الفزع وتغير الحال عند سماعه قراءة لا يعرفها كما سيأتي بيانه عند * (هامش) * (1) إذا تحققنا متى كانت غزوة ارمينيا واذربيجان وقدرنا المدة التى تستغرق كتابة المصحف ظهر لنا ذلك. وقد غزا العرب أرمينيا مرتين الاولى في عهد عمر بن الخطاب سنة ثمانية عشر هجرية والثانية في عهد عثمان بن عفان سنة ست وعشرين كما ذكره الاستاذ عبد الوهاب النجار في كتابة تاريخ الاسلام قال وجعل الطبري ذلك سنة احدى وثلاثين (*)
/ صفحة 41 / حديث انزل القرآن على سبعة احرف، لم تستغرب حدوث الاختلاف في قراءة القرآن بعد وفاته عليه الصلاة والسلام بنحو خمسة عشر عاما وان جمع عثمان القرآن بحرف واحد وحمل الناس عليه لهو عين الحكمة وعين الصواب، وهو سر قوله تعالى " انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون " ولو ترك الناس على ما كانوا عليه ولم تتوحد قراءتهم للقرآن لوقع التحريف والتبديل فيه إلى يوم القيامة. . فرضى الله تعالى عن صحابة رسول الله اجمعين (فان قيل) لم امتثل زيد بن ثابت امر عثمان بجمع القرآن ولم يمتثل أمر أبى بكر الا بعد نظر ومراجعة (نقول) كان ذلك مع ابى بكر لان هذا الامر لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يأمر به فخوفا من وقوعهم في محظور توقف هو وابو بكر ايضا عن موافقة عمر ثم بعد روية وتفكر ظهر لهم أن ذلك من المصلحة الدينية وأن تركهم له قد يؤدى إلى ضياع ما أنزله الله على رسوله، فبعد أن جمع زيد المصحف لابي بكر لا مبرر له في عدم موافقته وامتثاله امر عثمان خصوصا وقد رآى اختلاف الناس في قراءة القرآن (وان قيل) لم اسند أبو بكر حمع المصحف لزيد وحده واسنده إليه عثمان واشرك معه رجالا من قريش (نقول) اختص أبو بكر زيدا / صفحة 42 / وحده لما يعهده فيه من النشاط وقوة الشباب ولانه كان يكتب الوحى لرسول الله صلى الله عليه وسلم فهو ادرى بأوجه القراءات كلها وعثمان انما اشرك معه نفرا من قريش لانه يريد جمع القرآن على حرف واحد وهو لغة قريش ويد من الانصار، ولانه يريد سرعة انجاز جمعه خوفا من تفاقم امر اختلاف الناس في القراءة ولننقل هنا شيئا مناسبا مما ذكره الامام محمد بن جرير الطبري المولود سنه اربع وعشرين ومائتين في اول تفسيره بعد أن بين وجهة حمل عثمان الناس على مصحفه وهو (فان قال) بعض من ضعفت معرفته وكيف جاز لهم ترك قراءة أقرأهموها رسول الله صلى الله عليه وسلم وامرهم بقراءتها (قيل) ان امرهم بذلك لم يكن أمر ايجاب وفرض وانما كان أمر اباحة ورخصة الخ (ويسأل بعضهم) لم لم تكن الاحرف الستة الموجودة وقد انزلت من عند الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم وهو أقرأها اصحابه فان نسخت فرفعت فما الدليل عليه، وان نسيتها الامة وتركتها فذلك تضييع ما قد امروا بحفظه (فأجاب الامام ابن جرير الطبري) على هذه الاسئلة بقوله: لم تنسخ الاحرف الستة فترفع ولا ضيعتها الامة وهى مأمورة بحفظها ولكن الامة أمرت بحفظ القرآن
/ صفحة 43 / وخيرت في قراءته وحفظه بأى تلك الاحرف السبعة شاعت وضرب لها مثلا في الفقه وهو إذا حنث موسر في يمين فله ان يختار كفارة من ثلاث كفارات اما بعتق أو اطعام أو كسوة فكذلك الامة امرت بحفظ القرآن وقراءته وخيرت في قراءته بأى الاحرف السبعة شاءت فرأت لعلة من العلل اوجبت عليها الثبات على حرف واحد (1) قراءته بحرف واحد ورفض القراءة بالاحرف الستة الباقية ولم تحظر قراءته بجميع حروفه على قارئه بما أذن له في قراءته به ثم اورد الطبري انباء ما قد حدث في ايام ابى بكر وعثمان من جمع المصحف اه كلام ابن جرير رحمه الله تعالى ولا يخفى ان جوابه سديد ومعتمد، وقد اطال البحث في هذا الموضوع فراجع تفسيره ان شئت وجاء في فتح الباري على صحيح البخاري قال أبو شامة وقد اختلف السلف في الاحرف السبعة التى نزل بها القرآن هل هي مجموعة في المصحف الذى بأيدى الناس اليوم أو ليس فيه الا حرف واحد منها مال الباقلانى إلى الاول وصرح الطبري وجماعته بالثاني وهو المعتمد اه منه * (هامش)
ص 43:
1 (*) فان قال قائل ما العلة التي اوجبت على الامة الثبات على حرف واحد من الاحرف السبعة قيل الخوف من ضياع القرآن باختلافهم في قراءته كما في تفسير الطبري (*)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/293)
/ صفحة 44 / وجاء في فتح الباري ايضا ما نصه: وسبب اختلاف القراءات السبع وغيرها كما قال ابن ابى هشام ان الجهات التى وجهت إليها المصاحف كان بها من الصحابة من حمل عنه اهل تلك الجهة وكانت المصاحف خالية من النقط والشكل قال فثبت اهل كل ناحية على على ما كانوا تلقوه سماعا عن الصحابة بشرط موافقة الخط وتركوا ما يخالف الخط امتثالا لامر عثمان الذى وافقه عليه الصحابة لما رأوا في ذلك من الاحتياط للقرآن فمن ثم نشأ الاختلاف بين قراءة الامصار مع كونهم متمسكين بحرف واحد من السبعة اه من فتح الباري لابن حجر (فخلاصة ما تقدم) أن أبا بكر أول من جمع القرآن باشارة عمر رضى الله عنهما وكان جمعه بالاحرف السبعة كلها التى نزل بها القرآن وسببه الخوف من ضياعه بقتل القراء في الغزوات - ثم في خلافة عثمان كثر اختلاف الناس في قراءة القرآن فخشى رضى الله عنه عاقبة هذا الامر الخطير وقام بجعع القرآن على حرف واحد من الا حرف السبعة وهو حرف قريش وترك الا حرف الستة الباقية حرصا منه على جمع المسلمين على مصحف واحد وقراءة واحدة وعزم على كل من كان عنده مصحف مخالف لمصحفه الذى جمعه أن يحرقه فأطاعوه واستصوبوا رأيه - فالمصحف العثماني لم يجمع الا بحرف واحد من
/ صفحة 45 / الاحرف السبعة وان القراءات المعروفة الآن جميعها في حدود ذلك الحرف الواحد فقط واما الاحرف الستة فقد اندرست بتاتا من الامة كما صرح بهذا الامام ابن جرير الطبري في تفسيره حيث قال " فتركت الامة القراءة بالاحرف الستة التى عزم عليها امامها العادل (يعنى عثمان) في تركها طاعة منها له ونظرا منها لانفسها ولمن بعدها من سائر اهل ملتها حتى درست من الامة معرفتها وتعفت آثارها فلا سبيل لاحد اليوم إلى القراءة بها لدثورها وعفو آثارها وتتابع المسلمون على رفض القراءة بها من غير جحود منها بصحتها وصحة شئ منها ولكن نظرا منها لانفسها ولسائر اهل دينها فلا قراءة اليوم للمسلمين الا بالحرف الواحد الذى اختاره لهم امامهم الشفيق الناصح دون ما عداه من الا حرف الستة الباقية فان قال بعض من ضعفت معرفته وكيف جاز لهم ترك قراءة اقرأهموها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمرهم بقراءتها قيل ان امرهم بذلك لم يكن امر ايجاب وفرض وانما كان اباحة ورخصة. . الخ اه فتنبه لهذا الموضوع المهم ولا تفوتك معرفته فانه مبحث نفيس. ولقد اتينا بكلام ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى لانه من كبار الائمة ولان عصره كان قريبا من عصر الصحابة والتابعين فانه ولد سنة مائتين واربع وعشرين وطاف الاقاليم في طلب العلم وسمع
/ صفحة 46 / عن الثقات الاجلة وجمع من العلوم ما لم يشاركه احد في عصره وله تصانيف عديدة حكى انه مكث اربعين سنة فكتب في كل يوم منها اربعين ورقة توفى في شوال عام ثلاثمائة وعشره وصلى على قبره عدة شهور ليلا ونهارا اه باختصار من طبقات الشافعية الكبرى ولنختم هذا الفصل بابيات في موضوع جمع القرآن من نظم الامام الشاطبي رحمه الله تعالى في عقيلة اتراب القصائد وهى: ان اليمامة أغواها مسيلمة الك * - ذاب في زمن الصديق إذ خسرا وبعد بأس شديد حان مصرعه * وكان بأسا على القراء مستعرا نادى أبا بكر الفاروق خفت على الق * - راء فادارك القرآن مستطرا فأجمعوا جمعه في الصحف واعتمدوا * زيد بن ثابت العدل الرضى نظرا فقام فيه بعون الله يجمعه * بالنصح والجد والحزم الذي بهرا من كل أوجهه حتى استتم له * بالاحرف السبعة العليا كما اشتهرا فأمسك الصحف الصديق ثم إلى الف * - اروق أسلمها لما قضى العمرا وعند حفصة كانت بعد فاختلف الق * - راء فاعتزلوا في أحرف زمرا وكان في بعض مغزاهم مشاهدهم * حذيفة فرآى في خلفهم عبرا فجاء عثمان مذعورا فقال له * أخاف أن يخلطوا فادارك البشرا فاستحضر الصحف الاولى التي جمعت * وخص زيدا ومن قريشهم نفرا على لسان قريش فاكتبوه كما * على الرسول به انزاله انتشرا فجردوه كما يهوى كتابته * ما فيه شكل ولا نقط فيحتجرا / صفحة 47 / الفصل الثاني (في احتياط الصحابة في كتابة القرآن) جمع القرآن العظيم لاول مرة في التاريخ وهو مفرق في الالواح والعظام وصدور الرجال ليس بالامر الهين، بل هو عمل خطير يحتاج إلى عناية كبرى ونثبت تام * لذلك ما كانت اللجنة القائمة بجمعه يعتمدون على ما في صدورهم منه وفيهم من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/294)
يحفظه كله كما انهم ما كانوا يكتفون بمجرد نظر إلى ما هو مكتوب في الرقاع ونحوها بل يأخذونه عمن تلقاه سماعا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فذلك أدعى للاطمئنان والاحتياط وأبعد للشك والارتياب. فقد اخرج ابن أبى داود من طريق يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال قدم عمر فقال من تلقى من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا من القرآن ليأت
ص 47:
به وكانوا يكتبون ذلك في الصحف والالواح والعسب وكان زيد لا يقبل من احد شيئا حتى يشهد شهيدان. واخرج ابن أبى داود ايضا من طريق هشام بن عروة عن أبيه أن أبا بكر قال لعمر ولزيد اقعدا على باب المسجد فمن جاءكما بشاهدين على شئ من كتاب الله فاكتباه. فهاتان الروايتان تدلان صريحا انهم ما كانوا يكتفون بمجرد وجدان شئ من كتاب الله مكتوبا حتى يشهد به من تلقاه سماعا
/ صفحة 48 / زيادة في الاحتياط، وهذه الطريقة محكمة جدا وحيث يطمئن إليها كل مسلم ولا تدع مجالا لطعن المنافقين. قال ابن حجر - وكأن المراد بالشاهدين شاهد الحفظ والكتابة قال السخاوي المراد انهما يشهدان على أن ذلك المكتوب كتب بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم (1) والمراد انهما يشهدان على أن ذلك من الوجوه التى نزل بها القرآن. يقول بعض المعاصرين لنا - أن رواية الجلوس على باب المسجد واستعراض مالدى الناس من قرآن هي إلى الوهم اقرب منه إلى الحقيقة - فنقول - ان جمع القرآن بالاحرف السبعة واستقصاؤها لا يكون الا باستعراض ما لدى الناس من قرآن لما عسى ان توجد عند بعضهم آية أو قراءة من الاحرف السبعة تلقاها من النبي صلى الله عليه وسلم لا توجد عند آخر - ثم ان المسجد في ذلك العهد هو خير مكان يليق باستقبال الناس لمثل هذا الامر الجليل، فالحضارة المدنية المستلزمة لانتظام دواوين الحكومات لم تكن تعرف عند العرب وقنئذ بل كانوا في حالة من البداوة وبساطة العيش حتى ان نفس المسجد النبوى كان سقفه * (هامش) * (1) يؤيد هذا المعنى رواية ابن عساكر الآتية قريبا وهى ان عثمان خطب في الناس. . الخ (*)
/ صفحة 49 / من الجريد وجدرانه من اللبن، فإذا علم ما ذكر زال الاستغراب من هذه الرواية التى هي عين الحقيقة. واخرج ابن أشتة في المصاحف عن الليث بن سعد قال أول من جمع القرآن أبو بكر وكتبه زيد وكان الناس يأتون زيد بن ثابت فكان لا يكتب آية الا بشاهدي عدل وان آخر سورة براءة لم توجد الا مع خزيمة بن ثابت (1) فقال اكتبوها فان رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل شهادته بشهادة رجلين (2) فكتب وان عمر اتى بآية الرجم * (هامش) * (1) ترجمة خزيمة بن ثابت ستأتي في الفصل الثالث في ضبط وتصحيح المصحف الكريم - لكن ورد في بعض الروايات " مع أبى خزيمة الانصاري " فتأمل وقد تقدم الكلام عليه في جمع ابى بكر للقرآن (2) سبب جعل شهادة خزيمة بن ثابت بشهادة رجلين هو ان النبي صلى الله عليه وسلم اشترى فرسا من سواد بن الحارث فاستتبعه ليقضيه ثمن الفرس فأسرع النبي صلى الله عليه وسلم المشى وابطأ البائع المذكور فجعل رجال يعترضونه يساومونه في الفرس حتى زادوه على ثمنه وهم لا يعلمون ان النبي صلى الله عليه وسلم اشتراه منه فانكر الاعرابي بيعه للنبي صلى الله عليه وسلم فشهد له خزيمة بن ثابت فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم بم تشهد ولم تكن حاضرا قال بتصديقك وانك لا تقول الا حقا فقال عليه الصلاة والسلام من شهد له خزيمة أو عليه فحسبه وفي رواية فجعل شهادته بشهادة رجلين - هذه خلاصة القصة وهى مشهورة في كتب الاحاديث والسير قال الامام السندي في حاشيته على سنن النسائي والمشهور انه صلى الله عليه وسلم رد الفرس بعد ذلك على الاعرابي فمات من ليلته عنده، رواه النسائي في اواخر كتاب البيوع (*)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/295)
/ صفحة 50 / فلم يكتبها لانه كان وحده (1) وروى ابن عساكران عثمان خطب في الناس يومئذ وعزم على كل رجل عنده شئ من كتاب الله لما جاء به فكان الرجل يجئ بالورقة والاديم فيه القرآن حتى جمع من ذلك كثرة ثم دعاهم رجلا رجلا فناشدهم اسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو املاه عليك فيقول نعم فلما فرغ من ذلك عثمان قال من اكتب الناس (2) قالوا كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم * (هامش) * (1) آية الرجم هي " الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة " وقد كانت مكتوبة فنسخت تلاوتها وبقى حكمها معمولا بها - عن ابن عباس حدثنى عبد الرحمن بن عوف ان عمر بن الخطاب خطب الناس فسمعته يقول ألا وان ناسا يقولون ما الرجم في كتاب الله وانما فيه الجلد وقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده ولو لا ان يقول قائل أو يتكلم متكلم ان عمر زاد في كتاب الله ما ليس مثه لاثبتها كما نزلت - رواه الامام احمد والنسائي - وقد ذكر الشوكاني في كتابه نيل الاوطار في اوائل كتاب الحدود شيئا كثيرا عن آية الرجم وحكمه فراجعه (2) أي في معرفة فواعد الكتابة وحسن الخط - وترجمة زيد تفدمت وكان يكتب السريانية ايضا فقد قال أمرنى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان اتعلم السريانية قال انى لا آمن يهود على كتابي فما مر بى نصف شهر حتى تعلمت وحذقت فيه فكنت أكتب له صلى الله عليه وسلم واقرأ له كتبهم، وفي رواية تعلمتها في سبعة عشر يوما - وذكروا انه تعلم العبرانية ايضا في خمسة عشر يوما ولا يخفى ان
ص 50:
الانسان يحتاج لبضعة اعوام لتعلم اي لغة قراءة وكتابة وكون زيد يتعلم السريانية في نصف شهر لا شك ان ذلك من معجزاته صلى الله عليه وسلم فانه لما احتاج إلى من يكتب له السريانية وامر زيدا بتعلمها طوى الله له مرحلة التعليم التى تحتاج لبضع سنين إلى نصف شهر (*) / صفحة 51 / زيد بن ثابت قال فأى الناس أعرب (1) قالوا سعيد بن العاص قال فليمل سعيد وليكتب زيد اه - وفي الرواية السابقة ان عثمان احضر معهما عبد الله بن الزبير وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وقد تقدمت ترجمتهم فرواية ابن عساكر هذه تقتضي ان عثمان استأنف في جمعه أخذ القرآن من الناس وبعد أن استوثق بصحة ما اتوه به من الآيات القرآنية أمر زيدا ومن معه بكتابته ونسخه، ورواية البخاري المتقدمة في الفصل الاول تدل على ان عثمان انما نسخ مصحفه عن صحف أبى بكر التى اخذها من حفصة وقد علمت ان جمعه وجمع أبى بكر متفقان غير أن جمع عثمان كان بحرف واحد وهو لغة قريش وجمع أبى بكر كان بجميع الاحرف السبعة فعلى رواية ابن عساكر يمكن ان نقول ان عثمان فعل ذلك للوقوف على ما عند الناس من القراءات، أو لانه عزم في نفسه على احراق ما كتبه الناس من القرآن إذا تم نسخ مصحفه - لا انه فعل لشكه في صحة جمع ابى بكر وهو الذى اعتمد في نسخ مصحفه على صحف أبى بكر * (هامش) * (1) أي افصح وقد تقدم في ترجمة سعيد بن العاص انه ممن جمع السخاء والفصاحة (*) / صفحة 52 / ففى هذه الروايات كلها دلالة واضحة على شدة احتياطهم في جمع القرآن الكريم وتثبتهم في كتابته لذلك اجمعت الصحابة كلهم على هذا العمل المبرور وتلقوه بالقبول التام (1) وكان عددهم حينئذ اثنى عشر ألفا تقريبا (2) رضى الله عنهم اجمعين الفصل الثالث (في ضبط وتصحيح المصحف الكريم) قد يتوهم بعض قاصري العقول ان القرآن ربما سقط منه شئ حين نسخهم وجمعهم له أو حصل فيه تغيير أو تحريف كما زعم ذلك * (هامش) * (1) ذكروا أن ابن مسعود رضى الله عنه لما حضر مصحف عثمان إلى الكوفة لم يوافق على الرجوع عن قراءته ولا على اعدام مصحفه من غير ان ينكر على عثمان عمله وقال أفأترك ما أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة. . الخ وابن مسعود هذا هو احد الاربعة المذكورين في حديث خذوا القرآن من أربعة من عبد الله بن مسعود وسالم ومعاذ وأبى بن كعب كما في صحيح البخاري. وترجمة ابن مسعود ستأتي في الفصل الخامس في نزول القرآن على سبعة احرف (2) الظاهر انهم كانوا يحصون المسلمين فقد اخرج البخاري في كتاب الوصايا في باب كتابة الامام الناس عن حذيفة رضى الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم اكتبوا لى من تلفظ بالاسلام من الناس فكتبنا له ألفا وخمسمائة رجل. . الخ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/296)
(*)
/ صفحة 53 / بعض المستشرقين من الافرنج وكما زعمت الشيعه ان الصحابة حرفوا القرآن وأسقطوا كثيرا من اياته وسوره وكتموا ما نزل في امامة على رضى الله عنه واستخلافه (1) فنقول. ان الله تعالى قد تكفل بحفظ القرآن الكريم وضمن صيانته من عبث العابثين بصريح قوله " انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون " وقوله " وانه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه " واى دليل اعظم على ذلك من مرور أربعة عشر قرنا والقرآن هو هو ما مسته ايدى الخلائق بالتحريف ولا بالتزوير وهكذا يكون محفوطا إلى ان يرفعه الله من الصدور والمصاحف فلا تبقى في الارض منه آية ويكون هذا في اخر الزمان قبل يوم القيمة كما جاء في كثير من الاخبار (2) فالصحابة رضوان الله تعالى عليهم ما كانوا ليتهاونوا في امر المصحف وهم الذين ايد الله بهم الاسلام، فقد ورد عن زيد بن ثابت انه قال كنت * (هامش) * (1) راجع تفسير الالوسى في مقدمة الجزء الاول فانه روى كثيرا من اقوال الشيعة قاتلهم الله تعالى، وراجع ايضا تفسير القرطبى فانه ذكر شيئا مما طعن بعضهم في القرآن بالزيادة والنقصان والرد على قائل ذلك (2) قال القرطبى ان رفع القرآن على هذه الكيفية الواردة في الاحاديث انما يكون بعد موت عيسى عليه السلام وهدم الحبشة للكعبة اه (*) / صفحة 54 / اكتب الوحى عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يملى على فإذا فرغت قال اقرأه فأقرؤه فان كان فيه سقط أقامه. وفي بعض الروايات عن زيد بن ثابت ايضا المتخصص في كتابة القرآن أنه قال - فلما فرغت (أي من نسخ مصحف عثمان) عرضته عرضة فلم اجد فيه هذه الاية من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا (1) قال فاستعرضت المهاجرين أسألهم عنها فلم اجدها عند احد منهم ثم استعرضت الا نصار أسألهم عنها فلم أجدها عند أحد منهم حتى وجدتها عند خزيمة (يعنى ابن ثابت) (2) فكتبتها ثم عرضته عرضة اخرى فلم اجد فيه هاتين الآيتين لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه * (هامش)
ص 54:
1 (*) في سورة الاحزاب (2) وترجمة خزيمة كما نلخصها من الاصابة هي. خزيمة بن ثابت بن الفاكة الانصاري الاوسي من السابقين الاولين شهد بدرا وما بعدها وقيل أول مشاهده أحد وكان بكسر أصنام بني خطمة (بفتح المعجمة وسكون المهملة) وكانت راية خطمة بيده يوم الفتح وفيه قال النبي صلى الله عليه وسلم من شهد له خزيمة أو عليه فحسبه وجعل شهادته بشهادة رجلين (وقد تقدم سبب ذلك) قتل خزيمة يوم صفين فانه قال انا لا اقتل ابدا حتى يقتل عمار فلما قتل عمار جرد سيفه فقاتل حتى قتل اه وكانت وقعة صفين سنة سبع وثلاثين (*) / صفحة 55 / ما عنتم حريص عليكم. إلى اخر السورة فاستعرضت المهاجرين فلم اجدها عند أحد منهم ثم استعرضت الانصار أسألهم عنها فلم اجدها عند احد منهم حتى وجدتها مع رجل آخر يدعى خزيمة ايضا (1) فأثبتها في آخر براءة ولو تمت ثلاث ايات لجعلتها سورة على حدة ثم عرضته عرضة اخرى فلم أجد فيه شيئا ثم ارسل عثمان إلى حفصة يسألها ان تعطيه الصحيفة وحلف لها ليردنها إليها فأعطته فعرض المصحف عليها فلم يختلف في شئ (2) فردها إليها وطابت نفسه وأمر الناس أن يكتبوا مصاحف (3) فأنت ترى في كلام زيد بن ثابت أنه بعد فراغه من كتابة * (هامش) * (1) جاء في بعض الروايات ان آخر سوره التوبة لقد جاءكم رسول من انفسكم الخ وجد مع خزيمة الانصاري وجاء في بعضها انه وجد مع ابى خزيمة الانصاري وقد تقدم الكلام على هذا في جمع ابى بكر للقرآن في الفصل الاول (2) أي لم يختلف مصحفه مع مصحف ابى بكر في الحرف الذى أخذه منه وهو حرف قريش هذا هو المقصود من كلامه لا أن مصحفه مطابق لمصحف ابى بكر كلمة كلمة فان مصحف ابى بكر مكتوب بجميع الاحرف السبعه كما سبق بيانه ومصحف عثمان كتب على حرف واحد منها (3) هذه الرواية تدل على أن عثمان طلب صحف ابي بكر من حفصة بعد ان تم نسخ مصحفه ليستعرضه عليها، والرواية التى سبقت عند جمع عثمان المصحف تدل على انه طلب الصحف منها عند الشروع في جمع مصحفه لينسخه منها فنأمل (*) / صفحة 56 / المصحف راجعه ثلاث مرات ثم راجعه امير المؤمنين عثمان بنفسه فلما اطمأن قلبه حمل الناس على ان يكتبوا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/297)
المصاحف على؟ فط هذا المصحف الامام، فهل بعد هذه المراجعات الاربعة واجماع الصحابة كلهم على قبوله يتطرق الشك إلى قلب احد من المسلمين في كلام رب العالمين القائل " انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون " ولو جوزنا في نسخ القرآن وكتابته وجمعه السهو والنسيان عليهم أو عدم معرفتهم لاصول الكتابة وقواعد الاملاء لادى ذلك فيه إلى التغيير والتبديل والنقص والزيادة وهذا محال فالقرآن سليم من اللحن والغلط ليس فيه حرف زايد ولا حرف ناقص ولا تبديل في كلمة ولا تحريف في اخرى - وكيف لا يكون كذلك والذين جمعوه هم كبار الصحابة وأشراف العرب الذين عنهم اخذت الفصاحة وفيهم ظهر البيان وقد تلقوه غضا طريا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأما ما ورد أن عثمان رضى الله عنه قال (ان في القرآن لحنا ستقيمه العرب بألسنتها) فغير صحيح ولا يعقل ان عثمان يقول ذلك لا قبل جمعه القرآن ولا بعده - نعم انه قال قبل جمعه لما بلغه اختلاف الناس في القرآن حتى اقتتل الغلمان والمعلمون (عندي تكذبون به وتلحنون فيه فمن نآى عنى من الامصار كان اشد تكذيبا واكثر لحنا يا اصحاب محمد اجتمعوا فاكتبوا للناس اماما) ولا يخفى الفرق بين القولين / صفحة 57 / وقد رد القول الاول العلامة الالوسى في اول تفسيره روح المعاني بقوله. فالحق ان ذلك لا يصح عن عثمان والخبر ضعيف مضطرب منقطع إذ كيف يظن بالصحابة اولا اللحن في الكلام فضلا عن القرآن وهم هم ثم كيف يظن بهم ثانيا اجتماعهم على الخطأ وكتابته ثم كيف يظن بهم ثالثا عدم التنبه والرجوع ثم كيف يظن بعثمان عدم تغييره وكيف يتركه لتقيمه العرب وإذا كان الذين تولوا جمعه لم يقيموه وهم الخيار فكيف يقيمه غيرهم فلعمري ان هذا مما يستحيل عقلا وشرعا وعادة اه منه ومن المشاهد انه لو أمر احد الملوك أو الامراء بنسخ مصحف أو كتاب لا يقدمه الكاتب إليه الا بعد العناية بتصحيحه والتثبت من عدم وجود أي غلط فيه فكيف بهؤلاء الصحابة الذين بذلوا أنفسهم لله لا يتحرون في كتابة وضبط المصحف الكريم الذى هو اساس الدين الاسلامي الحنيف هذا ولقد وصلت عدة مصاحف من جمع عثمان إلى البلدان الاسلامية فلو وجدوا فيها خطأ أو غلطا لما سكت احد من المسلمين عليه ولكنهم أجمعوا على صحتها وقبولها وقد قال عليه الصلاة والسلام " ان امتى لن تجتمع على ضلالة فإذا رأيتم اختلافا فعليكم بالسواد الاعظم " رواه ابن ماجة عن انس بن مالك وهو حديث صحيح / صفحة 58 / وقال ايضا في حديث العرباض بن سارية " فانه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين من بعدى عضوا عليها بالنواجذ " رواه أبو داود والترمذي ولهذا كان اجماعهم حجة. على انك لن
.................................................. ..........
- تاريخ القرآن الكريم- محمد طاهر الكردي ص 58:
تجد من المسلمين عناية بشئ كعنايتهم بكتاب الله تعالى الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه - سواء في نسخه أو تصحيحه أو حفظه أو حرمته وهذا لا يحتاج إلى دليل. وانظركم من المصاحف التى لا تعد ولا تحصى قد كتبت منذ بدء الاسلام إلى يومنا هذا " أي اربعة عشر قرنا " فهل رأيت فيه تبديلا أو تغييرا مع كثرة اعداء الدين من مختلف الاجناس والعقول (ولنختم هذا الفصل) بما رواه البيهقى عن يحى بن اكثم قال دخل يهودى على المأمون فأحسن الكلام فدعاه إلى الاسلام فابى ثم بعد سنة جاء مسلما فتكلم في الفقه فأحسن الكلام فسأله المأمون ما سبب اسلامه قال انصرفت من عندك فامتحنت هذه الاديان فعمدت إلى التوراة فكتبت ثلاث نسخ فزدت فيها ونقصت وأدخلتها البيعة (1) فاشتريت منى وعمدت إلى الانجيل فكتبت ثلاث نسخ فزدت فيها ونقصت وأدخلتها البيعة فاشتريت مني وعمدت إلى القرآن فكتبت * (هامش) * (1) قال في المنجد البيعة بكسر الباء المعبد للنصارى واليهود (*) / صفحة 59 / ثلاث نسخ فزدت فيها ونقصت وأدخلتها إلى الوراقين (1) فتصفحوها فوجدوا فيها الزيادة والنقصان فرموا بها فلم يشتروها فعلمت ان هذا الكتاب محفوظ فكان هذا سبب اسلامي - ذكره الزرقاني على المواهب في الجزء الخامس (حفظة القرآن) (في عهد النبي صلى الله عليه وسلم) حفظ كثير من الصحابة القرآن كله على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فممن حفظه من المهاجرين أبو
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/298)
بكر، وعمر، وعثمان، وعلى، وطلحة، وسعد وابن مسعود، وحذيفة (2) وسالم مولى ابى حذيفة (3) وابو هريرة وابن عمر، وابن عباس، وعمرو بن العاص، وابنه عبد الله، ومعاوية * (هامش) * (1) هم الذين يبيعون الكتب والورق (2) تقدمت ترجمته عند جمع عثمان القرآن في صحيفة 33 (3) هو سالم مولى ابى حذيفة بن عتبة احد السابقين الاولين، روى ان عائشة احتبست على النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما حبسك قالت سمعت قارئا يقرأ فذكرت من حسن قراءته فأخذ رداءه وخرج فإذا هو سالم مولي ابى حذيفة فقال الحمد لله الذى جعل في امتى مثلك، وروى البخاري من حديث ابن عمر كان سالم مولى ابى حذيفة يؤم المهاجرين الاولين في مسجد قباء وفيهم أبو بكر وعمر اه ملخصا من الاصابة (*) / صفحة 60 / وابن الزبير، و عبد الله بن السائب، وعائشة، وحفصة، وام سلمة (1) وأم ورقة (2) وممن حفظه من الانصار * زيد بن ثابت، ومعاذ بن جبل، وأبى ابن كعب، وابو الدرداء، ومجمع بن حارثه، وانس بن مالك، وابو زيد الانصاري أحد عمومة أنس بن مالك (3) رضى الله تعالى عنهم اجمعين (ومما يناسب المقام) ما يروى. أن خزرجا كانت تفاخر أوسا بأربعة ممن حفظوا القرآن كله على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وأن أوسا كانت تفاخر خزرجا * (هامش) * (1) عائشة وحفصة وام سلمة هن امهات المؤمنين ازواج النبي صلى الله عليه وسلم وام سلمة اسمها هند على الاصح وهى آخر أمهات المؤمنين موتا ودفنت بالبقيع بالمدينة رضي الله عن امهات المؤمنين اجمعين (2) ام ورقة هي بنت عبد الله بن الحارث كانت قد جمعت القرآن وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها ويسميها الشهيدة وقد كان أمرها أن تؤم اهل دارها وكان لها مؤذن فغمها غلام لها وجارية كانت قد دبرتهما فقتلاها في امارة عمر فقال عمر صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول انطلقوا بنا نزور الشهيدة اه ملخصا من الاصابة (3) قال في الاصابة في تمييز الصحابة. أبو زيد الذى جمع القرآن وقع في حديث أنس في صحيح البخاري غير مسمى وقال أنس هو احد عمومتي واختلفوا في اسمه فقيل أوس وقيل ثابت بن زيد وقيل معاذ وقيل سعد بن عبيد وقيل قيس بن السكن وهذا هو الراجح كما بينته في حرف القاف اه منه (*) / صفحة 61 / بأربعة ممن لهم مناقب اخرى وإلى مفاخرتهما اشار صاحب نظم عمود النسب رحمه الله تعالى بقوله. فاخرت الخزرج أوسا بنفر * مع النبي حفظوا كل السور زيد بن ثابت معاذ بن جبل * ثم أبى وابو زيد البطل والاوس خزرجا بذى الشهادة * كانت شهادتين في الافاده والمراد بذى الشهادتين خزيمة بن ثابت وبما ان المقصود ذكر حفاظ القرآن لم نأت ببقية المفاخرة * وإذا تأملت حالة العرب اول ظهور الاسلام وعدم انتشار الكتابة بينهم علمت ان عدد الذين ذكرناهم ممن يحفظ القرآن كله ليس بقليل - ولا شك ان جميع الصحابة رضى الله عنهم يحفظون منه بعض السور والآيات كل منهم بحسب فراغه واستعداده وذلك لصلواتهم وعباداتهم. الفصل الرابع (في ترتيب آيات القرآن وسوره) جاء في كتاب الاتقان للسيوطي ان الاجماع والنصوص المترادفة على أن ترتيب الآيات توقيفي لا شبهة في ذلك (اما الاجماع) فنقله غير واحد منهم الزركشي في البرهان وابو جعفر بن الزبير في مناسباته وعبارته ترتيب الآيات في سورها واقع بتوقيفه صلى الله عليه وسلم وأمره / صفحة 62 / من غير لاف
.................................................. ..........
- تاريخ القرآن الكريم- محمد طاهر الكردي ص 62:
في هذا بين المسلمين (ومنها النصوص) فمنها حديث زيد السابق كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن من الرقاع، ومنها ما اخرجه احمد بأسناد حسن عن عثمان بن أبى العاص قال كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ شخص (1) ببصره ثم صوبه ثم قال أتانى جبريل فأمرني أن أضع هذه الاية هذا الموضع من هذه السورة (ان الله يأمر بالعدل والاحسان وإيتاء ذى القربى إلى اخرها) ومنها ما اخرجه احمد وابو داود والترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم عن ابن عباس قال قلت لعثمان ما حملكم على أن عمدتم إلى الانفال وهى من المثانى وإلى براءة وهى من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتموها في
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/299)
السبع الطوال (2) فقال عثمان كان رسول الله صلى الله عليه وسلم * (هامش) * (1) قال في المصباح شخص بصره من باب خضع إذا فتح عينيه وجعل لا يطرف اه منه (2) قال في الاتقان. السبع الطوال بكسر الطاء وضمها أولها البقرة وآخرها براءة " هذا بجعل الانفال وبراءة سورة واحدة " وقيل السابعة يونس وقيل الكهف، والمئون ما وليها سميت بذلك لان كل سورة منها تزيد على مائة آية أو تقاربها، والمثاني ما ولى المئين لانها ثنتها أي كانت بعدها فهى لها ثوان والمئون لها أوائل، وقال الفراء هي السورة التي آيها اقل من مائة آية وقد تطلق على الفاتحة وعلى القرآن كله ايضا والمفصل ما ولى المثانى من قصار السور سمى بذلك لكثرة الفصول التى بين السور بالبسملة ويسمى المفصل بالمحكم ايضا وآخره سورة الناس بلا نزاع - واختلف في أوله على اثنى عشر قولا أحدها ق) * / صفحة 63 / تنزل عليه السورة ذات العدد فكان إذا نزل عليه الشئ دعا بعض من كان يكتب فيقول ضعوا هذه الآيات في السورة التى يذكر فيها كذا وكذا وكانت الانفال من اوائل ما نزل بالمدينة وكانت براءة من اخر القرآن نزولا وكانت قصتها شبيهة بقصتها فظننت انها منها فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا انها منها فمن اجل ذلك قرنت بينهما ولم اكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتها في السبع الطوال واخرج القشيرى الصحيح ان التسمية لم تكن فيها (أي في براءة) لان جبريل عليه السلام لم ينزل فيها * (هامش) * والثانى الحجرات وصححه النووي. . الخ انظر الاتقان - وللمفصل طوال وأوساط وقصار (قيل) طواله إلى عم واوساطه منها إلى والضحى ومنها إلى آخر القرآن قصاره. وقد ذكر صاحب الاتقان جملة اقوال فراجعه وجاء في كتاب الفقه على المذاهب الاربعة في الجزء الاول من قسم العبادات ما ملخصه: الشافعية قالوا ان طوال المفصل من الحجرات إلى سورة عم يتساءلون واواسطه من سورة عم إلى سورة والضحى وقصاره منها إلى آخر القرآن * والحنفية قالوا ان طوال المفصل من الحجرات إلى سورة البروج واواسطه من سورة البروج إلى سورة لم يكن وقصاره من سورة لم يكن إلى سورة الناس * والمالكية قالوا ان طوال المفصل من سورة الحجرات إلى آخر والنازعات واواسطه من بعد ذلك إلى والضحى وقصاره منها إلى آخر القرآن * والحنابلة قالوا ان طوال المفصل من سورة ق إلى عم واواسطه إلى سورة والضحى وقصاره إلى آخر القرآن انتهى من كتاب الفقه المذكور (*) / صفحة 64 / وقال البغوي في شرح السنة: الصحابة رضى الله عنهم جمعوا بين الدفتين القرآن الذى انزله الله على رسوله من غير أن زادوا أو نقصوا منه شيئا خوف ذهاب بعضه بذهاب حفظته فكتبوه كما سمعوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير أن قدموا شيئا أو أخروا أو وضعوا له ترتيبا لم يأخذوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقن اصحابه ويعلمهم ما نزل عليه من القرآن على الترتيب الذى هو عليه الآن في مصاحفنا بتوقيف جبريل اياه على ذلك واعلامه عند نزول كل آية ان هذه الآية تكتب عقب آية كذا في سورة كذا فثبت ان سعى الصحابة كان في جمعه في موضع واحد لا في ترتيبه فان القرآن مكتوب في اللوح المحفوظ على هذا الترتيب الذى انزله الله جملة إلى السماء الدنيا ثم كان ينزله مفرقا عند الحاجة وترتيب النزول غير ترتيب التلاوة - اه من الاتقان (واما ترتيب السور) ففى كونه اجتهاديا أو توقيفيا خلاف والجمهور على الاول قال أبو بكر الانباري انزل الله تعالى القرآن كله إلى سماء الدنيا ثم فرقه في بضع وعشرين فكانت السورة تنزل لامر يحدث والآية جوابا لمستخبر فيوقف جبريل النبي صلى الله عليه وسلم على موضع الآية والسورة فمن قدم أو أخر فقد افسد نظم القرآن * / صفحة 65 / وقال ايضا اتساق السور كاتساق الآيات والحروف كله عن النبي صلى الله عليه وسلم فمن قدم سورة أو اخرها فقد افسد نظم القرآن. وفي ايقاظ الاعلام قال أبو جعفر النحاس والمختار كون ترتيب السور توقيفا كالآيات وقال الزركشي والخلاف بين الفريقين في ترتيب السور لفظي لان القائل بعدم
.................................................. ..........
- تاريخ القرآن الكريم- محمد طاهر الكردي ص 65:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/300)
صدوره من النبي صلى الله عليه وسلم يقول انه رمز لهم بذلك والثانى يقول انه صرح لهم به ولذلك قال مالك انما ألفوا القرآن على ما كانوا يسمعونه من النبي صلى الله عليه وسلم اه وذكر الامام النووي في شرحه على صحيح مسلم في باب صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ودعائه في الليل عند حديث حذيفة قال صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة فقلت يركع عند المائة ثم مضى فقلت يصلى بها في ركعة فمضى فقلت يركع ذبها ثم افتتح النساء فقرأها ثم افتتح ال عمران فقرأها يقرأ مترسلا. . . الخ الحديث - مانصه - قال القاضى عياض فيه دليل لمن يقول ان ترتيب السور اجتهاد من المسلمين حين كتبوا المصحف وانه لم يكن ذلك من ترتيب النبي صلى الله عليه وسلم بل وكله إلى امته بعده قال وهذا قول مالك وجمهور العلماء واختاره القاضى أبو بكر الباقلانى قال ابن الباقلانى هو اصح القولين مع احتمالهما قال والذى نقوله ان ترتيب السور ليس بواجب في الكتابة ولا في الصلاة ولا في / صفحة 66 / الدرس ولا في التلقين والتعليم وانه لم يكن من النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك نص ولا حد تحرم مخالفته ولذلك اختلف ترتيب المصاحف قبل مصحف عثمان قال واستجاز النبي صلى الله عليه وسلم والامة بعده في جميع الاعصار ترك ترتيب السور في الصلاة والدرس والتلقين - قال واما على قول من يقول من اهل العلم ان ذلك بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم حدده لهم كما استقر في مصحف عثمان انما اختلف المصاحف قبل ان يبلغهم التوقيف والعرض الاخير فيتأول قراءته صلى الله عليه وسلم النساء أولا ثم آل عمران هنا على انه كان قبل التوقيف والترتيب وكانت هاتان السورتان هكذا في مصحف أبى قال ولا خلاف انه يجوز للمصلى ان يقرأ في الركعة الثانية سورة قبل التى قرأها في الاولى وانما يكره ذلك في ركعة ولمن يتلو في غير صلاة قال وقد اباحه بعضهم وتأول نهى السلف عن قراءة القرآن منكوسا على من يقرأ من اخر السورة إلى اولها قال ولا خلاف ان ترتيب آيات كل سورة بتوقيف من الله تعالى على ما هي عليه الآن في المصحف وهكذا نقلته الامة عن نبيها صلى الله عليه وسلم هذا آخر كلام القاضي عياض والله تعالي اعلم انتهى ما ذكره النووي. قال السيوطي في الاتقان والذى ينشرح له الصدر ما ذهب إليه البيهقى وهو أن جميع السور ترتيبها توقيفي الا براءة والانفال ولا ينبغى ان يستدل بقراءته صلى الله عليه وسلم / صفحة 67 / سورا ولاء على ان ترتيبها كذلك وحينئذ فلا يرد حديث قراءته النساء قبل آل عمران لان ترتيب السور في القراءة ليس بواجب ولعله فعل ذلك لبيان الجواز اه وقال الكرماني: ترتيب السور هكذا هو عند الله تعالى في اللوح المحفوظ وعليه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض على جبريل كل سنة ما كان يجتمع عنده منه وعرض عليه في السنة التى توفى فيها مرتين، وقال ابن الحصار ترتيب السور ووضع الآيات مواضعها انما كان بالوحى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ضعوا آية كذا في موضع كذا وقد حصل اليقين من النقل المتواتر بهذا الترتيب من تلاوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومما اجمع الصحابة على وضعه هكذا في المصحف اه وقال البيهقى في المدخل كان القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم مرتبا سوره وآياته على هذا الترتيب الا الانفال وبراءة لحديث عثمان السابق اه وقد ذكر السيوطي رحمه الله تعالى في كتابه الاتقان روايات عديدة فراجعه ان شئت وإلى ما سبق أشار الشيخ محمد العاقب الشنقيطى رحمه الله في نظمه كشف العمى بقوله: قد أنزل القرآن دون ثنيا (1) * ليلته إلى سماء الدنيا ثم على قلب النبي هجما * به الامين أنجما منجما * (هامش) * (1) الثنيا بضم الثاء مع الياء والثنوى بالفتح مع الواو اسم من الاستثناء قاله في المصباح أي انزل القرآن إلى السماء الدنيا جملة واحدة دون استثناء شئ منه (*) / صفحة 68 / وليس ترتيب النزول كالادا * وفي الاد الترتيب بالوحى اقتدى (1) فهو كما هو عليه مستطر * في لوحه المحفوظ نعم المستطر وذاك في السور في القول الاحق * والحق في الآى عليه متفق ويحرم التنكيس فيه والخبر * جاء بتنكيس قراءة السور (2) (واما اسماء السور) فبتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم كما ثبت ذلك من الآحاديث والآثار فمن ذلك ما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/301)
اخرجه احمد باسناد حسن عن عثمان بن ابى العاص قال كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ شخص ببصره ثم صوبه ثم قال أتانى جبريل فأمرني أن أضع هذه الآية هذا الموضع من هذه السورة إن الله يأمر بالعدل والاحسان وإيتاء ذى القربى * (هامش) * (1) أي ليس ترتيب النزول كترتيب التلاوة فان اول ما نزل اقرأ باسم ربك الذى خلق واول القرآن الفاتحة (2) أي يحرم التنكيس في الآيات مطلقا خطا وقراءة، واما في السور فيحرم تنكيسها في الخط عن حالتها في المصحف، اما في قراءتها فقد ورد في الحديث ان ي
.................................................. ..........
- تاريخ القرآن الكريم- محمد طاهر الكردي ص 68:
صلى الله عليه وسلم فعله اه من كتاب ايقاظ الاعلام لوجوب اتباع رسم المصحف الامام للشيخ محمد حبيب الله الشنقيطى رحمه الله قال في فتح الباري واما ما جاء عن السلف من النهى عن قراءة القرآن منكوسا فالمراد به أن يقرأ من آخر السورة إلى أولها اه (*) / صفحة 69 / إلى آخرها (ومنه) ما أخرجه مسلم من حديث أبى هريرة ان البيت الذى تقرأ فيه البقرة لا يدخله شيطان (ومنه) ما اخرجه مسلم ايضا عن ابى الدرداء مرفوعا من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال وفي لفظ من قرا العشر الاواخر من سورة الكهف * ومن تتبع ما ورد في خصائص بعض السور ظهر له ذلك واضحا جليا فلا داعى لاطالة البحث. فعلم من جميع ما تقدم ان ترتيب آيات القرآن توقيفي باتفاق العلماء، وكذلك تسمية السور باسماء خاصة، وان ترتيب سوره مختلف فيه فقال بعضهم انه توقيفي وقال بعضهم انه من اجتهاد الصحابة رضى الله تعالى عنهم. ولقد أنعمنا النظر في ترتيب السور فلم يظهر لنا ترجيح أحد القولين على الآخر فلكل منهما وجهة ولا يسعنا الا أن نفوضه إلى علام الغيوب، ولا بأس أن نذكر هنا ما يؤيد كلا القولين فنقول (الدليل على انه توقيفي) أن الصحابة رضى الله تعالى عنهم هم أشد الناس اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم وأبعدهم عن الابتداع والعمل بالظن والهوى، ومما لا شك فيه انه حين جمعهم للقرآن الكريم تحروا فيه كل شئ فما قدموا سورة على اخرى الا باستناد إلى أمره صلى الله عليه وسلم أو فعله / صفحة 70 / أو تقريره، ولا يخفى أن النبي صلى الله عليه وسلم عرض القرآن على جبريل مرتين (1) في السنة التى توفى فيها، ولا ريب أن القرآن حينئذ كان قد انزل كله على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرضه على جبريل هذه المرة كان من أوله الي آخره، وبالضرورة يكون ترتيبه على ما هو في اللوح المحفوظ الموافق على ما هو عليه الآن بهذه الصفة إذ لا يعرضه صلى الله عليه وسلم العرض الاخير على جبريل الا مرتب الايات والسور، وان زيد بن ثابت كان حاضرا هذه العرضة الاخيرة وهو كاتب الوحى فعلى هذه العرضة كتب مصحف ابى بكر ومصحف عثمان. ثم لا يعقل أن يضعوا سور القرآن كيفما اتفق لهم، فلو كان ترتيبها باجتهادهم لرتبوها اما بحسب تاريخ نزولها أو مواقعها، واما بحسب طولها وقصرها، واما بحسب ترتيب مصحف احد كبار الصحابة * (هامش) * (1) قال في فتح الباري شرح صحيح البخاري واختلف في العرضة الاخيرة هل كانت بجميع الاحرف المأذون في قراءتها أو بحرف واحد منها وعلى الثاني فهل هو الحرف الذى جمع عليه عثمان جميع الناس أو غيره وقد روى احمد وابن ابى داود والطبري من طريق عبيدة بن عمر السلمانى ان الذي جمع عليه عثمان الناس يوافق العرضة الاخيرة اه من الفتح وتؤخذ من هذه العرضة جملة امور - منها - اكمال نزول القرآن - ومنها ترتيب الآيات والسور - ومنها الاشارة إلى قرب أجله صلى الله عليه وسلم فقد روى البخاري انه اسر إلى ابنته فاطمة أن جبريل يعارضني بالقرآن كل سنة وانه عارضنى العام مرتين ولا أراه الا حضر اجلى. (*) / صفحة 71 / كعلى بن ابى طالب وابن عباس وابن مسعود وأبى بن كعب - وكل ذلك لم يكن فما هناك سوى التوقيف (والدليل على انه اجتهادى) ما جاء في صحيح مسلم عن حذيفة قال صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة فقلت يركع عند المائة ثم مضى فقلت يصلى بها في ركعة فمضى فقلت يركع بها ثم افتتح النساء فقرأها ثم افتتح آل عمران فقرأها يقرأ مترسلا. . الخ الحديث، فكونه صلى الله عليه وسلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/302)
قرأ النساء اولا ثم آل عمران فيه دليل على ان ترتيب سور المصحف من اجتهاد الصحابة كما تقدم ذلك من قول القاضى عياض وان ترتيبها في الصلاة ليس بواجب وايضا ما جاء في صحيح البخاري عن يوسف بن ماهك قال انى عند عائشة ام المؤمنين رضى الله عنها إذ جاءها عراقى فقال أي الكفن خير قالت ريحك وما يضرك قال يا ام المؤمنين ارينى مصحفك قالت لم قال لعلى أولف القرآن عليه فانه يقرأ غير مؤلف قالت وما يضرك أيه قرأت قبل انما نزل اول ما نزل منه سورة من المفصل. . الخ الحديث، ففى قول عائشة للعراقي وما يضرك أيه قرأت قبل دليل على أن ترتيب السور في التلاوة ليس بواجب، وهو كذلك في جميع المذاهب فانه يجوز ترك ترتيبها في الصلاة والتلاوة والدرس، لان كل سورة / صفحة 72 / مستقلة بذاتها مستوفية لآياتها - ويفهم من هذا الحديث أن الناس كانوا يقرؤن القرآن ويكتبونه من غير ترتيب لسوره حتى جمع عثمان مصحفه وحمل الناس عليه. فلو كان ترتيب المصحف توقيفيا لم يختلف ترتيب السور في مصاحف كبار الصحابة كعلى بن ابى طالب وأبى بن كعب، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن مسعود، ومعاذ بن جبل، وعائشة ام المؤمنين وزيد ابن ثابت فكل واحد من هؤلاء كتب مصحفه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فمصحف على ن
.................................................. ..........
- تاريخ القرآن الكريم- محمد طاهر الكردي ص 72:
أوله اقرأ ثم المدثر ثم ن وهكذا إلى آخر المكى والمدنى ومصحف ابن مسعود كان أوله البقرة ثم النساء ثم آل عمران على اختلاف شديد، وقد ذكر ابن النديم في كتابه الفهرست (1) ترتيب سور مصاحف بعض الصحابة كما ذكره ايضا السيوطي في كتابه الاتقان فراجعهما ان شئت. فلو كان هناك أمر صريح أو اشارة خفية من النبي صلى الله عليه وسلم في ترتيب سور المصحف لما عزب ذلك على هؤلاء وهم من اجلاء الصحابة واكثرهم اتصالا به عليه الصلاة والسلام * (هامش) * (1) الف ابن النديم كتابه الفهرست عام 377 هجرية وهو يعد من اقدم الكتب واهمها وقد ظهر الآن في عالم المطبوعات (*) / صفحة 73 / (وختام المقام) أن ترتيب سور المصحف سواء كان توقيفيا أو اجتهاديا فانه يجب علينا اتباع المصحف العثماني في ترتيب سوره ورسم كلماته، لاننا مأمورون باتباع الصحابة آثمون بمخالفتهم قال عليه الصلاوة والسلام كما في حديث العرباض بن سارية ". . فعليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ (1) " ولهذا كان * (هامش) * (1) والحديث المروي عن عرباض بن سارية رضي الله عنه هو " قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون قلنا يارسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا قال اوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وان تأمر عليكم عبد فانه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل بدعة ضلالة رواه أبو داود والترمذي - وفي رواية احمد وابن ماجه عن عرباض ايضا " قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي الا هالك ومن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم. . الخ الحديث والعرباض بن سارية رضى الله عنه هو بكسر العين وسكون الراء كان من اهل الصفة وهو ممن نزل فيه قوله تعالى " ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم " قال محمد بن عوف كان قديم الاسلام جدا، نزل الشام ثم سكن حمص ومات في فتنة ابن الزبير سنة خمس وسبعين في خلافة عبد الملك بن مروان " فقوله صلى الله عليه وسلم ومن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا " هذا من ضمن معجزاته عليه الصلاة والسلام التي لا تحصى ملقد وقع ويقع كثير من الامور والفتن التى اخبر بها فكم من المغيبات ذكرا * فبعضها مضى وبعض سيرى ومعجزات المصطفى ليست تعد * وفي الشفا منها كثير قد ورد (*) / صفحة 74 / اجماعهم حجة، وقد أجمعوا على اعتماد مصحف عثمان ونسخوا مصاحفهم على نمطه كما سبق بيانه - فلا يوجد مسلم على وجه الارض يرى مخالفته ولله الحمد وهذا مصداق قوله تعالى " انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون " عدد المصاحف (التى فرقها عثمان رضى الله عنه في الامصار) تقدم أن عثمان بن عفان لما فرغ من جمع مصحفه أرسل إلى كل افق بمصحف مما نسخوا وأمرهم أن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/303)
يحرقوا كل مصحف يخالف المصحف الذى أرسل به - وقد أختلفوا في عدة المصاحف التى فرقها في الامصار فقيل انه أربعة وهو الذى اتفق عليه اكثر العلماء، وقيل انها خمسة وقيل انها ستة وقيل سبعة وقيل ثمانية أما كونها اربعة فقيل انه ابقى مصحفا بالمدينة وارسل مصحفا إلى الشام ومصحفا إلى الكوفة ومصحفا إلى البصرة، وأما كونها خمسة فالاربعة المتقدم ذكرها والخامس ارسله إلى مكة، وأما كونها ستة فالخمسة المتقدم ذكرها والسادس اختلف فيه فقيل جعله خاصا لنفسه وقيل ارسله إلى البحرين، وأما كونها سبعة فالستة المتقدم ذكرها والسابع ارسله اليمن، واما كونها ثمانية فالسبعة المتقدم ذكرها والثامن / صفحة 75 / كان لعثمان يقرأ فيه وهو الذى قتل وهو بين يديه. اه من نهاية القول المفيد. وبعث رضى الله عنه مع كل مصحف من يرشد الناس إلى قراءته بما يحتمله رسمه من القراءات مما صح وتواتر (1) فكان عبد الله بن السائب مع المصحف المكى، والمغيرة بن شهاب مع المصحف الشامي وابو عبد الرحمن السلمى مع المصحف الكوفى، وعامر بن قيس مع المصحف البصري - وأمر زيد بن ثابت أن يقرئ الناس بالمدني. ولا ندرى لم لم يرسل عثمان رضى الله عنه لكل بلدة من البلاد الاسلامية مصحفا أو بضعة مصاحف، والظاهر والله تعالى اعلم ان ذلك كان لقلة النساخ في عهدهم ولعدم وجود الورق عندهم فقد كانوا يكتبونها على الجلود والعسب واللخاف والاكتاف ونحوها فربما يلزم لكتابة مصحف واحد قنطار من هذه الاشياء ولقد وصف الزنجانى مصحف على رضى الله عنه بأنه كان في سبعة اجزاء وقد أتى به يحمله على جمل وهو يقول هذا القرآن جمعته، وروى أن الصاحب بن عباد المتوفى سنة 385 هجرية كان يحمل معه في اسفاره * (هامش) * (1) وهذا اختلاف قراءات في لغة واحدة لا اختلاف لغات، انظر في الفصل الثاني من الباب الثالث لتقف على سبب اختلاف رسوم هذه المصاحف. (*) / صفحة 76 / كتاب الاغانى
ص 76:
على اربعين جملا، وذكروا أن الامام الشافعي رحمه الله تعالى كان كثيرا ما يكتب المسائل على العظام حتى ملاء منها خبايا (1) كل ذلك كان لعدم انتشار الورق عندهم في ذلك الزمن (2)، ولا ندرى كيف كانوا يعثرون على مسألة من المسائل وهى مكتوبة على نحو العظام واللخاف والاكتاف التى يعسر ترتيبها لا شك ان مراجعتها والوقوف عليها ليس بسهل ومع ذلك كانوا أئمة الدين وانجم الهدى والذى نراه ان المصاحف العثمانية التى ارسلت إلى الامصار كتبت على الجلود وكتبت بالخط الكوفى الذى ما كانوا يعرفون من الخط سواه وكتبت بغير نقط ولا شكل ولم يكن فيها علامات للاجزاء والاحزاب ونحوها * (هامش) * (1) نستنتج مما ذكر: أن المصاحف التى رفعت على رؤس الرماح في الحرب بين على ومعاوية رضى الله عنهما سنة 37 البالغ عددها نحو ثلاثمائة مصحف طلبا للهدنة وحقنا للدماء، لم تكن بمصاحف كاملة وانما هي اجزاء من القرآن مكتوبة على نحو العسب والالواح والاكتاف وبذلك يمكن للرجل رفع ما كتب من القرآن على شئ مما ذكر، فاطلاق المؤرخين رفع المصاحف في هذه الحرب انما هو من اطلاق الكل وارادة الجزء والله اعلم (2) إذا أردت الوقوف على ظهور الورق فعليك بمراجعة كتابنا " تاريخ الخط العربي وآدابه " وهو مطبوع بمصر (*)
/ صفحة 77 / الفصل الخامس (في نزول القرآن على سبعة أحرف) روى البخاري في كتاب التفسير عن ابن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أقرأنى جبريل على حرف فراجعته فلم أزل أستزيدة ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف. وأخرج أبو يعلى في مسنده ان عثمان قال على المنبر اذكر الله رجلا سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال ان القرآن انزل على سبعة احرف كلها شاف كاف لما قام فقاموا حتى لم يحصوا فشهدوا بذلك فقال وانا اشهد معهم رواه جمع من الصحابة يبلغ عددهم واحدا وعشرين صحابيا وقد نص ابو عبيدة على تواتره. وروي مسلم والبخاري واللفظ له عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال سمعت هشام بن حكيم (1) يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكدت أساوره (2) في الصلاة فتصبرت * (هامش) * (1) هو هشام بن حكيم بن حزام القرشى الاسدي أسلم يوم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/304)
الفتح ومات قبل ابيه كان من فضلاء الصحابة وخيارهم ممن يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر قال ابو نعيم استشهد بأجنادين اه من الاستيعاب (واجنادين موضع بالشام من نواحى فلسطين بعضهم يقول انه بلغظ التثنية وبعضهم بلفظ الجمع قاله صاحب معجم البلدان) (2) اساوره أي أثب عليه (*) /
صفحة 78 / حتى سلم فلببته (1) بردائه فقلت من أقرأك هذه السورة التى سمعتك تقرأ فقال أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت كذبت فان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقرأنيها على غير ما قرأت (2) فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت انى سمعت هذا يقرأ بسورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسله اقرأ يا هشام فقرأ عليه القراءة التى سمعته يقرأ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك انزلت ثم قال اقرأ يا عمر فقرأت القراءة التى أقرأنى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك انزلت ان هذا القرآن انزل على سبعة احرف فاقرؤا ما تيسر منه (3). * (هامش) * (1) أي اخذته بردائه وهو بفتح اللام وتشديد الباء الاولى (2) وسبب اختلاف قراءتهما كما ذكره ابن حجر في فتح الباري ان عمر حفظ هذه السورة من رسول الله صلى الله عليه وسلم قديما ثم لم يسمع ما نزل فيها بخلاف ما حفظه وشاهده، ولان هشاما من مسلمة الفتح فكان النبي صلى الله عليه وسلم اقرأه على ما نزل اخيرا فنشأ اختلافهما من ذلك، ومبادرة عمر للانكار محمولة على انه لم يكن سمع حديث انزل القرآن على سبعة احرف الا في هذه الواقعة اه (3) روى البخاري هذا الحديث في كتاب التفسير في باب انزل القرآن على سبعة احرف ورواه ايضا في باب من لم ير بأسا ان يقول سورة البقرة وسورة كذا وكذا في كتاب التفسير، ورواه مسلم في آخر كتاب صلاة المسافرين وقصرها في فضل من يقوم بالقرآن ويعلمه عند بيان ان القرآن انزل على سبعة حرف. ورواه الطبري ايضا في تفسير. (*) /
صفحة 79 / قال ابن حجر في فتح الباري على صحيح البخاري عند هذا الحديث ما نصه. " فصل " لم اقف في شئ من طرق حديث عمر على تعيين الاحرف التى اختلف فيها عمر وهشام من سورة الفرقان وقد زعم بعضهم فيما حكاه ابن التين انه ليس في هذه السورة عند القراء خلافء فيما ينقص من خط المصحف سوى قوله وجعل فيها سراجا وقرى سرجا جمع سراج قال وباقى ما فيها من الخلاف لا يخالف خط المصحف قال ابن حجر قلت وقد تتبع أبو عمر بن عبد البر ما اختلف فيه القراء من ذلك من لدن
ص 79:
الصحابة ومن بعدهم من هذه السورة فأوردته ملخصا وزدت عليه قدر ما ذكره وزيادة على ذلك وفيه تعقب على ما حكاه ابن التين في سبعة مواضع أو اكثر اه منه ثم ذكر ابن حجر ما ورد من القراءات في سورة الفرقان فراجعه ان شئت فلو نقلناه هنا لطال بنا الكلام اه وفي رواية لابي بن كعب (1) انه قال دخلت المسجد اصلى فدخل * (هامش) * (1) هو ابى بن كعب بن قيس الانصاري النجاري سيد القراء وهو احد فقهاء الصحابة واقرؤهم لكتاب الله تعالى وهو اول من كتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم مقدمه المدينة كتب الوحى قبل زيد ومعه ايضا وروانس ان النبي صلى الله عليه وسلم دعا ابيا فقال ان الله امرني ان اقرا عليك قال آلله سمانى لك قال نعم فجعل ابى (*)
/ صفحة 80 / رجل فافتتح النحل فقرأ فخالفنى في القراءة فلما انفتل (1) قلت من أقرأك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جاء رجل فقام وصلى فقرأ فافتتح النحل فخالفنى وخالف صاحبي فلما انفتل قلت من أقرأك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فدخل قلبى من الشك والتكذيب اشد مما كان في الجاهلية فأخذت بأيديهما وانطلقت بهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت استقرئ هذين فاستقرأ احدهما فقال أحسنت فدخل قلبى من الشك والتكذيب أشد مما كان في الجاهلية ثم استقرأ الآخر فقال احسنت فدخل صدري من الشك والتكذيب اشد مما كان في الجاهلية فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدري بيده فقال اعيذك بالله يا أبى من الشك ثم قال ان جبريل عليه السلام اتانى فقال ان ربك عزوجل يأمرك ان تقرأ القرآن على حرف واحد فقلت اللهم خفف عن امتى ثم عاد فقال ان ربك عزوجل يأمرك ان تقرأ القرآن على حرفين فقلت اللهم خفف عن امتى ثم عاد فقال ان ربك عزوجل يأمرك ان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/305)
تقرا القرآن على سبعة احرف وأعطاك بكل ردة مسألة الحديث - وفي صحيح مسلم عن ابى بن كعب * (هامش) * يبكى قال انس ونبئت انه قرا عليه لم يكن الذين كفروا، مات ابى سنة اثنين وعشرين فقال عمر اليوم مات سيد المسلمين وقيل مات في خلافة عثمان سنة ثلاثين وقيل غير ذلك اه ملخصا من الاصابة والاستيعاب. (1) انفتل أي انصرف من صلاته. (*)
/ صفحة 81 / رواية بهذا المعنى ايضا في آخر كتاب صلاة المسافرين وقصرها في فضل من يقوم بالقرآن ويعلمه وللطبرى رواية بهذا المعنى عن أبى بن كعب ايضا وروى البخاري عن ابن مسعود (1) رضى الله عنه قال سمعت رجلا قرأ وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ خلافها فجئت به النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فعرفت في وجهه الكراهية وقال كلا كما محسن ولا تختلفوا فان * (هامش) * (1) هو عبد الله بن مسعود بن غافل الهذلى اسلم قديما وهاجر الهجرتين وشهد بدرا والمشاهد بعدها ولازم النبي صلى الله عليه وسلم وكان يحمل نعليه قال أبو نعيم كان سادس من أسلم وكان يقول أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة واختلف في وفاته فقيل توفى سنة اثنين وثلاثين وقيل غير ذلك اه ملخصا من الاصابة وينسب إلى امه احيانا فيقال ابن أم عبد وكان يلج على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويلبسه نعليه ويمشى امامه ومعه ويستره إذا اغتسل ويوقظه إذا نام وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم اذنك على أن يرفع الحجاب وأن تسمع سوادي حتى أنهاك رواه مسلم في كتاب السلام في باب استحباب السلام على الصبيان وكان يعرف في الصحابة بصاحب السواد والسواك وزاد بعضهم والفراش والوساد وشهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة وإلى ما ذكر اشار صاحب نظم عمود النسب بقوله ومن هذيل صاحب السواد * والنعل والفراش والوساد قال الامام النووي في شرحه على صحيح مسلم عند الحديث المذكور السواد بكسر السين المهملة اتفق العلماء على ان المراد به السرار بكسر السين وبالراء المكررة وهو السر والمسارر يقال ساودت الرجل مساودة إذا ساررته اه (*)
يتبع بإذن الله تعالى
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - 11 - 06, 02:43 ص]ـ
تاريخ القرآن الكريم - محمد طاهر الكردي (الخطاط)
الكتاب كاملا في المرفقات موافق للمطبوع بصيغة وورد
ـ[أبو يوسف السلفى]ــــــــ[23 - 11 - 06, 11:33 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[المخلافي]ــــــــ[08 - 12 - 06, 04:20 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو عدنان]ــــــــ[07 - 05 - 07, 10:28 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
لو أعدتم تنزيله .. فالمرفق لا يعمل.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[11 - 01 - 08, 02:57 م]ـ
المرفق لا يعمل
هل يمكن التكرم بإعادة رفعه مرة أخرى
وجزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم وأورثكم الفردوس الأعلى
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - 01 - 08, 03:12 م]ـ
http://www.shamela.ws/open.php?cat=5&book=1914
ـ[شتا العربي]ــــــــ[11 - 01 - 08, 03:21 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم وأورثكم الفردوس الأعلى
ـ[شتا العربي]ــــــــ[11 - 01 - 08, 04:14 م]ـ
وهل ممكن الحصول على نسخة مصورة من هذا الكتاب على الشبكة؟
وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم(1/306)
منهج التفسير العلمي
ـ[مرهف]ــــــــ[25 - 04 - 03, 03:25 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السادة العلماء،الأخوة طلبة العلم:
لا ريب أننا نسمع كل يوم عن كتاب يصدر في تفسير القرآن تفسيراً علمياً، حتى غدت هذه المؤلفات تأخذ طابعاً تجارياً أكثر منها علمياً وأود أن أفتتح الموضوع عبر هذه الأسئلة راجياً من المخنصين المشاركة المدعومة بالمراجع للإفادة:
ـ ما رأيكم بالإعجاز العلمي في القرآن؟
ـ ما الفرق بين الإعجاز العلمي والتفسير العلمي؟
وأود إعلامكم أني أحضر رسالة دكتوراه فب هذا الموضوع فأرجوا الجدية في ذلك وأضيف أيضاً إن كان أحدكم يعلم رقم هاتف الشيخ الزنداني أ فاكسه أو إميله فليكن في عوني كان الله في عونكم
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[25 - 04 - 03, 03:44 ص]ـ
حياك الله أخي الكريم وبارك فيك
بالنسبة لموضوع الفرق بين التفسير العلمي للقرآن والإعجاز العلمي في القرآن فلعل خير من يجيبك الشيخ الدكتور مساعد الطيار حفظه الله وله إجابات على أسئلة الملتقى سنزل قريبا بإذن الله فلعلك تتنظر قليلا
وفقكم الله وسددكم.
ـ[مداد]ــــــــ[25 - 04 - 03, 04:38 م]ـ
ثمة كتاب حوى أكثر من أربعين مقالة مختصرة حول هذا الموضوع.
عنوانه (الإعجاز العلمي في القرآن). مؤلفه: د. السيد الجميلي.
طبعة دار الفكر العربي.
ربما يفيدك، لا سيما إذا كنت في بدايات بحثك.
ـ[المستفيد7]ــــــــ[26 - 04 - 03, 01:01 ص]ـ
بامكانك عرض موضوعك في ملتقى اهل التفسير.
http://www.tafsir.org/vb/forumdisplay.php?forumid=2
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[26 - 04 - 03, 09:14 م]ـ
ذلك لعل مما يفيدك أن تراجع كتاب (التفسير العلمي للقرآن في الميزان)
للدكتور أحمد عمر أبو حجر ن دار المدار الإسلامي في مجلد واحد، ففيه دراسة تاريخية لنشأة ما يسمى بالتفسير العلمي للقرآن، وكذلك من أجازه ومن لم يجزه وحجج كل واحد منهما، وهو كتاب مفيد في الجملة، ولكن كما نبه فضيلة الشيخ مساعد الطيار حفظه الله إلى أمر مهم وهو أن التسمية بالإعجاز العلمي أو التفسير العلمي غير صحيح، لأن في هذا تسمية لتفاسير علماء الشريعة بالتفاسير غير العلمية ، وكذلك غيرها من المحاذير، فالأولى عدم تسميتها بالتفسير العلمي.(1/307)
أصول وكليات من أصول التفسير وكلياته لا يستغني عنها المفسر للقرآن للعلامة السعدي
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[27 - 04 - 03, 01:10 م]ـ
النكرة في سياق النفي، أو سياق النهي، أو الاستفهام، أو سياق الشرط، تعم، وكذلك المفرد المضاف يعم، وأمثلة ذلك كثيرة.
فمتى وجدت نكرة واقعة بعد المذكورات، أو وجدت مفردا مضافا إلى معرفة، فأثبت جميع ما دخل في ذلك اللفظ، ولا تعتبر سبب النزول وحده، فإن "العبرة بعموم اللفظ، لا بخصوص السبب".
وينبغي أن تنزل جميع الحوادث والأفعال الواقعة، والتي لا تزال تحدث، على العمومات القرآنية، فبذلك تعرف أن القرآن تبيان لكل شيء، وأنه لا يحدث حادث، ولا يستجد أمر من الأمور، إلا وفي القرآن بيانه وتوضيحه.
ومن أصوله أن الألف واللام الداخلة على الأوصاف، وعلى أسماء الأجناس، تفيد استغراق جميع ما دخلت عليه من المعاني.
ومن كليات القرآن، أنه يدعوا إلى توحيد الله ومعرفته، بذكر أسماء الله، وأوصافه، وأفعاله الدالة على تفرده بالوحدانية، وأوصاف الكمال، وإلى أنه الحق، وعبادته هي الحق، وأن ما يدعون من دونه هو الباطل، ويبين نقص كل ما عبد من دون الله من جميع الوجوه.
ويدعو إلى صحة ما جاء به الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وصدقه، ببيان إحكامه، وتمامه، وصدق إخباراته كلها، وحسن أحكامه. ويبين ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، من الكمال البشري الذي لا يلحقه فيه أحد من الأولين والآخرين، ويتحداهم بأن يأتوا بمثل ما جاء به إن كانوا صادقين.
ويقرر ذلك بشهادته تعالى بقوله وفعله وإقراره إياه، وتصديقه له بالحجة والبرهان، وبالنصر والظهور، وبشهادة أهل العلم المنصفين. ويقابل بين ما جاء به من الحق في أخباره وأحكامه، وبين ما كان عليه أعداؤه، والمكذبون به، من الكذب في أخبارهم، والباطل في أحكامهم، كما يقرر ذلك بالمعجزات المتنوعة.
ويقرر الله المعاد بذكر كمال قدرته، وخلقه للسموات والأرض، اللتين هما أكبر من خلق الناس، وبأن الذي بدأ الخلق قادر على إعادته من باب أولى، وبأن الذي أحيا الأرض بعد موتها قادر على إحياء الموتى. ويذكر أيضا أيامه في الأمم، ووقوع المثلات التي شاهدها الناس في الدنيا، وأنها نموذج من جزاء الآخرة.
ويدعو جميع المبطلين من الكفار والمشركين والملحدين بذكر محاسن الدين، وأنه يهدي للتي هي أقوم، في عقائده وأخلاقه وأعماله، وبيان ما لله من العظمة والربوبية، والنعم العظيمة. وأن من تفرد بالكمال المطلق، والنعم كلها، هو الذي لا تصلح العبادة إلا له، وأن ما عليه المبطلون، إذا ميز وحقق وجد شرا وباطلا وعواقبه وخيمة.
ومن أصول التفسير، إذا فهمت ما دلت عليه الآيات الكريمة من المعاني مطابقة وتضمنا، فاعلم أن لوازم هذه المعاني، وما لا تتم إلا به، وشروطها وتوابعها، تابعة لذلك المعنى، فما لا يتم الخبر إلا به، فهو تابع للخبر، وما لا يتم الحكم إلا به، فهو تابع للحكم، وأن الآيات التي يفهم منها التعارض والتناقض، ليس فيها تناقض ولا تعارض، بل يجب حمل كل منها على الحالة المناسبة اللائقة بها. وأن حذف المتعلقات، من مفعولات وغيرها، يدل على تعميم المعنى، لأن هذا من أعظم فوائد الحذف، وأنه لا يجوز حذف ما لا يدل عليه السياق اللفظي، والقرينة الحالية، كما أن الأحكام المقيدة بشروط أو صفات تدل على أن تلك القيود، لا بد منها في ثبوت الحكم.
إذا أمر الله بشيء كان ناهيا عن ضده، وإذا نهى عن شيء كان آمرا بضده، وإذا أثنى على نفسه بنفي شيء من النقائص؛ كان إثباتا للكمال المنافي لذلك النقص. وكذلك إذا أثنى على رسله وأوليائه ونزههم عن شيء من النقائص؛ فهو مدح لهم بما يضاد ذلك النقص، ومثله نفي النقائص عن دار النعيم، يدل على إثبات ضد ذلك.
ومن الكليات؛ أنه إذا وضح الحق وظهر ظهورا جليا، لم يبق للمجادلات العلمية والمعارضات العملية محل، بل تبطل المعارضات، وتضمحل المجادلات.
ما نفاه القرآن؛ فإما أن يكون غير موجود، أو أنه موجود، ولكنه غير مفيد ولا نافع.
الموهوم لا يدفع المعلوم، والمجهول لا يعارض المحقق، وما بعد الحق إلا الضلال.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/308)
ذكر الله في القرآن الإيمان والعمل الصالح في مواضع كثيرة رتب عليهما من الجزاء العاجل والآجل والآثار الحميدة شيئا كثيرا، فالإيمان هو: التصديق الجازم، بما أمر الله ورسوله بالتصديق به، المتضمن لأعمال الجوارح.
والعمل الصالح هو: القيام بحقوق الله، وحقوق عباده، وكذلك أمر الله بالتقوى، ومدح المتقين، ورتب على التقوى حصول الخيرات، وزوال المكروهات. والتقوى الكاملة: امتثال أمر الله وأمر رسوله، واجتناب نهيهما وتصديق خبرهما.
وإذا جمع الله بين التقوى والبر ونحوه، كانت التقوى اسما لتوقي جميع المعاصي، والبر اسما لفعل الخيرات، وإذا أفرد أحدهما، دخل فيه الآخر.
وذكر الله الهدى المطلوب في مواضع كثيرة، وأثنى على المهتدي، وأخبر أن الهدى بيده، وأمرنا بطلبه منه، وبالسعي في كل سبب يحصل الهدى، وذلك شامل لهداية العلم والعمل.
فالمهتدي: من عرف الحق، وعمل به، وضده الغي والضلال، فمن عرف الحق ولم يعمل به فهو الغاوي، ومن جهل الحق فهو الضال.
أمر الله بالإحسان، وأثنى على المحسنين، وذكر ثوابهم المتنوع في آيات كثيرة. وحقيقة الإحسان: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، وأن تبذل ما تستطيعه من النفع المالي والبدني والقولي إلى المخلوقين.
وأمر بالإصلاح وأثنى على المصلحين، وأخبر أنه لا يضيع ثوابهم وأجرهم.
والإصلاح هو: أن تسعى في إصلاح عقائد الناس وأخلاقهم. وجميع أحوالهم، بحيث تكون على غاية ما يمكن من الصلاح، وأيضا يشمل إصلاح الأمور الدينية، والأمور الدنيوية، وإصلاح الأفراد والجماعات، وضد هذا الفساد.
والإفساد، قد نهى عنه، وذم المفسدين، وذكر عقوباتهم المتعددة، وأخبر أنه لا يصلح أعمالهم الدينية والدنيوية.
أثنى الله على اليقين، وعلى الموقنين، وأنهم هم المنتفعون بالآيات القرآنية، والآيات الأفقية.
واليقين أخص من العلم، فهو: العلم الراسخ، المثمر للعمل والطمأنينة.
أمر الله بالصبر، وأثنى على الصابرين، وذكر جزاءهم العاجل والآجل في عدة آيات، نحو تسعين موضعا، وهو يشمل أنواعه الثلاثة: الصبر على طاعة الله، حتى يؤديها كاملة من جميع الوجوه، والصبر عن محارم الله حتى ينهى نفسه الأمارة بالسوء عنها. والصبر على أقدار الله المؤلمة، فيتلقاها بصبر وتسليم، غير متسخط في قلبه ولا بدنه ولا لسانه.
وكذلك أثنى الله على الشكر، وذكر ثواب الشاكرين، وأخبر أنهم أرفع الخلق في الدنيا والآخرة.
وحقيقة الشكر هو: الاعتراف بجميع نعم الله، والثناء على الله بها، والاستعانة بها على طاعة المنعم.
وذكر الله الخوف والخشية، في مواضع كثيرة. أمر به، وأثنى على أهله، وذكر ثوابهم، وأنهم المنتفعون بالآيات، التاركون للمحرمات.
وحقيقة الخوف والخشية: أن يخاف العبد مقامه بين يدي الله، ومقامه عليه، فينهى نفسه بهذا الخوف عن كل ما حرم الله.
والرجاء: أن يرجو العبد رحمة الله العامة، ورحمته الخاصة به. فيرجو قبول ما تفضل الله عليه به من الطاعات، وغفران ما تاب منه من الزلات، ويعلق رجاءه بربه في كل حال من أحواله.
وذكر الله الإنابة في مواضع كثيرة، وأثنى على المنيبين، وأمر بالإنابة إليه. وحقيقة الإنابة: انجذاب القلب إلى الله، في كل حالة من أحواله، ينيب إلى ربه عند النعماء بشكره، وعند الضراء بالتضرع إليه، وعند مطالب النفوس الكثيرة بكثرة دعائه في جميع مهماته، وينيب إلى ربه، باللهج بذكره في كل وقت.
[والإنابة أيضا: الرجوع إلى الله، بالتوبة من جميع المعاصي، والرجوع إليه في جميع أعماله وأقواله، فيعرضها على كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فتكون الأعمال والأقوال، موزونة بميزان الشرع]
أمر تعالى بالإخلاص، وأثنى على المخلصين، وأخبر أنه لا يقبل إلا العمل الخالص.
وحقيقة الإخلاص: أن يقصد العامل بعمله وجه الله وحده وثوابه. وضده: الرياء، والعمل للأغراض النفسية.
نهى الله عن التكبر، وذم الكبر والمتكبرين، وأخبر عن عقوباتهم العاجلة والآجلة.
والتكبر هو: رد الحق، واحتقار الخلق، وضد ذلك التواضع، فقد أمر به، وأثنى على أهله، وذكر ثوابهم، فهو قبول الحق ممن قاله، وأن لا يحتقر الخلق، بل يرى فضلهم، ويحب لهم ما يحب لنفسه.
العدل، هو: أداء حقوق الله، وحقوق العباد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/309)
والظلم: عكسه، فهو يشمل ظلم العبد لنفسه بالمعاصي والشرك وظلم العباد في دمائهم وأموالهم وأعراضهم.
الصدق، هو: استواء الظاهر والباطن في الاستقامة على الصراط المستقيم، والكذب بخلاف ذلك.
حدود الله هي: محارمه، وهي التي يقول فيها تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقْرَبُوهَا ويراد بها ما أباحه الله وحلله، وقدره، وفرضه، فيقول فيها تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا
الأمانة هي: الأمور التي يؤتمن عليها العبد. فيشمل ذلك أداء حقوق الله، وخصوصا الخفية، وحقوق خلقه كذلك.
العهود والعقود، يدخل فيها التي بينه وبين الله، وهو: القيام بعبادة الله مخلصا له الدين، والتي بينه وبين العباد من المعاملات ونحوها.
الحكمة والقوام فعل ما ينبغي على الوجه الذي ينبغي.
والإسراف والتبذير، مجاوزة الحد في الإنفاق. والتقتير والبخل عكسه: التقصير في النفقات الواجبة.
المعروف: اسم جامع لكل ما عرف حسنه ونفعه شرعا وعقلا والمنكر عكسه.
الاستقامة: لزوم طاعة الله، وطاعة رسوله على الدوام.
مرض القلب هو: اعتلاله، وهو نوعان: مرض شكوك في الحق، ومرض شهوة للأمور المحرمة.
النفاق: إظهار الخير، وإبطان الشر، فيدخل فيه النفاق الاعتقادي والنفاق العملي.
القرآن، كله محكم، وأحكمت آياته من جهة موافقتها للحكمة، وأن أخباره أعلى درجات الصدق، وأحكامه في غاية الحسن. وكله متشابه، من جهة اتفاقه في البلاغة والحسن، وتصديق بعضه لبعض وكمال اتفاقه.
ومنه محكم ومتشابه، من جهة أن متشابهه ما كان فيه إجمال أو احتمال لبعض المعاني. ومحكمه، واضح مبين صريح في معناه، إذا رد إليه المتشابه، اتفق الجميع، واستقامت معانيه.
معية الله التي ذكرها في كتابه، نوعان:
معية العلم والإحاطة، وهي: المعية العامة، فإنه مع عباده أينما كانوا.
ومعية خاصة، وهي: معيته مع خواص خلقه بالنصرة، واللطف، والتأييد.
الدعاء والدعوة، يشمل دعاء العبادة، فيدخل فيه كل عبادة أمر الله بها ورسوله.
ودعاء المسألة، وهو: سؤال الله جلب المنافع، ودفع المضار.
الطيبات: اسم جامع لكل طيب نافع، من العقائد، والأخلاق، والأعمال، والمآكل، والمشارب والمكاسب. والخبيث ضد ذلك.
وقد يراد بالخبيث: الرديء، وبالطيب: الخيار كقوله تعالى: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الأرْضِ
النفقة، تشمل النفقة الواجبة: كالزكاة، والكفارة، ونفقة النفس، والعائلة، والمماليك، والنفقة المستحبة: كالنفقة في جميع طرق الخير.
التوكل على الله والاستعانة به، قد أمر الله بها، وأثنى على المتوكلين في آيات كثيرة.
وحقيقة ذلك: قوة اعتماد القلب على الله في جلب المصالح، ودفع المضار الدينية والدنيوية، مع الثقة به في حصول ذلك.
العقل الذي مدحه الله وأثنى على أهله، وأخبر أنهم هم المنتفعون بالآيات. هو: الذي يفهم، ويعقل الحقائق النافعة، ويعمل بها، ويعقل صاحبه عن الأمور الضارة، ولذلك قيل له: حجر، ولُب، ونُهى، لأنه يحجر صاحبه وينهاه عما يضره.
العلم هو: معرفة الهدى بدليله، فهو معرفة المسائل النافعة المطلوبة، ومعرفة أدلتها وطرقها، التي تهدي إليها.
والعلم النافع هو: العلم بالحق والعمل به، وضده الجهل.
لفظ "الأمة" في القرآن على أربعة أوجه: يراد به "الطائفة من الناس" وهو الغالب. ويراد به "المدة"، ويراد به "الدين" و "الملة"، ويراد به "الإمام" في الخير.
لفظ "استوى" في القرآن على ثلاثة أوجه: إن عدي بـ "على" كان معناه العلو والارتفاع، ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ
وإن عدي بـ "إلى"، فمعناه قصد، كقوله: ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ
وإن لم يعد بشيء، فمعناه "كَمُل"، كقوله تعالى وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى
"التوبة" ورد في آيات كثيرة الأمر بها، ومدح التائبين وثوابهم، وهي: الرجوع عما يكرهه الله ظاهرا وباطنا، إلى ما يحبه الله ظاهرا وباطنا.
الصراط المستقيم، الذي أمر الله بلزومه وأثنى على المستقيمين عليه، هو: الطريق المعتدل الموصل إلى رضوان الله وثوابه، وهو متابعة النبي صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وكل أحواله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/310)
الذكر لله الذي أمر به، وأثنى على الذاكرين، وذكر جزاءهم العاجل والآجل هو: عند الإطلاق، يشمل جميع ما يقرب إلى الله: من عقيدة، أو فكر نافع، أو خلق جميل، أو عمل قلبي أو بدني، أو ثناء على الله، أو تسبيح ونحوه، أو تعلم أحكام الشرع الأصولية والفروعية، أو ما يعين على ذلك، فكله داخل في ذكر الله.
فصل
وقد تكرر كثير من أسماء الله الحسنى في القرآن بحسب المناسبات، والحاجة داعية إلى التنبيه إلى معانيها الجامعة، فنقول:
قد تكرر اسم "الرب" في آيات كثيرة.
و"الرب": هو المربي جميع عباده بالتدبير وأصناف النعم. وأخص من هذا تربيته لأصفيائه بإصلاح قلوبهم وأرواحهم وأخلاقهم. ولهذا كثر دعاؤهم له بهذا الاسم الجليل، لأنهم يطلبون منه هذه التربية الخاصة.
"الله": هو المألوه المعبود، ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين، لما اتصف به من صفات الألوهية التي هي صفات الكمال.
"الملك، المالك": الذي له الملك فهو الموصوف بصفة الملك، وهي صفات العظمة والكبرياء، والقهر والتدبير، الذي له التصرف المطلق في الخلق والأمر والجزاء، وله جميع العالم العلوي والسفلي، كلهم عبيد ومماليك، ومضطرون إليه.
"الواحد، الأحد": وهو الذي توحد بجميع الكمالات، بحيث لا يشاركه فيها مشارك. ويجب على العبيد توحيده، عقلا وقولا وعملا بأن يعترفوا بكماله المطلق، وتفرده بالوحدانية، ويفردوه بأنواع العبادة.
"الصمد": وهو الذي تقصده الخلائق كلها في جميع حاجاتها، وضروراتها وأحوالها، لما له من الكمال المطلق في ذاته، وأسمائه، وصفاته، وأفعاله.
"العليم، الخبير": وهو الذي أحاط علمه بالظواهر والبواطن، والأسرار والإعلان، وبالواجبات والمستحيلات والممكنات، وبالعالم العلوي والسفلي، وبالماضي والحاضر والمستقبل، فلا يخفى عليه شيء من الأشياء.
"الحكيم": وهو الذي له الحكمة العليا في خلقه وأمره، الذي أحسن كل شيء خلقه وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ فلا يخلق شيئا عبثا، ولا يشرع شيئا سدى، الذي له الحكم في الأولى والآخرة، وله الأحكام الثلاثة لا يشاركه فيها مشارك، فيحكم بين عباده، في شرعه، وفي قدره وجزائه.
والحكمة: وضع الأشياء مواضعها، وتنزيلها منازلها.
"الرحمن، الرحيم، البر، الكريم، الجواد، الرؤوف، الوهاب".
هذه الأسماء تتقارب معانيها، وتدل كلها على اتصاف الرب بالرحمة، والبر، والجود، والكرم، وعلى سعة رحمته ومواهبه، التي عم بها جميع الوجود، بحسب ما تقتضيه حكمته، وخص المؤمنين منها بالنصيب الأوفر، والحظ الأكمل، قال تعالى: وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ الآية.
والنعم والإحسان، كله من آثار رحمته، وجوده، وكرمه. وخيرات الدنيا والآخرة، كلها من آثار رحمته.
"السميع" لجميع الأصوات، باختلاف اللغات على تفنن الحاجات.
"البصير" الذي يبصر كل شيء وإن دق وصغر، فيبصر دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء على الصخرة الصماء. ويبصر ما تحت الأرضين السبع، كما يبصر ما فوق السموات السبع. وأيضا سميع بصير بمن يستحق الجزاء بحسب حكمته، والمعنى الأخير يرجع إلى الحكمة.
"الحميد" في ذاته، وأسمائه، وصفاته، وأفعاله، فله من الأسماء أحسنها، ومن الصفات أكملها، ومن الأفعال أتمها وأحسنها، فإن أفعاله تعالى دائرة بين الفضل والعدل.
"المجيد، الكبير، العظيم، الجليل" وهو الموصوف بصفات المجد، والكبرياء، والعظمة، والجلال، الذي هو أكبر من كل شيء، وأعظم من كل شيء، وأجل وأعلى. وله التعظيم والإجلال في قلوب أوليائه وأصفيائه، قد ملئت قلوبهم من تعظيمه وإجلاله، والخضوع له والتذلل لكبريائه.
"العفو، الغفور، الغفار" الذي لم يزل، ولا يزال بالعفو معروفا، وبالغفران والصفح عن عباده موصوفا، كل أحد مضطر إلى عفوه ومغفرته، كما هو مضطر إلى رحمته وكرمه، وقد وعد بالمغفرة والعفو لمن أتى بأسبابها، قال تعالى: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى
"التواب" الذي لم يزل يتوب على التائبين، ويغفر ذنوب المنيبين، فكل من تاب إلى الله توبة نصوحا، تاب الله عليه، فهو التائب على التائبين أولا بتوفيقهم للتوبة والإقبال بقلوبهم إليه، وهو التائب عليهم بعد توبتهم قبولا لها، وعفوا عن خطاياهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/311)
"القدوس، السلام" أي: المعظم المنزه عن صفات النقص كلها، وأن يماثله أحد من الخلق، فهو المتنزه عن جميع العيوب، والمتنزه عن أن يقاربه أو يماثله أحد في شيء من الكمال لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا
فالقدوس كالسلام، ينفيان كل نقص من جميع الوجوه، ويتضمنان الكمال المطلق من جميع الوجوه، لأن النقص إذا انتفى ثبت الكمال كله.
"العلي الأعلى" وهو الذي له العلو المطلق من جميع الوجوه، علو الذات، وعلو القدر والصفات، وعلو القهر. فهو الذي على العرش استوى، وعلى الملك احتوى. وبجميع صفات العظمة والكبرياء والجلال والجمال وغاية الكمال اتصف، وإليه فيها المنتهى.
"العزيز" الذي له العزة كلها: عزة القوة، وعزة الغلبة، وعزة الامتناع. فامتنع أن يناله أحد من المخلوقات، وقهر جميع الموجودات، ودانت له الخليقة وخضعت لعظمته.
"القوي، المتين" هو في معنى العزيز.
"الجبار" هو بمعنى العلي الأعلى، وبمعنى القهار، وبمعنى "الرؤوف" الجابر للقلوب المنكسرة، وللضعيف العاجز، ولمن لاذ به ولجأ إليه.
"المتكبر" عن السوء والنقص والعيوب، لعظمته وكبريائه.
"الخالق، البارئ، المصور" الذي خلق جميع الموجودات وبرأها وسواها بحكمته، وصورها بحمده وحكمته، وهو لم يزل ولا يزال على هذا الوصف العظيم.
"المؤمن" الذي أثنى على نفسه بصفات الكمال، وبكمال الجلال والجمال، الذي أرسل رسله وأنزل كتبه بالآيات والبراهين، وصدق رسله بكل آية وبرهان، يدل على صدقهم وصحة ما جاؤوا به.
"المهيمن": المطلع على خفايا الأمور وخبايا الصدور، الذي أحاط بكل شيء علما.
"القدير" كامل القدرة، بقدرته أوجد الموجودات، وبقدرته دبرها، وبقدرته سواها وأحكمها، وبقدرته يحيي ويميت، ويبعث العباد للجزاء، ويجازي المحسن بإحسانه، والمسيء بإساءته، الذي إذا أراد شيئا قال له "كن فيكون"، وبقدرته يقلب القلوب، ويصرفها على ما يشاء ويريد.
"اللطيف" الذي أحاط علمه بالسرائر والخفايا، وأدرك الخبايا والبواطن والأمور الدقيقة، اللطيف بعباده المؤمنين، الموصل إليهم مصالحهم بلطفه وإحسانه، من طرق لا يشعرون بها، فهو بمعنى "الخبير" وبمعنى "الرؤوف".
"الحسيب" هو العليم بعباده، كافي المتوكلين، المجازي لعباده بالخير والشر، بحسب حكمته وعلمه بدقيق أعمالهم وجليلها.
"الرقيب" المطلع على ما أكنته الصدور، القائم على كل نفس بما كسبت، الذي حفظ المخلوقات وأجراها على أحسن نظام وأكمل تدبير.
"الحفيظ" الذي حفظ ما خلقه، وأحاط علمه بما أوجده، وحفظ أولياءه من وقوعهم في الذنوب والهلكات، ولطف بهم في الحركات والسكنات، وأحصى على العباد أعمالهم وجزاءها.
"المحيط" بكل شيء علما، وقدرة، ورحمة، وقهرا.
"القهار" لكل شيء، الذي خضعت له المخلوقات، وذلت لعزته وقوته وكمال اقتداره.
"المقيت" الذي أوصل إلى كل موجود ما به يقتات، وأوصل إليها أرزاقها وصرفها كيف يشاء بحكمته وحمده.
"الوكيل" المتولي لتدبير خلقه بعلمه وكمال قدرته وشمول حكمته، الذي تولى أولياءه، فيسرهم لليسرى، وجنبهم العسرى، وكفاهم الأمور. فمن اتخذه وكيلا كفاه اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ
"ذو الجلال والإكرام" أي: ذو العظمة والكبرياء، وذو الرحمة والجود، والإحسان العام والخاص، المكرم لأوليائه وأصفيائه، الذين يجلونه ويعظمونه ويحبونه.
"الودود" الذي يحب أنبياءه ورسله وأتباعهم، ويحبونه، فهو أحب إليهم من كل شيء، قد امتلأت قلوبهم من محبته، ولهجت ألسنتهم بالثناء عليه، وانجذبت أفئدتهم إليه ودا وإخلاصا وإنابة من جميع الوجوه.
"الفتاح" الذي يحكم بين عباده بأحكامه الشرعية، وأحكامه القدرية، وأحكام الجزاء، الذي فتح بلطفه بصائر الصادقين، وفتح قلوبهم لمعرفته ومحبته والإنابة إليه، وفتح لعباده أبواب الرحمة والأرزاق المتنوعة، وسبب لهم الأسباب التي ينالون بها خير الدنيا والآخرة مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ
"الرزاق" لجميع عباده، فما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها. ورزقه لعباده نوعان:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/312)
رزق عام، شمل البر والفاجر، والأولين والآخرين، وهو رزق الأبدان.
ورزق خاص وهو رزق القلوب، وتغذيتها بالعلم والإيمان.
والرزق الحلال الذي يعين على صلاح الدين، وهذا خاص بالمؤمنين، على مراتبهم منه، بحسب ما تقتضيه حكمته ورحمته.
"الحكم، العدل" الذي يحكم بين عباده في الدنيا والآخرة بعدله وقسطه. فلا يظلم مثقال ذرة، ولا يحمِّل أحدا وزر أحد، ولا يجازي العبد بأكثر من ذنبه ويؤدي الحقوق إلى أهلها، فلا يدع صاحب حق إلا أوصل إليه حقه، وهو العدل في تدبيره وتقديره إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ
"جامع الناس" ليوم لا ريب فيه، وجامع أعمالهم وأرزاقهم، فلا يترك منها صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، وجامع ما تفرق واستحال من الأموات الأولين والآخرين، بكمال قدرته، وسعة علمه.
"الحي القيوم" كامل الحياة والقائم بنفسه. القيوم لأهل السموات والأرض، القائم بتدبيرهم وأرزاقهم، وجميع أحوالهم، فـ "الحي": الجامع لصفات الذات، و"القيوم" الجامع لصفات الأفعال.
"النور" نور السموات والأرض، الذي نوَّر قلوب العارفين بمعرفته والإيمان به، ونوَّر أفئدتهم بهدايته، وهو الذي أنار السموات والأرض بالأنوار التي وضعها، وحجابه النور، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه.
"بديع السموات والأرض" أي: خالقهما ومبدعهما، في غاية ما يكون من الحسن والخلق البديع، والنظام العجيب المحكم.
"القابض الباسط" يقبض الأرزاق والأرواح، ويبسط الأرزاق والقلوب، وذلك تبع لحكمته ورحمته.
"المعطي، المانع"، لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، فجميع المصالح والمنافع منه تطلب، وإليه يرغب فيها، وهو الذي يعطيها لمن يشاء، ويمنعها من يشاء بحكمته ورحمته.
"الشهيد" أي: المطلع على جميع الأشياء. سمع جميع الأصوات خفيها وجليها، وأبصر جميع الموجودات دقيقها وجليلها صغيرها وكبيرها، وأحاط علمه بكل شيء، الذي شهد لعباده وعلى عباده بما عملوه.
"المبدئ، المعيد" قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ابتدأ خلقهم ليبلوهم أيهم أحسن عملا ثم يعيدهم ليجزي الذين أحسنوا بالحسنى، ويجزي المسيئين بإساءتهم. وكذلك هو الذي يبدأ إيجاد المخلوقات شيئا فشيئا، ثم يعيدها كل وقت.
"الفعال لما يريد" وهذا من كمال قوته ونفوذ مشيئته وقدرته، أن كل أمر يريده يفعله بلا ممانع ولا معارض، وليس له ظهير ولا عوين، على أي أمر يكون، بل إذا أراد شيئا قال له "كن فيكون". ومع أنه الفعال لما يريد، فإرادته تابعة لحكمته وحمده، فهو موصوف بكمال القدرة، ونفوذ المشيئة، وموصوف بشمول الحكمة، لكل ما فعله ويفعله.
"الغني، المغني" فهو الغني بذاته، الذي له الغنى التام المطلق، من جميع الوجوه والاعتبارات لكماله، وكمال صفاته، فلا يتطرق إليها نقص بوجه من الوجوه، ولا يمكن أن يكون إلا غنيا، لأن غناه من لوازم ذاته، كما لا يكون إلا خالقا، قادرا، رازقا، محسنا، فلا يحتاج إلى أحد بوجه من الوجوه، فهو الغني، الذي بيده خزائن السموات والأرض، وخزائن الدنيا والآخرة. المغني جميع خلقه غنى عاما، والمغني لخواص خلقه بما أفاض على قلوبهم من المعارف الربانية والحقائق الإيمانية.
"الحليم" الذي يدر على خلقه النعم الظاهرة والباطنة، مع معاصيهم وكثرة زلاتهم، فيحلم عن مقابلة العاصين بعصيانهم، ويستعتبهم كي يتوبوا، ويمهلهم كي ينيبوا.
"الشاكر، الشكور" الذي يشكر القليل من العمل، ويغفر الكثير من الزلل. ويضاعف للمخلصين أعمالهم بغير حساب، ويشكر الشاكرين، ويذكر من ذكره، ومن تقرب إليه بشيء من الأعمال الصالحة، تقرب الله منه أكثر.
"القريب، المجيب" أي: هو تعالى القريب من كل أحد، وقربه تعالى نوعان: قرب عام من كل أحد، بعلمه، وخبرته، ومراقبته، ومشاهدته، وإحاطته. وقرب خاص، من عابديه، وسائليه، ومحبيه، وهو قرب لا تدرك له حقيقة، وإنما تعلم آثاره، من لطفه بعبده، وعنايته به، وتوفيقه وتسديده. ومن آثاره الإجابة للداعين، والإنابة للعابدين، فهو المجيب إجابة عامة للداعين مهما كانوا، وأين كانوا، وعلى أي حال كانوا كما وعدهم بهذا الوعد المطلق، وهو المجيب إجابة خاصة للمستجيبين له المنقادين لشرعه، وهو المجيب أيضا للمضطرين، ومن انقطع رجاؤهم من المخلوقين وقوي تعلقهم به طمعا ورجاء وخوفا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/313)
"الكافي" عباده جميع ما يحتاجون ويضطرون إليه، الكافي كفاية خاصة من آمن به، وتوكل عليه، واستمد منه حوائج دينه ودنياه.
"الأول، والآخر، والظاهر، والباطن".
قد فسرها النبي صلى الله عليه وسلم تفسيرا جامعا واضحا، فقال: "أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء".
"الواسع" الصفات والنعوت ومتعلقاتها، بحيث لا يحصي أحد ثناء عليه، بل هو كما أثنى على نفسه. واسع العظمة والسلطان والملك، واسع الفضل والإحسان، عظيم الجود والكرم.
"الهادي، الرشيد" أي: الذي يهدي ويرشد عباده إلى جميع المنافع، وإلى دفع المضار، ويعلمهم ما لا يعلمون، ويهديهم لهداية التوفيق والتسديد، ويلهمهم التقوى، ويجعل قلوبهم منيبة إليه منقادة لأمره.
وللرشيد معنى بمعنى الحكيم، فهو الرشيد في أقواله وأفعاله، وشرائعه كلها خير ورشد وحكمة، ومخلوقاته مشتملة على الرشد.
"الحق" في ذاته وصفاته، فهو واجب الوجود، كامل الصفات والنعوت، وجوده من لوازم ذاته، ولا وجود لشيء من الأشياء إلا به. فهو الذي لم يزل ولا يزال بالجلال والجمال والكمال موصوفا، ولم يزل ولا يزال بالإحسان معروفا.
فقوله حق، وفعله حق، ولقاؤه حق، ورسله حق، وكتبه حق، ودينه هو الحق، وعبادته وحده لا شريك له هي الحق، وكل شيء ينسب إليه فهو حق. ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ
وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلا الضَّلالُ وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم إلى يوم الدين.
قال ذلك وكتبه العبد الفقير إلى ربه عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله بن ناصر السعدي غفر الله له ولوالديه، ومشايخه، وأحبابه، وجميع المسلمين آمين.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[03 - 05 - 03, 10:48 ص]ـ
أصول وكليات من أصول التفسير وكلياته لا يستغني عنها المفسر للقرآن للعلامة السعدي
ملف وورد(1/314)
((مسألة مشكلة في تفسير آية الكرسي))
ـ[أحمد الأزهري]ــــــــ[28 - 04 - 03, 08:44 ص]ـ
هذا السؤال يا إخواني طرحه الأخ / أحمد الفصير في منتدى أهل التفسير .. وحتى الآن لم يرد عليه أحد ..
السؤال: ((روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه فسر الكرسي (في آية الكرسي) بأنه موضع قدمي الله عز وجل، وقد صح ذلك عنه موقوفاً، وروي مرفوعاً لكن لا يصح.
قال الشيخ محمد بن عثيمين – رحمه الله –: " أهل السنة والجماعة عامتهم على أن الكرسي موضع قدمي الله عز وجل، وبهذا جزم شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم وغيرهما من أهل العلم وأئمة التحقيق ".
وقال الشيخ: " وما قيل من أن ابن عباس رضي الله عنهما يأخذ عن بني إسرائيل فلا صحة له، بل الذي صح عنه في البخاري أنه كان ينهى عن الأخذ عن بني إسرائيل ".
[تفسير الشيخ (3/ 254)]
ولكن عند التحقيق فإن ابن عباس له روايات كثيرة عن أهل الكتاب، وقد ذكر العلماء أن تفسير الصحابي يكون حجة وله حكم الرفع، إذا توفرت فيه شروط منها: أن يكون قوله ليس للرأي فيه مجال، ولم يعرف بالأخذ عن بني إسرائيل.
وقول ابن عباس في هذه المسألة ينطبق عليه الشرط الأول دون الثاني، وهذه المسألة مشكلة خصوصاً أن عامة أهل السنة أخذوا بقول ابن عباس رضي الله عنهما في هذه المسألة.
آمل من الأخوة ممن له علم بهذه المسألة الأفادة كل بحسبه، والله المستعان.)) انتهى
وهذا هو رابط الموضوع المطروح:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=115&highlight=%DA%C8%C7%D3
وجزاكم الله كل خير
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[28 - 04 - 03, 02:10 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=4926&highlight=%C7%E1%DF%D1%D3%ED
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[08 - 03 - 06, 07:23 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22720&highlight=%C7%E1%DF%D1%D3%ED+%DA%C8%C7%D3
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=15636&highlight=%C7%E1%DF%D1%D3%ED+%DA%C8%C7%D3
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[15 - 03 - 07, 01:14 م]ـ
أظن أن هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22720&highlight=%C7%E1%DF%D1%D3%ED+%DA%C8%C7%D3
هو أنفعها
جزاك الله خيراً أبا المنهال وبارك في علمك ووقتك.(1/315)
ما رأيكم في تفسير صفوة التفاسير؟
ـ[أحمد الأزهري]ــــــــ[28 - 04 - 03, 09:36 ص]ـ
السلام عليكم إخواني الكرام ..
سمعت من بعض الإخوان أن على هذا الكتاب مآخذ، فهل هذا صحيح؟
وجزاكم الله خيراً
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[28 - 04 - 03, 09:58 ص]ـ
أولاً:
الأستاذ محمد علي الصابوني , من أساتذة كلية الشريعة بمكة المكرمة، كان له نشاط في علوم القرآن والتفسير, ومن ثم قام بتأليف عدة كتب في التفسير وعلوم القرآن , أكثرها مختصرات , كـ " مختصر تفسير ابن كثير " , و " مختصر تفسير الطبري " , و " التبيان في علوم القرآن " , و " روائع البيان في تفسير آيات الأحكام " , و " قبس من نور القرآن " , و " صفوة التفاسير " , وهو الكتاب الذي نحن بصدده.
وهو تفسير موجز , قال عنه مؤلفه: إنه شامل، جامع بين المأثور والمعقول , مستمد من أوثق التفاسير المعروفة كالطبري والكشاف! وابن كثير والبحر المحيط! وروح المعاني , في أسلوب ميسر سهل التناول , مع العناية بالوجوه البيانية واللغوية.
وقال في المقدمة:
وقد أسميت كتابي " صفوة التفاسير " , وذلك لأنه جامع لعيون ما في التفاسير الكبيرة المفصلة , مع الاختصار والترتيب , والوضوح والبيان.
طبع الكتاب في ثلاث مجلدات , وكان تاريخ التأليف سنة (1400 هـ).
أما من حيث اعتقاد المؤلِّف فهو أشعري الاعتقاد، وهو ما جعل كتبه واختصاراته عرضة للنقد والرد، بل جعله هذا يبتر بعض نصوص الأحاديث، ويحرف بعض النقول عن العلماء كما سيأتي.
قال الشيخ سفر الحوالي:
أما الصابوني فلا يؤسفني أن أقول إن ما كتبه عن عقيدة السلف والأشاعرة يفتقر إلى أساسيات بدائية لكل باحث في العقيدة، كما أن أسلوبه بعيد كثيراً عن المنهج العلمي الموثق وعن الأسلوب المتعقل الرصين.
" منهج الأشاعرة في العقيدة " (ص 2).
وقد رد عليه كثير من أهل العلم مثل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله والشيخ الألباني رحمه الله والشيخ صالح الفوزان والشيخ بكر أبو زيد والشيخ محمد جميل زينو وغيرهم.
وأما كتابه " صفوة التفاسير " فهو من أكثر كتبه التي ردَّ عليها العلماء، وهذه قائمة بأسماء بعض من ردَّ عليه مع ذِكر أسماء كتبهم:
1. " الرد على أخطاء محمد علي الصابوني في كتابه " صفوة التفاسير " و " مختصر تفسير ابن جرير "، للشيخ محمد جميل زينو – مدرس التفسير في دار الحديث في مكة -.
2. " تنبيهات هامة على كتاب " صفوة التفاسير " "، للشيخ محمد جميل زينو.
3. " ملاحظات على كتاب " صفوة التفسير " " للشيخ سعد ظلاَّم – عميد كلية اللغة العربية في مصر -.
4. " ملاحظات على صفوة التفاسير " للشيخ عبد الله بن جبرين.
5. " ملاحظات عامة على كتاب " صفوة التفاسير " " للشيخ صالح الفوزان.
6. " التحذير من مختصرات الصابوني في التفسير " للشيخ بكر أبو زيد، وهو ضمن كتابه الكبير " الردود ".
وهذه الردود والتعقبات دفعت وزارة الأوقاف في المملكة العربية السعودية أن تمنع تداول الكتاب وتأمر بمصادرته، وذلك في: " تعميم وزارة الحج والأوقاف برقم 945/ 2 / ص، في 16/ 4 / 1408 هـ من المديرية العامة للأوقاف والمساجد في منطقة الرياض المتضمن مصادرة " صفوة التفاسير " وعدم توزيعه حتى يصلح ما فيه من أخطاء عقدية.
قال الشيخ بكر أبو زيد:
" صفوة التفاسير " اسم فيه تغرير وتلبيس، فأنَّى له الصفاء وهو مبني على الخلط بين التبر والتبن، إذ مزج بين تفسيري ابن جرير وابن كثير السلفييْن، وتفسير الزمخشري المعتزلي، والرضي الرافضي، والطبرسي الرافضي، والرازي الأشعري، والصاوي الأشعري القبوري المتعصب، وغيرهم، ولا سيما وهذا المزج على يد من لا يعرف الصنعة ولا يتقنها كهذا الذي تسوَّر هذا الصرح بلا سلَّم، وإلا فإن أهل العلم يستفيدون من المفسرين المتميزين بما لا يخرج عن الجادة: مسلك السلف، وضوابط التفسير، وسَنن لسان العرب.
" الردود " (ص 311).
وقال:
فيفيد وصفه بالجهل أنه: يصحح الضعاف، ويضعِّف الصحاح، ويعزو أحاديث كثيرة إلى الصحيحين، أو السنن الأربعة أو غيرها وليس في الصحيحين – مثلاً – أو ليس في بعضها، ويحتج بالإسرائيليات، ويتناقض في الأحكام.
ويفيد وصفه بالإخلال بالأمانة العلمية: بتر النقول، وتقويل العالم ما لم يقله، وتحريف جمع من النصوص والأقوال، وتقريره مذهب الخلَف في كتب السلف.
ويفيد خَلْفيته في الاعتقاد: مسخه لعقيدة السلف في مواضع من تفسير ابن جرير، وتفسير ابن كثير، وبأكثر في " صفوة التفاسير "، وما تحريفه لعدد من النصوص إلا ليبرر هذه الغاية.
" الردود " (ص 313، 314).
وقد نصحه الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – قائلاً:
نوصيك بتقوى الله، والحرص التام على التقيد بمذهب السلف الصالح في جميع مؤلفاتك، ونوصيك أيضاً بالإكثار من تدبر القرآن الكريم، والسنَّة المطهرة، وكلام سلف الأمَّة، والاستفادة مما كتبه الإمام العلاَّمة شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه العلاَّمة ابن القيم، ونوصيك بمطالعة رسالتيْ " التدمرية " و " الحموية " لشيخ الإسلام، و " الصواعق " و " اجتماع الجيوش الإسلاميَّة " لابن القيم، وغيرها من كتب السلف.
" الردود " (ص 375).
http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&QR=39771&dgn=2
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/316)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 - 04 - 03, 10:17 ص]ـ
جزاك الله خيراً الأخ إحسان العتيبي وأرجو أن تذكر أمثلة إن حضرك شيء عن قولك: <<ويعزو أحاديث كثيرة إلى الصحيحين، أو السنن الأربعة أو غيرها وليس في الصحيحين – مثلاً – أو ليس في بعضها>> لأن هذا أسهل شيء نقدمه للعامي لإثبات جهل هذا الصابوني هداه الله.
ـ[أحمد الأزهري]ــــــــ[28 - 04 - 03, 11:29 م]ـ
جزاكم الله خيراً .. شيخنا إحسان وبارك الله فيكم .. وأضم صوتي لصوت شيخنا الكريم محمد الأمين حفظه الله
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[10 - 06 - 05, 03:21 م]ـ
مختصر تفسير ابن كثير اضاف عليه عقيدته الصوفية
ـ[محمد براء]ــــــــ[10 - 06 - 05, 03:34 م]ـ
اتقوا الله في الرجل وأنصفوا ..
وأنبه أن الشيخ الصابوني رد على جميل زينو (نسيت اسم هذا الرد) .. فراجعوه
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[10 - 06 - 05, 04:00 م]ـ
يا أبا البراء هداه الله تدافع عن أهل البدع بدعوى الانصاف نسأل الله أن يهديك للعقيدة الصحيحة ويصرف عنك البدع
وإذا كان عندك علم ## فرد على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=18009&highlight=%C7%E1%D5%C7%C8%E6%E4%ED
من كتاب البيان لأخطاء بعض الكتاب للشيخ صالح بن فوزان
تعقيبات على مقالات الصابوني في الصفات
الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمد، وآله وصحبه.
أما بعد:
فقد اطلعت على مقالات لفضيلة الشيخ محمد على الصابوني، نشرها في " مجلة المجتمع " (الأعداد: 627 و628 و629 و630 و631 و632) تحت عنوان: (عقيدة أهل السنة في ميزان الشرع)، يحاول في تلك المقالات جعل الأشاعرة من أهل السنة في باب صفات الله عز وجل، وقد وقع في متناقضات عجيبة وخلط غريب، استدعاني أن أكتب هذا التعقيب الذي لا أقصد من ورائه إلا بيان الحقيقة، وإزالة اللَّبس، سائلًا الله العون والتوفيق.
وإليك بيان ما جاء في مقالاته مع الرد عليه:
1 – حينما تقرأ العنوان الذي وضعه لمقالاته – وهو: عقيدة أهل السنة في الميزان) – تستغربه؛ لأن وضع عقيدة أهل السنة في الميزان معناه فحصها ومعرفة هل هي صواب أو خطأ؟ وهذا تنقيص من قدرها، لاسيما والمراد بأهل السنة عند الإطلاق القرون المفضلة ومن تبعهم بإحسان.
لكنه يزول هذا الاستغراب حينما تعلم أنه يريد بذلك عقيدة التفويض التي ظنها عقيدة أهل السنة، وقد بينا بطلان ذلك فيما يأتي.
2 – حمل حملة شعواء على الذين يكفِّرون الأشاعرة، ونحن معه في هذا، فتكفير المسلم لا يجوز، إلا إذا ارتكب ناقضًا من نواقض الإسلام، لكنه لم يبين من هم الذين قالوا تلك المقالة، وأقدموا على هذا التفكير؟ وفي أي كتاب أو مجلة وقع ذلك؟ مع مناقشته مناقشة علمية، حتى يكون القارئ على بصيرة من أمرهم.
3 – جعل قضية الاختلاف في أمر النزول والصفات كالاختلاف في عقد اليدين في الصلاة وإرسالهما، وأمر الجهر بالبسملة والإسرار بها، وفي صلاة التراويح هل هي ثمان ركعات أو عشرون ركعة؟
ولا يخفى ما في هذا من الخلط؛ فقضية الصفات من قضايا العقيدة التي لا يجوز الخلاف فيها، وقضية وضع اليدين في الصلاة على الصدر أو إرسالهما وما ذُكر معها من المسائل من قضايا الفروع التي يسوغ فيها الخلاف بحسب فهم الأدلَّة الواردة فيها، ثم هي من السنن وليست من الفرائض.
4 – قال " إن الأشاعرة والماتريدية من أهل السنة والجماعة؛ لم يخرجوا عن الإسلام، ولا نطردهم من الملة ".
- والجواب: أما كون الأشاعرة لم يخرجوا عن الإسلام،؛ نعم هم من جملة المسلمين، وأما أنهم من أهل السنة والجماعة في باب الصفات؛ فلا؛ لأنهم يخالفون أهل السنة والجماعة في ذلك فأهل السنة والجماعة يثبتون الصفات على ما جاءت من غير تأويل، والأشاعرة لا يثبتون كثيرًا منها كما جاء، بل يؤِّولونه عن ظاهره كما هو معروف، فكيف يُجعَل من القوم من يخالفهم؟!
نعم هم من أهل السنة والجماعة في بقية أبواب الإيمان والعقيدة، التي لم يخالفوهم فيها، وليسوا معهم في باب الصفات وما خالفوا فيه؛ لاختلاف مذهب الفريقين في ذلك، وكتبهم هي الحكم في هذه القضية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/317)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في " منهاج السنة ": " لفظ " (أهل السنة) يراد به مَن أثبت خلافة الخلفاء الثلاثة، فيدخل في ذلك جميع الطوائف إلا الرافضة، وقد يراد به أهل الحديث والسنة المحضة؛ فلا يدخل فيه إلا من أثبت الصفات لله، ويقول: إن القرآن غير مخلوق، وإن الله يُرى في الآخرة، ويُثبت القدر، وغير ذلك من الأمور المعروفة عن أهل الحديث والسنة ". انتهى
باختصار.
5 – قال: " علماء مصر وشيوخ الأزهر يدينون في معتقدهم بمذهب الإمام أبي الحسن الأشعري، والعراق وتونس والمغرب على المذهب الأشعري ".
- والجواب أن يقال:
أولًا: مذهب أبي الحسن الأشعري الذي استقرَّ عليه أخيرًا في باب الصفات هو مذهب أهل السنة والجماعة، ورجع عما كان عليه قبلُ من تأويل الصفات؛ كما صرح بذلك في كتابه (الإبانة عن أصول الديانة) وفي كتابه (المقالات)، ومعلوم أن مذهب الإنسان هو ما يستقرُّ عليه أخيرًا، لا سيما وقد صرح برجوعه عن مذهبه الأول.
ومَن ذكرت يا فضيلة الشيخ هم على مذهبه الذي رجع عنه، فانتسابهم إليه غير صحيح؛ لأن هذا المذهب الذي هم عليه أصبح غير مذهب أبي الحسن الأشعري، ونسبته إليه بعد ما رجع عنه ظلم.
ويقال ثانيًا: المذهب لا يُعرف كونه حقًا بكثرة المتبعين له؛ قال تعالى: {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ}.
وإنما يعرف كونه حقًا بمطابقته للكتاب والسنة.
وما عليه الأشاعرة في الصفات ليس مطابقًا للكتاب والسنة.
6 – يرى أن الأسلم تفويض الصفات إلى علاَّم الغيوب، وينسب هذا إلى السلف، فيقول: " يؤمن السلف الصالح بجميع ما ورد من آيات الصفات وأحاديث الصفات ويفوضون علم ذلك إلى الله تعالى. . . ". إلى أن قال: " قد اشتهر بأنه مذهب أهل التفويض ومذهب أهل السلف الصالح ".
ثم نقل عن الإمام أحمد والإمام مالك - رحمهما الله - كلاما يظن أنه يؤيد ما يقول، حيث نقل عن الإمام أحمد قوله " أخبار الصفات تُمَرُّ كما جاءت؛ بلا تشبيه ولا تعطيل؛ فلا يقال: كيف؟ ولم؟ نؤمن بأن الله على العرش كيف شاء، وكما شاء، بلا حد ولا صفة يبلغها واصف أو يحدُّها حادُّ، نقرأ الآية والخبر، ونؤمن بما فيهما، وندع الكيفية في الصفات إلى علم الله ".
ثم نقل قول الإمام مالك: " الاستواء معلوم، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعه ". انتهى.
- والجواب عن ذلك: أن إطلاق أن مذهب السلف هو التفويض إطلاق خاطئ، وجهل بمذهب السلف، لأن السلف لا يفوضون معنى الصفات، لأنه معلوم لديهم، وإنما يفوضون كيفية الصفات؛ كما جاء في كلام هذين الإمامين الذي نقله فضيلة الشيخ.
فالإمام أحمد يقول: " نقرأ الآية والخبر، ونؤمن بما فيهما، وندع الكيفية في الصفات إلى علم الله "، فالمفوض هو الكيفية فقط.
وكذلك الإمام مالك يقول: " الاستواء معلومٌ "؛ أي: معلوم معناه. " و الكيف مجهول "؛ فصار المفوض هو الكيفية.
وهذا هو اعتقاد السلف في جميع الصفات، يعلمون معناها، ويعتقدونه، ويؤمنون به كما جاء، لا يؤولونه عن ظاهره، ويفوِّضون الكيفية إلى علم الله تعالى.
7 – ثم يتناقض الشيخ بعد ذلك، فبينما قرَّر فيما سبق أنه مقتنع بعقيدة التفويض، وأنها عقيدة السلف – كما يزعم -؛ إذا هو بعد ذلك يخرج عن التفويض، ويقول: " ولكننا نعتقد بتنزيه الله عن الجوارح، فلا يسمع بصماخ الأذن، ولا يرى بحدقة العين، ولا يتكلم بلسان من قطعة لحم وحنجرة يخرج منها الصوت؛ كما هو حال الخلق والعباد، بل هذه الأمور مستبعدة عن الله جل وعلا ".
- ونقول له: ما دمتَ قد فوضت في الصفات؛ فلماذا تدخل في هذه التفصيلات، مع أن التفويض معناه السكوت عن تفسيرها؟!
- وإذا كان قصدك تنزيه الله عن مشابهة الخلق؛ فاكتف بقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}، {وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ}، {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا}، فتجمِل النفي كما أجمله الله في كتابه، دون أن تقول: ليس كذا، وليس كذا. . . إلخ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/318)
- 8 – يتهجَّم على الذين يُثبِتون الصفات، ويقول: " إنهم يصوِّرون الله بصورة غريبة عجيبة، ويجعلون الله تعالى كأنه جسم مركَّب من أعضاء وحواس، له وجه ويدان وعينان، وله ساق وأصابع، وهو يمشي وينزل ويهرول، ويقولون في تقرير هذه الصفات: إن الله يجلس كما يجلس الواحد على السرير، وينزل كما ينزل أحدنا على الدرج؛ يريد أحدهم –بزعمه _ أن يقرر مذهب السلف الصالح للتلاميذ، ويثبت لهم حقيقة معنى الاستواء والنزول، وأنه جلوس حِسِّيّ، لا كما يتأوله المتأولون " انتهى كلامه.
- والجواب: إن لفظ الجسم والتركيب والأعضاء والحواس لم يرد في كتاب الله وسنة رسوله نفيه ولا إثباته، ونحن نثبت ما أثبته الله لنفسه، وننفي ما نفى عن نفسه، ونمسك عما عدا ذلك. أما الوجه واليدان والعينان والساق والأصابع والنزول؛ فهذه قد أثبتها الله لنفسه، وأثبتها له رسوله - صلى الله عليه وسلم - فنحن نثبتها كما جاءت.
وأما قولك: " ويقولون في تقرير هذه الصفات: إن الله يجلس كما يجلس الواحد على السرير، وينزل كما ينزل أحدنا الدرج "؛ فهذا من باب التشويه والإرجاف والتنفير، وإلا كان الواجب عليك – إذا كان هذا واقعًا – أن تبين: من هو قائله؟ وفي أي مدرسة أو جامعة؟ أو في أي كتاب قاله؟ حتى يمكن مناقشته وإيقافه عند حده. وما ذكرته من أنهم يقولون عن الاستواء والنزول: إنه جلوس حسيّ ونزول حسيّ؛ فالصواب أن يقال: استواء حقيقي ونزول حقيقي. هذا تعبير أهل السنة والجماعة، وهو على ما يليق بالله عز وجل، وليس من معاني الاستواء الجلوس عندهم؛ فإن معاني الاستواء عندهم هي: العلو، والاستقرار، والارتفاع، والصعود.
قال العلامة ابن القيم في النونية مبينًا معاني الاستواء عند السلف:
ولهم عبارات عليها أَربَع ** قد حَصَلت للفارس الطَّعَّان
وهي استقر وقد علا وكذلك ** ارتفع الذي ما فيه من نُكران
وكذاك قد صعد الذي هو رابع ** وأبو عبيدةَ صاحب الشيباني
يختار هذا القول في تفسيره ** أَدرَى مِنَ الجهميّ بالقرآن
ثم قال فضيلة الشيخ الصابوني:
" بل لم يكن يتلفظ الواحد منهم – يعني: السلف – بمعنى الاستواء، حتى لا يتوهم السامع التشبيه؛ كما فعل الإمام مالك - رحمه الله - حين قال للسائل: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة. . . وقد كان بإمكانه أن يقول له: الاستواء: هو الجلوس، ألا تعرف الجلوس؟ " انتهى.
- والجواب أن نقول: إن السلف لم يكونوا يتحاشون من ذكر معاني الصفات، لأنهم يعلمونها، ويعتقدون معناها، ألا تراهم فسروا الاستواء بأربعة معان؛ كما ذكرنا عنهم؟ إنما كانوا يتحاشون الخوض في الكيفية؛ لأنهم لا يعلمونها، والذي سأل الإمامَ مالك لم يسأله عن المعنى، إنما سأله عن الكيفية؛ فإنه قال: {اسْتَوَى}، ولهذا قال له مالك: " والكيف مجهول، والسؤال عنه بدعة " يعني: الكيف.
9 – قال: " وأهل السنة قد اشتهروا بمذهبين اثنين؛ هما: الأول: مذهب السلف، والثاني: مذهب الخلف، وكل منهما لا يخرج عن مذهب أهل السنة والجماعة ".
- والجواب عن ذلك أن نقول: إذا كان مذهب الفريقين واحدًا؛ فلماذا قسمتهم إلى سلف وخلف، وإن كان مذهب الفريقين مختلفًا – كما هو الواقع - فإنه لا يصح لغة ولا شرعًا ولا عقلًا أن تجعلهم جماعة واحدة في هذا الباب، وتطلق عليهم جميعًا أهل السنة والجماعة، مع أن المراد بأهل السنة والجماعة ما وضحه النبي - صلى الله عليه وسلم – بقوله: (هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي).
فهل كان تأويل الصفات أو تفويضها الذي يفعله الخلف –كما ذكرتَ عنهم - هل هو مما كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه رضي الله عنهم؟!
إذن؛ ليس من يؤول الصفات أو يفوِّضها من أهل السنة والجماعة في هذا الباب، وإن كان منهم في أبواب أخرى لا يخالفهم فيها.
10 – ثم يضيف الشيخ إلى مذهب السلف ما ليس منه، فيقول:
" وخلاصة مذهب السلف أنه يجب علينا أن نصف الله تعالى بجميع ما وصف به نفسه من صفات على ما يليق به سبحانه، فتنزهه جل وعلا عن الجسمية والشكل والصورة ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/319)
- فقوله: " ننزهه عن الجسمية والشكل والصورة ": هذا ليس من مذهب السلف، فهم ينفون ما نفاه الله عن نفسه، ولم يرد نفي الجسم والشكل، فهم يمسكون عن ذلك، ويكتفون بقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} وأمثاله من النفي المجمل.
وأما الصورة فقد ورد الأحاديث إثباتها في حق الله تعالى؛ فهم لا ينفونها.
11 - يسوِّغ تأويل بعض الصفات، حيث يقول:
" لذلك مالوا (يعني السلف) إلى التأويل في بعض الصفات التي توهم التشبيه، كالاستواء، والنزول، والإتيان، والمجيء، لأن عصرهم الذي عاشوا فيه لم يكن كالعصر السابق: عصر التسليم والتفويض، وإنما عصر الجدل والمناظرة، فهم لم يؤوِّلوا عن هوى ومكابرة، وإنما أوَّلوا عن حاجة واضطرار؛ لدفع شغب المجادلين في صفات الله بالباطل، ومن ذلك الحين اشتهر لعلماء أهل السنة مذهبان اثنان هما: مذهب أهل التفويض، ومذهب أهل التأويل، أما المذهب الأول؛ فهو المشهور بمذهب السلف، والمذهب الثاني هو المشهور بمذهب الخلف، وكل من المذهبين منسوب إلى أهل السنة " انتهى.
- والجواب أن نقول:
أ – لم يكن التفويض المطلق ولا التأويل للصفات عن ظاهرها في يوم من الأيام مذهبًا لأهل السنة والسلف الصالح، لأن مذهب السلف وأهل السنة هو الإيمان بما دلت عليه صفات الله تعالى من معنى الكمال، مع تفويض كيفيتها لله تعالى؛ كما نَقلْتَه عن الإمام مالك وغيرهما في مطلع كلامك.
وإنما التفويض والتأويل مذهبان للخلف، وهم ليسوا في هذا الباب من أهل السنة والجماعة؛ لمخالفتهم لمذهبهم فيه، والمخالف لا يُنسَب إلى من خالفه، وإن كانوا من أهل السنة في بقية الأبواب التي وافقوا فيها أهل السنة.
ب – تأويل الصفات عن معناها الحقيقي لا يجوز في أي عصر من العصور، ولا يجوز أن نرد على أهل الباطل بباطل، بل يجب أن نَثبُت على الحق، ولا نلتفت إلى شغب المخالفين، ولا نتنازل عما معنا من الحق لأجل الرد عليه.
والتأويل باطلٌ؛ مهما صلحت نية فاعله، حسن مقصده وقد يعمل الشخص بعمل أهل النار وهو يظن أنه يحسن صنعًا؛ كما قال تعالى:
{قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}.
وقال تعالى: {وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ}.
والباطل إنما يُدفَع بالحق، {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ}.
12 – يكرر أن مذهب السلف هو التفويض، ومذهب الخلف هو التأويل، ويقول:
" إنما كان المحقِّقون منهم (يعني: أصحاب المذهبين) يفضلون مذهب السلف، فيقولون: هو أسلم، والبعض منهم كان يرجِّح مذهب الخلف؛ دفاعًا لشبهات الزائغين، ويقول: هو أحكم، مع اعتقادهم جميعًا بصفات الله تعالى؛ دون تعطيل أو تجسيم؛ خلافًا للمعتزلة والجهمية، فكان الخلاف بين الفاضل والأفضل ".
والجواب أن نقول:
أ – قد بينَّا فيما سبق مرارًا أن مذهب السلف في الصفات هو اعتقاد ما دلت عليه النصوص؛ من غير تشبيه ولا تعطيل، وليس هو التفويض، فنسبته إليهم زور وبهتان، وهم منه براء، فكل من التفويض والتأويل من مذاهب الخلف المحدَثة، وليس فيهما مفضولًا ولا فاضل، بل كلاهما زور وباطل.
ب – قوله " مع اعتقادهم جميعًا بصفات الله تعالى؛ دون تعطيل أو تجسيم " قول فيه مغالطة، إذ كيف يقال: إن من يؤِّول صفات الله عن مدلولها، فيؤِّول اليد بالقدرة، والاستواء بالاستيلاء والرحمة بالنعمة، كيف يقال مع هذا: إنه يعتقد هذه الصفات دون تعطيل، أليس فعله هذا هو التعطيل بعينه؟!
13 - قال " وإذا كان من أوَّل الصفات ضالًا، فنضلل السلف الصالح جميعًا؛ لأنهم أولوا قوله تعالى: {مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ}؛ قالوا: معهم بعلمه لا بذاته، وأولوا قوله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ}؛ قالوا: مَعيَّه علم؛ لئلا تتعدد الذات، وسنحكم بضلال الحافظ ابن كثير؛ لأنه قال في قوله تعالى: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ}؛ قال: المراد: ملائكتنا أقرب إلى الإنسان من حبل وريده إليه. انتهى كلامه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/320)
- والجواب عن ذلك؛ نقول:
أ – نعم؛ من أوَّل الصفات عن مدلوها إلى غير معانيها، فهو ضال؛ كما قال تعالى: {ولله الأسماءُ الحسنى وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}.
ومن الإلحاد فيها صرفها عما دلت عليه، وهذا ضلال.
ب – وأما ما ذكرته من تفسير أهل السنة والجماعة لآيات المعيَّة بأنها معيَّة علم وإحاطة؛ فليس هو من التأويل الذي زعمته.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في (الفتوى الحموية):
" ولا يحسب حاسب أن شيئا من ذلك يناقض بعضه بعضًا ألبتة؛ مثل أن يقول القائل: ما في الكتاب والسنة من أن الله فوق العرش يخالفه في الظاهر قوله: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ}، وقوله - صلى الله عليه وسلم-: (إذا قام أحدكم إلى الصلاة؛ فإن الله قِبَل وجهه)، ونحو ذلك؛ فإن هذا غلط، وذلك أن الله معنا حقيقة، وهو فوق العرش حقيقة، كما جمع الله بينهما في قوله تعالى {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} فأخبر أنه فوق العرش، يعلم كل شيء، وهو معنا أينما كنا، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث الأعمال: (والله فوق العرش، وهو يعلم ما أنتم عليه).
ذلك أن كلمة (مع) في اللغة إذا أطلقت؛ فليس ظاهرها في اللغة إلا المقارنة المطلقة؛ من غير وجوب مماسة أو محاذاة عن يمين أو شمال، فإذا قُيِّدَت بمعنى من المعاني؛ دلت على المقارنة في ذلك المعنى، فإنه يقال: ما زلنا نسير والقمر معنا، أو النجم معنا، ويقال: هذا المتاع معي؛ لمجامعته لك، وإن كان فوق رأسك. فالله مع خلقه حقيقة، وهو فوق العرش حقيقة.
ثم أن هذه المعيِّة تختلف أحكامها بحسب الموارد، فلما قال: {يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا}. . . إلى قوله {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ}؛ دل ظاهر الخطاب على أن حكم هذه المعيِّة ومقتضاها أنه مطلع عليكم، شهيدٌ عليكم، مهيمن عليكم، عالم بكم، وهذا معنى قول السلف: إنه معهم بعلمه، وهذا ظاهر الخطاب وحقيقته " انتهى.
فعُلِمَ من ذلك أنه لم يجرِ في الآية – ولله الحمد - التأويل الذي زعمه فضيلة الشيخ الصابوني؛ لأن المعية يختلف معناها باختلاف مواردها.
ج – وأما قوله: إن ابن كثير قال في التفسير قوله تعالى: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ}. . وزعم أن هذا تأويل من ابن كثير؛ فنقول له: ليس هذا من قبيل التأويل الذي تدَّعيه؛ لأن الآية جاءت بلفظ الجمع: {وَنَحْنُ}.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في (مجموع الفتاوى): (5/ 507):
" فإن مثل هذا اللفظ إذا ذكره الله تعالى في كتابه؛ دل ذلك على أن المراد به أنه سبحانه يفعل ذلك بجنوده من الملائكة؛ فإن صيغة " نحنُ " يقولها المتبوع المطاع المعظَّم الذي له جنود يتبعون أمره، وليس لأحدٍ جند يطيعونه كطاعة الملائكة لربهم، وهو خالقهم وربُّهم، وهو سبحانه العالم بما توسوس به نفسه وملائكته تعلم، فكان لفظ: " نحنُ " هنا هو المناسب ".
وقال سياق الآيتين يدل على أن المراد الملائكة؛ فإنه قال: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}، فقيَّد القرب بهذا الزمان، وهو زمان تلقِي المتلقيين؛ قعيد عن اليمين، وقعيد عن الشمال، وهما الملكان الحافظان اللذان يكتبان، كما قال: {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}، ومعلوم أنه لو كان المراد قرب ذات الرب؛ لم يختص ذلك بهذه الحال، ولم يكن لذكر القعيدين والرقيب والعتيد من معنى مناسب " انتهى.
ومنه تعلم أن ابن كثير - رحمه الله - لم يؤول الآية الكريمة كما زعم الشيخ الصابوني.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/321)
14 - قال: " يجب التأويل في بعض الأحيان، بل نقول: إنه يتعين التأويل؛ كما في الحديث الصحيح: (الحجر الأسود يمين الله في أرضه)، وكما قال تعالى عن سفينة نوح: {وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاء لِّمَن كَانَ كُفِرَ}، فهل السفينة تجري في عين الله؟ أم المراد: تسير بحفظنا ورعايتنا، فإذا لم نؤِّولها؛ فسد المعنى تمامًا.
وكيف نقول في الحديث القدسي، (ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته؛ كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه)، فما رأي السادة الأعلام؟! أليس فيه حجة ومتمسك لمن يقولون بوحدة الوجود، والذين يزعمون الحلول والاتحاد؟ أم نقول: يتعين هذا التأويل.
وما هو المعنى المراد من الحديث الشريف (إن تقرب مني شبرًا تقربت منه ذراعًا، وإن جاءنى يمشي، أتيته هرولة) ألا يجب التأويل؟ فلماذا نحكم بضلال الأشاعرة بسبب التأويل ونبيح لأنفسنا التأويل؟.
- الجواب: أن نقول نعم؛ نحكم بضلال من أوَّل صفات الله تعالى عما دلت عليه من المعنى الحق، وحاول صرفها إلى غير معانيها الحقيقية من الأشاعرة وغيرهم، وإن لم يكن هذا ضلالًا؛ فما هو الضلال؟!
قال تعالى: {فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ}.
وأما ما استدللت به على وجوب التأويل في بعض الأحيان؛ فلا دلالة فيه لما تريد، وبيان ذلك كما يلي:
أ – قوله - صلى الله عليه وسلم – (الحجر الأسود يمين الله في الأرض)؛ قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في (مجموع الفتاوى): (6/ 397):
إنه " قد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بإسناد لا يثبت، والمشهور إنما هو عن ابن عباس، ومن تدبر اللفظ المنقول؛ تبين له أنه لا إشكال فيه إلا على من لم يتدبره؛ فإنه قال: (يمين الله في الأرض)، فقيَّده بقوله (في الأرض)، ولم يطلق فيقول: يمين الله. وحكم اللفظ المقيد يخالف حكم اللفظ المطلق. ثم قال: " فمن صافحه وقبَّله؛ فكأنما صافح الله وقبل يمينه " معلوم أن المشبه غير المشبه به، وهذا صريح في أن المصافِح لم يصافح يمين الله أصلًا، ولكن شُبِّه بمن يصافح الله، فأول الحديث وآخره يبين أن الحجر ليس من صفات الله؛ كما هو معلوم عند كل عاقل " انتهى.
وقد تبين بهذا أولا: أن الحديث ليس بصحيح كما توهمه الصابوني.
وثانيًا: ليس فيه دلالة على تأويل الصفات.
ب – وقوله تعالى: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا}؛ معناه: بمرأى منا، ولا يفهم من ظاهر الآية ما قاله فضيلة الشيخ أن السفينة تجري في عين الله، وليس هو ظاهر اللفظ حتى يحتاج إلى تأويل؛ لأنه قال: {بِأَعْيُنِنَا}، ولم يقل: في أعيننا، ومعلوم الفرق بين اللفظتين، فهي كقوله: {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا}.
قال الشوكاني في " فتح القدير ": " {فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا}؛ أي: بمرأى منا، بنظر منا، وفي حفظنا وحمايتنا؛ فلا تبال بهم ".
ج – وأما حديث: (كنت سمعه الذي يسمع به. . . إلخ)؛ فأول الحديث وآخره يبين المراد منه، وهو أن العبد إذا اجتهد في التقرب إلى الله بالفرائض، ثم بالنوافل؛ أحبه الله، وسدده في جميع تصرفاته.
قال الحافظ ابن رجب في " شرح الأربعين ": " فمتى امتلأ القلب بعظمة الله تعالى؛ محا ذلك من القلب كل ما سواه، ولم يبقِ للعبد من نفسه وهواه، ولا إرادة إلا ما يريده منه مولاه، فحينئذ لا ينطق العبد إلا بذكره، ولا يتحرك إلا بأمره، فإن نطق نطق بالله وإن سمع سمع به، وإن نظر نظر به، وإن بطش بطش به " انتهى.
ويوضح ذلك قوله في آخر الحديث: (ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذَنَّه)، فالله يسدده في تصرفاته، ويعطيه ما سأله، ويؤمنه مما يخاف. . .
هذا ما يدل عليه الحديث، ولا يحتمل غير هذا المعنى حتى يحتاج إلى تأويل؛ لأنه معلوم قطعًا بالأدلة والفطرة والمعقول أن الله سبحانه لا يحلُّ في شيء من خلقه، فلا حاجة إلى التأويل؛ كما زعم الصابوني سامحه الله.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في (مجموع الفتاوى) (2/ 271 - 272):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/322)
" فالملاحدة والاتحادية يحتجون به (يعني: هذا الحديث) على قولهم؛ بقوله: كنت سمعه وبصره ويده ورجله، والحديث حجة عليهم من وجوه كثيرة منها:
قوله: (من عادى لي وليا؛ فقد بارزني بالمحاربة)، فأثبت معاديًا ومحاربا ووليا غير المعادي، وأثبت لنفسه سبحانه هذا وهذا.
ومنها قوله: (وما تقرب إلي عبدي بمثل ما افترضته عليه)، فأثبت عبدًا متقربًا إلى ربه بما افترض عليه من فرائض.
ومنها قوله: (ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه)، فأثبت متقربًا ومتقربًا إليه، ومحبًا ومحبوبا غيره، وهذا كله ينقض قولهم.
ومنها قوله: (فإذا أحببته؛ كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به. . . إلخ)؛ فإنه جعل لعبده بعد محبته هذه الأمور، وهو عندهم قبل المحبة وبعدها واحد.
د - وأما قوله: " وما هو المعنى المراد من الحديث الشريف: (إن تقرب مني شبرًا). . . " إلخ؟ فنقول: المراد منه قرب الله من عبده إذا تقرب إليه بالعبادة، وقرب الله من عباده المؤمنين ثابت بالكتاب والسنة وإجماع أهل السنة. قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في (مجموع الفتاوى) (5/ 464) في معنى الحديث: " وهو سبحانه قد وصف نفسه في كتابه وفي سنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - بقربه من الداعي، وقربه من المتقرب إليه ".
وذكر الآية والحديث، وقال: (5/ 510): " فكلما تقرب العبد باختياره قدر شبر زاده الرب قربًا إليه، حتى يكون كالمتقرب بذراع ".
وقال العلامة ابن القيم في " الصواعق " (2/ 412 – 413 – المختصر): " وقد بينا بأنه سبحانه قريب من أهل الإحسان، ومن أهل سؤاله وإجابته ". ويوضح ذلك بأن الإحسان يقتضي قرب العبد من ربه، فيقرب ربه منه. . . إلى أن قال: " فإنه من تقرب منه شبرًا يتقرب منه ذراعًا، ومن تقرب منه ذراعًا؛ تقرب منه باعًا. . . ".
إلى أن قال: " وهو مع ذلك فوق سماواته، على عرشه؛ كما أنه سبحانه يقرب من عباده في آخر الليل وهو فوق عرشه، ويدنو من أهل عرفة عشية عرفة وهو على عرشه، فإن علوه سبحانه على سماواته من لوازم ذاته، فلا يكون قط إلا عاليًا، ولا يكون فوقه شيء ألبتة؛ كما قال أعلم الخلق: " فأنت الظاهر؛ فليس فوقك شيء "، وهو سبحانه قريب في علوه، عال في قربه. . . ".
إلى أن قال: " والذي يسهل عليك فهم هذا معرفة عظمة الرب، وأحاطته بخلقه، وأن السماوات السبع في يده كخردلة في يد العبد، وأنه سبحانه يقبض السماوات بيده والأرض بيده الأخرى ثم يهزهن. فكيف يستحيل في حق من هذا بعض عظمته أن يكون فوق عرشه ويقرب من خلقه كيف يشاء وهو على العرش؟!. انتهى.
15 - يدافع الشيخ الصابوني عن الذين يؤولون الصفات، فيقول: " إنهم ما أنكروا الصفات كما فعل الجهمية والمعتزلة، وإنما أولوها بما يحتمله اللفظ؛ دفعًا للتشبيه والتجسيم. . . " إلخ.
- ونقول له: هذه مغالطة منك؛ لأن من أول الصفات عن مدلولها الصحيح ومعناها الصريح؛ كمن أول اليد بالنعمة، والاستواء على العرش بالاستيلاء عليه، والوجه بالذات؛ أليس هو بذلك قد نفى اليد الحقيقية والاستواء الحقيقي والوجه الحقيقي وصرفها إلى معان غير مقصودة باللفظ أصلًا؟! فكيف لا يكون مع ذلك قد نفى الصفات؟!.
16 - ثم يواصل الدفاع عنهم، فيقول:
- " ثم هم يقولون في المجيئ والإتيان: إن المطلق يحمل على المقيد، فقوله تعالى: {وَجَاء رَبُّكَ}، وقوله {أو يَأْتِيَ رَبُّكَ}؛ يحمل على المقيد في قوله تعالى: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أو يَأْتِيَ رَبُّكَ}، فكيف نكفرهم وهم يحتجون بالقرآن على بعض التأويلات؟! "
ونقول له: نحن لا نكفرهم بذلك كما سبق، لكننا نخطئهم ونضللهم في مثل هذا التأويل، وحمل المطلق على المقيد ليس هذا من موارده؛ لاختلاف المقصود من النصين، فكل منهما يقصد به غير ما يقصد بالآخر، فمواردها مختلفة فيبقى كل نص على مدلوله، ولا يحمل أحدهما على الآخر.
قال العلامة ابن القيم في (الصواعق) (2/ 385 - 386 - المختصر):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/323)
" الإتيان والمجيء من الله تعالى نوعان: مطلق ومقيد، فإذا كان مجيء رحمته أو عذابه؛ كان مقيدًا؛ كما في الحديث: " حتى جاء الله بالرحمة والخير "، ومنه قوله تعالى: {وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ}، وقوله: {بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ}، وفي الأثر: " لا يأتي بالحسنات إلا الله ".
النوع الثاني: المجيء والإتيان المطلق؛ كقوله: {وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ}، وقوله: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلآئِكَةُ}، وهذا لا يكون إلا مجيئه سبحانه، هذا إذا كان مطلقًا، فكيف إذا قيد بما يجعله صريحًا في مجيئه نفسه؛ كقوله {إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أو يَأْتِيَ رَبُّكَ أو يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ}، فعطف مجيئه على مجيء الملائكة، ثم عطف مجيء آياته على مجيئه.
ومن المجيء المقيد قوله: {فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ} فلما قيده بالمفعول، وهو (البنيان)، وبالمجرور، وهو (القواعد) دل ذلك على مجيء ما بيَّنه، إذا من المعلوم أن لله سبحانه إذا جاء بنفسه؛ لا يجيء من أساس الحيطان وأسفلها " انتهى.
17 – ثم يواصل فضيلة الشيخ دفاعه المستميت عن الذين يؤولون الصفات، فيقول:
" ويقولون في حديث النزول: (ينزل الله في الثلث الأخير من الليل إلى السماء الدنيا): إن المراد به تنزيل رحمته؛ إذا كيف ينزل ربنا في الثلث الأخير من الليل إلى السماء الدنيا، وفي كل ساعة من ساعات الليل والنهار ثلث أخير في بعض البلاد، فالوقت الذي يكون عندنا بمكة مثلًا صلاة المغرب يكون في أندونسيا الثلث الأخير من الليل، وفي الوقت الذي يكون بمكة آخر الليل يكون عند غيرنا وقت الضحى أو الظهر ". . . إلخ ما قال.
- والجواب: عن ذلك أن نقول:
أولًا: ألفاظ الحديث تنفي نسبة النزول إلى غير الله؛ بأن يقال: تنزل رحمته، حيث جاء في حديث النزول أنه يقول سبحانه: " أنا الملك، من يستغفرني فأغفر له، هل من سائل فأعطيه ":
هل رحمته تقول: أنا الملك؟!
هل رحمته تقول: من يستغفرني فأغفر له، هل سائل فأعطيه؟!
هل رحمته تقول: " أنا الملك، من يستغفرني. . . إلخ؟!
ثانيًا ً: وأما الاعتراض بأن ثلث الليل يختلف باختلاف البلاد؛ فيجاب عنه بأن هذا الاعتراض صادر عن عدم تصوره لعظمة الله سبحانه، وعن قياس نزوله على نزول المخلوق، تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا.
وهذا الاعتراض أيضا ناشيء عن البحث في كيفية نزوله سبحانه، والنزول كسائر صفات الله عز وجل، نؤمن به على حقيقته ومعناه، ونكل كيفيته إلى الله عز وجل.
ونحن نقول لهؤلاء: إذا كان الله سبحانه يحاسب جميع الخلائق يوم القيامة في ساعة واحدة، ويرزق الخلائق في ساعة واحدة، ويسمع دعاء الداعين في ساعة واحدة - على اختلاف لغاتهم وتفنن حاجاتهم -، ولا تغلطه كثرة المسائل، فإذا كان قادرًا على ذلك كله؛ فهو قادر على النزول الذي أخبر عنه نبيه - صلى الله عليه وسلم - كيف يشاء، مع اختلاف ثلث الليل في سائر البلدان، والله تعالى أعلم.
18 – يدعو الشيخ الصابوني إلى ترك مناقشة المذاهب – بما فيها الصوفية أصحاب الطرق المعروفة، والذين تكثر عندهم الأخطاء – وأن نوفر طاقاتنا لحرب أعدائنا الملاحدة والشيوعيين والمنافقين.
والجواب أن نقول:
لا يمكن أن نقف صفًّا واحدًا في وجه أعداء الإسلام إلا إذا صلحت العقيدة من الشركيات والبدع والخرافات والإلحاد في أسماء الله وصفاته؛ قال تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ}.
والاعتصام بحبل الله يعني الرجوع إلى الحق وترك الباطل، وإذا كانت المعاصي العملية تخل بصف المسلمين أمام أعدائهم؛ فكيف بالمعاصي الاعتقادية؟!
إنه لا يبقى في وجه الأعداء إلا أهل السنة والجماعة في كل زمان ومكان؛ كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لا تزال طائفة من أمتى على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك).
19 – يختم بما بدأ به من مدح الأشاعرة، وأنهم من أهل السنة، وينقل طرفًا من مقالة أبي الحسن الأشعري في كتابه " الإبانة " الذي صرح فيه برجوعه عن مذهبه الأول إلى مذهب أهل السنة، ويجعل ذلك من مزايا مذهب الأشاعرة تلبيسًا على الناس الذين لا يعرفون الفرق بين ما عليه الأشاعرة من تأويل الصفات وما استقر عليه من رأي أبي الحسن الأشعري أخيرًا، وهو الرجوع إلى مذهب أهل السنة وإثبات الصفات، وبذلك يصبح ليس له مذهب مستقل، ويكون الأشاعرة ليسوا من أتباع أبي الحسن على الحقيقة، وتكون تسميتهم بهذا الاسم تزييفًا وظلمًا لأبي الحسن ما داموا لا يقولون بما قاله في كتاب " الإبانة ".
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في (مجموع الفتاوى) (16/ 359):
" وأما من قال منهم (يعني: الأشاعرة) بكتاب " الإبانة " الذي صنفه الأشعري في آخر عمره، ولم يظهر مقالة تناقض ذلك؛ فهذا يعد من أهل السنة، لكن مجرد الانتساب إلى الأشعري بدعة، لا سيما وأنه بذلك يوهم حسنًا بكل من انتسب هذه النسبة، وبفتح بذلك أبواب شر " انتهى.
وكان الشيخ يريد بذلك أن من قال بما في كتاب " الإبانة " لا ينبغي له أن ينتسب إلى الأشعري؛ لأن هذا ليس قول الأشعري وحده، وإنما هو قول أهل السنة، ولأنه بهذا الانتساب يوهم أن المراد الانتساب إلى مذهب الأشعري الذي رجع عنه - وهو تأويل الصفات -، وهو مذهب باطل ومبتدع.
هذا ما أردنا تعليقه على مقالات الشيخ الصابوني الذي حاول بها تعتيم الرؤية حول مذهب الأشاعرة في الصفات، وإيهام الأغرار أنه مذهب أهل السنة.
ونسأل الله لنا وله التوفيق لمعرفة الحق والعمل به.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/324)
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[10 - 06 - 05, 04:06 م]ـ
اتقوا الله في الرجل وأنصفوا ..
وأنبه أن الشيخ الصابوني رد على جميل زينو (نسيت اسم هذا الرد) .. فراجعوه
هنا الإنصاف يا ابا البراء ###
تعقيبات وملاحظات على كتاب صفوة التفاسير
* قدمة الطبعة الثانية:
الحمد لله معز من أطاعه واتقاه، ومذل من خالف أمره وعصاه، والصلاة والسلام على نبينا وعلى آله وصحبه ومن والاه. وبعد:
فقد اطلعت على مجموعة أوراق سودها محمد بن على الصابوني يزعم أنه يدافع عن كتابه الموسوم: " صفوة التفاسير " وما فيه من أخطاء علمية استدركت عليه (1)، وكان الأجدر به أن ينظر فيها فيقبل ما فيها من حق، فإن الحق ضالة المؤمن أنى وجده أخذه، وما فيها من خطإ – إن كان – فإنه يبين وجهة نظره فيه بإنصاف ورفق – لكنه على النقيض من ذلك – سمى هذه الملاحظات والإرشادات افتراءات حيث عنون الأوراق المذكورة بقوله: " كشف الافتراءات "، وما تصور هداه الله ما لهذه الكلمة (الافتراءات) من معنى وخيم رمى به جماعة من طلبة العلم ليس لهم قصد فيما لاحظوه عليه إلا المناصحة له والنصيحة لكتاب الله، إن الافتراء كبيرة من كبائر الذنوب، يدل على عدم إيمان من اتصف به، قال تعالى: {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُوْلئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ}، إن العلماء ما زالوا يبينون للمخطئ خطأه وما كانوا بذلك مفترين، بل كانوا مشكورين. ولم ينقص ذلك من قدر المخطئ إذا قبل النصح وصحح خطأه أو بين وجهة نظره بأدب وحسن ظن بمن لاحظوا عليه " وكلكم خطاء وخير الخطائين التوابون " وقد قال إمام دار الهجرة مالك بن أنس: كلنا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر (يعني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -).
ثم إن الأستاذ الصابوني يطالب باحترام العلماء – وكأنه بهذا يتصور أن بيان خطإ المخطئ فيه تنقيص للعلماء وهذا تصور خاص به – وأيضا هو لم يلتزم بالأدب في رده على مخالفيه حيث وصفهم بالتطاول على الناس وحب الظهور بمظهر العلماء والحسد وحب الشهرة، وأشد من ذلك قوله: إنهم هم الذين عناهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله: (يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه)، إلى غير ذلك من جزاف التهم وهجر القول، وما أظن هذا يصدر إلا ممن هذه أوصافه ويظن الناس مثله، لأن المنظار الأسود يصور كل الذي أمامه أسود.
وقل للعيون الرمد للشمس أعين ** سواك تراها في مغيب ومطلع
إن الأستاذ الصابوني إن خدع نفسه بمثل هذا الأسلوب فلا يمكن أن يخدع القراء الذين يطلبون منه أن يقرع الحجة بالحجة، ولا يقرعها بالسباب والشتم لمن خالفه وبين خطأه، لكنه لما لم يملك حجة يقارع بها لجأ لمثل هذا الأسلوب الذي لا يعجز عنه أحد.
إنه مع هذه المكابرة اعترف بالخطأ حين قال: ضاقت صدور بعض الحاسدين فأخذ يتبع بعض الأخطاء التي لا يسلم منها إنسان، ولو كان مخلصًا لله في عمله وقصده لكتب إليَّ سرًّا لأتدارك تلك الأخطاء.
ونحن نقول له: أنت قد طبعت كتابك طبعات متتابعة ووزعته على نطاق واسع بأخطائه وهفواته، ولم تتوقف عن طباعته وتوزيعه وهو على حاله، رغم أن هذه الملاحظات قد وصلت إليك عن طريق رئاسة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، فلم تعبأ بها، بل كتبت إلي كتابًا لا أزال محتفظًا به عندي تنكر فيه على ما عملته من ملاحظات وبأسلوب بذيء ولاذع، أفترى أن نقف بعد هذا التصرف منك مكتوفي الأيدى ليمر كتابك بسلام، ويغتر به من ليس على مستوى علمي جيد فيظنه سليمًا. إن هذا من الخداع والخيانة للعلم وعدم النصيحة للأمة.
الرد على إجاباته عن بعض الملاحظات:
لقد حاول أن يجيب عما لوحظ عليه، والغالب على تلك الإجابة أنها مجرد مهاترات ليس فيها إجابة واحدة صحيحة، ولكن الرجل يكثر الكلام والمراوغة كمن يفسر الماء بعد الجهد بالماء – وأنا لا أرد عليه بالمثل في تهجماته ومهاتراته، ولكن سأبين – إن شاء الله – أنه لم يخرج بإجابة واحدة صحيحة. وحبذا لو أنه اعترف بالخطأ وصححه. أو أجاب إجابة مقنعة، وإليك التعقيب على بعض إجاباته باختصار:
1 – قال: إنه لم يأخذ من الكتب الاعتزالية إلا النواحى البلاغية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/325)
وهذه مغالطة مكشوفة، وهل أوقعه في الأخطاء الكثيرة في الصفات وغيرها إلا ما نقله عن تلك الكتب بدون تمحيص.
2 – قال: إن إنكاري عليه إثباته المجاز في القرآن يعني تعرية القرآن عن أخص خصائصه البلاغية والبيانية.
وأقول: يا سبحان الله! كيف يجيز لنفسه أن يقول: إن كلام الله غير حقيقة وإما هو مجاز {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا}، وإذا كان كلام الله ليس حقيقة فماذا يكون.
ونقول أيضا: ليس كل ما جاء في لغة العرب يجوز في كلام الله عز وجل، فاللغة يجري فيها الكذب والشتم وقول الزور والمدح الكاذب والهجاء المقذع، وهذا مما ينزه عنه كلام الله.
ثم قال أيضا: أوصيك أن تقترح على وزارة المعارف إلغاء مادة البلاغة لأنها من البدع المستحدثة في الدين.
وأقول: ما علاقة تقرير وزارة المعارف لمادة البلاغة بإثبات وجود المجاز في القرآن الكريم، وهل هذا حجة؟ لكنه لا يملك حجة غير المغالطات. ثم هل دراسة الشيء تعني الاعتراف به أو أنها للاطلاع فقط ومعرفة الحق من الباطل.
3 – أجاب عن قولي عن ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر أنها أسماء رجال صالحين. بقوله: إنهم ما عبدوا الرجال وإنما عبدوا الأصنام – ثم تناقض مع نفسه فقال: فأصل هذه أنها أسماء رجال صالحين – لأنه اضطر إلى ذلك بسبب أنه وجد ما يدل على ذلك في صحيح البخاري.
4 – أجاب عن اعتراضي عليه في نفيه التعجب عن الله، بأن الذي في الآية الكريمة هو قوله تعالى: {وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ} وهذه ليست صيغة تعجب عنده.
وأقول: إذا لم تكن هذه صيغة تعجب فما هي صيغة التعجب في لغة الصابوني؟ ومن هو الذي قال: {وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ}؟ أليس هو الله سبحانه، وهل من تكلم بصيغة التعجب لا يكون متعجبًا.
5 – لم يرقه التعبير بما عبر به الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن نفسه بقوله: (أنا سيد ولد آدم)، بل أصر على قوله: هو سيد الكائنات.
وأقول: هو له أن يقول ما شاء، أما نحن فنكتفي ونرضى بما رضيه الرسول - صلى الله عليه وسلم - لنفسه.
6 – لم يكفه ما جاء في الحديث الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من تفسير اسمي الله سبحانه (الظاهر والباطن) بأنه الظاهر الذي ليس قبله شيء والباطن الذي ليس دونه شيء، فراح يحشد التفاسير الأخرى.
وأقول: لا قول لأحد بعد قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولو جئت بمائة تفسير أو أكثر، فنحن يكفينا تفسير الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
وقوله: إن ابن كثير قال: وقد اختلفت عبارات المفسرين في هذه الآية وأقوالهم على نحو من بضعة عشر قولًا.
أقول: ابن كثير لم يقف عندما ذكرت بل ذكر بعد ذلك الأحاديث التي تتضمن تفسير النبي - صلى الله عليه وسلم - لهذين الاسمين، ليبين أن الحجة في ذلك هي قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -. ثم إنك لم تنقل كلام البخاري بنصه، بل حذفت منه كلمة (يحيى) (2)، قال البخاري - رحمه الله -: قال يحيى: الظاهر على كل شيء علمًا – إلخ -، وأنت قلت: قال البخاري: الظاهر على كل شيء علمًا إلخ، فنسبت القول للبخاري وهو ليس كذلك سامحك الله.
ثم ختم الشيخ تعقيباته بقول: فهذه أهم ما جاء في ملاحظات الدكتور الفوزان، وهناك ملاحظات طفيفة يسيرة – إلخ – وأقول:
1 – أنا ليس اسمي الفوزان، إنما اسمي صالح بن فوزان، فلماذا لا تسميني باسمي الذي سميت به، أو إنك لا تتقيد بالأسماء وإنما تستعمل المجاز.
2 – قوله: وهناك ملاحظات طفيفة يسيرة، أقول: بل بقي ملاحظات مهمة كثيرة لم تستطع الإجابة عنها، فلو أنك اعترفت بالحق لكان خيرا لك، فإن الناس يدركون أن ما بقي من الملاحظات ليس طفيفا يسيرا وإنه بحاجة إلى إجابة مقنعة أو تسليم ورجوع إلى الحق، هدانا الله وإياك وسائر المسلمين للحق والصواب.
* مقدمة الطبعة الأولى:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه، وبعد:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/326)
فإن المسلمين بحاجة شديدة إلى معرفة معاني كتاب ربهم عز وجل؛ لأن ذلك وسيلة للعمل به والانتفاع بهديه، وقد قام أئمة الإسلام بهذه المهمة خير قيام، ففسروا كتاب الله معتمدين في ذلك على تفسير القرآن بالقرآن، ثم بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم على أقوال الصحابة والتابعين وأتباعهم من القرون المفضلة، وما تقتضيه اللغة التي أنزل بها، فجاءت تفاسيرهم نقية صافية من التأويلات الباطلة والأهواء المضلة التي غالبا ما تشتمل عليها تفاسير من جاء بعدهم ممن لم يحذ حذوهم.
وقد ظهر أخيرا تفسير للشيخ محمد على الصابوني تحت عنوان: " صفوة التفاسير "، وهو عنوان يلفت النظر، لأنه يتضمن أن المؤلف أحاط بالتفاسير وانتقى منها صفوتها الصافية المطابقة للتفسير الصحيح لكتاب الله، وأكد ذلك بما كتبه تحت العنوان من قوله: " تفسير للقرآن الكريم جامع بين المأثور والمعقول، مستمد من أوثق كتب التفسير "، وكنت ممن استهواهم هذا العنوان، فأقبلت على قراءة هذا التفسير، وسرعان ما تبين لي أنه يشتمل على أخطاء في العقيدة مستمدة من كتب ليست هي أوثق التفاسير، وحيث إن الكتاب قد انتشر ووقع بين يدي كثير ممن قد لا يميزون بين الخطإ والصواب، لذا رأيت أن أدون ما رأيته على الكتاب من
ملاحظات، وأن أنشرها للقراء إبراء للذمة، ونصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم.
وهذه الملاحظات تنقسم إلى قسمين:
1 – ملاحظات عامة مجملة على الكتاب تعطى فكرة عامة عنه.
2 – ملاحظات تفصيلية أبين فيها موضع الخطإ بالجزء والصفحة والسطر، ثم أشخص الخطأ وأرد عليه برد مختصر.
هذا وأسال الله لي ولفضيلة الشيخ محمد على الصابوني التوفيق لمعرفة الحق والعمل به، وأسال الله ذلك لجميع المسلمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
ملاحظات عامة على كتاب " صفوة التفاسير " للصابوني:
1 – اعتماده على مصادر غير مرغوب فيها ووصفه لها بأنها أوثق كتب التفسير، مثل: " تلخيص البيان " للرضي الشيعي الرافضي المعتزلي، و " تفسير الزمخشري " المعتزلي، وعلى تفاسير الأشاعرة كالرازي وأبي السعود والصاوي والبيضاوي، وبعض التفاسير العصرية مثل تفسير سيد قطب والقاسمي، ولا يخفى ما في هذا من التغرير بالقراء الذين لا يعرفون حقيقة هذه الكتب.
2 – إثبات المجاز والاستعارات في القرآن الكريم مما لا يتناسب مع مكانته الجليلة، وكلام الله يجب حمله على الحقيقة لا على المجاز.
3 – حشو الكتاب بما لا يفهمه كثير من القراء من اصطلاحات البلاغيين، مثل: الطباق، والجناس، والاشتقاق، والإطناب، والحذف، ويذكر هذه الأشياء بمجرد أسمائها من غير إيضاح لها.
4 – يورد في الكتاب كثيرا من الأحاديث في أسباب النزول، ولا يبين درجتها من الصحة وعدمها.
5 – ينقل من كتب المعتزلة والأشاعرة من غير تعليق على ما تشتمل عليه عباراتهم من أغلاط في العقيدة، وهذا فيه تمرير لعقائدهم الباطلة وتغرير بالقارئ المبتدئ.
6 – يتهرب من تفسير آيات الصفات بالأحاديث التي جاءت توضحها، كما في آية {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ}، وآية: {هُوَ الأول وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ}، وآية: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ}، ويفسرها بما فسرها به نفاة الصفات.
7 - يتمشى على منهج المتكلمين في الاستدلال بالآيات على إثبات توحيد الربوبية ووجود الرب ولا يستدل بها على توحيد الإلهية الذي سيقت من أجله وجاءت لمحاجة المخالفين فيه.
8 - يتمشى على منهج المرجئة في تفسير الإيمان بالتصديق فقط.
9 - تمر في تفسيره تعبيرات صوفية وقد نبهنا عليها في مواضعها.
وإليك بيان ذلك بالتفصيل:
تفصيل الملاحظات على " صفوة التفسير ":
الملاحظات على الجزء الأول:
في صفحة (24) السطر الأخير: تسمية الله بالموجود وهذا خطأ لأن أسماء الله توقيفية وليس هذا منها ولأن هذا تعبير أهل وحدة الموجود.
وفي الصفحة (25) سطر (1) قوله: المنفرد بالوجود الحقيقي وهذا باطل لأنه تعبير أهل وحدة الوجود كالذي قبله.
في صفحة (30) السطر (3) قوله: والتحذير من معاشر النساء في حالة الحيض وهذا التعبير خطأ لأن المعاشرة بغير الجماع ليست ممنوعة.
في صفحة (42) قوله: لنفي التأبيد والصواب: النفي المؤبد لأن التأبيد معناه عدم التأبيد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/327)
في صفحة (44) سطر (11): حصل منه تأويل الحياة في حق الله تعالى بغير معناه الحقيقي وهذا باطل حيث قال: الحياء تغير وانكسار يعتري الإنسان والمراد به هنا لازمه وهو الترك.
في صفحة (46) سطر (5، 6): حصل منه تأويل الحياء في حق الله تعالى بغير معناه الحقيقي وهذا باطل.
في صفحة (52) سطر (7 - 9) قال كلامًا معناه: إن المعصية لا تؤثر في الولاية أخذًا من قصة آدم وهو خطأ لأن آدم تاب من معصيته والتائب من الذنب كمن لا ذنب له والصوفية يرون أن الولي تسقط عنه التكاليف. وهذا نص كلامه حيث يقول: سابق العناية لا يؤثر في حدوث الجناية ولا يحط من رتبة الولاية، إلخ.
في صفحة (90) سطر (6 - 7): تأويل الوجه بالذات وهو تأويل باطل لأنه نفي لصفة ثابتة لله تعالى.
في صفحة (102) فقرة (3): تأويل الوجه بالذات أيضا.
في صفحة (103) سطر (5، 4): أخطأ في توجيه تسمية الصلاة إيمانًا حيث زعم أنها متممة للإيمان فقط والصواب أنها جزء عظيم من الإيمان ينفى الإيمان بانتفائها.
في صفحة (141) السطر الأخير يقول: اجتنبوا معاشرة النساء في المحيض وفي صفحة (142) سطر (5 - 6) كرر هذا القول وهذا خطأ لأن المحرم هو الجماع فقط كما قدمنا.
في صفحة (155) سطر (15 - 16): قوله عن الله أو سعى لإصلاحها تعبير غير مناسب في حق الله لأنه لم يرد وصف الله بالسعي.
في صفحة (174) سطر (11) تعريف للربا فيه نقص لأنه غير جامع لأنه خصه بالزيادة في الدَّين وهو ربا النسيئة وهناك ربا آخر هو ربا الفضل.
في صفحة (183) سطر (13) قوله: التأويل التفسير فيه نقص لأن التأويل قد يراد به التفسير وقد يراد به الحقيقة التي يئول إليها الشيء والمراد هنا المعنى الثاني.
في صفحة (184/ 185) قال: إن المتشابه يرد إلى المحكم وفي صفحة (185) قال: إنه لا يعلم تفسير المتشابه ومعناه الحقيقي إلا الله وهذا تناقض. فإن كان لا يعلم تأويله إلا الله فكيف يرد إلى المحكم.
في صفحة (195): نقل في الحاشية عن سيد قطب كلامًا يقرر فيه ثبوت الشمس ودوران الأرض عليها وهذه النظرية تعارض ما في القرآن من ثبوت الأرض وجريان الشمس حولها.
وقال: فإن القلب يكاد يبصر يد الله وهي تحرك الأفلاك وهو قول على الله بلا علم لأن الأفلاك تتحرك بأمر الله وتقديره.
في صفحة (207) سطر (3) قوله: أي لا يوجد إله غير الله تضاف إليها كلمة (حق) لأن هناك آلهة باطلة.
في صفحة (207) سطر (13 - 14): أورد إشكالا حول إسناد المكر إلى الله ولم يجب عنه بجواب واضح.
في صفحة (205) آخر الصفحة: ذكر كلامًا في معنى توفي المسيح فيه نظر حيث زعم أن التوفي بعد الرفع.
في صفحة (213) سطر (7 - 8) تأويله نفي تكليم الله للمجرمين ونظره إليهم بأنه مجاز عن شدة غضبه
في صفحة (250) السطر (17) قوله: (ولما كان الله لا يكتب) ما الدليل على هذا النفي وفي الحديث: (وكتب التوراة بيده).
في صفحة (262) سطر (9) قال: وهو زواج حقيقي لكنه غير مسمى بعقد، كيف يكون زواجًا بدون عقد، ثم وصفه في السطر (10) بأنه عقد حرام، وهذا تناقض.
في صفحة (266) في الهامش رقم (3): نقل تعليلًا عن سيد قطب لعدم قبول توبة المحتضر، بأنه لم يبق لديه متسع لفعل المعاصي، وهذا فيه نظر، والصواب - والله أعلم - لأن المحتضر يتوب عندما يعاين من كان غائبًا عنه في الحياة من الملائكة والعقوبة وغير ذلك.
في صفحة (269) السطر الأخير: استدل على جواز نكاح المسلم المسبية المزوجة من كافر بقوله تعالى {وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ}، وهذا استدلال غير صحيح لأن الآية تمنع تزوج المسلم من كافرة.
في صفحة (271) سطر (17): فسر الإيمان بأنه التصديق، وهذا مخالف لتعريفه عند جمهور أهل السنة، وموافق لقول المرجئة.
في صفحة (293) سطر (14): قوله: لا معبود سواه الصواب: لا معبود بحق سواه، لأن هناك معبودات بغير حق.
في صفحة (296) السطر الأخير: ذكر كلامًا فيه خلط بين مذهب الجمهور ومذهب ابن عباس في عقوبة قتل العمد.
في صفحة (316) سطر (8): (فسوف نؤتي) (الصواب: يؤتيه).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/328)
في صفحة (318) الفقرة رقم (49) آخر الصفحة قوله: إن الرسوخ في العلم وقول اليهود {قُلُوبُنَا غُلْفٌ} من باب الاستعارة، قول باطل، لأنه رسوخ حقيقي وتغليف حقيقي ليس هو استعارة ومجاز.
في صفحة (3199 سطر (1) قوله: إن قوله تعالى عن اليهود {وَقَتْلَهُمُ الأَنبِيَاء}، {وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ اللَّهِ} من المجاز المرسل خطأ أيضا، بل هو حقيقة، فهم لما رضوا بفعل أسلافهم شاركوهم في الجريمة ولما كفروا بكتاب واحد كفروا بالكل حقيقه لا مجازًا.
في صفحة (322) سطر (11) قوله: لأن الإله منزه عن التركيب وعن نسبة المركب إليه، ليس هذا من تعبيرات السلف والتركيب لم يرد نفيه ولا إثباته في حق الله تعالى فيجب السكوت عنه، والحق أن يقال ما قاله الله عن نفسه: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ}، ثم إن التركيب فيه إجمال لا بد من تفصيله.
في صفحة (328) سطر (18) في موضوع الصيد: قال: هذه أربع شروط، مع أنه لا يذكر إلا اثنين: التعليم وذكر اسم الله، والصواب أيضا أن يقال أربعة شروط، لا أربع.
يقال أربعة شروط، لا أربع.
في صفحة (345) سطر (5) قوله: هذا تعجيب من الله تعالى لنبيه، هذا التعبير خطأ، لأنه يتضمن نفي التعجب عن الله، وقد ثبت في الأدلة أنه سبحانه يعجب، ومثل هذا يتكرر كثيرًا، والصواب أن يقول: هذا تعجب من الله.
في صفحة (195، 395): يكرر كلمة (شهيد الإسلام) – يعني سيد قطب - رحمه الله - – عندما ينقل عنه كلامًا يستشهد به على تفسير بعض الآيات. مع أن الجزم بالشهادة لمعين لا يجوز إلا بنص، لكننا نرجو للمحسنين ونخاف على المسيئين من المسلمين.
في صفحة (356) سطر (11) قوله: الصابئون طائفة من النصارى عبدوا الكواكب، فيه نظر لأن الصابئة على قسمين: صابئة حنفاء وصابئة وثنيون، انظر ما ذكره ابن القيم في " إغاثة اللهفان " عنهم. وفي السطر الثالث قبل الأخير خلل ونقص فليراجع.
في صفحة (358) سطر (11) قوله: " وإنما موسى وعيسى مظاهر شئونه وأفعاله ".
هذا التعبير غير مناسب؛ لأنه يشبه تعبير الصوفية.
في صفحة (366) سطر (20) قال: إن الحرم سبب لأمن الناس من الآفات والمخافات.
وهذا لا دليل عليه وفيه مبالغة واعتقاد فاسد بغير الله.
في صفحة (371) سطر (14) قوله: السؤال عن المتشابهات ومن ذلك سؤال مالك عن الاستواء.
الصواب: أن يقال: عن كيفية الاستواء لأن السائل قال: كيف استوى فقال مالك: الاستواء معلوم والكيف مجهول ولم يسأله عن معنى الاستواء.
في صفحة (401) سطر (20) قوله: لأن الرب لا يجوز عليه التغير والانتقال لأن ذلك من صفات الأجرام.
أقول: نفي الانتقال ونفي الجرم عن الله لم يرد به دليل من الكتاب والسنة، وما كان كذلك وجب التوقف فيه ولما فيه من الإجمال.
في صفحة (409) سطر (14): تفسيره الإيمان بالتصديق بوجود الله تفسير قاصر ومخالف لما عليه أهل السنة من أن الإيمان تصديق بالقلب وقول باللسان وعمل بالجوارح.
في صفحة (410) سطر (8) قال على قوله تعالى: {لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ} أي لا تصل إليه وهو تفسير خاطئ حيث ثبت أن المؤمنين يرونه يوم القيامة، وإنما الصواب أن يقال: (لا تدركه): لا تحيط به حين تراه.
في صفحة (450) سطر (17) قوله: " أن معبودكم وخالقكم الذي تعبدونه " في العبارة ركاكة وخلط، والصواب أن يقال: إن خالقكم ومالككم والمستحق للعبادة، لأن كثيرا من المخاطبين يعبدون غيره معه فلا يكفي التعبير ب- " تعبدونه ".
في صفحة (476) سطر (17) قوله: ولا معبود سواه، الصواب: ولا معبود بحق سواه، لأن هناك معبودات كثيرة لكن بغير حق.
في صفحة (481) سطر (2) من الحاشية حول إشهاد بني آدم على أنفسهم قال: هذا من باب التمثيل والتخييل، يجب حذف هاتين الكلمتين لعدم لياقتهما وسوء التعبير بهما، لأن الإشهاد حقيقي وليس تخييلا وتمثيلا كما قال.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/329)
في صفحة (512) سطر (11) قوله: لأن الحرب ضرورة اقتضتها ظروف الحياة. . إلخ. يعني الجهاد في سبيل الله، وهذا الكلام غير مناسب، لأن الجهاد في الإسلام شرع لنشر عقيدة التوحيد في الأرض وظهور دين الإسلام على سائر الأديان، قال تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ}، وغيرها من الآيات التي تبين الحكمة التي من أجلها شرع الجهاد في سبيل الله لا من أجل ظروف الحياة كما زعم.
في صفحة (531) سطر (16): نقل عن الرازي نفي التعجب عن الله وأقره على ذلك، وهذا خطأ فاحش، لأن التعجب ثابت لله صفة من صفاته الفعلية على ما يليق به.
في صفحة (531) سطر (19) قوله عن أهل الكتاب مع أحبارهم ورهبانهم: (وإن كانوا لم يعبدوهم)، هذا النص خطأ لأن الله اعتبر طاعتهم لهم في تحليل ما حرم وتحريم ما أحل عبادة، فكيف يقول لم يعبدوهم وقد بين النبي - صلى الله عليه وسلم - لعدي معنى عبادتهم لهم بهذا الذي ذكرنا.
في صفحة (554) سطر (6) قوله: أي لا تقف على قبره للدفن أو للزيارة والدعاء، يزاد كلمة: (له) فيقال والدعاء له بالمغفرة ليزول اللبس.
في صفحة (564) سطر (19) قوله على آية {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى} هو تمثيل إلخ، خطأ لأنه لا مانع من حمله على الحقيقة.
في صفحة (570) سطر (2) قوله: أى لا معبود سواه، يزاد عليه كلمة: (بحق) ليصح التعبير.
في صفحة (570) سطر (5): تفسيره {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى} بأنه استعارة تبعية، خطأ لأن الأصل في الكلام لاسيما كلام الله الحقيقة لا المجاز والشراء في اللغة استبدال شيء بشيء.
في صفحة (574) سطر (10) قوله عن القمر: أي قدر سيره في منازل هي البروج، هذا خطأ لأن المنازل للقمر والبروج للشمس، ومنازل القمر ثمان وعشرون والبروج اثنا عشر فقط.
في صفحة (581) السطر قبل الأخير قوله: أي تبرأ منهم الشركاء (وهم الأصنام الذين عبدوهم)، نقول: ليس هذا خاصا بالأصنام، بل كل ما عبد من دون الله من الملائكة والأولياء وغيرهم، فقصره على الأصنام خطأ وقصور ظاهر، لأن الله تعالى قال: {وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ} الآية، وقال تعالى: {ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهَؤُلاء إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ} وما بعدها.
الملاحظات التفصيلية على الجزء الثاني:
في صفحة (9) سطر (16) قوله: ولا معبود إلا الله، الصواب أن يقال ولا معبود بحق إلا الله، لأن هناك معبودات كثيرة بغير حق.
في صفحة (22) سطر (21) قوله: ليس لكم رب معبود سواه، والصواب ليس لكم رب معبود بحق سواه.
في صفحة (18، 25، 32) سطر (19، 7، 2) يقول: إن الأمر في قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا} كناية عن العذاب، وهذا خطأ لأن المراد الأمر الكوني القدري فليس هو كناية كما يقول بل هو أمر حقيقة.
في صفحة (60) سطر (5) قبل الاخير: ذكر حديثا من غير توثيق مصدره وبيان درجته.
في صفحة (67) سطر (6) قبل الأخير: علل رجوع بصر يعقوب عليه السلام إليه أنه بسبب السرور والانتعاش، وفي هذا التعليل نظر: لأن ذلك معجزة من معجزات الأنبياء التي لا ندرك حقيقتها.
في صفحة (69) سطر (7) قبل الأخير قوله: الدالة على وجود الله، لو قال على قدرة الله لكان أنسب، لأن مجرد الوجود لا مدح فيه.
في صفحة (73) سطر (3) قبل الأخير قوله: (من غير تجسيم)، التجسيم لم يرد نفيه ولا إثباته في الكتاب والسنة وهو من الألفاظ التي تحتمل حقا وباطلا.
في صفحة (76) سطر (7) قوله: (المستعلي على كل شيء بقدرته)، هذا تفسير ناقص يقوله نفاة العلو، والحق: إنه تعالى مستعل على كل شيء بذاته وقدره وقهره.
في صفحة (76) سطر (12) قوله عن المعقبات: أنها (كالحرس في الدوائر الحكومية) فيه تشبيه الملائكة بالبشر , وهذا فيه تنقيص لقدرهم , وفيه تشبيه لحراسة الملائكة بحراسة البشر , والمشبه أقل من المشبه به , فعلى هذا تكون حراسة الملائكة أقل من حراسة البشر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/330)
في صفحة (77) سطر (7) قوله: (ويجادلون في وجود الله)، هذا لا يصح لأن كفار قريش يؤمنون بوجود الله وبتوحيد الربوبية , وإنما يجادلون في تخصيصه بالعبادة , وكذلك ما جاء في صفحة (98) من أن الآيات سيقت لإثبات وجود الله , وهذا خطأ واضح , لأن الكفار يقرون بوجود الله وبتوحيد الربوبية , وإنما ينكرون توحيد الإلهية حيث يعبدون مع الله غيره , فالآيات سيقت هي وأمثالها لإثبات توحيد الإلهية والاستدلال عليه بتوحيد الربوبية الذي يعترفون به.
