وتفسيرٌ على المعنى، وهو الَّذي يذكرُهُ السَّلفُ.
وتفسيرٌ على الإشارةِ والقياسِ، وهو الَّذي ينحو إليه كثيرٌ من الصُّوفيَّةِ وغيرِهم). [2]
والتفسير على القياس موجودٌ في تفسيرِ السلفِ؛ لكنَّه أقلُّ من القسمين الآخَرين. ومن أمثلتِه، ما ورد في قوله تعالى: (فَلَمَّا زَاغُوا أزَاغَ الله) الصف: 5، أنها نزلتْ في الخوارجِ. [3]
فالمفسِّر انتزع هذا المقطع من الآيةِ، ونزَّله على الخوارجِ الذين لم يكونوا عند نزولِ هذه الآياتِ، وإنما جاءوا بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وانقطاع الوحي، وإذا نظرتَ إلى سياقِ الآيةِ، وجدتَ أنه في الحديثِ عن بني إسرائيل، وأنهم هم الموصوفون بهذا الوصف، قال الله تعالى: (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) الصف: 5
والمفسِّرُ هنا إنما أراد أنْ يُنبِّه إلى دخولِ الخوارجِ في حكمِ هذه المقطع من الآيةِ، وأنهم مثالٌ لقومٍ مالوا عن الحقِّ، فأمالَ اللهُ قلوبهم جزاءً وفاقاً لميلِهم، وتنْزيل ذلك المقطع من الآية على الخوارجِ إنما هو على سبيلِ القياسِ بأمرِ بني إسرائيلَ، وليس مراده أنهم هم سبب نزولها، فهذا لا يقول به عاقل.
وعلى هذا يُقاسُ ما وردَ عن السلفِ في حكايةِ نزولِ بعض الآياتِ في أهلِ البدعِ، وأنهم أرادوا التنبيه على دخولهم في حكم الآيةِ، لا أنهم هم المعنيون بها دون غيرهم، خاصةً إذا كانَ المذكورون غيرُ موجودينَ في وقتِ التنْزيل؛ كأهلِ البدعِ الذينَ نُزِّلتْ عليهم بعضُ الآياتِ، واللهُ أعلمُ.
قال الشاطبي: (…كما قاله القاضي إسماعيل ـ في قوله تعالى: (إنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيءٍ) الأنعام: 159 بعد ما حكى أنها نزلت في الخوارج ـ: وكأنَّ القائل بالتخصيص، والله أعلم،لم يقل به بالقصد الأول، بل أتى بمثالٍ مما تتضمنه الآية؛ كالمثال المذكور، فإنه موافق لما قال، مشتهراً (كذا) في ذلك الزمان، فهو أولى ما يمثل به، ويبقى ما عداه مسكوتاً عن ذكره عند القائل به، ولو سئل عن العموم لقال به.
وهكذا كل ما تقدم من الأقوال الخاصة ببعض أهل البدع، إنما تحصل على التفسير، ألا ترى أن الآية الأولى من سورة آل عمران إنما نزلت في قصة نصارى نجران؟! ثمَّ نُزِّلت على الخوارج، حسبما تقدم، إلى غير ذلك مما يذكر في التفسير، إنما يحملونه على ما يشمله الموضع بحسب الحاجة الحاضرة لا حسب ما يقتضيه اللفظ لغةً.
وهكذا ينبغي أن تفهم أقوال المفسرين المتقدمين، وهو الأولَى لمناصبهم في العلم، ومراتبهم في فهم الكتاب والسنة). [4]
وفي قوله تعالى: (وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) الأنفال: 71 قال ابن عطيَّةَ (ت: 542): (وأما تفسير الآية بقصة عبد الله بن أبي السرح، فينبغي أن يُحرَّرَ، فإن جُلبتْ قصةُ عبد الله بن أبي السرح على أنها مثالٌ، كما يمكن أن تُجْلَبَ أمثلةٌ في عصرنا من ذلك، فحسنٌ. وإن جُلبت على أنَّ الآية نزلت في ذلك، فخطاٌ؛ لأنَّ ابن أبي السرحِ إنما تبيَّن أمره في يوم فتح مكة، وهذه الآية نزلت عَقِيبَ بدرٍ). [5]
وفي قوله تعالى: (فَأَمَّا الْأِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ) الفجر: 15 ـ 20
قال ابن عطية (ت: 542): (ذكر الله تعالى في هذه الآية ما كانت قريش تقوله وتستدلُّ به على إكرام الله تعالى وإهانته لعبده، وذلك أنهم كانوا يرون أن من عنده الغنى والثروة والأولاد، فهو المُكرَم، وبضدِّه المهانُ.
ومن حيثُ كان هذا المقطع غالباً على كثير من الكفار، جاء التوبيخُ في هذه الآية لاسم الجنسِ؛ إذ قد يقع بعض المؤمنين في شيء من هذا المنْزع [6]، ومن ذلك حديث الأعرابِ الذين كانوا يقصدون المدينة على النبي صلى الله عليه وسلم، فمن نال منهم خيراً، قال: هذا دين حسنٌ، ومن نال منهم شرٌّ، قال: هذا دين سوءٍ). [7]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/86)
وقال ابن عطية (ت: 542) في قوله تعالى: (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ) الأنبياء: 1: (وقوله تعالى: (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ) عامٌّ في جميع الناسِ، وإن كان المشارُ إليه في ذلك الوقت كفار قريشٍ، ويدلُّ على ذلك ما بعدها من الآياتِ، وقوله: (وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ)؛ يريد: الكفار.
قال القاضي أبو محمد [8] رحمه الله: (ويتَّجِهُ من هذه الآيةِ على العُصاةِ من المؤمنين قِسْطُهُم.
وقوله تعالى: (ما يأتيهم) وما بعدها مختصٌّ بالكفارِ). [9]
وقال في قوله تعالى: (وَإِذَا مَسَّ الْأِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَائِماً فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) يونس: 12).
وقوله: (مرَّ) يقتضي أن نزولها في الكفار، ثم هي بَعْدُ تتناول كل من دخل تحت معناها من كافرٍ أو عاصٍ). [10]
وقد ذكر الشنقيطي (ت: 1393) ـ في معرضِ ردِّه على التقليدِ ـ آياتٍ في النهي عن التقليدِ، فقال: (… وقال جل وعز: (وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ، قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ) الزخرف: 23 ـ 24، فمنعهم الاقتداء بآبائهم من قبول الاهتداء، فقالوا: إنا بما أرسلتم به كافرون.
وفي هؤلاء ومثلهم قال الله عزَّ وجل: (إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ) الأنفال: 22، وقال: (إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ، وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّأُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ) البقرة: 166 ـ 167، وقال عز وجل ـ عائباً لأهل الكفر وذامّاً لهم ـ: (ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون قالوا وجدنا آباءنا كذلك يفعلون) [11]، وقال: (وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا) الأحزاب: 67، ومثل هذا في القرآن كثير في ذمِّ تقليد الآباء والرؤساء.
وقد احتجَّ العلماء بهذه الآيات في إبطال التقليد، ولم يمنعهم كفرُ أولئك [12] من الاحتجاج بها؛ لأنَّ التشبيه لم يقع منهم من جهة كفرِ أحدهما وإيمانِ الآخرِ، وإنما وقع التشبيه بين التقليدين بغير حجةٍ للمقلِّد، كما لو قلَّد رجلٌ، فكفرَ، وقلَّدَ آخرٌ، فأذنبَ، وقلَّدَ آخرٌ في مسألةِ دنياه، فأخطأ وجهها، كان كلُّ واحدٍ ملوماً على التقليدِ بغيرِ حجةٍ؛ لأنَّ كل تقليدٍ يشبه بعضه بعضًا، وإن اختلفت الآثامُ). [13]
ومن هذه النقولِ يتحصَّلُ ما يأتي:
1 ـ أنَّ مثلَ هذه التفاسيرِ أو الاستشهادات إنما جاءتْ على سبيلِ القياسِ.
2 ـ أنَّ هذا الأسلوبَ معروفٌ في السنة وآثار السلف ومن جاء بعدهم من العلماءِ، ولذا حكموا بإبطالِ التقليدِ اعتمادًا على الآياتِ النازلةِ في الكفارِ.
3 ـ أنَّ القياسَ إنما هو بالاتصافِ بشيءٍ من أوصافِ الكفارِ التي قد تقع من عموم الناسِ. أما الأوصاف التي تختصُّ بوصف الكفرِ الأكبر؛ كنواقض الإسلام العشرة التي ذكرها الشيخ محمد بن عبد الوهاب، فهذه لو عمل بشيء منها فإنه يخرج عن مسمى الإيمان إلى الكفر، ولا يدخل في ما سيق البحث من أجله.
وليس يلزمُ من تنْزيلِ الحكمِ بشيءٍ من أوصافِ الكفارِ على أحدِ العصاةِ، أنه مُتَّصفٌ بكاملِ أوصاف الكفارِ، وإلاَّ لكان الكلامُ عن كفارٍ، لا عن مؤمنينَ، وهذا ما وضَّحه الشنقيطيُّ (ت: 1393) في المثال الذي ذكره في حكمِ التقليدِ.
ضوابط وتنبيهات في مسألة الاستشهاد وما جرى مجراها:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/87)
أولاً: يحسُنُ ذكرُ مدلولِ الآيةِ المطابقِ، وهو أنها نازلةٌ في الكفارِ، وأنه يُستفادُ منها أنَّ من اتصف بهذه الصفةِ من المسلمينَ، فأنه يُلحقُ بحكم الكفارِ، ولكنْ كلٌّ بِحَسَبِه، فهذا كافرٌ كفراً محضاً، وهذا مسلمٌ عاصٍ وافق الكفارَ في هذه الصفةِ، واللهُ أعلمُ.
ثانيًا: إنَّ من سلكَ هذا الطريقَ، فإنه لا يصحُّ أنْ يقصِرَ الآيةَ على ما فسَّرَ به قياساً، ولو فعلَ لكانَ فِعْلُه تحكُّماً بلا دليلٍ، كما هو حالُ أهل البدعِ، والتَّحَكُّمُ لا يَعجزُ عنه أحدٌ.
ثالثًا: يلزمُ أن يكونَ بين معنى الآيةِ الظاهرِ وبين ما ذكرَه من الاستشهاد أو التفسيرِ قياساً ارتباطٌ ظاهرٌ، وإلاَّ كانَ الاستشهاد بالآية أو حملُها على التفسيرِ القياسيِّ خطأً.
وليعلم أنَّ الاستشهاد أشبهَ حكاية الأمثال التي يتمثَّلُ بها الناس في محاوراتهم، مع ملاحظة الفارقِ بين الأمرين كما سيأتي، فكم من الناس يتمثَّل بقول الشاعر:
تكاثرت الظباء على خراش فما يدري خراش ما يصيد
وخراش في هذا البيت كلب صيدٍ، وقد يحسبه السامعون اسم رجلٍ، والاستشهاد به على أنه كلب ليس يعني أبدًا أنَّ المستشهد عليه يكون كلبًا، فالمثل يُحكى كما قيل، ويستفاد منه في الأحوال المشابهة لأصل المثل، ولا يعني هذا التماثل في كل شيء.
غير أنَّ الاستشهاد بالآية القرآنية يلزم منه معرفة الأصل الذي تدلُّ عليه الآيةُ، وإلاَّ لما أمكن إدراك وجه الشبه بين المستشهَد به والمستشهَدِ عليه.
كما يلزم إثبات ذلك الأصل والقولَ به، ثمَّ الاستدلال به بعد ذلك، وهذا لا يلزم في المثلِ، فكم من مثل تنَزِّله على واقعة معيَّنة، وأنت لا تعرف أصل حكاية هذا المثلَ، ولا يضير هذا شيئًا إن كنت تعرف مكان ضربه، وهذا ما لا يتأتَّى مع آيات القرآن.
ومما يُنبَّه عليه هنا أنه لا يجوز الاستشهاد بالقرآن في مواطن الهزل، فهذا حرام لا يجوز القول به، ومثله الاقتباس الذي يعمله بعض الشعراء في شعرهم، فيدخلون مقطعًا من آيةٍ في مواطن هزلية أو غير لائقة بالقرآن، فيجب الحذر من ذلك؛ لنه من المحرمات، فالقرآن جِدٌّ كلُّه ليس فيه هزل، كما قال تعالى: (إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ، وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ) الطارق: 14
وأخيرًا، يجبُ أن يُعلمَ أنَّ هذا الاستشهاد أو حمل الآية على التفسير بالقياس أنه من التفسيرِ بالرأي، ولذا يلزمُ الحذرُ منه، والتأكُّدُ من صحةِ حملِ الآيةِ عليه.
ـــــــــ
* الحواشي:
(1) انظر الدر المنثور (7:445 - 446) وقد أخرجه سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر والحاكم والبيهقي، كما أورد السيوطي عدة آثار عن عمر بن رضي الله عنه في نفس المعنى (7:446 - 447).
(2) التبيان في أقسام القرآن، تحقيق طه شاهين ص 51
(3) ورد ذلك عن أبي أمامة، انظر تفسير الطبري. ط. الحلبي (28:86 - 87)
(4) الاعتصام للشاطبي، تحقيق محمد رشيد رضا (1:103)
(5) المحرر الوجيز، ط. قطر (6:386 - 387)
(6) نقل الطاهر بن عاشور هذه الجملة عن ابن عطية، ولم يعترض عليها، انظر: التحرير والتنوير (30:326 - 327)
(7) المحرر الوجيز، ط. قطر (10:122)
(8) هو ابن عطية.
(9) المُحرر الوجيز، ط. قطر (10:122)
(10) المحرر الوجيز، ط. قطر عند تفسير الآية.
(11) كذا وردت عند الشيخ، وفي هذا وهم لأنه جمع بين آيتين من سورتين مختلفتين فيهما القصة نفسها، والآيات التي تصلح لغرضه ما في سورة الشعراء من قوله تعالى: (واتل علهم نبأ إبراهيم .. ) إلى قوله: (قالوا وجدنا آباءنا كذلك يفعلون). الشعراء:69 - 74
(12) يقصد فكر المقلدين من الكفار الذين نزلت الآيات حاكية أمرهم في تقليد الآباء والرؤساء.
(13) أضواء البيان (7:490 - 491)
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=46
ـ[المسيطير]ــــــــ[17 - 03 - 04, 08:38 ص]ـ
مشايخنا الأفاضل /
جزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم وفي علمكم وجهودكم.
ـ[البدر المنير]ــــــــ[21 - 03 - 04, 01:39 م]ـ
الشيخ زياد حفظه الله، هل ممكن تفيدني من أين فهمت كلام عائشة رضي الله عنها كما ذكرت.
وجزاك الله خيرا
ـ[البدر المنير]ــــــــ[21 - 03 - 04, 11:30 م]ـ
بانتظارك ياشيخ زياد
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[22 - 03 - 04, 12:58 ص]ـ
الاخ الفاضل البدر المنير:
أصل كلام عائشة هو في خلق افعال العباد للبخارى رحمه الله وقد ذكر ذلك ابن حجر وتمام كلامها يدل على مقصودها رضى الله عنها وابيها وارضاهم.
وقد ذكر ابن حجر بقية الروايات ومن كلامها:
يا عبيد الله بن عدي لا يغرنك أحد بعد الذين تعلم فوالله ما احتقرت من أعمال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نجم النفر الذين طعنوا في عثمان ... فأذا رأيت عمل امرئ مسلم فقل: (اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون .. ). ولايستخفنك عمل أمرئ أحد.
أي لاتغتر بعمل مسلم ظاهره العباده والورع , فحمل كلام عائشه رضى الله عنها على سياق الاية الموافق للظاهر أولى.
والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/88)
ـ[البدر المنير]ــــــــ[22 - 03 - 04, 08:57 م]ـ
الشيخ زياد بن منيف العضيلة
رفع الله مقامك في الدنيا والآخرة
ـ[عصام البشير]ــــــــ[22 - 03 - 04, 09:23 م]ـ
هل يدخل في هذا الباب قول بعضهم إذا رأى شيئا نهايته حسنة: (ختامه مسك)، فاهما أن الختام في الآية هو نهاية الشيء وخاتمته ..
ـ[عبدالقاهر]ــــــــ[06 - 04 - 04, 11:09 م]ـ
الامام ابن القيم رحمه الله تعالى اثنى على كتابه (روضة المحبين) في المقدمة ثم ختم بقوله: والله متولى سريرة العبد وكسبه، وهو سبحانه عند لسان كل قائل وقلبه، ((وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى علم الغيب والشهدة فينبئكم بما كنتم تعملون)).
ـ[سلطان العتيبي]ــــــــ[07 - 04 - 04, 06:06 م]ـ
? وَقُلِ ?عْمَلُواْ فَسَيَرَى ?للَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَ?لْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى? عَالِمِ ?لْغَيْبِ وَ?لشَّهَادَةِ فَيُنَبئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ?
قال مجاهد: هذا وعيد يعني من الله تعالى للمخالفين أوامره بأن أعمالهم ستعرض عليه تبارك وتعالى وعلى الرسول r وعلى المؤمنين.
قال البغوي: قيل: (في) رؤية الرسول بإعلام الله تعالى? إيّاه، ورؤية المؤمنين بإيقاع المحبة في قلوبهم لأهل الصلاح، والبغضة لأهل الفساد.
` وهذا كائن لا محالة يوم القيامة كما قال: ?يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لاَ تَخْفَى? مِنكُمْ خَافِيَةٌ ? [الحاقة:81] وقال تعالى: ?يَوْمَ تُبْلَى? ?لسَّرَائِرُ ? [الطارق:9] وقال: ?وَحُصّلَ مَا فِى ?لصُّدُورِ ? [العاديات:01] `وقد يظهر ذلك للناس في الدنيا، كما قال الإمام أحمد: حدثنا حسن بن موسى، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد t عن رسول الله r أنه قال: «لو أن أحدكم يعمل في صخرة صماء ليس لها باب ولا كوة لأخرج الله عمله للناس كائناً ما كان».
وفي هذا الحديث علتان:
(1) عبدالله بن لهيعة ضعيف.
(2) رواية دراج عن أبي الهيثم ضعيفة.
`وقد ورد: أن أعمال الأحياء تعرض على الأموات من الأقرباء والعشائر في البرزخ، كما قال أبو داود الطيالسي: حدثنا الصلت بن دينار عن الحسن عن جابر بن عبد الله t قال: قال رسول الله r:
« إن أعمالكم تعرض على أقربائكم وعشائركم في قبورهم، فإن كان خيراً استبشروا به، وإن كان غير ذلك قالوا: اللهم ألهمهم أن يعملوا بطاعتك».
وفي الحديث علتان:
(1) الصلت بن دينار ناصبي متروك.
(2) الانقطاع بين الحسن وجابر t.
وقال الإمام أحمد: أخبرنا عبد الرزاق عن سفيان عمن سمع أنساً يقول: قال النبي r : « إن أعمالكم تعرض على أقاربكم وعشائركم من الأموات فإن كان خيراً استبشروا به وإن كان غير ذلك قالوا اللهم لا تمتهم حتى تهديهم كما هديتنا».
وقال البخاري قالت عائشة t : إذا أعجبك حسن عمل امرىء فقل ? ?عْمَلُواْ فَسَيَرَى ?للَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَ?لْمُؤْمِنُونَ ? [التوبة:501] وقد ورد في الحديث شبيه بهذا:
قال الإمام أحمد: حدثنا يزيد، حدثنا حميد عن أنس أن رسول الله r قال:
«لا عليكم أن تعجبوا بأحد حتى تنظروا بم يختم له، فإن العامل يعمل زماناً من عمره أو برهة من دهره بعمل صالح لو مات عليه لدخل الجنة ثم يتحول فيعمل عملاً سيئاً، وإن العبد ليعمل البرهة من دهره بعمل سيء لو مات عليه دخل النار ثم يتحول فيعمل عملاً صالحاً، وإذا أراد الله بعبده خيراً استعمله قبل موته» قالوا: يارسول الله وكيف يستعمله؟ قال: «يوفقه لعمل صالح ثم يقبضه عليه» تفرد به الإمام أحمد من هذا الوجه.
`ورأيت في تفسير القاسمي (4/ 201) - نقلاً عن المهايمي – وقوَّى المعنى لشدة ارتباطه:
?وقل? أي لأهل التوبة والتزكية والصلاة , لا تكتفوا بل?اعملوا?جميع ما تؤمرون به?فسيرى الله عملكم?أي فيزيدكم قرباً على قرب?ورسوله?فيزيدكم صلوات?والمؤمنون? فيتبعونكم, فيحصل لكم أجرهم, من غير أن ينقص من أجورهم شيءٌ.
ـ[المسيطير]ــــــــ[08 - 02 - 05, 12:07 ص]ـ
وفي تعليق سماحة الإمام ابن باز رحمه الله تعالى على تفسير ابن كثير بتاريخ 10/ 6/1419هـ عند قوله تعالى:" ? وَقُلِ ?عْمَلُواْ فَسَيَرَى ?للَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَ?لْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى? عَالِمِ ?لْغَيْبِ وَ?لشَّهَادَةِ فَيُنَبئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُون).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/89)
وعندما سُئل عن وضع هذه الآية على شهادات المدارس قال:" كون الآية تكون على شهادات المدارس لا أعرف له أصل ".أ. هـ
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[08 - 02 - 05, 11:27 م]ـ
قال الرازي في تفسيره لهذه الآية: (اعلم أن هذا الكلام جامع للترغيب والترهيب، وذلك لأن المعبود إذا كان لا يعلم أفعال العباد لم ينتفع العبد بفعله ....
فقوله: {وَقُلِ ?عْمَلُواْ فَسَيَرَى ?للَّهُ عَمَلَكُمْ} ترغيب عظيم للمطيعين، وترهيب عظيم / للمذنبين، فكأنه تعالى قال: اجتهدوا في المستقبل، فإن لعملكم في الدنيا حكماً وفي الآخرة حكماً. أما حكمه في الدنيا فهو أنه يراه الله ويراه الرسول ويراه المسلمون، فإن كان طاعة حصل منه الثناء العظيم والثواب العظيم في الدنيا والآخرة، وإن كان معصية حصل منه الذم العظيم في الدنيا والعقاب الشديد في الآخرة. فثبت أن هذه اللفظة الواحدة جامعة لجميع ما يحتاج المرء إليه في دينه ودنياه ومعاشه ومعاده.)
وسياق الآية لا يظهر منه أنها نزلت في المنافقين، وهذا هو سياقها:
{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100) وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ (101) وَآَخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآَخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (102) خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103) أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (104) وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (105) وَآَخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (106)}
والآية التي تخبر عن حال المنافقين هي قوله تعالى: {يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُلْ لَا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (94)}
وقد ذكر ابن العربي في أحكامه في التفريق بين الآيتين ما خلاصته: قوله سبحانه: {وَقُلِ ?عْمَلُواْ فَسَيَرَى ?للَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ} [التوبة:105] هذه الآية نزلَتْ بعد ذكر المؤمنين، ومعناها: الأمر، أي: ?عملوا بما يُرْضِي اللَّه سبحانه، وأمَّا الآية المتقدِّمة، وهي قوله تعالى: {قَدْ نَبَّأَنَا ?للَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ} [التوبة:94] و {وَسَيَرَى ?للَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ}؛ فإنها نزلت بعد ذكْر المنافقين، ومعناها: التهديد؛ وذلك لأن النفاق موضِعُ ترهيبٍ، والإيمانُ موضعُ ترغيبٍ، فقوبل أهْلُ كلِّ محلٍّ من الخطاب بما يليقُ بهم. انتهى بتصرف.
وجاء في تفسير ابن عاشور: التحرير والتنوير ما نصه: (عطف على جملة: {أَلَمْ يَعْلَمُو?اْ أَنَّ ?للَّهَ هُوَ يَقْبَلُ ?لتَّوْبَةَ} (التوبة: 104) الذي هو في قوة إخبارهم بأن الله يقبل التوبة وقل لهم اعملوا، أي بعد قبول التوبة، فإن التوبة إنما ترفع المؤاخذة بما مضى فوجب على المؤمن الراغب في الكمال بعد توبته أن يزيد من الأعمال الصالحة ليجبر ما فاته من الأوقات التي كانت حقيقة بأن يعمرها بالحسنات فعمرها بالسيئات فإذا وردت عليها التوبة زالت السيئات وأصبحت تلك المدة فارغة من العمل الصالح، فلذلك أمروا بالعمل عقب الإعلام بقبول توبتهم لأنهم لما قُبلت توبتهم كان حقاً عليهم أن يدلوا على صدق توبتهم وفرط رغبتهم في الارتقاء إلى مراتب الكمال حتى يَلحقوا بالذين سبقوهم، فهذا هو المقصود، ولذلك كان حذف مفعول {?عْمَلُواْ} لأجل التعويل على القرينة، ولأن الأمر من الله لا يكون بعمل غير صالح. والمراد بالعمل ما يشمل العمل النفساني من الاعتقاد والنية. وإطلاق العمل على ما يشمل ذلك تغليب.
وتفريع {فَسَيَرَى ?للَّهُ عَمَلَكُمْ} زيادة في التحْضيض. وفيه تحذير من التقصير أو من ارتكاب المعاصي لأن كون عملهم بمرأى من الله مما يبعث على جعله يرضي الله تعالى. وذلك تذكير لهم باطلاع الله تعالى بعلمه على جميع الكائنات. وهذا كقول النبي صلى الله عليه وسلم في بيان الإحسان: «هو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك».)
وهو صريح في ارتباط الآية بما قبلها من الدعوة إلى التوبة، وأنها في شأن المؤمنين.
وعليه؛ فالقول بأن الآية المسؤول عنها نزلت في المنافقين فيه نظر. والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/90)
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[11 - 02 - 05, 12:41 ص]ـ
نبه على هذا الخطأ شيخنا المستنير حفظه الله في شرحه على الواسطية
ـ[أبو لجين]ــــــــ[12 - 02 - 05, 03:27 م]ـ
(وقل عملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون .. )
هل أعمال المؤمنين تعرض على الناس؟
ولكن أعمال المنافقين والكفار تعرض على الناس نكاية فيهم وفضيحة لهم
والصالح يقول (هاؤم اقرأوا كتابيه، إني ظننت أني ملاق حسابيه)
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[14 - 02 - 05, 12:17 ص]ـ
بارك الله في الجميع .. وأخص بالذكر الأخ أبا مجاهد العبيدي
فإن الآية التي نزلت في المنافقين هي قوله تعالى {يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُلْ لَا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (94)}.
وجاء تفسير الآية الأخرى المذكورة على أنها حض للمؤمنين المخلصين.
ـ[المسيطير]ــــــــ[05 - 07 - 07, 05:19 م]ـ
نبهت بعض الأكارم عن ذلك ..... فطلبوا البديل.
فما رأيكم؟.
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[21 - 09 - 07, 12:23 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
العبرة بعموم اللفظ، ولو أخذنا بمبدأ السياق في تحري مواضع الاستدلال لأبطلنا الكثير من القواعد والأصول الفقهية كقوله تعالى: " فاسألوا أهل الذكر "، " فبهداهم اقتده "، " إن الظن لا يغني من الحق شيئا " ...
والله أعلم بالصواب
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[21 - 09 - 07, 07:08 م]ـ
ممثل مصري اسمه عبد الوارث عسر سمعته ذات يوم بالإذاعة - والمذيعة تسأله - يقول:
تعلمت تغيير صوتي بما يناسب الموقف الذي أنا فيه من خلال القرآن.
فسالته المذيعة: وكيف ذلك يا أستاذ؟
قال: من قوله تعالى " وإن يقولوا تسمع لقولهم "!!!!!!!!
هل رأيتم أعجب من هذا الاستدلال؟
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[23 - 09 - 07, 07:16 م]ـ
الاستدلال بالآيات القرآنية يسمى اقتباساً وهو على أنواع، منه الجائز ومنه المنهي، والمنهي منه ما نُسِبِ فيه الكلام الذي نسبه المولى سبحانه وتعالى
لنفسه؛ إلى غيره، فمثلاًتضمين قوله تعالى {واصطنعتك لنفسي} سورة طه]
لمحبة شخص لاآخر فهذا لايجوز، وتضمين ايضا بعض مرضى النفوس عن النساء قوله تعالى {وزيناها للناظرين}
ـ[سالم عدود]ــــــــ[23 - 09 - 07, 08:24 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[25 - 09 - 07, 12:43 ص]ـ
وفي تعليق سماحة الإمام ابن باز رحمه الله تعالى على تفسير ابن كثير بتاريخ 10/ 6/1419هـ عند.أ. هـ
أخي المسيطير أحسن الله إليك هل بإمكانك أن تعطينا نبذة عن هذه التعليقات؟
و هل هي كثيرة؟
و هل طبعت؟
ـ[قيس]ــــــــ[02 - 10 - 07, 02:03 ص]ـ
السلام عليكم ,
جزاكم الله خيرا , لقد ناقشتم الموضوع. فما هي الخلاصة؟
برجاء ان يتم ختم الموضوع بخلاصة , اما من قبل كاتب الموضوع ,
او من قبل المشرفين , لنعلم على ماذا تم الاتفاق.
شكرا و جزاكم الله خيرا
و بارك الله فيكم
و زادكم من علمه
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[06 - 10 - 08, 04:31 م]ـ
السلام عليكم ,
جزاكم الله خيرا , لقد ناقشتم الموضوع. فما هي الخلاصة؟
برجاء ان يتم ختم الموضوع بخلاصة , اما من قبل كاتب الموضوع ,
او من قبل المشرفين , لنعلم على ماذا تم الاتفاق.
شكرا و جزاكم الله خيرا
و بارك الله فيكم
و زادكم من علمه
للفائدة:
لا أزعم انها الخلاصة،ولكن أسأل الله العلي العظيم أن يطرح فيها البركة.
العنوان:
الاستدلال بالآيات في غير موضعها (2)
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=13060
والله أعلم وأحكم.
ـ[أبو أحمد السكندرى]ــــــــ[07 - 10 - 08, 06:28 ص]ـ
مشايخنا الأفاضل /
جزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم وفي علمكم وجهودكم.
ـ[أبو عُمر يونس الأندلسي]ــــــــ[09 - 11 - 08, 03:29 م]ـ
ما شاء الله تبارك الله
زادكُم الله علما و نفع بكم
ـ[المسيطير]ــــــــ[04 - 12 - 09, 04:37 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/91)
تأكيدا لماذكره الشيخ الدكتور / أبومجاهد العبيدي وفقه الله تعالى في المشاركة ... أنقل لكم ماذكره الدكتور / فاضل السامرائي حفظه الله .. في لقاء معه بعنوان " لمسات بيانية في القرآن الكريم "، حيث قال وفقه الله:
وردت آيتان كريمتان تتحدثان عن أمر واحد في سورة واحدة ... ومع ذلك اختلف التعبير في كل منها:
أخبر الله تعالى بأنه سيرى العمل هو ورسوله في قوله تعالى في سورة التوبة: " وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ".
وأخبر في آية تالية في نفس السورة بأنه سيرى عملهم هو ورسوله والمؤمنون وذلك في قوله تعالى: " وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ".
الآية الأولى: كانت في سياق الحديث عن المنافقين ... وهم كفار اتخذوا وسيلة إظهار الإسلام وإبطان الكفر محاولة يائسة لنقض الإسلام من داخله ...
أما الثانية: فقد جاءت في سياق الحديث عن المؤمنين الصالحين ودعوتهم إلى العمل الصالح وخاصة دفع الزكاة.
جاء حذف كلمة " والمؤمنون " في سياق الآية الأولى لأن الكلام فيها عن المنافقين ... ولطبيعة النفاق فإن المسلمين لا يعلمون ما يخفي المنافق في قلبه، لأنهم لا يعلمون الغيب.
والله تبارك وتعالى عالم السر وأخفى أخبر سيدنا محمدا بأسمائهم كلهم.
هم قدموا أعذارهم المقبولة ظاهريا أمام المسلمين ولكن الله ورسوله يعلمان كذبها، لكن باقي المؤمنين لا يعلمون ذلك.
أما في الآية الثاني فهي في سياق الحديث عن أعمال المسلمين الظاهرة المكشوفة من صلاة وزكاة ... يراها إخوانهم المسلمون ويطلعون عليها.
وهناك قضية أخرى وهي سر التعبير بـ (ثم) في الآية الأولى والتعبير بالواو في الآية الثانية.
بيَّن ذلك الكرماني بقوله: " الآية الأولى في المنافقين ولا يطلع على ضمائرهم إلا الله ثم رسوله بإطلاع الله إياه ... والثانية في المؤمنين وطاعات المؤمنين وعاداتهم الظاهرة لله ولرسوله وللمؤمنين.
وختم آية المنافقين بقوله " ثم تردون " فقطعه عن الأول لأنه وعيد.
وختم آية المؤمنين بقوله " وستردون " لأنه وعد ... فبناه على قوله " فسيرى الله عملكم " ... "
وفي اختلاف التعبير دلالة أيضا على استعجال الوعد وعدم استعجال الوعيد:
وعدُ الله للمؤمنين بقبول أعمالهم مباشرة ... فالصدقة تقع في يد الله تعالى قبل وقوعها في يد الفقير ... وفي ذلك إشارة إلى عاجل بشرى المؤمن.
ووعيد الكفار بفضحهم وتعذيبهم في نار جهنم .. إن لم يتوبوا.
(ثم) تفيد الترتيب مع التراخي .. وهي تحمل معنى إمهالهم وعدم التعجيل بعذابهم لفتح باب التوبة لهم ليعودوا ...
وإلا فلا يظنون ـ إن طال بهم الأمد ـ أن الله راضٍ عنهم أو نسيهم ... إن الله يمهل ولا يهمل ... فإن لم ينالوا عذابهم في الدنيا ... فعذاب الآخرة أشد.
فهل أحلم من الله على عباده ..
--
نقل ذلك الأستاذ / عبد الرحيم الشريف قد ذكرها في موقع " موسوعة الإعجاز العلمي ".
ـ[أبو يوسف الحلبي]ــــــــ[19 - 12 - 09, 10:48 ص]ـ
ما شاء الله لا قوة إلا بالله، موضوع جميل مفيد جداً.
جزاكم الله خيراً.
ـ[أبو عمر محمد بن إسماعيل]ــــــــ[03 - 05 - 10, 01:22 م]ـ
بارك الله فيكم(2/92)
تفسير " روح المعاني " من التفاسير السلفية؟
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[15 - 03 - 04, 09:43 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
في الشريط الذي أرشدنا إليه أخونا الفاضل / عبد الله زكريا .. و الذي هو للشيخ الحويني ـ حفظه الله تعالى و رضي عنه ـ،، في هذا الشريط تكلم الشيخ على منهجية طلب العلم، و تكلم على التفاسير، و ذكر أن من التفاسير السلفية (روح المعاني) للألوسي ..... !!
أوليس الألوسي صوفيا و يعتبر تفسيره من التفاسير الإشارية و من تفاسير أرباب البواطن؟!!
يقول الزرقاني في (مناهل العرفان):
[(2) و أما تفسير الألوسي فاسمه روح المعاني. و مؤلفه العلامة المحقق شهاب الدين السيد محمد الألوسي البغدادي مفتي بغداد المتوفى سنة 1270 سبعين و مائتين و ألف.
و هذا التفسير من أجل التفاسير و أوسعها و أجمعها. نظم فيه مرويات السلف بجانب أراء الخلف المقبولة، و ألف فيه بين ما يفهم بطريق العبارة و ما يفهم بطريق الإشارة رحمه الله و تجاوز عنه ....
و مما قاله في التفسير الإشاري بعد أن فسر قوله تعالى " و إذا قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة و أنتم تنظرون " إلى آخر الآيات بعدها. قال ما نصه:
و من مقام الإشارة في الآيات: و إذ قلتم يا موسى القلب، لن نؤمن الإيمان الحقيقي حتى نصل إلى مقام المشاهدة و العيان. فأخذتكم صاعقة الموت الذي هو الفناء في التجلي الذاتي. و أنتم تراقبون أو تشاهدون. ثم بعثناكم بالحياة الحقيقية. و البقاء بعد الفناء، لكي تشكروا نعمة التوحيد و الوصول بالسلوك في الله عز و جل. و ظللنا عليكم غمام تجلي الصفات، لكونها حجبت شمس الذات، إلخ ما قال.]
مناهل العرفان 2/ 84 ـ 85 طـ دار إحياء الكتب العربية ـ عيسى الحلبي
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[15 - 03 - 04, 10:21 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزى الله الشيخ محمد رشيد خيرا على هذه التنبيه
والتفسير الإشاري ينقسم إلى قسمين قسم مقبول وقسم غير مقبول
وقد بين ذلك الإمام ابن القيم رحمه الله في كتاب التبيان في أقسام القرآن، ونقله عنه السيوطي في الإتقان
ولعلي أذكر بعض الفوائد حول هذا الموضوع فيما بعد بإذن الله تعالى.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[15 - 03 - 04, 10:45 ص]ـ
وقال الذهبي في التفسير والمفسرون (2/ 356) (والآلوسي سلفي المذهب سني العقيدة، ولهذا تراه كثيرا ما يفند آراء المعتزلة والشيعة، وغيرهم من أصحاب المذاهب المخالفة لمذهبه) انتهى.
وقد فصل كذلك في التفسير الإشاري في كتابه هذا (2/ 357 - 378) عن التفسير الإشاري وضوابط قبوله والمقبول منه والمذموم
وقال (2/ 379) أهم كتب التفسير الإشاري
من العلماء من وجه همته إلى التفسير الظاهر ولم يلتفت للتفسير الإشاري كالبيضاوي والزمخشري مثلا، ومنهم من جعل غالب همه التفسير الظاهر وتعرض للتفسير الإشاري بقدر كما فعل النيسابوري والآلوسي 000)
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[15 - 03 - 04, 10:53 ص]ـ
وقال رحمه الله في التفسير والمفسرون (2/ 377)
شروط قبول التفسير الإشاري
تبين لنا مما سبق أن التفسير منه ماهو مقبول ومنه ماليس بمقبول فعلينا بعد ذلك أن نذكر الشروط التي يجب أن تتوفر في التفسير الإشاري وإن كنا تعرضنا لإهميتها فيما سبق_ حتى يكون التفسير الإشاري مقبولا وإليك هذه الشروط
أولا: أن لايكون التفسير الإشاري منافيا للظاهر من النظم القرآني الكريم.
ثانيا: أن يكون له شاهد شرعي يؤيده.
ثالثا: أن لايكون له معارض شرعي أو عقلي.
وهذه الشروط الثلاثة قد أوضحناها فيما سبق، فلا حاجة بنا إلى إعادة توضيحها
رابعا: أن يدعي أن التفسير الإشاري هو المقصود وحده دون الظاهر، بل لابد أن نعترف بالمعنى الظاهر أولا، إذ لايطمع في الوصول إلى الباطن قبل أحكام الظاهر (ومن إدعى فهم أسرار القرآن ولم يحكم التفسير الظاهر فهو كمن ادعى البلوغ إلى صدر البيت قبل أن يجاوز الباب (الإتقان للسيوطي (2ص184) انتهى.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[15 - 03 - 04, 11:15 ص]ـ
والآلوسي رحمه الله له في تفسيره كذلك شطحات ومخالفات عقدية، والذهبي رحمه الله صاحب كتاب التفسير والمفسرون يعتبر الأشاعرة من أهل السنة، وعنده توسع في هذا الأمر
وينظر للفائدة هذا الرابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=482&highlight=%C7%E1%C5%D4%C7%D1%ED
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[15 - 03 - 04, 05:26 م]ـ
ولبعض إخواننا من طلبة العلم رسالة ماجستير في عقيدة الآلوسي من خلال تفسيره لعلي أنقل لكم خلاصتها.
وقد حضرت مناقشته وكان المناقشون لها من غير أهل السنة! ومنهم أحمد نوفل
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[15 - 03 - 04, 08:29 م]ـ
جزاكم الله خيراً على الإفادة ...
يضاف شرطٌ خامس: وهو أن توجد علاقة لغويةٌ لغوية بين اللفظة القرآنية والمعنى المشار إليه،،،
ومن ثمَّ فتفسير بعض الرافضة للبقرة بأم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها وأرضاها ـ باطلٌ زائفٌ، لعدم العلاقة اللغوية بين هذه وتلك ... في لسان العرب!
وهكذا "مرج البحرين يلتقيان" لا علاقة بين أمير المؤمنين، وبنت سيد المرسلين ـ عليهما الرضوان من الله ـ وبين هذين البحرين!
وهكذا كل التأويلات الباطلة؛ يمكن ردها بهذا الشروط.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/93)
ـ[عصام البشير]ــــــــ[15 - 03 - 04, 09:10 م]ـ
شيخنا الفقيه
أحسن الله إليك
هل يمكن إيراد بعض الأمثلة عن تفسيرات إشارية توفرت فيها الضوابط المذكورة في كلام الشيخ الذهبي رحمه الله؟
وثانيا:
أليس هذا التفسير الإشاري - ولو بهذه الضوابط - مخالفا لما كان عليه هدي السلف رضوان الله عليهم من التشديد في تفسير القرآن والحث على التوقف فيه إن لم يكن عليه دليل ثابت من الكتاب أو السنة أو لغة العرب؟
جزاكم الله خيرا.
ـ[ابو الوفا العبدلي]ــــــــ[16 - 03 - 04, 12:02 ص]ـ
كتاب التبيان لا تصح نسبته الى ابن القيم , والصواب أنه لابن النقيب الشافعي , وقد كنت قرأت بحثا في مجلة معهد المخطوطات لأحد الباحثين حول الموضوع ,لكن لا تطوله يدي الان.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[16 - 03 - 04, 12:23 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا أبا الوفاء
والكتاب الذي تقصده هو (الفوائد المشوق إلى علوم القرآن وعلم البيان)
وفي نسبته لابن القيم رحمه الله نظر، ينظر ابن القيم للشيخ العلامة بكر أبو زيد حفظه الله ص 290 - 291
وأما كتاب (التبيان في أقسام القرآن) فهو ثابت عن ابن القيم رحمه الله وقد أشار إليه في عدد من كتبه وقد سماه كذلك السيوطي في الإتقان (1/ 14 وهذا مما فات الشيخ بكر)
قال السيوطي في الإتقان ج: 2 ص: 350
(النوع السابع والستون في أقسام القرآن
أفرده ابن القيم بالتصنيف في مجلد سماه التبيان) انتهى.
وينظر ابن القيم حياته وآثاره ص 225 - 227) ففيه إثبات الكتاب وصحة نسبته لابن القيم رحمه الله.
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[16 - 03 - 04, 12:36 ص]ـ
الشيخ أبا الوفا ...
لعلكم تقصدون: الفوائد المشوق إلى علوم القرآن، الذي هو مقدمة تفسير ابن النقيب الشافعي ـ رحمه الله ـ. وقد وقفتُ على قطعةٍ منه رديئة الخط في معهد مخطوطات القاهرة. وأصله في تركيا، أظنها في مكتبة أحمد الثالث.
وهو الذي طبع ـ قديماً وحديثاً ـ منسوباً ـ خطأً ـ إلى ابن القيم ـ رحمه الله ـ، ومن وقف عليه جزم بذلك، لمخالقته أسلوب ابن القيم، واتجاهه في أصول الدين.
وقد حقق ذلك أحد المغاربة في رسالة ماجستير مخصصة في الموضوع.
أما "التبيان" فلا إخاله إلا صحيح النسب، ليس بهجينٍ، ولا مقرفٍ ... ونفَس ابن القيم فيه ظاهرٌ ...
على أنكم فارس هذا الميدان ... بارك الله فيكم
ثم وقفتُ على كلام شيخنا أبي عمر أعلاه بعد تحرير هذه الأسطر، فلله الحمد ...
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[16 - 03 - 04, 01:02 ص]ـ
زاك الله خيرا شيخنا الكريم
قال ابن القيم رحمه الله في التبيان ص 85 (مؤسسة الرسالة)
(وتفسير الناس يدور على ثلاثة أصول تفسير
على اللفظ وهو الذي ينحو إليه المتأخرون
وتفسير على المعنى وهو الذي يذكره السلف
وتفسير على الإشارة والقياس وهو الذي ينحو إليه كثير من الصوفية وغيرهم وهذا لا بأس به بأربعة شرائط أن لا يناقض معنى الآية وأن يكون معنى صحيحا في نفسه وأن يكون في اللفظ إشعار به وأن يكون بينه وبين معنى الآية ارتباط وتلازم فإذا اجتمعت هذه الأمور الأربعة كان استنباطا حسنا) انتهى.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[16 - 03 - 04, 01:09 ص]ـ
أمثلة على التفسير الإشاري المقبول
قال ابن القيم رحمه الله في اللتبيان ص 228 - 229 طبع الرسالة
في تفسير قوله تعالى (لايمسه إلا المطهرون)
ودلت الآية بإشارتها وإيمائها على أنه لا يدرك معانيه ولا يفهمه إلا القلوب الطاهرة
وحرام على القلب المتلوث بنجاسة البدع والمخالفات أن ينال معانيه وأن يفهمه كما ينبغي
قال البخاري في صحيحه في هذه الآية لا يجد طعمه إلا من آمن به
وهذا أيضا من إشارة الآية وتنبيهها وهو أنه لا يلتذ به وبقراءته وفهمه وتدبره إلا من شهد أنه كلام الله تكلم بها حقا وأنزله على رسوله وحيا ولا ينال معانيه إلا من لم يكن في قلبه حرج منه بوجه من الوجوه
فمن لم يؤمن بأنه حق من عند الله ففي قلبه منه حرج ومن لم يؤمن بأن الله سبحانه تكلم به وحيا وليس مخلوقا من جملة مخلوقاته ففي قلبه منه حرج
ومن قال إن له باطنا يخالف ظاهره وإن له تأويلا يخالف ما يفهم منه ففي قلبه منه حرج
ومن قال إن له تأويلا لا نفهمه ولا نعلمه وإنما نتلوه متعبدين بألفاظه ففي قلبه منه حرج
ومن سلط عليه آراء الآرائيين وهذيان المتكلمين وسفسطة المسفسطين وخيالات المتصوفين ففي قلبه منه حرج
ومن جعله تابعا لنحلته ومذهبه وقول من قلده دينه ينزله على أقواله ويتكلف حمله عليها ففي قلبه منه حرج
ومن لم يحكمه ظاهرا وباطنا في أصول الدين وفروعه ويسلم وينقاد لحكمه أين كان ففي قلبه منه حرج
ومن لم يأتمر بأوامره وينزجر عن زواجره ويصدق جميع أخباره ويحكم أمره ونهيه وخبره ويرد له كل أمر ونهي وخبر خالفه ففي قلبه منه حرج
وكل هؤلاء لم تمس قلوبهم معانيه ولا يفهمونه كما ينبغي أن يفهم
ولا يجدون من لذة حلاوته وطعمه ما وجده الصحابة ومن تبعهم
وأنت إذا تأملت قوله (لا يمسه إلا المطهرون)
وأعطيت الآية حقها من دلالة اللفظ وإيمائه وإشارته وتنبيهه وقياس الشيء على نظيره واعتباره بمشاكله وتأملت المشابهة التي عقدها الله سبحانه وربطها بين الظاهر والباطن فهمت هذه المعاني كلها من الآية وبالله التوفيق) انتهى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/94)
ـ[ابو الوفا العبدلي]ــــــــ[16 - 03 - 04, 04:04 ص]ـ
الشيخان الفاضلان الفقيه والنجدي
جزيتما خيرا على هذا التوضيح.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[16 - 03 - 04, 05:38 ص]ـ
ما شاء الله
ـ[محمد مصطفى المغربي]ــــــــ[28 - 10 - 06, 06:02 م]ـ
الأخوة الأفاضل
الألوسي في تفسيره روح المعاني متأثر جدا بغلاة الصوفية
وكثيرا ما يمدح في ابن عربي
ويسميه الشيخ الأكبر قدس سره
وهذا كثير جداً في تفسيره
ويطلق على غلاة الصوفية القائلين بوحدة الوجود سادتنا
كما قال في (1/ 25) قال " وقد رأيت بعض ذلك فالذي أرتضيه لا عن تقليد أن هذا الاسم الأعظم موضوع للذات الجامعة لسائر الصفات وإلى ذلك يشير كلام ساداتنا النقشبندية بلغنا الله تعالى ببركاتهم كل أمنية في الوقوف القلبي وهو أن يلاحظ الذاكر في قلبه كلما كرر سكر هذا الاسم الأقدس ذاتياً بلا مثل، وحققه الشيخ الأكبر قدس سره في مواضع عديدة من كتبه"
وفي (1/ 21) قال " وعندي أن هذا رسم عثماني وهو مما لا يكاد يعرف السر فيه أرباب الرسوم والكثير من عللهم غير مطردة وبذلك اعتذر البعض عن عدم حذف ألف الله مع كثرة استعماله واستغنى به عن الجواب بشدة الامتزاج وبأنها عوض وبأنه يلزم الاجحاف لو حذفت أو الالتباس بقولنا لله مجروراً فالرأي إبداء سر ذوقي لذلك وقد حرره الشيخ الأكبر قدس سره في «الفتوحات» بما لا مزيد عليه"
وفي (1/ 26) قال "وقد أطال الشيخ قدس سره الكلام في «الفتوحات» عن أسرار حروفه وأتى بالعجب العجاب، وفي ظهور الألف تارة وخفائها أخرى وسكون اللام أولاً وتحركها ثانياً والختم باطناً بما به البدء ظاهراً واشتمال الكلمة على متحرك وساكن وصالح لأن يظهر بأحد الأمرين إشارات لا تخفى على العارفين فارجع إلى كتبهم فهم أعرف بالله تعالى منا "
ومن إشاراته ما قال (1/ 17) " والباء إما إشارة إلى صفاته التي أظهرتها نقطة الكون ولذلك لما قيل للعارف الشبلي أنت الشبلي؟ فقال أنا النقطة تحت الباء، وقال سيدي الشيخ الأكبر قدس سره:
الباء للعارف الشبلي معتبر ... وفي نقيطتها للقلب مدكر
سر العبودية العلياء مازجها ... لذاك ناب مناب الحق فاعتبروا
أليس يحذف من بسم حقيقته ... لأنه بدل منه فذا وزر "
هذه أمثلة بسيطة على الضلالات الموجودة في هذا التفسير
وإلا فهناك الكثير الكثير
ولولا الإطالة وضيق الوقت لنقلتها
وأصلا التفسير بالإشارات في هذا الكتاب منقول من كتب غلاة الصوفية القائلين بوحدة الوجود
وعموما التفسير بالإشارة تفسير باطل يعتمد على الهوى والرأي الشخصي وما يوحيه الشياطين إلى أوليائهم(2/95)
الفرق بين المبهم والمهمل.
ـ[ماهر]ــــــــ[17 - 03 - 04, 03:15 م]ـ
المبهم: هو من أبهم ذكره في الحديث من الرجال والنساء، أو: من ذكر بوصف غير دال على ذات معينة. ويقع في المتن والإسناد، مثل جاء رجل، أو عن ابن عم لي، وهكذا.
أما المهمل: هو أن يذكر الراوي اسمه من غير نسبة تميزه، وأكثر ما يقع في الإسناد، كأن يكون للراوي أكثر من شيخ يسمى (محمداً)، فيروي قائلاً: حدثنا محمد. انظر: الشذا الفياح 2/ 703، وتدريب الراوي 2/ 342، وشرح شرح النخبة: 71.(2/96)
ما أحسن طريقة لدراسة التفسير؟؟؟؟؟
ـ[أبو محمد التميمي]ــــــــ[26 - 03 - 04, 09:35 م]ـ
أيها الإخوة هناك مسألة مهمة وهي أنه لاتوجد منهجية واضحة عندنا لدراسة التفسير ويشمل هذا الكلام أيضا علوم القرآن وأصول التفسير
فما هي آراء الإخوة ومقترحاتهم حول هذا الموضوع المهم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[ابو يونس 1985]ــــــــ[26 - 03 - 04, 11:30 م]ـ
أخي المحترم
ردا على هذا السؤال من جانبكم السعيد
ليس لي الا ان أقول.
القراءة ............... القراءة ................ القراءة
والتعمق في قراءة كتب التفسير
ودمتم بالخير والعافية
ـ[المسيطير]ــــــــ[26 - 03 - 04, 11:52 م]ـ
الاخ الكريم /
ملتقى أهل التفسير قد يفيدك كثيرا حول هذا الموضوع.
http://www.tafsir.org/vb/
ـ[علي بن حميد]ــــــــ[27 - 03 - 04, 02:17 ص]ـ
دروس التفسير في عصرنا الحاضر ما مقومات نجاحها، لعبدالله بن بلقاسم:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=548
فهرس ملتقى أهل التفسير:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=997
ـ[أبو محمد التميمي]ــــــــ[28 - 03 - 04, 02:30 م]ـ
جزاك الله خيرا
معروف أن الطريقة هي القراءة
لكن ماذا يقرأ تفسير ابن كثير أو الجلالين أو ابن سعدي أو ....... او؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وكيف يتدرج في علوم القرآن؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أشرف المصرى]ــــــــ[31 - 03 - 04, 04:39 م]ـ
1 - حفظ مقدمة التفسير لشيخ الإسلام -رحمه الله-
2 - سماع شرح الشيخ ابن العثيمين -رحمه الله- لمقدمة التفسير
3 - دراسة كتاب القواعد الحسان للشيخ السعدي
4 - إن كنت أخي من أصحاب الهمم العالية فاحفظ كتاب الشيخ مخلوف في معاني ألفاظ القرآن
5 - قراءة كتاب مختصر علوم القرآن للشيخ مناع القطان
6 - قراءة زبدة التفاسير
7 - قراءة تفسير السعدي
8 - قراءة مختصر تفسير ابن كثير لهاني الحاج
9 - حفظ كتاب التفسير من صحيح البخاري
10 - قراءة تفسير الطبري (طبعة محققة)
11 - قراءة تفسير القرطبي
12 - عدم الإكتفاء بما سبق ولكن كن حريصاً كل الحرص علي الزيادة والإستزاده
والله المستعان
وفقك الله أخي الكريم وأسأله سبحانه وتعالي أن يكرمنا جميعاً ولا يهنا إنه هو السميع البصير مجيب دعوة الداعي إذا دعاه
ـ[أبو الفتح محمد]ــــــــ[02 - 10 - 06, 04:59 م]ـ
أرى أن أفضل منهجية هى أولا -التفسير الميسر الذى أصدره مجمع الملك فهد\ ثانيا-تفسير السعدى \ ثالثا- اليسير فى اختصار تفسير ابن كثير للشيخ خالد فوزى واخرين ط- دار الهداةوخذوابنصيحتى
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[02 - 10 - 06, 05:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته، أما بعد فإني نشرت على هذا الموقع مقالات لها صلة وثيقة بهذا الموضوع:
1 - القراءة العلمية للتفاسير.
2 - طريقة الصحابة في التعامل مع القرآن الكريم.
3 - المنهج الإسقاطي في التفسير: لي عنق النص.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.(2/97)
من لديه تفسير ابن المنذر؟
ـ[لييل]ــــــــ[27 - 03 - 04, 10:28 م]ـ
السلام عليكم .. أحتاج إلى بعض اللوحات من تفسير ابن المنذر .. فهل أجد بغيتي عند أحد أصحاب الفضيلة؟ أتمنى ذلك.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[27 - 03 - 04, 11:24 م]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
التفسير كاملا غير موجود، ولكن رواياته مبثوثة في الدر المنثور للسيوطي
وقد وجِدَتْ قطعة منه طبعها الدكتور (سعد محمد السعد) وهي قطعة تقع في 198 لوحا
وهي من الآية 227 [البقرة] إلى 92 [سورة النساء]
وقد أقام الإخوة في الملتقى مسابقة علمية قبل قرابة العامين وكانت هذه النسخة هي الجائزة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2645
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&postid=15119#post15119
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[28 - 03 - 04, 10:18 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزى الله الأخ خالد خيرا فيما تفضل به
فليتك تحدد النص الذي تريده بالضبط حتى نستطيع مساعدتك وفقك الله.
ـ[لييل]ــــــــ[29 - 03 - 04, 12:27 ص]ـ
شيخنا عبدالرحمن لازلت سباقا في الخير زادك الله من فضله .. اللوحات التي أريدها ما يتعلق بتفسير سورة المائدة والتوبة وآية القصاص من سورة البقرة. غفر الله لك.
الأخ خالد بن عمر سلمت يمينك.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 03 - 04, 09:38 ص]ـ
بارك الله فيك
هذه المواضع التي طلبتها غير موجودة، ويمكنك الاستفادة من الدر المنثور
فائدة:
في (إستدراكات على تاريخ التراث العربي) (2/ 190 بشير حكمت ياسين)
358 - تفسير القرآن
لابن المنذر: أبي بكر، محمد بن إبراهيم بن المنذر، النيسابوري، المكي (ت 319) ذكره سزكين، ومنه نسخة أخرى محفوظة في مكتبة (الحرم) الإبراهيمي بالخليل، رقم (71) تتضمن قطعة منه، بعنوان ((تفسير النيسابوري) في (7) ورقات) انتهى.
ـ[لييل]ــــــــ[31 - 03 - 04, 05:21 م]ـ
غفر الله ذنبك وستر عيبك وكشف كربك(2/98)
آيات الجهاد في القرآن الكريم
ـ[أبو إبراهيم العراقي]ــــــــ[28 - 03 - 04, 10:02 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشايخي الفضلاء:
هل يصلح هذا الموضوع ليكون رسالة ماجستير في التفسير وهو (آيات الجهاد في القرآن الكريم عرضاً و دراسة).
آمل التكرم بالمشاركة و التوجيه و التقويم و الله يحفظكم ويرعاكم
ـ[جعفر بن مسافر]ــــــــ[29 - 03 - 04, 11:24 م]ـ
ممتاز جدا .. نسأل الله ان يكتب لك الأجر .. وإذا صعب عليك شئ فلا تتردد في سؤال اخوانك في الملتقى
ـ[أبو إبراهيم العراقي]ــــــــ[31 - 03 - 04, 12:50 ص]ـ
شكر الله لك أخي أبي فهد نوجو المزيد بارك الله فيكم
ـ[الرايه]ــــــــ[25 - 05 - 05, 01:27 ص]ـ
هناك رسالة علمية
عنوانها
الجهاد في القران
للباحث / ذيب القحطاني – ماجستير– جامعة أم القرى 1398هـ
ولا اعرف هل طبعت أم لا؟
ـ[مسعر العامري]ــــــــ[25 - 05 - 05, 01:41 ص]ـ
هناك كتاب النظم القرآن في آيات الجهاد؛ للدكتور ناصر الخنين - طبع مكتبة التوبة بالرياض(2/99)
بحث تفصيلي في صوت الميم الساكنة المخفاة بإطباق الشفتين
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[01 - 04 - 04, 03:07 ص]ـ
بحث تفصيلي في صوت الميم الساكنة المخفاة بإطباق الشفتين
على هذا الرابط
http://www.quranway.net/dboard/showthread.asp?Lang=&forumid=26&threadid=2193
جزى الله الأخ فرغي خيرا
تم نسخ الموضوع إلى هذه المشاركة من قبل
## المشرف ##
========================
بحث تفصيلي في صوت الميم الساكنة المخفاة بإطباق الشفتين
******************************************
1. التعريف بالقلب والإخفاء الشفوي
2. التعريف بمخرج صوت الميم العربية
3. القائلون بإظهار الميم الساكنة وإخفائها قديما
4. القائلون بإطباق الشفتين على الميم الساكنة المخفاة
5. أول من قال بتغيير صوت الميم الساكنة المخفاة
6. كيف انتشر القول بالفرجة في الميم الساكنة المخفاة
7. الرد على من أشكل عليه معنى إخفاء الميم الساكنة
8. ستة أقوال في كيفية النطق بالميم الساكنة المخفاة
9. الإخفاء الشفوي يسمى قديما بالإدغام الناقص
10. التلقي من المشايخ المسندين بالإطباق
11. ذكر الأخطاء في القلب والإخفاء الشفوي
التعريف بالقلب والإخفاء الشفوي
التعريف بالقلب:
القلب لغة: تَحْوِيلُ الشَّيْءِ عَنْ وَجْهِهِ , أو جَعْلُ حَرْفٍ مَكَانَ آخَر. والقلب أفصح من المنشر بين كتب المعاصرين بتسميته الإقلاب. واصطلاحاً: قَلْبُ النُّون السَّاكنة أو التنوين ميمًا عند الباء مع الْغُنَّة وهو حكم مجمع عليه عند القراء. وعندما تقلب النون الساكنة ميما يحول الحكم من القلب إلى الإخفاء الشفوي , فعندما نتكلم على الإخفاء الشفوي فالقلب داخل تحته كما قرر ذلك بن الجزري في النشر من قوله (فلا فرق حينئذ بين (أَنْ بُورِكَ) (النمل: من الآية8) و (وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ) (آل عمران: من الآية101) ..... اهـ شرح التعريف: إذا جاء بعد النُّون الساكنة أو التنوين حَرْفُ الباء فتُقْلّبُ النون الساكنة أو التنوين ميماً خالصةً مخفاةً مع إطباق الشفتين ليتحقق صوت الميم مصاحبا ذلك غنة الإخفاء من الخيشوم. مثل: (ا لَيُنْبَذَنَّ) (الهمزة: من الآية4) ,) عَلِيمٌ بِذَاتِ) (آل عمران: من الآية119) فيصير النطق هكذا: [لَيُمْبَذَنَّ , عليمُمْبِذَات]. قال ابن الجزريّ:
والقّلْبُ عِنْدَ الْبَا بِغُنَّةٍ كَذَا الاخْفَا لَدَى بَاقِي الحُرُوفِ أُخِذَا
التعريف بالإخفاء الشفوي:
وذلك إذا وقع بعد الميم الساكنة حرف الباء مثل: (تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَة) (الفيل: من الآية4) , فتُخْفى الميمُ عندَ الباء مع إطباق الشفتينِ ومَعَ بَقاء غُنَّة الإخفاء من الخيشوم.
قال ابن الجزريّ:
........................ ...................... وَأَخْفِيَنْ
الْمِيمَ إِنْ تَسْكُنْ بِغُنَّةٍ لَدَى بَاءِ عَلَى المُخْتَارِ مِنْ أَهْلِ الأدَا
التعريف بمخرج صوت الميم العربية
الميم تخرج من بين الشفتين أيضا كالباء , ولكن الميم يصاحبها مرور صوت من الجزء الخلفي للفم عبر الخيشوم , ويحدث هناك رنين في صوتها , وهو ما يسميه العلماء بالغنة , فيستنتج من ذلك أن صوت الميم يتحقق بمجموع عملين , الأول: أن تنطبق الشفتين على بعضهما , والثاني: وبسبب هذا الانطباق يغلق المخرج تماما فيتحول الصوت الخارج من الحنجرة عبر التجويف الأنفي في استمرار لتدفق الصوت من الأنف , فالصوت الخيشومي مصاحب لصوت الميم كيفما كانت سواء كانت ساكنة أو متحركة , والميم فيها نصف شديد ونصف رخو , فأما الشدة فيها فعندما تنطبق الشفتين ينحبس صوتها , والنصف الرخو فبسبب هذا الحبس لهواء الصوت يتحول الصوت ناحية المجرى الخيشومي ولهذا اعتبرها علماء التجويد حرف بين الرخو والشديد. وهذا الحرف يظلم في وقتنا المعاصر بترك فرجة عند التلفظ به وهو ساكن عند ملاقاته حرف الباء ولم تثبت هذا عمن لهم قصب السبق في علوم التجويد أمثال أبو عمرو الداني والشاطبي وبن الجزري رحمهم الله تعالى فاحذر من ترك فرجة عند الميم الساكنة وحذر منه غيرك مع مطالبة نفسك بكمال الإخلاص لله تعالى.
القائلون بإظهار الميم الساكنة وإخفائه قديما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/100)
قال أبو عمرو الداني في كتابه التحديد: ص 109 وإذا التقى الميم بالفاء أنعم ببيانه للغنة التي فيه (أي أصل الغنة المظهرة) ... روى عن الكسائي وذلك غير صحيح ولا جائز .... فإن تلقت الميم بالباء فعلماؤنا مختلفون في العبارة عنهما: فقال بعضهم هي مخفاة لانطباق الشفتين عليهما كانطباقهما على أحدهما وهذا مذهب بن مجاهد , وإلى هذا ذهب شيخنا علي بن بشر ..... قال أبو الحسن ابن المنادى: أخذنا عن أهل الأداء بيان الميم الساكنة عند الواو والفاء ..... وقال أحمد بن يعقوب التائب: أجمع القراء على تبين الميم الساكنة وترك إدغامها إذا لقيت باء في جميع القرآن , قال: وكذلك الميم عند الفاء وذهب إلى هذا جماعة من شيوخنا .... وبالأول أقول .. اهـ
فهذه النصوص صريحة من أقوال العلماء شيوخ أبي عمرو الداني أن الخلاف كان دائر بين إظهار الميم الساكنة أو إخفائها وأشار في آخر كلامه أنه يقول بالأول وهو إخفاء الميم مع إطباق الشفتين
وقال مكي في كتابه الرعاية ص 109 وإذا سكنت الميم وجب أن يتحفظ بإظهارها ساكنة عند لقائها باء أو فاء أو واوا ...... لا بد من بيان الميم الساكنة في هذا كله ساكنة من غير أن يحدث فيها شئ من حركة وإنما ذلك خوف الإخفاء والإدغام ... اهـ
قال ابن الجزري في كتابه التمهيد ص 99 فإذا سكنت الميم وأتى بعدها فاء أو واو فلا بد من إظهارها، كقوله: (هُمْ فِيهَا) (البقرة: من الآية39) (وَيَمُدُّهُمْ فِي) (البقرة: من الآية15) و عدهم وما ونحوه.
وإذا سكنت وأتى بعدها باء فعن أهل الأداء فيها خلاف، منهم من يظهرها عندها، ومنهم من يخفيها، ومنهم من يدغمها، وإلى إخفائها ذهب جماعة، وهو مذهب ابن مجاهد و ابن بشر وغيرهما، وبه قال: [الداني. وإلى إدغامها ذهب ابن المنادي وغيره. وقال] أحمد ابن يعقوب التائب: أجمع القراء على تبيين الميم الساكنة وترك إدغامها إذا لقيها باء في كل القرآن. وبه قال مكي. وبالإخفاء أقول، قياساً على مذهب أبي عمرو بن العلاء، قال شيخنا ابن الجندي -رحمه الله- واختلف في الميم الساكنة إذا لقيت باء، والصحيح إخفاؤها مطلقاً، أي سواء كانت أصلية السكون كـ أم بظاهر أو عارضة كـ يعتصم بالله. ومع ذلك فلا بد من ترقيقها وترقيق ما بعدها، إذا كان ألفاً.
وقال أيضا ابن الجزري في كتابه النشر ج1 ص222
((وذهب جماعة الى إظهار الميم عند الباء من غير غنة وهو اختيار مكى القيسي وغيره وهو الذي عليه أهل الأداء بالعراق وسائر بلاد المشارقة)) ثم قال ((والوجهان صحيحان مأخوذ بهما إلا أن الإخفاء أولى للإجماع على إخفائها عند القلب)).
فهؤلاء الأئمة المعول عليهم في علوم التجويد لم يصرح أي فريق من القائلين بالإخفاء بترك فرجة عند التلفظ بالميم الساكنة عند ملاقاتها الباء.
القائلون بإطباق الشفتين على الميم الساكنة المخفاة
العلماء قديما مجمعون على إطباق الشفتين على الميم الساكن فمنهم فمن قال بالإخفاء للميم عند ملاقاتها الباء والبعض قاال بالإظهار , وأود التنبيه والإشارة لمن أراد بحث هذه المسألة يكون تحت أحد المواضيع الثلاثة هذه: حكم إخفاء الميم الساكنة , حكم قلب النون الساكنة عند الباء ميما مخفاة , حكم الإدغام الكبير للسوسي من قراءة أبي عمرو ابن العلاء البصري عند كلامه عن الميم بعد الباء , وقد أجمعوا على كونها تلفظ تماما كالميم المخفاة مع إطباق الشفتين , قال إمام الفن العلامة ابن الجزري في النشر فلا فرق حينئذ بين (أَنْ بُورِكَ) (النمل: من الآية8) و (وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ) (آل عمران: من الآية101) ..... اهـ وأتركك مع نصوص العلماء المعتمدين على مر القرون السابقة، وإني لأرجو بشدة من أي عالم أو باحث أو طالب علم إن وقف على أي تصريح لأي عالم قديم بترك تلك الفرجة، فليأتنا به مشكورا، لأني مع شدة التتبع , ومن قرأت عليهم من المجازيين المتصل سندهم لم أر إلا التصريح بالإطباق مع العلم أني قرأت على المشايخ المسندين بالإطباق وكل من أعرفهم أصحاب الأسانيد العالية مطبقون للشفتين على الميم الساكنة عند ملاقاتها حرف الباء.
1. طاهر بن غلبون قال بالإطباق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/101)
نصوص العلماء في إطباق الميم المخفاة مع الباء التصريح بها هو الأكثر أو الإشارة بقولهم ميما خاصة ولا يوجد أنى تنويه بترك الفرجة ومن ذلك ما عن الإمام طاهر بن غلبون بن عبد المنعم ثقة ضابط (ت 399) قال ابن غلبون في فصل: الإشمام عن الإدغام الكبير لأبي عمرو وبعد ذكره لاختلاف الطرق عن أبي عمرو في جواز الإشمام وامتناعه عند إدغام الباء في الباء، والميم في الميم، والميم في الباء:) وبما رواه اليزيدي آخذ لصحته، وذلك أنه إنما يعني بالإشمام هاهنا أنه يشير إلى حركة الرفع والخفض في حال الإدغام، ليدل على أن الحرف المدغم يستحق هذه الحركة في حال الإظهار حرصا عل البيان، وذلك متعذر في الميم مع الميم، وفي الباء مع الباء، من أجل إطباق الشفتين فيهما، وأما الميم مع الميم فهي مخفاة لا مدغمة، والشفتان ينطبقان أيضاً معهما) 1/ 92 نقلا من كتاب التذكرة بتحقيق الشيخ أيمن سويد , وهذا نص صريح لا يحتما التأويل وردا وإقامة للحجة على من يتعصب لترك الفرجة في الميم من غير دليل.
2. أبو عمرو الداني شيخ الشاطبي قال بالإطباق
قول الإمام أبي عمرو الداني المتوفى سنة 444 هـ في كتابه التحديد في علم التجويد وهو مطبوع قال: فإن التقت الميم بالباء فعلماؤنا مختلفون في العبارة عنها، فقال بعضهم هي مخفاة لانطباق الشفتين عليهما كانطباقها على أحدهما، وهذا مذهب ابن مجاهد وإلى هذا ذهب شيخنا علي بن بشر .. قال أحمد بين يعقوب التائب: أجمع القراء على تبيين الميم الساكنة وترك إدغامها إذا لقيها باء في جميع القرآن قال الداني وبالأول أقول. فأنت ترى أن المذهب الأول والذي هو الإخفاء هو الذي صرحوا فيه بالإطباق، إذ أن الإطباق في هذا النوع مفروغ منه وسوف ألحق لك صورة في آخر هذا البحث عبارة عن صورة فوتوغرافية مصورة من كتاب التمهيد وفي الهامش كلام أبي عمرو الداني تحته في الهامش ينص نصا صريحا بإطباق الشفتين على الميم المخفاة وهذا النص لا مجال معه للتأويل.
وقال الإمام الداني في التيسير عند حديثه عن الإدغام الكبير للسوسي عندما بين أن السوسي إذا أدغم الميم في الباء في مثل) عَلَّمَ بِالْقَلَمِ) (العلق: من الآية4)) يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ) (النساء: من الآية141) - ومعلوم أن إدغامه هنا هو إخفاء شفوي - لا روم عنده معللا ذلك بقوله: (من أجل انطباق الشفتين) وهذ أيضا نص صريح بالإطباق لمن كان له قلب , أو أذن واعية. وهذا الكتاب مطبوع.
3. أبو جعفر بن الباذش قال بالإطباق
وفي كتاب أبي جعفر ابن الباذش المتوفى سنة 540 هـ صرح بإطباق الشفتين فيهما، لما تكلم حول الميم مع الباء حيث قال ( .... والميم يدغم فيها ولا تدغم ... اهـ) وهذا النص من ابن الباذش رحمه الله فيه إشارة أن الميم لا يتأتى إدغامها في الباء لأنها تدغم ولا يدغم فيها وردا على من ادعى أن إطباق الشفتين قبل الباء يسمى إدغاما فإذا انتفى الإدغام تعين الإخفاء أو الإظهار وكلا هما صحيح ومقروءا به ووجهه الإخفاء مع إطباق الشفتين مقدم.
4. أبو شامة في كتاب إبراز المعاني قال بالإطباق
وفي باب إدغام الحروف المتقاربة عند أبي عمرو وهو يسكن الحرف المتحرك ثم يدغمه فيما بعده بما يسمى بالإدغام الكبير.
قال الإمام الشاطبي ت 590 هـ وتسكن عنه الميم من قبل بائها ... على إثر تحريك فتخفى تنزلا , قال الإمام أبو شامة ت 665 هـ في إبراز المعاني: وقوله على إثر تحريك أي تكون الميم بعد محرك نحو: (آدَمَ بِالْحَقّ) (المائدة: من الآية27)، (بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ) (الأنعام: من الآية53)، (عَلَّمَ بِالْقَلَمِ) (العلق: من الآية4)،) حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ) (غافر: من الآية48) , والمصنفون في التعبير عن هذا مختلفون فمنهم من يعبر عنه بالإدغام كما يطلق على ما يفعل بالنون الساكنة والتنوين عند الواو والياء أنه إدغام وإن بقي لكل واحد منهما غنة، كما يبقى الإطباق في الحرف المطبق إذا أدغم، ومنهم من بعبر عنه بالإخفاء لوجود الغنة وهي صفة لازمة للميم فلم يكن إدغاما محضا ...... اهـ وهذا نص واضح وفيه إشارة أن المصنفين قديما كان يسمونه بالإدغام الناقص بدل الإخفاء ولو اتفق أهل عصرنا المتعصبون لترك الفرجة على هذه التسمية لذهب الخلاف الذي بيننا وبينهم البتة.
5. ابن الجزري في النشر قال بالإطباق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/102)
قول الإمام شمس الدين محمد بن محمد بن محمد ابن الجزري المتوفى سنة 833 هـ في النشر في الجزء الأول عند حديثه عن الإدغام الكبير للسوسي. قال بعد (ذكر المتقاربين) تحت عنوان (فصل) اعلم ... وفي آخر الفصل قال ما نصه: ثم إن الآخذين بالإشارة عن أبي عمرو أجمعوا على استثناء الميم عند مثلها وعند الباء وعلى استثناء الباء عند مثلها وعند الميم قالوا: لأن الإشارة تتعذر في ذلك من أجل انطباق الشفتين .... اهـ فماذا يريدون القائلون بالفرجة بعد قول علامة القراءات الذي ولو سمعنا بقراءة غير موجودة في النشر أثبتناها في الشواذ مباشرة , فقوله رحمه الله (من أجل انطباق الشفتين) حسم الخلاف بين الجميع. وتأمل كلامه في التمهيد، إذ لا توجد أدنى إشارة لترك الفرجة بين الشفتين قال: الإقلاب، وقد تقدم الكلام على معناه، فإذا أتى بعد النون الساكنة والتنوين باء قلبت ميما، من غير إدغام، وذلك نحو:) َ أَنْ بُورِكَ) (النمل: من الآية8)،) أَنْبِئْهُمْ) (البقرة: من الآية33)،) جُدَدٌ بِيضٌ) (فاطر: من الآية27) والغنة ظاهرة في هذا القسم. وعلة ذلك أن الميم مؤاخية للنون في الغنة والجهر، ومشاركة للباء في المخرج، فلما وقعت النون قبل الباء، ولم يمكن إدغامها فيها، لبعد المخرجين، ولا أن تكون ظاهرة لشبهها بأخت الباء وهي الميم، أبدلت منها لمؤاخاتها النون والباء .. اهـ.
6. الشيخ ملا على قاري قال بالإطباق
كلام للشيخ ملا علي القاري المتوفى سنة 1014 هـ في المنح الفكرية شرح المقدمة الجزرية قال ص 48: وقلب النونين (يقصد النون والتنوين) ميما عند ملاقاتهما الباء كما قال الشاطبي وقلبهما ميما لدى الباء حال كونها مقرونة بغنة كما هو شأن الميم الساكنة عند الباء من إخفائها لديها مع الغنة كما سبق عن أجلاء أرباب القراءة في نحو قوله:) وَهُمْ بِرَبِّهِمْ) (الأنعام: من الآية150)) أَنْبِئْهُمْ) (البقرة: من الآية33)) أَنْ بُورِكَ) (النمل: من الآية8) و) عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) (لقمان: من الآية23) ووجه القلب عسر الإتيان بالغنة في النون والتنوين مع إظهارهما ثم إطباق الشفتين لأجل الباء، ولم يدغم لاختلاف نوع المخرج وقلة التناسب، فتعين الإخفاء. ويتوصل إليه بالقلب ميما لتشاركه الباء مخرجا والنون غنة اهـ. وهذا كلام الشيخ ملا علي لا يوجد فيه أدنى إشارة بترك الفرجة ولو كان التلقي قديما بالفرجة في صوت الميم الساكنة لصرحوا به ولتوافرة النصوص الكثيرة لبيانه فكيف غاب هذا البيان عن القدماء ويأتي علماء العصر للتصريح به من غير دليل عليه من كتب المتقدمين بل بمجرد استشكال منهم في فهم معنى كلمه إخفاء مع إطباق الشفتين على الميم وأقول لهم التلقي من المشايخ المسندين يفسر النصوص التجويدية وليست النصوص التجويدية يفسر بها كيفية القراءة فمثلا لو هناك رجل لم يدرس التجويد البتة وأخذ كتابا من السوق ووجد فيه عبارة (الروم والإشمام) فلن يستطيع فهم معناهما إلا بالتلقي من الشيوخ فكذلك لا يفسر كيفية الإخفاء الشفوي إلا بالتلقي من المسندين وليست بالتلقي من المصحفيين وجميع من عرفتهم من المجازيين بالقراءة قرأت عليهم بإطباق الشفتين.
7. الشيخ محمد بن يالوشة شيخ قراء تونس قال بالإطباق
العلامة محمد بن يالوشة شيخ قراء تونس المتوفى سنة 1314 في كتابه شرح الجزرية الذي فرغ منه عام 1301 هـ قال: أما القلب فعند حرف واحد وهو الباء نحو (انْبَعَثَ) (الشمس: من الآية12) (أَنْ بُورِكَ) (النمل: من الآية8) (صُمٌّ بُكْمٌ) (البقرة: من الآية18) فينقلبان ميما خالصة مع الغنة وهذا معنى قوله (والقلب عند الباء بغنة) لكن في الحقيقة هو إخفاء الميم المقلوبة لأجل الباء قال في النشر فلا فرق حينئذ بين (أَنْ بُورِكَ) (النمل: من الآية8) و (وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّه) (آل عمران: من الآية101) اهـ. فهذا العلامة بن يالوشة لم يصرح بالفرجة.
8. الشيخ إبراهيم المارغني مفتي المالكية قال بالإطباق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/103)
قال الشيخ إبراهيم المارغيني مفتي المالكية في النجوم الطوالع شرح الدرر اللوامع والذي أنهاه سنة 1320 هـ ص 87: فتقلب النون الساكنة والتنوين عند الباء ميما خالصة كما أشار إليه بقوله وقلبوهما لحرف الباء ميما أي ابن البري صاحب النظم) أي قلب القراء نافع وغيره النون الساكنة والتنوين ميما عند الباء وحينئذ تخفي عند الباء بغنة من غير إدغام كما تخفى الميم الأصلية عند الباء في نحو) وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ) (آل عمران: من الآية101) فلا فرق في اللفظ بين) َ أَنْ بُورِكَ) (النمل: من الآية8) مثلا وبين) وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ) (آل عمران: من الآية101)،وأما الإخفاء فمعناه لغة الستر واصطلاحا النطق بحرف ساكن عار أي خال عن التشديد على صفة بين الإظهار والإدغام مع بقاء الغنة اهـ. فهذا أيضا قال ميما خالصة وكيف تكون الميم خاصة إلا بإطباق الشفتين.
9. الشيخ أحمد بن محمد البنا صاحب الإتحاف قال بالإطباق
ذكر الشيخ أحمد بن محمد البنا في كتابه إتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربعة عشر ج1 ص 146 قوله (والثالث: القلب وهو في الباء الموحدة فقط نحو) أَنْبِئْهُمْ) (البقرة: من الآية33)) أَنْ بُورِك) (النمل: من الآية8)) عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) (لأنفال: من الآية43) فاتفقوا على قلب النون الساكنة والتنوين ميما خالصة وإخفائها بغنة عند الباء من غير إدغام وحينئذ فلا فرق في اللفظ بين) أَنْ بُورِك) (النمل: من الآية8) و) أَمْ بِهِ جِنَّةٌ) (سبأ: من الآية8) .. اهـ وهذا كلام صاحب الإتحاف لم يصرح بترك الفرجة عند التلفظ بالميم الساكنة أبدا , فسؤالي كيف غاب البيان عن المتقدمين وجاء أهل العصر ببيان ترك الفرجة أرجو الإجابة مع الدليل لمن عنده دليل مقنع من أقوال المتقدمين؟.
10. الشيخ الضباع في كتابه الإضاءة قال بالإطباق
وقال الشيخ الضباع شيخ عموم المقارئ المصرية رحمه الله تعالى عند شرح لحكم قلب النون الساكنة والتنوين ص 16 من الإضاءة في أصول القراءة: وهو أبدالهما عند ملاقاتهما الباء ميما خالصة تعويضا صحيحا .. اهـ. وهناك لم يشر العلامة الضباع إلى ترك الفرجة بل قال ميما خالصة. وقال الشيخ الضباع في نهاية حديثه عن الإقلاب:) وليحترز القارئ عند النطق به من كز الشفتين على الميم المقلوبة في اللفظ، لئلا يتولد من كزهما غنة من الخيشوم ممطة، فليسكن الميم بتلطف من غير ثقل ولا تعسف) منحة ذي الجلال بتحقيق اشرف عبد المقصود:54 وقد نقل الشيخ المرصفي هذا النص حرفيا في هداية القاري: ص169، طبعة بن لادن , وكان الشيخ عبد العزيز عيون السود رحمه الله وهو من تلامذة الضباع كان يقرئ بالإطباق –حسب ما تلقى عن شيخه-إلى أن وصله اجتهاد الشيخ عامر، فاجتهد هو اجتهادا آخر في الستينات الميلادية وهو النطق بالنون المخفاة والميم المخفاة بغنة خالصة مع عدم إعمال عضو النطق –لسانا أو شفة- بتاتا، اعتمادا على ظاهر كلام ابن الجزري ومكي في الرعاية. فكلام الضباع يدل على الإطباق من عدة وجوه، وإن وجد أدنى لبس فإنه يزال بتلقي الشيخ عيون السود عنه، وإقرائه بالإطباق قبل ظهور الفرجة. وأود التنبيه هنا إلى أن القائلين بالفرجة يختلفون في مقدارها فبعضهم يقول بأنها بمقدار ورقة، أو رأس قلم، أو حتى يرى بياض الأسنان، أو إطباق الشفتين من طرفيهما وفتحهما من الأمام، أو فتحهما بمقدار حركة ثم إطباقهما بمقدار حركة وهناك تسجيل كامل على هذا النحو الأخير!! ونقول: لا فرق بين كل تلك الأقوال حيث لم يثبت منها شيء علميا ولا تلقيا مسندا متصلا. بل إن في تضارب هذه الأقوال دليل على الإطباق، من حيث أن الفرجة حيث وجدت- وجد الاختلاف في مقدارها، وما كان للعلماء أن يدعوا مثل هذا الاختلاف دهورا طويلة دون بيان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/104)
قال الشيخ مهيب في بعض مقالاته المنشورة: أود التنبيه إلى أنه ورد نص أيضا عن الإمام طاهر بن غلبون (ت 399) وهو قوله: (وأما الميم مع الباء فهي مخفاة لا مدغمة، والشفتان أيضاً ينطبقان معهما) التذكرة بتحقيق الشيخ أيمن سويد وبعد تتبعنا للأسانيد التي جاءت بالفرجة وجدنا أنها لابد وأن تنتهي في طبقة من الطبقات إلى الإطباق. وقد تلقيت القرآن الكريم بالقراءات العشر على الشيخ عبد الرازق بن إبراهيم موسى وهو عضو لجنة تصحيح المصاحف بالمدينة النبوية، ومن المشايخ الأجلاء الذين ألفوا في علم القراءات، وكنت قد تلقيت عليه بالفرجة، ولا أعلم إلا أن الإطباق خطأ، وحين تبين لي أن التلقي كله بالإطباق اتصلت به وسألته –حفظه الله- كيف تلقيتم؟ فقال لي: بالإطباق، فسألته: وكيف تلقى المشايخ عندكم؟ فقال: بالإطباق، وأكثرت الأسئلة عليه فقال لي مختصراً: "التلقي كله بالإطباق".كما تلقيت على الشيخ الزيات بالفرجة، وبعد أن علمنا بالإطباق سافر إليه أحد الأخوة الفضلاء ممن قرؤوا علي وسأله هل تلقيتم بالفرجه؟ فأجاب رحمه الله: لا. ومن ذلك: الأسانيد المنتهية إلى الضباع وتلميذه الشيخ عبد العزيز عيون السود رحمهما الله حيث كان الشيخ عبد العزيز يقريء بالإطباق أول أمره – حسب ما تلقى من شيخه الضباع-، وكذلك الأسانيد المنتهية إلى الشيخ/ الزيات، والشيخ/ عامر السيد عثمان، والشيخ السمنودي، حيث تلقى هؤلاء كلهم بالإطباق وأقرؤوا به أول حياتهم، وإن أقرؤوا بالفرجة فيما بعد، اجتهادا منهم رحمهم الله وقد تبين من الفتوى المتقدمة أن قراء الشام قرؤوا ويقرئون بالإطباق لم يجاوزوه إلى غيره وبعض تلامذتهم الذين قرؤوا عليهم أول حياتهم بالإطباق حسب ما تلقوه لا يزالون أحياء فالتلقي بالإطباق، وجاءت الفرجة اجتهادا من غير تلقي، نسأل الله تعالى أن يجزل الأجر لجميع هؤلاء العلماء الأفذاذ، ويجزيهم عنا أفضل الجزاء ... اهـ.
11. قرار مجلس شيوخ القراء في بدمشق قالوا بالإطباق
4 - وجاء في نص قرار مجلس شيوخ القراء في دمشق حول النطق بالإخفاء (ولقد اجتمعت ببعض علماء الأزهر الطاعنين في السن في مكة المكرمة وهو من العلماء الأفاضل فأخبرني بأن علماء الأزهر كانوا ينطقون بهذه الغنن إن بالإخفاء الشفوي أو بالإدغام الشفوي أو بالإخفاء الآخر لبقية حروف الإخفاء ما عدا الإظهار والإدغام وكذلكم كانوا ينطقون بالإدغام على هذه السبيل، وكذلكم تلقوا هذه الإخفاءات دونما تغيير ولا تبديل، وكانت النصوص بكل ما فيها تحمل على هذا التلقي، لأن التلقي هو الذي يفسر النصوص وليست النصوص التجويدية في كتب التجويد هي التي تفسر التلقي، إلى أن جاء أحد القراء وكانت له مشيخة القراء وهو الشيخ عامر عثمان فجاء بهذا النطق الجديد الذي ما كان يعرفه القراء ولا علماء القراءة ولا علماء الأزهر وأيضاً هو ما كان يعرفه من قبل وما تلقاه عن مشايخه فكان يقول (تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ) (الفيل: من الآية4)، (مِنْ بَعْدِ) (البقرة: من الآية27) {(وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ) (آل عمران: من الآية101)، وهكذا كان ينطق [أي بفرجة بين الشفتين]، وأنكروا عليه ولكنه بقي آخذاً برأيه وحمل الكثيرين من الناس - باعتباره كان شيخ القراء - على ما أراد أن ينطق، أيها الأخوة الذين تسمعونني: النطق الذي نطقت به أمامكم بحضور شيخ القراء وهؤلاء العلماء الأفاضل هو النطق الذي أجمع عليه العلماء [وهو إطباق الشفتين في الإخفاء الشفوي]. أما أن اللسان يرتفع أو ينخفض فهذا لا علاقة له بالغنة، وإنما هو تابع للحرف الذي ينطق به، فشتان بين قولنا {) أَنْ سَلامٌ) (لأعراف: من الآية46)} وبين قولنا {) عَنْ صَلاتِهِمْ) (الماعون: من الآية5)} فإن الصاد حرف مفخم فيرتفع اللسان عنده وعند النطق بغنته، والسين حرف مستفل مرقق فينخفض اللسان عنده وعند النطق بغنته، لأن الغنة تابعة للحرف من حيث تفخيمه ومن حيث ترقيقه، فإذا كان مفخماً ارتفع اللسان عنده، وإذا كان مرققاً انخفض اللسان عنده. وعلى كل حال هذا موضوع مرجعه التلقي، فإنك لا تستطيع أن تفهم كيفية النطق بمجرد العبارة ولكن إذا نطق بالكلمة أمامك فإنك تستطيع أن تقلدها، فمهما أردت أن أعبر لكم عن حرف ( B ) باللغة الأجنبية لا أستطيع أن أعرف لك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/105)
النطق حق التعريف حتى أنطق أمامك، وهكذا الحروف العربية والحروف القرآنية لابد أن ينطق الإنسان بها.
وهكذا تلقى القرآن الكريم العلماء كابراً عن كابر، ولا يعقل أبداً أن يكون جميع العلماء في العالم الإسلامي ينطقون بشيء خطأ وقد أجمعوا على خطئه، فإن القرآن الكريم منزه عن ذلك ولا شك، ومن عاد إلى تسجيلات الشيخ العظيم على محمود أو محمود هاشم أو الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي، أو الشيخ محمد رفعت، وما شاكل هؤلاء من الذين لا تزال تسجيلهم محفوظة فإنه لا يجدهم ينطقون بهذه الغنن إلا كما نطقنا نحن الآن، وقراءة القرآن الكريم في سورية وفي الأزهر أو في غيرها من البلاد العربية من قبل القراء المتقنين على وتيرة واحدة حرف واحد.)]] انتهى
12.
الشيخ عبد العزيز الزيات قال بالإطباق
من تلامذة الزيات الشيخ أحمد مصطفى فقد قال أن جميع من أخذ عن الزيات فبالإطباق يقول الدكتور يحيى عبد الرَّزَّاق الغوثاني (صاحب كتاب علم التجويد أحكام نظرية .. وملاحظات تطبيقية): وقد سألت كبار العلماء المجودين المعاصرين عن انفراج الشفتين فأجابني الجميع بأنه قرؤوا على مشايخهم بالإطباق , وذلك مثل المقرىء الشيخ أحمد عبد العزيز الزيات أعلى القراء إسناداً في مصر , وقد ناهز عمره التسعين , وقد أخبرني مشافهة في بيته في المدينة المنورة بعد أن قرأت عليه سورة الفاتحة وسألته عن انفراج الشفتين في الميم عند الباء فقال: لم نعهد ذلك في مشايخنا ولم نكن نسمع عنه من قارىء معتبر من قراء الأزهر , ولا أعرف أحداً قال به إلا بعض القراء المعاصرين من بضعة وعشرين سنة تقريباً , ولم نقرأ على شيوخنا إلا بالإطباق , ولكن لا بأس أن يكون الإطباق خفيفاً بدون كز الشفتين.
وكذلك شيخ القراء في دمشق المقرىء الشيخ حسين خطاب –رحمه الله- ومن بعده المقرىء الشيخ محمد كريم راجح شيخ القراء في دمشق والمقرىء الشيخ محمد سكر وهو من أبرز شيوخ القراءة في دمشق , والمقرىء الشيخ أبوالحسن الكردي شيخ مقارىء جامع زيد في دمشق , وشيخ القراء في حلب المقرىء الشيخ محمد عادل الحمصي , والمقرىء الشيخ محمد كلال الطحان الحلبي وكلهم سألتهم فأجابوني بأنهم قرؤوا بالإطباق. وتأمل هذا النص حول الميم عند الباء من قارىء كبير هو أبو جعفر ابن الباذش (ت 540هـ) حيث قال: وقال لي أبوالحسن ابن شريح فيه بالإظهار , ولفظ لي به , فأطبق شفتيه على الحفرين إطباقاً واحداً.
13. الشيخ أيمن سويد قال بالإطباق
أكثر من مرة صرح فضيلة الشيخ الدكتور أيمن رشدي سويد في قناة اقرأ الفضائية أنه بحث هذه المسألة أكثر من خمسة وعشرين عاما فتبين له من خلال نصوص المتقدمين فساد من قال بالفرجة في صوت الميم الساكنة عند ملاقاتها حرف الباء وأنا متتبع له عندما يقرأ فأجده نعم القارئ الذين يطبق الشفتين على الميم وشفتاه آخذة لأشكال الحروف من فتح وضم وكسر , أطال الله لنا في عمره وبارك لنا في علمه.
14. الحصري ومحمود على البنا والشعشاعي ومحمد رفعت يقرءون بالإطباق
يوجد لدي تسجيلات نادرة عبارة عن (كليب) صوت وصورة للقراء المشاهير للشيخ محمود خليل الحصري وهو يطبق الشفتين على الميم المخفاة وظللت أعيد هذا المقطع أكثر من مرة لأتأكد من الإطباق وكذلك الشيخ محمود على البنا رحمه الله له تسجيل نادر وهو يقرأ سورة آل عمران وهو يطبق الشفتين على الميم المخفاة ورأيته كذلك في تسجيل آخر بسورة يونس وكذلك في التلفاز.
وكذلك التسجيلات القديمة للشيخ رفعت والشعشاعي والصيفي وغيرهم قبل عصر الشيخ عامر عثمان يطبقون الشفتين واستمع إن شئت إلى هذه الآية للشيخ محمد رفعت لكي تتأكد بنفسك عند قوله تعالى (وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ) (هود:84).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/106)
وقال الشيخ علي النوري الصفاقسي كتاب صاحب غيث النفع المتوفى سنة 1053 هـ في كتابه الرائع تنبيه الغافلين وإرشاد الجاهلين ص 101وأما القلب فعند حرف واحد وهو الباء نحو انبعث، أن بورك، صم بكم فيقلبان ميما خالصة مع الغنة فهو في الحقيقة إخفاء الميم المقلوبة لأجل الباء قال في النشر فلا فرق حينئذ في اللفظ بين) أَنْ بُورِكَ) (النمل: من الآية8) وبين) يَعْتَصِمْ بِاللَّه) (آل عمران: من الآية101) اهـ. فهذا العلامة الصفاقسي قال ميما خاصة ولم يشر أدنى إشارة للفرجة.
15. الشيخ عامر عثمان قال بالإطباق
ذكر لنا بعض الشيوخ أن الشيخ محمد صلاح الدين كبّارة المقرئ المشهور بطرابلس لبنان أنه قرأ على الشيخ عامر عثمان القراءات السبع بإطباق الشفتين على الميم المقلوبة وعلى الميم المخفاة ثم عاد إلى بلدته طرابلس لبنان وبعد سنوات عاد إلى مصر ليقرأ على الشيخ عامر القراءات الثلاثة فوق السبع فأمره بعدم الإطباق للشفتين .. اهـ
إذا طرأ عليه التعديل في آخر عمره.
أول من قال بتغيير صوت الميم الساكنة المخفاة
جميع العلماء المعاصرين أجمعوا أن القائل الوحيد بترك فرجة عند الميم الساكنة هو فضيلة الشيخ عامر عثمان رحمه الله وهو من العلماء المتأخرين أما العلماء المتقدمين المعول على علمهم فهو الحجة الكافية لم يقل أحدهم بذلك.
الرد على من أشكل عليه معنى إخفاء الميم الساكنة
فصل القول في ذلك فضيلة الشيخ أيمن سويد في كيفية الإخفاء فقال الشيخ: كل عدول عن الإظهار إلى غيره لا بد أن يكون عدول إلى الأسهل لأن الأصل عند إلتقاء الأحرف أن تظهر الحروف , وقلب الميم الساكنة عند الباء إلى الميم قلب فطري يفعله الإنسان فطرة لذلك لو سألنا عاميا في الشارع لم يدرس التجويد ولم يشم رائحته ثم أشممناه عطر (العنبر) لقال هذا عطر العمبر فيطبق شفتيه ولا يقول عنبر ولا يظهر النون عند الباء بل يقلبهما ميما قلبا فطريا والعامة تقول موجز الأمباء) ولا يقولون الأنباء حتى في اللغة الإنجليزية والفرنسية لا يوجد n بعدها b بل يوجد m –b لكن شاع منذ ثلاثين سنة على يد شيخنا الشيخ عامر عثمان رحمه الله شيخ عموم القراء المصرية وهو شيخي وأستاذي وقرأت عليه القراءات العشر إلى آخر سورة البقرة شاع إبقاء بين الشفتين فرحة وهو كان متحمسا لهذا الموضوع استشكالا منه لكلمة إخفاء .. لكن مشايخ الأرض قاطبة في مصر والشام وشرق البلاد الإسلامية وغربها كلهم يطبقون بل إنه حدثني الشيخ صلاح الدين كبارة رحمه الله شيخ قراء طرابلس في لبنان أنه قرأ على الشيخ عامر عثمان القراءات السبع بإطباق الشفتين على الميم المقلوبة وعلى الميم المخفاة ثم عاد إلى بلدته طرابلس لبنان وبعد سنوات عاد إلى مصر ليقرأ على الشيخ عامر القراءات الثلاثة فوق السبع فأمره بعدم الإطباق للشفتين ..
إذا طرأ عليه التعديل في آخر عمره , وكان إن شيخي عبد العزيز عيون السود كان يقرأ ويقرئ بالإطباق، وهكذا روى عن مشايخه في مصر، ثم سافر إلى مصر وعاد بالقراءة مع انفراج الشفتين رواية عن الشيخ عامر سيد عثمان رحمه الله تعالى،. وإن كنتم قرأتم على أستاذ أو شيخ فبين لكم أن هذه المسألة قد وهم فيها الشيخ أو توهم فيها الصواب وليست كذلك علينا أن نعود إلى الصواب قال تعالى (الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَع) (يونس: من الآية35) قال ابن الجزري رحمه الله قرأت على بعض الشيوخ بترقيق الألف مطلقا ثم تبين لي بعد ذلك فساده فرجعت عنه. وذكر بأن الألف تتبع الحرف الذي قبلها تفخيما وترقيقا أما الرد على استشكال الشيخ عامر كيف نقول أم بإطباق الشفتين ونسميه إخفاء؟ والجواب
أن الأصل أن يقرع مخرج اللسان كل حرف على حدة فعندما نقول (تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ) (الفيل: من الآية4) نطبق الشفتين على ميم ونفتحهما على باء فهذا العمل يشبه الإدغام فلذلك هل نقول ذلك إدغام بالطبع لا لأن الإدغام يذهب معه الحرف الأول ويكون النطق بباء مشددة فلو نطقنا بباء مشددة لكان إدغاما ولو قلنا ترميهم بحجارة) بإظهار الميم فهذا يسم إظهارا فنحن عندما ننطق الإخفاء الشفوي نطبق الشفتين على ميم ونفتحهما على باء فهذا عمل بين الإظهار والإدغام اسمه الإخفاء وتعريف الإخفاء منطبق عليه (وهو النطق بحرف بصفة بين الإظهار والإدغام عار عن التشديد مع بقاء الغنة في الحرف الأول
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/107)
نفسه) ... اهـ.
كيف انتشر القول بالفرجة في الميم الساكنة المخفاة
قال الشيخ عامر عثمان في كتابه كيف يتلى القرآن ص 55 والإخفاء هو النطق بحرف من الخيشوم بصفة بين الإظهار والإدغام عار عن التشديد , وليحذر القارئ من إطباق الشفتين عند النطق بها حالة إخفائها , وسمى شفهيا أو شفويا نسبة إلى الشفة وهي مخرج الميم وعلامته في المصحف ترك الميم بدون السكون. اهـ
لمعرفة كيف انتشر القول بالفرجة في الميم الساكنة المخفاة لا بد من ترجمة للشيخ عامر عثمان وتلاميذه لمعرفة كيف استفحل القول بتغيير الصوت القرآني في الميم الساكنة المخفاة , والذي ترجم له الشيخ عبد الفتاح المرصفي في كتابه هداية القاري ج 2 ص 755 إلى ص 758
الشيخ عامر بن السيد بن عثمان ولد بقرية ملامس مركز منيا القمح من أعمال محافظة الشرقية بجمهورية مصر العربية في 16 مايو سنة 1900 م عالم مصري مبرز في علم التجويد والقراءات والرسم والضبط والفواصل حفظ القرآن الكريم على معلم القرية الشيخ عطية سلامة ثم في سنة 1911 م ذهب إلى بلدة التّلين مركز منيا القمح بالقرب من قرية ملامس فأخذ علم التجويد وطبّقه برواية حفص عن عاصم على الأستاذ الجليل الشيخ إبراهيم موسى بكر البناسي كبير المقرئين في وقته ثم عرض عليه بعد ذلك القرآن الكريم بالقراءات العشر من طريقي الشاطبية والدرة وأجازه بها وبرواية حفص من الشاطبية من قبل.
ثم رحل إلى القاهرة بعد ذلك وقرأ على العلامة المحقق الشيخ على بن عبد الرحمن سبيع المقرئ الكبير بالقاهرة المحروسة فقرأ عليه القراءات العشر من طريق طيبة النشر إلى قوله تعالى (وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) (هود:41) ثم انتقل الشيخ سبيع إلى رحمة الله تعالى.
فاستأنف من جديد القراءة على تلميذ شيخه المذكور الأستاذ الجليل صاحب الفضيلة الشيخ همام قطب عبد الهادي فقرأ عليه القرآن كله بالقراءات العشر من طريق طيبة النشر وأجازه بها وذلك في عام 1972 م , ثم التحق بالأزهر الشريف طالبا فحصّل كثيرا من العلوم العربية والشرعية وجلس للإقراء في منزله بالقاهرة ليقرئ الناس التجويد والقراءات إلى أن اختير مدرسا في قسم تخصص القراءات بكلية اللغة العربية بالأزهر سنة 1945 م وظل هكذا إلى أن أحيل إلى التقاعد سنة 1968 م. ثم عينا مفتشا بمشيخة عموم المقارئ المصرية ثم وكيلا لتلك المشيخة ثم عين شيخا لعموم المقارئ بالديار المصرية سنة 1980 م. ومن نشاط الشيخ عامر عثمان أنه أشرف على تسجيل المصاحف القرآنية المرتلة لمشاهير القراء في مصر مع آخرين في إذاعة جمهورية مصر العربية. وعين عضوا لاختيار القراء الذين يقرءون القرآن الكريم في الإذاعتين المرئية والمسموعة بالجمهورية المصرية. واشتغل بإلقاء المحاضرات في علم التجويد والقراءات في مختلف المدن المصرية مما كان له الأثر الطيب في نشر القراءات والتجويد وحسن الأداء.
تلامذة المترجم له:
أما تلامذته فكثيرون يخطئهم العد ولا يأتي عليهم الحصر منهم الأستاذ إبراهيم سالم وزير الصناعة بمصر , والمهندس سليمان عبد الحي وزير النقل والمواصلات بمصر , الأستاذ حسن حسان مدير شركة الأهرامات بقطاع الجمعيات الاستهلاكية بمصر , فضيلة الشيخ سليمان إمام الصغير من خيرة علماء الأزهر قرأ عليه القراءات الثلاثة المتممة للقراءات العشر من طريق الدرة وهذا الشيخ الجليل حضرت عليه في قسم القراءات مادة النحو والصرف وكذلك فقه الإمام الشافعي رضى الله عنه وعمل أستاذا بجامعة أم القرى بمكة المشرفة إلى عهد قريب جدا , ومن تلاميذه الشيخ محمود خليل الحصري القارئ المشهور بالقاهر , والشيخ مصطفى إسماعيل القارئ المشهور بالقاهرة , والشيخ كامل يوسف البهتيمي القارئ المشهور بالقاهرة والشيخ عبد الباسط عبد الصمد والشيخ محمد تميم الزعبي قرأ عليه القراءات العشر الكبرى من طريق الطيبة , والشيخ أيمن سويد من دمشق قرأ عليه طيبة النشر , والشيخ محمد صلاح الدين كبّارة المقرئ المشهور بطرابلس لبنان قرأ عليه القراءات العشر من طريقي الشاطيبة والدرة , والشيخ كرامة الله البخاري من المدينة المنورة قرأ عليه القراءات العشر من طريقي الشاطبية والدرة .... والشيخ صادق قمحاوي رحمه الله تعالى والشيخ رزق خليل حبة والشيخ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/108)
محمود عمر سكّر وغيرهم .... اهـ
وهذه ترجمة مفصلة للشيخ عامر عثمان رحمه الله فالمتأمل في حاله وتلاميذه يعلم يقينا كيف انتشر الأمر بترك الفرجة في الميم الساكنة لأنهم قراء الإذاعة والعالم كله يعرف هؤلاء القراء ويحبهم ويتأثر بهم وظهر لهؤلاء القراء من يقلدهم لحسن أدائهم الذي يذهب بالأفئدة , والجميع الذين تلقوا العلم عن الشيخ عامر يروون عنه أنه كان يتعصب جدا بالقول بترك فرجة عند الميم الساكنة وحمل رحمه الله قراء المصاحف المرتل على ترك فرجة عند التلفظ بالميم الساكنة وخاصة أنه كان من مراقبى لجنة ترتيل المصاحف الصوتية بالإذاعة المصرية والشيخ عبد الباسط عبد الصمد رحمه الله صرح بذلك في بعض مقالاته أن القارئ الذي كان يطبق الشفتين على الميم الساكنة كان لا يقبلها منه ويأمره بإعادة تسجيلها مره أخرى , وبسبب انتشار هؤلاء المصاحف في العلم الإسلامي انتشر ترك الفرجة في الميم وكذلك من تولوا مشيخة عموم المقارئ المصرية بعده قالوا بما قاال الشيخ عامر لأنهم تلاميذه في هذا الدرب وكل من قال بها من العلماء فإنما أخذها عنه رحم الله الجميع ولكن قبل عصر الشيخ عامر عثمان لا يوجد القول بترك الفرجة أبدا واستمعوا للشيخ رفعت والشعشاعي والصيفي لا تجد الفرجة عند الميم الساكنة أبدا وهناك بعض تلاميذ الشيخ عامر رجع عن قوله وأطبق الشفتين على الميم الساكنة مثل الشيخ أيمن سويد والشيخ محمود عمر سكر قال بعض مشايخ الأردن: عندنا في الأردن الشيخ محمود إدريس وهو من تلاميذ الشيخ عبد الودود الزراري والشيخ سعيد سمور. أقرءوه بالإطباق ومازال يقرئ الشيخ كما تلقى عن شيخيه مع العلم أن الشيخ عبد الودود من تلاميذ الشيخ عامر السيد عثمان.والشيخ سعيد سمور من تلاميذ الشيخ عثمان سليمان مراد اهـ. وقراء دمشق على الإطباق , وأرجو ممن يقول بترك فرجة بسيطة عند الميم الساكنة أن يأتي بدليل واحد عليها من كتب المتقدمين أمثال بن الجزري وأبو عمرو الداني وغيرهم وهكذا تلقينا وهكذا ينبغي المحافظة عليه لاتفاق الطريقين عليه أقصد المشافهة والسند ثم النصوص القديمة كلها على الإطباق.
ستة أقوال في كيفية النطق بالميم الساكنة المخفاة
القدماء قالوا بإطباق الشفتين على الميم والبعض الآخر من المعاصرين قال بالفرجة بين الشفتين والبعض الآخر قال زمن الغنة حركتين حركة بترك الفرجة والحركة الثانية بإطباق الشفتين والبعض الآخر قال بتبعيض حركة الميم وهذا لم يقل به المتقدمين بل تبعيض الحركة عند يعرف بالروم أو الاختلاس والبعض الآخر قال أن تقرع الثنايا العليا عند النطق بالميم الساكنة على ظاهر الشفة السفلى والبعض الآخر يقول إن هيئة الشفتين في حالة الإخفاء الشفويّ والقلب تتبع الحرف الذي قبلها , فتضم إن كان مضموماً , وتتمدد إن كان مكسوراً أو مفتوحاً. وهذا الكلام ليس دقيقاً. الصواب: الذي عليه أهل التحقيق أن هيئة الشفتين واحدةٌ في جميع حالات القلب والإخفاء الشَّفويِّ , وهي أن تكون الشفتان منطبقتين بدون كَزِّ , لا مضمومَتَيْن مُقَبَّبتين أو مكوَّرتين إذا ملخص هذه الأقوال كالآتي:
1. إطباق الشفتين على الميم
2. انفراج الشفتين عند نطق الميم
3. حركة بفرجة والأخرى بإطباق
4. تبعيض الميم المخفاة الساكنة
5. تصادم الثنايا العليا على ظاهر الشفة السفلى
6. شكل الشفاة تابع لحركة ما قبله
والراجح الذي لا ريب فيه الأول إطباق الشفتين لأن الأصل في صوت الميم الساكنة الإطباق فمن خالف الأصل طولب بالدليل وحذاري من قول البعض يجوز الكل فعلى الجميع أن يعلموا أن الحق واحد لا يتعدد ومن قال الحق يتعدد فقد قال بما تقول به المعتزلة ولكن منهج السلف الصالح عندهم أن الحق واحد دليلهم قوله تعالى) فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلا الضَّلالُ) (يونس: من الآية32) وما زلت أنادي من عنده دليل من كتب المتقدمين على ترك الفرجة فيأتنا به مشكورا.
الإخفاء الشفوي يسمى قديما بالإدغام الناقص
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/109)
ففي باب إدغام الحروف المتقاربة عند أبي عمرو وهو يسكن الحرف المتحرك ثم يدغمه فيما بعده بما يسمى بالإدغام الكبير قال الإمام الشاطبي:وتسكن عنه الميم من قبل بائها ... على إثر تحريك فتخفى تنزلا.قال الإمام أبو شامة في إبراز المعاني وقوله على إثر تحريك أي تكون الميم بعد محرك نحو: آدم بالحق، أعلم بالشاكرين، علم بالقلم، حكم بين العباد والمصنفون في التعبير عن هذا مختلفون فمنهم من يعبر عنه بالإدغام كما يطلق على ما يفعل بالنون الساكنة والتنوين عند الواو والياء أنه إدغام وإن بقي لكل واحد منهما غنة، كما يبقى الإطباق في الحرف المطبق إذا أدغم، ومنهم من بعبر عنه بالإخفاء لوجود الغنة وهي صفة لازمة للميم فلم يكن إدغاما محضا. اهـ كلام أبو شامة فيه تصريح أن القدماء كانوا يسمونه إدغاما ولكن إدغاما ناقصا لبقاء صفة الغنة في الحرف الأول.فلو سميته بالإخفاء الشفوي فبها ونعمت وإن سميته إدغاما ناقصا فليس ذلك بدعا من القول بل صرح به العلماء المتقدمين.
فأنت ترى أن العبرة ليست بالمصطلح بل بما تلقاه المئات عن المئات جيلا عن جيل أما مسألة التبعيض هذه، أطلب من البعض إثباتها بخصوص الميم المخفاة من كتب الأقدمين، أقصد بمعني الفرجة هذه. لأن تعريفهم للإخفاء هو النطق بحرف عار من التشديد بحالة بين الإظهار والإدغام مع بقاء الغنة أما التبعيض بهذا الفهم فهذا فأرجو التكرم ببيان مصدره، ثم أن التبعيض ممكن بكل وضوح أن يحمل على عدم الكز على الشفتين بل بالإطباق الخفيف، وصرح به العلامة المرعشي. ت 1150 ه مع وضوح كلامه في كونه لا يخرج عن الإطباق فقد قال بأنه أطباق أخف دون الإطباق الأقوى أي لا يخرج عن كونه إطباقا ثم إن من الأقدمين من عده من الإدغام الناقص أي يشبه في تركيبته النطق بنحو بسطت فقد بقيت صحة الاستعلاء ثم انتقلت للتاء وختمت بها. وهنا تنطق بالميم تعويضا صحيحا كما صرح العلامة الضباع، وتأتي بالغنة من غير كز على الشفتين ثم تنتقل للباء ولو نطقت بقوله تعالى (مِنْ مَاءٍ) (البقرة: من الآية164) فهذا مثلا إدغام ناقص فهذه كتلك. وهكذا نرى توفر جميع صفات الإدغام الناقص أو سمه إن شئت بالإخفاء الشفوي على إطباق الميم.فالعبرة بالتلقي والمشافهة أما المصطلحات فهي وصف للتلقي وليس العكس. لأن غايتهم تقريب وصف هذا الذي يتلقوه لتسهل مدارسته، وما كان في ذهنهم أبدا أن هناك من سيترك التلقي ويبحث في كيفية التطبيق من كلام نظري لا يستند على المشافهة. ثم أني أرى أن الاحتجاج عند الاختلاف في مثل هذا لا يكون إلا بكلام الأوائل أعنى أمثال الداني وابن غلبون والشاطبي أو من قبلهم فإنه لم أر حتى الآن أي نص قبل السيد عثمان ومن سار على نهجه، بترك الفرجة. ومن عنده الدليل فليأت به. أما الاحتجاج بأحد القراء المعاصرين فليس فيه الحجة أبدا لأنه يوجد غيرهم مئات يقرؤون بالإطباق وفيهم من هو شيخ قراء بلده كالشيخ كريم راجح والشيخ أبو الحسن الكردي والشيخ محمد طه سكر. والأمثلة أكثر من أن تحصر، بل حتى الأقدمين من تلامذة الزيات كالشيخ أحمد مصطفى فقد قال لنا أن جميع من أخذ عن الزيات فبالإطباق ثم أن من يقولون بترك الفرجة يصرحون بأنها اجتهاد منهم أما ما تلقوه من مشايخهم فبالإطباق.
وزاد الآن أن النصوص التي كانت غائبة عمن اجتهد بترك هذه الفرجة قد ظهرت مع تحقيق كثير من الكتب النفيسة المخطوطة ككتب ابن غلبون واالداني وفيها التصريح بالإطباق، فحين يرى المجتهد هذه النصوص الصريحة فأي حاجة للاجتهاد مع وجود النص.
التلقي من المشايخ المسندين بالإطباق
وللكلام على مشايخ الأسانيد , فلا بد لك أخي القارئ بعد أن أكرمك الله بحفظ القرآن الكريم كاملا عن ظهر قلب , أن تبحث عن شيخ متقن مجاز ولديه سند عال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقرآن الكريم , لتعرض عليه القرآن من أوله إلى آخره غيبا بالتجويد والإتقان برواية حفص عن عاصم أو غيرها من القراءات العشر المتواترة , وحذاري أن تكتفي بحفظك الشخصي أو حفظك المدرسي أو حفظ حلقات تحفيظ القرآن , فإن من حفظ القرآن ولم يعرض حفظه وحروفه على شيخ متقن مجاز لديه سند فحفظه ناقص ولا يخلو من خطأ ربما لا يتنبه له. والمقصود من قولي متقن: أي لأحكام قواعد التجويد جملة تفصيلا , ومخارج الحروف والصفات والمقصود بالمجاز: من لديه إجازة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/110)
وهي شهادة تمنح من الشيخ الذي اخذ عنه وقرأ عليه وذلك أمر معروف ومتعارف عليه بين القراء. والمقصود بقولي السند: هو عبارة عن سلسلة المشايخ والقراء الذين وصلنا القرآن عن طريقهم وسلاسل إسنادهم باتصال من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عصرنا هذا , ولله الحمد والمنة على ذلك وعلو الإسناد معناه: أن يقل عدد رجال السند الذي بينك وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم فتكون السلسلة قصيرة فكلما كان عدد هذه السلسلة قليلا وصف بالسند العالي , وأعلى سند في الدنيا في حدود علمي أن يكون بين الشيخ وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة وعشرون أو سبعة وعشرون قارئا. فإذا قرأت أخي الحبيب على قارئ مسند مجاز سوف يقرئك بإطباق الشفتين على الميم الساكنة لأنه لو قال لك أترك فرجة عند تلفظ الميم ويكون هو لم يتلقاها من شيخه المسند بهذه الكيفية فهذا كذب في رواية الإسناد سوف يحاسب عليه يوم القيامة , وجميع مشايخ الحرم المسندين الذين سمعت بهم وقرأت علي بعضهم يقرءون بالإطباق ويوجد لي شيخ الثالث فيمن قرأت عليهم مسند مجاز بالقراءات السبع من طريق الشاطبية قرأت عليه بالإطباق ولم يأمرن بترك الفرجة لماذا لأنه تلقاها هكذا من شيخة ومن شيخة إلى آخر السند. وأسأل الله تعالى أن يرزقني وإياكم الإتقان وتحقيق لفظ تلاوة كلام ربنا.
ذكر الأخطاء في التلفظ بالقلب والإخفاء الشفوي
1. كيفية نطق القلب هي: أن نقْلَبَ النُّون الساكنة أو التنوين - الذي بعده باءٌ – ميماً ثم نُطْبِقَ الشَّفَتَيْن إطْباقًا ً بلُطْفِ ولينٍ , بدون كزٍّ للشفتين لئلا يتولد عند كَزَّهما غُنَّة ممطَّطَةٌ من الخيشوم - ونخرج غُنَّة الميم من الأنف ثم ننطق بالباء مجهورة شديدة واحذر عند تلفظك بهذه الباء أن يجري معها أدنى نفس لأن جريان النفس مع الباء يقليها إلى الـ ( p ) الثقيلة في الإنجليزية.
2. كثيرٌ من الناس يخرج الباء ضعيفةً متأثرةً بضعف الغُنّة التي في الميم قبلها (أي المنقلبة عن النون) مع العلم بأن الباء حَرْفٌ شديدٌ , مجهورٌ , قوي , وعلى القارئ أن يحذر من انسحاب غنة الميم المخفاة على حرف الباء والباء العربية لا علاقة لها بالخيشوم ..
3. ما ذكره بعض المعاصرين الفضلاء من أن شكل الشفتين أثناء نطق الميم التي بعدها باء – سواء أكانت مخفاة أم منقلبة عن النون أو التنوين – يكون متفاوتًا فيما إذا كان الحرف الذي قبلها مضموماً , أو مكسوراً , أو مفتوحاً , وذلك مثل: () لَيُنْبَذَنَّ) (الهمزة: من الآية4) ,) مِنْ بَعْدِ) (البقرة: من الآية27) ,) أَنْ بُورِكَ) (النمل: من الآية8)) فكأنه يقول: إن هيئة الشفتين في حالة الإخفاء الشفويّ والقلب تتبع الحرف الذي قبلها , فتضم إن كان مضموماً , وتتمدد إن كان مكسوراً أو مفتوحاً. وهذا الكلام ليس دقيقاً ولا يصح شئ منه البتة بل هو بمجرد اجتهاد منه بل أغلب كتب المعاصرين يأتون بأشياء ما أنزل اله بها من سلطان وهناك بحث لي منشور حاليا على الإنترنت نبهت فيه على الأخطاء الموجودة في كتاب نهاية القول المفيد وكتاب حق التلاوة والصواب لمن أراد الحق العودة لكلام المتقدمين فعندهم هيئة الشفتين واحدة مع الإخفاء الشفوي والقلب.
4. على القارئ أن يعلم القلب للنون الساكنة ميما أن التقاء النون الساكنة والتنوين بالباء يؤدي إلى تعذر الإدغام للتباعد في المخرج والاختلاف في الصفات , فإن حرفي النون الساكنة والتنوين أغنان بخلاف الباء فإنه حرف غير أغن. كما سيؤدي إلى تعذر الإظهار لثقل النطق بهما , والكلفة عند التلفظ بهما , وذلك لما بين النون والباء من اختلاف في المخرج , فتوصل بقلب النون الساكنة والتنوين إلى ميم تمهيداً لحصول الإخفاء , وذلك لقرب مخرجهما _ أي الباء , والميم – ولمشاركتهما النون في الغنة والجهر والتوسط والاستفال والانفتاح والإذلاق. كما أنه تعذر الإخفاء مباشرة – أعني إخفاء النون عند الباء – وذلك لأنه لم يحسن الإدغام والإظهار فلم يحسن الإخفاء لأنه منزلة بينهما. فلما تعذر الإدغام والإظهار والإخفاء , أبدل من النون الساكنة والتنوين حرفاً يجانسهما في الغنة والجهر , ويجانس الباء في المخرج والجهر, وهو الميم , فزالت الكلفة الحاصلة من إظهار النون قبل الباء , وكما بينت سابقاً بأن هذا تعليل للرواية , وتوجيهها في العربية ,
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/111)
وإلا فإن الأصل في القراءة الرواية والمشافهة , فإن القرآن عربي , وهو حجة على العربية كما هو مقرر عند المحققين من علماء العربية.
5. ما يذكره بعض القُرَّاء المعاصرين من ضَرورة انفراج الشَّفَتَيْن عند القلب , والإخفاء الشفوي , بل يبالغ بعضهم فيقول: لا بُدَّ أن يَرَى الناظرُ أسنانَ القارىء , وبعضهم يقول: يجب أن تكون هذه الفُرجة بمقدار رأس القلم , وبعضهم يقول: إنما هي بقد رأس الإبرة .. فهذا مما هو غير موجود في كتابٍ معتمدٍ عند السابقين ولم يتلقى بهذا الشَّكْل من المشايخ المتقنين , ولعله من اجتهادات العلماء. ومن الغريب جداً أن بعض الناس ينطقون الغُنَّة المخفاة كأنها غَيْنٌ بغُنَّة , فيصبح النطق هكذا (تَرْمِيهِنغْبِحِجَارَةٍ) غيناً مُشْرَبَةً بغُنَّة مع العلم بأَنَّ هذا الصَّوت الغريب لا يوجد في اللغة العربية , إنما هو موجود في اللغة الأندونيسية والماليزية.
6. وبعضهم يخرجُها من الشَّفَةِ السُّفْلى مع أطراف الثَّنايا العليا فتخرج الميم كأنها حرف ( v) في الإنجليزية , وبعضهم يُكَوِّرُ شفتيه تكويراً وينطق بصوت غريب ممزوج بين الباء والميم والغنة , وهذا كله خطأ وتحريف لها. وما قيل هنا يمكن أن يقال عن القلب , إلا أنه في الإخفاء الشَّفَويّ يوجد قَولٌ بجواز الإظهار في الميم , والله أعلم.
7. ذكر الإمام الجزريّ أن هناك وجهاً مقروءاً به في الميم التي بعدها باء ألا وهو الإظهار , حيث قال: ((وقد ذهب جماعة كأبي الحسن أحمد بن المنادى وغيره إلى إظهارها عندها إظهاراً تاماً , وهو اختيار مكيّ القيسيّ وغيره , وهو الذي عليه أهل الأداء بالعراق وسائر البلاد الشرقية , وحكى أحمد بن يعقوب إجماع القراء عليه , قلت: والوجهان صحيحان مأخوذ بهما إلا إن الإخفاء أولى للإجماع على إخفائها عند القلب)) فمن قرأ بالإظهار لا نقول أنه أخطاء لأن هذا الوجه كان مقروءا به كما قرره بن الجزري والعمل عليه في وقتنا الإخفاء.
8. والبعض الآخر يقول بتبعيض الميم بمعنى أن الميم نصفها من الشفتين والنصف الآخر من عمل الخيشوم فلنأخذ القسم المتعلق بالخيشوم ونترك القسم المتعلق بالشفة وذلك بجعل فرجة وهذا تعليل لا دليل عليه ومن عنده الدليل والحجة القاطعة فليأتنا به وأكون له من الشاكرين
9. والبعض الآخر عند تلفظه للٌخفاء الشفوي لا ينطق ميما البتة بل ينطق بهاء ممطوطة نحو قوله تعالى (تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ) (الفيل: من الآية4) والسبب الذي أدى لهذا النطق الخاطئ أن القارئ وسع فرجة الشفتين والصواب إطباق الشفتين مصاحبا ذلك غنة من الخيشوم وإن شئت أن تسمي ذلك إدغاما ناقصا فسمه صرح بذلك بعض العلماء المتقدمين.
خاتمة البحث
على القارئ أن يطبق شفتيه على الميم الساكنة عند القلب والإخفاء الشفوي واحذر من تغيير الصوت القرآني في الميم الساكنة واعلم أخي الحبيب أنك لو تركت فرجة عند الميم الساكنة فإنك لم تنطق بميم البتة لأن صوت الميم الساكنة لا يتحقق إلا بإطباق الشفتين فمثلا ا لو قرأ القارئ قوله تعالى (تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ) (الفيل: من الآية4) بترك فرجة بين الشفتين في صوت الميم فهو في الحقيقة لم ينطق ميما أبدا بل نطق بهاء ممطوطة وقال بعض العلماء أنه حذف حرف من التلاوة ولا أؤيد قول بعض إخواننا في متلقى أهل القرآن بأن المصريين يقرءون بالفرجة حاليا ولكن العبرة بعصر الإحتجاج ,أرجو منكم إخواني تصوير هذا البحث ونشره لحسم المسألة في هذه القضية وهذا البحث جزء من أبحاثي في التجويد ولدي أبحاث أخرى بما أحدثه بعض العلماء المعاصرين الذين صنفوا في التجويد ووضعوا بعض المسائل في كتبهم ما أنزل الله بها من سلطان ولم يكن لها ذكر عند العلماء المتقدمين وأمثالهم من جيل الداني والشاطبي وبن الجزري ومن هذه الأبحاث بحث فيمن قال بأن حروف القلقلة تتبع ما قبلها من الحركة والرد على من قعّد لهذا الخطأ من نصوص القدماء وكذلك بحث آخر في الرد على من قال بأن المرتبة الرابعة الساكنة من مراتب التفخيم تابعة لما قبلها من حيث الحركة وكذلك بحث آخر في الرد على من جعل زمن الغنة حركتين بالأدلة من نصوص المتقدمين من العلماء وبحث آخر فمن عرف الحركة بقبض الإصبع أو بسطه وأن ذلك من كلام المعاصرين ولا أصل له والرد على من قسم الصفات إلى ذاتية وعارضة والرد على قسم مراتب القراءة إلى أربعة الرد على بعض المعاصرين في تعريف مخارج حروف الصفير وغيرها من أبحاث رزقني الله وإياكم الإخلاص في القول والعمل والسر والعلن والله من وراء القصد.
بحث للأستاذ: فرغلي سيد عرباوي
خريج كلية القرآن الكريم بالمدينة المنورة
بريد إلكتروني: Fargh22@yahoo.com
Fargh22@hotmail.com
ـ[أبي الزبير]ــــــــ[01 - 04 - 04, 04:18 ص]ـ
بارك الله فيك استاذنا الفاضل ونفع بك الإسلام والمسلمين ...
بس ياليت لو يتوفر البحث على ملف وورد لتعم الفائدة ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/112)
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[01 - 04 - 04, 05:51 م]ـ
الشيخ الفاضل فرغلي _ وفقه الله _
جزاكم الله خيرا، وهذا رابط لمشاركات سابقة تؤيد ما ذكرتم من أن الصواب هو إطباق الشفتين إطباقا تاما بلا أي فرجة عند النطق بالميم المخفاة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=4805&highlight=%C5%D8%C8%C7%DE+%C7%E1%E3%ED%E3
ـ[عمر فولي]ــــــــ[28 - 08 - 06, 02:40 م]ـ
رسالة فاصلة في صحة الفرجة في الميم المخفاة الساكنة
المقرئ: أبو عمر عبد الحكيم بن عبد الرازق
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا،من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله_ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا. أما بعد ...
أما بعد ....
فقد كثر الكلام منذ فترة عن الطريقة الصحيحة في أداء الإخفاء في الميم الساكنة إذا وليها باء أو النون عند القلب حتى وصل الأمر إلى أنهم بدعوا من قرأ بفرجة الشفتين، فأردت أن أوضح لإخواني ما أخفى عليهم بطريقة سهلة واقعية دون تعصب لشيخ أو قطر من الأقطار حيث إننا قرأنا ونقرئ في مصر بوجه الإخفاء مع الفرجة وعليه أغلب القراء في مصر، وقد وجدت معظم الذين قرءوا على الشيخ (الزيات) أيضا يقرؤون بهذه الفرجة، ولذلك شرعت في توضيح الأمر لإخواني عسى الله أن يهدينا إلى الحق، وقبل الشروع في كيفية الإخفاء أبين أحكام الميم الساكنة باختصار ثم أتطرق إلى موضوع الإخفاء وكيفية أدائه. وقد سمميت هذه الرسالة
"رسالة فاصلة في صحة الفرجة في الميم المخفاة الساكنة "
الميم الساكنة:
إما أن تكون ميما أصلية مثل " أم من " أو ميم جمع " أنفسكم "
للميم الساكنة أحكام ثلاثة: الإدغام – الإخفاء – الإظهار
الإدغام:
تدغم الميم الساكنة إذا وليها ميم بعدها سواء في كلمة مثل (الم – المص – المر) أو في كلمتين مثل (كم من فئة –لكم ما كسبتم)
الإخفاء:
تخفى الميم الساكنة إذا وليها حرف الباء مثل (ءامنتم به – ترميهم بحجارة)
وسيأتي التفصيل فيه بإذن الله.
الإظهار:
تظهر الميم الساكنة عند بقية الأحرف ماعدا (الميم – الباء – الألف)
والألف لا يكون ما قبلها إلا مفتوحا.
هذه أحكام الميم الساكنة باختصار.
وحديثنا سيكون على حكم الإخفاء ويندرج معه حكم القلب في النون الساكنة إذا وليها باء، لأنه لا فرق بين (أن بورك – وماهم بمؤمنين) لأن طريقة أدائهما واحدة.
ولكن إذا تحدثنا عن حكم الإخفاء بالنسبة للميم الساكنة، فقد اختلف أهل الأداء بالنسبة لحكمها.
منهم من قال بالإظهار المحض أي – بإظهار الميم بدون غنة – وهذا ما عليه عامة العراقيين وحكى بعضهم الإجماع عليه كما نقل ابن الجزرى ومنهم من أخفي الميم عند الباء مع الغنة، والوجهان صحيحان مقروء بهما كما قال ابن الجزرى ثم رجح الإخفاء وقال إنه الأولى .......... وأخفين الميم إن تسكن بغنة لدى .. باء على المختار من أهل الأدا
فإذا تحدثنا عن كيفية الإخفاء، هل بإطباق الشفتين دون فرجة أم بإطباق الشفتين مع فرجة بسيطة؟
فإذا أردنا التحدث في هذا الموضوع فيجب علينا أولاً أن نعرف الإخفاء من جهة اللغة الستر
ومن جهة الاصطلاح:
قال أبو عمرو الداني في كتاب التيسير – عند حديثه عن أحكام النون الساكنة والتنوين صـ44 " والإخفاء حال بين الإظهار والإدغام وهو عار من التشديد فاعلمه وبالله التوفيق أ. هـ.
قال أبو شامة عند الحديث عن الإخفاء في إبراز المعاني ( .......... فلما توسطت أعطيت حكما وسطا بين الإظهار والإدغام وهو الإخفاء).
قال الإمام ابن الجزرى في النشر صـ27 الجزء الثاني عند حديثه عن الإخفاء " واعلم أن الإخفاء عند أئمتنا هو حال بين الإظهار والإدغام، قال الداني وذلك أن النون والتنوين لم يقربا من هذه الحروف كقربها من الإدغام فيجب إدغامها فيهن من أجل القرب ولم يبعدا منهن كبعدهما من حروف الإظهار فيجب إظهارها عندهن من أجل البعد فلما عدم القرب الموجب للإدغام والبعد الموجب للإظهار وأخفيا عندهن فصارا لا مدغمين ولا مظهرين إلا أن إخفاءهما على قدر قربهما منهن وبعدهما عنهن فما قربا منه كانا عنده أخفى مما بعدا عنده قال: الفرق عند القراء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/113)
والنحويين بين المخفي والمدغم، أن المخفي مخفف، والمدغم مشدد والله أعلم " أ. هـ.
قال النويرى في شرحه لطيبة النشر صـ42 –43 الجزء الثالث " حروف الإخفاء لما تراخت وباينت ناسبت أن تعطى حكما مخالفا للحكمين لكن من كل وجه لأن مخالفتها لم تقع من كل وجه لما في حروف الإخفاء من حيث هي من قربها من يرملون والحلقية فعلى هذا لابد في الإخفاء من جهة بها تشبه الإظهار والإدغام وجهة بها تفارقهما فالأولى أن الإخفاء يشبه الإظهار من جهة عدم الممازجة والدخول.
ولهذا يقال: أظهر عند كذا وأخفى عند كذا وأدغم في كذا ويفارقه من بقاء الغنة.
والثانية أنه يشبه الإدغام من جهة الغنة ويفارقه من جهتين: التشديد والقلب مع الباء ضرب من الإخفاء وفيه مناقضة قلت: إنما يعتبر بما يتلفظ به دون ما فعل قبل ذلك ولم ينطبق مع الباء إلا بإخفاء فقط " أ. هـ
وقال المرصفى في هداية القاري صـ168 عند الحديث عن الإخفاء " ........... وفى الاصطلاح: هو عبارة عن النطق بحرف ساكن عار من التشديد على صفة بين الإظهار والإدغام مع بقاء الغنة في الحرف الأول وهو هنا النون الساكنة والتنوين، والميم الساكنة في الإخفاء الشفوي " أ. هـ
وهذا التعريف يكاد يكون موافقاً لما في كتاب نهاية القول المفيد لمحمد مكي نصر، وكذلك قال الملا على القارى نحوا من تعريفهم.
وبعد سرد أقوال الأئمة فى تعريف الإخفاء اصطلاحا، نتكلم عن طريقة الإخفاء.
أقول: إن طبقنا هذا التعريف على إخفاء الميم الساكنة مع الباء وأيضا القلب فى النون الساكنة- فلا فرق بينهما نطقا – (انظرتعريف النويرى) يتضح لك الفرق فى إطباق الشفتين، فالشفتان لا تنطبقان كما في انطباق (الميم المظهرة) فى مثل "إنهم كانوا " ولا انطباقة (الميم المشددة) فى مثل (أمّن) لأنه قد ظهر لك أن الإخفاء حالة بين الإظهار والإدغام، فإذا كان إنطباق الشفتين عند الإخفاء لا يكون (كالميم المظهرة) ولا (كالميم المشددة) فكيف إذا؟!!
وما يستدل به إخواننا من أن كلمة " إنطباق " تدل على الملامسة المحضة فأقول لهم: إن هذه الكلمة لاتدل على إلصاق الشفتين إلصاقا تاما فى كل موضع، وقد يعبر بعضهم – من القدامى – عن مخرج"الواو " بلفظة إنطباق الشفتين دون ذكر وجود الفرجة التى فى الواو لوضوح الأمر فيه،وأيضا ماعبر به الشاطبى فى باب الوقف على أواخر الكلم فى معرض حديثه عن الإشمام حيث قال:
والاشمام إطباق الشفاه بعيد ما .. يسكن لاصوت هناك فيصحلا
والإشمام كما هو معروف ضم الشفتين مع ترك فرجة لأنه إشارة للحرف المضموم، والمضموم لايمكن نطقه نطقا صحيحا إلابضم الشفتين مع وجود فرجة.
وكل مضموم فلن يتما ... إلا بضم الشفتين ضما
فكلمة انطباق لا تدل هنا على الإلصاق التام ولكن لما كان هناك إطباق فى غالب الشفتين عبر به على أساس الغالب، ثم إن شراح الشاطبية لم يتعرضوا إلى تصحيح الكلمة، ولكنهم شرعوا في توضيح الإشمام مباشرة
ومعلوم أن الإمام أبا شامة له تعقيبات كثيرة على الشاطبى إلا إنه لم يعقب بشىء فى ذلك الأمر وفى التيسير قال الدانى " أما حقيقة الإشمام فهو ضمك شفتيك بعد سكون الحرف أصلا إذ هو إيماء بالعضو إلى الحركة " أ. هـ بتصرف
فقوله " ضمك شفتيك " يقصد به ضم الشفتين طبقا لأنه يتكلم عن الإشمام – مع وجود الفرجة.
وأما بخصوص الشيخ (عامر) فقد أخبرني الدكتور (عوض) وكان ملازما للشيخ (عامر) إن الشيخ عامر أخبره بأن قراء مصر اجتمعوا وناقشوا موضوع الإخفاء وتبين لهم أن هذا النطق بضم الشفتين بدون فرجة لا ينطبق عليه تعريف الإخفاء حيث إن الإخفاء حالة بين الإظهار والإدغام وأما بضم الشفتين بدون فرجة فهي ميم صريحة ولكن زيدت فيها الغنة
أقول: وأضرب لك مثلا عندما تنطق بكلمة فيها إخفاء مثل كلمة (عند) بنون مظهرة مصاحبة للغنة، ثم انطقها مرة أخرى بالإخفاء لعلمت الفرق بين النطقين فالإخفاء يخالف في النطق الغنة بنون مظهرة وكذلك إخفاء الميم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/114)
وإخواننا ينطقون الميم المخفاة صريحة بانطباق الشفتين كالميم المظهرة، ويطلقون عليها لفظة الإخفاء، أي إخفاء في هذا؟! أم هي إطلاق مصطلحات دون معرفة دلالات الألفاظ؟ وأعود لكلام الدكتور (عوض) قال له الشيخ عامر: (إنهم أجمعوا على النطق بهذا الإخفاء – بالفرجة – ولذلك رجع الشيخ الزيات والسمنودى وغيرهم وكان الشيخ الضباع حيا وقتها وكذلك الشيخ عبد الفتاح القاضي وأجمعوا على القراءة – بفرجة الشفتين – أليس لهذا الإجماع اعتبار؟!
وخاصة أنه إجماع قراء مصر. والأسانيد الموجودة تصب عند شيخ مصري وهو الشيخ العبيدى، وكذلك فضل الشيخ عامر الشيخ الزيات الشيخ الضباع الشيخ السمنودى والشيخ عبد الحكيم خاطر والشيخ عبد الفتاح المر صفى وغيرهم معروف ممن قرءوا – بالفرجة – الشيخ عبد العزيز عيون السود – والشيخ الغول وغيرهم من غير المصريين، ولا أعلم بلدا يزخر بعدد وافر من القراء كمصر ولهم فضل على قراء العالم، أي إن إجماعهم ليس بالشيء الهين، وخاصة أنها موافقة للنصوص التي تعرف الإخفاء.
وقد يقول قائل: إذا كانت القراءة – بعدم الفرجة – فلم عدلوا إلى الفرجة؟
أقول: إن الإمام ابن الجزرى كان يقول " بترقيق الألف مطلقا ثم تبين له بأن الألف تتبع ما قبلها تفخيما وترقيقا " فقد عدل الإمام ابن الجزرى عن ما كان يقرأ به وانظر فيما قاله " وقد تبين لي بعد ذلك " وهذا ما تبين لقراء مصر في الإخفاء أي بالفرجة بعدما كانوا يقرءون بغير فرجة.
وهذا رد على الشيخ كريم راجح عندما قال " إن التلقي يفسر النصوص وليست النصوص التجويدية هي التي تفسر التلقي " فهذا إمام الفن ابن الجزرى عدل عن قراءته، فإن قلنا كيف له أن يرجع عن قراءة قرأها؟
وكيف قرأها على شيخه؟ أم كان يقولها من جهة نظرية دون تطبيق؟ وهذا ابن الجزرى بمفرده، فما قولك في إجماع قراء مصر؟! والشيخ كريم راجح لم يبين لنا الإخفاء فيمن قرأ بدون فرجة، ولم أسمع أحدا أجاب على القول بأنا إذا أطبقنا الشفتين أين الإخفاء؟ إلا الشيخ أيمن السويد – حفظه الله – وليته ما فعل لأنه قال كلاما لا أظن أنه سبق بهذا التوجيه وإليك كلامه:
قال الشيخ أيمن سويد – كما نقل عنه أخونا عبد الله المهيب على موقع ملتقى أهل القرآن ونقل غيره كذلك –: أنه سأل الشيخ الزيات عن الفرجة في إخفاء الميم قال الزيات بالعامية
" إحنا ماقرأناش كده لكن هيه كده " ونقل ما يشبه هذا الكلام عن السمنودى.
وقد علق الشيخ أيمن على هذه المقولة " بأنهما ذهبا لرأى الشيخ عامر بناء على قوة شبهة هذه المسألة، وهو أن يقال " إذا أطبق الشفتين فأين الإخفاء؟.
ورد الشيخ أيمن على هذه الشبهة فقال " ... أن الأصل أن يقرع اللسان كل حرف على حدة فعندما نقول " ترميهم بحجارة " نطبق الشفتين على الميم ونفتحهما على الباء – فهذا العمل يشبه الإدغام – فلذلك هل نقول ذلك إدغام بالطبع لا، لأن الإدغام يذهب معه الحرف الأول ويكون النطق بباء مشددة، فلو نطقنا باء مشددة لكان إدغامان ولو قلنا " ترميهم بحجارة " بإظهار الميم – فهذا يسمى إظهارا – فنحن عندما ننطق الإخفاء الشفوي: نطبق الشفتين على ميم ونفتحها على باء فهذا عمل بين الإظهار والإدغام اسمه الإخفاء، وتعريف الإخفاء منطبق عليه .... " أ. هـ
هذا ما نقل عنه، ويا ليته أحال المسألة إلى المشافهة لكان أوجه. وما قاله الشيخ في طريقة الإخفاء حيث قال " نطبق الشفتين على ميم ونفتحها على باء " فهذا كلام ينقض أوله آخره وآخره أوله.
كيف يا شيخ تطبق الشفتين على الميم وتفتحها على باء؟!، فإنك إن فتحت على باء فقد انتهت غنة الميم وذهبت إلى الحرف الذي بعده أى – الباء – فقد ذهب محل النزاع لأن محل النزاع إنما هو على غنة الميم وإن فتحت الشفتين على باء فإن الباء لا تنطق بفتح الشفتين بل بإطباقهما والفتحة – أي فتح الشفتين – التى تعقب الباء إنما هى حركة الباء – فتحة أو ضمة أو كسرة – فعند قولنا (ب) نجد أن الصوت اعتمد على مخرج الباء وهو مخرج محقق حيث التقى طرفي المخرج – باطن الشفة العليا بباطن الشفة السفلي – ثم تباعد الطرفان لأجل الحركة التى تكون على الباء – فكيف لك النطق بميم أو باء ساكنتين مع فتح الشفتين؟! ثم تقول إن هذا عمل بين الإظهار والإدغام اسمه الإخفاء!!! فالشيخ حفظه الله أراد أن يأتي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/115)
بمعنى الإخفاء فقال كلاما عجيبا!!
إن هذا ليس إخفاء، إنما هي ميم مظهرة مصاحبة للغنة ثم انتقلت إلى مخرج الباء بانطباق الشفتين ثم فتحها لأجل حركة الباء، لأن الحركات جزء من حروف المد، فقولك انطباق الشفتين في الميم ثم فتحها على باء كلام لا يستقيم، نحن لا نقول بزوال الميم ولكن بتبعيض مخرجها وما أقوله لك ليس من تلقاء نفسى , لقد فسر المرعشى هذا النص فقال " والظاهر أن معنى إخفاء الميم ليس إعدام ذاتها بالكلية بل إضعافها وستر ذاتها فى الجملة بتقليل الاعتماد على مخرجها وهذا كإخفاء الحركة فى قوله "لا تأمنا" إذ ذلك ليس بإعدام الحركة بالكلية بل تبعيضها." أ. هـ.
فلا يقول بزوال الميم ولكن بتبعيض المخرج , وقوله " بتقليل الاعتماد على مخرجه " وهو ما نعنيه بالفرجة , إذ إن إطباق الشفتين والتلاصق من غير كز لا يخرج الميم من كونه بملامسة الشفتين فلا يوجد فيها تبعيض , وهذا ظاهر.
وأمام قول المرعشي وقف أصحاب الإطباق حائرين: أجاب بعضهم فقالوا هذا يدل علي عدم الكز " ولفساد هذا القول إليك نص ممن يقول بالإطباق وهو د غانم قدوري قال بعد نص المرعشي السابق:" ولا يبدوا الفرق جليا بين إخفاء الميم وإظهارها في كلام المرعشي السابق، مع تقديرنا لدقة تحليله ولا نكاد نجد تفسيرا لقوله في أول كلامه: إن إخفاء الميم هو إضعافها بتقليل الاعتماد علي مخرجها، فالناطق لا يحتاج إلي تكلف هذا النوع من الإخفاء حين ينطق الميم ساكنة قبل الباء، ويكفيه أن يضم شفتيه ويجري النفس من الخيشوم ..... " الدراسات الصوتية عند علماء التجويد صـ393
فكما تري وقف حائرا لأن النص واضح في تبعيض المخرج وهو ما نسميه بالفرجة، ولم يتعسف مثل البعض في تأويل النص.
.
, أقول إن لفظة إطباق فى مسألتنا خرجت عن أصلها بكلمة " إخفاء " فقد عرفت الإخفاء بأنه منزلة بين الإظهار والإدغام , ونحن نقول إطباقكم للشفتين هى شبيهة بميم مظهرة مصاحبة للغنة حيث يتحدا فى إنطباق الشفتين فلا فرق لمن أمعن النظر. وأنتم تضعون لفظة " بدون كز " وهذا ما تسمونه بأنه عمل بين الإظهار والإدغام , أقول: إن معانى الكز فى اللغة تدور حول " اليبس والقبض " ارجع إلى معاجم اللغة والتعريف الذى يخص الشفتين ينافى ما تذهبون إليه , قال فى المعجم الوجيز: " التكزز " إنطباق الفكين بتقلص العضلة الماضغة فيمتنع فتح الفم. أ. هـ. فإذا كان الكز يعنى امتناع فتح الفم , فنحن متفقون على الفرجة إذن.
ولكنكم لا تقصدون " بالكز " ما هو موجود فى اللغة بالطبع وسنقول إن نيتكم عدم الضغط على الشفتين , , تعال معى ننظر إلى قول المرعشى " هذا كإخفاء الحركة فى تأمنا " فهذا يعنى عدم كمال مخرج الميم كعدم كمال حركة النون فى " تأمنا " , فكيف يكون هناك إلصاق للشفتين بأى درجة كانت ثم تقولون: هذا معنى عدم كمال المخرج فهذا الكلام يشعر بلى عنق الأدلة فالكلام ظاهر لا يحتاج إلى توضيح ,
ما معنى تبعيض المخرج كتبعيض الحركة فى لا تأمنا فإن قلنا بإطباق الشفتين بدون " كزكم " فمن نظر إلى شفة من يقول بقولكم فلا يرى تبعيضاً فالشفتين مغلقتان تماماً وهذا ظاهر , وإن قلنا بفرجة بسيطة فهذا تبعيض للمخرج وهو الموافق لقول المرعشى , وقولنا أقرب إلى قول المرعشى وهذا واضح بأقل تأمل. ونحن لا نقول بزواله ولكن بتبعيضه وهذا يدل على عدم إلصاق الشفتين
وأعلم أن إخواني لن يستطيعوا أن يأتوا بتعريف الإخفاء ويطبقونه على هذه الغنة – بدون فرجة – فإذا كان الشيخ أيمن سويد ـ حفظه الله ـ أراد أن يطبق الإخفاء على ما يقرءون به فأتى بعجيبة، فما بالك بمن هو دونه؟ ثم "إذا كان معظم من قرأ عليهم الشيخ أيمن رجعوا إلى هذا الإخفاء – بالفرجة – فكان أحرى بالشيخ أن يعود مثلهم، ثم ألم يكف هؤلاء أن انتشار القراءة وذيوعها في قطر من الأقطار مثل مصر " كافية فى الأخذ بهذا الوجه؟! فالتواتر عند القراء يخالف التواتر عند أهل الحديث، فالقراءة لها شروط في القبول كما هو معلوم ولكن في موضوعنا انتشاره يكفى، وهذا أصل التواتر عند القراء. لأنك إن طبقت تعريف التواتر عند المحدثين على القراء لم يستقم لك التواتر ولكان ذلك حديثا غريبا وهو من قسم الأحاد، لأن حفصا ثم عاصما، ثم عبد الله بن حبيب السلمي ثم ابن مسعود ثم النبي (صلى الله عليه وسلم) فتجد في كل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/116)
طبقة رجلا واحدا
ولكن انتشار قراءة القارئ وأخذ الناس بها في قطر من الأقطار كان ذلك تواترا، ففي المدينة كانت قراءة نافع وأبى جعفر، وفى مكة ابن كثير وفى الشام ابن عامر وفى البصرة أبو عمرو ويعقوب، وفى الكوفة عاصم وحمزة والكسائى وخلف العاشر، فهل يعقل أنه لم يكن في هذه البلاد سوى هؤلاء؟ بالطبع لا، كان يوجد الكثير من القراء ولكن قراءتهم لم يكتب لها الذيوع والانتشار، وهذا الوجه لا ينكر أحد انتشاره، وقبول كثير من القراء له أمثال الشيخ الزيات والسمنودى وعبد الحكيم عبد اللطيف وعبد الحكيم عبد السلام خاطر والشيخ محمد أحمد معبد والشيخ أحمد أحمد سعيد والشيخ عبد الله الجوهري والشيخ حسنين جبريل والشيخ عبد العزيز عبد الحفيظ والشيخ عبد الباسط هاشم والشيخ عبد الفتاح القاضي والشيخ محمد شحاذة الغول والشيخ عبد العزيز عيون السود والشيخ سيد لاشين والحذيفى
وجميع من قرءوا على الشيخ عامر إلا الشيخ أيمن سويد، والقراء في مصر يقرءون بالفرجة بنسبة تزيد على أكثر من تسعين في المائة أليس قبول أمثال هؤلاء يعد انتشارا للقراءة بهذا الوجه؟ وقد أطلت في ذكر الأسماء مع تركي للكثير والكثير من أهل العلم الذي يقرءون بهذا الوجه والكثير منهم لم يقرءوا على الشيخ عامر ولا على تلامذته فإن أخطأ هذا الجمع من القراء فمن المصيب إذا؟ والخلاصة إن القراءة بوجه الفرجة جائزة كما أثبت لك والذين يحتجون بكلام الأقدمين لا يتعرضون لتعريف الإخفاء وكيفتها مع عدم الفرجة لأنه يعلم أنه إذا دخل في هذا الموضوع لن يخرج، ولقال كلاما لم يسبق إليه.
ولكننا أثبتنا هذه القراءة لأنها بالمشافهة في بعض الأقطار ..
وليس الاختلاف في مثل هذه الموضوعات يؤدى إلى البدعة وإليك أقوال الأئمة:
قال فى تقريب النشر: أما من قال بتواتر الفرش دون الأصول فابن الحاجب قال فى مختصر الأصول له: القراءات السبع متواترة فيما ليس من قبيل الأداء كالمد و الإمالة وتخفيف الهمزة ونحوه.أهـ
فزعم أن المد والآمالة وما أشبه ذلك من الأصول كالإدغام وغيره من قبيل الأداء وأنه غير متواتر وهذ قول غير صحيح كما سنبينه ثم أخذ يعلق على ابن الحاجب
قال المحقق الشيخ إبراهيم عطوة وأن الأنصاف يقتضينا أن نحمل كلام ابن الحاجب على أن ما كان من قبيل الهيئة وليس من جوهر اللفظ بحيث يتحقق اللفظ بدونه هو الذى ليس متواترا كالزائد عن أصل المد وإلا فأصل المد متواتر ولا يصح أن يخالف فى ذلك أحد وقد صرح فى جمع الجوامع والعطار فى الأصول بذلك وكذلك ينبغى أن تحمل كلام ابن الحاجب فى الإمالة وغير ذلك من قبيل الهيئة على أن الزائد على الأصل هو الذى لم يكن متواترا. ج 2 ص271
وقال ابن الجزرى فى صفحة 57 فى التقريب،: وأما نحو اختلاف الإظهار والإدغام والروم والإشمام والتفخيم والترقيق والنقل مما يعبر عنه فى اصطلاح علماء هذا الفن بالأصول فهذا ليس بالاختلاف الذى يتنوع فيه اللفظ والمعنى لأن هذه الصفات المتنوعة فى أداء اللفظ لا تخرجه عن أن يكون لفظا واحدا ولئن فرض فيكون من الوجه الأول وهو الذى لا تتغير فيه الصورة والمعنى. أ. هـ
التعليق
أليست الفرجة ممن هو من قبيل الهيئة وليس من جوهر اللفظ بحيث يتحقق اللفظ بدونه هو الذي ليس متواترا أليس هذا كلام الأئمة المتقدمين
فى أصول الخلاف
وهل يعقل أن يبدع المشايخ بمجرد الخلاف فى مثل هذا الاختلاف الذى هو معتبر عند المتقدمين فيا من تتحججون بأن المتقدمين لم يذكروا الفرجة ماذا تقولون فى هذا؟
أما مسالة القياس , قال مكى فى التبصرة " فجميع ما ذكرت فى هذا الكتاب ينقسم إلى ثلاثة أقسام: قسم قرأت به ونقلته وهو منصوص فى الكتب موجود , وقسم قرأت به وأخذته لفظاً أو سماعاً وهو غير موجود فى الكتب , وقسم لم أقرأ به ولا وجدته فى الكتب ولكن قسته على ما قرأت به إذ لا يمكن فيه إلا ذلك عند عدم الرواية فى النقل والنص وهو الأقل " أ. هـ. نقلاً عن النشر
أقول لهم: إنه لايغير اللفظ والمعنى مثل الإمالة ... وماسبق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/117)
فلا فرق فتغير الصوتين مما لايغيران اللفظ والمعنى أليست الإمالة والروم وغيرها أصواتا زائدة؟ فمن قال بخلاف ذلك فهو يستخف بعقول البسطاء أو لايعرف معنى هذه الأشياء. ثم إن الفرجة موافقة للنصوص ولم تخرج عنها وإلا فلماذا لم يأت الشيوخ بنص واحد يفيدنا بعدم الضغط من دون شرح أو فلسفة هل من مجيب ......... ؟ قد تبين عجز سائر الشيوخ أن يجدوا النص بدون شرح. فإن أتوا بنصوص الإطباق، سألناهم أين عدم الكز الذى تقولون به؟ أجابوك ألا تفهم ياشيخ فالنص واضح .... وهكذا تدور فى حلقة لاتقف
ومسألة الشيخ عامر أغرب، قالوا الضباع والقاضى والزيات والسمنودى وغيرهم تأثروا بقول عامر ـ سبحان الله ـ هل هؤلاء العلماء ليس عندهم من العلم ما يستطيعون أن يميزوا بين النصوص والقراءات قامت على أكتافهم والضباع والسمنودى قرءا بالأربعة الشواذ، والزيات من هو ألا يستطيعون أن يميزوا بين النصوص
وإذا كان قراء مصر اتباعا للشيخ عامر بدون دليل لماذا لم يأخذوا بقوله في مسالة الضاد الظائية التي يقول بها الشيخ عامر؟؟،فدل أن المسألة فيها شىء آخر
وهذه فتوي من موقع إسلام واي:
السؤال
سألت من قبل عن كيفية الإقلاب والإخفاء الشفوي هل بالفرجة أم بالإطباق فأجبتم بالفرجة وهو ما اختاره ابن الجزري فأرجو الدليل على ذلك أو نص قول ابن الجزري وذكر الأدلة على ذلك بالتفصيل؟
فتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمسألة إطباق الشفتين أو جعل فرجة بينهما عند النطق بالنون إذا جاء بعدها الباء وكذا في الإخفاء الشفوي عند النطق بالميم إذا جاء بعدها الباء مسألة خلافية بين القراء المتأخرين.
فلعل الأخ الذي أجاب عن الفتوى السابقة عندما قال بوجود فرجة ونسب هذا إلى ابن الجزري رحمه الله تعالى، فهم هذا من خلال تعريف ابن الجزري رحمه الله تعالى للإخفاء، فالقراء ومنهم الإمام ابن الجزري يقولون في تعريف الإقلاب هو قلب النون الساكنة والتنوين ميما مخفاة ... الخ.
والحكم بكونها مخفاة يقتضي أن تبقى فرجة بين الشفتين، لأن إطباقهما يجعل الميم مظهرة لا مخفاة، وسنورد كلام ابن الجزري رحمه الله تعالى من التمهيد والنشر، ولكن قبل ذلك نقول إننا لم نجد من كلام ابن الجزري رحمه الله تعالى تصريحا بانطباق الشفتين ولا بجعل فرجة بينهما، ووجد من كلام بعض الأئمة المتقدمين تصريح بانطباقهما، وتعارضت أقوال بعض القراء المعاصرين في ما هو الذي تلقوه عن مشايخهم، وسنورد أيضا بعض النقول عن المتقدمين وبعض كلام المعاصرين لتتضح المسألة.
قال ابن الجزري في التمهيد: القسم الرابع: الإقلاب، وقد تقدم الكلام على معناه، فإذا أتى بعد النون الساكنة والتنوين باء قلبت ميما، من غير إدغام، وذلك نحو أن بورك، أنبئهم، جدد بيض، والغنة ظاهرة في هذا القسم.
وعلة ذلك أن الميم مؤاخية للنون في الغنة والجهر، ومشاركة للباء في المخرج، فلما وقعت النون قبل الباء، ولم يمكن إدغامها فيها، لبعد المخرجين، ولا أن تكون ظاهرة لشبهها بأخت الباء وهي الميم، أبدلت منها لمؤاخاتها النون والباء. انتهى كلامه.
وكلامه هنا عن النون التي جاء بعدها الباء.
وقال عند كلامه عن الميم التي جاء بعدها الباء: وإذا سكنت وأتى بعدها باء فعن أهل الأداء فيها خلاف، منهم من يظهرها عندها، ومنهم من يخفيها، ومنهم من يدغمها، وإلى إخفائها ذهب جماعة، وهو مذهب ابن مجاهد و ابن بشر وغيرهما، وبه قال: (الداني. وإلى إدغامها ذهب ابن المنادي وغيره. وقال) أحمد بن يعقوب التائب: أجمع القراء على تبيين الميم الساكنة وترك إدغامها إذا لقيها باء في كل القرآن. وبه قال مكي. وبالإخفاء أقول، قياساً على مذهب أبي عمرو بن العلاء، قال شيخنا ابن الجندي -رحمه الله- واختلف في الميم الساكنة إذا لقيت باء، والصحيح إخفاؤها مطلقاً، أي سواء كانت أصلية السكون كـ أم بظاهر أو عارضة كـ يعتصم بالله. ومع ذلك فلا بد من ترقيقها وترقيق ما بعدها، إذا كان ألفاً. انتهى كلامه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/118)
وقال ابن الجزري في النشر: وأما الحكم الثالث وهو (القلب) فعند حرف واحد وهي الباء فإن النون الساكنة والتنوين يقلبان عندها ميماً خالصة من غير إدغام وذلك نحو (أنبئهم، ومن بعد، وصم بكم) ولابد من إظهار الغنة مع ذلك فيصير في الحقيقة إخفاء الميم المقلوبة عند الباء فلا فرق حينئذ في اللفظ بين (أن بورك، وبين: يعتصم بالله) إلا أنه لم يختلف في إخفاء الميم ولا في إظهار الغنة في ذلك، وما وقع في كتب بعض متأخري المغاربة من حكاية الخلاف في ذلك فوهم، ولعله انعكس عليهم من الميم الساكنة عند الباء. والعجب أن شارح أرجوزة ابن بري في قراءة نافع حكى ذلك عن الداني. وإنما حكى الداني ذلك في الميم الساكنة لا المقلوبة واختار مع ذلك الإخفاء. وفد بسطنا بيان ذلك في كتاب التمهيد والله أعلم.
وقال في النشر في خاتمة كلامه عن الإخفاء: واعلم أن الإخفاء عند أئمتنا هو حال بين الإظهار والإدغام. قال الداني وذلك أن النون والتنوين لم يقربا من هذه الحروف كقربهما من حروف الإدغام فيجب إدغامهما فيهن من أجل القرب ولم يبعدا منهن كبعدهما من حروف الإظهار فيجب إظهارهما عندهن من أجل البعد، فلما عدم القرب الموجب للإدغام والبعد الموجب للإظهار أخفيا عندهن فصارا لا مدغمين ولا مظهرين إلا أن إخفاءهما على قدر قربهما منهن وبعدهما عنهن فما قربا منه كانا عنده أخفى مما بعدا عنده، قال والفرق عند القراء والنحويين بين المخفى والمدغم أن المخفى مخفف والمدغم مشدد انتهى والله أعلم.
فاختيار ابن الجزري هو الإخفاء حيث قال: وبالإخفاء أقول. وفهم من اختياره للإخفاء أن تبقى فرجة صغيرة تسمح بمرور الهواء، لأن إطباق الشفتين يؤدي إلى عدم ظهور الإخفاء، ولكن هذا الذي فهم يشكل عليه بعض النصوص الواردة في كتب القراء من ذلك:
قول ابن غلبون رحمه الله تعالى وكان من كبار المقرئين في عصره بالديار المصرية المتوفى سنة 399هـ في كتابة التذكرة في القراءات: وأما الميم مع الباء فهي مخفاة لا مدغمة، والشفتان أيضاً ينطبقان معهما اهـ
وقال الإمام أبو عمرو الداني المتوفى سنة 444 هـ في التحديد في علم التجويد قال:
فإن التقت الميم بالباء فعلماؤنا مختلفون في العبارة عنها، فقال بعضهم هي مخفاة لانطباق الشفتين عليهما كانطباقها على أحدهما، وهذا مذهب ابن مجاهد وإلى هذا ذهب شيخنا علي بن بشر .. الخ
ثم ذكر القول الثاني الذي هو الإظهار ثم قال: وبالأول أقول.
وجاء في كتاب نهاية القول المفيد للشيخ محمد مكي نصر بتحقيق الشيخ الضباع رحمه الله نقلا عن الشيخ محمد بن أبي بكر المرعشي المتوفى سنة 1150 هـ في شرح تحفة الأطفال قوله – أي المرعشي -: والظاهر أن معنى إخفاء الميم ليس إعدام ذاتها بالكلية بل إضعافها وستر ذاتها في الجملة، بتقليل الاعتماد على مخرجها وهو الشفتان، لأن قوة الحرف وظهور ذاته إنما هو بقوة الاعتماد على مخرجه
وهذا كإخفاء الحركة في قوله: "لا تأمنا" إذ ليس بإعدام الحركة بالكلية بل تبعيضها وسيأتي.
وبالجملة إن الميم والباء يخرجان بانطباق الشفتين والباء أدخل وأقوى انطباقا كما سبق بيان المخارج.
فتلفظ بالباء في نحو:" أن بورك " بغنة ظاهرة وبتقليل انطباق الشفتين جدا ثم تلفظ بالباء قبل فتح الشفتين بتقوية انطباقهما وتجعل المنطبق من الشفتين في الباء أدخل من المنطبق في الميم، فزمان انطباقهما في أن بورك أطول من زمان انطباقهما في الباء، لأجل الغنة الظاهرة حينئذ في الميم، إذ الغنة الظاهرة يتوقف تلفظها على امتدادٍ.
ولو تلفظت بإظهار الميم هنا لكان زمان انطباقهما فيه كزمان انطباقهما في الباء لإخفاء الغنة حينئذ، ويقوى انطباقهما في إظهار الميم فوق انطباقهما في إخفائه لكن دون قوة انطباقهما في الباء إذ لا غنة في الباء أصلا بخلاف الميم الظاهرة فإنها لا تخلو عن أصل الغنة وإن كانت خفية، والغنة تورث الاعتماد ضعفا. اهـ
ولبعض المعاصرين كلام في إثبات الإطباق ونفي الفرجة، وللبعض الآخر كلام بخلاف ذلك، ولبعضهم كلام في جواز هذا وذاك بحسب ما تلقى القارئ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/119)
فممن ذهب إلى الإطباق جمع ذكرهم الأخ فرغلي سيد عرباوي في بحث له منشور في ملتقى أهل التفسير نقلا عن مقال للشيخ مهيب قال: وبعد تتبعنا للأسانيد التي جاءت بالفرجة وجدنا أنها لابد وأن تنتهي في طبقة من الطبقات إلى الإطباق. وقد تلقيت القرآن الكريم بالقراءات العشر على الشيخ عبد الرازق بن إبراهيم موسى وهو عضو لجنة تصحيح المصاحف بالمدينة النبوية، ومن المشايخ الأجلاء الذين ألفوا في علم القراءات، وكنت قد تلقيت عليه بالفرجة، ولا أعلم إلا أن الإطباق خطأ، وحين تبين لي أن التلقي كله بالإطباق اتصلت به وسألته –حفظه الله- كيف تلقيتم؟ فقال لي: بالإطباق، فسألته: وكيف تلقى المشايخ عندكم؟ فقال: بالإطباق، وأكثرت الأسئلة عليه فقال لي مختصراً: "التلقي كله بالإطباق".كما تلقيت على الشيخ الزيات بالفرجة، وبعد أن علمنا بالإطباق سافر إليه أحد الإخوة الفضلاء ممن قرؤوا علي وسأله هل تلقيتم بالفرجه؟ فأجاب رحمه الله: لا.
ومن ذلك: الأسانيد المنتهية إلى الضباع وتلميذه الشيخ عبد العزيز عيون السود رحمهما الله حيث كان الشيخ عبد العزيز يقرئ بالإطباق أول أمره – حسب ما تلقى من شيخه الضباع-، وكذلك الأسانيد المنتهية إلى الشيخ/ الزيات، والشيخ/ عامر السيد عثمان، والشيخ السمنودي، حيث تلقى هؤلاء كلهم بالإطباق وأقرؤوا به أول حياتهم، وإن أقرؤوا بالفرجة فيما بعد، اجتهادا منهم رحمهم الله وقد تبين من الفتوى المتقدمة أن قراء الشام قرؤوا ويقرئون بالإطباق لم يجاوزوه إلى غيره وبعض تلامذتهم الذين قرؤوا عليهم أول حياتهم بالإطباق حسب ما تلقوه لا يزالون أحياء فالتلقي بالإطباق، وجاءت الفرجة اجتهادا من غير تلق، نسأل الله تعالى أن يجزل الأجر لجميع هؤلاء العلماء الأفذاذ، ويجزيهم عنا أفضل الجزاء ... اهـ.
وأورد فرغلي نقلا عن الدكتور يحيى عبد الرَّزَّاق الغوثاني (صاحب كتاب علم التجويد أحكام نظرية .. وملاحظات تطبيقية) قوله: وقد سألت كبار العلماء المجودين المعاصرين عن انفراج الشفتين فأجابني الجميع بأنهم قرؤوا على مشايخهم بالإطباق , وذلك مثل المقرئ الشيخ أحمد عبد العزيز الزيات أعلى القراء إسناداً في مصر , وقد ناهز عمره التسعين , وقد أخبرني مشافهة في بيته في المدينة المنورة بعد أن قرأت عليه سورة الفاتحة وسألته عن انفراج الشفتين في الميم عند الباء فقال: لم نعهد ذلك في مشايخنا ولم نكن نسمع عنه من قارئ معتبر من قراء الأزهر , ولا أعرف أحداً قال به إلا بعض القراء المعاصرين من بضعة وعشرين سنة تقريباً , ولم نقرأ على شيوخنا إلا بالإطباق , ولكن لا بأس أن يكون الإطباق خفيفاً بدون كز الشفتين.
وكذلك شيخ القراء في دمشق المقرئ الشيخ حسين خطاب –رحمه الله- ومن بعده المقرئ الشيخ محمد كريم راجح شيخ القراء في دمشق والمقرئ الشيخ محمد سكر وهو من أبرز شيوخ القراءة في دمشق , والمقرئ الشيخ أبوالحسن الكردي شيخ مقارئ جامع زيد في دمشق , وشيخ القراء في حلب المقرئ الشيخ محمد عادل الحمصي , والمقرئ الشيخ محمد كلال الطحان الحلبي وكلهم سألتهم فأجابوني بأنهم قرؤوا بالإطباق. وتأمل هذا النص حول الميم عند الباء من قارئ كبير هو أبو جعفر ابن الباذش (ت 540هـ) حيث قال: وقال لي أبوالحسن ابن شريح فيه بالإظهار , ولفظ لي به , فأطبق شفتيه على الحفرين إطباقاً واحداً. انتهى المراد
وذكر صاحب البحث هذا القول أعني الإطباق عن الحصري ومحمود على البنا والشعشاعي ومحمد رفعت بل وعن الشيخ عامر عثمان، فقد قال الباحث: ذكر لنا بعض الشيوخ أن الشيخ محمد صلاح الدين كبّارة المقرئ المشهور بطرابلس لبنان أنه قرأ على الشيخ عامر عثمان القراءات السبع بإطباق الشفتين على الميم المقلوبة وعلى الميم المخفاة ثم عاد إلى بلدته طرابلس لبنان وبعد سنوات عاد إلى مصر ليقرأ على الشيخ عامر القراءات الثلاثة فوق السبع فأمره بعدم الإطباق للشفتين .. اهـ إذا طرأ عليه التعديل في آخر عمره. انتهى المراد
وقال تحت عنوان: (أول من قال بتغيير صوت الميم الساكنة المخفاة)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/120)
جميع العلماء المعاصرين أجمعوا أن القائل الوحيد بترك فرجة عند الميم الساكنة هو فضيلة الشيخ عامر عثمان رحمه الله وهو من العلماء المتأخرين أما العلماء المتقدمون المعول على علمهم فهو الحجة الكافية لم يقل أحدهم بذلك.انتهى
فقد عزا الباحث القول بالفرجة إلى الشيخ عامر عثمان ثم انتشر من طريقه من خلال طلابه.
وممن يرى ترك فرجة يسيرة بين الشفتين جمع ذكرهم الشيخ جمال بن إبراهيم القرشي في كتابه زاد المقرئين أثناء تلاوة الكتاب المبين، وذكرأن من صور اللحن في الإقلاب عدم إبقاء فرجة بين الشفتين عند الإخفاء الشفوي، ثم نقل كلام عدد من العلماء المعاصرين المحققين في فن القراءات فقال:
سادساً: من صور لحون أحكام الميم الساكنة:
1 - إطباق الشفتين في الإخفاء الشفوي تماماً: اختلف القراء في كيفية تحقيق الإخفاء الشفوي فبعضهم يرى الإطباق، وبعضهم يرى إبقاء فرجة صغيرة جداً، وهذا الموضع أشغل الكثير من طلبة هذا العلم، أضمن ما نقلته عن المشايخ:
- حدثني فضيلة الشيخ العلامة أحمد الزيات قال: الراجح في الإخفاء الشفوي أن تبقى فرجة.
- حدثني فضيلة الشيخ رزق خليل حبه: الانفراج أولى، لأننا لما نُطبق الشفتين يصيرُ وكأنَّه مُظهر، فالصواب أن يكون هناك انفراج خفيف بين الشفتين، ليس مُبالغا فيه حتى لا تضيع صفة الحرف.
- حدثني فضيلة الدكتور عبد العزيز القاري قال: الذي قرأت به على مشايخي أنه لا يكون هناك انطباق تام من الشفتين، ولا يكون هناك انفراج بين الشفتين بحيث يُخِلُّ بالنطق بالإخفاء.
- حدثني فضيلة الشيخ علي الحذيفي قال: الإخفاء الشفوي قرأناه بحيث يكون هناك فرجة في أول الإخفاء، وإطباق الشفتين في آخر النطق به.
- حدثني فضيلة الشيخ عبد الرافع بن رضوان: ينبغي أن تخفى الميم الساكنة عند الباء بحيث تجعل الشفتين لاينطبقان انطباقاً كاملاً عند إخراج الميم، لأنك لو أطبقت الشفتين سينقلب الحكم من الإخفاء إلى الإظهار، وفي الوقت نفسه الإظهار سوف يكون مصحوباً به غنة، وما في التجويد شيء اسمه إظهار بغنة.
- حدثني فضيلة الشيخ محمد أبو رواش قال: الرأي الراجح في الإخفاء الشفوي أن تترك فرجة بين الشفتين حتى يمكن أن يتحقق الإخفاء.
- حدثني فضيلة الشيخ إبراهيم الأخضر قال: وجود الإخفاء يستلزم عدم إطباق الشفاه في الإقلاب لأنه انقلب إلى إخفاء شفوي، فلا بد من فرجة بسيطة جداً بين الشفتين.
- حدثني فضيلة الدكتور إبراهيم الدوسري قال: أذكر أن من المشايخ من يشدد في هذا {قُلُوبُهُم بِذِكْرِ} ومنهم من يقول يخرج نفس خفيف جداً، أذكر أن الشيخ عبد الحكيم بن عبد اللطيف قرأت عليه من القرآن بالقراءات العشر، وهو شيخ مقرأة الأزهر، كان يقول يخرج نفس خفيف جداً جداً لا يصل إلى حد الانفتاح الكامل، وهذا هو رأي الحُذاقِ، والشيخ إبراهيم الأخضر أيضاً نفسُ الشيء، لا هو إطباق شديد، ولا هو يفتحُ فتحاً شديداً.
- حدثني فضيلة الشيخ رشاد السيسي: الإخفاء الشفوي عند النطق به ألا يكز الشفتين لا بد أن يوجد فرجة بين الشفتين.
- حدثني فضيلة الشيخ أحمد مصطفى قال: الأولى بقاء فرجة.
- حدثني فضيلة الدكتور عبد العزيز بن عبد الحفيظ: تبقى فرجة خفيفة جداً بدون مبالغة.
- حدثني فضيلة الشيخ أسامة بن عبد الوهاب: أن الراجح في الإخفاء الشفوي إبقاء فرجة صغيرة جداً بين الشفتين. انتهى
والله أعلم
وهذه فتوي أخري:
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
سألت من قبل عن كيفية الإقلاب والإخفاء الشفوي هل بالفرجة أم بالإطباق فأجبتم بالفرجة وهو ما اختاره ابن الجزري فأرجو الدليل على ذلك أو نص قول ابن الجزري وذكر الأدلة على ذلك بالتفصيل؟
فتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمسألة إطباق الشفتين أو جعل فرجة بينهما عند النطق بالنون إذا جاء بعدها الباء وكذا في الإخفاء الشفوي عند النطق بالميم إذا جاء بعدها الباء مسألة خلافية بين القراء المتأخرين.
فلعل الأخ الذي أجاب عن الفتوى السابقة عندما قال بوجود فرجة ونسب هذا إلى ابن الجزري رحمه الله تعالى، فهم هذا من خلال تعريف ابن الجزري رحمه الله تعالى للإخفاء، فالقراء ومنهم الإمام ابن الجزري يقولون في تعريف الإقلاب هو قلب النون الساكنة والتنوين ميما مخفاة ... الخ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/121)
والحكم بكونها مخفاة يقتضي أن تبقى فرجة بين الشفتين، لأن إطباقهما يجعل الميم مظهرة لا مخفاة، وسنورد كلام ابن الجزري رحمه الله تعالى من التمهيد والنشر، ولكن قبل ذلك نقول إننا لم نجد من كلام ابن الجزري رحمه الله تعالى تصريحا بانطباق الشفتين ولا بجعل فرجة بينهما، ووجد من كلام بعض الأئمة المتقدمين تصريح بانطباقهما، وتعارضت أقوال بعض القراء المعاصرين في ما هو الذي تلقوه عن مشايخهم، وسنورد أيضا بعض النقول عن المتقدمين وبعض كلام المعاصرين لتتضح المسألة.