في صفحة (118) بين يدي السورة , أي: سورة النحل , يذكر في تلك المقدمة: أن سورة تركز على الوحدانية والقدرة , وهذا إجمال , فالسورة تركز على توحيد العبادة , والاستدلال عليه بتوحيد الربوبية ويحمل الآيات عليه , مع أن المشركين يقرون به , فلو كان كما فهم المؤلف لكان تحصيل حاصل , بينما القرآن دائما يركز على توحيد العبادة ويستدل عليه بتوحيد الربوبية الذي يقر به المشركون؛ لأن ذلك حجة عليهم فيما أنكروه من توحيد الإلهية.
في صفحة (119) سطر (19) قوله: إنه لا معبود إلا الله , لن هناك معبودات بالباطل , فلا بد من التقييد , وقد درج على هذا التعبير في تفسيره.
في صفحة (126) سطر (3) من الحاشية , يقول نقلًا عن سيد قطب: (فالله سبحانه لا يريد لعباده الشرك)، وهذا النفي فيه إجمال , لأن إرادة الله على نوعين: إرادة كونية وإرادة شرعية , فالله أراد الشرك كونًا ولم يرده شرعًا ولا يرضاه دينًا , والمشركون يبررون شركهم بأن الله أراده , وإذا أراده فقد رضيه بزعمهم , وفي هذا خلط بين الإرادتين , فرد الله عليهم بأنه لو رضيه لما أرسل رسله بإنكاره , فدل على أنه لم يرد الشرك شرعًا ودينًا وإن كان أراده كونًا وقدرًا , والفرق بين الإرادتين ظاهر , فلا يصح أن تنفي إرادة الله للشرك بإطلاق كما قال سيد قطب , ونقله عنه المؤلف مقررًا له.
في صفحة (127) سطر (7 , 6) قبل الأخير قال: والحقيقة أنه تعالى لو أراد شيئًا لكان يغير احتجاج إلى لفظ (كن)، هذا القول يحتاج على دليل فإنه لا يقال في حق الله شيء إلا بدليل , أن يكون الرأي متسربًا منه الذين ينفون الكلام عن الله. وذكر الاحتجاج لا يناسب.
في صفحة (129) سطر (3) قال: في تفسير قوله تعالى: {يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ} أي يخافون جلاله وعظمته , هذا تفسير مجمل لم يبين فيه معنى الفوقية الحقيقي الذي هو علو الذات الكريمة فوق عباده بل اقتصر على تفسيره بالجلالة والعظمة.
في صفحة (147) سطر (11) قوله: في تفسير {وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ} أي: ما ذبح على اسم غير الله تعالى , في العبارة قصور , فلو زاد: أو تقرب به إلى الأصنام ولو ذكر اسم الله عليه.
في صفحة (151) سطر (10): نقله لبيت الشعر الذي فيه مخاطبة الرسول:
سريت من حرم ليلًا إلى حرم **
فيه نظر , لأن وصف المسجد الأقصى المبارك بأنه حرم لا يصح , لأنه ليس هناك حرم إلا في مكة المشرفة حول البيت العتيق وحرم المدينة , والله لم يصف المسجد الأقصى بأنه حرم حيث يقول سبحانه: {أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إلى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ} فلم يقل إلى المسجد الأقصى الحرام كما قال ذلك في مسجد مكة.
في صفحة (152) قوله في الجاثية: قضاء الله على بني إسرائيل بالإفساد مرتين ليس قضاء قهر وإلزام إلخ: عليه ملاحظتان:
الأولى: أن هذا التعبير خلاف تعبير الآية الكريمة , فالله تعالى يقول: {وَقَضَيْنَا إلى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ} أي أعلمناهم وأخبرناهم في التوراة , ولم يقل: قضينا عليهم , إذ لو قال ذلك لاختلف المعنى , فالقضاء هنا معناه الإخبار فلا يحتاج إلى هذا الاحتراز.
الثانية: أن ما حصل من بني إسرائيل لا يخرج عن قضاء الله الكوني وقدره , فليس هناك شيء يخرج عن قضاء الله الكوني وقدره، ولا يمنع هذا أن يكون لهم اختيار وقدرة ومشيئة لأفعالهم يستحقون بموجبها الثواب والعقاب كما قال تعالى {وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ} ولا يكفي أن يقال: إن الله علم ذلك أزلًا وأخبر عنه كما يقول المعلق في الحاشية، بل يقال إن الله علمه وقضاه وقدره وكتبه في اللوح المحفوظ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/331)
في صفحة (154) في آخر الصفحة، ذكر أحد المفسرين لقوله تعالى: {أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا}، وهو المراد بالأمر الأمر بالطاعة وهو الأمر الشرعي وهو قول في معنى الآية. ولم يذكر القول الثاني وهو أن المراد بالأمر في هذه الآية الأمر الكوني القدري، وهذا قصور أو منقول عن المعتزلة الذين ينكرون القدر.
في صفحة (155) سطر (5 - 6) نقل عن ابن كثير قول ابن عباس في تفسير قوله تعالى {أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا} أنه بمعنى سلطانهم دون أن يشير إلى أن هذا التفسير على قراءة التشديد- الميم في أمرنا كما هو في ابن كثير.
في صفحة (172) سطر (19) قال على قوله {وَزَهَقَ الْبَاطِلُ} فلا شرك ولا وثنية بعد ِإشراق نور الإيمان في هذا نظرًا لأن الشرك والوثنية لا يزال كل منهما موجودًا، فيكون المراد أن حجة الحق ظهرت وبطلت حجة الباطل وليس المراد عدم وجود الباطل.
في صفحة (173) سطر (12 - 13) قوله (فإن كانت نفس الإنسان مشرقة صافية صدرت عنه أفعال كريمة).
هذا تعبير صوفي اعتزالي معناه نفي القدر، والحق أن يقال: فمن كتب من أهل السعادة فيستعمل بعمل أهل السعادة ومن كتب من أهل الشقاوة , كما في الحديث الذي بين سبب السعادة والشقاوة , وكما دل عليه القرآن، وإشراق النفس سببه أنها قد كتبت من أهل السعادة.
في صفحة (174) آخر اللطيفة التي ذكرها (3) في الرد على منكر المجاز لا يصح الاحتجاج بها؛ لأن العمى أنواع: منه عمى البصر ومنه عمى القلب وهو المراد في الآية، فليس هو مقصورا على عمى البصر حتى يصبح الاحتجاج بتلك الحكاية , قال تعالى: {فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}.
في صفحة (185) سطر (4) من الحاشية: قول سيد قطب فيما نقله عنه المؤلف في موضوع أصحاب الكهف: وهم لا يطيقون كذلك أن يداروا القوم ويعبدوا ما يعبدون من الآلهة على سبيل التقية ويخفوا عبادتهم الله)، وفي هذا القول مؤاخذة؛ لأن الشرك لا يجوز فعله من باب التقية، وإنما هذا خاص بالنطق بكلمة الكفر لأجل التقية مع اطمئنان القلب بالإيمان وهذا ما نادى به أصحاب الكهف حيث قالوا {لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهًا}.
في صفحة (208) سطر (15) قال على قوله تعالى: {قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي} فكلام الله تعالى غير عمله وكل منهما صفة مستقلة عن الأخرى والمراد كلماته الحقيقية التي بها يخلق ويرزق ويشرع ويأمر وينهى.
في صفحة (210) سطر (3) قوله: ومحور هذه السورة يدور حول التوحيد والإيمان بوجود الله كثيرًا ما يكرر المؤلف مثل هذه العبارة (وجود الله) , مع أن وجود الله تعترف به جميع طوائف البشر وإنما الخلاف في توحيد العبادة وهو الذي دعت إليه جميع الرسل ونزلت لتقريره جميع الكتب، وإنما توحيد الربوبية الذي منه الإقرار بوجود الله (كما يسميه) فليس محل نزاع، وإنما يذكر في القرآن للاستدلال به على توحيد العبادة لا لأجل إثباته لأنهم يقرون به، والشواهد على هذا كثيرة حتى إبليس مقر بوجود الله والمؤلف ينقل عبارات الرازي وغيره من علماء الكلام على علاتها.
في صفحة (229) السطر الأخير: ذكر أن طه من أسماء الرسول مع أنه لم يذكر دليلًا على ذلك، ثم قال في صفحة (230/س12): الحروف المقطعة للتنبيه على إعجاز القرآن، فكيف (طه) اسمًا للرسول ويكون حروفًا مقطعة.
في صفحة (230) سطر (21) قوله: (من غير تجسيم) , الجسم لم ير نفيه ولا إثباته في حق الله تعالى فيجب التوقف فيه.
في صفحة (231) سطر (3) من الهامش: قول سيد قطب كما نقله عنه المؤلف: (ثم إذا الوجود كله من حوله يتجاوب بذلك النداء العلوي: {إِنِّي أَنَا رَبُّكَ} هذا الكلام أسلوب صوفي، ثم هل كلمة الوجود أو الله سبحانه؟ إن الذي كلمه هو الله كما قال تعالى: {إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى} {وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ}.
في صفحة (248) سطر (14، 15) من قوله: (لا تنفع الشفاعة أحدًا إلا لمن أذن له الرحمن أن يشفع له ورضي لأجله شفاعة الشافع)، الجملتان في معنى واحد، والصواب أن يقال في الثانية: ورضي قول المشفوع فيه وعمله بأن يكون من أهل لا إله إلا الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/332)
في صفحة (261) سطر (16) قوله: والكفار عن الآيات الدالة على وجود الصانع وقدرته. . . . معرضون، هذا التعبير سليم، لأن الكفار يقرون بوجود الله وإنما يشركون معه غيره في العبادة، فالآيات حجة عليهم في بطلان الشرك في العبادة، وهم معرضون عما تدل عليه من وجوب إفراد الله بالعبادة.
في صفحة (276) سطر (21) قوله: قادرين على ما نشاء، تعبير غير صحيح، والصواب إن يقال قادرين على كل شيء كما قال الله: {وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
في صفحة (304) سطر (3) قبل الآخر قوله: وكلها أدلة ساطعة على وجود الله، والصواب: أن يقول على وجوب إفراد الله بالعبادة، لأنها سيقت لأجل هذا، أما وجود الله فالمخاطبون مقرون به كما في آخر السورة.
في صفحة (310) سطر (11) تفسير قوله تعالى: {لاَ يُؤْمِنُونَ}، لا يصدقون الله ورسوله، تفسير غير سليم؛ لأن الإيمان ليس مجرد التصديق وإنما هو قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح كما هو قول جمهور أهل السنة.
(318) سطر (17) قوله: الشموس والأقمار فيه نظر لأنه لم يرد في القرآن ذكر الشمس والقمر إلا مفردين والباقي سماه نجومًا وكواكب، قال تعالى: {وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ}.
في صفحة (344) سطر (6) قوله: إن فيما تقدم ذكره لدلالة واضحة وعظة بليغة على وجود الصانع المبدع، نقول ليس المراد من سياق الآيات مجرد الاستدلال على وجوده سبحانه لأن المخاطبين مقرون بذلك، وإنما المراد الاستدلال على وجوب إفراده بالعبادة وهو الذي يخالف فيه المخاطبون.
في صفحة (348) سطر (6 , 5) في الأخير قوله:
" يا أيها المؤمنون الذين صدقوا الله ورسوله وأيقنوا الشريعة الإسلامية نظامًا ومنهاجًا ".
نقول: الإيمان ليس هو مجرد التصديق والرضا بالشريعة نظامًا منهاجًا , وإنما هو قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح، وهكذا عرفه أهل السنة والجماعة، ويدخل في ذلك ما ذكره المؤلف.
في صفحة (374) السطر الأخير والتعليقة رقم (4):
قال في تفسير الذكر المحدث: " بأنه محدث في النزول لأن كلام الله قديم ".
وهذا خطأ لأن وصف كلام الله بأنه قديم مطلقًا يتمشى مع مذهب الأشاعرة، وأما أهل السنة والجماعة فيقولون: إن كلام الله قديم النوع حادث الآحاد، لأن الله يتكلم متى شاء، وانظر أيضا (ص255/س16).
في صفحة (402) سطر (8) قوله:
عن تزيين أعمال الكافر: ولا يخلق في قلبه العلم بما فيها من المضار، هذا لا يصح، ولو كان كذلك لم يؤاخذوا وعذروا بالجهل.
في صفحة (414) سطر (3) قبل الأخير قوله: أي هل معه معبود سواه، التعبير غير سليم والأنسب أن يقول: هل معه من يستحق العبادة سواه، وكذلك يقال فيما بعدها من الآيات التي تشبهها لأن المعبود معه موجود، وإنما السؤال عن الاستحقاق وعدمه لا وجود المعبود معه.
في صفحة (431): ذكر أن الذي زوج بنته لموسى هو شعيب، دون مستند يثبت ذلك.
في صفحة (462) سطر (7 - 8) قوله:
(لآيات للمؤمنين) , أي: المصدقين بوجود الله ووحدانيته، نقول ليس الإيمان هو مجرد التصديق كما سبق التنبيه عليه.
في صفحة (473) سطر (8) قوله:
يلجئون- يعني قريشًا- إلى دار لا نفع فيها - يعني مكة-، هذا الوصف لا يليق بمكة المشرفة.
في صفحة (473) السطر الأخير على قوله: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ} الآية , أي سبحوا الله ونزهوه عما لا يليق به , المشهور أن المراد بالنسيج هنا الصلوات الخمس في هذه الأوقات.
في صفحة (486) سطر (3)
قوله: أصول العقيدة الثلاثة , أصول العقيدة ليست ثلاث فقط بل هي ستة: الإيمان وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره , كما في حديث جبريل وغيره.
في صفحة (488) سطر (18)
قوله: جمعوا بين الإيمان والعمل الصالح , العمل الصالح من الإيمان , فهو داخل في حقيقته وعطفه على الإيمان من عطف الخاص على العام اهتمامًا به , مثل قوله تعالى. {حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى}.
في صفحة (495) سطر (17)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/333)
قوله: {وَهُوَ مُحْسِنٌ} أي: وهو مؤمن بوجود الله , الصواب أن المراد بالإحسان هنا متابعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - لئلا يتكرر مع قوله تعالى: {وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إلى اللَّهِ} , لأن معناها التوحيد والمتابعة , ولهذه الآية نظائر فسرت بهذا التفسير الذي ذكرناه , ثم الإيمان بوجود الله ليس إحسانًا.
في صفحة (496) سطر (21):
تفسير كلمات الله بعجائب صنع الله كما نقله عن القرطبي , تفسير باطل , لأن كلمات الله المراد بها كلامه الذي به يأمر وينهى ويشرع , وهو صفة من صفاته العلية التي لا تتناهى كسائر صفاته سبحانه.
في صفحة (505) سطر (6 - 8):
ذكر حكاية فيها سب للوليد بن عقبة وهو صحابي , وسب الصحابة لا يجوز.
في صفحة (530) سطر (4) قبل الأخير
قوله: أي يا أيها المؤمنون الذين صدقوا بالله ورسوله، ليس الإيمان مجرد التصديق من غير نطق وعمل , وقد سار على هذا التفسير للإيمان في عدة مواضع , كما بيناه مرارًا.
في صفحة (536) سطر (14 , 15 , 18)
قوله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذه الأسطر: إنه مهبط الرحمات , منبع الرحمات ومنبع التجليات والواسطة العظمى في كل نعمة وصلت لهم , هذه الألفاظ فيها غلو في حقه - صلى الله عليه وسلم - وإطراء قد نهى عنه عليه الصلاة والسلام بقوله: " لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد، فقولوا عبد الله ورسوله " مع ما فيها من عبارات الصوفية.
في صفحة (539) السطر الأخير
قال عن عرض الأمانة على السموات والأرض والجبال: إنه تصوير لعظمها , يعني أن العرض المذكور غير حقيقي , وهذا خطأ , لأنه خلاف ظاهر الآية الكريمة من غير دليل , والأصل الحقيقة في كلام الله ورسوله , ثم إنه ذكر في صفحة (540) عن ابن الجوزي ما يدل على أن العرض حقيقي , فهذا تناقض.
في صفحة (552) سطر (17، 18):
في العبارة التي نقلها عن الصاوي , أن الشيطان سبب الإغواء لا خالق إغواء , إلى أن قال: والكل فعل الله تعالى , ونقول: إن تجريد الشيطان من الفعل ونسبته إلى الله يتمشى مع مذهب الجبرية. والحق أن الشيطان وغيره من المخلوقين لهم أفعال حقيقية وهي لا تخرج عن خلق الله وتقديره: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} , فأثبتت لنا عملًا مع أنه الخالق لكل شيء.
في صفحة (553) سطر (10) وما بعده: سر قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ} بغير ما ورد في حديث أبي هريرة وحديث النواس بن سمعان , والتفسير إذا جاء عن الرسول لم يجز العدول عنه إلى غيره , وهو قد فسرها بما يحصل يوم القيامة عن طلب الشفاعة , وحديث أبي هريرة وحديث النواس يدلان على أن هذا الفزع يحصل عندما يتكلم الله بالوحي فتأخذ السموات منه رجفة وتصعق الملائكة عند ذلك.
الملاحظات التفصيلية على الجزء الثالث:
في صفحة (15) سطر (3): نقل عن سيد قطب أن الشمس تجري حول نفسها وأن مقدار سيرها اثنا عشر ميلًا في الثانية وأن حجمها نحو مليون ضعف حجم الأرض , وهذه الأشياء التي ذكرها تخرّص لا دليل عليه , ومن العجيب أنهم يستنكرون الإسرائيليات مع أنها قد تكون حقًّا، ولا يستنكرون هذه التخرصات السخيفة.
في صفحة (16) سطر (15، 16) قوله: نفخة الصعق: التي يموت بها الأحياء كلهم ما عدا الحي القيام، هذا يخالف قوله تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَن شَاء اللَّهُ} فهناك أشياء استثناها الله سبحانه.
في صفحة (65) سطر (5) قبل الأخير: فسر قوله تعالى: {خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} بقوله: خلقته بذاتي، وهذا تعطيل للصفات نعوذ بالله من الضلال وجحد ليدي الله الكريمتين.
في صفحة (67) سطر (10) وصف حالته عند سماع القرآن فقال وأحيانًا أجدني أتمايل طربًا بدون شعور. . إلخ، يعني عند تلاوة القرآن، وهذا الكلام من تعبيرات الصوفية، والمطلوب عند تلاوة القرآن الخشوع لا الطرب، ويجب أن ينزه القرآن عن مثل هذا الكلام السخيف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/334)
في صفحة (71) التعليقة (4): نقل عن سيد قطب كلامًا حول خلق الجنين في بطن أمه جاء فيه (ويد الله تخلق هذه الخلقة الصغيرة) إلخ، وإسناد خلق الجنين إلى يد الله فيه نظر، لأن هذا من خصائص آدم عليه السلام حيث خلقه الله بيده فليتأمل.
في صفحة (71) سطر (4) قبل الأخير: فسر معنى رضا الله بالمدح والإثابة، وهذا تأويل للصفة عن معناها الصحيح، الذي هو الرضا الحقيقي اللائق به سبحانه.
في صفحة (73) سطر (5) قوله فيما نقله عن الرازي: فالعمل هو البداية، والعلم والمكاشفة هو النهاية، هذا خلاف ما يدل عليه قوله تعالى {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ} فبدأ بالعلم قبل القوله تعالى.
في صفحة (87) الثلاثة الأسطر الأخيرة: فسر قوله تعالى: {وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} بأنها مضمونات ومجموعات بقدرته، وهذا إنكار ليمين الرحمن جل وعلا، وهو تأويل باطل ماحل، وانظر: (ص91/س 8، 9).
في صفحة (90) سطر (4): على قوله تعالى عن الملائكة {يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ} أي يسبحونه ويمجدونه تلذذًا لا تعبدًا، وهذا فيه نظر لأنه لا دليل عليه والله وصف الملائكة بأنهم عباد فلو قال: تلذذًا وتعبدًا لكان أحسن.
في صفحة (92) سطر (3 - 4) قال ولهذا جاء جو السورة مشحونًا بطابع العنف والشدة، هذا التعبير لا يليق بكلام الله عز وجل.
في صفحة (108) سطر (12) قوله: أي لا معبود في الوجود سواه، الصواب أن يقال: لا معبود بحق , لأن هناك معبودات كثيرة لكنها تعبد بالباطل، قال تعالى {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ}.
في صفحة (110) سطر (13) على قوله تعالى: {فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ}، نقل قول أبي السعود قوله: وهذا تمثيل لكمال قدرته وتصوير لسرعة وجودها من غير أن يكون هناك آمر ومأمور. وهذا كلام فاسد لأنه خلاف مدلول الآية من أن الله تعالى يقول للشيء , قولًا حقيقيًا (كن (, والمراد من هذا نفي كلام الله على مذهب المبتدعة.
في صفحة (117) سطر (59) قبل الأخير: نقل عن الزمخشري أن قول الله تعالى للسماء والأرض {اِئْتِيَا طَوْعًا أو كَرْهًا} أنه على التمثيل والتصوير لا أنه قول خطاب وجواب إلخ , وهذا تأويل باطل , يراد من ورائه نفي وصف الله بأنه يتكلم , وهو قد نقله مقررًا له.
في صفحة (125 , 124) (10 , 6): يعبر عن الآيات الكونية بأنها أدلة على وجود الله , وكثيرًا ما يكرر مثل هذا التعبير , وهو خطأ ظاهر , لأنه ليس القصد من ذكر الآيات الكونية الاستدلال على وجود الله وانفراده بالخلق الذي هو عبارة عن توحيد الربوبية , لأن هذا يقر به جمهور العالم أو كل العالم ومنهم المخاطبون بالقرآن بالذات , ومن أقر بهذا فقط لم يكن مسلمًا , وإنما المقصود بسياق الآيات الكونية دائمًا الاستدلال بذلك على توحيد العبادة الذي ينكره المشركون.
في صفحة (134) سطر (3) قبل الأخير يقول: إن الله منزه عن الأغراض والأعراض , مثل هذا النفي مبتدع , لأنه مما سكت الله عنه وسكت عنه رسوله , ولأنه يراد بنفي الأغراض نفي الحكمة وبنفي الأعراض نفي أفعاله المتجددة مثل الكلام والخلق والرزق.
في صفحة (141) التنبيه في آخرها , قال: لا يستبعد أن يكون في الكواكب السيارة والعوالم مخلوقات غير الملائكة تشبه مخلوقات الأرض , إلى أن قال: واستدلوا بهذه الآية: {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ} , يعني استدلوا على ما ذكره من احتمال وجود هذه المخلوقات , هكذا قال , مع أنه لا تطابق بين ما ذكر ومدلول الآية الكريمة , لأنها خصت السموات والأرض دون الكواكب ببث الدواب فيها.
في صفحة (142) سطر (4) قوله: آية تدل على وجود الإله القادر الحكيم , دائمًا يكرر مثل هذا التعبير , وهو خطأ , لأن وجود الله يعرفه كل أحد , وإنما المقصود والاستدلال على وجوب إفراده بالعبادة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/335)
في صفحة (174) سطر (17): يقول في تفسير قوله تعالى: {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالأَرْضُ} وذلك على سبيل التمثيل والتخييل مبالغة , وهذا التعبير لا يتناسب مع كلام الله عز وجل , وهو خلاف ما يدل عليه من بكائها حقيقة , والأصل حمل كلام الله على الحقيقة , فلها بكاء حقيقي يناسبها.
في صفحة (181) سطر (18 , 17) قوله: في تفسير قوله تعالى: {إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّلْمُؤْمِنِينَ}، لعلامة باهرة على كمال قدرة الله وحكمته لقوم يصدقون بوجود الله ووحدانيته , وفي هذه العبارة خطأ من ناحيتين: الأولى: أن الإيمان ليس مجرد التصديق. . وثانيًا: ليس المقصود من الآيات الاستدلال على وجود الله لأن الناس لا ينكرون هذا. خصوصًا المخاطبين بالقرآن.
في صفحة (206): قوله في تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ} أي جمعوا بين الإيمان الصادق والعمل الصالح , تعبيره هذا يعطي التفريق بين الإيمان والعمل , وأنه يمكن أن يكون إيمان صادق بدون عمل , وهذه طريقة المرجئة , والصواب: أن العمل جزء من الإيمان فلا يكون إيمان بدون عمل، وعطفه عليه من عطفه الخاص على العام اهتمامًا به وله نظائر.
في صفحة (206) سطر (8): قوله: إشارة إلى أن الإيمان لا يتم بدونه , أي التصديق بما أنزل على محمد والصواب أن يقال: لا يصح بدونه لأن التمام غير الصحة.
في صفحة (221) سطر (6) قبل الأخير: فسر قوله تعالى: {يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ} أن يغيروا وعد الله , وهذا تأويل لصفة من صفات الله وهي الكلام , فلو قال: أي يريدون أن يبدلوا كلام الله الذي وعد به المؤمنين. . إلخ , لكان هو الصواب.
في صفحة (262) سطر (1) قوله عن الطور: ونال ذلك الجبل من الأنوار والتجليات والفيوضات الإلهية ما جعله مكانًا وبقعة مشرفة على سائر الجبال في بقاع الأرض , وهذا الكلام فيه غلو في حق ذلك الجبل , وذكر أوصاف لا دليل عليها , وفيه تعبيرات صوفية.
في صفحة (267) سطر (6) قبل الأخير: قال: أي {أَمْ هُمُ الخَالِقُونَ} لأنفسهم حتى تجرءوا فأنكروا وجود الله جل وعلا , وهذا غير صحيح , لأن المشركين لم ينكروا وجود الله الخالق وإنما ينكرون إفراده بالعبادة , والمراد بالآيات إثبات ما أنكروه لا إثبات ما يقرون به لأنه تحصيل حاصل ولأنه لا يكفي.
في صفحة (274) سطر (8 - 9) قال عن سدرة المنتهى: وقد غشيتها الملائكة أمثال الطيور يعبدون الله عندها يجتمعون حولها مسبحين زائرين كما يزور الناس الكعبة , قال هذا ولم يذكر عليه دليلًا , ومعلوم أن مثل هذا لا يقبل إلا بدليل.
في صفحة (287) سطر (10 - 11): " قال في معرض تفسير قوله تعالى: {أَبَشَرًا مِّنَّا وَاحِدًا نَّتَّبِعُهُ} ولم يعلموا أن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء ويفيض نور الهدى على من رضيه , وهذا التعبير بالفيض يتمشى مع قول الفلاسفة أن النبوة فيض وليست وحيًا.
في صفحة (294) سطر (7 - 8) {وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ} , قال: ينقادان للرحمن فيما يريده منهما هذا بالتنقل بالبروج وذاك بإخراج الثمار , وهذا تأويل للسجود عن حقيقته من غير دليل.
وكل شيء يسجد سجودًا حقيقيًا بكيفية يعلمها الله , كالتسبيح , وقد قال تعالى: {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ}.
في صفحة (296) سطر قبل الأخير: فسر الوجه في قوله تعالى: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} بالذات , وهذا تأويل باطل , يقصد به نفي ما وصف الله به نفسه من أن له وجهًا , إذ من المعلوم في لغات جميع الأمم أن الوجه غير الذات , وفي الآية قرائن تبطل هذا التأويل , ذكرها ابن القيم في (الصواعق).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/336)
في صفحة (318 - 320) سطر (11 - 12 - 17): فسر اسم الله الظاهر والباطن تفسيرًا يخالف ما فسرهما به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , حيث قال: والظاهر بآثار مخلوقاته , والباطن الذي لا يعرف كنه حقيقته أحد , وقال: أي الظاهر للعقول بالأدلة والبراهين الدالة على وجوده، والباطن الذي لا تدركه الأبصار ولا تصل العقول إلى معرفة كنه ذاته , ثم علق على ذلك بقوله: هذا أرجح الأقوال في تفسير الظاهر والباطن , وقد اختاره أبو السعود والألوسي , ومن العجب أنه ساق بعده تفسير الرسول لهذين الاسمين الكريمين بما يبطل تفسيره هذا , وهو قوله - صلى الله عليه وسلم -: " وأنت الظاهر فليس فوقك شيء , وأنت الباطن فليس دونك شيء " , حيث فسر - صلى الله عليه وسلم - الظهور بظهور ذاته وعلوها فوق مخلوقاته , وفسر البطون بقربه من عباده , ولكن نعوذ بالله من عمى البصيرة , وذكر هذا التفسير الباطل أيضا في صفحة (219/س10).
في صفحة (319) سطر (2) قبل الأخير: نقل ترجيح الخازن أن تسبيح الكائنات غير العاقلة يكون بغير القول , وهذا الترجيح خلاف الظاهر ولا دليل عليه والله تعالى يقول: {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} والله قادر على أن يجعل للكائنات نطقًا يناسبها لا نفهمه نحن فما هذا التكلف؟
في صفحة (320) سطر (2) من الآخر: قال على قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} استواء يليق بجلاله من غير تمثيل ولا تكييف , وقد كرر هذه العبارة على جميع آيات الاستواء السبع , ومعناها التفويض حيث لم يفسر معنى الاستواء بما فسره السلف من أنه العلو والارتفاع مع تفويض الكيفية , وهذه طريقة الشعار المفوضة منهم.
في صفحة (321) في التعليقة رقم (1): زعم أن تفسير السلف لقوله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ} بالعلم , من باب التأويل , ثم أطلق لسانه وقلمه على الذين يمنعون التأويل , وهو نفس المقالات التي نشرها في مجلة المجتمع , ورددنا عليها بما يبطلها , ورد عليها سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز –حفظه الله- بما يدحضها , والحمد لله رب العالمين.
في صفحة (321) سطر (17) فسر قوله تعالى: {آمَنُواْ بِاللَّهِ} أي صدقوا بأن الله واحد , وتفسير الإيمان بأنه مجرد التصديق تفسير باطل يتمشى مع مذهب المرجئة , والإيمان عند أهل السنة , التصديق بالقلب , والنطق باللسان والعمل بالجوارح , لا يكفي واحد من هذه الثلاثة دون البقية , وقد تكرر من المؤلف تفسير الإيمان بأنه مجرد التصديق.
في صفحة (322) سطر (10) قوله: بما ركز في العقول من الأدلة على وجود الله , وفي هذا التعبير نظر , فلو قال بما ركز في العقول من معرفة الله بالأدلة , وكذا ليس المقصود من الأدلة مجرد معرفة وجود الله فقط , لأن لفظ الوجود ليس فيه مدح لأنه يشترك فيه كل موجود , وإنما المقصود من الأدلة معرفة استحقاقه للعبادة وحده.
في صفحة (335) سطر (8 - 9): في تفسيره قوله تعالى: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ} نقل قول الزمخشري حيث قال: ومعنى سماعه تعالى لقولها إجابة دعائها لا مجرد علمه تعالى بذلك , وهو كقول المصلي " سمع الله لمن حمده " اهـ , وقد نقله مقررًا له مع أنه تفسير باطل , لأن معناها نفي صفة السمع عن الله وتأويله بإجابة الدعاء , وتشبيهه بقول المصلي: " سمع الله لمن حمده " تشبيه مع الفارق بينهما لأن " سمع الله " هنا معدى بنفسه , ومعناه السماع الحقيقي , و (سمع الله لمن حمد) معدّى باللام ومعناه الإجابة , كما نقل بعد ذلك بثلاثة أسطر تفسير أبي السعود لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} بأن معناها مبالغ في العلم بالمسموعات والمبصرات وهذا معناه نفي صفتي السمع والبصر عن الله تعالى وتأويلهما بالعلم , وهو تأويل باطل.
في صفحة (365) سطر (3) قبل الأخير: قال على قوله تعالى: {الَّذِيَ أَنتُم بِهِ مُؤْمِنُونَ} , أن الذي آمنتم وصدقتم بوجوده , وهذا كما سبق منه مرارًا حيث يفسر الإيمان بالتصديق وهو تفسير لغوي لا شرعي , وقد بيّنا خطأه في ذلك مرارًا , ثم قوله بوجوده , تعبير أسوأ , إذ معناه أن معناها أن مجرد التصديق بوجود الله يكون إيمانًا كافيًا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/337)
في صفحة (430) سطر (6) وما بعده: قال على قوله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ} , يكشف فيه عن أمر فظيع شديد في غاية الهول والشدة. . إلخ , وهذا يخالف ما فسر به النبي - صلى الله عليه وسلم - الآية فيما رواه البخاري - رحمه الله - عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه , قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يقول: (يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة , ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقًا واحدًا)، قال ابن كثير - رحمه الله - , وهذا الحديث مخرج في الصحيحين وفي غيرهما من طرق , وله ألفاظ , وهو حديث طويل مشهور اهـ , وتفسير الرسول هو المتعين وإن كان يخالف أهواء نفاة الصفات.
ومن العجب أن الصابوني ساق آخر هذا الحديث: (يسجد كل مؤمن ومؤمنة) وحذف أوله الذي هو تفسير الآية الكريمة وبيان المراد بالساق , وهذا والعياذ بالله من التلبيس والخيانة في النقل.
في صفحة (454) سطر (10): على قوله تعالى: {وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا} الآية , نقل عبارة الصاوي هذه أسماء أصنام كانوا يعبدونها، وهذه العبارة تخالف ما ثبت في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما , أن هذه أسماء رجال صالحين في قوم نوح ماتوا فحزنوا عليهم , فأشار عليهم الشيطان بتصويرهم ونصب صورهم على مجالسهم لتذكر حالهم في العبادة. . إلخ الأثر , وفيه أن هذه الصور عبدت.
في صفحة (508) سطر (5) قبل الأخير قال: ذكر تعالى هذه الأدلة التسع على قدرته تعالى كبرهان واضح على إمكان البعث والنشور , فقوله كبرهان واضح على مكان البعث والنشور , تعبير غير سليم , لأنه يعطي معنى التشبيه بمعنى أنها تشبيه البرهان وليست برهانًا , وهذا تعبير صحفي دارج لا يليق بأسلوب التفسير , وجاء هذا التعبير في صفحة (517/س13).
في صفحة (542) سطر (18) قوله: أي الذين جمعوا بين الإيمان الصادق والعمل الصالح , هذا التعبير يعطي أن الإيمان غير العمل , وهذا خلاف مذهب أهل السنة والجماعة من أن العمل داخل في مسمى الإيمان بحيث لا يتحقق الإيمان بدونه , وعطفه العمل على الإيمان عندهم من عطف الخاص على العام اهتمامًا به.
في صفحة (566) سطر (4) قوله: فدل بناؤها وإحكامها على وجوده وكمال قدرته , وهو تعبير ناقص , لأنه ليس المراد من ذكر الآيات الكونية مجرد الاستدلال على وجود الله؛ لأن المخاطبين يقرون بذلك وإنما المراد الاستدلال على إفراده بالعبادة وهو الذي يجحده المخاطبون , وكم يكرر مثل هذا التعبير الناقص.
في صفحة (604) سطر 6): وصفه الرسول - صلى الله عليه وسلم - بأنه سيد الكائنات , وصف فيه غلو وإطراء , وقد نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن مثل ذلك , فلو قال سيد البشر لكان ذلك صحيحًا مطابقًا له لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (أنا سيد ولد آدم ولا فخر)، أما سيادته على الكائنات فهذا لا دليل عليه.(1/338)
كتاب (الإجماع في التفسير) للخضيري
ـ[أبوتميم الرائد]ــــــــ[02 - 05 - 03, 06:28 م]ـ
لاشك أن معرفةالإجماع في كل علم من العلوم مطلب هام وأمر ضروري لامناص عنه ليسلم الطالب في إجتهاده من مفارقة الإجماع ومخالفة الإتفاق ولكي يريح نفسه من عناء البحث في المسائل المجمع عليها ويصرف كامل جهده في التنقيب والتحقيق في مسائل الخلاف.
وقد صدر في (علم التفسير) كتاب هام ومرجع نافع في معرفة مواطن الإجماع وتحقيقها وترتيبها وميزته أنه يذكر أقوال العلماء الذين حكوا الإجماع ومن ثم يناقشها لينتهي بالحكم على الإجماع المحكي في المسألة .... هل يسلم به أم أنه مخروق؟؟؟
عنوان الكتاب ((الإجماع في التفسير)) وهو رسالة ماجستير من إعداد الشيخ/محمد بن عبدالعزيز الخضيري وإشراف الدكتور/علي العبيد .... الكتاب صدر عن دار الوطن بالرياض ويباع ب (27) ريال تقريباً
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[18 - 05 - 03, 04:16 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذا التذكير بهذا الكتاب النافع، وهو كما تفضلت في فوائده، وقد كانت دراسته من خلال تفسير الطبري وابن أبي حاتم والماوردي والواحدي (الوسيط)، وابن عطية، والقرطبي، وقد توصل إلى عدد من النتائج ذكرها في رسالته ص 473 وهي:
1 - أكثر المفسرين حكاية للإجماع هو الإمام الطبري، والإجماعات كثيرة في تفسيره، ومما قلل الانتفاع بها: ما تقدم من أن مذهبه في الإجماع عدم الاعتداد بمخالفة الواحد والاثنين.
2 - كما كان رحمه الله يخالف بين العبارات عندما يحكي الإجماع للدلالة على اختلاف حقيقة الإجماع، من حيث وجود المخالف وعدمه.
3 - ذكرت أن الإمام الواحدي متساهل في حكاية الإجماع، بما يدعوا إلى أخذ الحيطة والحذر من دعاوى الإجماع المبثوثة في تفسيره.
4 - بينت أن ابن عطية مكثر من ذكر الإجماع في تفسيره، وأنه يعتمد كثيرا في حكاية الإجماع على تفسير الطبري.
5 - كما ذكرت أنه لجلالة تفسير ابن عطية، فقد استفاد منه جمع ممن جاء بعده، وعلى رأسهم: الإمامان القرطبي وأبو حيان.ونقلا عنه لذلك الإجماعات التي حكاهان ونقلها عنهما من استفاد منهما، كالشوكاني والآلوسي وغيرهما.
6 - أما الإمام القرطبي فقد عني بجمع المسائل المجمع عليها في الشريعة عناية فائقة، خصوصا ما تعلق منها بالأحكام، وإذا عرفت مصادره التي اعتمدها في تفسيره، زالت الغربة في سبب كثرة إجماعاته، فكتب ابن المنذر، وابن عبدالبر، وابن العربي، وابن عطية، وغيرهم ممن كان معروفا بالعناية بحكاية الإجماع، قد ضمن القرطبي تفسيره الكبير خلاصتها.
7 - ولم يكن القرطبي ناقلا فقط، بل كانت له وقفات مع الإجماعات التي ينقلها، مناقشة وتقويما.
تنبيه: وقع ص 402 في نقل الشيخ كلام الواحدي في معنى القاب (0 يقال: قاب قوس، وقيب قوس أي (((رمي))) قدر قوس، وهذا قول جميع المفسرين في القاب)
فكلمة رمى مقحمة ليست في تفسير الوسيط للواحدي في الموضع المشار إليه (4/ 193)
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[18 - 05 - 03, 01:25 م]ـ
جزاكم الله خيرا ......
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[28 - 06 - 03, 10:06 ص]ـ
ومما يستدرك على المؤلف حفظه الله، ما ذكره ابن عطية في المحرر الوجيز في تفسر سورة النساء عند قوله تعالى (ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا) وهي على شرط المؤلف
قال القرطبي رحمه الله (5/ 419)
قوله تعالى (ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا)
للعلماء فيه تأويلات خمس
أحدها ما روى عن يسيع الحضرمي قال كنت عند علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال له رجل ياأمير المؤمنين أرأيت قول الله ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا كيف ذلك وهم يقاتلوننا ويظهرون علينا أحيانا فقال علي رضي الله عنه معنى ذلك يوم القيامة يوم الحكم وكذا قال إبن عباس ذاك يوم القيامة قال ابن عطية وبهذا قال جميع أهل التأويل قال إبن العربي وهذا ضعيف00) انتهى.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[08 - 07 - 03, 04:33 م]ـ
ومما يستدرك على المصنف حفظه الله
ما نقله الماوردي من الإجماع
في قوله تعالى (ولايشرك بعبادة ربه أحدا) من سورة الكهف
قال الشوكاني في فتح القدير (3\ 318)
قال الماوردي قال جميع أهل التأويل فى تفسير هذه الآية إن المعنى لا يرائي بعمله أحدا) انتهى.
ـ[أبوتميم الرائد]ــــــــ[08 - 07 - 03, 08:12 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا الفاضل على جهودك وإفادتك ... وإستدراكاتك النافعة
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 10 - 03, 03:53 ص]ـ
ومما فاته حفظه الله
في قوله تعالى (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) (180 الأعراف)
قال القرطبي في الجامع لأحكام القرآن ج: 7 ص: 326
(قلت ذكر ابن عطية في تفسيره أن الأسماء في الآية بمعنى التسميات إجماعا! من المتأولين لا يجوز غيره) انتهى.
ومسألة الاسم والمسمى تكلم عليها أهل السنة
والخلاصة أن الصحيح أن الاسم للمسمى.
ـ[الرايه]ــــــــ[18 - 10 - 03, 02:21 ص]ـ
الشيخ محمد بن عبد العزيز الخضيري
معروف بجهوده العلمية في التحقيق، فقد حقق الدرر البهية للشوكاني عن نسخة الشوكاني نفسه، وحقق منهج السالكين للسعدي وهو تحقيق نفيس
وله جهود في الدعوة من خلال مشاركته مع مؤسسة المنتدى الاسلامي واقامة الدورات العلمية في افريقيا ...
حفظه الله وزاده علما وعملا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/339)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[26 - 02 - 04, 12:25 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الراية وبارك فيك
ونسأل الله أن يحفظ الشيخ محمد ويبارك فيه وينفع به
وفي كتابه هذا فوائد مهمة وقيمة، وتجد ذلك في فهرس الفوائد ص 535 - 548
ومنها ما ذكره حفظه الله في فصل نفيس جدا (المبحث الثالث -اختلاف التنوع والإجماع) ص 105 - 110.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[23 - 05 - 04, 01:54 ص]ـ
للفائدة نقل من مجلة البيان عدد 153ص 8
عام 1421
دراسات في الشريعة والعقيدة
الإجماع عند المفسرين
العناية به ودواعيه وأسباب مخالفته
لدى بعض المفسرين
محمد بن عبد العزيز الخضيري
الإجماع أصل من أصول الشريعة، وهو في الوقت ذاته ظاهرة واضحة في
كتب التفسير اختلفت مشارب المفسرين حيالها اختلافاً بيِّناً تبعاً للاختلاف العقدي في
كثير من الأحيان، أو تبعاً لمنهجية المفسر ودقته في تحرير المسائل وذكر الدلائل،
وفي هذه المقالة ذكر لبعض جوانب هذا الأصل في كتب التفسير بعيداً عن الساحة
المعتادة لدراسة الإجماع، وهي كتب الأصول أو الفقه، كما أن فيها تجلية لأهم
دوافع الفِرَق الضالة في خرق إجماعات السلف، واستحداث إجماعات مخالفة لما
كانت عليه القرون المفضلة في أبواب الاعتقاد والعمل.
عناية المفسرين بالإجماع:
عُني المفسرون بذكر المسائل المجمَع عليها في كل موطن استدعى ذكر
الإجماع، أو أُثِرَ فيه إجماع، في شتى العلوم الإسلامية: عقيدةً، وفقهاً، وأصولاً،
وتفسيراً، ولغةً، وتاريخاً.
ويكاد ألاَّ يوجد هذا المقدار الكبير بهذا التنوع في كتب أيٍّ من الفنون
الإسلامية، مما يؤهِّل كُتُبَ التفسير لأن تكون من أهم مصادر المسائل المجمع عليها
في الشريعة، وما ذاك إلا لكون القرآن الكريم هو مدار جميع علوم الإسلام.
ولشدة عناية المفسرين بالإجماع فإنهم قلَّ أن يطَّلعوا على إجماع في مصدر
من المصادر التي يعتمدونها في تفاسيرهم إلا ويقوم المفسِّر بنقل ذلك الإجماع
للاستدلال به؛ لعلمه بعظم هذا الأصل، وقوة حجيته.
ومن أظهر الشواهد على ذلك: الإجماعات التي يحكيها ابن عطية رحمه الله
مما تجد معظمها قد نقلها القرطبي و أبو حيان رحمهما الله في تفسيريهما؛ لكونهما
اعتمدا تفسير ابن عطية، وضمنا كتابيهما معظم ما فيه؛ لجلالته، وقوة نظر مؤلفه،
وتحريره للأقوال. وابن عطية يعتمد غالباً فيما يحكيه من الإجماع والخلاف على
تفسير الطبري، وقلَّ أن يخالفه في شيء من ذلك.
وكذلك الشوكاني في تفسيره ينقل كثيراً من الإجماعات من تفسير القرطبي؛
لأنه اعتمد تفسير القرطبي، ولخصه في كتابه، وما يقال عن الشوكاني يقال عن
صدِّيق حسن خان في تفسيره «فتح البيان»؛ فإنه قد ضمنه خلاصة «فتح
القدير».
وجملة من إجماعات الإمام الطبري قد اعتنى ابن كثير بنقلها في تفسيره.
ولم تكن عنايةُ المفسرين مقصورةً على حكايته ونقله، بل عنوا أيضاً بمناقشته
والاعتراض عليه من جهة، أو تأييده بالأدلة من جهة أخرى.
فأما مناقشة الإجماع والاعتراض عليه فقد تكون إبطالاً بالكُلية، وقد تكون
استدراكاً وتقويماً.
فمن أمثلة الأول: وهو إبطالُه بالكلية:
1 - ما ذكره القرطبي: من أنه لا خلاف بين العلماء على أن المراد
بالخليفة: آدم، في قوله تعالى:] وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ
خَلِيفَةً [(البقرة: 30)، وقد تعقبه ابن كثير بذكر الاختلاف في المراد، ورجح
القول الآخر في المسألة.
2 - ما ذكره ابن عطية من أن السلوى: طير بالإجماع. وقد تعقبه القرطبي
والآلوسي وغيرهما بذكر القول الآخر في تفسير السلوى، وهو العسل.
ومن أمثلة الثاني: وهو الاستدراك على الإجماع وتقويمه: ما حكاه الطبري
من الاختلاف في المراد بحاضري المسجد الحرام، فقال محرراً موضوع النزاع:
«اختلف أهل التأويل فيمن عني بقوله:] ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي المَسْجِدِ
الحَرَامِ [(البقرة: 196)، بعد إجماع جميعهم على أن أهل الحرم معنيون به،
وأنه لا متعة لهم» فقد استدرك عليه ابن عطية ذلك، فقال: «واختلف الناس في
] حَاضِرِي المَسْجِدِ الحَرَامِ [(البقرة: 196) بعد الإجماع على أهل مكة وما
اتصل بها. وقال الطبري: بعد الإجماع على أهل الحرم، وليس كما قال .. » ثم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/340)
بيَّن الدلالة على ذلك.
وقد تكون المناقشة في الإجماع على نحو مُغَاير لما تقدم؛ حيث يكون
الاعتراض على مخالف الإجماع، وبيان سقوط قوله، ومجافاته للصواب. ومن
أمثلة ذلك:
ما حكاه المفسرون من الإجماع على أن القَسَم في قوله تعالى:] لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ
لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ [(الحجر: 72)، إنما هو بحياة محمد صلى الله عليه وسلم،
وخالف الزمخشري ذلك مدعياً بأن القسم إنما هو بحياة لوط عليه الصلاة والسلام
فانبرى له ابن القيم والآلوسي بالرد والنقض.
دواعي ذكر الإجماع عند المفسرين:
لقد كان النصيبُ الأوفر من مسائل الإجماع الكثيرة المبثوثة في كتب التفسير
لآيات الأحكام.
أما الإجماع المتصل بتفسير القرآن الكريم فإن المفسرين لم ينصوا عليه في
جميع موارده التي وقع فيها إجماع في القرآن الكريم، وسبب ذلك عائد في نظري
إلى كثرتها إلى الحد الذي يصعب معه حصرها، ويضاف إلى ذلك: أن المرويات
في التفسير كثيرة قد يعزُّ على المصنف في التفسير الإحاطة بها فضلاً عما دخل تلك
المرويات من ضعف وقلة تمحيص، ولذلك فإنهم يكادون ألاَّ يذكروا الإجماع في
تفسير لفظ، أو تحديد معنى معين إلا لسبب يدعوهم لذكره.
ومن أهم تلك الدواعي والأسباب ما يلي:
السبب الأول: وجودُ الاشتراك في المعنى: بحيث يرد في الآية لفظ مشترك
بين معنيين فأكثر، وقد يتسع السياق لحمل المشترك على أيٍّ من معانيه، لكن يقوم
دليل على قصر المشترك على أحد تلك المعاني، ويُجْمِع العلماء عليه.
ومن أمثلة ذلك:
قوله تعالى:] وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ
سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ [(البقرة: 231)، فإن «البلوغ» لفظ مشترك يطلق في
اللغة على المقاربة وعلى الانتهاء. وقد أجمع العلماء على حمل البلوغ هنا على
المقاربة؛ لأنه إذا انتهى أجل المطلقة وانقضت عِدَّتُها فلا يَدَ لزوجها عليها؛ وقد دل
لذلك أدلة كثيرة ليس هذا موضعَ بيانها. وهذا بخلاف معنى «البلوغ» في الآية
التي تليها، وهي قوله تعالى:] وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ أَن
يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُم بِالْمَعُروفِ [(البقرة: 232)، فإن معنى
«البلوغ» هنا: هو الانتهاء، وذلك لكون المعنى يضطر إليه، والسياق يدل
عليه، هذا فضلاً عن أدلة أخرى، من أهمها: سبب نزول الآية.
السبب الثاني: تحريرُ محل النزاع في الآية: وهذا كثير عند المفسرين،
وذلك أنهم حينما يذكرون الخلاف في تفسير لفظ أو في معنى يبدؤون أولاً بذكر ما
أجمع المفسرون عليه تحريراً لمحل النزاع، وقد يكون ما ذكروه من الإجماع أمراً
واضحاً لا إشكال فيه، لكن دعا إلى ذكره بيانُ المحلِّ المتنازع فيه. ومن أكثر
المفسرين ذكراً للإجماع لهذا السبب الإمامان: الطبري، وابن عطية رحمهما الله.
ومن أمثلة ذلك:
1 - قوله تعالى:] وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [
(البقرة: 53)، فقد أجمع المفسرون على أن المراد بـ «الكتاب»: هو
التوراة، وهذا إجماع لا يُشك فيه، بل ولا يُحتاجُ لذكره لبداهته لولا أن الذي دعاهم لذكره هو الاختلاف الواقع في المراد بالفرقان، حيث اختلف المفسرون فيها على خمسة أقوال.
السبب الثالث: الرد على المخالفين:
فقد كثرت دعاوى الفرق المنحرفة في الاحتجاج على بدعهم وضلالاتهم
بالقرآن الكريم، فانبرى العلماء لرد احتجاجهم بسقوط تلك الدعاوى، وبيان أن
تفسيرهم للآيات على الوجه الذي ذكروه مخالف لإجماع السلف الذين هم أدرى
بالتنزيل، وأعرف بلغة العرب، وأبعد عن الأهواء، وأسلم من الزيغ، وإجماعهم
سابق على وجود من بعدهم، سواء قيل: إنهم أجمعوا على قول معين، أو قيل:
إنهم اختلفوا على قولين أو أكثر، وخلافهم عليها إجماع منهم على عدم الزيادة عليها، كما تقدم تقريره.
ومن أمثلة ذلك:
1 - قوله تعالى:] وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ اليَقِينُ [(الحجر: 99) حيث
حكى العلماءُ الإجماعَ على أن المراد باليقين: الموت. رداً على غلاة الصوفية
الذين زعموا أن اليقين منزلةٌ من بلغها سقطت عنه العبادة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/341)
وهذا أحد الأسباب التي تستدعي حكاية الإجماع في كل زمن بحسبه؛ بحيث
يقوم العلماء برد مقالة كل ضال متقوِّل في القرآن برأيه أو هواه، مُفسِّر له على
غير تنزيله وتأويله الذي أطبق عليه السلف، مبينين مجافاة ذلك القول لإجماع
السلف.
السبب الرابع: ذكر الإجماع على تفسير آية للاحتجاج به في ترجيح قول
على قول في تفسير آية أخرى. وذلك عندما يذكر المفسرون الخلاف في تفسير آية، فإنهم يستعينون في الترجيح بين الأقوال على جملة من المرجحات، ومن أهمها:
ورود إجماع في آية لها علاقة بالآية المختلف فيها، وأكثر المفسرين استعمالاً لهذا
الإمام الطبري رحمه الله.
ومن أمثلة ذلك:
1 - لما ذكر رحمه الله الخلافَ بين المفسرين في اليوم الذي عنى الله
تعالى بقوله:] وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ المُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ [
(آل عمران: 121)، فقيل: المراد به غزوة أحد، وقيل: بل عنى يومَ
الأحزاب، وقيل: بل عنى يومَ بدر. ثم رجح الطبريُّ أن المعنيَّ بها يوم أحد،
وقال معللاً ترجيحه لهذا القول بأن «الله عز وجل يقول في الآية التي بعدها:
] إِذْ هَمَّت طَّائِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلا [(آل عمران: 122)، ولا خلاف بين أهل
التأويل: أنه عُني بالطائفتين بنو سَلِمة وبنو الحارثة، ولا خلاف بين أهل السِّيَر
والمعرفة بمغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الذي ذكر الله من أمرهما
إنما كان يوم أُحُدٍ دون يوم الأحزاب» علماً بأنه لم يذكر الإجماع على ذلك
عندما فسر قوله:] إِذْ هَمَّت طَّائِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلا [(آل عمران: 122).
ولأجل هذا السبب غالباً ما تجد الإجماع في تفسير الآية في غير مظنته، مما
يعني ضرورةَ جمعِ ما حكى المفسرون الإجماع عليه في تفاسيرهم، ليوضع في
مَظِنته، تسهيلاً لمراجعته.
السبب الخامس: دفع توهم معنى فاسد:
اعتنى المفسرون رحمهم الله في تفسيرهم للقرآن بدفع ما يتوهم من المعاني
الباطلة التي قد تقع في أذهان بعض الناس لسبب من الأسباب، وقد يحكون الإجماع
في تفسير الآية؛ لأجل دفع ذلك الوهم الفاسد.
ومن أمثلة ذلك:
1 - ما ذكره المفسرون عند قوله تعالى:] وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ
فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الكَافِرِينَ [(البقرة: 34)؛ حيث ذكروا
أن السجود لآدم لا يراد به سجودُ التعبد إجماعاً، قال الرازي: «أجمع المسلمون
على أن ذلك السجود ليس سجودَ عبادة».
2 - ما ذكره ابن عطية من إجماع المفسرين على أن السجود الواردَ في قوله
تعالى:] وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى العَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً [(يوسف: 100)، كان
سجودَ تحيةٍ لا عبادة.
السبب السادس: مخالفة تأويل الآية للظاهر أو الغالب في الاستعمال:
ومن أمثلة ذلك:
1 - ما ذكره المفسرون من الإجماع على أن المراد بقوله تعالى:] فَاقْتُلُواْ
أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ [(البقرة: 54)، هو الأمر بأن يقتلَ بعضهم
بعضاً؛ وذلك لأن ظاهر الأمر في الآية دالٌّ على أن كل واحد يقتل نفسه بيده؛ بيد
أن المراد هو أن يقتل بعضهم بعضاً، لكنه نُزِّل منزلة النفس، لبيان شدة الاتصال
وكمال القرب.
ونظير هذه الآية قوله تعالى:] وَلاَ تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً [
(النساء: 29)، وقوله جل ذكره:] وَلاَ تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ [(الحجرات: 11).
السبب السابع: ألا يرد في ألفاظ الآية ما يدل على المراد بها صراحة، مما
لا يتم معناها إلا به، فيحتاج المفسر إلى التصريح بالإجماع على ذلك المراد لقطع
احتمال غيره.
ومن أمثلته:
ما حكاه المفسرون من الإجماع على أن القيام المذكور في قوله تعالى:
] الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ المَسِّ [
(البقرة: 275)، إنما هو في يوم القيامة.
وقريب منه: أن يذكر الإجماع على إلحاق ما لم يذكر في الآية لقوة الصلة،
وانعدام الفرق بين المذكور والمحذوف.
ومن أمثلته:
1 - ما حكاه المفسرون من الإجماع على أن شَحْمَ الخِنزير داخل في عموم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/342)
تحريم لحمه المذكور في قوله تعالى:] إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ المَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الخِنزِيرِ [
(البقرة: 173).
اختلاف التنوع والإجماع:
أكثر الخلاف الوارد في التفسير بين مفسري السلف هو من باب اختلاف
التنوع.
وقد قرر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية أحسن تقرير فقال: «الخلافُ بين
السلف في التفسير قليلٌ، وخلافهم في الأحكام أكثرُ من خلافهم في التفسير، وغالب
ما يصح عنهم من الخلاف: يرجع إلى اختلاف تنوع، لا إلى اختلاف تضاد» [1].
وقال الشاطبي رحمه الله: «من الخلاف ما لا يعتد به في الخلاف، وهو
ضربان:
أحدهما: ما كان من الأقوال خطأً مخالفاً لمقطوع به في الشريعة، وقد تقدم
التنبيه عليه.
والثاني: ما كان ظاهره الخلاف، وليس في الحقيقة كذلك، وأكثر ما يقع ذلك
في تفسير الكتاب والسنة، فتجد المفسرين ينقلون عن السلف في معاني ألفاظ الكتاب
أقوالاً مختلفة في الظاهر، فإذا اعتبرتها وجدتها تتلاقى على العبارة [2] كالمعنى
الواحد، والأقوال إذا أمكن اجتماعها والقول بجميعها من غير إخلال بمقصد القائل
فلا يصحُّ نقلُ الخلافِ فيها عنه، وهكذا يتفق في شرح السنة، وكذلك في فتاوى
الأئمة وكلامهم في مسائل العلم، وهذا الموضع مما يجب تحقيقه؛ فإنَّ نقل الخلاف
في مسألة لا خلاف فيها في الحقيقة خطأ، كما أن نقل الوِفاق في موضع الخلافِ لا
يصح» [3].
إذا تقرر هذا فإن الحديث عن أثر اختلاف التنوع على الإجماع يدعو إلى
معرفة أقسام اختلاف التنوع بين المفسرين [4]، وهي على النحو الآتي:
الأول: اختلاف في اللفظ دون المعنى، وهذا لا تأثير له في تفسير الآية.
ومن أمثلته: ما ذكره المفسرون من الاختلاف في تفسير كلمة «قضى» من قوله
تعالى:] وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ [(الإسراء: 23)، فقال ابن عباس:
] وَقَضَى [(الإسراء: 23): أمر. وقال مجاهد:] وَقَضَى [(الإسراء:
23): وصَّى. وفسَّرها الربيع بن أنس بـ «أوجب». وهذه التفسيرات معناها
واحد أو متقارب، فلا تأثير لهذا الاختلاف في معنى الآية.
الثاني: اختلاف في اللفظ والمعنى، والآية تحتمل المعنيين لعدم التضاد
بينهما، فتُحْمَل الآية عليهما وتفسر بهما، ويكون الجمع بين هذا الاختلاف أن كل
واحد من القولين ذُكِرَ على وجه التمثيل لما تعنيه الآية أو التنويع، وهذا يشمل
نوعين:
أوّلهما: ما عبَّر عنه شيخ الإسلام ابن تيمية بقوله: «أن يعبر كلُّ واحد منهم
عن المراد بعبارة غير عبارة صاحبه تدل على معنى في المسمَّى غير المعنى الآخر
مع اتحاد المسمَّى» [5] كتفسيرهم:] اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ [(الفاتحة: 6)،
بالقرآن، وبالإسلام، وبالسنة والجماعة.
ثانيهما: أن يذكر كل واحد منهم من الاسم بعض أنواعه على سبيل المثال؛
كتفسيرهم:] ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ [(فاطر: 32) [6]. بالذي يؤخِّر العصرَ إلى
الاصفرار، أو بآكل الربا، أو مانع الزكاة، و] مُّقْتَصِدٌ [(فاطر: 32): بالذي
يُصلِّي في أثناء الوقت، أو الذي يؤتي الزكاة المفروضة، ولا يأكل الربا،
و] سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ [(فاطر: 32): بالذي يصلي في أول الوقت، أو
بالمُحسن بأداء الواجبات مع المستحبات، وبالمتصدق مع إخراجه
الزكاة [7].
وبناءاً على هذا التقسيم يمكن الإجابة عن أثر اختلاف التنوع في الإجماع بأن
يقال:
أما القسم الأول: فإنه لا أثر للاختلاف فيه على حكاية الإجماع؛ لأن اختلاف
الألفاظ في التعبير عن المعنى المراد أمرٌ معهود، بل لا يكاد يُسْلَم منه، وإذا كان
المقصود من التفسير هو الوصول إلى المعنى فإن اختلاف اللفظ في التعبير عنه لا
يضرُّ قطعاً.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «ومن الأقوال الموجودة عنهم (أي السلف)
ويجعلها بعض الناس اختلافاً أن يعبروا عن المعاني بألفاظ متقاربة لا مترادفة؛ فإن
الترادف في اللغة قليل. وأما في ألفاظ القرآن فإما نادرٌ وإما معدومٌ، وقَلَّ أن
يعبروا عن لفظ واحد بلفظ واحد يؤدي جميع معناه، بل يكون فيه تقريب لمعناه،
وهذا من أسباب إعجاز القرآن» [8].
ومن أمثلة ذلك: ما ذكره ابن عطية في قوله تعالى:] وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/343)
بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً [(المائدة: 12)؛ حيث حكى الإجماع
على أن النقيب «هو كبيرُ القوم القائم بأمورهم التي ينقِّب عنها وعن مصالحهم
فيها».
وقد فسره الحسن بأنه: الضمين، وفسره قتاده بأنه: الشاهد، وفسره الربيع
بن أنس بأنه: الأمين، قال ابن عطية بعد ذكر هذه الأقوال: «وهذا كله قريب
بعضه من بعض»، وقال ابن الجوزي: «وهذه الأقوال تتقارب».
أما القسم الثاني بنوعيه: فإن الخلاف أيضاً لا يؤثر على حكاية الإجماع؛
لأن الأقوال متفقة على المعنى، فإذا حُكيَ الإجماع على نحو تجتمع فيه الأقوال،
وليس فيه إلغاءٌ لأحدها، فإن الإجماع صحيح، ولا يُنتَقض أو يُعترض عليه بمثل
هذا الاختلاف.
قال ابن جُزي رحمه الله مبيناً أقسام اختلاف التنوع:
الأول: اختلاف في العبارة مع اتفاق في المعنى، فهذا عَدَّهُ كثير من المؤلفين
خلافاً، وليس في الحقيقة بخلاف لاتفاق معناه، وجعلناه نحن قولاً واحداً، وعبرنا
عنه بأحد عبارات المتقدمين، أو بما يقرب منها، أو بما يجمع معانيها.
الثاني: اختلاف في التمثيل، لكثرة الأمثلة الداخلة تحت معنى واحد، وليس
مثال منها على خصوصه هو المراد، وإنما المراد المعنى العام الذي تندرج تلك
الأمثلة تحت عمومه؛ فهذا عدَّه كثير من المؤلفين خلافاً، وليس في الحقيقة بخلاف؛ لأن كل قول منها مثال، وليس بكل المراد، ولم نعده نحن خلافاً؛ بل عبرنا عنه
بعبارة عامة تدخل تلك تحتها، وربما ذكرنا بعض تلك الأقوال على وجه التمثيل مع
التنبيه على العموم المقصود» [9].
ومن الشواهد على ذلك الخلاف: ما ذكره المفسرون في تفسير (المحروم)
في قوله تعالى:] وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ [(المعارج:
24 - 25)، قال ابن عطية: «واختلف الناس في (المحروم) اختلافاً هو عندي
تخليط من المتأخرين؛ إذ المعنى واحد، وإنما عبر علماء السلف في تلك العبارات
على جهة المَثُلات، فجعلها المتأخرون أقوالاً» وذكر جملة من أقوالهم ثم قال:
«والمعنى الجامع لهذه الأقوال: أنه الذي لا مال له، لحرمان أصحابه» [10].
هذا إذا حُكي الإجماع على قول يجمع بين الأقوال، أما إذا حُكِي الإجماع على
أحد تلك الأقوال، فإن حكايته على هذا النحو قد تكون إلغاءاً للأقوال الأخرى؛ لذا
فإنه يُستفصلُ عند حكاية الإجماع: هل المراد به أن يكون القول الذي حُكِيَ الإجماعُ
عليه هو أحدُ ما يراد بالآية وتفسر به، أو هو المراد وحده مع نَفْي ما عداه؟
فإن كان الثاني فإن حكاية الإجماع لا تصح؛ لوجود الخلاف، وإن كان الأول
فلا يقال بأنه صحيح بإطلاقٍ لوجود الاحتمال، وإن كان الغالب الصحة.
ومن أمثلته:
ما ذكره الماوردي في تفسير (الحق) من قوله تعالى:] بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا
جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَّرِيجٍ [(ق: 5)؛ حيث ذكر أن المراد به: «القرآن في
قول الجميع»، وقد وَرَدَ عن المفسرين في الآية ستة أقوال أخرى، فقيل: الإسلام،
وقيل: محمد صلى الله عليه وسلم، وقيل: البعث، وقيل: هو ضد الباطل،
وقيل غير ذلك.
وعليه فقولُ الماوردي: «إنه القرآن في قول الجميع»، إن كان مرادُه أن
الجميع لا يقولون إلا بهذا، فهذا لا يُسَلَّمُ له، وإن كان مراده أن التكذيب بأيِّ واحد
من هذه الأمور المذكورة فسيؤول إلى التكذيب بالقرآن، أو كان مراده أن التكذيب
بالقرآن يعني التكذيب بها؛ لأنه جامع لجميع هذه الأمور، فهذا صحيح لا شك فيه.
الأسباب التي توقع المفسر في مخالفة الإجماع:
أكثرُ من رأيتُهُ ينقل خلافَ المأثور عن سلف الأمة هم متأخرو المفسرين،
وخصوصاً أهلَ البدع في العقائد منهم كالمعتزلة وسائِر فرق المبتدعة؛ ولذلك
أسباب عدة أكتفي بالإشارة إلى أهمها:
الأول: ضعفُ عنايتهم بآثار السلف وإجماعِهم وخلافِهم، وعدمُ التمييز بين
صحيح الروايات الواردة عنهم وضعيفها، فإذا نقلوا فإنهم يروون الغرائب
والضعاف والمناكير التي لا توجد في الكتب المعتمدة من كتب التفسير بالمأثور،
والتي تُعْنَى بنقل أقوال السلف، وتحرير ألفاظهم وعباراتهم. قال ابن الحاجب:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/344)
«وكانوا يعني المعتزلة من أقل الناس معرفة بأقوال الصحابة والتابعين» [11]؛
ولذلك تراهم ينقلون الخلاف فيما أجمع عليه السلف، وينقلون الإجماع فيما اختلفوا
فيه، وقد يكون للسلف في تفسير الآية قولان، وهذا كما تقدم إجماع منهم على عدم
جواز الزيادة، فيأتي هؤلاء بأقوال أخرى، فيخرقون الإجماع.
ولشيخ الإسلام تحريرٌ بالغُ الأهمية لهذه القضية؛ حيث قرر أن معرفة أقوال
السلف وأعمالِهم، خيرٌ وأنفع من معرفة أقوال المتأخرين وأعمالهم، فقال:
«ومعرفةُ إجماعهم ونزاعهم في العلم والدين، خيرٌ وأنفعُ من معرفة ما يذكر
من إجماع غيرهم ونزاعهم؛ وذلك أن إجماعهم لا يكون إلا معصوماً، وإذا
تنازعوا فالحق لا يخرج عنهم، فيمكن طلبُ الحق في بعض أقاويلهم، ولا يحكم
بخطأ قولٍ من أقوالهم حتى يعرفَ دلالة الكتاب والسنة على خلافه» [12].
«وأما المتأخرون الذين لم يتحروا متابعتَهم وسلوكَ سبيلهم، ولا لهم خبرة
بأقوالهم وأفعالهم، بل هم في كثير مما يتكلمون به في العلم ويعملون به لا يعرفون
طريق الصحابة والتابعين في ذلك، من أهل الكلام والرأي والزهد والتصوف،
فهؤلاء تجد عُمدتَهم في كثير من الأمور المهمة في الدين إنما هو عما يظنونه من
الإجماع، وهم لا يعرفون في ذلك أقوالَ السلف البتة، أو عرفوا بعضها ولم يعرفوا
سائرها؛ فتارة يحلُّون الإجماع ولا يعلمون إلا قولهم وقول من ينازعهم من الطوائف
المتأخرين ... وتارة عرفوا بعض أقوال السلف يحكون إجماعاً ونزاعاً ولا يعرفون
ما قال السلف في ذلك البتة، بل قد يكون قول السلف خارجاً عن أقوالهم، وهم إذا
ذكروا إجماعَ المسلمين لم يكن لهم علم بهذا الإجماع؛ فإنه لو أمكن العلم بإجماع
المسلمين لم يكن هؤلاء من أهل العلم به؛ لعدم علمهم بأقوال السلف؛ فكيف إذا كان
المسلمون يتعذر القطع بإجماعهم في مسائل النزاع، بخلاف السلف؛ فإنه يمكن
العلم بإجماعهم كثيراً» [13].
الثاني: كونُهم يعتقدون أشياءَ باطلة ثم يحملون القرآن عليها، ولو كان
مخالفاً لما أجمع عليه السلف، فيقعون في المخالفة اتباعاً لبدعتهم، وتحكيماً لهواهم.
يقول الشاطبي: «وكثيراً ما تجد أهل البدع والضلالة يستدلون بالكتاب
والسنة، يحمِّلونهما مذاهبهم، ويُغَبِّرون بمشتبهاتهما على العامة، ويظنون أنهم على
شيء؛ فلهذا كله يجب على كل ناظر في الدليل الشرعي مراعاة ما فهم منه الأولون، وما كانوا عليه في العمل به؛ فهو أحرى بالصواب، وأَقْوَمُ في العلم
والعمل» [14].
الثالث: تفسير القرآن بمجرد اللغة، من غير نظر إلى المتكلِّم بالقرآن،
والمُنَزَّلِ عليه، والمخاطَب به.
وقد قرر شيخ الإسلام ابن تيمية أن هذين السببين أعنى الثاني والثالث هما
أكثرُ ما يُوقع من يفسر بالرأي والنظر في الخطأ في تفسير كتاب الله؛ لأن الأوَّلِين
راعَوُا المعنى الذي رأوه، من غير نظرٍ إلى ما تستحق ألفاظ القرآن من الدلالة
والبيان، والآخرين راعَوا مجرد اللفظ، وما يجوز أن يُراد به في لسان العرب،
دون أن ينظروا إلى ما يصلح للمتكلم به، ولسياق الكلام [15].
ثم بين رحمه الله أن الأوَّلين تارة يسلبون لفظَ القرآن ما دلَّ عليه وأُريد به،
وتارةً يَحْمِلونه على ما لم يدلَّ عليه ولم يُرَد به، وفي كلا الأمرين قد يكون ما
قصدوا نفيَه أو إثباته من المعنى باطلاً؛ فيكون خطؤُهم في الدليل والمدلول؛ وذلك
مثلُ كثير من الصوفية والوعاظ والفقهاء وغيرهم، ممن يفسرون القرآن بمعان
صحيحة، لكن القرآن لا يدل عليها [16].
قال رحمه الله: «فالذين أخطؤوا في الدليل والمدلول مثل طوائف من أهل
البدع اعتقدوا مذهباً يخالف الحقَّ الذي عليه الأمةُ الوسَط الذين لا يجتمعون على
ضلالةٍ كسلف الأمة وأئمتها، وعمدوا إلى القرآن فتأولوه على آرائهم، تارة
يستدلون بآيات على مذهبهم، ولا دلالة فيها، وتارة يتأولون ما يُخالف مذهبهم بما
يحرفون به الكلمَ عن مواضعه. ومن هؤلاء فرقُ الخوارج و الروافض و الجهمية
والمعتزلة و القدرية و المُرجئة، وغيرهم. وهذا كالمعتزلة مثلاً فإنهم من أعظم
الناس كلاماً وجدالاً، وقد صنفوا تفاسير على أصول مذهبهم» [17].
ثم قال: «والمقصود أن مثل هؤلاء اعتقدوا رأياً ثم حملوا ألفاظَ القرآن عليه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/345)
وليس لهم سلف من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، ولا من أئمة المسلمين، لا
في رأيهم ولا في تفسيرهم، وما من تفسير من تفاسيرهم الباطلة إلا وبطلانه يظهر
من وجوه كثيرة، وذلك من جهتين:
- تارة من العلم بفساد قولهم.
- وتارة من العلم بفساد ما فسروا به القرآن، إما دليلاً على قولهم، أو جواباً
على المعارض لهم.
ومن هؤلاء من يكون حَسَن العبارة فصيحاً، ويدسُّ البِدَعَ في كلامه، وأكثر
الناس لا يعلمون، كصاحب الكشاف ونحوه، حتى إنه يَرُوج على خَلْق كثير ممن
لا يعتقد الباطل من تفاسيرهم الباطلة ما شاء الله. وقد رأيت من العلماء المفسرين
من يذكر في كتابه من تفسيرهم ما يوافق أصولَهم التي يَعْلَم أو يعتقد فسادها، ولا
يهتدي لذلك، ثم إنه لسبب تطرُّف هؤلاء وضلالهم دخلت الرافضة الإمامية، ثم
الفلاسفة ثم القرامطة وغيرهم فيما هو أبلغُ من ذلك، وتفاقَمَ الأمر في الفلاسفة
والقرامطة والرافضة؛ فإنهم فسروا القرآن بأنواع لا يقضي العالِمُ منها عجَبَه» [18].
والحاصل: أن من أعظم أسباب وقوع الاختلاف: البدع المضلة «التي
دَعَتْ أهلها إلى أن حرَّفوا الكَلِمَ عن مواضعه، وفسَّروا كلام الله ورسوله صلى الله
عليه وسلم بغير ما أُريد به، وتأوَّلُوه على غير تأويله؛ فمن أصول العلم بذلك: أن
يعلم الإنسان القول الذي خالفوه، وأنه الحق، وأن يعرف أن تفسير السلف يخالف
تفسيرهم، وأن يعرفَ أن تفسيرهم محدَثٌ مبتدَع، ثم أن يعرف بالطرق المُفصَّلة
فسادَ تفسيرهم بما نصبه الله من الأدلة على بيان الحق» [19].
وإذا كان منشأُ الخلافِ هو البدعَ المضلَّة، واتباع الأهواء فإنه لا اعتداد
بمخالفة من خالف لهذه العلة، قال الخبَّازي: «ولا يعتبرُ (أي في الإجماع)
مخالفة أهل الأهواء فيما نسبوا به إلى الهوى» [20].
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: «فإن الصحابة والتابعين والأئمة إذا كان لهم
في تفسير الآية قولٌ، وجاء قوم فسَّرُوا الآية بقولٍ آخرَ لأجل مذهب اعتقدوه وذلك
المذهبُ ليس من مذاهب الصحابة والتابعين لهم بإحسان صاروا مشاركين للمعتزلة
وغيرهم من أهل البدع في مثل هذا.
وفي الجملة: من عدلَ عن مذاهب الصحابة والتابعين وتفسيرهم إلى ما
يخالف ذلك كان مخطئاً في ذلك، بل مبتدعاً، وإن كان مجتهداً مغفوراً له
خطؤه» [21]، بل قال أيضاً: «من فسَّر القرآن أو الحديث أو تأوَّله على غير
التفسير المعروف عن الصحابة والتابعين فهو مُفترٍ على الله، مُلْحدٌ في آيات الله،
محرفٌ للكلم عن مواضعه، وهذا فتحٌ لبابِ الزندقة والإلحاد، وهو معلوم
البطلان بالاضطرار من دين الإسلام» [22].
وقد أحسن الشاطبي رحمه الله حين بيَّن سبب عدم الاعتداد بأقوال أهل
الأهواء، فقال: «إذا دخل الهوى أدى إلى اتباع المتشابه حِرصاً على الغلبة
والظهور بإقامة العذر في الخلاف، وأدَّى إلى الفرقة والتقاطع والعداوة والبغضاء
لاختلاف الأهواء وعدم اتفاقها، وإنما جاء الشرع بحسم مادة الهوى بإطلاق. وإذا
صار الهوى بعض مقدمات الدليل لم يُنْتج إلا ما فيه اتباع الهوى، وذلك مخالفة
الشرع، ومخالفة الشرع ليست من الشرع في شيء؛ فاتباع الهوى من حيث يظن
أنه اتباع للشرع ضلالٌ في الشرع؛ ولذلك سميت البدعُ ضلالات، وجاء أن «كل
بدعة ضلالة» [23]؛ لأن صاحبها مخطئٌ من حيث توهم أنه مصيبٌ. ودخولُ
الأهواء في الأعمال خفي؛ فأقوالُ أهل الأهواء غير معتد بها في الخلاف المقرر
في الشرع، فلا خلاف حينئذٍ في مسائل الشرع من هذه الجهة» [24].
فإن قيل: إن العلماء قد اعتدُّوا بخلافهم ونقلوا أقوالهم؛ فكيف يقال: إنه لا
اعتداد بخلافهم؟
وقد أجابَ عن هذا السؤال الإمام الشاطبي من جهتين:
أولاً: أنَّا لا نسلِّم أنهم اعتدُّوا بها، بل أتوا بها ليردوها، ويبينوا فسادها، كما
أتوا بأقوال اليهود والنصارى وغيرهم ليوضحوا ما فيها.
ثانياً: إذا سُلِّم اعتدادُهم بها فمن جهة أنهم غير متبعين للهوى بإطلاق، وإنما
المتبعُ للهوى بإطلاق من لم يصدِّق بالشريعة رأساً، أما من صدَّق بالشرع فإنه متبع
للشرع في الجملة، لكن إذا زاحم هواه الشرعَ قدم الهوى، فأصبح بذلك مشاركاً
لأهل الهوى في دخول الهوى نحلته، وشارك أهلَ الحق في أنه لا يقبل إلا ما عليه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/346)
دليل على الجملة؛ ولذلك حُكِيت أقوالهم، واعْتُدَّ بتسطيرها، والنظر فيها» [25].
ثم قال: «وفي الحقيقة، فمن جهة ما اتفقوا فيه مع أهل الحق حَصَل التآلف، ومن
جهة ما اختلفوا حصلت الفرقة، وإذا كان كذلك فجهة الائتلاف لا خلاف فيها في
الحقيقة؛ لصحتها واتحاد حكمها، وجهةُ الاختلاف فهم مخطئون فيها قطعاً،
فصارت أقوالُهم زلاتٍ، لا اعتبار بها في الخلاف» [26].
ويضاف إلى هذه الأسباب جملة أخرى من الأسباب التي يقع بعض المفسرين
لأجلها في خرق الإجماع أذكرها متمماً لما سبق على سبيل الإيجاز.
الرابع: الاعتداد بالقول الشاذ: أو بما يُسَمَّى: «زلة العالم»، حيث يذكر
بعض المفسرين الخلاف في مسألة قد وقع فيها إجماع سابق، بناءاً على اعتبار قول
لا يعتد به لشذوذه.
وقد قرر الإمام الشاطبي: «أن زلة العالم لا يصحُّ اعتمادها من جهة، ولا
الأخذ بها تقليداً له؛ وذلك لأنها موضوعة على المخالفة للشرع؛ ولذلك عُدَّت زَلّة،
وإلا فلو كانت معتداً بها لم يجعل لها هذه الرتبة، ولا نسب إلى صاحبها الزللُ فيها، كما أنه لا ينبغي أن ينسب صاحبُها إلى التقصير، ولا يشنَّعَ عليه بها، ولا
يُنتقَص من أجلها، أو يعتقد فيه الإقدام على المخالفة بحتاً؛ فإن هذا خلاف ما
تقتضي رتبته في الدين» [27].
ثم بيَّن رحمه الله: «أنه لا يصح اعتمادُها خلافاً في المسائل الشرعية؛ لأنها
لم تصدر في الحقيقة عن اجتهاد، ولا هي من مسائل الاجتهاد، وإن حصل من
صاحبها اجتهاد فهو لم يصادف فيها محلاً، فصارت في نسبتها إلى الشرع كأقوال
غير المجتهد، وإنما يُعدُّ في الخلاف الأقوالُ الصادرة عن أدلة معتبرة في الشريعة
كانت مما يقوى أو يضعف، وأما إذا صدرت عن مجرد خفاء الدليل أو عدم
مصادفته [28] فلذلك قيل: إنه لا يصح أن يعتدَّ بها في الخلاف، كما لم يعتدَّ السلفُ
الصالح بالخلاف في مسألة ربا الفضل، والمتعة ... ، وأشباهها من المسائل التي
خفيت فيها الأدلة على من خالف فيها» [29].
ونصَّ رحمه الله على أن من الخلاف الذي لا يعتد به في الخلاف «ما كان
من الأقوال خطأً مخالفاً لمقطوع به في الشريعة» [30].
وقد تساءل رحمه الله عن كيفية معرفة ما هو من الأقوال كذلك مما ليس
كذلك؟ وأجاب: بأن هذا من وظائف المجتهدين، فهم العارفون بما وافق أو خالف؛ لأن المخالفة للأدلة الشرعية على مراتب، فمن الأقوال ما يكون خلافاً لدليل قطعي، من نص متواتر أو إجماع قطعي في حكم كلي، ومنها ما يكون خلافاً لدليل
ظني، والأدلة الظنية متفاوتة.
أما غير المجتهدين من المتفقهين فإن لمعرفة ما كان من الأقوال كذلك ضابطاً
تقريبياً، وهو أن ما كان معدوداً من الأقوال غلطاً وزللاً قليلٌ جداً في الشريعة،
وغالبُ الأمر أن أصحابها منفردون بها، وقلَّما يساعدهم عليها مجتهد آخر، فإذا
انفرد صاحبُ قولٍ عن عامة الأمة فليكن اعتقادك أن الحق مع السواد الأعظم من
المجتهدين لا من المقلدين [31].
ومن أمثلة الأقوال الشاذة:
1 - قولُ نوفٍ البكالي في أن موسى الذي جرت له القصة مع الخضر
والمذكورة في سورة الكهف ليس موسى بن عمران كليم الرحمن، بل هو موسى
آخر، وقد رد ذلك عليه ابن عباس رضي الله عنهما وأغلظ في الرد عليه، فقال:
«كذب عدو الله»، ثم ساق الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يدل
قطعاً على أن المراد به موسى بن عمران عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام.
قال ابن الجوزي عن قول نوفٍ هذا: «وليس بشيء». وقال الشوكاني:
«وهذا باطلٌ قد ردَّه السلف الصالح من الصحابة ومن بعدهم».
2 - ما روي عن الحسن و عطاء الخراساني أنهما قالا في تفسير قوله تعالى
] اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ القَمَرُ [(القمر: 1): «إنه سينشق يوم القيامة»
والمفسرون قاطبة مجمعون على أن المراد بالآية: انشقاقه معجزةً لرسول الله صلى
الله عليه وسلم عندما طلب منه المشركون ذلك. قال ابن الجوزي عن المروي عن
الحسن وعطاء: «هذا القولُ الشاذُّ لا يقاوم الإجماع».
الخامس: الاعتدادُ بقولٍ قد انعقد الإجماع قبل حدوثه: وهو قريب من الذي
قبله ومن أمثلة ذلك:
إجماعُ العلماء على حرمة الجمع بين أكثر من أربع نسوة، وقد حكى بعضُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/347)
العلماء مخالفةَ بعض الظاهرية وبعض الرافضة. وهي مخالفة جاءت بعد انعقاد
الإجماع، فلا عبرة بها. قال الرازي: «إن مخالف هذا الإجماع من أهل البدعة
فلا عبرة بمخالفته» وقال الآلوسي: «وأقوى الأمرين المعتمد عليهما في الحَصْر:
الإجماعُ، فإنه قد وقع، وانقضى عصر المجمعين قبل ظهور المخالف».
السادس: الاعتمادُ في نقل الخلاف على روايات ضعيفة لا تثبت عمن نسبت
إليه.
ومن أمثلة ذلك:
ما روي عن ابن عباس من أنه كان يرى: أن الأم لا يحجبها من الثلث إلى
السدس إلا ثلاثةٌ من الإخوة فأكثر؛ لأن الآية وردت بذكر «الإخوة»، والاثنان
ليسا بإخوة. وهذا ضعيف عن ابن عباس، وقد حكى جمع من العلماء: الإجماع
على أن الاثنين من الإخوة يحجبان الأم من الثلث إلى السدس. ولا تصح المخالفة
عن ابن عباس، والله أعلم.
السابع: عدم فهم الخلاف الوارد عن السلف: إذ كثير من خلافهم كما تقدم
شرحه من باب اختلاف التنوع، فيأتي من المتأخرين من يحمله على اختلاف
التضاد فينقض الإجماع بذلك.
والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
________________________
(1) مقدمة التفسير ضمن مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام، 13/ 333.
(2) أي: يمكن التعبير عنها بعبارة واحدة كما هو شأن المعنى الواحد.
(3) الموافقات، 4/ 214، 215.
(4) ينطر في ذلك: مقدمة التفسير لشيخ الإسلام، 13/ 333 وما بعدها من مجموع الفتاوى، ومقدمة رسالة «اختلاف التنوع واختلاف التضاد في تفسير السلف» رسالة دكتوراه للدكتور: عبد الله الأهدل، وكتاب «أصول في التفسير» للشيخ: محمد بن صالح العثيمين، ص 30، 31، وكتاب
«فصول في أصول التفسير» للشيخ: مساعد الطيار، ص 55 وما بعدها.
(5) مقدمة التفسير ضمن مجموع الفتاوى، 13/ 333.
(6) في قوله تعالى: [ثُمَّ أَوْرَثْنَا الكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الفَضْلُ الكَبِيرُ] (فاطر: 32).
(7) ينظر: مقدمة التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية ضمن مجموع الفتاوى، 13/ 337.
(8) مقدمة التفسير، ضمن مجموع الفتاوى، 13/ 341.
(9) التسهيل لعلوم التنزيل لابن جُزي، 1/ 6، 7.
(10) المحرر الوجيز، 14/ 15، 16.
(11) تيسير التحرير، 3/ 227.
(12) رسالة «الفرقان بين الحق والباطل» ضمن مجموع الفتاوى، 13/ 24.
(13) المصدر نفسه، 12/ 25، 26، وبقية الكلام مهم، فليرجع إليه من شاء الاستزادة.
(14) الموافقات، 3/ 77، وينظر أيضاً: الاعتصام للشاطبي، 1/ 231.
(15) رسالة مقدمة التفسير ضمن مجموع الفتاوى، 13/ 355، 356.
(16) المصدر السابق، 13/ 356، 362.
(17) المصدر السابق، 13/ 356، 357.
(18) المصدر السابق، 13/ 358، 359.
(19) المصدر السابق، 13/ 362.
(20) المغني في أصول الفقه للخبازي، ص 278، وقال محيي الدين القنوي المعلق على المغني: «كالمعتزلة والروافض والخوارج».
(21) رسالة: مقدمة التفسير، ضمن مجموع الفتاوى، 13/ 361.
(22) رسالة في علم الباطن والظاهر، لشيخ الإسلام ابن تيمية، ضمن مجموع الفتاوى، 13/ 243.
(23) رواه مسلم، ح/ 867 في الجمعة، باب تخفيف الصلاة والخطبة، و النسائي، 3/ 188، 189 في العيدين، باب كيف الخطبة كلاهما عن جابر بن عبد الله.
(24) الموافقات في أصول الشريعة، 4/ 222، 223.
(25) المصدر السابق، 4/ 223، 224.
(26) المصدر السابق، 4/ 223، 224.
(27) الموافقات، 4/ 170.
(28) وبهذا يعرف الفرق بين القول الشاذ وهو القول الصادر عن مجتهد خفي عليه الدليل في مسألة، فأفتى بالخطأ، وتنكب الناس قوله، فهجر من بعده والقول الذي صدر من غير أهل الاجتهاد، أو القول الذي صدر عن اتباعِ الهوى؛ فإنه لا عبرة بهذين الأخيرين أصلاً.
(29) الموافقات، 4/ 172.
(30) الموافقات، 4/ 214.
(31) الموافقات، 4/ 173.(1/348)
علماء الحديث وعنايتهم بعلم القراءات (ابن حجر نموذجاً)
ـ[ساري عرابي]ــــــــ[06 - 05 - 03, 04:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا بحث وجدته في مجلة جامعة أم القرى، أضعه بين أيديكم نشراً للفائدة. والله المستعان.
عنوان البحث: مصادر الحافظ ابن حجر وآراؤه في مسائل القراءات من خلال كتابه (فتح الباري بشرح صحيح البخاري)
صاحب البحث: د. يحيى بن محمد حسن زمزمي
الأستاذ المساعد في قسم القراءات - كلية الدعوة وأصول الدين - جامعة أم القرى.
موقع البحث:
إضغط هنا بارك الله فيك ( http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-002.htm)
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[07 - 05 - 03, 02:30 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
*************************
مصادر الحافظ ابن حجر وآراؤه
في مسائل القراءات من خلال كتابه (فتح الباري بشرح صحيح البخاري)
د. يحيى بن محمد حسن زمزمي
الأستاذ المساعد في قسم القراءات - كلية الدعوة وأصول الدين - جامعة أم القرى
ملخص البحث
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وبعد:
فقد عني علماء الحديث وشراحه –رحمهم الله- بقراءات القرآن الكريم، وبذلوا في ذلك جهوداً مشكورة، فرووها بأسانيدهم، ووجهوا مشكلها، واستدلوا بها في بيان معاني الحديث واستنباط الأحكام والترجيح بين الروايات وغير ذلك، وهذا البحث محاولة لإبراز جهد أحد علماء الحديث وشارح أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى، وهو الحافظ ابن حجر –رحمه الله- (ت852هـ)، ذلك أنّه علاَّمة مشهود له بالفضل وسعة الاطلاع وحسن التأليف، وقد درس علم القراءات وعنده سند فيها عن شيخه برهان الدين التنوخي المقرئ المجوّد، ثمّ إنّ شرحه للبخاري ـ فتح الباري ـ من أوسع الشروح وأجلّها وأغزرها علماً، وقد أورد فيه القراءات واستخدمها في نحو من (400موضع) فيما وقفت عليه، ونقل هذه القراءات عن مصادر كثيرة منها المطبوع والمخطوط والمفقود، وله في مسائلها آراء وأقوال نفيسة، تثري هذا العلم وتفيد المتخصصين فيه، وهذا البحث خطوة أولى في دراسة جهود هذا العَلَم في خدمة علم القراءات، حصرتُ فيه المصادر التي نقل عنها هذا العِلم وبيّنت حالها ووثقت النقول التي أوردها- غالبا- وبينت معالم منهجه في النقل عنها، ثم أبرزت ما وقفت عليه من آراء وأقوال للحافظ، ونبهت في أثناء ذلك كله على بعض المآخذ والاستدراكات على المصنف رحمه الله فيما يتعلق بالقراءات، وحسب علمي أن أكثر الباحثين في علم القراءات قد أغفلوا جهود المحدثين في هذا الباب، ولم أقف على مؤلف خاص عني بدراسة القراءات في ((فتح الباري)) والله أعلم.
مقدمة:
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً، أحاط بكل شيءٍ علماً وأحصى كل شيءٍ عدداً، ثم الصلاة والسلام على خير الخلق والورى، ومن بعثه ربه من أم القرى، نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن اقتفى.
أما بعد:
ففي أثناء قراءتي المحدودة في بعض المواضع من الكتاب القيم: ((فتح الباري بشرح صحيح البخاري)) للحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله، لفت نظري كثرة إيراده واستخدامه للقراءات القرآنية، استشهاداً بها في الأحكام واللغة، وتوجيها لها ودراسة لبعض مسائلها وأحكامها، ولم يقتصر ذكره لها في كتاب التفسير أو فضائل القرآن من الصحيح –وإن كان هو الغالب- لكنه أوردها في كثير من الكتب الأخرى.
كل ذلك دعاني للتفكير في جمع وتتبع وحصر هذه المواضع، ثم دراستها في بحث مختصر عن ((القراءات)) في هذا الكتاب المبارك ((فتح الباري)) فإذا بهذه المواضع تبلغ المئات، موزعة على جميع المجلدات، فاضطررت إلى جرد سريع لبعض الكتب منه، وتتبع دقيق للبعض الآخر، فحزرت ما جمعته فبلغ قريباً من (400) موضع، وربما فاتني شئ غير قليل في أثناء الجرد السريع، فلما صنفت هذه المواضع تصنيفاً مبدئياً، رأيت أن جمع الكلام عن القراءات وأثرها ومنهج الحافظ في عرضها والاستدلال بها، في بحث مختصر، قد لا يكون مناسباً لتلك الكثرة المذكورة، وربما أهضم حق البحث والكتاب والمصِّنف بهذا الاختصار، فاستشرت عدداً من أهل الفضل وعلماء الفن، بعد أن استخرت الله عز وجل في المضي في هذا البحث، فاستقر رأيي القاصر، على أن أقسّم الموضوع على عدة أبحاث ([1])، وقد رأيت أن يكون عنوان البحث الأول - هذا- ((مصادر الحافظ ابن حجر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/349)
وآراؤه في مسائل القراءات من خلال كتابه فتح الباري بشرح صحيح البخاري)).
وأما عن أهميّة الموضوع وسبب اختياره فيمكن تلخيصه في الآتي:
1 - أهميّة علم القراءات وشرفه وفضله، وذلك لتعلقه بأشرف كتاب وأحسن كلام، وأصدق حديث، مع إعراض كثير من طلبة العلم عنه وتهيبهم منه.
2 - عدم التفات كثير من الباحثين إلى جهود علماء الحديث في العناية بالقراءات، حفظاً لها ونقلاً وتوجيهاً واستدلالاً، واقتصارهم في البحث على إبراز جهود المفسرين وأهل اللغة إضافة إلى علماء القراءات.
3 - الموسوعية والتكامل لدى علماء السلف في جمعهم للعلوم ودراستهم لها، حتى شملت القراءات والتفسير والحديث واللغة وغيرها، فلم يؤدِّ بهم التخصص إلى إهمال بعض العلوم أو القصور فيها، ومن يقرأ سيرهم وينظر في أسماء مشايخهم في كل فن من العلوم، يدرك هذا الأمر غاية الإدراك، ويكفي أن نعلم أن عدد شيوخ ابن حجر قد جاوز (730) شيخاً، ومصنفاته قاربت (300) مصنفاً، وأنه ذكر من أسماء الكتب في الفتح (1430) كتاباً في مختلف الفنون نقل عن كثير منها. ([2])
4 - أهميّة كتاب ((فتح الباري)) ومكانته العالية عند العلماء قديماً وحديثاً، وكذا منزلة مصنفه الحافظ ((ابن حجر العسقلاني)) المشهود له بالفضل وسعة العلم وحسن التأليف، وكذا أهمية الأصل ((صحيح البخاري)) ومكانة مصنفه رحمة الله عليهما. ([3])
5 - كثرة إيراد الحافظ ابن حجر للقراءات واستعماله لها واستدلاله بها مما يحتاج معه إلى دراسة لما يورده ومعرفة منهجه وآرائه في ذلك.
6 - أن الحافظ ابن حجر –رحمه الله- نقل نقولات كثيرة عن كتب القراءات والتوجيه وغيرها، وبعض تلك الكتب والمصادر، يعد مفقوداً، أو في حكم المفقود، ([4]) ولا شك أن فيما نقله زيادة علم وإثراء لمادة هذا الفن العظيم، فينبغي استخراجها للإفادة منها.
7 - أن الحافظ ابن حجر معروف بتحريره للمسائل، ودقته في دراستها، وقد حرر بعض مسائل القراءات وأفاض فيها، مما يثري هذا العلم. ([5])
8 - أن الحافظ ابن حجر تلقى علم القراءات، وعنده سند بها عن شيخه برهان الدين إبراهيم بن أحمد بن عبد الواحد التنوخي المقرئ المجوّد المسند الكبير –كما وصفه الحافظ- وقد قرأ عليه الشاطبية تامة، والعقيلة في مرسوم الخط وغيرها، وقد توفي شيخه سنة (800هـ)، ونزل أهل مصر بموته في الرواية درجة. ([6])
كما أن الحافظ اطلع على كتب ابن الجزري ([7]) (ت 833هـ) وعنده بها إجازة، وقد أهدى إليه كتابه ((النشر في القراءات العشر)) ([8]) وأثنى الحافظ على المصنف ووصفه بـ (صاحبنا العلامة الحافظ شمس الدين ابن الجزري) ([9])
وأما منهجي في البحث فيمكن تلخيصه في النقاط الآتية:
1 - جمعت كل ما وجدته من مواضع ذكر فيها الحافظ قراءة من القراءات أو أشار إليها، وكان ذلك من خلال جرد سريع لبعض الأبواب والكتب، وتتبع دقيق لبعضها الآخر، فبلغ عدد تلك المواضع قريباً من أربعمائة كما تقدم.
2 - صنّفت تلك المواضع تصنيفاً موضوعياً مبدئياً، ففصلت كلامه عن المصادر ونقولاته، عما يتعلق بآرائه وتعليقاته وهكذا.
3 - درست كل صنف منها على حدة، لمعرفة أنواع المصادر التي رجع إليها وأثرها في كتابه، واستخراج آرائه في مسائل هذا العلم.
4 - راجعت النقول التي أوردها المصنف في هذا الباب وقارنتها بأصولها، لمعرفة منهجه في النقل والاستشهاد، وأشرت إلى المصادر المفقودة أو المخطوطة منها.
5 - ترجمت للأعلام الذين نقل عنهم الحافظ في شرحه، وذلك عند ذكر كلامهم أو الكلام عن كتبهم، أما غيرهم ممن يُذكر عرضاً فلم ألتزم بالترجمة لهم إلا ما لزم وباختصار، تجنباً لإطالة الهوامش ما أمكن.
6 - نبهت إلى بعض المواضع التي وهم فيها الحافظ في نسبة بعض القراءات إلى الشذوذ أو ضد ذلك.
وأما خطة البحث –بعد هذه المقدمة- فهي على النحو الآتي:
التمهيد: ويحتوي على مبحثين:
المبحث الأول: تعريف مختصر بالقراءات وأقسامها، وعلاقتها بعلم الحديث.
المبحث الثاني: تعريف مختصر بالحافظ ابن حجر وكتابه ((فتح الباري))، ونبذة عن الصحيح ومصنِّفه.
الفصل الأول: مصادره في علم القراءات ومنهجه في النقل عنها.
ويتضمن ما يلي:
1 - أنواع المصادر التي نقل عنها القراءات أو ما يتعلق بها.
2 - طريقته في النقل عن كل مصدر منها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/350)
3 - توثيق النقول من مصادرها الأصلية، وبيان حالها ـ غالبا ًـ.
4 - بعض الملامح العامة في منهجه في النقل عن تلك المصادر.
الفصل الثاني: آراؤه في مسائل القراءات. ويتضمن:
1 - أهمية معرفة آراء ابن حجر في مسائل القراءات.
2 - آراؤه فيما يتعلق بالأحرف السبعة.
3 - آراؤه فيما يتعلق بمصطلحات علم القراءات.
4 - آراؤه فيما يتعلق بشروط القراءة المقبولة وحكم القراءة الشاذة.
5 - آراؤه في مسائل تتعلق بالقراءة والأداء.
وأخيراً الخاتمة وفيها أهم النتائج ثم ذكر المراجع.
التمهيد
المبحث الأول: تعريف مختصر بالقراءات وأقسامها، وعلاقتها بعلم الحديث.
أ- تعريف القراءات:
القراءات في اللغة: جمع قراءة، وهي مصدر ((قرأ))، وهي بمعنى الضم والجمع، يقال: قرأت الشيء قرآناً: أي جمعته وضممت بعضه إلى بعض، وعليه فمعنى قرأت القرآن: أي لفظت به مجموعاً ([10]).
أما في الاصطلاح فقد عرفها ابن الجزري بقوله: ((القراءات علم بكيفية أداء كلمات القرآن واختلافها بعزو الناقلة)) ([11])
ب- أقسامها:
تنقسم القراءات من حيث القبول والرد إلى قسمين:
1 - القراءات المقبولة وهي نوعان:
أ- المتواترة: قال ابن الجزري: (كل قراءة وافقت العربية مطلقاً ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو تقديراً وتواتر نقلها، هذه القراءة المتواترة المقطوع بها) أهـ. ([12])
ب- الصحيحة المشهورة وهي التي توفرت فيها شروط القراءة من حيث موافقة الرسم والعربية، وصح سندها، لكنها لم تبلغ حد التواتر، وإن كانت مشهورة مستفيضة. ([13])
ومن المعلوم أن القراءات المقبولة التي تجوز بها القراءة والصلاة عند أكثر أهل العلم هي ما صحّ من قراءات الأئمة العشرة مما وافق الرسم والعربية.
2 - القراءات المردودة: وهي التي فقدت أحد شروط القبول، بأن لم يصح سندها أو خالفت الرسم أو العربية. ([14])
جـ- علاقة القراءات بعلم الحديث:
مما لاشك فيه أن القراءة المتواترة المقبولة هي قرآن مقطوع به، منزل على النبي- e- ومن الأحرف السبعة، كما أن تنوع القراءات بمنزلة تعدد الآيات ([15])، وعليه فلا تخفى العلاقة بين القرآن والحديث النبوي، فكلاهما وحي من الله عز وجل، قال تعالى: (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) ([16])، وقال e: ( ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه) ([17])، ثم إنّ أحوال السنة مع القرآن معلومة، فهي تأتي مؤكدة لمعنى ورد في القرآن أو زائدة عليه أو مبينة له بأيّ نوع من البيان: كتخصيص عامه أو تقييد مطلقه أو بيان مجمله أو تعريف مبهمه أو غير ذلك ([18])، وهذا ينطبق على كل ما يسمى قرءآناً من القراءات المقبولة، فلها هذه الأحوال مع السنة.
ثم إن كتب الحديث بأنواعها اشتملت على نصوص كثيرة تتعلق بالقراءات ومسائلها ونقلت لنا كثيراً من مروياتها المسندة ([19])، وقد كان كثير من القراء محدثين أيضاً كعاصم بن بهدلة مثلاً.
المبحث الثاني: تعريف مختصر بالحافظ ابن حجر وكتابه فتح الباري. ([20]) ونبذة عن الإمام البخاريّ وصحيحه.
أولاً: التعريف بالحافظ ابن حجر: ويمكن تلخيصه في النقاط الآتية:
1 - هو شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي ابن محمد بن أحمد بن حجر الكناني العسقلاني الشافعي المصري القاهري.
2 - ولد في شهر شعبان من عام 773هـ ونشأ يتيم الأبوين، وحفظ القرآن وله تسع سنين، وصلى بالناس التراويح في مكة سنة 785هـ، رحل في طلب العلم إلى بلاد عدة منها الإسكندرية والحجاز واليمن والشام.
3 - بلغ عدد شيوخه أكثر من (730) شيخاً ([21]) منهم: الزين العراقي وقد لازمه أ كثر من عشر سنوات ودرس عليه الحديث وعلومه، والتنوخي وأخذ عنه علم القراءات وعلو سنده فيها -كما تقدم- والبلقيني وابن الملقن والمجد الشيرازي والهيثمي والعز بن جماعة وغيرهم.
4 - من تلاميذه ([22]): الحافظ ابن فهد المكي (ت 871هـ)، والمحدث المفسر إبراهيم بن عمر البقاعي (ت 885هـ)، والمؤرخ المحدّث محمد بن عبد الرحمن السخاوي (ت902هـ)، والعلاّمة السيوطي (ت911هـ)، والعلامة زكريا بن محمد الأنصاري (ت 926هـ).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/351)
5 - أما عن مصنفاته وآثاره العلمية، فقد بدأ في التأليف وكان له من العمر اثنتان وعشرون سنة، وبلغت مؤلفاته قريباً من ثلاثمائة ([23])، منها ما هو في علوم القرآن مثل: ((الإتقان في جمع أحاديث فضائل القرآن))، ((الإحكام لبيان ما في القرآن من إبهام))، ((تجريد التفسير من صحيح البخاري))، وكثير منها في الحديث وعلومه منها: ((الفتح))، ((إتحاف المهرة بأطراف العشرة))، ((الإصابة))، ((بلوغ المرام))، ((تلخيص الحبير)، ((لسان الميزان))، ((تهذيب التهذيب))، ((تقريب التهذيب))، وغيرها من الكتب في مختلف الفنون.
6 - أثنى عليه العلماء والكُتَّاب ووصفوه بالحفظ والإتقان والتقدم والعرفان، منهم شيخه زين الدين العراقي، وتلميذه السخاوي والحافظ السيوطي ([24]) وغيرهم كثير.
7 - توفي الحافظ –رحمه الله- في أواخر شهر ذي الحجة سنة (852هـ) ودفن بمصر.
ثانياً: كتابه " فتح الباري بشرح صحيح البخاري":
لقد أحسن الحافظ في هذا الكتاب وأفاد، وشرح وأجاد، بدءاً بجمع نسخ البخاري وضبط نصوصه، ثم بكثرة المصادر العلمية التي استعان بها في شرحه، والتي بلغت –كما تقدم- أكثر من ألف وأربعمائة، ثم بعنايته الفائقة بالحديث من جميع جوانبه، سنداً ومتناً وضبطاً وشرحاً وترجمة للرواة وترجيحاً عند الخلاف، ودراسة للمسائل وعرضاً للأقوال وأدلتها، وتلخيصاً للفوائد من الحديث، وغير ذلك.
وفيما يتعلق بالقرآن وعلومه-خاصة- فإنه أفاض في تفسير الآيات القرآنية وذكر أسباب النزول وإعجاز القرآن ووجوه القراءات، ونقل في ذلك عن أمهات الكتب وعن أئمة اللغة والتفسير والقراءات ([25]).
وبالجملة: فإن هذا الكتاب ((فتح الباري)) يعتبر موسوعة علمية جامعة، فقد أودع فيه مصنفه علوماً شتى، وفوائد عدة وهو أكبر وأجمع ما ألفه ابن حجر، وقد استغرق في تأليفه نحو ربع قرن من الزمان، قال عنه السيوطي: (لم يصنِّف أحد من الأولين ولا من الآخرين مثله) ([26])، ولما قيل للإمام الشوكاني: أما تشرح الجامع الصحيح للبخاري؟ قال: (لا هجرة بعد الفتح) ([27]).
نبذة مختصرة عن الإمام البخاري وصحيحه: ([28])
- أما البخاري فهو الإمام الحافظ أبو عبدالله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم ابن المغيرة بن بَرْدِزْبَه البخاري الجعفي، أمير المؤمنين في الحديث، ولد في مدينة بخارى سنة 194هـ، ونشأ يتيماً في حجر والدته، ألهمه الله حفظ الحديث وهو ابن عشر سنين أو أقل، ورحل في ذلك إلى الحجاز والشام ومصر والبصرة والكوفة وبغداد، وقد كُتب عنه الحديث وهو دون العشرين، قال عن نفسه: ((كتبت عن ألف شيخ من العلماء وزيادة))، وأما عن تلاميذه فهم أكثر من أن يحصروا، قال الفربري ([29]): ((سمع كتاب الصحيح من البخاري تسعون ألفاً)) أهـ، وقد كان يحضر مجلسه أكثر من عشرين ألفاً يأخذون عنه، وله من المصنفات -غير ((الصحيح)) -: كتاب الأدب المفرد، والتاريخ الكبير، والأوسط، والصغير، والقراءة خلف الإمام، وخلق أفعال العباد، والضعفاء، والعلل، وغيرها. توفي رحمه الله سنة 256هـ.
- وأما كتابه المشهور بـ ((صحيح البخاري)) وسماه هو ((الجامع المسند الصحيح المختصر من سنن رسول الله e وأياّمه)) فهو أول ما صُنف في الصحيح المجرد، وقد قال عن نفسه: ((صنفت الجامع من ستمائة ألف حديث في ست عشرة سنة وجعلته حجة بيني وبين الله))
- بلغت أحاديث صحيحه المسندة (7275) بالأحاديث المكررة، وبحذف المكرر نحو أربعة الآف. قال رحمه الله: ((ما أدخلت في كتاب الجامع إلاّ ما صح وتركت من الصحاح لحال الطول))
قال النووي ([30]): ((اتفق العلماء رحمهم الله على أنّ أصحّ الكتب بعد القرآن العزيز الصحيحان البخاري ومسلم، وتلقتهما الأمة بالقبول، وكتاب البخاري أصحهما وأكثرهما فوائد ومعارف ظاهرة وغامضة)) أهـ. ([31])
الفصل الأول: مصادره في علم القراءات، ومنهجه في النقل عنها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/352)
لقد نقل الحافظ في الفتح فيما يتعلق بالقراءات ومسائلها عن أكثر من أربعين مصدراً، منها ما هو من كتب القراءات وعلومها كالتوجيه والرسم ونحوهما، ومنها كتب في التفسير وعلوم القرآن، وكتب في الحديث وشروحه، وكتب في اللغة وغيرها، وهناك نقولات عديدة نسبها إلى قائليها، لكنه لم يحدد أسماء الكتب المنقولة عنها ([32])، فاجتهدت في معرفة أسماء هذه المصادر وتحديد مواضع النقل منها إن كانت موجودة، والتنبيه إلى المفقود منها، مع الإشارة -باختصار- إلى طريقته في النقل عنها جميعاً، ويمكن تقسيم مصادره إلى أربعة أنواع على النحو الآتي:
النوع الأول: المصادر التي تكرر ذكرها ونقل عنها كثيراً ([33]) وهي:
1 - كتاب ((القراءات)) لأبي عبيد ([34]) (ت224هـ)
نقل عنه الحافظ في مواضع عدة ([35]) وسمّى الكتاب ومؤلفّه، بل اعتمده واعتبر أن ما فيه إنما هو القراءات المشهورة، فقد قال عن قراءة الأعمش ([36]): ((وما أوتوا من العلم إلاّ قليلا)) ([37]) ما نصه: (وليست هذه القراءة في السبعة، بل ولا في المشهور من غيرها، وقد أغفلها أبو عبيد في كتاب القراءات له من قراءة الأعمش) ([38]) أهـ، وقال في موضع آخر عن قراءة عمر –رضي الله عنه- (وظنّ داود أنّما فتناه) ([39]) بتشديد التاء: (وأما قراءة عمر فمذكورة في الشواذ ولم يذكرها أبو عبيد في القراءات المشهورة). ([40])
قلت: قراءة " وما أوتوا" المذكورة مخالفة للرسم، وقراءة "فتناه" بتشديد التاء لم تشتهر، وعليه فالقراءتان شاذتان، ولهذا السبب – والله أعلم – لم يذكرهما أبوعبيد في كتابه. ([41])
وأما الكتاب المذكور فهو في حكم المفقود -فيما أعلم-، وقد ذكره ابن الجزري وغيره. ([42])
2 - ((معاني القرآن)) للفراء ([43]) (ت:207هـ)
وقد نقل عنه كثيراً ([44])، ونص على تسمية الكتاب والمؤلف، ومن ذلك قوله في قراءة ((نُصُب)) من قوله تعالى:"إلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ" ([45]) قال: (وكذا ضبطه الفراء عن الأعمش في ((كتاب المعاني)) وهي قراءة الجمهور) أهـ، وفي نفس الصفحة أيضاً: (والذي في ((المعاني للفراء)) النصب .. الخ)، وفيها أيضاً: (كذا قال الفراء في المعاني) ([46]) أهـ، كما نقل عنه توجيه قراءة ((فصُرْهن إليك)) ([47]) بضم الصاد وكسرها فقال: (وعن الفراء الضم مشترك، والكسر القطع فقط .. الخ كلامه) ([48]).
3 - كتاب "المصاحف" لابن أبي داود ([49]) (ت316هـ)
نقل عنه عدة قراءات ونصّ على تسميته فقال مثلاً في القراءة الشاذة"ألاّ يطَّوّفَ بهما" ([50]): ( .. حكاها الطبري وابن أبي داود في المصاحف .. ) الخ ([51])، وفي موضع آخر: (وأخرج ابن أبي داود في ((كتاب المصاحف)) بإسناد صحيح عن ابن عباس أنه كان يقرأ ((إذا جاء فتحُالله والنّصر))) ([52]) أهـ.، وفي القراءة الشاذة في آل عمران: (الله لا إله إلاّ هو الحي القيام) ([53]) قال: (وأخرج ابن أبي داود في ((المصاحف)) من طرق عن عمر أنه قرأها كذلك) ([54]) أهـ.
4 - كتاب ((السبعة)) لابن مجاهد ([55]) (ت324هـ)
وهذا الكتاب نصّ الحافظ على تسميته، ونقل عنه بعض القراءات، وأشار إليه عند كلامه عن بعض مسائلها، فمن القراءات التي نقلها عنه قوله في قراءة ((نُصُب)) المتقدمة آنفاً: (وفي كتاب السبعة لابن مجاهد: قرأها ابن عامر بضمتين) ([56]) أهـ، وفي موضع آخر أشار إلى قراءة رواها ابن مجاهد، ولم يذكر اسم الكتاب -وهي موجودة في ((السبعة)) - فقال: (إلا رواية ابن مجاهد عن قنبل .. ) ([57]).
5 - ((إعراب السمين)) = الدر المصون في علوم الكتاب المكنون، للسمين الحلبي ([58]) (ت756هـ)
وقد نقل عنه في مواضع متفرقة، ونصّ على أنه لخصّ بعض اللغات منه، منها أنه ذكر اللغات في ((جبريل)) ثم قال: (لخصته من إعراب السمين) ([59]) أهـ، وفي موضع آخر ذكر اللغات في ((أفٍّ)) ثم قال: ( .. ولخص ضبطها صاحبه ([60]) الشهاب السمين ولخصته منه) ([61]) أهـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/353)
قلت: كذا سماه الحافظ ((إعراب السمين))، والنقول المذكورة تدل على أنه يريد هذا الكتاب ((الدر المصون)) وهو غير كتاب التفسير له، ومما يؤيد هذا قول السمين نفسه في شرحه على الشاطبية ما نصّه: (وكنت قد ألّفت إعراب الكتاب العزيز في كتاب سمّيته الدر المصون في علوم الكتاب المكنون) أهـ. ([62])، وكذا قول الحافظ ابن حجر في ترجمته للسمين: (له تفسير القرآن ... ، والإعراب سمّاه الدر المصون) أهـ. ([63]) والله أعلم.
6 - "جامع البيان في تأويل القرآن" للطبري ([64]) (ت310هـ)
نقل عنه الحافظ في مواضع عدة، ولكنه في جميعها لم يذكر اسم الكتاب وإنما اكتفى بتسمية الطبري، فمرة ذكر القراءة الشاذة: (ألاّ يطوف بهما) ثم قال: (كذلك حكاه الطبري) ([65])، ومرة نقل نصاً بلفظ مقارب لكلام الطبري في توجيه قراءة (أشدّ وِطاء) ([66]) وعبرّ عنه بقوله: (قال الطبري: هذه القراءة على أنه مصدر .. الخ) ([67])، وفي ثالثة نقل بالمعنى أيضاً وبمعنى مقارب في قراءة (لتركبنّ) ([68]) وقال فيه: (قال الطبري: قرأها ابن مسعود وابن عباس وعامة قراء أهل مكة والكوفة بالفتح والباقون بالضم على أنه خطاب للأمة) ([69]) أهـ، وفي موضع آخر ذكر القراءة الشاذة (ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلاً من ربكم في مواسم الحج) ([70]). وقال عن القراءة نفسها في موضع: ( ... وروى الطبري بإسناد صحيح عن أيوب ([71]) عن عكرمة ([72]) أنه كان يقرأها كذلك) ([73]) أهـ، وفي موضع قال: (وقال الطبري: روي عن جماعة أنهم قرأوا ((بعد أَمَهٍ)) ([74])) ([75]) أهـ.
قلت: والقراءة المذكورة بفتح الهمزة وتخفيف الميم وهاء منونة، قراءة شاذة. ([76])
تنبيه "1": مما يرجّح أنّ الحافظ أراد كتاب تفسبر ابن جرير الطبري ولم يرد كتب أبي معشر الطبري ([77]) أو غيره ما يلي:
1) أني وجدت جميع النقول التي أوردها، بنصّها - تقريباً- في "تفسير الطبري"، ولم أجد نصاً منها في كتب أبي معشر التي اطلعت عليها.
2) أن كتب أبي معشر في القراءات كتب إسناد ورواية، يندر فيها توجيه القراءات والإحتجاج لها، والنقول التي أوردها الحافظ فيها كثير من التوجيه والإستدلال للقراءات.
3) أن بعض هذه النقول فيها ترجيح لقراءة صحيحة على مثلها ([78])، وهذا الأمر متكرر عند ابن جرير، ولا يكاد يوجد عند أبي معشر.
4) أن ابن جرير أكثر شهرة من أبي معشر، وتفسيره من أشهر الكتب، وكثير من المحققين إذا أطلق "الطبري" فهو يريد به الأول والأشهر، والله أعلم.
تنبيه "2": ذكر الحافظ نقلاً نسبه للطبراني في قراءة ((نصب)) ([79]) فقال: (وحكى الطبراني أنه لم يقرأه بالضم إلا الحسن البصري ([80])) أهـ. ([81])
قلت: يعني ضم النون كما يظهر من السياق وهذا فيه نظر لأن قراءة ابن عامر وحفص بضم النون والصاد. ([82])
والذي يظهر لي –والله أعلم- أن في تسمية "الطبراني" تصحيفاً وأنّ الصحيح: ((الطبري)) حيث لم أعثر على نص للطبراني في معاجمه ولا في غيرها في هذا المعنى، وحيث أن الطبري قد نص في تفسيره على ما ذكره ابن حجر فقال: (وأجمعت قراء الأمصار على فتح النون من قوله ((نصب)) غير الحسن البصري فإنه ذكر عنه أنه كان يضمها مع الصاد) أهـ من تفسير الطبري 12/ 243
7 - ((إعراب الشواذ)) = ((إعراب القراءات الشواذ)) لأبي البقاء العكبري ([83]) (ت616) هـ
وقد نصّ الحافظ في مواضع على تسمية العكبري وسمى كتابه بـ ((إعراب الشواذ)) فقال في قراءة (الصُوَر) ([84]) بفتح الواو: (وأثبتها أبو البقاء العكبري قراءة في كتابه ((إعراب الشواذ))) ([85]) أهـ، وقال في موضع آخر: (فذكر أبو البقاء في إعراب الشواذ الكلام على من قرأ ((العألمين)) ([86]) بالهمز .. ) الخ. ([87])، وهناك مواضع نقل فيها الحافظ عنه ولم يحدد الكتاب، منها في أثناء كلامه عن قراءة (فصُرهن) ([88]) قال: (ونقل أبو البقاء تثليث الراء في هذه القراءة وهي شاذة) ([89]) أهـ.
8 - التمهيد لابن عبد البر ([90]) (ت463هـ)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/354)
نقل الحافظ عن ابن عبد البر قراءات كثيرة في موضع واحد، وهو فيما يتعلق بالأحرف التي اختلف فيها عمر وهشام بن حكيم –رضي الله عنهما- من سورة الفرقان، ولم يسم كتابه -التمهيد- قال: (قلت: وقد تتبع أبو عمر ابن عبد البر ما اختلف فيه القراء من ذلك من لدن الصحابة ومن بعدهم من هذه السورة، فأوردته ملخصاً وزدت عليه قدر ما ذكره وزيادة على ذلك .. ) الخ، ثم أورد قراءات كثيرة في هذه السورة ثم قال: (قال ابن عبد البر بعد أن أورد بعض ما أوردته: هذا ما في سورة الفرقان من الحروف التي بأيدي أهل العلم بالقرآن .. ) ([91]) الخ كلامه.
9 - ((الجامع الأكبر والبحر الأزخر)) لأبي القاسم اللخمي ([92]) (ت629هـ)
وهذا الكتاب أضاف منه الحافظ ما لم يذكره هو ولا ابن عبد البر من أوجه الاختلاف في سورة الفرقان، قال (ثم بعد كتابتي هذا وإسماعه وقفت على الكتاب الكبير المسمىّ بالجامع الأكبر والبحر الأزخر تأليف شيخ شيوخنا أبي القاسم عيسى بن عبد العزيز اللخمي،الذي ذكر أنه جمع فيه سبعة آلاف رواية من طريق غير مالا يليق، وهو في نحو ثلاثين مجلدة، فالتقطت منه ما لم يتقدم ذكره من الاختلاف فقارب قدر ما كنت ذكرته أولاً .. ). ثم أورد تلك القراءات وقال بعدها: (فهذه ستة وخمسون موضعاً ليس فيها من المشهور شيء، فليضف إلى ما ذكرته أولاً فتكون جملتها نحواً من مائة وثلاثين موضعاً. والله أعلم) ([93]) أهـ
قلت: والكتاب المذكور في حكم المفقود، والله أعلم، وقد ذكره ابن الجزري وغيره. ([94])
10 - ((الكامل في القراءات الخمسين)) للهذلي ([95]): (ت465هـ)
ذكر الحافظ ابن حجر "الهذلي" في مواضع عدة، دون أن يذكر اسم كتابه، منها قوله في قراءة ((ونُزِّل الملائكة)) ([96]) بفتح النون وتشديد الزاي وفتح اللام، قال: (واختارها الهذلي) ([97]) أهـ، وفي قراءة ((وهذا مَلِح)) ([98]) بفتح الميم وكسر اللام، قال: (ونقلها الهذلي عن طلحة بن مصَرِّف ([99])) ([100]) أهـ وفي قراءة (فسوف يكون لَزاماً) ([101]) بفتح اللام،قال: (ونقلها الهذلي عن أبان بن تغلب) ([102]) أهـ، وفي موضع آخر تكلمّ عن لغة كسر الميم في كلمة (المِشْعَر) من قوله تعالى: "فاذكروا الله عند المشعر الحرام" ([103]) وإنكار القراءة بها، ثم قال: (وقيل بل قرئ حكاه الهذلي) ([104]) أهـ.
قلت: هذا الكتاب مخطوط وله صورة في مركز البحث بجامعة أم القرى برقم (134/قراءات).
11 - ((فضائل القرآن)) لأبي عبيد القاسم بن سلاّم (ت 224هـ)
نقل عنه في أكثر من موضع وسماه ومؤلفه،منها عندما أورد قراءة أبي هريرة المروية في الصحيح _ وهي شاذة _ (قرات أعين) ([105]) بصيغة الجمع، قال: (وصله أبو عبيد القاسم بن سلاّم في كتاب "فضائل القرآن") ([106]) أهـ، وفي قراءة "الحي القيام" التي سبق ذكرها قال: [وقد أخرج أبو عبيد ([107]) في " فضائل القرآن" من طريق يحي بن عبد الرحمن بن حاطب عن أبيه عن عمر أنه صلّى العشاء الآخرة فاستفتح آل عمران فقرأ (الله لا إله إلاّ هو الحيّ القياّم)] ([108]) أهـ
12 - "مجاز القرآن " لأبي عبيدة ([109]) (ت209هـ)
هذا المصدر نقل عنه الحافظ معاني بعض الكلمات القرآنية في مواضع وسماه، فقال في بعضها: (هذا كلام أبي عبيدة في "كتاب المجاز") أهـ، ثم نقل عنه في نفس الموضع توجيه قراءة، ولم يذكر المصدر،فقال: (قال أبو عبيدة: ((النَصْب)) ([110]) بالفتح هو العَلم الذي نصبوه ليعبدوه، ومن قرأ"نُصُب" بالضم فهي جماعة مثل رَهن ورُهن) أهـ.
قلت: قد وجدت قريباً من هذا الكلام في الكتاب المذكور، فلعل النقل عنه، والله أعلم ([111]).
وكذا فعل في موضع آخر فقال: (قال أبو عبيدة:قرئ "بعد أَمهٍ" أي نسيان) أهـ، وكذا هو في المجاز ([112]).
13 - ((المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها)) لابن جني ([113]) (392هـ)
هذا المصدر لم يسمّه الحافظ، وإنما أشار إلى تضعيف ابن جني لقراءة ((ويجعلَ لك قصوراً)) ([114]) بنصب اللام، قال: (وضعفها ابن جني) ([115]) أهـ، وفي قراءة ((ويوم نحشِرهم)) ([116]) بكسر الشين قال: (قال ابن جني: وهي قوية في القياس متروكة في الاستعمال) ([117]) أهـ.
قلت: وعبارة ابن جني: (هذا وإن كان قليلاً في الاستعمال فإنه قوي في القياس) أهـ. ([118])
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/355)
ـ وفي قراءة ((وهذا مَلِح)) ([119]) بفتح الميم وكسر اللام، قال: (وقال ابن جني يجوز أن يكون أراد مالح فحذف الألف تخفيفاً، قال: مع أن مالح ليست فصيحة) ([120]) أهـ.
14 - ((القراءات)) لأبي حاتم السجستاني ([121]) (ت255هـ)
هذا الكتاب أشار إليه ابن حجر حين ذكر بعض الذين صنفوا القراءات من الأئمة المتقدمين ([122])، ثم لمّا ذكر قراءة" وهذا مَلِح " بفتح الميم وكسر اللام- المتقدمة آنفاً- قال: (واستنكرها أبو حاتم السجستاني) ([123]) أهـ، ولم يحدد كتاباً بعينه، وكذا فعل حين ذكر قراءة ((ولم يُقتروا)) ([124]) بضم أولّه من الرباعي، قال: (وأنكرها أبو حاتم) ([125]) أهـ.
قلت: والقراءة المذكورة في "يقتروا" قرأ بها نافع وابن عامر وأبو جعفر، ولا وجه لإنكارها. ([126])
_ وكذلك فعل في قراءة ((لَزاماً)) بفتح اللام، قال: (أسنده أبو حاتم السجستاني) ([127])
قلت: فلعلّ هذه المواضع نقلها عن هذا الكتاب، والله أعلم، وهو كتاب مفقود حسب علمي. ([128])
النوع الثاني: المصادر التي نقل عنها أحياناً، ومنها:
15 - القراءات للفضل بن شاذان ([129]) (ت290هـ)
نقل عنه وصل إسناد معلق في الصحيح عن عبد الله بن مسعود في قراءة ((إنني بري)) بالياء ـ وهي شاذة ـ من قوله تعالى:" إنني براء مما تعبدون" ([130]) قال: (وصله الفضل بن شاذان في ((كتاب القراءات)) .. ) الخ. ([131])
قلت: والكتاب مفقود والله أعلم. ([132])
16 - تفسير عبد الرزاق الصنعاني ([133]) (ت211هـ)
وقد نص على تسميته فقال: (وقد ذكر عبد الرزاق في تفسيره عن معمر عن قتادة أن ابن مسعود كان يقرؤها ((وهو عليه هين))) ([134]) أهـ.
قلت: يعني قوله تعالى:" وَهُو أهْوَنُ عليه" ([135]) والقراءة المذكورة شاذة وهي مخالفة لرسم المصحف.
17 - ((الصحاح)) للجوهري ([136]) (ت393هـ)
قال في كلامه عن القراءة الشاذة في كلمة ((الصُوَر)) ([137]): (وذكر الجوهري في الصحاح أن الحسن قرأها بفتح الواو) ([138]) أهـ.
18 - الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ([139]) (ت671هـ)
نقل عنه قراءة شاذة في (فقد كذَّبوكم) ([140]) ولم يسم كتابه، قال: ("فقد كذَبوكم" حكى القرطبي أنها قرئت بالتخفيف) ([141]) أهـ.
قلت: ونص كلام القرطبي في تفسيره قال: (وحكى الفراء أنه يقرأ ((فقد كذَبوكم)) مخففاً) ([142]) أهـ.
19 - تفسير الواحدي ([143]) (ت468هـ)
نقل عنه في قراءة لفظة ((المحصنات)) في القرآن، ولم يسم كتابه، قال ما نصه: (قال الواحدي: قرئ ((المحصِنات)) في القرآن بكسر الصاد وفتحها إلا في قوله تعالى: ((والمحصَنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم)) ([144]) فبالفتح جزماً، وقرئ ((فإذا أحصن)) ([145]) بالضم وبالفتح، فبالضم معناه التزويج وبالفتح معناه الإسلام) ([146]) أهـ.
قلت: وقد وجدت قريباً من هذا النقل في "الوسيط" للواحدي: (2/ 33،35) فلعلّ النقل عنه بالمعنى، والله أعلم.
20 - تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة ([147]) (ت276هـ)
وهذا المصدر سماه الحافظ في موضع حين نقل عنه نصاً يتعلق بالأحرف السبعة فقال: (قال ابن قتيبة في أول ((تفسير المشكل)) له كان من تيسير الله أن أمر نبيه أن يقرأ كل قوم بلغتهم … الخ كلامه) ([148])، ونقل عن ابن قتيبة في موضع آخر ولم يسمِّ كتابه، وذلك حين تكلم عن كسر الميم في لفظة ((المشعر)) فقال: (قال ابن قتيبة: لم يقرأ بها في الشواذ) ([149]) أهـ.
قلت: لم أجد نصاً لابن قتيبة عن هذه الكلمة لا في "مشكل القرآن" ولا في "تفسير غريب القرآن"، وكلاهما له، فربما كان في كتابه (القراءات) وهو مفقود والله أعلم. ([150])
21 - معاني القرآن للنحاس ([151]) (ت338هـ)
وهذا الكتاب أيضاً لم يذكر الحافظ اسمه، وإنما نقل استنكار مؤلفه لقراءة (الصُوَر) بفتح الواو، بعد أن ذكر كلام الجوهري المتقدم، فقال: (وذكر الجوهري في الصحاح أن الحسن قرأها بفتح الواو، وسبق النحاس فقال: ليست بقراءة) ([152]) أهـ.
قلت: وقد ذكر النحاس هذه القراءة في معاني القرآن 2/ 448
22 - الحجة في علل القراءات السبع لأبي على الفارسي ([153]) (ت377هـ)
وهذا المصدر كذلك لم يسمه ابن حجر وإنما نقل عنه في توجيه قراءة ((فصرهن)) ([154]) بضم الصاد وبكسرها، فقال: (قلت: ونقل أبو علي الفارسي أنهما بمعنى واحد) ([155]) أهـ.
قلت: كلام أبي علي في توجيه هذه القراءة طويل، كما في "الحجة" 2/ 292 - 294.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/356)
23 - ((العباب الزاخر واللباب الفاخر للصغاني ([156]) (ت650هـ)
وهذا الكتاب ذكره الحافظ في مواضع مستشهداً منه في اللغة، مثل كلامه عن كلمة ((بِضْع)) قال: (ونقل الصغاني في العباب أنه خاص بما دون العشرة وبما دون العشرين فإذا جاوز العشرين امتنع …الخ) ([157]) ثم نقل عن مصنفه قراءة دون أن يسمي الكتاب، فقال في قوله تعالى: (ائتوني بكتب من قبل هذا أو أثرة من علم) ([158]) ما نصه (وذكر الصغاني وغيره أنه قرئ أيضاً ((إثارة)) بكسر أوله ((وأثرة)) بفتحتين وسكون ثانيه مع فتح أوله ومع كسره) ([159]) أهـ.
قلت: هذا الكتاب طبعت منه أجزاء متفرقة في العراق، وهو في اللغة ((في عشرين مجلداً. ([160])
* ولعل من هذا النوع من المصادر كتب الحديث وشروحه - غير صحيح البخاري- التي نقل عنها بعض مرويات القراءات، ومنها:
24 - موطأ الإمام مالك ([161]) (ت179هـ)
وقد نقل عنه قراءة شاذة فقال: ( .. وعن عائشة: نزلت ((فعدة من أيام أخر متتابعات)) ([162]) فسقطت ((متتابعات)) وفي الموطأ أنها قراءة أبي بن كعب) ([163]) أهـ
25 - مشكل الآثار للطحاوي ([164]) (ت321هـ)
أشار إليه عند توجيه القراءة الشاذة (ألاّ يطوف بهما) –المتقدم ذكرها- فقال: (وأجاب الطبري بأنها محمولة على القراءة المشهورة و ((لا)) زائدة، وكذا قال الطحاوي) ([165]) أهـ، فلم يسمّ كتابه في هذا الموضع، وإن كان سماه في مواضع أخرى حين نقل عنه بعض ما يتعلق بمسائل الحديث ([166]).
27 - نقل عن ابن المنذر ([167]) (ت319هـ)
وقد أشار إليه أيضاً بعد نقل قراءة ((ألا يطوف بهما))، المتقدمة، فقال: (كذلك حكاه الطبري وابن أبي داود في المصاحف وابن المنذر وغيرهم …) الخ. ([168])
قلت: ولعل هذا النقل عن تفسير ابن المنذر الذي سماه في مواضع أخرى. ([169]) وهو تفسير كبير في بضعة عشر مجلداً كما ذكره في السير 14/ 492، وتوجد منه أجزاء مخطوطة. ([170])
28 - نقل عن ابن التين ([171]) (ت611هـ)
ذكره عند الكلام على توجيه قراءة ((فصرهن)) –المتقدمة- ولم يسم كتابه، قال: (قال ابن التين: ((صرهن)) بضم الصاد معناها ضمهن، وبكسرها قطعهن) ([172]) أهـ
قلت: ولعل هذا النقل عن شرح ابن التين للبخاري وهو مفقود والله أعلم.
النوع الثالث: مصادر ونقول لها علاقة بعلم القراءات وهي مصادر لم ينقل عنها قراءات معينة، وإنما نقل أقوالاً وآراء تتعلق بهذا العلم. وهي قسمان:
أ- مصادر سماها وسمّى مصنفيها.
ب- نقول وأقوال أوردها ونسبها إلى قائليها ولم يسم كتبهم التي نقل عنها.
وأمثلة هذا النوع بقسميه كثيرة، ولذا فسأقتصر على ذكر نماذج منها على وجه الاختصار. فمن القسم الأول:
29 - معاني القرآن للزجاج ([173]) (ت311هـ)
نقل عنه كلاما له تعلق بتوجيه الآيات الثلاث من قوله تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا شهدة بينكم إذا حضر أحدكم الموت –إلى قوله- والله لا يهدي القوم الفاسقين)) ([174]) ونصه: (قال الزجاج في ((المعاني)): هذه الآيات الثلاث من أشكل ما في القرآن إعراباً وحكماً ومعنى) ([175]) أهـ
30 - شرح الهداية لأبي العباس المهدوي ([176]) (توفي بعد 430هـ)
نقل عنه أقوالاً تتعلق بمبحث الأحرف السبعة، فقد ذكر قول الطبري في ذلك ثم قال: ( .. ووافقه على ذلك جماعة منهم أبو العباس بن عمار في ((شرح الهداية)) وقال: أصح ما عليه الحذاق أن الذي يقرأ الآن بعض الحروف السبعة المأذون في قراءتها لا كلّها …) ([177]) إلى آخر كلامه.
31 - شرح السنة للبغوي ([178]): (ت516هـ)
وهذا المصدر نقل عنه في مبحث ((الأحرف السبعة)) نصاً يتعلق برسم المصحف فقال: (وقال البغوي في شرح السنة: المصحف الذي استقر عليه الأمر هو آخر العرضات على رسول الله – e- فأمر عثمان بنسخه في المصاحف وجمع الناس عليه، وأذهب ما سوى ذلك، قطعاً لمادة الخلاف، فصار ما يخالف خط المصحف في حكم المنسوخ والمرفوع كسائر ما نسخ ورفع، فليس لأحد أن يعدو في اللفظ إلى ما هو خارج عن الرسم) ([179]) أهـ.
قلت: وهذا النص المذكور إنما اختصره الحافظ ولخصه من كلام طويل للبغوي ولم ينقله نصاً. ([180])
32 - شرح المنهاج للسبكي ([181]) (ت756هـ)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/357)
وقد نقل عنه الإنكار على من توهم أن القراءات منحصرة في السبعة فقط، قال: ( .. وقد اشتد إنكار أئمة هذا الشأن على من ظن ذلك كأبي شامة وأبي حيان، وآخر من صرح بذلك السبكي فقال في شرح المنهاج عند الكلام على القراءة بالشاذ: صرح كثير من الفقهاء بأن ما عدا السبعة شاذ توهماً منه انحصار المشهور فيها، والحق أن الخارج عن السبعة على قسمين …).الخ كلامه). ([182])
قلت: كذا سمّى الحافظ الكتاب، والمعروف أنّ اسمه (الابتهاج في شرح المنهاج) وهو في شرح "منهاج الطالبين" للنووي في فقه الشافعية، ووصل فيه مؤلفه إلى (الطلاق) ولم يكمله، فأكمله ابنه بهاء الدين أحمد. ([183])
33 - الشافي لإسماعيل بن إبراهيم (ابن السمعاني) ([184]) (ت414هـ)
وقد نقل عنه أيضاً بعض ما يتعلق بالمسألة السابقة –الزيادة على القراءات السبع- فقال: (وقال ابن السمعاني في الشافي: التمسك بقراءة سبعة من القراء دون غيرهم ليس فيه أثر ولا سنة، وإنما هو من جمع بعض المتأخرين .. ) ([185]) الخ كلامه.
قلت: وهذا النقل بكامله ذكره ابن الجزري، ومنه عرفت أن ابن السمعاني ـ الذي ذكره الحافظ بهذه الكنية غير المعروف بها ـ هو إسماعيل بن إبراهيم، فقد نصّ على تسميته وتسمية كتابه (الشافي) ونقل نفس الكلام عنه، والكتاب في القراءات وهو في حكم المفقود والله أعلم. ([186])
34 - اللوائح ([187]) لأبي الفضل الرازي ([188]) (ت454هـ)
وقد نقل عنه نصاً في المسألة المتقدمة أيضاً فقال: (وقال أبو الفضل الرازي في ((اللوائح)) بعد أن ذكر الشبهة التي من أجلها ظن الأغبياء أنّ أحرف الأئمة السبعة هي المشار إليها في الحديث وأن الأئمة بعد ابن مجاهد جعلوا القراءات ثمانية أو عشرة لأجل ذلك قال: واقتفيت أثرهم لأجل ذلك وأقول: لو اختار إمام من أئمة القراء حروفاً وجرّد طريقاً في القراءة بشرط الاختيار لم يكن ذلك خارجاً عن الأحرف السبعة) ([189]) أهـ
35 - المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز لأبي شامة ([190]) (ت665هـ)
وحيث إن هذا الكتاب صنفه أبو شامة لبيان حديث (إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف) ([191]) كما نص هو على ذلك ([192])، لذا فقد نقل عنه ابن حجر في هذه المسألة وما يتعلق بها في أكثر من موضع، وسمى الكتاب بـ"الوَجيز" في مواضع، وفي مواضع سمىّ المصنّف ولم يذكر اسم الكتاب. ففي موضع يقول: (وقد قرر ذلك أبو شامة في " الوجيز" تقريراً بليغاً وقال: لا يقطع بالقراءة بأنها منزلة من عند الله إلاّ إذا اتفقت عن ذلك الإمام الذي قام بإمامة المِصر بالقراءة وأجمع أهل عصره ومن بعدهم على إمامته في ذلك، قال: أما إذا اختلفت عنه فلا .. ) الخ كلامه. ([193])
وفي نفس المسألة أعاد النقل عن أبي شامة ملخِّصاً بعض كلامه، فقال: (وذكر أبو شامة في "الوجيز" أن فتوى وردت من العجم لدمشق سألوا عن قارئ يقرأ عُشراً من القرآن فيخلط القراءات، .. ) الخ كلامه. ([194])
وفي موضع آخر نقل عن "المرشد الوجيز" دون أن يسميه فقال: (وكذا قال أبو شامة: ونحن وإن قلنا إن القراءات الصحيحة إليهم نسبت وعنهم نقلت فلا يلزم أن جميع ما نقل عنهم بهذه الصفة، بل فيه الضعيف لخروجه عن الأركان الثلاثة، ولهذا ترى كتب المصنفين مختلفة في ذلك، فالاعتماد في غير ذلك على الضابط المتفق عليه) ([195]) أهـ، وفي سياق الرد على من توهم أن القراءات السبع هي الأحرف السبعة قال: (وقال أبو شامة: لم يُرد ابن مجاهد ما نسب إليه، بل أخطأ من نسب إليه ذلك ... ) ([196]) الخ كلامه.
36 - "المغرب في ترتيب المعرب" ([197]) لأبي الفتح الخوارزمي ([198]) (ت610هـ)
هذا المصدر ذكره الحافظ استطراداً في نهاية كلام له عن اختلاف نقلة القراءات في ضبط لفظة ((فصرهن)) وتوجيهها لكنه لم ينسبه إلى أحد، ولم ينقل عنه في غير هذا الموضع – فيما وقفت عليه، ونص كلامه: (وذكر صاحب "المغرب" أن هذه اللفظة بالسريانية وقيل بالنبطية) أهـ. ([199])
قلت: ولم أجد هذا النص في "المغرب"، والله أعلم.
- أما القسم الثاني من هذا النوع: وهي النقول والأقوال التي أوردها الحافظ في مسائل القراءات، وسمى أصحابها، ولم يذكر أسماء كتبهم، وهي كثيرة، وسأذكر جملة من هذه النقول وأصحابها والكتب التي وجدتها فيها:
37 - "الإبانة عن معاني القراءات لمكي بن أبي طالب" ([200]) (ت437هـ)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/358)
نقل ابن حجر عن مكي بن أبي طالب نقولاً مطولة- وخاصة في مبحث الأحرف السبعة- وقد لخص في هذه النقول صفحات كثيرة من " الإبانة" ولم يسمه، ومن ذلك قوله: (وقال مكي بن أبي طالب:هذه القراءات التي يقرأ بها اليوم وصحت رواياتها عن الأئمة جزء من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، ثم ساق نحو ما تقدم، قال: وأما من ظنّ أن قراءة هؤلاء القراء كنافع ([201]) وعاصم ([202]) هي الأحرف السبعة التي في الحديث فقد غلط غلطاً عظيماً .. ) الخ كلامه. ([203])
وفي بيان سبب اشتهار القراء السبعة دون غيرهم، نقل نصاً مطولاً، لخّصه من عدة مواضع من الإبانة، مع تقديم وتأخير فيها، فقال: (قال مكي: وكان الناس على رأس المائتين بالبصرة على قراءة أبي عمرو ([204]) ويعقوب ([205]) .. ، قال: والسبب في الاقتصار على السبعة - مع أن في أئمة القراء من هو أجلّ منهم قدراً ومثلهم أكثر من عددهم - أن الرواة عن الأئمة كانوا كثيراً جداً .. ) إلى أن قال: (والأصل المعتمد عليه عند الأئمة في ذلك أنه الذي يصح سنده في السماع ويستقيم وجهه في العربية ووافق خط المصحف .. ) الخ كلامه. ([206])
38 - "القبس في شرح موطأ ابن أنس" لأبي بكر بن العربي ([207]) (ت543هـ)
وهذا المصدر لم يسّمه –كما تقدم- وإنما نقل عنه نصاً بمعناه فقال: (وقال أبو بكر بن العربي ليست هذه السبعة متعينة الجواز حتى لا يجوز غيرها كقراءة أبي جعفر ([208]) وشيبة ([209]) والأعمش ونحوهم، فإن هؤلاء مثلهم أو فوقهم) ([210]) أهـ.
قلت: وقد نقل الإمام ابن الجزري هذا القول بلفظ مقارب، ونص على تسمية الكتاب المذكور، وهو بمعناه في القبس. ([211])
39 - "تبصرة المتذكر" في تفسير القرآن للكواشي ([212]) (ت680هـ)
وكذا نقل عنه ولم يسّمه وأورد النقل نفسه ابن الجزري وسمّى الكتاب" التبصرة)) ([213])، فقال ابن حجر: (وقال الكواشي: كل ما صح سنده واستقام وجهه في العربية ووافق خط المصحف الإمام فهو من السبعة المنصوصة، فعلى هذا الأصل بني قبول القراءات عن سبعة كانوا أو سبعة الآف، ومتى فُقد شرط من الثلاثة فهو الشاذ) ([214]) أهـ.
40 - "جامع البيان في القراءات السبع" لأبي عمرو الداني ([215]) (ت444هـ)
هذا المصدر نقل عنه الحافظ في موضع ولم يسمّه، فبعد أن ذكر قولين في معنى ((الأحرف السبعة)) وجمع بينهما، قال: (لكن لاختلاف القولين فائدة أخرى، وهي ما نبّه عليه أبو عمرو الداني أن الأحرف السبعة ليست متفرقة في القرآن كلها ولا موجودة فيه في ختمة واحدة، فإذا قرأ القارئ برواية واحدة فإنما قرأ ببعض الأحرف السبعة لا بكلها .. ) ([216]) أهـ.
41 - نقل عن أبي حيان ([217]) (ت745هـ)
لقد نقل الحافظ فيما يتعلق بالتفسير وغيره عن أبي حيان وسمى كتابه ((البحر)) في مواضع، وفي أخرى: ((تفسير أبي حيان))، أما ما يتعلق بالقراءات فقد نقل عنه قولاً ولم يذكر مصدره فقال: (وقال أبو حيان: ليس في كتاب ابن مجاهد ومن تبعه من القراءات المشهورة إلا النزر اليسير، فهذا أبو عمرو بن العلاء اشتهر عنه سبعة عشر راوياً .. ) الخ كلامه. ([218])
قلت: وهذا النص نقله ابن الجزري في النشر: (1/ 41) ولم أقف عليه في "البحر المحيط" فالله أعلم.
النوع الرابع: مصادر ذُكرت عرضاً، ولها تعلق بعلم القراءات.
أعني أن هذه المصادر والكتب سماها الحافظ وأشار إليها، ولكنه لم ينقل عنها نصوصاً محددة ـ وذلك فيما اطلعت عليه من كتابه- وإنما أوردتها لاحتمال أن تكون مراجع للحافظ في علم القراءات، وإن لم ينقل عنها، وسأسردها مع الإشارة إلى مواضع ذكرها:
1 - كتاب التيسير لأبي عمرو الداني (الفتح 9/ 32)
2 - متن الشاطبية حرز الأماني للإمام الشاطبي ([219]) (الفتح 9/ 32)
3 - كتاب القراءات لأبي عمرو بن العلاء (الفتح 6/ 602).
قلت: عبارة الحافظ في هذا الموضع: (لأن المشهور من أولاد العلاء أبو عمرو صاحب القراءات وأبو سفيان ومعاذ .. ) أهـ، فيحتمل أن يقصد بـ"صاحب القراءات" أي المشهور بها، أو صاحب اختيار فيها، ولا يريد تسمية كتاب بعينه، وإن كان مصنفا "معجم المصنفات" عدّوه كتاباً لأبي عمرو، وهو مفقود. ([220])
4 - القراءات لأبي جعفر الطبري (الفتح 9/ 31،32)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/359)
قلت: وهذا الكتاب ذكر في كلام نقله الحافظ عن مكي بن أبي طالب، ثم علق الحافظ على ذلك النقل ومما قاله: (وذكر الطبري في كتابه اثنين وعشرين رجلاً) أهـ.
5 - القراءات لابن جبير ([221]) (الفتح 9/ 32) ([222])
6 - القراءات لإسماعيل بن إسحاق القاضي ([223]) (الفتح 9/ 31) ([224])
- هذه مجمل المصادر التي ذكرها الحافظ في كتابه مما له علاقة بعلم القراءات، ومما تقدم يمكن تلخيص بعض الملامح العامة في منهج نقله عنها، من خلال النقاط الآتية:
1 - أكثر الحافظ من النقل عن المصادر –بمختلف أنواعها وفنونها- فيما يتعلق بمسائل القراءات.
2 - تنوعت مصادره في القراءات ومسائلها من حيث الفنون، فنقل عن كتب القراءات والتفسير وإعراب القرآن والحديث واللغة وغيرها.
3 - اختلفت مصادره من حيث كثرة أو قلة الرجوع إليها والنقل عنها، كما يظهر من الأنواع الأربعة المذكورة.
4 - الغالب في نقله كان بالمعنى، بل يندر جداً أن ينقل كلاماً بنصه.
5 - أحياناً يلخص صفحات عديدة من المصدر الذي ينقل عنه ويختصرها في أسطر معدودة وينسبها إلى صاحب المصدر بقوله (قال فلان).
6 - أحياناً ينص على تسمية الكتاب ومؤلفه، وأحياناً يذكر القائل دون تسمية كتابه، وقليلاً ما يذكر اسم الكتاب وحده دون ذكر مصنفه.
7 - كثيراً ما يختصر اسم الكتاب أو يشير إليه بما يدل عليه، كقوله: (ذكره الفراء في معانيه) أو (الطبري في تفسيره) .. وهكذا.
8 - حرص الحافظ على عزو جميع الأقوال والنقول إلى قائليها، رغم كثرتها، ولم أقف على نص أورده دون أن يذكر قائله أو يشير إليه، وهذا غاية في أمانته رحمه الله تعالى.
9 - تتبع الحافظ أقوال العلماء واستقصاها في مسائل القراءات –وخاصة في مبحث الأحرف السبعة- مع الإشارة إلى ضعفها أو قوتها، وقد نص على ذلك في بداية كلامه عن معنى (الأحرف السبعة) فقال: ( .. ولم أقف على كلام ابن حبان في هذا بعد تتبعي مظانه من صحيحه، وسأذكر ما انتهى إليّ من أقوال العلماء في ذلك مع بيان المقبول منها والمردود إن شاء الله تعالى) ([225]) أهـ
10 - أحياناً ينص الحافظ على انتهاء النقل بقوله: (انتهى)، وكثيراً ما يعقب على النقل بما يشعر بانتهائه، كأن يذكر قولاً آخر، أو يقول: (قلت) ([226])، وأحياناً لا يتبين نهاية النقل إلا بالرجوع إلى المصدر الذي نقل عنه. ([227])
الفصل الثاني: آراؤه في مسائل القراءات
إن دراسة آراء الحافظ ابن حجر في مسائل القراءات لها أهمية بالغة من حيث:
1/ إنّ الحافظ أحد مشايخ القراءات الذين تلقوا هذا العلم ودرسوه، وله سند بذلك وعنده فيه إجازة من شيخه التنوخي كما تقدم.
2/ إنّ ابن حجر عالم محقق يورد الأقوال في المسألة وينقل عن العلماء المتقدمين، ويرجح ويجمع بين الأقوال، ويرد على الشبه، ويحل المشكلات، ويثرى الموضوع الذي يتناوله.
3/ إنّ بعض مسائل القراءات لا تزال شائكة و مشكلة، وتحتاج إلى توضيح وتحرير، ورأى إمام محقق مثل ابن حجر له قيمته ووزنه فيها.
4/ إنّ علم القراءات له ارتباط وثيق بعلم الحديث، وقد تبيّن ذلك جلياً من خلال النقول والآراء التي أوردها الحافظ في كتابه "الفتح".
ومن خلال دراسة وتصنيف تلك المواضع التي أورد فيها القراءات وتكلم عن بعض مسائلها، يمكن تقسيم آرائه فيها إلى قسمين: الأول: آراء خاصة به ومن اجتهاده ونص على نسبتها لنفسه، والثاني: آراء لعلماء سابقين تبناها وأوردها مؤيداً لها، ثم إنّ تلك الآراء بقسميها تنوعت بحسب موضوعاتها: فمنها ما يتعلق بالأحرف السبعة ومنها ما يتعلق بمصطلحات علم القراءات وغير ذلك، وبيان هذه الآراء على النحو التالي:
1 - أن القرآن نزل أولاً بلسان قريش ثم أنزل بالأحرف السبعة:
وقد ذكر ذلك في شرحه لحديث أنس بن مالك رضى الله عنه قال: (فأمر عثمان زيد بن ثابت وسعيد بن العاص وعبد الله بن الزبير وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن ينسخوها في المصاحف، وقال لهم: إذا اختلفتم أنتم وزيد ابن ثابت في عربية من عربية القرآن، فاكتبوها بلسان قريش، فإن القرآن أنزل بلسانهم، ففعلوا) ([228]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/360)
ونقل في ذلك قول أبي شامة: (يحتمل أن يكون قوله "نزل بلسان قريش " أي ابتداء نزوله، ثم أبيح أن يقرأ بلغة غيرهم …) الخ.، ثم قال الحافظ: (وتكملته: أن يقال: إنه نزل أولاً بلسان قريش أحد الأحرف السبعة، ثم نزل بالأحرف السبعة المأذون في قراءتها تسهيلاً وتيسيراً كما سيأتي بيانه، فلما جمع عثمان الناس على حرف واحد رأى أن الحرف الذي نزل القرآن أولاً بلسانه أولى الأحرف فحمل الناس عليه لكونه لسان النبي – e – ولما له من الأولية المذكورة) ([229]) أهـ.
وقال في موضع آخر تأكيداً لكلام أبي شامة ما نصّه: (ويدل على ما قرره أنّه أنزل أولاً بلسان قريش ثم سهل على الأمة أن يقرؤوه بغير لسان قريش، وذلك بعد أن كثر دخول العرب في الإسلام، فقد ثبت أن ورود التخفيف بذلك كان بعد الهجرة …). ([230])
قلت: وما أكده الحافظ في هذه المسألة قرره أبو شامة في عدة مواضع من كتابه ((المرشد الوجيز)) منها قوله تعليقاً على الحديث المذكور ما نصّه: (قلت: يعني أول نزوله قبل الرخصة في قراءته على سبعة أحرف) أهـ ([231]).
وفي موضع آخر نقل إشارة ابن عبد البر إلى أثر عثمان المتقدم، ثم قال أبو شامة: (قلت: أشار عثمان رضي الله عنه إلى أول نزوله، ثم إن الله تعالى سهله على الناس، فجوّز لهم أن يقرؤوه على لغاتهم على ما سبق تقريره، لأن الكل لغات العرب، فلم يخرج عن كونه بلسان عربي مبين) أهـ. ([232])
قلت: وقد نقل هذا القول أيضاً السيوطي في الإتقان: 1/ 169.
2 - في معنى "الأحرف السبعة ":
قال: (قوله " باب أنزل القرن على سبعة أحرف " أي على سبعة أوجه يجوز أن يقرأ بكل وجه منها، وليس المراد أن كل كلمة ولا جملة منه تقرأ على سبعة أوجه، بل المراد أن غاية ما انتهى إليه عدد القراءات في الكلمة الواحدة إلى سبعة) أهـ، ثم نقل كلام أهل العلم في ذلك وقال: (وسأذكر ما انتهى إليَ من أقوال العلماء في ذلك مع بيان المقبول منها و المردود إن شاء الله تعالى) ([233]) أهـ.
وفي ضمن كلامه عن حديث عمر وهشام – رضى الله عنهما- وفيه " إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرءوا ما تيسر منه " ([234]) قال: (قوله " فاقرءوا ما تيسر منه " أي المنزَّل. وفيه إشارة إلى الحكمة في التعدد المذكور، وأنه للتيسير على القارئ، وهذا يقوي قول من قال: المراد بالأحرف تأدية المعنى باللفظ المرادف ولو كان من لغة واحدة، لأن لغة هشام بلسان قريش وكذلك عمر، ومع ذلك اختلفت قراءتهما) أهـ. ([235]) ثم نقل قولا ذكره أبو شامة عن بعض الشيوخ؛ وهو بمعنى كلامه هذا ـ أي القراءة باللفظ المرادف_ ثم قال:) وتتمة ذلك أن يقال: إن الإباحة المذكورة لم تقع بالتشهي، أي أن كل أحد يغير الكلمة بمرادفها في لغته، بل المراعى في ذلك السماع من النبي
e ، ويشير إلى ذلك قول كل من عمر وهشام في حديث الباب:" أقرأني النبي e)([236]) أهـ. وفي جمعه بين من فسر معنى الأحرف باللغات ومن فسرها بالأوجه من المعاني المتفقة قال: (قلت: ويمكن الجمع بين القولين بأن يكون المراد بالأحرف تغاير الألفاظ مع اتفاق المعنى مع انحصار ذلك في سبع لغات) ([237]) أهـ.
قلت: والخلاف في معنى "الأحرف السبعة" قديم ومشهور وطويل، وللعلماء فيه أكثر من أربعين قولاً ([238])، من أشهرها القولان اللذان جمع بينهما الحافظ، وهما قول من قال: إنّ المراد سبعة أوجه من المعاني المتفقة بألفاظ مختلفة، وقد قال به أكثر العلماء – كما ذكره ابن عبد البر- وذهب إليه سفيان بن عيينة وابن جرير وابن وهب وغيرهم، والثاني قول من قال: إنّ المراد سبع لغات وإليه ذهب أبو عبيد وثعلب واختاره ابن عطية وصححه البيهقي، كما نقله عنهم السيوطي. ([239])
3 - أن المجموع في المصحف إنما هو بعض الأحرف السبعة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/361)
قال: (و الحق أن الذي جمع في المصحف هو المتفق على إنزاله المقطوع به المكتوب بأمر النبي e ، وفيه بعض ما اختلف فيه الأحرف السبعة لا جميعها، كما وقع في المصحف المكي " تجري من تحتها الأنهار " في آخر براءة ([240])، وفي غيره بحذف "من " وكذا ما وقع من اختلاف مصاحف الأمصار من عدّة واوات ثابتة في بعضها دون بعض، وعدّة هاءات، وعدّة لامات ونحو ذلك، وهو محمول على أنه نزل بالأمرين معاً، وأمر النبي e بكتابته لشخصين، أو أعلم بذلك شخصاً واحداً وأمره بإثباتهما على الوجهين، وما عدا ذلك من القراءات مما لا يوافق الرسم فهو مما كانت القراءة جوزت به توسعة على الناس و تسهيلا، فلما آل الحال إلى ما وقع من اختلاف في زمن عثمان وكفّر بعضهم بعضاً اختاروا الاقتصار على اللفظ المأذون في كتابته وتركوا الباقي) ([241]) أهـ.
قلت: والخلاف في هذه المسألة قديم، فقد ذهب جماعة من الفقهاء والقراء والمتكلمين إلى أنّ المصاحف العثمانية مشتملة على جميع الأحرف السبعة، وممن قال بذلك القاضي أبو بكر بن الطيب الباقلاني ([242])، كما نقله عنه أبو شامة وغيره، حيث قال القاضي ما نصّه: (ليس الأمر على ما توهمتم من أنّ عثمان رضي الله عنه جمعهم على حرف واحد وقراءة واحدة، بل إنما جمعهم على القراءة بسبعة أحرف وسبع قراءات، كلها عنده وعند الأمة ثابتة عن الرسول e) أهـ. ([243])
وذهب جماهير العلماء من السلف والخلف إلى أنّ هذه المصاحف العثمانية مشتملة على ما يحتمله رسمها من الأحرف السبعة فقط، جامعة للعرضة الأخيرة التي عرضها النبي e على جبرائيل عليه السلام، متضمنة لها لم تترك حرفاً منها.
وقد أورد ابن الجزري هذا القول ثم قال: (قلت: وهذا القول هو الذي يظهر صوابه لأن الأحاديث الصحيحة والآثار المشهورة المستفيضة تدل عليه وتشهد له) أهـ. ([244])
كما أورد الحافظ بعد هذا الرأي نقولات عديدة تؤيد ما ذكر، عن الطبري و البغوي وأبي شامة ومكي وغيرهم. ([245])
4 - في شروط القراءة المقبولة:
وقد نقل أقوال العلماء في ذلك، منهم مكي وابن السمعاني و أبو الفضل الرازي و الكواشي، وقد نصوا على الأركان الثلاثة للقراءة الصحيحة، ومن ذلك قول مكي: (والأصل المعتمد عليه عند الأئمة في ذلك أنه الذي يصح سنده في السماع ويستقيم وجهه في العربية ووافق خط المصحف …) الخ. وكذا قول الكواشي: (كل ما صح سنده واستقام وجهه في العربية ووافق لفظه خط المصحف الإمام فهو من السبعة المنصوصة – أي الأحرف السبعة – فعلى هذا الأصل بني قبول القراءات، عن سبعة كانوا أو سبعة آلاف، ومتى فُقد شرط من الثلاثة فهو الشاذ) ([246]) أهـ ثم ذكر الحافظ في آخر المبحث كلاماً له يؤيد فيه هذه الشروط، فقال ما نصه: (واستدل بقوله – e– " فاقرءوا ما تيسر منه " على جواز القراءة بكل ما ثبت من القرآن بالشروط المتقدمة، وهي شروط لا بد من اعتبارها، فمتى اختل شرط منها لم تكن تلك القراءة معتمدة) ([247]) أهـ.
قلت: ويلاحظ أن الحافظ لم ينص على اشتراط التواتر، لا في أقواله ولا في الأقوال التي أوردها ـ فيما وقفت عليه ـ وإنما ذكر اشتراط صحة السند مع اشتهارها كما تدل على ذلك بقية أقواله في غير هذا الموضع مما سيأتي ذكره، كما أنّه لم يحصرها في السبع أو العشر، وهو ما نسبه ابن الجزري إلى ((أئمة السلف والخلف)) فقال: (كل قراءة وافقت العربية ولو بوجه ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالاً وصحّ سندها فهي القراءة الصحيحة التي لا يجوز ردّها ولا يحل إنكارها، بل هي من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، ووجب على الناس قبولها، سواء كانت عن الأئمة السبعة، أم عن العشرة، أم عن غيرهم من الأئمة المقبولين، ومتى اختل ركن من هذه الأركان الثلاثة أطلق عليها ضعيفة أو شاذة أو باطلة، سواء كانت عن السبعة، أم عمن هو أكبر منهم، وهذا هو الصحيح عند أئمة التحقيق من السلف والخلف، صرّح بذلك الإمام الحافظ أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني، ونصّ عليه في غير موضع الإمام أبو محمد مكي بن أبي طالب وكذلك الإمام أبو العباس أحمد بن عمّار المهدوي وحققه الإمام الحافظ أبو القاسم عبد الرحمن بن إسماعيل المعروف بأبي شامة، وهو مذهب السلف الذي لا يعرف عن أحد منهم خلافه) أهـ ([248])
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/362)
تنبيه: ماذكره ابن الجزري هنا من عدم اشتراط التواتر وعدم انحصار القراءات المقبولة في العشر هو قوله المتأخر في المسألة، حيث قد نص على اشتراطه أولاً في كتابه (منجد المقرئين) ثم نسخه بما ذكرته عنه (في النشر)، وبين فراغه من تأليف الكتابين أكثر من عشرين عاماً ([249])، ثم إنه صرح برجوعه عن رأيه الأول حيث قال: (ولقد كنت قبل أجنح إلى هذا القول ثم ظهر فساده، وموافقة أئمة السلف والخلف) ([250]) أهـ، كما أشار إلى تردده في المسألة في آخر كتابه "المنجد" بعد توقيعه على الفراغ منه. ([251])
وفي التأكيد على أنّ القراءات المقبولة ليست منحصرة في القراءات السبع نقل الحافظ كلام أهل العلم في معنى الأحرف السبعة، وفيه بيان أن الأحرف غير " القراءات "، ثم ذكر شروط القراءة المقبولة، ثم قال: (وإنما أوسعت القول في هذا لما تجدد في الأعصار المتأخرة من توهم أن القراءات المشهورة منحصرة في مثل " التيسير و الشاطبية "، وقد اشتد إنكار أئمة هذا الشأن على من ظن ذلك كأبي شامة و أبي حيان وآخر من صرّح بذلك السبكي …) الخ كلامه. ([252])
5 - في خلط القراءات ([253]):
أورد الحافظ في هذه المسألة نقلاً نصه: (وذكر أبو شامة في الوجيز أن فتوى وردت من العجم لدمشق سألوا عن قارئ يقرأ عُشراً من القرآن فيخلط القراءات، فأجاب ابن الحاجب وابن الصلاح وغير واحد من أئمة ذلك العصر بالجواز بالشروط التي ذكرناها، كمن يقرأ مثلاً " فتلقى آدم من ربه كلمات " فلا يقرأ لابن كثير بنصب " آدم " ولأبي عمرو بنصب " كلمات"، وكمن يقرأ " نغفر لكم " بالنون " خطاياكم " بالرفع، قال أبو شامة: لا شك في منع مثل هذا، وما عداه فجائز و الله أعلم) ([254]) أهـ. ثم علّق الحافظ على هذا النقل بقوله: (وقد شاع في زماننا من طائفة من القراء انكار ذلك حتى صرح بعضهم بتحريمه، فظن كثير من الفقهاء أن لهم في ذلك معتمداً فتابعوهم، وقالوا: أهل كل فن أدرى بفنهم، وهذا ذهول ممن قاله، فإنّ عِلم الحلال و الحرام إنما يتلقى من الفقهاء، والذي منع ذلك من القراء إنما هو محمول على ما إذا قرأ برواية خاصة فإنه متى خلطها كان كاذباً على ذلك القارئ الخاص الذي شرع في إقراء روايته، فمن أقرأ رواية لم يحسن أن ينتقل عنها إلى رواية أخرى، كما قاله الشيخ محي الدين ([255])، وذلك من الأولوية لا على الحتم، أما المنع على الإطلاق فلا، والله أعلم) ([256]) أهـ.
قلت: فيظهر مما ذكر أن الحافظ يرى جواز الخلط بين القراءات بمعنى أن يقرأ كل آية-أو نحوها- بقراءة قارئ بشرط أن يكون المقروء به مما توفرت فيه شروط القراءة المقبولة ([257]). وقد قال بجواز ذلك كثير من الأئمة ومنعه بعضهم –كما ذكره ابن الجزري- ثم توسط في المسألة فقال ما ملخصه: (والصواب عندنا في ذلك التفصيل والعدول بالتوسط إلى سواء السبيل فنقول: إن كانت إحدى القراءتين مترتبة على الأخرى فالمنع من ذلك منع تحريم،وأما ما لم يكن كذلك فإنّا نفرق بين مقام الرواية وغيرها،فإن قرأ بذلك على سبيل الرواية فإنه لا يجوز أيضاً من حيث إنه كذب في الرواية وتخليط على أهل الدراية،وإن لم يكن على سبيل النقل والرواية بل على سبيل القراءة والتلاوة فإنه جائز صحيح مقبول لا منع منه ولا حظر،وإن كنّا نعيبه على أئمة القراءات العارفين باختلاف الروايات …) الخ كلامه. ([258])
6 - اعتماده القراءات السبع و المشهورة من غيرها، واعتماده كتاب ((أبى عبيد)) في القراءات المشهورة:
ويتبين هذا من تعليقه على قراءة الأعمش " وما أُوتوا من العلم إلا قليلاً" ([259]) الواردة في الصحيح، فقد قال في شرح حديثها ما نصه: (وليست هذه القراءة في السبعة بل ولا في المشهور من غيرها، وقد أغفلها أبو عبيد في كتاب القراءات له من قراءة الأعمش، والله أعلم) أهـ. ([260]) وفي موضع آخر ذكر قراءة عمر-رضي الله عنه- التي أوردها البخاري في " وظنّ داود أنّما فتّناه" ([261]) بتشديد التاء فقال: (وأما قراءة عمر فمذكورة في الشواذ، ولم يذكرها أبو عبيد في القراءات المشهورة) ([262]) أهـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/363)
قلت: وكلامه الأخير يشعر بأنّ ما ذكره أبو عبيد في كتابه كله من القراءات المشهورة، والكتاب المشار إليه حوى قراءات الأئمة السبعة وغيرهم، وقد ذكره ابن الجزري في "النشر"، وكلامه عنه فيه نوع موافقة لرأي الحافظ ابن حجر فيه، مما يفهم من سياق كلامه، قال ابن الجزري: (فإنّ القراءات المشهورة اليوم عن السبعة والعشرة والثلاثة عشر بالنسبة إلى ما كان مشهوراً في الأعصار الأول قِل من كُثر، ونَزر من بحر، فإنّ من له اطلاع على ذلك يعرف علمه العلم اليقين، وذلك أنّ القراء الذين أخذوا عن أولئك الأئمة المتقدمين من السبعة وغيرهم كانوا أمماً لا تحصى،وطوائف لا تستقصى،والذين أخذوا عنهم أيضاً أكثر، وهلم جرا،فلما كانت المائة الثالثة واتسع الخرق وقلّ الضبط وكان علم الكتاب والسنة أوفر ما كان في ذلك العصر تصدّى بعض الأئمة لضبط ما رواه من القراءات،فكان أول إمام معتبر جمع القراءات في كتاب أبو عبيد القاسم بن سلام وجعلهم فيما أحسب خمسة وعشرين قارئاً مع هؤلاء السبعة، وتوفي سنة أربع وعشرين ومائتين) ([263])
7 - مصطلح القراءة المشهورة عنده:
لقد استخدم الحافظ مصطلح " المشهورة، الشهيرة " مرات كثيرة ([264])، ويريد بها القراءة المقبولة غالباً، وهو يذكرها في مقابل القراءة الشاذة المردودة، يدل على هذا قوله المتقدم: (وإنما أوسعت القول في هذا لما تجدد في الأعصار المتأخرة من توهم أن القراءات المشهورة منحصرة في مثل التيسير و الشاطبية) ([265]) أهـ. وقال في قراءتي " يتفيؤا ظلاله" بالتاء و بالياء ([266]): (وتتفيأ في روايتنا بالمثناة الفوقانية أي: الظلال، وقرئ أيضاً بالتحتانية أي شئ، والقراءتان شهيرتان) ([267]) أهـ.
قلت: بالتاء قراءة أبي عمرو ويعقوب، وبالياء قراءة الباقين. ([268])
وفي قراءة " و الجار ذي القربى و الجار الجنب " ([269]) أورد إنكار الفراء لقراءة النصب فيها، ثم قال: (وكأنه نفى المشهور، وإلا فقد قرئ بها أيضاً في الشواذ) ([270]) أهـ. ولما نقل جملة من القراءات الشاذة في سورة الفرقان قال بعدها: (فهذه ستة وخمسون موضعاً ليس فيها من المشهور شيء) ([271]) أهـ.
قلت: فهذه النصوص عنه تبين أن إطلاقه للمشهور يريد به المقبول من القراءات، ويقابلها الشاذ، وهذا في غالب إطلاقاتها عنده، لكن وقع في موضع واحد – فيما وقفت عليه – أنه عدَّ قراءة الأعمش – وهي شاذة – من المشهور فيما يظهر من كلامه، والله أعلم، حيث قال في قراءة "جِبلاً" من قوله تعالى:"ولقد أضلّ منكم جِبِلاً ([272]) ما نصه: (وفيها ([273]) قراءات: ففي المشهور بكسرتين وتشديد اللام لنافع وعاصم، وبضمة ثم سكون لأبي عمرو وابن عامر، وبكسرتين واللام خفيفة للأعمش، وبضمتين و اللام خفيفة للباقين، وفي الشواذ بضمتين ثم تشديد، وبكسرة ثم سكون، وبكسرة ثم فتحة مخففة، وفيها قراءات أخرى) ([274]) أهـ.
قلت: وهذا يؤيد ما تقدم ذكره في شروط القراءة المقبولة عنده، وأنّه لم يحصرها في السبع أو العشر، والله أعلم.
تنبيه: وفي موضع واحد – فيما وقفت عليه أيضاً – وقع منه ضد ذلك، إذ عدَّ قراءة أبي جعفر من غير المشهور فيما يفهم من كلامه، مع أنها قراءة عشرية، إذ أورد قول أبي عبيدة في قوله تعالى: (فلما أن أراد أن يبطِش بالذي هو عدوٌ لهما) ([275]) بالطاء مكسورة ومضمومة لغتان، ثم قال: (قلت: الكسر القراءة المشهورة هنا وفي قوله تعالى: "يوم نبطِش البطشة الكبرى " ([276]) و الضم قراءة أبي جعفر، ورويت عن الحسن أيضاً) ([277]) أهـ.
قلت: فلعله أراد بالمشهورة هنا: قراءة الأكثر، والله أعلم.
8 - مصطلح "الجمهور" عنده:
استخدم الحافظ مصطلح "الجمهور" في مواضع، وأراد به أكثر القراء العشرة-فيما يفهم من كلامه- في مقابل الأقل منهم، كقوله في قراءة "وإذاً لا يلبثون خِلَفك" ([278]): (قلت: والقراءتان مشهورتان، فقرأ "خَلْفَك" الجمهور، وقرأ "خِلافك" ابن عامر والأخوان، وهي رواية حفص عن عاصم) ([279]) أهـ. وكذا قوله في قراءة "هنالك الوَلاية" ([280]): (وقرأ الجمهور بفتح الواو، والأخوان بكسرها) أهـ ([281]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/364)
وفي مواضع أخرى أطلق مصطلح "الجمهور"وأراد به جميع العشرة ومن وافقهم، في مقابل أصحاب القراءات الشاذة، فمن ذلك قوله في قراءة "قاموا كُسالى" ([282]) (قلت: وهما قراءتان قرأ الجمهور بالضم وقرأ الأعرج بالفتح، وهي لغة بني تميم، وقرأ ابن السميفع بالفتح أيضاً، لكن أسقط الألف وسكن السين …) الخ. ([283]) وكذا في قراءة "أو كانوا غُزًّى" ([284]) حيث قال: (وقرأ الجمهور "غزّاً" بالتشديد جمع غاز …) إلى أن قال: (وقرأ الحسن وغيره "غزاً" بالتخفيف) أهـ. ([285]) وقال في قراءة "إنّه كان حُوباً" ([286]): (و الجمهور على ضم الحاء، وعن الحسن بفتحها) أهـ. ([287])
تنبيه (1): وقع لدى الحافظ وَهْمٌ في نسبة قراءة سبعية إلى الشذوذ، ورجح عليها قراءة " الجمهور" حيث قال: (قوله: باب قوله تعالى " فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أَيمان لهم " ([288]) قرأ الجمهور بفتح الهمزة من "أيمان" أي لا عهود لهم، وعن الحسن البصري بكسر الهمزة وهي قراءة شاذة، وقد روى الطبري عن طريق عمار بن ياسر وغيره في قوله "إنهم لا أيمان لهم " أي لا عهد لهم، وهذا يؤيد قراءة الجمهور) ([289]) أهـ.
قلت: و القراءة المشار إليها بكسر الهمزة هي قراءة ابن عامر، وليست شاذة وربما وافقه فيها الحسن ([290])، ولا مجال لترجيح قراءة الجمهور عليها، ولعل الحافظ رحمه الله تبع في ذلك الطبري الذي نص على عدم استجازة القراءة بغير الفتح، والله اعلم.
تنبيه (2): ووقع للحافظ وَهْمٌ آخر في قراءة "ولايأْتَلِ أُولُوا الفَضْلِ" ([291]) حيث قال: (وقال الفراء: الائتلاء: الحلف، وقرأ أهل المدينة "ولا يَتَأَلَّ" بتأخير الهمزة وتشديد اللام، وهي خلاف رسم المصحف، وما نسبه إلى أهل المدينة غير معروف وإنما نسبت هذه القراءة للحسن البصري) ([292]) أهـ.
قلت: و القراءة المذكورة "ولايتأل" عشرية، قرأ بها أبو جعفر المدني ووافقه الحسن، وهى لا تخالف رسم المصحف. قال ابن الجزري:
(وذكر الإمام المحقق أبو محمد إسماعيل بن إبراهيم القراب في كتابه "علل القراءات" أنه كتب في المصاحف "يتل" قال فلذلك ساغ الاختلاف فيه على الوجهين انتهى) ([293]) أهـ.
9 - حكم القراءة الشاذة عنده:
وضّح الحافظ موقفه من القراءة الشاذة في ثلاثة مواضع نص على رأيه فيها - فيما وجدته - ([294]) وهي:
أ- عند شرحه لحديث ابن عباس – رضى الله عنهما- في سبب نزول قوله تعالى: (ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلاً من ربكم) ([295]) وقراءة ابن عباس لها بزيادة "في مواسم الحج " ([296]) حيث قال ما نصه: (وقراءة ابن عباس "في مواسم الحج" معدودة من الشاذ الذي صح إسناده وهو حجة وليس بقرآن) ([297]) أهـ.
ب- عند شرحه للحديث نفسه في موضع آخر، حيث ذكر قراءة ابن عباس هذه بعد أن أشار إلى الموضع السابق، وأن الطبري روى بإسناد صحيح عن أيوب عن عكرمة أنه كان يقرؤها كذلك، ثم قال: (فهي على هذا من القراءة الشاذة وحكمها عند الأئمة حكم التفسير) ([298]) أهـ.
جـ- عند كلامه عن قوله تعالى: (وما يعلم تأويله إلا الله و الراسخون في العلم يقولون ءآمنا به) ([299])، وذكر تفسير مجاهد للآية وقوله: (و الراسخون في العلم يعلمون تأويله ويقولون آمنا به). ثم قال الحافظ: (وهذا الذي ذهب إليه مجاهد من تفسير الآية يقتضي أن تكون الواو في " والراسخون" عاطفة على معمول الاستثناء، وقد روى عبد الرازق بإسناد صحيح عن ابن عباس أنه كان يقرأ "وما يعلم تأويله إلا الله ويقول الراسخون في العلم آمنا به " فهذا يدل على أن الواو للاستئناف لأن هذه الرواية وإن لم تثبت بها قراءة لكن أقل درجاتها أن تكون خبراً بإسناد صحيح إلى ترجمان القرآن فيقدم كلامه في ذلك على من دونه) أهـ. ([300])
قلت: هذه المواضع التي وقفت فيها على نص صريح من الحافظ في بيان موقفه من القراءة الشاذة. وقد نقل الشيخ عبد الفتاح القاضي في كتابه "القراءات الشاذة" نصاً صريحاً عن الحافظ في هذا الباب، لكني لم أقف عليه في الفتح فقال ما نصه: (واستفتي الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني عن حكم القراءة الشاذة فقال: تحرم القراءة بالشاذ وفي الصلاة أشد، ولا نعرف خلافاً بين أئمة الشافعية في تفسير الشاذ أنه ما زاد على العشر، بل منهم من ضيق فقال: ما زاد على السبع) ([301]) أهـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/365)
وقد تقدم عند الكلام عن شروط القراءة المقبولة ما يدل على أنّ الحافظ لم يحصرها في السبع ولا في العشر، فإذا صحّ نقل "القاضي" عنه دلّ على حصرها في العشر ونسخ ما تقدم.
ومن خلال تأمل أقواله السابقة يمكن استخلاص الآتي:
1) أنّه أطلق مصطلح " القراءة الشاذّة " على ما صحّ سنده ووافق العربية لكنّه خالف رسم المصحف، وقد وافق في ذلك ما ذكره ابن الجزري في قوله: (فهذه القراءة تسمّى اليوم شاذة لكونها شذّت عن رسم المصحف المجمع عليه، وإن كان إسنادها صحيحاً، فلا تجوز القراءة بها لا في الصلاة ولا في غيرها) أهـ ([302]). وقد ذهب إلى هذا الاصطلاح مكي بن أبي طالب وأبو القاسم الهذلي وأبو شامة وشيخ الإسلام ابن تيمية وغيرهم كثير. ([303])
2) أنّه اعتبر القراءة الشاذة – بالمعنى المذكورـ حجة وليست بقرآن، وأنّ حكمها حكم التفسير. وقد نصّ على هذا كثير من الأئمة، منهم أبو عبيد حيث قال ما ملخصه: (المقصد من القراءة الشاذة تفسير القراءة المشهورة، وتبيين معانيها، كقراءة عائشة وحفصة: (الوسطى صلاة العصر) أي من قوله تعالى" حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى" ([304])، وقراءة ابن مسعود: (فاقطعوا أيمانهما) أي من قوله تعالى:" والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما" ([305])، وقراءة جابر: (فإنّ الله من بعد إكراههن لهنّ غفور رحيم). ([306]) قال: فهذه الحروف وما شاكلها قد صارت مفسرة للقرآن. وقد كان يُروى مثل هذا عن التابعين في التفسير فيستحسن، فكيف إذا روي عن كبار الصحابة ثم صار في نفس القراءة، فهو أكثر من التفسير وأقوى، فأدنى ما يستنبط من هذه الحروف معرفة صحة التأويل). ([307])
قلت: وقد عبّر ابن الجزري عن حكم هذا النوع بقوله: (فهذا يُقبل ولا يُقرأ به) أهـ. ([308])
كما نقل السيوطي عن القاضيين أبي الطيب والحسين وعن الروياني والرافعي والسبكي العمل بالقراءة الشاذة تنزيلاً لها منزلة خبر الآحاد، والله أعلم. ([309])
10 - موقفه من الترجيح بين القراءات:
الغالب من فعل الحافظ أنه لا يرجح بين القراءات المقبولة فيما وقفت عليه لكن في مواضع قليلة جداً أورد ما يشعر بالترجيح، ومنها:
أ- في كلامه عن قراءة "أقتلت نفساً زكيّة" ([310]) حيث أورد رواية البخاري: (وكان ابن عباس يقرؤها "زكية") ثم قال: (وهي قراءة الأكثر، وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو "زاكية"، والأُولى أبلغ لأن فعيلة من صيغ المبالغة) ([311]) أهـ.
ب- ذكر في قراءة "وقال لأوتيّن مالاً وولداً" ([312]) نقلاً عن الطبري فيه ترجيح لقراءة الجمهور، ولم يعلق عليه، فقال: (قراءة الأكثر بفتحتين، والكوفيين سوى عاصم بضم ثم سكون، قال الطبري: لعلهم أرادوا التفرقة بين الواحد والجمع، لكن قراءة الفتح أشمل وهي أعجب إليّ) ([313]) أهـ.
جـ- بعد أن ذكر قراءة "ما ننسخ من آية أو نُنْسها" ([314]) بضم النون وكسر السين بغير همز، ثم قراءة (نَنْسأَها) بفتح النون و السين مع الهمز، قال: (والأول قراءة الأكثر واختارها أبو عبيدة وعليه أكثر المفسرين، والثانية قراءة ابن كثير وأبي عمرو وطائفة) أهـ.
ثم أثناء شرحه للحديث الذي وردت فيه ([315]) أورد أثراً عن ابن عباس قال: (خطبنا عمر فقال: إن الله يقول " ما ننسخ من آية أو نَنْسأَها " أي نؤخرها). ثم قال الحافظ: (وهذا يرجح رواية من قرأ بفتح أوله وبالهمز، وأما قراءة من قرأ بضم أوله فمن النسيان) ([316]) أهـ.
قلت: ما ذكره الحافظ من ترجيح أو ما يشعر به لقراءة مقبولة على مثلها، لا يُوافق عليه، إذ قرر أهل العلم: (إذا ثبتت القراءتان لم ترجَّح إحداهما- في التوجيه- ترجيحاً يكاد يسقط الأخرى، وإذا اختلف الإعرابان لم يفضَّل إعراب على إعراب. كما لا يقال بأنّ إحدى القراءتين أجود من الأخرى). ([317])
وقد نبّه على ذلك العلماء حيث نقل السيوطي هذا المعنى عن عدد منهم فقال: (قال الكواشي: ... ، إلاّ أنّه ينبغي التنبيه على شيء وهو أنّه قد تُرجح إحدى القراءتين على الأخرى ترجيحاٌ يكاد يسقطها وهذا غير مرضي، لأنّ كلاً منهما متواتر.
وعن ثعلب أنّه قال: إذا اختلف الإعرابان في القرآن لم أفضّل إعراباً على إعراب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/366)
وقال أبو جعفر النحاس: السلامة عند أهل الدّين، إذا صحت القراءتان ألاّ يقال إحداهما أجود، لأنهما جميعاً عن النّبيّ e فيأثم من قال ذلك.
وقال أبو شامة: أكثر المصنفون من الترجيح بين قراءة "مَالِكِ"و"مَلِكِ" حتى إنّ بعضهم يبالغ إلى حدّ يكاد يسقط وجه القراءة الأخرى، وليس هذا بمحمود بعد ثبوت القراءتين.
وقال بعضهم: توجيه القراءة الشاذة أقوى في الصناعة من توجيه المشهورة). ([318])
11 - آراؤه في مسائل أخرى تتعلق بالقراءة و الأداء:
أ - رأيه في مقدار المد الأصلى وغير الأصلى:
قال: (فالأول يؤتى فيه بالألف و الواو و الياء ممكنات من غير زيادة، والثاني يزاد في تمكين الألف و الواو و الياء زيادة على المد الذي لا يمكن النطق بها إلا به من غير إسراف، والمذهب الأعدل أنه يمد كل حرف منها ضعفي ما كان يمده أولاً وقد يزاد على ذلك قليلاً، وما فرط فهو غير محمود) ([319]) أهـ.
قلت: وما ذهب إليه في تقدير المدّ الأصلي عبّر عنه أهل التجويد بـ"مقدار ألِفَين"، وما ذكره في "المذهب الأعدل" قدّروه "بأربع ألِفَات"، وبعضهم يعبّر عنه بـ"الحركات" بدل "الألِفَات"، وهذا مما تحكم المشافهة حقيقته، ويبين الأداء
كيفيّته، وتوضحه الحكاية. ([320])
ب- رأيه في القراءة بالأنغام:
بعد أن شرح حديث التغني بالقرآن ([321]) وذكر الأقوال في معناه، أورد خلاف العلماء في القراءة بالألحان، ثم قال في آخره: (والذي يتحصل من الأدلة أن حسن الصوت بالقرآن مطلوب، فإن لم يكن حسناً "فليحسنه ما استطاع" كما قال ابن أبي مليكة أحد رواة الحديث، وقد أخرج ذلك عنه أبو داود بإسناد صحيح ([322]). ومن جملة تحسينه أن يراعي فيه قوانين النغم فإن الحسن الصوت يزداد حسناً بذلك، وإن خرج عنها أثر ذلك في حسنه، وغير الحسن ربما انجبر بمراعاتها ما لم يخرج عن شرط الأداء المعتبر عند أهل القراءات، فإن خرج عنها لم يف تحسين الصوت بقبح الأداء، ولعل هذا مستند من كره القراءة بالأنغام لأن الغالب على من راعى الأنغام أن لا يراعي الأداء، فإن وجد من يراعيهما معاً فلا شك في أنّه أرجح من غيره، لأنه يأتي بالمطلوب من تحسين الصوت ويجتنب الممنوع من حرمة الأداء و الله أعلم) ([323]) أهـ.
قلت: هذه المسألة محلّ بحث ونظر، وقد أورد الحافظ خلاف العلماء فيها وخلاصته:
1) أجمع العلماء على استحباب تحسين الصوت بالقرآن ما لم يخرج عن حدّ القراءة بالتمطيط، فإن أفرط حتى زاد حرفاً أو أخفاه حرم، حكاه النووي. ([324])
2) اختلف العلماء في القراءة بالألحان، فحكي عن مالك تحريمه، وحكاه أبو الطيب الطبري والماوردي وابن حمدان الحنبلي عن جماعة من أهل العلم، وحكى ابن بطّال وعياض والقرطبي من المالكية والماوردي والبنديجي والغزالي من الشافعية وصاحب الذخيرة من الحنفية الكراهة، واختاره أبو يعلى وابن عقيل من الحنابلة. وحكى ابن بطال عن جماعة من الصحابة والتابعين الجواز، وهذا هو المنصوص للشافعي ونقله الطحاوي عن الحنفية.
3) إنّ محل هذا الاختلاف إذا لم يختل شيء من الحروف عن مخرجه، فلو تغيّر أجمعوا على
تحريمه. ([325]) قال الماوردي ـ فيما حكاه عنه النووي ـ: (القراءة بالألحان الموضوعة إن أخرجت لفظ القرآن عن صيغته بإدخال حركات فيه أو إخراج حركات منه، أو قصر ممدود أو مدّ مقصور أو تمطيط يخلّ به بعض اللفظ ويلتبس المعنى، فهو حرام يُفسَّق به القارئ، ويأثم به المستمع، لأنّه عدل به عن نهجه القويم إلى الاعوجاج، والله تعالى يقول: ((قُرْءآناً عربياً غَيْرَ ذِيْ عِوَجٍ)) ([326])، قال: وإن لم يخرجه اللحن عن لفظه وقراءته على ترتيله، كان مباحاً، لأنّه زاد بألحانه في تحسينه). ثمّ قال النووي: (وهذا القسم الأول من القراءة بالألحان المحرمة معصية ابتلي بها بعض العوام الجهلة، والطغام الغشمة، الذين يقرؤون على الجنائز وفي بعض المحافل، وهذه بدعة محرمة ظاهرة). ([327])
جـ) في معنى التلاوة، والفرق يبن لفظتي: "القرآن" و "القراءة":
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/367)
قال: (قوله: باب قول الله تعالى "قل فأْتُوا بالتَوراةِ فاتْلوها" ([328]) مراده بهذه الترجمة أن يبين أن المراد بالتلاوة القراءة، وقد فسرت التلاوة بالعمل، والعمل من فعل العامل، وقال في كتاب "خلق أفعال العباد" ذكر e أن بعضهم يزيد على بعض في القراءة وبعضهم ينقص، فهم يتفاضلون في التلاوة بالكثرة و القلة، وأما المتلو وهو القرآن فإنه ليس فيه زيادة ولا نقصان، ويقال فلان حسن القراءة وردىء القراءة، ولا يقال حسن القرآن ولاردىء القرآن، وإنما يسند إلى العباد القراءة لا القرآن، لأنّ القرآن كلام الرب سبحانه وتعالى، والقراءة فعل العبد، ولا يخفى هذا إلا على من لم يوفق، ثم قال: تقول قرأت بقراءة عاصم، وقراءتك على قراءة عاصم، ولو أن عاصماً حلف أن لا يقرأ اليوم ثم قرأت أنت على قراءته لم يحنث هو، قال: وقال أحمد لا تعجبني قراءة حمزة، قال البخاري: ولا يقال لايعجبني القرآن فظهر افتراقهما) ([329]) أهـ.
قلت: هذه بعض آراء الحافظ – رحمه الله – في مسائل القراءة، وقد تركت أقوالاً له في هذا الباب اختصاراً. و الله أعلم.
الخاتمة و أهم النتائج:
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة و السلام على رسوله و آله وصحبه وبعد:
فمن خلال الجهد المتواضع في هذا البحث المختصر في الكتاب البحر " فتح الباري " يمكن تلخيص النتائج الآتية:
1 - حاجة علم القراءات إلى مزيد من عناية الباحثين من طلبة العلم دراسةً وتحقيقاً وتحريراً، وذلك لقلة مراجعه المنشورة بالنسبة لغيره من العلوم.
2 - لعلماء الحديث وشارحيه جهود مباركة كبيرة في العناية بالقراءات وعلومها تلقياً ونقلاً لها واستدلالاً بها، وهذه الجهود تحتاج إلى من يبرزها من الباحثين، وفي هذا خدمة عظيمة للقرآن الكريم وقراءاته.
3 - لقد حوى هذا الكتاب العظيم – فتح الباري- نقولات عديدة عن بعض كتب القراءات المفقودة، وجمع هذه النقول ودراستها يثري علم القراءات ويفيد المعنيين به.
4 - لقد أكثر الحافظ – رحمه الله – من إيراد القراءات و الاستدلال بها، وله آراء متميزة في كثير من مسائلها.
5 - هذا الكتاب – فتح الباري- فيه ركاز عظيم من العلوم و الفنون، ويحتاج إلى خدمة كبيرة ودراسة دقيقة، لاستخراج كنوزه ودرره.
6 - إنّ إبداء الملاحظات و التنبيه على بعض المآخذ و الأوهام لدى الحافظ ابن حجر – رحمه الله – في بعض مسائل القراءات، لا يعد طعناً في المصنف ولا يقلل من قدره، ولا ينقص من قيمة كتابه، ولكن كل يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله e .
هذا وأسأل الله أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، وأن يرزقنا العلم النافع و العمل الصالح، والله أعلم، وقد كان الفراغ منه أول ليلة من رمضان عام 1421هـ بمكة، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
الهوامش والتعليقات
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) وهي تحت الإعداد أسأل الله أن يعين على إتمامها.
([2]) انظر "معجم المصنفات الواردة في فتح الباري" لمشهور بن سليمان ورائد صبري ص440، و"المجمع المؤسس" لابن حجر:1/ 11.
([3]) سيأتي التعريف بالحافظ وكتابه في التمهيد لهذا البحث.
([4]) انظر على سبيل المثال كلامه عن كتاب (الجامع الأكبر والبحر الأزخر) الفتح 9/ 36.
([5]) ومن ذلك كلامه الطويل عن الأحرف السبعة كما في الفتح 9/ 23 - 44.
([6]) المجمع المؤسس: 1/ 88،201.
([7]) هو محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف بن الجزري، أبو الخير، جامع القراءات وإمامها وألف فيها كتباً جليلة توفي سنة 833هـ (غاية النهاية 2/ 247).
([8]) المجمع المؤسس 3/ 225،228.
([9]) انظر الفتح 2/ 421.
([10]) انظر اللسان 1/ 128، القاموس 1/ 25.
([11]) منجد المقرئين ص3.
([12]) المنجد ص15.
([13]) انظر المنجد ص16.
([14]) انظر النشر 1/ 14.
([15]) انظر: فتاوى ابن تيمية (13/ 391)، البرهان للزركشي (1/ 326)، أضواء البيان (2/ 8).
([16]) النجم آية:4 - 5.
([17]) أخرجه أحمد في المسند 4/ 131، وأبو داود 4/ 10، كتاب السنة، باب لزوم السنة، والطبراني في مسند الشاميين 2/ 137، وهو حديث صحيح: (انظر صحيح سنن أبي داود للألباني:3/ 870 رقم 3848).
([18]) انظر الرسالة للشافعي ص91، قواعد التفسير 1/ 142.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/368)
([19]) انظر:"القراءات وأثرها في التفسير والأحكام" 1/ 242.
([20]) لقد ترجم الحافظ لنفسه في عدد من مصنفاته مثل: (رفع الإصر عن قضاة مصر، وإنباء الغمر بأخبار العمر، الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة)، كما ترجم له غيره كتلميذه السخاوي في الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر، وفي الضوء اللامع لأهل القرن التاسع 2/ 36، السيوطي في حسن المحاضرة 1/ 363، وفي طبقات الحفاظ ص552،وغيرذلك.
([21]) انظر المجمع المؤسس في المعجم المفهرس:1/ 11.
([22]) انظر: الجواهر والدرر (خ-ورقة 253 - 273)، "الروايات التفسيرية في فتح الباري" لعبدالمجيدالشيخ:1/ 37.
([23]) انظر الجواهر والدرر (ق150 - 160)، "ابن حجر ومصنفاته"، د. شاكر عبدالمنعم 1/ 157 - 398.
([24]) انظر الجواهر والدرر - الباب الثالث، حسن المحاضرة 1/ 363.
([25]) انظر: "الروايات التفسيرية في الفتح" 1/ 50.
([26]) طبقات الحفاظ ص552.
([27]) فهرس الفهارس 1/ 323، وأصله حديث أخرجه البخاري في أول كتاب الجهاد والسير 6/ 13 (الفتح) ومسلم في كتاب الإمارة باب المبايعة بعد فتح مكة 3/ 1487.
([28]) انظر في ذلك: مقدمة الفتح 465 - 493، السير 12/ 391، تذكرة الحفاظ 2/ 122، تهذيب التهذيب 9/ 47 وغيرها.
([29]) هو أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مطر بن صالح بن بشر الفربري، المحدث الثقة العالم، راوي الجامع الصحيح عن البخاري، توفي سنة 320هـ (انظر السير15/ 10).
([30]) هو يحيى بن شرف بن مري حسن بن حسين بن حزام النووي، أبو زكريا، محي الدين، علامة الفقه الشافعي والحديث واللغة، توفي سنة 676هـ (انظر طبقات الشافعية للسبكي 5/ 165).
([31]) شرح النووي على مسلم: 1/ 14
([32]) ومن ذلك النقل عن الهذلي ومكي بن أبي طالب وأبي علي الفارسي وغيرهم كما سيأتي بيانه.
([33]) رتبت المصادر – غالباً- بحسب كثرة ذكر الحافظ لها ونقله عنها، مع التنصيص على تسميتها.
([34]) هو: القاسم بن سلاّم –بتشديد اللام- أبو عبيد الأزدي مولاهم، إمام عصره في كل فن من العلم، صنف في القراءات والحديث والفقه واللغة وغيرها، منها القراءات ومعاني القرآن، توفي بمكة سنة 224هـ (انظر غاية النهاية 2/ 18، السير 10/ 490).
([35]) انظر على سبيل المثال: 1/ 224، 6/ 457، 466، 8/ 698، 9/ 34.
([36]) هو سليمان بن مهران الأعمش، أبو محمد الأسدي الكاهلي مولاهم الكوفي، إمام جليل قارئ، توفي سنة 148هـ، انظر (غاية النهاية 1/ 315، معرفة القراء 1/ 94).
([37]) يعني آية الإسراء: 85، (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا).
([38]) الفتح 1/ 224.
([39]) سورة ص آية: 24.
([40]) الفتح 6/ 457.
([41]) يؤكد ذلك ما توصل إليه الباحث"عبد الباقي سيسي" في رسالته:"اختيارات أبي عبيد .. "، حيث تتبع اختياراته فلم يجدها خرجت عن السبعة في حرف منها، وقد نوقشت الرسالة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عام 1421هـ.
([42]) انظر الكلام عنه في النشر:1/ 34، الفهرست ص38.
([43]) هو يحيى بن زياد بن عبد الله الديلمي، أبو زكريا المعروف بالفراء، شيخ النحاة، كان يحب الكلام ويميل إلى الاعتزال، له معاني القرآن، الحدود، اللغات، وغيرها توفي سنة 207هـ. انظر (تهذيب التهذيب11/ 212، غاية النهاية 2/ 371).
([44]) انظر الفتح 3/ 226، 10/ 148، 8/ 725، 289، 9/ 34، 35.
([45]) المعارج: 43.
([46]) الفتح 3/ 226، وانظر معاني القرآن 3/ 186.
([47]) البقرة 260.
([48]) الفتح 8/ 201 وانظر معاني القرآن 1/ 174.
([49]) هو عبد الله بن سليمان بن الأشعث، أبو بكر السجستاني، ابن الإمام أبي داود صاحب السنن، ثقة مشهور، توفي سنة316هـ (انظر غاية النهاية 1/ 420).
([50]) من قوله تعالى: "فلا جناح عليه أن يطوّف بهما" البقرة:158.
([51]) الفتح 3/ 499 وانظر كتاب المصاحف 1/ 287،326.
([52]) الفتح 8/ 734 وانظر المصاحف 1/ 343،والآية:"إذا جاء نصر الله والفتح"النصر: 1.
([53]) والقراءة المتواترة:"الحيّ القيّوم" آل عمران:2.
([54]) الفتح 8/ 666 وانظر المصاحف 1/ 282. وأثر عمر المذكور رواه عنه أيضاً: أبو عبيد في فضائل القرآن ص 168،والحاكم في مستدركه وصححه (2/ 278)، وعزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور وعبد بن حميد (الدر المنثور:2/ 141)، وإسناده حسن لغيره كما ذكره محقق "كتاب المصاحف":1/ 283.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/369)
([55]) هو أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد المقرئ، أبو بكر، شيخ القراء في زمانه، أول من سبع السبعة، توفي سنة 324هـ. (انظر غاية النهاية 1/ 139).
([56]) الفتح 3/ 226، وانظر السبعة ص651، وكلامه المنقول إنما هو بمعناه.
([57]) الفتح 9/ 34 وانظر السبعة ص468.
([58]) هو أحمد بن يوسف بن محمد بن مسعود، أبو العباس الحلبي شهاب الدين، المعروف بالسمين النحوي، إمام كبير، ألف تفسيراً كبيراً وإعراباً جليلاً وشرح الشاطبية، توفي سنة 756هـ (انظر غاية النهاية1/ 152، بغية الوعاة 1/ 402 وفيه أحمد بن يوسف بن عبد الدائم بن محمد الحلبي).
([59]) انظر الفتح 6/ 307، وانظر الدر المصون 2/ 18 - 20.
([60]) يعني أبا حيان صاحب البحر المحيط، الذي نقلها عن ابن عطية عن أبي الحسن الرماني (انظر الفتح 10/ 460)
([61]) الفتح 10/ 460 وانظر الدر المصون 7/ 341.
([62]) العقد النضيد في شرح القصيد للسمين الحلبي: لوحة 2ب "مخطوط".
([63]) الدرر الكامنة: 1/ 361.
([64]) هو محمد بن جرير بن يزيد الطبري، أبو جعفر، إمام التفسير والقراءات والفقه والتاريخ، له كتاب (القراءات) وغيره، توفي سنة 310هـ (انظر غاية النهاية 2/ 106).
([65]) الفتح 3/ 499، وانظر تفسير الطبري 2/ 54.
([66]) المزمل: 6 وهي قراءة أبي عمرو وابن عامر (انظر النشر 2/ 393).
([67]) الفتح 3/ 23، وانظر الطبري 12/ 283.
([68]) الانشقاق: 19.
([69]) الفتح 8/ 698، وانظر الطبري 12/ 513.
([70]) والآية بدون (في مواسم الحج) في البقرة:198.
([71]) هو أيوب السختياني، أبو بكر بن أبي تميمة كيسان العنزي مولاهم، إمام حافظ من صغار التابعين، توفي سنة 131هـ.
([72]) هو عكرمة مولى ابن عباس، العلامة الحافظ المفسر، أبو عبد الله القرشي مولاهم، المدني، البربري الأصل، تابعي جليل، توفي سنة 105هـ (انظر السير 6/ 15، 5/ 12).
([73]) الفتح:3/ 595، وانظر تفسير الطبري:2/ 294.
([74]) أي قوله تعالى (وادّكر بعد أمة) من سورة يوسف: 45.
([75]) الفتح 12/ 382، وانظر كلام الطبري في تفسيره 7/ 226.
([76]) انظر: المحتسب:1/ 344، الإتحاف:2/ 148.
([77]) هو عبدالكريم بن عبدالصمد بن محمد بن علي بن محمد، أبومعشر الطبري القطان الشافعي، إمام عارف محقق أستاذ ثقة صالح، له مؤلفات في القراءات وغيرها، منها: التلخيص والجامع وسوق العروس والرشاد، توفي سنة 478هـ. (غاية النهاية:1/ 401).
([78]) انظر مثال ذلك في الفتح:8/ 429، وانظره في تفسير الطبري:8/ 376.
([79]) من سورة المعارج:43.
([80]) هو أبو سعيد الحسن بن يسار البصري، مولى زيد بن الثابت، تابعي جليل، وعالم زاهد، توفي سنة (110هـ) انظر السير 4/ 563.
([81]) الفتح 3/ 226.
([82]) انظر النشر 2/ 391، وفي الإتحاف 2/ 562: (وعن الحسن بفتح النون والصاد فعل بمعنى مفعول) أهـ. وانظرها أيضاً في القراءات الشاذة للقاضي ص:89.
([83]) هو عبد الله بن الحسين بن عبد الله، محب الدين أبو البقاء العكبري البغدادي الضرير النحوي الحنبلي، كان ثقة صدوقاً، صنف: إعراب القرآن، إعراب الحديث، إعراب الشواذ، التفسير وغيرها كثير، توفي سنة 616هـ (انظر بغية الوعاة 2/ 38 - 40).
([84]) الأنعام:73، ووردت لفظة"الصور" في عدة سور غيرها.
([85]) انظر الفتح 8/ 289، وانظر إعراب القراءات الشواذ للعكبري 1/ 488.
([86]) الفاتحة:2، وغيرها.
([87]) الفتح 10/ 316 وانظر إعراب الشواذ 1/ 90.
([88]) البقرة: 260.
([89]) الفتح 8/ 201، 9/ 34، وانظر إعراب الشواذ 1/ 273.
([90]) هو يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري الأندلسي القرطبي المالكي، أو عمر، صاحب التصانيف الفائقة، حافظ المغرب في زمانه، محدث ومؤرخ وأديب، عاش 95 عاماً وتوفي سنة 463هـ (انظر السير 18/ 153، والاعلام8/ 240).
([91]) انظر الفتح 9/ 33 - 36 علماً بأن الحافظ أضاف من الحروف المختلف فيها أكثر مما أورده ابن عبد البر، وانظر التمهيد 8/ 314.
([92]) هو عيسى بن عبد العزيز بن عيسى بن عبد الواحد بن سليمان اللخمي، روى الحديث عن ألف وخمسمائة شيخ، له تصانيف كثيرة في القراءات والرسم والتجويد واللغة وغيرها، توفي سنة 629هـ. (انظر بغية الوعاة 2/ 235، غاية النهاية 1/ 609).
([93]) الفتح 9/ 36 - 38.
([94]) انظر: النشر (1/ 35)، كشف الظنون (1/ 425).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/370)
([95]) هو يوسف بن علي بن جبارة بن محمد بن عقيل بن سوادة، أبو القاسم الهذلي، أستاذ رحّال، طاف البلاد في طلب القراءات، ولقي في هذا العلم 365شيخاً، كما ذكر ذلك عن نفسه في الكامل، توفي سنة 465هـ (انظر غاية النهاية 2/ 397، معرفة القراء1/ 346).
([96]) الفرقان:25.
([97]) الفتح 9/ 34 وانظر الكامل (خ) لوحة: 224أ.
([98]) الفرقان:53.
([99]) هو طلحة بن مصرف بن عمرو بن كعب، أبو محمد، الهمداني الكوفي، تابعي كبير، له اختيار في القراءة ينسب إليه، توفي سنة 112هـ (انظر غاية النهاية 1/ 343).
([100]) الفتح 9/ 35، وانظر الكامل لوحة:224أ.
([101]) الفرقان:77.
([102]) الفتح 9/ 36، وأبان بن تغلب الربعي، أبوسعد، الكوفي النحوي، عالم جليل، توفي سنة 141هـ (انظر غاية النهاية 1/ 4).
([103]) البقرة:198.
([104]) الفتح 3/ 527، وكلمة (المشعر) وردت في هذا الموضع في حديث رقم 1676 من كتاب الحج من الصحيح، وانظر الكامل لوحة:167ب.
([105]) الآية: (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين) السجدة:17، وانظر القراءة المذكورة في: المحتسب:2/ 174، الإتحاف:2/ 367.
([106]) الفتح 8/ 517، وانظر فضائل القرآن ص181.
([107]) في الفتح (أبو عبيدة) في كلا الموضعين 8/ 517،666 وهو خطأ.
([108]) الفتح 8/ 666 وانظر فضائل القرآن ص168. وأثر عمر سبق تخريجه (انظر هامش 52).
([109]) هو معمر بن المثنى، مولى بني تيم أبو عبيدة، اللغوي البصري، عالم باللغة والأدب له نحو 200مصنف، توفي سنة 209هـ، أو نحوها (انظر بغية الوعاة 2/ 294، الاعلام 7/ 272).
([110]) من قوله تعالى: (إلى نصب يوفضون)، المعارج: 43.
([111]) انظر الفتح 3/ 226، وانظر مجاز القرآن 2/ 270.
([112]) انظر الفتح 12/ 382، وانظر مجاز القرآن 1/ 313.
([113]) هو عثمان بن جني الموصلي، أبو الفتح، إمام العربية، صاحب التصانيف، لزم أبا علي الفارسي أربعين سنة توفي سنة 392هـ (انظر السير 17/ 17، بغية الوعاة 2/ 132).
([114]) الفرقان:10.
([115]) الفتح 9/ 33، وانظر المحتسب 2/ 118 وعبارته: (وليس قوياً مع ذلك) أهـ.
([116]) الفرقان:17 وهي هنا على قراءة الجمهور بنون العظمة، انظر النشر 2/ 333، معاني القراءات للأزهري2/ 214.
([117]) الفتح 9/ 33.
([118]) المحتسب:2/ 119
([119]) الفرقان:53.
([120]) الفتح 9/ 35، وانظر المحتسب2/ 124 بمعناه.
([121]) هو سهل بن محمد بن عثمان، أبو حاتم السجستاني، إمام أهل البصرة في النحو والقراءة واللغة والعروض، قال ابن الجزري: (وأحسبه أول من صنف في القراءات) أهـ، توفي سنة 255هـ. (انظر غاية النهاية 1/ 320، بغية الوعاة 1/ 606).
([122]) الفتح 9/ 31.
([123]) الفتح 9/ 35.
([124]) الفرقان:67.
([125]) الفتح 9/ 36.
([126]) انظر النشر: 2/ 334.
([127]) الفتح 9/ 36.
([128]) وانظر الكلام عنه في الفهرست ص38، كشف الظنون ص1449.
([129]) هو الفضل بن شاذان بن عيسى، أبو العباس، الرازي المقرئ، الإمام الكبير، ثقة عالم، قال ابن الجزري: (مات في حدود التسعين ومائتين) أهـ، (انظر غاية النهاية2/ 10، معرفة القراء1/ 191).
([130]) الزخرف:26، وانظر القراءة المذكورة في الإتحاف2/ 455.
([131]) الفتح 8/ 568.
([132]) وقد ذكره له في الفهرست ((287)).
([133]) هو عبد الرزاق بن همام بن نافع، أبوبكر، الحميري مولاهم، الصنعاني، الحافظ الكبير، عالم اليمن، الثقة، توفي سنة 211هـ (انظر الجرح والتعديل 6/ 38، السير 9/ 563).
([134]) الفتح 6/ 287، وانظر تفسير عبد الرزاق 2/ 102.
([135]) الروم: 27.
([136]) هو إسماعيل بن حماد الجوهري، أبو نصر، الفارابي، إمام اللغة والأدب، ومن فرسان الكلام والأصول، توفي سنة 393هـ (انظر بغية الوعاة 1/ 446).
([137]) الأنعام: 73 وغيرها.
([138]) الفتح 8/ 289، وانظر الصحاح 2/ 716.
([139]) هو أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرْح الأنصاري الخزرجي الأندلسي القرطبي، المفسر، إمام متقن عابد، توفي سنة 671هـ (انظر: مقدمة"الجامع لأحكام القرآن، الأعلام 5/ 322).
([140]) من سورة الفرقان:19.
([141]) الفتح 9/ 34، والقراءة المذكورة شاذة.
([142]) تفسير القرطبي 7/ 10.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/371)
([143]) هو علي بن أحمد بن محمد، أبو الحسن، الواحدي النيسابوري المفسر، صاحب الوجيز والوسيط والبسيط في التفسير، إمام كبير، توفي سنة 468هـ (انظر غاية النهاية 1/ 523).
([144]) النساء:24.
([145]) النساء:25.
([146]) الفتح 12/ 161.
([147]) هو عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، أبو محمد، من أئمة الأدب، ومن المصنفين المكثرين، توفي ببغداد سنة 276هـ (انظر السير:13/ 296، الإعلام 4/ 137).
([148]) الفتح 9/ 28، وانظر تأويل مشكل القرآن ص39.
([149]) الفتح 3/ 527.
([150]) وانظر الفهرست ص86.
([151]) هو أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل بن يونس المرادي، المفسر المصري النحوي، المعروف بالنحاس أو ابن النحاس، له إعراب القرآن، ومعاني القرآن وغيرها، توفي سنة 338هـ (انظر السير 15/ 401، بغية الوعاة 1/ 362).
([152]) الفتح 8/ 289.
([153]) هو الحسن بن أحمد بن عبد الغفار بن محمد بن سليمان، أبو علي الفارسي، المشهور في علم العربية والبارع فيها، توفي ببغداد سنة 377هـ، (انظر غاية النهاية 1/ 496).
([154]) البقرة:260.
([155]) الفتح 8/ 201.
([156]) هو الحسن بن محمد بن الحسن بن حيدر بن علي القرشي العدوي العمري الصغاني –ويقال الصاغاني- الحنفي، أبو الفضائل، إمام اللغة وصاحب التصانيف، توفي سنة 650هـ. (انظر السير 23/ 282، بغية الوعاة:1/ 519).
([157]) الفتح 1/ 51، وانظر أمثلة أخرى في 2/ 109، 11/ 331.
([158]) الأحقاف:4.
([159]) الفتح 11/ 532.
([160]) انظر السير 23/ 283، معجم المصنفات ص283، كشف الظنون 2/ 1122.
([161]) هو أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر، الحميري الأصبحي المدني، إمام دار الهجرة، وحجة الأمة، توفي سنة 179هـ (انظر السير 8/ 48).
([162]) والآية بدون (متتابعات) من سورة البقرة:185.
([163]) الفتح 4/ 189 وانظر الموطأ 1/ 305.
([164]) هو أبو جعفر، أحمد بن محمد بن سلامة بن سلمة الأزدي الطحاوي، فقيه مشهور، له مؤلفات في الفقه والأحكام وغيرها، توفي سنة 321هـ (انظر السير:15/ 27، الأعلام 1/ 206).
([165]) الفتح 3/ 499، وانظر مشكل الآثار 10/ 90.
([166]) انظر على سبيل المثال 2/ 223، 7/ 15، 8/ 318 وغيرها.
([167]) هو محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري، أبو بكر، فقيه مجتهد حافظ، صاحب تصانيف في الفقه والتفسير وغيرها، توفي سنة 319هـ. (انظر السير 14/ 490، الاعلام 5/ 294).
([168]) الفتح 3/ 499.
([169]) انظر الفتح 1/ 48، 6/ 620، 621.
([170]) انظر معجم المصنفات ص122.
([171]) هو عبد الواحد بن التين السفاقصي، له شرح للبخاري سماه (المنجد الفصيح في شرح البخاري الصحيح) توفي سنة 611هـ (انظر كشف الظنون 1/ 546).
([172]) الفتح 8/ 201.
([173]) هو إبراهيم بن السري بن سهل، أبو إسحاق، الزجاج، عالم بالنحو واللغة، وله مؤلفات فيها، مات ببغداد سنة 311هـ (انظر بغية الوعاة:1/ 411، الأعلام 1/ 40).
([174]) المائدة:106 - 108.
([175]) الفتح 5/ 410 وانظر المعاني للزجاج: 2/ 216.
([176]) هو أحمد بن عمار بن أبي العباس، أبو العباس المهدوي أستاذ مشهور، له مؤلفات في التفسير والقراءات وغيرها، توفي بعد 430هـ (غاية النهاية 1/ 92).
([177]) الفتح 9/ 30 وانظر شرح الهداية 1/ 5.
([178]) هو أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد الفراء البغوي الشافعي، من أئمة السلف والسنة، صنف في التفسير والحديث مؤلفات قيمة، توفي سنة 516هـ (السير 19/ 439، الأعلام 2/ 259).
([179]) الفتح 9/ 30.
([180]) انظر شرح السنة 4/ 511.
([181]) هو علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام السبكي الأنصاري الخزرجي، أبو الحسن، تقي الدين، أحد الحفاظ المفسرين، وهو والد التاج السبكي صاحب الطبقات، توفي سنة 756هـ، (انظر طبقات الشافعية 6/ 146، غاية النهاية 1/ 551).
([182]) الفتح 9/ 32 وانظر كلام السبكي في النشر 1/ 44،وقد أشار إليه ابنه تاج الدين السبكي في كتابه"منع الموانع"ص335،352
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/372)
([183]) انظر كشف الظنون 2/ 1873، وقد سمّى مؤلف "معجم المصنفات ص252" الكتاب بـ" شرح المنهاج للبيضاوي" وذكر أنه طبع مرات في مصر وبيروت، والذي ظهر لي أنّ هذا كتاباً آخر وهو في علم الأصول، وأما الكتاب الذي ينقل منه الحافظ فهو في الفقه، وقد نقل منه مسائل فقهية في عدة مواضع (انظر الفتح:2/ 105،314 ـ4/ 263،268ـ5/ 64)، وهو المذكور في ترجمة "تقي الدين السبكي"،ولم أجد عنه شيئاً في فهارس المطبوعات والمخطوطات، كما أني لم أجد النص المنقول في المطبوع –"شرح منهاج البيضاوي"- والله أعلم.
([184]) هو إسماعيل بن إبراهيم بن محمد بن عبدالرحمن، أبو محمد، السرخسي، القرّاب، مقرئ وإمام في القراءات والفقه والأدب، وألف كتاباً في مناقب الشافعي، توفي سنة 414هـ وليس في ترجمته من كنّاه بابن السمعاني، فيما وقفت عليه. (انظر السير:17/ 379،غايةالنهاية:1/ 160،الأعلام:1/ 307).
([185]) الفتح 9/ 32.
([186]) انظر النشر:1/ 46، كشف الظنون 2/ 1023.
([187]) كذافي "الفتح" 9/ 32،وفي الإتقان للسيوطي:1/ 165: (اللوائح) بالهمز، وفي النشر 1/ 48،وكشف الظنون 2/ 473: (اللوامح) بالميم، ولم أقف علىشيئ بخصوصه في فهارس المطبوعات والمخطوطات التي اطلعت عليها، غير أنّ ابن الجزري ذكر في"المنجد ص73"أنّ للمصنِّف كتاباً في معاني حديث "الأحرف السبعة" فربما كان هو والله أعلم.
([188]) هو عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن بن بندار العجلي، الرازي، المقرئ، شيخ الإسلام، الثقة، الورع، مؤلف كتاب (جامع الوقوف) وغيره، توفي سنة 454. (انظر السير 18/ 135، غاية النهاية 1/ 361).
([189]) الفتح 9/ 32، وانظر هذا النقل بنصه تقريباً في النشر 1/ 43 - 44.
([190]) هو عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم بن عثمان، أبو القاسم، المقدسي الشافعي، أبو شامة، حجة علامة حافظ للفنون، وصنف الكثير في أنواع من العلوم، توفي سنة 665هـ (غاية النهاية 1/ 365).
([191]) الحديث متواتر، وممن أخرجه البخاري 9/ 23 (الفتح) ك: فضائل القرآن، باب (أنزل القرآن على سبعة أحرف)، ومسلم 1/ 560 ك: صلاة المسافرين، باب بيان أن القرآن على سبعة أحرف، وأبو داود 2/ 158 برقم 1475، والترمذي في كتاب القراءات برقم 2944 والنسائي في كتاب الصلاة 2/ 152 وغيرهم.
([192]) انظر المرشد الوجيز ص73.
([193]) الفتح 9/ 38، وانظر هذا الكلام بمعناه في المرشد الوجيز ص177.
([194]) الفتح 9/ 38 وانظر كلام أبي شامة بطوله في المرشد الوجيز ص183 - 185.
([195]) الفتح 9/ 33 والكلام بنص مقارب جداً في المرشد الوجيز ص173.
([196]) الفتح 9/ 31 وانظره في المرشد الوجيز ص146.
([197]) في معجم المصنفات ص403: (ولعله المغرب في ترتيب المعرب) أهـ، وهو كتاب مطبوع في مجلد واحد.
([198]) هو ناصر بن عبد السيد بن علي، أبو الفتح، الخوارزمي المطرزي، عالم باللغة، وفقيه حنفي، معتزلي، توفي سنة 610هـ (بغية الوعاة 2/ 311، الأعلام 7/ 348).
([199]) الفتح 8/ 201.
([200]) هو أبو محمد مكي بن أبي طالب حموش بن محمد بن مختار القيسي، إمام محقق في القراءات والعربية وغيرها، له نحو من تسعين مصنفاً منها: التبصرة، والكشف، والهداية، وتفسير مشكل القرآن، توفي سنة 437هـ (انظر غاية النهاية 2/ 309).
([201]) هو نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم المدني، أحد القراء السبعة المشهورين، أقرأ الناس نيفاً عن سبعين سنة، توفي سنة 169هـ (انظر غاية النهاية 2/ 330).
([202]) هو عاصم بن بهدلة أبي النجود، أبو بكر الأسدي مولاهم الكوفي، شيخ الإقراء بالكوفة وأحد القراء السبعة، توفي سنة 127هـ (انظر غاية النهاية 1/ 346).
([203]) الفتح 9/ 31، وانظر النقل الأول عن مكي في الإبانة ص34، وأما الثاني فهو ملخص لما في ص38 - 40 من الإبانة.
([204]) هو زبان بن العلاء التميمي المازني البصري، أحد القراء السبعة، وأكثرهم شيوخاً، توفي سنة 154هـ (غاية النهاية 1/ 288).
([205]) هو يعقوب بن إسحاق بن زيد أبو محمد الحضرمي مولاهم البصري، أحد القراء العشرة، ومقرئ أهل البصرة، توفي سنة 250هـ (غاية النهاية 2/ 286).
([206]) الفتح 9/ 31 - 32، والنقول عن الإبانة ملخصة من الصفجات 97 - 103.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/373)
([207]) هو محمد بن عبد الله بن محمد بن المعافري الإشبيلي المالكي، أبو بكر ابن العربي، قاض، من حفاظ الحديث، وصنف في علوم كثيرة، توفي سنة 543هـ (انظر السير:20/ 197، الأعلام 6/ 230).
([208]) هو يزيد بن القعقاع، أبو جعفر المخزومي المدني القارئ، أحد القراء العشرة، تابعي جليل، توفي سنة 130هـ أو نحوها. (غاية النهاية 2/ 383).
([209]) هو شيبة بن نصاح بن سرجس بن يعقوب، إمام ثقة، مقرئ المدينة مع أبي جعفر وقاضيها، مولى أم سلمة، توفي سنة 130هـ (غاية النهاية 1/ 330).
([210]) الفتح 9/ 30.
([211]) انظر النشر 1/ 37، وانظر النص المشار إليه بمعناه في القبس 1/ 402.
([212]) هو أحمد بن يوسف بن الحسن بن رافع، أبو العباس، الكواشي الموصلي، عالم بالتفسير، وله ثلاثة كتب فيه، وهو من فقهاء الشافعية، توفي سنة 680هـ (انظر غاية النهاية 1/ 151، الأعلام 1/ 274).
([213]) النشر 1/ 44، وانظر اسم الكتاب المذكور في الأعلام 1/ 274 وقد أشار إلى أنه مخطوط، كشف الظنون 1/ 295، وسماه "التبصرة في التفسير"، وقد حقق أخيراً في جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض.
([214]) الفتح 9/ 32.
([215]) هو عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد بن عمر، أبو عمرو، الداني الأموي مولاهم القرطبي، المعروف بابن الصيرفي، إمام علامة حافظ، وشيخ مشايخ المقرئين صنف في القراءات وعلومها كتباً عديدة، توفي سنة 444هـ (غاية النهاية 1/ 503).
([216]) الفتح 9/ 28 وانظر جامع البيان 1/ 53، والكتاب"جامع البيان" حقق أخيراً في رسائل علمية بجامعة أم القرى.
([217]) هو محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان الأندلسي، أبو حيان، عالم باللغة والتفسير والحديث والتراجم وغيرها، وله مصنفات فيها، وله منظومة (عقد اللالئ) في القراءات، توفي سنة 745هـ (انظر بغية الوعاة 1/ 280).
([218]) الفتح 9/ 30 - 31
([219]) هو القاسم بن فيرُّوه بن خلف بن أحمد، أبو القاسم وأبو محمد، الرعيني الشاطبي الضرير، فقيه مقرئ محدث نحوي، نظم عدة كتب في القراءات، وغيرها توفي سنة 590هـ (السير 21/ 261، غاية النهاية 2/ 20).
([220]) انظر"معجم المصنفات" ص328،وقد ذكره ابن النديم في الفهرست ص38.
([221]) هو أحمد بن جبير بن محمد، أبو جعفر، الكوفي، نزيل أنطاكية، من أئمة القراءات، توفي سنة 258هـ (غاية النهاية 1/ 42، النشر 1/ 34).
([222]) في معجم المصنفات ص328: (قال الحافظ ابن حجر: كان ابن جبير قبل ابن مجاهد وصنف كتاباً في القراءات .. الخ)، كذا نسبا هذا الكلام إلى ابن حجر، والذي يظهر –والله أعلم- أنه تتمة لكلام مكي بن أبي طالب المنقول بطوله عن الإبانة ص97 - 103، كما تقدم، وانظر النشر 1/ 34.
([223]) هو إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد، أبو إسحاق الأزدي البغدادي، ثقة مشهور كبير، توفي سنة 282هـ (غاية النهاية 1/ 162، النشر 1/ 34).
([224]) وكذا هذا الكتاب إنما ذكر ضمن النقل عن (الإبانة) ص41 كما تقدم، والله أعلم. وانظر النشر 1/ 34، وقد وقع خطأ في (الفتح) عند ذكر اسم المصنف حيث جاء فيه: (إسماعيل بن إسحاق والقاضي) فزيدت (واو)، مما أوهم مؤلف "معجم المصنفات" ص327 فعدّه كتابين إحداهما لإسماعيل بن إسحاق، والثاني للقاضي، والتصحيح من الإبانة.
([225]) الفتح 9/ 23.
([226]) انظر النقول المتعددة التي أوردها في 9/ 30 - 32، 8/ 622.
([227]) انظر على سبيل المثال نقله الطويل عن مكي 9/ 31 - 32.
([228]) صحيح البخاري: ك. فضائل القرآن، باب "نزل القرآن بلسان قريش والعرب" (9/ 8 برقم4984).
([229]) الفتح:9/ 9 وانظر النقل عن أبي شامة في المرشد صـ69 وهو نقل بالمعنى.
([230]) الفتح:9/ 28.
([231]) المرشدالوجيز: ص92.
([232]) نفس المصدر: ص102، وانظر أيضاَ: ص95.
([233]) الفتح: 9/ 23.
([234]) صحيح البخاري: كتاب فضائل القرآن، باب أنزل القرآن على سبعة أحرف: 9/ 23 (الفتح).
([235]) الفتح:9/ 26.
([236]) الفتح: 9/ 27.
([237]) الفتح:9/ 28.
([238]) انظر المرشدالوجيز: ص91،الإتقان للسيوطي:1/ 164.
([239]) الإتقان:1/ 167 - 168.
([240]) التوبة: 100.
([241]) الفتح: 9/ 30.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/374)
([242]) هو محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر، أبو بكر الباقلاني، قاض من كبار علماء الكلام، وله مناظرات مع علماء النصارى، له مؤلفات كثيرة، توفي سنة 430هـ. (وفيات الأعيان:1/ 609، الأعلام:6/ 176).
([243]) المرشد الوجيز: ص143، وانظر قريباً من هذا الكلام في"نكت الإنتصار لنقل القرآن"للباقلاني: ص378، فلعل النقل عنه بالمعنى، والله أعلم.
([244]) انظر النشر: 1/ 31.
([245]) انظر الفتح: 9/ 30 - 32.وانظر تفسير الطبري: 1/ 48 وما بعدها.
([246]) انظر النصين في الفتح: 9/ 32.وانظر الإبانة: (97 - 103).
([247]) الفتح: 9/ 38.
([248]) انظر النشر:1/ 9.
([249]) انظر النشر:2/ 469، منجد المقرئين: ص 78.
([250]) النشر:1/ 13.
([251]) المنجد: ص 78.
([252]) الفتح: 9/ 32.
([253]) كذا سماه الحافظ " الفتح: 9/ 38" ومعناه: أن يقرأ القارئ عشراً، كل آية بقراءة قارئ، كما وضحه أبو شامة في المرشد الوجيز صـ183.
([254]) الفتح: 9/ 38، وهو ملخص لكلام طويل في المرشد: صـ183 - 185.
([255]) يعني به الإمام النووي، وقد سمّاه الحافظ بـ" الشيخ محي الدين" في عدة مواضع من كتابه: (انظر الفتح:1/ 306،529 – 2/ 34 – 9/ 618، وبيّن مقصوده في مواضع أخرى فسمّاه: (الشيخ محي الدين النووي) كما في الفتح:10/ 190، وانظر كلام النووي بمعناه في "التبيان" ص:76.
([256]) الفتح: 9/ 38.
([257]) انظر توضيح هذا في المرشد الوجيز صـ183.
([258]) انظر النشر:1/ 18 - 19.
([259]) يعني آية الإسراء: 85 (وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً).
([260]) صحيح البخاري: ك العلم، حديث 125، الفتح: 1/ 224.
([261]) سورة ص آية: 24.
([262]) الفتح: 6/ 457.
([263]) النشر:1/ 33.
([264]) انظر أمثلة ذلك في الفتح: 2/ 21 - 73،6/ 425،7/ 439،8/ 482.
([265]) الفتح: 9/ 32.
([266]) النحل 48.
([267]) الفتح: 2/ 21.
([268]) انظر النشر:2/ 304، الإتحاف:2/ 185.
([269]) يعني آية النساء:36
([270]) الفتح:8/ 622.
([271]) الفتح:9/ 38.
([272]) من سورة يس:62.
([273]) في الفتح (فيهما) ولعل الأصح المثبت بدليل قوله في آخره (وفيها قراءات أخرى). والله أعلم.
([274]) الفتح:8/ 498، وانظر القراءات في هذه اللفظة في النشر:2/ 355، المحتسب:2/ 216، الإتحاف:2/ 403.
([275]) القصص:19.
([276]) الدخان: 16، وفي الفتح: يوم يبطش" وهو خطأ فليست بقراءة في هذا الموضع.
([277]) الفتح: 6/ 425، وانظر النشر: 2/ 274.
([278]) من سورة الإسراء:76.
([279]) الفتح: 8/ 393و انظر النشر: 2/ 308. و"الأخوان": حمزة والكسائي.
([280]) من سورة الكهف:44.
([281]) الفتح: 8/ 408،و انظر النشر:2/ 277، وفيه: (أن خلفاً وافق الأخوين في كسر الواو).
([282]) من سورة النساء:142.
([283]) الفتح: 11/ 178.
([284]) من سورة آل عمران: 156.
([285]) الفتح: 8/ 208، وانظر القراءة المذكورة في: المحتسب:1/ 175، الإتحاف:1/ 492.
([286]) النساء:2.
([287]) الفتح: 8/ 246، وانظر القراءة المذكورة في الإتحاف:1/ 502.
([288]) التوبة: 12.
([289]) الفتح: 8/ 323.وانظر تفسير الطبري:6/ 330.
([290]) انظر النشر:2/ 278،ولم أجد من نص على نسبتها للحسن إلا في بعض كتب التفسير و التوجيه ومنها تفسير الطبري:6/ 330، المعاني للفراء: 1/ 425.
([291]) سورة النور:22.
([292]) الفتح: 8/ 489.
([293]) النشر:2/ 331.
([294]) أما المواضع الكثيرة التي أورد فيها قراءات شاذة – وهي تزيد على 160 موضعاً فيما وقفت عليه – فهي محل بحث آخر لعل الله أن يتمه، وربما يتبين بدراستها آراء أخرى له في القراءات الشاذة.
([295]) البقرة: 198.
([296]) وحديثها في البخاري: ك البيوع برقم 2050 - الفتح: (4/ 288).
([297]) الفتح: 4/ 290.
([298]) صحيح البخاري: ك البيوع، حديث رقم: 1770 ـ الفتح: 3/ 595. وانظر تفسير الطبري:2/ 294.
([299]) آل عمران: 7.
([300]) الفتح: 8/ 210.
([301]) القراءات الشاذة للقاضي صـ9 - 10، وقد وجدت قريباً من كلام الحافظ في فتوى منسوبة إليه طبعت كملحق مع "منجد المقرئين"بتحقيق: علي محمد العمران (ص241).
([302]) انظر المنجد: ص 16 - 17.
([303]) انظر المرشدالوجيز: ص 172،178، الفتاوى: 13/ 393.
([304]) البقرة: 238.
([305]) المائدة: 38.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/375)
([306]) والآية بدون "لهن" من سورة النور: 33.
([307]) انظر: فضائل القرآن لأبي عبيد: ص 195بمعناه.
([308]) النشر: 1/ 14.
([309]) انظر الإتقان:1/ 281.
([310]) من سورة الكهف: 74.
([311]) الفتح:8/ 419، وانظر النشر: 2/ 313.
([312]) من سورة مريم: 77.
([313]) الفتح: 8/ 429، وانظر القراءتين في النشر:2/ 319.وانظر كلام الطبري في تفسيره:8/ 376 بمعناه.
([314]) من سورة البقرة: 106.
([315]) وهو في البخاري: ك التفسير برقم 4481.
([316]) انظر الفتح: 8/ 167، وانظر النشر: 2/ 220.
([317]) انظر "قواعد التفسير" د. خالد السبت:1/ 97.
([318]) انظر الإتقان:1/ 282، وانظره في البرهان للزركشي:1/ 339.
([319]) الفتح: 9/ 91.
([320]) انظر النشر:1/ 322،333.
([321]) في الصحيح: ك فضائل القرآن برقم: 5023.
([322]) سنن أبي داود: ك: الصلاة، باب استحباب الترتيل في القراءة (2/ 157).
([323]) الفتح: 9/ 72.
([324]) التبيان في آداب حملة القرآن: ص 88.
([325]) ما سبق ملخص من الفتح:9/ 72.
([326]) الزمر: 28.
([327]) التبيان: ص89.
([328]) آل عمران: 93.
([329]) الفتح: 13/ 508.
المصادر والمراجع
1 - ابن أبي داود، أبو بكر عبد الله، ((كتاب المصاحف))، تحقيق: د. محب الدين واعظ، وزارة الأوقاف، قطر، ط الأولى 1416هـ.
2 - ابن الجزري، شمس الدين محمد بن محمد، ((النشر في القراءات العشر))، دار الكتب العلمية، بيروت.
3 - ابن الجزري، شمس الدين، ((غاية النهاية في طبقات القراء))، مكتبة المتنبي، القاهرة.
4 - ابن الجزري، شمس الدين، ((منجد المقرئين ومرشد الطالبين))، دار الكتب العلمية، بيروت 1400هـ.
5 - ابن العربي، أبو بكر محمد بن عبد الله، ((القبس في شرح موطأ مالك بن أنس))، تحقيق د. محمد عبد الله ولد كريم، دار الغرب الإسلامي ط أولى، 1992م.
6 - ابن النديم، أبو الفرج محمد، ((الفهرست))، دار المسيرة، ط الثانية 1988م.
7 - ابن جني، أبو الفتح عثمان، ((المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات))، تحقيق: علي ناصف، و د. عبد الفتاح شلبي، دار سزكين، ط الثانية 1406هـ.
8 - ابن حجر، أحمد بن علي، ((إنباء الغمر بأخبار العمر))، تحقيق د. حسين حبشي، المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية القاهرة، 1391هـ.
9 - ابن حجر، أحمد بن علي، ((تهذيب التهذيب))، دار الكتاب الإسلامي، القاهرة.
10 - ابن حجر، أحمد بن علي، "الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة"، دار الجيل.
11 - ابن حجر، أحمد بن علي، ((رفع الإصر عن قضاة مصر))، تحقيق مجموعة من العلماء، المطبعة الأميرية بالقاهرة1957م.
12 - ابن حجر، أحمد بن علي، ((فتح الباري بشرح صحيح البخاري)) دار المعرفة –بيروت/ بتصحيح الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله.
13 - ابن حجر، أحمد بن علي، ((المجمع المؤسس للمعجم المفهرس))، تحقيق يوسف المرعشلي، دار المعرفة، بيروت،1413هـ.
14 - ابن عبدالبر، أبو عمر يوسف بن عبد الله، ((التمهيد لما في الموطأ من الأسانيد))، تحقيق: محمد الفلاح،1400هـ.
15 - ابن قتيبة، عبدالله بن مسلم، ((تأويل مشكل القرآن))، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار التراث، ط الثانية1393هـ.
16 - ابن قتيبة، عبد الله بن مسلم، ((تفسير غريب القرآن))، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار إحياء الكتب العربية، 1378هـ.
17 - ابن مجاهد، أبو بكر أحمد، ((كتاب السبعة في القراءات)) تحقيق د. شوقي ضيف، دار المعارف، القاهرة، ط الثانية
18 - أبو داود السجستاني، سليمان بن الأشعث، ((سنن أبي داود))، دار الحديث، بيروت، ط الأولى 1391هـ.
19 - أبو شامة، عبد الرحمن بن إسماعيل، ((المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز)) تحقيق: طيار قولاج، دار صادر، بيروت 1395هـ.
20 - أبو عبيد القاسم بن سلام، ((فضائل القرآن))، تحقيق: وهبي غاوجي، دار الكتب العلمية، ط الأولى1411هـ.
21 - أبو عبيدة، معمر بن المثنى، ((مجاز القرآن))، تحقيق د. محمد فؤاد سزكين، مؤسسة الرسالة، ط الثانية1401هـ.
22 - الأزهري، أبو منصور محمد بن أحمد، ((معاني القراءات))، تحقيق د. عيد مصطفى درويش، د. عوض بن حمد القوزي، دار المعارف، ط الأولى 1412هـ.
23 - بازمول، د. محمد بن عمر، ((القراءات وأثرها في التفسير والأحكام)) دار الهجرة، ط الأولى 1417هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/376)
24 - البغوي، الحسين بن مسعود، "شرح السنة"، تحقيق: زهير الشاويش و شعيب الأرناؤوط، المكتب الإسلامي، ط الثانية، 1403هـ.
25 - الباقلاني، أبوبكر محمد بن الطيب، "نكت الانتصار لنقل القرآن" تحقيق: د. محمد زغلول سلام/ منشأة المعارف، الاسكندرية.
26 - البنا، أحمد بن محمد، ((إتحاف فضلاء البشر))، تحقيق د. شعبان إسماعيل، عالم الكتب، ط الأولى1407هـ.
27 - الترمذي، أبو عيسى محمد بن عيسى، ((سنن الترمذي=الجامع الصحيح))، تحقيق: إبراهيم عطوة عوض، مطبعة مصطفى البابي الحلبي، ط الثانية 1395هـ.
28 - الجوهري، إسماعيل بن حماد، ((الصحاح))، تحقيق: أحمد عبد الغفور عطار، دار العلم للملايين، بيروت، ط الثالثة 1404هـ.
29 - حاجي خليفة، مصطفى بن عبد الله، ((كشف الظنون))، المكتبة التجارية 1414هـ.
30 - الخوارزمي، أبو الفتح ناصر بن عبد السيد، ((المغرب في ترتيب المعرب))، دار الكتاب العربي، بيروت.
31 - الداني، أبو عمرو عثمان بن سعيد، ((جامع البيان في القراءات السبع)) ج1،تحقيق: د. عبدالمهيمن طحان، رسالة في جامعة أم القرى، 1406هـ، وأكمل تحقيقه باحثون آخرون.
32 - الدّلال، عمار وجهاد، ((فهرس الأعلام المترجم لهم في سير أعلام النبلاء))، ط الأولى 1409هـ.
33 - الذهبي، شمس الدين محمد بن أحمد، ((سير أعلام النبلاء))، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط الثامنة1412هـ.
34 - الذهبي، شمس الدين، ((معرفة القراء الكبار))، تحقيق: محمد جاد الحق، مصر، ط الأولى.
35 - لزجاج، أبو إسحاق إبراهتيم بن السري، ((معاني القرآن وإعرابه))، تحقيق: د. عبد الجليل شلبي، عالم الكتب، ط الأولى 1408هـ.
36 - الزركلي، خير الدين بن محمود، ((الأعلام))، دار العلم للملايين، ط السابعة 1986م.
37 - السبت، د. خالد بن عثمان، ((قواعد التفسير جمعاً ودراسة))، دار ابن عفان، ط الأولى 1417هـ.
38 - السبكي، عبد الوهاب بن علي، "منع الموانع عن جمع الجوامع في أصول الفقه" تحقيق د. سعد الحميري، دار البشائر الإسلامية، ط الأولى 1420هـ.
39 - السبكي، علي بن عبد الكافي، "الإبهاج في شرح المنهاج"، دار الكتب العلمية، بيروت، ط الأولى1404 هـ.
40 - السخاوي، شمس الدين أبو الخير محمد بن عبد الرحمن، ((الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر)) نشر وزارة الشؤون الإسلامية بمصر، ومصورة مخطوطة الجامعة الإسلامية برقم 9564.
41 - السخاوي، شمس الدين، ((الضوء اللامع لأهل القرن التاسع))، دار الجيل، ط الأولى 1412هـ.
42 - السمين الحلبي، أحمد بن يوسف، ((الدر المصون في علوم الكتاب المكنون))، تحقيق: د. أحمد الخراط، دار القلم، دمشق، ط الأولى 1411هـ.
43 - السمين الحلبي، أحمد بن يوسف، "العقد النضيد في شرح القصيد"، مخطوط، حقق د. أيمن سويد جزءاً منه كرسالة من جامعة أم القرى.
44 - السيوطي، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر،"الإتقان في علوم القرآن"، مكتبة نزار الباز، ط الأولى1417هـ.
45 - السيوطي، جلال الدين، ((بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة))، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، المكتبة العصرية، بيروت.
46 - السيوطي، جلال الدين، ((حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة))، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، دار إحياء الكتاب العربي، ط الأولى 1387هـ.
47 - السيوطي، جلال الدين، ((طبقات الحفاظ))، دار الكتب العلمية، ط أولى 1403هـ.
48 - الشافعي، محمد بن إدريس، ((الرسالة))، تحقيق: أحمد شاكر.
49 - شاكر محمود عبد المنعم، ((ابن حجر العسقلاني مصنفاته ودراسة في منهجه وموارده في كتابه الإصابة))، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى 1417هـ.
50 - الشيباني، أحمد بن حنبل، ((مسند أحمد))، دار الفكر.
51 - الصنعاني، عبد الرزاق بن همام، ((تفسير القرآن العظيم))، تحقيق: مصطفى مسلم محمد، مكتبة الرشد، الرياض، ط الأولى 1410هـ.
52 - الطبراني، سليمان بن أحمد، ((مسند الشاميين))، تحقيق: حمدي السلفي، مؤسسة الرسالة، ط الأولى1405هـ.
53 - الطبري، أبو جعفر محمد بن جرير، ((جامع البيان في تأويل القرآن))، دار الكتب العلمية، ط الأولى1412هـ.
54 - الطحاوي، أبو جعفر أحمد بن محمد، ((شرح مشكل الآثار))، تحقيق: شعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة، ط الأولى1415هـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/377)
55 - عبدالباري، عبدالمجيد الشيخ، ((الروايات التفسيرية في فتح الباري))، رسالة دكتوراة، عام 1418هـ، الجامعة الإسلامية بالمدينة.
56 - العكبري، أبو البقاء عبد الله بن الحسين، ((إعراب القراءات الشواذ))، تحقيق: محمد السيد أحمد عزوز، عالم الكتب، ط الأولى1417هـ.
57 - الفارسي، الحسن بن أحمد، ((الحجة في علل القراءات السبع))، تحقيق: علي النجدي، د. عبدالحليم النجار، د. عبدالفتاح شلبي، الهيئة المصرية للكتاب، ط الثانية.
58 - الفراء، أبو زكريا يحي بن زياد، ((معاني القرآن))، تحقيق: محمد علي النجار، دار السرور.
59 - الفيروز أبادي، مجد الدين محمد بن يعقوب، ((القاموس المحيط))، دار الجيل.
60 - القاضي، عبد الفتاح، ((البدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة))، دار الكتاب العريي، ط الأولى1401هـ.
61 - القاضي، عبد الفتاح، ((القراءات الشاذة وتوجيهها من لغة العرب))، دار الكتاب العريي، ط الأولى1401هـ.
62 - القرطبي، أبو عبد الله محمد بن أحمد، ((الجامع لأحكام القرآن))، دار الكتب العلمية، ط الأولى1409هـ.
63 - مالك بن أنس، ((الموطأ))، دار إحياء الكتب العربية، تصحيح وتعليق محمد فؤاد عبد الباقي.
64 - محيسن، محمد سالم، ((المغني في توجيه القراءات العشر المتواترة)) دار الجيل – بيروت، ط الثانية1408هـ.
65 - مسلم بن الحجاج النيسابوري، ((صحيح مسلم)) تحقيق: محمد فؤاد عبدالباقي، دار الفكر، بيروت 1403هـ.
66 - مشهور بن حسن سلمان و رائد صبري، ((معجم المصنفات الواردة في فتح الباري))، دار الهجرة، ط الأولى 1412هـ.
67 - مكي بن أبي طالب، ((الإبانة عن معاني القراءات)) تحقيق: د. عبد الفتاح شلبي، المكتبة الفيصلية، ط الثالثة 1405هـ.
68 - المهدوي، أبو العباس أحمد، ((شرح الهداية))، تحقيق: د. جازم حيدر، مكتبة الرشد، الرياض، ط الأولى1416هـ.
69 - النحاس، أبو جعفر أحمد بن محمد، ((معاني القرآن الكريم))، تحقيق: محمد علي الصابوني، جامعة أم القرى، ط الأولى1409هـ.
70 - النسائي، أحمد بن شعيب، ((سنن النسائي" بشرح جلال الدين السيوطي، مكتب المطبوعات الإسلامية بحلب، ط الثانية 1409هـ.
71 - النووي، أبوزكريا يحي بن شرف، "التبيان في آداب حملة القرآن"، تحقيق: عبد القادر الأرناؤوط، مكتبة دارالبيان، ط الأولى 1403هـ.
72 - الهذلي، أبو القاسم يوسف بن علي، ((الكامل في القراءات الخمسين))، (مخطوط)، له صورة في مركز البحث بجامعة أم القرى عن المكتبة الأزهري (رقم 134/قراءات).
73 - الواحدي، أبو الحسن علي بن أحمد، ((الوسيط في تفسير القرآن المجيد))، تحقيق: مجموعة من الباحثين، دار الكتب العلمية، بيروت ط الأولى 1415هـ.
ـ[ساري عرابي]ــــــــ[08 - 05 - 03, 01:53 ص]ـ
للفائدة
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[18 - 07 - 05, 06:55 ص]ـ
جزاكم الله خيراً.
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[09 - 07 - 07, 03:41 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[09 - 07 - 07, 05:52 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(1/378)
إشكال حول النطق بالضاد
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[06 - 05 - 03, 10:37 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته، أما بعد فقد كنت في البارحة عند أحد المشايخ في مصر و الذين اشتهر عنهم نطق (الضاد) بلسان أهل الخليج، فتخرج قريبة من (الظاء) فكان يتعمدها في كلامه، ثم صليت وراءه فكان في الصلاة يتعمدها بصورة أكبر، و هذا الشيخ صدرت بسببه فتوى في بطلان صلاة من قرأ (الضالين) بالظاء على طريقة أهل الحجاز، و أقر هذه الفتوى كبار شيوخ المقارئ عندنا في مصر منهم الشيخ الجوهري ـ رحمه الله ـ فحين جلست معه في منزله سألته عن هذا الأمر فوجدته يذهب الى الاجماع على صحة الضاد التي ينطقها و على بطلان الضاد التي ننطقها نحن في مصر، و برهن على ذلك فقال لي حينما أخبرته أنني في معهد للقراءات:
اسأل شيخ ثلاثة أسألة فستحصره هذه الثلاثة
السؤال الأول / هل يجوز إخراج الحرف من غير مخرجه؟
الاجابة / لا بالاجماع
السؤال الثاني / هل يجوز إعطاء الحرف صفة ليست من صفاته؟
الاجابة / لا بالاجماع
السؤال الثالث / هل الضاد المشهورة التي ننطق بها في مصر تخرج من مخرجها و على صفتها؟
فيقول الشيخ ما معناه: فإن قال لا فسيذهب الى ما نذهب اليه، و إن قال نعم فسيكون قد خالف الاجماع الذي قد أخبر هو عنه لتوه، لأن الضاد التي ننطق بها تخرج من طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا ـ فهي دال مفخمة ـ و لا تخرج من مخرج الضاد المعروف و هو حافة اللسان مع الأضراس العليا، و أيضا فإن الضاد المشهورة عند المصريين من صفاتها الشدة و الضاد الصحيحة ليست كذلك، و قرأ لي من تفسير ابن كثير في سورة الفاتحة أن الفرق بين الضاد و الظاء دقيق جدا أو بهذا المعنى ـ و لا أستطيع نقل النص الأن لعدم وجود التفسير معي حاليا ـ و نقل أيضا كلاما لابن الجزري بهذا المعنى
ثم لو كانت الضاد المشهورة عند المصريين هي الصحيحة ما كنا سنصف الضاد بصعوبة المخرج و اللغة العربية بأنها لغة الضاد، لأن الضاد المشهورة هينة على لسان أعم العوام، فضلا عن المتخصصين. انتهى كلامه ـ حفظه الله ـ
نرجو التوجيه ممن له نظر في المسألة و بارك الله فيكم
ـ[كشف الظنون]ــــــــ[07 - 05 - 03, 04:51 ص]ـ
الصواب مع شيخك هذا بلا شك، وعليه إجماع حكاه غير واحد، والمسألة طويلة.
لكن من باب الفائدة، لو عرفتنا بهذا الشيخ المقرئ جزاك الله خيرا، فالإخبار باسمه كما
لا يخفاك ليس غيبة، فهو على أي حال مجتهد بين الأجر والأجرين.
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[07 - 05 - 03, 05:31 ص]ـ
فتوى الشيخ عطاء قديمة، وقد خالفه كبار المقرئين والفقهاء، وعلى
رأسهم الشيخ ابن باز، وقد حدثت بسبب فتواه فتن، وضل بعض الشبيبة
بسببها حتى إنه ترك الجمع والجماعات بزعم أن الصلاة وراء الأئمة الذين
يقرءون بالضاد المصرية باطلة، وقولهم هذا من أبطل الباطل ...
والشيخ الجوهري (هداه الله) يخالف نفسه، فيصلي وراء من يقرأ بالضاد
المصرية، بل إنه يقرئ بها أيضا، ولا يلزم القراءة بالضاد التي تشبه
الظاء إلا من يريد أن يعطيه إجازة ...
وبطلان كلامه من وجوه:
الأول: أن قوله في الأسئلة الثلاثة: لا يجوز ... إن كان يقصد عدم
الجواز الشرعي فدونه خرط القتاد، وكلام الملا علي القارئ واضح
في إن أحكام التجويد وجوبها منها ما هو شرعي ومنها ما هو صناعي،
فكيف نجزم أن إخراج الحرف من مخرجه من الواجبات الشرعية، أفئن
كان واجبا شرعيا فما الدليل عليه، فإن تمسك بالعمومات فقد أبعد
النجعة، وإن نشد الأدلة الخاصة فلا سبيل إليها البتة ...
الثاني: أن المخارج والصفات علوم محدثة صناعية لا يمكن أن نلزم
المكلفين بتفاصيلها، وفيها خلاف كبير بين أهل العلم، بل حتى
الضاد نفسها، تنازع فيها أهل العلم تنازعا كبيرا حتى اعتبروها
أصعب الحروف نطقا، مما نحى بالبعض أن يتسامح فيها، وبعض أئمة
اللسان واللغة والصوتيات يجيز الضاد المصرية بدون حرج، ويقول إن
صوتها شبيه بالضاد الصحيحة، حتى وإن خرجت كالدال المفخمة ..
الثالث: لو أننا فتحنا الباب على مصراعية في تطريد أسئلة الشيخ
الجوهري لاتسع الخرق عليه، فلو قلنا مثلا: ما حكم من لا يقلقل الباء؟
لقلنا: غير جائز، فهل صلاته باطلة؟؟؟
ولو قلنا: ما حكم من ينطق بالصاد دون صفير؟؟؟ لو طردنا قاعدة
الجوهري فصلاته باطلة ...
وبهذا فصلاة تسعين في المائة من أئمة المساجد باطلة، وكذلك من يأتم
بهم، وهذا من أبطل الباطل في دين الإسلام ..
وقد تصدى العلماء لكلام الشيخ الجوهري وناظروه وأفحموه، حتى إنه
لا يستعلن بكلامه هذا في معهد القراءات ولا يدعو إليه، لأنه خلاف ما
أقرأه مشايخه وخلاف ما عليه عامة أهل الإقراء في مصر والعالم ...
وتوجد رسالة قديمة ألفها بعض طلبة العلم من القراء ممن قرأ على
كثير من العلماء اسمها: إعلام السادة النجباء بأنه لا اشتباه بين
الضاد والظاء ... قرظها أئمة وعلماء على رأسهم الشيخ الزيات
والشيخ عبد العزيز عبد الحفيظ والشيخ عبد الرازق البكري رحمه الله
وغيرهم ..
أما الكلام على مسألة الضاد والظاء فطويل الذيل، ويمكن أن يفيد في
المسألة شيخنا أبو خالد السلمي سلمه الله ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/379)
ـ[خالد الشايع]ــــــــ[07 - 05 - 03, 08:45 ص]ـ
شيخ الإسلام نص على أن إبدال الضاد إلى ظاد في الفاتحة لا يبطل
الصلاة.
المرجع الفتاوى ولكن لا أذكر الموضع بالجزء والصفحة.
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[07 - 05 - 03, 09:29 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=6416&highlight=%C7%E1%D9%C7%C1
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[07 - 05 - 03, 09:48 ص]ـ
أما أنا فأتقي الله ولا أصلي خلف هذا الشخص. وليست الصلاة نفلاً حتى أخاطر بتضييعه بالصلاة خلف شخص لا يميز بن الضاد والظاء.
الضاد مخرجها معروف و هو اللسان مع الأضراس العليا، مع الإطباق التام، أي رأس اللسان يكون بنفس وضعيته لكن الصوت يخرج من جهة الأضراس لا من جهة الأسنان القواطع. واللفظ بذلك يختلف بشكل واضح عن الظاء رغم قرب المخرج.
نعم، المصريون يلفظون الضاد قريبة من الدال المفخمة، لكن هذا لا يبرر إبدال الضاد بالظاء، فالخطأ لا يقابَل بالخطأ.
ـ[الذهبي]ــــــــ[07 - 05 - 03, 10:07 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد:
فإن مسألة نطق حرف (الضاد) شبيهًا بحرف (الظاء) مما أحدثت الفتن والشقاق في مصر عامة، وفي حي شبرا خاصة.
والذي تسبب في نشر هذه المسأله هو الشيخ عامر عثمان - رحمه الله تعالى - وهو شيخ المقارئ المصرية سابقًا، وكان يعلمها لتلاميذه المقربين إليه في المجالس الخاصة، ومنهم الشيخ عبد الحليم بدر، والشيخ الجوهري. وأما في المجالس العامة فكان الشيخ عامر لا يُقرئ بها أحد، فقد سألت شيخي عبد الباسط هاشم عن موضوع نطق حرف الضاد شبيها بحرف الظاء فأنكره جدًا، فقلت له إن الشيخ عامر يقول بذلك. فقال: ((هذا كذب على الشيخ عامر فأنا قرأت عليه سنين عدة، ولم يكن يقرأ بها، ولا تكلم بها أبدًا)).
والسر في إخفاء الشيخ عامر لهذا الأمر في المجالس العامة أنه لم يكن معه فيها إسناد، ولا قرأها هو على أحد من مشايخه، بل هو اجتهاد خاص منه، وكذلك كان يفعل تلاميذه، فلما قرأت على الشيخ عبد الحليم بدر لم يأمرني أبدًا بنطق الضاد مشبهًا بالظاء، وكذلك كان يفعل مع أغلب من كان يقرأ عليه، ومع ذلك كان يعطيهم الإجازات، ولم يبح الشيخ عبد الحليم بهذا الأمر إلا لقلة من تلاميذه، ومنهم تلميذه الشيخ النجيب جدًا الشيخ: ((مجدي الباشا))، وهو أحد الثلاثة أو الأربعة الذين أتموا الشاطبية والدرة والطيبة على الشيخ عبد الحليم.
فاقتنع الشيخ مجدي بهذا الأمر جيدًا، فبدأ يقرأ بها في الصلاة حينما أصبح إمامًا لمسجد الكحال، فأنكر عليه أغلب الإخوة المصلين، وممن قام بالإنكار عليه الشيخ أسامة منصور، حتى استفحل الأمر بينهما بشدة، ولما كان الشيخ مجدي يعلم أني أتردد على الشيخ العلامة أحمد عبد العزيز الزيات لما كان في مصر بدرب الأتراك بالأزهر، طلب مني أذهب به إلى الشيخ الزيات، فذهبنا سويًا الى الشيخ، فطلب منه مجدي الباشا أن يقرأ الفاتحة، فقال له الشيخ: ((إقرأ))، فقرأ مجدي الباشا الفاتحة ونطق حرف الضاد مشبهًا بجرف الظاء، فلما سمع الشيخ الزيات هذه القراءة تغيرت ملامح وجهه، ووضع يده على رأسه، وسكت، فقال له مجدي الباشا: ((مارأيك ياشيخ؟)) فقال الشيخ الزيات: ((حسنًا)). ولم يزد على ذلك، فقال له الباشا: ((ولكن ما رأيك في نطقي لحرف الضاد؟))، فارتفع صوت الشيخ الزيات بصورة لم أعدها عليه من قبل، وقال له: ((إسمع يا بني، أنا أعلى إسناد في البلد، وقد قرأت حرف الضاد كما يقرأ بها عامة مشايخ مصر على آبائي وأجدادي ومشايخي هكذا - ثم قرأ الشيخ غير المغضوب عليهم ولا الضالين - ولم أسمع أبدً أحد قرأ بذلك)) ثم قال رحمه الله تعالى: ((والذين يقرؤون الضاد مشبهة بالظاء ليست عندهم الجرأة بأن يتلفظوا بها أمامنا وأمام الجهات المسؤولة)) فأراد مجدي أن يجادله، فقال له الشيخ: ((إسمع يا بني إن القرآن بالتلقي ولم نتلقاها عن أحد كما قرأت أنت، وأنا أعلى إسناد في البلد، والقرآن بالتلقي .. )) هكذا ظل الشيخ يكرر مقولته الكريمة هذه ...
يتبع ..
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[07 - 05 - 03, 10:13 ص]ـ
بعد أن كتبت ما كتبت أعلاه، وجدت شيخنا الحبيب وليد بن إدريس قد كتب كلاماً نفيساً يوافق ما كتبته، وأنقل بعضه من الرابط الذي تفضل بوضعه:
فالخلاصة أن مخرج الضاد هو من حافة اللسان (أي جانبه) اليمنى مع الأضراس اليمنى أو اليسرى مع الأضراس اليسرى، أو من الحافتين اليمنى واليسرى مع الأضراس اليمنى واليسرى معا، وبالتالي فلا تشابه بينها وبين الظاء لا في المخرج ولا في السمع.
وهذا ما أجمع عليه القراء وتلقوه خلفا عن سلف.
انتهى كلامه وفقه الله.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[09 - 05 - 03, 12:54 ص]ـ
هو الشيخ الفاضل (عطاء عبد اللطيف) في حي حلوان بمصر، ولا أحسبه من المتخصصين في القراءات، ولكنه شيخ فاضل وعلى علم على كل حال
أقصد أنك لن تجد فيه الحجة ـ اي في شخصه ـ لكونه ليس من المتخصصين، ولكن أصل المسألة فهذا ما نبحثه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/380)
ـ[عمر فولي]ــــــــ[08 - 01 - 07, 11:26 م]ـ
والشيخ الجوهري (هداه الله) يخالف نفسه، فيصلي وراء من يقرأ بالضاد
المصرية، بل إنه يقرئ بها أيضا، ولا يلزم القراءة بالضاد التي تشبه
الظاء إلا من يريد أن يعطيه إجازة ...
...
السلام عليكم
أخي الفاضل الشيخ الجوهري لا يخالف نفسه بل عنده دليل قال ابن كثير في تفسيره للفاتحة:" (مسألة): والصحيح من مذاهب العلماء أنه يغتفر الإخلال بتحرير ما بين الضاد والظاء لقرب مخرجيهما؛ وذلك أن الضاد مخرجها من أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس، ومخرج الظاء من طرف اللسان وأطراف الثنايا العليا، ولأن كلا من الحرفين من الحروف المجهورة ومن الحروف الرخوة ومن الحروف المطبقة، فلهذا كله اغتفر استعمال أحدهما مكان الآخر لمن لا يميز ذلك والله أعلم. وأما حديث: "أنا أفصح من نطق بالضاد" فلا أصل له والله أعلم.)) ا. هـ 1/ 143
وقالها لي نصا:" لولا أن ابن كثير قال " يغتفر الإخلال بتحرير ما بين الضاد والظاء لقرب مخرجيهما؛" لقلنا ببطلان صلاة من يقرأ بالضاد الحالية.
وإن كنتَ آخذ بالضاد المصرية ولكنني تلميذ من تلامذة الشيخ الجوهري فأردت أن أذب عنه هذا الافتراء وهو أنه يخالف نفسه
والسلام عليكم
ـ[عبد الحميد محمد]ــــــــ[09 - 01 - 07, 04:03 م]ـ
((إسمع يا بني، أنا أعلى إسناد في البلد، وقد قرأت حرف الضاد كما يقرأ بها عامة مشايخ مصر على آبائي وأجدادي ومشايخي هكذا - ثم قرأ الشيخ غير المغضوب عليهم ولا الضالين - ولم أسمع أبدً أحد قرأ بذلك)) ثم قال رحمه الله تعالى: ((والذين يقرؤون الضاد مشبهة بالظاء ليست عندهم الجرأة بأن يتلفظوا بها أمامنا وأمام الجهات المسؤولة)) فأراد مجدي أن يجادله، فقال له الشيخ: ((إسمع يا بني إن القرآن بالتلقي ولم نتلقاها عن أحد كما قرأت أنت، وأنا أعلى إسناد في البلد، والقرآن بالتلقي .. )) هكذا ظل الشيخ يكرر مقولته الكريمة هذه ...
التلقى عن المشايخ فى مصر هو اساس النطق بالضاد المصرية كما ورد عن الشيخ الزيات رحمه
الله وسمعت باذنى الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف إنكارة بشدة لمن قرأ الضاد قريبة من الظاء
أما ما ذُكر عن الشيخ عامر عثمان فلا اظنه صحيحاً لان اخص تلاميذه الشيخ عرفان يقرأ ويُقرأ بالضاد المصريه زما زال حياً ومن نسب الى الشيخ عامر غير ذلك فعلية بالدليل.
ـ[عمر فولي]ــــــــ[09 - 01 - 07, 10:48 م]ـ
أما ما ذُكر عن الشيخ عامر عثمان فلا اظنه صحيحاً لان اخص تلاميذه الشيخ عرفان يقرأ ويُقرأ بالضاد المصريه زما زال حياً ومن نسب الى الشيخ عامر غير ذلك فعلية بالدليل.
أخي الكريم: ما ذكر عن الشيخ عامر صحيح لامرية فيه، وهو خال الشيخ الجوهري، والشيخ أخذ عن الشيخ علي سبيع وهو من الذين يقولون بالضاد، وما أكده الشيخ عبد الرزاق علي موسي في كتابه " الفوائد التجويدية " صحيح
والسلام عليكم
ـ[اسد الدين]ــــــــ[09 - 07 - 08, 12:04 ص]ـ
الأخوة الأفاضل
اليكم صورة من نص فتوى الازهر حول حرف الضاد
http://img529.imageshack.us/img529/6421/page1iw5.jpg
http://img526.imageshack.us/img526/9060/page2ib2.jpg
وهذا هو رد الشيخ عطاء عليهم وهو رد مختصر جدا
حمل من هنا ( ftp://ia341230.us.archive.org/2/items/7arfElDad/pdf)
ومن أراد التفصيل فليرجع الى سلسلة حرف الضاد للشيخ وهى عشر شرائط تلم بأكثر الموضوع
وجزاكم الله خيرا
ـ[محمد عبده العربي]ــــــــ[10 - 07 - 08, 03:13 ص]ـ
هو الشيخ الفاضل (عطاء عبد اللطيف) في حي حلوان بمصر، ولا أحسبه من المتخصصين في القراءات، ولكنه شيخ فاضل وعلى علم على كل حال
أقصد أنك لن تجد فيه الحجة ـ اي في شخصه ـ لكونه ليس من المتخصصين، ولكن أصل المسألة فهذا ما نبحثه
السلام عليكم
عفوا يا أخي فأنا لم أجد ما ينطق به الشيخ عطاء ضادا ولا ظادا ,, هو يخرجها من مخرج عجيب وبشكل غير طبيعي ولعلك لاحظت ذلك.
تلاحظ ذلك يا اخي حتى في الصلوات السرية!!! فأنت تميز وصوله الى كلمتي المغضوب والضالين.
اعتقد ان تطبيق الشيخ يختلف بالاساس عن ما يقوم به من شرح.
********
انوه فقط الى اني اقدر تماما الشيخ عطاء وأحسبه من اخلص العلماء في حلوان ومن اغزرهم علما.
ـ[اسد الدين]ــــــــ[10 - 07 - 08, 08:37 م]ـ
أخى الفاضل بارك الله فيك
لعل شدة الصوت التى تظهر من الشيخ فى ا لصلاة فى نطق الضاد
هى من الوسوسة لا أكثر ,لكن الشيخ عطاء قرأها هكذا على عدد من مشائخ الإقراء
ولم يخبره أحد أنها خطاء(1/381)
هل ابن تيمية عالم بالقراءات؟
ـ[عبد العزيز سعود العويد]ــــــــ[23 - 05 - 03, 11:07 م]ـ
هل علم ابن تيمية - رحمه الله - في القراءات يصل إلى درجة علماء القراءات المشهورين؟ أم إنه دونهم في المنزلة؟
ـ[عبد العزيز سعود العويد]ــــــــ[25 - 05 - 03, 06:18 ص]ـ
للرفع
ـ[خادم أهل الحديث]ــــــــ[25 - 05 - 03, 11:24 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الذهبى = عن ابن تيمية= ...... وبرع في الحديث والفقه وتأهل للتدريس والفتوى وهو ابن سبع عشرة سنة وتقدم في علم التفسير والأصول وجميع علوم الإسلام أصولها وفروعها ودقها وجلها سوى علم القراءات ......... العقود الدرية ص 19
وجزيتم خيرا
ـ[عبد العزيز سعود العويد]ــــــــ[26 - 05 - 03, 01:04 م]ـ
فائدة عزيزة بارك الله فيك ونفع بك.
ـ[قاسم القاهري]ــــــــ[02 - 06 - 05, 07:51 م]ـ
هذا السؤال أخونا الكريم تجد اجابته فى العدد الاول من مجلة جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية و هو بقلم العلامة المصري و الناشر الاكبر لتراث الامام ابو على الفارسي النحوي
الدكتور عبدالفتاح شلبي و ارجوا من اخواننا الافاضل فى السعودية ان ينقلوا المقال من المجلة فان لم يكن فسأسعى فى ذلك قريبا بمشيئة الله.
ـ[ابن مطرف الكناني]ــــــــ[29 - 09 - 06, 04:06 ص]ـ
فهل يوجد للعلامة تقي الدين ابن تيمية إسناد في القرآن، ولماذا لم يذكره الإمام الذهبي في طبقات القراء، وكذلك الإمام ابن الجزري؟ أرجو الإفادة.
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[29 - 09 - 06, 10:48 ص]ـ
لم يعرف عن شيخ الإسلام اهتمامٌ وإلمامٌ بالقراءات -فيما أعلم- عنه رحمه الله, ولو كان من أهلها لذاع صيت ذلك في آفاق العلماء وطلاب العلم ...
ـ[المقدادي]ــــــــ[29 - 09 - 06, 12:07 م]ـ
قال الامام ابن عبد الهادي في عقوده:
(وقال الشيخ علم الدين رأيت في إجازة لابن الشهر زورى الموصلي خط الشيخ تقي الدين بن تيمية وقد كتب تحته الشيخ شمس الدين الذهبي
هذا خط شيخنا الإمام شيخ الإسلام فرد الزمان بحر العلوم تقي الدين مولده عاشر ربيع الأول سنة إحدى وستين وستمائة وقرأ القرآن والفقه وناظر واستدل وهو دون البلوغ وبرع في العلم ... الخ)
فهذا يدل انه قرأ القرآن على احد شيوخه , و لكن ربما لم يذكره و اندثر اسناده و الله اعلم
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[29 - 09 - 06, 03:53 م]ـ
السؤال ليس عن القرآن, بل عن علم القراءات ...
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[29 - 09 - 06, 09:52 م]ـ
مبحث ممتع جدا جزاكم الله خيرا
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[03 - 10 - 06, 04:49 م]ـ
المعلوم عن شيخ الإسلام .. أنه برع في التفسير حتى وصل إليه المنتهى ..
وكل من ترجموا له ذكروا ذلك
ولا يتأتى أن يكون نحريرا مبرزا في التفسير دون أن يكون عالما بالقراءات ..
وكونه لم يشتهر عنه ذلك .. فليس يعني عدمه .. فقد كان مجتهدا مطلقا رحمه الله ورضي عنه .. وبتعبير ابن كثير: جهبذ الوقت ..
فقد كان منشغلا بالعقيدة والرد على أهل الطوائف والبدع .. لأن الداعي إليها أشد .. فكانت ضرورة الوقت
حتى نقل عنه الحافظ ابن عبد الهادي ندمه في آخر حياته بانشغاله عن القرآن وتقرير تفسيره
(قلت: رده على هؤلاء من أعظم أنواع الاهتمام بالقرآن بدليل قوله تعالى"وجاهدهم به جهادا كبيرا")
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[03 - 10 - 06, 05:29 م]ـ
المعلوم عن شيخ الإسلام .. أنه برع في التفسير حتى وصل إليه المنتهى ..
وكل من ترجموا له ذكروا ذلك
ولا يتأتى أن يكون نحريرا مبرزا في التفسير دون أن يكون عالما بالقراءات ..
وكونه لم يشتهر عنه ذلك .. فليس يعني عدمه .. فقد كان مجتهدا مطلقا رحمه الله ورضي عنه .. وبتعبير ابن كثير: جهبذ الوقت ..
فقد كان منشغلا بالعقيدة والرد على أهل الطوائف والبدع .. لأن الداعي إليها أشد .. فكانت ضرورة الوقت
حتى نقل عنه الحافظ ابن عبد الهادي ندمه في آخر حياته بانشغاله عن القرآن وتقرير تفسيره
(قلت: رده على هؤلاء من أعظم أنواع الاهتمام بالقرآن بدليل قوله تعالى"وجاهدهم به جهادا كبيرا")
أخي أبا القاسم:
نحن لسنا بصدد التشكيك في علم شيخ الإسلام رحمه الله تعالى ,فالشمس لا تحتاج إلى دليل ,ولكن كما هو معلوم أن كل عالم يبرز في فن معين يغلب على صبغته العلمية ,وشيخ الإسلام ظهر علمه في مسائل المعتقد والفقه أكثر من غيرها, وإن كان له باع واسع في التفسير والحديث واللغة وغيرها ..
أما الاشتهار في التفسير فلا يلزم منه العلم بالقراءات ,والقصد بالعلم بالقراءات هو تلقيها بالسند المتصل وحفظها بمضمن كتاب مسند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولم يرد هذا عن شيخ الإسلام, وعلى من ينفي عدم وروده ان يثبت, بدون افتراض وتقدير ..
ولا بد من التفريق بين القرآن والقراءات ,فلا يلزم من تلقي القرآن وحفظه العلمُ بالقراءات ..
أرجو أن تراجع ما تحته خط من ردك السابق ,ولك التحية والتقدير ..
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[03 - 10 - 06, 06:01 م]ـ
هناك أرجوزة في القراءات على نمط الشاطبية لجده الإمام مجد الدين أبي البركات عبدالسلام بن تيمية الحراني حمه الله تعالى.
فقد كان جده إماماً في القراءات بالإضافة إلى الفقه والأصول والحديث.
وهذه الأرجوزة مفقودة يسر الله تعالى العثور عليها وتحقيقها.
وله فتوى ضمن مجموع الفتاوى عن حكم جمع القراءات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/382)
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[03 - 10 - 06, 08:16 م]ـ
أقول لا يلزم من عدم نقل ذلك عنه عدمه ..
هذه قاعدة لا خلاف فيها .. ولاينكرها عاقل
هذا ما أحببت توضيحه .. ولا يسوغ الخروج بنتيجة مفادها كونه لم يكن كذلك .. لمجرد أنه لم ينقل عنه
فقد ذكر كل من ترجموا له أن معظم كتبه مفقودة أصلا ..
والله الموفق
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[03 - 10 - 06, 10:52 م]ـ
أقول لا يلزم من عدم نقل ذلك عنه عدمه ..
هذه قاعدة لا خلاف فيها .. ولاينكرها عاقل
هذا ما أحببت توضيحه .. ولا يسوغ الخروج بنتيجة مفادها كونه لم يكن كذلك .. لمجرد أنه لم ينقل عنه
فقد ذكر كل من ترجموا له أن معظم كتبه مفقودة أصلا ..
والله الموفق
ما دام الأمر بالتقعيد يا أبا القاسم, فلا شك أن قاعدتك صحيحة وهي: أن عدم نقله لا يلزم منه عدمه ..
إلا أن عدم النقل عنه يرجح عدم وجوده ,ولو وصفت قائل ذلك بعدم العقل ,إذ كيف يغيب ذلك عن الجهابذة من طلابه كابن كثير وابن القيم وغيرهما ,ثم كيف تخلو منه كتبه وفتاواه ,ونصف بعد ذلك من قال بعدمه بقلة العقل؟؟
ثم إن السير على قاعدتك هذه خطير جداً حيث تشكل مدخلا لكل من أراد التعصب لعالم ما ,فبإمكان قائل أن يقول ويدعي ما شاء ويعقبه بالقاعدة الآنفة الذكر ..
والله الموفق ..
ـ[مهداوي]ــــــــ[03 - 10 - 06, 11:40 م]ـ
بارك الله في حلمك وزاد في فقهك يا أبا زيد
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[04 - 10 - 06, 03:18 ص]ـ
مع احترامي لك .. هذا ليس بلازم أيضا ..
بدليل أنه خفي على تلامذته .. أشياء كثيرة من كتبه
فأخصهم كان ابن القيم .. ولما ذكر مؤلفاته .. أسقط الكثير .. وبعض ما أسقطه متداول اليوم ..
أما ابن عبد الهادي .. فكان يحيل لمؤلفات يذكرها عنه دون أن يقع عليها بنفسه .. ويذكر أن معظمها مفقود لما كان يلقى من معاداة حساده
وهذا الأمر ليس بذاك الذي يستأهل أن يختلف عليه .. ويجعل جدلا بعدما يقلب جبلا ..
ولكني أحببت التنويه أنه لايسوغ الخروج بالنتيجة التي يرجحها بعضكم ..
وهذه القاعدة لا تتخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم نفسه وهو المأمور بالبلاغ
فالله أوصل إلينا من كلامه ما نحتاجه ..
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[04 - 10 - 06, 01:57 م]ـ
مع احترامي لك .. هذا ليس بلازم أيضا ..
بدليل أنه خفي على تلامذته .. أشياء كثيرة من كتبه
فأخصهم كان ابن القيم .. ولما ذكر مؤلفاته .. أسقط الكثير .. وبعض ما أسقطه متداول اليوم ..
أما ابن عبد الهادي .. فكان يحيل لمؤلفات يذكرها عنه دون أن يقع عليها بنفسه .. ويذكر أن معظمها مفقود لما كان يلقى من معاداة حساده
..
في المؤلفات لا يستغرب أن يكون الأمر كذلك ,أما أن يخفى على تلميذٍ ما علمُ شيخه وتبحرُه في فن شرعي معين ووتتواطأ كتب الشيخ والتلاميذ على الخلو من ذكر ذلك التبحر, فهذا هو الغريب ..
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[04 - 10 - 06, 03:54 م]ـ
ليس لشيخ الإسلام الإمام ابن تيمية الحفيد رحمه الله ورضي عنه وأرضاه ذكر في طبقات القراء للذهبي ولا لابن الجزري، ولا ذكرا في ترجمة أحد أنه قرأ عليه القراءات، ولا رؤي اسمه في إسناد من أسانيد القراءات، ولا له مؤلف في القراءات على طريقة القراء سوى ما يتعلق بالقراءات من مسائل فقهية أو أصولية فإنه يبحثه في كتبه بحثا فقهيا أو أصوليا على طريقة الفقهاء والأصوليين، بالإضافة إلى تصريح تلميذه المقرئ الحافظ الذهبي الذي نقله أخونا خادم أهل الحديث عن العقود الدرية صـ 19 قال الذهبى عن شيخه ابن تيمية: " وتقدّم في علم التفسير والأصول وجميع علوم الإسلام أصولها وفروعها ودقها وجلها سوى علم القراءات ". اهـ
وهذا كاف في أن ننفي أنه من علماء القراءات.
ومعظم المفسرين ولو تبحروا في التفسير ليسوا من علماء القراءات، إذ غاية المتبحر في التفسير أن يعلم اختلاف فرش حروف القراءات في المواضع التي يترتب على الخلاف فيها اختلاف في التفسير، أما أصول القراءات وتحريراتها وعزو طرقها فلا يحتاج إليه المفسر، لكنه لا يستغني عنه المقرئ.
ومعظم حفاظ القرآن ليسوا من علماء القراءات
فكونه رضي الله عنه كان مفسرا وحافظا للقرآن لا يفيد في مسألتنا شيئاً
والبينة على المدّعي.
وجزى الله شيخ الإسلام ابن تيمية عن الإسلام خيراً
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[05 - 10 - 06, 04:39 ص]ـ
الحمد لله .. وكفى .. للتوضيح أقول .. وجسرا لهوة الخلاف
عندما نفي عنه علم القراءات .. ذهب ظني القاصر إلى أن قائله يدعي عدم علمه باختلاف أوجه القراءات ..
وتمييز الصحيح من الشاذ ونحو ذلك فاقتضى التوضيح .. أما قضية السند في القراءات .. فليست هي ما أحاول إثباتها له ..
وليس خلوه منها مما يعيبه بشيء على أية حال ..
خصوصا وقد حيل بينه وبين العلم والكتابة والتواليف لمدد طويلة .. وفي فترات متقطعة ..
بسبب جهاده الدؤوب باللسان أو السنان .. وما تعرض له من محن وابتلاءات في ذات الله ..
وقد توجه ابن الجوزي للقراءات بعدما صار شيخا كبير السن ..
أقول هذا مع علمي أن السائل .. أو المجيب لا يقصد التقليل من شأن الإمام ..
ولكني أحتسب دفاعي عنه لوجه الله تعالى ..
والله الموفق
وجزاكم الله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/383)
ـ[أبوهمام الطائفي]ــــــــ[05 - 11 - 06, 08:26 م]ـ
الإخوة بارك الله فيكم ونفع بعلمكم
قاعدة عدم النقل ليس نقلا للعدم هي قاعدة أصولية صحيحة إلا أن فيها قيدا بسيطا عله خفي
على الإخوة الكرام هنا وأعتقد أنهم نسوه، وهو أنها تقيد في حالة عدم توفر الدواعي اللازمة على
نقله، وإلا لتم تطبيقها في الأحكام الشرعية بشكل يستنصر به أهل البدع فمثلا المتصوفة ممن يرون بالذكر الجماعي يقولون إن عدم النقل للكيفية التي يجلسون بها ليس نقلا للعدم خصوصا أنه ورد فضل الذكر الجماعي في كثير من الأحاديث النبوية الشريفة، لكنها تقيد بعدم توفر الدواعي اللازمة للنقل، والذي ينظر في سيرة شيخ الإسلام يرى أنه لم يذكر أحد من طلابه الكبار وهم مؤرخوا الإسلام إن صح لي التعبير شيئا عن ذلك مع اهتمامهم بذكر تفاصيل وتصانيف هي دون ذلك بكثير وعدم ذكر أولئك لهذا يدل على أنه رحمه الله تعالى لم يكن ذا باع كبير في علم القراءات ولا يعني ذلك جهله لهذا العلم، والذي ينظر لتفسيره وكلامه رحمه الله يعرف أنه كان لديه إلمام بذلك العلم، والمفسر لا يحتاج أن يكون عارفا بعلم القراءات إذ ماذا يستفيد من أن يعرف أن ذلك القارئ يقرأ الراء ري بالكسر أو الألف إيه ونحوها بل يكفيه القدر المجزئ وليس هذا انتقاصا لشيخ الإسلام رحمه الله تعالى إذا لا يضره عدم تبحره في هذا العلم إذ ان الكمال عزيز ولا يمكن لأي فرد حتى لو كان شيخ الإسلام ابن تيمية أن يحيط بالعلم كله ومن سبقه من كبار الأئمة كانوا كذلك ولله الكمال المطلق جل وعلا، وآسف على تطفلي عليكم واغفروا إن كان فيما ذكرته من خطأ وجزاكم الله خيرا .....................
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[07 - 11 - 06, 06:10 م]ـ
هذه المسألة يدندن حولها أهل البدع كثيرا
في نقاش حاد مع أحد الطاعنين في شيخ الإسلام: قال لي لماذا تسمون ابن تيمية، شيخ الإسلام
قلت: دعني أقرأ لك نصوصا من كتاب: الرد الوافر
تعرض ابن ناصر الدين لهذه القضية وذكر شروطا حتى يلقب العالم بشيخ الإسلام ومنها البروز في علم القراءات
فقال لي: ابن تيمية لم يشتهر في القراءات،،، قلت: مع ذلك لا يعد هذا منقصة في حق العالم
و الحق أن شيخ الإسلام لم يبرز في هذا العلم مقارنة بظهوره في العلوم الأخرى
لكن هذا لا ينقص من منزلته ولا من علمه،،، ونادرا ما تجد عالما جمع كل الفنون
وكما هو معلوم عند الجميع أن ردود شيخ الإسلام كان لها من الأثر الكبير في حفظ عقيدة الأمة
ومثل هذه المسألة تشبه قولنا:
أحمد إمام أهل السنة،،، فلا نعني بذلك أن مالك أو الشافعي ليسوا بأئمة، لا
و إنما نعني أن هذا الإمام برز أيام المحنة فصار هذا اللقب غالبا عليه
و قد نقل شيخ الإسلام ابن تيمية - في المناظرة حول العقيدة الواسطية من مجموع الفتاوى - عن المغاربة قولهم: الفقه لمالك والظهور لأحمد والشافعي
ـ[أبو الحارث البقمي]ــــــــ[12 - 07 - 07, 03:43 م]ـ
كنت سأطرح هذا الموضوع لانه يشغلني منذ زمن , وبعد استخدام خاصية البحث وقعت على هذا الموضوع , وأقول: أيها الإخوة:
أن الظاهر من عبارة الإمام الذهبي ومقصوده منها أن شيخ الإسلام رحمه الله لم يكن متبحراً للغاية في هذا العلم كبقية علوم الإسلام ولم يكن -كحاله في بقية العلوم- متقدماً فيها على أصحابها , ومعلوم أن الإمام الذهبي من أئمة القراءات في عصره والمتتبع لما يكتبه في تراجمه يرى اهتمامه الفائق بهذا العلم وإفاضته في تراجم القراء على اختلاف طبقاتهم.
أما شيخ الإسلام فلايشك مطلع أنه درس علوم القراءات وألم بها وكان ذلك في أول حياته كما جرت عادة أهل العلم أن يبدؤا بحفظ القرآن الكريم وتجويده ثم يُلموا بالقراءات المتواتره , وعلوم القراءات والتجويد ليست غاية في نفسها بل هي من علوم الوسائل والمراد منها إقامة اللسان في تلاوة القرآن ومعرفة وجوه القراءات المختلفة والإستفادة من ذلك في تفسير القرآن وبيان معانيه وإعجازه وإظهار يسر القرآن وسهولته ..............
كلام شيخ الإسلام في الفتاوى عن علمي التجويد والقراءات:
1/ كلامه عن المبالغة في تعلم التجويد والنطق به:
(16/ 50)
2/كلامه عن إنزال القران على سبعة أحرف:
(13/ 389 - 403)
3/ كلامه عن مخارج الحروف:
(16/ 222 - 225)
4/ كلامه عن حكم القراءة بالقراءة الشاذة:
(13/ 398)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/384)
وهذا رابط في الملتقى للفائدة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=76671&highlight=%C7%C8%E4+%CA%ED%E3%ED%C9+%E6%DA%E1%E3+% C7%E1%DE%D1%C7%C1%C7%CA
ـ[المرزوقي ح]ــــــــ[18 - 07 - 07, 04:06 ص]ـ
بسم الله, بالله عليكم ما أهمية مثل هذه الأسئلة؟؟؟
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[22 - 07 - 07, 07:27 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني في الله ... نحن لا نتكلم عن طويلب علم أو إنسان جُويهل مر بقدر قريباً من أهل العلم فلما بدأ يستنشق عبيرهم ظن نفسه أحدهم! بل إننا نتكلم عن إمآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآم مجتهد [ومعروف ما تعنيه هذه الكلمة من معانٍ] و هناك فرق بين علم الإمام ابن تيميَّة بالقراءات وبين جمعه لها و قراءته وإقرائه بها
أما علمه بها فهو عليم بها من حيث ما يقيم بها صلاته وهو يقرأ بقراءة الإمام أبي عمرو أما تخصصه قراءة وإقراءً فلا بخلاف تلميذه الذهبي وغيره وأبسط شئ يدل على ذلك [والكلام لكل الإخوة الأكارم المشاركين] لو فتحت أي كتاب للإمام ابن تيميَّة من الفتاوى انظر إليه كيف يتكلم فيها [[[[ومن قرأ له عَرَفَ]]]] وهذا ذكرني بقول الإمام السيوطي عن نفسه إنه لا يعرف القراءات ففهم من فهم أنه يجهلها فرد عليه ىالأمام بأنه ليس كأئمتها وهناك فرق بينهما وإليكم هذا المبحث:
المطلب الثالث: قراءات القرآن الكريم:
وهي القراءات العشر المتواترة التي يُقرأ بها القرآن الكريم، وهذه القراءات من المعلوم من الدين بالضرورة؛ فيجب على كل مسلم الإيمان بها كلها إيماناً مجملاً ولو لم يحفظ أو يقرأ منها شيئاً؛ إذ هي كلام رب العالمين.
هذا وللإمام ابن تيمية معرفة واسعة بالقراءات وما يتعلق بها وإن كان هو يقرأ بقراءة الإمام أبي عمرو البصري (1) وهي القراءة السائدة (2) في الشام ومصر واليمن آنذاك وهي الآن السائدة في السودان والحبشة.
وقد قرر الإمام ابن تيمية ونص في غير ما كتاب على وجوب الاعتقاد بأن كل القراءات العشرة هي من كلام الله عز وجل كما في قوله: "والقرآن الذي بين لوحي المصحف متواتر؛ فإن هذه المصاحف المكتوبة اتفق عليها الصحابة ونقلوها قرآناً عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم وهي متواترة من عهد الصحابة نعلم علماً ضرورياً أنها ما غيرت والقراءة المعروفة عن السلف الموافقة للمصحف تجوز القراءة بها بلا تراع بين لأئمة" (3) وقال: "لم ينكر أحد من العلماء قراءة العشرة" (4) إلى غير ما هنالك من مسائل تظهر تبحره وسعة علمه بعلم القراءات ومقرئيها وما يتعلق بها من أمور اعتقادية أو فقهية خاصة بالصلاة وغيرها ... ومما له علاقة بموضوع البحث هو استدلاله بالقراءات واستخدامه لها في إثبات أمور المعتقد وتلازم ذلك بمنهجه التربوي الذي يسلكه مع من يتعلم منه حيث إنه سلك في تعاليمه وتربيته العقدية أن أدخل القراءات كأصل الأصول في إثبات العقيدة والدفاع عنها ويتضح ذلك من خلال ثلاثة أمثلة تبين تلازم القراءات وإثبات الأمور العقدية كأسلوب سلكه في منهجه التربوي للعقيدة وهي كما يلي:
1 - استخدام القراءات لرفع الالتباس عند قراءة بعض الآيات:
فبعض الآيات عند قراءتها لأول وهلة يظن من لا علم عنده بمعانيه وما يدل عليه وما يوضحه من باقي القراءات أن هناك التباساً معيناً والذي يجب على المسلم أن يتعامل مع قراءات القرآن مع بعضها كما يتعامل مع آيات الكتاب مع بعضها البعض فبما أنه لا يجوز أن يفهم قارئ من القرآن أن الويل للمصلين من قوله تعالى: (فويل للمصلين) (1) فلو أن هذا قرأ الآية التالية لها لعرف حقيقة المعنى وهو قوله تعالى: (الذين هم عن صلاتهم ساهون) (2) فكذكل القراءات مثلها سواءً بسواء وقد قرر هذا المعنى الإمام ابن تيمية بقوله: "وكل قراءة منها [أي: القراءات المتواترة] مع القراءة الأخرى بمنزلة الآية مع الآية يجب الإيمان بها كلها واتباع ما تضمنته من المعنى علماً وعملاً ولا يجوز ترك موجب إحداهما لأجل الأخرى ظناً أن ذلك تعارض بل كما قال عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه-: من كفر بحرف منه فقد كفر به كله" (3) والأمثلة على ذلك كثيرة منها:
(أ) إيضاحه لمعنى قوله تعالى: (ما ننسخ من آية أو ننسها) (4)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/385)
حيث "سُئل عن معنى قوله: (ما ننسخ من آية أو ننسها)، والله سبحانه لا يدخل عليه النسيان. فأجاب:" أما قوله: (ما ننسخ من آية أو ننسها) ففيها
ـــــــــــــــ
1 - سورة الماعون الآية (4).
2 - سورة الماعون الآية (5).
3 - الإمام ابن تيمية، مجموع الفتاوى، جـ13 ص391 – 392، ص401، مرجع سابق، والتفسير الكبير له،
جـ2ص262، 271،مرجع سابق.
4 - سورة البقرة الآية (106).
قراءتان أشهرهما (1): (أو نُنسها) أي: ننسيكم إياها: أي: نسخنا ما أنزلناه، أو اخترنا تنزيل ما نريد أن ننزله نأتكم بخير منه أو مثله، والثانية (2) (أو نَنسأها) بالهمز أي: نؤخرها، ولم يقرأ أحد ننسها فمن ظن أن معنى ننسأها بمعنى: تنساها فهو جاهل بالعربية والتفسير. قال موسى عليه السلام: (عِلمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى) (3) والنسيان مضاف إلى العبد كما في قوله: (سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله) (4) ولهذا قرأها بعض الصحابة: أو (تنساها) أي: تنساها يا محمد وهذا واضح لا يخفى إلا على جاهل لا يفرق بين ننسأها بالهمز وبين تنساها بلا همز (5) " فنراه قد أبان الالتباس في فهم آية من كتاب الله وأوضح معناها المقصود من خلال القراءات وأن الفهم السقيم لها فيه إثبات النقص للرب –سبحانه وتعالى- ولكن من خلال معرفة القراءات اتضح المعنى المراد وبهذا يتربى المتعلمون على إثبات العقائد ونفي النقص عن جناب الألوهية من أمور ومنها القراءات
(ب) دفاعه عن مقام الرسل عليهم السلام
وذلك بإيضاح معنى القراءاتين وأنهما ليستا متعارضتين بل معناهما واحد ولكن بتعبيرين مختلفين كما أوضح هذا عند تعليقه كما في قوله تعالى: (ولقد رآه بالأفق المبين. وما هو على الغيب بظنين) (1) فقال في ذلك موضحاً أنه لا تعارض بين المعنيين: "قال تعالى: (ولقد رآه بالأفق المبين) أي: رأى جبريل عليه السلام (وما هو على الغيب بظنين) (2) أي: بمتهم، وفي القراءة الأخرى (3): (بضنين) أي: ببخيل" (4) فمن خلال إثبات القرائتين وفهم معناهمايظهرأنهماتعطيان صفات حسنةعمن وصف من رسل الله وذلك بصفتين هما1) ليس بمتهم2) ليس ببخيل وهكذاأبان من خلال القراءات إثباتاًعقدياً يجب على كل مسلم الإيمان به
(جـ) إثباته لصفة من صفات الرحمن
من خلال القراءات؛ وذلك لاحتمال المعنى من الآية على إثبات تلك الصفة لله –سبحانه وتعالى- وكذلك للنبيِّ صلى الله عليه وسلم وهذه الآية هي قوله تعالى: (بل عجبت يسخرون) (5) كقوله مثبتاً صفة العجب لله –سبحانه وتعالى-: "ولهذا قال تعالى: (بل عجبتُ ويسخرون) على قراءة الضَّمِّ (6).
فهنا عجبٌ من كفرهم مع وضوح الأدلة" (1) فمن خلال تلك القراءة الكريمة والتي هي بضم التاء من (عجبتُ) أثبت منها الإمام ابن تيمية صفة العجب للرحمن حاله كحال أهل السنة والجماعة من الإثبات والاعتقاد لكل صفة جاءت في كتاب الله بقراءاته أو صحت في سنة النبي صلى الله عليه وسلم؛ ولهذا علق على مُنْ أنكرها متأولاً مخطئاً بقوله: "فهذا قد أنكر قراءاة ثابتة وأنكر صفة لله دلَّ عليها الكتاب والسنة" (2).
(د) إثباته لصفة المجد للرحمن وكذلك إثباته لصفة المجد لعرش الرحمن –سبحانه وتعالى- وذلك من خلال قوله تعالى:
(وهو الغفور الودود. ذو العرش المجيد. فعال لما يريد) (3) فقد أثبت تلك الصفتين الكريمتين: فقال: "وقد قرئ (المجيدُ) بالرفع (4) صفة لله، وقرئ بالخفض (5) صفة للعرش" (6) فهنا استدل بالقراءات القرآنية على إثبات صفتين كريمتين: إحداهما صفة المجد لله –سبحانه وتعالى- والأخرى إثبات صفة المجد لعرش الرحمن سبحانه وتعالى.
ومما يتضح للباحثين في منهج ذلك الإمام أنه ثابت في جميع الموضوعات وأنه يعدِّد وسائل الإثبات والإقناع، نظراً لقوته الاستدلالية من ناحية وأيضاً لاختلاف الفروق بين المتعلمين أو السائلين أو المعترضين من ناحية أخرى، وبهذا المنهج التربوي الذي سلكه سهَّل لمن تربَّى على يديه أو على كتبه طريقاً فيه أصالة في الاستدلال وهو الاستدلال بالقراءات في إثبات أمور المعتقد وهو منهج تربوي فريد.
المطلب الرابع: علوم القرآن:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/386)
وهي العلوم المستنبطة من القرآن الكريم والمتعلقة به كتعلق الاسم بالمُسمَّى، وهي كثيرة ومتنوعة والإمام ابن تيمية كان له باع طويل فيها؛ إذ هي من الواجبات على من تصدَّى للقرآن الكريم تفسيراً أو استنباطاً أو ... وقد وُصف بأنه كان كثير المطالعة لجميع الفنون "خصوصاً علم الكتاب العزيز والسنة النبوية ولوازمها" (1) هذا و"أما غزارة علومه فمنها: ذكر معرفته بعلوم القرآن المجيد واستنباطه لدقائقه ونقله لأقوال العلماء في تفسيره، واستشهاده بدلائله، وما أودعه الله تعالى فيه من عجائبه وفنون حكمه وغرائب نوادره وباهر فصاحته وظاهر ملاحته فإنه فيه الغاية التي يُنتهى إليها والنهاية التي يُعول عليها" (2) وقد وظف الإمام ابن تيمية هذه المعرفة وذلك الاطلاع المتعلق بعلوم القرآن في تربيته العقدية لمتعلميه: حيث عدَّد من تلك العلوم القرآنية في الاستدلال على أمور المعتقد ويتضح ذلك من خلال ما يلي:
1 - معرفته بأسباب النزول:
فمعرفة أسباب النزول ضرورة هامة لمن يريد الاستدلال بآيات الكتاب والأهمية تتأكد إن كان الاستدلال في الأمور العقدية؛ ولهذا يقول الإمام ابن تيمية: "ومعرفة سبب النزول يعين على فهم الآية؛ فإن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبَّب" (3) ومما يوضح ذلك أمر الشفاعة في اليوم الآخر وهو أحد أركان الإيمان حيث يثبت المؤمن كل ما فيه إجمالاً وتفصيلاً فقوله تعالى: (ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون) (4) فأثبت الإمام ابن تيمية أن الشفاعة يوم القيامة كلها لله سبحانه وتعالى ولكن يمنُّ –سبحانه وتعالى- بالشفاعة على من يشاء من الموحِّدين وفي مقدمتهم كل المرسلين –عليهم السلام- وأكد هذا المعنى من خلال معرفة سبب نزول الآية الكريمة؛ ولذلك قال: "لكن التحقيق في تفسير الآية: أن الاستثناء منقطع ولا يملكأحد من دول الله الشفاعة مطلقاً، ولا يُستثنى من ذلك أحدٌ عند الله؛ فإنه لم يقل: (ولا يشفع أحد) ولا قال: (لا يشفع لأحد) بل قال: (ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة).وكل من دُعي من دون الله لا يملك الشفاعة ألبتة، والشفاعة بإذن ليست مختصة بمن عُبد من دون الله وسيِّد الشفعاء صلى الله عليه وسلم لم يُعبد كما عُبد المسيح وهو –مع هذا- له شفاعة ليست لغيره فلا يحسن أن تثبت الشفاعة لمن دُعي من دون الله دون من لم يُدع.
فمن جعل الاستثناء متصلاً فإن معنى كلامه: أن مُنْ دُعي من دون الله لا يملك الشفاعة إلا أن يشهد بالحق وهو يعلم أو لا يشفع إلا لمن شهد بالحق وهو يعلم. ويبقى الذين لم يدعوا من دون الله لم تذكر شفاعتهم لأحد، وهذا المعنى لا يليق بالقرآن ولا يناسبه وسبب نزول الآية يبطله أيضاً ... [ثم ذكر سبب النزول فقال:] قال أبو الفرج بن الجوزي: سبب نزولها: أن النضر بن الحارث (1) ونفراً معه قالوا: إن كان ما يقول محمد حقاً فنحن نتولى الملائكة فهم أحق بالشفاعة من محمد. فنزلت هذه الآية ... [ثم قال:] فإن الشفاعة إنما تكون لأهل توحيد الله وإخلاص القلب والدين له" (2) فاستدل بسبب النزول وأكد أمراً عقدياً وهو أن الشفاعة يوم القيامة لا تكون مطلقاً إلا لله –وحده لا شريك له- ثم إن الله يأذن لمن شاء من الموحِّدين0
2 - استدلاله بالعام والخاص:
وذلك في مَعْرِض كلامه على مجمل تفسير سورة البقرة، بتوضيح الحكمة من تكرار ذكر الأنداد في السورة مرتين حيث إفراد العبودية لله عز وجل من أجلّ أمور العقيدة فقال: "ففي أولها: (فلا تجعلوا لله أنداداً) (3) وفي أثنائها (ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً) (4) فـ "الأول" نهي عام و"الثاني" نهي خاص، وذكرها بعد البيت؛ لينُتهى عن قصد الأنداد المضاهية له ولبيته من الأصنام والمقابر ونحو ذلك، ووَجْد [أي: وجوده الأزلي سبحانه] نفسه قبل ذلك وأنه (لا إله إلا هوالرحمن الرحيم) (1) ثم ذكر ما يتعلق بتوحيده من الآيات" (2) فبين باستدلاله بالخاص والعام فالأول نهي عام لكل الخلق ألا يتخذوا من دون الله أنداداً وذلك بعد ذكره لهم أنه الخالق والرب المستحق للعبادة والآخر نهي خاص لأناس معينين اتخذوا من دون الله عز وجل أنداداً من أهل الكتاب أو من عبدة الأوثان يضاهونه في الألوهية أشركوا بعبادتهم إياهم.
3 - استدلاله بتناسب الآيات:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/387)
حيث هو بلاغة القرآن وذلك عندما ذكر آية عظيمة الشأن تنفي وجود آلهة تستحق العبادة من دون الله من خلال ضرب الله سبحانه وتعالى. لخلقه الأمثال فقال: "فلهذا كانت الأمثال المضروبة في القرآن تُحذف منها القضية الجلية؛ لأن في ذكرها تطويلاً وعياً، وكذلك ذكر النتيجة المقصودة بعد ذكر المقدمتين (3) يُعدُّ تطويلاً، واعُتبر ذلك بقوله: (لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا) (4) ما أحسن هذا البُرهان (5) فلو قيل بعده: وما فسدتا فليس فيهما آلهة إلا الله؛ لكان هذا من الكلام الغثّ الذي لا يناسب بلاغة التنزيل، وإنما ذلك من تأليف المعاني في العقل مثل تأليف الأسماء من الحورف في الهجاء والخط إذا علَّمنا الصَّبيَّ الخط نقول: "با" "سين" "ميم" صارت (بسم) فإذا عقل لم يصلح له بعد ذلك أن يقرأه تهجياً فيذهب ببهجة الكلام بل قد صار التأليف مستقراً" (1) فقد تبَّين من تناسب الآيات أن هذا من بلاغة القرآن الكريم وأن المعنى المقصود قد فهم واستقر في العقل.
استدلاله بالوقف والابتداء:
وذلك على إثبات معنىً أو نفيه من خلال الوقف وهو علم عظيم المعرفة واجب التطبيق حتى لا يقف المسلم على شيء من كتاب الله ويكون فيه تنقيص لمقام الألوهية أو النبوة أو الدين عموماً فاستدل من الوقف على إحدى كلمتين في آية على صحة المعنى الإيماني الذي يليق بالله – سبحانه وتعالى- حيث بين أن علم الله –سبحانه- محيط بكل شيء فقال مدللاً على ذلك: "وكذلك قوله: (قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم) (2) فقوله: (قل الله) فيها وجهان:
قيل هو جواب السائل، وقوله (شهيد) خبر مبتدأ: أي هو شهيد، وقيل: هو مبتدأ وقوله (شهيد) خبره فأغنى ذلك عن جواب الاستفهام، والأول على قراءة من يقف (3) على قوله: (قل الله) (4) والثاني على قراءة من لا يقف، وكلاهما صحيح لكن الثاني أحسن وهو أتم.
وكل أحد يعلم أن الله أكبر شهادة فلما قال: (قل أي شيء أكبر شهادة) علم أن الله أكبر شهادة من كل شيء، فقيل له: (قل الله شهيد بيني وبينكم) ولما قال: (الله شهيد بيني وبينكم) كان في هذا ما يغني عن قوله: إن الله أكبر شهادة؛ وذلك أن كون الله أكبر شهادة هو معلوم ولا يثبت بمجرد قوله: (أكبر شهادة) بخلاف كونه شهيداً بينه وبينهم، فإن هذا ممَّا يعلم بالنص والاستدلال" (5) فقد استدل الإمام ابن تيمية على إثبات شمول شهادة الله لكل شيء وعلمه المحيط بكل شيء وهذا أمر عقدي توصل لإثباته من خلال الوقف والابتداء التابع لعلوم القرآن وهذا منهج تربوي يسلكه هذا الإمام في تأصيل الجانب العقدي لدى المتعلِّمين.
وهكذا يؤصل الإمام ابن تيمية منهجه التربوي لإثبات عقيدة أهل السنة بمسالك متعددة وفي ذلك دلالة على سعته العلمية وعمق تفكيره ورؤيته الثاقبة حيث إن مثل هذه الأشياء لا يلتفت إليها –غالباً- في إثبات أمور اعتقادية لكن هذا الإمام جلاها واضحة واستدل بها أحسن استدلال في تربيته وتعليمه العقيدة
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
1 - الإمام المقرئ الصالح الزاهد إمام العربية والإقراء أبو عمرو زبان بن العلاء التميمي المازني البصري، وإمام
البصرة ومقرؤها، صاحب القراءة الشهيرة وأحد القراء العشرة المعروفين، توفي 154هـ.
2 - د. بكر أبو زيد، المداخل، ص 54 – 55، مرجع سابق.
3 - الإما، ابن تيمية، جـ12 ص569،، ينظر مجموع الفتاوى له، جـ12 ص569 –570، مرجع سابق.
4 - الإمام ابن تيمية، التفسير الكبير، جـ2 ص264، مرجع سابق.
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
- سورة الماعون الآية (4).
2 - سورة الماعون الآية (5).
3 - الإمام ابن تيمية، مجموع الفتاوى، جـ13 ص391 – 392، ص401، مرجع سابق، والتفسير الكبير له،
جـ2ص262، 271،مرجع سابق.
4 - سورة البقرة الآية (106).
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
- وقد قرأ بها ثمانية من القراء العشرة وهم:
1 - الإمام نافع المدني.
2 - الإمام ابن عامر الدمشقي.
3 - الإمام عاصم الكوفي.
4 - الإمام حمزة الكوفي.
5 - الإمام الكسائي الكوفي.
6 - الإمام أبو جعفر المدني.
7 - الإمام يعقوب البصري.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/388)
8 - الإمام خلف العاشر البغدادي. القراءات العشر المتواترة بها مش المصحف الشريف، فكرة وتنفيذ علوي بلفقيه، إشراف وإعداد الشيخ محمد كريِّم راجح، ص17، دار المهاجر، ط4، المدينة المنورة – المملكة العربية السعودية، 1425هـ - 2004م، والميسر في القراءات الأربع عشر بها مش المصحف الشريف، تأليف الشيخ محمد فهد خاروف، مراجعة الشيخ محمد كريم راجح، ص17، دار ابن كثير، ط3، دمشق سوريا، بيروت لبنان، 1422هـ - 2001م.
2 - وقد قرأ بها إمامان من القراء العشرة وهما:
1 - الإمام ابن كثير المكي.
2 - الإمام أبو عمرو البصري. نفس المرجع السابق.
3 - سورة طه الآية (52).
4 - سورة الأعلى الآيتان (6 – 7).
5 - الإمام ابن تيمية، التفسير الكبير، جـ3 ص38، مرجع سابق.
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
- سورة التكوير الآيتان (23 – 24).
2 - قرأ بها: 1 - الإمام ابن كثير المكي.
2 - الإمام أبو عمرو البصري.
3 - الإمام الكسائي الكوفي.
4 - الإمام رويس البصري أحد راويي الإمام يعقوب.
القراءات العشر بها مش المصحف الشريف، ص586، مرجع سابق، الميسر في القراءات الأربع عشرة بها مش المصحف الشريف، ص586، مرجع سابق.
3 - وقرأ بها:.
1 - الإمام نافع المدني.
2 - الإمام عامر الدمشقي.
3 - الإمام عاصم الكوفي.
4 - الإمام حمزة الكوفي.
5 - الإمام أبو جعفر.
6 - الإمام روح البصري أحد راويي الإمام يعقوب.
7 - الإمام خلف العاشر البغدادي. نفس المرجع السابق
4 - الإمام ابن تيمية، مجموع الفتاوى، جـ10 ص274، مرجع سابق.
5 - سورة الصافات الآية (12).
6 - وقرأ بها:
1 - الإمام حمزة الكوفي.
2 - الإمام الكسائي الكوفي.
3 - الإمام خلف العاشر البغدادي.
القراءات العشر بها مش المصحف الشريف، ص 446، مرجع سابق، الميسَّر في القراءات الأربع عشرة بها مش المصحف الشريف، ص 446، مرجع سابق.
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""
- الإمام ابن تيمية، مجموع الفتاوى، جـ6 ص123، جـ13 ص391، مرجع سابق، التفسير الكبير له، جـ2 ص262،مرجع سابق
2 - شيخ الإسلام ابن تيمية، عرش الرحمن، مسألة كلام الله الكريم، ص18، مرجع سابق.
3 - سورة البروج، الأيات (14 – 16).
4 - قرأ بها:
1 - الإمام نافع المدني.
2 - الإمام ابن كثير المكي.
3 - الإمام أبو عمرو البصري.
4 - الإمام ابن عامر الدمشقي.
5 - الإمام عاصم الكوفي.
6 - الإمام أبو جعفر المدني.
7 - الإمام يعقوب البصري. القراءات العشر بها مش المصحف الشريف، ص590، مرجع سابق، الميسَّر في القراءات الأربع عشرة بها مش المصحف الشريف، ص590، مرجع سابق.
5 - قرأ بها:
1 - الإمام حمزة الكوفي.
2 - الإمام الكسائي.
3 - الإمام خلف العاشر. نفس المرجع السابق.
6 - شيخ الإسلام ابن تيمية، عرش الرحمن، جـ1 ص16، مرجع سابق.
"""""""""""""""""""""1
- الإمام عبد الهادي، العقود الدرية، ص8، مرجع سابق.
2 - الحافظ البزار، الأعلام العلية، ص21، مرجع سابق.
3 - الإمام ابن تيمية، مجموع الفتاوى، جـ13 ص339، مرجع سابق، التفسير الكبير له، جـ2 ص203، مرجع سابق.
4 - سورة الزخرف الآية (86
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
- النضر بن الحارث القرشي من بني عبد الدار، صاحب لواء المشركين ببدر، كان من شياطين قريش، له اطلاع على كتب الفرس وغيرهم وكان يجلس ليصرف الناس عن الرسول صلى الله عليه وسلم، هلك 2 هـ.
2 - الإمام ابن تيمية، التفسير الكبير، جـ3 ص433، 441 – 442 بتصرف واختصار، مرجع سابق.
3 - سورة البقرة الآية (22).
4 - سورة البقرة الآية (165).
""""""""""""""""""""""""""""
سورة البقرة الآية (163).
2 - الإمام ابن تيمية، التفسير الكبير، جـ3 ص 7 – 8،مرجع سابق 0
3 - المقدماتان: مبادئ الاستدلال، وتطلع على ما يتوقف عليه البحث أو على ما يجعل جزء قياس من القضايا أو على ما
تتوقف عليه صحة الدليل. والمقدمة: قول يوجب شيئاً لشيء أو يسلب شيئاً عن شيء، جعلت جزء قياس. وفي كل
قياس اقتراني مقدمتان تشتركان في حد وتفترقان في حدين فتكون الحدود الثلاثة وهي الأكبر والأوسط والأصغر
والمقدمة التي فيها الحد الأكبر تُسمى الكبرى والتي فيها الحد الأصغر تسمى الصغرى.
4 - سورة الأنبياء الآية (22).
5 - البرهان: هو الحجة الفاصلة البينة، يقال: برهن يبرهن برهنة إذا جاء بحجة قاطعة للرد على الخصم، وبرهن بمعنى بيَّن وبرهن عليه: أقام الحجة ... والبرهان عند الأصوليين: ما فصل الحق من الباطل ومَّيز الصحيح من الفاسد بالبيان الذي فيه.
"""""""""""""""""""""""""""""""""""
الإمام ابن تيمية، التفسير الكبير بتعليق المحقق، جـ3 ص25 – 26، مرجع سابق.
2 - سورة الأنعام الآية (19).
3 - وهو الإمام نافع المدني كما في منار الهُدى في بيان الوقف والابتدا، للعلامة الشيخ أحمد بن محمد بن عبد الكريم الأشموني، ص 128، مكتبة البابي الحلبي، ط2، القاهرة – مصر، 1393هـ - 1973م.
4 - فيكون خبر مبتدإ محذوف تقديره قل هو الله، ويبتدئ (شهيد) على أنه خبر مبتدإ محذوف تقديره: هو شهيد بيني وبينكم. نفس المرجع السابق.
5 - الإمام ابن تيمية، التفسير الكبير، جـ3 ص165 – 166، مرجع سابق.
"""""""""""""""""""""""""""""""""
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/389)
ـ[محمد نور سيف]ــــــــ[01 - 01 - 10, 11:54 م]ـ
الأخ الكريم محمد عبد الكريم محمد
أرجو أن تدلني على البحث الذي أوردتم منه هذا الجزء
وعلى وجه السرعة إن أمكن
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[21 - 07 - 10, 01:48 ص]ـ
عندي حَدَسٌ وظنٌّ يقوى يوماً بعدَ يومٍ أنَّ الشيخَ - رحمه الله - قرأ بها أوائل طلبه العلمَ، ولم يقرِّرْ مسائلها؛ لانشغالهِ بما هو أهمّ.
قال شيخ الإسلام [المجموع (13/ 404)]: (والعارفُ في القراءاتِ، الحافظُ لها، له مزِيَّةٌ على من لم يعرف ذلك ولا يعرفُ إلاَّ قراءةً واحدة!).
وقال [اختيارات البعلي (77)]: (المشروع في القراءات السبع أن يقرأ هذه تارةً، وهذه تارةً).
والله أعلم.
ـ[أبو تيمور الأثري]ــــــــ[21 - 07 - 10, 02:10 ص]ـ
لو تفرغ شيخ الإسلام خسمة أيام لعلم القراءات لرأينا العجب العجاب ولقرن اسمه بجانب ابن الجزري والشاطبي
ولكنه عليه سحائب الرحمة انصرف إلى الرد على أهل البدع بحكم الزمن الذي عاش فيه
ـ[أبو حفص الشافعي]ــــــــ[21 - 07 - 10, 09:37 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[23 - 07 - 10, 11:11 م]ـ
لو تفرغ شيخ الإسلام خسمة أيام لعلم القراءات لرأينا العجب العجاب ولقرن اسمه بجانب ابن الجزري والشاطبي
ولكنه عليه سحائب الرحمة انصرف إلى الرد على أهل البدع بحكم الزمن الذي عاش فيه
الشاطبي وابن الجزري مرةً واحدةً هكذا وبضربةٍ على (الكيبورد).!!!!
هذا الذي تُبالِغُ بهِ لم يحصُل لأحدٍ من العالمينَ منذُ عهد الصحابةِ حتى الساعةِ , فهل جعلتَ الشيخَ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في العلماءِ كسليمانَ في المُلوك .. ؟
كفانا مُبالغةً .. !
ـ[أبو تيمور الأثري]ــــــــ[23 - 07 - 10, 11:18 م]ـ
هذا الذي تُبالِغُ بهِ لم يحصُل لأحدٍ من العالمينَ منذُ عهد الصحابةِ حتى الساعةِ , فهل جعلتَ الشيخَ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في العلماءِ كسليمانَ في المُلوك .. ؟؟!!
كفانا مُبالغةً .. !
لقد أرسل الله من هو خير منك إلى من هو أكثر شرا مني أرسل موسى وهارون عليهما السلام إلى فرعون الذي ادعى الألوهية فقال لهم سبحانه {فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى} أشهد الله أنني أحبك في الله وبالتأكيد أنت أعلم مني فليمسح الأخوة المشرفون مشاركتي السابقة
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[23 - 07 - 10, 11:29 م]ـ
وأنا كذلك أحبك في الله وأحب كل أعضاء الملتقى , ولكنَّ الحبَّ في الله باعثٌ على التناصحِ وتقويم الخلل لا على التغاضي عنهُ ومجاملة الأحبة , وأنا أعتذرُ لك إن كنت رأيتَ في كلامي قسوةً أو فهمتَ منهُ غير وجهه الذي سيق له.
ـ[ابو عبدالرحمن محمد العمري]ــــــــ[24 - 07 - 10, 07:37 ص]ـ
لعل هذا يفيدكم
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=10204(1/390)
من هو ابن الجزري رحمه الله؟؟
ـ[ابوعبدالله السلفي]ــــــــ[24 - 05 - 03, 12:40 م]ـ
السلام عليكم و رحمة تالله و بركاته:
من يعرف ترجمة و سيرة و مؤلفات ابن الجزري رحمه الله العالم؟؟
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[24 - 05 - 03, 02:45 م]ـ
شيخ القراء الإمام الحافظ ابن الجزري (751 _ 833هـ)
ألقابه واسمه وكنيته
هو الحافظ الحجة الثبت المدقق، فريد العصر، ونادر الدهر، إمام الأئمة، قاضي القضاة، سند المقرئين، رأس المحققين الفضلاء، رئيس المدققين النبلاء، شيخ شيوخ الإقراء غير منازع، عمدة أهل الأداء، صاحب التصانيف التي لم يسبق مثلها، ولم ينسج على منوالها، بلغ الذروة في علوم التجويد وفنون القراءات، حتى صار فيها الإمام الذي لا يدرك شأوه، ولا يشق غباره. هو محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف الجزري الدمشقي العمري الشيرازي الشافعي، وكنيته أبو الخير، وأطلق على نفسه لقب السلفي كما أتى في منظومته في علم الرواية في الحديث والمسمى بالهداية في علم الرواية: يقول راجي عفو رب رؤف محمد بن الجزري السلفي. عُرِفَ بابن الجزري، ونسب إلى الجزري كما أتى في المنح الفكرية للشيخ ملا علي القاري، نسبة إلى جزيرة ابن عمر ببلاد الشرق [بلدة في تركستان]، كذا ذكره ابن المصنف وتبعه من بعده في إجماله، وفي القاموس: بلد شمال الموصل [تركيا] تحيط به دجلة مثل الهلال، والله أعلم بالحال، والمراد بابن عمر الذي نُسب إليه هو (عبدالعزيز بن عمر) [1] وهو رجل من أهل برقعيد من عمل الموصل، بناها فنُسبت إليه، نص على ذلك العلامة أبو الوليد بن الشحنة الحنفي، في تاريخه (روضة المناظر في علم الأوائل والأواخر) فليس بصحابي كما توهمه بعضهم. اهـ. [2]. و ورد في كتاب الفوائد التجويدية في شرح المقدمة الجزرية، نسبة إلى جزيرة ابن عمر بن الخطاب الثعلبي حوالي عام 961م، وكانت ميناء أرمينية [3].
ولادته
ولد _ رحمه الله _ يوم الجمعة ليلة السبت الخامس والعشرين من شهر رمضان سنة إحدى وخمسين وسبعمائة هجرية، (الموافق 30 من شهر نوفمبر 1350ميلادية) داخل خط القصاعين بين السورين بدمشق الشام. وهو كردي الأصل [4]. قصة ولادته: كان أبوه تاجراً، ومكث أربعين سنة لم يرزق ولداً، فحج وشرب من ماء زمزم، وسأل الله تعالى أن يرزقه ولداً عالماً [5]، فولد له ابنه محمد هذا بعد صلاة التراويح.
نشأته
نشأ رحمه الله تعالى في دمشق الشام، وفيها حفظ القرآن وأكمله وهو ابن ثلاثة عشر عاماً، وصلى به وهو ابن أربعة عشر. كان رحمه الله صاحب ثراء ومال، وبياض وحمرة، فصيحاً بليغاً
تحصيله العلمي
اتجهت نفسه الكبيرة إلى علوم القراءات فتلقاها عن جهابذة عصره، وأساطين وقته، من علماء الشام ومصر والحجاز إفراداً وجمعاً بمضمن كتب كثيرة، كالشاطبية والتيسير والكافي والعنوان والإعلان والمستنير والتذكرة والتجريد وغيرها من أمهات الكتب وأصول المراجع، ولم يكن الإمام ابن الجزري رحمه الله عالماً في التجويد والقراءات فحسب بل كان عالماً في شتى العلوم من تفسير وحديث وفقه وأصول وتوحيد وبلاغة ونحو وصرف ولغة وغيرها
شيوخه
ليس من السهل أن يستقصي المرء الشيوخ الذين أخذ عنهم الإمام ابن الجزري رحمه الله لأنهم كانوا عالماً يفوق الحصر، ولكنا نذكر منهم ما قدمته لنا كتب التراجم ومن كتب الشراح لمنظوماته. ممن تلقى عنهم علوم القراءات والتجويد: - من علماء دمشق: العلامة أبو محمد عبدالوهاب بن السُّلاَر، والشيخ أحمد بن إبراهيم الطحان، والشيخ أبو المعالي محمد بن أحمد اللبان، والشيخ أحمد بن رجب، والقاضي أبو يوسف أحمد بن الحسين الكفري الحنفي. (الزبيدي 31) - من علماء مصر: الشيخ أبو بكر عبدالله بن الجندي، والعلامة أبو عبدالله محمد بن الصائغ، والشيخ أبو محمد عبدالرحمن بن البغدادي، والشيخ عبدالوهاب القروي. (الزبيدي 31) - من علماء المدينة المنورة: لما رحل إلى مكة لأداء فريضة الحج سنة 768هـ، قرأ بمضمن كتابي الكافي والتيسير على الشيخ أبي عبدالله محمد بن صالح الخطيب، الإمام بالمدينة المشرفة. (غاية النهاية 247 ج2) وممن تلقى عنهم الحديث والفقه والأصول والمعاني والبيان: تلقى هذه العلوم رحمه الله من خلق كثير من شيوخ مصر منهم، الشيخ ضياء الدين سعد الله القزويني، وأذن له بالإفتاء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/391)
سنة 778هـ، والشيخ صلاح الدين محمد بن إبراهيم بن عبدالله المقدسي الحنبلي، والإمام المفسر المحدث الحافظ المؤرخ أبي الفداء إسماعيل بن كثير صاحب التفسير المعروف، وهو أول من أجاز له بالإفتاء والتدريس سنة 774هـ، وكذلك شيخ الإسلام البلقيني سنة 785هـ
من مناصبه
جلس للإقراء تحت قبة النسر بالجامع الأموي للتعليم والإقراء سنين عديدة، وولي مشيخة الإقراء الكبرى بتربة أم الصالح بعد وفاة شيخه أبي محمد عبدالوهاب السلار، وولي قضاء دمشق عام 793هـ، وكذا ولي القضاء بشيراز، وبنى بكل منهما للقراء مدرسة ونشر علماً جماً، سماهما بدار القرآن [1]. ولي مشيخة الإقراء بالعادلية، ثم مشيخة دار الحديث الأشرفيَّة [2]. وولي مشيخة الصلاحية ببيت المقدس وقتاً
تلامذته
أخذ عنه القراءات طوائف لا يحصون كثرة وعدداً، منهم من قرأ بمضمن كتاب واحد، ومنهم من قرأ بمضمن أكثر من كتاب، فممن كمل عليه القراءات العشر بالشام ومصر ابنه أبوبكر أحمد الذي شرح طيبة النشر، والشيخ محمود بن الحسين بن سليمان الشيرازي، والشيخ أبوبكر بن مصبح الحموي، والشيخ نجيب الدين عبدالله بن قطب بن الحسن البيهقي، والشيخ أحمد بن محمود بن أحمد الحجازي الضرير، والمحب محمد بن أحمد بن الهايم، والشيخ الخطيب مؤمن بن علي بن محمد الرومي، والشيخ يوسف بن أحمد بن يوسف الحبشي، والشيخ علي بن إبراهيم بن أحمد الصالحي، والشيخ علي بن حسين بن علي اليزدي، والشيخ موسى الكردي، والشيخ علي بن محمد بن علي بن نفيس، والشيخ أحمد بن إبراهيم الرماني. ومن اليمن: الشيخ عثمان بن عمر بن أبي بكر بن علي الناشري الزبيدي العدناني من علماء زبيد اليمن عام 828هـ،شارح الدرة المضية في القراءات الثلاث
فصل
قال الحافظ ابن حجر: (ثم جرت له كائنة مع قُطْلُبَك استادار أيْتَمُش، ففرَّ منه إلى بلاد الروم، فاتصل بالملك أبي يزيد بن عثمان، فأكرمه وعظمه، وأقام عنده بضع سنين، إلى أن وقعت الكائنة العظمى التي قتل فيها ابن عثمان، فاتصل ابن الجزري بالأمير تيمو، ودخل معه بلاد العجم) اهـ. وبعد موت الأمير تيمور سنة 807هـ، خرج من بلاد ما وراء النهر، فوصل إلى خراسان ودخل مدينة هراة، ثم وصل إلى يزد ثم إلى أصبهان فقرأ عليه للعشرة في هذه المدن جماعة منهم من أكمل ومنهم من لم يكملوا، وتوجه إلى شيراز سنة 808 هـ، فأمسكه سلطانها، فقرأ عليه جماعة بها وانتفعوا به، وأُلزم بالقضاء كُرْهاً، فقام به مدَّةً طويلة [2]. ثم تمكن من الخروج منها إلى البصرة فقرأ عليه أبو الحسن الأصبهاني، ثم توجَّه للحج سنة 822هـ، هو مع المولى معين الدين بن عبدالله قاضي كازرون فوصلا إلى قرية عنيزة بنجد ثم توجها منها لأداء الفريضة فلم يتمكنا من الحج في هذه السنة، لاعتراض الأعراب ـ قطَّاع الطريق ـ لهما، ثم حجَّا في التي تليها، وجاور بمكة والمدينة، ثم رجع إلى شيراز. وفي سنة 827هـ قدم دمشق، ثم القاهرة وأقرأ وحدَّث، ثم رحل إلى مكة فاليمن تاجراً، وحدث بها، ووصله ملكُها، فعاد ببضائع كثيرةٍ، وحجَّ سنة 828 هـ، ثم دخل القاهرة في أول سنة 829 هـ فمكث بها مدة ثم توجه إلى الشام، ثم إلى شيراز عن طريق البصرة
مؤلفاته
كان رحمه الله غزير الإنتاج في ميدان التأليف، في أكثر من علم من العلوم الإسلامية، وإن كان علم القراءات هو العلم الذي اشتهر به، وغلب عليه. ويعكس تنوع موضوعات مؤلفاته تنوع عناصر ثقافته، إلى جانب كتب القراءات وعلوم القرآن، كتباً في الحديث ومصطلحه، والفقه وأصوله، والتأريخ والمناقب، وعلوم العربية، وغير ذلك [2]. ويقول الأستاذ علي بن محمد العمران محقق كتاب منجد المقرئين ومرشد الطالبين للإمام ابن الجزري: فقد تجاوز عدد مصنفاته التسعين كتاباً …… وأكبر قائمة رأيتها في تعداد مؤلفاته هي التي صنعها الأستاذ/ محمد مطيع الحافظ، ونشرها مركز جمعة الماجد عام (1414)، فقد ذكر فيها سبعة وثمانين عنواناً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/392)
أولاً:كتب القراءات والتجويد [1]: 1 - تحبير التيسير في القراءات العشر ـ مطبوع. 2 - تقريب النشر في القراءات العشر ـ مطبوع. 3 - التمهيد في علم التجويد ـ مطبوع. 4 - طيبة النشر في القراءات العشر ـ نظم ـ مطبوع. 5 - المقدمة فيما على قارئ القرآن أن يعلمه ـ المشهورة بالمقدمة الجزرية _ نظم ـ مطبوع. 6 - منجد المقرئين ومرشد الطالبين ـ مطبوع. 7 - النشر في القراءات العشر ـ مطبوع. 8 - إتحاف المهرة في تتمة العشرة. 9 - أصول القراءات. 10 - إعانة المهرة في الزيادة على العشرة ـ نظم. 11 - الإعلام في أحكام الإدغام ـ شرح في أرجوزة أحمد المقري. 12 - الألغاز الجزرية، وهي أرجوزة ضمنها أربعين مسألة من المسائل المشكلة في القرآن. 13 - الإهتداء إلى معرفة الوقف والابتدا. 14 - تحفة الإخوان في الخلف بين الشاطبية والعنوان. 15 - التذكار في رواية أبان بن يزيد العطار. 16 - التقييد في الخلف بين الشاطبية والتجريد. 17 - التوجيهات في أصول القراءات. 18 - جامع الأسانيد في القراءات. 19 - الدرة المعنية في قراءات الأئمة الثلاثة المرضية. 20 - رسالة في الوقف على الهمز لحمزة وهشام. 21 - العقد الثمين في ألغاز القرآن المبين ـ شرح لقصيدته المسماة الألغاز الجزرية. 22 - غاية المهرة في الزيادة على العشرة ـ نظم. 23 - الفوائد المجمعة في زوائد الكتب الأربعة. 24 - نهاية البررة فيما زاد على العشرة ـ نظم في قراءة ابن محيصن والأعمش والحسن البصري. 25 - هداية البررة في تتمة العشرة ـ نظم. 26 - هداية المهرة في ذكر الأءمة العشرة المشتهرة. 27 - البيان في خط عثمان.
ثانياً كتب الحديث وعلومه: 1 - الأربعون حديثاً. 2 - الأولية في أحاديث الأولية. 3 - البداية في علوم الرواية. 4 - تذكرة العلماء في أصول الحديث ـ مختصر جعله بداية لمنظومته المسماة بالهداية إلى معالم الرواية. 5 - التوضيح في شرح المصابيح ـ في ثلاث مجلدات، وهو شرح مصابيح السنة للبغوي. 6 - جنو الحصن الحصين ـ مختصر كتابه الحصن الحصين الآتي. 7 - الحصن الحصين من كلام سيد المرسلين ـ في الأذكار والدعوات ـ مطبوع. 8 - عدة الحصن الحصين ـ مختصر آخر للحصن الحصين. 9 - عقد اللآلي في الأحاديث المسلسلة العوالي. 10 - القصد الأحمد في رجال مسند أحمد. 11 - المسند الأحمد فيما يتعلق بمسند أحمد. 12 - المصعد الأحمد في ختم مسند أحمد ـ مطبوع. 13 - مفتاح الحصن الحصين ـ وهوشرح للحصن الحصين. 14 - مقدمة علوم الحديث ـ نظم. 15 - الهداية في علم الرواية ـ نظم. طبع مع شرحه في مجلدين تحت عنوان (الغاية في شرح الهداية في علم الرواية) الشارح الإمام محمد بن عبدالرحمن السخاوي (831 - 902هـ).
ثالثاً كتب التاريخ والفضائل والمناقب: 1 - الإجلاء والتعظيم في مقام إبراهيم. 2 - أسنى المطالب في مناقب علي بن أبي طالب ز 3 - تاريخ ابن الجزري. 4 - التعريف بالمولد الشريف. 5 - ذات الشفا في سيرة المصطفى ومن بعد من الخلفا ـ منظومة. 6 - ذيل طبقات القراء للذهبي. 7 - الرسالة البيانية في حق أبوي النبي. 8 - عرف التعريف بالمولد الشريف. وهو مختصر كتاب التعريف للمؤلف. 9 - غاية النهاية في أسماء رجال القراءات ـ وهو مختصر من كتاب طبقات القراء الكبير للمؤلف ـ مطبوع. 10 - فضل حراء. 11 - مختصر تاريخ الإسلام للذهبي. 12 - مشيخة الجنيد بن أحمد البلياني ـ من تخريج ابن الجزري. 13 - نهاية الدرايات في أسماء رجال القراءات ـ وهو طبقات القراء الكبير.
رابعاً كتب أخرى: 1 - الإبانة في العمرة من الجعرانة. 2 - أحاسن المنن. 3 - الإصابة في لوازم الكتابة. 4 - الإعتراض المبدي لوهم التاج الندي. 5 - التكريم في العمرة من التنعيم. 6 - تكملة ذيل التقييد لمعرفة رواة السنن والأسانيد. 7 - الجوهرة في النحو ـ منظمومة. 8 - حاشية على الإيضاح في المعاني والبيان لجلال الدين القزويني. 9 - الذيل على مرآة الزمان للنوي. 01 - الزهر الفائح في ذكر من تنزه عن الذنوب والقبائح ـ وهي رسالة في الحث على الفضيلة. 11 - شرح منهاج الأصول
. 12 - عوالي القاضي أبي نصر. 13 - غاية المنى في زيارة منى. 14 - فضائل القرآن. 15 - كفاية الألمعي في آية [يا أرض ابلعي]. 16 - مختار النصيحة بالأدلة الصحيحة. 17 - منظومة في الفلك. 18 - منظومة في لغز. 19 - المولد الكبير، وهو في سيرة النبي 20 - وظيفة مسنونة.
وفاته
توفي رحمه الله تعالى، ضحوة يوم الجمعة لخمس خلون من أول الربيعين سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة بمنزله بسوق الإسكافيين بمدينة شيراز. ودفن بدار القرآن التي أنشأها بها عن اثنين وثمانين سنة رحمه الله تعالى، ورضي عنه، وجعل الجنة منزله ومثواه، وجزاه عن القرآن الكريم خير ما يجزي به الصالحين المخلصين
ـ[ابوعبدالله السلفي]ــــــــ[24 - 05 - 03, 03:04 م]ـ
جزاك الله كل خير يا شيخ ابوخالد السلمي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/393)
ـ[ابو الوفا العبدلي]ــــــــ[25 - 05 - 03, 06:59 م]ـ
جزى الله الشيخ الفاضل أبا خالد السلمي خيرا بما ذكر , فقد أفاد وأجاد.
وقال ابن الجزري:
أشهد بالله وآياته ××××××××××× شهادة أرجو بها عتقي
أن أبا بكر ومن بعده ××××××××××× ثلاثة أئمة الصدق
أربعة بعد النبيين هم ×××××××××××× بغير شك أفضل الخلق
من لم يكن مذهبه هكذا ×××××××× فإنه زائغ عن الحق
وصدق لله دره.
ـ[الألوسي]ــــــــ[18 - 03 - 06, 04:29 م]ـ
من فضلكم
11 - المسند الأحمد فيما يتعلق بمسند أحمد.
وتاريخ ابن الجزري هل طُبعا؟
--------
15 ـ المسند الأحمد على مسند الإمام أحمد: للشيخ جمال الدين القاسمي (ت:1332هـ).
http://www.awu-dam.org/trath/99-100/turath99-100-020.htm
هل طبع؟
وما قيمته الحديثية؟
أرجو الإجابة للضرورة , فإني في حاجة ماسة لمعرفة كل هذا
جزا الله من أغاث ملهوفا خيرا ..
ـ[ابو الحسن الشرقي]ــــــــ[18 - 03 - 06, 05:27 م]ـ
جزاكم الله خيراً ورفع قدركم.
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[23 - 10 - 06, 08:15 م]ـ
هل يوجد اثنان بنفس الاشتراك ابو عبد الله السلفي يجب ضبط وتمييز اسامي المشتركين
اين التقنيين في الملتقى.
ـ[محمد بن حسن أبو خشبة]ــــــــ[23 - 10 - 06, 08:29 م]ـ
هل يوجد اثنان بنفس الاشتراك ابو عبد الله السلفي يجب ضبط وتمييز اسامي المشتركين
اين التقنيين في الملتقى.
يمكنك أن تطلب تغيير اسمك، فالأخ قد سبقك في التسجيل بهذا الاسم.
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[24 - 10 - 06, 02:26 ص]ـ
لست اعلم لذلك سألت عن التقنيين ولا يمكن ان اعرف جميع الاعشاء اخواننا هذا مستحيل.
عجيب منك هذا التدخل اخي الفاضل.
ـ[محمد بن حسن أبو خشبة]ــــــــ[24 - 10 - 06, 04:27 ص]ـ
الأخ اسمه: (ابوعبدالله) وأنت (ابو عبد الله)، والفرق واضح، والتقنية إنما تكون للتشابه التام.
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[24 - 10 - 06, 06:14 ص]ـ
ليس الا من باب التحري في الضبط في الاسماء كما تعلمناه من كتب المتفق والمفترق في كتب علماء الحديث لا غير واتمنى ايها الفاضل ان يكون واضحا.
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[24 - 10 - 06, 06:44 ص]ـ
لكن الذي يظهر ان الاخ قد غاب طويلا نسأل الله تعالى ان يكون بخير وفي نعمة.(1/394)
آخر أخبار تفسير الشيخ عبدالرحمن الدوسري
ـ[الرايه]ــــــــ[31 - 05 - 03, 12:11 ص]ـ
صدر من تفسير الشيخ - رحمه الله - بضعة أجزاء في زمن مضى وكان اسم تفسيره ((صفوة الآثار والمفاهيم من تفسير القرآن العظيم))
واعتنى به الباحث محمد الربيعة برسالته للماجستير من قسم القرآن وعلومه في كلية أصول الدين بالرياض والتي بعنوان " منهج الدوسري في تفسيره " وستطبع هذه الدراسة قريباً.
أما كتاب تفسير الشيخ الدوسري فالدار التي تتولى طبعه هي ((دار المغني)) وسيخرج خلال أشهر في تسع أو عشر مجلدات.
المصدر ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=250)(1/395)
ما هو حكم علم المقامات لقراءة القرآن الكريم؟
ـ[طويلب علم صغير.]ــــــــ[08 - 06 - 03, 01:37 ص]ـ
### الكلام التالى منقول من احد مواقع القرآن الكريم ###
"مقدمة في علم المقامات
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " زينوا القرآن بأصواتكم "
و قال أيضا " ليس منا من لم يتغن بالقرآن " و من هذا المنطلق نبدأ رحلة تعلم المقامات بإذن الله و اعلم أخي المتعلم أنه كما للشمس أطياف و ألوان فللأصوت أطياف و ألوان كذلك ولكن قبل أن نبدأ بهذه الألوان لا بد من التعرف على المصطلحات الآتية:
1.المقام الصوتي: المقام الصوتي هو الطابع الموسيقي الذي يمتاز به صوت معين .. فالديك يعطي مقام الصبا و الأسد يعطي مقام الرست و هكذا .. و سنستخدم في الموقع أمثلة من تلاوات مرتلة لأنها أسهل في الفهم و أبسط من المجود .. و بعد التعمق في المادة سنبين أمثلة من التلاوة المجودة ..
2. السلم الموسيقي: يعني درجات ارتفاع الصوت أو انخفاضه بشكل منسق متدرج منتظم فّإذا ما تم القفز عن درجة ما فإنه ييصبح صوت ناشز. (صوت النزول)
3. النشاز: يعني الخروج من مقام إلى آخر غير متناسق من المقام الأصلي. وهو غير مريح للأذن المستمعة.
4. القرار: انخفاض في عدد اهتزاز النبرات الصويتة و قد يعني عرفا الجواب الموسيقي. (و هو يبدو واضحا في بداية القراءة عند القراء)
5. الجواب:و هو ازدياد نسبي في عدد اهتزاز النبرات الصوتية و قد يعني عرفا السؤال الموسيقي .. و قد يعني صوتا يوحي بعدم اكتمال الحدث أو القصص أو الموضوع
- مثال حقيقي للقرار والجواب: إن الإمام الناجح في التلاوة يستطيع أن يعطي صوتا موسيقيا يوحي بنهاية التكبيرات أثناء الصلاة باستخدام القرار و الجواب.و الإمام الذي لا يتقيد بهذا الفن كثيرا ما يخلط الأمر على المصلين من خلفه فمنهم من يجلس و منهم من يقوم. و خاصة عند استخدام الجواب في التكبيرة الأخيرة للجلوس. و اعلم أخي المتعلم الكريم أن هناك جامعات تعلم هذه المقامات للمقرئين المتقنين و اعلم أنه لا يمكن للمقرئ أن يقرأ إلا بهذه المقامات .. و منهم من يتقن هذه المقامات و منهم غير ذلك .. فمثلا الحذيفي يقرأ بمقام الرست أما الشاطري مثلا فيقرأ على مقام نهاوند و هكذا .. و عبدالباسط ينوع بعدة مقامات .. "
ما حكم علم المقامات؟!!!
ـ[سامى]ــــــــ[08 - 06 - 03, 02:19 ص]ـ
أخى الحبيب
لو كان خيرا لرأيت الصحابة والسلف الصالح أحرص الناس عليه مع وجود الترغيب فى الصوت الحسن فى الكتاب والسنة الصحيحة مع ذالك
لم يتعلموا علم المقامات ولم يعلموه
فالقراءة على المقامات تعمدا هو من التكلف
فعليك ب ((رؤية)) كلام أهل العلم فيه فى كتاب عظيم المحتوى
وهو (بدع القراء) لبكر أبو زيد
وحياك الله أخى وأسأل الله أن تكون طالب علم كبير Question
ـ[ابراهيم المحسن]ــــــــ[09 - 06 - 03, 12:38 ص]ـ
اخونا الكريم في كتاب الشيخ عبدالعزيز قاري سنن القراء ومناهج المجودين فصل كامل عن القراءة بالالحنان ومما قاله (ان تحسين الصوت بالقران على وجه الاجمال لا نزاع فيه بين العلماء لكن الاختلاف بينهم في القدر الزائد على ذلك وهو الاستعانه بالالحان وقانونها في تحسين الصوت والتغني بالقران، فذهب الى اباحة ذلك ابو حنيفة واصحابه والشافعي واصحابه بل قال الفوراني من الشافعيه يستحب وممن ذهب الى الاباحه ابن المبارك والنضر بن شميل وعطاء قال محمدب بن نصر قال ابن جريج قلت لعطاء القراءة على الغناء؟ قال وما بأس بذلك؟
وذهب الى الكراهه مالك واحمد في رواية وسعيد بن المسيب وسعيد بن جبير والقاسم بن محمد والحسن البصري وابن سيرين والنخعي وهو مروي عن انس بن مالك رضي الله عنه .....................
ونقل عبد الوهاب المالكي التحريم عن مالك وحكاه ابو الطيب الطبري والماوردي وابن حمدان الحنبلي عن جماعة من اهل العلم والذي نختاره بعد دراسة النصوص واقوال السلف ان الاستعانه بالالحان وقانونها لتحسن الصوت بالقران لا باس به بشرروط اربعه
1 الا يطغى ذلك على صحة الاداء ولا على سلامة احكام التجويد ......
2 الا يتعارض التلحين والتنغيم مع وقار القران وجلاله ومع الخشوع والادب معه ...................
3 ان يميل عند القراءة الى التحزين فانه اللحن المناسب لمقام القران ................
4 ان ياخذ من الالحان ويستعين بها على قدر حاجته الى تحسين صوته ............... ) سنن القراء ومناهج المجودين ص 95 وما بعدها
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[09 - 06 - 03, 09:32 ص]ـ
أخي إبراهيم المحسن
بارك الله فيك على النقول التي ذكرتها
وأزيدك شرطا تلقيناه عن مشايخنا، وإن كان متضمنا في الشروط التي ذكرتها، ألا وهو حرمة القراءة على لحن أغنية بحيث يميّزه السامع
وحبذا لو يقوم أحد الأخوة بإغناء الموضوع وإيراد المزيد من النقولات عن المتقدمين في هذا الباب
وأذكر أثرا ذكره ابن القيم في "الفوائد" أو "الجواب الكافي"، أن الصحابة كانوا يجتمعون عند أبي موسى الأشعري يسمعون منه تلاوة القرآن، فهل يفيدنا أحد حول هذا الأثر؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/396)
ـ[عبد السلام هندي]ــــــــ[09 - 06 - 03, 02:04 م]ـ
قرأت في كتاب عن حياة أحد مشاهير القراء المصريين أنه بعد وفاته وجدت في غرفة نومه أسطوانات موسيقا كلاسيكية وسيمفونيات .. مما يدل أنه سمع مثل هذه الأشياء وكان لها أثر في صقل موهبته .. !!
لا أذكر اسمه حتى لا تكون غيبة
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[09 - 06 - 03, 02:45 م]ـ
أخي الكريم عبد السلام
لقد أدهشتني مشاركتك، ليس لأن ما فيها غريبا، بل لأنك ذكرتها مندهشا!!!
أزيدك، مقرئ مصر الحالي، الشيخ سيد متولي عبد العال، قال عن نفسه أنه تعلم المقامات الموسيقية على العود ...
أحد قراء مصر المشهورين، والذي يلقب بمقرئ مصر الأول، قيل أن أم كلثوم كانت تنتظر أسطواناته بلهفة لسماعها لتتعلم منه النغم، وقيل أن خلافا نشب بينه وبين محمد عبدالوهاب (المغني) لأن الأخير سرق منه لحن آية ووضعها في أغنية!!! وكاد هذا الخلاف أن يصل إلى المحاكم!!! إضافة لكونه عازف بيانو درجة أولى وله صور وبجواره البيانو ..
وأخبرني أحد الشباب، هداه الله، وهو طالب في المعهد الموسيقي بالقاهرة، أنه في أول عام من دراسته هناك، طلب الأساتذة منهم أن يقوموا بشراء أشرطة معيّنة لهذا "المقرئ" ويسمعوها بروية وتأن ليتم بعدها مناقشة الألحان والمقامات التي أتى عليها المقرئ في تلاوته!! ..
ملاحظة: هذا المقرئ ليس الشيخ عبدالباسط عبدالصمد رحمه الله، فعبدالباسط كان معروفا بقلة باعه في علم المقامات، وإنما كان يمتلك حنجرة قوية ..
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[09 - 06 - 03, 02:58 م]ـ
أخي الفاضل عبد السلام
إن ما ذكرته من الأمور أعلاه لا يعني حرمة تعلم المقامات، فهناك العديد ممن يعلّمون المقامات من خلال الصوت من دون استخدام آلات موسيقية وقد وقفت على سبعة أشرطة تعلم المقامات دون آلات موسيقية.
وأعرف أحد الأخوة المبرّزين في علم التجويد والتلاوة مع صوت حسن ندي، تعلّم المقامات من تلقاء نفسه دون معلم وفاز بالجائزة الأولى في إحدى مسابقات التجويد والتي يرتكز التحكيم فيها على معيارين: ضبط الأحكام وجمال الصوت.
فتعلم المقامات مع الإلتزام بالشروط التي ذكرها الأخ إبراهيم المحسن كاف بإذن الله، هذا وما زلنا ننتظر تعليقات الأخوة المشايخ وفقهم
ـ[ابراهيم المحسن]ــــــــ[09 - 06 - 03, 10:02 م]ـ
احبابي الكرام
اما عن اخواننا المصريين حدثني احد الاخوة والعهده عليه ان الحكومة المصرية لا تجيز لاحد ان يسجل مصحفا في الاذاعة الا اذا درس في المعهد المسيقي؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! (خوش قراء)
اما المقامات فهي فالاصل موجود في طبع الانسان بمعنى انه ليس اختراعا ابتدعه ا لانسان وانما هو اكتشاف مثل العروض
كما ان كل انسان لابد ان يقرأ بمقام معين وان كان يجهل انه يقرا بالمقامات وقد حدثني احد القراء المعروقين ممن يقرؤون في الاذاعة السعودية وكان يجهل المقامات قال قال لي الذي كان يشرف على التسجيل انك تقرأ بمقامين وطلب منه ان يتعلم لكن صاحبنا رفض ان يتعلمها لما فيها من الشبهه
والقراءة النجدية تعتبر مقاما من المقامات لان لها طريقتها ا لمميزة في القراءة
اما عن اخواننا المصريين من القراء فاللاسف ان الذين سمعت منهم لا يحرصون الا على ان يطرب المستمع بغض النظر عن احكام التجويد والقراءات والمقامات بل ان بعضهم يأتي بقراءة لم يقرأ بها احد من السبعة ولا العشرة (ل ولا العشرين)
والله المستعان على ما يصفون
اخونا ابو حسن الشامي ارجو ان تدلني على هذه الاشرطه السبعة ان كانت موجودة على الشبكة او تدلني على التسجيلات
ـ[المحب الكبير]ــــــــ[09 - 06 - 03, 10:40 م]ـ
عرض علي أحد الإخوة أن نقرأ سويا على شيخ أخذ عن الزيات، لكني
ترددت لما علمت أنه يجيد هذه المقامات.
ليت أبا خالد السلمي يدلي بدلوه، جزاه الله خيرا.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[10 - 06 - 03, 09:59 ص]ـ
من الأمور التي علمتها من حال الشيخ محمد صديق المنشاوي أنّه لم يتعلم فن المقامات ومع ذلك فمن يسمعه يظنه دارساً لها فسبحانه الوهاب الذي وهب الشيخ محمد صديق المنشاوي رحمه الله صوتاً حزيناً لا مثل له فيما أعلم إلا أن يُقَلّد والله الموفق
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[10 - 06 - 03, 10:14 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة ابراهيم المحسن
والقراءة النجدية تعتبر مقاما من المقامات لان لها طريقتها ا لمميزة في القراءة
اما عن اخواننا المصريين من القراء فاللاسف ان الذين سمعت منهم لا يحرصون الا على ان يطرب المستمع بغض النظر عن احكام التجويد والقراءات والمقامات بل ان بعضهم يأتي بقراءة لم يقرأ بها احد من السبعة ولا العشرة (ل ولا العشرين)
والله المستعان على ما يصفون
أظن الشيخ الحصري استثناء عن القاعدة، فهو ملتزم إلى حد علمي بكل تفاصيل التجويد. ولعل شيخنا أبو خالد يخبرنا المزيد عن أحوال المقرئين هناك. لكن هناك البعض .... الله المستعان. تشعر فعلاً أنه يجود على ألحان البيانو أو العود!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/397)
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[10 - 06 - 03, 11:01 ص]ـ
مشايخنا الكرام _ أحسن الله إليكم أجمعين _
خلاصة ما ذكره أهل العلم وتفضلتم بنقله أن تعلم المقامات واستعمالها في تلاوة القرآن الكريم إن كان مصحوبا بالمعازف وآلات اللهو فهو محرم بلا ريب.
وأما إن كان غير مصحوب بالمعازف فالمذاهب فيه أربعة: استحباب وإباحة وكراهة وتحريم.
والذي أميل إليه أن قراءة القرآن بالألحان مكروهة، وينبغي للمسلم أن يجتنبها وأن يكتفي بتحسين الصوت ومراعاة أحكام التجويد بلا تكلف، وأقل مساوئ القراءة بالألحان أنها تذهب الخشوع.
وأما القراء المصريون فكما لا يخفى عليكم هم طائفتان:
1) الطائفة الأولى: مقرئو الإذاعات _ عفا الله عنهم _ وهؤلاء غالبا يتقنون هذه المقامات الموسيقية ويقرؤون بمقتضاها، ومنهم من تعلم الموسيقى في المعاهد الموسيقية، وأكثر الإذاعات المصرية حاليا تعقد امتحانا في المقامات الموسيقية للمقرئين المرشحين للقراءة في الإذاعة ولا تعين إلا من يجتاز هذه الامتحانات.
2) الطائفة الثانية: علماء القراءات، وقد رأيت كثيرا منهم وعلمت منهم أنهم لم يتعلموا هذه المقامات ولا يقرؤون بمقتضاها، وهؤلاء في العادة لا يقرؤون في الإذاعات، وإنما يعلمون القراءات في المساجد والمعاهد وفي بيوتهم.
وأما عن نفسي فقد عافاني الله تعالى فنفرني من هذه المقامات فلم أتعلمها ولم أرغب في تعلمها، ولكني التقيت بكثيرين ممن يتقنونها، وبعضهم كان يصلي خلفي التراويح، ثم يجلس معي بعد الصلاة فيقول لي الربع الفلاني قرأتَه بمقام الصَبا أو بمقام البيّاتي أو مقام كذا وكذا، والآية الفلانية أو خاتمتها انتقلت فيها إلى المقام الفلاني، وهكذا.
فالشاهد من هذا أن المسلم إذا قرأ بما يوافق قواعد التجويد وتغنى بالقرآن فحسّن صوته ما استطاع فإنه قد يوافق أوزان بعض المقامات ولو لم يتعمد، تماما مثل العروض فالإنسان الذي لم يتعلمه إذا تكلم بكلامه المعتاد وسمعه من يتقن العروض وجد أن بعض كلامه يوافق أوزان بعض البحور، رغم أن قائلها ليس بشاعر ولم يقصد أن يقول شعرا، فهذا الفرق بين مجيء هذه المقامات سجية بلا تكلف، وبين تكلفها ولي اللسان بالآيات لتوافقها، والله أعلم.
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[10 - 06 - 03, 12:11 م]ـ
الشيخ الكريم أبو خالد وفقه الله
لقد تسجّلت في هذا المنتدى المبارك بغية الإستفادة منه ومن المشايخ الكرام الذين يكتبون فيه، و والله إني أخجل من نفسي إذا أردت أن أعقّب على كلام شيخ فاضل من أمثالكم ..
لكن خبرتي البسيطة في هذا المجال، ومتابعتي لإصدارات القراء المصريين بالذات، حيث أن عدد أشرطتهم وأسطواناتهم عندي تعدّ بالمئات، يشجعاني بأن أسمح لنفسي بالقول بأن تعلّم المقامات والقراءة عليها لا يقدح في أحكام التلاوة، لمن كان متقنا للأحكام ومخارج الحروف وصفاتها، فمقرئ مصر الحالي، الشيخ سيد متولي، والذي ذكرت أنه تعلم المقامات على العود (طبعا أنا لا أوافقه) ذكر أحد المشايخ القراء أنه نادرا ما يخرج في تلاوته على أحكام التجويد، ومقرئ لبنان السابق الشيخ صلاح الدين كبارة رحمه الله والمشهور بشيخ القراء، كان أستاذا في فن المقامات ومع ذلك فإنه في تلاوته كان على قدر عال من الضبط والإتقان.
لكن المشكلة هي في "القراء" الذين يتقنون المقامات أكثر من إتقانهم لمخارج الحروف ولأحكام التلاوة، مما أعطى انطباعا بأن تعلم المقامات والقراءة عليها يدفع القارئ لليّ اللسان بالآيات أو بالتكلف فيها لتوافق المقام، وهذا غير لازم بالضرورة، فالقارئ المتقن لأحكام التلاوة وللمقامات، يعرف كيف يختار المقام المناسب لتلاوته من دون إخلال بالأحكام المطلوبة
هذا ما عندي باختصار، وحبّذا شيخنا لو تراجع بريدك الخاص
وأنت أخي إبراهيم، راجع بريدك الخاص
ـ[طويلب علم صغير.]ــــــــ[12 - 06 - 03, 10:46 م]ـ
جزى الله الأخوه الكرام خيرا على الإجابه
ـ[ابراهيم المحسن]ــــــــ[14 - 06 - 03, 02:02 ص]ـ
اخونا ابو حسن الشامي
لم اجد في بريدي اي شي منكم؟؟؟؟؟!!!!!!
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[14 - 06 - 03, 01:23 م]ـ
الشيخ أبو خالد السلمي
مازلت بانتظار ردكم على رسالتي لكم على الخاص
أخي إبراهيم المحسن
لقد أرسلت الرسالة لكم، ويظهر عندي أنكم لم تقرؤوها
عليك بالذهاب إلى "التحكم" من ثم "الرسائل الخاصة"
إذا كنت متأكدا من أنك لم تستلمها، أخبرني لأعيد إرسالها لكم
ـ[أبوالخيرالحنبلي]ــــــــ[18 - 09 - 03, 01:49 ص]ـ
سأل الله للجميع التوفيق والسداد
ـ[الخازندار]ــــــــ[18 - 09 - 03, 05:52 ص]ـ
بارك الله فيكم أجمعين ..
وقد ذكرت في مشاركة سابقة لي بخصوص هذا الموضوع أن للإمام ابن القيم - رحمه الله - كلاما متيناً في المسألة نقلها الشيخ بكر أبوزيد في كتابه (بدع القراء .. ) ولولا بعدي عن المكتبة لنقلت لكم الكلام ..
والذي أحب أن أضيفه أن الصوت (الحسن) إنما هو رزق وزعه الله على من شاء من عباده .. فكم من القراء من إذا سمعته يترنم بالقرآن حتى إنه تارة (يبكيك) وتارة (يطربك) .. وهكذا وهو لا علم له بالمقامات لا من قريب ولا من بعيد ..
مثال عليه القاريء الكويتي المشهور (مشاري العفاسي)
والعكس بالعكس .. فهناك من (يتكلف) ويتمحل في تعلم هذا الفن وتطبيقه على الآيات القرآنية .. وإذا سمعته يقرأ القرآن لا تكاد تخشع في صلاتك!!
فنسأل الله أن يرزقنا الصوت الندي الذي أشار إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله: (إن أحسن الناس صوتا بالقرآن من إذا سمعته يقرأ حسبته يخشى الله) إشارة إلى القراءة بالتحزن ..
والله الموفق ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/398)
ـ[أبو حازم المسالم]ــــــــ[11 - 10 - 03, 12:12 ص]ـ
سبحان الله ما هذا التساهل في الحكم على البدع و المبتدعة؟
لا سيما هذه البدعة الخبيثة التي ما أنزل الله بها من سلطان!
ـ[أخوكم]ــــــــ[11 - 10 - 03, 07:36 ص]ـ
أظن بل أكاد أجزم بأن القارئ خالد القحطاني حفظه الله لا يعرف شيئا عن مقام الصبا
ومع ذلك فهم في هذا الموقع يقولون هو أفضل من يؤدي ما يسمونه بمقام الصبا
:)
http://www.qquran.com/qu.php?goto=vma&mid=12
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[11 - 10 - 03, 08:17 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
أخي أبا حسن الشامي وفقه الله , ذكرت قارئ مصر الأول.
1 - لا يقدح فيه أن أم كلثوم جلست تستمع القرآن لتتعلم منه.
2 - نزاعه مع عبد الوهاب إشاعة , ولا تسأل عن الإشاعات عندنا المصريين.
وواضح جدا أنها إشاعة لأنها غير متصورة عقلا.
3 - الشيخ مصطفى إسماعيل ... آه أعني قارئ مصر الأول كما يسمونه لم يتعلم المقامات في المعهد كما يفعل المعاصرون.
ومن قرأ ترجمته علم ذلك.
4 - المهتمون بهذه المقامات على الموقع المذكور يتحدثون عن عبدالباسط كواحد من أكثر المقرئين إتقانا للمقامات
وانظر ملتقاهم هناك.
.................................................. .......
لا أقول هذا من باب تجويز الأمر
فهي بحاجة إلى مزيد بحث.
وأذكر أن لابن القيم بحثا مطولا عنها في الزاد.
.................................................. ......
وعن نفسي فأحب جدا الاستماع إلى الشيخ مصطفى
واسمعوا إن شئتم من الموقع المذكور:
http://www.qquran.com/qu.php?goto=sura&arid=34&suraid=122
وبخاصة من الدقيقة 10 وما بعدها
ولا تقلقوا فالصراخ خلفه ضئيل وإن كان موجودا
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[11 - 10 - 03, 08:24 ص]ـ
واستمعوا إلى سورة القمر من طريق الإسلام
وليس فيها من يصرخ خلفه.
http://islamway.com/sindex.php?section=chapters&recitor_id=89
ولا أنسى أن أقول أن المخالفات التى يقع فيها هؤلاء وبخاصة في مخارج الحروف أمر لا يخفى ولا ينبغي له.
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[12 - 10 - 03, 04:36 ص]ـ
أخي الفاضل الأزهري السلفي
بارك الله بكم وجزاكم كل خير
أنا أيضا أحب سماع الشيخ مصطفى اسماعيل رحمه الله. ولعلمك، لا أظن أن هناك شريطا مسجلا له ليس موجودا عندي!!! بل أظن أن عندي أشرطة له ليست عند غيري، منها ما هو مسجل له في جلسات خاصة أثناء زيارته للبنان ...
لكن يسوؤني هذا الكلام الذي يقال عنه وعن غيره من القراء، حتى لو كان عبارة عن إشاعات، فقارئ القرآن وحامله ينبغي أن تكون له منزلة في قلوب الناس، ومن كان مخلصا في حمله لكتاب الله، رفع الله منزلته بين الناس، فالله يرفع بكتابه أقواما ويخفض به آخرين ...
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[13 - 10 - 03, 03:41 ص]ـ
الحمد لله وحده ....
ترى هل من سبيل لأحصل على ما عندك من تسحيلات؟
أرجو ذلك.
ـ[أبو مالك الحنبلي]ــــــــ[14 - 10 - 03, 06:03 ص]ـ
تعقيب
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: ـ
أحب أن أضيف حول هذا الموضع بعض الشيء
فقد ذكر الإمام ابن القيم هذه المسألة بإسهاب في زاد المعاد (1/ 482) وأيضأ تكلم فيها جمع من العلماء
وكمقدمة: أن هذه المقامات معروفة منذ القدم ولكن المسميات قد تكون هي الجديدة ومثله اللهجات في المناطق فالمقامات مثل الصبا والرصد والنهاوند والبياتي وناهيك عن مقامات المناطق فأقول إذا كانت تتعلم من دون سماع الغناء والآختلاط بالفساق وعدم النكير عليه فإنها مكروهه لأنها ليست ضرورة وأما إذا وجدت تلك الأشياء فهي حرام
وأما لحون الأعاجم فإنها تحرم لأنها تزيد لحد جعل الحركات حروفاً كما هو عند الإيرانيين والأتراك وغيرهم
وقد جاء في هذا المعنى حديث وكأن ابن القيم رحمه الله يميل الى تحسينه وهو ماروي عن النبي صلى الله عليه وسلم (إقرأوا القرآن بلحون العرب وأصواتها , وإياكم ولحون أهل الكتاب والفسق , فإنه سيجيء من بعدي أقوام يرجعون بالقرآن ترجيع الغناء والنوح, لايجاوز حناجرهم , مفتونة قلوبهم وفلوب الذين يعجبهم شأنهم).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/399)
قال الإمام بن القيم:رواه أبو الحسن رزين في (تجريد الصحاح) ورواه أبو عبدالله الحكيم الترمذي في (نوادر الأصول) واحتج به القاضي أبو يعلى في (الجامع) واحتج معه بحديث آخر أنه ذكر شرائط الساعة وذكر أشياء منها (أن يتخذ القرآن مزامير يقدمون أحدهم ليس بأقرئهم ولا أفضلهم مايقدمونه إلا ليغنيهم غناءً) اهـ
والحديث الأول أخرجه أيضاً أبو عبيد في فضائل القرآن (232) والفسوي في المعرفة والتاريخ (2/ 480) ومحمد بن نصر في قيام الليل (ص 119)
والطبراني في الأوسط كما في المجمع (7/ 351) وابن عدي (2/ 510) وابن الجوزي في العلل (160) والبيهقي في شعب الإيمان
وفي اسناده بقية بن الوليد وهو ضعيف ومدلس عن الضعفاء وأيضا فيه أبو محمد حصين مجهول وضعف الحديث الذهبي وابن الجوزي
وأما الحديث الآخر فروى قريب منه الإمام أحمد من حديث شريك عن أبي اليقضان كلاهما ضعيف وذكر محقق زاد المعاد له شواهد فلتراجع
ثم خلص ابن القيم إلى:
1_ أن التغني والتطريب إذا اقتضته الطبيعة وسمحت به من غير تكلف ولاتمرين ولاتعليم فهو جائز
2ـ إذا كان صناعة من الصنائع وليس في الطبع السماحة به بل لايحصل إلا بتكلف وتصنع وتمرن كما يتعلم أصوات الغناء بأنواع الألحان البسيطة والمركبة على إيقاعات مخصوصة وأوزان مخترعة لاتحصل إلا بالتعلم والتكلف فهذه هي التي كرهها السلف وعابوها وذموها وكرهو القراءة بها ثم قال رحمه الله: (وبهذا التفصيل يزول الاشتباه) اهـ باختصار
وأما الإمام أبي عمرو الداني (ت444) فله في معنى الحديث استنباط آخر فقال بعد ذكره الخبر السابق (إقرأوا بلحون العرب وأصواتها .... )
قال في كتابه التحديد: (ص 186):
وهذا الخبر أصل لصحة افتراق طباع أئمة القراءة في الترتيل والتحقيق والحدر والتخفيف واختلاف مذاهبها فيما تلقته من أئمتها ونقلته عن سلفها من الهمز وتركه والمد وقصره والإمالة والتفخيم والبيان والإدغام والروم والإشمام إلى سائر الأصول والمفترق من الفروع إذ معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم (بلحون العرب وأصواتها) يريد طباعها ومذاهبها وذلك إجماع باتفاق من أهل العلم و اللسان) اهـ
قلت ماذكره الإخوة من بعض القراء المصرين لايساوي شيء أمام القراء الماليزيين والأندنوسيين وشرق أسيا بصفة عامة
فقد حضر أحد الأخوة تللك المسابقات التي تقام هناك فكان العجب العجاب ليس الألحان فحسب بل الموسيق بعينها بل هو الغنا المعروف وخاصة على العشاء وهذا أمر عادي فيقول هذا الأخ لما نظرت إلي الفرقة الموسيقية ونحن على العشاء نظرت إنكار ظنو اني لم يعجبني عزفهم فغنوا (ياريم وادي ثقيف ... )
ناهيك عن كونها مسابقة بين الرجال والنساء
ومن أشهر من عرف بالغناء بالألحان المدعو: عنتر سعيد مسلم وقصته مع الأزهر معروفة. فكان يتهافت على الحان أم كلثوم وغيرها.
وهناك من بعض طلبة العلم من خلط بين القراءة بالألحان والتجويد فأنكر التجويد فخالف الإجماع.
ولي رسالة في هذا الموضوع حكيت فيها الإجماع على مشروعية التجويد عن جمع من العلماء المتقدمين والمتأخرين والرد على من قال ببدعية التجويد.
نسأل الله الهداية للجميع.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[22 - 03 - 05, 01:05 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
رأيت من المناسب نقل ما ذكره ابن القيم كما ورد
(فصل
في هديه صلى الله عليه وسلم في قراءة القرآن، واستماعه، وخشوعه، وبكائه عند قراءته، واستماعه وتحسين صوته به وتوابع ذلك
كان له صلى الله عليه وسلم حِزب يقرؤه، ولا يُخِلُّ به، وكانت قراءتُه ترتيلاً لا هذَّا ولا عجلة، بل قِراءةً مفسَّرة حرفاً حرفاً. وكان يُقَطِّع قراءته آية آية، وكان يمدُّ عند حروف المد، فيمد (الرحمن) ويمد (الرحيم)، وكان يستعيذ باللّه من الشيطان الرجيم فى أول قراءته، فيقول: ((أعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطَانِ الرَجِيم))، ورُبَّما كان يقول: ((اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم من هَمْزِهِ ونَفْخِهِ، ونَفثِهِ)). وكان تعوّذُه قبلَ القراءة.