قال ابن الجزري في التمهيد: القسم الرابع: الإقلاب، وقد تقدم الكلام على معناه، فإذا أتى بعد النون الساكنة والتنوين باء قلبت ميما، من غير إدغام، وذلك نحو أن بورك، أنبئهم، جدد بيض، والغنة ظاهرة في هذا القسم.
وعلة ذلك أن الميم مؤاخية للنون في الغنة والجهر، ومشاركة للباء في المخرج، فلما وقعت النون قبل الباء، ولم يمكن إدغامها فيها، لبعد المخرجين، ولا أن تكون ظاهرة لشبهها بأخت الباء وهي الميم، أبدلت منها لمؤاخاتها النون والباء. انتهى كلامه.
وكلامه هنا عن النون التي جاء بعدها الباء.
وقال عند كلامه عن الميم التي جاء بعدها الباء: وإذا سكنت وأتى بعدها باء فعن أهل الأداء فيها خلاف، منهم من يظهرها عندها، ومنهم من يخفيها، ومنهم من يدغمها، وإلى إخفائها ذهب جماعة، وهو مذهب ابن مجاهد و ابن بشر وغيرهما، وبه قال: (الداني. وإلى إدغامها ذهب ابن المنادي وغيره. وقال) أحمد بن يعقوب التائب: أجمع القراء على تبيين الميم الساكنة وترك إدغامها إذا لقيها باء في كل القرآن. وبه قال مكي. وبالإخفاء أقول، قياساً على مذهب أبي عمرو بن العلاء، قال شيخنا ابن الجندي -رحمه الله- واختلف في الميم الساكنة إذا لقيت باء، والصحيح إخفاؤها مطلقاً، أي سواء كانت أصلية السكون كـ أم بظاهر أو عارضة كـ يعتصم بالله. ومع ذلك فلا بد من ترقيقها وترقيق ما بعدها، إذا كان ألفاً. انتهى كلامه
وقال ابن الجزري في النشر: وأما الحكم الثالث وهو (القلب) فعند حرف واحد وهي الباء فإن النون الساكنة والتنوين يقلبان عندها ميماً خالصة من غير إدغام وذلك نحو (أنبئهم، ومن بعد، وصم بكم) ولابد من إظهار الغنة مع ذلك فيصير في الحقيقة إخفاء الميم المقلوبة عند الباء فلا فرق حينئذ في اللفظ بين (أن بورك، وبين: يعتصم بالله) إلا أنه لم يختلف في إخفاء الميم ولا في إظهار الغنة في ذلك، وما وقع في كتب بعض متأخري المغاربة من حكاية الخلاف في ذلك فوهم، ولعله انعكس عليهم من الميم الساكنة عند الباء. والعجب أن شارح أرجوزة ابن بري في قراءة نافع حكى ذلك عن الداني. وإنما حكى الداني ذلك في الميم الساكنة لا المقلوبة واختار مع ذلك الإخفاء. وفد بسطنا بيان ذلك في كتاب التمهيد والله أعلم.
وقال في النشر في خاتمة كلامه عن الإخفاء: واعلم أن الإخفاء عند أئمتنا هو حال بين الإظهار والإدغام. قال الداني وذلك أن النون والتنوين لم يقربا من هذه الحروف كقربهما من حروف الإدغام فيجب إدغامهما فيهن من أجل القرب ولم يبعدا منهن كبعدهما من حروف الإظهار فيجب إظهارهما عندهن من أجل البعد، فلما عدم القرب الموجب للإدغام والبعد الموجب للإظهار أخفيا عندهن فصارا لا مدغمين ولا مظهرين إلا أن إخفاءهما على قدر قربهما منهن وبعدهما عنهن فما قربا منه كانا عنده أخفى مما بعدا عنده، قال والفرق عند القراء والنحويين بين المخفى والمدغم أن المخفى مخفف والمدغم مشدد انتهى والله أعلم.
فاختيار ابن الجزري هو الإخفاء حيث قال: وبالإخفاء أقول. وفهم من اختياره للإخفاء أن تبقى فرجة صغيرة تسمح بمرور الهواء، لأن إطباق الشفتين يؤدي إلى عدم ظهور الإخفاء، ولكن هذا الذي فهم يشكل عليه بعض النصوص الواردة في كتب القراء من ذلك:
قول ابن غلبون رحمه الله تعالى وكان من كبار المقرئين في عصره بالديار المصرية المتوفى سنة 399هـ في كتابة التذكرة في القراءات: وأما الميم مع الباء فهي مخفاة لا مدغمة، والشفتان أيضاً ينطبقان معهما اهـ
وقال الإمام أبو عمرو الداني المتوفى سنة 444 هـ في التحديد في علم التجويد قال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/122)
فإن التقت الميم بالباء فعلماؤنا مختلفون في العبارة عنها، فقال بعضهم هي مخفاة لانطباق الشفتين عليهما كانطباقها على أحدهما، وهذا مذهب ابن مجاهد وإلى هذا ذهب شيخنا علي بن بشر .. الخ
ثم ذكر القول الثاني الذي هو الإظهار ثم قال: وبالأول أقول.
وجاء في كتاب نهاية القول المفيد للشيخ محمد مكي نصر بتحقيق الشيخ الضباع رحمه الله نقلا عن الشيخ محمد بن أبي بكر المرعشي المتوفى سنة 1150 هـ في شرح تحفة الأطفال قوله – أي المرعشي -: والظاهر أن معنى إخفاء الميم ليس إعدام ذاتها بالكلية بل إضعافها وستر ذاتها في الجملة، بتقليل الاعتماد على مخرجها وهو الشفتان، لأن قوة الحرف وظهور ذاته إنما هو بقوة الاعتماد على مخرجه
وهذا كإخفاء الحركة في قوله: "لا تأمنا" إذ ليس بإعدام الحركة بالكلية بل تبعيضها وسيأتي.
وبالجملة إن الميم والباء يخرجان بانطباق الشفتين والباء أدخل وأقوى انطباقا كما سبق بيان المخارج.
فتلفظ بالباء في نحو:" أن بورك " بغنة ظاهرة وبتقليل انطباق الشفتين جدا ثم تلفظ بالباء قبل فتح الشفتين بتقوية انطباقهما وتجعل المنطبق من الشفتين في الباء أدخل من المنطبق في الميم، فزمان انطباقهما في أن بورك أطول من زمان انطباقهما في الباء، لأجل الغنة الظاهرة حينئذ في الميم، إذ الغنة الظاهرة يتوقف تلفظها على امتدادٍ.
ولو تلفظت بإظهار الميم هنا لكان زمان انطباقهما فيه كزمان انطباقهما في الباء لإخفاء الغنة حينئذ، ويقوى انطباقهما في إظهار الميم فوق انطباقهما في إخفائه لكن دون قوة انطباقهما في الباء إذ لا غنة في الباء أصلا بخلاف الميم الظاهرة فإنها لا تخلو عن أصل الغنة وإن كانت خفية، والغنة تورث الاعتماد ضعفا. اهـ
ولبعض المعاصرين كلام في إثبات الإطباق ونفي الفرجة، وللبعض الآخر كلام بخلاف ذلك، ولبعضهم كلام في جواز هذا وذاك بحسب ما تلقى القارئ.
فممن ذهب إلى الإطباق جمع ذكرهم الأخ فرغلي سيد عرباوي في بحث له منشور في ملتقى أهل التفسير نقلا عن مقال للشيخ مهيب قال: وبعد تتبعنا للأسانيد التي جاءت بالفرجة وجدنا أنها لابد وأن تنتهي في طبقة من الطبقات إلى الإطباق. وقد تلقيت القرآن الكريم بالقراءات العشر على الشيخ عبد الرازق بن إبراهيم موسى وهو عضو لجنة تصحيح المصاحف بالمدينة النبوية، ومن المشايخ الأجلاء الذين ألفوا في علم القراءات، وكنت قد تلقيت عليه بالفرجة، ولا أعلم إلا أن الإطباق خطأ، وحين تبين لي أن التلقي كله بالإطباق اتصلت به وسألته –حفظه الله- كيف تلقيتم؟ فقال لي: بالإطباق، فسألته: وكيف تلقى المشايخ عندكم؟ فقال: بالإطباق، وأكثرت الأسئلة عليه فقال لي مختصراً: "التلقي كله بالإطباق".كما تلقيت على الشيخ الزيات بالفرجة، وبعد أن علمنا بالإطباق سافر إليه أحد الإخوة الفضلاء ممن قرؤوا علي وسأله هل تلقيتم بالفرجه؟ فأجاب رحمه الله: لا.
ومن ذلك: الأسانيد المنتهية إلى الضباع وتلميذه الشيخ عبد العزيز عيون السود رحمهما الله حيث كان الشيخ عبد العزيز يقرئ بالإطباق أول أمره – حسب ما تلقى من شيخه الضباع-، وكذلك الأسانيد المنتهية إلى الشيخ/ الزيات، والشيخ/ عامر السيد عثمان، والشيخ السمنودي، حيث تلقى هؤلاء كلهم بالإطباق وأقرؤوا به أول حياتهم، وإن أقرؤوا بالفرجة فيما بعد، اجتهادا منهم رحمهم الله وقد تبين من الفتوى المتقدمة أن قراء الشام قرؤوا ويقرئون بالإطباق لم يجاوزوه إلى غيره وبعض تلامذتهم الذين قرؤوا عليهم أول حياتهم بالإطباق حسب ما تلقوه لا يزالون أحياء فالتلقي بالإطباق، وجاءت الفرجة اجتهادا من غير تلق، نسأل الله تعالى أن يجزل الأجر لجميع هؤلاء العلماء الأفذاذ، ويجزيهم عنا أفضل الجزاء ... اهـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/123)
وأورد فرغلي نقلا عن الدكتور يحيى عبد الرَّزَّاق الغوثاني (صاحب كتاب علم التجويد أحكام نظرية .. وملاحظات تطبيقية) قوله: وقد سألت كبار العلماء المجودين المعاصرين عن انفراج الشفتين فأجابني الجميع بأنهم قرؤوا على مشايخهم بالإطباق , وذلك مثل المقرئ الشيخ أحمد عبد العزيز الزيات أعلى القراء إسناداً في مصر , وقد ناهز عمره التسعين , وقد أخبرني مشافهة في بيته في المدينة المنورة بعد أن قرأت عليه سورة الفاتحة وسألته عن انفراج الشفتين في الميم عند الباء فقال: لم نعهد ذلك في مشايخنا ولم نكن نسمع عنه من قارئ معتبر من قراء الأزهر , ولا أعرف أحداً قال به إلا بعض القراء المعاصرين من بضعة وعشرين سنة تقريباً , ولم نقرأ على شيوخنا إلا بالإطباق , ولكن لا بأس أن يكون الإطباق خفيفاً بدون كز الشفتين.
وكذلك شيخ القراء في دمشق المقرئ الشيخ حسين خطاب –رحمه الله- ومن بعده المقرئ الشيخ محمد كريم راجح شيخ القراء في دمشق والمقرئ الشيخ محمد سكر وهو من أبرز شيوخ القراءة في دمشق , والمقرئ الشيخ أبوالحسن الكردي شيخ مقارئ جامع زيد في دمشق , وشيخ القراء في حلب المقرئ الشيخ محمد عادل الحمصي , والمقرئ الشيخ محمد كلال الطحان الحلبي وكلهم سألتهم فأجابوني بأنهم قرؤوا بالإطباق. وتأمل هذا النص حول الميم عند الباء من قارئ كبير هو أبو جعفر ابن الباذش (ت 540هـ) حيث قال: وقال لي أبوالحسن ابن شريح فيه بالإظهار , ولفظ لي به , فأطبق شفتيه على الحفرين إطباقاً واحداً. انتهى المراد
وذكر صاحب البحث هذا القول أعني الإطباق عن الحصري ومحمود على البنا والشعشاعي ومحمد رفعت بل وعن الشيخ عامر عثمان، فقد قال الباحث: ذكر لنا بعض الشيوخ أن الشيخ محمد صلاح الدين كبّارة المقرئ المشهور بطرابلس لبنان أنه قرأ على الشيخ عامر عثمان القراءات السبع بإطباق الشفتين على الميم المقلوبة وعلى الميم المخفاة ثم عاد إلى بلدته طرابلس لبنان وبعد سنوات عاد إلى مصر ليقرأ على الشيخ عامر القراءات الثلاثة فوق السبع فأمره بعدم الإطباق للشفتين .. اهـ إذا طرأ عليه التعديل في آخر عمره. انتهى المراد
وقال تحت عنوان: (أول من قال بتغيير صوت الميم الساكنة المخفاة)
جميع العلماء المعاصرين أجمعوا أن القائل الوحيد بترك فرجة عند الميم الساكنة هو فضيلة الشيخ عامر عثمان رحمه الله وهو من العلماء المتأخرين أما العلماء المتقدمون المعول على علمهم فهو الحجة الكافية لم يقل أحدهم بذلك.انتهى
فقد عزا الباحث القول بالفرجة إلى الشيخ عامر عثمان ثم انتشر من طريقه من خلال طلابه.
وممن يرى ترك فرجة يسيرة بين الشفتين جمع ذكرهم الشيخ جمال بن إبراهيم القرشي في كتابه زاد المقرئين أثناء تلاوة الكتاب المبين، وذكرأن من صور اللحن في الإقلاب عدم إبقاء فرجة بين الشفتين عند الإخفاء الشفوي، ثم نقل كلام عدد من العلماء المعاصرين المحققين في فن القراءات فقال:
سادساً: من صور لحون أحكام الميم الساكنة:
1 - إطباق الشفتين في الإخفاء الشفوي تماماً: اختلف القراء في كيفية تحقيق الإخفاء الشفوي فبعضهم يرى الإطباق، وبعضهم يرى إبقاء فرجة صغيرة جداً، وهذا الموضع أشغل الكثير من طلبة هذا العلم، أضمن ما نقلته عن المشايخ:
- حدثني فضيلة الشيخ العلامة أحمد الزيات قال: الراجح في الإخفاء الشفوي أن تبقى فرجة.
- حدثني فضيلة الشيخ رزق خليل حبه: الانفراج أولى، لأننا لما نُطبق الشفتين يصيرُ وكأنَّه مُظهر، فالصواب أن يكون هناك انفراج خفيف بين الشفتين، ليس مُبالغا فيه حتى لا تضيع صفة الحرف.
- حدثني فضيلة الدكتور عبد العزيز القاري قال: الذي قرأت به على مشايخي أنه لا يكون هناك انطباق تام من الشفتين، ولا يكون هناك انفراج بين الشفتين بحيث يُخِلُّ بالنطق بالإخفاء.
- حدثني فضيلة الشيخ علي الحذيفي قال: الإخفاء الشفوي قرأناه بحيث يكون هناك فرجة في أول الإخفاء، وإطباق الشفتين في آخر النطق به.
- حدثني فضيلة الشيخ عبد الرافع بن رضوان: ينبغي أن تخفى الميم الساكنة عند الباء بحيث تجعل الشفتين لاينطبقان انطباقاً كاملاً عند إخراج الميم، لأنك لو أطبقت الشفتين سينقلب الحكم من الإخفاء إلى الإظهار، وفي الوقت نفسه الإظهار سوف يكون مصحوباً به غنة، وما في التجويد شيء اسمه إظهار بغنة.
- حدثني فضيلة الشيخ محمد أبو رواش قال: الرأي الراجح في الإخفاء الشفوي أن تترك فرجة بين الشفتين حتى يمكن أن يتحقق الإخفاء.
- حدثني فضيلة الشيخ إبراهيم الأخضر قال: وجود الإخفاء يستلزم عدم إطباق الشفاه في الإقلاب لأنه انقلب إلى إخفاء شفوي، فلا بد من فرجة بسيطة جداً بين الشفتين.
- حدثني فضيلة الدكتور إبراهيم الدوسري قال: أذكر أن من المشايخ من يشدد في هذا {قُلُوبُهُم بِذِكْرِ} ومنهم من يقول يخرج نفس خفيف جداً، أذكر أن الشيخ عبد الحكيم بن عبد اللطيف قرأت عليه من القرآن بالقراءات العشر، وهو شيخ مقرأة الأزهر، كان يقول يخرج نفس خفيف جداً جداً لا يصل إلى حد الانفتاح الكامل، وهذا هو رأي الحُذاقِ، والشيخ إبراهيم الأخضر أيضاً نفسُ الشيء، لا هو إطباق شديد، ولا هو يفتحُ فتحاً شديداً.
- حدثني فضيلة الشيخ رشاد السيسي: الإخفاء الشفوي عند النطق به ألا يكز الشفتين لا بد أن يوجد فرجة بين الشفتين.
- حدثني فضيلة الشيخ أحمد مصطفى قال: الأولى بقاء فرجة.
- حدثني فضيلة الدكتور عبد العزيز بن عبد الحفيظ: تبقى فرجة خفيفة جداً بدون مبالغة.
- حدثني فضيلة الشيخ أسامة بن عبد الوهاب: أن الراجح في الإخفاء الشفوي إبقاء فرجة صغيرة جداً بين الشفتين. انتهى
والله أعلم
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو عمر عبد الحكيم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/124)
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[28 - 09 - 06, 02:30 م]ـ
فوائد عزيزة جدا جزاكم الله خيرا
ـ[أبو الحسن عبيد]ــــــــ[31 - 10 - 06, 09:24 م]ـ
انت متفق معى انهم كانوا يقرؤن بالاطباق فى اول الامر اذن فالشاطبى وابن الجزرى وغيرهما كانوا يقرؤن بالاطباق ومن ذلك يتضح انهم يقصدون معنى لفظ الاطباق وهو انطباق الشفتين بدون فرجة فلا وجه هنا لقولك لما كان هناك اطباق فى غالب الشفتين عبر على اساس الغالب , ثم انه ليس معنى ان يتفق الشيخ عامر مع بعض القراء على الاتيان بالفرجة ان هذا يسمى اجماعا كيف وقد خالف فى ذلك قراء من مصر, ثم ان الشيخ عامر الذى قال بالفرجة رجع عن هذا القول فى اخر حياته كما حكى عنه تلميذه الشيخ محمود امين طنطاوى, ثم انك قد حكيت عن الشيخ السمنودى انه قال بالفرجة كيف وانا اعلم عنه -وانا مصرى -انه يقول ان الاتيان بالفرجة خطأ فى التلاوة. ثم هو اخفاء شفوى يصاحبه غنة فاين الغنة اذا ابقينا فرجة وقد ذهب جلها من الفم وكان القليل منها قد عبر من الخيشوم واذا كنا نحكم بالغالب فنحن نقول ان الابقاء على بقاء الفرجة يذهب بالغنة صحيح ام لا؟ ثم ان الماء كلما كان قريبا من المنبع كلما كان اصفى, فالمتقدمون قراوا بالاطباق بشهادة من يقول بالفرجة, وهم اقرب من المنبع وقد قراوا على ذلك قرونا فصار اجماعا فهل ينقض هذا الاجماع باتفاق وقع بين الشيخ عامر وبعض القراء , وها وقد رجع عن قوله فهل نقض اجماع هو سببه
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[24 - 04 - 07, 12:32 ص]ـ
جزاك الله خيراً وبارك فيك ولا يضيرك قول المخالفين فضيق صدر من تقوقع أو قبع على شيئ وهو أو غيره يجهل الكثير والتقليد الأعمى داء قبيح والعلم بحر لا ساحل له
ـ[عمر فولي]ــــــــ[24 - 04 - 07, 01:28 ص]ـ
السلام عليكم
معذرة أخي الكريم
الشيخ أبو الحسن كنت قد نسيت أني كتبت في هذه الصفحة من قبل، وقد رأيتها بعد مرور شهور، ولكني لم أرد أن أناقش لأني قد ناقشت في الموضوع مدة طويلة، وأعلم أن إخواننا القائلين بالإطباق مقلدون لشيوخهم ـ دون دراية بالنصوص ـ
ومادام الموضوع خرج فلك ذلك. .
بالنسبة للشيخ السمنودي: يا أخي الكريم أنت لم تذهب إليه، لأن كلام الشيخ السمنودي قام الأخ محمود بتسجيله، وهو يقر الفرجة، بل وليس الأمر كذلك فحسب، بل قال الشيخ السمنودي في مسألة الفرجة لما سُئل في الفرجة كان الوجود قديما عدم الكز وهو المعبر عنه في قول ابن الباذش عن أبيه " ألا أن يريد القائلون بالإخفاء إطباقا خفيفا " ثم انتشر الإطباق من قراء الكتاتيب الذين كانوا يطلقون الإخفاء ميما صريحة، والقدامي كانوا يقولون إطباقا نظرا لظهور من يقول بإخفاء الميم مثل إخفاء النون عند الخمسة عشرحرفا، والشيخ عامر ونحن أحيينا هذا الوجه الذي كانوا يعبرون عنه بالإخفاء الخفيف " ا. هـ
والسمنودي حي يرزق والحمد لله.
واذهب إليه واسأله ما معني قولكم " وكزا فدع " أما كلامك وجوابك فلست أدري ما تقول، هل الفرجة تذهب بالغنة؟؟!!
هل قال غيرك هذا الكلام؟؟
لو أعلم أنك ستجيب عن نصوص لو وضعتها لك، لأنزلت إليك كلام الأئمة.
ولكن اقرأ كلام الشيخ أيمن سويد وقل لي ما رأيك؟؟
ولو استطعت شرح كلام المرعشي بدلا من الشيخ أيمن .. أكون مشكورا.
وتقبل تحياتي
والسلام عليكم "
ـ[أبو الحسن محمد المصري]ــــــــ[15 - 08 - 10, 12:49 م]ـ
قد أشبعنا نقاش هذه المسألة بملتقى أهل التفسير أنا والشيخ الفاضل عبد الحكيم فولي حفظه الله حتى أقر المطبقون بالفرجة وتلقيهم بها ولم يعد لهم من حجة , وهذا هو الرابط:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=2029&page=2
ـ[عبد السلام يوسف]ــــــــ[15 - 08 - 10, 03:26 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بحث الشيخ عبد الحكيم المقرئ أظنه شاف كاف فى هذه المسألة و أظنه قد رد على الأخ الشيخ محمد يحيى الشريف على منتدى قراء القرءان أيضا بنفس البحث و أجاد فيه
والشيخ العلامة السمنودى أيضا له تسجيل صوتى سئل فيه عن ذلك حيث وُجِّه إليه سؤال ما معناه أن الشيخ المقرئ الدكتور أيمن رشدى سويد قال أنه تلقاه عليه بالاطباق فنفى ذلك الشيخ العلامة السمنودي رحمه الله و الأخ الذى قال (ثم انك قد حكيت عن الشيخ السمنودى انه قال بالفرجة كيف وانا اعلم عنه -وانا مصرى -انه يقول ان الاتيان بالفرجة خطأ فى التلاوة) أنا أيضا مصري أرجو أن تبحث عن التسجيل الذى ذكرته لك وستجده ان شاء الله و قولك (ثم هو اخفاء شفوى يصاحبه غنة فاين الغنة اذا ابقينا فرجة) ربما الأداء الذى تؤديه هو الخطأ وليس الحكم.
و الأخ القائل أن الشيخ الحصري يؤديها بالاطباق أرجو منه مراجعة كتاب الشيخ الحصري (أحكام قراءة القرءان الكريم) ثم أنه لا يؤدها كذلك أصلاً ولكن الخلاف بين بعض القراء والبعض الآخر فى مقدار هذه الفرجة عندهم وهذه تحتاج إلى ضبط منهم وهذا ليس محل البحث.
وهناك أسئلة:
1 - لو كان الاخفاء الشفوي يتم بالاطباق فكيف سماه العلماء بالاخفاء الشفوي؟ كان المفروض أن يسمى بالاطباق الشفوي و لاحظوا معى إخوانى أن هذا اسم الحكم فيجب أن يكون معبر عن معنى أدائه على الأقل.
2 - هناك مذاهب أخرى (مرجوحة) تقول بالاظهار الشفوي سواء مع الغنة أو بغيرها فما الفرق بين تأدية الاطباق و الاظهار الشفوي؟ ثم لو كان أداء الاخفاء الشفوي بالاطباق لكان المذهب القائل بالاظهار الشفوي هو المذهب المنتشر بمعنى (الاطباق == الاظهار الشفوي [سواء بالغنة أو بغيرها]) ولما ورد إلينا أن الحكم هو الاخفاء الشفوي.
3 - لماذا يحتج كل شخص على الآخر بالأداء الذى تلقاه عن شيخه؟ هذه بالطبع ليست حجة لأن باستطاعة كل شخص الاحتجاج بها ما دام هناك خلاف بين العلماء فيها.
4 - لماذا يرم بعض الإخوة و الأشياخ الأفاضل بعض المشايخ كالشيخ عامر عثمان بأنه أول من قال بالفرجة وتبديعه فى ذلك؟
5 - كيف يوفق القائل بالاطباق بين تعريف الاخفاء الشفوي و الأداء بالاطباق؟
والسلام.(2/125)
تفسير سورة يوسف دروس وعبر\من درس الشيخ ناصر العمر
ـ[المدونة]ــــــــ[07 - 04 - 04, 08:55 م]ـ
تفسير سورة يوسف دروس وعبر
مقدمة:
1 - سيكون التفسير موضوعي وليس تحليلي
2 - أن هذه الدروس المستفادة حصيلة عشرة سنوات.
* سبب اختيار هذه السورة:
ذكر المفسرون أنها نزلت وهي مكية جواب لكثير من الإشكاليات في ذلك الوقت ونحن الآن في محنة وبلاء وشدة تشابه ذلك الوقت.وقد نزلت في وقت حرج وهو عام الحزن.
* قوله تعالى الر. تلك آيات الكتاب …… .. لقوم يعقلون)
موضوع العقل:العقل هو الذي يعقل به الإنسان الأشياء وبه يميز.ويحتاجه الإنسان في كثير من أمور الدنيا. ويمنع صاحبه مما لا يليق به لذلك سمي حبل الدابة عقال
#قاعدة (العاطفة تعاد إلى العقل والعقل يعاد إلى الشرع) مثال قصة سعد رضي الله عنه عندما قال انتظر حتى آتي بأربعة شهود قال صلى الله عليه وسلم أتعجبون من غيرة سعد … .. ) الحديث فذا ليس ثناء على سعد وإنما اثبت خطأ سعد.فهنا أرجع الشارع العاطفة إلى العقل ثم الشرع.
*قوله تعالى: (نحن نقص عليك أحسن القصص ........ ) الآيات
1 - في قوله أحسن القصص قولان أ- ليست قصة يوسف وإنما هي من أحسن قصص القرآن. ب-أنها هي قصة يوسف لأنها أكمل قصة في القرآن وأشمل. أيضا فيها عجائب من البلاء والفوائد أيضا لأنه كل من ذكر فيها من الأشخاص كانت نهايتهم سعيدة فهي محل فأل.
2 - أسلوب القصة في التربية: بين إفراط وتفريط فمنهم لا يرد في موعظته أو أسلوبه قصة قط ومنهم يروي كل قصة مهما كانت ولو كذب.
*قوله تعالى: (قال يا أبتي إني رأيت أحدى عشر كوكبا ........ ) الآيات
1 - قوة الارتباط بين الابن وأبيه حيث ربي الابن على الرجوع إلى أبيه في كل شئ.وهذا من أهم أمور التربية ولابد أن ينمى في نفوس الأطفال.
2 - حسن توجيه يعقوب عليه السلام (يا بني لا تقصص ...... ) جمع بين النهي والتعليل والتوجيه وهذا غاية التربية مع الابن فليس أمر ونهي فقط. كذلك حادثة النبي صلى الله عليه وسلم مع الحسن رضي الله عنه عندما أخذ منه تمره الصدقة قال له كخ كخ لم يكتفي بالنهي فقط بل زاد أما علمت أنا لا نأخذ الصدقة كأنه يخاطب رجل.
3 - نقل يعقوب أبنه نقله تربوية منهجية من المحنة إلى المنحة (وكذلك يجتبيك ربك) فأتى بكذلك التي تدل على أنه لا يحصل ذلك ألا بالابتلاء. هذا أسلوب لابد أن يتعامل به الإنسان مع الآخرين عندما يصادفهم ابتلاء.
4 - أن رؤيا الصغار تقع وقد يكون لها شأن عظيم للأمة.
5 - ربط الأبناء بآبائهم الصالحين (ويعلمك ربك من تأويل الأحاديث ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب .... ) الآيات
6 - أن الأجداد يقال لهم أباء ,كذلك الأعمام.
7 - إعادة الفضل لأهله (وكذلك يجتبيك ربك ... ) الآيات. وهذا ظاهر في قصة يوسف.عكس ما قال قارون (إنما أوتيته على علم عندي .. ) قبله إبليس (قال أنا خير منه .. )
8 - تربية أنفسنا وأبناءنا بالرجوع إلى من هو أعلم منا.وهذا يحتاج إلى تربية.
9 - (عليم حكيم) عند كثير من الناس انفصام بين علمنا النظري والتطبيق العملي. أيضا معالجة القدر الكوني بالقدر الشرعي فيعقوب عرف أن يوسف سيكون له ابتلاء من قبل أخوته لكن عالج ذلك بالقدر الشرعي قال (لا تقصص رؤياك على أخوتك .... ).
10 - الأخذ بالأسباب وهذا متعلق بما سبق وقد ورد الأخذ بالأسباب في قصة يوسف كثير. من ذلك (اذكرني عند ربك .. ) فهنا كان يمارس يوسف التوكل مع الأخذ بالأسباب.كذلك يعقوب عليه السلام (يا بني لا تدخلوامن ... ) وقوله (يا بني أذهبوا فتحسسوا .... ) إذا الأخذ بالأسباب عقيدة.
*فالناس في الأخذ بالأسباب:
أ-أن الأسباب لا تؤثر فمن مات في حادث سيارة فالسيارة لم تؤثر إنما الله أماته فهذا باطل
ب- أن السبب هو المؤثر بنفسه فمثلا من أكل دواء شفي به فهذا باطل.
ج-أن الله هو جعل هذا السبب مؤثر ولو شاء أثر ولو شاء لأذهب هذا الأثر مثل ما أذهب حرارة النار فهذا هو الحق.
* قاعدة: (من أتخذ سبب لم يجعله الله سببا فهو شرك)
* الخلاصة:ترك الأسباب قدح في العقل , والاعتماد على الأسباب قدح في التوحيد، والصحيح أخذ الأسباب والاعتماد على الله
* موضوع الرؤى:
1 - أهمية الموضوع:
أ- تعلق النفوس به لأنه فيه شئ من الغيب.
ب- اعتماد بعض الناس عليه في أشياء تشريعية
ج- أصبحت الرؤى ميدان للبدع والمعاصي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/126)
د- ضل بالرؤى كثير من الناس كما كان في أمر المهدي
ه- كثرة الرؤى في الأحداث.
2 - الأدلة على الرؤى:
ثابتة بالكتاب والسنة:
أ- الكتاب وردت ست مرات في القرآن: ثلاثة في قصة يوسف ورابعا في عزوة بدر وخامسا رؤيا إبراهيم وسادسا دخول المسجد الحرام.
ب- الأحاديث: أكثر من أن تحصى ولم ينكر أحد من أهل السنة ولم ينكر ذلك إلا الفلاسفة.
3 - المنهج في التعامل مع الرؤى.
الرؤى ثلاثة أنواع: أ- رؤيا صالحة. ب- رؤيا من حديث النفس. ج- رؤيا من الشيطان.
وقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم التعامل مع كل واحدة منها، فالرؤيا الصالحة بشرى وحديث النفس يعرض عنها الإنسان وهذا هو الأكثر بين الناس أما رؤيا الشيطان وهو يحزن المؤمن ويقوم وهو مثقل فيستعيذ بالله من شرها وشر الشيطان ويبصق عن يساره ثلاثاً وينقلب على جنبه الأخر ويقوم يصلي.
4 - الجزم بالتعبير.
لا يجزم بالتعبير وإنما هي بشرى لـ: أ- لأنه قد يكون الرائي كاذب. ب- وقد لا يكون الرأي دقيق في نقل الرؤيا. ج- ولا تدري هل هي رؤيا صالحة أو حديث نفس أو من الشيطان. د- قد لايكون المعبر من أهل التعبير لأنها صارت تجارة. هـ - أن المعبر قد يصيب أو يخطئ كما أخطأ أبو بكر في تفسير رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم. و- أيضا قد يكون هناك خطأ في تنزيل الرؤيا في موضعها فتكون مثلا لأهل فلسطين فتنزل على أهل العراق. أو خطأ في تنزيل وقتها وهو الأكثر لأن الناس يحبون العجلة.
5 - حكم الكذب في الرؤيا.
قال صلى الله عليه وسلم: (من تحلم ما لم يحلم كلف أن يعقد بين شعيرتين)
6 - على من تعرض الرؤيا.
تعرض على من عرف صدقه وعلمه وتقواه.
7 - ما هو أصل علم التعبير.
هو علم إلهام لقوله تعالى وكذلك نعلمك من تأويل الأحاديث .. )
8 - عدم التعجل في التأويل والتعبير قال مالك رحمه الله أيلعب بالنبوة .. )
9 - الرؤيا أما بشارة أو نذاره وكليهما جاء في تفسير يوسف لصاحبي السجن فأحدهما كانت بشارة والأخرى كانت نذاره ليتوب.
10 - رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم حق،لكن لابد أن يكون بصفاته.
11 - عدم اشتغال الجالس بها.
12 - الستر على الرأي في أهله.
13 - عدم انشغال طلبة العلم بالتفسير بالرؤيا عن العلم.
14 - التلازم بين الرؤيا والرأي لذلك لابد أن يكون سماع الرؤيا من الشخص صاحب الرؤيا إن أمكن.
15 - جميع الرؤى في القرآن فيها تلازم بين الرؤيا والتعبير وفيها تقارب.
* قوله تعالى قالوا أرسله معنا ..... ) يستفاد من ذلك:
1 - أسلوبهم في محاورة أبيهم يتضح أنهم يريدون شئ وقد لاحظ أبيهم ذلك.
2 - قوله تعالى وما آنت بمؤمن لنا .. ) كثير من المفسرين قالوا أنهم جابوا القميص دون تمزيق وهذه غير صحيحه لأنه يبعد أن يكون تخطيط وتدبير جماعي تفوت عليهم ذلك.
3 - جواز اللعب المباح الخالي من المحرمات.
4 - قوله تعالى بل سولت ...... ) يعلم من تعبير الرؤيا أنهم كاذبون.ثم قال فصبر جميل وهو الذي لا شكوى فيه , فما أحوج المربين لهذا الدرس فيعقوب عليه السلام مع علمه بالفعل لم يطردهم أو يضربهم فهذا حكمه من يعقوب عليه السلام فهو لم يستغرق في اللحظة الحاضرة فهو فقد يوسف ولا يريد أن يفقد آخر غيره فهو يرى الطرد عجز وليس قوه.
5 - قوله تعالى وجاءت سيارة .... ) من رحمة الله أن أرسل السيارة فالفرج يأتي بعد الشدة , أيضا يوسف ينام في البئر وهو مطمئن ساكن (وأوحينا إليه .... ).وغيره ينام في القصور وهو في ضنك وحزن وهم
6 - قوله تعالى وشروه بثمن ..... ) إن السارق يتصرف في البضاعة بسرعة ولو كان بأبخس الأثمان
7 - قوله تعالى وقال الذي اشتراه ... ) الآباءو المربون يحتاجون إلى فراسة العزيز حيث أمل في يوسف فقال أكرمي مثواه. كذلك امرأة فرعون في موسى عليه السلام كذلك الراهب في الغلام , فتفرس الآباء بأبنائه وتوجيهم التوجيه الصحيح يكون نفع للأمة.
8 - قوله تعالى والله غالب على أمره ... ) فالله هو الغالب مهما بلغ المخلوق من القوة لا يستطيع شئ أمام الله سبحانه وهو الخالق.
* قوله تعالى وكذلك مكنا ليوسف في الأرض ....... ) يستفاد من الآيات:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/127)
1 - ما أحوجنا إلى التمكين خاصة في هذا الوقت لكن بعد استيفاء شروطه. قوله تعالى وكذلك .. ) نوع من التمكين هو التمكين في بيت العزيز وهذا بداية لتمكين الأعم عندما أصبح ملك. إذا عرفنا هذا التمكين عرفنا أنه لا يمكن للكفار التمكين إلا تمكين مؤقت لفساد المسلمين.
2 - قوله تعالى ولنعلمه من تأويل الأحاديث ... ) هذا يشمل الرؤيا وتأويل كل شئ في تصرف الأحداث والحكمة فيها ودراستها , لأن الأحداث لابد أن الإنسان يتصرف فيها بحكمه. قال تعالى (وإذا جاءهم أمر من الخوف أو من الأمن .... ) فليس كل العلماء يستطيع الاستنباط من الأحداث.
3 - قوله تعالى (ولما بلغ أشده ..... ) فليس كل من أوتي علم أوتي حكمه.
4 - قوله تعالى: (ولكن أكثر الناس لا يعلمون .... ) أن العبرة ليس في العدد وأن مقياس القلة والكثرة لا ينبني عليه حكم فقد يكون الحق مع القلة
5 - قوله تعالى: (وكذلك نجزي .... ) (لا نضيع أجر المحسنين) أ- شهد الله ليوسف بالإحسان ب- قال صلى الله عليه وسلم (أنتم شهداء الله في أرضه) فيوسف ارتبط معه الإحسان في حياته منذ الصغر وهو عند العزيز وهو في السجن وهو ملك وعندما جاء أخوته وعندما عرفه أخوته , فإحسان يوسف هو الذي جعله له التمكين. ومن صور إحسان يوسف:
ü الامتناع عن إتيان امرأة العزيز عل نفسه وعلى المرأة وعلى العزيز
ü اختيار السجن على التخلص من كيد النساء.
ü وهو داخل السجن (إنا نراك من المحسنين). على المسلم إذا ابتلي أن يكون أعظم إحسانا في البلاء سواء كان لسجناء أو الحراس.
ü إحسانه مره أخرى إلى امرأة العزيز بعفة لسانه (ما بال النسوة التي قطعن ... ) فلم يذكر امرأة العزيز على حده.
ü إحسانه إلى الناس باختيار منصب خزائن الأرض مع علمه بصعوبة المنصب وإتيان سبع شداد.
ü إحسانه لأخوته عندما اتهموه بالسرقة.
ü إحسانه الأخير في قوله تعالى (ربي قد أتيتني م الملك .... )
· لهذا الإحسان مكن يوسف في الأرض.
* قوله تعالى وراودته التي هو في بيتها ... )
يستفاد من ذلك:
1 - موضوع المرأة من اخطر الموضوعات من أعداء الإسلام - الاختلاط , قيادة المرأة ,عمل المرأة – لأن الأعداء عرفوا أن المرأة مفتاح للخير والشر إذا صلحت المرأة صلح البيت.
2 - أن الأدباء يكتبون عن المرأة منذ القدم بلهجة الغرام.أما في قصة يوسف جاءت دقيقة التوجيه ولا تخرج عن الفضيلة.لتكون نموذجا لكل من يكتب أدبا أو قصة.
3 - خطورة الخلوة والحديث إلى المرأة.
4 - ذكر بعض المفسرين إسرائيليات غير مناسبة في هذا الموضع ويرد عليها:
أ- أن الله سمى هذه أحسن القصص.
ب- أنها قالت وغلقت الأبواب فمن أين جاءت هذه الروايات.
5 - جميع الإيرادات موجودة فالأسباب متوفرة والموانع ممتنعة مع ذلك قمة العفة لأنه عنده مانع أهم منها وهو (برهان ربه) فيوسف أحسن هنا لثلاثة لنفسه , وللعزيز , وللمرأة.
6 - قال تعالى (إنه ربي أحسن مثواي) قيل فيه: أ- أن المقصود به ربه جل وعز. ب- أن المقصود به العزيز وهذا رأي شيخ الإسلام.
7 - قال تعالى (إنه لا يفلح الظالمون) سمى يوسف هذا العمل ظلم مع أن المرأة هي الداعية فهي راضية مع ذلك ذكر أنه ظلم وهذا رد على ما يفعل في الغرب يقولون إذا كانت المرأة راضية فهو مسموح.
8 - قوله تعالى ولقد همت به وهما بها .. ) أطال بها المفسرون قال بعضهم أنه فيه تقدير وتأخير (ولقد همت به فلما رأى برهان ربه هما بتركها). وأقوى الأقوال هو رأي شيخ الإسلام بن تيمية أن الهم بها على وجه وهو هم القلب فهي همت هما حقيقيا بالفعل وهو هم هم القلب.وقال العلماء وهو صفة مدح لأنه امتنع مع وجود أسباب المعصية فالأحاديث جاءت أن الإنسان لا يحاسب على هم القلب وإنما على الفعل فيوسف هنا لم يذنب بدليل أنه لم يرد بعد ذلك استغفار له لأنه لم يذنب نبي في القرآن إلا وجاء بعده استغفار.
* قوله تعالى ما جزاء من أراد بأهلك سوءاً ...... ) يستفاد من الآيات:
1 - هل كيد الشيطان أضعف من كيد النساء هذا غير صحيح لأن كيد النساء أثر من كيد الشيطان. فكيد الشيطان رده الله إلى الوسوسة بعكس كيد الإنسان لكنه من أثر كيد الشيطان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/128)
2 - قوله تعالى وقالت نسوة في المدينة ... ) كل شيء جاوز الاثنين فهو شائع ,فإذا كان عندك قضية خاصة فلا تطلع عليها أحد فإذا ضاق صدرك بها فغيرك من باب أولى ,وإذا كان عندك سر فلا تحدث به إلا لمن يحتاج إليه أو تحتاج أنت إليه.
3 - قول النسوة (إنها لفي ضلال مبين) ليس من باب الشفقة عليها وإنما من باب الشماتة ونشر الخبر فهذه النسوة شمتن بها فوقعن بمثل ما وقعت به وهذا أمر خطير
4 - قوله تعالى ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله) فمكر أخوة يوسف عاد عليهم وهذا مصير كل مكر وهو عمل قلبي أن يكون الظاهر شيء يراد به الإصلاح والباطن شيء آخر.
5 - المعصية إذا فشت يكون سهل ارتكابها لذلك كان حد الزنا لا يثبت إلا بأربع شهود لأن الشيوع لا يكون إلا بعد الثلاثة , والستر ليس على الشخص فقط وإنما أيضا الستر على المعصية لأنها إذا فشت سهل ارتكابها, فانظر إلى امرأة العزيز لما راودته في المرة الأولى غلقت الأبواب أما لما فش الأمر قالت إن لم يفعل ما أمره , فالستر مطلوب والستر علاج لأن صاحبه يكون عنده هيبة أما إذا فش أمره زاد فيه ولم يبالي به.
6 - قوله تعالى فستعصم ... ) الذي قال ذلك هي امرأة العزيز تقصد يوسف فإذا جاءك هم فاتجه إلى الله فهو العاصم قال تعالى (ففروا إلى الله .. )
7 - امرأة العزيز قالت (ليسجنن وليكون) فأكدت السجن بالنون لأنها تملكه لكن الصغار ليس بيدها فلم تؤكده.
8 - قوله تعالى قال ربي السجن أحب ... ) لم يطلب يوسف هنا السجن كما ذكر بعض المفسرين وإنما هو خير بين أمرين كليهما فاسد لكن السجن أخف فساده من فعل الفاحشة لذلك قال أحب إلي.
9 - قوله تعالى (وألا تصرف عني ... وهو السميع البصير) معناه أنه سبحانه كما سمع قول يوسف وكشف عنه فهو يسمع كل من يدعوه ويلتجأ إليه.
قوله تعالى ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننا ..... )
1 - سجنوه بعد ما رأوا أنه بريء, فائدة هنا أن الذي لا يستند إلى الحق فإن حكمه إلى الهوى فهو لا يضبطه ضابط كما في قصة إبراهيم عليه السلام (ثم رجعوا إلى أنفسهم إنكم ... ) كذلك في قصة يوسف عليه السلام بعد ما ظهرت برأته سجنوه.
2 - قوله تعالى حتى حين) قال العلماء الحين الوقت الغير محدد بزمن فكل سجن بغير تهمة أو حقيقة أو عدم ثبوت شيء عليه عند القاضي فسجنه يكون إلى حين يخرج متى ما أرادوا.
3 - لماذا سجنوه ذكر العلماء: أ-صدور الأمر من النساء ب- أرادوا أن ينقطع الخبر وهذا غير صحيح ج-أن السبب هو الهوى.
4 - للسجن وقفه فهو أبرز ما في قصة يوسف وهو أمر قديم كم هدد فرعون موسى بالسجن والسجن يكون بالحق ويكون بالباطل ومن فوائد السجن:
أ- ابن تيمية مات في سجنه وأحمد ابن حنبل شهرة حياته كانت في السجن فالسجن بلاء ومحنة لا يتمناه أحد ويوسف اختاره لأنه أهون من الأمر الآخر والسجن ذكر العلماء أنه إكراه قال موسى عليه السلام لما هدده فرعون بالسجن (أولو جئتك بشيء مبين).
ب- أن السجن يكون لأمر شريف أو أمر حقير فإذا كان السجن لشرف فهو رفعة وعلاوة وينقلب منحه ومكانه. وقد يكون السجن لا لشريف ولا لحقير كسجن المدين أو أي قضية خاصة.
ج- أشد ما يعانيه المسجون ليس السجن لكن أن يسجن لأمر حقير لا يقتنع هو به لأنه يجمع بين سجن الروح والبدن.
د- يمكن أن يحول المسجون السجن إلى منحة وذلك أن يكون مكان للعبادة وطلب العلم والخلوة والمحاسبة ومعرفة الناس في الشدائد, وكثير من حفظ القرآن في السجن.
* سيرة يوسف في السجن.
1 - الدعوة إلى الله خاصة التوحيد وهذا واضح في صاحبي السجن خاصة التوحيد والتحاكم إلى الله.
2 - الإحسان إلى السجناء ويتضح ذلك في قوله ليوسف أنا نراك من المحسنين.بل الإحسان إلى السجانين وذلك عندما جاءه رسول الملك ... – فلابد للإنسان أن يعامل الناس بأخلاقه لا بأخلاقهم –
3 - صدق يوسف والتجائه إلى الله.
4 - الصبر العجيب وهو نوعان اختياري واضطراري وقد مارسهما يوسف في السجن , عندما أدخل السجن فهذا صبر اضطراري وعندما جاءه رسول الملك بالخروج هذا صبر اختياري.
5 - الأخذ بالأسباب (اذكرني عند ربك)
6 - ثبات يوسف حتى تثبت براءته.
7 - عدم الاستغراق في اللحظة الحاضرة فأول ما يستغرق السجين في اللحظة الحاضرة هو الخروج من السجن لكن لم يستغرق يوسف في هذه اللحظة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/129)
* قوله تعالى (لا يأتيكم طعام ..... ) بعض المفسرين قال أنه قبل ما يأتيكم الطعام أخبركم عن هذا الطعام وهذا قول ضعيف والصحيح أنه قال سأخبركم بالتأويل الرؤيا قبل أن يأتيكم الطعام لكن الآن أخبركم بموضوع آخر أهم, وهذا فطنه من يوسف لجلب انتباههم لما يقول لذلك دعاهم ونفوسهم متلهفة لسماع لما يترتب على سماع ما بعده. وهنا لفته ليس كونك داعيا كافي في سماع الناس لكن لابد من المؤثر واختيار الوقت والكلمة المناسبة في المكان المناسب.
8 - الداعية إلى الله لا يستطيع أحد رده عن الدعوة مهما كان هذا الصدود إذا أغلق عليه باب فتح له أبواب.
9 - قوله تعالى (وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ) (يوسف:38) التأثر العائلي في الصلاح والفساد قال في بداية السورة قال تعالى: (َكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (يوسف:6)
10 - قوله تعالى يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) (يوسف:39
بدأ يوسف بأهم شي في الوجود وهو التوحيد.
11 - (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (يوسف: من الآية40) جعل يوسف الحكم عبادة قال في الآية بعدها (في دين الملك) فسمى الحكم دين.
12 - قوله تعالى وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ) (يوسف:42)
أ- قال العلماء أن ظن في القرآن تدل على اليقين وقال بعضهم أن يوسف قال ظن لأن المعبر لا يقطع بالتعبير.
ب- قال بعض المفسرين أن يوسف عوقب لأنه ذكر الملك ونسي الله والصحيح أن الذي نسي هو السجين وهذا من الأخذ بالأسباب وقوة كمال التوحيد فالمفرط هو الذي يندم ثم يوسف الذي دعا السجين إلى التوحيد ينسى ذلك , أيضا إذا كان نسي على قولكم فهو لاشي عليه لأن الناسي لا شئ عليه.
13 - فائدة أن السجين إذا خرج من السجن لا ينسى إخوته في السجن وفعل وصاياهم.
*قوله تعالى وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيا تَعْبُرُونَ) (يوسف:43)
قد تكون في محنة وترى جميع الأبواب مغلقة لكن يجعل الله لك مخرج من حيث لا تحتسب لكن بشرط التقوى (ومن يتق الله يجعل له مخرجا) مثل قصة خروج يوسف من السجن قال العلماء: من فضل الله أن الرائي هو الملك والرؤيا تخص الناس وهذا عجيب ولا تعجب من أمر الله (قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ) (هود:73).
1 - قوله تعالى قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلامِ بِعَالِمِينَ) (يوسف:44)
لماذا قالوا هذا الكلام قال المفسرون هذه مشكلة الملأ حول الملك يضلونهم وهي مشكلة كل من يقرب أهل السوء فهولاء ضلوا الملك رغم أن الرؤيا أصبحت سبب في نجاة البلد من مجاعة.
2 - من الفوائد أن تعبير يوسف لم يكن أبتداء وإنما عندما عجزوا عن التعبير.
3 - أيضا الرؤيا فتوى لقوله (أفتنا ... )
4 - تعبير يوسف فيه حكم:
أ- سبب في خروجه من السجن
ب- أنه سبب في قربه من الملك.
ج- أنه سبب في براءته.
د- أنه وسيلة من أكبر الوسائل في معرفة الناس به.
ه- سبب في توليه مصر.
و- سبب في قدوم أخوته وأبويه.
* قوله تعالى فأرسلون) الدقة والنظام لم يذهب مباشرة أيضا الأدب في مخاطبة الملوك فخاطبه بصيغة الجمع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/130)
* قوله تعالى يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ ........ ) (يوسف:46)
1 - الصديق كثير الصدق (وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا) قال العلماء هي درجة بعد النبوة لذلك وصف بها أبو بكر.
2 - من نجاح الداعية هو صدقه ولو في أدق شيء فعلى طلاب العلم الاهتمام بذلك والحذر من الكذب أو كثرة التورية.
3 - الأدب في خطاب الساقي في مخاطبته ليوسف.
4 - كرم خلق يوسف حيث لم يعاتب الساقي على نسيانه بل أجابه بسرعة ولم يطلب الخروج أو مقابلة الملك في التعبير أو اشتراط الخروج
5 - أيضا من كرم يوسف أنه قرن التعبير بفوائد لم ترد في الرؤيا لكنهم يستفيدون منها.
قوله تعالى وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ) (يوسف:50)
1 - لم يستغرق يوسف في اللحظة الحاضرة رغم طول سجنه وهنا صبر اختياري.
2 - استغلال الفرصة في قوله (عن النسوة .. )
3 - قوله صلى الله عليه وسلم لو لبثت في السجن مثل يوسف لأجبت الداعي) لا يفهم من أن يوسف أصبر من النبي صلى الله عليه وسلم بدليل أنه صلى الله عليه وسلم في الشعب وهو أعظم سجن في التاريخ حيث سجن هو وأهله سنوات ولم يتضجر ولم يرجع ولم يلين. فيحل الحديث على أ- من كرم النبي صلى الله عليه وسلم وتواضعه ورفع مكانة يوسف عليه السلام. ب- إشارة من النبي صلى الله عليه وسلم إلى أمته أن إذا أتيحت له فرصة أن لا يفوتها.
4 - هل يجوز أن يقول المسجون لا أخرج حتى تظهر براءتي الصحيح لا.و يوسف سجن بتهمه تخص عرضه أما الداعية سجن لأنه داعية فمن أي شي تريد براءة.فرق بين من يقول لا أتنازل ومن يقول أريد أن اقدم براءتي.
5 - دقة عبارات يوسف في مواضع (ارجع إلى ربك .. ) ولم يقل ارجع إلى امرأة العزيز. أيضا لم يقل التي راودتني. وهذا من كمال خلقه حتى في عباراته.أيضا هنا دقة عبارة النسوة (حاشا لله) ولم ينبذنا امرأة العزيز.
6 - قالت امرأة العزيز (قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ) (يوسف: من الآية51)
هذا اعتراف بالحقيقة وقد جاء الاعتراف في عدة مواضع كما في اعتراف إخوت يوسف.والاعتراف بالحقيقة من أصعب شيء لكن الحق أحق أن يتبع.
7 - قوله تعالى ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ) (يوسف:52) وهذه سنة إلهية إلى يوم القيامة فعمل المنافقين لا يمكن أن يتم ومهما بينوا للناس أنه صلاح. فكل من يستخدم منهج غير المنهج الصحيح عن محمد صلى الله عليه وسلم نقول لهم (إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ) (يونس: من الآية81)
8 - قوله تعالى وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ) (يوسف:53) قال يعقوب لابناءه (بل سولت لكم أنفسكم أمرا) والتسول ورد بالقران في مواضع قال الله عن السامري (بل سولت لي نفس ... ) كلمة سولت أي زينت ومهدت وكلمة أمارة صفة لنفس أي تأمر وتكرر التسول للمعصية.
* ملاحظة: إذا حصل خطأ في مظهرك نبهك الناس لكن النفس لا يعلمها ألا الله ,وتسويل النفس لحظات إذا ثبت فيه المسلم زالت وألا كان لذة ساعة وحسرة دهر.
9 - قوله تعالى حصحص الحق) إذا كان قولك ثابت وحق لا تتأثر ولو اتهمت ستحصل براءتك بل قد تأتي براءتك على لسان من أتهمك.
10 - مشهد أخير من هذه القصة قوله تعالى أتوني به استخلصه ... ) هذه المرة قال أستخلصه لنفس أما المرة الأولى لم يقل ذلك وما بينهما إلا أيام لو استعجل يوسف لما نال هذه المنزلة , وهنا انتقل يوسف من الابتلاء بالضراء إلى الابتلاء بالسراء لكن ما هي المؤهلات التي أهلت يوسف لهذه المنزلة ,-التقوى , الصبر , الإحسان , الخلق , الصدق , الدعوة –
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/131)
11 - ما سر إعجاب الملك به (إنك اليوم لدينا مكين .... ) أ- الدقة في تعبير الرؤيا ب- حسن الخلق ج- ثباته على مبدؤه د- حرصه على سلامة عرضه هـ- رجاحة العقل وعدم تعجله. و- عندما كلمه (فلما كلمه ... ) والإنسان يحكم عليه من الكلام فالملك هنا لم يصدر بالحكم حتى كلمه.
12 - قوله تعالى اجعلني على خزائن الأرض ..... ) هل تجوز طلب الولاية , هل يوسف طلب الولاية رأي شيخ الإسلام يقول توصلت أن يوسف لم يطلب الولاية يوسف جاء للملك وقال له الملك (إنك اليوم لدينا .. ) قال الملك سنفعل بك وعرض عليه عروض فكان جواب يوسف لا أريد كل ذلك ولكن أريد شيء آخر يكون فيه خدمة المسلمين فقوله (اجعلني ... ) ليس طلب ابتداء ولكن معناه أنك إذا كنت لابد من تكليفي بعمل اجعلني على خزائن الأرض قال به جمهور من المفسرين.
· لكن نرجع للمسألة هل يجوز طلب الولاية الصحيح أن الحكم باقي ليس منسوخ لكن متى يكون الأمر ممنوع إذا كان لحظ النفس أو تخشى على نفسه أو يعرف من هو أكفأ منه أما نهي النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن سمره عن طلب الإمارة لأن كفاءة عبد الرحمن كثير في الصحابة فالأولى أن لا تسأل أما إذا لم يكن فيه أحد وجاءت فرصة فطلبه مشروع كما في قصة يوسف.
· لماذا اختار يوسف هذه الولاية خاصة.
أ- أنها أرفع ولاية بعد الملك بل قيل هو الأمر الناهي.
ب- أنها تناسب مؤهلاته (إني حفيظ عليم).
ت- أن ولاية المال هي التي تتعلق بالناس في معاشهم وحياتهم فهو يريد أن يرتبط بالناس.
ث- لاحظ يوسف أن أكثر ما يكون اللعب في المال والمسألة محتاجة سياسة وعدل.
*هل يجوز أن يقبل مسلم ولاية عند كافر. اختلف العلماء
1 - بعضهم قالوا لا يجوز مطلقا. أما قصة يوسف فإنها شرع من قبلنا وقيل أن يوسف أعطي ولاية كاملة وهو الأمر الناهي.
2 - يجوز إذا كان يحصل مصلحة للمسلمين.
3 - أنه يجوز عامة عند الكفار بشروط: أ- أن لا تكون المشاركة إقرار للكافر ب- أن تكون المصلحة تغلب المفسدة ج- أن لا يرتكب ناقض من نواقض الإسلام في عمله.
* هل يجوز مدح النفس؟
التزكية المنهي عنها هي التي فيها مفاخرة أو قول في الباطل أو لا حاجة إليها.أما إذا كان لها مصلحة فهي جائزة قال صلى الله عليه (ومن يعدل إن لم أعدل)
*قوله تعالى لا نضيع أجر المحسنين) هذه سنة عند الله قال تعالى (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان)
* الابتلاء بالسراء:
الإمام أحمد ابتلي بالسراء والضراء فبعد أن ابتلي بالضراء جاءت السراء فثبت. يوسف عليه السلام بعد انتهاء ابتلاء الضراء ثبت بها ثبات الحق فجاء بعدها الابتلاء بالسراء.والابتلاء بالسراء أشد من الابتلاء بالضراء لأن السراء قليل من يثبت فيها وكثير من الناس لا يرى السراء ابتلاء. فيوسف يخرج من السجن مباشرة يكون له منصب العزيز فهذا ابتلاء عظيم أيضا الصبر في السراء يكون اختياري أما الضراء اضطراري.
1 - لماذا يوسف لم يطلب بعد أن خرج من السجن أن يرى أبوه؟
لأن يوسف ملتزم بأمر الله عز وجل فلا يفعل إلا ما أوحي إليه قوله تعالى مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ....... ) (يوسف: من الآية76).
2 - مشروعية الضيافة حيث أضاف يوسف أخوته. لكن لماذا لم يعرفه أخوته لأمرين:
أ-مدة السنوات والصغير يتغير بسرعة. ب-الطارق الذهني لا يتصور أن الذي رموه في البئر وبيع يصير ملك
3 - كيف عرف أن لهم أخ عن طريق المحادثة والسؤال.
* قوله تعالى وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ) (يوسف:59) هنا جمع بين صفتين عظيمتين في القيادة القلوب وقيادة الإحسان , فنحتاج إلى هذه في تربية أبناءنا في البيت
· المهابة أحسن شيء في التربية فلا خوف محض ولا محبة محضة وهذه صفة الرسول
4 - قوله تعالى قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) (يوسف:78) يوسف لم يلين الكلام معهم هنا للمصلحة العامة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/132)
5 - قوله تعالى وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (يوسف:62)
يوسف وضع مع الكيل بضاعتهم وقولهم منع منا الكيل أي في المستقبل وفعل هذا يوسف كرما منه لأخوته وليرجعوا إليه بسرعة لأن يوسف استقرى من بضاعتهم المزجاة أنهم قليوا المال وأيضا وسيلة ليضغطوا على أبيهم لأن يوسف يدرك أن أباهم لن يرسله معهم وهذا من باب الحيلة والحيلة نوعان مشروع وممنوع فتجوز الحيلة بضوابط الشرع.
6) في تولي يوسف يشرف على العمل بنفسه فيوسف عنده اشراف مباشر فهو يباشر بنفسه ويتحدث مع الناس.
7) قوله تعالى فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (يوسف:63)
كلموا أبيهم مباشرة قبل أن يفتحوا متاعهم فهم متهيبون لهذا الأمر ويعرفون أن المؤمن لا يخدع مرتين. لكن لما جاءوا بالأدلة والحقائق وجد يعقوب نفسه أن لابد أن يوافق مع ذلك أخذ منهم الوثائق والبراهين – وهنا فرق بين أخذ يوسف وأخيه فأخذ هم يوسف كان بكل سهولة أما لما أرادوا أخذ أخيه في هذه المرة كان لا بد من المواثيق وذلك لأنه عرف تاريخهم فالإنسان هو الذي يكتب تاريخه.
8) قوله تعالى إلا أن يحاط بكم .. ) أهمية الاستثناء وحاجتنا إليه.
9) قوله تعالى وَقَالَ يَا بَنِيَّ لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ) (يوسف:67) قال العلماء إذا أرسل أحد أبناءه وكان فيه خطر الأحسن أن لا يرسلهم جميعا بل يفرقهم – وهذا باب عظيم بالأخذ بالحيطة.
10) قوله تعالى فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ) (يوسف:70) أما هناك فقال (قال لفتيانه اجعلوا ... ) لأهمية الكتمان هنا أيضا قال (أيتها العير إنكم لسارقون .. ) وقال (معاذ الله أن نأخذ .. ) ولم يقل سرق لمعرفة براءتهم.
11) قوله تعالى قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ) (يوسف:73)
الذي يعلم أنه بريء تجد دفاعه عن حقه قوي لذا قالوا لأبيهم (يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ) (يوسف: من الآية81) أما مع يوسف قالوا (قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ) (يوسف:17) فكلامهم هذا غير موثق.
12) قوله تعالى قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَاناً وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ) (يوسف:77)
لم يقلها يوسف علانية وهذا هو الحكمة والعقل قال صلى الله عليه وسلم (ليس الشديد بالصرع لكن الشديد الذي يمسك نفسه عند الغضب)
13) قوله تعالى قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ .... ) (يوسف:78) كلمات قوية واستعطاف مع ذلك لم يخضع يوسف للعاطفة لأجل المصلحة العامة.
14) قوله تعالى فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيّاً قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقاً مِنَ اللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ) (يوسف:80) صار موقفهم هنا ضعيف بسبب جرمهم السابق رغم كثرة أدلتهم هنا مع ذلك لم يصدقهم أبوهم بسبب أن السيرة السابقة لا تنمحي بالسهولة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/133)
15) قوله تعالى قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) (يوسف:83) قال يعقوب بدعائه (عسى الله أن يأتيني بهم جميعا) فضم يوسف وأخيه ولأخ الأكبر رغم أنه يراه مشترك معهم في الجرم مع ذلك ضمه بالدعاء وهذا من أحسن التربية
16) قوله تعالى وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ ..... ) (يوسف:84) هنا فرق بين حالهم (قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ) (يوسف:85) وحاله (قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) (يوسف:86)
17) قوله تعالى: (فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ) (يوسف:88)) قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ) (يوسف:89)
1 - أثر الأسلوب الجميل الذي أستخدمه أخوة يوسف (مسنا وأهلنا الضر).
2 - يوسف لم يقل (أنا يوسف) وإنما قال (هل علمتم ما فعلتم بيوسف .... ) فكل أمر عظيم سواء كان خير أو شر لابد أن يمهد له لأن النفوس ضعيفة. بل حتى في إصال الخبر لأبيه مهد له بإرسال القميص لأنه شم الرائحة قبل أن يصل إليه.
3 - (هل علمتم ... ) ماذا فعلوا بأخيه؟ في أول السورة قالوا (ليوسف وأخوه ... ) فدل على أنهم ضايقوا أخوه أيضا كذلك من الإذاء التفريق بينه وبين يوسف.
4 - (إذ انتم جاهلون) خلق عظيم ليوسف حيث إنه ذكر لهم الذنب ثم ذكر لهم العذر.وهذا من أعظم مكارم الأخلاق
5 - (قالوا تاالله لقد أثرك الله علينا ... ) الاعتراف بالخطأ أمر صعب رغم أنه شجاعة.
6 - (قال لا تثريب عليكم اليوم .... ) حتى الكلمة القاسية لم يقلها يوسف بل زاد على ذلك أن دعا لهم ((يغفر الله لكم .. )
7 - (أنه من يتقي ويصبر فأن الله لا يضيع .. ) بالتقوى والصبر تنال الإمامة بالدين قال تعالى (وجعلناهم أئمة يهدونا بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يتقون).
8 - (اذهبوا بقميصي هذا ..... ) أتخذ قرار مجيء أبوه فدل أن هذا الأمر كان يشغله لكن ينتظر أمر ربه أن يأذن له
9 - فائدة: إن أول خبر كان سيئ للأب كان عن طريق القميص ثم جاء يوسف بأول خبر حسن عن طريق القميص وهذا أمر معروف عند علماء النفس (أن الأمر السيئ يزال بمثله أو أعظم منه).
10 - رجوع يوسف بعد مدة طويلة. هنا قاعدة (الأمر الذي لم يحصل به يقين لا يقطع به) فأخوة يوسف كانوا يقولون لأبيهم (تفتأ تذكر يوسف حتى تكون حرض أو تكون من الهالكين) فقطعوا بالأمر وصار خلاف ما قطعوا به
11 - ذكر العلماء أن الشخص إذا أرسل رسالة يغلب عليه أنه لا يصدق استحسن أن يرسل معه قرينه. كما في قصة أبو هريرة في حديث (من قال لاإله إلا الله دخل الجنة قال النبي صلى الله عليه وسلم خذ نعلي ومن رأيته فأخبره) فهي قرينة
12 - (فأتوا بأهاليكم أجمعين) أكد بأجمعين حتى لا يتركوا أحد من أل يعقوب هذا من كمال الكرم.
13 - (فارتد بصيرا) هنا علاج العمى أو غيره بالصعق وهو نوعين الكهربائي والمعنوي.
14 - (يا أبانا أستغفر لنا .... ) أ- طلبوا منه الاستغفار فإذا دعا لهم دليل على أنه سمح لهم ب- قالوا (ذنوبنا) فاعترفوا بجميع ذنوبهم.
* سؤال: طلب الدعاء من الغير.الشيخ ابن تيمية لا يرى ذلك وقال الشيخ ناصر يجوز كما في قصة أويس القرني وطلب عمر من العباس استسقاء في أمر عام فكذلك الأمر الخاص.
15 - (سوف استغفر لكم .... ) أ- الأصل العفو والسماح على الفور إلا إذا كان هناك مصلحة محققة كما في قصة يعقوب ب- قال بعض العلماء إن شرهة يعقوب عليهم كانت كبيرة فكأنه لم يعفوا على الفور
16 - (رفع أبويه على العرش ....... ) هل يجوز السجود للبشر.قالوا أنه كان جائز قبل شرعنا ثم حرم وقالوا هذا كان سجود تحية ثم لما جاء شرعنا أبدلها بالسلام إكراما لهذه الأمة أنهم لا يخضعوا لأحد ألا لله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/134)
17 - (فلما دخلوا على يوسف .......... وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين) الأمن في القرآن كثير هو دليل على أهميته في الحياة وتبليغ الدعوة.هناك ارتباطين الخوف والجوع وبين الأمن والغناء كما في سورة قريش وقوله تعالى (ربي اجعل هذا البلد آمن ورزق أهله من الثمرات ................ )
18 - (قال يا أبتي هذا تأويل رؤياي ........... ) هنا دقة عبارة يوسف عليه السلام في أمرين:
أ- قال (بيني وبين أخوتي) رغم أنه لم ينزعه هو الشيطان وإنما احترام مشاعر اخوته.
ب- (قال ربي قد أتيتني من الملك ........ ) تمني الموت هل يجوز؟ الصحيح أن يوسف تمنى حسن الخاتمة ولم يتمنى الموت.
الخاتمة
1 - (ذلك من أنباء الغيب ..... ) هذه الآية أقوى دليل على بطلان الإسرائيليات في قصة يوسف لأن الله جعلها من علم الغيب.
2 - (إذ اجمعوا أمرهم وهم يمكرون .. ) هذه الوصية عامة سواء كانوا اخوة يوسف وامرأة العزيز.
3 - هذه القصة من الإعجاز القرآني حيث هذا النبي صلى الله عليه وسلم الأمي يذكر هذه القصة كاملة.
4 - (وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين) بعض الأشخاص يريد إصلاح الناس كلهم أو إصلاحهم بالقوة هذا خطأ لأن الذي يهمك هو البلاغ والهداية بيد الله.
5 - (قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله ............... ) هذه هي البصيرة لكن الذين يريدون الإصلاح بوسائل غير مشروعة هذا خطأ.
6 - فائدة: في أربع مواقع في القرآن يخبر الرسول أنه يموت قبل أن يرى الانتصار \ يونس الرعد .......
7 - عمل يوسف عليه السلام كان على بصيرة فكان عاقبته ونهايته حسنه وعمل اخوته كان على غير بصيرة فكانت عاقبته حسرة وندامة.
8 - (حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم كذبوا جاءهم نصرنا ... ) في قصة يوسف كل حدث ليوسف يقال أنه نهاية يوسف ثم بعد ذلك يكون الفرج.
هذا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين.
فوائد ودروس من سورة يوسف
من درس الشيخ /ناصر العمر
ـ[المسيطير]ــــــــ[05 - 08 - 04, 01:49 ص]ـ
جزى الله الشيخ ناصر العمر خير الجزاء، وبارك الله له في علمه وعمره وذريته وماله.
ـ[سعد العجلان]ــــــــ[05 - 08 - 04, 10:14 م]ـ
أنصح إخواني بالاستماع إليها على هذا الرابط
سلسلة تأملات في سورة يوسف عليه الصلاة والسلام ( http://www.islamway.com/index.php?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1644)
ـ[الدرعمى]ــــــــ[07 - 08 - 04, 02:14 م]ـ
الأخ الكريم الذى كتب الموضوع جزاك الله خيرًا(2/135)
تفسير مسند سيطبع
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[19 - 04 - 04, 12:10 ص]ـ
كتاب نفيس للمحدث المفسر القاضي أبي محمد إسحاق بن إبراهيم البستي: (ت: 307هـ) ننتظر صدوره من دار المآثر بالمدينة و أصله رسالة دكتوراه للأخ الشيخ عثمان المعلم. وقد وافقت الجامعة الإسلامية على طباعته ولكن؟؟ بعد أن تم الاتفاق بين المحقق ودار المآثر.
أسانيد الكتاب عالية و قد ذكر صاحبه ابن حبان و أثنى عليه و ترجمه غيره. لكنه ليس كاملا في المخطوطة الأصلية و قد اطلعت عليها وحقق باقيه في رسالة دكتوراه في الجامعة الإسلامية أيضا.(2/136)
ابحث عن تعريف علمي بكتاب زاد المسير
ـ[مسك]ــــــــ[29 - 04 - 04, 10:13 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ابحث عن تعريف علمي بكتاب زاد المسير
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 04 - 04, 08:54 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كتاب (زاد المسير في علم التفسير) من تصنيف الإمام أبي الفرج جمال الدين عبدالرحمن بن علي بن محمد الجوزي) المشهور بابن الجوزي (ت597)
وهو كتاب متوسط في التفسير يجمع فيه أقوال المفسرين من المتقدمين وغيرهم، وأحيانا لايذكر صاحب القول وإنما يقول وفي قوله تعالى (ثم يذكر الآية) قولان أو ثلاثة ثم يسردها، وأحيانا يرجح وأحيانا لايرجح، ويتعرض كذلك للقراءات، ويتعرض كذلك للمسائل الفقهية واللغوية.
وقد طبع الكتاب عدة طبعات منها
وقد طبع في تسعة مجلدات عن المكتب الإسلامي
وبتحقيق المهدي ط/ دار الكتاب العربي.
وبتحقيق محمد بن عبد الرحمن عبد الله دكتوراه في علوم القران استاذ بكلية الدراسات الاسلامية بالازهر
خرج أحاديثه أبو هاجر السعيد بن بسيوني زغلول بدار الفكر
ومنها طبعة دار الكتب العلمية في ثمان مجلدات 1414
وغيرها
وقد طبع الآن في مجلد واحد
وقد وقع في هذا الكتاب عدة تأويلات للصفات، فينبغي التنبه لذلك
وقد جمعت عددا منها أثناء قرائتي للكتاب المجلد الأول عام1419
فمنها قوله (1/ 94 دار الكتب العلمية) (والحياء بالمد الانقباض والاحتشام، غير أن صفات الحق عز وجل لايطلع لها على ماهية، وإنما تمر كما جاءت) انتهى.
وهذا فيه تفويض
ومنها قوله (1/ 119دار الكتب العلمية)
(وقد استدل أصحابنا على قدم القرآن بقوله كن فقالوا لو كانت كن مخلوقة لافتقرت إلى إيجادها بمثلها وتسلسل ذلك والمتسلسل محال00)
ومنها قوله (1/ 193)
قوله تعالى إلا أن يأتيهم الله كان جماعة من السلف يمسكون عن الكلام في مثل هذا وقد ذكر القاضي أبو يعلى عن أحمد أنه قال المراد به قدرته وأمره قال وقد بينه في قوله تعالى أو يأتي أمر ربك الانعام
وغيرها
والقصد أن عنده تأويلات في الأسماء والصفات على خلاف منهج السلف
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 04 - 04, 09:10 ص]ـ
وهذه بعض الفوائد التي دونتها أثناء قراءة المجلد الأول من زاد المسير (دار الكتب العلمية)
الترجيحات
55 - 76 - 90 - 122 - 158 - 160 - 172 - 181 - 197 - 199 - 205 - 208 - 214 - 220 - 233 - 255 - 291 - 364 - 377 - 391 - 394
الكليات
11 - 146 - 207 - 241 - 313 - 354 - 377 - 411
العام الذي أريد به الخاص
66 - 188 - 23 - 414 - 144
عادة العرب في الكلام
12 - 36 - 42 - 69 - 77 - 87 - 151 - 179 - 180 - 87 - 183 - 194 - 195 - 261 - 283 - 304 - 310 - 311 - 324 - 332 - 358 - 367 - 387 - 409 - 417
أسماء الكتب التي يذكرها المؤلف
66 (الوجوه والنظائر) للمصنف
67 - (النوادر) للترمذي الحكيم
104 - (الرد على من خالف مصحف عثمان) لابن الأنباري
الفروق:
10 - 20 - 93 - 97 - 100 - 113 - 114 - 144 - 148 - 199 - 384 - 368 - 374
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 04 - 04, 09:12 ص]ـ
يقول الدكتور محمد بن عبد الرحمن عبد الله في مقدمة تحقيقه للكتاب حول منهج ابن الجوزي في التفسير
زاد المسير في علم التفسير أحد أهم الكتب التي صنفها ابن الجوزي وقد نيفت على الثلاثمائة مصنف، بل هو من أهم كتب التفسير للقرآن الكريم، فقد عمد ابن الجوزي حين عقد النية على تأليفه إلى كتب الذين سبقوه في التفسير فقرأها وأشبعها دراسة، وإلى العلوم المساعدة للمفسر ليلم بموضوعة تمام للالمام ورأى من خلا هذه الدراسة لمؤلفات السلف أن المفسرين قبله قد وقعوا في كثير التطيول تارة، والتقصير طورا فاستفاد من الثغرات التي كانت في تفاسيرهم وألف تفسيره هذا مخلصا إياه في التطويل الممل ومن الاختصار المخل وقال في خطبة الكتاب: [فأتيتك بهذا المختصر اليسير، منطويا على العلم الغزير، ووسمته بزاد المسير في علم التفسير] وزاد المسير ببالغ عناية المؤلف في إخراجه له خصائص يمتاز بها: منها: أنه جاء بالالفاظ على قد المعاني، بل حمل الالفاظ في بعض الاحيان أكبر طاقة لها بمن المعاني.
وقد قال في المقدمة: " وقد بالغت في ا ختصار لفظه ".
ومنها: أنه حين تفسير كل آية من الا يات أورد كل روايات أسباب نزولها مما يفيد القارئ إضافة إلى المعنى معرفة في سبب نزول الاية وتعمقا في جوها.
ومنها: أنه تحدث عمن نزلت بعض الايات فيهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/137)
ومنها: أنه ذكر القراءات المشهورة، وأحيانا الشاذة. ومنها: أنه توقف عند الايات المنسوخة، والتي اختلف العلماء حولها أمنسوخة هي أم لا؟ وأورد أقوال العلماء في ذلك.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 04 - 04, 09:19 ص]ـ
وهذه ترجمة ابن الجوزي (للدكتور محمد بن عبد الرحمن عبد الله في مقدمة تحقيقه للكتاب)
بسم الله الرحمن الرحيم الامام ابن الجوزي نسبه: هو أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي الحسن علي بن محمد بن عبيد الله بن عبد الله بن حمادى ابن أحمد بن محمد بن جعفر الجوزي بن عبد الله بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، القرشي التيمي البكري البغدادي الفقيه الحنبلي الواعظ.
فهو عربي قرشي تيمي يتصل نسبه بالصديق رضي الله عنه، ولقد دعي بابن الجوزي لان أحد جدوده وهو جعفر كان يدعى بالجوزي نسبة إلى مشرعة الجوز، وهي فرضة نهر البصرة، وقيل بل نسبة إلى جوزة كانت في داره بواسطة لم يكن بواسط جوزة غيرها، وقيل: نسبة إلى مشرعة الجوز، إحدى محال بغداد الغربي، وتوارث أبناؤه هذا النسب.
مولده:
ولد ابن الجوزي سنة ثمان وخمسمائة، وقيل سنة عشر وخمسمائة للهجرة على وجه التقريب.
وقد قال ابن النجاز في تاريخ بغداد: كان أبو الفرج ابن الجوزي يقول: لا أتحقق مولدي، غير أن والدي مات سنة أربع عشرة، وقالت الوالدة: كان لك من العمر نحو ثلاث سنين.
حياته:
لم يشتغل أهل ابن الجوزي بالعلم بل كانوا يتعاطون البيع والشراء والتجارة، وأما أبوه فكان يعمل الصفر بنهر القلايين، ولقد ذكر أبو الفرج ذلك في كتابه " لفتة الكبد " فقال: واعلم يا بني أننا من أولاد أبي بكر الصديق، ثم تشاغل سلفنا بالتجارة والبيع والشراء، فما كان من رزق همة في طلب العلم غيري. وتوفي أبوه وهو صغير السن، وكان موسرا، خلف أموالا طائلة، ولكنهم اجحفوا عليه وهضموه حقه من ارث أبيه، فلم يعطوه سوى دارين وعشرين دينارا، فما كان منه إلا أن اشترى بذلك كتبا.
أما أمه فقد أهملته وانصرفت عنه فرعته عمته حتى أدرك، فأخذته إلى مسجد أبي الفضل محمد بن ناصر الحافظ، وهو خاله، وكان حافظا ضابطا متقنا من أهل السنة، فاعتنى به، وأسمعه الحديث، وحفظه القرآن. وقد اتفق الذين ترجموا له على أنه كان في صغره منصرفا عن لعب الصبيان ومعاشرتهم، فبينما كان أترابه يقضون أوقاتهم باللعب والنزهات على شواطئ النهر كان يمضي هو في طلب العلم وسماع فنونه من شيوخه وكأنه شيخ كبير، ويقول عن نفسه: أذكر نفسي ولي همة عالية وأنا في المكتب ابن ست سنين، وأنا قرين الصبيان الكبار، قد رزقت عقلا وافرا في الصغر يزيد على عقل الشيوخ، فما أذكر أني لعبت مع الصبيان قط، ولا ضحكت ضحكا عاليا، حتى إني ولي سبع سنين أو نحوهما أحضر رحبة الجامع، فأطلب المحدث يتحدث فأحفظ جميع ما أسمعه، وأذهب إلى البيت فأكتبه. وظهرت علامات النجابة على أبي الفري، وتوسم فيه خاله أبو الفضل خيرا كثيرا، فاشتدت عنايته به وحمله إلى الشيوخ، واسمعه المسند وغيره من الكتب الكبار، وأجازه بها. وبقي ملازما لخاله حتى توفي رحمه الله وقد أفاد منه معرفة قوية بالحديث والنقل. ووصفه بقوله: كان حافظا ضابطا متقنا ثقة من أهل السنة لا مغمز فيه، وكان كثير الذكر سريع الدمعة. وقال: وهو الذي تولى تسميعي الحديث، قرأت عليه ثلاثين سنة، ولم استفد من أحد استفادتي منه.
وتتابع نهم ابن الجوزي للعلم وقوي، واشتد ولعله بشتى العلوم، فأخذ العلم عن شيوخه الافذاذ في عصره يساعده على ذلك جلد قوي، وحافظة واعية، وذكاء متوقد، حتى برع في كثير من العلوم فكان محدثا، حافظا، مفسرا، فقيها، واعظا، أديبا، مؤرخا. وألف في كل هذه العلوم وأكثر حتى حكيت في غزارة تآليفه الحكايات التي تكاد لا تصدق لكثرة إنتاجه وروعة تآليفه. والحقيقة أنه لا غرابة أن ينتج هذا الانتاج الغزير وهو الذي وجد حلاوة الايمان ولذة العلم تفوقان كل حلاوة ولذة، فكان يأخذ خبزه اليابس ويخرج في طلب الحديث، حتى إذا جاع جلس إلى جانب الماء، يأكل كسرة من الخبر اليابس ويشرب بعدها الماء ليسهل ابتلاعها، ولابد أن هذا الزهد في الدنيا وما فيها من لذات قد ساعده على التحصيل. وبقيت هذه حاله حتى علا شأنه، وبرع، وذاع صيته، وقربه الامراء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/138)
إليهم وعرفوا مكانته.
أدرك ابن العماد سببا من أسباب نبوغ ابن الجوزي فذكره وقال عنه: وما تناول مالا من جهة لا يتيقن حلها، ولا ذل لاحد. كما عن ألوف كثيرة حتى قيل في بعض مجالسه: إنه حزر الجمع بمائة ألف.
وأصيب ابن الجوزي بحسد الحساد ودس الدساسين فسجن زمن الخليفة الناصر في واسط، وكان في سجنه يدخل عليه الناس فيستمعون إليه ويملي عليهم ويعظهم، وكان يرسل الاشعار الكثيرة إلى بغداد. وبقي في سجنه ذاك سنين خمسا يقوم بخدمة نفسه وقد قارب الثمانين من عمره.
بقي الشيخ في سجنه من سنة (590) حتى سنة (595) ه حيث أفرج عنه، فقدم بغداد، واستقبله خلق كثير، وخلع عليه الخليفة، وعاد الشيخ إلى الوعظ والارشاد والكتابة ونشر العلم حتى توفاه الله ليلة الجمعة (12 رمضان سنة 597 ه) بين العشاءين وقد قارب التسعين من العمر، ودفن بباب حرب قرب مدفن الامام أحمد بن حنبل رضي الله عنه،
وأوصى أن يكتب على قبره:
يا كثير العفو عمن كثر الذنب لديه
جاءك المذنب يرجو الصفح عن جرم يديه
أنا ضيف وجزاء الضيف إحسان إليه
شيوخه:
أما شيوخ ابن الجوزي فكثيرون ذكر منهم سبعة وثمانون شيخا، غير أن هؤلاء ليسوا كل من أخذ عنهم العلم، بل هناك آخرون استفاد منهم وأخذ العلم ومن أهم شيوخه:
1 - خاله أبو الفضل محمد بن ناصر الحافظ الثقة.
2 - أبو القاسم الهروي وقد لقنه كلمات في الوعظ.
3 - أبو الحسن - ابن الزاغوني - وقد قال عنه ابن الجوزي: كان له في كل فن من العلم حظ وافر، ووعظ مرة طويلة، وصحبته زمانا فسمعت منه الحديث، وعلقت عنه من الفقه والوعظ.
4 - أبو بكر الدينوري، وابن أبي الدنيا: وقد قرأ عليهما الفقه والخلاف والجدل والاصول.
5 - وتتبع مشايخ الحديث والفقه فأخذ عن القاضي أبي بكر الانصاري، وأبي القاسم الحريري، وأبي السعادات المتوكلي، وأبي عبد الله البارع، وأبي غالب الماوردي، وأبي القاسم السمرقندي، وعبد الوهاب الانماطي، واسماعيل بن صالح المؤذن، وعبد الجبار بن مندة. وقد قال يصف نفسه وتتبعه الحديث والمحدثين: ولم أقنع بفن واحد، بل كنت أسمع الفقه والحديث، وأتبع الزهاد، ثم قرأت اللغة، ولم أترك أحدا ممن يروي ويعظ، ولا غريبا يقدم إلا وأحضره، وأتخير الفضائل. ولقد كنت أدور على المشايخ لسماع الحديث فينقطع نفسي من العدو لئلا أسبق. وكن أصبح وليس لي مأكل، وأمسي وليس لي مأكل، وما أذلني الله لمخلوق قط.
6 - وكان من شيوخه أبو منصور الجواليقي استاذ عصره في علوم العربية، وقد قرأ عليه كتابه " المعرب " وتصانيف أخرى، وأفاد منه فائدة جلى.
علمه وفضله وثناء العلماء عليه:
لقد امتاز ابن الجوزي بميزات جعلت منه أكبر عالم في عصره، ألقت إليه العلوم مقاليدها، ومن هذه الميزات: حب العلم الذي أولع به صغيرا لم يتجاوز السادسة من العمر وبقي في فؤاده حتى لقي ربه سبحانه وتعالى، ومنها: الجد في الطلب والمثابرة عليه والاشتغال بالعلم دون سواه، ومنها ذكاء متوقد وحافظة مساعدة، وزهر في متاع الدنيا، وورع بلغ حدا لا يبلغه إلا النادر من الناس، وإيمان بالله قوي، وهمة عالية تأبى إلا الوصول إلى الغاية. يقول ابن الجوزي: إني رجل حبب إلي العلم زمن الطفولة فتشاغلت به، ثم لم يحبب إلي فن واحد بل فنونه كلها، ثم لا تقصر همتي في فنه على بعض بل أروم استقصاءه، والزمان لا يتسع، والعمر ضيق، والشوق يقوى، والعجز يظهر، فيقب وقوف بعض المطلوبات حسرات. وبهذه الميزات، وبعون الله له توصل ابن الجوزي أن يكون المحدث الفقيه العارف لصحيح الحديث من سقيمه، الاديب، الواعظ، الشاعر. وبعونه تعالى كان أيضا المؤلف الذي أغنى المكتبة الاسلامية بعدد كبيثر من المؤلفات في شتى فنون العلم، مما لا يتيسر لاحد تصنيف مثله إلا إذا أوتي الهمة العالية، والذكاء ا لفذ، والعون من الله سبحانه وتعالى.
وقد تحدث عنه علماؤنا الافذاذ بكثير من الاعجاب والاعتراف له بالفضل والتقدير،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/139)
* - قال أبو عبد الله الدبيثي في تاريخه: شيخنا جمال الدين صاحب التصانيف في فنون العلوم من التفسير والفقه والحديث والتواريخ وغير ذلك. وإليه انتهت معرفة الحديث وعلومه، والوقوف على صحيحه من سقيمه، وكان من أحسن الناس كلاما، وأتمهم نظاما، وأعذبهم لسانا، وأجودهم بيانا.
* - وقال عنه الحافظ الذهبي: ثم لما ترعرع حملته عمته إلى ابن ناصر، فأسمعه الكثير. وأحب الوعظ وهو مراهق فوعظ الناس وهو صبي، ثم ما زال نافق السوق، معظما متغاليا فيه، مضروبا برونق وعظيه المثل، كما له في ازدياد اشتهار إلى أن مات رحمه الله وسامحه فليته لم يخض في التأويل ولا خالف إمامه. وقال: وكان ذا حظ عظيم وصيت بعيد في الوعظ يحضر مجالسه الملوك والوزراء وبعض الخلفاء والائمة الكبراء، لا يكاد المجلس ينقص عن ألوف كثيرة حتى قيل في بعض مجالسه: إنه حزر الجمع بمائة الف. وقال الحافظ الذهبي أيضا: ما علمت أن احدا من العلماء صنف ما صنف هذا الرجل.
* - وقال سبطه أبو المظفر في مرآة الزمان 8/ 482: سمعت جدي على المنبر يقول: بأصبعي هاتين كتبت ألفي مجلدة، وتاب على يدي مائة ألف، وأسلم على يدي عشرون ألفا.
* - وقال ابن خلكان: كان علامة عصره، وإمام وقته في الحديث وصناعة الوعظ، صنف في فنون كثيرة منها " زاد المسير في علم التفسير " أربعة أجزاء، أتى فيه بأشياء غريبة، وله في الحديث تصانيف كثيرة، وله " المنتظم " في التاريخ وهو كبير، وله " الموضوعات " في أربعة أجزاء. وبالجملة فكتبه أكثر من أن تعد. وكتب بخطه شيئا كثيرا، والناس يغالون في ذلك حتى يقولوا إنه جمعت الكراريس التي كتبها وحسبت مدة عمره وقسمت الكراريس على المدة، فكان ما خص كل يوم تسع كراريس وهذا شئ كثير لا يكاد يقبله العقل. ثم قال: وعرف ابن الجوزي بحضور الذهن، وسرعة البديهة، وحسن التصرف، والاجابات اللبقة تجاه الاسئلة المحرجة.
* - وقال عنه ابن كثير: أحد أفراد العلماء، برز في علوم كثيرة، وانفرد بها عن غيره، وجمع المصنفات الكبار والصغار نحوا من ثلاثمائة مصنف، وكتب نحوا من مائتي مجلد. وله في العلوم كلها اليد الطولى، والمشاركات في سائر أنواعها من التفسير والحديث، والتاريخ، والحساب، والنجوم، والطلب، والفقه، وغير ذلك من اللغة، والنحو.
* - وقال ابن جبير بعد أن وصف مجلسا كان ابن الجوزي يعظ الناس فيه: وما كنا نحسب أن متكلما في الدنيا يعطى من امتلاك النفوس والتلاعب فيها ما أعطي هذا الرجل. فسبحان من يخص بالكلام من يشاء من عباده.
آثاره وتصانيفه:
قال ابن الاثير: وله في العلوم كلها اليد الطولى والمشاركات في سائر أنواعها من التفسير والحديث والتاريخ والحساب والنجوم والطب والفقه وغير ذلك من اللغة والنحو. وله من المصنفات في ذلك كله ما يضيق هذا المكان عن تعدادها وحصر أفرادها منها كتابة في التفسير المشهور " بزاد السير "، وله تفسير أبسط منه، لكنه ليس بمشهور، وله جامع المسانيد استوعب غالب المسند أحمد وصحيحي البخاري ومسلم وجامع الترمذي. وله كتاب المنتظم في تواريخ الامم من العرب والعجم في عشرين مجلدا. وأجمع كل من أرخ ابن الجوزي أنه ألف الكثير في مختلف فنون العلم وحاول استقصاء أي موضوع كتب فيه، وقد أورد له في هداية العارفين ثبتا كبير من المؤلفات.
وقد بلغت مؤلفاته عددا كبيرا مما بين مؤلف ضخم في عدة اجزاء، ومؤلف قليل الصفحات، حتيإن الاستاذ عبد الحميد العلوجي صنف كتابا في مصنفاته طبع بغداد سنة 1965 وتتبع اسماءها ونسخها ما طبع منها وما لم يطبع.
وأهم هذه المؤلفات:
* - في التفسير: - المغني - زاد المسير في علم التفسير، وهو الكتاب الذي نقدم له - غريب الغريب - نزهة العيون النواظر في الوجوه والنظائر.
* - في التوحيد وعلم الكلام: منهاج الوصول إلى علم الاصول - بيان غفلة القائل بقدم أفعال العباد - + الرد على المتعصب العنيد دفع شبه التشبه. * - في علم الحديث: جامع المسانيد - عيون الحكايات - التحقيق في أحاديث التعليق - غرر الاثر - الموضوعات - العلل المتناهية في الاحاديث الواهية. * - علم الرجال: الضعفاء والمتروكين - المشيخة - الالقاب - فضائل عمر بن الخطاب - صفة الصفوة. * - في الفقه: الانصاف في مسائل الخلاف - المذهب في المذهب - عمد الدلائل في مشتهر المسائل - رد اللوم والضيم في صوميوم الغيم. * - في التاريخ: المنتظم في تاريخ الملوك والامم - شذوذ العقود في تاريخ المعهود. * - في الوعظ: صيد الخاطر - المدهش - ذم الهوى - كنز المذكر - اللطائف - اليواقيت في الخطب - وغيرها.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 04 - 04, 09:20 ص]ـ
وفي طبقات المفسرين للداودي (1/ 208) و أبجد العلوم لصديق حسن خان ج: 3 ص: 92
منها زاد المسير في علم التفسير أربعة أجزاء أتى فيه بأشياء غريبة
وللفائدة:
http://www.iu.edu.sa/arabic/daleel/rasail/Browse/quran/tafsir/munakash/Doctor/34.Htm
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/140)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 04 - 04, 09:32 ص]ـ
وفي مجموع الفتاوى للإمام ابن تيمية رحمه الله ج: 4 ص: 169
الوجه الثاني أن أبا الفرج نفسه متناقض في هذا الباب لم يثبت على قدم النفي ولا على قدم الإثبات بل له من الكلام في الإثبات نظما ونثرا ما أثبت به كثيرا من الصفات التي أنكرها في هذا المصنف فهو في هذا الباب مثل كثير من الخائضين في هذا الباب من أنواع الناس يثبتون تارة وينفون أخرى في مواضع كثيرة من الصفات كما هو حال أبي الوفاء بن عقيل وأبي حامد الغزالي
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 04 - 04, 09:39 ص]ـ
وكذلك يتحتاج لمقارنة زاد المسير بتفسير الماوردي.
ـ[ابن سفران الشريفي]ــــــــ[30 - 04 - 04, 11:13 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا شيخ عبد الرحمن
كنت سأذكر الشبه الشديد بين النكت والعيون للماوردي وبين زاد المسير، فإشارتكم للمقارنة أمر مهم، يستحق وقفة طويلة.
ـ[مسك]ــــــــ[30 - 04 - 04, 11:27 ص]ـ
جزاك اللخ خيراً يا شيخ عبدالرحمن ورفع الله قدرك وأعلى شأنك ..
وبورك فيك اهي أبن سفران ..
والحقيقة كنت طلبت هذا التعريف من اجل وضعه في خانة التعريف بالكتاب الموجود في مكتبة المشكاة.
والحمد لله حصلت فوق ما كنت اطلب.
وقد تم وضع مقتطفات من هذه النبذ هنا:
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=6&book=988(2/141)
السجدة عند حفظ القرآن
ـ[عصام البشير]ــــــــ[11 - 05 - 04, 02:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من كان بصدد حفظ صفحة من المصحف فيها سجدة، ويحتاج إلى تكرار الصفحة مرات متعددة.
هل يسجد عند كل قراءة؟
أم يكتفي بسجدة واحدة؟
وجزاكم الله خيرا.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[12 - 05 - 04, 11:32 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قال الإمام النووي رحمه الله في كتابه التبيان في آداب حملة القرآن
(إذا قرأ السجدات كلها أو سجدات منها في مجلس واحد سجد لكل سجدة بلا خلاف
فإن كرر الآية الواحدة في مجالس سجد لكل مرة بلا خلاف
فإن كررها في المجلس الواحد نظر
فإن لم يسجد للمرة الأولى كفاه سجدة واحدة عن الجميع
وإن سجد للأولى ففيه ثلاثة أوجه
أصحها يسجد لكل مرة سجدة لتجدد السبب بعد توفية حكم الأول
والثاني يكفيه سجدة الأولى عن الجميع وهو قول ابن سريج وهو مذهب أبي حنيفة رحمه الله قال صاحب العدة من أصحابنا وعليه الفتوى واختاره الشيخ نصر المقدسي الزاهد من أصحابنا
والثالث إن طال الفصل سجد وإلا فتكفيه الأولى
أما إذا كرر السجدة الواحدة في الصلاة فإن كان في ركعة فهي كالمجلس الواحد فيكون فيه الأوجه الثلاثة وإن كان في ركعتين فكالمجلسين فيعيد السجود بلا خلاف) انتهى.
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[13 - 05 - 04, 03:57 ص]ـ
وفي الروض المربع بحاشية ابن قاسم2/ 235:ويكرر السجود بتكرار التلاوة كركعتي الطواف"(2/142)
هل أسانيد التفسير لها نفس أحكام اسانيد الأحاديث؟
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[12 - 05 - 04, 02:05 ص]ـ
هل أسانيد التفسير لها نفس أحكام اسانيد الأحاديث؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[12 - 05 - 04, 06:16 ص]ـ
إذا كنت تقصد متصل ومنقطع وصحيح وضعيف فنعم. لكن إن كنت تقصد التساهل في التفسير فإن لم يكن مرفوعاً أو له حكم الرفع وكان موافقاً للغة العرب وليس فيه نكارة فنعم. بسبب أن النقل في الحديث يجب الانتباه لألفاظه، بينما يقل هذا في التفسير غير المرفوع. ويقل أهمية هذا في السير والمغازي. فابن إسحاق حجة في المغازي، لكن لا يحتج بما يتفرد به من أحكام شرعية، لأن فيه حديثه زيادة عن حديث الناس كما قال الإمام أحمد. بمعنى أنه يتوسع في النقل بالمعنى. فإذا كان يحدث عن غزوة، فلا بأس أن يرويها بالمعنى. كما أن كثيراً من التفاسير هي صحف، مما يتساهل أكثر بنقلها لأنه ضبط كتاب. لكن ليس هذا على إطلاقه، فكانت صحف تلك الأيام يقل فيها النقط والتشكيل ويكثر فيها التصحيف.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 05 - 04, 09:56 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ولعلك أخي الكريم تستفيد من هذه الروابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=6457
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2438
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=3211
ـ[أبو الأشبال البريطاني]ــــــــ[08 - 07 - 07, 02:02 ص]ـ
راجع أخي الفاضل مقدمة تحقيق تفسير ابن كثير للشيخ الحويني وسؤاله للشيخ ناصر الدين الألباني حول هذا الموضوع
وفقك الله لكل خير(2/143)
كلام ابن تيمية رحمه الله حول تفسير السدي
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[12 - 05 - 04, 06:01 م]ـ
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله في تفسير آيات أشكلت (1/ 164 - 167)
وقد رواه عن ابن عباس السدي في التفسير المعروف الثابت عنه، وقد نقله عن أشياخه، والسدي ثقة روى له مسلم وتفسيره رواه عنه أسباط بن نسر، وهو ثقة، ورى له مسلم
وقد ذكر في أول تفسيره أنه أخذهة عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس .......................... وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن هو ينقله بلفظه ويخلط الروايات بعضها ببعض، وقد يكون فيها المرسل، والمسند، ولايميز بينها، ولهذا يقال: ذكره السدي عن أشياخه، ففيه ماهو ثابت عن بعض الصحابة: ابن مسعود، وابن عباس وغيرهما، وفيه مالايجزم به) انتهى.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[12 - 05 - 04, 06:11 م]ـ
وللفائدة
حول صحيفة علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في التفسير ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=8686)
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[14 - 05 - 04, 07:20 ص]ـ
وقال الإمام ابن تيمية رحمه الله في الرد على البكري
و أما رجال التفسير القدماء فمنهم الإمام المتفق عليه كمجاهد الذي قال عرضت المصحف على ابن عباس من أوله إلى آخره أقفه عند كل آية و أسأله عنها
وقال الثوري إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به
وعلى تفسيره يعتمد البخاري و الشافعي
و كذلك تفسير طاووس و سعيد بن جبير و عطاء بن أبي رباح و نحوهم من التابعين فإنهم بهذا الشأن من أعلم الناس
و كذلك أصحاب ابن مسعود كعلقمة و الأسود و عبيدة السلماني و غيرهم
و منهم من إسناده في التفسير عن ابن عباس منقطع وهو في نفسه ثقة كالسدي الكبير و الضحاك
فإن الضحاك لم يصح سماعه من ابن عباس
و السدي جمع ما ذكره من التفسير الذي ذكره عن التابعين كما جمع ابن إسحاق السيرة
و علي بن أبي طلحة الوالبي لم يسمع من ابن عباس
و قتادة ثقة حافظ في نفسه ورواية معمر عنه صحيحة و إن كان مالك أنكر ذلك لأجل القدر
و أما الكلبي و السدي الصغير فمتروكان
و كذلك مقاتل بن سليمان بخلاف مقاتل بن حيان فإنه ثقة
وأصحاب ابن عباس الأخصاء الذين رووا عنه ما فسره من القرآن وما رواه من الحديث وما نقلوه عنه في سائر العلوم الحديث والفقه والتفسير
و شرح الغريب و غير ذلك سعيد بن جبير و طاووس بن كيسان و مجاهد ابن جبر و عكرمة مولاه و عمرو بن دينار وجابر بن زيد أبو الشعثاء و عبيد الله بن عبد الله بن عتبة فهؤلاء هم المخصوصون به و بطريقهم انتشر علمه
و أما التفاسير المضافة إليه كالتفسير الذي يرويه جويبر بن سعيد عن الضحاك عن ابن عباس
فجويبر ضعفه علي بن المديني ويحيى بن سعيد القطان
وقال أحمد لا يشتغل بحديثه و قال يحيى بن سعيد الخرساني البلخي لا يلتفت إليه و قال علي بن الجنيد و الدارقطني متروك
و الضحاك لم يسمع من ابن عباس حرفا واحدا
و تفسيرآخر يرويه عبيدالله بن سليمان عن الضحاك عن ابن عباس و يقال إن عبيدالله هذا في الوهن و الضعف أنزل من جويبر
و تفسير آخر يرويه محمد بن سعد العوفي عن آبائه عن عطية العوفي عن ابن عباس و عطية بن سعد ضعيف تكلم الناس فيه
و تفسير علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال أحمد علي بن أبي طلحة ضعيف ولم يسمع من ابن عباس شيئا
و تفسير يرويه محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح باذام عن ابن عباس
والكلبي كذاب و باذام ضعيف ولم يسمع من ابن عباس شيئا
قال عبد الصمد بن الفضل سئل أحمد عن تفسير الكلبي فقال كذب فقيل له أفيحل النظر فيه قال لا
و قال عبدالله بن أحمد سمعت أبي يقول ترك عبدالرحمن بن مهدي أبا صالح باذام و كذلك ضعفه سفيان و غيره وكان الشعبي يمسك بأذنه ويقول ويلك أنت لا تحفظ القرآن و تفسر القرآن وكان مجاهد ينهى عن تفسيره قاله البخاري
وقال حبيب بن أبي ثابت كنا نسمي أبا صالح دروع زن أي كذابا يكذب
وقال الإمام أحمد ثلاث علوم ليس لها أصول المغازي والملاحم والتفسير وفي لفظ ليس لها أسانيد
ومعنى ذلك أن الغالب عليها أنها مرسلة و منقطعة
فإذا كان الشيء مشهورا عند أهل الفن
قد تعددت طرقه فهذا مما يرجع إليه أهل العلم بخلاف غيره
و أما تفاسير تابع التابعين كقتادة ومعمر وسفيان الثوري و ابن أبي عروبة وابن جريج و غيرهم ممن صنف التفاسير فإنما يذكرون من أصولهم ما سمعوه من شيوخهم عن الصحابة و التابعين
و قد صنف في تفاسير الصحابة و التابعين و تابعيهم كتب كثيرة يذكرون فيها ألفاظهم بأسانيدها
مثل تفسير وكيع وعبدالرزاق وعبد بن حميد وآدم ابن أبي إياس وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه و أبي بكر بن أبي شيبة و بقي بن مخلد وسنيد ودحيم وابن أبي حاتم وابن المنذر وابن جرير وأبي بكر بن داود
ومن هؤلاء من لا يذكر شيئا عن مقاتل والكلبي
وعامة الكتب تحتاج إلى نقد و تمييز كالمصنفات في سائر العلوم من الأصول و الفروع و غير ذلك فإن الفقهاء قد وضعوا في الفقه أشياء كثيرة من الموضوعات والضعاف) انتهى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/144)
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[14 - 05 - 04, 08:07 ص]ـ
وقال رحمه الله كما في مجموع الفتاوى (17/ 408) (عن تفسير ابن عباس)
، وأخص أصحابه بالتفسير مجاهد، وعلى تفسير مجاهد يعتمد أكثر الأئمة كالثوري والشافعي وأحمد بن حنبل والبخاري.
قال الثوري: إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به.
والشافعي في كتبه أكثر الذي ينقله عن ابن عيينة عن ابن أبي نَجِيح عن مجاهد.
وكذلك البخاري في صحيحه يعتمد على هذا/التفسير.
وقول القائل: لا تصح رواية ابن أبي نجيح عن مجاهد جوابه: أن تفسير ابن أبي نجيح عن مجاهد من أصح التفاسير، بل ليس بأيدى أهل التفسير كتاب في التفسير أصح من تفسير ابن أبي نجيح عن مجاهد، إلا أن يكون نظيره في الصحة، ثم معه ما يصدقه، وهو قوله: عرضت المصحف على ابن عباس أقفه عند كل آية وأسأله عنها.
وقال في منهاج السنة النبوية ج: 5 ص: 257
وفي تفسير ابن عطية عن ابن عباس أنهم كانوا على الكفر وهذا ليس بشيء وتفسير ابن عطية عن ابن عباس ليس بثابت عن ابن عباس
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[22 - 12 - 08, 01:31 ص]ـ
بارك الله فيك(2/145)
هل صحيح أن سورة المائدة لا منسوخ فيها؟
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[21 - 05 - 04, 12:49 ص]ـ
السلام عليكم
يقول الكيا الهراسي الطبري:
[و يقوي ذلك أن سورة المائدة من آخر القرآن نزولا، حتى قال ابن عباس و الحسن و غيرهما إنه لا منسوخ فيها]
فهل يصح القول بأنه لا منسوخ في سورة المائدة؟
و جزاكم الله تعالى خير الجزاء
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[21 - 05 - 04, 01:22 ص]ـ
في المقابل روى ابن جرير الطبري وغيره آثارا عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه نُسخ من المائدة آيتان:
آية القلائد (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلا الْهَدْيَ وَلا الْقَلائِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَاناً وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (المائدة:2)
وآية (فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئاً وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (المائدة:42)
ولو رجعت إلى تفسير الآيتين المذكورتين لوجدت ما روي في نسخهما
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[21 - 05 - 04, 04:05 ص]ـ
نعم شيخنا
يقول الكيا الهراسي نفسه في الآية الأولى: ((و ذلك منسوخ بجواز قتل الكفار))
أحكام القرآن 3/ 15 دار الكتب الحديثة بالقاهرة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و يقول أيضا في الآية الثانية: ((و قد اختلف العلماء فيه:
فقال قائلون: يتخير الإمام في حقهم / إن شاء حكم بينهم و إن شاء أعرض عنهم و ردهم إلى دينهم.
و قال قائلون التخيير منسوخ.
و القولان محكيان عن الشافعي.
و قال ابن عباس: آيتان نسختا من المائدة: آية القلائد، و قوله تعالى: (فاحكم بينهم أو أعرض عنهم)
أما القلائد فنسخها الأمر بقتل المشركين حيث كانوا، و اي شهر كانوا، و أما الأخرى فنسخت بقوله تعالى: (و أن احكم بينهم بما أنزل الله)
و لا يقول ابن عباس إنه نسخ ذلك من طريق الرأي، فإن مدركه التوقيف و العلم بالتواريخ.))
أحكام القرآن 3/ 75 ـ 76 دار الكتب الحديثة بالقاهرة
ثم ناقش بعد ذلك صحة هذا النسخ الذي ادعاه ابن عباس رضي الله تعالى عنه
و السؤال // هل يصح القول بهذين النسخين أم لا؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[15 - 08 - 04, 11:20 ص]ـ
جزى الله الشيخين الفاضلين أبو خالد السلمي ومحمد رشيد خيرا على ما تفضلوا به
وهذا القول بأن سورة المائدة ليس فيها منسوخ هو قول الشعبي رحمه الله فقد رواه عنه أبو جعفر النحاس في الناسخ والمنسوخ وكذلك روى أبو داود في الناسخ والمنسوخ هذا القول عن الحسن البصري.
وقد أوصل بعضهم الآيات المنسوخة في سورة المائدة إلى تسع آيات كما ذكر ذلك ابن الجوزي في نواسخ القرآن ص 279 - 322(2/146)
دلوني على عالم في التفسير اطلب عليه هذا العلم في الرياض او القصيم او قريبا منهما
ـ[ابو محمد 99]ــــــــ[02 - 06 - 04, 03:53 م]ـ
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابو محمد 99]ــــــــ[02 - 06 - 04, 04:05 م]ـ
اعتذر يا شيخ عبد الرحمن عن اعادة كتابة الموضوع وذلك لاني لم اجده في المنتدى فظننت انه لم يصل فلذلك اعدت الكتابة ثم بعد ذلك وجدته في المنتديات الخاصة
واكرر اعتذاري
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[02 - 06 - 04, 10:46 م]ـ
إن تسأل السادة المشائخ في موقع "أهل التفسير" لعلهم يجدون لك ضالتك.
http://www.tafsir.org/vb/(2/147)
ما هي المسائل التي أشبعها العلامة (الشنقيطي) -رحمه الله- بحثًا في «أضواء البيان»؟
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[06 - 06 - 04, 03:34 ص]ـ
كاتب الرسالة الأصلية: عبدالرحمن الشهري
وهناك كتاب (عقود الجمان من أضواء البيان) الذي أعده وجمعه عبدالله بن محمد بابا الشنقيطي وفقه الله. وهو كتاب جيد، قام مؤلفه بتتبع المباحث التي وقف عندها العلامة الشنقيطي في أضواء البيان واعتنى ببحثها وأدلتها فجمعها في كتاب من جزئين. ومن هذه المباحث:
- مبحث الأسماء والصفات.
- مبحث (وما يعلم تأويله إلا الله).
- مبحث (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم).
- مبحث الإسراء والمعراج.
- مبحث السبر والتقسيم عند قوله تعالى: (أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهداً).
وهو كتاب جيد يستحق القراءة والتأمل. ويمكن تلخيص رؤوس المسائل والمباحث على غلاف الجزء الأول من أضواء البيان لمعرفة المباحث التي أشبعها الشنقيطي بحثاً في تفسيره القيم، رحمه الله رحمة واسعة.
وهذا الكتاب قد طبع عام 1413هـ طبعته الأولى.
على هذا الرابط:
مختصر أضواء البيان ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1056)
مَن يتكرم علينا بتقييد رؤوس هذه المسائِل، بأرقام أجزائها وصفحاتها؛ ليعم النفع الجميع؟
وجزاكم الله خيرًا.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[06 - 06 - 04, 06:14 م]ـ
بارك الله في الشيخ محمد بن يوسف على ما تفضل به، وإن كان المقصود ما أشبعه بالبحث من المسائل الفقهية وغيرها
فالشيخ رحمه الله في تفسيره لسورة الحج اعتنى بمسائل الحج اعتناء فائقا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=10265
وكذلك سبق أن ذكرت بعض الفوائد من هذا الكتاب على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=9894
وجزاكم الله خيرا.
ـ[الألمعي]ــــــــ[06 - 06 - 04, 11:40 م]ـ
من المسائل الفقهية كما في (كشاف المسائل الفقهية والعقدية في تفسير أضواء البيان) إعداد: عبد الرحمن بن ظافر القشيري جزاه الله خيرا:
q هيئات صلاة الخوف عند العلماء 1/ 304 - 313 سورة النساء: 101
q اختلاف العلماء في الجنين الذي سقط ميتا مع كمال صورة الإنسان فيه هل يصلى عليه ويكفن ويغسل؟ 5/ 35 - 37 سورة الحج: 5
q ما تجب الزكاة في عينه مما تنبت الأرض ومالا تجب فيه وما اختلف فيه وأقوال العلماء في ذلك وأدلتها 2/ 190 - 206 سورة الأنعام: 141
q اختلاف العلماء في زكاة الحلي المباح ومناقشة الأدلة وتحقيق المقام في ذلك 2/ 398 سورة التوبة: 34 0
q اختلاف العلماء في الذي يغل من الغنيمة هل يحرق رحله الراجح في ذلك في هذه المسألة 2/ 362 - 364 سورة الأنفال: 41
q أقسام شركة العقود (مفاوضة، عنان، وجوه، أبدان، مضاربة) ومعنى كل واحدة لغة واصطلاحا ومذاهب الأئمة في كل واحدة منها مع الأدلة 4/ 59 – 75 سورة الكهف: 19
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[07 - 06 - 04, 06:20 ص]ـ
شيخنا الكريم (أبا عمر)، أخي الحبيب (الألمعي) -وفقهما الله-
جزاكما الله خيرًا على ما تفضلتما به، وبارك فيكما، وجعل ذلك في ميزان حسناتكما.
ولكني أقصد بسؤالي: المباحث التي ذَكَرها صاحب كتاب «عُقود الجمان من أضواء البيان» -وفقه الله-، فهل يتكرم مَن عنده الكتاب بتقييد رؤوس هذه المسائل بأرقام أجزائها وصفحاتها؟
وجزاكم الله خيرًا.(2/148)
(1) التعريف بمقدمة التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[13 - 06 - 04, 09:13 م]ـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد:
فأزف لإخواني رواد الملتقى المبارك – وفقهم الله – فكرة (برنامج التعريف بالكتب، وطبعاتها)، وسيكون البرنامج – بإذن الله – أسبوعياً، وذلك بأن يقوم أحد المشايخ الفضلاء بالتعريف بكتاب من الكتب التي تم التنسيق معه بشأنها، وتحديد الوقت لذلك معه عبر الرسائل الخاصة، ويكون هذا وفقاً للبنود التالية:
اسم الكتاب:
مؤلفه: اسمه، وكنيته، ولقبه.
مولده، ووفاته:
مذهبه: العقدي، والفقهي
وصف عام للكتاب، وطريقة المصنف ... إلخ.
مميزات الكتاب:
مآخذ على الكتاب:
طبعات الكتاب (تقويم ونقد):
وسيبدأ المشروع – بإذن الله – ابتداءً من 1/ 5 / 1425.
وسيكون حصيلة السنة تقريباً: التعريف بِـ (50) كتاباً تقريباً.
وخلال الأسبوع يتم إثراء الموضوع من رواد الملتقى بإضافةٍ، أو تعليق، أو تعقب ونحو ذلك.
رجاء خاص:
من يرغب المشاركة في هذا المشروع مراسلتي عبر البريد الخاص، مع بيان الفن أو الكتب التي يرغب التعريف بها.
والله يحفظكم ويرعاكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
ـ[الرايه]ــــــــ[15 - 06 - 04, 07:08 م]ـ
جهد طيب ومشكور
وما أكثر حسنات هذا الموقع والمشرفين عليه .. وفقهم الله وأثابهم
فلعل الله ييسر بعد هذا التعريف بالكتب أن تكون فكرة إخراجها في سلسلة تحمل هذا الاسم ((التعريف بالكتب))
نفع الله بعلمكم وبماتقومون به يا شيخ عبد الله واخوانكم المشرفين والمشاركين بالموقع
آمين
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 - 06 - 04, 11:18 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الكتاب رقم (1)
تعريف بمقدمة التفسير، لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
اسم الكتاب:
لم يُسمها شيخ الإسلام ابنُ تيمية باسم معروف، و سماها بعضهم (مقدمة التفسير) أخذاً من قوله في بدايتها مبيناً سبب التأليف: (فقد سألني بعض الإخوان أن أكتب له مقدمة تتضمن قواعد كلية، تعين على فهم القرآن ومعرفة تفسيره ومعانيه ... ) إلى أن قال: (وقد كتبت هذه المقدمة مختصرة بحسب تيسير الله تعالى من إملاء الفؤاد). وقد اشتهرت بعد ذلك باسم مقدمة التفسير لابن تيمية إلى زماننا هذا.
تعريف بالمؤلف:
مؤلف هذه المقدمة أشهر من أن يعرف به، فهو من أشهر علماء الإسلام، وهو شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحراني نسبةً إلى مدينة حرَّان التي ولد بها، وهي مدينة من مدن إقليم ديار بكر التركي الآن ضمن محافظة أورفا القريبة من سوريا، ولد سنة 661هـ بعد دخول التتار بغداد بخمس سنوات، وهاجر به أبوه إلى دمشق طفلاً، ثم حج سنة 680هـ. وحج مرة ثانية في سنة 692 هـ. وقد رزقه الله عقلاً ثاقباً، وفهماً سديداً، وبصيرة عجيبة في العلم. وكان يقول: كنت أُطالع في تفسير الآية نحو مائة تفسير ثم أقول: اللهم يا معلِّم إبراهيم علمني ويا مفهِّم سليمان فهمني. مات رحمه الله مسجوناً سنة 728 هـ بسجن القلعة. وأما مذهبه الفقهي فهو من المجتهدين في مذهب الحنابلة، وهو من أئمة أهل السنة والجماعة، وقد نصر الله به السنة نصراً عظيماً، وكتب في الذب والدفاع عنها كتباً مشهورة معروفة. وقد نشر الله ذكره، وكتبه في العالم الإسلامي في هذا الزمان فحققت وطبعت واهتم العلماء بها، وكتبت حوله الرسائل الكثيرة مما لا يكاد يحصى، وكتب في اختياراته العلمية في العقيدة والفقه والتفسير كتب كثيرة. وترجمته حافلة مشهورة بين طلاب العلم، وقد جمع الباحثان الكريمان محمد عزير شمس وعلي بن محمد العمراني كتاباً جامعاً في سيرته يغني طالب العلم في معرفة تفاصيل حياة شيخ الإسلام ابن تيمية بعنوان: (الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون) بإشراف الدكتور بكر بن عبدالله أبو زيد حفظه الله. ونشرته دار عالم الفوائد. وله طبعتان. فليراجعه من شاء الاستزادة.
وصف عام للكتاب، ومنهج المؤلف:
هذه المقدمة صغيرة الحجم، تقع في 46 صفحة بحسب مجموع الفتاوى في الجزء رقم 13 من ص 329 حتى ص 375. وقد ألفها شيخ الإسلام ابن تيمية استجابة لرغبة بعض طلابه، وقد أشار إلى ذلك في المقدمة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/149)
- وقد ابتدأها بأن النبي صلى الله عليه وسلم ما مات حتى بين لأصحابه جميع القرآن بمعانيه وألفاظه، ولذلك كان الخلاف بين الصحابة قليلاً، وكذلك عند التابعين.
- ثم فصل الحديث عن تفسير الصحابة والتابعين ونوع الاختلاف الحاصل بينهم في التفسير، وأن الاختلاف بينهم في التفسير قليل، أقل منه في الأحكام، وغالبه من قبيل اختلاف التنوع لا اختلاف التضاد. واستطرد في ذلك، ثم تحدث عن أهمية معرفة سبب النزول.
- ثم تطرق للاختلاف في التفسير وأنه على نوعين، ما مستنده النقل، وما يعلم بغير ذلك. وذكر أعلم الناس بالمغازي، ثم ذكر أعلم الناس بالتفسير وهم أهل مكة لأنهم أصحاب ابن عباس كمجاهد وعطاء وعكرمة وطاووس وأبي الشعثاء وسعيد بن جبير، ثم يأتي بعدهم أهل الكوفة من أصحاب ابن مسعود، ثم أهل المدينة كزيد بن أسلم الذي أخذ عنه الإمام مالك بن أنس وغيره.
- ثم عرض لبعض مسائل مصطلح الحديث كالتواتر ونحوه وأثر ذلك في اختلاف المفسرين، ثم ذكر مدارس المفسرين وأعلامها، وتحدث عن أدلة كذب الحديث وذكر طرفاً من الموضوعات في التفسير.
- ثم تحدث عن تفاسير المعتزلة وأصولهم في الاعتقاد التي بنوا عليها هذه التفاسير، وذكر رأيه في بعض تفاسيرهم مثل الكشاف للزمخشري، ثم عرض لبعض ضلالات الرافضة والفلاسفة والقرامطة في تأويل القرآن على غير وجهه.
- ثم رتب أصح طرق التفسير، وأن أعلاها تفسير القرآن بالقرآن فما أجمل أو اختصر في مكان فقد فسر في مكان آخر ... وأن قطع الآية عن سياقها في بعض الأحيان أو دون الرجوع إلى ورودها في مواضع أخرى من القرآن قد أوقع كثيراً من المفسرين في لبس. ثم يليها تفسير القرآن بالسنة النبوية فإنها شارحة للقرآن وموضحة له، ثم بعد ذلك تفسير القرآن بأقوال الصحابة لكونهم أدرى بذلك لما شاهدوه من التنزيل، ولما لهم من الفهم التام والعلم الصحيح، وقد أطال في ذلك وذكر منزلة تفسير الصحابة ولا سيما ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهم وقد فصل الرأي في حكم الإسرائليات في كتب التفسير تفصيلاً جيداً نقله عنه ابن كثير ومن بعده، ثم يليهم التابعون.
- أما التفسير بالرأي المجرد فقد ذهب ابن تيمية إلى تحريمه، ونقل في ذلك نقولاً كثيرة تغلظ القول في القرآن بالرأي.
أثر هذه المقدمة:
استفاد العلماء الذين عاصروا ابن تيمية والذين جاءوا بعده من هذه المقدمة، وأثنوا عليها.
- فابن كثير - رحمه الله - أورد جملة كبيرة منها في أول تفسيره.
- والسيوطي في كتابه: (الإتقان في علوم القرآن) أورد جملة كبيرة منها كذلك. وكان يصفها بالنفاسة.
- جمال الدين القاسمي في تفسيره محاسن التأويل في المقدمة، أشار إلى مقدمة شيخ الإسلام عدة مرات ونقل منها نقولاً مطولة.
- رشيد رضا نقل منها بواسطة الإتقان للسيوطي ولم يطلع عليها كاملة.
طبعات المقدمة:
طبعت مقدمة التفسير لابن تيمية طبعات كثيرة جداً، يصعب حصرها، والذي اطلعت عليه منها هذه الطبعات:
- ضمن مجموع فتاوى ابن تيمية المجلد 13 من 329 – 375. جمع الشيخ عبدالرحمن بن قاسم رحمه الله تعالى.
- ضمن دقائق التفسير الجامع لتفسير ابن تيمية، تحقيق د. محمد السيد الجليند الجزء الأول من ص 103 – 133
- طبعة بتحقيق الدكتور عدنان زرزور، نشر دار القرآن الكريم ببيروت، ط1 1391هـ. ثم تعددت طبعاتها بعد ذلك.
- طبعة حققها إبراهيم بن محمد، نشر دار الصحابة بطنطا ط. أولى 1409هـ.
- وطبعت أخيراً عام 1418هـ بدار عمار بالأردن بتحقيق عصام فارس الحرستاني، ومحمد شكور حاجي امرير. وهي طبعة جيدة مخرجة الأحاديث وبها بعض التعليقات النافعة.
- وهناك طبعات كثيرة لهذه المقدمة تظهر بين الحين والآخر. وليس هناك فرق كبير بين هذه الطبعات، فالمقدمة قصيرة، وهي سهلة العبارات مما يجعل الناشر لا يلجأ إلى التعليق كثيراً.
شروح المقدمة:
لا أعرف شرحاً لمقدمة شيخ الإسلام هذه عند المتقدمين، وكل من شرحها من العلماء المعاصرين، فقد عُني بها طلاب العلم في زماننا هذا عناية كبيرة، وشرحها عدد كبير من العلماء وطلاب العلم في دروسهم، حتى لا تكاد تخلو دورة من الدورات العلمية من شرح لمقدمة شيخ الإسلام في التفسير، ومن الشروح التي اطلعت عليها أو سمعتها أو سمعت بها:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/150)
- شرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في خمسة أشرطة ـ وقد طبع بعد ذلك، وستطبعه مؤسسة الشيخ الخيرية قريباً. ويمكنك الاستماع لهذا الشرح من هنا. http://www.binothaimeen.com/modules.php?name=Web_Links&l_op=viewlink&cid=21
- شرح الشيخ صالح آل الشيخ في ستة أشرطة.
- شرح الشيخ محمد المديفر في ستة أشرطة كذلك.
- شرح الشيخ الدكتور عبدالرحمن الدهش في ستة أشرطة
- شرحها الشيخ الدكتور مساعد الطيار عدة مرات في دورات علمية، وهو عاكف الآن - كما أخبرني - على تنقيح وإتمام هذا الشرح رغبة في طباعته إن شاء الله.
- شرحها الشيخ صالح بن محمد الأسمري، وهو شرح جيد متوفر في التسجيلات وقد قام بعض الإخوة بتفريغه وتنقيحه.
- شرحها الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد الأمين الشنقيطي في دورة علمية بالطائف عام 1422هـ.
- شرحها الشيخ الدكتور محمد بن عمر بن سالم بازمول لطلابه في دروسه العلمية، وشرحه مفرغ ومنقح.
- شرحها الشيخ إحسان بن محمد بن عايش العتيبي عدة مرات، وله عليها تعليقات لطيفة سماها (خمسون فائدة وقاعدة من مقدمة أصول التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية) وهي متداولة على الانترنت.
- ولها شروح أكثر من ذلك لإقبال الناس عليها في هذا الزمان ولله الحمد، فلعل الإخوة الكرام يتفضلون بما عندهم مما لم يذكر.
خلاصة ختامية عن هذه المقدمة:
- هذه المقدمة من نفائس ما كتبه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، فقد ذكر فيها قواعد نافعة كعادته في مصنفاته.
-هذه المقدمة ليست متناً بالمعنى العلمي المعروف للمتون، فهي غير مستوعبة لأصول التفسير، ولم تكتب بلغة المتون العلمية الدقيقة، لأنه لم يقصد بها ذلك، وإنما كتبها إجابة لسؤال أحد الطلاب على عجل. ولذلك فإن الذين يقومون بالتوقف عند كل لفظة في شرح هذه المقدمة يضيعون كثيراً من الوقت في توضيح الواضحات، والأفضل أخذ هذه المقدمة كمقاطع تشرح على وجه العموم، لا بفك العبارات كما يفعل مع زاد المستقنع في الفقه الحنبلي مثلاً ونحوه.
- استطرد المؤلف فيها استطرادات كثيرة ليست من صلب الموضوع.
-افتقرت المقدمة إلى الترتيب والتنظيم للموضوعات ترتيباً منطقياً يعين على الفهم والاستيعاب.
- أقبل العلماء عليها وشرحها لمكانة مصنفها عند علماء السنة، وحرصهم على علمه، ولعدم وجود متن بديل معروف عند طلاب العلم يستوعب أصول التفسير.
- تعد هذه المقدمة من أوائل المصنفات في علم أصول التفسير الذي كتبت فيه بعد ذلك المصنفات وخاصة في زماننا هذا ولله الحمد، وهو جزء من علم التفسير الذي يعد جزءاً من علوم القرآن والله الموفق لكل خير. وأرجو أن يعقب الإخوة على هذا بما يسد الخلل، ويصوب الخطأ وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح. والله أعلم
ـ[الرايه]ــــــــ[19 - 06 - 04, 06:08 م]ـ
شرح الشيخ عبد الله بن جبرين هذه المقدمة في احدى دورات مسجد علي بن المديني بمدينة الرياض.
ولما ذكر الشيخ ابن جبرين تحقيق عدنان ##### لهذه المقدمة اعقبه بقوله (وقد ملئه بالزور!!)
ـ[العوضي]ــــــــ[19 - 06 - 04, 06:21 م]ـ
وقد شرحه الشيخ سعود الشريم - حفظه الله - قبل سنتين , وكان الدرس بعد صلاة الفجر في الحرم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 - 06 - 04, 09:58 م]ـ
.
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[20 - 06 - 04, 02:02 ص]ـ
بارك الله فيكم - شيخنا - وجعل ما قمتم به في موازين أعمالكم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - 06 - 04, 04:53 م]ـ
نشكر للشيخ أبي زرعة هذه الفكرة فجزاه الله خيرا.
وكذا الشيخ عبد الرحمن على ما بذل.
وأرى من الضروري تثبيت الموضوع لمدة أسبوع حتى يوضع التعريف بالكتاب التالي.
فتثبيته أولى من بعض المثبتات هنا من أشهر، ولا جديد فيها.
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[21 - 06 - 04, 04:18 ص]ـ
وقد شرحها الشيخ سعد بن ناصر الشثري، ويقوم بعض الإخوة بتفريغها، وتخريج أحاديثها، وعرضها على الشيخ.
ـ[أبو مقبل]ــــــــ[22 - 06 - 04, 11:51 ص]ـ
وكذلك من الشروح على هذه المقدمة:
النكت المتممة لمقدمة ابن تيمية - عبدالمنعم إبراهيم طبعة مكتبة نزار الباز.
وشرح الشيخ محمد بن منصور الفائز في مذكرة مكتوبة بخط اليد.
وفق الله الجميع لكل خير
ـ[فتى غامد وَ زهران]ــــــــ[22 - 06 - 04, 05:53 م]ـ
بالنسبة لشرح الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -
الذي طبعته دار الوطن، وكتب على الغلاف اعتنى بها د. عبدالله الطيار
فهي مليئة بالتصحيفات والاخطاء في المتن! والشرح!
وقد جربت ان اقابل بين الشرح المطبوع مع الشرح الذي في الاشرطة الصوتية، فوجدت ذلك.
وما اشار اليه الشيخ عبد الرحمن من ان المؤسسة عازمة على اخراج الشرح من جديد يكون بشرى.
ـ[أبو مقبل]ــــــــ[25 - 06 - 04, 10:50 ص]ـ
قال الشيخ محمد الفائز عن هذه المقدمة:
@>أنه يوجد للكتاب مخطوطتان في الظاهرية واحدة كاملة والثانية فيها نقص.
وأول طبعة لها عام 1355هـ طبعة إمام الحنابلة في الشام محمد جمال الشطي ونفدت ثم جاءت بعدها طبعة ابن قاسم ثم توالت الطبعات بعد ذلك.
اسم المقدمة:
اسمها موضوع على الشيخ وليس منه وهو من وضع إمام الحنابلة محمد جمال الشطي رحمه الله استنباطا، واسم المقدمة:
(قاعدة عظيمة شريفة تعين في فهم القرآن وتعين على تفسيره وفهم معانيه).>@ ا. هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/151)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 - 06 - 04, 04:30 م]ـ
شكراً لكم جميعاً على الإضافات العلمية القيمة.
أما بالنسبة لتحقيق الدكتور عدنان زرزور لمقدمة التفسير فهو أفضل التحقيقات التي رأيتها للمقدمة وأقدمها. كما حفل بالتعليقات النافعة وتخريج الأحاديث وغير ذلك. ولا أرى معنى لما نقله أخي الحبيب الراية عن الشيخ عبدالله الجبرين حفظه الله. فلعله يفيدنا بذلك.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[28 - 06 - 04, 06:19 م]ـ
لو قيل:
ما هو أحسن متن مختصر في أصول التفسير؟
يبدأ به الطلاب؟
وهل كتاب الشيخ ابن عثيمن أصول التفسير المقرر على طلاب المعاهد العلمية، أنفع من المقدمة لترتيبه، وسهولته .. ؟
وهل كتاب الشيخ فهد الرومي بحوث في أصول التفسير يناسب بعده، أو هناك كتب أفضل منه؟
ثم هل الأفضل بعده كتاب الذهبي التفسير والمفسرون؟
هل هذا الترتيب جيد في معرفة بعض مناهج المفسرين .. ؟
(كلامي هنا لا يتناول جميع مباحث علوم القرآن بل المفسرين ومناهجهم)
ـ[محب لأثر]ــــــــ[04 - 07 - 04, 08:56 ص]ـ
ومن الكتب المناسبة في هذا الباب كتاب:
فصول في أصول التفسير للشيخ مساعد بن سليمان الطيار حفظه الله
وقد علق الشيخ - على نصف الكتاب تقريبا- في الدورة المنهجية التي أقيمت هذا العام في مسجد سلمان الفارسي رضي الله عنه بحي المريكبات بالدمام.
*وهناك شرح لمقدمة التفسير للشيخ خالد بن عثمان السبت حفظه الله صدر حديثا في 18 شريط وهي موجودة في دار ابن الجوزي بالدمام.
* أثنى الشيخ مساعد الطيار حفظه الله على تحقيق عدنان زرزور وكذلك الشيخ ابراهيم القاسم حفظه الله في الدليل إلى المتون العلمية.
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[05 - 07 - 04, 07:43 م]ـ
وهذا ما قاله الشيخ عبد العزيز القاسم – حفظه الله – في كتابه (الدليل إلى المتون العلمية) (87):
1 ـ " مقدمة في أصول التفسير " لشيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني المتوفي سنة (728هـ) رحمه الله تعالى، قال في أولها:" أما بعد فقد سألني بعض الإخوان أن أكتب له مقدمة تتضمن قواعد كلية تعين على فهم القرآن ومعرفة تفسيره ومعانيه،والتمييز في منقول ذلك ومعقوله بين الحق وأنواع الأباطيل، والتنبيه على الدليل الفاصل بن الأقاويل، فإن الكتب المصنفة في التفسير، مشحونة بالغث والسمين، والباطل الواضح، والحق المبين،وقد كتبت هذه المقدمة مختصرة بحسب تيسير الله تعالى من إملاء الفؤاد، والله الهادي إلى سواء الرشاد " وقد طبعت هذه المقدمة عدة مرات منها:ـ
أ ـ في دمشق قامت بنشرها دار الآثار في دمشق بعناية الشيخ جميل الشطي رحمه الله تعالى.
ب ـ في المطبعة السلفية في مصر سنة (137هـ)، (1372هـ)، (1385هـ)، (1397هـ) بتعليق الشيخ محب الدين الخطيب رحمه الله تعالى.
جـ ـ كما طبعت بتحقيق الدكتور عدنان زرزور نشر دار القرآن الكريم في الكويت ومؤسسة الرسالة في بيروت سنة (1392هـ).
شروحها:
ولهذه المقدمة عدة شروح منها:ـ
أ ـ شرح فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين طبع باعتناء الشيخ عبد الله بن محمد الطيار نشرته دار الوطن بالرياض سنة (1415هـ)،وللشيخ محمد أيضاً شرح مسجل على هذه المقدمة في خمسة أشرطة.
ب ـ كما شرحها الشيخ عبد المنعم إبراهيم في كتاب سماه " النكت المتممة لمقدمة ابن تيمية " قامت بنشره مكتبة نزار مصطفى الباز في مكة المكرمة ـ الرياض ـ الطبعة الأولى سنة (1418هـ).
جـ ـ وللشيخ محمد المديفر شرح مسجل على المقدمة المذكورة في ستة أشرطة
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 - 03 - 05, 10:04 م]ـ
سبق القول في التعريف السابق بشروح المقدمة: (شرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في خمسة أشرطة ـ وقد طبع بعد ذلك، وستطبعه مؤسسة الشيخ الخيرية قريباً).
قلت: طبع هذا الشرح ولله الحمد، وصدر عن دار مدار الوطن بالرياض بالتعاون مع مؤسسة الشيخ محمد بن عثيمين الخيرية. وصدرت طبعته الأولى عام 1426هـ. وقد ظهرت آثار العناية بالطباعة في المتن والورق معاً فجاء كما يحبه طلاب العلم. رحم الله الشيخ محمد بن عثيمين وجزى القائمين على نشر كتبه خيراً.
ـ[محمد بن عبدالله الصادق]ــــــــ[30 - 08 - 09, 04:45 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على جهدكم
ـ[ابو حذيفة الأثري]ــــــــ[30 - 08 - 09, 04:54 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا الجهد الطيب
أسأل الله أن يجعله خالصا لوجهه الكريم(2/152)
فوائد من شرح الشيخ عبدالكريم الخضير رسالة اصول التفسير للسوطي
ـ[الرايه]ــــــــ[20 - 06 - 04, 03:25 م]ـ
اضغط هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=2109)
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[20 - 06 - 04, 07:20 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الراية وأبشر فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدال على الخير كفاعله.
ـ[الرايه]ــــــــ[21 - 06 - 04, 12:58 م]ـ
الفوائد من الشريط الاول .. الوجه الثاني ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&postid=7859#post7859)
ـ[الرايه]ــــــــ[21 - 06 - 04, 11:32 م]ـ
الفوائد من الشريط الثاني – الوجه الأول
( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&postid=7867#post7867)
ـ[الرايه]ــــــــ[22 - 06 - 04, 03:03 م]ـ
الكلام على طبعات ابن كثير و افضل طبعة له
افضل روايات الموطأ و افضل شروح الموطأ
أيها يقدم في التفسير، قول الصحابي أم قول أهل اللغة؟
والكلام على مرويات التابعين ...
وغير هذا تجده في الفوائد من الشريط الثاني – الوجه الثاني
على هذا الرابط
اضغط هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=2109)
ـ[الرايه]ــــــــ[25 - 06 - 04, 06:16 م]ـ
هل تثبت القراءة بخبر الواحد؟
هل تصح دعوى ان المتواتر مما ادخله ارباب الاصول - الذين تأثروا بعلم الكلام- على المصطلح؟
مع تنبيه على تصحيفات عجيبة في تفسير ابن كثير وتاريخه البداية والنهاية.
تجدها في الفوائد من الشريط الثاني – الوجه الثاني (تكملة)
على هذا الرابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&postid=7951#post7951
ـ[الرايه]ــــــــ[28 - 06 - 04, 03:18 م]ـ
القواعد النحوية والقران؟
افضل كتب غريب القران
هل في القران الفاظ اعجمية؟
راي الشيخ في كتاب ((احكام القران)) للجصاص الحنفي
هل العام الباقي على عمومه في القران نادر وعزيز أم هو كثير؟
تجد هذه في الفوائد من الشريط الثالث – الوجه الثاني
على هذا الرابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&postid=8009#post8009
ـ[مكتب الشيخ عبدالكريم]ــــــــ[07 - 09 - 04, 02:55 ص]ـ
جزاك الله خيرا وجعل ذلك في موازين حسناتك.
ـ[عمر السنيدي]ــــــــ[09 - 09 - 04, 02:33 م]ـ
جزى الله خيرا الرايه
ـ[الرايه]ــــــــ[09 - 09 - 04, 03:43 م]ـ
الفوائد من الشريط الرابع والأخير – الوجه الأول ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=2109)
ـ[مكتب الشيخ عبدالكريم]ــــــــ[09 - 09 - 04, 09:20 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك في جهودك.
http://http://www.liveislam.com/bannr/khduir.gif
ـ[عبد الله التميمي]ــــــــ[10 - 09 - 04, 08:16 م]ـ
بارك الله فيك وفي جهودكم اخي الكريم الراية ..
ـ[علي الأثري]ــــــــ[11 - 09 - 04, 01:34 ص]ـ
الأخ الرايه
جزاك الله خيرا على هذه الفوائد ... لكن هلا جمعتها في ملف واحد حتى يسهل الإستفاده منها
بارك الله فيك
ـ[الرايه]ــــــــ[12 - 09 - 04, 04:21 م]ـ
شكرا لكم جميعا وبارك الله فيكم.
الفوائد من الشريط الرابع والأخير – الوجه الثاني
أسماء الأنبياء في القرآن (25)، كلها ممنوعة من الصرف إلا ستة؟
لم يُذكر في القرآن من الكنى إلا أبو لهب! مع أن الكنية أفضل من الاسم؟
كتب إعراب القران
كتاب " في ظلال القران "
أشد التفاسير ضرر على طلاب العلم تفسير
التفاسير التي تعنى بالقران الكريم من جهة البلاغة؟
التفسير الميسر الذي طبعته الوزارة
كل هذه الفوائد تجداه على هذا الرابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&postid=9313#post9313
ـ[مكتب الشيخ عبدالكريم]ــــــــ[12 - 09 - 04, 05:57 م]ـ
جزاك الله خيرا ...
وجعل ذلك في موازين حسناتك ...
ـ[ابن وهب]ــــــــ[12 - 09 - 04, 07:27 م]ـ
جزاك الله خيرا ...
وجعل ذلك في موازين حسناتك ...
ـ[مكتب الشيخ عبدالكريم]ــــــــ[28 - 09 - 04, 02:55 ص]ـ
للرفع
ـ[ابو وافي القاضي]ــــــــ[28 - 09 - 04, 09:26 ص]ـ
جزاك الله خير وبارك فيك
ـ[الرايه]ــــــــ[28 - 09 - 04, 03:16 م]ـ
الشكر موصول للاخوة جميعا بلا استثناء
واتمنى منهم المشاركة وطرح ما لديهم ...
وهذه دروس الشيخ لمن أراد سماعها على هذه الرابط
http://tafsir.org/audio/open.php?cat=3&book=4
ـ[اسد الصمد]ــــــــ[28 - 09 - 04, 09:50 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا وغفر الله لنا ولكم
وفي أمان الله تعالى وحفظه ورعايته صباح مساء
محبكم في الله
أسد الصمد(2/153)
السدي (أبحاث ودراسات)
ـ[عبدالله بن عتقان]ــــــــ[30 - 06 - 04, 05:26 م]ـ
الأخوة الأفاضل في ملتقى الحديث هذا الملتقى المبارك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وبعد
إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السدي المفسر المشهور , صاحب الروايات المبثوثة في كتب السنة. تعارضت فيه أقوال علماء الجرح والتعديل فلخصها ابن حجر ـ رحمه الله ـ في التقريب بقوله: " صدوق يهم , ورمي بالتشيع " أ. هـ
أتنمى منكم مساعدتي في البحث هل جمع تفسيره في رسائل علمية , أو في كتب و مجلات علمية
وأيضاً هل جمعت مروياته في الحديث ودرست أسانيده. أو أي جوانب أخرى بحثية لها علاقة بهذا العَلَم. ولكم مني وافر التحية والإكرام.
عبد الله بن عتقان
ـ[عبدالله بن عتقان]ــــــــ[12 - 07 - 04, 12:57 ص]ـ
الأخوة الأفاضل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..... وبعد
فهذه ثلاث دراسات هي رسائل علمية تكلمت عن السدي الكبير مفسراَ.
1 ـ مرويات السدي الكبير وأقواله في التفسير من سورة آل عمران إلى آخر المائدة (من كتب التفسير بالمأثور). إعداد: عبد الكريم بن مستور بن عبد الكريم القرني. إشراف: د. سليمان الصادق البيرة. جامعة أم القرى سنة: 1410
2 ـ مرويات السدي وأقواله من سورة يوسف إلى سورة فاطر (من كتب التفسير بالمأثور وكتب السنة الشريفة جمعاً ودراسة). إعداد: فائقة بنت حسن بن أحمد الحسنين.
إشراف: د. محمود بن فادي عبيدات. جامعة أم القرى , سنة: 1413
3 ـ " تفسير السدي الكبير " جمع وتوثيق ودراسة د. محمد عطا يوسف.
و ختاماَ أتمنى ممن أطلع على بحثٍ أو دراسة ـ حديثية أو تفسيرية ـ عن السدي الكبير المفسر أن يضيفها هنا , وله مني جزيل الشكر والعرفان.
أخوكم المستفيد: عبد الله بن عتقان.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[13 - 07 - 04, 11:23 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله بن عتقان
الأخوة الأفاضل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..... وبعد
و ختاماَ أتمنى ممن أطلع على بحثٍ أو دراسة ـ حديثية أو تفسيرية ـ عن السدي الكبير المفسر أن يضيفها هنا , وله مني جزيل الشكر والعرفان.
أخوكم المستفيد: عبد الله بن عتقان.
الحمد لله تعالى. والصلاة الزاكية على محمد تتوالى.
الأخ المستفيد / ابن عتقان.
أيَّدك الله بالتوفيق. وعرَّفك مواقع الصواب على التحقيق.
إن كان مما يتعلق به البحث: التحرى عن مرويات وحال السدى الكبير فى الحديث، فسيأتى بيانه فى مقالنا:
نظرات فى تصحيح الأحاديث وتضعيفها
من خلال دراسة أحاديث بعض من تُكلم فيهم
على الوصلة التالية:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=18590
ـ[المضري]ــــــــ[14 - 07 - 04, 02:05 ص]ـ
**تفسير السدي**
إسماعيل بن عبد الرحمان السدي الكبير، الكوفي مولى بني هاشم. شيعي شتّام يطعن بأبي بكر وعمر. وهو غير محمد بن مروان السدي الصغير، الرافضي الكذاب.
اختلف عليه علماء الحديث: فمنهم من وثقه، ومنهم من كذبه، والأكثرون على ضعفه. ومثل هذا لا ينبغي أخذ الحديث عنه. ولكن قد نأخذ عنه التفسير اللغوي استئناساً فقط، ولا نجعله حجة في دين الله.
أثنى على تفسيره بعض السلف كإبراهيم النخعي والعجلي، وذمه بعضهم أيضاً. قال صالح بن مسلم: مررت مع الشعبي على السدي وحوله شباب يفسر لهم القرآن، فقام عليه الشعبي فقال: «ويحاًَ للآخر، لو كنت نشواناً يُضرَبُ على أستك بالطبل خيراً لك مما أنت فيه». قال عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت: سمعت الشعبي، وقيل له إن إسماعيل السدي قد أعطي حظاً من علم القرآن، فقال: «قد أعطي حظاً من جهلٍ بالقرآن». قلت: تفسيره إجمالاً جيد، إلا أن فيه أمور باطلة أنكرها الشعبي وغيره. وروى العقيلي في الضعفاء (1|87) عن أحمد بن محمد قال: قلت لأبي عبد الله (أحمد بن حنبل): «السدي كيف هو؟». قال: «أخبرك أن حديثه لمقارب وأنه لحسن الحديث. إلا أن هذا التفسير الذي يجيء به أسباط عنه ... » فجعل يستعظمه. قلت: «ذاك إنما يرجع إلى قول السدي؟». فقال: «من أين، وقد جعل له أسانيد؟ ما أدري ما ذاك». وقال الطبري: «لا يحتج بحديثه». قلت ليته إذاً لم يحشو تفسيره بكلام السدي، إذ لعله أخرج له أكثر من أي شخص آخر!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/154)
وكان السدي الكبير رافضياً يشتم أبا بكر وعمر رضي الله عنهما، ويشرب النبيذ ويكذب في الحديث. وإجمالاً فالسدي الكبير أثنى على عدالته القطان والنسائي وابن عدي وأحمد (في رواية). وجرحه أحمد (في رواية) وابن معين وأبو حاتم وأبو زرعة والشعبي وابن مهدي والعقيلي والساجي والطبري وشعبة. واتهمه بالكذب الحافظ السعدي وليث بن أبي سليم (وهو من أئمة السنة وإن كان حفظه ضعيفاً) والمعتمد بن سليمان. قال ليث: «كان بالكوفة كذّابان، فمات أحدهما: السدّي والكلبي». وقال حسين بن واقد المروزي (قاضي فاضل): «قدمت الكوفة فأتيت السدي فسألته عن تفسير آية من كتاب الله، فحدثني بها. فلم أتم مجلسي، حتى سمعته يشتم أبا بكر وعمر –رضي الله عنهما–، فلم أعد إليه». وقال عنه الجوزجاني: «كذاب شتام». وقال العقيلي: «ضعيف، و كان يتناول الشيخين».
لكن السدي على كذبه وضلاله، كان رجلاً فصيحاً من العرب. وكان تفسيره اللغوي للقرآن موافق للغة العرب، فلذلك أثنوا عليه، لكنهم عابوا عليه أنه يضع لآرائه أسانيداً. وحكى الساجي عن أحمد قوله فيه: «إنه ليُحسن الحديث، إلا أن هذا التفسير الذي يجيء به قد جعل له إسناداً واستكلفه». فثبت أن ما ينسبه لابن عباس وابن مسعود وغيرهم لا يصح، وإن كان معناه إجمالاً صحيح، لموافقته للغة العرب. وقد أشار البيهقي إلى هذا الملحظ فقال في "دلائل النبوة" (1|37): «وإنما تساهلوا في أخذ التفسير عنهم لأن ما فسروا به ألفاظه، تشهد لهم به لغات العرب. وإنما عملهم في ذلك الجمع والتقريب فقط».
هذا وقد فَهِم بعض المحققين مثل ابن تيمية وأحمد شاكر، مقولة الإمام أحمد "هذا التفسير الذي يجيء به قد جعل له إسناداً واستكلفه"، بأن يخلط الأسانيد بعضها ببعض دون تمييز. فما نقله عن مرة عن ابن مسعود، قد يكون في الحقيقة عن أبي صالح الكذاب عن ابن عباس. قال الإمام ابن تيمية في "تفسير آيات أشكلت" (1|167): «وقد ذَكَر في أول تفسيره أنه أخذه عن أبي مالك وعن أبي صالح، عن ابن عباس. وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود. وعن ناس من أصحاب رسول الله r. لكن هو ينقله بلفظه، ويخلط الروايات بعضها ببعض. وقد يكون فيها المرسل، والمسند، ولا يميز بينها». وهذا يؤدي إلى نتيجة حتمية وهي أن تفسير السدي لا يعتبر حجة، لأن في مشايخه من يكذب (هذا عدا عن كذبه هو).
طرق الرواية عنه:
- أكثر ما يروى عن السدي من طريق: عمرو بن طلحة القناد (صدوق رافضي) عن أسباط بن نصر الهمداني (ضعيف) عن السدي. وهذا طريق ضعيف لا حجة فيه. ومما يُؤسف إليه أن ابن كثير مكثرٌ جداً لما يرويه في تفسيره من هذا الطريق. بل هذه الإسناد قال عنه أحمد شاكر (1|156): «هذا الإسناد من أكثر الأسانيد دوراناً في تفسير الطبري، إن لم يكن أكثرها. فلا يكاد يخلو تفسير آية من رواية بهذا الإسناد». أقول: وقد مال الطبري نفسه إلى ضعفه فقال في تفسيره (1|156): «وقد ذكرنا الخبر عن ابن مسعود وابن عباس (بهذا الإسناد) ... فإن كان ذلك صحيحاً، ولست أعلمه صحيحاً، إذ كنت بإسناده مرتاباً». فعلق أحمد شاكر على هذا بقوله: «وهو (أي الطبري) مع ارتيابه (بإسناد السدي) قد أكثر من الرواية به. ولكنه لم يجعلها حجةً قط».
يُذكر أن عامة رواية السدي هي عن مُرَّة (ثقة، لكن السدي كذاب) عن ابن مسعود، وعن أبي مالك و أبي صالح (باذان مولى أم هانئ، متروك اتهموه بالكذب، واعترف بذلك، ولم يسمع من ابن عباس) عن ابن عباس. والكذب ثابت عن أبي صالح، وقد قال ابن عدي عنه: «لم أعلم أحداً من المتقدمين رضيه»، فهذا إجماع على ضعفه. وقد تركه ابن مهدي، ونهى مجاهد (وهو أعلم الناس بابن عباس) عن تفسيره، مما يدلك على سوءه. وكان الشعبي يأخذ بأذنه ويهزها ويقول: «ويحك! تفسر القرآن، وأنت لا تحسن تقرأ؟!». وضعّف تفسيره مغيرة كذلك، وتَعجّب ممن يروي عنه. ورماه بالكذب النسائي والجوزقاني والأزدي. وقال حبيب بن أبي ثابت: «كنا نسمي أبا صالح "دروع زن"، أي: كذاباً يكذب». وهو في كل الأحوال لم يسمع من ابن عباس، كما نص ابن حبان. ونقل سفيان عن الكلبي اعتراف أبي صالح له بأنه كذاب، وسفيان إمام قد صرح بأنه يميز بين صدق الكلبي وكذبه. والحقيقة أن باذان متفق على ضعفه، وما وثقه إلا العجلي المعروف بتساهله.
ملاحظة: كل ما يرويه الطبري عن شيخه ابن حميد فهو ضعيف، لأن محمد بن حميد بن حيان الرازي كان متروكاً متهماً بالكذب. وروايات الطبري عنه تتجاوز الألفي رواية!
------------------
جزء من موضوع كتبه الشيخ محمد الأمين - مشارك بهذا المنتدى- تجده كاملاً هنا:
http://www.ibnamin.com/tafsir_takhrij.htm
ـ[عمر بن أحمد الكريمي]ــــــــ[26 - 12 - 09, 05:05 م]ـ
هل هو من ينقل عنه ابن ابي حاتم في تفسيره؟ والمسمى بالسدي الكبير ام غيره؟
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[26 - 12 - 09, 05:45 م]ـ
هل هو من ينقل عنه ابن ابي حاتم في تفسيره؟ والمسمى بالسدي الكبير ام غيره؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=1054005&postcount=9
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/155)
ـ[عمر بن أحمد الكريمي]ــــــــ[26 - 12 - 09, 08:59 م]ـ
جزاك الله خيرا ولكن كتب التخريج والتراجم تقول غير ذلك فلو زدت توضيحا جزاك الله خيرا(2/156)
الفهرس العلمي لإتقان السيوطي
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[02 - 07 - 04, 01:31 م]ـ
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=2138(2/157)
(منتدى تدبر القرآن) دعوة لتدبر كتاب الله.
ـ[المسيطير]ــــــــ[08 - 07 - 04, 03:29 م]ـ
موقع جديد قد تضمن عددا من القضايا المهمة التي تحتاج الى نقاش وحوار علمي هادف ومفيد، فدونك اخي الكريم هذ المنتدى وساهم في المشاركة فيه ونشره في الملتقيات الأخرى لعل الله تعالى ان ينفع به، والدال على الخير كفاعله.
http://mkfd.net/modules.php?name=Forums&file=viewtopic&p=5&sid=55500f026bbf78ab0b611ef3b41441e7(2/158)
" ليس للعميان إلا القرآن " لماذا؟
ـ[المقرئ.]ــــــــ[18 - 07 - 04, 07:52 م]ـ
قال ابن دقيق العيد " جرت مسألة بمحضر الإمام أبي القاسم الشاطبي صاحب القصيدة رحمه الله فذكر فيها نصا واستحضر كتابا فقال لهم: اطلبوها منه في مقدار كذا وما يزال يعين لهم موضعها حتى وجدوها على ما ذكر فقالوا له: أتحفظ الفقه؟ فقال لهم: إني أحفظ وقر جمل من كتب فقيل له: هلا درستها -بالتشديد-؟ فقال:
ليس للعميان إلا القرآن
وكان صهره أبو الحسن علي بن شجاع بن سالم ضريرا وأخذ القراءة عنه فأراد أن يقرأ شيئا من الأصول على ابن الوراق فسمع الشاطبي بذلك قال: فاستدعاني فحضرت بين يديه فأخذ بأذني ثم قال لي: أتقرأ الأصول؟ فقلت: نعم فمد بأذني ثم قال لي: من الفضول أعمى يقرأ في الأصول
ومن الواقع نرى كثيرا من المقرئين الكبار عميانا ولو توجهوا إلى بعض العلوم لبرزوا ولكنهم تخصصوا في اٌلإقراء فقط
السؤال الذي ورد على خاطري هو: لماذا؟
المقرئ
ـ[الدرعمى]ــــــــ[18 - 07 - 04, 08:16 م]ـ
ياليتنى كنت أعمى وليس لى سوى القرآن
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[19 - 07 - 04, 01:44 ص]ـ
لطيفةٌ هذه القصة أخي المقرئ،،، عافاني الله وإياك من عمى البصر والبصيرة ...
وأما التعليل فلا أدريه، مع أن في العميان من المبرزين في شتى العلوم والتخصصات، ولا يختص ذلك بالقرآن، وهذا بالطبع ليس جواباً.
إلا أنني أذكر بالمناسبة أيضاً ـ والشيء بالشيء يذكرُ ـ:
أن الشيخ كشك ـ رحمه الله ـ كان ينكر على أهل مصر أنهم إذا رزقوا بمولودٌ معاق، كالضرير ونحوه، أرسلوه يتعلم في الأزهر، وأما إن كان صحيحاً نبيهاً، فإنهم يرسلونه إلى الجامعات العصرية.
فكان يقرأ منكراً عليهم: ((وَيَجْعَلُونَ لِلّهِ مَا يَكْرَهُونَ)) سورة النحل (62)!!
ـ[الدرعمى]ــــــــ[19 - 07 - 04, 11:22 م]ـ
وسمعت بعضهم يقول استنكارًا لهذا الأمر وليس على سبيل الذم لا يدخل الأزهر إلا المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع .. مع الآعتذار لكل الأزهريين
ـ[المقرئ.]ــــــــ[20 - 07 - 04, 03:19 م]ـ
الأخ الدرعمي:
لا تقل هكذا: وقل نسأل الله الكريم من فضله، وقل " اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا ما أحييتنا واجعلها الوارث منا "
المقرئ
ـ[الدرعمى]ــــــــ[20 - 07 - 04, 07:53 م]ـ
بارك الله فيك
اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا ما أحييتنا
وإنما خشيت أن يفهم من قولكم بارك الله فيكم التقليل من شأن التفرغ لكتاب الله تعالى أوالتقليل من شأن أهل القرآن وهم خير من يمشى على هذه الأرض
ـ[المقرئ.]ــــــــ[20 - 07 - 04, 09:42 م]ـ
روى الدارمي في سننه قال:
حدثنا مروان بن محمد ثنا رفدة الغساني حدثنا ثابت بن عجلان الأنصاري قال كان يقال ان الله ليريد العذاب بأهل الأرض فإذا سمع تعليم الصبيان الحكمة صرف ذلك عنهم قال مروان يعني بالحكمة القرآن
قال تعالى " ولكن كونوا رانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون "
وقال " الذين ءاتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته " حق تلاوته "
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم " الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة " وفي رواية الحافظ "
قيل إن إمام المحققين المحدث المقرئ أبا الخير الجزري ترك إقراء العلوم وانتقل إلى إقراء القرآن بسبب حديث عثمان رضي الله عنه " خيركم من تعلم القرآن وعلمه "
واقرأ حديث عقبة وحديث أبي أمامة وحديث ابن مسعود تجد أن القوم سبقوا
اللهم اهدنا فيمن هديت
المقرئ(2/159)
كتاب ترجمان القرآن
ـ[عبدالله الزيادي]ــــــــ[29 - 07 - 04, 12:42 م]ـ
بسم الله
ما رايكم بجمع أقوال بعض الصحابة في التفسير في كتاب واحد على ترتيب المصحف وإستخراج ذلك من كتب السنة والتفسير على حد سواء؟ ومن تقترحون مثلا: ابن عباس ومن ... ؟(2/160)
ابحث في مخطوطات الجامعة الإسلامية بالمدينة
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[02 - 08 - 04, 02:39 ص]ـ
http://www.iu.edu.sa/arabic/SrchManuScript.asp
ـ[عمرو الأمير]ــــــــ[09 - 04 - 08, 11:31 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمد منقذ]ــــــــ[18 - 04 - 08, 03:17 م]ـ
الرابط لا يعمل عندي؟
ـ[أبو مهند المصري]ــــــــ[18 - 04 - 08, 03:36 م]ـ
الرابط لا يعمل عندي؟
وأنا أيضا.(2/161)
كلمة حول آية
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[08 - 08 - 04, 11:43 م]ـ
أيها الإخوة الكرام:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,وبعد: فمن تأمل قوله تعالى "قالوا ياشعيب أصلواتك تأمرك أن نترك ما يعبد ءاباؤنا أوأن نفعل في أموالنا ما نشاء"فقد يتسائل: هل قوله "أو أن نفعل " معطوف على" أن نترك مايعبد ءاباؤنا"؟
الجواب: لا وإلا لفسد المعنى فإن المعنى على ذلك أنه يأمرهم بترك هذه العبادةأوبأن يفعلوا في أموالهم ما يشاؤون وليس هذا هو المراد قطعا فالذي يظهر أن ما في قوله تعالى"أن نترك ما" معمول "نترك"وقوله"أن نفعل" معطوف على"ما",والله أعلم
وثم إشكال آخر:أنهم قالوا " تأمرك أن نترك" ولم يقولوا "أن تترك" فيقال"أن نترك"معمول للمصدر المحذوف وهو المفعول الثاني المحذوف , وقد يقال إن الأصل عدم الحذف وعليه فالمعنى: أصلاتك تأمرك أن تترك دين آبائك وهم مشتركون في الدين. والله أعلم. هذا ماظهر لى فمن يعقب؟
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[09 - 08 - 04, 01:24 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[الدرعمى]ــــــــ[09 - 08 - 04, 02:32 ص]ـ
الأخ الكريم الحنبلى السلفى
جزاك الله خيرًا على إيرادك لتلك الفائدة، وأقول وبالله التوفيق
المصدر المئول "أن نترك" منصوب على نزع الخافض الباء، والمصدر الثاني معطوف على "ما"، فهو معمول للترك، والمعنى: أن نترك فعل
أما قولك عن الإشكال الثانى فنرجو التوضيح بارك الله فيك كيف أن أمر تنصب مفعولين وكيف أن المفعول يحذف وما تقدير ذلك المحذوف؟(2/162)
ما حكم تفسير القرآن بالعامية؟
ـ[أبو غازي]ــــــــ[12 - 08 - 04, 02:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في مقابلة أجرتها إحدى قنوات البرامج الإسلامية مع أحد الأشخاص المصريين قال: إن هناك مشروع لتفسير القرآن بالعامية المصرية.
وطباعة هذا الكتاب ليكون متداولاً بين الناس!! ويتسنى للفلاحين قراءة التفسير وفهمه.
السؤال: ما مشروعية هذا العمل؟
وقد ذكّرني هذا الأمر بما حدث في أوروبا عندما أخذ أدباء وعلماء كل دولة أوروبية بالتأليف باللغة العامية الخاصة بها بعد أن كانت أوروبا تتحدث بلغة واحدة.
وأدت هذه الحركة التأليفية إلى استقلال كل دولة بلغتها الخاصة. وانتشرت القومية بشكل كامل.
ولا أظن أن هذا سوف يحدث لأمة الإسلام لأن الله جل جلاله قال:" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"
فهل تفسير القرآن بالعامية عمل مشروع؟ أم لا, لأنه سيفضي إلى كثير من المشكلات لأن في القرآن كلمات لا تفسير لها بالعامية وأساليب بلاغية وغيرها لا يمكن تفسيرها بالعامية. وأرى أن هذا العمل خطير جداً.
أرجو من الإخوة التعليق
ـ[الدرعمى]ــــــــ[12 - 08 - 04, 03:31 م]ـ
يا أخى هذه مرحلة متأخرة جدًا من مراحل محاولة القضاء على اللغة العربية وهذا الأمر واضح عندنا فعلى سبيل المثال يدرسون الأدب الشعبى فى بعض الكليات التى تتخصص فى اللغة العربية وآدابها ويقوم البعض بعمل معاجم للغة العامية وهناك مسابقات على أعلى مستوى فى الشعر والأدب العامى ناهيك عن محاولة تغيير بعض قواعد الإملاء بل وقواعد الغة ..
كل ذلك يا أخى لم يفلح وأما ماذكرته فهو حرب مكشوفة وليست حربًا على القرآن كما تظن بل هى حرب معلنة منذ فترة طويلة على اللغة العربية وأظنك تعى مصدرها وأهدافها وهل يا أخى الكريم العامى يستطيع أن يقرأ باللغة العامية وهل هذه لغة مكتوبة أصلاً لا شك أن الغة العربية الميسرة هى التى يفهمها العامى ويستطيع أن يكتب بها ويقرأها فهى يا أخى الكريم مرحلة يائسة من دعوة مفضوحة تشن لهدم مقوم أساسى من مقومات الأمة وأحب أن أطمئنك يا أخى لم ولن تفلح تلك المحاولات فى القضاء على اللغة العربية ولأسباب كثيرة ليس هنا مجال ذكرها.(2/163)
هل يصح القول بأن ثلاثة أرباع أضواء البيان للشنقيطي مأخوذ من القرطبي؟
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[13 - 08 - 04, 03:11 م]ـ
و جزاكم الله خيرا
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[13 - 08 - 04, 03:23 م]ـ
لإثراء البحث فقط:
سُئِل فضيلة الشيخ (عبد الكريم الخضير) -حفظه الله تعالى-:
هل تفسير "أضواء البيان" و تفسير "السعدي" من التفسير بالرأي؟
فأجاب:
"تفسير أضواء البيان في أحكام القرآن غالباً، وفيه مباحث لغوية وبيانيه وغيرها، لكن هو معدود في كتب أحكام القرآن على طريقة الفقهاء المجتهدين، فليس من كتب التفسير بالرأي؛ بل هو استنباط من القرآن، وهو معتمد على كتب المتقدمين يرجح ويختار بينها ويرد ويفند، وإذا قلنا أن 70% أخذه في جملته من تفسير القرطبي، والبقية من الكتب الأخرى. وهو مجتهد من أهل النظر، والآلة مكتملة عنده.
أما تفسير " السعدي " فقد اعتمد على كتب التفسير الموثوقة اعتماداً كلياً وصاغها بأسلوبه المناسب لأهل العصر، وله استنباطات وتوجيهات يستقل بها كغيره من أهل العلم" اهـ كلامه -حفظه الله-.
انظره على هذا الرابط:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=2109&highlight=%C3%D6%E6%C7%C1+%C7%E1%C8%ED%C7%E4+%C7%E 1%D3%DA%CF%ED+%C7%E1%DE%D1%D8%C8%ED
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[26 - 12 - 08, 04:11 م]ـ
تفسير الشيخ الشنقيطي هو من باب تفسير القران بالقران وبحث بعض المسائل الاحكام
واما تفسير القرطبي فقهي كثير الاستنباط
ـ[أمين حماد]ــــــــ[29 - 12 - 08, 01:46 ص]ـ
طلاب الشيخ الأمين وخوصوصا كتبة أضواء البيان الذين كلفهم الشيخ بذلك
حسب ماسمعته من اثنين منهم ذكرا أنه كان يطالع قبل الإملاء جملة من
التفاسير ثم يملي عليهم المادة ارتجالا
فلامانع أن تكون كل مباحثه الفقهية من القرطبي وغيره ويأتي ترجيحه بقوله قال مقيده
ولا شك أن المباحثة الفقهية إذا نزعت من الكتاب ستكون قريبا 70في المائة
وعامة المتأخرين عالة على المتقدمين وليس هذا غضا من قدرهم
ـ[سليمان عبدالرحمن]ــــــــ[30 - 12 - 08, 01:12 ص]ـ
الشيخ ينقل كثيرا عن القرطبي لكن قويه أن 70% أخذه في جملته من تفسير القرطبي لان الشيخ قوي جدااا باللغة العربية وكذلك العلم الشرعي بشتى فنونه (موسوعه) فمادام قوي في اللغة العربية والعلوم الشرعية فما ظنك؟؟؟ وانظر كذلك العذب النمير في مجالس التفسير ترى عجبا والله اعلم
ـ[أ. د.عبد الفتاح خضر]ــــــــ[06 - 01 - 09, 10:35 م]ـ
الشيخ رحمه الله كان علما في اللغة والفقه والأصول والأدب والشعر و ........
وبما أنني طالعت الكتاب برمته أجزم أنه أخذ من القرطبي كثيرا ومن غيره من المفسرين
ولكن لست مع من يغلّب صبغة القرطبي أو غيره على الكتاب.
فالكتاب في الأصل قيد أنواعا للبيان القرآني ونسج الكتاب كله على هذا المنوال.
فأجاد في بيان المجمل في القرآن الكريم، حيث تتبع هذا المبدأ التفسيري الذي اختطه في المقدمه من خلال علم من سبقه، وزينه بعلمه الموسوعي، لذلك لم يفسر القرآن الكريم كله بل اقتصر
على بيان المجمل فقط.
ولقد أفاض وأبدع وأجاد في أمور فقهية وأصولية مهمة.
وله تعليقات مفيدة أطال فيها يمكن إفرادها كبحث كامل في بابها.
و هو يتبع مدرسة التفسير بالمأثور حيث فسر القرآن بالقرآن _ كما أفاد الأحبة _.
رحمه الله رحمة واسعة وبارك في عقبه وتلاميذه ومن أفاد منه.
وجزى الله خيرا كل من سبقني.
ـ[أبو الوليد الهاشمي]ــــــــ[07 - 01 - 09, 10:11 ص]ـ
ثلاثة أرباع؟؟؟؟
لم يبق له إلا المقدمة!!!
زد معها منع جواز المجاز!!!
وتكملة الشيخ عطية سالم .... من الربع أم من الثلاثة؟؟
أرى أن الرقم مبالغ فيه والله أعلم.
ـ[عبدالله المزبن]ــــــــ[16 - 01 - 09, 05:07 م]ـ
كل من كتب في الأحكام فهو عالَة على القرطبي رحم الله الجميع
إلا أن تفسير الشنفيطي امتاز بسلامة المعتقد وبالتوفيق بين الأقوال، ورد شبهات المستشرقين
والله المستعان
ـ[محمود الناصري]ــــــــ[16 - 01 - 09, 05:15 م]ـ
كل من كتب في الأحكام فهو عالَة على القرطبي رحم الله الجميع
إلا أن تفسير الشنفيطي امتاز بسلامة المعتقد وبالتوفيق بين الأقوال، ورد شبهات المستشرقين
والله المستعان
أحسنت بارك الله بك(2/164)
قول الباري سبحانه (اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ) محكم غير منسوخ
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[14 - 08 - 04, 06:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال العلامة أبو الوفاء ابن عقيل الحنبلي في الفنون 1/ 396:
قال بعض الفقهاء: ما أكثر ما أدخل المفسرون في النسخ ما ليس منه! كقولهم: {اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ}، قالوا:نسخت بقوله {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} وقوله لما عظم ذلك عليهم، لما قال: {حَقَّ تُقَاتِهِ}، فكان نسخا.
والعلماء من الفقهاء والأصوليين: أنكروا ذلك إنكارا شديدا، وقالوا: مهما أمكن أن يكون تفسيرا فلا يجعل نسخا، وقد أمكن أن يكون القوم ظنوا أن {حَقَّ تُقَاتِهِ} يزيد على ما يدخل تحت استطاعتهم حيث سألوه (1) فقال: " حق تقاته أن يطاع فلا يعصى، ويذكر فلا ينسى، ويشكر فلا يكفر ". فلما انظمّ هذا القول إلى ظنونهم، أزال الباري سبحانه الإشكال، وفسر كلامه بما أراد من الحق وعناه، مثلما فسر قوله: {وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ}، ولم يكن ذلك نسخا، بل كان تفسيرا، وبيانا لمقدار الحق.
كذلك ذكر مقدار الحق ههنا بالاستطاعة، فبطل ما ادعوه من النسخ.
---------------
(1) يعني النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا الذي أشار إليه ابن عقيل روي مرفوعا، وموقوفا والموقوف أظهر قاله ابن كثير. راجع كلامه عند تفسير آية آل عمران.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[15 - 08 - 04, 08:54 ص]ـ
بارك الله فيك شيخنا الفاضل
وكما هو معلوم أن السلف كانوا يستخدمون النسخ بمعنى التخصيص، ولهذا أمثلة متعددة.
وأما النسخ في هذه الآية فقد قال به عدد من السلف وقد يكون قصدهم التخصيص
وأما ابن عقيل فقد أنكر على من يستخدم النسخ بمعنى التخصيص وذلك فيما نقله عنه ابن الجوزي في نواسخ القرآن
قال ابن الجوزي (وقال ابن عقيل ليست منسوخة لأن قوله ما استطعتم بيان لحق تقاته وأنه تحت الطاقة فمن سمى بيان القرآن نسخا فقد أخطأ وهذا في تحقيق الفقهاء يسمى تفسير مجمل أو بيان مشكل وذلك أن القوم ظنوا أن ذلك تكليف ما لا يطاق فأزال الله إشكالهم فلو قال لا تتقوه حق تقاته كان نسخا وإنما بين أني لم أرد بحق التقاة ما ليس في الطاقة) انتهى.
وهذا القول لايوافق عليه ابن عقيل رحمه الله، حيث أن استعمال السلف للنسخ بمعنى التخصيص استعمال صحيح، وكون المتأخرين يستخدمون النسخ بمعنى رفع الحكم فلا مشاحة في ذلك ولكن ينبغي مراعاة استخدام السلف لمعنى النسخ.
وقد فهم ذلك أبو جعفر النحاس حيث قال (معنى قول الاولين نسخت هذه الآية أي أنزلت الأخرى بنسختها وهما واحد وإلا فهذا لا يجوز أن ينسخ لأن الناسخ هو المخالف للمنسوخ من جميع جهاته الرافع له المزيل حكمه) انتهى.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[15 - 08 - 04, 09:29 ص]ـ
يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله (وكثير من السلف يريد بلفظ النسخ رفع ما يظن أن الآية دالة عليه)
وقال في الاستقامة ج: 1 ص: 23
وإن كان السلف يسمون الجميع نسخا ولهذا لم يكن السلف من الصحابة والتابعين يتركون دلالة آية من كتاب الله إلا بما يسمونه نسخا ولم يكن في عهدهم كتب في ذلك إلا كتب الناسخ والمنسوخ).
وقال الحافظ شمس الدين بن القيم رحمه الله في حاشية تهذيب السنن (6\ 291)
وهذا يدل على أن ابن مسعود يرى نسخ الآية في البقرة بهذه الآية التي في الطلاق وهي قوله وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن وهذا على عرف السلف في النسخ فإنهم يسمون التخصيص والتقييد نسخا) انتهى.
ويقول الشيخ سعود الفنيسان
(على أن السلف من الصحابة والتابعين أكثر ما يطلقون لفظ النسخ في القرآن يريدون به التخصيص وهو غير ما يريده أو عرفه به علماء الأصول، حيث هو عندهم: " رفع الحكم السابق بحكم لاحق بدليل شرعي متراخياً عنه "، فالمعنى عند السلف حين فسروا النسخ بالتخصيص أوسع من تعريف المتأخرين) انتهى.
http://www.quranway.net/Library/aviewer.asp?FileType=2&fId=97
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[15 - 08 - 04, 11:02 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا المفيد أبا عمر
و كرماً صحح الخطأ في العنوان: الباري سبحانه.
حسب فهمي الفاتر من كلام ابن عقيل ـ رحمه الله ـ أنه يريد:
أن الآيتين معناهما واحد تماما، ومن ظن أن الآية الأولى مشتملة على أكثر مما اشتملت الآية الثانية فقوله باطل.
ولذا قال السخاوي في الطود الراسخ 1/ 273: وقال جماعة من العلماء: ليس هذا بنسخ، والآيتان معناهما واحد.اهـ.
وهذا شيء من قول من قال بالنسخ:
قال الطبري (1): حدثنا بشر قال ثنا يزيد قال ثنا سعيد عن قتادة قوله (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) ثم أنزل التخفيف واليسر وعاد بعائدته ورحمته على ما يعلم من ضعف خلقه فقال: (فاتقوا الله ما استطعتم) فجاءت هذه الآية فيها تخفيف وعافية ويسر ...
حدثنا محمد قال ثنا أحمد قال ثنا أسباط عن السدي (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) فلم يطق الناس هذا، فنسخه الله عنهم فقال: (فاتقوا الله ما استطعتم).
حدثني يونس قال أخبرنا بن وهب قال قال ابن زيد في قوله: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته) قال: جاء أمر شديد، قالوا: ومن يعرف قدر هذا، أو يبلغه فلما عرف أنه قد اشتد ذلك عليهم = نسخها عنهم وجاء بهذه الأخرى، فقال: (فاتقوا الله ما استطعتم) فنسخها.