وكان يُحبُّ أن يسمع القراَنَ مِن غيره، وأمر عبد اللّه بن مسعود، فقرأ عليه وهو يسمع. وخَشَع صلى الله عليه وسلم لسماع القران مِنه، حتى ذرفت عيناه.
وكان يقرأ القراَن قائماً، وقاعداً، ومضطجعاً ومتوضئاً، ومُحْدِثاً، ولم يكن يمنعه من قِراءته إلا الجنابة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/400)
وكان صلى الله عليه وسلم يتغنَّى به، ويُرجِّع صوتَه به أحياناً كما رجَّع يوم الفتح في قراءته {إنَّا فتَحْنَا لَكَ فَتْحَاً مُبِيناً} [الفتح: 1]. وحكى عبد الله بن مغفَّل ترجِيعَه، آ ا آ ثلاث مرات، ذكره البخاري.
وإذا جمعت هذه الأحاديثَ إلى قوله: ((زَيِّنُوا القُرآن بأصْواتِكُم)). وقوله: ((لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالقُرْآن)). وقوله: ((ما أَذِنَ اللهُ لِشَيء، كأَذَنِهِ لِنَبيٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ يَتَغَنَّى بِالقُرْان)). علمت أن هذا الترجيعَ منه صلى الله عليه وسلم، كان اختياراً لا اضطراراً لهزِّ الناقة له، فإن هذا لو كان لأجل هزِّ الناقة، لما كان داخلاً تحت الاختيار، فلم يكن عبدُ الله بن مغفَّل يحكيه ويفعلُه اختياراً لِيُؤتسى به، وهو يرى هزَّ الراحلة له حتى ينقطع صوتُه، ثم يقول؟ كان يُرجِّعُ في قراءته، فنسب التَّرجيع إلى فعله. ولو كان مِن هزِّ الراحلة، لم يكن منه فعل يسمى ترجيعاً.
وقد استمع ليلةً لقراءة أبي موسى الأشعري، فلما أخبره بذلك، قال: لوْ كنتُ أعلم أنك تسمعه، لحبَّرْته لَكَ تَحْبِيراً. أي: حسَّنته وزيَّنته بصوتي تزييناً، وروى أبو داود في ((سننه)) عن عبد الجبار بن الورد، قال. سمعتُ ابنَ أبي مُليكة يقول: قال عبد اللّه بن أبي يزيد: مر بنا أبو لُبابة، فاتَّبعناه حتى دخل بيته، فإذا رجلٌ رثُّ الهيئة، فسمعتُه يقول: سمعتُ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول: ((لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بالقراَنِ)). قال: فقلت لابن أبي مُليكة: يا أبا محمد! أرأيتَ إذا لم يكن حسنَ الصوت؟ قال: يُحسِّنُه ما استطاع.
قلت: لا بد من كشف هذه المسألة، وذكر اختلافِ الناس فيها، واحتجاج كلِّ فريق، وما لهم وعليهم في احتجاجهم، وذكر الصواب في ذلك بحول اللّه تبارك وتعالى ومعونته، فقالت طائفة: تكره قراءة الألحان، وممن نص على ذلك أحمد ومالكٌ وغيرهما، فقال أحمد في رواية علي بن سعيد في قراءة الألحان: ما تعجبُني وهو محْدَث. وقال في رواية المروَزي: القراءةُ بالألحان بدعة لا تسمع، وقال في رواية عبد الرحمن المتطبب: قراءةُ الألحان بدعة، وقال في رواية ابنه عبد اللّه، ويوسف بن موسى، ويعقوب بن بختان، والأثرم، وإبراهيم بن الحارث: القراءةُ بالألحان لا تُعجبني إلا أن يكون ذلك حُزناً، فيقرأ بحزن مثلَ صوت أبي موسى، وقال في رواية صالح: ((زَيِّنُوا القُرْاَنَ بِأصْوَاتِكُم))، معناه: أن يُحسِّنه، وقال في رواية المروَزي: ((ما أذِن اللّه لشيء كأذَنِهِ لنبي حسن الصوت أن يتغنَّى بالقرآن)) وفي رواية قوله: ((لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالقُرْآنِ))، فقال: كان ابنُ عيينة يقول: يستغني به. وقال الشافعي: يرفع صوته، وذكر له حديث معاوية بن قرة في قصة قراءة سورة الفتح والترجيع فيها، فأنكر أبو عبد اللّه أن يكون على معنى الألحان، وأنكر الأحاديثَ التي يُحتج بها في الرخصة في الألحان.
وروى ابن القاسم، عن مالك، أنه سئل عن الألحان في الصلاة، فقال: لا تُعجبني، وقال: إنما هو غناءٌ يتغنَّون به، ليأخذوا عليه الدراهم، وممن رُويت عنه الكراهةُ، أنس بن مالك، وسعيد بن المسيِّب، وسعيد بن جبير، والقاسم بن محمد، والحسن، وابن سيرين، وإبراهيم النخعي. وقال عبد اللّه بن يزيد العكبري: سمعت رجلاً يسأل أحمد، ما تقولُ في القراءة بالألحان؟ فقال ما اسمك؟ قال محمد: قال: أيسرك أن يقال لك: يا موحمد ممدوداً، قال القاضي أبو يعلى: هذه مبالغة في الكراهة. وقال الحسن بنُ عبد العزيز الجَرَوي: أوصى إليَّ رجل بوصية، وكان فيما خلَّف جارية تقرأ بالألحان، وكانت أكثَر تَرِكته أو عامتها، فسألتُ أحمد بن حنبل والحارث بن مسكين، وأبا عُبيد، كيف أبيعُها؟ فقالوا: بعها ساذجةً، فأخبرتُهم بما في بيعها من النقصان، فقالوا: بعها ساذَجة، قال القاضي: وإنما قالوا ذلك، لأن سماع ذلك منها مكروه، فلا يجوز أن يُعاوض عليه كالغناء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/401)
قال ابن بطَّال: وقالت طائفة: التغنِّي بالقران، هو تحسينُ الصوت به، والترجعُ بقراءته، قال: والتغني بما شاء مِن الأصوات واللحون هو قول ابن المبارك، والنضرِ بن شُميل، قال: وممن أجاز الألحان في القرآن: ذكر الطبري، عن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه، أنه كان يقول لأبي موسى: ذكِّرنا ربَّنا، فيقرأ أبو موسى ويتلاحن، وقال: من استطاع أن يتغنى بالقرآن غِناء أبي موسى، فليفعل، وكان عقبة بن عامر من أحسن الناس صوتاً بالقراَن، فقال له عمر: اعرض عليَّ سورة كذا، فعَرض عليه، فبكى عمر، وقال: ما كنتُ أظن أنها نزلت، قال: وأجازه ابن عباس، وابن مسعود، وروي عن عطاء بن أبي رباح، قال: وكان عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد، يتتبَع الصوتَ الحسن في المساجد في شهر رمضان. وذكر الطحاوي عن أبي حنيفة وأصحابه: أنهم كانوا يستمعون القران بالألحان. وقال محمد بن عبد الحكم: رأيت أبي والشافعي ويوسف بن عمر يستمعون القرآن بالألحان، وهذا اختيارُ ابن جرير الطبرى.
قال المجوِّزون - واللفظ لابن جرير-: الدليلُ: على أن معنى الحديث تحسينُ الصوت، والغناء المعقول الذي هو تحزين القارئ سامعَ قراءته، كما أن الغناء بالشعر هو الغناءُ المعقولُ الذي يُطرب سامعه -: ما روى سفيان، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((مَا أذنَ اللَّهُ لشيء مَا أذنَ لنبيٍّ حسن التَّرنُّم بالقُرْآن)) ومعقول عند ذوي الحِجا، أنَ الترنُّم لاَ يكًون إلا بالَصوت إذا حسَّنه المترنم وطرَّب به. وروي في هذا الحديث ((ما أذِنَ اللّه لشيء ما أذن لنبي حسنِ الصوت يتغنى بالقراَن يجهرُ به)). قال الطبري: وهذا الحديث من أبين البيان أن ذلك كما قلنا، قال: ولو كان كما قال ابنُ عيينة، يعني: يستغني به عن غيره، لم يكن لذكر حُسن الصوت والجهر به معنى، والمعروف في كلام العرب أن التغني إنما هو الغناء الذي هو حسنُ الصوت بالترجيع، قال الشاعر:
تَغَنَ بِالشِّعْرِ إمَّا كُنْتَ قَائِلَه إنَّ الغِنَاءَ لِهَذا الشِّعرِ مِضْمَارُ
قال: وأما ادعاء الزاعم، أن تغنّيتَ بمعنى استغنيت فاشٍ في كلام العرب، فلم نعلم أحداً قال به من أهل العلم بكلام العرب. وأما احتجاجُه لتصحيح قوله بقولِ الأعشى:
وكُنْتُ امْرَءاً زَمَناً بالعِرَاق عَفِيفَ المُنَاخِ طويلَ التَّغَنْ
وزعم أنه أراد بقوله: طويل التغني: طويل الاستغناء، فإنه غلط منه، وإنما عنى الأعشى بالتغني في هذا الموضع: الإِقامة من قول العرب: غني فلان بمكان كذا إذا أقام به، ومنه قوله تعالى: {كأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا} [الأعراف: 92] واستشهاده بقول الآخر:
كِلاَنا غَنِيُّ عَنْ أخِيهِ حَيَاتَهُ وَنَحْنُ إذا مِتْنا أَشَدُ تَغَانِيا
فإنه إغفال منه، وذلك لأن التغاني تفاعل من تغنَّى: إذا استغنى كل واحد منهما عن صاحبه، كما يقال: تضارب الرجلان، إذا ضرب كل واحد منهما صاحبه، وتشاتما، وتقاتلا. ومن قال: هذا في فعل اثنين، لم يجز أن يقول مثله في فعل الواحد، فيقول: تغانى زيد، وتضارب عمرو، وذلك غيرُ جائز أن يتول: تغنى زيد بمعنى استغنى، إلا أن يريد به قائله أنه أظهر الاستغناء، وهو غير مستغن، كما يقال: تجلَّد فلان: إذا أظهر جَلَدا من نفسه، وهو غير جليد، وتشجَّع، وتكرَّم، فإن وجَّه موجِّه التغنِّي بالقرآن إلى هذا المعنى على بُعده من مفهوم كلام العرب، كانت المُصيبة في خطئه في ذلك أعظمَ، لأنه يُوجب على من تأوله أن يكون اللّه تعالى ذِكرُه لم يأذن لنبيه أن يستغني بالقرآن، وإنما أذِنَ له أن يُظهر من نفسه لنفسه خلافَ ما هو به من الحال، وهذا لا يخفى فسادُه. قال: ومما يُبين فسادَ تأويل ابن عُيينة أيضاً أن الاستغناء عن الناس بالقرآن مِن المحال أن يُوصف أحد به أنه تؤذن له فيه أو لا يؤذن، إلا أن يكون الأذن غد ابن عيينة بمعنى الإِذن الذي هو إطلاق وإباحة، وإن كان كذلك، فهو غلط من وجهين، أحدهما: من اللغة، والثاني: من إحالة المعنى عن وجهه. أما اللغة، فإن الأذن مصدر قوله: أذن فلان لكلام فلان، فهو يأذَن له: إذا استمع له وأنصت، كما قال تعالى: {وأَذِنَت لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ} [الانشقاق. 2]، بمعنى سمِعت لربها وحُقَّ لها ذلك، كما قال عدى بن زيد:
* إنَّ هَمِّي فِي سَمَاعٍ وأذَن *
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/402)
بمعنى، في سماع واستماع. فمعنى قوله: ما أذن اللّه لشيء، إنما هو: ما استمع اللّه لشيء من كلام الناس ما استمع لنبي يتغنى بالقرآن. وأما الإِحالة في المعنى، فلأن الاستغناء بالقُرْآن عن الناس غيرُ جائز وصفه بأنه مسموع ومأذون له، انتهى كلام الطبري.
قال أبو الحسن بن بطال: وقد وقع الإِشكال في هذه المسألة أيضاً، بما رواه ابن أبي شيبة، حدثنا زيد بن الحباب، قال: حدثني موسى بن عليّ بن رباح، عن أبيه، عن عُقبة بن عامر، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: ((تَعَلَّموا القُرْآنَ وتَغَنَّوا بِهِ، واكتبوه، فَوالذي نَفسي بِيَدِهِ، لَهوَ أَشَدُّ تَفَصِّياَ مِنَ المَخَاضِ مِنَ العقُلِ)). قال: وذكر عمر بن شَبَّة، قال: ذكر لأبي عاصم النبيل تأويلُ ابن عيينة في قوله ((يتغنّىَ بالقرآن)) يستغني به، فقال: لم يصنع ابن عيينة شيئاً، حدثنا ابنُ جريج، عن عطاء، عن عبيد بن عُمير، قال: كانت لداود نبيِّ اللّه صلى الله عليه وسلم مِعزَفَةٌ يتغنَّى عليها يَبكي ويُبكي. وقال ابن عباس: إنه كان يقرأ الزبور بسبعين لحناً، تكون فيهن، ويقرأ قراءة يَطْرَبُ منها الجموعُ. وسئل الشافعي رحمه اللّه، عن تأويل ابن عيينة فقال: نحن أعلمُ بهذا، لو أراد به الاستغناء، لقال: ((من لم يستغن بالقُرآن))، ولكن لما قال: ((يتغنَّى بالقرآن))، علمنا أنه أراد به التغنِّي.
قالوا: ولأن تزيينه، وتحسين الصوت به، والتطريب بقراءته أوقعُ في النفوس، وأدعى إلى الاستماع والإِصغاء إليه، ففيه تنفيذ للفظه إلى الأسماع، ومعانيه إلى القلوب، وذلك عونٌ على المقصود، وهو بمنزلة الحلاوة التي تُجعل في الدواء لتنفذه إلى موضع الداء، وبمنزلة الأفاويه والطِّيب الذي يُجعل في الطعام، لتكون الطبيعة أدعى له قبولاً، وبمنزلة الطِّيب والتحكِّي، وتجمُّل المرأة لبعلها، ليكون أدعى إلى مقاصد النكاح. قالوا: ولا بد للنفس من طرب واشتياق إلى الغناء، فعُوِّضت عن طرب الغناء بطرب القرآن، كما عُوِّضت عن كل محرَّم ومكروه بما هو خيرٌ لها منه، وكما عوِّضت عن الاستقسام بالأزلام بالاستخارة التي هي محضُ التوحيد والتوكل، وعن السِّفاح بالنكاح، وعن القِمار بالمُراهنة بالنِّصال وسباق الخيل، وعن السماع الشيطاني بالسماع الرحماني القرآني، ونظائره كثيرة جداً.
قالوا: والمحرَّم، لا بد أن يشتمِل على مفسدة راجحة، أو خالصة، وقراءة التطريب والألحان لا تتضمن شيئاً مِن ذلك، فإنها لا تُخرِجُ الكلام عن وضعه، ولا تَحولُ بين السامع وبين فهمه، ولو كانت متضمِّنة لزيادة الحروف كما ظن المانع منها، لأخرجت الكلمة عن موضعها، وحالت بين السامع وبين فهمها، ولم يدر ما معناها، والواقعُ بخلاف ذلك.
قالوا: وهذا التطريب والتلحين، أمر راجع إلى كيفية الأداء، وتارة يكون سليقة وطبيعة، وتارة يكون تكلُّفاً وتعقُلاً، وكيفيات الأداء لا تخرِجُ الكلام عن وضع مفرداته، بل هي صِفات لصوت المؤدِّي، جارية مجرى ترقيقه وتفخيمه وإمالته، وجارية مجرى مدود القرَّاء الطويلة والمتوسطة، لكن تلك الكيفيات متعلقة بالحروف، وكيفيات الألحان والتطريب، متعلقة بالأصوات، والآثار في هذه الكيفيات، لا يمكن نقلُها، بخلاف كيفيات أداء الحروف، فلهذا نُقلت تلك بألفاظها، ولم يمكن نقل هذه بألفاظها، بل نقل منها ما أمكن نقله، كترجيع النبي صلى الله عليه وسلم في سورة الفتح بقوله: ((آ آ آ)). قالوا: والتطريب والتلحين راجع إلى أمرين: مدٍ وترجيع، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه كان يمد صوته بالقراءة يمد ((الرحمن)) ويمد ((الرَّحيم))، وثبت عنه الترجيع كما تقدم.
قال المانعون من ذلك: الحجة لنا من وجوه. أحدها: ما رواه حُذيفة بن اليمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((إقرؤوا القُرْآن بِلحُونِ العَرَبِ وأصْوَاتِها، وإيَاكُم وَلُحُونَ أَهْلِ الكِتَابِ وَالفِسْق، فإنَّهُ سَيَجيء فى مِنْ بَعْدِي أَقوَامٌ يُرَجِّعُونَ بِالقُرْآنِ تَرْجِيعَ الغِنَاءِ وَالنَّوْحِ، لا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهم، مَفتُونَةً قُلُوبُهُم، وَقُلُوبُ الَذِينَ يُعْجِبُهُم شَأْنُهُم)) رواه أبو الحسن رَزِينّ في ((تجريد الصحاح)) ورواه أبو عبد اللّه الحكيم الترمذي في ((نوادر الأصول)). واحتج به القاضي أبو يعلى في ((الجامع))، واحتج معه بحديث آخر، أنه صلى الله عليه وسلم ذكر شرائطَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/403)
الساعة، وذكر أشياء، منها: ((أن يُتخذ القرآنُ مَزاميرَ، يُقدِّمونَ أَحَدَهُم لَيْسَ بِأَقْرَئِهِم وَلا أَفْضَلِهِم ما يُقَدِّمُونَهُ إلا لِيُغَنِّيَهُم غِنَاءً)).
قالوا: وقد جاء زياد النهدي إلى أنس رضي اللّه عنه مع القراء، فقيل له: إقرأ، فرفع صوته وطرَّب، وكان رفيعَ الصوت، فكشف أنس عن وجهه، وكان على وجهه خِرقة سوداء، وقال: يا هذا! ما هكذا كانوا يفعلون، وكان إذا رأى شيئاً يُنكره، رفع الخِرقة عن وجهه. قالوا: وقد منع النبيُّ صلى الله عليه وسلم المؤذِّن المُطَرِّبَ في أذانه من التطريب، كما روى ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: كان لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم مؤذِّن يطرِّب، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الأذان سَهْلِّ سمح.، فإن كان أَذَانُكَ سَهْلا سَمْحاً، وإلاَّ فَلا تُؤذِّن)) رواه الدارقطني وروى عبد الغني بن سعيد الحافظ من حديث قتادة، عن عبد الرحمن بن أبي بكر، عن أبيه، قال: كانت قراءةُ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم المدَّ، ليس فيها ترجيع. قالوا: والترجيع والتطريب يتضمن همزَ ما ليس بمهموز، ومدَّ ما ليس بممدود، وترجيعَ الألف الواحد ألفات، والواوَ واوات، والياء ياءاتٍ، فيؤدِّي ذلك إلى زيادة في القران، وذلك غير جائز، قالوا: ولا حدَّ لما يجوز من ذلك، وما لا يجوز منه، فإن حُدَّ بحدٍّ معيَّنٍ، كان تحكُّماً في كتاب اللّه تعالى ودِينه، وإن لم يُحَدَّ بحدٍّ، أفض إلى أن يُطلق لفاعله ترديدُ الأصوات، وكثرةُ الترجيعات، والتنويعُ في أصناف الإِيقاعات والألحان المشبِهة للغناء، كما يفعل أهلُ الغناء بالأبيات، وكما يفعله كثير من القُرَّاء أمام الجنائز، ويفعلُه كثيرٌ مِن قراء الأصوات، مما يتضمن تغييرَ كتاب الله والغِناء به على نحو ألحان الشعر والغناء، ويُوقعون الإِيقاعات عليه مثل الغناء سواء، اجتراءً على اللّه وكتابه، وتلاعباً بالقرآن، وركوناً إلى تزيين الشيطان، ولا يجيز ذلك أحدٌ من علماء الإِسلام، ومعلوم: أن التطريبَ والتلحين ذريعةٌ مُفضية إلى هذا إفضاءً قريباً، فالمنع منه، كالمنع من الذرائع الموصلة إلى الحرام، فهذا نهايةُ اقدام الفريقين، ومنتهى احتجاج الطائفتين.
وفصل النزاع، أن يقال: التطريب والتغنِّي على وجهين، أحدهما: ما اقتضته الطبيعة، وسمحت به من غير تكلف ولا تمرين ولا تعليم، بل إذا خُلّي وطبعه، واسترسلت طبيعته، جاءت بذلك التطريب والتلحين، فذلك جائز، وإن أعان طبيعتَه بفضلِ تزيين وتحسين، كما قال أبو موسى الأشعري للنبي صلى الله عليه وسلم: ((لَو علمتُ أنّكَ تَسمَع لَحَبَّرْتُه لَكَ تحبِيراً)) والحزين ومَن هاجه الطرب، والحبُ والشوق لا يملك من نفسه دفعَ التحزين والتطريب في القراءة، ولكن النفوسَ تقبلُه وتستحليه لموافقته الطبع، وعدم التكلف والتصنع فيه، فهو مطبوع لا متطبِّع، وكَلفٌ لا متكلَف، فهذا هو الذي كان السلف يفعلونه ويستمعونه، وهو التغني الممدوح المحمود، وهو الذي يتأثر به التالي والسامعُ، وعلى هذا الوجه تُحمل أدلة أرباب هذا القول كلها.
الوجه الثاني: ما كان من ذلك صناعةً من الصنائع، وليس في الطبع السماحة به، بل لا يحصُل إلا بتكلُّف وتصنُّع وتمرُّن، كما يتعلم أصوات الغِناء بأنواع الألحان البسيطة، والمركبة على إيقاعات مخصوصة، وأوزانٍ مخترعة، لا تحصل إلا بالتعلُم والتكلف، فهذه هي التي كرهها السلفُ، وعابوها، وذمّوها، ومنعوا القراءةَ بها، وأنكروا على من قرأ بها، وأدلة أرباب هذا القول إنما تتناول هذا الوجه، وبهذا التفصيل يزول الاشتباهُ، ويتبين الصوابُ من غيره، وكلُّ من له علم بأحوال السلف، يعلم قطعاً أنهم بُرآء من القراءة بألحان الموسيقى المتكلفة، التي هي إيقاعات وحركات موزونة معدودة محدودة، وأنهم أتقى للّه من أن يقرؤوا بها، ويُسوّغوها، ويعلم قطعاً أنهم كانوا يقرؤون بالتحزين والتطريب، ويحسِّنون أصواتَهم بالقرآن، ويقرؤونه بِشجىً تارة، وبِطَربِ تارة، وبِشوْق تارة، وهذا أمر مركوز في الطباع تقاضيه، ولم ينه عنه الشارع مع شدة تقاضي الطباع له، بل أرشد إليه وندب إليه، وأخبر عن استماع اللّه لمن قرأ به، وقال: ((لَيْسَ مِنَّا مَن لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقرآنِ)) وفيه وجهان: أحدهما: أنه إخبار بالواقع الذي كلُّنا نفعله، والثاني: أنه نفي لهدي من لم يفعله عن هديه وطريقته صلى الله عليه وسلم.
)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[22 - 03 - 05, 01:08 ص]ـ
قال ابن خلدون - رحمه الله
(وقد أنكر مالك رحمه الله تعالى القراءة بالتلحين وأجازها الشافعي رضي الله تعالى عنه. وليس المراد تلحين الموسيقى الصناعي فإنه لا ينبغي أن يختلف في حظره إذ صناعة الغناء مباينة للقرآن بكل وجه لأن القراءة والأداء تحتاج إلى مقدار من الصوت لتعيين أداء الحروف من حيث إتباع الحركات في مواضعها ومقدار المد عند من يطلقة أو يقصره وأمثال ذلك. والتلحين أيضاً يتعين له مقدار من الصوت لا يتم إلا به من أجل التناسب الذي قلناه في حقيقة التلحين. فاعتبار أحدهما قد يخل بالأخر إذا تعارضا. وتقديم التلاوة متعين فراراً من تغيير الرواية المنقولة في القرآن فلا يمكن اجتماع التلحين والأداء المعتبر في القرآن بوجه. وإنما المراد عن اختلافهم التلحين البسيط الذي يهتدي إليه صاحب المضمار بطبعه كما قدمناه فيردد أصواته ترديداً على نسب يدركها العالم بالغناء وغيره ولا ينبغبي ذلك بوجه كما قاله مالك. هذا هو محل الخلاف. والظاهر تنزية القرآن عن هذا كله كما ذهب إليه الإمام رحمه الله تعالى لأن القرآن هو محل خشوع بذكر الموت وما بعده وليس مقام التذاذ بإدراك الحسن من الأصوات. وهكذا كانت قراءة الصحابة رضي الله عنهم كما في أخبارهم. وأما قوله صلى الله عليه وسلم: " لقد أوتي مزماراً من مزامير آل داود فليس المراد به الترديد والتلحين إنما معناه حسن الصوت وأداء القراءة والإبانة في مخارج الحروف والنطق بها)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/404)
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[22 - 03 - 05, 01:32 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وقال الإمام الذهبي رحمه الله في زغل العلم
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والحمد لله رب العالمين
اعلم أن في كل طائفة من علماء هذه الأمة ما يذم ويعاب فتجنبه
علم القراءة والتجويد
فالقراء المجودة فيهم تنطع وتحرير زائد يؤدي إلى أن المجود القارئ يبقى مصروف الهمة إلى مراعاة الحروف والتنطع في تجويدها بحيث يشغله ذلك عن تدبر معاني كتاب الله تعالى ويصرفه عن الخشوع في التلاوة لله ويخليه قوي النفس مزدريا بحفاظ كتاب الله تعالى فينظر إليهم بعين المقت وأن المسلمين يلحنون وبأن القراء لا يحفظون إلا شواذ القراءة.
فليت شعري أنت ماذا عرفت وما علمك؟ وأما عملك فغير صالح! وأما تلاوتك فثقيلة عريّة عن الخشية والحزن والخوف!
فالله يوفقك ويبصرك رشدك ويوقظك من رقدة الجهل والرياء
وضدهم قراء النغم والتمطيط وهؤلاء في الجملة من قرأ منهم بقلب وخوف قد ينتفع به في الجملة فقد رأيت من يقرأ صحيحاً ويطرب ويبكي
نعم ورأيت من إذا قرأ قسى القلوب وأبرم النفوس وبدل كلام الله تعالى!
وأسوأهم حالاً الجنائزية والقراء بالروايات وبالجمع فأبعد شيء عن الخشوع وأقدم شيء على التلاوة بما يخرج عن القصد وشعارهم في تكثير وجوه حمزة وتغليظ تلك اللامات وترقيق الراآت
اقرأ يا رجل واعفنا من التغليظ والترقيق وفرط الإمالة والمدود ووقوف حمزة
فإلى كم هذا
وآخر منهم إن حضر في ختمه أو تلا في محراب جعل ديدنه إحضار غرائب الوجوه والسكت والتهوع بالتسهيل وأتى بكل خلاف ونادى على نفسه أنا أبو فلان فاعرفوني! فإني عارف بالسبع!!
إيش يُعمل بك لا صبحك الله بخير؟ إنك حجر منجنيق ورصاص على الأفئدة!!.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=119568#post119568
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[22 - 03 - 05, 02:53 ص]ـ
قال الإمام ابن رجب (رحمه الله) في (نزهة الأسماع في مسألة السماع):
قراءة القرآن بالألحان، بأصوات الغناء وأوزانه وإيقاعاته، على طريقة أصحاب الموسيقى، فرخص فيه بعض المتقدمين إذا قصد الاستعانة على إيصال معاني القرآن إلى القلوب للتحزين والتشويق والتخويف والترقيق.
وأنكر ذلك أكثر العلماء، ومنهم من حكاه إجماعاً ولم يثبت فيه نزاعاً، منهم أبو عبيد وغيره من الأئمة.
وفي الحقيقة هذه الألحان المبتدعة المطربة تهيج الطباع، وتلهي عن تدبّر ما يحصل له من الاستماع حتى يصير التلذذ بنجرد سماع النغمات الموزونة والأصوات المطربة، وذلك يمنع المقصود من تدبر معاني القرآن.
وإنما وردت السنة بتحسين الصوت بالقرآن، لا بقراءة الألحان، وبينهما بون بعيد. اهـ.
(مجموع الرسائل ص 463).
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=59265#post59265
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[22 - 03 - 05, 02:35 م]ـ
ماذا يقول سماحتكم في قارئ القرآن بواسطة مقامات هي أشبه بالمقامات الغنائية بل هي مأخوذة منها أفيدونا بذلك جزاكم الله خيرا؟
ج: لا يجوز للمؤمن أن يقرأ القرآن بألحان الغناء وطريقة المغنيين بل يجب أن يقرأه كما قرأه سلفنا الصالح من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان، فيقرأه مرتلا متحزنا متخشعا حتى يؤثر في القلوب التي تسمعه وحتى يتأثر هو بذلك. أما أن يقرأه على صفة المغنيين وعلى طريقتهم فهذا لا يجوز.
المرجع:مجموع الفتاوى لابن باز 9/ 290
ـ[ابراهيم]ــــــــ[22 - 03 - 05, 10:54 م]ـ
قراءة القران في نظري تقوم على اربعة امور الاول التجويد والثاني الوقف والابتداء والثالث حسن الاداء والرابع حسن الصوت
أما الاول فلا يخفى على أهل القران، وكثيرا ما يترك تطبيقه من يعرف احكامه، والبلية اذا نصب من لا يحسن التجويد على انه المقرئ الشيخ؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!
والثاني لا يعتني به أكثر القراء في السعودية للأسف!!!!! أما الاعاجم فلا نلومهم
والثالث قليل من يحسنه، والمقامات تدخل في الاداء، هي مما يحسن الاداء ويجعل القارئ والمستمع يفهمون القران ويتأثرون به وليس من شرطه ان يطبق المقامات بحذافيرها على القران بل يتعلمها ليستفيد مما فيها،وأما الرابع فهبة من الله، العجب كل العجب أن الاذاعة السعودية يقرئ فيها من لا يتوفر فيه أي من هذه الامور؟؟؟؟؟؟؟؟!! فهو يلحن في التجويد، ولا يحسن الاداء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/405)
ـ[عمر فولي]ــــــــ[08 - 01 - 07, 10:37 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني في الله:
لا شك أن القرآن إن قرئ بإتقان هذا أفضل شئ، وانشغال القارئ بالأحكام التجويدية وترك المقصد الأساسي وهو الخشوع والتدبر أبشع وأكبر من هذه.
أما القراءة بالمقامات هناك خلاف بين العلماء في الجواز وعدمه،مع اتفاقهم أن المقامات إذا طغت علي أحكام التجويد بحيث زاد حرفا أو نقص حرفا .. لا يجوز ... إذن إن قرأ القارئ بأحكام صحيحة ـ دون طغيان ـ فلا شئ إن قرأ بالمقامات فهذا يساعد علي خشوع القارئ، فالأحاديث التي تحث علي تحسين الصوت كثيرة تعرفها أكثر مني وأكتفي بأن أنقل لك كلام العلامة النووي:" وَفِي الْحَدِيث الَّذِي بَعْده أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ وَرَجَّعَ فِي قِرَاءَته، قَالَ الْقَاضِي: أَجْمَعَ الْعُلَمَاء عَلَى اِسْتِحْبَاب تَحْسِين الصَّوْت بِالْقِرَاءَةِ وَتَرْتِيلهَا.
قَالَ أَبُو عُبَيْد: وَالْأَحَادِيث الْوَارِدَة فِي ذَلِكَ مَحْمُولَة عَلَى التَّحْزِين وَالتَّشْوِيق. قَالَ: وَاخْتَلَفُوا فِي الْقِرَاءَة بِالْأَلْحَانِ فَكَرِهَهَا مَالِك وَالْجُمْهُور لِخُرُوجِهَا عَمَّا جَاءَ الْقُرْآن لَهُ مِنْ الْخُشُوع وَالتَّفَهُّم، وَأَبَاحَهَا أَبُو حَنِيفَة وَجَمَاعَة مِنْ السَّلَف لِلْأَحَادِيثِ، وَلِأَنَّ ذَلِكَ سَبَب لِلرِّقَّةِ وَإِثَارَة الْخَشْيَة وَإِقْبَال النُّفُوس عَلَى اِسْتِمَاعه.
قُلْت: قَالَ الشَّافِعِيّ فِي مَوْضِع: أَكْرَه الْقِرَاءَة بِالْأَلْحَانِ، وَقَالَ فِي مَوْضِع: لَا أَكْرَههَا. قَالَ أَصْحَابنَا: لَيْسَ لَهُ فِيهَا خِلَاف، وَإِنَّمَا هُوَ اِخْتِلَاف حَالَيْنِ، فَحَيْثُ كَرِهَهَا أَرَادَ إِذَا مَطَّطَ وَأَخْرَجَ الْكَلَام عَنْ مَوْضِعه بِزِيَادَةٍ أَوْ نَقْص أَوْ مَدّ غَيْر مَمْدُود وَإِدْغَام مَا لَا يَجُوز وَنَحْو ذَلِكَ، وَحَيْثُ أَبَاحَهَا أَرَادَ إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيهَا تَغَيُّر لِمَوْضُوعِ الْكَلَام. وَاَللَّه أَعْلَم." 3/ 14
قال العلامة ابن حجر العسقلاني:"
وَلَا شَكّ أَنَّ النُّفُوس تَمِيل إِلَى سَمَاع الْقِرَاءَة بِالتَّرَنُّمِ أَكْثَر مِنْ مَيْلِهَا لِمَنْ لَا يَتَرَنَّم، لِأَنَّ لِلتَّطْرِيبِ تَأْثِيرًا فِي رِقَّة الْقَلْب وَإِجْرَاء الدَّمْع. وَكَانَ بَيْن السَّلَف اِخْتِلَاف فِي جَوَاز الْقُرْآن بِالْأَلْحَانِ، أَمَّا تَحْسِين الصَّوْت وَتَقْدِيم حُسْنِ الصَّوْت عَلَى غَيْره فَلَا نِزَاع فِي ذَلِكَ، فَحَكَى عَبْد الْوَهَّاب الْمَالِكِيّ عَنْ مَالِك تَحْرِيم الْقِرَاءَة بِالْأَلْحَانِ، وَحَكَاهُ أَبُو الطَّيِّب الطَّبَرِيُّ وَالْمَاوَرْدِيّ وَابْن حَمْدَان الْحَنْبَلِيّ عَنْ جَمَاعَة مِنْ أَهْل الْعِلْم، وَحَكَى اِبْن بَطَّال وَعِيَاض وَالْقُرْطُبِيّ مِنْ الْمَالِكِيَّة وَالْمَاوَرْدِيّ وَالْبَنْدَنِيجِيّ وَالْغَزَالِيّ مِنْ الشَّافِعِيَّة، وَصَاحِب الذَّخِيرَة مِنْ الْحَنَفِيَّة الْكَرَاهَة، وَاخْتَارَهُ أَبُو يَعْلَى وَابْن عَقِيل مِنْ الْحَنَابِلَة، وَحَكَى اِبْن بَطَّال عَنْ جَمَاعَة مِنْ الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ الْجَوَاز، وَهُوَ الْمَنْصُوص لِلشَّافِعِيِّ وَنَقَلَهُ الطَّحَاوِيُّ عَنْ الْحَنَفِيَّة، وَقَالَ الْفُورَانِيّ مِنْ الشَّافِعِيَّة فِي الْإِبَانَة يَجُوز بَلْ يُسْتَحَبّ، وَمَحَلّ هَذَا الِاخْتِلَاف إِذَا لَمْ يَخْتَلّ شَيْء مِنْ الْحُرُوف عَنْ مَخْرَجه، فَلَوْ تَغَيَّرَ قَالَ النَّوَوِيّ فِي " التِّبْيَان " أَجْمَعُوا عَلَى تَحْرِيمه وَلَفْظه: أَجْمَعَ الْعُلَمَاء عَلَى اِسْتِحْبَاب تَحْسِين الصَّوْت بِالْقُرْآنِ مَا لَمْ يَخْرُج عَنْ حَدّ الْقِرَاءَة بِالتَّمْطِيطِ، فَإِنْ خَرَجَ حَتَّى زَادَ حَرْفًا أَوْ أَخْفَاهُ حَرُمَ، قَالَ: وَأَمَّا الْقِرَاءَة بِالْأَلْحَانِ فَقَدْ نَصَّ الشَّافِعِيّ فِي مَوْضِع عَلَى كَرَاهَته وَقَالَ فِي مَوْضِع آخَر لَا بَأْس بِهِ، فَقَالَ أَصْحَابه: لَيْسَ عَلَى اِخْتِلَاف قَوْلَيْنِ، بَلْ عَلَى اِخْتِلَاف حَالَيْنِ، فَإِنْ لَمْ يَخْرُج بِالْأَلْحَانِ عَلَى الْمَنْهَج الْقَوِيم جَازَ وَإِلَّا حَرُمَ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/406)
وَحَكَى الْمَاوَرْدِيُّ عَنْ الشَّافِعِيّ أَنَّ الْقِرَاءَة بِالْأَلْحَانِ إِذَا اِنْتَهَتْ إِلَى إِخْرَاج بَعْض الْأَلْفَاظ عَنْ مَخَارِجهَا حَرُمَ وَكَذَا حَكَى اِبْن حَمْدَان الْحَنْبَلِيّ فِي " الرِّعَايَة "، وَقَالَ الْغَزَالِيّ وَالْبَنْدَنِيجِيّ وَصَاحِب الذَّخِيرَة مِنْ الْحَنَفِيَّة: إِنْ لَمْ يُفْرِط فِي التَّمْطِيط الَّذِي يُشَوِّش النَّظْم اُسْتُحِبَّ وَإِلَّا فَلَا. وَأَغْرَبَ الرَّافِعِيّ فَحَكَى عَنْ " أَمَالِي السَّرَخْسِيّ " أَنَّهُ لَا يَضُرّ التَّمْطِيط مُطْلَقًا، وَحَكَاهُ اِبْن حَمْدَان رِوَايَة عَنْ الْحَنَابِلَة، وَهَذَا شُذُوذ لَا يُعَرَّج عَلَيْهِ.
وَالَّذِي يَتَحَصَّل مِنْ الْأَدِلَّة أَنَّ حُسْنَ الصَّوْت بِالْقُرْآنِ مَطْلُوب، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ حَسَنًا فَلْيُحَسِّنْهُ مَا اِسْتَطَاعَ كَمَا قَالَ اِبْن أَبِي مُلَيْكَة أَحَد رُوَاة الْحَدِيث، وَقَدْ أَخْرَجَ ذَلِكَ عَنْهُ أَبُو دَاوُدَ بِإِسْنَادٍ صَحِيح. وَمِنْ جُمْلَة تَحْسِينه أَنْ يُرَاعِي فِيهِ قَوَانِين النَّغَم فَإِنَّ الْحَسَن الصَّوْت يَزْدَاد حُسْنًا بِذَلِكَ، وَإِنْ خَرَجَ عَنْهَا أَثَّرَ ذَلِكَ فِي حُسْنِهِ، وَغَيْر الْحَسَن رُبَّمَا اِنْجَبَرَ بِمُرَاعَاتِهَا مَا لَمْ يَخْرُج عَنْ شَرْط الْأَدَاء الْمُعْتَبَر عِنْد أَهْل الْقِرَاءَات، فَإِنْ خَرَجَ عَنْهَا لَمْ يَفِ تَحْسِين الصَّوْت بِقُبْحِ الْأَدَاء، وَلَعَلَّ هَذَا مُسْتَنَد مَنْ كَرِهَ الْقِرَاءَة بِالْأَنْغَامِ لِأَنَّ الْغَالِب عَلَى مَنْ رَاعَى الْأَنْغَام أَنْ لَا يُرَاعِي الْأَدَاء، فَإِنْ وُجِدَ مَنْ يُرَاعِيهِمَا مَعًا فَلَا شَكّ فِي أَنَّهُ أَرْجَح مِنْ غَيْره لِأَنَّهُ يَأْتِي بِالْمَطْلُوبِ مِنْ تَحْسِين الصَّوْت وَيَجْتَنِب الْمَمْنُوع مِنْ حُرْمَة الْأَدَاء وَاللَّهُ أَعْلَم "14/ 240
أظن أن الكلام واضح لا يحتاج لشرح
والسلام عليكم
ـ[ابو عبدالله السبيعي]ــــــــ[30 - 08 - 07, 10:31 م]ـ
في الحقيقة انني اذا صليت خلف الشيخ ناصر القطامي فلا املك - كغيري من المصلين - الا ان ابكي خاصة اذا رفع وبدأ يتلاعب بنا بصوته الشجي الفريد
فتأملت مرة فخاطبت نفسي فقلت: اما والله لأنك اقل من ان تخشعي حتى تبكي فما سر بكاؤك اهو التأثر بمن حولك ام الرياء ام التأثر باللحن فقط؟
فقالت على استحياء: هو الاخير فحسب!
قلت: هذا هو الظن بك هداك الله واصلحك فانت اقل من ان تتدبري - ولا حول ولا قوة الا بالله
ثم تأملت في قراءة الشيخ سعد الغامدي فوجدت بها العجب العجاب
ثم لما علمت ان اشرطته هي الاكثر سماعا وانتشارا في العالم على الاطلاق: زال العجب
فسبحان من اكرمه بحسن الصوت وروعته في غير تكلف ولا مقام ولا احمرار وجه او لفه ولويه ولا رفع ولا خفض!!
ثم تأملت في محبتي بل وفي محبة كثير من الناس لبعض القراء المصريين ممن هو على بدع ومعصية ظاهرة كحلق اللحى وشرب الدخان وغيرها , فوجدت ان السبب هو شيء واحد!
هو القران فحسب!
فهذا بعض ما ينعم الله به على من تعلق بكتابه
فعلى قدر ما تتعلق به , تعرف قدرك عند الناس
فما بالك بقدرك عند الله سبحانه
اللهم اجعل القران العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا
ـ[عماد الجيزى]ــــــــ[06 - 09 - 07, 09:10 ص]ـ
وفى فضائل القران لابن كثير ذكر للقرأةبالألحان وذمها!!
ـ[عمر فولي]ــــــــ[06 - 09 - 07, 04:48 م]ـ
وفى فضائل القران لابن كثير ذكر للقرأةبالألحان وذمها!!
السلام عليكم
وتعقبه المحقق بكلام ابن حجر ـ رحمه الله ـ
ولقد قرأت في هذه الطبعة منذ عدة أعوام
والسلام عليكم
ـ[أبو نور النوبى]ــــــــ[07 - 04 - 10, 12:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://www.archive.org/details/DenominatorsMusic(1/407)
ما هو حكم علم المقامات لقراءة القرآن الكريم؟
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[08 - 06 - 03, 01:37 ص]ـ
### الكلام التالى منقول من احد مواقع القرآن الكريم ###
"مقدمة في علم المقامات
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " زينوا القرآن بأصواتكم "
و قال أيضا " ليس منا من لم يتغن بالقرآن " و من هذا المنطلق نبدأ رحلة تعلم المقامات بإذن الله و اعلم أخي المتعلم أنه كما للشمس أطياف و ألوان فللأصوت أطياف و ألوان كذلك ولكن قبل أن نبدأ بهذه الألوان لا بد من التعرف على المصطلحات الآتية:
1.المقام الصوتي: المقام الصوتي هو الطابع الموسيقي الذي يمتاز به صوت معين .. فالديك يعطي مقام الصبا و الأسد يعطي مقام الرست و هكذا .. و سنستخدم في الموقع أمثلة من تلاوات مرتلة لأنها أسهل في الفهم و أبسط من المجود .. و بعد التعمق في المادة سنبين أمثلة من التلاوة المجودة ..
2. السلم الموسيقي: يعني درجات ارتفاع الصوت أو انخفاضه بشكل منسق متدرج منتظم فّإذا ما تم القفز عن درجة ما فإنه ييصبح صوت ناشز. (صوت النزول)
3. النشاز: يعني الخروج من مقام إلى آخر غير متناسق من المقام الأصلي. وهو غير مريح للأذن المستمعة.
4. القرار: انخفاض في عدد اهتزاز النبرات الصويتة و قد يعني عرفا الجواب الموسيقي. (و هو يبدو واضحا في بداية القراءة عند القراء)
5. الجواب:و هو ازدياد نسبي في عدد اهتزاز النبرات الصوتية و قد يعني عرفا السؤال الموسيقي .. و قد يعني صوتا يوحي بعدم اكتمال الحدث أو القصص أو الموضوع
- مثال حقيقي للقرار والجواب: إن الإمام الناجح في التلاوة يستطيع أن يعطي صوتا موسيقيا يوحي بنهاية التكبيرات أثناء الصلاة باستخدام القرار و الجواب.و الإمام الذي لا يتقيد بهذا الفن كثيرا ما يخلط الأمر على المصلين من خلفه فمنهم من يجلس و منهم من يقوم. و خاصة عند استخدام الجواب في التكبيرة الأخيرة للجلوس. و اعلم أخي المتعلم الكريم أن هناك جامعات تعلم هذه المقامات للمقرئين المتقنين و اعلم أنه لا يمكن للمقرئ أن يقرأ إلا بهذه المقامات .. و منهم من يتقن هذه المقامات و منهم غير ذلك .. فمثلا الحذيفي يقرأ بمقام الرست أما الشاطري مثلا فيقرأ على مقام نهاوند و هكذا .. و عبدالباسط ينوع بعدة مقامات .. "
ما حكم علم المقامات؟!!!
ـ[سامى]ــــــــ[08 - 06 - 03, 02:19 ص]ـ
أخى الحبيب
لو كان خيرا لرأيت الصحابة والسلف الصالح أحرص الناس عليه مع وجود الترغيب فى الصوت الحسن فى الكتاب والسنة الصحيحة مع ذالك
لم يتعلموا علم المقامات ولم يعلموه
فالقراءة على المقامات تعمدا هو من التكلف
فعليك ب ((رؤية)) كلام أهل العلم فيه فى كتاب عظيم المحتوى
وهو (بدع القراء) لبكر أبو زيد
وحياك الله أخى وأسأل الله أن تكون طالب علم كبير Question
ـ[ابراهيم المحسن]ــــــــ[09 - 06 - 03, 12:38 ص]ـ
اخونا الكريم في كتاب الشيخ عبدالعزيز قاري سنن القراء ومناهج المجودين فصل كامل عن القراءة بالالحنان ومما قاله (ان تحسين الصوت بالقران على وجه الاجمال لا نزاع فيه بين العلماء لكن الاختلاف بينهم في القدر الزائد على ذلك وهو الاستعانه بالالحان وقانونها في تحسين الصوت والتغني بالقران، فذهب الى اباحة ذلك ابو حنيفة واصحابه والشافعي واصحابه بل قال الفوراني من الشافعيه يستحب وممن ذهب الى الاباحه ابن المبارك والنضر بن شميل وعطاء قال محمدب بن نصر قال ابن جريج قلت لعطاء القراءة على الغناء؟ قال وما بأس بذلك؟
وذهب الى الكراهه مالك واحمد في رواية وسعيد بن المسيب وسعيد بن جبير والقاسم بن محمد والحسن البصري وابن سيرين والنخعي وهو مروي عن انس بن مالك رضي الله عنه .....................
ونقل عبد الوهاب المالكي التحريم عن مالك وحكاه ابو الطيب الطبري والماوردي وابن حمدان الحنبلي عن جماعة من اهل العلم والذي نختاره بعد دراسة النصوص واقوال السلف ان الاستعانه بالالحان وقانونها لتحسن الصوت بالقران لا باس به بشرروط اربعه
1 الا يطغى ذلك على صحة الاداء ولا على سلامة احكام التجويد ......
2 الا يتعارض التلحين والتنغيم مع وقار القران وجلاله ومع الخشوع والادب معه ...................
3 ان يميل عند القراءة الى التحزين فانه اللحن المناسب لمقام القران ................
4 ان ياخذ من الالحان ويستعين بها على قدر حاجته الى تحسين صوته ............... ) سنن القراء ومناهج المجودين ص 95 وما بعدها
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[09 - 06 - 03, 09:32 ص]ـ
أخي إبراهيم المحسن
بارك الله فيك على النقول التي ذكرتها
وأزيدك شرطا تلقيناه عن مشايخنا، وإن كان متضمنا في الشروط التي ذكرتها، ألا وهو حرمة القراءة على لحن أغنية بحيث يميّزه السامع
وحبذا لو يقوم أحد الأخوة بإغناء الموضوع وإيراد المزيد من النقولات عن المتقدمين في هذا الباب
وأذكر أثرا ذكره ابن القيم في "الفوائد" أو "الجواب الكافي"، أن الصحابة كانوا يجتمعون عند أبي موسى الأشعري يسمعون منه تلاوة القرآن، فهل يفيدنا أحد حول هذا الأثر؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/408)
ـ[عبد السلام هندي]ــــــــ[09 - 06 - 03, 02:04 م]ـ
قرأت في كتاب عن حياة أحد مشاهير القراء المصريين أنه بعد وفاته وجدت في غرفة نومه أسطوانات موسيقا كلاسيكية وسيمفونيات .. مما يدل أنه سمع مثل هذه الأشياء وكان لها أثر في صقل موهبته .. !!
لا أذكر اسمه حتى لا تكون غيبة
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[09 - 06 - 03, 02:45 م]ـ
أخي الكريم عبد السلام
لقد أدهشتني مشاركتك، ليس لأن ما فيها غريبا، بل لأنك ذكرتها مندهشا!!!
أزيدك، مقرئ مصر الحالي، الشيخ سيد متولي عبد العال، قال عن نفسه أنه تعلم المقامات الموسيقية على العود ...
أحد قراء مصر المشهورين، والذي يلقب بمقرئ مصر الأول، قيل أن أم كلثوم كانت تنتظر أسطواناته بلهفة لسماعها لتتعلم منه النغم، وقيل أن خلافا نشب بينه وبين محمد عبدالوهاب (المغني) لأن الأخير سرق منه لحن آية ووضعها في أغنية!!! وكاد هذا الخلاف أن يصل إلى المحاكم!!! إضافة لكونه عازف بيانو درجة أولى وله صور وبجواره البيانو ..
وأخبرني أحد الشباب، هداه الله، وهو طالب في المعهد الموسيقي بالقاهرة، أنه في أول عام من دراسته هناك، طلب الأساتذة منهم أن يقوموا بشراء أشرطة معيّنة لهذا "المقرئ" ويسمعوها بروية وتأن ليتم بعدها مناقشة الألحان والمقامات التي أتى عليها المقرئ في تلاوته!! ..
ملاحظة: هذا المقرئ ليس الشيخ عبدالباسط عبدالصمد رحمه الله، فعبدالباسط كان معروفا بقلة باعه في علم المقامات، وإنما كان يمتلك حنجرة قوية ..
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[09 - 06 - 03, 02:58 م]ـ
أخي الفاضل عبد السلام
إن ما ذكرته من الأمور أعلاه لا يعني حرمة تعلم المقامات، فهناك العديد ممن يعلّمون المقامات من خلال الصوت من دون استخدام آلات موسيقية وقد وقفت على سبعة أشرطة تعلم المقامات دون آلات موسيقية.
وأعرف أحد الأخوة المبرّزين في علم التجويد والتلاوة مع صوت حسن ندي، تعلّم المقامات من تلقاء نفسه دون معلم وفاز بالجائزة الأولى في إحدى مسابقات التجويد والتي يرتكز التحكيم فيها على معيارين: ضبط الأحكام وجمال الصوت.
فتعلم المقامات مع الإلتزام بالشروط التي ذكرها الأخ إبراهيم المحسن كاف بإذن الله، هذا وما زلنا ننتظر تعليقات الأخوة المشايخ وفقهم
ـ[ابراهيم المحسن]ــــــــ[09 - 06 - 03, 10:02 م]ـ
احبابي الكرام
اما عن اخواننا المصريين حدثني احد الاخوة والعهده عليه ان الحكومة المصرية لا تجيز لاحد ان يسجل مصحفا في الاذاعة الا اذا درس في المعهد المسيقي؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! (خوش قراء)
اما المقامات فهي فالاصل موجود في طبع الانسان بمعنى انه ليس اختراعا ابتدعه ا لانسان وانما هو اكتشاف مثل العروض
كما ان كل انسان لابد ان يقرأ بمقام معين وان كان يجهل انه يقرا بالمقامات وقد حدثني احد القراء المعروقين ممن يقرؤون في الاذاعة السعودية وكان يجهل المقامات قال قال لي الذي كان يشرف على التسجيل انك تقرأ بمقامين وطلب منه ان يتعلم لكن صاحبنا رفض ان يتعلمها لما فيها من الشبهه
والقراءة النجدية تعتبر مقاما من المقامات لان لها طريقتها ا لمميزة في القراءة
اما عن اخواننا المصريين من القراء فاللاسف ان الذين سمعت منهم لا يحرصون الا على ان يطرب المستمع بغض النظر عن احكام التجويد والقراءات والمقامات بل ان بعضهم يأتي بقراءة لم يقرأ بها احد من السبعة ولا العشرة (ل ولا العشرين)
والله المستعان على ما يصفون
اخونا ابو حسن الشامي ارجو ان تدلني على هذه الاشرطه السبعة ان كانت موجودة على الشبكة او تدلني على التسجيلات
ـ[المحب الكبير]ــــــــ[09 - 06 - 03, 10:40 م]ـ
عرض علي أحد الإخوة أن نقرأ سويا على شيخ أخذ عن الزيات، لكني
ترددت لما علمت أنه يجيد هذه المقامات.
ليت أبا خالد السلمي يدلي بدلوه، جزاه الله خيرا.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[10 - 06 - 03, 09:59 ص]ـ
من الأمور التي علمتها من حال الشيخ محمد صديق المنشاوي أنّه لم يتعلم فن المقامات ومع ذلك فمن يسمعه يظنه دارساً لها فسبحانه الوهاب الذي وهب الشيخ محمد صديق المنشاوي رحمه الله صوتاً حزيناً لا مثل له فيما أعلم إلا أن يُقَلّد والله الموفق
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[10 - 06 - 03, 10:14 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة ابراهيم المحسن
والقراءة النجدية تعتبر مقاما من المقامات لان لها طريقتها ا لمميزة في القراءة
اما عن اخواننا المصريين من القراء فاللاسف ان الذين سمعت منهم لا يحرصون الا على ان يطرب المستمع بغض النظر عن احكام التجويد والقراءات والمقامات بل ان بعضهم يأتي بقراءة لم يقرأ بها احد من السبعة ولا العشرة (ل ولا العشرين)
والله المستعان على ما يصفون
أظن الشيخ الحصري استثناء عن القاعدة، فهو ملتزم إلى حد علمي بكل تفاصيل التجويد. ولعل شيخنا أبو خالد يخبرنا المزيد عن أحوال المقرئين هناك. لكن هناك البعض .... الله المستعان. تشعر فعلاً أنه يجود على ألحان البيانو أو العود!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/409)
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[10 - 06 - 03, 11:01 ص]ـ
مشايخنا الكرام _ أحسن الله إليكم أجمعين _
خلاصة ما ذكره أهل العلم وتفضلتم بنقله أن تعلم المقامات واستعمالها في تلاوة القرآن الكريم إن كان مصحوبا بالمعازف وآلات اللهو فهو محرم بلا ريب.
وأما إن كان غير مصحوب بالمعازف فالمذاهب فيه أربعة: استحباب وإباحة وكراهة وتحريم.
والذي أميل إليه أن قراءة القرآن بالألحان مكروهة، وينبغي للمسلم أن يجتنبها وأن يكتفي بتحسين الصوت ومراعاة أحكام التجويد بلا تكلف، وأقل مساوئ القراءة بالألحان أنها تذهب الخشوع.
وأما القراء المصريون فكما لا يخفى عليكم هم طائفتان:
1) الطائفة الأولى: مقرئو الإذاعات _ عفا الله عنهم _ وهؤلاء غالبا يتقنون هذه المقامات الموسيقية ويقرؤون بمقتضاها، ومنهم من تعلم الموسيقى في المعاهد الموسيقية، وأكثر الإذاعات المصرية حاليا تعقد امتحانا في المقامات الموسيقية للمقرئين المرشحين للقراءة في الإذاعة ولا تعين إلا من يجتاز هذه الامتحانات.
2) الطائفة الثانية: علماء القراءات، وقد رأيت كثيرا منهم وعلمت منهم أنهم لم يتعلموا هذه المقامات ولا يقرؤون بمقتضاها، وهؤلاء في العادة لا يقرؤون في الإذاعات، وإنما يعلمون القراءات في المساجد والمعاهد وفي بيوتهم.
وأما عن نفسي فقد عافاني الله تعالى فنفرني من هذه المقامات فلم أتعلمها ولم أرغب في تعلمها، ولكني التقيت بكثيرين ممن يتقنونها، وبعضهم كان يصلي خلفي التراويح، ثم يجلس معي بعد الصلاة فيقول لي الربع الفلاني قرأتَه بمقام الصَبا أو بمقام البيّاتي أو مقام كذا وكذا، والآية الفلانية أو خاتمتها انتقلت فيها إلى المقام الفلاني، وهكذا.
فالشاهد من هذا أن المسلم إذا قرأ بما يوافق قواعد التجويد وتغنى بالقرآن فحسّن صوته ما استطاع فإنه قد يوافق أوزان بعض المقامات ولو لم يتعمد، تماما مثل العروض فالإنسان الذي لم يتعلمه إذا تكلم بكلامه المعتاد وسمعه من يتقن العروض وجد أن بعض كلامه يوافق أوزان بعض البحور، رغم أن قائلها ليس بشاعر ولم يقصد أن يقول شعرا، فهذا الفرق بين مجيء هذه المقامات سجية بلا تكلف، وبين تكلفها ولي اللسان بالآيات لتوافقها، والله أعلم.
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[10 - 06 - 03, 12:11 م]ـ
الشيخ الكريم أبو خالد وفقه الله
لقد تسجّلت في هذا المنتدى المبارك بغية الإستفادة منه ومن المشايخ الكرام الذين يكتبون فيه، و والله إني أخجل من نفسي إذا أردت أن أعقّب على كلام شيخ فاضل من أمثالكم ..
لكن خبرتي البسيطة في هذا المجال، ومتابعتي لإصدارات القراء المصريين بالذات، حيث أن عدد أشرطتهم وأسطواناتهم عندي تعدّ بالمئات، يشجعاني بأن أسمح لنفسي بالقول بأن تعلّم المقامات والقراءة عليها لا يقدح في أحكام التلاوة، لمن كان متقنا للأحكام ومخارج الحروف وصفاتها، فمقرئ مصر الحالي، الشيخ سيد متولي، والذي ذكرت أنه تعلم المقامات على العود (طبعا أنا لا أوافقه) ذكر أحد المشايخ القراء أنه نادرا ما يخرج في تلاوته على أحكام التجويد، ومقرئ لبنان السابق الشيخ صلاح الدين كبارة رحمه الله والمشهور بشيخ القراء، كان أستاذا في فن المقامات ومع ذلك فإنه في تلاوته كان على قدر عال من الضبط والإتقان.
لكن المشكلة هي في "القراء" الذين يتقنون المقامات أكثر من إتقانهم لمخارج الحروف ولأحكام التلاوة، مما أعطى انطباعا بأن تعلم المقامات والقراءة عليها يدفع القارئ لليّ اللسان بالآيات أو بالتكلف فيها لتوافق المقام، وهذا غير لازم بالضرورة، فالقارئ المتقن لأحكام التلاوة وللمقامات، يعرف كيف يختار المقام المناسب لتلاوته من دون إخلال بالأحكام المطلوبة
هذا ما عندي باختصار، وحبّذا شيخنا لو تراجع بريدك الخاص
وأنت أخي إبراهيم، راجع بريدك الخاص
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[12 - 06 - 03, 10:46 م]ـ
جزى الله الأخوه الكرام خيرا على الإجابه
ـ[ابراهيم المحسن]ــــــــ[14 - 06 - 03, 02:02 ص]ـ
اخونا ابو حسن الشامي
لم اجد في بريدي اي شي منكم؟؟؟؟؟!!!!!!
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[14 - 06 - 03, 01:23 م]ـ
الشيخ أبو خالد السلمي
مازلت بانتظار ردكم على رسالتي لكم على الخاص
أخي إبراهيم المحسن
لقد أرسلت الرسالة لكم، ويظهر عندي أنكم لم تقرؤوها
عليك بالذهاب إلى "التحكم" من ثم "الرسائل الخاصة"
إذا كنت متأكدا من أنك لم تستلمها، أخبرني لأعيد إرسالها لكم
ـ[أبوالخيرالحنبلي]ــــــــ[18 - 09 - 03, 01:49 ص]ـ
سأل الله للجميع التوفيق والسداد
ـ[الخازندار]ــــــــ[18 - 09 - 03, 05:52 ص]ـ
بارك الله فيكم أجمعين ..
وقد ذكرت في مشاركة سابقة لي بخصوص هذا الموضوع أن للإمام ابن القيم - رحمه الله - كلاما متيناً في المسألة نقلها الشيخ بكر أبوزيد في كتابه (بدع القراء .. ) ولولا بعدي عن المكتبة لنقلت لكم الكلام ..
والذي أحب أن أضيفه أن الصوت (الحسن) إنما هو رزق وزعه الله على من شاء من عباده .. فكم من القراء من إذا سمعته يترنم بالقرآن حتى إنه تارة (يبكيك) وتارة (يطربك) .. وهكذا وهو لا علم له بالمقامات لا من قريب ولا من بعيد ..
مثال عليه القاريء الكويتي المشهور (مشاري العفاسي)
والعكس بالعكس .. فهناك من (يتكلف) ويتمحل في تعلم هذا الفن وتطبيقه على الآيات القرآنية .. وإذا سمعته يقرأ القرآن لا تكاد تخشع في صلاتك!!
فنسأل الله أن يرزقنا الصوت الندي الذي أشار إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله: (إن أحسن الناس صوتا بالقرآن من إذا سمعته يقرأ حسبته يخشى الله) إشارة إلى القراءة بالتحزن ..
والله الموفق ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/410)
ـ[أبو حازم المسالم]ــــــــ[11 - 10 - 03, 12:12 ص]ـ
سبحان الله ما هذا التساهل في الحكم على البدع و المبتدعة؟
لا سيما هذه البدعة الخبيثة التي ما أنزل الله بها من سلطان!
ـ[أخوكم]ــــــــ[11 - 10 - 03, 07:36 ص]ـ
أظن بل أكاد أجزم بأن القارئ خالد القحطاني حفظه الله لا يعرف شيئا عن مقام الصبا
ومع ذلك فهم في هذا الموقع يقولون هو أفضل من يؤدي ما يسمونه بمقام الصبا
:)
http://www.qquran.com/qu.php?goto=vma&mid=12
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[11 - 10 - 03, 08:17 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
أخي أبا حسن الشامي وفقه الله , ذكرت قارئ مصر الأول.
1 - لا يقدح فيه أن أم كلثوم جلست تستمع القرآن لتتعلم منه.
2 - نزاعه مع عبد الوهاب إشاعة , ولا تسأل عن الإشاعات عندنا المصريين.
وواضح جدا أنها إشاعة لأنها غير متصورة عقلا.
3 - الشيخ مصطفى إسماعيل ... آه أعني قارئ مصر الأول كما يسمونه لم يتعلم المقامات في المعهد كما يفعل المعاصرون.
ومن قرأ ترجمته علم ذلك.
4 - المهتمون بهذه المقامات على الموقع المذكور يتحدثون عن عبدالباسط كواحد من أكثر المقرئين إتقانا للمقامات
وانظر ملتقاهم هناك.
.................................................. .......
لا أقول هذا من باب تجويز الأمر
فهي بحاجة إلى مزيد بحث.
وأذكر أن لابن القيم بحثا مطولا عنها في الزاد.
.................................................. ......
وعن نفسي فأحب جدا الاستماع إلى الشيخ مصطفى
واسمعوا إن شئتم من الموقع المذكور:
http://www.qquran.com/qu.php?goto=sura&arid=34&suraid=122
وبخاصة من الدقيقة 10 وما بعدها
ولا تقلقوا فالصراخ خلفه ضئيل وإن كان موجودا
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[11 - 10 - 03, 08:24 ص]ـ
واستمعوا إلى سورة القمر من طريق الإسلام
وليس فيها من يصرخ خلفه.
http://islamway.com/sindex.php?section=chapters&recitor_id=89
ولا أنسى أن أقول أن المخالفات التى يقع فيها هؤلاء وبخاصة في مخارج الحروف أمر لا يخفى ولا ينبغي له.
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[12 - 10 - 03, 04:36 ص]ـ
أخي الفاضل الأزهري السلفي
بارك الله بكم وجزاكم كل خير
أنا أيضا أحب سماع الشيخ مصطفى اسماعيل رحمه الله. ولعلمك، لا أظن أن هناك شريطا مسجلا له ليس موجودا عندي!!! بل أظن أن عندي أشرطة له ليست عند غيري، منها ما هو مسجل له في جلسات خاصة أثناء زيارته للبنان ...
لكن يسوؤني هذا الكلام الذي يقال عنه وعن غيره من القراء، حتى لو كان عبارة عن إشاعات، فقارئ القرآن وحامله ينبغي أن تكون له منزلة في قلوب الناس، ومن كان مخلصا في حمله لكتاب الله، رفع الله منزلته بين الناس، فالله يرفع بكتابه أقواما ويخفض به آخرين ...
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[13 - 10 - 03, 03:41 ص]ـ
الحمد لله وحده ....
ترى هل من سبيل لأحصل على ما عندك من تسحيلات؟
أرجو ذلك.
ـ[أبو مالك الحنبلي]ــــــــ[14 - 10 - 03, 06:03 ص]ـ
تعقيب
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: ـ
أحب أن أضيف حول هذا الموضع بعض الشيء
فقد ذكر الإمام ابن القيم هذه المسألة بإسهاب في زاد المعاد (1/ 482) وأيضأ تكلم فيها جمع من العلماء
وكمقدمة: أن هذه المقامات معروفة منذ القدم ولكن المسميات قد تكون هي الجديدة ومثله اللهجات في المناطق فالمقامات مثل الصبا والرصد والنهاوند والبياتي وناهيك عن مقامات المناطق فأقول إذا كانت تتعلم من دون سماع الغناء والآختلاط بالفساق وعدم النكير عليه فإنها مكروهه لأنها ليست ضرورة وأما إذا وجدت تلك الأشياء فهي حرام
وأما لحون الأعاجم فإنها تحرم لأنها تزيد لحد جعل الحركات حروفاً كما هو عند الإيرانيين والأتراك وغيرهم
وقد جاء في هذا المعنى حديث وكأن ابن القيم رحمه الله يميل الى تحسينه وهو ماروي عن النبي صلى الله عليه وسلم (إقرأوا القرآن بلحون العرب وأصواتها , وإياكم ولحون أهل الكتاب والفسق , فإنه سيجيء من بعدي أقوام يرجعون بالقرآن ترجيع الغناء والنوح, لايجاوز حناجرهم , مفتونة قلوبهم وفلوب الذين يعجبهم شأنهم).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/411)
قال الإمام بن القيم:رواه أبو الحسن رزين في (تجريد الصحاح) ورواه أبو عبدالله الحكيم الترمذي في (نوادر الأصول) واحتج به القاضي أبو يعلى في (الجامع) واحتج معه بحديث آخر أنه ذكر شرائط الساعة وذكر أشياء منها (أن يتخذ القرآن مزامير يقدمون أحدهم ليس بأقرئهم ولا أفضلهم مايقدمونه إلا ليغنيهم غناءً) اهـ
والحديث الأول أخرجه أيضاً أبو عبيد في فضائل القرآن (232) والفسوي في المعرفة والتاريخ (2/ 480) ومحمد بن نصر في قيام الليل (ص 119)
والطبراني في الأوسط كما في المجمع (7/ 351) وابن عدي (2/ 510) وابن الجوزي في العلل (160) والبيهقي في شعب الإيمان
وفي اسناده بقية بن الوليد وهو ضعيف ومدلس عن الضعفاء وأيضا فيه أبو محمد حصين مجهول وضعف الحديث الذهبي وابن الجوزي
وأما الحديث الآخر فروى قريب منه الإمام أحمد من حديث شريك عن أبي اليقضان كلاهما ضعيف وذكر محقق زاد المعاد له شواهد فلتراجع
ثم خلص ابن القيم إلى:
1_ أن التغني والتطريب إذا اقتضته الطبيعة وسمحت به من غير تكلف ولاتمرين ولاتعليم فهو جائز
2ـ إذا كان صناعة من الصنائع وليس في الطبع السماحة به بل لايحصل إلا بتكلف وتصنع وتمرن كما يتعلم أصوات الغناء بأنواع الألحان البسيطة والمركبة على إيقاعات مخصوصة وأوزان مخترعة لاتحصل إلا بالتعلم والتكلف فهذه هي التي كرهها السلف وعابوها وذموها وكرهو القراءة بها ثم قال رحمه الله: (وبهذا التفصيل يزول الاشتباه) اهـ باختصار
وأما الإمام أبي عمرو الداني (ت444) فله في معنى الحديث استنباط آخر فقال بعد ذكره الخبر السابق (إقرأوا بلحون العرب وأصواتها .... )
قال في كتابه التحديد: (ص 186):
وهذا الخبر أصل لصحة افتراق طباع أئمة القراءة في الترتيل والتحقيق والحدر والتخفيف واختلاف مذاهبها فيما تلقته من أئمتها ونقلته عن سلفها من الهمز وتركه والمد وقصره والإمالة والتفخيم والبيان والإدغام والروم والإشمام إلى سائر الأصول والمفترق من الفروع إذ معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم (بلحون العرب وأصواتها) يريد طباعها ومذاهبها وذلك إجماع باتفاق من أهل العلم و اللسان) اهـ
قلت ماذكره الإخوة من بعض القراء المصرين لايساوي شيء أمام القراء الماليزيين والأندنوسيين وشرق أسيا بصفة عامة
فقد حضر أحد الأخوة تللك المسابقات التي تقام هناك فكان العجب العجاب ليس الألحان فحسب بل الموسيق بعينها بل هو الغنا المعروف وخاصة على العشاء وهذا أمر عادي فيقول هذا الأخ لما نظرت إلي الفرقة الموسيقية ونحن على العشاء نظرت إنكار ظنو اني لم يعجبني عزفهم فغنوا (ياريم وادي ثقيف ... )
ناهيك عن كونها مسابقة بين الرجال والنساء
ومن أشهر من عرف بالغناء بالألحان المدعو: عنتر سعيد مسلم وقصته مع الأزهر معروفة. فكان يتهافت على الحان أم كلثوم وغيرها.
وهناك من بعض طلبة العلم من خلط بين القراءة بالألحان والتجويد فأنكر التجويد فخالف الإجماع.
ولي رسالة في هذا الموضوع حكيت فيها الإجماع على مشروعية التجويد عن جمع من العلماء المتقدمين والمتأخرين والرد على من قال ببدعية التجويد.
نسأل الله الهداية للجميع.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[22 - 03 - 05, 01:05 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
رأيت من المناسب نقل ما ذكره ابن القيم كما ورد
(فصل
في هديه صلى الله عليه وسلم في قراءة القرآن، واستماعه، وخشوعه، وبكائه عند قراءته، واستماعه وتحسين صوته به وتوابع ذلك
كان له صلى الله عليه وسلم حِزب يقرؤه، ولا يُخِلُّ به، وكانت قراءتُه ترتيلاً لا هذَّا ولا عجلة، بل قِراءةً مفسَّرة حرفاً حرفاً. وكان يُقَطِّع قراءته آية آية، وكان يمدُّ عند حروف المد، فيمد (الرحمن) ويمد (الرحيم)، وكان يستعيذ باللّه من الشيطان الرجيم فى أول قراءته، فيقول: ((أعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطَانِ الرَجِيم))، ورُبَّما كان يقول: ((اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم من هَمْزِهِ ونَفْخِهِ، ونَفثِهِ)). وكان تعوّذُه قبلَ القراءة.
وكان يُحبُّ أن يسمع القراَنَ مِن غيره، وأمر عبد اللّه بن مسعود، فقرأ عليه وهو يسمع. وخَشَع صلى الله عليه وسلم لسماع القران مِنه، حتى ذرفت عيناه.
وكان يقرأ القراَن قائماً، وقاعداً، ومضطجعاً ومتوضئاً، ومُحْدِثاً، ولم يكن يمنعه من قِراءته إلا الجنابة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/412)
وكان صلى الله عليه وسلم يتغنَّى به، ويُرجِّع صوتَه به أحياناً كما رجَّع يوم الفتح في قراءته {إنَّا فتَحْنَا لَكَ فَتْحَاً مُبِيناً} [الفتح: 1]. وحكى عبد الله بن مغفَّل ترجِيعَه، آ ا آ ثلاث مرات، ذكره البخاري.
وإذا جمعت هذه الأحاديثَ إلى قوله: ((زَيِّنُوا القُرآن بأصْواتِكُم)). وقوله: ((لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالقُرْآن)). وقوله: ((ما أَذِنَ اللهُ لِشَيء، كأَذَنِهِ لِنَبيٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ يَتَغَنَّى بِالقُرْان)). علمت أن هذا الترجيعَ منه صلى الله عليه وسلم، كان اختياراً لا اضطراراً لهزِّ الناقة له، فإن هذا لو كان لأجل هزِّ الناقة، لما كان داخلاً تحت الاختيار، فلم يكن عبدُ الله بن مغفَّل يحكيه ويفعلُه اختياراً لِيُؤتسى به، وهو يرى هزَّ الراحلة له حتى ينقطع صوتُه، ثم يقول؟ كان يُرجِّعُ في قراءته، فنسب التَّرجيع إلى فعله. ولو كان مِن هزِّ الراحلة، لم يكن منه فعل يسمى ترجيعاً.
وقد استمع ليلةً لقراءة أبي موسى الأشعري، فلما أخبره بذلك، قال: لوْ كنتُ أعلم أنك تسمعه، لحبَّرْته لَكَ تَحْبِيراً. أي: حسَّنته وزيَّنته بصوتي تزييناً، وروى أبو داود في ((سننه)) عن عبد الجبار بن الورد، قال. سمعتُ ابنَ أبي مُليكة يقول: قال عبد اللّه بن أبي يزيد: مر بنا أبو لُبابة، فاتَّبعناه حتى دخل بيته، فإذا رجلٌ رثُّ الهيئة، فسمعتُه يقول: سمعتُ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول: ((لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بالقراَنِ)). قال: فقلت لابن أبي مُليكة: يا أبا محمد! أرأيتَ إذا لم يكن حسنَ الصوت؟ قال: يُحسِّنُه ما استطاع.
قلت: لا بد من كشف هذه المسألة، وذكر اختلافِ الناس فيها، واحتجاج كلِّ فريق، وما لهم وعليهم في احتجاجهم، وذكر الصواب في ذلك بحول اللّه تبارك وتعالى ومعونته، فقالت طائفة: تكره قراءة الألحان، وممن نص على ذلك أحمد ومالكٌ وغيرهما، فقال أحمد في رواية علي بن سعيد في قراءة الألحان: ما تعجبُني وهو محْدَث. وقال في رواية المروَزي: القراءةُ بالألحان بدعة لا تسمع، وقال في رواية عبد الرحمن المتطبب: قراءةُ الألحان بدعة، وقال في رواية ابنه عبد اللّه، ويوسف بن موسى، ويعقوب بن بختان، والأثرم، وإبراهيم بن الحارث: القراءةُ بالألحان لا تُعجبني إلا أن يكون ذلك حُزناً، فيقرأ بحزن مثلَ صوت أبي موسى، وقال في رواية صالح: ((زَيِّنُوا القُرْاَنَ بِأصْوَاتِكُم))، معناه: أن يُحسِّنه، وقال في رواية المروَزي: ((ما أذِن اللّه لشيء كأذَنِهِ لنبي حسن الصوت أن يتغنَّى بالقرآن)) وفي رواية قوله: ((لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالقُرْآنِ))، فقال: كان ابنُ عيينة يقول: يستغني به. وقال الشافعي: يرفع صوته، وذكر له حديث معاوية بن قرة في قصة قراءة سورة الفتح والترجيع فيها، فأنكر أبو عبد اللّه أن يكون على معنى الألحان، وأنكر الأحاديثَ التي يُحتج بها في الرخصة في الألحان.
وروى ابن القاسم، عن مالك، أنه سئل عن الألحان في الصلاة، فقال: لا تُعجبني، وقال: إنما هو غناءٌ يتغنَّون به، ليأخذوا عليه الدراهم، وممن رُويت عنه الكراهةُ، أنس بن مالك، وسعيد بن المسيِّب، وسعيد بن جبير، والقاسم بن محمد، والحسن، وابن سيرين، وإبراهيم النخعي. وقال عبد اللّه بن يزيد العكبري: سمعت رجلاً يسأل أحمد، ما تقولُ في القراءة بالألحان؟ فقال ما اسمك؟ قال محمد: قال: أيسرك أن يقال لك: يا موحمد ممدوداً، قال القاضي أبو يعلى: هذه مبالغة في الكراهة. وقال الحسن بنُ عبد العزيز الجَرَوي: أوصى إليَّ رجل بوصية، وكان فيما خلَّف جارية تقرأ بالألحان، وكانت أكثَر تَرِكته أو عامتها، فسألتُ أحمد بن حنبل والحارث بن مسكين، وأبا عُبيد، كيف أبيعُها؟ فقالوا: بعها ساذجةً، فأخبرتُهم بما في بيعها من النقصان، فقالوا: بعها ساذَجة، قال القاضي: وإنما قالوا ذلك، لأن سماع ذلك منها مكروه، فلا يجوز أن يُعاوض عليه كالغناء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/413)
قال ابن بطَّال: وقالت طائفة: التغنِّي بالقران، هو تحسينُ الصوت به، والترجعُ بقراءته، قال: والتغني بما شاء مِن الأصوات واللحون هو قول ابن المبارك، والنضرِ بن شُميل، قال: وممن أجاز الألحان في القرآن: ذكر الطبري، عن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه، أنه كان يقول لأبي موسى: ذكِّرنا ربَّنا، فيقرأ أبو موسى ويتلاحن، وقال: من استطاع أن يتغنى بالقرآن غِناء أبي موسى، فليفعل، وكان عقبة بن عامر من أحسن الناس صوتاً بالقراَن، فقال له عمر: اعرض عليَّ سورة كذا، فعَرض عليه، فبكى عمر، وقال: ما كنتُ أظن أنها نزلت، قال: وأجازه ابن عباس، وابن مسعود، وروي عن عطاء بن أبي رباح، قال: وكان عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد، يتتبَع الصوتَ الحسن في المساجد في شهر رمضان. وذكر الطحاوي عن أبي حنيفة وأصحابه: أنهم كانوا يستمعون القران بالألحان. وقال محمد بن عبد الحكم: رأيت أبي والشافعي ويوسف بن عمر يستمعون القرآن بالألحان، وهذا اختيارُ ابن جرير الطبرى.
قال المجوِّزون - واللفظ لابن جرير-: الدليلُ: على أن معنى الحديث تحسينُ الصوت، والغناء المعقول الذي هو تحزين القارئ سامعَ قراءته، كما أن الغناء بالشعر هو الغناءُ المعقولُ الذي يُطرب سامعه -: ما روى سفيان، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((مَا أذنَ اللَّهُ لشيء مَا أذنَ لنبيٍّ حسن التَّرنُّم بالقُرْآن)) ومعقول عند ذوي الحِجا، أنَ الترنُّم لاَ يكًون إلا بالَصوت إذا حسَّنه المترنم وطرَّب به. وروي في هذا الحديث ((ما أذِنَ اللّه لشيء ما أذن لنبي حسنِ الصوت يتغنى بالقراَن يجهرُ به)). قال الطبري: وهذا الحديث من أبين البيان أن ذلك كما قلنا، قال: ولو كان كما قال ابنُ عيينة، يعني: يستغني به عن غيره، لم يكن لذكر حُسن الصوت والجهر به معنى، والمعروف في كلام العرب أن التغني إنما هو الغناء الذي هو حسنُ الصوت بالترجيع، قال الشاعر:
تَغَنَ بِالشِّعْرِ إمَّا كُنْتَ قَائِلَه إنَّ الغِنَاءَ لِهَذا الشِّعرِ مِضْمَارُ
قال: وأما ادعاء الزاعم، أن تغنّيتَ بمعنى استغنيت فاشٍ في كلام العرب، فلم نعلم أحداً قال به من أهل العلم بكلام العرب. وأما احتجاجُه لتصحيح قوله بقولِ الأعشى:
وكُنْتُ امْرَءاً زَمَناً بالعِرَاق عَفِيفَ المُنَاخِ طويلَ التَّغَنْ
وزعم أنه أراد بقوله: طويل التغني: طويل الاستغناء، فإنه غلط منه، وإنما عنى الأعشى بالتغني في هذا الموضع: الإِقامة من قول العرب: غني فلان بمكان كذا إذا أقام به، ومنه قوله تعالى: {كأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا} [الأعراف: 92] واستشهاده بقول الآخر:
كِلاَنا غَنِيُّ عَنْ أخِيهِ حَيَاتَهُ وَنَحْنُ إذا مِتْنا أَشَدُ تَغَانِيا
فإنه إغفال منه، وذلك لأن التغاني تفاعل من تغنَّى: إذا استغنى كل واحد منهما عن صاحبه، كما يقال: تضارب الرجلان، إذا ضرب كل واحد منهما صاحبه، وتشاتما، وتقاتلا. ومن قال: هذا في فعل اثنين، لم يجز أن يقول مثله في فعل الواحد، فيقول: تغانى زيد، وتضارب عمرو، وذلك غيرُ جائز أن يتول: تغنى زيد بمعنى استغنى، إلا أن يريد به قائله أنه أظهر الاستغناء، وهو غير مستغن، كما يقال: تجلَّد فلان: إذا أظهر جَلَدا من نفسه، وهو غير جليد، وتشجَّع، وتكرَّم، فإن وجَّه موجِّه التغنِّي بالقرآن إلى هذا المعنى على بُعده من مفهوم كلام العرب، كانت المُصيبة في خطئه في ذلك أعظمَ، لأنه يُوجب على من تأوله أن يكون اللّه تعالى ذِكرُه لم يأذن لنبيه أن يستغني بالقرآن، وإنما أذِنَ له أن يُظهر من نفسه لنفسه خلافَ ما هو به من الحال، وهذا لا يخفى فسادُه. قال: ومما يُبين فسادَ تأويل ابن عُيينة أيضاً أن الاستغناء عن الناس بالقرآن مِن المحال أن يُوصف أحد به أنه تؤذن له فيه أو لا يؤذن، إلا أن يكون الأذن غد ابن عيينة بمعنى الإِذن الذي هو إطلاق وإباحة، وإن كان كذلك، فهو غلط من وجهين، أحدهما: من اللغة، والثاني: من إحالة المعنى عن وجهه. أما اللغة، فإن الأذن مصدر قوله: أذن فلان لكلام فلان، فهو يأذَن له: إذا استمع له وأنصت، كما قال تعالى: {وأَذِنَت لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ} [الانشقاق. 2]، بمعنى سمِعت لربها وحُقَّ لها ذلك، كما قال عدى بن زيد:
* إنَّ هَمِّي فِي سَمَاعٍ وأذَن *
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/414)
بمعنى، في سماع واستماع. فمعنى قوله: ما أذن اللّه لشيء، إنما هو: ما استمع اللّه لشيء من كلام الناس ما استمع لنبي يتغنى بالقرآن. وأما الإِحالة في المعنى، فلأن الاستغناء بالقُرْآن عن الناس غيرُ جائز وصفه بأنه مسموع ومأذون له، انتهى كلام الطبري.
قال أبو الحسن بن بطال: وقد وقع الإِشكال في هذه المسألة أيضاً، بما رواه ابن أبي شيبة، حدثنا زيد بن الحباب، قال: حدثني موسى بن عليّ بن رباح، عن أبيه، عن عُقبة بن عامر، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: ((تَعَلَّموا القُرْآنَ وتَغَنَّوا بِهِ، واكتبوه، فَوالذي نَفسي بِيَدِهِ، لَهوَ أَشَدُّ تَفَصِّياَ مِنَ المَخَاضِ مِنَ العقُلِ)). قال: وذكر عمر بن شَبَّة، قال: ذكر لأبي عاصم النبيل تأويلُ ابن عيينة في قوله ((يتغنّىَ بالقرآن)) يستغني به، فقال: لم يصنع ابن عيينة شيئاً، حدثنا ابنُ جريج، عن عطاء، عن عبيد بن عُمير، قال: كانت لداود نبيِّ اللّه صلى الله عليه وسلم مِعزَفَةٌ يتغنَّى عليها يَبكي ويُبكي. وقال ابن عباس: إنه كان يقرأ الزبور بسبعين لحناً، تكون فيهن، ويقرأ قراءة يَطْرَبُ منها الجموعُ. وسئل الشافعي رحمه اللّه، عن تأويل ابن عيينة فقال: نحن أعلمُ بهذا، لو أراد به الاستغناء، لقال: ((من لم يستغن بالقُرآن))، ولكن لما قال: ((يتغنَّى بالقرآن))، علمنا أنه أراد به التغنِّي.
قالوا: ولأن تزيينه، وتحسين الصوت به، والتطريب بقراءته أوقعُ في النفوس، وأدعى إلى الاستماع والإِصغاء إليه، ففيه تنفيذ للفظه إلى الأسماع، ومعانيه إلى القلوب، وذلك عونٌ على المقصود، وهو بمنزلة الحلاوة التي تُجعل في الدواء لتنفذه إلى موضع الداء، وبمنزلة الأفاويه والطِّيب الذي يُجعل في الطعام، لتكون الطبيعة أدعى له قبولاً، وبمنزلة الطِّيب والتحكِّي، وتجمُّل المرأة لبعلها، ليكون أدعى إلى مقاصد النكاح. قالوا: ولا بد للنفس من طرب واشتياق إلى الغناء، فعُوِّضت عن طرب الغناء بطرب القرآن، كما عُوِّضت عن كل محرَّم ومكروه بما هو خيرٌ لها منه، وكما عوِّضت عن الاستقسام بالأزلام بالاستخارة التي هي محضُ التوحيد والتوكل، وعن السِّفاح بالنكاح، وعن القِمار بالمُراهنة بالنِّصال وسباق الخيل، وعن السماع الشيطاني بالسماع الرحماني القرآني، ونظائره كثيرة جداً.
قالوا: والمحرَّم، لا بد أن يشتمِل على مفسدة راجحة، أو خالصة، وقراءة التطريب والألحان لا تتضمن شيئاً مِن ذلك، فإنها لا تُخرِجُ الكلام عن وضعه، ولا تَحولُ بين السامع وبين فهمه، ولو كانت متضمِّنة لزيادة الحروف كما ظن المانع منها، لأخرجت الكلمة عن موضعها، وحالت بين السامع وبين فهمها، ولم يدر ما معناها، والواقعُ بخلاف ذلك.
قالوا: وهذا التطريب والتلحين، أمر راجع إلى كيفية الأداء، وتارة يكون سليقة وطبيعة، وتارة يكون تكلُّفاً وتعقُلاً، وكيفيات الأداء لا تخرِجُ الكلام عن وضع مفرداته، بل هي صِفات لصوت المؤدِّي، جارية مجرى ترقيقه وتفخيمه وإمالته، وجارية مجرى مدود القرَّاء الطويلة والمتوسطة، لكن تلك الكيفيات متعلقة بالحروف، وكيفيات الألحان والتطريب، متعلقة بالأصوات، والآثار في هذه الكيفيات، لا يمكن نقلُها، بخلاف كيفيات أداء الحروف، فلهذا نُقلت تلك بألفاظها، ولم يمكن نقل هذه بألفاظها، بل نقل منها ما أمكن نقله، كترجيع النبي صلى الله عليه وسلم في سورة الفتح بقوله: ((آ آ آ)). قالوا: والتطريب والتلحين راجع إلى أمرين: مدٍ وترجيع، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه كان يمد صوته بالقراءة يمد ((الرحمن)) ويمد ((الرَّحيم))، وثبت عنه الترجيع كما تقدم.
قال المانعون من ذلك: الحجة لنا من وجوه. أحدها: ما رواه حُذيفة بن اليمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((إقرؤوا القُرْآن بِلحُونِ العَرَبِ وأصْوَاتِها، وإيَاكُم وَلُحُونَ أَهْلِ الكِتَابِ وَالفِسْق، فإنَّهُ سَيَجيء فى مِنْ بَعْدِي أَقوَامٌ يُرَجِّعُونَ بِالقُرْآنِ تَرْجِيعَ الغِنَاءِ وَالنَّوْحِ، لا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهم، مَفتُونَةً قُلُوبُهُم، وَقُلُوبُ الَذِينَ يُعْجِبُهُم شَأْنُهُم)) رواه أبو الحسن رَزِينّ في ((تجريد الصحاح)) ورواه أبو عبد اللّه الحكيم الترمذي في ((نوادر الأصول)). واحتج به القاضي أبو يعلى في ((الجامع))، واحتج معه بحديث آخر، أنه صلى الله عليه وسلم ذكر شرائطَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/415)
الساعة، وذكر أشياء، منها: ((أن يُتخذ القرآنُ مَزاميرَ، يُقدِّمونَ أَحَدَهُم لَيْسَ بِأَقْرَئِهِم وَلا أَفْضَلِهِم ما يُقَدِّمُونَهُ إلا لِيُغَنِّيَهُم غِنَاءً)).
قالوا: وقد جاء زياد النهدي إلى أنس رضي اللّه عنه مع القراء، فقيل له: إقرأ، فرفع صوته وطرَّب، وكان رفيعَ الصوت، فكشف أنس عن وجهه، وكان على وجهه خِرقة سوداء، وقال: يا هذا! ما هكذا كانوا يفعلون، وكان إذا رأى شيئاً يُنكره، رفع الخِرقة عن وجهه. قالوا: وقد منع النبيُّ صلى الله عليه وسلم المؤذِّن المُطَرِّبَ في أذانه من التطريب، كما روى ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: كان لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم مؤذِّن يطرِّب، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الأذان سَهْلِّ سمح.، فإن كان أَذَانُكَ سَهْلا سَمْحاً، وإلاَّ فَلا تُؤذِّن)) رواه الدارقطني وروى عبد الغني بن سعيد الحافظ من حديث قتادة، عن عبد الرحمن بن أبي بكر، عن أبيه، قال: كانت قراءةُ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم المدَّ، ليس فيها ترجيع. قالوا: والترجيع والتطريب يتضمن همزَ ما ليس بمهموز، ومدَّ ما ليس بممدود، وترجيعَ الألف الواحد ألفات، والواوَ واوات، والياء ياءاتٍ، فيؤدِّي ذلك إلى زيادة في القران، وذلك غير جائز، قالوا: ولا حدَّ لما يجوز من ذلك، وما لا يجوز منه، فإن حُدَّ بحدٍّ معيَّنٍ، كان تحكُّماً في كتاب اللّه تعالى ودِينه، وإن لم يُحَدَّ بحدٍّ، أفض إلى أن يُطلق لفاعله ترديدُ الأصوات، وكثرةُ الترجيعات، والتنويعُ في أصناف الإِيقاعات والألحان المشبِهة للغناء، كما يفعل أهلُ الغناء بالأبيات، وكما يفعله كثير من القُرَّاء أمام الجنائز، ويفعلُه كثيرٌ مِن قراء الأصوات، مما يتضمن تغييرَ كتاب الله والغِناء به على نحو ألحان الشعر والغناء، ويُوقعون الإِيقاعات عليه مثل الغناء سواء، اجتراءً على اللّه وكتابه، وتلاعباً بالقرآن، وركوناً إلى تزيين الشيطان، ولا يجيز ذلك أحدٌ من علماء الإِسلام، ومعلوم: أن التطريبَ والتلحين ذريعةٌ مُفضية إلى هذا إفضاءً قريباً، فالمنع منه، كالمنع من الذرائع الموصلة إلى الحرام، فهذا نهايةُ اقدام الفريقين، ومنتهى احتجاج الطائفتين.
وفصل النزاع، أن يقال: التطريب والتغنِّي على وجهين، أحدهما: ما اقتضته الطبيعة، وسمحت به من غير تكلف ولا تمرين ولا تعليم، بل إذا خُلّي وطبعه، واسترسلت طبيعته، جاءت بذلك التطريب والتلحين، فذلك جائز، وإن أعان طبيعتَه بفضلِ تزيين وتحسين، كما قال أبو موسى الأشعري للنبي صلى الله عليه وسلم: ((لَو علمتُ أنّكَ تَسمَع لَحَبَّرْتُه لَكَ تحبِيراً)) والحزين ومَن هاجه الطرب، والحبُ والشوق لا يملك من نفسه دفعَ التحزين والتطريب في القراءة، ولكن النفوسَ تقبلُه وتستحليه لموافقته الطبع، وعدم التكلف والتصنع فيه، فهو مطبوع لا متطبِّع، وكَلفٌ لا متكلَف، فهذا هو الذي كان السلف يفعلونه ويستمعونه، وهو التغني الممدوح المحمود، وهو الذي يتأثر به التالي والسامعُ، وعلى هذا الوجه تُحمل أدلة أرباب هذا القول كلها.
الوجه الثاني: ما كان من ذلك صناعةً من الصنائع، وليس في الطبع السماحة به، بل لا يحصُل إلا بتكلُّف وتصنُّع وتمرُّن، كما يتعلم أصوات الغِناء بأنواع الألحان البسيطة، والمركبة على إيقاعات مخصوصة، وأوزانٍ مخترعة، لا تحصل إلا بالتعلُم والتكلف، فهذه هي التي كرهها السلفُ، وعابوها، وذمّوها، ومنعوا القراءةَ بها، وأنكروا على من قرأ بها، وأدلة أرباب هذا القول إنما تتناول هذا الوجه، وبهذا التفصيل يزول الاشتباهُ، ويتبين الصوابُ من غيره، وكلُّ من له علم بأحوال السلف، يعلم قطعاً أنهم بُرآء من القراءة بألحان الموسيقى المتكلفة، التي هي إيقاعات وحركات موزونة معدودة محدودة، وأنهم أتقى للّه من أن يقرؤوا بها، ويُسوّغوها، ويعلم قطعاً أنهم كانوا يقرؤون بالتحزين والتطريب، ويحسِّنون أصواتَهم بالقرآن، ويقرؤونه بِشجىً تارة، وبِطَربِ تارة، وبِشوْق تارة، وهذا أمر مركوز في الطباع تقاضيه، ولم ينه عنه الشارع مع شدة تقاضي الطباع له، بل أرشد إليه وندب إليه، وأخبر عن استماع اللّه لمن قرأ به، وقال: ((لَيْسَ مِنَّا مَن لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقرآنِ)) وفيه وجهان: أحدهما: أنه إخبار بالواقع الذي كلُّنا نفعله، والثاني: أنه نفي لهدي من لم يفعله عن هديه وطريقته صلى الله عليه وسلم.
)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[22 - 03 - 05, 01:08 ص]ـ
قال ابن خلدون - رحمه الله
(وقد أنكر مالك رحمه الله تعالى القراءة بالتلحين وأجازها الشافعي رضي الله تعالى عنه. وليس المراد تلحين الموسيقى الصناعي فإنه لا ينبغي أن يختلف في حظره إذ صناعة الغناء مباينة للقرآن بكل وجه لأن القراءة والأداء تحتاج إلى مقدار من الصوت لتعيين أداء الحروف من حيث إتباع الحركات في مواضعها ومقدار المد عند من يطلقة أو يقصره وأمثال ذلك. والتلحين أيضاً يتعين له مقدار من الصوت لا يتم إلا به من أجل التناسب الذي قلناه في حقيقة التلحين. فاعتبار أحدهما قد يخل بالأخر إذا تعارضا. وتقديم التلاوة متعين فراراً من تغيير الرواية المنقولة في القرآن فلا يمكن اجتماع التلحين والأداء المعتبر في القرآن بوجه. وإنما المراد عن اختلافهم التلحين البسيط الذي يهتدي إليه صاحب المضمار بطبعه كما قدمناه فيردد أصواته ترديداً على نسب يدركها العالم بالغناء وغيره ولا ينبغبي ذلك بوجه كما قاله مالك. هذا هو محل الخلاف. والظاهر تنزية القرآن عن هذا كله كما ذهب إليه الإمام رحمه الله تعالى لأن القرآن هو محل خشوع بذكر الموت وما بعده وليس مقام التذاذ بإدراك الحسن من الأصوات. وهكذا كانت قراءة الصحابة رضي الله عنهم كما في أخبارهم. وأما قوله صلى الله عليه وسلم: " لقد أوتي مزماراً من مزامير آل داود فليس المراد به الترديد والتلحين إنما معناه حسن الصوت وأداء القراءة والإبانة في مخارج الحروف والنطق بها)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/416)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 03 - 05, 01:32 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وقال الإمام الذهبي رحمه الله في زغل العلم
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والحمد لله رب العالمين
اعلم أن في كل طائفة من علماء هذه الأمة ما يذم ويعاب فتجنبه
علم القراءة والتجويد
فالقراء المجودة فيهم تنطع وتحرير زائد يؤدي إلى أن المجود القارئ يبقى مصروف الهمة إلى مراعاة الحروف والتنطع في تجويدها بحيث يشغله ذلك عن تدبر معاني كتاب الله تعالى ويصرفه عن الخشوع في التلاوة لله ويخليه قوي النفس مزدريا بحفاظ كتاب الله تعالى فينظر إليهم بعين المقت وأن المسلمين يلحنون وبأن القراء لا يحفظون إلا شواذ القراءة.
فليت شعري أنت ماذا عرفت وما علمك؟ وأما عملك فغير صالح! وأما تلاوتك فثقيلة عريّة عن الخشية والحزن والخوف!
فالله يوفقك ويبصرك رشدك ويوقظك من رقدة الجهل والرياء
وضدهم قراء النغم والتمطيط وهؤلاء في الجملة من قرأ منهم بقلب وخوف قد ينتفع به في الجملة فقد رأيت من يقرأ صحيحاً ويطرب ويبكي
نعم ورأيت من إذا قرأ قسى القلوب وأبرم النفوس وبدل كلام الله تعالى!
وأسوأهم حالاً الجنائزية والقراء بالروايات وبالجمع فأبعد شيء عن الخشوع وأقدم شيء على التلاوة بما يخرج عن القصد وشعارهم في تكثير وجوه حمزة وتغليظ تلك اللامات وترقيق الراآت
اقرأ يا رجل واعفنا من التغليظ والترقيق وفرط الإمالة والمدود ووقوف حمزة
فإلى كم هذا
وآخر منهم إن حضر في ختمه أو تلا في محراب جعل ديدنه إحضار غرائب الوجوه والسكت والتهوع بالتسهيل وأتى بكل خلاف ونادى على نفسه أنا أبو فلان فاعرفوني! فإني عارف بالسبع!!
إيش يُعمل بك لا صبحك الله بخير؟ إنك حجر منجنيق ورصاص على الأفئدة!!.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=119568#post119568
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 03 - 05, 02:53 ص]ـ
قال الإمام ابن رجب (رحمه الله) في (نزهة الأسماع في مسألة السماع):
قراءة القرآن بالألحان، بأصوات الغناء وأوزانه وإيقاعاته، على طريقة أصحاب الموسيقى، فرخص فيه بعض المتقدمين إذا قصد الاستعانة على إيصال معاني القرآن إلى القلوب للتحزين والتشويق والتخويف والترقيق.
وأنكر ذلك أكثر العلماء، ومنهم من حكاه إجماعاً ولم يثبت فيه نزاعاً، منهم أبو عبيد وغيره من الأئمة.
وفي الحقيقة هذه الألحان المبتدعة المطربة تهيج الطباع، وتلهي عن تدبّر ما يحصل له من الاستماع حتى يصير التلذذ بنجرد سماع النغمات الموزونة والأصوات المطربة، وذلك يمنع المقصود من تدبر معاني القرآن.
وإنما وردت السنة بتحسين الصوت بالقرآن، لا بقراءة الألحان، وبينهما بون بعيد. اهـ.
(مجموع الرسائل ص 463).
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=59265#post59265
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[22 - 03 - 05, 02:35 م]ـ
ماذا يقول سماحتكم في قارئ القرآن بواسطة مقامات هي أشبه بالمقامات الغنائية بل هي مأخوذة منها أفيدونا بذلك جزاكم الله خيرا؟
ج: لا يجوز للمؤمن أن يقرأ القرآن بألحان الغناء وطريقة المغنيين بل يجب أن يقرأه كما قرأه سلفنا الصالح من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان، فيقرأه مرتلا متحزنا متخشعا حتى يؤثر في القلوب التي تسمعه وحتى يتأثر هو بذلك. أما أن يقرأه على صفة المغنيين وعلى طريقتهم فهذا لا يجوز.
المرجع:مجموع الفتاوى لابن باز 9/ 290
ـ[ابراهيم]ــــــــ[22 - 03 - 05, 10:54 م]ـ
قراءة القران في نظري تقوم على اربعة امور الاول التجويد والثاني الوقف والابتداء والثالث حسن الاداء والرابع حسن الصوت
أما الاول فلا يخفى على أهل القران، وكثيرا ما يترك تطبيقه من يعرف احكامه، والبلية اذا نصب من لا يحسن التجويد على انه المقرئ الشيخ؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!
والثاني لا يعتني به أكثر القراء في السعودية للأسف!!!!! أما الاعاجم فلا نلومهم
والثالث قليل من يحسنه، والمقامات تدخل في الاداء، هي مما يحسن الاداء ويجعل القارئ والمستمع يفهمون القران ويتأثرون به وليس من شرطه ان يطبق المقامات بحذافيرها على القران بل يتعلمها ليستفيد مما فيها،وأما الرابع فهبة من الله، العجب كل العجب أن الاذاعة السعودية يقرئ فيها من لا يتوفر فيه أي من هذه الامور؟؟؟؟؟؟؟؟!! فهو يلحن في التجويد، ولا يحسن الاداء
ـ[أبو خليل النجدي]ــــــــ[24 - 09 - 05, 11:45 ص]ـ
للرفع ....
ألا يُقال أن علم المقامات هو عبارة عن تبويب و تنظيم ... للألحان التي يُقرأ بها؟
فكما أن الفقه مقسم إلى أبواب ... فكذلك هذا العلم مقسم إلى تقسيمات لكي يسهل التعامل معها بياتي سيكا نهاوند صبا ..
ـ[أبو خليل النجدي]ــــــــ[24 - 09 - 05, 11:48 ص]ـ
هل من بحث علمي لهذه المسئلة ...
ـ[أبو خليل النجدي]ــــــــ[24 - 09 - 05, 12:22 م]ـ
و قبل الخوض في النقاش ...
إليكم هذا التسجيل وهو عبارة عن مدارسة لمقام الرصد بين الشيخ خليل الرحمن و الشيخ محمد أيوب القارئ المشهور .... ((و هذا التسجيل وضعه أحد الأخوة في منتديات قراء القرآن))
انظروا إلى جمال هذه القراءة .. لا تكاد تمل من سماعها
أوردتها لكي تتبين الصورة لبعض الأخوة الذين يظنون أن المقامات إنما طريقها الغناء فقط .. و هذا خطأ ..
انقر على زر الماوس الأيمن ثم اضغط على حفظ باسم .. فالرابط مباشر
http://drr.cc/11/zvvss.ram
و حجم التلاوة 300 كيلو بايت تقريبا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/417)
ـ[أبو خليل النجدي]ــــــــ[24 - 09 - 05, 12:29 م]ـ
الشيخ محمد أيوب يقرأ ... ثم يقرأ الشيخ خليل الرحمن تقريبا عند "الثانية38" .. ثم يقرأ الشيخ محمد أيوب مرة أخرى نفس الآية التي قرأها الشيخ خليل تقريبا عند "1:30"محاولا محاكاة شيخه في هذا المقام ... و هو مقام " الرصد " على ماذكروا في منتديات قراء القرآن
ـ[أبو يوسف صنهاجي]ــــــــ[08 - 10 - 05, 08:07 ص]ـ
في هذه التلاوة التي وضعتها انا في منتدى قراء القران , الشيخ خليل الرحمان الباكستاني كان يعلم الشيخ محمد ايوب مع طلاب اخرين الاتقان اولا اذ انه صحح لهم العديد من الاخطاء في الاحكام ...
و تلاحظ انهم لم يخرجوا من مقام الرصد , و تلاحظ ايظا انهم لم يتكلفوا لان المعروف ان مقام الرصد معروف في الحجاز و يقرأ عليه عدة مشايخ و من بينهم الشيخ الشريم و الشيخ السديس و الشيخ صلاح ابو خاطر ..... الخ
المشكلة مع المقامات ليس المقام في حد ذاته , لان المقام هو تسمية فقط , و هو من الفطرة , ما تغني احدنا بالقران و ما اذن احدنا للصلاة الا و كان على مقام معين , علمه من علمه و جهله من جهله , و لم نؤمر بعلمه , لان خلقا كثيرا يقرأ على اكثر من مقام و هو لا يعلم.
المشكلة في التكلف , المشكلة في جعل المقامات هو هم القارئ , المشكلة في ان يركز القارئ على المقام و يحرص على التنسيق بين المقامات حتى و لو كلفه هذا الاعراض عن الخشوع و التدبر.
و الطامة هو تعلم المقامات بالسلم الموسيقي و بالاستعانة على اهل المعازف.
و كما أشار الاخ الكريم , خير الهدي هدي محمد و سلفنا الصالح.
الاولى تعلم العلوم التي تنفع كالحديث و الفقه و الاجتهاد فيها.
اما المجتهد في فن المقامات و المتعمق فيه فيخشى عليه.
تقبلوا مني هذا التدخل المتواضع من اخ قليل العلم.
اخوكم الصنهاجي
اللهم اهدنا
ـ[ابن وهب]ــــــــ[26 - 11 - 06, 02:20 ص]ـ
قول ابن رجب - رحمه الله
(قراءة القرآن بالألحان، بأصوات الغناء وأوزانه وإيقاعاته، على طريقة أصحاب الموسيقى، فرخص فيه بعض المتقدمين إذا قصد الاستعانة على إيصال معاني القرآن إلى القلوب للتحزين والتشويق والتخويف والترقيق)
انتهى
هل يقصد به عطاء
قال عبد الرزاق: قال أخبرنا ا بن جريج قال قلت لعطاء القراءة على الغناء قال ما بأس بذلك
انتهى
أم قصد به رجلا آخر
ـ[ابن وهب]ــــــــ[26 - 11 - 06, 04:29 ص]ـ
وهل كلام عطاء يدل على ذلك
؟
وإن لم يكن عطاء فمن هو المقصود بهذا الكلام
تنبيه
كلام ابن رجب أعلاه منقول من مشاركة (شيخنا عبدالرحمن الفقيه - حفظه الله ونفع به -) رقم 29
(قراءة القرآن بالألحان، بأصوات الغناء وأوزانه وإيقاعاته، على طريقة أصحاب الموسيقى، فرخص فيه بعض المتقدمين إذا قصد الاستعانة على إيصال معاني القرآن إلى القلوب للتحزين والتشويق والتخويف والترقيق.
وأنكر ذلك أكثر العلماء، ومنهم من حكاه إجماعاً ولم يثبت فيه نزاعاً، منهم أبو عبيد وغيره من الأئمة.
)
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[26 - 11 - 06, 11:53 ص]ـ
فتوى
في قراءة القرآن بما يخرجه عن استقامته
الحمد لله رب العالمين:
ما تقول أئمة الدين - رضي الله عنهم أجمعين, وجعلهم عاملين بما علموا, مخلصين مصيبين - في قراءة القرآن بما يخرجه عن استقامته التي أجمع أئمة القراءة عليها, من تمطيط أو ترجيع بالألحان المطربة, أو مدٍّ مجمع على قصره, أو قصرٍ مجمع على مدِّه, أو إظهار ما أجمع على إدغامه, أو إدغام ما أجمع على إظهاره, أو تشديد ما أجمع على تخفيفه, أو تخفيف ما أجمع على تشديده, أو بما يزيل الحرف عن مخرجه أو صفته, وما أشبه ذلك مما يعانيه بعض القراء, هل تجوز تلك القراءة؟ وهل يجوز سماعها أو استماعها, فإن لم تجز فهل يلزم سامعها أن ينكر على قارئها؟ فإن لزمه وتركه هل يأثم؟ وإن أنكر على قارئها ولم يقبل القارئ فهل يجب عليه شيء أم لا؟ أفتونا مأجورين رحمكم الله , والحمد لله وحده.
أجاب شيخ الإسلام أبو العباس أحمد بن تيمية:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/418)
الحمد لله, النَّاس مأمورون أن يقرؤوا القرآن على الوجه المشروع, كما كان يقرؤه السلف مِن الصحابة والتَّابعين لهم بإحسان, فإنَّ القراءة سنَّةٌ يأخذها الآخِرُ عن الأول, وقد تنازع النَّاس في قراءة الألحان, منهم مَن كرهها مطلقاً؛ بل حرَّمها, ومنهم مَن رخَّص فيها, وأعدل الأقوال فيها أنَّها إن كانت موافقةً لقراءة السَّلف كانت مشروعة, وإن كانت مِن البدعِ المذمومةِ نُهِيَ عنها, والسَّلف كانوا يُحسِّنون القرآن بأصواتهم مِن غير أن يتكلَّفوا أوزان الغناء, مثل ما كان أبو موسى الأشعري 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - يفعل, فقد ثبتَ في الصحيح عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنَّه قال: ((لقد أُوتِيَ هذا مزماراً مِن مزامير آل داود)) , وقال لأبي موسى الأشعري 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: ((مررتُ بك البارحةَ وأنتَ تقرأُ فَجَعَلْتُ أستمعُ لقراءتك)) فقال: لو علمتُ أنَّك تسمع لحَبَّرتُهُ لك تحبيراً. أي: لحسَّنتُهُ لك تحسيناً, وكان عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - يقول لأبي موسى الأشعري 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: يا أبا موسى ذكِّرنا ربَّنا, فيقرأُ أبو موسى وهم يستمعون لقراءته, وقد قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ((زيِّنوا القرآن بأصواتكم)) , وقال: ((للهُ أشدُّ أَذَناً إلى الرَّجلِ الحَسَنِ الصَّوتِ بالقرآنِ مِن صاحب القَيْنَةِ إلى قَيْنَتِهِ)) , وقال: ((ليس مِنَّا مَن لم يَتَغَنَّ بالقرآن)) , وتفسيره عند الأكثرين كالشافعي وأحمد بن حنبل وغيرهما هو تحسينُ الصَّوتِ به, وقد فسَّره ابن عُيينة ووكيع وأبو عُبيد على الاستغناء به, فإذا حَسَّنَ الرَّجلُ صوته بالقرآن كما كان السَّلف يفعلونه - مثل أبي موسى الأشعري 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وغيره – فهذا حَسَنٌ, وأمَّا ما أُحدِثَ بعدَهم مِن تَكَلُّفِ القراءةِ على ألحان الغناء فهذا يُنهى عنه عند جمهور العلماء, لأنَّه بدعة, ولأنَّ ذلك فيه تشبيهُ القرءانِ بالغناء, ولأنَّ ذلك يُورِثُ أن يبقى قلبُ القارئ مصروفاً إلى وَزْنِ اللَّفظِ بميزانِ الغناء, لا يتدبَّره ولا يعقله, وأن يَبْقَى المستمعون يُصْغُونَ إليه لأجل الصوتِ المُلَحَّنِ كما يُصْغَى إلى الغناء, لا لأجلِ استماعِ القرآن, وفهمِهِ, وتدبُّره, والانتفاع به, والله سبحانه أعلم. انتهى من جامع المسائل تحقيق محمد عزير شمس 3/ 301
ـ[أبو عمار الرقي]ــــــــ[30 - 11 - 06, 07:24 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وجعل الله سبحانه هذا الملتقى عامراً بالأفاضل الناصحين:
أقول إن قراءة القرآن بالألحان مسألة جرى فيها الخلاف:
فمال بعضهم إلى جواز القراءة بالألحان و ينسب لابن عباس و ابن مسعود رضي الله عنهما و أبي حنيفة و أصحابه و الشافعي في رواية و ابن جرير الطبري و عبيد الله بن أبي بكرة من الطبقة الثالثة من التابعين و يستدل الذين يقولون بجواز القراءة بالألحان:بحديث النبي صلى الله عليه وسلم و أنهم قالوا التغني هو تحسن التلاوة و تجميل الصوت عند القراءة و خطؤوا الطرف الذي فسر التغني بالاستغناء كما مر وقالوا والمحرم لا بد أن يشتمل على مفسدة راجحة أو خالصة و قراءة التطريب و الألحان لا تتضمن شيئاً من ذلك فإنها لا تخرج الكلام عن وضعه و لا تحول بين السامع وبين فهمه.
قالوا و لا بد للنفس من طرب و اشتياق إلى الغناء فعوضت عن طرب الغناء بطرب القرآن كما عوضت عن كل محرم ومكروه بما هو خير لها منه وكما عوضت عن الاستقسام بالأزلام بالاستخارة التي هي محض التوحيد و التوكل و عن السفاح بالنكاح و عن القمار بالمراهنة بالنصال و سباق الخيل و عن السماع الشيطاني بالسماع الرحماني القرآني.
بينما نجد علماء آخرين رفضوا أن يقرأ القرآن بالألحان و لم يجيزوا ذلك و استدلوا بالحديث الذي يرويه حذيفة ابن اليمان رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرؤوا القرآن بلحون العرب و أصواتها و إياكم و لحون أهل الكبائر و أهل الفسق فإنه سيجيء بعدي قوم يرجعون بالقرآن ترجيع الغناء و الرهبانية و النوح لا يجاوز حناجرهم مفتونة قلوبهم وقلوب من يعجبهم شأنهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/419)
قال صاحب مجمع الزوائد رواه الطبراني في الأوسط و فيه راو لم يسم و بقية أيضاً؛ و قال المناوي معلقاً على الحديث بقوله: طس هب من حديث بقية عن الحصين الفزاري عن أبي محمد عن حذيفة قال ابن الجوزي في العلل حديث لا يصح و أبو محمد مجهول و بقية يروي عن الضعفاء و يدلسهم اه قال الهيثمي فيه راو لم يسم و في الميزان تفرد عن أبي حصين بقية و ليس بمعتمد و الخبر منكر.
و من الذين أنكروا التطريب بالقرآن أنس بن مالك و أبو هريرة رضي الله عنهما و من التابعين سعيد بن المسيب و سعيد بن جبير و الحسن البصري و القاسم بن محمد و ابن سيرين و إبراهيم النخعي رحم الله الجميع آمين.
و من الذين كرهها أيضاً مالك بن أنس رحمه الله و نقلوا عنه أنه قال: لا يجوز أن يقرأ القرآن بالألحان و الرواية الأخرى عن الشافعي رخمه الله بكراهة القراءة بالألحان وقال عبد الله ابن يزيد العكبري سمعت رجلا يسأل أحمد ما تقول في القراءة بالألحان فقال ما اسمك قال محمد قال أيسرك أن يقال لك يا موحمد ممدوداً.
أقول: و الحق الذي ينبغي المصير إليه أن كلا الرأيين صحيح في بابه فأما الذين قالوا بجواز القراءة بالألحان فهي القراءة التي تتوافق مع قواعد التجويد و أصول القراءة بعيدة عن التمطيط و إدخال حركات ليست مطلوبة في القراءة بحيث تؤدى على نسق الأداء المأخوذ من علم الترتيل و التجويد و أن تكون التغني طبيعياً و سجياً بعيداً عن التكلف و المبالغة غير المحمودة.
و الذين كرهوا و منعوا القراءة بالألحان فيحمل قولهم على القراءة التي يداخلها اللحن الجلي مع التمطيط و المد في غير بابه بحيث يراعى أمر صناعة الموسيقى و الطرب و يقدم على قواعد التجويد بحيث لو تعارض محط النغمة مع القاعدة التجويدية لأخذ بالنغمة و راعى أمرها و لو على حساب قواعد القراءة و التجويد فهذا هو المحرم و لا ينبغي أن نشك في حرمته، أما القراءة الصحيحة مع وجود نغمة مناسبة فلا ضير في هذا؛ قال الشيخ حسني عثمان (حق التلاوة 64): إذا قرأ القارىء بالمقامات و الطبوع الفنية و كان أداؤه مطابقاً لأحكام التجويد و أصوله و لم يخل بها فهو جائز.
و قال في الصفحة نفسها: إذا أتى القارىء بالتلاوة بنغمة حزينة كنغمة الصبا من الطبوع الفنية في خشوع م تدبر و محافظة على الأحكام و الأصول فهذا ليس بممنوع.
لذا ينبغي الوقوف عند الحدود الشرعية في قراءة القرآن فإذا غلبت على القارىء الألحان فإن هذا سيؤثر على عدالته، قال التتائي: و مما يرد به الشهادة التغني بالقرآن أي بالألحان التي تفسد نص القرآن و مخارج حروفه بالتطريب و ترجيع الصوت من لحن بالتشديد طرب و أما الترنم بحسن الصوت فهو حسن فقد ورد أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم سمع صوت عبد الله بن قيس المكنى بأبي موسى الأشعري و هو يقرأ القرآن فقال لقد أوتي هذا مزماراً من مزامير آل داود (منار الهدى في بيان الوقف و الابتدا للأشموني ص 19).
أخوكم أبو عمار الرقي
ـ[أبو خليل النجدي]ــــــــ[30 - 11 - 06, 11:00 ص]ـ
كل من تغنى بقرائته لكتاب الله .... فهو يقرأ على مقام من المقامات ...
فلا تغني إلا بمقام!
ـ[الهزبر]ــــــــ[05 - 12 - 06, 11:40 م]ـ
لما قيل لابي العتاهية لما لايلتئم شعرك مع وزن الخليل؟
قال شعري أكبر منه!!
دخلت مرة إحدى غرف البالتوك فوجدت من يجعجع بصوته ويسميه مقامات اليس هذا من التكلف الذ ي ذكره ابن الجوزي في تلبيس إبليس على بعض المتصوفة؟
لاأخال هنالك ثمة فرق
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[18 - 12 - 06, 04:19 ص]ـ
مما وجدت في أرشيفي هذا الكتاب
قد أتفق مع بعض ما فيه وقد أختلف لكنه قد يهم بعض الباحثين
وقد يناسب هذا البحث
التغني بالقرآن
- لبيب السعيد
ا
(1/)
--------------------------------------------------------------------------------
التغني بالقرآن (بحث فقهى تاريخي) بقلم لبيب السعيد الهيئة العامة للتاليف والنشر 1970
(1/ 1)
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة وإهداء الحمد لله حمدا طيبا طاهرا، وصلى الله وسلم وبارك على رسوله الكريم سيدنا محمد، ونسأله سبحانه أن يبارك لنا في القرآن العظيم، وأن يهدينا الصراط المستقيم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/420)
وبعد، فشهر رمضان هو عيد القرآن، ولعله بذلك أن يكون خير مناسبة يصدر فيها بحث يتصل بهذا الكتاب العظيم، وهذا لنور المبين وقد تعود هذا الضعيف أن يحترم قراءه، حتى في مجال الثقافه العامة، فلا يقدم لهم عملا لم يبذل له كل جهده وهو متواضع، وغاية طاقته وهى محدودة وهذا البحث على ضالة حجمه وعمومية مكتبته كبد
(1/ 3)
--------------------------------------------------------------------------------
صاحبه في كتابته مشقة يرجو بعدها ألا يكون البحث مرسلا أو خديجا عاميا أو رخيصا * * *
وسبحان الله وبحمده، وأستغفر الله وأتوب إليه ذلك، ويصدر البحث في أيام لا يزال فيها الأم لفقد (جمال عبد الناصر) يفعل في ما يفعل بكل أبناء العروبة والإسلام: يعتصر قلبى، ويرمض جوانحي فليكن هذا البحث هدية مخلصة لروح القائد المجاهد المسلم الصالح، وليكن دعاء ضارعا إلى الله أن يقبل عن (عبد الناصر) أحسن ما عمل، وأن يزيده من فضله شعبان 1390 لبيب السعيد أكتوبر 1970
(1/ 4)
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل الأول الغناء في المجتمعات العربية والإسلامية - 1 - من الخصائص الأفتة في الشعوب العربية الإسلامية أنها تهوى - في كل مجالات حياتها - الألحان المطربة والنغمات المشجية: تهواها مرددة إياها، وتهواها مصغية إليها ومن العادات الملحوظة وذات الدلالة في هذه الشعوب أن الأطفال يغنون، والباعة إذ يروجون لبضائعهم يغنون، بل إن النساء حين يبكين موتاهن الأعزة يغنين - 2 - وقد عنيت الثقافة العربية الإسلامية بالغناء والألحان: ففى اللغة:
(1/ 5)
--------------------------------------------------------------------------------
الغناء من الصوت ما طرب به ... وقد غنى بالشعر، وتغى به ... وغنإ بالشعر، وغنإ أياه ... ويقال: غنى فلان يغى أغنية، وتغى بأغنية حسنة، وجمعها الأغاني ... وغنى بالمرأة: تغزل بها غناه بها: ذكره إياها ... وغنى الحمام، وتغى: صوت (1) وقال أبو العباس: ويقال إن الغناء إنما سمى غناء، لأنه يستغنى به صاحبه عن كثير من الأحاديث، ويفر إليه منها، ويؤثره عليها ... (2) وصاحب (العين):
__________
(1) انظر: ابن منظور: لسان العرب فصل الغين، حرف الواو والياء، ج 19 ص 376 و 377.
(2) انظر: ابن سيده: المخصص ج 13 ص 9 - باب الملاهي والغناء
(1/ 6)
--------------------------------------------------------------------------------
اللحن من الأصوات: المصوغة الموضوعة، والجمع: الحان، ولحون (1) ولحن في قرإته: إذا غرد وطرب فيها بألحان (2) وهو ألحن الناس: اذا كان أحسنهم قراءة أو غناء (3) وقال في (الصحاح): التلحين: التخطئة وقال فيه: ... وهو ألحن الناس: اذا كان أحسنهم
قراءة أو غناء وقال ساجقلى زاده: وبالحملة، ان اللحن يجئ بمعنين: (أحدهما) الخطأ في القراءات (والآخر) الصوت الحسن المطرب، وبجمع - بكل من المعنين - على لحون وألحان
__________
(1) ابن سيده: نفس المرجع (2) ابن منظور: اللسان - فصل الام، حرف النون ج 17 ص 263 (3) نفس المرجع
(1/ 7)
--------------------------------------------------------------------------------
والأول: هو ما ذكر في كتب التجويد، وانفسم إلى: جلى: وهو حرام بلا خلاف وخفى: وهو مكروه: بعضه تحريما، وهو ما يعرفه عامة القراء، وبعضه تنزيها، وهو مالا يعرفه إلا مهرة القراء (1) وتكلم ابن سيده عن (الطبقة) في الغناء، فقال: ( ... والطبقة حد مختار للصوت، وينبغى أن توضع الألحان فيما شاكلها من الأشعار: فمنها: ما يبكى ويرقق، وهو لما كان من الشعر في الغزل، والتشوق إلى الوطن، والبكاء على الشباب، والمراثي والزهد ومنها: ما يطرب، وهو لما كان في نعت الشراب،
وذكر الإماء، والمجالس، والصبوح، والدساكر.
ومنها: ما يشوق وترتاح له النفس، مثل صفة الأشجار والزهر، والمتنزهات، والصيد
__________
(1) رسالة في التغني واللحن ص 8 (مخطوطة لدنيا مصورة عن مخطوطة بدار الكتب والوثائق القومية)
(1/ 8)
--------------------------------------------------------------------------------
ومنها: ما يسر ويفرح، وبحث على الكرم، وهو لما كان في المديح والفخر، وصفة اللمك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/421)
ومنها: ما يشجع، وهو لما كان في الحرب، وذكر الوقائع، والغارات، والأسرى، وغير ذلك وهذا كله يدعى غناء ... الخ (1) - 3 - والمجتمع العربي الاسلامي - في احتفاله بالغناء وعنايته به - يقول في الغناء عبارات بليغة، منها: - غناؤه كالغنى بعد الفقر، وهو جبر للكسير - غناؤه يبسط أسره الوجه، يرفع حجاب الأذن، ويأخذ بمجامع القلب، ويحرك النفوس، ويرقص الرؤوس - فلان طبيب القلوب والأسماع، ومحيى موات الخواطر والطباع، ويطعم الآذان سرورا، ويقدح في القلوب نورا ... الخ (2)
__________
(1) ابن سيده: المرجع السابق (2) الحصرى: زهر الاداب ج 1 ص 615 (بتحقيق الجباوى)
(1/ 9)
--------------------------------------------------------------------------------
- 4 - وعمر بن الخطاب كان يقول: الغناء زاد الراكب (1).
وكذلك كان عروة الزبير يقول: نعم زاد الراكب الغناء نصبا (2) وخوات بن جبير الصحابي كان في ركب فيهم عمر ابن الخطاب، وأبو عبيدة بن الحراح، وعبد الرحمن ابن عوف، فغنى من بنيات فؤاده، يعنى من شعره، حى كان السحر ... (3) وأسامة بن زيد رؤى واضعا إحدى رجليه على الأخرى يغنى النصب (4) ويقول الزهري، وابن جريج، في تفسير قوله تعالى: (يزيد في الخلق ما يشاء) (5): يعنى حسن
__________
(1) انظر: لكتابي: التراتيب الادارية ج 2 ص 136 و 137 .. (2) نفس المرجع، والنصب: الانشاد بصوت رفيع (3) انظر نفس المرجع.
(4) نفس المرجع.
(5) سورة فاطر / 1
(1/ 10)
--------------------------------------------------------------------------------
الصوت (1) وذكر يحيى بن كثير في قوله تعالى: (فهم في روضة يحسبرون) (2): السماع في الجنة (3)
وقاله الأوزاعي (4) وفى رواية: يلتذون بالسماع فيها (5) وورد في الخبر: ليس في خلق الله تعالى أحسن صوتا من إسرافيل، فإذا أخذ في السماع قطع على أهل السموات صلاتهم وتسبيحهم (6) وفى (الصحيح) عن بلال، أنه رفع عقيرته يسنشد شعرا (7)
__________
(1) القرطبى: الجامع لاحكام القرآن ج 14 ص 320.
وانظر: الابشيهى: المستطرف من كل فن مستظرف ج 2 باب 110 ص 176 - ط 1285 ه (2) سورة الروم / 15 (3) القرطبى: المرجع السابق ج 14 ص 12 (4) نفس المرجع (5) انظر: احمد تيمور: الموسوعة التيمورية ص 148.
(6) نفس المرجع.
(7) الكتاني: المرجع السابق
(1/ 11)
--------------------------------------------------------------------------------
وترويج بعض الأنصار فتاة لعائشة، فأهدتها إلى (قباء)، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: أهديت عروسك؟ قالت: نعم قال: فأرسلت معها بغناء، فإن الأنصار يحبونه؟
قالت: لا قال: فأدركيها يا زينب: امرأة كانت تغنى بالمدينة (1) وعن عائشة أن أبا بكر دخل عليها، وعندها جاريتان له في أيام منى تغنيان وتضربان، ورسول الله صلى الله عليه وسلم مسجى بثوبه، فانتهرهما أبو بكر، فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه، فقال: دعهما يا أبا بكر، فإنها أيام عيد (2) وفى عرس رجل من أهل المدينة يكنى أبا حنظلة، غنى مالك صاحب المذهب:
__________
(1) انظر: ابن حجر العسقلاني، الاصابة ج 4 ص 221 والنويري: نهاية الارب ج 4 ص 139 (2) انظر: ابن حزم الظاهرى: المحلى ج 5 ص 93 ط الميزية سنة 1349 ه (بتحققيق احمد محمد شاكر)
(1/ 12)
--------------------------------------------------------------------------------
سليمى أزمعت بينا فأين تقولها، أينا؟ (1) وثمة أبيات رقيقة لممر بن أبى ربيعة غناها ابن سريج، وذكر عمر بن بانة أن لحنها هو لملك وقال الهاشمي مثل ذالك (2).
وقد أورد النويري أن أبا على محمد بن أحمد بن أبى موسى الهاشمي سئل عن السماع، فقال: (ما أدرى ما أقول فيه، غير أنى حضرت دار شيخنا أبى الحسن عبد العزيز بن الحارث التميمي سنة 370، في دعوة عملها لأصحابه، حضرها أبو بكر الأبهري شيخ المالكية،
وابو القاسم لداركى شيخ الشافعية، وأبو الحسن بن طاهر ابن الحسن شيخ أصحاب الحديث، وأبو الحسن بن سمعون شيخ الوعاظ والزهاد، وأبو عبد الله محمد بن مجاهد شيخ المتكلمين، وصاحبه أبو بكر الباقلانى في دار شيخنا أبى الحسن التميمي شيخ الحنابلة
__________
(1) انظر: أبو الفرج الاصفهانى: الاغانى ج 2 ص 238 (2) انظر: المرجع السابق ج 10 ص 105
(1/ 13)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/422)
--------------------------------------------------------------------------------
فقال أبو على: لو سقط السقف عليهم لم يبق بالعراق من يغنى في حادثه يشبه واحدا منهم ومعهم أبو عبد الله غلام تام وكان هذا يقرأ القرآن بصوت حسن، وربما قال شيقا فقل له: قل لنا شيئا فقال لهم، وهم يسمعون: - خصلت أنا ملها في بطن قرطاس رسالة بعبير لا بأنفاس - - أن زر فديتك لى من غير محتشم فأن حبك لى قد شاع في الناس - - فكان قولى لمن أدى رسالتها قف لى لأمشى على العينين والراس - قال أبو على: فبعد أن رأيت هذا لا يمكننى أن أفتى في هذه المسألة بحظر ولا أباحة) (1)
__________
(1) نهاسة الارب ج ص 195 و 196
(1/ 14)
--------------------------------------------------------------------------------
- 5 - وهذا المجتمع، في عنايته بالأنغام والموسيقى، يجمع علمها، وييسر صعبها، وينظم شاعره (1) هذين البيتين في أنغام الموسيقى: - رست وهوى بوسليك حسيني وحجاز وزنكلا وعراق والنوى والبزرك مع زيرا فكن ده والاصبهان والعشاق (2) ويترجمون لواحد) خرج في فنون العلم إماما)، وهو عبد العزيز بن أبى الصلت الأشبيلي، فيقولون: (وأمتن علومه: الفلسفة والطب التلحين ... ) (3) ويحددون في دقة، الشروط التى يجب على المغنى أن يستوفيها في غنائه، فيقول ابن أبى اسرائيل عن المحسن المصيب
__________
(1) صفى الدين المحلى (2) الكنز المدفون ص 18، نقلا عن احمد تيمور: المرجع السابق ص 167 (3) المقرى: نفح الطيب ج 1 ص 530، نقلا عن احمد تيمور المرجع السابق
(1/ 15)
--------------------------------------------------------------------------------
من المغنين: هو الذى يشبع الأحان، ويملأ الأنفاس، ويعدل
الأوزان، ويفخم الألفاظ، ويعرف الصواب، ويقيم الإعراب، ويستوفى النغم الطوال، ويحسن مقاطع النغم القصار، ويصيب أحناس الإيقاع، ويختلس مواضع النبرات، ويستوفى ما يشاكلها من النقرات (1) - 6 - وحتى الأوتار، أباح بعض الفقهاء سماعها، (لأنه لم يرد الشرع بتحليلها ولا تحريمها) (2)، وقيل إن كل ما ورد في تحريمها غير ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنه (لا خلاف بين أهل المدينة في إباحة سماعه) (3) وعمل أهل المدينة له عند المالكية حجيته وقيل: (ومن الدليل على إباحته أن ابرهيم بن سعد ابن ابرهيم بن عبد الرحمن بن عوف، مع جلالته وفقهه وثقفه - كان يفتى مجله، وقد ضرب بالعود، ولم تسقط
__________
(1) انظر: النويري: نهاية الارب ج 5 ص 117 (2) النويري: امرجع السابق ج 4 ص 143 (3) نفس المرجع
(1/ 16)
--------------------------------------------------------------------------------
عدالته بفعله عند أهل العلم، فكيف يسقط عدالة المستمع؟!، وكان يبالغ في هذا الأمر أتم مبالغة، وقد أجمعت الأئمة على عدالته، واتفق البخاري ومسلم على إخراج حديثه في الصحيح وقد علم من مذهبه إباحة سماع الأوتار والأئمة الذين رووا عنه أهل الحل والعقد في الآفاق إنما
سمعوا منه، ورووا عنه بعد اسماعهم غناءه، وعلمهم أنه يبيحه، ومنهم الإمام أحمد بن حنبل، سمع منه ببغداد، بعد حلفه أنه لا يحدث حديثا إلا بعد أن يغنى على عود ... الخ) (1)
__________
(1) المرجع السابق ص 143 و 144
(1/ 17)
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل الثاني التغني بالقرآن في السنة - 1 - كان النبي صلى الله عليه وسلم يتغنى بالقران، ويرجع صوته به أحيانا، كما رجع يوم الفتح في قراءتة: (أنا فتحنا لك فتحا مبينا) (1)، وكانت صفة ترجيعه - فيما حكى عبد الله بن مغفل - آ ... آ ... آ ... ، ثلاث مرات (2) وظاهر أن هذا الترجيع كان اختيارا لا اضطرارا، لهز
__________
(1) سورة الفتح / 1 (2) البخاري: الصحيح - باب ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وروايته عن ربه، وأنظر: ابن حجر العسقلاني: فتح الباري ج 13 ص 441 و 442
(1/ 18)
--------------------------------------------------------------------------------
الناقة له، وكما يقول اين قيم الجوزية: (كان النبي يرجع في قراءته، فنسب الترجيع إلى فعله، ولو كان من هز الراحلة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/423)
لم يكن منه فعل يسمى ترجيعا (1) ويقول ابن عمر، في دعوى أن الترجيع كان لهز الناقة: ( ... وفيه نظر، لأن الظاهر أنه عليه السلام فعل ذالك قصدا، لسرور لحقه في ذلك اليوم، والترجيع ينشأ غالبا من السرور (2) - 2 - ويقول البراء: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بمن العشاء: (ولتين والزيتون (3))، فما سمعت أحدا أحسن صوتا أو قرءة منه (4) وعن جابر بن عبد الله، يقول: كان في كلام رسول الله
__________
(1) زاد المعاد ج 1 ص 134 (2) ساجقلى زاده: المرجع السابق ص 30 (3) يقصد سورة التين (4) البخازى: الصحيح - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: الماهر بالقرآن ... وانظر: ابن حجر العسقلاني فتح الباري ج 13 ص 445
(1/ 19)
--------------------------------------------------------------------------------
صلى الله عليه وسلم ترتيل وترسيل (1) ولم يكن غربيا، ما دام النبي صلى الله عليه وسلم قد تغنى بالقرآن، أن يقول: (ليس منامن لم يتغن بالقرآن)) (2) وقد كان سفيان بن عيينة يقول في تفسير هذا الحديث: (أي من لم يتغن بالقرآن)، فقال الشافعي: (ليس هو هكذا،
لو كان هكذا لقال: يتغانا، إنما هو يتحزن ويترنم به، وويقرؤه حدرا وتحزينا) (3) وكان أبو عبيد القاسم بن سلام اللغوى المحدث يرى مثل رأى سفيان اين عيينة، وكان يحتج ببيت الأعشى: وكنت امرأ زمنا بالعراق عفيف المناخ طويل التغني (4) وكان يحتج أيضا بقول عبيد الله بن معاوية ضمن أبيات:
__________
(1) ابن سعد: الطبقات الكبرى ج 1 ص 97 (ط ليدن 1321) (2) رواه البخاري عن أبى هريرة، وراه أحمد في مسنده، وأبو داود، وابن حبان في صحيحه، والحاكم في (لمستدرك)، عن سعد بن أبى وقاص (3) أنظر السبكى: طبقات الشافعية الكبرى ج 2 ص 130 وبتحقيق الطناحى والحو) (4) ديوان الاعشى ص 22
(1/ 20)
--------------------------------------------------------------------------------
كلانا غنى عن أخيه حياته ونحن إذا متنا أشد تغانيا (1) وكذلك احتج بأقوال أخرى منسوبه إلى ابن مسعود، وإلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال أبو عبيد: (ولو كان معناه الترجيح لعظمت المحنة علينا بذلك، إذ كان من لم يرجع القرآن فليس منه عليه السلام) (2) وقد ناقش المرتضى - في أماليه - ما قبل في تفسير ذلك
الحديث، وانتهى إلى أن التغني هنا ليس التحنين والترجيع، وانما هو على هذا الوجه: من لم يقم على القرآن فلا يتجاوزه إلى غيره، ولا يتعداه إلى سواه، ويتخذه مغنى ومنزلا ومقاما فليس منا (3) وكذلك ناتش ابن قيم الجوزيه هذا التفسير، فروى أن ابن بطال قال: ( ... وقالت طائفة: التغني بالقران هو تحسين الصوت، والترجيح بقراءته، والتغنى بما شاء من الاصوات واللحون، وأن هذا قول بن المبارك والنصر
__________
(1) الكامل للمبرد بشرح المرصفى ج 3 ص 13 (2) أنظر: الشريف المرتضى: امالي المرتضى، أو غرر الفوائد ودرر القلائد ص 31 و 32 (3) ص 21 - 35
(1/ 21)
--------------------------------------------------------------------------------
ابن شميل (1) وأورد ابن القيم عمربن الخطاب كان يقول لأبى موسى الأشعري: ذكرنا ربنا فيقرأ أبو موسى ويتلاحن (2) وينقل ابن القيم قول ابن جرير (3): الدليل على أن معنى الحديث تحسين الصوت والغناء المعقول الذى هو تحرين القارئ سامع قراءته، كما أن الغنا، المعقول الذى يطرب سامعه - 2 - ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما أذن الله لشئ ما أذن لنبى حسن الترنم بالقران (4)، وفى رواية:
(لم يأذن الله ... )
__________
(1) زاد المعادج 1 ص 191 (2) نفس المرجع (3) نفس المرجع ص 191 وما بعدها (4) رواه البخاري في باب قوله صلى الله عليه وسلم: (الماهر بالقران .. )، ولفظه: (لم يأذن الله.
) وأنظر: ابن حجر العسقلاني: فتح الباري ج 13 ص 444 و 445 ومسلم بن الحجاج: الجامع الصحيح ج 2 ص 192 وسنن أبى داود، كتاب 8 باب 200 وسنن السائى، كتاب 11 باب 83 وسنن المدارمى، كتاب 2 باب 171، وكتاب 23 باب 33
(1/ 22)
--------------------------------------------------------------------------------
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/424)
ومعنى قوله: (يأذن): يستمع له، يقال: أذنت للشئ، آذن، أذنا، إذا استمعت له قال الشاعر: صم إذا سمعوا خيرا ذكرت به وإن ذكرت بسوء عندهم أذنوا قال عدى بن زيد العبادي: أيها القلب، تعلل بددن ان همى في سماع وأذن والأذان السماع (1) قالوا: ومعقول عند ذوى الحجمى أن الترنم لا يكون إلا بالصوت إذا حسنه المترنم وطرب به (2)
قال الطبري: (وهذا الحديث من أبين البيان أن ذلك كما قلنا، قال: ولو كان كما قال ابن عيينة يعنى يستغنى به عن غيره لم يكن لذكر حسن الصوت والجهربه معنى والمعروف في كلام العرب أن التغني إنما هو الغناء الذى هو حسن الصوت بالترجيع.
قال الشاعر: تغن بالشعر إذا ما كنت قائله إن الغناء لهذا الشعر مضمار وأما إدعا الزاعم أن (تغنيت) بمعنى (استغنيت)
__________
(1) أنظر: الشريف المرتضى: المرجع السابق (2) ابن القيم: المرجع السابق ص 191
(1/ 23)
--------------------------------------------------------------------------------
فاش في كلام العرب، فلم نعلم أحدا قال به من أهل العلم بكلام العرب .. الخ (1) ويقول الطيرى: فإن وجه بوجه التغني بالقرآن إلى هذا المعنى على بعده من مفهوم كلام العرب كانت المصيية في خطئه في ذلك أعظم، لأنه يوجب من تأويله أن يكون الله تعالى ذكره لم يأذن لنبيه أن يستغنى بالقرآن، وإنما أذن له أن يظهر من نفسه لنفسه خلاف ما هو به من الحال، وهذا لا يخفى فساده (2) وقال: إن الاستغناء عن الناس بالقرآن من المحال أن يوصف أحد أنه يؤذن له فيه أو لا يؤذن، الا أن يكون الأذن عند ابن عيينة بمعنى الأذن الذى هو اطلاق وإباحة، وإن كان كذالك فهو غلط من وجهين:
(أحدهما) من اللغة و (الثاني) من إحالة المعنى عن وجهه ... الخ (3)
__________
(1) نفس المرجع (2) نفس المرجع (3) نفس المرجع
(1/ 24)
--------------------------------------------------------------------------------
- 3 - ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (تعلموا القرآن وغنوابه واكتبوه ... الخ (1) (لله أشد أذنا إلى الرجل الحسن للصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى قينتة) ويقول النبي صلى الله عليه وسلم في أبى موسى الأشعري: (لو رأيتنى وأنا أسمع قراءتك البارحة! لقد أوتيت مزمارا من مزامير داود)، ورد أبو موسى: (لو عملت أنك تسمع لفراءتى لحبرته لك تحبيرا) (3) وفي ترجمة أبى موسى هذا، يقول ابن حجر العسقلاني: ( ... أحد قضاة الأمة الأربعة، وجامع العلم فما أوسعه! المفرد بحسن للصوت، إذا قرأ كان مزمار من مزامير آل داود معه)
__________
(1) رواه موسى بن أبى رباح أابيه عن عقبة بن عامر، وأنظر: نفس المرجع ص 193 (2) قال الحاكم النيسابوري: حديث صحيح على شرط الشيخين (المستدرك ج 1 ص 571)
(3) رواه البخاري، ومسلم، والنسائي، واحمد، وأنظر حواش الجامع الصحيح لمسلم ج 2 ص 192 و 193 (ط.
استامبول)
(1/ 25)
--------------------------------------------------------------------------------
وفى (تذكرة الحفاظ)، قال عنه الذهبي: ( ... إليه المنتهى في حسن الصوت بالقرآن)، ونقل عن ابن الهندي: (ما سمعت طنبورا ولا صنجا ولا مزمارا أحسن من صوت أبى موسن الأشعري، كان يصلى بنا فنود أنه قرأ البقرة (1) ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (زينوا القرآن بأصواتكم (2) ويقول: (لكل شئ حلية، وإن حلية القرآن الصوت الحسن) (3)
__________
(1) ج 1 ص 22 مط دار المعارف النظامية بالهند سنة 1333 ه.
وأنظر: الكتاني: التراتيب الادراية ج 2 ص 425 و 426 (2) رواه احمد، وأبو داود، وابن ماجه، والدارمى، ورواه النسائي، وابن حبان، والحاكم، وزدا: ( .. فان الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا) وأنظر: على القارى: مرقاة المقاتيح ج 2 ص 614 والحاكم النيسابوري: المستدرك ج 1 ص 571 والطيالسي مسند الطيالسي حديث 738 (3) عن انس بن مالك، واورده عبد الرزاق في (الجامع)، والمقدس في (المختار) وانظر: ابن رجب: الليل على طبقات الحنابلة ج 1 ص 41 (بتحقيق حامد الفقى) سنة 1953
والمناوى: فيض القدير ج 5 ص 285
(1/ 26)
--------------------------------------------------------------------------------
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/425)
وعن عائشة، قالت: استبطأني رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فقال: ما حسبك؟ قلت: إن في المسجد لأحسن من سمعت صوته بالقرآن فأخذ رداءه وخرج يسمعه، فإذا هو سالم مولى أبى حذيفة فقال: الحمد لله الذى جعل في أمتى مثلك (1) - 4 - وعن قتادة: ما بعث الله نبيا قط إلا بعثه حسن الوجه، حسن الصوت، حتى بعث نبيكم صلى الله عليه وسلم حسن الوجه حسن الصوت ... الخ (2)
__________
(1) الذهبي: سير اعلام النبلاء ج 1 ص 122 وانظر: ابن قدامة المغنى ج 9 ص 179 (ط.
المنار سنة 1367 ه) وابن الامير: اسد الغابة ج 2 ص 245 و 246 وابن حجر: الاصابة ج 3 ص 57، وقال: رجاله ثقات (2) ابن سعد: الطبقات الكبرى ج 1 ص 98 (ط.
ليدن سنة 1321
(1/ 27)
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل الثالث التغني بالقرآن عند الصابة والتابعين وتابعيهم - 1 - وقد وعت كتب السنة، وكتب التراجم الإسلامية أن من الصحابة من كانوا يحسنون لصوت بالقرآن: 1 - كان أسيد بن حضير من أحسن الناس صوتا بالقرآن (1)
قال أسيد: (قرأت ليلة سورة البقرة، وفرس لى مربوط، ويحيى انبى مضطجع قريب منى، وهو غلام، فجالت الفرس، فقمت وليس لى هم إلا انبى، ثم قرأت، فجالت الفرس،
__________
(1) ابن الاثير: أسد الغابة ج 1 ص 92
(1/ 28)
--------------------------------------------------------------------------------
فرفعت رأسي، فإذا شئ كهيئة الظلة في مثل المصابيح، مقبل من السماء، فهالني، فسكت .. فلما أصبحت، غدوت على رسول الله صلى عليه وسلم، فأخبرته فقال: إقرأ أبا يحيى فقلت: قد قرأت، فجالت، فقمت ليس لى هم إلا انبى فقال لى: إقرأ أبا يحيى فقلت: قد قرأت، فرفعت رأسي، فإذا كهيئة الظلة فيها المصابيح، فهالني فقال: تلك الملائكة دنوا لصوتك، ولو قرأت حتى يصبح الناس ينظرون إليهم) (1)
__________
(1) نفس المرجع ص 932 و 93
(1/ 29)
--------------------------------------------------------------------------------
2 - وعقبة بن عامر، كان من أحسن الناس صوتا بالقرآن (1)
3 وعلقمة بن قيس النخعي المتوفى سنة 62 ه والذى سمع من على، وعمر، وأبى الدرداء، وعائشة كان من أحسن الناس صوتا بالقرآن، (وكان إذا سمعه ابن مسعود يقول: لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لسربك (2) 4 - وعمر بن عبد العزيز كان حسن الصوت بالقرآن، فخرج ليلة، وجهر بصوته، فاستمع له الناس، فقال سعيد ابن المسيب: فتنت الناس! فدخل (3) 5 - والشافعي صاحب المذهب، والمتوفى سنة 204 ه (كان يستفتح القرآن، فيتساقط الناس، ويكثر عجيبهم بالبكاء من حسن صوته، فإذا رأى ذلك أمسك عن القراءة (4)
__________
(1) اخرجه الثلاثة، وانظر: ابن الاثير: اسد الغابة معرفة الصحابة ج 3 ص 417 (2) ابن الجزرى: غاية اانهاية ج 1 ص 516 (3) نفس المرجع ص 593 (4) أنظر: ابن شاكر الكتبى: عيون التواريخ - الجزء من سنة 204 ه الى 250 ه ص 5 - مخطوطة مصورة بدار الكتب والوثائق القومية رقمها 1495 تاريخ
(1/ 30)
--------------------------------------------------------------------------------
6 - وحمزة أحد أئمة القراءات المتوفى سنة 156 ه، حدث بعض جيرانه أنه لا ينام الليل، وأنهم يسعون قراءته يرتل القران تربيلا (1)
7 - ويحيى بن وثاب المتوفى سنة 103 ه، كان - فيما روى الأعمش - من أحسن الناس قراءة، وكان إذا لم تحسن في المسجد حركة كأن ليس في المسجد أحد (2) 8 - وابن اللبان الذى وصف بأنه (أحد أوعية العلم وأهل الدين والفضل)، (كان من أحسن الناس تلاوة للقرآن) (3) 9 - وأبو بكر الضرير الواعظ المتوفى سنة 314 ه (كان من حفاظ القرآن، حسن الصوت، وكان يقعد في المجامع، ويقرأ بالألحان ويقع كلامه في القلوب (4) 10 - وابن شفيع الأندلسى المقرئ الحاذق المجود،
__________
(1) أنظر: الذهبي: طبقات القراء ج 1 ص 96 (بتحقيق محمد سيد جاد الحق) (2) أنظر: المرجع السابق ص 52 (3) السبكى: طبقات الشانعية ج 3 ص 207 (4) ابن الجوزى: المنتظم ج 6 ص 204
(1/ 31)
--------------------------------------------------------------------------------
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/426)
والمتوفى سنة 514 ه (كان شيخا صالحا مجودا حسن الصوت بالقرآن) (1) 11 - ومحمد بن سعد بن سعيد العسال (كان من القراء المجودين الموصوفين بحسن الأداء .. ) (2) 12 - وعبد الله بن على بن عبد الله البغدادي المولود سنة 464 ه، قال عنه ابن الحوزى: ( ... ولم أسمع قارئا
أطيب صوتا منه، ولا أحسن أداء، على كبر سنه ... الخ) (3) 13 - وسيط الخياط المتوفى سنه 541 ه) كان أطيب أهل زمانه صوتا بالقران على كبر السن) (4) 14 - وأبو عمرو ابن عظيمة العبدوى الأشبيلي المتوفى سنة 585 ه كان (عذب الصوت ... ) (5) 14 - وابن القبيطى المتوفى سنة 602 ه) كان ممن جمع
__________
(1) ابن الجزرى: غايه النهاية ج 1 ص 394 (2) ابن رجب: الديل على طبقات الحنايلة ج 1 ص 113 (3) المرجع السابق ص 209 و 210 (4) ابن الجزرى: غايه النهاية ج 1 ص 434 و 435 (5) نفس المرجع ص 607
(1/ 32)
--------------------------------------------------------------------------------
بين التجويد وحسن الأداء والصوت) (1) 16 - والمزراب المقرئ المجود المتوفى 703 ه (كان صوته طيبا) (2) 17 - وخليل بن عثمان بن عبد الرحمن المولود سنة في المحراب) (3) 18 - وعلى نور الدين الضرر المقرئ في باب الشعرية في القرآن التاسع، كان (طرى النغمة) (4) 19 - وأحمد بن محمد البلقيى المولود سنة 796 ه (كان حسن الصوت بالقران جدا) (5) 20 - ومحمد الغزى المقدم على سائر علماء القاهرة أيام
السلطان الغورى، والمتوفى سنة 918 ه (كان حسن الصوت
__________
(1) نفس المرجع ص 264 (2) نفس المرجع ج 2 ص 191 (3) الضوه اللامع ج 2 ص 200 الترجمة 758 (4) نفس المرجع 6 ص 59 - الترجمة 177 (5) نفس المرجع ج 2 ص 102 - الترجمة 309
(1/ 33)
--------------------------------------------------------------------------------
جدا، لا يمل قراءته من صلى خلفه وإن أطال القراءة) (1) 21 - ومحمد الدكد سجمى من أعيان الصوفية في القرن الثاني عشر) رزقه الله الصوت الحسن في الترتيل) (2)
__________
(1) نجم الدين الغزى: الكواكب السائرة بأعيان المائة العاشرة ج 2 ص 82 (2) محمد خليل المرادى: سلك الدورفى أعيان القرن الثاني عشر ج 3 ص 35
(1/ 34)
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل الرابع التغني بالقران في الفقه والاجتماع - 1 - روى أن ابن عباس، وابن مسعود أجازا القراءة بالألحان (1) وروى عن ابن جريح أنه قال: سألت عطاء عن قراءة القران على ألحان الغناء والحداء، فقال: وما بأس ذلك يابن أخى؟ (2)
وروى أن أبا حنيفه باحها وجماعة (3)، أنه هو وأصحابه
__________
(1) أنظر: ابن القيم: زاد المعادج 1 ص 135 (2) ابن عبد ربه: العقد الفريه ج 6 ص 9 (3) ساجقلى زاده: رسالة في التغني واللحن ص 29
(1/ 35)
--------------------------------------------------------------------------------
كانوا يستمعون إليها (1) وأن الشافعي رئى مع بعض أصحابه، يستمعون القراءة بالألحان (2) وقال جمهور أصحابه ردا على من ذكروا أنه قال في موضع: أكره القراءة بالألحان، وفى آخر: لا أكرهها: (ليست القراءة بالألحان على قولين عند الشافعي، بل المكروه أن يفرط في المد، وفي إشباع الحركات، حتى يتولد من الفتحة ألف، ومن الضمة واو، ومن الكسرة ياء، أو يدغم في غير موضع الإدغام، فإن ينته الى هذا الحد فلا كراهة) (3) وروى أن إجازة القرإة بالألحان هي اختيار ابن جرير الطبري (4) وعبيد الله بن أبى بكرة، وكنيته أبو حاتم من الطبقة الثالثة من التابعين من أهل البصرة، والذ ى ولى قضاء البصر، وأوفده الحجاج على الحليفة عبد الملك، فسأله أن يولى
__________
(1) ابن القيم: زاد المعادج 1 ص 135 (2) نفس المرجع (3) ساجقلى زاده: المرجع السابق ص 29 (4) ابن القيم: المرجع السابق
(1/ 36)
--------------------------------------------------------------------------------
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/427)
الحجاج خراسان وكسجتان (1) .. هذا القاضى السياسي هو أول من قرأ القرآن بالألحان، وكانت قراءته حزنا، أي فيها رقة صوت (2) وابن قدامة بجعل القراءة من غير تلحين مقابل القراءة بتحسين الصوت، ولايرى بأسا بقراءة القران من غير، تلحين ويقول: ( ... وإذن حسن صوته فهو أفضل، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال زينوا أصواتكم بالقران) (3) ويقول النووي مامؤداه أن اللحن إذا لم يخرج القران عن لفظه وقراءته كان مباحا لأنه زاده على ألحانه في تحسينه (4) وعبد الوهاب السبكى، يتحدث عن (القراء الذين يقرأون بالألحان) فلا ينعي عليهم أنهم يقرمون بالألحان، ولكنه ينبههم الى مابجب أن يوجهوا إليه همتهم، ويتحدث
__________
(1) ابن تغرى بردى: النجوم الزهرة ج 1 ص 202 (2) أنظر: ابن قتيبه: المعارف ص 523 وأنظر تفاصيل من تاريخ قراءته القران بالالحان في: لبيب السعيد: الجمع الصوتى الاول للقران الكريم ص 322 وما بعدها (3) المغنى ج 9 ص 179 وما بعدها (4) التبيان ص 55 و 56
(1/ 37)
--------------------------------------------------------------------------------
ويتديث غن حكم الوقف عليهم، ويوضح ما يكرن لهم (1) وهو يقول: (ومن شكر نعمة الله تعالى ذوى الأصوات
الحستة من القراء والمنشدين أن لا يستعملوا أصواتهم بالغناء الحرم، ومجالس الخمور والمنكرات، وليتجنبوا مقت الرب وغضبه تبارك وتعالى) (2) ونقل عن التوربشى - وهومن لمتأخرين - إن القراءة على الوجه اللذى يهيچ الوجد في قلوب اليامعين ويورث الحزن، وبحلب الدمع مستحب ما لم يخرج التغني عن التجويد، فإذا انتهى الى ذلك عاد الإستحباب كراهية (3) ويقول مؤيد القرإة بالحزان في الرد على محرميها: (إن المحرم لابد أن يشتمل على مفسده راجعة أو خالصة، وقرإة التطريب والألحان لاتتمضن شيئا من ذلك فإنها لا تخرج الكلام عن وضعه.
ولا تحول بين السامع وبين فهمه) (4)
__________
(1) بعيد النعم ومبيد النعم ص 110 (2) نفس المرجع (3) ساجقلى زاده: المرجع السابق ص 43 (4) ابن القيم: المرجع السابق ج 1 ص 126
(1/ 38)
--------------------------------------------------------------------------------
ويقول: إن التطريب بقرإة القران أوقع في النفوس، وأدعى إلى الاسماع والاصغاء إليه، فقيه تنفيذ للفظه إلى الأسماع، ومعاينه إلى القلوب، وذلك عون على المقصود، وهو بمنزله الحلاوة الى تجعل في الدو إلتنفذه إلى موضع الداء، وبمنزله الأفاويه والطيب الذى يجعل في الطعام، لتكون
الطبيعة أدعى له قبولا، وبمنزلة الطبيب والتحلى وتجمل المرإة لبعلها ليكون أدعى إلى مقاصد النكاح) (1) ويقول أيضا: (انه لابد للنفس من طرب، واشتياق الى الغناء، فعوضت عن طرب الغناء بطرب الغناء بطرب القران، كما عوضت عن كل محرم ومكروه بما هو خير لهامنه، كما عوضت عن الستقسام بالأزلام بالاستخارة الى هي محض التوحيد والتوكل، وعن السفاح بالنكاح، وعن القمار بالمراهنة) (2) ويقول أبو سعيد الأعرابي في تفسير حديث: (ليس منامن لم يتغن بالقران) كانت العرب تولع بالغناء والنشيد
__________
(1) نفس المرجع ص 193 (2) نفس المرجع
(1/ 39)
--------------------------------------------------------------------------------
في أكثر أفعالها، فلما نزل القران أحبوا أن يكون هجيراهم مكان الغناء، فقال: (ليس منامن لم يتغن بالقران (1) وفى المرويات الإسلامية عن ابن جريح، عن عطإ ابن عبيد بن عمير، قال: كانت لداود نبى الله صلى الله عليه وسلم معزفة يتغنى عليها: يبكى ويبكى (2) قال ابن عباس: إن داود كان يقرأ الزبور لسعين لحنا تكون فيهن ويقرا قراءة يطرب منها الجموع (3) وفى تفسير قوله تعالى: (واتيسنا داود زبورا) (4) قالو: (فان أخذ في قرإة الزبور اجتمع إليه الإنس والجن والطير والوحش، لحسن صوته) (5)، وهذا مما يؤيد
غالبا أن الترنم مطلوب عند قراءة الكتب الدينية بعامة وفى التاريخ الحديث، وفى الثلاثنيات من هذا القرن
__________
(1) القرطبى: الجامع لاحكام القران ج 1 ص 11 (2) نفس المرجع (3) نفس المرجع (4) سورة النسإ / 162 (5) القرطبى: المرجع السابق ج 6 ص 17
(1/ 40)
--------------------------------------------------------------------------------
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/428)
الميلادى بالذات، كان القارئ المشهور الشيخ محمد رفعت يشد الناس جميعا إلى قراءته المغنه.
تقول إحدى المجلات في عهده (1): (لاتكاد تقرب الساعة التاسعة من مساء يومى الجمعة والثلاثاء من كل أسبوع، حتى تغص المقارئ بروادها، ويجتمع الناس حول جهاز الراد يوفى البيت والشارع، والكل مرهف أدنيه في خشوع، لسماع تلاوة القران الكريم من المقرئ التابغه محمد رفعت ... ) - 2 - بيد أن في التاريخ الاسلامي أخبارا متناثره تفيدأن بعض المسلمين رفضوا منذ قديم قراءة القران بالالحان ومما يحتج به هولاء (2): 1 - حديث: (اقرء والقران بلحون العرب، واياكم
__________
(1) مجلة كل شى والدنيا عدد 554 في 27 من ربيع الاول 255 ه (2) انتفعنا هذا كثيرا من لبيب السعيد: المرجع السابق الباب الثاني - الفصل الاول ص 309 - 350 وأنظر هناك تفاصيل كثيرة في هذا الموضوع
(1/ 41)
--------------------------------------------------------------------------------
ولحون أهل الفسق والكبائر، فانه سيجئ أقوام من بعدى يرجعون القران ترجيع الغناء والرهبانية والنوح، لا يجاوز حناجرهم، مفتونه قلوبهم وقلوب الذين يعجبهم شأنهم) (1) 2 - وقد أنكر التطريب بالقران أنس بن مالك خادم النبي صلى الله عليه وسلم، فقد جاء قارى فقرأ وطرب، وكان رفيع الصوت، فكشف أنس عن وجهه، وكان الى وجهه خرقه سوداء، فقال له: يا هذا! هكذا كانوا يفعلون وكان إذا رأى شيئا ينكره كشف الحرقة عن وجهه (2) 3 - وتمنى الصحابي أبو هريرة الموت محافة أن تدركه سنة عدمنها أن يتخذ الناس القران مزامير (3)
__________
(1) أنظر: مالك بن انس: الموطا - كتاب ج 1 حديث 10 القرطبى: الجامع لاحكام القران ج 1 ص 71 على بن سلطان القادى: مرفاة المفاتيح، شرح مشكاة المصابيح ج 2 ص 618 السيوطي: الافقان ج 1 ص 101 و 102 المسأوى: جمال القراء ص 68 (مخلوط رقم 29 بدار الكتب والوثائق القومية بالقاهرة) (2) ابن الحاج: المدخل ج 1 ص 74 و 75 (3) ابن سعيد: الطبقات الكبرى - القسم الثاني ص 61
(1/ 42)
--------------------------------------------------------------------------------
4 - وفى سنن الدارمي: أنهم كانوا يرون هذه الألحان
في القرإة محدثة (1)، ومعلوم أنه في الإسلام: شر الأمور محدثاها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار 5 - وممن كره القراءة بالألحان من التابعين: سعيد ابن المسيب، وسعيد بن جبير، والحسن البصري، والقاسم ابن محمد، وابن سيرين، وابراهيم النخعي (2) 6 - وممن كرهها أيضا من تابعي التابعين: سفيان ابن عيينة ومالك بن أنس (3) 7 - ويذكر ابن سحنون في واجبات المعلم تلقاء تلاميذه انه لا يرى أن يعلهم ألحان القران، لأن مالكا قال: لا بجور أن يقرأ القران بالألحان ويقول ابن سحنون: (ولا أرى أن يعلمهم التجبير،
__________
(1) ج 2 ص 474 (2) ابن القيم: زاد المعادج 1 ص 134 (3) ابن القيم: زاد العمادج 1 ص 137
(1/ 43)
--------------------------------------------------------------------------------
لأن ذلك داعية إلى الغناء، وهو مكروه، وأن ينهى عن ذلك بأشد النهى) ويقول: (لقد سئل مالك عن هذه المجالس التي يجتمع فيها للقراءة.
فقال: بدعة: وأرى للوالى أن ينهاهم عن ذلك ويحسن أدبهم) (1) 8 - ويقول الزيلعى لا يحل الترجيع في قراءته، ولا التطريب فيه، ولا يحل الاستماع إليه، لأن فيه تشبها بفعل الفسقة في حال فسقهم، وهو التغني؟) (2)
9 - وذكر الربيع الجيزى عن الشافعي أن قراءة القرآن بالألحان مكروهة (3) 10 - وذكر عبد الله بن أحمد بن حنبل أنه سأل أباه عن القراءة بألحان، فكرهها، وقال: لا، إلا أن
__________
(1) آداب المعلمين - ما يجب على المعلم من لزوم الصبيان (2) أي التغني بغزلياتهم بالالحان المخترعة، وانظر: ساجقلى زاده ص 31.
(3) السبلى: طبقات الشافعية ج 2 ص 132 (ط.
الطناحى والحلو)، وابن شبهة: الطبقات ص 3 (محظوطة رقم 1568 ت بدار الكتب والوثائق القومية بالقاهرة)
(1/ 44)
--------------------------------------------------------------------------------
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/429)
يكون طبع الرجل، مثل قراءة أبي موسى حدرا (1) وقد سئل أحمد: ما نقول في القراءة بالألحان؟ فقال: ما أسمك؟ قال السائل: محمد قال: يسرك ما يقال لك: موحمد (ممدودا)؟ (2) 11 - وقد اختم الماوردى كتاب: (أدب الوزير المعروف بقوانين الوزارة وسياسة الملك) بحذير بناه على حديث نبوى هو - كما يقول الماوردى - (أوعظ نذير وأبلغ تخويف) (3)، وهو حديث رواه عبد الله بن عبيد، عن عمير اللثيى، عن حذيفة بن اليمان، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وفيه تحديد لأشراط الساعة، وإنذار بتوقع
نزول البلاء بالأمة، إذا وقع الناس في منكرات كبيرة، كإمامة الصلاة، وإضاعة الأمانة، والاستخفاف بالدعاء،
__________
(1) كتاب العلل ومعرفة الرجال، لأحمد بن حنبل ج 1 ص 373 (2) ابن قيم الجوزية: زاد المعاد ج 1 ص 138 (3) ص 58 (ط 1929 بنفقة مكتبة الخانجى)
(1/ 45)
--------------------------------------------------------------------------------
وجإ بين هذه الأشراط أن يتخذ النا القران مزامير (1) 12 - والحارث بن مسكين الذى تولى قضاء قضاة مصرفي سنة 237 ه كان يضرب الذين يقرءون بالألحان (2) 13 - وابن بطة العكبرى المتوفى العراق سنة 387 ه يرى أن (من البدع قراءة القر ان والأذن بالألحان وتشبيهها بالغناء) (3) 14 - والنوري من أعلام الشافعية، والمتوفى سنة 676 ه يصف تلك القراءة بأنها (مصيبة ابتلى بها بعض الجهلة الطغام الغشمة الذين يقرءون على الجنائز وفي بعض المحافل) (4) ويردد النوري قول الماوردى: (أن هذه بدعة محرمة ظاهرة يأثم كل مستمع لها، كل قادر على إزالتها أو النهى عنها إذا عنها إذا لم يفعل ذلك) (5) ثم يقول النووي عن محاربته لهذه
__________
(1) نفس المرجع (2) أنظر: ابن تغرى بردى: النجوم الزهراة ج 2 ص 288 و 289 (3) أنظر: كتاب: الشرح والابانة على أصول السنة والامانة ص 89 (4) التبيان في آداب حملة القران ص 56 (5) نفس المرجع
(1/ 46)
--------------------------------------------------------------------------------
البدعة: (وقد بذلت فيها بعض قدرتي، وأرجو من الله الكريم أن يوفق لازالتها من هو أهل لذلك، وأن يجعله في عاقبة) (1) 15 - وابن خلدون المتوفى سنة 808 ه يرى (أن صناعة الغناء مبانية للقران بكل وجه، ومن ثم لا يمكن اجتماع التلحين والأداء المعتبر في القران) (2) ويرى ابن خلدون (الأخذ بالتلحين البسيط الذى يهتدى إليه صاحب المضمار، فيردد أصواته ترديدا، على نسب يدركها العالم بالغناء وغيره) (3) ويرى أن (القران محل الخشوع، يذكر الموت وما بعده وليس مقام التذاذ بادراك الحسن من الأصوات) (4) 16 - والبزازى يقول في إطلاق: قراءة القران بالإلحان معيصه، والتالى والسامع آثمان) (5)
__________
(1) نفس المرجع (2) المقدمة - فصل في صناعة الغناء ج 3 ص 968 (بتحقيق على عبد الواحد واقى) (4) نفس المرجع (5) ساجقلى زاده ص 44
(1/ 47)
--------------------------------------------------------------------------------
17 - بل إنه - في معرض كراهية تشبيه قارئ، القران بأصحاب الغناء التلحينى - حكى عن ظهير الدين
المرغبانى أنه قال: من قال لمقرئ زماننا: أحسنت، عند قراءته، يكفر (1)! بيد أن ساجقلى زاده يصف هذا القول بأنه مشكله، (لأن القارئ، هو الأستاذ ومعلم القران، فإذا كان تحسين قرإته كفرا فما ظنك بتحسين قراءة التلاميذ؟ وزمان المرغبانى إذا كان كذلك، فما ظنك بزماننا؟ فيازم في هذا الزمان إكفار من حسن قراءة أحد تلميذا أو مقرئا ماهرا في تجويد القران) (2) 18 - والذين كرهو قراءة القران بالالحان جعلوا منع هذه القراءة واجبا من واجبات المحتسب
__________
(1) نفس المرجع (2) نفس المرجع ص 47 و 48
(1/ 48)
--------------------------------------------------------------------------------
يحدد الشيزرى قواعد الحسبة على المؤذنين والأئمة والقرإ، فيذكر منها أن (يأمر المحتسب أهل القران بقراءته مرتلا، كما أمر الله سبحان وتعالى، وينها هم عن تلحين القران وقراءته بالأصوات اللحنة) (1)
__________
(1 نهاية الرتبة في طلب الحسبة ص 108
(1/ 49)
--------------------------------------------------------------------------------
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/430)
الفصل الخامس اسلوب التغني الذى ينكره المسلمون - 1 - أغلب الذين كرهوا أو حرموا التغني بالقران لم ينفوا ولم
يعارضوا حقيقة ملموسة ملموسه منذ قديم هي أن المسلمين يستحلون التغني بالقران والتطريب به، وأن النفوس بفطرتها تقبل هذا أما الذى كرهه السلف وأنكروه على من قرأبه فهو، على الحقيقة، (ما يعلم بأنواع الألحان البسيطه والمركبة، على إيقاعات مخصوصة وأوزان مخترعة، ولا يحصل إلا بالتعليم والتكليف (1) - 2 - والقراء في مجموعهم، وعلى مدى تاريخهم، يلتزمون
__________
(1) ابن القيم: زاد العمادج 1 ص 127 و 128
(1/ 50)
--------------------------------------------------------------------------------
بقواعد الأداء والتجويد، حين يتنغمون بآى القرآن والذى يترخص منهم في هذا الالتزام ولو قليلا يسقط قدره بين القراء والمستمعين على السواء والنكير في هذا كان وما برح شديدا وفى تراجم القراء إشارات تقدير إلى كثير منهم، لأنهم يجمعون إلى الطرب تجويد ا حسنا وأداء دقيقا - 3 - ويقول الماوردى: (القراءة بالألحان الموضوعة إن أخرجت لفظ القرآن من صبغته بادخال حركات فيه، أو إخراج حركات منه، أو قصر ممدود أو مد مقصور، أو تمطيط يخفى به بعض اللفظ، ويلتبس المعنى، فهو حرام، يفسق به القارئ، ويأثم به المستمع، لأنه عدل به عن نهجه القويم إلى الاعوجاج والله تعالى يقول: قراءنا عربيا غير ذى عوج) (1)
وان لم يخرجه اللحن عن لفظه وقراءته على ترتيله كان
__________
(1) سورة الزمر / 28
(1/ 51)
--------------------------------------------------------------------------------
مباحا، لأنه زاد على ألحانه في تحسينه) (1) ويقول القرطبى: ( ... ، ثم أن في الترجيع والتطريب همزما ليس بمهموز، ومدما ليس بممدود، فترجع اللف الواحدة ألفات، والواو الواحدة واوات ... ، فيؤدى ذلك إلى زيادة في القرآن، وذلك ممنوع، وإن وافق ذلك موضع نبر وهمز صيروها وهمزات ... الخ (2) ويقول على القارى في شرح مقدمه الجزرية: (المراد بلحون العرب القراءة بالطبع وبالأصوات السليقة، وبلحون أهل الفسق الانعام المستفادة من الموسيقى والامر محمول على الندب، والنهى محمول على الكراهية إن حصل مع المنهى عنه المحافظة على صحنه ألفاظ الحروف، وإلا فمحمول على التحريم) (3) ويقول ابن حجرفى (شرح المشائل): (قد كثر الخلاف في التطريب والتغنى في القرآن،
__________
(1) أنظر: النووي: التبيان ث 55 و 56 (2) المجامع لاحكام القرآن ج 1 ص 16 (3) نقلا عن ساجقلى زاده ص 5
(1/ 52)
--------------------------------------------------------------------------------
والحق أن ماكان منه طبيعيا وسجيا (نسبة لسجية) كان
محمودا، وما كان منه بالتكلف والألحان المخترعه فهذا هو الذى كرهه السلف) (1) ويعقب على هذا ساجقلى زاده، فيقول: (الكراهية هنا تحريمية دون علة الكراهية للتشبه بالفسقه، هذا إذا لم يؤد التغني بالالحان المخترعة إلى اللحن الحلى.
وأما إن أدى إليه فذا حرام وكبيرة، يفسق به لقارئ، فيكفر مستحلة، لما نقله عن (الحاوى) أن القراءة بالألحان الموضوعة إن غيرت لفظ القرآن بإسكان المتحرك، أو قصر الممدود، أو عمكهما، أو تحطيط نخفى به اللفظ، ويتيبس به المعنى فهو حرام بفمق به القارئ ويأثم به المستمع ... ) (2) والتهانوى - في حديثه عن الترنم - يقول: (غير أن المترنم بالقرآن إذا مدفى غير محل المد، أو زاد عند المد مالا تجيزه العربيه، وقع في بدعة آثمة هي ما يسميه المتأخرون - اصطلاحا - التطريب) (3)
__________
(1) نقلا عن المرجع السابق ص 42 (2) نفس المرجع ص 42 و 43 (3) كشاف اصطلاحات الفنون ج 2 ص 900
(1/ 53)
--------------------------------------------------------------------------------
- 4 - ويظهر أن هذه البدعة: بدعة التمطيط الذى يخرج القرآن إلى الغناء تتفشى أحيانا بين القراء فرادى، بينهم مجتمعين، فتثير أصحاب الغيرة، وتوئسهم أحيانا من صلاح الحال: في ترجمة أحد القراء أن أستاذه قال له: أحيا الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/431)
قلبك كما أحبيت السنة والله لا يزال تمطيط قراء الحوق ونحوه إلا عند نزول عيسى! (1) - 5 - وواضع أن هذا القارئ لا يشكو من قراءة الجماعة في ذاتها، ولكن شكواه منصبة على التمطيط اما قراءة الحوق أو الجماعة، في غير مخالفة لقوانين الأداء القرآني، فمستحبة بالدلائل الظاهرة وأفعال الساف والخاف المتظاهرة) (2) وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما من)
__________
(1) السخاوى: الضو اللامع ج 4 ص 256 - الترجمة 663 (2) النوري: التبيان ص 50
(1/ 54)
--------------------------------------------------------------------------------
قوم يذكرون الله إلاحفت بهم اللملائكة وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده) (1) ولنا إن شاءلله عودالى قراءة الجماعة
__________
(1) قال الترمزى: حديث حسن صحيح، وأنظر المرجع
(1/ 55)
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل السادس غنائيات القراء - 1 - للتغني بالقرآن كيفية مأثورة خاصة لا تستعمل لغيره ولئن سميت هذه الكيفية - في بعض النصوص - بالقراءة بالألحان، كما سوف نرى، إن الإسم الاصطلاحي الأكثر شيوعا والأجدر القرآن هو (التجويد)، وهو - على الحقيقة - التلحين المخنص بالقرآن، وهو - فيما يحس السامعون - حياة التلاوة وزينة الراءة والتجويد من (جود) وفي اللغة:
الجيد نقيض الردئ على فعيل ...
(1/ 56)
--------------------------------------------------------------------------------
وجاد الشئ جودة وجوده، أي صار جيدا، وأجدت الشى، فجاد (1) وروض مجود: وأمتعة جياد واستجدت الشئ، وتجودته: تخيرته، وطلبت أن يكون جيدا وتجود في صنعته: تنوق فيها وأحسن فيما فعل وأجاد وصانع مجيد ومجواد (2) وفى الإصلاح: (التجويد تلاوة القرآن باعطاء كل حرف من حروفه حقه في مخرجه وطبقته اللازمة له من همس، وجهر، وشدة، ورخاوة، ونحوها، وإعطاء كل حرف مستحقه
__________
(1) أنظر: ابن منظور: لسان العرب - فصل الحمم حرف لدال (2) الزمخشري: اساس البلاغه - (جود)
(1/ 57)
--------------------------------------------------------------------------------
من الصفات المذكورة كترقيق المستفل، وتفخيم المستعلى، ونحوهما، ورد كل حرف إلى أصله من غير تكلف) (1) والتجويد يعلم بالتلقين من أفواه المشايخ العارفين بطرق أداء القرآن، وتسبق هذه المادة معرفة مخارج الحروف
وصفاتها، والوقف والابتداء والرسم (2) - 2 - ومراتب التجويد أربعة: التحقيق، والترتيل، والتدوير، والحدر .. والترتيل مأخوذ من (رتيل) الثغر، فهو (رتيل)، من باب تعب، إذا استوى بتانه، وحسن تنضيده، وكان مفلجا لا يركب بعضه على بعض، ومن المجاز: (رتل القرآن ترتيلا) إذا ترسل في تلاوته، وأحسن تأليف حروفه وهو يترسل في كلامه، ويترتل (3)
__________
(1) أنظر: التهانوى: كشاف اصطلاحات الفنون ج 1 ص 196 (2) أنظر: نفس المرجع (3) أنظر: الزمخشري: أساس البلاغة (وت ل) وفخر الدين الريحى النجفي: مجمع البحرين في غريبى القرآن والاحاديث ص 436
(1/ 58)
--------------------------------------------------------------------------------
ومن تعاريف الترتيل: (1) القراءة بتؤدة واطمئنان، وإخراج كل حرف من مخرجه، مع إعطائه حقه ومستحقه، ومع تدبر المعاني (ب) رعاية مخارج الحروف وحفظ الوقوف (ح) خفط الصوت والتحزين بالقراءة (1) والتحقيق، وهو أكثر المراتب إطمئنانا، ويؤخذ به في مقام التعليم، يعطى كل حرف حقه من إشباع المد وتحقيق، الهمزة وإتمام الحركات، واعتماد الإظهار والتشديدات وبيان الحروف وتفكيكها، وإخراج بعضها من بعض، بالسكت، والترتيل، والتؤدة، وملاحظة الحائز من الوقوف
بلا قصر، ولا اختلاس، ولا إسكان محرك ولا إدغام .. (1) وهنا اعتبار لابد من مراعاته، وهو أن لا يمتد التحقيق إلى حد الإفراط بتوليد الحروف من الحركات، وتكرير الرءات، وتحريك السواكن وتطنين النونات بالمبالغة في
__________
(1) أنظر: على الجرجاني: التعريفات ص 57 (2) أنظر: السيوطي: الاتقان ج 1 ص 99
(1/ 59)
--------------------------------------------------------------------------------
الغنات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/432)
وقد قال حمزة لبعض من سمعه يبالغ في ذلك: أما علمت أن ما فوق البياض برص، وما فوق الجعودة قطط، وما فوق القراءة ليس بقراءة (1) والتحقيق هو مذهب حمزة وورش (2) أما الحدر، قهوسرعة القراءة وتخفيفها بالقصر والتسكين والاختلاس والبدل والإدغام الكبير وتخفيف الهمزة ونحو ذلك ... غير أنه لا يجوز مد حروف المد، واختلاس أكثر الحركات، وذهاب صوت الغتة، والتفريط إلى، غاية لا تصح بها القراءة وهذه المرتبة مذهب ابن كثير وأبى جعفر وأبى عمرو ويعقوب (3) وأما التدوير، فهو وسط بين الترتيل والحدر، وهو مذهب أغلب القراء وبخاصة ابن عامر والكسائي (4)
__________
(1) نفس المرجع ص 99 و 100 (2) نفس المرجع (3) أنظر: السيوطي: المرجع السابق ص 100
(4) التهانورى: كشاف اصطلاحات الفنون ج 1 ص 196
(1/ 60)
--------------------------------------------------------------------------------
- 2 - وكل قراءة قرآنية ولو كانت مرسلة، لابد أن تكون مجودة، و (من لم يجود القرآن آثم) كما تقول الجزرية، وقد صح - كما يقول برهان الدين القلقيلى، في شرحه على ذلك المتن: (إن النبي صلى الله عليه وسلم سمى قارئ القران بغير تجويد فاسقا) قال برهان الدين: (وهو مذهب إمامنا الشافعي رضى الله عنه لأنه قال: إن صح الحيث فهو مذهبي، واضربوا بقولى عرض الحائط) (1) ولهذا، فإن المصاحف الترنيمة التى سجلت بعد المصحف المرتل بأصوات بعض المشاهير إذ تعرف بالمصاحف المجودة إنما تحمل تعريفا غير جامع أو مانع.
وربما كان الأدق والأنسب إذا أريد إبراز خصيصة ذلك النوع من القراء أن يقال: قراءة مرنمة أو ترنيمة، والمصحف المرنم أو الترنيمى والترنيم هو تطريب الصوت وفى الحديث: ما أذن الله لشئ أذنه لنبى حسن الترنم
__________
(1) أنظر: محمد بكر نصر: نهاية القول المفيد في علم التجويد ص 10
(1/ 61)
--------------------------------------------------------------------------------
بالقرآن، وفى رواية: حسن الصوت يترنم بالقرآن والترنم: التطريب والتغنى وتحسين الصوت بالتلاوة (1) - 3 - والملحوظ الواقعي أن كل أوجه القراءة، ومنها الترتيل الذى أوردنا عنه آنفا بعض التفاصيل، والذى هو أفضل
مراتب القراءة، والمأمور به أمرا مؤكدا في القران نفسه: (ورتل القرءان ترتيلا) (2) لا يخلو عادة من ترنيم - 4 - ونعمد بعض الناس - عند قراءة القران - إلى طرح الترنم المعتاد الذى يفرض نفسه، حتى في القراءة المرسلة، مع إلزامهم بقواعد الأداء التجويرية، وهؤلاء تبدو قراءتهم للقرآن، وكأنها الإلقاء المعهود في الدروس والخطب وقد كانت وزارة المعارف في مصر، منذ عشرات
__________
(1) لسان العرب - فصل الراء حرف الميم (2) سورة ازمل / 4
(1/ 62)
--------------------------------------------------------------------------------
قليلة من السنين، تدعو إلى اتباع هذا في مدارسها، ولكن، اجمهور بقى على هذه الطريقة والحق أن هذه الطريقة ليست حادثة، فأبو عبد الله الأصبهاني المتوفى سنة 253 ه أو 242 ه، والإمام في القراءات والنحو، صنف كتابا في جواز قراءة القرآن على طريق المخاطية (1) - 5 - وقراءة القرآن بمختلف القراءات والروايات والطرق والأوجه، هي - في مصطلح القرآنين - فن: يتحدث أن ابن الجزرى عن أبى العباس المطوعى المتوفى سنة 371 ه، فيقول إنه (اعتى بالفن) (2)، ويقول عن ابن الناقد المتوفى سنة 616 ه: (كان ثقة بصيرا بالفن) (3)،
__________
(1) نفس المرجع ص 392 (2) أنظر: ابن الجزرى: غاية النهاية ص 2 ص 223 و 224
(3) غاية النهاية ج 1 ص 214 و 215
(1/ 63)
--------------------------------------------------------------------------------
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/433)
ويقول عن قارئ اسمه احمد بن إبراهيم الشجيرجى المعروف بالمعصرانى، والذى بقى إلى ستة 784: (ترك الفن) (1) - 5 - والقرآن نقسه يحتفل بالموسيقية يمكن لها، وربما كان من الدلائل الواضحة لهذا أنه كثر فيه خم كلمة القطع من الفاصلة بحروف المد واللين وإلحاق النون قال سيبويه: ( ... أما إذا ترنموا فإنهم يلحقون الألف والواو والياء لأنهم أرادوا مد الصو وإذا أنشدوا ولم يترنموا: فأهل الحجاز يدعون القوافى على حالها في الترنم، وناس من نبى تميم يبدلون مكان المدة النون) (2) ويقول الزركشي هنا: (وجاء القرآن على أعذب مقطع وأسهل موقف) (3) وربما كان أيضا من هذه الدلائل أن فواصل القرآن تبنى على الوقف، بحيث لا يفقد القارئ أسبات الموسيقى،
__________
(1) نفس المرجع ص 35 (2) أنظر: الزركشي: البرهان ج 1 ص 68 و 69 (3) نفس المرجع
(1/ 64)
--------------------------------------------------------------------------------
فشاع - كما يقول الزركشي (1) - (مقابلة المرفوع بالمجرور (وبالعكس، وكذا المفتوح والمنصوب غير المنون، ومنه قوله تعالى: (إنا خلقنهم من طين لازب (2)
مع تقدم قوله: (عذاب واصب) (3)، (شهاب ثاقب) (4) وكذا (بماء منهمر) (5)، و (قد قدر) (6)، وكذا (من دونه من وال) (7)، مع (وينشئ السحاب الثقال) (8) والقران بطبيعته وأساوبه ذو سطوة قاهرة على العقول والنفوس، وهى سطوة لا تحتاج البتة إلى موسيقى خارجية
__________
(1) نفس المرجع ص 69 و 70 (2) سورة الصافات، 11 (3) نفس السورة، 9 (4) نفس السورة 10 (5) سورة القمر، 11 (6) نفس السورة، 12 (7) سورة الرعد، 11 (8) نفس السورة 12
(1/ 65)
--------------------------------------------------------------------------------
تقويها.
يقول الزركشي، في أسلوب القرآن، والحمال في عبارة الزركشي لا يخل بالوضوعية ولا بالعلمية: ( ... إذا كان سياق الكلام ترجية بسط، وإن كان تخويفا قبض، كان وعدا أبهج، وأن كان وعيدا أزعج، وإن كان دعوة حدب، وإن كان زجرة أرعب، وإن كان موعظة أقلق، وإن كان زجرة أرعب وإن كان ترغيبا شوق ... الخ) (1) ويقول إن الله سمى القران روحا، فقال: (يلقى
الروح من أمره على من يشاء من عباده) (2) (لأنه يؤدى إلى سببا للاقتدار، وعلما على الاعتبار) (3) وقد سبق إن أوضحا في كتاب آخر (4) أن القرآن موسيقاه الخاصة التى تلايفوت إدراكها أحدا من قرائه،
__________
(1) البرهان - المقدمة ج 1 ص 4 و 5 (2) سورة غافر / 15 (3) البرهان: المرجع السابق (4) الجمع الصوفى الاول للقرا ن الكريم أو المصحف المرتل براعته ومخططاته
(1/ 66)
--------------------------------------------------------------------------------
وذكرنا هناك من أنواع بدائعه ما يمكن أن نرى فيه ضمنا دلائل موسيقيه نابغه منه، وليست ممتجلية إليه وذكرنا أن من هذه الأنواع: الانسجام الذى إذا قوى في النثر جاءت قراءته موزونة بلا قصد، وائتلاف اللفظ مع اللفظ، وائتلاف اللفظ مع المعنى، والإبدال، والتفويف، والتعديد، والمضارع، وحسن النسق، والمشاكلة، والتجنيس، والترديد، والتعطف، والتسميط، والمماثلة، ثم توفير الإنسجام بين الألفاظ والأصوات من طرق كثيرة أخرى (1) - 6 - ومن الناحية الواقعية، يأخذ قراء المحافل بفن المغنين والملحنين، ويقلدونهم.
ويستعملون مصطلحاتهم.
يقول عبد العزيز البشرى عن قارئ معروف هو الشيخ حنفى
أبو العلا إنه بفن عبده الحمولى، وكان يقلده في جميع
__________
(1) أنظر ص 309 - 350
(1/ 67)
--------------------------------------------------------------------------------
تناغيمه) (1) ويقول البشرى، مستعملا عبارت ملحنى الغناء: (الذوق المصرى لا يستريح إلا إذا انتهت التغمة بتكريس الصوت، والزر على الحلق، أو ما يدعوه أصحاب الغناء بالعفق) (2) وكان الغنيمى التفتازانى يقول إن أحمد ندا القارئ المشهور (كان على عرق عظيم من العلم بفن الموسيقى) (3)، ولكن البشر في غير نفى جاسم لهذه الدعوى، يقول: (إن ندا لم يزد على إدراك أولبات النغم بما تلتف في صدر نشأته من لدانه: هذا صبا، وهذا سيكاه، وهذا عراق، وهذا جركاه) (4) وحتى غير القراء حين يدرسون الانسجام الصوتى في القرآن يسمون هذا الانسجام (موسيقا) (5)، ويستعملون في دراستهم المصطلحات
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/434)
الموسيقية
__________
(1) أنظر المختار ج 2 ص 34 - 37 (2) نفس المرجع (3) نفس المرجع ص 110 و 111 (4) نفس المرجع (5) أنظر: عبد الوهاب حمودة: موسيقا القرآن - بحث في
مجلة لواء الاسلام جمادى الاخر 1367 ه
(1/ 68)
--------------------------------------------------------------------------------
يتحدث عبد الوهاب حموده عن الموسيقى الوصفية في القرآن، وهى التى تصور المعنى، وتدل على الفكرة من طريق أيحاء النغم وتشابه الصوت اللانسجام الذى يكون بين الموسيقى والمعنى الذى توحى به، فيتكلم عن قوله تعالى: (فكبكبوا فيها هم والغاوون) (1) فيقول: إن هذا الفعل يتكون موسيقيا من تقطتين متماثلين متكررتين في سرعة وتوال، وفي لغة الموسيقى يسمى هذا: (2 نوار)، ليكون ذلك التمثيل أدل عل يتخيل المعنى، وأحكم في تصور الحالة، وأميز في تأثر النفس بها (2) ويتحدث أيضا عن فواتح السور من حروف المعجم، فيقول: ( ... فإن بعض العلماء يرى فيها أنهار موز صوتية وإشارات موسيقية، لأن القرآن نزل ليرتل ويتلى، وقد كانت الموسيقى القديمة بسيطة يشار إلى ألحانها بحرف إو حرفين أو يلاثة تقابل في عصرنا الحاضر ما يعرف في (النوتة) بمفتاح (صول) (3)
__________
(1) سورة الشعراء، 94 (2) نفس المرجع (3) نفس المرجع
(1/ 69)
--------------------------------------------------------------------------------
وقد يستحدث القارئ في طريقة ترنمة بالقرآن، يقول
البشرى عن أحمد ندا: (جعل في أول نشأته يحاكى الشيخ حنفى برعى، ويستن سبيله، وينهج نهجه، وكذلك كان في عمة ترتيله، الهم إلا ما كان يستحدثه ذوقه الخالص، وكان هذا قليلا بالإضافة إلى سائر شأنه ... ، وكانت تأبى عليه كرامته الفية إلا أن يحدث كل يوم حدثا في الصنعة من مبتكره هو ومن بدع ذوقه، يطرح بازائه شيئا مما أخذ عن أستاذه الشيخ حنفى، حتى، استوت شخصيته، وأدركت، وتمت له صنعة جديدة فاخرة في فن القراءة والترتيل) (1) وقيد قيل إن القارئ الشهير محمد رفعت يستمع إلى تسجيلات عباقرة الفن الموسيقى الرفيع، (وعندما مات خلف ثروة كبيرة من أسطوانات باخ، وموزارت، وبيتهوفن، ولست، وعدة أسطوانات أخرى للعازف الكبير باجنينى) (2)
__________
(1) المختار ص 2 ص 111 - 113 (2) محمود السعدني: دولة المقرئين ص 29
(1/ 70)
--------------------------------------------------------------------------------
والقارئ يوسف المنيلاوى المتوفى سنة 1911 (كان يلحن ويغنى ويقرأ القرآن (1) وفى أزمنة سابقة أيضا، كان لبعض القراء علاقة موصلة بالألحان والغناء: فالقارئ البغدادي محمد بن فصالة المتوفى سنة 348 ه هو (صاحب الألحان والصوت الطيب) (2) والفقيه المقرئ عبد الرحمن بن النفيس الذى يعرف
بالأعز البغدادي (كان في ابتداء أمره يغنى، وله صوت، حسن، ثم تاب، وحسنت توبته) (3) وعبد الله الماردانى القاهرى المحاسب، والذى حفظ القرآن، وكان له صوت شجى مطرب (نشأ مع قراء الجوق، وكان أبوه ممن يدق الطبلخاية) (4)
__________
(1) نفس المرجع ص 13 (2) أنظر: الصفدى: الوافى بالوفيات ص 291 (ط استانبول 1949) وأبن الجوزى: المنتظم ج 6 ص 392 (3) ابن رجب: الذيل على طبقات الحنابلة ج 1 ص 330 (4) السخاوى: الضوء اللامع ج 5 ص 19 - الترجمة 65
(1/ 71)
--------------------------------------------------------------------------------
- 7 - على أن الجو الإسلامي بتنفس دائما بالرضى عمن لا يستعمل صوته الحسن في الغناء الحرم ومما ذكره السبكى في هذا الشأن: ( .. من شكر نعمة الله تعالى على ذوى الأصوات الحستة من القراء والمنشدين أن لا يستعملوا أصواتهم في الغناء المحرم ومجالس الخمور والمنكرات، وليتنجبوا مقت الرب و غضبه تبارك وتعالى) (1) ومما يشير إلى أن الغناء كان يثقل على الضمائر، ويدعى بالتوبة منه أن مغنيا هو فيصد بن الخضر أبو الحارث الأولاسى المتوفى سنة 297 ه كان يغنى في صباه، فمر بمريض على وقارعة الطريق، فقال له: ما تشتهي؟ قال: الرمان فجاء به، فقال له: تاب الله عليك! فما أمسى حتى تغير
عما كان عليه (2)
__________
(1) معيد النعم ومبيد النقم ص 111 (2) ابن الجوزى: المنتظم ج 6 ص 93
(1/ 72)
--------------------------------------------------------------------------------
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/435)
- 8 - والقراء يشركون مع بعض المغنين في بعض العادات (فالمغني الشعبى حين والقارئ حين يتلو القرآن، كلاهما يضع يديه غالبا على خده، وهذه عادة وردت لها عشرات الرسوم في الآثار المصرية القديمة) (1) والمشاهد أن لأغلب القراء - عند القراءة - حركات واهتزازات مثل التى للمغنين - 9 - ويعمد بعض القراء إلى الجميع بين الروايات المتعددة في المجلس الواحد، وربما كان قصد بعضهم من هذا تلوين النغم والتأثير به على السامعين وقد اختلف علماء القرآن في جواز هذا الجمع وعدمه: 1 - فالصابة لم يكونوا يجمعون (2)
__________
(1) محرم كمال: آثار حضارة الغراعنة وحياتنا الحاثية - مجلة الكاتب المصرى ع 10 يوليه 1946 ص 301 وما بعدها (2) أنظر: محمد بخيت المطيعى: تقرير في نقريظ كتاب (الآيات البينات) لابي بكر بن خلف الحسينى ص 21 وما بعدها
(1/ 73)
--------------------------------------------------------------------------------
2 - والحنفية يتشددون في منع الجمع: يقول صاحب (الحادى القدسي): (وقراءة القرآن بقراءات معروفة أو شاذة دفعة واحدة بترجيع الكلمات
مكروهة (1) وفى (الفتاوى النتار خانية) مانصه: وفى فتاوى الحجة: (وقراءة القرآن بالقراءات السبعة والروايات كلها جائزه، ولكني أرى الصواب أن لا تقرأ بالقراءات العجيبة بالإمالات، والروايات الغريبة، لأن بعض الناس يتعجبون، وبعضهم يتفكرون، وبعضهم يخطئون، وبعض السفهاء يقولون ما لا يعملون، ولعلهم لا يرغبون، فيقعون في الإثم والشقاء ولا ينبغى للأئمة أن يحملوا العوام إلى ما فيه نقصان دينهم ودنيا هم، وحرمان ثوابهم في عقباهم ولا يقرأ على رأس العوام والجهال وأهل القرى والجبال،
__________
(1) نقلا عن: محمد بخيت المطيعى: المرجع السابق
(1/ 74)
--------------------------------------------------------------------------------
مثلا: قراءة أبى جعفر المدنى، وابن عامر، وعلى بن حمزة الكسائي، صيانة لدينهم، فلعلهم يستخفون أو يضحكون، وإن كان كل القراءات والروايات صحيحة فصيحة طيبة، ومشايخنا اختاروا قراءة أبى عمرو وحفص عن عاصم) (1) 3 - أما الشافعية: فعند بعضهم أن المنع من هذا الجمع هو من الأولوية لا على الحتم، وأن إطلاق المنع غير جائز (2) وعند بعضهم الأخر: (القارئ متى خلط رواية بأخرى
كان كاذبا على القارئ الذى يشرع في إقراء روايته، فمن قرأ رواية لم يحسن أن ينتقل عنها إلى رواية أخرى) (3) ويقول النوري: إذا ابتدأ بقراءة أحد القراء، فينبغي أن يستمر على القراءة بها، مادام الكلام مرتبطا، فإذا انقضى ارتباطه فله أن يقرأ بقراءة أحد من السبعة، والأولى دوامه على الأولى في هذا المجلس) (4)
__________
(1) نفس المرجع (2) أنظر: ابن العسقلاني: فتح الباري ج 9 ص 31 (3) المرجع نفسه (4) التبيان ص 48
(1/ 75)
--------------------------------------------------------------------------------
وقد استنبط زكريا الأنصاري المتوفى سنة 926 ه من لفظ (فينبغي) آنفا أن عدم الاستمرار في قراءة واحدة حرام، ودليل التحريم عنده (أن القراءة بذالك تستلزم فوات ارتباط إحدى القراءتين بالأخرى، والإتيان بهيئة لم يقرأ بها إحد) (1) 4 - وأما الحنابلة: فقد قالوا إن معرفة القراءة وحفظها سنة متبعة تأخذها الآخر عن الأول، فمعرفة القراءات التى كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بها أو يقرهم على القراءة بها سنة والعارف في القراءات الحافظ لها له مزية على من لم يعرف ذلك، ولا يعرف إلا قراءة واحدة وأما جمهافى الصلاة أوفى التلاوة فهو بدعة مكروهة
وأما جمعها لأجل الحفظ والدرس فهو من الاجتهاد الذى نقلته طوائف في القرءة (2)
__________
(1) الاعلام والاهتمام بجمع فتاوى شيخ الاسلام ابى يحى زكريا الانصاري ص 423 ج 424 (2) بخيت المطيعى: المرجع السابق
(1/ 76)
--------------------------------------------------------------------------------
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/436)
5 - وعند المتأخرين: حدث منذ أكثر من نصف قرن أن محمد بن خلف الحسينى الحداد شيخ المقارئ غير مرة بعدم جواز المجمع، (وأنه بدعة وضلالة أحدثه الجهال، وهم لا يعول عليهم، ولا يلتفت إليهم) فارتضى بعض الناس هذا الحكم ورفضه آخرون فعقد شيخ الأزهر آنئذ في رابع ذى القعدة سنة 1340 ه جمعا علميا للفصل في الأمر، فأيد الجمع رأى شيخ المقارئ، وقرروا (منع جمع قراءة أو رواية مع أخرى، بأى طريقة من طريقه في أي مجلس كان) (1) فكتب أحد القراء المقرئين، واسمه: خليل محمد غنيم الجنانيى رسالة سماها: (هداية القراء والمقرئين) أجاز فيها جمع القراءات فانبرى له أبو بكر الحداد، وهو ابن شيخ المقارئ في ذلك الوقت، وأصدر كتابه (الآيات البينات في حكم جمع القراءات)
__________
(1) مقدمة كتاب لآيات البينات في حكم جمع القراءات لابي بكر الحداد ص 9
(1/ 77)
--------------------------------------------------------------------------------
فرد الجناينى بكتاب سماه: البرهان الوقاد قى الرد على ابن الحداد: ودخل في النقاش المستعر - في صف الحداد - مقرئ اسمه محمد سعودى ابراهيم، فأصدر كتابه: (إفحام أهل العناد بتأييد ابن الحداد) ودخل المعركة مقرئ آخر اسمه عبد الفتاح هنيدي بكتابه: (الأدلة الفعلية في حكم جمع القراءات النقلية)، وفيه يحل الجمع ويحبذه والعجيب أنه مع هذه المناظرة الطريفة النشطة المفيدة ما برح الخلاف حول جمع القراءات قائما وقد اقترح أخيراسن تشريع لمعاقبة القراء الذين يتلون الآية الواحدة بقراءتها المختلفة في المجلس الواحد، فأجبنا بأنا نؤثر فعلا الإفراد في القراءة في المجلس الواحد، منعا من اختلاط الروايات بعضها ببعض، ومنعامن التلفيق بينها، وقد كنا أوضحنا هذا في كتاب (الجمع الصوتى الأول للقرآن الكريم) عند حديثنا عن مخططات المشروع، وعند اختيارنا للروايات والطرق والأوجه التى تسجل بها المصاحف
(1/ 78)
--------------------------------------------------------------------------------
المرتلة، ولكننا - مع ذلك - لم نستطع أن نقر فكرة سن التشريع المقترح! 1 - لأن بعض المذهب تجيز الجمع، حسبما توضح
آنفا، ولأن الجمع يستوفى مذاهب القراء، فضلا عن أن فيه تذكيرا وإعانة على استحضار المعاني 2 - ولأن القراء كانوا يجمعون القراءات في عصر أبى عمرو الدانى، وهو من أعلام علماء القرآن والمؤلفين في علومه، ولم يتكلم أحد في منع هذا الجمع، وصار معمولا به في كل عصر، وكأنه إجماع سكوتي، وربما كان قوليا 3 - ولأن القراءة قد تفسر بقراءة أخرى، كما في: (1) كلمة (لمستم) (1)، فقد نبى الفقهاء نقض وضوء الملوس وعدمه على الختلاف القراءة في (لمستم)، و (لامستم) (ب) كلمة (يظهرن) (2): مرة بسكون الطاء المخففة وضم الهاء ومرة أخرى مشددة، مع تشديد الهاء مفتوحة،
__________
(1) سورة النساء /، ضمن الآية 43 (2) سورة البقرة /، ضمن الاية 222
(1/ 79)
--------------------------------------------------------------------------------
والقراءتان متواترتان عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويقرأ بالأولى نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وعاصم، وهى تعنى أن ينقطع عنهن الدم، والثانيه قراءة حمزة، والكسائي، وعاصم في رواية أبى بكر، المفضل، وهى تعن أن يغتسلن بالماء (ح) وكلمة (ألا) في آية (الا يسجدوا لله الذى يخرج الخب ء في السموت
ولأرض) (1) والتخفيف في (ألا) هو قراءة الكسائي ورويس وأبى جعفر ووجه بأن (ألا) مخففة للاستفتاح، أما التشديد فهو قراءة الباقين (د) وكلمة (أمرنا) في قوله تعالى: (وأذا أردنا نهلك قرية أمرنا مترفيها) (2) ومع الفتح المخفف مرة أخرى، وهى في حالة التشديد بمعنى: جعلنا لهم إمرة وسلطانا
__________
(1) سورة النمل / 25 (2) سورة الاسراء / 16
(1/ 80)
--------------------------------------------------------------------------------
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/437)
4 - ولأن بعضهم يرون الجمع واجبا وعبادة، إذا طلبه قوم ليعرفوا وجه القراءت، ليسهل عليهم النطق بالقران كقرإة (إهدنا الصراط المستقيم (1) بالصاد والسين في كثيرا من الناس يعسر عليهم النطق بالصاد ومعرفتها تصح الصلاة وتعتر من أمور الدين المحتاج إليها 5 - ولأن الجمع يكفل أن يتعهد القارئ ما حفظه وهكذا وجدنا القواعد الصولية للتشريع تمنع من سن القانون الذى اقترح، كما رأينا أن يكون توجيه الخالفين بالتعليم، وبالحكمة والموعظة الحسنة
- 10 - ويتغى بعض القراء بالمدائح النبوية، وبقصص المولد الشريف والملاحظه في هذا لمدائح والقصص أنها مصوغة في أساليت غنائيه، وأنها - وخاصه القصص - مسجوعة غالبا، وحافلة بالمحسنات البديعية
__________
(1) سورة الفاتحة / 6
(1/ 81)
--------------------------------------------------------------------------------
ومن هذه القصص قصة ألفها (البرزنجى) وأخرى ألفها (المناوى) وثالثه حديثه ألفها عبد الله عفيفي في الثلاثيات من هذا القول وقد التزم هؤلاء المؤلفون في قصصهم الباء والهاء في الفواصل ويمارس بعض القراء الإنشاد والابتهالات وقد حدد المجتمع الإسلامي، منذ قديم، واجبات المنشد تفصيلا يقول السبكى في هذا الشأن: (وينبعى أن يذكر من الأشعار ما هو واضح اللفظ صحيح المغنى مشتملا على مدائح سيدنا ومولانا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى ذكر الله تعالى وآلائه وعظمته وخشية مقته وذكر الموت ومابعده .. ) (1) ولا يقر البسكى اختصار المنشد على ذكر أبيات غزلية أو حماسية، وخاصيه في مجامع العلم (2)
__________
(1) معيد النعم ومبيد النقم ص 109 (2) نفس المرجع
(1/ 82)
--------------------------------------------------------------------------------
وقد يطلق على المنشد (ابن الليالى) إذا كان يحفظ وينشد
على حلقات الذكر القصائد الغزلية الصوفية كقصائد ابن الفارض (1)
__________
(1) أنظر: أحمد أمين: قاموس العادات والتقاليد والتعابير المصرية ص 4 ط 1953
(1/ 83)
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل السابع من قواعد تلاوة القرآن وآدابها - 1 - الظاهر الملموس أن قراءة القرآن بترتيل مرسل أو بترنيم منغم يزيدها تأثيرا، ويزيدها وضوحا أن يعرف القارئ مواضع الوقف والإبتداء وهذا ما يقتضيه معرفة علوم كثيرة يقول أبو بكر بن مجاهد: (لا يقوم بالتمام في الوقف إلا نحوى عالم بالقراءت، وعالم بالتفسير والقصص، وتخليص بعضها من بعض، عالم باللغة التى نزل بها القرآن) (1) وأضاف كثيرون إلى هذه العلوم علم الفقه (2) ونحن نقر هذا وذاك، ونستحسنها
__________
(1) أنظر: الزركشي: البرهان ج 1 ص 343 (2) نفس المرجع
(1/ 84)
--------------------------------------------------------------------------------
وقد يؤدى عدم الوقف في مكانه إلى تغيير المعنى تغييرا كبيرا: قرأ قارئ قوله تعالى: (فلا يحزنك قولهم إنا نعلم ما يسرون وما
يعلنون) (1) من غير أن يقف عند كلمة (قولهم)، وهو وقف لازم، فبدت جملة (إنا نعلم ... ) كأنها مقول القول الذى يطلب الله تعالى إلى نبيه أن لا يحزنه وفى كتاب (أوقاف الكفر) لأبى منصور الماتريدى (2) بيان مفصل لوقوف غير جائزة، بل هل تفضى إلى كفر من يقرأ بها عامدا - 2 - ويستحب أن يقرأ القرآن بالتفخيم، فإن زيد بن ثابت روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (نزل القرآن
__________
(1) سورة يس / 72 (2) مخطوطة رقم و 354 مجاميع بدار الكتب والوثائق القومية بالقاهرة
(1/ 85)
--------------------------------------------------------------------------------
بالتفخيم) (1)، ولعل المقصود بذلك أن تكون قراءتة بنبرات رجولية بعيدة عن السمات الصوتية الأنثوية التى فيها عادة الخضوع والضعف - 3 - وقد كتب النووي فصلا في استحباب قراءة الجماعة مجتمعين، وفضل القارئين من الجماعة والسامعين، وبيان فضل من جمعهم عليها، وحرضهم وندبهم إليها (2) واستند النووي إلى حديثه: (ما من قوم يذكرون الله إلا حفت بهم الملائكه، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده) (3)، كما استند
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/438)
النووي إلى ما روى ابن داود من أن إبا الدرداء كان يدرس القرآن، ومعه نفر يقرأون جميعا، ومن أن جماعات من أفاضل السلف والخلف وقضاة المتقدمين كانوا
__________
(1) القرطبى: التدكار في افضل الاذكار - 125 (2) التبيان ص 50 وما بعدها (3) رواه أبو هريرة، وأبو سعيد الحذرى، وقال الترمزى: حديث حسن صحيح، وأنظر: نفس المرجع
(1/ 86)
--------------------------------------------------------------------------------
يفعلون ذلك (1) ونظرا لأن التجويد قد يلحقه نقص إذا قرأ فريق من الناس جماعة أو بصوت واحد، فيقع منهم مثلا مد ما لا يمد، أو تحريك ساكن، أو إسكان متحرك، لتستقيم لهم التغمة التى اختاروها، فاننا لا نميل إلى هذه الطريقة، وسبق أن نبهنا إلى فسادها في كتاب (الجمع الصوتى الأول للقرآن الكريم أو المصحف المرتل: بواعثه ومخططاتة) (2) وقد أورد النووي نفسه ما رواه ابن أبى داود عن الضحاك ابن عبد الرحمن بن عرزب من أنه أنكر هذه القراءة، وقرر أنه لم ير أحدا فعلها من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم (3) وكذلك أورد النووي ما ورد من أنه قيل لمالك، أرأيت القوم يجتمعون فيقرأون جميعا سورة واحدة يختمونها؟ فأنكر ذلك وعابه، قال: ليس هكذا تصنع الناس،
* (هامش *) (1) نفس المرجع ص 51 (2) ص 346 (3) التبيال ص 51
(1/ 87)
--------------------------------------------------------------------------------
إنما كان يقرأ الرجل الآخر يعرضه (1) والننفسه أيضا يشرط للقراءة الجماعية شروطا يوجب استيفاءها (2) وعندنا أنه ربما كان ترك هذا الاسلوب في قراءة القرآن أولى وأحوط وقد تناولنا بالتفصيل في كتاب (الجمع الصوتى الأول ... ) مبتعات صوتية أخرى تنافى أيضا جلال القرآن، وتخرج عن قواعد أدائه، وتناله بشئ من التحريف، وتعوق حسن فهمه والتأثر به، وذكرنا هناك أن هذه المبتدعات كانت من بواعث تقكيرنا في الجمع الصوتى الأول للقرآن، ومن موجهات تسجيل المصاحف المرتلة الأئمة (3) - 4 - والقراءة المؤثرة هي التى يقرؤها القارئ على نشاط قلبى حاضر، واجتماع حقيقي للخواطر، واستعداد نفسي
__________
(1) نفس المرجع (2) نفس المرجع (3) أنظر ص 344 - 348
(1/ 88)
--------------------------------------------------------------------------------
غير فاتر، ولعل حديث (أقرأوا القرآن ما ائتلفت عليه
قلوبكم، فإذا اختلفتم فقوموا عنه) (1) أن يكون آمرا بهذه القراءة، فهو يدعو إلى القراءة ما دام القلب مقبلا، والذهبن واعيا، والنفس مستجيبة، فإذا لم يكن هذا كان تأجيل القراءة أفضل - 5 - ومن التوجيهات الصوتية في شأن تلاوة القرآن قول إبراهيم النخعي العالم الزاهد المشهور والمتوفى سنة 92 وقيل 95: ينبغى للقارئ إذا قرأ نحو قوله تعالى: (وقالت اليهود عزيز ابن الله، وقالت النصارى المسيح ابن الله) (2) ونحو ذلك من الآيات أن نخفض بها صوته (3)
__________
(1) عن جندب، رواه البخاري، ومسلم، وأحمد في مسنده والنسانى وأنظر: المناوى: فيض القدير ج 2 ص 63 (3) ابن الجزرى: غاية النهاية ج 1 ص 30
(1/ 89)
--------------------------------------------------------------------------------
وبعض القراء يقتصرون في قراءتهم بالمحافل على أرباع أو سور معينة عرفوا جيدا قراءاتها وأساليب التغني بها ومرجع هذا غالبا هو قلة محفوظهم من القرآن، وهذا أمر نأسف له، وننكره على فاعليه وقد استجدت في السنوات الأخيرة في وزارة الأوقاف فكرة ترمى إلى إصدار قرار رسمى يوجب على القارئ المضى في قراءته من موضع واحد، من راية القراءة إلى منتهاها، ولكننا رفضنا هذه الفكرة، لاعتبارات فنية وقانونية، وإيثارا لأهون الضررين: قلة المقروء ولو أنه سليم، وحفظ المقروء لو أنه كثير - 7 - وعندنا أن سلامة الوقف والإبتداء في قراءة القرآن،
وصحة التفخيم في تلاوته، والنشاط القلبى للقارئ، وفقهه للمواقف، ومسايرة صوته للمعانى القرآنية ... كل ذلك هو من أهم وسائل (التلحين الخاص) التى تجلو المعاني القرآنية، وتكفل بلوغها إلى العقول والقلوب
(1/ 90)
--------------------------------------------------------------------------------
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/439)
على أننا لا نسيغ التعبير عن الأداء المنغم المؤثر الدقيق للقرآن بلفظ (التلحين)، تنزيها لكلام الله عن أن يتصل بلفظ اصطلاحي منصرف الآن - في مفهوم الكافة - إلى الأغاني، وإن من الأغاني كما هو غير باعث، وإن منها لما هو غير نظيف وليس يثنينا عن رأينا أن يكون بعض القدامى قد استعملوا مادة (لحن) في التعبير عن القراءة القرآنية المرنمة، كالذى ورد عن أن أبا موسى الأشعري كان يقرأ القرآن تلبية لطلب عمر بن الخطاب و (يتلاحن) (1)، وكالذى ورد عن أن القراء الذين يقرأون القرآن بالألحان عليهم كذا وكذا من الواجبات ... (2)، فالناس في عصرنا الحاضر يخصون بلفظ (لحن) وما اشتق منه الغناء العادى - 8 - وفى ظننا أن استعمال لفظ (التلحين) في هذا المقام كان
__________
(1) زاد المعاد، وسبق الشارة الى هدا في موضع آخر (2) أنظر: عبد الوهاب السبكى: معيد النعم ومبيد لنقم ص 110
(1/ 91)
--------------------------------------------------------------------------------
مما جرأ الموسيقين على الدعوة إلى تلحين القرآن على الآلات الموسيقية (1) وهنا نذكر أن المفتين المسلمين يعدون هذا التلحين كفرا، ينقل ابن حجر الهيتمى في كتابه (الإعلام بقواطع الإسلام) (2) أن الرافعى قال: (قالو: ولو قرأ القرآن على ضرب الدف والقضيب فهو كفر) وفي الرد على الداعين إلى استعمال الآلات الموسيقة مع قراءة القرآن، نذكر أنه حتى في الكنيسة المسيحية التى يعد الإنشاد الموسيقى من شعائرها، والتى يتعدد فيها المرتلون، وهم الأرشيد ياكون، أي رئيس الشمامسة الذى يساعد الكهنة في الخدمة، ومنها إلقاء الترانيم والديا كون أو الشماس والأبو ذياكون وهو معاونه
__________
(1) راجع معلومات كثيرة عن هذه الدعوة وردنا عليها في كتابنا: الجمع الصوفى الاول للقرآن الكريم ص 338 وما بعدها (2) ص 42 ط 1293 ه
(1/ 92)
--------------------------------------------------------------------------------
والأغنستس، أو القارئ، وعمله: تلاوة فصول الكنيسة المسيحية، وهذه أهمية الإنشاد الموسيفى فيها تقرر أن (الذين يرتلون على الذبح لا يرتلون بلذة بل بحكمة (1) ويقول أحد رجال الكنيسة المصرية: (مازالت إلى اليوم موسيقى كنائس كثيرة منها القبطية واليونانية والسريانية
صوتية بجتة، وتوقيعها على الآلات الوترية يعطى أداء هزيلا مبتورا، لا يصور اللحن تصويرا صحيحا أو حقيقيا، كما يصوره الصوت، وتوقيعها على الأرغن أو البيانو يستلزم إضافة الأرمونى إليها، وهى بطبيعتها لا تقبل بتاتا إضافة الأرمونى وإذا حاولنا فلا بد من تمزيق أوصالها وهذا معناه القضاء على طقسنا الكنسى والكنيسة اليونانية لا تستعمل آلات موسيقية قط، ولا حتى الدف والمثلث) (2)
__________
(1) أنظر: الصفوى العسال: المجموع ص 134 دمرقس داود: تفسير قداس الكنيسة القبطية الارثوذكسية ص 19 و 20 (2) راغب مفتاح: الالحان مقال بمجلة مدارس الاحد ع ابريل 1960 ص 29 و 30
(1/ 93)
--------------------------------------------------------------------------------
هذا مع بعد ما بين طبيعة النص القرآني الذى هو القمة في البلاغة، والذى هو معجز بيقين، وبين طبيعة الترانيم المسيحية التى هي من إنشاء أناس عاديين، والتى تحتاج فعلا إلى وسائل تقويها عند الإنشاد - 9 - وعندنا أنه ليس إخضاع قراءة القرآن لقواعد الموسيقى هو الذى بالتمام بايصاله إلى أعماق القلوب والأفهام، وإنما الذى يكفل هذا هو أن يكون القارئ - فوق حسن صوته والتزامه قواعد التجويد والأداء - عالما بالقرءات، والتفسير، ولسنة، والفقه، والتاريخ، والقصص، والبلا غة، والنحو، والاجتماع، والنفس،
وعجيب أن لا تنبعث دعوة واحدة إلى تعليم القراء هذه العلوم، بينما الدعوات - بسوء نية غالبا وبحسن نية أحيانا - إلى الإفادة - في قراءة القرآن - من الفنون الموسيقية، مع أن موسيقى القرآن، كما قلنا قبلا - نابعة منه، ولا حاجة بالمسلمين إلى استجلا بها إليه (1)
__________
(1) أنظر: لبيب اسعيد: الجمع الصوتى الاول للقرآن الكريم ص 324 - 333
(1/ 94)
--------------------------------------------------------------------------------
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/440)
وإذا كان التلحين الموسيقى ينفع في بعض مشتملات القرآن كالوعد والوعيد، ووصف الجنة والنار، والبيان عن الرغبة والرهبد ... الخ، فكيف تفيد الموسيقى في إبراز المعاني في بعض آيات الأحكام من مثل ما يتصل بالنكاح، والإيلاء، والطهار واللعان، والخلع، والطلاق، والعدة، والاستبراء، والنفقة، والرضاعة، والوكالة، والإجارة، والمواريث وأحكام الصيد ... الخ؟ ولقد رسم الزركشي الوسائل الطبيعية إلى أكمل الترتيل، فقال صمنا: (فمن أراد أن يقرأ القران بحال الترتيل، فليقرأه على منازله: فإن كان يقرأ تهديدا لفظ به لفظ المتهدد، وإن كان يقرأ لفظ تعظيم لفظ به على التعظيم) (1) ومن تلك الوسائل (أن يشتغل قلبه في التفكير في معنى ما يلفظه بلسانه) (2)، وأن يتجاوب مع كل نداء أو أمر أو نهى معه، ويجب أن يقرأ قراءة المتذكر المذكر
(3)
__________
(1) البرهان ج 1 ص 450 - 452 (2) نفس المرجع (3) نفس المرجع
(1/ 95)
--------------------------------------------------------------------------------
وكما يقول الزركشي أيضا: (ولحصول القارئ على الفتح عند الفتاح العليم)، يجب الاستعانة (بأن تكون تلاوتة على معاني الكلام وشهادة وصف المتكلم من الوعد بالتشويق والوعيد بالتخويف والانذار بالتشديد، فهذا القارئ أحسن الناس صوتا بالقرآن) (1) ومن وسائل تحصيل حلاوة القران ما نقله الشعرانى عن مسلم بن ميمون الخواص، فقد كان يقول: كنت أقرأ القرآن فلا أجد له حلاوة فقلت لنفسي: إقرئيه كأنك تسمعينه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءت حلاوته ثم أردت زيادة، فقلت: أقرئيه كأنك تسمعينه من جبريل عليه السلام ينزل به على النبي صلى الله عليه وسلم، فزادت حلاوته ثم قلت: إقرئيه كأنك تسمعينه من رب العالمين، فجاءت الحلاوة كلها (2)
__________
(1) نفس المرجع ج 180 2 و 181 (2) الشعرانى: الطبقات الكبرى ج 1 ص 2 (ط الحلبي سنة 1954)
(1/ 96)
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل الثامن حوك سماع القرآن قال تعالى: (وإذا قرى القرءان فاستعموا له وأنصتوا لعلكم ترحمون) (1) عن أبى هريرة: كانوا يتكلمون في الصلوة فنزلت (2) وقال سعيد بن المسيب: كان المشركون يإتون رسول الله صلى الله عليه وسلم أذا صلى، فيقول بعضهم لبعض (لا تسمعوا لهذا القرءان والغرا فيه) (3) فأنزل الله جل وعز جوابا لهم:
__________
(1) الاعراب / 204 (2) أنظر: الحسن النيسابوري: غرائب القرآن ورغائب الفرقان ج 9 ص 111 (3) سورة فصلت / 36
(1/ 97)
--------------------------------------------------------------------------------
(وإذا قرى القرءان فاستمعوا له وأنصتوا) (1) والصحيح القول بعموم السنة في الاسماع للقران والإنصات له، لقوله (لعلكم ترحمون)، والتخصيص يحتاج إلى دليل (2) (قال العلماء: ظاهرا الأمر للوجوب، فمقتضاه أن يكون الاسماع والسكوت واجبا وقت قراءة القرآن في صلاة وغير صلاة وهو قول الحسن وأهل الظاهر (3) وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحب أن يسمع القرآن من غيره، وأمر عبد الله بن مسعود، فقرأ عليه وهو يسمع،
وخشع صلى الله عليه وسلم لسماع القرآن منه حتى ذرفت عيناه (4) والمسلمون يرون أن حسن الإسماع هو بالضرورة طريق الانتفاع بالقرآن، فهو لابد منه، وهو في الدرجه الثانيه
__________
(1) الانصات: السكوت للاستماع والاصغإو المراعاة أنظر: القرطيبى: الجامع لاحكام القرآن ج 7 ص 354) (2) أنظر: القرطبى: المرجع السابق (3) الحسن النيسابوري: المرجع السابق (4) ابن القيم: زاد المعادج 1 ص 189
(1/ 98)
--------------------------------------------------------------------------------
بعد حسن الأداء الذى هو طبعا في المرتبة الأولى (1) - 2 - ومن أدب الإسلام قوله تعالى: (يأيها الذين ءامنوا ترفعوا أصوتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض النبي أن تحبط أعملكم وأنتم لا تشعرون) (2) (فرفع أصواتهم على صوت القارئ لكلامه عز وجل أولى بأن ينهى عنه، والأدب معه فوق الأدب مع كلام النبي صلى الله عليه وسلم بالضرورة (3))
__________
(1) أنظر: أحمد بن محمد بن عزت شاه الحنفي: فاكهة الخلفاء ومفاكهة الظرفاء ص 16 - نصائح الحكيم للسلطان ط الموسل سنة 1869 م.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/441)
(2) سورة الحجرات / 2
(3) عبد الوهاب حمودة: تلاوة القرآن وأستماعه - بحث في ((لواء الاسلام) ع، رمضان 1367 ه
(1/ 99)
--------------------------------------------------------------------------------
ومن الحقائق الواقعية التى لا نناقشها هنا مجبذين أو ناقدين، وانما نسجلها فحسب أن الناس فوق تأثرهم يمعانى القرآن، يتأثرون بالنغم، فأحمد ندا مثلا الذى كان (لا يأخذ في قراءته سمتا واحدا، بل لا يبرح يترجع بين فنون النغم) (1) كان (يقيم الناس ويقعدهم، ويطويهم وينشرهم، ويذيقهم المهول الرائع من الطرب والانبهار) (2) والقراء مثل المغنين يسرهم أن يتلقوا عبارات الثناء والإعجاب، وبعضهم في المحافل يتحرى المعجين، وقد يدبر هو نفسه لوجودهم، ويظهر المعجون الطرب، فيسمع لهم ضجيج حتى في المساجدو في المآتم وقد ذكروا أن يوسف المنيلاوى الذى ورد له ذكر في فصل سابق، كان يسأل المستعين عن رأيهم في قراءته التماسا لصيحات الإعجاب.
وقيل في تعليل هذا إنه (كان
__________
(1) البشرى: المرجع السابق (2) نفس المرجع
(1/ 100)
--------------------------------------------------------------------------------
يعانى عقدا نفسه ربما كانت راجعة إلى ضآلة حفظه في الحياة) (1) - 4 - وسلك كثير من هؤلاء المعجين منافر للأدب الواجب للقرآن، ولعل صاحب (تفسير المنار) أن يكون قد وصفهم
وصفا دقيقا، عند تفسيره للآية الكريمة (ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا وأسمع وانظرنا لكان خيرالهم وأقوم، ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا) (1) يقول، في شأن من يقابلون هذا التأديب القرآني باللغط والضجيج: (إنهم يلغطون في مجلس القرآن فلا يستمعون ولا ينصتو، ومن أنصت واستمع فانما ينصت طربا بالصوت، واستلذاذا بتوقيع نغمات القارئ (وإنهم ليقولون
__________
(1) محمود السعدني: دولة المقرئين ص 44 (2) سورة النساء / 46
(1/ 101)
--------------------------------------------------------------------------------
في استحسان ذلك واستجادته وما يقولون في مجالس الغناء، ويهتزون للتلاوة، ويصوتون بأصوات مخصوصه، كما يفعلون عند سماع الغناء بلا فرق، ولا يلتفتون إلى شئ من معانيه إلا ما يرونه مدعاة لسرورهم في مثل قصة يوسف عليه السلام، مع الغفلة فيها من العبرة وإعلاء شأن الفضيلة، ولا سيما العفة والأمانة) (1) ثم يقول: (أليس هذا أقرب إلى الاستهانة بالقرآن منه بالأدب اللائق الذى ترشد إليه هذه الآية الكريمة وأمثالها، وتتوعد على تركه بجعله مجاورا للكفر الذي يسوق صاحبه إلى العذاب الأليم؟ (أفلم يدبروا القول أم جاءهم ما لم يأت آباءهم
الأولين أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون) (2) وثمة قصة من حى المذبح بالقاهرة تشهد بإسراف بعض
__________
(1) تفسير المنار ج 1 ص 411 و 412 (2) سورة المؤمنون / 69 68
(1/ 102)
--------------------------------------------------------------------------------
المعاصرين في مجافاة الأدب الواجب للقرآن، ومتابعتهم للنغم لاللمعانى القرآنية، ومؤدى هذه القصة أن طائفين من المستمعين إلى القارئ الشيخ محمد القهاوى، في أحدا لماتم اقتتلا، لأن إحدا هما عابت صوت القارئ، فأثر ذلك الأخرى: فمات أربعة، ونقلت عربات الإسعاف أكثر من عشرة إلى المستشفيات) (1) - 5 - وقد وردت أخبار عن ترديد القارئ آية واحدة مرات كثيرة استحضارا لعظمه المتكلم، وتدبرا لكلامه، واستجلاء لمحاسنها، واستطابة لفنون الجمال فيها عللا بعد نهل: روى أبو ذر عن النبي نفسه صلى الله عليه وسلم، أنه قام ليلة بآية يرددها) (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) (2)
__________
(1) أنظر: محمود السعدني: دولة المقرئين 26 و 27 (2) سورة المائدة / 118
(1/ 103)
--------------------------------------------------------------------------------
وقام تميم الدارمي بآية هي قوله سبحانه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/442)
(أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين ءامنوا وعملوا لصالحات) (1) وكذلك قام بها الرببع بن خيثم ليلة (2) وفى التاريخ الحديث أن الشيخ محمود البربري القارئ الحاص لسعد زغلول ((كان مغرما بالإعادة، ولذلك كان يظل أحيانا ساعة كاملة لا يقرأ سوى آيات قليلة) (3) - 6 - ويتصل بسوء الأدب مع القرآن ما يحكمه ابن الجوزى نوع من القراء الذين يتغون بالقرآن، وهم (المقابريون) في أيامه، (فإنهم يهيجون الأحزان ليكثر بكاء لنساء،
__________
(1) سورة الجاثية / 21 (2) أنظر: مختصر منهاج القاصدين لابن الجوزى (اختصار ابن قدامة الاندلسي) (3) أنظر: محمود السعدني: دولة المقرئين ص 48
(1/ 104)
--------------------------------------------------------------------------------
فيعطون على ذلك الأجرة، ولو أنهم أمروا بالصبرو لم ترد النسوة ذلك) (1) يقولون ابن الجوزى: وهذه أضداد الشرع ويروى عن ابن عقيل أنه قال: حضرنا عزاء رجل قد مات له ولد، فقرأ المقرئ: يا أسفى على يوسف) (2) فقلت له: هذه نياحة بالقرآن (3) - 7 - ونحن - مع مشاركتنا لتفسير المنار آنفا - في النعمى على اللاغطين في مجلس القرآن، والمنصرفين إلى الإستلذاذ بالألحان من دون المعاني، ومع تمسكنا الأشد بالكيفية المأثورة
للتلاوة، والأدب الكامل لهذا الكتاب الدينى العظيم، لا نرى
__________
(1) صيد الخاطر ج 1 ص 147 (ط .. دار الفكر بدمشق) (2) سورة يوسف / 84 (3) نفس المرجع
(1/ 105)
--------------------------------------------------------------------------------
إهدار الفطرة، واستنكار أن يستعيد السامع الآيات التى يريد أن يمكن في قلبه في قلبه لمعارفها ولطائفها وإعجازها، وأن يزداد بها اعتبار وعلما واستذكارا، وأن يشبع من الا ستمتاع بحسن بياتها وجمال لفظها وفصيح أسلوبها، وعظمة معانيها، وجلال توجيهها هذا، والنفس مجبولة على التأثر بالتناسب والتتاسق والحركة المنتظمة المتكروة والنغمات ذات النسب المتعارفه وواضح أن آى القرآن شاملة غالبا لهذا كله، وواضح أيضا أن الصوت الحسن بالقراء الواعية يزيد هذا الكتاب جلاء فلا حرج - في رأينا - إذا طرب الناس بسماع القرآن.
وأبدوا تأثرهم الروحانى به، وانسياقهم الوجداني معه، وعيروا عن شغلهم به، وخفيهم المتكرر إليه - 8 - ومن صور التاثر بالقرآن البكاء عن سماعه وعن قراءته وهذ البكاء هو - فيما عبر النووي - صفة العارفين.
وشعار
(1/ 106)
--------------------------------------------------------------------------------
عباد الله الصالحين (1) يقول تعالى مثينا على قوم:
(وإذا سمعواما انزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من مما عرفوا من الحق) (2) ويقول سبحانه: (وقرءا نا فرقناه لنقرأه على مسكث ونزلناه تنزيلا قل ءامنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا ويقولون سبحن ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا) (3) ويقول: (وإذا تتلى عليهم ءايات الرحمن خروا سجدا وبكيا) (4)
__________
(1) التبيان ص 43 (2) سورة المائدة / 83 (3) سورة الاسراء / 107 و 108 (4) سو رة مريم / 58
(1/ 107)
--------------------------------------------------------------------------------
ويقول النى صلى الله عليه وسلم: (اقرأوا القرآن وابكو، فإن لم تبكوا فتباكوا (1)) ومن المأثورات الإسلامية: أن ابن عباس قال: إذا قرأتم سجدة (سبحن) (2)، فلا تعجلوا بالسجود حتى تبكوا، فان لم تبك عين أحدكم فليبك قلبه (3) وقالت عائشة عن أبيها أبى بكر، في قصة إجارة ابن
الدغنة له: ( ... وكان (تريد أباها) رجلا رقيقا، اذا قرأ القرآن استبكى، فيقف عليه الصيبان والعبيد من النساء) إذا قرأ القرآن استبكى، فيقف عليه الصيبان والعبيد من النساء) (4) ولما اشتد بالنبي صلى الله عليه وسلم المرض، قبل له في الصلاة، فقال: مروا أبا بكر، فليصل بالناس، قالت
__________
(1) الجمل: المفتوحات الالهية بتوضيح تفسير الجلالين للدفائق الخليفه ج 3 ص 67 (ط.
مصطفى الحلبي 959 (2) سورة الاسراء / من الاية 108 (3) الجمل: المرجع السابق (4) ابن هشام: سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم ج 1 ص 396
(1/ 108)
--------------------------------------------------------------------------------
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/443)
عائشة (رضى الله عنها): إن أبا بكر رجل رقيق القلب، وأنه إذا قام مقامك، لا يكاد يسمع الناس بكاءه .. فلو أمرت عمرا! ... الخ (1) وصلى عمر بن الخطاب الجماعة الصبح، فقرأ سورة يوسف، حتى سالت دموعه، على ترقوته (2) وعن أبى رجاء، وقال: رأيت ابن عباس، وتحت عينيه مثل الشراك البالى من الدموع (3) وعن أبى صالح، قال: قدم ناس من أهل اليمن على أبى بكر الصديق، فجعلوا يقرأون القرآن ويبكون، فقال أبو بكر الصديق: هكذا كنا (4)
وقد رووا أن قارئا صالحا المرنى، قال: قرأت القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام،
__________
(1) رواه النجدي في صحيحه عن ابن عمر، وأنظر: ابن هشام: سيرة النبي (ص) ج 2 ص 259 (2) أنظر: النووي: المرجع السابق (3) نفس المرجع (4) نفس المرجع
(1/ 109)
--------------------------------------------------------------------------------
فقال: يا صالح! هذه القراءة، فأين التكاء (1)؟ والطريقة في تحصيل البكاء فيما يقول الغزلى: (أن يتأمل ما فيه من التهديد والوعيد والمواثيق والعهود، ثم يتأمل تقصيره في أو امره وزواجره، فيخزنه لا محالة، ويبكى) (2) - 9 - وقد وعى تاريخ القراءة أخبار جماعات من السلف صعقوا عند القراءة، وحماعات منهم ماتت! ذكر هذا التاريخ أن زرارة بن أو في التابعي قرأ في الصلاة حتى بلغ (فإذا نقر في الناقور فذلك يومئذ يوم عسير) (3) خر ميتا (4) وكذلك ورد أن أحمد بن أبى الحوارى - وكان أبو القاسم الجنيد يدعوه (ريحانة الشام) - إذا قرئ عنده القرآن يصيح ويصعق (5)
__________
(1) الجمل: المرجع السابق (2) احياء علوم الدين ج 1 ص 219 (3) سورة المدثر / 8 و 9
(4) النووي: التبيان ص 14 (5) نفس المرجع
(1/ 110)
--------------------------------------------------------------------------------
وقد أنكر بعض علماء المسلمين ذلك على فاعليه، ولكن النووي يقول: (والصواب عدم الإنكار إلا على من اعترف أنه يفعل تصنعا، والله أعلم (1)
__________
(1) نفس المرجع ص 41 و 42
(1/ 111)
--------------------------------------------------------------------------------
الفصل التاسع إحياء رمضان بتلاوة القرآن - 1 - في مناسبة صدور هذا البحث في رمضان، نذكر أن هذا الشهر هو عيد القرآن (شهر رمضان الذى أنزل فيه القرءان هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) (1) (إنا أنزلناه في ليلة القدر) (2) (إنا أنزلناه في ليلة مباركة) (3)
__________
(1) سورة البقرة / 185 (2) سورة القدر / 1 (3) سورة الدخان / 2
(1/ 112)
--------------------------------------------------------------------------------
وكأنما كانت فريضة صوم هذا الشهر إحياء عمليا لذكرى نزول هذا الكتاب العظيم
- 2 - وقد جرى المجتمع الإسلام على تقليد صالح هو إحياء ليالى رمضان بتلاوة القرآن الكريم ولئن أصاب هذا التقليد بعض الوهن في بعض العواصم إنه لذاك جدا في الريف وعندنا في مصر تقيم الدولة بنفسها احتفالات القرآن في رمضان، وتعهد بالقراءة فيها إلى المتفوقين من القراء حفظا وأداء وصوتا ووفاء بحق القرآن، وشعورا بالواجب نحو المسلمين في البلاد الضقيقة والصديقة، تبعث جمهور يتنا بأحسن قدائها إلى هذه البلادى لتحي رمضان هناك أيضا - 3 - ويصف ابن جبير احتفال المسلمين في المسجد الحرام بشهر رمضان في القرآن السادس الهجرى، فيشير إلى تأثر الناس بأصوات القراء بالقرآن، حيث يقول:
(1/ 113)
--------------------------------------------------------------------------------
( ... وأما المالكية، فاجتمعت على ثلاثة قراء يتناوبون القراءة ... وكاد لا يبقى في المسجد زاوية ولا ناحية إلا وفيها يصلى بجماعة خلفه، فيرتج المسجد لأصوات القرأة من كل ناحية فتعاين الأبصارو تشاهد الإسماع من ذلك مرأى ومستمعا تنخلع له النفوس خشية ورقة (1) ويصف ابن بطوطة بعد قرابة قرنين نفس هذا الاحتفال، فيقول: ( ... وأما المالكية، فيجتمعون على اربعة من القرإ
يتناوبون القرإة، ويوقدون الشمع، ولا تبقى في الحرم زاوية ولا ناحية إلا وفيها قارى يصلى بجماعته، فيرتج المسجد لأصوات القراء، وترق النفوس، وتحضر القلوب، وتمهل الأعين ... ) (2)
__________
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/444)
(1) رحلة ابن جبير، أو نذكره بالاخبار من اتفاقات الاسفار ص 111 (ط الشعب) (2) رحلة ابن بطوطة، أو تحفة النظار في غرائب الامصار وعجائب الاسفار ص 112 (ط الشعب)
(1/ 114)
--------------------------------------------------------------------------------
- 4 - والقرآن مأمور بالإكثار من تلاوتة، وقد أثنى الله تعالى على التالين للقرآن، فقال: (إن الذين يتلون كتب الله وأقاموا الصلوة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور) (1) وطول القيام بالقرآن في غير الفرائض هو - فقها - الفضيلة فوق الواجب والمسنون: من حديث ابن عباس قال: ( ... فقام رسول الله عليه الصلاة والسلام، فاستفتح بسورة البقرة ثم آل عمران ثم النساء، ثم المائدة، حتى سمعت هذا في ركعة واحدة، والله أعلم حيث ركع) (2)
__________
(1) سورة فاطر / 29 (2) ابن الحاج: المدخل ج 1 ص 175
(1/ 115)
--------------------------------------------------------------------------------
وعن حذيفة قال، (صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فافتتح البقرة، فقلت، يركع عند المائة، ثم مضى، فقلت: يصلى بها في ركعة، فمضى، فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأ هم، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مترسلا ... الخ) (1) وروى أن بن عفان كان يقرأ في ركعة الوتر الخمة كلها (2) - 5 - ولعله من أفضل مناسبات قراءة القران في رمضان صلاة التراويح، وقد حثت السنة عليها، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) (3)
__________
(1) أنظر: النووي: رياض الصالحين ص 448 (ط عيسى البابى الحلبي) (2) ابن الحاج، المرجع السابق (3) عن أبى هريرة، ومتفق عليه، وأنظر: النووي: رياض الصالحين ص 450
(1/ 116)
--------------------------------------------------------------------------------
وقد قالوا في تفسير ها الحديث، إن المراد بهذا القيام هو صلاة التراويح (1) ومع أن مالكا، وأبا يوسف، وبعض الشافعية كانوا يرون الأفضل أداء التراويح فرادى في البيت، فإن الشافعي، وجمهور أصحابه، وأبا حنيفة، وأحمد، وبعض المالكية
وغير هم يرون الأفضل صلاتها جماعة، كما فعله عمر ابن الخطاب، واستمر عمل المسلمين عليه، لأنه من الشعائر الظاهرة، فاشبه صلاة العيد (2) - 6 - وقد جرى المسلمون على التماس الانتفاع والاستمتاع بالصوت الحسن بالقرآن في هذه الصلاة بصفة خاصة: 1 - كان عبد الرحمن بن الأسود بن أبى يزيد يتتبع الصوت الحسن في المساجد في شهر رمضان (3)
__________
(1) صحيح سلم بشرح النووي ج 6 ص 29 (2) نفس المرجع (3) ابن القيم: زاد المعاد ج 1 ص 135
(1/ 117)
--------------------------------------------------------------------------------
2 - وفي ترجمة موسى بن الحسن المتوفى سنة 287 ه أنه (كان حسن الصوت بالقرآن في الفجر وفي صلاة التراويح، فلقب بذى الصوت الجيد) (1) 3 - ومحمد بن سعد بن سعيد العسال (كان من القراء المجودين الموصوفين بحسن الأداء، يقصد في رمضان لسماع قراءتة في صلاة التراويح من الأماكن البعيدة) (2) 4 - وأبو محمد سبط الخياط المتوفى سنة 541 ه (والأستاذ البارع الكامل الصالح الثقة شيخ الإقراء ببغداد في عصره ... وأحد الذين انتهت إليهم رياسة القراءة علما وعملا والتجويد علما وعملا وطربا ... ) (3) كان حسن القراءة في المحراب، (سيما ليالى رمضان، وكان يحضر عنده الناس لاسماع قراءتة)، (وكان يحضر
صوتا بالقرآن على كبر السن) (4)
__________
(1) أنظر: ابن الجوزى: المنتظم ج 6 ص 22 (2) ابن رجب: الذيل على طبقات الحنابلة ج 1 ص 113 (3) اين الجزرى: غاية انهاية ج 1 ص 434 و 35 (4) نفس المرجع، وأنظر: ابن رجب: المرجع اسابق ج 1 ص 209 و 210
(1/ 118)
--------------------------------------------------------------------------------
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/445)
5 - وأحمد بن محمد اللبيقى الولود سنة ه ( ... كان حسن الصوت بالقران جدا، فكان الناس يهرعون إلى سماعه، سيما في قيام رمضان، في الأماكن التائية، بحيث يضيق الشارع بهم) (1) وهذا الذى نذكره ليس إلا مجرد أمثله يشير قليلها الى الكثير - 5 - ثم نستطرد، فنذكر أنه أصبح من التقاليد الثابتة أن تبدأ الأحصال الرسمية الساسية الكبرى بتلاوة القران، وكذلك أحفال عيد العلم.
ولعله أن يكون لهذا أصول قديمة في الاجتماعيات الإسلمامية، فابن الغوطى، إذا يحكى قصة مدرسة افتتحت في شوال سنة - 628 - ه، يقول: .. فحضر جميع المدرسين والفقهإ على اختلاف المذاهب، وقاضي القضاة ... ، وقرئت الختمة ... ) (2)
__________
(1) السخاوى: الضوء اللامع ج 2 ص 102 - الترجمة 39 (2) الحوادث الجامعة والتجارب النافعة في المائه السابهة
ص 25 (ط الفرات ببغداد) 1351 ه
(1/ 119)
--------------------------------------------------------------------------------
وفي القرن الرابع الهجرى، كانت الدروس تبدأ بسماع القرآن من قارئ حسن الصوت وقد نقل (متز)، عند حديثه عن طريقة التعليم وتقئذ أن (العالم كان يبتدئ درسه بحمد الله والصلاة على نبيه بعد قراءة قارى حسن الصوت شيئا من القران ... الخ) (1) والرحالة ابن جبير في حديثة عن مجلس الوعظا الذى كان يعقده بن الجوزى ببغداد، في ساحة قصر الخليفة، يقول: ( ... وقعدنا إلى أن وصل هذا الحبر المتكلم، فصعد المنبر، وأرخى طيلسانه عن رأسه، متواضعا لحرمة المكان، وقد تسطر القراء أمامه (أي اصطفوا) على كراسي موضوعة، فابتدروا القراءة على الترتيب، وشوقوا ما شاءوا، وأطربوا ما أدادوا، وباردت العيون بارسال الدموع، فلما فرغوا من القراءة - وقد أحصينا لهم تسع الدموع، فلما فرغوا من القراءة - وقد أحصينا لهم تسع آيات من سور مختلفات - صدع بخطبته الزهراء .. ) (2)
__________
(1) الحضارة الاسلامية في القرن الرابع الهجرى - الترجمة المربية ج 1 ص 319 (الطبمة الثالثة) (2) رحلة ابن جبير ص 160 (ط الشعب)
(1/ 120)
--------------------------------------------------------------------------------
وكذلك كان من الشعائر التى تصحب الختان ختم
القرآن (1) غير أنه - في الوقت الحاضر - أصبحت المآتم أهم المناسبات التى يدعى إليها القراء وبعد أن كان إحياء الأفراح بقراءة القرآن تقليدا متبعا في البلاد العربية والإسلامية، عدل جمهور هذا البلاد عن ذلك، فيما هو مشاهد، عدولا واضحا وكذلك، بعد أن كان الناس في هذه البلاد - في مناسبة استقبال العائدين من الحج - يقيمون السرادقات، ويدعنو إلنها القراء الضيتية لتلاوة القرآن، أصبح هذا الآن كالنادر وهكذا - ونقول هذا بمرارة - بعد أن كان سهر القارئ الصييت عند أسرة ما أمينة تهش لها القلوب، ونتصاعد بها دعاء الأحباب للأحباب، بات هذا السهر - عند أغلب مجتمعنا - شيئا لا يحب ولا يكره، بل بات عن بعض الناس شيئا مكروها يسير في ركاب المصيبة المرهوبة: مصيبة الموت
__________
(1) أنظر دائرة المعارف الاسلامية - الترحمة العربية ص 214 و 222
(1/ 121)
--------------------------------------------------------------------------------
خاتمة أما بعد، فهذا القرآن هو أساس الإسلام وقاعدته، وهو بيقين سبيل المسلمين إلى السلطان والنصر في الدنيا، وإلى الفوز والسعادة في الآخرة، وهو الكتاب الذى حرر والإنسان من ذلة الخضوع لغير الله أعلى سلطان العلم وسلطان العقل، والذى بث الإيمان وقرر العدل وهذه الشعوب في كل الدنيا مسئوله لطالحها هي أن تسير في هذا النور المبين، وأن تعتصم بهذا الحبل المتين، وأن تقرأ القرآن وتستمعه وتتدبره، مصبحبة وممسية،
بعض الناس شيئا مكروها يسير في ركاب المصيبة المرهوبة: مصيبة الموت
__________
(1) أنظر دائرة المعارف الاسلامية - الترحمة العربية ص 214 و 222
(1/ 122)
--------------------------------------------------------------------------------
خاتمة أما بعد، فهذا القرآن هو أساس الإسلام وقاعدته، وهو بيقين سبيل المسلمين إلى السلطان والنصر في الدنيا، وإلى الفوز والسعادة في الآخرة، وهو الكتاب الذى حرر والإنسان من ذلة الخضوع لغير الله أعلى سلطان العلم وسلطان العقل، والذى بث الإيمان وقرر العدل وهذه الشعوب في كل الدنيا مسئوله لطالحها هي أن تسير في هذا النور المبين، وأن تعتصم بهذا الحبل المتين، وأن تقرأ القرآن وتستمعه وتتدبره، مصبحبة وممسية، مستر شدة ومستهدية وهذه الشعوب في كل الدنيا مسئولة أن تهب للدراسات القرآنية من مختلف نواحيها كل جهدها وكل عنايتها ولعل من الحوافز في هذا الشأن أن بحر هذه الدراسات
(1/ 122)
--------------------------------------------------------------------------------
عميق، وخيراته غير ذات حدود فالنفع محقق، والمجال ذوسعة (إن هذا القرءان يهدى للتى هي أقوم، ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم اجرا كبيرا) (1)
__________
(1) سورة الاسراء / 9.
(1/ 123)
--------------------------------------------------------------------------------
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/446)
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[18 - 12 - 06, 04:21 ص]ـ
عذرا مكرر خطا فني
ـ[ام سمية]ــــــــ[04 - 12 - 07, 10:10 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[د/ألفا]ــــــــ[17 - 03 - 08, 09:13 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
ما معني قول ابن القيم "وكان -أى النبي صلى الله عليه وسلم-يرجِّعُ صوته به أحيانا. كما رجَّع يوم الفتح؟؟؟؟
ـ[د/ألفا]ــــــــ[17 - 03 - 08, 09:47 ص]ـ
الأخ الصنهاجي جزاك الله خيرا
نعم , كلامك واقعيٌ فكل من يقرأ القرآن بتغنٍ فهو يقرأ بمقام معين شعر بذلك أو لم يشعر , جهل أم علم.
فالظاهر أن المقام هو ما يحكم نبرة الصوت وهو ما جاء فى الحديث بلفظة "يترنم" ,
وكما قلت ليس العيب أن يقرأ القارىء بشيء من المقامات وإنما العيب أن يجعل همه وشغله الشاغل فى تجويد تلك المقامات وتحسينها والانشغال بها عن مقاصد التلاوة من الخشوع والتدبر وإحكام التجويد.
وأنا أري ان كثيرا من القراء يقرأ بلحون منتظمة أو إن شئت بمقامات منتظمة ليس فيها تكلف وأظن أن مثال ذلك شيخا الحصري رحمه الله ,وإن كنت لا أجزم بذلك فليس لى علم بمن يقرأ عالما بالمقامات واللحون من غيره ولكنني ازعم ان الحصري لا يقرأ بالمقامات الموسيقية , كذلك من يسمع الشيخ الحذيفي يكاد يجزم انه لا يشغل باله بالمقامات وغيرهم كثير من المعاصرين. الذين تميزوا بانضباط الآداء دون تغنٍ مذموم.
ـ[د/ألفا]ــــــــ[17 - 03 - 08, 09:49 ص]ـ
قولى الحصري لا يقرأ بالمقامات أعني أنه لا يقصد أن يقرأ بالمقامات.
ـ[د/ألفا]ــــــــ[17 - 03 - 08, 10:02 ص]ـ
حفظك الله يا أبا عبد الله الأثري
ما أروع كلام ابن تيمية كلام فصل جزل فى المسألة على ما اظن ,وهو وسط بين من غالى فى المسألة وبين من جافي فيها.
فقراءة القرآن على ألحان الغناء تخرجه عن قصد تدبره وتعقله , وهذا هو المهم لمن اراد ان يتلو كتاب الله عز وجل.
اخي أبو خليل النجدي كلامك صحيح , كل من يتغني بالقرآن فهو يوافق مقاماَ من المقامات ولكن دون تكلف منه ودون تقصد فالامر فطري لا يلزمنا ان نتعلمه لأن فى تعلمه إخلال بالمقصد من وراء التلاوة كما ذكر شيخ الإسلام وهو الإخلال بالتدبر والتفهم , وكما قال " ذلك يُورِثُ أن يبقى قلبُ القارئ مصروفاً إلى وَزْنِ اللَّفظِ بميزانِ الغناء, لا يتدبَّره ولا يعقله "
ـ[أبو خليل النجدي]ــــــــ[11 - 06 - 08, 02:16 م]ـ
اخي أبو خليل النجدي كلامك صحيح , كل من يتغني بالقرآن فهو يوافق مقاماَ من المقامات ولكن دون تكلف منه ودون تقصد فالامر فطري لا يلزمنا ان نتعلمه لأن فى تعلمه إخلال بالمقصد من وراء التلاوة كما ذكر شيخ الإسلام وهو الإخلال بالتدبر والتفهم , وكما قال " ذلك يُورِثُ أن يبقى قلبُ القارئ مصروفاً إلى وَزْنِ اللَّفظِ بميزانِ الغناء, لا يتدبَّره ولا يعقله "
كلامك فيه نظر يا أخي ...
و ليس كل من تعلم المقامات سُلِبَ التدبر و التأمل ... بل المذموم الإغراق و الإفراط في المقامات هو ما ينطبق عليه ما ذكرتَ ... أما التعلم المتزن فهو في الحقيقة إعانة على التدبر و مداعاة للخشوع و التأثر ...
فالتكلف يكون في أول التعلم .. شأنه شأن كل علم كالتجويد مثلا ... ثم يذهب هذا التكلف تدريجيا حتى يختفى عند الحذق و الإتقان ..
ـ[ابي حفص المسندي]ــــــــ[18 - 09 - 08, 01:48 ص]ـ
تنبيه من المشرف:
هذا البحث يعوزه التحرير والتصحيح لبعض الأخطاء العلمية والإملائية وغيرها، فلعل الكاتب ينتبه لذلك.
http://www.7ammil.com/data/visitors/2008/08/24/7ammil_113_ss1.gif
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
قال تعالى: ? وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً ? وقوله سبحانه: ?وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً?. وعن إعطاء الحروف حقها من الصفات والأحكام, إلى تجويد متكلف. وفي الحديث: ((من أراد أن يقرأ القرآن رطباً. . .)) الحديث. أي: ليناً لا شدة في صوت قارئه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/447)
وقال الشيخ بكر بن ابو زيد في كتابة بدع القراء (التلحين في القراءة, تلحين الغناء والشَّعر. وهو مسقط للعدالة, ومن أسباب رد الشهادة, قَضَاءً. وكان أول حدوث هذه البدعة في القرن الرابع على أيدي الموالي. ومن أغلظ البدع في هذا, تلكم الدعوة الإِلحادية إلى قراءة القرآن, على إيقاعات الأغاني, مصحوبة بالآلات والمزامير. () قال الله تعالى: ? إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ? [فصلت: 40, 42].
فلا يجوز أخذ هذه المقامات وتعلمها وتعليمها والقراءة بها
وأما القراء المصريون فكما لا يخفى عليكم هم طائفتان:
1) الطائفة الأولى: مقرئو الإذاعات _ عفا الله عنهم _ وهؤلاء غالبا يتقنون هذه المقامات الموسيقية ويقرؤون بمقتضاها، ومنهم من تعلم الموسيقى في المعاهد الموسيقية، وأكثر الإذاعات المصرية حاليا تعقد امتحانا في المقامات الموسيقية للمقرئين المرشحين للقراءة في الإذاعة ولا تعين إلا من يجتاز هذه الامتحانات.
2) الطائفة الثانية: علماء القراءات، وقد رأيت كثيرا منهم وعلمت منهم أنهم لم يتعلموا هذه المقامات ولا يقرؤون بمقتضاها، وهؤلاء في العادة لا يقرؤون في الإذاعات، وإنما يعلمون القراءات في المساجد والمعاهد وفي بيوتهم.
وقد جاء في هذا المعنى حديث وكأن ابن القيم رحمه الله يميل الى تحسينه وهو ماروي عن النبي صلى الله عليه وسلم (إقرأوا القرآن بلحون العرب وأصواتها , وإياكم ولحون أهل الكتاب والفسق , فإنه سيجيء من بعدي أقوام يرجعون بالقرآن ترجيع الغناء والنوح, لايجاوز حناجرهم , مفتونة قلوبهم وفلوب الذين يعجبهم شأنهم).
قال الإمام بن القيم:رواه أبو الحسن رزين في (تجريد الصحاح) ورواه أبو عبدالله الحكيم الترمذي في (نوادر الأصول) واحتج به القاضي أبو يعلى في (الجامع) واحتج معه بحديث آخر أنه ذكر شرائط الساعة وذكر أشياء منها (أن يتخذ القرآن مزامير يقدمون أحدهم ليس بأقرئهم ولا أفضلهم مايقدمونه إلا ليغنيهم غناءً) اهـ
والحديث الأول أخرجه أيضاً أبو عبيد في فضائل القرآن (232) والفسوي في المعرفة والتاريخ (2/ 480) ومحمد بن نصر في قيام الليل (ص 119)
والطبراني في الأوسط كما في المجمع (7/ 351) وابن عدي (2/ 510) وابن الجوزي في العلل (160) والبيهقي في شعب الإيمان
وفي اسناده بقية بن الوليد وهو ضعيف ومدلس عن الضعفاء وأيضا فيه أبو محمد حصين مجهول وضعف الحديث الذهبي وابن الجوزي
وأما الحديث الآخر فروى قريب منه الإمام أحمد من حديث شريك عن أبي اليقضان كلاهما ضعيف وذكر محقق زاد المعاد له شواهد فلتراجع
وضعفه الألباني في ضعيف الجامع الصغير
1/ 328 - 329
وأما الإمام أبي عمرو الداني (ت444) فله في معنى الحديث استنباط آخر فقال بعد ذكره الخبر السابق (إقرأوا بلحون العرب وأصواتها .... )
قال في كتابه التحديد http://www.7ammil.com/data/visitors/2008/08/24/7ammil_449_01211.gif ص 186):
وهذا الخبر أصل لصحة افتراق طباع أئمة القراءة في الترتيل والتحقيق والحدر والتخفيف واختلاف مذاهبها فيما تلقته من أئمتها ونقلته عن سلفها من الهمز وتركه والمد وقصره والإمالة والتفخيم والبيان والإدغام والروم والإشمام إلى سائر الأصول والمفترق من الفروع إذ معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم (بلحون العرب وأصواتها) يريد طباعها ومذاهبها وذلك إجماع باتفاق من أهل العلم و اللسان) اهـ
وقال بن القيم أيضا
في هديه صلى الله عليه وسلم في قراءة القرآن، واستماعه، وخشوعه، وبكائه عند قراءته، واستماعه وتحسين صوته به وتوابع ذلك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/448)
كان له صلى الله عليه وسلم حِزب يقرؤه، ولا يُخِلُّ به، وكانت قراءتُه ترتيلاً لا هذَّا ولا عجلة، بل قِراءةً مفسَّرة حرفاً حرفاً. وكان يُقَطِّع قراءته آية آية، وكان يمدُّ عند حروف المد، فيمد (الرحمن) ويمد (الرحيم)، وكان يستعيذ باللّه من الشيطان الرجيم فى أول قراءته، فيقول: ((أعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطَانِ الرَجِيم))، ورُبَّما كان يقول: ((اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم من هَمْزِهِ ونَفْخِهِ، ونَفثِهِ)). وكان تعوّذُه قبلَ القراءة.
وكان يُحبُّ أن يسمع القراَنَ مِن غيره، وأمر عبد اللّه بن مسعود، فقرأ عليه وهو يسمع. وخَشَع صلى الله عليه وسلم لسماع القران مِنه، حتى ذرفت عيناه.
وكان يقرأ القراَن قائماً، وقاعداً، ومضطجعاً ومتوضئاً، ومُحْدِثاً، ولم يكن يمنعه من قِراءته إلا الجنابة.
وكان صلى الله عليه وسلم يتغنَّى به، ويُرجِّع صوتَه به أحياناً كما رجَّع يوم الفتح في قراءته {إنَّا فتَحْنَا لَكَ فَتْحَاً مُبِيناً} [الفتح: 1]. وحكى عبد الله بن مغفَّل ترجِيعَه، آ ا آ ثلاث مرات، ذكره البخاري.
وإذا جمعت هذه الأحاديثَ إلى قوله: ((زَيِّنُوا القُرآن بأصْواتِكُم)). وقوله: ((لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالقُرْآن)). وقوله: ((ما أَذِنَ اللهُ لِشَيء، كأَذَنِهِ لِنَبيٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ يَتَغَنَّى بِالقُرْان)). علمت أن هذا الترجيعَ منه صلى الله عليه وسلم، كان اختياراً لا اضطراراً لهزِّ الناقة له، فإن هذا لو كان لأجل هزِّ الناقة، لما كان داخلاً تحت الاختيار، فلم يكن عبدُ الله بن مغفَّل يحكيه ويفعلُه اختياراً لِيُؤتسى به، وهو يرى هزَّ الراحلة له حتى ينقطع صوتُه، ثم يقول؟ كان يُرجِّعُ في قراءته، فنسب التَّرجيع إلى فعله. ولو كان مِن هزِّ الراحلة، لم يكن منه فعل يسمى ترجيعاً.
وقد استمع ليلةً لقراءة أبي موسى الأشعري، فلما أخبره بذلك، قال: لوْ كنتُ أعلم أنك تسمعه، لحبَّرْته لَكَ تَحْبِيراً. أي: حسَّنته وزيَّنته بصوتي تزييناً، وروى أبو داود في ((سننه)) عن عبد الجبار بن الورد، قال. سمعتُ ابنَ أبي مُليكة يقول: قال عبد اللّه بن أبي يزيد: مر بنا أبو لُبابة، فاتَّبعناه حتى دخل بيته، فإذا رجلٌ رثُّ الهيئة، فسمعتُه يقول: سمعتُ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول: ((لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بالقراَنِ)). قال: فقلت لابن أبي مُليكة: يا أبا محمد! أرأيتَ إذا لم يكن حسنَ الصوت؟ قال: يُحسِّنُه ما استطاع.
قلت: لا بد من كشف هذه المسألة، وذكر اختلافِ الناس فيها، واحتجاج كلِّ فريق، وما لهم وعليهم في احتجاجهم، وذكر الصواب في ذلك بحول اللّه تبارك وتعالى ومعونته، فقالت طائفة: تكره قراءة الألحان، وممن نص على ذلك أحمد ومالكٌ وغيرهما، فقال أحمد في رواية علي بن سعيد في قراءة الألحان: ما تعجبُني وهو محْدَث. وقال في رواية المروَزي: القراءةُ بالألحان بدعة لا تسمع، وقال في رواية عبد الرحمن المتطبب: قراءةُ الألحان بدعة، وقال في رواية ابنه عبد اللّه، ويوسف بن موسى، ويعقوب بن بختان، والأثرم، وإبراهيم بن الحارث: القراءةُ بالألحان لا تُعجبني إلا أن يكون ذلك حُزناً، فيقرأ بحزن مثلَ صوت أبي موسى، وقال في رواية صالح: ((زَيِّنُوا القُرْاَنَ بِأصْوَاتِكُم))، معناه: أن يُحسِّنه، وقال في رواية المروَزي: ((ما أذِن اللّه لشيء كأذَنِهِ لنبي حسن الصوت أن يتغنَّى بالقرآن)) وفي رواية قوله: ((لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالقُرْآنِ))، فقال: كان ابنُ عيينة يقول: يستغني به. وقال الشافعي: يرفع صوته، وذكر له حديث معاوية بن قرة في قصة قراءة سورة الفتح والترجيع فيها، فأنكر أبو عبد اللّه أن يكون على معنى الألحان، وأنكر الأحاديثَ التي يُحتج بها في الرخصة في الألحان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/449)
وروى ابن القاسم، عن مالك، أنه سئل عن الألحان في الصلاة، فقال: لا تُعجبني، وقال: إنما هو غناءٌ يتغنَّون به، ليأخذوا عليه الدراهم، وممن رُويت عنه الكراهةُ، أنس بن مالك، وسعيد بن المسيِّب، وسعيد بن جبير، والقاسم بن محمد، والحسن، وابن سيرين، وإبراهيم النخعي. وقال عبد اللّه بن يزيد العكبري: سمعت رجلاً يسأل أحمد، ما تقولُ في القراءة بالألحان؟ فقال ما اسمك؟ قال محمد: قال: أيسرك أن يقال لك: يا موحمد ممدوداً، قال القاضي أبو يعلى: هذه مبالغة في الكراهة. وقال الحسن بنُ عبد العزيز الجَرَوي: أوصى إليَّ رجل بوصية، وكان فيما خلَّف جارية تقرأ بالألحان، وكانت أكثَر تَرِكته أو عامتها، فسألتُ أحمد بن حنبل والحارث بن مسكين، وأبا عُبيد، كيف أبيعُها؟ فقالوا: بعها ساذجةً، فأخبرتُهم بما في بيعها من النقصان، فقالوا: بعها ساذَجة، قال القاضي: وإنما قالوا ذلك، لأن سماع ذلك منها مكروه، فلا يجوز أن يُعاوض عليه كالغناء.
قال ابن بطَّال: وقالت طائفة: التغنِّي بالقران، هو تحسينُ الصوت به، والترجعُ بقراءته، قال: والتغني بما شاء مِن الأصوات واللحون هو قول ابن المبارك، والنضرِ بن شُميل، قال: وممن أجاز الألحان في القرآن: ذكر الطبري، عن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه، أنه كان يقول لأبي موسى: ذكِّرنا ربَّنا، فيقرأ أبو موسى ويتلاحن، وقال: من استطاع أن يتغنى بالقرآن غِناء أبي موسى، فليفعل، وكان عقبة بن عامر من أحسن الناس صوتاً بالقراَن، فقال له عمر: اعرض عليَّ سورة كذا، فعَرض عليه، فبكى عمر، وقال: ما كنتُ أظن أنها نزلت، قال: وأجازه ابن عباس، وابن مسعود، وروي عن عطاء بن أبي رباح، قال: وكان عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد، يتتبَع الصوتَ الحسن في المساجد في شهر رمضان. وذكر الطحاوي عن أبي حنيفة وأصحابه: أنهم كانوا يستمعون القران بالألحان. وقال محمد بن عبد الحكم: رأيت أبي والشافعي ويوسف بن عمر يستمعون القرآن بالألحان، وهذا اختيارُ ابن جرير الطبرى.
قال المجوِّزون - واللفظ لابن جرير-: الدليلُ: على أن معنى الحديث تحسينُ الصوت، والغناء المعقول الذي هو تحزين القارئ سامعَ قراءته، كما أن الغناء بالشعر هو الغناءُ المعقولُ الذي يُطرب سامعه -: ما روى سفيان، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((مَا أذنَ اللَّهُ لشيء مَا أذنَ لنبيٍّ حسن التَّرنُّم بالقُرْآن)) ومعقول عند ذوي الحِجا، أنَ الترنُّم لاَ يكًون إلا بالَصوت إذا حسَّنه المترنم وطرَّب به. وروي في هذا الحديث ((ما أذِنَ اللّه لشيء ما أذن لنبي حسنِ الصوت يتغنى بالقراَن يجهرُ به)). قال الطبري: وهذا الحديث من أبين البيان أن ذلك كما قلنا، قال: ولو كان كما قال ابنُ عيينة، يعني: يستغني به عن غيره، لم يكن لذكر حُسن الصوت والجهر به معنى، والمعروف في كلام العرب أن التغني إنما هو الغناء الذي هو حسنُ الصوت بالترجيع، قال الشاعر:
تَغَنَ بِالشِّعْرِ إمَّا كُنْتَ قَائِلَه إنَّ الغِنَاءَ لِهَذا الشِّعرِ مِضْمَارُ
قال: وأما ادعاء الزاعم، أن تغنّيتَ بمعنى استغنيت فاشٍ في كلام العرب، فلم نعلم أحداً قال به من أهل العلم بكلام العرب. وأما احتجاجُه لتصحيح قوله بقولِ الأعشى:
وكُنْتُ امْرَءاً زَمَناً بالعِرَاق عَفِيفَ المُنَاخِ طويلَ التَّغَنْ
وزعم أنه أراد بقوله: طويل التغني: طويل الاستغناء، فإنه غلط منه، وإنما عنى الأعشى بالتغني في هذا الموضع: الإِقامة من قول العرب: غني فلان بمكان كذا إذا أقام به، ومنه قوله تعالى: {كأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا} [الأعراف: 92] واستشهاده بقول الآخر:
كِلاَنا غَنِيُّ عَنْ أخِيهِ حَيَاتَهُ وَنَحْنُ إذا مِتْنا أَشَدُ تَغَانِيا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/450)
فإنه إغفال منه، وذلك لأن التغاني تفاعل من تغنَّى: إذا استغنى كل واحد منهما عن صاحبه، كما يقال: تضارب الرجلان، إذا ضرب كل واحد منهما صاحبه، وتشاتما، وتقاتلا. ومن قال: هذا في فعل اثنين، لم يجز أن يقول مثله في فعل الواحد، فيقول: تغانى زيد، وتضارب عمرو، وذلك غيرُ جائز أن يتول: تغنى زيد بمعنى استغنى، إلا أن يريد به قائله أنه أظهر الاستغناء، وهو غير مستغن، كما يقال: تجلَّد فلان: إذا أظهر جَلَدا من نفسه، وهو غير جليد، وتشجَّع، وتكرَّم، فإن وجَّه موجِّه التغنِّي بالقرآن إلى هذا المعنى على بُعده من مفهوم كلام العرب، كانت المُصيبة في خطئه في ذلك أعظمَ، لأنه يُوجب على من تأوله أن يكون اللّه تعالى ذِكرُه لم يأذن لنبيه أن يستغني بالقرآن، وإنما أذِنَ له أن يُظهر من نفسه لنفسه خلافَ ما هو به من الحال، وهذا لا يخفى فسادُه. قال: ومما يُبين فسادَ تأويل ابن عُيينة أيضاً أن الاستغناء عن الناس بالقرآن مِن المحال أن يُوصف أحد به أنه تؤذن له فيه أو لا يؤذن، إلا أن يكون الأذن غد ابن عيينة بمعنى الإِذن الذي هو إطلاق وإباحة، وإن كان كذلك، فهو غلط من وجهين، أحدهما: من اللغة، والثاني: من إحالة المعنى عن وجهه. أما اللغة، فإن الأذن مصدر قوله: أذن فلان لكلام فلان، فهو يأذَن له: إذا استمع له وأنصت، كما قال تعالى: {وأَذِنَت لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ} [الانشقاق. 2]، بمعنى سمِعت لربها وحُقَّ لها ذلك، كما قال عدى بن زيد:
* إنَّ هَمِّي فِي سَمَاعٍ وأذَن *
بمعنى، في سماع واستماع. فمعنى قوله: ما أذن اللّه لشيء، إنما هو: ما استمع اللّه لشيء من كلام الناس ما استمع لنبي يتغنى بالقرآن. وأما الإِحالة في المعنى، فلأن الاستغناء بالقُرْآن عن الناس غيرُ جائز وصفه بأنه مسموع ومأذون له، انتهى كلام الطبري.
قال أبو الحسن بن بطال: وقد وقع الإِشكال في هذه المسألة أيضاً، بما رواه ابن أبي شيبة، حدثنا زيد بن الحباب، قال: حدثني موسى بن عليّ بن رباح، عن أبيه، عن عُقبة بن عامر، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: ((تَعَلَّموا القُرْآنَ وتَغَنَّوا بِهِ، واكتبوه، فَوالذي نَفسي بِيَدِهِ، لَهوَ أَشَدُّ تَفَصِّياَ مِنَ المَخَاضِ مِنَ العقُلِ)). قال: وذكر عمر بن شَبَّة، قال: ذكر لأبي عاصم النبيل تأويلُ ابن عيينة في قوله ((يتغنّىَ بالقرآن)) يستغني به، فقال: لم يصنع ابن عيينة شيئاً، حدثنا ابنُ جريج، عن عطاء، عن عبيد بن عُمير، قال: كانت لداود نبيِّ اللّه صلى الله عليه وسلم مِعزَفَةٌ يتغنَّى عليها يَبكي ويُبكي. وقال ابن عباس: إنه كان يقرأ الزبور بسبعين لحناً، تكون فيهن، ويقرأ قراءة يَطْرَبُ منها الجموعُ. وسئل الشافعي رحمه اللّه، عن تأويل ابن عيينة فقال: نحن أعلمُ بهذا، لو أراد به الاستغناء، لقال: ((من لم يستغن بالقُرآن))، ولكن لما قال: ((يتغنَّى بالقرآن))، علمنا أنه أراد به التغنِّي.
قالوا: ولأن تزيينه، وتحسين الصوت به، والتطريب بقراءته أوقعُ في النفوس، وأدعى إلى الاستماع والإِصغاء إليه، ففيه تنفيذ للفظه إلى الأسماع، ومعانيه إلى القلوب، وذلك عونٌ على المقصود، وهو بمنزلة الحلاوة التي تُجعل في الدواء لتنفذه إلى موضع الداء، وبمنزلة الأفاويه والطِّيب الذي يُجعل في الطعام، لتكون الطبيعة أدعى له قبولاً، وبمنزلة الطِّيب والتحكِّي، وتجمُّل المرأة لبعلها، ليكون أدعى إلى مقاصد النكاح. قالوا: ولا بد للنفس من طرب واشتياق إلى الغناء، فعُوِّضت عن طرب الغناء بطرب القرآن، كما عُوِّضت عن كل محرَّم ومكروه بما هو خيرٌ لها منه، وكما عوِّضت عن الاستقسام بالأزلام بالاستخارة التي هي محضُ التوحيد والتوكل، وعن السِّفاح بالنكاح، وعن القِمار بالمُراهنة بالنِّصال وسباق الخيل، وعن السماع الشيطاني بالسماع الرحماني القرآني، ونظائره كثيرة جداً.
قالوا: والمحرَّم، لا بد أن يشتمِل على مفسدة راجحة، أو خالصة، وقراءة التطريب والألحان لا تتضمن شيئاً مِن ذلك، فإنها لا تُخرِجُ الكلام عن وضعه، ولا تَحولُ بين السامع وبين فهمه، ولو كانت متضمِّنة لزيادة الحروف كما ظن المانع منها، لأخرجت الكلمة عن موضعها، وحالت بين السامع وبين فهمها، ولم يدر ما معناها، والواقعُ بخلاف ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/451)
قالوا: وهذا التطريب والتلحين، أمر راجع إلى كيفية الأداء، وتارة يكون سليقة وطبيعة، وتارة يكون تكلُّفاً وتعقُلاً، وكيفيات الأداء لا تخرِجُ الكلام عن وضع مفرداته، بل هي صِفات لصوت المؤدِّي، جارية مجرى ترقيقه وتفخيمه وإمالته، وجارية مجرى مدود القرَّاء الطويلة والمتوسطة، لكن تلك الكيفيات متعلقة بالحروف، وكيفيات الألحان والتطريب، متعلقة بالأصوات، والآثار في هذه الكيفيات، لا يمكن نقلُها، بخلاف كيفيات أداء الحروف، فلهذا نُقلت تلك بألفاظها، ولم يمكن نقل هذه بألفاظها، بل نقل منها ما أمكن نقله، كترجيع النبي صلى الله عليه وسلم في سورة الفتح بقوله: ((آ آ آ)). قالوا: والتطريب والتلحين راجع إلى أمرين: مدٍ وترجيع، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه كان يمد صوته بالقراءة يمد ((الرحمن)) ويمد ((الرَّحيم))، وثبت عنه الترجيع كما تقدم.
قال المانعون من ذلك: الحجة لنا من وجوه. أحدها: ما رواه حُذيفة بن اليمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((إقرؤوا القُرْآن بِلحُونِ العَرَبِ وأصْوَاتِها، وإيَاكُم وَلُحُونَ أَهْلِ الكِتَابِ وَالفِسْق، فإنَّهُ سَيَجيء فى مِنْ بَعْدِي أَقوَامٌ يُرَجِّعُونَ بِالقُرْآنِ تَرْجِيعَ الغِنَاءِ وَالنَّوْحِ، لا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهم، مَفتُونَةً قُلُوبُهُم، وَقُلُوبُ الَذِينَ يُعْجِبُهُم شَأْنُهُم)) رواه أبو الحسن رَزِينّ في ((تجريد الصحاح)) ورواه أبو عبد اللّه الحكيم الترمذي في ((نوادر الأصول)). واحتج به القاضي أبو يعلى في ((الجامع))، واحتج معه بحديث آخر، أنه صلى الله عليه وسلم ذكر شرائطَ الساعة، وذكر أشياء، منها: ((أن يُتخذ القرآنُ مَزاميرَ، يُقدِّمونَ أَحَدَهُم لَيْسَ بِأَقْرَئِهِم وَلا أَفْضَلِهِم ما يُقَدِّمُونَهُ إلا لِيُغَنِّيَهُم غِنَاءً)).
قالوا: وقد جاء زياد النهدي إلى أنس رضي اللّه عنه مع القراء، فقيل له: إقرأ، فرفع صوته وطرَّب، وكان رفيعَ الصوت، فكشف أنس عن وجهه، وكان على وجهه خِرقة سوداء، وقال: يا هذا! ما هكذا كانوا يفعلون، وكان إذا رأى شيئاً يُنكره، رفع الخِرقة عن وجهه. قالوا: وقد منع النبيُّ صلى الله عليه وسلم المؤذِّن المُطَرِّبَ في أذانه من التطريب، كما روى ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: كان لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم مؤذِّن يطرِّب، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الأذان سَهْلِّ سمح.، فإن كان أَذَانُكَ سَهْلا سَمْحاً، وإلاَّ فَلا تُؤذِّن)) رواه الدارقطني وروى عبد الغني بن سعيد الحافظ من حديث قتادة، عن عبد الرحمن بن أبي بكر، عن أبيه، قال: كانت قراءةُ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم المدَّ، ليس فيها ترجيع. قالوا: والترجيع والتطريب يتضمن همزَ ما ليس بمهموز، ومدَّ ما ليس بممدود، وترجيعَ الألف الواحد ألفات، والواوَ واوات، والياء ياءاتٍ، فيؤدِّي ذلك إلى زيادة في القران، وذلك غير جائز، قالوا: ولا حدَّ لما يجوز من ذلك، وما لا يجوز منه، فإن حُدَّ بحدٍّ معيَّنٍ، كان تحكُّماً في كتاب اللّه تعالى ودِينه، وإن لم يُحَدَّ بحدٍّ، أفض إلى أن يُطلق لفاعله ترديدُ الأصوات، وكثرةُ الترجيعات، والتنويعُ في أصناف الإِيقاعات والألحان المشبِهة للغناء، كما يفعل أهلُ الغناء بالأبيات، وكما يفعله كثير من القُرَّاء أمام الجنائز، ويفعلُه كثيرٌ مِن قراء الأصوات، مما يتضمن تغييرَ كتاب الله والغِناء به على نحو ألحان الشعر والغناء، ويُوقعون الإِيقاعات عليه مثل الغناء سواء، اجتراءً على اللّه وكتابه، وتلاعباً بالقرآن، وركوناً إلى تزيين الشيطان، ولا يجيز ذلك أحدٌ من علماء الإِسلام، ومعلوم: أن التطريبَ والتلحين ذريعةٌ مُفضية إلى هذا إفضاءً قريباً، فالمنع منه، كالمنع من الذرائع الموصلة إلى الحرام، فهذا نهايةُ اقدام الفريقين، ومنتهى احتجاج الطائفتين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/452)
وفصل النزاع، أن يقال: التطريب والتغنِّي على وجهين، أحدهما: ما اقتضته الطبيعة، وسمحت به من غير تكلف ولا تمرين ولا تعليم، بل إذا خُلّي وطبعه، واسترسلت طبيعته، جاءت بذلك التطريب والتلحين، فذلك جائز، وإن أعان طبيعتَه بفضلِ تزيين وتحسين، كما قال أبو موسى الأشعري للنبي صلى الله عليه وسلم: ((لَو علمتُ أنّكَ تَسمَع لَحَبَّرْتُه لَكَ تحبِيراً)) والحزين ومَن هاجه الطرب، والحبُ والشوق لا يملك من نفسه دفعَ التحزين والتطريب في القراءة، ولكن النفوسَ تقبلُه وتستحليه لموافقته الطبع، وعدم التكلف والتصنع فيه، فهو مطبوع لا متطبِّع، وكَلفٌ لا متكلَف، فهذا هو الذي كان السلف يفعلونه ويستمعونه، وهو التغني الممدوح المحمود، وهو الذي يتأثر به التالي والسامعُ، وعلى هذا الوجه تُحمل أدلة أرباب هذا القول كلها.
الوجه الثاني: ما كان من ذلك صناعةً من الصنائع، وليس في الطبع السماحة به، بل لا يحصُل إلا بتكلُّف وتصنُّع وتمرُّن، كما يتعلم أصوات الغِناء بأنواع الألحان البسيطة، والمركبة على إيقاعات مخصوصة، وأوزانٍ مخترعة، لا تحصل إلا بالتعلُم والتكلف، فهذه هي التي كرهها السلفُ، وعابوها، وذمّوها، ومنعوا القراءةَ بها، وأنكروا على من قرأ بها، وأدلة أرباب هذا القول إنما تتناول هذا الوجه، وبهذا التفصيل يزول الاشتباهُ، ويتبين الصوابُ من غيره، وكلُّ من له علم بأحوال السلف، يعلم قطعاً أنهم بُرآء من القراءة بألحان الموسيقى المتكلفة، التي هي إيقاعات وحركات موزونة معدودة محدودة، وأنهم أتقى للّه من أن يقرؤوا بها، ويُسوّغوها، ويعلم قطعاً أنهم كانوا يقرؤون بالتحزين والتطريب، ويحسِّنون أصواتَهم بالقرآن، ويقرؤونه بِشجىً تارة، وبِطَربِ تارة، وبِشوْق تارة، وهذا أمر مركوز في الطباع تقاضيه، ولم ينه عنه الشارع مع شدة تقاضي الطباع له، بل أرشد إليه وندب إليه، وأخبر عن استماع اللّه لمن قرأ به، وقال: ((لَيْسَ مِنَّا مَن لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقرآنِ)) وفيه وجهان: أحدهما: أنه إخبار بالواقع الذي كلُّنا نفعله، والثاني: أنه نفي لهدي من لم يفعله عن هديه وطريقته صلى الله عليه وسلم.
قال ابن خلدون - رحمه الله
(وقد أنكر مالك رحمه الله تعالى القراءة بالتلحين وأجازها الشافعي رضي الله تعالى عنه. وليس المراد تلحين الموسيقى الصناعي فإنه لا ينبغي أن يختلف في حظره إذ صناعة الغناء مباينة للقرآن بكل وجه لأن القراءة والأداء تحتاج إلى مقدار من الصوت لتعيين أداء الحروف من حيث إتباع الحركات في مواضعها ومقدار المد عند من يطلقة أو يقصره وأمثال ذلك. والتلحين أيضاً يتعين له مقدار من الصوت لا يتم إلا به من أجل التناسب الذي قلناه في حقيقة التلحين. فاعتبار أحدهما قد يخل بالأخر إذا تعارضا. وتقديم التلاوة متعين فراراً من تغيير الرواية المنقولة في القرآن فلا يمكن اجتماع التلحين والأداء المعتبر في القرآن بوجه. وإنما المراد عن اختلافهم التلحين البسيط الذي يهتدي إليه صاحب المضمار بطبعه كما قدمناه فيردد أصواته ترديداً على نسب يدركها العالم بالغناء وغيره ولا ينبغبي ذلك بوجه كما قاله مالك. هذا هو محل الخلاف. والظاهر تنزية القرآن عن هذا كله كما ذهب إليه الإمام رحمه الله تعالى لأن القرآن هو محل خشوع بذكر الموت وما بعده وليس مقام التذاذ بإدراك الحسن من الأصوات. وهكذا كانت قراءة الصحابة رضي الله عنهم كما في أخبارهم. وأما قوله صلى الله عليه وسلم: " لقد أوتي مزماراً من مزامير آل داود فليس المراد به الترديد والتلحين إنما معناه حسن الصوت وأداء القراءة والإبانة في مخارج الحروف والنطق بها)
قال الإمام ابن رجب (رحمه الله) في (نزهة الأسماع في مسألة السماع):
قراءة القرآن بالألحان، بأصوات الغناء وأوزانه وإيقاعاته، على طريقة أصحاب الموسيقى، فرخص فيه بعض المتقدمين إذا قصد الاستعانة على إيصال معاني القرآن إلى القلوب للتحزين والتشويق والتخويف والترقيق.
وأنكر ذلك أكثر العلماء، ومنهم من حكاه إجماعاً ولم يثبت فيه نزاعاً، منهم أبو عبيد وغيره من الأئمة.
وفي الحقيقة هذه الألحان المبتدعة المطربة تهيج الطباع، وتلهي عن تدبّر ما يحصل له من الاستماع حتى يصير التلذذ بنجرد سماع النغمات الموزونة والأصوات المطربة، وذلك يمنع المقصود من تدبر معاني القرآن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/453)
وإنما وردت السنة بتحسين الصوت بالقرآن، لا بقراءة الألحان، وبينهما بون بعيد. اهـ.
قَالَ أَبُو عُبَيْد: وَالْأَحَادِيث الْوَارِدَة فِي ذَلِكَ مَحْمُولَة عَلَى التَّحْزِين وَالتَّشْوِيق. قَالَ: وَاخْتَلَفُوا فِي الْقِرَاءَة بِالْأَلْحَانِ فَكَرِهَهَا مَالِك وَالْجُمْهُور لِخُرُوجِهَا عَمَّا جَاءَ الْقُرْآن لَهُ مِنْ الْخُشُوع وَالتَّفَهُّم، وَأَبَاحَهَا أَبُو حَنِيفَة وَجَمَاعَة مِنْ السَّلَف لِلْأَحَادِيثِ، وَلِأَنَّ ذَلِكَ سَبَب لِلرِّقَّةِ وَإِثَارَة الْخَشْيَة وَإِقْبَال النُّفُوس عَلَى اِسْتِمَاعه.
قُلْت: قَالَ الشَّافِعِيّ فِي مَوْضِع: أَكْرَه الْقِرَاءَة بِالْأَلْحَانِ، وَقَالَ فِي مَوْضِع: لَا أَكْرَههَا. قَالَ أَصْحَابنَا: لَيْسَ لَهُ فِيهَا خِلَاف، وَإِنَّمَا هُوَ اِخْتِلَاف حَالَيْنِ، فَحَيْثُ كَرِهَهَا أَرَادَ إِذَا مَطَّطَ وَأَخْرَجَ الْكَلَام عَنْ مَوْضِعه بِزِيَادَةٍ أَوْ نَقْص أَوْ مَدّ غَيْر مَمْدُود وَإِدْغَام مَا لَا يَجُوز وَنَحْو ذَلِكَ، وَحَيْثُ أَبَاحَهَا أَرَادَ إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيهَا تَغَيُّر لِمَوْضُوعِ الْكَلَام. وَاَللَّه أَعْلَم." 3/ 14
قال العلامة ابن حجر العسقلاني:"
وَلَا شَكّ أَنَّ النُّفُوس تَمِيل إِلَى سَمَاع الْقِرَاءَة بِالتَّرَنُّمِ أَكْثَر مِنْ مَيْلِهَا لِمَنْ لَا يَتَرَنَّم، لِأَنَّ لِلتَّطْرِيبِ تَأْثِيرًا فِي رِقَّة الْقَلْب وَإِجْرَاء الدَّمْع. وَكَانَ بَيْن السَّلَف اِخْتِلَاف فِي جَوَاز الْقُرْآن بِالْأَلْحَانِ، أَمَّا تَحْسِين الصَّوْت وَتَقْدِيم حُسْنِ الصَّوْت عَلَى غَيْره فَلَا نِزَاع فِي ذَلِكَ، فَحَكَى عَبْد الْوَهَّاب الْمَالِكِيّ عَنْ مَالِك تَحْرِيم الْقِرَاءَة بِالْأَلْحَانِ، وَحَكَاهُ أَبُو الطَّيِّب الطَّبَرِيُّ وَالْمَاوَرْدِيّ وَابْن حَمْدَان الْحَنْبَلِيّ عَنْ جَمَاعَة مِنْ أَهْل الْعِلْم، وَحَكَى اِبْن بَطَّال وَعِيَاض وَالْقُرْطُبِيّ مِنْ الْمَالِكِيَّة وَالْمَاوَرْدِيّ وَالْبَنْدَنِيجِيّ وَالْغَزَالِيّ مِنْ الشَّافِعِيَّة، وَصَاحِب الذَّخِيرَة مِنْ الْحَنَفِيَّة الْكَرَاهَة، وَاخْتَارَهُ أَبُو يَعْلَى وَابْن عَقِيل مِنْ الْحَنَابِلَة، وَحَكَى اِبْن بَطَّال عَنْ جَمَاعَة مِنْ الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ الْجَوَاز، وَهُوَ الْمَنْصُوص لِلشَّافِعِيِّ وَنَقَلَهُ الطَّحَاوِيُّ عَنْ الْحَنَفِيَّة، وَقَالَ الْفُورَانِيّ مِنْ الشَّافِعِيَّة فِي الْإِبَانَة يَجُوز بَلْ يُسْتَحَبّ، وَمَحَلّ هَذَا الِاخْتِلَاف إِذَا لَمْ يَخْتَلّ شَيْء مِنْ الْحُرُوف عَنْ مَخْرَجه، فَلَوْ تَغَيَّرَ قَالَ النَّوَوِيّ فِي " التِّبْيَان " أَجْمَعُوا عَلَى تَحْرِيمه وَلَفْظه: أَجْمَعَ الْعُلَمَاء عَلَى اِسْتِحْبَاب تَحْسِين الصَّوْت بِالْقُرْآنِ مَا لَمْ يَخْرُج عَنْ حَدّ الْقِرَاءَة بِالتَّمْطِيطِ، فَإِنْ خَرَجَ حَتَّى زَادَ حَرْفًا أَوْ أَخْفَاهُ حَرُمَ، قَالَ: وَأَمَّا الْقِرَاءَة بِالْأَلْحَانِ فَقَدْ نَصَّ الشَّافِعِيّ فِي مَوْضِع عَلَى كَرَاهَته وَقَالَ فِي مَوْضِع آخَر لَا بَأْس بِهِ، فَقَالَ أَصْحَابه: لَيْسَ عَلَى اِخْتِلَاف قَوْلَيْنِ، بَلْ عَلَى اِخْتِلَاف حَالَيْنِ، فَإِنْ لَمْ يَخْرُج بِالْأَلْحَانِ عَلَى الْمَنْهَج الْقَوِيم جَازَ وَإِلَّا حَرُمَ. وَحَكَى الْمَاوَرْدِيُّ عَنْ الشَّافِعِيّ أَنَّ الْقِرَاءَة بِالْأَلْحَانِ إِذَا اِنْتَهَتْ إِلَى إِخْرَاج بَعْض الْأَلْفَاظ عَنْ مَخَارِجهَا حَرُمَ وَكَذَا حَكَى اِبْن حَمْدَان الْحَنْبَلِيّ فِي " الرِّعَايَة "، وَقَالَ الْغَزَالِيّ وَالْبَنْدَنِيجِيّ وَصَاحِب الذَّخِيرَة مِنْ الْحَنَفِيَّة: إِنْ لَمْ يُفْرِط فِي التَّمْطِيط الَّذِي يُشَوِّش النَّظْم اُسْتُحِبَّ وَإِلَّا فَلَا. وَأَغْرَبَ الرَّافِعِيّ فَحَكَى عَنْ " أَمَالِي السَّرَخْسِيّ " أَنَّهُ لَا يَضُرّ التَّمْطِيط مُطْلَقًا، وَحَكَاهُ اِبْن حَمْدَان رِوَايَة عَنْ الْحَنَابِلَة، وَهَذَا شُذُوذ لَا يُعَرَّج عَلَيْهِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/454)
وَالَّذِي يَتَحَصَّل مِنْ الْأَدِلَّة أَنَّ حُسْنَ الصَّوْت بِالْقُرْآنِ مَطْلُوب، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ حَسَنًا فَلْيُحَسِّنْهُ مَا اِسْتَطَاعَ كَمَا قَالَ اِبْن أَبِي مُلَيْكَة أَحَد رُوَاة الْحَدِيث، وَقَدْ أَخْرَجَ ذَلِكَ عَنْهُ أَبُو دَاوُدَ بِإِسْنَادٍ صَحِيح. وَمِنْ جُمْلَة تَحْسِينه أَنْ يُرَاعِي فِيهِ قَوَانِين النَّغَم فَإِنَّ الْحَسَن الصَّوْت يَزْدَاد حُسْنًا بِذَلِكَ، وَإِنْ خَرَجَ عَنْهَا أَثَّرَ ذَلِكَ فِي حُسْنِهِ، وَغَيْر الْحَسَن رُبَّمَا اِنْجَبَرَ بِمُرَاعَاتِهَا مَا لَمْ يَخْرُج عَنْ شَرْط الْأَدَاء الْمُعْتَبَر عِنْد أَهْل الْقِرَاءَات، فَإِنْ خَرَجَ عَنْهَا لَمْ يَفِ تَحْسِين الصَّوْت بِقُبْحِ الْأَدَاء، وَلَعَلَّ هَذَا مُسْتَنَد مَنْ كَرِهَ الْقِرَاءَة بِالْأَنْغَامِ لِأَنَّ الْغَالِب عَلَى مَنْ رَاعَى الْأَنْغَام أَنْ لَا يُرَاعِي الْأَدَاء، فَإِنْ وُجِدَ مَنْ يُرَاعِيهِمَا مَعًا فَلَا شَكّ فِي أَنَّهُ أَرْجَح مِنْ غَيْره لِأَنَّهُ يَأْتِي بِالْمَطْلُوبِ مِنْ تَحْسِين الصَّوْت وَيَجْتَنِب الْمَمْنُوع مِنْ حُرْمَة الْأَدَاء وَاللَّهُ أَعْلَم "14/ 240
في الختام هذه فتوي الشيخ العلامة شيخ الاسلام بن باز رحمه الله فحواها
وَرَد سؤال للشيخ العلامَّة الوالد ـ الشيخ عبدالعزيز إبن باز رحمه ُ الله ـ ماذا يقول سماحتكم في قارئ القرآن بواسطة مقامات هي أشبه بالمقامات الغنائية بل هي مأخوذة منها أفيدونا بذلك جزاكم الله خيرا؟
ج: لا يجوز للمؤمن أن يقرأ القرآن بألحان الغناء وطريقة المُغنيين بل يجب أن يقرأه كما قرأه سلفنا الصالح من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان، فيقرأه مُرتلاً , مُتحزناً , مُتخشعاً حتى يؤثر في القلوب التي تسمعه وحتى يتأثر هو بذلك. أما أن يقرأه على صفة المغنيين وعلى طريقتهم فهذا لا يجوز.
مجموع فتاوى ومقالات ـ الجزء التاسع
جمع وترتيب الاخ أبا حفص المسندي
عفا الله عنه وعن والديه
آمين
18/ 9/2008م
abyhafs@hotmail.com
ـ[أبو عبد الوهاب الجزائري]ــــــــ[19 - 09 - 08, 04:46 ص]ـ
الله المستعان
ـ[السيد زكي]ــــــــ[20 - 09 - 08, 05:39 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[وليد سمانة]ــــــــ[22 - 03 - 10, 02:07 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته أما بعد فيما يخص المقامات بينما و أنا أتصفع في المنتدى الإسلامي خاص بجامعة الدكتور يحي فارس و بينما و أنا أبحث حتى رأيت عنوان ...... تعرف واستمع الى نماذج لجميع مقامات تلاوة القرآن الكريم ...... و فيه يذكر أنواع المقامات حتى أنه نسب بعض المقامات إلى القراء المعاصرين وقد نسخت كل ماكتب على ملف الوورد فانظروا إلى ماوصلنا إليه ..... فيما يخص الملف ويبو على الملف يدعون الناس إلى القرائة بالمقامات و نسال الله الهداية و العفو
ـ[عبد الله الأبياري]ــــــــ[27 - 06 - 10, 04:10 م]ـ
هل من أخبار عن أخينا "طويلب علم صغير "؟(1/455)
فقه قراءة سورة (ق) في خطبة الجمعة
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[16 - 06 - 03, 01:57 ص]ـ
روى الإمام مسلم في صحيحه
871حدثنا قتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق الحنظلي جميعا عن ابن عيينة قال قتيبة حدثنا سفيان عن عمرو سمع عطاء يخبر عن صفوان بن يعلى عن أبيه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ على المنبر (ونادوا يا مالك)
872 حدثني عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي أخبرنا يحيى بن حسان حدثنا سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن عمرة بنت عبد الرحمن عن أخت لعمرة قالت أخذت (ق والقرآن المجيد) من في رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة وهو يقرأ بها على المنبر في كل جمعة.
872 وحدثنيه أخبرنا بن وهب عن يحيى بن أيوب عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن أخت لعمرة بنت عبد الرحمن كانت أكبر منها بمثل حديث سليمان بن بلال.
873 حدثني محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن خبيب عن عبد الله بن محمد بن معن عن بنت لحارثة بن النعمان قالت ما حفظت ق إلا من في رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب بها كل جمعة قالت وكان تنورنا وتنور رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدا
873 وحدثنا عمرو الناقد حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن محمد بن إسحاق قال حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري عن يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن بينها عن أم هشام بنت حارثة بن النعمان قالت لقد كان تنورنا وتنور رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدا سنتين أو سنة وبعض سنة وما أخذت (ق والقرآن المجيد) إلا عن لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها كل يوم جمعة على المنبر إذا خطب الناس.
قال القرطبي في المفهم (2/ 512) (وفي قراءته صلى الله عليه وسلم هذه الآية (يعني قوله تعالى (ونادوا يامالك)) وسورة (ق) دليل على صحة استحباب مالك قراءة شيء من القرآن في الخطبة، وخصّ هذه الآية، وسورة (ق)، لما تضمنته من المواعظ، والزجر والتحذير) انتهى.
وقال النووي في في شرح مسلم06/ 160) (قوله: (سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ على المنبر (ونادوا يامالك) فيه القراءة في الخطبة، وهي مشروعة بلا خلاف، واختلفوا في وجوبها، والصحيح عندنا وجوبها وأقلها آية.
قوله: (ما حفظت (ق) إلا من في النبي صلى الله عليه وسلم يخطب بها كل جمعة)
قال العلماء سبب اختيار (ق) أنها مشتملة عى البعث والموت، والمواعظ الشديدة، والزواجر الأكيدة، وفيه ديل للقراءة في الخطبة كما سبق، وفيه استحباب قراءة (ق) أو بعضها في كل خطبة) انتهى.
يتلخص لنا مما سبق فوائد:
الأولى:
مشروعية قراءة آيات من القرآن في خطبة الجمعة سواء قيل بالشرطية أو الوجوب أو الاستحباب.
الثانية:
فهم بعض الناس من قول أم هشام بنت الحارث بن النعمان (ما حفظت (ق) إلا من في النبي صلى الله عليه وسلم يخطب بها كل جمعة) سنية الخطبة بقراءة سورة (ق) بمفردها، والظاهر أن هذا غير مرادها لأنها قالت (يخطب بها كل جمعة) وفي اللفظ الآخر (وهو يقرأ بها على المنبر في كل جمعة) وفي لفظ (يقرؤها كل يوم جمعة على المنبر إذا خطب الناس)، فهي تقصد أنه يقرأ آيات منها في خطب الجمعة، ولاتقصد أنه يقرؤها كل جمعة، فحفظتها من كثرة ما يردد النبي صلى الله عليه وسلم آياتها في ثنايا خطبه.
الثالثة:
قال الحافظ ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد (1/ 423 - 424) (وكذلك كانت خطبته صلى الله عليه وسلم، إنما هي تقرير لأصول الإِيمان من الإِيمان بالله وملائكته، وكتبه، ورسله، ولقائِه، وذكرِ الجنة، والنار، وما أعدَّ الله لأوليائه وأهل طاعته، وما أعدَّ لأعدائه وأهل معصيته، فيملأ القلوب مِن خُطبته إيماناًَ وتوحيداً، ومعرفة باللّه وأيامه، لا كخُطب غيره التي إنما تُفيد أموراً مشتركة بين الخلائق، وهي النَّوح على الحياة، والتخويف بالموت، فإن هذا أمر لا يُحصِّلُ في القلب إيماناً باللّه، ولا توحيداً له، ولا معرفة خاصة به، ولا تذكيراً بأيامه، ولا بعثاً للنفوس على محبته والشوق إلى لقائه، فيخرج السامعون ولم يستفيدوا فائدة، غير أنهم يموتون، وتُقسم أموالهم، ويُبلي الترابُ أجسامهم، فيا ليت شعري أيّ إيمان حصل بهذا؟! وأيِّ توحيد ومعرفة وعلم نافع حصل به؟!.
ومن تأمل خطب النبي صلى الله عليه وسلم، وخطب أصحابه، وجدها كفيلة ببيان الهدى والتوحيد، وذِكر صفات الربِّ جل جلاله، وأصولِ الإيمان الكلية، والدعوة إلى اللّه، وذِكر آلائه تعالى التي تُحبِّبه إلى خلقه وأيامِه التي تخوِّفهم من بأسه، والأمر بذكره وشكره الذي يُحبِّبهم إليه، فيذكرون مِن عظمة اللّه وصفاته وأسمائه، ما يُحبِّبه إلى خلقه، ويأمرون من طاعته وشكره، وذِكره ما يُحبِّبهم إليه، فينصرف السامعون وقد أحبوه وأحبهم، ثم طال العهد، وخفي نور النبوة، وصارت الشرائعُ والأوامرُ رسوماً تُقام من غير مراعاة حقائقها ومقاصدها، فأعطَوْها صورها، وزيّنوها بما زينوها به فجعلوا الرسوم والأوضاع سنناً لا ينبغي الإخلالُ بها، وأخلُّوا بالمقاصد التي لا ينبغي الإِخلال بها، فرصعوا الخُطب بالتسَجيع والفِقر، وعلم البديع، فَنقَص بل عَدمَ حظُ القلوب منها، وفات المقصود بها.
فمما حفظ من خطبته صلى الله عليه وسلم أنه كان يكثر أن يخطُب بالقرآن وسورة (ق). قالت أم هشام بنت الحارث بن النعمان: ما حفظت (ق) إلا منْ في رسول اللّه صلى الله عليه وسلم مما يخطب بها أعى المنبر.) انتهى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/456)
ـ[خالد الشايع]ــــــــ[16 - 06 - 03, 08:59 ص]ـ
الشيخ الفاضل عبد الرحمن الفقيه ........... نفع الله بعلمه
من باب المباحثة لا الاعتراض
هل من قائل بأن المراد بحديث أم هشام قراءة بعض الآيات من السورة
لا أنه كان يخطب بها مقتصرا عليها؟
وثم مداخلة:
فقد سألت شيخنا ابن باز فسح الله له في قبره عن هذا الحديث
فقال: نعم يقرأ السورة كلها ويقتصر عليها، هذه هي السنة أهـ
بقي القول هذا يقتضي استمرارية العمل وهذا ينافي الأحاديث الأخرى
أنه خطب بغيرها كما تفضلتم، والجواب والله تعالى أعلم: أن هذا كان
فترة من الزمن استمر النبي على قراءتها، ويدل لذلك أن فترة مجاورة
أم هشام له كانت معلومة المدة ألا ترى أنها قالت: (لقد كان تنورنا
وتنور رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدا سنتين أو سنة وبعض
سنة) والله تعالى أعلم بالصواب.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[16 - 06 - 03, 11:05 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه المداخلة، وهذه المسألة تحتاج إلى مدارسة حتى نصل فيها إلى قول واضح، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى
وهذه بعض أقوال الشراح لهذا الحديث
قال الطيبي في شرح المشكاة (4/ 1284) (قوله (ما أخذت) ((مظ)) أي ما حفظتها، وأرادت به أول السورة لاجميعها، لأن جميعها لم تقرأ في الخطبة) انتهى.
قال ملا علي القاري في في المرقاة (3/ 502) ((1409) ــ (وعن أم هشام) بكسر الهاء صحابية مشهورة كذا في التقريب وأما ما وقع في أصل ابن حجر بلفظ هاشم فهو سهو قلم. (بنت حارثة بن النعمان قالت: ما أخذت) أي ما حفظت ({ق? والقرآن المجيد}) أي هذه السورة (إلا عن لسان رسول الله يقرؤها كل جمعةٍ على المنبر، إذا خطب الناس) قال الطيبي: نقلاً عن المظهر وتبعه ابن الملك أن المراد أوّل السورة لا جميعها لأنه عليه الصلاة والسلام لم يقرأ جميعها في الخطبة. اهـ. وفيه أنه لم يحفظ أنه عليه الصلاة والسلام كان يقرأ أوّلها في كل جمعة، وإلا لكانت قراءتها واجبةً أو سنةً مؤكدةً بل الظاهر أنه كان يقرأ في كل جمعة بعضها فحفظت الكل في الكل والله أعلم. ثم رأيت ابن حجر قال: قوله يقرؤها أي كلها، وحملها على أوّل السورة صرف للنص عن ظاهره. اهـ.
وفيه أن الظاهر مع الطيبي لكن نحن نصرفه عن ظاهره بحمل كلها على الخطب المتعددة،إذ الحمل على كل السورة في كل خطبةٍ مستبعد جداً.) انتهى.
وقال في عون المعبود (3/ 449 - 450)
ـ (يخطب بها كل جمعة): قال الطيبي: إن المراد أول السورة لاجميعها لأنه عليه الصلاة والسلام لم يقرأ جميعها في الخطبة. انتهى. قال القاري: وفيه أنه لم يحفظ أنه عليه الصلاة والسلام كان يقرأ أولها في كل جمعة وإلا لكانت قراءتها واجبة أو سنة مؤكدة بل الظاهر أنه كان يقرأ في كل جمعة بعضها فحفظت الكل في الكل. انتهى. وقال ابن حجر المكي: قوله يقرؤها أي كلها، وحملها على أول السورة صرف للنص عن ظاهره. انتهى. قلت: القول ما قال ابن حجر المكي وما قاله الطيبي هو خلاف الظاهر) انتهى.
وقال محمود السبكي في المنهل العذب المورود (6/ 265 - 266) (والمراد أنه كان يكثر من قراءتها في الخطبة كما في رواية الشافعي في مسنده عن أم هشام بنت حارثة أنها سمعت النبي صلى لله عليه وسلم يقرأ ب (ق) وهو يخطب على المنبر يوم الجمعة وأنها لم تحفظها إلا منه صلى الله عليه وعلى آله وسلم يوم الجمعة لكثرة ما كان صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقرأ بها عى المنبر يوم الجمعة) انتهى.
ـ[الموحد99]ــــــــ[16 - 06 - 03, 01:06 م]ـ
قال الشيخ / سعود الشريم في كتابه (وميض الحرم:
قراءة سورة ((ق)) وهل تقرأ في كل جمعة أم لا:
ثبت عند مسلم في صحيحه من حديث أم هشام بنت حارثة رضي الله عنها قالت: ((ما أخذت (ق و القرءان المجيد) إلا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها كل جمعة على المنبر إذا خطب الناس)) 0 ولقد اتفق أهل العلم على مشروعية قراءة سورة ((ق)) على المنبر في خطبة الجمعة 0بل ذهب بعضهم إلى أبعد من ذلك حيث قالوا بمشروعيتها في كل جمعة وممن ذهب إلى ذلك النووي و الصنعاني وغيرهما 0 قال النووي عن حديث أم هشام:وفيه استحباب قراءة ((ق)) أو بعضها في كل خطبة 0
قلت [القائل الشيخ سعود الشريم]: ووجه الدلالة على أن المراد عموم الجمع أن لفظة ((جمعة)) نكرة في سياق الإثبات وهي لا تفيد العموم ولكنها أفادت العموم في الحديث بدخول لفظة ((كل)) عليها ولكني أقول: أن هذا الحديث هو من العام المخصوص بدليل أنه ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه خطب خطبا كثيرة ليس فيها ذكر سورة ((ق)) فقد روى أحمد وابن ماجه بإسناد حسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ يوم الجمعة تبارك ,وهو قائم 0000)) الحديث وروى أبو داود في سننه عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر ((ص)) فلما بلغ السجدة نزل فسجد وسجد الناس معه)) قال العراقي: وإسناده صحيح أهـ نقل ذلك الشوكاني في نيل الأوطار 0 قال الشوكاني بعد ذكر أحاديث كثيرة لا تخلو من مقال في قراءة سورة من القرآن ما نصه: والظاهر من أحاديث الباب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يلازم قراءة سورة أو آية مخصوصة في الخطبة بل كان يقرأ مرة هذه السورة ومرة هذه ومرة هذه الآية 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/457)
ـ[المحقق 1]ــــــــ[16 - 06 - 03, 10:59 م]ـ
هذا الحديث فيه اضطراب شديد في لفظه و قد حرره أحد مشايخنا تحيرا جيدا، و أفرد الحديث بجزء و فصل منه إلى أن لفظ كل جمعة مرجوح و الصواب يوم الجمعة لا كل جمعة و لعل البحث سينشر قريبا
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[17 - 06 - 03, 12:35 ص]ـ
ومما يضاف
قال النووي رحمه الله في المجموع (3/) (قال المصنف وسائر الأصحاب: ويستحب أن يقرأ في الخطبة سورة (ق?) قال الدارمي وغيره: ويستحب في الخطبة الأولى. ويستحب قراءتها بكمالها للحديث الصحيح في «صحيح مسلم» وغيره كما سبق ولما اشتملت عليه من المواعظ والقواعد واثبات البعث ودلائله والترغيب والترهيب وغير ذلك.) انتهى.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[12 - 07 - 03, 04:54 ص]ـ
وما ذكره الأخ الفاضل المحقق من وجود اضطراب في اللفظ فحتى على القول بأنه يوم الجمعة فقد ذكرت في الرواية عند مسلم أنها يوم الجمعة يخطب بها على المنبر.
ـ[المحقق 1]ــــــــ[12 - 07 - 03, 08:10 م]ـ
الشيخ الفاضل عبد الرحمن
لفظ يوم الجمعة بدل كل جمعة لا نكارة فيه، حيث إن اللفظ الأول لا يفيد مداومة النبي صلى الله عليه و سلم على قراءتها .. و الاضطراب الحاصل فيه سيأتيك خبره في الجزء المشار إليه و لعله يطبع قريبا و الله أعلم
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[12 - 07 - 03, 09:11 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك، ونحن ننتظر ’ ونسأل الله أن يرزقنا وإياكم الفقه في دينه.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[13 - 07 - 03, 01:34 ص]ـ
في الموضوع بحث آخر،وهو:
كيف يبتدئ الخطيب الخطبة،هل يفتتحها بالحمد ـ كالمعتاد ـ أم يبدأ بالاستعاذة ثم بالبسملة،ثم يقرأ السورة؟
وهل تقسم السورة على الخطبتين؟ أم يقرؤها في الأولى،ثم يبين للناس في الثانية سبب قراءتها،ويوضح معانيها بإجمال شديد؟
وبالمناسبة: فقد سألت شيخنا العثيمين رحمه الله عن كيفية قراءتها في الخطبة،فقال: لا أدري،وقد كان سؤالي له قبل وفاه بسبع سنوات تقريباً.
فلا أدري من أيهما أعجب؟؟!!
هل أعجب من عدم علم الشيخ بذلك أم أعجب من ورعه وتقواه وقوله عما لا يعلم: لا أعلم أو لا أدري؟!
نعم،وهو واجب وفرض أن يقول العالم لما لا يعلم: لا أعلم، لكنني إذا نظرت في الساحة،وسمعت أو قرأت لبعض من تصدروا للفتوى العامة سواء عبر الوسائل المسموعة أو المقروءة أو ما يتواتر من الفتاوى الفضائية السريعة ـ مع ما بينهم وبين علم الشيخ من المسافة التي ليست هي بالقصيرة ـ ومع ذلك نسمع بعض الفتاوى العجيبة الغريبة !! ولا تكاد تسمع كلمة (لا أدري).
فاللهم اغفر لشيخنا أبي عبدالله،وارفع درجته في المهديين،واجمعنا به في جنات النعيم.
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[13 - 11 - 06, 01:38 م]ـ
في الحقيقة الموضوع يؤرقني من زمن بعيد
وازيد على اسئلة عمر المقبل التي لم يجب عليها
س: هل تقرأ السورة مرتله؟ ام من غير ترتيل؟ وماحكم ترتيل القران على المنبر و في الكلمات الوعظية؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[محمد بن حسن أبو خشبة]ــــــــ[13 - 11 - 06, 01:49 م]ـ
س: هل تقرأ السورة مرتله؟ ام من غير ترتيل؟ وماحكم ترتيل القران على المنبر و في الكلمات الوعظية؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7912&highlight=%CA%D1%CA%ED%E1+%CE%D8%C8%C9
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[13 - 11 - 06, 02:05 م]ـ
محمد حسن
جزاك الله خيرا على الرابط لكن لم يذكر فيه قول فصل في المساله،
كما اني اعتقد ان قرأة سورة ق لها حكم يختلف، و الحديث الذي ورد ان الرسول صلى الله عليه و سلم كان يقرأها، وقراة الرسول مرتله،
الجدير بالذكر ان الشيخ محمد ابن ابراهيم ـ رحمه الله ـ يرتل الخطبة كلها، وليس الايات فقط، و اقول هذا ردا على بعض النقولات التي في الرابط بانه لم يعرف احد من اهل الفضل يرتل الايات
ارجوا ان نجد الاجابه من الاخوة.
ـ[محمد بن حسن أبو خشبة]ــــــــ[13 - 11 - 06, 02:36 م]ـ
و اقول هذا ردا على بعض النقولات التي في الرابط بانه لم يعرف احد من اهل الفضل يرتل الايات
الذي في رابط أنه لم يعرف عن السلف لا عن أحد من أهل الفضل.
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[26 - 11 - 06, 12:51 ص]ـ
سألت الشيخ عبد الكريم الخضير ـ حفظه الله ـ
عن قرأة سورة ق فقال:
ترتل، و الاصل في قرأة كلام الله ان يرتل، ولا يوجد مانع من ذلك
بل حتى في الدروس و المحاضرات لان هذا هو الاصل في تلاوة كلام الله.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[18 - 02 - 07, 05:00 م]ـ
وسئل الشيخ سالم بن عفيف رحمه الله تعالى عن ترتيل الآيات على المنبر وأنا حاضر، فقال: (هذا أحسن).
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[05 - 07 - 08, 10:14 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله صلى الله عليه وسلم
أما بعد:
فعندي أيها الإخوة الكرام استشكال بخصوص كيفية الخطبة بسورة ق
من حيث
1: هل يبدئ بها مباشرة، الاستعاذة ثم البسملة ثم القراءة،أم أنه يبدأ بخطبة الحاجة ثم يقرأ السورة.
2: هل يقسم السورة إلى قسمين أثناء الخطبة،أم أنه يقرأها كاملة في الخطبة الأولى ثم يبين للناس مشروعية الخطبة بها في الجمعة في الخطبة الثانية
أرجو من الإخوة التكرم علي بحل هذا الاستشكال؟؟؟
...........
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/458)
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[22 - 11 - 09, 12:06 م]ـ
فينصرف السامعون وقد أحبوه وأحبهم،
ـ[وذان أبو إيمان]ــــــــ[22 - 11 - 09, 07:05 م]ـ
ورد هذا عن رسول الله ولم يكن علي الدوام ولم يقل أحد من العلماء لافي القديم ولا في الحديث باستحباب قراءتها كل جمعة ولعل كثرة الاستشهاد بآياتها في موضوع الخطبة إن كان هناك مايربط بين الموضوع وآياتها هو الأوجه والله أعلم
بدا لي من خلال ما ورد عن رسول الله صلي الله عليه وسلم من أنه كان يقرأ في صلاة الصبح بسورتي السجدة والإنسان وورد استحباب قراءة سورة الكهف وأن رسول الله كان يخطب أحيانا بسورة ق وأنه كان يصلي في ركعتي الجمعة بسورة الأعلي والغاشية أو الشمس وسورة الليل أن مجموع هذه السور يكون جامعا بينهما كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يود تذكير الناس به
ـ[أبو عبدين]ــــــــ[16 - 07 - 10, 01:43 ص]ـ
والحمد لله من الآئمة الخطباء الذين يمتعنا الله بهم وأمتعونا كثيرا بهذه السنة المهجورة فضيلة الشيخ أبي ذر القلموني، فكثيرا جدا من خطبة لا يفوت قراءة ق كاملة ومرة قرأ سورة الفرقان كاملة ومرات أخرى قرأ آيات كثيرة من سور أخرى يرتلها ترتيلا، وهذا شأنه في الدرس والخطبة يرتل القرآن ترتيلا ً.
نسأل الله تعالى أن يشفيه شفاءً لا يغادر سقمًا
ـ[عماد الدين زيدان]ــــــــ[22 - 07 - 10, 10:15 م]ـ
أين الشيخ الفقيه: عبدالرحمن الفقيه؟
ـ[أبو عبدين]ــــــــ[22 - 07 - 10, 10:17 م]ـ
أخي عماد الدين
السلام عليكم
يشرفني أتعرف على الشيخ عبد الرحمن الفقيه؟ فإني جديد هنا أو دخيل.
السلام عليكم(1/459)
معنى إفساد بني إسرائيل في الأرض مرتين للشيخ الشنقيطي رحمه الله
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[17 - 06 - 03, 10:56 ص]ـ
الشيخ الشنقيطي رحمه الله صاحب إضواء البيان من العلماء الربانيين، وكتابه أضواء البيان لعله من أحسن ما كتب في التفسير في هذا العصر، وما يتميز به كما ذكر رحمه الله هو تفسيره للقرآن بالقرآن، وربطه للآيات ببعضها.
ومما نبه إليه رحمه الله في تفسير سورة المائدة عند قوله تعالى (وحسبوا أن لاتكون فتنة فعموا وصمّوا ثم تاب الله عليهم ثم عموا وصمّوا كثير منهم والله بصير بما يعملون)
، أنها بمعنى الآية التي في سورة الإسراء في قوله تعالى (وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين)
قال الشيخ رحمه الله (قوله تعالى: {وَحَسِبُو?اْ أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُواْ وَصَمُّواْ ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ كَثِيرٌ مِّنْهُمْ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ}.
ذكر تعالى في هذه الآية الكَريمة أن بني إسرائيل عموا وصموا مرتين، تتخللهما توبة مِن الله عليهم، وبيَّن تفصيل ذلك في قومه: {وَقَضَيْنَآ إِلَى? بَنِى إِسْرَ?ءِيلَ فِى الْكِتَـ?بِ لَتُفْسِدُنَّ فِى الاٌّرْضِ مَرَّتَيْنِ} فبين جزاء عَماهم، وصَمَمهِم في المرة الأولى بقوله: {فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ أُولَـ?هُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَآ أُوْلِى بَأْسٍ شَدِيدٍ}،
وبين جَزاء عماهم، وصَمَمِهم في المرة الآخرة بقوله {فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ الاٌّخِرَةِ لِيَسُوءُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا}،
وبين التوبة التي بينهما بقوله: {ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَـ?كُم بِأَمْوَ?لٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَـ?كُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا}.
ثم بين أنهم إن عادوا إلى الإفساد عاد إلى الانتقام منهم بقوله: {وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا} فعادوا إلى الإفساد بتكذبيه صلى الله عليه وسلم، وكتم صفاته التي في التوراة، فعاد الله إلى الانتقام منهم، فسلط عليهم نبيه صلى الله عليه وسلم فذبح مقاتلة بني قريظة، وسبى نساءهم، وذراريهم وأجلى بني قينقاع، وبني النضير. كما ذكر تعالى طرفاً من ذلك في سورة الحشر، وهذا البيان الذي ذكرنا في هذه الآية ذكره بعض المفسرين، وكثير منهم لم يذكره، ولكن ظاهر القرآن يقتضيه، لأن السياق في ذكر أفعالهم القبيحة الماضية من قتل الرسل وتكذبيهم، إذ قبل الآية المذكورة {كُلَّمَا جَآءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى? أَنفُسُهُمْ فَرِيقاً كَذَّبُواْ وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ}.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[17 - 06 - 03, 06:22 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
صاحب الفضيلة الشيخ / عبد الرحمن الفقيه وفقه الله لكل خير ونفع به الاسلام والمسلمين
جزاك الله خيراً على هذه الصيود الثمينة، فهي بحق وقفات ذهبية تدل على نفاسة ما تطرحونه لنا لنفعنا أثابكم الله
انتفعنا بكم. وفقكم الله
فهنيئاً لرواد هذا المنتدى المبارك بمثلكم
وفقكم الله لكل خير _ ولمن يقرأ _ ونفع الله بكم الاسلام والمسلمين
فلاحرمكم الله الأجر والثواب
وزدنا زادك الله من فضله ومن علمه _ ولمن يقرأ _
محبكم أخوكم
أبو العالية
عفا الله عنه
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[18 - 06 - 03, 09:36 ص]ـ
ونا ترجمة للشيخ الشنقيطي رحمه الله، كتبها الشيخ الفاضل عبدالرحمن الهرفي حفظه الله
http://www.saaid.net/Doat/alharfi/04.htm
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[07 - 03 - 05, 06:10 م]ـ
جزاك الله خيراً كثيراً
هناك من يقول من المتأخرين:
(جميع تفاسير القدماء لا تنطبق عليها الأحداث التي وردت في الآيات، فلا بد من إعادة النظر في فهم النصوص و أحداث التاريخ. لقد علا اليهود قديماً و أفسدو إفسادات كثيرة. و نظراً لربط الآيات الكريمة بين المسجد الأقصى و التاريخ اليهودي، فإننا نؤكّد أن الإفسادين متعلقان بالمسلمين بعد بعثة نبينا محمد. فاعلم بأن هاتين المرتين لا يمكن أن تحدثان قبل الإسلام، لأن الإفساد الذي كان لبني إسرائيل في زمن الأنبياء كان إفساداً بلا علو فلم يتجاوز حدود فلسطين و كانت دولتهم ذليلة مضطهدة من الشعوب المحيطة بها، في حين أن الآية ذكرت أن العلو مع الإفساد سيشمل الأرض كلها، هذه النقطة الأولى. النقطة الثانية أن الحديث عن] عباداً لنا [جاء في الآية بمعنى تقدم من لفظ القرآن] الذي أسرى بعبده [، و هي نسبة تكريم و تشريف لهؤلاء في نسبتهم إلى الله عز و جل. و العبادة اقترنت بالمسجد الأقصى و المسجد الحرام، فهذا اللفظ لا ينطبق إلا على المسلمين. و النقطة الثالثة أن كلمة إذا في قوله تعالى] فإذا جاء وعد أولاهما [، فإذا جاء وعد الآخرة شرطية لما استقبل من الزمان و لا علاقة لما بعدها بما قبلها. كما أن حرف اللام في قوله تعالى لتفسدن] لتعلن [،] ليسوؤ [،] ليتبرو [،] ليدخلو [هي لام الاستقبال. أيضاً كلمة] بعثنا عليكم [التي وردت في القرآن سبع مرات جاءت من باب التكريم، و الله عز وجل لا يمكن أن يورث ذلك لنبوخذ نصَّر أو تيتوس الروماني أو الروم أو الفرس أو ما إلى ذلك.)
فماهو الرد عليهم بارك الله بكم ونفعنا بعلومكم- آمين-
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/460)
ـ[زكريا أبو مسلم]ــــــــ[08 - 03 - 05, 08:57 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
جزاك الله خيرًا الشيخ عبد الرحمن على هذه الفوائد الطيبة من تفسير الشيخ الشنقيطي صاحب الأضواء أضاء الله له قبره ورحمه.
الشيخ الكريم خالد بارك الله فيك ..
ما يذكره بعض المعاصرين ومنهم من نقلتم عنه (هل هو الشيخ سعيد حوى؟) , أن الإفسادَين والكرّتيَن لن يكونا إلا بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فيه نظر كبير, بل هو خلاف ظاهر القرآن الكريم, وحتى لا أطيل كثيرًا, فإن مختصر الأقوال في المسألة على ثلاثة:
1 - كون الكرّتَين قد حدثتا في بني إسرائيل, وهو قول جمهور المفسرين وأهل العلم السابقين ومنهم المعاصرين كالألوسي والشنقيطي رحمهم الله جميعا.
2 - كون إحداهما حدثت, والثانية لم تحدث بعد.
2 - كون كلتيها لم تحدثا بعد وهو قول ضعيف.
فيبقى الخلاف بين القولين الأول والثاني في الكرّة الثانية هل وقعت أم لم تقع بعد.
أما ما ذكره صاحب الكلام المنقول بأن قوله تعالى: عبادًا لنا هي تشريف وتكريم وبالتالي يلزم منهم أن يكونوا مسلمين ففيه نظر لوجوه عديدة:
أولا: جمهور المفسرين أن أولئك العباد هم أهل بابل الذي هجموا على القدس وسبوا بني إسرائيل أذلّة, مع اختلاف من كان على رأسهم, أهو بنوخذنصر أم سنحاريب أم غيرهما, وقد أجمعوا أنهم كانوا كفارًا.
ثانيا: أنا عبادًا لنا إضافة إلى نكرة, وهو خلاف قوله: عبادنا, ولا يلزم من ذلك إضافة التّشريف إلى الله تعالى كونهم مؤمنين, والشواهد في القرآن الكريم كثيرة.
أما قرائن وقوع الكرّة الأولى في القرآن فمنها قوله تعالى: "وكان وعداً مفعولاً" وقوله تعالى:"كما دخلوه أوّل مرّة"
ومن اعتمد على التاريخ وأقوال أهل الكتاب ذكر بأن الكرّة الثانية حدثت بعد الأولى وهو توجّه وجيه أيضًا, لكن ذهب بعض المعاصرين أن الكرّة الأخيرة لم تقع بعد لعدم استيفاء قرائنها بعد كقوله تعالى:"فإذا جاء وعد الآخرة", وذكر لامات الاستقبال كما ذكر صاحب النقل.
أما قوله بأن إفساد بني إسرائيل كان إفسادًا بلا علوّ, ففيه أيضًا نظر لأن الإفساد والعلوّ لا يقتضي فقط العلو الجغرافي لكن العلوّ هو الاستكبار والطغيان والكفر بأمر الله تعالى وكان حاصل في بني إسرائيل.
والله أعلم
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[08 - 03 - 05, 11:36 م]ـ
بيّض الله وجهك ووجوه أهل السنة والجماعة على هذه الإجابة المختصرة النافعة
ـ[أبوالأشبال]ــــــــ[12 - 03 - 05, 02:04 ص]ـ
إلى الأحبة الكرام
قول الله تعالى: فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً (5)
قال ناصر السعدي رحمه الله:
[واختلف المفسرون في تعيين هؤلاء المسلطين، إلا أنهم اتفقوا على أنهم قوم كفار، إما من أهل العراق، أو الجزيرة، أو غيرها سلطهم الله على بني إسرائيل، لما كثرت فيهم المعاصي، وتركوا كثيراً من شريعتهم، وطغوا في الأرض]
فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً (7)
قال ابن جرير الطبري رحمه الله
[وأما إفسادهم في الأرض المرّة الآخرة، فلا اختلاف بين أهل العلم أنه كان قتلهم يحيى بن زكريا. وقد اختلفوا في الذي سلَّطه الله عليهم منتقما به منهم عند ذلك]
محبكم أبو الأشبال
ـ[المثابر]ــــــــ[12 - 03 - 05, 08:59 م]ـ
جزاك الله خيراً على هذه الفائدة النفيسة
ـ[أبو ربانى]ــــــــ[04 - 05 - 07, 03:50 ص]ـ
سؤال الى الاخوان: يقول رب العالمين " فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً " فهل الذين يقصدهم رب العالمين فى هذه الاية الذين هم دخلوا المسجد أول مرة هم المسلمين فى عهد عمر و يدخلوه ثانى مرة هم أيضا المسلمين فى عهد الخلافة القادم لأن الله اثبت أن الفريق الذى سيدخل ثانى مرة هو نفس الفريق الذى دخل اول مرة فقال "كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً " أريد الجواب أثابكم الله.
ـ[أبو محمد الفرحي]ــــــــ[10 - 05 - 07, 04:33 ص]ـ
السلام عليكم
سيمة الخطاب في هذه الايات والله أعلم أنه موجه لبني اسرائيل بصفتهم الأمة الأمثل (نسبيا) التي اصطفاها الله لحمل راية الإسلام في الأرض. فالله تعالى وهو يقدم لهم بالوعيد يدع الباب مفتوحا للتوبة وأنه يرد لهم الكرة على عدوهم ويمدهم بأسباب النصر .. وهذا يقتضي أن زمن الأحداث هو ما قبل بعثة نبينا محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أي في مدتهم قبل أن ينزع الله منهم الرسالة و يستبدلهم ببني اسماعيل. وفي هذا موعظة لنا نحن المسلمين كذلك فسنة الله جارية أنه إذا عصاه من يعرفه سلط عليه من يشاء من عباده فاستباح بعض مافي أيديهم.
نسأل الله أن لايصيبنا مثل ما أصابهم وأن يتداركنا برحمته.
آمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/461)
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[14 - 05 - 07, 12:32 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[15 - 05 - 07, 11:38 م]ـ
قال المفسرين الأقدمين بأن الآيات الكريمة تتحدث عن تاريخ اليهود القديم، و هذا خطأ من عدة وجوه:
1) الإفساد حصل أكثر من مرة في العصور القديمة و الدمار كذلك: الإفساد الأول كفر اليهود و الذي سلط الله عليهم جالوت، و الإفساد الثاني كفر اليهود و الذي سلط الله عليهم الملك البابلي نبوخذ نصر. و قيل الإفساد الأول قتل النبي أشيعاء و الذي سلط عليهم الله أيضاً نبوخذ نصر. و قيل الإفساد الثاني بقتلهم زكريّا و يحيى عليهم السلام و الذي سلط عليهم الإمبراطور الروماني تيتوس. وقيل الإفساد الأول قتل يحيى عليه السلام.
2) و نلاحظ أن إفساد بني إسرائيل وقع أكثر من مرة و الدمار وقع عليهم أكثر من مرة. و أقوال المفسرين مضْطَربة لا تؤيدها الوقائع التاريخية، خاصة أنه كان هناك مملكتين لليهود مملكة يهودا و مملكة إسرائيل. فالآشوريين دمرو مملكة إسرائيل في الشمال عام 722ق. م كلياً و أبادو عشرة أسباط من اليهود عن بكرة أبيهم. و البابليون بقيادة نبوخذ نصَّر دمرو ملكة يهوذا (و ليس إسرائيل) عام 586ق. م، أي بعد عهد طويل (و هذا التدمير لم يكن كلياً)، فلا يمكن أن نجمع الحادثتين معاً لبعد الزمن بينهما. بل حتى تسليط الرومان عليهم كان على دفعات متعددة، و لم يوجِّه الروم لهم ضربة واحدة، لكنها كانت ضربات دامت عدة قرون تعاقبت على عدة أجيال، بعضهم عاش بسلم تحت حكم الروم. و المفسرون الأقدمون -يرحمهم الله- معذورون، و ذلك لأنهم كانوا يعيشون في نظام حكم إسلامي بينما اليهود كانو مشتتين أذلة لا يُتصور أن يكون لهم كيان في المستقبل.
3) سياق هذه الآيات الكريمة في حديثها عن "العباد أولي البأس الشديد" {فجاسو خلال الديار}، {ثم رددنا لكم الكرة عليهم}، {ليسوؤ}، {و ليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة}، {و ليتبرو}، كلها تتحدث عن صراع أمة واحدة فقط مع اليهود، و هذه هي الأمة الإسلامية. و هذا أقوى ما نحتج به على المفسرين القدامى فلم يحصل لقوم أنهم غزو إسرائيل مرة ثانية. فهي للأمة الإسلامية قطعاً.
ـ[أبو محمد الفرحي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 03:10 م]ـ
قال المفسرين الأقدمين بأن الآيات الكريمة تتحدث عن تاريخ اليهود القديم، و هذا خطأ من عدة وجوه:
1) الإفساد حصل أكثر من مرة في العصور القديمة و الدمار كذلك: الإفساد الأول كفر اليهود و الذي سلط الله عليهم جالوت، و الإفساد الثاني كفر اليهود و الذي سلط الله عليهم الملك البابلي نبوخذ نصر. و قيل الإفساد الأول قتل النبي أشيعاء و الذي سلط عليهم الله أيضاً نبوخذ نصر. و قيل الإفساد الثاني بقتلهم زكريّا و يحيى عليهم السلام و الذي سلط عليهم الإمبراطور الروماني تيتوس. وقيل الإفساد الأول قتل يحيى عليه السلام.
2) و نلاحظ أن إفساد بني إسرائيل وقع أكثر من مرة و الدمار وقع عليهم أكثر من مرة. و أقوال المفسرين مضْطَربة لا تؤيدها الوقائع التاريخية، خاصة أنه كان هناك مملكتين لليهود مملكة يهودا و مملكة إسرائيل. فالآشوريين دمرو مملكة إسرائيل في الشمال عام 722ق. م كلياً و أبادو عشرة أسباط من اليهود عن بكرة أبيهم. و البابليون بقيادة نبوخذ نصَّر دمرو ملكة يهوذا (و ليس إسرائيل) عام 586ق. م، أي بعد عهد طويل (و هذا التدمير لم يكن كلياً)، فلا يمكن أن نجمع الحادثتين معاً لبعد الزمن بينهما. بل حتى تسليط الرومان عليهم كان على دفعات متعددة، و لم يوجِّه الروم لهم ضربة واحدة، لكنها كانت ضربات دامت عدة قرون تعاقبت على عدة أجيال، بعضهم عاش بسلم تحت حكم الروم. و المفسرون الأقدمون -يرحمهم الله- معذورون، و ذلك لأنهم كانوا يعيشون في نظام حكم إسلامي بينما اليهود كانو مشتتين أذلة لا يُتصور أن يكون لهم كيان في المستقبل.
3) سياق هذه الآيات الكريمة في حديثها عن "العباد أولي البأس الشديد" {فجاسو خلال الديار}، {ثم رددنا لكم الكرة عليهم}، {ليسوؤ}، {و ليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة}، {و ليتبرو}، كلها تتحدث عن صراع أمة واحدة فقط مع اليهود، و هذه هي الأمة الإسلامية. و هذا أقوى ما نحتج به على المفسرين القدامى فلم يحصل لقوم أنهم غزو إسرائيل مرة ثانية. فهي للأمة الإسلامية قطعاً.
أما ما ذكرت من تكرار الافساد والعقاب فلا إشكال فيه فقد أشار الله إلى ذلك بقوله تعالى: عسى ربكم أن يرحمكم وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا.
وأما ما ذكرت من أن الآيات تشير إلى صراع الأمة الإسلامية مع اليهوذ فلا أرى أنه يستقيم فإن المسلمين دخلوا الأرض المقدسة فاتحين معظمين لحرمة المسجد ولم يدخلوها منكلين متبرين ولايصح أن نصفهم بأولي البأس الشديد بل كانوا ضعافا منصورين .. ولايصح أن نقول إن الله رد الكرة لليهوذ ونصرهم على المسلمين فإن نصر الله مشروط بالإيمان والإحسان والتوبة واليهوذ قد آل أمرهم إلى الكفر وامتنعت عنهم رحمة الله وحربهم على الإسلام والمسلمين لاتزيدهم إلا إثما ..
والصراع الحالي مع اليهوذ لاريب أنه مذكور في الكتاب فسورة المائدة تخبرنا عن شدة عداوة اليهوذ للذين ءامنوا وأمور مستقبلية كتحالف اليهوذ والنصارى (بعضهم أولياء بعض) ويرجع فيه أيضا إلى الحديث النبوي الذي يذكر انتصار المسلمين آخر الأمر.
والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/462)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[09 - 08 - 10, 10:11 م]ـ
3) سياق هذه الآيات الكريمة في حديثها عن "العباد أولي البأس الشديد" {فجاسو خلال الديار}، {ثم رددنا لكم الكرة عليهم}، {ليسوؤ}، {و ليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة}، {و ليتبرو}، كلها تتحدث عن صراع أمة واحدة فقط مع اليهود، و هذه هي الأمة الإسلامية. و هذا أقوى ما نحتج به على المفسرين القدامى فلم يحصل لقوم أنهم غزو إسرائيل مرة ثانية. فهي للأمة الإسلامية قطعاً.
لم تجب على هذه النقطة وهي مرتبطة بما سبقها(1/463)
القراءة بقراءة غير التي اعتاد عليها المصلون
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[19 - 06 - 03, 09:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد، وآله، وصحبه، ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:
فعندي سؤال وهو:
من أراد أن يقرأ في الصلاة بقراءة غير التي اعتاد عليها أهل بلدة هل يلزمه، أو ينبغي له، أو يستحسن له أن يخبرهم قبل ذلك أم لا؟
أو يقال: الأفضل له ألا يقرأ بقراءة غير التي اعتادوها، لكي لا يشوش عليهم.
أو يقال: إن القراءة بقراءة غير التي اعتادوها مطلوبة لمن يحسن ذلك، وتكون تعليما لهم، ونشرا للعلم فيهم، ورفعا للجهل عنهم.
في نظري القاصر أن القول الأخير أقوى وأولى، وإخبارهم فيه مصلحة لكي لا يظن خطؤة.
من وجدا نقلا عن الأئمة فليبادر به مشكورا.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[19 - 06 - 03, 11:38 م]ـ
لعل مما يفيد في هذا ما رواه الإمام البخاري في باب وجوب الصلاة في الثياب حدثنا أحمد بن يونس قال حدثنا عاصم بن محمد قال حدثني واقد بن محمد عن محمد بن المنكدر قال صلى جابر في إزار قد عقده من قبل قفاه وثيابه موضوعة على المشجب
قال له قائل تصلي في إزار واحد؟
فقال إنما صنعت ذلك ليراني أحمق مثلك وأينا كان له ثوبان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد أخرجه مسلم أيضا.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[19 - 06 - 03, 11:44 م]ـ
وفي لفظ ابن خزيمة (767) ليراني الحمقى أمثالكم فيفشو عن جابر رخصة رخصها رسول الله صلى الله عليه وسلم إني خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره فجئته ليلة لبعض أمري فوجدته يصلي وعلى ثوب واحد قد اشتملت به وصليت إلى جنبه فلما انصرف قال ما السرى يا جابر فأخبرته بحاجتي فلما فرغت قال يا جابر ما هذا الاشتمال الذي رأيت فقلت كان ثوبا واحدا ضيقا فقال إذا صليت وعليك ثوب واحد فإن كان واسعا فالتحف به وإن كان ضيقا فاتزر به.
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[20 - 06 - 03, 12:19 ص]ـ
ورد إلى اللجنة الدائمة سؤال:
هل يجوز قراءة القرآن في الصلاة برواية ورش، علما بأنا تداولنا القراءة برواية حفص عن عاصم؟
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه ... وبعد:
القراءة برواية ورش عن نافع صحيحة معتبرة في نفسها لدى علماء القراءات، لكن القراءة بها لمن لم يعدها بل عهد غيرها كالقراءة برواية حفص مثلا تثير بلبلة في نفوس المأمومين، فتترك القراءة بها لذلك، أما إذا كان القارىء بها في صلاته منفردا فيجوز لعدم المانع.
عضو: عبد الله بن قعود.
عضو: عبد الله بن غديان.
نائب رئيس اللجنة: عبد الرزاق عفيفي.
الرئيس: عبد العزيز بن باز.
رقم لفتوى: (7339).
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - 06 - 03, 03:10 ص]ـ
جزاكما الله خيرا
شيخنا عبد الرحمن بارك الله فيك ذكرني حديث جابر بحديث
عمر الذي خرجه البخاري رقم 2287 ومسلم 818
قال البخاري حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عبد الرحمن بن عبد القارىء أنه قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرؤها وكان رسول الله أقرأنيها وكدت أن أعجل عليه ثم أمهلته حتى انصرف ثم لببته بردائه فجئت به رسول الله فقلت إني سمعت هذا يقرأ على غير ما أقرأتنيها فقال لي أرسله ثم قال له اقرأ فقرأ قال هكذا أنزلت ثم قال لي اقرأ فقرأت فقال هكذا أنزلت إن القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا منه ما تيسر.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - 06 - 03, 03:47 م]ـ
ففي هذا الحديث حدث تشويش على بعض المصلين، وهو عمر رضي الله عنه، ومع ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم "فاقرؤوا منه ما تيسر".
والله أعلم.
ـ[عبد الحميد الفيومي]ــــــــ[18 - 09 - 08, 07:30 ص]ـ
بارك الله فيكم .. أفدتونا
وكنت قبل قليل أتساءل عن نفس الأمر!
ـ[أم حنان]ــــــــ[19 - 09 - 08, 03:25 ص]ـ
القراءة برواية ورش عن نافع صحيحة معتبرة في نفسها لدى علماء القراءات، لكن القراءة بها لمن لم يعدها بل عهد غيرها كالقراءة برواية حفص مثلا تثير بلبلة في نفوس المأمومين، فتترك القراءة بها لذلك، أما إذا كان القارىء بها في صلاته منفردا فيجوز لعدم المانع.
عضو: عبد الله بن قعود.
عضو: عبد الله بن غديان.
نائب رئيس اللجنة: عبد الرزاق عفيفي.
الرئيس: عبد العزيز بن باز.
جزى الله الأخ زقيل خيرا على هذه الفتوى، وجزى الله العلماء عنا خيرا
ـ[أم حنان]ــــــــ[19 - 09 - 08, 03:44 ص]ـ
والعلماء حينما يفتون تجد الحكمة في فتاويهم، فالقارئ يستطيع القراءة بما حفظ من القراءات بمفرده، أما القراءة بغير المعتاد فتسبب تشويش على المصلين، ودفع المفاسد مقدم على جلب المصالح، والمفسدة هي التشويش، والمصلحة تعريف الناس بالقراءات، والله اعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/464)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[19 - 09 - 08, 04:02 ص]ـ
بارك الله فيكم
والتشويش أمر مظنون، والمسلمون يقدمون مكة من بلاد كثيرة يقرأ فيها برواية ورش عن نافع وبلاد برواية قالون عن نافع وبلاد برواية الدوري عن أبي عمرو ولا يسمعون في مكة إلا قراءة حفص عن عاصم وفيهم العوام والجهلة ولم يحصل لهم تشويش ـ يذكر فيما أعلم ـ كما أن الإذعات والقنوات اليوم تبث القراءات المختلفة ويسمعها مئات الألوف، وإن حدث شيء من الاستغراب = فدواء العلم الجهل لا ترك العلم.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[19 - 09 - 08, 04:20 ص]ـ
كان الشيخ عادل الكلباني حفظه الله يصلي التراويح في جامع الملك خالد بأم الحمام في إحدى السنوات برواية شعبة عن عاصم وشجعه الشيخ ابن جبرين حفظه الله على ذلك وصلى خلفه وألقى كلمة فيها إقرار ورضى بما صنع.
وكان الناس يأتون مسرورين لسماع قراءة غير مألوفة لديهم
كذلك كان الشيخ عباس المصري رحمه في مسجده بحي البطحاء بالرياض يصلي بالقراءات المختلفة وكان الناس يأتونه لسماعها
وهكذا القراء في مصر في الحفلات (مع التحفظ على ما قد يقع من مخالفات) يقرؤون بالقراءات والناس تستفيد وتتعلم شيئا جديدا
وأنا عن تجربتي الشخصية كثيرا ما أصلي بالناس في مسجدي وفي عشرات المساجد التي زرتها في بلدان عديدة بقراءات شتى بناء على طلبهم وإلحاحهم وأنبه قبل أو بعد الصلاة إلى أن التلاوة كانت برواية كذا وبحمد الله نادرا ما يحصل تشويش من جاهل بالقراءات وبمجرد تعليمه يتعلم ويستفيد
والقراءات مثلها مثل أي سنة هجرها الناس ليس الحل أن نتركها لاستغراب الناس إياها وإنما نعلمهم ما يجهلون ولا تعليم أنفع من التعليم العملي ومنه جهر من جهر من الصحابة بالاستفتاح والتعوذ والبسملة للتعليم وجهر ابن عباس بالقراءة في الجنازة وتعمده الجمع بين العشائين لغير سفر ولا مرض ولا مطر وصلاة جابر في الثوب الواحد وغير ذلك
وما زال المشايخ المقتدى بهم يحيون سننا كانت مستغربة عند العوام فلم تلبث أن عرفت
فبموازنة المصالح والمفاسد فمصلحة نشر العلم وإحياء السنن أكبر من تشويش جاهل، والمستفيدون المتعلمون من القراءة بالقراءات أضعاف أضعاف من يتشوشون
والتشويش يزول بالتنبيه والتعليم
ولو كان علماء السلف لا يقرؤون بغير قراءة البلد لكان أهل مكة إلى اليوم يقرؤون بقراءة ابن كثير وأهل المدينة بقراءة نافع وأهل الشام بقراءة ابن عامر وهكذا فانتشار القراءة في بلد أمر نسبي يتغير من عصر إلى عصر بتعليم الناس ما خفي عليهم
ـ[أبو محمد أحمد بن عثمان]ــــــــ[19 - 09 - 08, 04:29 ص]ـ
بارك الله فيكم
والتشويش أمر مظنون، والمسلمون يقدمون مكة من بلاد كثيرة يقرأ فيها برواية ورش عن نافع وبلاد برواية قالون عن نافع وبلاد برواية الدوري عن أبي عمرو ولا يسمعون في مكة إلا قراءة حفص عن عاصم وفيهم العوام والجهلة ولم يحصل لهم تشويش ـ يذكر فيما أعلم ـ كما أن الإذعات والقنوات اليوم تبث القراءات المختلفة ويسمعها مئات الألوف، وإن حدث شيء من الاستغراب = فدواء العلم الجهل لا ترك العلم.
القراءات أصبحت الآن من الأمور المعروفة عند أغلب الناس، والأمر اختلف عما كان في السابق، القنوات الفضائية والتسجيلات وغيرها ساعد على انتشار ذلك.
امشي في مكة أو في غيرها تسمع تسجيلات لبعض القراء، بقراءات مختلفة، والناس لها متقبلون، ولا يوجد عندهم تشويش، بل يسعدون عندما يسمعون قرءاة مغايرة للقراءة التي بها يقرؤون.
وفي رأيي لا بأس أن يخبر الإمام المأمومين بأنه سيقرأ بقراءة كذا أو رواية كذا، ومع الوقت سيعرف الناس أن هذا الإمام يقرأ بالقراءات السبع أو العشر وبهذا يتعلمون وإلى القراءات يسعون.
والله أعلم
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[19 - 09 - 08, 04:38 ص]ـ
بارك الله فيكم
إن كان المأمومون جهالاً أو عواماً فالأولى ألا يُقرأ بغير الرواية المشهورة عندهم إلا أن يعلموا قبل ذلك , فيبين لهم أن هذه القراءات منزلة من عند الله وأنها كلام الله حقٌ وصدقٌ.
وهناك فرق في هذه الحال بين الروايات, والذي لا يحفظ القرآن ولا يقرأ منه إلا قليلاً لا يدري عن الروايات شيئاً ولا يخطر بباله أن هذا القارئ يقرأ بغير الرواية المشهورة عندهم ,خصوصاً إن كانت القراءة برواية قريبة من الرواية المشهورة وليس الخلاف كثيراً بينهما , أما إن قرأ القارئ بقراءة الكسائي وحمزة مثلاً وإمالاتهما أو ورش بإشباع مد البدل ونحو ذلك ـ والرواية المشهورة عندهم هي رواية حفص ـ فحتماً سيستنكر هذه القراءة بل قد يظن أن هذا القارئ يلعب بكتاب الله كما وقفت على ذلك بنفسي.
أما إن قرأ برواية شعبة أو قرأ برواية قالون بقصر الصلة مثلاً فلن يفطن العامي لهذه المخالفة.
واستنكار القراءات أمر نسبي يقوى في مجتمع ويضعف في آخر.
وإن كان المأمومون طلبة علم أو لديهم سعة بال فلا بأس أن يقرئ بغير الرواية المشهورة عندهم.
ولا بد من الموازنة بين المصلحة والمفسدة.
أما ما قاله الشيخ عبد الرحمن في مسألة حضور الناس إلى مكة , فأظن أن هناك فرقاً بين من يقدم إلى مكة وبين من هو قادم من أفريقيا, وذلك أن رواية حفص هي أوسع انتشاراً من قراءة نافع ومن ورواية السوسي, وأهل تلك البلاد أظنهم يعرفون رواية حفص ويسمعون من يقرأ بها ـ وما يُنقل من قراءة أئمة الحرمين منتشر انتشاراً واسعاً لا يخفى على كثير منهم.
وأذكر أني قرأت كلاماً للشيخ ابن عثيمين في كتابه "من أحكام القرآن" عند آية (مالك يوم الدين) تحدث عن القراءات وأنه لايشوش على المأمومين , والكتاب ليس لدي الآن.
والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/465)
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[19 - 09 - 08, 04:46 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وهذه فتوى لشيخ الإسلام أباح فيها لإمام أن يقرأ ينتقل من قراءة إلى أخرى ولم يقل له الزم قراءة بلدك
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن رجل يصلى بقوم، وهو يقرأ بقراءة الشيخ أبى عمرو، فهل إذا قرأ لورش، أو لنافع باختلاف الروايات مع حملة قراءته لأبى عمرو يأثم؟ أو تنقص صلاته؟ أو ترد؟
فأجاب:
يجوز أن يقرأ بعض القرآن بحرف أبى عمرو وبعضه بحرف نافع، وسواء كان ذلك في ركعة أو ركعتين، وسواء كان خارج الصلاة أو داخلها، والله أعلم.
مجموع الفتاوي 22/ 445 والفتاوي الكبرى 1/ 220
ـ[أم حنان]ــــــــ[19 - 09 - 08, 05:14 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
السؤال: هل فعل هذا الأمر سنة؟ وهل فعله الرسول صلى الله عليه وسلم؟ أم أن فعل على ماذكر في الفتوى هو الأولى؟
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[19 - 09 - 08, 05:35 ص]ـ
القراءات المتواترة هي بعض الأحرف السبعة التي قرأ بها النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة وغيرها وأقرأ بها أصحابه ليقرؤوا بها أئمة كانوا أو مأمومين، ومن رجع إلى كتب الحديث وجد أحاديث كثيرة فيها سماع الصحابة قراءات متنوعة من النبي صلى الله عليه وسلم.
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[19 - 09 - 08, 06:13 ص]ـ
فأظن أن هناك فرقاً بين من يقدم إلى مكة وبين من هو قادم من أفريقيا,.
تصحيح الخطأ: بين من هو مقيم في مكة أو في الجزيرة وبين من ...
ـ[النويصري]ــــــــ[19 - 09 - 08, 06:37 ص]ـ
السلام عليكم
ألم يقل علي رضى الله عنه حدثوا الناس بمايعرفون أتريدون أن يكذب الله ورسوله
وعلم القراءات بالنسبة للناس ليس واجبا وهم ليسوا جهالا لأنهم يعرفون رواية حفص والنبي صلى الله عليه وسلم لم يسمع عمر رضى الله عنه كل الأحرف وعمر استنكر رواية هشام وهو ليس بجاهل ولكنه أحسن التصرف عندما ذهب به إلى النبي صلى الله عليه وسلم واليوم قليل من يحسن التصرف
ـ[أبو خباب المكى]ــــــــ[19 - 09 - 08, 08:17 ص]ـ
في أحد المرّات قرا امام مسجدنا بروايه ورش " وكانت صلاه الفجر" وعندما خرجت من المسجد رايت بعض العوام يتهامسون ويتسالون عن هذه القراءه الغريبه العجيبه للقرآن.
فينبغى للامام مراعاه الأحوال وعدم التشويش على الناس واما إطلاق القول بان الناس اصبح لديهم معرفه بالقراءات وأن الامر ليس بمشوش عليهم , ففي هذا الاطلاق نظر .. والله أعلم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[19 - 09 - 08, 08:29 ص]ـ
وإن حدث شيء من الاستغراب = فدواء العلم الجهل لا ترك العلم.
ما أجمل ما ذكرتم
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[19 - 09 - 08, 06:18 م]ـ
وإن حدث شيء من الاستغراب = فدواء العلم الجهل لا ترك العلم.
لعل الصواب شيخنا (دواء الجهل العلم) ...
كان الشيخ عادل الكلباني حفظه الله يصلي التراويح في جامع الملك خالد بأم الحمام في إحدى السنوات برواية شعبة عن عاصم وشجعه الشيخ ابن جبرين حفظه الله على ذلك وصلى خلفه وألقى كلمة فيها إقرار ورضى بما صنع.
وكان الناس يأتون مسرورين لسماع قراءة غير مألوفة لديهم
كذلك كان الشيخ عباس المصري رحمه في مسجده بحي البطحاء بالرياض يصلي بالقراءات المختلفة وكان الناس يأتونه لسماعها
وهكذا القراء في مصر في الحفلات (مع التحفظ على ما قد يقع من مخالفات) يقرؤون بالقراءات والناس تستفيد وتتعلم شيئا جديدا
وأنا عن تجربتي الشخصية كثيرا ما أصلي بالناس في مسجدي وفي عشرات المساجد التي زرتها في بلدان عديدة بقراءات شتى بناء على طلبهم وإلحاحهم وأنبه قبل أو بعد الصلاة إلى أن التلاوة كانت برواية كذا وبحمد الله نادرا ما يحصل تشويش من جاهل بالقراءات وبمجرد تعليمه يتعلم ويستفيد
والقراءات مثلها مثل أي سنة هجرها الناس ليس الحل أن نتركها لاستغراب الناس إياها وإنما نعلمهم ما يجهلون ولا تعليم أنفع من التعليم العملي ومنه جهر من جهر من الصحابة بالاستفتاح والتعوذ والبسملة للتعليم وجهر ابن عباس بالقراءة في الجنازة وتعمده الجمع بين العشائين لغير سفر ولا مرض ولا مطر وصلاة جابر في الثوب الواحد وغير ذلك
وما زال المشايخ المقتدى بهم يحيون سننا كانت مستغربة عند العوام فلم تلبث أن عرفت
فبموازنة المصالح والمفاسد فمصلحة نشر العلم وإحياء السنن أكبر من تشويش جاهل، والمستفيدون المتعلمون من القراءة بالقراءات أضعاف أضعاف من يتشوشون
والتشويش يزول بالتنبيه والتعليم
ولو كان علماء السلف لا يقرؤون بغير قراءة البلد لكان أهل مكة إلى اليوم يقرؤون بقراءة ابن كثير وأهل المدينة بقراءة نافع وأهل الشام بقراءة ابن عامر وهكذا فانتشار القراءة في بلد أمر نسبي يتغير من عصر إلى عصر بتعليم الناس ما خفي عليهم
كلام نفيس يُكتب بماء الذهب .. جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم
و قد حصل شىء من هذا معى هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=84611
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/466)
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[19 - 09 - 08, 11:26 م]ـ
كان الشيخ عادل الكلباني حفظه الله يصلي التراويح في جامع الملك خالد بأم الحمام في إحدى السنوات برواية شعبة عن عاصم وشجعه الشيخ ابن جبرين حفظه الله على ذلك وصلى خلفه وألقى كلمة فيها إقرار ورضى بما صنع.
وكان الناس يأتون مسرورين لسماع قراءة غير مألوفة لديهم
ثم صدر تعميم من اللجنة الدائمة - قاله الشيخ صالح الفوزان - ووزارة الأوقاف بمنع القراءة بغير حفص، ولم يعد إليها الشيخ عادل ثانياً، قال الشيخ عادل: ((ولهم حجة في ذلك، وحجتهم داحضة))!! [لقاء في مجلة]
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[19 - 09 - 08, 11:56 م]ـ
ثم صدر تعميم من اللجنة الدائمة - قاله الشيخ صالح الفوزان - ووزارة الأوقاف بمنع القراءة بغير حفص، ولم يعد إليها الشيخ عادل ثانياً، قال الشيخ عادل: ((ولهم حجة في ذلك، وحجتهم داحضة))!! [لقاء في مجلة]
أعرف ذلك بارك الله فيك، ولكن قصدت أن الشيخ ابن جبرين له رأي يخالف لجنة الفتوى، فليست المسألة إجماعية، وكل يؤخذ من قوله ويترك.
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[20 - 09 - 08, 12:01 ص]ـ
شيخنا - بالإجازة - أبو خالد - حفظكم الله تعالى -
لم أرد الاعتراض عليكم
ولا التعقيب عليكم
ولم أدع أن المسألة إجماعية
وإنما أردتُ فقط المشاركة في الموضوع
ومنكم نستفيد شيخنا الكريم.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[20 - 09 - 08, 12:09 ص]ـ
صاحب الفضيلة الشيخ أبا محمد القحطاني حفظه الله وجميع من شارك في هذا الموضوع موافقا أو مخالفا
أسأل الله تعالى أن يغفر لنا أجمعين وأن يعفو عنا بمنّه وكرمه وأن يهدينا لما اختلف فيه من الحق بإذنه، وأن يجمعنا في دار كرامته.
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[20 - 09 - 08, 12:11 ص]ـ
آمين
آمين
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[30 - 09 - 08, 02:10 ص]ـ
بارك الله في الجميع ونفع بهم
أما إن قرأ برواية شعبة أو قرأ برواية قالون بقصر الصلة مثلاً فلن يفطن العامي لهذه المخالفة.
واستنكار القراءات أمر نسبي يقوى في مجتمع ويضعف في آخر ..
بارك الله فيك
وأظن العامي سيفطن لذلك لأن الخلاف موجود حتى في قصار السور، وانظر خلاف شعبة لحفص مثلا في سورة الهمزة، مع الخلاف في الإملات وهو مطرد.
فأظن أن هناك فرقاً بين من يقدم إلى مكة وبين من هو قادم من أفريقيا, وذلك أن رواية حفص هي أوسع انتشاراً من قراءة نافع ومن ورواية السوسي, وأهل تلك البلاد أظنهم يعرفون رواية حفص ويسمعون من يقرأ بها ـ
.
لم يتضح معنى المكتوب بالأحمر.
وقصدي أن هناك من يقدم من قرى في أفريقيا ولا يعرف إلا قراءة بلدته فهو وعوامنا سواء.
ولا شك أن العوام يستنكرون ويستغربون كل ما لا يعرفون ورفع الجهل عن الناس وتعليمهم العلم من أعظم ما يقدم لهم.
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[30 - 09 - 08, 03:28 ص]ـ
بارك الله في الجميع ونفع بهم
بارك الله فيك
وأظن العامي سيفطن لذلك لأن الخلاف موجود حتى في قصار السور، وانظر خلاف شعبة لحفص مثلا في سورة الهمزة، مع الخلاف في الإملات وهو مطرد.
...
بارك الله فيكم
أنا أتكلم عن بعض السور , فهناك سور لم يخلتف حفص وشعبة فيها كالفاتحة وكثير من سور المفصل , وهناك سور الخلاف فيها يسير ولا يدركه إلا حافظ ومتعلم.
أما الإمالات فنعم هي موضع استنكار من العوام.
لم يتضح معنى المكتوب بالأحمر.
وقصدي أن هناك من يقدم من قرى في أفريقيا ولا يعرف إلا قراءة بلدته فهو وعوامنا سواء.
ولا شك أن العوام يستنكرون ويستغربون كل ما لا يعرفون ورفع الجهل عن الناس وتعليمهم العلم من أعظم ما يقدم لهم.
بارك الله فيك , هذه الجملة قد صححتها في المشاركة رقم 17 فقلت:
تصحيح الخطأ: بين من هو مقيم في مكة أو في الجزيرة وبين من ...
على العموم: دواء الجهل العلم , والعوام يُعلَّمون بالتدريج حسب المصلحة.
والله أعلم.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[30 - 09 - 08, 08:14 ص]ـ
رأيت الناس كسالى وصوتي مجهد؛ فلا أستطيع تغيير طريقة الأداء أو التلاوة بطريقة تشدهم ... فصليت ركعتين برواية ورش عن نافع! واثنتين برواية السوسي عن ابن عمرو! فنشطت ونشطوا:)
مع العلم: أني في مسجد عوام.
ـ[أبو عائشة]ــــــــ[30 - 09 - 08, 08:59 ص]ـ
صاحب الفضيلة الشيخ أبا محمد القحطاني حفظه الله وجميع من شارك في هذا الموضوع موافقا أو مخالفا
أسأل الله تعالى أن يغفر لنا أجمعين وأن يعفو عنا بمنّه وكرمه وأن يهدينا لما اختلف فيه من الحق بإذنه، وأن يجمعنا في دار كرامته.
آمين
آمين
آمين
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[30 - 09 - 08, 03:47 م]ـ
أخي السبيعي
أضحك الله سنك ..
ـ[أم حنان]ــــــــ[25 - 08 - 09, 01:36 ص]ـ
فتوى اللجنة الدائمة فيها مراعاة للمصلحة العامة، وحتى لاتؤدي القراءة التي لم يعتد عليها المصلون إلى بلبلة في نفوسهم، وهذا يعني أنه إذا لم يحدث تشويش للمصلين فلا مانع من ذلك، وأعتقد أن قراءة الإمام بغير رواية حفص أمر مفيد لطلبة العلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/467)
ـ[محمد الرفاعي]ــــــــ[27 - 08 - 09, 03:10 م]ـ
جزاكم الله خيرا(1/468)
بشارة ياأهل الحديث!! تفسير الشيخ الشنقيطي بإشراف الشيخ خالد السبت
ـ[السكري]ــــــــ[23 - 06 - 03, 04:47 م]ـ
فضيلة شيخنا الشيخ الدكتور خالد بن عثمان السبت يحفظه الله يقوم الآن بمراجعته الأخيرة لتفسير الإمام محمدالأمين الشنقيطي الذي يعمل عليه منذ سنوات، وهذه الطبعة تختلف اختلافا كليا عن أضواء البيان في استيعاب الكلام وطول النفس في الشرح.
وسوف يدفعه قريبا إلى المطبعة ليخرج إلى المكتبات إن شاء الله تعالى، فنسأل الله أن يعين الشيخ وأن يسدده.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[24 - 06 - 03, 12:53 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء على هذه البشارة، ولكن قلت أخي (وهذه الطبعة تختلف اختلافا كليا عن أضواء البيان في استيعاب الكلام وطول النفس في الشرح) لا أفهم المراد
ـ[مركز السنة النبوية]ــــــــ[24 - 06 - 03, 01:11 ص]ـ
جزاك الله خيرا ... وبشرك الله بالخير ..
كما أنني أعرف من انتهى من تخريج ((أضواء البيان)) في مجلدٍ كبير مع بعض التصحيحات المطبعية وعمل فهرس للكتاب، وهو يفتح على الطبعة الأولى يسر الله له طبعه عن قريب.
ـ[أحمد المطيري]ــــــــ[24 - 06 - 03, 01:16 ص]ـ
بشرك الله بالجنا ن والحورالحسان
ونحن في انتظارالكتاب على أحرمن الجمر
ـ[أبو العالية]ــــــــ[24 - 06 - 03, 01:57 ص]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أشكر الأخ الفاضل السكري على بشراه ونفع الله به
وكذا جزى الله شيخنا الأصولي المفسر خالد السبت نفع الله به على جهده وخدمته للكتاب والسنة
وشيخنا أطال الله في عمره ونفع به يعمل على هذا التفسير من سنين
وذلك بتفريغ قرابة السبعين أو الثمانين شريطأً _ عهدي بالرقم بعيداً _للشيخ الأمين رحمه الله في تفسيره وهناك إضافات لا توجد بالمطبوع.
فجزى الله الشيخ خير الجزاء.
ومن عجيب الأمر: أني ذكرت هذا الكلام لشيخنا محمد بن أحمد طالب الشنقيطي حفظه الله فقال لي بالحرف الواحد:
" أنا قرأت هذا التفسير المطبوع على الشيخ كاملاً وهو على ما هو عليه الآن "
وذلك عقب كلامي عن جهد شيخنا خالد السبت وفقه الله
وأحب أن أضيف أن للشيخ كتاب من أنفس الكتب وهو:
قواعد في التفسير في مجلدين رائع جداً وأظنه لم يُصَنّف مثله في بابه والله أعلم
محبكم
أبو العالية
ـ[ابو عبدالله الرفاعي]ــــــــ[24 - 06 - 03, 02:02 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذه البشرى
ـ[السكري]ــــــــ[24 - 06 - 03, 03:07 م]ـ
لقد قام الشيخ الشنقيطي يرحمه الله تعالى نتفسير القرآن الكريم في المسجد النبوي أكثر من مرة, وتختلف هذه المرار عن بعضها فيما يبدو فهذه التي يعمل عليها الشيخ الكريم من المرات التي توسع فيها الإمام الشنقيطي وأطال .. وقد انتهى الشرح إلى سورة يونس فيما أذكر. وعلى كل حال فنسأل الله تعالى أن يجزل الأجر للإمام الشنقيطي ولشيخنا الشيخ خالد السبت.(1/469)
مصادر تفسير الرازي
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[27 - 06 - 03, 07:03 م]ـ
قال ابن خلكان في وفيات الأعيان (4/ 249) (وله التصانيف المفيدة في فنون عديدة منها تفسير القرآن الكريم جمع فيه كل غريب وغريبة، وهو كبير جدا لكنه لم يكمله) انتهى.
وقال الإمام الشاطبي رحمه الله في (الإفادات والإنشادات) ص 100 - 101
(حدثني الأستاذ أبو علي الزواوي عن شيخه الأستاذ الشهير أبي عبدالله المفسر أنه قال:
إن تفسير ابن الخطيب احتوى على أربعة علوم نقلها من أربعة كتب مؤلفوها كلهم معتزلة:
1) فاصول الدين نقلها من كتاب الدلائل لأبي الحسين
2) وأصول الفقه نقلها من كتاب المعتمد لأبي الحسين أيضا وهو أحد نظار المعتزلة، وهو الذي كان يقول فيه بعض الشيوخ: إذا خالف أبو الحسن البصري في مسألة صعب الرد عليه فيها!
3) قال والتفسير من كتاب القاضي عبدالجبار
4) والعربية والبيان من الكشاف للزمخشري) انتهى.