قلتُ: هذا المنقول من كلامهم صريح في أن الآية الأولى قد اشتملت على أكثر مما دلت عليه الأخرى، وهذا هو الذي هجم عليه ابن عقيل بالإبطال، وقال: مهما أمكن أن يكون تفسيرا فلا يجعل نسخا، وقال: وهذا في تحقيق الفقهاء يسمى تفسير مجمل، أو بيان مشكل.
وبيان المجمل، وتفسير المشكل = غير النسخ، و التخصيص، في علم أخيك فإن كان غير ذلك فأنا شاكر لك على الإفادة.
والله أعلم.
------------
(1) تفسير الطبري 7/ 68 - 69 ط: شاكر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/165)
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[16 - 08 - 04, 08:45 ص]ـ
بارك الله فيك شيخنا الفاضل ونفعنا بعلمك
وأما كلام ابن عقيل رحمه الله فهو صريح في الإنكار على من ادعى النسخ في الآية، فهو على كل حال يرى أن من ادعى النسخ في الآية فقد أخطأ.
يدل على ذلك قوله (قال بعض الفقهاء: ما أكثر ما أدخل المفسرون في النسخ ما ليس منه! كقولهم: {اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ}، قالوا:نسخت بقوله {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} وقوله لما عظم ذلك عليهم، لما قال: {حَقَّ تُقَاتِهِ}، فكان نسخا.) انتهى.
فنقله عن الفقهاء الإنكار على المفسرين في قولهم (ما أكثر ما أدخل المفسرون في النسخ ما ليس منه!)
فهؤلاء الفقهاء الذين ينقل عنهم ابن عقيل فهموا من كلام المفسرين في النسخ أنه مثل ما اصطلح عليه الفقهاء فيما بعد بأنه رفع للحكم، ولذلك أنكروا على المفسرين
والحاصل كما ذكر أهل العلم أن المفسرون من السلف يستخدمون النسخ كثيرا بمعنى التخصيص
ثم قال ابن عقيل (والعلماء من الفقهاء والأصوليين: أنكروا ذلك إنكارا شديدا، وقالوا: مهما أمكن أن يكون تفسيرا فلا يجعل نسخا)
فهذا الكلام يوضح مقصود ابن عقيل في أن الفقهاء ألزموا المفسرين من السلف باصطلاحاتهم المتأخرة وأنكروا عليهم اطلاق النسخ بمعنى غير المعنى الذي اصطلحوا عليه.
ثم قال ابن عقيل
(وقد أمكن أن يكون القوم ظنوا أن {حَقَّ تُقَاتِهِ} يزيد على ما يدخل تحت استطاعتهم حيث سألوه (1) فقال: " حق تقاته أن يطاع فلا يعصى، ويذكر فلا ينسى، ويشكر فلا يكفر ". فلما انظمّ هذا القول إلى ظنونهم، أزال الباري سبحانه الإشكال، وفسر كلامه بما أراد من الحق وعناه، مثلما فسر قوله: {وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ}، ولم يكن ذلك نسخا، بل كان تفسيرا، وبيانا لمقدار الحق.
كذلك ذكر مقدار الحق ههنا بالاستطاعة، فبطل ما ادعوه من النسخ) انتهى.
وما ذكره ابن عقيل رحمه الله بقوله (فبطل ما ادعوه من النسخ) غير صحيح على استخدام السلف للنسخ
يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله (وكثير من السلف يريد بلفظ النسخ رفع ما يظن أن الآية دالة عليه)
وقال في الاستقامة (وإن كان السلف يسمون الجميع نسخا ولهذا لم يكن السلف من الصحابة والتابعين يتركون دلالة آية من كتاب الله إلا بما يسمونه نسخا ولم يكن في عهدهم كتب في ذلك إلا كتب الناسخ والمنسوخ).
فهذا واضح في توسع المفسرين من السلف في استخدام لفظ النسخ على التقييد والتخصيص وبيان المجمل وغير ذلك.
فالحاصل من تفسير السلف للآية أن قوله تعالى (فاتقوا الله ما استطعتم) بينت ووضحت معنى قوله تعالى (اتقوا الله حق تقاته) فظاهر هذه الآية قد يفهم منه التكليف بأمور تعبدية أكثر وهذا ما فهمه البعض كما جاء في الروايات المذكورة في كتب التفسير وفي قوله تعالى (فاتقوا الله ما استطعتم) بيان وتوضيح وتخفيف
فالخلاف بين السلف في التفسير كما لايخفاك في الغالب خلاف تنوع كما جاء عن سفيان الثوري وذكره ابن تيمية في المقدمة، فيكون المتحصل من كلامهم أن الآية الثانية تزيل ما قد يفهم من ظاهر الآية السابقة في التكليف
وأما المجمل والمبين ونحو ذلك فالسلف لايستعملون مثل هذه المصطلحات المتأخرة وهم في الغالب كما ذكر ابن تيمية رحمه الله لايتركون دلالة آية إلا بما يسمونه نسخا، فالنسخ في هذه الآية على قول الفقهاء قد يسمى بيان لمجمل ونحو ذلك
فقول ابن عقيل رحمه الله (ولم يكن ذلك نسخا، بل كان تفسيرا، وبيانا لمقدار الحق.
كذلك ذكر مقدار الحق ههنا بالاستطاعة، فبطل ما ادعوه من النسخ)
فكلامه غير صحيح في إنكاره على السلف في تسمية ذلك نسخا فلا يحمل كلامهم على اصطلاحات المتأخرين.
ـ[الدرعمى]ــــــــ[16 - 08 - 04, 09:36 ص]ـ
أذكر هنا بعض النقول للإفادة
قال القرطبى:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/166)
((روى البخاري عن مرة عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حق تقاته أن يطاع فلا يعصى وأن يذكر فلا ينسى وأن يشكر فلا يكفر وقال ابن عباس هو ألا يعصى طرفة عين وذكر المفسرون أنه لما نزلت هذه الأية قالوا يا رسول لله من يقوى على هذا وشق عليهم فأنزل الله عز وجل فاتقوا الله ما استطعتم فنسخت هذه الآية عن قتادة والربيع وابن زيد قال مقاتل و ليس في آل عمران من المنسوخ شيء إلا هذه الآية وقيل أن قوله فاتقوا الله ما استطعتم بيان لهذه الآية والمعنى فاتقوا الله حق تقاته ما استطعتم وهذا أصوب ولأن النسخ إنما يكون ثم عدم الجمع والجمع ممكن فهو أولى وقد روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال قوله عز وجل يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته لم تنسخ ولكن حق تقاته أن يجاهد في سبيل الله حق جهاده ولا تأخذكم في الله لومة لائم وتقوموا بالقسط ولو على أنفسكم وأبنائكم قال النحاس وكلما ذكر في الآية واجب على المسلمين أن يستعلموه ولا يقع فيه نسخ)) القرطبى 4/ 157 - 158
وقال الزركشى: ((يحكى عن الشيخ العارف أبي الحسن الشاذلي رحمه الله أنه جمع بينهما فحمل الآية الأولى على التوحيد والثانية على الأعمال والمقام يقتضي ذلك لأنه قال بعد الأولى ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون وقيل بل الثانية ناسخة قال ابن المنير الظاهر أن قوله اتقوا الله حق تقاته 3 إنما نسخ حكمه لا فضله وأجره النبي صلى الله عليه وسلم حق تقاته بأن قال هو أن يطاع فلا يعصى ويذكر فلا ينسى ويشكر فلا يكفر فقالوا أينا يطيق ذلك فنزلت فاتقوا الله ما استطعتم 4 وكان التكليف أولا باستيعاب العمر بالعبادة بلا فترة ولا نعاس كما كانت الصلاة خمسين ثم صارت بحسب الاستطاعة خمسا على هذا الاعتبار ولم ينحط من درجاته وقال الشيخ كمال الدين الزملكاني وفي كون ذلك منسوخا نظر وقوله ما استطعتم هو حق تقاته إذ به أمر فإن حق تقاته الوقوف على أمره ودينه وقد قال بذلك كثير من العلماء انتهى والحديث الذي ذكره ابن المنير في تفسيره حق تقاته لم يثبت مرفوعا بل هو من كلام ابن مسعود رواه النسائي وليس فيه قول الصحابة أينا يطيق ذلك ونزول قوله تعالى فاتقوا الله ما استطعتم ومنه قوله تعالى فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة 3 مع قوله في أواخر السورة ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فالأولى تفهم إمكان العدل والثانية تنفيه والجواب أن المراد بالعدل في الأولى العدل بين الأزواج في توفية حقوقهن وهذا ممكن الوقوع وعدمه والمراد به في الثانية الميل القلبي)) البرهان فى علوم القرآن 2/ 57 - 58(2/167)
بعض الأخطاء المطبعية في تفسير ابن كثير تحقيق الشيخ سامي السلامة
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[15 - 08 - 04, 11:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله، وسلم على نبينا محمد، وآله، ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:
فلا تخفى أهمية هذا الكتاب العظيم الذي لا يكاد يخلو منه بيت مسلم، ومع ذا لم يلق العناية اللائقة بمثله مع تنوع الجهود المبذولة في ذلك التي كان من أحسنها ما قام به الشيخ سامي السلامة في تحقيقه، وكما هو الحال في كل أعمال البشر لا بد لها من نقص وخلل فمستقل، ومستكثر.
وأثناء قراءتي للمجلد الأول من تفسير ابن كثير طبعة الشيخ سامي لاحظت بعض الملاحظات، ووجدت بعض الأخطاء اليسيرة .. التي لا تقلل من جهده وما بذل فجزاه الله خيرا .. ولم أكن أول الأمر أقيد ما لاحظته حتى خطر على بالي أهمية ذلك فبدأت به من صفحة 300 – آخر المجلد الأول.
و هذه الملاحظات مما ظهرت لي أثناء القراءة من غير مقابلة بنسخة أخرى إلا حين الشك بوجود الخطأ، فأقوم بالبحث عن الصواب. وسأسرد الآن بعض الملاحظات، ولعل من يعرف الشيخ يوصلها له مشكورا، ومن وجد شيئا من الأخطاء فليبينها لنصحح نسخنا.
ص 306: السطر قبل الأخير / الخطأ: أن يرد رأسه.
الصواب: أن يرض رأسه. وقال في تخريجه: رواه البخاري برقم (6885).
قلتُ: الحديث في هذا الموضع مختصر جدا، وليس فيه ما ساقه المؤلف من أجله، وهو: قول الجريح قتلني فلان. واللفظ المشابه لما ساقه المؤلف في صحيح البخاري برقم (2413) و (2746) و (5295) وغيرها.
ص 326: السطر:17 الخطأ: وجبريل رسول الله ينادي.
والصواب: وجبريل رسول الله فينا.
وهو في صحيح مسلم (2490) ولم يخرجه.
ص329 السطر 7 / الخطأ: وابن محيص.
والصواب: وابن محيصن.
ص573 السطر 13 / الخطأ: بندار عن محمد بن بشار.
والصواب: بندار محمد بن بشار.
ص 586 السطر 8 / الخطأ: ضمان البدن.
والصواب: ضمان البدل.
ص602 السطر 9 / الخطأ: ورويمعن.
والصواب: وروى معن.
ويلاحظ في مواضع كثيرة وجود النقطتين تحت الألف المقصورة، وعدم وجودها في الياء، وإن كان الثاني أمره أهون، لكن حسب الاصطلاح الآن.
ص613: السطر الأخير / الخطأ: عن معاوية بن حيدة.
الصواب: ابن معاوية بن حيدة.
ص627: السطر: 16 / الخطأ: عبد الرحمن بن أبي بكر.
الصواب: محمد بن أبي بكر.
ص637: السطر 11 / في (حل) الرضاعة، وأشار في الحاشية أنه في نسحة: (محل).
قلتُ: الذي يناسب السياق ما في الحاشية، وبالمناسبة فالمحقق أثقل الكتاب بحواشي كثيرة جدا ليس لها أدنى فائدة، حتى إني سئمت من مطالعة كثير منها! وخذ بعض ما جاء في هذه الصفحة فقط: الحاشية (1) و (2) و (3) فليس لها أدنى فائدة، ومع ذلك يترك أشياء كثيرة تحتاج إلى تعليق في كلام المؤلف فخذ مثلا: في ص 643: قال المؤلف ورواه البخاري تعليقا فقال: قال لي طلق بن غنام ... الخ، ولم يعلق المحقق على ذلك مع أن تخصصه في السنة ـ كما قال الشيخ أحمد معبد في المقدمة ـ، ولا يخفى أن هذه الصيغة متصلة وليست من التعليق لأن البخاري نص على السماع بقوله: قال لي طلق، ولم يقل: قال طلق.
ص647: السطر 10/ الخطأ: فهو يقوله. ثم وضع حاشية، وذكر فيها أن في بعض النسخ: مقوله اهـ.
قلت ُ: الصواب: فهو يقويه، ولا معنى للكلام حسب ما أثبت المحقق، والسياق ظاهر فيما ذكرتُ، ثم لزيادة التثبت بحثت عن كلام البيقهي فوجدته في معرفة السنن والآثار 5/ 400 ونصه: وليث بن أبي سليم راوي حديث ابن عباس غير محتج به، ورواية علي بن أبي طلحة عن ابن عباس (تؤكده) ..
ص652: السطر 12/ الخطأ:محمد بن حازم الضرير.
الصواب: محمد بن خازم الضرير.
ص663: السطر 18 / الخطأ: يوضع الحمل.
الصواب: بوضع الحمل.
ص669: السطر 12 / الخطأ: ى موسى الكليم عليه الصلاة والسلام 677موروثا لخلفهم عن سلفهم إلى فلم يزل بهم تماديهم.
الصواب: موروثا لخلفهم عن سلفهم إلى موسى الكليم عليه الصلاة والسلام فلم يزل بهم تماديهم.
وفيها في سطر 17: شمويل: أي سمع الله.
أظن الصواب: شمويل: أي سمع الله دعائي.
ص673: السطر 6 / الخطأ: وجنبا الفرار.
الصواب: وجنبنا الفرار.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/168)
ص 678: السطر: 2 / الخطأ: عن بن أبي ليلى عن أخيه عبد الرحمن بن أبي ليلى.
والصواب: عن بن أبي ليلى عن أخيه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى.
ص680: السطر 18/الخطأ: أخبرنا يحيييبن عقيل.
والصواب: يحيى بن عقيل.
ص681: السطر الأخير/ الخطأ: يحيييبن المغيرة.
والصواب: يحيى بن المغيرة.
ص695: السطر 3/ وابتغاء مرضانه.
والصواب: وابتغاء مرضاته.
ص695: السطر 13/ أبي عبيدة [بن الجراح] وأشار في الهامش أنه زاد ما بين المعكوفين من المسند.
قلتُ: وما أدري ما الفائدة، وما الداعي من فعله هذا؟! مع أن هذا السند نفسه سقط منه: الوليد بن عبد الرحمن الجرشي! ولم يستدركه، وقد نبه على ذلك الشيخ أحمد شاكر في تحقيقه المسند 3/ 145 وكذا محققو المسند طبعة الرسالة 3/ 220 - 221، ولعل الشيخ يراجع أسانيد الكتاب مع الطبعتين فهما أولى من الميمنية.
ص695: السطر 23/ الخطأ: سليمان بن مهران عن الأعمش.
الصواب: سليمان بن مهران الأعمش.
ص699 السطر 16/ الخطأ: عامل يحسبه.
الصواب: عامل بحسبه.
ص705: السطر: 16/الخطأ: للعالمين.
والصواب: للعاملين.
ص607 السطر20 /الخطأ: سأما عمر فجاء.
والصواب: أما عمر فجاء.
ص714 السطر 2 / {فَلَهُ مَا سَلَفَ} فإنه ما كان أكل. وذكر في الهامش أنه في بعض النسخ: فله.
قلت: والذي في الهامش (فله)، أقرب. وأخرجه عمن ذُكِر مسندا ابن أبي حاتم 2/ 546 باللفظ الذي في الهامش.
والمحقق مع أنه ذكر في مقدمة الطبعة الثانية أنه قابل جميع النصوص المنقولة عن تفسير ابن أبي حاتم بالمطبوع لكني لم أجد العزو له في مواضع كثيرة.
وجاء في مقدمته أيضا أن تفسير ابن أبي حاتم طبع في هذه الفترة يعني بين طبعته الأولى عام 1418هـ.
وأظنه يقصد الطبعة التي صدرت عن مكتبة نزار مصطفى الباز، المكتوب عليها أنها صدرت عام 1417هـ، وأظنه لم يعلم أنه قد طبع منه أجزاء قبل ذلك بزمن، طبعته مكتبة الدار بالمدينة، وحقق بعضه في رسائل علمية، ومنها نسخ في مكتبة الملك فهد بالرياض.
وفي هذه الصفحة 714: أثر عند ابن أبي حاتم لم يخرجه .. وذكره المؤلف ابن كثير ص 721 وضعفه، ولم يربط بينهما!.
وكذا لا يربط ما يقول فيه المؤلف تقدم، أو سيأتي.
ص727 السطر 24/ الخطأ: نجيئه بماله.
والصواب: تجيئه بماله.
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[16 - 08 - 04, 08:19 ص]ـ
شكر لكم شيخنا الفاضل: عبد الرحمن.
وقد انعم الله عليَّ حين صدور الكتاب بقراءته، وقد كنت مهتماً بالتعليق عليه في أوائل الجزء الأول، ووجدت عنده بعض السقط مقارنة بطبعتين أخريين؛
فلعلي أذكر بعض الهنات الواقعة في أول الجزء الأول إتماماً لعملكم - وفقكم الله -.
مع العلم بأن شيخنا الفاضل: محمد الفالح - حفظه الله - قد حقق الجزء الأول من القرآن الكريم - وهي رسالته الدكتوراه - وقد طبع قسم دراسة الكتاب وذكر أن طبعة السلامة فيها قرابة (120) سطر سقط في الجزء الأول من القرآن دون تتبع!!
وتحقيقه للجزء الأول سيطبع قريباً - كما أخبرني هو بذلك -.
ملحوظة: الأخطاء التي سأذكرها هنا من الطبعة الأولى؛ وقد طبع طبعة ثانية بعد أن أرسل له مجموعة من طلبة العلم جملة من الأخطاء والتصحيحات؛ فقد تكون بعضها قد تم تعديله؛ فالله أعلم.
وسأبدأ بعد مجيئي من بيت الله الحرام - إن شاء الله -.
وفقكم الله.
ـ[رابح]ــــــــ[16 - 08 - 04, 02:35 م]ـ
بارك الله فيك على هذه الملحوظات
ـ[المسيطير]ــــــــ[16 - 08 - 04, 05:31 م]ـ
المشايخ الفضلاء:
تلافى الشيخ سامي السلامة كثيرا من الملحوظات في طبعة التفسير الثانية، وقد ذكر ذلك في مقدمة الطبعة الثانية.
ولعل الشيخ السديس يطلع على الطبعة الثانية، ويفيدنا بالملحوظات.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[16 - 08 - 04, 09:06 م]ـ
الملاحظات التي كتبتها هي على الطبعة الثانية، وليست الأولى.
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[22 - 08 - 04, 01:29 ص]ـ
ملحوظات على طبعة السلامة لتفسير ابن كثير
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد:
فهذه بعض الملحوظات التي قيدها أثناء قراءتي للكتاب من طبعته الأولى، أكتبها إتماماً لعمل الشيخ / عبد الرحمن السديس – وفقه الله لكل خير –؛
وهذه الملحوظات من المجلد الأول، وسأضع رقمين: أولهما للصفحة، والثاني للسطر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/169)
1 – (7/ 2): فإن قال قائل: فما أحسن طرق التفسير؟ ... نقل هذا الكلام وما بعده ابن كثير – رحمه الله – من مقدمة شيخ الإسلام – رحمه الله – ولم يشر له المحقق – غفر الله له –.
2 – (9/ 2): ( ... لا للاعتضاد)، وفي الفتاوى: (للاعتقاد) ولعله هو الصواب.
3 – (9/ 16): (ثم أرشد على أن الاطلاع ... )، وفي الفتاوى: (ثم أرشد إلى الاطلاع ... ) ولعله هو الصواب.
4 – (9 / آخر ثلاثة أسطر): وضعها المحقق بين معكوفتين، وأشار في الحاشية أنها زيادة من (ط، ب). قلت: وليست موجودة في الفتاوى.
5 – (12/ 16): ( ... إلا ما قمت عني)، في الطبري بتحقيق شاكر وطبعة دار الفكر (مصورة): ( ... لَمَا قمت عني).
6 – (14/ 6): ( ... إلا آيا تُعد)، قال العلامة أحمد شاكر في تعليقه على الطبري: الصواب: (آياً بعدد) وغيره مصححوا المطبوعة.
7 – (20/ 8 من أسفل): ( ... ، وهذا وهم ... )، الأولى: حذف الواو الأولى.
8 – (20/ 4 من أسفل): (كلمات ربك)، الصواب: (كلمة ربك) كما في المصحف.
9 – (23/ 8): (سيأتي قريباً و الكلام عليه .. )، الصواب: حذف الواو.
10 – (25/ 15): ( ... وابن زيد)، قال الحويني – جفظه الله – في تحقيقه لفضائل القرآن لابن كثير (ص 57): وقع في (أ): ابن زيد، وهو خطأ واضح، وأثبت: (ابن مهدي).
11 – (27/ 8): (ومنهم من لم يكن يحسن الكتابة أو يثق بحفظه ... )، الصواب: حذف ألف (أو).
12 – (38/ 10): (وقد روى ثابت بن قاسم)، قال الشيخ الحويني – حفظه الله – في تعليقه على فضائل القرآن (103): كذا في الأصول كلها، وليس هو كما يتبادر التابعي الذي يروي عن أبي هريرة، ولكنه كما يبدو لي أحد العلماء المصنفين، أو يقع لي – والله أعلم – أنه: قاسم بن ثابت السرقسطي صاحب كتاب (الدلائل) ... إلخ.
وأكمل ما تبقى فيما بعد – بإذن الله –.
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[22 - 08 - 04, 01:36 ص]ـ
ملحوظات على طبعة السلامة لتفسير ابن كثير
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد:
فهذه بعض الملحوظات التي قيدتها أثناء قراءتي للكتاب من طبعته الأولى، أكتبها إتماماً لعمل الشيخ / عبد الرحمن السديس – وفقه الله لكل خير –؛
وهذه الملحوظات من المجلد الأول، وسأضع رقمين: أولهما للصفحة، والثاني للسطر.
1 – (7/ 2): فإن قال قائل: فما أحسن طرق التفسير؟ ... نقل هذا الكلام وما بعده ابن كثير – رحمه الله – من مقدمة شيخ الإسلام – رحمه الله – ولم يشر له المحقق – غفر الله له –.
2 – (9/ 2): ( ... لا للاعتضاد)، وفي الفتاوى: (للاعتقاد) ولعله هو الصواب.
3 – (9/ 16): (ثم أرشد على أن الاطلاع ... )، وفي الفتاوى: (ثم أرشد إلى أن الاطلاع ... ) ولعله هو الصواب.
4 – (9 / آخر ثلاثة أسطر): وضعها المحقق بين معكوفتين، وأشار في الحاشية أنها زيادة من (ط، ب). قلت: وليست موجودة في الفتاوى.
5 – (12/ 16): ( ... إلا ما قمت عني)، في الطبري بتحقيق شاكر وطبعة دار الفكر (مصورة): ( ... لَمَا قمت عني).
6 – (14/ 6): ( ... إلا آيا تُعد)، قال العلامة أحمد شاكر في تعليقه على الطبري: الصواب: (آياً بعدد) وغيره مصححوا المطبوعة.
7 – (20/ 8 من أسفل): ( ... ، وهذا وهم ... )، الأولى: حذف الواو الأولى.
8 – (20/ 4 من أسفل): (كلمات ربك)، الصواب: (كلمة ربك) كما في المصحف.
9 – (23/ 8): (سيأتي قريباً و الكلام عليه .. )، الصواب: حذف الواو.
10 – (25/ 15): ( ... وابن زيد)، قال الحويني – جفظه الله – في تحقيقه لفضائل القرآن لابن كثير (ص 57): وقع في (أ): ابن زيد، وهو خطأ واضح، وأثبت: (ابن مهدي).
11 – (27/ 8): (ومنهم من لم يكن يحسن الكتابة أو يثق بحفظه ... )، الصواب: حذف ألف (أو).
12 – (38/ 10): (وقد روى ثابت بن قاسم)، قال الشيخ الحويني – حفظه الله – في تعليقه على فضائل القرآن (103): كذا في الأصول كلها، وليس هو كما يتبادر التابعي الذي يروي عن أبي هريرة، ولكنه كما يبدو لي أحد العلماء المصنفين، أو يقع لي – والله أعلم – أنه: قاسم بن ثابت السرقسطي صاحب كتاب (الدلائل) ... إلخ.
وأكمل ما تبقى فيما بعد – بإذن الله –.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[22 - 08 - 04, 04:20 م]ـ
جزاك الله خيرا
المجلد الثاني
الصفحة 8 السطر19: ورواه محمد بن يحيى العبدي في مسنده
0000000والصواب: ورواه محمد بن يحيى العدني في مسنده.
الصفحة 9 السطر 10: عن النعمان بن محمد بن الفضل السدوسي
00000000والصواب: عن أبي النعمان محمد بن الفضل السدوسي.
الصفحة 29 السطر2من أسفل: من الدجاج ة = يصحح، الدجاجة.
في ص30و31 عزا المؤلف أثرين للبخاري، ولم يخرجهما.
ص32 حديث في صحيح مسلم لم يخرجه.
ص34: ذكر المؤلف قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ولد لي الليلة غلام فسميته باسم أبي إبراهيم ". أخرجاه. قال المحقق في الحاشية (1) رواه البخاري تعليقا برقم (1303) ورواه مسلم برقم (2315) من حديث أنس بن مالك.
قلت: أولا: الحديث الذي أشار إليه المحقق عند البخاري تعليقا! = مسند متصل، وليس بمعلق.
ثانيا: ليس عندي البخاري الجزء المذكور والمحتج به من الحديث الذي أشار إليه ابن كثير بل هو عند مسلم فقط، وإن كان أصل الحديث والقصة عند البخاري.
ص35 سطر 1 وروى من حدبث يصحح:حديث.
ص35 سطر 5: عزا المؤلف طريق إلي مسلم ولم يخرجه، وإن كان قد خرج طريقا قبله لنفس الحديث في الصفحة التي قبلها.
ص35: سطر 16: قال (وكَفّلها زكريّا) وفي قراءة (وكَفّلها زكريّا) بتشديد الفاء ونصب زكريا على المفعولية.
قلت: لم يفرق بينهما، والصواب: في القراءة الأولى: (وكَفَلَها زكريّاءُ).
وفيه أمور تحتاج إلى تأمل وتعليق ككثير من الإسرائليات الغريبة، والمنكرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/170)
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[24 - 08 - 04, 12:34 ص]ـ
13 – (44/ 2 من تحت): [في المراء]، الصواب: [في المراد].
14 – (45/ 8 من تحت): [لأئمة المهديين]، الصواب: [للأئمة المهديين].
15 – (46/ 12): [ ... المنفوش)) أو باختلاف الكلمة بالتقدم والتأخر]، هنا سقط استدركته من طبعة الفضائل للشيح الحويني – حفظه الله – (136): [ ... المنفوش))، أو باختلاف الكلمة واختلاف المعنى مثل: ((وطلح منضود)) و ((طلع منضود))، أو بالتقدم والتأخر ... ].
16 – (46/ 17): [فالإجماع أن التوسعة لم تقع في تحليل حلال]، والعبارة هكذا في طبعة القرطبي، والذي يظهر أن الصواب ما في مخطوطة (ج): [حرام]؛ وقد قال الحويني في تعليقه على الفضائل (137): في (ا) و (ط) [حلال] ولا معنى لها، ثم وقفت على عبارة ابن عطية في تفسيره (1/ 35) فقال: وأيضاً فالإجماع أن التوسعة لم تقع في تحريم حلال ولا تحليل حرام.
17 – (48/ 10 من تحت): [على ترتب مختلف]، الصواب: [على ترتيب مختلف].
18 – (67/ 5 من تحت): [وهم ينهون عنه] تكررت مرتين، فتحذف الثانية منهما.
19 – (68/ 5): [في إمارة عثمان]، لعل الصواب ما في بعض النسخ [من إمارة عثمان].
20 – (69/ 2): [سليم بن مسلم]، قال الحويني – وفقه الله – في تعليقه على الفضائل (210): وقع اضطراب في هذا الاسم، ففي (ا) (ط): سليم بن مسلم. وفي (ج): سليمان بن مسلم اهـ. وقد أثبت في المتن (سليمان بن سليم)، والله أعلم.
21 – (79/ 7 من تحت): [وذكرنا هنا ... ]، الصواب: [وذكرنا هناك ... ].
22 – (82 / الحاشية رقم 5): عزا المؤلف – رحمه الله – حديثاً إلى مسند الإمام أحمد، فقال المحقق – وفقه الله –: لم أقع عليه في المطبوع من المسند، وقد ذكره الحافظ ابن حجر في أطراف المسند (2/ 465).
قلت: وكذا عزاه الهيثمي في المجمع (2/ 268)، ولم يخرجه الحويني من مسند الإمام أحمد.
ثم وجدته في طبعة الرسالة للمسند (39/ 447) وهو من الأحاديث المستدركة من أطراف المسند، وإتحاف المهرة وغيرها، انظر (39/ 434).
23 – (91/ 4): بعد نهاية الكلام، هنا زيادة استدركتها من طبعة الحويني – وفقه الله –: هذا حديث غريب، ويزيد الرقاشي ضعيف.
قلت: وهذا مما يبين أن الحافظ ابن كثير – رحمه الله – لم يترك التعقيب على الأحاديث الضعيفة دون أن يبينها، أو يبين زيف الإسرائيليات؛ لكن الإشكال يقع في فروق النسخ، والله أعلم.
24 – (99/ 11): [ ... وابن ماجه وغيرهما]، الصواب: [وغيرهم].
وبهذا أكون قد انتهيت من المقدمة، وسأشرع – بإذن الله – في تفسير سورة الفاتحة.
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[26 - 08 - 04, 11:40 م]ـ
25 – (101/ 4): [وكره أنس ... ]، في نسخة أخرى [ذكره ... ].
26 – (101/ 10): [لما رواه الدارمي عن أبي سعيد مرفوعاً: (فاتحة الكتاب شفاء من كل سم)]،
قلت: لم يعلق المحقق – وفقه الله – بشيءٍ على هذا الحديث؛ فأقول: الظاهر أنَّ الحافظ – رحمه الله – وهم في كون هذا الحديث عند الدارمي مرفوعاً، فإنما رواه الدارمي (3370) مرسلاً من حديث عبد الملك بن عمير بلفظ: ( ... داء) بدل ( ... سم)، أما حديث أبي سعيد؛ فقد أخرجه سعيد بن منصور، والبيهقي في شعب الإيمان. انظر ضعيف الجامع برقم (3950).
27 – (101/ 11): [لحديث أبي سعيد في الصحيح ... ]، الصواب: الصحيحين، كما في بعض النسخ.
28 – (101/ 4 من تحت): [وقال حسين الجعفي: ستة]، الصواب: ما في الحاشية في نسخة (ا): ست، وذلك لأن القاعدة هنا أن العدد – وهو هنا ستة – يخالف المعدود المقدر – وهو هنا: آيات –.
29 – (102/ 2): [أنه يبدأ بكتابتها ... ]، الصواب: [لأنه ... ].
30 – (103/ 5): [ ... حيث يقرأ ... ]، الصواب: [ ... حيث تقرأ ... ].
31 – (106/ 5 من تحت): [ .. الحرقي عن أبي هريرة]،
قلت: وقع هنا سقطٌ بعد الحرقي: عن أبيه، كما هو في صحيح مسلم، ورواية العلاء عن أبيه مشهورة معروفة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/171)
32 – (109 / الحاشية (10)): قال المحقق: وللشيخ ناصر الألباني! بحث حول هذه الزيادة في الأرواء (2/ 121) وهو حسن.
قلت:
1 –وضعت علامة تعجب لأن المحقق لم يذكر (الدين) من اسم الشيخ!، ففرق بين (ناصر الدين) و (ناصر الألباني).
2 – قوله: (الأرواء) الصواب: الإرواء.
3 – ليت المحقق – جزاه الله خيراً – ذكر ما توصل إليه الشيخ ناصر -رحمه الله –، فلذلك أقول: أن الشيخ – رحمه الله – رأى ثبوت زيادة " وإذا قرأ فأنصتوا ".
33 – (111/ 9): [حدثنا محمد بن الحسن بن آتش ... ]، قال المحقق في الحاشية رقم (4): في جميع النسخ والمسند: (أنس) والصواب ما أثبتناه.
قلت: انظر إتحاف المهرة (5/ 357) فقد قال المحقق: (آتش) من الأصل و (هـ) وأطراف المسند (6/ 354 ح 8540)، وهو الصواب، وفي المطبوع، ومثله في مناقب الإمام أحمد ص 48: ((أنس))، وهو تصحيف. انظر: (تهذيب التهذيب 9/ 113، والتقريب) ... .
34 – (111/ 12): [ويقول: " لا إله إلا الله " ... ] قال المحقق: في (ج) (ب) (و): ويقول: الله أكبر.
قلت: ولعل ما في المخطوطات المذكورة هو الصواب، وذلك لأنه هو المثبت في الترمذي وأبي داود، ولم أرجع لبقية السنن؛ فالله أعلم.
35 – (115/ 2 من تحت): [فجعل (لا) يضربه ... ]، قلت: زيادة (لا) خطأ، فليس المعنى مستقيماً بوجودها، وانظر الطبري (1/ 111 ت. شاكر).
36 – (115 / الحاشية (10)): عزا المؤلف – رحمه الله – حديث أبي ذر – رضي الله عنه – لصحيح مسلم، فقال المحقق: رواه الطبري في تفسيره (1/ 111).
قلت: هو في مسلم برقم (510) بنحوه، وورد عن أبي هريرة – رضي الله عنه – في مسلم (511) بنحوه أيضاً؛ فلا أدري لماذا لم يعزه المحقق لمسلم!
37 – (116/ 7): [ ... والربائث]، لعل الصواب: الرفائث؛ فليحرر.
38 – (120/ 6): [وغير ذلك]، لعل الصواب: وقيل: غير ذلك].
39 – (125 / الحاشية (4)): نقل المحقق – وفقه الله – كلام ابن حجر في الفتح، فقال: ... ضعفه ابن معين، وقواه ابن معين!.
قلت: الصواب: أبو زرعة، والتصحيح من الفتح. وحسنه الألباني – رحمه الله –.
40 – (126/ 1): [ ... ، 5 سمعت العرزمي]، قلت: رقم خمسة يحذف، والعرزمي قال عنه الإمام أحمد: لا يساوي حديث شيئاً.
41 – ما يتعلق بهذه الطبعة أن ابن كثير – رحمه الله – يعزو كثيراً للطبري، والمحقق لا يوثق ذلك مع كون الكتاب بين يديه، ولا يكلفه شيئاً! وإذا وثق كان الأولى به أن ينقل حكم الشيخ شاكر عليه، وهذا ينطبق أيضاً على كلام الأئمة الذين يعزو لهم المحقق كالترمذي وغيره. ونبهت على هذا لأني علقت كثيراً من التعاليق على نسختي من التفسير لهذا الغرض. والله أعلم.
وأزيد فأقول: هذا فضلاً عن الأقوال التي يسوقها ابن كثير، ولا يخرجها أو يعزوها المحقق – بارك الله فيه –.
42 – (135/ 4): [وهو مناسبة]، قال المحقق: في (ج) (ط): مناسب.
قلت: وهو المناسب!.
43 – (137/ 12): [وكذلك ذلك ... ]، الصواب: حذف (كذلك) كما في طبعة دار الفكر.
44 – (139 / الحاشية (1)): قال المحقق: المعجم الكبير (10/ 245). قلت: لم أجده في نفس الصفحة، وإنما وجدته في (10/ 199) برقم (10454)، ولعل المحقق – جزاه الله خيراً – يعزو لطبعة أخرى.
45 – (140/ 7 من تحت): [فعملوا ... ]، الصواب: فعلموا.
وبهذا أكون قد انتهيت من تصحيح الأخطاء الواقعة في تفسير سورة الفاتحة، وسأشرع – بإذن الله – في تفسير سورة البقرة.
ـ[أبو تميم]ــــــــ[27 - 08 - 04, 11:54 م]ـ
السلام عليكم
جزاكم الله خيراً على ما أوضحتموه من الخطأ الغير المقصود بإذن الله من الشيخ وفقه الله
وللمعلمومية فقط صدر للطبعة الثانية اصدار ثاني فهل هو الذي تتكلمون عنه وجزاكم الله خيراً
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[28 - 08 - 04, 12:17 م]ـ
التي تكلمت عليها:
الأصدار الثاني الطبعة الأولى = في الترتيب الزمني الثالثة.
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[29 - 08 - 04, 03:01 ص]ـ
46 – (153 / السطر الأخير): [فنُخطران]، وفي طبعة دار الفكر [فيخطران] ولعلها أصح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/172)
47 – (154/ 9 من تحت): [الصحيحين]، قال المحقق: في (ج) (ط) (ب) (أ) (و): الصحيح.
قلت: وهو الصواب، وذلك لأن الحديث انفرد بإخراجه مسلم دون البخاري من حديث حذيفة (772).
48 – (154 / الحاشية 12): قال المحقق: الحديث وقع لي في سنن النسائي (2/ 177) من حديث حذيفة – رضي الله عنه –.
قلت: بل هو في مسلم؛ كما تقدم في الملحوظة السابقة.
49 – (156/ 2 – 5): ورد في إسناد ابن مردويه الذي ذكره ابن كثير: عبيس بن ميمون، فقال المحقق في الحاشية: في (هـ): عيسى. ثم ورد اسمه في موضع آخر: فأثبت عيسى.
قلت: فلا أدري أيهما أصح؛ فليحرر. والذي يظهر لي – دون مراجعة – أن اسمه: عيسى بن ميمون، وذلك: لأن الموضع الثاني لا يوجد فيه فروق نسخ؛ بل اتفقت – كما يظهر من صنيع المحقق – على أن اسمه: عيسى بن ميمون، والله أعلم.
50 – (161 / الحاشية (16): قال المحقق: وأطنب العلامة أحمد شاكر في الكلام عليه في حاشية تفسير الطبري.
قلت: قد ضعفه الطبري، والسيوطي، والشوكاني، وأحمد شاكر.
51 – (164/ 6): بعد نهاية المقطع الأول وقع سقط، استدركته من طبعة دار الفكر، فقد قال ابن كثير – رحمه الله –: ويطلق الهدي ويراد به: ما يَقَرُّ في القلب من الإيمان، وهذا لا يقدر على خلقه في قلوب العباد إلا الله – عز وجل – قال تعالى: " إنك لا تهدي من أحببت " وقال: " ليس عليك هداهم " وقال: " ومن يضلل الله فلا هادي له " وقال: " من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً " إلى غير ذلك من الآيات.
ويطلق ويراد به: بيان الحق والدلالة عليه والإرشاد إليه، قال الله تعالى: " وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم " وقال: " إنما أنت منذر ولكل قومٍ هاد " وقال تعالى: " وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى " وقال: " وهديناه النجدين " على تفسير من قال: المراد بهما: الخير والشر، وهو الأرجح. والله أعلم. انتهى كلامه – رحمه الله –.
52 – (164/ 6 من تحت): [ما استفاد المرء ... ]، الصواب: [ما استفاد المؤمن ... ]، والتصحيح من السنن، ويوجد تقديم وتأخير في الرواية بمقارنة لفظ الحديث الذي ذكره ابن كثير – رحمه الله – بالسنن.
53 – (166/ 5 من تحت): [حدثنا معاوية بن صالح، عن صالح بن جبير]، هكذا أثبت المحقق – وفقه الله –.
قلت: رجعت لمعجم الطبراني الكبير (4/ 23) رقم (354) فقال: حدثني معاوية بن صالح، عن جبير ... .
مع أنه قد أثبتت في الأسانيد الأخرى اسم (صالح بن جبير)؛ فلعل ذلك الخطأ وقع في المعجم؛ فليحرر ويصحح.
54 – (168/ 9 من تحت): [الناسخات المُثبتات]،
قلت: عند الطبري تقديم المثبتات على الناسخات، وقال الشيخ أحمد شاكر معلقاً على ذلك: ويجوز كسرها، وعند السيوطي والشوكاني (الناسخات المبينات) وليس بشيءٍ.
55 – (172/ 10): [قال]، ذكر المحقق في الحاشية أنها زيادة من (ج، ب، أ، و).
قلت: والأولى حذفها، وذلك لأن ابن كثير – رحمه الله – من بداية المقطع وهو يسوق كلام الطبري بالمعنى، فقوله هنا: (قال) مشعرٌ بأن ابن كثير – رحمه الله – بدأ بالنقل نصاً من كلامه، وهذا مما لا وجود له في الطبري، والله أعلم.
56 – (172/ 6 من تحت): [حدثني عبيد الله بن المغيرة ... ]، هكذا أثبت المحقق – جزاه الله خيراً –.
قلت: ذكر ابن كثير – رحمه الله – حديثاً آخر نقله عن ابن أبي حاتم في نهاية الصفحة التي تلي هذه (173)، وهو من رواية ابن لهيعة عن ابن المغيرة هذا؛ فأثبت المحقق – وفقه الله – في اسم ابن المغيرة (عبد الله) وليس (عبيد الله)؛ فليراجع تفسير ابن أبي حاتم.
57 – (173/ 8): [ولا يهمدنك ... ]، لعل الصواب كما هو في ط. دار الفكر [ولا يهمنك].
58 – (174/ 4 من تحت): بعد نهاية الكلام يوجد سقط استدركته من ط. دار الفكر، وهو:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/173)
[قلت: وقد أطنب الزمخشري في تقرير ما ردَّه ابن جرير هاهنا، وتأول الآية من خمسة أوجهٍ كلُّها ضعيفة جداً، وما جرَّأه على ذلك إلا اعتزاله؛ لأن الخَتْمَ على قلوبهم ومنعها من وصول الحق إليها قبيحٌ عنده، يتعالى الله عنه في اعتقاده، ولو فهم قوله تعالى: " فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم " وقوله: " ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون " وما أشبه ذلك من الآيات الدالة على أنه تعالى إنما ختم على قلوبهم، وحال بينهم وبين الهدى جزاءً وفاقاً على تماديهم في الباطل، وتركهم الحق؛ وهذا عدلٌ منه – تعالى – حسنٌ ليس بقبيح، فلو أحاط علماً بهذا لما قال ما قال. والله أعلم.
قال القرطبي: وأجمعت الأمة على أن الله – عز وجل – قد وصف نفسه بالختم والطبع على قلوب الكافرين مجازاةً لكفرهم؛ كما قال: " بل طبع الله عليها بكفرهم "، وذكر حديث تقليب القلوب و " يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك "، وذكر حديث حذيفة الذي في الصحيح عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: " تعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عوداً، فأي قلبٍ أشربها نُكِتَ في قلبه نكتةٌ سوداء، وأي قلبٍ أنكرها نكت فيه نكتةٌ بيضاء؛ حتى يصير على قلبين أبيض مثل الصفا، فلا تضره فتنةٌ ما دامت السموات والأرض، والآخر أسود مرباداً كالكوز مجخياً، لايعرف معروفاً ولا ينكر منكراً ... الحديث. اهـ.
59 – الذي يظهر لي من كثير من التعليقات التي كتبتها على نسختي، وذلك من خلال مراجعة كل مصدر ينقل منه ابن كثير – رحمه الله –: أنَّ ابن كثير في نقله عن ابن جريرٍ – رحمه الله – كثيراً ما ينقل بالمعنى؛ وذلك لكثرة الاختلافات بين عبارة ابن كثير التي يعزو قولها لابن جرير وبين المصدر الرئيس؛ بل أحياناً لا أجدها، وإنما أجد معناها؛ فلذلك أعرضت عن كثير من التعاليق بهذا السبب وأحببت التنبيه على ذلك، والله أعلم.
* ومما لاحظته في تحقيق الشيخ السلامة – وفقه الله – مما يتعلق بنقل ابن كثير – رحمه الله – عن الطبري، أنه يثبت في الحاشية ما هو موجود في تفسير الطبري؛ وكان الأولى: أن يثبت الموافق لما في الطبري – وخاصة حين توجد فروق بين النسخ التي بين يديه – لأن ذلك يؤكد صحتها.
يتبع - إن شاء الله -.
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[29 - 08 - 04, 03:19 ص]ـ
جزاكم الله خيرًا على هذا الجُهْد الرائِع.
وبالنسبة لطبعة دار الفكر التي ينقل عنها المحقق -حفظه الله تعالى- فهي طبعة مُصَوَّرة عَن طبعة دار إحياء الكتب العربية بمصر (فيصل عيسى البابي الحلبي)، وهي مطبوعة في 4 مجلدات، وعليها تعليقات للشيخ (محمد رشيد رضا) -رحمه الله تعالى-.
ـ[أبو ثابت]ــــــــ[29 - 08 - 04, 04:41 م]ـ
جزيتم خيراً أيها الفضلاء
وبالنسبة للأخطاء فالطباعة لها النصيب الأكبر في حدوثها (أعني الأخطاء)
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[30 - 08 - 04, 01:29 ص]ـ
الأخ محمد يوسف - وفقه الله -:
قد بينت سابقاً بأن طبعة دار الفكر مصورة،
ثم في مواضع كثيرة في هذه التنبيهات، أقول: فليحرر، أو فلينظر ونحوها؛ فهل لك أن تتبع ذلك مشكوراً ,
وهذا لأني كنت أقرأ الكتاب في عدة أماكن، فأحياناً أكون بعيداً عن المكتبة، والآن في أثناء كتابة التعقبات يصعب عليَّ المراجعة والتحرير.
بالنسبة لرسالتكم الخاصة، بالنسبة للإقناع فإني أمتلكه، أما المعونة فلا.
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[07 - 09 - 04, 01:39 ص]ـ
60 – (176 / الحاشية (5)): عزا المحقق البيت الذي ذكره ابن كثير – رحمه الله – إلى: تفسير الطبري (1/ 265) وهو للحارث المخزومي.
قلت: لقد انتقل بصر المحقق – غفر الله له – إلى البيت الذي يلي هذا البيت عند الطبري؛ وإلا فمحقق الطبري لم يعز هذا البيت إلى (الحارث المخزومي)، وإنما عزا الذي بعده.
61 – (178/ 4): [له خائف، مخادعاً، فكذلك المنافق ... ]، هنا سقط استدركته من الطبري – حيث ينقل ابن كثير – رحمه الله – قولَهُ: [له خائف، فنجا بذلك مما خافه – مخادعاً لمن تخلص منه بالذي أظهر له من التقية، فكذلك المنافق ... ] ويوجد فروق يسيرة أخرى.
62 – (178/ 10): [عَبَادَه]؛ هكذا ضبطها المحقق، والصواب: كسر العين المهملة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/174)
63 – (179/ 12): [ ... بالحق]، في ط. الفكر [بالغيب] بدل [الحق] ولعله هو الأولى. والله أعلم.
64 – (180 / نهاية المقطع الأول، وقبل الآية (12)): هنا سقط استدركته من طبعة دار الفكر (1/ 49):
[تنبيهٌ: قول من قال: كان – عليه الصلاة والسلام – يعلم بعض أعيان المنافقين إنما مستنده حديث حذيفة بن اليمان في تسمية أولئك الأربعة عشر منافقاً في غزوة تبوك الذين همُّوا أن يفتكوا برسول الله – صلى الله عليه وسلم – في ظلماء الليل عند عقبةٍ هناك عزموا على أن ينفروا به التاقة ليسقط عنها؛ فأوحى الله إليه أمرهم، فأطلع إلى ذلك حذيفة، ولعل الكف عن قتلهم كان لمدرك من هذه المدراك أو لغيرها، والله أعلم.
فأما غير هؤلاء، فقد قال تعالى: " وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم " الآية. وقوله تعالى: " لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا * ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا " ففيها دليلٌ على أنه لم يغر بهم – كذا! ولعلها: يعرفهم – ولم يدرك أعيانهم، وإنما كان تذكر له صفاتهم فيتوسمها في بعضهم كما قال تعالى: " ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم * ولتعرفنهم في لحن القول " ولقد كان من أشهرهم بالنفاق عبد الله بن أبي بن سلول، وقد شهد عليه زيد بن الأرقم بذلك الكلام الذي سبق في صفا ت المنافقين، ومع هذا لمَّا مات – لعل هنا سقطاً تقديره: صلَّى عليه – صلى الله عليه وسلم، وشهد دفنه كما يفعل ببقية المسلمين، وقد عاتبه عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – فيه، فقال: " إني أكره أن تتحدث العرب أن محمداً يقتل أصحابه "، وفي رواية في الصحيح: " إني خيرت؛ فاخترت "، وفي روايةٍ: " لو أعلم أني لو زدت على سبعين يغفر له لزدت "] اهـ السقط.
65 – (182/ 8 من تحت): [ ... المفلوظ]، قال المحقق – غفر الله له – في الحاشية (5): في (ط، ب، أ، و): [الملفوظ]. قلت: والصواب ما في الحاشية بلا ريب!
66 – (184/ 3 من تحت): [وقال مجاهد: يزيدهم]، قلت وقع سقط بعد قول مجاهد هذا، وقد استدركته من ط. الفكر (مصورة): [وقال تعالى: " أيحسبون أنما نمدهم من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون " وقال: " سنستدرجهم من حيث لا يعلمون " وقال بعضهم: كلما أحدثوا ذنباً أحدث لهم نعمة، وفي الحقيقة نقمة. وقال تعالى: " فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون * فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين "].
67 – (233/ 3): [ويطير في الهواء]، قلت: الصواب: حذفها، والمقولة مشهورة معروفة، ثم أن السياق لا يستقيم بجعلها من كلام الليث.
68 – (236/ 2): [فنجاهما]، الصواب: فنحاهما.
69 – (251/ 5): [وبدله بعد القرب] كلام المصنف – رحمه الله – لم يكمل هنا، وتكملته بعد الأبيات المذكورة؛ فتنقل بعده مباشرة.
70 – (319/ 7 من تحت): [ويطلون]، قال المحقق: في (ج، ط، أ): يطلبون؛ قلت: وهو الصواب بلا ريب!
71 – (355/ 5 من تحت): [ربنا لا تهلكهم]، وقال المحقق: في (ج، ط): تمهلهم. قلت: (لا تمهلهم) أقرب من حيث المعنى؛ ثم عند كتابة هذه الأسطر رجعت لتفسير ابن جرير (2/ 342 ط. التركي): فأثبت المحققون: أَلَا تهلكهم. وكلا الاحتمالين حسن.
72 – (363/ 1): [ ... ماذا أصنع]، قلت: الأقرب: ماذا صنع؛ كما في بعض النسخ.
73 – (372/ 6): [لبيد بن أعصم]، قلت: الصواب: الأعصم؛ كما في بعض النسخ!.
74 – (375/ 6): [من الكتاب والمشركين]، قلت: الصواب زيادة (أهل) قبل الكتاب والمشركين، ليستقيم المعنى.
75 – (393/ 7 من تحت): [قبل السماك]، قال المحقق: في (ج، ط، ب، أ، و) (قبل الشمال). قلت: ولعلها أقرب، والله أعلم (تراجع).
76 – (470/ 1 من تحت): [من حديثُ]، والصواب: من حديثِ.
77 – (480/ 9 من تحت): [وقوله: " صم بكم عمي " ... إلى آخر المقطع] قد تكرر قبله بثلاثة أسطر بالحرف مع زيادة في آخره، فيلغى ما هنا.
78 – (513/ 3 من تحت): [ ... لأنه من باب الرخصة والأخذ بها]، قال المحقق –وفقه الله –: زيادة من (ج)، قلت: الصواب حذفها، لأنها تكررت هذه الجملة قبل بعض كلمات، ثم إن المعنى لم يكمل في هذه الزيادة.
88 – (519/ 5): [وقد روى ابن جرير عن عبد الله بن الزبير وغيره من السلف]، قال المحقق – وفقه الله –: زيادة من (ج): قلت: الصواب حذفها، لأنها تكررت هذه الجملة قبل بعض كلمات، ثم إن المعنى لا يستقيم بها.
89 – (582/ 8): [من البدن]، قلت: الصواب: البدل.
يتبع - بإذن الله -
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/175)
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[27 - 09 - 04, 02:06 م]ـ
تفسير ابن كثير
بين مد الناشرين، وجزرالمحققين
عبدالعزيز بن فيصل الراجحي
الحافظ ابن كثير، اسماعيل بن عمر الدمشقي الشافعي) ت 774ه (من كبار علماء عصره، برع في فنون كثيرة كالتفسير و الحديث والفقه والتاريخ، وله مصنفات عديدة تدل على ذلك، مع صفاء عقيدته، وسلامة مشربه.
وتفسيره للقرآن العظيم، من اهم التفاسير الاثرية، مع وجازة لفظه وشمول معانيه، وقد جعل الله له قبولا عظيما بين الناس، خاصة وعامة.
وعلى كثرة طبعاته وتعددها، وتعدد ناشريها ومحققيها، لا تكاد ترى طبعة سالمة من النقص والسقط والتحريف والتصحيف، لاعتماد غالب تلك الطبعات على بعضها، مع ما يزيده الطابع المتأخر من اغلاط لم تأت عند المتقدم.
وقد شعر بهذا الاستاذ سامي بن محمد السلامة، فسعى لتحقيق واخراج هذا الكتاب اخراجاً علمياً سليماً، وتم له مقصده كما يذكر هو فطبعه في ثمانية مجلدات كبار عام) 1418ه (ونشرته دار طيبة بالرياض. يقول المحقق المذكور في اول تحقيقه للكتاب السابق) 1/ 9 (:) وكنت منذ خمس سنوات قد بدأت العمل على تحقيق هذا الكتاب، بجمع مخطوطاته، وتوثيق نصوصه، واصلاح ما وقع في طبعاته السابقة من تحريف ونقص، حتى خرج في هيئة احسب انها اقرب ما تكون الى ما اراده المصنف رحمه الله إه. الا انه التمس العذر من اخوانه ان وقفوا على زلل او خطأ وقال:) فمثل هذا العمل الكبير، لابد ان تظهر فيه بعض الاخطاء المطبعية، والاوهام اليسيرة (له.
وله الحق في التماس العذر عند وجود بعض الأخطاء المطبعية والأوهام اليسيرة كما نص هو ولا يسلم منها كتاب. إلا أنّ الناظر في طبعته هذه، يجد أن الخلل غير يسير، والوهم كبير
وسبب تنبيهي هذا: أن المحقق السابق، قد نقد في أول تحقيقه للكتاب المذكور طبعات تفسير ابن كثير، بل قد قال عن إحدى طبعاته) 1/ 9 (:) وقد سدت هذه الطبعة فراغاً آنذاك ولكن يتعين بعد اليوم، عدم اعتمادها في دراسة أو قراءة، لكثرة ما فيها من السقط والأوهام (؟؟ فجعل طبعته أصح وأتم النسخ المطبوعة وأقومها، مع ما فيها من خلل يجعل كثيراً من الطبعات أفضل منها وأكمل.
وأنا أورد هنا جدولاً لأسقاط طبعة السلامة، من أول تفسير الفاتحة إلى الآية) 24 (من سورة البقرة، وهي أسقاط كثيرة، بل منها أسقاط مهمة جداً. واستدركت هذه الأسقاط، من طبعة الدكتور محمد إبراهيم البَنّا، التي نشرتها دار ابن حزم البيروتية، مصححة عام) 1419ه (لاعتماد الدكتور البَنّا في تحقيقه على نسخة الحرم المكي الخطية، وهي نسخة اعتمدها السلامة في تحقيقه أيضا! فالعمود الأول لرقم الصفحة في طبعة السلامة، والثاني لبيان عدد الأسطر الساقطة، والثالث لبيان مكان السقط، والرابع لرقم الصفحة في طبعة البَنّا، وإليك هو:
هذه اسقاط مائة صفحة فقط من تحقيق الاستاذ السلامة من) 101 202 (مما يجعل الكتاب محتاجاً الى اعادة نظر محققه فيه.
ثانياً: ذكر المحقق السلامة في تحقيقه اول النسخ التي اعتمد عليها في التحقيق، النسخة الازهرية، وجعلها الاصل، ثم وصفها بذكر تاريخ نسخها، وعدد اوراقها، ورقم حفظها وغير ذلك، مع انها نسخة كما ذكر هو لم يقف عليها، ولم تصور له ولم يرها مع محاولته ذلك. الا انه عمد الى طبعة) الشعب (المصرية لتفسير ابن كثير، وهي طبعة معتمدة على تلك النسخة، فأقامها مقام النسخة الازهرية، وعلل ذلك بجودة عمل محققيها في مقابلتها وضبط نصها، وهذا امر لا يصح له بحال ابداً، بل لو كانت طبعة) الشعب (نسخة خطية قديمة، مقابلة على النسخة الازهرية ومصححة، لما جاز للواقف على هذه النسخة الاخيرة، ان يزعم انه وقف على النسخة الازهرية، او نقل منها، فكيف بطبعة يعتريها ما يعتري بقية المطبوعات؟!!
ولو جعل طبعة) الشعب (اصل كتابه لا) الازهرية (ثم ذكر انها مقابلة على النسخة) الازهرية (لكن اقرب واولى.
ثالثاً: فرَّق المحقق نسخة الحرم المكي لهذا التفسير وهي نسخة ملفقة المحفوظة برقم) 91 (فرقها الى اربع نسخ استكثاراً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/176)
رابعاً: جعل المحقق طبعة دار الراية لتفسير ابن كثير، بتحقيق الشيخ مقبل الوادعي احدى نسخة المعتمدة في التحقيق، مع انها طبعة!! وقد ذكر هو) 1/ 39 (انها طبعة معتمدة على ماسبقها من الطبعات، والاخطاء فيها كثيرة جداً حسب قوله. زد على ذلك ان الشيخ الوادعي لم يحققها كلها، بل حقق جزءا منها وحقق الباقي آخرون بتقديمه.
خامساً: التزم المحقق اول تحقيقه) 1/ 42 (بضبط الاسماء والكنى والانساب التي يحتاج اليها، وشرح بعض المفردات الغريبة، وقد تخلف هذا كثيراً، وهو لا يهمني في مقالي هذا.
سادساً: ذكر المحقق اول تحقيقه) 1/ 7573 (اسانيده الى الحافظ ابن كثير، وذكر ثلاثة عشر اسناداً، عن شيخين له، وهذه الاسانيد مع نزولها، فيها اسقاط واغلاط، وفي بعضها الرواية بالاجازة العامة لاهل العصر، وهي نوع ُمطَّرَحٌ عند كثير من اهل العلم، ولا حاجة للرواية بمثلها.
وأَنَزلُ إسناد ذكره المحقق فيه ثماني عشرة واسطة، واعلاها فيه احدى عشرة واسطة، الا انه لا يصح، فيه راويان رَوَيا بالاجازة العامة لاهل العصر وحالها كما سبق.
كما ان المحقق المذكور، روى عن هذين الشيخين تفسير ابن كثير من طريق جملة من مشايخهما، بعضهم مازال حياً الى الآن، فلو اخذ عنهم مباشرة لعلا اسناده درجة، وطلب العلوسنة.
وقد وقع لي تفسير ابن كثير بأسانيد منها: اسنادان صحيحان عاليان، مسلسلان بالشافعية، ورجاله اعلام كبار، بثنتي عشرة واسطة:
فأرويه عن الشيخ احمد نصيب المحاميد رحمه الله عن بدر الدين بن يوسف الحسني الدمشقي) ت 1354ه (عن ابراهيم بن علي بن حسن السعَّا) ت1298ه (عن ثعيلب بن سالم الغشني الازهري) ت 1239ه (عن احمد بن حسن الجوهري الازهري) ت1181ه (واحمد بن عبدالفتاح المجيري الملوي) ت1182ه (كلاهما عن عبدالله بن سالم البصْري المكي) ت1134ه (عن ابراهيم بن حسن الكوراني المدني) ت 1101ه (عن النجم محمد بن البدر محمد بن رحني الدين الغزي العامري الدمشقي) ت 1061ه (عن ابيه) ت 984ه (عن زكريا بن محمد الانصاري المصري) ت 926ه (عن الحافظ احمد بن علي بن حجر العسقلاني ا لمصري) ت 852ه (عن الجلال عبدالرحمن بن عمر بن رسلان البُلقيني المصري) ت 824ه (عن الحافظ ابن كثير) ت 774ه (وهو شافعي ايضاً، ولذلك سلسلته بالشافعية) ح (.
ومثله يرويه ثعيلب الغشني ايضاً عن محمد بن سالم الحفني الازهري) ت 1181ه (عن ابي حامد بن محمد البديري الدمياطي) ت 1140ه (عن ابراهيم الكوراني بسنده السابق. رحمهم الله جميعاً.
واختم مقالي هذا، شاكراً سامي السلامة على جهده، وطالباً منه فضلاً ان يراجع عمله هذا، ويقابله ثانية، عله ان يستدرك مافاته فيه، ويخرج الكتاب بوضع اسلم، وابى الله ان يكمُل كتاب الا كتابه، والعبرة بقلة الخطأ وندرته لا انعدامه، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.
السلامة عدد الاسطر الساقطة مكان السقط البنا
121 3 بعد السطر الثالث 145
124 1 بعد السطر الثامن من الاسفل 149
126 5 بعد السطر السابع 150
133 11 بعد السطر الثالث 156
133 5 بعد السطر الخامس 156
133 5 كلمات بعد السطر الثامن 156
133 14 كلمة اثناء السطر العاشر 156
134 11 بعد السطر الخامس عشر 157
139 4 آخر الصفحة 162
143 16 قبل بداية الفصل الجديد 166
147 5 كلمات اثناء السطر السادس 168
151 3 بعد السطر الثاني 170
155 2 اثناء السطر العاشر 174
155 3 اثناء السطر الاول في الفصل الجديد 174
160 3 بعد السطر الثالث 180
162 5 بعد السطر الثامن 180
164 8 بعد السطر السادس 182
165 4 بعد السطر السادس عشر 184
174 12 بعد السطر الرابع من الاسفل 192
180 13 بعد السطر التاسع 197
184 4 بعد السطر الثالث من الاسفل 201
199 4 اثناء السطر الرابع عشر 213
وراق الجزيرة ( http://search.suhuf.net.sa/2001jaz/mar/18/wo3.htm)
ـ[هشام بن سعد]ــــــــ[29 - 09 - 04, 02:50 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا الجمع ..
وأحب أن أضيف أنه في بعض الأحيان يكون ما في الحاشية أصحح مما في الأصل ..
وكذلك في تخريج الأحاديث توجد بعض الأخطاء ...
ـ[خادمة السنة]ــــــــ[30 - 09 - 04, 03:26 ص]ـ
قبل أن أقول ما بخاطري أعلم أن الكل هنا ونحسبهم كذلك يريد الخير ولكن حبذا لو ارسلتم نسخ من هذه الملحوظات إلى الشيخ سامي السلامة ليقوم بالتصويب والتعديل فإن لم يفعل .... !!!
يحكى أن سفيان بن وكيع اتخذ وراقاً ينسخ له وأصبح يدخل في حديثه ما ليس منه فجاءه أبو زرعة و أبو حاتم فنصحاه وقالا له: إنه يدخل في حديثك ما ليس منه فقال ماذا أصنع قالا: نحن نكفيك نميز صحيح حديثك من سقيمه ولكن دعك منه فظنا أنه سمع ذلك ولما اكتشفا أنه لم يتركه تكلما فيه وتكلم بقية الرواة.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[30 - 09 - 04, 11:34 ص]ـ
ومَن لا يعرف الشيخ سامي ولا يدري مكانه؟
ومن لم يعلم بوجود الأخطاء ـ من الإخوة ـ، ولن يشتري الطبعة الثانية والثالثة ـ كما هو حال الكثير ـ فكيف يصحح؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/177)
ـ[عمر السنيدي]ــــــــ[02 - 10 - 04, 02:32 م]ـ
كان الإصدار الأول من تحقيق / سامي بن محمد السلامة لتفسير ابن كثير
1418هـ وأعيد طبعة سنة1420هـ
ثم أخرج المحقق الكتاب في الإصدار الثاني الطبعة الأولى 1422هـ
وتكلم المحقق في المقدمة بما ملخصه /
انه قام بمراجعة ثانية للكتاب استغرقت قرابة السنتين راجع فيها الكتاب على أصوله الخطية مرة أخرى، واستفاد في هذه المراجعة عدة أمور:
1) الاستفادة من الكتب التي طبعت حديثاً كتفسير ابن أبي حاتم الذي طبع أخيرا، وطبعة محمد البنا لتفسير ابن كثير وغير ذلك من الكتب.
2) الاستفادة من برامج الحاسب في سرعة الرجوع إلى النصوص، مثل الألفية في كتب السنة والأجزاء الحديثية وغيرهما.
3) الاستفادة من ملاحظات طلبة العلم منهم:
الشيخ صالح الدرويش القاضي بمحكمة القطيف الكبرى
د. فهد الرومي المدرس بكلية المعلمين
د. عبد الرحمن الفريوائي
الشيخ عبد العزيز السدحان
الشيخ عبد الوهاب الزيد
الشيخ عبد الله الشمراني
الشيخ محمد الخضيري
الشيخ عبد العزيز الجليل
الشيخ محمد الحمود النجدي
الشيخ بهاء الدين بن عقيل
الشيخ عبد الستار قسيم
د. أنور الباز
وغيرهم
استدرك ما كان من سقط في الكلام أو زيادة متعلقة بالموضوع
جعل الآيات بالرسم العثماني، والآيات التي في التفسير بقراءة أبي عمرو بن العلاء كما هو في المخطوط.
أشار المحقق إلى المقال الذي كتبه الشيخ عبد الله الشمراني حول الطبعة الأولى ونقل منه.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[02 - 10 - 04, 05:49 م]ـ
جزاك الله خيرا
الأخطاء التي ذكرتُ على هذه التي ذكرتَ.
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[29 - 10 - 04, 02:32 م]ـ
قمت بإعادة قراءة المجلد الثامن من تفسير ابن كثير من طبعته الأولى بتحقيق: ياسر السلامة، بغية مقارنة جميع المرويات التي ذكرها ابن كثير عن ابن جرير الطبري مع تفسير الطبري (تحقيق: التركي)،
وأثبت في نسختي الاختلافات المهمة – مع أنه سبق أن ذكرت أن ابن كثير لا يذكر نص الطبري – كالاختلاف في اسم أحد الرواة، أو بعض الألفاظ التي تحيل المعنى، أو بعض العبارات التي اختلفت فيها النسخ عند ابن كثير ونحو ذلك.
أما الاختلاف في صيغ التحديث، أو بعض الزيادات القليلة في الألفاظ، أو النقص غير المخل بالمعنى فلم أقيده.
وبعد ذلك: استعرت نسخة أخي الفاضل: عمر بن عبد الرحمن السنيدي – وفقه الله – لطبعة السلامة (الإصدار الثاني) فلم ألحظ تغييراً يذكر، وإن كان قد صحح كثيراً من الأخطاء المطبعية، أو أثبت ما كان قد وضعه في السابق في الحاشية ونحو ذلك.
لكن؛ أكاد أجزم بأن المحقق لم يقارن بين الأسانيد والمتون التي يذكرها ابن كثير عن غيره من أصحاب المصنفات، وإنما يكتفي بتوثيق رقم الجزء والصفحة فقط، وهذا كنت قد لاحظته سابقاً، وعندما ادعى مراجعة كتابه و و و، أحببت أن أنظر إلى الجزء الأخير من تحقيقه (الإصدار الثاني) لأن المحقق قد يتقن أول عمله، ويتهاون في آخره. والله المستعان.
وإليكم هذه الملحوظات في المجلد الثامن من التفسير من (الإصدار الأول)، وهي – تقريباً – متطابقة مع (الإصدار الثاني)! في الصفحات والأسطر، وما قام المحقق بتعديله سأشير إليه بعلامة النجمة (*) في آخر الملحوظة.
وكالمعتاد فالرقم الأول للصفحة، والرقم الثاني للسطر؛ أما المجلد فهو الثامن:
1 – (9 / حاشية (2)): أخرجه مجشل، وفي الإصدار الثاني: بحشد! والصواب: بحشل.
2 – (11/ 8): مطرَّف. والصواب: مطرِّف.
3 – (15/ 4 من تحت): قال الضحاك: ليس لأحد ... والصواب: ليس أحدٌ. *
4 – (17 / آخر سطر): سعيد (بن) عطية بن قيس ... والمثبت في الطبري (22/ 403): (عن) وقال المحقق في الحاشية: في النسخ (بن) والمثبت من المستدرك، وينظر تهذيب الكمال (10/ 539).
5 – (21/ 12): ابن حميد. قال المحقق في الحاشية: في (أ): أبو. قلت: والمثبت هو الصواب، وهو الموافق لما في الطبري (22/ 410).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/178)
ويلاحظ: أن المحقق – وفقه الله – يكثر من وضع نسخ لبعض أسماء الرواة دون بيان ما هو الصواب منها، وكذلك لبعض ألفاظ الأحاديث، مع إمكانية قوله: في (أ) أبو. وهو غلط، والمثبت من النسخ والطبري. دون إطالة، ويجعل القارئ يطمئن إلى ما أثبته المحقق – وإن كان الأصل أن ما أثبته في المتن هو الصواب عنده؛ لكن من باب " ليطمئن قلبي " –.
6 – (23/ 1): حدثني صالح بن حرب (أو) معمر. قلت: والمثبت في الطبري (22/ 414): (أبو).
7 – (24/ 8 من تحت): وينفد. قال في الحاشية: في أ: (ويفقد). قلت: لعلها أقرب.
8 – (28/ 11): قال علباء بن أحمد. والصواب: علباء بن أحمر؛ كما في الطبري (22/ 425). *
9 – (28/ 12): والميقعة، يعني المطرقة. والذي في الطبري (22/ 425): والميقعة والمطرقة، وراجع الطبري حاشية (4) فهي مفيدة.
10 – (33/ 4 من تحت): وكذا حطان بن عبد الله. قال المحقق في الحاشية: في م: حطاب. قلت: وفي الطبري (22/ 445) خطاب.
11 – (33/ 3 من تحت): فالسابق. قلت: وفي الطبري (22/ 444): كقوله في الجحد السابق ... وفي نقل ابن كثير اختصار – يؤكد ما سبق – لما في الطبري.
12 – (34/ 9 من تحت): ونَثَرَتْ؛ هكذا ضبطها المحقق في كلا الإصدارين، ولعل الصواب: ونَثَرْتُ.
13 – (35/ 8 من تحت): خويلة بنت ثعلبة. وقال المحقق في الحاشية: في (أ): خولة. قلت: وهو الصواب، وانظر (36/ 12) من ابن كثير. *
14 – (37/ 6 من تحت): خويلة بنت ثعلبة. ثم قال المحقق في الحاشية: في (أ): بنت خويلد، وهو خطأ!! وفي الإصدار الثاني: أثبت ما اعتبره خطأ في طبعته الأولى!
وفي طبعته الأولى: لم يبين سبب تخطئته لما في نسخة (أ)، وهذا مما يدعوني أن أقول للمحقق – وفقه الله – ذكرك للنسخ دون أن تبين لنا ما هو الصواب بالدليل غير مقبول منك مطلقاً!
قلت: وما أثبته في الإصدار الثاني هو الصواب كما في الطبري (22/ 449).
15 – (39 / حاشية 4): مستفاداً من هامش ط – الشعب. قلت: هنا أمران:
الأول: شنع – حفظه الله – على هذه الطبعة، وأنه ينبغي أن لا تعتمد مع أنه أكثر من التوثيق والاستفادة منها!
الثاني: قام المحقق بحذف هذه العبارة من (الإصدار الثاني) ولا أدري لماذا؟!
16 – (41/ 4): الأحاديث الواردة. وقال في الحاشية: في (م): الآمرة. قلت: وهو الأقرب.
فائدة: كثيراً ما تكون النسخة (م) صواباً، ومع ذلك لا يثبت المحقق – غفر الله له – ما فيها.
17 – (41/ 4 من تحت): " ٌ وَالله على كل شيءِ شهيد ". يحذف التنوين الذي قبل الواو.
18 – (43/ 8): عن الأعمش، [عن مسلم] عن مسروق. هكذا في الإصدار الأول، وقال في الحاشية: زيادة من المسند (6/ 229).
وفي الإصدار الثاني: عن الأعمس عن مسروق. وقال في الحاشية: كذا في النسخ، وفي طبعة الشعب: (عن الأعمش، عن مسلم)، فلا أدري هل كانت هذه الزيادة المثبتة في متن الإصدار الأول قد زادها من المسند أم من ط. الشعب؛ فلينظر!
ولها نظائر: (45 / حاشية 4)،
19 – (43/ 12): أقول. وفي الحاشية: في (أ): ما أقول. قلت: وما في (أ) أقرب.
20 – (50/ 11): عثمان بن المغيرة. وفي الطبري (22/ 484): عثمان بن أبي المغيرة.
وفي إسناد الترمذي الذي ذكره بعد: عثمان بن المغيرة؛ فليراجع.
21 – (50/ 14): إنك زهيد. قال في الحاشية: في م، أ: إنك لزهيد. وهو المثبت عند الطبري.
22 – (51/ 5): " ... بين يدي نجواكم صدقة .. ". وقال المحقق في الحاشية: في (أ): صدقات. قلت: وهو الصواب كما في المصحف! *
23 – (51/ 8): كالملحوظة السابقة!
24 – (52/ 7 من تحت): سَماك بن حرب؛ هكذا ضبطه المحقق في كلا الطبعتين، والصواب: كسر السين.
25 – (57/ 12): ومن كان معه يعبد [معه] الأوثان ... ؛ ثم قال المحقق في الحاشية: زيادة من سنن أبي داود. قلت: هذا على خلاف عادة المحقق من مقارنة الأسانيد والمتون؛ ثم ليته عندما زاد هذه الزيادة حذف [معه] الأولى لأنها ليست في السنن وأشار لذلك في الحاشية؛ أما في الإصدار الثاني فقد حذف الزيادة من سنن أبي داود على عادته – حفظه الله –.
26 – (61/ 5): المتقدمين في البشارة ... قال المحقق: في م: من. ولعلها أقرب.
27 – (61/ 11): وقال كثيرون. قال المحقق: في م: كثير. قلت: وهو الصواب. *
28 – (61/ 14): [فبعث بنو النضير]. قال المحقق: ... والمثبت من تفسير الطبري. ومستفاداً من هامش ط. الشعب!. قلت: ثم قام محققنا – مشكوراً! – بحذف هذه العبارة من طبعته الجديدة!
29 – (61/ 17): وفيه نكاية العدو. قال المحقق: في م: للعدو. وهي أقرب.
30 – (69/ 5): المَؤنة؛ هكذا ضبطها المحقق، والصواب: المُؤنة.
يتبع - بإذن الله -
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/179)
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[30 - 10 - 04, 08:24 ص]ـ
32 – (73/ 11 من تحت): قرى عربية .. قال المحقق: زيادة من م، أ، وسنن أبي داود. وقال في طبعته الجديدة - وقد أثبتها في المتن هكذا (عرينة) -: في هـ، م: عرينة بدون نقط.
33 – (73/ 2 من تحت): حتى بلغ للفقراء. قلت: كان ينبغي على المحقق في كلا طبعتيه أن يجعل (للفقراء) بين هلالين، كمثيلاتها من الآيات.
34 – (75/ 13): فيما سوله. قال المحقق: في م، أ: سوله له. قلت: وهو الأقرب.
35 – (76/ 10 من تحت): وتصيرهما. قال المحقق: في م: ومصيرهما. قلت: وهو الصواب.*
36 – (84/ 14): حُجُزَتها؛ هكذا ضبطها هنا المحقق، مع أنه في الصفحة التي قبلها أتقن ضبطها، ولم يستدرك ذلك في طبعته الجديدة!
37 – (88/ 12): بجناحك. قال المحقق: في (أ): بجنابك. قلت: وهو الأصوب. *
38 – (88/ 15): المثبة. قال المحقق: في (أ): المبينة. قلت: لعلها (المثبتة) أو ما في الحاشية. ثم وجت المحقق أثبت في المتن: المثبتة.
39 – (90/ 2 من تحت): ... عبد العزى بن [عبد] أسعد. قال المحقق: زيادة من مسند الإمام أحمد. قلت: قام المحقق بحذف هذه الزيادة في الإصدار الثاني، وقال: في مسند أحمد: بن عبد أسعد. وفي الطبري بدون هذه الزيادة؛ فالله أعلم.
40 – (98/ 13): عبد الرحمن بن عسيلة الصنابجي. قال المحقق: في (أ): الصالحي. وكان هذا في كلا الطبعتين، ولا أعرف كيف مرَّ (الصنابجي) على المحقق – وهو خريج قسم السنة – دون أن يصلح هذا الخطأ، فظننت أني واهم، أو أن هناك رجلاً غير (الصنابحي) يقال له: (الصنابجي)، فرجعت إلى سيرة ابن هشام (2/ 81) فوجدته على الصواب عنده، ولله الحمد؛
ثم تبين لي هناك فرقاً آخر، وهو: (98/ 12): عن مرثد. في كلا الطبعتين، وهو الصواب – كما في تهذيب الكمال (27/ 357) – وقد وقع خطأ في السيرة لابن هشام (2/ 81): عن أبي مرثد بن عبد الله ... ؛ فليصحح من السيرة.
41 – (101/ 5): عن عمرو، عن عاصم. قال المحقق: في م: عن عمرو بن عاصم. قلت: وما أثبته المحقق هو الصواب، وهو الموافق لما في الطبري (22/ 598).
تنبيه: عندما يذكر المحقق فروقات في النسخ بالنسبة للأسماء أو ألفاظ المرويات الواردة في ابن جرير، فإن كان صواباً – كما هنا – فأضع عنده في نسختي: (صح؛ كما في الطبري)، وما كان خطأ عدلته. فما كان من القسم الأول: فلن أذكره تخففاً، وما كان من القسم الثاني فسأنبه عليه.
42 – (108/ 11): " ... صفاً ٌ ". والصواب: حذف التنوين الثاني، ومع وضوح ذلك لم يتم تعديله في الطبعة الجديدة.
43 – (108/ 5 من تحت): فَجَثُوا. في كلا الطبعيتن، وفي الطبري: فَجَئُوا.
44 – (109/ 4): فيما أصاب. قال المحقق: في م: فيما أصابه. قلت: وهو الصواب.*
45 – (113/ 8): بعثهم دعاةٌ. هكذا ضبطها المحقق، والصواب: دعاةً.
46 – (115/ 4): والمناققين. والصواب: المنافقين.
47 – (115/ 2 من تحت): جميع الخلق. قال المحقق: في (أ): الثقلين. قلت: وهو الأقرب.
48 – (116/ 8 من تحت): سليمان. قلت: والصواب: سلمان. *
49 – (117/ 3): إنَ؛ هكذا ضبطها المحقق، وهي مشددة مفتوحة.
50 – (118/ 4): بما يعملون لهم. قال المحقق: في (أ): هم. قلت: وما في الحاشية هو الصواب.
51 – (118/ 8 من تحت): وتبعه. قال المحقق: في م، أ: وتابعه. قلت: وما في الحاشية هو الصواب. *
يتبع - بإذن الله -
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[30 - 10 - 04, 10:30 م]ـ
52 – (125/ 12): " الله والله يعلم إنك لرسوله ". تحذف (الله) الأولى. *
53 – (125/ 6 من تحت): إنهم كانوا. والصواب: أنهم كانوا.
54 – (127/ 2): حوَلَ؛ هكذا ضبطها المحقق، والصواب: حوَّل.
55 – (128/ 13 من تحت): مُهجَراً؛ هكذا ضبطها المحقق، والصواب: مُهَجِّرَاً.
56 – (130/ 2): وقال:، ... تحذف الفاصلة.
57 – (131/ 6): بَلْغ؛ هكذا ضبطها المحقق، والصواب: بَلَّغَ.
58 – (131/ 11): غزا عزوة؛ هكذا في كلا الإصدارين، والصواب: غزا غزوة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/180)
59 – (133/ 4): بوم القيامة، والصواب: يوم القيامة. *
60 – (133/ 6): مُفَرَّط؛ هكذا ضبطها المحقق، والصواب: مُفَرِّط.
61 – (134/ 5): فليحقه، والصواب: فَيَلْحَقُهُ.
62 – (151/ 10): شَبْرَمة؛ هكذا ضبطها المحقق، والصواب: شُبْرُمة.
63 – (151/ 9): الأربعة الأشهر والعشر، وفي الطبري (23/ 56): بدون (العشر)، ولعل ما هنا أقرب، والله أعلم.
64 – (153/ 15 من تحت): باللبَّأ؛ هكذا ضبطها المحقق، والمعروف أنه: بالتخفيف.
65 – (161/ 7): ولفطه؛ هكذا كتبها المحقق، والصواب: ولفظه. *
66 – (167/ 9): قَدعتهم؛ والمثبت في الطبري (23/ 104): قَرَعَتْهُم، وذكر المحقق في الحاشية: في (م): ردعتهم. فما أثبته محقق ابن كثير غير صواب، والصواب ما في الطبري.
67 – (168/ 11): ذَرَة؛ هكذا ضبطها المحقق، والصواب: ذَرَّة.
68 – (169/ 9): مَرَة؛ هكذا ضبطها المحقق، والصواب: مَرَّة.
69 – (169/ 4 من تحت): حَزَم، ولعل الأقرب: جَزَم.
70 – (171/ 6): في صحبتها، قال المحقق: في (م): في صحبتاهما. وهو الأصوب.
71 – (171/ 8): كلَه؛ هكذا ضبطها المحقق، والصواب: كلَّه.
72 – (172/ 10): الدَّسْتُّوَائي؛ هكذا ضبطها المحقق، والصواب: الدَّسْتَوائي، قال في التقريب! (ص 1022): بفتح الدال، وسكون السين المهملتين، وفتح المثناة، ثم مد.
73 – (173/ 7 من تحت): عمرو بن مرَة، عن مُرَة ... ؛ هكذا ضبطهما المحقق، والصواب: مُرَّة.
74 – (186/ 13): حدثنا عبد الأعلى؛ وفي الطبري (23/ 143): ابن عبد الأعلى.
75 – (187/ 13): اكتب القدر [ما كان] ... قال المحقق: زيادة من منحة المعبود. مستفاداً من هامش ط. الشعب. قلت: والصواب: حذف هذه الزيادة، وقد فعل المحقق – جزاه الله خيراً – ذلك في الطبعة الجديدة. *
76 – (192/ 4): في متناول. ولعل الصواب: حذف الميم فتكون هكذا: (في تناول).
77 – (192/ 1 من تحت): مِقضماً، وفي الطبري بالفتح، والله أعلم.
78 – (192 / حاشية (8) وَ 193 / حاشية (3)): الوتثيق من الطبري من المجلد (19)، والصواب: (29) وذلك بالنظر لما قبل هذه الحواشي وما بعدها.
تنبيه: كثيراً ما يوثق الأبيات الشعرية من الطبري، أو من طبعة الشعب.
88 – (194/ 4): حدثنا ابن إدريس، عن أبيه. قلت: زيادة: (أبيه) ليست في الطبري (23/ 166).
89 – (195/ 7): عيسي. قلت: ليس من عادة المحقق في إصداره الأول وضع النقط على الياء (المتطرفة!)، وعندما وضعها هنا أخطأ، والله المستعان. *
90 – (195/ 10): يسميه. والصواب: يسمه. *
91 – (199/ 3): قال ابن كثير: ... الشك من ابن جرير. قلت: لم أجد هذا الشك الذي أشار له ابن كثير عند الطبري؛ بل جزم الطبري بروايته عن ابن عباس؛ فالله أعلم. (23/ 187).
92 – (199/ 8): قال بن جريج، والصواب: قال ابن جريج.
93 – (199/ 5 من تحت): حدثنا هارون بن عمر المخزومي. قلت: ليس في ابن جرير (23/ 195).
94 – (199/ 4 من تحت): أبو سعيد. قلت: والمثبت في الطبري: أبو سعد، وفي بعض النسخ – كما ذكر المحقق –: أبو سعيد. قال المحقق: وهما قولان في كنيته.
95 – (200/ 7): وأنظر. قال المحقق: في (أ): أنظره. قلت: وهو الصواب.
96 – (202/ 9 من تحت): الطَيرَة؛ هكذا ضبطها المحقق، والصواب: الطِيَرَة.
97 – (209/ 6): عجر الشتاء، والصواب: عجز الشتاء. *
98 – (209/ 7 من تحت): أنه. قال المحقق: في (م): أو. وهو الصواب. *
يتبع - بإذن الله -
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[31 - 10 - 04, 10:19 م]ـ
99 – (210/ 13): فطغى الماء على الخزان فخرج، والصواب كما في الطبري (23/ 210): فطغى الماء على الجبال فخرج ...
100 – (212/ 3): على ما لم يَهِ منها؛ قلت: هي هكذا في الطبري (23/ 227)، وأحببت التنبيه عليها لئلا يظن ظان أنها خطأ كما توهمت بادئ الرأي!
101 – (212/ 11): حيَيَ، والصواب: حُيَيُّ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/181)
تنبيه: في إسناد هذا الأثر عند أبي حاتم – كما في تفسير ابن كثير (212/ 10) –: حدثنا أبو سعيد يحيى بن سعيد؛ ثم قال المحقق في الحاشية: في (م): حدثنا أبو سعيد عن ابن سعيد.
وفي الإصدار الثاني أثبت في المتن: حدثنا أبو سعيد بن يحيى بن سعيد، وزاد في الحاشية: وفي هـ: أبو سعيد يحيى بن سعيد، ولعله – والصواب: ولعل – ما أثبته هو الصواب.
قلت: لا أدري من أين صوَّب المحقق ما أثبته في الإصدار الثاني؟! فلينظر.وقد بحثت في أسماء الرواة عن زيد بن الحباب، فلم يتضح لي؛ فالله أعلم.
102 – (212/ 3 من تحت): كل جنس، والصواب ما في الحاشية: في (م): كل جزء. *
103 – (213/ 12): عن سليمان بن حيان، والمثبت في الطبري (23/ 230): سليم بن حيان، وقال المحقق في الحاشية: في (ص): سلمان، وفي (م، ت1، ت2، ت3) وتفسير ابن كثير: سليمان، والمثبت هو الصواب، وينظر تهذيب الكمال (11/ 348).
104 – (213/ 13): الأصغر، والمثبت في الطبري (23/ 230): الأصفر، وذكر المحقق أنه في بعض النسخ: الأصغر.
105 – (215/ 5 من تحت): فيقول (التي قبل الآية)، الصواب: حذفها.
106 – (216/ 6) دَقَه، ولعلها هكذا: دَقَّه.
107 – (224/ 5): وقد روى ابن جرير: عن يعقوب – صح كما في الطبري – عن ابن علية وعبد الوهاب ... قلت: الطبري روى هذا الأثر عن عبد الوهاب (23/ 254) لكن ليس الراوي عنه يعقوب بن إبراهيم، وإنما ابن بشار.
108 – (226/ 4 من تحت) علق المحقق في إصداره الثاني على قول ابن كثير – رحمه الله –: ... الراكد. قال: بعدها في (ن): وهذا يدل على وجوب الطمأنينة في الصلاة، فإن الذي لا يطمئن في ركوعه وسجوده ليس بدائم على صلاته؛ لأنه لم يسكن فيها ولم يدم، بل ينقرها نقر الغراب فلا يفلح في صلاته.
109 – (227/ 7 من تحت): " والذي هم على صلواتهم يحافظون " وضع المحقق حاشية على قوله تعالى: " صلواتهم ": في (أ): " على صلاتهم "!
فخطر في بالي أنها قراءة أبي عمرو، فنظرت في الإصدار الثاني فإذا المحقق وضع الحاشية التالية: في (أ): " على صلاتهم ". والمثبت من (هـ، م). انظر البحر المحيط (8/ 335)؛ فلينبه على ذلك أصحاب الطبعة الأولى.
110 – (231/ 9): بَيْن؛ هكذا ضبطها المحقق، والصواب: بَيِّن. *
111 – (236/ 13): " مما خطيئاتهم ... " ثم في الشرح قال ابن كثير: يقول تعالى: " مما خَطَاِياِهِمْ " وقرئ: " خطيئاتهم " ...
قلت: هنا أمران:
الأمر الأول: ابن كثير يشرح على قراءة أبي عمرو فلذلك ذكر قراءته أولاً ثم ثنى بقراءة غيره؛ فكان ينبغي على المحقق أن يضع نص القرآن كاملاً على قراءة أبي عمرو، وقد رصدت على طرة كل مجلد الإشكالات المتعلقة بهذا الموضوع.
الأمر الثاني: الآية في الشرح في طبعته الأولى هكذا ضبطت: " مما خَطَاِياِهِمْ "، ولكن – ولله الحمد – قد تم تعديلها في الإصدار الثاني إلى " مما خَطَايَاهُمْ " وهو الصواب.
112 – (240/ 1 من تحت): إذا رمي ... والصواب: إذ رمي.
113 – (240/ 1 من تحت): كتنم، والصواب: كنتم. *
114 – (242/ 13): لا نعجره، والصواب: لا نعجزه. *
115 – (244/ 1 من تحت): حدثنا أبو مسلم. قلت: والمثبت في الطبري (23/ 344): أبو هشام. وذكر المحقق: أن في بعض النسخ (أبو مسلم)، وصوَّب المحقق (أبو هشام)، وقد مرَّ أمثلة كثيرة لهذا السند عند ابن جرير.
116 – (245/ 11): " قال إنما أدعو ربي ... " في المصحف المطبوع " قل إنما ... "؛ لكن المحقق أفاد في الإصدار الثاني ما يلي: كذا في (م، هـ): (قال)، وهي قراءة الجمهور؛ كما في البحر المحيط (8/ 353).
117 – (250/ 6 من تحت): هذا مزمار ... والصواب: مزماراً.
118 – (250/ 4 من تحت): لا تنثروه نثر الرمل! هكذا أثبت المحقق، وذكر في الحاشية: في (أ): الدقل. قلت: وهو الصواب. *
119 – (257/ 1 من تحت): الأخري! قلت: ليس من عادة المحقق في إصداره الأول وضع النقط على الياء (المتطرفة!)، وعندما وضعها هنا أخطأ، والله المستعان. *
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/182)
120 – (259/ 2): ولو خمس آيات. والمثبت في الطبري (23/ 396): ولو خمسين آية. وذكر المحقق أنه في بعض النسخ: ولو مائة آية.
121 – (261/ 2 من تحت): فجثثت. قال المحقق في الإصدار الثاني: وفي صحيح مسلم: " فَجُئِثْتُ " والمعنى: فزعت ورعبت.
122 – (273/ 5 من تحت): فإنه. والصواب: فإن.
123 – (293/ 7 من تحت): نضرة النعيم. قال المحقق في الإصدار الثاني: بعدها في (ن): فأخبر سبحانه وتعالى بحالهم في الظاهر، وجمالهم الباطن.
124 – (299/ 3 وَ 1 من تحت) وَ (300/ 1 وَ 4): " جمالات " استشكلت عليَّ في الطبعة الأولى، فعلَّق المحقق في الإصدار الثاني بما يلي: كذا في (هـ، م) بالجمع، وهي قراءة الجمهور كما في البحر المحيط (8/ 407).
125 – (304/ 8): ذهلك. قال المحقق: في (م، أ): ذلك. وهو الصواب؛ أما في الإصدار الثاني: فأغفل المحقق هذه الحاشية بكاملها.
126 – (304/ 11): " ... ويسقى " علَّق المحقق في الإصدار الثاني: في (هـ): " تسقى " وهي قراءة سبعية كما في البحر المحيط (5/ 363)، والمثبت من (م، أ).
127 – (310/ 1): الروح: في السماء الرابعة ... قلت: في الطبري (24/ 46): الروح: (ملك) في السماء الرابعة ... وهو الصواب.
128 – (315/ 4 من تحت): " ... ينصرونَُ "، والصواب: حذف الضمة.
129 – (317/ 4): يخفيها من شماله. قال المحقق: في (أ): عن. وهي أقرب.
130 – (330/ 2): بعضم. والصواب: بعضهم.
131 – (339/ 11 من تحت): قوله: " وما هو على الغيب بضنين "، والصواب: " ... بظنين " كما يفهم من سياق الكلام.
132 – (341/ 6): ولكن ذُكرَ. والصواب: ذِكْرُ. *
133 – (341/ 6): في. قال المحقق: في (م، أ): من. قلت: وهو الصواب. *
134 – (343/ 8): موسى بن عُلَيِّ. هكذا ضبطها المحقق، وفي الطبري (23/ 180): عَلِي؛ فلينظر.
135 – (346/ 10 من تحت): عن عبد الله. قلت: والمثبت في الطبري (23/ 185): عبيد، وذكر المحقق: أن هذا هو المثبت في مصادر التخريج.
136 – (346/ 9 من تحت): عن رجل. قلت: ليس في الطبري (23/ 185).
137 – (351/ 10 من تحت): وقال ابن جرير [محمد بن عمار الرازي]، والصواب: إضافة: حدثني قبل محمد – كما في الطبري –. *
138 – (357/ 7): الخَرَاز. وفي الطبري (24/ 237): الخَزَّاز.
139 – (357/ 14): الخَرِّيت. وفي الطبري (24/ 237) بكسر الخاء المعجمة.
140 – (366/ 5): نار، والصواب: ناراً.
141 – (367/ 13 من تحت): افكنيهم. والصواب: اكفنيهم.*
142 – (385/ 1): وقال الحافظ أبو بكر البرقاني: حدثنا إبراهيم بن محمد المزكي، حدثنا محمد بن إسحاق. هذا السطر يحذف، لأنه تكرار لما قبله، وقد قام المحقق بحذفه في الإصدار الجديد. *
143 – (386/ 13): السَّمْك؛ هكذا ضبطها المحقق، ولعل الصواب: السُّمْك.
144 – (392/ 2 من تحت): بندار. قلت: وفي الطبري (24/ 354): ابن بشار.
145 – (414/ 9 من تحت): عِليّ. والصواب: عَلي.
146 – (419/ 11 من تحت): الحسن. قلت: والمثبت في الطبري (24/ 465): الحسين. وأحال المحقق إلى (12/ 154) فلينطر.
147 – (422/ 10): حاله. قال المحقق: في (أ): ماله. قلت: وهو الصواب. *
148 – (424/ 11 من تحت): تركتك. قال المحقق: في (م): تركك. قلت: وهو الصواب. *
149 – (425/ 6 من تحت): وتركتها. قال المحقق: في (أ): تركها. قلت: وهو الصواب. *
150 – (426/ 8 من تحت): أوَوه. ولعلها: آووه.
151 – (431/ 4 من تحت): الحجر. والمعروف: الجحر؛ فليحرر.
152 – (432/ 9 من تحت): نزل. قال المحقق: في (أ): نزلت. وهي الأقرب.
153 – (436/ 9): فتزوِّد. قال المحقق: في (م، أ): فتزوده. *
154 – (437/ 12): الحديث لم يخرجه المحقق، وقد خرجه في الإصدار الجديد، فقال: وقد جاء مرفوعاً عن أنس: رواه أبو نعيم في الحلية (10/ 15) ولا يصح.
155 – (437 / حاشية 4): جمع بيان العلم، والصواب: جامع بيان العلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/183)
156 – (441/ 13 من تحت): القران. والصواب: القرآن.
157 – (450/ 5 من تحت): إذا. قال المحقق: في (أ): إذ. قلت: وهو الصواب. *
158 – (463/ 8): تُوفَاه؛ هكذا ضبطها المحقق، والصواب: تُوفَّاه.
159 – (470/ 1): عن أبي الزياد! قال المحقق: في (أ): عن أبي الزناد. قلت: وهو الصواب بلا ريب. *
160 – (470/ 4): وهذا على شرط الصحة. قال المحقق: في (م، أ) على شرط الصحيحين، ولعل ما في الحاشية أقرب.*
161 – (470/ 5): ابن أبي الزناد. قلت: والصواب: حذف ابن. *
162 – (470/ 4 من تحت): الدَّوري؛ هكذا ضبطها المحقق، والمعروف: بضم الدال المشددة؛ فلينظر.
163 – (474/ 7): بعث اليوم. قال المحقق: في (أ): القوم. وما في الحاشية أقرب.
164 – (481/ 9 من تحت): جمعه. قال المحقق: في (م): جمع. وما في الحاشية هو الصواب.
165 – (488/ 1 من تحت): أخبرهم بها. قال المحقق: في (م): أخبرهم بما. وهو الصواب.*
166 – (499/ 2) يُشقْ؛ هكذا ضبطها المحقق، والصواب: يُشَقَّ.
167 – (499/ 10): سليمان بن هلال. قلت: وفي الطبري (24/ 682): بلال.
168 – (499/ 3 من تحت): هَمَام؛ هكذا ضبطها المحقق، والصواب: هَمَّام.
169 – (499/ 2 من تحت): العباسي، وفي الطبري: العباس.
170 – (500/ 3): أكلها. والصواب: آكلها.
171 – (500/ 5 من تحت): شَمِر، وفي الطبري: شِمْرِ.
172 – (508/ 5 من تحت): تورثه. قال المحقق: في (م): فورت – وصوابها: فورث – والصواب ما في الحاشية. *
173 – (510/ 2): رُؤيتُ. والصواب: رَئَيْتُ. *
174 – (516/ 2 والطبعة الجديدة 1): قلت: هذا الأثر أغفله من التخريج مع أن ابن كثير عزاه إلى ابن جرير، وبعد البحث في ابن جرير لم أجده؛ وقد بيَّن ذلك المحقق في (24/ 723 / حاشية 2) فلتنظر.
175 – (519/ 4): والصمد ليس بأجوف، وبيَّن المحقق في الحاشية أنها زيادة من بعض النسخ. قلت: والأولى جعلها في الحاشية، وقد فعل في الطبعة الجديدة. *
176 – (534/ 8): فَتَعَوَذْ؛ هكذا ضبطها المحقق، والصواب: فَتَعَوَّذْ.
177 – (538/ 12): طُبَ، وهي في موضعين من السطر ذاته، والصواب: طُبَّ.
178 – (539/ 11 من تحت): زياداً. قال المحقق: في (م): زياد، وهو الصواب! قلت: عندما كان صواباً، فلماذا لم تثبته في المتن؟!
179 – أختم بها هذه التصويبات، وهو اقتراح: أن ينبري لمراجعة الكتاب على المصادر التي نقل منها ابن كثير مجموعة من طلبة العلم، ثم يبينوا لنا الأخطاء الواردة في طبعة الشيخ ياسر السلامة – وفقه الله – فما تقدم – فقط – من مقارنة مرويات الطبري التي ذكرها ابن كثير بكتاب الطبري نفسه؛ فما بالك إذا قوبلت بباقي المصادر؟!
والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[23 - 03 - 05, 07:02 م]ـ
ملحوظات على كتاب (حياة ابن كثير، وكتابه التفسير)
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد:
ففي ذات مساء أتاني اتصال من بعض المشايخ، وقال: هل تعلم ما يقوله بعض الفضلاء عن الملحوظات التي كتبتها على طبعة الشيخ سامي السلامة؟
قلت: وما يقولون؟!
قال: أنت متواطئ مع شيخك الفالح! وما كتبتَ ذاك إلا بإيعازٍ منه!!
قلت: سبحانك هذا بهتان عظيم! ألهذه الدرجة وَصَلَ ببعض الفضلاء قراءة ما بين السطور! وما يتخالج في الصدور!
وقد أهداني الشيخ محمد – وفقه الله – كتابه الموسوم بِـ (حياة ابن كثير، وكتابه تفسير القرآن العظيم)، وقرأتُهُ، وأبديتُ لهُ ما مَرَّ عليَّ من ملحوظات، ثم عندما عَلِمْتُ بِمَا قِيْلَ أحببت الكتابة عن الملحوظات الموجودة في كتاب شيخي الدكتور محمد الفالح – وفقه الله –، وهاأنذا ذاكرٌ لك بعض أسباب الكتابة في نقد كتاب شيخي:
1 – ليعلم كلُّ مَنْ قرأ هذا الموضوع أنَّ سبب كتابة تلك الملحوظات لم يكن لأغراض خاصة، ومقاصد مريبة؛ وإنما تصويباً لما وقع من أخطاء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/184)
2 – لبيان أنَّ مَنْ أراد أن يكتب في بيان ملحوظات على طبعة معيَّنةٍ أو يفضل طبعة على طبعة حين يسأل عنها = استحضار النصح للمسلمين، لا النظر لأسماء معيَّنةٍ أو مشايخ أو بلاد ... بل هو محض النصيحة سواء كانت لمن أحب أم لا.
وما سأكتبه هو: بيان ملحوظات على شيخٍ قرأت عليه، وجلستُ معه؛ بل كان ينقلني إلى المعهد العلمي!! ومن قدَّم لي كلُّ هذا ليس بالهيِّن عليَّ الكتابة في نقد عَمَلٍ من أعماله؛ لكن: هو الدين.
3 – دفعاً للتهمة عن الشيخ – وفقه الله – حيث قيل: إنَّ ما كُتِبَ في نقد ط. الشيخ السلامة – حفظه الله – إنما هو بإيعازٍ منه!
4 – بل ودفعاً للتهمة عن نفسي، حيث كنتُ مطيَّةً للمز فلان وعلان – زعموا –!!
وأخيراً؛ عذراً شيخي على ما ستخطه يداي هنا، وأقول:
وَعَلِمتُ أَنَّ الصَفحَ مِنكَ مُؤَمَّلٌ وَالعَفوَ مَرجُوٌّ لَدَيكَ لِمَن هَفا
ولقد بَعُدَت دياركم، عسى أن يكون رجوعكم قريباً. آمين.
وعذراً للفضلاء الذي قصدتهم في هذا لكلام، لكن هو ما كان في الصدر وإن لم ينطق به اللسان في سالف الزمان!!
وعذراً للشيخ سامي السلامة إنْ كان فيما كتبته – سابقاً – ما يُغْضِب أو يسيء.
وأسأل الله التوفيق والسداد والإعانة؛ وإليك تلك الملحوظات بعيداً عن الأخطاء المطبعية ونحوها.
الملحوظة الأولى: قال الشيخ – وفقه الله – في (ص 13) بترتيب الكتب التي ترجمة للحافظ ابن كثير – رحمه الله – حسب الترتيب الأبجدي.
قلت: في نظري أنَّ الترتيب الأبجدي هنا غيرُ مناسب، لأن المتأخر ينقل من المتقدم، فتقديم من حقه التأخير عِيٌّ في الكلام! والصواب: أن ترتب الكتب حسب وفيات المؤلفين، وهذا ما مشى عليه كثيرٌ من الباحثين.
الملحوظة الثانية: جمعَ الشيخ – حفظه الله – أسماء مؤلفات ابن كثير – رحمه الله – وأشار إلى أنَّ من تقدمه لم يحصر مؤلفاته كما حصرها هو! حيث قال عن بعضهم: ذكر (44) مؤلفاً، ولم يستوعب!!
قلت: وأغلب ما ذكرته يا شيخنا – وفقك الله، وأرجعك إلى ديارك سالماً – لم يكن من قبيل المؤلفات لا بن كثير، وإنما هو من الباب الذي قال عنه الشيخ بكر أبو زيد – حفظه الله، وشفاه –: تنتيف الكتب، وهي من أوجه العبث بالتراث التي ذكرها الشيخ.
مع العلم أنَّ الشيخ – حفظه الله – نبَّهَ على كونها مستلة من كتب ابن كثير، لكن العيب هو حشرها مع مؤلفاته!
ولمن جاء بعدك يا شيخنا أن يقول: وذكر الفالح مجموعة من كتب ابن كثير، ولم يستوعب!! لأن المطابع ما زالت تطبع مؤلفاتٍ (جديدة!!) لابن كثير. (المطابع تدفع، والمكتبات تبلع).
وهذا التنبيه يغني عن الكلام على آحاد الكتب التي ذكرها الشيخ، وهي مأخوذة من كتب ابن كثير – رحمه الله –.
الملحوظة الثالثة: قال الشيخ – وفقه الله – في (ص 40): ... مبيناً المطبوع منها والمخطوط والمفقود على حد علمي:
أولاً / في القرآن وعلومه ...
قلت: يوضع قبل قوله: أولاً / في القرآن وعلومه: الكتب المطبوعة.
الملحوظة الرابعة: قال الشيخ – حفظه الله – في (ص 42): 7 – مولد رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: وهو كتاب تاريخي ككتب السيرة النبوية المعروفة …
قلت: عفا الله عنك؛ فلماذا ذكرته مع كتب الحديث وعلومه؟! مع أنك أفرد كتب التاريخ السيرة، فينقل هذا الكتاب إلى هناك.
الملحوظة الخامسة: قال الشيخ – حفظه الله – في (ص 42): 8 – تحفة الطالب بمعرفة أحاديث مختصر ابن الحاجب.
قلت: ذكره الشيخ في الكتب المتعلقة بالفقه، وهو كما هو ظاهر من كتب تخريج الأحاديث، ووضعه مع كتب الحديث وعلومه أليق في نظري.
الملحوظة السادسة: قال الشيخ – وفقه الله – في (ص 43): ثالثاً / الطبقات والتراجم.
قلت: الصواب: رابعاً، لأنَّ ثالثاً قد تقدم، وهو في الفقه.
تنبيه: يتم تعديل ما بعدها من أرقام حيث استمر الوهم.
الملحوظة السابعة: قال الشيخ – وفقه الله – في (ص 44): وصدرت له – البداية والنهاية – أخيراً طبعة بتحقيق د. عبد الله التركي وعبد الفتاح الحلو في اثنين وعشرين مجلداً.
قلت: لقد وهم هنا الشيخ – حفظه الله – وسلك الجادة القديمة! فليس في الكتاب لا في الغلاف ولا في المقدمة إشارة لعمل الدكتور عبد الفتاح الحلو – رحمه الله – فيه. ?
يتبع - بإذن الله -.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/185)
ـ[الرحيلي]ــــــــ[27 - 03 - 07, 03:46 ص]ـ
جزاكم الله خير على هذا الجهد الطيب
وأخص بالشكر الأخ الفاضل عبد الرحمن السديس
لدي الإصدار الثاني الطبعة الثانية وكنت تنبهت لبعض الملاحظات في الأجزاء 6 و 7 و 8 وكنت أود أن أحصل على عنوان المحقق سامي السلامة حفظه الله لكي أرسل الملاحظات أولا بأول أو أن أجمعها ثم أرسلها ولكن مع مرور الوقت اكتفيت بالتقييد في موضع الخطأ أو الإختلاف بين النسخ بحيث أضع مثل الدائرة بقلم الرصاص على الكلمة التي تختلف في بعض النسخ أو أقوم بتعديلها مباشرة فوق الكلمة و لضيق الوقت وحجم المجلدات كبير يصعب علي أن مراجعة الأخطاء وجمعها لكن سوف أقوم بتقييد الأخطاء أو الاختلاف بين نسخة سامي سلامة ونسخة أخرى مع صديق لي وعلى ما أظن أن الطبعة التي يملكها صديقي هي طبعة دار إحياء الكتب العربية وسأقوم بالتأكد منها على كل من خلال القراءة هناك بعض الفروقات و الأخطاء وكذلك كما ذكر الأخ الكريم النقط بالنسبة للياء , وسأقيد الفروقات التي في المجلد الأول وإن كان بعضها ليس ذا أهمية على حسب ما أرى , وسأكتفي الآن بذكر بعضها والتي أمامها * تحتاج لمراجعة لأني كتبت الملاحظات المقيدة في نسختي بدون الرجوع إلى النسخة الأخرى للتأكد , لأني سعدت بهذا الموضوع مع العلم بأن الخطأ أو الفرق الذي أكتبه في صفحة ليس معناه لا يوجد غيره بل قد يوجد ولم أعره أي إهتمام لكن ما سيمر معي في المستقبل بإذن الله سوف أقوم بتقييده إن شاء الله ونسأل الله الثبات:
في صفحة 410 السطر 4:
عن التميمي. وفي النسخة الأخرى (نسخة صديقي: عن التميمي اسمه أربد. *
في الصفحة 412 السطر 6:
الرزق الذي رزق ساكنو البيت. وفي النسخة الأخرى: الرزق الذي رزقو ساكنو البيت. *
في الصفحة 413 السطر الثالث:
قال: ماهذا؟. وفي النسخة الأخرى: قال: ياربي ما هذا؟
في نفس الصفحة السطر 6:
وروى معاذ بن جبل. وفي النسخة الأخرى: وروي عن معاذ بن جبل.
في نفس الصفحة السطر 13:
أحدهما: ما حدثنا به. وفي النسخة الأخرى: أحدهما: حدثنا به.
في الصفحة 415 السطر 9:
فأنقضه. في النسخة الأخرى: فأنتقضه.
في الصفحة 417 السطر الثاني:
يقول: أمنا من العدو. وفي النسخة الأخرى: يقول: و أمنا من العدو.
وفي نفس الصفحة السطر 10:
فلا يعرض له. وفي النسخة الأخرى: فلا يتعرض له.
وفي نفس الصفحة السطر 12:
أي: يرفع عنهم. وفي النسخة الأخرى: أي: يدفع عنهم.
في الصفحة 418 السطر 16:
أليس نقوم مقام خليل ربنا؟ في النسخة الأخرى: أليس نقوم بمقام خليل ربنا؟
في الصفحة 422 السطر 3 والسطر 18:
أن. وفي النسخة الأخرى: إن.
في صفحة 424 السطر الثالث قبل الأخير:
وقد اختلف الفقهاء: أيما أفضل. وفي النسخة الأخرى: وقد اختلف الفقهاء: أيهما أفضل.
في صفحة 427 السطر 20:
لما في ذلك في مطابقة الآية الكريمة. وفي النسخة الأخرى: لما في ذلك من مطابقة الآية الكريمة.
في صفحة 430 السطر 7 من الأخير:
وقرأ بعضهم: (قال ومن كفر فأمتعه .... ) وفي النسخة الأخرى: فأمتعه (الهمزة مفتوحة والميم ساكنة والتاء مكسورة والعين ساكنة).
في الصفحة 431 السطر 4:
من البيت و إسماعيل ربنا تقبل منا. و في النسخة الأخرى: من البيت و إسماعيل ويقولان ربنا تقبل منا.
في نفس الصفحة السطر 7 من الأخير:
ليس فيه إنس. وفي النسخة الأخرى: ليس فيه أنيس.(2/186)
ما هو توجيه اتهام الإمام يحيى لحفص بالكذب
ـ[عبد الكريم الحربي]ــــــــ[27 - 08 - 04, 12:50 ص]ـ
بسم الله
وجدت في الكامل لابن عدي هذا
أنا الساجي ثنا أحمد بن محمد البغدادي قال سمعت يحيى بن معين يقول كان حفص بن سليمان وأبو بكر بن عياش من أعلم الناس بقراءة عاصم وكان حفص أقرأ من أبي بكر وكان أبو بكر صدوقا وكان حفص كذابا
الكامل في ضعفاء الرجال ج2/ص380
فما هو توجيه هذا مع أن جميع العلماء لم يتلفظوا بهذا حسب الاستقراء والتتبع فقط قالوا هو متروك الحديث أو ضعيف.
وحسب علمي وهو قليل وحسب اطلاعي وهو قاصر أن التوجيه لا يخرج من ثلاثة أمور:
الأمر الأول: تقديم رواية الدوري عن يحيى لطول لزومه وصحبته له وغالب العلماء تقبلوا رواياته.
الأمر الثاني: تعليل هذا بتشدد يحيى رحمه الله.
الأمر الثالث: لم يوافقه العلماء على ذلك.
وثمة أمر رابع وهو لايوجد ترجمة لأحمد بن محمد البغدادي المشهور ببن محرز.
والباقي على طلاب العلم هنا وفقهكم الله خاصة الشيخ يحيى
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[27 - 08 - 04, 07:37 ص]ـ
حفص بن سليمان أبو عمر الأسدي البزّاز المتوفّى (180) وقيل قريباً من (190). وهو حفص بن أبي داود القارئ نزيل بغداد: ضعيف متروك، متهم بالكذب ووضع الحديث، وقد حدَّثَ عن جمعٍ أحاديثاً بواطل.
وقال أبو قُدامة السّرخسيّ، وعُثمان بن سَعيد الدّارمي عن يحيى بن مَعِين: «ليسَ بثقة». قلت: هذا جرح لعدالته واتهام له بالكذب.
وقال عليّ بنُ المَديني: «ضعيفُ الحديث وتركتُه على عَمْد».
وقال إبراهيم بن يَعْقوب الجُوزْجانِي: «قد فُرِغَ منه من دَهْرٍ».
وقال البُخاري: «تركوه». قلت: وهذه إحدى أردئ أنواع الجرح عند البخاري. وقد ذكره أيضاً في كتابه "الضعفاء" وهو مخصصٌ للمتروكين والهلكى.
وقال مُسلم: «مَتْروك».
وقال النّسائِي: «ليسَ بثقة ولا يكتب حديثه». قلت: وهذا اتهام بالكذب. وقال النسائي في مَوْضع آخر: «متروك».
وقال صالح بن محمّد البَغدادي: «لا يكتب حديثُه، وأحاديثه كلّها مناكير».
وقال زكريا بن يَحْيَى السّاجي: «يحدّث عن سِماك، وعَلقمة بن مَرْثَد، وقَيْس بن مُسْلم، وعاصِم أحاديث بواطيل». فهو حتى عن شيخه عاصم ليس بثقة، فكيف عن غيره؟!
وقال أبو زُرْعة: «ضعيفُ الحديث».
و قال ابن حبان: «كان يقلب الأسانيد، و يرفع المراسيل».
و قال الدارقطني: «ضعيف».
و قال الساجي: «حفص ممن ذهب حديثه. عنده مناكير».
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتِم: سألتُ أبي عنه، فقال: «لا يُكْتَب حديثُه، هو ضَعيف الحديث، لا يصدق (وهذا اتهام بالكذب)، متروكُ الحديث». قلت: ما حاله في الحروف؟ قال: «أبو بَكْر بن عَيّاش أثْبت مِنْه».
وقال عبد الرحمن بن يوسُف: «كذّاب متروك يَضَع الحديث». قلت: فهو يكذب ويتعمّد وضع الحديث.
وقال الحاكم أبو أحمد: «ذاهبُ الحديث».
وقال يَحْيَى بن سَعيد، عن شُعْبة: «أخذ مني حفص بن سليمان كتاباً، فلم يرده. وكان يأخذ كتب النّاس فينسخها».
وقال أبو أحمد بن عَدِي، عن السّاجيّ، عن أحمد بن محمد البَغداديّ، عن يَحْيَى بن مَعين: «كان حَفْص بن سُلَيمان، وأبو بَكْر بن عَيّاش مِن أعلم النّاس بقراءة عاصِم، وكان حَفْص أقْرأ مِن أبي بَكْر، وكان كذّاباً، وكان أبو بكر صَدُوقاً». أي فحتى لو كان حفص أقرأ، فإنه يكذب بخلاف أبي بكر (شعبة) الذي كان صادقاً.
قال ابن عدي: «و لِحَفْص غيرُ ما ذكرتُ مِن الحَديثِ، وعامّة حديثه عمّن روى عنه غير محفوظة».
و قال صالح بن محمد البغدادي: «لا يكتب حديثه، و أحاديثه كلها مناكير».
وحكى ابن الجوزي في "الموضوعات" عن عبد الرحمن بن مهدي قال: «و الله ما تحل الرواية عنه». أقول: الرواية عن الصادق حلال وإن كان ضعيفاً. لكن إن كان كذاباً فالرواية عنه حرام.
فالنقاد هنا يرمونه: بـ"وَضعِ الحديث" و "الكذب" و "سرقة الكتب". فضعفه لا يتوقف على قلة عنايته واهتمامه بالحديث، وإنما يُرمى في أمانته ودينه. ولا شك أن الضبط في الحديث شيء، وفي القراءة شيء آخر. والظاهر أنه كان محترفاً في القراءة جميل الصوت، فاشتهرت قراءته. أما في الحديث فهو كما ترى.
ـ[عبد الكريم الحربي]ــــــــ[27 - 08 - 04, 06:29 م]ـ
شيخنا الحبيب/ محمد ـ وفقه الله
هذه النقولات جميلة جدا
ولكن الست توافقني على أن الإمام ابن حجر والإمام الذهبي تركوا رمي حفص بالكذب لصدق الرجل في نفسه وإن كان واهياً في الحديث؟
يقول الإمام الذهبي: وكان ثبتا في القراءة واهيا في الحديث لأنه كان لا يتقن الحديث ويتقن القرآن ويجوده وإلا فهو في نفسه صادق.
ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج2/ص319
وقال ابن حجر رحمه الله: متروك الحديث مع إمامته في القراءة.
التقريب
قال الذهبي:أما في القراءة فثقة ثبت ضابط لها بخلاف حاله في الحديث.
معرفة القراء الكبار
وحقيقة أنا لا اتصور أن يكون إمام ويكذب ويتعمد الكذب
فإن هذا من الأمور القادح في عوام الناس فضلا عن خواصهم
الإمام لا يكذب شيخي محمد الإمين
ولو قرأت سيرة حفص لقلت غير هذا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/187)
ـ[عبد الكريم الحربي]ــــــــ[28 - 08 - 04, 12:52 م]ـ
إلي الآن لم نجد تعليقاً يشفي الغليل في شأن إمام من أئمة القراءات وحفظة كتاب الله
أهل الخليج ومصر وغيرها من البلاد يتلون كتاب الله على قراءة هذا الإمام ... فماذا نحن صانعون في إزالة تهمة الكذب عنه رحمه الله
وتذكروا أنه لايكذب المرء إلا من مهانته
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[28 - 08 - 04, 03:42 م]ـ
شيخنا الحبيب محمد الأمين،
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
اراك متحاملاً بعض الشئ على إمام القراء حفص بن سليمان، أليس كذلك؟!:)
وقال أبو قُدامة السّرخسيّ، وعُثمان بن سَعيد الدّارمي عن يحيى بن مَعِين: «ليسَ بثقة». قلت: هذا جرح لعدالته واتهام له بالكذب.
لا أدرك وجه لزوم الكذب لكونه غير ثقة! لم لا أحسن الظن بكلام يحيى بن معين في حفص و أقول أنه ليس بثقة و أتوقف فلا أزيد؟ ما رأيك؟
أنا لا أدعي العلم بمصطلحات الجرح عند رجال الحديث، فعلمني بارك الله فيك: هل كونه ليس بثقة يستوجب كونه كذابًا؟
وقال النّسائِي: «ليسَ بثقة ولا يكتب حديثه». قلت: وهذا اتهام بالكذب. وقال النسائي في مَوْضع آخر: «متروك».
و سؤالي لك يا شيخنا الحبيب: هل يترادف عدم الثقة و الترك مع الكذب في اصطلاح علماء جرح الرجال؟
قالوا أنه تروك و ضعيف و ليس بثقة فقلنا لا بأس.
و لكن اتهامه بالكذب فيه تطرف و لم أجد علماء الجرح اتفقوا عليه بل قاله واحد أو اثنان، فما رأيكم؟ و رأي باقي مشايخنا الأجلاء؟:))
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[28 - 08 - 04, 05:04 م]ـ
للفائدة فقد سبق النقاش في هذا المنتدى المبارك حول الإمام حفص رحمه الله وحاله في الحديث وفي القراءة على هذه الروابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=10824&highlight=%CD%DD%D5
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=11371&highlight=%CD%DD%D5
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=10976
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[28 - 08 - 04, 05:08 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرنا في مصيبتنا وأخلف لنا خيرًا مِنهالا ينقضي عَجبي مِن الأخ (محمد الأمين) -هداه الله-؛ فتارةً يطعن في الإمام (مالك)، وأخرى يطعن في الإمام (حفص)، والطعن فيه طعن في القرآن، مِن قريب أو بعيد.
وسبق أن ناقشه بعض الأفاضل على "ملتقى أهل التفسير" بعد أن قَدَحَ في الإمام (حفص)، وها هو يعيد الكرة؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون، وأحسن الله عزاءنا فيك يا بن الأمين!
وإليكم بعض المقتطفات مِن ردود الأفاضل عليه، ومَن أراد زيادة التفصيل فليرجع إلى هذا الرابط:
http://tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1221&perpage=15&pagenumber=3
كاتب الرسالة الأصلية: ابن الشجري
..... أما أن يتعرض لأمام عرفته الدنيا كلها ثم نسكت، فلا ولا كرامه.
عاصم أبن ابي النجود:
الامام الكبير مقرئ الدنيا أبو بكر الاسدي مولاهم الكوفي. قال عبد الله ابن الامام احمد سألت أبي عن عاصم بن بهدله فقال: رجل صالح خير (ثقه)، وثقه أحمد، والعجلي، ويعقوب بن ابي سفيان، وأبو زرعه، وابن حبان، وابن سعد، وأبن معين. قال ابن شاهين: قال ابن معين: ثقة لابأس به من نظراء الاعمش، وقال البزار: لانعلم أحدا ترك حديثه، بل خرج له في الصحيحين كمافي التقريب مقرونا والذي عند مسلم هو حديث ابي بن كعب في ليلة القدر.
فمتى اتفق الحفاظ على أنه مجروح في حفظه وضبطه؟! أما العداله فالقدح فيه من جهتها قدح في الامة كافة فضلا عن كتاب الله تعالى ... ويكفي في الرد على هذه المقالة التأمل في لوازمها.
والرجل رحمه الله مع أنه ليس من أهل الحديث المعنيين بحمله وضبطه ونقله إلا أنه كانت له مكانة عالية في هذا الفن. لكن لاتصل الى مرتبة بعض أقرانه ممن تصدى لهذا العلم اذ علم الحديث علم لايقبل معه غيره، فكان من هذا الباب أن نزلت مرتبة اسناد مايرويه عن غيره ممن تصدى وتصدرلعلم الحديث.فكان له بعض الاوهام التي لاتقدح في حديثه كله رحمه الله.
وهذا احد المبرزين في زماننا ومن اعلمهم بعلم الرجال واشدهم نقدا المحدث الكبير السعد. يصحح حديثه ولكن على تفصيل:
1ـ فماكان يرويه عن أبي وائل (وشخص آخر نسيته أنا) فهذا من اعلى حديثه
2ـ مارواه عن غيرهما ولم يكن عن أبي صالح فكذلك لكنه دون الاول
3 ـ مارواه عن أبي صالح فهذا ينظر فيه
فالأاصل استقامة حديثه رحمه الله.كما قال
أما حفص أحد الرواة عن عاصم
فكذلك القول فيه الا أن القول كان فيه اغلظ من نقاد الحديث رحمهم الله. وغاية ما يكون أن يكون حديثه ضعيفا. وثقه وكيع وقال الامام احمد: صالح ومرة قال مابه بأس وضعف حديثه ابن المديني وكان اشد الناس فيه قولا ابن معين رحمه الله ـ ولايخفى أنه من المتشددين في نقد الرجال ـ وخرج له النسائي، وعلى كل حال فحديث الرجل عندهم متروك.الا ان الجميع يقرون بإمامته في الاقراء وماتعرضوا لعدالته حاشا وكلا
فكيف يتقول متقول لا يعرف من علم الحديث الا اسمه ثم يفتري على علم من أعلام المسلمين؟
وأما توجيه اتهام الإمام (يحيى بن معين) -رحمه الله- له بالكذب؛ فما أجمل رَدَّ الأخ (راجي رحمة ربه) حين قال:
كاتب الرسالة الأصلية: ابن الشجري
بل ليس بكذاب وحاشاه.
وأخطأ ابن معين فماذا كان، وهل كلام ابن معين قرآن منزل.
أليس هناك متعنتون أو معتدلون صدرت منهم أقوال متعنتة
ألا يخطئ البشر
نعم ليس بالمتقن للحديث، أما الكذب فقد تبين بطلان هذا لأن الله والرسول زكى أهل القرآن وإن لم يكن مثل حفص أهل القرآن فمن ياترى؟
وها هو الزمان يشهد بخطأ ابن معين وبعدالة حفص، ومن لا يعجبه ذلك فهو وشأنه
أما ثلاثة أرباع الأمة فقد قبلته فبعدا لمن يتعلل بابن معين ليطعن في أهل القرآن.
وخلاصة الأمر:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/188)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[28 - 08 - 04, 05:13 م]ـ
(وقال عبد الرحمن بن يوسُف: «كذّاب متروك يَضَع الحديث». قلت: فهو يكذب ويتعمّد وضع الحديث.
)
عبد الرحمن بن يوسف هو ابن خراش رافضي - عامله الله بعدله-
قال الذهبي
(فانت زنديق معاند للحق فلا رضي الله عنك)
ـ[عبد الكريم الحربي]ــــــــ[29 - 08 - 04, 10:37 م]ـ
نشكركم جميعا على هذه الجهود الطيبة
وخلاصة القول هو أن الإمام لا يكذب
وابن معين اخطأ في هذا
أو أنه لا تصح هذه الرواية عنه لجهالة ابن محرز
أو تقديم رواية الدوري عليها
وأن العلماء لم يوافقوه على هذا
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[30 - 08 - 04, 09:01 ص]ـ
جزاكم الله تعالى خيرا
هذا جواب سؤال أرسله لي أحد الإخوة منذ فترة
يتعلق بنصراني يتكلم في إسناد قراءتنا
وذكر تكذيب بعض أهل العلم لحفص بن سليمان رحمه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبك الذي أحببتني به، ولا تنسى أني طالب علم، فوالله لست أستحق (شيخا).
توكلت على الله
1* جمهور أهل العلم على ترك حديث حفص بن سليمان لا على تكذيبه.
2* قل لهذا النصراني (قبحه الله) لم حكمت عليه بقول ابن معين وأبو أحمد الحاكم رحمهما الله تعالى وقول ابن خراش، وتركت قول الأكثرين وأقوالهم مبثوثة في تهذيب الكمال في نفس الموضع أم أن الحكم تبع للهوى، هل عندك دليل، لن يستطيع أن يفعل شيئا إن شاء الله تعالى، ولن يأتيك بدليل، بل هو محض تحكم منه، عندها أخي الحبيب تمثل له بقول الشاعر:
عند الرهان يُعرف المضمار ويُعرف السابق والخوَّار ُ
ثم تابع الكلام معه.
3* فرق عندنا بين من تركه أهل الحديث ـ (لا بل أقول من اتفق على تركه أهل الحديث) ـ وبين من اتهموه بالكذب، الترك متعلَّق الضبط عند الراوي، والكذب متعلَّق العدالة، فالراوي إذا كان ضابطا لحديثه لا يهم إلا في النادر فهذا هو الثقة، فإن زاد وهمه فهو إلى الصدق أقرب، فإن رأيته أكثر التفرد بما لا يتابعه عليه الثقات وخالف فهو الضعيف، فإن رأيته واظب الخطأ والوهم وقلب الأسانيد ورفع الموقوفات ووقف المرفوعات وجاء بما يخالف الثقات الأثبات ولم تجده يكاد يوافق ثقة إلا في النادر فهذا هو المتروك والله تعالى أعلم.
4* ثم قل له بعد أن يوافقك على هذه المقدمة: إذا عرفت أنه متروك الحديث بسبب عدم حفظه، فاعلم أن منشأ ضعف الحفظ عنده كثرة اهتمامه بالقرآن على حساب الحديث كما ذكرتم في رسالتكم، وهذا بالطبع أمر عادي جبلي موافق للعقل السليم، وإنكاره جحود ومكابرة إذ من النادر أن تجد إماما يشار له بالبنان في علم ما إلا وهو إلى الضعف قريب في علم غيره، وليس في هذا منقصة له ولله الحمد، ولو نظر في فروع الطب مثلا لوجد أن الأطباء غير المتخصصين دائما هم الأضعف لأنهم لا يحيطون بجملة علم الطب ولا بجزء كامل منه على عكس المتخصصين.
5* بعد أن يوافق على هذه المقدمات كلمه في شيء من الحديث على حذر، فعامة هؤلاء يكيدون للإسلام ويتربصون له ثغرة، فاحرص على أقل الكلام.
6* قول ابن خراش كذاب متروك يضع الحديث فيه تحامل، والتحامل سمة من سمات ابن خراش، وابن خراش أصلا متكلم فيه، يتوقف في قوله إذا انفرد فكيف إذا خالف، قال ابن عدي رحمه الله تعالى في الكامل 1/ 518 سمعت عبدان نسبه غلى الضعف، سمعت عبدان يقول ثنا خالد بن يوسف السمني ثنا أبو عوانة عن عاصم عن الشعبي عن النعمان بن بشير قال: الحلال بين والحرام بين ... الحديث. قال لنا عبدان: وحدث به ابن خراش عن خالد بن يوسف مرفوعا، وقد ذكر لي عبدان أن ابن خراش حدث بأحاديث مراسيل أوصلها ومواقيف رفعها مما لم يذكرها هنا.
قال أبو أحمد بن عدي رحمة الله عليه: سمعت عبدان يقول قلت لابن خراش حديث لا نورث ما تركناه صدقة. قال: باطل، قلت من تتهم في هذا الإسناد رواه الزهري وأبو الزبير وعكرمة بن خالد عن مالك بن أوس بن الحدثان أتتهم هؤلاء؟ قال: لا. إنما أتهم مالك بن أوس.
قال أبو أحمد: سمعت عبدان يقول: وحمل ابن خراش إلى بندار جزأين صنفهما في مثالب الشيخين فأجازه بألفي درهم فبنى بذلك حجرة ببغداد ليحدث فيها، فما متع بها ومات حين فرغ منها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/189)
قال أبو أحمد: وسمعت أحمد بن محمد بن سعيد المعروف بابن عقدة يقول: كان ابن خراش في الكوفة إذا كتب شيئا من باب التشيع يقول لي: هذا لا ينفق إلا عندي وعندك يا أبا العباس.
قال أبو أحمد: وسمعت عبد الملك بن محمد أبا نعيم يثني على ابن خراش هذا وقال: ما رأيت أحفظ منه، لا يذكر له شيخ من الشيوخ والأبواب إلا مر فيه.
قال أبو أحمد بن عدي رحمه الله: وابن خراش هذا هو أحد من يذكر بحفظ الحديث من حفاظ العراق، وكان له مجلس مذاكرة لنفسه على حدة وإنما ذكر عنه شيء من التشيع كما ذكره عبدان، فأما الحديث فأرجو أنه لا يتعمد الكذب.
وقال الذهبي رحمه الله في ميزان الاعتدال 5014 قال أبو زرعة محمد بن يوسف الحافظ كان خرج مثالب الشيخين وكان رافضيا، وذكر الذهبي سؤال عبدان له عن حديث مالك بن أوس ثم قال (أي الذهبي) لعل هذا بدأ منه وهو شاب فإني رأيته ذكر مالك بن أوس بن الحدثان في تاريخه فقال ثقة، ثم ذكر الذهبي قصة الجزأين مع بندار ثم قال هذا والله الشيخ المعثر الذي ضل سعيه فإنه كان حافظ زمانه وله الرحلة الواسعة والإطلاع الكثير والإحاطة وبعد هذا فما انتفع بعلمه فلا عتب على حمير الرافضة وحواثر جزين ومشغرا.
وذكره ابن الجوزي رحمه الله تعالى في الضعفاء والمتروكين 1912 فهو ضعيف متروك عنده.
أخي يوسف ومما يدلك على صحة ما أقول من تحامل ابن خراش ماجعتك لترجمة أحمد بن الفرات أبو مسعود الرازي، من الحفاظ الثقات، كذبه ابن خراش، قال الذهبي رحمه الله تعالى: وقد آذى بذلك نفسه.
والخلاصة أخي يوسف أن ابن خراش في أصله مجروح لا يحل الاحتجاج به، وهو مسرف جدا تكلم في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحري أن لا يعتد بقول من هذه حاله.
7* قول أبو أحمد الحاكم رحمه الله تعالى ذاهب الحديث لا يعني أنه كذاب بل يعني أنه لا يلتفت إلى حديثه بمعنى قولنا متروك وقد بينا فيما مضى أن الترك شيء والكذب شيء آخر.
أخي الكريم يوسف، ذاهب الحديث هي عبارة جرح شديد تتجاذب بين الترك والتكذيب حتى عند الإمام الواحد أحيانا، لكن الأعم الأغلب أنها تدل على ذهاب حديثه أي أن حديثه لا شيء، أي تفيد الترك، أخي يوسف إذا عرفت هذا فهنا مسألة مهمة وهي أننا عند النظر في حال الراوي علينا مرعاة كلام الأئمة وعرض بعضه على بعض ودفع التعارض بينه ما أمكن، فإذا رأينا راو الجمهور على تضعيفه جدا وتركه ولم يتهمه أحد ورأينا أحدهم قال فيه ذاهب الحديث، فهل من المعقول أن نعارض كلامه بكلامهم ونقول تركوه وكذبه فلان أم الأولى أن نحمل قوله ذاهب الحديث على الترك، وهذا موافق لكلامهم واللغة لا تأباه من حيث المعنى.
فائدة واستطراد:
ومثل هذا الأمر إذا وجدت عن إمام كبير قولين متعارضين الأول موافق لقول الجمهور والثاني مخالف له، فالأولى أن تنسب إلى هذا الإمام ما يليق به من القول الموافق لغيره وأن تجعل قوله الثاني عُرضة لخطأ النقل أو النسخ وغير ذلك، والله تعالى أعلم.
ومما يدل على أن قولهم ذاهب الحديث جرح ضبط لا جرح عدالة:
1 - قال أبو عيس الترمذي رحمة الله عليه في الجمعة في باب ما جاء في استقبال الإمام إذا خطب بع أن ساق الحديث: وحديث منصور لا نعرفه إلا من حديث محمد بن الفضل بن عطية ومحمد بن الفضل بن عطية ضعيف ذاهب الحديث عند أصحابنا.
2 - وقال أيضا في الطلاق واللعان في باب طلاق المعتوه بعد أن ساق الحديث: هذا حديث لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث عطاء بن عجلان وعطاء بن عجلان ضعيف ذاهب الحديث.
3 - وقال أيضا في الاستئذان والآداب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في باب ما جاء في السلام قبل الكلام: وسمعت محمدا يقول عنبسة بن عبد الرحمن ضعيف في الحديث ذاهب.
وللاستزادة راجع تراجم هؤلاء في الجرح والتعديل:
جراح بن المنهال، خالد بن عبد الرحمن المخزومي، داود بن الزبرقان، داود بن المحبر، ربيع بن بدر،
سليمان بن أرقم، عمر بن أبي بكر العدوي، موسى بن مطير، نافع أبو هرمز. وغيرهم كثير يطول ذكرهم.
أقول والأولى ههنا حمل هذا التركيب على الترك لا على الوضع، لموافقته لقول غيره من الأئمة رحمة الله عليهم
ومما يدلك على أن قول أبو أحمد الحاكم رحمه الله تعالى ذاهب الحديث يعدل قول غيره متروك في الغالب هو مطالعتك لتراجم هؤلاء:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/190)
عبد الله بن شبيب الربعي، راجع ميزان الاعتدال، والعمل على ضعفه.
حبيب بن أبي الأشرس، راجع لسان الميزان، والعمل على تركه.
فرات بن السائب، راجع لسان الميزان، والعمل على تركه.
جويبر بن سعيد الأزدي، راجع التهذيب، والعمل على تركه.
عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري، راجع التهذيب، والعمل على تركه.
عبد الحكيم بن منصور الخزاعي، راجع التهذيب، والعمل على تركه، وقد كذبه ابن معين.
على أن أبو أحمد الحاكم رحمه الله قد يستخدم هذا التركيب (ذاهب الحديث) في بعض الأحيان للوضع، ومنه
عبد الله بن زياد المخزومي، راجع التهذيب، والعمل على تركه وتكذيبه.
عبد الرحمن بن قيس الضبي، راجع التهذيب، والعمل على تركه وتكذيبه.
الخلاصة أخي يوسف أن قولهم ذاهب الحديث متجاذب بين الترك والتكذيب كما ذكرت لكم سابقا، والأكثر حمله على الترك وقد ذكرت لكم أمثلة كافية إن شاء الله، والأولى ههنا حمله على الترك لا على التكذيب، لموافقته لعموم ما قاله الأئمة رحمة الله عليهم، وقد تقدمت الإشارة إلى هذا.
8* قال ابن معين رحمه الله تعالى:كان حفص بن سليمان و أبو بكر بن عياش من أعلم الناس بقراءة عاصم، وكان حفص أقرأ من أبي بكر، وكان كذابا وكان أبو بكر صدوقا.
الصحيح أن قول ابن معين رحمه الله تعالى يجب حمله على الخطأ، وهذا بين ظاهر لمن تأمل كلامه وأنصف، فابن معين رحمه الله تعالى تكلم عن حالهما في القراءة وفي الحديث، أولا أثبت له مع أبو بكر بن عياش كثير علم بقراءة عاصم فقال (من أعلم الناس) وهذه صيغة تفضيل، ثانيا أثبت له أفضلية على أبو بكر بن عياش في القراءة فقال (أقرأ من أبي بكر) وهذه صيغة تفضيل كسابقتها، ثم فرق ابن معين رحمه الله تعالى بينهما في الحديث فقال عن حفص (وكان كذابا) وقال عن أبو بكر بن عياش (وكان صدوقا).
قلت أبو بكر بن عبد الوهاب: من آتاه الله فهما بكلام الأئمة رحمة الله عليهم لا يظن أن قوله (كذابا) بمعنى الافتراء والوضع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ كيف نجمع بين النقيضين معا، نجعله كذابا في الحديث وإماما صادقا في القراءة، هذا محال، لأن العقل السليم يقول بأن من استحل الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم لا رادع يردعه عن الكذب على الله تبارك وتعالى، قد يورد علينا الخصم أن تكذيب ابن معين رحمه الله له في الحديث دليل على كذبه بالجملة فيسري كذبه إلى القرآن، والجواب بسيط نقول: لكم ذلك لو أن ابن معين كذبه في الحديث فقط، عندها يكون كَذِبَه في القرآن من باب أولى، لكن هذا لم يقع، فإن من كذبه في الحديث هو ذاته من صدقه وقدمه في القراءة (أي ابن معين)، فهذا يعني أحد أمرين لا ثالث لهما إما أن ابن معين رحمه الله لا يعي ما يقول فيكذبه ويصدقه في آن ٍ معا ـ وهذا تخريف أن يقال مع إمام من أئمة أهل السنة كابن معين ـ والثاني أن نصحح قوله رحمه الله تعالى وندفع التعارض بين المعنيين، عندها سنجد أن المقصود بتكذيبه تخطئته، وهذا هو المعنى اللائق الذي تصح نسبته إلى هذا الإمام رحمة الله عليه، وبالطبع لغتنا لا تأباه ولله الحمد، قال ابن منظور رحمه الله تعالى في لسان العرب 1/ 709: وفي حديث صلاة الوتر كذب أبو محمد (رضي الله تعالى عنه) أي أخطأ؛ سماه كذبا لأنه يشبهه في كونه ضد الصواب كما أن الكذب ضد الصدق، وإن افترقا من حيث النية والقصد لأن الكاذب يعلم أن ما يقوله كذب، والمخطىء لا يعلم، وهذا الرجل ليس بمخبر، وإنما قاله باجتهاد أداه إلى أن الوتر واجب، والاجتهاد لا يدخله الكذب وإنما يدخله الخطأ، وأبو محمد (رضي الله عنه) صحابي واسمه مسعود بن زيد.
وقد استعملت العرب الكذب في موضع الخطأ، وأنشد بيت الأخطل:
كذبتك عينُك أم رأيت بواسط ٍ
وقال ذو الرمة:
وما في سمعه كذب
وفي حديث عروة، قيل له: إن ابن عباس (رضي الله عنهما) يقول إن النبي صلى الله عليه وسلم لبث بمكة بضع عشرة سنة، فقال: كذب، أي أخطأ.
ومنه قول عمران لسمرة (رضي الله تعالى عنهما) حين قال: المغمى عليه يصلي مع كل صلاة صلاة ً حتى يقضيها، فقال: كذبتَ ولكنه يصليهن معا، أي أخطأت َ.انتهى من لسان العرب.
قلت أبو بكر بن عبد الوهاب: وليس كل من قال في راو (كذاب) يعني أنه يضع الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ وإن كان الأصلُ في قولهم كذاب هو يضع الحديث ـ فمن ذا الذي يقول إن ابن إسحاق رحمه الله تعالى إمام المغازي يضع الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يقول بهذا أحد، ثم نجد مالك بن أنس رحمة الله عليه إمام أهل المدينة، ويحيى بن سعيد القطان رحمه الله تعالى يكذبانه، فهل هو ممن يستحل وضع الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم، معاذ الله أن يفعل مثله هذا، إذن كيف نوجه قولهما بتكذيبه؟ الجواب أنهما أرادا بالكذب تدليسه، وهذا استخدمه الأئمة رحمة الله عليهم إذ قالوا التدليس أخو الكذب، فلا حرج إذن في قولهما، إنما الحرج والإشكال في فهمنا لكلام الأئمة عليهم رحمة الله.
مثال آخر، قال الإمام مسلم رحمة الله عليه في مقدمة الصحيح ص19حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن مغيرة عن الشعبي قال حدثني الحارث الأعور الهمداني وكان كذابا.
قال الذهبي رحمه الله تعالى في سير أعلام النبلاء 4/ 153 فأما قول الشعبي الحارث كذاب محمول على أنه عنى بالكذب الخطأ لا التعمد و إلا فلماذا يروي عنه ويعتقده يتعمد الكذب في الدين ...... انتهى كلامه رحمه الله.
قلت أبو بكر بن عبد الوهاب: وقيل إنهم كذبوا رأيه، وقيل إنهم كذبوا حكاياته، وما قاله الذهبي رحمه الله تعالى أولى بالصواب.
والحمد لله رب العالمين
أخي يوسف تأخرت عليكم بسبب انقطاع الكهرباء عندنا لثلاثة أيام متوالية، وأسأل الله تعالى أن يسعدك هذا الرد، ويخرق قلب وعقل خصمك.
أخي الحبيب عندما ترى أنك أجهزت عليه إن شاء الله، وتراه تلعثم وتأتأ، تمثل له بقول جرير:
لما وضعت على الفرزدق ميسمي وعلى البعيث جدعتُ أنف الأخطل ِ
وكتبه أخوكم أبو بكر ماهر بن عبد الوهاب علوش.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/191)
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[30 - 08 - 04, 04:08 م]ـ
بارك الله فيكم يا اخوة و زادكم من علمه و فضله:)
ـ[أبو مروة]ــــــــ[31 - 08 - 04, 03:08 ص]ـ
جزاك الله أخ ماهر على نصرتك لكتاب الله، وزادك قوة في العلم.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[07 - 05 - 07, 04:01 م]ـ
جعل الأخ محمد الأمين نصوص الترك دليلاً على أنه كان يكذب مجانب للقواعد
فالعلماء كانوا يتركون من يفحش خطؤه ويقولون في حقه ((ليس بثقة)) و ((منكر الحديث))
قال ابن حبان في بحر بن كنيز ((كان ممن فحش خطؤه وكثر وهمه حتى استحق الترك))
من هذا النص يتبين أن كذب الرواي ليس هو السبب الوحيد لوصفه ب ((المتروك)) وما يقابلها من الألفاظ مثل ((منكر الحديث)) و ((ليس بثقة))
والرواية عن يحيى تحتاج إلى إثبات
ـ[طلحة المصرى]ــــــــ[07 - 05 - 07, 05:59 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرنا في مصيبتنا وأخلف لنا خيرًا مِنهالا ينقضي عَجبي مِن الأخ (محمد الأمين) -هداه الله-؛ فتارةً يطعن في الإمام (مالك)، وأخرى يطعن في الإمام (حفص)، والطعن فيه طعن في القرآن، مِن قريب أو بعيد.
وسبق أن ناقشه بعض الأفاضل على "ملتقى أهل التفسير" بعد أن قَدَحَ في الإمام (حفص)، وها هو يعيد الكرة؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون، وأحسن الله عزاءنا فيك يا بن الأمين!
:
انه احرى بمن يقدح فى العلماء الائمة الذين تلقتهم الامة بالقبول مستغلا شبهات وردت فى اقوال غيرهم ان يساء به الظن
و نحن على شبكة الانترنت فلعل رافضيا او حتى نصرانيا يدخل المنتدى باسم مسلم
و نحن اقدر باذن الله على دحر شبهاتهم
ـ[عمر فولي]ــــــــ[07 - 05 - 07, 08:08 م]ـ
السلام عليكم
الإخوة الكرام هذا الرابط سينهي لكم الموضوع ... تفضلوا في أمان الله.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4319&highlight=%CD%DD%D5+%DA%C7%D5%E3
والسلام عليكم(2/192)
ما ذكره القرآن عن نظام الكون
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 - 08 - 04, 09:57 ص]ـ
سألني أحد الإخوة عن اعتقادي في الكون، وأكتب له هذا الجواب مدعوماً بالأدلة القرآنية.
أعتقد أن الكون كان أصله مادة واحدة مضغوطة جداً، كما قال الله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} (30) سورة الأنبياء. والرتق أي ضد الفتق، أي كانتا متلئمتان.
وهذه المادة جاء وصفها بأنها غاز. {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} (11) سورة فصلت. ويظهر -والله أعلم- أن ذلك الغاز كان غاز الهادروجين الذي يعتبر المكون الأساس للماء. {وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ} (7) سورة هود
ثم إن هذا الكون انشطر (وفق ما يسمى بالانفجار الكوني الأعظم)، وانقذفت تلك المكونات لتتشكل في مواد أخرى، وتؤلف الكواكب والنجوم. وكل كوكب وكل جرم وكل نجم يدور في مسار فلكي معقد. {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} (33) سورة الأنبياء
لكنها -مع هذه الحركة المعقدة- تبتعد عن مركز الكون، وبالتالي فالكون يتوسع ويزيد حجمه، وبالتالي فالسماء الدنيا التي تشكل حدوده، تتوسع أيضاً. كما قال الله عز وجل: {وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} (47) سورة الذاريات
وهنا لفتة مهمة للغاية. فإذا قال العلم: إن "كوننا محدود الحجم"، فلا يعني بالطبع أن رائد الفضاء سيجد على بعد عدة بلايين من السنين الضوئية حائطاً عُلّقت عليه لافتة كُتب عليها: "ممنوع المرور"! لأنه في الواقع قد يكون الكون محدود الحيّز، دون أن تكون بالضرورة له حدود. فقد ينحني وينقفل على نفسه، بحيث أنه إذا حاول مستكشف كوني افتراضي أن يُسيّر سفينته الفضائية في خط مستقيم بقدر ما يستطيع، فإنه سيسلك خطاً سمتياً، أي سيسلك خطاً مستقيماً في الفضاء، ويعود إلى النقطة التي بدأ منها رحلته.
وهذا صعب الفهم للوهلة الأولى. لكن هذا يشبه من ينطلق بالطائرة بخط مستقيم باتجاه الشرق، فيعود بالنهاية إلى نقطة الانطلاق من جهة الغرب! فلا يمكن للإنسان -وفق القواعد الكونية التي وضعها الله تعالى- أن يخترق الكون إلى خارجه. ولا يمكن أن يصل إلى ما ليس بمكان! ولا يمكنه اختراق السماء الدنيا. إلا إن أراد الله له أن يخرق القواعد الكونية. وهذا ما أكده الله عز وجل بقوله: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ} (33) سورة الرحمن
وهذا الكون الذي يتوسع -كما أخبر الله تعالى- سيعود وينكمش ويعود كما كان. قال رب العزة: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} (104) سورة الأنبياء
والأرض تجري بمسار بيضوي شبه دائري حول الشمس. وكذلك باقي كواكب المجموعة الشمسية. والشمس والكواكب التابعة لها كذلك تمشي في مسار لها في الكون. قال الله تعالى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} (38) سورة يس
وكوكب الأرض نفسه بيضوي. قال الله تعالى: {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} (30) سورة النازعات. والدِّحْيَة هي بيضة النعامة. فالآية الكريمة إذاً حددت لا كروية الأرض، بل حددت بيضويتها. وهذا ما أثبتته يقيناً الصور الملتقطة من الأقمار الصناعية. {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} (4) سورة النجم
وكوكب الأرض يدور حول نفسه {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ} (88) سورة النمل. فالجبال كما نراها في أعيننا جامدة ثابتة ساكنة في مكانها لا تتحرك. ولكنها في الحقيقة تمر مر السحاب، لأنها تدور مع الأرض بسرعة كبيرة.
وهذا الدوران هو الذي يسبب تعاقب الليل والنهار. { ... يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ ... } (5) سورة الزمر
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 - 08 - 04, 10:33 ص]ـ
قال أحد الإخوة في ملتقى آخر:
أجد دوران الأرض في هذه الآية:
لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون).
عندنا في الآية ثلاثة أجرام سماوية:
1) الشمس. 2) القمر. 3) الأرض وعبر عنها ب (الليل والنهار) لأن أثر الليل والنهار يظهر على الأرض.
كذلك ختمت الآية ب (وكل في فلك يسبحون) هذا جمع، والجمع يبدأ من ثلاثة فما فوق. لو كانت الآية تتكلم فقط عن الشمس والقمر لقال تعالى: كلاهما يسبحان).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/193)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 - 08 - 04, 10:43 ص]ـ
وهذا كلام جيد أيضاً حول هذه القضية وقضايا أخرى للشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله:
قال: (إثبات كروية الأرض
إن القرآن كلام الله المتعبد بتلاوته إلى يوم القيامة. ومعنى ذلك أنه لا يجب أن يحدث تصادم بينه وبين الحقائق العلمية في الكون .. لأن القرآن الكريم لا يتغير ولا يتبدل ولو حدث مثل هذا التصادم لضاعت قضية الدين كلها .. ولكن التصادم يحدث من شيئين عدم فهم حقيقة قرآنية أو عدم صحة حقيقة علمية .. فإذا لم نفهم القرآن جيدا وفسرناه بغير ما فيه حدث التصادم .. وإذا كانت الحقيقة العلمية كاذبة حدث التصادم .. ولكن كيف لا نفهم الحقيقة القرآنية؟ .. سنضرب مثلا لذلك ليعلم الناس أن عدم فهم الحقيقة القرآنية قد تؤدي إلى تصادم مع حقائق الكون .. الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز: (وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا) سورة الحجر: 19 .. المد معناه البسط .. ومعنى ذلك أن الأرض مبسوطة .. ولو فهمنا الآية على هذا المعنى لا تّهمنا كل من تحدّث عن كروية الأرض بالكفر خصوصا أننا الآن بواسطة سفن الفضاء والأقمار الصناعية قد استطعنا أن نرى الأرض على هيئة كرة تدور حول نفسها .. نقول إن كل من فهم الآية الكريمة (وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا) بمعنى أن الأرض مبسوطة لم يفهم الحقيقة القرآنية التي ذكرتها هذه الآية الكريمة .. ولكن المعنى يجمع الإعجاز اللغوي والإعجاز العلمي معا ويعطي الحقيقة الظاهرة للعين والحقيقة العلمية المختفية عن العقول في وقت نزول القرآن. عندما قال الحق سبحانه وتعالى: (وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا) أي بسطناها .. أقال أي أرض؟ لا .. لم يحدد أرضا بعينها .. بل قال الأرض على إطلاقها .. ومعنى ذلك أنك إذا وصلت إلى أي مكان يسمى أرضا تراها أمامك ممدودة أي منبسطة .. فإذا كنت في القطب الجنوبي أو في القطب الشمالي .. أو في أمريكا أو أوروبا أو في افريقيا أو آسيا .. أو في أي بقعة من الأرض .. فأنك ترها أمامك منبسطة .. ولا يمكن أن يحدث ذلك إلا إذا كانت الأرض كروية .. فلو كانت الأرض مربعة أو مثلثة أو مسدسة أو على أي شكل هندسي آخر .. فإنك تصل فيها إلى حافة .. لا ترى أمامك الأرض منبسطة .. ولكنك ترى حافة الأرض ثم الفضاء .. ولكن الشكل الهندسي الوحيد الذي يمكن أن تكون فيه الأرض ممدودة في كل بقعة تصل إليها هي أن تكون الأرض كروية .. حتى إذا بدأت من أي نقطة محددة على سطح الكرة الأرضية ثم ظللت تسير حتى عدت إلى نقطة البداية .. فإنك طوال مشوارك حول الأرض ستراها أمامك دائما منبسطة .. وما دام الأمر كذلك فإنك لا تسير في أي بقعة على الأرض إلا وأنت تراها أمامك منبسطة وهكذا كانت الآية الكريمة (وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا) لقد فهمها بعض الناس على أن الأرض مبسوطة دليل على كروية الأرض .. وهذا هو الإعجاز في القرآن الكريم .. يأتي باللفظ الواحد ليناسب ظاهر الأشياء ويدل على حقيقتها الكونية. ولذلك فإن الذين أساءوا فهم هذه الآية الكريمة وأخذوها على أن معناها أن الأرض منبسطة .. قالوا هناك تصادم بين الدين والعلم .. والذين فهموا معنى الآية الكريمة فهما صحيحا قالوا إن القرآن الكريم هو أول كتاب في العالم ذكر أن الأرض كروية وكانت هذه الحقيقة وحدها كافية بأن يؤمنوا .. ولكنهم لا يؤمنون وهكذا نرى الإعجاز القرآني .. فالقائل هو الله .. والخالق هو الله .. والمتكلم هو الله .. فجاء في جزء من آية قرآنية ليخبرنا إن الأرض كروية وأنها تدور حول نفسها .. ولا ينسجم معنى هذه الآية الكريمة إلا بهاتين الحقيقتين معا .. هل يوجد أكثر من ذلك دليل مادي على أن الله هو خالق هذا الكون؟ ثم يأتي الحق سبحانه وتعالى ليؤكد المعنى في هذه الحقيقة الكونية لأنه سبحانه وتعالى يريد أن يُري خلقه آياته فيقول: (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ) سورة الزمر: 5 .. وهكذا يصف الحق سبحانه وتعالى بأن الليل والنهار خلقا على هيئة التكوير .. وبما أن الليل والنهار وجدا على سطح الأرض معا فلا يمكن أن يكونا على هيئة التكوير .. إلا إذا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/194)
كانت الأرض نفسها كروية. بحيث يكون نصف الكرة مظلما والنصف الآخر مضيئا وهذه حقيقة قرآنية أخرى تذكر لنا أن نصف الأرض يكون مضيئا والنصف الآخر مظلما .. فلو أن الليل والنهار وجدا على سطح الأرض غير متساويين في المساحة. بحيث كان أحدهما يبدو شريطا رفيعا .. في حين يغطي الآخر معظم المساحة , ما كان الاثنان معا على هيئة كرة .. لأن الشريط الرفيع في هذه الحالة سيكون في شكل مستطيل أو مثلث أو مربع .. أو أي شكل هندسي آخر حسب المساحة التي يحتلها فوق سطح الأرض .. وكان من الممكن أن يكون الوضع كذلك باختلاف مساحة الليل والنهار .. ولكن قوله تعالى: (يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْل) دليل على أن نصف الكرة الأرضية يكون ليلا والنصف الآخر نهارا وعندما تقدم العلم وصعد الإنسان إلى الفضاء ورأى الأرض وصورها .. وجدنا فعلا أن نصفها مضئ ونصفها مظلم كما أخبرنا الله سبحانه وتعالى: فإذا أردنا دليلا آخر على دوران الأرض حول نفسها لابد أن نلتفت إلى الآية الكريمة في قوله تعالى (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) سورة النمل: 88 .. عندما نقرأ هذه الآية ونحن نرى أمامنا الجبال ثابتة جامدة لا تتحرك نتعجب .. لأن الله سبحانه وتعالى يقول: (تَحْسَبُهَا جَامِدَةً) ومعنى ذلك أن رؤيتنا للجبال ليست رؤية يقينيه .. ولكن هناك شيئا خلقه الله سبحانه وتعالى وخفى عن أبصارنا .. فمادمنا نحسب فليست هذه هي الحقيقة .. أي أن ما نراه من ثبات الجبال وعدم حركتها .. ليس حقيقة كونية .. وإنما إتقان من الله سبحانه وتعالى وطلاقة قدرة الخالق .. لأن الجبل ضخم كبير بحيث لا يخفى عن أي عين .. فلو كان حجم الجبل دقيقا لقلنا لم تدركه أبصارنا كما يجب .. أوأننا لدقة حجمة لم نلتفت إليه هل هو متحرك أم ثابت .. ولكن الله خلق الجبل ضخما يراه أقل الناس إبصارا حتى لا يحتج أحد بأن بصره ضعيف لا يدرك الأشياء الدقيقة وفي نفس الوقت قال لنا أن هذه الجبال الثابتة تمر أمامكم مر السحاب. ولماذا استخدم الحق سبحانه وتعالى حركة السحب وهو يصف لنا تحرك الجبال؟ .. لأن السحب ليست ذاتية الحركة .. فهي لا تتحرك من مكان إلى آخر بقدرتها الذاتية .. بل لابد أن تتحرك بقوة تحرك الرياح ولو سكنت الريح لبقيت السحب في مكانها بلا حركة .. وكذلك الجبال. الله سبحانه وتعالى يريدنا أن نعرف أن الجبال ليست لها حركة ذاتية أي أنها لا تنتقل بذاتيتها من مكان إلى آخر .. فلا يكون هناك جبل في أوروبا , ثم نجده بعد ذلك في أمريكا أو آسيا .. ولكن تحركها يتم بقوة خارجة عنها هي التي تحركها .. وبما أن الجبال موجودة فوق الأرض .. فلا توجد قوة تحرك الجبال إلا إذا كانت الأرض نفسها تتحرك ومعها الجبال التي فوق سطحها. وهكذا تبدو الجبال أمامنا ثابتة لأنها لا تغير مكانها .. ولكنها في نفس الوقت تتحرك لأن الأرض تدور حول نفسها والجبال جزء من الأرض , فهي تدور معها تماما كما تحرك الريح السحاب .. ونحن لا نحس بدوران الأرض حول نفسها ... ولذلك لا نحس أيضا بحركة الجبال وقوله تعالى: (وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ) معناها أن هناك فترة زمنية بين كل فترة تمر فيها .. ذلك لأن السحاب لا يبقى دائما بل تأتى فترات ممطرة وفترات جافة وفترات تسطع فيها الشمس .. وكذلك حركة الجبال تدور وتعود إلى نفس المكان كل فترة. وإذا أردنا أن نمضي فالأرض مليئة بالآيات .. ولكننا نحن الذين لا نتنبه .. وإذا نبه الكفار فإنهم يعرضون عن آيات الله ... تماما كما حدث مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .. حين قال له الكفار في قوله تعالى: (وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعًا * أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا * أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً) سورة الإسراء: 90 - 91 .. وكان كل هذا معاندة منهم .. لأن الآيات التي نزلت في القرآن الكريم فيها من المعجزات الكثيرة التي تجعلهم يؤمنون .. )
المصدر " الأدلة المادية على وجود الله "
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 - 08 - 04, 10:47 ص]ـ
وقال أحد الإخوة:
يا أخي
الحركة نسبية وبالتالي الثبات نسبي أيضاً
أضرب لك مثال بسيط
إذا كنت تقف على رصيف شارع وتراقب سيارات التي تسير فإن السيارات بالنسبة إليك تتحرك في حين أن سائق أحد السيارات المارة ستكون السيارة بالنسبة له ثابتة وأنت تتحرك
إذا قلنا أنك ثابت و السيارة متحركة بالنسبة لك فهذا صحيح وبنفس الوقت إذا قلنا أن السيارة ثابتة بالنسبة لسائق السيارة وأنت الذي تتحرك فهذا أيضاً صحيح
وهذا ما يسمى بالحركة النسبيّة
وبنفس الأسلوب إذا قلنا أن الأرض ثابتة والشمس هي التي تدور حولها فهذا صحيح علمياً بالنسبة لمراقب يراقب من سطح الأرض
وإذا قلنا بأن الشمس ثابتة والأرض هي التي تدور حولها فهذا صحيح بالنسبة لشخص يراقب من خارج الكرة الأرضية (من القمر الصناعي مثلاً) وهذا صحيح علمياً
وبنفس الأسلوب يصف لنا القرآن أن الشمس تدور حول الأرض والأرض ثابتة وهذا صحيح علمياً بالنسبة لشخص يراقب الحركة من الأرض
وإن الله عز وجل يصف لنا الحركة بالنسبة لمراقب من سطح الأرض لأن ذلك أقرب لفهمنا
لذا الأشياء الثابتة بالنسبة لنا تبدو متحركة بالنسبة للآخرين والعكس صحيح
وفي النهاية كل شيء يتحرك ولا يوجد شيء ثابت في كل الكون
وهذه فكرة بديهية ولا أحد يتحدث بها غيرنا في العالم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/195)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 - 08 - 04, 10:48 ص]ـ
قال الأخ الفاضل د. هشام عزمي تعليقاً على ما سبق:
صدقت و الله!
فنحن في حديثنا العادي نقول زالت الشمس و مالت الشمس و نحن نعلم جيداً أن الشمس لم تتحرك بل الأرض. فهل إذا جاء القرآن على نسق كلامنا الذي لا نسيء فهمه نتشدد و نقول ظاهر القرآن! و هل الجدار الذي يريد ان ينقض له إرادة أم أن الكلام جاء على مجرى اللغة؟
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[28 - 08 - 04, 02:57 م]ـ
أخرج الشيخان (عن أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوما أتدرون أين تذهب هذه الشمس قالوا الله ورسوله أعلم قال إن هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة فلا تزال كذلك حتى يقال لها ارتفعي ارجعي من حيث جئت فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة ولا تزال كذلك حتى يقال لها ارتفعي ارجعي من حيث جئت فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئا حتى تنتهي إلى مستقرها ذاك تحت العرش فيقال لها ارتفعي أصبحي طالعة من مغربك فتصبح طالعة من مغربها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتدرون متى ذاكم ذاك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا)
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[28 - 08 - 04, 03:00 م]ـ
وفي البخاري وغيره: (عن أبي ذر رضي الله عنه قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد عند غروب الشمس فقال يا أبا ذر أتدري أين تغرب الشمس قلت الله ورسوله أعلم قال فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فذلك قوله تعالى والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم)
وهذا تفسير للأية بالحديث المرفوع
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[28 - 08 - 04, 04:04 م]ـ
أخي أبا عبد الرحمن حفظه الله من كل سوء،
العالم كله تحت العرش بارك الله فيك، فالشمس لا تذهب إلى تحت العرش أخي الحبيب وفقك الله و رعاك.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[28 - 08 - 04, 04:15 م]ـ
أقصد أنها لا تذهب تحته بعد أن لم تكن، بل هي تحت العرش منذ خلقت.
و تأمل قوله صلى الله عليه و سلم: (تجري لا يستنكر الناس منها شيئا)، فهو يدل على كون سجود الشمس و حركتها (النسبية) من الأمور الطبيعية التي اعتادها الناس، فلا غرابة فيها.
و كيفية سجود الشمس من الغيبيات التي نتوقف عندها مثلها كتسبيح الكائنات و تبول الشيطان، فهي من محارات العقول لا محالات العقول.
و الله أعلم.
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[28 - 08 - 04, 05:15 م]ـ
أقصد أنها لا تذهب تحته بعد أن لم تكن، بل هي تحت العرش منذ خلقت.
و تأمل قوله صلى الله عليه و سلم: (تجري لا يستنكر الناس منها شيئا)، فهو يدل على كون سجود الشمس و حركتها (النسبية) من الأمور الطبيعية التي اعتادها الناس، فلا غرابة فيها.
و الله أعلم.
تأمل أنت تقول لا تذهب! بل هي أصلا تحت العرش!
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول تذهب، وأن ذهابها يكون بعد الغروب،
وعلى تفسير د. هشام هي قبل الغروب وبعده سواء لا فرق، وكذلك لا فرق بين قمر وأرض ولا مزية للشمس على غيرها
قال الشيخ الأمين ((وكل في فلك يسبحون) هذا جمع، والجمع يبدأ من ثلاثة فما فوق. لو كانت الآية تتكلم فقط عن الشمس والقمر لقال تعالى: كلاهما يسبحان).))
أقول قال الله عز وجل: ({إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا) وهما قلبان
قال الشيخ الأمين: (وكوكب الأرض يدور حول نفسه {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ} (88) سورة النمل. فالجبال كما نراها في أعيننا جامدة ثابتة ساكنة في مكانها لا تتحرك. ولكنها في الحقيقة تمر مر السحاب، لأنها تدور مع الأرض بسرعة كبيرة.)
أقول ظاهر الآية أن الجبال تمر بنفسها، والشيخ يرى أن المراد أنها تمر بغيرها، وهي الأرض، وعلى هذا التفسير لا يكون للجبال مزية على السهول والوديان، فالسهول والوديان وغيرها جامدة، وتمر مر السحاب لأنها تدور مع الأرض بسرعة كبيرة
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[28 - 08 - 04, 05:52 م]ـ
أخي الفاضل، لا تضع كلامي في مواجهة كلام السيد المعصوم بارك الله فيك، فأنا أحقر من ذلك.
أنا مقصودي هو أنها لا تذهب لتحت العرش أثناء الغروب و ينتفي وجودها تحته في غير غروبها. فأنا أرمي لنقطة تحت العرش و ليس الذهاب في حد ذاته.
و أنا استغفر الله إن كان في كلامي أي سوء أدب أو تطاول على سيدي و سيد الخلق أجمعين.
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[28 - 08 - 04, 07:58 م]ـ
الدكتور الفاضل هاشم
الحديث لا يساعد على التأويل الذي ذكرت أبدا
ففيه أن الشمس (تذهب) وذهابه يكون حتى (تحت العرش) ثم يُقال للشمس (ارتفعي) ويُقال لها (ارجعي)
ويثبت الرجوع للشمس فقال صلى الله عليه وسلم (فترجع) ثم يُقال للشمس عند اقتراب القيامة (فيقال لها ارتفعي أصبحي طالعة من مغربك) تؤمر بالطلوع من الغروب - نسأل الله العافية -
وليس فيه أدنى إشارة من أفصح وأنصح الناس صلى الله عليه وسلم (لدوران الأرض) فلا يُقال للارض اعكسي دورتك حول نفسك حتى تخرج الشمس من مغربها، لذلك بعض العقلانيين لما أدرك أنه لا يستطيع التأويل هذا الحديث قال هو حديث (موضوع)
قال العلامة الأمين الشنقيطي - رحمه الله - في الأضواء (3/ 132) (واعلم وفقني الله واياك أن التلاعب بكتاب الله عز وجل وتفسيره بغير معناه لمحاولة توفيقه مع أراء الكفرة من الفرنج ليس فيه شي البتة من مصلحة الدنيا والآخرة وإنما فساد في الدارين ونحن إذ نمنع التلاعب بكتاب الله وتفسيره بغير معناه نحض جميع المسلمين على بذل الوسع في تعليم ما ينفعهم من هذه العلوم الدنيوية مع تمسكهم بدينهم)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/196)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 - 08 - 04, 08:13 م]ـ
وفي البخاري وغيره: (عن أبي ذر رضي الله عنه قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد عند غروب الشمس فقال يا أبا ذر أتدري أين تغرب الشمس قلت الله ورسوله أعلم قال فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فذلك قوله تعالى والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم)
وهذا تفسير للأية بالحديث المرفوع
هو كذلك. لكني لا أظنك فهمت الحديث. وإلا فأخبرني كيف يكون سجود الشمس؟ هل تظنه مثل سجود الناس؟!
قال الله عز وجل: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء*} (18) سورة الحج
فهل يكون سجود الجبال والشجر والدواب بإحناء الرأس إلى الأرض مثل بني آدم؟! حاشا وكلا. ونحن لا نعرف كيف سجودهم وتسبيحهم. قال تعالى: {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} (44) سورة الإسراء
وإنما معنى الحديث أن الشمس تستأذن ربها في كل لحظة لتسير في المسار الذي حدده الله لها لا تحيد عنه قيد شعرة، كما قال سبحانه: {لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} (40) سورة يس. والحديث تعبير عن الانقياد والخضوع في كل لحظة وحين.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 - 08 - 04, 08:32 م]ـ
قال الشيخ الأمين: (وكوكب الأرض يدور حول نفسه {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ} (88) سورة النمل. فالجبال كما نراها في أعيننا جامدة ثابتة ساكنة في مكانها لا تتحرك. ولكنها في الحقيقة تمر مر السحاب، لأنها تدور مع الأرض بسرعة كبيرة.)
أقول ظاهر الآية أن الجبال تمر بنفسها، والشيخ يرى أن المراد أنها تمر بغيرها، وهي الأرض، وعلى هذا التفسير لا يكون للجبال مزية على السهول والوديان، فالسهول والوديان وغيرها جامدة، وتمر مر السحاب لأنها تدور مع الأرض بسرعة كبيرة
لم أفهم ماذا تقصد؟ هل الجبال تسير بسرعة بشكل منفصل عن الأرض؟! لا أظنك تقول هذا. فالجبال جزء من الأرض، وهي تتحرك بحركتها. ولكن النقطة التي على رؤوس الجبال تتحرك أسرع من النقطة التي في باطن الأرض. والسبب أن الحركة هي دروان الجسم حول نفسه. ومعلوم أنه كلما زاد البعد عن محور الدوران، زادت السرعة.
أخي الكريم
مشاركتكم هي أشبه بتساؤلات. فإن كانت كذلك فهذا حسن. وإن كانت طرحاً لتفسير مغاير، فليتك توضح الأمر أكثر. وابدأ من منطلق أن الأرض بيضوية، باعتبار أن الإجماع على هذا. ثم بين لنا تفسيرك للظواهر الكونية.
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[28 - 08 - 04, 08:45 م]ـ
سألني أحد الإخوة عن اعتقادي في الكون، وأكتب له هذا الجواب مدعوماً بالأدلة القرآنية.
أعتقد أن الكون كان أصله مادة واحدة مضغوطة جداً ....
أخي الشيخ محمد ـ بارك الله فيكم ـ: بحثٌ ماتع ...
وها هنا اقتراح: تعلمون أن لفظ العقيدة في اصطلاح أهل العلم له دلالة خاصة، وما تفضلتم به أشبه بالنظريات الظنية، لا العقائد الضرورية، أو القطعية، خصوصاً حين نربطه بـ (نظريات) فيزيقية مادية، نلتمس في القرآن ما (يمكن) ربطه به، كالانفجار الكوني الكبير، الذي يحدد بداية هذا الكون قبل (400) ألف عام .... الخ
ما ذا لو نأينا به بلفظ (عقيدة) عن هذا الموضوع، وقلنا: نظرات، أو خواطر، أو .... الخ
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 - 08 - 04, 09:49 م]ـ
أخي الفاضل
لم أذكر تفاصيل ما يسمى بالانفجار الكوني العظيم، فهذا ليس عليه دليل من القرآن. لكن فكرة أن الكون أصله مادة واحدة ثم انفتقت وتناثرت وأن الكون الآن يتوسع وأنه سيعود وينكمش، فهذا كله في القرآن كما تراه أعلاه.
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[29 - 08 - 04, 11:55 ص]ـ
يراجع في الباب كتاب:
"ما دل عليه القرآن مما يعضد الهيئة الجديدة القويمة البرهان"
تأليف: محمود شكري الآلوسي
تحقيق: الشاويش، الألباني
طبع المكتب الإسلامي ...(2/197)
القَوْلُ المَأْمُولُ فِي تَكْذِيبِ مَا نُسِبَ إِلَى حَوَارِيِّ الرَسُوْلِ
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[31 - 08 - 04, 01:08 ص]ـ
القَوْلُ المَأْمُولُ فِي تَكْذِيبِ مَا نُسِبَ إِلَى حَوَارِيِّ الرَسُوْلِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
الحَمْدُ للهِ وَبَعْدُ؛
كَمَا هِي طَرِيْقَةُ الرَّافِضَةِ وَالمبتدعَةِ فِي كُلِ زَمَانٍ التَّنْقِيبُ فِي كُتُبِ أَهْلِ السُّنَّةِ لَعَلَّهم يَجِدُونَ مَا يُقَوِّي جَانِبَ الكَذِبِ وَالكُفْرِ الَّذِي فِي كُتُبِهِم، فيُخَرِّجُوْنَ مِنْهَا بِزَعْمِهِمْ مَا يَجعلُوْنَهُ حُجّةً عَلَيْنَا، وَيَظنُّوْنَ أَنَّنَا نُسَلِّمُ لَهُمْ بِذَلِكَ، وَخَاصَّةً ما يَتَعَلَّقُ بِأَحَادِيْثِ المُصْطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَكِنْ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ، فَنَحْنُ أُمَّةُ الإِسْنَادِ.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ أَنَّهُ قَالَ: " الْإِسْنَادُ مِنْ الدِّينِ، وَلَوْلَا الْإِسْنَادُ لَقَالَ مَنْ شَاءَ مَا شَاءَ ".
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي مُقَدِّمَةِ صَحِيحِهِ (1/ 15).
وَقَالَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ: " لاَ تَنْظُرُوا إِلَى الحَدِيْثِ، وَلَكِنِ انْظُرُوا إِلَى الإِسْنَادِ، فَإِنْ صَحَّ الإِسْنَادُ، وَإِلاَّ فَلاَ تَغْتَرُّوا بِالحَدِيْثِ إِذَا لَمْ يَصِحَّ الإِسْنَادُ ".
أَخْرَجَهُ الخَطِيْبُ البَغْدَادِيُّ فِي " الْجَامِعِ لِأَخْلَاقِ الرَّاوِي وَالسَّامِعِ " (1301)، وَإِسْنَادُه صَحِيْحٌ.
فَيَا لَيْتَهُمْ تَفَرَّغُوا لإِحْرَاقِ كُتُبِهِم، أَو عَلَى أَقَلِ تَقْدِيْرٍ تَنْقِيَتُها مِمَّا َفِيْهَا.
وَمِنَ الأَحَادِيْثِ الَّتِي تَشدَّقَ وَطَارَ بِهَا الرَّافِضَةُ حَدِيْثٌ مُنْكَرٌ مَتْناً، مَوْضُوْعٌ إِسْنَاداً، نَذكُرُ مَتْنَهُ وَإِسنَادَهُ، وَكَلاَمٌ أَئِمَّةِ الشَّأْنِ فِيهِ.
* مَتْنُ الحَدِيْثِ:
رَوَى الحَاكِمُ فِي " المُسْتَدْرَكِ " (3/ 364) بِسَنَدِهِ فَقَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاسِ مُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوْب، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ سِنَانٍ القَزَّازُ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ إِدْرِيْسَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ حَازِمٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: أَرْسَلَنِي رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَدَاةٍ بَارِدَةٍ، فَأَتَيْتُهُ وَهُو مَع بَعْضِ نِسَائِهِ فِي لِحَافِهِ، فَأَدخلنِي فِي اللِحَافِ فَصِرنَا ثَلاَثَة.
قَالَ الحَاكِمُ: " هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحُ الإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِجَاهُ ".
وَقَالَ الذَّهَبِيُّ فِي " التَّلْخِيص ": " صَحِيْحٌ ".