ـ[عبد السلام هندي]ــــــــ[27 - 06 - 03, 07:32 م]ـ
لعل قصده ان الرازي اعتمد على مصادر المعتزلة في عرضه لآرائهم، لكنه لا يتبنى تلك الآراء وانما يرد عليها.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[27 - 06 - 03, 08:02 م]ـ
نعم الرازي كان يذكر أقوال المعتزلة ويقررها غاية التقرير ثم يرد عليها على طريقة الأشاعرة -المخالفين للسنة - برد هزيل
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في لسان الميزان عن الرازي (4/ 427)
الفخر بن الخطيب صاحب التصانيف رأس في الذكاء والعقليات لكنه عرى من الآثار وله تشكيكات على مسائل من دعائم الدين تورث حيرة نسأل الله أن يثبت الإيمان في قلوبنا
وله كتاب السر المكتوم في مخاطبة النجوم سحر صريح فلعله تاب من تأليفه ان شاء الله تعالى انتهى
00
قال بعض المغاربة يورد الشبهة نقدا ويحلها نسيئة
00000
ورأيت في الإكسير في علم التفسير للنجم الطوفي ما ملخصه ما رأيت في التفاسير اجمع لغالب علم التفسير من القرطبي ومن تفسير
الامام فخر الدين الا انه كثير العيوب فحدثني شرف الدين النصيبي عن شيخه سراج الدين السرميا حي المغربي أنه صنف كتاب الماخذ في مجلدين بين فيهما ما في تفسير الفخر من الزيف والبهرج وكان ينقم عليه كثيرا ويقول يورد شبه المخالفين في على غاية ما يكون من التحقيق ثم يورد مذهب أهل السنة والحق على غاية من الوهاء
0000
وذكر ابن خليل السكوني في كتابه الرد على الكشاف ان ابن الخطيب قال في كتبه في الأصول أن مذهب الجبر هو المذهب الصحيح وقال بصحة الاعراض ويبقى صفات الله الحقيقة وزعم انها مجرد نسب واضافات كقول الفلاسفة وسلك طريق أرسطو في دليل التمانع ونقل عن تلميذه التاج الأرموي انه بصر كلامه فهجره أهل مصر وهموا به فاستتر ونقلوا عنه انه قال عندي كذا وكذا مائة شبهة على القول بحدوث العالم ومنها ما قاله شيخه بن الخطيب في آخر الأربعين والمتكلم يستدل على القدم بوجوب تأخر الفعل ولزوم اوليته والفيلسوف يستدل على قدمه باستحالة تعطل الفاعل عن أفعاله وقال في شرح الأسماء الحسنى ان من آخر عقاب الجانى مع علمه بأنه سيعاقبه فهو الحقود وقد تعقب بان الحقود من آخر مع العجز اما مع القدرة فهو الحلم والحقود إنما يعقل في حق المخلوق دون الخالق بالإجماع ثم اسند عن بن الطباخ ان الفخر كان شيعيا بقدم محبة أهل البيت لمحبة الشعية حتى قال في بعض تصانيفه وكان علي شجاعا بخلاف غيره وعاب عليه تصنيفه لتفسيره مفاتيح الغيب والمختصرة في المنطق والآيات البينات وتقريره لتلامذته في وصفه بأنه الامام المجتبى استاد الدنيا أفضل العالم فخر بن آدم حجة الله على الخلق صدر صدور العرب والعجم هذا آخر كلامه وقد مات الفخر يوم الإثنين سنة ست وست مائة بمدينة هراة واسمه محمد بن عمر بن الحسين وأوصى بوصية تدل على انه حسن اعتقاده) انتهى.
نسال الله الحماية والعافية.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[08 - 07 - 03, 04:54 م]ـ
لمعرفة من هو الذي أتم تفسير الرازي
تراجع رسالة للشيخ عبدالرحمن بن يحيى المعلمي رحمه الله في ذلك، وقد طبعت في مجموع رسائل للمعلمي بتحقيق ماجد الزيادي في المكتبة المكيةمن ص 101 - 134.
ـ[الحاج أحمد]ــــــــ[08 - 07 - 03, 05:21 م]ـ
جزاك الله خيرا ..
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[08 - 09 - 03, 10:54 ص]ـ
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة (5/ 439 - 440)
ولهذا لما صار كثير من أهل النظر كالرازي وأمثاله ليس عندهم إلا قول الجهمية والقدرية والفلاسفة تجدهم في تفسير القرآن وفي سائر كتبهم يذكرون أقوالا كثيرة متعددة كلها باطلة لا يذكرون الحق
مثل تفسيره للهلال وقد قال تعالى (يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج) سورة البقرة
فذكر قول أهل الحساب فيه وجعله من أقوال الفلاسفة وذكر قول الجهمية الذين يقولون إن القادر المختار يحدث فيه الضوء بلا سبب أصلا ولا لحكمة وكذلك إذا تكلم في المطر يذكر قول أولئك الذين يجعلونه حاصلا عن مجرد البخار المتصاعد والمنعقد في الجو وقول من يقول إنه أحدثه الفاعل المختار بلا سبب ويذكر قول من يقول إنه نزل من
الأفلاك
وقد يرجح هذا القول في تفسيره ويجزم بفساده في موضع آخر وهذا القول لم يقله أحد من الصحابة ولا التابعين لهم بإحسان ولا أئمة المسلمين بل سائر أهل العلم من المسلمين من السلف والخلف يقولون إن المطر نزل من السحاب) انتهى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/470)
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[08 - 09 - 03, 03:58 م]ـ
لا أرى فرقا بين قول من يقول أن المطر منعقد من البخار وبين من يقول ينزل من السحاب، فهتان مرحلتان نتيجتهما واحدة، وطبعا كله بأمر الله عز وجل وإذنه.
ثم هل ذكر إلى أين وصل في تفسيره ومن أكمله من بعده وهل نقل فيه كلام الرازي أقصد لو كان تلميذا له؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[08 - 09 - 03, 04:51 م]ـ
ابن تيمية رحمه الله من أكبر من رد على الرازي وبين ضلالاته وانحرافاته، ومن أهم الكتب التي رد عليه فيها هو كتاب (بيان تلبيس الجهمية) ويسمى (نقض التأسيس)
والرازي توفي 604 وابن تيمية ولد 661 فلم يكن الرازي شيخا لابن تيمية.
ـ[الحميدي]ــــــــ[08 - 09 - 03, 10:05 م]ـ
الشيخ عبد الرحمن وفقه الله ..
حبذا لو تدلي بدلوك في موقع ملتقى أهل التفسير والإخوة القائمون عليه من خيرة مَن أعرف وهم أيضاً من المتخصصين في هذا الفن، وهي دعوة لجميع الإخوة. وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح.
الموقع: www.tafsir.org
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[14 - 09 - 03, 08:40 م]ـ
وحول قول الأخ راجي رحمة ربه
(لا أرى فرقا بين قول من يقول أن المطر منعقد من البخار وبين من يقول ينزل من السحاب، فهتان مرحلتان نتيجتهما واحدة، وطبعا كله بأمر الله عز وجل وإذنه.)
فلعلي أنقل لك بعض أقوال الرازي من تفسيره حول هذا الموضوع لنعرف مقصد ابن تيمية رحمه الله من انتقاد الرازي
قال الرازي في تفسير سورة الحجر (19/ 140)
وأما قوله: {وَأَنزَلْنَا مِنَ ?لسَّمَاء مَاء * فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَآ أَنْتُمْ لَهُ بِخَـ?زِنِينَ} ففيه مباحث: الأول: أن ماء المطر هل ينزل من السماء أو ينزل من ماء السحاب؟
وبتقدير أن يقال إنه ينزل من السحاب كيف أطلق الله على السحاب لفظ السماء؟
وثانيها: أنه ليس السبب في حدوث المطر ما يذكره الفلاسفة بل السبب فيه أن الفاعل المختار ينزله من السحاب إلى الأرض لغرض الإحسان إلى العباد) انتهى.
فواضح كلامه هنا أنه يشكك في نزول المطر من السحاب
وفي مواضع أخرى ذكر أقوال أخرى
وقال الرازي في تفسير سورة النور (24/ 13)
اعلم أن هذا هو النوع الثاني من الدلائل وفيه مسألتان:
المسألة الأولى: قوله: {أَلَمْ تَرَ} بعين عقلك والمراد التنبيه والإزجاء السوق قليلاً قليلاً، ومنه البضاعة المزجاة التي يزجيها كل أحد وإزجاء السير في الإبل الرفق بها حتى تسير شيئاً فشيئاً ثم يؤلف بينه، قال الفراء (بين) لا يصلح إلا مضافاً إلى اسمين فما زاد، وإنما قال {بَيْنَهُ} لأن السحاب واحد في اللفظ، ومعناه الجمع والواحد سحابة، قال الله تعالى: {وَيُنْشِىء ?لسَّحَابَ ?لثّقَالَ} (الرعد: 12) والتأليف ضم شيء إلى شيء أي يجمع بين قطع السحاب فيجعلها سحاباً واحداً {ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً} أي مجتمعاً، والركم جمعك شيئاً فوق شيء حتى تجعله مركوماً، والودق: المطر، قاله ابن عباس وعن مجاهد: القطر، وعن أبي مسلم الأصفهاني: الماء. {مِنْ خِلاَلِهِ} من (شقوقه ومخارقه) جمع خلل كجبال في جمع جبل، وقرىء {مِنْ}.
المسألة الثانية: اعلم أن قوله: {?للَّهَ يُزْجِى سَحَاباً} يحتمل أنه سبحانه ينشئه شيئاً بعد شيء، ويحتمل أن يغيره من سائر الأجسام لا في حالة واحدة،
فعلى الوجه الأول يكون نفس السحاب محدثاً، ثم إنه سبحانه يؤلف بين أجزائه، وعلى الثاني يكون المحدث من قبل الله تعالى تلك الصفات التي باعتبارها صارت تلك الأجسام سحاباً، وفي قوله: {ثُمَّ يُؤَلّفُ بَيْنَهُ} دلالة على وجودها متقدماً متفرقاً إذ التأليف لا يصح إلا بين موجودين، ثم إنه سبحانه يجعله ركاماً، وذلك بتركب بعضها على البعض، وهذا مما لا بد منه لأن السحاب إنما يحمل الكثير من الماء إذا كان بهذه الصفة وكل ذلك من عجائب خلقه ودلالة ملكه واقتداره،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/471)
قال أهل الطبائع إن تكون السحاب والمطر والثلج والبرد والطل والصقيع في أكثر الأمر يكون من تكاثف البخار وفي الأقل من تكاثف الهواء، أما الأول فالبخار الصاعد إن كان قليلاً وكان في الهواء من الحرارة ما يحلل ذلك البخار فحينئذ ينحل وينقلب هواء. وأما إن كان البخار كثيراً ولم يكن في الهواء من الحرارة ما يحلل ذلك البخار فتلك الأبخرة المتصاعدة إما أن تبلغ في صعودها إلى الطبقة الباردة من الهواء أو لا تبلغ فإن بلغت فإما أن يكون البرد هناك قوياً أو لا يكون، فإن لم يكن البرد هناك قوياً تكاثف ذلك البخار بذلك القدر من البرد، واجتمع وتقاطر فالبخار المجتمع هو السحاب، والمتقاطر هو المطر، والديمة والوابل إنما يكون من أمثال هذه الغيوم، وأما إن كان البرد شديداً فلا يخلو إما أن يصل البرد إلى الأجزاء البخارية قبل اجتماعها وانحلالها حبات كباراً أو بعد صيرورتها كذلك، فإن كان على الوجه الأول نزل ثلجاً، وإن كان على الوجه الثاني نزل برداً، وأما إذا لم تبلغ الأبخرة إلى الطبقة الباردة فهي إما أن تكون كثيرة أو تكون قليلة، فإن كانت كثيرة فهي قد تنعقد سحاباً ماطراً وقد لا تنعقد، أما الأول فذاك لأحد أسباب خمسة: أحدها: إذا منع هبوب الرياح عن تصاعد تلك الأبخرة وثانيها: أن تكون الرياح ضاغطة إياها إلى الاجتماع بسبب وقوف جبال قدام الريح. وثالثها: / أن تكون هناك رياح متقابلة متصادمة فتمنع صعود الأبخرة حينئذ ورابعها: أن يعرض للجزء المتقدم وقوف لثقله وبطء حركته، ثم يلتصق به سائر الأجزاء الكثيرة المدد وخامسها: لشدة برد الهواء القريب من الأرض. وقد نشاهد البخار يصعد في بعض الجبال صعوداً يسيراً حتى كأنه مكبة موضوعة على وهدة، ويكون الناظر إليها فوق تلك الغمامة والذين يكونون تحت الغمامة يمطرون والذين يكونون فوقها يكونون في الشمس، وأما إذا كانت الأبخرة القليلة الارتفاع قليلة لطيفة فإذا ضربها برد الليل كثفها وعقدها ماء محسوساً فنزل نزولاً متفرقاً لا يحس به إلا عند اجتماع شيء يعتد به/ فإن لم يجمد كان طلاً،
وإن جمد كان صقيعاً، ونسبة الصقيع إلى الطل نسبة الثلج إلى المطر، وأما تكون السحاب من انقباض الهواء فذلك عندما يبرد الهواء وينقبض، وحينئذ يحصل منه الأقسام المذكورة
والجواب: أنا لما دللنا على حدوث الأجسام وتوسلنا بذلك إلى كونه قادراً مختاراً يمكنه إيجاد الأجسام لم يمكنا القطع بما ذكرتموه لاحتمال أنه سبحانه خلق أجزاء السحاب دفعة لا بالطريق الذي ذكرتموه، وأيضاً فهب أن الأمر كما ذكرتم، ولكن الأجسام بالاتفاق ممكنة في ذواتها فلا بد لها من مؤثر. ثم إنها متماثلة، فاختصاص كل واحد منها بصفته المعينة من الصعود والهبوط واللطافة والكثافة والحرارة والبرودة لا بد له من مخصص، فإذا كان هو سبحانه خالقاً لتلك الطبائع وتلك الطبائع مؤثرة في هذه الأحوال وخالق السبب خالق المسبب، فكان سبحانه هو الذي يزجي سحاباً، لأنه هو الذي خلق تلك الطبائع المحركة لتلك الأبخرة من باطن الأرض إلى جو الهواء، ثم إن تلك الأبخرة إذا ترادفت في صعودها والتصق بعضها بالبعض فهو سبحانه هو الذي جعلها ركاماً، فثبت على جميع التقديرات أن وجه الاستدلال بهذه الأشياء على القدرة والحكمة ظاهر بين.) انتهى.
فتبين لنا بذلك صحة قول الإمام ابن تيمية رحمه الله حيث قال
(وكذلك إذا تكلم في المطر يذكر قول أولئك الذين يجعلونه حاصلا عن مجرد البخار المتصاعد والمنعقد في الجو
وقول من يقول إنه أحدثه الفاعل المختار بلا سبب
ويذكر قول من يقول إنه نزل من الأفلاك
وقد يرجح هذا القول في تفسيره ويجزم بفساده في موضع آخر
وهذا القول لم يقله أحد من الصحابة ولا التابعين لهم بإحسان ولا أئمة المسلمين بل سائر أهل العلم من المسلمين من السلف والخلف يقولون إن المطر نزل من السحاب) انتهى.
فابن تيمية رحمه الله ينكر القول بنزول المطر من الأفلاك كما يذكره الرازي في مواضع من تفسيره
الجزء الثالث 19
السؤال الثالث: قوله: {وَأَنزَلَ مِنَ ?لسَّمَاء مَاء} يقتضي نزول المطر من السماء وليس الأمر كذلك فإن الأمطار إنما تتولد من أبخرة ترتفع من الأرض وتتصاعد إلى الطبقة الباردة من الهواء فتجتمع هناك بسبب البرد وتنزل بعد اجتماعها وذلك هو المطر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/472)
والجواب من وجوه: أحدها: أن السماء إنما سميت سماء لسموها فكل ما سماك فهو سماء فإذا نزل من السحاب فقد نزل من السماء وثانيها: أن المحرك لإثارة تلك الأجزاء الرطبة من عمق الأرض الأجزاء الرطبة {أَنزَلَ مِنَ ?لْسَّمَاء مَآء} وثالثها: أن قول الله هو الصدق وقد أخبر أنه تعالى ينزل المطر من السماء، فإذا علمنا أنه مع ذلك ينزل من السحاب فيجب أن يقال ينزل من السماء إلى السحاب، ومن السحاب إلى الأرض.
وقال في تفسير سورة البقرة (164)
ورابعها: أن السحاب مع ما فيه من المياه العظيمة، التي تسيل منها الأودية العظام تبقى معلقة في جو السماء وذلك من الآيات العظام. وخامسها: أن نزولها عند التضرع واحتياج الخلق إليه مقدراً بمقدار النفع من الآيات العظام، قال تعالى حكاية عن نوح: {فَقُلْتُ ?سْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ ?لسَّمَاء عَلَيْكُمْ مُّدْرَاراً} (نوح: 10،11). وسادسها: ما قال: {فَسُقْنَاهُ إِلَى? بَلَدٍ مَّيّتٍ} (فاطر: 9) وقال: {وَتَرَى ?لاْرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا ?لْمَاء ?هْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} (الحج: 5) فإن قيل: أفتقولون: إن الماء ينزل من السماء على الحقيقة أو من السحاب أو تجوزون ما قاله بعضهم من أن الشمس تؤثر في الأرض فيخرج منها أبخرة متصاعدة فإذا وصلت إلى الجو البارد بردت فثقلت فنزلت من فضاء المحيط إلى ضيق المركز، فاتصلت فتولدت من اتصال بعض تلك الذرات بالبعض قطرات هي قطرات المطر.
قلنا: بل نقول إنه ينزل من السماء كما ذكره الله تعالى وهو الصادق في خبره، وإذا كان قادراً على إمساك الماء في السحاب، فأي بعد في أن يمسكه في السماء، فأما قول من يقول: إنه من بحار الأرض فهذا ممكن في نفسه، لكن القطع به لا يمكن إلا بعد القول بنفي الفاعل المختار، وقدم العالم، وذلك كفر، لأنا متى جوزنا الفاعل المختار القادر على خلق الجسم، فكيف يمكننا مع إمكان هذا القسم أن نقطع بما قالوه.
وقال في تفسير سورة النحل
المسألة الأولى: ظاهر قوله تعالى: {وَهُوَ ?لَّذِى أَنزَلَ مِنَ ?لسَّمَاء مَاء} يقتضي نزول المطر من السماء، وعند هذا اختلف الناس، فقال أبو علي الجبائي في «تفسيره»: إنه تعالى ينزل الماء من السماء إلى السحاب، ومن السحاب إلى الأرض. قال لأن ظاهر النص يقتضي نزول المطر من السماء، والعدول عن الظاهر إلى التأويل، إنما يحتاج إليه عند قيام الدليل على أن إجراء اللفظ على ظاهره غير ممكن، وفي هذا الموضع لم يقم دليل على امتناع نزول المطر من السماء، فوجب إجراء اللفظ على ظاهره.
وأما قول من يقول: إن البخارات الكثيرة تجتمع في باطن الأرض. ثم تصعد وترتفع إلى الهواء، فينعقد الغيم منها ويتقاطر، وذلك هو المطر، فقد احتج الجبائي على فساده من وجوه: الأول: أن البرد قد يوجد في وقت الحر، بل في صميم الصيف، ونجد المطر في أبرد وقت ينزل غير جامد، وذلك يبطل قولهم.
ولقائل أن يقول: إن القوم يجيبون عنه فيقولون: لا شك أن البخار أجزاء مائية وطبيعتها البرد، ففي وقت الصيف يستولي الحر على ظاهر السحاب، فيهرب البرد إلى باطنه، فيقوى البرد هناك بسبب الاجتماع، فيحدث البرد، وأما في وقت برد الهواء يستولي البرد على ظاهر السحاب، فلا يقوى البرد في باطنه، فلا جرم لا ينعقد جمداً بل ينزل ماء، هذا ما قالوه. ويمكن أن يجاب عنه بأن الطبقة العالية من الهواء باردة جداً عندكم، فإذا كان اليوم يوماً بارداً شديد البرد في صميم الشتاء، فتلك الطبقة باردة جداً، والهواء المحيط بالأرض أيضاً بارد جداً، فوجب أن يشتد البرد، وأن لا يحدث المطر في الشتاء البتة، وحيث شاهدنا أنه قد يحدث فسد قولكم، والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/473)
الحجة الثانية: مما ذكره الجبائي أنه قال: إن البخارات إذا ارتفعت وتصاعدت تفرقت وإذا تفرقت لم يتولد منها قطرات الماء، بل البخار إنما يجتمع إذا اتصل بسقف متصل أملس كسقوف الحمامات المزججة. أما إذا لم يكن كذلك لم يسل منه ماء كثير، فإذا تصاعدت البخارات في الهواء، وليس فوقها سطح أملس متصل به تلك البخارات، وجب أن لا يحصل منها شيء من الماء. ولقائل أن يقول: القوم يجيبون عنه: بأن هذه البخارات إذا تصاعدت وتفرقت، فإذا وصلت عند صعودها وتفرقها إلى الطبقة الباردة من الهواء بردت، والبرد يوجب الثقل والنزول، فبسبب قوة ذلك البرد عادت من الصعود إلى النزول، والعالم كروي الشكل، فلما رجعت من الصعود إلى النزول، فقد رجعت من فضاء المحيط إلى ضيق المركز، فتلك الذرات بهذا السبب تلاصقت وتواصلت، فحصل من اتصال بعض تلك الذرات بعض قطرات الأمطار.
الحجة الثالثة: ما ذكره الجبائي قال: لو كان تولد المطر من صعود البخارات، فالبخارات دائمة الارتفاع من البحار، فوجب أن يدوم هناك نزول المطر، وحيث لم يكن الأمر كذلك، علمنا فساد قولهم. قال: فثبت بهذه الوجوه، أنه ليس تولد المطر من بخار الأرض، ثم قال: والقوم إنما احتاجوا إلى هذا القول، لأنهم اعتقدوا أن الأجسام قديمة، وإذا كانت قديمة امتنع دخول الزيادة والنقصان فيها، وحينئذ لا معنى لحدوث الحوادث إلا اتصاف تلك الذرات بصفة بعد أن كانت موصوفة بصفات أخرى، فلهذا السبب احتالوا في تكوين كل شيء عن مادة معينة، وأما المسلمون. فلما اعتقدوا أن الأجسام محدثة، وأن خالق العالم فاعل مختار قادر على خلق الأجسام كيف شاء وأراد، فعند هذا لا حاجة إلى استخراج هذه التكلفات، فثبت أن ظاهر القرآن يدل في هذه الآية على أن الماء إنما ينزل من السماء، ولا دليل على امتناع هذا الظاهر، فوجب القول بحمله على ظاهره، ومما يؤكد ما قلناه: أنجميع الآيات ناطقة بنزول المطر من السماء. قال تعالى: / {وَأَنزَلْنَا مِنَ ?لسَّمَاء مَاء طَهُوراً} (الفرقان: 48) وقال: {وَيُنَزّلُ عَلَيْكُم مّن ?لسَّمَاء مَاء لّيُطَهّرَكُمْ بِهِ} (الأنفال: 11) وقال: {وَيُنَزّلُ مِنَ ?لسَّمَاء مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ} (النور: 43) فثبت أن الحق، أنه تعالى ينزل المطر من السماء بمعنى أنه يخلق هذه الأجسام في السماء. ثم ينزلها إلى السحاب. ثم من السحاب إلى الأرض.
والقول الثاني: المراد إنزال المطر من جانب السماء ماء.
والقول الثالث: أنزل من السحاب ماء وسمى الله تعالى السحاب سماء، لأن العرب تسمي كل ما فوقك سماء كسماء البيت، فهذا ما قيل في هذا الباب.
المسألة الثانية: نقل الواحدي في «البسيط» عن ابن عباس: يريد بالماء ههنا المطر ولا ينزل نقطة من المطر إلا ومعها ملك، والفلاسفة يحملون ذلك الملك على الطبيعة الحالة في تلك الجسمية الموجبة لذلك النزول، فأما أن يكون معه ملك من ملائكة السموات، فالقول به مشكل والله أعلم.
وقال (3/ 315) عند تفسير قوله تعالى (أوكصيب من السماء) من سورة البقرة
الثاني: من الناس من قال: المطر إنما يحصل من ارتفاع أبخرة رطبة من الأرض إلى الهواء فتنعقد هناك من شدة برد الهواء ثم تنزل مرة أخرى، فذاك هو المطر ثم إن الله سبحانه وتعالى أبطل ذلك المذهب ههنا بأن بين أن ذلك الصيب نزل من السماء، كذا قوله: {وَأَنزَلْنَا مِنَ ?لسَّمَاء مَاء طَهُوراً} (الفرقان: 48) وقوله: {وَيُنَزّلُ مِنَ ?لسَّمَاء مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ} (النور: 43)
وقال في تفسير سورة النحل
واعلم أن الماء المنزل من السماء هو المطر، وأما أن المطر نازل من السحاب أو من السماء فقد ذكرناه في هذا الكتاب مراراً، والحاصل: أن ماء المطر قسمان: أحدهما: هو الذي جعله الله تعالى شراباً لنا ولكل حي، وهو المراد بقوله: {لَّكُم مَّنْهُ شَرَابٌ} وقد بين الله تعالى في آية أخرى أن هذه النعمة جليلة فقال: {وَجَعَلْنَا مِنَ ?لْمَاء كُلَّ شَىْء حَىّ} (الأنبياء: 30).
فإن قيل: أفتقولون إن شرب الخلق ليس إلا من المطر، أو تقولون قد يكون منه وقد يكون من غيره، وهو الماء الموجود في قعر الأرض؟
أجاب القاضي: بأنه تعالى بين أن المطر شرابنا ولم ينف أن نشرب من غيره.
ولقائل أن يقول: ظاهر الآية يدل على الحصر، لأن قوله: {لَّكُم مَّنْهُ شَرَابٌ} يفيد الحصر لأن معناه منه لا من غيره.
إذا ثبت هذا فنقول: لا يمتنع أن يكون الماء العذب تحت الأرض من جملة ماء المطر يسكن هناك، والدليل عليه قوله تعالى في سورة المؤمنين: {وَأَنزَلْنَا مِنَ ?لسَّمَاء مَاء بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِى ?لاْرْضِ} (المؤمنون: 18) ولا يمتنع أيضاً في غير العذب وهو البحر أن يكون من جملة ماء المطر
وقال في (19/ 24)
وذلك لأن هذه الأجزاء المائية إما أن يقال إنها حدثت في جو الهواء أو يقال إنها تصاعدت من وجه الأرض، فإن كان الأول وجب أن يكون حدوثها باحداث محدث حكيم قادر وهو المطلوب، وإن كان الثاني، وهو أن يقال إن تلك الأجزاء تصاعدت من الأرض فلما وصلت إلى الطبقة الباردة من الهواء بردت فثقلت فرجعت إلى الأرض فنقول هذا باطل، وذلك لأن الأمطار مختلفة فتارة تكون القطرات كبيرة وتارة تكون صغيرة وتارة تكون متقاربة، وأخرى تكون متباعدة وتارة تدوم مدة نزول المطر زماناً طويلاً وتارة قليلاً فاختلاف الأمطار في هذه الصفات مع أن طبيعة الأرض واحدة، وطبيعة الشمس المسخنة للبخارات واحدة لا بد وأن يكون بتخصيص الفاعل المختار وأيضاً فالتجربة دلت على أن للدعاء والتضرع في نزول الغيث أثراً عظيماً ولذلك كانت صلاة الاستسقاء مشروعة، فعلمنا أن المؤثر فيه هو قدرة الفاعل لا الطبيعة والخاصية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/474)
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[14 - 09 - 03, 08:46 م]ـ
وأما قول الأخ راجي رحمة ربه (ثم هل ذكر إلى أين وصل في تفسيره ومن أكمله من بعده وهل نقل فيه كلام الرازي أقصد لو كان تلميذا له؟)
فقد ذكرت فيما سبق (تراجع رسالة للشيخ عبدالرحمن بن يحيى المعلمي رحمه الله في ذلك، وقد طبعت في مجموع رسائل للمعلمي بتحقيق ماجد الزيادي في المكتبة المكيةمن ص 101 - 134.)
وقد بين فيها رحمه الله هذه المسائل بالتفصيل
ولعلي أنقل منها بعض الفوائد
قال ص 107
السؤال الثاني (إن لم يكمله فمن أكمله؟
الجواب: قد علم مما مر أنه أكمله كل من الخوبي والقمولي
فالأول شمس الدين قاضي القضاة أحمد بن خليل الخوبي توفي سنة 637
واما الثاني فهو نجم الدين أحمد بن محمد القمولي توفي سنة 727
ثم قال
وزعم بعضهم أن للسيوطي تكملة على تفسير الفخر كتب منها سورة سبح إلى آخر القرآن في مجلد 0000
والظاهر أنه تصنيف مستقل للسيوطي) انتهى بتصرف.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[14 - 09 - 03, 08:53 م]ـ
ثم قال ص 134
ملخص الجواب عن السؤال الثاني
الأصل من هذا الكتاب وهو القدر الذي من تصنيف الفخر الرازي وهو من أول الكتاب إلى آخر تفسير سورة القصص، ثم من أول تفسير الصافات إلى آخر تفسير سورة الأحقاف، ثم تفسير سورة الحديد والمجادلة والحشر، ثم من أول تفسير سورة الملك إلى آخر الكتاب، وما عدا ذلك فهو من تصنيف أحمد بن خليل الخولي، وهو من التكملة المنسوبة إليه، فإن تكملته تشمل زيادة على ما ذكر تعليقا على الأصل، هذا ما ظهر لي والله أعلم) انتهى كلام المحقق العلامة عبدالرحمن المعلمي رحمه الله.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[05 - 04 - 04, 09:39 ص]ـ
كتبه- أبو إسحاق الحويني
يسأل القارئ: إسماعيل كمال السيد العريش، شمال سيناء فيقول: قرأت في تفسير "مفاتيح الغيب" للفخر الرازي في أثناء تفسيره لسورة يوسف قوله: "واعلم أن بعض الحشوية!!! روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما كذب إبراهيم عليه السلام إلا ثلاث كذباتٍ". فقلتُ: الأولى أن لا نقبل مثل هذه الأخبار. فقال على طريق الاستنكار: فإن لم تقبلْهُ لزمنا تكذيبُ الرواة؟ فقلت له: يا مسكين! إن قبلناه لزمن الحكمُ بتكذيب إبراهيم عليه السلام، وإن رددناه لزمن الحكمُ بتكذيب الرواة، ولا شك أن صون إبراهيم عليه السلام عن الكذب أولى من صون طائفة من المجاهيل عن الكذب". انتهى كلام الفخر الرازي، وسؤالي: هل ما قاله الفخر صحيح مع أنني أعلمُ أن الحديث صحيح وهو في البخاري على ما أذكر؟
والجواب بحول الملك الوهاب:
فاعلم أيها السائلك أيدك الله أن الجواب من وجوه:
الوجهُ الأولُ: أنه من المتفق عليه عند سائر العقلاء أنه يُرجع في كل علم إلى أهله، ويقضي لهم على غيرهم، فيُقضى للمحدثين في الكلام على الأحاديث تصحيحًا وتضعيفًا، ويُقضى للفقهاء في الفقه، وللنحاة في النحو هكذا
فإذا علمنا ذلك، فينبغي أن لا يقبل كلام الفخر الرازي في الحكم على الأحاديث تصحيحًا وتضعيفًا،
لأنه مزجي البضاعة في الحديث،
تام الفقر في هذا الباب،
وقد قضى الرجل حياته في محاربة السنة،
ووضع الأصول الفاسدة لردها،
وقد اعترف في آخر حياته بندمه على عمره الذي أنفقه في هذا الخطل. قال الذهبيُّ في "سير النبلاء" (21 - 501): "وقد بدت منه في تواليفه بلايا وعظائم، وسحرٌ وانحرافات عن السُّنة، والله يعفو عنه، فإنه توفى على طريقة حميدة والله يتولى السرائر".
الوجه الثاني: أن الحديث صحيح لا ريب فيه وقد ورد عن أبي هريرة وأنس بن مالك، وأبي سعيد الخُدْري وغيرهم.
أمَّا حديث أبي هريرة، فيرويه عنه اثنان:
أولهما: الأعرج، عنه مرفوعًا: "لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات: قولُه حين دُعي إلى آلهتهم (إني سقيمٌ) وقولُه (فعله كبيرهم هذا) وقولُه لسارة: إنها أختي". قال: "ودخل إبراهيمُ قريةً فيها ملك من الملوك أو جبارٌ من الجبابرة فقيل: دخل إبراهيمُ الليلة بامرأةٍ من أحسن الناس. قال: فأرسل إليه الملك أو الجبارُ: من هذه معك؟ قال: أختي. قال: أرسل بها. قال: فأرسل بها إليه، وقال لها: لا تكذبي قولي، فإني قد أطبرتُهُ أنك أختي، إنْ على الأرض مؤمنٌ غيري وغيرك. قال: فلما دخلت إليه قام إليها، قال: فأقبلت توضأ وتُصلي، وتقولُ: اللهم إن كنت تعلمُ أني آمنتُ بك وبرسولك، وأحصنتُ فرجي إلا على زوجي،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/475)
فلا تسلط عليَّ الكافر. قال: فغُطَّ حتى ركض برجله. قال أبو الزنادك قال أبو سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة أنها قالت: اللهم إنه إن يمت، يُقل: هي قتلته، قال: فأُرسل، ثم قام إليها، فقامت توضأ وتصلي ... ثمم حدث هذا ثلاث مراتٍ. فقال في الثالثة أو الرابعة: ما أرسلتم إليَّ إلا شيطانًا، أرجعوها إلى إبراهيم، وأعطوها هاجر. قال: فرجعت، فقالت لإبراهيم: أشعرت أن الله تعالى ردَّ كيد الكافر، وأخدم وليدة، أخرجه أحمد (9341) قال: حدثنا عليُّ بن حفص، عن ورقاء، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة مرفوعًا. وأخرجه البخاريُّ في "البيوع" (4 - 411410)، وفي "الهبة" (5 - 246)، وفي "الإكراه" (12 - 321) قال: حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب بن أبي حمزة، ثنا أبو الزناد بهذا الإسناد، وهو مختصرٌ في الموضع الثاني والثالث واقتصر في الموضع الأول على قصة سارة. وأخرجه النسائيُّ في "المناقب" (5 - 98 الكبرى) عن علي بن عياش، نا شعيب بن أبي حمزة بهذا الإسناد وأخرجه الترمذيُّ (3166) عن محمد بن إسحاق عن أبي الزناد بهذا دون قصة سارة.
ثانيهما: محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، ويرويه عن ابن سيرين ثلاثة:
1 أيوب السختياني، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة مرفوعًا: "لم يكذب إبراهيمُ النبيُّ عليه السلامُ قطُّ إلا ثلاث كذباتٍ، ثنتين في ذات الله. قولُهُ (إني سقيم) وقولُهُ: (بل فعله كبيرهم) وواحدةٌ في شأن سارة، فإنه قدم أرض جبارٍ ومعه سارة، وكانت أحسن الناس ... وساق الحديث بنحو حديث الأعرج. أخرجه البخاريُّ في "النكاح" (9 - 126) قال: حدثنا سعيد بن تليد ومسلمٌ في "الفضائل" (2371 - 154) قال: حدثني أبو الطاهر، قالا: ثنا عبد الله بن وهبٍ، قال: أخبرني جرير بن حازمٍ، عن أيوب السختياني، عن ابن سيرين بهذا.
واللفظ لمسلمٍ، وأورده البخاريُّ مختصرًا وأحال على حديث حماد بن زيد الآتي. ورواه حماد بن زيد، عن أيوب السختياني بسدنه سواء لكنه أوقفه على أبي هريرة ولم يذكر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم. أخرجه البخاريُّ في "النكاح" (9 - 126)، والبيهقيُّ (7 - 366) عن سليمان بن حدبٍ. والبخاريُّ أيضًا في "أحاديث الأنبياء" (6 - 388) قال: حدثنا محمد بن محبوب، كلاهما عن حماد بن زيدٍ، عن أيوب بهذا الإسناد في أيوب، فرواية جديد بن حازم عن أيوب صحيحة أيضصا، لأن محمد بن سيرين كان يوقف كثيرًا من حديثه مع كونه مرفوعًا، وهذا معروفٌ عنه، فكأن ابن سيرين كان يرفعه، ثم لا ينشط فيوقفه، فتلقاه عنه أيوب على الوجهين. فإن قلت: فإن جرير بن حازم قد تكلم فيه ابن حبان وقال: "كان يخطئ لأنه كان يحدّث من حفظه". فلعلَّه أخطأ في هذا الحديث ورفعه، وقت خالفه حماد بن زيد وهو أثبت منه فأوقفه. قلتُ: أمَّا جرير بن حازم فقد وثقه ابن معين، والعجليُّ، وقال أبو حاتم: "صدوق". وقال النسائيُّك "لا بأس به" وقال أبو حاتم: "تغيَّر قبل موته بسنةٍ". ولكن هذا التغير لا يضرُّهُ، فقد قال عبد الرحمن بن مهدي: "اختلط، وكان له أولادٌ أصحابُ حديثٍ، فلما أحسوا ذلك منه حجبوه فلم يسمع منه أحدٌ شيئًا حال اختلاطه". وما ذكره ابن حبان فملازمٌ لكثيرٍ من الثقات الأثبات، وأنهم كانوا يخطئون في بعض ما رووه، ولا يضرهم مثل هذا، ولذلك قال الذهبيُّ: اغترفت أوهامه في سعة ما روى" واختيارُ الشيخين لحديثٍ من روايته دالُّ على أنه لم يهم فيه، ومما يدلُّ على أن الحديث مرفوعٌ من رواية ابن سيرين عن أبي هريرة أن هشام بن حسَّان وهو من أثبت الناس في ابن سيرين، قد رواه عنه، عن أبي هريرة مرفوعًا.
فأخرجه أبو داود (2212) عن عبد الوهاب الثقفي. والنسائيُّ (5 - 98 الكبرى) عن أبي أسامة حماد بن أسامة، وابنُ حبان (5737) عن النضر بن شميل ثلاثتهم عن هشام بن حسان، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة مرفوعًا: "إن إبراهيم لم يكذب إلا في ثلاثٍ: ثنتين في ذات الله ... وساق الحديث. وخالف هؤلاء الثلاثة: مخلد بن الحسين، فرواه عن هشام بن حسان بهذا الإسناد إلا أنه قال: "كلهنَّ في الله" يعني: الكذبات الثلاثة. أخرجه أبو يعلي (6039) قال: حدثنا مسلم بن أبي مسلم الجرميُّ، ثنا مخلد بن الحسين بهذا. وهذه رواية شاذَّةٌ أو منكرة، والصواب ما اتفق عليه الثقات أن ثنتين من هذه الثلاث كُنَّ في الله عز وجل، وليست عهدة الوهم على مخلد بن الحسين، فإنه ثقة عاقل كيس، وكان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/476)
هشام بن حسَّان زوج أمِّه. ولكن الشأن في الراوي عنه وهو شيخ أبي يعلي، فقد قال ابنُ حبان: "ربما أخطأ". وقال الأزديُّ: "حدَّث بأحاديث لا يتابع عليها" وقال البيهقيُّ: "غيرُ قويٍّ". وقد وثقه الخطيب، ولو وجدنا له متابعًا لأمكن حمل روايته على معنى مقبول ذكرتُهُ في "تنبيه الهاجد إلى ما وقع من النظر في كتب الأماجد" (2003) لا يتسع المجال هنا لذكره.
3 أما الراوي الثالث الذي رواه عن ابن سيرين، فهو عبد الله بن عون. فأخرج هذه الرواية: النسائيُّ (5 - 98) من طريق النضر بن شميل، عن عبد الله بن عون، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة فذكره موقوفًا. ولا تخالف بين روايته ورواية الرفع لما قدمنا أن ابن سيرين كان يرفعه ويوقفه، وليست هذه علة تقدح في الرواية. فهذا ما يتعلق بحديث أبي هريرة، وهو صحيحٌ لا ريب في ذلك، وقد اتفق عليه الشيخان من رواية ابن سيرين عنه.
أمّا حديثُ أنسٍ رضي الله عنه، فأخرجه النسائيُّ في "التفسير" (11433 الكبرى) قال: أخبرنا الربيع بن محمد بن عيسى، ثنا آدم هو ابنُ أبي إياس، ثنا شيبان بن عبد الرحمن أبو معاوية، ثنا قتادة، عن أنسٍ مرفوعًا: "يجمع الله المؤمنين يوم القيامة ... فذكر حديث الشفاعة، وفيه: "فيأتون إبراهيم، فيقول: إني لست هناكم، ويذكرُ كذباته الثلاث: قولُهُ: (إني سقيمٌ) وقوله: (فعله كبيرهم هذا) وقوله لسارة حين أتى على الجبار، أخبري أني أخوك، فإني سأخبرُ أنا أنك أختي، فإنَّا أخوان في كتاب الله، ليس في الأرض مؤمنٌ ولا مؤمنة غيرنا ... الحديث". وإسنادُهُ قويٌّ. وشيخ النسائي لا بأس به كما قال تلميذه النسائيُّ وبقية رجال الإسناد ثقاتٌ معروفون وأمّا حديث أبي سعيد الخُدْري رضي الله عنه مرفوعًا فذكر حديث الشفاعة وفيه: "فيأتون إبراهيم ... فيذكره بنحو حديث أنسٍ الفائت. أخرجه الترمذيُّ (3148) قال: حدثنا ابنُ أبي عمر. وأخرجه أبو يعلي (1040) قال: حدثنا عبد الأعلى بن حماد النرسيّ قالا: ثنا سفيان بن عيينة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري مرفوعًا، وقل اختلف في إسناده، فرواه حماد بن سلمة، عن علي بن زيد عنه أبي نضرة، عنه ابن عباسٍ مرفوعًا فساق حديث الشافعة بطوله.
أخرجه أحمد (1 - 281 282) قال: حدثنا عفان بن مسلم، وأيضًا (1 - 295 296) قال: حدثنا حسن بن موسى. وأبو يعلي (2328) قال: حدثنا هدبة بن خالد والبيهقيُّ في "الدلائل" (5 - 481 483) عن هدبة وأبي داود الطيالسيّ قال أربعتهم: ثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد بهذا الإسناد.
جعله من "مسند ابن عباس"، وعلي بن زيد بن جدعان ضعيفُ الحديث، والحديث عندي من "مسند ابن عباسٍ" أشبه، ورواية حماد بن سلمة عن علي بن زيد متماسكة كما يشير إلى ذلك قول أبي حاتم الرازي أن حماد بن سلمة كان أعرف بحديث علي بن زيدٍ من غيره، وهذا لا يعني تصحيح حديثه كما لا يخفى والله أعلم.
قُلْتُ: فقد ظهر لك أيها المسترشد أن الحديث صحيحٌ على طريقة أهل الحديث الذين هم فرسان هذا الميدان، وإليهم فيه المرجع والشأن.
الوجه الثالث: أن العلماء الذين مرَّ عليهم هذا الحديث قبل أن يخلق الفخر الرازي فسروه تفسيرًا مستقيمًا، ولم ينصبوا التعارض فيه بين صدق إبراهيم عليه السلام وصدق الرواة. فقال الحافظ في "الفتح" (6 - 392): "قال ابنُ عقيل: دلالة العقل تصرف ظاهر إطلاق الكذب على إبراهيم، وذلك أن العقل قطع بأن الرسول ينبغي أن يكون موثوقًا به، ليعلم صدقُ ما جاء به عن الله عز وجلَّ، ولا ثقة مع تجويز الكذب عليه، فكيف مع وجود الكذب منه، وإنما أطلق ذلك عليه لكونه بصورة الكذب عند السامع، وعلى تقديره فلم يصدر من إبراهيم عليه السلام إلا في حال شدة الخوف لعلوِّ مقامه، وإلا فالكذبُ المحضُ في مثل تلك المقامات يجوز، وقد يجب لتحمل أخف الضررين دفعًا لأعظمهما، وأمَّا تسميته إياها كذباتٍ، فلا يريد أنها تذمُّ، فإن الكذب وإن كان قبيحًا مخلا، لكنه قد يحسنُ في مواضع، وهذا منها". انتهى. وهذا ما يُسمى عند العلماء بالمعاريض وهي مباحةٌ. وقد حاول الفخر الرازي عند تفسيره لقوله تعالى: بل فعله كبيرهم هذا أن يتخلص من دلالة الآية على معنى التعريض بوجوهٍ ضعيفةٍ وقد قال (22 - 186) وهو يذكر هذه الكذبات: "وإذا أمكن حمل الكلام على ظاهره من غير نسبة الكذب إلى الأنبياء عليهم السلا، فحينئذٍ لا يحكم بنسبة الكذب إليهم إلا زنديق". انتهى. ونحن نقول له: المسألة لفظية لا حكمية، ولا يوجد مسلمٌ بحمد الله يجرؤ على تكذيب نبيٍّ، ولم يقل بهذا واحدٌ قط، فإذا كانت المسألة لفظية فما الذي حمل الفخر الرازي على ردِّ الحديث بمثل هذه الشقاشق؟!
الوجه الرابع: " ... أولى من صون طائفةٍ من المجاهيل .. ".
والمجهول عند أهل الحديث قسمان: أحدهما مجهول العين، وهو من لم يرو عنه إلا واحدٌ. والثاني: مجهول الحال وهومن لم يأت فيه توثيق معتبرٌ، فإذا علمت ذلك؛ فقد روى هذا الحديث: أبو هريرة، ومحمد بن سيرين، والأعرج، وأبو الزناد، وشعيب بن أبي حمزة، ومحمد بن إسحاق، وورقاد بن عمر، وأيوب السختياني، وهشام بن حسان، وعبد الله بن عون وحماد بن زيد، وجرير بن حازم وغيرهم ممن ذكرنا، فمن من هؤلاء يمكن إطلاق اسم الجهالة عليه وهم أئمةٌ ثقاتٌ معروفون؟!
فاللهم غفرًا. وللفخر الرازي مواضع في "تفسيره" أنكر فيها أحاديث صحيحة لعلنا نتعرض لبعضها إن شاء الله.
والحمد لله رب العالمين.
http://www.altawhed.com/Detail.asp?InNewsItemID=134888
وللفائدة
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1584
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/477)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[05 - 04 - 04, 10:37 ص]ـ
خلاصة ما في الرابط الأخير أن أحد أعضاء مجلس الحكم الانتقالي العميل في العراق قد أصدر فتوى بأن سائر تفسير الرازي قد أتمه بنفسه ولم يتمه أحد من تلاميذه.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[05 - 04 - 04, 11:27 ص]ـ
جزاك الله خيرا
وهذا القول الذي ذهب إليه غير صحيح بل هناك من أتم تفسير الرازي ولم يكمله هو بنفسه
ومن طالع رسالة الشيخ المحقق عبدالرحمن بن يحيى المعلمي رحمه الله تبين له أن هناك من أتم الكتاب فقد ذكر أدلة قوية على ذلك
وقد ذكر الشيخ رحمه الله في هذه الرسالة فوائد نفيسة عن منهج الرازي ومقارنة بين أقسام الكتاب وغير ذلك
وقد توارد الأئمة على ذكرتتمة التفسير وفي رسالة الشيخ المعلمي رحمه الله نقول متعددة حول هذه المسألة فمنها
قال ابن خلكان في وفيات الأعيان (4/ 249) (وله التصانيف المفيدة في فنون عديدة منها تفسير القرآن الكريم جمع فيه كل غريب وغريبة، وهو كبير جدا لكنه لم يكمله) انتهى.
وفي عيون الأنباء لابن أبي أصيبعة (2/ 171) في ترجمة شمس الدين أحمد بن خليل الخويي أن له تتمة تفسير القرآن لابن خطيب الري (يعني الرازي)
وابن أبي أصيبعة تلميذ الخويي والرازي
وقال السبكي في الطبقات (5/ 179) في ترجمة القمولي (وله تكملة على تفسير الإمام فخر الدين)
وفي شذرات الذهب لابن العماد (6/ 75) في ترجمة القمولي (قال الإسنوي: وكمل تفسير ابن الخطيب) يعني الرازي
وفي الشذرات كذلك (5/ 21) (قال ابن قاضي شهبة: ومن تصانيفه تفسير كبير لم ييمه في اثني عشر مجلدا)
وفي الدرر الكامنة لابن حجر (1/ 204) في ترجمة القمولي (وأكمل تفسير الإمام فخر الدين) انتهى.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[05 - 04 - 04, 11:36 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخنا
والملفت للنظر إلى أن التتمة هي بنفس الإسلوب
لكن ما تقولون -وفقكم الله- في العزو إلى تفسيره؟ هل يقال قال الرازي كذا وكذا دون البحث إن كان هذا مما أتمه بنفسه أم أتمه تلامذته؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[06 - 04 - 04, 11:06 م]ـ
جزاكم الله خيرا
العزو يكون إلى تفسير الرازي هذا هو الأصل
ولكن في السور التي كتبها غيره يكون العزو مع التنبيه أفضل
وقد تم كتابة رسالة الشيخ المعلمي كاملة والحمد لله
وهذا نصها (ولعلي أضعها بالحواش في خزانة البحوث بإذن الله تعالى)
بحث حول تفسير الفخر الرازي
للعلامة المحقق
عبد الرحمن بن يحيى بن علي المعلمي
بسم الله الرحمن الرحيم
أفادني فضيلة العلامة الجليل الشيخ محمد بن عبد العزيز بن مانع () – حفظه الله – أن أن صاحب كشف الظنون ذكر أن تفسير الفخر الرازي المسمى بمفاتيح الغيب لم يكمله الفخر، وأنه أكمله نجم الدين أحمد بن محمد القمولي، وأن في ترجمة من طبقات ابن السبكي ومن الدرر الكانة أن له تكملة لتفسير الفخر الرازي. وكأن فضيلة الشيخ – حفظه الله – ندبني لتحقيق هذه القضية؛ لأن هذا التفسير مطبوع بكماله منسوباً إلى الفخر الرازي، وليس فيه تمييز بين أصل وتكملة وآخر على طريقة أوله.
هذا ولم تكن سبقت لي مطالعة التفسير ولا مراجعة، ولي عنه صوارف فرجوت أن أجد في كتب التاريخ والترجم والفهارس ما يغني عن تصفح التفسير فلم أجد ما يفيد التحديد غلا في بعض الفهارس الحديثة أنه وجد بخط السيد مرتضى الزبيدي عن شرح الشفاء للخفاجي أن الرازي وصل إلى سورة الأنبياء، فأحببت أن أقف على عبارة الخفاجي، وشرحه للشفاء مطبوع في أربعة مجلدات كبار ولم تسبق لي مطالعة له أيضاً فنظرت أولاً في فهارس مجلداته الأربعة، وراجعت ما رأيت أنه مظنة للعبارة المذكورة فلم أجد. فتجشمت تصفح ذاك الشرح من أوله ولم يكلفني ذلك كبير تعب لأنني وجدت العبارة في ص267 من المجلد الأول طبع القسطنيطية سنة 1267هـ وسيأتي نصها فرابني قوله: "الثابت في كتب المؤرخين" فإني قد تتبعت ما وجدته من كتبهم فلم كيف خفي ذلك على صاحب كشف الظنون مع سعة إطلاعه وكثرة تتعب؟. وكيف خفي على الزبيدي حتى احتاج إلى تعليقه عن كتاب الخفاجي، ثم خفي على من بعده حتى لم يجدوا إلا النقل عن خط الزبيدي عن كتاب الخفاجي، إذا لابد من النظر في التفسير نفسه في تفسير سورة الأنبياء وما قبلها وما بعدها، فزادني ارتياباً بقول الخفاجي أنني وجدت الروح واحدة الأسلوب واحد حتى أنتي كدت أجزم أو جزمتبأن تفسير سورة الأنبياء وسور
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/478)
بعدها من هذا التفسير هو تصنيف مفسر سورة الكهف وسورة مريم وسورة طه منه، وراجعت مواضع من تفسير البقرة وآل عمران ونظرت نظرة في أواخر التفسير فوجدته أيضاً موافقاً لذلك، عثرت على إحالة في تفسير سورة الإخلاص لفظها "وقد استقصينا في تقرير دلائل الوحدانية في تفسير قوله: ? لو كان فيهما ءالهة إلا الله لفسدتا? وهذه الآية في سورة الأنبياء فخطرلي احتمال أن يكون قائل: (إن الرازي وصل إلى سورة الأنبياء) إنما أخذ ذلك من هذه العبارة مضمومة إلى نصوص المؤرخين أن الرازي لم يكمل التفسير، وإنما أكمله غيره؛ فإن العادة في تصنيف التفاسير أن يبدأ المفسر من أول القرآن ثم يجري على الترتيب. والظاهر أن الرازي هكذا صنع، وقد نصوا على أنه لم يكمل التفسير، إذن فلابد أن يكون هناك موضع أنتهى إليه الأصل وشرعت منه التكملة، وعباراتهم تعطي أنه بقي على الرازي مقدار له شأن، فتفسير سورة الإخلاص لن يكون إلا من التكملة، فكلمة (وقد استقصينا) من كلام المكمل، فتفسير الآية المحال عليها من كلامه ...
دع هذا ودع مناقشته، فالمقصود أن الريبة في قول الخفاجي استحكمت بل اتضح بطلانه كما سيأتي ..
واصلت النظر في تفسير سورة الحج والمؤمنين والنور والفرقان والشعراء والقصص متفهماً تارة .. متصفحاً أخرى وأنا لا أنكر شيئاً من الروح والأسلوب، مع وجود شواهد تدل أن الكلام كلام الرازي، لكن لم آكد أشرع في النظر في تفسير العنكبوت حتى شعرت بأن هذه روح أخرى، وأسلوب يحاول محاكاة السابق وليس به، فأنعمت النظر فتأكد ذلك وتأيد بوجود عدة فوارق، فقفزت إلى تفسير سورة الروم، ثم إلى تفسير سورة لقمان، فالسجدة فأجد الطريقة الثانية مستمرة، فرأيت أني قد اكتشفت الحقيقة، وأن الرازي بلغ إلى آخر تفسير القصص، فما بعد ذلك هو التكملة، لكنني تابعت تصفحي لأوائل تفسيره سورة سورة فلما بلغت تفسير الصافات إذا بالطريقة الأولى ماثلة أمامي، فجاوزتها إلى السورة الخامسة أو السادسة بعدها فوجدت الطريقة الأولى باقية فجاوزت ذلك إلى السابعة والثامنة فإذا بالطريقة الثانية، وهكذا أجد كلتا الطريقتين تغيب ثم تعود فعلمت أنه لابد من استقصاء النظر على الترتيب وسألخص البحث من أوله مرتباً على أسئلة كل منها مع جوابه.
السؤال الأول:
ألم يكمل الفخر الرازي تفسيره؟
الجواب: يُعلم مما يأتي:
في عيون الأنباء لابن أبي أصيبعة (2/ 29) في ترجمة الفخر، في بيان مؤلفاته (كتاب التفسير الكبير المسمى مفاتيح الغيب، أثنتا عشرة مجلدة بخطة الدقيق سوى الفاتحة، فإنه أفراد لها كتاب تفسير الفاتحة مجلد، تفسير سورة البقرة من الوجه العقلي لا النقلي مجلد .. ) ظاهر هذا أن الفخر أكمل التفسير، لكن ذكر ابن أبي أصيبعة نفسه في كتابه المذكور (2/ 171) في ترجمة شمس الدين أحمد بن خليل الخويى أن له (تتمة تفسير القرآن لابن خطيب الري). وابن خطيب الري هو الفخر الرازي. وذكر ابن أصيبعة في ترجمة الخويي أنه – أعني – ابن أبي أصيبعة أخذ عن الخويي وأدرك الفخر الرازي وأخذ عنه، والفخر توفي سنة 606هـ كما هو معروف، وتوفي ابن أبي أصيبعة سنة 668هـ.
وفي تاريخ ابن خلكان (1/ 474) في ترجمة الفخر في ذكر مؤلفاته: "منها تفسير القرآن الكريم جمع فيه كل غريب وغريبة، وهو كبير جداً لكنه لم يكمله، وشرح سورة الفاتحة في مجلد" توفي ابن خلكان سنة 681هـ.
وذكر ابن السبكي في طبقاته (5/ 35) في ترجمة الفخر تفسيره، ولم يبين أكمل أم لا، لكنه قال (5/ 179) في ترجمة نجم الدين أحمد بن محمد القمولي: "وله تكملة على تفسير الإمام فخر الدين" توفي ابن السبكي سنة 771هـ.
وفي شذرات الذهب (6/ 75) في ترجمة القمولي: قال الأسنوي: وكمل تفسير ابن الخطيب" وابن الخطيب هو الفخر، توفى الأسنوي سنة 771هـ، وفيها (5/ 21) في ترجمة الفخر: "قال ابن قاضي شبهة: ومن تصانيفه تفسير كبير لم يتمه في أثني عشر مجلداً كباراً .. توفي ابن قاضي شهبة سنة 851هـ.
وفي الدرر الكامنة لابن حجر (1/ 204) في ترجمة القمولي: "وأكمل تفسير الإمام فخر الدين". توفي ابن حجر سنة 852هـ.
السؤال الثاني:
إن لم يكمله فمن أكمله؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/479)
الجواب: قد علم مما مر أنه أكمله كل من الخويى والمقولي، فأما الأول فهو شمس الدين قاضي القضاة أحمد بن خليل الخويى توفي سنة 637هـ. هذا هو الصواب في أسمه ولقبه ونسبته ووفاته، ووقع في عدة كتب تخليط في ذلك. راجع عيون الأنباء (2/ 171) والمرآة لبسط الجوزي (8/ 730)، وطبقات ابن السبكي (5/ 8)، والسلوك للمقريزي (1/ 373)، وتذكرة الحافظ للذهبي (4/ 200). والبداية والنهاية لابن كثير (13/ 155)، والشذرات (5/ 183)، وراجع شرح القاموس (خ و ي) وكشف الظنون (مفاتيح الغيب)، والشذرات (5/ 423)، وفهرس الأزهر (1/ 299)، وفهرس الخزانة التيمورية (1/ 235)، ومعجم المطبوعات.
وله ابن أسمه شهاب الدين قاضي القضاة محمد بن أحمد بن خليل الخويى، كان محدثاً فاضلاً، توفى سنة 693هـ. ذكر في مواضع من سلوك المقريزي وتاريخ ابن الفرات، وله ترجمة حسنة في البداية والنهاية لابن كثير (13/ 337)، فوات الوفيات (2/ 182)، والوافي بالوفيات (2/ 137)، والشذرات (5/ 423) على تخليط في الشذرات.
ولما كان الغالب أن يُلقب من أسمه محمد: شمس الدين، ومن أسمه أحمد: شهاب الدين، اشتبه الأمر على صاحب كشف الظنون فجعل لقب الأب: شهاب الدين.
وأما الثاني فهو نجم الدين أحمد بن محمد القمولي، توفي سنة 727هـ، كما في طبقات ابن السبكي (5/ 179)، والدرر الكامنة (1/ 304)، والشذرات (6/ 75)، وكشف الظنون (مفاتيح الغيب)، ووقع في فهرس الأزهر، وفهرس الخزانة التيمورية ذكر وفاته سنة 777 تبعاً لنسخة كشف الظنون الطبعة الأولى، وذلك خطأ.
وزعم بعضهم أن للسيوطي تكملة على تفسير الفخر، كتب منها من سورة سبح إلى آخر القرآن في مجلد، وإنما ذكر صاحب كشف الظنون أن للسيوطي تفسيراً أسمه مفاتيح الغيب كتب منه ذاك المقدار، وهذا هو الظاهر أنه تفسير مستقل، وسيأتي ما يؤكد ذلك إن شاء الله.
السؤال الثالث:
إذا لم يكمل الفخر تفسيره فهذا التفسير المتداول الكامل مشتمل على الأصل والتكملة، فهل يعرف أحدهما من الآخر؟
الجواب: هذا يحتاج إلى إطالة. فقد قال الشهاب الفخاجي المتوفي عام 1069هـ في شرحه لشفاء القاضي عياض (1/ 267) معترضاً على من نقل عن التفسير الكبير للفخر الرازي: "الثابت في كتب التأريخ أن التفسير الكبير وصل إلى سورة الأنبياء وكمله تلميذه الخويى".
وقد ذكرت ارتيابي في هذا القول ثم نظري في التفسير نفسه، وسألخص ذلك محيلا على النسخة المطبوعة بمصر سنة 1278هـ، وهي في ستة مجلدات، وله نسخة مخطوطة محفوظة بمكتبة الحرم المكي.
أولاً: في آخر تفسير البقرة من المخطوطة "حكاية تأريخ المصنف": وقد تم يوم الخميس في المعسكر المتاخم للقرية المسماة بأرصف، سنة أربع وتسعين وخمسمائة".
وفي آخر تفسير آل عمران من المخطوطة "قال رضي الله عنه: تم تفسير هذه السورة يوم الخميس"، ونحوه في المطبوعة، وزاد "أول ربيع الآخر سنة خمس وتسعين وخمسمائة".
وهكذا ثبت التأريخ في أكثر السور الآتية إلى آخر سورة الكهف حيث في النسختين "قال المصنف رحمه الله: تم تفسير يوم الثلاثاء السابع عشر من صفر سنة اثنتين وستمائة في بلدة غزنين".
ثم انقطعت السلسلة إلى سورة يس ثم شرعت من آخر تفسير الصافات حيث وقع هناك في المطبوعة "تم تفسير هذه السورة ضحوة يوم الجمعة السابع عشر من ذي القعدة سنة ثلاث وستمائة".
ثم استمر التأريخ فيما بعد ذلك من السور إلى آخر تفسير الأحقاف حيث وقع في النسختين "قال المصنف رضي الله عنه تم تفسير هذه السورة يوم الأربعاء العشرين من ذي الحجة سنة ثلاثة وستمائة".
ولم يثبت آخر القتال، ووقع في المطبوعة آخر تفسير سورة الفتح "قال المصنف رحمه الله تعالى: تم تفسير هذه السورة يوم الخميس السابع عشر من شهر ذي الحجة سنة ثلاث وستمائة".
كذا وقع من أن أول ذي الحجة تلك السنة "الجمعة" كما تصرح به تواريخ السور السابقة.
وفي الشذرات (5/ 10) ما يدل على أن أول شوال تلك السنة كان الاثنين، فإذا تم شؤال ثلاثين كان أول ذي القعدة الأربعاء كما تقدم، فإذا تم أيضاً ثلاثين ولا مانع من ذكل كان أو ذي الحجة الجمعة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/480)
ثانياً: وقع في القسم الذي زعم الخفاجي أنه التكملة – في مواضع منه نصوص تبين أن تلك المواضع من تصنيف الفخر، فمنها ما هو صريح كقوله في تفسير سورة الأنبياء – التفسير – (4/ 521) "أما المأخذ الأول فقد تكلمنا فيه في الجملة في كتابنا المسمى بالمحصول في الأصول".
وفي تفسير الزمر – التفسير: (5/ 415):
"الثالث كان الشيخ الوالد ضياء الدين عمر رحمه الله يقول .. ".
وفي تفسير الزمر – التفسير (5/ 448):
"لنا كتاب مفرد في تنزيه الله .. سميناه تأسيس التقديس".
وفي تفسير سورة الحشر – التفسير – (6/ 275):
"أعلم أنا قد تمسكنا بهذه الآية في كتاب المحصول في أصول الفقه".
وفي تفسير المدثر – التفسير – (6/ 404):
"والاستقصاء فيه قد ذكرناه في المحصول من أصول الفقه".
وفي تفسير سورة الفجر – التفسير – (6/ 547):
"وجواب المعارضة بالنفس مذكور في كتاب المسمى بلباب الإشارات".
وكتاب المحصول في أصول الفقه، وكتاب تأسيس التقديس في العقائد، وكتاب لباب الإشارات، ملخص من إشارات ابن سينا – ثلاثتها من مصنفات الفخر الرازي المشهورة -، وضياء الدين عمر هو والد الفخر الرازي وشيخه.
ومنها ما هو دون ذلك كقوله في تفسير سورة الفرقان – التفسير – (5/ 28):
"وفي تحقيقه وبسط كلام دقيق يرجع فيه إلى كتبنا العقلية".
وفي تفسير سورة القصص – التفسير – (5/ 135):
"وهذه طريقة ركيكة بينا سقوطها في الكتب الكلامية".
وفي تفسير سورة فصلت – التفسير – (5/ 449):
"لأنا قد دللنا في المعقولات .. ".
وفي تفسر سورة القيامة (6/ 415):
"بينا في الكتب العقلية ضعف تلك الوجوه فلا حاجة هنا إلى ذكرها".
والذي نسبت إليه التكملة لم تعرف له كتب عقلية وكتب كلامية يتأتى منه أن يثحيل عليها بمثل هذه الكلمات، وإنما ذلك للفخر الرازي. فأما ما وقع في التفسير (5/ 317):
" في تفسير سورة يس، وهو من القسم الثالث "قد ذكرنا الدلائل على جواز الخلاء في الكتب العقلية". فالصواب كما في المخطوطة "قد ذكر الدلائل .. ".
ومنها ما هو دون ذلك كقوله في تفسير سورة النور – التفسير – (4/ 620):
"فقد بينا في أصول الفقه" ونحوه في تفسير النور أيضاً – التفسير – (4/ 637)، و (4/ 709) وفي تفسير الفرقان (5/ 21) وسورة النمل (5/ 93).
وفي تفسير الدخان – التفسير – (5/ 583):
"وهذا الدليل في غاية الضعف على ما بيناه في أصول الفقه".
وفي تفسير الحديد – التفسير – (6/ 232):
"سمعت والدي رحمه الله .. ".
وفي تفسير سورة الحشر – التفسير – (6/ 275):
" .. أن المسلم لا يقتل بالذمي، وقد بينا وجهه في الخلافات".
وحمل هذه الإحالات على أنها من كلام الفخر هو الظاهر.
ثالثاً: الطريقة التي جرى عليها الرازي في الشطر المقطوع بأنه تصنيفه من هذا التفسير استمرت إلى آخر سورة القصص ومن ثم خلفتها طريقة أخرى في تفسير العنكبوت وما بعدها إلى آخر سورة يس، يتبين ذلك لمن أنعم النظر في القسمين، وهذه طائفة من وجوه الفرق التي يتيسر بيانها.
الأول: أطال الرازي في أول تفسير سورة البقرة القول في الحروف المقطعة أوائل السور واختار أنها أسماء للسور، واستمر مقتضى هذا القول في أول آل عمران والأعراف ويونس وهود ويوسف والرعد وإبراهيم والحجر ومريم وطه، وكذا في أول سورة الشعراء والنمل والقصص ..
فأما أول العنكبوت فابتدأ المفسر بكلام طويل في تثبيت قول جديد حاصله أن الحروف المقطعة إنما أتى بها لتنبيه السامع، قال: "الحكيم إذا خاطب من يكون محل الغفلة .. يقدم على الكلام المقصود شيئاً غيره ليلتفت المخاطب .. ".
وقد يكون ذلك المقدم على المقصود صوتاً غير مفهوم، كمن يصفر خلف إنسان ليتلفت إليه، وقد يكون ذلك الصوب بغير الفم كما يصفق الإنسان بيديه ليقبل السامع عليه .. ". فنقول:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/481)
"إن النبي صلى الله عليه وسلم وإن كان يقظان الجنان لكنه إنسان يشغله شأن عن شأن فكان يحسن من الحكيم أن يقدم على الكلام المقصود حروفاً هي كالمنبهات، ثم أن تلك الحروف إذا لم تكن بحيث يفهم معناها تكون أتم في إفادة المقصود الذي هو التنبيه .. ". ثم قال في إعراب "الم": "قد ذكر في تمام ذلك في سورة البقرة مع الوجوه المنقولة في تفسيره ونزيدها هنا إن علة ما ذكرنا في الحروف (من أنها للتنبيه) لا إعراب لها (أي الم) لأنها جارية مجرى الأصوات المنبهة"، نقلت هذه العبارة الأخيرة من النسخة المخطوطة وزدت الكلمات المحجوزة إيضاحاً، والعبارة في المطبوعة مغيرة تغييراً موهماً، وواضح أنه لا ينكر إحالة صاحب التكملة على الأصل بنحو "قد تقدم" وجرى أول تفسير سورة الروم على هذا القول الجديد، وأحال على العنكبوت، وسكت في أول لقمان، واقتصر أول السجدة على قوله "قد علم ما في قوله: ?الم? وقوله: ?ولا ريب? من سورة البقرة وغيرها"، وقال أول يس "قد ذكرنا كلاماً كلياً في حروف التهجي في سورة العنكبوت".
الوجه الثاني: لم يعن في القسم الأول ببيان ارتباط السورة بالتي قبلها، وعني به في القسم الثاني – العنكبوت ويس وما بينهما.
الثالث: يكثر في القسم الأول التعرض للقضايا الكلامية ولو لغير مناسبة يعتد بها بخلاف القسم الثاني.
الرابع: يكثر في القسم الأول النقل عن رؤس المعتزلة كالأصم والجبائي والقاضي عبد الجبار والكعبي وأبي مسلم الأصفهاني ويظهر من عدة مواضع أن تفاسيرهم كانت عند الرازي، ولا يوجد ذلك في القسم الثاني.
الخامس: يكثر في القسم الأول نقل احتجاجات المعتزلة مشروحة، فربما أجاب عنها، وربما اقتصر على المعارضة، وربما اجتزأ بالإشارة إلى الجواب، وربما سكت، ويندر ذلك في القسم الثاني.
السادس: يكثر في القسم الأول الألفاظ الجدلية مثل: سلمنا، فلم قلتم، ونحوها بخلاف القسم الثاني.
السابع: يكثر في القسمين النقل عن الكشاف والتزم في الأول "قال صاحب الكشاف" ونحوه، وفي الثاني غالباً "قال الزمخشري" ونحوه.
الثامن: يغلب في الأول عند إكمال تفسير الآية وإرادة الشروع في غيرها أن يقال: "قوله تعالى .. " وفي القسم الثاني "ثم قال تعالى".
التاسع: يكثر في الأول جداً تصدير كل مقصد بقوله: "اعلم" ويندر ذلك في القسم الثاني.
العاشر: يندر في الأول تحري السجع ويكثر في الثاني.
الحادي عشر: يقع في القسم الأول التعرض لما يتعلق بقواعد العربية باعتدال، أما في القسم الثاني فنجد كثيراً محاولة التعمق في ذلك والتدقيق والإيغال في التعليل والإعراب بما لا يوجد في كتب العربية نفسها.
الثاني عشر: يقع في الأول التعرض للنكات البلاغية باعتدال، ويكثر ذلك في الثاني.
عرفنا أن القسم الأول وهو من أول التفسير إلى أخر سورة القصص جرت فيه الطريقة الأولى، وأن القسم الثاني وهو من أول تفسير العنكبوت إلى آخر تفسير يس جرت فيه الطريقة الثانية، فماذا بعد ذلك؟ عادت الطريقة الأولى من أول تفسير الصفات إلى آخر تفسير الأحقاف، فهذا قسم ثالث، ثم رجعت الطريقة الثانية من أول سورة القتال إلى آخر تفسير الواقعة فهذا قسم رابع، ثم عادت الطريقة الأولى في تفسير الحديد والمجادلة والحشر فقط، فهذا قسم خامس، ثم رجعت الطريقة الثانية من أول تفسير سورة الممتحنة إلى آخر تفسير سورة التحريم، إلا أنه يتبين فيه الاستعجال وترك التدقيق، ويكاد يقتصر فيه على الأخذ من تفسير الواحدي والكشاف، فهذا قسم سادس، ثم عادت الطريقة الأولى من أول تفسير الملك إلى آخر القرآن، فهذا قسم سابع.
ولا ريب أن القسم الأول من تصنيف الفخر والطريقة الأولى طريقته إذن فالقسم الثالث والخامس والسابع من تصنيفه، وهذا مطابق للنصوص المتقدمة تحت قولي: "ثانياً .. " فإن تلك النصوص كلها في هذه الأقسام.
ومطابق أيضاً لأمر الأول، وهو التواريخ في أواخر تفسير السور؛ فإن السلسلة الأولى في أواخر سور القسم الأول، والسلسلة الثانية هي في أواخر سورة القسم الثالث خلا التاريخ الذي في آخر تفسير سورة الفتح فإن تفسير سورة الفتح من القسم الرابع، لكن ذلك التاريخ مخدوش كما تقدم، ويذفف عليه أن تفسير الفتح جار على الطريقة الثانية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/482)
قد تضافرت الأدلة على أن القسم الأول والثالث والخامس والسابع من تصنيف الفخر الرازي، وبقي النظر في بقية الأقسام، وهي الثاني والرابع والسادس، ويدل على أنها من تصنيف غيره أمور:
الأول: اختلاف الطريقة كما تقدم.
الثاني: في التفسير (5/ 182) في تفسير سورة الروم – وهو من القسم الثاني -:"فأخبرني الشيخ الورع الحافظ الأستاذ عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان بحلب .. " .. وعبد الرحمن هذا توفي سنة 623 كما في الشذرات وغيرها.
وفي التفسير (5/ 255) في تفسير سورة سبأ – وهو من القسم الثاني أيضاً: "أخبرني تاج الدين عيسى بن أحمد بن الحاكم البندهي، قال أخبرني والدي، عن جدي، عن محي السنة، عن عبد الواحد المليجي، عن أحمد بن عبد الله النعيمي، عن محمد بن يوسف الفربري عن محمد بن إسماعيل البخاري .. ".
لم أجد ترجمة لعيسى هذا، والظاهر أنه متأخر عن الفخر، فإن بين الراوي عن عيسى وبين محي السنة ثلاثة، والفخر كما في ترجمته من طبقات ابن السبكي أخذ عن أبيه ضياء الدين، وضياء الدين من أصحاب محي السنة.
وفي التفسير (6/ 18) في تفسير ق، وهو من القسم الرابع: (الظلام بمعنى الظالم كالتمار بمعنى التامر .. وهذا وجهه جيداً مستفاد من الإمام زين الدين أدام الله فوائده".
لم يتبين من زين الدين هذا، وظاهر العبارة أنه كان حياً حين التصنيف، وربما كان هو ابن معطي صاحب الألفية، توفى سنة 628هـ.
وفي التفسير (6/ 143) في تفسير سورة القمر، وهو من القسم الرابع أيضاً "روى الواحدي في تفسيره، قال سمعت "الصواب: في تفسيره ما سمعته على – كما في المخطوطة – الشيخ رضي الدين المؤيد الطوسي بنيسابور قال: سمعت عبد الجبار، قال: أخبرنا الواحدي، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد السراج .. ".
والمؤيد الطوسي محدث توفى سنة 617هـ.
هذا وقد عرفت أن هؤلاء الذين روى عنهم المفسر متأخرون عن الفخر، والفخر ليس براو كما في ترجمته من طبقات ابن السبكي، ولم أجد في الأقسام الأربعة التي قامت الأدلة على أنها من تصنيفه تعرضاً للرواية، ولا نقلاً عن عالم من أهل عصره غير والده، والظاهر أن المفسر الراوي عن هؤلاء هو أحمد بن خليل الخويي، فهو صاحب هذه التكملة، فأما القمولي فمتأخر لم يدرك هؤلاء، وفي ترجمة الخويى من طبقات ابن السبكي أنه أدراك المؤيد الطوسي وسمع منه.
وفي التفسير (6/ 54) في تفسير الذاريات، وهو من القسم الرابع – كلام في مسألة اعتقادية-، ثم قال:
"والاستقصاء مفوض في ذلك إلى المتكلم الأصولي لا المفسر"، وهكذا لا يشبه كلام الفخر بل فيه تعريض به، وعادة الفخر أن يستقصي أو يحيل على كتبه العقلية أو الكلامية أو يسمي بعضها.
وفي التفسير (6/ 147) وهو في تفسير سورة القمر، وهو من القسم الرابع "سادسها ما قاله فخر الدين الرازي في تفسير قوله تعالى ? فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها? وأخذ هذا المفهوم اللغوي .. وهو قريب إلى اللغة لكنه بعيد الاستعمال في القرآن" وقع في المخطوطة "سادسها ما قلنا" وهو من إصلاح الناسخ بزعمه والسياق يشهد لما في المطبوعة، والآية التي ذكرها في تفسير فصلت، وفيه المعنى الذي حكاه، وتفسير فصلت من القسم الثالث الذي قامت الأدلة على أنه من تصنيف الفخر الرازي، فهذا مما يؤكد ذلك.
وفي التفسير (6/ 196) وهو في تفسير الواقعة، وهو من القسم الواقعة، وهو من القسم الرابع أيضاً: " ... وشيء من هذا رأيته في كلام الإمام فخر الدين رحمه الله بعدما فرغت من كتابه هذا مما وافق خاطري على أني معترف بأني أصبت منه فوائد لا أحصيها" هكذا في النسختين إلا أنه سقط من المخطوطة قوله:"معترف بأني" والبحث متعلق بقوله تعالى ? ليس كمثله شيء ? وهي في سورة الشورى، وفي تفسيرها بعض ما ذكره هنا، وتفسير الشورى من القسم الثالث الذي قامت الأدلة على أنه من تصنيف الفخر، فهذا مما يؤيد ذلك.
وفي التفسير بعدما تقدم بقليل "وفيه مسائل الأولى أصولية ذكرها الإمام فخر الدين رحمه الله في مواضع كثيرة، ونحن نذكر بعضها، فالأولى: قالت المعتزلة.
وقد أجاب الإمام فخر الدين رحمه الله بأجوبة كثيرة وأظن به أنه لم يذكر ما أقوله فيه"وفيه مسائل أصولية المسألة الأولى قالت المعتزلة .. وقد أجاب عنه الإمام فخر الدين الرازي بأجوبة كثيرة وأظن أنه لم يذكر ما أقول فيه .. ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/483)
الأمر الثالث: الإحالات، أعني قوله: قد ذكرنا في .. " ونحوه، وأرى أن أبسط القول في الإحالات بوجه عام، وقعت الإحالات في جميع الأقسام خلا السادس، وذلك من أثر الاستعجال فيه كما سبق. ولا تنكر الإحالة في قسم على ما تقدم منه، أو من قسم آخر لمصنفه، ولا الإحالة في التكملة على الأصل بلفظ "قد تقدم" ونحوه، وإنما الذي يستنكر ضربان مشككان، الأول الإحالة في التكملة على الأصل بلفظ "قد ذكرنا" ونحو؛ إذ يقال: كيف ينسب إلى نفسه ما هو من كلام غيره؟ الضرب الثاني الإحالة فيما هو من الأصل على ما هو من التكملة؛ إذ يقال: كيف يحال على ما لم يوجد بعد بلفظ يفيد أنه قد وجد؟ فأما الضرب الأول فاصطدمت أولاً بعدد من تلك الإحالات في القسم الثاني فراعني قوله في موضعين أو أكثر من أوائل تفسير العنكبوت "قد ذكرنا مراراً" ونحو هذا؛ فإن الدلائل تقضي بأن ما قبل العنكبوت كله من تصنيف الرازي وأن تفسير العنكبوت كله من تصنيف الرازي وأن تفسير العنكبوت من التكملة، وإحالات أخرى في ذاك القسم أعني الثاني على تفسير البقرة وغيرها من سور القسم الأول، حيرني ذلك أولاً لقوة جزمي بأن مصنف تفسير العنكبوت غير مفسر ما قبلها فذهبت أتلمس الاحتمالات، وكان أقربها أن صاحب التكملة رأى أنه وصاحب الأصل شريكان في الجملة في هذا التفسير، وأنه يسوغ أن يُنسب فعل أحد الشريكين إليهما، فهو يقول: "ذكرنا" يريد ذكر مصنف الأصل، ثم بدا لي أن أتتبع المواضع المحال عليها وأنظر أيوجد فيها المعاني المحال بها عليها أم لا؟ فإذا أخلص من إشكال واقع في آخر، ففي التفسير (5/ 201):
"وذكرنا في تفسير الأنفال في أوائلها أن الصلاة ترك التشبه السيد .. "
وفيه (5/ 220):
"المسألة الرابعة: لم قدم السمع هنا والقلب في قوله تعالى: ? ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم? [البقرة] ... وقد ذكرنا هناك ما هو السبب في تأخير الأبصار .. وهو أن القلب والسمع سلب قوتهما بالطبع ... ).
وليس لما أحال في هاتين الإحالتين وجود في الموضعين المحال عليهما – وهاتان في القسم الثاني -، وفيه إحالات أخرى يوجد في المواضع المحال عليها فيها طرف من المعنى المحال به فقط.
وهذه أمثلة من القسم الرابع:
في التفسير (6/ 22) في تفسير سورة "ق" "ذكرنا ذلك في تفسير الفاتحة حيث قلنا: قال: بسم الله الرحمن الرحيم إشارة إلى كونه رحماناً في الدنيا حيث خلقنا، رحيماً في الدنيا حيث رزقنا رحمة، ثم قال مرة بعد قوله: ? الحمد ببه رب العالمين. الرحمن الرحيم ? أي هو رحمام مرة أخرة في الآخرة بخلقنا ثانياً، استدللنا عليه بقوله بعد ذلك: ? ملك يوم الدين ? أي بخلقنا ثانياً، ورحيم برزقنا،ويكون هو المالك في ذلك اليوم إذا علمت هذا .. ".
وليس في تفسير الفاتحة أثر لهذا الكلام بلفظه، ولا معناه ...
وفي التفسير (6/ 30) في تفسير الذاريات:
"المسئلة الأولى قد ذكرنا الحكم وفي القسم من المسائل الشريفة والمطالب العظيمة في سورة الصافات ونعيدها ههنا، وفيها وجوه: الأول .. واستوفينا الكلام في سورة الصفات".
ساق كلاماً طويلاً ليس له أثر في تفسير الصافات، وإنما يوجد بعضه في تفسير يس، هذا وتفسير الصافات من القسم الثالث، وهو من تصنيف الرازي، فأما تفسير يس فمن القسم الثاني، وهو من تصنيف مصنف الرابع.
وفي التفسير (6/ 72) في تفسير الطور:
" المسئلة الرابعة هذل يدل على أنه لم يطلب منهم أجراً وقوله تعالى: ?قل لا اسئلكم عليه أجراً إلا المودة في القربى .. ? المراد من قوله: "إلا المودة في القرب" هو إني لا أسألكم عليه أجراً يعود إلى في الدنيا، وإنما أجري المحبة في الزلفى إلى الله تعالى .. وقد ذكرناه (هناك) يعني في تفسير الشورى وتفسير الشورى من القسم الثالث، وليس فيه هذا الذي قال.
وفي التفسير (6/ 76) في تفسير الطور أيضاً "ويكون مستثني منهم كما قال تعالى: ?فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله?، وقد ذكرنا هناك أن من اعترف بالحق وعلم أن الحساب كائن فإذا وقعت الصيحة يكون كمن يعلم أن الرعد يرعد ويستعد لسماعه، ومن لا يعلم يكون كالغفل .. " وآية "فصعق ... " في سورة فصلت وهي من القسم الثالث وليس في تفسيرها ما أحال به عليه، نعم يوجد نحوه في تفسير سورة "ق"، وهو من القسم الرابع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/484)
وبقيت إحالات من هذا القبيل لا أرى ضرورة لاستيفائها.
في هذا دلالة بينة على أن لهذه السور المحال عليها سوى تفسيرها هذا تفسيراً آخر عليه وقعت الإحالة، والظاهر أنه من تصنيف المحيل نفسه فيصح قوله: "ذكرنا" ونحوه على ظاهره فانحل الإشكال، وصح أن مصنف القسم الثاني والرابع والسادس غير مصنف بقية الأقسام، لكن نشأ إشكال جديد هذا حله: قد مر ما يدل على أن مصنف القسم الثاني والرابع والسادس هو الخولي .. والمعروف كما سبق أن للخولي تكملة على تفسير الفخر فكان تكملة الخولي عبارة عن كتاب يتضمن تعليقاً على السور التي فسرها الفخر وتفسيراً تاماً للسور التي لم يفسرها الفخر، فهو يحيل في التفسير على التعليق لأنهما كتاب واحد. ويشهد لهذا فقدان خطبته لأنها كانت أول الكتاب ويليها التلعيق على القسم الأول فعمد من بعده إلى تفسيره للسور التي لم يفسرها الفخر فاقتطعه من التكملة ووصل به تفسير الفخر وأهمل التعليق فذهب الخطبة معه.
الضرب الثاني من الإحالات المشككة ما وقع فيما تبين لنا أنه من تصنيف الرازي على تفسير سور تبين لنا أن تفسيرها من هذا الكتاب من تصنيف غيره، ففي القسم الثالث إحالة واحدة من هذا الضرب مع أن فيه من الإحالات غير المشككة زهاء سبعين وهذه الواحدة هي ما في التفسير (5/ 602):
"تقدم الكلام في نظير هذه الآية في سورة العنكبوت وفي سورة لقمان".
وفي القسم الخامس مها واحدة وهي ما في تفسير (6/ 233) بعد ذكر آية: "وهو مفسر في سبأ" وفي السابع منها عشر إحالات وأكثر هذه الإحالات مجمل كما رأيت، فلا يمكن أن نستفيد شيئاً من مقابلة الإحالتين السابقتين على تفسير تينك الآيتين في العنكبوت ولقمان وسبأ من هذا التفسير، بل وجدت إحالتين من العشر الأخيرة أفادت مقابلتها فالأولى في التفسير (6/ 330) في سورة "ن" قال:
"المسألة الثانية: القراء مختلفون في إظهار النون وإخفائها من قوله: ?ن والقلم? وقد ذكرنا هذا في "طس" و "يس" وتفسير "يس" من القسم الثاني وليس فيه تعرض لهذه المسألة وكذلك لاذكر لها في "طس" مع أنها من القسم الأول، ولعله يأتي النظر في هذا ..
الإحالة الثانية في التفسير (6/ 586) في تفسير "إقرأ": "قد مر تفسير النادي عند قوله: ?وتأتون في ناديكم المنكر? وهذه الآية في سورة العنكبوت، وهي في هذا التفسير (5/ 155) وليس ثمة تفسير للنادي.
فهذا يدلك أن هذه الإحالات ليست على هذا التفسير الذي يأيدنا. ويؤكد ذلك أن في تفسير القيامة إحالتين على تفسير الواقعة مع أنه قد تقدم في النصوص النص القاطع على أن تفسير الواقعة لغير الرازي، والنص الواضح على أن تفسير القيامة من تصنيفه عن الأدلة الأخرى التي تقضي بذلك.
فأتضح أن هذه الإحالات لا تخدش فيما قضت به الأدلة من أن القسم الأول والثالث والخامس والسابع من تصنيف الرازي، وأن القسم الثاني والرابع والسادس من تصنيف غيره بل تؤكد ذلك ..
وهناك احتمالان: الأول: أن يكون الفخر صنف التفسير كاملاً ولكن فقدت منه قطع هي التي أكملها الخويى وغيره ..
الثاني: أن لا يكون فسر تلك السور أصلاً أعني التي اشتملت عليها القسم الثاني والرابع والسادس.
قد يستدل للأول بأمرين:
الأول: الإحالات التي مر ذكرها قريباً.
الثاني: أن العادة على العموم أن يبدأ المفسر من أول القرآن ثم يجري على الترتيب، وأي سبب يحمل الرازي على أن يطفر ثم يطفر ثم يطفر؟
ويستدل للثاني بأمور:
الأول: أن الظاهر أنه فقد شيء من تفسير الرازي لنقل ذلك. الثاني أن ابن أبي أصيبعة تلميذ الخويى ذكر تفسير الرازي، وأنه في اثنتي عشرة مجلدة بخطة الدقيق، ولم يذكر فقد شيء منه، وذكر تكملة الخويى ..
الثالث: إن ابن خلكان مع سعة إطلاعه وتحريه وتثبته ذكر "أن الرازي لم يكمل تفسيره، أما الإحالات السابقة ففيها فرائن توهم دلالتها على أن الرازي قد كان فرغ من تفسير جميع السور التي بما قبلها ...
القرينة الأولى: قلة تلك الإحالات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/485)
القرينة الثانية: أن عبارته في أكثرها قريبة الاحتمال لأن يكون إنما أحال على ما عزم عليه، لأعلى ما قد فرغ منه. وذلك كقوله: "مفسر في سورة سبأ" مفسرة في سورة الطور" مفسرة في آخر سورة الطور" "مفسر في سورة النجم" وقوله في بعضها: "قد ذكرنا" ونحوه يحتمل التجوز بأن يكون نزل لمعزوم عليه منزلة ما قد وقع. وهون عليه ذلك أن تلك السور التي يحيل على تفسيرها متقدمة في ترتيب القرآن ويرى أنه إذا فسرها بعد ذلك سيكون تفسيره لها متقدماً في الترتيب على موضع الإحالة، فاستثقل أن يكون في كتابه إحالة على ما تقدم فيه بلفظ "سيأتي" ونحوه.
فأما الاستدلال بالعادة واستبعاد الطفر فيخفف من قوته إننا نجد في تفسير الرازي إحالات عديدة على تفسير سور مستقبلة بألفاظ صارخة بأنه قد فسرها قبل ذلك.
ففي نفس الآية السابعة من سورة البقرة التفسير (1/ 192):
"المسألة الثامنة واستقصينا في بيانه في سورة الشعراء".
وفي تفسير الآية السادسة من المائدة – التفسير – (2/ 592):
"وقد حققنا الكلام في هذا الدليل في تفسير قوله تعالى: ?وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له? فليرجع إليه" والآية في سورة البينة.
وفي تفسير الآية 54 من الاعراف – التفسير – (3/ 236): "وهذا الوجه قد أطلنا في شرحه في سورة طه فلا نعيده هنا".
عثرت على هذه الأمثلة عثوراً فإني لم أتصفح الشطر الأول من التفسير ولعلك إن تتبعت تجد فيه كثيراً من هذا الضرب ..
وفي التفسير (5/ 340) في تفسير الصفات:
"ولعنا قد شرحنا هذا الكالم في تفسير "تبارك الذي بيده الملك" في تفسير قوله تعالى: ?ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح? ثم قال في صفحة 341:
"الاستقصاء فيخ مذكور في قوله تعالى: ? ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح?. ثم قال ص342: "إذا أضيف ما كتبناه ههنا إلى ما كتبناه في سورة الملك ... ".
وفي التفسير (5/ 521):
"يؤكد هذا إنا بينا في تفسير سبح اسم ربك الأعلى .. " وفي مواضع من القسم السابع إحالات على مواضع أخرى منه، منها من هذا القبيل قوله في تفسير سورة تبارك "الملك" "ونظير هذه الآية قوله: ? سلهم أيهم بذلك زعيم ? وقد تقدم الكلام فيه، وهذا في سورة "ن"، وقوله في تفسير المعارج: "فقد قررنا هذه المسألة في تفسير قوله: ?يوم يقوم الروح والملائكة صفا? وهذه في سورة انبأ.
وإحالة مجملة وهي قوله في آخر تفسير الحاقة" وأما تفسير قوله: ?فسبح باسم ربك? فمذكور في أول سبح اسم ربك الأعلى".
وإحالتنا على المتأخر على أنه مستقبل ففي تفسير الحاقة "سنذكره في أول سورة القيامة" وفي "التين" بعد الإشارة إلى قصة الفيل "على ما يأتيك شرحه" وعدة إحالات على المتقدم منه بلفظ: "قد تقدم" ونحوه، ففي المعارج على الملك، وفي المدثر وهل أتى على المزمل، وفي التكوير والمطففين والأنشقاق على القيامة، وفي المطففين على هل أتى، وفي البروج على التكوير، وفي البلد على الجن، وفي العاديات على الأنفطار وعلى الغاشية، وفي القارعة على المعارج وعلى الحاقة، وفي التكاثر على الضحى، وفيه إحالات عديدة على بعض سور القسم الأول الفاتحة والبقرة والأنعام والأعراف والتوبة والكهف وطه والأنبياء والحج والمؤمنون والفرقان وطس "النمل" وهذه الأخيرة قد تقدم ذكرها في أوائل"الضرب الثاني من الإحالات المشككة" وأنه لا يوجد في تفسر "طه" من هذا الكتاب المعنى المحال به عليه ..
ولهذا وغيره يتبين أن إحالته على تفسير سورة متقدمة في الترتيب بلفظ "قد تقدم" ونحوه لا يتم دليلاً على أنه عند كتابة الإحالة قد كان فسر تلك السورة المتقدمة بل يحتمل أنه لم يكن فسرها، وإنما كان عازماً على تفسيرها فيما بعد فيجوز، ثم من المحتمل أن يكون فسرها بعد ذلك كما في هذا الموضع، وأن يكون مات قبل أن يفسرها كما هو الظاهر في سور القسم الثاني والرابع والسادس على ماتقدم.
وفيه إحالة على الزمر وأخرى على الأحقاف، وهما من سور القسم الثالث. هذا ومقصودي إثبات أن جري الفخر الرازي غير المعتاد واقع في الجملة فأما كيف؟ ولماذا؟ فادعه لمن يهمه.
ملخص الجواب عن السؤال الثاني:
الأصل من هذا الكتاب وهو القدر الذي هو من تصنيف الفخر الرازي وهو من أول الكتاب إلى آخر تفسير سورة القصص، ثم من أول تفسير الصافات إلى آخر تفسير سورة الأحقاف، ثم تفسير سورة الحديد والمجادلة والحشر، ثم من أول تفسير سورة الملك إلى آخر الكتاب، وما عدا ذلك فهو من تصنيف أحمد بن خليل الخولي، وهو من التكملة المنسوبة إليه، فإن تكملته تشمل زيادة على ما ذكر تعليقاً على الاصل، هذا ما ظهر لي. والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[07 - 04 - 04, 02:07 م]ـ
حمّل رسالة الشيخ المعلمي من هنا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=18529
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[14 - 03 - 05, 10:08 م]ـ
التفسير الكبير للفخر الرازي المسمى (مفاتيح الغيب) للشيخ مساعدالطيار ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=243)
هل أكمل الرازي تفسيره ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1584&highlight=%E3%CD%D3+%DA%C8%CF%C7%E1%CD%E3%ED%CF)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/486)
ـ[أبو عبيدالله]ــــــــ[24 - 09 - 06, 03:30 م]ـ
بوركتم!
ـ[أبو أنيس]ــــــــ[24 - 09 - 06, 10:39 م]ـ
نرى في التفسير الرازي، طبعة دار احياء التراث الكلام الآتي في صفحة 1/ 6:
" لكننا لا حظنا خلال عملنا في الكتاب نقل كلام الامام القرطبي (ت 671 هـ) حرفيا من تفسيره "الجامع لأحكام القرآن" - مقحما في " مفاتيح الغيب" مما يدل أولا على أن هذا النقل ليس من كلام الرازي (ت 606 هـ) بل هو زيادة من يتم تفسيره ولعله القمولي (ت 727 هـ)، وثانيا أن الامام الرازي لم يتم تفيرة حتى سورة التوبة! ... والله أعلم بالصواب "
عند أسباب نزول آية: إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم - التوبة: 111 -
ـ[أبو أمينة]ــــــــ[25 - 09 - 06, 05:31 م]ـ
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله:
وقالوا عن تفسير الرازي رحمه الله رحمة واسعة:
من الرازي كتاب الله فافهم **** ومنه النور خذ فالليل أظلم
ولكن لي كلام فيه فانظر **** أنحيا بالفؤاد و ما تضرم
ـ[سيدي محمد اندي]ــــــــ[16 - 02 - 09, 12:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
شيخنا عبد الرحمن الفقيه
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في لسان الميزان عن الرازي (4/ 427) ....
وله كتاب السر المكتوم في مخاطبة النجوم سحر صريح فلعله تاب من تأليفه ان شاء الله تعالى انتهى
00.
رايت احد اهل البدع كتب ما يلي
وقد كنت قرأتُ قديماً ما كتبه الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان، عن الحافظ الذهبي، عن الإمام فخر الدين الرازي، وجاء في ضمن ذلك:
اقتباس: وله كتاب السر المكتوم في مخاطبة النجوم سحر صريح فلعله تاب من تأليفه أن شاء الله
ولم يطلع الحافظ ابن حجر على هذا الكتاب، ولا أظن الذهبي قد اطلع عليه أيضاً، وإلا ففي دار الكتب المصرية عدة نسخ من هذا الكتاب، اطلعتُ على إحداها وجاء في مقدمتها نص الإمام الرازي أنه بريء مما في هذا الكتاب، وأنه أراد فقط جمع ما كتبه أدعياء السحر، وبيان حججهم بعبارته، حتى يستطيع المناظر لهم أن يدرك مذهبهم .. .
فهل تستطيعون التاكد مما قال
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابن السائح]ــــــــ[16 - 02 - 09, 01:59 م]ـ
تكررت المشاركة خطأً
ـ[ابن السائح]ــــــــ[16 - 02 - 09, 02:04 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في لسان الميزان عن الرازي (4/ 427) ....
وله كتاب السر المكتوم في مخاطبة النجوم سحر صريح فلعله تاب من تأليفه ان شاء الله تعالى انتهى
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله جميعا خيرا
أود التنبيه فقط على أن القائل
وله كتاب السر المكتوم في مخاطبة النجوم سحر صريح فلعله تاب من تأليفه إن شاء الله تعالى
هو الذهبي في كتابه الميزان
وما يلي ذاك النقل كله من زيادات ابن حجر
أعني بعد كلمة انتهى
هذا اصطلاح ابن حجر في اللسان
ولا بد من استحضاره عند النقل حتى لا يُعزى كلام الذهبي إلى ابن حجر
أما في تهذيبه تهذيب الكمال فتبدأ زياداته على كتاب المزي بعد قوله قلت
-----------------
وكان على مدعي براءة ابن خطيب الري من عهدة السر المكتوم أن ينص على رقم النسخة ويقيم البرهان على أن الكلام المنقول له حقيقة وليس منحولا موضوعا مركبا
والدعاوى مالم يقيموا عليها ----- بينات أصحابها أدعياء
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[16 - 02 - 09, 02:51 م]ـ
فهل تستطيعون التاكد مما قال
وجزاكم الله خيرا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل
لم يتبرأ الرازي من هذا الكتاب، ولا يصح نسبة ذلك التبرؤ إليه بأي حال.
وحتى لو برر ذلك المنتسبين لأهل البدع
وقد حقق الزركان في رسالته عن الرازي نسبة هذه الأمر له وأورد أدلة على ثبوتها له، كما أن للرازي في كتابه " المطالب العالية " كلاماً في القبور والفيض والإستمداد منها على طريقة الصوفية الفلسفية القبيحة احتج به أكثر من قبوري منهم النبهاني.
وله كتاب " الرسالة العلائية في الاختيارات السماوية " شحنها بالضلالات
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - عندما تكلم عن فتنة التتار وقهرهم للخليفة بالعراق وقتلهم ببغداد مقتلة عظيمة جداً -: "وكان من أسباب دخول هؤلاء ديار المسلمين ظهور الإلحاد والنفاق والبدع، حتى صنف الرازي كتاباً في عبادة الكواكب والأصنام وعمل السحر وسماه:" السر المكتوم في السحر ومخاطبة النجوم " ويُقال أنه صنفه لأم السلطان: علاء الدين محمد بن لكش بن جلال الدين خوارزم شاه، وكان من أعظم ملوك الأرض، وكان للرازي به اتصال قوي، حتى إنه وصى إليه على أولاده، وصنف له كتاباً سماه " الرسالة العلائية في الاختيارات السماوية " وهذه الاختيارات لأهل الضلال بدل الاستخارة التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين، وأهل النجوم لهم اختيارات إذا أراد أحدهم أن يفعل فعلاً أخذ طالعاً سعيداً فعمل فيه ذلك العمل لينجح بزعمهم، وقد صنف الناس كتباً في الرد عليهم، وذكروا كثرة مايقع من خلاف مقصودهم فيما يُخبرون به ويأمرون به، وكم يُخبرون من خبر فيكون كذباً، وكم يأمرون باختيار فيكون شراً، والرازي صنف الاختيارات لهذا الملك، وذكر فيه الاختيار لشرب الخمر وغيرذلك، كما ذكر في [السر المكتوم] في عبادة الكواكب ودعوتها مع السجود لها والشرك بها ودعائها، مثل ما يدعوا الموحدون ربهم بل أعظم، بفعل الفواحش وشرب الخمر والغناء ونحو ذلك مما حرمه الله ورسوله … ".
مجموع الفتاوى (13/ 180 – 181)
ولا شك أن الرازي رحمه الله قد تاب في آخر حياته كما هو مشهور عنه مما صدر منه مما يخالف طريقة السلف أهل السنة والجماعة رحمه الله تعالى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/487)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[16 - 02 - 09, 04:54 م]ـ
جزى الله مشايخنا خيرا على هذه الإفادات
وكما تفضل الشيخ صقر أن رجوع الرازي عن كتابه هذا يحتاج إلى بينة ودليل واضح
وقد قال ابن طاوس وهو شيعي في كتابه فرج المهوم في تاريخ علماء النجوم:
ومن العلماء بالنجوم من أهل الإسلام شيخ الأشعرية في علم الكلام محمد بن عمر الرازي وقد وصل إلينا من تصانيفه في علم النجوم كتاب قد اجتهد فيه، وبالغ في معانيه، وحكم لنفسه بتصنيفه أنه من المنجمين القائلين بصحة تأثيرها واستقامة تدبيرها وسماه كتاب الملخص فيما دعاه من الطلسمات والسحر والعزائم ودعوة الكواكب صنعه لخوارزم شاه ومات الرازي وهو مسودة بخطه نحو ثلاثين كراساً، يقول فيه والإنصاف أن هذا العلم مما لا يحتمل البحث فيه ومع ذلك فإن من يراعي هذه القوانين فإنه يجد أكثر الأحكام مطابقاً لما قيل، أقول أنا وقد قدمنا في أول هذا الباب أن أبا علي شيخ المعتزلة كان عالماً بهذا العلم وعاملاته وهو حجة عند المعتزلة، وهذا الرازي شيخ الأشعرية فهو حجة عندهم في جواز العلم بالنجوم والعمل بها. انتهى كلام ابن طاوس الشيعي.
فالقول برجوع الرازي عن كتاب النجوم ليس عليه دليل قوي حتى لو وجد في طرة بعض نسخ الكتاب بعض العبارات فلا بد من التأكد منها ومعرفة خط كاتبها ونحو ذلك من وسائل التثبت، والله أعلم.(1/488)
فوائد منتقاة من أضواء البيان للعلامة محمد الأمين الشنقيطي (1)
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[28 - 06 - 03, 09:45 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله ورضي الله عن أصحابه
هذه بعض فوائد من ((أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن)) للشيخ العلامة محمد الأمين بن محمد المختار الجكني الشنقيطي رحمه الله المتوفى سنة 1393 رحمه الله رحمة واسعة.
وقد قيدت فوائد من طبعة مكتبة ابن تيمية، ثم من طبعة دار الكتب العلمية
وهذه من طبعة دار الكتب العلمية
ونسال الله أن ينفع بها ويجعلها خالصة لوجهه الكريم
1) لإجماع العلماء على أن أشرف أنواع التفسير وأجلها تفسير كتاب الله بكتاب الله ص7.
2) ولم يكن كفرها (أي ملكة سبأ) مانعا من تصديقها في الحق الذي قالته ص7.
3) والحمل على الغالب أولى ص 8.
4) وأجمع علماء الأصول على أن صورة سبب النزول قطعية الدخول فلا يصح إخراجها بمخصص ص 13.
5) واعلم أن المبهم أعم من المجمل عموما مكلقا، فكل مجمل مبهم وليس كل مبهم مجملا ص 25.
6) والأزواج جمع زوج بلا هاء في اللغة الفصحى، والزوجة (بالهاء) لغة لالحن كما زعمه البعض ص 45.
7) والمفرد إذا كان اسم جنس يكثر في كلام العرب إطلاقه مرادا به الجمع ص 46.
8) تنعقد الإمامة بأحد أمور (1) النص (2) الاتفاق (3) أن يعهد إليه من قبله (4) أن يتغلب ص 48.
9) شروط الإمام الأعظم ص 49.
10) وإنما عطف على نفسه (الكتاب والفرقان) تنزيلا لتغاير الصفات منزلة تغاير الذوات ص63.
11) وهذه أعظم آية في إزالة الداء العضال الذي هو طول الأمل، كفانا الله والمؤمنين شره ص 67. ((وهي قوله تعالى (أفرأيت إن متعناهم سنين *ثم جاءهم ما كانوا يوعدون * ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون)).
12) وقد تقرر في الأصول أن المفرد إذا أضيف إلى معرفة كان من صيغ العموم ص71.
13) ويحكى في نوادر المجانين أن مجنونًا مرّ به جماعة من بني راسب، وجماعة من بني طفاوة يختصمون في غلام، فقال لهم المجنون: القوا الغلام في البحر فإن رسب فيه فهو من بني راسب، وإن طفا على وجهه فهو من بني طفاوة ص 80.
14) والذي يدلّ عليه استقراء اللغة العربية جواز مراعاة المعنى مطلقًا ص 124.
15) وقد كنت حررت مذهب مالك في ذلك في الكلام على الربا في الأطعمة في نظم لي طويل في فروع مالك بقولي 000 ص 193.
16) كلام طويل عن الأوراق النقدية ص 200.
17) والجري على الغالب من موانع اعتبار مفهوم المخالفة ص 204.
18) ومما يؤيد أن الواو استئنافية لا عاطفة، دلالة الاستقراء في القرءَان أنه تعالى إذا نفى عن الخلق شيئًا وأثبته لنفسه، أنه لا يكون له في ذلك الإثبات شريك 000 ص 211.
19) (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ) أنكر اللَّه في هذه الآية، على من ظن أنه يدخل الجنة دون أن يبتلى بشدائد التكاليف التي يحصل بها الفرق بين الصابر المخلص في دينه، وبين غيره ص 226.
20) لأنهما معلقان بأداة الشرط والمعلق بها لا بدل على وقوع نسبة أصلاً لا إيجابًا، لا سلبًا حتى يرجح بها غيرها ص 230.
21) ومفهوم الشرط أن من لم يكفر بالطاغوت لم يستمسك بالعروة الوثقى وهو كذلك، ومن لم يستمسك بالعروة الوثقى فهو بمعزل عن الإيمان؛ لأن الإيمان باللَّه هو العروة الوثقى، والإيمان بالطاغوت يستحيل اجتماعه مع الإيمان باللَّه؛ لأن الكفر بالطاغوت شرط في الإيمان باللَّه أو ركن منه ص 261.
22) وقوله: {مَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلاَ هَادِيَ لَهُ}، ويؤخذ من هذه الآيات أن العبد ينبغي له كثرة التضرع والابتهال إلى اللَّه تعالى أن يهديه ولا يضله، فإن من هداه اللَّه لا يضل، ومن أضله لا هادي له، ولذا ذكر عن الراسخين في العلم أنهم يقولون: {رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا} ص 263.
23) تنبيه
يؤخذ من قوله في هذه الآية الكريمة: {وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى}، أن الجهاد فرض كفاية لا فرض عين؛ لأن القاعدين لو كانوا تاركين فرضًا لما ناسب ذلك وعده لهم الصادق بالحسنى؛ وهي الجنة والثواب الجزيل ص 264.
24) ويفهم من هذه الآيات بوضوح لا لبس فيه أن من اتبع تشريع الشيطان مؤثرًا له على ما جاءت به الرسل، فهو كافر باللَّه، عابد للشيطان، متّخذ الشيطان ربًّا، وإن سمّى أتباعه للشيطان بما شاء من الأسماء؛ لأن الحقائق لا تتغير بإطلاق الألفاظ عليها، كما هو معلوم ص 327.
انتهت فوائد المجلد الأول من طبعة دار الكتب العلمية لأضواء البيان.
وهذه فوائد أخرى من طبعة مكتبة ابن تيمية
25). وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَااسْمُهُ وَسَعَى فِى خَرَابِهَآ) قال بعض العلماء: نزلت في صد المشركين النبيّ صلى الله عليه وسلم عن البيت الحرام في عمرة الحديبية عام ستّ.
وعلى هذا القول: فالخراب معنوي، وهو خراب المساجد بمنع العبادة فيها. وهذا القول يبيّنه ويشهد له قوله تعالى {هُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِالْحَرَامِ} ص 72.
26) واعلم أن التحقيق أن غزوة ذات الرقاع بعد خيبر، وإن جزم جماعة كثيرة من المؤرخين بأن غزوة ذات الرقاع قبل خيبر، والدليل على ذلك الحديث الصحيح 0000 ص 311.
27)، وقد تقرر في الأصول أن من موانع اعتبار مفهوم المخالفة كون المنطوق نازلاً على حادثة واقعة ص 315.
28) وقد كان اقتداء الصحابة بالأفعال أكثر منه بالأقوال ص 346.
29) وقد قرر العلماء أن الحق واسطة بين التفريط والإفراط، وهو معنى قول مطرف بن عبد اللَّه: الحسنة بين سيئتين وبه تعلم أن من جانب التفريط والإفراط فقد اهتدى ص 381.
30) تحديد المهور وأن لكل ناس مهورهم ص 272.
31) وقد تقرر في الأصول أن المفاهيم إذا تعارضت قدم الأقوى منها
ص 272.
تمت بحمد الله فوائد المجلد الأول من أضواء البيان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/489)
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[30 - 06 - 03, 03:24 ص]ـ
قال رحمه الله (1/ 377 - 378)
، (وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً)
في معنى هذه الآية أوجه للعلماء:
منها: أن المعنى ولن يجعل اللَّه للكافرين على المؤمنين يوم القيامة سبيلاً، وهذا مروي عن علي بن أبي طالب، وابن عباس رضي اللَّه عنهم ويشهد له قوله في أول الآية: {فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ}، وهو ظاهر. قال ابن عطية: وبه قال جميع أهل التأويل، كما نقله عنه القرطبي، وضعفه ابن العربي زاعمًا أن آخر الآية غير مردود إلى أولها.
ومنها: أن المراد بأنه لا يجعل لهم على المؤمنين سبيلاً، يمحوا به دولة المسلمين ويستأصلهم ويستبيح بيضتهم، كما ثبت في «صحيح مسلم» وغيره عنه صلى الله عليه وسلم من حديث ثوبان، أنه قال: «وإني سألت ربي ألا يهلك أمتي بسنة بعامة وألا يسلط عليهم عدوًّا من سوى أنفسهم، فيستبيح بيضتهم، وإن اللَّه قد أعطاني لأمتي ذلك حتى يكون بعضهم يهلك بعضًا، ويسبي بعضهم بعضًا»، ويدلّ لهذا الوجه آيات كثيرة كقوله: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا الَّذِينَ ءامَنُواْ فِى الْحَيَواةِ الدُّنْيَا}، وقوله: {وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُالْمُؤْمِنينَ}، وقوله: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءامَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى الاْرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِى}، إلى غير ذلك من الآيات.
ومنها: أن المعنى أنه لا يجعل لهم عليهم سبيلاً إلا أن يتواصوا بالباطل ولا يتناهوا عن المنكر، ويتقاعدوا عن التوبة فيكون تسليط العدو عليهم من قبلهم، كما قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ}.
ومنها: أن المعنى أنه لا يجعل لهم عليهم سبيلاً إلا أن يتواصوا بالباطل ولا يتناهوا عن المنكر، ويتقاعدوا عن التوبة فيكون تسليط العدو عليهم من قبلهم، كما قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ}
قال ابن العربي: وهذا نفيس جدًا وهو راجع في المعنى إلى الأول؛ لأنهم منصورون لو أطاعوا، والبلية جاءتهم من قبل أنفسهم في الأمرين.
ومنها: أنه لا يجعل لهم عليهم سبيلاً شرعًا، فإن وجد فهو بخلاف الشرع.
ومنها: أن المراد بالسبيل الحجّة، أي: ولن يجعل لهم عليهم حجة، ويبيّنه قوله تعالى: {وَلاَ يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً}، وأخذ بعض العلماء من هذه الآية الكريمة منع دوام ملك الكافر للعبد المسلم، والعلم عند اللَّه تعالى.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[08 - 07 - 03, 03:34 م]ـ
هذا الجزء الأول من أضواء البيان من سورة الفاتحة إلى سورة النساء، ويليه بقية الأجزاء بإذن الله تعالى.
ـ[فارس النهار]ــــــــ[10 - 07 - 03, 06:03 م]ـ
بارك الله فيك ونفع بك.
ـ[ساعي]ــــــــ[12 - 04 - 08, 07:22 ص]ـ
الرابط لا يعمل ... وفقك الله
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 04 - 08, 09:05 ص]ـ
راجع هذا الرابط وفقك الله وبارك فيك
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=50252#post50252(1/490)
لماذا كره أحمد القراءة بهذه القراءة السبعية
ـ[صلاح]ــــــــ[05 - 07 - 03, 07:58 م]ـ
كره أحمد القراءة بقراءة حمزة والكسائي فما السبب؟
ـ[الجامع الصغير]ــــــــ[05 - 07 - 03, 11:07 م]ـ
للإدغام الشديد والإمالة الشديدة.
أنظر معونة أولي النهى شرح المنتهى لابن النّجار: 2/ 127.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[08 - 07 - 03, 09:39 م]ـ
أجمع العلماء على صحة القراءة بالقراءات السبع في الصلاة وغيرها (1)، غير أنه مما يستشكل به على هذا الإجماع أنه قد كره جماعة من الأئمة المتقدمين قراءة حمزة في الصلاة وغيرها، منهم أحمد بن حنبل وعبد الرحمن بن مهدي ويزيد بن هارون، بل بالغ حماد بن زيد فقال: لوصلى بي رجل بقراءة حمزة لأعدت صلاتي (2)، ولكن الإمام أحمد مع كراهته للقراءة بقراءة حمزة سئل عن صحة الصلاة خلف من يقرأ بها فقال: لايبلغ بها ذلك كله، وعلل ابن قدامة وابن أبي عمر ذلك بما في قراءة حمرة من الإمالات والإدغامات وزيادة المد وتغيير الهمزات، وقد كره الإمام أحمد قراءة الكسائي أيضا لما فيها من الإمالات والإدغامات، (3) ويجاب عن ذلك من وجوه: منها أن حمزة والكسائي لم ينفردا بشيء مما أنكر عليهما بل وافقهما في كل حرف أمالاه أو أدغماه أو سهلاه أو مداه جماعات من سلفهم ومن أقرانهم، ومنها أنهما نقلا قراءتهما بالسند الصحيح المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصرحا بأنهما لايقرآن شيئا بأهوائهما، وإنما يقرآن بما أقرأهما به مشايخهما، ومن هذا قول سفيان الثوري: ما قرأ حمزة حرفا إلا بأثر، ومنها أن قراءتي حمزة والكسائي قد توفرت فيهما شروط القراءة الصحيحة فقد نقل أهل اللغة كل ما قرآ به عن قبائل من العرب، ووافقتا رسم المصحف وصح سندهما، ومنها أن الأئمة الذين أنكروا قراءتهما إنما أنكروا لأنها لم تثبت عندهم، وقد حصل قبل هذا أن أنكر بعض الصحابة قراءات لم تثبت عندهم كما أنكر عمر قراءة هشام بن حكيم، ولكن المثبت مقدم على النافي لأن معه زيادة علم، ومنها أن بعض الناقلين عن حمزة والكسائي من غير الثقات قد أخطؤوا في النقل عنهما فوقع الإنكار من هؤلاء الأئمة على حمزة والكسائي وإنما الخطأ من الناقل عنهما، ومنها أنه قد استقر الإجماع على الإنكار على من تكلم في قراءة حمزة أو الكسائي (4).
___________________
(1) مجموع الفتاوى 13/ 397، النشر 1/ 15
(2) ميزان الاعتدال 1/ 605، التهذيب 2/ 28
(3) المغني 2/ 165، وبحاشيته الشرح الكبير
(4) ميزان الاعتدال 1/ 605، سير أعلام النبلاء 7/ 91، وانظر قراءة حمزة ورد ما اعترض به عليها، وهي رسالة صغيرة أفردت لهذه المسألة لشيخنا عبد الله بن صالح العبيد.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[06 - 12 - 03, 09:36 م]ـ
لكن المشكلة يا شيخنا أن التواتر ليس له دليل إلا الدعوى من بعض المتأخرين!!
ـ[المؤمّل]ــــــــ[07 - 12 - 03, 08:48 ص]ـ
الأخ محمد الأمين هل نحن نتلوا القرآن برواية حفص عن غير طريق التواتر؟؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[07 - 12 - 03, 09:48 ص]ـ
الأخ المؤمّل وفقه الله
هل عندك ما يثبت تواتر قراءة حفص عن عاصم؟
لا أقول قراءة عاصم، بل أعني تحديداً رواية حفص عنه
أرجو ذكر الأدلة العلمية لو أمكن
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[07 - 12 - 03, 05:18 م]ـ
يبدو أن من ينكر تواتر القراءات لم يحظ بالاطلاع على منجد المقرئين لإمام الدنيا بعد الصحابة والتابعين الحافظ ابن الجزري.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[07 - 12 - 03, 05:55 م]ـ
كاتب الرسالة الأصلية: عمر المقبل
المتواتر عند المحدثين له شروطه المعروفة، وهي مأخوذة ـ عند التحقيق ـ من المتكلمين، وفي بعضها نقاش، ولست هنا بصدد الحديث عنها، وإنما سؤالي:
حينما وصفت القراءات السبعية بـ (المتواترة) فهل طبقت عليها شروط الحديث المتواتر عند المحدثين؟
فإن كان الجواب: نعم، فيشكل على ذلك أن بعض القراءات تنتهي عند صحابيٍ واحد فقط أو اثنين، أو حتى ثلاثة، ومثل هذا ـ عند المحثين ـ لا يدخله في جملة المتواتر ـ وإن اختلفوا في العدد الذي يثبت به التواتر ـ.
ثم إذا قلنا ـ على سبيل المثال ـ: إن قراءة قراءة حفص عن عاصم ليست متواترة عند ابن جرير ـ كما توصل إلى ذلك الشيخ الفاضل المفيد د. مساعد الطيار ـ فكيف صارت متواترة عند من أتوا بعده؟! لأنه حيئذ قد فقد التواتر في إحدى الطبقات ـ وهذا على حد المحدثين ـ.
فهل من إزالة لهذا الإشكال القائم عندي؟!
ـ[المؤمّل]ــــــــ[08 - 12 - 03, 09:35 ص]ـ
الأخ محمد الأمين منكم نستفيد لكن
قلت /// لا أقول قراءة حفص، بل أعني تحديداً رواية حفص عنه ///
مالفرق فيما ذكرت؟؟؟؟
وأجيب على إشكال الشيخ عمر المقبل أن التواتر إذا كان لم يتوفر في الصحابي دون غيره فإنه يتوفر في بقية السند .. وهذا يغنينا عنه عظمة عدالة الصحابة.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[08 - 12 - 03, 09:39 ص]ـ
لا أقول قراءة عاصم، بل أعني تحديداً رواية حفص عنه
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1071
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/491)
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[08 - 12 - 03, 04:39 م]ـ
يجهل كثير من طلبة العلم أن أسانيد القراء إنما ذكرت في الإجازات استئناسا، وكما يجهلون أن القرآن ليس كالحديث بل هو منقول بالتواتر عن أهل بلد مثلا أو عن أهل ناحية فيها لكن يختارون أتقن القراء وأطولهم عمرا ممن تصدر للتعليم ليكتبوه في كتبهم ويثبتوه في سندهم والأمثلة العملية على هذا كثير، فشيخك الذي قرأ على عشرة قراء وسماهم لك في إجازته، تأتي أنت وتقرئ آخر فلا تذكر له في سندك إلا أعلى إسناد لشيخك وهكذا بعد مدة تتقلص الأسانيد لشخص عن آخر
وابن الجزري مثلا قد قرأ عليه آلالاف من القراء وهم قد قرؤوا كل واحد منهم على عشرات لكن مع الوقت لا يتداول الناس إلا أعلى الأسانيد وهي في أصلها متواتر.
وهكذا في كل طبقة.
وما زلت أؤكد على ضرورة الاطلاع على منجد المقرئين لابن الجزري لفهم معنى وصحة تواتر القراءات العشر.
ثم وقفت على هذا الرابط:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1150
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[08 - 12 - 03, 05:46 م]ـ
كاتب الرسالة الأصلية: خالد الباتلي
ينبغي أن يفرق بين تواتر القرآن، وتواتر القراءات، فالأول ضروري قطعي لاإشكال فيه، وأما الثاني فهو محل البحث
قلت: صدق الأخ خالد، فتواتر الأحرف التي تفردت بها بعض القراءات محل خلاف بين العلماء. وأما علماء السلف فلم يتعرضوا لقضية التواتر أصلاً. وهذا شيء مهم، فإذا لم ينص علماء السلف على تواتر بعض الأحرف التي شذ بها حفص، فلا يقبل من متأخر أن يدعي تواترها إلا بالدليل الصريح وهو متعذر.
قال الحافظ ابن الجزري (ت833 هـ): " ونحن ما ندعي التواتر في كل فرْدٍ مما انفرد به بعض الرواة أو اختص ببعض الطرق، لا يدّعي ذلك إلا جاهل لا يعرف ما التواتر؟ وإنما المقروء به عن القراء العشرة على قسمين: متواتر، وصحيح مستفاض متلقى بالقبول، والقطع حاصل بهما "
ـ[خالد الشايع]ــــــــ[09 - 12 - 03, 07:38 م]ـ
أحبتي في الله ألا ترون أن من المهم أولا تحديد معنى التواتر
فإذا كان مثلا المعنى الراجح له هو:
ما صح سنده وتلقته الأمة بالقبول، وهذا معنى
كلام الإمام أحمد في رسالته لأهل زبيد).
أظن أن الخلاف يكاد يتلاشى، ويكون تواتر القراءات لا إشكال فيه.
مع احترامي الشديد لكافة الآراء وكذا الخلاف في معنى التواتر.
ـ[عبدالعزيز الجزري]ــــــــ[13 - 12 - 03, 01:22 ص]ـ
^^^
ـ[عمر فولي]ــــــــ[09 - 01 - 07, 02:42 ص]ـ
السلام عليكم
ويحسن هنا أن نورد ما ذكره الإمام الشوكاني من الضوابط التي تشخص العلاقة بين القرآن والقراءات حين قال:" والحاصل: أن ما اشتمل عليه المصحف الشريف، واتفق عليه القراء المشهورون فهو قرآن، وما اختلفوا فيه، فإن احتمل رسم المصحف قراءة كل واحد من المختلفين مع مطابقتها للوجه الإعرابي، والمعني العربي فهي قرآن كلها، وإن احتمل بعضها دون البعض، فإن صح إسناده ما لم يحتمله، وكانت موافقة للوجه الإعرابي والمعني العربي فهي شاذة ولها حكم أخبار الآحاد في الدلالة علي مدلولها، وسواء كانت من القراءات السبع أو ممن غيرها. وأما ما لم يصح إسناده مما لم يحتمله الرسم، فليس بقرآن ولا منزل منزلة أخبار الآحاد.
وأما انتفاء كونه قرآنا فظاهر، وأما انتفاء تنزيله منزلة أخبار الآحاد فلعدم صحة إسناده. وإن وافق المعني العربي والوجه الإعرابي فلا اعتبار بمجرد الموافقة علي صحة الإسناد " إرشاد الفحول صـ30/ 31
أقول: ومن أمعن النظر في كلام ومكي وابن الجزري في قضية اشتراط صحة السند يجد أنه يشير أيضا للتواتر. قال الشيخ عبد الفتاح القاضي:" والحاصل أن القراءة إن خالفت العربية أو الرسم فهي مردودة إجماعا ولو كانت منقولة عن ثقة، وإن كان ذلك بعيدا جدا بل لا يكاد يوجد وإن وافقت العربية والرسم ونقلت بالتواتر فهي مقبولة إجماعا،وإن وافقت العربية والرسم ونقلت عن الثقات بطريق الآحاد فقد اختلف فها،فذهب الجمهور إلي ردها وعدم جواز القراءة بها في الصلاة وغيرها سواء اشتهرت واستفاضت أم لا، وذهب مكي بن أبي طالب وابن الجزري إلي قبولها وصحة القراءة بها بشرط اشتهارها واستفاضتها، أما إذا لم تبلغ حد الاشتهار والاستفاضة فالظاهر المنع من القراءة إجماعا،ومن هنا يعلم أن الشاذ عند الجمهور ما لم يثبت بطريق التواتر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/492)
وعند مكي ومن وافقه ما خالف الرسم والعربية ولو كان منقولة عن الثقات أو ما وافق الرسم والعربية ونقله غير ثقة أو نقله ثقة ولكن لم يتلق بالقبول ولم يبلغ درجة الاستفاضة والشهرة "ا. هـ القراءات الشاذة صـ7
وقال الشيخ /محمود حوا:" وكلا القولين – فيما أراه والله أعلم - مؤداه واحد والخلاف بينهما لفظي، لأن الرسم منقول بالتواتر ومجمع عليه من قبل الأمة، كما أن القولين في الواقع متفقان في النتيجة على قبول القراءات العشر كلها والقراءة بها. ا.هـ
وأختم قولي بما قاله السخاوي وهو كلام نفيس.
قال السخاوي في كتابه " فتح الوصيد في شرح القصيد " والقراءة سنة لارأي وهي كلها وإن كانت عن السبعة مروية متواترها لا يقدح في تواترها نقلها عنهم، لأن المتواتر إذا أسند من طريق الآحاد لا يقدح ذلك في تواتره.
كما لوقلت: أخبرني فلان عن فلان مدينة سمرقند، وقد علم وجودها بطريق التواتر لم يقدح ذلك فيما سبق من العلم منها، ونحن نقول: إن قراءات السبعة كلها متواترة، وقد وقع الوفاق أن المكتوبة في مصاحف الأئمة متواتر الكلمت والحروف.
فإذا نازعنا أحد بعد ذلك في قراءة التواترة المنسوبة للسبع فرضنا الكلام في بعض السور فقلنا: ما تقول في قراءة ابن كثير في سورة التوبة " تجري من تحتها " بزيادة "من" وقراءة غيره " تجري تحتها " وفي قوله تعالي " يقص الحق " و" يقض الحق " أهما متواترتان؟؟
فإن قال: نعم فهو الغرض، وإن نفي تواترهما خرج الإجماع المنعقد علي ثبوتهما وباهت فيما هو معلوم منهما، وإن قال: بتواتر بعض دون بعض تحكم فيما ليس له، لأن ثبوتهما علي سواء فلزم التواتر في قراءة السبلعة، فأما ما عداها غير ثابت تواترا ولا تجوز القراءة به في الصلاة، ولا في غيرها ولا يكفر جاحده وإن جاء من طريق موثوق به إلتحق بسائر الأحاديث المروية عن الرسول صلي الله عليه وسلم فإن تضمن حكما ثابتا لزم العمل به وإلا فلا وربما كان مما نسخ لفظه لا تجوز القراءة به مع أن الاجتراء علي جحده غير جائز لأن علمه موكول إلي الله عز وجل إذ قد أسند طريق العلم ولا يجوز أن نثبت ما لم يعلم صحته بكونه من عند الله قرأنا لعل ذلك تقول علي الله تعالي وكذب في قوله تعالي:" ويقولون علي الكذب وهم يعلمون " ... )) صـ 279/ 280
والسلام عليكم
ـ[المجدد]ــــــــ[09 - 01 - 07, 04:37 ص]ـ
ما ذكره الأخ خالد الشايع
يحل الإشكال، ويزول الالتباس
التواتر المعروف في مصطلح الحديث أمر محدث، ولا يمكن التحقق منه إلا بالنادر
وهو الأمور التي دخلت أولا في أصول الفقه وأحدثه المعتزلة وسار في كتبهم
ودخل على مصطلح الحديث من هذه الناحية.
فإنك لن تجد بإذن الله قبل القرن الثاني من تكلم بالتواتر وأراد به المعنى المتكلَّم به عند أهل المصطلح، بل المراد ما استفاض أمره.
والله أعلم
ـ[أبو يحيى المستور]ــــــــ[14 - 01 - 07, 12:47 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قال الإمام الذهبي _ رحمه الله _ (1\ 254 معرفة القراء ط. التركية):
... و به قال ابن مجاهد ثنا مطين ثنا عقبة بن قبيصة، ثنا أبي، قال: كنا عند سفيان الثوري، فجاء حمزة فكلمه، فلما قام من عنده أقبل علينا سفيان، فقال: هذا _ يعني حمزة _ ما قرأ حرفا من كتاب الله إلا بأثر.
ثم قال: و به ....... ، سمعت حمزة يقول: إن لهذا التحقيق منتهى ينتهي إليه ثم يكون قبيحا مثل البياض له منتهى، فإذا زاد صار برصا، و مثل الجعودة لها منتهى تنتهي إليه، فإذا زادت صارت قططا.
ثم قال الذهبي: قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قال أبي: أكره من قراءة حمزة الهمز الشديد و الاضطجاع،
قلت (الذهبي): يريد السكت و الإمالة، و هكذا كره عبد الله بن إدريس الأودي، و أبو بكر بن عياش، و غير واحد قراءة حمزة، و الآن فقد انعقد الإجماع على صحة قراءة حمزة، و لله الحمد، و إن كان غيرها أفصح منها و أولى. ا. ه
قلت (أبو يحيى): كنت قد سألت شيخنا محمود بن عبد الملك بن حامد ابن أبي الوفا _حفظه الله _ عن سبب كراهة هؤلاء الأئمة
فقال ما حاصله أنه يحتمل أن تكون بسبب المبالغة في هذه الأشياء من بعض القراء أثناء الإقراء، و قد يصدر ذلك من المعلم أحيانا ليبين للمتعلم مقصوده، فتخرج بذلك عن الحد المقبول. أو كما قال حفظه الله. ا. ه
و قد تسمع من هذا التكلف في أداء الأحكام التجويدية من بعض القراء ما تنفر منه الآذان.
و كونها قراءة متواتره (كرهها من كرهها من الأئمة _مع جلالته و إمامته_ و استحبها من استحبها) يفصل النزاع.
و الله أعلم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[14 - 01 - 07, 11:16 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
أما الأثر عن سفيان فلا يصح إسناده. فعقبة ليس فيه توثيق وقبيصة ضعيف عن سفيان كثير الخطأ لأنه أخذ عنه وهو صغير لم يكن يحفظ الحديث. والكلام على التواتر غير صحيح، إلا إن قصدت الحروف. أما الأداء فلا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/493)
ـ[عمر فولي]ــــــــ[17 - 01 - 07, 11:32 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
. والكلام على التواتر غير صحيح، إلا إن قصدت الحروف. أما الأداء فلا.
السلام عليكم
قال ابن الجزري في نشره تعقيبا علي من قال بتواتر الفرش دون الأصول:"وبقى ما اتحد لفظه ومعناه مما يتنوع صفة النطق به كالمدات وتخفيف الهمزات والإظهار والإدغام والروم والإشمام وترقيق الراءات وتفخيم اللامات ونحو ذلك مما يعبر عنه القراء بالأصول فهذا عندنا ليس من الاختلاف الذي يتنوع فيه اللفظ أو المعنى لأن هذه الصفات المتنوعة في أدائه لا تخرجه عن أن يكون لفظاً واحداً وهو الذي أشار إليه أبو عمرو بن الحاجب بقوله: والسبعة متواترة فيما ليس من قبيل الأداء كالمد والإمالة وتخفيف الهمز ونحوه، وهو وإن أصاب في تفرقته بين الخلافين في ذلك كما ذكرناه فهو واهم في تفرقته بين الحالتين نقله وقطعه بتواتر الاختلاف اللفظي دون الأدائي بل هما في نقلهما واحد وإذا ثبت تواتر ذلك كان تواتر هذا من باب أولى إذ اللفظ لا يقوم إلا به أو لا يصح إلا بوجوده وقد نص على تواتر ذلك كله أئمة الأصول كالقاضي أبي بكر بن الطيب الباقلاني في كتابة الانتصار وغيره ولا نعلم أحداً تقدم ابن الحاجب إلى ذلك والله أعلم نعم هذا النوع من الاختلاف هو داخل في الأحرف السبعة لا أنه واحد منها 0)) ا. هـ
وقال ابن الجزرى فى صفحة 57 فى تقريب النشر،: وأما نحو اختلاف الإظهار والإدغام والروم والإشمام والتفخيم والترقيق والنقل مما يعبر عنه فى اصطلاح علماء هذا الفن بالأصول فهذا ليس بالاختلاف الذى يتنوع فيه اللفظ والمعنى لأن هذه الصفات المتنوعة فى أداء اللفظ لا تخرجه عن أن يكون لفظا واحدا ولئن فرض فيكون من الوجه الأول وهو الذى لا تتغير فيه الصورة والمعنى. أ. هـ
وقال فى موضع آخر " ... نحن لا ندعى أن مراتبهم متواترة وإن كان قد ادعاه طائفة من القراء و الأصوليين , بل نقول إن المد العرض من حيث هو متواتر مقطوع به قرأ النبى - صلى الله عليه وسلم - وأنزله الله - تعالى - عليه , وأنه ليس من قبيل الأداء فلا أقل من أن نقول أن القدر المشترك متواتر وأما ما زاد على القدر المشترك كعاصم وحمزة وورش فهو إن لم يكن متواتراً فصحيح مستفاض متلقى بالقبول , ومن ادعى التواتر الزائد على القدر المشترك فليبين ... " أ. هـ. "
قال المحقق الشيخ إبراهيم عطوة وأن الأنصاف يقتضينا أن نحمل كلام ابن الحاجب على أن ما كان من قبيل الهيئة وليس من جوهر اللفظ بحيث يتحقق اللفظ بدونه هو الذى ليس متواترا كالزائد عن أصل المد وإلا فأصل المد متواتر ولا يصح أن يخالف فى ذلك أحد وقد صرح فى جمع الجوامع والعطار فى الأصول بذلك ج 2 ص271وكذلك ينبغى أن تحمل كلام ابن الحاجب فى الإمالة وغير ذلك من قبيل الهيئة على أن الزائد على الأصل هو الذى لم يكن متواترا)) ا. هـ
والسلام عليكم
ـ[فهد القحطاني 1]ــــــــ[17 - 01 - 07, 02:17 م]ـ
الإمام أحمد كره الإمالة الشديدة التي يتلوى فيها الفم وتكسر الحروف وتخرجها عن المقبول وهذا ماعلل به أصحابه عن الروايات المتواترة كونه يكره التفيهق والتقعر والمضغ بالكلام لا أنه يرد ما ثبت فهو من علماء السنة
والله أعلم
ـ[رامى محمد]ــــــــ[21 - 10 - 09, 02:42 م]ـ
السلام عليكم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ..
الذى فهمته الآن من النقاشات:
1 - أن بعض الأئمة كرهوا بعض القراءات ولكنهم لم ينكروها وهناك فرق.
2 - أن الإمام ابن الجزرى رحمه الله قال أن "ليس كل حرف متواتر"، لكن ليس معنى عدم التواتر هو عدم الصحة.
فالإمام ابن الجزرى رحمه الله أيضا هو الذى يقول:"وإنما المقروء به عن القراء العشرة على قسمين: متواتر، وصحيح مستفاض متلقى بالقبول، والقطع حاصل بهما " -كما هو منقول هنا.
إذن فالقطع حاصل بهما.
فكل ما وافق وجه نحوِ .. وكان للرسم احتمالاً يحوي
وصح إسنادًا هو القرآنُ .. فهذه الثلاثة الأركانُ
سؤال: هل الإمام أحمد -رحمه الله- كره قراءة حمزة لا لوجود الإمالة بها ولكن لكثرتها فقط؟
جزاكم الله خيرا(1/494)
من هم الصحابة الذين ثبت أنهم فسروا القرآن بالإسرائيليات؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[10 - 07 - 03, 07:02 ص]ـ
لا بد من التحقيق في هذه المسألة لوجود استشكال في تصرف الصحابة. فكيف ينقلون عن الإسرائيليات وهم يعلمون تحريفها؟
من القرائن التي تنفي ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما ماأشار إليه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وهو ماثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء وكتابكم الذي أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدث تقرؤونه محضا لم يشب وقد حدثكم أن أهل الكتاب بدلوا كتاب الله وغيروه وكتبوا بأيديهم الكتاب وقالوا هو من ثم الله ليشتروا به ثمنا قليلا، ألا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم، لا والله ما رأينا منهم رجلا يسألكم عن الذي أنزل عليكم. أخرجه البخاري (7363).
فإنه يبعد أن الصحابي المتصف بالأخذ عن أهل الكتاب يسوغ حكاية شئ من الأحكام الشرعية التي لامجال للرأي فيها، مستندا لذلك من غير عزو، مع علمه بما وقع فيه من التبديل والتحريف.
لكن مع ذلك فهذا الأمر ثابت عن ابن عباس بشكل يصعب رده. وقد احتار العلماء بشأن هذا التناقض وأجابوا بأجوبة غير مرضية.
وإليكم بعض الأمثلة على تلك الإسرائيليات:
تفسير ابن كثير لقوله تعالى "ن"
وَقِيلَ الْمُرَاد بِقَوْلِهِ " ن " حُوت عَظِيم عَلَى تَيَّار الْمَاء الْعَظِيم الْمُحِيط وَهُوَ حَامِل لِلْأَرَضِينَ السَّبْع كَمَا قَالَ الْإِمَام أَبُو جَعْفَر بْن جَرِير:
- حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنَا سُفْيَان هُوَ الثَّوْرِيّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَان هُوَ الْأَعْمَش عَنْ أَبِي ظَبْيَان عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ: أَوَّل مَا خَلَقَ اللَّه الْقَلَم قَالَ اُكْتُبْ قَالَ وَمَاذَا أَكْتَب؟ قَالَ اُكْتُبْ الْقَدَر فَجَرَى بِمَا يَكُون مِنْ ذَلِكَ الْيَوْم إِلَى قِيَام السَّاعَة ثُمَّ خَلَقَ النُّون وَرَفَعَ بُخَار الْمَاء فَفُتِقَتْ مِنْهُ السَّمَاء وَبُسِطَتْ الْأَرْض عَلَى ظَهْر النُّون فَاضْطَرَبَ النُّون فَمَادَتْ الْأَرْض فَأُثْبِتَتْ بِالْجِبَالِ فَإِنَّهَا لَتَفْخَر عَلَى الْأَرْض
وَكَذَا رَوَاهُ اِبْن أَبِي حَاتِم مِنْ أَحْمَد بْن سِنَان عَنْ أَبِي مُعَاوِيَة عَنْ الْأَعْمَش بِهِ
وَهَكَذَا رَوَاهُ شُعْبَة وَمُحَمَّد بْن فُضَيْل وَوَكِيع عَنْ الْأَعْمَش بِهِ وَزَادَ شُعْبَة فِي رِوَايَته ثُمَّ قَرَأَ " ن وَالْقَلَم وَمَا يَسْطُرُونَ "
وَقَدْ رَوَاهُ شَرِيك عَنْ الْأَعْمَش عَنْ أَبِي ظَبْيَان أَوْ مُجَاهِد عَنْ اِبْن عَبَّاس فَذَكَرَ نَحْوه
وَرَوَاهُ مَعْمَر عَنْ الْأَعْمَش أَنَّ اِبْن عَبَّاس قَالَ فَذَكَرَهُ ثُمَّ قَرَأَ " ن وَالْقَلَم وَمَا يَسْطُرُونَ "
إه كلام ابن كثير رحمه الله. ومن الواضح أن الأثر صحيح عن ابن عباس رضي الله عنه.
مثال ثان:
اتفاق المفسرين على تفسير فتنة سليمان بكذبه من أكاذيب اليهود. وقد سردها ابن كثير في تفسيره (4\ 36) ثم قال:
وأرى هذه كلها من الإسرائيليات. ومن أَنكرها (أشدها نكارة) ما قاله ابن أبي حاتم حدثنا علي بن الحسين حدثنا محمد بن العلاء وعثمان بن أبي شيبة وعلي بن محمد قالوا حدثنا أبو معاوية أخبرنا الأعمش عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب قال:
أراد سليمان عليه الصلاة والسلام أن يدخل الخلاء فأعطى الجرادة خاتمه وكانت الجرادة امرأته وكانت أحب نسائه إليه فجاء الشيطان في صورة سليمان فقال لها هاتي خاتمي فأعطته إياه فلما لبسه دانت له الإنس والجن والشياطين فلما خرج سليمان عليه السلام من الخلاء قال لها هاتي خاتمي قالت قد أعطيته سليمان قال أنا سليمان قالت كذبت ما انت بسليمان فجعل لا يأتي أحدا يقول له أنا سليمان إلا كذبه حتى يرمونه بالحجارة فلما رأى ذلك سليمان عرف أنه من أمر الله عز وجل قال وقام الشيطان يحكم بين الناس فلما أراد الله تبارك وتعالى أن يرد على سليمان سلطانه ألقى في قلوب الناس إنكار ذلك الشيطان قال فأرسلوا إلى نساء سليمان فقالوا لهن تنكرن من سليمان شيئا قلن نعم إنه يأتينا ونحن نحيض وما كان يأتينا قبل ذلك فلما رأى الشيطان أنه قد فطن له ظن أن أمره قد انقطع فكتبوا كتبا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/495)
فيها سحر وكفر فدفنوها تحت كرسي سليمان ثم أثاروها وقرءوها على الناس وقالوا بهذا كان يظهر سليمان على الناس ويغلبهم فأكفر الناس سليمان عليه الصلاة والسلام فلم يزالوا يكفرونه وبعث ذلك الشيطان بالخاتم فطرحه في البحر فتلقته سمكة فأخذته وكان سليمان عليه السلام يحمل على شط البحر بالأجر فجاء رجل فاشترى سمكا فيه تلك السمكة التي الخاتم فدعا سليمان عليه الصلاة والسلام فقال تحمل لي هذا السمك فقال نعم قال بكم قال بسمكة من هذا السمك قال فحمل سليمان عليه الصلاة والسلام السمك ثم انطلق به إلى منزله فلما انتهى الرجل إلى بابه أعطاه تلك السمكة التي الخاتم فأخذها سليمان عليه الصلاة والسلام فإذا الخاتم في جوفها فأخذه فلبسه قال فلما لبسه دانت له الجن والانس والشياطين وعاد إلى حاله وهرب الشيطان حتى لحق بجزيرة من جزائر البحر فأرسل سليمان عليه السلام في طلبه وكان شيطانا مريدا فجعلوا يطلبونه ولا يقدرون عليه حتى وجدوه يوما نائما فجاءوا فبنوا عليه بنيانا من رصاص فاستيقظ فوثب فجعل لا يثب في مكان من البيت إلا انماط مع الرصاص قال فأخذوه فأوثقوه وجاءوا به إلى سليمان عليه الصلاة والسلام فأمر به فنقر له تخت من رخام ثم أدخل في جوفه ثم سد بالنحاس ثم أمر به فطرح في البحر فذلك قوله تبارك وتعالى ولقد فتنا سليمان والقينا على كرسيه جسدا ثم أناب يعني الشيطان الذي كان سلط عليه.
قال ابن كثير: إسناده إلى ابن عباس رضي الله عنهما قوي ولكن الظاهر أنه إنما تلقاه ابن عباس رضي الله عنهما إن صح عنه من أهل الكتاب وفيهم طائفة لا يعتقدون نبوة سليمان عليه الصلاة والسلام فالظاهر أنهم يكذبون عليه ولهذا كان في هذا السياق منكرات من أشدها ذكر النساء فإن المشهور عن مجاهد وغير واحد من أئمة السلف أن ذلك الجني لم يسلط على نساء سليمان بل عصمهن الله عز وجل من تشريفا وتكريما لنبيه عليه السلام وقد رويت هذه القصة مطولة عن جماعة من السلف رضي الله عنه كسعيد بن المسيب وزيد بن أسلم وجماعة آخرين وكلها متلقاة من قصص أهل الكتاب والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب.
قلت ورواها قتادة أيضاً بنفس النكارة. فهذا من أثر الإسرائيليات ومن أساطير اليهود وخرافاتهم. وإلا فمن المحال قطعاً أن يتمثل الشيطان بصورة نبي
بقي أن نحقق ما جاء عن باقي الصحابة رضي الله عنهم، هل ثبتت عنهم رواية الإسرائيليات في التفسير؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[12 - 07 - 03, 02:03 ص]ـ
مادام أنه قد ثبت عن ابن عباس الأمران جميعا وهو النهي عن سؤال أهل الكتاب وتحديثه بقصص عن أهل الكتاب فلابد من الجمع
ولعل الجمع بينهما أن يقال أن مقصود ابن عباس أن الناس كانوا يسألون أهل الكتاب عن ما في كتبهم ويتوسعون في ذلك وقد يصل بهم الأمر إلى تصديقهم، فأنكر عليهم ابن عباس رضي الله عنه هذا الأمر، وابن عباس رضي الله عنه قدآتاه الله من العلم والفهم في كتاب الله ماهو معلوم فليس مثل غيره في هذا الأمر، فهو قد ينقل بعض القصص عنهم من باب قول النبي صلى الله عليه وسلم (حدثوا عن بني إسرائيل ولاحرج)، وكذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم (لاتصدقوا بني إسرائيل ولا تكذبوهم)، فكأنه رضي الله عنه خشي عليهم المبالغة في هذا الأمر والميل إلى تصديقهم في ذلك، ولذلك تجد تلاميذ ابن عباس كانوا يذكرون بعض الإسرائيليات في التفسير فيحتمل أنهم أخذوا برأي شيخهم ابن عباس في ذلك
والله أعلم.
ومن الصحابة الذين روي عنهم رواية الإسرائيليات وقد يكون في أسناديها بعض كلام
! - ابن عمر رضي الله عنه
فقد جاء في تفسيره لقصة هاروت وماروت فقد ثبت عنه بإسناد صحيح قصة طويلة في كوكب الزهرة وقصة هاروت وماروت، وقد رويت مرفوعة والصواب وقفها، وقد مال ابن كثير في تفسيره إلى كون ابن عمر أخذها عن كعب الأحبار (1/ 138).
2 - أبو هريرة رضي الله عنه
قال ابن كثير في تفسير آية الكرسي (1/ 308) (وأغرب من هذا كله الحديث الذي رواه ابن جرير حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل حدثنا هشام بن يوسف عن أمية بن شبل عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي عن موسى عليه السلام على المنبر قال وقع في نفس موسى هل ينام الله فأرسل إليه ملكا فأرقه ثلاثا ثم أعطاه قارورتين في كل يد قارورة وأمره أن يحتفظ بهما قال فجعل ينام وكادت يداه يلتقيان فيستيقظ فيحبس إحداهما على الأخرى حتى نام نومه فاصطفقت يداه فانكسرت القارورتان قال ضرب الله عز وجل مثلا أن الله لو كان ينام لم تستمسك السماء والأرض وهذا حديث غريب جدا والأظهر أنه إسرائيلي لا مرفوع والله أعلم) انتهى.
وقد ثبت عن أبي هريرة روايته لعدد من الإسرائيليات عن كعب الأحبار.
3 - عبدالله بن عمرو
جاء في معاني القرآن للنحاس (5/ 81)
ثم قال جل وعز (فأخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم) آية 57 58
حدثنا محمد بن سلمة الأسواني قال حدثنا محمد بن سنجر قال حدثنا عبدالله بن صالح قال حدثني ابن لهيعة عن واهب بن عبدالله المعافري عن عبدالله بن عمرو أن نيل مصر سيد الأنهار سخر الله له كل نهر بين المشرق والمغرب وذلله له فإذا أراد الله أن يجري نيل مصر أمر كل نهر أن يمده فمدته الأنهار بمائها وفجر الله له من الأرض عيونا فإذا انتهى جريه إلى ما أراد الله أوحى الله إلى كل ماء أن يرجع إلى عنصره
وهذا يحتمل أنه من الإسرائيليات
جاء في تفسير البغوي (4/ 146)
أخبرنا محمد بن عبدالله بن أبي توبة أنا محمد بن يعقوب الكسائي أنا عبدالله بن محمود أنا إبراهيم بن عبدالله الخلال ثنا عبدالله بن المبارك عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة يذكره عن أبي أيوب عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال إن أهل النار يدعون مالكا فلا يجيبهم أربعين عاما ثم يرد عليهم إنكم ماكثون قال هانت والله دعوتهم على مالك وعلى رب مالك ثم يدعون ربهم فيقولون ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون قال فيسكت عنهم قدر الدنيا مرتين ثم يرد عليهم اخسأوا فيها ولا تكلمون قال فوالله ما نبس القوم بعدها بكلمة وما هو إلا الزفير والشهيق في نار جهنم تشبه أصواتهم بأصوات الحمير أولها زفير وآخرها شهيق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/496)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[12 - 07 - 03, 02:59 ص]ـ
الشيخ الفاضل عبد الرحمن وفقه الله
هذا الجمع جيد، ولو أن في النفس من بعضه شيء، إذ يظهر أن ابن عباس كان يروي جازماً بهذه الإسرائيليات. ومن المحتمل أن يكون قد رواها متعجباً لكن تلاميذه المقربون كذلك جزموا بها. والقصة السابقة رواها مجاهد لكنه لم يذكر فيها إتيان الشيطان لنساء سليمان عليه السلام، وكأنه استعظم ذلك واستنكره. وهذا يدل على أنه لا يروي تلك القصة على سبيل التعجب، والله أعلم.
1 - يبدو أن ذلك ثابت عنه رغم نكارة القصة.
2 - القصة عن أبي هريرة لا تصح عنه، وإنما هي عن عكرمة.
قال الذهبي في ميزان الإعتدال (1\ 443): أمية بن شبل: له حديث منكر رواه عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن أبي هريرة مرفوعا، قال: وقع في نفس موسى هل ينام الله الحديث ... رواه عنه هشام بن يوسف، وخالفه معمر عن الحكم عن عكرمة قوله، وهو أقرب. ولا يسوغ أن يكون هذا وقع في نفس موسى، وإنما رُوِيَ أن بني إسرائيل سألوا موسى عن ذلك.
3 - القصة المروية عن عمرو بن العاص في إسنادها ابن لهيعة وضعفه مشهور، والراوي عنه هو كاتب الليث وهو صدوق له أوهام. والقصة الثانية لا أرى ما يدل على أنها من الإسرائيليات، والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[12 - 07 - 03, 05:30 ص]ـ
أحسنت وفقك الله، فقد ثبت لنا حتى الآن أن ابن عباس وابن عمر رضي الله عنهما فسرا القرآن بروايات اسرائيلية.
ـ[المنصور]ــــــــ[12 - 07 - 03, 10:31 ص]ـ
كنت قد ذكرت وجه الجمع في ملتقى أهل التفسير
والذي ظهر للعبد الفقير: أن رواية الإسرائيليات لها حكم، وإيرادها كتفسير للقرآن له حكم آخر
وقد كان من يحدث بالإسرائيليات من الصحابة يروونها مفردة، فيتلقفها أصحاب الكتب المسندة من المفسرين ويروونها تحت الآيات، فحصل الربط بين الموضوعين عند من يتلقى التفاسير مثلنا نحن، فرواية الصحابة للإسرائيليات ليس من باب التفسير، وإنما من باب حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج
لعلي استطعت ايصال ماأردت ايصاله
وشكر الله لكم،،،
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[12 - 07 - 03, 11:12 ص]ـ
ومنهم ابن مسعود رضي الله عنه، وناس من الصحابة مبهمون رضي الله عنهم، وذلك في الإسناد المشهور الذي يروي به السدي في تفسيره كثيرا من الإسرائيليات وهو روايته عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود وعن أناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد أورد ابن كثير في أوائل تفسيره قصة طويلة مروية بهذا الإسناد ثم قال: فهذا الإسناد إلى هؤلاء الصحابة مشهور في تفسير السدي ويقع فيه إسرائيليات كثيرة فلعل بعضها مدرج ليس من كلام الصحابة أو أنهم أخذوه من بعض الكتب المتقدمة والله أعلم. والحاكم يروي في مستدركه بهذا الإسناد بعينه أشياء ويقول على شرط البخاري.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[12 - 07 - 03, 01:21 م]ـ
لكن السدي الكبير -وإن وثقه بعضهم- فقد اتهمه بالكذب الحافظ السعدي وليث والمعتمد بن سليمان، والجرح مقدم على التعديل. فلا يثبت أن ابن مسعود رضي الله عنه يروى الإسرائيليات.
أما أبو هريرة فأظن أني قرأت عن أحد المتقدمين أن بعض الرواة كانوا يخطؤون بين مروياته عن النبي صلى الله عليه وسلم وبين ما يرويه عن كعب الأحبار. ولذلك رجح البخاري أن يكون حديثه في خلق التربة يوم السبت الذي أخرجه مسلم، أصله عن كعب الأحبار.
وعلى أية حال فغاية ما يكون عن هذا النص أن الخطأ من الرواة عن أبي هريرة. وأما هو فلم يرو شيئا من الإسرائيليات إلا عندما يبين أنه سمع ذلك من كعب. ومن قال بغير ذلك فعليه بالدليل.
وأما عبد الله بن عمرو فقد أصاب في اليرموك بعض كتب أهل الكتاب لكن لا نستطيع أن نزعم بأنه يروي الإسرائيليات إلا بدليل.
والله أعلم.
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[13 - 07 - 03, 02:53 ص]ـ
يبعد أن الصحابي المتصف بالأخذ عن أهل الكتاب يسوغ حكاية شئ من الأحكام الشرعية التي لامجال للرأي فيها، مستندا لذلك من غير عزو، مع علمه بما وقع فيه من التبديل والتحريف
هكذا قال صاحب فتح المغيث
واشار الى بعض من اثار الصحابة في المنع من الاخذ عنهم
الى ان قال ولا ينافيه <قوله صلى الله عليه وسلم> حدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج فهو خاص بما وقع فيهم من الحوادث والاخبار المحكية عنهم لما في ذلك من العبرة والعظة بدليل قوله: تلوه في رواية فانه كانت فيهم الاعاحيب
وما ا حسن قول بعض ائمتنا هذا دال على سماعه للفرجة لا للحجة فتح المغيث 1/ 149
فيكون موقفه
ان ما يورده الصحابي على وجه التشريع ولا مجال للراي فيه فحكمه الرفع سواء عرف بالاخذ من مسلمة اهل الكتاب ام لا لما اعترض به اولا والله اعلم وجزى الله الاخ محمد الامين خيرا لاثارته لهذا الموضوع المهم
عبد الله بن مسعود
قال ابن جرير
حدثني يونس قال أخبرنا ابن وهب قال أخبرني عمر بن قيس عن عطاء بن أبي رباح عن عبد الله بن عباس أنه قال المفدي إسماعيل وزعمت اليهود أنه إسحاق وكذبت اليهود
واخرج الطبراني في الكبير وابن جرير قال
حدثنا ابن المثنى قال ثنا محمد بن جعفر قال ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص قال افتخر رجل عند ابن مسعود فقال أنا فلان ابن فلان ابن الأشياخ الكرام فقال عبد الله ذاك يوسف بن يعقوب بن إسحاق ذبيح الله ابن إبراهيم خليل الله اه
واظن ان قوله ان الذبيح اسحاق مما قاله اجتهادا وليس مما اخذه من مسلمة اهل الكتاب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/497)
ـ[أبو عبد الله المكي]ــــــــ[30 - 03 - 08, 09:59 ص]ـ
هل هناك من جمع المعروفين بالأخذ عن أهل الكتاب حتى لا يلتبس الأمر فيما لو حكمنا على ما صح موقوفا مما لا مجال للرأي فيه أنه مرفوع حكما؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبد القادر مطهر]ــــــــ[05 - 05 - 10, 03:26 م]ـ
هل هناك من جمع المعروفين بالأخذ عن أهل الكتاب حتى لا يلتبس الأمر فيما لو حكمنا على ما صح موقوفا مما لا مجال للرأي فيه أنه مرفوع حكما؟ وجزاكم الله خيرا
أعيد سؤال الأخ الكريم أبي عبد الله المكي:
هل هناك من جمع المعروفين بالأخذ عن أهل الكتاب، حتى لا يلتبس الأمر فيما لو حكمنا على ما صح موقوفًا، مما لا مجال للرأي فيه، أنه مرفوع حكمًا؟
لعل أحدًا يُجيب!!
ـ[جمال بن محمد]ــــــــ[05 - 05 - 10, 10:03 م]ـ
بارك الله فيك وربنا يوفقك
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[11 - 05 - 10, 09:28 ص]ـ
للفائدة
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[04 - 10 - 10, 03:16 م]ـ
أعيد سؤال الأخ الكريم أبي عبد الله المكي:
هل هناك من جمع المعروفين بالأخذ عن أهل الكتاب، حتى لا يلتبس الأمر فيما لو حكمنا على ما صح موقوفًا، مما لا مجال للرأي فيه، أنه مرفوع حكمًا؟
لعل أحدًا يُجيب!!
كنت قد طرحتُ هذا السؤال هنا http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=95870(1/498)
ملتقى أهل التفسير
ـ[أبو هريرة]ــــــــ[10 - 07 - 03, 02:17 م]ـ
اخواني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
تم بتوفيق الله تعالى انشاء موقعا جديدا على غرار هذا الموقع القيم ولكنه يعنى بالتفسير وعلوم القرآن ومايتعلق به.
ولجنة الاشراف مكونة من عدة علماء أفاضل متخصصون بذلك ومعروفون لدى الجميع، وفقهم الله،وعنوان الموقع هو:
www.tafsir.org(1/499)
هل يعارض أثر ابن عباس في نزول القرآن إلى بيت العزة =أن الله يتكلم بالقرآن حين إنزاله!
ـ[ابن أبي حاتم]ــــــــ[11 - 07 - 03, 02:24 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجميعن، وبعد.
أما نزول القرآن، فلنا فيه أصلٌ مقرر عند أهل السنة والحديث، وهو أن القرآن كلام الله تعالى، تكلم الله به حقيقة، وأوحاه إلى نبيه صلى الله عليه وسلم عن طريق جبريل، ودلائل هذا الأصل متقررة في كتاب الله وسنة ورسوله صلى الله عليه وسلم؛ كقوله تعالى: (وإن أحد من المؤمنين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله)، ودلائل ذلك مبسوطة في كتب أصول الدين.
وكلام الله تعالى -كما هو معلوم - صفةٌ ذاتية باعتبار أن الله لم يزل ولا يزال متكلماً، وفعليةٌ من باعتبار آحاد الكلام.
وقد دلت الدلائل من الكتاب والسنة على أن الله يتكلم بالقرآن حين إنزاله، ولهذا نجد أن الله يتكلم عن أشياء وقت في زمن التنزيل بلفظ المضي، مما يدل أن الكلام وقع عقيبه، ولا يصح أن يقال إن الله تكلم بشيء لم يحدث وأخبر عنه بصيغة المضي، وذلك مثل قول الله تعالى: (عبس وتولى) فنعلم أن الله إنما تكلم به بعد عبوس النبي صلى الله عليه وسلم في وجه ابن أم مكتوم، وكذلك أيضاً قوله تعالى: (وإذ غدوت تبوئ للمؤمنين مقاعد للقتال)، وكذلك قوله تعالى: (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها)، وقوله: (لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء)، إلى غير ذلك من الآيات التي تدل على هذا الأصل.
ومن السنة ما رواه البخاري عن ابن مسعود معلقاً: «إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السموات شيئاً، فإذا فزع عن قلوبهم وسكن الصوت عرفوا أنه الحق، ونادوا: ماذا قال ربكم قالوا: الحق»، ورواه أبو داود برقم (4738) موصولاً، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماء للسماء صلصلة كجر السلسلة على الصفا فيصعقون فلا يزالون كذلك حتى يأتيهم جبريل حتى إذا جاءهم جبريل فزع عن قلوبهم قال فيقولون يا جبريل ماذا قال ربك فيقول الحق فيقولون الحق الحق».
وهو في البخاري برقم (4800) عن أبي هريرة يقول: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خَضَعاناً لقوله، كأنه سلسلة على صفوان، فإذا فزع عن قلوبهم، قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا: للذي قال الحق وهو العلي الكبير، فيسمعها مسترق السمع، ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض - ووصف سفيان بكفه فحرفها وبدد بين أصابعه- فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته، ثم يلقيها الآخر إلى من تحته حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن، فربما أدرك الشهاب قبل أن يلقيها، وربما ألقاها قبل أن يدركه، فيكذب معها مائة كذبة، فيقال أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا كذا وكذا فيصدق بتلك الكلمة التي سمع من السماء».
وهذا الحديث فيه بيان حال الملائكة حين يقضي الله بالأمر من السماء، ومنه كلامه بالوحي كما دلت عليه رواية أبي دواد، وفيه أن جبريل ينزل به عقيب سماعه، وصعق الملائكة لسماع الوحي، وهو دال على أن الله يتكلم بالقرآن حين أنزاله.
وأيضاً فمن المتقرر في دلائل الشرع أن الله نزل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم مفرقاً ومنجماً حسب الوقائع والأحوال، كما في قول الله تعالى: (وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً)، وقوله: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً)، وهذا معلوم ثابت بالإجماع من دين المسلمين.
وقد أخرج الطبري (2/ 154)، والنسائي (6/ 519)، والحاكم (2/ 242)، والبهيقي (4/ 306)، عن ابن عباس رضي الله عنه بألفاظ متقاربة أنه قال: «أنزل الله القرآن كله جملة واحدة في ليلة القدر إلى سماء الدنيا، فكان الله إذا أراد أن يحدث في الأرض شيئا منه انزله من حتى جمعه»، والأثر إسناده صحيح، وقد صححه الحافظ ابن حجر في الفتح (8/ 620).
ثم ظنت طائفة من المتكلمين وغيرهم ممن ينفون صفة الكلام عن الله أن لهم في هذا الأثر مستمسكاً، فقالوا: إن جبريل كان يأخذ القرآن من اللوح المحفوظ، كما زعم ذلك السيوطي وغيره، وقد ألف الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله رسالة في إبطال هذا القول، لكنه لم يضعف أثر ابن عباس، والرسالة في مجموع فتاواه رحمه الله.
وقد كان شيخنا العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله = يتردد في صحة الأثر عن ابن عباس، وسبب الإشكال عند الشيخ أنه فهم منه رحمه الله أنه يتعارض مع ما ذكرت أن الله يتكلم بالقرآن حين إنزاله!!
وهذا الإشكال ليس بظاهر؛ لأن الناظر في أثر ابن عباس يجد أن ثمت إنزالين للقرآن:
الأول من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا.
والثاني: وهو الوحي الذي يوحيه الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم عن طريق جبريل عليه السلام.
وعند النظر نجد أن النصوص صرحت أن إنزال الله القرآن عل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم = وحيٌ، وفيه ان الله يتكلم بالقرآن حين إنزاله كما ذكرنا سابقاً.
أما نزول القرآن من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، فلم يذكر في شيء من الروايات انه يقتضي أن الله تكلم به في هذا الإنزال، بل كونه مكتوبا قبلُ في اللوح المحفوظ لم يقتضِ ذلك.
وحقيقة هذا الإنزال أنه إنزال كتابي؛ إذ هو إنزال من مكتوب إلى مكتوب، وليس في شيء من الروايات الصحيحة لهذا الأثر أو غيره = أن جبريل يأخذ من اللوح المحفوظ.
وبهذا يزول الإشكال الذي من أجله تررد شيخنا الشيخ رحمه الله في صحة هذا الأثر.
إذا تقرر هذا فقوله تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)، (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ)، يقال فيها: إنها تشمل نوعي الإنزال الذي أشار إليه أثر ابن عباس:
الأول: الذي هو إنزال الوحي، و يكون المراد منه إنزال أوله.
الثاني: نزوله جملة واحدة إلى السماء الدنيا.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وكتب: ابن أبي حاتم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/500)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[11 - 07 - 03, 04:20 م]ـ
أثابك الله ابن أبي حاتم على هذا البحث القيم،ونفع بك.
ـ[الموحد99]ــــــــ[11 - 07 - 03, 06:01 م]ـ
أخي العزيز ذكرت هذا الأثر:
وقد أخرج الطبري (2/ 154)، والنسائي (6/ 519)، والحاكم (2/ 242)، والبيهقي (4/ 306)، عن ابن عباس رضي الله عنه بألفاظ متقاربة أنه قال: «أنزل الله القرآن كله جملة واحدة في ليلة القدر إلى سماء الدنيا، فكأن الله إذا أراد أن [يحدث في الأرض شيئا منه انزله من حتى جمعه]»، والأثر إسناده صحيح، وقد صححه الحافظ ابن حجر في الفتح (8/ 620).
ووجدتفي ملتقى أهل التفسير
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=371
هذا الأثر:
حدثنا ابن المثنى (محمد بن المثنى أبو موسى البصري، ثقة ثبت) , قال: ثني عبد الأعلى (ثقة) , قال: ثنا داود (بن أبي هند، ثقة متقن) , عن عكرمة (ثقة ثبت) , عن ابن عباس , قال: نزل القرآن كله جملة واحدة في ليلة القدر في رمضان إلى السماء الدنيا , فكان الله إذا أراد أن [يحدث في الأرض شيئا أنزله منه حتى جمعه].
وهنا خطأ مطبعي كما يبدو والله أعلم في الرواية التي نقلتها
فإذا صحت الرواية الثانية فما قاله الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى وقبله ابن ابراهيم هو الصواب لا شك لآن قوله " منه " أي من السماء الدنيا لا من الله مباشرة وهذا يخالف كما تعلم ياشيخ منهج أهل السنة
ترى هذا اجتهاد مني لم أطلع على رواية الطبري والله يحفظكم تحياتي لكم
ـ[ابن أبي حاتم]ــــــــ[11 - 07 - 03, 06:17 م]ـ
أخي الفاضل موحد99.
ما ذكرته من أنه خطأ مطبعي فذلك صحيح، والأمر كما قلت، وقد عدلت النص أعلاه، لكن أخي واسمح لي أن التعقب نحب أن يكون بتحر أكثر؛ حتى نحافظ على علمية الملتقى، وقوة الطرح العلمي فيه، فينبغي أن لا نتعجل في طرح ما يأتي على أذهاننا من الخواطر، وحتى أوضح لك أخي وفقك الله أقول:
أولا: لم تنظر أن تراجع ما في الطبري، واعتمدت على ما ذكر في ملتقى أهل التفسير مع أني نزلت الموضوع هناك قبل أن انزله هنا.
ثانياً: أتعجب من سرعة الترجيح، حيث قلت: فإذا صحت الرواية التي الثانية فما قاله الشيخ ابن عثيمين رخمه الله تعالى وقبله ابن ابراهيم هو الصواب لا شك لآن قوله " منه " أي من السماء الدنيا لا من الله مباشرة وهذا يخالف كما تعلم ياشيخ منهج أهل السنة.
وعلى هذا ملاحظات:
أولا: أن الشيخ ابن ابراهيم لم يضعف الأثر، وقد نبهت على هذا في موضوعي هنا، وفي تعقيبي على موضوع الأخ أبي مجاهد العبيدي في ملتقى أهل التفسير.
ثانيا: الشيخ محمد تردد في صحة هذا الأثر، وهذه عبارته، أنت تقول: بلا شك!!
ثالثا: إذا كنت نقلت هذا الأثر من ملتقى أهل التفسير، فأنا أتسائل ألم يقع نظرك على الرواية الثانية، وهي مفسرة للرواية الأولى عن ابن عباس قوله: أنزل الله القرآن إلى السماء الدنيا في ليلة القدر , وكان الله إذا أراد أن يوحي منه شيئا أوحاه , فهو قوله: {إنا أنزلناه في ليلة القدر}.
ألم تنتبه إلى قوله (أوحاه منه) أي من القرآن، وهذا فيه إثبات الكلام، ويكون معنى قوله (انزله منه) أي من القرآن ..
أخي أرجو أن نكون أكثر تأنياً فيما نطرح، وإياك إياك من العجلة!!
أخي الفاضل موحد99
ربما أكون قسوت عليك، لكن اعلم أني إنما النصح أردت، والخير لك قصدت، وكما قال الأول:
قد يدرك المتأني بعض حاجته وقد يكون مع المستعجل الزلل
ودمت موفقاً ..
محبك أبن أبي حاتم
ـ[الموحد99]ــــــــ[11 - 07 - 03, 11:50 م]ـ
شكراً لك عزيزي الشيخ ابن أبي حاتم وفقك الله وسددك لما يحبه ويرضاه 0
أولاً:
النصائح منكم مقبولة وعلى العين والرأس
ثانياً:
الترجيح الذي تعجبت منه ومن سرعته ليس هو وليد اليوم كما قد فهمت بل هو من زمن بعيد وهذا معروف حتى في كلام العلماء ويقولون وهذا هو الصواب بلا شك أو ريب في مسألة معينة وهذا لا يعني أنه تعجل أو أنها خاطرة 0 ومع ذلك أستغفر الله تعالى وأتوب إليه وجزاك الله خيراً
ثالثاً:
أما الشيخ ابن ابراهيم فصحيح أني نقلت كلام من ذكر ذلك عنه ولا أدري من المحق أنت أم هو كلكم أن شاء الله ثقات والفتاوى ليست عندي
رابعاً:
وأما الشيخ ابن عثيمين فالشيخ يضعف هذا الأثر لا كما قلت أنه يتردد فيه بل يرى أنه ضعيف لمخالفته ظاهر القرآن [وأظن ولست بمتأكد أن الشيخ ابن باز يضعفه أيضاً كما في الجواب الصريح عن أسئلة التراويح ولكني لست متأكد؟!
أما رواية التي قلت أني لم أذكرها فالأمرين:
الأول: صحتها
الثاني الضمير في قوله " أوحاه منه " يعود على من على الله تعالى أم على بيت العزة في السماء الدنيا؟
وسأحاول إن شاء الله بقدر المستطاع أن اذكر المراجع لما قلت والله من وراء القصد
ـ[محب أهل العلم]ــــــــ[12 - 07 - 03, 12:46 ص]ـ
أخي الفاضل ابن حاتم بارك الله فيك
ظاهر أثر ابن عباس أن القرآن نزل من بيت العزة على النبي صلى الله
عليه وسلم لقوله (ثم نزل منجما بعد ذلك) وهذا الذي فهمه غير واحد
من أهل العلم منهم شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - فالجمع
أن جبريل سمعه من الله ثم أخذه مرة أخرى من بيت العزة
الأمر الثاني: أن الشيخ ابن عثيمين في شرحه الثاني على الأربعين النووية في آخر حياته قبل هذا الأثر وصححه لما رأى قبول شيخ الإسلام
له - رحمه الله -
الثالث: قولكم (هو إنزال من مكتوب إلى مكتوب) ما تقول في (التوراة)
وهي أيضا إنزال كتابي على موسى، وقد اتفق أهل السنة على أنها
كلام الله عز وجل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/1)
ـ[راشد]ــــــــ[12 - 07 - 03, 01:54 ص]ـ
(ثم ظنت طائفة من المتكلمين وغيرهم ممن ينفون صفة الكلام عن الله أن لهم في هذا الأثر مستمسكاً، فقالوا: إن جبريل كان يأخذ القرآن من اللوح المحفوظ، كما زعم ذلك السيوطي وغيره،)
وهل السيوطي ينفي صفة الكلام عن الله؟
الرجاء التوضيح
ـ[ابن أبي حاتم]ــــــــ[12 - 07 - 03, 02:58 ص]ـ
أخي الفاضل: موحد99
(وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً) (الاسراء:53)
أولاً: أنا أعتذر إن كان في إسلوبي ما أساء الله، وأستغر الله وأتوب إليه إن كان في عبارتي شدة وقسوة عليك، لكن يعلم الله أني ما أردت إلا أن أبث روح التأني وعدم التعجل في طرح الآراء والتعقيبات، وهذا مصداق قوله تعالى: (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) (الاسراء:36).
أخي هذا هو المنهج الرباني الذي أمرنا الله أن نسلكه في شأننا كله، لا سيما العلم!!
هل ترى المنهج الذي سلكته مبني على التحري أم فيه ما فيه من التعجل، وأنا لم أنقم عليك الترجيح، فليس لي ولا لغيري أن يمنع الناس من مخالفته!!
لكن أن يكون الترجيح من خلال نظرة عابرة!! في مقال في ملتقى أهل التفسير، هذا محل نظر!!
وحينئذ أقول هل هذا منهج أهل العلم من القديم، أرجو النظر والتأمل، وعدم العجلة مرة أخرى!!
ثم ما ذكرته عن الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله من أنه يضعف الحديث، فهذا غير صحيح!!
وأنقل لك عبارته بحرفه رحمه الله، كما في اللقاء الشهري رقم 3 ص30: «فهذا الذي يجعلني أشك في صحة الحديث المروي عن ابن عباس رضي الله عنه وعن أبيه أن القرآن نزل جملة واحدة إلى السماء الدنيا في بيت العزة».
وأنا أعلم ذلك عنه إلى قبل وفاته، وقد سألت الشيخ رحمه الله بنفسي، وتأكدت أن هذا قوله.
اما ما ذكرته عن الرواية التي أعرضت عنها، فقلت إنك أعرضت عنها لصحتها، وما الذي جعلك تجزم بصحة الأولى حتى تنقله!!
ثم كيف والإسناد هو الإسناد!!
وأنقل لك كلام الأخ محمد الأمين بحرفه حتى تتأكد:
«جاء في تفسير الطبري:
29177 - حدثنا ابن المثنى (محمد بن المثنى أبو موسى البصري، ثقة ثبت) , قال: ثني عبد الأعلى (ثقة) , قال: ثنا داود (بن أبي هند، ثقة متقن) , عن عكرمة (ثقة ثبت) , عن ابن عباس، قال: نزل القرآن كله جملة واحدة في ليلة القدر في رمضان إلى السماء الدنيا، فكان الله إذا أراد أن يحدث في الأرض شيئا أنزله منه حتى جمعه.
29178 - حدثنا ابن المثنى قال: ثنا عبد الوهاب (ثقة) , قال: ثنا داود , عن عكرمة , عن ابن عباس , قال: أنزل الله القرآن إلى السماء الدنيا في ليلة القدر , وكان الله إذا أراد أن يوحي منه شيئا أوحاه , فهو قوله: {إنا أنزلناه في ليلة القدر}».
ثم ألم أذكر لك وفقك الله أن الوحي فيه إثبات صفة الكلام، فإذا قال (أوحاه منه) كيف يكون إيحاء الله لنبيه صلى الله عليه وسلم = من بيت العزة!!
وأتساءل؟! أما زلت مقتنعا أنك لم تتعجل؟!
أرجو أن لا تتعجل في الإجابة أخي الكريم!!
أخي اعلم وفقك الله ان العلم مبناه على التحري والتأني، ووالله إني ناصح لنفسي ولك، ولا يضيرك أن تتأكد من الشيخ قبل إنزاله في المتلقى، حتى يكون لقولك مصداقية، أما بهذه الطريقة، تثبت بناء على أقوال غيرك، وأنت لم تتأكد منها مع سهولة ذلك!!
وكتب محبك: ابن أبي حاتم.
ـ[ابن أبي حاتم]ــــــــ[12 - 07 - 03, 03:32 ص]ـ
أخي الفاضل: محب أهل العلم سدده الله
جزاك الله على تعقيبك.
واطلب منك ان تثبت لي ما نقلته عن شيخ الإسلام ابن تيمية.
فالذي أعرفه عن الإمام ابن تيمية خلاف ما ذكرت فهو يحتج بالأثر، وينكر قول من قال إن جبريل أخذه من اللوح أو غيره، بل هو وحي تكلم الله به، وبلغه جبريل، ولم يذكر فيما وقفت عليه أن القرآن نزل من بيت العزة إلى النبي صلى الله عليه وسلم!!
وانظر: الفتاوى (12/ 126)، (15/ 223).
ثانياً: أنكارك أني قلت هو إنزال من مكتوب إلى مكتوب= غريب، ولا أدري ما وجهه؟!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/2)
وحتى لا تعجل علي سأنقل لك قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، حيث قال: «فإن كونه مكتوبا في اللوح المحفوظ، وفي صحف مطهرة بأيدي الملائكة لا ينافي أن يكون جبريل نزل به من الله، سواء كتبه الله قبل أن يرسل به جبريل، أو بعد ذلك، وإذا كان قد أنزله مكتوباً إلى بيت العزة جملة واحدة في ليلة القدر فقد كتبه كله قبل أن ينزله.
والله تعالى يعلم ما كان وما يكون وما لا يكون أن لو كان كيف كان يكون، وهو سبحانه قد قدر مقادير الخلائق، وكتب أعمال العباد قبل أن يعملوها؛ كما ثبت ذلك في صريح الكتاب والسنة وآثار السلف، ثم إنه يأمر الملائكة بكتابتها بعد ما يعملونها; فيقابل به الكتابة المتقدمة على الوجود والكتابة المتأخرة عنه، فلا يكون بينهما تفاوت، هكذا قال ابن عباس وغيره من السلف - وهو حق - فإذا كان ما يخلقه بائنا منه، قد كتبه قبل أن يخلقه فكيف يستبعد أن يكتب كلامه الذي يرسل به ملائكته قبل أن يرسلهم به.
ومن قال إن جبريل أخذ القرآن من الكتاب لم يسمعه من الله كان هذا باطلا من وجوه: منها: أن يقال إن الله سبحانه وتعالى قد كتب التوراة لموسى بيده فبنو إسرائيل أخذوا كلام الله من الكتاب الذي كتبه هو سبحانه وتعالى فيه فإن كان محمد أخذه عن جبريل وجبريل عن الكتاب كان بنو إسرائيل أعلى من محمد بدرجة.
وكذلك من قال إنه ألقى إلى جبريل المعاني وأن جبريل عبر عنها بالكلام العربي فقوله يستلزم أن يكون جبريل ألهمه إلهاما وهذا الإلهام يكون لآحاد المؤمنين. كما قال تعالى: {وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي} وقال: {وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه} وقد أوحى إلى سائر النبيين فيكون هذا الوحي الذي يكون لآحاد الأنبياء والمؤمنين أعلى من أخذ محمد القرآن عن جبريل ; لأن جبريل الذي علمه لمحمد هو بمنزلة الواحد من هؤلاء ; ولهذا زعم ابن عربي أن خاتم الأولياء أفضل من خاتم الأنبياء وقال: لأنه يأخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملك الذي يوحي به إلى الرسول. فجعل أخذه وأخذ الملك الذي جاء إلى الرسول من معدن واحد وادعى أن أخذه عن الله أعلى من أخذ الرسول للقرآن ومعلوم أن هذا من أعظم الكفر وأن هذا القول من جنسه.» إلى آخر الأوجه التي ذكرها رحمه الله. وانظرها في الفتاوى (12/ 127 - 128).
ثم أخي ما الذي تفهمه من قول شيخ الإسلام: (وإذا كان قد أنزله مكتوباً إلى بيت العزة جملة واحدة في ليلة القدر فقد كتبه كله قبل أن ينزله).
وهل ثم فرق بينه، وبين ما قررت من أنه نزول كتابي؟!
وكتب: ابن أبي حاتم
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[12 - 07 - 03, 11:44 م]ـ
للفائدة ...
ـ[الموحد99]ــــــــ[13 - 07 - 03, 02:32 ص]ـ
لقد سألت اليوم الشيخ خالد المصلح أحد طلاب الشيخ ابن عثيمين المعروفين وهو الآن يدرس في جامع الشيخ رحمه الله تعالى عن قول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في أثر ابن عباس رضي الله عنهما هل يضعف الأثر أم هو متردد فإن بض طلبة العلم يقول إن الشيخ متردد ولا يضعف الأثر؟
فقال: بل الشيخ رحمه الله تعالى يضعف هذا الأثر ويرى أن الله تكلم به حسب الوقائع
من أراد التأكد من كلامي فأنا مستعد ارسل له رقم الشيخ ويتصل به ويناقشه والله أعلم
ـ[ظافر آل سعد]ــــــــ[13 - 07 - 03, 11:54 ص]ـ
إلى الأخ الكريم ((ابن أبي حاتم)).
قلتم - بارك الله فيكم -: ((أنا أعتذر إن كان في إسلوبي ما أساء الله)).
لم أفهم مرادكم بهذا التعبير , ولعل ثمت خطأ طباعيا.
وفقكم الله.
ـ[ابن أبي حاتم]ــــــــ[13 - 07 - 03, 12:41 م]ـ
أخي الفاضل. ظافر آل سعد
ما ذكرته وفقك الله خطأ مطبعي، وصوابه (أنا أعتذر إن كان في إسلوبي ما أساء إليك).
وجزاك الله خيراً ..
ـ[ابن أبي حاتم]ــــــــ[15 - 07 - 03, 05:26 ص]ـ
للرفع، مع تجديد المنتدى.
وأدعو الإشراف على الملتقى أن يعتمدوا هذا الخط لوضوحه، ولجماله إضافة للخطوط الجديد التي اشتمل عليها برنامج الملتقى ..