تَخْرِيْجُ الحَدِيْثِ:
أَخْرَجَهُ البَزَّارُ كَمَا فِي " كَشْفِ الأَسْتَارِ " (2595)، وابْنُ أَبِي عَاصِمٍ فِي " السُّنَّةِ " (1394) مِنْ طَرِيْقِ إِسْحَاقِ بنِ إِدْرِيْسَ بِهِ.
وَالحَدِيْثُ فِي سَنَدِهِ مُحَمَّدُ بنُ سِنَانِ القَزَّازُ، تَكَلَّمَ أَئِمَّةُ الجَرْحِ وَالتَّعْدِيْلِ فِيْهِ، وَنَقَلَ المِزِّيُّ فِي " تَهْذِيْبِهِ " (25/ 323 رقم 5268)، جُمْلَةً مِن كَلاَمِهِم، فَمِنْ ذَلِكَ:
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ: وَسَمِعْتُهُ – يَعْنِي أَبَا دَاوُدَ – يَتَكَلَّمُ فِي مُحَمَّدِ بنِ سِنَانِ يُطْلِقْ فِيْهِ الكَذِبَ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ: كَتَبَ عَنْهُ أَبِي بِالبَصْرَةِ، وَكَانَ مستوراً فِي ذَلِكَ الوَقْتِ، فَأَتَيْتُهُ أَنَا بِبَغْدَادَ سَأَلْتُ عَنْهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ خِرَاشٍ فَقَالَ: " هُوَ كَذَّابٌ ".
وَقَالَ أَبُو العَبَّاسِ بْنُ عُقْدَةَ: فِي أَمْرِهِ نَظَرٌ، سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ يُوْسُفَ يَذْكُرُهُ، فَقَالَ: وَلَيْسَ عِنْدِي بِثِقَةٍ.
وَقَالَ الحَاكِمُ، عَنْ أَبِي الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ: مُحَمَّدُ بنُ سِنَانٍ القَزَّازُ أَصْلُه بَصْرِيٌّ، سَكَنَ بَغْدَادَ، لاَ بَأْسَ بِهِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/198)
وَقَالَ عَنْه الذَّهَبِيُّ فِي " مِيْزَانِ الاعْتِدَالِ " (3/ 575 رقم 7651): رَمَاهُ أَبُو دَاوُدَ بِالكَذِبِ، وَابنُ خِرَاشٍ يَقُوْلُ: لَيْسَ بِثِقَةٍ، وَأَمَّا الدَّارَقُطْنِيُّ فَمَشَّاهُ وَقَالَ: لاَ بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ عَنْه الحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ فِي " التَّقْرِيْبِ ": " ضَعِيْفٌ ".
وَفِي سَنَدِهِ أَيْضاً إِسْحَاقُ بنُ إِدْرِيْسَ الأَسْوَارِيُّ البَصْرِيُّ، ذَكَرَهُ الذَّهَبِيُّ فِي " مِيْزَانِ الاعْتِدَالِ " (1/ 184 رقم 734)، وَقَالَ عَنْه: تَرَكَهُ ابْنُ المَدِيْنِيِّ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: " وَاهٍ ". وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: " مُنْكَرُ الحَدِيْثِ ". وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: " كَذَّابٌ يَضَعُ الحَدِيْثَ ".
* الحُكْمُ عَلَى الحَدِيْثِ:
حَكَمَ أَهْلُ العِلْمِ عَلَى الحَدِيْثِ بِالوَضْعِ، وَهَذِهِ جُمْلَةٌ مِنُ أَقْوَالِهِم:
قَالَ البَزَّارُ عَقِبَ الحَدِيْثِ: " لاَ نَعْلَمُ لَهُ إِسْنَاداً غَيْرَ هَذَا، وَلا تَابَعَ إِسْحَاقَ عَلَيْه أَحَدٌ ".
وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي " العِلَل " (3/ 207 – 208 رقم 2628): " سُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حَدِيْثِ إِسْحَاق بنِ إِدْرِيْسَ ... فَذَكَرَهُ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: " لاَ أَعْلَمُ هَذَا الحَدِيْثَ رَوَاهُ غَيْرَ إِسْحَاق بنِ إِدْرِيْسَ، وَ إِسْحَاق وَاهٍ فِي هَذَا الحَدِيْثِ ".
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ كَمَا فِي " أَطرَافِ الغَرَائِبِ وَالأَفرَادِ " لابنِ طَاهِرٍ المَقْدِسِيِّ (1/ 310 رقم 467): " تَفَرَّدَ بِهِ إِسْحَاقُ بنُ إِدْرِيْسَ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْهُ بِهَذِهِ الأَلْفَاظِ الَّتِي فِي أَوَّلِ الحَدِيْثِ.
وَقَالَ الْهَيْثَمِي فِي " مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ " (9/ 152): " رَوَاهُ البَزَّارُ، وَفِيْهِ إِسْحَاقُ بنُ إِدْرِيْسَ، وَهُو مَتْرُوْكٌ ".
وَحَكَمَ عَلَيْهِ العَلاَّمَةُ الاَلْبَانِيُّ فِي " الضَّعِيفَةِ " (6/ 179 رقم 2662) بِالوَضعِ، وَتَعَقَّبَ الحَاكِمَ عِنْدما صَحَّحَ إِسْنَادَهُ فَقَالَ: " وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ خَفِيَ عَلَيْهِ حَالُ الأَسْوَارِيِّ هَذَا، لَكِنَّ الغَرِيْبَ أَنّ الذَّهَبِيَّ أَقَرَّهُ وَلَمْ يَتَعَقَّبْهُ بِشَيْءٍ! والأَعْجَبُ مِنْ ذَلِكَ أَنّ الزِّيَادَةَ فِي آخَرِ المَتْنِ هِي عِنْد الحَاكِمِ مِنْ طَرِيْقِ مُحَمَّدِ بنِ سِنَانٍ القَزَّازُ، قَالَ الذَّهَبِيُّ فِي " المُغنِي ": " رَمَاهُ بِالكَذِبِ أَبُو دَاوُدَ وَابنُ خِرَاشٍ ".ا. هـ.
وَأَعَلَّه الشَّيْخُ مُقْبِلٌ الوَادِعِيُّ فِي " تَتبَّعِ أَوهَامِ الحَاكِمِ الَّتِي سَكَتَ عَلَيْهَا الذَّهَبِيُّ " (3/ 446) بِـ " مُحَمَّدِ بنِ سِنَانِ القَزَّازُ و الأَسْوَارِيِّ ".
* تَصْوِيبٌ:
صَوَّبَ الشَّيْخُ مُقْبِلٌ الوَادِعِيُّ اسْمَ مُحَمَّدِ بنِ حَازِمٍ فَقَالَ: " خَازِمٌ ".
لِلبَحثِ بَقِيَّةٌ ...
كَتَبَهُ
عَبْدُ اللَّهِ زُقَيْل
14 - 7 - 1425 هـ(2/199)
ماحكم تفسير القرآن
ـ[الحنفي]ــــــــ[31 - 08 - 04, 07:11 م]ـ
وجدت شابا يتحدث في مسجد هو امام في ذلك المسجد وكان يتكلم عن القرآن ويفسر بعض السور ـ عرفت ذلك من خلال حديثي معه ــ فسألته عن الحديث الذي ينهى فيه عن القول بالقرآن بلا علم حتى لو أصاب المفسر فقال لي لا يثبت من ذلك شيء ومن منع فعليه الدليل
فما حكم تفسير القرآن لمن كان في سن الطلب يعني في الجامعة؟
وما صحة الأحاديث الواردة في النهي عن ذلك؟
ـ[أبو مروة]ــــــــ[31 - 08 - 04, 08:35 م]ـ
أخرج الترمذي في سننه (كتاب تفسير القرآن عن رسول الله/ باب ما جاء في الذي يفسر القرآن برأيه) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار"
قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح
ثم أورده برواية أخرى فيها: " اتقوا الحديث عني إلا ما علمتم فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ومن قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار "، وقال: هذا حديث حسن.
قال في شرحه تحفة الأحوذي: " أي من تلقاء نفسه من غير تتبع أقوال الأئمة من أهل اللغة والعربية المطابقة للقواعد الشرعية بل بحسب ما يقتضيه عقله وهو مما يتوقف على النقل بأنه لا مجال للعقل فيه كأسباب النزول والناسخ والمنسوخ وما يتعلق بالقصص والأحكام أو بحسب ما يقتضيه ظاهر النقل وهو مما يتوقف على العقل كالمتشابهات التي أخذ المجسمة بظواهرها وأعرضوا عن استحالة ذلك في العقول أو بحسب ما يقتضيه بعض العلوم الإلهية مع عدم معرفته ببقيتها وبالعلوم الشرعية فيما يحتاج لذلك , ولذا قال البيهقي المراد رأي غلب من غير دليل قام عليه أما ما يشده برهان فلا محذور فيه , فعلم أن علم التفسير إنما يتلقى من النقل أو من أقوال الأئمة أو من المقاييس العربية أو القواعد الأصولية المبحوث عنها في علم أصول الفقه أو أصول الدين".
وهذا هو الصحيح والله أعلم أن التفسير بدليل أو بما هو ظاهر كلام السلف والمفسرين فلا حرج فيه، لكن التفسير بالرأي المحض الذي لا دليل عليه فهو قول على الله بغير علم يحرم حرمة شديدة والله أعلم وأحكم
ـ[الحنفي]ــــــــ[01 - 09 - 04, 01:18 ص]ـ
الحديث السابق رواه الترمذي وغيره ولكن مدار الحديث على
عبد الأعلى بن عامر الثعلبي
قال أحمد ضعيف الحديث
قال ابو زرعة ضعيف الحديث ربما رفع الحديث وربما وقفه
قال ابو حاتم ليس بالقويوكذا قال النسائي وزاد ويكتب حديثه
وقال ابن عدي يحدث بأشياء لا يتابع عليها وقد حدث عنه الثقات
قال ابن ابي خيثمة عن ابن معين ليس بذاك القوي
وقال يحي بن سعيد تعرف وتنكر
وقال ابو علي الكرابيسي كان من أوهى الناس
قال الحافظ حسن له الترمذي
((((قلت وهذا مما يجعلني أتردد في تصحيح الترمذي هنا))))(2/200)
فائدة مهمة حول ما يورده القرطبي في تفسيره دون حكم أو عزو
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[01 - 09 - 04, 08:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فحول ما يورده القرطبي رضي الله عنه في تفسيره من السنن و الآثار من حيث الوثوق بها يقول الشيخ عبد الفتاح أبو غدة:
[و على هذا نستطيع أن نقول: إن الأحاديث التي يوردها الشيخ القرطبي في تفسيره غير معزوة إلى مصدر و لا منسوبة إلى مخرّج معتمد، ينبغي الكشف عنها من مظانها لمعرفة حالها من الصحة أو الضعف و البطلان، و لا يسوغ الركون إليها لمجرد روايته لها؛ لما علمت أن فيها الضعيف و الموضوع، و الله أعلم.]
التعليقات الحافلة على الأجوبة الفاضلة ص 139 مكتبة المطبوعات الإسلامية
قال ـ محمد رشيد ـ: مراجعة العزو مهم جدا حيث أورد عن القرطبي أمثلة على ماذكره رضي الله تعالى عنه و لم يعزه و لم يحكم له فتبين ضعفه أو نكارته
ـ[أبو مروة]ــــــــ[01 - 09 - 04, 11:04 م]ـ
جزاك الله خيرا على الفائدة، لكن ألا ينطبق الأمر على الأئمة والعلماء الآخرين، ولو كان مجرد إيراد البخاري ـ وهو من هو ـ للحديث كافيا لتصحيحه دون بحث، ما أورد أسانيده ووضعها بين أيدي المحققين. وكل واحد
يؤخذ من كلامه ويرد إلا صاحب الرسالة صلى الله عيه وسلم.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[02 - 09 - 04, 02:11 ص]ـ
لا يا أخي أبا مروة
فكل إمام له منهجه العام من حيث ما يورده في كتبه من الآثار
حتى أننا نحكم أحكاما خاصا على أحاديث هو حكم عليها أحكاما مخالفا
و ذلك تقييما منا نحن لمنهجه الذي لم يتنبه هو له
فعندنا مثلا الإمام السيوطي متساهل جدا في إيراد الحديث الموضوع و الضعيف
بل و يحكم على ضعيف و المنكر بالصحة في جامعه الصغير
و لم يلتزم ما تعهده في صحيحه من عدم إيراد الموضوع
فوقع في جامعه الصغير كثير من الموضوعات
و اما النووي فذكر السيوطي أنك تطمئن لما يورده من الحديث في كونه لا يخرج عن الصحيح و الحسن
إلا أنه انتقد عليه ثلاثة أحاديث في رياض الصالحين ضعفها أهل العلم .. و قال عبد الفتاح أبو غدة: و لعلي لو تتبعت الرياض لوجدت غير الثلاثة
و اما ابن حجر فتطمئن لما يورده إلا أنه ثبت عنه قليل جدا من التساهل في إيراد قليل جدا من الضعيف دون التنبيه عليه
و هكذا ....
و يمكنكم مراجعة (التعليقات الحافلة على الأجوبة الفاضلة) لعبد الفتاح أبي غدة، فلقد أفاد جدا في هذا الباب من خلال تتمة على إجابة السؤال الثاني من إجابة الأسئلة العشرة التي أجاب عنها الإمام عبد الحي اللكنوي الهندي صاحب (الرفع و التكميل)
فراجعه تغنم إن شاء الله تعالى
ـ[ابن الحميدي الشمري]ــــــــ[10 - 05 - 07, 11:56 ص]ـ
بارك الله فيكم أيها الأخ الكريم: محمد رشيد.(2/201)
هل يوجد للقرآن اكثر من 70 قراءة!! هذا ماكتبه الشيخ / عبد العزيزقارئ .. !
ـ[ابوفهد النجدي]ــــــــ[07 - 09 - 04, 12:39 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آلة وصحبة اجمعين ..
فقد اطلعت على كتاب الشيخ الفاضل / عبد العزيز بن عبد الفتاح قارئ حفظه الله تعالى وهو رئيس اللجنة المشرفة على طباعة المصحف الشريف في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة سابقا .. الموسوم ب ((قواعد التجويد على رواية حفص عن عاصم بن ابي النجود)) ..
قال في ص 21 مانصه:
فابن جرير رحمه الله روى في كتابة واحداً وعشرين قراءة.
وكذلك فعل أبو عبيدة القاسم بن سلام في كتابة القراءات.
واسماعيل بن إسحاق القاضي صاحب قالون .. وغيرهم.
يقول مكي بن أبي طالب القيسي في كتابة الإبانة: وقد ذكرنا الناس من الأئمة في كتبهم أكثر من سبعين ممن هو أعلى رتبة وأجل قدرنا من هؤلاء السبعة.
أما القراءُ السبعة فكان أول من اختارهم واقتصر عليهم في كتابة أبو بكر بن مجاهد في القرن الرابع الهجرى ولذلك يوصف بأنه (مسبع السبعه) , وتبعه في ذلك أبو عمرو الدانى , والشاطبي , وغيرهما , وإما كان اختيار ابن مجاهد وغيره لهؤلاء القراء بقصد التيسيرعلى الأمة , فإنهم لما رأوا الهمم قصرت والأفهام عجزت عن استيعاب طرق القراءات كلها , فنظرو في أئمة القراء وأكثرهم ضبطا وإتقانا, واختاروا منهم هؤلاء , وابن مجاهد إنما جعلهم سبعه ليزافق عدد مصاحف عثمان رضي الله عنهم ..
__________________________________________________ _
وقد سبق في صفحة 20 وقال:
_ موافقة القراءة لخط المصاحف العثمانية ورسمها ولو تقديرا ..
فإن لم يحتملها الرسم اعتبرت القراءة شاذة وإن صح سندها , فلا يقرأبها القر آنبها:
_ ان توافق وجها من العربية ..
فإذا تأملت هذه الشروط , فاعلم أن كل قراءة تعرض عليها فإن تحققت فيها الشروط فيها فهى قرآن ثابت عن النبي صلى الله علية وسلم ,وهي مما تضمنه مصحف عثمان واجمع علية الصحابة , فيقرأ بها بلا خلاف , ولا يجوز انكارها او ردها , ومن هذا يتبين لك ان لا تحديد في الأصل لعدد القراءات أو أعيان القراء الذين يُقرأ بروايتهم , ولذلك كان كثير من علماء السلف يقرأ بقراءات تثبت عندهم من غير طريق هؤلاء السبعة المشهورين , ولم يلتزموا في عدد الرواة بسبعة ولا سبعين.
______________________________
هذا هو كلام الشيخ .. فهل لمشايخنا الفضلاء توضيح لكلامه .. وانا لما قرأته كان عقلي ان يطير ووقف شعر رأسي .. فهل يوجد غير القراءات التي نعرفها التي هي كما قال علماءنا عشرة قراءات يقرأ بها في الصلاة واربعة شاذة لا يقرأ بها في الصلاة المجموع (14) قراءة .. (هل القراءات الشاذة يتعبد بتلاوتها) .. وهل يوجد اكثر من سبعين قراءاة للقرآن كما ذكر الشيخ؟؟؟!!!! وهذا مما قد يحتج به الرافضه في ان السلف او الصحابة قد ضيعو القراءات الواردة في القراءات وان الأفهام تعجز؟ وهناك من يحفظ جميع القراءات الموجودة عندنا وكذلك احاديث نبوية ولم تقصر همته ولم يعجز فهمه؟؟؟
... وما معنى حديث النبي صلى الله علية وسلم ((انزل القرآن على سبعة احرف)) ..
اخوكم ومحبكم
ابو فهد
ـ[أبو غازي]ــــــــ[07 - 09 - 04, 02:06 ص]ـ
أخي الكريم ...
لعل الإخوة الفضلاء والمشايخ يفيدونك بهذا ..
ولكن إذا أردت أن تستزيد من هذا الموضوع فعندك ملتقى أهل التفسير.
وهذا عنوانه: www.tafsir.org
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[07 - 09 - 04, 03:42 ص]ـ
أخي الكريم
سبق أن سأل أحد الفضلاء سؤالا مشابهاً، وأجبته عبر هذا الملتقى المبارك بالجواب التالي والذي أرجو أن يكون فيه حل الإشكال الذي لديك:
لقد كان العمل خلال القرون الثلاثة المفضلة على أن من قرأ على شيخ واحد اتبعه في اختياره لأن القراءة سنة متبعة ليس فيها مجال للرأي، ومن قرأ على أكثر من شيخ بقراءات مختلفة فإنه إما أن يتبع أحدهم، وإما أن يؤلف لنفسه قراءة يختارها من بين ما قرأ به على مشايخه، ولم تكن الاختيارات محصورة في اختيارات القراء السبعة ورواتهم، بدليل أن أبا جعفر الطبري المتوفى سنة 310 كان له اختيار جمعه من بين 22 قراءة قرأ بها وضمنها في كتابه القراءات، وكان من بين تلاميذ الطبري الذين قرؤوا عليه باختياره هذا ابن مجاهد نفسه (مسبع السبعة)، وفي القرون الأولى كانت الاختيارات عديدة فأبو حاتم السجستاني روى 24 قراءة منها 4 من القراءات السبع و20 قراءة أخرى، وبعد هؤلاء روى الإمام الهذلي في كتابه الكامل 50 قراءة، وكل هذه القراءات لا تخرج عن الأحرف السبعة، فعملية الاختيارات مثل التوافيق والتباديل في الرياضيات، فمثلا لو كان في الآية ثلاث كلمات كل كلمة ثبت فيها عن النبي صلى الله عليه وسلم 3 أوجه في قراءتها، فبالتالي هذه الآية تحتمل أن تقرأ بـ 27 قراءة حاصل ضرب 3×3×3، والذي حصل [لحكمة يعلمها الله] أن ابن مجاهد وهو شيخ قراء زمانه وهو تلميذ الطبري وشيخ الدارقطني ألف كتابا اقتصر فيه على سبع قراءات كانت وجهة نظره أنها أرجح القراءات وكان تأليفه لهذا الكتاب سنة 300 هـ بالضبط [سبحان الله كأن لهذه السنة سرا معينا في انتهاء عصر المتقدمين في القراءات كما انتهى في الحديث] فعكف تلاميذه على كتابه وقصرت الهمم، وحصل مثل ما حصل من الاقتصار على المذاهب الأربعة، ومثل ما حصل في كتب السنة، أنك لا يصح بعد عصر التدوين أن تخلط رواية كتاب برواية كتاب آخر فتؤلف رواية من بين مجموع روايات الكتب، فكذلك في القرآن منع الأئمة التركيب بمعنى خلط الروايات بعضها ببعض، وإن كان المحققون على أنه يكره ولا يليق بالعالم ولكنه لا يمتنع ولكن بشرط ألا يركّب بكيفية تخل باللغة مثل أن يقرأ (فتلقى آدم) بالرفع (من ربه كلمات) بالرفع أيضا، لأن الذين قرؤوا آدم بالرفع نصبوا كلمات والذين رفعوا كلمات نصبوا آدم، واشترطوا أيضا ألا يكون في مقام الرواية، فإذا قال إنه سيقرأ برواية حفص فليس له أن يقرأ (ملك يوم الدين) مثلا لأن حفصا قرأ (مالك) فتكون قد كذبت عليه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/202)
ـ[ابوفهد النجدي]ــــــــ[07 - 09 - 04, 09:29 ص]ـ
بارك الله فيك شيخنا اباخالد السلمي ...
ولكن اشكل علي قولك:
((وإما أن يؤلف لنفسه قراءة يختارها من بين ما قرأ به على مشايخه)) هل تكون قراءة من بين القراءات التي اقرأة بها مشايخة؟؟ وماقصدكم في قولكم (يؤلف لنفسة)؟!
((فمثلا لو كان في الآية ثلاث كلمات كل كلمة ثبت فيها عن النبي صلى الله عليه وسلم 3 أوجه في قراءتها، فبالتالي هذه الآية تحتمل أن تقرأ بـ 27 قراءة حاصل ضرب 3×3×3)) لم افهم المقصود بارك الله فيكم وفي علمكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين؟؟
اخوكم ومحبكم
ابو فهد
ـ[ابوفهد النجدي]ــــــــ[07 - 09 - 04, 09:41 ص]ـ
اخي الكريم ابو غازي ..
بارك الله فيك وقد اطلعت على هذا الموقع الرائع والذي يضم نخبة من المشايخ الأفاضل ولعلي اسجل في اقرب وقت ممكن وارجو لو تتكرم بطرح سؤالي هناك ونتقل الإجابة هنا او ترسلها لي عبر البريد او الرسائل الخاصة او تضع لنا رابط الموضوع ...
اخوكم ومحبكم
ابو فهد
ـ[أبو غازي]ــــــــ[08 - 09 - 04, 01:43 ص]ـ
تستطيع أن تدخل الموقع وتقرأ عشرات المواضيع عن القراءات. فقط اعمل بحث واكتب القراءات.
لعل الله أن ييسر لك.
ـ[الربيع]ــــــــ[11 - 09 - 04, 06:48 م]ـ
هناك كتب في القراءات كثيرة لم تحقق ...
وهي تروي القراءات بالأسانيد ..
وعدد القراءات كثيرة جدا جدا، ومن القصور حصرها في السبعة، أو العشرة، أو الأربع عشرة!!(2/203)
ما هي أهم الكتب التي تحدثت عن الخلاف بين المفسرين
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[08 - 09 - 04, 09:10 م]ـ
المشايخ الكرام
ما هي أهم الكتب التي تحدثت عن الخلاف وأسبابه بين المفسرين؟
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[10 - 09 - 04, 01:00 ص]ـ
للرفع
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[10 - 09 - 04, 11:44 ص]ـ
- اختلاف المفسرين - أسبابه وآثاره، للأستاذ الدكتور سعود الفنيسان، وهو مطبوع بدار إشبيليا في مجلد.
- أسباب اختلاف المفسرين، للأستاذ الدكتور محمد بن عبدالرحمن الشايع، مكتبة العبيكان.
- الاختلاف المذهبي وأثره في التفسير للأخ الكريم الدكتور عبدالعزيز مصطفى علي كامل، وهو رسالة دكتوراه بجامعة الأزهر عام 1423هـ.
- اختلاف المفسرين - أسبابه وضوابطه للدكتور أحمد الشرقاوي، وتجده في مكتبة شبكة التفسير.
http://tafsir.org/books/open.php?cat=89&book=913&PHPSESSID=7f292597cf4d4fc7f275ff03595cd152
- فصول في أصول التفسير للدكتور مساعد بن سليمان الطيار، في المبحث الخاص بأسباب الاختلاف، وكلامه فيه جيد محرر، يعد من السابقين إليه.
الاختلاف في التفسير حقيقته وأسبابه لد. وسيم فتح الله
http://www.tafsir.org/vb/attachment.php?s=&postid=9247(2/204)
قراءة نادرة للقارىء عرماوي الأندونيسي لسورة الإسراء
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[28 - 09 - 04, 03:47 م]ـ
وهو التسجيل الوحيد له فيما أعلم يوجد بالتسجيلات بمكة وكان قد سجله عندما أتى لمسابقة القرآن الكريم قبل عدة سنوات
نسأل الله أن ينفع به.
تنبيه:
حصلل خلل يسير أثناء التسجيل ووجد فراغ قليل قبل منتصف الشريط، ولعل الله أن ييسر تنسيقه مرة أخرى.
للإستماع اضغط هنا وللتنزيل اختر حفظ باسم من الز الأيمن للفارة ( http://www.ahlalhdeeth.com/alfageeh/ARMAWY.wma)
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[28 - 09 - 04, 06:11 م]ـ
ماشاء الله تبارك الله، صوت جميل جداً، ومخارج واضحة.
يقرأ بقصر المنفصل، وبإطباق الشفتين في الإقلاب.
يُلاحظ أنّه بالغ في كسرة (رجِلك) في قوله تعالى (واستفزز من استطعت منهم بصوتك .. ) في الدقيقة25 ثانية22 مما يوهم السامع أنه سيقرأ بعدها ياء.
بارك الله فيك فضيلة الشيخ عبد الرحمن، وليت التسجيل يُعاد مرة أخرى عبر برامج تصفية أكثر، فترتيله رائع جداً، يستحق ذلك، خصوصاً ندرة تلاوته.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[28 - 09 - 07, 07:09 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ولعل الله أن ييسر لأحد الإخوة إعادة إنزاله من جديد.
ـ[سيد النجدي]ــــــــ[29 - 09 - 07, 03:52 م]ـ
السلام عليكم ..
هل هذا التسجيل من إنتاج تسجيلات التقوى؟
أذكر أني رأيت له شريطا في التسجيلات المذكورة.
ـ[ابو احمد الحسيني]ــــــــ[29 - 09 - 07, 06:37 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابي حفص المسندي]ــــــــ[13 - 10 - 07, 04:15 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
هل للشيخ تلاوات اخري يمكن رفعها هنا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[18 - 10 - 08, 06:16 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ولا أعلم له غير هذه التلاوة
http://www.altakwa.com/ar/ProductDts.aspx?IndexPage=&CatID=2&ID=1326&Page=6&FromPage=1&PrePage=
وقد حملت التلاوة في المرفقات لتعطل الرابط السابق
ـ[كاتب]ــــــــ[09 - 12 - 08, 09:09 ص]ـ
السلام عليكم ...
هدية لأبي زارع المدني ... وفقه الله تعالى ..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=114841
ـ[كاتب]ــــــــ[09 - 12 - 08, 04:34 م]ـ
جزاكم الله خيراً يا شيخ عبد الرحمن، ونفع بكم، ورفع قدركم، وأثابكم، وغفر لكم ولوالديكم ...
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[12 - 12 - 08, 07:21 ص]ـ
الأخ الحبيب كاتب ,, كل عام وأنت إلى الله أقرب , وأسأل الله بمنه وكرمه أن يجزيك عني خير الجزاء ومن قبل ذلك الشيخ عبدالرحمن
حقيقة كنت أبحث من مدة على أي تلاوة له ولو لـ 5 دقائق
ويلاحظ أنه يتشابه ترتيله وتجويده بالشيخ الحصري رحمه الله
أحسن الله إليك أخي الحبيب وأسأل الله أن يعينني على مكافئتك(2/205)
هل نجزم بصحة هذا عن ابن عباس رضي الله عنهما؟؟ في تفسير {فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك}
ـ[أمين هشام]ــــــــ[30 - 09 - 04, 01:41 ص]ـ
في تفسير {فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك} ...
أخرج سعيد بن منصور والبيهقي في شعب الايمان وغيرهم, أن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: صرهن, أي قطعهن؟؟
فهل نجزم بصحة النسبة إليه؟؟
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[30 - 09 - 04, 06:22 ص]ـ
نعم هذا الأثر ثابت عن ابن عباس، وله عنه طرق كثيرة، وثبت عن أبي ذر أيضاً، وعن جماعة من التابعين.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[30 - 09 - 04, 06:20 م]ـ
- الحمدلله وبعد
- حتى لو لم يصحَّ هذا التفسير إلى ابن عباس رضي الله عنهما فهو صحيح من جهة اللغة.
- قال في القاموس المحيط (2/ 104): ((صار وجهه يصوره ويصيره: أقبل به.
والشيء: قطعه وفصَّله)).(2/206)
تأمل رحلة المؤلف مع كتاب (مفاتح تدبر القرآن والنجاح في الحياة)
ـ[المسيطير]ــــــــ[02 - 10 - 04, 11:34 م]ـ
للشيخ الدكتور خالد بن عبدالكريم اللاحم كتاب قيم بعنوان: (مفاتح تدبر القرآن والنجاح في الحياة)، ذكر في خاتمته هذه اللفته، فلنتدبرها:
قال حفظه الله:
رحلتي مع الكتاب
بدأت رحلتي مع هذا الكتاب منذ أن عقلت وأدركت أن الحياة مجاهدة ومصابرة وصراع بين الحق والباطل والخير والشر، وأن الثبات على الحق وتحصيل الخير لا بد له من جهد ومن عمل، كانت البداية مع:
كتاب الجواب الكافي أقرؤه كلما أحسست بضعف السيطرة على النفس وضعف الإرادة والوقوع في النقائص فكنت أجد فيه العلاج وانتفع به حينا من الدهر، ثم انتقلت إلى كتب المثقفين والمفكرين المعاصرين أمثال:
قوارب النجاة، وحديث الشيخ، وتربيتنا الروحية، جدد حياتك، وغيرها من كتب جعلتها قريبة مني أقرؤها لآخذ منها الزاد الروحي - على حد تعبير أولئك الكتَّاب -.
ثم جاءت فترة تعلقت بكتاب:
إحياء علوم الدين للغزالي ومختصر منهاج القاصدين لابن قدامه.
وفي المرحلة الجامعية كان التوجه نحو كتب الغرب والتي بدأت تغزو الأسواق من ذلك:
كيف تكسب الأصدقاء، دع القلق وابدأ الحياة، سيطر على نفسك، سلطان الإرادة وغيرها فكنت أرجع إليها كلما حصلت مشكلة أو احتجت لعلاج مسألة، وكنت قرأتها أكثر من مرة ولخصت ما فيها على شكل قواعد وأصول.
وفي حينها كان يتردد على خاطري سؤال محير: كيف يكون العلاج في مثل هذه الكتب ولا يكون في القرآن؟.
ثم تلتها مرحلة أخرى تعلقت بكتاب مدارج السالكين وخاصة بعدما طبع تهذيبه في مجلد واحد فكان رفيقي في السفر والحضر أقرأ فيه بهدف تقوية العزيمة ومجاهدة النفس.
ثم جاءت مرحلة لم يمض عليها سوى سنوات اتجهت إلى كتب وأشرطة القوة وتطوير الذات والتي بدأت تتنافس في جذب الناس فاشتغلت في الكثير منها طلبا للتطوير والترقية من ذلك:
كتاب العادات السبع، أيقظ قواك الخفية، إدارة الأولويات، القراءة السريعة، كيف تضاعف ذكائك، المفاتيح العشرة للنجاح، البرمجة اللغوية العصبية، كيف تقوي ذاكرتك .. كن مطمئنا، السعادة في ثلاثة شهور، كيف تصبح متفائلا، أيقظ العملاق الخ من قائمة لا تنتهي كنت أقرؤها أو أسمعها بكل دقة وأناة باحثا فيها عما عساه يغير من الواقع شيئا ويحصل به الانطلاق والتخلص من نقاط الضعف ولكن دون جدوى، وأحمد الله تعالى أنها كانت دون جدوى وأني نجوت من الفتنة بهذه المصادر البشرية للنجاح فكيف سيكون حالي لو كنت حصلت على النجاح من تلك الكتب ونسيت كتاب ربي إلى أن فارقت الحياة؟
إن السؤال المحير والذي يدعو للعجب والاستغراب: هل كان مثل هذا التخبط حصل من شخص يعيش في مجاهل أفريقيا أو أدغال آسيا ولم يبلغه القرآن؟ أو أنه حصل من شخص يحفظ القرآن وهو في المرحلة المتوسطة ومع هذا لم ينتفع به لأنه نسي هذه المفاتح.هذا هو السؤال المحير الذي كنت أبحث عن إجابته؟
فوجدتها والحمد لله وضمنتها هذا الكتاب فإياك أخي المسلم أن ترحل من هذه الدنيا ولم تذق ألذ وأطيب ما فيها إنه القرآن كلام الله الذي لا يشبه التنعم به أي نعيم على الإطلاق وهو حاصل بإذن الله تعالى لمن أخذ بهذه المفاتح التي هدي إليها سلفنا الصالح ففتحت لهم كنوز القرآن وبها فتحت لهم كنوز الأرض وخيراتها فكانوا خير أمة أخرجت للناس.
ـ[ابو وافي القاضي]ــــــــ[03 - 10 - 04, 08:17 ص]ـ
كيفية الحصول على الكتاب
ـ[المسيطير]ــــــــ[03 - 10 - 04, 04:58 م]ـ
الأخ الكريم /
اليك هذا الرابط: http://tafsir.org/books/open.php?cat=97&book=910
والكتاب يباع بسعر (5) ريالات.
ـ[ابو وافي القاضي]ــــــــ[08 - 10 - 04, 08:34 م]ـ
جزاك الله خير وبارك فيك
ـ[المسيطير]ــــــــ[15 - 10 - 04, 01:57 م]ـ
وقد خرج الموضوع بإلقاء الشيخ الدكتور /خالد اللاحم على شكل محاضرة مسجلة تباع في التسجيلات الإسلامية، وهي جديرة بالإستماع، خاصة مع إقبال المسلمين على تلاوة القرآن دون تدبره - غالبا -.
ـ[ذات المحبرة]ــــــــ[13 - 09 - 06, 06:12 م]ـ
بارك الله فيك
يرفع للأهمية
ـ[أبوعبدالرحمن الدرعمي]ــــــــ[13 - 09 - 06, 07:03 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك الله في الشيخ الفاضل ...
ـ[ابو ابراهيم المسلم]ــــــــ[13 - 09 - 06, 11:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وللشيخ / محمد إسماعيل شرح لهذا الكتاب أوتعليقات،
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1978
ـ[خالد بن محمد الحربي]ــــــــ[17 - 09 - 06, 03:14 م]ـ
للشيخ خالد اللاحم موقع اسمه (القرآن والحياة) على هذا الرابط
www.quranlife.com
وتجدون في هذا الموقع مؤلفات الشيخ ومحاضراته ... وفق الله الجميع لكل خير.
ـ[أبو الفرج المنصوري]ــــــــ[18 - 09 - 06, 12:05 م]ـ
جزاكم الله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/207)
ـ[السلفي الأكاديري]ــــــــ[18 - 09 - 06, 05:14 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[باحثة]ــــــــ[19 - 09 - 06, 02:08 ص]ـ
للشيخ خالد اللاحم موقع اسمه (القرآن والحياة) على هذا الرابط
www.quranlife.com
وتجدون في هذا الموقع مؤلفات الشيخ ومحاضراته ... وفق الله الجميع لكل خير.
جزاكم الله خيرا
رجعت للموقع وحمل الكتاب
وفوجئت بشيء غريب، وجدت صورة تشبه الصليب-والعياذ بالله- بين ايات القرآن في الوورد
فلعله خلل لكن يجب اصلاحه سرييعا
وحاولت مراسلة المسؤولين على الموقع ولكن في الموقع خللا
فأرجوا ابلاغهم
http://www.9q9q.org/index.php?image=2lrYVv9b2Z4z (http://www.9q9q.org/index.php?image=ZWwmNIgjF)
ـ[السلفي الأكاديري]ــــــــ[19 - 09 - 06, 02:32 ص]ـ
جزاكي الله خيرا أختي الكريمه على هذه الملاحظة
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[19 - 09 - 06, 09:36 ص]ـ
جزاك الله خيرًا، أخي الفاضل المسيطير
موقع الشيخ لم ينفتح.
يبدو الرمزان جاءا بدلاً عن فواصل الآيات، وهما في الوورد في الرموز Vrinda برقم 2020، 2021
ـ[خالد بن محمد الحربي]ــــــــ[02 - 10 - 06, 09:50 م]ـ
موقع الشيخ مفتوح الآن ويمكنك الاستفادة منه
وفق الله الجميع لكل خير
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[02 - 10 - 06, 10:55 م]ـ
والكتاب طبع في مصر ويباع لدى مكتبة ابن الجوزي بدرب الأتراك .......
ـ[ابن عايض]ــــــــ[01 - 11 - 06, 03:14 م]ـ
قرات الكتاب قبل ايام واستفدت منه كثيرا
جزى الله مؤلفه خير الجزاء(2/208)
ماتيسر من كتاب (مفاتح تدبر القرآن).
ـ[المسيطير]ــــــــ[15 - 10 - 04, 02:30 م]ـ
الكتاب من تأليف الشيخ الدكتور / خالد بن عبد الكريم اللاحم
أستاذ القرآن وعلومه المساعد
بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
--------------------
سبب تأليف الكتاب
بعد إحدى المحاضرات سألني أحدهم:
كيف يكون النجاح بالقرآن؟
فقلت له: هذا سؤال كبير، وخاصة هذه الأيام التي فتن الناس فيها بهذا الفن مستندين في معظم طرحهم على كتب حضارات غير إسلامية، وصار المتسيد للحديث فيه لا يملكه إلا من حصل على شهادات أو دروات هناك، قلت له: هذا سؤال كبير وأخشى إن أجبت عنه إجابة سريعة أن أسئ إلى القرآن فلا بد من البيان المتكامل الواضح الذي يربط المفاهيم والمصطلحات بالواقع، ويوضح أن الأصل في تحقيق النجاح هو القرآن الكريم كلام رب العالمين، وما عداه: فإما أن يكون تابعا له وإلا فهو مرفوض، كان هذا السؤال هو سبب تأليف هذا الكتاب الذي حاولت فيه أن أبين كيفية تحقيق القوة والنجاح بمفهومه الشامل المتكامل لكل طبقات المجتمع ولجميع جوانب حياتهم.
----------------------------------
مقدمة
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد:
فإن الوسيلة الأولى لإصلاح النفس وتزكية القلب والوقاية من المشكلات وعلاجها هو العلم، وعليه فمن أراد النجاح وأراد الزكاة والصلاح فلا طريق له سوى الوحيين الكتاب والسنة: قراءة وحفظا وتعلما.
ولو تأملنا في حال سلفنا الصالح بدءاً من النبي صلى الله عليه وسلم وانتهاءً بالمعاصرين من الصالحين لوجدنا أن القاسم المشترك بينهم هو قراءة القرآن في الصلاة عامة وفي صلاة الليل خاصة، والعمل المتفق عليه عندهم الذي لا يرون الإخلال به، ولا التفريط فيه حضراً ولا سفراً، صحة ولاسقماً؛ هو الحزب من القرآن، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل" رواه مسلم.
إن قراءة القرآن في صلاة الليل هي أقوى وسيلة لبقاء التوحيد والإيمان غضا طريا نديا في القلب، إنه المنطلق لكل عمل صالح آخر من صيام أو صدقة أو جهاد وبر وصلة. لما أراد الله سبحانه وتعالى تكليف نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بواجب التبليغ والدعوة وهو حمل ثقيل جدا؛ وجهه إلى ما يعينه عليه وهو القيام بالقرآن: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً * نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً * إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً * إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً * إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلاً} [1 - 7 سورة المزمل].
لقد كثر في زماننا هذا الحديث عن النجاح والسعادة والتفوق والقوة، وكثرت فيه المؤلفات وكل يدعي أن في كتابه أو برنامجه الدواء الشافي والعلاج الناجع وأنه الكتاب الذي لا تحتاج معه إلى غيره، والحق أن هذا الوصف لا يجوز أن يوصف به إلا كتاب واحد هو القرآن الكريم.
ولعلاج هذه المشكلة أعني انصراف الناس عن القرآن الكريم واشتغال بعضهم بتلك المؤلفات بحثا عن السعادة والنجاح يجئ هذا البحث ليسهم في تبيين الحقائق وتوضيح الدقائق، و رسم الطريق الصحيح للمنهج السليم الذي ينبغي أن يتبعه المسلم في حياته.
إن العبد إذا تعلق قلبه بكتاب ربه فتيقن أن نجاحه و نجاته، سعادته وقوته في قراءته وتدبره تكون هذه البداية للانطلاق في مراقي النجاح وسلم الفلاح في الدنيا والآخرة.
هذا البحث يتحدث عن الوسائل العملية التي تمكن بعون الله تعالى من الانتفاع بالقرآن الكريم، وهذه القواعد هي التي كان يسلكها سلفنا الصالح في تعاملهم مع القرآن الكريم، التي بسبب غفلة الكثيرين عنها أو بعضها أصبحوا لا يتأثرون ولا ينتفعون بما فيه من الآيات والعظات، والأمثال والحكم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/209)
ومن أخذ بهذه الوسائل فإنه سيجد بإذن الله تعالى أن معاني القرآن تتدفق عليه، حتى ربما يمضى عليه وقت طويل لا يستطيع تجاوز آية واحدة من كثرة المعاني التي تفتح عليه، وقد حصل هذا للسلف من قبلنا والأخبار في هذا كثيرة مشهورة.
قال سهل بن عبد الله التستري: " لو أعطي العبد بكل حرف من القرآن ألف فهم لم يبلغ نهاية ما أودع الله في آية من كتابه لأنه كلام الله وكلامه صفته وكما أنه ليس لله نهاية فكذلك لا نهاية لفهم كلامه .. وإنما يفهم كل بمقدار ما يفتح الله على قلبه وكلام الله غير مخلوق ولا يبلغ إلى نهاية فهمه فهوم محدثة مخلوقة " اهـ (مقدمة تفسير البسيط للواحدي (رسالة دكتوراه) وهذا كلام صحيح والتجربة والواقع يشهد بذلك فإن الناس يتفاوتون في فهمهم وإداركهم لآيات القرآن الكريم وتنزيلها على أمور حياتهم، وأيضا فإن الشخص نفسه قد ينفتح له فهم لبعض الآيات ويتأثر بها ويأتي في وقت آخر يقف أمام الآية وقد أغلقت دونه، يقف أمامها ويقول لقد تأثرت بهذه الآية يوما من الأيام فأين ذاك التأثر أين ذاك الفهم؟
إن فهم القرآن وتدبره مواهب من الكريم الوهاب يعطيها لمن صدق في طلبها وسلك الأسباب الموصلة إليها بجد واجتهاد أما المتكئ على أريكته المشتغل بشهوات الدنيا ويريد فهم القرآن فهيهات هيهات ولو تمنى على الله الأماني.
مادة هذا البحث ليست مجموعة نظريات أو فرضيات توضع كحلول للمشكلة المراد علاجها، إنما هو خطوات عملية، تحتاج إلى تدرج وتكرار حتى يصل المتعلم فيها إلى ما وصف من نتائج وثمار، قال ثابت البناني: " كابدت القرآن عشرين سنة ثم تنعمت به عشرين سنة " اهـ وما قاله ثابت البناني حق، فقف عند الباب حتى يفتح لك إن كنت تدرك عظمة ما تطلب فإنه متى فتح لك ستدخل إلى عالم لا تستطيع الكلمات أن تصفه ولا العبارات أن تصور حقيقته، أما إن استعجلت وانصرفت فستحرم نفسك من كنز عظيم وفرصة قد لا تدركها فيما تبقى من عمرك.
يتبع بإذن الله،،
ـ[أمين فيصل محمد النوبي]ــــــــ[23 - 03 - 06, 12:16 ص]ـ
جزاكم الله خيرا و أعانكم على إتمامه
ـ[ابو ابراهيم المسلم]ــــــــ[26 - 09 - 06, 11:10 ص]ـ
اخى /المسيطير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد سمعت فى شرح الكتاب للدكتور خالد أنه لديه متن يحوى الأحاديث التى تشجع على حفظ القرآن، او منظومة لاذكر مقاله بالضبط فى الشرح
فهل هذا متاح على النت، حيث لم أجد ذلك فى موقعه quranlife.com
وجزاك الله خيرا
ـ[أم حنان]ــــــــ[02 - 10 - 06, 12:24 ص]ـ
وأيضا فإن الشخص نفسه قد ينفتح له فهم لبعض الآيات ويتأثر بها ويأتي في وقت آخر يقف أمام الآية وقد أغلقت دونه، يقف أمامها ويقول لقد تأثرت بهذه الآية يوما من الأيام فأين ذاك التأثر أين ذاك الفهم؟
إن فهم القرآن وتدبره مواهب من الكريم الوهاب يعطيها لمن صدق في طلبها وسلك الأسباب الموصلة إليها بجد واجتهاد أما المتكئ على أريكته المشتغل بشهوات الدنيا ويريد فهم القرآن فهيهات هيهات ولو تمنى على الله الأماني.
جزاكم الله خيرا ,,,ماأعظم أن يرزق المرء تدبر القران والتأثر به فينشرح صدره وتزول أحزانه وتزداد بصيرته فوالله تلك هى الغاية من قراءة القران (كتاب أنزناه إليك ليدبروا اياته وليتذكر اولو الألباب) ,,,,وأما أن يغلق عليه فهمه فهذا من ذنبه فقد قال الله عزوجل فى كتابه (وما أصابك من سيئة فمن نفسك) وقال أيضا (ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين) فعلى قدر تقوى المرء لله عزوجل على قدر مايفتح عليه فى فهم القران وتدبره ,,,,وكثيرا ماننسى محاسبة أنفسنا فنقع فى المعاصى ونحن لانشعر فينكت فى قلوبنا نكتا سوداء تغطى صفاء القلب فيحول ذلك بيننا وبين فهم القران وتدبره ,,ثم نتساءل مابال قلوبنا لاتخشع؟ ومابال عيوننا لاتدمع؟ (قل هو من عند أنفسكم)
اللهم ارزقنا قلوبا خاشعة تتدبر كتابك وتأتمر بأوامره وتنتهى بنواهيه وتتخلق بأخلاقه ,,اللهم امين
ـ[أم حنان]ــــــــ[10 - 10 - 06, 09:47 م]ـ
تصحيح الاية (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر أولوا الألباب) سورة ص اية29
ـ[المسيطير]ــــــــ[10 - 10 - 06, 10:29 م]ـ
قد يكون ما في هذا الرابط أكثر فائدة، فإذا رأى الشيخ المشرف تثبيته فهو أولى:
(10) مفاتيح لتحقيق التدبر الأمثل للقرآن.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=39019
ـ[نياف]ــــــــ[29 - 11 - 06, 10:39 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
ـ[حيدره]ــــــــ[30 - 11 - 06, 08:10 ص]ـ
جزاك الله خير
ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[30 - 11 - 06, 10:23 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وهي هنا بصوت الشيخ حفضه الله:
http://media.islamway.com/lessons/scho868//014-Mfate5Alnga5M3Alqr2n.rm
ـ[أبو عبدالرحمن الغريب]ــــــــ[30 - 11 - 06, 05:16 م]ـ
الكتاب كاملا هنا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=506138#post506138
ولعلك أخي تكمل هذه النقولات فإن فيها تشجيع لمن لا يقرأ وتعاون على البر والتقوى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/210)
ـ[ابو بكر عطون]ــــــــ[21 - 01 - 07, 10:37 م]ـ
جزاك الله كل خير
ـ[أبو معاويه الجنوبي]ــــــــ[07 - 02 - 07, 01:49 م]ـ
بارك الله فيك أخي المسيطر على مانقلت
الصراحة الكتاب فيه فوائد كثيره
وقد أنتشر أنتشارا بين طلبة العلم
ـ[دار التقوى لتحفيظ القرآن]ــــــــ[17 - 02 - 07, 03:31 م]ـ
جزاكم الله خيراً
الكتاب فيه فوائد قيمة
نسأل الله أن ينفع به كاتبه
ـ[أبو أنمار]ــــــــ[18 - 02 - 07, 01:49 ص]ـ
بارك الله فيكم، ونفع بكم،
كتاب جدا قيم ونافع في بابه،
ـ[عبد الحميد الأثري الجزائري]ــــــــ[19 - 02 - 07, 09:47 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبن حجرالعسقلانى]ــــــــ[27 - 02 - 07, 12:05 ص]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا(2/211)
هل هناك كتاب حول تفسير سورة الكهف أو ص؟
ـ[المنصور]ــــــــ[15 - 10 - 04, 03:57 م]ـ
هل هناك كتاب خاص حول تفسير سورة الكهف أو ص، ويكون علمياً فيه عمق.
حيث لم أجد ذلك إلى الآن.
ـ[المسيطير]ــــــــ[16 - 10 - 04, 02:28 ص]ـ
للشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى تفسيرا لسورة الكهف وهو من مطبوعات مؤسسة الشيخ ابن عثيمين الخيرية، وإن شاء الله تعالى يكون على شرطك.
ـ[الغواص]ــــــــ[17 - 10 - 04, 08:26 م]ـ
.
ـ[الغواص]ــــــــ[17 - 10 - 04, 08:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلَّم تسليماً كثيرا.
أما بعد:
فإن من توفيق الله - سبحانه وتعالى - أن يسَّر لفضيلة شيخنا محمد بن صالح العثيمين - تغمده الله بواسع رحمته ورضوانه - تفسير سورة الكهف وذلك في الدورة العلمية التي عقدها في شهر ربيع الأول من عام 1419هـ بالجامع الكبير في مدينة عنيزة.
وقد قام الدكتور صالح الصالح - عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود - فرع القصيم - بنسخ أشرطة تفسير هذه السورة، وعرضها على فضيلة شيخنا، فراجع منها - رحمه الله تعالى - ستة دروس، وحررها واعتمدها، وبقي درس واحد وهو الأخير من قوله تعالى: {) كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْراً) (الكهف:91)
إلى آخر السورة.
ومن أجل إتمام الفائدة، واصل الدكتور صالح الصالح جهده المشكور - جزاه الله خيراً - فأكمل تفريغ محتوى الدرس الأخير المسجل، وألحقه ببقية المادة المحررة، وخرَّج أحاديث الكتاب، وقد عاونه على ذلك العمل الأخ علي بن سالم باوزير - جزاه الله خيراً - وهو أحد طلاب فضيلة شيخنا - رحمه الله تعالى -، ثم باشرت اللجنة العلمية مراجعته للطباعة والنشر.
نسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم، موافقاً لمرضاته، نافعاً لعباده، وأن يجزي فضيلة شيخنا المؤلف عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، ويضاعف له المثوبة والأجر، ويعلي درجته في المهديين إنه سميع قريب، وصلَّى الله وسلَّم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين
اللجنة العلمية
في مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية
============
تفسير القرآن الكريم - سورة الكهف تفسير سورة الكهف محمد بن صالح العثيمين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد:
سورة الكهف مكيَّة واستثنى بعض المفسرين بعض الآيات: أولها (1 - 8)، وآية رقم (28) ومن
(107 - 110) على أنها مدنية، ولكن هذا الاستثناء يحتاج إلى دليل؛ لأن الأصل أن السُّور المكيَّة مكيَّةٌ كلها وأن المدنيَّة مدنيَّةٌ كُلُّها، فإذا رأيت استثناءً فلا بد من دليل.
والمَكِّي ما نزل قبل الهجرة والمدنِيُّ ما نزَل بعد الهجرة حتى وإن نزل بغير المدينة مثل قوله تعالى:
(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً) (المائدة: من الآية3) فقد نزلت بعرفة عام حجة الوداع.
* * *
) الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا (1)) قَيِّماً لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حسنا (2) مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَداً (الكهف:3)
قوله تعالى (الْحَمْدُ) هو وصفُ المحمود بالكمال محبة وتعظيماً، وبقولنا محبةً وتعظيماً خرج المدح؛ لأن المدح لا يستلزم المحبة والتعظيم، بل قد يَمدح الإنسان شخصاً لا يساوي فلساً ولكن لرجاء منفعة أو دفع مضرة، أما الحمد فإنه وصف بالكمال مع المحبة والتعظيم.
(لِلَّهِ) هذا اسمٌ عَلَمٌ على الله مُختَصٌّ به لا يوصف به غيره، وهو عَلَمٌ على الذات المقدَّسة تبارك وتعالى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/212)
(الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ) جملة: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ} هل هي خَبَرٌ، أراد الله أن يُخبر عباده بأنه محمود، أو هي إنشاءٌ وتوجيهٌ على أنَّنا نحمدُ الله على هذا، أو الجميع؟
الجواب: الجميع، فهو خبرٌ من الله عن نفسه، وهو إرشادٌ لنا أن نَحمدَ الله على ذلك.
(عَبْدِهِ) يعني مُحَمَّداً، وَصَفَهُ تعالى بالعبودية؛ لأنه أعبَدُ البَشَر لله. وقد وصَفَه تعالى بالعبودية في حالات ثلاث:
1 - حالِ إنزال القرآن عليه كما في هذه الآية.
2 - في حالِ الدفاعِ عنهُ صلى الله عليه وسلم، قال تعالى:) وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة:23)
3 - وفي حالِ الإسراءِ به، قال تعالى:) سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الاسراء:1)
يعني في أشرف مقاماتِ النبي صلى الله عليه وسلم وَصفهُ الله بأنه عبدٌ، ونِعمَ الوصفُ أن يكون الإنسانُ عبداً لله، حتى قال العاشق في معشوقته:
لا تدعُني إلَّا بيا عَبدَها فإنه أشرف أسمائي {الكتاب} أي: القرآن، سُمِّي كتاباً؛ لأنه يُكتب، أو لأنهُ جامع، لأن الكَتْب بمعنى الجَمْع، ولهذا يقالُ: الكتيبةُ يعني المجموعةُ من الخيل، والقرآن صالح لهذا وهذا فهو مكتوبٌ وهو أيضاً جامع.
(لم يجعل له عوجا) لم يجعل لهذا القرآن عوجاً بل هو مستقيم؛ ولهذا قال:
(قيما) وقيماً حال من قوله: {الكتاب)، يعني: حالَ كونه قَيِّماً. فإن قال قائل: "لماذا لم نجعلها صفة، لأن الكتابَ منصوبٌ وَقَيِّماً منصوب؟ ".
فالجواب: أن قيماً نَكِرة والكتاب معرفة ولا يمكن أن توصف المعرفة بالنَّكِرَة، ومعنى {قيما} أي: مستقيماً غايةَ الاستقامة، وهنا ذَكَرَ نَفْيَ العيبِ أولاً ثم إثباتَ الكمال ثانياً. وهكذا ينبغي أن تُخلي المكان من الأذى ثم تَضع الكمال؛ ولهذا يقال: "التخلية قبل التحلية"، يعني قبل أن تُحلِّي الشيء أخلِ المكان عمَّا ينافي التحلي ثم حَلِّه، وفي قوله تعالى: {وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا (1) قيما). تنبيه. وهو أنه يجب الوقوف على قوله: {وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا} لأنك لو وصلت لصار في الكلام تناقضٌ، إذ يوهمُ أن المعنى لم يكن له عوج قَيِّم.
ثم بيَّن تعالى الحكمة من إنْزال القرآن في قوله (لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حسنا)
الضمير في قوله: {لينذر} يحتملُ أن يكون عائداً على {عبده} ويحتملُ أن يكون عائداً على {الكتاب} وكلاهما صحيح، فالكتاب نَزل على الرسول صلى الله عليه وسلم لأجل أن يُنذِر به، والكتاب نفسُه مُنذِر، ينذر الناس.
(بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ) أي من قِبَلِ الله، والبأس هو العذاب، كما قال تعالى: (فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتاً أَوْ هُمْ قَائِلُونَ) (لأعراف: من الآية4)، يعني عذابنا، والإنذار: هو الإخبار بما يُخَوِّف.
(وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ) التبشير: الإخبار بما يسر، وهنا نجد أنه حُذِف المَفعول في قوله: {لِيُنْذِر} وذكر المفعول في قوله: {وَيُبَشِّر}، فكيف نقدر المفعول بـ"ينذر"؟
الجواب: نُقدِّرُه في مقابل من يُبَشَّر وهم المؤمنون فيكون تقديره "الكافرين"، وهذه فائدة من فوائد علم التفسير: أنّ الشيء يعرَف بذكر قبيله المقابل له، ومنه قوله تعالى: {فأنفروا ثباتا أو أنفروا جميعاً} [النساء: 71]. {ثبات}: يعني "متفرقين" والدليل ذكر المقابل له (أو أنفروا جميعاً)
وقوله تعالى: {الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ} يفيد أنه لا بدَّ مع الإيمان من العمل الصالح، فلا يكفي الإيمان وحده بل لا بد من عمل صالح.؛ ولهذا قيل لبعض السلف: "أليس مِفتاحُ الجنَّة لا إله إلَّا الله؟ " يعني فمن أتى به فُتح له! قال: بلى، ولكن هل يفتحُ المفتاحُ بلا أسنان؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/213)
(الْمُؤْمِنِين) الذين آمنوا بما يجب الإيمان به، وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم ما يجب الإيمان به لجبريل حين سأله عن الإيمان فقال: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشرِّه"
(يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ) يعني يعملون الأعمال الصالحات، ومتى يكون العمل صالحاً؟
الجواب: لا يمكن أن يكون صالحاً إلَّا إذا تضمن شيئين:
1 - الإخلاص لله تعالى: بألَّا يقصد الإنسان في عمله سوى وجه الله والدار الآخرة.
2 - المتابعة لشريعة الله: ألّا يخرج عن شريعة الله سواء شريعة محمد صلى الله عليه وسلم أو غيره.
ومن المعلوم أن الشرائع بعد بِعثة الرسول صلى الله عليه وسلم كلها منسوخة بشريعته صلى الله عليه وسلم.
وضد الإخلاص: الشرك، والاتباع ضد الابتداع، إذاً البدعة لا تقبل مهما ازدانت في قلب صاحبها ومهما كان فيها من الخشوع ومهما كان فيها من ترقيق القلب لأنها ليست موافقة للشريع؛ ولهذا نقول: كُل بدعة مهما استحسنها مبتدعها فإنها غير مقبولة، بل هي ضلالة كما قاله النبي صلى الله عليه وسلم، فمن عمل عملاً على وفق الشريعة ظاهراً لكن القلب فيه رياء فإنه لا يقبل لفقد الإخلاص، ومن عمل عملاً خالصاً على غير وفق الشريعة فإنه لا يقبل، إذاً لا بد من أمرين: إخلاصٍ لله، واتباعٍ لرسول الله صلى الله عليه وسلم وإلَّا لم يكن صالحاً، ثم بيَّن تعالى ما يُبَشَّر به المؤمنون فقال:
(أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حسنا (2) مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَداً (الكهف:3) (أجرا) أي ثواباً، وسمى الله ثواب الأعمال أجراً لأنها في مقابلة العمل، وهذا من عدله جلَّ وعلا أن يسمي الثواب الذي يثيب به الطائعَ أجراً حتى يطمئن الإنسان لضمان هذا الثواب؛ لأنه معروف أن الأجير إذا قام بعمله فإنه يستحق الأجر.
وقوله: {حسنا} جاء في آية أخرى ما هو أعلى من هذا الوصف وهو قوله تعالى:) لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَة) (يونس: من الآية26) وجاء في آية أخرى: {هل جزاء الاحسان الا الإحسان} [الرحمن: 60] فهل نأخذ بما يقتضي التساوي أو بما يقتضي الأكمل؟
الجواب: بما يقتضي الأكمل، فنقول: {حسنا} أي هو أحسن شيء ولا شك في هذا، فإن ثواب الجنة لا يعادله ثواب.
وقوله: (مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَداً) أي باقين فيه أبداً، إلى ما لا نهاية، فلا مرض ولا موت ولا جوع ولا عطش ولا حر ولا برد، كل شيء كامل من جميع الوجوه.
واعلم أن من عقيدة أهل السنة والجماعة أن الجنَّة موجودة الآن وأنها مؤبدة، وأن النار موجودة الآن وأنها مؤبدة، وقد جاء هذا في القرآن، فآيات التأبيد بالنسبة لأصحاب اليمين كثيرة، أما بالنسبة لأصحاب الشمال فقد ذُكر التأبيد في آيات ثلاث:
1 - في سورة النساء، قال تعالى:) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً) (النساء:168) إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً) (النساء:169)
2 - في سورة الأحزاب، قال تعالى:) إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً) (الأحزاب:64) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً لا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً) (الأحزاب:65)
3 - في سورة الجن في قوله تعالى:) ِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً) (الجن: من الآية23)
وإذا كانت ثلاثُ آيات من كتاب الله صريحة في التأبيد فلا ينبغي أن يكون هناك خلاف، كما قيل:
وليس كل خلاف جاء معتبراً إلَّا خلافاً له حظٌّ من النَّظرِ وما ذكر من الخلاف في أبدية النار لا حظَّ له، كيف يقول الخالق العليم: {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً} ثم يقال: لا أبدية؟ هذا غريب، من أغرب ما يكون، فانتبهوا للقاعدة في مذهب أهل السنّة والجماعة: أن الجنَّة والنار مخلوقتان الآن لأن الله ذكر في الجنة {أعدت} وفي النار (أعدت). وثانياً: أنهما مؤبدتان لا تفنَيان لا هما ولا من فيهما كما سمعتم.
* * *
) وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً (4) مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً) (الكهف:5)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/214)
قوله تعالى: {وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً} كالإيضاح لما أبهم في الآية السابقة، فيه إنذار لمثل النصارى الذين قالوا: إن المسيح ابن الله، ولليهود الذين قالوا: العُزير ابن الله، وللمشركين الذين قالوا: إن الملائكة بنات الله.
والعزير ليس بنبي ولكنه رجل صالح.
(مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ) أي بالولد أو بالقول، {مَا لَهُمْ بِهِ} أي بهذا القول، أو {مَا لَهُمْ بِهِ} أي بالولد (مِنْ عِلْمٍ) فإذا انتفى العلم ما بقي إلَّا الجهل.
(ٍ وَلا لِآبَائِهِمْ) الذين قالوا مثل قولهم، ليس لهم في ذلك علم، ليسَ هناك إلّا أوهام ظنوها حقائق وهي ليست علوماً.
(كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ) قد يُشكل على طالب العلم نَصْبُ (كَلِمَة)
والجواب (كَلِمَة) تمييز والفاعل محذوف والتقدير "كبرت مقالتهم كلمةً" تخرج من أفواههم: أي عَظُمت لأنها عظيمة والعياذ بالله، كما قال تعالى:) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً) (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً (91) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ (92) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً) (مريم:93). يعني: مستحيل غاية الاستحالة أن يكون له ولد.
فإن قال قائل: "أليس الله يقول:) قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ) (الزخرف:81)
الجواب: نعم. ولكن التعليق بالشرط لا يدل على إمكان المشروط، لأننا نفهم من آيات أخرى أنه لا يمكن أن يكون وهذا كقوله تعالى للرسول صلى الله عليه وسلم:) فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَأُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ) (يونس: من الآية94) وهو صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يَشك، ولكن على فرض الأمر الذي لا يقع، كقوله تعالى:) لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ) (الانبياء:22). فإنه لا يمكن أن يكون فيهما آلهة سوى الله، فتبين بهذا أن التعليق بالشرط لا يدل على إمكان المشروط، بل قد يكون مستحيلاً غاية الاستحالة.
قوله: (تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ) هل لنا أن نستفيد من قوله: (ُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ) أن هؤلاء يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم وأنهم لا يستيقنون أن لله ولداً؛ لأن أي عاقل لا يمكن أن يقول إن لله ولداً، فكيف يمكن أن يكون لله ولدٌ، وهذا الولد من البشر نراه مثلنا يأكل ويشرب ويلبس، ويلحقه الجوع والعطش والحر والبرد، كيف يكون ولدٌ لله تعالى؟ هذا غير ممكن؛ ولذلك قال: (إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً) "إن" بمعنى "ما" ومن علامات "إن" النافية أن يقع بعدها "إلَّا" {إن أنت إلا نذير} [فاطر: 23]، {إن هذا إلا سحر مبين} [المائدة: 110].
(إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً) أي ما يقول هؤلاء إلَّا كذباً. والكذب: هو الخبر المخالف للواقع، والصدق: هو الخبر المطابق للواقع، فإذا قال قائل: "قدِم فلانٌ اليوم" وهو لم يَقدُم، فهذا كذب سَواءٌ علم أم لم يعلم، ودليل ذلك قصة سُبَيْعةَ الأسلمِيَّةِ رضي الله عنها حينما مات عنها زوجها وهي حامل فوضعت بعد موته بليالٍ ثم خلعت ثياب الحداد، ولبست الثياب الجميلة تريد أن تُخطَب، فدخل عليها أبو السنابل فقال لها: "ما أنت بناكح حتى يأتي عليك أربعةُ أشهر وعشر"، لأنها وضعت بعد موت زوجها بنحو أربعين ليلة أو أقل أو أكثر، فلبست ثياب الإحداد ثم أتت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وأخبرته بالخبر فقال لها: "كذب أبو السنابل"، مع أن الرجل ما تعمد الكذب، يظن أنها تعتدُ بأطول الأجلين، فإن بقيت حاملاً بعد أربعةِ أشهر وعشر بقيت في الإحداد حتى تضع، وإن وضعت قبل أربعة أشهر وعشر بقيت في الإحداد حتى تتم لها أربعةُ أشهر وعشر، تعتد أطول الأجلين، ولكن السنَّة بينت أن الحامل عِدَّتُها وضع الحمل ولو دون أربعةِ أشهر، فالشاهد أن النبي صلى الله عليه وسلم أطلق على قول أبي السنابل "كَذب" مع أنه لم يتعمد.
* * *
) فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً) (الكهف:6)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/215)
قوله تعالى: {) فَلَعَلَّكَ} الخِطاب للرسول صلى الله عليه وسلم {بَاخِعٌ نَفْسَكَ} مهلكٌ نفسَك، لأنه كان صلى الله عليه وسلم إذا لم يجيبوه حَزِنَ حَزناً شديداً، وضاق صدره حتى يكادَ يَهلك، فسلَّاه الله وبيّن له أنه ليس عليه من عدم استجابتهم من شيء، وإنما عليه البلاغ وقد بلَّغ.
(عَلَى آثَارِهِمْ) أي باتباع آثارهم، لعلَّهم يرجعون بعد عدم إجابتهم وإعراضهم.
(إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيث) ِ أي إن لم يؤمنوا بهذا القرآن.
(أَسَفاً)} مفعول من أجله، العامل فيه: {بَاخِعٌ} المعنى أنه لعلك باخع نفسك من الأسف إذا لم يؤمنوا بهذا مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم ليس عليه من عدم استجابتهم من شيء، ومهمة الرسول صلى الله عليه وسلم البلا،. قال تعالى: {فإنما عليك البلاغ} [الرعد: 40]، وهكذا ورثته من بعده: العلماء، وظيفتهم البلاغ وأما الهداية فبيد الله، ومن المعلوم أن الإنسان المؤمن يحزن إذا لم يستجبِ الناس للحق، لكنَّ الحازنَ إذا لم يقبل الناس الحق على نوعين:
1 - نوع يحزن لأنه لم يُقبل.
2 - ونوع يحزن لأن الحق لم يُقبل.
والثاني هو الممدوح لأن الأول إذا دعا فإنما يدعو لنفسه، والثاني إذا دعا فإنما يدعو إلى الله، ولهذا قال تعالى: {أدع الى سبيل ربك} [النحل: 125.
لكن إذا قال الإنسان أنا أحزن؛ لأنه لم يُقبل قولي؛ لأنه الحق ولذلك لو تبين لي الحق على خلاف قولي أخذت به فهل يكون محموداً أو يكونُ غير محمود؟
الجواب: يكون محموداً لكنه ليس كالآخرَ الذي ليس له همٌّ إلَّا قَبول الحق سَواء جاء من قِبَله أو جاء من قبل غيره.
* * *
) إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) (الكهف:7)
إذا تأملت القرآن تجد أنه غالباً يقدم الشرع على الخلق، قال الله تعالى: {الرحمن (1) علم القرآن (2) خلق الإنسان (3) (الرحمن)، وتأمل الآيات في هذا المعنى تجد أن الله يبدأ بالشرائع قبل ذكر الخلق وما يتعلق به؛ لأن المخلوقات إنما سُخِّرت للقيام بطاعة الله، قال الله تبارك وتعالى:) وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (الذريات:56)، وقال) هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً) (البقرة: من الآية29) إذاً المهم القيام بطاعة الله، وتأمل هذه النكتة حتى يتبين لك أن أصل الدنيا وإيجاد الدنيا، إنما هو للقيام بشريعة الله.
قوله تعالى: {إنا جعلنا} أي صَيَّرنا، وجعل تأتي بمعنى: خلق وبمعنى صيَّر، فإن تعدَّت لمفعولٍ واحدٍ فإنها بمعنى "خلق"، مثل قوله تعالى:) وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ) (الأنعام: من الآية1) وإن تعدَّت لمفعولين فهي بمعنى صَيَّر، مثل قوله تعالى:) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (الزخرف:3): أي صيَّرناه بلغة العرب، وإنما نبَّهتُ على ذلك؛ لأن الجهمية يقولون: إنَّ الجعلَ بمعنى الخلق في جميع المواضع، ويقولون: معنى قوله تعالى: {) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّا}: أي خلقناه، ولكن هذا غلط على اللغة العربية.
(جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا) هنا جعل بمعنى صَيَّر فالمفعول الأول "ما" والمفعول الثاني "زينة" أي أنَّ ما على الأرض جعله الله زينة للأرض وذلك لاختبار الناس. هل يتعلقون بهذه الزينة أم يتعلقون بالخالق؟ الناس ينقسمون إلى قسمين، منهم من يتعلق بالزينة ومنهم من يتعلق بالخالق، واسمع إلى قوله تعالى مبيناً هذا الأمر.
) وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ) (لأعراف:175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (لأعراف:176)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/216)
إذاً جعل الله الزينة لاختبار العباد، سَواءٌ أكانت هذه الزينة فيما خلقه الله وأوجده، أم مما صنعه الآدمي، فالقصور الفخمة المزخرفة زينة ولا شك، ولكنها من صنع الآدمي، والأرض بجبالها وأنهارها ونباتها وإذا أنزل الله الماء عليها اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج، هذه زينة من عند الله تعالى.
قوله تعالى: {لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ} أي نختبرهم.
وقوله تعالى: {أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} الضمير يعود للخلق، وتأمل قوله تعالى: {ْ أَحْسَنُ عَمَلاً} ولم يقل: "أكثر عملاً"؛ لأن العبرة بالأحسن لا بالأكثر، وعلى هذا لو صلى الإنسان أربع ركعات لكنْ على يقين ضعيف أو على إخلال باتباع الشرع، وصلى آخر ركعتين بيقين قوي ومتابعةٍ قوية فأيهما أحسن؟ الثاني؛ بلا شك أحسن وأفضل، لأن العبرة بإحسان العمل وإتقانه إخلاصاً ومتابعة.
في بعض العبادات الأفضل التخفيف كركعتي الفجر مثلاً، لو قال إنسان: أنا أحب أن أطيل فيها في قراءة القرآن وفي الركوع والسجود والقيام، وآخر قال: أنا أريد أن أخفف، فالثاني أفضل؛ ولهذا ينبغي لنا إذا رأينا عامِّيَّاً يطيل في ركعتي الفجر أن نسأله: "هل هاتان الركعتان ركعتا الفجر أو تحية المسجد؟ ". فإن كانت تحية المسجد فشأنه، وإن كانت ركعتي الفجر قلنا: لا، الأفضل أن تخفف، وفي الصيام رخَّص صلى الله عليه وسلم لأمته أن يواصلوا إلى السَّحَر، وندبهم إلى أن يفطروا من حين غروب الشمس، فصام رجلان أحدهما امتد صومه إلى السحور والثاني أفطر من حين غابت الشمس، فأيهما أفضل؟ الثاني أفضل بلا شك، والأول وإن كان لا ينهى عنه فإنه جائز ولكنه غير مشروع، فانتبه لهذا {أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} ولذلك تجد النبي صلى الله عليه وسلم يفعل من العبادات ما كان أحسن: يحث على اتباع الجنائز وتمر به الجنائز ولا يتبعها، يحث على أن نصوم يوماً ونُفطِر يوماً ومع ذلك هو لا يفعل هذا، بل كان أحياناً يطيل الصوم حتى يقال: لا يفطر، وبالعكس يفطر حتى يقال: لا يصوم، كل هذا يتبع ما كان أرضى لله وأصلح لقلبه.
...
) وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيداً جُرُزاً) (الكهف:8)
قوله تعالى: {صَعِيداً} هذه الأرض بزينتها، بقصورها وأشجارها ونباتها، سوف يجعلها الله تعالى {صَعِيداً جُرُزاً} أي خالياً، كما قال تعالى:) وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً) (طه:105)
، أي نسفاً عظيماً ولهذا جاء مُنَكَّراً: أي نسفاً عظيماً، قال تعالى:) فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفاً) (طه:106) لا تَرَى فِيهَا عِوَجاً وَلا أَمْتاً) (طه:107) وبلحظة: كن فيكون! إذاً هذه الأرض يا أخي لا يَتعلَّق قلبك بها فهي زائلة، هي ستصير كأن لم تكن كما قال:) كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ) (يونس: من الآية24).
وتأمل الجملة الآن: {وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ} فيها مُؤكِّدان، "إنَّ" و"اللام"، ثم إنها جاءت بالجملة الإسمية الدالة على القدرة المستمرة، إذا قامت القيامة أين القصور؟ لا قصور، لا جبال، لا أشجار، الأرض كأنها حجر واحد أملس، ما فيها نبات ولا بناء ولا أشجار ولا غير ذلك، سيحولها الله تعالى {جُرُزاً} خالية من زينتها التي كانت عليها.
* * *
) أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً) (الكهف:9)
قوله تعالى: {أَمْ حَسِبْتَ} "أم" هنا منقطعة، فهي بمعنى "بل"، و {ْ حَسِبْتَ} بمعنى ظننتَ، هنا أتى بـ"أم" المنقطعة التي تتضمن الاستفهام من أجل شد النَّفس إلى الاستماع إلى القصة لأنها حقيقة عَجب، هذه القصة عجب.
(الْكَهْفِ) الغار في الجبل.
(وَالرَّقِيم) بمعنى المرقوم: أي المكتوب لأنه كتب في حجر على هذا الكهف قصتُهم من أولها إلى آخرها.
(كَانُوا) أي أصحاب الكهف والرقيم.
(مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً) من آيات الله الكونية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/217)
(عَجَبا) أي محل تعجُّب واستغراب لأن هؤلاء سبعةٌ معهم كلب كرهوا ما عليه أهل بلدهم من الشرك فخرجوا متَّجهين إلى الله يريدون أن ينجوا بأنفسهم مما كان عليه أهل بلدهم، فلجأوا إلى هذا الغار، وكان من حسن حظهم أن هذا الغار له باب لا يتَّجه للمشرق ولا للمغرب، سبحان الله! توفيق؛ لأنه لو اتجه إلى المشرق لأكلتهم الشمس عند الشروق، ولو اتجه إلى المغرب لأكلتهم عند الغروب. كما قال تعالى: {) وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ) (الكهف: من الآية17)} وسيأتينا إن شاء الله تعالى.
* * *
) إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً) (الكهف:10)
(إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ) من هنا بدأت القصة، وعلى هذا يكون) إِذْ أَوَى) متعلق بمحذوف تقديره: "اذكر إذ أوى الفتية" وكان كفار قريش قد سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن قصتهم وهو عليه الصلاة والسلام لم يقرأ الكتب، قال تعالى عنه:) وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ) (العنكبوت:48). فوعدهم فأنجز الله له الوعد.
و {الْفِتْيَة} جمع فتى، وهو الشاب الكامل القوة والعزيمة.
(إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ) أي لجأوا إليه من قومهم فارين منهم خوفاً أن يصيبهم ما أصاب قومهم من الشرك والكفر بالبعث، فقالوا: (رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَة) ً لجأوا إلى الله.
(آتِنَا) أعطنا.
(لَدُنْكَ) أي من عندك.
(رحمة) أي رحمة ترحمنا بها، وهذا كقول الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي بكر - رضي الله عنه - حين قال أبو بكر لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: عَلِّمْنِي دُعاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلاتِي قَالَ: قُلِ "اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم".
(وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً) (وَهَيِّئْ) اجعل لنا، وتهيئة الشيء أن يُعد ليكون صالحاً للعمل به.
(مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً) الرشد: ضد الغَيّ، أي اجعل شأننا موافقاً للصواب.
* * *
) فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً) (الكهف:11)
قوله تعالى: {) فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ} أي أنمناهم نومة عميقة. والنوم نوعان:
1 - خفيف: وهذا لا يمنع السماع ولهذا إذا نمت فأول ما يأتيك النوم تسمع مَن حولك.
2 - عميق: إذا نمت النوم العميق لا تسمع مَن حولك.
ولهذا قال: {) فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ} أي بحيث لا يسمعون.
) فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً (أي معدودة، وسيأتي بيانها في قوله تعالى:) وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً) (الكهف:25)
* * *
) ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَداً) (الكهف:12)
قوله تعالى: {) ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ} وذلك بإيقاظهم من النوم. وسمى الله الاستيقاظ من النوم بعثاً لأن النوم وفاةٌ، قال تعالى:) وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمّىً ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (الأنعام:60) قال تعالى:) اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الزمر42) فالنوم وفاة.
وقوله: {بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ}، قد يقع فيه إشكال؟ هو: هل الله لا يعلم قبل ذلك؟
الجواب: لا، واعلم أن هذه العبارة يراد بها شيئان:
1 - علم رؤية وظهور ومشاهدة، أي لنرى، ومعلوم أن علم ما سيكون ليس كعلم ما كان؛ لأن علم الله بالشيء قبل وقوعه علمٌ بأنه سيقع، ولكن بعد وقوعه علمٌ بأنه وقع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/218)
2 - أن العلم الذي يترتب عليه الجزاء هو المراد، أي لنعلم علماً يترتب عليه الجزاء وذلك كقوله تعالى:) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ) (محمد: من الآية31). قبل أن يبتلينا قد علم من هو المطيع ومن هو العاصي، ولكن هذا لا يترتب عليه لا الجزاء ولا الثواب، فصار المعنى لنعلم علم ظهور ومشاهدة وليس علم الظهور والمشاهدة كعلم ما سيكون، والثاني علماً يترتب عليه الجزاء.
أما تحقق وقوع المعلوم بالنسبة لله فلا فرق بين ما علم أنه يقع وما علم أنه وقع، كلٌّ سواء، وأما بالنسبة لنا صحيح أنَّا نعلم ما سيقع في خبر الصادق لكن ليس علمنا بذلك كعلمنا به إذا شاهدناه بأعيننا، ولذلك جاء في الحديث الصحيح: "ليس الخبر كالمعاينة".
(أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَداً) قوله: {الْحِزْبَيْنِ} يعني الطائفتين.
وقوله: {أَحْصَى} يعني أبلغ إحصاءً، وليست فعلاً ماضياً بل اسم تفضيل فصار المعنى: أي الحزبين أضبط لما لبثوا أمداً، أي: المدة التي لبثوها؛ لأنهم تنازعوا أمرهم فقالوا: (لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ) (الكهف: من الآية19) وقال آخرون) رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُم) (الكهف: من الآية19). ثم الناس من بعدهم اختلفوا كم لبثوا.
...
) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدىً) (الكهف:13)
نِعمَ القائل صدقاً وعلماً وبياناً وإيضاحاً؛ لأن كلام الله تبارك وتعالى متضمن للعلم والصدق والفصاحة والإرادة، أربعة أشياء. كلامه عن علم وكلامه أيضاً عن صدق، وكلامه في غاية الفصاحة وإرادته في هذا الكلام خير إرادة، يريد بما يتكلم به أن يهدي عباده.
(نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ) قصُّ الله أكمل القصص وأحسن القصص؛ لأنه صادر عن:
1 - علم.
2 - عن صدق.
3 - صادر بأفصح عبارة وأبينها وأوضحها ولا كلامَ أوضح من كلام الله إلَّا من أضل الله قلبه، وقال: هذا أساطير الأولين.
4 - وبأحسن إرادة لم يرد الله تعالى بما يقص علينا أن نضل ولا بما حكم علينا أن نجور، بل أراد أن نهتدي ونقوم بالعدل.
وقوله: {) نَحْنُ} إذا قال قائل أليس الله واحداً؟
فالجواب: نعم واحد لا شك، لكن لا شك أنه جلَّ وعلا أعظم العظماء، والأسلوب العربي إذا أسند الواحدُ إلى نفسه صيغة الجمع فهو يعني أنه عظيم، ومعلوم أنه لا أحد أعظم من الله تعالى؛ ولهذا تجد الملوك أو الرؤساء إذا أرادوا أن يُصدروا المراسم يقولون: "نحن فلان بن فلان نأمر بكذا وكذا". إذاً كل ضمائر الجمع المنسوبة إلى الله تعالى المراد بها التعظيم.
() نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ) أي نقرأه عليك ونحدثك به {نَبَأَهُم} أي خبرهم {بِالْحَقِّ} أي بالصدق المطابق للواقع.
(إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ) فتية شباب ولكن عندهم قوة العزيمة وقوة البدن وقوة الإيمان.
(وَزِدْنَاهُمْ هُدىً) زادهم الله هدى لأن الله تعالى يزيد الذين يهتدون هدى، وكلما ازددت عملاً بعلمك زادك الله هدى أي زادك الله علماً.
* * *
) وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهاً لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً) (الكهف:14)
) وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ) أي ثبتناها وقويناها وجعلنا لها رِباطاً، لأن جميع قومهم على ضدهم، ومخالفة القوم تحتاج إلى تثبيت لا سيما أنهم شباب والشاب ربما يؤثر فيه أبوه ويقول له "اكفر"، ولكن الله ربط على قلوبهم فثبتهم، اللهم ثبتنا يا رب.
(إِذْ قَامُوا) يعني في قومهم معلنين بالتوحيد متبرئين مما كان عليه هؤلاء الأقوام. {رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ} وليس رب فلان وفلان بل هو رب السموات والأرض فهو مالك وخالق ومدبِّر السموات والأرض. لأن الرَّب الذي هو اسم من أسماء الله معناه الخالق المالك المدبر ولم يبالوا بأحد فهم كسحرة فرعون:) قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا) (طه:72)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/219)
والدنيا كلها قاضية منتهية طالت بك أم قصرت، ولا بد لكل إنسان من أحد أمرين: إما الهَرَم وإما الموت، ونهاية الهرم الموت أيضاً؛ ولهذا يقول الشاعر:
لا طِيب للعيش ما دامت مُنغَّصةً لذَّاتُه بادِّكار الموت والهرم الإنسان كلما تذكر أنه سيموت طالت حياته أم قصرت فإنه لا يطيب العيش له، ولكن من نعمة الله أن الناس ينسَون هذا الأمر، ولكنَّ هؤلاء الناسين منهم من ينسى هذا الأمر باشتغاله بطاعة الله، ومنهم من ينساه بانشغاله بالدنيا.
(السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) السمواتِ السبعِ والأرضُ كذلك سبعٌ كما جاءت بذلك النصوص، ولا حاجة لذكرها؛ لأنها معلومة والحمد لله.
(لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِه إِلَها) ِ لن ندعو دعاء مسألة ولا دعاء عبادة إلهاً سواه، فأقروا بالربوبيَّة وأقرُّوا بالألوهية، الربوبية قالوا: {رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} والألوهية قالوا: {لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهاً} أي سواه.
(لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً) الجملة هذه مؤكدة بثلاثة مؤكدات وهي: "اللام" و"قد" و"القسم الذي دلَّت عليه اللام".
وقوله: {إِذاً} أي لو دعونا إلهاً سواه {(لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً} أي: قولاً مائلاً وموغلاً بالكفر، وصدقوا، لو أنهم دعوا غير الله إلهاً لقالوا هذا القول المائل الموغل بالكفر والعياذ بالله.
* * *
) هَؤُلاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً) (الكهف:15)
قوله تعالى: {هَؤُلاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً} يشيرون إلى وجهة نظرهم في انعزالهم عن قومهم، قالوا: {هَؤُلاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا} أي صيَّروا آلهة من دون الله، عبدوها من دون الله.
(لَوْلا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ) يعني هلَّا {يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ} أي على هذه الآلهة، أي: على كونها آلهة وكونهم يعبدونها. فالمطلوب منهم شيئان:
1 - أن يثبتوا أن هذه آلهة.
2 - أن يثبتوا أن عبادتَهم لها حق، وكلا الأمرين مستحيل.
(بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ) السلطان كلُّ ما للإنسان به سُلطة، قد يكون المراد به الدليل مثل قوله تعالى) إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا) (يونس: من الآية68)، وقد يكون المراد به القوة والغلبة مثل قوله تعالى عن الشيطان:) إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ) (النحل:100) وقد يكون الحجة والبرهان كمافي قوله تعالى: {بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ} أي بحجة ظاهرة يكون لهم بها سُلطة؛ ولهذا قالوا:
(فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً) الفاء للتفريع، مَن: استفهام بمعنى النفي، أي لا أحد أظلم ممن افترى على الله كذباً، واعلم أن الاستفهام إذا ضُمِّن معنى النفي صار فيه زيادة فائدة، وهي أنه يكون مُشْرَباً معنى التحدي لأن النفي المجرد لا يدل على التحدي، لو قلت: "ما قام زيد"، ما فيه تحدي، لكن لو قلت: "من أظلم ممن افترى على الله كذباً" فهذا تحدي، كأنك تقول: أخبرني أو أوجد لي أحداً أظلم ممن افترى على الله كذباً.
فقوله: {فَمَنْ أَظْلَمُ} أي من أشد ظلماً ممن افترى على الله كذباً في نسبة الشريك إليه وغير ذلك، كل من افترى على الله كذباً فلا أحد أظلم منه، أنت لو كذبت على شخص لكان هذا ظلماً، وعلى شخص أعلى منه لكان هذا ظلماً أعلى من الأول، فإذا افتريت كذباً على اللهِ صار لا ظلم فوق هذا، ولهذا قال تعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً}، فإن قال قائل: "نجد أن الله تعالى يقول: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً} ويقول:) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ) (البقرة: من الآية114). وأظلم تدل على اسم التفضيل، فكيف الجمع؟ ". نقول: إن الجمع هو أنها اسم تفضيل في نفس المعنى الذي وردت به، فمثلاً) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ: أي لا أحد أظلم منعاً ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه، وفي الكذب، أي الكذب أظلم؟ الكذب على الله، فتكون الأظلمية هنا بالنسبة للمعنى الذي سيقت
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/220)
فيه، ليست أظلمية مطلقة لأنها لو كانت أظلمية مُطلَقاً لكان فيه نوع من التناقض، لكن لو قال قائل: "ألا يمكن أن تقول إنها اشتركت في الأظلمية؟ يعني هذا أظلم شيء وهذه أظلم شيء"؟.
فالجواب: لا يمكن، لأنه لا يمكن أن تقرن بين من منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه، وبين من افترى على الله كذباً، فإن الثاني أعظم، فلا يمكن أن يشتركا في الأظلمية، وحينئذٍ يتعين المعنى الأول، أن تكون الأظلمية بالنسبة للمعنى الذي سيقت فيه.
) وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقاً) (الكهف:16)
قوله تعالى: {) وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ} هذا من قول الفتية، يعني: قال بعضهم لبعض: ما دمتم اعتزلتم قومكم وما يعبدون إلَّا الله.
وقوله: {إِلَّا اللَّهَ} يحتمل أن تكون استثناء من قوله: {يَعْبُدُون} وعلى هذا يكون هؤلاء القوم يعبدون الله ويعبدون غيره، والفتية اعتزلوهم وما يعبدون إلَّا الله، ويحتمل أن تكون "إلَّا" منقطعة فيكون المعنى أن هؤلاء القوم لا يعبدون الله. ويكون المعنى: "وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون مطلقاً" {إِلَّا اللَّهَ} أي لكنِ الله لم تعتزلوه ولكنكم آمنتم به، ويحتمل أن تكون استثناء متصلاً على سبيل الاحتياط، يعني: أن هؤلاء الفتية قالوا: {وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ} يخشون أن يكون أحد من أقوامهم يعبد الله. و "ال" في الكهف تحتمل أن تكون للعهد، وكأنه كهف ألفوا أن يأووا، إليه أو أن المراد بها الكمال، أي إلى الكهف الكامل الذي يمنعكم من قومكم، أما الأول فيحتاج إلى دليل أن هؤلاء الفتية كانوا يذهبون إلى كهف معين يأوون فيه، وأما الثاني فوجهه أنه إنما يطلبون كهفاً يمنعهم ويحميهم فتكون "ال" لبيان الكمال، أي إلى كهف يمنعكم ويحميكم من عدوكم.
(يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقاً) يعني أنكم إذا فعلتم ذلك فإن الله سييسر لكم الأمر؛ لأن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، وهنا سؤال في قوله: {اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ} الفاء، يتبادر للذهن أنها في جواب الشرط، والمعروف أن "إذ" ليست للشرط وإنما الذي للشرط هو "إذا" أو "إذ" إذا اقترنت بـ"ما"، فإذا لم تقترن بـ"ما" فليست للشرط؟
والجواب عن ذلك أن يقال: إما أنها ضُمِّنت معنى الشرط فجاءت الفاء في جوابها {اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ} أو أن "الفاء" للتفريع وليست واقعة في جواب الشرط، والمعنى: فحينئذ {) وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ} فأووا إلى الكهف.
(وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقاً) أي يهيّئ لكم من شأنكم {مِرْفَقا} أي مكاناً ترتفقون به.
* * *
) وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُرْشِداً) (الكهف:17)
قوله تعالى: {) وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ} في قوله: {تَزَاوَرُ} قراءتان {تَزَّاور} بتشديد الزاي وأصلها تَتَزاور، و {تزَاور} بتخفيف الزاي، والمراد بذلك أنها تميل: {عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ} تصور كيف يكون الكهف الآن إذا كانت تزاور عنه ذات اليمين؟ يكون وجه الكهف إلى الشمال. ولهذا قال بعضهم: إن وجه الكهف إلى "بنات نعش" النجوم المعروفة في السماء، يعرفها أهل البر.
(وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ) تكون على شمال الغار.
وقوله: {تَقْرِضُهُم} قيل: المعنى تتركهم وقيل: تصيب منهم، وهو الأقرب أنها تصيب منهم، وفائدة هذه الإصابة أن تمنع أجسامَهم من التغيُّر لأن الشمس كما يقول الناس: إنها صحة وفائدة للأجسام.
(وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ) الضمير يعود على هؤلاء الفتية، هذه الفجوة يعني الشيء الداخل، يعني ليسوا على باب الكهف مباشرة، بل في مكان داخل، لأن ذلك أحفظ لهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/221)
وفي قوله تعالى: {إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ} {وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُم} دليل على أن الشمس هي التي تتحرك وهي التي بتحركها يكون الطلوع والغروب خلافاً لما يقوله الناس اليوم من أن الذي يدور هو الأرض، وأما الشمس فهي ثابتة، فنحن لدينا شيء من كلام الله، الواجب علينا أن نجريه على ظاهره وألا نتزحزح عن هذا الظاهر إلَّا بدليل بَيِّن، فإذا ثبت لدينا بالدليل القاطع أن اختلاف الليل والنهار بسبب دوران الأرض فحينئذ يجب أن نؤول الآيات إلى المعنى المطابق للواقع، فنقول: إذا طلعت في رأي العين وإذا غربت في رأي العين، تزاور في رأي العين، تقرض في رأي العين، أما قبل أن يتبين لنا بالدليل القاطع أن الشمس ثابتة والأرض هي التي تدور وبدورانها يختلف الليل والنهار فإننا لا نقبل هذا أبداً، علينا أن نقول: إنَّ الشمس هي التي بدورانها يكون الليل والنهار، لأن الله أضاف الأفعال إليها والنبي صلى الله عليه وسلم حينما غربت الشمس قال لأبي ذر: "أتدري أين تذهب؟ " فأسند الذَّهاب إليها، ونحن نعلم علم اليقين أن الله تعالى أعلم بخلقه ولا نقبل حدْساً ولا ظناً، ولكن لو تيقنا يقيناً أن الشمس ثابتة في مكانها وأن الأرض تدور حولها، ويكون الليل والنهار، فحينئذ تأويل الآيات واجب حتى لا يخالف القرآن الشيء المقطوع به.
قال تعالى: {ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ} الضمير يعود على حال هؤلاء الفتية:
1 - خروجهم من قومهم.
2 - إيواؤهم لهذا الغار.
3 - تيسير الله لهم غاراً مناسباً.
لا شك أن هذا من آيات الله الدالة على حكمته ورحمته، هل نعتبر أن هذا كرامة؟
الجواب: نعم نعتبره كرامة ولا شك.
(مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُرْشِداً) (مَنْ يَهْدِ) من" شرطية والدليل على أنها شرطية حذف الياء مِن يهدي، والجواب: "فهو المهتدِ" و"المهتد" أصلها "المهتدي" بالياء لكن حذفت الياء تخفيفاً كما حذفت في قوله تعالى: {الكبير المتعال} (الرعد: 9)
(وَمَنْ يُضْلِلْ) أي يُقدِّر أن يكون ضالاً.
(فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُرْشِداً) أي من يتولاه ويرشده إلى الصواب، وفي هذا الخبر من الله تنبيه إلى أننا لا نسألُ الهداية إلَّا من الله، وأننا لا نجزع إذا رأينا من هو ضال لأن الإضلال بيد الله، فنحن نؤمن بالقدر ولا نَسخطُ الإضلال الواقع من الله لكن يجب علينا أن نُرشد هؤلاء الضالين، فهنا شرع وقدَر، القدر يجب عليك أن ترضى به على كل حال، والمقدور فيه تفصيل. والمشروع يجب أن ترضى به على كل حال، فنحن نرضى أن الله جعل الناس على قسمين مهتد وضال، ولكن يجب علينا مع ذلك أن نسعى في هداية الخلق.
* * *
) وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً) (الكهف:18)
قوله تعالى: {) وَتَحْسَبُهُمْ} أيها الرائي: إذا رأيتهم {أَيْقَاظاً} لأنه ليس عليهم علامة النوم، فالنائم يكون مسترخياً، وهؤلاء كأنهم أيقاظ، ولذلك يُفرِّق الإنسان بين رجل نائم ورجل مضطجع لمَّا يراه، حتى لو أن المضطجع أراد أن يتناوم ويخدع صاحبه لعرف أنه ليس بنائم.
(وَهُمْ رُقُودٌ) جمع راقد.
(وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ) يعني مرة يكونوا على اليمين ومرة على الشمال، ولم يذكر الله الظهر ولا البطن، لأن النوم على اليمين وعلى الشمال هو الأكمل.
(وَنُقَلِّبُهُم) فيه دليل على أن فعل النائم لا ينسب إليه، ووجه الدلالة أن الله أضاف تقلبهم إليه، فلو أنّ النائم قال في نومه: "امرأتي طالق" أو "في ذمتي لفلان ألف ريال" لم يثبت لأنه لا قصد له ولا إرادة له؛ لا في القول؛ ولا في الفعل، والحكمة من تقليبهم ذات اليمين وذات الشمال: بعض العلماء قال لئلَّا تأكل الأرض الجانب الذي يكون ملاصقاً لها، ولكن الصحيح أن الحكمة ليست هذه، الحكمة من أجل توازن الدم في الجسد لأن الدم يسير في الجسد، فإذا كان في جانب واحد أوشك أن ينحَرِم منه الجانب الأعلى، ولكن الله بحكمته جعلهم يتقلبون.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/222)
قوله تعالى: {وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ} يعني كأنه، والله أعلم، لم ينم.
(بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ) أي جالس على بطنه وقد مدَّ ذراعيه.
(بِالْوَصِيدِ) وهو فتحة الكهف أو فِناء الكهف يعني: إما أن يكون على الفتحة، وإما أن يكون إلى جنب الكهف في فِنائه ليحرسهم، وفي هذا دليل على جواز اتخاذ الكلب للحراسة، حراسة الآدميين، أما حراسة الماشية فقد جاءت به السنّة، وحراسة الحرث جاءت به السنة كذلك. حراسة الآدمي من باب أولى لأنه إذا جاز اتخاذ الكلب لحراسة الماشية والحرث أو للصيد الذي هو كمال فاتخاذه لحراسة البيت من باب أولى.
قال الله تعالى: {لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً} أي لو اطَّلعت أيها الرائي عليهم لولَّيت منهم فراراً، رهبة ينْزِلها الله في قلب من يراهم، حتى لا يحاول أحد أن يدنو منهم، ولهذا قال: {} مع أنهم لم يلحقوه، لكنه خائف منهم.
(لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً) ملئت: لم يُملأ قلبُه فقط، بل كلُّه، وهذا يدل على شدة الخوف الذي يحصل لمن رآهم
...
) وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَاماً فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً) (الكهف:19)
قوله تعالى: {) وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُم} أي كما فعلنا بهم من هذه العناية من تيسير الكهف لهم، وإنامتهم هذه المدة الطويلة، بعثهم الله، أي مثل هذا الفعل بعثناهم، فعلنا بهم فعلاً آخ-ر، {لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُم} كما جرت به العادة أن الناس إذا ناموا يتساءلون إذا قاموا، من الناس من يقول: ماذا رأيت في منامك ومن الناس من يقول: لعلَّ نومك لذيذ أو ما أشبه ذلك {لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُم} ليس المعنى أنهم بعثوا للتساؤل ولكن بعثوا فتساءلوا. فاللام جاءت للعاقبة لا للتعليل، كما في قوله تعالى:) فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً) (القصص: من الآية8)، اللام ليست للتعليل أبداً، ولا يمكن أن تكون للتعليل لأن آل فرعون لم يلتقطوه ليكون لهم عدواً وحزناً، ولكنهم التقطوه فكان لهم عدواً وحزناً.
(قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ) كما جرت العادة، أي كم مدة لبثتم؟ {لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ} {لَبِثْنَا يَوْماً} أي كاملاً.
(أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ) أي بعض اليوم، ذلك لأنهم دخلوا في أول النهار وبُعثوا من النوم في آخر النهار، فقالوا: {لَبِثْنَا يَوْماً} إن كان هذا هو اليوم الثاني أو {بَعْضَ يَوْمٍ} إن كان هذا هو اليوم الأول، وهذا مما يدل على عمق نومهم.
(قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ) أي قال بعضهم لبعض، وكأن هؤلاء القائلين قد شعروا بأن النومة طويلة ولكن لا يستطيعون أن يُحدِّدوا، أمَّا الأولون فحددوا بناءً على الظاهر، وأما الآخرون فلم يحددوا بناء على الواقع، لأن الإنسان يفرق بين النوم اليسير والنوم الكثير، ثم قال بعضهم لبعض:
(فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ) الوَرِق: هو الفضة كما جاء في الحديث: "وفي الرِّقةِ رُبْع العُشْرِ" كان معهم دراهم من الفضة.
(فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَاماً فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ) تضمن هذا:
أولاً: جواز التوكيل في الشراء، والتوكيل في الشراء جائز، وفي البيع جائز أيضاً، فإن الرسول وكَّل أحد أصحابه أن يشتري له أضحية وأعطاه ديناراً، وقال: اشتر أضحية، فاشترى شاتين بالدينار ثم باع إحداهما بدينار فرجع بشاة ودينار، فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم أن يبارك الله له في بيعه، فكان لواشترى تراباً لربح فيه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/223)
وقد أخذ العلماء من هذا الحديث أنه يجوز تصرف الفضولي، أي يجوز للإنسان أن يتصرف بمال غيره إذا علم أن غيره يرضى بذلك، فهؤلاء وكلوا أحدهم أن يذهب إلى المدينة ويأتي برزق.
ثانياً: في هذا أيضاً دليل أنه لا بأس على الإنسان أن يطلب أطيب الطعام لقولهم (فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَاماً)
ثالثاً: فيه دليل أيضاً على ضعف قول الفقهاء: إنه لا يصح الوصف بالأفعل، أي لا يجوز أن أصف المبيع بأنه أطيب كل شيء، فلا تقول: "أبيع عليك برَّاً أفضل ما يكون" لأنه ما من طَيِّب إلَّا وفوقه أطيب منه، ولكن يقال: هذا يرجع إلى العرف، فأطيب: يعني في ذلك الوقت وفي ذلك المكان، وهل من السنّة ما يشهد لطلب الأزكى من الطعام؟ نعم، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أقرَّ الصحابة الذين باعوا التمر الرديء بتمر جيد ليطعم النبي صلى الله عليه وسلم منه، ولم ينههم عن هذا، وما قال: هذا تَرَفُّه، اتركوا طلب الأطيب، فالإنسان قد فتح الله له في أن يختار الأطيب من الطعام أو الشراب أو المساكن أو الثياب أو المراكب، ما دام الله قد أعطاه القدرة على ذلك فلا يُلام.
(فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ) يعني يشتري ويأتي به، فجمعوا بالتوكيل بين الشراء والإحضار.
(وَلْيَتَلَطَّفْ وَلا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً) أي يتعامل بخفية لئلَّا يُشْعَر بهم فيؤذَون، وهذا يعني أنهم ظنوا أنهم لم يلبثوا إلَّا قليلاً. ثم علَّلوا هذا؛ أي الأمر بالتطلف والنهي عن الإشعار بقولهم:
(إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً) (الكهف:20)
أي أنهم لا بد أنهم يقتلونكم أو يردونكم على أعقابكم بعد إيمانكم {وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً} أي إذا عدتم في ملَّتهم أبداً، وفي هذا دليل على أخذ الحذر من الأعداء بكل وسيلة إلَّا الوسائل المحرمة؛ فإنها محرمة لا يجوز أن يقع الإنسان فيها.
...
) وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَاناً رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً) (الكهف:21)
قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ} يعني مثل بعثهم من نومهم، فإن الله أعثر عليهم يعني أطلع عليهم قومهم
(لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ) أطلع الله عليهم قومهم {لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ} إما أن المعنى بقيام الساعة الذي كان ينكره هؤلاء أو لأن الله تعالى يُنجي المؤمنين من الكفار، لأن هؤلاء السبعة نجوا من أمة عظيمة تقاتلهم وتنهاهم عن التوحيد.
(وَأَنَّ السَّاعَةَ لا رَيْبَ فِيهَا) أي قيام الساعة. {السَّاعَةَ} أي لا شك، واقعة لا محالة.
(لا رَيْبَ فِيهَا) متعلقة بأعثرنا، أعثرنا عليهم حتى تنازعوا أمرهم بينهم، تنازعوا فيما بينهم ماذا نفعل بهم؟ أنتركهم أم ماذا نصنع بهم؟
(إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ) يعني ابنوا عليهم بنياناً حتى يكون أثراً من الآثار وحماية لهم.
(فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَاناً) يعني توقفوا في أمرهم كيف يَبقَونَ ثلاث مائة سنة وتسع سنين لا يأكلون ولا يشربون ولا يتغيرون أيضاً.
(رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ) وهم أمراؤهم {قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ} بدل من أن نبني بنياناً نحوطهم به ونسترهم به ولا يكون لهم أثر {لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً} أي لنجعلن عليهم مسجداً نتخذه مصلى، والظاهر أنهم فعلوا الأن القائل هم الأمراء الذين لهم الغلبة.
هذا الفعل، اتخاذ المساجد على القبور، من وسائل الشرك وقد جاءت شريعتنا بمحاربته حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال وهو في سياق الموت: "لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يُحذِّر ما صنعوا".
ثم قال مبيناً اختلاف الناس في عددهم:
...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/224)
) سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِراً وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً) (الكهف:22)
سيقولون ثلاثة، أربعة، خمسة، كيف يمكن أن يكون قولان لغائب واحد؟ هذا يخرج على وجهين:
الوجه الأول: أن المعنى سيقول بعضهم ثلاثة رابعهم كلبهم، ويقول البعض الآخر: خمسة سادسهم كلبهم، ويقول البعض الثالث: سبعة وثامنهم كلبهم.
والوجه الثاني: أن المعنى أنهم سيترددون؛ مرة يقولون: ثلاثة، ومرة يقولون: خمسة، ومرة يقولون: سبعة. وكلاهما محتمل ولا يتنافيان، فتَجدُهم أحياناً يقولون كذا، وأحياناً يقولون كذا؛ حسب ما يكون في أذهانهم.
قال الله تعالى: {رَجْماً بِالْغَيْبِ} قاله في الذين قالوا: {ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ} و {خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ}، كلا القولين قال الله تعالى إنهم قالوه: {رَجْماً بِالْغَيْبِ} أي راجمين بالغيب، وليس عندهم يقين.
(سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ) ولم يقل: رجماً بالغيب، بل سكت، وهذا يدل على أن عددهم سبعة وثامنهم كلبهم، لأن الله عندما أبطل القولين الأولين، وسكت عن الثالث صار الثالث صواباً، نظيره قول الله تبارك وتعالى في المشركين إذا فعلوا فاحشة: {واذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها اباءنا} هذا واحد، {والله أمرنا بها} هذا اثنان، قال الله تعالى: {قل إن الله لايأمر بالفحشاء أتقولون على الله مالا تعلمون} [الأعراف: 28]، فأبطل قولهم: {والله أمرنا بها} وسكت عن الأول؛ فدل على أن الأول: {وجدنا عليها اباءنا} صحيح، وهنا لما قال: {رَجْماً بِالْغَيْبِ} في القولين الأولين، وسكت عن الثالث دل على أنهم سبعة وثامنهم كلبهم.
(قُلْ رَبِّي أَعْلَم بِعِدَّتِهِمْ) يعني إذا حصل نزاع فقل للناس: {ْ رَبِّي أَعْلَم بِعِدَّتِهِمْ} وهل أعلمنا الله بعدتهم؟
الجواب: نعم؛ أعلمنا بأنهم سبعة وثامنهم كلبهم، يعني فإذا كان الله أعلم بعدتهم فالواجب أن نرجع إلى ما أعلمنا الله به، ونقول جازمين بأن عدتهم سبعة وثامنهم كلبهم.
(مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ) أي ما يعلمهم قبل إعلام الله أنهم سبعة وثامنهم كلبهم إلَّا قليل.
(فَلا تُمَارِ فِيهِمْ) أي في شأنهم، في زمانهم، في مكانهم، في مآلهم.
(فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِراً) أي لا يصل إلى القلب لأنه إذا وصل الجدال إلى القلب اشتد المجادل، وغضب وانتفخت أوداجه وتأثر، لكن لما لم يكن للجدال فيهم كبير فائدة قال الله تعالى: {فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِراً} يعني إلَّا مراءً على اللسان لا يصل إلى القلب، ويؤخذ من هذا أن ما لا فائدة للجدال فيه لا ينبغي للإنسان أن يتعب قلبه في الجدال به، وهذا يقع كثيراً؛ أحياناً يحتمي بعض الناس إذا جودل في شيء لا فائدة فيه، فنقول: "يا أخي لا تتعب، اجعل جدالك ظاهراً على اللسان فقط لا يصل إلى القلب فتحتمي وتغضب"، وهذا يدل على أن ما لا خير فيه فلا ينبغي التعمق فيه، وهذا كثير، وأكثر ما يوجد في علم الكلام، فإن علماء الكلام الذين خاضوا في التوحيد وفي العقيدة يأتون بأشياء لا فائدة منها، مثل قولهم: "تسلسل الحوادث في الأزل وفي المستقبل" وما شابه ذلك من الكلام الفارغ الذي لا داعيَ له، وهم يكتبون الصفحات في تحرير هذه المسألة نفياً أو إثباتاً مع أنه لا طائل تحتها، فالشيء الذي ليس فيه فائدة لا تتعب نفسك فيه، وإذا رأيت من صاحبك المجادلة فقل له: "تأمل الموضوع" وسدَّ الباب.
(وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً) أي ولا تستفت في أهل الكهف {مِنْهُمْ} أي من الناس سواءٌ من أهل الكتاب أم من غيرهم أحداً عن حالهم وزمانهم ومكانهم، وفيه إشارة إلى أن الإنسان لا ينبغي أن يستفتي من ليس أهلاً للإفتاء، حتى وإن زعم أن عنده علماً فلا تَسْتَفْتِهِ إذا لم يكن أهلاً.
...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/225)
) وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً (23) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَداً) (الكهف:24)
قوله تعالى: {) وَلا تَقُولَنَّ} الخطاب هنا للرسول صلى الله عليه وسلم كالخطاب الذي قبله {لِشَيْءٍ} أي في شيء {إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً} ذكروا أن قريشاً أرسلت إلى اليهود في المدينة وقالوا: إن رجلاً بعث فينا يقول: إنه نبي، فقالوا: اسألوه عن ثلاثة أشياء:
1 - عن فتية خرجوا من مدينتهم ولجأوا إلى غار، ما شأنهم.
2 - وعن رجل مَلَكَ مشارق الأرض ومغاربها.
3 - وعن الروح، ثلاثة أشياء؛ فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن أصحاب الكهف، فقال: "أخبركم غداً"، فتوقف الوحي نحو خمسة عشر يوماً، لم ينْزل عليه الوحي، والنبي صلى الله عليه وسلم لا يدري عن قصص السابقين كما قال تعالى:) وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ) (العنكبوت:48). ولكن الله اختبره، فأمسك الوحي خمسة عشر يوماً، كما ابتلى سليمان عليه الصلاة والسلام لما قال: "لأطوفن الليلة على تسعين امرأة تلد كل واحدة منهن غلاماً يقاتل في سبيل الله"، فقال له الملك: "قل إن شاء الله". فلم يقل وطاف على تسعين امرأة يجامعهن، وما الذي حصل؟ أتت واحدة منهن بشق إنسان، حتى يُري الله عباده أن الأمر أمره وأن الإنسان مهما بلغ في المرتبة عند الله تعالى والوجاهة؛ فإنه لا مفر له من أمر الله.
مكث الوحي خمسة عشر يوماً، ومن المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم سيلحقه الغم والهم لئلَّا يتخذ هؤلاء القوم مِن تأخرِ إخباره بذلك وسيلةً إلى تكذيبه، والحقيقة أن هذا ليس وسيلة للتكذيب، يعني قد يقولون وعدَنا محمد بأن يخبرنا غداً ولم يفعل فأين الوحي الذي يدّعي أنه ينْزِل عليه؟ ولكن نقول: إنَّ تأخر الوحي وتأخر إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بذلك يدل على صدقه، لأنه لو كان كاذباً لصنع قصة فيما بين ليلة وضحاها، وقال: هذه قصتهم، فتأخر الوحي والنبي صلى الله عليه وسلم لم يخبرهم يدل على كمال صدقه عليه الصلاة والسلام.
) وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً) إلَّا قولاً مقروناً بمشيئة الله، فقرْنُ ذلك بمشيئة الله يستفيد منه الإنسان فائدتين عظيمتين:
إحداهما: أن الله ييسر الأمر له حيث فوضه إليه جلَّ وعلا.
والثانية: إن لم يفعل لم يحنث.
فيستفاد من قوله: {إِنِّي فَاعِلٌ} أنه لو قال: سأفعل هذا على سبيل الخبر لا على سبيل الجزم بوقوع الفعل، فإن ذلك لا يلزمه أن يأتي بالمشيئة، يعني لو قال لك صاحبك: "هل تمر عليَّ غداً؟ " فقلت: "نعم" ولم تقل: إن شاء الله فلا بأس لأن هذا خبر عما في نفسكَ، وما كان في نفسك فقد شاءه الله فلا داعي لتعليقه بالمشيئة، أما إن أردت أنه سيقع ولا بد فقل: إن شاء الله، وجه ذلك أن الأول خبر عمَّا في قلبك، والذي في قلبك حاضر الآن، وأما أنك ستفعل في المستقبل فهذا خبر عن شيء لم يكن ولا تدري هل يكون أو لا يكون، انتبهوا لهذا الفرق؛ إذا قال الإنسان: سأسافر غداً، فإن كان يخبر عمَّا في قلبه فلا يحتاج أن يقول: إن شاء الله، لماذا؟ لأنه خبر عن شيء واقع، أما إذا كان يريد بقوله: سأسافر، أنني سأنشئ السفر وأسافر فعلاً، فهنا لا بد أن يقول: إن شاء الله، ولهذا كانت الآية الكريمة: {إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً} ولم تكن إني سأفعل، بل قال: {إِنِّي فَاعِلٌ}، فلا تقل لشيء مستقبل إني فاعله إلَّا أن يكون مقروناً بمشيئة الله.
(وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ) يعني اذكر أمر ربِّك بأن تقول: "إن شاء الله" إذا نسيت أن تقولها، لأن الإنسان قد ينسى وإذا نسي فقد قال الله تعالى:) رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا) (البقرة: من الآية286) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/226)
فالمشيئة إذا نسيها الإنسان فإنه يقولها إذا ذكرها، ولكن هل تنفعه، بمعنى أنه لو حنِث في يمينه فهل تسقط عنه الكفارة إذا كان قالها متأخراً؟ من العلماء من قال: إنها تنفعه حتى لو لم يذكر الله إلَّا بعد يوم أو يومين أو سنة أو سنتين، لأن الله أطلق: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ}، ومن العلماء من قال: لا تنفعه إلَّا إذا ذكر في زمن قريب بحيث ينبني الاستثناء على المستثنى منه، وهذا الذي عليه جمهور العلماء، فمثلاً إذا قلت: والله لأفعلن هذا ونسيت أن تقول: إن شاء الله، ثم ذكرت بعد عشرة أيام فقلت: إن شاء الله، ثم لم تفعل بناء على أن من قال: إن شاء الله لم يحنَث، فمن العلماء من قال: ينفعه لأن الله تعالى قال: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ}، ومنهم من قال: لا ينفعه لأن الكلام لم ينبنِ بعضه على بعض، إذاً ما الفائدة من أمر الله أن نذكره إذا نسينا؟ قال: الفائدة هو ارتفاع الإثم، لأن الله قال: {وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً (23) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} فإذا نسيت، فقلها إذا ذكرت، لكن هل تنفعك فلا تحنث أم يرتفع عنك الإثم دون حكم اليمين؟ الظاهر: الثاني؛ أن يرتفع الإثم، وأما الحنْث فإنه يحنَث لو خالف لأن الاستثناء بالنسبة للحِنْث لا ينبغي إلَّا أن يكون متصلاً، ثم الاتصال هل يقال: إن الاتصال معناه أن يكون الكلام متواصلاً بعضه مع بعض أو أن الاتصال ما دام بالمجلس؟
الجواب: فيه خلاف، بعضهم يقول: ما دام في المجلس فهو متصل، وإذا قام عن المجلس فقد انقطع، قالوا: لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "البيِّعان بالخيار ما لم يتفرقا" فجعل التفرق فاصلاً، ومنهم من قال: العبرة باتصال الكلام بعضه مع بعض، والظاهر والله أعلم أنه إذا كان في مجلسه، ولم يذكر كلاماً يقطع ما بين الكلاميْن، فإنه ينفعه الاستثناء؛ فلا يحنث.
(وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَداً) عسى" بمعنى الرجاء إذا وقعت من المخلوق، فإن كانت من الخالق فهي للوقوع، فقول الله تبارك وتعالى:) إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً (98) فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوّاً غَفُوراً) (النساء:99)، نقول: عسى هنا واقعة، وقال الله:) إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ) (التوبة:18). أما من الإنسان فهي للرجاء، كقوله:
{وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي} هذه للرجاء.
(أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي) أي يدلني إلى الطريق، ولهذا قال: {لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَداً} أي هداية وتوفيقاً، وقد فعل الله، فهداه في شأن أصحاب الكهف للرشد.
...
) وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً) (الكهف:25)
قوله تعالى: {َلَبِثُوا} يعني أصحاب الكهف {فِي كَهْفِهِمْ} الذي اختاروه لأنفسهم وناموا فيه.
(ثَلاثَ مِائَةٍ) تكتب اصطلاحاً ثلاثمائة مربوطة: ثلاث مربوطة بمائة، وتكتب مائة بالألف، لكن هذه الألف لا يُنطَق بها، وبعضهم يكتب ثلاث وحدها ومئة وحدها، وهذه قاعدة صحيحة.
وقوله: {ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ} {مِائَة} بالتنوين و {سِنِينَ} تمييز مبين لثلاث مائة لأنه لولا كلمة سنين لكنا لا ندري هل ثلاث مائة يوم أو ثلاث مائة أسبوع أو ثلاث مائة سنة؟، فلما قال: {سِنِينَ} بيَّن ذلك.
(وَازْدَادُوا تِسْعاً) ازدادوا على الثلاث مائة تسع سنين فكان مكثُهم ثلاث مائة وتسع سنين، قد يقول قائل: "لماذا لم يقل مائة وتسع سنين؟ ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/227)
فالجواب: هذا بمعنى هذا، لكن القرآن العظيم أبلغ كتاب، فمن أجل تناسب رؤوس الآيات قال: {ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً}، وليس كما قال بعضهم بأن السنين الثلاثمائة بالشمسية وازدادوا تسعاً بالقمرية، فإنه لا يمكن أن نشهد على الله بأنه أراد هذا، من الذي يشهد على الله أنه أراد هذا المعنى؟ حتى لو وافق أن ثلاث مائة سنين شمسية هي ثلاث مائة وتسع سنين بالقمرية فلا يمكن أن نشهد على الله بهذا، لأن الحساب عند الله تعالى واحد، وما هي العلامات التي يكون بها الحساب عند الله؟
الجواب: هي الأهلَّة، ولهذا نقول: إن القول بأن "ثلاث مائة سنين" شمسية، "وازدادوا تسعاً" قمرية قول ضعيف.
أولاً: لا يمكن أن نشهد على الله أنه أراد هذا.
ثانياً: أن عدة الشهور والسنوات عند الله بالأهلة، قال تعالى: {هو الذى جعل الشمس صياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب} [البقرة: 189] وقال تعالى (يسئلونك عن الأهلة قل هى مواقيت للناس والحج).
...
) قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً) (الكهف:26)
قوله تعالى: {) قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا} قوله (قُل) أي قل يا محمد: {اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا}، وهذه الجملة تمسك بها من يقول: إنَّ قوله: {ولبثوا فى كهفهم} [الكهف: 25] هي من قول الذين يتحدثون عن مكث أهل الكهف بالكهف وهم اليهود الذين يَدَّعون أن التوراة تدل على هذا، وعلى هذا القول يكون قوله: {ولبثوا} مفعولاً لقول محذوف والتقدير: "وقالوا: لبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعاً"، ثم قال: {قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا} ولكن هذا القول وإن قال به بعض المفسرين فالصواب خلافه وأن قوله: {لبثوا} من قول الله، ويكون قوله: {أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا} من باب التوكيد أي: توكيد الجملة أنهم لبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعاً، والمعنى: {قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا} وقد أعلَمَنا أنهم لبثوا {ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً} وما دام الله أعلم بما لبثوا فلا قول لأحد بعده.
قال الله: {له غيب السماوات والأرض} أي له ما غاب في السموات والأرض، أو له علم غيب السموات والأرض، وكلا المعنيين حق، والسموات جمع سماء وهي سبع كما هو معروف، والأرض هي أيضاً سبع أرَضين، فلا يعلم الغيب - علم غيب السموات والأرض - إلَّا الله، فلهذا من ادعى علم الغيب فهو كافر، والمراد بالغيب المستقبل، أما الموجود أو الماضي فمن ادعى علمهما فليس بكافر؛ لأن هذا الشيء قد حصل وعلمه من علمه من الناس، لكن غيب المستقبل لا يكون إلَّا لله وحده، ولهذا من أتى كاهناً يخبره عن المستقبل وصدَّقه فهو كافر بالله؛ لأنه مكذب لقوله تعالى:) قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ) (النمل: من الآية65)، أما ما كان واقعاً؛ فإنه من المعلوم أنه غيب بالنسبة لقوم وشهادة بالنسبة لآخرين.
(أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ) هذا يسميه النحويون فعل تعَجُّب.
(أَبْصِرْ بِهِ) بمعنى ما أبصره.
(وَأَسْمِعْ) بمعنى ما أسمعه، وهو أعلى ما يكون من الوصف، والله تبارك وتعالى يبصر كل شيء، يبصر دبيب النملة السوداء على الصخرة السوداء في ظلمة الليل، ويبصر ما لا تدركه أعين الناس مما هو أخفى وأدق، وكذلك في السمع، يسمع كل شيء، يعلم السر وأخفى من السر ويعلم الجهر) وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى) (طه:7). تقول عائشة في قصة المجادلة التي ظاهر منها زوجها، وجاءت تشتكي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وكانت عائشة في الحجرة، والحجرة صغيرة كما هو معروف، وكان الرسول يحاور المرأة وعائشة يخفى عليها بعض الحديث، والله يقول:) قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) (المجادلة:1). تقول عائشة "الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات، إني لفي الحجرة وإنه ليخفى عليَّ بعض حديثها"، والله فوق كل شيء، ومع ذلك سمع قولها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/228)
ومحاورتها للرسول صلى الله عليه وسلم، وفيه الإيمان بأن الله تعالى ذو بصر نافذ لا يغيب عنه شيء وذو سمع ثاقب لا يخفى عليه شيء، والإيمان بذلك يقتضي للإنسان ألا يُري ربَّه ما يكرهه ولا يُسمعه ما يكرهه؛ لأنك إن عملت أي عمل رآه وإن قلت أي قول سمعه، وهذا يوجب أن تخشى الله وألا تفعل فعلاً يكرهه ولا تقول قولاً يكرهه الله، لكن الإيمان ضعيف، فتجد الإنسان عندما يريد أن يقول أو أن يفعل؛ لا يخطر بباله أن الله يسمعه أو يراه إلَّا إذا نُبِّه، والغفلة كثيرة، فيجب علينا جميعاً أن ننتبه لهذه القضية العظيمة.
(مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ) قوله: {مَا لَهُمْ} هل الضمير يعود على أصحاب الكهف أو على من هم في السموات والأرض؟
الجواب: الثاني هو المتعين، يعني ليس لأحد ولي من دون الله، حتى الكفار وليهم الله وحتى المؤمنون وليهم الله قال الله تعالى:) حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ) (الأنعام: من الآية61)) ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ) (الأنعام: من الآية62). والله ولي كُلِّ أحد، وهذه هي الولاية العامة، أليس الله تعالى يرزق الكافرين وينمي أجسامهم وييسر لهم ما في السموات والأرض، وسخر الشمس والقمر والنجوم والأمطار؟! هذه ولاية، ويتولى المؤمنين أيضاً بذلك؛ لكن هذه ولاية عامة.
أما الولاية الخاصة، فهي للمؤمنين. قال تعالى:) اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ) (البقرة: من الآية257)، والولاية الخاصة تستلزم عناية خاصة، أن الله يسدد العبد فيفتح له أبواب العلم النافع والعمل الصالح، ولهذا قال: {يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ}. يخرجهم بالعلم، فيعلمهم أولاً ويخرجهم ثانياً بالتوفيق.
إعراب الجملة هذه: {م} نافية، و {لهم} خبر مقدم، و {من ولى} مبتدأ مؤخر دخل على هذه الكلمة حرف الجر الزائد لأنك لو حذفت {من} وقلت: "ما لهم من دونه وليٌّ" لاستقام الكلام، لكن جاءت {من} من أجل التوكيد والتنصيص على العموم، يعني: لا يمكن أن يوجد لأهل السموات والأرض ولي سوى الله.
قوله: {وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً} هذه كقوله تعالى: {إن الحكم إلا لله} [الأنعام: 57]، وقال:) وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ) (الشورى: من الآية10)، والحكم كوني وشرعي، فالخلق والتدبير حكم كوني، والحكم بين الناس بالأوامر والنواهي حكم شرعي، وقوله: {وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدا} يشمل النوعين. فلا أحد يشرك الله في حكمه لا الكوني ولا الشرعي، وفيه دليل على وجوب الرجوع إلى حكم الله الشرعي، وأنه ليس لنا أن نُشَرِّع في دين الله ما ليس منه، لا في العبادات ولا في المعاملات، وأما من قال: إن لنا أن نُشَرِّع في المعاملات ما يناسب الوقت، فهذا قول باطل: لأنه على قولهم لنا أن نجوز الربا ولنا أن نجوز الميسر وأن نجوز كل ما فيه الكسب ولو كان باطلا، فالشرع صالح في كل زمان ومكان ولن يُصلحَ آخر هذه الأمة إلَّا ما أصلح أولها، الحكم الكوني لا أحد يُشرك الله فيه ولا أحد يدعي هذا، هل يستطيع أحد أن يُنَزِّل الغيث؟! وهل يستطيع أحد أن يُمسك السموات والأرض أن تزولا؟! ولكن الحكم الشرعي هو محل اختلاف البشر ودعوى بعضهم أن لهم أن يشرعوا للناس ما يرون أنه مناسب.
...
) وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً) (الكهف:27)
قوله تعالى: {) وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ} هذا كالنتيجة لقوله: {ولا يشرك فى حكمه لأحدا} يعني إذا كان لا يشرك في حكمه أحداً فاتْلُ {(مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/229)
فقوله: {وَاتْلُ} يشمل التلاوة اللفظية والتلاوة العملية، أمّا التلاوة اللفظية فظاهر، تقول: "فلان تلا علي سورة الفاتحة"، والتلاوة الحكمية العملية أن تعمل بالقرآن، فإذا عملت به فقد تلوتَه أي تَبعتَه، ولهذا نقول في قوله تعالى:) إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ) (فاطر: من الآية29) يشمل التلاوة اللفظية والحكمية، والخطاب في قوله: {وَاتْلُ} للرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن اعلم أن الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
الأول: ما دلَّ الدليل على أنه خاص به، فهو خاص به.
الثاني: ما دلَّ الدليل أنه للعموم، فهو للعموم.
الثالث: ما يحتمل الأمرين، فقيل: إنه عام، وقيل: إنه خاص، وتتبعه الأمة لا بمقتضى هذا الخطاب، ولكن بمقتضى أنه أسوتها وقدوتها.
فمثال الأول الذي دلَّ الدليل على أنه خاص به، قوله تبارك وتعالى:) أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) (الشرح:1)
فهذا لا شك أنه خاص به، وكذلك قوله تعالى:) أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى) (الضحى:6)، فهو خاص به صلى الله عليه وسلم.
ومثال الثاني الذي دلَّ الدليل على أنه عام، قوله تعالى:) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ) (الطلاق: من الآية1)، فقوله: {طَلَّقْتُمُ} للجماعة؛ وهم الأمة، لكن الله نادى زعيمها ورسولها لأنهم تابعون له فقال: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ}، إذاً الخطاب يشمل النبي صلى الله عليه وسلم وجميع الأمة، ومثال ما يحتمل الأمرين هذه الآية: {وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ}، لكن قد يقول قائل: إن هذه الآية فيها قرينة قد تدل على أنه خاص به كما سنذكره إن شاء الله، ولكن الأمثلة على هذا كثيرة، والصواب أن الخطاب للأمة ولكن وُجِّه لزعيمها وأسوتها؛ لأن الخطابات إنما توجه للرؤساء والمتبوعين.
وقوله: (مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ) هو القرآن، وفي إضافة الرب إلى الرسول عليه الصلاة والسلام دليل على أن ما أوحاه الله إلى رسوله من تمام عنايته به.
وقوله: {لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ} يعني لا أحد يستطيع أن يبدل كلماته، لا الكونية ولا الشرعية، أما الكونية فواضح، لا أحد يستطيع أن يُبَدِّلها، فإذا قال الله تعالى: {كن} في أمر كوني فلا يستطيع أحد أن يبدله، أما الشرعية فلا أحد يستطيع شرعاً أن يبدلها. والنفي هنا ليس نفياً للوجود، ولكن النفي هنا للإمكان الشرعي، فلا أحد يستطيع شرعاً أن يبدل كلمات الله الشرعية، فالواجب على الجميع أن يستسلموا لله، فلو قال قائل: وجدنا من يبدل كلام الله! فإن الله أشار إلى هذا في قوله في الأعراب، قال تعالى:) يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّه) (الفتح: من الآية15). قلنا: هذا تبديل شرعي، والتبديل الشرعي قد يقع من البشر فيحرفون الكلام عن مواضعه، ويفسرون كلام الله بما لا يريده الله، ومن ذلك جميع المعطِّلة لصفات الله، أو لبعضها ممن بدلوا كلام الله.
(وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً) يعني لن تجد أيها النبي من دون الله ملتحداً، أي أحداً تميل إليه أو تلجأ إليه لأن الالتحاد من اللحد وهو الميل، يعني لو أرادك أحد بسوء ما وجدت أحداً يمنعك دون الله، إذاً عندما يصيب الإنسان شيء يتضرر به أو يخاف منه، يلتجئ إلى من؟ إلى الله، ونظير هذه الآية قوله تعالى:) قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلا رَشَداً (21) قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً) (الجن:22)
) وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً) (الكهف:28)
قوله تعالى: {) وَاصْبِرْ نَفْسَكَ} أي احبسها مع هؤلاء الذين يدعون الله دعاء مسألة ودعاء عبادة، اجلس إليهم وقوِّ عزائمهم.
وقوله: {بِالْغَدَاةِ} أي أول النهار.
وقوله: {وَالْعَشِيِّ} آخر النهار.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/230)
قوله: {يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} مخلصين لله يريدون وجهه ولا يريدون شيئاً من الدنيا، يعني أنهم يفعلون ذلك لله وحده لا لأحدٍ سواه.
وفي الآية إثبات الوجه لله تعالى، وقد أجمع علماء أهل السنة على ثبوت الوجه لله تعالى بدلالة الكتاب والسنة على ذلك، قال الله تعالى:) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ) (الرحمن:27). وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أعوذ بوجهك"، وأجمع سلف الأمة وأئمتُها على ثبوت الوجه لله.
ولكن هل يكون هذا الوجه مماثلاً لأوجه المخلوقين؟
الجواب: لا يمكن أن يكون وجه الله مماثلاً لأوجه المخلوقين لقوله تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الشورى: من الآية11). وقوله تعالى:) رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً) (مريم:65)، أي شبيهاً ونظيراً، وقال الله تبارك وتعالى:) فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (البقرة: من الآية22).وهكذا كل ما وصف الله به نَفْسَهُ فالواجب علينا أن نجريه على ظاهره، ولكن بدون تمثيل، فإن قال قائل: إذا أثبتّ لله وجهاً لزم من ذلك التمثيل، ونحمل قوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: 11]، يعني إلَّا في ما أثبته كالوجه واليدين؟
فالجواب: أن هذا مكابرة؛ لأننا نعلم حساً وعقلاً أن كل مضاف إلى شيء فإنه يناسب ذلك الشيء، أليس للإنسان وجه، وللجَمَلِ وجه، وللحصان وجه وللفيل وجه؟ بلى، وهل هذه الأوجه متماثلة؟ لا؛ أبداً! بل تناسب ما أضيفت إليه، بل إن الوقت والزمن له وجه، كما في قوله تعالى:) آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ) (آل عمران: من الآية72)، فأثبت أن للزمن وجهاً، فهل يمكن لأحد أن يقول: إن وجه النهار مثل وجه الإنسان؟.
الجواب: لا يمكن، إذاً ما أضافه الله لنفسه من الوجه لا يمكن يكون مماثلاً لأوجه المخلوقين؛ لأن كل صفة تناسب الموصوف. فإن قال قائل: إنه قد جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ الله تعالى خلق آدم على صورته"، فما الجواب؟
فالجواب: من أحد وجهين:
الوجه الأول: إما أن يقال: لا يلزم من كونه على صورته أن يكون مماثلاً له، والدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بأن أوَّل زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ونحن نعلم أنه ليس هناك مماثلة بين هؤلاء والقمر، لكن على صورة القمر من حيث العموم إضاءةً وابتهاجاً ونوراً. الوجه الثاني: أن يقال: "على صورته" أي على الصورة التي اختارها الله، فإضافة صورة الآدمي إلى الله على سبيل التشريف والتعظيم كما في قوله تعالى:) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُه) (البقرة: من الآية114)، ومن المعلوم أن الله ليس يصلي في المساجد، لكن أضيفت إلى الله على سبيل التشريف والتعظيم وعلى أنها إنما بنيت لطاعة الله، وكقول صالح لقومه: {ناقة الله وسقياها} [الشمس: 13]، ومن المعلوم أن هذه الناقة ليست لله كما تكون للآدمي يركبها؛ لكن أضيفت إلى الله على سبيل التشريف والتعظيم، فيكون "خلق آدم على صورته" أو "على صورة الرحمن"، يعني على الصورة التي اختارها من بين سائر المخلوقات، قال الله تعالى في سورة الانفطار:) يَا أَيُّهَا الْأِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ) (الانفطار:7
أي الذي جعلك جعلا كهذا وهذا يشمل اعتدال القامة واعتدال الخلقة، ففهمنا الآن والحمد لله أن الله تعالى له وجه حقيقي وأنه لا يشبه أوجه المخلوقين. وقوله: {يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} إشارة للإخلاص، فعليك أخي المسلم بالإخلاص حتى تنتفع بالعمل.
وقوله: {وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} يعني لا تتجاوز عيناك عن هؤلاء السادة الكرام تريد زينة الحياة الدنيا، بل اجعل نظرك إليهم دائماً وصحبتك لهم دائماً، وفي قوله: {تريد زينة الحياة الدنيا} إشارة إلى أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم لو فارقهم لمصلحة دينية لم يدخل هذا في النهي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/231)
قال تعالى: {ذِكْرِنَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ} يعني عن ذكره إيَّانا أو عن الذكر الذي أنزلناه، فعلى الأول يكون المراد الإنسان الذي يذكر الله بلسانه دون قلبه، وعلى الثاني يكون المراد الرجل الذي أغفل الله قلبه عن القرآن، فلم يرفع به رأساً ولم ير في مخالفته بأساً.
قوله تعالى: {وَاتَّبَعَ هَوَاهُ} أي ما تهواه نفسه.
(وَكَانَ أَمْرُهُ) أي شأنه {فُرُطاً} أي منفرطاً عليه، ضائعاً، تمضي الأيام واليالي ولا ينتفع بشيء، وفي هذه الآية إشارة إلى أهمية حضور القلب عند ذكر الله، وأن الإنسان الذي يذكر الله بلسانه لا بقلبه تنْزَع البركة من أعماله وأوقاته حتى يكون أمره فُرطا عليه، تجده يبقى الساعات الطويلة ولم يحصل شيئاً، ولكن لو كان أمره مع الله لحصلت له البركة في جميع أعماله.
...
) وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً) (الكهف:29)
قوله تعالى: {) وَقُلِ} الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم. أي قلها معلنا {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ} لا من غيره، فلا تطلبوا الحق من طريق غير طريق الله، لأن الحق من عند الله.
(فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ) والأمر في قوله: {فَلْيَكْفُرْ)} للتهديد وليس للإباحة بل هو للتهديد كما يهدد الإنسان غيره فيقول: "إن كنت صادقاً فافعل كذا"، ويدل عليه قوله تعالى بعده: {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا}، يعني من كفر فله النار قد أعدت، وقوله: {لِلظَّالِمِينَ} المراد به الكافرون، والدليل على هذا قوله: {فَلْيَكْفُرْ}، فإن قال قائل: "هل الكفر يسمى ظلماً؟ ".
فالجواب: نعم، كما قال الله تعالى: {والكافرون هم الظالمون} [البقرة: 254]، ولا أحد أظلم ممن كفر بالله أو جعل معه شريكاً، وهو الذي خلقه وأمده وأعده.
قوله: {أَحَاطَ بِهِمْ} أي بأهل النار {سُرَادِقُهَا} أي ما حولها، يعني أن النار قد أحاطت بهم فلا يمكن أن يفروا عنها يميناً ولا شمالاً.
وقوله: {وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً} يعني أن أهل النار إذا عَطشوا عَطشاً شديداً وذلك بأكل الزَّقوم أو بغير ذلك أغيثوا بهذا الماء {بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ} يكون كعَكَر الزيت يعني تَفَلَهُ الخاثر في أسفله أو ما أشبه ذلك مما هو منظر كريه، ولا تقبله النفوس كما قال تعالى:) مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ (16) يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكَادُ يُسِيغُهُ) (ابراهيم: من الآية17)، أي كالصديد يتجرعه ولا يكاد يُسيغه.
(يَشْوِي الْوُجُوهَ) إذا قَرُبَ منها شَواها وتساقطت والعياذ بالله من شدة فيح هذا الماء، وإذا وصل إلى أمعائهم قطعها كما قال جلَّ وعلا:) وَسُقُوا مَاءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ) (محمد: من الآية15)، وما أعظم الوجع والألم فيمن تقطع أمعاؤه من الداخل، لكن مع ذلك تقطع وتعاد كالجلود) كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَاب) (النساء: من الآية56)، الله أكبر، سبحان القادر على كل شيء، وبلحظة يكون هذا الشيء متتابعاً، كلما نَضَجت بُدِّلوا، وكلما تقطَّعت الأمعاء فإنها توصل بسرعة.
قوله: {بِئْسَ الشَّرَابُ} هذا قدح وذم لهذا الشراب، و"بئس" فعل ماضٍ لإنشاء الذم.
قوله: {وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً} أي وقبح مرتفقها والارتفاق بها. والمرتفق ما يرتفق به الإنسان، قد يكون حسناً وقد يكون سيئاً، ففي الجنة) وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً) (الكهف: من الآية31))، وفي النار) وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً) (الكهف: من الآية29)،.
...
) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً) (الكهف:30)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/232)
هذا من أسلوب القرآن، فإن الله إذا ذكر أهل النار ذكر أهل الجنة، وهذا من معنى قوله: (مَثَانِيَ) (الزمر: من الآية23) أي تثنى فيه المعاني والأحوال والأوصاف ليكون الإنسان جامعاً بين الخوف والرجاء في سيره إلى ربه.
قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} قد سبق الكلام في معنى هذه الآية، قال تعالى: {إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً} ولم يقل "إنَّا لا نضيع أجرهم"، ولكن قال تعالى: {أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً} وذلك لبيان العلة في ثواب هؤلاء وهو أنهم أحسنوا العمل، و {هل جزاء الأحسان الا الأحسان} [الرحمن: 60]، هذا من الوجه المعنوي، ومن الوجه اللفظي أن تكون رؤوس الآية متوافقة ومتطابقة، لأنه لو قال: "إنَّا لا نضيع أجرهم" لاختلفت رؤوس الآيات.
وبماذا يكون الإحسان في العمل؟ يكون بأمرين:
1 – الإخلاص لله 2 – المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يخفى ما في الآية الكريمة من الحث على إحسان العمل.
...
) أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً) (الكهف:31)
قوله تعالى: {) أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ} المشار إليه الذين آمنوا وعملوا الصالحات.
(جَنَّاتُ) جمع جنة وهي الدار التي أعدها الله لأوليائه فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
(عَدْنٍ) بمعنى الإقامة، أي جنات إقامة لا يبغون عنها حِوَلا أي تحولا عنها، ومن تمام النعيم أن كل واحد منهم لا يرى أن أحداً أنعم منه، ومن تمام الشقاء لأهل النار أن كل واحد منهم لا يرى أحداً أشد منه عذاباً، ولكن هؤلاء، أهل الجنة، لا يرون أن أحداً أنعم منهم لأنهم لو رأوْا ذلك لتنغص نعيمهم حيث يتصورون أنهم أقل.
(تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ) الأنهار جمع نهر وهي أربعة أنواع ذكرها الله تعالى في سورة محمد، قال الله تعالى:) مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفّىً وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ) (محمد:15)، وهنا قال: {مِنْ تَحْتِهِمُ}، وفي آية أخرى قال: "تحتهم" وفي ثالثة {من تحتها}، وفي رابعة: {تحتها} والمعنى واحد، لأنهم إذا كانت الأنهار تجري تحت أشجارها وقصورها فهي تجري تحت سكانها.
قوله تعالى (يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ).
(يُحَلَّوْنَ فِيهَا) أي الجنات.
(مِنْ أَسَاوِرَ) قال بعضهم: إن {مِنْ} هنا زائدة لقول الله تعالى:) وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ) (الانسان: من الآية21)، فـ {من} زائدة. ولكن هذا القول ضعيف، لأن {من} لا تزاد في الإثبات كما قال ابن مالك في الألفية:
وزيد في نفي وشبهِهِ فَجَرّ نكرة كما لباغٍ من مفر وعلى هذا فإما أن تكون للتبعيض: أي يحلون فيها بعض أساور، أي يحلى كل واحد منهم شيئاً من هذه الأساور وحينئذٍ لا يكون إشكال، وإما أن تكون "للبيان" أي بيان ما يحلون، وهو أساور وليس قلائد أو خُروصا مثلاً، وأما قوله: {مِنْ ذَهَبٍ} فهي بيانية، أي لبيان الأساور أنها من ذهب، ولكن لا تحسبوا أن الذهب الذي في الجنة كالذهب الذي في الدنيا، فإنه يختلف اختلافاً عظيماً، قال الله تبارك وتعالى في الحديث القدسي: "أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر"، ولو كان كذهب الدنيا لكان العين رأته.
قوله تعالى: {وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ}، السندس: ما رَقَّ من الديباج والإستبرق ما غلظ منه.
وقوله: {خُضْراً} خصَّها باللون الأخضر لأنه أشد ما يكون راحة للعين ففيه جمال وفيه راحة للعين.
قال تعالى (مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/233)
قوله: {) أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ} حال من قوله تبارك وتعالى: {مُتَّكِئِينَ} أي حال كونهم متكئين فيها، والاتكاء يدل على راحة النفس وعلى الطمأنينة.
قوله: {عَلَى الْأَرَائِكِ} جمع أريكة، والأريكة نوع من المرتفق الذي يرتفق فيه، وقيل: إن الأريكة سرير في الخيمة الصغيرة المغطاة بالثياب الجميلة تشبه ما يسمونه بالكوخ.
قال الله تعالى: {عَلَى الْأَرَائِكِ} هذا مدح لهذه الجنة وما فيها من نعيم، ففيها الثناء على هذه الجنة بأمرين: بأنها {نِعْمَ الثَّوَابُ} وأنها {وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً}. قال الله تعالى:) أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرّاً وَأَحْسَنُ مَقِيلاً) (الفرقان:24)
...
) وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً)
(الكهف:32)
قوله تعالى: {) وَاضْرِبْ} يعني اجعل وصيِّر.
(لَهُم) أي للكفار: قريش وغيرهم.
(مَثَلاً) مفعول اضرب، وبَيَّن المثل بقوله: {رَجُلَيْنِ} وعلى هذا يكون "رجلين" عطف بيان وتفصيل للمثل
قوله: {جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً} أغلب ما في الجنتين العنب، وأطراف الجنتين النخيل وما بينهما زرع، ففيهما الفاكهة والغذاء من الحب وثمر النخل.
...
قال الله تعالى:
) كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً وَفَجَّرْنَا خِلالَهُمَا نَهَراً) (الكهف:33)
قوله تعالى: {) كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا} ولم يقل آتتا أُكُلَهَا؟ لأنه يجوز مراعاة اللفظ ومراعاة المعنى في كلتا، وقد اجتمع ذلك في قول الشاعر:
كلاهما حين جدَّ الجري بينهما قد أقلعا وكلا أنفيهما رابي يشير إلى فرسين تسابقا فيقول: كلاهما، أي كلا الفرسين، "حين جد الجري بينهما" أي المسابقة، "قد أقلعا" أي توقفا عن المجاراة، و"رابي" أي منتفخ، فقد قال: "قد أقلعا" ولم يقل: "قد أقلع"، وقال: "رابي" ولم يقل: "رابيان"، ففي البيت مراعاة المعنى ومراعاة اللفظ، وهنا آتت أُكُلَها مراعاة اللفظ.
قوله: {وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً} أي ولم تنقص.
قوله تعالى: {وَفَجَّرْنَا خِلالَهُمَا نَهَراً} كان خلال الجنتين نهر من الماء يجري بقوة، فكان في الجنتين كلُّ مقومات الحياة: أعناب، ونخيل، وزرع، ثم بينهما هذا النهر المطَّرِد.
قال الله تعالى:
) وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً) (الكهف:34)
قوله تعالى: {) وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ} أي أن أحد الرجلين كان له ثمر، كأن له ثمر زائد على الجنتين أو ثمر كثير من الجنتين.
وقوله: {فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ} وهما يتجاذبان الكلام.
قوله: {أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً} افتخر عليه بشيئين:
1 – بكثرة المال 2 – العشيرة والقبيلة. فافتخر عليه بالغنى والحسب، يقول ذلك افتخاراً وليس تحدثاً بنعمة الله بدليل العقوبة التي حصلت عليه.
...
) وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَداً) (الكهف:35)
وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْهَا مُنْقَلَباً) (الكهف:36)
قوله تعالى: {وَدَخَلَ جَنَّتَهُ} ذكرت بلفظ الإفراد مع أنه قال: {جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ} فإما أن يقال: إن المراد بالمفرد الجنس، وإما أن يراد إحدى الجنتين، وتكون العظمى هي التي دخلها.
(وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ) هذه جملة حالية يعني الحال أنه ظالم لنفسه، وبماذا ظلم نفسه؟ ظلم نفسه بالكفر كما سيتبين.
قال: {وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي} يعني ما أظن أن تفنى وتزول أبداً، أعجب بها وبما فيها من قوة وحسنِ المنظر، وغير ذلك حتى نسي أن الدنيا لا تبقى لأحد، ثم أضاف إلى ذلك قوله:
(وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً) فأنكر البعث، لأنه إذا كانت جنَّتُه لا تبيد فهو يقول: لا بعث وإنما هو متاع الحياة الدنيا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/234)
(لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْهَا مُنْقَلَباً) يعني على فرض أن تقوم الساعة وأرد إلى الله.
(لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْهَا مُنْقَلَباً) أي مرجعاً، فكأنه يقول بما أن الله أنعم علي بالدنيا، فلا بد أن ينعم علي بالآخرة، وهذا قياس فاسد؛ لأنه لا يلزم من التنعيم في الدنيا أن ينعم الإنسان في الآخرة، ولا من كون الإنسان لا يُنَعَّم في الدنيا ألا يُنَعَّم في الآخرة، لا تلازم بين هذا وهذا، بل إن الكفار يُنعمون في الدنيا وتُعجل لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا، ولكنهم في الآخرة يُعذَّبون. وهذا كقوله تبارك وتعالى في سورة فُصِّلت:) لا يَسْأَمُ الْأِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُوسٌ قَنُوطٌ (49) وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ) (فصلت:50)
هذا مثلُ هذا.
...
) قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً) (الكهف:37)
قوله تعالى: {) قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ} أي يناقشه في الكلام.
(أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً) ذكره بأصله.
والهمزة في قوله: {أَكَفَرْتَ} للإنكار.
أما قوله: {خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ} فلأن آدم أبا البشر خُلق من تراب.
وأما {مِنْ نُطْفَةٍ} فلأن بني آدم خُلِقوا من نطفة، والمعنى: أنَّ الذي {خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً} قادر على البعث الذي أنت تُنكره.
وقوله: {سَوَّاكَ} أي عدَّلك وصيَّرك رجلاً، وهذا الاستفهام للإنكار بلا شك، ثم هل يمكن أن نجعله للتعجب أيضاً؟
الجواب: يمكن أن يكون للإنكار وللتعجب أيضاً يعني: كيف تكفر {بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً}! ويستفاد من هذا أن منكر البعث كافر ولا شك في هذا كما قال تعالى:) زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) (التغابن:7)
...
) لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً) (الكهف:38)
قوله تعالى: {) لَكِنَّا} أصلها "لكن أنا" وحذفت الهمزة تخفيفاً وأدغمت النون الساكنة الأولى بالنون الثانية المفتوحة فصارت لكنَّا، وتكتب بالألف خطّاً وأما التلاوة ففيها قراءتان إحداهما بالألف وصلاً ووقفاً، والثانية بالالف وقفاً وبحذفها وصلاً.
(لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي) أي هو الله ربي مثل قوله تعالى: {هو الله أحد} وعلى هذا فتكون {هو} ضمير الشأن، يعني الشأن أن الله تعالى ربي.
و {وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً} وهذا كقول ابن آدم لأخيه قابيل: {إنما يتقبل الله من المتقين} [المائدة: 27]، يعني أنت كفرت ولكني أنا أعتز بإيماني وأؤمن بالله.
...
) وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالاً وَوَلَداً) (الكهف:39)
قوله تعالى: {وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ} يعني هلَّا {إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ} أي حين دخولك إيَّاها {قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ} حتى تجعل الأمر مفوضاً إلى الله.
وقوله: {مَا شَاءَ اللَّهُ} فيها وجهان:
1 - أنَّ {ما} اسم موصول خبر لمبتدأ محذوف تقديره "هذا ما شاء الله".
2 - أنَّ {ما} شرطية و {شاء} فعل الشرط وجوابه محذوف والتقدير "ما شاء الله كان".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/235)
وقوله: {لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ} أي لا قوة لأحد على شيء إلَّا بالله وهذا يعني تفويض القوة لله، يعني فهو الذي له القوة مطلقاً، القوة جميعاً، فهذه الجنة ما صارت بقوتك أنت ولا بمشيئتك أنت ولكن بمشيئة الله وقوته، وينبغي للإنسان إذا أعجبه شيء من ماله أن يقول: "ما شاء الله لا قوة إلَّا بالله" حتى يفوض الأمر إلى الله لا إلى حوله وقوته، وقد جاء في الأثر أن من قال ذلك في شيء يعجبه من ماله فإنه لن يرى فيه مكروهاً.
قوله تعالى: (إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالاً وَوَلَداً).
(إِن) شرطية وفعل الشرط ترى والنون للوقاية والياء محذوفة للتخفيف والأصل "ترني".
(أَنَا) ضمير فصل لا محلَّ له من الإعراب.
(أَقَلَّ مِنْكَ مَالاً وَوَلَداً) أي إن احتقرتني لكوني أقل منك مالا وأقل منك ولدا ولست مثلك في عزَّة النفر.
...
) فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَاناً مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً) (الكهف:40)
قوله تعالى: {) فَعَسَى رَبِّي} هذه الجملة هي جواب الشرط. وهل هي للترجي أم للتوقع؟
الجواب: فيها احتمالان:
الأول: أنها للترجي وأن هذا دعا أن يؤتيه الله خيراً من جنته وأن ينْزل عليها حسباناً من السماء؛ لأنه احتقره واستذله فدعا عليه بمثل ما فعل به من الظلم، ولا حرج على الإنسان أن يَدعوَ على ظالمه بمثل ما ظلمه، ويحتمل أنه دعا عليه من أجل أن يعرف هذا المفتخر ربه ويدعَ الإعجاب بالمال وهذا من مصلحته. فكأنه دعا أن يؤتيه الله ما يستأثر به عليه، وأن يتلف هذه الجنة حتى يعرف هذا الذي افتخر بجنته وعزة نفره أن الأمر أمر الله، فكأنه دعا عليه بما يضره لمصلحة هي أعظم. فكون الإنسان يعرف نفسه ويرجع إلى ربه خير له من أن يفخر بماله ويعتز به، هذا إذا جعلنا عسى للترجي.
الثاني: أن تكون عسى للتوقع، والمعنى أنك إن كنت ترى هذا فإنه يُتَوقع أن الله تعالى يُزيل عني ما عبتني به ويزيل عنك ما تفتخر به، وأياً كان فالأمر وقع إما استجابة لدعائه وإما تحقيقاً لتوقعه.
(وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَاناً مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً) والمراد بالحسبان هنا ما يدمرها من صواعق أو غيرها.
وقوله: {مِنَ السَّمَاءِ} خصَّ السماء لأن ما جاء من الأرض قد يدافع، يعني لو نفرض أنه جاءت أمطار وسيول جارفة أو نيران محرقة تسعى وتحرق ما أمامها، يمكن أن تُدافع، لكن ما نزل من السماء يصعب دفعه أو يتعذر.
(فَتُصْبِحَ صَعِيداً) أي تصبح لا نبات فيها.
(زَلَقاً) يعني قد غمرتها المياه.
...
) أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْراً فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً) (الكهف:41)
قوله تعالى: {) أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْراً} فلا يوجد فيها ماء.
و {غَوْراً} بمعنى غائر فهو مصدر بمعنى اسم الفاعل، فدعا دعوة يكون فيها زوال هذه الجنة إمَّا بماء يغرقها حتى تصبح {صَعِيداً زَلَقاً}، وإما بغور لا سُقيا معه لقوله: {أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْراً فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً} وكلا الأمرين تدمير وخراب. فالفيضانات تدمر المحصول، وغور الماء حتى لا يستطيع أن يطلبه لبعده في قاع الأرض أيضاً يدمر المحصول، فماذا كان بعد هذا الدعاء أو هذا التوقع؟
...
) وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً) (الكهف:42)
قوله تعالى: {) وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ} أي بثمر صاحب الجنتين فهلكت الجنتان.
(فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ) من الندم، وذلك أن الإنسان إذا ندم يقلب كفيه على ما قد حصل.
(عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا) وهذا يدل على أنه أنفق فيها شيئاً كثيراً.
(وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا) أي هامدة على عروشها. و {عُرُوشِهَا} جمع عرش أو عريش وهو ما يوضع لتمدد عليه أغصان الأعناب وغيرها.
(وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً) ولكن الندم بعد فوات الأوان لا ينفع، إنما ينتفع من سمع القصة، أما من وقعت عليه فلا ينفعه الندم لأنه قد فات الأوان.
...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/236)
) وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِراً) (الكهف:43)
فالذي كان يفتخر به ويقول: {أنا أكثر منك مالاًوأعز نفرا} لم تمنعه فِئَتُهُ من عقوبة الله ولم ينتصر هو بنفسه لأنه والعياذ بالله كفر وحاور المؤمن فعوقب بهذه العقوبة.
...
) هُنَالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً وَخَيْرٌ عُقْباً) (الكهف:44)
قوله تعالى: {) هُنَالِكَ الْوَلايَةُ} فيها قراءتان:
1 - الوِلاية 2 - الوَلايَة.
فالوَلاية: بمعنى النُّصرة، كما قال تعالى:) مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ) (لأنفال: من الآية72) والوِلاية: بمعنى الملك والسلطة، فيوم القيامة لا نصرة ولا ملك إلَّا {لِلَّهِ الْحَقِّ}، وإذا كان ليس هناك انتصار ولا سلطان إلا لله فإن جميع من دونه لا يفيد صاحبه شيئاً.
(هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً وَخَيْرٌ عُقْباً) , (هو) الضمير يعود على الله، {خَيْرٌ ثَوَاباً} من غيره، إذا أثاب عن العمل فهو {خَيْرٌ ثَوَاباً} لأن غير الله إن أثاب فإنه يثيب على العمل بمثله، وإن زاد فإنه يزيد شيئاً يسيراً أما الله فإنه يثيب العمل بعشرة أمثاله إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة.
كذلك هو {وَخَيْرٌ عُقْباً} جلَّ وعلا، لأن من كان عاقبته نصر الله وتَوَلِّيَهُ فلا شك أن هذا خير من كل ما سواه. جميع العواقب التي تكون للإنسان على يد البشر تزول لكن العاقبة التي عند الله لا تزول.
إنَّ هذا المثل الذي ضربه الله في هذه الآيات هل هو مثل حقيقي أو تقديري؟ يعني هل هذا الشيء واقع أو أنه شيء مُقدَّر؟
الجواب: من العلماء من قال إنه مثل تقديري كقوله تبارك وتعالى:) وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (النحل:76)، وكقوله:) ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (الزمر:29)، وما شابه ذلك، فيكون هذا مثلاً تقديرياً وليس واقعياً. ولكن السياق وما فيه من المحاورة والأخذ والرد يدل على أنه مثل حقيقي واقع، فهما رجلان أحدهما أنعم الله عليه والثاني لم يكن مثله.
...
ثم ضرب الله تعالى مثلاً آخر فقال)
وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً) (الكهف:45)
قوله تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ} وهو المطر {فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ} يعني أن الرِّياض صارت مختلطة بأنواع النبات المتنوع بأزهاره وأوراقه وأشجاره كما يشاهد في وقت الربيع كيف تكون الأرض، سبحان الله، كأنه وَشْيٌ من أحسن الوشْيات، إذا اختلط من كل نوع ومن كل جنس.
(فَأَصْبَحَ) يعني هذا النبات المختلف المتنوع.
(هَشِيماً) هامداً.
(ً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ) أي تحمله، فهذا هو {مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}. الآن الدنيا تزدهر للإنسان وتزهو له وإذا بها تخمد بموته أو فَقدها، لا بد من هذا، إما أن يموت الإنسان أو أن يفقد الدنيا. هذا مثل موافق تماماً، وقد ضرب الله تعالى هذا النوع من الأمثال في عدة سور من القرآن الكريم حتى لا نغتر بالدنيا ولا نتمسك بها، والعجب أننا مغترون بها ومتمسكون بها مع أن أكدارها وهمومها وغمومها أكثر بكثير من صفوها وراحتها والشاعر الذي قال:
فيوم علينا ويوم لنا ويوم نُساءُ ويومٌ نُسَرْ لا يريد، كما يظهر لنا، المعادلة، لكن معناه أنه ما من سرور إلَّا ومعه مساءة، وما من مساءة إلَّا ومعها سرور، لكن صفوها أقل بكثير من أكدارها، حتى المنعمون بها ليسوا مطمئنين بها كما قال الشاعر الآخر:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/237)
لا طِيبَ للعيش ما دامت مُنغَّصَةً لذَّاتُه بادِّكار الموت والهرمِ قال تعالى: {وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً} ما وجد فهو قادر على إعدامه، وما عُدِم فهو قادر على إيجاده، وليس بين الإيجاد والعدم إلَّا كلمة (كن}، قال الله تعالى:) إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (يّس:82). وفي قوله: {مُقْتَدِراً} مبالغة في القدرة، ثم قال الله مقارناً بين ما يبقى وما لا يبقى:
...
) الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً) (الكهف:46)
قوله تعالى: {) الْمَالُ} من أي نوع سواء كان من العروض أو النقود أو الآدميين أو البهائم.
(وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) ولا ينفع الإنسان في الآخرة إلَّا ما قدَّم منها، وذكر البنين دون البنات لأنه جرت العادة أنهم لا يفتخرون إلَّا بالبنين، والبنات في الجاهلية مهينات بأعظم المهانة كما قال الله:) وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ) (النحل:58)، أي صار وجهه مسوداً وقلبه ممتلئاً غيظاً
{يتوارى من القوم} يعني يختبئ منهم {من سوء ما بشر به}، ثم يُقَدِّرُ في نفسه) أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ) (النحل: من الآية59). بقي قسم ثالث وهو أن يُمسِكَهُ على عِزٍّ وهذا عندهم غير ممكن، ليس عندهم إلَّا أحد أمرين:
1 - إما أن يمسكه على هون.
2 - يَدُسه في التراب، أي يدفنه فيه وهذا هو الوأد، قال الله تعالى: {أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ}.
وقوله تعالى: {زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} أي أن الإنسان يتجمل به يعني يتجمل أنَّ عنده أولاداً، قدر نفسك أنك صاحب قِرى يعني أنك مضياف وعندك شباب، عشرة، يستقبلون الضيوف، تجد أن هذا في غاية ما يكون من السرور، هذه من الزينة، كذلك قدر نفسك أنك تسير على فرس وحولك هؤلاء الشباب يَحُفُّونك من اليمين ومن الشمال ومن الخلف ومن الأمام، تجد شيئاً عظيماً من الزينة، ولكن هناك شيء خير من ذلك.
قال تعالى: (وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً)
(وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ) هي الأعمال الصالحات من أقوال وأفعال ومنها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، ومنها الصدقات والصيام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغير ذلك، هذه الباقيات الصالحات.
(خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً) أي أجراً ومثوبة.
(وَخَيْرٌ أَمَلاً) أي خير ما يُؤمِّله الإنسان لأن هذه الباقيات الصالحات هي كما وصفها الله بباقيات، أما الدنيا فهي فانية وزائلة.
...
) وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً) (الكهف:47)
قوله تعالى: {) وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ} أي اذكر لهم {) وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ} وعلى هذا فإن {) وَيَوْمَ} ظرف عامِلُهُ محذوف والتقدير اذكر {وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً} أي: اذكر للناس هذه الحال، وهذا المشهد العظيم {{) وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ} وقد بين الله في آية أخرى أنه يسيرها فتكون سراباً) وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً) (النبأ:20) وتكون كالعهن المنفوش:) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ) (القارعة:5)، وذلك بأن الله تعالى يدُك الأرض وتصبح الجبال كثيباً مهيلاً) يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيباً مَهِيلاً) (المزمل:14) ثم تتطاير في الجو، هذا معنى تُسَيَّرُ. ومن الآيات الدالة على هذا المعنى قول الله تبارك وتعالى في سورة النمل:) وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) (النمل:88). بعض الناس قال إنَّ هذه الآية تعني دوران الأرض، فإنك ترى الجبال فتظنها ثابتة ولكنها تسير، وهذا غلط وقول على الله تعالى بلا علم لأن سياق الآية يأبى ذلك كما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/238)
قال الله تعالى) وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ (87) وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) (النمل:88)) مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ) (النمل:89). فالآية واضحة أنها يوم القيامة، وأما زعم هذا الرجل القائل بذلك بأن يوم القيامة تكون الأمور حقائق وهنا يقول: {وترى الجبال تحسبها} فلا حسبان في الآخرة، فهذا غلط أيضاً لأنه إذا كان الله أثبت هذا فيجب أن نؤمن به ولا نحرفه بعقولنا، ثم إن الله يقول:) يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ) (الحج:2). فإذا قلنا إن زلزلة الساعة هي قيامها، فقد بيَّن الله أن الناس يراهم الرائي فيظنهم سكارى وما هم بسكارى، وعلى كل حال فإن الواجب علينا جميعاً أن نجري الآيات على ظاهرها وأن نعرف السياق لأنه يعين المعنى، فكم من جملة في سياق يكون لها معنى ولو كانت في غير هذا السياق، لكان لها معنى آخر، ولكنها في هذا السياق يكون لها المعنى المناسب لهذا السياق.
وقوله تعالى: {وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً} أي: ظاهرة لأنها تكون قاعاً وصفصفاً، وهي الآن ليست بارزة لأنها مكورة، وأكثرها غير بارز، ثم إن البارز لنا أيضاً كثير منه مختفٍ بالجبال، فيوم القيامة لا جبال ولا أرض كروية بل تمد الأرض مدَّ الأديم، قال الله: إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (2) وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ) (الانشقاق:3)، فقوله: (وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ) يدل على أن الأرض الآن غير ممدودة.
وقوله: {وَحَشَرْنَاهُمْ} أي الناس، بل إن الوحوش تحشر كما قال الله:) وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ) (التكوير:5
بل جميع الدواب أيضاً كما قال تعالى في سورة الأنعام:) وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) (الأنعام:38). فكلٌّ شيء يحشر، ولهذا يقول الله هنا: {{وَحَشَرْنَاهُمْ} أي: الناس، وفي الآية الأخرى {الوحوش} وفي الأخيرة جميع الدواب.
وقوله: {فَلَمْ نُغَادِرْ} أي نترك، {مِنْهُمْ أَحَداً} كل الناس يحشرون، إن مات في البر حشر، في البحر حشر، في أي مكان، لا بد أن يحشر يوم القيامة ويجمع.
...
) وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفّاً لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِداً) (الكهف:48)
قوله تعالى: {) وَعُرِضُوا} أي: عرض الناس {عَلَى رَبِّكَ} أي: على الله.
(صَفّاً) أي: حال كونهم صفاً بمعنى صفوفاً، فيحاسبهم الله، أما المؤمن فإنه يخلو به وحده ويقرره بذنوبه ويقول له عملت كذا وعملت كذا، فيقر فيقول له أكرم الأكرمين: "إني قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم" يغفر الله له يوم القيامة، ولا يعاقبه عليها وفي الدنيا يسترها، فكم من ذنوب لنا اقترفناها في الخفاء؟ كثيرة، سواء كانت عملية في الجوارح الظاهرة أو عملية من عمل القلوب، فسوء الظن موجود، الحسد موجود، إرادة السوء للمسلم موجودة، وهو مستور عليه. وأعمال أخرى من أعمال الجوارح ولكن الله يسترها على العبد. إننا نؤمِّل إن شاء الله أن الذي سترها علينا في الدنيا، أن يغفرها لنا في الآخرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/239)
ثم قال تعالى: {صَفّاً لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ} أي يقال لهم ذلك. وهذه الجملة مؤكدة بثلاثة مؤكدات: اللام وقد والقسم المقدر، يعني والله لقد جئتمونا {بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِداً} ليس معكم مال ولا ثياب ولا غير ذلك، بل ما فقد منهم يرد إليهم، كما جاء في الحديث الصحيح أنهم يحشرون يوم القيامة "حفاة، عراة، غرْلا" و "غُرْلا" جمع أغرل وهو الذي لم يختن، إذاً سوف يعرضون على الله صفا ويقال: {لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ}، ويقال أيضاً:
(بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدا) ً هذا إضراب انتقال، فهم يوبخون {لَقَدْ جِئْتُمُونَا} فلا مفر لكم {كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ)} فلا مال لكم ولا أهل، ويوبخون أيضاً على إنكارهم البعث فيقال: {بَلْ زَعَمْتُمْ} في الدنيا {أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِداً}، وهذا الزعم تبين بطلانه، فهو باطل.
...
) وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً) (الكهف:49)
قوله تعالى: {) وَوُضِعَ الْكِتَابُ} أي وزِّع بين الناس، فآخذ كتابه بيمينه وآخذ كتابه بشماله.
(فَتَرَى) أيها الإنسان {الْمُجْرِمِينَ} أي: الكافرين {مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ} أي: خائفين مما كتب فيه لأنهم يعلمون ما قدموه لأنفسهم، وهذا يشبه قول الله تعالى عن اليهود الذين قالوا:) وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) (البقرة:80)، فتُحُدوا وقيل لهم:) قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة:94)، قال الله) وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ) (البقرة: من الآية95) يعني يعرفون أنهم إذا ماتوا عُذِّبوا، ومن كان يعلم أنه إذا مات عُذب فلن يتمنى الموت أبداً، فهؤلاء مشفقون مما في كتاب الله، يعني يعلمون أنه مُحتوٍ على الفضائح والسيئات العظيمة.
ويقولون إذا علموا: (يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا)
(يا) حرف نداء {ويلتنا} وهي الهلاك ولكن كيف تنادى؟
الجواب: إما أن "يا" للتنبيه فقط لأن النداء يتضمن الدعاء والتنبيه، وإما أن نقول إنهم جعلوا ويلتهم بمنْزلة العاقل الذي يوجه إليه النداء، ويكون التقدير "يا ويلتنا احضري"! لكن المعنى الأول أقرب لأنه لا يحتاج إلى تقدير، ولأنه أبلغ.
(مَالِ هَذَا الْكِتَابِ) أي شيء لهذا الكتاب؟
(لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا) يعني أثبتها عدداً، كأنهم يتضجرون من هذا، ولكن هذا لا ينفعهم.
(وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا) أي وجدوا ثواب ما عملوا.
(حَاضِراً) لم يغب منه شيء وعبَّر الله تعالى بالعمل عن الثواب لأنه مثلُه بلا زيادة.
ثم قال الله تعالى: {وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً} وذلك لكمال عدله فلا يزيد على مسيء سيئة واحدة، ولا يَنقص من محسن حسنة واحدة، قال تعالى:) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخَافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً) (طه:112). وهذه الآية {وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً} من الصفات المنفية عن الله، وأكثر الوارد في الصفات الصفات المثبتة كالحياة والعلم والقدرة. وأما ذكر الصفات المنفية فقليل بالنسبة للصفات المثبتة، ولا يتم الإيمان بالصفات المنفية إلَّا بأمرين:
الأول نفي الصفة المنفية.
والثاني إثبات كمال ضدها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/240)
فالنفي الذي لم يتضمن كمالاً لا يمكن أن يكون في صفات الله. بل لا بد في كل نفي نفاه الله عن نفسه أن يكون متضمناً لإثبات كمال الضد، والنفي إن لم يتضمن كمالاً فقد يكون لعدم قابليته، أي قابلية الموصوف له، وإذا لم يتضمن كمالاً فقد يكون لعجز الموصوف، وإذا كان نفياً محضاً فهو عدمٌ لا كمال فيه، والله تعالى له الصفات الكاملة كما قال تعالى: {ولله المثل الأعلى} [النحل: 60] أي الوصف الأكمل.
قلنا إذا لم يتضمن النفي كمالاً فقد يكون لعدم قابليته، كيف ذلك؟ ألسنا نقول إن الجدار لا يظلِم؟ بلى، هل هذا كمال للجدار؟ لا، لماذا؟ لأن الجدار لا يقبل أن يوصف بالظلم، ولا يوصف بالعدل، فليس نفي الظلم عن الجدار كمالاً، وقد يكون النفي إذا لم يتضمن كمالاً نقصاً لعجز الموصوف به عنه، لو أنك وصفت شخصاً بأنه لا يظلم بكونه لا يجازي السيئة بمثلها لأنه رجل ضعيف لا يقدر على الانتصار لنفسه لم يكن هذا مدحاً له.
فالخلاصة أن كل وصفٍ وصف الله به نفسه وهو نفي، فإنه يجب أن نعتقد مع انتفائه ثبوتَ كمال ضده، قال تعالى:) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (الاحقاف:33)، فعلى هذه القاعدة نفى الله "العي" وهو العجز؛ لثبوت كمال ضد العجز وهو القدرة، إذاً نؤمن أن الله له قدرة لا يلحقها عجز، وقال تعالى:) وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ) (قّ:38)، أي من تعب وإعياء وذلك لكمال قدرته جلَّ وعلا.
قلنا: إن الله لا يظلم أحداً وذلك لكمال عدله، لكن الجهمية قالوا: "لا يظلم" لعدم إمكان الظلم في حقه، وليس لأنه قادر على أن يظلم ولكنه لا يظلم، قالوا لأن الخلق كلَّهم خلق الله، ملك لله، فإذا كانوا ملكاً لله فإنه إذا عذَّب محسناً فقد عذب ملكه، وليس ذلك ظلماً لأنه يفعل في ملكه ما يشاء، ولكن قولهم هذا باطل، لأنه إذا كان الله قد وعد المحسنين بالثواب والمسيئين بالعذاب، ثم أحسن المحسن فعذبه وأساء المسيء فأثابه فأقل ما يقال فيه: إنه وحاشاه أخلف وعده. هذا أقل ما يقال، وهذا ولا شك مناف للعدل وللصدق، فنقول لهم: إنَّ الله قال في الحديث القدسي: "يا عبادي إني حرَّمت الظلم على نفسي"، وهذا يدل على أنه قادر عليه، لكن حرَّمه على نفسه لكمال عدله جلَّ وعلا، إذاً نحن نقول لا يظلم الله أحداً لكمال عدله لا لأن الظلم غير ممكن في حقه، كما قالت الجهمية.
...
) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً) (الكهف:50)
قوله تعالى: {) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ} "إذ" هذه تأتي كثيراً في القرآن، والمُعرِبون يقولون: إنها مفعول لفعل محذوف، والتقدير: اذكرْ إذْ يعني اذكر هذا للأمة حتى تعتبر به ويتبين به فضيلة بني آدم عند الله.
وقوله: {لِلْمَلائِكَةِ} هم عالم غيبي خلقهم الله من نور. كما أعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن الله خلقهم من نور. وأعلمنا الله تعالى في القرآن أنه خلق الجنَّ من نار، وأنه خلق البشر من طين، إذاً المخلوقات التي نعلمها هي، الملائكة من نور، والجن من نار، والإنسان من طين، فالملائكة إذاً عالم غيبي والإيمان بهم أحد أركان الإيمان، والملائكة على خلاف الشياطين كما يتبين من الآية، وهم أقدر من الشياطين وأطهر من الشياطين، ولهم من النفوذ ما ليس للشياطين، فالشياطين لا يمكن أن يَلِجُوا إلى السماء، بل من حاول أُتبع بالشهاب المحرق، والملائكة يصعدون فيها، فهم يصعدون بأرواح بني آدم إلى أن تصل إلى الله، وهم أيضاً قد ملؤوا السموات، فيجب علينا أن نؤمن بالملائكة إيماناً لا شك فيه، وأنهم عالم غيبي، لكن قد يكونون من العالم المحسوس بقدرة الله، كما كان جبريل، فقد رآه النبي صلى الله عليه وسلم مرتين له ستمائة جناح قد سدَّ الأفق وهو واحد وهذا يدل على عظمة خِلقته، وعظمة خِلقة جبريل تدل على عظمة الخالق جلَّ وعلا، أحياناً يأتي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/241)
جبريل الذي هذا وصفه وهذا خلقه على صورة إنسان، ولكن ليس تقلبه هكذا بقدرته هو، ولكن بقدرة خالقه جلَّ وعلا، والله أعطاه القدرة على التقلب والتكيف بقدرة الله جلَّ وعلا.
وقوله تعالى: {اسْجُدُوا لِآدَمَ} قال بعضهم: سجود تحية، وليس سجوداً على الجبهة، قالوا ذلك فراراً من كونه سجوداً على الجبهة، لأن السجود على الجبهة لا يصح إلا لله، ولكن الذي يجب علينا أن نأخذ الكلام على ظاهره ونقول: الأصل أنه سجود على الجبهة. وإذا كان امتثالاً لأمر الله لم يكن شركاً كما أن قتل النفس بغير حق من كبائر الذنوب، وإذا وقع امتثالاً لأمر الله كان طاعة من الطاعات، فإن إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام أُمر بذبح ابنه فامتثل أمر الله وشرع في تنفيذ الذبح، ولا يخفى ما في ذبح الابن من قطيعة الرحم، لكن لما كان هذا امتثالاً لأمر الله صار طاعة، ولما تحقق مراد الله تعالى من الابتلاء نسخ الأمر ورفع الحرج، إذاً فالسجود لآدم لولا أمر الله لكان شركاً، لكن لما كان بأمر الله كان طاعة لله.