وكتب: ابن أبي حاتم
ـ[محمد المصري الأثري]ــــــــ[29 - 09 - 09, 10:28 م]ـ
للرفع
مزيد من التوضيح يا اخوان(2/3)
آيات أشكلت على بعض المفسرين (3) قصة الغرانيق
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[12 - 07 - 03, 04:13 ص]ـ
قصة الغرانيق
سبق طرح المسألة الأولى:
آيات أشكلت على بعض المفسرين (1) معنى الذرية وكلام الشيخ السعدي رحمه الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=3613
والمسألة الثانية:
آيات أشكلت على بعض المفسرين (2) للشنقيطي في أضواء البيان حول معنى (لاينكح)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=3614
والكلام هنا حول مسألة قصة الغرانيق
وأما قصة الغرانيق فقد قال ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيرة لسورة الحج
قد ذكر كثير من المفسرين ههنا قصة الغرانيق وما كان من رجوع كثير من المهاجرة إلى أرض الحبشة ظنا منهم أن مشركي قريش قد أسلموا ولكنها من طرق كلها مرسلة ولم أرها مسندة من وجه صحيح والله أعلم
قال ابن أبي حاتم حدثنا يونس بن حبيب حدثنا أبو داود حدثنا شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة النجم فلما بلغ هذا الموضع (أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى) قال فألقى الشيطان على لسانه تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن ترتجى قالوا ما ذكر آلهتنا بخير قبل اليوم فسجد وسجدوا فأنزل الله عز وجل هذه الآية (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم)
ورواه ابن جرير عن بندار عن غندر عن شعبة به بنحوه وهو مرسل وقد رواه البزار في مسنده عن يوسف بن حماد عن أمية بن خالد عن شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس فيما أحسب الشك في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ بمكة سورة النجم حتى انتهى إلى أفرأيتم اللات والعزى وذكر بقيته
ثم قال البزار لا نعلمه يروى متصلا إلا بهذا الإسناد تفرد بوصله أمية بن خالد وهو ثقة مشهور وإنما يروى هذا من عن أبي صالح عن ابن عباس ثم رواه ابن أبي حاتم عن أبي العالية وعن السدي مرسلا
وكذا رواه ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي ومحمد بن قيس مرسلا أيضا وقال قتادة كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي عندالمقام إذ نعس فألقى الشيطان على لسانه وإن شفاعتها لترتجى وإنها لمع الغرانيق العلى فحفظها المشركون واجترأ الشيطان أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد قرأها فذلت بها ألسنتهم فأنزل الله (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي) الآية فدحر الله الشيطان
ثم قال ابن أبي حاتم حدثنا موسى بن أبي موسى الكوفي حدثنا محمد بن إسحاق المسيبي حدثنا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب قال أنزلت سورة النجم وكان المشركون يقولون لو كان هذا الرجل يذكر آلهتنا بخير أقررناه وأصحابه ولكنه لا يذكر من خالف دينه من اليهود والنصارى بمثل الذي يذكر آلهتنا من الشتم والشر وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اشتد عليه ما ناله وأصحابه من أذاهم وتكذيبهم وأحزنه ضلالهم فكان يتمنى هداهم فلما أنزل الله سورة النجم (أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ألكم الذكر وله الأنثى) ألقى الشيطان عندها كلمات حين ذكر الله الطواغيت فقال وإنهن لهن الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لهي التي ترتجى وكان ذلك من سجع الشيطان وفتنته فوقعت هاتان الكلمتان في قلب كل مشرك بمكة وذلت بها ألسنتهم وتباشروا بها وقالوا إن محمدا قد رجع إلى دينه الأول ودين قومه فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر النجم سجد وسجد كل من حضره من مسلم أو أن الوليد بن المغيرة كان رجلا كبيرا فرفع ملء كفه ترابا فسجد عليه فعجب الفريقان كلاهما من جماعتهم في السجود لسجود رسول الله صلى الله عليه وسلم فأما المسلمون فعجبوا لسجود المشركين معهم إيمان ولا يقين ولم يكن المسلمون سمعوا الذي ألقى الشيطان في مسامع المشركين فاطمأنت أنفسهم لما ألقى الشيطان في أمنية رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدثهم به الشيطان) انتهى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/4)
وقد اختلف أهل العلم رحمهم الله في قصة الغرانيق، وقد صنف الشيخ الألباني وغيره في بطلانها، ولعل الأقرب ثبوت أصل القصة، وظاهر الآيات تدل عليها دلالة قوية قال تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (52) لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (53) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)
فتأمل هذه الآيات الكريمات تجد أن معناها واضح جدا، وهي أن الله سبحانه وتعالى يخبر أنه ما من رسول أرسله إلا إذا تمنى (يعنى تلى الكتاب) ألقى الشيطان في قراءته كلاما باطلا -والشيطان إذا أعطي فرصة مثل هذه فماذا عسى أن يقول فيها فلابد أن يتكلم بالشرك بالله -ثم بعد أن يتكلم الشيطان ينسخ الله ما ألقاه الشيطان من كلام ويحكم آياته، وبين الله سبب ذلك أنه فتنة فقال (ليجعل مايلقى الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم) فهذا يدل على أنه تكلم وألقى شيئا يفتن به هؤلاء
وإذا نفينا هذا المعنى الظاهر من الآية يكون تفسيرها بشيء من التعسف الذي لاداعي له
وأما من ناحية الصحة فقد جاءت من مراسيل متعددة صحيحة
ويعجبني كلام الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى حيث قال في الفتح (8/ 439) (وقد ذكرت أن ثلاثة أسانيد منها على شرط الصحيح وهي مراسيل يحتج بمثلها من يحتج بالمرسل وكذا من لا يحتج به لاعتضاد بعضها ببعض وإذا تقرر ذلك تعين تأويل ما وقع فيها مما يستنكر وهو قوله ألقى الشيطان على لسانه تلك الغرانيق العلى وأن شفاعتهن لترتجى فإن ذلك لا يجوز حمله على ظاهره لأنه يستحيل عليه صلى الله عليه وسلم أن يزيد في القرآن عمدا ما ليس منه وكذا سهوا إذا كان مغايرا لما جاء به من التوحيد لمكان عصمته).
وكذلك ابن تيمية رحمه الله له كلام جيد حول هذه المسألة
قال كما في مجموع الفتاوى (10/ 290)
فإن النبى هو المنبأ عن الله و الرسول هو الذى أرسله الله تعالى وكل رسول نبى وليس كل نبى رسولا والعصمة فيما يبلغونه عن الله ثابتة فلا يستقر فى ذلك خطأ باتفاق المسلمين
ولكن هل يصدر ما يستدركه الله فينسخ ما يلقى الشيطان ويحكم الله آياته؟
هذا فيه قولان
والمأثور عن السلف يوافق القرآن بذلك والذين منعوا ذلك من المتأخرين طعنوا فيما ينقل من الزيادة فى سورة النجم بقوله تلك الغرانيق العلى وان شفاعتهن لترتجى وقالوا إن هذا لم يثبت ومن علم أنه ثبت قال هذا القاه الشيطان فى مسامعهم ولم يلفظ به الرسول
ولكن السؤال وارد على هذا التقدير أيضا
وقالوا فى قوله (إلا اذا تمنى القى الشيطان فى أمنيته) هو حديث النفس!!
وأما الذين قرروا ما نقل عن السلف فقالوا هذا منقول نقلا ثابتا لا يمكن القدح فيه والقرآن يدل عليه بقوله (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبى إلا إذا تمنى ألقى الشيطان فى امنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم ليجعل ما يلقى الشيطان فتنة للذين فى قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وإن الظالمين لفي شقاق بعيد وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وإن الله لهادى الذين امنوا إلى صراط مستقيم)
فقالوا الاثار فى تفسير هذة الاية معروفة ثابتة فى كتب التفسير والحديث والقرآن فإن نسخ الله لما يلقى الشيطان وأحكامه آياته إنما يكون لرفع ما وقع فى آياته وتمييز الحق من الباطل حتى لا تختلط آياته بغيرها وجعل ما ألقى الشيطان فتنة للذين فى قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم إنما يكون اذا كان ذلك ظاهرا يسمعه الناس لا باطنا فى النفس. انتهى.
وقال البخاري في صحيحه في تفسير سورة الحج (8/ 438 فتح) (وقال ابن عباس في (إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته) إذا حدث ألقى الشيطان في حديثه، فيبطل ما يلقى الشيطان ويحكم آياته، ويقال (أمنيته) قراءته (إلا أماني) يقرئون ولايكتبون
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/5)
قال ابن حجر في فتح الباري (8/ 438)
قوله وقال ابن عباس إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته إذا حدث ألقى الشيطان في حديثه فيبطل الله ما يلقي الشيطان ويحكم آياته وصله الطبري من طريق على بن أبي طلحة عن ابن عباس مقطعا
قوله ويقال أمنيته قراءته إلا أماني يقرؤون ولا يكتبون هو قول الفراء قال التمني التلاوة قال
وقوله لا يعلمون الكتاب إلا أماني قال الأماني أن يفتعل الأحاديث وكانت أحاديث يسمعونها من كبرائهم وليست من كتاب الله قال ومن شواهد ذلك قول الشاعر
تمنى كتاب الله أول ليلة**** تمنى داود الزبور على رسل
قال الفراء والتمني أيضا حديث النفس انتهى
قال أبو جعفر النحاس في كتاب معاني القرآن له بعد أن ساق رواية على بن أبي طلحة عن بن عباس في تأويل الآية هذا من أحسن ما قيل في تأويل الآية وأعلاه وأجله
ثم أسند عن أحمد بن حنبل قال بمصر صحيفة في التفسير رواها على بن أبي طلحة لو رحل رجل فيها إلى مصر قاصدا ما كان كثيرا انتهى وهذه النسخة كانت عند أبي صالح كاتب الليث رواها عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن بن عباس وهي عند البخاري عن أبي صالح وقد اعتمد عليها في صحيحه هذا كثيرا على ما بيناه في أماكنه وهي عند الطبري وابن أبي حاتم وابن المنذر بوسائط بينهم وبين أبي صالح انتهى
وعلى تأويل ابن عباس هذا يحمل ما جاء عن سعيد بن جبير وقد أخرجه بن أبي حاتم والطبري وابن المنذر من طرق عن شعبة عن أبي بشر عنه قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة والنجم فلما بلغ (أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى) ألقى الشيطان على لسانه تلك الغرانيق العلى وأن شفاعتهن لترتجى فقال المشركون ما ذكر آلهتنا بخير قبل اليوم فسجد وسجدوا فنزلت هذه الآية
وأخرجه البزار وابن مردويه من طريق أمية بن خالد عن شعبة فقال في إسناده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس فيما احسب ثم ساق الحديث
وقال البزار لا يروي متصلا إلا بهذا الإسناد تفرد بوصله أمية بن خالد وهو ثقة مشهور قال وإنما يروي هذا من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس انتهى والكلبي متروك ولا يعتمد عليه
وكذا أخرجه النحاس بسند آخر فيه الواقدي وذكره ابن إسحاق في السيرة مطولا وأسندها عن محمد بن كعب وكذلك موسى بن عقبة في المغازي عن ابن شهاب الزهري وكذا ذكره أبو معشر في السيرة له عن محمد بن كعب القرظي ومحمد بن قيس وأورده من طريقه الطبري وأورده بن أبي حاتم من طريق أسباط عن السدي ورواه بن مردويه من طريق عباد بن صهيب عن يحيى بن كثير عن أبي صالح وعن أبي بكر الهذلي وأيوب عن عكرمة وسليمان التيمي عمن حدثه ثلاثتهم عن بن عباس وأوردها الطبري أيضا من طريق العوفي عن ابن عباس ومعناهم كلهم في ذلك واحد وكلها سوى طريق سعيد بن جبير إما ضعيف وإلا منقطع
لكن كثرة الطرق تدل على أن للقصة أصلا مع أن لها طريقين آخرين مرسلين رجالهما على شرط الصحيحين أحدهما ما أخرجه الطبري من طريق يونس بن يزيد عن ابن شهاب حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام فذكرا نحوه
والثاني ما أخرجه أيضا عن ابن سليمان وحماد بن سلمة فرقهما عن داود بن أبي هند عن أبي العالية
وقد تجرأ أبو بكر ابن العربي كعادته فقال ذكر الطبري في ذلك روايات كثيرة باطلة لا أصل لها!!!
وهو إطلاق مردود عليه وكذا قول عياض هذا الحديث لم يخرجه أحد من أهل الصحة ولا رواه ثقة بسند سليم متصل مع ضعف نقلته واضطراب رواياته وانقطاع إسناده وكذا قوله ومن حملت عنه هذه القصة من التابعين والمفسرين لم يسندها أحد منهم ولا رفعها إلى صاحب وأكثر الطرق عنهم في ذلك كمال واهية قال وقد بين البزار أنه لا يعرف من طريق يجوز ذكره إلا طريق أبي بشر عن سعيد بن جبير مع الشك الذي وقع في وصله فلا تجوز الرواية عنه لقوة ضعفه ثم رده من طريق النظر بأن ذلك لو وقع لارتد كثير ممن أسلم قال ولم ينقل ذلك انتهى.
وجميع ذلك لا يتمشى على القواعد فإن الطرق إذا كثرت وتباينت مخارجها دل ذلك على أن لها أصلا وقد ذكرت أن ثلاثة أسانيد منها على شرط الصحيح وهي مراسيل يحتج بمثلها من يحتج بالمرسل وكذا من لا يحتج به لاعتضاد بعضها ببعض
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/6)
وإذا تقرر ذلك تعين تأويل ما وقع فيها مما يستنكر وهو قوله ألقى الشيطان على لسانه تلك الغرانيق العلى وأن شفاعتهن لترتجى فإن ذلك لا يجوز حمله على ظاهره لأنه يستحيل عليه صلى الله عليه وسلم أن يزيد في القرآن عمدا ما ليس منه وكذا سهوا إذا كان مغايرا لما جاء به من التوحيد لمكان عصمته
وقد سلك العلماء في ذلك مسالك
فقيل جرى ذلك على لسانه حين أصابته سنة وهو لا يشعر فلما علم بذلك أحكم الله آياته وهذا أخرجه الطبري عن قتادة ورده عياض بأنه لا يصح لكونه لا يجوز على النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ولا ولاية للشيطان عليه في النوم
وقيل إن الشيطان ألجأه إلى أن قال ذلك بغير اختياره ورده ابن العربي بقوله تعالى حكاية عن الشيطان (وما كان لي عليكم من سلطان) الآية قال فلو كان للشيطان قوة على ذلك لما بقي لأحد قوة في طاعة
وقيل إن المشركين كانوا إذا ذكروا آلهتهم وصفوهم بذلك فعلق ذلك بحفظه صلى الله عليه وسلم فجرى على لسانه لما ذكرهم سهوا وقد رد ذلك عياض فأجاد
وقيل لعله قالها توبيخا للكفار قال عياض وهذا جائز إذا كانت هناك قرينة تدل على المراد ولا سيما وقد كان الكلام في ذلك الوقت في الصلاة جائزا وإلى هذا نحا الباقلاني وقيل إنه لما وصل إلى قوله ومناة الثالثة الأخرى خشي المشركون أن يأتي بعدها بشيء يذم آلهتهم به فبادروا إلى ذلك الكلام فخلطوه في تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم على عادتهم في قولهم لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه ونسب ذلك للشيطان لكونه الحامل لهم على ذلك أو المراد بالشيطان شيطان الأنس
وقيل المراد بالغرانيق العلى الملائكة وكان الكفار يقولون الملائكة بنات الله ويعبدونها فسيق ذكر الكل ليرد عليهم بقوله تعالى (ألكم الذكر وله الأنثى) فلما سمعه المشركون حملوه على الجميع وقالوا وقد عظم آلهتنا ورضوا بذلك فنسخ الله تلك الكلمتين وأحكم آياته
وقيل كان النبي صلى الله عليه وسلم يرتل القرآن فارتصده الشيطان في سكتة من السكتات ونطق بتلك الكلمات محاكيا نغمته بحيث سمعه من دنا إليه فظنها من قوله وأشاعها قال وهذا أحسن الوجوه ويؤيده ما تقدم في صدر الكلام عن ابن عباس من تفسير تمنى بتلا وكذا استحسن ابن العربي هذا التأويل وقال قبله أن هذه الآية نص في مذهبنا في براءة النبي صلى الله عليه وسلم مما نسب إليه قال ومعنى قوله (في أمنيته) أي في تلاوته فأخبر تعالى في هذه الآية أن سنته في رسله إذا قالوا قولا زاد الشيطان فيه من قبل نفسه فهذا نص في أن الشيطان زاده في قول النبي صلى الله عليه وسلم لا أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله قال وقد سبق إلى ذلك الطبري لجلالة قدره وسعة علمه وشدة ساعده في النظر فصوب على هذا المعنى وحوم عليه
انتهى.
والله تعالى أعلم.
وننتظر فوائد وتعقبات الإخوة جزاهم الله خيرا.
ـ[ابوريم]ــــــــ[17 - 10 - 08, 09:49 م]ـ
غفر الله لك ياشيخ
معلوم أن الحديث المرسل من جنس الضعيف عند جمهور أهل العلم قال ابن الصلاح الشهرزوري -رحمه الله -
اعلم أن حكم المرسل حكم الحديث الضعيف، إلا أن يصح مخرجه من وجه آخر، وما ذكرناه من سقوط الاحتجاج بالمرسل، والحكم بضعفه ه المذهب الذي استقر عليه آراء جماهير حفاظ الحديث، ونقاد الأثر)
هذه واحدة
الثانية أن سورة النجم تتحدث عن المعراج وقد كان في السنة العاشرة من البعثة باتفاق، أما قصة الغرانيق فإن رواياتها تبين أنها كانت في السنة الخامسة للبعثة
الثالثة أن الثابت في البخاري عن ابن عباس (سجد النبي صلى الله عليه وسلم وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس)
الرابعة: نص القاضي عياض وابن حزم والرازي وابن كثير على كذب هذه الرواية
الخامسة: يقول الحق تبارك وتعالى (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) (ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين) (قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إلي
السادسة:جاءت الإيات بأسلوب انكاري تهكمي بالأصنام وعابديها ولو كانت القصة صحيحة لوجد تفككا في المعنى وتناقضا لا يطمئن له السامعون بله أن يسجدوا لسماعه
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 10 - 08, 11:16 م]ـ
غفر الله لك ياشيخ
معلوم أن الحديث المرسل من جنس الضعيف عند جمهور أهل العلم قال ابن الصلاح الشهرزوري -رحمه الله -
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/7)
اعلم أن حكم المرسل حكم الحديث الضعيف، إلا أن يصح مخرجه من وجه آخر، وما ذكرناه من سقوط الاحتجاج بالمرسل، والحكم بضعفه ه المذهب الذي استقر عليه آراء جماهير حفاظ الحديث، ونقاد الأثر)
هذه واحدة
الثانية أن سورة النجم تتحدث عن المعراج وقد كان في السنة العاشرة من البعثة باتفاق، أما قصة الغرانيق فإن رواياتها تبين أنها كانت في السنة الخامسة للبعثة
الثالثة أن الثابت في البخاري عن ابن عباس (سجد النبي صلى الله عليه وسلم وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس)
الرابعة: نص القاضي عياض وابن حزم والرازي وابن كثير على كذب هذه الرواية
الخامسة: يقول الحق تبارك وتعالى (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) (ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين) (قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إلي
السادسة:جاءت الإيات بأسلوب انكاري تهكمي بالأصنام وعابديها ولو كانت القصة صحيحة لوجد تفككا في المعنى وتناقضا لا يطمئن له السامعون بله أن يسجدوا لسماعه
غفر الله لنا ولك ولجميع المسلمين
الحديث المرسل من جنس الضعيف، كلامك صحيح وليس في الموضوع السابق ما يخالف ذلك. وإن كان هناك ما تراه مخالفا فلعلك تذكره وفقك الله.
والأمر الثاني في قولك (الثانية أن سورة النجم تتحدث عن المعراج وقد كان في السنة العاشرة من البعثة باتفاق، أما قصة الغرانيق فإن رواياتها تبين أنها كانت في السنة الخامسة للبعثة)
فسورة النجم مكية، فعلى هذا يسقط استدلالك بهذا الأمر.
الأمر الثالث: قولك (
الثالثة أن الثابت في البخاري عن ابن عباس (سجد النبي صلى الله عليه وسلم وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس)
وهذا الحديث مذكور في نفس الموضوع السابق.
الأمر الرابع: قولك (
الرابعة: نص القاضي عياض وابن حزم والرازي وابن كثير على كذب هذه الرواية)
وقد ذكر ذلك غيرهم ممن سبقهم، وخالفهم في ذلك علماء آخرين فلم يقولوا بكذبها.
فلا يبقى حجة في ذلك لاختلاف العلماء، فليس قول بعضهم حجة على الآخر.
الأمر الخامس: قولك
الخامسة: يقول الحق تبارك وتعالى (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) (ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين) (قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إلي
وكلامك هذا صحيح وليس لأحد أن يخالفه، والآية تدل على أن الشيطان هو المتكلم وليس هو رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قولك السادسة:جاءت الإيات بأسلوب انكاري تهكمي بالأصنام وعابديها ولو كانت القصة صحيحة لوجد تفككا في المعنى وتناقضا لا يطمئن له السامعون بله أن يسجدوا لسماعه
هذا رأيك حفظك الله، والمتأمل في سياق الآيات يجد أن سياقها يتفق مع القصة المنقولة.
وبودي حفظك الله لو تعيد قراءة الموضوع قراءة متأنية وتنظر في كلام العلماء بتأمل أكثر.
والله يحفظكم ويرعاكم ويبارك في علمكم.
ـ[ابوريم]ــــــــ[18 - 10 - 08, 02:52 م]ـ
كررت التأمل فيما رقمته ووجدت
أن المدار على صحة الإسناد وهو غير صحيح
ومع انك تؤكد ذلك إلا أني أرى أنك تتحرج من ذاك
وتؤكد على أن للقصة أصلا
مع ضعف الطرق
أما ما كان بعد ذلك فهو مؤسس على الصحة أو الضعف
فتأويل الكلم يتبع التصحيح لاقبله
وإني منتظر منك القول بالتصحيح أو التضعيف حتى نكون على بينة
هل تصحح الرواية أم تضعفها؟
رضي الله عنك
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[18 - 10 - 08, 02:58 م]ـ
جزاك الله خيرا
والأمر مختلف فيه بين أهل العلم، وعلى طالب العلم التحري في البحث عن الصواب، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
ـ[ابوريم]ــــــــ[18 - 10 - 08, 04:35 م]ـ
عجبت لك أخي!
هل اختلف العلماء في التصحيح والتضعيف أم لا؟
وإن وجد من يصحح فسمه رضي الله عنك
وأنا مستفيد منك جزاك الله خيرا
ـ[أبو الدرداء الشافعي]ــــــــ[18 - 10 - 08, 09:57 م]ـ
هل صح نسبة كتاب تفسير آيات أشكلت على كثير من العلماء إلى شيخ الإسلام بن تيمية الحراني وشكراً
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[18 - 10 - 08, 10:34 م]ـ
هل صح نسبة كتاب تفسير آيات أشكلت على كثير من العلماء إلى شيخ الإسلام بن تيمية الحراني وشكراً
طبع تفسير آيات أشكلت على كثير من العلماء- لابن تيمية رحمه الله.
تحقيق: عبد العزيز بن محمد الخليفة.
وهو ثابت عنه رحمه الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=60336&stc=1&d=1224354825
ويمكنك الحصول على نسخة منه من هذا الرابط
http://www.archive.org/details/tafsiribntaymia
ـ[أبو الدرداء الشافعي]ــــــــ[18 - 10 - 08, 11:40 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء ما أسرع هذا الرد وشكراً لكم والله يسر العلم تيسيراً
ـ[ابو ثابت التويجري]ــــــــ[18 - 10 - 08, 11:54 م]ـ
جزاك الله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/8)
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[19 - 10 - 08, 07:37 ص]ـ
عجبت لك أخي!
هل اختلف العلماء في التصحيح والتضعيف أم لا؟
وإن وجد من يصحح فسمه رضي الله عنك
وأنا مستفيد منك جزاك الله خيرا
أخي الفاضل
للفائدة راجع:
موضوع:
محاضرة أسانيد التفسير ومنهجية الحكم عليها / للشيخ حاتم العوني
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=141466
وهذا لقولك:
وتؤكد على أن للقصة أصلا
مع ضعف الطرق
أما ما كان بعد ذلك فهو مؤسس على الصحة أو الضعف
فتأويل الكلم يتبع التصحيح لاقبله
قال تعالى:
{يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ} (إبراهيم:27)
وهو تعالى الذي قال:
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (الحج:52)
{لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ} (الحج:53)
فالقصة على (فرض) أنها لم تثبت على أساس قواعد المحدثين، فالذي عارضت ثبوته يثبت في الذكر الحكيم.
والله أعلم وأحكم.
ـ[ابوريم]ــــــــ[19 - 10 - 08, 10:23 م]ـ
هذه الفتوى للفائدة
فتوى رقم 1546 اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
س: جاء في مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم هذا النص: ومما وقع أيضًا قصته صلى الله عليه وسلم معهم لما قرأ سورة النجم بحضرتهم فلما وصل إلى قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى} {وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى}. ألقى الشيطان في تلاوته: تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى، وظنوا أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله، ففرحوا بذلك فرحا شديدا. فهل هذه الرواية صحيحة، وعلى فرض صحتها هل للشيطان سلطة أن يلقي في تلاوته تلك الكلمات التي مر ذكرها، أرجو إفادتي مع جزيل الشكر؟
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه، وبعد: ج: قصة الغرانيق ذكرها كثير من علماء التفسير عند تفسيرهم قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ}. الآيات من سورة الحج، وعند تفسيرهم قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى} {وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى}. الآيات من سورة النجم، ورووها من طرق عدة بألفاظ مختلفة، غير أنها كلها رويت من طرق مرسلة ولم ترد مسندة من طرق صحيحة، كما قال ذلك الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره، فإنه لما ساق هذه القصة بطرقها قال بعدها: وكلها مرسلات ومنقطعات. اهـ. (1).
وقال ابن خزيمة: إن هذه القصة من وضع الزنادقة. اهـ، واستنكرها أيضًا أبو بكر ابن العربي والقاضي عياض وآخرون سندًا ومتنًا، أما السند فبما تقدم، وأما المتن فبما ذكره ابن العربي من أن الله تعالى إذا أرسل الملك إلى رسوله خلق فيه العلم بأن من يوحي إليه هو الملك، فلا يمكن أن يلقي الشيطان على لسانه شيئًا يلتبس عليه فيتلوه على أنه قرآن، (1) وللإجماع على عصمة الرسول صلى الله عليه وسلم من الشرك فيمتنع أن يتكلم بكلمة: تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى. سهوًا أو ظنًّا منه أنها قرآن، ولأنه يستحيل أن يؤثر الرسول صلى الله عليه وسلم صلة قومه ورضاهم على صلة ربه ورضاه، فيتمنى ألا ينزل الله عليه ما يغضب قومه حرصًا منه على رضاهم، ثم ما استدل به على ثبوت القصة من قوله تعالى: {وَإِن كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ}. لا يدل على صحتها بل يدل على براءة النبي صلى الله عليه وسلم مما نسب إليه من تلاوة هذه الكلمة الشركية؛ لأنها تفيد النفي لا الإثبات، ولأنها تفيد أن الشيطان ألقى في أمنيته أي تلاوته، وليس فيها أن الشيطان ألقى على لسانه تلك الكلمات الشركية، أو ألقاها في نفسه فتلاها، أو قرأها، أو تكلم بها سهوًا أو غلطًا أو قصدًا، حتى جاء جبريل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/9)
وأنكر عليه وأصلح له ما أخطأ فيه، وأسف صلى الله عليه وسلم أسفًا شديدًا على ما فرط منه، ولم يثبت أن الآية نزلت تسلية للرسول صلى الله عليه وسلم فيما أصيب به مما ذكر في هذه القصة حتى يكون مساعدًا على تأويلها بما جاء فيها من المنكرات.
وقد وافق جمهور أهل السنة ابن العربي فيما ذكره، وذكروا أن معنى الآية: وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تلا ما أنزلنا عليه من الوحي أو تكلم به ألقى شيطان الإنس أو الجن أثناء تلاوته، أو خلال حديثه وكلامه قولا يتكلم به الشيطان ويسمعه الحاضرون، أو يوسوس الشيطان وساوس يلقيها في نفوس الكفار ومرضى القلوب من المنافقين، فيحسبها أولئك من الوحي وليست منه، فيبطل الله ما ألقى الشيطان من القول أو الشبه والوسوسة ويزيله، ويحق الحق بكلماته لكمال علمه وبالغ حكمته، وهذه سنة الله مع رسله وأنبيائه وأعدائه وأعدائهم، ليتم معنى الابتلاء والامتحان، ويميز الخبيث من الطيب، ليهلك من هلك بما ألقى الشيطان من الكفار ومرضى القلوب، ويحيى من حيي عن بينة من أهل العلم واليقين الذين اطمأنت قلوبهم بالإيمان وهدوا إلى صراط مستقيم. ومما تقدم يتبين أن روايات قصة الغرانيق ليست صحيحة، وأنه ليس للشيطان سلطان أن يلقي على لسان النبي صلى الله عليه وسلم شيئًا من الباطل فيتلوه أو يتكلم به، وربما ألقى الشيطان قولًا أثناء تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم يتكلم به الشيطان ويسمعه الحاضرون، أو يوسوس الشيطان وساوس يلقيها في نفوس الكفار ومرضى القلوب من المنافقين، فيحسبها أولئك من الوحي وليست منه، فيبطل الله ذلك القول الشيطاني، ويزيل الشبه، ويحكم آياته، ويتبين أيضًا أن ما قاله الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله هو قول جمهور العلماء من أن الشيطان ألقى قولًا أو وسوسة أثناء التلاوة، لكنها ليست على لسان النبي صلى الله عليه وسلم، ولا في نفسه ولا في نفس من صدق في إيمانه به، إنما ذلك إلقاء من الشيطان أثناء التلاوة في أسماع الكفار، أو حديث نفس وقع في أسماعهم وقلوبهم، فحسبوه قرآنا متلوا، وتأبى حكمة الله إلا أن يزيل الباطل ويحكم آياته، إحقاقًا للحق ورحمة بالعباد والله عليم حكيم، وقد أجمع علماء الإسلام كلهم على عصمة الرسل جميعًا في كل ما يبلغونه عن الله عز وجل. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عضو: عبد الله بن قعود. عضو: عبد الله بن غديان. نائب رئيس اللجنة: عبد الرزاق عفيفي. الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز.
___________
(1) تفسير ابن كثير 5/ 440، ط الشعب
(1) أحكام القرآن 3/ 1300
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[20 - 10 - 08, 12:09 ص]ـ
باركـ الله فيكم ياشيخ عبدالرحمن
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[20 - 10 - 08, 01:32 م]ـ
باركـ الله فيكم ياشيخ عبدالرحمن
صدق أخي الفاضل بارك الله في شيخنا عبدالرحمن الفقيه.
" وأنه ليس للشيطان سلطان أن يلقي على لسان النبي صلى الله عليه وسلم شيئًا من الباطل فيتلوه أو يتكلم به، وربما ألقى الشيطان قولًا أثناء تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم يتكلم به الشيطان ويسمعه الحاضرون، أو يوسوس الشيطان وساوس يلقيها في نفوس الكفار ومرضى القلوب من المنافقين، فيحسبها أولئك من الوحي وليست منه، فيبطل الله ذلك القول الشيطاني، ويزيل الشبه، ويحكم آياته، ويتبين أيضًا أن ما قاله الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله هو قول جمهور العلماء من أن الشيطان ألقى قولًا أو وسوسة أثناء التلاوة، لكنها ليست على لسان النبي صلى الله عليه وسلم، ولا في نفسه ولا في نفس من صدق في إيمانه به، إنما ذلك إلقاء من الشيطان أثناء التلاوة في أسماع الكفار، أو حديث نفس وقع في أسماعهم وقلوبهم، فحسبوه قرآنا متلوا، وتأبى حكمة الله إلا أن يزيل الباطل ويحكم آياته، إحقاقًا للحق ورحمة بالعباد والله عليم حكيم، وقد أجمع علماء الإسلام كلهم على عصمة الرسل جميعًا في كل ما يبلغونه عن الله عز وجل. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم " أهـ
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عضو: عبد الله بن قعود. عضو: عبد الله بن غديان. نائب رئيس اللجنة: عبد الرزاق عفيفي. الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز.
ـ[أحمد سمير سالم]ــــــــ[21 - 10 - 08, 11:57 م]ـ
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (الحج:52)
ما معنى (تمنى) في الآية الكريمة؟؟
إذا كان معنى (تمنى) في الآية الكريمة (قرأ وتلا) فهل هذا معنى الكلمة في لغة العرب؟؟
ومن أين نفهم أنها (أي الكلمة) تعود على آيات الله؟؟
وهل يجوز (في لغة العرب) قولي (تمنيت كتاب الله) أي (قرأته)؟؟
أفيدوني أفادكم الله ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/10)
ـ[إبراهيم مسعود]ــــــــ[24 - 10 - 08, 01:33 ص]ـ
**
يأذن لي إخواني بالمشاركة معهم في الموضوع ... سائلاً الله أن يغفر لي خطئي ويرحم جهلي ...
(1)
كتب الشيخ عبد الرحمن الفقيه حفظه الله:
ويعجبني كلام الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى حيث قال في الفتح (8/ 439)
والذي أعجب الشيخ عبد الرحمن لم يعجب العلامة الشيخ المحدث أحمد محمد شاكر رحمه الله المتوفى 1377هـ/1958م قال:
(وهي قصة باطلة مردودة، كما قال القاضي عياض والنووي رحمهما الله وقد جاءت بأسانيد باطلة، ضعيفة، أومرسلة، ليس لها إسناد متصل صحيح. وقد أشار الحافظ في الفتح إلى أسانيدها، ولكنه حاول أن يدعي أن للقصة أصلاً لتعدد طرقها، وإن كانت مرسلة أو واهية!!. وقد أخطأ في ذلك خطأ لا نرضاه له، ولكل عالم زلة، عفا الله عنه.)
أ. هـ. من تحقيق الشيخ شاكر لسنن الترمذي الجزء الثاني.
ولا أعجب كلام ابن حجر الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله ... كما ذكر في "رحلة الحج إلى بيت الله الحرام" ص128 - 135 قال:
"وقد اعترف الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله مع انتصاره لثبوت هذه القصة بأن طرقها كلها إما منقطعة أو ضعيفة، إلا طريق سعيد بن جبير.
وإذا علمت أن طرقها كلها لا يعول عليها إلا طريق سعيد بن جبير، فاعلم أن طريق سعيد بن جبير لم يروها أحد متصلة إلا أمية بن خالد، وهو وإن كان ثقة فقد شك في وصلها.
فقد أخرج البزار، وابن مردويه، من طريق أمية بن خالد عن شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير، فقال أمية بن خالد في إسناده هذا: عن سعيد بن جبير عن ابن عباس فيما أحسب. .... وما لم يثبت إلا من طريق شك صاحبه في الوصل فضعفه ظاهر.
ولذا قال الحافظ ابن كثير في تفسيره في قصة الغرانيق: إنه لم يرها مسندة من وجه صحيح" أ. هـ.
....................
وأميَّة بن خالد، تكلم الشيخ/ علي بن حسن الأثري في وصله لهذه الرواية في "دلائل التحقيق" تعقيباً على الرواية فقال:
(أميَّة بن خالد وهو على ثقته يصل المرسلات. فقد أورده العُقَيْليُّ في "الضعفاء"، وأورد له حديثاً وصله! وما هنا يضاف إليه!)
يضاف إلى ذلك أن ابن بشار هو بُنْدار، وهو ثقة إمام، ولكنه كان يقرأ من كل كتاب، مما جعل بعض أهل العلم يستنكر شيئاً من أَفرادِه. راجع (تهذيب التهذيب)
وليس من شك أن قصة الغرانيق هذه منها، فهي ملحقة بها!!
(دلائل التحقيق لإبطال قصة الغرانيق رواية ودراية): ص 96
.........
وقوله: (وما هنا يضاف إليه!) يعني وصله لرواية شعبة وهي مرسلة كما رواها ابن بشار عن محمد بن جعفر عن شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير.
........................
(2)
من المعلوم أنه إذا كان البحث في أمر يخص حكماً من الأحكام فإن النظر في الرواية والرواة غير النظر لو كان البحث يخص عملاً من فضائل الأعمال ...
ففي الأحكام يتشدد العلماء في الرواية والإسناد، ولا يتشددون التشدد نفسه إن كان الحديث في الفضائل.
كما ذكر ذلك الإمام أبو عمر بن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" الجزء الأول:
(أهل العلم بجماعتهم يتساهلون في الفضائل، فيروونها عن كلٍّ، وإنما يتشددون في أحاديث الأحكام)
وأيضاً ... أبو عبد الله الحاكم النيسابوري في "المدخل إلى كتاب الإكليل" يروي عن عبد الرحمن بن مهدي قال: (إذا روينا الثواب والعقاب وفضائل الأعمال تساهلنا في الأسانيد، وسمحنا في الرجال، وإذا روينا في الحلال والحرام والأحكام تشددنا في الأسانيد وانتقدنا الرجال)
وبوب أبو بكر بن الخطيب باباً في كتابه "الكفاية " فقال:
باب التشدد في أحاديث الأحكام والتجوز في فضائل الأعمال.
قد ورد عن غير واحد من السلف أنه لا يجوز حمل الأحاديث المتعلقة بالتحليل والتحريم إلا عمن كان بريئاً من التهمة بعيداً من الظنَّة. وأما أحاديث الترغيب والمواعظ ونحو ذلك فإنه يجوز كَتْبُهَا عن سائر المشايخ.
ثم روى عن سفيان الثوري: (لا تأخذوا هذا العلم في الحلال والحرام إلا من الرؤساء المشهورين بالعلم، الذين يعرفون الزيادة والنقصان، فلا بأس بما سوى ذلك من المشايخ)
الكفاية في علم الرواية ص133 – دار الكتب الحديثة.
وذكره أيضاً العقيلي في مقدمة كتابه (الكامل في الضعفاء) ورواية الخطيب من طريقه.
وروى عن ابن عيينة قال: (لا تسمعوا من بَقيَّة ما كان في سُنَّة، واسمعوا منه ما كان في ثواب وغيره)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/11)
وعن الإمام أحمد: (إذا روينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحلال والحرام والسنن والأحكام تشددنا في الأسانيد، وإذا روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضائل الأعمال وما لا يضع حكماً ولا يرفعه تساهلنا في الأسانيد)
وكذلك في: الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث لابن كثير للمحدث الشيخ أحمد شاكر رحمه الله.
وروى كذلك عن الإمام أحمد رحمه الله (أحاديث الرقاق يحتمل أن يتساهل فيها حتى يجيء شيء فيه حكم)
ويقول د. صبحي الصالح:
(كانوا إذا رووا في الحلال والحرام يتشددون فلا يحتجون إلا بأعلى درجات الحديث، وهو المتفق في عصرهم بتسميته الصحيح، وإن رووا في الفضائل ونحوها مما لا يمس الحل والحرمة لم يجدوا ضرورة في التشدد وقصر مروياتهم على الصحيح، بل جنحوا إلى قبول ما هو دونه في الدرجة وهو الحسن الذي لم تكن تسميته قد استقرت في عصرهم ....... )
د. صبحي الصالح: علوم الحديث ومصطلحه (الفصل الرابع) دار العلم للملايين ص211.
والمراد أنه إذا كانت المسألة تخص عملاً من أعمال البر والفضل، وما يندرج تحت أصل عام، فإن العلماء ربما تساهلوا في الإسناد، أما إذا كان في حكم من الأحكام، فإنهم يتشددون في السند.
هنا سؤال ربما أجابني عليه أحد الكرام من الأخوة
إذا كان هذا في الأحكام والحلال والحرام ...
فكيف إن كان الحديث في آيات القرءان، وعصمة النبي صلى الله عليه وسلم والزعم أن الشيطان لبَّسَ على النبي صلى الله عليه وسلم وأنطقه بكلام حسبه الناس قرءاناً .. واستمر هذا الظن منهم بل ومن النبي صلى الله عليه وسلم حتى جاءه جبريل بعد ذلك .. أو أن الشيطان ألقى في روع الناس أن هذا قرءان .. إلى آخره.
أمور أشد من الأحكام ...
فهل يمكن في مثل هذا الحال القول (مراسيل عضد بعضها بعضاً)!
خاصة وفي الأسانيد أمثال ... محمد بن السائب الكلبي الرافضي السبأي الكذاب الذي روى أن جبريل كان يُوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقامَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم لحاجةٍ وجَلَس عَليٌّ (فأوحى) إلى عليّ!
أو فيها الواقدي محمد بن عمر!
أو فيها عبد الله بن صالح كاتب الليث الذي وإنه رضيه قوم فقد تركه مثل الإمام أحمد وذمه، أو علي بن المديني وغيرهما.
بارك الله في الجميع.
.....
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[24 - 10 - 08, 02:04 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذه المشاركة النافعة المفيدة
ولعلي أكتب بعض التعليقات على ما تفضلت به في مشاركة قادمة إن شاء الله تعالى.
ـ[النعيمية]ــــــــ[24 - 10 - 08, 03:08 ص]ـ
جذبني العنوان .........
لكن لو تسمحون ماهي الغرانيق؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[24 - 10 - 08, 03:36 ص]ـ
والذي أعجب الشيخ عبد الرحمن لم يعجب العلامة الشيخ المحدث أحمد محمد شاكر رحمه الله المتوفى 1377هـ/1958م قال:
(وهي قصة باطلة مردودة، كما قال القاضي عياض والنووي رحمهما الله وقد جاءت بأسانيد باطلة، ضعيفة، أومرسلة، ليس لها إسناد متصل صحيح. وقد أشار الحافظ في الفتح إلى أسانيدها، ولكنه حاول أن يدعي أن للقصة أصلاً لتعدد طرقها، وإن كانت مرسلة أو واهية!!. وقد أخطأ في ذلك خطأ لا نرضاه له، ولكل عالم زلة، عفا الله عنه.)
أ. هـ. من تحقيق الشيخ شاكر لسنن الترمذي الجزء الثاني.
الشيخ أحمد شاكر رحمه الله لم يناقش الطرق التي أوردها الحافظ ابن حجر بالتفصيل، وإنما اكتفى بردها بكونها موضوعة وضعيفة ومرسلة، والحافظ ابن حجر رحمه الله أشار إلى كونها مراسيل وردت من طرق متعددة تعتضد.
فيبقى رأي الشيخ أحمد شاكر رحمه الله اجتهادا منه يقابله اجتهاد علماء آخرين ممن أثبوتها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في مجموع الفتاوى:
وأما الذين قرروا ما نقل عن السلف فقالوا هذا منقول نقلا ثابتا لا يمكن القدح فيه والقرآن يدل عليه بقوله (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبى إلا إذا تمنى ألقى الشيطان فى امنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم ليجعل ما يلقى الشيطان فتنة للذين فى قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وإن الظالمين لفي شقاق بعيد وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وإن الله لهادى الذين امنوا إلى صراط مستقيم)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/12)
فقالوا الاثار فى تفسير هذة الاية معروفة ثابتة فى كتب التفسير والحديث والقرآن فإن نسخ الله لما يلقى الشيطان وأحكامه آياته إنما يكون لرفع ما وقع فى آياته وتمييز الحق من الباطل حتى لا تختلط آياته بغيرها وجعل ما ألقى الشيطان فتنة للذين فى قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم إنما يكون اذا كان ذلك ظاهرا يسمعه الناس لا باطنا فى النفس. انتهى.
وقال قبل ذلك مبينا طريقة من رد هذه الآثار
والمأثور عن السلف يوافق القرآن بذلك والذين منعوا ذلك من المتأخرين طعنوا فيما ينقل من الزيادة فى سورة النجم بقوله تلك الغرانيق العلى وان شفاعتهن لترتجى وقالوا إن هذا لم يثبت ومن علم أنه ثبت قال هذا القاه الشيطان فى مسامعهم ولم يلفظ به الرسول
ولكن السؤال وارد على هذا التقدير أيضا
وقالوا فى قوله (إلا اذا تمنى القى الشيطان فى أمنيته) هو حديث النفس!!
فشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يرى ثبوت هذه الآثار وعدم نكارتها وأنها موافقة لنص القرآن الكريم.
ولا أعجب كلام ابن حجر الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله ... كما ذكر في "رحلة الحج إلى بيت الله الحرام" ص128 - 135 قال:
"وقد اعترف الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله مع انتصاره لثبوت هذه القصة بأن طرقها كلها إما منقطعة أو ضعيفة، إلا طريق سعيد بن جبير.
وإذا علمت أن طرقها كلها لا يعول عليها إلا طريق سعيد بن جبير، فاعلم أن طريق سعيد بن جبير لم يروها أحد متصلة إلا أمية بن خالد، وهو وإن كان ثقة فقد شك في وصلها.
فقد أخرج البزار، وابن مردويه، من طريق أمية بن خالد عن شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير، فقال أمية بن خالد في إسناده هذا: عن سعيد بن جبير عن ابن عباس فيما أحسب. .... وما لم يثبت إلا من طريق شك صاحبه في الوصل فضعفه ظاهر.
ولذا قال الحافظ ابن كثير في تفسيره في قصة الغرانيق: إنه لم يرها مسندة من وجه صحيح" أ. هـ.
وكلام الشيخ الشنقيطي رحمه الله كذلك كان عن رواية سعيد بن جبير التي ورد الاختلاف في وصلها وإرسالها، ورجح الأكثر إرسالها.
وكلامه رحمه الله من حيث عدم ثبوتها متصلة بالأسانيد الواردة هو ما ذكره الحافظ ابن حجر رحمه الله.
أما احتجاج ابن حجر رحمه الله فكان بتعدد المراسيل واختلاف مخارجها.
أما أسانيد التفاسير فللعماء السابقين كلام حولها لعلي أنقل بعضه من نقل بعض الإخوة في الملتقى
أحسن الله إليكم
قد أحلت على مصادر فيها ما طلبتم
أذكر بعضها ثم أضع روابط بعض هذه المصادر
منها قول يحيى بن سعيد القطان: تساهلوا في أخذ التفسير عن قوم لا يوثقونهم في الحديث ثم ذكر ليث بن أبي سلم وجويبر بن سعيد والضحاك ومحمد بن السائب وقال: هؤلاء لا يحمد أمرهم ويكتب التفسير عنهم " الجامع للخطيب 2/ 194
وكان قال قبل سوقه لهذا الأثر:
"وهذا كله يدل أن التفسير يتضمن أحكاما طريقها النقل فيلزم كتبه ويجب حفظه
إلا أن العلماء قد احتجوا في التفسير بقوم لم يحتجوا بهم في مسند الأحاديث المتعلقة بالأحكام وذلك لسوء حفظهم الحديث وشغلهم بالتفسير فهم بمثابة عاصم بن ابي النجود حيث احتج به في القراءات دون الأحاديث المسندات لغلبة علم القرآن عليه فصرف عنايته اليه"
ومنها ما رواه أبو طالب عن أحمد أنه قال في جويبر المفسر: "ما كان عن الضحاك فهو أيسر وما كان يسند عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو منكر"
وقال أحمد بن سيار المروزي جويبر بن سعيد كان من أهل بلخ وهو صاحب الضحاك وله رواية ومعرفة بايام الناس وحاله حسن في التفسير وهو لين في الرواية انتهى من تهذيب الحافظ ترجمة جويبر
ومنها قول أحمد أيضا:
يكتب من حديث أبي معشر أحاديثه عن محمد بن كعب القرظي في التفسير
وأبو معشر منكر الرواية عند الجمهور ومنهم أحمد
والنقول في ذلك كثيرة وبعضها لم يذكر في الروابط المحال عليها ومن تتبعها في كلام المتقدمين والرتوت من أهل الحديث وجدها
ومنها كلام أحمد في بعض الرواة الذين يحتج بهم في السير والمغازي دون باقي الأبواب
وغير ذلك
وهو محل إجماع بين المتقدمين ولا عبرة بخلاف من خالفهم ومن عامل أسانيد التفسير والسير والتراجم كمعاملته لأسانيد الأحكام والحرام والحلال فقد أخطأ خطأ فاحشا وخالف سبيل المؤمنين في هذا الباب
هنا بعض الروابط:
محاضرة أسانيد التفسير ومنهجية الحكم عليها / للشيخ حاتم العوني. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=141466)
كلام مهم لابن أبي حاتم بشأن أسانيد التفسير فليتكم تدلون بدلوكم ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=83366)
أسانيد التفسير للشيخ الطريفي .. مكتوب ومنسق كاملا ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=8786)
وغيرها موجودة على الشبكة
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[24 - 10 - 08, 03:43 ص]ـ
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (الحج:52)
ما معنى (تمنى) في الآية الكريمة؟؟
إذا كان معنى (تمنى) في الآية الكريمة (قرأ وتلا) فهل هذا معنى الكلمة في لغة العرب؟؟
ومن أين نفهم أنها (أي الكلمة) تعود على آيات الله؟؟
وهل يجوز (في لغة العرب) قولي (تمنيت كتاب الله) أي (قرأته)؟؟
أفيدوني أفادكم الله ...
قال الإمام البغوي رحمه الله
وأكثر المفسرين قالوا: معنى قوله: {تمنى} أي: تلا وقرأ كتاب الله تعالى. "ألقى الشيطان في أمنيته" أي: في تلاوته، قال الشاعر في عثمان حين قتل: تمنى كتاب الله أول ليلة ... وآخرها لاقى حمام المقادر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/13)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[24 - 10 - 08, 03:52 ص]ـ
لكن لو تسمحون ماهي الغرانيق؟
قال الزبيدي في تاج العروس
في الحديث: تلك الغرانيق العلا هي الأصنام وهي في الأصل: الذكور من طير الماء. وقال ابن الأنباري: الغرانيق: الذكور من الطير واحدها غرنوق وغرنيق. قال أبو خيرة: سمي به لبياضه. وقيل: هو الكركي شبهت الأصنام بالطيور التي تعلو وترتفع في السماء على حسب زعمهم. انتهى.
وقال الشنقيطي في رحلة الحج:
ومعنى قول الشيطان ((تلك الغرانيق العلى)) أن الأصنامك في علو منزلتها ورفعة شأنها كالغرانيق المرتفعة نحو السماء في طيرانها. انتهى.
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[24 - 10 - 08, 09:29 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
بحث مفيد
ـ[أحمد سمير سالم]ــــــــ[24 - 10 - 08, 10:01 م]ـ
قال الإمام البغوي رحمه الله
وأكثر المفسرين قالوا: معنى قوله: {تمنى} أي: تلا وقرأ كتاب الله تعالى. "ألقى الشيطان في أمنيته" أي: في تلاوته، قال الشاعر في عثمان حين قتل: تمنى كتاب الله أول ليلة ... وآخرها لاقى حمام المقادر
جزاك الله خيرا شيخنا الفقيه، وبارك في علمكم، وشكرا على اهتمامكم بسؤالي،و الرد عليه ..
وقد بحثت عن كلمة (تمنى) في مادة (منى) في لسان العرب فوجدت الآتي:
{وتَمَنَّى الكتابَ قرأَه وكَتَبَه وفي التنزيل العزيز إِلا إِذا تَمَنَّى أَلْقى الشيطانُ في أُمْنِيَّتِه أَي قَرَأَ وتَلا فأَلْقَى في تِلاوته ما ليس فيه قال في مَرْثِيَّةِ عثمان رضي الله عنه تَمَنَّى كتابَ اللهِ أَوَّلَ لَيْلِه وآخِرَه لاقَى حِمامَ المَقادِرِ
(* قوله «أول ليله وآخره» كذا بالأصل والذي في نسخ النهاية أول ليلة وآخرها)
والتَّمَنِّي التِّلاوةُ وتَمَنَّى إِذا تَلا القرآن وقال آخر تَمَنَّى كِتابَ اللهِ آخِرَ لَيْلِه تَمَنِّيَ داودَ الزَّبُورَ على رِسْلِ أَي تلا كتاب الله مُتَرَسِّلاً فيه كما تلا داودُ الزبور مترَسِّلاً فيه قال أَبو منصور والتِّلاوةُ سميت أُمْنيّة لأَنَّ تالي القرآنِ إِذا مَرَّ بآية رحمة تَمَنَّاها وإِذا مرَّ بآية عذاب تَمَنَّى أَن يُوقَّاه وفي التنزيل العزيز ومنهم أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُون الكتاب إِلا أَمانيَّ قال أَبو إِسحق معناه الكتاب إِلا تِلاوة وقيل إَلاَّ أَمانِيَّ إِلا أَكاذيبَ والعربُ تقول أَنت إِنما تَمْتَني هذا القولَ أَي تَخْتَلِقُه قال ويجوز أَن يكون أَمانيَّ نُسِب إِلى أَنْ القائل إِذا قال ما لا يعلمه فكأَنه إِنما يَتَمَنَّاه وهذا مستَعمل في كلام الناس يقولون للذي يقول ما لا حقيقة له وهو يُحبه هذا مُنًى وهذه أُمْنِيَّة وفي حديث الحسن ليس الإِيمانُ بالتَّحَلِّي ولا بالتَّمَنِّي ولكن ما وَقَر في القلب وصَدَّقَتْه الأَعْمال أَي ليس هو بالقول الذي تُظهره بلسانك فقط ولكن يجب أَن تَتْبَعَه معرِفةُ القلب وقيل هو من التَّمَنِّي القراءة والتِّلاوة يقال تَمَنَّى إِذا قرأَ}
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[24 - 10 - 08, 10:14 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ويظهر بما نقلته حفظك الله أن ظاهر القرآن يدل على أن الإلقاء كان في تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن.
ـ[النعيمية]ــــــــ[24 - 10 - 08, 11:08 م]ـ
قال الزبيدي في تاج العروس
في الحديث: تلك الغرانيق العلا هي الأصنام وهي في الأصل: الذكور من طير الماء. وقال ابن الأنباري: الغرانيق: الذكور من الطير واحدها غرنوق وغرنيق. قال أبو خيرة: سمي به لبياضه. وقيل: هو الكركي شبهت الأصنام بالطيور التي تعلو وترتفع في السماء على حسب زعمهم. انتهى.
وقال الشنقيطي في رحلة الحج:
ومعنى قول الشيطان ((تلك الغرانيق العلى)) أن الأصنامك في علو منزلتها ورفعة شأنها كالغرانيق المرتفعة نحو السماء في طيرانها. انتهى.
زادكم الله علما وفهما و جزاك الله خير
ـ[إبراهيم مسعود]ــــــــ[27 - 10 - 08, 12:24 ص]ـ
**
قال الشيخ/ عبد الرحمن الفقيه ... حفظه الله
الشيخ أحمد شاكر رحمه الله لم يناقش الطرق التي أوردها الحافظ ابن حجر بالتفصيل، وإنما اكتفى بردها بكونها موضوعة وضعيفة ومرسلة، والحافظ ابن حجر رحمه الله أشار إلى كونها مراسيل وردت من طرق متعددة تعتضد.
فيبقى رأي الشيخ أحمد شاكر رحمه الله اجتهادا منه يقابله اجتهاد علماء آخرين ممن أثبوتها.
جزاك الله خيراً .. شيخنا الكريم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/14)
نعم هو اجتهاد من الشيخ شاكر رحمه الله ...
لكنه لاشك ما حكم بوضع هذه الروايات أو ضعفها إلا بعد نظر فيها .. فكان حكمه فيها بالوضع والضعف ..
ثم حكمه أنها زلة لابن حجر .. يغفرها الله له.
ولا يخفى على إخواننا الفضلاء .. رأي العلماء والمحدثين من قبل الشيخ شاكر ومن بعده، ومن قبل ابن حجر ومن بعده ... من الذين وقفوا مع الروايات فلم يجدوا فيها إلا الضعف والإرسال، والشك.
ليس ابن حجر رحمه الله وحده الذي وقف عندها.
كابن كثير رحمه الله (تلميذ شيخ الإسلام ابن تيمية) قال:
(قد ذكر كثير من المفسرين هاهنا قصة الغرانيق ... ولكنها من طرق كلها مرسلة ولم أرها مسندة من وجه صحيح)
وقال: (وقد ذكرها محمد بن إسحاق في السيرة بنحو من هذا وكلها مرسلات ومنقطعات)
وكذلك قال القرطبي في تفسيره: الأحاديث المروية في نزول هذه الآية ليس منها شيء يصح.
ونقل عن النحاس قوله (هذا حديث منقطع وفيه هذا الأمر العظيم .. )
قال القرطبي: وأقطع من هذا ما ذكره الواقدي ...
وقال القرطبي بعد ذكر تأويلات بعض العلماء للرواية: (وضُعفُ الحديث مغن عن كل تأويل والحمد لله)
وقال النحاس في رد رواية الواقدي: هذا حديث منكر منقطع ولا سيما من حديث الواقدي. وقال ابن عطية وهذا الحديث الذي فيه "هي الغرانيق العلا" وقع في كتب التفسير ونحوها ولم يدخله البخاري ولا مسلم ولا ذكره في علمي مصنف مشهور)
أ. هـ. من تفسير القرطبي.
وقال الكرماني كما نقل عنه الحافظ في الفتح ج8 (ما قيل أن سبب ذلك إلقاء الشيطان في أثناء قراءته ... لا يتجه عقلاً ولا نقلاً).
وفي زاد المسير: قال العلماء المحققون وهذا لا يصح لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم معصوم عن مثل هذا.
وقال الشوكاني في فتح القدير: (ولم يصح شيء من هذا ولا ثبت بوجه من الوجوه ومع عدم صحته بل بطلانه فقد دفعه المحققون بكتاب الله سبحانه، قال الله (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأقَاوِيلِ لأَخَذْنَا مِنْهُ بِاليَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ) وقوله (ومَا يَنْطِقُ عن الهوَى) وقوله (ولَوْلا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً) فنفى المقاربة للركون فضلا عن الركون.
قال البزار: هذا حديث لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد متصل.
وقال البيهقي: "هذه القصة غير ثابتة من جهة النقل" ثم أخذ يتكلم أن رواة هذه القصة مطعون فيهم. وقال إمام الأئمة ابن خزيمة: إن هذه القصة من وضع الزنادقة.
قال القاضي عياض فى الشفاء إن الأمة أجمعت فيما طريقه البلاغ أنه معصوم فيه من الإخبار عن شيء بخلاف ما هو عليه لا قصدا ولا عمدا ولا سهوا ولا غلطا)
وأورد الشوكاني الروايات المختلفة وبين إرسالها .. فقال: روى ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم هذه الرواية عن سعيد بن جبير مرسلة.
وكذا رواه ابن أبى حاتم عن أبى العالية والسدى عن سعيد مرسلاً.
ورواه عبد بن حميد عن السدى عن أبى صالح مرسلاً.
ورواه ابن أبى حاتم عن ابن شهاب مرسلاً.
وأخرج ابن جرير عن أبى بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام نحوه مرسلاً أيضا.
وقال بعد سرده لهذه الأسانيد: والحاصل أن جميع الروايات في هذا الباب إما مرسلة أو منقطعة لا تقوم الحجة بشيء منها، ....
ورد هذا الحديث الحافظ عبد العظيم المنذري من جهة الرواة (علي القاري: شرح الشفا ص 85 ج4
وابن حزم في "الفِصَل في الملل والأهواء والنحل" قال:
"والحديث الكاذب الذي لم يصح قط في قراءته عليه السلام في (والنَّجْمِ إِذَا هَوَى) وذكروا تلك الزيادة المفتراة: "وإنها لهي الغرانيق العلا وأن شفاعتها لترتجى ... "
ثم قال: "وأما الحديث الذي فيه الغرانيق، فكذب بَحْتٌ موضوع، لأنه لم يصح قط من طريق النقل، ولا معنى للاشتغال به، إذ وَضْعُ الكذب لا يعجز عنه أحد.
وقال القاضي عبد الجبار في "تنزيه القرءان عن المطاعن":
" ... لا أصل له، ومثل ذلك لا يكون إلا من دسائس المُلْحِدَة"
وقال أبو حيان الأندلسي رحمه الله (توفي سنة 745هـ) ( ....... وهذه الآية ليس فيها إسنادُ شيء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما تضمنت حالة من كان قبله من الرسل والأنبياء إذا تمنوا .... )
كما نقل عنه الأستاذ محمد الصادق عرجون في كتابه (محمد رسول الله).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/15)
ثم غير هؤلاء ممن سبقوا أو لحقوا كالقاضي عياض، وأبي بكر بن العربي .........
ثم الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله في نصب المجانيق .. فقد تعقب كلام الحافظ ابن حجر في تعاضد المراسيل ...
وأورد على نفسه سؤالاً:
"قد يقال: إن ما ذهبت إليه من تضعيف القصة سنداً وإبطالها متناً يخالف ما ذهب إليه الحافظ ابن حجر من تقويتها كما سبق الإشارة إليه آنفا
فالجواب: أنه لا ضير علينا منه ولئن كنا خالفناه فقد وافقنا جماعة من أئمة الحديث والعلم .. "
.... ونقل عن الحافظ محمد بن عبد الهادي قول ابن تيمية رحمة الله تعالى:
وأما أسباب النزول فغالبها مرسل ليس بمسند لهذا قال الإمام أحمد: ثلاث علوم لا إسناد لها. وفي لفظ: ليس لها أصل: التفسير والمغازي والملاحم. يعني أن أحاديثها مرسلة ليست مسند
إلى آخر تعقب الشيخ لكلام الحافظ رحم الله الجميع.
ورحمنا معهم.
والشيخ الأثري في "دلائل التحقيق"
قام بتفنيد الروايات رواية رواية ...
وأظن أن علم إخواني بها يغني عن سردها ونقل ما جاء فيها ..
......
.....
وننظر إلى قول ابن عطية المذكور الوارد سايقاً:
ولم يدخله البخاري ولا مسلم ولا ذكره في علمي مصنف مشهور
.. فلا البخاري رواها في الصحيح ..
ولا مسلم رواها في صحيحه
ولا الترمذي في سننه ..
ولا أبو داود كذلك
ولا النسائي في مجتباه ..
فهذه الكتب الخمسة ..
ولا رواها ابن ماجة .. فهذه الكتب الستة
ولا رواها أحمد .. ولا الدارمي .. ولا مالك في موطئه.
فهذه تسعة كتب من أمات كتب الحديث.
أضف بعد ذلك ابن خزيمة في صحيحه .. (وابن خزيمة القائل: إن هذه القصة من وضع الزنادقة .. كما نقل الشوكاني)
أو البيهقي في سننه أو الشُعَب، أو الحميدي في مسنده أو أو عبد الرزاق في مصنفه .. أو ابن أبي شيبة ...
فيكون هذا حال رواية قصة الغرانيق!
في كتب الحديث
....
ولا يزال السؤال قائماً ....
مما نقل عن أهل العلم .. أنه إن كان تساهل في الأسانيد ففي الفضائل والرغائب .. لكنهم كانوا يشددون إن كان في الأحكام .. كما قيل لابن المبارك وروى عن رجل حديثاً فقيل هذا رجلٌ ضعيف!
فقال: يحتمل أن يروى عنه هذا القدر أو مثل هذه الأشياء قلت لعبده مثل أى شيء كان؟
قال: في أدب في موعظه في زهد أو نحو هذا.
(باب في الآداب والمواعظ إنها تحمل الرواية عن الضعاف)
الجرح والتعديل لابن أبي حاتم.
وغير ذلك مما ذكر قبل ...
وكان سؤال:
إذا كان هذا في الأحكام والحلال والحرام ...
فكيف إن كان الحديث في آيات القرءان، وعصمة النبي صلى الله عليه وسلم والزعم أن الشيطان لبَّسَ على النبي صلى الله عليه وسلم وأنطقه بكلام حسبه الناس قرءاناً!!
.. واستمر هذا الظن منهم بل ومن النبي صلى الله عليه وسلم حتى جاءه جبريل بعد ذلك ..
أو أن الشيطان ألقى في روع الناس أن هذا قرءان .. وما هو بقرءان وأنهم حسبوه من كلام النبي ... إلى آخره.
أو أن شيطاناً يقال له الأبيض جاءه في صورة جبريل (!!)
نعوذ بالله.
أمور أشد من الأحكام ...
فهل يمكن في مثل هذا الحال القول (مرسلات عضد بعضها بعضاً)!
.........
ـ[إبراهيم مسعود]ــــــــ[27 - 10 - 08, 12:30 ص]ـ
**
قال الشيخ عبد الرحمن الفقيه حفظه الله:
... ولعل الأقرب ثبوت أصلالقصة، وظاهر الآيات تدل عليها دلالة قوية قال تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنقَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُفِي أُمْنِيَّتِهِ ....
فتأمل هذه الآيات الكريمات تجد أن معناها واضح جدا، وهيأن الله سبحانه وتعالى يخبر أنه ما من رسول أرسله إلا إذا تمنى (يعنى تلى الكتاب) ألقى الشيطان في قراءته كلاما باطلا -والشيطان إذا أعطي فرصة مثل هذه فماذا عسى أنيقول فيها فلابد أن يتكلم بالشرك بالله -ثم بعد أن يتكلم الشيطان ينسخ الله ماألقاه الشيطان من كلام ويحكم آياته، وبين الله سبب ذلك أنه فتنة فقال (ليجعلمايلقى الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم) فهذا يدل على أنه تكلموألقى شيئا يفتن به هؤلاء
وإذا نفينا هذا المعنى الظاهر من الآية يكون تفسيرهابشيء من التعسف الذي لاداعي له
ولا شك أنه ( ... معنى واضح جداً) كما قال الشيخ الكريم لو قرأنا الآيات من سورة الحج ونحن نفكر في قصة الغرانيق ..
مثل ما قال الأخ عبد الجبار
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/16)
فالقصة على (فرض) أنها لم تثبت على أساس قواعد المحدثين،فالذي عارضت ثبوته يثبت في الذكر الحكيم.
وهذا يدل على أن أخانا الكريم "أبا الأشبال" يقرأ آيات سورة الحج والغرانيق ماثلة أمامه .. فمن ثم رأي أنها ثابتة بالذكر الحكيم.
ولو ثبتت بالذكر الحكيم لقضي الأمر ..
كيف وهي لم تثبت بحديث واحد متصل صحيح لا شك فيه ... ولم تذكر في كتاب من كتب الحديث!
وإذا نفينا هذا المعنى الظاهر من الآية يكون تفسيرهابشيء من التعسف الذي لاداعي له
شيخنا الكريم/
ربما كان هناك تأويل آخر لهذه الآيات لا تعسف فيه ... أحسن تفسيراً، وأنسب للآيات في موضعها من السورة، وأليق بمقام النبوة، وأبين لسنة الله في رسله ورسالاته ...
لكن قبل ذكر ذلك .. بيان تأويل بعض العلماء لهذه الآيات ..
أقول ربما كان التعسف هو المعنى الذي رآه شيخنا (واضحاً جداً)
فقوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنا مِن قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ ولا نَبيٍّ) الآيات، يحكي سنة سنها الله في الرسل والأنبياء، لا يعدونها ولا يقفون دونها، فيكون المعنى إذن أن الشيطان سُلِّط على الرسل والأنبياء فخلط وحيه بوحي الله المنزل إليهم، وآيات الله بشركه وكفره، وكلامه بكلامه، حتى اختلط على الأنبياء والمرسلين، وربما نطقوا بكلمة الكفر، وأن هذا يصل إلى الناس الذين جاء الأنبياء والرسل لهدايتهم (لا لإضلالهم)، فيسمعون كلام الشيطان ويحسبونه كلام الرسول! ... لكنَّه بعد هذا الخلط ينسخُ الله كلام الشيطان، ويحكم الله آياته ....
فهل يتخيل متخيل أن يكون هذا قدر قدره الله على رسله وأنبيائه، وسنة اختصهم بها؟!
ومثله في العسر أن يقال أنه وجدت غرانيق بين الآيات في سورة النجم ..
جعل من آيات الكتاب الذي أنزله الله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل ... مزيجاً متناقضاً من المدح والذم في آن واحد .. حتى رأى القاضي عياض رحمه الله هذا الأمر محالاً نظراً وعرفاً ....
فقال: (وذلك أن هذا الكلام لو كان كما روى لكان بعيد الالتئام، متناقض الأقسام، ممتزج المدح بالذم، متخاذل التأليف والنظم، ولما كان النبي صلى الله عليه وسلم ولا مَن بحضرته من المسلمين، وصناديد المشركين، ممن يخفى عليه ذلك.
وهذا لا يخفى على أدنى متأمل، فكيف بمن رجح حلمه واتسع في باب البيان ومعرفة فصيح الكلام علمه)
.....
وكذلك رآه الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في كتابه "رحلة الحج إلى بيت الله الحرام" 128 - 135
قال:
(إن القول بعدم صحتها –أي قصة الغرانيق- له شاهد من القرءان العظيم في سورة (النَّجْمِ)،وشهادته لعدم صحتها واضحة: وهو أن قوله تعالى: (أَفَرَأَيْتُمُ الَّلاتَ وَالعُزَّى. وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى) سورة النجم 19 - 20
الذي يقول القائل بصحة القصة أن الشيطان ألقى بعده ما ألقى، قرأ النبي صلى الله عليه وسلم بَعْدُ في تلك اللحظة في الكلمات التي تليه من سورة (النَّجْمِ) قوله تعالى (إِنْ هِيَ إِلا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَءّابَاؤُكُم مآأَنزَلَ الله بِهَا مِن سُلْطَانٍ) سورة النجم 23
فهذا يتضمن منتهى ذم الغرانيق التي هي كناية عن الأصنام، إذ لا ذم أعظم من جعلها أسماء بلا مسميات، وجعلها باطلاً ما أنزل الله بها من سلطان!!
فلو فرضنا أن الشيطان ألقى على لسانه صلى الله عليه وسلم: تلك الغرانيق العلا بعد قوله: (وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى) وفرح المشركون بأنه ذكر آلهتهم بخير، ثم قال النبي في تلك اللحظة: (إِنْ هِيَ إِلا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَءّابَاؤُكُم مآأَنزَلَ الله بِهَا مِن سُلْطَانٍ) وذَمَّ الأصنام بذلك غايةَ الذم، وأبطلشفاعتها غاية الإبطال! فكيف يعقل –بعد هذا- سجود المشركين، وسبُ أصنامِهم هو الأخير، والعِبْرَةُ بالأخير؟!
ويُسْتَأْنَسُ بقوله أيضاً –بعد ذلك بقليل في الملائكة- (وَكَم مِن مَّلَكٍ فِي السَّمَواتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إلا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ الله لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَى) سورة النجم 26 لأن إبطال شفاعة الملائكة –إلابإذن الله- معلومٌ منه عند الكفار بالأحْرَوَيَّة إبطال شفاعةِ الأصنام المزعومة)
أ. هـ.
.......
::::::::::::
ـ[إبراهيم مسعود]ــــــــ[27 - 10 - 08, 12:44 ص]ـ
**
قال الشيخ/ عبد الرحمن الفقيه حفظه الله:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/17)
وكذلك ابن تيمية رحمه الله له كلام جيد حول هذه المسألة
قال كما في مجموعالفتاوى (10/ 290)
فإن النبى هو المنبأ عن الله و الرسول هو الذى أرسله الله تعالىوكل رسول نبى وليس كل نبى رسولا والعصمة فيما يبلغونه عن الله ثابتة فلا يستقر فىذلك خطأ باتفاق المسلمين
ولكن هل يصدر ما يستدركه الله فينسخ ما يلقى الشيطانويحكم الله آياته؟
هذا فيه قولان
والمأثور عن السلف يوافقالقرآن بذلك والذين منعوا ذلك من المتأخرين طعنوافيما ينقل من الزيادة فىسورة النجم بقوله تلك الغرانيق العلى وان شفاعتهن لترتجى وقالوا إن هذا لم يثبت ومنعلم أنه ثبت قال هذا القاه الشيطان فى مسامعهم ولم يلفظ به الرسول
ولكن السؤالوارد على هذا التقدير أيضا
وقالوا فى قوله (إلا اذا تمنى القى الشيطان فىأمنيته) هو حديث النفس!!
وأما الذين قرروا ما نقل عن السلففقالوا هذا منقول نقلا ثابتا لا يمكن القدح فيه والقرآن يدل عليهبقوله (وماأرسلنا من قبلك من رسول ولا نبى إلا إذا تمنى ألقى الشيطان فى امنيته فينسخ الله مايلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم ليجعل ما يلقى الشيطان فتنة للذينفى قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وإن الظالمين لفي شقاق بعيد وليعلم الذين أوتواالعلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وإن الله لهادى الذين امنوا إلىصراط مستقيم)
فقالوا الاثار فى تفسير هذة الاية معروفةثابتة فى كتب التفسير والحديث والقرآن فإن نسخ الله لما يلقى الشيطان وأحكامه آياتهإنما يكون لرفع ما وقع فى آياته وتمييز الحق من الباطل حتى لا تختلط آياته بغيرهاوجعل ما ألقى الشيطان فتنة للذين فى قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم إنما يكون اذا كانذلك ظاهرا يسمعه الناس لا باطنا فى النفس. انتهى.
.....
لا نستطيع الخروج من كلام ابن تيميه رحمه الله أنه يوافق على قصة الغرانيق أو يراها سبب سجود المشركين ...
فهو رحمه الله يتكلم في عصمة الأنبياء .. وأن العصمة فيما يبلغونه عن الله ثابتة ...
قال:
(ولكن هل يصدر ما يستدركه الله فينسخ ما يلقى الشيطان ويحكم الله آياته ... )
ثم ذكر القولين في ذلك ... قول من أجازه ... وقول من منعه.
ولا نستطيع أن نقول أنه ذكر رأيه في هذه المسئلة.
وإنما نقل الرأيين ..
كقوله:
(هذا فيه قولان والمأثور عن السلف يوافق القرآن بذلك والذين منعوا ذلك من المتأخرين طعنوا فيما ينقل من الزيادة .. )
هذا عرض منه للرأيين.
..
وقال:
(وأما الذين قرروا ما نقل عن السلف فقالوا ... )
وأيضاً:
(فقالوا الآثار فى تفسير هذة الآية معروفة ثابتة فى كتب التفسير)
(ومن علم أنه ثبت: قال هذا ألقاه الشيطان في مسامعهم ... )
(الذين قرروا .. قالوا ... من علم أنه ثبت ... )
فهو لا يتكلم عن نفسه .. وإنما يعرض القولين .. حتى وإن بيَّنَ مزايا الرأي الأول القائل بالنسخ .. لكن يظل ما يتكلم فيه الشيخ هو عرض الرأيين في عصمة الأنبياء وعدم إقرارهم على الخطأ.
والذي جعلنا نقول ذلك .. تصريح ابن تيميه نفسه أن سجود المشركين مع الرسول إنما كان امتثالاً لأمر الله تعالى (فاسجدوا لله واعبدوا)
كما جاء في حديث البخاري ... وليس سجودهم للغرانيق العلى ..
.. وذلك في معرض رده على ابن بطال في قوله بعدم جواز سجود التلاوة لمن كان على غير وضوء
قال الشيخ في مجموع الفتاوى الجزء21:
(وقد إعترض ابن بطال على إحتجاج البخاري بجواز السجود على غير وضوء بحديث ابن عباس أن النبي قرأ النجم فسجد وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس وهذا السجود متواتر عند أهل العلم وفي الصحيح أيضا من حديث ابن مسعود قال قرأ النبي بمكة النجم فسجد فيها وسجد من معه غير شيخ أخذ كفا من حصى أو تراب فرفعه إلى جبهته وقال يكفيني هذا قال فرأيته بعد قتل كافرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/18)
قال ابن بطال: هذا لا حجة فيه لأن سجود المشركين لم يكن على وجه العبادة لله والتعظيم له وإنما كان لما ألقى الشيطان على لسان النبي من ذكر آلهتهم في قوله أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى فقال تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن قد ترتجى فسجدوا لما سمعوا من تعظيم آلهتهم فلما علم النبي ما ألقى الشيطان على لسانه من ذلك أشفق وحزن له فأنزل الله تعالى تأنيسا له وتسلية عما عرض له وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته إلى قوله والله عليم حكيم أي إذا تلا ألقى الشيطان في تلاوته فلا يستنبط من سجود المشركين جواز السجود على غير وضوء لأن المشرك نجس لا يصح له وضوء ولا سجود إلا بعد عقد الإسلام.
قال شيخ الإسلام ابن تيميه:
فيقال هذا ضعيف فإن القوم إنما سجدوا لما قرأ النبي أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون وأنتم سامدون فاسجدوا لله واعبدوا.
فسجد النبي ومن معه إمتثالا لهذا الأمر وهو السجود لله والمشركون تابعوه في السجود لله.
وما ذكر من التمني إذا كان صحيحا فإنه هو كان سبب موافقتهم له في السجود لله ولهذا لما جرى هذا بلغ المسلمين بالحبشة ذلك فرجع منهم طائفة إلى مكة والمشركون ما كانوا ينكرون عبادة الله وتعظيمه ولكن كانوا يعبدون معه آلهة أخرى كما أخبر الله عنهم بذلك فكان هذا السجود من عبادتهم لله وقد قال سجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس.
مجموع فتاوى شيخ الإسلام.
المجلد الحادي والعشرون – الجزء الأول ص281 - 282
دار عالم الكتب - الرياض
..............
فكلام ابن تيميه رحمه الله هنا أن سجودهم كان لما قرأ الرسول صلى الله عليه وسلم أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون وأنتم سامدون فاسجدوا لله واعبدوا.
ليس لقول الشيطان تلك الغرانيق العلا وإن شفاعتهن .... إلى آخر هذا الكلام.
ثم لما تعرض لمسألة التمني في قول ابن بطال (إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته ... أي إذا تلا ألقى الشيطان في تلاوته)
قال ابن تيميه: وما ذكر من التمني إذا كان صحيحا ....
بل عنده رحمه الله أن سجود المشركين كان لعبادتهم الله ...
لننظر كلام الشيخ .. سجودهم عنده لم يكن لأنهم سمعوا الغرانيق العلا ..
بل (هذا السجود من عبادتهم لله) ...
ليس إذن للغرانيق.
ثم استدلاله بالحديث الصحيح الذي رواه البخاري عن أبي معمر قال حدثنا عبد الوارث قال حدثنا أيوب قال عن عكرمة قال عن ابن عباس قال: "سَجَدَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بالنَّجم، وسجدَ معهُ المسلمونَ والمشركونَ والجنُّ والإِنس"
...
مرة أخرى .. هذا سبب السجود عند ابن تيمية:
(إنما سجدوا لما قرأ النبي أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون وأنتم سامدون فاسجدوا لله واعبدوا)
ومن ثم فليس في كلام ابن تيميه رحمه الله أن سجودهم كان لتلك القصة بل يصرح أن سجودهم لقراءة النبي للآية التي ختمت بها سورة النجم ... ثم لا يحكم بصحة القول أن التمني هو التلاوة وإلقاء الشيطان في الأمنية كما ذكره ابن بطال وإنما أورده على سبيل الفرض.
... والله تعالى أعلم.
.......
ثم ..
هذا الحديث الصحيح حديث ابن عباس الذي رواه البخاري: "سَجَدَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بالنَّجم، وسجدَ معهُ المسلمونَ والمشركونَ والجنُّ والإِنس"
ألا يكفينا في سبب سجود المشركين؟!
كما كفى شيخ الإسلام؟!
ثم سجود الجن ... هل كان أيضاً لأنهم سمعوا الغرانيق العلا؟!!
أم امتثالاً لأمر الله كما قال ابن تيميه ....
ما أشد قرع الآيات وعظم وقعها، وجلال تنزيلها!
..
والله تعالى أعلم.
ما تبقى أذكره بعد ... إن شاء الله تعالى.
....
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[28 - 10 - 08, 03:11 م]ـ
بارك الله فيك على ما تفضلت به
وأما النقل عن العلماء الذي تكلموا في الرواية فهو معلوم إن شاء الله وقد ذكرت ذلك في الموضوع الأصلي والرسائل معروفة في هذا الباب مشهورة.
والحاصل أن هناك خلاف بين العلماء في قبول الروايات أو ردها، فإن كان هناك ترجيح بين أقوالهم ومناقشة لها ودراسة للأسانيد مستقلة فهذا المطلوب حفظك الله.
أما ما ذكرته عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فقد نص على رواية الغرانيق
وكلامه واضح عند التأمل، وأما النقل الذي ذكرته حفظك الله فلا يعارض قوله السابق، فقد يتردد العالم أو يحتاط أحيانا في موضع ويجزم في مواضع أخرى، فلا يبقى تعارض حينئذ.
وقد ذكر كذلك في موضع آخر ما يلي:
في منهاج السنة النبوية
وما أعلم أن بني إسرائيل قدحوا في نبي من الأنبياء بتوبته في أمر من الأمور وإنما كانوا يقدحون فيهم بالإفتراء عليهم كما كانوا يؤذن موسى عليه السلام وإلا فموسى قد قتل القبطي قبل النبوة وتاب من سؤال الرؤية وغير ذلك بعد النبوة وما أعلم أحدا من بنى إسرائيل قدح فيه بمثل هذا وما جرى في (سورة النجم). من قوله تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتها لترتجى على المشهور عند السلف والخلف من أن ذلك جرى على لسانه ثم نسخه الله وأبطله هو من أعظم المفتريات على قول هؤلاء ولهذا كان كثير من الناس يكذب هذا وإن كان مجوزا عليهم غيره إما قبل وإما بعدها لظنه أن في ذلك خطأ في التبليغ وهو معصوم في التبليغ بالإتفاق والعصمة المتفق عليها أنه لا يقر على خطأ في التبليغ بالإجماع ومن هذا فلم يعلم أحد من المشركين نفر برجوعه عن هذا وقوله إن هذا مما ألقاه الشيطان ولكن روى أنهم نفروا لما رجع إلى ذم آلهتهم بعد ظنهم أنه مدحها فكان رجوعهم لدوامه على ذمها لا لأنه قال شيئا ثم قال إن الشيطان ألقاه وإذا كان هذا لم ينفر فغيره أولى أن لا ينفر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/19)
ـ[إبراهيم مسعود]ــــــــ[29 - 10 - 08, 01:13 ص]ـ
**
قال الشيخ/ عبد الرحمن الفقيه ... حفظه الله:
أما ما ذكرته عن شيخ الإسلام ابنتيمية رحمه الله فقد نص على رواية الغرانيق
وكلامه واضح عندالتأمل، وأما النقل الذي ذكرته حفظك الله فلا يعارض قوله السابق، فقد يترددالعالم أو يحتاط أحيانا في موضع ويجزم في مواضع أخرى، فلا يبقى تعارض حينئذ.
هل تردد ابن تيميه أو احتاط في موضع ثم جزم في مواضع أخرى؟
لا يجد القاريء لما كتبه ابن تيميه أنه تردد ..
بل كتب ما كتبه في أكثر من موضع ...
في مجموع فتاويه في أكثر من فتوى، وفي منهاج السنة كما نقلت لنا حفظك الله، وفي الجواب الصحيح ..
فيها جميعاً عرض الرأيين لعلماء المسلمين.
لكن لما أبان عن رأيه .. كان برفض أن يكون سجود المشركين بسبب الغرانيق ...
بل بتضعيف هذا القول في معرض رده على ابن بطال.
ليس ابن تيميه وحده .. بل والبخاري أيضاً.
ونوجز الأمر:
البخاري استدل على جواز السجود للتلاوة من غير وضوء بحديث ابن عباس
"سَجَدَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بالنَّجم، وسجدَ معهُ المسلمونَ والمشركونَ والجنُّ والإِنس"
...
واحتج به لابن عمر رضى الله عنهما الذي كان لا يرى وجوب الوضوء.
ما دليل البخاري؟
حديث "سَجَدَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بالنَّجم، وسجدَ معهُ المسلمونَ والمشركونَ والجنُّ والإِنس"
قال البخاري: باب سجود المسلمين مع المشركين، والمشرك نجس ليس له وضوء، وكان ابن عمر رضى الله عنهما يسجد على غير وضوء.
ما وجه الاستدلال؟
قال ابن رشيد:
مقصود البخاري تأكيد مشروعية السجود لأن المشرك قد أقر على السجود وسمى الصحابي فعله سجوداً مع عدم أهليته
فالمتأهل لذلك أحرى بأن يسجد على كل حالة.
ويؤيده أن في حديث ابن مسعود أن الذي ما سجد عوقب بأن قتل كافر.
الفتح: باب سجدة النجم .. وباب سجود المسلمين مع المشركين ..
كتاب سجود القرءان - المجلد الثاني.
وماذا يفهم من ذلك؟
أن البخاري لم يكن يرى أن هؤلاء المشركين سجدوا بسبب الغرانيق وشفاعتها التي ترجى .. .
وإنما كان سجودهم لما سمعوا الآية (فاسجدوا لله واعبدوا)
فالبخاري ليس فقط روى الحديث الذي فيه أن سجود الناس مشركهم ومسلمهم وجنهم وإنسهم إنما كان لله ..
بل واستخرج منه أحكاماً شرعية كذلك.
ولو كان سجود المشركين للغرانيق ما استدل به البخاري.
ولو كان سجودهم للغرانيق ما عوقب الممتنع عن السجود برفع الحصى إلى وجهه ...
بل كان ينبغي أن يعاقب الذين سجدوا.
اعتراض ابن بطال
اعترض ابن بطال على البخاري وقال:
إن أراد البخاري الاحتجاج لابن عمر بسجود المشركين فلا حجة فيه لأن سجودهم لم يكن على وجه العبادة وإنما كان لما ألقى الشيطان.
الفتح: باب سجود المسلمين مع المشركين.
إذن عند ابن بطال سجود المشركين لم يكن لله (كما رأى البخاري) ولكن لما سمعوا الغرانيق.
ما قول ابن تيمية؟
قال: (يقال هذا ضعيف ... )
ما هذا الضعيف أيها الإمام؟
قول ابن بطال بسجود المشركين للغرانيق.
لم؟
قال ابن تيميه: ( .. فإن القوم إنما سجدوا لما قرأ النبي أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون وأنتم سامدون فاسجدوا لله واعبدوا
فسجد النبي ومن معه إمتثالا لهذا الأمر وهو السجود لله والمشركون تابعوه في السجود لله)
كلام بيّن جليّ ... ابن تيميه يضعف كلام ابن بطال أن السجود كان للغرانيق ..
ابن تيميه يرى أن السجود لما سمعوا فاسجدوا لله واعبدوا.
ابن تيميه يرى أن سجودهم لله لأنهم كانوا يعرفون الله ويعبدونه لكن يشركون في عبادته.
قال:
(والمشركون ما كانوا ينكرون عبادة الله وتعظيمه ولكن كانوا يعبدون معه آلهة أخرى كما أخبر الله عنهم بذلك
فكان هذا السجود من عبادتهم لله وقد قال: سجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس)
ثم يؤكد أنهم سجدوا لله وأنهم يثابون في الدنيا.
(فالكفار قد يعبدون الله وما فعلوه من خير أثيبوا عليه في الدنيا)
....
و .... (في الآخرة وإن ماتوا على الإيمان)
.....
هذا هو رأي ابن تيميه الذي جزم به ودافع عنه ورد فيه على المخالف القائل أن الغرانيق هي التي جعلت المشركين يسجدون على زعم هذه القصة.
ومن قبل ابن تيميه رحمه الله .. الإمام البخاري في إيراد الحديث واستدلاله به ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/20)
ومرة أخرى .. لولا يقين البخاري بأن سجود المشركين مع الرسول إنما كان لقول القرءان (فاسجدوا .. ) ما جعلها دليلاً له ..
ومرة أخرى لو كان المشركون سجدوا للغرانيق .. ما كان للبخاري أن يجعلها له دليلاً على جواز السجود لله على غير وضوء.
.............................
والله تعالى أعلم.
ـ[عبدالله ليوباردو]ــــــــ[29 - 10 - 08, 02:14 ص]ـ
القصة منكرة -متنا- نكارة شديدة .. من وجوه عديدة بيّنها العلماء ..
فمنها ..
- معارضتها الظاهرة لقوله تعالى .. : {ولو تقول علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين * فما منكم من أحد عنه حاجزين} ..
- ولقوله تعالى: {وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذا لاتخذوك خليلا * ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا * إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا} .. وتُراجع أقوال المفسرين في قوله (شيئا قليلا) .. ثم تُقارن بذلك الزعم بأنه مدح أصنامهم ليتبين وجه النكارة .. فهل يثبت الله تعالى نبيه في الشيء القليل .. ولا يعصمه من الداهية العظمى ومدح الأصنام .. ؟ ثم .. كلمة (كادوا ليفتنونك) تُثبت أنه صلى الله عليه وسلم لم يفتن عن الذي أوحي إليه .. لا فتنه المشركون ولا فتنه الشيطان ولا غيره .. وأن الله ثبته من الفتنة ومن الركون إليهم .. !
- ولقوله تعالى .. : {قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إليّ} .. وقصة الغرانيق تقول .. : قد بدّله له الشيطان .. !
- ولقوله تعالى لإبليس .. : {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان} .. ولقوله تعالى: {إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون} .. ولقوله تعالى: {قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين * إلا عبادك منهم المخلصين} ..
- ولقوله تعالى .. : {هل أنبئكم على من تنزل الشياطين * تنزل على كل أفاك أثيم} ..
- ولقوله تعالى حاكيا عن إبليس .. : {وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي} .. تبين هذه الآية أن سلطان إبليس في الدعوة إلى الكفر والعصيان والاستجابة منهم هم .. وقصة الغرانيق المزعومة تُثبت له سلطانا غير هذا .. !! وهو خلط القراءة على النبي صلى الله عليه وسلم حتى لا يفرّق بين ما أتاه جبريل به وبين ما سمعه من إبليس .. !
- وفي روايات القصة المزعومة .. عن محمد بن كعب القرظي .. قول المشركين .. : (لقد ذكر آلهتنا بأحسن الذكر) .. !! واقرأ سورة النجم لترى ذمّ المشركين وأصنامهم ذما شديدا .. !
- وفي تلك الروايات المرسلة قال القرظي .. : (تمنى في نفسه أن يأتيه من الله ما يقارب به بينه وبين قومه) .. وذاك مناقض لقوله تعالى .. : {ودوا لو تُدهن فيدهنون} .. !!
- وتلاوة الآية نفسها تكفي لإبطال قصة الغرانيق .. فإن الله تعالى قال.: {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته} .. فلو ثبت أن (إلقاء الشيطان في أمنية الرسول) = تلبيسه الوحي بغيره وجعل الرسول يختلط عليه ويتحدث بما لم يوحَ إليه == لزم من ذلك .. أن الشيطان له سلطان على جميع الرسل بل جميع الأنبياء .. !! وهذا مناقض بالكلية للآيات التي سبق ذكرها آنفا .. ومناقضٌ لأن الأنبياء فيهم من لم يوح إليه بكتاب .. فكيف يلقي الشيطان في قراءته .. ؟
- وإثباتها ثم تأويلها بأن الشيطان هو الذي قالها وسمعها منه المشركون == تناقض بيّن .. لأن في ألفاظ الروايات نسبتها صريحة إلى النبي صلى الله عليه وسلم -حاشاه- .. وقولهم .. : (فجعل يرددها) .. وغير ذلك مما يناقض ذلك التأويل ..
ويُراجع .. نصب المجانيق للشيخ الألباني .. وتفسير الشيخ الشنقيطي .. والتحرير والتنوير لابن عاشور .. وتفسير الرازي .. رحمهم الله جميعا ..
ـ[النعيمية]ــــــــ[31 - 10 - 08, 06:01 م]ـ
طبع تفسير آيات أشكلت على كثير من العلماء- لابن تيمية رحمه الله.
تحقيق: عبد العزيز بن محمد الخليفة.
ويمكنك الحصول على نسخة منه من هذا الرابط
http://www.archive.org/details/tafsiribntaymia
أردت الكتاب لكن لم اعرف كيف هي طريقة تنزيله .. هل من مرشد؟
ـ[بنت الخير]ــــــــ[31 - 10 - 08, 06:35 م]ـ
أردت الكتاب لكن لم اعرف كيف هي طريقة تنزيله .. هل من مرشد؟
اختي الفاضلة:
كنت سأضع لك رابطاً مباشراً للتحميل، ولكني أعلم أن موقف أرشيف يقوم بحذف الكتب التي لها روابط مباشرة، وأما طريقة التحميل فكالتالي:
اضغطى على الرابط الموجود، فتفتح لك صفحة الكتاب في موقع ارشيف.
في الجانب الأيسر تجدين مربعا به كلمة ( pdf) وأمامها حجم الكتاب وهو (11 mb).
قومي بالضغط على كلمة ( pdf) فيبدأ تحميل الكتاب.
ومبروك الكتاب
ـ[النعيمية]ــــــــ[31 - 10 - 08, 07:40 م]ـ
اختي الفاضلة:
كنت سأضع لك رابطاً مباشراً للتحميل، ولكني أعلم أن موقف أرشيف يقوم بحذف الكتب التي لها روابط مباشرة، وأما طريقة التحميل فكالتالي:
اضغطى على الرابط الموجود، فتفتح لك صفحة الكتاب في موقع ارشيف.
في الجانب الأيسر تجدين مربعا به كلمة ( pdf) وأمامها حجم الكتاب وهو (11 mb).
قومي بالضغط على كلمة ( pdf) فيبدأ تحميل الكتاب.
ومبروك الكتاب
بارك الله فيك أختي المباركة بنت الخير أسأل الله أن يزيدك من خيره وفضله .. جزاك الله كل خير أسعدني ردك علي بسرعة ..
شكرا جزيلا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/21)
ـ[مؤيد السعدي]ــــــــ[31 - 10 - 08, 10:29 م]ـ
هناك كتاب للألباني في المسألة وهو موجود في الشاملة
أظن أن اسمه الرمي بالمناجيق في رد قصة الغرانيق أو شيء من هذا
---
وبالنسب للعبارة "وظنوا أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله، ففرحوا بذلك فرحا شديدا. ... "
لو حللناها لكان الأفضل أن تكون فزعموا (أي الكفار من الحاضرين) أنهم سمعوا ...
ولا نقول الحاضرين بل نخص الكفار منهم لأنه لم يصلنا أن مسلما من الحاضرين سمع ذلك
هذا من جانب ومن جانب آخر في رأيي أنه من الأحوط أن نقول أن الشيطان ألفى فيهم أن يزعموا أنهم سمعوا ولم يلق في أسماعهم الأصوات التي زعموا أنهم سمعوها (لأن الشيطان لا يتمثل بصورة النبي فضلا عن أن يتمثل بصوته) كحيلة من الكفار كي يبرروا تأثير القرآن فيهم بعد أن سجدوا لله وحده عندما تلاوة الرسول أقصد الحادثة:
الثالثة أن الثابت في البخاري عن ابن عباس (سجد النبي صلى الله عليه وسلم وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس)
وهذا يشبه قول الوليد للرسول (ص) أستحلفك أن تسكت وخوفه وجزعه عند تلاوة الرسول "فأنذرتكم صاعقة مثل ... " فإن تأثر الوليد وخوفه يسجله الكفار عليه بأنه صدق القرآن كذلك
فإن سجود الكفار تأثرا يسجل ضدهم فهم بحاجة لمخرج فاخترعوا قصة الغرانيق التي ألقاها الشيطان في عقولهم أمنياتهم (أظن الأمنية تستخدم لما يدور في العقل وهو غير موجود على الواقع فأمنيتهم اوهامهم التي ألقاها الشيطان وامنية الرسول تلاوته حق التلاوة انظر التفصل أدناه) تبريرا لسجودهم فقالوا سجدنا لانه ذكر آلهتنا بخير ولم نؤمن له
أما سؤالك غن معنى "تمنى" فأقتبس من لسان العرب
( ... التَّمَنِّي حديث النفس بما يكون وبما لا يكون قال والتمني السؤال للرب الحوائج ...
والتَّمَنِّي التِّلاوةُ وتَمَنَّى إِذا تَلا القرآن وقال آخر تَمَنَّى كِتابَ اللهِ
آخِرَ لَيْلِه تَمَنِّيَ داودَ الزَّبُورَ على رِسْلِ أَي تلا كتاب الله مُتَرَسِّلاً فيه
كما تلا داودُ الزبور مترَسِّلاً فيه قال أَبو منصور والتِّلاوةُ سميت أُمْنيّة لأَنَّ
تالي القرآنِ إِذا مَرَّ بآية رحمة تَمَنَّاها وإِذا مرَّ بآية عذاب تَمَنَّى أَن
يُوقَّاه وفي التنزيل العزيز ومنهم أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُون الكتاب إِلا أَمانيَّ)
ومن تفسير الطبري
و اختلف أهل التأويل في معنى قوله تمنى في هذا الموضع و قد ذكرت قول جماعة ممن قال ذلك التمني من النبي صلى الله عليه و سلم ما حدثته نفسه من محبته مقاربة قومه في ذكر آلهتهم ببعض ما يحبون و من قال ذلك محبة منه في بعض الأحوال ألا لا تذكر بسوء
و قال آخرون: بل معنى ذلك: إذا قرأ وتلا أو حدث
ذكر من قال ذلك:
حدثني علي قال: ثني عبد الله قال: ثني معاوية عن علي عن ابن عباس قوله {إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته} يقول: إذا حدث ألقى الشيطان في حديثه
حدثنا القاسم قال: ثنا الحسين قال: ثني حجاج عن ابن جريج عن مجاهد مثله
حدثت عن الحسين بن الفرج قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد قال: سمعت الضحاك يقول في قوله {إلا إذا تمنى} يعني بالتمني: التلاوة والقراءة
انا أرى الآية واضحة في نفي القصة حيث يقول الله أنه يحكم كلامه وينسخ (يعني يحذف بمصطلح العصر) ما تمنى الكفار أن يقوله الرسول مما ألقاه الشيطان في عقولهم ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين
---
سبق طرح المسألة الأولى:
آيات أشكلت على بعض المفسرين (1) معنى الذرية وكلام الشيخ السعدي رحمه الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...?threadid=3613
والمسألة الثانية:
آيات أشكلت على بعض المفسرين (2) للشنقيطي في أضواء البيان حول معنى (لاينكح)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...?threadid=3614
يبدو أنها مواضيع محذوفة لسبب ما
بأي حال تفسير السعدي معروف عن أي آية كنت تتحدث؟
والأمر الثاني في قولك (الثانية أن سورة النجم تتحدث عن المعراج وقد كان في السنة العاشرة من البعثة باتفاق، أما قصة الغرانيق فإن رواياتها تبين أنها كانت في السنة الخامسة للبعثة)
فسورة النجم مكية، فعلى هذا يسقط استدلالك بهذا الأمر.
كونها مكية يعني أن جزءا منها نزل قبل الهجرة ولا يعني أن جميع آياتها نزلت قبل الهجزة
ـ[إبراهيم مسعود]ــــــــ[03 - 11 - 08, 03:45 م]ـ
**
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/22)
قال الشيخ حفظه الله
قال الإمام البغوي رحمه الله
وأكثر المفسرينقالوا: معنى قوله: {تمنى} أي: تلا وقرأ كتاب الله تعالى. "ألقى الشيطان فيأمنيته" أي: في تلاوته، قال الشاعر في عثمان حين قتل: تمنى كتاب الله أول ليلة ... وآخرها لاقى حمام المقادر
لم يفسر ابن عباس (تمنى) بتلا ولا قرأ ....
وفي البخاري: ((وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي " إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ " إِذَا حَدَّثَ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي حَدِيثِهِ فَيُبْطِلُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُوَيُحْكِمُ آيَاتِهِ. وَيُقَالُ: (أُمْنِيَّتُهُ): قِرَاءَتُهُ.
(إلا أَمَانِيَّ): يَقْرَءُونَ ولا يَكْتُبُونَ))
وفرق البخاري بين قول ابن عباس (تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ " إِذَا حَدَّثَ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي حَدِيثِهِ)
وبين: (أُمْنِيَّتُهُ): قِرَاءَتُهُ
فبعد أن فسرها بالحديث روايةً عن ابن عباس ... حكى تفسير الأمنِيَّة بالقراءة بلفظ (يُقَالُ) ..
مما يدلُ على المغايرة بين التفسيريْن.
إذن "حدث" لا تعني تلاوة قرءان أو قراءة القرءان ... لا عند ابن عباس ولا البخاري رضى الله عنهم.
ولذلك استحسن أبو جعفر النحاس هذا القول (أي قول ابن عباس) وقال في كتاب معاني القرآن له بعد أن ساق رواية على بن أبي طلحة عن بن عباس في تأويل الآية هذا من أحسن ما قيل في تأويل الآية وأعلاه وأجله.
والنحاس رحمه الله هو القائل: (هذا حديث منقطع وفيه هذا الأمر العظيم .. )
وقال: هذا حديث منكر منقطع ولا سيما من حديث الواقدي.
وهنا يستحسن قول ابن عباس أن (تمنى) بمعنى حدث، ففهم الإمام أبو جعفر من كلام ابن عباس (تمنى أي حدث) أنها لا تعني هذا الأمر العظيم (بتعبيره هو) ... قصة الغرانيق ..
لكن حتى لو قلنا أن التمني يعني القرءاة أو التلاوة ...
وأن تمنى أي تلى ... استناداً إلى قول الشاعر:
تمنى كتاب الله أول ليلة ... وآخرها لاقى حمام المقادر
فلا علاقة للغرانيق بآيات سورة الحج.
سأنقل ذلك بعد إن شاء الله.
.....
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[04 - 11 - 08, 04:52 م]ـ
جزاكم الله خيرا على مشاركاتكم
وحتى يتضح الأمر لبعض الإخوة فالقصة قد اختلف العلماء في صحتها ولكل دليله، والترجيح يكون بدراسة الروايات دراسة حديثية ثم دراستها من ناحية استقامة المتن وعدم نكارته
وعند دراسة هذه الرواية تجد أنها مراسيل متعددة مختلف المخارج تعتضد، كما أن متن الرواية يتفق مع النص القرآني ولانكارة في أن يقول الشيطان ذلك الشرك.
وأما إطالة المشاركات بدون فهم جيد فهذا الأمر لايصلح أن يفعل مع تفسير كتاب الله تعالى.)
وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (68) [الأنعام/68]
فلعل الله أن ييسر من يناقش المسألة بطريقة علمية صحيحة من ناحية حديثية وغيرها حتى تحصل الفائدة.
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[05 - 11 - 08, 05:32 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على مشاركاتكم
وحتى يتضح الأمر لبعض الإخوة فالقصة قد اختلف العلماء في صحتها ولكل دليله، والترجيح يكون بدراسة الروايات دراسة حديثية ثم دراستها من ناحية استقامة المتن وعدم نكارته
وعند دراسة هذه الرواية تجد أنها مراسيل متعددة مختلف المخارج تعتضد، كما أن متن الرواية يتفق مع النص القرآني ولانكارة في أن يقول الشيطان ذلك الشرك.
وأما إطالة المشاركات بدون فهم جيد فهذا الأمر لايصلح أن يفعل مع تفسير كتاب الله تعالى.)
وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (68) [الأنعام/68]
فلعل الله أن ييسر من يناقش المسألة بطريقة علمية صحيحة من ناحية حديثية وغيرها حتى تحصل الفائدة.
أنا مؤيد لرأي شيخنا الفاضل عبدالرحمن الفقيه تماما فيما يخص هذه الرواية،
وقد تعلمت منه أيضا متى يقف طالب العلم ولا يكمل النقاش.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 11 - 08, 06:11 ص]ـ
بارك الله فيك وأحسن إليك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/23)
جاء في مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية- (19/ 8)
وليس في المنزل من عند الله شيء أكثر ما في الباب أنه {إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم} فغاية ذلك غلط في اللسان يتداركه الله فلا يدوم. وجميع ما تلقته الأمة عن الرسول صلى الله عليه وسلم حق لا باطل فيه؛ وهدى لا ضلال فيه؛ ونور لا ظلمة فيه. وشفاء ونجاة. والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
وقال أيضا
كما في مجموع الفتاوى (15/ 190)
ومثل هذا الظن قد يكون من إلقاء الشيطان المذكور في قوله: {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي} إلى قوله: {صراط مستقيم} وقد تكلمنا على هذه الآية في غير هذا الموضع. وللناس فيها قولان مشهوران؛ بعد اتفاقهم على أن التمني هو التلاوة والقرآن كما عليه المفسرون من السلف كما في قوله: {ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون} وأما من أول النهي على تمني القلب فذاك فيه كلام آخر؛ وإن قيل: إن الآية تعم النوعين؛ لكن الأول هو المعروف المشهور في التفسير وهو ظاهر القرآن ومراد الآية قطعا لقوله بعد ذلك: {فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم} {ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض}. وهذا كله لا يكون في مجرد القلب إذا
لم يتكلم به النبي؛ لكن قد يكون في ظنه الذي يتكلم به بعضه النخل ونحوها وهو يوافق ما ذكرناه. وإذا كان التمني لا بد أن يدخل فيه القول ففيه قولان: " الأول " أن الإلقاء هو في سمع المستمعين ولم يتكلم به الرسول وهذا قول من تأول الآية بمنع جواز الإلقاء في كلامه. و " الثاني " - وهو الذي عليه عامة السلف ومن اتبعهم - أن الإلقاء في نفس التلاوة كما دلت عليه الآية وسياقها من غير وجه كما وردت به الآثار المتعددة ولا محذور في ذلك إلا إذا أقر عليه فأما إذا نسخ الله ما ألقى الشيطان وأحكم آياته فلا محذور في ذلك وليس هو خطأ وغلط في تبليغ الرسالة إلا إذا أقر عليه. ولا ريب أنه معصوم في تبليغ الرسالة أن يقر على خطأ كما قال: {فإذا حدثتكم عن الله بشيء فخذوا به فإني لن أكذب على الله} ولولا ذلك لما قامت الحجة به فإن كونه رسول الله يقتضي أنه صادق فيما يخبر به عن الله والصدق يتضمن نفي الكذب ونفي الخطأ فيه. فلو جاز عليه الخطأ فيما يخبر به عن الله وأقر عليه لم يكن كل ما يخبر به عن الله. والذين منعوا أن يقع الإلقاء في تبليغه فروا من هذا وقصدوا
خيرا وأحسنوا في ذلك؛ لكن يقال لهم: ألقى ثم أحكم فلا محذور في ذلك. فإن هذا يشبه النسخ لمن بلغه الأمر والنهي من بعض الوجوه فإنه إذا موقن مصدق برفع قول سبق لسانه به ليس أعظم من إخباره برفعه.
وللفائدة ينظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=93469#post93469
ـ[إبراهيم مسعود]ــــــــ[09 - 11 - 08, 06:25 ص]ـ
**
طلب الشيخ من الأخوة المشاركة في الموضوع ...
... فجزاه الله خيراً
وإضافة إلى طلب الشيخ ... فهذا الموضوع المطروح .. فيه (هذا الأمر العظيم) كما قال أبو جعفر النحاس ...
فالمشاركة ضرورية وهامة على أي حال.
ولما كتبت ما زاد الكلام على الاستشهاد بالشيخ أحمد شاكر رحمه الله والعلماء من أئمة التفسير والحديث كابن كثير والقرطبي والشوكاني وغيرهم وغيرهم كالذين ذكرناهم .. والذين لم نذكرهم
ثم ما ذكره الشيخ من كلام ابن تيميه ...
وبالرجوع إلى كلام شيخ الإسلام لم نجد فيه ما حسبه الشيخ الفقيه تأييداً لقصة الغرانيق .. بل وجدناه يضعف قصة السجود للغرانيق في رده على ابن بطال.
ويقول في لفظ صريح (يقال: هذا ضعيف)
ووجدنا إماماً كالبخاري يستخرج حكماً فقهياً من حديث سجود المشركين ويؤيده ابن تيميه في ذلك لأن السجود في رأي الإمامين كان لله (ليس للغرانيق) ...
وكان يكفي على مدى علم الفقير .. أن تكون رواية البخاري واستدلاله بسجود المشركين على رأيه الفقهي .. دليلاً يطمئن به طالب العلم والعلماء في بيان سقوط رواية سجود المشركين للغرانيق،
ويزيده أن يكون هو قول شيخ الإسلام ..
خاصة أن الرواية الصحيحة التي رواها البخاري فيها سجود الجن ...
.. ولا يعقل أن يقال أن الجن سجدت للغرانيق أيضاً؟!
فأين الخوض في آيات الله في ذلك ..
وكيف أصبح هذا الكلام كلام الظالمين الذين نصح الشيخ بعدم القعود معهم استدلالاً بالآية؟!
وهل كان الشيخ في حاجة إلى أن يختم كلامه بهذه الآية؟
قال الشيخ
فلعل الله أن ييسر من يناقش المسألة بطريقة علمية صحيحة من ناحية حديثية وغيرها حتى تحصل الفائدة.
أما يسر الله حتى الآن؟!
.. إذا كان مراد الشيخ من يدرس لبين عوار هذه الروايات فقد فعل الأئمة والحمد لله ..
ومنَّ الله علينا بعلماء الأمة الذين تناولوا هذه القصة الغرنوقية بالبحث والدرس وتفنيد الأسانيد وخلصوا إلى بطلانها ..
من أقربهم إلينا عهداً الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله في نصب المجانيق
ونُذَكِّر هنا بما كتبه الشيخ الألباني في رده على ابن حجر رحمهما الله
تعقيباً على قول ابن حجر .. "فهذه مراسيل يقوي بعضها بعضا "
قال: فإن فيه إشارة إلى أن ليس هناك إسناد صحيح موصول يعتمد عليه وإلا لعرج عليه وجعله أصلا وجعل الطريق المرسلة شاهدة ومقوية له.
أما إذا كان يريد الشيخ بهذا من يدرس الروايات ليبين صحة قصة الغرانيق .. وأن الشيطان ألقى في قراءة النبي ...
لأن هذا هو رأيه الذي جزم به ...
كقوله:
... ظاهر القرآن يدل على أن الإلقاء كان في تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن
فإن كان هذا هو مراده ... فلم هذا الرجاء ... وهل يرى الشيخ حفظه الله أن فيه فائدة للإسلام وللناس .. لذلك تمناه؟
والله تعالى أعلم.
...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/24)
ـ[ابوريم]ــــــــ[27 - 11 - 08, 09:33 ص]ـ
سامحني ياشيخ عبد الرحمن ولكن يظهر لي ان من لم يوافقك على ما تقول فليس بذي حجة خائض في كلام الله بلاعلم
وكما يظهر ان الخلاف في المسألة ليس خلافا على صحة النصوص النبوية فمعلوم ضعفها
حنانيك ياشيخ فلك قدر ولكن لا تستهن باخوانك ومدارسة الاخ ابراهيم نافعة جدا
ـ[الغواص]ــــــــ[28 - 11 - 08, 09:46 ص]ـ
لعل مقصد الشيخ عبدالرحمن أن القولين قد ذكرا بأدلتهما فلا داعي لكثرة مناقشة المسألة حتى لا يكون (كلا) الطرفين من الخائضين في كتاب الله، فننتظر حتى ييسر الله من يزيد في الموضوع شيئا نجهله غير المدون في الكتب، مع التنبيه أن ما ذهب إليه الشيخ عبدالرحمن الفقيه إن لم يكن الأرجح ففيه قوة لا تخفى.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[31 - 12 - 08, 09:16 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
وأسأل الله أن يوفقنا وجميع المسلمين للعلم النافع
وكما ذكرت سابقا أن من اختار أحد الأقوال بما أدى إليه اجتهاده فلا حرج عليه لأنه مسبوق إلى هذا القول ولكل دليله.
أما الأمر الذي لايجوز فهو محاولة تفسير بعض الآيات وصرفها عن معانيها بشيء من التعسف لأجل الانتصار لأحد الأقوال أو الرد على القول الآخر
فالأمر هنا يتعلق بكتاب الله تعالى، ولايجوز التساهل في تفسيره بالرأي أو صرفه عن ظاهره بأقوال بعيدة عن التحقيق العلمي
فالمشاركة في مدارسة المسائل مطلوبة ومفيدة ولكنها لاتكون كذلك إذا شارك فيها من ليس بأهل للنقاش في مسائل العلم الشرعي، فهذا إن جاريته تمادى في العجائب والغرائب وإن سكت عنه تخشى أن يلحقك من ذلك شيء.
فما دام الكلام يتعلق بتفسير القرآن فليحتط المسلم لدينه حتى لايقع في الخوض في كتاب الله بغير علم.
فائدة:
عن أبي عمران الجوني، عن جندب، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، فإذا اختلفتم فقوموا عنه.
- وفي رواية:اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، فإذا اختلفتم فيه فقوموا.
أخرجه أحمد 4/ 313 (19021) قال: حدثنا عبد الرحمان بن مهدي، حدثنا سلام بن أبي مطيع. و"الدارمي" 3359 قال: حدثنا أبو النعمان، حدثنا هارون الأعور. وفي (3361) قال: حدثنا أبو غسان، مالك بن إسماعيل، حدثنا أبو قدامة. و"البخاري" 6/ 244 (5060) قال: حدثنا أبو النعمان، حدثنا حماد. وفي (5061) قال: حدثنا عمرو بن علي، حدثنا عبد الرحمان بن مهدي، حدثنا سلام بن أبي مطيع. وفي 9/ 136 (7364) قال: حدثنا إسحاق، أخبرنا عبد الرحمان بن مهدي، عن سلام بن أبي مطيع. قال البخاري: سمع عبد الرحمان سلاما. وفي 9/ 136 (7365) قال: حدثنا إسحاق، أخبرنا عبد الصمد، حدثنا همام. وقال البخاري عقب هذه الرواية: وقال يزيد بن هارون، عن هارون الأعور. و"مسلم" 8/ 57 (6871) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، أخبرنا أبو قدامة، الحارث بن عبيد. وفي (6872) قال: حدثني إسحاق بن منصور، أخبرنا عبد الصمد، حدثنا همام. وفي (6873) قال: حدثني أحمد بن سعيد بن صخر الدارمي، حدثنا حبان، حدثنا أبان. و"النسائي"، في "الكبرى" 8042 قال: أخبرنا هارون بن زيد بن يزيد، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا سفيان، عن حجاج بن فرافصة. قال النسائي: وأخبرنا به (يعني هارون) مرة أخرى ولم يرفعه. وفي (8043) 3204 - عن أبي عمران الجوني، عن جندب بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من قال في كتاب الله برأيه، فأصاب، فقد أخطأ.
أخرجه أبو داود (3652) قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن يحيى، حدثنا يعقوب بن إسحاق المقرىء الحضرمي. والترمذي" 2952 قال: حدثنا عبد بن حميد، حدثنا حبان بن هلال. و"النسائي"، في "الكبرى" 8032 قال: أخبرنا عبد الرحمان بن محمد بن سلام، عن يعقوب بن إسحاق الحضرمي.
كلاهما (يعقوب، وحبان) عن سهيل بن أبي حزم القطعي، عن أبي عمران، فذكره.(2/25)
كلام ابن القيم رحمه الله حول قوله تعالى (فأثابكم غمّا بغمّ)
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[16 - 07 - 03, 09:25 ص]ـ
يقول الله سبحانه وتعالى
(إِذْ تُصْعِدُونَ وَلاَ تَلْوُونَ عَلَى أحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غُمَّاً بِغَمٍّ لِّكَيْلاَ تَحْزَنُواْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)
سورة آل عمران (153)
قد يحدث للإنسان مصيبة أو غمّ ثم يأتي بعده غمّ آخر فينسيه السابق، وقد تكون من نعم الله، وقد أكرم الله أهل الإيمان يوم أحد بهذا الأمر.
وقد بين ابن القيم رحمه الله في الهدي النبوي في كلامه حول غزوة أحد هذا الأمر، فقال رحمه الله (زاد المعاد (3/ 277))
((ثم ذكرهم بحالهم وقت الفرار (مصعدين) أي جادين في الهرب والذهاب في الأرض أو صاعدين في الجبل لا يلوون على أحد من نبيهم ولا أصحابهم
(والرسول يدعوهم في أخراهم) إلي عباد الله أنا رسول الله
(1) فأثابهم بهذا الهرب والفرار غما بعد غم
غم الهزيمة والكسرة وغم صرخة الشيطان فيهم بأن محمدا قد قتل
(2) وقيل جازاكم غما بما غممتم رسوله بفراركم عنه وأسلمتموه إلى عدوه فالغم الذي حصل لكم جزاء على الغم الذي أوقعتموه بنبيه
والقول الأول أظهر لوجوده:
أحدها
أن قوله لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم تنبيه على حكمة هذا الغم من بعد الغم وهو أن ينسيهم الحزن على ما فاتهم من الظفر وعلى ما أصابهم من الهزيمة والجراح فنسوا بذلك السبب وهذا إنما يحصل بالغم الذي يعقبه غم آخر
الثاني
أنه مطابق للواقع فإنه حصل لهم غم فوات الغنيمة ثم أعقبه غم الهزيمة ثم غم الجراح التي أصابتهم ثم غم القتل ثم غم سماعهم أن رسول الله قد قتل ثم غم ظهور أعدائهم على الجبل فوقهم وليس المراد غمين اثنين خاصة بل غما متتابعا لتمام الابتلاء والامتحان
الثالث
أن قوله بغم من تمام الثواب لا أنه سبب جزاء الثواب والمعنى أثابكم غما متصلا بغم جزاء على ما وقع منهم من الهروب وإسلامهم نبيهم وأصحابه وترك استجابتهم له وهو يدعوهم ومخالفتهم له في لزوم مركزهم وتنازعهم في الأمر وفشلهم وكل واحد من هذه الأمور يوجب غما يخصه فترادفت عليهم الغموم كما ترادفت منهم أسبابها وموجباتها، ولولا أن تداركهم بعفوه لكان أمرا آخر) انتهى.
ـ[الطرطوشي]ــــــــ[16 - 07 - 03, 11:07 ص]ـ
بارك الله فيك يا عبد الرحمن وهذه الاية مما فات يسري في كتابه البدائع
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[16 - 07 - 03, 03:37 م]ـ
جزاك الله خيرا، وهذا موجود في الضوء المنير (2/ 123).
ولعل من أحسن من استوعب تفسير ابن القيم رحمه الله هو الشيخ علي الحمد المحمد الصالحي في كتابه (الضوء المنير على التفسير) في ست مجلدات.
ـ[شعيب الجزائري]ــــــــ[14 - 08 - 07, 12:36 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم
www.manareldjazair.com
ـ[أم سيف الإسلام]ــــــــ[14 - 08 - 07, 12:47 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
جزاك الله خير الجزاء(2/26)
حمل تحفة الأطفال مضبوطة بالشكل مع ترجمة الناظم
ـ[السويفي]ــــــــ[17 - 07 - 03, 12:36 ص]ـ
حمل منظومة (تحفة الأطفال) مضبوطة بالشكل مع ترجمة الناظم.
وادع لنا بظهر الغيب.
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[17 - 11 - 04, 12:25 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا كتاب شرح
فتح الأقفال شرح متن تحفة الأطفال للناظم
أي الشرح والنظم للنفس المؤلف
فصاحب البيت ادري بما فيه
واليكم هذا الكتاب
وقد اخذته من الموقع فان تركت شئ فاخبروني
بارك الله فيكم
والسلام عليكم
http://www.alummah.net/misshaf/kitab_alfath.htm
للحمل الكتاب احمل تحت الملف المرفق
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[01 - 12 - 04, 10:56 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكم
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[08 - 12 - 04, 12:13 ص]ـ
وفيكم بارك الله
دعواتكم يا احبتي
ـ[أبو أنس المصري]ــــــــ[02 - 07 - 05, 02:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوتي الكرام
هل يمكن أن أحصل على قراءة جيدة لمتن تحفة الاطفال؟؟
حيث أن كل القراءات التي وجدنها على الشبكة رديئة التسجيل.
جزاكم الله خيراً
ـ[الجوشن]ــــــــ[19 - 09 - 05, 06:39 ص]ـ
الاخ ابو حمزة
رابط تنزيل الكتاب لا يعمل ارجوك اسعفنا
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[19 - 09 - 05, 09:52 ص]ـ
بسم الله
لا ادري لماذا لا يعمل ولكن وضعته لك
أسئل الله ينفعك الله به
خادمكم
ـ[الجوشن]ــــــــ[19 - 09 - 05, 10:04 ص]ـ
نعم الأن اشتغل شكرا لك اخي ابو حمزة و دعني استغل هذه الفرصة لاسئلك ما مرتبة هذا النظم مقارنة بغيره من متون التجويد فهل صيغ على قراءة حفص ام انه عام لضبط التجويد و ما الفرق بينه و بين المقدمة الجزرية اكون شاكرا اذا اجبتني و السلام
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[20 - 09 - 05, 10:41 م]ـ
اعذرني يا اخي فانني لست خبيرا بعلوم القراءات
ولكن الذي اعرف من بعض الاخوة بعض القراءات يختلف احكام
التجويد في بعض الاماكن ويذكرها الإمام الشاطبي
و
الافضل ان تسئل الشيخ خالد السلمي
أو تسئل الاخ طه
له عناية بالمنظومات
ـ[سلوم السلوم]ــــــــ[09 - 04 - 06, 12:35 ص]ـ
السلام عليكم ..
أيها الأخوة الأفاضل!
هذه منظومة تحفة الاطفال والغلمان في تجويد القران
أرجو أن ينال رضاكم
وأن أحظى منكم بدعوة صالحة ..
ـ[أبو أيوب السليمان]ــــــــ[09 - 04 - 06, 01:43 ص]ـ
جزاك الله خيرا ... مجهود طيب
ـ[حسام الدين الكيلاني]ــــــــ[10 - 04 - 06, 04:37 ص]ـ
جزاك الله خيراً.
ـ[المخلافي]ــــــــ[10 - 04 - 06, 10:22 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[15 - 12 - 06, 03:15 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أسمع أن التحفة هي أول متن يبدأ به من يريد تعلم أحكام التلاوة والتجويد .. هل يتوفر شرح لها على الشبكة؟
كذلك، إذا لم يكن ذلك للمبتدئين، أو إذا لم يكن شرح متوفرا له، أو كان هناك شيء أفضل لي، فلتفيدونا.
بارك الله فيكم.
ـ[أبوعمرو الدانى]ــــــــ[15 - 12 - 06, 06:44 ص]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
يمكنك أخى الكريم الاستعانه بكتاب المخلص المفيد فى علم التجويد لمؤلفه الاستاد محمد معبد. وهو يتضمن شرح سهل ومبسط لتحفه الاطفال ويمكنك تحميل الكتاب بالدخول الى المكتبه الوقفيه من خلال هدا الرابط:
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=11&book=87
ويمكنك ايضا الاستماع الى هدا المتن مسجلا بصوت الشيخ طه الفهد حفظه الله ,ودلك من خلال تحميله من صفحه الشيخ من هدا الرابط:
http://khayma.com/tajweed/qmoton.htm
ولا تنسانا من صالح الدعاء , واتمنى لك التوفيق
ـ[أبو عمار الرقي]ــــــــ[15 - 12 - 06, 07:52 ص]ـ
أخي الفاضل كايند السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
قد أكرمني الله عز وجل بشرح تلك المنظومة وسميت هذا الشرح: توفيق الملك المتعال في شرح تحفة الأطفال وبلغ هذا الشرح مائة وخمسة وستين صفحة من القطع الكبير ثم أضفت له مقدمات بلغت ستين مقدمة مما يتعلق بالقرآن والمصحف الشريف ومع المقدمات سيصل الكتاب إلى أربعمائة صفحة تقريباً لكنني لم أطبعه لضيق الحال وقلة ذات اليد فادع الله لي أن يوفقني لنشر الكتاب بحيث ينتفع به الكثير من طلبة العلم
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[15 - 12 - 06, 10:34 ص]ـ
الأخ الكريم أيو عمرو الداني ... وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا، وكم أطمع أن أجد شرحا صوتيا، لأتعلم منه كيفية النطق.
أصلح الله حالكم ووفقكم إلى الخير
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[15 - 12 - 06, 10:43 ص]ـ
الحمد لله
دروس التجويد من معهد الفرقان للعلوم الشرعية ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=groups&scholar_id=407&group_id=11)
المستوى الأول شرح تحفة الأطفال
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[15 - 12 - 06, 10:48 ص]ـ
اللهم إني أسألك أن توفق عبدك أبو عمار الرقي إلى نشر كتابه
اللهم انفعنا به ولا تحرمه أجره
ـ[أبو محمد الأزهري الشافعي]ــــــــ[17 - 02 - 07, 11:20 م]ـ
وهذه الروابط، لقراءات المتن
1_ قراءة لمتن تحفة الأطفال، للقارئ الشيخ سعد الغامدي [والتسجيل ممتاز]
http://www.islamhouse.com/audios.php?page=a3c90a0305a9ca552fd75fbfa6204097
2_ قراءة لمتن تحفة الأطفال، للشيخ عبدالباسط هاشم
http://www.islamhouse.com/audios.php?page=217219c9ea610408628d94035f656fc9
3_ قراءة لمتن تحفة الأطفال، للقارئ الشيخ ياسر سلامة
http://www.islamhouse.com/audios.php?page=49a22e50056156d87bec0d13774beb2c
4_ قراءة لمتن تحفة الأطفال، للشيخ أيمن سويد
http://www.islamhouse.com/audios.php?page=6ba7d6230aa96f7b6077ee028c98f2bc
رابط الموقع
www.islamhouse.com
رابط قسم اللغة العربية
http://www.ar.islamhouse.com
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/27)
ـ[عبد الباسط عبد الصمد]ــــــــ[03 - 03 - 07, 01:25 م]ـ
السلام عليكم جزاك الله خيرا ايها اللأخ الكريم
ـ[عبد الباسط عبد الصمد]ــــــــ[03 - 03 - 07, 01:26 م]ـ
السلام عليكم جزاك الله خيرا ايها اللأخ الكريم
ـ[إبراهيم الغيث]ــــــــ[03 - 03 - 07, 02:14 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[يوسف بن عواد البردي]ــــــــ[08 - 08 - 09, 09:09 م]ـ
جزاكم الله خيرا ..
ـ[ابو الحسن احمد السكندري]ــــــــ[19 - 08 - 09, 04:33 م]ـ
جزاكم الله خيرا(2/28)
علم مناسبة الآيات لما قبلها؛؛؛ هل يستحق أن يكون علماً؟!
ـ[بو الوليد]ــــــــ[18 - 07 - 03, 06:55 م]ـ
ذكر الشوكاني رحمه الله في تفسيره لسورة البقرة من الفتح (آية 40) فصلاً تكلم فيه عن هذا العلم، وأنه لا يجوز التكلم فيه، وأظن كلامه مختص بالمقاطع المنفصلة؛؛ أما المقطع الواحد فلا ينكر وجود التناسب فيه، ولا طلبه، والله أعلم.
ولعلي أذكر أول كلامه، قال رحمه الله:
إعلم أن كثيراً من المفسرين جاؤوا بعلم متكلف، وخاضوا في بحر لم يكلفوا سباحته، واستغرقوا أوقاتهم في فن لا يعود عليهم بفائدة، بل أوقعوا أنفسهم في التكلم بمحض الرأي المنهي عنه ... .
وقد ذكر أموراً ناتجة عن تطلب مثل هذا التناسب، توجب الحياد عنه، ولا ينكرها أحد، وكلامه طويل بديع عزيز في بابه، فانظره إن أردت الفائدة.
ـ[أسامة وأميمة]ــــــــ[20 - 11 - 06, 10:24 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أظن أن الوحيد الذي ذهب هذا الرأي من العلماء هو الشوكاني، غير أن هذا العلم في تقديري هو علم جليل والأرجح أن أول ما وصلنا في هذا العلم هو ما نجده من إشارات في تفسيره في مواضع متفرقة، والسيوطي يؤرخ له قبل ذلك في الإتقان وهو ينقل كلام الزركشي في البرهان وقد خصه السيوطي بكتاب في المناسبات بين السور وكذلك أقام برهان الدين البقاعي تفسيره نظم الدرر على المناسبات وتذكرالمصادر كتابا لابن الزبير في المناسبات بين السور يبدو أن السيوطي ينقل عنه ويتصل بعلم المناسبات علم آخر هو منه بمثابة الفرع من الأصل ساهم واضعوه في دفع الشبهات عن القرىن الكريم هو علم توجيه المتشابه لفظا ومن أعلامه الخطيب الإسكافي ويبدو أنه أول من ألف فيه وقد سمى كتابه درة التنزيل في متشابه التأويل وينسب خطأإلى الرازي وكذلك الكرماني وابن الزبير الذي ألف كتابا عجيبا فيه كثير من أسرار الكتاب العزيز سماه ملاك التاويل ولعل آخر المفسرين الأجلاء الذين اعتنوا بهذا العلم العلامة التونسي الشيخ محمد الطاهر بن عاشور الذي أولى المناسبات عناية فائقة في تفسيره الموسوم بالتحرير والتنوير وعلى المجمل فعلم المناسبات علم جليل خطير الفائدة في دفع الشبهات عن القرآن الكريم لاسيما في عصرنا ويقترب مفهوم المناسبة كثير من مفهوم معاصر أنتجته المدونة اللسانية في مجال مايعرف بلسانيات النص وتحليل الخطاب هو مفهوم الانسجام Coherence وقد وصل المعاصرون إلى أن الانسجام بالنسبة إلى النص هو بمثابة النحو بالنسبة إلى الجملة وقد بدأالبحث في هذا المجال في بداية السبعينات من القرن الفارط لما ألف دايك كتابه في نحو النص Some Aspects Of Text Grammar والبحث في هذا المجال مانفك يتطور ويتشعب منذ ذلك الوقت وتجدر الإشارة إلى أن الكثير من القضايا التي تطرح اليوم في مجال تحليل الخطاب نجد أجوبة لها في تراثنا فهل لهذا المبحث من ينفض عنه غبار النسيان
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[20 - 11 - 06, 11:08 م]ـ
قال الشوكاني في الموضع الذي أشار إليه الأخ أبو الوليد: ((اعلم أن كثيراً من المفسرين جاؤوا بعلم متكلف واستغرقوا أوقاتهم في فن لا يعود عليهم بفائدة بل أوقعوا أنفسهم في التكلم بمحض الرأي المنهي عنه في الأمور المتعلقة بكتاب الله تعالى، وذلك أنهم أرادوا أن يذكروا المناسبة بين الآيات القرآنية المسرودة على هذا الترتيب الموجود في المصاحف؛ فجاؤوا بتكلفات وتعسفات يتبرأ منها الإنصاف، ويتنزه عنها كلام البلغاء فضلاً عن كلام الرب ـ سبحانه ـ حتى أفردوا ذلك بالتصنيف وجعلوه المقصد الأهم من التأليف كما فعله البقاعي في تفسيره، ومن تقدّمه، حسبما ذكر في خطبته .. ).
والغريب أن الشوكاني قد أثنى على البقاعي وعلى تفسيره هذا في موضع آخر فقال: (ومن أمعن النظر في كتاب له في التفسير الذي جعله في المناسبة بين الآي والسور علم أنه من أوعية العلم المفرطين في الذكاء الجامعين بين علميّ المعقول والمنقول، وكثيراً ما يشكل عليّ شيء في الكتاب العزيز وأرجع إلى مطولات التفسير ومختصراتها فلا أجد ما يشفي غليلي، وأرجع إلى هذا الكتاب فأجد ما يفيد» [البدر الطالع 1/ 20 ـ 22].
وللتوسع: انظر هذا الموضوع:
علم المناسبات في القرآن الكريم ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=884)
وقد كتب الدكتور أحمد الشرقاوي بحثاً عن موقف الإمام الشوكاني من علم المناسبات، وقد أرفقته مع هذه المشاركة في ملف وورد
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[22 - 11 - 06, 09:25 م]ـ
كتاب ملاك التأويل للامام ابن الزبير المذكور من أجل الكتب التي تستحق الاشادة بها أينما ذكرت و الدعاء لمؤلفه فما تزال حين تقابل بطعون من ملحد في الكتاب ترجع اليه فتجد فيه جماع الرد عليها أما قدح الامام الشوكاني في هذا العلم فهو متجه فيما تعلق بتحليل الخطاب البشري كما أشار اليه الأخ أسامة و لكن لا يتوجه الى الخطاب المقدس لاختلاف الارادة و العلم في كلا الخطابين خاصة مع تبوث أن ترتيب الاي و السور توقيفي
و الله أعلم بالحال و المآل(2/29)
مختصر رسالة أصول وكليات في التفسير
ـ[أبو حميد الفلاسي]ــــــــ[21 - 07 - 03, 07:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
--------------------------------------------------------------------------------
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذا مختصرٌ لرسالة الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي – رحمه الله - (أصول وكليات – من أصول التفسير وكلياته لا يستغني عنها المفسر للقرآن).
ومن أصول التفسير وكلياته:-
1) النكرة في سياق النفي، أو سياق النهي، أو الاستفهام، أو سياق الشرط تفيد العموم.
2) المفرد إذا أضيف يفيد العموم.
3) العبرة بعموم الألفاظ لا بخصوص الأسباب.
4) تنزيل جميع الحوادث والأفعال الواقعة، والتي لا تزال تحدث على العمومات القرآنية.
5) دخول الألف واللام على الأوصاف، وعلى أسماء الأجناس، تفيد استغراق جميع ما دخلت عليه من معاني.
ومن مقاصد القرآن:
1) الدعوة إلى توحيد الله ومعرفته.
2) الدعوة إلى صحة ما جاء به الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وصدقه.
3) تقرير المعاد.
4) ذكر العقوبات المعجلة كنموذج من جزاء الآخرة.
5) دعوة المشركين إلى الإسلام بذكر محاسن الإسلام.
6) ما دلت عليه الآيات الكريمة من المعاني مطابقة وتضمناً، فإن لوازم هذه المعاني تابعه لذلك المعنى.
7) حمل الآيات التي يفهم منها التعارض والتناقض على الحالة المناسبة اللائقة بها.
8) حذف المتعلقات من مفعولات وغيرها يدل على تعميم المعنى.
9) الأحكام المقيدة بشروط أو صفات تدل على أن تلك القيود لابد منها في ثبوت الحكم.
10) إذا أمر الله بشيء كان ناهياً عن ضده، وإذا نهى عن شيء كان أمراً بضده.
11) إذا أثنى الله على نفسه بنفي شيء من النقائص كان إثباتاً للكمال المنافي لذلك النقص.
12) إذا أثنى الله على رسله وأوليائه ونزههم عن شيء من النقائص فهو مدح لهم بما يضاد ذلك النقص.
13) إذا نفى الله النقائص عن دار النعيم يدل على إثبات ضد ذلك.
14) إذا وضح الحق وظهر، تبطل المعارضات وتضمحل المجادلات.
15) ما نفاه القرآن، فإما أن يكون غير موجود، أو كان موجوداً ولكنه غير مفيد ولا نافع.
16) الرجوع إلى المحكم عند ورود الشبهات والأوهام.
17) الجمع بين الإيمان والعمل الصالح.
18) الجمع بين التقوى والبر.
19) الأسماء التي تدل على عدة معاني فإذا اجتمعت هذه المعاني في نص يكون كل اسم له معنى وإذا افترقت فكل اسم له معنى (1).
20) أهمية الهدى، وثماره، وثناء الله على أهل الهدى.
21) الأمر بالإحسان، والثناء عليه، وعلى أهله، وبيان ثواب المحسنين.
22) الأمر بالصلاح والإصلاح، والنهي عن الفساد والإفساد.
23) ثناء الله على اليقين وعلى الموقنين.
24) الأمر بالصبر، والثناء على الصابرين.
25) الأمر بالشكر، والثناء على الشاكرين.
26) ذكر الخوف، والخشية، والأمر بهما، والثناء على أهلهما، وذكر ثوابهم.
27) الأمر بالإنابة والحث عليها، وبيان ثواب المُنيبين.
28) الأمر بالإخلاص لله، والثناء على المخلصين.
29) ذم التكبر والمتكبرين، والثناء على المتواضعين وذكر ثوابهم.
30) الأمر بالعدل، والنهي عن الظلم.
31) الأمر بالصدق والثناء على أهله، والنهي عن الكذب وذم أهله.
32) معرفة حدود الله.
33) بيان عظم شأن الأمانة.
34) ذكر العهود والوعود التي بين العبد وبين الله، وبين العبد وبين العباد.
35) ذم الإسراف والتبذير، وعكسه التقتير والبخل.
36) مدح المعروف وأهله، وذم المنكر وأهله.
37) الأمر بالاستقامة والثناء عليها وعلى أهلها.
38) القرآن شفاء لأمراض القلوب كلها.
39) ذم النفاق وأهله.
40) وصف القرآن بالإحكام والمتشابه.
41) ذكر معية الله في القرآن، وأنها على نوعان: معية خاصة للمؤمنين، ومعية عامة لجميع الناس.
42) ذكر الدعاء والدعوة في القرآن والسنة.
43) ذكر الطيبات والخبائث.
44) ذكر النفقات، وتشمل: النفقات الواجبة، والنفقات المستحبة.
45) الأمر بالتوكل والثناء على أهله.
46) مدح الله للعقل الذي يفهم الحقائق النافعة، ويعمل بها، ويعقل صاحبه عن الأمور الضارة.
47) العلم: هو معرفة الهدى بدليله.
48) لفظ " الأمة " في القرآن على أربعة معاني: طائفة من الناس – المدة – الدين والملة – الإمام في الخير.
49) لفظ " الإستواء " في القرآن على ثلاثة معاني: إذا عدي بعلى بمعنى العلو والارتفاع – وإذا عدي بإلى بمعنى القصد – وإذا لم يعد بشيء بمعنى كمُل.
50) الأمر بالتوبة والثناء على أهلها.
51) الأمر بلزوم الصراط المستقيم ومدح أهله.
أسأل الله – تعالى – أن يجعل علمي خالصاً لوجهه الكريم، وألا يجعل لأحد من شيئاً، وأن ينفع بي أمة الإسلام، ويجعلني مفتاح خير مغلاق شر، إنه على كل شيء قدير.
أختصره: أبو حميد عبد الله بن حميد الفلاسي
عفا الله عنه وغفر له
البحث على هيئة ملف ورد - اضغط هنا ( http://www.sahab.net/sahab/attachment.php?s=&postid=341694)
--------------------------------------------------------------------------------
1) ذكر هذه القاعدة فضيلة الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن العباد حفظه الله، في الدورة العلمية الثالثة التي أقيمت في إمارة الشارقة، وقد شرح هذه الرسالة شرحاً وافياً فجزاه الله خيرا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/30)
ـ[أبو حميد الفلاسي]ــــــــ[23 - 07 - 03, 04:47 م]ـ
للرفع
ـ[أبو العالية]ــــــــ[23 - 07 - 03, 07:15 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الحبيب / طالب العلم وفقه الله
جزاك الله خيراً على هذه الفوائد الزكيات الطيبات.
لاحرمك الله الأجر والثواب
ونفع بك الإسلام والمسلمين.
محبكم
أبو العالية(2/31)
هدية لطلبة العلم / فهرسة وفوائد كتاب التسهيل لابن جزي
ـ[ابوعمر]ــــــــ[28 - 08 - 03, 08:18 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد ...
فمن باب نشر الفائدة بين اخواني طلبة العلم، أحببت أن أشارك بهذه المشاركة التي أسأل الله سبحانه وتعالى أن تكون نافعة، وهي فهرسة لفوائد الكتاب العظيم والمشهور في التفسير (التسهيل لعلوم التنزيل) للشيخ العلامة / محمد بن أحمد بن جزي الكلبي.
وهي على حسب الطبعة القديمة (طبعة دار الكتاب العربي) ط4 1403هـ - 1983م.
ملاحظة / الموضوع أو الفائدة سيكون أمامها رقم الصفحة فقط، وأما الجزء سيكون في البداية ثم الذي يليه وهكذا إلى أن ننتهي بإذن الله تعالى.
وسوف أقوم بإذن الله تعالى بكتابتها تباعاً على ما ييسر الله تعالى.
ولا تنسونا بدعوة صالحة بظهر الغيب
(الجزء الأول):
1. ما قصده المؤلف بالكتاب 3
2. أسماء القرآن أربعة 5
3. السور المكية والمدنية 5
4. معاني القرآن الكريم 5
5. الحكمة من تكرار قصص الأنبياء في القرآن 6
6. فنون العلم التي تتعلق بالقرآن 6
7. معنى التفسير وأنواعه 6
8. الفرق بين التفسير والتأويل 7
9. هذا الكتاب مبني على قراءة نافع لماذا 7
10. أهمية الحديث بالنسبة للمفسر 7
11. علاقة التصوف بالقرآن ومقصود المؤلف منه 8
12. أصول الدين تتعلق بالقرآن من طرفين 8
13. أسباب الخلاف بين المفسرين 9
14. أوجه الترجيح بين أقوال المفسرين 9
15. طبقات المفسرين 9
16. تعليق على كتاب الكشاف للزمخشري 10
17. وقوع النسخ في القرآن على ثلاثة أوجه 10
18. جوامع القراءة وأنواعها 11
19. اختلاف القراء على نوعين 12
20. أقسام الوقف 12
21. شروط الفصاحة 12
22. رأي المؤلف في المجاز 13
23. عشرة أوجه تدل على إعجاز القرآن 14
24. ماورد في فضل القرآن الكريم من آثار 14
25. عشرة فوائد في الكلام على الاستعاذة 30
26. القواطع عن الله أربعة 30
27. عشرة فوائد في الكلام على البسملة 30
28. الفرق بين الحمد والشكر وبعض الفوائدالمتعلقة بذلك 32
29. أيهما أفضل الحمد لله رب العالمين أم كلمة التوحيد 33
30. كلام نفيس عن معنى التقوى 35
31. فائدة / المصادر لاتجمع 37 - 39
32. ثلاث فوائد في قوله تعالى ((ياأيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم ..... )) 40
ـ[ابوعمر]ــــــــ[28 - 08 - 03, 06:27 م]ـ
33. الأرض والسماء والحيوان والنبات ... تدل بالعقل على عشرة أمور 41
34. إثبات صفة الحياء لله سبحانه وتعالى 42
35. ثلاث فوائد في قوله تعالى ((كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً فأحياكم)) 43
36. الدليل على أن خلق الأرض قبل السماء وحلّ التعارض مع قوله ((والأرض بعد ذلك دحاها)) 43
37. النعم التي أنعم الله بها على بني إسرائيل وسوء أفعالهم ‘ ثمّ العقوبة التي استحقوها، كلٌ منها عشرة أشياء إجمالاً 45
38. تصديق النبي صلى الله عليه وسلّم لمن قبله من الأنبياء له ثلاث معان 46
39. احتجاج الحنفية بقوله تعالى ((ولاتشتروا بآياتي ثمناً قليلاً)) على منع الإجارة على تعليم القرآن 46
40. استدلال المالكية على قبول قول المقتول في قصة ذبح البقرة واستدلوا أيضاً أن القاتل لايرث 51
41. فائدة / في دخول (لن - ولا) 54
42. حكم الساحر عند الإمام مالك 55
43. حكم من أخطأ القبلة عند الإمام مالك 58
44. قول الله للشيء (كن) هل هو على حقيقته أم أن له معنى آخر 58
45. فائدة / في قوله تعالى على لسان إبراهيم (( ... رب اجعل هذا بلداً آمناً)) فنكّر في البقرة وعرّف في سورة إبراهيم وذلك لأمور هي ... 60
46. أنواع الذكر 63
47. بيان أفضلية الذكر 64
48. الكلام عن الصبر 65
49. حكم السعي عند مالك والشافعي 65
50. درجات التوحيد كما يرى المصنف 66
51. محبة العبد لربه 67
52. الموجب للمحبة 67
53. العاصي بسفره لايأكل من الميتة عند مالك 69
ـ[الممتع]ــــــــ[29 - 08 - 03, 03:08 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم ونطمع في المزيد.
ـ[ابوعمر]ــــــــ[31 - 08 - 03, 07:33 ص]ـ
54. حكم الشافعي على المضطر أن يشبع من الميتة أم لا 69
55. حكم ميتة بني آدم عند الشافعي ومالك 69
56. رأي مالك والشافعي في حبوط عمل المرتد 79
57. فائدة / في سورة البقرة آية 219 لم قيل ويسألونك بالواو ثلاث مرات، وبغير الواو ثلاث مرات فيما قبلها 79
58. حكم جماع المرأة الحائض عند طهرها 80
59. أحوال المخالفة أربعة 82
60. لا قياس مع وجود النص بدليل ... 94
61. معنى العدالة 96
62. التكليف بما لايطاق وأنواعه 99
63. هل يجوز أن يحرّم النبي صلى الله عليه وسلم على نفسه شيئاً م باجتهاده أم لا 113
64. الآيات البينات التي في البيت الحرام 114
65. الاستطاعة في الحج عند مالك هي ... 114
66. معنى التوكل، ومراتب الناس فيه، وأقسام الأسباب وعلاقتها بالتوكل 122
67. معنى المرابط عند الفقهاء 128
68. مقام المراقبة 128
69. تعريف للكبائر 139
70. حكم مرتكب الكبيرة عند أهل السنة 144
71. قول الأشعرية بعدم خلود عصاة المؤمنين في النار من قوله تعالى: ((ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنّم خالداً فيها ... )) 153
72. حكم القاتل عمداً إذا تاب 153
73. اختلاف اهل العلم في قوله تعالى ((وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة ... )) 155
74. قال المؤلف: ((استدل الأصوليون بقوله تعالى (( .. ويتبع غير سبيل المؤمنين .. )) أنه لايجوز مخالفة الإجماع، قال: وفي ذلك نظر)). 157
75. يقول قوم عيسى أنه رسول الله مع أنهم يسبونه ويكفرون به وذلك لثلاثة أوجه 163
76. الفرق بين البر والتقوى 167
77. الفرق بين الإثم والعدوان 167
78. للإحصان أربعة معاني 169
79. حكم الوضوء لكل صلاة 170
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/32)
ـ[ابوعمر]ــــــــ[05 - 09 - 03, 10:30 ص]ـ
80. تمثيل قاتل الواحد بقاتل الجميع يتصور بثلاثة أوجه 175
81. معنى المحارب عند مالك وأب حنيفية 175
82. درجات الحرابة ثلاث 175
83. أشكل آية في القرآن إعراباً ومعنى وحكماً في سورة المائدة 191
84. مناسبة قوله تعالى (( .. أنت العزيز الحكيم)) بعد قوله: ((وإن تغفر لهم)) سورة المائدة 195.
(الجزء الثاني)
1. ثلاث تأويلات لقوله تعالى ((والموتى يبعثهم الله .. )) 8
2. قوله تعالى ((وقالوا لولا أنزل عليه آية من ربه .. )) لماذا طلبوا آية وقد أتى بمعجزات وآيات كثيرة .. 8
3. استدل بعضهم بقوله تعالى ((فبهداهم اقتده .. )) على أن شرع من قبلنا شرع لنا 15
4. ردّ الله على من نسب له البنين أو البنات في سورة الأنعام وذلك من وجهين 17
5. الفرق بين الرؤية والإدراك 18
6. قوله تعالى ((ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم .. )) معنى كلمة ظلم وأن فيها وجهاً للمعتزلة وآخر لأهل السنة وهو الصحيح 21
7. دليل أن الأمر يقتضي الوجوب عند الأصوليين 29
8. من أدلة تفضيل الملائكة على الأنبياء 30
9. من أدلة وجوب ستر العورة 30
10. هل يرى الجن 31
11. كلام جميل عن الخوف والرجاء 35
12. قول الأشاعرة والزمخشري في رؤية الله تعالى من آية الأعراف 44
13. ما ورد من ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم في التوراة والأنجيل 47
14. المراد بقوله تعالى ((وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم .. )) 53
15. إطلاق الأسماء عليه سبحانه 55
16. معنى قوله تعالى ((فلما آتاهما صاحاً صالحاً جعلا له شركاء فما آتاهما .. )) 57
ـ[ابوعمر]ــــــــ[07 - 09 - 03, 09:36 ص]ـ
17. حكم التحيز وقت الحرب والقتال 63
18. الأموال التي تؤخذ من الكفار في الحرب 66
19. الخلاف في قوله تعالى ((فأن لله خمسه 66
20. سبب ترك البسملة في براءة 70
21. الدليل على مشروعية قتال تارك الصلاة والزكاة 71
22. حكم دخول الكفار مساجد المسلمين 73
23. حكم عمل المسلم عند رجل كافر أو فاجر 122
24. الدليل على أن النساء لايكوننّ رسلاً 129
25. قوله تعالى في سورة إبراهيم ((ويؤخركم إلى أجل مسمى)) وقول الزمخشري وغيره من المعتزلة المبني على قولهم بالأجلين 138
26. دليل استدل به بعض الناس على تحريم الخيل والبغال والحمير 150
27. في قوله تعالى: ((وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين)) فرفع أساطير، وأما قوله: ((وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربكم قالوا خيراً .. )) نصب خيراً، فما الفرق بين أساطير وخيراً في الموضعين، ولماذا رفع أساطير ونصب خيراً 152
28. حكم الكفر بالفعل مع اطمئنان القلب بالإيمان 162
29. ثلاثة أشياء (الحكمة - الموعظة الحسنة - الجدل) يسميها أهل العلوم العقلية ب (البرهان - الخطابة - الجدال) 165
30. مسألة / رجل ظلم رجلاً في مال ثمّ ائتمن الظالم المظلوم مالاً فهل يحقّ للمظلوم خيانته بقدر ما ظلمه من ماله 165
31. هل أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم جسداً وروحاً أم روحاً فقط 166
32. حكم أهل الفترة، وهل يلزم التكليف بالشرع أم بمجرد العقل 169
33. دليل على التزود للمسافر أفضل من تركه وعلى جواز الوكالة 184
ـ[ابوعمر]ــــــــ[11 - 09 - 03, 04:37 ص]ـ
(الجزء الثالث)
1. حكم تمني الموت 4
2. دليل على أخذ السبب في طلب الرزق 4
3. حكم نذر الصمت في شريعتنا 4
4. الفرق بين النبي والرسول 6
5. من أدلة وجوب الصلاة على الناسي إذا ذكرها 11
6. دليل على ان السحر خييل لاحقيقة على قول بعض أهل العلم 15
7. قال سيبويه ((لم تأت لغة: أكلوني البراغيث في القرآن)) 22
8. دليل التمانع 24
9. اعتقاد أهل السنة والجماعة في الميزان 27
10. كيف بردت النار التي ألقي فيها إبراهيم 29
11. هل للأنبياء أن يجتهدوا 30
12. حكم إفساد المواشي الزرع في شرعنا على خلاف 30
13. دليل أن كل مجتهد مصيب 30
14. قوله تعالى ((ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر)) المقصود بالزبور فيه وجهان 33
15. قال ((مرضعة)) ولم يقل مرضع لماذا؟ سورة الحج 34
16. قوله ((يدعو لمن ضره أقرب من نفعه)) فيها اشكالان .. 36
17. الناس سواء في المسجد الحرام 39
18. دليل على أن المشي أفضل من الركوب في الحج 40
19. دليل على سقوط الحج على من يحتاج إلى ركوب البحر 40
20. أول آية نزلت بالإذن بالقتال 42
21. دليل على أن العقل في القلب 43
22. الصحيح في قصة الغرانيق 44
23. معنى الخشوع وحكمه 48
24. قوله تعالى في سورة (المؤمنون) .. ولا يتساءلون .. وفي آية أخرى قال: (وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون) بينهما تعارض وحلّه 57
25. حدّ الزنا والاختلاف فيه 58
26. كيف يكون الضرب في حدّ الزنا 59
27. حكم نكاح الزاني والزانية 59
28. القذف وما يتعلق به 59(2/33)
فهرس الفوائد العلمية في كتب التفسير لابن عثيمين
ـ[الممتع]ــــــــ[29 - 08 - 03, 03:03 ص]ـ
منقول من ملتقى أهل التفسير:
فهرس الفوائد العلمية في كتب التفسير لابن عثيمين (1)
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=740
فهرس الفوائد العلمية في كتب التفسير لابن عثيمين (2)
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=791(2/34)
مرويات ورقاء في التفسير هل هي صحيحة؟
ـ[فيصل]ــــــــ[01 - 09 - 03, 05:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
هل ثبت تضعيف أحمد لورقاء في التفسير وما حكم تَفْسِيْرُ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيْحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ هل هو صحيح
جزاكم الله خيراً.
من السير:
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: قَالَ لِي شُعْبَةُ:
عَلَيْك بِوَرْقَاءَ، فَإِنَّكَ لاَ تَلْقَى بَعْدَهُ مِثْلَهُ حَتَّى تَرجِعَ!
فَقِيْلَ لأَبِي دَاوُدَ: مَا يَعْنِي بِقَوْلِهِ؟
قَالَ: أَفْضَلُ وَأَورَعُ وَخَيْرٌ مِنْهُ.
وَرَوَى: أَبُو دَاوُدَ، عَنْ أَحْمَدَ، قَالَ: وَرْقَاءُ: ثِقَةٌ، صَاحِبُ سُنَّةٍ.
قِيْلَ: وَكَانَ مُرْجِئاً؟
قَالَ: لاَ أَدْرِي.
وَقَالَ حَنْبَلٌ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ يَقُوْلُ:
وَرْقَاءُ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ، يُصَحِّفُ فِي غَيْرِ حَرفٍ.
وَكَانَ أَبُو عَبْدِ اللهِ ضَعَّفَهُ فِي التَّفْسِيْرِ.
وَرَوَى: حَرْبٌ الكَرْمَانِيُّ، عَنْ أَحْمَدَ، توْثِيْقَه فِي تَفْسِيْرِ ابْنِ أَبِي نَجِيْحٍ، وَقَالَ: هُوَ أَوْثَقُ مِنْ شِبْلٍ.
وَقَالَ: إِلاَّ أَنَّ وَرْقَاءَ - يَقُوْلُوْنَ - لَمْ يَسْمَعِ التَّفْسِيْرَ كُلَّه مِنِ ابْنِ أَبِي نَجِيْحٍ، يَقُوْلُوْنَ: بَعْضُهُ عَرْضٌ.
وَقَالَ يَحْيَى القَطَّانُ: قَالَ مُعَاذٌ: قَالَ وَرْقَاءُ: كِتَابُ التَّفْسِيْرِ، قَرَأْتُ نِصْفَه عَلَى ابْنِ أَبِي نَجِيْحٍ، وَقَرَأَ عَلَيَّ نِصْفَهُ.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي نَجِيْحٍ: هَذَا تَفْسِيْرُ مُجَاهِدٍ. (7/ 421)
وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: تَفْسِيْرُ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيْحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ تَفْسِيْرِ قَتَادَةَ.
قَالَ: وَتَفْسِيْرُ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ مُرْسَلٌ، لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ إِلاَّ حَرفاً.
وَرَوَى: ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ يَحْيَى بنِ مَعِيْنٍ: وَرْقَاءُ ثِقَةٌ.
وَرَوَى: الكَوْسَجُ، عَنْ يَحْيَى: صَالِحٌ.
وَرَوَى: المُفَضَّلُ بنُ غَسَّانَ، عَنْ يَحْيَى، قَالَ: شَيْبَانُ وَوَرْقَاءُ ثِقَتَانِ.
وَقَالَ يَحْيَى القَطَّانُ: مَنْصُوْرٌ مِنْ رِوَايَةِ وَرْقَاءَ عَنْهُ لاَ يُسَاوِي شَيْئاً.
وَقَالَ سُلَيْمَانُ بنُ إِسْحَاقَ الجَلاَّبُ: قَالَ لِي إِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ:
لَمَّا قَرَأَ وَكِيْعٌ التَّفْسِيْرَ، قَالَ: خُذُوهُ، فَلَيْسَ فِيْهِ عَنِ الكَلْبِيِّ، وَلاَ عَنْ وَرْقَاءَ شَيْءٌ.
وَقَالَ شَبَابَةُ: قَالَ لِي شُعْبَةُ: اكْتُبْ أَحَادِيْثَ وَرْقَاءَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ فِي (مَسَائِلِهِ): وَرْقَاءُ صَاحِبُ سُنَّةٍ، إِلاَّ أَنَّ فِيْهِ إِرْجَاءً، وَشِبْلٌ قَدَرِيٌّ.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَبَا زُرْعَةَ: وَرْقَاءُ أَحَبُّ إِلَيْك، أَوْ شُعَيْبُ بنُ أَبِي حَمْزَةَ؟
قَالَ: وَرْقَاءُ. (7/ 422)
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الحَدِيْثِ.
قَالَ يَحْيَى بنُ أَبِي طَالِبٍ: أَنْبَأَنَا أَبُو المُنْذِرِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ عُمَرَ، قَالَ:
دَخَلْنَا عَلَى وَرْقَاءَ بنِ عُمَرَ، وَهُوَ فِي المَوْتِ، فَجَعَلَ يُهَلِّلُ، وَيُكَبِّرُ، وَيَذْكُرُ اللهَ، وَقَالَ لابْنِهِ:
يَا بُنَيَّ! اكْفِنِي رَدَّ السَّلاَمِ عَلَى هَؤُلاَءِ، لاَ يَشْغَلُوْنِي عَنْ رَبِّي -عَزَّ وَجَلَّ-.
لَمْ يُؤَرِّخْهُ شَيْخُنَا. (7/ 423)
ـ[فيصل]ــــــــ[01 - 09 - 03, 05:43 م]ـ
ثم وجدت الشيخ عمرو سليم يقول:
وأخرج ابن جرير (24/ 29): حدثنى الحسن، قال: حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله: {يوم يكشف عن ساق} قال: شدة الأمر. وقال ابن عباس: ((هي شر ساعة تكون في يوم القيامة)).
قلت: وهذا سند ضعيف، ورقاء ضعفه أحمد في التفسير، وابن أبي نجيح مدلس وقد عنعن، ثم إنه لم يسمع التفسير من مجاهد بن جبر.
ـ[فيصل]ــــــــ[02 - 09 - 03, 05:24 م]ـ
للرفع؟
ـ[فيصل]ــــــــ[03 - 09 - 03, 11:52 م]ـ
لمن يريد الأجر
ـ[الورّاق]ــــــــ[04 - 09 - 03, 03:12 ص]ـ
وقال حرب: قلت لأحمد: ورقاء أحب إليك في تفسير بن أبي نجيح أو شيبان؟ قال: كلاهما ثقة وورقاء أوثقهما، إلا أنهم يقولون: لم يسمع التفسير كله، يقولون: بعضه عرض (1).
وقال العقيلي: تكلموا في حديثه عن منصور [ابن المعتمر].
الجرح9/ 50، وتهذيب الكمال30/ 433، والتهذيب6/ 72
ـ[فيصل]ــــــــ[11 - 09 - 03, 10:38 ص]ـ
من يفيدنا
ـ[الجامع الصغير]ــــــــ[11 - 09 - 03, 02:06 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. نقلك أخ فيصل نقل طيب وكافٍ، ولكن أضيف ما وجدته في مقدمة تحقيق تفسير ابن جرير للدكتور التركي، في الكلام على الأسانيد الدائرة الضعيفة ص (188):
ورقاء عن ابن أبي نجيح:
قال ابن عيينة ويحيى القطان وابن حبان: لم يسمع عبدالله بن أبي نجيح التفسير من مجاهد، إنما نظر في كتاب القاسم بن أبي بزة عن مجاهد.
وهو يروي أيضًا عن عبدالله بن كثير عن مجاهد.
والقاسم وعبدالله بن كثير ثقتان. وقال شيخ الإسلام: إن تفسير مجاهد من أصحّ التفسير. انتهى(2/35)
كتاب التفسير الكبير لابن تيمية هل هو صحيح النسبة له؟
ـ[خالد القسري]ــــــــ[14 - 09 - 03, 10:35 ص]ـ
؟
ـ[جليس العلماء]ــــــــ[14 - 09 - 03, 01:16 م]ـ
بسم الله
كتاب التفسير الكبير تحقيق عبد الرحمن عميرة:
جمع لما اشتمل عليه حزء التفسير من مجموع الفتاوى (جمع ابن قاسم) ودقائق التفسير لمحمد الجِلْيَند.
وقد سطا عميرة على العمل السابق، وجمعه باسم التفسير الكبير، وهي سرقة ساذجة تبرز الجشع الذي جُبلت عليه بعض النفوس؛ لأن الناظر في كتابه يرى أنه أخذ تعليقات السيد الجِلْيَند، ووضعها كما هي!!!
والمؤسف أن يدعي في مقدمة الكتاب أن هذا التفسير وقجده عند رجل، فهو أي المخطوط غير معروف في مكتبات العالم بأسره!!!
وللفائدة:
فإن بحوث الشيخ رحمه الله في التفسير على ثلاثة أضرب:
الأول: أن يُسأل الشيخ رحمه الله عن آية؛ فيفسرها تبع للسؤال. (وعلى هذا النوع انصب جهد الشيخ ابن قاسم، وتبعه الجليند)
الثاني: أن يقع تفسير الشيخ لبعض الآيات استطرادا - وهذا النوع لم يتعرض له ابن قاسم رحمه الله، وجمع بعضًا منه الجليند، وكذا أحد الباحثين الهنود جمع تفسير ات الشيخ التي وقعت تبعًا لبحوثه العلمية؛ لكن ما فاتهما أكثر مما جمعاه.
الثالث: أن يقصد الشيخ تفسيرر الآية باعتبارها آية مشكلة، ولم يجد في التفاسير ما يُسفر عن الحق فيها؛ فيتصدى لها (وهذا موجود في جمع ابن قاسم) وكذا في جمع الجليند)
وللشيخ كتاب تفسير آيات أشكلت على كثير من العلماء ......
وهو ضمن المجموع، وطبع مفردًا عن رسالة علمية.
أما تفسير القرآن وتتبعه آية أية؛ فلم يكن الشيخ رحمه الله يرتضي هذه الطريقة.
وقد سجل بعض الطلبة رسالة علمية في آراء الشيخ التفسيرية؛ لكنه صدم بالكم الهائل!!!
فالله أعلم عما أسفر واستقر عليه حاله.
وجمع تفسيرات الشيخ عملية مضنية وتحتاج إلى جهود جماعية، إضافة إلى أن مالم يُطبع من كتب الشيخ يمثل عقبة في ذلك.
وهناك رسالتان في جامعة أم القرى بعنوان:
آيات الأحكام عند شيخ الإسلام ابن تيمية جمعًا ودراسة.
والله أعلم وأحكم
ـ[براء]ــــــــ[14 - 09 - 03, 02:53 م]ـ
جوابك أخي الكريم رائع ولكن ليتك لم تقل (وهي سرقة ساذجة تبرز الجشع الذي جُبلت عليه بعض النفوس؛)
فرغم وضوح السرقة إلا أن إثباتها يغني عن هذه العبارة
وفقنا الله وإياك للخير والصلاح(2/36)
شرح رسالة في أصول التفسير للسيوطي ... لفضيلة الشيخ
ـ[احمد بن الحنبلي]ــــــــ[09 - 10 - 03, 11:54 ص]ـ
الدورة العلمية الثانية عشرة
لفضيلة الشيخ د / عبدالكريم بن عبدالله الخضير
وذلك بشرح رسالة في أصول التفسير للامام جلال الدين السسيوطي رحمه الله
ابتداءا من يوم السبت الموافق 15/ 8 الى يوم الثلاثاء 18/ 8/1424
في جامع الأميرة نورة بنت عبدالله بحي النخيل بالرياض وسيكون الدرس باذن الله عزوجل بعد صلاة العشاء مباشرة
وستنقل الدورة في صفحة الشيخ على الرابط:
http://liveislam.com/series/khudair.html
للاستفسار ت /012092020 ف/ 012091010
او البريد الالكتروني kdeer15@hotmail.com
ـ[احمد بن الحنبلي]ــــــــ[12 - 10 - 03, 06:12 ص]ـ
اليوم بدأت الدورة(2/37)
هل من فضيلة في استعراض القرآن كاملا في رمضان في صلاة التراويح؟
ـ[خالد الشايع]ــــــــ[15 - 10 - 03, 06:00 م]ـ
يحدث نقاش في بين الإخوة غالبا عند دخول هذا
الشهر المبارك -بلغنا الله وإياكم صيامه وقيامه- هل الأفضل استعراض
القرآن كاملا أم أن الأفضل القرآءة المتأنية ومثله في الغلب لا يختم
المصحف.
فأحب أن نرى آراء طلاب العلم الفضلاء في ذلك، وأبدأ متطفلا عليهم
بالقول، فأقول: لا شك أن ختم القرآن في رمضان في صلاة التراويح -
بغض النظر عن دعاء الختمة فتلك مسألة أخرى- أن ذلك من الأمور
المطلوبة وذلك لأمور منها:
1 - سماع المأمومين للقرآن كاملا ولا يخفى ما فيه من الفوائد.
2 - تطويل القرآءة، لأن الغالب على من لا يستعرض القرآن كاملا في
رمضان أن صلاته خفيفة جدا.
3 - أن السير على ترتيب المصحف خير من التنقل بين السور مما يحدث
اضطرابا للمأمومين.
4 - أن استعراض القرآن في رمضان مطلب شرعي سواء في الصلاة أو
خارجها، وذلك لمعارضة جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم ومدارسته
القرآن في رمضان.
وهناك أمور أخرى نسمعها من الإخوة بإذن الله.
و اذكر بأن الحديث في الأفضل أما الجواز فلا أظن أن فيه خلافا.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[15 - 10 - 03, 07:06 م]ـ
أحسنت يا شيخ خالد
ومما يلاحظ عند كثير من الأئمة تخفيف الصلاة جدا وكأنك في سباق، وهذا خلاف هدي السلف وبعضهم يتذرع بأن التخفيف يشجع الناس، وهذا ليس بصحيح فالناس خصوصا في أول الشهر يأتون مقبلين على الخير، والبداية معهم بنوع من الإطالة المعقولة تجعلهم يعتادون على ذلك، وهذا مجرب.
ولعل من المناسب أن أنقل هذه النقول عن العلماء لتزيد الموضوع نورا:
قال أبو عمر ابن عبد البر الاستذكار ج:2 ص:77:وأما مقدار القراءة في كل ركعة من قيام رمضان ففي الموطأ ما قد رأيت من القراءة بالمئين عن أبي وأصحابه من قراءة البقرة في ثمان ركعات وفي اثنتي عشرة ركعة ... وروى بن وهب عن مالك أنه قيل له: إنهم يقرؤون في كل ركعة بخمس آيات فقال: غير ذلك أحب إلي، فقيل له عشر آيات في كل ركعة، فقال: نعم من السور الطوال. قال: ورأى أكثر من عشر آيات إذا بلغ الطواسين والصافات. وقال الزعفراني عن الشافعي: إن أطالوا القيام وأقلوا السجود فحسن وهو أحب إلي وإن أكثروا الركوع والسجود فحسن. وجملة القول في هذه المسألة أنه لا حد عند مالك وعند العلماء في مبلغ القراءة وقد قال عليه السلام من أم الناس فليخفف. وقال عمر: لا تبغضوا الله إلى عباده يعني لا تطولوا عليهم في صلاتهم. وفيما أوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل حين وجهه إلى اليمن معلما وأميرا قال له: وأطل القراءة على قدر ما يطيقون وقال صلى الله عليه وسلم: أفضل الصلاة طول القيام وهذا لمن صلى لنفسه.
وقال ابن قدامة في المغني 1/ 457
فصل: قال أحمد رحمه الله: يقرأ بالقوم في شهر رمضان ما يخف على الناس عليهم ولا سيما في الليالي القصار والأمر على ما يحتمله الناس.وقال القاضي لا يستحب النقصان عن ختمة في الشهر ليسمع الناس جميع القرآن، ولا يزيد على ختمة كراهية المشقة على من خلفه، والتقدير بحال الناس أولى فإنه لو اتفق جماعة يرضون بالتطويل ويختارونه كان أفضل كما روى أبو ذر قال قمنا مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى خشينا أن يفوتنا الفلاح يعني السحور، وقد كان السلف يطيلون الصلاة حتى قال بعضهم:كانوا إذا انصرفوا يستعجلون خدمهم بالطعام مخافة طلوع الفجر، وكان القارىء يقرأ بالمائتين.اهـ.
وهذه بعض الآثار عن السلف ففي مصنف ابن أبي شيبة 2/ 162 حدثنا أبو محمد عبد الله بن يونس قال ثنا بقي بن مخلد رحمه الله قال ثنا أبو بكر قال ثنا يحيى بن سعيد القطان عن محمد بن يوسف أن السائب أخبره أن عمر جمع الناس على أبي وتميم فكانا يصليان إحدى عشرة ركعة يقرآن بالمئين يعني في رمضان.حدثنا أبو معاوية عن عاصم عن أبي عثمان قال دعا عمر القراء في رمضان فأمر أسرعهم قراءة أن يقرأ ثلاثين آية والوسط خمسا وعشرين آية والبطيء عشرين آية. حدثنا وكيع عن سفيان عن علي بن الأقمر أن مسروقا قرأ في ركعة من القيام بالعنكبوت.حدثنا أبو أسامة عن نافع ابن عمر قال سمعت بن أبي مليكة يقول: كنت أقوم بالناس في شهر رمضان فأقرأ في الركعة (الحمد لله فاطر) ونحوها وما يبلغني أن أحدا يستقل ذلك. حدثنا محمد بن فضيل عن ورقاء قال: كان سعيد بن جبير: يقرأ في كل ركعة بخمس وعشرين آية.حدثنا حماد بن خالد عن العمري عن أبيه قال: كان عمر بن عبد العزيز يأمر الذين يقرؤون في رمضان في كل ركعة بعشر آيات عشر آيات.حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن عمران بن حدير قال: كان أبو مجلز يقوم بالحي في رمضان يختم في كل سبع. حدثنا مروان بن معاوية عن عبد الرحمن بن عراك بن مالك عن أبيه قال: أدركت الناس في شهر رمضان يربطون لهم الحبال يستمسكون بها من طول القيام.حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن هشام عن الحسن قال: من أم الناس في رمضان فليأخذ بهم اليسر فإن كان بطيء القراءة فليختم القرآن ختمة وإن كان قراءته بين ذلك فختمه ونصف فإن كان سريع القراءة فمرتين.اهـ.
وقل من تجده الآن يزيد على الختمة، ولم أر غير الحرمين إلا شيخنا عبد الرحمن البراك فهو من أول ليلة في رمضان يقرأ في كل ركعة من صلاة التراويح ثمن، وفي العشر الأواخر في القيام يقرأ كثيرا في كل ركعة ما يزيد على الحزب أحيانا، وينهي الشهر وقد تعدى الجزء العشرين أو أكثر بعد الختمة الأولى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/38)
ـ[أبو يوسف السبيعي]ــــــــ[16 - 10 - 03, 02:24 ص]ـ
لكن لو سأل سائل عن حالة خاصة
وهي من كان له ورد يومي يقرأه قبل رمضان، ويختم كل أسبوعين أو شهر أو شهرين.
ثم دخل الشهر وقد بلغ نصف القرآن أو ثلثيه
فهل الأفضل في حقه أن يكمل قراءته، أو يبدأ في اول الشهر من أول المصحف؟؟؟
ـ[الحرمين]ــــــــ[16 - 10 - 03, 09:20 ص]ـ
المشكلة لو داوم على هذاالشيء كل سنة اي في كل رمضان فاظن ان هذا محل نظر ويدخل في حديث مسلم انه عليه الصلاة والسلام قال من احدث في امرنا هذه ماليس منه فهو رد لكن لو انه مرة يفعلها والاخرى لايفعلها فاشاطرك الراي مع اني ولاشك اقل منك علم سددكم الله ياشيخنا وجعلكم غصة في حلوق اهل العلمنة والفساد
ـ[خالد الشايع]ــــــــ[17 - 10 - 03, 11:52 م]ـ
شكر الله لك أخي المبارك عبد الرحمن السديس، وأعظم الله أجرك على هذه النقول المباركة.
الأخ أبو يوسف السبيعي سلمه الله
الذي يظهر أنه يكّمِل ورده، ويزداد في القرآءة أكثر، والفرق يسير، فمن كان يختم في غير رمضان كل أسبوعين ونحوها فسيختم في رمضان كل ثلاثة أيام. والله أعلم
الأخ الحرمين عفا الله عنا وعنه
أولاً لست بالشيخ خالد صاحب الردود نفع الله به، وتقبل الله دعاءك.
وبالنسبة لما أشرت إليه، فهو قول له وجاهة، وقال به بعض العلماء، ولكن لست أرى غضاضة أو حرجا في ختم القرآن كل سنة في رمضان، فهذا من عادة السلف وفي نقول الشيخ عبد الرحمن السديس أعلاه غُنيةٌ عن الإعادة.
نسأل الله التوفيق والسداد للجميع في القول والعمل.
ـ[ابن كثير]ــــــــ[18 - 10 - 03, 07:16 م]ـ
بارك الله فيكم
وإني لأعجب ممن يقول لا تقرأ القرآن كله في التراويح والقيام، فلو سئل سؤالا وقيل له، ألم يكن الصحابة يقرأون بالمئين، فلا بد أنهم سيقرأون يوميا ما يقارب الأربعة أجزاء، فمن أين لك أنهم كانوا يتنقلون بين السور بلا ترتيب؟
وما هذا إلا من التنطع في الدين، والمسألة تحتاج إلى فقه النفس، ومعرفة مدلولات الشريعة، ومناط أحكامها، قبل كل شيء.
ـ[النحوي]ــــــــ[18 - 10 - 03, 10:07 م]ـ
السلام عليكم
قال القرطبي في تفسيره (الجامع لأحكام القرآن) ج 20 ص 248
حيث ذكر حديث الرجل الذي يقرأ لاصحابه في صلاتهم فيختم ب ((قل هو الله أحد)) فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال سلوه لأي شيء يصنع ذلك ...... الحديث
قال ابن العربي: (فكان هذا دليلاً على أنه يجوز تكرار سورة في كل ركعة وقد رأيت على باب الأسباط فيما يقرب منه إماماً من جملة الثمانية والعشرين إماماً كان يصلي فيه التراويح في رمضان بالأتراك فيقرأ في كل ركعة ((الحمد لله)) و ((قل هو الله أحد)) حتى يتم التراويح تخفيفاً عليه ورغبة في فضلها وليس من السنة ختم القرآن في رمضان)
قلت هذا نص قول مالك قال مالك: وليس ختم القرآن في المساجد بسنة أ. هـ
ـ[ابن كثير]ــــــــ[25 - 10 - 03, 05:17 م]ـ
قال الشيخ العلوان:
لا شك أن استعراض القرآن هو المستحب وعليه عمل السلف
ـ[المسيطير]ــــــــ[14 - 10 - 04, 02:53 م]ـ
للفائدة.
ـ[توبة]ــــــــ[02 - 07 - 07, 01:22 م]ـ
جازاكم الله خيرا.
للإستفادة و 'الإستزادة'.
ـ[ابو عاصم النبيل]ــــــــ[05 - 07 - 07, 04:05 م]ـ
للرفع ولقرب الشهر الفضيل
ـ[تلميذة الأصول]ــــــــ[12 - 09 - 07, 02:51 ص]ـ
ويرفع أيضاً،،،أثابك الله،،
ـ[مسلمه مصريه]ــــــــ[09 - 08 - 08, 01:04 ص]ـ
للإستفادة و الإستزادة.
دمتم بالخير موصولين و عن الشر مفصولين:)
ـ[أبو محمد المقبل]ــــــــ[15 - 08 - 08, 01:05 ص]ـ
عندي إشكال .. :
بعض الأئمة يختم لكنه يسرع في القرآءة حتى أن المأموم لا يستطيع ان يتدبر الآية
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[02 - 09 - 08, 02:42 م]ـ
قال أخونا السديس: وقل من تجده الآن يزيد على الختمة، ولم أر غير الحرمين إلا شيخنا عبد الرحمن البراك فهو من أول ليلة في رمضان يقرأ في كل ركعة من صلاة التراويح ثمن، وفي العشر الأواخر في القيام يقرأ كثيرا في كل ركعة ما يزيد على الحزب أحيانا، وينهي الشهر وقد تعدى الجزء العشرين أو أكثر بعد الختمة الأولى.
تأمل هذا مع كبر سن الشيخ وقد اشتعل رأسه شيباً مع حالنا نحن الشباب!
والله المستعان. ..
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[22 - 08 - 09, 10:45 م]ـ
إذا شاخت الهممُ فلا ينفعُ الأبدان فتو الشباب وعنفوانه.!!
ـ[محمد ابن دحدح]ــــــــ[22 - 08 - 09, 11:13 م]ـ
سلام أخوتي أما بخصوص تراويح فعلا كل رجل من المسلمين قادر علا صلات فليصلي لأن ترويح من صلاها قام ليل و هي لها فضل كثير جدا و أقول لأخوتي أن تصلونها و يقرؤو القرءان و يقومو بصدقة فكل شيؤ مضاعف
أما أخي أخي أبو زيد شنقيط فأريده ان يساعدني علا حفظ القرءان أو أي شخص أن أحب أن أحفظ القرءان
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[23 - 08 - 09, 01:05 ص]ـ
انظر هنا أخي الكريم:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=135642
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/39)
ـ[أبومريم المصري]ــــــــ[26 - 08 - 09, 03:07 ص]ـ
للرفع، جزاكم الله خيرا.
ـ[عمر جرادات]ــــــــ[26 - 08 - 09, 11:13 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعا ونفع بكم
ـ[محمد الرفاعي]ــــــــ[27 - 08 - 09, 03:25 م]ـ
جزاكم الله خيرا(2/40)
علوم القرءان و حظها من التحقيق
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[18 - 10 - 03, 09:05 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته، أما بعد فهذا هاجس كان يطرأ على رأسي كثيرا منذ بدأت في دراسة علوم القرءان، و بدأ هذا الهاجس في التحول إلى تأكّد و يقين كلما درست و قرأت أكثر، ألا و هو أن علوم القرءان، أو المسائل المشكلة في علوم القرءان لم تحظ بالعناية الفائقة التي تستحقها من التحقيق و التدقيق و البحث، بخلاف علم الأصول على سبيل المثال، فأقرأ في كتب الفروع أو الأصول أو المصطلح أجد التحقيق الذي ما بعده تحقيق، و لكن أقرأ في كتب علوم القرءان، فأجد أن كثيرا من أهل علم هذا الفن ـ و هذا مما أعجب منه ـ تلقى المسألة تقليدا لسابقيه و لو أنه نظر أقل نظر للمحقق أو حتى فكّر أو طرأ على باله أن ينظر في صحة ما يعتقد، و الذي جعلني أوسّع اطلاعي في مسائل علوم القرءان ـ رغم ميلي الشديد للأصول و الفروع ـ هو أني في معهد للقرءان، و يعطوننا كتيبات صغيرة في خلاصات لعلوم القرءان من تاريخ مصحف و رسم و ما إلى ذلك، وأقرأ في هذه الكتيبات فأجد أن المؤلف من شيوخ القراءات و من رؤساء المعاهد، ثم يقول على سبيل المثال بأن الأحرف السبعة هي اللغات السبع، و ينتصر لذلك، و لو أنه أبدى تحقيقا لكان في الأمر كلام آخر، و لكنّي ما قرأت لمؤلف ينتصر إلى هذا القول ـ أي القول بأن المراد هي اللغات السبع ـ وقد أبدى أي تحقيق لهذا القول، و ماظني ـ و الله أعلم ـ أن ذلك إلا لعدم وجود تحقيق يقوى على ترجيحها، فبمجرد أن يبدأ في التحقيق يجد أن القرءان يحوي أكثر من لغة مخالفة للغة قريش، و لهذا قلت في البداية بأنه لم يفكر مجرد تفكير في التحقيق، لأنه لم يفكر أصلا فيما يقرأ من القرءان، و هو يعلم أنه يقرأ بلغات غير لغة قريش، ثم كيف يفكر عثمان من عند نفسه في محو أحرف متواترة من القرءان؟!!!!! هذا الشيخ أو ذاك الذي ألف الكتاب نراه يكاد يفترس من تكلم في تواتر القراءات الثلاث ـ أبي جعفر و يعقوب و خلف ـ و قد اختلف في تواترها، ثم يسوّغ لعقله أن يتصور حرق عثمان لستة أحرف كاملة من القرءان و كل الحجة في ذلك (أن الناس اختلفوا)
و هو لو قال له أحدهم أن الناس اختلفوا في القراءات الثلاث، و أن القرية الفلانية أنكر أهلها القراءة بهذه القراءات و نشب فيها صراع و صارت فتنة لقال بلهجة مصرية غاضبة (ما يتخنقوا ولاّ يتحرقوا بجاز و هو احنا هنغيّر في القرءان عشان خاطر عيونهم؟!!)
و دون إطالة فمرادي واضح
و أنا فقط أضرب مثالا على هذا الهاجس الذي بدأت أتيقنه، و لكن ناسب قبل ذلك أن أسأل أهل التخصص / هل بالفعل تفتقر المسائل المشكلة في علوم القرءات إلى تحقيق؟
إذا كان الأمر كذلك فأنا مستبشر خيرا بأن هذا العصر سيشهد انتفاضة للتحقيق في علوم القرءان، لما أراه من التحقيق لكثير من المعاصرين في علوم القرءان من الدارسين في الجامعات و المدرسين، فتحقيق الدكتور الطيار في مسألة الأحرف السبعة لم أقرأ مثله لأحد ممن كتبوا فيها ـ إلا الزرقاني ـ رغم كون من قرأ لهم هم من الأكابر في علم القراءات
بالمناسبة / هل نقول بأن مسألة الأحرف السبعة لا تخص دارس القراءات؟
حيث إنني قلت: هؤلاء القوم، فعمدت إلى البعض من متخصصي القراءات و أردت أن أفتح النقاش في هذه المسألة، و لكني لا ألبث أن أجده من أجهل الناس بالتحقيق في المسألة أو بأقوال العلماء فيها، بل أجد منهم ترديدا لما تلقوه، (القراءات العشرة كلها متواترة طبعا) (طبعا فقد صح سندها و وافقت الرسم و وافقت وجه في اللغة)
و أنا أعرف ذلك و لمن قصدي من النقاش معه هو مناقشة الخلاف الجوهري بين الأقوال، أي الخلاف في ضابط التواتر، و لكني أجده ـ رغم كونه حاملا للقراءات ـ لا يدري أكثر مما في الكتيبات شيئا.(2/41)
تفسير العشاب
ـ[المنصور]ــــــــ[24 - 10 - 03, 12:03 ص]ـ
يوجد لهذا التفسير نسخة مشهورة يعتريها النقص في بعض الأجزاء
والسؤال: هل يوجد نسخ أخرى لهذا الكتاب الجليل، وخصوصاً في بلاد المغرب؟(2/42)
عاجل قبل بدء القيام في رمضان. هل هذه سنة خاصة بأهل القرآن؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[26 - 10 - 03, 07:21 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ظهر لي أن صلاة التراويح في البيت أفضل لمن كان من أهل القرآن لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: {خير صلاة المرء في بيته، إلا المكتوبة}
وقد وجدت نصاً قيماً للطحاوي في شرح معاني الآثار حول هذه المسألة، فأرجو منكم قراءته بتمعن، والتعليق عليه بما يفتح الله به عليكم.
قال رحمه الله: (باب القيام في شهر رمضان هل هو في المنازل أفضل أم مع الإمام؟
حدثنا إبراهيم بن مرزوق، قال: ثنا عفان بن مسلم، قال: ثنا وهب، قال: ثنا داود، وهو ابن أبي هند، عن الوليد بن عبد الرحمن، عن جبير بن نفير الحضرمي عن أبي ذر، قال: {صمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رمضان، ولم يقم بنا، حتى بقي سبع من الشهر. فلما كانت الليلة السابعة خرج فصلى بنا، حتى مضى ثلث الليل، ثم لم يصل بنا السادسة، حتى خرج ليلة الخامسة، فصلى بنا حتى مضى شطر الليل. فقلنا: يا رسول الله، لو نفلتنا؟ فقال: إن القوم إذا صلوا مع الإمام حتى ينصرف، كتب لهم قيام تلك الليلة ثم لم يصل بنا الرابعة حتى إذا كانت ليلة الثالثة، خرج وخرج بأهله، فصلى بنا حتى خشينا أن يفوتنا الفلاح، قلت: وما الفلاح. قال: السحور}
قال أبو جعفر: فذهب قوم إلى أن القيام مع الإمام في شهر رمضان، أفضل منه في المنازل، واحتجوا في ذلك بقول رسول الله: إنه {من قام مع الإمام حتى ينصرف، كتب له قنوت بقية ليلته}.