وآدم: هو أبو البشر خلقه الله من طين وخلقه بيده، قال أهل العلم لم يخلق الله شيئاً بيده إلا آدم وجنة عدن، فإنه خلقها بيده وكتب التوراة بيده جل وعلا، فهذه ثلاثة أشياء كلها كانت بيد الله، أما غيرُ آدم فيخلق بالكلمة (كن) فيكون، وهو نبي، وليس برسول؛ لأن أول رسول أرسل إلى البشرية هو نوح عليه الصلاة والسلام، أرسله الله لما اختلف الناس:) كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ) (البقرة: من الآية213)، أي كان الناس أمة واحدة فاختلفوا فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين. فكان أول رسول نوحٌ عليه الصلاة والسلام وآدم نبي مُكلَّم. فإذا قال قائل كيف يكون نبياً ولا يكون رسولاً؟
الجواب: يكون نبياً ولا يكون رسولاً؛ لأنه لم يكن هناك داع إلى الرسالة، فالناس كانوا على ملة واحدة والبشر لم ينتشروا بعد كثيراً ولم يفتتنوا في الدنيا كثيراً، نفر قليل، فكانوا يستنون بأبيهم ويعملون عمله، ولما انتشرت الأمة وكثرت واختلفوا أرسل الله الرسل.
(اسْجُدُوا) امتثالاً لأمر الله {إِلَّا إِبْلِيسَ} لم يسجد. وإبليس هو الشيطان ولم يسجد، بَيَّنَ الله سبب ذلك في قوله: {كَانَ مِنَ الْجِنِّ} فالجملة استئنافية لبيان حال إبليس أنه كان من الجن أي: من هذا الصنف وإلا فهو أبوهم.
) فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ (أي: خرج عن طاعة الله تعالى في أمره، وأصل الفسوق الخروج، ومنه قولهم فسقت التمرة إذا انفرجت وانفتحت.
فإذا قال قائل: إن ظاهر القرآن أن إبليس كان من الملائكة؟
فالجواب: لا، ليس ظاهر القرآن؛ لأنه قال: {إِلَّا إِبْلِيسَ} ثم ذكر أنه {كَانَ مِنَ الْجِنِّ}، نعم القرآن يدل على أن الأمر توجه إلى إبليس كما قد توجه إلى الملائكة، ولكن لماذا؟ قال العلماء إنه كان - أي: إبليس - يأتي إلى الملائكة ويجتمع إليهم فوجه الخطاب إلى هذا المجتمع من الملائكة الذين خُلقوا من النور ومن الشيطان الذي خُلق من النار، فرجع الملائكة إلى أصلهم والشيطان إلى أصله، وهو الاستكبار والإباء والمجادلة بالباطل لأنه أبى واستكبر وجادل، ماذا قال لله؟ {قال أنا خيراً منه} [الأعراف: 12]، فكيف تأمرني أن أسجد لواحد أنا خير منه؟ ثم علل بعلة هي عليه قال: (خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) (لأعراف: من الآية 12). وهذا عليه فإن المخلوق من الطين أحسن من المخلوق من النار، المخلوق من النار، خلق من نار محرقة ملتهبة فيها علامة الطيش تجد اللهب فيها يروح يميناً وشمالاً، ما لها قاعدة مستقرة، ولقد ذكر ابن القيم - - في كتابه "إغاثة اللهفان" فروقاً كثيرة بين الطين وبين النار، ثم على فرض أنه خلق من النار وكان خيراً من آدم أليس الأجدر به أن يمتثل أمر الخالق؟ بلى، لكنه أبى واستكبر.
قال الله لما بين حال الشيطان:
(أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/242)
(أَفَتَتَّخِذُونَهُ) الخطاب يعود لمن اتخذ إبليس وذريته أولياء من دون الله فعبدوا الشيطان وتركوا عبادة الرحمن، قال الله تعالى:) أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) (يّس:60)
) وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ) (يّس:61)
قوله: {وَذُرِّيَّتَهُ} أي: من ولدوا منه، سُئل بعض السلف - سأله ناس من المتعمقين - فقالوا هل للشيطان زوجة؟ قال إني لم أحضر العقد، وهذا السؤال لا داعي له، نحن نؤمن بأن له ذرية أما من زوجة أو من غير زوجة ما ندري، أليس الله قد خلق حواء من آدم؟ بلى، فيجوز أن الله خلق ذرية إبليس منه كما خلق حواء من آدم.
وهذه المسائل - مسائل الغيب - لا ينبغي للإنسان أن يورد عليها شيئاً يزيد على ما جاء في النص؛ لأن هذه الأمور فوق مستوانا، نحن نؤمن بأن لإبليس ذرية ولكن هل يلزمنا أن نؤمن بأن له زوجة؟
الجواب: لا يلزمنا.
(أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي) أي تتولونهم وتأخذون بأمرهم من دون الله {وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ} هذا محط الإنكار، يعني كيف تتخذون هؤلاء أولياء وهم لكم أعداء؟ هذا من السفه ونقص العقل ونقص التصرف أن يتخذ الإنسان عدوه وليا.
(بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً) أي بئس هذا البدل بدلاً لهم، وما هو البدل الخير؟
الجواب: أن يتخذوا الله ولياً لا الشيطان.
وقوله: {بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ} يمكن أن نقول إنها بمعنى الكافرين لأنهم هم الذين اتخذوا الشيطان وذريته أولياء على وجه الإطلاق، ويمكن أن نقول إنها تعم الكافرين ومن كان ظُلمهم دون ظلم الكفر، فإن لهم من ولاية الشيطان بقدر ما أعرضوا به عن ولاية الرحمن.
...
) مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً) (الكهف:51)
قوله تعالى:) مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} يعني أن هؤلاء الذين اتخذهم الناس أولياء من دون الله ليس لهم حق الكون وبالتدبير، فالله - - ما أشهدهم خلق السموات والأرض؛ لأن السموات والأرض مخلوقتان قبل الشياطين.
) وَلا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ (يعني ما أشهدت بعضَهم خلق بعض. فكيف تتخذونهم أولياء وهم لا شاركوا في الخلق ولا خلقوا شيئاً بل ولا شاهدوه، وفي هذه الجملة دليل على أن كل من تكلم في شيء من أمر السموات والأرض، بدون دليل شرعي أو حسي فإنه لا يُقبل قوله، فلو قال: إن السموات تكونت من كذا والأرضُ تكونت من كذا وبعضهم يقول: الأرض قطعة من الشمس وما أشبه ذلك من الكلام الذي لا دليل على صحته.
فإننا نقول له: إن الله ما أشهدك خلق السموات والأرض، ولن نقبل منك أيَّ شيء من هذا، إلاَّ إذا وجدنا دليلاً حسياً لا مناص لنا منه، حينئذٍ نأخذ به؛ لأن القرآن لا يعارض الأشياء المحسوسة.
) وَمَا كُنْتُ (الضمير في {كُنْتُ} يعود إلى الله.
) كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً (أي: أنصاراً ينصرون ديني، لماذا؟ لأن المضل يصرف الناس عن الدين، فكيف يتخذ الله المضلين عضدا، وهو إشارة إلى أنه لا ينبغي لك أيها الإنسان أن تتخذ المضلين عضدا تنتصر بهم، لأنهم لن ينفعوك بل سيضرونك، إذاً لا تعتمد على السفهاء ولا تعتمد على أهل الأهواء المنحرفة؛ لأنه لا يمكن أن ينفعوك بل هم يضرونك، فإذا كان الله لم يتخذ المضلين عضدا فنحن كذلك لا يليق بنا أن نتخذ المضلين عضدا؛ لأنهم لا خير فيهم خير، وفي هذا النهي عن بطانة السوء وعن مرافقة أهل السوء، وأن يحذر الإنسان من جلساء السوء.
...
) وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقاً)
(الكهف:52)
قوله تعالى: {) وَيَوْمَ يَقُولُ} أي اذكر يوم يقول: {نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ} فينادونهم ولا يستجيبون لهم، وهذا يكون يوم القيامة، يقال لهم: أين شركائي الذين كنتم تزعمون؟ نادوا شركائي الذين زعمتم أنهم أولياء شفعاء.
(فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ) فهذه الأصنام لا تنفع أهلها بل تُلقى هي وعابدوها في النار، قال الله:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/243)
(إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ) (الانبياء:98)
(وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقاً) الموبق هو مكان الهلاك، يعني أننا جعلنا بينهم حائلاً مهلكاً حيث لا يمكن أن يذهبوا إلى شركائهم، ولا أن يأتي شركاؤهم إليهم، أرأيت لو كان بينك وبين صاحبك خندق من نار هل يمكن أن تذهب إليه لتنصره، أو أن يأتي إليك لينصرك؟
الجواب: لا يمكن، هؤلاء يجعل الله بينهم يوم القيامة {مَوْبِقاً}.
...
) وَرَأى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفاً) (الكهف:53)
قوله تعالى: {) وَرَأى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ} المجرمون يعني الكافرين، كما قال: {إنا من المجرمين انا منتقمون} [السجدة: 22. (فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا) أي أيقنوا: {مُوَاقِعُوهَا} والظن يأتي بمعنى اليقين كما في قوله تعالى: {الذين يظنون أنهم ملتقوا ربهم} [البقرة: 46]، أي: يوقنون أنهم ملاقو الله، وإلَّا فالظن الذي هو ترجيح أحد الأمرين المشكوك فيهما لا يكفي في الإيمان.
(وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفاً) يعني لم يجدوا مكانا ينصرفون عنها إليه، وهذه الجملة معطوفة على (رأى) وليست داخلة تحت قوله ظنوا، لأنه لو كان داخلاً في الظن لقال "ولن"، يعني أنهم لما رأوْها وظنوا أنهم مواقعوها لم يجدوا عنها مصرفاً أي مكاناً ينصرفون إليه لينجوا به منها.
...
) وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْأِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً) (الكهف:54)
قوله تعالى: {صَرَّفْنَا} يعني نوعنا، تصريف الشيء يعني تنويعه كما قال تعالى: {وتصريف الرياح} [البقرة: 164]، أي تنويعها من الجنوب إلى الشمال ومن الشرق إلى الغرب، إذاً {صَرَّفْنَا} أي نوعنا في هذا القرآن من كل مثل، وهكذا الواقع. فكلام الله صدق، أمثال القرآن تجدها متنوعة فتارة لإثبات البعث، وتارة لإثبات وحدانية الله، وتارة لبيان حال الدنيا، وتارة لبيان حال الآخرة، وتارة تكون مطولة، وتارة مختصرة، فهي أنواع. كل نوع في مكانه من البلاغة والفصاحة.
(مِنْ كُلِّ مَثَلٍ) أي من كل جنس وصنف، فهذا مثل لكذا وهذا مثل لكذا، لماذا؟
الجواب: من أجل أن يتذكر الناس ويتعظوا ويعقلوها. ولكن يوجد من الناس من لا يتعظ بهذه المثل، بل على العكس، ولهذا قال: {وَكَانَ الْأِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً}، قوله: {وَكَانَ الْأِنْسَانُ}، بعض المفسرين يقول: {َ الْأِنْسَانُ} يعني الكافر، ولكن في هذا نظر؛ لأنه لا دليل على تخصيصه بالكافر، بل نقول {الْأِنْسَانُ} من حيث الإنسانية.
(شَيْءٍ جَدَلاً) يعني أكثر ما عنده، ولكن من حيث الإيمان فالمؤمن لا يكون مجادلاً، بل يكون مستسلماً للحق ولا يجادل فيه، ولهذا قال عبد الله بن مسعود: "ما أوتي قوم الجدل إلَّا ضلوا" وتدبر حال الصحابة تجد أنهم مستسلمون غاية الاستسلام لما جاءت به الشريعة، ولا يجادلون ولا يقولون لم؟ ولما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "توضؤوا من لحوم الإبل ولا توضؤوا من لحوم الغنم" هل قال الصحابة "لِمَ"؟ بل قالوا سمعنا وأطعنا، ما جادلوا، وكذلك في بقية الأوامر، لكن الإنسان من حيث هو إنسان أكثر شيء عنده الجدل. إذاً إذا مر بك مثل هذا في القرآن الكريم {الْأِنْسَانُ} فلا تحمله على الكافر إلا إذا كان السياق يُعَيِّنُ ذلك، فإذا كان السياق يراد به ذلك، صار هذا عاماً يراد به الخاص، لكن إذا لم يكن في السياق ما يعين ذلك فاجعله للعموم، اجعله إنساناً بوصف الإنسانية، والإنسانية إذا غلب عليها الإيمان اضمحل مقتضاها المخالف للفطرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/244)
قوله: {وَكَانَ الْأِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً} هذا وقع في قول الرسول صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب وزوجته فاطمة حين جاء إليهما ذات ليلة ووجدهما نائمين فقال: "ألا تصليان"، قال علي: "إنَّ أنفُسَنا بيد الله ولو شاء لأيقظنا"، فانصرف الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يضرب على فخذه ويقول: {وَكَانَ الْأِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً} ولا شك أن الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم أن أنفسهما بيد الله، والرسول عليه الصلاة والسلام قال في الفريضة: "من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها" فعذر الناسي والنائم وهو يعلم عليه الصلاة والسلام ذلك ولكنه يريد أن يَحُثَّهُما، وأراد علي أن يدفع اللوم عنه وعن زوجه فاطمة
...
) وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلاً) (الكهف:55)
قوله تعالى: {) وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ} يعني ما منع الناس عن الإيمان والاستغفار نقص البيان، فقد ذكر الله أنه ضرب للناس في هذا القرآن من كل مثل، وكان الواجب على الإنسان إذا ضربت له الأمثال أن يؤمن. لكنه ما منعهم من الإيمان نقصٌ في البيان، فالأمر والحمد لله بين واضح أتى بها النبي صلى الله عليه وسلم بيضاء نقية لكنه العناد.
ولهذا قال جلَّ وعلا: {إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلاً) أي ما ينتظرون إلَّا أن تأتيهم سنة الأولين أو يأتيهم العذاب قبلاً.
وقوله: {وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ} يعني يطلبون مغفرته، فالمؤمن كثير الاستغفار لربه، والكافر إذا آمن لا بد أن يستغفر الله بما وقع فيه من الذنوب، فإذا آمن واستغفر زال عنه ما كان من الذنوب. قال تعالى) قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ) (لأنفال:38)
وقوله: {أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلاً} يعني مقابلة ومعاينة ومباشرة، وما هي سنة الأولين؟
الجواب: هي أخذهم بالعذاب العام، لكن لم يأخذ الله هذه الأمة بعذاب شامل لأن النبي صلى الله عليه وسلم دعا ربه ألا يهلك أمَّته بسنة بعامة فأجاب الله دعاءه.
...
) وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُواً) (الكهف:56)
قوله تعالى: {) وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ} هذه وظيفة الرسل ما نرسل المرسلين من أولهم نوح إلى آخرهم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلَّم، إلَّا لهذين الأمرين: مبشرين ومنذرين، يعني ولم نرسلهم من أجل أن يجبروا الناس على الإيمان بل هم مبشرون ومنذرون، يبشرون المؤمنين وينذرون الكافرين.
(مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ) منصوبة على الحال من المرسلين، يعني إلَّا حال كونهم مبشرين ومنذرين.
(وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ) المجادلة هي المخاصمة وسميت المخاصمة مجادلة؛ لأن كل واحد يَجْدُلُ حجته للآخر والجَدْل هو فتل الحبل حتى يشتد ويقوى، هذا أصل المجادلة، إذاً يجادل أي يخاصم، والمخاصمة بالباطل باطلة، مثال ذلك في الرسل يقولون:) أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا) (التغابن: من الآية6)،) وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً) (المؤمنون: من الآية24)، ويجادلون في البعث فيقولون: {من يحي العظام وهى رميم} [يس: 78]، ويجادلون في الآلهة يقولون: إذا كان المشركون وما يعبدون من دون الله حصب جهنم، فعيسى من حصب جهنم، وغير ذلك من المجادلة، وقد أبطل الله مجادلتهم بعيسى قال الله تعالى:) إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى) (الانبياء: من الآية101)، ومنهم عيسى) أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ) (الانبياء: من الآية101) ويستفاد من الآية أن كل إنسان يجادل من أجل أن يدحض الحق فإن له نصيباً من هذه الآية، يعني أن فيه نصيباً من الكفر والعياذ بالله لأن الكافرين هم الذين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/245)
يجادلون بالباطل ليدحضوا به الحق، فإذا قال قائل: "الشبهات التي يوردها من يوردها من الناس، كيف يقال إنها باطل وهي شبهة؟ ".
فالجواب: إذا كان غرضهم منها أن يُدحضوا الحق، مثل الذين ينكرون حقيقة استواء الله على العرش ويقولون: إنه لو استوى على العرش لكان "جسماً"، فهؤلاء جادلوا بالباطل من أجل أن يدحضوا الحق الذي أثبته الله لنفسه، وأما مسألة أن الله "جسم" أو غير "جسم" فهذه شيء آخر، المهم أنهم أتوا بهذه الكلمة من أجل إدحاض الحق، ونحن لا ننكر عليهم مسألة أنه "جسم أو غير جسم"، ننكر أنهم أنكروا حقيقة الاستواء، وأما مسألة أنه "جسم أو غير جسم" فهذا مبحث آخر، وهو أننا لا نثبت اللفظ "جسم" ولا ننكره، أما المعنى فنقول: إن الله تعالى حق قائم بذاته موصوف بصفاته يفعل ما يشاء، يستوي على عرشه، وينزل إلى السماء الدنيا، وينْزِل ليفصل بين العباد، ويعجب ويفرح ويضحك، المهم أنه كلما رأيت شخصاً يجادل يريد أن يدحض الحق، فله نصيب من هذه الآية.
(وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُواً) ((وَاتَّخَذُوا) أي صيروا. {(آيَاتِي) يعني القرآن.
(وَمَا أُنْذِرُوا) أي ما أنذروا به من العذاب اتخذوها {هُزُواً} مثال ذلك أن الكفار استهزؤوا لما أخبر الله عن شجرة الزقوم) إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ) (الصافات:64)، يعني في قعره، فصاروا يضحكون كيف تخرج في أصل الجحيم، وهي شجرة أبعد ما يكون عن النار، النار حارة جافة والشجرة رطبة، فجعلوا يستهزئون ويقولون: هذا من هذيان محمد صلى الله عليه وسلم، فاتخذوا ما أنذروا به هزواً والله قال:) فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ) (الصافات:66) فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ (54) فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ) (الواقعة:55)، يملؤون بطونهم من هذه الزَّقوم ملئاً تاماً ثم تحترق من العطش، فماذا يسقون؟ يسقون ماءً حاراً (فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ} أي على ما في بطونهم {مِنَ الْحَمِيمِ}، ومع ذلك يشربون شرباً ليس عادياً بالنسبة إلى البشر، ولكنه شرب الإبل الهيم، العطاش، هذه الشجرة التي يهزؤون بها هي التي يملؤون بها بطونهم في جهنم.
...
) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً) (الكهف:57)
قوله تعالى: {) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ} أي ذكره الواعظ بآيات ربه الكونية، كأخذه الأمم المكذبين، أو الشرعية كالقرآن.
(فَأَعْرَضَ عَنْهَا) ولم يقبلها، أي لا أ حد أظلم منه، فإن قيل: ما الجمع بين هذه الآية، وبين الآية التي في أول السورة وهي قوله تعالى: {) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً) (الأنعام:21) ونحوها؟
فالجواب: بأحد وجهين:
الأول: أن الأفضلية باعتبار ما شاركه في أصل المعنى، فقوله تعالى: {) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا} يعني من أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها من الذين يُذَكَّرون فيُعرِضون، قد يذكر الإنسان فيعرض، لكن أشد ما يكون أن يذكر بآيات الله ثم يعرض عنها، وفي افتراء الكذب قد يفتري الإنسان الكذب على فلان وفلان، وأعظم ما يكون الافتراء عليه هو الله، وأنت إذا أخذت بهذه القاعدة سلمت من إشكال كبير.
الثاني: وقيل: إن "أظلم" و"أظلم" يشتركان في الأظلمية ويتساويان فيها بالنسبة لغيرهما، وفيه نظر لأنه لا يمكن أن نقول: إنّ من ذكر بآيات ربه فأعرض عنها أنه يساوي من افترى على الله كذباً، أو من منع مساجد الله أن يُذْكر فيها اسمه يساوي من كذب على الله، ونحو ذلك.
قوله: {بِآياتِ رَبِّهِ} الكونية والشرعية؛ الكونية أن يقال له: إن كسوف الشمس والقمر يخوف الله بهما عباده فيعرض عنها ويقول: أبداً خسوف القمر طبيعي، وكسوف الشمس طبيعي، ولا إنذار ولا نذير، وهذا إعراض، أما الآيات الشرعية فكثير من يذكر بآيات الله ويعرض عنها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/246)
(وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ) يعني نسي ما قدمت يداه من الكفر والمعاصي والاستكبار وغير ذلك مما يمنعه عن قبول الحق، لأن الإنسان والعياذ بالله كلما أوغل في المعاصي، ازداد بعداً عن الإقبال على الحق كما قال الله:) فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ) (الصف: من الآية5)، ولذلك يجب أن يُعلم أن من أشد عقوبات الذنوب أن يعاقب الإنسان بمرض القلب والعياذ بالله، فالإنسان إذا عوقب بهلاك حبيب أو فقد محبوب من المال، فهذه عقوبة لا شك، لكن إذا عوقب بانسلاخ القلب فهذه العقوبة أشد ما يكون. يقول ابن القيم:
والله ما خوفي الذنوب فإنها لعلى طريق العفو والغفران وإنما أخشى انسلاخ القلب من تحكيم هذا الوحي والقرآن هذا هو الذي يخشاه الإنسان العاقل، أما المصائب الأخرى فهي كفارات وربما تزيد العبد إيماناً.
(إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً) أي صيرنا.
(عَلَى قُلُوبِهِمْ) أي قلوب من {ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ}، وأعيد ضمير الجمع على مفرد باعتبار المعنى؛ لأن "مَن" سواء كان اسماً موصولاً أو شرطية يجوز في عود الضمير إليها أن يعود على لفظها فيكون مفرداً أو يعود على معناها فيكون مجموعاً أو مثنى حسب السياق، فإذا قلت: "يعجبني من قام" فهنا عاد على اللفظ، وإذا قلت: "يعجبني من قاما" فهنا يعود على المعنى، وكذلك لو قلت: "يعجبني من قاموا" وقد يراعى اللفظ مرة والمعنى مرة أخرى وتعود الضمائر لمراعاة الأمرين في سياق واحد، قال تعالى: {ومن يؤمن بالله وعمل صالحا} فهنا روعي اللفظ، وفي قوله: {يدخله جنات تجرى من تحتها الانهار} روعي اللفظ أيضاً، وقوله: {خالدين فيها أبدا} روعي فيها المعنى، وفي قوله: {قد أحسن الله له رزقا} روعي اللفظ، كل هذا جاء في سياق واحد:) وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً) (الطلاق: من الآية11)، فروعي اللفظ أولاً ثم المعنى ثانياً ثم اللفظ ثالثاً.
(أَكِنَّةً) أي: أغطية تمنعهم من {أَنْ يَفْقَهُوهُ} أن يفقهوا القرآن فلا يفهمونه، وفي هذا الحث على فقه القرآن، وأنه ينبغي للإنسان أن يقرأ القرآن ويتعلم معناه، كما كان الصحابة رضوان الله عليهم لا يتجاوزون عشر آيات حتى يتعلموها وما فيها من العلم والعمل.
(وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً) أي صمماً. تأمل، والعياذ بالله، القلوب عليها غِطاء فلا تفقه، والآذان عليها صمم فلا تسمع، فلا يسمعون الحق ولا يفهمونه.
(وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً) يعني لو أرشدتهم يا محمد إلى الهدى.
(فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً) أي ما دامت قلوبهم في أكنة، وفي آذانهم وقرٌ لن يهتدوا، فمن أين يأتي الهدى، والآذان لا تسمع الحق والقلوب لا تنقاد للحق والعياذ بالله؟! فإن قال قائل: هل في هذا تيئيس للرسول صلى الله عليه وسلم من أنه وإن دعا لا يقبل منه أو فيه تسلية له؟
فالجواب: في هذا تسلية له، وأنهم إذا لم يقبلوا الحق فلا عليك منهم (فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً)
...
) وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلاً) (الكهف:58)
قوله تعالى: {) وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ} هذا فيه تسلية للرسول صلى الله عليه وسلم من وجه آخر، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يمكن أن يقول: لماذا لم يعاجلوا بالعقوبة، كيف يكذبونني وأنا رسول الله ولم يعاقبهم؟! ولكن بَيَّن الله له أنه هو {الْغَفُور} أي الذي يستر الذنوب ويتجاوز عنها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/247)
(ذُو الرَّحْمَةِ) أي صاحب الرحمة الذي يلطف بالمذنب. ولهذا قال: {لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ} يعني لو أراد الله أن يؤاخذ الناس بما كسبوا لعجل لهم العذاب، وقد بين الله هذا العذاب في آيات أخرى فقال:) وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً) (فاطر:45) أي لأهلكهم في الحال، ولكن
(يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً) "بل" هذه للإضراب الإبطالي، يعني بل لن يسلموا من العذاب إذا أُخر عنهم، لهم موعد {بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلاً)}، أي مكاناً يؤولون إليه، وهذا يوم القيامة، ويحتمل أن يكون ما يحصل للكفار من القتل على أيدي المؤمنين كما قال:) قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (14) وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (التوبة:15)، إذاً يحتمل أن يكون المراد ما سيكون عليهم من القتل، والأخذ في الدنيا، أو ما سيكون عليهم يوم القيامة الذي لا مفر منه.
...
) وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً) (الكهف:59)
قوله تعالى: {) وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ} أي: قرى الأمم السابقين، قد يقول قائل هنا إشكال: فإن القرى جماد، والجماد لا يعود عليه الضمير بصيغة الجمع، يعني أنك لا تقول مثلاً: "هذه البيوت عمرناهم" ولكن تقول: "هذه البيوت عمرناها"، فلماذا قال: "أهلكناهم"؟
فالجواب: قال هذا؛ لأن الذي يهلك هم أهل القرى، وفي هذا دليل واضح على أن القرى قد يراد بها أهلها، وقد يراد بها البناء المجتمع، فالقرية أو القرى تارة يراد بها أهلها وتارة يراد بها المساكن المجتمعة، قال تعالى:) وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ) (القصص:59)، فالمراد بالقرى هنا أهلها، وقال تعالى:) إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِالْقَرْيَة) (العنكبوت: من الآية31) والمراد بالقرية هنا المساكن المجتمعة.
(لَمَّا ظَلَمُوا) المراد بالظلم هنا الكفر، أي: حين كفروا. {وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً} يعني جعلنا لإهلاكهم موعداً، والله يفعل ما يشاء، إن شاء عجَّل العقوبة وإن شاء أخر، لكن إذا جاء الموعد لا يتأخر: ولهذا قال نوح عليه الصلاة والسلام لقومه:) يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (نوح:4)، فهو أجل معين عند الله في الوقت الذي تقتضيه حكمته.
...
) وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً) (الكهف:60)
قوله تعالى:) وَإِذْ} مفعول لفعل محذوف والتقدير "اذكر إذ قال"، يعني واذكر إذ قال موسى لفتاه؛ أي: غلامه يوشع بن نون، وكان موسى - عليه الصلاة والسلام - ابن عمران قام يخطب يوماً في بني إسرائيل فقام أحدهم وقال: هل على وجه الأرض أعلم منك؟ قال موسى: "لا"، وذلك بناء على ظنه أنه لا أحد أعلم منه، فعتب الله عليه في ذلك، لماذا لم يكل العلم إلى الله، فقال الله - - إنَّ لي عبداً أعلم منك وإنَّه في مجمع البحرين، وذكر له علامة وهي أن تفقد الحوت، فاصطحب حوتاً معه في مِكْتَل وسار هو وفتاه يوشع بن نون، جاء ذلك في البخاري، لينظر من هذا الذي هو أعلم منه ثم ليتعلم منه أيضاً، كان الحوت في المكتل، فلما استيقظا مع السرعة لم يفتشا في المكتل، وخرج الحوت بأمر الله من المكتل ودخل في البحر.
(لا أَبْرَحُ) أي لا أزال، والخبر محذوف والتقدير "لا أزال أسير".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/248)
(مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ) قيل: إنه مكان الله أعلم به، لكن موسى يعلم، وقيل: إنه ملتقى البحر الأحمر مع البحر الأبيض، وكان فيما سبق بينهما أرض، حتى فتحت القناة وهذا ليس ببعيد، وسبب ذلك أن الله أوحى إليه أن عبداً في مجمع البحرين أعلم منك.
(أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً) أو هنا للتنويع، يعني إما أن أبلغ مجمع البحرين أو أمضي في السير حقباً أي: دهوراً طويلة، وقيل: {أَوْ} بمعنى "إلَّا" أي حتى أبلغ مجمع البحرين إلَّا أن {أَمْضِيَ حُقُباً) أي: دهوراً طويلة قبل أن أبلغه، لكن الوجه الأول أسد، فتهيئَا لذلك وسارا، وسبب قوله هذا أن الله تعالى أوحى إلى موسى أن عبداً لنا هو أعلم منك عند مجمع البحرين، فسار موسى إليه طلباً للعلم.
) فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً) (الكهف:61)
قوله تعالى: {) فَلَمَّا بَلَغَا} أي: موسى وفتاه.
(مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا) أي: بين البحرين.
(نَسِيَا حُوتَهُمَا) أضاف الفعل إليهما مع أن الناسي هو الفتى وليس موسى، ولكن القوم إذا كانوا في شأن واحد وفي عمل واحد، نسب فعل الواحد منهم أو القائل منهم إلى الجميع، ولهذا يخاطب الله - - بني إسرائيل في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم فيقول:}) وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ) (البقرة:50)) وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَة) (البقرة: من الآية55)، مع أنهم ما قالوا هذا؛ لكن قاله أجدادهم.
(نَسِيَا حُوتَهُمَا) نسيان ذهول وليس نسيان ترك، وهذا من حكمة الله - -، أن الله أنساهما ذلك لحكمة، وهذا الحوت قد جعله الله - - علامة لموسى، أنك متى فقدت الحوت فثَم الخضر، وهذا الحوت كان في مِكْتَل وكانا يقتاتان منه، ولما وصلا إلى مكان ما ناما فيه عند صخرة، فلما استيقظا وإذا الحوت ليس موجوداً، لكنه أي: الفتى لم يتفقد المكتل ونسي شأنه وأمره، هذا الحوت - سبحان الله - خرج من المكتل، ودخل في البحر وجعل يسير في البحر، والبحر ينحاز عنه.
(فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً) أي اتخذ الحوت طريقه في البحر.
(سَرَباً) أي مثل السرب، والسرب هو السرداب يعني أنه يشق الماء ولا يتلاءم الماء، وهذا من آيات الله، وإلا فقد جرت العادة أن الحوت إذا انغمر في البحر يتلاءم البحر عليه، لكن هذا الحوت من آيات الله، أولاً: أنه قد مات، وأنهما يقتاتان منه، ثم صار حياً ودخل البحر ثانياً: أنه صار طريقه على هذا الوجه، وهذا من آيات الله تبارك وتعالى.
...
) فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَباً) (الكهف:62)
قوله تعالى: {) فَلَمَّا جَاوَزَا} الفاعل موسى وفتاه {) جَاوَزَا} يعني تعديا ذلك المكان، قال موسى لفتاه:
{آتِنَا غَدَاءَنَا} وكان ذلك؛ لأن الغداء هو الطعام الذي يؤكل في الغداة.
(لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَباً) أي تعباً.
وقوله: {مِنْ سَفَرِنَا هَذَا} ليس المراد من حين ابتداء السفر ولكن من حين ما فارقا الصخرة، ولذلك طلب الغداء، قال أهل العلم وهذا من آيات الله فقد سارا قبل ذلك مسافة طويلة ولم يتعبا، ولما جاوزا المكان الذي فيه الخضر، تعبا سريعاً من أجل ألا يتماديا في البعد عن المكان.
...
) قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً) (الكهف:63)
قوله تعالى: {) قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ} أي: قال الفتى لموسى:
{أَرَأَيْتَ} أي ما حصل حين لجأنا إلى الصخرة، والمراد بالاستفهام التعجب أو تعجيب موسى.
(فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ) يعني نسيت أن أتفقده أو أسعى في شأنه أو أذكره لك، وإلا فالحوت معروف كان في المكتل.
(وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ) قوله: {أَنْ أَذْكُرَهُ} هذه بدل من الهاء في "أنسانيه"، يعني ما أنساني ذكره إلا الشيطان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/249)
(وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً) أي اتخذ الفتى أو موسى سبيل الحوت في البحر.
(عَجَباً) يعني محل عجب، وهو محل عجب، ماء سيال يمر به هذا الحوت، ويكون طريقه سرباً، فكان هذا الطريق للحوت سرباً، ولموسى وفتاه عجباً، ولنا أيضاً عجب؛ لأن الماء عادة يتلاءم على ما يمر به لكن هذا الحوت – بإذن الله – لم يتلاءم الماء عليه.
...
) قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصاً) (الكهف:64)
قوله تعالى: {) قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ} أي قال موسى عليه الصلاة والسلام: {) ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ} أي: ما كنا نطلب؛ لأن الله أخبره بأنه إذا فقد الحوت، فذاك محل اتفاقه مع الخضر.
(فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصاً) يعني رجعا بعد أن أخذا مسافة تعبا فيها، ارتدا على آثارهما، يعني يقصان أثرهما؛ لئلا يضيع عنهما المحل الذي كانا قد أويا إليه.
...
) فَوَجَدَا عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً) (الكهف:65)
قوله تعالى: {) فَوَجَدَا عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا} وهو الخضر كما صحَّ ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقوله: {) عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا} هل هو عبدٌ من عباد الله الصالحين أو من الأولياء الذين لهم كرامات أم من الأنبياء الموحى إليهم؟ كل ذلك ممكن، لكن النصوص تدل على أنه ليس برسول ولا نبي، إنما هو عبد صالح أعطاه الله تعالى كرامات؛ ليبين الله بذلك أن موسى لا يحيط بكل شيء علماً وأنه يفوته من العلم شيء كثير.
(آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا) أي: أن الله جلَّ وعلا جعله من أوليائه برحمته إياه.
(وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً) يعني علماً لا يطَّلِع عليه الناس، وهو علم الغيب في هذه القصة المعينة وليس علم نبوة ولكنه علم خاص؛ لأن هذا العلم الذي اطَّلع عليه الخضر لا يمكن إدراكه وليس شيئاً مبنياً على المحسوس، فيبنى المستقبل على الحاضر، بل شيء من الغائب، فأطلعه الله تعالى على معلومات لا يطَّلع عليها البشر.
...
) قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً) (الكهف:66)
قوله تعالى: {) قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ} أي قال موسى للخضر: هل أتبعك، وهذا عرض لطيف وتواضع، وتأمّل هذا الأدب من موسى - عليه الصلاة والسلام - مع أن موسى أفضل منه وكان عند الله وجيهاً، ومع ذلك يتلطف معه لأنه سوف يأخذ منه علماً لا يعلمه موسى، وفي هذا دليل أنَّ على طالب العلم أن يتلطف مع شيخه ومع أُستاذه وأن يُعامله بالإكرام، ثم بين موسى أنه لا يريد أن يَتَّبِعَه ليأكل من أكله أو يشرب من شربه، ولكن {عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً} ولا شك أن الخضر سيفرح بمن يأخذ عنه العلم، وكل إنسان أعطاه الله علماً ينبغي أن يفرح أن يؤخذ منه هذا العلم، لأن العلم الذي يُؤخذ من الإنسان في حياته ينتفع به بعد وفاته كما جاء في الحديث الصحيح: "إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلاثٍ صَدَقَةٍ جَارِية أوَ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أو وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ".
فقال له الخضر:
) قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً) (الكهف:67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً) (الكهف:68)
(إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً) وبيّن له عذره في قوله هذا، فقال: {وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً}، وأين الدليل للخضر أن موسى لم يحط بذلك خُبرا؟
الجواب: لأنه قال: {عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ} وهذا يدل على أنه لا علم له فيما عند الخضر.
فماذا قال موسى؟
...
) قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِراً وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْراً) (الكهف:69)
(سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِراً وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْراً) هذا الذي قاله موسى قاله فيما يعتقده في نفسه في تلك الساعة من أنه سيصبر، لكنه علَّقه بمشيئة الله لئلَّا يكون ذلك اعتزازاً بنفسه وإعجاباً بها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/250)
وقوله: {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ} هو كقول إسماعيل بن إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - لما قال له أبوه:) يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) (الصافات: من الآية102)، وموسى قال للخضر: {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ)}، وأيضاً أصبر على ما تفعل وأمتثل ما به تأمر {وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْراً)}، وعده بشيئين:
1 - الصبر على ما يفعل.
2 - الائتمار بما يأمر، والانتهاء عما ينهى.
قال الخضر:
...
) قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً) (الكهف:70)
قوله تعالى: {فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي} ومعلوم أنه سيتبعه.
(فَلا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ) أي عن شيء مما أفعله.
(حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً) (حَتَّى) هنا للغاية، يعني إلى أن {أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً} أي: إلى أن أذكر لك السبب، وهذا توجيه من معلم لمن يتعلم منه، ألَّا يتعجل في الرد على معلمه، بل ينتظر حتى يحدث له بذلك ذكراً، وهذا من آداب المتعلم ألَّا يتعجل في الرد حتى يتبين الأمر.
...
) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً) (الكهف:71)
قوله تعالى: {) فَانْطَلَقَا} الفاعل موسى والخضر، وسكت عن الفتى، فهل الفتى تأخر عن الركوب في السفينة، أم أنه ركب ولكن لما كان تابعاً لم يكن له ذكر؟
الجواب: الذي يظهر - والله أعلم - أنه كان تابعاً، لكن لم يكن له تعلق بالمسألة، والأصل هو موسى طوي ذكره، وهو أيضاً تابع.
(حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ) مرَّت سفينة، وهما يمشيان على شاطئ البحر، فركبا فيها.
(أَخَرَقْتَهَا) أي: الخضر بقلع إحدى خشبها الذي يدخل منه الماء، فقال له موسى: {أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا} وهذا إنكار من موسى على الخضر مع أنه قال له: {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِراً} لكنه لم يصبر؛ لأن هذه مشكلتها عظيمة، سفينة في البحر يخرقها فتغرق! واللام في قوله: {لِتُغْرِقَ} ليست للتعليل ولكنها للعاقبة، يعني أنك إذا خرقتها غرق أهلها، وإلَّا لا شك أن موسى لا يدري ما غرض الخضر، ولا شك أيضاً أنه يدري أنه لا يريد أن يغرق أهلها، لأنه لو أراد أن يغرق أهلها لكان أول من يغرق هو وموسى، لكن اللام هنا للعاقبة ولام العاقبة ترد في غير موضع في القرآن، مثل قول الله تعالى:) فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً) (القصص: من الآية8) لو سألنا أي إنسان: هل آل فرعون التقطوه ليكون لهم عدواً وحزناً؟
الجواب: أبداً، ولكن هذه للعاقبة.
(لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً) يعني شيئاً عظيماً، يعني كان موسى شديداً قوياً في ذات الله، فهو أنكر عليه، وبين أن فعله ستكون عاقبته الإغراق، وزاده توبيخاً في قوله: {لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً}، والجملة هنا مؤكدة بثلاثة مؤكدات:
1 - اللام.
2 - قد.
3 - القسم المقدر الذي تدل عليه اللام، والإمر بكسر الهمزة الشيء العظيم، ومنه قول أبي سفيان لهرقل لما سأله عن الرسول صلى الله عليه وسلم وبين له حاله وصفاته وما كان من أخلاقه، فلما انصرف مع قومه، قال أبو سفيان: "لقد أمِرَ أمرُ ابن أبي كَبْشَة إنه ليخافه مَلِكُ بني الأصفر"، يعني بابن أبي كبشة الرسول صلى الله عليه وسلم. و: "أمِرَ أمرُه" يعني عَظُم أمره.
) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً) (الكهف:72)
فاعتذر موسى:
) قَالَ لا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً) (الكهف:73)
وسبب نسيان موسى؛ أن الأمر عظيم اندهش له: أن تغرق السفينة وهم على ظهرها، وهذه توجب أن الإنسان ينسى ما سبق من شدة وقع ذلك في النفس.
وقوله: {بِمَا نَسِيتُ} أي بنسياني، ولهذا نقول في إعراب "ما" إنها مصدرية، أي: بنسياني ذلك وهو قولي: (سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِراً)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/251)
(وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً) يعني لا تثقل علي وتعسر علي الأمور؛ وكأن هذا والله أعلم توطئة لما يأتي بعده.
...
) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلاماً فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً)
(الكهف:74)
قوله تعالى: {) فَانْطَلَقَا} بعد أن أرست السفينة على الميناء. {حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلاماً فَقَتَلَهُ} ولم يقل "قتله"، وفي السفينة قال: {أَخَرَقْتَهَا} ولم يقل: "فخرقها"، يعني كأن شيئاً حصل قبل القتل فقتله.
(غُلاماً) الغلام هو الصغير، ولم يصبر موسى. {قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً} وفي قراءة "زاكية" لأنه غلام صغير، والغلام الصغير تكتب له الحسنات، ولا تكتب عليه السيئات، إذاً فهو زكي لأنه صغير ولا تكتب عليه السيئات.
(بِغَيْرِ نَفْسٍ) يعني أنه لم يقتل أحداً حتى تقتله، ولكن لو أنه قتل هل يُقتل أو لا؟
الجواب: في شريعتنا لا يقتل لأنه غير مُكلَّف ولا عَمْد له، على أنه يحتمل أن يكون هذا الغلام بالغاً وسمي بالغلام لقرب بلوغه وحينئذٍ يزول الإشكال.
(لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً) هذه العبارة أشد من العبارة الأولى. في الأولى قال: {لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إمرا}، ولكن هنا قال: {نُكْراً} أي منكراً عظيماً، والفرق بين هذا وهذا، أن خرق السفينة قد يكون به الغرق وقد لا يكون وهذا هو الذي حصل، لم تغرق السفينة، أما قتل النفس فهو منكر حادث ما فيه احتمال.
فقال الخضر:
...
) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً) (الكهف:75)
قوله تعالى: {أَلَمْ أَقُلْ لَكَ} هنا فيها لوم أشد على موسى، في الأولى قال: {أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ} وفي الثانية قال: {أَلَمْ أَقُلْ لَكَ} يعني كأنك لم تفهم ولن تفهم، ولذلك كان الناس يفرقون بين الجملتين، فلو أنك كلمت شخصاً بشيء وخالفك فتقول في الأول: "ألم أقل إنك"، وفي الثاني تقول: "ألم أقل لك" يعني أن الخطاب ورد عليك وروداً لا خفاء فيه، ومع ذلك خالفت، فكان قول الخضر لموسى في الثانية أشد: {أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ}، فقال له موسى لما رأى أنه لا عذر له:
...
) قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً) (الكهف:76)
قوله تعالى: {إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلا تُصَاحِبْنِي} أي امنعني من صحبتك، وفي قول موسى:
(فَلا تُصَاحِبْنِي) إشارة إلى أنه - عليه الصلاة والسلام - يرى أنه أعلى منه منْزِلة وإلَّا لقال: "إن سألتك عن شيء بعدها فلا أصاحبك".
(قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً) يعني أنك وصلت إلى حال تعذر فيها، لأنه أنكر عليه مرتين مع أن موسى التزم ألَّا يسأله عن شيء حتى يحدث له منه ذكراً.
...
) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً) (الكهف:77)
قوله تعالى: {) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ} ولم يعين الله القرية فلا حاجة إلى أن نبحث عن هذه القرية، بل نقول: قرية أبهمها الله فنبهمها.
(اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا) أي: طلبا من أهلها طعاماً.
(فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا)} ولا شك أن هذا خلاف الكرم، وهو نقص في الإيمان؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ".
(فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ) أي: أنه مائل يريد أن يسقط، فإن قيل: هل للجدار إرادة؟
فالجواب: نعم له إرادة، فإن ميله يدل على إرادة السقوط، ولا تتعجب إن كان للجماد إرادة فها هو "أُحُد" قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم إنه: "يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ" والمحبة وصف زائد على الإرادة، أما قول بعض الناس الذين يجيزون المجاز في القرآن: إنَّ هذا كناية وأنه ليس للجماد إرادة فلا وجه له.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/252)
(فَأَقَامَهُ) أي أقامه الخضر، لكن كيف أقامه؟ الله أعلم، قد يكون أقامه بيده، وأن الله أعطاه قوة فاستقام الجدار، وقد يكون بناه البناء المعتاد، المهم أنه أقامه، ولم يبين الله تعالى طول الجدار ولا مسافته ولا نوعه فلا حاجة أن نتكلف معرفة ذلك.
() قَالَ) أي: موسى: {لَوْ شِئْتَ لَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً} ولم ينكر عليه أن يبنيه ولا قال: كيف تبنيه وقد أبوا أن يضيفونا؟! بل قال: {لَوْ شِئْتَ} وهذا لا شك أنه أسلوب رقيق فيه عرض لطيف {{لَوْ شِئْتَ لَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً} أي عِوَضاً عن بنائه.
...
) قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً) (الكهف:78)
قوله تعالى:) قَالَ} أي قال الخضر لموسى: {هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ} أي انتهى ما بيني وبينك فلا صحبة. {سَأُنَبِّئُكَ} أي سأخبرك عن قُربٍ قبل المفارقة {بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً}، وإنما قلنا: "سأخبرك عن قرب" لأن السين تدل على القرب بخلاف سوف، وهي أيضاً تفيد مع القرب التحقيق.
(بِتَأْوِيل) أي بتفسيره وبيان وجهه.
...
) أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً) (الكهف:79)
قوله تعالى: {) أَمَّا السَّفِينَةُ} "ال" في السفينة هي للعهد الذكري أي: السفينة التي خرقتها.
(فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ) أي: أنهم يطلبون الرزق فيها إما بتأجيرها، أو صيد السمك عليها، ونحوه وهم مساكين جمع، والجمع أقله ثلاثة، وليس ضرورياً أن نعرف عددهم.
(فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا) يعني أن أجعل فيها عيباً، لماذا؟ قال:
(وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبا) ً فأردت أن أعيبها حتى إذا مرت بهذا الملك، قال: هذه سفينة معيبة لا حاجة لي فيها؛ لأنه لا يأخذ إلا السفن الصالحة الجيدة، أما هذه فلا حاجة له فيها، فصار فعل الخضر من باب دفع أشد الضررين بأخفهما، ومنه يؤخذ فائدة عظيمة وهي إتلاف بعض الشيء لإصلاح باقيه، والأطباء يعملون به، تجده يأخذ من الفخذ قطعة فيصلح بها عيباً في الوجه، أو في الرأس، أو ما شابه ذلك، وأخذ منه العلماء - رحمهم الله - أن الوقف إذا دَمَر وخرب فلا بأس أن يباع بعضه ويصرف ثمنه في إصلاح باقيه، ثم بين الخضر حال الغلام فقال:
) وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً) (الكهف:80)
قوله تعالى: {أَبَوَاهُ} أي: أبوه وأمه {مُؤْمِنَيْنِ} أي: وهو كافر.
(فَخَشِينَا) أي خفنا، والخشية في الأصل خوف مع علم، وأتي بضمير الجمع للتعظيم.
(أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً) يعني يحملهما على الطغيان والكفر، إما من محبتهما إياه، أو لغير ذلك من الأسباب، وإلا فإن الغالب أن الوالد يؤثِّر على ولده ولكن قد يؤثر الولد على الوالد كما أن الغالب أن الزوج يؤثر على زوجته، ولكن قد تؤثر الزوجة على زوجها.
...
(فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً) (الكهف:81)
قوله تعالى: يعني أنَّا إذا قتلناه؛ فإن الله خير وأبقى؛ نؤمل منه تعالى {أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِنْهُ} أي في الدين، {وَأَقْرَبَ رُحْماً} أي في الصلة، يعني أنه أراد أن الله يتفضل عليهما بمن هو أزكى منه في الدين، وأوصل في صلة الرحم، ويؤخذ من ذلك أنه يقتل الكافر خوفاً من أن ينشر كفره في الناس.
...
) وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً) (الكهف:82)
قوله تعالى: {لِغُلامَيْنِ} يعني صغيرين.
(يَتِيمَيْنِ) قد مات أبوهما.
(فِي الْمَدِينَةِ) أي: القرية التي أتياها.
(وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا) أي: كان تحت الجدار مال مدفون لهما.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/253)
(وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً) فكان من شكر الله - - لهذا الأب الصالح أن يكون رؤوفاً بأبنائه، وهذا من بركة الصلاح في الآباء أن يحفظ الله الأبناء.
(فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا) أي: أراد الله {أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا} أي: أن يبلغا ويكبرا حتى يصلا إلى سن الرشد، وهو أربعون سنة عند كثير من العلماء، وهنا ما قال "فأردنا" ولا قال "فأردت"، بل قال: {فَأَرَادَ رَبُّكَ}؛ لأن بقاء الغلامين حتى يبلغا أشدهما ليس للخضر فيه أي قدرة، لكن الخشية - خشية أن يرهق الغلام أبويه بالكفر - تقع من الخضر وكذلك إرادة عيب السفينة.
(وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا) حتى لا يبقى تحت الجدار، ولو أن الجدار انهدم لظهر الكنْز وأخذه الناس.
(رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ) هذه مفعول لأجله، والعامل فيه أراد، يعني أراد الله ذلك رحمة منه جلَّ وعلا.
(وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي) يعني ما فعلت هذا الشيء عن عقل مني أو ذكاء مني ولكنه بإلهام من الله - - وتوفيق؛ لأن هذا الشيء فوق ما يدركه العقل البشري.
(أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ) أي ذلك تفسيره الذي وعدتك به) سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ) (الكهف: من الآية78). أي: تفسيره، ويحتمل أن يكون التأويل هنا في الثاني العاقبة، يعني ذلك عاقبة ما لم تستطع عليه صبراً؛ لأن التأويل يراد به العاقبة ويراد به التفسير.
(مَا لَمْ تَسْطِعْ) وفي الأول قال: {مَا لَمْ تَسْطِعْ} لأن "استطاع واسطاع ويستطيع ويسطيع" كل منها لغة عربية صحيحة.
وقد ذكر شيخنا عبد الرحمن بن سعدي - رحمه الله تعالى - في تفسيره (تيسير الكريم الرحمن) فوائد جمة عظيمة في هذه القصة لا تجدها في كتاب آخر فينبغي لطالب العلم أن يراجعها لأنها مفيدة جداً.
وبهذا انتهت قصة موسى مع الخضر.
ثم ذكر الله تعالى قصة أخرى سألوا عنها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال:
...
) وَيَسْأَلونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً) (الكهف:83)
قوله تعالى: {) وَيَسْأَلونَكَ} سواء من يهود أو من قريش أو من غيرهم.
(عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ) أي: صاحب القرنين، وكان له ذكر في التاريخ، وقد قال اليهود لقريش: اسألوا محمداً عن هذا الرجل؛ فإن أخبركم عنه فهو نبي، ولماذا سمي بذي القرنين؟ قيل: معناه ذي الملك الواسع من المشرق والمغرب، فإن المشرق قرن والمغرب قرن، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عن المشرق: "حيث يطلع قرن الشيطان"، فيكون هذا كناية عن سعة ملكه، وقيل: ذي القرنين لقوته، ولذلك يعرف أن الفحل من الضأن الذي له قرون يكون أشد وأقوى، وقيل: لأنه كان على رأسه قرنان كتاج الملوك، والحقيقة أن القرآن العظيم لم يبين سبب تسميته بذي القرنين، لكن أقرب ما يكون للقرآن العظيم "المالك للمشرق والمغرب"، وهو مناسب تماماً؛ حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم عن الشمس إنها: "تطلع بين قرني شيطان".
(قُل) لمن سألك: {قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً} وليس كل ذكره بل ذكراً منه، ثم قصَّ الله القصة:
...
) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً) (الكهف:84)
قوله تعالى: {إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ} وذلك بثبوت ملكه وسهولة سيره وقوته.
(وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً) أي شيئاً يتوصل به إلى مقصوده، وقوله: {كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً} لا يعم كل شيء؛ لكن المراد من كل شيء يحتاج إليه في قوة السلطان، والتمكين في الأرض، والدليل على هذا أن "كل شيء" بحسب ما تضاف إليه، فإن الهدهد قال لسليمان عن ملكة اليمن سبأ: {وأوتيت من كل شئ} [النمل: 23]، ومعلوم أنها لم تؤت ملك السموات والأرض، لكن من كل شيء يكون به تمام الملك، كذلك قال الله تعالى عن ريح عاد: {تدمر كل شئ} [الأحقاف: 25]، ومعلوم أنها ما دَمَّرت كل شيء، فالمساكن ما دُمِّرت كما قال تعالى:) فَأَصْبَحُوا لا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ) (الاحقاف: من الآية25)
) فَأَتْبَعَ سَبَباً) (الكهف:85)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/254)
قوله تعالى: {) فَأَتْبَعَ سَبَباً} أي: تبع السبب الموصل لمقصوده فإنه كان حازماً، انتفع بما أعطاه الله تعالى من الأسباب؛ لأن من الناس من ينتفع، ومن الناس من لا ينتفع، ولكن هذا الملك انتفع {) فَأَتْبَعَ سَبَباً} وجال في الأرض.
...
) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْماً قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً) (الكهف:86)
قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ} من المعلوم أن المراد هو المكان الذي تغرب الشمس فيه، وهو البحر؛ لأن السائر إلى المغرب سوف يصطدم بالبحر والشمس إذا رآها الرائي وجدها تغرب فيه.
(وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ) هي أرض البحر {حَمِئَةٍ} مسودة من الماء، لأن الماء إذا مكث طويلاً في الأرض صارت سوداء، ومعلوم أنها تغرب في هذه العين الحمئة حسب رؤية الإنسان، وإلَّا فهي أكبر من الأرض، وأكبر من هذه العين الحمئة، وهي تدور على الأرض، لكن لا حرج أن الإنسان يخبر عن الشيء الذي تراه عيناه بحسب ما رآه.
(وَوَجَدَ عِنْدَهَا) أي عند العين الحمئة وهو البحر (قَوْماً)
(قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً) يعني أن الله خيره بين أن يعذبهم بالقتل أو بغير القتل أو يحسن إليهم؛ وذلك لأن ذي القرنين ملك عاقل، ملك عادل، ويدل لعقله ودينه أنه:
) قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَاباً نُكْراً (87) وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْراً) (الكهف:88)
حكمٌ عدل: {أَمَّا مَنْ ظَلَمَ} وذلك بالشرك لأن الظلم يطلق على الشرك وعلى غيره، لكن الظاهر، والله أعلم، هنا أن المراد به الشرك لأنه قال: {(وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى)
يقول: {أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ} العذاب الذي يكون تعزيراً، وعذاب التعزير يرجع إلى رأي الحاكم، إما بالقتل أو بغيره.
(ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَاباً نُكْراً) لأن العقوبات لا تطهر الكافرين، فالمسلم تطهره العقوبات، أما الكافر فلا، فإنه يعذب في الدنيا وفي الآخرة، نعوذ بالله من ذلك.
قوله: (نُكْراً} ينكره المُعَذَّب بفتح الذال، ولكنه بالنسبة لله تعالى ليس بنُكر، بل هو حق وعدل، لكنه ينكره المُعَذَّب ويرى أنه شديد.
(وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْراً) المؤمن العامل للصالحات له جزاء عند الله {الْحُسْنَى} وهي الجنة كما قال تعالى:) لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ) (يونس: من الآية26)، فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بأن: {الْحُسْنَى} هي الجنة. والزيادة هي النظر إلى وجه الله.
(وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْراً) أي سنقول له قولاً يسراً لا صعوبة فيه، فوعد الظالم بأمرين: أنه يعذبه، وأنه يرد إلى ربه فيعذبه عذاباً نكراً، والمؤمن وعده بأمرين: بأن له {الْحُسْنَى} وأنه يعامله بما فيه اليسر والسهولة، لكن تأمل في حال المشرك بدأ بتعذيبه ثم ثنى بتعذيب الله، والمؤمن بدأ بثواب الله أولاً ثم بالمعاملة باليسر ثانياً، والفرق ظاهر لأن مقصود المؤمن الوصول إلى الجنة، والوصول إلى الجنة لا شك أنه أفضل وأحب إليه من أن يقال له قول يُسر، وأما الكافر فعذاب الدنيا سابق على عذاب الآخرة وأيسر منه فبدأ به، وأيضاً فالكافر يخاف من عذاب الدنيا أكثر من عذاب الآخرة؛ لأنه لا يؤمن بالثاني.
...
) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً (89) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْراً) (الكهف:90)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/255)
قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ} أي: موضع طلوعها، أتبع أولاً السبب إلى المغرب ووصل إلى نهاية الأرض اليابسة مما يمكنه أن يصل إليه ثم عاد إلى المشرق، لأن عمارة الأرض تكون نحو المشرق والمغرب، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله زَوَى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها" دون الشمال والجنوب لأن الشمال والجنوب أقصاه من الشمال، وأقصاه من الجنوب كله ثلج ليس فيه سكان، فالسكان يتبعون الشمس من المشرق إلى المغرب، أو من المغرب إلى المشرق.
(وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْراً) وجدها تطلع على قوم ليس عندهم بناء، ولا أشجار ظليلة ولا دور ولا قصور، وبعض العلماء بالغ حتى قال: وليس عليهم ثياب، لأن الثياب فيها نوع من الستر. المهم أن الشمس تحرقهم.
...
) كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْراً) (الكهف:91)
قوله تعالى: {) كَذَلِكَ} يعني الأمر كذلك على حقيقته.
(وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْراً) أي قد علمنا علم اليقين بما عنده من وسائل الملك وامتداده، أي: بكل ما لديه من ذلك.
) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً (92) حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْماً لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً) (الكهف:93)
قوله تعالى: {أَتْبَعَ سَبَباً} يعني سار واتخذ سبباً يصل به إلى مراده.
(حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ) السدين هما جبلان عظيمان يحولان بين الجهة الشرقية من شرق آسية، والجهة الغربية، وهما جبلان عظيمان بينهما منفذ ينفذ منه الناس.
(وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا) أي: لا بينهما ولا وراءهما.
(قَوْماً) قيل: إنهم الأتراك.
(لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً) فيها قراءتان: "لَّا يَكَادُونَ يُفْقِهُونَ قَوْلاً" و"لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً" والفرق بينهما ظاهر: لا {يَفْقَهُونَ} يعني هم، لا "يُفْقِهُونَ" أي: غيرهم، يعني هم لا يعرفون لغة الناس، والناس لا يعرفون لغتهم، هذه فائدة القراءتين، وكلتاهما صحيحة، وكل واحدة تحمل معنىً غير معنى القراءة الأخرى، لكن بازدواجهما نعرف أن هؤلاء القوم لا يعرفون لغة الناس، والناس لا يعرفون لغتهم.
...
) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً) (الكهف:94)
قوله تعالى: {قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ} وحينئذٍ يقع إشكال كيف يكونوا {لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً} ثم ينقل عنهم أنهم خاطبوا ذا القرنين بخطاب واضح فصيح: {{قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ}؟
والجواب عن هذا سهل جداً، وهو أن ذا القرنين أعطاه الله تعالى ملكاً عظيماً، وعنده من المترجمين ما يُعرف به ما يريد، وما يَعرف به ما يريد غيره، على أنه قد يكون الله - - قد ألهمه لغة الناس الذين استولى عليهم كلِّهم، المهم أنهم خاطبوا ذا القرنين بخطاب واضح {قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ}، نادَوه بلقبه تعظيماً له.
(إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ) يأجوج ومأجوج هاتان قبيلتان من بني آدم كما صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما حدَّث الصحابة بأن الله - - يأمر آدم يوم القيامة فيقول:
"يَا آدَمُ، فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ، فَيَقُولُ: أَخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ، قَالَ: وَمَا بَعْثُ النَّارِ؟ قَالَ: مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَمِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ، فَعِنْدَهُ يَشِيبُ الصَّغِير، وَتَضَعُ كُلّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا، وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى، وَلَكِنَّ عَذَابَ الله شَدِيد" [فاشتد ذلك عليهم] قالوا: يا رسول الله، وأيُّنا ذلك الواحد؟ قال: "أَبْشِرُوا فَإِنَّ مِنْكُم رَجُلٌ وَمِنْ يَأْجُوج ومَأْجُوج أَلْفٌ". ثم قال: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الجَنَّةِ ... " إلخ الحديث.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/256)
وبهذا نعرف خطأ من قال: إنهم ليسوا على شكل الآدميين وأن بعضهم في غاية ما يكون من القِصَر، وبعضهم في غاية ما يكون من الطول، وأن بعضهم له أذن يفترشها، وأذن يلتحف بها وما أشبه ذلك، كل هذا من خرافات بني إسرائيل، ولا يجوز أن نصدقه، بل يقال: إنهم من بني آدم، لكن قد يختلفون كما يختلف الناس في البيئات، فتجد أهل خط الاستواء بيئتهم غير بيئة الشماليين، فكل له بيئة، الشرقيون الآن يختلفون عن أهل وسط الكرة الأرضية، فهذا ربما يختلفون فيه، أما أن يختلفوا اختلافاً فادحاً كما يذكر، فهذا ليس بصحيح.
(مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ) الإفساد في الأرض يعم كل ما كان غير صالح، وغير أصلح، يفسدونها في القتل، وفي النهب، وفي الانحراف، وفي الشرك، وفي كل شيء، المهم أنهم يحتاجون إلى أحد يحميهم من هؤلاء.
(فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً) يعني حاجزاً يمنع من حضورهم إلينا، فعرضوا عليه أن يعطوه شيئاً، وهذا اجتهاد في غير محله، لكنهم خافوا أن يقول لا، ولا يمكنهم بعد ذلك، وإلَّا هذا الاجتهاد: كيف يقولون لهذا الملك الذي فتح مشارق الأرض ومغاربها: {فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً) هذا لا يقال إلَّا لشخصٍ لا يستطيع. لكنهم قالوا ذلك خوفاً من أن يرد طلبهم، يريدون أن يقيموا عليه الحجة بأنهم أرادوا أن يعطوه شيئاً يحميهم به من هؤلاء، قال في الجواب:
) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً) (الكهف:95)
قوله تعالى: {) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ} {مَا} مبتدأ و {خَيْرٌ} خبر المبتدأ، يعني الذي مكَّني فيه ربي من الملك والمال والخدم، وكل شيء، خير من هذا الخرج الذي تعرضونه عليَّ، وهذا كقول سليمان - عليه الصلاة والسلام - في هدية ملكة سبأ، قال:) أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ) (النمل: من الآية36) وهذا من اعتراف الإنسان بنعم ربه - - التي لا يحتاج معها إلى أحد.
(فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ) أي: بقوة بدنية لا بقوة مالية؛ لأنه عنده من الأموال الشيء العظيم.
(أَجْعَلْ بَيْنَكمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً) يعني أكبر مما سألوا، هم سألوا سداً، ولكنه قال ردماً، يعني أشد من السد، فطلب منهم:
...
) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً) (الكهف:96)
قوله تعالى: {) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ} الزُّبَر يعني القطع من الحديد، فجمعوا الحديد وجعلوه يساوي الجبال، وهذا يدل على القوة العظيمة في ذلك الوقت، يعني أرتال من الحديد، تجمع حتى تساوي الجبال الشاهقة العظيمة.
(حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ) يعني جانبي الجبلين {قَالَ انْفُخُوا} يعني انفخوا على هذا الحديد، وليس المراد بأفواهكم؛ لأن هذا لا يمكن، ولكن انفخوا بالآلات والمعدات التي عنده؛ لأن الله أعطاه ملكاً عظيماً، فنفخوا {حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً) والحديد معروف أنه إذا أوقد عليه في النار يكون ناراً، تكون القطعة كأنها جمرة، بل هي أشد من الجمرة، ثم طلب أن يؤتوه قطراً يفرغه عليه، والقطر هو النحاس المذاب كما قال الله تعالى:) وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْر) (سبأ: من الآية12)، يعني النحاس أرسله الله تعالى لسليمان، بدل ما كان معدناً قاسياً يحتاج إلى إخراج بالمعاول ثم صَهْر بالنار، أسال الله له عين القطر كأنها ماء - سبحان الله -.
قال ذو القرنين: {آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً} فأفرغ عليه القطر - النحاس - فاشتبك النحاس مع قطع الحديد فكان قوياً.
...
) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً) (الكهف:97)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/257)
قوله تعالى: {فَمَا اسْطَاعُوا} و"ما استطاعوا" معناهما واحد، وسبق في قصة موسى مع الخضر {ما لم تستطع} و {مالم تستطيع). (فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ) يعني أن يصعدوا عليه؛ لأنه عالٍ؛ ولأن الظاهر أنه أملس، فهم لا يستطيعون أن يصعدوا عليه.
(وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً) لم تأتِ التاء في الفعل الأول (اسطاعوا) وأتت فيه ثانياً، وزيادة المبنى تدل على زيادة المعنى، أيهما أشق أن يصعدوا الجبل أو أن يَنقبوا هذا الحديد؟
الجواب: الثاني أصعب ولهذا قال: {وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً) لأنه حديد ممسوك بالنحاس، فصاروا لا يستطيعون ظهوره لعلوه وملاسته، فيما يظهر، ولم يستطيعوا له نقباً لصلابته وقوته، إذاً صار سداً منيعاً وكفى الله شر هؤلاء المفسدين وهم يأجوج ومأجوج.
...
) قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّاً) (الكهف:98)
قوله تعالى: {قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي} قالها ذو القرنين وانظر إلى عباد الله الصالحين، كيف لا يسندون ما يعملونه إلى أنفسهم، ولكنهم يسندونه إلى الله - - وإلى فضله، ولهذا لما قالت النملة حين أقبل سليمان بجنوده على وادي النمل، قامت خطيبة فصيحة:) يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا (18) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ) (النمل:19، أيضاً ذو القرنين - - قال:
{هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي} وليس بحولي ولا قوتي، ولكنه رحمة به ورحمة بالذين طلبوا منه السد، أن حصل هذا الردم المنيع.
(فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي) يعني بخروج هؤلاء المفسدين.
(جَعَلَهُ دَكَّاءَ) يعني جعل هذا السد دكّاً، أي: منهدماً تماماً وسواه بالأرض، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ وَحَلَّقَ بِإِصْبَعِهِ الإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا". يعني شيء يسير لكن ما ظهر فيه الشق لا بد أن يتوسع.
(وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّاً) فما هو هذا الوعد؟
الجواب: الوعد هو أن الله - - يخرجهم في آخر الزمان، وذلك بعد خروج الدجال وقتله يخرج الله هؤلاء، يخرجهم في عالم كثير مثل الجراد أو أكثر "فَيَمُرُّ أَوَائِلُهُمْ عَلَى بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ فَيَشْرَبُونَ مَا فِيهَا وَيَمُرُّ آخِرُهُمْ فَيَقُولُون: لَقَدْ كَانَ بِهَذِ مَرَّةً مَاءٌ" ثم "يُحصَرُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ" في جبل الطور، ويلحقهم مشقة ويرغبون إلى الله تعالى في هلاك هؤلاء، "فَيُرْسِلُ اللهُ عَلَيْهمُ النَّغَفَ فِي رِقَابِهِمْ فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ" يصبحون في ليلة واحدة على كثرتهم، ميتين مِيتة رجل واحد، حتى تنتن الأرض من رائحتهم، فيرسل الله تعالى أمطاراً تحملهم إلى البحر أو يرسل اللهُ طيوراً فَتَحْمِلُهُمْ إلى البحر، والله على كل شيء قدير، وهذه الأشياء نؤمن بها كما أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم، أما كيف تصل الحال إلى ذلك، فهذا أمره إلى الله
(وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّاً) يعني وعد الله تعالى في خروجهم كان {حَقّاً} أي: لا بد أن يقع كل ما وعد الله بشيء فلا بد أن يقع؛ لأن عدم الوفاء بالوعد، إما أن يكون عن عجز، أو إما أن يكون عن كذب، والله - منَزَّهٌ عنهما جميعاً عن العجز، وعن الكذب، فهو - - لا يخلف الميعاد لكمال قدرته، وكمال صدقه.
...
) وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعاً) (الكهف:99)
قوله تعالى: {) وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ} المفسرون الذين رأيت كلامهم يقولون: {يَوْمَئِذٍ} يعني إذا خرجوا صار "يموج بعضهم في بعض"، ثم اختلفوا في معنى "يموج بعضهم في بعض" هل معناه أنهم يموجون مع الناس، أو يموج بعضهم في بعض يتدافعون عند الخروج من السد؟ وإذا كان أحد من العلماء يقول:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/258)
) وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ} يعني بعد السد، صاروا هم بأنفسهم يموج بعضهم في بعض، فإن كان أحدٌ يقول بهذا، فهو أقرب إلى سياق الآية، لكن الذي رأيته أنهم يموج بعضهم في بعض يعني إذا خرجوا، {{) وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ} أي: يومئذْ يريد الله - - خروجهم.
(وَنُفِخَ فِي الصُّورِ) النافخ إسرافيل أحد الملائكة الكرام، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يفتتح صلاة الليل بهذا الاستفتاح: "اللَّهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ فَاطِرَ السَّموَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيم"، هؤلاء الثلاثة الملائكة الكرام، كل واحد منهم موكل بما فيه الحياة، جبريل موكل بما فيه حياة القلوب، ميكائيل بما فيه حياة النبات وهو القَطْر، والثالث إسرافيل بما فيه حياة الناس عند البعث، ينفخ في الصور نفختين. الأولى: فَزعٌ وصعق، ولا يمكن الآن أن ندرك عظمة هذا النفخ، نفخ تفزع الخلائق منه وتصعق بعد ذلك، كلهم يموتون إلَّا من شاء الله، لشدة هذا النفخ وشدة وقعه، ما يمكن أن نتصور لأن الناس يفزعون، بل فزع من في السموات ومن في الأرض ثم يصعقون - الله أكبر -. شيء عظيم كلما يتصوره الإنسان، يقشعر جلده من عظمته وهوله.
النفخة الثانية: يقول الله: {فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} [الزمر: 68.
النفخة الثانية يقوم الناس من قبورهم أحياء ينظرون، ماذا حدث؟! لأن الأجسام في القبور، يُنْزِل الله تعالى عليها مطراً عظيماً ثم تنمو في داخل الأرض، حتى إذا تكاملت الأجسام تكاملها التام نفخ في الصور نفخة البعث:) ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ) (الزمر: من الآية68).
(فَجَمَعْنَاهُمْ) أي: جمعنا الخلائق {جَمْعاً} أي: جمعاً عظيماً، فهذا الجمع يشمَل: الإنس، والجن، والملائكة، والوحوش، وجميع الدواب، قال الله تبارك وتعالى:) وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) (الأنعام:38) كل الخلائق، حتى الملائكة - ملائكة السماء - كما قال الله:) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً) (الفجر:22). يا له من مشهد عظيم، الله أكبر.
...
) وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضاً) (الكهف:100)
) وَعَرَضْنَا (أي عرضناها لهم فتكون أمامهم - اللّهم أجرنا منها -.
) جَهَنَّمَ (اسم من أسماء النار.
) عَرَضْنَا (يعني عرضاً عظيماً، ولذلك نُكِّر يعني عرضاً عظيماً تتساقط منه القلوب، ومن الحكم في إخبار الله - - بذلك أن يصلح الإنسان ما بينه وبين الله، وأن يخاف من هذا اليوم، وأن يستعد له، وأن يصور نفسه وكأنه تحت قدميه، كما قال الصِّديق:
كلنا مصبَّح في أهله والموت أدنى من شراك نعله فتصور هذا وتصور أنه ليس بينك وبينه، إلَّا أن تخرج هذه الروح من الجسد، وحينئذ ينتهي كل شيء.
...
) الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً) (الكهف:101)
قوله تعالى: {الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي} هؤلاء الكافرون كانت أعينهم في غطاء عن ذكر الله، لا ينظرون إلى ذكر الله، وقد ذكر الله تعالى فيما سبق - في نفس السورة - أنَّ) عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً) (الكهف: من الآية57) فالقلوب، والأبصار، والأسماع كلها مغلقة.
(وَكَانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً) هل المراد لا يريدون؟ كقوله تعالى:) هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاء) (المائدة: من الآية112)، أي: هل يريد؟ أو المعنى أنهم لا يستطيعون {سَمْعاً} أي سمع الإجابة، وليس سمع الإدراك؟
الجواب: يحتمل المَعْنَيَيْن جميعاً، وكلاهما حق.
) أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً) (الكهف:102)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/259)
قوله تعالى: {) أَفَحَسِبَ} أي: أفظن {الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ} من هم عباده؟
الجواب: كل شيء فهو عبد الله:) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً) (مريم:93)
ومن الذي اتُّخِذَ ولياً من دون الله، أي: عُبد من دون الله؟
الجواب: عبدت الملائكة، عبدت الرسل، وعبدت الشمس، وعبد القمر، وعبدت الأشجار، وعبدت الأحجار، وعبدت البقر! نسأل الله العافية، الشيطان يأتي ابن آدم من كل طريق.
(مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ) يعني أربابا يدعونهم ويستغيثون بهم وينسون ولاية الله - - يعني أيظن هؤلاء الذين فعلوا ذلك أنهم يُنصرون؟
الجواب: لا، لا يُنصرون، ومن ظن ذلك فهو مُخَبَّل في عقله.
(إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً) يعني أن الله هيأ النار {نُزُلاً} للكافرين، ومعنى النُّزُل ما يقدمه صاحب البيت للضيف، ويحتمل أن يكون بمعنى المنْزِل، وكلاهما صحيح، فهم نازلون فيها، وهم يعطونها كأنها ضيافة، وبئست الضيافة.
...
) قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً) (الكهف:103)
قوله تعالى: {) قُلْ} أي يا محمد للأمة كلها: (هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً)
الجواب: نعم.
نريد أن نُخبَر عن الأخسرين أعمالاً، حتى نتجنب عمل هؤلاء، ونكون من الرابحين، وقد بين الله تعالى في سورة العصر أن كل إنسان خاسر، إِلَّا من اتصف بأربع صفات:
1 - الذين آمنوا.
2 - وعملوا الصالحات.
3 - وتواصوا بالحق.
4 - وتواصوا بالصبر.
وهنا يقول:
...
) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً) (الكهف:104)
قوله تعالى: {) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} يعني ضاع سعيهم وبَطل في الحياة الدنيا لكنهم:
{يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً} فَغُطي عليهم الحق – والعياذ بالله – وظنوا وهم على باطل أن الباطل هو الحق، وهذا كثير، فاليهود مثلاً يظنون أنهم على حق، والنصارى يظنون أنهم على حق، والشيوعيون يظنون أنهم على حق، كل واحد منهم يظن أنه على حق، ولذلك مكثوا على ما هم عليه، ومنهم من يعلم أنه ليس على حق، لكنه – والعياذ بالله – لاستكباره واستعلائه أصر على ما هو عليه.
...
) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً)
(الكهف:105)
قوله تعالى: {بِآياتِ رَبِّهِمْ} الكونية أو الشرعية؟
الظاهر كلتاهما، لكن الذين كذبوا الرسول صلى الله عليه وسلم، كذبوا بالآيات الشرعية، ولم يكذبوا بالآيات الكونية، والدليل أن الله تعالى أخبر أنهم إذا سُئلوا: من خلق السموات والأرض؟ يقولون: الله - -، ولا أحد منهم يدعي أن هنالك خالقاً آخر مع الله، لكنهم كذبوا بالآيات الشرعية، كذبوا الرسول صلى الله عليه وسلم؛ كذبوا بما جاء به، فهم داخلون في الآية.
(وَلِقَائِهِ) أي: كذبوا بلقاء الله، ومتى يكون لقاء الله؟
الجواب: يكون يوم القيامة، فهؤلاء كذبوا بيوم القيامة وجادلوا، وأُروا الآيات ولكنهم أصروا، قال الله تعالى:) أَوَلَمْ يَرَ الْأِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (77) وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً) (يّس:78) يكذبنا فيه فقال: {وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ} [يس: 78] تَحَدٍّ! من يحييها؟ رميم لا فيها حياة ولا شيء؟
) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ) (يّس:79)
ومن الذي أنشأها أوّل مرة؟
الجواب: هو الله، والإعادة أهون من الابتداء كما قال الله:) وَهُوَ الَّذِي يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ) (الروم: من الآية27) هذا دليل، إذاً الدليل على إمكان البعث، وإحياء العظام وهي رميم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/260)
1 - أن الله تعالى ابتدأها، ولما قال زكريا حين بُشِّر بالولد وكان قد بلغ في الكِبَر عتيا، إن امرأته عاقر، قال الله تعالى:) قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً) (مريم:9)، فالذي خلقك من قبل، وأنت لم تكن شيئاً قادر على أن يجعل لك ولداً.
2 - ) وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ) (يّس: من الآية79) وإذا كان الله بكل خلق عليماً، فإنه لن يتعذر عليه أن يخلق ما يشاء، من الذي يمنعه إذا كان عليماً بكل خلق؟
الجواب: لا أحد يمنعه.
3 - ) الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَاراً فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ) (يّس:80) شجر أخضر يخرج منه نار، فالشجر الأخضر يضرب بالزند ثم ينقدح ناراً، وكان العرب يعرفون هذا، فالذي يخرج هذه النار، وهي حارة يابسة من غصن رطب بارد، يعني متضادان غاية التضاد، قادر على أن يخلق الإنسان، أو أن يعيد خلق العظام وهي رميم، ثم حقق هذه النار بقوله: {(فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ)
4 - ) أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ) (يّس:81)
الجواب: بلى، قال الله تعالى:) لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (غافر:57) فالذي خلق السموات والأرض بِكِبَرِهَا، وعظمها قادر على أن يعيد جزءاً من لا شيء بالنسبة للأرض، من أنت يا ابن آدم بالنسبة للأرض؟ لا شيء، أنت خلقت منها، أنت بعض يسير منها، فالذي قدر على خلق السموات والأرض، قادر على أن يخلق مثلهم، قال الله تعالى مجيباً نفسه:) بَلَى) (يّس: من الآية81).
5 - ) وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ) (يّس: من الآية81) الخلَّاق صيغة مبالغة، وإن شئت فاجعلها نسبة، يعني أنه موصوف بالخلق أزلا وأبدا، وهو تأكيد لقوله قبل: {وهو بكل خلق عليم} [يس: 79.
6 - ) إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (يّس:82) لا يحتاج إلى عمال ولا بنَّائين ولا أحد}؛ ولهذا قال:) إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ) (يّس:53)
كلمة واحدة.
7 - ) فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ) (يّس:83)
كل شيء فبيده ملكوته - - يتصرف كما يشاء، فنسأله - - أن يهدينا صراطه المستقيم.
8 - {وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [يس: 83] فهذا هو الدليل الثامن. وإنما كان دليلاً؛ لأنه لولا رجوعنا إلى الله - - لكان وجودنا عبثاً، وهذا ينافي الحكمة، فتأمل سياق هذه الأدلة الثمانية في هذا القول الموجز، ومع ذلك ينكرون لقاء الله.
في قوله: {بِآياتِ رَبِّهِمْ} إلزام لهم بالإيمان؛ لأنه كونه ربهم - - يجب أن يطيعوه وأن يؤمنوا به، لكن من حقت عليه كلمة العذاب فإنه لا يؤمن.
(فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ) يعني بَطَلَت ولم ينتفعوا بها، حتى لو أن الكافر أحسن وأصلح الطرق وبنى الرُّبط، وتصدق على الفقراء فإن ذلك لا ينفعه، إن أراد الله أن يثيبه عجل الله له الثواب في الدنيا، أما في الآخرة فلا نصيب له، نعوذ بالله نسأل الله الحماية والعافية، لأن أعماله حبطت، ولكن هل يحبط العمل بمجرد الردة أم لا بد من شرط؟
الجواب: لا بد من شرط، وهو أن يموت على ردته، قال الله تعالى:) وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ) (البقرة: من الآية217). أما لو ارتد، ثم مَنَّ الله عليه بالرجوع إلى الإسلام، فإنه يعود عليه عمله الصالح السابق للردة.
(فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً) يعني أنه لا قدر لهم عندنا ولا ميزان، وهو كناية عن سقوط مرتبتهم عند الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/261)
وقيل: إن المعنى أننا لا نزنهم، لأن الوزن إنما يحتاج إليه لمعرفة ما يترجح من حسنات أو سيئات، والكافر ليس له عمل حتى يوزن، ولكن الصحيح أن الأعمال توزن كُلَّها، قال الله تعالى:) فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6)) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ (7) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ حَامِيَةٌ) (القارعة:11). فيقام الوزن؛ لإظهار الحجة عليه، والمسألة هذه فيها خلاف.
...
) ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُواً) (الكهف:106)
قوله تعالى: {) ذَلِكَ} يعني ذلك المذكور من أنه لا يقام لهم الوزن وأن أعمالهم تكون حابطة.
(جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا) الباء للسببية و (ما) مصدرية وتقدير الكلام: بكفرهم.
(وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُواً) قوله: {وَاتَّخَذُوا} معطوفة على {كَفَرُوا} أي: بما كفروا واتخذوا، فهم - والعياذ بالله - كفروا وتعدى كفرهم إلى غيرهم، صاروا يستهزئون بالآيات، ويستهزئون بالرسل، ولم يقتصروا على كفرهم بالله.
(هُزُواً) أي: محلَّ هُزؤ، يسخرون منهم، ولهذا قال الله - - للرسول صلى الله عليه وسلم:) وَإِذَا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً) (الانبياء: من الآية36):) أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولاً) (الفرقان: من الآية41) والاستفهام هنا لا يخفى أنه للتحقير، أهذا الرسول!) إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا) (الفرقان: من الآية42). أعوذ بالله؛ يفتخرون أنهم صبروا على آلهتهم وانتصروا لها.
ثم ذكر ثواب الذين آمنوا وعملوا الصالحات، أسأل الله أن يجعلني وإياكم منهم فقال:
...
) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً) (الكهف:107)
بدل ما كانت جهنم نزلا للكافرين، صارت جنات الفردوس نزلا للمؤمنين، لكن بشرطين:
1 - الإيمان 2 - العمل الصالح. والإيمان محله القلب، والعمل الصالح محله الجوارح، وقد يراد به أيضاً عمل القلب، كالتوكل والخوف والإنابة والمحبة، وما أشبه ذلك.
و {الصَّالِحَاتِ} هي التي كانت خالصة لله، وموافقة لشريعة الله.
ولا يمكن أن يكون العمل صالحاً إلَّا بهذا، الإخلاص لله، والموافقة لشريعة الله، فمن أشرك؛ فعمله غير صالح، ومن ابتدع فعمله غير صالح، ويكون مردوداً عليهما، ودليل ذلك قوله تبارك وتعالى في الحديث القدسي: "أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ".
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ". أي: مردود عليه، فصار العمل الصالح ما جمع وصفين: الإخلاص لله، والمتابعة لشريعة الله، أو لرسول الله؟
الجواب: لشريعة الله أحسن، إلَّا إذا أريد بالمتابعة لرسول الله، الجنس، دون محمد صلى الله عليه وسلم فنعم، لأن المؤمنين من قوم موسى وقوم عيسى يدخلون في هذا.
(كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً) قوله: {كَانَتْ لَهُمْ} هل المراد بالكينونة هنا الكينونة الماضية، أو المراد تحقيق كونها نزلاً لهم؟ كقوله تعالى: {وكان اللع غفورا رحيما}؟ نقول: الأمران واقعان، فكانت في علم الله نزلا لهم، وكانت نزلا لهم على وجه التحقيق؛ لأن "كان" قد يسلب منها معنى الزمان، ويكون المراد بها التحقيق.
(جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً) هل هذا من باب إضافة الموصوف إلى صفته، أو لأن الفردوس هو أعلى الجنَّات، والجنَّات الأُخرى تحته؟
الجواب: الظاهر الثاني لأنه ليس جميع المؤمنين الذين عملوا الصالحات ليسوا كلهم في الفردوس، بل هم في جنات الفردوس، والفردوس قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ" أعلى الجنة ووسط الجنة معناه أن الجنة مثل القبَّة، وفيه أيضاً وصف رابع: ومنه تفجر أنهار الجنة.
...
) خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً) (الكهف:108)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/262)
قوله تعالى: {) خَالِدِينَ فِيهَا} أبداً، ولا نزاع في هذا بين أهل السنة.
(لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً) أي لا يطلبون عنها بدلاً، {حِوَلاً} أي: تحولا؛ لأن كل واحد راضٍ بما هو فيه من النعم، وكل واحد لا يرى أن أحداً أكمل منه، وهذا من تمام النعيم، أنت مثلاً لو نزلت قصراً منيفاً فيه من كل ما يبهج النفس، ولكنك ترى قصر فلان أعظم منه، هل يكمل سرورك؟
الجواب: من يريد الدنيا لا يكمل سروره، لأنه يرى أن غيره خير منه، لكن في الجنة، وإن كان الناس درجات، لكن النازل منهم - وليس فيهم نازل - يرى أنه لا أحد أنعم منه، عكس أهل النار، أهل النار يرى الواحد منهم أنه لا أحد أشد منه، وأنه أشدهم عذاباً.
(لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً) يعني لو قيل للواحد: هل ترغب أن نجعلك في مكان آخر غير مكانك لقال: "لا"، وهذا من نعمة الله على الإنسان أن يقنع الإنسان بما أعطاه الله - - وأن يطمئن ولا يقلق.
...
) قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً) (الكهف:109)
قوله تعالى: {) قُلْ} أي: يا محمد: {لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً} يعني حبراً يكتب به (لِكَلِمَاتِ رَبِّي)
(لَنَفِدَ الْبَحْرُ) قبل أن تنفد كلمات الله - -، لأنه المدبر لكل الأمور، وبكلمة {كن} لا نَفاد لكلامه - -، بل أن في الآية الأخرى {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ}، أي: لو كان أقلاماً) وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ) (لقمان:27). لَنَفِد البحر وتكسرت الأقلام وكلمات الله - جلَّ وعلا - باقية.
(وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً) يعني زيادة، فإن كلمات الله لا تنفد، وفي هذا نص صريح على إثبات كلام الله - -، وكلمات الله - - كونية، وشرعية، أما الشرعية فهو ما أوحاه إلى رسله، وأما الكونية فهي ما قضى به قَدَرهُ) إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (يّس:82)، وكل شيء بإرادته، إذاً فهو يقول لكل شيء {كُنْ فَيَكُونُ}، ومن الكلمات الشرعية ما أوحاه - - إلى من دون الرسل، كالكلمات التي أوحاها إلى آدم، فإن آدم عليه الصلاة والسلام، نبي وليس برسول، وقد أمره الله ونهاه، والأمر والنهي كلمات شرعية.
...
) قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) (الكهف:110)
قوله تعالى: {) قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ} يعني أعلن للملأ أنك لست ملكاً، وأنك من جنس البشر {إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} وذِكر المثلية لتحقيق البشرية، أي: أنه بشر لا يتعدى البشرية، ولذلك كان - عليه الصلاة والسلام - يغضب كما يغضب الناس، وكان صلى الله عليه وسلم يمرض كما يمرض الناس، وكان يجوع كما يجوع الناس، وكان يعطش كما يعطش الناس، وكان يتوقى الحر كما يتوقاها الناس، وكان يتوقى سهام القتال كما يتوقاها الناس، وكان ينسى كما ينسى الناس، كل الطبيعة البشرية ثابتة للرسول - عليه الصلاة والسلام - وكان له ظِلٌ كما يكون للناس.
أمّا من زعم أن الرسول صلى الله عليه وسلم نُورَاني، ليس له ظل فهذا كذب بلا شك، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم كغيره من البشر له ظل ويستظل أيضاً، ولو كان الرسول صلى الله عليه وسلم ليس له ظل، لنقل هذا نقلاً متواتراً؛ لأنه من آيات الله - - إذاً الرسول صلى الله عليه وسلم بشر مثل الناس، وهل يقدر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يجلب للناس نفعاً أو ضراً؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/263)
الجواب: لا، كما أمره الله - - أن يقول:) قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلا رَشَداً) (الجن:21)، ومن العجب أن أقواماً لا يزالون موجودين، يتعلقون بالرسول صلى الله عليه وسلم أكثر مما يتعلقون بالله - - إذا ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم اقشعرت جلودهم، وإذا ذكر الله كأن لم يُذكر! حتى إن بعضهم يؤثر أن يحلف بالرسول صلى الله عليه وسلم دون أن يحلف بالله - - وحتى إن بعضهم يرى أن زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، أفضل من زيارة الكعبة، ولقد شاهدت أناساً حُجزوا عن المدينة في أيام الحج لقرب وقت الحج، لأنه إذا قرب وقت الحج منعوهم من الذهاب إلى المدينة، لئلَّا يفوتهم الحج، يبكي! يقول: أنا منعت من الأنوار، ومنعت من كذا وكذا ويعدد ما نسيته الآن، فيقال له: أنت لماذا جئت؟ قال: جئت لمشاهدة الأنوار كأنه ما جاء إلا لزيارة المدينة، ونسي أنه جاء ليؤدي فريضة الحج، وسبب ذلك الجهل؛ وأن العلماء لا يبينون للعامة، وإلّا فالعامي عنده عاطفة جياشة لو أنه أخبر بالحق لرجع إليه.
(يُوحَى إِلَيَّ) هذا هو الميزة للرسول صلى الله عليه وسلم، أنه يوحى إليه، وغيره لا يوحى إليه، إلَّا إخوانه من المرسلين عليهم الصلاة والسلام.
(أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ) هذه الجملة حصر، كأنه قال: لا إله إلا واحد، واستفدنا أنها للحصر من "إنَّما"؛ لأن كلمة "إنما" من أدوات الحصر، تقول: "إنما زيد قائم" يعني ليس له وصف غير القيام، وتقول: "إنما العلم بالتعلم" وليس هناك طريق للعلم إلَّا بالتعلم.
(فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ) أي: يُأمِّل أن يلقى الله - - ويؤمن بذلك.
(فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً) دعوة يسيرة سهلة، أتريد أن تلقى ربك وقلبك مملوء بالرجاء؟ إذا كان كذلك
{فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً}. كل إنسان عاقل يرجو لقاء الله - - ولقاء الله - - ليس ببعيد، قال الله تعالى:) مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (العنكبوت:5). قال بعض العلماء: إن قوله {فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ} بمعنى قولِهم "كل آتٍ قريب".
(فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) إذا قال قائل: ألستم قررتم أن العمل الصالح، لا بد فيه من إخلاص ومتابعة؟ قلنا: بلى، لكنه لما كان الإخلاص ذا أهمية عظيمة ذكره تخصيصاً بعد دخوله ضمن قوله: {فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً}.
وتأمل قوله: {بِعِبَادَةِ رَبِّهِ} ليتبين لك أنه جلَّ وعلا حقيق بأن لا يشرَك به؛ لأنه الرب الخالق المالك المدبر لجميع المخلوقات، إننا نقول بقلوبنا وألسنتنا: "ربنا الله" ونسأل الله تعالى الاستقامة حتى ندخل في قوله تعالى
) إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) (فصلت:30)
والحمد لله الذي وفقنا لإكمال هذه السورة، وصلّى الله وسلّم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
ـ[المنصور]ــــــــ[18 - 10 - 04, 02:12 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[25 - 12 - 04, 01:32 م]ـ
ولتحميل تفسيرها وكتب كثيرة للشيخ اطلع على هذا وحمل منه ما تشاء:
http://www.ibnothaimeen.com/all/eBook-a.shtml
ـ[علي الأسمري]ــــــــ[25 - 12 - 04, 02:41 م]ـ
الجانب التربوي التطبيقي (العملي العميق كما تقول)
ستفيد من كتاب رائع للشيخ ابوالحسن الندوي برد الله مضجعه
بعنوان أظن ((تأملات في سورة الكهف) أفدت منه كثيرا في دروس لي حول السورة وقصصها الأربع
وكذلك (من قصص السابقين في القرآن) للخالدي فله وقفات رائعة كمثل وقفتة على قوله تعالى ((فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا)) وكيف وجدوا الرحمة في الكهف الضيق!
ـ[سلطان التميمي]ــــــــ[26 - 05 - 05, 04:14 م]ـ
أيضاً هناك تفسير سورة ص للشيخ محمد بن عثيمين صدر بمجلد واحد
ـ[الدكتور مسدد الشامي]ــــــــ[28 - 06 - 05, 02:18 م]ـ
تفسير سورة الكهف
للشيخ ابي الأمجد شير علي شاه
رسالة ماجستير نوقشت بالجامعة الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية
طبعت عام 1403 هـ(2/264)
جامع المواضيع المتعلقة بالتفسير وعلوم القرآن في جلسة العلوم الشرعية
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[20 - 10 - 04, 12:52 م]ـ
الحمد لله رب العالمين
هذا جامع للمواضيع المتعلقة بتفسير كتاب الله، وكذلك ما يتعلق بعلوم القرآن والتفسير،وذلك بمناسبة شهر رمضان الكريم، نسأل الله أن يزقنا وإياكم فيه كثرت تلاوة كتابه العزيز وتدبره وتفهمه، وباب المشاركة للجميع.
طريقة مجربة لفهم معاني كتاب الله ... هل تريد أن تكون مفسرا؟؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=10969#post10969)
أكثر من ثلثي تفسير مجاهد من طريق ابن أبي نجيح وابن جريج عن مجاهد ولم يسمعا منه. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=14294#post14294)
دراسات تحليلية لترجيحات ابن قيم الجوزية التفسيرية ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4790&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
هل تعلم ما هي أجمع التفاسير للمأثور عن النبي صلى الله عليه و سلم و السلف ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3200&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
إسماعيل بن أبي زياد وتفسيره ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5326&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
هذا القرآن في مائة حديث ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4882&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
كتب مقترحة لدراسة التفسير ومناهج المفسرين وعلوم القرآن [مهم] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4872&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
يتبع بإذن الله تعالى
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[20 - 10 - 04, 01:10 م]ـ
متعلق بالختمات المسجلة حول العالم الإسلامي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5127&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
رسالة دكتوراة في التفسير ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2959&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
أبو عبيد القاسم بن سلام ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2979&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
الجديد في مكتبات التفسير وعلوم القرآن ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6396&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
امر اشكل علي في اشتراط ان تكون القراءة صحيحة , وهو ان توافق وجه من اوجه اللغة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5273&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
الوقف والابتداء عند أهل الأداء وعلاقته بالمعنى القرآنى ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6276&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
التكبير في سور الختم ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4113&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
مرويات أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في فاتحة الكتاب ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6765&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
مذاكرات علمية جادة بين المفسرين والمحدثين ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6457&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
ضيف الملتقى الشيخ مساعد بن سليمان بن ناصر الطيار ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6897&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
سؤال لأبي خالد السلمي (سلمه الله). ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6264&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
ما رأيكم في تفسير صفوة التفاسير؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7838&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
فوائد علمية من سورة (الطلاق) آمل الاستفادة منها. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7329&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[20 - 10 - 04, 01:38 م]ـ
سؤال حول نزول القرءان، هل هو على المجاز ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7527&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
التفسير الموضوعي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7509&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
تفسير مجاهد ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7514&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/265)
لقاء الملتقى بفضيلة الشيخ مساعد بن سليمان الطيار (ضع سؤالك في التفسير وعلومه) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7689&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
المطبوع الجديد في التفسير و علومه و مدارسه مع التعريف بها بالتفصيل ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7353&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
الغلط في نسبة الأقوال لابن عباس في التفسير ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7683&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
التفسير بالماثور والراي وامثلة عليهما ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7661&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
تاريخ القرآن الكريم- محمد طاهر الكردي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7761&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
دروس في التفسير ........ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7694&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
(( مسألة مشكلة في تفسير آية الكرسي)) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7836&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
منهج التفسير العلمي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7762&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
حفظ القران الكريم ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=8096&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
علماء الحديث وعنايتهم بعلم القراءات (ابن حجر نموذجاً) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=8063&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
عاجل ... هل صح من هذه الروايات شيء .. عن سورة الأحزاب.؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=8005&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
أصول وكليات من أصول التفسير وكلياته لا يستغني عنها المفسر للقرآن للعلامة السعدي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7821&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
رواية عطاء الخراساني عن ابن عباس هل هي صحيحة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5017&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
آيات أشكلت على بعض المفسرين (1) معنى الذرية وكلام الشيخ السعدي رحمه الله ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=3613)
آيات أشكلت على بعض المفسرين (2) للشنقيطي في أضواء البيان حول معنى (لاينكح) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3614&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
من يعرف شيئا عن كتاب اللباب لابن عادل ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=8170&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
هل توفى الله عيسى عليه السلام؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=8479&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
هل يوجد كتاب في تخريج أسباب النزول وبيان الصحيح منها ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6998&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
من هو ابن الجزري رحمه الله؟؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=8559&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
هل ابن تيمية عالم بالقراءات؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=8545&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
هل تفسير العلامة ابن سعدي تفسير بالمأثور أم بالمعقول؟!!! ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5262&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
بشارة ياأهل الحديث!! تفسير الشيخ الشنقيطي بإشراف الشيخ خالد السبت ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=9702&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
معنى إفساد بني إسرائيل في الأرض مرتين للشيخ الشنقيطي رحمه الله ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=9448&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
هل يكفر [الذي يستخدم كلمات القرآن في مخاطبة الناس] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4570&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
كتاب المصاحف للسجستاني طُبع مؤخراً ... ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=9165&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
من هو هشام بن محمد بن السائب الكلبي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=9648&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
23
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/266)
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[20 - 10 - 04, 02:53 م]ـ
جزاكم الله خيراً على هذه الفوائد
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[20 - 10 - 04, 05:33 م]ـ
وجزاكم الله خيرا أخي الجندي المسلم وبارك فيكم وفي علمكم ودعوتكم.
هل يعارض أثر ابن عباس في نزول القرآن إلى بيت العزة =أن الله يتكلم بالقرآن حين إنزاله! ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=10366&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
من هم الصحابة الذين ثبت أنهم فسروا القرآن بالإسرائيليات؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=10323&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
مهم وللنقاش: تطبيق قواعد المصطلح والجرح والتعديل على كتب المغازي والسير ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=907&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
ملتقى أهل التفسير ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=10331&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
فوائد منتقاة من أضواء البيان للعلامة محمد الأمين الشنقيطي (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=9894&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
آيات أشكلت على بعض المفسرين (3) قصة الغرانيق ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=10403&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
(( كتاب التفسير)) للإمام أبي بكر بن خزيمة (!!!). ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5906&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
مختصر رسالة أصول وكليات في التفسير ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=10689&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
ثبوت تفسير الإمام أحمد:من فوائد الشيخ مساعد الطيار حفظه الله ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7154&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
فهرس الفوائد العلمية في كتب التفسير لابن عثيمين ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=11765&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
مرويات ورقاء في التفسير هل هي صحيحة؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=11891&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
كتابة القرآن بغير الخط العثماني .. !! ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2831&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
تلوين (بعض) أحكام التجويد في القرآن الكريم؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=12752&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[20 - 10 - 04, 06:19 م]ـ
قوله تعالي ((والله خلقكم وما تعملون)) والصواب في ((ما)) انها موصولة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3563&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
معنىالذرية في قوله تعالى (واتبعتهم ذريتهم بايمان) للعثيمين ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=15440&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
هل تفسير البيضاوي من التفاسير الموثوق بها؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14792&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
متى رفع عذاب الاستئصال عن الأمم (من كلام الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6618&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
ما الراجح في أصحاب الرس ومن نبيهم .. ؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=15794&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
كتب عن الإسرائيليات في التفسير والتاريخ (ساهم بما عندك) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13118&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
ترجمة الشيخ عبد الباسط هاشم و شيوخه ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6595&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
تفسير العشاب ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13617&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
هَلْ كِتابُ " تَنَّوِيرِ المِقْبَاس ... " مِنْ كَلامِ ابْنِ عَبَّاسٍ؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=8182&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
سؤال حول أوجه ثبوت الخبر النبوي عند ابن جرير الطبري ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14370&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
من النفائس كتاب العذب النمير في مجالس الشنقيطي في التفسير (صاحب أضواء البيان) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14869&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
أثرالحديث الضعيف والوضوع فى التفسير ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14973&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
معلومة مهمة حول اختصار ابن كثير لأحمد شاكر ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14966&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
تحرير حال السدي الكبير ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13703&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
من لديه رغبة في الدراسات القرآنية ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4805&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/267)
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[20 - 10 - 04, 06:43 م]ـ
معنى فلا أثم عليه في قوله تعالى (فمن تعجل في يومين فلا أثم عليه ومن تأخر فلا أثم عليه) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=16490&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
من لطائف التفسير والوقوف 2 ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=17587&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
تفسير " روح المعاني " من التفاسير السلفية؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=17785&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
قول سفيان الثوري لايوجد اختلاف في التفسير ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=16767&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
من لطائف الخلاف في التفسير ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=17316&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
( قُلْ يَا أهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كلمة سواء.) لا تصح قراءتها في سنة الفجر ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=16809&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
المقصود بالفتنة في قوله تعالى (والفتنة أكبر من القتل) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=17615&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
منظومة تفسير غريب القرآن الكريم للحافظ العراقي: ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3080&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
الفية غريب القران لمحمد بن السيد محمد بن العالم الرجلاوي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5279&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
حل المعضلات للآيات المشكلات ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=15875&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
كيف نوجّه كلام ابن مسعود في هذه الآية القرآنية؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=15737&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
كتب في التفسير الموضوعي؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=16384&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
مصادر تفسير الرازي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=9860&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
ما أحسن طريقة لدراسة التفسير؟؟؟؟؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=18188&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
آيات الجهاد في القرآن الكريم ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=18258&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
هل العزير نبي أم رجل صالح؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=12106&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
معنى قول الإمام أحمد: [ثلاثة ليس لها أصل: التفسير والملاحم والمغازي]. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3211&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
قول الإمام أحمد: ثلاثة ليس لها أصل: التفسير والملاحم والمغازي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=18717&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
ابحث عن تعريف علمي بكتاب زاد المسير ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=19170&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
هل أسانيد التفسير لها نفس أحكام اسانيد الأحاديث؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=19534&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[20 - 10 - 04, 07:19 م]ـ
كتاب (الإجماع في التفسير) للخضيري ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7943&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
كلما تقدمنا في الحديث تأخرنا في القرآن!! ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=611&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
دلوني على عالم في التفسير اطلب عليه هذا العلم في الرياض او القصيم او قريبا منهما ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=20188&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
كلام ابن تيمية رحمه الله حول تفسير السدي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=19547&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
مقدمة الشيخ عطية محمد سالم رحمه الله لتتمة أضواء البيان ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=20755&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/268)
الإمام الطبري - رحمه الله - عند العلماء والباحثين قديماً وحديثا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=20120&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[20 - 10 - 04, 08:01 م]ـ
نبذة مختصرة عن السيرة الذاتية للعلامة محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=20558&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
طلب حول: تخريج أحاديث كتب التفسير - المطبوع والمخطوط ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=21186&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
السدي (أبحاث ودراسات) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=21062&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
هل يصح القول بأن ثلاثة أرباع أضواء البيان للشنقيطي مأخوذ من القرطبي؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=21992&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
ما حكم تفسير القرآن بالعامية؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=21976&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
(( علل أحاديث التفسير)) لشيخنا: يحيى بن عبدالله الشهري ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=19405&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
حول صحيفة علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في التفسير ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=8686&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
قول الباري سبحانه (اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ) محكم غير منسوخ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22014&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
هل الأحرف السَّبعة هي القِراءات السَّبع؟! ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5383&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
ما هي أهم الكتب التي تحدثت عن الخلاف بين المفسرين ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22629&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
ماحكم تفسير القرآن ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22444&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
هل نجزم بصحة هذا عن ابن عباس رضي الله عنهما؟؟ في تفسير {فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك} ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23163&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
تفسير الشيخ بن عثيمين رحمه الله للآية التالية وهي آية (212 من سورة البقرة) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23390&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
المُعْجِزَةُ المَزْعُومَةُ فِي أَحْدَاثِ بُرْجَيِّ التِّجَارَةِ العَالَمِي فِي إمريكا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2060&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
هل هناك كتاب حول تفسير سورة الكهف أو ص؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23521&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
كم ستختم القرآن من مرة في شهر رمضان ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13203&highlight=%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[21 - 10 - 04, 12:01 ص]ـ
أحسن الله إليكم يا شيخنا عبد الرحمن الفقيه وجعل ما تقومون به في ميزان حسناتكم
ـ[المسيطير]ــــــــ[21 - 10 - 04, 01:06 ص]ـ
أحسن الله إليكم يا شيخنا عبد الرحمن الفقيه وجعل ما تقومون به في ميزان حسناتكم.
ـ[العوضي]ــــــــ[21 - 10 - 04, 07:18 ص]ـ
بارك الله فيك شيخنا الكريم
ـ[سؤال-1 - ]ــــــــ[27 - 10 - 04, 11:26 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبد الله التميمي]ــــــــ[31 - 10 - 04, 12:35 ص]ـ
بارك الله فيك يا شيخنا الكريم ... وجعل الله ما وضعته في ميزان حسناتك وحسنات الأخوة يوم القيامة .. وان يوفقنا وإياكم لنصرة الإسلام والمسلمين ونصرة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ..(2/269)
ماذا تسمى سورة المائدة؟ ما هي الآية التي نزلت في جوف الكعبة؟
ـ[روح الإسلام]ــــــــ[26 - 10 - 04, 06:41 م]ـ
لدي سؤال أرجو إعانتي
- ماذا تسمى سورة المائدة؟
- ما هي الآية التي نزلت في جوف الكعبة؟
ـ[روح الإسلام]ــــــــ[26 - 10 - 04, 10:37 م]ـ
أين انتم يا أهل الحديث؟
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[26 - 10 - 04, 10:51 م]ـ
لق تلقيت الاجابة على سؤالك في ملتقى أهل التفسير
ألم ترض منها؟
موراني
ـ[روح الإسلام]ــــــــ[27 - 10 - 04, 02:04 ص]ـ
بلى رضيت يا أخي
ولا تعتب علينا
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[27 - 10 - 04, 02:39 ص]ـ
أخي الكريم:
أخشى أن تكون هذه الأسئلة أسئلة مسابقات رمضانية!
إذا كان الأمر كذلك، فأخشى أن يتحول الملتقى _ خاصة في رمضان _ إلى ميدان لحل المسابقات والألغاز، فيخرج بذلك عن الغرض الذي وضع من أجله.
وفقكم الله.
ـ[روح الإسلام]ــــــــ[28 - 10 - 04, 02:57 ص]ـ
استغفر الله أخي أبا خالد (بصيغة الأمر)
لم تقول هذا الكلام
وإن كانت مسابقات رمضانية أليس يجنى منها ثمرة المعرفة لا تطع الشيطان في تأويل الأمور والتشدد في الأحكام
عفا الله عنا وعنك
فلا أظن أن المنتدى وضع لهدف غير تثقيف الناس وتعريفهم بأمور دينهم .. أليس كذلك(2/270)
هل يوجد بحث في مسألة المقارنة بين التفاسير؟
ـ[شبارق]ــــــــ[02 - 11 - 04, 03:25 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يوجد بحث أو مقال حول هذه التفاسير، فمثلاً تفسير البغوي، الثعالبي
تفسير البيضاوي وغيرها من التفاسير، هل يوجد كلام حول هذا؟
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[16 - 11 - 04, 03:34 ص]ـ
يوجد محاضرة لمعالي الشيخ صالح آل الشيخ بعنوان مناهج المفسرين وهي مفرغة على هذا الملف:
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[16 - 11 - 04, 10:31 م]ـ
وهناك سلسلة لفضيلة الشيخ مساعد الطيار وفقه الله عن كتب التفسير في موقع طريق الاسلام
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=730
وفقكم الله
ـ[شبارق]ــــــــ[17 - 11 - 04, 11:14 م]ـ
جزاكما الله خيراً وبارك فيكما.(2/271)
أحتاج صورة نسخة خطية من المنفردات والوحدان للإمام مسلم رحمه الله تعالى
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[18 - 11 - 04, 07:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحتاج صورة نسخة خطية من المنفردات والوحدان للإمام مسلم رحمه الله تعالى
الرجاء من يستطيع إفادتي مراسلتي على بريدي الإلكتروني
بارك الله تعالى بكم
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[26 - 01 - 05, 11:26 ص]ـ
للرفع(2/272)
عن الاختلاف بين ورش و حفص
ـ[متسائل1]ــــــــ[26 - 11 - 04, 03:04 م]ـ
إشكال قرأته في منتدى
قرأت هذا الأشكال في أحد المنتديات الحوارية بين مسيحي ومسلم - و لا أريد وضع رابط ذلك المنتدى لأن فيه إساءات بالغة للأسلام-
حيث يزعم ذلك النصراني أن القرآن لم يحفظ،بل إن اختلاف القراءات هو أكبر من مجرد اختلاف في تهجية كلمات بل هو اختلاف في وجود كلمات من مصاحف وغيابها في أخرى،
وأعطى أمثلة منها:
في قراءة حفص:
الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد
وفي قراءة ورش حذفت كلمة بكاملها
الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ومن يتول فإن الله الغني الحميد
أجل إن إثبات لفظ هو في رواية وحذفها في أخرى لم يخل بالمعنى أبدا،بل المعنى محفوظ.
ولكن الأشكال عندي هو أن هذا ما يتعارض مع ما نجده في المصاحف عندما تكرر اللجنة قولها:
ملاحظات اللجنة العلميه لمراجعة طباعة المصحف على رواية ورش كتبت:
((هذا وكل حرف من حروف هذا المصحف موافق لنظيره في المصاحف العثمانيه السته السابق ذكرها))
وفي المصحف على رواية حفص نجد اللجنة تقول أيضا:
((هذا وكل حرف من حروف هذا المصحف موافق لنظيره في المصاحف العثمانيه السته السابق ذكرها))
فكيف يكون مطابقا للكتب الستة؟ هل يعني هذا أن هذه الكتب الستة التي أمر عثمان رضي الله عنه كانت تثبت اختلاف القراءات؟ مع أن قيام عثمان بجمع الناس على كتاب إمام كان من أجل منع الاختلاف. فكيف يثبته؟
ولقد طرحت هذا الموضوع في منتدى أهل التفسير ولم أتلق إجابة شافية وافية
لذا أرجو من المشايخ أن يجيبونا على هذا الاشكال
وإذا لم أجد عندكم إجابة شافية أرجو أن تقوم الأدارة بحذف الموضوع.
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[26 - 11 - 04, 05:53 م]ـ
بارك الله فيكم
قرأ نافع وابن عامر بإسقاط (هو) في قوله تعالى في سورة الحديد (فإن الله هو الغني الحميد)
وهذه القراءة كانت اتباعا لمصاحفهم ففي مصحف عثمان الذي كتبه للمدينة والشام بدون هو، وفي المصاحف التي أرسلها للآخرين بإثباتها حتى يبين جواز القراءة بالوجهين وهي ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم (الكافي 180وتلخيص العبارة156).
فلا يبقى إشكال في قول اللجنة فقراءة ورش موافقة لمصحف عثمان الذي كتبه للمدينةوالشام فهي موافقة لنظيرها الذي في المصحف العثماني.
وقال ابن الجزري في النشر
قلنا ونعني بموافقة أحد المصاحف ما كان ثابتاً في بعضها دون بعض كقراءة ابن عامر (قالوا اتخذ الله ولداً) في البقرة بغير واو (وبالزبر وبالكتاب المنير) بزيادة الباء في الاسمين ونحو ذلك فإن ذلك ثابت في المصحف الشامي وكقراءة ابن كثير (جنات تجري من تحتها الأنهار) في الموضع الأخير من سورة براءة بزيادة من فإن ذلك ثابت في المصحف المكى وكذلك (فإن الله هو الغني الحميد) في سورة الحديد بحذف هو وكذا (سارعوا) بحذف الواو وكذا (منها منقلباً) بالتثنية في الكهف
إلى غير ذلك من مواضع كثيرة في القرآن اختلفت المصاحف فيها فوردت القراءة عن أئمة تلك الأمصار على موافقة مصحفهم فلو لم يكن ذلك كذلك في شيء من المصاحف العثمانية لكانت القراءة بذلك شاذة لمخالفتها الرسم المجمع عليه
ـ[متسائل1]ــــــــ[26 - 11 - 04, 07:01 م]ـ
جزاكم الله خيرا يا شيخ عبد الرحمان
عندي سؤال:
لماذا حرص الخليفة عثمان رضي الله عنه على اثبات بعض اختلافات الرسم، مع انه ما أراد بجمع الناس على كتاب إمام إلا نفي الأختلاف؟
ما السبب الذي جعله يبقى بعض هذه الاختلافات ويوزعها على المصاحف؟
ـ[يوسف بن عواد البردي]ــــــــ[22 - 01 - 06, 04:51 م]ـ
أنصح الأخ السائل بمراجعة كتاب "رسم المصحف دراسة تأريخية لغوية " لفضيلة الدكتور غانم قدوري الحمد _حفظه الله_ فقد أجاد وأفاد.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 01 - 06, 06:05 م]ـ
جزاك الله خيرا على الدلالة على هذا الكتاب، وقد راجعته قبل جواب الأخ سابقا ولم يتعرض لهذه المسألة. وأما فعل عثمان رضي الله عنه في هذا فقد يفسر بأنه ترك بعض الإختلافات اليسيرة جدا ليبين جواز القراءة بهذا الحرف الواحد على هذه الأوجه، فهذا الحرف الذي اختاره عثمان رضي الله عنه من ضمن الأحرف الأخرى يقرأ على عدة أوجه، فأثبتها جميعا في المصاحف التي أرسلها للبلدان، فهذه الأوجه يجوز القراءة بها في الحرف الذي اختاره عثمان رضي الله عنه.
والمقصود أن عثمان رضي الله عنه اختار حرفا من الأحرف السبعة وجمع الناس عليه، وهذا الحرف الذي هو بلهجة قريش ثبت بعدة أوجه، فأثبت عثمان رضي الله عنه جميع ذلك.
فالمقصود أن المصحف العثماني هو على حرف واحد بجميع الأوجه التي تجوز فيه، والله أعلم.
ـ[مجدي أبو عيشة]ــــــــ[22 - 01 - 06, 09:42 م]ـ
احب ان انبه ان ما فعله عثمان رضي الله عنه هو نسخ المصاحف.
وانما الاصل في القران هو التعلم والتلقي والقراءة حسب ما تعلم.
والنسخ انما كان لما يوافق القراءات الصحيحة عن النبي
وانما نسخ عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - المصحف لاختلاف القراءة عما صح قراءته بزيادة او نقص عن الصحيح.
فعثمان رضي الله عنه لم يلغي احرفا ولا زاد احرف وانما نسخ المصحف كما هو منزل ومكتوب بمصاحف الصحابة الذي تلقوه عن النبي.
فالقران محفوظ بالصدور والسطور معا. ولولا ذلك لاختلفت القراءة عما نعرفه اليوم.
اما ردك على ذلك النصراني فيمكنك ان تضع له صورة من المصحف الشريف بالقراءات الصحيحة (مصحف القراءات).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/273)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[03 - 11 - 08, 07:33 م]ـ
جزاكم الله خيرا يا شيخ عبد الرحمان
عندي سؤال:
لماذا حرص الخليفة عثمان رضي الله عنه على اثبات بعض اختلافات الرسم، مع انه ما أراد بجمع الناس على كتاب إمام إلا نفي الأختلاف؟
ما السبب الذي جعله يبقى بعض هذه الاختلافات ويوزعها على المصاحف؟
يقال أنه أراد جمع الناس على ما جاء في العرضة الأخيرة دون أن يلزمهم بلهجة أو قراءة معينة
ـ[أمين حماد]ــــــــ[04 - 11 - 08, 02:25 م]ـ
شيخنا عبد الرحمن
أحب منك بحث مسألة الأحرف السبعة والإفادة بخلاصتها إن وجدت متسعا
فصاحب الأضواء رحمه الله يرى أن جمع المصحف على حرف واحد غير صحيح
بل خطأ من ابن جرير رحم الله الجميع
كما أخبرني بذلك أحد طلابه بجامعة أم القرى
ويعلل ذلك بجلالة الصحابة وحرصهم على ماترك رسول الله صلى الله عليه وسلم
فكيف يتجرأ عثمان أوغيره من أجلاء الصحابة على حذف ما تركه الرسول صلى الله عيه وسلم
{ولا شك أنهم كانوا في غاية الحرص على ما ترك فسرية أسامة مثال لكما ذكر}
ـ[محمد أمنزوي]ــــــــ[24 - 03 - 09, 07:42 م]ـ
الأخ "متسائل1"، السلام عليكم ورحمة الله
لعل فيما كتبه الأستاذ عبد الرحمن الفقيه الكفاية لمن يكتفي برؤوس المسائل، وإن أردت المزيد فارجع إلى كتاب "الاختلاف بين القراءات" للأستاذ أحمد البيلي، وهو في الأصل رسالة جامعية، وفيما يخص الموضوع الذي أثرته هنا انظر الفصلين الأول والثاني من الفصول العشرة التي يضمها الكتاب بين دفتيه، وإذا لم تجد الكتاب فقد يتيسر لي تلخيص الفصلين المذكورين في مشاركة قادمة بإذن الله
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[25 - 03 - 09, 01:13 م]ـ
أخي متسائل
جواب ما أتيت به يتلخص فيما يلي:
جمع عثمان القرآن على الرسم الذي مكتوب في الرقاع التي كان يُمليها النبي صلى الله عليه وسلم
و كانت بعض الآيات قد كُتبت في الرقعة بطريقتين، وعُلم بالضرورة أن النبي قد أقرها، فيكتبها أبي بن كعب أحدها في أحد المصحفين والأخرى في المصحف الآخر وهكذا.
والآية التي ذكرتها (الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد)
ولعل العلة في إقرار النبي صلى الله عليه وسلم كتبة الوحي في حذف (هو) في بعض الرقاع، أن النطق بـ (هو) بعد لفظ الجلالة فيه بعض المشقة على بعض الألسن لالتقاء الهائين، أضف إلى ذلك أن بعض الأعراب لا يذكرون إسم الإشارة بعد المُعرف تخفيفا.
من المعلوم أن النبي علّم أحرف أخرى لبعض الصحابة، لكن كثير من العلماء ذهب أن هذه الأحرف قد نُسخت بالعرضة الأخيرة
ليس صحيح أن سيدنا عثمان أراد حمل الناس على حرف واحد حتى لا يختلف الناس وفقط!
إنما حملهم على ما أخذوه من فم النبي صلى الله عليه وسلم حتى لا يفتح المجال لدخول ماليس بقرآن في القرآن
والصحابة قد اجمعوا وهم من كتبوا المصاحف ونسخوها بأيديهم، فلا مجال من يتشدق ويقول بأن عثمان قد أخطأ
ـ[حمزه الزيات]ــــــــ[25 - 03 - 09, 08:33 م]ـ
احب ان انبه ان ما فعله عثمان رضي الله عنه هو نسخ المصاحف.
وانما الاصل في القران هو التعلم والتلقي والقراءة حسب ما تعلم.
والنسخ انما كان لما يوافق القراءات الصحيحة عن النبي
وانما نسخ عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - المصحف لاختلاف القراءة عما صح قراءته بزيادة او نقص عن الصحيح.
فعثمان رضي الله عنه لم يلغي احرفا ولا زاد احرف وانما نسخ المصحف كما هو منزل ومكتوب بمصاحف الصحابة الذي تلقوه عن النبي.
فالقران محفوظ بالصدور والسطور معا. ولولا ذلك لاختلفت القراءة عما نعرفه اليوم.
اما ردك على ذلك النصراني فيمكنك ان تضع له صورة من المصحف الشريف بالقراءات الصحيحة (مصحف القراءات).
جزاك الله خيرا ان شاء الله هذا هو الصواب
ـ[حمزه الزيات]ــــــــ[25 - 03 - 09, 08:34 م]ـ
أخي متسائل
جواب ما أتيت به يتلخص فيما يلي:
جمع عثمان القرآن على الرسم الذي مكتوب في الرقاع التي كان يُمليها النبي صلى الله عليه وسلم
و كانت بعض الآيات قد كُتبت في الرقعة بطريقتين، وعُلم بالضرورة أن النبي قد أقرها، فيكتبها أبي بن كعب أحدها في أحد المصحفين والأخرى في المصحف الآخر وهكذا.
والآية التي ذكرتها (الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد)
ولعل العلة في إقرار النبي صلى الله عليه وسلم كتبة الوحي في حذف (هو) في بعض الرقاع، أن النطق بـ (هو) بعد لفظ الجلالة فيه بعض المشقة على بعض الألسن لالتقاء الهائين، أضف إلى ذلك أن بعض الأعراب لا يذكرون إسم الإشارة بعد المُعرف تخفيفا.
من المعلوم أن النبي علّم أحرف أخرى لبعض الصحابة، لكن كثير من العلماء ذهب أن هذه الأحرف قد نُسخت بالعرضة الأخيرة
ليس صحيح أن سيدنا عثمان أراد حمل الناس على حرف واحد حتى لا يختلف الناس وفقط!
إنما حملهم على ما أخذوه من فم النبي صلى الله عليه وسلم حتى لا يفتح المجال لدخول ماليس بقرآن في القرآن
والصحابة قد اجمعوا وهم من كتبوا المصاحف ونسخوها بأيديهم، فلا مجال من يتشدق ويقول بأن عثمان قد أخطأ
جزاك الله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/274)
ـ[عبد الله العباد]ــــــــ[30 - 03 - 09, 12:12 م]ـ
بارك الله فيك يا أبا عمر
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[06 - 10 - 10, 10:32 ص]ـ
لعل العلة في إقرار النبي صلى الله عليه وسلم كتبة الوحي في حذف (هو) في بعض الرقاع، أن النطق بـ (هو) بعد لفظ الجلالة فيه بعض المشقة على بعض الألسن لالتقاء الهائين، أضف إلى ذلك أن بعض الأعراب لا يذكرون إسم الإشارة بعد المُعرف تخفيفا.
جزاكم الله خيرا
لكن ببحث يسير وجدت "الله هو" في القرآن 27 مرة وليس في هذا الموضع فقط
فما تقول؟(2/275)
فائدة عزيزة جداً في التفسير ........... !!!
ـ[اسد الصمد]ــــــــ[05 - 12 - 04, 09:18 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا وسهلا بالأخوان والأحباب
كيف حالكم
أثناء قرائتي لكتاب التفسير والمفسرون في غرب أفريقيا للدكتور / محمد رزق طرهوني
وأثناء ترجمة السيخ العلامة عبدالله بن محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي حفظه الله تعالى آمين وذكر مؤلفاته قال (صفحة 260):
دراسة وتحقيق لكتاب الواضح في التفسير للدينوري رسالة الدكتوراة وأخبرني أن هذا الكتاب هو نفسه تنوير المقباس في تفسير ابن عباس وأن نسبته للفيروزآبادي نسبة خاطئة حيث وقف له على مخطوطة قبل ميلاده ثم هو يثني على هذا التفسير بشدة ويعتبر أن سمعة الكلبي هي التى أضعفت الإقبال عليه.أ. هـ
وللحصول على رسالة الدكتوراة الرائعة إليكم هذه الوصلة لموقع الشيخ
http://www.tarhuni.com/p4a.htm
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[05 - 12 - 04, 11:07 م]ـ
جزاكم الله خيرا رسالة نفيسة جدا-بارك الله في علم صاحبها-
ـ[أبو عائشة]ــــــــ[06 - 12 - 04, 02:35 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[البقاعي]ــــــــ[06 - 12 - 04, 10:46 ص]ـ
جزاك الله خير ...(2/276)
هل حدث تكرر للنسخ في القرآن؟
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[11 - 12 - 04, 05:02 م]ـ
حيث يذهب البعض إلى أن المثال على ذلك قوله تعالى} و اللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا {
قال القرطبي:
(هذه أول عزمات الزناة؛ و كان هذا في ابتداء الإسلام؛ قاله عبادة بن الصامت و الحسن و مجاهد حتى نسخ بالأذى الذي بعده. ثم نسخ ذلك بآية " النور " و بالرجم في الثيب. و قالت فرقة: بل كان الإيذاء هو الأول ثم نسخ بالإمساك، و لكن التلاوة أخّرت و قدّمت؛ ذكره ابن فورك) الجامع لأحكام القرآن 3/ 1654 شعب
فالآية المذكورة نسخ حكمها بقوله تعالى في الآية بعدها} و الذان يأتيانها منكم فآذوهما فإن تابا و أصلحا فأعرضوا عنهما إن الله كان توابا رحيما {
ثم نسخ حكم هذه الآية بحكم آية الجلد وحكم آية الرجم التي نسخت تلاوتها، فيكون هذا نسخا ثالثا إلا أنه للفظ دون الحكم
في حين يذهب البعض الآخر من العلماء مذهبا آخر في هاتين الآيتين، حيث يرى عدم تكرر النسخ فيهما، بل يكون المقصود من آية الحبس الثيبان، والمقصود من آية الإيذاء البكران، و عليه فهو قد تعامل مع على أهمنا حكمان في موضعين مختلفين، لا على أنهما حكمان نسخ أحدهما الآخر، ثم بعد ذلك نسخت الرجم حكم آية الحبس، و نسخت آية الجلد حكم آية الإيذاء، و يكون السكوت عن الثيب الزاني في آية الحبس لعلمه ضرورة من القياس الجلي
إلى الاتجاه الأخير ذهب الدكتور علي السايس كما في تفسيره لآيات الأحكام
محمد رشيد: رغم أن هذا القول أولى عندي من القول بتتالي النسوخ في أحكام القرآن، إلا أنه قد أشكل عليّ عدم ذكر الرجال في آية الحبس، وهذا مخالف للعادة في القرآن من إطلاق ما ظاهره إرادة الذكور، ثم يدخل فيه النساء، و أما ذكر النساء وإرادة دخول الذكور في الخطاب فهذا ـ شخصيا ـ لم أقابله في أي موضع من القرآن
إلا أن هذا التقسيم أولى عندي من القول بتتالي النسوخ بين الآيات، لا سيما و أن آية الإيذاء قد عطفت على آية الحبس بالواو، و هذا لا يقتضي ظاهره النسخ إلا ألا يكون ثمّ احتمال غيره
و أذكر أنني منذ سنوات قد قرأت في كتاب ـ أصولي أو في علوم القرآن لا أذكر ـ أنه لم يحدث أبدا تكرر للنسخ في القرآن، بمعنى أن ينسخ الناسخ، فيوضع الحكم ثلاث مرات
فما مناقشة الإخوة طلبة العلم لهذه المسألة؟
و ما قولهم في اتجاه أبي مسلم الأصفهاني في هذه الآيات حيث لا يقول بنسخ شيء منها، بل تكون آية الحبس خاصة بالمساحقات، و آية الإيذاء خاصة بمن يفعلون فعل قوم لوط ـ هذا بغض النظر عن مذهبه في عدم جواز النسخ أصلا ـ
بارك الله تعالى فيكم
أخوكم المحب / محمد رشيد الحنفي(2/277)
إلى الباحثين في أسانيد التفسير
ـ[أبو مسلم الشنقيطي]ــــــــ[20 - 12 - 04, 02:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك نظم نظمه أحد الشناقطة جمع فيه أسانيد طرق التفسير المشهورة كطرق ابن عباس وعلي وأبي وابن مسعود
النظم موجود في موقع شذرات شنقيطية تحت تبويب علوم القرآن
http://www.chadarat.com
ـ[زكريا أبو مسلم]ــــــــ[23 - 12 - 04, 10:21 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,
جزاك الله خيرا أخي أبا مسلم,
موقع طيب ممتاز جزى الله القائمين عليه خير الجزاء.
أخي أبا مسلم هل من سبيل للحصول على نظم الطُّرَّة في زيادات الألفية على الموقع أو من غيره؟؟ فقد أنهكني البحث عنها
ـ[أبو محمد الإفريقي]ــــــــ[24 - 12 - 04, 06:43 ص]ـ
عندي الطرة ولكن أنا في جنوب إفريقيا!!!
ـ[زكريا أبو مسلم]ــــــــ[25 - 12 - 04, 01:07 م]ـ
أخي الفاضل أبا محمد بارك الله فيك وأحسن إليك ..
هل من سبيل للحصول على نسخة من الطرة بارسالها إلي وأنا أتحمل تكاليف الإرسال؟ بارك الله فيك, فقد أعياني البحث عنها من سنين ..
جزاك الله خيرا
ـ[أبو مسلم الشنقيطي]ــــــــ[26 - 12 - 04, 02:49 م]ـ
أخي العزيز الكتاب الذي ذكرت موجود عندنا على شكل مخطوط فقط وقد كتب بالخط المغربي وبالطريقة الموريتانية التي تصعب قرآتها على من لم يتعود عليها ..
لكن الكتاب طبع في لبنان ولم يخرج بعد -حسب علمي- وقد تولى طبعه عبد الله بن الفقيه الشنقيطي وهو مقيم في قطر ويتولى ركن الفتوى في شبكة الإسلام القطرية.
فيكن أن تتصل به عن طريق الشبكة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[زكريا أبو مسلم]ــــــــ[27 - 12 - 04, 08:26 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشتي! أخي الفاضل أبا مسلم جزاك الله خيرا على المعلومات وأحسن الله إليك.
ـ[ابن عايض]ــــــــ[27 - 12 - 04, 03:26 م]ـ
موقع رائع (متواضع) يستحق الدعم
كنت ابحث عن موقع كهذا منذ زمن00000 فالحمد لله
وجزاك الله خيرا اخي ابا مسلم
ـ[أبو محمد الإفريقي]ــــــــ[28 - 12 - 04, 06:48 ص]ـ
أخي زكريا
لابن بونا الطرة وكذلك له الإحمرار
الإحمرار هو نظم زياداته على الألفية فعدد أبياتها مع الألفية بلغ 2128
أما الطرة فهي شرحه على الإحمرار
فالأحمرار عندي على نسخة مطبوعة والطرة مخطوطة بخط جميل قراءته سهل
في أي بلد انت؟
ـ[زكريا أبو مسلم]ــــــــ[08 - 01 - 05, 08:22 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في ماليزيا , ولاية صباح, مدينة كوتاكينابالو
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[25 - 04 - 07, 02:57 ص]ـ
أيها الإخوة: أين النظم؟!
ـ[أبو هر النابلسي]ــــــــ[05 - 06 - 09, 05:18 م]ـ
رفعتها لتتم الفائدة حيث أن رابط الأخ الذي وضعه معطل(2/278)
هل يوجد تأليف في التفسير أو علوم القرآن انفرد بتأليفه امرأة، في العصور المتقدمة
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[21 - 12 - 04, 10:51 م]ـ
قريبة لي طرحت هذا السؤال بناء على سؤال ورد إليها من أحد المحاضرات في كليات البنات والسؤال:
هل يوجد تأليف في التفسير أو علوم القرآن انفرد أو شارك بتأليفه امرأة، وذلك من القرن الأول الهجري إلى القرن الثاني عشر.
ومن أول امرأة كتبت في التفسير وعلوم القرآن في العصور المتأخرة؟
ـ[حسين الزعبي]ــــــــ[22 - 12 - 04, 12:17 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أعرف تفسير لأي إمرآة ولكن رأيت مجلد لزينب الغزالي الجبيلي وهي من المجاهدات ضمن جماعة الاخوان المسلمين سابقا
والمجلد تحت عنوان نظرات في كتاب الله وأظن بأنه أشبه بتفسير أو خواطر ونظرات الى كتاب الله
والله أعلم
ـ[ابو عبدالله الرفاعي]ــــــــ[22 - 12 - 04, 12:55 ص]ـ
لعائشة بنت الشاطيء لفتات طيبة وتفسير بياني
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[22 - 12 - 04, 02:46 ص]ـ
بارك الله فيكم
هي زيب النساء الهندية بيكم ابنة الشاه محيي الدين أورنك زيب عالمكير، سلطان الهند ولدت سنة 1048هوتوفيت سنة 1113هـ، حافظة لكتاب الله مفسرة له واسم تفسيرها (زيب التفاسير) ولم أطلع عليه ولا أدري ما منهجه.
انظر (قارئات حافظات) لمحمد خير يوسف صـ 19/ 47 - 46 دار ابن خزيمة.
رفع الله قدرك في الدنيا والآخرة.
ـ[أبو الفضل السلفي]ــــــــ[27 - 10 - 06, 12:31 ص]ـ
لقد كنت شاركت في ملتقى أهل التفسير بترجمة بسيطة للمفسرة بيكم أعيد نشرها هنا لعل فيها فائدة
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6056&highlight=%C3%E6%E1+%DD%D3%D1%CA+%C7%E1%DE%D1%C2%E 4
ـ[محمود إبراهيم]ــــــــ[28 - 10 - 06, 08:38 م]ـ
الإسرائيليات فى تفسير الطبرى
دراسة فى اللغة و المصادر العبرية
الدكتورة
امال محمد عبد الرحمن ربيع(2/279)
ما معنى الغرور في قول الله تعالى (فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولايغرنكم بالله الغرور)
ـ[أبو المنذر الأثري]ــــــــ[31 - 12 - 04, 03:36 ص]ـ
السلام عليكم
في قول الله تعالى (فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولايغرنكم بالله الغرور)
أريد من الإخوان تبيين ماجاء في قوله تعالى (الغرور) من حيث التفسير ومن حيث المدلول
العقدي؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[01 - 01 - 05, 05:04 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذه نقولات عن أهل العلم للفائدة
قال السيوطي في الدر المنثور ج6/ص530
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن و رضي الله عنهما في قوله (ولا يغرنكم بالله الغرور) قال هو الشيطان
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه (ولا يغرنكم بالله الغرور) قال الشيطان
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه (ولا يغرنكم بالله الغرور) قال الشيطان
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن سعيد بن جبير رضي الله عنه (ولا يغرنكم بالله الغرور) قال ان تعمل بالمعصية وتتمنى المغفرة) انتهى.
وقال ابن عطية في المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ج4/ص429
وقرأ جمهور الناس الغرور بفتح الغين وهو الشيطان قاله ابن عباس وقرأ سماك العبدي وأبو حيوة الغرور بضم الغين وذلك يحتمل أن يكون جمع غار كجالس وجلوس ويحتمل أن يكون جمع غر وهو مصدر غره يغره غرا ويحتمل أن يكون مصدرا وإن كان شاذا في الأفعال المتعدية أن يجيء مصدرها على فعول لكنه قد جاء لزمه لزوما ونهكه المرض نهوكا فهذا مثله وكذلك هو مصدر في قوله (فدلاهما بغرور) انتهى.
وقال ابن كثير في تفسيره ج3/ص548
(ولايغرنكم بالله الغرور) وهو الشيطان قاله بن عباس رضي الله عنهما أي لا يفتننكم الشيطان ويصرفنكم عن اتباع رسل الله وتصديق كلماته فإنه غرار كذاب أفاك وهذه الآية كالآية التي في آخر لقمان فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولايغرنكم بالله الغرور
وقال مالك عن زيد بن أسلم هو الشيطان كما قال المؤمنون للمنافقين يوم القيامة حين يضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور) انتهى.
وقال الراغب في المفردات
غرر يقال غررت فلانا أصبت غرته ونلت منه ما أريده والغرة غفلة في اليقظة والغرار غفلة مع غفوة وأصل ذلك من الغر وهو الأثر الظاهر من الشيء ومنه غرة الفرس وغرار السيف أي حده وغر الثوب أثر كسره وقيل اطوه على غره وغره كذا غرورا كأنما طواه على غره قال (ما غرك بربك الكريم) - (لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد) وقال (وما يعدهم الشيطان إلا غرورا) وقال (بل إن يعد الظالمون بعضهم بعضا إلا غرورا) وقال (يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا) وقال (وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور) - (وغرتهم الحياة الدنيا) - (ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا) - (ولا يغرنكم بالله الغرور)
فالغرور كل ما يغر الإنسان من مال وجاه وشهوة وشيطان وقد فسر بالشيطان إذ هو أخبث الغارين وبالدنيا لما قيل الدنيا تغر وتضر وتمر والغرر الخطر وهو من الغر ونهي عن بيع الغرر والغرير الخلق الحسن اعتبارا بأنه يغر وقيل فلان أدبر غريره وأقبل هريره فباعتبار غرة الفرس وشهرته بها قيل فلان أغر إذا كان مشهورا كريما وقيل الغرر لثلاث ليال من أول الشهر لكون ذلك منه كالغرة من الفرس وغرار السيف حده والغرار لبن قليل وغارت الناقة قل لبنها بعد أن ظن أن لا يقل فكأنها غرت صاحبها
ـ[أبو المنذر الأثري]ــــــــ[02 - 01 - 05, 01:53 ص]ـ
أحسن الله إليك شيخنا عبدالرحمن(2/280)
هل هناك وقت محدود لختم القرآن؟
ـ[أبا عبد الرحمن]ــــــــ[03 - 01 - 05, 02:06 ص]ـ
إذا أراد شخص ختم القرآن قراءةً فهل عليه أن يختمه في مدة معينة؟ وكيف إذا أراد أن يختم القرآن مع قراءة التفسير لكل آية؟ حتماً سيأخذ وقتاً أطول ............. أفيدوني بارك الله فيكم .........
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[04 - 01 - 05, 09:28 ص]ـ
يستحب أن يفعل ماورد في حيث عبد الله بن عمرو المعروف في الصحيحين وغيرهما وراجع التبيان للنووي ففيه فوائد.
ـ[أبا عبد الرحمن]ــــــــ[04 - 01 - 05, 09:55 ص]ـ
مستحب أي لا حرج إن خمت القرآن مع التفسير في مدة أكثر من ما ذكر في الحديث؟(2/281)
الفوائد الحسان من "تيسير الكريم الرحمن"
ـ[أحمد الفاضل]ــــــــ[13 - 02 - 05, 07:39 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين .. وآله وصحبه ومن تبعهم باحسان إلى يوم الدين .. وبعد:
ففي أحد المواضيع في هذا المنتدى المبارك ذكرت أني قد أتممت قراءة "تيسير الكريم الرحمن" للشيخ العلامة عبد الرحمن بن سعدي - رحمه الله - وقد وعدت أن أضع بعض الفوائد التي اعجبتني في هذا الكتاب العظيم.
ومنهجي في سرد الفوائد لن يتقيد بالتسلسل الرقمي للصفحات .. ولا بالتصنيف الموضوعي للفوائد .. بل سأضع ما يقع عليه نظري في فهرس الفوائد على غلاف الكتاب .. إذ أن منهجي في التقييد أن أضع الفوائد المنتقاه من الكتاب في غلاف الكتاب نفسه .. مع وضع رقم الصحفة أمام كل فائد ..
والنسخة المعتمدة في هذه الفوائد هي نسخة شيخي الفاضل عبد الرحمن بن معلا اللويحق - حفظه الله - والتي قدم لها أكبر تلاميذ الشيخ السعدي وهم:
عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل - حفظه الله -
ومحمد بن صالح بن عثيمين - رحمه الله -
والآن مع الفوائد:
الفائد الأولى: في تفسير قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعو وللكافرين عذاب أليم) صـ61 من التفسير.
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله:
(ففيه النهي عن الجائز إذا كمان وسيلة إلى محرم، وفيه الأدب واستعمال الألفاظ التي لا تحتمل إلا الحسن، وعدم الفحش، وترك الألفاظ القبيحة، أو التي فيها نوع تشويش أو احتمال لأأمر غير لائق فأمرهم بلفظة لا تختمل إلا الحسن .. ).
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[13 - 02 - 05, 07:55 م]ـ
بارك الله فيك
ولقد طال انتظار فوائدكم ..
ـ[أحمد الفاضل]ــــــــ[13 - 02 - 05, 08:15 م]ـ
الفائدة الثانية: قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى صـ55:
(واعلم أن كثيراً من المفسرين رحمهم الهل قد أكثروا في حشو تفاسيرهم من قصص بني إسرائيل ونزلوا عليها الآيات القرآنية وجعلوها تفسيراً لكتاب الله محتجين بقوله صلى الله عليه وسلم (حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج) والذي أرى انه وإن جاز نقل أحاديثهم على جوه تكون مفردة غير مقرونة ولا منزلة على كتاب الله فإنه لا يجوز جعلها تفسيراً لكتاب الله قطعاً إذا لم تصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك أن مرتبتها كما قال صلى الله عليه وسلم (لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم فإذا كان مرتبتها أن تكون مشكوكاً فيها وكان من المعلوم بالضرورة من دين الإسلام أن القرآن يجب الإيمان به والقطع بألفاظه ومعانية فلا يجوز أن تجعل تلك القصص المنقولة بالروايات المجهولة التي يغلب على الظن كذبها أو كذب أكثرها معاني لكتاب الله مقطوعاً بها ولا يستريب بهذا احد ولكن بسبب الغفلة عن هذا حصل ما حصل والله الموفق)
وانظر أيضاً في نفس الموضوع في التفسير:
صـ (295 - 393 - 603 - 606).
والله تعالى الموفق.
ـ[أحمد الفاضل]ــــــــ[13 - 02 - 05, 08:45 م]ـ
الفائدة الثالثة: قال الشيخ السعدي صـ188 في تفسير قوله تعالى " فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب .. الآية"
قال رحمه الله تعالى:
(وهذا الحال كثيراً ما تعرض لمن هو غير رزين واستعجل في الأمور قبل وقتها فالغالب عليه أنه لا يصبر عليها وقت حلولها ولا ينوء بحملها بل يكون قليل الصبر .. )
ـ[أحمد الفاضل]ــــــــ[15 - 02 - 05, 05:06 م]ـ
الفائدة الرابعة: قال الشيخ عبد الرحمن السعدي في تفسيره صـ574:
(ومنها: أنه ينبغي للواعظ والمعلم ونحوهم ممن يتكلم في مسائل العلم الشرعي أن يقرن بالحكم بيان مأخذه ووجهه ولا يلقيه مجرداً عن الدليل والتعليل لأن الله تعالى لما بين الحكم المذكور علله بقوله "ثلاث عورات لكم" .. ).
الفائدة الخامسة: قال الشيخ السعدي في تفسيره صـ582 عند قوله تعالى (ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيراً):
(وفي هذه الآية دليل على أنه ينبغي للمتكلم في العلم من محدث ومعلم وواعظ أن يقتدي بربه في تدبيره حال رسوله كذلك العالم يدبر أمر الخلق فكلما حدث موجب أو حصل موسم أتى بما يناسب ذلك من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والمواعظ الموافقة لذلك).
الفائدة السادسة: قال السعدي في تفسيره صـ899 في قوله تعالى (لا تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه وقرآنه * فإذا قرأناه فاتبع قرآنه):
(وفي هذه الآية أدل لأخذ العلم أن لا يبادر المتعلم المعلم قبل أن يفرغ من المسألة التي شرع فيها فإذا فرغ منها سأله عما أشكل عليه وكذلك إذا كان في أول الكلام ما يوجب الرد أو الاستحسان أن لا يبادر برده أو قبوله حتى يفرغ من ذلك الكلام ليتبين ما فيه من حق أو باطل وليفهمه فهماً يتمكن به من الكلام عليه).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/282)
ـ[أحمد الفاضل]ــــــــ[17 - 02 - 05, 11:50 ص]ـ
قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله في تفسيره صـ389 عند قوله تعالى "ولولا رهطك لرجمناك وما أنت علينا بعزيز":
(ومنها: أن الله يدفع عن المؤمنين بأسباب كثيرة قد يعلمون بعضاه وقد لا يعلمون شيئاً منها وربما دفع عنهم بسبب قبيلتهم أو أهل وطنهم الكفار كما دفع الله عن شعيب رجم قومه بسبب رهطه، وأن هذه الروابط التي يحصل بها الدفع عن الإسلام والمسلمين لا باس بالسعي فيها، بل ربما تعين ذلك لأن الإصلاح مطلوب على حسب القدرة والإمكان.فعلى هذا لو ساعد المسلمون الذين تحت ولاية الكفار، وعملوا على جعل الولاية جمهورية يتمكن فيها الأفراد والشعوب من حقوقهم الدينية والدنيوية، لكان أولى من استسلامهم لدولة تقضي على حقوقهم الدينية والدنيوية، وتحرص على إبادتهم وجعلهم عمَلَةً وخَدَماً.نعم إن أمكن أن تكون الدولة للمسلمين وهم الحكام فهو المتعين ولكن لعدم إمكان هذه المرتبة فالمرتبة التي فيها دفع ووقاية للدين والدنيا مقدمة والله أعلم).
وهذا الموضع يحتاج إلى مزيد دراسة وتداول ونظر عميق.
ـ[أحمد الفاضل]ــــــــ[19 - 02 - 05, 06:41 م]ـ
فائدة: قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله – في معنى الصابئين صـ54 عند قوله تعالى (إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين .. الآية):
(والصحيح أنهم من جملة فرق النصارى .. ).
فائدة: وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي في قوله تعالى (وأمه صديقه) صـ240:
(وهذا دليل على أن مريم لم تكن نبيه بل أعلى أحوالها الصديقية وكفى بذلك فضلاً وشرفاً وكذلك سائر النساء لم يكن منهن نبية لأن الله تعالى جعل النبوة في أكمل الصنفين .. )
فائدة: قال الشيخ عبد الرحمن السعدي في مسألة الظفر صـ89:
(ولكن هل لصاحب الحق أن يأخذ من ماله بقدر حقه أم لا؟ خلاف بين العلماء، الراجح من ذلك أنه إن كان سبب الحق ظاهراً كالضيف إذا لم يقره غيره والزوجة والقريب إذا امتنع من تجب النفقة عليه من الإنفاق عليه إنه يجوز أخذه من ماله وإن كان السبب خفياً كمن جحد دين غيره أو خانه في وديعة أو سرق منه ونحو ذلك فإنه لا يجوز له أن يأخذ من ماله مقابلة له جمعاً بين الأدلة).
فائدة: قال الشيخ عبد الرحمن السعدي في أبي المرأتين صاحب مدين المذكور في سورة القصص صـ615:
(وهذا الرجل أبو المرأتين صاحب مدين، ليس بشعيب النبي المعروف كما اشتهر عند كثير من الناس، فإن هذا قول لم يدل عليه دليل وغاية ما يكون أن شعيباً عليه السلام قد كانت بلده مدين وهذا قضية جرت في مدين فأين الملازمة بين الأمرين، وأيضاً فإنه غير معلوم أن موسى أدرك زمان شعيب فكيف بشخصه ولو كان ذلك الرجل شعيباً لذكره الله تعالى، ولسمته المرأتان وأيضاً فإن شعيباً عليه الصلاة والسلام قد أهلك الله قومه بتكذيبهم إياه، ولم يبق إلا من آمن به وقد أعاذ الله المؤمنين أن يرضوا لبنتي نبيهم بمنعهما عن الماء وصد ماشيتهما حتى يأتيهما رجل غريب فيحسن إليهما ويسقي ماشيتهما، وما كان شعيب ليرضى أن يرعى موسى عنده، ويكون خادماً له وهو أفضل منه وأعلى درجة، والله أعلم) وفي هامش التفسير في نسخة "ب" كما رمز لها المحقق ما نصه (إلا أن يقال هذا قبل نبوة موسى فلا منافاة وعلى كل حال لا يعتمد على أنه شعيب النبي بغير نقل صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم).
فائدة منهجية: قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى "يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط .. الآية" صـ208:
(ومن أعظم أنواع القسط؛ القسط في المقالات والقائلين، فلا يحكم لأحد القولين، أو أحد المتنازعين، لانتسابه وميله لأحدهما، بل يجعل وجهته العدل بينهما، ومن القسط أداء الشهادة التي عندك على أي وجه كان، حتى على الأحباب بل على النفس .. )
ـ[عصام البشير]ــــــــ[21 - 02 - 05, 02:31 م]ـ
أحسنت وفقك الله
أكمل بارك الله فيك.
ـ[أحمد الفاضل]ــــــــ[22 - 02 - 05, 05:10 م]ـ
فائدة: قال الشيخ عبد الرحمن السعدي في تفسيره صـ168 في المسألة الحمارية:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/283)
(ودل قوله "فهم شركاء في الثلث" أن الأخوة الأشقاء يسقطون في المسألة المسماة بالحمارية وهي: زوج وأم وإخوة لأم وإخوة أشقاء. للزوج النصف، وللام السدس، وللأخوة لأم الثلث ويسقط الأشقاء لأن الله أضاف الثلث للأخوة من الأم فلو شاركهم الأشقاء لكان جمعاً لما فرّق الله حكمه. وأيضاً فإن الأخوة لأم أصحاب فروض والأشقاء عصبات، قد قال النبي صلى الله عليه وسلم "ألحقوا الفرائص بأهلها فما بقي فلأولى رجل ذكر، وأهل الفروض هم الذين قدّر الله أنصباءهم، ففي هذه المسألة لا يبقى بعدهم شيء، فيسقط الأشقاء وهذا هو الصواب في ذلك).
فائدة: قال الشيخ عبد الرحمن السعدي في تفسيره صـ736:
(وتدبر هذه النكتة التي يكثر مرورها بكتاب الله تعالى: إذا كان في سياق قصة معينة أو على شيء معين، وأراد الله أن يحكم على ذلك المعين بحكم، لا يختص به ذكر الحكم، وعلقه على الوصف العالم ليكون أعم، وتندرج فيه الصورة التي سيق الكلام لأجلها، وليندفع الإيهام باختصاص الحكم بذلك المعين، فلهذا لم يقل (وما كيدهم إلا في ضلال) بل قال "وما كيد الكافرين إلا في ضلال")
فائدة: قال الشيخ السعدي في تفسيره صـ696 عند قوله تعالى "وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون":
(وهذا الموضع من أشكل المواضع عليّ في التفسير / فإن ما ذكره كثير من المفسرين من أن المراد بالذرية الآباء مما لا يعهد في القرآن إطلاق الذرية على الآباء، بل فيه من الإيهام وإخراج الكلام عن موضوعه ما يأباه كلام رب العالمين، وإرادته البيان والتوضيح لعباده، وثم احتمال أحسن من هذا – أي أن المراد بالذرية الآباء كما نقل عن ابن كثير-وهو أن المراد بالذرية الجنس، وأنهم بأنفسهم، لأنهم هم من ذرية بني آدم، ولكن ينقض هذا المعنى قوله "وخلقنا لهم من مثله ما يركبون" إن أريد: وخلقنا من مثل ذلك الفلك أي: لهؤلاء المخاطبين ما يركبون من أنواع الفلك فيكون ذلك تكريراً للمعنى، تأباه فصاحة القرآن .. ) ثم استطرد الشيخ قليلاً في الكلام وقال بعد اسطر مما سبق (وفلما وصلت في الكتابة إلى هذا الموضع ظهر لي معنى ليس ببعيد من مراد الله تعالى، وذلك أن من عرف جلالة كتاب الله وبيانه التام من كل وجه للأمور الحاضرة والماضية والمستقبلة وانه يذكر من كل معنى أعلاه وأكمل ما يكون من أحواله وكانت الفلك من آياته تعالى ونعمه على عباده من حين أنعم عليهم بتعلمها إلى يوم القيامة، ولم تزل موجودة في كل زمان إلى زمان المواجهين بالقرآن. فلما خاطبهم الله تعالى بالقرآن وذكر حالة الفلك، وعلم تعالى أنه سيكون من أعظم آيات الفلك في غير وقتهم، وفي غير زمانهم حين يعلمهم صنعة الفلك البحرية الشراعية منها والنارية والجوية السابحة في الجور كالطيور ونحوها والمراكب البرية مما كانت الآية العظمى فيه لم توجد إلا في الذرية نبه في الكتاب على أعلى نوع من أنواع آياته فقال "وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون" أي المملوء ركباناً وأمتعة).
ـ[أحمد الفاضل]ــــــــ[23 - 02 - 05, 01:52 م]ـ
فائدة: قال الشيخ السعدي في تفسيره صـ842 حول قوله تعالى "ولقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد" ما نصه:
(وقرن تعالى في هذا الموضع بين الكتاب والحديد لأن بهذين الأمرين ينصر الله دينه ويعلي كلمته بالكتاب الذي فيه الحجة والبرهان والسيف الناصر بإذن الله وكلامهما قيامه بالعدل والقسط).
فائدة: قال الشيخ في تفسيره صـ576 حول قوله تعالى "ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم .. " إلى قوله تعالى "أو ما ملكتم مفاتحه أو صديقكم ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعاً أو أشتاتاً .. الآية":
(وفي هذه الآيات دليل على قاعدة عامة كلية وهي: أن العرف والعادة مخصص للألفاظ كتخصيص اللفظ للفظ، فإن الأصل أن الإنسان ممنوع من تناول طعام غيره، مع أن الله أباح الأكل من بيوت هؤلاء، للعرف والعادة، فكل مسألة تتوقف على الإذن من مالك الشيء إذا علم إذنه بالقول أو العرف جاز الإقدام عليه).
فائدة: قال الشيخ في تفسيره صـ199 حول قوله تعالى "إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً":
(ويدل ذلك على أن الكفار وإن كانوا ملتزمين لأحكام المسلمين كأهل الذمة أنهم لا يخاطبون بفروع الدين كالصلاة التي لا يؤمرون بها).
فائدة: قال الشيخ في فوائد قصة موسى مع صاحب مدين صـ119:
(ومنها: مشروعية الإجارة، وانها تجوز على رعاية الغنم ونحوها، مما لا يقدر العمل، وإنما مرده العرف. ومنها: أنه تجوز الإجارة بالمنفعة، ولو كانت المنفعة بضعاً).(2/284)
ماحكم تجويد القرآن عند العلماء
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[14 - 02 - 05, 01:49 ص]ـ
هل هو واجب أم مستحب
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[14 - 02 - 05, 07:42 ص]ـ
انظر هنا [مع الاعتذار من مشرفي الموقع على الإحالة على روابط خارجة عن الموقع]:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=279
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=840&highlight=%CD%DF%E3+%C7%E1%CA%CC%E6%ED%CF
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2235
ـ[ابو البراء عامر]ــــــــ[14 - 02 - 05, 07:31 م]ـ
لقد أجاب الشيخ/د مساعد الطيار في ملتقى أهل التفسير على حكم تعلم التجويد.
لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فقد كنت أجبت على سؤال يتعلق بحكم التجويد، وأني سأذكر لك ما كتبت، بالله التوفيق.
التجويد من جهة العموم يراد به تحسين القراءة، وأن لا يُخرج به عن حدِّ اللفظ العربي في النطق.
ويمكن أن يقال: إنَّ التجويد إنما هو وصف للقراءة النبوية التي ورد ضبطها وحفظها من طريق أئمة القراءة كنافع وعاصم والكسائي وغيرهم.
وهؤلاء الكرام قد نقلوا حروف القرآن وكيفية نطق هذه الحروف (أي: التجويد)، وهما أمران متلازمان لا يمكن أن ينفكَّ أحدهما عن الآخر، فمن قَبِلَ عنهم نقل الحروف لزمه أن يقبل عنهم نقل الأداء (أي: التجويد).
وإذا صحَّت هذه المقدمة، فإن قراءة القرآن وأداءه بما نُقِلَ عن هؤلاء الأئمة سنة يلزم الأخذ بها، ولا تصحُّ مخالفتها أو تركها إلا بدليل قويِّ يعترض به المعترض على علم التجويد.
وبما أنه قد كَثُرَ الكلام عن هذا العلمِ بما لا طائل تحته، فإني سأذكر لك جُمَلاً أراها نافعةً ـ إن شاء الله ـ في تأصيل هذا العلم الذي جفاه بعض طلبة العلم، وضَعُفَ في بحثه وتحرير أصوله المتخصصون إلا القليل منهم، فأقول، وبالله التوفيق:
أولاً: نزل القرآن بلغة العرب، ولها طريقة في أداء حروفها، ولم يرد أن القرآن خالف هذا الأداء من جهة الحروف، فمن قرأ:» الحمد لله «قراها:» الهمد لله «، قيل: إنه قد لحن لحنًا جليًا لأنه لم ينطق بالمنَزَّل على وجهه الذي نزل به.
ومن قرأ:» صراط الذين أنعمت عليهم «بضم التاء من» أنعمت «، فإنه قد لحن لحنًا جليًا يخلُّ بالمعنى، ولا يكون قد قرأ المنَزَّل على وجهه الذي نزل به.
ومن ثَمَّ فإنه يلزم قارئ القرآن أن يعرف نطق الحروف عربيةً حتى لا يُخلَّ بشيء من أداء القرآن.
ويحصل ضبط الحروف من هذه الجهة بمعرفة مخارج الحروف وصفاتها، وأخص ما يُدرسُ في صفات الحروف ما له أثر في النطق، كالهمس والجهر، والشدة والرخاوة والتوسط، والاستفال والاستعلاء، والقلقلة. أما غيرها مما لا أثر له في النطق، خصوصًا صفة الذلاقة والإصمات، فإنها مما لا يدخل في النطق، وليس لها أي أثر فيه.
وليُعلم أن دراسة مخارج الحروف وصفاتها ليس مما يختص به علم التجويد، بل هو مما يُدرس في علم النحو واللغة؛ لأن كلَّ كلام عربي (من كلام العرب أو كلام الرسول ? أو كلام الله سبحانه) لا يخرج عن هذين الموضوعين، ولهذا تجد أن أعظم كتابٍ في النحو، وهو كتاب سيبوية قد فصَّل هذه المسألة، ومن تكلم في المخارج والصفات وما يترتب عليهما من الإدغام، فهم عالة عليه.
والذي يتخلَّصُ من هذا: أن دراسة المخارج والصفات لازمة لكل كلام عربيٍّ، لكي يُنطق به على وجه العربية.
ثانيًا: أن هذا العلم ككل العلوم الإسلامية من جهة ظهور التأليف فيه، إذ ليس كل العلوم الإسلامية مما قد تشكَّل وظهرت مسائله في جيل الصحابة أو التابعين وأتباعهم، بل إن بعضها مما تأخر ظهوره، ولم يُكتب فيه إلا متأخرًا، وإن كانت أصوله مما هو معروف محفوظ عند السلف، سواءً أكان ذلك مما هو مركوز في فطرهم ومن طبائع لغتهم كعلم البلاغة، أم كان مما تكلموا في جملة من مسائله، ثم دون العلم فيما بعد، كعلم الأحكام الشرعية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/285)
وعلم التجويد مما كان مركوزًا عندهم بالفطرة والتعلم، فالفطرة؛ لنهم عربٌ خُلَّصٌ، والتعلم، لقوله ?:» خذوا القرآن عن أربعة ... «، فظهر أنَّ الرسول ? لم يكتفِ بسليقتهم العربية في قراءة القرآن، بل أرشدهم إلى قراءته على الهيئة التي نزل بها، ولذا قال:» من احب أن يقرأ القرآن غضًّا كما أًُنزل، فليقرأه على قراءة ابن أم عبدٍ «، وهذا يدل على أنَّ له هيئة قرائية مخصوصة يعلمها بعض الصحابة دون بعض، وفيها زيادة عما يعرفونه من سليقتهم العربية، وإلا لما مكان لتخصيص الأربعة، ولا لتخصيص ابن مسعود في الحديث الآخر أيُّ مزيَّة على بقية الصحابة، والله أعلم.
ومن زعم أنه لا يجب الأخذ بالتجويد، وان العربي في هذا العصر يجوز له القراءة على سليقته العربية، فإنه يشبه من سيزعم أنه لا يلزم الناس تعلم النحو، وأنهم عرب، فيجوز لهم أن يتكلموا بسليقتهم.
فإن قيل: إنَّ ألسنة الناس قد فسدت منذ جيل التابعين ومن بعدهم، وصار تعلم النحو لازمًا لمن أراد أن يعرف العربية، وأن من يزعم اليوم أنه عربي، ولا يلزمه تعلم النحو إنما هو ذو رأي فائل، وقول باطل.
فيقال: إن فساد ألسنة الناس بالعربية قد جرَّ إلى فساد ألسنتهم في أداء القرآن، ولإن كان الإنكار على من لا يرى دراسة النحو اكتفاءً بعربيته المعاصرة، فإن الإنكار على من يزعم أنه يكفي في قراءته عربيته المعاصرة كذلك.
ثمَّ يقال له: من أين لك في عربيتك أن تقرأ برواية حفص عن عاصم» مجريها «بالإمالة؟
فإن قال: لأنها هكذا رويت عنه، وأن أقرأ بقراءته؟
قيل له: فقد روي عنه الأداء (التجويد) الذي تخالف فيه ولا تراه علمًا، فَلِمَ قبلت روايته في هذا وتركته في ذاك؟
أليس هذا من قبيل التَّحكُّم، والتَّحكُّم ـ كما قال الطبري ـ: لا يعجز عنه أحد.
ثالثًا: إنَّ بعض علم التجويد (الأداء) لا يمكن أخذه من طريق الصُّحِفِ البتة؛ لأنه علم مشافهة، وما كان من طريق المشافهة فإنه مما ينقله الآخر عن الأول، ولا مجال للرأي في المشافهة.
واعلم أن مما يميِّز بحث القراء المجودين في هذا المجال عما تجده في كتب النحويين واللغويين أن ما عند المجودين منقول بالمشافهة إلى يومنا الحاضر، أما ما يذكره النحويون واللغويون من المباحث اللفظية التي يذكرونها مما يتعلق بكيفية النطق فإنه لا يمكن معرفة كيفية النطق بها؛ لأنه مما لا يُعرف بالقياس، ولا يُدرك بغير المشافهة، وليس لك فيها إلا نقل الكلام المدون دون كيفية نُطقِه.
رابعًا: إن علم التجويد كغيره من العلوم الإسلامية التي دوَّنَها علماء الإسلام وضبطوا أصولها، فتجد أن تقسيم العلم ومصطلحاته الفنية مما يدخلها الاجتهاد.
ثمَّ إن هذا العلم قد دخله الاجتهاد في بعض مسائله، وذلك من دقائق ما يتعلق بهذا العلم، ومما يحتاج إلى بحث ومناقشة وتحرير من المتخصصين في هذا العلم، وذلك في أمرين:
الأول: المقادير، والمقصود بذلك مقدار الغنة والمدود والسكت وغيرها مما يُقدَّر له زمن بالحركات أو بقبض الأصبع أو بغيرها من موازين المجودين للزمن المقدَّر.
وليس القول بدخول الاجتهاد في المقادير يعني أنه لا أصل لها،بل لها أصل، لكن تقدير الزمن بهذا الحد بالذات مما تختلف فيه الطبائع، ويصعب ضبطه، فيقدره هذا بذاك العدد، ويقدره آخر بغيره من العدد، لكنهم كلهم متفقون على وجود مقدار زائدٍ عن الحدِّ الطبيعي لنطق الحرف المفرد.
فاتفاقهم على وجود هذا القدر الزائد مسألة، واختلافهم في مقداره مسألة أخرى، لذا لا يُجعَل اختلافهم في المقدار سبيلاً إلى الإنكار، كما لا يُجعَلُ مقدارٌ من هذه المقادير المختلف فيها ملزمًا لعامة الناس ما داموا يأتون بشيءٍ منه، إذ ليس كل امرئ مسلم يستطيع بلوغ الإتقان في القراءة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/286)
الثاني: التحريرات: والمراد بها الوجه القرائية الجائزة عند القراءِ عند جمع القراءات، أو عند قراءة سورة ووصلها بما بعدها، فإن ما يُذكر من الأوجه القرائية إنما هو على سبيل القياس للأوجه الجائزة، ولا يلزم أنَّ النبي ? قرأ بكل هذه الأوجه المذكورة، كما يقال: لك في وصل الفاتحة بالبقرة ثلاثة أوجه: قطع الجميع، ووصل الجميع، وقطع الأول ووصل الثاني يالثالث، فهذا من التحرير للأوجه الجائزة، وليس من بيان الأوجه لواردة عن النبي ?.
وقد أشار إلى هذين النوعين (التقديرات والتحريرات) الشيخ المحقق الدكتور عبد العزيز بن عبد الفتاح قاري في كتابه العظيم (حديث الأحرف السبعة، ط: مؤسسة الرسالة: 129 ـ 130).
خامسًا: إن مما يدعو إلى التأمل والنظر في صحة ما تُلُقِّي من هذا العلم عبر القرون = اتفاق المجودين شرقًا وغربًا بلا اختلاف بينهم، سوى في كيفيات أداء معدودة، وهي في غالبها مما يدخل في محيط الاجتهاد.
وهذا الاتفاق يشير بقوة إلى أن لهذا العلم أصلاً ثابتًا مُتلقًا جيلاً عن جيل من لدن الرسول ? حتى عصرنا هذا، ولو كان علم التجويد من المحدثات لوقع فيه مثل ما وقع في محدثات الصوفية من كثرة الطرق المتباينة، وكثرة الأوراد المتغايرة، ولما يقع مثل هذا الاختلاف عُلِم أنَّ المشكاة التي صدر عنها واحدة، وهي التي صدر عنها نقل حروف القرآن جيلاً عن جيل.
سادسًا: إن ما يُعاب به التجويد من وجود بعض المتنطعين في القراءة أو المتشددين في التلقين، أو المغالين في تأثيم الناس بعدم قراءتهم بالتجويد، فإنه لا ينجرُّ على أصل العلم، ولا يجعله علمًا حادثًا لا أصل له، وهؤلاء الأصناف موجودون في كل عصر ومِصر، وقد أشار إليهم المحققون من أعلام القراءة؛ كالداني (ت: 444)، وأبو العلاء الهمذاني (ت: 569)، وغيرهم.
وهؤلاء المتنطعون لا يقاس عليهم، ولا يحكم على العلم بهم، ولو سار سائر على بعض العلوم ـ كعلم النحو والبلاغة والأصول، وبعض مسائل الفقه، وبعض تعصبات الفقها لمذاهبهم ـ وأخذ ينقدها بقول المتنطعين فيها، لما سَلِم من العلوم إلا القليل، ولخرج بعض العلوم من أن تكون علومًا معتبرةً، وذلك ما لا يقول به طالب علم، ولا عالم قد مارس العلوم وتلقاها.
سابعًا: إذا تبين ما تقدَّم، فإنه يقال: إن تعلم التجويد من السنن التي دأب عليها المسلمون جيلاً بعد جيلٍ، ومن ترك تعلمه مع القدرة عليه، فقد أخلَّ بشيء من سنن القراءة، وكفى بذلك عيبًا.
وأما عدُّ ترك الأحكام لحنًا، فاللحن نوعان معروفان عند أهل الأداء، فإن كان مما يُخِلُّ ببنية الكلمة ويظهرها عن عربيتها، فهذا يُسمى اللحن الجلي، ومن كان يلحن لحنًا من هذا النوع فإنه لا يُعدُّ قارئًا للقرآن، ومثله ـ إن كان يستطيع التعلم وتركه ـ فإنه يأثمُ، أما إن كان لا يستطيع، فإن لا يأثم، بدلالة قوله ?:» الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأه ويتتعتع فيه، وهو عليه شاق له أجران «.
وإن كان يتعلق بتحسين الداء كعدم الإتيان بالغنة على وجهها ومقادير المدود فهذا يسمى اللحن الخفيَّ، وتأثيم من ترك هذا الجنس من التجويد صعبٌ، لكن من ظهر له صحة هذا العلم وصحة نقله عن الأئمة القراء، فما باله يترك تعلمه وأداءه على هذا الوجه؟!.
__________________
الدكتور مساعد بن سليمان بن ناصر الطيار
الأستاذ المساعد بكلية المعلمين بالرياض
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[15 - 02 - 05, 01:23 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وأحسن اليكم
ـ[العوضي]ــــــــ[15 - 02 - 05, 08:25 ص]ـ
القول السديد فى بيان حكم التجويد للشيخ الحداد - شيخ عموم القراء والمقارىء بالديار المصرية ( http://www.ahlalquran.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2268&highlight=%C7%E1%CA%CC%E6%ED%CF)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[15 - 02 - 05, 08:32 ص]ـ
هل تجويد القرآن فرض عين ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2938&highlight=%CA%CC%E6%ED%CF)(2/287)
لقاء شبكة التفسير والدراسات القرآنية مع المستشرق الألماني الدكتور ميكلوش موراني ..
ـ[أبو وكيع الغمري]ــــــــ[14 - 02 - 05, 10:24 م]ـ
لقاء شبكة التفسير والدراسات القرآنية
مع المستشرق الألماني الدكتور ميكلوش موراني
الخميس 1 - 1 - 1426هـ
شبكة التفسير: مرت فترة من الزمن في منتصف القرن الميلادي المنصرم نشطت فيها حركة الدراسات الاستشراقية حول القرآن الكريم بصفة خاصة، وفي الدراسات العربية الإسلامية بصفة عامة. وقد كانت الجهود التي بذلها الاستشراق الألماني تكاد تكون أبرز الجهود في مضمار الدراسات القرآنية، ولعل السبب في ذلك يعود إلى سبق ألمانيا في المجال العلمي الإنساني قبل الحرب العالمية الأولى، وسنذكر في آخر اللقاء قائمة بالدراسات الاستشراقية الألمانية التي دارت حول القرآن الكريم استقيناها من دراسة الدكتور محمد حسين الصغير بعنوان (المستشرقون والدراسات القرآنية). ثم يأتي بعد ذلك الاستشراق الفرنسي من حيث الدقة والنوعية، وبعدها الاستشراق الانجليزي المكثف، ثم الاستشراق الأمريكي ممثلاً بآرثر جفري الذي كتب عدداً من الدراسات حول القرآن. وقد أصبحت الدراسات الاستشراقية تدرس الآن في الجامعات العربية والإسلامية من الناحية التاريخية، وكأن هذه الدراسات قد انقرضت أو توقفت تماماً، في حين لا يزال لها أنشطة ودراسات ومجلات ومعاهد تقوم بإعداد الدراسات والبحوث الاستشراقية. وإن كانت قد تضاءلت عن ذي قبل من حيث النوعية والكمية أيضاً.
ورغبة من شبكة التفسير والدراسات القرآنية في التعرف على واقع الدراسات الاستشراقية في الجامعات الأوربية، رأى القائمون على الشبكة إجراء حوار يلقي الضوء على هذه الدراسات الاستشراقية المعاصرة في دوائر ومعاهد الاستشراق في أوربا عامة، وفي ألمانيا بوجهٍ خاصٍ. وذلك في هذا اللقاء العلمي مع المستشرق الألماني الدكتور ميكلوش موراني الأستاذ بقسم الدراسات الإسلامية بجامعة بون بألمانيا، والأستاذ بمعهد دراسة اللغات الشرقية، وعضو ملتقى أهل التفسير الذي يشارك كثيراً فيما يدور فيه من بحوث ومدارسات.
وضيفنا في هذا اللقاء متخصص في تراث علماء المالكية، وهو رئيس المشاريع العلمية حول تاريخ المذهب المالكي في جامعة بون منذ 1981م، وقد قام بتحقيق ونشر عدد من المخطوطات العربية، ومن آخرها تحقيقه لأجزاء من كتاب الجامع لعبدالله بن وهب المصري المتوفى سنة 197هجرية في التفسير وعلوم القرآن. فمرحباً بكم يا دكتور موراني في هذا اللقاء.
د. موراني: بِهذه المناسبة أتقدم لمشرفي هذه الشبكة العلمية الرائدة، والملتقى العلمي الموقر بشكري الجزيل لاعطائهم الفرصة لي لكي أجيب على بعض أسئلتكم. وأتمنى أن يكون هذا اللقاء بدايةَ حوارٍ مُثمرٍ وعلميٍّ مع كلِّ مَنْ يرغبُ في تبادل الآراء العلمية، ويعرف موقف الجانب الآخر ونيته الحسنة.
شبكة التفسير: ما هو التعريف الصحيح - برأيك - للاستشراق والمستشرق؟
د. موراني: المستشرق هو الباحث الذي يُحاولُ دراسة الحضارات الشرقية وتفهمها على المستوى الجامعي الأكاديمي. وما نحن بصدده في هذا المَجال هو الاستشراقُ بمعناه الأصلي والأكاديمي: دراسة الحضارة الإسلامية بصورة عامة، ودراسة العلوم الإسلامية باعتبارها أَساساً لهذه الحضارة على جَميع مستويات الحياة العامة. إذاً فإِنَّ هذا المجالَ واسعٌ، يشمل جميع فروع العلم: الفلسفة , الأدب على مختلف فنونه , الشعر من العصر الجاهلي إلى الشعر الحديث , الطب وعلومه وغير ذلك.
ولن يتأَتى للمستشرق الوصول إلى نتائج سليمة وعلمية في هذا المضمار ما لم يُتقن لغات هذه الحضارة العظيمة: العربية، وهي اللغة الأساسية والمنطلق الرئيس للدراسات الإسلامية والعربية , وأيضاً اللغة الفارسية واللغة العثمانية التركية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/288)
وإلى جانب ذلك هناك تخصصات في الاستشراق تتطلب معرفة اللغة الحبشية واليمنية القديمة ولهجاتها. ومن تخصص في الفلسفة والكلام فعليه دراسة اللغة اليونانية القديمة، ويُمكن دراسة جميع هذه اللغات في مختلف المعاهد الاستشراقية في ألمانيا حسب تخصصها. وكثيراً ما يستخدم الإعلامُ مصطلح (المستشرق) في غير موضعه، فيزعمُ أَنَّ كلَّ فردٍ يُدْلي برأيه في شؤون العالم العربي والإسلاميِّ، أو يُدلي بدلوهِ في الأمور السياسيةِ في الشرق الأوسط يُعتبرُ مُستشرقاً، حتى ولو كان صَحفيَّاً، أو عالماً في العلوم الاجتماعية، أو سياسيَّاً غير ناطقٍ باللغة العربية، وهذا غير صحيح.
شبكة التفسير: ما هو الواقعُ الراهن للدراساتِ الاستشراقية بحسب متابعتك؟
د. موراني: سأقصرُ الحديث على الجانب الأكاديمي، والأبحاث الأكاديمية للمستشرقين في الكليات الجامعية بأقسامها ومعاهدها المتخصصة في الدراسات الإسلامية.
في نظري وحسب تجاربي وما أرى حولي في السنوات الأخيرة، هُناك تراجعٌ مَلموسٌ وعام في جَميع المَجالات الاستشراقية القَديمة (الكلاسيكية). وذلك لأنَّ الاتجاهات الحديثة في الاستشراق نشأت على حساب الدراسات الأصيلة, فيكادُ المرءُ لا يَجدُ معهداً يُركِّزُ على العلوم الإسلاميةِ، كما كان يُركِّزُ عليها الاستشراقُ في بداية القرنِ العشرين حتى السبعينات الميلادية، اللهمَّ إلاَّ القليل النّادرُ من المعاهد الاستشراقية.
وترجع الأسبابُ لذلك التغَيُّرِ (المؤسفِ) في جانب الدراسات الإسلامية إلى انتقال اهتمامات الجيل الحديث إلى دراسة القضايا المعاصرة إِسلاميةً كانت أو عربيةً، غير أَنَّني لم أَزَلْ أتساءلُ: كيف يُمكنُ البحثُ ودراسة حتى هذه القضايا الحديثة والمعاصرة مع الجهل بالعلوم الإسلاميةِ وفروعها. لقد أصبح (للأَسفِ أيضاً) مِن المُعتادِ أَنَّ طالباً جامعياً متخصصاً في الدراسات الإستشراقية، ومع ذلك لم يقرأ سطراً في تفسير الإمام الطبريِّ، ولم يسمعْ باسم الحافظ ابن حَجرٍ العسقلاني , وهذا على سبيل المثال فقط.
غير أنه لا تزال هناك معاهد استشراقية تُدَرَّسُ فيها العلومُ الإسلاميةُ بالمعنى الأصيلِ للاستشراق، وإن كانت سيطرةُ الاتجاهات الحديثة على هذه الدراسات نَحَّتها عن مَنصبِها العَريقِ في كثيرٍ من الأحوال.
شبكة التفسير: ما هي أهم المصادر التي يعتمد عليها المستشرقون في الدراسات القرآنية؟
د. موراني: الدراسات القرآنية ما زالت تحَتلُّ محَلاً بارزاً ورئيساً في الدراسات الاستشراقية حتى اليوم، ومصادرها لا تختلفُ عن المصادر المتداولة بين أيدي المسلمين. فكتب التفسير والقراءات تُمثِّلُ المرتبةَ العليا، والمصدر الرئيس للدراساتِ القرآنيةِ إلى جانب كتب السيرةِ النبوية، وكتب أسباب النزول، وغيرها من المصادر المعروفة.
شبكة التفسير: كيف يمكن تلخيص طبيعة الفهم الاستشراقي للقرآن الكريم؟ وتوثيق القرآن عند المستشرقين؟ وهل يختلف هذا الفهم عن الفهم للقرآن عند الباحثين المسلمين؟
د. موراني: الفهمُ الاستشراقيُّ للقُرآنِ يختلفُ كُلَّ الاختلافِ عنهُ عندَ المسلمين عامةً، والباحثين المسلمين خاصةً، وذلك ما أَثارَ تَوتُّراً، بل حقداً - إنْ صحَّ التعبيرُ - بينَ الطرفين الإسلاميِّ والأُوروبيِّ.
إنَّ المستشرقَ الذي يدرسُ نصَّ القرآنِ وعُلومَه لا ينطلقُ من الحقيقةِ المطلقةِ لدى المسلمين أَنَّّ هذا النصَّ وحيٌ مُنَزَّلٌ، أَي لا يدرسهُ مِن زاويةِ الإيمانِ، بل مِنْ زاوية العلمِ المنفصلِ مِن جَميع ما يدخلُ في باب الإيمان والعقيدةِ. الاستشراقُ يُعالج النصَّ القرآنيَّ وِفقاً لِمَعاييرِ علومِ الدياناتِ العامةِ، وَوفقاً لعلوم التأريخ، فمِن هنا يُمكنُ القولُ: إِنَّ نصَّ القرآنِ في رأي الاستشراقِ ليس إِلاَّ وثيقة تاريخية ثَمينة، باعتباره مبدأً أساسياً في إيمان المسلمين وعقيدتهم. وهذا ما ينبغي على الباحث المسلم مراعاته عند القراءة في دراسات المستشرقين أو مناقشتهم، حتى لا يحصل الخلل في الفهم والنتائج.
شبكة التفسير: ما تقويِمُكَ للكتبِ والبُحوثِ التالية:
- مذاهب التفسير الإسلامي لجولد زيهر.
- تاريخ القرآن لنولدكه.
- كتاب القرآن للفرنسي ريجيس بلاشير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/289)
- ما كتبه المستشرق الألماني بول من زعمه تحريف القرآن في دائرة المعارف الإسلامية الألمانية.
د. موراني:
أمَّا Weill فهو مِمَّن قام بوصف تأريخ فجر الإسلام وعصر النبوة وبعده لأول مرةٍ في تاريخ الاستشراق وفقاً لما كان لديه من النصوص العربية وأغلبها من المخطوطات.
كان هذا العمل من الخطوات الأولى في القرن التاسع عشر في الطريق الطويل والشاق للتعرف على الحضارة الإسلامية وعلى تاريخ الشعوب الإسلامية على المستوى الأكاديمي في الجامعات الألمانية. أما كتابا ويل:
Historical-Critical Introduction to the
قال الشيخ الألباني :
oran
Mohammed the Prophet, his Life and Teaching
فقد كانا وليدي عصره فلا يذكران اليوم في الدراسات الاستشراقية غير أَنَّ هذا المستشرق قد اعتمد في كتابه على مصادر مثل (السيرة الحلبية) و (تأريخ الخميس) وعلى (السيرة النبوية) لابن هشام التي لم تكن مطبوعة في ذلك الوقت اذ نشره المستشرق Wüstenfeld عام 1858 بترجمة Weill إلى الألمانية.
هذا وقد قام Weill بدراسات في السور المكية وبترتيبها ترتيباً تأريخياً حسب نزولها ووفقاً لمضمونها. وقد تبنى نولدكه Nöldeke هذا الترتيب وجعله أساساً لدراساته حول تأريخ القرآن.
واليوم لا يكاد الباحث يجد ذكراً لِما أَلَّفه Weill في هذه الميادين، في حين ما يزال نولدكه يُعتبَر حتى اليوم من كبار المستشرقين المتخصصين في العلوم القرآنية. ولم يكن اقترابُ نولدكه من القرآن اقتراباً مضاداً للوحي , بل قام بدراسات تحليلية ومنطقية ولغوية للنص نفسه وأشار إلى ما جاء في النص القرآني من المزايا اللغوية والخصائص. كما أشار إلى بعض الظواهر اللغوية التي لا تتماشى –برأيه -مع قواعد اللغة المسلّم بها؛ نظراً لمعرفتهِ باللغات الساميَّةِ الأُخرى (العِبرْانية , السيريانية , الحبشية، واليمنية القديمِة). وقد كتب في موضوع الألفاظ المُعرَّبة التي دخلت لغة القرآن، وما الذي تغيّر معناه من المصطلحات المعرّبة فيه.
إلى جانب كتابه في (تأريخ القرآن) الذي أكملَه تلاميذهُ بعد وفاته. وهناك دراسة له لم تُترجم بعدُ إلى العربيةِ حَسب علمي إلى يومِنا هذا , وهيَ (القرآن والعربية) التي يشرح فيها الأسلوب اللغويَّ للقرآنِ وبلاغتهِ شرحاً دقيقاً.
ونظراً للأَهميَّةِ الكُبرْى لدراسات نولدكه في هذا الميدان العظيم حَولِ لغةِ القرآن وتاريخ توثيقه فإنَّه لم يَزَلْ يحتلُّ محَلاً بارزاً في الدراسات القرآنية في الاستشراق المعاصر.
وأَمَّا بحث Buhl حول تحريف القرآنِ، فلم أَجدِ المصدرَ المذكور إلى الآن؛ لأَنَّ ما بأيدينا هو دائرة المعارف الإسلامية الجديدة، وليس فيها هذا.
أَما المستشرق المجريُّ جولدزيهر Goldziher الذي دَرس في لابزيج وبرلين فإِنَّه اشتهر بعدة دراساتٍ حول العلومِ الإسلامية،منها كتابه المذكور (اتجاهاتٌ في التفسير الإسلامي) الذي تُرجم إلى اللغةِ العربية فيما بعدُ، أَمَّا الترجمةُ نفسها ففيها - كما سمعتُ في عدة مناسباتٍ - أخطاءٌ كثيرةٌ تعودُ إلى عدم فهم النص، حتى العنوان لا يتمشى مع المقصود؛ لأَنَّ جولدزيهير لم يتحدث عن مذاهب في التفسير , بل عن اتجاهات فكرية (= Tendencies) .
لأولِ مرةٍ في تأريخ الاستشراق أبرزَ هذا المستشرقُ الاتجاهاتِ المختلفةَ حسب التيارات الفكرية والسياسيةِ لدى المفسرين عبرَ العُصور التي عاشوا فيها، وكان اقترابهُ من القرآنِ، ومنهجُه في البحثِ غَير اقترابِ نولدكه منه، إذ هذا الأخيرُ تناولَ النصَّ مِن وجهةِ نظرِ اللغويين، أَمَّا جولدزيهير فرَكَّزَ في أبحاثهِ حول القرآن والحديثِ على الأفكارِ المرويةِ في كتب القدماءِ، وأَبرزَ منها تفسيرَ الطبريِّ، واعتبره أعظمَ كتبِ التفسيرِ، وأَهمها في التراث الإسلامى مُشيراً إلى أهميةِ منهجيةِ مُؤلفهِ، الذي أَلَّف هذا الكتابَ تفسيراً بالمأثورِ، وجمَع فيه عِدة رواياتٍ لتفسير آيةٍ واحدةٍ. فلذلك كان كتابه حول اتجاهات التفسير مِنْ أَهَمِّ المصادرِ، ونقطةَ الانطلاق لطلبة العلم في دراساتهم القرآنية.
شبكة التفسير: ما رأيك في الترجمات الألمانية للقرآن الكريم؟ وما هي أفضل الترجَمات الحالية برأيك؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/290)
د. موراني: إلى جانب الدراسات العديدة حول نص القرآن وتأريخه قام بعض المستشرقين بترجمة القرآن ترجمة كاملة. وأفضل الترجمات الحالية المتداولة على المستوى الجامعي هي ترجمة القرآن للمستشرق R. Paret في طبعتها الأخيرة عام 1979م. ويرافق هذه الترجمة مُجلد مستقل وردت فيه تعليقات لغوية للمترجم، وإحالات على آيات متشابهة وترجمتها.
شبكة التفسير: لألمانيا سبق ظاهر في الدراسات القرآنية، فقد نشرت الكثير من الدراسات القرآنية، ودعم تحقيق نفائس كتب الدراسات القرآنية، ومن أهم الكتب التي حققت في ألمانيا: التيسير في القراءات السبع للداني، والمقنع في رسم المصاحف للداني، ومختصر الشواذ لابن خالويه، والمحتسب لابن جني، وغاية النهاية لابن الجزري، ومعاني القرآن للفراء، وإيضاح الوقف والابتداء لابن الأنباري، وغيرها من البحوث القيمة. ما هو الواقع الحالي للدراسات الاستشراقية في ألمانيا؟ وهل لا يزال الاهتمام بالدراسات القرآنية يحظى بالتقديم؟
د. موراني: هذه الكتب والدراسات التي ذكرت تثبت اهتمام المستشرقين بنص القرآن من الناحية اللغوية، وهو أمرٌ دفع بعض الباحثين في النصف الأول من القرن الماضي إلى إخراج الكتب القديمة حول القراءات. ولم يكن هذا العمل إلا بِمثابة اقتراب علميّ للنص، وليس بنية إبرازِ أخطاء القران، والتشكيكِ في صحتهِ كما يذكر كثير من الباحثين المسلمين في بحوثهم وكتبهم المنشورة , وهذا الموقف من الدراسات الاستشراقية لا يزال موقفاً سائداً عند الكثير من الباحثين المسلمين، حيث وقفوا موقفاً مضاداً لكل أو أغلب ما صدر على أيدي المستشرقين تقريباً، وهذا الرأي يحتاج إلى إعادة نظر، وإنصاف للباحثين المستشرقين المخلصين المنصفين على وجه الخصوص، أَمَّا مَنْ تعمَّد الإساءة والتحريف من المستشرقين فقد عارضه المستشرقون أنفسهم قبل المسلمين، ومثال ذلك ما كتبه مرجليوث في الشعر الجاهلي، قد عارضه المستشرقون أنفسهم وردوا عليه قبل أن يصل الخبر إلى دوائر البحث العلمي في العالم الإسلامي بمدة.
ولكن الآن هذه النشاطات والأبحاث حول القرآن قد توقفت , للأسف منذ مدة , فليس هناك دراسات يمكن مقارنتها بما كان في الماضي. وما نجده اليوم لا يعدو دراسات قصيرة على شكل مقالات في المجالات المتخصصة في الاستشراق, إلا أَنَّ هناك كتاباً مهماً في هذا الميدان نشر عام 1993م، للمستشرق الهولندي C.H.M.Versteegh تحت عنوان:
Arabic Grammar and Qur'anic Exegesis in Early Islam (Brill, Leiden )
ومعناه: قواعد اللغة العربية وتفسير القرآن في فجر الإسلام.
شبكة التفسير: من خلال دراستكم الطويلة هل هناك اختلاف بين المدارس الاستشراقية؟ وهل تختلف باختلاف الدول؟
د. موراني: طبعاً، هناك اختلافٌ بين المدارس الاستشراقية، بل حتى بين المعاهد الاستشراقية في بلدٍ واحدٍ. وسببه يرجعُ إلى أَنَّ أستاذ المعهدِ , صاحب الكرسي، يُعطي بتخصصه للمعهدِ ظاهرةً تختلفُ عمَّا كان المعهد عليه من قبلُ. ومِنْ هُنا يؤثرُ على اهتمامات الطلبةِ، من طريق غير مباشر، غير أنَّ منهجيةَ البحث لدى الآخرين من الأساتذة والمساعدين لا تتأثر بذلك في الغالب.
عندما ابتدأتُ المشروعَ العلميَّ حول تاريخ المذهبِ المالكي، كانت هناك مُحاضرات وحلقات خاصة بهذا الموضوع، وجمعنا حولنا في هذا المشروع طلاباً كان لديهم اهتمامٌ بالموضوع، ونيةٌ في المشاركة في أعمال المشروع. ثلاثة منهم قد نالوا درجة الدكتوراه من معهدنا بتقديمهم لبحوث في موضوع مشروعنا هذا.
والمدارس الاستشراقية أيضاً تختلفُ باختلاف الدولِ، وليس في داخل دولة واحدةٍ فقط، فالاستشراق الانجليزيُ- الأمريكي anglosaxon يختلف عن الاستشراق الألماني أو الفرنسي , فلكلٍّ منهم طبيعته الخاصة به، وتتبيَّنُ هذه الطبيعة الخاصة من خلال الدراسات التي يقومون بها، إِلا أَنني لا أَودُّ أَن أُميّز أو أُفاضلَ بين هذه المدارس أو الاتجاهات الاستشراقية حتى لا أُصبحَ حاكماً على الغير.
شبكة التفسير: هل تطورت مسيرة الاستشراق خلال أطوارها المختلفة؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/291)
د. موراني: نعم تطورت مسيرة الاستشراق كما تطورت العلوم الإنسانية الأخرى. كان هذا التطور مرتبطاً بالاتجاهات العامة في تلك العصور حيناً، وبالسياسةِ في تلك العصور حيناً آخر. وكانت هذه التطورات إيجابيةً وسلبيةً معاً بحسبِ العصر، وخاصةً في العلوم الإنسانية. وكان لبعض المستشرقين أَثَرٌ هامُّ وإيجابيٌّ على هذا التطور، وكان للبعض الآخرِ أثرٌ سلبيٌّ. أَمَّا هذا الأخيرُ فلا ذِكرَ له في الدراساتِ المُعاصرةِ على الإطلاقِ، لا نَقداً ولا ذِكراً في الكتب المعاصرة.
ودعني أضربْ مَثلاً واحداً لهذه الظاهرة، وهي مرتبطة بشخصيةٍ واحدة في الاستشراق الألماني:كارل بروكلمان، لقد قام بخدمةٍ كبيرةٍ بتأليفهِ كتاب (تأريخ الأدب العربي) في 5 مجلدات. أَما كتابهُ (تأريخ الشعوب والدول الإسلامية) فلا ذِكْرَ له منذ الخمسينات تقريباً إلى اليوم. أَما دراساتهُ في اللغات الساميَّةِ وتأريخها، فما تزالُ قواعدَ لدراسةِ هذه المواد، وتعليمها حتى اليوم.
شبكة التفسير: لا تزال البعثات الطلابية تتجه للغرب لدراسة التفسير والحديث والفقه بل واللغة العربية في الجامعات الغربية، فما تقويمكم لقيمة مثل هذه الدراسات لدى الجامعات الغربية؟ والفائدة العلمية المترتبة عليها للجامعات الغربية وللطلاب المسلمين أيضاً؟ وهل ترى حاجةً لمثل هذه البعثات في ظلِّ وجود جامعات إسلامية تفي بالحاجة في العالم الإسلامي؟
د. موراني: القضيةُ التي يلمسها هذا السؤالُ من طريقٍ مباشرٍ وموضوعي , يشغلني منذ أعوام فأتساءَلُ معكم: ما هي الفائدةُ التي تترتب على هذه البعثات والدراسات في الكليات الأوروبية؟! وهل هناك حاجة تدعو إلى هذه البعثات من الدول الإسلامية؟!
نعم , إِنَّنا لسعداءُ أَن نقبلَ، ونُضيفَ طلبةَ العلمِ من الدول العربية لكي يشاركونا في الدراسات الإسلاميةِ , وهي - في الغالب - تختلفُ من حيث المنهجية عن الدراسات في الجامعات الإسلاميةِ كُلَّ الاختلاف. إنَّ الإقامةَ والدراسة في المعاهد الاستشراقية قد تكونُ مفيدةً لِمَن يستطيع التمييزَ بين المنهجينِ العِلميينِ: الإسلاميِّ كما في بعض الدول العربية والإسلامية، والعَلمانيّ كما هي عندنا في أوربا.
لقد شاركني بعض الإخوة من الدول العربية في أبحاثي، وقد استفدتُ من علمهم؛ لأَنَّهم كانوا من المتخرجين من جامعاتٍ إسلاميةٍ، ولديهم إلمامٌ بدرجةٍ ما، وهم في الآنِ نفسهِ تعلّموا مِنّا الاقترابَ اللاديني من هذه الحضارة الإسلامية، التي لا يَشكُّ في عَظَمتِها أَحدٌ من المستشرقينَ المنصفين على المستوى الأكاديمي. والفائدة من هذه البعثات قد تكونُ الحوارَ المتبادلَ الجِدِّيَّ في مسائلِ البحث العلمي من أجلِ المعرفةِ، لا مِنْ أجلِ إقناعِ الطرفِ الآخرِ بأَولويةِ مَعاييرِ دِينه.
ومِنْ هُنا أَظنُّ أَنَّه على الجامعات الإسلاميةِ إيفادَ طلاب مؤهلين إلى جامعاتنا لكي يتعرفوا على واقع الاستشراق الراهن، وما هو بصدده حقيقةً، وأَن ينقلوا الخبرات والتجارب العلمية في البحث لجامعاتهم وكلياتهم في العالم العربي والإسلامي. ولا شك بأَنَّ إتقان اللغة الألمانية شرط لقبولهم في الجامعات الألمانية، وبقية الدول الأوربية تشترط ذلك في المتقدمين للدراسة في معاهدها وجامعاتها.
شبكة التفسير: ما هي أهم المجلات الاستشراقية التي عنيت بالدراسات القرآنية؟ وهل هي باللغة العربية أم بغيرها؟ وما هي المدارس التي تنتمي إليها هذه المجلات والدوريات؟ وأين تصدر؟
د. موراني: ليست هناك مجلة خاصة بالدراسات القرآنية حسب علمي. وفي ألمانيا عدة مجلات استشراقية تصدر مرة أو مرتين في العام. أما الدراسات والمقالات فيها فتشمل جميع الميادين الاستشراقية، إلا أَنَّ هناك مجلة متخصصة في دراسة التطورات الحديثة في العالم الإسلامي: في الأدب , والشعر، والفقه المعاصر، والحديث الخ.
والمشاركون في هذه المجلات يكتبون باللغات الأوروبية الألمانية , والانجليزية , والفرنسية , والأسبانية وغيرها ولا يكتبون بالعربية. وتصدر هذه المجلات في كليات الجامعات الألمانية. وإليكم بعض الأسماء لهذه المجلات
- Der Islam
- Zeitschrift der Deutschen Morgenländischen Gesellschaft
( مجلة جمعية المستشرقين الألمان)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/292)
- Die Welt des Orients ( عالم الشرق)
- Die Welt des Islams ( عالم الإسلام)
وهذه المجلات مفتوحة لمشاركة جميع المستشرقين في ألمانيا وخارجها باللغات المذكورة.
شبكة التفسير: ماهو الموقف الاستشراقي من الدراسات النقدية للاستشراق والمستشرقين التي يكتبها العرب؟
د. موراني: للأسف لا تصل هذه الدراسات النقدية دوائر المستشرقين إلا في القليل النادر , ما عدا كتاب أدوارد سعيد منذ أعوام وهو منشور في الغرب. أَمَّا الدراسات حول الاستشراق التي تنشر في الدول العربية الإسلامية فهي تكاد تكونُ غَيْرَ معروفةٍ إلى حدٍّ كبير.
أنا شخصياً أبحث عن مقالات ودراسات في هذا الموضوع في الشبكة فأقرأها - وأقول صراحةً وبكل إنصافٍ- إن هناك تحفظات على هذه الدراسات لسببٍ واحد: أنَّ النقد في أحيان كثيرةٍ لا ينطلقُ من المبدأ الذي ينطلق منه المستشرق المُنتقَد. ومع ذلك لا يخفى على أحدٍ أَنَّ هناك أخطاء منهجية ومنطقيةِ في الدراسات الاستشراقية التي يقوم بها مستشرقون في دراساتهم أو مقالاتهم النقدية في المجلات الاستشراقية. أَما النقد من جانب الباحثين والمفكرين المسلمين فهو قائم على معايير عقدية دينية، لا تتفق في أحيان كثيرة مع منهجية المستشرقين، ومنهج الاستشراق ونتائجه العلمية القائمة على أسس بعيدة عن المعايير العقدية الدينية.
شبكة التفسير: هل هناك دراسات استشراقية في الدراسات القرآنية جديرة بالترجمة ولم تترجم بعد؟ ولا سيما باللغة الألمانية؟
د. موراني: لم تصدر دراسات كثيرة حول القرآن في ألمانيا في الأعوام القريبة الماضية، وأذكر أن كليتنا في بون نظمت ندوةً حول القرآنِ خاصةً تحت عنوان: (القرآنُ نصاً)، ونُشرتْ المشاركاتُ في كتابٍ، نشرته دار Brill في مدينة ليدن. وهي بحوث باللغات الألمانية، والانجليزية، والفرنسية. ويبقى كتاب نولدكه الذي تقدمت الإشارة إليه بعنوان (القرآن والعربية) الذي يشرح فيه الأسلوب اللغويَّ للقرآنِ وبلاغتهِ شرحاً دقيقاً، فهو لم يترجم بعد للعربية حسب علمي.
شبكة التفسير: أشرت في بعض كتاباتك في ملتقى أهل التفسير إلى تغيرِ صورةِ الاستشراق المعاصر, عن الاستشراق الأصيل الذي كان إلى بداية الثمانينيات تقريباً. فما هي سِماتُ الاستشراق الأصيل برأيك؟ وما الذي تغير في الاستشراق المعاصر؟
د. موراني: الاستشراق الأصيل , أو قل بعبارة أخرى: الاستشراق التقليدي، لا وجود له اليوم في المعاهد الاستشراقية في الغالب إلاَّ في بعضٍ منها، حيث ما يزال المعهدُ يحظى بآثار الأساتذة السابقين، وبمناهجهم التعليمية التقليدية في الاستشراق.
إنَّ الصفات المميزة لهذا الاستشراق الأصيل هي الدراسة المتواصلة في جميع فروع العلوم الإسلامية، كالتفسير , والحديث , وعلوم الحديث , والفقه وأصوله , وعلم الكلام , والتاريخ رواية ودراية وغيرها. وذلك إلى جانب دراسة اللغات ذات العلاقة بالحضارة الإسلامية.
غير أننا نشاهد اليوم , وهذا من انطباعاتي الشخصية, أَن الطالب في تلك المعاهد لم يعد له صلة بهذه العلوم بصورة عامة , ولا يستطيع بعد نيله درجة الماجستير على سبيل المثال أن يتصفح في (لسان العرب) حسب ترتيبه أو في (تاج العروس) حسب ترتيبه الآخر، وهذا التقصيرُ المؤسفُ يعود إلى تغيرِ منهجية التدريس للمواد المذكورة أعلاه، أو بمعنى أصح: إلى عدم تدريسها بصورة جيدة كافية، مما أنتج مثل هذه النوعية الضعيفة من الطلاب.
وهناك أسباب خارجية لهذه التغيرات السلبية في الاستشراق التقليدي الأصيل , منها الظروف التعليمية في الجامعات حيث من المفترض على طالب العلم أن يكمل دراساته خلال أربع سنوات بنيله درجة الماجستير، في حين قد بدأ دراسته لقواعد اللغة العربية كتابةً وقراءةً في الفصل الأول، ولم تكن لديه خبرة أو معرفة بهذه اللغة من قبل! فعلى سبيل المقارنة: بدأتُ دراساتي الجامعية عام 1963م، وحصلت على درجة الدكتوراه بعد عشر سنوات.
وربما أهم من هذا الأسباب التي تعود إلى عدم اهتمام طالب العلم بالعلوم الإسلامية المذكورة أعلاه، وتركيزه على دراسة القضايا المعاصرة في العالم الإسلامي العربي منذ النهضة العربية، وما بعد غزو نابوليون لمصر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/293)
وهناك يتساءل المرء - على سبيل المثال-: كيف يمكن إدراك ودراسة أفكار المتأخرين من المفكرين المسلمين مثل سيد قطب، أو محمد عبده وأمثالهما بغير معرفةٍ عميقة بأصول الدين الإسلامي، والفقه وغيرها من العلوم الإسلامية؟!
فالاستشراقُ الأصيل إذاً يعودُ إلى الأصول، ويدرسها دراسةً واسعة، ويُحاول الاقترابَ من منهجيتها عبر القرون. أَمَّا الاستشراق الحديثُ فهو اليوم بِمثابةِ علمِ الصحافةِ، والعلوم الاجتماعيةِ الأخرى، اللهمَّ إلا القليلِ النادر منه.
شبكة التفسير: ما سبب اهتمامك بالتراث المالكي المغربي؟
د. موراني: هذا السؤال قد يَخرجُ في موضوعه عن إطارِ الأسئلةِ الأخرى، ومع ذلك فأقول: إنه لم يكن هناك سبب بعينه , بل كان انطلاقي إلى مكتبة القيروان مجرد صدفة إن صح التعبير! إذ كان أستاذي المشرفُ - رحمه الله- متخصصاً في الحضارة الإسلامية في أفريقيا وخاصة في الأندلس، ونبهني إلى أن هناك مجموعة من المخطوطات بالقيروان لم يشتغل بها أحد (وذلك في منتصف السبعينات). فعندما واجهت صعوبات كثيرة للحصول حتى على ورقة واحدة على الرَّقِّ من هذه المَجموعةِ تَمسكتُ بالغايةِ واتصلتُ بعدةِ جهاتٍ حتى فُتحت لي أبوابُ المكتبة أولاً في المكتبة الوطنية بتونس (إلى حيث نقلت المخطوطات بأمر رئيس الجمهورية) , وبعد ما نقلت المجموعة مرةً أخرى إلى مكانها الأصلي إلى القيروان , وذلك أيضاً بأمر رئيس الجمهورية الذي تراجع عن قراره الأول بسبب الاحتجاجات الشديدة من جانب أهل القيروان الذين اعتبروا القرار الأول غير شرعيٍّ؛ لأَنَّ المخطوطات كانت وَقفاً على الجامع الكبير بالقيروان، وأنا شخصياً كنت من هؤلاء المحتجين وقتذاك.
وبعد أن رأيتُ قيمة هذه المجموعةِ من المخطوطات ركزتُ جهدي على دراسةِ بعضها , وخاصة البحث عن كتب عبدالله بن وهب المصري، وكتب عبد الملك بن حبيب الأندلسي وتحقيقها ودراستها. وعامة على الكتب الفقهية المؤلفة في الفترة ما بين تأليف الموطأ لمالك بن أنس، والمدونة لسحنون.
ورأيتُ أَنَّ هناك علاقات بين القيروانِ ومدينة فاس بالمغرب، خاصةً في ميدان رواية المدونة لسحنون، ولهذه العلاقات آثار أيضاً عند الأندلسيين يمكن سردها من خلال المخطوطات وليس من خلال كتب الطبقات المعنية فحسب.
ونظراً إلى أهمية هذه المخطوطات التي تَمَّ نسخُها في القرنين الثالث والرابع الهجريين جَمعتُ هذه التحفَ التراثية في المكتبة القيروانية، والمكتبات المغربية في مُصوراتٍ رقميةٍ، وأدخلتُها مُرتَّبةً في الحاسوب الآلي؛ وذلك للقيامِ بِمَشروعٍ جديدٍ - وهو قد يكون الأخير لي- وهو: إحياءُ أُمَّهات الكتبِ المالكيةِ ونشرها. ومشروع (المكتبة الرقمية للتراث المالكي) يشتمل على أهم الكتب المخطوطة للمذهب المالكي التي تم تأليفها في الفترة ما بين تأليف الموطأ والمدونة إلى أواخر القرن الرابع الهجري، بما في ذلك المختلطة لسحنون إلى جانب المُدَوَّنة , ومختصر المدونة، والمختلطة لابن أبي زيد القيرواني الذي لم يُنشر إِلا الجزءُ الأخير منه , وهو الجامع.
وقد سبق لي أن أشرتُ إلى قلةِ اهتمام الطلبة , أو بِمعنىً أصح:عدم اهتمامهم بهذه الجوانب العلمية في الاستشراق المعاصر , وهو أمرٌ يجعلُ تنفيذ هذا المشروع صعباً؛ إذ إنه لا يُستَغنى عن مساعدين مؤهلين يشاركون في دراسة هذا التراث وإخراجه على مستوىً أكاديميٍّ لائق، وإلى جانب ما نحتاج إليه من الطاقة البشرية العلميةِ، يَجبُ أَلاَّ ننسى الجوانب المادية لتحقيق هذه الأهداف المنشودة.
شبكة التفسير: منذ ثلاثة وأربعين عاماً يا دكتور وأنت مشتغل بالدراسات العربية الإسلامية، وقد أنقفت في سبيل ذلك كثيراً من الجهد والوقت والمال. هل يمكن لسعادتكم أن تحدثونا عن هذه التجربة بتركيز، كيف كانت هذه الرحلة مع العلوم الإسلامية؟ وكيف وجدت التعامل مع اللغة العربية ونصوصها هل لا تزال تستعصي عليك معانيها في بعض الأحيان؟ وهل يمكنك فهم الشعر العربي بسهولة؟ حدثنا عن هذه الرحلة لنستفيد. ثم بماذا توصي طالب العلم المسلم المتخصص في الدراسات القرآنية؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/294)
د. موراني: قضيتُ ثلاثةً وأربعين عاماً في هذه الدراسات، منها عشرة أعوام طالباً في الجامعات، ولم أنقطع عن الدراسة إلا عامين فقط. وقد كانت بداية الدراسة صعبةً؛ إذ كانت هذه الحضارةُ غريبةً عليَّ، كما كانت المعايير الدينية غريبةً أيضاً، إلى جانب صعوبة دراسة اللغة. وقد تغيرت الأحوال عند لقائي الأول والمباشر بهذه الحضارة، وبهذا المجتمع الآخر أثناء إقامتي الأولى في مصر.
لم أبحث عن العلم والدرس في كلية الآداب في جامعة القاهرة، بل أردت أن أقترب من هذا المجتمع اقتراباً مباشراً؛ لكي أفهم طريقة تفكير الناس ولكي أفكر كما يفكرون. لم أحضر المحاضرات في الكلية إلا من حينٍ إلى آخر، وقضيتُ أغلبَ أوقاتي في جوار الأزهر مع تجار خان الخليلي، وقضيت معهم الأيام من الصباح حتى ما بعد العصر. وكانت لهذه اللقاءات المتواصلة ثمراتها من ناحيتين:
أولا: فهمتُ لهجة الناس، وأصبحتُ ملازماً لهم في الحديث اليومي.
ثانياً: تعرفت على وفاء هؤلاء الذين صحبتهم في القاهرة، حيث جئت زائراً لهم بعد اثني عشر عاماً، وعندما دخلت السكة في الحارة التي كنت أتجول فيها يومياً قام التاجر الفلاني من كرسيه، وقام الآخر، والثالث ورحبوا بي، وسلَّموا عليَّ باسمي وهو بلا شك غريب عليهم لأنه اسم (خَواجة)، و سلُّموا عليَّ كأَنني فارقتُهم بالأمس. فهنا أخاطبكم جَميعاً: مَنْ يبحث عن هذا الكرمِ وهذا الوفاءِ في المجتمع الغربي فإنه يبحث عنه بلا جدوى!
هكذا كان اللقاء الجديد ليس مع التجار فحسب بل ببعض طلبة الأزهر أيضاً الذين التقيت بهم في مناسباتٍ عديدة، حتى أصبحتُ ضيفاً دائماً أيام الجمعة لحضور الخطبة في رحاب الأزهر الشريف حيث سَمحَ لي الخطيبُ حينذاك أَنْ أستمع إلى الخطبةِ، وأنا أنتظره في مكتبه أثناءَ الصلاة.
وهناك تعرفتُ على فئاتٍ أخرى من الناس لم أستطع أن أعرفهم في كلية الآداب في الجامعة. وهنا لم يجر الحديثُ حول التأريخ كما جرى في الكلية، بل حول الحديث النبوي وفهمه أولاً، وبعد ذلك عن التفسير وعلومه.
وأصبح من الضروري أن أدخل المكتبة الأزهرية لكي أطلب مخطوطاً في قاعة محمد عبده لقراءته أو للنظر فيه لأول مرة في حياتي عام 1968م،كانت هذه الخطوات الأولى اقتراباً من هذهِ الحضارةِ، وهذا المجتمع المُسْلِم , وهي تجاربُ لا تُدَرَّسُ في الكليات.
أَمَّا الشِّعْرُ فلم يكن لي اهتمامٌ به، غير أنَّ أستاذي في جامعةِ بون كان متخصصاً في الشعر الأندلسي، وقد عَذَّبنا به، وبتراجم الشعراءِ، وقرأنا عليه الشعر بغير رغبة فيه. وهكذا الأمرُ في الشعر بصورةٍ عامةٍ لا أجدُ ميلاً وتسليةً في قراءته حتى الشعر الكلاسيكي الأوروبي.
وأما ما أوصي أنا طالب العلم المسلم فإِنَّني أُذكِّرُ كُلَّ ذي عِلْمٍ بالحرص على حفظ كتب التراث في الدراسات القرآنية خاصةً والتراثية عامة، وهي كنوزٌ ونوادر لم تر نورَ الشمس إلى الآن، بل ما تزال مُختبئةً على رفوف المكتبات. وهي في حاجة إلى طلابٍ نبهاء يتصدون لتحقيقها، وإخراجها للناس، وفي هذا وفاء لمؤلفيها الذين بذلوا في تأليفها وقتاً وجهداً كبيراً. فشُدّوا الرِّحالَ إلى هذه الأماكنِ قَدْرَ الاستطاعةِ، وابذلوا في ذلك ما يستحقه من التعب والمال، فكأَنَّهُ صار فرضاً عليكم ولن يقوم به أحدٌ نيابةً عنكم، ومَنْ يَرَ تلكَ النوادرَ والكنوز المخبئة يفهمُ حقيقةَ المثل القائل: في الزوايا خبايا.
شبكة التفسير: ما رأيك بملتقى أهل التفسير؟ وما مدى استفادتك منه؟ وما أبرز الملاحظات المنهجية على الموضوعات المطروحة فيه بصفةٍ أكاديمية؟
د. موراني: لا يخفى على أحد أنَّ هناك كثير من الملتقيات والمنتديات في الشبكة العنكبوتية بِمختلفِ أنواعها، إِلا أَنَّ الملتقيات العلمية تحتل مرتبةً خاصة بينها، ويا حبذا لو كان لدينا على المستوى الجامعي الأكاديمي ميدان مثلَ هذا الملتقى العلمي لتقديم الدراسات ولتبادل الآراء بين الأعضاء والضيوف كما هي الحال في ملتقى أهل التفسير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/295)
وعلى مستوى المستشرقين هناك شبكات للمستشرقين تتبادل فيها الأخبار العلمية، والإعلانات حول المنشورات الجديدة، بل وحتى الإعلان عن المناصب الجديدة , غير أَنَّها لا يُمكن مقارنتها بأهدافِ هذا الملتقى العلمي، الذي استفدت منه أنا شخصياً في كثيرٍ من المناسبات.
ويلاحظ القاريء لبعض الموضوعات المطروحة في الملتقى أَنَّ الكاتبَ، أو المشارك في هذه الصفحات كثيراً ما يعتمد على الكتب المُنَزَّلةِ الكترونياً، ويقتبس منها صفحاتٍ في المشاركةِ، دون تعليقه على هذه المصادر المستخرجة المستنسخة، بمعنى أن المشاركة لا تخرج من إطار التكرارِ لما جاء في تلك الكتب، ويا حبذا لو راجع الكاتب الكتب المطبوعة للتأكد من صحة النصوص أولاً، ثم التعليق عليها بما يدل على فهمه لها.
ومن المزايا الطيبة والمفيدة لهذا الملتقى تقديم الدراسات الجديدة والملاحظات النقدية على المنشورات الحديثة في آنٍ واحدٍ. وربما أتيحت الفرصة لهذا الملتقى مُستقبلاً لنشرِ ملخصاتٍ لرسائل الماجستير والدكتوراه التي تم مناقشتها بتقديم ملاحظات نقدية عنها.
وتحياتي لجميع قراء هذا اللقاء في شبكة التفسير والدراسات القرآنية وملتقى أهل التفسير.
ميكلوش موراني – بون – ألمانيا – 7/ 2/2005 م
** قائمة بالدراسات الاستشراقية الألمانية حول القرآن الكريم:
- أسرار التأويل وأنوار التنْزِيل للبيضاوي، تحقيق المستشرق الألماني فرايتاج (1788 - 1861م)، ط. ليبزيج عام1845م.
- الأسماء والأعلام في القرآن، للمستشرق الألماني يوزف هوروفيتش (1874 - 1931م).
- اشتقاق لفظ القرآن، للمستشرق الألماني يوزف هوروفيتش.
- تاريخ القرآن (أصل وتركيب سور القرآن) للمستشرق الألماني تيودور نولدكه (1836 - 1930م)، جوتنجن 1856 م.
- تاريخ القرآن، للمستشرق الألماني برجشترسر.
- تاريخ علم قراءة القرآن، للمستشرق الألماني بريتزل.
- تاريخ النص القرآني، للمستشرق الألماني تيودور نولدكه، جوتنجن 1860م.
- تحقيق كتاب المحتسب لابن جني، منشورات المجمع العلمي البافاري بميونخ 1933م.
- ترجمة القرآن للعربية، للمستشرق شنيجر النورمبرجي 1616م.
- ترجمة القرآن إلى الألمانية للمستشرق بويسن 1773 م وأعادها فاهل 1828م.
- ترجمة القرآن للألمانية، للمستشرق أوهلمان 1840م.
- ترجمة القرآن للألمانية لجوستاف فلوجل 1841م.
- ترجمة القرآن للألمانية لرودي بارت، ترجمها فيما بين 1963 و 1966م.
- دليل القرآنية، للمستشرق الألماني مالير 1857 – 1945م، الطبعة الثانية، باريس 1925 م.
- فهرست تفسير الطبري، للمستشرق الألماني هوسلاتير، ستراسبورج 1912م.
- القرآن، للمستشرق الألماني كاله، بحث نشر بصحيفة دراسات الشرق الأدنى 1949 م.
- القرآن الرسمي بالنظر إلى قراءة أهل مصر. للمستشرق تيودور نولدكه، نشر بالمجلد العشرين من مجلة الإسلام.
- القرآن والعربية، للمستشرق الألماني كاله، نشر بمناسبة ذكرى جولد زيهر 1948م.
- الكلمات الأجنبية في القرآن، رسالة دكتوراه للمستشرق الألماني فرانكيل، ليدن 1878م.
- مدخل تاريخي نقدي إلى القرآن، للمستشرق الألماني جوستاف فايل (1808 – 1889م).
- مذهب الطبيعة الواحدة النصراني في القرآن، للمستشرق الألماني بومشتارك، نشر بمجلة الشرق المسيحي 1953م.
- مراجع القرآن وعلومه، للمستشرق الألماني بريتزل.
- المتشابه في القرآن للكسائي، بتحقيق المستشرق الألماني بريتزل 1893 - 1941م.
- مشروع لاستعمال أسلوب النقد في نشر القرآن، بقلم المستشرق الألماني براجشترسر، عام 1930م.
- معاني القرآن لابن منظور، تحقيق المستشرق الألماني بريتزل، نشر بمجلة إسلاميكا.
- معجم قراء القرآن وتراجمهم، للمستشرق الألماني براجشترسر، نشر عام 1912م.
- النبوة في القرآن، للمستشرق الألماني هورفيتش 1874 – 1931م.
- نجوم الفرقان في أطراف القرآن، للمستشرق الألماني جوستاف فلوجل 1802 - 1870م، طبع لأول مرة في ليبزيج 1842م.
- النصرانية واليهودية في القرآن، للمستشرق الألماني بومشتارك، نشر بمجلة الإسلام 1927م.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[14 - 02 - 05, 10:48 م]ـ
جزاك الله خيرا
وهناك تتمة للقاء في ملتقى أهل التفسير، ولا يزال استقبال الأسئلة جارياً
ـ[أبو وكيع الغمري]ــــــــ[14 - 02 - 05, 11:17 م]ـ
و اياك أخي محمد الأمين
و أسأل الله أن يجعل الصواب حليفك دائما
و الحمد لله
ـ[عصام البشير]ــــــــ[15 - 02 - 05, 12:26 م]ـ
[ COLOR=Red] د. موراني: الفهمُ الاستشراقيُّ للقُرآنِ يختلفُ كُلَّ الاختلافِ عنهُ عندَ المسلمين عامةً، والباحثين المسلمين خاصةً، وذلك ما أَثارَ تَوتُّراً، بل حقداً - إنْ صحَّ التعبيرُ - بينَ الطرفين الإسلاميِّ والأُوروبيِّ.
إنَّ المستشرقَ الذي يدرسُ نصَّ القرآنِ وعُلومَه لا ينطلقُ من الحقيقةِ المطلقةِ لدى المسلمين أَنَّّ هذا النصَّ وحيٌ مُنَزَّلٌ، أَي لا يدرسهُ مِن زاويةِ الإيمانِ، بل مِنْ زاوية العلمِ المنفصلِ مِن جَميع ما يدخلُ في باب الإيمان والعقيدةِ. الاستشراقُ يُعالج النصَّ القرآنيَّ وِفقاً لِمَعاييرِ علومِ الدياناتِ العامةِ، وَوفقاً لعلوم التأريخ، فمِن هنا يُمكنُ القولُ: إِنَّ نصَّ القرآنِ في رأي الاستشراقِ ليس إِلاَّ وثيقة تاريخية ثَمينة، باعتباره مبدأً أساسياً في إيمان المسلمين وعقيدتهم. وهذا ما ينبغي على الباحث المسلم مراعاته عند القراءة في دراسات المستشرقين أو مناقشتهم، حتى لا يحصل الخلل في الفهم والنتائج.
هذا المنهج الذي ابتدعه المستشرقون في التعامل مع نصوص الوحي، هو الذي انتقل فيما بعد إلى بعض المنتسبين إلى الإسلام، وانتشر بعد ذلك انتشار النار في الهشيم.
ولا زلنا نكتوي بناره إلى الآن.
وقد وقعت لي مناقشات مع بعضهم، فكانت دندنتهم حول: ضرورة التعامل مع النص القرآني بالقواعد العلمية بعيدا عن الانغلاق الإيماني، الذي يسميه أركون ومن دار في فلكه:
la fermeture dogmatique
وهل هذا كله إلا من عدوى المستشرقين؟؟
الله المستعان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/296)
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[15 - 02 - 05, 12:46 م]ـ
أخي الفاضل عصام:
وهم لو أحسنوا جميعا التعامل مع القرآن على الأساس أو المنهج الذي يذكرونه، هل تعتقد أنهم يصلون لغير الحقيقة الإيمانية التي ندين الله بها نحن المسلمين؟
المشكلة - أخي - الفاضل هو في الخلل بين النظرية والتطبيق، وفي أشياء أخر ... وإلا فقد صدق ربنا إذ قال:
{سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شئ شهيد}
وقال سبحانه: {وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون}
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[15 - 02 - 05, 05:42 م]ـ
في حوار سابق على صفحات ملتقى أهل التفسير، ذكر الدكتور موراني أن أركون لا ينتمي إلى المدرسة الإستشراقية و لا إلى منهجها - الموضوعي طبعًا! -، بل هو أبعد ما يكون عن هذا.
فتأمل حال هذا المتفرنج الذي هجر علوم المسلمين إلى دندنة المستشرقين، فبغضه المسلمون و اعرض عنه المستشرقون!
ـ[أبو وكيع الغمري]ــــــــ[15 - 02 - 05, 08:47 م]ـ
السلام عليكم
الأخ الكريم / الأزهري السلفي
رأيت تعليقكم الآن على موضوع ((د. موراني)).
فوددت أن أستثبت منك معناها , فلا تبخل على أخيك بالنصح.
و بارك الله فيك
و الحمد لله
تنبيه: حاولت أن أبعث لك على الخاص , و لكني لم أتمكن من ذلك = فحسابك ممتليء ... فأرجو مراسلتي على الخاص.
و جزاك الله خيرا على اسداء نصحك لاخوانك
و الحمد لله أولا و آخرا
ـ[أبو وكيع الغمري]ــــــــ[15 - 02 - 05, 09:36 م]ـ
و أسأل الله أن يتقبَّل منك دعاءك ...
((ربنا لا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا))
و الحمد لله
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[16 - 02 - 05, 10:41 ص]ـ
أن احترام العلم واحترام العلماء ثابت من الثوابت التي لا تقبل المناقشة
خاصة بين أهل الحديث ... ومن ثوابتهم أيضا حماية الدين والذود عنه
من تحريف الغالين وتأويل المبطلين ...
الدكتور موراني مستشرق (غير مسلم فيما يظهر) وهو ولو كان متخصصا في
بعض علوم الشريعة الإسلامية ومتبحرا في مخطوطاتها إلا أن تقييم (لو صح
التعبير) علمه له أثر كبير خاصة إذا كان الذي يقيم (لو صح التعبير
أيضا) منظورا إليه مرموقا من قبل طلبة العلم كمنتدى أهل الحديث
ومنتدى التفسير ...
الدكتور موراني يجوز أن نستضيفه في منتدى للثقافة العامة، أو منتدى
للعلوم الاستشراقية (بالذات والخصوص) أو منتدى عن المخطوطات ونتسفيد
من علمه في هذا الصدد .. فتكون خبراته مهما تعاظمت محصورة عند المتلقي
في إطارها وسياقها الذي وردت فيه ...
أما أن يستضاف في منتدى التفسير وينقل موضوع استضافته في منتدى أهل
الحديث فهو كالتزكية لعلمه .. وهو ما لمسناه في بعض عبارات الأسئلة
التي وجهت إليه ...
ناهيكم أن الدكتور موراني لا يخفي قناعاته العلمية، بل يطالب المسلمين
أن يعدلوا من بعض قناعاتهم حتى يستفيدوا من بحوث المستشرقين ...
ومثالنا على ذلك أنه وجه إلى أن بحوث المستشرقين حول النص القرآني مبنية
على اساس أن المستشرق لا يؤمن بالنص القرآني أصلا، وأنه يتناوله كنص تاريخي
له قيمة ثمينة ... وهذا التأويل أو التبرير لو صح في بعض الأحوال فإنه
لن يصح على طول الخط!
وأضرب بمثال قريب لا يمكن أن نفوته .. وهو كلام الدكتور موراني عن جولد زيهر
الذي يشعر منه نوع إطراء على بحوثه وتبحره، بينما قد أثبت كثير من الباحثين
الذي استخدموا المعايير الغربية في البحث والنقد أن جولد زيهر في كثير من
بحوثه جانبه الصواب إما لقلة المصادر أو لتصيره وفي بعض الأحيان لأغراض ليست
شريقة عند الباحثين ...
ويمكنكم مطالعة بحوث الدكتور الأعظمي والدكتور العمري في هذا الباب ...
وفي ثنايا كلامي أحب أن يفهم الدكتور موراني (لو كان يقرأ كلامي) أنني
لا أعترض على شخصه ولا على علمه، وليس لي أغراض شخصية من هذا الكلام إلا
النصيحة العلمية لرواد ملتقى الحديث والتفسير فيما يتعلق بأشياء نعتبرها
من الثوابت عندنا معاشر أهل السنة (فأرجو أن ينظر إلى كلامي من هذه
الوجهة الموضوعية حتى لا يفهم خطأ) ...
إن في استضافة مستشرق في كلامه إطراء (ما) لمنهج الاستشراق القائم على
المنهج العلماني (وهو ما تكرر في كلام الدكتور موراني) مخالفة ومناقضة
لمنهج أهل السنة والجماعة في التعامل مع تلك الأفكار، وأقل ما يمكن وصف
هذه الأفكار به من منطلقات أهل السنة أنها بدعة (أعني مرتكزات المستشرقين)
فما بالكم بأن قائليها ليسوا مسلمين أصلا .. فكيف تجعل لهم المكانة
والمرجعية في تلقي العلم في منتديات إنما أقيمت لإعلاء كلمة الله وإعلاء سنة
رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
كما ذكرت سابقا .. أكرر أن الاستفادة من علم الدكتور موراني وارد وليس
بممنوع، ولكن بسياق يمنع الإيهام وطريقة تمنع اللبس أن علم الدكتور موراني
وطريقته وطريقة المستشرقين في البحث العلمي تحتمل التزكية ...
قلته محتسبا متوكلا على الله ..
وشكر الله للأخ عصام البشير الذي سبق ونوه ...
ومن أراد أن يناقش في هذا الموضوع فلا بأس، ولكن بالحجة النيرة وبدون
اتهامات ... وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/297)
ـ[راشد]ــــــــ[16 - 02 - 05, 10:58 ص]ـ
أعتقد أن الإشارة في عنوان الموضوع إلى كونه مستشرقاً يكفي لإزالة شبهة التزكية
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[16 - 02 - 05, 11:01 ص]ـ
حمداً لله تعالى وحده، وصلاةً وسلاماً على من لا نبي بعده ..
وبعد ..
أخي الحبيب أبا وكيع الغمري، متقبل عتبك عليَّ بكل رحابة وسعة صدر، هنا وعلى الخاص.
وأرجو من الله أن يوفقك إلى قراءة ما كتبه فضيلة الشيخ رضا صمدي عاليه بتأنٍ شديد، وأن تكرره مرات، بل وأن تخزنه عندك على جهازك، ولا بأس أن تطبعه.
لا أقول هذا على سبيل المدح والإطراء الكاذب، فما زاد الشيخ رضا - حفظه الله ونفعنا به وجبر نقصنا ونقصه - على أن أزال الأتربة من على لوح من الزجاج فاتضحت الرؤية - فيما يبدو لي -
وأما تعليقي فوق - أخي أبا وكيع - فإن كان أغضبك فأعتذر، وما تباطئي في الرد على الخاص إلا لتخوفي من عدم إحسان الصياغة، فيُفهَمَ كلامي على غير وجهه.
وهئنذا أرى الشيخ رضا - وفقه الله - يخشى ما خشيته سابقاً، فكرر وأعاد، ثم زاد.
ولا يفوتني أن أتوجه إلى المشرفين الكرام - جزاهم الله خيراً - برجاء أن يفرقوا بين النقد للذات، وللنهج.
وبين التنبيه على أخطاء بغرض النصح وتصحيح المسار والتنبيه، وبين الهجوم غير المفيد.
وأذكرهم أن في المنتدى صغار - مثلي - وأن المتابعين للملتقى من غير أهله كُثْرٌ و بأن ...
1 - الدين النصيحة.
2 - هذا العلم دين.
وفقكم الله لمحابِّه، آمين.
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[16 - 02 - 05, 01:07 م]ـ
الأخ الحبيب الأزهري السلفي ... رفع الله قدرك، ما كنت أعلم أن هناك مراسلات
فتهجمت على مقام النصيحة من غير استئذان وكنتَ أنت أحق بها وأهلها، ولكنني
رايت الموضوع يزداد قراؤه وخشيت علوق الشبهة فكان ما كان ولله الأمر من قبل
ومن بعد ...
الأخ الكريم راشد ...
مجرد استضافته تعتبر تزكية ... فبالله عليك هب أن المستضاف أحد الغماريين
هل كان سينال هذا الإطراء وهل كنا سنتوجه إليه بالأسئلة متعلمين كما حدث
هنا؟؟؟
إن اقل نظرية من نظريات البحث عن المستشرقين يصدق عليها أنها بدعة، وقد
تكون في العقيدة، فما هو موقفنا من البدعة والمبتدعة، خاصة فيما يتعلق
بنص القرآن، خاصة أنه صرح به هنا في كلامه، بل وجعله في عداد النصائح
التي ينصح بها طلبة العلم حتى يستفيدوا ويفهموا كلام المستشرقين على
الجادة!!!
الدكتور موراني كان يشارك هنا في المنتدى وكنا نستفيد منه، ويعلم الله
أنني لم أكن أعلم أنه غير مسلم، وأذكر أنني سألته أو سألت الأعضاء
ولم يجبني أحد لأنني لم أكن أعرف الدكتور موراني من قبل (ولا يضره ذلك)
ومشاركات الدكتور موراني هنا لم يكن لينظر إليها أنها تتضمن تزكية من
أحد، لأنه مجرد عضو، مثله مثل غيره، وقيمة ما يقوله في منزلته العلمية
التي يكتبها في توقيعه، وهنا يكون ذكر صفة الاستشراق كافية، أما استضافته
وتصديره وجعله موئلا لاستفهامات أهل العلم (بله طلبة العلم) أمر لا يليق،
ونحن لا نلزم أحدا بمبادئ ملتنا وقواعد شريعتنا وثوابت ديننا، فمن غير
المناسب إذا أن يتم عرض ما يتعارض مع تلك الثوابت في سياق المدح والإطراء
والتقديم والتصدير ...
هناك منتديات للمستشرقين (كما ذكر الدكتور موراني) فهل تستطيع أن تثبت
لي أنهم يستضيفون علماءنا المتخصصين (وما أكثرهم) ليستفيدوا منهم؟؟؟؟
أنا لا أعرف ولكنني أجزم أنهم لم يفعلوا، ولو فعلوا فيكون في منتداهم
العلمي الذي يتبنى المنهج العلماني في البحث، فلا يستغرب، ولكن المجزوم
به أن منتدياتهم العلمية الدينية مثل منتديات المسيحيين أو اليهود، ما إخال
أن أحدا منهم سيستضيف الدكتور العمري مثلا (وهو من كبار المؤرخين
الباحثين في التاريخ الإسلامي) أو حتى يستضيف الدكتور المسيري وهو من كبار
المتخصيين في الصهيونية!!! لماذا؟ لأنها منتديات خاصة لها مبادئ ...
ومنتدى التفسير أو أهل الحديث منتديات متخصصة، وهي موئل العلماء وطلبة
العلم، بل ويدخلها العوام أيضا، فبالله عليك ما هو انطباع طالب علم
مبتدئ (بل انطباع عالم) لما يريش في نقد مناهج المستشرقين، فقرأ كلاما
حول تناول النص بموضوعية (وهي نفس شبهة طه حسين حين تناول النص القرآني
في كتابه الأدب الجاهلي) فثار عليه علماء الأزهر وغير علماء الأزهر وكفروه
لجرأته في استخدام طرائق الغربيين في نقد النص القرآني، ماذا سيكون حال
طالب العلم هذا لو لم يجد من كلامنا ما ينقده أو يبين عواره؟؟؟ هل تعتقد
أنه سيخرج من الشبهة سالما؟؟؟
إنه ليس جمودا فكريا ولا تعصبا، لقد ارتضينا لهذا المنتدى أن يكون
منتدى للبحث العلمي الشرعي وفق الأصول الشرعية، أما الموضوعات غير
ذات الصلة فقد منعها المشرفون مع أن بعضها لصيق بالشرع مثل بعض المسائل
السياسية، وكانت الحجة أن هناك منتديات تتناول هذا الأمر فمن أراد أن
يكتب فيها فليكتب هناك، فإذا ضقنا ذرعا بالكلام في السياسبة بزعم أنها
ستهوش على البحث العلمي فكيف طابت نفوسنا بما ينقض البحث العلمي الشرعي
من أساسه ...
وهب أن جاءنا عضو كاتب وعرض حديثا نبويا وأخذ ينقده من منظور بنيوي
(ومن درس الأدب يعرف معنى هذه الكلمة) ماذا سيكون ردنا لو قال: هذا
بحث علمي موضوعي؟؟؟ بحث علمي موضوعي أن يقول قائل إن حروب النبي
صلى الله عليه وسلم مع اليهود كان هدفها اقتصادي بحت؟؟؟ هل هذه موضوعية
نرضاها؟؟؟
فإن جاز ذلك هنا، فسيجوز هناك وفي كل وقت وكل موضوع ... !!!
احتراماتي للجميع ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/298)
ـ[بندر البليهي]ــــــــ[16 - 02 - 05, 02:28 م]ـ
بارك الله فيك ياأخي (رضا أحمد) وأشكرك لأنك قلت هذا الرأي
(أما أن يستضاف في منتدى التفسير وينقل موضوع استضافته في منتدى أهل
الحديث فهو كالتزكية لعلمه .. وهو ما لمسناه في بعض عبارات الأسئلة
التي وجهت إليه ...
ناهيكم أن الدكتور موراني لا يخفي قناعاته العلمية، بل يطالب المسلمين
أن يعدلوا من بعض قناعاتهم حتى يستفيدوا من بحوث المستشرقين ...
ومثالنا على ذلك أنه وجه إلى أن بحوث المستشرقين حول النص القرآني مبنية
على اساس أن المستشرق لا يؤمن بالنص القرآني أصلا، وأنه يتناوله كنص تاريخي
له قيمة ثمينة ... وهذا التأويل أو التبرير لو صح في بعض الأحوال فإنه
لن يصح على طول الخط!)
وقفة: والله إنه يجب علينا أن نحمد الله على نعمة الإسلام وأن نسأل الله أن يثبتنا عليه إلى الممات.
قال تعالى:
(سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شئ شهيد)
وقال سبحانه:
(وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون)
وإنك لتعجب أشد العجب من أن هذا المستشرق لم يسلم مع إطلاعه على كتب أهل الإسلام أكثر من أربعين سنة وكذلك غيره من المستشرقين إلا إذا كان قد كتم إسلامه. ولكن (إنك لاتهدي من أحببت) أسأل الله أن يهديه.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[16 - 02 - 05, 02:54 م]ـ
الحمد لله وحده ...
الشيخ الكريم رضا صمدي، قد كانت لي مشاركة هنا، لكنها حذفت (ولم أر ذلك إلا الآن) بلا أي سبب إذ لم يكن فيها غير استغفار ودعاء!
راسلني بسببها أخي أبو وكيع الغمري، فتأخرت عليه بسبب ما قلتُ حتى جاءت مشاركتك كالبلسم على الجرح، جزاك الله كل خير.
فأنت لم تتجن على أحد.
وقد أرسلت رسالة خاصة لك قبل أن تقول هذا، ولم تقرأها إلى الآن، فليتك تطلع عليها فإنها مهمة.
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[16 - 02 - 05, 04:46 م]ـ
أسئلة لابد لمن يدافع عن هذه الفعلة أن يجيب عنها
كيف يخاطب بعض المسلمين كافرا و يقولون له سيادتكم وهم يعلمون النص بتحريم ذلك الأمر و أن هذا يغضب ربنا؟
موراني يتكلم عن رسول الله بكلام لا يليق بمقام رسول الله صلى الله عليه وسلم و الإخوة همهم منصب بالمخطوطات و الدراسات وغيره
و قد قال في أحد مشاركته: الاستشراق يعتبر محمدا شخصية تاريخية ونبيا معا. فالسبب لذلك لا يعود الى (ايمان) الباحث بالنبوة بل الى اقتناعه الثابت أن محمدا قد رأى نفسه رسولا.أ. ه
والعجيب أن الإخوة لم يعلقوا بل واصلوا الكلام و قد سب رسول الله بطريقة اللف و الدوران ولم يدافعوا بمنطلق إيمانهم بل المهم النظريات الإستشراقية والمخطوطات لمستشرقين لا يؤمنون بالله و لا باليوم الآخر
و نحن نيرأ إلى الله من أن نبدأ كافرا بسلام؟
أو ينتقص من عرض رسول الله ويتهم بالكذب -وهذا واضح من كلامه - أن محمدا قد رأى نفسه رسولا- وهذا اتهام بالكذب مغلف-نعوذ بالله من الكفر و أهله
و أرجوا من مشرفنا الكريم أن لا يحذف مشاركتي و أن يحتسب هذا عند الله
فأنا ما تعديت عل بند واحد من ثوابت الكنابة في ملتقى أهل الحديث
و السلام عليكم و رحمة الله
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[16 - 02 - 05, 05:03 م]ـ
الحمد لله وحده ...
سلمت يمينك يا أبا داود، لهذا وغيره قلت سابقاً:
أستغفر الله العظيم من كل ذنب
ربنا لا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا.
وأرجو ألا تحذف هذه المرة أيضاً، لأنني لم أتجن على أي أحد، ويعلم الله لم أقصد التهجم على أي أحد
ولم أسيء إلى أي أحد فعلام الحذف؟!
سبحانك اللهم وبحمد أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
........
أخي أبا داود كأنك تشير إلى حديث أبي داود، والحق أنه لا يصح.
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[16 - 02 - 05, 06:04 م]ـ
و أنت أخي الكريم الأزهري السلفي سلمت و سلمت يمينك
أخي الفاضل الحديث الذي قصدته
هو ما رواه الإمام أحمد في مسنده (5/ 346) و أبو داود في سننه (4977) و النسائي في الكبرى (10073) و البخاري في الأدب المفرد (760) وغيرهم من حديث معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقولوا للمنافق سيد فإنه إن يك سيدا فقد أسخطتم ربكم
و هذا الحديث: صححه ابن حزم في المحلى (11/ 219) و المنذري في الترغيب و الترهيب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/299)
و صححه الشيخ الألباني في الصحيحة و الترغيب و الأدب المفرد وغيره
و كذا صححه الشيخ عبد الله السعد في أكثر من موضع أخرها الإلزامات و احتج به وهذا
الذي دفعني إلا عدم التحقيق فيه قبل كتابته لما أعرفه من نبوغ ما ذكرتهم
فلما راجعتني فيه أيها الشيخ الفاضل كان حقا علي أن أبدأ النظر فيه فما وجدت فيه شيئا إلا أمرا واحدا لعلك-فضيلة الشيخ الكريم هو الذي قصدت وهو
أنه في علل ابن أبي حاتم (ج2/ 230:وجدت ما يلي
2175 سألت أبي عن أحاديث رواها عقبة بن عن ابن بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا قال الرجل للمنافق يا سيده فقد اغضب ربه قال أبي روى هذا الحديث معاذ بن هشام عن ابيه عن قتادة عن ابن بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى بهذا الاسناد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والتفحش وقطيعة الرحم وسؤ الجوار ويؤتمن الخائن الحديث قال هذا وهم رواه قتادة وحسين المعلم عن ابن بريدة عن أبي سبرة الهذلى عن عبدالله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصحيح وروى بهذا الاسناد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان أحسن ما غيرتم به الشيب الحناء قال هذا خطأ روى هذا الحديث معمر عن الجريري عن ابن بريدة عن أبي الاسود الديلى عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى هذا الحديث الاجلح عن ابن بريدة عن أبي الاسود الديلى عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم أ. ه
قلت وهذه المقولة السابقة فيها تصحيف و سقط من قبل المحقق و هي على الصواب كالأتي:
2175 سألت أبي عن أحاديث رواها عقبة بن عن ابن بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا قال الرجل للمنافق يا سيده فقد اغضب ربه قال أبي روى هذا الحديث معاذ بن هشام عن ابيه عن قتادة عن ابن بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال أبو محمد وروى بهذا الاسناد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والتفحش وقطيعة الرحم وسؤ الجوار ويؤتمن الخائن الحديث قال هذا وهم رواه قتادة وحسين المعلم عن ابن بريدة عن أبي سبرة الهذلى عن عبدالله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصحيح
قال أبو محمد: وروى بهذا الاسناد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان أحسن ما غيرتم به الشيب الحناء
قال هذا خطأ روى هذا الحديث معمر عن الجريري عن ابن بريدة عن أبي الاسود الديلى عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى هذا الحديث الاجلح عن ابن بريدة عن أبي الاسود الديلى عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم أ. ه
قلت فتوهيم أبي حاتم إنما هو على هذا المتن الذي سأله عنه ابنه أبو محمد فقال وروى بهذا الاسناد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والتفحش وقطيعة الرحم وسؤ الجوار ويؤتمن الخائن الحديث
فقال له أبوه هذا وهم
وعلى هذا فالحديث يبقى صحيحا الإسناد و المتن قطعي الدلالة على عدم جواز فعل ذلك
وجزاك الله خيرا أخي الفاضل الكريم و بارك فيكم و في علمكم
محبكم في الله
أبو داود
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[16 - 02 - 05, 08:02 م]ـ
الحمد لله وحده ...
أخي الحبيب الشيخ أبا داود، تتابع كثير من المعاصرين على تصحيح الحديث غير أن في اتصال هذا الإسناد شك.
فقد قال الإمام الجهبذ محمد بن إسماعيل البخاري في «التاريخ الكبير» في ترجمة «سليمان بن الربيع العدوي»: «ولا يعرف سماع قتادة من ابن بريدة».
وأما ما تفضلت - أيها الشيخ - بذكره - جزاك الله كل خير - فالظاهر لي ألا دلالة فيه على إثبات سماع قتادة من ابن بريدة (وأعلم أن هذه القضية لم تكن في خاطرك وأنت تنقل من الموضع الذي نقلت منه).
معذرة على التقدم بين أيديكم، ومشايخ المنتدى.
محبكم في الله: الأزهري.
ـ[أبو وكيع الغمري]ــــــــ[16 - 02 - 05, 09:26 م]ـ
أخي الحبيب / الأزهري السلفي
ما شاهدتُ الموضوع منذ كتبتُ آخر مشاركة لي فيه = الا الآن!
و لا أدري لِمَ لَمْ يُبعث لي برسالة تنبيه؟!
و أما تعقيبا على مشاركة الشيخ رضا _ حفظه الله _ التي تفضَّلتَ _ أخي الأزهري _ بارسالها الىَّ = فأقول كلمتين ...
الأولى: أن أعمال المستشرقين كما يتبيَّن من كلام مشايخ التحقيق (أحمد شاكر و أخيه أبي فهر و عبد السلام هارون و أحمد صقر) رحمهم الله جميعا = " حسنها حسنٌ و قبيحها قبيحٌ " , حيث أنهم يمدحون الأعمال الحسنة من أعمال المستشرقين , و في ذات الأمر يذُمُّون ما شُمَّ فيه رائحة كيد للاسلام أو لعلمائه الأعلام.
أما الثانية و هي الأهم الآن: أنني أبرأ الى الله _ سبحانه _ أن أكون مزكيا لكافر!
و انما أرفقتُ هذا الموضوع هنا في ملتقى أهل الحديث = ظَنَّاً _ مني _ أنني أفيد اخواني من طلبة العلم.
و انما كانت نيتي حسنة في المسألة , و رغبتُ أن يستفيد من أراد أن يستفيد منها من طلبة العلم.
و لكن _ بعدما بيَّن اخواننا الحق _ لا جرم أرجع عن الخطأ.
و ان كنتُ أفسدتُ من حيث أردتُ الاصلاح = فاللهم غفراً.
و الحمد لله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/300)
ـ[أبو وكيع الغمري]ــــــــ[16 - 02 - 05, 10:39 م]ـ
و لمزيد توضيح موقفي = أَزِيْد , فأقول ...
أنه مما دفعني لارفاق هذا الموضوع هنا = كلمتان قرأتهما في ايجابات الدكتور موراني .. و هما:
الأولى:
" وأما ما أوصي أنا طالب العلم المسلم فإِنَّني أُذكِّرُ كُلَّ ذي عِلْمٍ بالحرص على حفظ كتب التراث في الدراسات القرآنية خاصةً والتراثية عامة، وهي كنوزٌ ونوادر لم تر نورَ الشمس إلى الآن، بل ما تزال مُختبئةً على رفوف المكتبات. وهي في حاجة إلى طلابٍ نبهاء يتصدون لتحقيقها، وإخراجها للناس، وفي هذا وفاء لمؤلفيها الذين بذلوا في تأليفها وقتاً وجهداً كبيراً. فشُدّوا الرِّحالَ إلى هذه الأماكنِ قَدْرَ الاستطاعةِ، وابذلوا في ذلك ما يستحقه من التعب والمال، فكأَنَّهُ صار فرضاً عليكم ولن يقوم به أحدٌ نيابةً عنكم، ومَنْ يَرَ تلكَ النوادرَ والكنوز المخبئة يفهمُ حقيقةَ المثل القائل: في الزوايا خبايا ".
الثانية:
" تعرفت على وفاء هؤلاء الذين صحبتهم في القاهرة، حيث جئت زائراً لهم بعد اثني عشر عاماً، وعندما دخلت السكة في الحارة التي كنت أتجول فيها يومياً قام التاجر الفلاني من كرسيه، وقام الآخر، والثالث ورحبوا بي، وسلَّموا عليَّ باسمي وهو بلا شك غريب عليهم لأنه اسم (خَواجة)، و سلُّموا عليَّ كأَنني فارقتُهم بالأمس. فهنا أخاطبكم جَميعاً: مَنْ يبحث عن هذا الكرمِ وهذا الوفاءِ في المجتمع الغربي فإنه يبحث عنه بلا جدوى! ".
فالكلمة الأولى .. يصدقُ أن يُقالَ فيها:
" صدقَكَ و هو ..... " (ابتسامة).
أما الكلمة الثانية .. ذكَّرتني بأهل بلدي , اذ أنني بعيد عن الدار التي شَهِدَتْ ملاعب صباي.
و لا أنسى _ انصافاً _ أنني ألْقَى كبير احسانٍ _ من اكرام و حسن جوار _ من أبناء هذا البلد المبارك , أسأل الله أن يشرِّف مدينة رسول الله و أن يعز الاسلام بشبابها و بسائر شباب المسلمين.
و الحمد لله
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[17 - 02 - 05, 04:03 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
أخي الحبيب الشيخ أبا داود، تتابع كثير من المعاصرين على تصحيح الحديث غير أن في اتصال هذا الإسناد شك.
فقد قال الإمام الجهبذ محمد بن إسماعيل البخاري في «التاريخ الكبير» في ترجمة «سليمان بن الربيع العدوي»: «ولا يعرف سماع قتادة من ابن بريدة».
وأما ما تفضلت - أيها الشيخ - بذكره - جزاك الله كل خير - فالظاهر لي ألا دلالة فيه على إثبات سماع قتادة من ابن بريدة (وأعلم أن هذه القضية لم تكن في خاطرك وأنت تنقل من الموضع الذي نقلت منه).
معذرة على التقدم بين أيديكم، ومشايخ المنتدى.
محبكم في الله: الأزهري.
أخي الشيخ الكريم الأزهري السلفي جزاك الله خيرا فهذه فائدة أخرى ما كنت أعلمها و كما قلت لكم إنما كان مصدر التلقي عندي هؤلاء الحفاظ و الشيوخ الذين ذكرتهم مسبقا خصوصا الشيخ عبدالله السعد لما هو عليه من شديد الإعتناء بأمر العلل و أنا أقركم على أن هذه القضية لم تكن على خاطري لما سطرت ما سطرته مسبقا
فلما أوقفتني-جزاكم الله خيرا-على قول الإمام البخاري-ولا يعرف سماع قتادة من بن بريدة ولا بن بريدة من سليمان إستفدت منكم فائدة ما هي بأول ما إستفدت منكم و لن تكون الأخيرة إن شاء الله
و لعل الإمام البخاري هو الذي قصده الترمذي عندما قال في سننه-982 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى بن سعيد عن المثنى بن سعيد عن قتادة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المؤمن يموت بعرق الجبين
قال وفي الباب عن بن مسعود قال أبو عيسى هذا حديث حسن وقد قال بعض أهل العلم لا نعرف لقتادة سماعا من عبد الله بن بريدة
و لكن يأتي دور القضية الأكبر هل قول الإمام البخاري لا يعرف سماع فلان من فلان يكون إعلالا أم هو فقط يريد أن يخبرنا بذلك فقط؟
يثير هذه القضية الشيخ حاتم العوني -حفظه الله-في كتابه الماتع إجماع المحدثين و ضرب مثالا رائقا على هذا الأمر و هو قول الإمام البخاري عن سليمان بن بريدة:لم يذكر سليمان سماعا من أبيه-هذا و قد أثبت الشيخ أنه أدرك من عمر أبيه ثلاثين سنة أو أكثر
ثم قال الشيخ -حفظه الله-بعد عدة أمثلة:و بذلك يتضح أن البخاري قد يقول لا أعلم لفلان سماعا من فلان و هو لا يريد الإعلال بذلك و إنما يريد إخبارنا بذلك فقط أ. ه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/301)
إذا يعود الأمر أيها الشيخ الفاضل إلى القرائن
فتصحيح الأئمة قد يعد قرينة و هذا يجري على قانون الذهبي و الحافظ و غيرهم
ولكني وجدت قرينة أقوى أذكرها لكم -و لعلنا نستفيد من علمكم في هذه أيضا-
وهي أن ابن حبان أخرج في صحيحه حديثا-5827 - قال:
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم أبى إسرائيل قال حدثنا عبد الصمد قال حدثنا هشام بن أبى عبد الله عن قتادة عن بن بريدة عن أبيه قال ثم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتطير من انه كان إذا أراد أن يأتي أرضا سأل عن عدا فان كان حسنا رؤي البشر في وجهه وان كان قبيحا رؤي ذلك في وجهه
فهذا التصحيح من ابن حبان لهذه السلسلة يفيد إتصال السند و لكن ليس هذا الذي أعنيه-شيخنا الفاضل-الذي أعنيه أن الحافظ ابن حبان نص في مقدمة صحيحه على أنه لا يقبل من حديث المدلس إلا بما ثبت له سماعه منه فقال -يرحمه الله-
وأما المدلسون الذين هم ثقات وعدول فإنا لا نحتج بأخبارهم إلا ما بينوا السماع فيما رووا مثل الثوري والأعمش وأبي إسحاق وأضرابهم من الأئمة المتقين وأهل الورع في الدين لنا متى قبلنا خبر مدلس لم يبين السماع فيه وإن كان ثقة لزمنا قبول المقاطيع والمراسيل كلها لنه لا يدري لعل هذا المدلس دلس هذا الخبر عن ضعيف يهي الخبر بذكره إذا عرف اللهم إلا أن يكون المدلس يعلم أنه ما دلس قط إلا عن ثقة فإذا كان كذلك قبلت روايته وإن لم يبين السماع وهذا ليس في الدنيا إلا سفيان بن عيينة وحده فإنه كان يدلس ولا يدلس إلا عن ثقة متقن ولا يكاد يوجد لسفيان بن عيينة خبر دلس فيه إلآ وجد الخبر بعينه قد بين سماعه عن ثقة نفسه 00000إلى أن قال فإذا صح عندي خبر من رواية مدلس أنه بين السماع فيه لا أبالي أن أذكر بيان السماع في خبره بعد صحته عندي من طريق آخرأ. ه
, و ابن حبان لما ذكر قتادة في ثقاته قال كان يدلس فعلى قاعدته و هو إمام حافظ عدل لن يخرج من حديثه إلا إذا صح سماعه عنده
و هذه القاعدة لابن حبان معتبرة جدا عند أهل العلم كالشيخ حاتم العوني و أذكر أن أحد إخواني لما سأل الشيخ أبا إسحاق الحويني-و أنا أسمع -عن هذه القاعدة فقال له هل كل رواية لمدلس في صحيح ابن حبان تحمل على السماع للشرط الذي ذكره ابن حبان على نفسه؟
قال -حفظه الله-و والله كأن صوته الأن في أذني-نعم قال مطلقا قال مطلقا وكان هذا قبل دخولنا لصلاة العصر معه في المسجد الذي في خلف داره بكفر الشيخ
و أهل العلم يوثقون الرواة بتصحيحات الأئمة لهم-كما هو معلوم عندكم-ويثبتون السماع بها أيضا وفعلها شيخ الإسلام ابن تيمية لما ذكروا له قول البخاري أن فلان لا يعرف له سماع من فلان قال
قد أخرج حديثهما إمام الأئمة ابن خزيمة في صحيحه و من عرف حجة على من لم يعرف أ. ه
و على هذا-أيها الشيخ الفاضل- فتصحيح ابن حبان لرواية قتادة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه يعد كافيا عندي لتصحيح سماع قتادة من عبد الله مع إستقامة المتن و أنه لما ذكره أبو حاتم لم يعله
و تتابع الأئمة على تصحيح ينفي من الصدر أي حرج من القول بصحة الحديث وعليه صحة الدلالة
و الله أعلم
و لعلك أيها الشيخ الكريم تتحفنا بفائدة أخرى حول هذا الحديث و بارك فيكم و في علمكم و أحبكم الله الذي أحببتني من أجله
محبكم في الله
أبو داود
ـ[أبو وكيع الغمري]ــــــــ[20 - 02 - 05, 11:02 م]ـ
السلام عليكم
اخواني الكرام ...
بفضل الله تعالى _ علىَّ _ وُفِّقَ لي الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله تعالى في مسجد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - .. فتبعته .. و سألته عمَّا كان يُشغل بالي منذ أيام:
السؤال: يا شيخ بارك الله فيك .. هل يجوز أن نستضيف مستشرقاً على صفحات الانترنت , و نسأله عن المخطوطات مثلاً؟
الشيخ: و اللهِ ..... (الشيخ يفكِّر) في المخطوطات؟
السائل: نعم شيخنا , و ليس في الأحكام؟
الشيخ: أقول .. " ابتعد عنه , اسأل غيره , اتركه , استغني عنه بغيره. " اهـ.
و أخيرا أسأل الله أن يرزقنا الرجوع الى الحق أنَّى كان.
و الحمد لله
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[21 - 02 - 05, 12:34 ص]ـ
أما ماذكره موراني من حفاوة التجار به فلأنهم في الغالب ممن لادين عندهم بل تشبعوا بالذل للكفار من السائحين كما هو معروف في هذه المنطقة الموبوءة من القاهرة فكون المسلم يقوم للكافر أويبدؤه بالسلام فهذا من المنكرات والخنوع وعدم العزة بدين الله, وتالله لورأى أحدهؤلاء المتهوكين عالما ربانيا لما اهتزت له شعرة بل لسخر منه ومن هيئته لكنها عقدة الخواجة يا أبا وكيع
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[21 - 02 - 05, 11:15 ص]ـ
وروى مسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة - باب: تقوم الساعة والروم أكثر الناس عن المستورد بن شداد القرشي أنه حدث عند عمرو بن العاص فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " تقوم الساعة والروم أكثر الناس ". فقال عمرو: أبصر ما تقول، قال أقول ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: لئن قلت ذاك إن فيهم لخصالاً أربعاً: إنهم أحلم الناس عند فتنة، وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة، وأوشكهم كرة بعد فرة، وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف، وخامسة حسنة جملية: وأمنعهم من ظلم الملوك ".
فما تعليق الإخوة الكرام أهل الحديث على هذا الحديث؟
أليس هذا هو عين الإنصاف والعدل؟
وفرق بين مدحهم لما فيهم من الأخلاق والصفات الحميدة، وبين مدح دينهم.
فأرجو من الإخوة أن يتريثوا، ويتحروا الانصاف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/302)
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[21 - 02 - 05, 05:40 م]ـ
الفاضل المكرم أبا مجاهد محمد بن عبد الله العبيدي القحطاني .. حفظه الله.
حديث مسلم صحيح إسنادا ومعنى ... ولكنه لا يعدو أن يكون قول صحابي فيما
هو اجتهاد ومراس شخصي وتجربة فردانية لا تتسربل بأي عصمة أو كمال استقراء
يجعل لها وزنا في إثبات المقصود ...
ولئن قال عمرو بن العاص هذا فبعضه يخالف القرآن.
فقوله: أحلم الناس عند فتنة ... والله يقول: خلق الإنسان هلوعا إذا مسه الشر
جزوعا وإذا مسه الخير منوعا إلا المصلين .. وليس الروم من المصلين.
وقوله: وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة، وهذا مدح في معنى الذم، لأن الإفاقة
السريعة بعد المصيبة لبلادة المشاعر، وهذا معروف مشاهد، فالشرقيون
عاطفيون، أما الغربيون فباردون ...
وقوله أوشكم كرة بعد فرة .. يشترك فيه غيرهم معهم ...
وقوله: وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف فبإطلاقه ليس صحيحا .. فخير الناس إحسانا
للمساكين واليتامى والضعفاء هم المسلمون وهذه الآخلاق شهد بها الدكتور
موراني ومن قبله محمد أسد وغيرهما ..
وقوله: أمنعهم من ظلم الملوك؛ فمسألة نسبية ... فالعدل ليس هو مطلق
الحرية والإنصاف من الملك، وملوك الروم في العهود الوسطى عرف عنهم الظلم
والبطش، أما في عهود الظلام عند الروم (وهو عهد النور الذي تكلم فيه
عمرو بن العاص) فحدث ولا حرج ..
ومهما يكن من شيء فكلام عمرو بن العاص ليس قاطعا في معنى الإنصاف الذي
يراد الاستدلال به، بل قد يكون المراد به مراجعة المستورد بن شداد فيما
روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن الروم إذا كانوا هم أكثر الناس
قبل قيام الساعة ففعالهم الجميلة وخصالهم الرفيعة ستكون ماثلة قبل يوم
القيامة، مع أن شرار الخلق هم من تقوم عليهم الساعة ...
ومع هذا وذاك .. فكلام عمرو بن العاص في الإنصاف، وكلامنا حول شرعية
الاستفادة منهم في العلوم الشرعية ..
الأخ الفاضل أبامجاهد:
في الحوار يعرض الدكتور موراني منهجه العلماني في نقد النصوص بمنتهى
الجرأة، وهذا المنهج العلماني هو نفسه منهج طه حسين ونصر أبو زيد
ونوال سعداوي وغيرهم من العلمانيين .. أفلو قال قائل: نصر أبو زيد
متخصص في التراث الشافعي ... لماذا لا نستفيد منه في هذا الباب مع أن
علماء مصر وقضاتها حكموا بردته والتفريق بينه وبين زوجه، فهل يسوغ
هذا؟؟؟
ـ[عصام البشير]ــــــــ[21 - 02 - 05, 06:34 م]ـ
أحسنتَ أخي رضا، وهذا الذي قلناه مرارا.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[21 - 02 - 05, 08:51 م]ـ
يا أخي رضا وفقك الله
كلامك في شرح قول عمرو بن العاص رضي الله عنه فيه نظر في الجملة، ويبدو أنك ذكرت ما ذكرت بشيء من الحماس والعاطفة.
ثانياً: الأسئلة المعروضة على الدكتور موراني أسئلة عن تخصصه، وليست لأخذ العلم الشرعي عنه، ولعلك تقرأ تنبيه المشرف العام هنا: http://www.tafsir.org/vb/showpost.php?p=11238&postcount=41
ـ[أبو وكيع الغمري]ــــــــ[21 - 02 - 05, 09:50 م]ـ
أخي الحبيب الحنبلي .. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .. أنا لم أبحث في شرعية فعلهم بارك الله فيك .. انما تذكرتُ أهل بلدي بقوله .. أي موراني .. و لم أتعرض لصحة أو خطأ فعلهم .. أحسن الله اليك .. و هي كما قلتَ " عقدة الخواجة " (ابتسامة) .. و أنا أعلم حسن قصدكم في النصح. و الحمد لله
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[22 - 02 - 05, 07:22 ص]ـ
الأخ المكرم الفاضل أبا مجاهد ...
جزاك الله خيرا ... كنت أتوقع حصول النظر فيما طرحت، وكان حريا
أن تتوقع النظر في استدلالك بقول عمرو بن العاص رضي الله عنه،
وكلام كل البشر محل نظر إلا كلام المعصوم صلى الله عليه وسلم.
ولن أماري في النظر ولا المنظور فيه، ولكن الحماسة (وليس الحماس)
والعاطفة ليستا عيبا في النظر وأصول النظر (إلا عند المستشرقين)
اصحاب المنهج الوضعي في النقد ...
ولماذا لا أكتب بحماسة وعاطفة وأنا أرى كافرا صاحب نظريات هدامة
يستضاف في منتديات أهل العلم ويزكون علمه بين طلبة العلم ويستفيدون
منه كما يستفاد من علماء الشريعة ...
تخصص الدكتور موراني له علاقة بالشريعة ولا ريب ..
وإذا كانت الأسئلة موجهة لتخصصه (الذي ظنه مشرفو الموقع نائيا
عن الشريعة) فلماذا يعرج على منهجه العلماني ويتكلم عنه كأنه
وجهة نظر لا بد من احترامها؟؟؟
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[23 - 02 - 05, 07:57 م]ـ
الحمد لله وحده ...
أخي الفاضل الشيخ أبا داود الكناني - حفظه الله -
أقل ما كان ينبغي علي فعله أن أشكر لك فوائدك الجليلة حول ما تباحثنا بصدده سويّاً، فأعتذر إليك شديد الاعتذار على تقصيري وسوء فعلي
فإني - أيها الشيخ - قليل المشاركات مؤخراً،
ولعل الله عز وجل ييسر لي طرح بعض ما يتعلق بالموضوع قريباً - إن شاء الله -، فلا زلت أرى الانقطاع.
بارك الله فيكم ونفع بكم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/303)
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[24 - 02 - 05, 01:10 ص]ـ
أخي الشيخ الكريم الفاضل الأزهري السلفي ليس ثم أمر يحتاج إلا كل هذا و جزاكم الله خيرا على كريم تواضعكم و أرجوا أن تراجع نفسك في مسألة الإنقطاع فهذه خسارة حقيقية و أنا في إنتظار ما ستطرحه إن شاء الله حول هذا الموضوع
و جزاكم الله خيرا
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[24 - 02 - 05, 07:51 ص]ـ
وصلتني هذه الرسالة من أحد الإخوة:
(السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمرو بن العاص رضي الله عنه يقارن الروم بغيرهم من الأمم
فلا وجه لما يقوله رضا صمدي وذكره للآية الكريمة , وعمرو رضي الله عنه لا يجهل هذا ... لكنه يقارنهم بغيرهم من الأمم كالفرس والترك و الهند و أولاد حام إلخ
فقارن كل صفة ذكرها عنهم بغيرهم من الأمم ستجدها عين الصواب والحق الذي لامرية فيه ....
والعرب فيهم هذا الخير وأكثر , بل في العرب ما لا يشترك معهم من الأمم فيه كالأنساب والكرم إلخ
ولو ذكرت لك من التاريخ الأدلة على كلام عمرو بن العاص رضي الله عنه لتبين لك أن من دهاة العرب وأهل البصر في الناس والأمم
تذكر الحروب الصليبية التي كسروا فيها مرات عديدة ومازالوا إلى اليوم يعودون إلينا ....
تذكر أن المغول والفرس والزنج حملوا علينا حملة واحدة ثم لم نر لهم بعدها حساً
تذكر من هم أكثر الناس صدقة ولجان خيرية من غير العرب اليوم, هم الروم
أجل فكرك في كل كلمة قالها عمرو رضي الله عنه وقارنها بغير العرب ستجد أنه العلم بالناس .. وأن رضا صمدي تكلف كثيرا وإن كان ينطلق من غيرة إسلامية
أما موراني فلا شك أنه حصّل كثيرا , ولكنه أعطي أكثر من حقه
........
.......
و ما ذكرته لك يجب أن يعلم به رضا صمدي وغيره ..
وأن لا يعارضوا كلام عمرو رضي الله عنه الذي كان سفير قريش إلى النجاشي والذي سافر وجال البلاد وخبر العباد أكثر منهم
وجزاك الله خيرا)
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[24 - 02 - 05, 09:46 ص]ـ
الفاضل المكرم أبا مجاهد العبيدي ... حفظه الله.
كنت أحب أن يكون الرد منكم مباشرة، ولو كان من غيركم فلا أقل من أن
تذكروا شخصه بشيء نعرفه به أما ( .. أحد الأخوة ... ) ويكتب
مستعليا (وهذا الذي ذكرته يجب أن يعلم به رضا صمدي وغيره) فما
أظنها جادة الناصحين ولا من أخلاق المؤمنين ...
ولأجل جهالة المنقول عنه سأعرض صفحا عن كلامه الذي لي عليه رد
مطول ولكنني لا أوجب على نفسي ذكره ولا أوجب على ذلك الذي نقلت
عنه أن يعلمه ...
ولكنني أوجب عليك أخي الفاضل أبا مجاهد أن تتأمل، هل أثر
عمرو بن العاص هو محل النقاش؟
وأنت لم تناقش في الحجج الأخرى التي ذكرتها في سياق إنكاري
على استضافة هذا الرجل ...
وعلى كل حال أتمنى أن ترد على أسئلتي التي ذكرتها أعلاه.
ـ[ناصر الأثر]ــــــــ[27 - 02 - 05, 10:21 ص]ـ
تجار خان خليلي أكثر لا يسلمون من الشرك إذ إنهم يبيعون الأصنام التي تعبر عن آله الفراعنة، وحفاوتهم للخواجات من أجل المال(2/304)
أحكام القرآن من تفسير الحافظ ابن كثير رحمه الله
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[18 - 02 - 05, 08:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...
اما بعد
نظراً لأهمية تفسير الحافظ ابن كثير رحمه الله واهتمام أهل العلم به قديما وحديثا
فأحببت أن افرد ما يتعلق بتفسير آيات الأحكام من هذا التفسير المبارك وقد صنف عددا من أهل العلم في أحكام القرآن عدداً من المؤلفات فمنها:
1 - أحكام القرآن للجصاص ... مطبوع
2 - أحكام القرآن للكياالهراسي ... مخطوط
3 - أحكام القرآن لابن العربي ....... مطبوع
4 - الجامع لأحكام القرآن للقرطبي .... مطبوع
5 - الإكليل في استنباط التنزيل للسيوطي .... مخطوط (ثم طبع)
6 - التفسيرات الأحمدية في بيان الآيات الشرعية ... لملاجيون .. مطبوع بالهند
7 - تفسيرآيات الأحكام للشيخ محمد السايس ... مطبوع
8 - تفسير آيات الأحكام للشيخ مناع القطان ... مطبوع
9 - اضواء البيان للشيخ محمد الشنقيطي .... مطبوع
من مباحث في علوم القرآن ... للشيخ مناع القطان ص 377
فأحببت ان اجمع ما يتعلق بتفسير آيات الأحكام من تفسير ابن كثير على منهج تفسير آيات الأحكام لفضيلة الشيخ محمد علي السايس
وسيكون بإذن الله تعالى على حلقات
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[20 - 02 - 05, 05:11 م]ـ
منهج ابن كثير في المسائل الفقهية
قال الدكتور يوسف عبدالرحمن المرعشلي في مقدمة لتفسير ابن كثير الجزء (1) ص (24)
كما نلاحظ على ابن كثير أنه يدخل في المناقشات الفقهية، ويذكر أقوال العلماء وأدلتهم عندما يشرح آية من آيات الاحكام، وإن شئت أن ترى مثالا لذلك فارجع إليه عند تفسير قوله تعالى في الاية (185) من سورة البقرة (. . . فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر. . .) الاية، فإنه ذكر أربع مسائل تتعلق بهذه الاية، وذكر أقوال العلماء فيها، وأدلتهم على ما ذهبوا إليه، وارجع إليه عند تفسير قوله تعالى في الاية (230) من سورة البقرة أيضا (فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره. . .) الأية،
فإنه قد تعرض لما يشترط في نكاح الزوج المحلل، وذكر أقوال العلماء وأدلتهم. وهكذا يدخل ابن كثير في خلافات الفقهاء، ويخوض في مذاهبهم وأدلتهم كلما تكلم عن آية لها تعلق بالاحكام، ولكنه مع هذا التفسير من خير كتب التفسير بالمأثور، وقد شهد له بعض العلماء، فقال السيوطي في ذيل تذكرة الحافظ، والزرقاني في شرح المواهب: (إنه لم يؤلف على نمط مثله).
*****************
وقد ذكر الدكتور سليمان بن إبراهيم اللاحم في كتابه ((منهج ابن كثير في التفسير)) طبعة دار مسلم
ان القرآن والسنة النبوية المطهرة هما المصدران الأساسيان في استنباط الأحكام الفقهية والقواعد التشريعية والأصولية، لهذا نرى علماء المسلمين وقفوا عند كل نص من الكتاب والسنة واستنبطوامافيه من أحكام فقهية وأمور تشريعية، فالمفسرون استنبطوامافي القرآن من فقه وأحكام، والمحدثون استخلصوامافي السنة أيضا من ذلك، والفقهاء جمعوا الأحكام وأدلتها من الكتاب والسنة في كتبهم الفقهية،علما أن هناك تداخلاً كبيراً بين هذه العلوم، فمفسر القرآن لاغنى له عن النظر في السنة، وكذا شارح الحديث لاغنى له عن الرجوع إلى القرآن، والفقيه لاغنى له عنهما معاً.
ولقد اختلف المفسرين في تناولهم للأحكام قلة وكثرة ولعل السبب الذي جعل المفسرين يختلفون هذا الاختلاف هو اختلاف مشاربهم وتنوع ثقافاتهم .. فنزع كل منهم الى الاهتمام بالفن الذي أجاد فيهافالفقيه في تفسيره اهتم بالأحكام الفقهية، والمحدث اهتم بذكر الأحاديث ومناقشة أسانيدها، والنحوي واللغوي كذلك اهتم كل منهما بالفن الذي أجاده وبرع فيه.
توسط ابن كثير في تناوله للأحكام الفقهية والأصولية عموماً:
ولانكون مغالين إذا قلنا: إن الحافظ ابن كثير-رحمه الله- من أبرز هذه الطبقة التي وقفت من الأحكام الفقهية والأصولية موقفاًوسطا، فتناولت هذه الأحكام بحدود المعقول والمقبول في تفسير القرآن، فلم يهمل الكلام على الأحكام والمقام يتطلبه، ولم يحمّل النص القرآني مالم يدل عليه، وإن كان هناك استطراد في بعض المواضع فهو إلى حد مستساغ مقبول.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/305)
ذكر الحافظ ابن كثير لأقوال المجتهدين من السلف من الصحابة والتابعين وغيرهم من الفقهاء، واهتمامه بذكر المذاهب الأربعة وبخاصة المذهب الشافعي:
حيث يهتم ابن كثير بذكر اقوال المجتهدين والفقهاء من الصحابة والتابعين وغيرهم ويهتم اكثر بذكر المذاهب الاربعة المشهورة ويعطي للمذهب الشافعي من بينها اهتماماً أكبر.
مناقشة الحافظ ابن كثير لما يورده من أقوال المجتهدين والفقهاء وبيان الصحيح منهاأوالراجح من غيره:
وكما كانت طريقته مناقشة الآثار المروية عن الصحابة والتابعين في تفسير بعض الآيات فكذلك طريقته بالنسبة لأقوال المجتهدين والفقهاء، فلم يكتف بسر الأقوال بل إنه ناقشها في كثير من المواضيع، وبين الصحيح منها والراجح من غيره منها.
الحافظ ابن كثير كثيراً ما يرجح قول الشافعي، وقد يرجح غيره:
وذلك بحكم كونه شافعي المذهب فهو كثيراً ما يرجح قول الشافعي ويأخذبه إلا أنه مع هذا لايتعصب لمذهب الشافعي، وقد يخالفه في بعض أقواله ويصحح ويرجح قول غيره خصوصاً إذا رأى أن الحق قد يكون مع غيره.
الحافظ ابن كثير قد يذكر أقوال الفقهاء دون بيان الراجح منها من غيره:
وقد يذكر الأقوال بدون أن يرحج بينها أو ينص على الضعيف منها.
استطراد الحافظ ابن كثيرأحياناً في تناوله لبعض الأحكام:
هذا ومع أن الحافظ ابن كثير متوسط في تناوله للأحكام غالباً إلا أنه قد يستطرد في بعض المواضع، فينتقل من ذكر القوال وأدلتها والراجح منها الى ذكر المناقشات والردود وإيراد بعض الإشكالات على بعض الأقوال وذكر إجابات العلماء عليها.
تقليل ابن كثير الكلام عن الأحكام أحياناً:
قد يقلل الحافظ -رحمه الله- في بعض المواضع من الكلام عن الأحكام الفقهية حتى ليبدو وكأنه لايتكلم عن آية من آيات الأحكام.
تناول الحافظ ابن كثير في مواضع كثيرة للأحكام الأصولية بذكر بعض القواعد الأصولية، وذكر استدلال الأصوليين ببعض الآيات، واختلافهم مع مناقشة ذلك أحياناً:
كثيراً ما يعرض الحافظ ابن كثير للقواعد الأصولية فيستدل ببعض قواعد الأصوليين في بعض المواقع
عدم إكثار الحافظ ابن كثير من الخوض في علوم الكون والفلك والطبيعة مع معرفته بها، وحرصه غالباً على الوقوف على مايدل عليه ظاهر الآيات أو ماهو مشاهد معروف من هذه العلوم:
أما ما يتعلق بعلوم الكون والفلك والطبيعة واجتهادات العلماء حولها فإنه لايكثر الخوض فيها، وقد يشيرإليها في بعض المواضع.
حسن طريقة الحافظ ابن كثير في عرضه للخلاف وبروز شخصيته في مناقشة الأقوال وحسن اختياراته، ومدى ما كان عليه من معرفة بالأحكام الفقهية والأصولية وعلوم الكون والفلك والطبيعة:
ويظهر لنا مما تقدم حسن طريقة الحافظ ابن كثير في عرضه للخلاف، كما تظهر لنا شخصيته المستقلة في مناقشته للأقوال واختياره منها مادل عليه الدليل من غير تعصب لمذهب من المذاهب او قول من الأقوالومدى ما كان عليه من معرفة بالأحكام الفقهية والأصولية كما تبين لنا أيضاً أنه في تناوله للأحكام وسط بين المكثرين من تناولها والمقلين من ذلك من المفسرين حيث
أعطى لهذا الجانب حقه من غير إفراط ولاتفريط.
مجالات الاجتهاد في تفسير ابن كثير محصورة في مجال الرأي المحمود:
حيث يرى الحافظ ابن كثير تبعاً لإمامه الطبري وشيخه ابن تيمية وغيرهما من علماء السلف والخلف أن الرأي ينقسم إلى قسمين: محمود ومذموم، فالمحمود جائز والمذموم محرم،كما صرح بذلك في مقدمة تفسيره، ولهذا نجد أنه وإن كان يفسر القرآن بالماثور فقد أضاف الى ذلك شيئاً من الاجتهاد والرأي المحمود الموافق للكتاب والسنة والمستوفي جميع شروط التفسير، لهذا جاء تفسيره -رحمه الله- جامعا بين المنقول والمعقول والرواية والدراية، ونحن لانعجب من هذا الاتجاه إذا عرفنا أن عمدته في التفسير هو عمدة المفسرين عامة الإمام الطبري-رحمه الله- وهو أول من ابتكر هذه الطريقة من حيث الجمع بين التفسير بالمأثور وإضافة شيء من الاجتهاد والرأي المحمود، كما أن لتأثر الحافظ ابن كثير بشيخ الإسلام ابن تيمية أثراً كبيراً في هذا الاتجاه، ونستطيع أن نقول إن مجالات الاجتهاد في تفسيره-رحمه الله- محصورة في مجال الرأي المحمود والاجتهاد المقبول، وتتركز في مناقشته لكثير من الأقوال، والتوفيق بينها، وبيان الصحيح والحسن والضعيف منها، والراجح
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/306)
من غيره ..
وهكذا طريقته في جميع الجوانب التفسيرية التي تناولها فهو ينقل وينقد ويصحح ويضعف ويوجه ويوفق، ويختار قولاً ويترك غيره ..
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[20 - 02 - 05, 10:01 م]ـ
سورة الفاتحة
قال مسلم: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي هو ابن راهويه حدثنا سفيان بن عيينة عن العلاء, يعني ابن عبد الرحمن بن يعقوب الخرقي عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من صلى صلاة لم يقرأ فيها أم القرآن فهي خداج ثلاثاً غير تمام» فقيل لأبي هريرة إنا نكون خلف الإمام, فقال: اقرأ بها في نفسك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله عز وجل: «قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل فإذا قال: {الحمد لله رب العالمين} قال الله حمدني عبدي, وإذا قال {الرحمن الرحيم} قال الله أثنىَ عليّ عبدي, فإذا قال {مالك يوم الدين} قال الله: مجدني عبدي, وقال مرة: فوض إلي عبدي, فإذا قال: {إياك نعبد وإياك نستعين} قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل, فإذا قال {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال الله: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل». هكذا رواه النسائي عن إسحاق بن راهويه وقد روياه أيضاً عن قتيبة عن مالك عن العلاء, عن أبي السائب مولى هشام بن زهرة عن أبي هريرة به, وفي هذا السياق «فنصفها لي ونصفها لعبدي, ولعبدي ما سأل» وهكذا. رواه ابن إسحاق عن العلاء وقد رواه مسلم من حديث ابن جريج عن العلاء عن أبي السائب هكذا ورواه أيضاً من حديث ابن أبي أويس عن العلاء عن أبيه وأبي السائب, كلاهما عن أبي هريرة. وقال الترمذي هذا حديث حسن. وسألت أبا زرعة عنه فقال كلا الحديثين صحيح من قال عن العلاء عن أبيه وعن العلاء عن أبي السائب. روى هذ الحديث عبد الله بن الإمام أحمد من حديث العلاء عن أبيه عن أبي هريرة عن أبي بن كعب مطولاً وقال ابن جرير حدثنا صالح بن مسمار المروزي حدثنا زيد بن الحباب حدثنا عنبسة بن سعيد عن مطرف بن طريف عن سعد بن إسحاق عن كعب بن عجرة عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين وله ما سأل فإذا قال العبد {الحمد لله رب العالمين} قال: حمدني عبدي وإذا قال: {الرحمن الرحيم} قال: أثنى عليّ عبدي, ثم قال: هذا لي وله ما بقي, وهذا غريب من هذا الوجه.
الكلام على ما يتعلق بهذا الحديث
مما يختص بالفاتحة من وجوه
(أحدها) أنه قد أطلق فيه لفظ الصلاة, والمراد القراءة كقوله تعالى: {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلاً} أي بقراءتك كما جاء مصرحاً به في الصحيح عن ابن عباس, وهكذا قال في هذا الحديث «قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فنصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل» ثم بين تفضيل هذه القسمة في قراءة الفاتحة فدل على عظمة القراءة في الصلاة, وأنها من أكبر أركانها إذا طلقت العبادة أريد بها جزء واحد منها. هو القراءة كما أطلق لفظ القراءة والمراد به الصلاة في قوله: {وقرآن الفجر, إن قرآن الفجر كان مشهوداً} والمراد صلاة الفجر كما جاء مصرحاً به في الصحيحين: «أنه يشهدها ملائكة الليل وملائكة النهار» فدل هذا كله على أنه لا بد من القراءة في الصلاة وهو اتفاق من العلماء, ولكن اختلفوا في مسأله نذكرها في الوجه الثاني, وذلك أنه هل يتعين للقراءة في الصلاة فاتحة الكتاب أم تجزىء هي أو غيرها؟ على قولين مشهورين فعند أبي حنيفه ومن وافقه من أصحابه وغيرهم, أنها لا تتعين بل مهما قرأ من القرآن أجزأه في الصلاة واحتجوا بعموم قوله تعالى: {فاقرءوا ما تيسر من القرآن} وبما ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة في قصة المسيء في صلاته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: «إذا قمت إلى الصلاة فكبر ثم اقرأ ما تيسّر معك من القرآن» قالوا فأمره بقراءة ما تيسر ولم يعين له الفاتحة ولا غيرها فدل على ما قلنا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/307)
(والقول الثاني) أنه تتعين قراءة الفاتحة في الصلاة ولا تجزىء الصلاة بدونها, وهو قول بقية الأئمة مالك والشافعي وأحمد بن حنبل وأصحابهم وجمهور العلماء, واحتجوا على ذلك بهذا الحديث المذكور حيث قال صلوات الله وسلامه عليه: «من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج» والخداج هو الناقص كما فسر به في الحديث «غير تمام» واحتجوا أيضاً بما ثبت في الصحيحين من حديث الزهري عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب» وفي صحيحه ابن خزيمة وابن حبان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول لله صلى الله عليه وسلم: «لا تجزيء صلاة لا يقرأ فيها فيها بأم القرآن» والأحاديث في هذا الباب كثيرة ووجه المناظرة ههنا يطول ذكره وقد أشرنا إلى مأخذهم في ذلك رحمهم الله.
ثم إن مذهب الشافعي وجماعة من أهل العلم أنه تجب قراءتها في كل ركعة. وقال آخرون: إنما تجب قراءتها في معظم الركعات. وقال الحسن وأكثر البصريين: إنما تجب قراءتها في ركعة واحدة من الصلوات أخذاً بمطلق الحديث «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب» وقال أبو حنيفة وأصحابه والثوري والأوزاعي: لا تتعين قراءتها بل لو قرأ بغيرها أجزأه لقوله تعالى {فاقرءوا ما تيسر من القرآن} والله أعلم. وقد روى ابن ماجه من حديث أبي سفيان السعدي عن أبي نضرة عن أبي سعيد مرفوعاً «لا صلاة لمن لم يقرأ في كل ركعة بالحمد وسورة في فريضة أو غيرها» وفي صحة هذا نظر وموضع تحرير هذا كله في كتاب الأحكام الكبير والله أعلم.
(والوجه الثالث) هل تجب قراءة الفاتحة على المأموم؟ فيه ثلاثة أقوال للعلماء (أحدها) أنه تجب عليه قراءتها كما تجب على إمامه لعموم الأحاديث المتقدمة (والثاني) لا تجب على المأموم قراءة بالكلية لا الفاتحة ولا غيرها ولا في صلاة الجهرية ولا في صلاة السرية, لما رواه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة» ولكن في إسناده ضعف. ورواه مالك عن وهب بن كيسان عن جابر من كلامه, وقد روي هذا الحديث من طرق ولا يصح شيء منها عن النبي صلى الله عليه وسلم والله أعلم
(والقول الثالث) أنه تجب القراءة على المأموم في السرية لما تقدم, ولا يجب ذلك في الجهرية لما ثبت في صحيح مسلم عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا, وإذا قرأ فأنصتوا» وذكر بقية الحديث, وهكذا رواه أهل السنن أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «وإذا قرأ فأنصتوا» وقد صححه مسلم بن الحجاج أيضاً, فدل هذان الحديثان على صحة هذا القول وهو قول قديم للشافعي رحمه الله: والله أعلم.
ورواية عن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى ـ والغرض من ذكر هذه المسائل ههنا بيان اختصاص سورة الفاتحة بأحكام لا تتعلق بغيرها من السور.
""""""""""""""""""""""""""
(مسألة) وجمهور العلماء على أن الاستعاذة مستحبة ليست بمتحتمة يأثم تاركها وحكى الرازي عن عطاء بن أبي رباح وجوبها في الصلاة وخارجها كلما أراد القراءة قال: وقال ابن سيرين: إذا تعوذ مرة واحدة في عمره فقد كفى في إسقاط الوجوب واحتج الرازي لعطاء بظاهر الاَية (فاستعذ) وهو أمر ظاهره الوجوب وبمواظبة النبي صلى الله عليه وسلم عليها ولأنها تدرأ شر الشيطان وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ولأن الاستعاذة أحوط وهو أحد مسالك الوجوب وقال بعضهم: كانت واجبة على النبي صلى الله عليه وسلم دون أمته, وحكي عن مالك أنه لا يتعوذ في المكتوبة ويتعوذ لقيام رمضان في أول ليلة منه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/308)
(مسألة) وقال الشافعي في الإملاء يجهر بالتعوذ وإن أسر فلا يضر وقال في الأم بالتخيير لأنه أسر ابن عمر وجهر أبو هريرة واختلف قول الشافعي فيما عدا الركعة الأولى هل يستحب التعوذ فيها على قولين ورجح عدم الاستحباب, والله أعلم, فإذا قال المستعيذ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم كفى ذلك عند الشافعي وأبي حنيفة وزاد بعضهم: أعوذ بالله السميع العليم وقال آخرون بل يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم إن الله هو السميع العليم قاله الثوري والأوزاعي وحكي عن بعضهم أنه يقول أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم لمطابقة أمر الاَية ولحديث الضحاك عن ابن عباس المذكور والأحاديث الصحيحة كما تقدم أولى بالاتباع من هذا والله أعلم.
(مسألة) ثم الاستعاذة في الصلاة إنما هي للتلاوة وهو قول أبي حنيفة ومحمد. وقال أبو يوسف بل للصلاة فعلى هذا يتعوذ المأموم وإن كان لا يقرأ ويتعوذ في العيد بعد الإحرام وقبل تكبيرات العيد والجمهور بعدها قبل القراءة.
......................
(بسم الله الرحمن الرحيم) افتتح بها الصحابة كتاب الله واتفق العلماء على أنها بعض آية من سورة النمل ثم اختلفوا هل هي آية مستقلة في أول كل سورة أو من أول كل سورة كتبت في أولها أو أنها بعض آية من كل سورة أو أنها كذلك في الفاتحة دون غيرها أو أنها إنما كتبت للفصل لا أنها آية على أقوال للعلماء سلفاً وخلفاً وذلك مبسوط في غير هذا الموضع, وفي سنن أبي داود بإسناد صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يعرف فصل السورة حتى ينزل عليه {بسم الله الرحمن الرحيم} وأخرجه الحاكم أبو عبد الله النيسابوري في مستدركه أيضاً وروي مرسلاً عن سعيد بن جبير وفي صحيح ابن خزيمة عن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ البسملة في أول الفاتحة في الصلاة وعدها آية لكنه من رواية عمر بن هارون البلخي وفيه ضعف عن ابن جريح عن ابن أبي مليكة عنها, وروى له الدارقطني متابعاً عن أبي هريرة مرفوعاً وروي مثله عن علي وابن عباس وغيرهما, وممن حكى عنه أنها آية من كل سورة إلا براءة ابن عباس وابن عمر وابن الزبير وأبو هريرة وعلي ومن التابعين عطاء وطاوس وسعيد بن جبير ومكحول والزهري وبه يقول عبد الله بن المبارك والشافعي وأحمد بن حنبل في رواية عنه وإسحاق بن راهويه وأبو عبيد القاسم بن سلام رحمهم الله وقال مالك وأبو حنيفة وأصحابهما ليست من آية من الفاتحة ولا من غيرها من السور وقال الشافعي في قوله في بعض طرق مذهبه هي آية من الفاتحة وليس من غيرها وعنه أنها بعض آية من أول كل سورة وهما غريبان. وقال داود هي آية مستقلة في أول كل سورة لا منها, وهذا رواية عن الإمام أحمد بن حنبل وحكاه أبو بكر الرازي عن أبي الحسن الكرخي, وهما من أكابر أصحاب أبي حنيفة رحمهم الله. هذا ما يتعلق بكونها آية من الفاتحة أم لا.
فأما الجهر بها فمفرع على هذا, فمن رأى أنها ليست من الفاتحة فلا يجهر بها وكذا من قال إنها آية من أولها, وأما من قال بأنها من أوائل السور فاختلفوا فذهب الشافعي رحمه الله إلى أنه يجهر بها مع الفاتحة والسورة وهو مذهب طوائف من الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين سلفاً وخلفاً فجهر بها من الصحابة أبو هريرة وابن عمر وابن عباس ومعاوية وحكاه ابن عبد البر والبيهقي عن عمر وعلي ونقله الخطيب عن الخلفاء الأربعة وهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وهو غريب, ومن التابعين عن سعيد بن جبير وعكرمة وأبي قلابة والزهري وعلي بن الحسن وابنه محمد وسعيد بن المسيب وعطاء وطاوس ومجاهد وسالم ومحمد بن كعب القرظي وأبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وأبي وائل وابن سيرين ومحمد بن المنكدر وعلي بن عبد الله بن عباس وابنه محمد ونافع مولى ابن عمرو وزيد بن أسلم وعمر بن عبد العزيز والأزرق بن قيس وحبيب بن أبي ثابت وأبي الشعثاء ومكحول وعبد الله بن معقل بن مقرن زاد البيهقي وعبد الله بن صفوان ومحمد بن الحنفية زاد ابن عبد البر وعمر بن دينار والحجة في ذلك أنها بعض الفاتحة فيجهر بها كسائر أبعاضها وأيضاً فقد روى النسائي في سننه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما والحاكم في مستدركه عن أبي هريرة أنه صلى فجهر في قراءته بالبسلمة وقال بعد أن فرغ: إني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم. وصححه الدارقطني
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/309)
والخطيب والبيهقي وغيرهم وروى أبو داود والترمذي عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفتح الصلاة ببسم الله الرحمن الرحيم ثم قال الترمذي: وليس إسناده بذاك. وقد رواه الحاكم في مستدركه عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ثم قال صحيح, وفي صحيح البخاري عن أنس بن مالك أنه سئل عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال كانت قراءته مدّاً ثم قرأ ببسم الله الرحمن الرحيم يمد بسم الله ويمد الرحمن ويمد الرحيم. وفي مسند الإمام أحمد وسنن أبي داود وصحيح ابن خزيمة ومستدرك الحاكم عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقطع قراءته: {بسم الله الرحمن الرحيم * الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين} وقال الدارقطني إسناده صحيح. وروى الإمام أبو عبد الله الشافعي والحاكم في مستدركه عن أنس أن معاوية صلى بالمدينة فترك البسملة فأنكر عليه من حضره من المهاجرين ذلك فلما صلى المرة الثانية بسمل. وفي هذه الأحاديث والاَثار التي أوردناها كفاية ومقنع في الاحتجاج لهذا القول عما عداها. فأما المعارضات والروايات الغربية وتطريقها وتعليلها وتضعيفها وتقريرها فله موضع آخر وذهب آخرون أنه لا يجهر بالبسملة في الصلاة وهذا هو الثابت عن الخلفاء الأربعة وعبد الله بن مغفل وطوائف من سلف التابعين والخلف وهو مذهب أبي حنيفة والثوري وأحمد بن حنبل. وعند الإمام مالك أنه لا يقرأ البسملة بالكلية لا جهراً ولا سراً واحتجوا بما في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتتح الصلاة بالتكبير والقراءة بالحمد لله رب العالمين وبما في الصحيحين عن أنس بن مالك قال: صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان فكانوا يفتتحون بالحمد لله رب العالمين, ولمسلم ولا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم في أول قراءة ولا في آخرها, ونحوه في السنن عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه. فهذه مآخذ الأئمة رحمهم الله في هذه المسألة وهي قريبة لأنهم أجمعوا على صحة من جهر بالبسملة ومن أسر ولله الحمد والمنة.
(مسألة) والصحيح من مذاهب العلماء أنه يغتفر الإخلال بتحرير ما بين الضاد والظاء لقرب مخرجيهما, وذلك أن الضاد نخرجها من أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس, ومخرج الظاء من طرف اللسان وأطراف الثنايا العليا ولأن كلا من الحرفين من الحروف المجهورة ومن الحروف الرخوة ومن الحروف المطبقة فلهذا كله اغتفر استعمال أحدهما مكان الاَخر لمن لا يميز ذلك والله أعلم, وأما حديث أنا أفصح من نطق بالضاد فلا أصل له والله أعلم.
(فصل)
يستحب لمن يقرأ الفاتحة أن يقول بعدها آمين مثل يس, ويقال أمين بالقصر أيضاً ومعناه اللهم استجب والدليل على استحباب التأمين ما رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي عن وائل بن حجر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قرأ {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} فقال آمين مد بها صوته, ولأبي داود رفع بها صوته, وقال الترمذي هذا حديث حسن, وروي عن علي وابن مسعود وغيرهم. وعن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تلا {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال «آمين» حتى يسمع من يليه من الصف الأول, رواه أبو داود وابن ماجه وزاد فيه فيرتج بها المسجد. والدارقطني وقال: هذا إسناد حسن. وعن بلال أنه قال: يا رسول الله لا تسبقني بآمين رواه أبو داود, ونقل أبو نصر القشيري عن الحسن وجعفر الصادق أنهما شددا الميم من آمين مثل {آمين البيت الحرام} قال أصحابنا وغيرهم: ويستحب ذلك لمن هو خارج الصلاة, ويتأكد في حق المصلي, وسواء كان منفرداً أو إماماً أو مأموماً وفي جميع الأحوال لما جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه» ولمسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا قال أحدكم في الصلاة آمين والملائكة في السماء آمين فوافقت إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه» قيل بمعنى من وافق تأمينه تأمين الملائكة في الزمان وقيل في الإجابة وقيل في صفة الإخلاص, وفي صحيح مسلم عن أبي موسى مرفوعاً «إذا قال ـ يعني الإمام ـ ولا الضالين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/310)
فقولوا آمين يجبكم الله» وقال جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال: قلت: يا رسول الله ما معنى آمين؟ قال «رب افعل» وقال الجوهري: معنى آمين كذلك فليكن. وقال الترمذي معناه لا تخيب رجاءنا. وقال الأكثرون معناه اللهم استجب لنا. وحكى القرطبي عن مجاهد وجعفر الصادق وهلال بن يساف أن آمين اسم من أسماء الله تعالى وروي عن ابن عباس مرفوعاً ولا يصح, قاله أبو بكر بن العربي المالكي. وقال أصحاب مالك: لا يؤمن الإمام ويؤمن المأموم لما رواه مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «وإذا قال ـ يعني الإمام ـ ولا الضالين فقولوا آمين» الحديث واستأنسوا أيضاً بحديث أبي موسى عند مسلم كان يؤمن إذا قرأ {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} وقد قدمنا في المتفق عليه «إذا أمن الإمام فأمنوا» وأنه عليه الصلاة والسلام كان يؤمن إذا قرأ {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} وقد اختلف أصحابنا في الجهر بالتأمين للمأموم في الجهرية وحاصل الخلاف أن الإمام إن نسي التأمين جهر المأموم به قولاً واحداً وإن أمن الإمام جهراً فالجديد أن لا يجهر المأموم وهو مذهب أبي حنيفة ورواية عن مالك لأنه ذكر من الأذكار فلا يجهر به كسائر أذكار الصلاة, والقديم أنه يجهر به وهو مذهب الإمام أحمد بن حنبل والرواية الأخرى عن مالك لما تقدم «حتى يرتج المسجد» ولنا قول آخر ثالث أنه إن كان المسجد صغيراً لم يجهر المأموم لأنهم يسمعون قراءة الإمام وإن كان كبيراً جهر ليبلغ التأمين من في أرجاء المسجد والله أعلم. وقد روى الإمام أحمد في مسنده عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرت عنده اليهود فقال «إنهم لن يحسدونا على شيء كما يحسدونا على الجمعة التي هدانا الله لها وضلوا عنها وعلى القبلة التي هدانا الله لها وضلوا عنها وعلى قولنا خلف الإمام آمين» ورواه ابن ماجه ولفظه «ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على السلام والتأمين» وله عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «ماحسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على قول آمين فأكثروا من قول آمين» وفي إسناده طلحة بن عمرو وهو ضعيف, وروى ابن مردويه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «آمين خاتم رب العالمين على عباده المؤمنين» وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أعطيت آمين في الصلاة وعند الدعاء لم يعط أحد قبلي إلا أن يكون موسى, كان موسى يدعو وهارون يؤمن فاختموا الدعاء بآمين فإن الله يستجيبه لكم (قلت) ومن هنا نزع بعضهم في الدلالة بهذه الاَية الكريمة وهي قوله تعالى: {وقال موسى ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالاً في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم * قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون} فذكر الدعاء عن موسى وحده ومن سياق الكلام ما يدل على أن هارون أمّن فنزل من منزلة من دعا لقوله تعالى {قد أجيبت دعوتكما} فدل ذلك على أن من أمّن على دعاء فكأنما قاله, فلهذا قال: من قال إن المأموم لا يقرأ لأن تأمينه على قراءة الفاتحة بمنزلة قراءتها, ولهذا جاء في الحديث «من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة» رواه أحمد في مسنده وكان بلال يقول لا تسبقني بآمين يا رسول الله. فدل هذا المنزع على أن المأموم لا قراءة عليه في الجهرية والله أعلم. ولهذا قال ابن مردويه: حدثنا أحمد بن الحسن حدثنا عبد الله بن محمد بن سلام حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا جرير عن ليث عن ابن أبي سليم عن كعب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا قال الإمام غير المغضوب عليهم ولا الضالين, فقال آمين, فوافق آمين أهل الأرض آمين أهل السماء غفر الله للعبد ما تقدم من ذنبه, ومثل من لا يقول آمين كمثل رجل غزا مع قوم فاقترعوا فخرجت سهامهم ولم يخرج سهمه فقال لمَ لم يخرج سهمي؟ فقيل إنك لم تقل آمين».
يتبع إن شاء الله ..........
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[12 - 03 - 05, 11:47 م]ـ
- سورة البقرة -
{فِي قُلُوبِهِم مّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ}
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/311)
سئل القرطبي وغيره من المفسرين عن حكمة كفه عليه الصلاة والسلام عن قتل المنافقين مع علمه بأعيان بعضهم وذكروا أجوبة عن ذلك منها ما ثبت في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال لعمر رضي الله عنه «أكره أن يتحدث العرب أن محمداً يقتل أصحابه» ومعنى هذا خشية أن يقع بسبب ذلك تغير لكثير من الأعراب عن الدخول في الإسلام ولا يعلمون حكمة قتله لهم وأن قتله إياهم إنما هو على الكفر فإنهم إنما يأخذونه بمجرد ما يظهر لهم فيقولون: إن محمداً يقتل أصحابه, قال القرطبي وهذا قول علمائنا وغيرهم كما كان يعطي المؤلفة مع علمه بسوء اعتقادهم.
قال ابن عطية: وهي طريقة أصحاب مالك نص عليه محمد بن الجهم والقاضي إسماعيل والأبهري وعن ابن الماجشون.
ومنها: ما قال مالك إنما كف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المنافقين ليبين لأمته أن الحاكم لا يحكم بعلمه
قال القرطبي: وقد اتفق العلماء عن بكرة أبيهم على أن القاضي لا يقتل بعلمه وإن اختلفوا في سائر الأحكام, قال: ومنها ما قال الشافعي إنما مَنعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل المنافقين ما كانوا يظهرونه من الإسلام مع العلم بنفاقهم لأن ما يظهرونه يجب ما قبله. ويؤيد هذا قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث المجمع على صحته في الصحيحين وغيرهما «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله عز وجل» ومعنى هذا أن من قالها جرت عليه أحكام الإسلام ظاهراً فإن كان يعتقدها وجد ثواب ذلك في الدار الاَخرة وإن لم يعتقدها لم ينفعه جريان الحكم عليه في الدنيا وكونه كان خليط أهل الإيمان {ينادوهم ألم نكن معكم؟ قالوا بلى, ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم, وارتبتم وغّرتكم الأماني حتى جاء أمر الله} الاَية, فهم يخالطونهم في بعض المحشر فإذا حقت المحقوقية تميزوا منهم وتخلفوا بعدهم {وحيل بينهم وبين ما يشتهون} ولم يمكنهم أن يسجدوا معهم كما نطقت بذلك الأحاديث ومنها ما قاله بعضهم أنه إنما لم يقتلهم لأنه لا يخاف من شرهم مع وجوده صلى الله عليه وسلم بين أظهرهم يتلو عليهم آيات مبينات فأما بعده فيقتلون إذا أظهروا النفاق وعلمه المسلمون.
قال مالك: المنافق في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الزنديق اليوم
(قلت) وقد اختلف العلماء في قتل الزنديق إذا أظهر الكفر هل يستتاب أم لا أو يفرق بين أن يكون داعية أم لا, أو يتكرر منه ارتداده أم لا, أو يكون إسلامه ورجوعه من تلقاء نفسه أو بعد أن ظهر عليه؟ على أقوال متعددة موضع بسطها وتقريرها وعزوها كتاب الأحكام.
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[13 - 03 - 05, 12:19 ص]ـ
{وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللّهُ مُخْرِجٌ مّا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ * فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَىَ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلّكُمْ تَعْقِلُونَ}
استدل لمذهب الإمام مالك في كون قول الجريح: فلان قتلني لوثا بهذه القصة, لأن القتيل لما حيي سئل عمن قتله, فقال فلان قتلني, فكان ذلك مقبولاً منه, لأنه لا يخبر حينئذ إلا بالحق, ولا يتهم والحالة هذه, ورجحوا ذلك لحديث أنس أن يهودياً قتل جارية على أوضاح لها, فرضخ رأسها بين حجرين, فقيل: من فعل بك هذا, أفلان؟ أفلان؟ حتى ذكروا اليهودي, فأومأت برأسها, فأخذ اليهودي, فلم يزل به حتى اعترف, فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرض رأسه بين حجرين, وعن مالك إذا كان لوثاً, حلف أولياء القتيل قسامة, وخالف الجمهور في ذلك, ولم يجعلوا قول القتيل في ذلك لوثا.
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[13 - 03 - 05, 12:45 ص]ـ
{وَاتّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشّيَاطِينُ عَلَىَ مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلََكِنّ الشّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلّمُونَ النّاسَ السّحْرَ وَمَآ أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتّىَ يَقُولاَ إِنّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلّمُونَ مَا يَضُرّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/312)
الاَخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ * وَلَوْ أَنّهُمْ آمَنُواْ واتّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مّنْ عِندِ اللّهِ خَيْرٌ لّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ}
وقد استدل بقوله {ولو أنهم آمنوا واتقوا} من ذهب إلى تكفير الساحر, كما هو رواية عن الإمام أحمد بن حنبل وطائفة من السلف, وقيل: بل لا يكفر, ولكن حده ضرب عنقه, لما رواه الشافعي وأحمد بن حنبل, قالا: أخبرنا سفيان, هو ابن عيينة عن عمرو بن دينار, أنه سمع بجالة بن عبدة يقول: كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن اقتلوا كل ساحر وساحرة, قال: فقتلنا ثلاث سواحر وقد أخرجه البخاري في صحيحه أيضاً, وهكذا صح أن حفصة أم المؤمنين سحرتها جارية لها, فأمرت بها, فقتلت, قال الإمام أحمد بن حنبل: صح عن ثلاثة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في قتل الساحر.
وروى الترمذي من حديث اسماعيل بن مسلم عن الحسن عن جندب الأزدي أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حد الساحر ضربه بالسيف» ثم قال: لا نعرفه مرفوعاً إلا من هذا الوجه, وإسماعيل بن مسلم يضعف في الحديث, والصحيح عن الحسن عن جندب موقوفاً قلت. قد رواه الطبراني من وجه آخر عن الحسن عن جندب مرفوعاً. والله أعلم. وقد روي من طرق متعددة أن الوليد بن عقبة: كان عنده ساحر يلعب بين يديه فكان يضرب رأس الرجل ثم يصيح به فيرد إليه رأسه, فقال الناس: سبحان الله يحيي الموتى, ورآه رجل من صالحي المهاجرين , فلما كان الغد جاء مشتملاً على سيفه وذهب يلعب لعبه ذلك, فاخترط الرجل سيفه فضرب عنق الساحر, وقال:
إن كان صادقاً فليحي نفسه, وتلا قوله تعالى: {أتأتون السحر وأنتم تبصرون} , فغضب الوليد إذ لم يستأذنه في ذلك, فسجنه ثم أطلقه, والله أعلم. وقال الإمام أبو بكر الخلال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل, حدثني أبي أخبرنا يحيى بن سعيد, حدثني أبو إسحاق عن حارثة قال: كان عند بعض الأمراء رجل يلعب فجاء جندي مشتملاً على سيفه فقتله, قال: أراه كان ساحراً, وحمل الشافعي رحمه الله قصة عمر وحفصة على سحر يكون شركاً والله أعلم.
وقد ذكر الوزير أبو المظفر يحيى بن محمد ابن هبيرة رحمه الله في كتابه (الإشراف على مذاهب الأشراف) باباً في السحر فقال: أجمعوا على أن السحر له حقيقة إلا أبا حنيفة فإنه قال: لا حقيقة له عنده
واختلفوا فيمن يتعلم السحر ويستعمله, فقال أبو حنيفة ومالك وأحمد يكفر بذلك. ومن أصحاب أبي حنيفة من قال إن تعلمه ليتقيه أو ليجتنبه فلا يكفر ومن تعلمه معتقداً جوازه أو أنه ينفعه كفر, وكذا من اعتقد أن الشياطين تفعل له ما يشاء فهو كافر. وقال الشافعي رحمه الله: إذا تعلم السحر قلنا له صف لنا سحرك فإِن وصف ما يوجب الكفر مثل ما اعتقده أهل بابل من التقرب إلى الكواكب السبعة وأنها تفعل ما يلتمس منها فهو كافر, وإن كان لايوجب الكفر فإِن اعتقد إباحته فهو كافر,
قال ابن هبيرة: وهل يقتل بمجرد فعله واستعماله؟
فقال مالك وأحمد نعم, وقال الشافعي وأبو حنيفة: لا فأما إن قتل بسحره إنساناً فإنه يقتل عند مالك والشافعي وأحمد.
وقال أبو حنيفة: يقتل حتى يتكرر منه ذلك أو يقر بذلك في حق شخص معين, وإذا قتل فإِنه يقتل حداً عندهم إلا الشافعي فإِنه قال: يقتل والحالة هذه قصاصاً
قال: وهل إذا تاب الساحر تقبل توبته؟
فقال مالك وأبو حنيفة وأحمد في المشهور عنهم: لا تقبل, وقال الشافعي وأحمد في الرواية الأخرى تقبل, وأما ساحر أهل الكتاب فعند أبي حنيفة أنه يقتل كما يقتل الساحر المسلم, وقال مالك وأحمد والشافعي: لايقتل يعني لقصة لبيد بن الأعصم واختلفوا في المسلمة الساحرة فعند أبي حنيفة أنها لا تقتل ولكن تحبس, وقال الثلاثة حكمها حكم الرجل, والله أعلم.
وقال أبو بكر الخلال: أخبرنا أبو بكر المروزي قال: قرأ على أبي عبد الله ـ يعني أحمد بن حنبل ـ عمر ابن هارون أخبرنا يونس عن الزهري: قال يقتل ساحر المسلمين ولا يقتل ساحر المشركين لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم سحرته امرأة من اليهود فلم يقتلها.
وقد نقل القرطبي عن مالك رحمه الله, أنه قال في الذمي يقتل إن قتل سحره, وحكى ابن خويز منداد عن مالك روايتين في الذمي إذا سحر: إحداهما أنه يستتاب فإِن أسلم وإِلا قتل, والثانية أنه يقتل وإن أسلم, وأما الساحر المسلم فإِن تضمن سحره كفراً كفر عند الأئمة الأربعة وغيرهم لقوله تعالى: {وما يعلمان من أحد حتى يقولا: إنما نحن فتنة فلا تكفر}.
لكن قال مالك إذا ظهر عليه لم تقبل توبته لأنه كالزنديق فإِن تاب قبل أن يظهر عليه وجاءنا تائباً قبلناه, فإن قتل سحره قتل قال الشافعي: فإن قال لم أتعمد القتل فهو مخطىء تجب عليه الدية.
(مسألة)
وهل يسئل الساحر حلاً لسحره؟
فأجاز سعيد بن المسيب فيما نقله عنه البخاري, وقال عامر الشعبي: لا بأس بالنشرة وكره ذلك الحسن البصري, وفي الصحيح عن عائشة أنها قالت: يارسول الله هلا تنشرت, فقال: «أما الله فقد شفاني وخشيت أن أفتح على الناس شراً»
وحكى القرطبي عن وهب: أنه قال يؤخذ سبع ورقات من سدر فتدق بين حجرين ثم تضرب بالماء ويقرأ عليها آية الكرسي ويشرب منها المسحور ثلاث حسوات ثم يغتسل بباقيه فإِنه يذهب ما به, وهو جيد للرجل الذي يؤخذ عن امرأته
(قلت) أنفع ما يستعمل لإذهاب السحر ما أنزل الله على رسوله في ذهاب ذلك وهما المعوذتان, وفي الحديث «لم يتعوذ المتعوذ بمثلهما» وكذلك قراءة آية الكرسي فإنها مطردة للشياطين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/313)
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[13 - 03 - 05, 03:19 م]ـ
{مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنّ اللّهَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * أَلَمْ تَعْلَمْ أَنّ اللّهَ لَهُ مُلْكُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا لَكُمْ مّن دُونِ اللّهِ مِن وَلِيّ وَلاَ نَصِيرٍ}
- - - -
وقال ابن جرير: {ما ننسخ من آية} , ما ننقل من حكم آية إلى غيره, فنبدله ونغيره, وذلك أن نحول الحلال حراماً, والحرام حلالاً, والمباح محظوراً, والمحظور مباحاً, ولا يكون ذلك, إلا في الأمر والنهي والحظر والإطلاق والمنع والإباحة, فأماالأخبار فلا يكون فيها ناسخ ولا منسوخ, وأصل النسخ من نسخ الكتاب وهو نقله من نسخة إلى أخرى غيرها, فكذلك معنى نسخ الحكم إلى غيره إنما هو تحويله ونقل عبارة إلى غيرها وسواء نسخ حكمها أو خطها, إذ هي كلتا حالتيها منسوخة. وأما علماء الأصول, فاختلفت عباراتهم في حد النسخ والأمر في ذلك قريب, لأن معنى النسخ الشرعي معلوم عند العلماء ولحظ بعضهم أن رفع الحكم بدليل شرعي متأخر. فاندرج في ذلك نسخ الأخف بالأثقل وعكسه والنسخ لا إلى بدله, وأما تفاصيل أحكام النسخ وذكر أنواعه وشروطه فمبسوطة, في أصول الفقه.
والمسلمون كلهم متفقون على جواز النسخ في أحكام الله تعالى, لما له في ذلك من الحكمة البالغة, وكلهم قال بوقوعه, وقال أبو مسلم الأصبهاني المفسر: لم يقع شيء من ذلك في القرآن, وقوله ضعيف مردود مرذول, وقد تعسف في الأجوبة عما وقع من النسخ, فمن ذلك قضية العدة بأربعة أشهر وعشر بعد الحول, لم يجب عن ذلك بكلام مقبول, وقضية تحويل القبلة إلى الكعبة. عن بيت المقدس لم يجب بشيء, ومن ذلك نسخ مصابرة المسلم لعشرة من الكفرة إلى مصابرة الاثنين, ومن ذلك نسخ وجوب الصدقة قبل مناجاة الرسول صلى الله عليه وسلم وغير ذلك, والله أعلم.
ـ[عبداللطيف البراهيم]ــــــــ[02 - 10 - 06, 04:55 م]ـ
جزاكِ الله خيرا على هذا الجهد
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[07 - 10 - 06, 09:58 م]ـ
جهد مشكور
بارك الله فيك دعواتنا معك أن يسهل عليك هذا العمل
ـ[حفيدة السلف]ــــــــ[01 - 12 - 06, 03:14 م]ـ
بارك الله فيكِ ونفع بهذا الجهد المبارك
ـ[تلميذة الأصول]ــــــــ[04 - 05 - 07, 04:01 ص]ـ
بارك الله سعيك،،ووفقك
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[05 - 05 - 07, 05:54 م]ـ
لماذا التوقف أختنا؟!
ـ[أحمد علاء الدين]ــــــــ[21 - 07 - 08, 05:21 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجزي خيرا كل من ينصر أو يذب عن الدين آمين بيد أن لي ملاحظة حول كلمة يكتبها كثير من إخواننا طلبة العلم في أبحاثهم وهي و الراجح كذا أو و الصحيح كذا.
قسم الحافظ بن عبد البر و شيخ الإسلام بن تيمية و تلميذه الحافظ بن قيم الجوزية و غيرهم رحمهم الله تعالى الناس إلى أقسام ثلاث: قسم العامة و دينها التقليد لقول الله تعالى فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون و قسم المجتهدين الذين لديهم الحق في الترجيح بعد بلوغهم درجة الإجتهاد و قسم طلبة العلم الذين يأخذون العلم بدليله و لا يجوز لهم التقليد لكن يقولون في أبحاثهم العلمية هذا ما اطمأنت إليه نفسي و انشرح له صدري و ليس لهم الترجيح لعدم بلوغهم درجة الإجتهاد الذي يمكنهم من تصحيح قول و تضعيف قول آخر و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.(2/314)
ما معنى هذا الكلام الذي ذكره النسفي قي تفسيره؟!!
ـ[المقرئ.]ــــــــ[22 - 02 - 05, 08:32 م]ـ
أيها الشيوخ الفضلاء بارك الله فيهم
قال النسفي في تفسيره في قوله تعالى " وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم " الآية العنكبوت
" مودة بينكم " الشمني والبرجمي النصب على وجهين .... " إلى آخر كلامه
ما معنى الشمني والبرجمي أم تصحيف أم .... ؟
وجزاكم الله خيرا
المقرئ
ـ[المسيطير]ــــــــ[22 - 02 - 05, 08:52 م]ـ
شيخنا الكريم /
أليسا عالمين في العربية؟.
فكأن العبارة:قال الشمني والبرجمي النصب على وجهين.
فسقط: (قال).
والله أعلم.
ـ[حارث همام]ــــــــ[22 - 02 - 05, 09:54 م]ـ
لعله كما ذكر الشيخ المسيطر فإن البرجمي والشمني نسبتين الأولى إلى قبيلة والثانية إلى موضع وقد انتسب لهما طائفة من أهل العلم ذكر السمعاني بعضهم.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[22 - 02 - 05, 10:31 م]ـ
صواب العبارة: ({إنّما اتّخذتم مّن دون الله أوثاناً مّودّة بينكم الحياة الدّنيا} حمزة وحفص [أي أنهما قرءا بنصب مودة من غير تنوين]، مودةً بينكم مدني وشامي وحماد ويحي وخلف، مودةُ بينكم مكي وبصري وعلي، "مودةٌ بينكم" الشَّمُّوني والبُرجُمي،) ثم بدأ بتوجيه هذه القراءات الأربع بقوله: (فالنصب ... ) إلى آخر كلامه
ومعنى قوله: ("مودةٌ بينكم" الشَّمُّوني والبُرجُمي) أي أن المذكورَين قرءا هذه الكلمة مرفوعة منونة بلا إضافة.
والأول هو محمد بن حبيب، ويكنى أبا جعفر الشموني الكوفي، مقرئ، ضابط مشهور. [غاية النهاية 2/ 114].
وأما البرجمي فهو أبو صالح عبدالحميد بن صالح البرجمي التميمي الكوفي.مقرئ ثقة، أخذ القراءة عرضاً على أبي بكر بن عياش.
بالمناسبة أخي المقرئ: أين أنت عن ملتقى التفسير، فقد غبت عنا، وفقدنا مشاركاتك الطيبة وفقك الله.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[22 - 02 - 05, 10:53 م]ـ
....
ـ[المقرئ.]ــــــــ[22 - 02 - 05, 11:23 م]ـ
إلى شيخنا وحبيبنا المسيطير: بارك الله فيكم على إجابتكم المسددة
شيخنا حارث بارك الله فيكم
شيخنا أبي مجاهد بارك الله فيكم على هذه الفائدة وهذا التوجيه المبارك وهل هناك طبعة جيدة لهذا التفسير
أما عن ملتقى أهل التفسير فلم أستطع الدخول وكلما كتبت كلمة السر لا يقبلها وذلك بعد الموقع الجديد فما أدري لماذا
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابن وهب]ــــــــ[22 - 02 - 05, 11:40 م]ـ
جزاكم الله خيرا
الشيخ الحبيب العبيدي - وفقه الله
جزاكم الله خيرا
قال الزمخشري (فالنصب على وجهين على التعليل) الخ
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[23 - 02 - 05, 01:18 ص]ـ
أفضل طبعات تفسير النسفي حسب علمي هي طبعة دار النفائس بتحقيق الشيخ مروان محمد الشعار في أربعة مجلدات، وقد صدرت الطبعة الأولى منها عام 1416.
وبالنسبة لاشتراكك في ملتقى التفسير فستجد التفاصيل على بريدك أو عبر رسالة خاصة قريباً إن شاء الله
ـ[ابن وهب]ــــــــ[23 - 02 - 05, 09:49 ص]ـ
في الغاية
((مودة) رفع مكي بصري وعلي , الشموني , والبرجمي ينونانه
الباقون نصب حمزة وحفص لاينونانه ومن نون نصب (بينكم)
في المبسوط
(وقرأ أبو جعفر ونافع وابن عامر وعاصم في رواية حماد ويحيى عن أبي بكر ومحمد بن غالب عن الأعشى عن أبي بكر وخلف (مودة) منصوبة منونة بينكم بالنصب
ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى وعبد الحميد بن صالح البرجمي عن أبي بكر (مودة) مرفوعة منونة بينكم بالنصب
وقرأ حمزة وحفص عن عاصم مودة منصوبة غير منونة بينكم بالخفض
)
انتهى
انظر الغاية 355
فعلى هذا عن عاصم عدة روايات
(مودة ً) رواية حماد (بن أبي زياد) عن عاصم ويحيى (بن آدم) عن أبي بكر (عن عاصم) ومحمد بن غالب عن الأعشى عن أبي بكر (عن عاصم)
(مودة َ) رواية حفص عن عاصم
(مودةٌ) محمد بن حبيب الشموني عن الأعشى (عن أبي بكر عن عاصم)
وعيد الحميد بن صالح البرجمي عن أبي بكر (عن عاصم)
ـ[حارث همام]ــــــــ[23 - 02 - 05, 08:27 م]ـ
ورواية شعبة عن عاصم موافقة للأولى (مودةً).
ـ[حارث همام]ــــــــ[23 - 02 - 05, 10:28 م]ـ
علقت المشاركة الآنفة، فجاءني هذا التوجيه على البريد الخاص من أحد المشايخ الفضلاء أنقله بنصه:
"أخي الحبيب
وكما لايخفى عليكم- فشعبة هو ابو بكر بن عياش
والمتقدمون ما كانوا يقولون عنه شعبة
بل كانوا يقولون رواية ابي بكر
وبعد الشاطبية اصبحوا يقولون شعبة
وابوبكر بن عياش الصحيح انه لايعرف اسمه
فابوبكر المشهور عنه مودة ًً
ولكن في رواية الشموني عن الاعشى عن ابي بكر
ورواية البرجمي عن ابي بكر
(مودةٌ)
بارك الله فيك"
التعليق: بل أنتم بارك الله فيكم، ونفع بعلمكم وأخلاقكم ... ولعل المرسل لايخفى على المشاركين من ذوي الفطنة أمثالكم. (ابتسامة)
ـ[المقرئ.]ــــــــ[25 - 02 - 05, 07:31 م]ـ
شيوخنا ابن وهب وحارث والعبيدي جزاكم الله خيرا على إفاداتكم
المقرئ(2/315)
آية قال عنها الإمام البغوي إنها من مشكلات القرآن ثم أجاب عنها
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[25 - 02 - 05, 01:55 ص]ـ
قال البغوى فى تفسيره (35/ 204) فى تفسير قوله تعالى"يدعوا لمن ضره أقرب من نفعه" من سورة الحج هذه الأية من مشكلات القرآن وفيها أسئلة:
أولها: قد قال الله فى الأية الأولى "يدعوا من دون الله مالايضره" وقال هاهنا "لمن ضره أقرب" فكيف التوفيق بينهما؟
قيل: قوله فى الأية الأولى"يدعوا من دون الله مالايضره"أى لايضره ترك عبادته. وقوله"لمن ضره" أى ضر عبادته.
فإن قيل: قد قال"لمن ضره أقرب من نفعه" ولا نفع فى عبادة الأصنام أصلا؟
قيل: هذا على عادة العرب فإنهم يقولون لما لا يكون أصلابعيد كقوله تعالى"ذلك رجع بعيد"أى لا رجع أصلا. فلما كان نفع الصنم بعيدا على معنى أنه لا نفع فيه أصلا قيل"ضره أقرب" لأنه كائن.
السؤال الثالث: قوله"لمن ضره أقرب"ما وجه هذه اللام؟ اختلفوا فيه فقال بعضهم: هي صلة ,مجازها: يدعو من ضره أقرب ,وكذلك قرأها ابن مسعود وقيل "لمن ضره" أي إلى الذي ضره أقرب من نفعه. وقيل "يدعو"بمعنى"يقول" والخبر محذوف أي: يقول لمن ضره أقرب من نفعه هو إله.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[25 - 04 - 07, 02:54 ص]ـ
جزيت خيراً
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[03 - 08 - 07, 09:49 ص]ـ
الأول غير الثانى فان الأول يجوز أن يكون الصنم أما الثانى "بئس المولى "فهو الشيطان المريد ومن على شاكلته
وذلك حال الانقلاب على الوجه عندما تصيبه الفتنة فهو يتوجه فى هذه الحال الى ما دون الله ,وما دون الله اما أنه لايضره ولا ينفعه مثل الأصنام والأموات والأضرحة .... واما ان كان له نفع وضر فالضر منه أقرب مثل فرعون ومن على شاكلته أو الشيطان المريد الذى قد يغره بشيئ يحسبه نافعا لكى يوقعه فى التهلكة
ـ[عزت المصرى]ــــــــ[03 - 08 - 07, 10:24 ص]ـ
بوركتم أهل َ القرآن
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[18 - 09 - 07, 04:05 ص]ـ
بورك فيكم
وجه الإشكال المطروح في كون الأصنام لا تنفع مع أن القرآن يثبت النفع الذي هو أبعد من الضر في الآيتين التي ذكرت، والإجابة على الإشكال في كون المدعو الأول أصناما وهاته الأخيرة لايترتب عليها نفع بحال وهو قوله: " يدعون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم " ودليل التأويل حرف " ما " الذي هو لغير العاقل، أما إثبات النفع في الآية الموالية فهو للعاقل بدليل حرف " من " في قوله تعالى: " يدعو لمن ضره أقرب من نفعه " والعقلاء المعبودين لهم على عابديهم نفع قريب محقق كقول السحرة لفرعون: أإن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين، أما اللام في الآية فهي المتزحلقة التي تزحلقت من مكانها الأصلي، والتقدير يدعو من لضره أقرب من نفعه؛ فهي إذًا لام قسم وهذا وارد في كلام العرب كما قال الطبري رحمه الله وجميع المحققين من أهل الدين وألحقنا بهم في زمرة السابقين.
ـ[عراقي سلفي]ــــــــ[18 - 09 - 07, 05:23 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الفوائد.
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[19 - 09 - 07, 02:16 ص]ـ
جزاك الله خيرا.(2/316)
أين تفسير هذا العالم الكبير!!
ـ[المقرئ.]ــــــــ[04 - 03 - 05, 10:50 م]ـ
يستوقفني كثيرا وأنا أقرأ في تفسير ابن الجوزي زاد المسير ونقله المتضافر عن أبي سليمان الدمشقي محمد بن عبد الله بن سليمان السعدي الدمشقي صاحب كتاب مجتنى التفسير قال عنه ابن عساكر: جمع فيه الصغير والكبير مما أمكنه " وله أيضا: الجامع الصغير في مختصر علم التفسير وله مختصر آخر لقبه بالمهذب
حقيقة أعجبت كثيرا بدقته في التفسير ومما يتميز به اعتناؤه بالضمائر وعودها واستيعاب الخلاف مما قد لا تجده عند أكثر المفسرين مع إشكال في عقيدته
والسؤال: هل وقف أحد على مخطوط لبعض كتبه أو وقف على ترجمة مطولة له فإنه شدني كثيرا مع أني من قديم وأنا أسأل وأبحث وقد وقفت على بعض المعلومات ولكن لازالت لم تلب رغبتي
المقرئ
ـ[المقرئ.]ــــــــ[06 - 03 - 05, 04:52 م]ـ
وقد سمعت أن بعض المشايخ في كلية القصيم قد جعله موضوعا لنيل درجة الدكتوراة وتقاسمه شيخان بينهما
ــــــــ
وممن أكثر النقل منه في تفسيره:
1 - شيخه أبو منصور موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر الجواليقي (540هـ) صاحب كتاب المعرب من الكلام الأعجمي وقد نقل من هذا الكتاب كثيرا وبإمكانك تصحجيح المطبوع منه
2 - شيخه الفقيه أبو الحسن علي بن عبيد الله الزاغوني صاحب التصانيف وقد أكثر من النقل عنه
3 - أبو بكر ابن الأنباري النحوي وقد نقل منه كثيرا
وأما الفراء والزجاج وابن جرير والمشهورون فهو يشترك مع غيره في اعتماده عليهم
المقرئ
ـ[المقرئ.]ــــــــ[06 - 03 - 05, 06:01 م]ـ
وممن نقل عنه علي بن أحمد النيسابوري الواحدي صاحب التصانيف المشهورة في التفسير(2/317)
مكانة الأشعري والشهرستاني في نقل مقالات الناس عند الإمام ابن تيمية:
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[10 - 03 - 05, 07:56 م]ـ
- قال الإمام أبوالعباس أحمد بن عبدالحليم بن تيمية رحمه الله في منهاج السنة (6/ 300 - 307):
" ما ينقله الشهرستاني، وأمثاله من المصنفين في الملل والنحل, عامته مما ينقله بعضهم عن بعض , وكثير من ذلك لم يحرر فيه أقوال المنقول عنهم, ولم يذكر الإسناد في عامة ما ينقله.
بل هو ينقل من كتب من صنف المقالات قبله.
مثل أبي عيسى الورَّاق، وهو من المصنفين للرافضة, المتهمين في كثير مما ينقلونه.
ومثل أبي يحيى وغيرهما من الشيعة.
وينقل أيضا من كتب بعض الزيدية والمعتزلة الطاعنين في كثير من الصحابة.
ولهذا تجد نقل الأشعري أصحّ من نقل هؤلاء , لأنه أعلم بالمقالات , وأشد احترازا من كذب الكذابين فيها.
مع أنه يوجد في نقله , ونقل عامة من ينقل المقالات بغير ألفاظ أصحابها، ولا إسناد عنهم =من الغلط ما يظهر به الفرق بين قولهم وبين ما نقل عنهم.
حتى في نقل الفقهاء بعضهم مذاهب بعض , فإنه يوجد فيها غلط كثير , وإن لم يكن الناقل ممن يقصد الكذب.
بل يقع الغلط على من ليس له غرض في الكذب عنه , بل هو معظم له أو متبع له.
وكثير من الناقلين ليس قصده الكذب , لكن المعرفة بحقيقة أقوال الناس من غير نقل ألفاظهم وسائر ما به يعرف مرادهم = قد يتعسر على بعض الناس , ويتعذر على بعضهم.
ثم إن غالب كتب أهل الكلام والناقلين للمقالات ينقلون في أصول الملل والنحل من المقالات ما يطول وصفه.
ونفس ما بعث الله به رسوله, وما يقوله أصحابه والتابعون لهم في ذلك الأصل , الذي حكوا فيه أقوال الناس =لا ينقلونه.
لا تعمداً منهم لتركه , بل لأنهم لم يعرفوه , بل ولا سمعوه , لقلَّة خبرتهم بنصوص الرسول وأصحابه والتابعين.
وكتاب المقالات للأشعري أجمع هذه الكتب وأبسطها , وفيه من الأقوال وتحريرها ما لا يوجد في غيرها.
وقد نقل مذهب أهل السنة والحديث بحسب ما فهمه وظنه قولهم, وذكر أنه يقول بكل ما نقله عنهم.
وجاء بعده من أتباعه - كابن فورك- من لم يعجبه ما نقله عنهم, فنقص من ذلك وزاد.
مع هذا .. فلكون خبرته بالكلام أكثر من خبرته بالحديث ومقالات السلف وأئمة السنة =قد ذكر في غير موضع عنهم أقوالا في النفي والإثبات لم تنقل عن أحد منهم أصلا مثل ذلك الإطلاق, لا لفظا ولا معنى.
بل المنقول الثابت عنهم يكون فيه تفصيل في نفى ذلك اللفظ والمعنى المراد وإثباته.
وهم منكرون الإطلاق الذي أطلقه من نقل عنهم, ومنكرون لبعض المعنى الذي أراده بالنفي والإثبات.
والشهرستاني قد نقل في غير موضع أقوالاً ضعيفة , يعرفها من يعرف مقالات الناس , مع أن كتابه أجمع من أكثر الكتب المصنفة في المقالات وأجود نقلا , لكن هذا الباب وقع فيه ما وقع.
ولهذا لما كان خبيراً بقول الأشعرية وقول ابن سينا ونحوه من الفلاسفة , كان أجود ما نقله قول هاتين الطائفتين.
وأما الصحابة والتابعون وأئمة السنة والحديث , فلا هو ولا أمثاله يعرفون أقوالهم.
بل ولا سمعوه على وجهها بنقل أهل العلم لها بالأسانيد المعروفة , وإنما سمعوا جملا تشتمل على حق وباطل.
ولهذا إذا اعتبرت مقالاتهم الموجودة في مصنفاتهم الثابتة بالنقل عنهم, وجد من ذلك ما يخالف تلك النقول عنهم.
وهذا من جنس نقل التواريخ والسير ونحو ذلك من المرسلات والمقاطيع وغيرهما , مما فيه صحيح وضعيف ...
وأما قوله -[يعني: ابن المنجَّس الحلِّي]-: ((إن الشهرستاني من أشدِّ المتعصبين عل الإمامية)).
فليس كذلك, بل يميل كثيراً إلى أشياء من أمورهم , بل يذكر أحيانا أشياء من كلام الإسماعيلية الباطنية منهم ويوجهه.
ولهذا اتهمه بعض الناس بأنه من الإسماعيلية, وإن لم يكن الأمر كذلك.
وقد ذكر من اتهمه شواهد من كلامه وسيرته.
وقد يقال: هو مع الشيعة بوجه , ومع أصحاب الأشعري بوجه.
وقد وقع في هذا كثير من أهل الكلام والوعاظ, وكانوا يدعون بالأدعية المأثورة في صحيفة علي بن الحسين, إن كان أكثرها كذبا على علي ابن الحسين.
وبالجملة .. فالشهرستاني يظهر الميل إلى الشيعة , إما بباطنه وإما مداهنة لهم , فإن هذا الكتاب – كتاب "الملل والنحل"- صنفه لرئيس من رؤسائهم , وكانت له ولاية ديوانية.
وكان للشهرستاني مقصود في استعطافه له.
وكذلك صنف له كتاب"المصارعة" بينه وبين ابن سينا, لميله إلى التشيع والفلسفة.
وأحسن أحواله أن يكون من الشيعة , إن لم يكن من الإسماعيلية , أعنى المصنَّف له.
ولهذا تحامل فيه للشيعة تحاملا بينا.
وإذا كان في غير ذلك من كتبه يبطل مذهب الإمامية , فهذا يدل على المداهنة لهم في هذا الكتاب لأجل من صنفه له ... ".(2/318)
كلفت ببحث اصولي اي في اصول الفقه عن قراءة الاحاد اي القراءة الشاذة
ـ[اللجين]ــــــــ[13 - 03 - 05, 10:17 م]ـ
Question السلام عليكم
كلفت ببحث اصولي (اصول الفقه) عن قراءة الاحاد اي القراءة الشاذة
هل يوجد دراسات وبحوث سابقه في نفس الموضوع؟
ارجو منكم المساعدة.
ـ[سلطان العتيبي]ــــــــ[13 - 03 - 05, 10:24 م]ـ
هناك رسالة للشيخ بازمول عن القراءة الشاذة وأثرها في الفقه رسالة ماجستير أو دكتوراة تقع في مجلدين
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[13 - 03 - 05, 10:41 م]ـ
أخي الكريم سلطان العتيبي الذي أعرفه انها في القراءات مطلقا (وليس الشاذة فقط) وأثرها في التفسير والأحكام وتطرق بالطبع الى القراءة الشاذة وهو في مجلدين وبين يدي الآن و هو كتاب نفيس.
وأقول للاخ الكريم كتب الأصول طافحة بهذه المسألة فلو راجعتها في مظانها في باب الكلام على الدليل الأول وهو الكتاب.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[17 - 03 - 05, 10:34 ص]ـ
لعل كتاب المحتسب في تبين وجوه القراءات الشاذة والايضاح عنها لابن جني يفيدك كثيرا , الا انه يعتبر الشاذ خلاف ما ذكر ابن مجاهد فتنبه الى تلك النقطة.
وفي كتب القراءات ستجد توجيه القراءات وبعض الكتب تذكر غير المتواتر من القراءات مع القراءات المتواترة مثل كتب القراءات التي تتكلم عما زاد عن العشر المتواترة.
ولابي عبيد القاسم بن سلام كلام في ذلك كان احد مشايخنا يشير اليه كثيرا في مادة توجيه القراءات.
وساوافيك باسماء اخرى ان شاء الله
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[17 - 03 - 05, 12:11 م]ـ
لا تنس كتاب "ذكر الشواذ" للعلامة علم الدين السخاوي، وهو الكتاب السادس ضمن كتاب النفيس "جمال القراء"
ـ[سليمان المصرى]ــــــــ[17 - 03 - 05, 03:05 م]ـ
يمكنك ان تبحث فى مسألة القرأةالشاذة دائما فى كتب اصصول الفقه حيث تجدها عادة اما فى الدليل الاول: الكتاب بعد مبحث الاحكام او فى الحديث عن السنة فى مبحث احاديث الاحاد حيث اوردها ابو المعالى الجوينى فى كتابه البرهان تحقيق د/ عبد العظيم الديب ط/ دار الوفاء بعد حديثه عن خبر الواحد
اما كتاب د/ بازمول فهورسالة الدكتوراه له وهى ط دار الهجرة المملكة السعودية
وان كنت مصريا يمكنك شرائها من دار بن عفان
ـ[اللجين]ــــــــ[18 - 03 - 05, 08:56 م]ـ
جزاكم الله خيرا ..
الاخ الفاضل سليمان المصري:
لست بمصريا لكن لعلي اجدها في بلاد الحرمين ..(2/319)
هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن بالنبر والتنغيم؟
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[20 - 03 - 05, 01:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ...
هذا موضوع طالما انشغلت به ... هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن بالنبر والتنغيم؟
النبرهو الضغط والتشديد على نطق صوت او مقطع اولفظ ... والغاية من ذلك هو التأكيد ولفت الانتباه الى موضع النبر ... والنبر فى الكلام المنطوق ... يترجم كتابة .. بتغيير نوع بنط الكتابة ... او وضع سطر .. او تسويد ...
مثال ذلك:
"امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه"
هذه الآية يمكن قراءتها .... بدون نبر ... فتتساوى كلماتها .. ولكن جعل
النبر على "امرأة":
سيكون المعنى كما يلي-تقريبا-:امرأة متزوجة محصنةوتفعل فعلتها تلك ... هذا شنيع جدا .. فلو كانت مثلا مراهقة او شابة .. لكان لها بعض العذر .. ولكن "امرأة"!!!!!!!
الآن حول النبر الى "العزيز"
سيكون المعنى تقريبا كما يلي: امراة العزيز تفعل ذلك ... هذا شنيع جدا .. فلو كانت مثلا ... زوجة فلاح .. او فراش .. او جندي ... لكان لها بعض العذر .. ولكن .. زوجة من ... العزيز"!!!!!!!
الآن حول النبر الى "تراود"
سيكون المقصود كما يلي: المعهود عند بني آدم -بل وحتى عند الحيوان-ان يكون الذكر هو الطالب للأنثى ... فهو الذي يراود .. وهي التي تتدلل وتتمنع .. فكيف سمحت هذه " التي لا تسمى"لنفسها .. ان تحط من قدر كل إناث الأرض .. وتحل لنفسها ما هو محرم على الاناث .. فتأتي بفعل مخز .. تراود ذكرا عن نفسه .... ما سمع بهذا من قبل!!!!!!
الآن حول النبر الى "فتاها":
سيكون مكر النسوة كما يلي: ما أشنع ما قامت به امراة العزيز .. الم تجد غير" فتاها"-فتاها تقرأ بالامالة .. وفيه معنى لا يخفى على اللبيب-
لو راودت مثلا شابا ... او رجلا من طبقتها ... لكان لها بعض العذر ... ولكن عبد ..... يباع ويشترى .. !!!!!!
باختصار .. يعتبر النبر من القرائن الهامة التى تساعد على فهم المقصود ....
اما التنغيم ... فهو تغيير صوتي ... للتعبير عن التعجب او الاستفهام .. او الاستنكار او الاستهزاء .. وغير ذلك ... ويترجم التنغيم كتابة بعلامات ... التنصيص والتعجب والاستفهام ..
مثلا ..
جملة .. :"جاء الرجل"قد يكون فيها معنى الاخبار .. وقد يكون المراد هو الاستفهام ... والقرينة .. على ارادة الاول او الثاني هو التنغيم .. فلا شك ان المستفهم ... يوظف تنغيما خاصا ... يختلف عن تنغيم الجملة لو كانت خبرا محضا ...
بعد هذاالتحدبد للمصطلح ..... يأتي السؤال .... هل كان النبي ... صلى الله عليه وسلم ... يقرأ القرآن بالنبر والتنغيم ... ؟
لا شك انه كان يقرأ بذلك .... لأن النبر والتنغيم .. لا ينفكان عن تلفظ الانسان للكلام .. ولكن مقصودي .. هل نقل الصحابة ذلك ... وهل جاءت روايات ... نقلت فهم الصحابي .... لمعنى آية او حديث .. استنادا الى نبر او تنغيم النبي صلى الله عليه وسلم ..
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[20 - 03 - 05, 01:19 م]ـ
ليس لديك مستند
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=27965
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[20 - 03 - 05, 03:18 م]ـ
الأخ اشرف .....
لست ادري هل قرأت الموضوع .... ام اكتفيت بالعنوان فقط .....
ويظهر من الرابط الذى احلت عليه ...... سوء فهم .... انا اتحدث عن التنغيم لا عن الانغام .... واتحدث عن النبر لا عن الالحان ..... ويبدو اننى شرحت المصطلحين بما فيه الكفاية .....
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[20 - 03 - 05, 04:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ...
.... هل كان النبي ... صلى الله عليه وسلم ... يقرأ القرآن بالنبر والتنغيم ... ؟
لا شك انه كان يقرأ بذلك ........ ..
أولاً: أخي الحبيب: وما يدريك؟! #####.
إذ عبارتك السابقة، لازمها أنك تروي حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم (أنه كان يقرأ بالنبر والتنغيم!) ووالله أخشى عليك، وما أردت إلا النصح، والشرع لا يؤخذ هكذا أخي الحبيب، والتدبر فيما ورد فيه غُنية وكفاية، لا سيما وأنت تقول (أن هذا المو ضوع طالما شغل بالك ... )
وإليك هذا النص ثبت عن عبد الله بن عمر في صحيح مسلم من طريق بكر السَّكْسَي في حديث" بُني الإسلام على خمس " أنه أعاد عليه الحديث ليحفظه، فقال: والحج، وصوم رمضان. فقال له ابن عمر: لا، وصوم رمضان، والحج. هكذا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم اه فتأمل
ثم لو كان في نقل ما تقول خيراً (لسبقونا إليه) وإليك هذا النص من الصحيح:
حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ قَالَ قَرَأَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ سُورَةَ الْفَتْحِ فَرَجَّعَ فِيهَا قَالَ مُعَاوِيَةُ لَوْ شِئْتُ أَنْ أَحْكِيَ لَكُمْ قِرَاءَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَفَعَلْتُ (خ 4835) قلت: فتأمل.
قوله: (عن عبد الله بن مغفل) بالمعجمة والفاء وزن محمد. قوله: (فرجع فيها) أي ردد صوته بالقراءة , وقد أورده في التوحيد من طريق أخرى بلفظ " كيف ترجيعه؟ قال: إإإ ثلاث مرات " قال القرطبي: هو محمول على إشباع المد في موضعه (1) , وقيل كان ذلك بسبب كونه راكبا فحصل الترجيع من تحريك الناقة. وهذا فيه نظر لأن في رواية علي بن الجعد عن شعبة عند الإسماعيلي " وهو يقرأ قراءة لينة , فقال: لولا أن يجتمع الناس علينا لقرأت ذلك اللحن " وكذا أخرجه أبو عبيدة في " فضائل القرآن " عن أبي النضر عن شعبة , وسأذكر تحرير هذه المسألة في شرح حديث " ليس منا من لم يتغن بالقرآن ".انتهى من الفتح.
ثانياً: (الرابط) أحلتك عليه لأن فيه فوائد خاصة ب (حد القراءة الصحيحة) وفوائد أخرى قد تفيدك
من باب (وليَ فيها منافعُ أخرى).
(1) حم (11788) حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ عَنْ قِرَاءَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ كَانَ يَمُدُّ بِهَا صَوْتَهُ مَدًّا.
كتبه / محبك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/320)
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[20 - 03 - 05, 04:23 م]ـ
معنا في الملتقى الشيخ الجليل المقرىء وليد بن إدريس أبو خالد السلمي وهناك غيره من علماء القراءات فوجهة نظري ان الشيخ هو الذي يجيب وبعض الإخوة ممكن ما يكون عنده معرفة بالقراءت فيحرم شي وهو جائز والحرص ما يكفي لوحده فلابد من العلم
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[20 - 03 - 05, 05:24 م]ـ
سبحان الله!
(1) هل حَرَّمتُ شيئاً، أم نبهتُ الأخَ الكريم على ما سبق بيانه.
فأرجو من يداخل ب (التنقيح = التهذيب والتمييز) أولاً، ثم التداخل ثانياً.
(2) سواءٌ أجاب الشيخ الجليل (أبو خالد السُّلَمِيّ = أرجو أن يكون الشكل صحيحاً) بالإيجاب أو بالسلب، فهو
بالنسبة لي (خارج عن مداخلتي = تنبيه الأخ صاحب المشاركة على ما سبق بيانه) وإن كنت سأستفيد
منه على وجه العموم.
(3) هل تنبيهي للأخ الفاضل في محله أم لا (فيما يخص بالتنبيه على الجزء المظلل = المُقتبس)؟
جزاكم الله خيراً، ونحن عيالٌ عليكم، نفع الله بكم.
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[20 - 03 - 05, 07:23 م]ـ
يا أخي أحسن الله إليك أنا قصدي أن بعض المسائل في علم القراءات تكون دقيقة وقد لايعرفها إلا المتمرس ويكون لها معنى معين فاقصد انا نحاول الرجوع لكتب العلماء ولا نتكلم باجتهادنا او نترك الكلام لغيرنا
وانا عن نفسي ما اعرف الحكم ولكن اتمنى ان اقف على كلام لعلماء متخصصين او عزو لكتبهم
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[20 - 03 - 05, 07:49 م]ـ
جزاك الله خيراً.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[20 - 03 - 05, 08:30 م]ـ
أشكر الاخوة الذين تفاعلوا مع الموضوع ... ولكن احب ان انبه الى ان النبر والتنغيم ..... ليس من علم القراءات ... ولا من علم المقامات ..... ولا يتعلق بالقرآن فقط ... بل هي ظاهرة موجودة فى كل كلام الناس ...
فالذي يستفهم ..... يقول جملته مصحوبة بتلوين صوتي يدل على انه يستفهم ..... والذي يسخر .... يكون فى صوته ما يدل على السخرية .... وهذا المعنى سيغيب لو نقلنا جملته كتابة .....
ونحن نبني على هذا الامر قاعدة كلية ... هي ان فهم الصحابي مقدم على غيره .... لانه سمع الكلام من الرسول صلى الله عليه وسلم .... بألفاظه .. ونبراته .... وهذا لا سبيل اليه بالنسبة لغير الصحابي ....
ولتوضيح الامر .... أكثر ... نأخذ هذا المثال:
قال بعض المفسرين .. ان قول ابراهيم عليه السلام .. "هذا ربي"فى سورة الانعام .... هو على سبيل الاستفهام .... اي هذا ربي؟ ...
والملاحظ انه لا فرق بين الاستفهام والاقرار ..... الا التنغيم .... (المعبر عنه كتابة بعلامة الاستفهام) ... والسؤال .. ترى كيف قرأ النبي صلى الله عليه وسلم ... هذه الجملة .. هل كان فى صوته ما يدل على الاستفهام .... فيكون التفسير السابق صحيحا ... ام كان فى صوته ما يدل على الاقرار .. فيكون التفسير السابق باطلا ... هذا هو الامر الذى قلت عنه انشغلت به ....
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[21 - 03 - 05, 03:50 ص]ـ
يقول الإمام الشافعي رضي الله عنه:
كُلُّ العُلومِ سِوى القُرآنِ مَشغَلَةٌ إِلّا الحَديثَ وَعِلمَ الفِقهِ في الدينِ
العِلمُ ما كانَ فيهِ قالَ حَدَّثَنا وَما سِوى ذاكَ وَسواسُ الشَياطينِ
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلاَّ انت، أستغفرك وأتوب إليك ..
ـ[عبد الحميد محمد]ــــــــ[21 - 03 - 05, 02:38 م]ـ
يقول الإمام الشافعي رضي الله عنه:
كُلُّ العُلومِ سِوى القُرآنِ مَشغَلَةٌ إِلّا الحَديثَ وَعِلمَ الفِقهِ في الدينِ
العِلمُ ما كانَ فيهِ قالَ حَدَّثَنا وَما سِوى ذاكَ وَسواسُ الشَياطينِ
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلاَّ انت، أستغفرك وأتوب إليك ..
السلام عليكم ورحمة الله
الاخ الفاضل السائل سال عن القرآن ويريد الاجابة بحدثنا فجزاة الله خيراً وارجو من الاخوة الافاضل التفاعل مع المشاركة بالادلة لتكون مرجعاً لأئمة المساجد فكثير من الائمة فى هذة المساله بين الغالى والجافى فالبعض يقرا الفرآن بلا خشوع او تدبر او تفاعل مع المعانى فتكون الفراءة لاروح فيها , والبعض يغالى فى هذا الامر إصطناعاً وقد يخرج به الى التطريب والتكلف , ثم إذا سلمنا بإظهار المعانى فى طريقة الفراءة فكيف نأمن الخطأ فى هذة المعانى؟ وما الدليل؟
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[21 - 03 - 05, 11:20 م]ـ
في الحديث أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا قرأ آية سؤال سأل وإذا قرأ آية عذاب استعاذ
وكانت قراءته مبينة حرفا حرفا
وكان يراعي الوقف ويذم من يقف وقفا قبيحا موهما كما جاء في تعليل بعض العلماء عند حديث بئس الخطيب
وفي الأثر قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب
وفيما سبق عموميات ولا أظنك تجد شيئا تفصيليا كالذي ذكرت
والله أعلم
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[22 - 03 - 05, 09:10 ص]ـ
الأخ عبد الحميد:
الأخ الفاضل / سأل وأجاب نفسه (المشاركة الأصلية بواسطة أبو عبد المعز
بسم الله الرحمن الرحيم ...
.... هل كان النبي ... صلى الله عليه وسلم ... يقرأ القرآن بالنبر والتنغيم ... ؟
لا شك انه كان يقرأ بذلك ........ .. )! والله المستعان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/321)
ـ[عمر فولي]ــــــــ[08 - 01 - 07, 10:23 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=80997&highlight=%C7%E1%E4%C8%D1+%C7%E1%DE%D1%C2%E4+%C7%E 1%DF%D1%ED%E3(2/322)
القرآن الكريم والمادة المظلمة في الكون
ـ[عبد]ــــــــ[10 - 04 - 05, 06:39 ص]ـ
القرآن الكريم والمادة المظلمة ( Dark Matter)
القرآن يشير إلى ان الظلمة التي تملأ أرجاء الكون عبارة عن نوع من أنواع المادة. وقد أشار إلى هذه الحقيقة علماء فيزيائيون كبار أمثال: ستيفن هوكنج وروجر بنروز وباحثون فلكيون أمثال جي إيناستو و وأي كاسك و وإي سار وجمع كثير من العلماء. وفي شرح للعملية التي شجعت على الإقرار بوجود هذه المادة يقول جي إيناستو بأن بداية الإكتشاف كانت عن طريق قياس كتل المجرات وذلك باستعمال طريقتين: الأولى قياس كتلة المجرة كجسم واحد يدور ومع دورانه تزداد كتلته والثانية بقياس الأجرام النيرة فيها كل على حدة ثم جمع كتلها إلى بعضها البعض، وبعد هذه المحاولات كانت المفاجأة حيث وجدوا فرقا في مقدار الكتلة بين المقدارين الناتجين من كل من الطريقتين، وفسروا هذا فقالوا: هذا غريب جدا ... لا يمكن أن يكون هناك حل إلا شيئا واحدا وهو وجود مادة غير مرئية تملأ هذه الفراغات تسببت في إحداث فرق الكتلة. ومن ثم أسموا هذه المادة "المادة السوداء أو المظلمة" ( Dark Matter) ثم تعارف العلماء بعد ذلك على أن "الظلمة" الموجودة في الفضاء والمحيطة بالأرض ليست نتيجة للفراغ وفقاً للإعتقاد السائد ان الفراغ يورث الظلمة ... وإنما هي ناتجة عن نوع من التكدس والتجانس لمادة سوداء كونت هذه الظلمة التي نراها. وقد انتظم في هذا السلك علماء آخرون أشهرهم أوورت حيث اكتشف بين عامي 1932 و1965 وجود هذه المادة محيطة بالشمس وكل من كيبتيان وجينز و لندبلاد عام 1922 حيث اكتشف هؤلاء الثلاثة أن نفس المادة تملأ مساحات شاسعة من مجرتنا وكذلك العالم زويكي حيث أعلن في عام 1933 أن هذه المادة تملأ المساحات التي بين المجرات وعرفت بإسم ( Extragalactic dark matter) أي المادة المظلمة التي تملأ ما بين المجرات.
وإشارة القرآن إلى هذه الحقيقة تأتي في معرض الوعيد للكفار الذين كابروا وكذبوا وذلك في سورة يونس حيث يصور فيها حالهم يوم القيامة. يقول تعالى:"والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون" والشاهد من الآية هو قوله تعالى:"قطعاً من الليل مظلما" وبما أن العلم الحديث يؤكد أن الظلمة التي نراها ما هي إلا شكلا من أشكال المادة تسمى المادة السوداء، فإن القرآن يزيد هذه الحقيقة تأكيداً بوصف الظلمة على أنها قابلة لأن تكون "قِطَعًا" ولا يقبل الشيء ان يكون قطعاً إلا إذا كان محسوساً ملموساً له جرم وهيئة ومقدار. ولذلك قال ابن جرير الطبري رحمه الله:" القول في تأويل قوله تعالى: {كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما} يقول تعالى ذكره: كأنما ألبست وجوه هؤلاء الذين كسبوا السيئات قطعا من الليل , وهي جمع قطعة" (انتهى كلامه رحمه الله) ثم ذكر بعد ذلك أن هذه القراءة –أي "قطعاً" بفتح الطاء- هي قراءة عامة قراء الأمصار. ولهذا لا يعقل أن يعبر عن "الفراغ المحض أو اللاشيء" بأنه قطع وأنه قابل للتجزئة ولذلك أتبعت الآية بقوله:"مظلما" فهي صفة لهذا الموجود الذي هو الليل، وفي اللغة "من" تأتي للتبعيض ولا يتبعض الشيء إلا إذا كان له مادة او هيئة ليقبل التفرق والتبعض ولا يكون فراغاً.
ومما يؤكد ان الظلمة التي نراها ما هي إلا شكلاً من أشكال المادة قوله تعالى:"وأغطش ليلها" قال ابن عباس رضي الله عنه " أغطش ليلها " أظلمه وكذا قال مجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير وجماعة كثيرون. وقال ابن جرير الطبري أيضاً: (وقوله: "وأغطش ليلها" يقول تعالى ذكره: وأظلم ليل السماء، فأضاف الليل إلى السماء لأن الليلَ غروب الشمس، وغروبُها وطلوعها فيها، فأُضيف إليها لما كان فيها .. " ولهذا كانت إشارة ابن جرير- رحمه الله - هنا إشارة لطيفة ودقيقة عندما نبه على إضافة الليل إلى السماء ومن قبل ذلك غطش الليل فلما كان الليل هو المغطوش كانت السماء كذلك لأن الليل صفة لماهيتها ولأن الأصل في السماء الدنيا الظلمة لا الإنارة والسطوع كما هو معلوم. ولوكانت ساطعة منيرة لما كان هناك ليلا نسكن فيه.
وعند الراغب الأصفهاني في مفردات ألفاظ القرآن "أغطش" أي: "جعله مظلما". وعلى هذا لوكان الليل مظلما بذاته لما جعله الله مظلماً ولما احتاج الليل إلى أن يغطشه سبحانه وتعالى. ومن ذلك نفهم أن الظلمة مجعولة ولها كم وهيئة ولكن عدم قدرتنا على رؤية هذه الظلمة على نحو متجسد واضح كرؤيتنا للأجسام الأخرى ناتج عن عدم قابلية هذه المادة لخاصية انعكاس الضوء ولو كانت قابلة لذلك لأنار الكون وشع كما ذكره غير واحد من علمائهم مثل أولبر وغيره وكما هو واضح بالدليل العقلي، حتى قال العالم دي دبليو سياما عن العلم الذي يدرس هذا المجال:"كان يسمى هذ العلم فلك العالم الخفي" ولذلك لو شع الكون وأنار لما كان عندنا ليل نسكن فيه وننام. فكان من حكمة الله تعالى ان "أغطش" الليل أي جعله مظلماً بعد أن لم يكن مظلما. ومن هذا ندرك عظمة القسم في قوله تعالى:"فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون" حيث أن هذه المادة داخلة في مالا نبصره وهذه المادة تملأ قدراً عظيماً من مساحات الكون مما يجعل هذا القسم من أعظم القسم، فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء، عالم الغيب والشهادة، لا إله إلا هو، العزيز الحكيم.
كتبه:
? عبدالله بن سعيد الشهري.
? waleedione@hotmail.com
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/323)
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[10 - 04 - 05, 04:21 م]ـ
اخي عبد لم اميز الاشارة الى تلك الثقوب السوداء فهل وضحت لنا اين الشاهد بتفصيل اكثر.
ـ[عبد]ــــــــ[10 - 04 - 05, 04:32 م]ـ
اخي عبد لم اميز الاشارة الى تلك الثقوب السوداء فهل وضحت لنا اين الشاهد بتفصيل اكثر.
حياك الله ... الموضوع كما ترى عن المادة المظلمة او السوداء ( dark matter) وليس عن الثقوب السوداء ( black holes).
ـ[أبو علي]ــــــــ[10 - 04 - 05, 11:04 م]ـ
أخي عبد دع عنك هذه التكلّفات الّتي لم يفسر السّلف بها كتاب الله، والّتي تجزم بها بلا برهان!!!!؟؟؟!
ـ[عبد]ــــــــ[10 - 04 - 05, 11:11 م]ـ
شكرا على نصائحك أخي ... ولقد عرضتها على أهل العلم فلم يروا بها بأساً ولله الحمد. أما برهاني في اثبات هذه الحقيقة العلمية المعاصرة فأنت بنفسك رأيت ذلك:
1 - كتاب الله.
2 - أقوال الصحابة والتابعين و المفسرين من السلف.
3 - أقوال علماء اللغة.
4 - مطابقة الواقع لكتاب الله وأقوال السلف في تفسير ذلك وبيان معناه.
فائدة: قال الإمام القرافي_ رحمه الله تعالى _ في كتابه الذخيرة (5/ 502): (وكم يخفى على الفقهاء والحكام الحق في كثير من المسائل بسبب الجهل بالحساب والطب والهندسة، فينبغي لذوي الهمم العلية أن لا يتركوا الإطلاع على العلوم ما أمكنهم ذلك. فلم أر في عيوب الناس عيبا كنقص القادرين على التمام)
ـ[أبو علي]ــــــــ[11 - 04 - 05, 05:58 م]ـ
قال تعالى: (يسالونك عن الأهلّة قل هي مواقيت للنَّاس والحجّ)؛ فيها أعظم دلالة على عدم فائدة علم الهيئة (ما يسمَّى بالفلك) وارجع لكتب التَّفسير.
ولم يذكر القرافيّ علم الفلك! على فرض صحَّة كلامهِ رحمه الله.
والله أعلم
ـ[عبد]ــــــــ[11 - 04 - 05, 09:25 م]ـ
عدة مسائل:
- الأولى: "تخطيت" و "تجاوزت" موضوع ردي السابق و "اختلقت" إشكالية من عندك ... للمعلومية: الموضوع "للمهتمين" و "المتخصصين" فقط.
-الثانية: راجع أنت كتب التفسير وجئني بنص واضح للمفسرين بخصوص الآية أعلاه يقولون أن فيها "أعظم دلالة على عدم فائدة علم الهيئة (ما يسمَّى بالفلك) " كما تقول. إذا وجدت ذلك فتعال واكتب ردك. وإن لم تجد ذلك فلماذا تلزمني بالرجوع لكتب التفسير إذاً؟
-ثالثا: علم الهيئة علم يبحث في الظواهر الكونية وخصائص الأجرام السماوية (كواكب، مجرات، نجوم، أجرام). عندما ينظر عالم الفلك أو طالب علم الفلك في السماء وما فيها من كواكب ونجوم وأجرام .. الخ واعتبر بذلك عرف مزيدا من عظمة الله تعالى وازداد علما ببالغ حكمته عز وجل. والآيات في تدبر خلق السماوات كثيرة جدا وعلم الهيئة المعاصر وسيلة عظيمة من وسائل التدبر، وانظر هذا الرابط المليء بالصور الكونية التي تثير في النفس خشية الله وتعظيمه:
http://antwrp.gsfc.nasa.gov/apod/archivepix.html
وإن كنت تنوي الرد فيا حبذا لو ذكرت لي بعض مشاعرك وأحاسيسك التي انتابتك عندما تأملت في تلك الصور ... إلا إذا كنت لا تأبه بهذا أصلاً فهذا شيء خاص بك ويمثل وجهة نظرك وميولك فحسب.
الرابعة: لا أستطيع أن أقدم "رأيك" على علم الإمام "القرافي"!!
الخامسة: هل تعلم انه لولا الله ثم علم الفلك (الهيئة) المعاصر لما كنت جالساً امام الانترنت تكتب ردودك علي وتتصفح هذا الملتقى، فعلم الاتصالات اللاسلكي لم يستغن أبدا عن نتاج علم الهيئة ... الأقمار الفضائية (الصناعية) أكبر مثال على ذلك ... والكلام يطول حول هذا ...
السادسة: عذراً ولكن كما قد قيل:"آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه"
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[27 - 04 - 05, 01:29 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي عبد. وبارك فيك.
وأستدلال الأخ أبو علي بقوله تعالى: (يسالونك عن الأهلّة قل هي مواقيت للنَّاس والحجّ)).
في غير محله:
فالاية في سياق الكلام عن الاهلة جمع هلال، وليست في سياق الفلك كله، إذ ان معرفة النجوم داخل في علم الفلك وقد ذكر الله تعالى ان من فوائد النجم (انها علامات) وبها يهتدى الناس. وهذا غير مذكور في آية الاهلة.
والعلماء ذكروا ان علم التسيير يختلف عن علم التأثير.
ولايرتاب عاقل في فضل علم الفلك وأهميته.
وأعتب على الأخ أبو علي - حفظه الله تعالى - مبادرته بانكار كل ما لايداخل فهمه ويمازج عقله، وهذا لاينبغى من طالب العلم بل المقياس عند طالب العلم الدليل الشرعي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/324)
وفقنا الله لمحبته ومرضاته.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[27 - 04 - 05, 02:00 ص]ـ
يقول سبحانه:
{هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [سُورَةُ يُونُسَ: 5]
وقال سبحانه:
{وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً} [سُورَةُ الإِسْرَاءِ: 12]
قال مصطفى غفر الله له
إن القرآن قد نزل لنتدبر آياته، لقوله تعالى " أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها" ولا أظن أن هذا فقط للصحابة رضوان الله عليهم، بل كلما سمع المسلم لفظ "يا أيها الذين آمنوا" عليه أن يستشعر أنه مخاطب من الله سبحانه لأنه من الذين آمنوا،
وما جاء القرآن الكريم إلا لتحرير العقول من الخرافة والوثنية وتقليد الآباء والأجداد على غير هدى، فنزل قوله تعالى "إقرأ"، والقرآن مليئ بمثل هذه الآيات: وما يعقلها إلا العالمون" " وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون"
بل إن القرآن الكريم وضع الحجر الأساس لكل العلوم من علم الفلك إلى علم جيولوجيا إلي الطب إلى الجدل إلى علم البحار ....
بل وضع أسس المنهج التجريبي بقوله "أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت" وقريناتها قبل فرانسيس بيكون وقبل ريني ديكارت الذي قال حين سئل ماذا تقرأ فدلهم على دابة نفقت وقال هذا ما أقرأ أي المشاهدة والتجربة، وهو عين المثل القائل " الحجرة تعبر عن نفسها خير من ألف كتاب"
فلماذا يا إخواني، لماذا يردون أن يصموا آذاننا، ويخرصوا ألسنتنا
معاذ الله أن نخرج عن منهج السلف أو نخرق الإجماع أو يتكلم الإنسان في أمور العقيدة التي لا تعرف إلا بالخبر والسماع وهو الكتاب والسنة فقط.
ولكن أمور العلم التجريبي التي ينبغي أن نكون أسبق الناس إليها تركناها لنجمد عقولنا.؟؟
يقول بيرتراند راسل إن حضارة الغرب مدينة للمنهج التجريبي الذي أسسه الإسلام قبل فرانسيس بيكون، وبالطبع يشير إلى القرآن.
الخلاصة أن علم الفلك علم أقره القرآن الكريم
آسف على التطويل
ـ[أبو علي]ــــــــ[27 - 04 - 05, 07:04 م]ـ
هذا الّذي ذكرتهُ ليس من كيسي؛ بل هو كلام العلاَّمة الشَّنقيطي رحمه الله تعالى في شريطٍ له باسم (الرّدّ على أهل الفلك)
وقد استدلَّ قبله بهذه الآية على ما قلت السّيوطيّ في شرحه على ألفيّته في البلاغة رادًّا بذلك على السّعد التّفتازاني، حيث ذكر كلامًا مقتضاه انتقاص الصّحابة.
وأنا ولله الحمد لست ممن يبادر (بانكار كل ما لايداخل فهمه ويمازج عقله)
بل أنا أعرف الفرق جيّدًا بين (التّنجيم) و (الفلك)!!، وما وقع النّقد عليه شيءٌ آخر غير الّذي فهمتموه
ولم أسكت عيًّا؛ ولكنّي لم أشأ المواصلة مع من يمدّ رجليه في النِّقاش!
فمن لم يرع للآخرين حقّهم كان حقيقًا بألاَّ يُعلّم!
والله أعلم
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[27 - 04 - 05, 07:14 م]ـ
أحسنت أخي مصطفى الفاسي وبارك الله فيك , وفي ابي علي.(2/325)
أحتاج حلا سريعا في تفسير آية: وما صلبوه
ـ[غزالة]ــــــــ[12 - 04 - 05, 02:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حيث أنني كرست نفسي بإذن الله تعالى للرد على شبهات أعداء الإسلام، فإنني واجهت اليوم مشكلة بأحد منتديات المسيحيين والمليئة بكثير من المسلمين الذين هجروا الإسلام واعتنقوا النصرانية لما يقوم به هؤلاء المنصرين بإلقاء الشبهات التي يحتار في ردها العالم فضلا عن المتعلم، وهناك آخرون كثيرون من المذبذبين من المسلمين والذين على وشك أن يقرروا إعتناق النصرانية،
وفي نقاش لي مع أحد المنصرين بالمنتدى بخصوص تفنيد حادثة الصلب، قال أن الرازي نفسه يقول بصلب والمسيح وكان دليله الآتي > > > > >قال، قال الرازي في تفسيره: >" فكيفما كان ففي إلقاء شبهه علي الغير ستة إشكالات:
>الإشكال الأول: أنه إن جاز أن يقال أن الله تعالي يلقي شبه أنسان علي إنسان آخر فهذا يفتح باب السفسطه وأيضا يفضي إلي
القدح في التواتر. ففتح هذا الباب أوله سفسطه وآخره إبطال النبوات بالكلية. >الاشكال الثاني: إن الله أيده بروح
القدس جبريل فهل عجز هنا عن تأييده؟ وهو كان قادرا علي إحياء الموتي؟ فهل عجز عن حماية نفسه؟ >الاشكال الثالث:
>إنه تعالي كان قادرا علي تخليصه برفعه ىإلي السماء فما هي الفائدة في إلقاء شبهه علي غيره؟ فهل فيه إلا إلقاء مسكين في
القتل من غير فائدة إليه؟ >الاشكال الرابع: بالقاء الشبه علي غيره اعتقدوا (اليهود) أن هذا الغير هو عيسي- مع
انه ما كان عيسي - وهذا إلقاء في الجهل والتلبيس وهذا لا يليق بحكمة الله. >الاشكال الخامس: إن النصاري علي
كثرتهم في مشارق الأرض ومغاربها وشدة حبهم للمسيح وغلوهم في أمره. أخبروا أنهم شاهدوه مصلوبا فلو أنكرنا هذا كان
طعنا فيما ثبت بالتواتر والطعن في التواتر يوجب الطعن في نبوة محمد وعيسي وسائر الانبياء. >الاشكال السادس: ألا
يقدر المشبوه أن يدافع عن نفسه , أنه ليس بعيسي، والمتواتر أنه فعل ولو ذكر ذلك لاشتهر عند الخلق هذا المعني. فلما لم
يوجد شئ من ذلك علمنا أن الأمر علي غير ما ذكرتم " >مفاتيح الغيب. الرازي. مجلد
6. طبعة دار الفكر. بيروت لبنان. ص 100 -
ولقد أعطاني أحد الإخوة الأفاضل الوصلة التاليه للتأكد مما قاله الرازي في تفسيره لأتمكن من إيجاد الرد المناسب ولكن بعد القراءة لم أستفد ولم أخرج بنتيجة مرضية حاسمة، ولا أريد أن أجازف برد يجعلني أخسر القضية وأكون سببا في إضلال كثيرين
ينتظرون الرد
http://www.altafsir.com/Tafasir.asp
> فأرجو مساعدتي في الرد عليه بسرعة حيث أن الموضوع معلقا وينتظر الرد الكثيرين > >أرجو أثابكم الله الرد عليّ
بأسرع ما يمكنكم، جزاكم الله خيرا > >والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[حارث همام]ــــــــ[12 - 04 - 05, 07:22 م]ـ
الرازي لايقول بصلب المسيح، بل اتفق أهل الإسلام على أن القول بصلب المسيح كفر وقد نقل الإجماع أبومحمد ابن حزم رغم رأيه الشاذ بموته ووفاته وفاة اعتيادية. والله تعالى يقول: (وما صلبوه).
والرازي بعد أن ذكر الشبهة الماضية قرر الجواب عليها من طريقين:
الأول: حاصلة أنه شبه للنصارى أي حصلت لهم الشبهة في أمره وليس لهم علم بأنه ما قتل وما صلب ولكن لما قال اعداؤه أنهم قتلوه وصلبوه واتفق رفعه من الارض وقعت الشبهة، وصدقوا اليهود.
والثانية: بأن من شبه لهم هم اليهود فقتلوا بعض المنافقين أو غيره على عدة أقوال.
وكأن الرازي يضعف هذا القول ولهذا لم يجب على الشبهة التي ذكرها بما ينصر هذا القول ويصححه.
وجوابها باختصار أن الله قادر على إلقاء شبه البعض على البعض، فليس ذلك بمحال عليه، ولكن طريق علمن به وإثباتنا له الشرع لأنه ليس حكماً عقلياً يخضع لممكنات البشر، فإذا صح الشرع بإثباته أثبتناه وإلاّ فلا.
هذا باختصار ولعل لي عودة
ـ[حارث همام]ــــــــ[13 - 04 - 05, 12:30 ص]ـ
متابعة ..
وأما جواب الشبهة التي أوردها الرازي فتتلخص في اعتراضين أذكرهما وأعقب على كل واحد منها بما يتيسر:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/326)
1 - أن القول بإلقاء الشبه يفتح بابا للسفسطة. فأنت تقول زيد فعل كيت وآخر يسفسط فيقول لك بل ألقى شبه زيد على آخر فلم يفعله زيد، والجواب على هذا أن مدعي إلقاء الشبه على آخر يلزمه الدليل الدال على قيام هذه الخارقة للعادة، وحيث لادليل عقلي ولا شرعي فبطلت سفسطته ولم تبق له إلاّ المكابرة. بيد أنا لانقول باستحالة حصول هذا وقد أثر تشكل الجن في صورة أناس وقيامها بأفعال لتفتنهم بها ولكن ثبت بالدليل العقلي الذي قد يكون وجود المدعى عليه في محل آخر بالتواتر بطلان ذلك. وقد أخبرنا صلى الله عليه وسلم أن من فتنة الدجال أنه يظهر للشخص أبويه فيدعوانه لاتباع الدجال وتصديقه، ويمنع المؤمن من ذلك الدليل الشرعي الذي منعه من تصديق اليهود في دعواهم.
2 - أن ذلك يفضي إلى القدح في التواتر. فعلى فرض التسليم فالقدح هنا في تواترا مخصوص وهو ما نقله اليهود من خبر صلب المسيح فما الإشكال في القدح في هذا المخصوص إذا كان الذي قدح فيه دليل شرعي معتبر منقول بتواتر أعلى منه، ولا يلزم من ذلك القدح في كل تواتر وارد بغير دليل بين. هذا من جهة ومن جهة أخرى قد لايسلم بهذا مطلقاً، فلا يفيد التواتر في النقل صحة المنقول المتواتر على نقله، فإذا تواتر النقل المفيد بحصول فعل ما فلا يعني ذلك صحة الفعل وإن رآه نقلته صحيحاً، بعبارة أخرى لايعني الحكم على خطأ حكم النقلة، القدح في التواتر أو أنهم نقلوا ما لم يروا، بل نحن نقول تواترهم صحيح هم صلبوا من ظنوه المسيح وهذا التواتر لاقدح فيه، ولكن القدح في ظنهم وفي حكمهم واعتقادهم أن ذاك المصلوب هو المسيح، وحكمهم ما لم يكن إجماعاً من أهل العصر فليس بحجة بالإجماع. والصورة المتواترة هنا حكم بدا لهم في الظاهر، والإبطال إنماهو لحكمهم على ما رأوا لا لنفس التواتر. وهذا مثل أن يرى جماعة الرسول صلى الله عليه وسلم (كما يحصل من بعض دراويش المتصوفة في مجلس ذكر مثلاً) فالحكم ببطلان ما رأوه ليس قدحاً في نقلهم ولكنه قدح في حكمهم على الصورة المنقولة. وهذا القدح في حكم النقلة لايتأتى بغير برهان ساطع ودليل بين على بطلان حكمهم.
ولهذا لو قال قائل وما يدريكم أن عمر رضي الله عنه أفتى بكذا أو أن شيخ الإسلام هو من قال كذا لماذا لايكون شيطانا تمثل في صورته فظنه الناس هو فنقلوه بالتواتر قلنا له هذا جائز ولا نمنعه ولكنه خلاف الأصل فأين دليلك الذي يقرره، فإن أتى بدليل نقلي أو عقلي معتبر، كأن أثبت بما لايدع مجالاً للشك موت عمر في ذلك الوقت أو وجوده في محل آخر كان لذلك القدح وجهه وإلاّ فلا.
ونحن لاننكر أن تحصل كرامة لمؤمن تقي يطلبه عدو فيلقي الله شبهه على بعض الفسقة فيأخذه الأعداء بدلاً من ذلك الولي، ولكن ننكر أن يدعى هذا بغير برهان عقلي أو نقلي.
والله أعلم
ـ[غزالة]ــــــــ[13 - 04 - 05, 01:53 ص]ـ
الرازي لايقول بصلب المسيح، بل اتفق أهل الإسلام على أن القول بصلب المسيح كفر وقد نقل الإجماع أبومحمد ابن حزم رغم رأيه الشاذ بموته ووفاته وفاة اعتيادية. والله تعالى يقول: (وما صلبوه).
والرازي بعد أن ذكر الشبهة الماضية قرر الجواب عليها من طريقين:
الأول: حاصلة أنه شبه للنصارى أي حصلت لهم الشبهة في أمره وليس لهم علم بأنه ما قتل وما صلب ولكن لما قال اعداؤه أنهم قتلوه وصلبوه واتفق رفعه من الارض وقعت الشبهة، وصدقوا اليهود.
والثانية: بأن من شبه لهم هم اليهود فقتلوا بعض المنافقين أو غيره على عدة أقوال.
وكأن الرازي يضعف هذا القول ولهذا لم يجب على الشبهة التي ذكرها بما ينصر هذا القول ويصححه.
وجوابها باختصار أن الله قادر على إلقاء شبه البعض على البعض، فليس ذلك بمحال عليه، ولكن طريق علمن به وإثباتنا له الشرع لأنه ليس حكماً عقلياً يخضع لممكنات البشر، فإذا صح الشرع بإثباته أثبتناه وإلاّ فلا.
هذا باختصار ولعل لي عودة
جزاك الله خيرا شيخنا و أخي في الله لردك السريع، أثابك الله عليه خير الجزاء، ولكن إن سمحت لي عندي بعض الإستفسارات بعضها مبني على البعض الاخر، ولنبدأ بقولك:
الرازي لايقول بصلب المسيح،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/327)
فأين من قول الرازي نفسه ما يُبطل ويفند الإشكالات الستة التي ذكرها هو نفسه وأخذت علينا حجة في مناظرة أهل الباطل بخصوص تلك المسألة وهي الصلب؟؟؟؟، هذا أهم استفسار أريد الوقوف عليه، فإن أثبتناه فما بعده أيسر إن شاء الله تعالى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عبد]ــــــــ[13 - 04 - 05, 03:57 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
المسألة ا لأولى: قول هؤلاء من الناحية الجدلية أن الرازي نفسه قال بصلب المسيح. إرجعي إليهم فاطلبي "نصاً" من الرازي على ذلك. أي أن دعواهم على الرازي خطأ من الأصل. هناك فرق بين ذكر الإشكالات والخلافات وبين أن يكون الرازي قد "قال بنفسه بصلب المسيح" .... بيني لهم هذا المزلق الجدلي الذي وقعوا فيه ... وطالبيهم بالتفريق بين ذكر "الاشكالات" و "القول بصلب المسيح" ثم بعد ذلك لعلك تقدمين لهم الحجج التالية:
المسألة الثانية: قال الرازي في كلام لاحق:
"والجواب: اختلفت مذاهب العلماء في هذا الموضع وذكروا وجوهاً:
الأول: قال كثير من المتكلمين: إن اليهود لما قصدوا قتله رفعه الله تعالى إلى السماء فخاف رؤساء اليهود من وقوع الفتنة من عوامهم، فأخذوا إنساناً وقتلوه وصلبوه ولبسوا على الناس أنه المسيح، والناس ما كانوا يعرفون المسيح إلاّ بالاسم لأنه كان قليل المخالطة للناس، وبهذا الطريق زال السؤال. لا يقال: إن النصارى ينقلون عن أسلافهم أنهم شاهدوه مقتولاً، لأنا نقول: إن تواتر النصارى ينتهي إلى أقوام قليلين لا يبعد اتفاقهم على الكذب.
والطريق الثاني: أنه تعالى ألقى شبهه على إنسان آخر ثم فيه وجوه: الأول: أن اليهود لما علموا أنه حاضر في البيت الفلاني مع أصحابه أمر يهوذا رأس اليهود رجلاً من أصحابه يقال له طيطايوس أن يدخل على عيسى عليه السلام ويخرجه ليقتله، فلما دخل عليه أخرج الله عيسى عليه السلام من سقف البيت وألقى على ذلك الرجل شبه عيسى فظنوه هو فصلبوه وقتلوه. الثاني: وكلوا بعيسى رجلاً يحرسه وصعد عيسى عليه السلام في الجبل ورفع إلى السماء، وألقى الله شبهه على ذلك الرقيب فقتلوه وهو يقول لست بعيسى. الثالث: أن اليهود لما هموا بأخذه وكان مع عيسى عشرة من أصحابه فقال لهم: من يشتري الجنة بأن يلقى عليه شبهي؟ فقال واحد منهم أنا، فألقى الله شبه عيسى عليه فأخرج وقتل، ورفع الله عيسى عليه السلام. الرابع: كان رجل يدعي أنه من أصحاب عيسى عليه السلام، وكان منافقاً فذهب إلى اليهود ودلهم عليه، فلما دخل مع اليهود لأخذه ألقى الله تعالى شبهه عليه فقتل وصلب. وهذه الوجوه متعارضة متدافعة، والله أعلم بحقائق الأمور"
فلاحظي هنا أن الرازي نفسه لم ينص على شيء إنما فعل التالي:
1 - (الملون بالأحمر) في البداية: فيه دليل على أن الرازي إنما قطف يذكر الخلافات والأوجه ولم ينص أو يؤكد على "صلب المسيح".
2 - (الملون بالأحمر) في الآخر: فيه نص من الرازي على أنه "لا علم لديه بحقائق الأمور" وهو بذلك يدفع زعم من قال انه اختار قول "صلب المسيح".
قال الرازي في تفسير قوله تعالى:"وما قتلوه ولكن رفعه الله إليه"
قال:
"واعلم أن هذا اللفظ يحتمل وجهين: أحدهما: يقين عدم القتل، والآخر يقين عدم الفعل، فعلى التقدير الأول يكون المعنى: أنه تعالى أخبر أنهم شاكون في أنه هل قتلوه أم لا، ثم أخبر محمداً بأن اليقين حاصل بأنهم ما قتلوه، وعلى التقدير الثاني يكون المعنى أنهم شاكون في أنه هل قتلوه أم لا، ثم أخبر محمداً بأن اليقين حاصل بأنهم ما قتلوه، وعلى التقدير الثاني يكون المعنى أنهم شاكون في أنه هل قتلوه؟ ثم أكد ذلك بأنهم قتلوا ذلك الشخص الذي قتلوه لا على يقين أنه عيسى عليه السلام، بل حين ما قتلوه كانوا شاكين في أنه هل هو عيسى أم لا، والاحتمال الأول أولى لأنه تعالى قال بعده {بَل رَّفَعَهُ ?للَّهُ إِلَيْهِ} وهذا الكلام إنما يصح إذا تقدم القطع واليقين بعدم القتل" أ. هـ.
تلاحظين أختي أن الرازي هنا "يميل" إلى اختيار الاحتمال الأول والذي فيه "شكهم في قتله من عدم قتله" واشترط الرازي لهذا الاحتمال القطع بعدم قتله ... وبالتالي مادام ان الرازي يرجح الاحتمال الاول ويرى اشتراط اليقين بعدم قتله ليستقيم ترجيحه فمعنى ذلك أن الرازي يرجح تبعاً كما هو واضح يقينية عدم قتله ..
ولله الأمر من قبل ومن بعد ... وفقك الله ونفع بك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/328)
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[13 - 04 - 05, 09:20 ص]ـ
الأخت الكريمة،
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،،
كنت قد عقبت على هذا الموضوع في منتدى الجامع لكني أود أن أفصل قليلاً في هذا الموضع إن شاء الله .. و الرد على هذه الشبهة في نقاط:
الأولى: أنه من الثابت عند المسلمين أن القرآن قد قالها صريحة قاطعة ((ما قتلوه و ما صلبوه)) ثم كررها ((و ما قتلوه يقينًا))، فلم يدع هناك مجالاً للشك في عدم وقوع القتل أو الصلب على المسيح عليه السلام .. فمن اعتقد أن عيسى بن مريم عليه السلام قتل و صلب فقد كذب القرآن، و من كذب القرآن فقد كفر.
الثانية: أن من لم يعلم نهج الرازي رحمه الله في تفسيره الكبير لم يجز له أن يقتبس منه بدعوى أن الرازي يرى هذا الرأي أو ذاك، فهو في تفسير كل آية من كتاب الله يذكر الإشكالات و اعتراضات المخالفين عليها ثم يكر على هذه الشبهات بالرد و التفنيد .. و هو قد ينشط للرد فيكون شاملاً ماتعًا، و قد يكسل فيكون مقتضبًا مختصرًا، لكن نهجه في إيراد الشبهات و ردها ثابت لا يتغير .. فلا يحل لأي شخص أن ينقل الشبهات من تفسيره دون الرد و يدعي أن هذا هو رأي الرازي أو أن الرازي يقول بصلب عيسى عليه السلام، فهذا من البهتان الذي لا يلجأ إليه إلا أهل الباطل .. و النصارى في الواقع أهل له.
الثالثة: أن هذا النص المنقول ليس من تفسير الرازي، بل هو ملخص ما ذكره عند تفسيره لسورة آل عمران آية 55 (بل أقول بثقة أنه ترجمة عربية رديئة لترجمة استشراقية تنصرية أعجمية أكثر رداءة لكلام الرازي) .. و نص كلام الرازي هو كالآتي:
((فكيفما كان ففي إلقاء شبهه على الغير إشكالات:
الإشكال الأول: إنا لو جوزنا إلقاء شبه إنسان على إنسان آخر لزم السفسطة، فإني إذا رأيت ولدي ثم رأيته ثانياً فحينئذ أجوز أن يكون هذا الذي رأيته ثانياً ليس بولدي بل هو إنسان ألقي شبهه عليه وحينئذ يرتفع الأمان على المحسوسات، وأيضاً فالصحابة الذين رأوا محمداً صلى الله عليه وسلم يأمرهم وينهاهم وجب أن لا يعرفوا أنه محمد لاحتمال أنه ألقي شبهه على غيره وذلك يفضي إلى سقوط الشرائع، وأيضاً فمدار الأمر في الأخبار المتواترة على أن يكون المخبر الأول إنما أخبر عن المحسوس، فإذا جاز وقوع الغلط في المبصرات كان سقوط خبر المتواتر أولى وبالجملة ففتح هذا الباب أوله سفسطة وآخره إبطال النبوات بالكلية.
والإشكال الثاني: وهو أن الله تعالى كان قد أمر جبريل عليه السلام بأن يكون معه في أكثر الأحوال، هكذا قاله المفسرون في تفسير قوله {إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ} [المائدة: 110] ثم إن طرف جناح واحد من أجنحة جبريل عليه السلام كان يكفي العالم من البشر فكيف لم يكف في منع أولئك اليهود عنه؟ وأيضاً أنه عليه السلام لما كان قادراً على إحياء الموتى، وإبراء الأكمه والأبرص، فكيف لم يقدر على إماتة أولئك اليهود الذين قصدوه بالسوء وعلى إسقامهم وإلقاء الزمانة والفلج عليهم حتى يصيروا عاجزين عن التعرض له؟
والإشكال الثالث: إنه تعالى كان قادراً على تخليصه من أولئك الأعداء بأن يرفعه إلى السماء فما الفائدة في إلقاء شبهه على غيره، وهل فيه إلا إلقاء مسكين في القتل من غير فائدة إليه؟
والإشكال الرابع: أنه إذا ألقى شبهه على غيره ثم إنه رفع بعد ذلك إلى السماء فالقوم اعتقدوا فيه أنه هو عيسى مع أنه ما كان عيسى، فهذا كان إلقاء لهم في الجهل والتلبيس، وهذا لا يليق بحكمة الله تعالى.
والإشكال الخامس: أن النصارى على كثرتهم في مشارق الأرض ومغاربها وشدة محبتهم للمسيح عليه السلام، وغلوهم في أمره أخبروا أنهم شاهدوه مقتولاً مصلوباً، فلو أنكرنا ذلك كان طعناً فيما ثبت بالتواتر، والطعن في التواتر يوجب الطعن في نبوّة محمد صلى الله عليه وسلم، ونبوّة عيسى، بل في وجودهما، ووجود سائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وكل ذلك باطل.
والإشكال السادس: أنه ثبت بالتواتر أن المصلوب بقي حياً زماناً طويلاً، فلو لم يكن ذلك عيسى بل كان غيره لأظهر الجزع، ولقال: إني لست بعيسى بل إنما أنا غيره، ولبالغ في تعريف هذا المعنى، ولو ذكر ذلك لاشتهر عند الخلق هذا المعنى، فلما لم يوجد شيء من هذا علمنا أن ليس الأمر على ما ذكرتم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/329)
فهذا جملة ما في الموضع من السؤالات:
والجواب عن الأول: أن كل من أثبت القادر المختار، سلم أنه تعالى قادر على أن يخلق إنساناً آخر على صورة زيد مثلاً، ثم إن هذا التصوير لا يوجب الشك المذكور، فكذا القول فيما ذكرتم.
والجواب عن الثاني: أن جبريل عليه السلام لو دفع الأعداء عنه أو أقدر الله تعالى عيسى عليه السلام على دفع الأعداء عن نفسه لبلغت معجزته إلى حد الإلجاء، وذلك غير جائز.
وهذا هو الجواب عن الإشكال الثالث: فإنه تعالى لو رفعه إلى السماء وما ألقي شبهه على الغير لبلغت تلك المعجزة إلى حد الإلجاء.
والجواب عن الرابع: أن تلامذة عيسى كانوا حاضرين، وكانوا عالمين بكيفية الواقعة، وهم كانوا يزيلون ذلك التلبيس.
والجواب عن الخامس: أن الحاضرين في ذلك الوقت كانوا قليلين ودخول الشبهة على الجمع القليل جائز والتواتر إذا انتهى في آخر الأمر إلى الجمع القليل لم يكن مفيداً للعلم.
والجواب عن السادس: إن بتقدير أن يكون الذي ألقي شبه عيسى عليه السلام عليه كان مسلماً وقبل ذلك عن عيسى جائز أن يسكت عن تعريف حقيقة الحال في تلك الواقعة، وبالجملة فالأسئلة التي ذكروها أمور تتطرق الاحتمالات إليها من بعض الوجوه، ولما ثبت بالمعجز القاطع صدق محمد صلى الله عليه وسلم في كل ما أخبر عنه امتنع صيرورة هذه الأسئلة المحتملة معارضة للنص القاطع، والله ولي الهداية)).
فهو رحمه الله لم يعتقد بصلب عيسى عليه السلام - و إلا كان كافرًا - بل ذكر الإشكالات و رد عليها و فندها .. فثبت بهذا أن المنصر كذاب مدلس ينقل من كتب قساوسته دون مراجعة للمصادر، و قد طالعنا من هذا الكثير في نقولات المنصرين عن علماء المسلمين بحيث صارت عادة لهم .. و هم يكذبون على علماء المسلمين و ينسبون أكاذيب لكتبهم الموجودة المحققة بين أيدي المسلمين، فما بالك بكتبهم المقدسة التي ضاعت أصولها و لم يبق منها إلا ترجمات عن ترجمات عن ترجمات؟
الخلاصة: أن الرازي رحمه الله لم يعتقد أبدًا بوقوع الصلب و القتل على عيسى عليه السلام، و أن من يعتقد بهذا فهو كافر و من لم يكفره فهو مثله.
و الله الموفق.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[13 - 04 - 05, 11:07 ص]ـ
الأخت الكريمة،
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،،
الثانية: أن من لم يعلم نهج الرازي رحمه الله في تفسيره الكبير لم يجز له أن يقتبس منه بدعوى أن الرازي يرى هذا الرأي أو ذاك، فهو في تفسير كل آية من كتاب الله يذكر الإشكالات و اعتراضات المخالفين عليها ثم يكر على هذه الشبهات بالرد و التفنيد .. و هو قد ينشط للرد فيكون شاملاً ماتعًا، و قد يكسل فيكون مقتضبًا مختصرًا، لكن نهجه في إيراد الشبهات و ردها ثابت لا يتغير .. .
(وكان يُعاب بإيراد الشبه الشديدة ويقصر في حلها، حتى قال بعض المغاربة يورد الشبه نقد ويحلها نسيئة). انتهى، لسان الميزان 4/ 427، وينظر: التفسير والمفسرون: الذهبي ص1/ 205.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[13 - 04 - 05, 11:10 ص]ـ
الأخت الكريمة،
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،،
الثانية: أن من لم يعلم نهج الرازي رحمه الله في تفسيره الكبير لم يجز له أن يقتبس منه بدعوى أن الرازي يرى هذا الرأي أو ذاك، فهو في تفسير كل آية من كتاب الله يذكر الإشكالات و اعتراضات المخالفين عليها ثم يكر على هذه الشبهات بالرد و التفنيد .. و هو قد ينشط للرد فيكون شاملاً ماتعًا، و قد يكسل فيكون مقتضبًا مختصرًا، لكن نهجه في إيراد الشبهات و ردها ثابت لا يتغير .. .
(وكان يُعاب بإيراد الشُبه الشديدة ويقصر في حلها، حتى قال بعض المغاربة: " يورد الشُبه نقداً ويحلها نسيئة "). انتهى، لسان الميزان 4/ 427، وينظر: التفسير والمفسرون: الذهبي ص1/ 206 - 210.
ـ[حارث همام]ــــــــ[13 - 04 - 05, 11:11 ص]ـ
الأخت الكريمة ..
لعل في رد الإخوة بيان ما طلبت، ونصيحتي لك -وقد فاتني أن أكتبها في الرد السابق- هو ألا تدخلي في جدل مع المنصرين أو غيرهم من الذين أتقنوا حرفة تشكيك الناس في الدين إلى أن تستكملي آلة النظر في مثل تلك القضايا وتملكي قوة البحث والتنقيب عن مسائلها.
وإلاّ فأخشى أن تعود نيتك الطيبة في الدعوة إلى الإسلام بنقيض قصدها.
وفقكم الله لما فيه رضاه
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[13 - 04 - 05, 11:18 ص]ـ
جزاكم الله خيراً ........
ـ[غزالة]ــــــــ[13 - 04 - 05, 02:48 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم جميعا وجزاكم خيرا، الحمد لله رب العالمين المسالة باتت واضحة مفهومة بفضل الله تعالى ثم بفضلكم، زادكم الله علما، وأثابكم على كل شئ.
وإلاّ فأخشى أن تعود نيتك الطيبة في الدعوة إلى الإسلام بنقيض قصدها.
نسال الدعاء بظهر الغيب من الصالحين أمثالكم نحسبكم كذلك ولا نزكي أحدا على الله.، فمن الصعب أخي الطيب أن ترى أخوة لك في العقيدة يقعون في شباك هؤلاء المنصرين وتقف مكتوف الأيدي، والله إن القلب ليتمزق ألما، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/330)
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[13 - 04 - 05, 05:38 م]ـ
صدقت أخي أشرف، فمنهج المتكلمين في التصنيف رديء جدًا و لا يشجع على طلب العلم .. فهم يوردون الشبهات بغزارة و بكثافة تثقل القلب و تورث الهم و الغم .. و أنا مثلاً ينقبض قلبي كلما طالعت مقدمة رسالة الرد على النصارى للجاحظ المتكلم المعتزلي فهو قد حرر شبهات النصارى بما لا يستطيعه علماء اللاهوت أنفسهم! و رغم أنه عاد و دحض كل هذه الشبهات ببراعة منقطعة النظير (أشهد له بذلك) إلا أن أسلوبه في إيراد الشبهات و إحكامها و تقريرها ما زال يصيبني بالنفور!
و يحضرني كلام شيخنا أبي إسحاق الحويني حفظه الله في أحد دروسه عندما قال: ((أنت عندما تقرأ عقيدة السلف تحس بقلبك يرفرف من الإيمان، أما لو ذهبت للفخر الرازي هتخبط دماغك في الحيط عشان تفهم حاجة!)).
اختي الكريمة،
أرجو أن تتبعي نصيحة الشيخ حارث همام، فهي نصيحة ثمينة لا يدرك قدرها إلا من اقتحم الوغى و اعتورته الشبهات .. و لا يجدعك هؤلاء الدجالون الذين يزعمون أنهم كانوا مسلمين و تنصروا، فهذه لعبة نفسية معروفة لم تعد تؤتي ثمارها معنا، فقد جربناها و عرفنا كيف نتعامل معها.
و من اطرف المواقف التي شهدتها عندما دخل احدهم غرفتنا في البالتوك مدعيًا أنه كان مسلمًا و تنصر فسأله الأخ مدير الغرفة: ((طالما أنك كنت مسلم فلابد أنك تعرف عدد ركعات الصلاة على النبي)) فارتبك النصراني الكذاب و لم يستطع الرد و كان الأخوة يكتبون له على التكست أنها اربع ركعات، و الأخ مدير الغرفة يصيح في غضب مصطنع و يحذر الأخوة من تغشيشه ههههههه .. و انطلت الخدعة على الكذاب فقال أن الصلاة على النبي أربع ركعات ثم أقسم بأنها كان يعرفها دون ان يغششه أحد!
دعك يا أختاه من هؤلاء المهرجين، فهم لا يجيدون إلا طرح الشبهات.
ـ[حارث همام]ــــــــ[13 - 04 - 05, 06:21 م]ـ
أضحك الله سنك يادكتور!
ـ[الداعية إلى الخير]ــــــــ[14 - 04 - 05, 09:44 ص]ـ
و أنا أنصحك كذلك بعدم الدخول في مثل هذه المنتديات
خاصة و قد ظهر لي من خلال قراءة ما كتبتي أن علمك ليس بذاك و هذا - و الله - لا أقوله طعنا فيك و لكن شفقة و رحمة:
1 - فأنت قلتي (أحد المسيحيين) و هذا اللفظ قد نبه العلماء على خطأه و ذلك لما فيه من النسبة للمسيح،و هذا قد يكون فيه تصحيحا لمذهبهم، و الله قد سماهم النصارى، فنحن نتقيد بذلك.
2 - لاحظت أنك لا تعرفين مناهج العلماء في تأليفهم للكتب كما هو الحال في تفسير الرازي.
3 - قد قرأت كلام الرازي فلم تستفيدي شيئا كما قلتي.
4 - أن شبهات النصارى لا تنتهي، فلربما أوردوا عليك شبهة لا تستطيعين أنت الخلاص منها.
فعليك بطلب العلم أولا، و اتركي هذا المجال لمن يحسنه.
ـ[عبد]ــــــــ[14 - 04 - 05, 03:41 م]ـ
ما دام أن الأخت غير متهورة ... وتسأل اهل العلم عند الاستشكال ... فلا بأس حينئذٍ ... وأما قولك أخي أن علمها ليس بذاك أو أنها تترك الدعوة حتى تطلب العلم فليس على كل حال فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:"بلغوا عني ولو آية" ... والأخت واضح من منهجها انها تسأل أهل العلم متى ما دعت الحاجة ... وإنما نعيب على من يخوص غمار هذا راكبا رأسه دون الرجوع لأهل العلم في الملمات.
ـ[الداعية إلى الخير]ــــــــ[15 - 04 - 05, 07:04 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي عبد
و إنما هي وجهة نظر
ـ[محمود أباشيخ الحاتمي]ــــــــ[21 - 12 - 05, 05:36 ص]ـ
مشكلة من يثير الشبهة انه لم يقرأ تفسير الرازي اصلا اذ ان الرازي يفترض سؤلا قد يثار ويرد عليه وعلي الغموم قصة الصلب المذكورة في كتاب النصاري ليست متواترة اصلا بل وليس لها سند متصل
يخبرنا كاتب ما يسمي بانجيل مرقص ان الرومان أتوا للقبض علي المسيح عليه السلام ثم يقول
Mk:14:50:
50 فتركه الجميع وهربوا. (مرقص 14:50)
يعني عندما اتوا للقبض عليه هرب كل من آمن به عدا شاب صغير تبعه وبكن هو ايضا هرب
51 وتبعه شاب لابسا ازارا على عريه فامسكه الشبان. (14:51)
وما حدث بعد ذلك لم يره احد من الرواة بل كتبوا ما ردده اليهود من اشاعات واليهود ليسوا بثقة ولم يحدد الكتبة عن من من اليهود سمعوا بصلبخه وبذلك ينقطع السند .. ولو ا افترضنا انهم ثقة فإن رواياتهم تتعارض مع ايمان عشرات الطوائف التي رفضت قبول صلب المسيح من من آمنوا بالمسيح بعد ان عرفوا انه لم يصلب بل ان بطرس كبير الحواريين يقول في انجيله ان المسيح لم يصلب غير ان النصاري ترفض الأخذ بإنجيله دون سبب سوي انه يتعارض مع ايمانهم
ـ[أبو الحسن العسقلاني]ــــــــ[21 - 12 - 05, 06:55 ص]ـ
يا أخوة أسألكم بالله لا يتصدر أحد للشبهات الا لو كان أهلا لها
ـ[أبو علي]ــــــــ[21 - 12 - 05, 06:43 م]ـ
ما دام أن الأخت غير متهورة ... وتسأل اهل العلم عند الاستشكال ... فلا بأس حينئذٍ ... وأما قولك أخي أن علمها ليس بذاك أو أنها تترك الدعوة حتى تطلب العلم فليس على كل حال فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:"بلغوا عني ولو آية" ... والأخت واضح من منهجها انها تسأل أهل العلم متى ما دعت الحاجة ... وإنما نعيب على من يخوص غمار هذا راكبا رأسه دون الرجوع لأهل العلم في الملمات.
هذه جديدةٌ، جديدةٌ، جديدةٌ
وحديث (وبلِّغوا عنِّي) لا يعني التّصدّي لما لا يعرفه المرء، ولا الجدال من قليل البضاعة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/331)
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[23 - 12 - 05, 01:22 ص]ـ
ما دام أن الأخت غير متهورة ... وتسأل اهل العلم عند الاستشكال ... فلا بأس حينئذٍ ... وأما قولك أخي أن علمها ليس بذاك أو أنها تترك الدعوة حتى تطلب العلم فليس على كل حال فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:"بلغوا عني ولو آية" ... والأخت واضح من منهجها انها تسأل أهل العلم متى ما دعت الحاجة ... وإنما نعيب على من يخوص غمار هذا راكبا رأسه دون الرجوع لأهل العلم في الملمات.
لا أعلم غاية من الورود على مجالس النار .. ومصاطب سب الله ورسوله .. والإستهزاء بشرعه، إلا طلب شرعى لقسوة القلب ومماراة السفهاء، قد يقول قائل أن ورود مجالسهم قد يكون فيه دفاع عن الدين من خلال البيان والحجة والجدال .. ولكنى اقول من خلال خبرتى المتواضعة أن القوم بُهت .. لا يملكون حجة لأى شئ .. وإنما هم يحترفون القفز من مربع إلى آخر .. ومن نقطة إلى حفرة .. ولئن بهتهم تملصوا .. ولا مانع لديهم من المصادرة والتغيير .. وحدث عن الكذب ولا حرج، ومن إدعى أنه يرد مجالسهم لينذرهم وليرد على شبهاتهم فقد جاوز حد السلامة .. وإدعى فى طيات كلامه أنه يأمن على نفسه إبتداءً شر الزلل، ولم يعظم كلام الله وأمره حين قال "وقد نزل عليكم فى الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم، إنكم إذاً مثلهم، إن الله جامع الكافرين والمنافقين فى جهنم جميعاً" .. ألا تقشعر أبدانكم من هذا التحذير الإلهى .. هل تزعمون أنكم أعلم من الله فى هذا الشأن .. ولو كان المسلم يزعم أنه يرد مجالسهم غيرة على دين الله لما ذهب من الأساس، لأن أفضل الغيرة أن تكف نفسك عن منتدياتهم .. بنص القرآن!!
أنا لا أتحدث هنا عمن جاءكنا منهم ليجادلونا ويبسطوا إلينا أيديهم بالسوء والفحشاء .. فهؤلاء يختلفون .. ولهم حكم آخر .. لأنهم فى عقر دارنا .. وبإمكاننا التحكم فى كل ما يقال، وأن تدار الحوارات بمنأى عن نهى القرآن وأمر الله بالإبتعاد عن مجلسهم. وكما نعلم جميعاً أنه لا إعتبار فى الشرع للغايات والمقاصد إلا إذا كانت بوسيلة شرعية جائزة ولو من وجه بعيد، فما الذى نفعله فى منتدياتهم ومجالسهم؟ .. وما الذى نجنيه من ذلك إن كان هناك ثمة فائدة؟!
ـ[عبد]ــــــــ[26 - 12 - 05, 01:04 م]ـ
هذه جديدةٌ، جديدةٌ، جديدةٌ
وحديث (وبلِّغوا عنِّي) لا يعني التّصدّي لما لا يعرفه المرء، ولا الجدال من قليل البضاعة.
كالعادة، أسعدتني بتعليقاتك الفائقة
ـ[الزقوتي]ــــــــ[11 - 05 - 07, 02:23 ص]ـ
السلام عليكم
ما قتلوه و ما صلبوه هي تاكيد نفي القتل بنفي شئ حاصل الا وهو الصلب. ثم العود بنفي الشئ الذي لم يحصل فعلا الا و هو القتل ولهذا قال و ما قتلوه يقينًا و لم يقل و ما قتلوه و ما صلبوه يقينًا
و الله اعلم
ـ[الزقوتي]ــــــــ[11 - 05 - 07, 02:28 ص]ـ
و هذا الكلام قراته في حاضرة العالم الاسلامي لشكيب ارسلان
ـ[تركي بن حمد]ــــــــ[19 - 05 - 07, 02:55 ص]ـ
السلام عليكم
ما قتلوه و ما صلبوه هي تاكيد نفي القتل بنفي شئ حاصل الا وهو الصلب. ثم العود بنفي الشئ الذي لم يحصل فعلا الا و هو القتل ولهذا قال و ما قتلوه يقينًا و لم يقل و ما قتلوه و ما صلبوه يقينًا
و الله اعلم
وعليكم السلام
عفواً، هلّا أعدت شرح ما قلت بإيضاح أكثر؟ فضلاً لا أمراً.
ـ[الزقوتي]ــــــــ[19 - 05 - 07, 03:55 م]ـ
ما قتلوه و ما صلبوه" نفي الصلب هنا من ناحية بلاغية تاتي لتاكيد نفي القتل. و لهذا لم يقل "ما صلبوه و ما قتلوه" لان القتل هو نتيجة للصلب و لذلك وجب ان تاتي كلمة القتل بعد كلمة الصلب لو كان المقصود نفيهما معا
"و ما قتلوه يقينًا" لم يدع مجالاً للشك في عدم وقوع القتل لكن هنا لم ينفي الصلب يقينا و الا لقال "و ما قتلوه و ما صلبوه يقينًا" او علي الاصح "و ما صلبوه و ما قتلوه يقينًا"
"و لكن شبه لهم" في حال صحة التفسير السابق المقصود شبه لهم انه قد قتل علي الصليب و لكن لم يقتل.
"بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ" ...
و انا جاهل بهذه الامور و لكن اكتب كلاما قراته في صغري و اعجبنى لانه تفسير ماخوذ مباشرة من القران و قد يسهم في تقريب وجهات النظر بين الديانات و لكن الله اعلم
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[03 - 08 - 07, 11:46 ص]ـ
مازال الأمر فيه من الغموض الكثير
هل القاء الشبه ثابت بسند قوى؟
والرد على القول بالسفسطة غير مقنع لأنى ان كنت فى المكان ورأيت شبيه عيسى الذى أعرفه على الصليب لقلت انه عيسى ولا تثريب على فمن أين لى أن أعرف أنه ليس عيسى؟!! فهل من ايضاح؟
ما الفرق بين القتل والصلب؟ ولما نفت الآيه الصلب رغم أنهم لم يقولوا به "وقولهم انا قتلنا المسيح ....... "وهل الذى شبه لهم الحدث"الصلب" أم الشخص "عيسى"؟!
الصلب فى القرآن جاء بمعنى الموت على الصليب " ... وأما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه "" ..... أن يقتلوا أويصلبوا أو ينفوا من الأرض"" ولأصلبنكم أجمعين"فما مدى تطيبيق هذا فيما نحن بصدده؟
وماقتلوه يقينا " هل معناها أنهم ظنوا أنهم قتلوه؟ وما الذى حملهم على هذا الظن ,هل هناك مقدمات ولكن الله أنجاه كالقاء ابراهيم فى النار 3 أيام فمن ظن أنه مات فهذا استدلال بالحتمية السببية ومن أيقن بايمانه أن الله سينجيه فهذا الذى ثبت فى الفتنه
متى كان قول اليهود أنهم قتلوا ابن مريم ,حسب علمى أن ذلك كان فى بدايه الدعوة حتى يريحوا أنفسهم ويدعوا أن هذا العائد اليهم بعد هجرة -قيل انها الى مصر -هو "دعى "أما ابن مريم الحقيقى فادعوا قتله.فهل من نقل صحيح يحدد متى كان قولهم لأعضد به ما ذهبت اليه؟
والنصارى لما قالوا بالصلب رغم أنه مهين لهم؟!
هل قال اليهود بالقتل؟ وقالت النصارى بالصلب على يد الرومان مثلا خاصة وقد برأ البابا اليهود من دم المسيح مؤخرا؟ وطبعا نحن المسلمون نبرأ الجميع لأنه لم يصلب ولم يقتل.
... ان أعدائنا ينقبون ولا يفترون لكى يطعنوا فى القرآن , ويجب أن نجد ونجنهد فى البحث للزود عن حباصنا ولا نتركها لمن يلغ فيها ويأتينا بالشبهات ونحن بفضل الله على الحق المبين فلما التقصير أو التكاسل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/332)
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[12 - 08 - 07, 07:21 م]ـ
دكتور هشام، أسعدتنى و الله بردك.
ـ[عبد]ــــــــ[14 - 08 - 07, 10:57 م]ـ
دكتور هشام، أسعدتنى و الله بردك.
المهم ما يسعدكم.(2/333)
اشكل علي في كلام ابن سعدي في قول الله تعالى - فلما تغشاها -
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[22 - 04 - 05, 05:14 ص]ـ
قال الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي - رحمه الله - في تفسيره
عند قوله تعالى: هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين * فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما فتعالى الله عما يشركون * أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون * ولا يستطيعون لهم نصرا ولا أنفسهم ينصرون * وإن تدعوهم إلى الهدى لا يتبعوكم سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون.
أي: هو الذي خلقكم أيها الرجال والنساء، المنتشرون في الأرض على كثرتكم وتفرقكم. من نفس واحدة وهو آدم أبو البشر صلى الله عليه وسلم.
وجعل منها زوجها أي: خلق من آدم زوجته حواء لأجل أن يسكن إليها لأنها إذا كانت منه حصل بينهما من المناسبة والموافقة ما يقتضي سكون أحدهما إلى الآخر، فانقاد كل منهما إلى صاحبه بزمام الشهوة.
فلما تغشاها أي: تجللها مجامعا لها قدر الباري أن يوجد من تلك الشهوة وذلك الجماع النسل، [وحينئذ] حملت حملا خفيفا، وذلك في ابتداء الحمل، لا تحس به الأنثى، ولا يثقلها.
فلما استمرت به و أثقلت به حين كبر في بطنها، فحينئذ صار في قلوبهما الشفقة على الولد، وعلى خروجه حيا، صحيحا، سالما لا آفة فيه [كذلك] فدعوا الله ربهما لئن آتيتنا ولدا صالحا أي: صالح < 1 - 312 > الخلقة تامها، لا نقص فيه لنكونن من الشاكرين.
فلما آتاهما صالحا على وفق ما طلبا، وتمت عليهما النعمة فيه جعلا له شركاء فيما آتاهما أي: جعلا لله شركاء في ذلك الولد الذي انفرد الله بإيجاده والنعمة به، وأقر به أعين والديه، فعبداه لغير الله. إما أن يسمياه بعبد غير الله كـ "عبد الحارث" و "عبد العزيز" و "عبد الكعبة" ونحو ذلك، أو يشركا بالله في العبادة، بعدما من الله عليهما بما من من النعم التي لا يحصيها أحد من العباد.
وهذا انتقال من النوع إلى الجنس، فإن أول الكلام في آدم وحواء، ثم انتقل إلى الكلام في الجنس، ولا شك أن هذا موجود في الذرية كثيرا، فلذلك قررهم الله على بطلان الشرك، وأنهم في ذلك ظالمون أشد الظلم، سواء كان الشرك في الأقوال، أم في الأفعال، فإن الخالق لهم من نفس واحدة، الذي خلق منها زوجها وجعل لهم من أنفسهم أزواجا، ثم جعل بينهم من المودة والرحمة ما يسكن بعضهم إلى بعض، ويألفه ويلتذ به، ثم هداهم إلى ما به تحصل الشهوة واللذة والأولاد والنسل.
ثم أوجد الذرية في بطون الأمهات، وقتا موقوتا، تتشوف إليه نفوسهم، ويدعون الله أن يخرجه سويا صحيحا، فأتم الله عليهم النعمة وأنالهم مطلوبهم.
أفلا يستحق أن يعبدوه، ولا يشركوا به في عبادته أحدا، ويخلصوا له الدين.
ولكن الأمر جاء على العكس، فأشركوا بالله من لا يخلق شيئا وهم يخلقون.
ولا يستطيعون لهم أي: لعابديها نصرا ولا أنفسهم ينصرون.
فإذا كانت لا تخلق شيئا، ولا مثقال ذرة، بل هي مخلوقة، ولا تستطيع أن تدفع المكروه عن من يعبدها، بل ولا عن أنفسها، فكيف تتخذ مع الله آلهة؟ إن هذا إلا أظلم الظلم، وأسفه السفه.
وإن تدعوا، أيها المشركون هذه الأصنام، التي عبدتم من دون الله إلى الهدى لا يتبعوكم سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون.
فصار الإنسان أحسن حالة منها، لأنها لا تسمع، ولا تبصر، ولا تهدي ولا تهدى، وكل هذا إذا تصوره اللبيب العاقل تصورا مجردا، جزم ببطلان إلهيتها، وسفاهة من عبدها.
فالسؤال بارك الله فيكم واجزل لكم المثوبة والاجر
ما تحته خط اشكل علي
وكيف الانتقال من النوع الى الجنس وما وجه ارتباطه بالبلاغة القرانية
نفع الله بعلمكم وبارك فيكم
اخوكم
ابوعبيدة الرومي
ـ[المنصور]ــــــــ[23 - 04 - 05, 09:19 ص]ـ
الجواب والله تعالى أعلم:
أنه عندما كان الحديث عن آدم وحواء، وهما بعضٌ من الجنس البشري، انتقل الحديث إلى الجنس كله وأنه يقع فيه نوعي الشرك اللذين أشار لهما الشيخ في التفسير.
وعند أهل المنطق الجنس أعم من النوع، فالجنس عندهم تحته أنواع، فجنس البشر:تحته أفراد البشر.
وبذلك يتبين أن الشرك لم يقع من آدم وحواء _ بناءً على رأي الشيخ _ وإنما وقع في جنس الذرية البشرية عموماً. وهو كذلك قول الشيخ عبد الرحمن ابن قاسم: أحد أجود من شرح كتاب التوحيد للإمام ابن عبد الوهاب.
آمل أن أكون أجبت عن سؤالك بإجابة صحيحة كافية.
أما (عبد العزيز) فلعلها تصحيف من عبد العزى.
والله تعالى أعلم،،،(2/334)
مالراجح في تعريف القراءة المتواترة؟
ـ[اللجين]ــــــــ[04 - 05 - 05, 10:47 م]ـ
Question السلام عليكم
مالراجح في تعريف القراءة المتواترة؟ ولما رجحنا هذا التعريف؟
هل هي السبعه ام العشره ام كل قراءة ساعدها خط المصحف مع صحة النقل فيها ومجيئها على الفصيح من لغه العرب؟
ارجو الاجابة عاجلا وجزاكم الله خير ..
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[04 - 05 - 05, 11:02 م]ـ
يقول الإمام ابن الجزري رحمه الله تعالى ت833:
(( ... فقام جهابذة علماء الأمة، وصناديد الأئمة، فبالغوا في الاجتهاد، وبينوا الحق المراد، وجمعوا الحروف والقراءات، وعزوا الوجوه والروايات، وميّزوا بين المشهور والشاذ، والصحيح والفاذ، بأصولٍ أصّلوها، وأركانٍ فصّلوها، وهانحن نشير إليها ونعول كما عولوا عليها فنقول:
كل قراءة وافقت العربية ولو بوجه، ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالاً، وصحّ سندها، فهي القراءة الصحيحة التي لا يجوز ردها، ولا يحل إنكارها، بل هي من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، ووجب على الناس قبولها، سواء كانت عن الأئمة السبعة أم عن العشرة أم عن غيرهم من الأئمة المقبولين، ومتى اختل ركن من هذه الأركان الثلاثة أُطلق عليها ضعيفة أو شاذة أو باطلة، سواء كانت عن السبعة أم عمن هو أكبر منهم، هذا هو الصحيح عند أئمة التحقيق من السلف والخلف، صرح بذلك الإمام الحافظ أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني، ونصّ عليه في غير موضع الإمام أبو محمد مكي بن أبي طالب، وكذلك الإمام أبو العباس أحمد ابن عمار المهدوي، وحققه الإمام الحافظ أبو القاسم عبد الرحمن بن إسماعيل المعروف بأبي شامة، وهو مذهب السلف الذي لا يُعرف عن أحد منهم خلافه ... )) النشر في القراءات العشر 1/ 9.
ـ[اللجين]ــــــــ[05 - 05 - 05, 12:19 ص]ـ
جزاك الله خيرا,
ارجوا اثراء الموضوع ...
ـ[صلاح الدين الشامي]ــــــــ[05 - 05 - 05, 12:40 ص]ـ
وكل ما وافق وجه النحو وكان للرسم احتمالا يحوي
وصح إسنادا, هو القرآن هذه الثلاثة الأركان
وحيثما يختل شرط أثبتِ شذوذه لو أنه في السبعةِ
ـ[اللجين]ــــــــ[05 - 05 - 05, 01:30 ص]ـ
جزاك الله خيرا, زيدوا زادكم الله علما ...
مالاسباب الداعيه لترجيح هذا التعريف؟
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[05 - 05 - 05, 03:35 ص]ـ
يقول الإمام ابن الجزري رحمه الله تعالى ت833:
(( ... هذا هو الصحيح عند أئمة التحقيق من السلف والخلف، صرح بذلك الإمام الحافظ أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني، ونصّ عليه في غير موضع الإمام أبو محمد مكي بن أبي طالب، وكذلك الإمام أبو العباس أحمد ابن عمار المهدوي، وحققه الإمام الحافظ أبو القاسم عبد الرحمن بن إسماعيل المعروف بأبي شامة، وهو مذهب السلف الذي لا يُعرف عن أحد منهم خلافه ... )) النشر في القراءات العشر 1/ 9.
..
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[05 - 05 - 05, 06:05 ص]ـ
الخلاف في المسألة معروف. إذ نجد الداني يعتبر القراءة سنة لا تخضع لمقاييس لغوية، وإنما تعتمد الأثر والرواية فحسب. فلا يردها قياس، ولا يقرّبها استعمال. فيقول: «وأئمة القراء لا تعمل في شيء من حروف القرآن على الأفشى في اللغة، والأقيس في العربية، بل على الأثبت في الأثر، والأصح في النقل. وإذا ثبتت الرواية لم يردّها قياس عربية، ولا فشو لغة. لأن القراءة سنة متبعة، يلزم قبولها والمصير إليها». وما أبداه الداني لا يخلو من نظر أصيل. إذ القراءة إذا كانت مشهورة صحيحة السند، فهي تفيد القطع، ولا معنى لتقييد القطع بقياس أو عربية. فالعربية إنما تصحح في ضوء القرآن، ولا يصحح القرآن في ضوء العربية. والنحويون يحتجون بأبيات شعر جاهلي يرويه أعراب مجاهيل. فما بالك بما ثبت أن الرسول r قد قرأ به؟
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[05 - 05 - 05, 07:21 ص]ـ
أركان القراة الصحيحة ثلاثة أركان:
1 - موافقة العربية ولو بوجه.
2 - موافقة أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالاً.
3 - وصحّة سندها.
على هذه الأركان الثلاثة مُجتمعة قال الإمام ابن الجزري رحمه الله: (( .... وهو مذهب السلف الذي لا يُعرف عن أحد منهم خلافه ... )).
الشيخ الأمين حفظه الله قال: ((الخلاف في المسألة معروف)) = نقيض كلام الإمام ابن الجزري.
قال أشرف: أيُّ خلافٍ معروف؟ وما محل هذا الخلاف؟ ومَنْ حكاه؟.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[05 - 05 - 05, 11:06 ص]ـ
أخي الفاضل
الإمام الحافظ أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني، يعتبر القراءة سنة لا تخضع لمقاييس لغوية، وإنما تعتمد الأثر والرواية فحسب. فلا يردها قياس، ولا يقرّبها استعمال. فيقول: «وأئمة القراء لا تعمل في شيء من حروف القرآن على الأفشى في اللغة، والأقيس في العربية، بل على الأثبت في الأثر، والأصح في النقل. وإذا ثبتت الرواية لم يردّها قياس عربية، ولا فشو لغة. لأن القراءة سنة متبعة، يلزم قبولها والمصير إليها».
ومن الناحية التطبيقية فإن من الصعب للغاية تخيل كيفية رد قراءة متواترة بمجرد أنها خالفت قواعد العربية عند النحويين. فإن مجرد ثبوت النقل المتواتر الصحيح أن هذا من القرآن، فلا معنى لأن يرده أهل النحو. فالعربية إنما تصحح في ضوء القرآن، ولا يصحح القرآن في ضوء العربية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/335)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[05 - 05 - 05, 11:57 ص]ـ
قال السيوطي في الإتقان (1/ 168 - 169) دار الكتب العلمية
قلت: أتقن الإمام ابن الجزري هذا الفصل جدا وقد تحرر لي منه أن القراءات أنواع:
- الأول المتواتر وهو ما نقله جمع لا يمكن تواطؤهم على الكذب عن مثلهم إلى منتهاه وغالب القراءات كذلك
- الثاني المشهور وهو ما صح سنده ولم يبلغ درجة التواتر ووافق العربية والرسم واشتهر عن القراء فلم يعده من الغلط ولا من الشذوذ ويقرأ به على ما ذكر ابن الجزري ويفهمه كلام أبي شامة السابق ومثاله ما اختلفت الطرق في نقله عن السبعة فرواه بعض الرواة عنهم دون بعض وأمثلة ذلك كثيرة في فرش الحروف من كتب القراءات كالذي قبله ومن أشهر ما صنف في ذلك التيسير للداني وقصيدة الشاطبي وأوعية النشر في القراءات العشر وتقريب النشر كلاهما لابن الجزري
الثالث الآحاد وهو ما صح سنده وخالف الرسم أو العربية أو لم يشتهر الاشتهار المذكور ولا يقرأ به وقد عقد الترمذي في جامعه والحاكم في مستدركه لذلك بابا أخرجا فيه شيئا كثيرا صحيح الإسناد من ذلك ما أخرجه الحاكم من طريق عاصم الجحدري عن أبي بكرة أن النبي قرأ متكئين على رفارف خضر وعباقري حسان. وأخرج من حديث أبي هريرة أنه قرأ فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرات أعين. وأخرج عن ابن عباس أنه قرأ لقد جاءكم رسول من أنفسكم بفتح الفاء وأخرج عن عائشة أنه قرأ فروح وريحان يعني بضم الراء.
- الرابع الشاذ وهو ما لم يصح سنده وفيه كتب مؤلفة من ذلك قراءة ملك يوم الدين بصيغة الماضي ونصب يوم وإياك يعبد ببنائه للمفعول.
- الخامس الموضوع كقراءات الخزاعي،
وظهر لي سادس يشبهه من أنواع الحديث المدرج وهو ما زيد في القراءات على وجه التفسير كقراءة سعد بن أبي وقاص وله أخ أو أخت من أم أخرجها سعيد بن منصور وقراءة ابن عباس ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج أخرجها البخاري،
وقراءة ابن الزبير ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويستعينون بالله على ما أصابهم قال عمر فما أدري أكانت قراءته أم فسر أخرجه سعيد بن منصور وأخرجه ابن الأنباري وجزم بأنه تفسير
وأخرج عن الحسن أنه كان يقرأ وإن منكم إلا واردها الورود الدخول قال ابن الأنباري قوله الورود الدخول تفسير من الحسن لمعنى الورود وغلط فيه بعض الرواة فألحقه بالقرآن
قال ابن الجزري في آخر كلامه وربما كانوا يدخلون التفسير في القراءة إيضاحا وبيانا لأنهم محققون لما تلقوه عن النبي قرآنا فهم آمنون من الالتباس وربما كان بعضهم يكتبه معه
وأما من يقول إن بعض الصحابة كان يجيز القراءة بالمعنى فقد كذب انتهى وسأفرد في هذا النوع: أعني المدرج تأليفا مستقلا. انتهى
قال مصطفى غفر الله له:
يرجى أن يراجع كتاب الإتقان / الباب السادس والسابع والعشرون من 164 إلى 179. في الطبعة المذكورة.
استسمح الشيخ أشرف بن محمد والشيخ محمد الأمين عذرا:
أرى أن الخلاف بينكما صوري لأن ابن الجزري في النشر اشترط أن تكون الشروط الثلاثة في القراءة كلها مجتمعة ولا يكفي واحد منها، يعني أن توافق الرسم العثماني وأن تكون صحيحة السند وأن توافق اللغة العربية ولو من وجه، - أي أنه ليس كل ما وافق العربية يمكن أن نقرأ به على الإطلاق حتى يصح سنده ويوافق الرسم العثماني- وهذا هو الذي عده الإمام السيوطي من قبيل المشهور وهو النوع الثاني، فنستخلص أن المتواتر يأتي أولا ثم ما توفرت فيه هذه الشروط جازت الصلاة به وتلاوته كذلك. والله أعلم
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[05 - 05 - 05, 11:20 م]ـ
أرى أن الخلاف بينكما صوري لأن ابن الجزري في النشر اشترط أن تكون الشروط الثلاثة في القراءة كلها مجتمعة ولا يكفي واحد منها، يعني أن توافق الرسم العثماني وأن تكون صحيحة السند وأن توافق اللغة العربية ولو من وجه، - أي أنه ليس كل ما وافق العربية يمكن أن نقرأ به على الإطلاق حتى يصح سنده ويوافق الرسم العثماني- وهذا هو الذي عده الإمام السيوطي من قبيل المشهور وهو النوع الثاني، فنستخلص أن المتواتر يأتي أولا ثم ما توفرت فيه هذه الشروط جازت الصلاة به وتلاوته كذلك. والله أعلم
أحسنتم بارك الله فيكم.
ـ[اللجين]ــــــــ[06 - 05 - 05, 03:59 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم الاسلام والمسلمين ...(2/336)
نبذة مختصرة عن أنوار الحقائق الربانية في تفسير اللطائف القرآنية
ـ[د. عبدالرحمن اليوسف]ــــــــ[23 - 05 - 05, 06:23 م]ـ
الحمد لله وحده، والصلاة على من لا نبي بعده، أما بعد:
فإن القرآن الكريم منهج هذه الأمة، وصلاحها، وسبب سعادتها في الدنيا والآخرة؛ لما حوى من مقومات السمو والرقي، والشمول والبناء،والإصلاح ...
فلا غرو أن يعنى علماء هذه الأمة بالقرآن الكريم غاية العناية، وتمام الاهتمام: يبذلون قصارى جهدهم وغاية مرامهم في بيان ألفاظه، واستنباط أحكامه، وإيضاح هداياته.
وقد كان من بين هؤلاء الأجلاء: أبو الثناء، محمودبن عبدالرحمن الأصفهاني، المتوفى سنة 749هـ.
حيث ألف تفسيره: (أنوار الحقائق الربانية في تفسير اللطائف القرآنية)
وقد انبرى قسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بالرياض لتبني تحقيق هذا السفر التفسير في رسائل علمية لنيل العالمية العالية (الدكتوراه) حتى انتهى بعون الله وتوفيقه تحقيقه كاملاً.
وتعود أهمية تفسير الأصفهاني إلى أمور عدة منها:
أولا: منزلة أبي الثناء الأصفهاني العلمية في زمانه، حيث كان أهل العلم يترجمةن له ويعظمونه ويعتبرونه: (الشيخ،الإمام، العالم،العلامة، المحقق، الفريد، الحجة، جامع اشتات الفضائل، ووارث علوم الأوائل) كما قال الصفدي في (الوافي بالوفيات).
وكان شيخ الإسلام ابن تيمية يسكِّتُ الناسَ له إذا تحدث ويقول: (اسكتوا حتى نسمع كلام هذا الفاضل الذي ما دخل البلاد مثله).
ثانياً: قيمة هذا التفسير العلمية، والمتمثلة في أصالته، وعمقه، وغزارة مادته نظراً لأهمية مصادره.
ثالثاً: هذا التفسير جمع بين منهجي التفسير المشهورين: التفسير بالأثر، والتفسير بالنظر.
رابعا: أنه تفسير جامع لأنواعٍ من علوم القرآن المتعلقة بالتفسير كالقراءات، وأسباب النزول، والمكي والمدني، ونحو ذلك.
خامساً: حسن جمعه وعرضه، وجودة ترتيبه وتصنيفه، على الرغم من اعتماده الأكبر في جمع مادته العلمية التفسيرية على ثلاثة تفاسير: (الكشف والبيان) للثعلبي، و (الكشاف) للزمخشري، و (مفاتيح الغيب) للرازي، مع تباين مناهج مؤلفيها، واختلاف أساليبهم، كما قدَّم لتفسيره بثلاث وعشرين مقدمة، حوت كثيراً من الفوائد والجوانب المتعلقة بالتفسير.
سادسا: عدم تعصبه لمذهبه الشافعي، مع عرضه لأقوال العلماء والمذاهب الفقهية عند تفسيره لآيات الأحكام.
وعلى الرغم مما ذكر سلفاً، فإنه لم يخل من بعض الملحوظات، ومنها:
1 - سلوكه مسلك المتكلمين في بعض المسائل العقدية وخصوصاً في الصفات، والقدر.
2 - إيراده لبعض الأخبار الإسرائيلة، والأحاديث الضعيفة والموضوعة.
3 - استعماله بعض العبارات الصوفية والفلسفية في تفسيره.
4 - كثرة النقل من غير عزو، مما يوهم أنه من كلامه، وليس كذلك.
هذا ما أحببت ذكره - باختصار- عن كتاب الأصفهاني وتفسيره. وأستغفر الله من كل خطأ وزلل، وما توفيفي إلا بالله، عليه توكلت، وإليه أنيب.
وصلى الله وبارك على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[وليد دويدار]ــــــــ[23 - 05 - 05, 08:05 م]ـ
الدكتور / عبدالرحمن اليوسف
جزاكم الله خيرا
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[24 - 05 - 05, 01:24 ص]ـ
نشكر الأخ الدكتور على هذه الفوائد المختصرة ونريد منه المزيد والله يرعاكم
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[30 - 05 - 05, 01:01 م]ـ
أهلاً بشيخنا ...
في انتظار بحوثكم، وفوائدكم.
ـ[حارث همام]ــــــــ[30 - 05 - 05, 05:59 م]ـ
بارك الله فيكم أيها الشيخ الفاضل ..
هل آخر أجزاء التفسير هو الجزء العاشر الذي حققه عبدالمنعم الحواس؟
وهل هناك مشروع لطباعته؟
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[30 - 05 - 05, 07:22 م]ـ
شيخنا الكريم صاحب الفضيلة الدكتور عبد الرحمن اليوسف
جزاكم الله خيرا على هذا الخبر السارّ
ويشرفنا في منتدى التفسير وعلوم القرآن مشاركتكم
نسأل الله تعالى أن ينفعنا بعلمكم وأن يجزيكم عنا خيراً
ـ[هشام الحلاّف]ــــــــ[01 - 06 - 05, 05:36 م]ـ
أهلاًَ ومرحباً بأخينا الشيخ الدكتور عبدالرحمن اليوسف بين إخوانه وطلابه في ملتقى أهل الحديث.
ومشاركتم معنا مما تسعدنا وتشرفنا، ونحن في انتظار مشاركاتكم وبحوثكم المفيدة.
أسأل الله أن ينفع بكم وأن يبارك في علمكم.
ـ[د. عبدالرحمن اليوسف]ــــــــ[03 - 06 - 05, 12:16 ص]ـ
أشكرالإخوة جميعا (الشيخ وليددويدار، والشيخ أبي حاتم الشريف، والشيخ عبدالله المزروع، والشيخ حارث همام،
والشيخ أبي خالدالسلمي) على حسن ظنهم، وكريم استقبالهم، ولطف مشاعرهم، سائلا المولى عزوجل أن يمنحنا الفقه في الدين، وأن يرزقنا العلم والإيمان، والعمل والدعوة، والإخلاص والمتابعة، ونفع المسلمين. آمين
وفيمايتعلق بسؤال الشيخ الفاضل حارث همام عن مشروع الطباعة؟ لم يستبن لي في هذا الموضوع شيء،
ولعل الله ييسر بمنه وكرمه طباعة الكتاب.
وأما الجزء الذي حققه الدكتور عبدالمنعم الحواس لم يكن آخرأجزاء التحقيق، بل تناول تحقيقه آواخرأجزاء القرآن الكريم. (من أول سورة القمر إلى آخرالقرآن الكريم).
وشكر الله لكم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/337)
ـ[د. عبدالرحمن اليوسف]ــــــــ[22 - 06 - 05, 02:19 م]ـ
أشكرشكراخاصاًأخي الشيخ هشام الحلاف، صاحب الخلق الرفيع، والأدب الجم، مع مايتمتع به من لين الجانب، وتواضع النفس، وإشرافه على منتدى الدراسات الحديثةيعدمكسباللملتقى، فقدعرف بعلمه الغزير، وتحريراته الدقيقة ....
أسأل الله أن يوفقناوإياه وروادالملتقى لما يحب ويرضى.
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[24 - 06 - 05, 02:28 ص]ـ
جزاك الله خير ونفع بك ورفع درجتك يا شيخ عبدالرحمن
ـ[العوضي]ــــــــ[25 - 06 - 05, 08:40 ص]ـ
بارك الله فيك دكتورنا الفاضل على ما طرحت
ـ[د. عبدالرحمن اليوسف]ــــــــ[27 - 06 - 05, 01:56 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على نبينامحمد، وآله وصحبه، وبعد:
فاستكمالاًلماذكرت عن تفسيرالأصفهاني، أحب أن أضيف مايلي:
قدم الأصفهاني لتفسيره بثلاثٍ وعشرين مقدمةً حوت كثيراً من الفوائد والجوانب المتعلقة بالتفسير، قام بتحقيقها فضيلة الأستاذ الدكتور إبراهيم بن سليمان الهويمل، وهي على النحو التالي:
المقدمة الأول: في بيان احتياج الإنسان إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- في أمر الدنيا والآخرة (45 – 60).
المقدمة الثانية: في أنه كيف كان بدء الوحي (61 – 74).
المقدمة الثالثة: في تعريف القرآن (75 – 81).
المقدمة الرابعة: في بيان إعجاز القرآن (82 – 90).
المقدمة الخامسة: في وجوب تواتر القرآن (91 – 94).
المقدمة السادسة: في بيان القراءات السبع (95 – 98).
المقدمة السابعة: فيما قيل في قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف)) (99 – 111).
المقدمة الثامنة: في بيان جمع القرآن (112 – 123).
المقدمة التاسعة: في الحاجة إلى وضع الألفاظ (124 – 129).
المقدمة العاشرة: في بيان التفسير، والتأويل، والمحكم، والمتشابه (130 – 149).
المقدمة الحادية عشرة: في الحقيقة والمجاز (150 – 170).
المقدمة الثانية عشرة: في مباحثَ متعلقةٍ بعلم البيان (171 – 209).
المقدمة الثالثة عشرة: في باب الخاص والعام (210 – 216).
المقدمة الرابعة عشرة: في تعريف الإدراك، والعلم، والمعرفة، والشعور، والتصور، والتصديق، والظن، واليقين، والفكر، والنظر، وما يتقارب منها (217 – 235).
المقدمة الخامسة عشرة: في فضل العلم وشرفه (236 – 255).
المقدمة السادسة عشرة: في شرف علم التفسير (256 – 258).
المقدمة السابعة عشرة: في بيان العلوم التي يحتاج إليها المفسر (259 – 269).
المقدمة الثامنة عشرة: في بيان أن تحصيل علم التفسير فرض (270).
المقدمة التاسعة عشرة: فيمن أخذ منهم علم التفسير من الصحابة – رضي الله عنهم– (271 – 274).
المقدمة العشرون: في أقسام الأسماء الواقعة على المسميات (275 – 301).
المقدمة الحادية والعشرون: في أفعال الله تعالى وتقدس (302 – 307).
المقدمة الثانية والعشرون: في بيان أفعال العباد (308 – 325).
والله ولي التوفيق.
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[08 - 08 - 10, 04:59 م]ـ
كتاب ثري غزير. تُشكر على جميل العرض عنه.
هل طبع الكتاب؟(2/338)
من دقائق استنباط الامام السعدي - رحمه الله -
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[24 - 05 - 05, 03:37 ص]ـ
1 - قال تعالى (يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده أفلا تعقلون * ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم والله يعلم وأنتم لا تعلمون * ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين * إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين) آل عمران.
وفيها أيضا حث على علم التاريخ، وأنه طريق لرد كثير من الأقوال الباطلة والدعاوى التي تخالف ما علم من التاريخ
2 - قال الله تعالى - والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون * لا تقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين * أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين * لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم إلا أن تقطع قلوبهم والله عليم حكيم.-
قال السعدي -رحمه الله -:
وفي هذه الآيات فوائد عدة:
منها: أن اتخاذ المسجد الذي يقصد به الضرار لمسجد آخر بقربه، أنه محرم، وأنه يجب هدم مسجد الضرار، الذي اطلع على مقصود أصحابه.
ومنها: أن العمل وإن كان فاضلا تغيره النية، فينقلب منهيا عنه، كما قلبت نية أصحاب مسجد الضرار عملهم إلى ما ترى.
ومنها: أن كل حالة يحصل بها التفريق بين المؤمنين، فإنها من المعاصي التي يتعين تركها وإزالتها.
كما أن كل حالة يحصل بها جمع المؤمنين وائتلافهم، يتعين اتباعها والأمر بها والحث عليها، لأن الله علل اتخاذهم لمسجد الضرار بهذا المقصد الموجب للنهي عنه، كما يوجب ذلك الكفر والمحاربة لله ورسوله.
ومنها: النهي عن الصلاة في أماكن المعصية، والبعد عنها، وعن قربها.
ومنها: أن المعصية تؤثر في البقاع، كما أثرت معصية المنافقين في مسجد الضرار، ونهي عن القيام فيه، وكذلك الطاعة تؤثر في الأماكن كما أثرت في مسجد " قباء" حتى قال الله فيه:
لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه.
ولهذا كان لمسجد قباء من الفضل ما ليس لغيره، حتى كان صلى الله عليه وسلم يزور قباء كل سبت يصلي فيه، وحث على الصلاة فيه.
ومنها: أنه يستفاد من هذه التعاليل المذكورة في الآية، أربع قواعد مهمة، وهي:
كل عمل فيه مضارة لمسلم، أو فيه معصية لله، فإن المعاصي من فروع الكفر، أو فيه تفريق بين المؤمنين، أو فيه معاونة لمن عادى الله ورسوله، فإنه محرم ممنوع منه، وعكسه بعكسه.
ومنها: أن الأعمال الحسية الناشئة عن معصية الله لا تزال مبعدة لفاعلها عن الله بمنزلة الإصرار على المعصية حتى يزيلها ويتوب منها توبة تامة بحيث يتقطع قلبه من الندم والحسرات.
ومنها: أنه إذا كان مسجد قباء مسجدا أسس على التقوى، فمسجد النبي صلى الله عليه وسلم الذي أسسه بيده المباركة وعمل فيه واختاره الله له من باب أولى وأحرى.
ومنها: أن العمل المبني على الإخلاص والمتابعة، هو العمل المؤسس على التقوى، الموصل لعامله إلى جنات النعيم.
والعمل المبني على سوء القصد وعلى البدع والضلال، هو العمل المؤسس على شفا جرف هار، فانهار به في نار جهنم، والله لا يهدي القوم الظالمين.
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[24 - 05 - 05, 04:07 ص]ـ
3 - وقوله تعالى: وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم.
وفي هذه الآيات دليل على أن توبة الله على العبد أجل الغايات، وأعلى النهايات، فإن الله جعلها نهاية خواص عباده، وامتن عليهم بها، حين عملوا الأعمال التي يحبها ويرضاها.
ومنها: لطف الله بهم وتثبيتهم في إيمانهم عند الشدائد والنوازل المزعجة.
ومنها: أن العبادة الشاقة على النفس، لها فضل ومزية ليست لغيرها، وكلما عظمت المشقة عظم الأجر.
ومنها: أن توبة الله على عبده بحسب ندمه وأسفه الشديد، وأن من لا يبالي بالذنب ولا يحرج إذا فعله، فإن توبته مدخولة، وإن زعم أنها مقبولة.
ومنها: أن علامة الخير وزوال الشدة، إذا تعلق القلب بالله تعالى تعلقا تاما، وانقطع عن المخلوقين.
ومنها: أن من لطف الله بالثلاثة، أن وسمهم بوسم، ليس بعار عليهم فقال: خلفوا إشارة إلى أن المؤمنين < 1 - 355 > خلفوهم، [أو خلفوا عن من بت في قبول عذرهم، أو في رده] وأنهم لم يكن تخلفهم رغبة عن الخير، ولهذا لم يقل: "تخلفوا".
ومنها: أن الله تعالى من عليهم بالصدق
4 - وقوله تعالى: وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون.
ففي هذا فضيلة العلم، وخصوصا الفقه في الدين، وأنه أهم الأمور، وأن من تعلم علما، فعليه نشره وبثه في العباد، ونصيحتهم فيه فإن انتشار العلم عن العالم، من بركته وأجره، الذي ينمى له.
وأما اقتصار العالم على نفسه، وعدم دعوته إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وترك تعليم الجهال ما لا يعلمون، فأي منفعة حصلت للمسلمين منه؟ وأي نتيجة نتجت من علمه؟ وغايته أن يموت، فيموت علمه وثمرته، وهذا غاية الحرمان، لمن آتاه الله علما ومنحه فهما.
وفي هذه الآية أيضا دليل وإرشاد وتنبيه لطيف، لفائدة مهمة، وهي: أن المسلمين ينبغي لهم أن يعدوا لكل مصلحة من مصالحهم العامة من يقوم بها، ويوفر وقته عليها، ويجتهد فيها، ولا يلتفت إلى غيرها، لتقوم مصالحهم، وتتم منافعهم، ولتكون وجهة جميعهم، ونهاية ما يقصدون قصدا واحدا، وهو قيام مصلحة دينهم ودنياهم، ولو تفرقت الطرق وتعددت المشارب، فالأعمال متباينة، والقصد واحد، وهذه من الحكمة العامة النافعة في جميع الأمور.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/339)
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[01 - 06 - 05, 06:51 ص]ـ
قال الله تعالى
فإن لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله وأن لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون.
سورة هود
قال السعدي - رحمه الله -:
وفيها: أن مما يطلب فيه العلم، ولا يكفي غلبة الظن، علم القرآن، وعلم التوحيد، لقوله تعالى: فاعلموا أنما أنزل بعلم الله وأن لا إله إلا هو.
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[05 - 06 - 05, 04:28 ص]ـ
6 - 69 - 83 ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى.
إلى آخر القصة أي: ولقد جاءت رسلنا من الملائكة الكرام، رسولنا إبراهيم الخليل بالبشرى أي: بالبشارة بالولد، حين أرسلهم الله لإهلاك قوم لوط، وأمرهم أن يمروا على إبراهيم، فيبشروه بإسحاق، فلما دخلوا عليه قالوا سلاما قال سلام أي: سلموا عليه، ورد عليهم السلام.
ففي هذا مشروعية السلام، وأنه لم يزل من ملة إبراهيم عليه السلام، وأن السلام قبل الكلام، وأنه ينبغي أن يكون الرد، أبلغ من الابتداء, لأن سلامهم بالجملة الفعلية، الدالة على التجدد، ورده بالجملة الاسمية، الدالة على الثبوت والاستمرار، وبينهما فرق كبير كما هو معلوم في علم العربية.
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[05 - 06 - 05, 02:44 م]ـ
عند قراءة عنوان المقال غلب على ظني أن هذه استنباطات الإمام السعدي التي لم يسبقه أحد إليها، لكن الواضح أن الاستنباط الأخير سبقه إليه المفسرون ... والله أعلم
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[05 - 06 - 05, 03:31 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم الشيخ طلال، واصل بارك الله فيك.
ـ[أبو غازي]ــــــــ[05 - 06 - 05, 03:51 م]ـ
ما شاء الله.
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[07 - 06 - 05, 01:49 ص]ـ
بارك الله فيكم
في قصة شعيب - عليه السلام - من سورة هود:
قال السعدي - رحمه الله -:
1 - منها: أن الكفار، كما يعاقبون، ويخاطبون، بأصل الإسلام, فكذلك بشرائعه وفروعه، لأن شعيبا دعا قومه إلى التوحيد، وإلى إيفاء المكيال والميزان، وجعل الوعيد، مرتبا على مجموع ذلك.
2 - ومنها أن الله يدفع عن المؤمنين بأسباب كثيرة قد يعلمون بعضها وقد لا يعلمون شيئا منها وربما دفع عنهم بسبب قبيلتهم أو أهل وطنهم الكفار كما دفع الله عن شعيب رجم قومه بسبب رهطه وأن هذه الروابط التي يحصل بها الدفع عن الإسلام والمسلمين لا بأس بالسعي فيها بل ربما تعين ذلك لأن الإصلاح مطلوب على حسب القدرة والإمكان
فعلى هذا لو ساعد المسلمون الذين تحت ولاية الكفار وعملوا على جعل الولاية جمهورية يتمكن فيها الأفراد والشعوب من حقوقهم الدينية والدنيوية لكان أولى من استسلامهم لدولة تقضي على حقوقهم الدينية والدنيوية وتحرص على إبادتها وجعلهم عملة وخدما لهم
نعم إن أمكن أن تكون الدولة للمسلمين وهم الحكام فهو المتعين ولكن لعدم إمكان هذه المرتبة فالمرتبة التي فيها دفع ووقاية للدين والدنيا مقدمة والله أعلم
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[07 - 06 - 05, 06:39 م]ـ
لعل الشيخ السعدي، رحمه الله، يعرض بالدولة العثمانية حين قال "لدولة".
وقد رأيت واحدا من المنتسبين إلى العلم في مقابلة مع فضائية العراق قبل بضعة أيام، يستشهد بكلام الشيخ على مشروعية قبول التعيينات الحكومية التي أوجدها الاحتلال الأمريكي في العراق ...
والله اعلم
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[08 - 06 - 05, 07:18 ص]ـ
بارك الله فيكم
قال الله تعالى:
23 - 29 وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون * ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين * واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر وألفيا سيدها لدى الباب قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن أو عذاب أليم * قال هي راودتني عن نفسي وشهد شاهد من أهلها إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين * وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين * فلما رأى قميصه قد من دبر قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم * يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين.
قال السعدي في تفسيره:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/340)
هذه المحنة العظيمة أعظم على يوسف من محنة إخوته، وصبره عليها أعظم أجرا، لأنه صبر اختيار مع وجود الدواعي الكثيرة، لوقوع الفعل، فقدم محبة الله عليها، وأما محنته بإخوته، فصبره صبر اضطرار، بمنزلة الأمراض والمكاره التي تصيب العبد بغير اختياره وليس له ملجأ إلا الصبر عليها، طائعا أو كارها، وذلك أن يوسف عليه الصلاة والسلام بقي مكرما في بيت العزيز، وكان له من الجمال والكمال والبهاء ما أوجب ذلك، أن راودته التي هو في بيتها عن نفسه أي: هو غلامها، وتحت تدبيرها، والمسكن واحد، يتيسر إيقاع الأمر المكروه من غير إشعار أحد، ولا إحساس بشر.
ـ[أبوخليفة]ــــــــ[08 - 06 - 05, 10:20 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم، واصل وصلك الله بكل خير
وائذن لي أضيف ما ذكره العلامة السعدي -رحمه الله- تحت تفسير قوله تعالى في سورة الأنعام:
"قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير
فإنه رجس أو فسقا أهل لغير الله به"
قال -رحمه الله-:
"واختلف العلماء رحمهم الله في هذا الحصر المذكور، في هذه الآية، مع أن ثَمَّ محرمات لم تذكر فيها، كالسباع، وكل ذي مخلب من الطير ونحو ذلك.
فقال بعضهم: إن هذه الآية، نازلة قبل، تحريم ما زاد، على ما ذكر فيها. فلا ينافي هذا الحصر المذكور فيها، التحريم المتأخر بعد ذلك، لأنه لم يجده فيما أوحى إليه في ذلك الوقت.
وقال بعضهم: إن هذه الآية مشتملة على سائر المحرمات، بعضها صريحا، وبعضها يؤخذ من المعنى وعموم العلة. فإن قوله تعالى في تعليل الميتة والدم ولحم الخنزير، أو الأخير منها فقط: " فَإِنَّهُ رِجْسٌ " وصف شامل لكل محرم. فإن المحرمات كلها، رجس، وخبث، وهي من أخبث الخبائث المستقذرة، التي حرمها الله على عباده، صيانة لهم، وتكرمة عن مباشرة الخبيث الرجس.
ويؤخذ تفاصيل الرجس المحرم، من السنة، فإنها تفسر القرآن، وتبين المقصود منه.
فإذا كان الله تعالى، لم يحرم من المطاعم، إلا ما ذكر، والتحريم لا يكون مصدره، إلا شرع الله - دل ذلك على أن المشركين، الذين حرموا ما رزقهم الله، مفترون على الله، متقولون عليه ما لم يقل.
وفي الآية احتمال قوي، لولا أن الله ذكر فيها الخنزير. وهو:
أن السياق في نقض أقوال المشركين المتقدمة، في تحريمهم لما أحله الله، وخوضهم بذلك، بحسب ما سولت لهم أنفسهم، وذلك في بهيمة الأنعام خاصة.
وليس منها، محرم إلا ما ذكر في الآية: الميتة منها، وما أهل لغير الله به، وما سوى ذلك، فحلال.
ولعل مناسبة ذكر الخنزير هنا، على هذا الاحتمال، أن بعض الجهال، قد يدخله في بهيمة الأنعام، وأنه نوع من أنواع الغنم، كما قد يتوهمه جهلة النصارى وأشباههم، فينمونها، كما ينمون المواشي، ويستحلونها، ولا يفرقون بينها وبين الأنعام
ـ[أبوخليفة]ــــــــ[08 - 06 - 05, 10:25 ص]ـ
وقد أشار -رحمه الله- أيضا في آية الأنعام هذه فيما حرمه الله على الأمة، والآية التي بعدها في ذكر ما حرمه الله على اليهود، وهي قوله تعالى:
"وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما إلا ما حملت ظهورهما أو الحوايا أو ما اختلط بعظم ذلك جزيناهم ببغيهم وإنا لصادقون"
أشار -عليه الرحمة والرضوان- إلى الفرق بين ما حرمه الله على هذه الأمة وبين ما حرمه على اليهود،
فهذه الأمة المرحومة حرم الله عليها الرجس لقوله تعالى في الآية: "فإنه رجس"
وأما اليهود فحرم عليهم بعض الطيب عقوبة لهم ونكالا، ولذلك قال: "ذلك جزيناهم ببغيهم"
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[12 - 06 - 05, 05:26 ص]ـ
بارك الله فيكم
قال الله تعالى
" قالوا أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين * وقال الذي نجا منهما وادكر بعد أمة أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون * يوسف أيها الصديق أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون * قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون * ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلا مما تحصنون * ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون "
قال السعدي:
فجمعوا بين الجهل والجزم، بأنها أضغات أحلام، والإعجاب بالنفس، بحيث إنهم لم يقولوا: لا نعلم تأويلها، وهذا من الأمور التي لا تنبغي لأهل الدين والحجا، وهذا أيضا من لطف الله بيوسف عليه السلام. فإنه لو عبرها ابتداء - قبل أن يعرضها على الملأ من قومه وعلمائهم، فيعجزوا عنها -لم يكن لها ذلك الموقع، ولكن لما عرضها عليهم فعجزوا عن الجواب، وكان الملك مهتما لها غاية، فعبرها يوسف- وقعت عندهم موقعا عظيما، وهذا نظير إظهار الله فضل آدم على الملائكة بالعلم، بعد أن سألهم فلم يعلموا. ثم سأل آدم، فعلمهم أسماء كل شيء، فحصل بذلك زيادة فضله، وكما يظهر فضل أفضل خلقه محمد صلى الله عليه وسلم في القيامة، أن يلهم الله الخلق أن يتشفعوا بآدم، ثم بنوح، ثم إبراهيم، ثم موسى، ثم عيسى عليهم السلام، فيعتذرون عنها، ثم يأتون محمدا صلى الله عليه وسلم فيقول: "أنا لها أنا لها" فيشفع في جميع الخلق، وينال ذلك المقام المحمود، الذي يغبطه به الأولون والآخرون.
فسبحان من خفيت ألطافه، ودقت في إيصاله البر والإحسان، إلى خواص أصفيائه وأوليائه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/341)
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[11 - 03 - 06, 03:49 ص]ـ
تفسير سورة لقمان وهي مكية
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (2) هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ (3) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5).
يشير تعالى إشارة دالة على التعظيم إلى (آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ) أي: آياته محكمة، صدرت من حكيم خبير.
من إحكامها، أنها جاءت بأجل الألفاظ وأفصحها، وأبينها، الدالة على أجل المعاني وأحسنها.
ومن إحكامها، أنها محفوظة من التغيير والتبديل، والزيادة والنقص، والتحريف.
ومن إحكامها: أن جميع ما فيها من الأخبار السابقة واللاحقة، والأمور الغيبية كلها، مطابقة للواقع، مطابق لها الواقع، لم يخالفها كتاب من الكتب الإلهية، ولم يخبر بخلافها، نبي من الأنبياء، [ولم يأت ولن يأتي علم محسوس ولا معقول صحيح، يناقض ما دلت عليه].
ومن إحكامها: أنها ما أمرت بشيء، إلا وهو خالص المصلحة، أو راجحها، ولا نهت عن شيء، إلا وهو خالص المفسدة أو راجحها، وكثيرا ما يجمع بين الأمر بالشيء، مع ذكر [حكمته] فائدته، والنهي عن الشيء، مع ذكر مضرته.
ومن إحكامها: أنها جمعت بين الترغيب والترهيب، والوعظ البليغ، الذي تعتدل به النفوس الخيرة، وتحتكم، فتعمل بالحزم.
ومن إحكامها: أنك تجد آياته المتكررة، كالقصص، والأحكام ونحوها، قد اتفقت كلها وتواطأت، فليس فيها تناقض، ولا اختلاف. فكلما ازداد بها البصير تدبرا، وأعمل فيها العقل تفكرا، انبهر عقله، وذهل لبه من التوافق والتواطؤ، وجزم جزما لا يمترى فيه، أنه تنزيل من حكيم حميد.
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[11 - 03 - 06, 03:51 ص]ـ
في سورة ص:
ومنها: أن داود عليه السلام، [كان] في أغلب أحواله ملازما محرابه لخدمة ربه، ولهذا تسور الخصمان عليه المحراب، لأنه كان إذا خلا في محرابه لا يأتيه أحد، فلم يجعل كل وقته للناس، مع كثرة ما يرد عليه من الأحكام، بل جعل له وقتا يخلو فيه بربه، وتقر عينه بعبادته، وتعينه على الإخلاص في جميع أموره.
ومنها: أن سليمان عليه السلام، كان ملكا نبيا، يفعل ما أراد، ولكنه لا يريد إلا العدل، بخلاف النبي العبد، فإنه تكون إرادته تابعة لأمر اللّه، فلا يفعل ولا يترك إلا بالأمر، كحال نبينا محمد صلى اللّه عليه وسلم، وهذه الحال أكمل.
ـ[المسيطير]ــــــــ[10 - 05 - 08, 05:27 م]ـ
بارك الله في الشيخ / طلال العولقي وزاده من فضله.
وقد افتقدناه .... وأسأل الله أن يكون المانع خيرا.
ـ[أبو إبراهيم كازاخستاني]ــــــــ[09 - 08 - 10, 05:15 م]ـ
جزيت خيراً(2/342)
هل لأئمة المذاهب الأربعة تفاسير (مطبوعة)؟
ـ[العوضي]ــــــــ[30 - 05 - 05, 10:25 م]ـ
ومكان الحصول عليها
وفقك الله لكل خير
ـ[الرايه]ــــــــ[03 - 06 - 05, 09:57 ص]ـ
هناك رسائل علمية جمعت اقوال بعضهم في التفسير كالامام مالك واحمد بن حنبل
وهي مطبوعة
ـ[صُهيب]ــــــــ[12 - 06 - 05, 01:59 ص]ـ
1 - مريوات الإمام أحمد بن حنبل في التفسير , ماجستير , جامعة أم درمان , سنة 2002 , للباحثة: منى عثمان أحمد الشيخ.
2 - مرويات أحمد بن حنبل في التفسير , ماجستير , جامعة أم درمان , سنة 2002 , للباحثة: عفاف بركانا أحمد.
من مجلة الدعوة العدد (30).(2/343)
المنهج التعليمي عند المقرئين د. جايد زيدان مخلف
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[01 - 06 - 05, 03:03 م]ـ
المنهج التعليمي عند المقرئين
--------------------------------------------------------------------------------
مقدمة في المنهج التعليمي
عند المقرئين
د. جايد زيدان مخلف
((سمع الأحنف بن قيس التميمي أحدهم يقول: التعلم في الصغر كالنقش في الحجر، فرد الأحنف قائلا: الكبير اكبر عقلا ولكنه اشغل قلبا)).
البيان والتبيين للجاحظ
- 1 -
كان المقرئون هم الروَّادَ الأوائل في نشر المعرفة والتعليم، وعلى أيديهم نشأت العلوم اللسانية من نحو وصرف ومعاجم وبلاغة، والعلوم الشرعية من تفسير وفقه وحديث وما شابه ذلك، ولكن أحدا لم يحدثنا في مقام واحد عن المنهج الذي اتبعه أولئك المقرئون في مسيرتهم التعليمية، فكانت الحاجة ماسة إلى بحث يجمع الشتات المتفرقة في موضع واحد، وإعادة النظر في هذا الأسلوب المتبع في التعليم، ومدى الإفادة منه في الوقت الحاضر، والتدبر في أثر هذا الأسلوب في تقويم اللسان عند السابقين، واستشراق الصعوبة التي يعانيها طلاب اللغة العربية في الوقت الحاضر، بحيث لا يتمكن من تقويم لسانه من لحن في اعراب، أو حرج في تلفظ، كلُّ هذا يستدعي التوقف وتقليب النظر في الموضوع، علنا أن نهتدي إلى ما يخدم أبناءنا الطلبة في هذا المضمار.
فالقصد الذي ينزع اليه البحث إذن هو الكشف عن المنهج الذي أُتِّبِعَ في تعليم القرآن وحفظه واستظهاره، ومدى صلاحية هذا المنهج للوقت الحاضر، وما الأضرار التي لحقت النشئ من ترك هذا المنهج من ضعف عام في سليقة هذه اللغة، وعدم استقامة اللسان على الفصحى، وعدم القدرة على الكتابة بصورة صحيحة تتوخى فيها استقامة العبارة ودقة التركيب، وضبط القراءة المعبرة عن المعنى.
فهو يرمي إلى علاج داء استشرى، ويصلح أن يكون مقدمة لباحثين يتوغلون في جزئيات الموضوع، إذ أن السابقين كانوا قد تركوا لنا شذرات في صفة هذا المنهج نجدها في كتب التفسير والتراجم، ومن هذه الشذرات صُغتُ هذه المقدمة.
- 2 -
والأصول الأولى للمنهاج الذي اتبع في اقراء القرآن يلتمسه الباحث من آي الذكر الحكيم، والاخبار التي أحيط بها ذلك النزول من قبيل تلك الاشارات التي تتعلق بالآيات التي يمكن بسط القول فيها، وأولها قوله تعالى: {إقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق، إقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم}.
حيث ذكر الرازي في قوله تعالى {إقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم} مسائل:
أولها: (قال بعضهم: إقرأ أولا لنفسك، والثاني للتبليغ، أو الأول للتعلم من جبريل، والثاني للتعليم ... ) ().
فنجد منذ بدء نزول الآيات الأولى كان هناك منهج في تعلم القرآن وتعليمه، وتلقينه تلقينا، حيث أن جبريل عليه السلام - لم يدع الرسول ? حتى أعاد قراءتها عليه، ونقشت في قلبه، بعد أن غطه ثلاث مرات، والغط: هو العصر الشديد، وذلك ليهيء نفس الرسول ? للاستقبال والتلقي: قال تعالى: {وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم} [سورة النمل آية 6]، ومن معاني التلقي التلقين، قال ابن منظور: (والرجل يلقى الكلام: أي يلقنه) ()، فالرسول ? لقن القرآن من جهة جبريل عليه السلام ثم أعاد هذه القراءة على جبريل وعرفها عليه (وعرض الشيء عليه أراه إياه) () فكان تعلم الرسول ? يسير وفق هذين الأمرين، التلقي والعرض.
ويرافق التلقي أمور، منها: الاستماع التام، والتدبر، وعدم العجلة، والتدرج، وعدم النسيان لغرض التطبيق العملي لمفهوم القرآن، والقرآن يتحدث عن هذه الأمور جميعا.
قال تعالى: {وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون} [الأعراف آية:204]، وقال: {أفلا يتدبرون القرآن} [النساء آية 82]، قال ابن كثير: (يقول تعالى آمرا لهم بتدبر القرآن، وناهيا لهم عن الاعراض عنه وعن تفهم معانيه المحكمة وألفاظه البليغة) ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/344)
وقال الزمخشري: (تدبر الأمر: تأمّلَهُ، والنظر في أدباره، وما يؤول اليه في عاقبته ومنتهاه، ثم استعمل في كل تأمل، فمعنى تدبر القرآن؛ تأمل معانيه وتبصر ما فيه) (). وهذا التدبر والفهم للمعاني يتطلب التريث وعدم العجلة في قراءته، قال تعالى: {لا تحرك لسانك لتعجل به، إنا علينا جمعه وقرآنه، فإذا قرآناه فاتبع قرآنه، ثم إن علينا بيانه} [سورة القيامة آية 16 - 19]، قال ابن كثير: (هذا تعليم من الله عز وجل لرسوله ? في كيفية تلقيه الوحي من الملك، فإنه كان يبادر إلى أخذه، ويسابق الملك في قراءته، فأمره الله عز وجل - إذا جاءه الملك بالوحي أن يستمع له، وتكفل الله له أن يجمعه في صدره، وأن ييسره لأدائه على الوجه الذي ألقاه إليه، وأن يبينه له ويفسره ويوضحه، فالحالة الأولى: جمعه في صدره، والثانية: تلاوته، والثالثة: تفسيره وايضاح معناه) ().
وذكر الرازي في قوله تعالى: {فإذا قرأناه فاتبع قرآنه} مسألتين:
الأولى: جعل قراءة جبريل عليه السلام قراءته، وهذا يدل على الشرف العظيم لجبريل عليه السلام.
والثانية: لا ينبغي أن تكون قراءتك مقارنة لقراءة جبريل، ولكن يجب أن تسكت حتى يتم جبريل عليه السلام القراءة، فإذا سكت جبريل فخذ أنت بالقراءة) ().
والقرآن لم ينزل مرة واحدة كالكتب السماوية السابقة، وإنما أنزل متدرجا، لأجل فهمه وتطبيقه، ولأجل تعليمه وتثبيته في النفوس، قال تعالى: {وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلاً} أي أنزل آية آية مبينا مفسرا، ولهذا قال {لتقرأه على الناس} أي لتبلغه للناس وتتلوه عليهم، {على مكث}، أي مهل {ونزلناه تنزيلا} [سورة الإسراء آية 106]، أي؛ شيئا بعد شيء، وهذا دال على تدريج نزوله ليسهل حفظه وفهمه () حيث كان يبين أوله وآخره ثلاث وعشرون سنة.
ومما يقتضيه هذا التطبيق العملي للقرآن أن يكون مستحضرا في الذهن وأن لا ينساه، لذلك كان من أوائل ما نزل من القرآن الكريم قوله تعالى: {سنقرئك فلا تنسى} [سورة الأعلى آية 6]، وفي هذا بشارة من الله سبحانه لرسوله أنه سيقرؤه القرآن ولا ينساه، وقد ذكرت في كيفية ذلك الاقراء والتعليم وجوه:
أحدها: أن جبريل عليه السلام سيقرأ عليك القرآن مرات حتى تحفظه حفظا لا تنساه.
ثانيا: انا نشرح صدرك ونقوي خاطرك حتى تحفظ في المرة الواحدة حفظا لا تنساه.
ثالثا: انه تعالى أمره في أول السورة بالتسبيح، فكأنه تعالى قال: واظبْ على ذلك ودم عليه، فإنا سنقرئك القرآن الجامع لعلوم الأولين والآخرين، ويكون فيه ذكرك وذكر قومك، ونيسرك لليسرى، وهو العمل به.) ().
وهذه الأمور التي ذكرها العلماء تقتضي المواظبة والتكرار لما يقرأ، لذلك كانت الخطوة الثانية في التعليم وهي (العرض) مهمة في سبيل الثبات والديمومة على الحفظ، لذلك كان جبريل عليه السلام يعارضه في قراءة القرآن كل سنة في رمضان مرة، وفي العام الذي قبض فيه ? عارضه بها مرتين، وكانت العرضة الأخيرة هي التي عليها المصحف الذي بين أيدينا ().
وبعد هذا وذاك ففي القرآن تيسير من الله لحفظه وتعلمه حيث قال: {ولقد يسرنا القرآن للذكر} [القمر آية:17]، وذكر العلماء وجوها لهذا التيسير منها:
1 - تيسير حفظه حيث لم يكن قبل القرآن شيء من كتب الله يحفظ عن ظهر قلب.
2 - تيسير الاتعاظ به حيث أتى به بكل حجة.
3 - جعله يعلق بالقلوب، ويستلذ في السماع، فلا يسأم.
4 - جعله معجزة لرسول الله ? حيث تحداهم به، ولا يسع أحد انكاره فهو تذكرة لكل أحد ().
يتلخص من هذه الأصول التي يتلمسها الباحث في المنهاج الذي اتبع في تعلم الرسول ? انه كان مبنيا على أمرين هما: التلقي والعرض.
ويرافق هذين الأمرين أمور هي:
1 - الانصات والاستماع التام وعدم التعجيل حتى يتم جبريل عليه السلام قراءته.
2 - التدرج في الحفظ وعدم تجاوز الآيات ذوات العدد.
3 - فهم المعاني وإدراك المطلوب من الآيات القرآنية.
4 - العمل مع العلم، وهو المنهج التطبيقي لما يوحى، حيث وصف الرسول ? بأن خلقه القرآن.
5 - التكرار لما قرأه، والمواظبة على ذلك لئلا ينسى.
- 3 -
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/345)
هذه الأصول الأولى هي التي إتبعها الرسول ? في تعليم أصحابه القرآن وزاد على ذلك أن أمرهم بكتابته، إذ ما كان شيء من القرآن الكريم ينزل إلا أمر كتاب الوحي بإثباته، فكانت الكتابة خير عامل مساعد لتعليم القرآن، علما أن الكثير منهم كان يعتمد ذاكرته في الحفظ دون أن يعرف الكتابة، إذ وهبهم الله قلوبا حافظة وألسنة لافظة.
ففي قصة إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين جاء إلى بيت أخته فاطمة وفيه زيد، كان الصحابي الجليل خباب بن الأرت - رضي الله عنه - يقرئهما سورة طه في صحيفة () ومن اهتمامه بالكتابة جعل فداء الأسير من قريش بعد معركة بدر تعليم عشرة من صبيان المدينة الكتابة.
وكان رسول الله ? قد رسم لهم المنهج في تعليم القرآن على نحو ما قال أبو عبد الرحمن السلمي: (حدثني الذين كانوا يقرئوننا: عثمان بن عفان، وعبد الله بن مسعود، وأبي بن كعب - رضي الله عنهم - أن رسول الله ? كان يقرئهم عشر آيات، فلا يجاوزونها إلى عشر أخرى حتى يتعلموا ما فيها من العمل، قالوا: فتعلمنا القرآن والعمل معا) (). وهؤلاء الذين ذكرهم كانوا قد جمعوا القرآن الكريم على عهد رسول الله ? وغيرهم كثير. ()
فكان رسول الله يقرئ بعضا، ويسمع من بعض، ويطلب من بعض أن يقرأ عليه. فهذا أبى بن كعب يأتيه رسول الله، ويقول له: ((إني أمرت أن أقرأ عليك، وفي لفظ؛ إني أقريك القرآن، قال: الله سماني لك، قال: نعم، فبكى أبي)) ().
وهذا أبو موسى الأشعري ((كان من نجباء الصحابة، وكان من أطيب الناس صوتا، سمع النبي ? قراءته، فقال: لقد أوتى هذا مزمارا من مزامير آل داود)) ().
وهذا عبد الله بن مسعود يقول: ((قال لي رسول الله ? (أقرأ علي فقلت: يا رسول الله، أقرأ عليك، وعليك أنزل؟ قال: نعم، أحب أن أسمعه من غيري. فقرأت سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} [سورة النساء آية:41] فقال: حسبك، فإذا عيناه تذرفان)) ().
وابن مسعود هو الذي كان يقول: ((حفظت من في رسول الله ? سبعين سورة)) ().
هذه الروايات تطلعنا على الأسلوب الذي كان يتبعه الرسول ? في تعليم أصحابه، حيث كان يقرئهم، ويطلب منهم القراءة عليه فيجيزهم على ذلك، ويسمع منهم، ويتأثر بقراءتهم، ويشجعهم على ذلك ويمتدحهم، والرواية الأخيرة تطلعنا على كثرة التكرار لما يقرأه عليهم، إذ لم يكن ابن مسعود رضي الله عنه ليحفظ سبعين سورة من الرسول مباشرة مرة واحدة، أو مرتين في قراءة الآيات، بل سمعها منه مرات عديدة حتى حفظها.
وكان يشجعهم في تعليم غيرهم ويوجههم إلى ذلك حيث كان يدفع بمن يدخل في الاسلام إلى أصحابه لتعليمه القرآن، ويوضح هذا ما ذكره الصحابي الجليل عبادة بن الصامت إذ يقول كان رسول الله ? يُشغل فإذا قدم رجل مهاجر إلى رسول الله ? دفعه إلى رجل منا يعلمه القرآن، فدفع إلى رسول الله ? رجلا، وكان معي في البيت، أعشيه عشاء أهل البيت، فكنت أقرئه القرآن، فانصرف انصرافه إلى اهله، فرأى أن عليه حقا، فأهدى إلي قوسا لم أر أجود منه عودا، ولا أحسن منه عطفا، فأتيت رسول الله? فقلت ما ترى يا رسول الله فيها؟ قال: جمرة بين كتفيك تقلدتها أو تعلقتها) ().
هذه الرواية تفيد أمورا: منها أن الرسول ? بعد أن رسم لهم المنهج في التعليم مرنهم على تعليم غيرهم، وتحفيظهم إياه بالتكرار لضبطه. وأنه نهاهم عن أخذ الأجرة على قراءة القرآن ليكون أخلص للقرآن في الدعوة، وأدعى إلى تجريد النفوس مما عند الناس طلبا لما عند الله، يحدوهم حديثه الشريف ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه)) () , كما كان يبعث بمن يتقنون القرآن إلى الأمصار والبوادي من أحياء العرب الذين يدخلون في الاسلام، يعلمونهم القرآن، ويفقهونهم في الدين، فهذا مصعب بن عمير بعث به رسول الله ? إلى المدينة بعد بيعة العقبة (وأمره أن يقرئهم القرآن، ويعلمهم الاسلام، ويفقههم في الدين، فكان يسمي المقرئ بالمدينة مصعب) (). وهكذا كان يفعل بالصحابة من الذين أتقنوا القرآن في أحياء العرب حيث يبعث بهم معلمين ومرشدين.
- 4 -
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/346)
وبعد وفاة الرسول ? واتساع رقعة الاسلام احتاجت الديار المفتوحة إلى من يقوم بإقرائها وتعليمها القرآن، وأحكام الاسلام، فكان القادة يبعثون إلى الخلفاء ليوفدوا من يعلم الناس القرآن، فهذا يزيد بن أبي سفيان أحد قادة الجيوش الاسلامية التي فتحت ديار الشام يكتب إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يطلب منه أن يعينه برجال من القراء ليعلموا الناس الداخلين في الاسلام، فيوجه اليه ثلاثة من الصحابة هم: معاذ بن جبل، وعبادة بن الصامت، وأبو الدرداء، فيقيم عبادة بن الصامت في حمص، ويقيم أبو الدرداء في دمشق، ويقيم معاذ بن جبل في فلسطين، يعلمون الناس القرآن ويفقهونهم في الدين (). كما أرسل عمر بن الخطاب عبد الله بن مسعود إلى الكوفة، وأبا موسى الأشعري إلى البصرة ().
هؤلاء الصحابة هم الذين أرسوا قواعد مدارس إقراء القرآن في الأمصار الإسلامية، فهذا أبو الدرداء يلي قضاء دمشق، يقول عنه سويد بن عبد العزيز: (كان أبو الدرداء إذا صلى الغداة في جامع دمشق اجتمع الناس للقراءة عليه، فكان يجعلهم عشرة عشرة، وعلى كل عشرة عريفا، ويقف هو في المحراب يرمقهم ببصره، فإذا غلط أحدهم يرجع إلى عريفه، وإذا غلط عريفهم يرجع إلى أبي الدرداء يسأله عن ذلك، وكان ابن عامر عريفا على عشرةِ، كذا قال سويد، فلما مات أبو الدرداء خلفه ابن عامر) (). ومثل هذا جرى في البصرة والكوفة وبقية ديار الاسلام المفتوحة تسير عملية تعليم القرآن مع الفتوحات لتعليم الداخلين في الاسلام، إذ لا تصح العبادة إلا بقراءة القرآن، وكان كل منهم يحرص على تعلمه والتعبد به، والقرآن الكريم هو الذي وحّد ألسنتهم بعد توحيد اعتقادهم، واخذه بسنة التدرج التي درجت عليها الشريعة في معظم أحكامها؛ إذ كان العرب قبائل متناوئة المحال وكان يصعب عليهم قراءته بلغة قريش ولغة الفصحاء من العرب التي أُنْزل فيها القرآن، فكانت رخصة الأحرف السبعة بنص حديث الرسول ? ((إن هذا القرآن أُنزل على سبعة أحرف فأقرءوا ما تيسر منه)) () علاجا لهذه المسألة، وأخذا لهم بسنن التدرج، ويعلل ابن قتيبة ذلك بقوله: (ولو أن كل فريق من هؤلاء أمر أن يزول عن لغته، وما جرى عليه اعتياده طفلا وناشئا وكهلا، لاشتد ذلك عليه، وعظمت المحنة فيه، ولم يمكنه إلا بعد رياضة للنفس طويلة، وتذليل للسان، وقطع للعادة، فأراد الله برحمته ولطفه أن يجعل لهم متسعا في اللغات ومتصرفا في الحركات) () ولكن بعد اختلاطهم وتمازجهم وتأثرهم بلغة القرآن الجامعة، وتكرارهم لقراءته، أخذت تزول هذه اللهجات المتباينة بعد اجتماعهم على المصحف الامام الذي كتب في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه حيث بعث مع كل نسخة من هذا المصحف بمقرئ يقرئ الناس بها ويعلمها، وعلى أيدي هؤلاء الذين أخلصوا أنفسهم لإقراء القرآن نشأت العلوم اللسانية والشرعية.
- 5 -
فكان من القراء أبو الأسود الدؤلي الذي قام بنقط المصحف نقط الأعراب، وتعد عملية نقط المصحف العملية الأولى في نشأة النحو العربي.
وكان أبو عمرو بن العلاء سيد القراء في البصرة واحد القراء السبعة يعد رأساً للمدرستين البصرية والكوفية في النحو، إذ تتلمذ على يديه نحاة البصرة والكوفة.
وكان الكسائي أحد القراء السبعة وراس المدرسة الكوفية النحوية
والمنهاج الذي اتبعه هؤلاء المقرئون هو المنهاج نفسه الذي اتبعه رسول الله ? في تعليم أصحابه، من أخذهم بسنة التدرج، فكان منهم من يقرأ عليهم آية آية، ومنهم من يقرأ خمسا خمسا، ومنهم من يقرأ عشرا عشرا.
والتدرج لم يكن في المقدار الذي يحفظه المتعلم فقط، الذي كانت تراعى فيه الفروق المقروئة، بل تعدى ذلك إلى النوعية في اتقان القرآن من ادغام أو عدمه والى همز أو تسهيل ووقف وابتداء، أو فتح وإقالة، وما شابه ذلك من أمور يقتضيها تجويد القرآن وتلاوته وضبط أحكامه، فمثلا كان أبو عمرو بن العلاء إذا قرأ عليه المبتدئ لا يحاسبه في أمور الادغام كما لو قرأ عليه المنتهي، قال أبو معشر الطبري: (واعلم أن أبا عمرو كان يميز هذا التمييز على المنتهي، فإذا كان القارئ مبتدئا لا يبالي وقف بالامالة أم بغير الامالة) ().
(والمبتدئ هو من شرع في الافراد إلى أن يفرد ثلاثا من القراءات، والمتوسط: إلى أربع أو خمس، والمنتهي: هو من عرف من القراءات أكثرها واشهرها) ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/347)
فعلى هذا نجد أن التدرج كان قائما في كل العصور، ولكن التدرج عند المتقدمين كان في المقدار الذي يحفظه المتعلم من الآيات، والتطبيق العملي لما احتوته الآيات من الأحكام، ولكن حين نشأ المتعلمون في ظل الاسلام، كان سلوكهم العملي يأخذونه من أهليهم ومجتمعهم الذي ربي على الاسلام، فصار التدرج ليس في العدد فقط، وانما كان في ضبط الألفاظ وتقويم اللسان على ذلك، إضافة إلى القدرة على الحفظ والاستيعاب.
والمنهاج في الكيفية تعددت اشكاله، منهم من كان يجيد القراءة والكتابة، فيعرض قراءته على المشايخ فييزيونه بعد تصويب ما كان يخطئ فيه، ومنهم من كان يتلقاه تلقيا - أي يلقنه تلقينا -، ومنهم من كان يكتفي بالسماع ويضبط مصحفه على ما يسمع، من ذلك ما حدث به خلف بن هشام الأسدي قالكان الكسائي إذا كان شعبان وضع له منبر فقرأ هو على الناس في كل يوم نصف سبع، يختم ختمتين في شبعان ... ) () وكان الناس يضبطون مصاحفهم على قراءته.
ومنهم من كان لا يكتفي بقراءته عليهم إذا كثر عليه الناس بل كان يطلب منهم ترديد ما قرأه عليهم لفظة لفظة، وهذا ما ذكره السيوطي عن ابن الجزري إذ يقول:
(يحكى أن الشيخ شمس الدين بن الجزري، لما قدم القاهرة وازدحمت عليه الخلق لم يتسع وقته لإقراء الجميع، فكان يقرأ عليهم الآية ثم يعيدونها عليه دفعة واحدة فلم يكتف بقراءته) (). ويظهر من هذا أن الترديد الجماعي هو استثناء لعلة كثرة الناس الذين يقرءون عليه، وضيق الوقت الذي لا يسمع له بإقراء كل على انفراد، والأصل لطالب القراءة أن يلقن القراءة ثم يعرض ما لقنه على شيخه فيسمع منه ويصحح له إلى أن يتقن القراءة فيجيزه بها. وبهذه الطريق اتقنوا القراءات وحفظوها في سن مبكرة، يقول سليم (سمعت حمزة يقول: أحكمت القراءة ولي خمس عشرة سنة) () وكثير غيره أتقن القراءة بهذه السن أو اقل من ذلك أو اكثر.
وتعليم القرآن للصبيان يكون عن طريق الاستظهارفالمنهج بطبيعته يتجه إلى التعليم اللفظي، ويعتمد على الذاكرة، وعلى الأخص إذا عرفنا أن القرآن وهو أهم المعلوم يجب حفظه بألفاظه دون تحريف أو تبديل، لهذا السبب كانت الطرق التعليمية التي أوصى بها القابسي - أبو الحسن علي بن محمد بن خلف الفقيه القيراني ت 433هـ - لا تخرج عن الطرق الموصلة إلى جودة الحفظ وعدم النسيان فيما يختص بالقرآن، وعنده أن طرق الحفظ ثلاث؛ التكرار، والميل، والفهم) ().
وهذه الأمور الثلاثة التي أكدها القابسي تثبت النصوص في صدور المتعلمين. إذ التكرار يرسخ الحفظ، والميل اليها يكون بالترغيب في الثواب الذي أعده الله لمعلمي القرآن ومتعلميه، والفهم لهذه الأحكام يثبتها أكثر باقترانها بالعمل، لأن الفهم يعين على التطبيق، فيكون ذلك سلوكا للمتعلم، وسجية له في قراءته وانطباعه على الصحيح.
فالحديث الشريف ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه)) هو الذي اقعد أبا عبد الرحمن السلمي أربعين سنة في مسجد الكوفة يعلم الناس القرآن.
والرغبة عند المعلم والمتعلم تكون أقوى وأفضل، خاصة إذا كانت عقيدة راسخة في النفوس، والقرآن الذي وحَّد اعتقاد العرب المسلمين أولا، ووحد السنتهم ثانيا، لقادر اليوم على علاج ألسنتهم من اللحن الذي طغى على عامتهم وخاصتهم.
وهذا المنهاج الذي اتبع في تعليم القرآن كأنه تطبيق للمقولة العربية الشهيرة التي سمعها الأحنف بن قيس التميمي من أحدهم (التعلم في الصغر كالنقش في الحجر).
وكان رد الأحنف عليه صحيحا أيضا إذ قال: (الكبير اكبر عقلا، ولكنه أشغل قلبا) ()
فتعليم العربية وتقويم اللسان يكون بإقراء القرآن وتلقينه للصبيان أولا، لأن الصبيان في هذه السن المبكرة قادرون على الاستظهار أو الحفظ، ومتى ثبتوا على ذلك الحفظ وتقدمت بهم السن اصبحوا قادرين على التحليل والفهم، وإدراك دقائق الأمور، فيكون تعلم العلوم العربية كالنحو والصرف والبلاغة ... ميسورا سهلا، لأن المتعلم الذي يقرأ القرآن ويحفظه أو يحفظ منه، ويضبط ما يحفظ ويقرأ، يطبع على اللفظ الصحيح، والاعراب الصحيح، ويكون له سجية لا تقبل الخطأ بسهولة، وهو يملك الامثلة الكثيرة على كل أمر من هذه العلوم وجزيئاتها.
وهجران هذا المنهج هو الذي أدى إلى الضعف العام الذي نراه بين الخاصة والعامة، والعلاج لهذا الضعف يكون بالرجوع إلى ذلك المنهج الذي اثبت نجاحه على مدى العصور السالفة، التي تخرج فيها فحول الشعراء والأدباء والفقهاء والقراء والمفسرون ... ، والافادة من هذا المنهج بما يوائم روح العصر، من استخدام الأجهزة الحديثة المتقدمة التي تعين على تثبيت تلك النصوص في أذهان المتعلمين، لتكون لهم الأساس المتين في تعلم العربية.
فخلاصة الموضوع والنتائج التي يؤدي اليها:
المنهج الذي اتبع في تعليم القرآن هو التلقي والعرض وتراعى في ذلك أمور أهمها:
التدرج ومراعاة الفروق الفردية بين طالبي القراءة، والتدرج يشمل عدد الآيات التي يحفظها كل يوم مع ضبط أحكام التجويد، إذ حساب المبتدي خلاف حساب المنتهي.
والتكرار المستمر لما يقرأ الطالب، لأن ترك القراءة يؤدي إلى النسيان، في حين التكرار يثبت ما تعلمه في صدره، ويصبح له سجية ملازمة في حفظه.
والرغبة الصادقة من المعلم والمتعلم في إقراء القرآن، لأنه عقيدة راسخة في النفوس لنيل الثواب والأجر المترتب على ذلك.
وحفظ القرآن ورسوخه في الأذهان يؤدي إلى امتلاك خزين كبير من صنوف الأمثلة لكل فروع العربية من نحو وصرف وبلاغة وأدب رفيع، ويسهل تعلمها واستقامة اللسان على ذلك.
والفهم والتطبيق العملي لما في القرآن يؤدي إلى السلوك المستقيم المنسجم مع ما تعلمه الطالب في حياته، وهذا يؤدي إلى الرضا الذي ترتاح له النفوس وتطمئن اليه الخواطر.
نشر هذا البحث في احد اعداد مجلة الحكمة(2/348)
ما هو أفضل تحقيق لتفسير الجلالين؟
ـ[عبد الله عبد الرحيم]ــــــــ[02 - 06 - 05, 02:33 م]ـ
وأجزل الله لكم المثوبة.
ـ[إسلام مصطفى محمد]ــــــــ[02 - 06 - 05, 03:38 م]ـ
عليك بطبعة الشيخ أحمدشاكر والشيخ علي شاكر.
ثم عليك بكتاب (أنوار الهلالين في التعقبات على الجلالين) للشيخ محمد الخميس.
ـ[محمد الفراج]ــــــــ[03 - 06 - 05, 12:33 ص]ـ
موجود عندي تفسير الجلالين بمراجعة وضبط قراءاته الدكتور أحمد خالد شكري وقدم له فضيلة المحدث المحقق الشيخ عبدالقادر الأرناؤوط وكفى به مقدما له. (طبعة دار ابن كثير)
ـ[الرايه]ــــــــ[03 - 06 - 05, 09:46 ص]ـ
وهناك تعليق للشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله
على التفسير من سورة غافرالى سورة الناس
مطبوع عند دار الوطن الطبعة الاولى 1415هـ
ـ[ابن معجب العطاوي]ــــــــ[25 - 06 - 05, 01:39 ص]ـ
وهناك أيضا تعليق صفي الرحمن المبارك فوري على هذا التفسير طبعة دار السلام
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[25 - 06 - 05, 02:51 ص]ـ
وهناك حاشية الجمل وهي نفيسة.
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[25 - 06 - 05, 04:11 ص]ـ
حمل أنوار الهلالين في التعقبات على الجلالين:
http://saaid.net/book/open.php?cat=2&book=795
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[15 - 03 - 07, 01:23 م]ـ
حاشية الجمل: (الفتوحات الإلهية) - طبعة دار الفكر .. أجود حواشي الجلالين.
ـ[احمد بن الحنبلي]ــــــــ[17 - 03 - 07, 04:18 م]ـ
سُئل العلامة عبدالكريم الخضير حفظهُ الله ورعاه هذا السؤال (في شرحه للبلوغ / باب الرضاع)
ما افضل تحقيق لتفسير الجلالين وابن كثير؟ وما هي افضل شروحات البلوغ ليستفيد منها طالب العلم؟ وما المتن الذي تنصحون ان يبدأ به الطالب المبتدي به ويحفظه الدليل ام الزاد ام تنصحون بغيره؟
استمع للجواب من الرابط
http://www.c23c.com/down.php?filename=5f5d7445b1.zip
وسُئل أيضا في (محاضرة بعنوان تفسير سورة العصر) هذا السؤال.
:: ما أفضل طبعة لحاشية الجمل على الجلالين؟
الجواب: الجمل على الجلالين مطبوع في مطبعة بولاق قبل مئة سنة ثم طبع طبعات كثيرة، طبعة بولاق هي أصحها.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[17 - 03 - 07, 08:13 م]ـ
وهناك طبعة جديدة ومحققة بتعليقات الدكتور فخر الدين قباوة، نُشِرَت سنة 2003 م بالشركة المصرية العالمية _ لونجمان _ القاهرة.
اعتمد المحقق أربع نسخ مخطوطة مع المقابلة على بعض طبعات مختارة للتفسير، واتخذ من المراجع المتخصصة وسيلة تصحيح لمادة التفسير الذي تضافرت على إعداده جهود الجلالين.
وللمحقق تحقيق واسع لتفسير الجلالين سيصدر قريبا - إن شاء الله - في عدة مجلدات.
ـ[أبو عبد الغفور]ــــــــ[17 - 03 - 07, 10:17 م]ـ
من أفضل طبعات تفسير الجلالين طبعة دار البشاير تحقيق " ...... كنعان"
وهو المسمى قرة العينين على تفسير الجلالين.
قام بتحقيقه "أظن على 3 نسخ" ووضع عليه تعليقات ....
ـ[أسامة طارق]ــــــــ[24 - 09 - 09, 06:27 م]ـ
عليك بطبعة الشيخ أحمدشاكر والشيخ علي شاكر.
ثم عليك بكتاب (أنوار الهلالين في التعقبات على الجلالين) للشيخ محمد الخميس.
أين أجد الكتاب الأول -تفسير الجلالين طبعة الشيخ أحمدشاكر والشيخ علي شاكر-
ولو مصور
في مصر
وأي دار نشرت الثاني
جزاكم الله خيراً
ـ[أسامة طارق]ــــــــ[26 - 09 - 09, 01:25 م]ـ
.................................................
ـ[أسامة طارق]ــــــــ[11 - 10 - 09, 05:18 ص]ـ
..................................................
ـ[منصور مهران]ــــــــ[11 - 10 - 09, 12:40 م]ـ
أين أجد الكتاب الأول -تفسير الجلالين طبعة الشيخ أحمدشاكر والشيخ علي شاكر-
ولو مصور
في مصر
وأي دار نشرت الثاني
جزاكم الله خيراً
كان هذا التفسير مطبوعا في دار المعارف بمصر لحساب حكومة المملكة العربية السعودية منذ خمسينيات القرن العشرين، ولم يكن متاحا للبيع في مصر؛ لذلك فإن نسخه شحيحة جدا.
وكنت قرأت فيه منذ زمن بعيد فأعجبني ضبط الشيخين وجمال الطباعة، وكان صديقي علي ذو الفقار شاكر - نجل الشيخ علي شاكر - أخبرني أن والده هو الذي تولى تحقيق الكتاب (هكذا قال)، وأن الشيخ أحمد شاكر هو الذي تولى المراجعة والتعليق عليه نادرا.
ـ[أبو معاذ فؤاد الأثري]ــــــــ[11 - 10 - 09, 01:14 م]ـ
إذا كان الأخ السائل من الجزائر فقد طبع تفسير الجلالين مؤخرا بدار الإمام مالك طبعة رائعة بتحقيق الشيخ السلفي أبي سعيد بلعيد بن أحمد الجزائري وقد اطلعت على العديد من التحقيقات والتعليقات على الكتاب فلم أجد أفضل من هذا الطبعة فإن الشيخ أبا سعيد لم يترك مسألة تحتاج إلى التعليق إلا و نبه عليها: - الأحاديث الضعيفة - الإسرائيليات - الأقوال المرجوحة - آيات الصفات - .... وبحاشية الكتاب صحيح لباب النقول في أسباب النزول للسيوطي ... وبالجملة فالكتاب خرج في حلة رائعة وخدمة جليلة لهذا التفسير المهم لطالب العلم بل لكل مسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/349)
ـ[أحمد سعيد سالم]ــــــــ[11 - 10 - 09, 02:42 م]ـ
تفسير الجلالين طُبع منذ خمسين عاماً تقريباً في مطبعة المعارف بمصر في مجلدين بتحقيق الشيخ أحمد شاكر, هذه أفضل الطبعات عندي لمن وجدها, مع أنه طُبع أيضاً في طبعات كثيرة جداً ولعل من أفضل الطبعات الجديدة طبعة الصفي المباركفوري -رحمه الله-.
http://www.khudheir.com/text/345
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[11 - 10 - 09, 04:11 م]ـ
طبعة دار ابن كثير جيدة جدا.
ـ[عبدالرحمن الوادي]ــــــــ[11 - 10 - 09, 05:50 م]ـ
وما هي الحاشية التي تميزت بشرح مبسط
ـ[ابن الحميدي الشمري]ــــــــ[11 - 10 - 09, 06:36 م]ـ
ما رأيكم بطبعة: أبي عبيدة هاني الحاج، و تقديم د: سيد بن حسين العفاني؛ ط / دار إيلاف الدولية؟
.
.
ـ[البركاتي الشريف]ــــــــ[16 - 10 - 09, 01:13 ص]ـ
اين اجد طبعة بولاق حاشية الجمل على تفسير الجلالين
ارجو الافادة
ـ[مكتب زهير الشاويش]ــــــــ[16 - 10 - 09, 01:33 ص]ـ
وهناك كتاب (تهذيب تفسير الجلالين) للشيخ محمد بن لطفي الصباغ صدر عن المكتب الاسلامي للطباعة والنشر وهذا منذ عامين تقريبا.
ـ[أحمد بن العبد]ــــــــ[16 - 10 - 09, 03:19 ص]ـ
اين اجد طبعة بولاق حاشية الجمل على تفسير الجلالين
ارجو الافادة
توجد حاشية الجمل على الجلالين عند الحلبى
ولا ادرى هل هى مصورة عنها أم لا(2/350)
اتعرفون هؤلاء المفسرون والعلماء
ـ[عبد الرحمن محمد]ــــــــ[02 - 06 - 05, 04:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اريد ان اعرف منهج هؤلاء العلماء اذا تعرفتم عليهم ولو ممكن رابط لكتب التفسير الخاصة بهم
1 - تفسير مجمع البيان فى تفسير القران --- الطبرسى
2 - تفسير القران --- ابم عباس
3 - تفسير غرائب القران ورغائب الفرقان --- القمى النيسابورى
4 - تفسير النكت والعيون --- الماوردى
5 - تفسير القران --- ابن عبدالسلام
6 - تفسير لباب التأويل فى معانى التنزيل --- الخازن
7 - تفسير مقاتل ابن سليمان
8 - تفسير التفسير --- ابن عرفه
9 - اللباب فى علوم القران --- ابن عادل
10 - تفسير نظم الدرر فى تناسب الايات والسور--- البقاعى
وبارك الله فيكم
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[14 - 06 - 05, 02:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اريد ان اعرف منهج هؤلاء العلماء اذا تعرفتم عليهم ولو ممكن رابط لكتب التفسير الخاصة بهم
1 - تفسير مجمع البيان فى تفسير القران --- الطبرسى
2 - تفسير القران --- ابن عباس
3 - تفسير غرائب القران ورغائب الفرقان --- القمى النيسابورى
4 - تفسير النكت والعيون --- الماوردى
5 - تفسير القران --- ابن عبدالسلام
6 - تفسير لباب التأويل فى معانى التنزيل --- الخازن
7 - تفسير مقاتل ابن سليمان
8 - تفسير التفسير --- ابن عرفه
9 - اللباب فى علوم القران --- ابن عادل
10 - تفسير نظم الدرر فى تناسب الايات والسور--- البقاعى
وبارك الله فيكم
أخي الفاضل:
الأول والثالث , تفاسير لأئمة الرافضة.
والرابع ـ إلى ـ التاسع , تفاسير للأشاعرة والماتريدية والمعتزلة.
والثاني , تفسير منسوب لابن عباس.
والعاشر , في أحد فنون علوم القرآن.
والله أعلم.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[16 - 06 - 05, 03:41 م]ـ
بالنسة للإمام الماوردي رحمه الله، فقد وصفه بالإعتزال الإمام الذهبي رحمه الله فقال:
(صدوق في نفسه لكنه معتزلي) اهـ ميزان الإعتدال 5/ 188.
ونفى إطلاق وصف الإعتزال عليه، الحافظ ابن حجر، فقال:
(ولا ينبغي أن يطلق عليه اسم الإعتزال) اهـ لسان الميزان 4/ 260.
قلتُ: هذا فهم دقيق من الحافظ ابن حجر رحمه الله، فليس كل من وافق فرقة ما من الفرق المبتدعة، في بعض ما ذهبت إليه من فاسد أقوالها، صار منهم.
وإليك مثال آخر قال الذهبي في ميزان الإعتدال 5/ 3:
(عبيد الله بن أحمد بن معروف قاضي القضاة، أملى مجالس، ويَروي عنه القاضي أبو يعلى، ووثقه الخطيب، لكنه معتزلي) اهـ.
قال ابن حجر في اللسان 4/ 96:
(وكان مجرداً في مذهب الإعتزال) اهـ.
تنبيه: ابن حجر رحمه الله، والنووي، وغيرهم، وافقوا اللأشاعرة في أقوال، ولا يُطلق اسم الأشاعرة عليهم.
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[16 - 06 - 05, 05:47 م]ـ
1 - تفسير مجمع البيان فى تفسير القران --- الطبرسى
هذا تفسير أحد علماء الإمامية وكبيرهم الطبرسي جاء فيه بكل زندقة وكفر
2 - تفسير القران --- ابن عباس
لا يصح عن ابن عباس وهو جمع لفيروزآبادي
3 - تفسير غرائب القران ورغائب الفرقان --- القمى النيسابورى
طبع كهوامش لتفسير الطبري وليس فيه ما يستشنع كثيرا فهو يهتم بالافتات اللغوية فقط ويسرقها عادة من الفراء
4 - تفسير النكت والعيون --- الماوردى
تفسير مشهور معروف حقق الشيخ عبدالمقصود تحقيق جيد
5 - تفسير القران --- ابن عبدالسلام
هو مختصر لتفسير النكت والعيون يقع في ثلاث مجلدات للعز ابن عبد السلام رحمه الله تحقيق الراجحي
6 - تفسير لباب التأويل فى معانى التنزيل --- الخازن
فيه فوائد لكن في آثار ضعيفة كثيرة
7 - تفسير مقاتل ابن سليمان
لا اعرفه
8 - تفسير التفسير --- ابن عرفه
كذا
9 - اللباب فى علوم القران --- ابن عادل
كذا
10 - تفسير نظم الدرر فى تناسب الايات والسور--- البقاعى
هو كتاب في غاية الأهمية وفيه من الفوائد والدرر الشيء الكثير ويقع في كثير من المجلدات
ـ[أحمد محمد بسيوني]ــــــــ[01 - 04 - 08, 04:13 ص]ـ
النكت والعيون لأبي الحسن علي بن محمد الماوردي البصري الشافعي، المتوفى450هـ، والكتاب في 4 مجلدات، طبع في الكويت، وفي الكتاب نزعة اعتزال، وأول فيه مؤلفه جميع الصفات، ويكثر من النقل عن الضعفاء، ويعتبر هذا الكتاب من مصادر الأقوال الضعيفة والشاذة والنقول من الإسرائيليات بلا تعقب، ولكن يتميز بجودة التصنيف حيثث إنه يحصر الأقوال وينسبها لقائلها، ويذكر أقوال الصحابة والتابعين واجتهاداتهم مع النسبة من غير إسناد
ـ[أحمد محمد بسيوني]ــــــــ[01 - 04 - 08, 04:27 ص]ـ
لباب التأويل في معاني التنزيل، لأبي الحسن علي بن محمد بن إبراهيم الشافعي البغدادي، المتوفى741هـ، الكتاب إلى الآن فيما أعلم لم يطبع طبعة جيدة مع التحقيق، وقد طبع مفردا مؤخرا في بيروت في 8 مجلدات بدون ىتحقيق، وطبع قبل ذلك على هامش تفسير ابن كثير والبغوي، وهذا التفسير يعتبر اختصار للبغوي مع إضافات أخذها من تفسير القرطبي، وفي الكتاب فوائد بلاغية، وقد رتب فيه تفسير البغوي، ويعتبر من أهم التفاسير القصصية، وخاصة المنقول عن بني إسرائيل بالتفاصيل دون نقد، قال الشيخ عبد الكريم الخضير: " ..... وله شهرة وانتشار بغير هذه البلاد [أي: السعودية]، صاحبه يذكر أقوال بعض المتصوفة، وله عناية بذكر ما يتعلق بالمرققات بالرقائق ".
والمؤلف أوَّل فيه الأسماء والصفات
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/351)
ـ[أحمد محمد بسيوني]ــــــــ[01 - 04 - 08, 05:09 ص]ـ
اللباب في علوم الكتاب، لأبي حفص سراج الدين عمر بن علي بن عادل الدمشقي الحنبلي النعماني نسبة إلى الصحابي الجليل النعمان بن بشير (على الصحيح، والله أعلم)، المتوفى 880هـ، والكتاب طبع في20مجلدا بدار الكتب العلمية، ويعتبر أكبر كتاب بعد الرازي، وأكبر تفاسير الحنابلة بعد تفسير ابن الجوزي، وقد قام بدراسته د. محمد بن عبد الرحمن الشايع (مجلة جامعة الإمام العدد17/رجب/1417،ص15)، وقد نوقشت رسالة علمية عام1415في جامعة الإمام عن منهج ابن عادل في تفسيره، مع تحقيق لسورة الفاتحة من تفسيره ل د. مناع القرني.
والكتاب شارك في تحقيقه كرسائل علمية د. محمد سعد رمضان، ود. محمد المتولي الدسوقي.
والكتاب جامع لأغلب ما تقدم من كتب التفسير مع جودة التصنيف
تكلم في المناسبات نقلا عن الرازي، وتكلم في النحو نقلا عن البحر المحيط، وتكلم في الفلسفة وعلم الكلام نقلا عن الرازي، ويعتمد على تفاسير أخرى كالدر المصون والبغوي والقرطبي وغيرهم.
وخلاصة ما ذكره د. الشايع في عيوب هذا التفسير ما يلي: -ذكر الإسرائيليات بلا نقد، والنقل عن الضعفاء والمجاهيل بكثرة، لذا ففي الكتاب أحاديث ضعيفة وموضوعة كثيرة، خاصة في فضائل السور، مع تأويل جميع الصفات، والكلام عن آيات التوحيد بأسلوب فلسفي كلامي، أطال في الحديث عن مسائل النحو ودقائقه.
ـ[أحمد محمد بسيوني]ــــــــ[01 - 04 - 08, 05:11 ص]ـ
مجمع البيان من تفاسير الشيعة الإمامية، للطبرسي الفضل بن حسن، المتوفى583هـ
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[01 - 04 - 08, 11:21 ص]ـ
الأخ خالد أنت حذفت جهود علماء الإسلام بجرة قلم
ـ[مهند الهاشمي الحسني]ــــــــ[18 - 04 - 08, 09:19 ص]ـ
عجبت من قول الشيخ خالد الأنصاري أعلاه:
والرابع ـ إلى ـ التاسع , تفاسير للأشاعرة والماتريدية والمعتزلة.
بالرغم أنَّ فيها:
7 - تفسير مقاتل ابن سليمان
ولا يصح بحال من الأحوال نسبة تفسير مقاتل ابن سليمان المشبّه إلى السادة الأشاعرة أو الماتريدية أو المعتزلة!!
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[18 - 04 - 08, 12:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اريد ان اعرف منهج هؤلاء العلماء اذا تعرفتم عليهم ولو ممكن رابط لكتب التفسير الخاصة بهم
1 - تفسير مجمع البيان فى تفسير القران --- الطبرسى
2 - تفسير القران --- ابن عباس وصف سنده الإمام السيوطي بسلسلة الكذب
3 - تفسير غرائب القران ورغائب الفرقان --- القمى النيسابورى تفسير إشاري
4 - تفسير النكت والعيون --- الماوردى
5 - تفسير القران --- ابن عبدالسلام مختصر لتفسير الماوردي
6 - تفسير لباب التأويل فى معانى التنزيل --- الخازن تفسير موسوعي مثله مثل مفاتيح الغيب غلب عليه صبغة المتكلمين
7 - تفسير مقاتل ابن سليمان
8 - تفسير التفسير --- ابن عرفه
9 - اللباب فى علوم القران --- ابن عادل
10 - تفسير نظم الدرر فى تناسب الايات والسور--- البقاعى تفسير موضوعي
وبارك الله فيكم وفيكم بارك الله
والله أعلم
ـ[ابوصفوان السالم]ــــــــ[22 - 04 - 08, 11:48 م]ـ
اليكم هذا الرابط وفقكم الله لعله يثري ماتفضلتم به
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=76487
وجزاكم الله خيرا
ـ[أحمد عبد السميع]ــــــــ[23 - 04 - 08, 06:17 ص]ـ
أخي في الله، عبد الرحمن محمد، أرى أن الإخوة قد قدموا من الردود ما يشرح صدرك، و يجلو ما كان ملتبسا عليك، فلهم الشكر الجزيل.
لكني دخلت لموضوعك كي أنصح لك لوجه الله الكريم، فعنوان الموضوع يحمل خطأ بينا لا يليق بطالب علم مجتهد مثلك ندعو له و إيانا بالهداية و السداد،
الصواب أخي: أتعرفون هؤلاء المفسرين والعلماء، فالمعرف بأل التالي لاسم الإشارة يكون بدلا من اسم الإشارة، والبدل يتبع المبدل منه في إعرابه.
ودمتم في خير وعافية(2/352)
منهح التذوق الادبي في التفسير
ـ[اقبال ابداح]ــــــــ[04 - 06 - 05, 11:16 م]ـ
الاخوة الفضلاء سلام الله عليكم اجمعين اود ان اعرض للنقاش وضع ضوابط علمية لمنهج التذوق الادبي بحيث لايذهب المرء فيه حد اللستغراق الصوفي التام وفي ذات الوفت لايتم التعامل مع القران بجمود العلوم المجردة اود مساهمة اهل الدراية لان هذا المنهج من اقل مناهج التفسير خدمة ,وليس هناك سوى الظلال لسيد قطب اذا ما عدينا كتابات بنت الشاطىء وامين الخولي ضمن التفسير البياني والله ولي التوفيق(2/353)
الانحراف الفكري المعاصر في التفسير
ـ[اقبال ابداح]ــــــــ[05 - 06 - 05, 12:28 ص]ـ
ظهرت في العقدين الاخيرين انحرافات في جهود بعض الكاتبين وتحتاج الى الكشف لانها تعمد الى التشكيك في القرآن وتفسيره من منطلق ادبي دونما نظر الى قدسيته بتناغم واضح مع الجهود الاستشراقية ,وساسعى ان شاء الله الى الاسهام في هذا المضمار في اقرب فرصة مع الاشرة الى ان الاخ الدكتور عمار الناصري قد اعد اطروحته للدكتوراة في هذا المجال ,رغبت في دعوة الاخوة الى اعطاء هذا الامر مزيدا من الاهمية ذودا عن كتاب الله وهذا واجب الجميع
ـ[بلال ابداح]ــــــــ[11 - 06 - 05, 07:43 م]ـ
(ظهرت في العقدين الاخيرين انحرافات في جهود بعض الكاتبين وتحتاج الى الكشف) أشكر لك اهتمامك وكان أجدر أن تكون صاحب السبق في الاشارة إلى بعض هذه الانحرافات أو الى اصحابها(2/354)
ثلاثة لا اصل لها: منها التفسير
ـ[اقبال ابداح]ــــــــ[05 - 06 - 05, 04:24 ص]ـ
مقولة تستوقف كثيرا ممن يطالعون مقدمة ابن تيمية في اصول التفسير:هي ثلاثة لا اصل لها المغازي والسير والملاحم والتفسير (هكذاوالله اعلم) كيف نفهم هذا القول:هل قصد رحمه الله مؤلفابعينه ماذا يا هل ترى افضل فهم لهذا القول؟
ـ[هشام بن سعد]ــــــــ[05 - 06 - 05, 06:06 ص]ـ
بسم الله والحمد لله
انظر (قواعد التفسير للشيخ خالد السبت 1/ 198).
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[05 - 06 - 05, 10:19 ص]ـ
أخي الكريم لعلك خطت بالفهم او النقل:
انما ذلك من كلام عن التفسير حيث قال رحمه الله:
قال شيخ الإسلام
بسم الله الرحمن الرحيم
رب يسر وأعن برحمتك الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله تسليما
أما بعد فقد سألني بعض الأخوان أن أكتب له مقدمة تتضمن قواعد كلية تعين على فهم القرآن ومعرفة تفسيره ومعانيه والتمييز فى منقول ذلك ومعقوله بين الحق وأنواع الأباطيل والتنبيه على الدليل الفاصل بين الأقاويل فإن الكتب المصنفة فى التفسير مشحونة بالغث والسمين والباطل الواضح والحق المبين
والعلم اما نقل مصدق عن معصوم واما قول عليه دليل معلوم
الى ان قال:
وأما القسم الأول الذى يمكن معرفة الصحيح منه فهذا موجود فيما يحتاج اليه ولله الحمد فكثيرا ما يوجد فى التفسير والحديث والمغازى أمور منقولة عن نبينا وغيره من الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه والنقل الصحيح يدفع ذلك بل هذا موجود فيما مستنده النقل وفيما قد يعرف بأمور أخرى غير النقل
فالمقصود أن المنقولات التى يحتاج اليها فى الدين قد نصب الله الأدلة على بيان ما فيها من صحيح وغيره ومعلوم أن المنقول فى التفسير أكثره كالمنقول فى المغازى والملاحم ولهذا قال الامام أحمد ثلاثة أمور ليس لها اسناد التفسير والملاحم والمغازى ويروى ليس لها أصل أى اسناد لأن الغالب عليها المراسيل مثل ما يذكره عروة بن الزبير والشعبى والزهرى وموسى بن عقبة وابن اسحاق ومن بعدهم كيحيى بن سعيد الأموى والوليد بن مسلم والواقدى ونحوهم فى المغازى فان أعلم الناس بالمغازى أهل المدينة ثم أهل الشام ثم أهل العراق فأهل المدينة أعلم بها لأنها كانتعندهم وأهل الشام كانوا أهل غزو وجهاد فكان لهم من العلم بالجهاد والسير ما ليس لغيرهم ولهذا عظم الناس كتاب أبى اسحاق الفزارى الذى صنفه فى ذلك وجعلوا الاوزاعى أعلم بهذا الباب من غيره من علماء الأمصار
لعل الاقتباس يزيل الاشكال
فالكلام هو نقلا عن الامام احمد رحمه الله
والقصد ان غالب ما يروى يروى بغير اسناد متصل الى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
وقال رحمه الله في الرد على البكري:
وقال الإمام أحمد ثلاث علوم ليس لها أصول المغازي والملاحم والتفسير وفي لفظ ليس لها أسانيد
ومعنى ذلك أن الغالب عليها أنها مرسلة و منقطعة فإذا كان الشيء مشهورا عند أهل الفن قد تعددت طرقه فهذا مما يرجع إليه أهل العلم بخلاف غيره
و أما تفاسير تابع التابعين كقتادة ومعمر وسفيان الثوري و ابن أبي عروبة وابن جريج و غيرهم ممن صنف التفاسير فإنما يذكرون من أصولهم ما سمعوه من شيوخهم عن الصحابة و التابعين
و قد صنف في تفاسير الصحابة و التابعين و تابعيهم كتب كثيرة يذكرون فيها ألفاظهم بأسانيدها مثل تفسير وكيع وعبدالرزاق وعبد
ـ[المسيطير]ــــــــ[05 - 06 - 05, 11:28 م]ـ
لعلك تقصد مقولة الإمام أحمد رحمه الله تعالى؟.
وهذا رابط قد يفيد:
معنى قول الإمام أحمد: [ثلاثة ليس لها أصل: التفسير والملاحم والمغازي].
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3211&highlight=%CB%E1%C7%CB%C9+%C3%D5%E1+%E1%E5%C7+%C7% E1%E3%DB%C7%D2%ED
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[25 - 04 - 07, 02:52 ص]ـ
جزيتم خيراً.
ـ[اقبال ابداح]ــــــــ[13 - 02 - 08, 12:40 م]ـ
شكرا جزيلا واجركم على الله
وذلك ما كنا نبغ
احسن الله اليكم
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[11 - 10 - 09, 05:21 م]ـ
للرفع
ـ[المدني1]ــــــــ[12 - 10 - 09, 01:09 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[13 - 10 - 09, 03:54 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/355)
قال الشيخ حاتم بن عارف العوني - حفظه الله - في محاضرة [أسانيد التفسير ومنهجية الحكم عليها بين المفسرين والمحدثين]:
هناك عدة معان فسرت بها عبارة الإمام أحمد ويمكن حصرها في خمسة معان:
1) أنه أراد كتبا معينة من كتب التفسير وهذا ما ذكره الخطيب في كتابه الجامع لأخلاق الرواوي وآداب السامع،وأن الإمام أحمد أراد بهذه العبارة مثل تفسير الكلبي وغيره ولكن الحقيقة أن الخطيب ختم عبارته بقوله " ولا أعلم في التفسير كتابا مصنفا سلم من علة فيه أو عري من مطعن عليه" يعني في البداية خصص ثم عمم في هذه العبارة الأخيرة
2) أن مقصود الإمام أحمد أن عامة أسانيد التفسير ما بين مراسيل ومنقطعات وما شابه ذلك وهذا ذكره ابن تيمية وقريب منه الزركشي
3) ذكره ابن حجر وهو أخص من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية، قال: إن غالب أحاديث التفسير ضعيفة وموضوعة، - طبعا كونها مراسيل ومنقطعات كما ذكر شيخ الإسلام لا يلزم منه أنه لا يحتج بها -، لكن عندما يقول الحافظ ابن حجر، أن غالبها ضعيفة وموضوعة فهذا أخص من كلام شيخ الإسلام، ودلالته أكثر دقة أو أكثر خصوصية
4) المقصود أن غالب الأحاديث المرفوعة في التفسير ليس لها أصل، فخص عبارة الإمام أحمد بالأحاديث المرفوعة، أما الآثار عن الصحابة والتابعين فالغالب فيها الصحة. وهذا ذكره الشيخ محمد حسين الذهبي في كتابه التفسير والمفسرون.
5) المقصود: تساهل المفسرين في نقل روايات التفسير ذكره الدكتور محمد بن عبد الله الخضيري في كتابه تفسير التابعين
لكن نرجع ونذكر بما اتفقنا عليه من أن عبارة الإمام أحمد ليس المراد بها أن الروايات التفسيرية لا تقوم بإبلاغ المعاني التي أرادها الله في كتابه، بل روايات التفسير الموجودة إلى اليوم هي كفيلة وكافية في أن تبلغنا وتفهمنا مراد الله من كتابه، المراد الذي بلغه النبي للصحابة ثم بلغه الصحابة والتابعون لمن بعدهم.(2/356)
أيهما أصح " تفسير ابن كثير " أو " تفسير الطبري "؟
ـ[صُهيب]ــــــــ[09 - 06 - 05, 01:58 ص]ـ
السؤال: أيهما أصح " تفسير ابن كثير " أو " تفسير الطبري "؟.
الجواب:
الحمد لله , كل واحد من هذين التفسيرين لعالم جليل من علماء أهل السنة، ولا يزال العلماء ينصحون باقتنائهما، ولكل واحدٍ منهما ميزات تجعل طالب العلم لا يستطيع تفضيل واحدٍ منهما على الآخر، وهذه بعض اللمحات عن التفسيرين:
1. " تفسير الطبري "
- ولد الإمام محمد بن جرير الطبري عام 224 هـ وتوفي عام 310 هـ عن ستة وثمانين عاماً في إقليم طبرستان.
- سمى تفسيره " جامع البيان في تأويل آي القرآن ".
- قال أبو حامد الإسفرايني: لو سافر مسافر إلى الصين من أجل تحصيله ما كان ذلك كثيراً في حقه.
" طبقات المفسرين " للداودي (2/ 106).
وقال ابن خزيمة: نظرت فيه من أوله إلى آخره، وما أعلم على أديم الأرض أعلم من ابن جرير.
" سير أعلام النبلاء " (14/ 273).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: وأما التفاسير التي في أيدي الناس: فأصحها تفسير محمد بن جرير الطبري؛ فإنه يذكر مقالات السلف بالأسانيد الثابتة، وليس فيه بدعة، ولا ينقل عن المتهمين، كمقاتل بن بكير والكلبي.
" مجموع الفتاوى " (13/ 358).
وقال أيضاً في "مقدمة في أصول التفسير" (ص 39) عن تفسير ابن جرير:
من أجل التفاسير وأعظمها قدراً. انتهى.
- اعتمدَ أقوال ثلاث طبقات من طبقات مفسري السلف، وهم الصحابة، والتابعون، وأتباع التابعين، ويذكر أقوالهم بأسانيده إليهم، وهذه ميزة عظيمة في كتابه، لا توجد في كثير من كتب التفسير الموجودة بين أيدينا، غير أن هذه الميزة لا تتناسب مع عامة المسلمين الذين ليس لديهم القدرة على البحث في الأسانيد ومعرفة الصحيح من الضعيف، وإنما يريدون الوقوف على صحة السند أو ضعفه بكلام واضح بَيِّن مختصر.
- فإذا انتهى من عرضِ أقوالِهم: رجَّحَ ما يراه صوابًا، ثمَّ يذكر مستندَه في الترجيحِ.
2. " تفسير ابن كثير "
- هو أبو الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي، توفي في عام 774 هـ.
- سمى تفسيره " تفسير القرآن العظيم ".
- قال السيوطي رحمه الله في حق هذا التفسير: لم يؤلَّف على نمطه مثله.
" تذكرة الحفاظ " (ص 534).
- وتفسيره من التفسير بالمأثور – الآية والحديث -، وشهرته تعقب شهرة الطبري عند المتأخرين.
- سهل العبارة، جيد الصياغة، ليس بالطويل الممل، ولا بالقصير المخل.
- يفسِّر الآية بالآية، ويسوق الآيات المتناسبة مع ما يفسره من الآيات، ثم يسرد الأحاديث الواردة في موضوع الآية، ويسوق بعض أسانيدها وبخاصة ما يرويه الإمام أحمد في مسنده، وهو من حفظة المسند، ويتكلم على الأحاديث تصحيحاً وتضعيفاً– غالباً – وهي ميزة عظيمة في تفسيره، ثم يذكر أقوال السلف من الصحابة والتابعين، ويوفق بين الأقوال، ويستبعد الخلاف الشاذ.
قال عنه محمد بن جعفر الكتاني: إنه مشحون بالأحاديث والآثار بأسانيد مخرجيها مع الكلام عليها صحةً وضعفاً.
" الرسالة المستطرفة " (ص 195).
- نبَّه على الموقف الشرعي من الروايات الإسرائيلية، ونبَّه على بعضها خلال تفسيره لبعض الآيات.
والخلاصة:
أنه لا غنى لطالب العلم عن الكتابين، وأنه عند المفاضلة بينهما: فإن تفسير ابن جرير لم يؤلَّف بعده مثله، وهو زاد للعلماء وطلبة العلم، لكنه لا يصلح لعامة الناس لعدم صلاحيتهم هم له، وتفسير ابن كثير أقرب لأن يوصى به عوام الناس، وفيه من الفوائد للعلماء وطلبة العلم الشيء الكثير.
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب ( www.islam-qa.com)(2/357)
طريقة مجربة نافعة في علم التفسير
ـ[صالح المسلم]ــــــــ[11 - 06 - 05, 07:00 ص]ـ
هذه الطريقة إخواني الكرام قد جربتها في ثلاث رمضانات
فوجدتها نافعة ومن ثم أحببت نقلها لغيري
لعل الله ينفع بها وهي كالتالي:
هذه الطريقة أنفع ماتكون في شهر رمضان الكريم
وذلك بأن تقرأ في كل يوم تفسير جزء واحد من القرآن
ففي اليوم الأول تقرأ تفسير الجزء الأول
وفي اليوم الثاني تقرأتفسير الجزء الثاني وهكذا
وليكن كتاب التفسير المعتمد هو تفسير ابن كثير
لكن عند قراءة تفسير كل جزء ستجد خلافا بين المفسرين فعليك بتقييد القول الذي يرجحه ابن
كثير رحمه الله ,تقيد ذلك في ورقة خاصه
مع ملاحظة أن هذه القراءة خاصة بمعاني الكلمات كمرحلة أولى
وعليك بمراجعة يومية لما درسته في كل يوم
في نهاية رمضان تكون قد جمعت ملخصا مهما للراجح من معاني الكلمات من تفسير ابن كثير
بعد رمضان تعيد مراجعة مادرسته
وفي رمضان القادم تأتي المرحلة الثانية وهي دراسة أسباب النزول وتكون بنفس الطريقة التي
ذكرت في معاني الكلمات
وهكذا في كل رمضان جديد تضع خطة جديدة وتراجع بعد رمضان كل مادرسته سابقا
إخواني الكرام بقي أن أسمع ملاحظاتكم حول هذه الطريقة جزاكم الله خيرا
ـ[النصري]ــــــــ[11 - 06 - 05, 06:16 م]ـ
طريقة مبتكرة وجيدة، لكن لماذا التقيد برمضان، فالعمر قصير ولا بد لطالب العلم أن يكون ذا همة عالية.
ـ[صالح المسلم]ــــــــ[11 - 06 - 05, 07:19 م]ـ
أخي النصري حفظه الله:
التقيد برمضان ليس ملزما
لكن لما كان السلف ينكبون على قراءة القرآن وتدبره في رمضان أكثر من غيره
ولما يلاحظ على النفس من إقبال على القرآن في رمضان أكثر من غيره
أصبح رمضان هو الأنسب
فالمسألة أفضلية فقط
ولا أخفيك أني معلم في مدرسة تحفيظ القرآن وحين يسألني أحد الطلاب
عن معنى كلمة في أي جزء من القرآن أستحضر ولله الحمد مباشرة قول ابن كثير رحمه الله
وهذا من فوائد هذه الطريقة التي ذكرتها
ـ[أمة الله بنت عبد الله]ــــــــ[15 - 06 - 05, 10:49 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إذا كانت هذه طريقتك في مدارسة كتاب الله تعالى
إلا اني اخشى من ولوج هذه المسألة في مدارسة كتاب الله لاي فرد خشية الوقوع في الخطأ
لان الخطأ من الشخص العادي وارد ولتحذير الرسول صلى الله عليه وسلم من ذلك لان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ.
ولذا أنصح بالقراءة من التفاسير المعتمدة عند أهل السنة ومحاولة السؤال عما لا يعرف فقط لقوله تعالي
(وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (النحل:43)
والله الموفق(2/358)
سؤال في قوله تعالى ((أو لحم خنزير))
ـ[حمد أحمد]ــــــــ[12 - 06 - 05, 07:05 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ورد علي إشكال في قول الله تعالى ((قل لا أجد في ما أوحي إلي محرماً على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دماً مسفوحاً أو لحم خنزير فإنه رجس))
علمنا من العموم في هذه الآية. أن جلد الميتة لا يجوز أكله، لكن سؤالي هو: لِمَ نص سبحانه على اللحم عند ذكر تحريم الخنزير. ما النكتة في ذلك؟ لأنه لا بد من فائدة على التنصيص. أم أن جلدها لا يدخل في التحريم؟ وجزاكم الله خيرا
ـ[عبد]ــــــــ[12 - 06 - 05, 07:25 ص]ـ
هنا في بلاد الغرب يأكلون جلد الخنزير كما يؤكل لحمه، لا فرق عندهم، وفي الحقيقة هو كاللحم فيلحق به من هذا الوجه، ومعلوم عند الأصوليين أنهم يلحقون الفرع بالأصل إذ اشتركا في العلّة وهي متحققة هنا فيلحق الجلد باللحم - بالنسبة للخنزير - والعلّة متحققة من وجهين:
الأول: من جهة فعل الناس فهم يأكلونه، أي يعتبرونه كاللحم يؤكل.
الثاني: من جهة مادته - الجلد - فإنها قابلة للأكل صالحة لذلك (وإن كانت محرّمة باللإلحاق). هذا ليس منصوصاً عليه في الأدلة ولكن هذا ما يمكن قوله بالقياس. والله أعلم
ـ[حمد أحمد]ــــــــ[12 - 06 - 05, 02:46 م]ـ
إذاً لا بد من نكتة في الآية. هل تدبر مقصودها أحد؟ لِمَ نص على اللحم مع أننا في كلامنا نكتفي بقولنا _ أو خنزيراً فإنه رجس _
ـ[عبد]ــــــــ[12 - 06 - 05, 04:09 م]ـ
كأنني أخي فهمت مقصدك. قبل فترة كنت تسأل عن الخنزير، هل له جلد أم لا. فلمّا تبين من واقع الناس وتسمياتهم أن للخنزير جلد، أصبحت الآن تريد أن تعرف لم نص القرآن على اللحم فقط، بينما ينص بعض العلماء على الخنزير بأكلمه؟ وكأنني بك تريد أن تشير إلى نكتة في الآية تشير إلى تحريم لحم الخنزير لا كل شيء فيه ومنه الجلد مثلاً خاصة وأنه قد تبين من واقع الناس أن له جلد بالفعل.
في الحقيقة هذا يحتاج إلى تأمل. ولذلك أذكر مسألة اختلاط الحلال بالحرام: ماذا يصنع الرجل حينئذٍ؟ قال العلماء: إذا تيقن الاختلاط مع عدم الاضطرار إليه فإنه يترك. ومسألتك قريبة من هذا لأن جلد الخنزير هو في الحقيقة جلدٌ من جهة (حيث يستعمل في الصناعات) ولحم من جهة (حيث يؤكل كما يؤكل اللحم بالضبط).
ولكن لعلّك أيضاً أردت الاستشهاد بالآية على أن الخنزير ليس له جلد حقيقي منفصل لا يؤكل وإنما لحم كالجلد فالحنزير - إن صح التعبير - كأنه لحمة واحدة والمسلوخ منه ليس جلداً حقيقياً وإنما جزء من لحمه. فإذا كان الأمر كذلك، كان ما يسمى بالجلد محرّم أيضاً.
هذا يحتاج لمزيد تثبت ولكن هل يلزم إحضار خنزير للتشريح والفحص؟ (دعابة).
على العموم النقاش هنا لن يخلوا من فائدة إن شاء الله مع أمثالك وأمثال الإخوة الفضلاء في المنتدى وفقهم الله جميعاً.
ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[13 - 06 - 05, 02:40 ص]ـ
السلام عليكم
أخي الفاضل
قول الله تعالي (فإنه رجس)
الهاء هنا تعود علي علي ماذا؟؟؟؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[13 - 06 - 05, 03:35 ص]ـ
هذا جزء من بحث لي في ترجيحات ابن القيم في التفسير، فيه جواب للسؤال الأخير:
ـ[عبد]ــــــــ[13 - 06 - 05, 04:56 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذا البحث النافع.
ولكن يشكل عليه قولك: ((أتاني زيد وعمرو وخالد فقتلته , لرجع الضمير إلى خالد بالاتفاق)) هذا صحيح بلا ريب ولكنه قياس مع الفارق فلآية الأظهر فيها وجود التقدير. قال العكبري في إعراب القرآن: ((و (ميتة) بالنصب: أى إلا أن يكون المأكول ميتة أو ذلك)). وقال الشوكاني: ((قوله: {مُحَرَّمًا} صفة لموصوف محذوف، أي طعاماً محرّماً)) والعكبري قدّرالمحذوف "مأكول" ولا إشكال فالشاهد وجود التقدير المحذوف. ومثله ابن الجوزي في زاد المسير: ((أي: إلا أن يكون المأكول ميتة)). ومثله البغوي في المعالم: ((يعني: إلا أن يكون المطعوم ميتة)). ولكن كل هذا على قراءة "يكون" بالياء لا قراءة "تكون" بالتاء فتصبح "ميتة" عندها مرفوعة لتعلّقها بتاء المخاطبة.
والمثال الذي ضربته لا يحتمل التقدير البتة كما ترى، ولذلك فلا إشكال في عَود الضمير على آخر معطوف. كما أن الآية معطوفها الأخير شبه جملة: جار ومجرور بالإضافة أما الجملة التي ضربتها مثلاً فالمعطوف فيها علمٌ مفرد غيرُ مضافٍ إليه.
ولكن يبقى القول بعدم استقامة تذكير الضمير العائد على جمع التقدير المحذوف وذلك بقولنا:"المطعومات" أو "المأكولات" أو "الأشياء"، اقول يبقى القول بذلك وجيهاً كما رجّحتَ في بحثك. وعليه ينصرف عَودُ الضمير إلى أقرب مضاف وهو لحم الخنزير جرياً على عادة العرب في ذلك. وعلى هذا الاختيار قد يقول قائلُ بحلّ سائر الخنزير، كما قال الشوكاني: ((قوله: {أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ} ظاهر تخصيص اللحم أنه لا يحرم الانتفاع منه بما عدا اللحم، والضمير في {فَإِنَّهُ} راجع إلى اللحم، أو إلى الخنزير)). فإن رجع الضمير على الخنزير يكون الخنزير نجس العين عند من يكافيء بين الرجس والنجاسة في المعنى. ولكن الأظهر أنه اللحم لا الخنزير لأنه يوجد ما أسماه الله رجساً مع وجود ما ينتفع به فيه كالخمر فقد أسماها الله رجساً ولكنه قال في الآية المنسوخة آخر: {يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما}، ومع ذلك سمّاها في آية النسخ - وهي تالية لها - "رجس" قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان .. فاجتنبوه لعلكم تفلحون}. فهذه كما يقول علماء الأصول "مصلحة مهدرة" أو "ملغاة" ومع كونها مصلحة سمّاها الله في آية النسخ "رجساً". إذن فالأظهر عَود الضمير على اللحم لا عين الخنزير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/359)
ـ[أبو حذيفة الحنبلىّ]ــــــــ[13 - 06 - 05, 08:12 ص]ـ
اخوانى هل يقاس ذلك على لحوم الإبل .. ؟؟
فالنبىّ صلى الله عليه و سلّم قال (نعم توضأ من لحوم الإبل)
.. فلأنّه قال لحوم
قال صاحب الدليل فى الفقه الحنبلى (فلا نقض ببقية أجزائها ككبد و طحال و كرش و شحم و كلية و لسان و رأس و سنام و كوارع و مصران و مرق لحم و لا يحنث بذلك من حلف لا يأكل لحما) أ. هـ
و لكن عندنا فى الشرع كل ما كان خبيثا مستخبث يحرم ..
!!!
و النبىّ صلى الله عليه و سلّم قال (من باع الخمر فليشقّص الخنازير) أو كما قال صلى الله عليه و سلّم ..
و قد وجدت هذا الحديث و قد ضعفه الشيخ الألبانى فى ضعيف الجامع و قال عنه ضعيف جدا (المصدر من الدرر السنية)
إن الله حرم عليكم شرب الخمر، وثمنها، وحرم عليكم أكل الميتة، وثمنها، وحرم عليكم الخنازير، وأكلها، وثمنها، قصوا الشوارب، وأعفوا اللحى، ولا تمشوا في الأسواق إلا وعليكم الأزر، إنه ليس منا من عمل سنة غيرنا
و أصلا الخنزير كله خبيث عندنا فى الشرع
و لذلك سينزل عيسى عليه السلام و يقتل الخنزير ..
(و يحلّ لكم الطيبات و يحرّم عليكم الخبائث)
و هذا الحديث أيضا وجدته و انا أبحث فى الدرر السنية
إن الله حرم الخمر وثمنها وحرم الميتة وثمنها وحرم الخنزير وثمنه
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: إسناده حسن - المحدث: ابن الملقن - المصدر: تحفة المحتاج - الصفحة أو الرقم: 2/ 204
هذا ان كان هذا مرادك أخى الكريم ..
و لعلك تفيدنا بارك الله فيك
ـ[عبد]ــــــــ[13 - 06 - 05, 05:29 م]ـ
و لكن عندنا فى الشرع كل ما كان خبيثا مستخبث يحرم ..
!!!
نعم، أما تحريم الشرع لكل خبيث فثابت، لقوله تعالى: {ويحرم عليهم الخبائث}
أما تحريم الشرع لكل "مستخبث" فهذا ليس على إطلاقه لأن "استخبث" بالألف والسين والتاء من مزيد الثلاثي على وزن "استفعل" الدّالة على الطلب والصيرورة، فهو فعل صادرٌ عن الشخص ناشيء عن رغبته واختياره، وهذا أمر نسبي من شخص لآخر ومن قوم لآخرين فقد استخبثُ أنا مالا يستخبثُه غيري، وقد يستخبث أهل نجد مالا يستخبثه أهل الحجاز، وهذه مسألة كثُر حولها الخلاف بين الفقهاء ألا وهو تحقيق ضابط الاستخباث متى وكيف يكون وممّا يكون.
وإن تيسر لي، عرّجت على باقي كلامك إن شاء الله.
ـ[أبو حذيفة الحنبلىّ]ــــــــ[13 - 06 - 05, 06:15 م]ـ
صراخة يا أخى .. انا وجدت نفسى ناقلها هكذا و كأنّ الشيخ أملاها علينا هكذا , و لكن ألا يحمل هذا على كونه مستخبث من جهة الشرع و ليس مستخبث من جهة أذواق الناس؟
ـ[عبد]ــــــــ[13 - 06 - 05, 07:53 م]ـ
نعم، لا إشكال في هذا، المستخبث شرعاً هو مادلّت الأدلّة الشرعية على خبثه ولكن القياس من الأدلة الشرعية عند اهل السنة والجماعة (وردّه الظاهرية كما هو معلوم وأساء استعماله المعتزلة و أهل الكلام) وهنا - في القياس- اختلف الفقهاء في تحقيق المناط.
فمثلاً قوله روضة الطالبين: ((الاصل الرابع المستخبثات من الاصول المعتبرة في الباب في التحليل والتحريم للاستطابة والاستخباث وراه الشافعي رحمه الله تعالى الاصل الاعظم الاعم ولذلك افتتح به الباب والمعتمد فيه قوله تعالى " يسالونك ماذا احل لهم قل احل لكم الطيبات " وليس المراد بالطيب هنا الحلال ثم قال الائمة ويبعد الرجوع في ذلك الى طبقات الناس وتنزيل كل قوم على ما يستطيبونه او يستخبثونه لانه يوجب اختلاف الاحكام في الحلال والحرام وذلك يخالف موضوع الشرع فراوا العرب اولى الامم بان يؤخذ باستطابتهم واستخباثهم لانهم المخاطبون اولا وهم جيل لا تغلب عليهم العيافة الناشئة من التنعم فيضيقوا المطاعم على الناس وانما يرجع من العرب الى سكان البلاد والقرى دون اجلاف البوادي الذين يتناولون ما دب ودرج من غير تمييز وتعتبر عادة اهل اليسار والثروة دون المحتاجين وتعتبر حالة الخصب والرفاهية دون الجدب والشدة وذكر جماعة ان الاعتبار بعادة العرب الذي كانوا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لان الخطاب لهم ويشبه ان يقال يرجع في كل زمان الى العرب الموجودين فيه فان استطابته العرب او سمته باسم حيوان حلال فهو حلال وان استخبثته او سمته باسم محرم فحرام فان استطابته طائفة واستخبثته اخرى اتبعنا الاكثرين فان استويا قال صاحب الحاوي وابو الحسن العبادي تتبع قريش لانهم قطب العرب فان اختلفت قريش ولا ترجيح او شكوا فلم يحكموا بشىء او لم نجدهم ولا غيرهم من العرب اعتبرناه باقرب الحيوان شبها به والشبه تارة يكون في الصورة وتارة في طبع الحيوان من الصيانة والعدوان وتارة في طعم اللحم فان استوى الشبهان او لم نجد ما يشبهه فوجهان اصحهما الحل قال الامام واليه ميل الشافعي رحمه الله تعالى.)) أ. هـ.
وقوله في المغني: ((فصل: وابن اوى , والنمس وابن عرس حرام سئل احمد عن ابن اوى وابن عرس فقال: كل شيء ينهش بانيابه فهو من السباع وبهذا قال ابو حنيفة واصحابه وقال الشافعي: ابن عرس مباح لانه ليس له ناب قوي , فاشبه الضب ولاصحابه في ابن اوى وجهان ولنا انها من السباع فتدخل في عموم النهي , ولانها مستخبثة غير مستطابة فان ابن اوى يشبه الكلب , ورائحته كريهة فيدخل في عموم قوله تعالى: {ويحرم عليهم الخبائث}.)). أ. هـ.
وهكذا، الخلاف في حصر المستخبثات مشهور في كتب الفقه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/360)
ـ[حمد أحمد]ــــــــ[15 - 06 - 05, 12:17 ص]ـ
أفدتمونا بمناقشاتكم، أكرمكم الله
ـ[عبد]ــــــــ[16 - 06 - 05, 02:25 ص]ـ
هذا ما أرجوه، فإن حصل شيء غير ذلك فمن نفسي والشيطان.
ـ[ضرار بن الأزور]ــــــــ[26 - 06 - 05, 12:25 ص]ـ
قال الإمام الجصاص في أحكام القرآن، سورة البقرة:
باب تحريم الخنزير قال الله تعالى: {إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير} وقال تعالى: {حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير} وقال تعالى: {قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير} فنص في هذه الآيات على تحريم لحم الخنزير، والأمة عقلت من تأويله ومعناه مثل ما عقلت من تنزيله، واللحم وإن كان مخصوصا بالذكر فإن المراد جميع أجزائه، وإنما خص اللحم بالذكر لأنه أعظم منفعته وما يبتغى منه، كما نص على تحريم قتل الصيد على المحرم والمراد حظر جميع أفعاله في الصيد، وخص القتل بالذكر لأنه أعظم ما يقصد به الصيد. وكقوله تعالى: {إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع} فخص البيع بالنهي؛ لأنه كان أعظم ما يبتغون من منافعهم والمعني جميع الأمور الشاغلة عن الصلاة. وإنما نص على البيع تأكيدا للنهي عن الاشتغال عن الصلاة، كذلك خص لحم الخنزير بالنهي تأكيدا لحكم تحريمه وحظرا لسائر أجزائه، فدل على أن المراد بذلك جميع أجزائه وإن كان النص خاصا في لحمه.
وقد اختلف الفقهاء في جواز الانتفاع بشعر الخنزير، فقال أبو حنيفة ومحمد: " يجوز الانتفاع للخرز ". وقال أبو يوسف: " أكره الخرز به " وروي عنه الإباحة. وقال الأوزاعي لا بأس أن يخاط بشعر الخنزير ويجوز للخراز أن يشتريه ولا يبيعه ". وقال الشافعي: " لا يجوز الانتفاع بشعر الخنزير ". قال أبو بكر: لما كان المنصوص عليه في الكتاب من الخنزير لحمه وكان ذلك تأكيدا لحكم تحريمه على ما بينا، جاز أن يقال إن التحريم قد يتناول الشعر وغيره، وجائز أن يقال إن التحريم منصرف إلى ما كان فيه الحياة منه مما لم يألم بأخذه منه، فأما الشعر فإنه لما لم يكن فيه حياة لم يكن من أجزاء الحي فلم يلحقه حكم التحريم كما بينا في شعر الميتة، وأن حكم المذكى والميتة في الشعر سواء، إلا أن من أباح الانتفاع به من أصحابنا فذكر أنه إنما أجازه استحسانا، وهذا يدل على أن التحريم قد تناول الجميع عندهم بما عليه من الشعر. وإنما استحسنوا إجازة الانتفاع به للخرز دون جواز بيعه وشرائه لما شاهدوا المسلمين وأهل العلم يقرون الأساكفة على استعماله من غير نكير ظهر منهم عليهم، فصار هذا عندهم إجماعا من السلف على جواز الانتفاع به، وظهور العمل من العامة في شيء مع إقرار السلف إياهم عليه وتركهم النكير عليهم يوجب إباحته عندهم. وهذا مثل ما قالوا في إباحة دخول الحمام من غير شرط أجرة معلومة ولا مقدار معلوم لما يستعمله من الماء ولا مقدار مدة لبثه فيه؛ لأن هذا كان ظاهرا مستفيضا في عهد السلف من غير منكر به على فاعليه، فصار ذلك إجماعا منهم. وكذلك قالوا في الاستصناع إنهم أجازوه لعمل الناس، ومرادهم فيه إقرار السلف الكافة على ذلك وتركهم النكير عليهم في استعماله، فصار ذلك أصلا في جوازه، ونظائر ذلك كثيرة.
وفي الموسوعة الفقهية:
خنزير التعريف: 1 - الخنزير حيوان خبيث. قال الدميري. الخنزير يشترك بين البهيمية والسبعية، فالذي فيه من السبع الناب وأكل الجيف، والذي فيه من البهيمية الظلف وأكل العشب والعلف. (أحكام الخنزير): 2 - تدور أحكام الخنزير على اعتبارات: الأول: تحريم لحمه وسائر أجزائه. الثاني: اعتبار نجاسة عينه. والثالث: اعتبار ماليته. وترتب على كل من هذه الاعتبارات أو على جميعها جملة من الأحكام الشرعية. 3 - أما الاعتبار الأول فقد أجمعت الأمة على حرمة أكل لحم الخنزير إلا لضرورة. لقوله سبحانه وتعالى: {قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا أهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن ربك غفور رحيم}. ونص الحنابلة على تقديم أكل الكلب على الخنزير عند الضرورة، وذلك لقول بعض الفقهاء بعدم تحريم أكل الكلب. كما يقدم شحم الخنزير وكليته وكبده على لحمه،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/361)
لأن اللحم يحرم تناوله بنص القرآن، فلا خلاف فيه. ونص المالكية على وجوب تقديم ميتة غير الخنزير على الخنزير عند اجتماعهما، لأن الخنزير حرام لذاته، وحرمة الميتة عارضة. 4 - وأما الاعتبار الثاني: وهو اعتبار نجاسة عينه: فقد اتفق الحنفية والشافعية والحنابلة على نجاسة عين الخنزير، وكذلك نجاسة جميع أجزائه وما ينفصل عنه كعرقه ولعابه ومنيه وذلك لقوله تعالى: {قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا أهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن ربك غفور رحيم}. والضمير في قوله تعالى: {أو لحم خنزير فإنه رجس} راجع إلى الخنزير فيدل على تحريم عين الخنزير وجميع أجزائه. وذلك لأن الضمير إذا صلح أن يعود إلى المضاف وهو " اللحم " والمضاف إليه وهو " الخنزير " جاز أن يعود إليهما. وعوده إلى المضاف إليه أولى في هذا المقام لأنه مقام تحريم، لأنه لو عاد إلى المضاف وهو اللحم لم يحرم غيره، وإن عاد إلى المضاف إليه حرم اللحم وجميع أجزاء الخنزير. فغير اللحم دائر بين أن يحرم وأن لا يحرم فيحرم احتياطا وذلك بإرجاع الضمير إليه طالما أنه صالح لذلك، ويقوي إرجاع الضمير إلى " الخنزير " أن تحريم لحمه داخل في عموم تحريم الميتة، وذلك لأن الخنزير ليس محلا للتذكية فينجس لحمه بالموت. وذهب المالكية إلى طهارة عين الخنزير حال الحياة، وذلك لأن الأصل في كل حي الطهارة، والنجاسة عارضة، فطهارة عينه بسبب الحياة، وكذلك طهارة عرقه ولعابه ودمعه ومخاطه. ومما يترتب على الحكم بنجاسة عين الخنزير:
أولا: دباغ جلد الخنزير: 5 - اتفق الفقهاء على أنه لا يطهر جلد الخنزير بالدباغ ولا يجوز الانتفاع به لأنه نجس العين، والدباغ كالحياة، فكما أن الحياة لا تدفع النجاسة عنه، فكذا الدباغ. ووجه المالكية قولهم بعدم طهارة جلد الخنزير بالدباغ بأنه ليس محلا للتذكية إجماعا فلا تعمل فيه فكان ميتة فلا يطهر بالدباغ ولا يجوز الانتفاع به. ويتفق المذهب عند الحنابلة والمالكية في أن جلد الميتة من أي حيوان لا يطهر بالدباغ، ولكنهم يجوزون الانتفاع به بعد الدباغ في غير المائعات عند الحنابلة، وفي المائعات كذلك مع اليابسات عند المالكية إلا الخنزير فلا تتناوله الرخصة. وروي عن أبي يوسف أن جلد الخنزير يطهر بالدباغ. ويقابل الرواية المشهورة عند المالكية ما شهره عبد المنعم بن الفرس من أن جلد الخنزير كجلد غيره في جواز استعماله في اليابسات والماء إذا دبغ سواء ذكي أم لا.
ثانيا: سؤر الخنزير: 6 - ذهب الشافعية والحنفية والحنابلة إلى نجاسة سؤر الخنزير لكونه نجس العين، وكذا لعابه لأنه متولد عنه. ويكون تطهير الإناء إذا ولغ فيه بأن يغسل سبعا إحداهن بالتراب - عند الشافعية والحنابلة - لحديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: {إذا شرب الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات} وفي رواية: {فليرقه ثم ليغسله سبع مرات} وفي أخرى: {طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرات أولاهن بالتراب}. قالوا: فإذا ثبت هذا في الكلب فالخنزير أولى لأنه أسوأ حالا من الكلب وتحريمه أشد، لأن الخنزير لا يقتنى بحال، ولأنه مندوب إلى قتله من غير ضرر، ولأنه منصوص على تحريمه في قوله تعالى: {أو لحم خنزير فإنه رجس} فثبت وجوب غسل ما ولغ فيه بطريق التنبيه. وعند الحنفية: يكون تطهير الإناء إذا ولغ فيه خنزير بأن يغسل ثلاثا. وذهب المالكية إلى عدم نجاسة سؤر الخنزير وذلك لطهارة لعابه عندهم، وقد ثبت غسل الإناء إذا ولغ فيه الكلب تعبدا فلا يدخل فيه الخنزير، وفي قول آخر للمالكية: يندب الغسل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/362)
ثالثا: حكم شعره: 7 - ذهب الجمهور إلى نجاسة شعر الخنزير فلا يجوز استعماله لأنه استعمال للعين النجسة. وعند الشافعية لو خرز خف بشعر الخنزير لم يطهر محل الخرز بالغسل أو بالتراب لكنه معفو عنه، فيصلى فيه الفرائض والنوافل لعموم البلوى. وعند الحنابلة يجب غسل ما خرز به رطبا ويباح استعمال منخل من الشعر النجس في يابس لعدم تعدي نجاسته، ولا يجوز استعماله في الرطب لانتقال النجاسة بالرطوبة. وأباح الحنفية استعمال شعره للخرازين للضرورة. وذهب المالكية إلى طهارة شعر الخنزير فإذا قص بمقص جاز استعماله وإن وقع القص بعد الموت، لأن الشعر مما لا تحله الحياة، وما لا تحله الحياة لا ينجس بالموت، إلا أنه يستحب غسله للشك في طهارته ونجاسته. أما إذا نتف فلا يكون طاهرا.
وقال الإمام ابن حزم في المحلى كتاب الأطعمة:
وأما الخنزير فإن الله تعالى قال: {أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا} والضمير في لغة العرب التي نزل بها القرآن راجع إلى أقرب مذكور إليه فصح بالقرآن أن الخنزير بعينه رجس فهو كله رجس وبعض الرجس رجس، والرجس حرام واجب اجتنابه فالخنزير كله حرام لا يخرج من ذلك شعره ولا غيره حاشا ما أخرجه النص من الجلد إذا دبغ فحل استعماله. وروينا من طريق مسلم نا قتيبة بن سعيد نا ليث هو ابن سعد - عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم صلى الله عليه وسلم حكما مقسطا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد}. ومن طريق مسلم نا هارون بن عبد الله نا حجاج هو ابن محمد - (عن ابن جريج) نا أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: {لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة فينزل عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم فيقول: أميرهم تعال صل لنا فيقول: لا إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله هذه الأمة}، فصح أن النبي صلى الله عليه وسلم صوب قتل عيسى عليه السلام للخنازير وأخبر أنه بحكم الإسلام ينزل وبه يحكم، وقد صح أنه عليه السلام نهى عن إضاعة المال فلو كانت الذكاة تعمل في شيء من الخنزير لما أباح عليه السلام قتله فيضيع، فصح أنه كله ميتة محرم على كل حال.
وقال الإمام ابن العربي في أحكام القرآن سورة البقرة:
المسألة السادسة: قوله تعالى: {ولحم الخنزير}. اتفقت الأمة على أن [لحم] الخنزير حرام بجميع أجزائه. والفائدة في ذكر اللحم أنه حيوان يذبح للقصد إلى لحمه، وقد شغفت المبتدعة بأن تقول: فما بال شحمه، بأي شيء حرم؟ وهم أعاجم لا يعلمون أنه من قال لحما فقد قال شحما، ومن قال شحما فلم يقل لحما؛ إذ كل شحم لحم، وليس كل لحم شحما من جهة اختصاص اللفظ؛ وهو لحم من جهة حقيقة اللحمية، كما أن كل حمد شكر، وليس كل شكر حمدا من جهة ذكر النعم، وهو حمد من جهة ذكر فضائل المنعم. ثم اختلفوا في نجاسته: فقال جمهور العلماء: إنه نجس، وقال مالك: إنه طاهر، وكذلك كل حيوان عنده؛ لأن علة الطهارة عنده هي الحياة. وقد قررنا ذلك عند مسائل الخلاف بما فيه كفاية، وبيناه طردا وعكسا، وحققنا ما فيه من الإحالة [والملاءمة] والمناسبة على مذهب من يرى ذلك ومن لا يراه بما لا مطعن فيه، وهذا يشير بك إليه، فأما شعره فسيأتي ذكره في سورة النحل إن شاء الله تعالى. المسألة السابعة: قوله تعالى: {وما أهل به لغير الله} وموضعها سورة الأنعام.
والذي ذكره في سورة النحل هو:
فقال مالك وأبو حنيفة: إن الموت لا يؤثر في تحريم الصوف والوبر، والشعر؛ لأنه لا يلحقها إذ الموت عبارة عن معنى يحل بعد عدم الحياة، ولم تكن الحياة في الصوف والوبر والشعر فيخلفها الموت فيها. وقال الشافعي: إن ذلك كله يحرم بالموت؛ لأنه جزء من أجزاء الميتة. وقد قال تعالى: {حرمت عليكم الميتة} وذلك عبارة عن الجملة، وإن كان الموت يحل ببعضها. والجواب عن قوله هذا أن الميتة وإن كان اسما ينطلق على الجملة فإنه إنما يرجع بالحقيقة إلى ما فيه حياة، فنحن على الحقيقة لا نعدل عنها إلى سواها. وقد تعلق إمام الحرمين من أصحابهم بأن الموت وإن كان لا يحل الصوف والوبر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/363)
والشعر، ولكن الأحكام المتعلقة بالجثة تتعدى إلى هذه الأجزاء من الحل والحرمة والأرش، وتتبعها في حكم الإحرام، وغير ذلك من الأحكام، فكذلك الطهارة والتنجيس. وتحريره أن نقول: حكم من أحكام الشريعة متعلق بالأجزاء من الجملة، أصله سائر الأحكام المذكورة، وهذا لا تعويل عليه؛ فإنا بينا أن الحقيقة معنا، وأما الأحكام فهي متعارضة، فلئن شهد له ما ذكر من الأحكام على اتباع هذه الأجزاء للجملة فليشهدن لنا بانفصال هذه الأجزاء عن الجملة الحكم الأكبر، وهي إبانتها عن الجثة في حالة الحياة وإزالتها منها، وهو دليل يعضدنا ظاهرا وباطنا، فلو كانت هذه الأجزاء تابعة في الجملة لتنجست بإبانتها عنها، كأجزاء الأعضاء؛ وإذا تعارضت الأحكام وجب الترجيح بالحقيقة، على أن هذه الأحكام التي تعلقوا بها لا حجة فيها؛ أما الحل والحرمة فإنما يتعلقان باللذة، وهي في الشعر كما تكون في البدن. وأما الإحرام فإنه يتعلق بإلقاء التفث، وإذهاب الزينة، والشعر من ذلك الوصف. وأما الأرش فإنه يتعلق بإبطال الجمال تارة وإبطال المنفعة أخرى، والجمال والمنفعة معا موجودان في الشعر أو أحدهما، بخلاف الطهارة والتنجيس، فإنه حكم يترتب على الحياة والموت، وليس للصوف ولا للوبر ولا للشعر مدخل بحال. وقد عول الشيخ أبو إسحاق إمام الشافعية ببغداد على أن الشعر والصوف والوبر جزء متصل بالحيوان اتصال خلقة، ينمى بنمائه، فينجس بموته، كسائر الأجزاء. وأجاب عن ذلك علماؤنا بأن النماء ليس بدليل على الحياة؛ فإن النبات ينمى وليس بحي، وإذا عولوا على النماء المتصل بالحيوان عولنا على الإبانة التي تدل على عدم الإحساس الذي يدل على عدم الحياة، وقد استوفينا القول فيها في مسائل الخلاف، وأشرنا إليه فيما تقدم وبمجموع هذه الأقوال يتحصل العلم لكم، ويخلص من الأشكال عندكم.
ـ[حمد أحمد]ــــــــ[26 - 06 - 05, 01:32 ص]ـ
أكرمك الله ورفع درجتك، لأنك نقلت لي حجج مختلفة وكثيرة. ولكنها تحتاج إلى مناقشة فهل تستطيع أخي جميل الإسداء أن تجيب على سؤال هذا الرابط لنناقش بالطريقة الأبسط لدي وجزاك الله خيرا: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=32696&highlight=%CC%E1%CF+%C7%E1%CD%E3%C7%D1(2/364)
إشارات في كتب التفسير ... د. مساعد الطيار
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[14 - 06 - 05, 03:20 م]ـ
إشارات في كتب التفسير
د. مساعد الطيار
كلية المعلمين - الرياض
كتبُ التَّفسيرِ كثيرةٌ جِدّاً، ولا يمكنُ الحديثُ عنها هنا، ولو بإيجازٍ، لذا سأذكرُ إشاراتٍ عابرةً في هذه الكتبِ.
إنَّ السَّلفَ من التابعينَ وتابعيهم قد دوّنوا التَّفسيرَ، وأنَّ أغلبَ هذه المدوَّناتِ مبثوثٌ في الكتبِ التي تُعنى بالمأثورِ عنهم؛ كتفسير عَبْدِ بنِ حُمَيد (ت:249)، وتفسيرِ الطَّبريِّ (ت:310)، وتفسيرِ ابن أبي حاتم (ت:327)، وغيرِها.
وغالبُ تفاسيرِهم كانت صُحُفًا تُروى بالأسانيدِ؛ كتفسيرِ عطيَّةَ بنِ سعدِ العوفيِّ (ت:111)، وتفسيرِ إسماعيلَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ السُّدِّيِّ (ت:128)، وتفسيرِ عليِّ بنِ أبي طلحةَ الوالبِيِّ (ت:143)، وغيرها.
وقد كان تفسيرُهم يشملُ تفسيرَ مفرداتِ القرآنِ، وناسخَه ومنسوخَه، وقصصَ آيهِ من إسرائيلياتٍ وغيرِها، وسببَ نزولِه، ومبْهماتِه، والمعنى الجمليَّ، وذكرَ التفسيرِ النَّبويِّ، والتفسيرَ بالقرآنِ، والتفسيرَ بالسُّنَّةِ، وبيانَ أحكامِه.
وإذا درستَ تفاسيرَهم بعنايةٍ، ونظرتَ في تفاسيرِ المتأخرينَ، سيظهرُ لكَ جليّاً أنَّ المتأخِّرينَ عالةٌ عليهم في بيانِ معاني القرآنِ والمرادِ بها، وأنَّ المتأخرينَ لم يزيدوا كثيرًا على أقوالِهم من جهةِ البيانِ عن معنى الآي، وإنما كانتِ الزيادةُ في غيرِ هذا الجانبِ.
وأحسِبُ أنَّ كتبَ التَّفسيرِ الكبيرةَ، كالجامعِ لأحكامِ القرآنِ لأبي عبدِ اللهِ محمدِ بن أحمدَ القرطبيّ (ت:671)، أو البحرِ المحيطِ لأبي حيان محمدِ بنِ يوسفَ الأندلسيِّ (ت:754)، أو غيرها، لو اعتمدتْ صُلْبَ التَّفسيرِ، وتركت الاستطرادَ في مسائلِ العلومِ، لرجعتْ إلى تفسيرِ السَّلفِ وقاربتْهُ.
ولما تنوَّعتِ المعارفُ والعلومُ، وتشكَّلتْ مسائلُ كلِّ علمٍ؛ كالفقهِ، وأصولِ الفقه، والنَّحوِ، واللُّغةِ، والتَّاريخِ، وغيرها، وشاركَ في التَّأليفِ في التَّفسيرِ من تميَّزَ بعلمٍ من هذه العلومِ، فإنَّه صبغَ تفسيرَه بتخصُّصِه الذي برزَ فيه، يساعدُه في ذلك إمكانيَّةُ التوسُّعِ في كتابةِ التَّفسيرِ، وهذا ما لا ضابطَ له، وهذا ما جعلَ كتبَ التَّفسيرِ تفترقُ في المناهجِ.
ولهذا، ستجدُ أنَّ كثيرًا مما سيأتي من المصنَّفاتِ المُدوَّنةِ على انفرادٍ، يكونُ موجودًا في بطونِ كتبِ التَّفسيرِ من حيثُ الجملةِ، لذا تجدُ أنَّ مما يتميَّزُ به منهجُ أبي حيان (ت:754) في كتابِه البحرِ المحيطِ عنايتَه بعلمِ المناسباتِ (1).
وهذا يعني أنَّ كُتبَ التَّفسيرِ تحوي كثيرًا من مسائلِ العلومِ التي لها علاقةٌ بعلمِ التَّفسيرِ أو هي من علومِ القرآنِ، وهذه الكتبُ مجالٌ خصبٌ لتطبيقاتِ هذه المسائلِ العلميَّةِ (2)، بل قد تجدُ فيها إشاراتٍ إلى مسائلَ متعلِّقةٍ بعلمٍ من علومِ القرآنِ، وهي غيرُ موجودةٍ في كتبِه، ومن ذلك:
في تفسيرِ قول الله تعالى:?وَإذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أوْ يَقْتُلُوكَ أوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيرُ الماكِرِينَ? [الأنفال:30]، قال ابن عطيَّةَ (ت: 542): وحكى الطَّبريُّ عن عكرمةَ ومجاهد أنَّ هذه الآيةَ مكيَّةٌ (3) … ويحتملُ عندي قول عكرمةَ ومجاهدٍ: (هذه مكيَّةٌ) أن أشارا إلى القصَّةِ لا إلى الآيةِ (4).
هل تجدُ مثلَ هذا التَّحريرِ في كتبِ علومِ القرآنِ؟
لو صحَّتْ هذه الفرضيَّةُ التي ذكرَها ابن عطيَّةَ (ت: 542)، لحلَّتْ كثيرًا مما يُشكلُ من عباراتِ السَّلفِ في علمِ المكيِّ والمدنيِّ، وبهذا التَّخريجِ لا يخالفُ قولُ مجاهد (ت: 104) وعكرمة (ت: 105) من قال إنها مدنيَّةٌ؛ لأنَّ هذا يحكي وقتَ النُّزولِ، وهما يحكيانِ وقت وقوعِ الحدثِ الذي نزلتِ الآيةُ بشأنِه، واللهُ أعلمُ.
وفي تفسيرِ قوله تعالى: ?وَإنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللهَ مِنْ قَبْلُ فَأمْكَنَ مِنْهُمْ واللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ? [الأنفال:71]، قال ابن عطيَّة الأندلسيُّ (ت:542): (وأمَّا تفسيرُ الآيةِ بقصَّةِ عبد اللهِ بن أبي سَرْحٍ (5)، فينبغي أنْ تُحرَّرْ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/365)
فإنْ جُلبتْ قصَّةُ عبد اللهِ بن أبي سرْحٍ على أنها مثالٌ، كما يمكنُ أن تجلبَ أمثلةً في عصرنا من ذلك، فحسنٌ.وإن جُلبتْ على أنَّ الآيةَ نزلت في ذلك، فخطأٌ؛ لأنَّ ابن أبي سرْحٍ إنما تبيَّنَ أمره في يومِ مكةَ، وهذه الآيةُ نزلتْ عَقِيبَ بدرٍ) (6).
هل تجدُ مثلَ هذا التَّحريرِ في كتبِ علومِ القرآنِ؟
إنَّ تحريرَ ابن عطيَّةَ (ت: 542) يتعلَّقُ بنوعينِ من أنواعِ علومِ القرآنِ: أسبابِ النُّزول، والمكيِّ والمدنيِّ.
أمَّا معرفةُ المكيِّ والمدنيِّ، فتُبيِّنُ ضَعْفَ كونِ هذه الآيةِ نزلتْ بشأنِ ابن أبي سرحٍ، للعلَّةِ المذكورةِ. فيستفاد من معرفة تاريخِ النُّزولِ في الترجيحِ بين الأقوالِ كما هو ظاهرٌ، إذ بها ضَعُفَ قولٌ، فترجَّحَ الآخرُ.
وأما أسبابُ النُّزولِ، فأفاد فيها: أنَّ بعضَ ما يُحكى منها إنما هو مثالٌ في تفسيرِ الآيةِ، ولا يلزمُ منه قصرُ الآيةِ عليه، كما لا يلزمُ أن يكونَ هو السَّببُ المباشرُ لنُزول الآيةِ.
كما أفاد أنَّه يمكنُ أن تُنَزِّلَ الآياتِ على الواقِع الذي تعيشُه، ولو كانت بحكايةِ نزلتْ هذه الآيةُ في كذا؛ لأنَّ ذلك على سبيلِ التمثيلِ لما تشملُه الآيةُ، لا على أنَّه السَّببُ في نزولِ الآيةِ، واللهُ أعلمُ.
ومُدوَّناتُ التَّفسيرِ الكبيرة خرجت بعلمِ التَّفسيرِ إلى مسائلَ لا علاقةَ لها به، وإنما جرَّها إليه بُرُوعُ المؤلِّفِ في فنٍّ من الفنونِ.
وقد كان لذلكَ أثرٌ في تسميةِ بعضِ كتبِ التَّفسيرِ، فالقرطبيُّ (ت: 671) سَمَّى تفسيرَه (الجامع لأحكام القرآن، والمبين لما تضمنه من السنة وآي الفرقان) (7)، وهو تفسيرٌ شاملٌ وليس خاصّاً بأحكامِ القرآنِ، وقد قال في بيان ذلك: (فلما كان كتاب الله هو الكفيل بجميع علومِ الشرعِ، الذي استقلَّ بالسنة والفرضِ، ونزل به أمين السماء إلى أمين الأرضِ؛ رأيتُ أنْ أشتغلَ به مدى عمري، وأستفرغَ فيه مُنَّتِي (8)؛ بأن أكتبَ فيه تعليقاً وجيزاً، يتضمَّنُ نُكَتًا من التَّفسيرِ واللُّغاتِ، والإعرابِ والقراءاتِ، والرَّدِّ على أهل الزيغ والضلالاتِ، وأحاديث كثيرة شاهدة لما نذكره من الأحكام ونزول الآيات، جامعاً بين معانيهما، ومبينًا ما أشكلَ منهما بأقاويلِ السَّلفِ ومن تبعهم من الخَلَفِ …) (9).
وهذا يعني أنَّ كتابَه شاملٌ للتَّفسيرِ، ومع هذا تراه سمَّاه باسمٍ يدلُّ على أنَّه سيكونُ متعلِّقًا بعلم الفقه والاستنباطِ، وإنما كان ذلك بسبب بروع مؤلفه في علم الفقه، واللهُ أعلمُ.
والملاحظُ أنَّ حَشْوَ كتبِ التَّفسيرِ بهذه الموادِّ من العُلُومِ لا ضابطَ له، ولذا تجدُ المؤلفَ الذي برع في فنِّ من الفنونِ يحرصُ على الإشارة العابرةِ، ولو لم تكن في مجالِ ما يريدُ الحديثَ عنه، فيسهبُ في الحديثِ عن أمورٍ لا تخصُّ الآيةَ من أيِّ وجهٍ، ومن ذلك:
في قوله تعالى: ?وَألْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارةِ إنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ? [يوسف:10]، قال القُرطبيُّ (ت:671): (الالتقاط: تناول الشَّيء من الطريقِ، ومنه اللَّقيطُ واللُّقَطَةُ. ونحن نذكر من أحكامِها ما دلَّت عليه الآيةُ والسُّنَّةُ، وما قاله أهلُ العلمِ واللُّغةِ …) (10).
وإذا قرأتَ المسائل التي ذكرها في اللَّقيطِ وأحكامِه (11)، تبيَّنَ لك أنَّ هذه المسائلَ محلُّها كُتبُ الفقه، لا كتبُ التَّفسيرِ، والآيةُ لم تُشر إلى حكمٍ في هذا الموضوعِ حتَّى يُفسَّرَ.
وبهذه الاستطرادات وأمثالِها زادَ حجمُ كتابِه.
ولو اعتمدَ المؤلِّفونَ في التَّفسيرِ على ما تُعطيه ألفاظُ الآيةِ من التفسيرِ واقتصروا عليه، وتركوا هذه الاستطراداتِ التَّخصُّصيَّةِ التي محلُّها كتبُ ذلكَ الفَنِّ، لتضاءلَت أحجامُ كتبِهم كثيرًا.
ومن المهمِّ هنا أن لا يُفهَمَ أن هذه الاستطرادات في العلومِ من لوازمِ التَّفسيرِ، وإنَّما اهتمَّ كثيرٌ من العلماءِ الذين ألَّفُوا في التَّفسيرِ بتدوينها في تفاسيرِهم، لأنهم سلكوا منهجاً في التأليفِ يريدُون به استقصاءَ ما حولَ الآيةِ مما يرتبطُ بالعلمِ الذي برعُوا فيه.فإن كان له ذلك العُذْرُ، فإنَّ هذا لا يعني أنَّ كلَّ كتابِه في علمِ التَّفسيرِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/366)
كما يلاحظُ أنَّ المذهب الذي يميلُ إليه المفسر، سواءً أكانَ فِقْهاً، أم نَحْواً، أم عَقِيدَةً له أثرٌ في اختيارِ المفسِّرِ للمعنى، ويظهرُ بهذا الاختيارِ تكلُّفُ المفسِّرِ وتعسُّفُه، وتركُه للظَّاهرِ من أجلِ أن لا يخالفَ ما يعتقدُه.
كما أنَّ للمُعْتَقَدِ أثرًا في قصرِ معنى الآيةِ على المحتمَلِ الذي يناسبُ معتقد المؤلِّفِ دون غيرِه من المحتملاتِ الصحيحةِ الجائزِ حملُ الآيةِ عليها، ولا يكونُ في هذا الحَمْلِ أيُّ تناقضٍ. ومن أمثلةِ ذلكَ ما ورد في تفسيرِ قوله تعالى:?وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ? [الصَّافَّات:96]، فقد جعلَ بعضُ المعتزلةِ " ما " موصولةً، ويكون التقديرُ: خلقكم وخلق ما تعملونه من الأصنام (12).
ونفى أن تكون "ما" مصدريةً؛ لأن المعنى يكون: والله خلقكم وعملَكم، وهذا ينافي ما يعتقده المعتزلةُ من أنَّ الله لا يخلقُ الشَّر، وأنَّ العباد هم الذين خلقوا أفعالَهم.ولولا وجود هذه العقيدة، لما قصرَ معنى الآيةِ على هذا التَّوجيه دون غيرِه.
والمعنى محتملٌ لأن تكونَ " ما ": مصدريّةً، أو أن تكونَ موصولةً، ويكون المعنى: والله خلقكم، وخلق أعمالكم، وما عملتموه (13).
والمقصودُ أنَّ هذه المطوَّلاتِ تشتملُ على عدَّةِ اتجاهاتٍ علميَّةٍ تعرَّضَ لها المؤلِّفونَ، فمن أرادَ الإعرابَ والنَّحْوَ ـ بعد رجوعِه إلى كتبِ أعاريبِ القرآنِ ـ رجع إلى تفسير البحر المحيطِ لأبي حيانَ (ت: 754) النَّحويِّ، أو إلى كتاب تلميذِه السّمينِ الحلبيِّ (ت: 756) الدُّرِّ المصونِ في علومِ الكتابِ المكنونِ، وهما من أشملِ وأوسع ما كُتِبَ في إعراب القرآنِ.
هذا، ولا تخلو بعضُ المطوَّلاتِ من مسائلِ إعراب القرآنِ؛ كجامع البيان عن تأويلِ آي القرآنِ، للطَّبريِّ (ت: 310)، والبسيطِ في التَّفسيرِ، للواحديِّ (ت: 468)، والكشاف عن حقائق التَّنْزِيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل، للزَّمخشريِّ (ت: 538)، والمحرَّرِ الوجيزِ في تفسير الكتاب العزيز، لابن عطيَّةَ (ت: 542)، والجامع لأحكام القرآنِ، للقرطبيِّ (ت: 671)، وغرائبِ القرآنِ ورغائب الفرقانِ، للقُمِّي النَّيسابوريِّ (ت: 728)، وفتحِ القديرِ الجامع بين فَنَّي الرواية والدراية، للشوكانيِّ (ت: 1250)، وروح المعاني في تفسير القرآن العظيمِ والسَّبعِ المثاني، للآلوسيِّ (ت: 1270)، وغيرِها.
ومن أرادَ الإبانةَ عن فصاحةِ القرآنِ وبلاغتِه، رجعَ إلى الكشَّافِ، للزمخشريِّ (ت: 538)، والبحرِ المحيطِ، لأبي حيان الأندلسيِّ (ت: 745)، ونظمِ الدُّرر في تناسبِ الآي والسُّورِ، للبقاعيِّ (ت: 885)، وحاشية شيخ زاده على البيضاويِّ، لمحيي الدين مصطفى القوجوي (ت: 951)، وإرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريمِ، للقاضي أبي السعودِ (ت: 951)، والسِّراجِ المنير للخطيب الشربيني (ت: 977)، وعناية القاضي وكفاية الراضي المعروف بحاشية الشهاب الخفاجي، لأحمد بن محمد الخفاجي (ت: 1069)، والفتوحات الإلهية بتوضيح تفسير الجلالين للدقائق الخفيَّةِ، المعروف بحاشية الجمل على الجلالين، لسليمان بن عمر العجلي الشهير بالجمل (ت:1204)، وروح المعاني، للآلوسيِّ (ت: 1270)، ومحاسن التأويل لمحمد جمال الدين القاسميِّ (ت: 1332)، والتحرير والتنويرِ، للطاهر بن عاشور (ت: 1393).
وهكذا كتبُ التَّفسيرِ، تجدُ في مجموعةٍ من الكتبِ ما لا تجدُه في غيرِها، فمنهم من اعتنى أكثرَ من غيرِه بتفسيرِ القرآنِ بالقرآنِ، ومنهم من اعتنى بالسُّنَّةِ النَّبويَّةِ واستفاد منها في تفسيرِه، ومنهم من اعتنى بإيرادِ آثارِ السَّلفِ في التَّفسيرِ، ومنهم من اعتنى بالأحكامِ، ومنهم من اعتنى باللطائف والنّكاتِ … الخ.
--------------------------------------------------------------------------------
الحواشي
(1) ينظر على سبيل المثال، البحر المحيط، نشر المكتبة التجارية (1: 77، 214، 224، 250، 403، 568، 592).
(2) مثلاً، لو دُرِستْ عباراتُ السَّلفِ في نزولِ القرآنِ، وهل يلزم من قولهم: نزلت هذه الآيةُ بمكة، أو بالمدينة، أنهم لا يراعون تاريخ النُّزول؟ الذي يظهرُ أن من عبَّرَ بهذا التَّعبيرِ لا يُخالفُ اعتبارَ الزَّمانِ، وليسَ أصحابُ هذا التَّعبيرِ أصحابُ قولٍ آخر في المكي والمدني، تأمَّلْ هذا، وتحقَّق منه في تطبيقاتِ المكي والمدني عند السلفِ، فقد يظهر لك هذا.
(3) ينظر: تفسير الطبري، تحقيق: شاكر (13: 502).
(4) تفسير ابن عطية، ط: قطر (6: 272).
(5) عبد اللهِ بن أبي سرحٍ، أخو عثمان بن عفان من الرضاعة،كان من كُتَّابِ الوحي، ثُمَّ ارتدَّ، وكان يقول: ما كان محمد يكتب إلا ما شئتُ. وكان ذلك بسبب موافقته للتَّنْزيل في ختمِ آيةٍ، فأهدر الرسول دمه يوم الفتح، فجاء به عثمانُ تائباً، فأعرضَ عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثمَّ قبل توبته.
(6) تفسير ابن عطية، ط: قطر (6: 386 ـ 387).
(7) تفسير القرطبي (1: 3).
(8) المُنَّةُ: بفتح الميم وضَّمِّها: القوة، ينظر: القاموس المحيط، مادة (منن).
(9) تفسير القرطبي (1: 2 ـ 3).
(10) تفسير القرطبي (9: 134).
(11) كتب في ذلك ثمان مسائل، ينظر تفسير القرطبي (9: 134 ـ 138).
(12) ينظر في تأويل المعتزلة لهذه الآية: متشابه القرآن، لعبد الجبار الهمذاني (2: 580 ـ 587)، والكشاف، للزمخشري (3: 345 ـ 347)، ومجمع البيان، للطبرسي (23: 70).
(13) ينظر هذان الوجهان في تفسير الطبري، ط: الحلبي (23: 75).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/367)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[14 - 06 - 05, 06:47 م]ـ
من باب الأمانة العلمية ينبغي عزو المقال إلى مصدره، وهذا مصدره:
http://www.tafsir.net/index.php?subaction=showfull&id=1089353936&archive=1110783259&start_from=&ucat=1&do=maqalat
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[02 - 12 - 09, 11:41 م]ـ
مقال مفيد
جزاك الله خيرا
ـ[ابو قتيبة البرجي]ــــــــ[03 - 12 - 09, 12:55 ص]ـ
جزاك الله خيرا(2/368)
هل حقق احد تفسير الطبري؟
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[14 - 06 - 05, 10:02 م]ـ
أود ان اعرف ان كان هناك تحقيق لكتاب الطبري جامع البيان اقصد تحقيق درجة الاثار والاحاديث الموجودة فيه.؟
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[14 - 06 - 05, 10:09 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7337&highlight=%CA%DD%D3%ED%D1+%C7%E1%D8%C8%D1%ED
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[14 - 06 - 05, 10:10 م]ـ
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=70&highlight=%C7%E1%D8%C8%D1%ED+%E3%CD%E3%E6%CF+%D4%C 7%DF%D1
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[14 - 06 - 05, 10:11 م]ـ
السؤال الرابع: من الأخ (فالح العجمي).
س 1: ما هي أفضل طبعة لتفسير ابن جرير الطبري؟
س 2: وهل صحيح أن طبعة بولاق هي أفضل طبعة لهذا التفسير؟.
جواب سؤال الرابع:
ج 1: أفضل طبعة لتفسير الطبري هي التي صدرت أخيراً بإشراف الدكتور عبد الله التركي في مصر في 26 مجلداً.
ج 2: وطبعة بولاق ينقصها تفسير بعض الآيات في بعض السور، كما يظهر من مقدمة الطبعة المشار إليها.
أما طبعة الأستاذ محمود شاكر ففائدتها في تعليقاته العلمية وتحقيقاته المنثورة في هوامش الأجزاء المطبوعة.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=21137&highlight=%CA%DD%D3%ED%D1+%C7%E1%D8%C8%D1%ED
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[14 - 06 - 05, 10:14 م]ـ
(جامع البيان في تأويل آي القرآن) للإمام ابن جرير الطبرى.
مختصراته:
أ- (مختصر تفسير الطبري) اختصار بشار عواد. وهو أحسنها. (جديد)
ب- (مختصر تفسير الطبري) اختصار التجيبي.
جـ- (مختصر تفسير الطبري) اختصار صلاح الخالدي.
د- (مختصر تفسير الطبري) اختصار الصابوني. - انتبه من الصابوني هذا! -
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7759&highlight=%CA%DD%D3%ED%D1+%C7%E1%D8%C8%D1%ED
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[14 - 06 - 05, 10:15 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=9195&highlight=%CA%DD%D3%ED%D1+%C7%E1%D8%C8%D1%ED
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[14 - 06 - 05, 10:16 م]ـ
جزاكم الله خيرا. وأحسن اليكم
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[14 - 06 - 05, 10:16 م]ـ
http://www.thamarat.com/index.cfm?faction=BookDetails&Bookid=6074
http://www.thamarat.com/index.cfm?faction=BookDetails&Bookid=5209
http://www.thamarat.com/index.cfm?faction=BookDetails&Bookid=3292(2/369)
نسف الشبهات عن عاصم وحفص إمامي القراءات
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[15 - 06 - 05, 12:15 م]ـ
بسم الله
قد رد أحد الكرام الفضلاء النبلاء على هذه الشبهة من قبل ولا بأس من نشرها مرة اخرى
ولا تخرج هذه الشبهة إلا ممن في قلبه دخن على كتاب الله
وقبل الشروع في ذكر الرد الذي هو كالصارم المسلول والشهاب الثاقب لأعين وادمغة القوم
نقول:
إهمال علماء الشيعة للثقل الأكبر"القرآن الكريم"، حفظاً وتفسيراً.
1: لم نجد إلى الآن في كتب تراجم رجال الشيعة كرجال الكشي والنجاشي والطوسي والحلي والقمي والخوئي والممقاني وغيرها ... لم نجد عالماً واحداً قالوا عنه أنه"حفظ القرآن" سواء وهو صغير أم كبير!!!
2: يقول المرجع الإيراني خامنئي:"مما يؤسف له أن بإمكاننا بدء الدراسة ومواصلتنا لها إلي حين استلام إجازة الاجتهاد!! من دون أن نراجع القرآن ولو مرة واحدة.!!
يقول المرجع العربي اللبناني محمد حسين فضل الله " فقد نفاجأ بأن الحوزة العلمية في النجف أو في قم أو في غيرها لا تمتلك منهجاً دراسياً إلزامياً للقرآن.!!!
ويبين الدكتور جعفر الباقري أن القرآن الكريم لم يلق أي إهتمام في الحوزات العلمية!!
انظر هذه الأقوال وغيرها كتاب"ثوابت ومتغيرات الحوزة العلمية" للدكتور الشيعي جعفر الباقري.
نسف الشبهات عن عاصم وحفص إمامي القراءات:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
أما بعد:
إن الرد على أهل البدع والضلال وكشف عوارهم وفضح خبث معتقدهم منهج شرعي و أصل من أصول هذا الدين بل ومن أسمى أنواع الجهاد في سبيل الله
وإنه من الواجب والفرض اللازم على كل مسلم صادق آتاه الله يد باسطة في العلم وبيان الحق وردع الباطل أن يطلق صيحات النذير والتحذير منهم ما استطاع إلى ذلك سبيلا، ومن الفرق التي عرفت بضلالها وتعديها على كتاب الله عز وجل والقول بوقوع التحريف فيه الشيعة الإمامية الاثنا عشرية وذلك واضح بين يعرفه كل من له أدنى خبرة وإطلاع على مذهب القوم
ولقد حاول علماؤهم على مر العصور إخفاء معتقدهم الخبيث وكتمانه وعدم الجهر به أمام عموم المسلمين خشية التصدي من علماء أهل السنة والجماعة الذين حباهم الله عز وجل بشرف الإسناد وخصهم بإعلاء كتابة الكريم وسنة نبيه الأمين صلى الله عليه وسلم فكانوا حملة بحق هم حملة هذا الدين وحماته الذين نقلوه إلينا بالإسناد المتواتر الوضاء جيلا بعد جيل حتى وصلوا به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جبريل عليه السلام إلى رب العزة سبحانه وتعالى
فالشيعة الامامية الاثنا عشرية الذين يدعون كذبا وزورا إتباعهم لآل البيت لا يملكون سندا ولو ضعيفا لكتاب الله عز وجل بل هم في ذلك عيال على أهل السنة والجماعة.
ونسمع في هذه الأيام بعض أذنابهم يتعالون بصيحات كاذبة متناقضة تارة بالطعن فى قراء كتاب الله واللمز فيهم والغمز في عدالتهم، خاصة في حفص بن سليمان الأزدي أحد رواة كتاب الله، وتارة أخرى نسمع من بعضهم تعديله ونسبته إلى التشيع والرفض، في محاولة يائسة لسرقة إسناد أهل السنة والجماعة يبتغون وراء ذلك نسبة السند الثابت إلى كتاب الله إلى الرافضة.
ومن هنا رأيت انه من أوجب الواجب علينا أن نتصدى لمثل هذه النعرات الكاذبة وتفنيد شبههم وإظهار خبث طويتهم.
ولنبدأ ببيان الشبهة الأولى:
الشبهة الأولى:
كيف يكون عاصم وحفص إمامين في القراءات وهما ضعيفان؟
الرد:
- أولا: لا يجوز حمل كلام المتكلم على عرف غيره، فحينما ينقل المخالفون أمراً معيناً ضد مخالفيهم لا يجوز شرعا ولا عقلا أن يحمل كلام مخالفيهم على عرفهم وأفهامهم، ولا شك ولا ريب أن هذا العمل من الظلم والهوى والطغيان، فحينما ينقل أهل السنة والجماعة تضعيف حفص أو عاصم فإن هذا الضعف في الحديث لا في الحروف والقراءات.
ثانياً:. يجب فهم مصطلحات أئمة الحديث المتقدمين حسب استعمالهم لها عَن طريق الجمع والاستقراء والدراسة والموازنة، فعاصم وحفص الضعف الذي قيل فيهما إنما هو في الحديث وليس في الحروف والقراءات.
قال ابن الجوزي عن عاصم:" وكان ثبتا في القراءة واهيا في الحديث لأنه كان لا يتقن الحديث ويتقن القرآن ويجوده وإلا فهو في نفسه صادق " [1].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/370)
وقال الذهبي:" فأما في القراءة فثبتٌ إمام، وأما في الحديث فحسن الحديث " [2].
وقال الذهبي:" كان عاصم ثبتاً في القراءة، صدوقاً في الحديث، وقد وثقه أبو زرعة وجماعة، وقال أبو حاتم: محله الصدق، وقال الدارقطني: في حفظه شيء، يعني: للحديث لا للحروف " [3].
أما عن حفص بن سليمان الأسدي فقد قال الحافظ ابن حجر:" متروك الحديث مع إمامته في القراءة " [4].
وقال الهيثمي:" وفيه حفص بن سليمان القاريء وثقه أحمد وضعفه الأئمة في الحديث ".
وقال المناوي وغيره:" حفص بن سليمان ابن امرأة عاصم ثبت في القراءة لا في الحديث ".
ثالثا: بإجماع أهل العلم بأن حفصاً وعاصماً إمامان في القراءات ولا يوجد طعن واحد فيهما في الحروف والقراءات، والجميع يقرون بإمامتهما في الاقراء وماتعرضوا لعدالتهما، أو الطعن بقراءتهما.
رابعاً: هناك فرق بين التوثيق للحديث و التوثيق للقراءة
- قد يكون الإمام متقناً لفن من الفنون، ومُبَرِّزاً في علم من العلوم، لكونه أنفق فيه جل حياته، واعتنى بطلبه وتدريسه عناية فائقة، بينما يكون مقصرا في فن آخر لعدم إعطائه تلك العناية، فيكون عمدة في فنه الذي ضبط معرفته وأتقنه، وتنزل مرتبته فيما قصّر فيه، بل قد يكون فيه غير معتمد
- قواعد إسناد الحديث ليست كإسناد القرآن، وكم ترى من هو متقن للقراءات حافظا لآلاف الأبيات المتداولة كمتون الشاطبية والدرة والطيبة وغيرها لا يخرم منها حرفا، ويخبرك بأسانيد القرآن ومعرفة الأئمة منهم في القراءة ومعرفة كل حرف من العشرة بطرقه ثم إن ناقشته في الحديث فلعله لا يستطيع أن يروي لك حديثا صحيحا بإسناده هذا إن لم يخلط في متنه.
- أما الضعف في رواية الحديث واختلاط الألفاظ والأسانيد، فكم ممن رأيناهم لا يغادرون حرفاً أو حركة من كتاب الله ويحفظ الطرق والتحريرات الدقيقة ويسرد المئات من الشواهد الشعرية ويحفظ آلاف الأبيات لمتون القراءات كم من هؤلاء لا يفرق بين حديث رسول الله الصحيح وبين الضعيف ولا يحفظ الأسانيد، بالرغم من كونهم أعمدة في أسانيد القرآن.
- فشروط رواية الحديث أن يكون راويه عدلاً ضابطاً.وحفص بن سليمان بالإجماع عدل لكنه ليس ضابطاً لذلك ترك حديثه، و هناك الكثير من العلماء الأجلاء يكونون ضعافاً في الحديث بسبب قلة ضبطهم و لا يقدح ذلك في عدالتهم.
قال الذهبي في تاريخ الإسلام (وفيات سنة 130هـ ص 140):" فأما في القراءة فثبتٌ إمام، وأما في الحديث فحسن الحديث ".
وكذلك أبو بكر بن عياش الأسدي إمام في القراءات أما الحديث فيأتي بغرائب ومناكير. (سير أعلام النبلاء 8/ 505).
وكذلك عمر بن هارون بن يزيد الثقفي البلخي قال الذهبي في " تذكرة الحفاظ 1/ 341):" ولا ريب في ضعفه، وكان إماماً حافظاً في حروف القراءات ".
وقال الذهبي في النقاش:" والنقاش مجمع على ضعفه في الحديث لا في القراءات " (سير أعلام النبلاء 17/ 506).
وكذلك الحسن بن علي بن إبراهيم الأهوازي:" كان رأساً في القراءات معمرا بعيد الصيت صاحب حديث ورحلة وإكثار وليس بالمتقن له ولا المجود بل هو حاطب ليل " (سير أعلام النبلاء 18/ 13).
قد يكون إماماً في التفسير ولكنه غير قوي في الحديث:
مثال الضحاك بن مزاحم الهلالي الخراساني قال الذهبي في سير اعلام النبلاء (4/ 598):" صاحب التفسير .... وليس بالمجود لحديثه ".
قد يكون ثبتاً في الحديث ضعيفاً في القراءات:
وكذلك الأعمش كان ثبتاً في الحديث ليناً في الحروف والقراءات. قال الذهبي 5/ 260: " - وكان الأعمش بخلافه- أي حفص - كان ثبتاً في الحديث، ليناً في الحروف، فإن للأعمش قراءة منقولة في كتاب " المنهج " وغيره لا ترتقي إلى رتبة القراءات السبع، ولا إلى قراءة يعقوب وأبي جعفر والله أعلم ".
قد يكون إماماً في المغازي غير مجود في الحديث:
مثال ابن إسحاق: قال الذهبي:" فله ارتفاع بحسبه ولا سيما في السير، وأما في الأحاديث فينحط حديثه فيها عن رتبة الصحة إلى رتبة الحسن، إلا فيما شذ فإنه يعد منكرا " وقال أيضا:" قد كان في المغازي علامة " (سير أعلام النبلاء 7/ 37).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/371)
وكذلك سلمة بن الفضل الرازي قال عنه الذهبي:" كان قوياً في المغازي ... وقد سمع منه ابن المديني وتركه " (سير أعلام النبلاء 9/ 50) وقال البخاري:" عنده مناكير " وقال النسائي:" ضعيف ".
وكذلك الواقدي قال عنه الذهبي:" لا يستغنى عنه في المغازي وأيام الصحابة وأخبارهم ".وقال النسائي:" ليس بثقة " وقال مسلم وغيره:" متروك الحديث " [5].
قد يكون إماماً في الفقه ضعيفاً في الحديث:
ألإمام أبو حنيفة: إليه المنتهى في الفقه والناس عليه عيال في الفقه، قال الذهبي:" الإمامة في الفقه ودقائقه مسلمة إلى هذا الإمام، وهذا أمر لا شك فيه " (السير 6/ 403) وضعفه من جهة حفظه في الحديث النسائي وابن عدي والخطيب.قال النسائي:" ليس بالقوي في الحديث " (الضعفاء والمتروكون 237).
إمام الحرمين الشافعي الجويني: يقول الذهبي:" كان هذا الإمام مع فرط ذكائه وإمامته في الفروع والأصول وقوة مناظرته لا يدري الحديث كما يليق به، لا متناً ولا إسناداً " (سير أعلام النبلاء 18/ 471).
محمد بن عبد الله الإشبيلي المالكي (ت586هـ): قال الذهبي:" وكان كبير الشأن، انتهت إليه رئاسة الحفظ في الفتيا، وقُدم للشورى من سنة إحدى وعشرين، وعظم جاهه، ونال دنيا عريضة، ولم يكن يدري فن الحديث ... وكان فقيه عصره " (سير أعلام النبلاء 21/ 178).
وكذلك الخصيب بن جحدر البصري: قال الذهبي:" وكان من الفقهاء لكنه متروك الحديث " (تاريخ الإسلام وفيات سنة 150هـ ص 125).
قد يكون إماماً في الحديث ضعيفا في الفقه:
سعيد بن عثمان التجيبي: قال الذهبي:" وكان ورعاً زاهداً حافظاً، بصيراً بعلل الحديث ورجاله، لا علم له بالفقه " (تاريخ الإسلام وفيات سنة 301 - 310 هـ ص 159).
قد يكون إماماً في اللغة ضعيفا في الحديث:
عمر بن حسن ابن دحية (ت 633هـ): قال الذهبي:" كان الرجل صاحب فنون وتوسع ويد في اللغة، وفي الحديث على ضعف فيه " (سير أعلام النبلاء 22/ 391).
قد يكون إماماً في الحديث ضعيفا في اللغة:
إبراهيم بن يزيد النخعي: قال الذهبي:" لا يحكم العربية، وربما لحن .. " (ميزان الاعتدال 1/ 75).
شبهة الثانية:
عاصم وحفص شيعيان وهما من أسانيد الشيعة الإمامية.
الرد:
- أولاً: القول بأن سند قراءة عاصم كلهم كوفيون شيعة هذا من الهذيان و ليس كلاما موثقاً.
- ثانياً: إذا كان سند قراءة عاصم وحفص من الشيعة و على عقيدة الرفض كما يزعمون، فهم مطالبون بأمرين أولهما: النقل من كتب الجرح والتعديل وتراجم الرجال الخاصة بأهل السنة والجماعة بأن عاصماً أو حفصاً كانا من الرافضة. ثانيهما: فإن لم يستطيعوا إثبات ذلك من كتبنا فهم مطالبون أن يثبتوا ذلك من كتبهم وأن يبينوا لنا توثيقهم من كتب الرجال الامامية، كرجال الكشي أو رجال الطوسي او غيرها من كتب الرجال عندهم لنرى ان كانوا يعدونهم من رجالهم أم لا.
- ثالثاً: حفص بن سليمان لم يترجم له الكشي ولا النجاشي ولا ابن داود الحلي ولا الخاقاني ولا االبرقي في " رجالهم " (هذه من أوثق الكتب المعتمدة في الرجال للرافضة).
- غاية ما في الأمر أن ذكر الطوسي حفص بن سليمان في رجاله (181) في أصحاب الصادق ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره القهبائي في " مجمع الرجال " (2/ 211) والحائري في " منتهى المقال " (3/ 92) وجميعهم ينقلون عن الطوسي ولم يذكروا فيه جرحاً أو تعديلاً ولم يذكروا أنه كان من الإمامية.
- وقد ترجم لحفص أحد علمائهم في الجرح والتعديل وهو آية الله التستري في كتابه " قاموس الرجال " (3/ 582):" ولم يشر فيه إلى تشيع – أي حفص – "، ... ثم قال: " وقد قلنا إن عنوان رجال الشيخ أعم - أي رجال الطوسي - "
قلت: أي نفى التستري أن يكون حفص رافضياً من الشيعة الإمامية، وليس كل من ذكره الطوسي في رجاله يكون رافضيا، بل هو أعم فقد ذكر حتى النواصب في رجاله.
- رابعاً: هل قول الرافضة أن فلاناً من أصحاب الصادق توثيق للرجل أم دليل على إماميته؟
- قال ىية الله التستري أن هذا لا يعتبر توثيقاً للرجل، ولا حتى كونه من الشيعة الإمامية. (قاموس الرجال 1/ 29 - 34 وكذلك 1/ 180).
- فقد عدّ شيخ الطائفة " أحمد بن الخصيب " في أصحاب الهادي مع أنه ناصبي (قاموس الرجال للتستري 1/ 180).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/372)
- فقد ذكروا جملة من الرواة من أصحاب الأئمة ومع ذلك جهلوهم أو ضعفوهم.
- شيخ الطائفة وضع عبيد الله بن زياد في أصحاب علي بن أبي طالب (قاموس الرجال 1/ 29).
- هناك فرق بين الرافضي والشيعي، والشيعي عند المتقدمين هو من فضل علياً على عثمان بن عفان – رضي الله عنهما -، والتشيع في ذاته ليس قادحا إنما يكون كذلك إذا صاحبه سب للشيخين أو ارتبط بالغلو في آل البيت وصرف العبادات لغير الله.
- - ثم ليس كل من صاحب عليا فهو رافضي، فعلي كان معه كثير من الصحابة و التابعين و العلماء الأفاضل و القول بأن كل من تعلم من علي أو آل البيت أو اتصل بهم هو شيعي هو قول بالباطل.
- خامساً: فإن لم يستطيعوا أن يثبتوا هذا ولا ذاك فهو ادعاء و الإدعاء سهل لكل إنسان وكما قيل والدعاوى إن لم يقيمواعليها البينات فأبناؤها أدعياء.
- سادساً: محاولة " اختطاف " و " سطو " أسانيد السنة للقرآن ونسبتها لهم محاولة فاشلة من الرافضة تدعو إلى رثاء حالهم و تدل بما لا يدع مجالاً للشك أن الرافضة ليسوا أهل قرآن، وليسوا أهل إسناد، فلا يملكون سنداً واحداً للثقل الأكبر و أنهم عالة على أهل السنة والجماعة في ذلك وعالة على أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم -.
- سابعاً: أين أسانيد الرافضة للثقل الأكبر (القرآن الكريم) إلى آل البيت المتصلة في الائمة الاثني عشر؟ هل مراجعكم عندهم اسانيد متصلة الى آل البيت.انتم تقولون ان التلقي لا يكون الا من آل البيت اين اسانيدكم الى الحسن أين أسانيدكم إلى الحسين و بقية الائمة متسلسة في قراء من الامامية الاثني عشرية؟.
- هل يوجد سند عند الشيعة متصل بالقرآن الى اليوم ينقلونه عن العترة الى علمائهم، هل يملكون سنداً متصلاً بقراء ثقات أو حتى غير ثقاتأو حتى غير ثقاتأ يتصل سنده برسول الله من طريق آل البيت.
-
الشبهة الثالثة: اتهام حفص بالكذب:
الرد:
* اتهمه ابن خراش بالكذب والرد عليه كما يلي:
- أولا ً: ابن خراش اتهم حفصاً بالكذب فقال " كذاب متروك يضع الحديث " [6].
- ابن خراش هذا هو عبد الرحمن بن يوسف بن خراش، وهو رافضي، قال أبو زرعة: " محمد بن يوسف الحافظ كان خرج مثالب الشيخين وكان رافضياً " وقال الذهبي:" هذا والله الشيخ المعثر الذي ضل سعيه .... وبعد هذا فما انتفع بعلمه " [7]
- اتهامه بالكذب من قبل ابن خراش الرافضي لا يعتد به ولا بجرحه، كما قال الذهبي رحمه الله:" إن ضعف الراوي ولم يكن الطاعن من أهل النقد، وقليل الخبرة بحديث من تكلم فيه، فلا يعتد به ولا يعتبر ولا يعتد بجرحه مثال ذلك: أبان بن يزيد العطار أبي يزيد البصري الحافظ، فقد روى الكديمي تضعيفه، والكديمي واهِ ليس بمعتمد ". (ميزان الاعتدال 1/ 16) ".
ونقل ابن عدي تكذيب ابن معين له فقال: أنا الساجي ثنا أحمد بن محمد البغدادي قال سمعت يحيى بن معين يقول:" كان حفص بن سليمان وأبو بكر بن عياش من أعلم الناس بقراءة عاصم وكان حفص أقرأ من أبي بكر وكان أبو بكر صدوقا وكان حفص كذابا " [8].
-أولاً: يجب دراسة حال الراوي عن ابن معين وهو ابن محرز أحمد بن محمد البغدادي، فهل هذا الراوي ثقة أم غير ثقة، ثم هل تلاميذ ابن معين وافقوه في هذا النقل أم خالفوه، وهل تلاميذ ابن معين متساوية مراتبهم في الوثاقة أم أن بعضهم أقوى من بعض.
ثانياً: الرواية منكرة، فالراوي عن ابن معين هو ابن محرز أحمد بن محمد البغدادي وهو مجهول، فلم يذكر في كتب الجرح والتعديل ولم يذكروا فيه لا جرحا ولا تعديلا فهو مجهول الحال والسند ضعيف لا يثبت.
- ثالثاً: بالرغم من أن السند لا يثبت فقد خالف الثقات الأثبات من تلاميذ ابن معين، فقد روى عثمان بن سعيد الدارمي وأبو قدامة السرخسي كلاهما عن ابن معين أنه قال في شأن حفص بن سليمان:" ليس بثقة " [9].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/373)
- الدارمي هو: عثمان بن سعيد قال عنه الذهبي:" الإمام العلامة الحافظ الناقد .... وأخذ علم الحديث وعلله عن علي ويحيى وأحمد وفاق أهل زمانه وكان لهجاً بالسنة بصيراً بالمناظرة " [10] وأبو قدامة هو عبيد الله بن سعيد السرخسي قال بو حاتم:" كان من الثقات " وقال أبو داود:" ثقة " وقال النسائي:" ثقة مأمون قل من كتبنا عنه مثله " [11] وقال الحافظ في التقريب:" ثقة مأمون سني " بينما ابن محرز لم يذكر له أي توثيق أو حتى جرح في كتب الجرح والتعديل فهو مجهول الحال.
- رابعاً: لم يوافق أحد ممن روى عن ابن معين أو في سؤالاتهم له بما تفرد به ابن محرز بتكذيب حفص، كالدوري الحافظ الإمام الثقة الذي أكثر من ملازمة ابن معين وطول صحبته له حتى قال ابن معين عن الدوري:" صديقنا وصاحبنا " [12] وقال عنه الحافظ في التقريب:" ثقة حافظ ". بل لم يوافقه الآخرون ممن رووا عن ابن معين وكابن الجنيد والدقاق وغيرهم.
- خامساً: من المعلوم في حال وجود اختلاف على الراوي؛ فإنه يتعين التحقق من الرواية الراجحة، و الموازنة بين الروايات وبيان الراجح وأسباب الترجيح، ومن القرائن والقواعد العلمية للموازنة بين الروايات هي الترجيح بالحفظ والاتقان والضبط فنجد أن من رووا عن ابن معين تضعيف حفص دون ذكر التكذيب هم الأحفظ والأتقن والأضبط والأكثر ملازمة لشيخهم من ابن محرز فترجح روايتهم.
سادسا: من القرائن المرجحة والقواعد العلمية للترجيح بين الروايات هي الترجيح بالعدد والأكثر، ونجد أن من نقل تكذيب ابن معين لحفص هو ابن محرز (المجهول) بينما الذين لم يذكروا التكذيب أكثر.
سابعاً: كل من ترجم لحفص من أئمة الجرح والتعديل تطرقوا إلى ضعفه في الحديث وإمامته في القرآن ولم يشر أحد منهم إلى اتهامه بالكذب ومثل هذا لو ثبت لطارت به الركبان.
- ثامناً: باستقراء جميع أقوال أهل العلم وسبرها وتتبعها فإنهم وصفوا حفصاً بأنه متروك أو ضعيف الحديث ولم يثبت اتهامه بالكذب ممن يعتد قوله في هذا الباب.
- تاسعاً: أهل الحديث يتشددون في موضوع الكذب فكيف يقبلون قراءة الكذاب لكتاب الله، فمن غير المقبول شرعاً ولا عقلاً عدم قبول رواية الكذاب ومن اتهم بالكذب في حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بينما تقبل روايته في كتاب الله، فأهل العلم قد ردوا رواية من جرى على لسانه الكذب في حديث الناس حتى لو لم يتعمد الكذب في حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لاحتمال أن يكذب في حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حماية وصيانة لحديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، فلا يتصور أن تقبل قراءته وروايته لكتاب الله.
- عاشراً: من اتهمه بالكذب فقد أخطأ خطأ بينا وقوله مردود عليه ولا كرامة له كائنا من كان، بل ولو شاهد واقع الأمة اليوم لاستحى من نفسه أن يتسرع في تلك الأوصاف التي رمى بها حفصا رضي الله عنه.
- أحد عشر: من باب التنزل مع الخصم فلو افترضنا صحة النقل عن ابن معين لتكذيبه لحفص فالكذب في اللغة قد يطلق على الخطأ قال ابن حبان – رحمه الله -:" وأهل الحجاز يسمون الخطأ كذباً " [13] وقال ابن حجر في ترجمة برد مولى سعيد بن المسيب:" قال ابن حبان في الثقات:" كان من الثقات كان يخطيء، وأهل الحجاز يسمون الخطأ كذباً، قلت: - أي ابن حجر -: يعني قول مولاه: لا تكذب علي كما كذب عكرمة على ابن عباس – رضي الله عنهما " [14].
نتائج البحث والخلاصة:
- بإجماع أهل العلم أن عاصم بن أبي النجود وحفص بن سليمان إمامان ثبتان في القراءة.
- الضعف الذي نسب لحفص وعاصم في الحديث لا في القراءات.
- هناك فرق بين التوثيق للحديث والتوثيق للقراءات، وقد يكون أحد العلماء متقنا لفن من الفنون مقصراً في فن آخر.
- قواعد إسناد الحديث ليست كإسناد القرآن فكم من هو متقن للقراءات حافظاً لأسانيد القرآن ومعرفة كل حرف من القراءات العشر وقد لا يكون حافظاً لحديث صحيح بإسناده هذا إن لم يخلط في متنه.
- عاصم بن أبي النجود وحفص بن سليمان من أئمة أهل السنة والجماعة ولا يستطيع الرافضة أن يثبتوا أنهما من الرافضة لا من كتب أهل السنة والجماعة ولا من كتب الرافضة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/374)
- محاولة الرافضة نسبة الإمامين عاصم وحفص لهما إنما هي محاولة فاشلة لسرقة أسانيد أهل السنة والجماعة ونسبتها إليهم.
- لا يمتلك الرافضة إسناداً واحداً حتى لو كان ضعيفاً يتصل برسول الله في جميع كتبهم.
- اتهام حفص بالكذب لا يصح فقد رماه بالكذب ابن خراش الرافضي ولا يعتد به ولا بجرحه.
- الرواية عن ابن معين في اتهام عاصم بالكذب رواية ضعيفة منكرة لأن الراوي عن ابن معين مجهول.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
المصدر
http://almanhaj.com/article.php?ID=251
تعليق وفائدة
أما بخصوص وصف الإمام حفص بالكذب فإليك البيان
ضعف رمي الإمام حفص الأسدي بالكذب.
ورد في رمي الإمام حفص رحمه الله رواية عن الإمام يحيى تتهمه بالكذب واخرى عن عبد الرحمن بن خراش.
أما بالنسبة لما نقل عن الإمام يحيى فهي من طريق أحمد بن محمد البغدادي ابن محرز، وهذا مجهول لا يوجد له ترجمة واحدة، فعليه تقدم روايات باقي تلامذة يحيى مثل رواية السرخسي بأن الإمام حفص ليس بثقة فقط.
أما القول الآخر فهو عن عبد الرحمن بن يوسف بن خراش يتهم الإمام حفص بالكذب، لكن الحقيقة هي أن ابن خراش هذا هو نفسه كذاب وليس هو بمعتمد بل هو رافضي جلد، بل قال عنه الذهبي أنه زنديق.
وبهذا رفعت تهمة الكذب عن الإمام يحيى ونقول لكم مبارك عليكم هذا.
وتنازلا نقول:
بل هناك وجه أخرى يستلزم منه توثيق الإمام حفص في القرآن من نفس كلام يحيى بن معين رحمه الله وإليكم المثال:
قال ابن معين رحمه الله تعالى:كان حفص بن سليمان و أبو بكر بن عياش من أعلم الناس بقراءة عاصم، وكان حفص أقرأ من أبي بكر، وكان كذابا وكان أبو بكر صدوقا.
فابن معين رحمه الله تعالى تكلم عن حالهما في القراءة وفي الحديث، أولا أثبت له مع أبي بكر بن عياش كثير علم بقراءة عاصم فقال (من أعلم الناس) وهذه صيغة تفضيل، ثانيا أثبت له أفضلية على أبو بكر بن عياش في القراءة فقال (أقرأ من أبي بكر) وهذه صيغة تفضيل كسابقتها، ثم فرق ابن معين رحمه الله تعالى بينهما في الحديث فقال عن حفص (وكان كذابا) وقال عن أبو بكر بن عياش (وكان صدوقا)
بالله عليكم يا عرب اليس من كَذَّبَ الإمام حفص في الحديث هو ذاته من صدقه وقدمه في القراءة وهو يحيى بن معين؟؟
بل إن الكذب يطلق في لغة العرب بمعنى الخطأ وهذا سائغ معروف لمن له ادنى بصيرة في علم العربية لا علم الشعوبية.
انظر على سبيل المثال تاج العروس للزبيدي ولسان العرب لابن منظور وتهذيب اللغة للأزهري وغيرها
قال ابن منظور رحمه الله تعالى في لسان العرب 1/ 709: وفي حديث صلاة الوتر كذب أبو محمد (رضي الله تعالى عنه) أي أخطأ؛ سماه كذبا لأنه يشبهه في كونه ضد الصواب كما أن الكذب ضد الصدق، وإن افترقا من حيث النية والقصد لأن الكاذب يعلم أن ما يقوله كذب، والمخطىء لا يعلم، وهذا الرجل ليس بمخبر، وإنما قاله باجتهاد أداه إلى أن الوتر واجب، والاجتهاد لا يدخله الكذب وإنما يدخله الخطأ، وأبو محمد (رضي الله عنه) صحابي واسمه مسعود بن زيد.
وقد استعملت العرب الكذب في موضع الخطأ، وأنشد بيت الأخطل:
كذبتك عينُك أم رأيت بواسط ٍ
وقال ذو الرمة:
وما في سمعه كذب
وفي حديث عروة، قيل له: إن ابن عباس (رضي الله عنهما) يقول إن النبي صلى الله عليه وسلم لبث بمكة بضع عشرة سنة، فقال: كذب، أي أخطأ.
ومنه قول عمران لسمرة (رضي الله تعالى عنهما) حين قال: المغمى عليه يصلي مع كل صلاة صلاة ً حتى يقضيها، فقال: كذبتَ ولكنه يصليهن معا، أي أخطأت َ.انتهى من لسان العرب.
ـ[العوضي]ــــــــ[16 - 06 - 05, 02:42 ص]ـ
بارك الله فيك ووفقكم على النقل والفائدة
ـ[أبو حسان السلفي]ــــــــ[15 - 01 - 09, 06:36 م]ـ
إضافة
قال شيخ الإسلام في الإخنائية ص 139 ما نصه
و قد اتفق أهل العلم بالحديث على الطعن في حديث حفص هذا دون قراءته. انتهى
ثم نقل أقوال أهل الحديث فيه
أبو حسان
ـ[أبو حسان السلفي]ــــــــ[15 - 01 - 09, 07:59 م]ـ
و في الصفحة 366 من نفس الكتاب قال عن حفص
و هو عندهم (قلت: أي علماء الحديث) ضعيف في الحديث إلى الغاية، حجة في القراءة. انتهى
ـ[عبدالله المزبن]ــــــــ[17 - 01 - 09, 05:16 ص]ـ
جزاك الله خير على النقل
ـ[صهيب جاسم محمد]ــــــــ[19 - 01 - 09, 10:00 م]ـ
بارك الله فيك
قد شغلني هذا الموضوع منذ إيام حيث أني سمعت هذا الكلام من بعض الشيعة ففكرت بكتابة رد على هذه الشبه .... وقد وجدت في هذا الررد الكفاية التامة بل أنى لمثلي أن يكتب ردا كهذا
جزاكم الله خير الجزاء
ـ[منير الجزائري]ــــــــ[26 - 01 - 09, 05:11 ص]ـ
بارك الله فيكم وفي جهودكم
ـ[عبد الحميد الفيومي]ــــــــ[26 - 01 - 09, 09:43 ص]ـ
للعود إن شاء الله(2/375)
ما معنى حديث لكل اية ظهر وبطن
ـ[ابن عايض]ــــــــ[16 - 06 - 05, 07:12 ص]ـ
لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخوة الفضلاء
احيانا اتناقش مع بعض الباطنية في المنتديات ومن الموضوعات المتوقع طرحها اما عرضا او استقلالا موضوع الظاهر والباطن
فقد يحتج الباطني بحديث
(ابن مسعود قال قال رسول الله e أنزل القرآن على سبعة أحرف لكل آية منها ظهر وبطن ولكل حد مطلع)
رواه بن حبان 1/ 276 والطبراني 10/ 105 وغيرهما
واطلعت على كلام للطحاوي في مشكل الاثار والدهلوي في الحجة لكنه لم يشف غليلي
فاريد بارك الله فيكم جوابا شافيا اقطع به شبهة كل باطني 0000000 وكذلك درجة الحديث
وان كان هناك كتاب تحدث بتفصيل عن هذا الحديث فدلوني عليه
وجزاكم الله خيرا
ـ[مثنى الفلاحي]ــــــــ[16 - 06 - 05, 10:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
أخي الكريم/ الحديث حكم عليه الشيخ الألباني بالضعف وأورده في كتاب ضعيف الجامع الصغير للألباني / طبعة المكتب الإسلامي ص: 193 برقم: 1338 , وأورده في السلسلة الضعيفة برقم: 2989.
أما شرحه فقد نقل الشيخ شعيب الأرونؤوط في تحقيقه لكتاب صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان طبعة مؤسسة الرسالة / الطبعة الثالثة / المجلد الأول / ص: 276 ـ 277 / حديث رقم: 75 ما نصه:
((وقد فسر الطبري (رحمه الله) الجملة الأخيرة فقال: فظهره: الظاهر في التلاوة، وبطنه: ما بطن من تأويله. وعلق عليه الشيخ محمود شاكر (حفظه الله ورعاه)، فقال: الظاهر: هو ماتعرفه العرب من كلامها، وما لايعذر أحد بجهالته من حلال وحرام. والباطن: هو التفسير الذي يعلمه الأنبياء بالاستنباط والفقه، ولم يرد الطبري ما تفعله الطائفة الصوفية وأشباههم في التلعب بكتاب الله وسنة رسوله، والعبث بدلالات ألفاظ القرآن، وادعائهم أن لألفاظه (ظاهراً) هو الذي يعلمه علماء المسلمين، و (باطناً) يعلمه أهل الحقيقة فيما يزعمون، وانظر كلام (البغوي) في شرح السنة (1/ 263) بتحقيقنا)).
وفقك الله لما يحب ويرضى.
ـ[ابن عايض]ــــــــ[17 - 06 - 05, 02:27 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ولا اعدم من الاخوة فضل فائدة
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 06 - 05, 04:46 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قال الزركشي في البرهان في علوم القرآن ج: 2 ص: 169
فإن قيل فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ما نزل من القرآن من آية الا ولها ظهر وبطن ولكن حرف حد ولكل حد مطلع فما معنى ذلك
قلت اما قوله ظهر وبطن ففي تاويله اربعة اقوال
احدها وهو قول الحسن انك اذا بحثت عن باطنها وقسته على ظاهرها وقفت على معناها الثاني قول ابي عبيدة ان القصص ظاهرها الإخبار بهلاك الأولين وباطنها عظة للآخرين
الثالث قول ابن مسعود رضي الله عنه انه ما من آية الا عمل بها قوم ولها قوم سيعملون بها الرابع قاله بعض المتأخرين ان ظاهرها لفظها وباطنها تأويلها
وقول ابي عبيدة اقربها
وأما قوله ولكل حرف حد ففيه تأويلان
احدهما لكل حرف منتهي فيما اراد الله من معناه
الثاني معناه ان لكل حكم مقدارا من الثواب والعقاب
وأما قوله ولكل حد مطلع ففيه قولان
احدهما لكل غامض من المعاني والأحكام مطلع يتوصل الى معرفته ويوقف على المراد به والثاني لكل ما يستحقه من الثواب والعقاب مطلع يطلع عليه في الآخرة ويراه عند المجازاة وقال بعضهم منه ما لا يعلم تأويله الا الله الواحد القهار وذلك آجال حادثة في اوقات آتية كوقت قيام الساعة والنفخ في الصور ونزول عيسى بن مريم وما اشبه ذلك
كقوله لا يجليها لوقتها الا هو ثقلت في السموات والأرض
ومنه ما يعلم تأويله كل ذي علم باللسان الذي نزل به القرآن وذلك ابانه غرائبه ومعرفة المسميات بأسمائها اللازمة غير المشتركة منها والموصوفات بصفاتها الخاصة دون ما سواها فإن ذلك لا يجهله ابن احد منهم وذلك كسامع منهم لو سمع تاليا يتلو وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا انما نحن مصلحون الا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون لم يجهل ان معنى الفساد هو ما ينبغي تركه مما هو مضرة وأن الصلاح مما ينبغي فعله مما هو منفعة وإن جهل المعاني التي جعلها الله افسادا والمعاني التي جعلها الله اصلاحا فأما تعليم التفسير ونقله عمن قوله حجة ففيه ثواب وأجر عظيم كتعليم الأحكام من الحلال والحرام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/376)
تنبيه في كلام الصوفية في تفسير القرآن
فأما كلام الصوفية في تفسير القرآن فقيل ليس تفسيرا وإنما هي معان ومواجيد يجدونها عند التلاوة كقول بعضهم في يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار ان المراد النفس فأمرنا بقتال من يلينا لأنها اقرب شئ الينا واقرب شئ الى الإنسان نفسه
قال ابن الصلاح في فتاويه وقد وجدت عن الإمام ابي الحسن الواحدي انه ((قال))
صنف أبو عبد الرحمن السلمي حقائق التفسير فإن كان اعتقد ان ذلك تفسير فقد كفر
قال وأنا اقول الظن بمن يوثق به منهم إذا قال شيئا من امثال ذلك انه لم يذكره تفسيرا ولا ذهب به مذهب الشرح للكلمة المذكورة في القرآ ن العظيم فإنه لو كان كذلك كانوا قد سلكوا مسلك الباطنية وإنما ذلك منهم ذكر لنظير ما ورد به القرآن فإن النظير يذكر بالنظير فمن ذلك مثال النفس في الآية المذكورة فكأنه قال امرنا بقتال النفس ومن يلينا من الكفار ومع ذلك فياليتهم لم يتساهلوا في مثل ذلك لما فيه من الإبهام والالتباس انتهى.
وقال السيوطي في الإتقان ج: 2 ص: 486
وسئل شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني عن رجل قال في قوله تعالى من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه إن معناه من ذل أي من الذل ذي إشارة إلى النفس يشف من الشفا جواب من ع أمر من الوعي فأفتى بأنه ملحد وقد قال تعالى إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا قال ابن عباس هو أن يوضع الكلام على غير موضعه أخرجه ابن أبي حاتم
فإن قلت فقد قال الفريابي حدثنا سفيان عن يونس بن عبيد عن الحسن قال قال رسول الله لكل آية ظهر وبطن ولكل حرف حد ولكل حد مطلع
وأخرج الديلمي من حديث عبد الرحمن بن عوف مرفوعا القرآن تحت العرش له ظهر وبطن يحاج العباد
وأخرج الطبراني وأبو يعلى والبزار وغيرهم عن ابن مسعود موقوفا إن هذا القرآن ليس منه حرف إلا له حد ولكل حد مطلع
قلت أما الظهر والبطن ففي معناه أوجه
أحدها أنك إذا بحثت عن باطنها وقسته على ظاهرها وقفت على معناها
والثاني أن ما من آية إلا عمل بها قوم ولها قوم سيعملون بها كما قال ابن مسعود فيما أخرجه ابن أبي حاتم
الثالث أن ظاهرها لفظها وباطنها تأويلها
الرابع قال أبو عبيد وهو أشبهها بالصواب إن القصص التي قصها الله تعالى عن الأمم الماضية وما عاقبهم به ظاهرها الإخبار بهلاك الأولين إنما هو حديث حدث به عن قوم وباطنها وعظ الآخرين وتحذيرهم أن يفعلوا كفعلهم فيحل بهم مثل ما حل بهم
وحكى ابن النقيب قولا خامسا إن ظهرها ما ظهر من معانيها لأهل العلم بالظاهر وبطنها ما تضمنته من الأسرار التي أطلع الله عليها أرباب الحقائق
ومعنى قوله ولكل حرف حد أي منتهى فيما أراد الله من معناه وقيل لكل حكم مقدار من الثواب والعقاب ومعنى قوله ولكل حد مطلع لكل غامض من المعاني والأحكام مطلع يتوصل به إلى معرفته ويوقف على المراد به وقيل كل ما يستحقه من الثواب والعقاب يطلع عليه في الآخرة عند المجازاة
وقال بعضهم الظاهر التلاوة والباطن الفهم والحد أحكام الحلال والحرام والمطلع الإشراف على الوعد والوعيد
قلت يؤيد هذا ما أخرجه ابن أبي حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس قال إن القرآن ذو شجون وفنون وظهور وبطون لا تنقضي عجائبه ولا تبلغ غايته فمن أوغل فيه برفق نجا ومن أوغل فيه بعنف هوى أخبار وأمثال وحلال وحرام وناسخ ومنسوخ ومحكم ومتشابه وظهر وبطن فظهره التلاوة وبطنه التأويل فجالسوا به العلماء وجانبوا به السفهاء
وقال ابن سبع في شفاء الصدور ورد عن أبي الدرداء أنه قال لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يجعل للقرآن وجوها
وقال ابن مسعود من أراد علم الأولين والآخرين فليثور القرآن
قال وهذا الذي قالاه لا يحصل بمجرد تفسير الظاهر
وقال بعض العلماء لكل آية ستون ألف فهم فهذا يدل على أن في فهم معاني القرآن مجالا رحبا ومتسعا بالغا وأن المنقول من ظاهر التفسير وليس ينتهي الإدراك فيه بالنقل والسماع لا بد منه في ظاهر التفسير ليتقي به مواضع الغلط ثم بعد ذلك يتسع الفهم والاستنباط ولا يجوز التهاون في حفظ الظاهر بل لا بد منه أولا إذ لا يطمع في الوصول إلى الباطن قبل إحكام الظاهر ومن ادعى فهم أسرار القرآن ولم يحكم التفسير الظاهر فهو كمن ادعى البلوغ إلى صدر البيت قبل أن يجاوز الباب انتهى.
ـ[مثنى الفلاحي]ــــــــ[17 - 06 - 05, 06:14 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخنا الحبيب ونفع بك الإسلام والمسلمين. وياليت يا شيخ تضع لنا تخريجا كاملاً للحديث وحكمه. لأن الشيخ شعيب الأرنؤط حفظه الله يحسن الحديث ولكن بشرط مع أن الألباني عليه رحمة الله يضعفه كما أشرت في مداخلتي فياليت تجمع لنا طرق الحديث؟
وفقكم الله لمت يحب ويرضى
ـ[ابن عايض]ــــــــ[18 - 06 - 05, 11:56 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على ما افدتم
وللرفع ايضا(2/377)
(خطوات في طريق تدبر القرآن)
ـ[أبو سليمان البدراني]ــــــــ[17 - 06 - 05, 02:37 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين، و صلى و سلم على المبعوث رحمة للعالمين، و على آله و صحبه أجمعين، أما بعد:
فإن تدبر القرآن هو غاية ما يحرص على تحصيله الموفقون من عباد الله منه، و ذلك لما يترتب على تحقيقه من غايات حميدة، و فوائد عزيزة، و عوائد نبيلة. يجدها من سلك هذا الطريق ...
و هذه خطوات تعين – بإذن الله – على تدبر القران الكريم، و النهل من معينه الصافي، و هي أشارت مختصرة، في عبارات موجزة، أسأل الله التوفيق فيها للصواب، و إلى الخطوات:
1 - استشعار أهمية تدبر القرآن، و أنه من أجل غايات إنزاله، و يحصل هذا من أمور؛ منها إدراك السر الذي لأجله جاء الحث على تدبر القرآن في غير ما موضع، قال تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن و لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيرا): [النساء82]، و قال: (أفلم يدبروا القول): [المؤمنون 68]، و قال: (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته و ليتذكر أولو الألباب): [ص 29]، و قال: (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها): [محمد 24]، و الكلام على هذه المواضع يطول، لكن تأمل في الآية الأخيرة منها: تجد أن الله – تبارك و تعالى – حصر الناس في قسمين: إما متدبر للقرآن – على طاقته – أو أن على قلبه قفل! و العياذ بالله. ثم انظر في الموضع الذي قبله تجد أن الله – تبارك و تعالى – علل إنزال القرآن بأمرين: أولهما تدبره، و ثانيهما ما يحصل لأولي العقول من تذكر به، و هو إنما ينشأ عن التدبر، فعاد الأمر إلى التدبر.
ومما يعين على استشعار أهمية التدبر، أن يعلم أن لا يمكن له الوقوف على كنوز القرآن إلا بسلوكه هذا الطريق، فبقدر ما يمن الله عليه من تدبر كتابه يكون وقوفه على كنوزه، و ظفره بها، و أي كنوز أحق من أن يبذل في نيلها نفيس أوقات العمر من كنوز القرآن، و ما الأمر إلا كما قال الإمام ابن القيم – رحمه الله – في المدارج: " سبحان الله! ماذا حرم المعرضون عن نصوص الوحي واقتباس العلم من مشكاته من كنوز الذخائر؟ وماذا فاتهم من حياة القلوب واستنارة البصائر؟ ": [1/ 22]، و من أعجب العجب أن ترى بعض المنتسبين للعلم يبذلون نفائس من أوقاتهم في تحصيل علوم أن لم تضرهم قل ما تنفعهم في حين يعرضون عن كنوز القرآن، و ينبغي للموفق أن يسأل الله الهداية، و يستعيذه من الحرمان، و رحم الله ابن القيم حين قال في نونيته:
فتدبر القرآن إن رمت الهدى فالعلم تحت تدبر القرآن
فما أعظم العجب ممن يطلب العلم، و لا يطلبه من كنوز القرآن و السنة ... ، و إذا علم الموفق عظيم ما يطلب استرخص فيه ما يبذل ... ، و تأمل هذه المعاني يتجلى لك عظيم حرمان من أعرض عن تدبر القرآن بالشكل المطلوب.
و مما يعين على إدراك أهمية التدبر أن يستشعر العبد عظيم العلوم و المعارف التي يتحصل عليها بالتدبر، و أنت ترى هذا جلياً في العلماء الذين أولوا هذا الأمر عناية هامة، كشيخ الإسلام – رحمه الله – و غيره.
2 - بعد استشعار أهمية تدبر القرآن؛ ينبغي لمن أراد التدبر أن يعلم أن من أعظم ما يستغل به الوقت، و من أعظم ما ينال به العلم هو التدبر، و من العجب أن ترى بعض طلبة العلم يظنون أن بذل الوقت في التدبر معيق عن التحصيل الجيد!
3 - أن يبذل في التدبر نفيس وقته، و من رام الوقوف على كنوز القرآن بجعله تدبر القرآن في أوقات الإرهاق و نحوها، فقد أخطأ الطريق، بل ينبغي أن يجعل ساعة التدبر و التأمل في القرآن في الوقت الذي ينشط فيه عقله، و تفارقه الصوارف، ثم يكون مستحضرا لهذا في باقي وقته ... و لهذا من جرب التأمل في القرآن في الاعتكاف لما يحصل فيه من انفراد القلب بالقرآن و خلوه عن الصوارف؛ فإنه يقف على كنوز و علوم لم تكن تخطر على باله من قبل، و لذلك ربما وجدت أن كثيرا من التأملات اللطيفة في القرآن التي يذكرها بعض أهل العلم حصلت لهم في أوقات الخلوة من سجنٍ، و غيره ...
4 - أن يعلم أنه ليس من حرف في القرآن فأكثر إلا و في ذكره فائدة أدركها من أدركها، و حرمها من حرمها؛ فالفوائد تأخذ منه بأنواع الدلالات الثلاث: المطابقة، و التضمن، و الإلتزام، و هذا لا يوجد في كلامٍ سواه، إلا ما ثبت بحروفه من كلام النبي – صلى الله عليه و سلم – لعصمته، و إنك لتعجب من أناس يتعمقون في فهم دلالات ألفاظ البشر تعمقاً لا يفعلونه مع القرآن الكريم! و إذا استحضر المتدبر هذا الملحوظ انفتح له باب واسع في التدبر ...
5 - أن يستشعر حال قراءته للقرآن الكريم أنه وحده المخاطب به، وأنه وحده المعني به، فما ظنك بمن هذه حاله حين قراءة القرآن الكريم! لا شك أنه سيقرؤه قراءة متدبر متأمل، و عليه فإنه سيتعظ بقصصه، و يأتمر بأوامره، و ينتهي عن نواهيه و يتأدب بآدابه و ينهل من معينه. و العجب كل العجب مِن مَن بين يديه كلام ملك الأملاك ثم ينشغل عنه بكلام مماليكه! و لا شك أن من استحضر هذه النكتة سيقف على كنوز عظيمة إذا صحت له النية ...
5 - أن يسجل المتدبر في دفتره نفيس ما يحصل له من استنباط من خلال تدبره، فإنه سيغتبط به، و عليه أن يعرضها على كلام أهل العلم، فربما رأى من وافقه فيحمد الله على فضله، أو يقف على من نبه على خطأ استنباطه، فيستفيد منه، و كذلك يذاكر بها أقرانه من المعتنين بهذا الجانب ...
و بعد فهذه إشارات على طريق التدبر أستغفر الله من ما كان بها من زلل، و الله المستعان، و عليه التكلان، و الحمدلله رب العالمين
ملاحضة: المأمل من الإخوة إثراء هذا الموضوع الهام ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/378)
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[24 - 06 - 05, 02:31 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو عبد الله المكي]ــــــــ[24 - 06 - 05, 07:37 ص]ـ
ألف في بيان ذلك الشيخ المفضال: أحمد بن منصور آل سبالك حفظه الله
كتابا أسماه: فتح من الرحيم الرحمن في بيان كيفية تدبر القرآن
ونشره المكتب الإسلامي لإحياء التراث بالقاهرة في مجلدين حوالي ألف ومائتي صفحة
فلو لخصه أحد الكرماء لا سيما الأخ الفاضل (الأستاذ)
ـ[أبو سليمان البدراني]ــــــــ[02 - 10 - 05, 03:02 م]ـ
إخوتي الكرام ها هو رمضان أقبل و هو من أحسن موسم لتدبر القرآن ...
فهل خططنا له؟
ـ[نياف]ــــــــ[02 - 10 - 05, 03:06 م]ـ
الحال مع القرآن في رمضان
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل في كتابه: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (البقرة:185). والقائل: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ × فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ × أَمْراً مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ) (الدخان:3 ـ5). والقائل: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) (القدر:1).
والصلاة والسلام على رسوله الكريم الذي خصَّه الله بوحيه، وأنْزل عليه خير كتبه، القائل: (خيركم من تعلم القرآن وعلَّمه)، ثمَّ أُتمِّم الصلاة على آل البيت الأطهار، وعلى أصحابه البررة الأخيار، ثمَّ على التابعين لهم ما تعاقب الليل والنهار، أما بعد:
فلقد خصَّ الله هذا الشهر الكريم بخصائص؛ منها: أنه أفضل شهور السنة، وفيه ليلة القدر، وفيه نزل القرآن.
ونزول القرآن بنوعيه الجملي والابتدائي كان في ليلة القدر.
أما الجملي فقد أخبر عنه ابن عباس (ت: 68) رضي الله عنهما بقوله: " أنزل القرآن كله جملة واحدة في ليلة القدر في رمضان إلى السماء الدنيا، فكان الله إذا أراد أن يُحدِث في الأرض شيئًا أنزل منه، حتى جمعه ". وهذا القول ثابت عن ابن عباس، وله روايات متعددة.
وأما ابتداء النُّزول، فقد نُسِب للشعبي (ت: 103)، وهو الذي يدل عليه ظاهر القرآن في قوله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَان) (البقرة: من الآية185).
وقوله تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ) (الدخان:3).
وهداية الناس والبيان الهدى لهم، ونذارتهم إنما هي في القرآن النازل على محمد صلى الله عليه وسلم.
وليس يمتنع أن يُراد المعنيان معًا في هذه الآيات، فتكون دالَّة على النُّزولين؛ إذ ليس بينهما تعارض ولا تناقض، والقولان إذا صحَّا في تفسير الآية، والآية تحتملهما، ولم يكن بينهما تعارض، فإنه يجوز حمل الآية عليها كما قرَّره العلماء.
وعلى كل حال فإن التلازم بين القرآن وشهر رمضان ظاهر في هذه الآيات، فَشَرُفَ الشهر بنُزول القرآن فيه، لذا صار يُسمى: شهر القرآن.
أحوال الناس في قراءة القرآن
يقع سؤال بعض الناس عن أيهما أفضل، قراءة القرآن بتدبر، أو قراءته على وجه الحدر، والاستزادة من بكثرة ختمه إدراكًا لأجر القراءة؟
وهاتان العبادتان غير متناقضتين ولا متشاحَّتين في الوقت حتى يُطلب السؤال عن الأفضل، والأمر في هذا يرجع إلى حال القارئ، وهم أصناف:
- الصنف الأول: العامة الذين لا يستطيعون التدبر، بل قد لا يفهمون جملة كبيرة من آياته، وهؤلاء لاشكَّ أن الأفضل في حقِّهم كثرة القراءة.
وهذا النوع من القراءة مطلوب لذاته لتكثير الحسنات في القراءة على ما جاء في الأثر: ((لا أقول " ألم " حرف، بل ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف)).
-الصنف الثاني: العلماء وطلبة العلم، وهؤلاء لهم طريقان في القرآن:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/379)
الأول: كطريقة العامة؛ طلبًا لتكثير الحسنات بكثرة القراءة والخَتْمَاتِ.
الثاني: قراءته قصد مدارسة معانيه والتَّدبر والاستنباط منه، وكلٌّ بحسب تخصصه سيبرز له من الاستنباط ما لا يبرز للآخَر، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
وأعود فأقول: إنَّ هذين النوعين من القراءة مما يدخل تحت تنوع الأعمال في الشريعة، وهما مطلوبان معًا، وليس بينهما مناقضة فيُطلب الأفضل، بل كلُّ نوعٍ له وقته، وهو مرتبط بحال صاحبه فيه.
ولا شكَّ أنَّ الفهم أكمل من عدم الفهم، لذا شبَّه بعض العلماء من قرأ سورة من القرآن بتدبر كان كمن قدَّم جوهرة، ومن قرأ كل القرآن بغير تدبر كان كمن قدَّم دراهم كثيرة، وهي لا تصلُ إلى حدِّ ما قدَّمه الأول.
ومما يحسن التنبيه على أمور تتعلق بتلاوة القرآن في رمضان:
الأمر الأول:
أن يتعرف المرء على نفسه، فليس الناس ذوي حال واحدة في العبادة، لكن من الخسارة أن يمرَّ على المسلم رمضان ولم يختم فيه القرآن، وتلك سُنَّةٌ سنَّها جبريل ـ عليه السلام ـ في مراجعة القرآن في رمضان مع رسول صلى الله عليه وسلم، وهي سنة ماضية عند المسلمين منذ عصر الرسول صلى الله عليه وسلم.
والملاحظ أنَّ كثيرًا من الناس ينشطون في أول الشهر في أعمال الخير، ومنها تلاوة القرآن، لكن سرعان ما يفترون بعد أيام منه، وترى فيهم الكسل عن هذه الأعمال باديًا.
ولأجل هذا فمن اعتاد من نفسه هذا الأسلوب فإن الأَولى له أن يرتِّب قراءته، ويخصِّص لكل يومٍ جزءًا، فإنه بهذا سيختم القرآن مرَّة في هذا الشهر، ولو استمرَّ على هذا الأسلوب في كل شهور السنة لاستطاع ذلك، والأمر يرجع إلى العزيمة والإصرار.
ولو أنَّ المسلم خصَّص لكل وقت من أوقات الصلوات الخمس أربع صفحاتٍ، فإنه سيقرأ في اليوم عشرين صفحة، وهذا ما يعادلُ جزءًا كاملاً في المصاحف الموجَّه المكتوبة في خمسة عشر سطرًا في الصفحة؛ كمصحف المدينة النبوية.
وبهذه الطريقة يكون مداومًا على عملٍ من أعمال الخير غير منقطع عنه، و"أحبَّ الأعمال إلى الله أدومها وإن قَلَّ " كما قال صلى الله عليه وسلم.
الأمر الثاني:
يحسن بمن يقرأ القرآن عمومًا، وبمن يقرأه في رمضان على وجه الخصوص = أن يكون معه تفسير مختصرٌ يقرأ فيه ليعلم معاني ما يقرأ، وذلك أدعى إلى تذوُّق القراءة والإحساس بطعم قراءة القرآن، وليس من يدرك المعاني ويعلمها كمن لا يدركها.
ومع أهمية هذا الأمر، فإنك ترى كثيرًا من قارئي القرآن يغفل عنه، ولو خَصَّصَ القارئُ لنفسه كتابَ تفسيرٍ مختصرًا يرجع إليه على الدوام لأدرك كثيرًا من معاني القرآن.
ولقد عُني المسلمون في هذا العصر بتأليف بعض التفاسير المختصرة، تجد ذلك في بعض بلدان المسلمين، ومنها بلاد الحرمين التي أصدرت وزارتها للشؤون الإسلامية كتاب (التفسير الميسر) وهو اسم على مسمى، وهذا التفسير مع أنَّ الغرض منه الإفادة في الترجمة، إلا أنه نافع لعامة من يريد أن يعرف المعنى الجملي للآيات، ولا يعرف فضل الجهد الذي بُذِل فيه، والقيمة العلمية التي يحتويها إلا من مارس التعامل مع اختلاف المفسرين.
والمقصود أن يحرص المسلم على أن يكون له تفسير من هذه المختصرات يقرأ فيه ويداوم عليه كما يقرأ القرآن ليجتمع له في قراءته الأداء وفهم المعنى.
الأمر الثالث:
في حال قراءة القرآن تظهر ـ على وجه الخصوص عند طلاب العلم ـ بعض الفوائد أو بعض المشكلات، ولابدَّ من التقييد لهذه الفوائد أو المشكلات؛ لئلا تضيع.
إن هذا القرآن لا تنقضي عجائبه، ولا يخلق من كثرة الردِّ، وبما أنه قرآن كريم مجيد (أي: ذا شرف في مبناه ومعناه، وذا سعة وفضل في مبناه ومعناه)، فإن ما يتعلق به من المعاني والاستنباطات كذلك، فهي معانٍ واستنباطات شريفة لشرف ذلك الكتاب، وكثيرة متسعة لا يحدُّها حدٌّ لمجد ذلك الكتاب.
ولما كان هذا حاله، فَلَكَ أن تتصور: كم من الفوائد التي ستكون بين يدي طلاب العلم لو أن كل عالمٍ كتب ما يتحصَّل له من التدبر أو المشكلات أثناء قراءته لكتاب الله تعالى؟!
الأمر الرابع:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/380)
إن القراءة بالليل من أنفع العبادات، وكم من عبادة لا تخرج لذتها للعابدين إلا في وقت الظلمة، لذا كان أهم أوقات اليوم الثلث الأخير من الليل، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: " إذا كان ثلث الليل الآخر ينْزل ربنا إلى سماء الدنيا فيقول: هل من سائل فأعطية؟
هل من مستغفر فأغفر له؟ …)).
وكثيرًا ما نغفل عن عبادة الليل خصوصًا في رمضان ـ مع ما يحصل منا من السهر ـ وتلك غفلة كبيرة لمن حُرِم لذة عبادة الليل.
فَشَمِّرْ عن ساعد الجِدِّ، وأدركْ فقد سبق المشمرون قبلك، ولا تكن في هذه الأمور ذيلاً بل كن رأسًا، والله يوفقني وإياك لكما يحب ويرضى.
ولو رتَّب المسلم لنفسه برنامج قراءة للقرآن كل ليلة؛ لارتبط بعبودية لله، ولم يكن في لَيلِهِ من الغافلين، لا جعلني الله وإياك منهم.
ومما قد يغيب عن أذهاننا في أيامنا هذه: أيامِ الإضاءةِ الليلية التي قلبت الليل إلى نهار، فانقلبت بذلك فطرة الله التي فطر الناس عليها بجعله الليل لهم سباتًا يرتاحون فيه، أقول إنه قد يغيب عنا لذة العبادة في الظلمة، لذا لو جرَّب المسلم قراءة القرآن من حفظِه أو الصلاة النافلة الليلية بلا إضاءة، فإن في ذلك جمعًا لهمِّه، وتركيزًا لنفسه؛ لأن البصر يُشغِل المرء في قراءته أو صلاته.
ومن جرَّب العبادة في الظلمة وجدَ لذة تفوق عبادته وهو تحت إضاءة الكهرباء.
الأمر الخامس:
إن من فوائد صلاة التراويح في رمضان سماع القرءان من القراء المتقنين، ومن أصحاب الأصوات النَّدية، الذين يقرؤون القرآن ويؤثِّرون بقراءتهم على القلوب، فتراك تجد بقراءتهم أثرًا في قلبك، فاحرص على من يتَّصف بهذه الأوصاف، واعلم أن الناس في قبول الأصوات ذوو أذواق، فلا تَعِبْ قارئًا لأنه لا يُعجِبك؛ فإن ذلك من الغيبة بمكان، لكن احرص على من تنتفع بقراءته، وهذا مطلب يُحرصُ عليه، ومقصد يُتوجَّه إليه.
وهاهنا استطرادٌ من باب الفائدة والتذكير أُوَجِّهُه إلى الكرام أئمة الصلوات الذين يؤمون الناس في التراويح الذين منَّ الله عليهم بما أعطاهم من الحفظ وحسن الصوت والقدرة على الأداء المتميِّز في القراءة والتأثير على الناس، أقول لهم: احرصوا على أن يكون تأثيركم على الناس في سماعهم لكم قراءةَ كلام ربكم، وإياكم أن يكون تأثيركم عليهم في دعاء القنوت فقط، فإنَّ في ذلك خللاً كبيرًا، وأنتم حين تعمدون إلى ذلك تغرسون في الناس ذلك الخلل؛ إذ كيف يكون تأثرُ الناس بكلام الناس، ولا يكون تأثرهم بكلام ربِّ الناس، سبحان الله! أليس ذلك أمر عجيب يحتاج إلى مدارسة وحلِّ له؟
ألستم تلاحظون الاستعداد النفسي لبعض الأئمة ولكثير من المصلين للقنوت أكثر من استعدادهم لسماع كلام ربهم؟!
ألا تلاحظون أنَّ بعض الأئمة يغيِّرون طبقات صوتهم، ويُلحِّنون في قنوتهم استجلابًا لقلوب المأمومين، ودعوة لهم إلى البكاء والخشوع؟!
أين ذلك كله حال قراءة كلام الله سبحانه، أين ذلك حال سماع كلام الله سبحانه؟
ذلك ما تُسكب له العبرات، وتخشع له النفوس الصالحات، وتَخِفُّ به الأرواح الطاهرات، فاحرص على الخشوع والتأثر بكلام ربك الذي تكَّلم به فوق سبع سموات، وسمعه منه جبريل رسول ربِّ البريَّات، وأداه كما سمعه لخير الكائنات محمد صلى الله عليه وسلم. وهاأنت تسمع من إمامِك ما تكلَّم الله به في عليائه، أفلا يكون ذلك كافيًا في حضور القلوب، واقشعرار الجلود ثمَّ ليونتها بعد ذلك، وطمأنينة النفوس؟!
إنه كلام الله، إنه كلام الله، فأدرك معنى هذه الكلمة أيها المسلم.
الأمر السادس:
يسأل كثيرون عن كيفية التأثر بالقرآن، ولماذا لا نخشع في صلواتنا حين سماع كلام ربِّنا؟
ولا شكَّ أن ذلك عائدٌ لأمور من أبرزها أوزارنا وذنوبنا التي نحملها على ظهورنا، لكن مع ذلك فلا بدَّ من وجود قدرٍ من التأثر بالقرآن، ولو كان يسيرًا، فهل من طريق إلى ذلك؟
إنَّ البعد عن المعاصي، وإصلاح القلب، وتحليته بالطاعات هو السبيل الجملي للتأثر بهذا القرآن، وعلى قدر ما يكون من الإصلاح يبرز التأثُّر بالقرآن.
والتأثر بالقرآن حال تلاوته يكون لأسباب متعددة، فقد يكون حال الشخص في ذلك الوقت مهيَّئًا، وقلبه مستعدًا لتلقي فيوض الربِّ سبحانه وتعالى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/381)
فمن بكَّر للصلاة، وصلى ما شاء الله، ثمَّ ذكر الله، وقرأ كتاب ربِّه، ثمَّ استمع إلى الذكر فإنَّ قلبه يتعلق بكلام الله أكثر من رجلٍ جاء متأخِّرًا مسرعًا خشية أن تفوته الصلاة، فأنَّى له أن تهدأ نفسه ويسكن قلبه حتى يدرك كلام ربِّه، ويستشعر معانيه؟!
ومن قرأ تفسير الآيات التي سيتلوها الإمام واستحضر معانيها، فإنَّ تأثره سيكون أقرب ممن لا يعرف معانيها.
ومن قدَّم جملة من الطاعات بين يدي صلاته، فإنَّ خشوعه وقرب قلبه من التأثر بكلام ربِّه أولَى ممن لم يفعل ذلك.
وإنك لتجد بعض المسرفين على أنفسهم ممن هداهم الله قريبًا يستمتعون ويتلذذون بقراءة كلام ربه، وتجدهم يخشعون ويبكون، وما ذاك إلا لتغيُّر حال قلوبهم من الفساد إلى الصلاح، فإذا كان هذا يحصل من هؤلاء فحريٌّ بمن سبقهم إلى الخير أن يُعزِّز هذا الجانب في نفسه، وأن يبحث عن ما يعينه على خشوعه وتأثره بكلام ربِّه.
الأمر السابع:
يسأل كثير من المسلمين، كيف أحافظ على طاعاتي التي منَّ الله عليَّ بها في رمضان، فإنني سرعان ما ينقضي الشهر أبدأ بالتراجع عن هذه الطاعات التي كنت أجد لذة وحلاوةً في أدائها؟
إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رسم لنا منهجًا واضحًا في كل الأعمال، وقد بيَّنه بقوله: ((أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قَلَّ))، ولو عملنا بهذا الحديث في جميع عباداتنا لحافظنا على الكثير منها، ولما صرنا كالمنبتِّ لا أرضًا قطع، ولا ظهرًا أبقى.
فلو اعتمد المسلم في كل عبادة عملا يوميًّا قليلاً يزيد عليه في وقت نشاطه، ويرجع إليه في وقت فتوره؛ لكان ذلك نافعًا له، فالمداومة على العبادة ـ ولو كانت قليلة ـ أفضل من إتيانها في مرات متباعدة أو هجرانها بالكلية.
فمن أدَّى فرائضه، والتزم بالسنن الرواتب، ثمَّ زاد عليها من أعمال العبادة ما شاء، فإنه يدخل في محبوبية الله التي قال فيها: ((ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبَّه)).
ففي صلاة الليل يحرص أن لا ينام حتى يصلي ثلاث ركعات، ولو كانت خفيفات، فإن أحسَّ بنشاط زاد، وإلا بقي على هذه الثلاث.
وفي قراءة القرآن يعتمد قراءة جزءٍ كل يوم، حتى إذا بلغ تمام الشهر، فإذا به قد ختم القرآن.
وفي الصيام يعتمد ثلاثة أيام من كل شهر، وإن استطاع الزيادة زاد، لكن لا ينقص عن الأيام الثلاثة.
وفي النفقة يعتمد مبلغًا ـ ولو يسيرًا ـ بحيث لا يمرُّ عليه الشهر إلا وقد أنفقه.
وهكذا غيرها من العبادات، يعتمدُ القليل أصلاً، ويزيد عليه في أوقات النشاط، فإذا قصرت همته رجع إلى قَلِيلِه، فيبقى في عباداته من غير كلفة ولا مشقة ولا نسيان وإهمال، أسأل الله أن يوفقني وإياكم إلى ما يحبُّ ويرضى، ويجعلنا من أهل القول والعمل.
وإذا تأملت رمضان وجدته أشبه بمحطةٍ يتزوَّد منها الناس وقودهم، وهو محطة الصالحين الذين يفرحون ببلوغه فيتزودون منه لعباداتهم في الدنيا، ولجنتهم في الأخرى، وهو محضن تربوي فريد يدخله كل المسلمين: مصلحوهم وصالحوهم وعصاتهم، فهلاَّ استطعنا اغتنام هذا الشهر؟.
وأخيرًا:
أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد، وأن يرفع البلاء عن هذه الأمة، وأن يهدي قادتها لما يُحبُّ ويرضى، وأن يرينا في هذا الشهر انتصارات للمسلمين في كلِّ مجال من مجالات الحياة، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وآخر دعواي أن الحمد لله رب العالمين.
__________________
الدكتور مساعد بن سليمان بن ناصر الطيار
الأستاذ المساعد بكلية المعلمين بالرياض
attyyar@hotmail.com
منقول للفائدة(2/382)
(والتين والزيتون. وطور سينين. وهذا البلد الأمين) أ. د زغلول النجار
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[17 - 06 - 05, 03:33 ص]ـ
(والتين والزيتون. وطور سينين. وهذا البلد الأمين)
(التين: 1 - 3)
أ. د زغلول النجار
زميل الأكاديمية الإسلامية الدولية للعلوم
هذه الآيات المباركات جاءت في مطلع سورة التين، وهي سورة مكية، ومن قصار السور في القرآن الكريم؛ إذ يبلغ عدد آياتها ثماني آيات فقط بعد البسملة.
وسورة التين هي السورة القرآنية الوحيدة التي سُمّيت باسم ثمرة من ثمار الفاكهة، ومن الثمار النباتية على الإطلاق، وقد ذُكر فيها التين مرة واحدة، وهي المرة الوحيدة التي ذُكر فيها التين في القرآن الكريم، بينما جاء ذكر كلٍّ من الزيتون وزيته في ست آيات قرآنية أخرى.
من الإشارات الكونية في سورة التين:
(1) القسم بكلٍّ من التين والزيتون؛ إشارة إلى ما فيهما من قيمة غذائية كبيرة وتكامل في المحتوى كغذاء للإنسان، وإشارة كذلك إلى بركة منابتهما الأصلية وهي من الأماكن المقدسة في الإسلام، منذ خلق الله السماوات والأرض.
(2) القسم بطور سينين وهو الجبل المكسو بالخضرة الذي كلّم الله سبحانه عبده ونبيه ورسوله موسى بن عمران من جانبه، وهو بالقطع مكان مبارك.
(3) القسم بالبلد الأمين وهو مكة المكرمة، وحرمها الآمن، وبها الكعبة المشرفة، أول بيت وضع للناس، والعلوم المكتسبة تثبت شرف المكان وتميزه على جميع بقاع الأرض.
(4) الإشارة إلى خلق الإنسان في أحسن تقويم.
(5) الإشارة إلى إمكانية ارتداد الإنسان إلى أسفل سافلين في الدنيا والآخرة، وهو أشرف مخلوقات الله إذا كان مومناً صالحاً، وأحقر هذه المخلوقات وأبغضها إلى الله إذا كان كافراً أو مشركاً أو ظالماً متجبراً، أوفاسقاً فاجرا ً، والعلوم السلوكية تثبت هذا الارتداد الدنيوي إلى أسفل سافلين عند كثير من البشر في أيامنا هذه.
وكل قضية من هذه القضايا تحتاج إلى معالجة مستقلة، ولذلك فسوف أقصر حديثي هنا على القَسَمِ الذي جاء بالآيات الثلاث الأولى من هذه السورة المباركة.
أقوال المفسرين في تفسير الآيات الثلاث الأولى:
ذكر الطبري - رحمه الله - ما مختصره: (والتين والزيتون) قيل هو التين الذي يؤكل، والزيتون الذي يعصر، أقسم الله بهما، وجاء فيه اختلاف، (وطور سينين) جبل معروف، قيل: هو جبل موسى عليه السلام ومسجده، (وهذا البلد الأمين) الآمن من أعدائه أن يحاربوا أهله أو يغزوهم، عني به مكة المكرمة ...
وجاء في مختصر تفسير ابن كثير - رحمه الله - ما نصه: اختلف المفسرون ههنا على أقوال كثيرة فقيل: المراد بالتين دمشق، وقيل: الجبل الذي عندها، وقال القرطبي: هو مسجد أصحاب الكهف، وروي عن ابن عباس: أنه مسجد نوح عليه السلام الذي على الجوديّ، وقال مجاهد: هو تينكم هذا.
(والزيتون) قال قتادة: هو مسجد بيت المقدس، وقال مجاهد وعكرمة: هو هذا الزيتون الذي تعصرون. (وطور سينين) هو الجبل الذي كلّم الله عليه موسى عليه السلام. (وهذا البلد الأمين) يعني مكة، قاله ابن عباس ومجاهد. وقال بعض الأئمة: هذه محالٌّ ثلاثة، بعث الله في كل واحد منها نبيّاً مرسلاً من أولي العزم، أصحاب الشرائع الكبار. (فالأول) محله التين والزيتون وهي (بيت المقدس) التي بعث الله فيها عيسى ابن مريم عليه السلام. و (الثاني) طور سينين وهو (طور سيناء) الذي كلّم الله عليه موسى بن عمران. و (الثالث) مكة المكرمة وهي (البلد الأمين) الذي من دخله كان آمناً، وهو الذي أُرسل فيه محمد صلى الله عليه وسلم.
من الدلالات العلمية للآيات القرآنية الكريمة في مطلع سورة التين:
أولاً: في القَسَم بالتين:
يبدو - والله تعالى أعلم - أن القسم بالتين جاء لتنبيهنا إلى ما في هذه الثمرة المباركة من إعجاز في خلقها، ومن منافع جمة في تناولها كغذاء.
من إعجاز الخلق في ثمرة التين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/383)
ثمرة التين هي ثمرة غير حقيقية مركبة، تتكون نتيجة لنمو نورة مخروطية الشكل تحوي بداخلها الأزهار المؤنثة التي تبطن جدار النورة من الداخل، والأزهار المذكرة التي تنتشر حول الفتحة الخارجية للنورة، وهي فتحة ضيقة في أعلى النورة، وتنضج الأزهار المؤنثة عادة قبل نضج الأزهار المذكرة، ولذلك يسخّر الخالق سبحانه وتعالى حشرة خاصة تعرف باسم ذات البلعوم المتفجر ( Blastophaga) تقوم بتلقيح نورات التين من خلال منفعة متبادلة بينهما، تقوم فيها نورات شجرة التين بتهيئة المكان الدافئ الأمين للحشرة تضع فيه بيضها حتى يفقس، ثم تغذي صغارها حتى يكتمل نموها، وعند خروجها من النورة يحتك جسمها بالأزهار المذكرة فيتعفر بحبوب اللقاح التي تحملها إلى الأزهار المؤنثة، فتتم بذلك عمليه الإخصاب اللازمة لإثمار شجرة التين.
ويتكون على شجرة التين سنويّاً ثلاثة أجيال من النورات: الجيل الأول منها يحمل أزهاراً مذكرة وأخرى حاضنة للحشرات، وتحمل نورات الجيل الثاني أزهاراً مؤنثة فقط تلقحها الحشرات الخارجة من نورات الجيل الأول فتخصبها؛ وبذلك تمثل المحصول الرئيسي لشجرة التين، أما نورات الجيل الثالث فتحوي أزهاراً حاضنة للحشرة المتعايشة معها فقط، وفيها تقضي الحشرة فصل الشتاء.
فمن الذي وضع هذا النظام الرتيب لإثمار شجرة التين غير الله الخالق؟! ومن الذي دلّ تلك الحشرة على مسكنها في نورة شجرة التين كي تخصبها بحركتها من نورة إلى أخرى غير الله الخالق؟! والعلاقة بين نورة التين وهذه الحشرة تعتبر من أعجب العلاقات المعروفة لنا بين النبات والحيوان.
من منافع ثمرة التين:
تحتوي ثمرة التين على نسبه عالية من الكربوهيدرات تصل إلى (53%) من وزنها، أغلبها من السكريات الأحادية والمركبات النشوية، بالإضافة إلى نسبة صغيرة من البروتينات في حدود (3.6%)، ونسب أقل من أملاح كلٍّ من البوتاسيوم، والكالسيوم، والمغنيسيوم، والفوسفور، والحديد، والنحاس، والزنك، والكبريت، والصوديوم، والكلور. كما تحتوي ثمرة التين علي العديد من الفيتامينات، والأنزيمات، والأحماض، والمواد المطهرة، بالإضافة إلى نسبة كبيرة من الألياف (تصل إلى 18.5 %) ونسبة أكبر من الماء. وعلى ذلك فهي ثمرة غنية بمواد عديدة وبنسب منضبطة يحتاجها الإنسان في غذائه.
ومن الأنزيمات الخاصة بالتين ما يعرف باسم أنزيم التين أو أنزيم فيسين ( Ficin) ثبت أن له دوراً مهمّاً في عملية هضم الطعام.
وقد تمكن اليابانيون من إثبات وجود مركب كيميائي من نوع الألدهيدات الأروماتية في ثمرة التين يعرف باسم البنزالدهايد ( Benzaldehyde) وتركيبه الكيميائي ( C6H5CHO)، وقد تم عزله من ثمار التين، وثبت أن له قدرة على مقاومة مسببات الأمراض السرطانية.
كذلك اكتُشفت في ثمرة التين مجموعة من المركبات النشوية التي تعرف باسم مجموعة السوراليتر ثبت أنها تلعب دوراً فعالاً في حماية الدم من أعداد من الفيروسات والبكتيريا والطفيليات التي تتسبب في كثير من الأمراض من مثل فيروس الالتهاب الكبدي.
وتوجد هذه المجموعة بوفرة في ثمار التين، وفي الدبس الناتج عنه، وفي كلٍّ من عصائره وأنواع المربات المصنوعة منه.
كذلك ثبت أن للتين فوائد عديدة في إدرار اللبن وفي علاج حالات البواسير، والإمساك المزمن، والنقرس، وأمراض الصدر، واضطراب الحيض، وحالات الصرع، وتقرحات الفم، والتهابات كلٍّ من اللثة واللوزتين والحلق، وفي علاج مرض البهاق، وفي إزالة الثآليل، وفي اندمال الجروح والتقرحات المختلفة.
من هنا كان القسم بالتين في القرآن الكريم وتسمية سورة من سوره باسم سورة التين.
ثانيا ً: في القَسَم بالزيتون:
جاء ذكر الزيتون وزيته في سبعة مواضع مختلفة من كتاب الله، منها القسم به مع التين في مطلع سورة التين، وشجرة الزيتون شجرة مباركة وكذلك ثمرتها، فهي شجرة معمّرة قد تعيش لأكثر من ألف سنة، وتعتبر من أهم نباتات الزيوت، ويعتبر زيتها من أصح الزيوت لاحتوائه على نسبة ضئيلة من الأحماض الدهنية، وأن ما به من دهون هي دهون غير مشبعة؛ ولذلك لا تتسبب فيما تتسبب فيه بقيه الزيوت من ارتفاع نسبة الدهون الضارة بالدم مما يؤدي إلى تصلب الشرايين وضيقها وانسدادها، وارتفاع ضغط الدم، وغيرها من الأمراض.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/384)
وزيت الزيتون سائل أصفر اللون شفاف، غني بالأحماض الزيتية ( Oleicacids) يستخدم في الطبخ وفي الإضافة إلى السلطات ويلعب دوراً مهمّاً في منع أكسدة الكوليسترول الذي يفرزه جسم الإنسان وذلك لاحتوائه على فيتامين (هـ)، وعلى قدر من المركبات الكيميائية الأخرى تعرف باسم مركبات الفينولات العديدة ( PolyphenolicCompounds) التي تمنع التأكسد الذاتي للزيت وتحافظ على ثباته، وبذلك يقي الجسم من أخطار فوق أكاسيد الشحوم ( LipidPeroxides) وهي من المواد الضارة بجسم الإنسان.
وعلى ذلك فإن تناول زيت الزيتون بانتظام يؤدي إلى خفض المستوى الكلي للكوليسترول في الدم بصفة عامة، وإلى خفض الأنواع الضارة منه بصفة خاصة، وإلى خفض معدل الإصابة بأمراض القلب والسرطان بصفة أخص.
وبالإضافة إلى استخداماته العديدة في الطعام فإن زيت الزيتون يستخدم في إنتاج العديد من الأدوية والدهانات الطبية وزيوت الشعر، والصابون، وبه كانت توقد المصابيح لصفاء اللهب الناتج عن اشتعاله.
وثمرة الزيتون القابلة للتخزين بالتمليح تعتبر إداماً للطاعمين، وصبغاً للآكلين، بالإضافة إلى كونها فاتحة للشهية. وثمرة الزيتون تحوي بين (67%)، (84%) من وزنها زيتاً، ويتكون زيت الزيتون من عدد من المركبات الكيميائية الهامة، منها مركبات الجلسرين والأحماض الدهنية والتي تعرف باسم الجليسريدات ( Glycerides)، ويكوّن الحمض الدهني نسبة كبيرة من وزن الزيت، ومن أوفر الأحماض الدهنية في الزيتون وزيته ما يعرف باسم حمض زيت الزيتون ( OleicAcid) بالإضافه إلى كميات قليلة من حمض زيت النخيل ( PalmaticAcid)، وحمض زيت الكتان ( LinolicAcid)، وحمض الشمع ( StearicAcid)، والحمض الغامض ( MystricAcid).
وبالإضافة إلى ذلك يحتوي الزيتون وزيته على نسبة متوسطة من البروتينات، ونسب أقل من عناصر البوتاسيوم، والكالسيوم، والمغنيسيوم، والفوسفور، والحديد، والنحاس، والكبريت، وغيرها مع نسبة من الألياف، وتدخل هذه المكونات في بناء حوالي الألف من المركبات الكيميائية النافعة لجسم الإنسان والضرورية لسلامته.
لذلك كله، ولغيره الكثير مما لا نعلم من أسرار الزيتون يروي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: (كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة).
ومن هنا كان القَسَم القرآني بالزيتون، وكان ذكره وذكر زيته في سبعة مواضع مختلفة من كتاب الله. والزيتون وزيته غنيّان بالدهون والبروتينات وفقيران في الكربوهيدرات (السكريات والنشويات)، بينما التين غني بالسكريات والمركبات النشوية وفقير في المواد الدهنية والبروتينية، ومن هنا كان التين والزيتون معا يكمّلان حاجة الإنسان من المواد الغذائية، ومن هنا أيضاً كان القَسَم بهما معاً في مطلع سورة التين، وهي لفتة علمية معجزة في كتاب أُنزل من قبل ألف وأربعمئة من السنين.
ثالثاً: في القَسَم بطور سينين:
وهو طور سيناء أو جبل موسى أو جبل المناجاة الذي أنزلت فيه التوراة على موسى عليه السلام، وقد ذكره ربنا تبارك وتعالى في اثنتي عشرة آية من آيات القرآن الكريم (البقره: 93,63) (النساء: 154)، (الأعراف: 171,143)، (مريم: 52)، (طه:80)، (المومنون:20)، (القصص: 46,29) (الطور: 1)، (التين: 2)، وسميت باسمه إحدى سوره (سورة الطور)، وهو بالقطع مكان مبارك، جدير بالقسم به، ويبقى لعلماء الأرض دراسته لإثبات ما به من معجزات حسية باقية عن عملية دكّه ورفعه ونتقه فوق الحثالات العاصية من بني إسرائيل كما جاء في أكثر من آية من آيات القرآن الحكيم.
رابعاً: في القَسَم بالبلد الأمين:
وهو مكة المكرمة، وبها الكعبة المشرفة أول بيت وضع للناس، وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله الشريف: (كانت الكعبة خشعة على الماء، فدحيت منها الأرض) مما يفيد بأن الأرض تحت الكعبة المشرفة هي أول يابسة ظهرت على وجه ماء المحيط الغامر الذي بدأت به الأرض، ثم نمت اليابسة من حول هذه البقعة المباركة لتكون قارة واحدة هي القارة الأم المعروفة باسم بانجيا ( Pangaea)، والتي تفتتت إلى القارات السبع الحالية. وكانت تلك القارات السبع أقرب إلى بعضها البعض ثم أخذت في الانزياح متباعدة عن بعضها البعض أو التصادم مع بعضها البعض
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/385)
حتى وصلت إلى أوضاعها الحالية، وقد ثبت علميّاً توسط مكة لليابسة في كل مراحل نمو تلك اليابسة بمعنى أننا إذا رسمنا دائرة مركزها مكة المكرمة فإنها تحيط باليابسة تماماً، ولذلك قال ربنا تبارك وتعالى: إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدًى للعالمين. (آل عمران:96) والآيات القرآنية الكريمة التي تقابل الأرض (على ضآلة حجمها) بالسماء (على ضخامة أبعادها) تشير إلى مركزية الأرض من الكون، وكذلك الآيات التي تتحدث عن البينية الفاصلة للسماوات عن الأرض، وتلك التي توحّد أقطار السماوات والأرض.
وإذا كانت الأرض في مركز الكون، والكعبة المشرفة في مركز الأرض الأولى (اليابسة)، ومن دونها ست أرضين، ومن حولها سبع سماوات فإن الكعبة المشرفة تصبح في مركز الكون، ولذلك قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: (إن الحرم حرم مناء بين السماوات السبع والأرضين السبع).
وأكد ذلك بقوله (صلى الله عليه وسلم): (يا معشر قريش، يا أهل مكة، إنكم بحذاء وسط السماء). وبسؤاله الشريف لصحابته الكرام: أتدرون ما البيت المعمور؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، فقال (عليه الصلاة والسلام): هو بيت في السماء السابعة بحيال الكعبة تماماً حتى لو خرّ لخرّ فوقها، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك فإذا خرج آخرهم لا يعودون.
واختار الله (تعالى) مكة المكرمة مولداً ومبعثاً لخاتم الأنبياء والمرسلين (صلى الله عليه وسلم)، وأقسم بها في كلٍّ من سورة التين، وسورة البلد التي سمّاها باسمها، وأطلق عليها وصف (أم القرى) أي أصل اليابسة، وأم الأرض كلها، ومن هنا كانت جدارتها للقسم بها وبوصف البلد الأمين في سورة التين. وبالاسم المطلق: (البلد) في سورة البلد.
هذه الحقائق العلمية عن كلٍّ من التين والزيتون، وعن مكة المكرمة، البلد الأمين، والحقائق التاريخية والدينية عن نداء الله (تعالى) لعبده ونبيه موسى بن عمران (عليه السلام) من جانب الطور الأيمن لم تكن معروفة لأهل الجزيرة العربية، ولا لأحد من الخلق في زمن الوحي من قبل ألف وأربعمئة من السنين، ولا لأزمنة متطاولة من بعده، والقسم بها في سورة التين مما يقطع بأن القرآن الكريم لا يمكن أن يكون صناعة بشرية، بل هو كلام الله الخالق (سبحانه وتعالى)، ويجزم بنبوة النبي الخاتم والرسول الخاتم (صلى الله عليه وسلم)، وبأنه كان حتماً موصولاً بالوحي، ومعلماً من قبل خالق السماوات والأرض، فصلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه ودعا بدعوته إلى يوم الدين.(2/386)
التعريف بتفسير الفخر الرازي
ـ[فيض الخاطر]ــــــــ[19 - 06 - 05, 04:48 ص]ـ
مؤلفه:
أبو عبد الله، محمد بن عمر بن الحسين بن الحسن بن علي التيمي، البكري، الطبرستاني، الرازي، الملقب بـ فخر الدين الرازي، والمعروف بـ ابن الخطيب الشافعي.
ولد سنة 544 هـ، كان فريد عصره، ومتكلم زمانه، نبغ في كثير من العلوم فكان إماما في التفسير والكلام، وقصده العلماء وشدوا إليه الرحال.
أخذ العلم عن والده ضياء الدين (خطيب الري)، وعن الكمال السمعاني، والمجد الجيلي، وكثير من العلماء الذين عاصرهم ولقيهم، وكان من الوعاظ حتى قيل عنه أن كان يعظ باللسان العربي واللسان الأعجمي، وكان يلحقه الوجد حال الوعظ ويكثر البكاء.
مصنفاته:
لقد خلف للناس مجموعة كبيرة من التصانيف في الفنون المختلفة، وانتشرت في البلاد، ورزق فيها الحظوة الواسعة، وأعرضوا عن كتب المتقدمين، ومن أهم تلك المصنفات:
1 - تفسيره الكبير المسمى بـ (مفاتيح الغيب).
2 - تفسير سورة الفاتحة. ولعله الموجود في أول تفسيره السابق.
3 - في علم الأصول، كتاب المحصول.
4 - في الحكمة كتاب الملخص.
وفاته:
توفي سنة 606هـ، ويقال في سبب وفاته أنه كان بينه وبين الكرّامية خلاف في أمور العقيدة فكان ينال منهم وينالون منه سبا وتكفيرا، وأخيرا سموه ومات فاستراحوا منه!
التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب:
مطبوع ومتداول وطبع عدة طبعات، يقول ابن قاضي شهبة:" إنه ـ أي الفخر الرازي ـ لم يتمه".
وتضاربت أقوال العلماء في معرفة الذي أكمل هذا التفسير، وإلى أي موضع من القرآن وصل الفخر الرازي في تفسيره:
1 - قال ابن حجر العسقلاني في الدرر الكامنة:" الذي أكمل تفسير فخر الدين الرازي، هو أحمد بن محمد بن أبي الحزم مكي نجم الدين المخزومي القمولي، مات سنة 727هـ وهو مصري".
2 - وقال صاحب كشف الظنون:" وصنف الشيخ نجم الدين أحمد بن محمد القمولي تكلمة له، وتوفي سنة 727هـ، وقاضي القضاة شهاب الدين بن خليل الخويي الدمشقي، كمل ما نقص منه أيضا، وتوفي سنة 639هـ".
فأنت ترى أن ان حجر يذكر أن الذي أتمه نجم الدين القمولي، وصاحب كشف الظنون يجعل لشهاب الدين الخويي مشاركة على وجه ما في هذه التكلمة، وإن كانا يتفقان على أن الرازي لم يتم تفسيره.
أما إلى أي موضع وصل الفخر في تفسيره؟ فهذا كالأول أيضا.
أهمية التفسير الكبير " مفاتيح الغيب":
إن تفسير الفخر الرازي ليحظى بشهرة واسعة بين العلماء، وذلك لأنه يمتاز عن غيره من كتب التفسير، بالأبحاث الفياضة الواسعةفي نواح شتى من العلم، ولهذا يصفه ابن خلكان فيقول:" إنه ـ أي الفخر الرازي ـ جمع فيه كل غريب وغريبة".
يهتم ببيان المناسبات بين آيات القرآن وسوره، وهو لا يكتفي بذكر مناسبة واحدة بل كثيرا ما يذكر أكثر من مناسبة.
يهتم بالعلوم الرياضية والفلسفية ويكثر الاستطراد فيها.
يهتم كثيرا بالأحكام الفقهية وذكر أقوال الفقهاء ومذاهبمهم مع ترويجه لمذهب الشافعي، ويستطرد كثيرا في المسائل الأصولية ,
كما أنه يهتم بالمسائل النحوية
وبالجملة فهو أشبه بموسوعة في علم الكلام والكون والطبيعة.
موقفه من المعتزلة:
كان الفخر الرازي لا يدع فرصة تمر دون أن يعرض لمذهب المعتزلة بذكر أقوالهم والرد عليها ردا لايراه البعض كافيا ولا شافيا.
يقول ابن حجر في لسان الميزان:" وكان يعاب بإيراد الشبة الشديدة، ويقصّر في حلها، حتى قال بعض المغاربة: يورد الشبه نقدا ويحلها نسيئا."
ما يؤخذ على هذا التفسير:
جاء في لسان الميزان:" أن سراج الدين السرمياحي المغربي صنف كتاب المأخذ في مجلدين، بيّن فيهما ما في تفسير الفخر من الزيف والبهرج، وكان ينقم عليه كثيرا ويقول: يورد شبه المخالفين في المذهب والدين على غاية ما يكون من التحقيق، ثم يورد مذهب أهل السنة والحق على غاية من الوهاء. قال الطوفي: ولعمري، إن هذا دأبه في كتبه الكلامية والحكمة. حتى اتهمه بعض الناس، ولكنه خلاف ظاهر حاله، لأنه لو كان اختار قولا أو مذهبا ما كان عنده من يخاف منه حتى يستر عنه، ولعل سببه أنه كان يستفرغ أقولا في تقرير دليل الخصم، فإذا انتهى إلى تقرير دليل نفسه لايبقى عنده شيء من القوى، ولا شك أن القوى النفسانية تابعة للقوى البدنية، وقد صرح في مقدمة نهاية العقول: أنه مقرر مذهب خصمه تقريرا لو أراد خصمه تقريره لم يقدر على الزيادة على ذلك."
والله تعالى أعلم
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[19 - 06 - 05, 08:23 ص]ـ
كان الفخر الرازي لا يدع فرصة تمر دون أن يعرض لمذهب المعتزلة بذكر أقوالهم والرد عليها ردا لايراه البعض كافيا ولا شافيا
مما ينبغي أن يُعْلم أن ردود الرازي على المعتزلة مما لا يُفرح به كثيرا، لأنه يرد عليهم على طريقة الأشاعرة، وليس على طريقة السلف الصالح، فلذلك لا بد أن يحذر طالب العلم المبتدئ من هذا التفسير، حتى لا تعلق الشبهات بذهنه، وحتى لايلتبس عليه الحق بالباطل، وأن تقتصر الاستفادة منه على طالب العلم المتمكن من العقيدة السلفية، بحيث ينتقي من هذا التفسير ما ينفع، ويجتنب ما فيه من الزلل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/387)
ـ[العوضي]ــــــــ[19 - 06 - 05, 08:31 ص]ـ
إتماماً للفائدة - مصادر تفسير الرازي - اضغط هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=9860&highlight=%C7%E1%D1%C7%D2%ED)
ـ[فيض الخاطر]ــــــــ[20 - 06 - 05, 01:41 م]ـ
أحسنت أستاذي الكريم (أبو خالد السلمي) على المرور والتعليق الجميل.
ومن هنا ندعو الأخوة إلى الاقبال على طلب العلم مبتدئين بمفاتيح العلم ومختصراته حتى يتمكنوا من التمييز بين الغث والسمين .... أو على الأقل أن يصابوا بحساسية من المعتقدات المجانبة للصواب!
أشكرك جزيل الشكر
أبو عبد الله
ـ[فيض الخاطر]ــــــــ[20 - 06 - 05, 01:43 م]ـ
أشكرك أخي العوضي على هذه الإضافة المفيدة
ـ[أنس الشامي]ــــــــ[06 - 08 - 09, 04:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا رابط جديد للموضوع الذي أشار إليه أخي الحبيب (العوضي) في المشاركة رقم (3) مصادر تفسير الرازي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=280172#post280172)
حيث أن الرابط الموضوع في الأعلى به خلل
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[ابو اية السكندرى]ــــــــ[22 - 10 - 09, 08:58 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو الوليد السلفي السكندري]ــــــــ[23 - 10 - 09, 03:50 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(2/388)
ما هو تفسير الآية (فان كنت في شك مما انزلنا اليك فاسال الذين يقرؤون الكتاب من قبلك)
ـ[أحمد فاطمي]ــــــــ[22 - 06 - 05, 12:22 ص]ـ
ما هو التفسير المأثور عن السلف رحمهم الله في قول الله تعالى (فان كنت في شك مما انزلنا اليك فاسال الذين يقرؤون الكتاب من قبلك)؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[22 - 06 - 05, 02:23 ص]ـ
هذا بحث مفصل عن معنى هذه الآية كتبته قريباً:
قال الله تعالى
? فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَأُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ? [يونس: 94]
أشكل فهم هذه الآية على طوائف من الناس، وقالوا: كيف يقع الشك من النبي r ؟ وكيف يؤمر بسؤال الذين يقرأون الكتاب من قبله؟. وقد أشار ابن القيّم رحمه الله إلى هذا الإشكال، وبيّن معنى الآية، وذكر ما قيل في تفسيرها من جوابات لهذا الإشكال، وما الصحيح من تلك الأقوال، فقال:
(وقال تعالى: ? فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَأُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ?، وقد أشكلت هذه الآية على كثير من الناس، وأورد اليهود والنصارى على المسلمين فيها إيراداً وقالوا: "كان في شك، فأمر أن يسألنا". وليس فيها بحمد الله إشكال، وإنما أتي أشباه الأنعام من سوء قصدهم وقلة فهمهم، وإلا فالآية من أعلام نبوته r ، وليس في الآية ما يدل على وقوع الشك، ولا السؤال أصلاً؛ فإن الشرط لا يدل على وقوع المشروط، بل ولا على إمكانه، كما قال تعالى: ? لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ? (الانبياء: من الآية22)، وقوله: ? قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذاً لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً ? (الاسراء:42)، وقوله: ? قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ ? (الزخرف:81)، وقوله: ? وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ ? (الزمر: من الآية65)، ونظائره؛ فرسول الله r لم يشك ولم يسأل.
وفي تفسير سعيد، عن قتادة قال: ذكر لنا أن رسول الله r قال: لا أشك ولا أسأل. ([1])
وقد ذكر ابن جريج، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: فإن كنت في شك أنك مكتوب عندهم فاسألهم. ([2])
وهذا اختيار ابن جرير؛ قال: (يقول تعالى لنبيه: فإن كنت يا محمد في شك من حقيقة ما أخبرناك، وأنزلنا إليك - من أن بني إسرائيل لم يختلفوا في نبوتك قبل أن أبعثك رسولاً إلى خلقي؛ لأنهم يجدونك مكتوباً عندهم، ويعرفونك بالصفة التي أنت بها موصوف في كتبهم - فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك، كعبدالله بن سلام، ونحوه من أهل الصدق والإيمان بك منهم، دون أهل الكذب والكفر بك.) ([3])
وكذلك قال ابن زيد؛ قال: هو عبدالله بن سلام، كان من أهل الكتاب فآمن برسول الله r .([4])
وقال الضحاك: سل أهل التقوى والإيمان من مؤمني أهل الكتاب ممن أدرك نبي الله r .([5])
ولم يقع هؤلاء ولا هؤلاء على معنى الآية ومقصودها، وأين كان عبدالله بن سلام وقت نزول هذه الآية؟!؛ فإن السورة مكية، وابن سلام إذ ذاك على دين قومه. وكيف يؤمر رسول الله r أن يستشهد على منكري نبوته بأتباعه؟!.
وقال كثير من المفسرين: هذا الخطاب للنبي r ، والمراد غيره؛ لأن القرآن نزل عليه بلغة العرب، وهم قد يخاطبون الرجل بالشيء ويريدون غيره، كما يقول متمثلهم: "إياك أعني واسمعي يا جارة" ([6])، وكقوله تعالى: ? يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ ? (الأحزاب: من الآية1)، والمراد أتباعه بهذا الخطاب.
قال أبو إسحاق: إن الله تعالى يخاطب النبي r ، والخطاب شامل للخلق. والمعنى: وإن كنتم في شك. والدليل على ذلك قوله تعالى في آخر السورة: ? قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ? (يونس: من الآية104). ([7])
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/389)
وقال ابن قتيبة: كان الناس في عصر النبي r أصنافاً: منهم كافر به مكذب، وآخر مؤمن به مصدق، وآخر شاك في الأمر لا يدري كيف هو، فهو يقدم رجلاً ويؤخر رجلاً؛ فخاطب الله تعالى هذا الصنف من الناس، وقال: فإن كنت أيها الإنسان في شك مما أنزلنا إليك من الهدى على لسان محمد فسل. قال: ووحّد وهو يريد الجمع، كما قال: ? يَا أَيُّهَا الْأِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ? (الانفطار:6)، و: ? يَا أَيُّهَا الْأِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ ? (الانشقاق:6)، و: ? وَإِذَا مَسَّ الْأِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ? (الزمر: من الآية8). ([8])
وهذا - وإن كان له وجه -؛ فسياق الكلام يأباه؛ فتأمله، وتأمل قوله تعالى: ? يَقْرَأُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ ?، وقوله: ? إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ ? (يونس:96)، وقوله: ? وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ? (يونس:99)، وهذا كله خطاب واحد متصل بعضه ببعض.
ولما عرف أرباب هذا القول أن الخطاب لا يتوجه إلا على النبي r قالوا: الخطاب له والمراد به هذا الصنف الشاك. وكل هذا فرار من توهم ما ليس بموهوم، وهو وقوع الشك منه والسؤال. وقد بيّنا أنه لا يلزم إمكان ذلك، فصلاً عن وقوعه
فإن قيل: فإذا لم يكن واقعاً، ولا ممكناً فما مقصود الخطاب والمراد به؟
قيل: المقصود به إقامة الحجة على منكري النبوات والتوحيد، وأنهم مقرون بذلك لا يجحدونه ولا ينكرونه، وأن الله سبحانه أرسل إليهم رسله، وأنزل عليهم كتبه بذلك وأرسل ملائكته إلى أنبيائه بوحيه وكلامه؛ فمن شك في ذلك فليسأل أهل الكتاب. فأخرج هذا المعنى في أوجز عبارة، وأدلها على المقصود، بأن جعل الخطاب لرسوله الذي لم يشك قط، ولم يسأل قط، ولا عرض له ما يقتضي ذلك
وأنت إذا تأملت هذا الخطاب بدا لك على صفحاته: من شك فليسأل؛ فرسولي لم يشك ولم يسأل.) ([9])
الدراسة:
تضمن كلام ابن القيم السابق مسألتين:
المسألة الأولى: في المخاطب بهذه الآية:
هذه المسألة فيها عدة أقوال ذكرها المفسرون، وقد ذكر ابن القيّم منها ثلاثة:
القول الأول: أن الخطاب على ظاهره للنبي r ، وليس فيه دلالة على وقوع الشك، ولا السؤال؛ لأن الشرط لا يدل على وقوع المشروط، بل ولا على إمكانه. فالنبي r لم يشك، ولم يسأل. وهذا ما رجحه ابن القيم رحمه الله.
القول الثاني: أن الخطاب للنبي r ، والمراد غيره؛ لأن القرآن نزل بلغة العرب، وهم قد يخاطبون الرجل بالشيء ويريدون غيره.
القول الثالث: أن الخطاب ليس للنبي r ، وإنما هو للشاكين من الناس، خاطبهم الله تعالى في هذه الآية، وقال: فإن كنت أيها الإنسان في شك مما أنزلنا إليك من الهدى على لسان محمد r فسل. وهذا القول – وإن كان له وجه - يأباه سياق الآية – كما ذكر ابن القيّم -؛ لأن الخطابات السابقة، واللاحقة كلها موجهة للنبي r .
المسألة الثانية: في المراد بالذين يقرأون الكتاب من قبل النبي r :
ردّ ابن القيم على قول من قال:: إن كنت في شك من كونك مكتوباً عند أهل الكتاب في كتبهم فاسأل المؤمنين منهم كعبدالله بن سلام وغيره. ونص على أنه لا يتوافق مع معنى الآية ومقصودها، وأنه لا يقبل من الناحية التاريخية؛ لأن إسلام ابن سلام إنما كان في المدينة بعد الهجرة، وهذه السورة مكية. وأيضاً؛ كيف يؤمر رسول الله r أن يستشهد على منكري نبوته بأتباعه؟!.
هذا ما ذكره ابن القيم في هاتين المسألتين، وأما أقوال أئمة التفسير؛ فتظهر من خلال هذا العرض:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/390)
قرّر ابن جرير في أول تفسيره للآية ما نقله عنه ابن القيّم في كلامه السابق، وذكر بعد ذلك أن النبي r لم يشك، وأن هذه الخطاب جار على أسلوب العرب في الخطاب حيث يقول القائل منهم لمملوكه: "إن كنت مملوكي فانته إلى أمري"، والعبدُ المأمور بذلك لا يشكّ سيده القائل له ذلك أنه عبده. كذلك قول الرجل منهم لابنه: "إن كنت ابني فبرَّني"، وهو لا يشك في ابنه أنه ابنه. قال ابن جرير: (وهذا من ذلك، لم يكن r شاكاً في حقيقة خبر الله وصحته، والله تعالى بذلك من أمره كان عالماً، ولكنه جلّ ثناؤه خاطبه خطاب قومه بعضهم بعضاً؛ إذ كان القرآن بلسانهم نزل.)
ثم ختم تفسيره للآية بالتنبيه على أنه لو قال قائل: (إن هذه الآية خوطب بها النبيّ r ، والمراد بها بعض من لم يكن صحت بصيرته بنبوّته r ممن كان قد أظهر الإيمان بلسانه، تنبيهاً له على موضع تعرُّف حقيقة أمره الذي يزيل اللبس عن قلبه ..... كان قولاً غير مدفوعة صحته.) ([10])
وبهذا يعلم أن قول ابن جرير موافق لما قرره ابن القيّم من نفي الشك عن النبي r ، وأن هذا الأسلوب لا يدل على وقوع الشك، ويتبين كذلك أنه يصحح القول الثاني.
وأما المسألة الثانية؛ فقد اختار غير ما رجحه ابن القيم، وذكر أن المراد: المؤمنون من أهل الكتاب
وبدأ ابن عطية بذكر قول قاله بعض المتأولين، وهو أن "إن" هنا بمعنى ما النافية، ثم ذكر أنّ هذا خلاف ما عليه الجمهور، وهو أنها شرطية على بابها، ثم قال مرجحاً: (والصواب في معنى الآية أنها مخاطبة للنبي r والمراد بها سواه من كل من يمكن أن يشك أو يعارض)
وقرّر ابن عطية كذلك: أنّ الذين يقرأون الكتاب من قبل هم من أسلم من بني إسرائيل، كعبد الله بن سلام وغيره. ([11])
وأشبع الرازي المسألة الأولى بحثاً، وفصّل القول فيها تفصيلاً حسناً، وسأذكر أهم ما أورده عند تفسيره لهذه الآية:
بيّن أن في الآية احتمالين: الأول: أن يكون الخطاب فيها للنبي r . والثاني: أن يكون الخطاب لغيره.
وعلى الاحتمال الأول تحتمل الآية وجوهاً عدة، هي أقوال للمفسرين. وقد ذكر سبعة وجوه، أهمها وجهان:
الوجه الأول: أن الخطاب مع النبي عليه الصلاة والسلام في الظاهر، والمراد غيره. ويدل على صحة هذه الوجه أمور:
الأول: قوله تعالى في آخر السورة: ? قُلْ يأَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِى شَكٍّ مِّن دِينِي ? (يونس: 104)؛ فبين أن المذكور في أول الآية على سبيل الرمز هم المذكورون في هذه الآية على سبيل التصريح.
الثاني: أن الرسول r لو كان شاكاً في نبوة نفسه لكان شك غيره في نبوته أولى، وهذا يوجب سقوط الشريعة بالكلية.
والثالث: أنه بتقدير أن يكون شاكاً في نبوة نفسه، فكيف يزول ذلك الشك بإخبار أهل الكتاب عن نبوته، مع أنهم في الأكثر كفار، وإن حصل فيهم من كان مؤمناً إلا أن قوله ليس بحجة، لا سيما وقد تقرر أن ما في أيديهم من التوراة والإنجيل محرف.
فثبت أن الحق هو أن الخطاب، وإن كان في الظاهر مع الرسول r ، إلا أن المراد هو الأمة، ومثل هذا معتاد؛ فإن السلطان الكبير إذا كان له أمير، وكان تحت راية ذلك الأمير رعية؛ فإذا أراد أن يأمر الرعية بأمر مخصوص، فإنه لا يوجه خطابه عليهم، بل يوجه الخطاب إلى ذلك الأمير، ليكون ذلك أقوى تأثيراً في قلوبهم.
الوجه الثاني: أن قوله: " فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ فافعل كذا وكذا " قضية شرطية والقضية الشرطية لا إشعار فيها البتة بأن الشرط وقع أو لم يقع، ولا بأن الجزاء وقع أو لم يقع، بل ليس فيها إلا بيان أن ماهية ذلك الشرط مستلزمة لماهية ذلك الجزاء فقط. والدليل عليه أنك إذا قلت إن كانت الخمسة زوجاً كانت منقسمة بمتساويين، فهو كلام حق؛ لأن معناه أن كون الخمسة زوجاً يستلزم كونها منقسمة بمتساويين، ثم لا يدل هذا الكلام على أن الخمسة زوج ولا على أنها منقسمة بمتساويين؛ فكذا ههنا؛ هذه الآية تدل على أنه لو حصل هذا الشك لكان الواجب فيه هو فعل كذا وكذا، فأما إن هذا الشك وقع أو لم يقع؛ فليس في الآية دلالة عليه. وفائدة إنزال هذه الآية على الرسول r هي تكثير الدلائل وتقويتها، مما يزيد في قوة اليقين وطمأنينة النفس وسكون الصدر. ولهذا السبب أكثر الله في كتابه من تقرير دلائل التوحيد والنبوة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/391)
وعلى الاحتمال الثاني: يكون المراد بالخطاب الصنف الشاك من الناس. وقد ذكر الرازي هنا ما ذكره ابن قتيبة في قوله الذي نقله ابن القيم
ومع هذا التفصيل لم يصرح الرازي بترجيح أحد هذه الاحتمالات، إلا أن سياق كلامه يدل على ميله للوجهين المذكورين تحت الاحتمال الأول.
وفي المسألة الثانية ذكر الرازي أن المحققين قالوا: هم الذين آمنوا من أهل الكتاب كعبدالله بن سلام، وعبدالله بن صوريا، وتميم الداري، وكعب الأحبار؛ لأنهم هم الذين يوثق بخبرهم.
ثم قال: (ومنهم من قال: الكل سواء كانوا من المسلمين أو من الكفار؛ لأنهم إذا بلغوا عدد التواتر، ثم قرؤا آية من التوراة والإنجيل، وتلك الآية دالة على البشارة بمقدم محمد r فقد حصل الغرض.) ([12])
وبدأ القرطبي تفسيره لهذه الآية بقوله: (الخطاب للنبيّ r والمراد غيره، أي: لست في شك، ولكنّ غيرك شك) ثم ذكر الأقوال الأخرى في تفسير الآية، ومن الأقوال التي ذكرها: (الشك ضيق الصدر؛ أي: إن ضاق صدرك بكفر هؤلاء فاصبر، و?سأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك يخبروك صَبْرَ الأنبياءِ من قبلك على أذى قومهم، وكيف عاقبة أمرهم. والشك في اللغة أصله الضيق .. ) ([13]) ولم يصرح بترجيح أيٍّ من الأقوال التي ذكرها، أو اختياره له، غير أنه يفهم من طريقته في عرض الأقوال أن القول الذي بدأ به هو المعتمد عنده، ويؤكد ذلك أنه ختم تفسيره لهذه الآية والتي بعدها بقوله: (والخطاب في هاتين الآيتين للنبي r ، والمراد غيره) ([14])
ومما نص عليه أبوحيان هنا:
· الظاهر أن "إن" في الآية شرطية، خلافاً لمن جعلها نافية. ([15])
· (الذي أقوله: إنّ "إنْ" الشرطية تقتضي تعليق شيء على شيء، ولا تستلزم تحتم وقوعه ولا إمكانه، بل قد يكون ذلك في المستحيل عقلاً كقوله تعالى: ? قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ ? (الزخرف:81)
· ومستحيل أن يكون له ولد؛ فكذلك هنا: مستحيل أن يكون في شك)
وقرّر أن هذا الوجه لما خفي على أكثر الناس اختلفوا في توجيه الآية، ثم ذكر ما ذكره المفسرون قبله من أقوال في معنى هذه الآية ([16])
واقتصر ابن كثير على ذكر قول من قال: إن رسول الله r لم يشك، ولم يسأل مبتدئاً بقول قتادة بن دعامة: بلغنا أن رسول الله r قال: «لا أشك ولا أسأل» ([17]) ثم قال: (وهذا فيه تثبيت للأمة، وإعلام لهم أن صفة نبيهم r موجودة في الكتب المتقدمة التي بأيدي أهل الكتاب ... ثم مع هذا العلم الذي يعرفونه من كتبهم كما يعرفون أبناءهم يلبسون ذلك، ويحرفونه ويبدلونه، ولا يؤمنون به مع قيام الحجة عليهم؛ ولهذا قال تعالى: ? إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ * وَلَوْ جَآءَتْهُمْ كُلُّ ءايَةٍ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأٌّلِيمَ ? (يونس:96 - 97)) ([18])
وأما ابن عاشور فذكر أنه لا يستقيم من الاحتمالات في معنى الآية إلا اثنان:
الأول: أن تبقى الظرفية التي دلت عليها " في" على حقيقتها، ويكون الشك قد أطلق وأريد به أصحابه؛ أي: فإن كنت في قوم أهل شك مما أنزلنا إليك، أي: يشكون في وقوع هذه القصص، كما يقال: دخل في الفتنة، أي في أهلها. ويكون معنى ? فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَأُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ ?: فاسأل أهل الكتاب سؤال تقرير وإشهاد عن صفة تلك الأخبار يخبروا بمثل ما أخبرتهم به، فيزول الشك من نفوس أهل الشك؛ إذ لا يحتمل تواطؤك مع أهل الكتاب على صفة واحدة لتلك الأخبار. فالمقصود من الآية إقامة الحجة على المشركين بشهادة أهل الكتاب من اليهود والنصارى قطعاً لمعذرتهم.
والاحتمال الثاني: أن تكون "في" للظرفية المجازية كالتي في قوله تعالى: ? فَلاَ تَكُ فِى مِرْيَةٍ مِّمَّا يَعْبُدُ هَؤُلاءِ ? (هود: 109)، ويكون سوق هذه المحاورة إلى النبي r على طريقة التعريض، لقصد أن يسمع ذلك المشركون فيكون استقرار حاصل المحاورة في نفوسهم أمكن مما لو ألقي إليهم مواجهة. وهذه طريقةٌ في الإلقاء التعريضي يسلكها الحكماء وأصحاب الأخلاق متى كان توجيه الكلام إلى الذي يقصد به مظنة نفور كما في قوله تعالى: ? لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ? (الزمر: 65). أو كان في
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/392)
ذلك الإلقاء رفق بالذي يقصد سوق الكلام إليه.
قال ابن عاشور: (وكلا الاحتمالين يلاقي قوله: ? فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَأُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ ?؛ فإنه يقتضي أن المسؤول عنه مما لا يكتمه أهل الكتاب، وأنهم يشهدون به، وإنما يستقيم ذلك في القصص الموافقة لما في كتبهم؛ فإنهم لا يتحرجون من إعلانها والشهادة بها.)
ثم بيّن أن غير هذين الاحتمالين يعكر عليه بعض ما في الآية، وأن المخاطب النبي r لمكان قوله: ? مِنْ قَبْلِكَ ?، وليس المراد بضمائر الخطاب كل من يصح أن يخاطب؛ لأن قوله: ? مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ ? يناكد ذلك إلا بتعسف. ([19])
وما قرره ابن عاشور يدل على أن المسؤولين هم عموم أهل الكتاب؛ وأن السؤول عنه مما لا يكتمونه، وهو القصص الموافقة لما في كتبهم، التي لا يتحرجون من إعلانها، والشهادة بها.
وقد سبق ابنَ عاشور إلى هذا التقرير الألوسي، حيث قال: (والمراد بالموصول القصص، أي: إن كنت في شك من القصص المنزلة إليك - التي من جملتها قصة فرعون وقومه وأخبار بني إسرائيل - ? فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَأُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ ?؛ فإن ذلك محقق عندهم، ثابت في كتبهم حسبما أنزلناه إليك. وخصت القصص بالذكر لأن الأحكام المنزلة إليه عليه الصلاة والسلام ناسخة لأحكامهم مخالفة لها؛ فلا يتصور سؤالهم عنها.) ([20])
النتيجة:
لا خلاف بين المفسرين في نفي وقوع الشك من النبي r ، وأنه لا يحتاج لسؤال أهل الكتاب حتى يتبين له صدق ما أنزله الله U إليه.
وأما الموازنة بين أقوال في المفسرين في توجيه هذا الخطاب؛ فلا شك أن ما اعتمده ابن القيم، وقاله أبوحيان وجيه، وهو أن الخطاب للنبي r . وليس في ذلك ما يدل على وقوع الشك منه؛ لأن الجملة الشرطية لا تستلزم وقوع الشرط ولا الجواب، ولا إمكان ذلك. وهذا الأسلوب يقصد منه تقرير أمور مهمة، أهمها أمران:
الأول: تثبيت الأمة المسلمة، وإعلامهم أن صفة نبيهم r موجودة في الكتب المتقدمة التي بأيدي أهل الكتاب. كما قال ابن كثير.
الثاني: إقامة الحجة على من كذب النبي r ، وكفر بما جاء به، سواء كان من كفار العرب، أم من أهل الكتاب.
كما أن القول الذي رجحه ابن عطية، وقرّر الرزاي صحته وجيه كذلك، وهو أن الخطاب للنبي r والمراد غيره ممن يمكن أن يقع منه الشك. وهذا قول أكثر المفسرين ([21])، والشواهد على صحته كثيرة ([22]). وما ذكره بعض المفسرين من كون هذا القول لا يلتئم مع قول الله U في الآية: ? مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ ? يجاب عنه بأن هذا كقول الله تعالى: ? يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً ? (النساء:174) ([23])، وكقوله سبحانه: ? وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ? (النحل:44).
وأما المسألة الثانية؛ فما رجحه ابن القيّم وجيه، وهو موافق لعموم اللفظ. وقد بيّن الألوسي، وابن عاشور وجه هذا القول، وأنهم إنما يسألون فيما لا يكتمونه. وهذه الآية شبيهة بقول الله تعالى في الآية الأخرى: ? أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ? (الأنعام:114)
تنبيهات وفوائد:
التنبيه الأول: نوع الخلاف وثمرته:
الخلاف بين الأقوال السابقة في تفسير هذه الآية منه ما هو خلاف تنوع، ومنه ما هو خلاف تضاد. فالخلاف بين القولين الأول والثالث خلاف تضاد، والخلاف بين بقية الأقوال خلاف تنوع؛ لأنه لا تعارض بينها في الجملة
وثمرة هذا الخلاف: التوكيد على رفع توهم وقوع الشك من النبي r ، وتكثير الوجوه الدالة على ذلك.
التنبيه الثاني: سبب الخلاف:
سبب الخلاف في المسألة الأولى هو توهم البعض أن ظاهر الآية يدل على وقوع الشك من النبي r ؛ ولما كان الواقع خلاف هذا التوهم تنوعت أقوال المفسرين في توجيه الخطاب، وحصل الخلاف بينهم في ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/393)
وفي المسألة الثانية؛ سبب الخلاف هو احتمال اللفظ للقولين من جهة العموم والخصوص، كما أنّ من أسباب ذلك اختلافهم في زمن نزول الآية؛ هل هي مكية أو مدنية. وبيان ذلك في التنبيه الثالث
التنبيه الثالث: لمّا كان قول من قال: "إن المراد بالذين يقرأون الكتاب في الآية المؤمنون منهم" لا يتفق مع كون هذه السورة مكية؛ ذهب بعضهم إلى أن هذه الآية مدنية، وهي مما استثني من آيات هذه السورة. ولا شك أنّ هذا لا يقبل إلا بحجة بيّنة، واستثناء بعض الآيات من سورة مكية خلاف الأصل ([24]). قال ابن عاشور تعليقاً على أقوال من استثنى بعض الآيات من سورة يونس المكية: (وأحسب أن هذه الأقوال ناشئة عن ظن أن ما في القرآن من مجادلة مع أهل الكتاب لم ينزل إلا بالمدينة، فإن كان كذلك فظن هؤلاء مخطىء.) ([25])
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) أخرجه ابن جرير 15/ 202، وسبق الحكم على الإسناد إلى قتادة، والحديث مرسل كما هو ظاهر.
([2]) أخرجه ابن جرير 15/ 201.
([3]) جامع البيان 15/ 200 - 201، وبين النصين اختلاف في بعض مفردات.
([4]) أخرجه ابن جرير 15/ 201.
([5]) أخرجه ابن جرير كذلك 15/ 201. وفي إسناده الحسين بن الفرج: شيخ لا يعبأ بروايته، قال فيه ابن معين: "كذاب، صاحب سكر، شاطر ". والطبري يروي عنه كثيراً بإسناد مجهل: " حدثت عن الحسين بن الفرج". انظر تعليق شاكر على الأثر رقم 2719 في تفسير الطبري 3/ 408
([6]) مثل مشهور، يضرب لمن يتكل بكلام ويريد به شيئاً غيره. انظر قصة هذا المثل والأبيات التي جاء فيها في مجمع الأمثال للميداني 1/ 69 - 70.
([7]) معاني القرآن وإعرابه لأبي إسحاق الزجاج 3/ 32.
([8]) تأويل مشكل القرآن ص272 - 274 وقد علق ابن قتيبة على هذا التأويل بقوله: (وهذا، وإن كان جائزاً حسناً، فإن المذهب الأول أعجب إلي؛ لأن الكلام اتصل حتى قال: ? أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ?. وهذا لا يجوز أن يكون إلا لرسول الله صلى الله عليه). ويقصد بالمذهب الأول: أن تكون المخاطبة لرسول الله r ، والمراد غيره من الشكاك. وهو ما اعتمده في تفسير غريب القرآن ص199.
([9]) أحكام أهل الذمة 1/ 12 - 15، وبدائع التفسير 2/ 410 - 414.
([10]) انظر جامع البيان 15/ 200 -
([11]) انظر المحرر الوجيز 7/ 217 - 218.
([12]) انظر التفسير الكبير 17/ 128 - 130.
([13]) ضعف الألوسي تفسير الشك بالضيق، وحكم عليه بأنه بعيد جداً. انظر روح المعاني 11/ 190.
([14]) انظر الجامع لأحكام القرآن 8/ 382 - 383.
([15]) ووافقه الألوسي على هذا الحكم. انظر روح المعاني 11/ 190.
([16]) انظر البحر المحيط 6/ 105 - 106.
([17]) سبق تخريجه قريباً.
([18]) تفسير القرآن العظيم 4/ 1772.
([19]) انظر التحرير والتنوير 11/ 284 - 285.
([20]) روح المعاني 11/ 190.
([21]) انظر الوسيط للواحدي 2/ 559.
([22]) انظر معاني القرآن وإعرابه للزجاج 3/ 32 - 33، وقد نص على أن هذا القول أحسن الأقوال.
([23]) انظر الكشاف للزمخشري 2/ 203.
([24]) وهذا من الأصول المهمة في هذا الباب؛ فالسورة التي يثبت نزولها بمكة تكون جميع آياتها مكية، ولا يقبل الادعاء بأن شيئاً من آياتها نزل بالمدينة إلا بدليل يجب الرجوع إليه. والأمر كذلك السور المدنية. انظر قواعد التفسير للدكتور خالد السبت 1/ 77 - 78
([25]) التحرير والتنوير 11/ 78
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[22 - 06 - 05, 05:53 ص]ـ
وخلاصة القول في هذه المسألة هي ما ذكره الإمام ابن تيمية بقوله: (وبهذا يبين أن قوله تعالى: ? فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَأُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ ? يتناول غيره، حتى قال كثير من المفسرين: الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، والمراد به غيره أي: هم الذين أريد منهم أن يسألوا لِمَا عندهم من الشك، وهو لم يرد منه السؤال إذ لم يكن عنده شك.
ولا شك أن هذا لا يمنع أن يكون هو مخاطبًا ومرادًا بالخطاب، بل هذا صريح اللفظ، فلا يجوز أن يقال: إن الخطاب لم يتناوله. ولأنه ليس في الخطاب أنه أمر بالسؤال مطلقًا، بل أمر به إن كان عنده شك، وهذا لا يوجب أن يكون عنده شك. ولا أنه أمر به مطلقًا، بل أمر به إن كان هذا موجودًا، والحكم المعلق بشرط عدم عند عدمه.) [مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 16/ 325 - 326.]
ـ[أحمد فاطمي]ــــــــ[22 - 06 - 05, 11:54 ص]ـ
بارك الله فيك و نفع بعلمك
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[31 - 07 - 07, 03:04 ص]ـ
بارك الله فيك ونفع بعلمك.
وما ذكرت من ترجيح شيخ الاسلام هل يفيد أن "الذين يقرأون الكتاب من قبلك"ليسوا اليهود والنصارى؟ أى لو أن مثلى قصد بها فيسأل الذين يقرأون الكتاب من قبله "السلف".
وما دلالة "فلا تكونن من الممترين"؟
وهل هناك دلالة للسياق؟(2/394)
ما الفرق بين الأحرف السبعة والقراءت العشر التي في مصحف عثمان؟؟
ـ[العنبري]ــــــــ[25 - 06 - 05, 02:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشايخنا الكرام
أدرس مسألة حكم القراءة في الصلاة بقراءة خارجة عن مصحف عثمان وقد أشكلت علي هذ المصطلحات وهي:
أنزل القرآن على سبعة أحرف، ما المراد بسبعة أحرف؟
مصحف عثمان يشمل سبع أو عشر قراءات، ما الفرق بين هذه القراءات وبين الأحرف السبعة؟
من يتكرم بإيضاحها
جزاكم الله خيراً.
ـ[سيف 1]ــــــــ[25 - 06 - 05, 05:13 م]ـ
هل الأحرف السبعة هي القراءات ومسائل أخرى
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5383&highlight=%C7%E1%DE%D1%C7%C1%C7%CA+%C7%E1%D3%C8%DA %C9
ـ[سيف 1]ــــــــ[25 - 06 - 05, 05:17 م]ـ
نقل لقول ابن الجزري في (السبعة أحرف)
قيم جدا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=28764&highlight=%C7%E1%DE%D1%C7%C1%C7%CA+%C7%E1%D3%C8%DA %C9
ـ[أم حذيفة]ــــــــ[19 - 08 - 10, 04:57 م]ـ
هل الأحرف السبعة هي القراءات ومسائل أخرى
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5383&highlight=%C7%E1%DE%D1%C7%C1%C7%CA+%C7%E1%D3%C8%DA %C9
احسن الله اليكم الرابط لا يعمل
ـ[الزهراء المغربية]ــــــــ[19 - 08 - 10, 05:34 م]ـ
شرح معنى الأحرف السبعة
وأختلف فيها العلماء إختلافاً كثيرا وذهبوا فيه إلى مذاهب شتى فبعضهم من ذكر أنها ((لغات القبائل - وبعضهم ذكر أنها -اللهجات وما إلى ذلك))
ولكن الراجح من هذه المذاهب
هو ماذهب إليه الإمام الرازي رحمة الله عليه فقال: المراد بهذة الأحرف الأوجه التي يقع بها التغاير والإختلاف
والأوجه التي تقع بها التغاير والإختلاف لاتخرج عن سبعة أوجه
الوجه الأول:إختلاف الأسماء في الإفراد والتثنيه والجمع
وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ [البقرة: 184]
- بعض القراء قرأ (مسكين) بالإفراد.
- والبعض الآخر قرأ) مساكين) بالجمع.
فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ [الحجرات: 10]
-قرأها جماعة (فأصلحوا بين إخوتكم)
وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ [سبأ: 37]
- قرأها جماعة (وهم في الغرفة آمنون)
تابع الوجه الأول:ويدخل فيه إختلاف الأسماء في التذكير والتأنيث
مثل قوله تعالى: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ} [النحل: 28]
قرأ بعضهم (الذين يتوفاهم الملائكة)
إذن النوع الأول من الأوجة الذي يقع فيها التغاير والإختلاف
هو إختلاف الأسماء في الإفراد والتثنيه والجمع ويدخل معه إختلاف الأسماء في التذكير والتأنيث.
?
النوع الثاني:: إختلاف تصريف الأفعال من ماض ومضارع وأمر
نحو قوله تعالى وَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ [البقرة: 158]
قرأ بعضهم (ومن يَطَّوَّعْ خيرا فإن الله شاكر عليم)
فاختلف الفعل (ومن تطوع) في صيغة الماضي, (ومن يطوع) في صيغة المضارع
قوله تعالى:فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء [يوسف: 110]
قرأ بعضهم (فننجي من نشاء)
?
النوع الثالث: إختلاف وجوه الإعراب
وَلاَ تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ [البقرة: 119]
- قرأ بعضهم (ولا تَسأل عن أصحاب الجحيم) وهي قراءة الإمام نافع
?
الوجه الرابع: الإختلاف بالنقص والزيادة
كمن يقرأ في قول الله عز وجل:وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ [آل عمران: 133]
قرأ بعضهم بحذف الواو قال (سَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ) هذا اختلاف في الزيادة والنقصان.
?
الوجة الخامس: الإختلاف بالتقديم والتأخير
فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ [آل عمران: 195]
قرأ بعضهم (وقتلوا وقاتلوا)
?
النوع السادس: الإختلاف بالإبدال
كمن يقرأ في قول الله عز وجل:هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ [يونس: 30]
قرأ بعضهم بالتاء بدلاً من الباء فقال:: هنالك تتلوا كل نفس ما أسلفت)
?
السابع: الإختلاف في اللهجات
كالفتح والإمالة والاظهار والادغام التسهيل والتحقيق التفخيم والترقيق وهكذا
ويدخل مع هذا النوع الكلمات التي أختلفت فيها لغة القبائل
نحو قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ}
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/395)