وخالفهم في ذلك آخرون، فقالوا: بل صلاته في بيته أفضل من صلاته مع الإمام. وكان من الحجة لهم في ذلك، أن ما احتجوا به من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه {من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قنوت بقية ليلته} قال رسول الله: ولكنه قد روي عنه أيضا أنه قال: {خير صلاة المرء في بيته، إلا المكتوبة}، في حديث زيد بن ثابت. وذلك لما كان قام بهم ليلة في رمضان فأرادوا أن يقوم بهم بعد ذلك، فقال لهم هذا القول. فأعلمهم به أن صلاتهم في منازلهم وحدانا أفضل من صلاتهم معه في مسجده، فصلاتهم تلك في منازلهم أحرى أن يكون أفضل من الصلاة مع غيره في غير مسجده. فتصحيح هذين الأثرين، يوجب أن حديث أبي ذر هو على أن يكتب له بالقيام مع الإمام، قنوت بقية ليلته. وحديث زيد بن ثابت، يوجب أن ما فعل في بيته هو أفضل من ذلك، حتى لا يتضاد هذان الأثران. حدثنا ابن مرزوق، وعلي بن عبد الرحمن، قالا: ثنا عفان، قال: ثنا وهيب قال: ثنا موسى بن عقبة، قال: سمعت أبا النضر يحدث عن بشر بن سعيد، عن زيد بن ثابت {أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجر حجرة في المسجد من حصير، فصلى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليالي، حتى اجتمع إليه ناس ثم فقدوا صوته، فظنوا أنه قد نام، فجعل بعضهم يتنحنح ليخرج إليهم، فقال: ما زال بكم الذي رأيت من صنيعكم منذ الليلة، حتى خشيت أن يكتب عليكم قيام الليل، ولو كتب عليكم، ما قمتم به، فصلوا - أيها الناس - في بيوتكم، فإن أفضل صلاة المرء في بيته، إلا المكتوبة}. حدثنا ابن أبي داود، قال: ثنا الوحاظي، قال: ثنا سليمان بن بلال، قال: حدثني بردان إبراهيم بن أبي فلان، وهو ابن أبي النضر، عن أبيه، عن بشر بن سعيد، عن زيد بن ثابت أن النبي قال: {صلاة المرء في بيته أفضل من صلاته في مسجدي هذا إلا المكتوبة}. حدثنا ربيع الجيزي، قال: ثنا أسد وأبو الأسود، قالا: أنا ابن لهيعة، عن أبي النضر، عن بشر بن سعيد، عن زيد بن ثابت، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {إن أفضل صلاة المرء، صلاته في بيته إلا المكتوبة}. وقد روي عن غير زيد بن ثابت في ذلك، عن النبي صلى الله عليه وسلم أيضا ما قد ذكرناه في باب التطوع في المساجد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/43)
فثبت بتصحيح معاني هذه الآثار، ما ذكرناه. وقد روي في ذلك عمن بعد النبي صلى الله عليه وسلم ما يوافق ما صححناها عليه. فمن ذلك ما حدثنا فهد، قال: ثنا أبو نعيم، قال: ثنا سفيان، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، أنه كان لا يصلي خلف الإمام في رمضان. حدثنا أبو بكرة، قال: ثنا مؤمل، قال: ثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد، قال: قال رجل لابن عمر رضي الله عنهما: أصلي خلف الإمام في رمضان؟ فقال: أتقرأ القرآن. قال: نعم، قال: صل في بيتك. حدثنا فهد، قال: ثنا أبو نعيم، قال: ثنا سفيان، عن أبي حمزة، ومغيرة، عن إبراهيم، قال: لو لم يكن معي إلا سورتان لرددتهما، أحب إلي من أن أقوم خلف الإمام في رمضان. حدثنا روح بن الفرج، قال: ثنا يوسف بن عدي، قال: ثنا أبو الأحوص، عن مغيرة، عن إبراهيم، قال: كان المتهجدون يصلون في ناحية المسجد، والإمام يصلي بالناس في رمضان. حدثنا أبو بكرة، قال: ثنا روح بن عبادة، قال ثنا شعبة، عن المغيرة، عن إبراهيم، قال: كانوا يصلون في رمضان، فيؤمهم الرجل، وبعض القوم يصلي في المسجد وحده. قال شعبة: سألت إسحاق بن سويد عن هذا، فقال: كان الإمام هاهنا يؤمنا، وكان لنا صف يقال له: صف القراء، فنصلي وحدانا والإمام يصلي بالناس. حدثنا أبو بكرة، قال: ثنا مؤمل، قال. ثنا سفيان، عن أبي حمزة، عن إبراهيم، قال: لو لم يكن معي إلا سورة واحدة، لكنت أن أرددها، أحب إلي من أن أقوم خلف الإمام في رمضان. حدثنا يونس وفهد، قالا: ثنا عبد الله بن يوسف، قال: ثنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، أنه كان يصلي مع الناس في رمضان، ثم ينصرف إلى منزله، فلا يقوم مع الناس. حدثنا أبو بكرة، قال: ثنا أبو داود، قال: ثنا أبو عوانة، قال: لا أعلمه إلا عن أبي بشر، أن سعيد بن جبير، كان يصلي في رمضان في المسجد وحده، والإمام يصلي بهم فيه. حدثنا يونس، قال: ثنا أنس، عن عبيد الله بن عمر، قال: رأيت القاسم، وسالما، ونافعا ينصرفون من المسجد في رمضان، ولا يقومون مع الناس. حدثنا ابن مرزوق، قال: ثنا أبو داود، قال: ثنا شعبة، عن الأشعث بن سليم، قال: أتيت مكة، وذلك في رمضان، في زمن ابن الزبير، فكان الإمام يصلي بالناس في المسجد، وقوم يصلون على حدة في المسجد. بهؤلاء الذين روينا عنهم ما روينا من هذه الآثار، كلهم يفضل صلاته وحده في شهر رمضان، على صلاته مع الإمام، وذلك هو الصواب.) انتهى بنصه.
وهذه السنة - أقصد سنة قيام رمضان في البيت - إنما تناسب من يقرأ القرآن ويحفظه، مع محافظته عليه في البيت، وذلك يتيح له مراجعة حفظه، وتطبيق سنة التطويل في القيام.
فما رأيكم
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[26 - 10 - 03, 08:38 ص]ـ
أخي العبيدي انظر هذا الرابط ففيه فوائد:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?s=&action=newreply&threadid=13300
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[26 - 10 - 03, 08:56 ص]ـ
الذي أنصح به أهل القرآن أن يصلوا التراويح مع الناس ويوتروا معهم، ثم إذا شاؤوا صلوا من آخر الليل ما أعانهم الله تعالى عليه في بيوتهم، وإن أوتروا مع الإمام فلا حرج من الصلاة بعد الوتر ولكن لا يوتر مرة أخرى.
فالتراويح شعيرة ظاهرة والتخلف عنها إما أن يجلب للمرء الريبة ويظن به أنه يتكاسل عن القيام وهو قدوة للناس فيتخلف المتكاسلون ويقولون إذا كان الشيخ فلان لا يصلي التراويح فنحن أولى ألا نصليها، وإما أن يجلب له الرياء والعجب حين يقال الشيخ فلان لا يقنع بالجزء الذي نقرؤه في الليلة ويصلي لنفسه في بيته ويطيل قيامه وقراءته، فالمخرج من ذلك هو ما ذكرنا، والله تعالى أعلم.(2/44)
ما هي أفضل كتب تفسير آيات الأحكام؟
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[03 - 11 - 03, 06:24 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
ما هو تقييم مشايخنا الأفاضل في كتاب (أحكام القرءان) للجصاص؟
و ما هي أفضل كتب تفسير آيات الأحكام في نظركم؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[03 - 11 - 03, 07:16 ص]ـ
الجصاص حنفي
أبو بكر بن العربي مالكي
فهي كتب فقهية هامة لكنها مذهبية، وليست كتب تفسير بالمعنى الشامل
ـ[البلقيني]ــــــــ[03 - 11 - 03, 08:11 ص]ـ
من الكتب المفيدة المختصرة في هذا الباب كتاب (نيل المرام) للشيخ صدّيق حسن خان القنوجي وهو مطبوع في مجلدين وقد أثنى عليه الشيخ عابد السفياني حفظه الله
-وللفائدة فللشيخ عابد تعليقات على هذا الكتاب في أشرطة وهو لم ينته منه بعد
-كذلك كتاب الشيخ السايس ومن معه في تفسير آيات الأحكام
-وعذرا على التطفّل لأنك جعلت ذلك محصورا على مشايخنا الكرام
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[05 - 11 - 03, 10:55 ص]ـ
بارك الله تعالى في مشايخنا الكرام
و لكن ألا يتفقوا معي أن أحكام القراءان للسايس، ما هي إلا جمع لأقوال المفسرين من المذاهب الأربعة و غيرهم و لا تعني كثيرا بالناحية التأسيسية للطالب؟
فأنا مثلا شافعي المذهب، أريد التأسيس ـ ابتداءا ـ في أقوال مدرستي، و لا يمكن الاعتماد في ذلك على تفسير السايس الذي ندرسه في الجامعة
ثم أنا قد بلغني أن من أروع ما ألف في ذلك هو تفسير ابن العربي، علاوة على شهرة الكتاب وسعة صيته في مصر، رغم غلبة الشافعية عليها
ما رايكم في (أحكام القرءان) للكيا الهراسي؟
ـ[ابو جودى المصرى]ــــــــ[31 - 03 - 10, 03:31 م]ـ
الشيخ الصابونى على ما فيه
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[03 - 04 - 10, 06:23 ص]ـ
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي
ـ[أبو عبدالرحمن البجيدي]ــــــــ[03 - 04 - 10, 08:54 م]ـ
ألا يوجد كتاب حنبلي!!
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[04 - 04 - 10, 06:51 ص]ـ
لا أعلم إن كان تفسير ابن عادل الحنبلي (اللباب) قد عني بآيات الأحكام، لو أفادنا من اطلع عليه
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[09 - 04 - 10, 01:24 ص]ـ
اللباب لابن عادل الحنبلي تعليقه على الأحكام ليس فيه توسع كالقرطبي وابن العربي ..
وعندي أن كتاب الصابوني جيد في عرضه وتنسيقه وتبويبه فهو عصري سهل ومفيد حاشا تأويله وقوله بالمجاز وعدم التحري في صحة الأحاديث ..
والله أعلم.
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[10 - 04 - 10, 06:31 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[عبدالرحمن الصالحي]ــــــــ[10 - 04 - 10, 07:04 ص]ـ
وهناك كتب في بعض سورة للشيخ د سليمان الاحم (الفاتحة والبقر والمائدة وغيرها
ـ[المتولى]ــــــــ[13 - 04 - 10, 09:00 ص]ـ
وآيات الاحكام للشيخ ابن عثيمين
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[14 - 04 - 10, 01:04 ص]ـ
ويبقى تفسير القرطبي في القمة، يجمع بين التفسير والفقه المقارن
ـ[عبد اللطيف السنوسي]ــــــــ[14 - 04 - 10, 10:18 م]ـ
كتاب الجامع لأحكام القرآن للقرطبي هو بحق كتاب جامع في تفسير آيات الأحكام.(2/45)
بشرى سارة تم افتتاح أكبر موقع به كتب السنة وتفاسير الأئمة
ـ[الورّاق]ــــــــ[06 - 11 - 03, 10:55 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جامع الحديث النبوي
http://www.sonnh.com
برنامج خيري موسوعي ضخم يضم في قاعدة بياناته أكثر من أربعمائة كتاب مسند من الأحاديث النبوية والسنن والآثار، ويحمل بين طياته أكثر من عشرين وخمسمائة ألف حديث وأثر مسند، بدءا من الصحاح والسنن والمسانيد ومرورا بالمستدركات والمعاجم والمشيخات وانتهاء بالمنتخبات والأجزاء.
وبهذا القدر الكبير من البيانات والأحاديث مع الخدمات المتاحة في البرنامج فإنه يعد أضخم وأكبر برنامج حديثي أكرم الله به الأمة الإسلامية على مستوى العالم الإسلامي اليوم.
وقد أخذت شركة إيجيكوم على عاتقها في المقام الأول الاستيعاب والشمولية قدر الطاقة بحيث لا تدع حديثا أو أثرا إلا واجتهدت في حفظه في هذا البرنامج الضخم؛ ولذلك فهو يعد بحق أشمل موسوعة لكتب السنة المطبوعةحتى الآن.
ويتحفنا جامع الحديث النبوي إلى جانب موسوعيته بالعديد من الخدمات النافعة والمفيدة لطلاب الحديث والفقه وسائر العلوم الشرعية؛ منها:
أنه يوفر خدمة العرض والتي تخدم جميع القراء والباحثين، وهذه الخدمة تقوم بعرض أي كتاب من كتب الجامع لغرض القراءة.
كما يتميز جامع الحديث النبوي بتنويع مجال العرض؛ إذ أنه يتيح عرض مكتبته وفقا
لاسم الكتاب، أو نوعه، أو اسم المصنف، أو طبقته، أو سنة الوفاة.
ويمكنك عرض وترتيب محتويات الشاشة بصور مختلفة أفقيا أو رأسيا أو تراكبيا بحسب حاجتك، وهذه المميزة لا تتوفر في غير الجامع.
كما يوفر جامع الحديث النبوي خدمة تصفية الأحاديث وفقا لأنواعها من حديث قدسي، أو مرفوع، أو موقوف، أو أثر مقطوع، سواء أكان حديثا قوليا، أو فعليا، أو تقريريا، أو وصفيا.
ويتميز أيضا جامع الحديث النبوي بالفهارس العديدة من فهرس للقرآن، والقراءات، والأعلام، والأقوال، والرواة، والأبيات الشعرية، والأحاديث القدسية، وآثار الأمم السابقة، وغير ذلك.
وكذلك يتميز بتقديم خدمة البحث الصرفي البسيط والمتقدم والتي يحتاج إليها جميع مستخدمي البرامج الإسلامية.
كما يتميز بالبحث في الرواة، مع حصر لجميع مرويات الراوي في كتب جامع الحديث النبوي وهذه تعد خدمة جليلة للباحثين المتخصصين في علم الحديث.
بالإضافة إلى خدمات أخرى تخدم المتخصصين في علم الحديث وهي التعيين الكامل لجميع الرواة في الإسناد، مع تقديم ترجمة موجزة عن هؤلاء الرواة، مع رسم لشجرة الإسناد لكل حديث في الجامع.
وكذلك يتميز بالبحث بدلالة موضوع الحديث مع تقسيم الأحاديث والآثار تقسيما موضوعيا حتى وكأنك تقرأ كتاب سُنّة واحد، وذلك وفقا لمناهج علماء الفقه والحديث مما يخدم الباحثين في مجال الفقه والحديث والعقيدة والدعوة.
ويقدم أيضا جامع الحديث النبوي مجموعة من الدراسات تتعلق بتاريخ تدوين السنة، وحجيتها في الأحكام الشرعية واستقلالها بالتشريع، والدفاع عن السنة، والرد على العديد من الشبهات التي يثيرها أعداء السنة النبوية المطهرة.
وتشمل الدراسات أيضا التعريف بكل كتاب من كتب جامع الحديث النبوي، وكذا الترجمة لجميع المصنفين، بالإضافة إلى التعريف بالمنهج العلمي والعملي المتبع في جامع الحديث النبوي وما بذل فيه من مجهود، وكذا قائمة بمراجع البرنامج.
هذا ويتميز جامع الحديث النبوي بدعمه لعلم مصطلح الحديث بتقديم الخدمات التعليمية في هذا العلم من خلال عرض وفهرسة لكتاب ابن الصلاح.
كما يوفر البرنامج خدمة من أعظم الخدمات النافعة والمفيدة في مجال علم الحديث ألا وهي خدمة التخريج الآلى للأحاديث والآيات لجميع الملفات خارج أسطوانة جامع الحديث النبوي.
كما أن الجامع يمتاز بميزة الضبط الكامل لجميع ألفاظه بنيةً وإعرابًا، وهو ما لا تخفى أهميته على المتخصيين في الفقه والحديث لتوجيه المعاني الحديثية توجيها صحيحا.
كذلك يقدم الجامع خدمة جليلة في شرح الألفاظ الغريبة والتي تقف حجرا عثرة أمام تحديد المعاني.
واهتم الجامع اهتماما واضحا بضبط أسماء الأعلام والأماكن ضبطا دقيقا كما وردت في كتب التراجم والأنساب والمعاجم المختصة بذلك ..
ويقدم الجامع خدمة نادرة في الأبيات الشعرية حيث ينسب كل بيت إلى بحره وقائله.
ويمكننا أن نتعرف على حجم الجامع من خلال الجدول التالي:
رجال الإسناد: 2.770.743 عدد المصادر: 401
عدد الأسانيد: 675.018 عدد الأحاديث: 522.346
عدد الغريب: 1.000.000 التقسم الموضوعي: 20000
هذا وقد استغرق العمل في جامع الحديث النبوي قرابة الثلاث سنوات
و قام بهذا العمل الجليل عدد ضخم من الباحثين المتخصصين نسأل الله عز وجل أن يجزيهم خير الجزاء عما قدموه من جهد مبارك في جامع الحديث النبوي، وأن يجعل ذلك في ميزان حسناتهم.
و ختا ماً؛
فإن برنامج جامع الحديث النبوي بحق هو برنامج كاسمه؛ جامع لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ونسأل الله أن يتقبل منا صالح الأعمال، والله ولي التوفيق.
المصدر:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1029&highlight=%E3%E6%DE%DA+%C7%E1%D3%E4%C9
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/46)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[06 - 11 - 03, 11:17 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
ولعل بعض الإخوة سلمهم الله أن يفيدنا بهذه الكتب على ملفات وورد من هذا الموقع
التفسير من سنن سعيد بن منصور
فضائل القرآن للقاسم بن سلام
الناسخ والمنسوخ للقاسم بن سلام
فضائل القرآن لمحمد بن الضريس
فضائل القرآن للفريابي
http://www.sonnh.com/BooksViewbyType.aspx?SID=5%20&BID=5
ـ[ناصر علي البدري]ــــــــ[06 - 11 - 03, 08:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل عبد الرحمن الفقيه صبرا فعمَّا قليل سيكون البرنامج كاملا في حوزة حضرتكم جميعا إن شاء الله وبلا أي مقابل مادي وذلك من خلال تنزيل البرنامج من على الشبكة لكل مسلم إن شاء الله فقط تابع معنا فربما الوقت الذي سيُستغرق في نسخ هذه البيانات لا ينتهي قبل أن يكون البرنامج معك أخي
وجزاكم الله خيرا أخي على حرصك وأرجو أن تتابع مع الموقع حتى تكون أول الحاصلين على نسخة بإذن الله.
ـ[أبوتميم]ــــــــ[07 - 11 - 03, 12:03 ص]ـ
موضوع سابق عن (جامع الحديث)
http://64.246.11.80/~baljurashi.com/vb/showthread.php?s=&threadid=13932(2/47)
ما هي آخر آية نزلت في القرآن؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[10 - 11 - 03, 11:04 ص]ـ
قال الزرقاني فى مناهل العرفان (1/ 70)
((آخر ما نزل على الإطلاق))
اختلف العلماء في تعيين آخر ما نزل من القرآن على الإطلاق واستند كل منهم إلى آثار ليس فيها حديث مرفوع إلى النبي فكان هذا من دواعي الاشتباه وكثرة الخلاف على أقوال شتى
الأول /:أن آخر ما نزل قول الله تعالى في سورة البقرة واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون 2 البقرة 281 أخرجه النسائي من طريق عكرمة عن ابن عباس وكذلك أخرج ابن أبي حاتم قال آخر ما نزل من القرآن كله واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله الآية وعاش النبي بعد نزولها تسع ليال ثم مات لليلتين خلتا من ربيع الأول
الثاني:/أن آخر ما نزل هو قول الله تعالى في سورة البقرة أيضا يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربوا إن كنتم مؤمنين 2 البقرة 278 أخرجه البخاري عن ابن عباس والبيهقي عن ابن عمر
الثالث/: أن آخر ما نزل آية الدين في سورة البقرة أيضا وهي قوله سبحانه يأيها الذين ءامنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه 2 البقرة 282 إلى قوله سبحانه والله بكل شيء عليم 2 البقرة 282 وهي أطول آية في القرآن أخرج ابن جرير عن سعيد بن المسيب أنه بلغه أن أحدث القرآن عهدا بالعرش آية الدين أخرج أبو عبيد في الفضائل عن ابن شهاب قال آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين ويمكن الجمع بين هذه الأقوال الثلاثة بما قاله السيوطي رضي الله عنه من أن الظاهر أنها نزلت دفعة واحدة كترتيبها في المصحف لأنها في قصة واحدة فأخبر كل عن بعض ما نزل بأنه آخر وذلك صحيح
أقول ولكن النفس تستريح إلى أن آخر هذه الثلاثة نزولا هو قول الله تعالى واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون 2 البقرة 281 وذلك لأمرين أحدهما ما تحمله هذه الآية في طياتها من الإشارة إلى ختام الوحي والدين)
انتهى كلام الزرقانى والله اعلم(2/48)
ندوة عن (اجازات القراء) بالرياض ..
ـ[الرايه]ــــــــ[14 - 12 - 03, 10:22 م]ـ
تعقد الجمعية العلمية السعودية للقران وعلومه
الندوة العلمية الأولى
بعنوان (إجازات القراء) بقاعة المحاضرات الكبرى بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض
في يوم الثلاثاء القادم الموافق للثاني والعشرين من شهر شوال سنة 1424هـ بعد صلاة المغرب
يشارك في هذه الندوة الأستاذ الدكتور محمد سيدي الأمين الأستاذ بكلية القرآن
الكريم بالجامعة الإسلامية، وعضو الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه.
ويشاركه الدكتور محمد بن فوزان العمر الأستاذ المساعد بكلية المعلمين بالرياض وعضو
الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه.
ويتولى تقديم هذه الندوة فضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم بن سعيد الدوسري، رئيس
قسم القرآن بكلية أصول الدين بالرياض، والأستاذ المشارك بالقسم، ونائب رئيس
الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه.
والجمعية تدعو الجميع للحضور والاستفادة من هذه الندوة لمن استطاع، أو
المتابعة عبر الانترنت، ويمكن استقبال الأسئلة الموجهة لأصحاب الفضيلة عبر موقع
الجمعية إن شاء الله
http://www.alquran.org.sa/
والمبث المباشر
http://www.alquran.org.sa/pages.php?id=21(2/49)
هل تفسير البيضاوي من التفاسير الموثوق بها؟
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[15 - 12 - 03, 12:48 ص]ـ
هل تفسير البيضاوي من التفاسير الموثوق بها؟
اجاب عن السؤال
د. عبد اللطيف الحسين
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
فقال:-
تفسير البيضاوي تفسير متوسط الحجم جمع فيه صاحبه –رحمه الله- بين التفسير والتأويل على مقتضى قواعد اللغة العربية، وقد اختصره من تفسير الكشاف للزمخشري، وترك ما فيه من اعتزالات، وأحياناً يذهب إلى ما قال صاحب الكشاف.
وجملة القول: إن تفسير البيضاوي من أمهات كتب التفسير، التي لا يستغني عنها الباحث المتخصص في التفسير أو طالب العلم المتمكن؛ الذي يميز الغث من السمين.
أما غير المتخصص فأنصحه بقراءة تفسير ابن كثير، أو اختصاره لمحمد نسيب الرفاعي، وغيره من كتب التفسير الموجزة، والله الموفق
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1160
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[15 - 12 - 03, 11:05 م]ـ
والرجل أشعري جلد، وقد ملأ تفسيره بالتأويل للصفات وغيرها من عقائد الأشاعرة
وكنت قد جردت الكتاب عام 1419 واستخرجت منه كثير من الفوائد وردوده على المعتزلة وكذلك مخالفاته العقدية
ولعلي أرفق هذه الفوائد كما هي للفائدة.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[15 - 12 - 03, 11:08 م]ـ
الصورة الثانية
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[15 - 12 - 03, 11:10 م]ـ
الصورة الثالثة:
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[15 - 12 - 03, 11:11 م]ـ
الصورة الرابعه:
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[15 - 12 - 03, 11:13 م]ـ
الصورة الخامسة:
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[15 - 12 - 03, 11:14 م]ـ
الصورة السادسة:
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[15 - 12 - 03, 11:28 م]ـ
ملف مرفق(2/50)
من النفائس كتاب العذب النمير في مجالس الشنقيطي في التفسير (صاحب أضواء البيان)
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[17 - 12 - 03, 05:23 م]ـ
صدر مؤخراً كتاب العذب النمير في مجالس الشنقيطي في التفسير
والكتاب من اصدارات دار ابن عفان وابن القيم
وهو في خمس مجلدات من الحجم المتوسط (115 ريال سعودي)
وهو عبارة عن تفريغ لأشرطة مسجلة لدروس الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي مع العناية بها والتعليق عليها من فبل الشيخ خالد السبت
مقدمة الكتاب مؤرخة بتاريخ 1417هـ وهذا مما عرفناه من عناية شيخنا الشيخ خالد السبت فلم يخرج الكتاب إلا بعد هذه السنوات حتى يعيد النظرفيه ويخرجه في ثوبه القشيب.
فجزاه الله خيرا وأعظم له المثوبة والأجر
وهنيئاً لكم طلبة العلم هذه الإضافة الماتعة في المكتبة الإسلامية
وجزاكم الله خيرا
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1178(2/51)
معلومة مهمة حول اختصار ابن كثير لأحمد شاكر
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[20 - 12 - 03, 07:59 ص]ـ
في كتاب جمهرة مقالات الأستاذ محمود شاكر ـ رحمه الله ـ ص: (1015):
ذكر الأستاذ كتب أخيه الشيخ أحمد ـ رحمه الله تعالى ـ وما أكمله منها وما لم يكمله، وذكر اختصاره لتفسير ابن كثير توقف عن الجزء العاشر من القرآن.
وهذه المعلومة توافق المستقر عند أهل العلم، ولم يفجأ طلبة العلم إلا والكتاب نزل كاملاً!
فمن نصدق؟
في تقديري أن عقد مقارنة بين منهج ما قبل الجزء العاشر وما بعده تجلي شيئاً من هذه الحقيقة.
ـ[جمال الدين مجدى]ــــــــ[20 - 12 - 03, 05:05 م]ـ
لو قرأت المقدمة لهذا الكتاب الذى نزل كاملا وهو مطبوع فى الطبعة التى عندى عام 1423 ستجد أن الشيخ أنور الباز أخذ بقية التفسير من ال شاكر مخطوطا بخط يد الشيخ رحمه الله ثم أشرف على طباعته مع بعد الزيادات فى التحقيق
ـ[فالح العجمي]ــــــــ[20 - 12 - 03, 06:52 م]ـ
أنا عندي الطبعة الأولى
وهي غير كاملة طبعا
ورأيت هذه الأيام في الأسواق إعادة لهذه الطبعة ولكن صف
جديد مع تحقيق أحد طلاب العلم نسيت اسمه
وايضا هي غير كاملة
هل هذه التي تقصدون ام ان هناك طبعة ثالثة؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[20 - 12 - 03, 07:41 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل عمر المقبل وجميع الإخوة
وقد سبق طرح هذا الموضوع كما في هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=6723
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[21 - 12 - 03, 08:13 ص]ـ
أثابكم الله تعالى يا درة الملتقى ـ الشيخ عبدالرحمن ـ.
لو كنت أعلم لما تجشمت إفراده بموضوع مستقل، ولكن مما يفيد هنا، أن المقال الذي نقله الأخ العيدان عن مجلة المجتمع، هو المقال بعينه المثبت في جمهرة مقالات الشيخ محمود شاكر، وهذا يفيد في العزو، لأن العزو إلى كتاب (جمهرة مقالات الأستاذ محمود شاكر) أقوى وأبقى وأسهل في الوصول إليه من مجلة يصعب الاحتفاظ بها، وبرقم عددها ... الخ.
أشكر لكم ـ مرة أخرى ـ مروركم، وما زلتم مفيدين.
ـ[ابو جودى المصرى]ــــــــ[31 - 03 - 10, 03:33 م]ـ
الطبعة الجديدة
نزلت كاملة
و لكن المقصود بهذا
ان الشيخ رحمه الله بعد الجزء التاسع قام بحذف الاسانيد و الاسرائبيات
و لكن مات قبل ان يعلق عليها(2/52)
الميم الساكنة إذا جاء بعدها حرف الباء يجوز إظهارها
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[24 - 12 - 03, 06:48 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد، وآله، وصحبه، ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:
فقد اشتهر في معظم كتب التجويد، خاصةً المختصر منها ـ وهي المتدوالة بكثرة بين طلبة العلم غير المختصين ـ أن الميم الساكنة إذا جاء بعدها حرف الباء؛ فحكمها الإخفاء الشفوي، ولا يعرفون غير هذا، مع أنه يجوز فيها الإظهار وهو وجه صحيح معمول به.
قال ابن الجزري ـ رحمه الله ـ في النشر 1/ 175:
أما إذا كان ساكنا (حرف الميم) فله أحكام ثلاث:
الأول: ...
الثاني:الإخفاء عند الباء على ما اختاره الحافظ أبو عمرو الداني وغيره من المحققين، وذلك مذهب أبي بكر بن مجاهد وغيره، وهو الذي عليه أهل الأداء بمصر والشام والأندلس وسائر البلاد الغربية .... (ثم ذكر أمثلة)
وقد ذهب جماعة كأبي الحسن بن أحمد بن المنادي وغيره إلى إظهارها عندها إظهارا تاما، وهو اختيار مكي القيسي وغيره، وهو الذي عليه أهل الأداء بالعراق وسائر البلاد الشرقية، وحكى أحمد بن يعقوب التائب إجماع القراء عليه.
قلت: والوجهان صحيحان مأخوذ بهما إلا أن الإخفاء أولى للإجماع على إخفائها عند القلب، وعلى إخفائها في مذهب أبي عمرو حالة الإدغام نحو أعلم بالشاكرين. اهـ
وانظر: فن الترتيل وعلومه للشيخ أحمد الطويل 2/ 767.
ـ[سليل الأكابر]ــــــــ[24 - 12 - 03, 11:07 م]ـ
قال شيخنا المقرئ المتفنن عبدالله بن صالح العبيد حفظه الله في كتابه المختصر المحرر «الإتقان في تجويد القرآن» في حاشية ص 36:
(لكن العمل الآن على وجه الإخفاء، وأما من أنكر من المتأخرين وجه الإظهار فقد أتي من قلة اطلاعه على كلام السلف في هذا العلم)
فائدة: سمعت شيخنا وقد سئل من هو هذا المنكِر؟
فأجاب: هو الميهي شيخ الجمزوري رحمهما الله تعالى.
ـ[ابن سحمان]ــــــــ[24 - 12 - 03, 11:14 م]ـ
لكن مذاهب العشرة في العشر الصغرى والكبرى على الإخفاء وهو الذي يقرأ لهم به الآن واما انه مسطور في كتب السلف فلا نكارة ولكن لم ينص عليه في الشاطبية والدرة وكذلك في الطيبة رغم كثرة زياداتها على الحرز
والله اعلم
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[29 - 12 - 03, 06:33 ص]ـ
هذه بعض النقول المفيدة في المسألة المطروحة من عدة كتب معظمها لمعاصرين فليست كتبا قديمة ولا مهجورة لعل الله أن يرينا الصواب فيها:
في شرح المقدمة الجزرية لطاش كبرى زادة ت 968هـ ـ نشر مجمع المدينة لطباعة المصحف ـ ص195:
نقل جواز الأمرين بنحو من كلام صاحب النشر.
وفي كتاب نهاية القول المفيد لمحمد مكي الجريسي ت 1322هـ
نقل كلام صاحب النشر وأقره. ص 126
وقال الشيخ سعيد العنبتاوي في منظومته حلية القراء (مع شرحها لمحمود أحمد ص 81)
فالأول الإخفاء عند الباء ... وسمه الشفوي للقراء
مع غنة والجزري أخبرا ... إخفاؤها خلف فكن مخيرا.
وقال الشيخ المقرئ عبد الرازق بن علي بن إبراهيم في كتابه الفوائد التجويدية في شرح المقدمة الجزرية ص143:
والإخفاء مع الغنة هو المختار وعليه أهل الأداء بمصر والشام والأندلس، وغيرها، واختاره أكثر المحققين كالحافظ أبي عمرو الداني وابن الجزري وابن مجاهد، وغيرهم،
وذهب جماعة إلى الإظهار،
والمعمول به هو الإخفاء لعدم العمل بالإظهار من عصر الجزري إلى الآن ..
وصحح الوجهين كذلك لكل القراء ولم يرجح أحدهما على الآخر الصفاقسي في غيث النفع ..
وصححهما كذلك شارحوا الجزرية وغيرهم،
وعليه فلا وجه لمن منع وجه الإظهار من غير غنة أو خطّأ من يقول به حيث إنه صحيح، وثابت لكل القراء وهذا معنى قوله [ابن الجزري في المقدمة]:
الميم إن تسكن بغنة لدى ... باء على المختار من أهل الأداء. اهـ.
قال الشيخ المقرئ عبدالله بن صالح العبيد في كتابه الإتقان في تجويد القرآن ص 36:
ولا فرق في ذلك بين "الإخفاء الشفوي" و"القلب" ـ المتقدم في باب النون الساكنة والتنوين ـ غير أن الإخفاء فيه وجه صحيح وهو:
الإظهار بخلاف القلب فلا إظهار فيه إجماعا.
ثم قال في الحاشية: لكن العمل الآن على وجه الإخفاء، وأما من أنكر من المتأخرين وجه الإظهار فقد أتي من قلة اطلاعه على كلام السلف في هذا العلم. اهـ.
وفي كتاب فن الترتيل للشيخ أحمد الطويل 2/ 767:
قال: للعلماء في إخفاء الميم الساكنة عند الباء ثلاثة مذاهب ..
الثاني: إسكان الميم وإظهارها من غير غنة وعليه أهل الأداء بالعراق، وهو خلاف الأولى، والوجهان صحيحان معمول بهما. اهـ.
وفي البرهان للشيخ محمد صادق قمحاوي ص23:
... وقيل حكمها الإظهار والإخفاء أولى ...
وقال الشيخ عطية قابل نصر في كتابه غاية المريد ص75:
وذهب جماعة إلى الإظهار ولكنه خلاف الأولى ..
وفي كتاب المفيد للشيخ المقرئ محمد بن عبدالحكيم العبد الله ص71:
نقل لجواز الوجهين. اهـ.
وقد قدم للكتاب جمع من العلماء منهم المقرئ الشيخ محمد نبهان مصري.
كل هؤلاء من القراء والمقرئين، وغيرهم بعد ابن الجزري ذكروا وجه الإظهار، ورجحوا الإخفاء لكن لم يقل أحد منهم أن وجه الإظهار شاذ، ولا يجوز أن يقرأ به، وكيف يصح وصفه بالشذوذ وقد حكي الإجماع على صحته؟! ومازال العلماء يتناقلونه في كتبهم إلى اليوم!
ثم مَن ذا الذي أحاط بجميع المقرئين في العالم، وتحصل له أن المشافهة بوجه الإظهار قد انقطعت، ولا يوجد على وجه الأرض من يقرأ بها ولا من تلقاها، خصوصا أن الإظهار حكي عن أهل العراق، والمشرق وهؤلاء ـ أهل المشرق ـ لا يزال الاتصال بهم ضعيفا مقارنة بأهل المغرب، وعدم العلم ليس علما بالعدم.
والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/53)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[30 - 12 - 03, 02:37 ص]ـ
الأخ ابن سحمان قلتَ:
ولكن لم ينص عليه في الشاطبية والدرة وكذلك في الطيبة رغم كثرة زياداتها على الحرز
والله اعلم
بل قد أشار في الطيبة:
............................... ... ............................. وأخفين
ألميم إن تسكن بغنة لدى ... باء على المختار من أهل الأداء
وقد أشار الشارح إلى الخلاف.
البيت رقم 91
ـ[عمر فولي]ــــــــ[08 - 01 - 07, 11:12 م]ـ
السلام عليكم
اما الميم الساكنة
قال مكي:" وإذا سكنت الميم وجب أن يتحفظ بإظهارها ساكنة عند لقائها "باء أو فاء أو واو " ... لا بد من بيان الميم الساكنة في هذا كله ساكنة من غير أن يحدث فيها شئ من حركة، وإنما ذلك خوف الإخفاء والإدغام لقرب الميم من مخرجهن لأنهن كلهن يخرجن من الشفتين " الرعاية 206،207
قال الجعبري في الكنز: " والذي استقر عليه رأي المحققين كابن مجاهد إظهارها عند الفاء والواو والتخيير بين إظهارها وإخفائها عند الباء مراعاة للانطباق والاختصاص"
وأما الإخفاء والإظهار وإن كان الوجهان صحيحين، ولكن استقر عمل القراء علي الإخفاء وعليه العمل كما استقر الأمر علي الإظهار عند الواو والفاء في زمن الجعبري.
وكذا في زمننا ينبغي ألا يؤخذ إلا بالإخفاء لانقطاع السند عند من يقرأ بالإظهار والعبرة بما عليه العمل.
والسلام عليكم
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[09 - 01 - 07, 11:04 م]ـ
جزاكم الله خيرا(2/54)
معنىالذرية في قوله تعالى (واتبعتهم ذريتهم بايمان) للعثيمين
ـ[ابن عطيه]ــــــــ[02 - 01 - 04, 09:56 ص]ـ
سمعت شيخنا العثيمين يقول في معنى الذرية في قوله تعالى (واتبعتهم ذريتهم) أنهم الأطفال الذين لم يبلغوا واستدل بأن النبي صلى
الله عليه وسلم سبى ذرارى بنى النضير ولم يقتلهم لأنهم غير بالغين
وسمعته مرة أخرى قال هم الذين تزوجوا ولم يولد لهم0انتهى قلت لعله ذكر ذلك حتى لا يلزم الدور فالمسألة تحتاج الى تحرير0 فائدة من نفائس الشيخ نقل عنه الدهش كما في مجلة البيان عدد160 في تفسير قوله تعالى (ذرية بعضها من بعض) قول الشيخ (والذرية مأخوذة من (ذرأ) بمعنى (خلق) لقوله تعالى (يذرؤكم فيه) أي يخلقكم وقيل من (وذر) بمعنى (ترك) فعلى الأول تكون الذريةشاملة للأصول والفروع لأن الأصول مخلوقون والفروع كذلك مخلوقون أما اذا جعلناهامن (وذر) بمعنى ترك فهى للفروع فقط وهذا هوالمعروف عندعامة الناس أن الذرية هم الفروع ثم يتسائل الشيخ رحمه الله هل في القرآن ما يدل علىأن الذرية تطلق على الأصول فيجيب بقوله تعالى (وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون) فان الذين حملوا من الذرية هم الذين آمنوا مع نوح وهم سابقون أي أصول0 والشيخ أجاب علك اشكال استوقف كثيرا من المفسرين ومن آخرهم شيخه السعدي رحمهم الله حيث قال (وهذه الآية من أشكل المواضع على في التفسير البيان ص48 والسعدي قد أنهى تفسيره قبل بلوغه الأربعين
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[02 - 01 - 04, 04:21 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم، ورحم الله الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين
ولعل في هذا الرابط ما يفيد حول هذه المسألة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=3613
ـ[د. بسام الغانم]ــــــــ[03 - 01 - 04, 03:35 م]ـ
أما أنا فقد سمعت الشيخ ابن عثيمين رحمه الله يذكر في تفسير قوله تعالى " والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم" غير مانقله الأخ 0 فقد ذكر الشيخ أن المراد بالآية الأولاد الذين كانوا يعيشون مع آبائهم في الدنيا في منزل واحد حتى الموت، ففي الجنة يجمع بين الأب وأولاده كما كانوا مجتمعين في الدنيا ليكتمل أنسهم 0 وذكر الشيخ أنه لو فهمت الآية على عمومها بمعنى أن كل ابن يلحق بأبيه لكان مقتضى ذلك أن يكون الجميع في منزلة واحدة في الجنة مع أن الواقع الذي أخبرت عنه النصوص أن الجنة منازل ومراتب 0 وللتوضيح أقول: لو حملت الآية على العموم فإن آدم أبو البشر سيلحق به أبناؤه، وأبناؤه سيلحقهم أبناؤهم وهكذا إلى نهاية البشر فيكون الجميع في منزلة واحدة 0
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[04 - 01 - 04, 03:17 ص]ـ
يمكن التوفيق بين كون الذرية تطلق على الآباء والأجداد والأمهات والجدات والأولاد وأولاد الأولاد، وبين أنها يراد بها هنا الأولاد المجتمعون مع آبائهم في بيت واحد حتى الموت، بأن يقال: إنها يراد بها هنا أمران:
1) أن الله تعالى يلحق بفضله الآباء والأجداد والأمهات والجدات بالصالحين من أولادهم وأولاد أولادهم الذين كانوا يعيشون معهم في بيت واحد حتى الموت.
2) أن الله تعالى يلحق بفضله الأولاد وأولاد الأولاد بالصالحين من آبائهم وأمهاتهم وأجدادهم وجداتهم الذين كانوا يعيشون معهم في بيت واحد حتى الموت، والله أعلم.(2/55)
جواز الخلط بين القراءات بشرط ...
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - 01 - 04, 01:48 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد، وآله، وصحبه، ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:
فقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن رجل يصلى بقوم، وهو يقرأ بقراءة الشيخ أبى عمرو، فهل إذا قرأ لورش، أو لنافع باختلاف الروايات مع حملة قراءته لأبى عمرو يأثم؟ أو تنقص صلاته؟ أو ترد؟
فأجاب:
يجوز أن يقرأ بعض القرآن بحرف أبى عمرو وبعضه بحرف نافع، وسواء كان ذلك في ركعة أو ركعتين، وسواء كان خارج الصلاة أو داخلها، والله أعلم.
مجموع الفتاوي 22/ 445 والفتاوي الكبرى 1/ 220
وقال ابن الجزري في النشر 1/ 22:
بعد أن نقل أن البعض منع من ذلك، قال:
والصواب عندنا التفصيل والعدول بالتوسط إلى سواء السبيل فنقول:
1 - إن كانت إحدى القراءتين مترتبة على الأخرى فالمنع من ذلك منع تحريم،
كمن يقرأ (فتلقى آدم من ربه كلمات) بالرفع فيهما، أو بالنصب آخذا رفع (آدم) من قراءة غير ابن كثير، ورفع (كلمات) من قراءة ابن كثير .... وشبهه مما يركب بما لا تجيزه العربية، ولا يصح في اللغة.
2 - وأما مالم يكن كذلك فإنا نفرق فيه بين مقام الرواية، وغيرها
(أ) _ فإن قرأ بذلك على سبيل الرواية فإنه لا يجوز أيضا من حيث أنه كذب في الرواية، وتخليط على أهل الدراية.
(ب) - وإن لم يكن على سبيل النقل والرواية بل على سبيل القراءة، والتلاوة فإنه جائز صحيح مقبول لا منع منه ولا حظر، وإن كنا نعيبه على أئمة القراءات العارفين باختلاف الرويات من وجه تساوي العلماء بالعوام، لا من وجه أن ذلك مكروه أو حرام إذ كل من عند الله نزل به الروح الأمين على قلب سيد المرسلين تخفيفا عن الأمة، وتهوينا على أهل هذه الملة ... إلخ
(راجعه فإنه نفيس).
وقال الحافظ ابن حجر رحمه اله في الفتح 9/ 38:
واستدل بقوله صلى الله عليه وسلم:"فاقرءوا ما تيسر منه "
على جواز القراءة بكل ما ثبت من القرآن بالشروط المتقدمة (1) وهي شروط لابد من اعتبارها فمتى اختل شرط منها لم تكن تلك القراءة معتمدة.
وقد قرر ذلك أبو شامة في الوجيز تقريرا بليغا، وقال:
لا يقطع بالقراءة بأنها منزلة من عند الله إلا إذا اتفقت الطرق عن ذلك الإمام الذي قام بإمامة المصر بالقراءة، وأجمع أهل عصره ومن بعدهم على إمامته في ذلك.
قال: أما إذا اختلفت الطرق عنه فلا فلو اشتملت الآية الواحدة على قراءات مختلفة مع وجود الشرط المذكور جازت القراءة بها بشرط أن لا يختل المعنى ولا يتغير الإعراب.
وذكر أبو شامة في الوجيز أن فتوى وردت من العجم لدمشق سألوا عن قارئ يقرأ عشرا من القرآن فيخلط القراءات؟
فأجاب ابن الحاجب وابن الصلاح وغير واحد من أئمة ذلك العصر:
بالجواز بالشروط التي ذكرناها كمن يقرأ مثلا (فتلقى آدم من ربه كلمات) فلا يقرأ لابن كثير بنصب (آدمَ) ولأبي عمرو بنصب (كلماتٍ)، وكمن يقرأ (نغفر لكم) بالنون (خطيئاتُكم) بالرفع، قال أبو شامة: لا شك في منع مثل هذا وما عداه فجائز،والله أعلم.
(قال ابن حجر): وقد شاع في زماننا من طائفة من القراء إنكار ذلك حتى صرح بعضهم بتحريمه فظن كثير من الفقهاء أن لهم في ذلك معتمدا فتابعوهم،
وقالوا: أهل كل فن أدري بفنهم، وهذا ذهول ممن قاله، فإن علم الحلال والحرام إنما يتلقى من الفقهاء، والذي منع ذلك من القراء إنما هو محمول على ما إذا قرأ برواية خاصة فإنه متى خلطها كان كاذبا على ذلك القارئ الخاص الذي شرع في إقراء روايته فمن أقرأ رواية لم يحسن أن ينتقل عنها إلى رواية أخرى كما قاله الشيخ محي الدين، وذلك من الأولوية لا على الحتم أما المنع على الإطلاق فلا، والله أعلم.
-------------------
(1) ذكرها في 9/ 32 .. والأصل المعتمد عليه عند الأئمة في ذلك أنه الذي يصح سنده في السماع، ويستقيم وجهه في العربية، ويوافق خط المصحف ..
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[04 - 01 - 04, 12:47 ص]ـ
أحسنت جزاك الله خيرا وبارك فيك.
ـ[ابن سحمان]ــــــــ[04 - 01 - 04, 02:30 ص]ـ
احسنت ياشيخ عبدالرحمن وما قرر اشار اليه بعضهم في داليته بقوله:
وقد جاء في النشر المبيّن عقده لمسألة التركيب أيضا ومنجد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/56)
فإن كان ترتيب كذاك تعلق به يفسد المعنى فحرم وأكد
فإن لم يكن لكن أراد رواية بتركيبه فامنع لكذب معمّد
وأما إذا كان المراد تلاوة فجوزه لكن لا يليق بمسند
فكيف به يرضى نزول مقامه لمن كان ذا جهل بحجة أحمد
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[04 - 01 - 04, 03:52 ص]ـ
مما يحسن التنبيه عليه هنا، أن خلط القراءات نوعان:
1) أن يقرأ في نفس المجلس أو نفس الركعة كلمة بقراءة وكلمة أخرى بقراءة أخرى، فهذا حكمه ما نقله الشيخ الفاضل السديس عن شيخ الإسلام ابن تيمية وعن الإمام ابن الجزري وخلاصته أنه إذا كان للكلام ارتباط بما بعده فيظل على نفس القراءة، فإذا انقضي ارتباط الكلام فله أن ينتقل عنها إلى غيرها، و إن كان الأَولى أن يستمر على نفس القراءة ما دام في ذلك المجلس أو تلك الصلاة، وهذا ما قرره أيضا الإمام النووي في التبيان.
2) أن يقرأ في نفس المجلس أو نفس الركعة نفس الكلمة بعدة قراءات كأن يقول (ملك مالك يوم الدين) أو يقول (وَهُوَ الذي وَهْوَ الذي يرسل الرياح الريح نُشُراً نُشْراً نَشْراً بُشْراً بين يدي رحمته) ونحو ذلك، فهذا فيه تفصيل:
فإن كان في مقام التعليم كقراءة التلميذ على شيخه ختمة يجمع فيها بين عدة قراءات فلا بأس بجمع القراءات على الكيفية التي اصطلح عليها علماء القراءات بغرض التدريب على تمييز الفروق بين القراءات و لاختصار وقت المعلم و التلميذ وقد جرت عادة علماء القراءات على الإقراء بالقراءات المختلفة جمعا في ختمة واحدة بطرق الجمع المصطلح عليها كالجمع بالوقف والجمع بالحرف، وقد كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقرأ ختمة واحدة على جبريل في رمضان، بجميع ما أنزل من القرآن، ومال الحافظ ابن حجر إلى أن هذه الختمة كانت مشتملة على جميع القراءات، وهذا معناه أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان يجمع بين القراءات في ختمة واحدة بكيفيةٍ معينة.
وأما إن كان لغير غرض التعليم كما يفعل كثير من المقرئين في الحفلات وفي تسجيلات الإذاعات، فمنعه كثير من العلماء وعدوه من بدع القراء لما فيه من الجمع بين البدل والمبدل منه، لأن الأصل في اختلاف التنوع ألا يجمع بين الأنواع المختلفة في نفس الوقت وإنما يفعل هذا تارة وهذا تارة، ولما قد يكون فيه من ابتداع، ولما يحدثه ذلك من التباس الآية على المستمع، بينما أباحه آخرون منهم الدكتور عبد العزيز القاري في كتابه سنن القراء ومناهج المجودين، والشيخ عبد الفتاح الهنيدي (شيخ الزيات وتلميذ المتولي) في رسالة صغيرة سماها الأدلة العقلية على جواز جمع القراءات النقلية، والله أعلم.
ـ[المؤمّل]ــــــــ[04 - 01 - 04, 06:20 ص]ـ
الشيخ وليد شكر الله لكم عندي أسئلة:
1 - ما معنى قولكم كالجمع بالوقف والجمع بالحرف
2 - اريد تخريج ما ذكرته:
وقد كان النبي يقرأ ختمة واحدة على جبريل في رمضان، بجميع ما أنزل من القرآن، ومال الحافظ ابن حجر إلى أن هذه الختمة كانت مشتملة على جميع القراءات، وهذا معناه أن النبي كان يجمع بين القراءات في ختمة واحدة بكيفيةٍ معينة.
شكر لك شيخنا الكريم
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[04 - 01 - 04, 08:50 ص]ـ
مشايخنا الكرام أشكركم على تعليقاتكم المفيدة،
وأقول: جزاكم الله عني خيرا.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[07 - 03 - 07, 12:10 م]ـ
موضوع رائع نافع ماتع
ـ[أبو صالح التميمي]ــــــــ[07 - 03 - 07, 07:04 م]ـ
ممن بحث المسألة بتوسع فتحي العبيدي في "الجمع بالقراءات المتواترة".
ـ[عبدالله الحصين]ــــــــ[07 - 03 - 07, 10:35 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا التبين وبارك في علمكم المتين.
ـ[أبو سارة حسام]ــــــــ[07 - 03 - 07, 11:42 م]ـ
جزاكم الله كل خير
ـ[ابو احمد الحسيني]ــــــــ[10 - 03 - 07, 10:25 م]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا على إثراء الموضوع
ـ[عبد الحميد محمد]ــــــــ[12 - 03 - 07, 12:29 ص]ـ
الشيخ الفاضل عبد الرحمن السديس
السلام عليكم ورحمة الله
المسالة تحتاج الى بحث اعمق وتنبيه على عدم فعل ذلك فى الصلاة (من وجهة نظرى) للاسباب الاتيه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/57)
1 - معارضة فتوى شيخ الاسلام التى ذكرتها ح22 محموع الفتاوى بفتوى شيخ الاسلام ج 13 مجموع الفتاوى والتى نصها " وسئل أيضا عن " جمع القراءات السبع " هل هو سنة أم بدعة؟ وهل جمعت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أم لا؟ وهل لجامعها مزية ثواب على من قرأ برواية أم لا؟.
فأجاب: الحمد لله. أما نفس معرفة القراءة وحفظها فسنة متبعة يأخذها الآخر عن الأول فمعرفة القرآن التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بها أو يقرهم على القراءة بها أو يأذن لهم وقد أقروا بها سنة. والعارف في القراءات الحافظ لها له مزية على من لم يعرف ذلك ولا يعرف إلا قراءة واحدة.
وأما جمعها في الصلاة أو في التلاوة فهو بدعة مكروهة وأما جمعها لأجل الحفظ والدرس فهو من الاجتهاد الذي فعله طوائف في القراءة. وأما الصحابة (بياض فى الاصل) "
كيف نجمع بينهما (الفتوى الاولى والثانية) وهل لدينا يقين بنسخ إحداها للاخرى او دليل على ترجبح إحداها على الاخرى؟
وهل تواتر عن النبى صلى الله عليه وسلم الخلط المذكور؟
فإن كان الجواب نعم لكان هذا الخلط فى ذاتة قرائه مستقله متواتره ولنقله الينا القراء بالتواتر
وإن كان الجواب لا ففتوى شيخ الاسلام ببدعية الخلط مبنية على عدم توفر الدليل الصحيح عنده على ذلك
2 - انكم ذكرتم ان العلماء الذين اجازوا ذلك اجازوه بشروط ولا تتوفر لدى اكثر الائمه اليوم الالمام بهذه الشروط وتحقيقها فى مواضعها بل يصعب جمع تلك المواضع من القران فى ذهن القارىء
3 - إذا توفر لدينا الامام المتقن العالم بهذه الشروط السليم من الرياء بهذا الفعل لن يتوفر لدينا المامومين الذين يعلمون فعل الامام ولا يحدث لهم لبس او رد للامام بظن الخطأ
4 - مراعاة ماجرى به العمل فى الفتوى فى بلد معين او مكان معين تمنع من هذا الخلط فى الصلاة إلا فى اماكن تعلم القراءات
5 - من علماء السلف من منع ذلك وجعله من البدع المحدثه ومن المعاصرين ايضا وهذه بعض النقول
سؤال:
فضيلة الشيخ السلام عليكم هل الامالة فى قراءة ابن عامر امالة كبرى ام امالة صغرى؟ وهل يجوز ان اجمع القراءات فى آية واحدة وانا أقرأ ام أقرأ بكل قراءة بشكل منفصل؟ وم المقصود بطريق الدرة وطريق الشاطبية؟
حسن هدية امام وخطيب مصر
الجواب:
الأخ الكريم
حسن هدية حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
نرحب بك أخاً وصديقاً لموقع علم القراءات ونشكر لك حرصك على التواصل مع الموقع سائلين الله تبارك وتعالى أن يوفقنا جميعاً لما يحبه ويرضاه.
وأما جواب أسئلتك فهو كما يلي:
الإمالة عند ابن عامر: إمالة كبرى: وهي لفظ بين الألف والياء. وقد ورد تفصيلها في كتاب السنا الزاهر في قراءة الإمام الشامي عبد الله بن عامر فيمكنك الرجوع إليه ضمن كتب الشيخ على الموقع.
معنى قولنا طريق الشاطبية: أي القراءات التي نقلها الإمام الشاطبي ونظمها في منظومته اللامية التي سماها حرز الماني ووجه التهاني والتي اشتهرت بالشاطبية. وملعوم لديك أن مصطح الطريق في علم القراءات له معنى خاص وهو: ما ينسب للآخذ من الراوي وإن نزل، مثل طريق الأزرق عن ورش، أو الأصبهاني عن ورش، أو عبيد بن الصباح عن حفص، ومثل طريق الشاطبية والدرة المضية، وطريق طيبة النشر. وهذه الطرق هي التي تؤخذ منها القراءات المتواترة في زماننا.
طريق الدرة المضية في القراءات الثلاث: وهي القراءات التي نقلها الإمام الحافظ ابن الجزري في منظومته اللامية المسماة بالدرة بالمضية والتي نظمها على وزن الشاطيية وقافيتها لتكون مكملة لها، وضمن فيها قراءة أبي جعفر المدني ويعقوب الحضرمي وخلف البزار.
أما عن جمع القراءات: فيجوز جمع القراءات في آية واحدة في مقام التعليم، وهو الأسلوب المتبع عند معظم القراء في هذا الزمان.
أما في الصلاة فلا تجمع القراءات في ركعة واحدة، وإنما يقرأ برواية واحدة فقط في كل ركعة. كما يكره الجمع في مجالس العوام لما يخشى من التكذيب أو الاستنكار أو الرياء ونحوه.
والله تعالى أعلم
موقع علم القراءات بشراف الشيخ محمد نبهان مصرى
العنوان التنقل بين القراءات في السورة الواحدة
المجيب د. رياض بن محمد المسيميري
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
التصنيف الفهرسة/ القرآن الكريم وعلومه/علوم القرآن
التاريخ 28/ 4/1424هـ
السؤال
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/58)
إذا بدأ الإنسان بقراءة سورة طويلة من القرآن بقراءة معينة من القراءات السبع أو العشر، فهل يجب عليه أن يكمل ويتم السورة كلها بهذه القراءة؟ أم يجوز أن يغير فيها من قراءة لأخرى؟
الجواب
اختلف أهل العلم في حكم جمع القارئ القراءتين أو أكثر في تلاوة واحدة على النحو التالي:
(1) من أهل العلم من منع ذلك مطلقاً كأبي الحسن السخاوي في كتابه "جمال القراء" حيث عدَ خلط القراءات بعضها ببعض خطأ.
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – عن جمع القراءات السبع هل هو سنة أو بدعة فأجاب ( .... وأما جمعها في الصلاة أو في التلاوة فهو بدعة مكروهة)
[الفتاوى 13/ 404].
(2) قال ابن الجزري: (وأجازها أكثر الأئمة مطلقاً) [النشر:1/ 18].
(3) ومن أهل العلم من فصل في المسألة:
فقد قال النووي – رحمه الله – في كتابه "التبيان" (وإذا ابتدأ القارئ بقراءة شخص من السبعة فينبغي أن لا يزال على تلك القراءة ما دام الكلام له ارتباط، فإذا انقضى ارتباطه فله أن يقرأ بقراءة آخر من السبعة، والأولى دوامه على تلك القراءة في ذلك المجلس) أ. هـ.
قال ابن الجزري (النشر 1/ 18): (وهذا معنى ما ذكره أبو عمرو بن الصلاح في فتاويه) ثم نسب إلى أبي اسحاق الجعبري قوله: (والتركيب ممتنع في كلمة وفي كلمتين إن نطق أحدهما بالآخر وإلا كره).
قال ابن الجزري – رحمه الله: (والصواب عندنا في ذلك التفصيل والعدول بالتوسط إلى سواء السبيل فنقول: إن كانت إحدى القراءتين مترتبة على الأخرى فالمنع من ذلك منع تحريم كمن يقرأ "فتلقى آدم من ربه كلمات" [البقرة: 37] بالرفع فيها أو بالنصب آخذاً رفع "آدم" من قراءة غير ابن كثير، ورفع "كلمات" من قراءة ابن كثير، ونحو "وكفلها زكريا " [آل عمران: 37] بالتشديد مع الرفع أو عكس ذلك ونحو "أخذ ميثاقكم" [الحديد: 8] وشبهه مما يركب بما لا تجيزه العربية ولا يصح في اللغة، وأما ما لم يكن كذلك فإنا نفرق فيه بين مقام الرواية وغيرها.
فإن قرأ بذلك على سبيل الرواية فإنه لا يجوز أيضاً، حيث إنه كذب في الرواية وتخليط على أهل الدراية.
وإن لم يكن على سبيل النقل والرواية بل على سبيل القراءة والتلاوة فإنه جائز صحيح مقبول لا منع منه ولا حظر، وإن كنا نعيبه على أئمة القراءات العارفين باختلاف الروايات من وجه تساوي العلماء بالعوام، لا من وجه أن ذلك مكروه أو حرام، إذ كل من عند الله ... " ا. هـ المقصود من كلامه (النشر 1/ 18 - 19)، قلت هذا ملخص أقوال أهل العلم، والذي أرجحه هو المنع مطلقاً– ما لم يكن من أجل التعليم أو المدارسة – لأنه لم يكن من هدي المصطفى – صلى الله عليه وسلم – وأصحابه الكرام، إذ لم يحفظ أو ينقل عنهم الخلط بين قراءات شتى في تلاوة واحدة والله أعلم وأحكم، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه
ترك جمع القراءات في التلاوة لغير غرض التعليم:
بعض الناس يجمع القراءات وهو يصلي أو يجمع القراءات وهو يتلو القرآن فنقول: لا .. إن
لم يكن مقصوداً بذلك التعلم والتعليم فلا ينبغي ذلك بل عده جماعة من أهل العلم من
البدع المحدثة.
الرئيسة مكتبة الأكاديمية مكتبة دروس الأكاديمية الدروس المفرغة
علوم القرآن - المستوى الأول
المؤلف: د/ محمد بن عبد العزيز الخضيري
الوصف: محاضرات في مادة علوم القرآن المستوى الأول- محمد الخضيري
السلام عليكم فى البداية أتوجه لكم بخالص الشكر على اهتمامكم ومجهوداتكم. وهناك سؤال يبعث الحيرة فى نفسى ألا وهو موضوع القراءات المتواترة عن نبينا صلى الله عليه وسلم هل يستطيع المرء أن يقرأ بعدة أحرف فى قراءة واحدة أعني مثلا هل يستطيع أن يقرأ بالإمالة وقصر المنفصل وضم ميم الجمع مرة واحدة أي أن يخلط بين الروايات وإذا كان لا يجوز الخلط فما الدليل على ذلك أليس كله ثابت عن النبى صلى الله عليه وسلم فلماذا نخص رواية حفص بأحكام معينة وكذا باقى الروايات وهل يأثم المرء لو قرأ بدون أحكام التجويد وما الدليل على ذلك (المنع أو الجواز) علمنا رأي القراء في ذلك ولكن نحن أن نعلم رأي الفقهاء فى هذه المسألة؟ كما أرجوا أن تحيلوني إلى مراجع في هذا الموضوع شكر الله لكم وجزاكم عنا كل خير؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/59)
فرأي الفقهاء في هذه المسألة هو رأي القراء، فالفقهاء يرون أنه لا يجوز قراءة آية أو آيات مرتبطة معنى بقراءات مختلفة فإن تم المعنى جاز أن تقرأ بقراءة أخرى من المتواتر. وحجتهم في هذا أمران: أحدهما أن المحافظة على المعنى واجبة واختلاف القراءات قد يترتب عليه الاختلاف في المعنى وليس كل قارئ للقرآن يعرف ما يخل بالمعنى مما لا يخل به فلذلك منعوا الجمع بين القراءات فيما كان مرتبطاً معنى وأجازوه فيما سوى ذلك.
والأمر الثاني أن الأمة متفقة على أن القراءة سنة متبعة لا تجوز مخالفتها نقل ذلك غير واحد من أهل العلم خلفاً عن سلف. ويستثنى من هذا الجمع الذي يفعلونه عند المدارسة والتعليم اعتماداً على أن الشيخ سيكون عارفاً بما يغير المعنى ولضرورة التعليم.
وانظر المجموع للنووي ج3صـ359 والتبيان في آداب حملة القرآن له أيضاً والفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية ج13صـ404 وفتاوى شيخ الإسلام زكريا الأنصاري.
وكذلك التجويد فالأخذ به واجب وقد نقل غير واحد الإجماع على ذلك والدليل على ذلك قوله الله تعالى: (ورتل القرآن ترتيلاً) [المزمل:4] ويروى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: الترتيل هو تجويد الحروف ومعرفة الوقوف.
ومما يدل على وجوب مراعاة التجويد في الجملة ما في المعجم الكبير وسنن سعيد بن منصور ومجمع الزوائد وقال الهيثمي رجاله ثقات، أن رجلاً قرأ عند عبد الله بن مسعود رضي الله عنه (إنما الصدقات للفقراء والمساكين) [التوبة:60] مرسلة فقال ابن مسعود ما هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: وكيف أقرأكها يا أبا عبد الرحمن؟ قال: أقرأنيها: (إنما الصدقات للفقراء والمساكين) فمدّها. وفي رواية: فمدوها. فعبد الله بن مسعود أنكر على ذلك الرجل قراءته لكلمة (للفقراء) بدون مد مما يدل على أن القراءة عندهم سنة متبعة لا يترخصون في مخالفتها.
وهذا أمر معلوم عند عامة أهل العلم وانظر ما شئت من كتب التجويد والقراءات وكتب الفقه عندما يتكلم الفقهاء على القراءة في الصلاة وشروط صحة الإمامة.
والله أعلم
ـ[ابو اسحاق العوفي]ــــــــ[15 - 03 - 07, 01:16 ص]ـ
ما اجمل هذه العباره
3 - إذا توفر لدينا الامام المتقن العالم بهذه الشروط السليم من الرياء بهذا الفعل لن يتوفر لدينا المامومين الذين يعلمون فعل الامام ولا يحدث لهم لبس او رد للامام بظن الخطأ
ـ[أبو حفص السعدي]ــــــــ[19 - 03 - 07, 12:52 م]ـ
للرفع ..
ـ[أبو يوسف السوفي]ــــــــ[26 - 03 - 07, 01:45 ص]ـ
جازاك الله خيرا ياشيخنا عبد الرحمان على طرح هذا الموضوع
وجازاك الله خيرا أخي عبد الحميد محمد على هذا التفصيل الرائع خاصة مسألة افتتان المأمومين وهذا مما وقع بالفعل ليس فقط عند الجمع بين القراءات بل حتى بالقراءة برواية لا يعرفها المصلون ولم يسمعوا بها على الإطلاق فأول ما يكون من ردة فعل: التصحيح للإمام أو الإنكار الشديد - هذا متعلق بالعوام - أما إذا كان الأمر يتعلق بطلبة العلم أو المتعلمين فلا أظن أن في ذلك ضير إذا روعيت الشروط المذكورة والسلام عليكم
ــــــــــــ
لي في محبتكم شهود أربع **** وشهود كل قضية إثنان
خفقان قلبي وارتعاش مفاصلي ****ونحول جسمي وانعقاد لساني
ـ[حارث همام]ــــــــ[27 - 03 - 07, 02:26 م]ـ
شكر الله لكم للشيخ عبدالرحمن وكثر الله فوائد الشيخ أبي خالد، وعظم الأجر لمن شارك.
وأقول لأخي عبدالحميد هذه وقفات عجلة هي إشارات تكفي مثل من كان في فطنتكم:
أولاً: لا تعارض بين الفتوتين فالأولى في خلط القراءة والثانية في جمع القراءة، والفرق بين الأمرين قد قد سبق من أبي خالد ما ينبه عليه فتأمله في مشاركته ما أورده تحت الرقم (2). فقول شيخ الإسلام واحد لاتعارض فيه فيما يظهر، وما استله الشيخ رياض -حفظه الله- من كلام شيخ الإسلام في ذلك المقام الذي أورده فيه غير موفق فيما يظهر والله أعلم.
ثانياً: التعويل في المنع إن فرض التعارض إنما هو على الدليل الحاظر، وقد أمر الله بقراءة القرآن وترتيليه ولم يقيد منعاً له بنحو ما يمنع به بعضهم ما يسميه تلفيقاً مطلقاً.
ثالثاً: معرفة ترتب إحدى القراءتين على الأخرى مراتب، منه الظاهر الذي يعلمه العامي ومنه ما هو دون ذلك، ثم إن الخطأ في هذا كالخطأ في إعراب القراءة الواحدة فلئن كان العامي قد يغلط في القراءة الواحدة فيرفع ما حقه النصب مثلاً، وقد يغتفر له ذلك فكذلك فيما إذا لفق قد يخطئ في تلفيقه وقد يغتفر له ذلك، ولهذا فإن جواب شيخ الإسلام الذي نقله الشيخ عبدالرحمن من الدقة والتحقيق بمكان على اختصاره.
رابعاً: مراعاة ما جرى به العمل قد ترتب ما هو أكثر من ذلك كترك القراءة بغير القراءة المشتهرة أصلاً، ولله كم من فتنة حدثت بسبب اختيار قراءة غريبة على أهل البلد وقد رأيت مشاكل قد نشأت بسبب هذا في أكثر من بلد عربي فضلاً عن غيرها. فهل هذا ينقض حكم الجواز من حيث الأصل دون اعتبار المفسدة؟
ثم إن الشأن ليس في هل الذي ينبغي أن لايفعل هذا أو يفعله، لكن الشأن إذا فعله فما حكم صلاته؟
والشأن كذلك في أصل حكم التلفيق ما هو؟
وأنت تعلم أن الجائز والمباح قد يمنع منه أو يندب إليه باعتبارات خارجة عن أصل الحكم، والكلام هنا في تقرير أصل الحكم.
والإشكال الذي قد يرد على المأمومين يرد على هذا وعلى القارئ بالتلفيق سواء، وكذلك في الأخذ عن القارئ والطريف أن بعضهم يدخل في دور فيجعل حجته على المنع ما حاصله زعم المنع! فيجعل هذا التلفيق الصحيح سبيلاً للافتتان إذ قد يحفظ العامي ما سمع من كلمات فيدخلها في القراءة التي يحفظ، وهذا عجيب فلو سلم له بأن هذه فتنة لما كان الخلاف في المسألة، فما الإشكال في نحو ما منعوه إن كان صحيحاً وكله كلام رب العالمين؟!
وجزاكم الله خيراً ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/60)
ـ[عبد الحميد محمد]ــــــــ[29 - 03 - 07, 01:52 ص]ـ
الشيخ وليد شكر الله لكم عندي أسئلة:
1 - ما معنى قولكم كالجمع بالوقف والجمع بالحرف
2 - اريد تخريج ما ذكرته:
وقد كان النبي يقرأ ختمة واحدة على جبريل في رمضان، بجميع ما أنزل من القرآن، ومال الحافظ ابن حجر إلى أن هذه الختمة كانت مشتملة على جميع القراءات، وهذا معناه أن النبي كان يجمع بين القراءات في ختمة واحدة بكيفيةٍ معينة.
شكر لك شيخنا الكريم
ياليتك ياشيخ وليد توافينا بهذا التخريج وجزاك الله خيراً فقد افدت وعلمت ونفعنا الله بك
الشيخ الفاضل عبد الرحمن السديس
السلام عليكم ورحمة الله
المسالة تحتاج الى بحث اعمق وتنبيه على عدم فعل ذلك فى الصلاة
شيخنا الفاضل عبد الرحمان
قد افدتنا بهذا الموضوع كثيرا واتوقع ان استفادتى ستكون اكثر بعد عودتك ببحث فيها تَُعلمنا فيه الكثير وكلما طال انتظارنا سيكون الكنز الذى تاتى به ثمينا ان شاء الله نفعنا الله بك
شكر الله لكم للشيخ عبدالرحمن وكثر الله فوائد الشيخ أبي خالد، وعظم الأجر لمن شارك.
وأقول لأخي عبدالحميد هذه وقفات عجلة هي إشارات تكفي مثل من كان في فطنتكم:
الشيخ الفاضل حارث همام ما اصدق اسمك (ابتسامه) ساتناول مشاركتك وان شاء الله ولكن انتظر هل الشيخ عبد الرحمان سيوافق ما ذهبت اليه ام له تفصيل اخر
ـ[حارث همام]ــــــــ[29 - 03 - 07, 01:07 م]ـ
شكر الله لك، ولعل موافقة الشيخ الفاضل لا كبير علاقة لها بجوابي.
فأتحفني بتعقيبك مشكوراً.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[29 - 03 - 07, 04:34 م]ـ
بارك الله فيكم
الموضوع كتب في 01 - 03 - 2004
ورفعه الأخ الكريم أبو يوسف التوب
في 03 - 07 - 2007
ولم أشعر به إلا الآن ـ صدفة ـ وتصفحتُ ما كتب سريعا، والأمر فيما يبدو لي ظاهر، وما سطره الشيخ الكريم حارث فيه زيادة إيضاح وبيان لما أشكل على الأخ الكريم عبد الحميد.
ـ[ابو الياس]ــــــــ[29 - 03 - 07, 06:09 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[السعدية أم عزام]ــــــــ[30 - 03 - 07, 05:28 م]ـ
الله يجزاكم كل خير ياشيوخنا الأفاضل
ـ[عبد الحميد محمد]ــــــــ[02 - 04 - 07, 03:21 ص]ـ
أولاً: لا تعارض بين الفتوتين فالأولى في خلط القراءة والثانية في جمع القراءة،
الشيخ الفاضل حارث همام
1 - ليس لدينا تعريفا جامعاً مانعاً لكل من الجمع , الخلط , التلفيق لا عند الاصوليين او عند القراء والفقهاء
بحيث نفرق بين هذة الثلاثة ويتحدد الفرق بينها وعلى ذلك ليس لدينا الا احد امرين الاول تساوى الثلاثه والثانى اختلافها فإن تساوت الثلاثه فلا حجة لك فيما ذكرت ويبقى التعارض وإن اختلفت الثلاثه لا نجد دليلا واحدا على ان النبى صلى الله عليه وسلم فعل هذه الثلاثه وفرق بينها.
2 - الجمع إصطلاح معروف عند اهل القراءات وغيرهم وله قواعد وتفاصيل وانواع وتطبيق , ومع ذلك فاكثر القراء والفقهاء على انه بدعه مكروهه فى الصلاه أما الخلط والتلفيق فليس لهما مثل ما للجمع فمن باب اولى ان يكون الخلط والتلفيق اشد كراهه
3 - قال السيوطى فى الاتقان "فصل في كيفية الأخذ بإفراد القراءات وجمعها الذي كان عليه السلف أخذ كل ختمة برواية لا يجمعون رواية إلى غيرها أثناء المائة الخامسة فظهر جمع القراءات في الختمة الواحدة واستقر عليه العمل ولم يكونوا يسمحون به إلا لمن أفرد القراءات وأتقن طرقها وقرأ لكل قارئ بختمة على حدة بل إذا كان للشيخ راويان قرءوا لكل راوبختمة ثم يجمعون له وهكذا.
وتساهل قوم فسمحوا أن يقرأ لكل قارئ من السبعة بختمة سوى نافع وحمزة فإنهم كانوا يأخذون ختمة لقالون ثم ختمة لورش ثم ختمة لخلف ثم ختمة لخلاد ولا يسمح أحد بالجمع إلا بعد ذلك.
نعم إذا رأوا شخصاً أفرد وجمع على شيخ معتبر وأجيز وتأهل وأراد أن يجمع القراءات في ختمة لا يكلفونه الإفراد لعلمهم بوصوله إلى حد المعرفة والإتقان.
فإذا كان هذا فعلهم خارج الصلاة واثناء التعليم فكيف بداخل الصلاه
واما قولك والفرق بين الأمرين قد قد سبق من أبي خالد ما ينبه عليه فتأمله في مشاركته ما أورده تحت الرقم (2). فليس فى كلام الشيخ ابى خالد مايفرق بة بين الامرين
واما قولك وقد أمر الله بقراءة القرآن وترتيليه ولم يقيد منعاً له بنحو ما يمنع به بعضهم ما يسميه تلفيقاً مطلقاً.
فإنما امر الله ان نقرأه كما قرأه النبى صلى الله عليه وسلم ولهذا منع شيخ الاسلام ابن تيميه الجمع فى الصلاه لعدم توفر الدليل الصحيح على فعل ذلك
وأما قولك "التعويل في المنع إن فرض التعارض إنما هو على الدليل الحاظر، "
فهذا فى الصلاة امر تعبدى وجب علينا فيه الاتباع وقولك بالدليل الحاظر لا يصح فى عبادة وإلا فما هو الدليل الحاظر على ان نصلى الظهر خمس ركعات
ان شاء الله ساوافيك بباقى الرد تفصيلا لكل بند بعد يومين ولكن عذرا فى تاخرى لكثرة المشاغل
وجزاك الله خيرا.
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[02 - 04 - 07, 04:02 م]ـ
بارك الله فييك يا شيخ عبدالرحمن على هذا النقل المفيد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/61)
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[02 - 04 - 07, 04:11 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء الشيخ عبدالرحمن على هذا النقل المفيد
ـ[حارث همام]ــــــــ[04 - 04 - 07, 11:12 م]ـ
شكر الله لك وقد علقت على ما سطرتموه غير أني أترك تعليقه إلى حين تمام ردكم حتى لايحصل نوع تشويش بالمقاطعة.
ـ[عبد الحميد محمد]ــــــــ[05 - 04 - 07, 01:01 ص]ـ
الشيخ الفاضل حارث همام
واما قولك
ثالثاً: معرفة ترتب إحدى القراءتين على الأخرى مراتب، منه الظاهر الذي يعلمه العامي ومنه ما هو دون ذلك، ثم إن الخطأ في هذا كالخطأ في إعراب القراءة الواحدة فلئن كان العامي قد يغلط في القراءة الواحدة فيرفع ما حقه النصب مثلاً، وقد يغتفر له ذلك فكذلك فيما إذا لفق قد يخطئ في تلفيقه وقد يغتفر له ذلك، ولهذا فإن جواب شيخ الإسلام الذي نقله الشيخ عبدالرحمن من الدقة والتحقيق بمكان على اختصاره
لايصح هنا ان نحمل احكام مايحدث فى القراءة الواحدة مع ما يحدث فى التلفيق
فإن القراءة الواحده لا نزاع فيها وهى محل اجماع إما قراءة التلفيق ففيها الخلاف الذى نحن بصددة وكما رايت كم من العلماء اعتبره بدعة محدثة فى الفتاوى السابقة
واما قولك
رابعاً: مراعاة ما جرى به العمل قد ترتب ما هو أكثر من ذلك كترك القراءة بغير القراءة المشتهرة أصلاً، ولله كم من فتنة حدثت بسبب اختيار قراءة غريبة على أهل البلد وقد رأيت مشاكل قد نشأت بسبب هذا في أكثر من بلد عربي فضلاً عن غيرها. فهل هذا ينقض حكم الجواز من حيث الأصل دون اعتبار المفسدة؟ [/ QUOTE]
ايضا هنا انت تقارن بين القراءة الواحدة وان اختلفت مع قراءة التلفيق
وليس موضع النزاع القراءة بقراءة واحدة ولكنة القراءة بالتلفيق
فمراعاة ماجرى به العمل لا تنقض حكم الجواز من حيث الاصل فى القراءة الواحدة للاجماع على جواز ذلك أما التلفيق فلا إجماع عليه
واما قولك
[ QUOTE] ثم إن الشأن ليس في هل الذي ينبغي أن لايفعل هذا أو يفعله، لكن الشأن إذا فعله فما حكم صلاته؟
تحرير موضع النزاع مرة اخرى ان هذا بدعه مكروهه فالشأن ألا يفعل هذا وليس الكلام على صلاتة ولم يرد هذا فى اصل المشاركة
ـ[عبد الحميد محمد]ــــــــ[05 - 04 - 07, 02:12 ص]ـ
واما قولك
والشأن كذلك في أصل حكم التلفيق ما هو؟
وأنت تعلم أن الجائز والمباح قد يمنع منه أو يندب إليه باعتبارات خارجة عن أصل الحكم، والكلام هنا في تقرير أصل الحكم.
فهذا اتفاق بيننا فى تحرير موضع النزاع مع ملاحظة ان لدى اعتبارات خارجه عن اصل الحكم (بغض النظر عما هو) تمنع من ذلك فى الصلاه وافقتنى فيها والمشاركين
اما اصل الحكم فساسوق لك ترجيح فتوى شيخ الاسلام ابن تيميه بالمنع على فتوته الجواز
واما قولك
والطريف أن بعضهم يدخل في دور فيجعل حجته على المنع ما حاصله زعم المنع! فيجعل هذا التلفيق الصحيح سبيلاً للافتتان
اولا لم نتفق على ان التلفيق صحيحا
ثانيا الحجة على المنع موجوده باستقراء اقوال المانعين وادلتهم وحتى المجيزين بشرط مثل ابن الجزرى صرح بان هذا اذا كان على سبيل الروايه فهو كذب فتامل
ـ[عبد الحميد محمد]ــــــــ[05 - 04 - 07, 02:30 ص]ـ
أخيرا اسباب ترجيح فتوى شيخ الاسلام بالمنع على فتوته بالجواز
1 - شيخ الاسلام ابن تيميه من اعلم الناس بالسنه والبدعه والادله
2 - شيخ الاسلام ليس له باع طويل فى علوم القراءات وهذا الربط للتاكيد فقط
هل ابن تيميه عالم بالقراءات
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=8545&highlight=%CC%E3%DA+%C7%E1%DE%D1%C7%C1%C7%CA
ونص السؤال فى فتوى المنع عن السنة والبدعة وهو الاعلم بها عن القراءات وسئل أيضا عن " جمع القراءات السبع " هل هو سنة أم بدعة؟ وهل جمعت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أم لا؟ وهل لجامعها مزية ثواب على من قرأ برواية أم لا؟.
اما نص السؤال فى فتوى الجواز فليس فيه بدعه او سنه فكانه اجاب فى الجواز بلسان القراء بينما فى المنع اجاب بلسان الفقهاء وهذا راى شخصى وارجو من الجميع رايهم فيه بالاضافه الى رايك
ـ[حارث همام]ــــــــ[05 - 04 - 07, 02:32 م]ـ
شكر الله لك ..
التركيب أو التلفيق مصطلح معروف عند القراء، وكذلك الجمع سواء كان بالحرف أم بالوقف أم بالتوافق طريق الماهر أم بالآية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/62)
وما أفهمه من ردكم الأول، إقراركم التفريق بين كل من الجمع والتلفيق. بغض النظر عما إذا كان ثم تعريف جامع مانع أو لم يكن، المهم وجود تعريف أو وجود اصطلاح كما أشرتم في النقطة الثانية من الرد الأول، واصطلاح الجمع غير التلفيق الذي كان مقال الشيخ عنه.
فإذا تقرر هذا وكان حديث شيخ الإسلام في موضع عن لفظ وفي موضع آخر عن لفظ آخر فليس لنا أن نسوي بينهما ثم نحكم على كلام الإمام بالتعارض أو نحكم عليه بالرجوع.
ثم إن جوابه الأول الذي نقله الشيخ السديس ظاهر في ما يسمى التلفيق أو التركيب، وظاهر أنه لايتعرض للجمع المصطلح المعروف من نص الجواب قال رحمه الله: " يجوز أن يقرأ بعض القرآن بحرف أبى عمرو وبعضه بحرف نافع، وسواء كان ذلك في ركعة أو ركعتين".
وأما الثاني فعن جمع القراءات مطلقاً سواء في الصلاة أو غيرها، والجمع مصطلح معروف كما ذكرت ليس هو قراءة ركعة بحرف أبي عمرو، وركعة أخرى بحرف آخر.
فلا أدري أي وجه لمعارضة فتواه الأولى بفتواه الثانية؟
ثم يقال:
لو لم يكن الجمع مصطلحاً معروفاً لما كان موفقاً من حمله على معنى الجواب الأول ومقتضى العدل أن يترك رمي الشيخ بالتعارض وأن يفسر هذا الجمع بما لايتعارض مع الجواب الأول، بغض النظر عن موافقة الإمام بعد أو مخالفته، لكن دون اعتساف في حمل كلامه وضرب بعضه ببعض.
وأما هذه المصطلحات فالخلط بين الشيخ أبو خالد إطلاقه بمعنيين، وحاصله إطلاقه بمعنى الجمع وإطلاقه بمعنى التركيب، أو التلفيق.
وشيخ الإسلام فيما نقل عنه لم يستعمل مصطلح الخلط بل عبر تعبيراً دقيقاً، أما الأولى فقد وصف فيها التركيب أو التلفيق، وأما الثانية فقد ذكر فيها الجمع، وهذا كلام مميز واضح.
فسقط إذاً معرضة فتواه الأولى بالثانية إذ لاتعارض والحمد لله.
وقولك حفظك الله: " فإن تساوت الثلاثه فلا حجة لك فيما ذكرت ويبقى التعارض وإن اختلفت الثلاثه لا نجد دليلا واحدا على ان النبى صلى الله عليه وسلم فعل هذه الثلاثه وفرق بينها".
فلعل الحجة ظاهرة سواء إن تساوت الثلاثة أو اختلفت، لأنه وصف في جواب الأول ما لم يوصف في الجواب الثاني، ولم يستعمل لفظاً واحداً في كلا الفتويين، بل التعبير في الأولى يميزها عن الثانية.
أما إن اختلفت فدل ذلك على أن فتوى شيخ الإسلام غير متعارضة ولا متضاربة.
أما هل هي صحيحة أو لا، فأنت تخالفه فيها، ودليل صحة المخالفة فيما أفهم من كلامكم هذا وغيره هو:
أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل التلفيق أو التركيب أو الجمع، ولنترك الكلام عن الجمع ولنتحدث عن موضع الخلاف التركيب أو التلفيق.
فيقال للمخالف وهل لديك دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما قرأ في الصلاة برواية حفص وحدها وقد أفردها!!!
بل يقال وردت القراءة بما تيسر مما يسمى قرآناً، وهذا تستوي فيه الطريق الواحدة، والرواية الواحدة، والقراءة الواحدة، مع تلفيق أي منها ومع إفرادها، وليس ثم دليل –فيما يظهر- يميز فعل هذه دون هذه.
وأما كون التلفيق أو التركيب مختلف فيه فلا تحتاج إلى أن تستدل عليه بكراهتهم الجمع، فقد نص بعض أهل العلم كالجعبري على كراهته وإن لم يتغير المعنى جراء التركيب، وهؤلاء قد خالفهم آخرون بل كما قال ابن الجزري خالفهم في الحكم بالكراهة جمهور المحققين، فكيف يستدل على المنع بخلاف بعضهم!
وأما الجمع فليس في النقل المسرود عن السيوطي ما يبين كراهتهم له بل بين استقرار العمل عليه خارج الصلاة، وأما المنع منه فلغير المتقن، وقد فصل شيخ الإسلام في حكمها خارج الصلاة تفصيلاً حسناً وقد نقلتموه.
وكان الأولى أن تستدل –إن صح مثل هذا أن يسمى استدلالاً- بفتوى شيخ الإسلام التي نقلها الشيخ رياض في المنع كراهة داخل الصلاة.
على أن بين الجمع وبين ما أجازه الشيخ فرق ظاهر، فالجمع التزام طريق لم يرد به الشرع، وذلك ليس فيه هذا الالتزام، ولو سئل الشيخ عن من يلتزم تركيباً بطريقة معينة فلعل جوابه يختلف، ثم إن في تكرار الآيات في الفريضة كالنافلة خلاف، لكن لعل الصحيح المنع منه في الفرض لعدم وروده، وجوازه في النافلة وعلى هذا فتوى بعض كبار أهل العلم، وبعضهم جعل تكراراها في الفاتحة قاطع للموالاة أثناء قراءتها، وإذا لوحظ هذا المعنى ولو في الرواية الواحدة علم الفرق بين الجمع وبين التركيب، إذ ليس في الأخير هذا المحذور.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/63)
قلتم:
" فليس فى كلام الشيخ ابى خالد مايفرق بة بين الامرين".
قال أبو خالد:
" مما يحسن التنبيه عليه هنا، أن خلط القراءات نوعان:
1) أن يقرأ في نفس المجلس أو نفس الركعة كلمة بقراءة وكلمة أخرى بقراءة أخرى، فهذا حكمه ما نقله الشيخ الفاضل السديس عن شيخ الإسلام ابن تيمية وعن الإمام ابن الجزري وخلاصته أنه إذا كان للكلام ارتباط بما بعده فيظل على نفس القراءة، فإذا انقضي ارتباط الكلام فله أن ينتقل عنها إلى غيرها، و إن كان الأَولى أن يستمر على نفس القراءة ما دام في ذلك المجلس أو تلك الصلاة، وهذا ما قرره أيضا الإمام النووي في التبيان.
2) أن يقرأ في نفس المجلس أو نفس الركعة نفس الكلمة بعدة قراءات كأن يقول (ملك مالك يوم الدين) أو يقول (وَهُوَ الذي وَهْوَ الذي يرسل الرياح الريح نُشُراً نُشْراً نَشْراً بُشْراً بين يدي رحمته) ونحو ذلك، فهذا فيه تفصيل:
فإن كان في مقام التعليم كقراءة التلميذ على شيخه ختمة يجمع فيها بين عدة قراءات فلا بأس بجمع القراءات على الكيفية التي اصطلح عليها علماء القراءات بغرض التدريب على تمييز الفروق بين القراءات و لاختصار وقت المعلم و التلميذ وقد جرت عادة علماء القراءات على الإقراء بالقراءات المختلفة جمعا في ختمة واحدة بطرق الجمع المصطلح عليها كالجمع بالوقف والجمع بالحرف، وقد كان النبي يقرأ ختمة واحدة على جبريل في رمضان، بجميع ما أنزل من القرآن، ومال الحافظ ابن حجر إلى أن هذه الختمة كانت مشتملة على جميع القراءات، وهذا معناه أن النبي كان يجمع بين القراءات في ختمة واحدة بكيفيةٍ معينة.
وأما إن كان لغير غرض التعليم كما يفعل كثير من المقرئين في الحفلات وفي تسجيلات الإذاعات، فمنعه كثير من العلماء وعدوه من بدع القراء لما فيه من الجمع بين البدل والمبدل منه، لأن الأصل في اختلاف التنوع ألا يجمع بين الأنواع المختلفة في نفس الوقت وإنما يفعل هذا تارة وهذا تارة، ولما قد يكون فيه من ابتداع، ولما يحدثه ذلك من التباس الآية على المستمع، بينما أباحه آخرون منهم الدكتور عبد العزيز القاري في كتابه سنن القراء ومناهج المجودين، والشيخ عبد الفتاح الهنيدي (شيخ الزيات وتلميذ المتولي) في رسالة صغيرة سماها الأدلة العقلية على جواز جمع القراءات النقلية، والله أعلم ".
فهو فرق بين نوعين من الخلط، الأول هو ما يسمى التلفيق أو التركيب وقد وصفه وشبهه بسؤال شيخ الإسلام.
والثاني هو ضرب من الجمع، لا يشبه الفتوى الأولى المنقولة عن شيخ الإسلام أولاً، تشبه الثانية.
فكيف يقال هو لم يفرق بينهما!
قلتم: " فإنما امر الله ان نقرأه كما قرأه النبى صلى الله عليه وسلم ولهذا منع شيخ الاسلام ابن تيميه الجمع فى الصلاه لعدم توفر الدليل الصحيح على فعل ذلك".
وهذا استعجلت التعليق عليه في مبدأ هذا الرد، فهل عندكم دليل يبين أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أفرد حفصاً في الصلاة، أو غيرها؟! (!)
ثم إن الأمر بالقراءة جاء مطلقاً وجاء عاماً، فأين المقيد أو المخصص بوجه مما فعله النبي صلى الله عليه وسلم؟ بل إن المنع مما جاء به الشرع ما لم يكن لمقتض ظاهر هو الذي يفتقر إلى الدليل.
قلتم: " فهذا فى الصلاة امر تعبدى وجب علينا فيه الاتباع وقولك بالدليل الحاظر لا يصح فى عبادة وإلا فما هو الدليل الحاظر على ان نصلى الظهر خمس ركعات".
جاء الأمر بإقامة الصلاة مطلقاً مجملاً، ثم بين نبينا صلى الله عليه وسلم أن الظهر إنما تقام أربع ركعات، فلم يجز الإحداث بعده إذ أن مبنى الأمر على التوقيف.
أما الأمر بقراءة ما تيسر من القرآن فقد جاء عاماً ومطلقاً، وليس هو من قبيل المجمل المبين بالسنة، بل القرآن مبين بحمد الله.
ولاشك أن من القواعد المقررة أن الأصل في العبادات التوقيف، والعبارة المنقولة عني فصلت من شقها المبين لهذا المعنى.
فإذا جاء نص عام أو مطلق فينبغي العمل به على إطلاقه أو عمومه، ولاينبغي التوقف فيه ما لم يأت دليل يقيد أو يخصص فيكون بمثابة الحاظر لبعض الأفراد.
ومشروعية قراءة ما تيسر ثابتة بالكتاب والسنة والإجماع، فهل ثم ما يقيدها فيحظر مما تيسر بعضاً؟
واما قولك
اقتباس:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/64)
ثالثاً: معرفة ترتب إحدى القراءتين على الأخرى مراتب، منه الظاهر الذي يعلمه العامي ومنه ما هو دون ذلك، ثم إن الخطأ في هذا كالخطأ في إعراب القراءة الواحدة فلئن كان العامي قد يغلط في القراءة الواحدة فيرفع ما حقه النصب مثلاً، وقد يغتفر له ذلك فكذلك فيما إذا لفق قد يخطئ في تلفيقه وقد يغتفر له ذلك، ولهذا فإن جواب شيخ الإسلام الذي نقله الشيخ عبدالرحمن من الدقة والتحقيق بمكان على اختصاره
لايصح هنا ان نحمل احكام مايحدث فى القراءة الواحدة مع ما يحدث فى التلفيق
فإن القراءة الواحده لا نزاع فيها وهى محل اجماع إما قراءة التلفيق ففيها الخلاف الذى نحن بصددة وكما رايت كم من العلماء اعتبره بدعة محدثة فى الفتاوى السابقة.
فيا أخي الكريم ليس الخلاف دليلاً نسوغ به احتمال الخطأ للقارئ بالقراءة الواحدة ولا نسوغه به للقارئ بالتلفيق، وإنما يمنعه من كره التلفيق من أهل العلم وهذا هو الخصم في المسألة فلا يصح أن يكون رأيه محكماً على مخالفه!
ثم أنت حفظك الله إنما نقلت أنه قد أحدث واستمر عليه العمل، ولم تنقل أنه بدعة، وكان ذلك في الجمع ثم قست عليه أنت قياساً لم يسلم لك به المخالف.
وإن نقلت أنه بدعة منكرة فهذا ما يخالفك فيه كثير من أهل التحقيق كما ذكر ابن الجزري، ولايسوغ لأحد ترك الحق والدين لرمي مخالف له بأنه بدعة وأمثلة الشرع في هذا كثيرة، فكم من فعل هو بدعة عند بعض أهل العلم لم يلتفت إلى نظرهم فيها لما استبان الدليل وبانت الحجة.
وأضرب مثالاً يتضح به المقال، اختلف أهل العلم هل تصح صلاة من فاتته الفريضة فجعل يصليها منفرداً وأثناء الصلاة لحظ جماعة أخرى قد جاءت، فاختلفوا هل له أن يجعلها نفلاً ليدرك الفريضة مع الجماعة أم لا؟
وبصرف النظر عن الصواب في المسألة فليس للذي يرى عدم الصحة أن يعترض على من يرى الصحة فيقول يمنع لأنه قد يستعجل ويخل بشيء من الأركان، لأن هذه المسألة لا علاقة لها بأصل المسألة وإن كانت قد تطرأ عليها وقد لا تطرأ ثم هي إن طرأت في هذه الصورة أو في غيرها فلها حكمها.
وهكذا قل في كثير من مسائل الخلاف.
والخلاصة لا يصح أن تقول في مسألة رتبها صاحبها على دليل –تراه قد أخطأ فيها- الخطأ في عملك يقضي بأن تترك العمل، لأن أصل المسألة مختلف فيها، وهذا لا يرد علي!
واما قولك
رابعاً: مراعاة ما جرى به العمل قد ترتب ما هو أكثر من ذلك كترك القراءة بغير القراءة المشتهرة أصلاً، ولله كم من فتنة حدثت بسبب اختيار قراءة غريبة على أهل البلد وقد رأيت مشاكل قد نشأت بسبب هذا في أكثر من بلد عربي فضلاً عن غيرها. فهل هذا ينقض حكم الجواز من حيث الأصل دون اعتبار المفسدة؟
ايضا هنا انت تقارن بين القراءة الواحدة وان اختلفت مع قراءة التلفيق
وليس موضع النزاع القراءة بقراءة واحدة ولكنة القراءة بالتلفيق
فمراعاة ماجرى به العمل لا تنقض حكم الجواز من حيث الاصل فى القراءة الواحدة للاجماع على جواز ذلك أما التلفيق فلا إجماع عليه.
نعم لا إجماع عليه ولكن ما الصواب في ما حصل فيه الخلاف؟ إن قلت الصواب فيه الجواز، لم يكن الاعتراض عليه بما اعترضت عليه أولاً من مراعاة العمل والفتوى بالبلد اعتراضاً صحيحاً موجهاً لأصل المسألة، فهذا شأن خارج عن أصل الجواز، يشترك فيه التركيب و القراءة الواحدة أو الرواية الواحدة أو الطريق الواحدة.
قلتم:
"تحرير موضع النزاع مرة اخرى ان هذا بدعه مكروهه فالشأن ألا يفعل هذا وليس الكلام على صلاتة ولم يرد هذا فى اصل المشاركة".
المشاركة موضوعها عام لم يخصص مقاماً دون مقام.
وفتوى شيخ الإسلام الأولى إنما هي في الصلاة.
واما قولك
اقتباس:
والشأن كذلك في أصل حكم التلفيق ما هو؟
وأنت تعلم أن الجائز والمباح قد يمنع منه أو يندب إليه باعتبارات خارجة عن أصل الحكم، والكلام هنا في تقرير أصل الحكم.
فهذا اتفاق بيننا فى تحرير موضع النزاع مع ملاحظة ان لدى اعتبارات خارجه عن اصل الحكم (بغض النظر عما هو) تمنع من ذلك فى الصلاه وافقتنى فيها والمشاركين
اما اصل الحكم فساسوق لك ترجيح فتوى شيخ الاسلام ابن تيميه بالمنع على فتوته الجواز
واما قولك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/65)
فيقال: الاعتبارات التي ذكرت قد توجد وقد لاتوجد، فمتى وجدت اشترك فيها حكم القراءة والواحدة والتلفيق، لا لأجل التلفيق أو القراءة بل لتلك الاعتبارات فالحكم منوط بها لابغيرها.
قلتم جواباً عن قولي: والطريف أن بعضهم يدخل في دور فيجعل حجته على المنع ما حاصله زعم المنع! فيجعل هذا التلفيق الصحيح سبيلاً للافتتان:
"اولا لم نتفق على ان التلفيق صحيحٌ
ثانيا الحجة على المنع موجوده باستقراء اقوال المانعين وادلتهم وحتى المجيزين بشرط مثل ابن الجزرى صرح بان هذا اذا كان على سبيل الروايه فهو كذب فتامل"
نعم لم نتفق، لكن لايصح أن تحتج على مخالفك القائل بجوازه بعدم صحته في اعتقادك، ولا بقول فلان وقد خالفه الأعلام.
أما أدلة المانعين فلم نجد لهم على المنع دليلاً واحداً مسلماً وإلاّ لانتهى الأمر.
أما كلام ابن الجزري فلا أدري ما وجه إقحامه هنا، وهو شاهد عليك في الجواز موافق لشيخ الإسلام وإنما منعه في الرواية، أو إن حصل إخلال بالمعنى، وقد بينت لك أن هذا لا اختصاص للتلفيق به بل يشمل حتى الرواية الواحدة، وأقول مرة أخرى شرط العلامة ابن الجزري يصح على القراءة الواحدة كما يصح على التلفيق.
وليس قولنا أنه كذب أن يروي لحفص فيدخل فيه لأبي عمرو الدوري مثلاً، بأدنى من قولنا بأنه كذب في الرواية الواحدة إذا قرأ لحفص –مثلاً- من طريق الفيل بقصر المنفصل رواية، فمد منفصلاً هو ثابت من طريق الأشناني لحفص.
بل لو روى راو من طريق أبي طاهر عن الأشناني لحفص، فأدخل فيه أداء طريق الهاشمي لكان مخطئاً أو كاذباً في بعض روايته.
الشاهد حتى هذا الذي هو كذب في الرواية يقع في القراءة الواحدة بل الرواية الواحدة بل الطريق.
فانظر!
قلت: " أخيرا اسباب ترجيح فتوى شيخ الاسلام بالمنع على فتوته بالجواز
1 - شيخ الاسلام ابن تيميه من اعلم الناس بالسنه والبدعه والادله
2 - شيخ الاسلام ليس له باع طويل فى علوم القراءات وهذا الربط للتاكيد فقط
هل ابن تيميه عالم بالقراءات
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...D1%C7%C1%C7%CA
ونص السؤال فى فتوى المنع عن السنة والبدعة وهو الاعلم بها عن القراءات وسئل أيضا عن "
ليس في هذا دليلا على أن كلامه متعارض مع أنه يصف في الأولى مسألة، ويتحدث في الآخرة عن الجمع الذي هو مصطلح يتناول غير ما وصفه في الفتوى الأولى إذ لا يسمى جمعاً.
فليس لك أن تقول لآحاد طلاب العلم –ناهيك عن شيخ الإسلام- سمعته يقول مرة: يجوز أن يقرأ في ركعة بحرف أبي عمر، وفي الأخرى بحرف حفص، أو في واحدة بهما.
ثم قال مرة يكره الجمع –طبعاً شيخ الإسلام فصل في الجمع ولم يكره مطلقاً- فليس لك أن تحمل كلامه على التناقض والتعارض فكيف بكلام أهل العلم!!
أما هل كان شيخ الإسلام عالماً بالقرآت أو لم يكن عالماً بها، فتلك مسألة أضرب عنها الذكر صفحاً ههنا، لأمور:
أولها: أن شيخ الإسلام وافقه على ما قال محققوا الفن وقد نقل حاصل هذا محرر العلم ابن الجزري.
ثانيها: لو فرض –جدلاً- أن الشيخ لم يضرب بسهم في هذا العلم، فهو أعلم به من كثير من المتأخرين الذين يتحدثون فيه ولعلنا منهم، فليس رأينا أولى من رأيه.
ثالثها: المسألة متعلق بحكم تكليفي حل وحرمة ... وليست هي مسألة أداء أو رواية ليقال هو ليس بعالم بالقراءات، وإصدار الحكم التكليفي لايجوز لمن وسع القراءات ورواياتها وطرقها علماً أن يتحدث فيه ما لم يعلم أصول الاستدلال وقواعد الترجيح وأنواع الأدلة، والذي يعترض فيزعم أن القراء أجدر بالحكم فيه فهو كمن يقول المهندس أجدر من عالم الشريعة في الحكم بالحل والحرمة فيما يتعلق بعمله، وكذا الطبيب والفلكي والنجار والـ .... وسم ما شئت لاتدع حرفة. نعم لو وقع الاختلاف بين هؤلاء وبين عالم الشريعة في صنائعهم فكلامهم مقدم أما في الحكم التكليفي فاللهم لا، والمهم أن يتصور عالم الشريعة ما يقال ليبني الحكم عليه.
مع فارق شرف المعلوم في هذه الأمور.
ويقال أخيراً، ليس لشيخ الإسلام فتوى في المنع من التلفيق أصلاً لترجح على الفتوى التي نص فيها على الجواز، ومن زعم أنه منع التلفيق فلينقل عنه، غير ما نقل في الجمع الذي هو مصطلح معروف ليس هو التلفيق أو البناء الذي وصف جوازه بما يشبه النص عليه.
قلت:
اقتباس:
جمع القراءات السبع " هل هو سنة أم بدعة؟ وهل جمعت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أم لا؟ وهل لجامعها مزية ثواب على من قرأ برواية أم لا؟
.
اما نص السؤال فى فتوى الجواز فليس فيه بدعه او سنه فكانه اجاب فى الجواز بلسان القراء بينما فى المنع اجاب بلسان الفقهاء وهذا راى شخصى وارجو من الجميع رايهم فيه بالاضافه الى رايك
ولعلك تريد: "فكانه اجاب فى الجواز بلسان الفقهاء بينما فى المنع اجاب بلسان القراء".
وإلاّ فما ذكرته هنا بعيد فلو أجاب بلسان القراء على قولكم فينبغي أن يمنع لأن كثيراً من القراء يمنعه، لكنه لما أجاب بلسان الفقهاء جوز فخالف القراء.
ولعل الحق أنه ليس لمجرد القراء في غير الرواية وضبطها لسان في التحليلل والتحريم، ما لم يكونوا من علماء الشريعة العالمين بأصولها وقواعدها.
وفقك الله ونفع بك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/66)
ـ[عبد الحميد محمد]ــــــــ[10 - 04 - 07, 01:09 ص]ـ
الشيخ الفاضل حارث همام جزاك الله خيرا على هذه المشاركة المثمره الجاده
وقد ظهر اننا اتفقنا فى اشياء ... وفهم كل منا الاخر على غير مراده فى اشياء .... ولا زال لدينا إختلاف على اشياء ......
وقبل ان افصل اشكرك شكرا خاصا على حسن ردك وحلمه فيما يتعلق بشيخ الاسلام ابن تيميه والغيرة عليه على الرغم من فهمك لردى على غير مرادى منه ولو كنت مكانك ما كنت احسن مثل صنيعك لفرط غيرتى عليه. وارجو الا يفهم احد قولى على غير مرادى فعمدتى فى هذه المشاركه وما ذهبت اليه هى فتوى شيخ الاسلام لا اقوال القراء كما سيتبين.
ويحسن ان نبدا بما اتفقنا عليه
1 - قولكم "ولاشك أن من القواعد المقررة أن الأصل في العبادات التوقيف،
2 - قولكم "ثانيها: لو فرض –جدلاً- أن الشيخ لم يضرب بسهم في هذا العلم، فهو أعلم به من كثير من المتأخرين الذين يتحدثون فيه ولعلنا منهم، فليس رأينا أولى من رأيه.
وقولكم " ثالثها: المسألة متعلق بحكم تكليفي حل وحرمة ... وليست هي مسألة أداء أو رواية ليقال هو ليس بعالم بالقراءات، وإصدار الحكم التكليفي لايجوز لمن وسع القراءات ورواياتها وطرقها علماً أن يتحدث فيه ما لم يعلم أصول الاستدلال وقواعد الترجيح وأنواع الأدلة،
ـ[محمد بن صابر عمران]ــــــــ[10 - 04 - 07, 01:29 ص]ـ
الخلط بين الطرق (التلفيق) *:
فترى بعض المشايخ يقرئون طلابهم رواية حفص مثلاً من طريق الشاطبية وما يترتب عليها من أحكام من أبرزها توسط المد المنفصل ثم يجيزونهم برواية حفص من طريق الطيبة أو العكس، فما دام أنهم لم يتلقوا هذا الوجه لا يجوز لهم رواية القراءة به وإقراءه الآخرين حتى يتلقوه، وقد صرح العلماء بعدم جواز التلفيق في قراءة القران
قال الإمام النوري شارح الدرة: "والقراءة بخلط الطرق وتركيبها حرام أو مكروه أو معيب".
وقال العلامة القسطلاني في لطائفه: "ويجب على القارئ الاحتراز من التركيب في الطرق وتميز بعضها من بعض وإلا وقع فيما لا يجوز لأن الأصل في قراءة القرآن هي التلقي والرواية لا الاجتهاد والقياس".
وقال العلامة المحقق الشيخ أبو العاكف محمد أمين (المدعو بعبد الله زاده): "فلا يجوز لأحد قراءة القرآن من غير أخذ كامل من أفواه الرجال المقرئين بالأسناد/ ويحرم تعليم علم القراءة باستنباط المسائل من غير كتب القوم بمطلق الرأي بغير تلق على الترتيب المعتاد؛ لأن أحد أركان القرآن اتصال السند إلى - النبي صلى الله عليه وسلم – بلا انقطاع، والإقراء بلا سند متصل إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – مردود وممنوع من الأخذ والإتباع".
فإن علماء الأداء تلقوا قراءة القرآن من مشايخهم على هيئة
----------------------------------
*البحث هنا في خلط الطرق منعقد على خلط الطرق على سبيل الرواية والإجازة، وقيدناه بذلك لنخرج الخلط على سبيل القراءة فهي جائزة مقبولة لا مانع فيها ولا حظر، وذلك بشروط أوردها الأئمة في كتبهم كأمثال الحافظ ابن الجزري، والحافظ ابن حجر
مخصوصة، ومشايخم تلقوا كذلك عن سلفهم بالأسلوب نفسه، وكل
خلف تلقاه عن سلف بحيث يتصل السند بالرواة ثم بأئمة القراءة وكلٌ
له سنده المعتمد المتصل برسول الله – صلى الله عليه وسلم –
فعلى قارئ القرآن أن يأخذ قراءته عن طريق التلقي والإسناد من الشيوخ الآخذين عن شيوخهم كي يتأكد أن تلاوته تطابق ما جاء به عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – بسند صحيح متصل، ويجوز له في هذه الحالة أن يقرأ بأية رواية أخذها بهذا الأسلوب من التلقي، وأما إذا اعتمد في قرائته على بطون الكتب أو تقليد ما سمعه من قراءة الإذاعات فيكون قد هدم أحد أركان القراءة الصحيحة، وتعد قراءته عند ذلك من باب الكذب بالرواية للقرآن الكريم فلا يجوز لمن تصدر إطلاق الوجوه للناس فيعلِّمون بها حالة الأداء من غير توقف ولا حساب فيذل بذلتهم خلق كثير فيقعون في المحظور الذي هو بذاته الكذب في الرواية والتركيب في الطرق وهذا ممتنع ولا يجوز بحال.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/67)
ولله در شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – حيث أفتى بعدم جواز القراءة بمجرد الرأي وساق - رحمه الله – لذلك أدلة كثيرة من كلام السلف منها: قول ابن مسعود – رضي الله عنه –: "فاقرأوا وما علمتم"، وقول زيد بن ثابت – رضي الله عنه –: "القراءة سنة يأخذها الىخر عن الأول"، وانتهى ذلك إلى قوله: "ليس لأحد أن يقرأ بمجرد رأيه بل القراءة سنة متبعة إلى أن قال: والعتماد في نقل القرآن على حفظ القلوب لا على المصاحف".
ـ[محمد بن صابر عمران]ــــــــ[10 - 04 - 07, 01:33 ص]ـ
الخلط بين الطرق (التلفيق) *:
فترى بعض المشايخ يقرئون طلابهم رواية حفص مثلاً من طريق الشاطبية وما يترتب عليها من أحكام من أبرزها توسط المد المنفصل ثم يجيزونهم برواية حفص من طريق الطيبة أو العكس، فما دام أنهم لم يتلقوا هذا الوجه لا يجوز لهم رواية القراءة به وإقراءه الآخرين حتى يتلقوه، وقد صرح العلماء بعدم جواز التلفيق في قراءة القران
قال الإمام النوري شارح الدرة: "والقراءة بخلط الطرق وتركيبها حرام أو مكروه أو معيب".
وقال العلامة القسطلاني في لطائفه: "ويجب على القارئ الاحتراز من التركيب في الطرق وتميز بعضها من بعض وإلا وقع فيما لا يجوز لأن الأصل في قراءة القرآن هي التلقي والرواية لا الاجتهاد والقياس".
وقال العلامة المحقق الشيخ أبو العاكف محمد أمين (المدعو بعبد الله زاده): "فلا يجوز لأحد قراءة القرآن من غير أخذ كامل من أفواه الرجال المقرئين بالأسناد/ ويحرم تعليم علم القراءة باستنباط المسائل من غير كتب القوم بمطلق الرأي بغير تلق على الترتيب المعتاد؛ لأن أحد أركان القرآن اتصال السند إلى - النبي صلى الله عليه وسلم – بلا انقطاع، والإقراء بلا سند متصل إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – مردود وممنوع من الأخذ والإتباع".
فإن علماء الأداء تلقوا قراءة القرآن من مشايخهم على هيئة
مخصوصة، ومشايخم تلقوا كذلك عن سلفهم بالأسلوب نفسه، وكل
خلف تلقاه عن سلف بحيث يتصل السند بالرواة ثم بأئمة القراءة وكلٌ
له سنده المعتمد المتصل برسول الله – صلى الله عليه وسلم –
فعلى قارئ القرآن أن يأخذ قراءته عن طريق التلقي والإسناد من الشيوخ الآخذين عن شيوخهم كي يتأكد أن تلاوته تطابق ما جاء به عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – بسند صحيح متصل، ويجوز له في هذه الحالة أن يقرأ بأية رواية أخذها بهذا الأسلوب من التلقي، وأما إذا اعتمد في قرائته على بطون الكتب أو تقليد ما سمعه من قراءة الإذاعات فيكون قد هدم أحد أركان القراءة الصحيحة، وتعد قراءته عند ذلك من باب الكذب بالرواية للقرآن الكريم فلا يجوز لمن تصدر إطلاق الوجوه للناس فيعلِّمون بها حالة الأداء من غير توقف ولا حساب فيذل بذلتهم خلق كثير فيقعون في المحظور الذي هو بذاته الكذب في الرواية والتركيب في الطرق وهذا ممتنع ولا يجوز بحال.
ولله در شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – حيث أفتى بعدم جواز القراءة بمجرد الرأي وساق - رحمه الله – لذلك أدلة كثيرة من كلام السلف منها: قول ابن مسعود – رضي الله عنه –: "فاقرأوا وما علمتم"، وقول زيد بن ثابت – رضي الله عنه –: "القراءة سنة يأخذها الىخر عن الأول"، وانتهى ذلك إلى قوله: "ليس لأحد أن يقرأ بمجرد رأيه بل القراءة سنة متبعة إلى أن قال: والعتماد في نقل القرآن على حفظ القلوب لا على المصاحف".
----------------------------------
*البحث هنا في خلط الطرق منعقد على خلط الطرق على سبيل الرواية والإجازة، وقيدناه بذلك لنخرج الخلط على سبيل القراءة فهي جائزة مقبولة لا مانع فيها ولا حظر، وذلك بشروط أوردها الأئمة في كتبهم كأمثال الحافظ ابن الجزري، والحافظ ابن حجر وغيرهما.
ـ[عبد الحميد محمد]ــــــــ[13 - 04 - 07, 05:12 م]ـ
لأن أحد أركان القرآن اتصال السند إلى - النبي صلى الله عليه وسلم – بلا انقطاع، والإقراء بلا سند متصل إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – مردود وممنوع من الأخذ والإتباع".
الاخ افاضل محمد بن صابر
جزاكم الله خيراً على مشاركتكم وهذا الركن الذى ذكرته هو اهم الاركان
ان شاء الله سيتم قريبا استكمال الموضوع وعذرا على التاخير
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[25 - 04 - 07, 01:25 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإمام ابن تيميََّة أجاز الصلاة بأكثر من قراءة في مجموع الفتاوى جـ 22 ص 445 أما الجمع المعروف فمنعه في الصلاة كما في مجموع الفتاوى جـ 22ص 459 وجـ 13 ص 404
ـ[محمد بن صابر عمران]ــــــــ[25 - 04 - 07, 01:30 ص]ـ
بارك الله فيك أخ محمد لكن الأمر يحتاج إلى تفصيل أكثر.
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[26 - 04 - 07, 04:54 م]ـ
أخي محمد بن صابر عمران وإخواني المشاركون بالنسبة لما يتعلق بكلام الإمام ابن تيميَّة في كلا الجوابين ما يلي
قوله بالجواز كمن يقرأ في صلاة أو في ركعة برواية أو قراءة ثم ينتقل لرواية أو قراءة أخرى (على ألا يكون بينهما تعارض في اللغة مثلاً.
قوله بالمنع وصورته أن يجمع أكثر من قراءة وهو مازال في نفس الموضع فيكرر الكلمة أو الآية (حسبما هو مفصل في محله) عدة مرات (مثل الشيخ عبد الباسط في هيت لك) وصورته أن يقرأ مرة ترقيق ثم تفخيم أو مرة بإخفاء الخاء والغين أو لا وكذلك مرة بإمالة أم لا ... وهكذا فلا تعارض بين الجوابين ولو رجعنا إلى نص كلامه لتضح لنا الأمر جلياً والله الموفق للجميع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/68)
ـ[عبدالله الحصين]ــــــــ[26 - 04 - 07, 05:51 م]ـ
أصبت وهذا هو الذي فهمته
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[01 - 12 - 07, 01:51 ص]ـ
لو كان الأمر بيدى لكتبت
للتثبيت
نظرا لروعة الموضوع ولكن اكتفى بالكلمة الشهيرة
للرفع
ـ[عمار الأثري]ــــــــ[17 - 08 - 10, 03:57 ص]ـ
بحث جيد
وفق الله الجميع
ـ[أبو عبد الله وعزوز]ــــــــ[17 - 08 - 10, 04:41 م]ـ
قال عبدالعزيز عيون السود في منظومته (تلخيص صريح النص):
ويُكْره التخليطُ أو يعابُ // والأكثرون الحرمةُ الصوابُ
ـ[محمودالجندى]ــــــــ[18 - 08 - 10, 02:01 م]ـ
1 - حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى الْمِنْبَرِ
قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ
رواه البخارى فى كتاب بدء الوحى
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
تأمل الصحابى الجليل ال1ى روى الحديث، هو سيدنا عمر رضى الله عنه
فلا يصح مطلقا أن أقول،،،، عن أبى هريرة قال، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ،،،،،
لأن هذا هو التدليس والكذب على أبى هريرة رضى الله عنه،،، لأنه لم يروه عن الرسول صلوات الله عليه،،، هذا فى الحديث،،، فما بالك فى القرآن،،،،،
فالخلط بين الروايات، أو القراءات أو الطرق،،،، ممنوع حال الرواية،،، لما فيه من التدليس والكذب
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
أما فى الصلاة، وفى خارجها، كقراءة فقط، دون الرواية،،،،،،،،
يحتاج إلى دراسة عميقة متخصصة والله أعلم
ـ[أبو أيوب العتيبي]ــــــــ[19 - 08 - 10, 07:46 م]ـ
وفقكم الله وسددكم .......(2/69)
معنى الأيام المعدودات والأيام المعلومات من كلام الحافظ ابن رجب
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[08 - 01 - 04, 12:38 ص]ـ
قال ابن رجب رحمه الله في فتح الباري شرح صحيح البخاري
قا ل الإمام البخاري (باب
فضل العمل في أيام التشريق
وقال ابن عباس ((واذكروا الله في أيام معلومات)): أيام العشر. والأيام المعدودات: أيام التشريق.
وكان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر، ويكبران ويكبر الناس بتكبيرهما.
وكبر محمد بن علي خلف النافلة.)
قال ابن رجب:
بوب على فضل أيام التشريق والعمل فيها.
وذكر في الباب أيام التشريق وأيام العشر، وفضلهما جميعاً.
وذكر ابن عباس: أن الأيام المعلومات المذكورة في سورة الحج هي أيام العشر، والأيام المعدودات المذكورة في سورة البقرة هي أيام التشريق.
وفي كل منهما اختلاف بين العلماء:
فأما المعلومات:
فقد روي عن ابن عباس، أنها أيام عشر ذي الحجة، كما حكاه عنه البخاري.
وروي -أيضاً- عن ابن عمر، وعن عطاء والحسن ومجاهد وعكرمة وقتادة.
وهو قول أبي حنيفة والشافعي وأحمد - في المشهور، عنه.
وقالت طائفة: الأيام المعلومات: يوم النحر ويومان بعده، روي عن ابن عمر وغيره من السلف. وقالوا: هي أيام الذبح.
وروي - أيضاً - عن علي وابن عباس، وعن عطاء الخراساني والنخعي وهو قول مالك وأبي يوسف ومحمد وأحمد - في رواية عنه.
ومن قال: أيام الذبح أربعة، قال: هي يوم النحر وثلاثة أيام بعده.
وقد روي عن أبي موسى الأشعري، أنه قال - في خطبته يوم النحر-: هذا يوم الحج الأكبر، وهذه الأيام المعلومات التسعة التي ذكر الله في القرآن، لا يرد فيهن
الدعاء، هذا يوم الحج الأكبر، وما بعده من الثلاثة اللائي ذكر الله الأيام المعدودات، لا يرد فيهن الدعاء.
وهؤلاء جعلوا ذكر الله فيها هو ذكره على الذبائح.
وروي عن محمد بن كعب، أن المعلومات أيام التشريق خاصة.
والقول الأول أصح؛ فان الله سبحانه وتعالى قالَ – بعد ذكره في هذه الأيام المعلومات: ? ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ? [الحج:29].
والتفث: هو ما يصيب الحاج من الشعث والغبار.
وقضاؤه: إكماله.
وذلك يحصل يوم النحر بالتحلل فيه من الإحرام، فقد جعل ذلك بعد ذكره في الأيام المعلومات، فدل على أن الأيام المعلومات قبل يوم النحر الذي يقضى فيه التفث ويطوف فيه بالبيت العتيق.
فلو كانت الأيام المعلومات أيام الذبح لكان الذكر فيها بعد قضاء التفث ووفاء النذور والتطوف بالبيت العتيق، والقران يدل على أن الذكر فيها قبل ذلك.
وأما قوله تعالى: ? عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأنعام ? [الحج:28].
فأما أن يقال: إن ذكره على الذبائح يحصل في يوم النحر، وهو أفضل أوقات الذبح، وهو آخر العشر.
وإما أن يقال: إن ذكره على ما رزقنا من بهيمة الأنعام، ليس هو ذكره على الذبائح، بل ذكره في أيام العشر كلها، شكراً على نعمة رزقه لنا من بهيمة الأنعام؛ فإن لله تعالى علينا فيها نعماً كثيرة دنيوية ودينية.
وقد عدد بعض الدنيوية في سورة النحل، وتختص عشر ذي الحجة منها بحمل أثقال الحاج، وإيصالهم إلى قضاء مناسكهم والانتفاع بركوبها ودرها ونسلها وأصوافها وأشعارها.
وأما الدينية فكثيرة، مثل: إيجاب الهدي وإشعاره وتقليده، وغالبا يكون ذلك في أيام العشر أو بعضها، وذبحه في آخر العشر، والتقرب به إلى الله، والأكل من لحمه، وإطعام القانع والمعتر.
فلذلك شرع ذكر الله في أيام العشر شكراً على هذه النعم كلها، كما صرح به في قوله تعالى: ? كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ ? [الحج: 37]، كما أمر بالتكبير عند قضاء صيام رمضان، وإكمال العدة، شكراً على ما هدانا إليه من الصيام والقيام المقتضي لمغفرة الذنوب السابقة.
وأما الأيام المعدودات:
فالجمهور على أنها أيام التشريق، وروي عن ابن عمر وابن عباس وغيرهما.
واستدل ابن عمر يقوله: ? فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ ? [البقرة: 203] وإنما يكون التعجيل في ثاني أيام التشريق.
قال الإمام أحمد: ما أحسن ما قال ابن عمر.
وقد روي عن ابن عباس وعطاء، أنها أربعة أيام: يوم النحر، وثلاثة بعده.
وفي إسناد المروي عن ابن عباس ضعف.
ـ[حارث همام]ــــــــ[08 - 01 - 04, 01:45 ص]ـ
الخلاصة:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن الفقيه
فأما المعلومات:
فقد روي عن ابن عباس، أنها أيام عشر ذي الحجة، كما حكاه عنه البخاري.
.....
.....
.....
والقول الأول أصح؛ فان الله سبحانه وتعالى قالَ – بعد ذكره في هذه الأيام المعلومات: ? ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ? [الحج:29].
والتفث: هو ما يصيب الحاج من الشعث والغبار.
وقضاؤه: إكماله.
وذلك يحصل يوم النحر بالتحلل فيه من الإحرام، فقد جعل ذلك بعد ذكره في الأيام المعلومات، فدل على أن الأيام المعلومات قبل يوم النحر الذي يقضى فيه التفث ويطوف فيه بالبيت العتيق.
فلو كانت الأيام المعلومات أيام الذبح لكان الذكر فيها بعد قضاء التفث ووفاء النذور والتطوف بالبيت العتيق، والقران يدل على أن الذكر فيها قبل ذلك.
.....
.....
.....
وأما الأيام المعدودات:
فالجمهور على أنها أيام التشريق، وروي عن ابن عمر وابن عباس وغيرهما.
واستدل ابن عمر يقوله: ? فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ ? [البقرة: 203] وإنما يكون التعجيل في ثاني أيام التشريق.
قال الإمام أحمد: ما أحسن ما قال ابن عمر.
وقد روي عن ابن عباس وعطاء، أنها أربعة أيام: يوم النحر، وثلاثة بعده.
وفي إسناد المروي عن ابن عباس ضعف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/70)
ـ[إبْنَ القَرْيَة]ــــــــ[08 - 01 - 04, 02:13 ص]ـ
ومن فوائد ما ذكرت عن ابن عمر وابي هريرة رضي الله عنهما دليل على جواز التكبير الجماعي في مثل تلك الحالة المذكورة أعلاه
وكذا في العيدين والله أعلم
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[08 - 01 - 04, 02:28 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
أما التكبير الجماعي فلا بأس به ولكن ليس بصيغة واحدة لأن التكبير ليس له صيغة محددة، فكل واحد يكبر بماشاء
ولذلك كان أبو هريرة وابن عمر يكبران فيسمعهم الناس فيتذكروا التكبير فيكبروا
وليس معنى هذا أنهم كانوا يكبرون بصوت واحد
وكذلك ماجاء عن عمر رضي الله بمنى فهو تذكير فإذا سمعه الناس تذكروا وانتبهوا
فليس فيها دلالة على التكبير بصوت واحد وبذكر واحد
ولذلك كان الناس يلبون مع النبي صلى الله عليه وسلم وكان بعض الناس مثل ابن عمر يزيد في الصيغة (والرغباء والعمل إليك) ونحوها
فهذا يدل على عدم التلبية الجماعية بصوت متحد
فالتكبير لم يرد فيه صيغة معينة فكل مسلم يكبر بما شاء
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=275
ـ[إبْنَ القَرْيَة]ــــــــ[08 - 01 - 04, 03:08 ص]ـ
عفواً أخي الكريم بل هذا من أصرح الأدلة على مشروعية التكبير الجماعي وبصوت واحد
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[08 - 01 - 04, 11:43 ص]ـ
وفقكم الله
بودي لو تتأمل ما ذكرته لك سابقا من عدم وجود صيغة محددة للتكبير
ومن أن فعل ابن عمر وأبي هريرة إنما كان لتذكير الناس، وفعلهم هذا إعلان للتكبير وإحياء له، فإذا سمعهم الناس يكبرون تذكروا هذه السنة وفعلوها، وليس القصد أنهم يكبرون بصوت واحد سويا، لإنه ليس هناك صيغة تكبير محددة، فتأمل سددك الله.
ـ[إبْنَ القَرْيَة]ــــــــ[08 - 01 - 04, 03:57 م]ـ
أخي الكريم / شكر الله لك ولك ما ذهبت إليه وأشكر لك لطفك دمت موفقاً ومسدداً
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[23 - 01 - 04, 11:53 م]ـ
جزاكم الله خيرا، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.(2/71)
كيف نوجّه كلام ابن مسعود في هذه الآية القرآنية؟
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[10 - 01 - 04, 05:28 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...
أرجو من الأخوة أصحاب العلم هنا إرشادي إلى مدى صحة هذه الرواية و معناها ...
قال أبو بكر الأنباري: حدثني أبي قال حدثنا نصر قال حدثنا أبو عبيد قال حدثنا نعيم بن حماد عن عبدالعزيز بن محمد عن ابن عجلان عن عون بن عبدالله بن عتبة بن مسعود قال: علم عبدالله بن مسعود رجلا "أن شجرة الزقوم. طعام الأثيم " فقال الرجل: طعام اليتيم، فأعاد عليه عبدالله الصواب وأعاد الرجل الخطأ، فلما رأى عبدالله أن لسان الرجل لا يستقيم على الصواب قال له: أما تحسن أن تقول طعام الفاجر؟ قال بلى، قال فافعل.
أرجو من إخوتي إتحافي بالرد لأني في مقام مناظرة مع نصراني و لا بد أن يكون ردي مفحما مقنعا مؤيدا بالنصوص المعزوة إلى مصادرها ... و بالله التوفيق.
ـ[الممتع]ــــــــ[10 - 01 - 04, 07:19 ص]ـ
أخي الكريم هذه بعض النقولات عن أهل العلم حول هذه المسألة لعلها تفيدك، وأسأل الله أن لا يحرمني وإياك الأجر:
قال الألوسي:
وأخرج أبو عبيد في فضائله وابن الأنباري وابن المنذر عن عوف بن عبد الله أن ابن مسعود أقرأ رجلا إن شجرةالزقوم طعام الأثيم فقال الرجل طعام اليتيم فرددهاعليه فلم يستقم بها لسانه فقال أتستطيع أن تقول طعام الفاجر قال نعم قال فافعل وأخرج الحاكم وصححه وجماعة عن أبي الدرداء أنه وقع له مثل ذلك فلما رأى الرجل أنه لا يفهم قال إن شجرة الزقوم طعام الفاجر
واستدل بذلك على أن إبدال كلمة مكان كلمة جائز إذاكانت مؤدية معناها وتعقبه القاضي أبو بكر في الأنتصار بأنه أراد أني نبه على أنه لا يريد اليتيم بل الفاجر فينبغي أن يقرأ الأثيم وأنت تعلم أن هذا التأويل لا يكاد يتأتى فيما روي عن ابن مسعود فإنه كالنص في تجويز الأبدال لذلك الرجل وأبعد منه عن التأويل ما أخرجا بن مردويه عن أبي أنه كان يقريء رجلا فارسي إذا قرأ عليه إن شجرة الزقوم طعام الأثيم قال طعام اليتيم فمر به النبي صلى الله عليه وسلم فقال قل له طعام الظلام فقالها ففصح بها لسانه وفي الباب أخبار كثيرة جياد الأسانيد كخبر أحمد من حديث أبي هريرة أنزل القرآن على سبعة أحرف عليما حكيما غفورا رحيم وكخبره من حديث أبي بكرة كلهأ شاف كاف ما لم تختم آية عذاب برحمة أو رحمة بعذاب نحوق ولك تعالى وأقبل وأسرع وعجل إلى غير ذلك لكن الطحاوي إنما كان ذلك رخصة لما كان يتعسر على كثير منهم التلاوة بلفظ واحد لعدم علمهم بالكتابة والظب واتقان الحفظ ثم نسخ بزوال العذر وتيسرالكتابة والحفظ وكذا قال ابن عبد البر والباقلاني وآخرون ولعله إن تحقق إبدال من أحد من الصحابة رضى الله تعالى عنهم بعده عليه الصلاة والسلام يقال إنه كان منه قبل الأطلاع على النسخ ومتى لم يجز إبدال كلمة مكان كلمة مؤدية معناها مع الأتحاد عربية فعدم جواز ذلك مع الأختلاف عربية فارسية مثلا أظهر وماروي عن الأمام أبي حنيفة رضى الله تعالى عنه من أنه يرى جواز قراءة القران بالفارسية بشرط إداءالمعاني علىكما فقد صح عنه خلافه وقد حقق الشرنبلالي عليه الرحمة هذه المسئلة في رسالة مفردة بما لا مزيد عليه وقد تقدم في هذا الكتاب شيء من ذلك فتذكر
روح المعاني - الألوسي ج25/ص132
-------------------------------------------------------------------
وقال القرطبي:
الأثيم الفاجر قاله أبو الدرداء وكذلك قرأ هو وبن مسعود وقال همام بن الحارث كان أبو الدرداء يقرئ رجلا إن شجرة الزقوم طعام الأثيم والرجل يقول طعام اليتيم فلما لم يفهم قال له طعام الفاجر قال أبو بكر الأنباري حدثني أبي قال حدثنا نصر قال حدثنا أبو عبيد قال حدثنا نعيم بن حماد عن عبد العزيز بن محمد عن بن عجلان عن عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود قال علم عبد الله بن مسعود رجلا إن شجرة الزقوم طعام الأثيم فقال الرجل طعام اليتيم فأعاد عليه عبد الله الصواب وأعاد الرجل الخطأ فلما رأى عبد الله أن لسان الرجل لا يستقيم على الصواب قال له أما تحسن أن تقول طعام الفاجر قال بلى قال فافعل ولا حجة في هذا للجهال من أهل الزيغ أنه يجوز إبدال الحرف من القرآن بغيره لأن ذلك إنما كان من عبد الله تقريعا للمتعلم وتوطئة منه له للرجوع إلى الصواب واستعمال الحق والتكلم بالحرف على إنزال الله وحكاية رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال الزمخشري وبهذا يستدل على أن إبدال كلمة مكان كلمة جائز إذا كانت مؤدية معناها ومنه أجاز أبو حنيفة القراءة بالفارسية على شريطة وهي أن يؤدي القارئ المعاني على كمالها من غير أن يخرم منها شيئا قالوا وهذه الشريطة تشهد أنها إجازة كلا إجازة لأن في كلام العرب خصوصا في القرآن الذي هو معجز بفصاحته وغرابة نظمه وأساليبه من لطائف المعاني والأغراض مالا يستقل بأدائه لسان من فارسية وغيرها وما كان أبو حنيفة رحمه الله يحسن الفارسية فلم يكن ذلك منه عن تحقق وتبصر وروي علي بن الجعد عن أبي يوسف عن أبي حنيفة مثل قول صاحبيه في إنكار القراءة بالفارسية
تفسير القرطبي ج16/ص149
-------------------------------------------------------------------
وقال الزرقاني:
أما هذه الرواية المنسوبة إلى ابن مسعود من أنه أقرأ الرجل بكلمة الفاجر بدلا من كلمة الأثيم في قول الله تعالى < إن شجرت الزقوم طعام الأثيم > 44 الدخان 43 44 فتدل على أن ابن مسعود سمع الروايتين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولما رأى الرجل قد تعسر عليه النطق بالأولى أشار عليه أن يقرأ بالثانية وكلاهما منزل من عند الله
مناهل العرفان في علوم القرآن - الزرقاني ج1/ص133
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/72)
ـ[أخوكم]ــــــــ[11 - 01 - 04, 06:34 ص]ـ
جزاك الله كل خير أخي الكريم د. هشام
وجزاك الله كل خير أخي الفاضل الممتع
وكم أتمنى لو يتم شرح حديث الرسول صلى الله عليه وسلم:
... كلهأ شاف كاف ما لم تختم آية عذاب برحمة أو رحمة بعذاب ...
في موضوع مستقل
وأكرر شكري وبعنف للأخ الممتع متعنا الله بعلمه
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[12 - 01 - 04, 03:41 ص]ـ
لسلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...
أود في البداية أن أشكر الأخوة المشرفين بالمنتدى على تهذيب سؤالي راجيا منهم تهذيب أي هفوات أخرى تصدر مني بدون أي سوء قصد أو سوء نية.
اخي (الممتع) متعك الله بالصحة و العافية ...
جزاك الله كل خير عن هذه الإفادة القيمة و لكن هناك بعض المشكلات:
1. يرى الألوسي أن الرواية صريحة في جواز قراءة القراّن بالمعنى و في هذا الرأي ما فيه و إن كان منسوخا.
2. يرى القرطبي أن هذا "إنما كان من عبد الله تقريعا للمتعلم وتوطئة منه له للرجوع إلى الصواب واستعمال الحق والتكلم بالحرف على إنزال الله " و هذا الرأي متكلف بعض الشيء.
3. رأي الزرقاني هو أسلم الاّراء رغم أنه ليس له أي سند على الإطلاق من العلماء المتقدمين.
هذه الرواية تناقض ما اتفق عليه جميع العلماء من أن الأحرف السبعة جميعها منزلة من عند الله، أليس يقول ابن الجزري - كما نقل السيوطي في الأتقان - "وأما من يقول إن بعض الصحابة كان يجيز القراءة بالمعنى فقد كذب"؟!!
قال الطحاوي إنما كان ذلك رخصة لما كان يتعسر على كثير منهم التلاوة بلفظ واحد لعدم علمهم بالكتابة والظبط واتقان الحفظ ثم نسخ بزوال العذر وتيسرالكتابة والحفظ وكذا قال ابن عبد البر والباقلاني وآخرون ... و هذا يقتضي أن يكون القراّن - قبل النسخ - مزيجا من كلام الله و كلام الناس و بذا ينتفي الإعجاز و لا حول و لا قوة إلا بالله!!
أصحاب هذا القول يرون أن ستة أحرف قد نسخت و أن جميع القراءات إنما ترجع لحرف واحد فقط و قد تولى الإمام الطبري كبر القائلين بهذا الرأي فلله الأمر من قبل و من بعد!
رأي القرطبي متكلف و غير مقنع و انا أميل إلى رأي الزرقاني إذا وجدت ما يسانده ... و لكن سؤالي الأصلي: هل هذه الرواية عن ابن مسعود مقبولة سندا و متنا؟
أخي الكريم (أخوكم) ...
هذا الحديث من باب ضرب المثل، قال ابن عبد البر: إنما أراد بهذا ضرب المثل للحروف التي نزل القرآن عليها أنها معان متفق مفهومها مختلف مسموعها لا يكون في شيء منها معنى وضده ولا وجه يخالف معنى وجه خلافاً ينفيه ويضاده كالرحمة التي هي خلاف العذاب وضده. انتهىلسلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[12 - 01 - 04, 01:07 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة الممتع
قال أبو بكر الأنباري حدثني أبي قال حدثنا نصر قال حدثنا أبو عبيد قال حدثنا نعيم بن حماد عن عبد العزيز بن محمد عن بن عجلان عن عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود قال علم عبد الله بن مسعود رجلا إن شجرة الزقوم طعام الأثيم فقال الرجل طعام اليتيم فأعاد عليه عبد الله الصواب وأعاد الرجل الخطأ فلما رأى عبد الله أن لسان الرجل لا يستقيم على الصواب قال له أما تحسن أن تقول طعام الفاجر قال بلى قال فافعل ولا
-------------------------------------------------------------------
وقال الزرقاني:
أما هذه الرواية المنسوبة إلى ابن مسعود من أنه أقرأ الرجل بكلمة الفاجر بدلا من كلمة الأثيم في قول الله تعالى < إن شجرت الزقوم طعام الأثيم > 44 الدخان 43 44 فتدل على أن ابن مسعود سمع الروايتين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولما رأى الرجل قد تعسر عليه النطق بالأولى أشار عليه أن يقرأ بالثانية وكلاهما منزل من عند الله
نعيم بن حماد متروك. لكنه لم يتفرد بهذا الأثر.
وعلى كل حال فقد روى إبراهيم النخعي عن همام بن الحارث كان أبو الدرداء يقرى رجلا أعجميا إن شجرة الزقوم طعام الأثيم الدخان فقال طعام اليتيم فرد عليه فلم يقدر أن يقولها فقال قل طعام الفاجر فأقرأه طعام الفاجر.
وهذا يدل على صحة ما ذكره الزرقاني.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[15 - 01 - 04, 06:59 م]ـ
أخي الفاضل هذا الإسناد ضعيف؛
فإن عون بن عتبة روايته عن ابن مسعود مرسلة كما قال الدارقطني.
وأخرج ابن جرير، والحاكم.
من طريق الأعمش، عن إبراهيم – هو النخعي –، عن همام بن الحارث، أن أبا الدرداء كان يقرئ رجلاً: {إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ، طَعَامُ الْأَثِيمِ}، فقال: " طعام اليتيم "، فقال أبوالدرداء: " قل إن شجرة الزقوم، طعام الفاجر ".
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين. ووافقه الذهبي. وهو كما قالا.
وراجع ((التمهيد)) (8/ 292، 293).
ولعل إخواننا في ((ملتقى أهل التفسير)) يفيدوك.(2/73)
من لي بالتفسير الميسر؟
ـ[ابو محمد 99]ــــــــ[13 - 01 - 04, 03:26 ص]ـ
السلام عليكم
رحم الله امرء اعان اخاه .......
ايها الكرام ....
بحثت عن التفسير الميسر و لكن لم اجده فمن وجده منكم في مكتبة داخل المملكة فالرجاء منه ان يخبرني ........
والسلام عليكم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 01 - 04, 03:47 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=14547
ـ[ابو جودى المصرى]ــــــــ[08 - 04 - 10, 02:49 م]ـ
ان شاء الله عند ذهابك الى المدينة
سوف تجده عن اى مكتبة امام الحرم المدنى
ـ[عبدالرحمن المشد]ــــــــ[09 - 04 - 10, 09:07 م]ـ
أخى الحبيب التفسير موجود وقد رأيته متوفرا فى المعرض الحالى بالجامعة الإسلامية
عليك به
ـ[سلمان الحائلي]ــــــــ[10 - 04 - 10, 12:34 ص]ـ
في الرياض مكتبة التدمرية
ـ[ابا إسماعيل الالماني]ــــــــ[16 - 04 - 10, 01:08 ص]ـ
بارك الله فيك
و جزاك الله خيرا(2/74)
حل المعضلات للآيات المشكلات
ـ[سلطان العتيبي]ــــــــ[14 - 01 - 04, 04:56 ص]ـ
السلا م عليكم ورحمة الله وبركاته ..........
أحبتي أعضاء ملتقى أهل الحديث من المشايخ الفضلاء وطلبة العلم , بدأت بمشروع علمي خاص بي ,
وهو انتقاء الآيات التي أشكلت على أهل العلم أولا ,
ثم التي أشكلت علي وعلى من هو فهمه كفهمي ,
فأحببت أن اعرضه في هذا المنتدى المبارك لكي أفيد البعض ,
وأستفيد من تعليقات طلبة العلم الذين قد ملأوا هذا المنتدى ...
حتى صار كثير من طلبة العلم يعزو بعض المسائل إليه ...
فإن أحب المشرفون تثبيت الموضوع فقد أسدوا إلى خدمة جليلة , لأني انا المستفيد أولاً وآخرا ....
فإلى المقصود ....
?وَذَا النُّونِ إِذ ذّهَبَ مغاضباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادى فِى الظلماتِ أَن لاَّ إله إِلاَّ أَنتَ سُبحانك إِنِّى كُنتُ مِنَ الظالمينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيناهُ مِنَ الغَمِّ وَكذلِكَ نُنجِى الْمُؤْمِنِينَ ?
المشكل في الآية ?فظن ألن نقدر عليه?فهل يشك نبيٌ بقدرة الله؟!
اعلم أنه لم يقل أحد من مشاهير أهل التفسير بهذا المعنى لظهور بطلانه, ولكن اختلف في معنى الآية على أقوال:
أحدها: أن لن نقضي عليه بالعقوبة، رواه العوفي عن ابن عباس، وبه قال مجاهد، وقتادة، والضحاك. قال الفراء: معنى الآية: فظن أن لن نقدر عليه ما قدرنا من العقوبة، والعرب تقول: قَدَر، بمعنى: قَدَّر، ومنه قوله تعالى: ? فَالْتَقَى المَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ ? [القمر:21] أي قُدّر, وقال أبو صخر:
فليست عشيات الحمى برواجعٍ لنا أبداً ما أورق السلم النضر
ولا عائدا ذاك الزمان الذي مضى تباركت ما تَقْدِر يكن ولك الشكر
أراد: ما تُقَّدِر، وهذا مذهب الزجاج.
الثاني: فظن أن لن نُضَيِّق عليه، قاله عطاء. قال ابن قتيبة: يقال: فلان مقدر عليه، ومقتر عليه، ومنه قوله تعالى: {فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ} [الفجر: 16] أي: ضيق عليه فيه. قال النقاش: والمعنى: فظن أن لن يضيق عليه الخروج، فك0أنه ظن أن الله قد وسع له، إن شاء أن يقيم، وإن شاء أن يخرج، ولم يؤذن له في الخروج.
الثالث: أنه على الاستفهام أي: أفظنَّ أنَّه يُعْجِزُ ربَه، فلا يقدر عليه، رواه عوف عن الحسن. فيكون استفهاما قد حذفت ألفه؛ وهذا الوجه يدل على أنه من القدرة، ولا يتصور إلا مع تقدير الاستفهام، وليس له وجهٌ إلا أن يكون اسفهام إنكار، تقديره: ما ظن عجزنا، فأين يهرب منا؟ ?
قال ابن جرير الطبري: (وأولى هذه الأقوال في تأويل ذلك عندي بالصواب، قول من قال: عَنَى به: فظنّ يونس أن لن نحبسه ونضيق عليه، عقوبة له على مغاضبته ربه.
وإنما قلنا ذلك أولى بتأويل الكلمة، لأنه لا يجوز أن يُنْسب إلى الكفر وقد اختاره لنبوّته، ووَصْفُه بأن ظنّ أن ربه يعجز عما أراد به ولا يقدر عليه، وَصْفٌ له بأنه جهل قدرة الله، وذلك وصف له بالكفر، وغير جائز لأحد وصفه بذلك. وأما ما قاله ابن زيد، فإنه قول لو كان في الكلام دليل على أنه استفهام حسن، ولكنه لادلالة فيه على أن ذلك كذلك. والعرب-وهذه قاعدة- لا تحذف من الكلام شيئا لهم إليه حاجة إلا وقد أبقت دليلاً على أنه مراد في الكلام، فإذا لم يكن في قوله: فَظَنَّ أنْ لَنْ نَقْدرَ عَلَيْهِ دلالة على أن المراد به الاستفهام كما قال ابن زيد، كان معلوما أنه ليس به وإذ فسد هذان الوجهان، صحّ الثالث وهو ما قلنا)(2/75)
كتب في التفسير الموضوعي؟
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[30 - 01 - 04, 12:02 م]ـ
السلام عليكم
أريد اسماء كتب في التفسير الموضوعي.
فهل من مساعدة؟
ـ[أبوعمر الجداوي]ــــــــ[04 - 02 - 04, 03:25 ص]ـ
هناك تفسير الشيخ مساعد الطيار لجزء عم
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[04 - 02 - 04, 12:08 م]ـ
و هناك كتاب للدكتور محمد نبيل غنايم اسمه (نماذج من التفسي الموضوعي)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[04 - 02 - 04, 07:38 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أما تفسير جزء عمّ للشيخ مساعد الطيار فليس من التفسير الموضوعي
والتفسير الموضوعي يقصد به دراسة موضوع معين مذكور في القرآن الكريم من كل مواضعه في القرآن، ولايكون مختصا بتفسير كامل السور
ولعلك تستفيد حول هذا الموضوع من المشايخ في ملتقى أهل التفسير
http://www.tafsir.org/vb/
ـ[أبوعمر الجداوي]ــــــــ[04 - 02 - 04, 10:57 م]ـ
أشكر الشيخ عبد الرحمن حفظه الله على هذه التنبيه
ومنكم نتعلم بارك الله فيكم
إذ أني كنت أحسب أن التفسير الموضوعي هو الذي يركز على تفسير القرآن دون الاستطراد في علوم أخرى إلا بقدر الحاجة فجزاكم الله خيراً
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[05 - 02 - 04, 12:19 ص]ـ
نحو تفسير موضوعي لسور القرآن الكريم
المؤلف: محمد الغزالي.
الناشر: دار الشروق
سنة النشر:1994
المقاس: 24×17 سم
عدد الصفحات: 552
متواجد
السعر: 9.50 $
http://e-kotob.com/books/book_details.asp?book_id=519&flag=3
نبذة: هذه دراسة جديد للقرآن الكريم، سبق أن قدمت نماذج لها في بعض ما كتبت. وقد لازمني شعور بالقصور وأنا أمضي فيها، فشأن القرآن أكبر من أن يتعرض له مثلي، ولكني حرصت على أن أزداد فقها في القرآن وتدبرا لمعانيه. والهدف الذي سعيت إليه أن أقدم تفسيرا موضوعياً لكل سورة من الكتاب العزيز. والتفسير الموضوعي غير التفسير الموضعي: الأخير يتناول الآية أو الطائفة من الآيات فيشرح الألفاظ والتراكيب والأحكام. أما الأول فهو يتناول السورة كلها، يحاول رسم "صورة شمسية" لها تتناول أولها وآخرها، وتتعرف على الروابط الخفية التي تشدها كلها، وتجعل أولها تمهيداً لأخرها، وآخرها تصديقا لأولها. ولقد عنيت عناية شديدة بوحدة الموضوع في السورة، وإن كثرت قضاياها. وانبه إلى هذا التفسير الموضوعي لا يغني أبدا عن التفسير الموضعي بل هو تكميل له وجهد يضم إلى جهوده المقدورة. وهناك معنى آخر للتفسير الموضوعي لم أتعرض له، وهو تتبع المعنى الواحد في طول القرآن وعرضه، وحشده في سياق قريب، ومعالجة كثير من القضايا على هذا الأساس. وقد قدمت نماذج لهذا التفسير في كابي " المحاور الخمسة للقرآن الكريم" و "نظرت في القرآن" ولا ريب أن الدراسات القرآنية تحتاج إلى هذا النسق الأخر، بل يري البعض أن المستقبل لها! والحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب وجعله هدى لأولى الألباب، وحصنه من الخطأ ومحضه للصواب.
ـ[متعلم 1]ــــــــ[05 - 02 - 04, 08:35 ص]ـ
من الكتب في التفسير الموضوعي:
1 - مدخل للتفسير الموضوعي لعبد الستار سعيد
2 - التفسير الموضوعي بين النظرية والتطبيق لصلاح الخالدي
3 - التفسير الموضوعي لمحمد الألمعي
ـ[أم اليمان]ــــــــ[11 - 04 - 04, 06:17 م]ـ
مباحث في التقسير الموضوعي
ل د. مصطفى مسلم
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[03 - 05 - 08, 06:50 م]ـ
بارك الله فيكم
وفي موقعكم(2/76)
في قوله تعالى (فلولا نفر) هل هم أهل الجهاد ام طلبة العلم؟
ـ[المسيطير]ــــــــ[05 - 02 - 04, 11:18 م]ـ
في قوله تعالى (وماكان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طآئفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون). التوبة 122.
قال الامام القرطبي رحمه الله في تفسيره:
قوله تعالى " ليتفقهوا " الضمير في (ليتفقهوا، ولينذروا) للمقيمين مع النبي صلى الله عليه وسلم، قاله قتادة ومجاهد،. وقال الحسن: هما للفرقة النافرة، واختاره ابن جرير.
قال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره:
(ثم نبه على ان في إقامة المقيمين منهم، وعدم خروجهم مصالح لو خرجوا لفاتهم.
فقال "ليتفقهوا" أي القاعدون "في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم" أي ليتعلموا العلم الشرعي، ويعلموا معانيه، ويفقهوا أسراره، وليعلموا غيرهم، ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم.
ففي هذا فضيلة العلم، وخصوصا الفقه في الدين وأنه أهم الأمور.
أفادنيها الأخ المبارك/ أبو عمر زياد بن منيف (المتمسك بالحق) وفقه الله.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[06 - 02 - 04, 01:03 ص]ـ
جزاكم الله خيراوبارك فيكم
وجزى الله الأخ الفاضل الشيخ زياد العضيلة خيرا على فوائده التي طالما انتفعنا بها
ولابن القيم رحمه الله ترجيح آخر في المسألة لعلي أذكره للفائدة
قال الحافظ ابن القيم في إعلام الموقعين ج: 2 ص: 252
الوجه السابع والخمسون:
قولكم: " وقد قال تعالى: {فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم} فأوجب قبول نذارتهم , وذلك تقليد لهم "
جوابه من وجوه:
أحدها: أن الله سبحانه إنما أوجب عليهم قبول ما أنذروهم به من الوحي الذي ينزل في غيبتهم عن النبي صلى الله عليه وسلم في الجهاد , فأين في هذا حجة لفرقة التقليد على تقديم آراء الرجال على الوحي؟
الثاني: أن الآية حجة عليهم ظاهرة ; فإنه سبحانه نوع عبوديتهم وقيامهم بأمره إلى نوعين: أحدهما: نفير الجهاد , والثاني: التفقه في الدين , وجعل قيام الدين بهذين الفريقين , وهم الأمراء والعلماء أهل الجهاد وأهل العلم ; فالنافرون يجاهدون عن القاعدين , والقاعدون يحفظون العلم للنافرين , فإذا رجعوا من نفيرهم استدركوا ما فاتهم من العلم بإخبار من سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ,
وهنا للناس في الآية قولان ;
أحدهما: أن المعنى " فهلا نفر من كل فرقة طائفة تتفقه وتنذر القاعدة " فيكون المعنى في طلب العلم , وهذا قول الشافعي وجماعة من المفسرين , واحتجوا به على قول خبر الواحد ; لأن الطائفة لا يجب أن تكون عدد التواتر.
والثاني أن المعنى " فلولا نفر من كل فرقة طائفة تجاهد لتتفقه القاعدة وتنذر النافرة للجهاد إذا رجعوا إليهم ويخبرونهم بما نزل بعدهم من الوحي " وهذا قول الأكثرين , وهو الصحيح ;
لأن النفير إنما هو الخروج للجهاد كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: {وإذا استنفرتم فانفروا} وأيضا فإن المؤمنين عام في المقيمين مع النبي صلى الله عليه وسلم والغائبين عنه , والمقيمون مرادون ولا بد فإنهم سادات المؤمنين , فكيف لا يتناولهم اللفظ؟
وعلى قول أولئك يكون المؤمنون خاصا بالغائبين عنه فقط , والمعنى " وما كان المؤمنون لينفروا إليه كلهم , فلولا نفر إليه من كل فرقة منهم طائفة " وهذا خلاف ظاهر لفظ المؤمنين , وإخراج للفظ النفير عن مفهومه في القرآن والسنة , وعلى كلا القولين فليس في الآية ما يقتضي صحة القول بالتقليد المذموم
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[06 - 02 - 04, 02:04 ص]ـ
بارك الله فيكما وفي الشيخ زياد.
فوائد نفيسة.
ـ[المسيطير]ــــــــ[24 - 06 - 04, 09:05 م]ـ
ترفع لنفاسة ماأضافة الشيخ الفقيه وفقه الله.
ـ[المسيطير]ــــــــ[10 - 05 - 08, 05:35 م]ـ
قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله عنده شرحه لمنظومته: (منظومة القواعد والأصول) في بداية الشرح:
" وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ " .... يعني: وقعدت طائفة.
لِيَتَفَقَّهُوا " .... أي: القاعدين .... " فِي الدِّينِ ".
ـ[عبد الرشيد الهلالي]ــــــــ[12 - 05 - 08, 02:29 م]ـ
إذا علمنا بيقين أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يستوعب اخراج اهل المديتة في غزوة من غزواته ولا أخرجهم كافة في سرية من سراياه، ونظرنا في المعنى الذي تتضمنه مادة " نفر " والذي يعني الحركة والاضطراب،أمكننا أن نقول ان الخطاب في هذه الآية متوجه الى غير اهل المدينة،وهم مؤمنوا القبائل الذين كانوا اذا دعوا للجهاد واستنفروا نفروا جميعا مخلفين اهلهم وذراريهم وراءهم،فإذا فرغوا من قتال عدوهم لم تكن لأحدهم همة الا في اللحاق بأهله للاطمئنان على ولده وتعويض " ما فاته من قروء نسائه " فأمر الله عز وجل أن تختار كل فرقة "قبيلة " طائفة منها تنفر الى المدينة لطلب العلم ثم ترجع فتبلغه الى أهلها وفي هذا فضيلة عظيمة لطلب العلم والخروج في سبيله. أما أهل المدينة فإنهم كانوا يرجعون الى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فيعلمهم ويفقههم وهو بين أظهرهم فكيف يستقيم النفور اليه.؟ والله أعلم وأحكم(2/77)
المستجاد من المستفاد من كلام فضيلة الشيخ عبدالله بن عبد الرحمن السعد ,,,,
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[08 - 02 - 04, 09:11 ص]ـ
هذه فوائد رقمتها من في شيخنا أبو عبدالرحمن قبل سنوات قليلة واكثرها من شرحه للترمذي والشيخ يعظمه ويثنى عليه وهو شرح نفيس من جهة الصناعة الحديثية.
وشيخنا - قبلة - في معرفة الرجال و أحوالهم وبحر لاتكدره الدلاء في سبر مروياتهم.
فكم جمعنا من التفصيل في اقوال الجراح والمعدلين , حتى أذا جئنا بها اليه , أظهر منها وأبطن وفصل وبين , وذكر مات صح منها وما سقط فنعجب من حاضرته ونستغرب من ذاكرته فيكون حالنا بعد هذا الجمع والاستكتاب كما قيل (ساقية لاطمت بحرا).
وبالجملة فحال الشيخ فوق ما نكتب ومقامه أجل مما نخط ونرقم.
و هذه جمل جمعتها وشوراد قربتها من بعض كلامه على الرجال وأحوالهم.
وأعلم ان مما يميز طريقة الشيخ العلمية ومنهجه الحديثي , تقسيمه للرجال و التفصيل في حالهم الى احوال وهذه هي طريقة من تقدم من أهل العلم والفضل نسأل الله ان ينفع الشيخ بما كتبنا ونحن و المستفيد بالتبع فهذا علم أحبننا نشر بعضه لعل الاجر يتصل بنا وبه.
والله الموفق:
1 - حال عبدالله بن محمد بن عقيل:
قال شيخنا: ابن عقيل الراجح فيه أنه (ضعيف) وذلك لوجوه:
الاول: الجمهور على تضعيفه.
الثاني: من جرحه جرحه جرحا مفسرا حيث وصف بالخطأ وسوء الحفظ.
الثالث: وهو أهمها وقع في حديثه اوهام وجملة اخطاء ومنها حديث رواه عن جابر ان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كفن في سبع اثواب والثابت انه كفن في ثلاث اثواب.
وفي حديث انه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ضحى عن اميته فاضطرب ابن عقيل مرة رواه عن جابر ومرة عن عائشة ومره عن ابي هريرة فهذا دليل على ضعف حفظه وحديث أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مسح على رأسه مرتين وأحاديث أخر والثابت انه مسح مرة واحده
وعدد احاديثه 70 حديث تقريبا فهو ليس بالمكثر.
وقال في موضع آخر: ابن عقيل فيه لين وأذا خولف لايتابع على ما خولف فيه.
______________________________
2 - قولهم مقارب الحديث الاقرب انها من ألفاظ التعديل على الراجح ومعناه ان احاديثه تقارب احاديث الثقات
___________________________________
3 - السبب في أن أهل الحديث لانطقون راهوية وسيبويه ونفطويه وزنجويه مثل أهل اللغة , لانه روى عن ابراهيم النخعي ان معنى (ويه) شيطان.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[08 - 02 - 04, 09:50 ص]ـ
القاسم بن عوف: فيه خلاف الارجح ان لايحتج به وهو قول الجمهور.
(لعل الشيخ عبدالرحمن الفقيه يذكر الخلاف حول هذا الرجل وقد رجح الشيخ الفقيه (ضعفه)).
__________________________________
5 - معمر بن راشد:
ينقسم حديثه الى خمسة أقسام (على التفصيل وقد تجمل الى أقل من ذلك):
الاول: ما رواه عن الزهري او ابن طاووس وقتادة قريب منهم وكان الرواى عنه من اهل اليمن كعبدالرزاق وهشام الصنعاني.
الثاني: أذا لم يروى عن هؤلاء الثلاثة.وروى عن غيرهم.
الثالث: ما حدث به في البصرة.
الرابع: أن يكون شيوخه هشام بن عروة او ثابت البناني او عاصم بن ابي النجود او الاعمش.
الخامس أن يروى عن الاربعة السابقين ويكون الرواى عنه أحد البصريين وهذا اضعف الاقسام.
وجميع هذه الاقسام (صحيحة) الا الاخير فأنه جيد.
____________________________________
اسرائيل بن يونس بن اسحاق:
حديثه ينقسم الى قسمين:
الاول: ما رواه عن جده ابو اسحاق وهو في الدرجة العليا من الصحة مطلقا لانه من احفظ الناس عن جده.
الثاني: اذا روى عن غيره فهو اقل من الاول غير ان الاصل فيه الصحة.
فائدة: كل اسرائيل في الكتب الستة فهو ثقة لانه لايوجد الا اثنان الاول هذا والثاني: اسرائيل بن موسى واذا أطلق (اسرائيل) فهو سبط ابو اسحاق فان الثاني لايذكر الا مقيد بابيه (موسى).
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[09 - 02 - 04, 02:06 ص]ـ
رواية النسائي للحديث: ((قلت مع عدم تعليله)) تقوية للحديث لانه موصوف بأنه متشدد.
و روايته عن شخص في سننه تفيد توثيقه.
_____________________
عبدالملك بن عمير:
الصحيح أنه (يرسل فقط) ولا يثبت فيه التدليس.
____________________
وهب بن جرير:
الراجح انه ثقه وينقسم حديثه الى قسمين:
الاول: ما رواه عن شعبه وهو مقدم في حديث شعبه وهو ثبت ومكثر عنه.
الثاني: ما رواه عن غير شعبه.
____________________
جرير بن حازم:
ينقسم حديثه الى أربعة أقسام:
الاول: أذا كان شيخه غير قتادة والرواى عنه ليس بمصري فهذا (صحيح).
الثاني: اذا كان شيخه غير قتادة والرواى عنه (مصري) فهو دون الاول والاصل فيه الصحة (لانه عندما ذهب الى مصر حدث من غير كتابه.
الثالث: ما رواه عن قتادة بن دعامة فهو (حسن).
الرابع: أذا كان شيخه قتادة والرواى عنه (مصري) فحديثه هذا (فيه نظر).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/78)
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[09 - 02 - 04, 10:45 م]ـ
محمد بن اسحاق بن يسار المدنى:
تكلم فيه من هذه الاوجه:
الوجه الاول: قيل يحدث عن مجاهيل وهذا ليس بالطعن الصريح لانه يكثر تحديث بعض الائمة عن المجاهيل.
الوجه الثاني: ما قاله أحمد: يحدث عن الجماعه بالحديث الواحد ولايقرق بين حديثه , وقد اجاب بعض اهل العلم (ابن سيد الناس) أن ذلك يفعله الزهري , وهذا يتحمل اذا ضبط المحدث الحديث.
الوجه الثالث: قول مكى بن ابراهيم وجدته يحدث (باحاديث الصفات وليس يتحرج).
الوجه الثالث: قول أحمد كان يأخذ من كتب الناس فيضعها في كتبه.
وهذا لايحتمل من ابن اسحاق الكذب فيه لكن قد يكون بسبب تساهله في صيغ السماع ولايذكر ذلك.
الوجه الرابع: قال الخطيب كان يتشيع: وهذا لايؤثر في حديث الرواى لنا حديثه وعليه بدعته.
أما حديثه فينقسم الى اربعة اقسام:
الاول: ما رواه في السيره ويصرح فيه بالتحديث فهذا اصح الاقسام.
الثاني: يصرح فيه بالتحديث لكن لايكون في السيره فهذا حديثه حسن.
الثالث: ما رواه بالعنعنة وهذا لايقبل حديثه حتى يصرح بالتحديث.
الرابع: ما رواه عن شيوخ تُكلم في روايته عنهم مثل (الزهري) فتفرده لايقبل عن الزهري لكن اذا كان في المغازي يقبل منه بل كان الزهري نفسه يروى عن ابن اسحاق في المغازى.
_______________________________
(مسلم) لم يخرج لابن لهيعه (لا احتجاجا) ولا (متابعه) لكن وقع له في الاسناد عن ابن وهب عن عمرو بن الحارث وابن لهيعه.
أما البخارى فاذا وقع له قال: عن عمرو بن الحارث وذكر آخر ولا يسمي ابن لهيعه وكذلك النسائي. أما مسلم فيسميه.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[16 - 02 - 04, 05:04 م]ـ
أبو عوانه اليشكري:
حديثه على أقسام:
الاول: أذا حدث من كتابه فهو ثقة ثبت.
الثاني: أذا حدث من حفظه وشيخه ليس بقتادة فهو ثقة لكن دون الاول.
الثالث: أذا حدث من حفظه وشيخه قتادة , الاصل انه صحيح لكن تكلم ابن المديني في روايته عن قتادة وثبت انه لم يكن يكتب عن قتادة.
___________________________
أذا ثبت سماع الحسن من أحد الصحابة (يطرد هذا السماع في جميع مرواياته فتحمل عنعنته على الاتصال.
(قلت: لشيخنا تفصيل في بعض الروايات كروايته عن سمرة وغيره).
وقد ثبت سماع الحسن عن عبدالله بن مغفل ومروياته عنه مستقيمة.
________________________
أبو معاويه (محمد بن خازم التميمي)
ينقسم حديثه ثلاثة أقسام:
1 - وهو أعلاها ان يكون شيخه الاعمش والرواى عنه أحد الحفاظ.
2 - ان يكون شيخه (غير) الاعمش وليس هشام وعبيدالله.
3 - أن يكون شيخه هشام بن عروة وعبيدالله بن عمر ففي روايته عنهم (كلام).
وهذا القسم أقل احواله أنه حسن. وهو موصوف بالتدليس وتدليسه قليل والاصل فيه السماع.
_______________________
أبو اسحاق السبيعي:
ثقةأمام وأختلاطه ليس بالمؤثر لانه بمعنى التغير اليسير عند الكبر فممن يذكر عنه انه سمع منه بعد الاختلاط حفيده اسرئيل و مع ذلك فقد خرج له البخارى ولايعرف لابن اسحاق حديث منكر ويوجد له بعض الاخطاء التى لايسلم منها أحد حتى كبار الحفاظ
ولايعرف أحد من الائمة أعل الحديث بعنعنة اسحاق ولكن يوجد هذا من بعض المتأخرين.
وقال في موضع آخر - ابو اسحاق مدلس لكن تدليسه قليل ولذلك تحمل عنعنته عن شيوخه على الاتصال. وهذا هو مذهب الجمهور ز (وان كان ابن حجر ذكره في الطبقة الثالثة من المدلسين).
ـ[سليل الأكابر]ــــــــ[28 - 02 - 04, 12:04 ص]ـ
فرغبة في المشاركة في هذا الموضوع المفيد والذي رصف مبانيه ونشر معانيه الأخ الفاضل الكريم "المستمسك بالحق"
فهو بسبق حائز تفضيلا ... مستوجب ثنائي الجميلا
هذا وقد كنت قد دوَّنتُ جملةً من غرر الفوائد المستفادة من فم شيخنا المحدث عبدالله بن عبدالرحمن السعد وذلك أثناء شروحه لعدد من الكتب كسنن الترمذي وسنن النسائي والمنتقى لابن الجارود والإلزامات للدارقطني والتمييز للإمام مسلم والاقتراح لابن دقيق العيد وغيرها من الكتب.
والآن آن أوان الشروع في المقصود:
1. حديث "من بدا جفا ومن تتبع الصيد غفل" هذا الحديث جاء من طريقين ولا يصحان بل الحديث فيه ضعفٌ.
2. حديث النهي عن الاضطجاع على البطن جاء من عدة طرق يقوي بعضها بعضاً.
3. حديث "الأذنان من الرأس" حديثٌ ضعيفٌ لا يصح، ومن أهل العلم من قوَّاه بمجموع طرقه، والصواب ضعفه.
4. حديث الجلوس بعد صلاة الفجر ضعيف لا يصح.
5. حديث العجن في الصلاة لا يصح مرفوعاً للنبي صلى الله عليه وسلم بل جاء موقوفاً على ابن عمر.
6. الغالب على منهج الشيخ أحمد شاكر رحمه الله أنه يسير على طريقة الفقهاء والأصوليين في التصحيح التضعيف وإعلال الأحاديث.
7. ابن جرير الطبري وإن كان متقدماً في الزمن إلا انه من حيث الصناعة الحديثية يسير على طريقة الفقهاء والأصوليين ومثل ذلك أبو عبدالله الحاكم في كتابه المستدرك فإنه في كتابه هذا سار على طريقة الفقهاء والأصوليين كقبول زيادة الثقة مطلقاً وإذا اختلف في إرسال حديث أو وصله فإنه يقدم حديث من وصل على من أرسل دون أن يرجح وينظر مع من الصواب مع المرسل أو مع الواصل.
يتبع بإذن الله ....
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/79)
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[15 - 01 - 05, 12:55 م]ـ
للرفع(2/80)
من لطائف الخلاف في التفسير
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[02 - 03 - 04, 01:18 ص]ـ
العناية بفهم الكتاب المجيد دليل على الخير و التسديد و علوم القرآن أسها فهم
التفسير وما يتعلق به من لغة وقف و سبب نزول وغير ذلك.
وهذه سلسلة في آيات يختلف معناها و موقعها النحوي بحسب اختلاف الوقف.
فيمكن أن نقول تأثير المعنى على الوقف و نقول تأثير الوقف على المعنى
فيختلف المعنى بحسب الوقف و يتأثر الوقف بسبب فهم القارئ و المفسر للمعنى ......
من ا لآيات
قوله تعالى:
) قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العبدين (الزخرف-81 ()
في الوقف عليها قولان:
القول الأول: أن الوقف على {ولد} وتكون {إن} نافية بمعنى (ما) والمعنى ما كان للرحمن ولد، ثم يبتدئ فأنا أول العابدين وهو قول الحسن () وقتادة () واختيار أبي حاتم () وذكره يعقوب عن قوم () واختاره ابن الأنباري ().
القول الثاني:
أن الوقف على: {العابدين} وتكون {إن} شرطية على بابها أي إن كان للرحمن ولد على زعمكم فأنا أول من عبد الله ووحده، وهذا قول مجاهد () والسدي ().
و القول بأنها شرطية هو الراجح وهو اختيار الإمام الطبري: على معنى: أنه إلطاف من الله تعالى لهم
كقوله تعالى:
{و إنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين} (سبأ - 24) ().
وقد اختلف المفسرون في {العابدين} فقيل بمعنى العبادة وقيل من عبد بمعنى غضب أو أنف وأن أول العابدين معناه: أول الغضاب الآنفين وذكروا له شواهد من كلام العرب ().
وقد ذكر الأزهري () أن الآية مشكلة وذكر الأقوال فيها ورجح أن معناها:
(إن كان للرحمن ولد في زعمكم فأنا أول العابدين إله الخلق الذي لم يلد ولم يولد لأن من عبد الله وحده فقد دفع أن يكون له ولد. وقال: وإلى هذا ذهب جماعة من ذوي المعرفة. قال ولا يجوز عندي غيره) اهـ. باختصار () والقول بأن العبادة على بابها وهي على المعنى المعروف المتبادر للذهن هو القول الراجح في معنى الآية لأن حمل العبادة على غير المعنى المعروف المتبادر منها حمل لكتاب الله تعالى على غير المعنى الواضح بلا موجب.
وأما ? ما ? فالقول بأنها شرطية أرجح وأظهر كما قلت سابقا.
واختاره بالإضافة إلى من تقدم الإمام ابن كثير وعبارته رحمه الله تعالى في ذلك حسنة فإنه قال: (يقول تعالى ? قل ? يا محمد ? إن كان للرحمن ولد فأنا أول العبدين ? أي لو فرض هذا لعبدته على ذلك لأني عبد من عبيده مطيع لجميع ما يأمرني به ليس عندي استكبار ولا إباء عن عبادته فلو فرض هذا لكان هذا ولكن هذا ممتنع في حقه سبحانه وتعالى والشرط لايلزم منه الوقوع و لا الجواز أيضا كما قال الله عز وجل ? لو أراد الله أن يتخذ ولدا لا صطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو الله الواحد القهار ?
الإيضاح 2/ 886 والقطع 651 و المكتفى ص
تفسير الطبري 25/ 103 510
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[02 - 03 - 04, 09:28 ص]ـ
أحسنت شيخنا الكريم، بارك الله فيك وحفظك.
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[03 - 03 - 04, 05:27 ص]ـ
تتميم
وقال ابن عاشور في تفسيره:
(ونظم الآية دقيق ومعضل، وتحته معان جمة: وأولها وأولاها: أنه لو يعلم أن لله أبناء لكان أول من يعبدهم، أي أحق منكم بأن أعبدهم، أي لأنه ليس أقل فهما من أن يعلم شيئا ابنا لله ولا يعترف لذلك بالإلهية لأن ابن الله يكون منسلاّ من ذات إلهية فلا يكون إلا إلها وأنا أعلم أن الإله يستحق العبادة .... الخ) اهـ.
و عبِد يعبَد بفتح الباء بمعنى غضب و أنف.
وحمل الآية عليه فيه اختلاف كما تقدم و الراجح و العلم عند الله حملها على العبادة المعروفة.(2/81)
طلب تقييم للفتاوى المعاصرة المطبوعة ـ شارك برأيك ـ
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[10 - 03 - 04, 04:18 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد .. أحبتي في الله
فلا يخفاكم ما للفتاوى المعاصرة من أهل العلم المتمكنين من الفائدة للطلبة و لعوام المسلمين، لا سيما في مسائل النوازل و الواقعات،،،،
و كثيرة هي الفتاوى المعاصرة المدونة لعدد من أهل العلم،،،،
و لكن .. الذي ألاحظه أن هذه الفتاوى تتباين فيما بينها أسلوبا و منهجا و اتجاها، ففي حين أن البعض يصب اهتمامه في أبواب المعاملات، نجد البعض الآخر يصب اهتمامه في باب العبادات من طهارة و صلاة، و البعض الآخر تأتي فتاواه حسب ما يوجه له من الأسئلة، فنجد البعض يقصد ـ بضم الياء ـ إليه في مسائل العبادات، و البعض الآخر يقصد إليه في مسائل المعاملات و البيوع،،،،
فكان غرضي من هذا الموضوع هو تقييم ما ينتشر من الفتاوى المعاصرة، و لا أعني بتقييم الفتاوى بالضرورة تقييم صاحبها، بل إظهار فوائد هذه الفتاوى كل منها في مجاله، و كيفية الاستفادة و القصد إليها،،،،
فنحن نجد البعض مثلا ينصح في المعاملات بفتاوى و رسائل الدكتور وهبة الزحيلي ـ حفظه الله ـ
و نجد مثلا الدكتور عبد القادر عودة يقصد ـ بضم الياء ـ إلى مؤلفاته في فقه الحدود و العقوبات
و الشيخ العثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ يقصد إلى فتاواه في العقيدة بالدرجة الأولى ثم للعبادات، و ليس له كثير كلام في المعاملات لا سيما المعاصرة ..
فكان غرضي من هذا الموضوع يتجسد في نقطتين:
أولا: محاولة حصر الفتاوى المعاصرة
ثانيا: توجيه كيفية الاستفادة من هذه الفتاوى حسب تخصصاتها أو اتجاهات مؤلفيها .....
و أنا أورد الآن بعض هذه الفتاوى المعاصرة لتكون بداية هذا الحصر و التقسيم، و من شاء أن يفيد بغيرها فالأمر في ذلك مفتوح، و لكن أرجو المحافظة على الرقم التسلسلي لهذه الفتاوى حتى يمكن الاستفادة من الموضوع منظما فلا يتشتت و تضيع الاستفادة منه و كأنه لم يكن،،،
أرجو الاهتمام بهذا الموضوع لما قد يكون فيه من الإفادة و التوجيه في هذا الكم الضخم من الفتاوى و الواقعات المعاصرة ...
1 ـ مجموع فتاوى الشيخ العثيمين
2 ـ الفتاوى السعدية ـ عبد الرحمن السعدي ـ طـ مكتبة المعارف بالرياض
3 ـ فتاوى الشيخ أحمد الزرقا ـ طـ دار القلم دمشق ـ
4 ـ فتاوى لجنة الفتوى الدائمة بالمملكة السعودية
و جزاكم الله تعالى خير الجزاء
أخوكم / محمد رشيد(2/82)
من لطائف التفسير والوقوف 2
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[10 - 03 - 04, 10:27 ص]ـ
قوله تعالى
:
? قال سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطنا فلا يصلون إليكما بئايتنا أنتما ومن اتبعكما
الغلبون ?القصص - 35.
قوله تعالى: {فلا يصلون إليكما بئايتنا} في الوقف على: {فلا يصلون إليكما} خلاف فقيل الوقف عليها تام وقيل الوقف على: {بآياتنا}.
والسبب في هذا الخلاف أن قوله تعالى:
{بآياتنا} إما أن يكون متعلقا بـ {يصلون} وإما أن يكون متعلقا بـ {الغالبون} وإما أن يكون متعلقا بـ {نجعل}، فالمعنى يختلف بحسب ذلك.
وتفصيل أقوالهم في ذلك:
القول الأول:
قال جماعة منهم نافع وأبو حاتم إن التمام في الآية {فلا يصلون إليكما بآياتنا} ثم يبتدأ {أنتما ومن اتبعكما الغالبون} ورجحه ابن النحاس وقال إنه بين () واختاره الداني () ورجحه النكزاوي () وقال العماني: (تام بناء على تعلقه بـ ? يصلون ? وهو المشهور () ثم في الوقف على قوله: ? بآياتنا ? تقديران:
1 - أن يكون المعنى: ويجعل لكما سلطانا بآياتنا، وهذا على جعل ? بآياتنا ? متعلقة بـ قوله تعالى: {ويجعل}.
2 - أن يكون المعنى: فلا يصلون إليكما بآياتنا أي تمتنعان بآياتنا يعني بسبب
آياتنا. ()
القول الثاني:
أن الوقف على {فلا يصلون إليكما} وهو قول الأخفش واختيار الإمام ابن جرير ويكون المعنى فلا يصلون إليكما ثم قال: أنتما ومن اتبعكما الغالبون بآياتنا فالباء في قوله تعالى:
{بآياتنا} متعلقة بـ {الغالبون} وبذلك فسر ابن جرير الآية، وقال السجاوندي:
(إنه أوجه) اهـ. وهذا القول خطأه ابن النحاس والداني ومن وافقهما من وجه وجوزوه من وجه وذلك أنهم قالوا إنه لا يصح التفريق بين الصلة والموصول لأن {من} من قوله تعالى:
{ومن اتبعكما الغالبون} اسم موصول فكيف يقدم عليه {بآياتنا} وهو صلة له.قالوا ويجوز إن قدر تبييننا غير داخل في الصلة ().
فهذا القول لا مانع منه لغة على أن يكون تبيينا غير داخل في الصلة.
وهناك قول آخر فيه ضعف وهو:
أنه يجوز الوقف على {إليكما} ثم يبتدئ بـ قوله: {بآياتنا} على أن تجعل {بآياتنا} قسما وجوابه {فلا يصلون إليكما} مقدما عليه، ورد هذا أبو حيان قائلا:
(إنه لا يستقيم على قول الجمهور لأن جواب القسم لا تدخله الفاء) اهـ. يعني وهنا دخلت الفاء في قوله تعالى: {فلا يصلون} وقيل يجوز كون {بآياتنا} قسما على حذف جواب القسم يعني: لتغلبن، وقد حذف للدلالة عليه ().
والظاهر أن هذا القول فيه بعد.
وأظهر هذه الأقوال أن الوقف على: {فلا يصلون إليكما} ثم يبتدأ {بآياتنا أنتما .. } ويكون المعنى: (أنتما ومن اتبعكما الغالبون بآياتنا). كما هو اختيار إمام المفسرين ابن جرير ومن وافقه، و المعنى على هذا واضح ولا إشكال في ذلك من جهة النحو كما مضى و ممن جوزه أيضا العكبري () خلافا لمن قال إن ذلك لا يجوز. ويكون التقدير من جهة النحو: أنتما غالبان بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون.
(تفسير القرطبي 13/ 287).
القطع ص546 والمكتفى ص 438 ومنار الهدى ص 211
البحر المحيط 7/ 118 - 119
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[13 - 03 - 04, 08:54 ص]ـ
ما في الديار أخو وجد نطارحه ... حديث ليلى و لا خل نجاريه
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[13 - 03 - 04, 09:00 ص]ـ
هذا الفن أخي الكريم فن عزيز وعلم غزير , قل من يطالعه فضلا عن من يشارك فيه او يحرره.
و لو تضعون رابط موضوعك السابق لكان هذا ايسر علينا في قراءته. لاني بحثت عنه فلم اجده.
و استمر بارك الله فيك فوالله انه موضوع نافع جدا.
بارك الله في علمك ونفع بكم.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[13 - 03 - 04, 09:42 ص]ـ
جزاك الله خيرا أبا محمد
من باب المشاركة
أظن الشيخ خالدا السبت وفقه الله قال إن الوجهين صحيحان والله أعلم فأنا أكتب من الذاكرة الكليلة
وذلك في درسه قبل عامين أو أكثر في التفسير الميسر
وذكر هنا فائدة دونتها وهي:
((الوقف والوصل في القرآن فيما لم يرد فيه نصٌّ فهو راجع إلى اجتهادات العلماء وذلك حسب المعاني ووجه الإعراب))
وقيل: الإعراب تحت المعنى. أي تبدأ بالمعنى ثم تعرب.
وقال: الغلبة في القرآن قد تكون بالحجة وتكون بالمعركة، وغالب ما في لقرآن أنها في المعركة، وما لم يوضح في القرآن نحمله على الغالب. ا. هـ
والله أعلم(2/83)
آية نزلت في المنافقين ونكتبها في شهادات التقدير!!
ـ[المسيطير]ــــــــ[15 - 03 - 04, 06:04 ص]ـ
قال الشيخ عبدالله بن محمد الجوعي في كتابه (قواعد وفوائد لفقه كتاب الله تعالى):
قال تعالى: "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " التوبة 105، تساق هذه الآية كثيرا للحث على العمل الصالح المثمر مع انها سيقت في كتاب الله تهديدا ووعيدا للمنافقين.
فما رأي الأكارم؟
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[15 - 03 - 04, 08:06 ص]ـ
العبرة بعموم لفظها
ولا يعكر على هذا أن سبب الورود يدخل في النص دخولا أوليا
ـ[المسيطير]ــــــــ[15 - 03 - 04, 08:48 ص]ـ
جزاك الله خيرا.
لكن لو تأملنا الآية مرة أخرى لظهر لنا اشكال آخر في كتابة الآية على شهادات التقدير وهو أن:
- قوله تعالى (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم .. ) المعنى صحيح بالنسبة للشخص المكّرم، فالله تعالى مطلع على اعمال العباد.
- قوله تعالى (ورسوله) المعنى لا ينطبق، فالرسول صلى الله عليه وسلم لايرى اعمال العباد (وهذا محل الاشكال).
- قوله تعالى (والمؤمنون) المعنى صحيح بالنسبة للشخص المكّرم.
فما رأي الأكارم؟
ـ[مركز الإتقان للطباعة]ــــــــ[15 - 03 - 04, 10:10 ص]ـ
هذه الآية مما يستدل بها الكثيرون في المثابرة على الأعمال والطاعات، والترهيب من الإخلال بها، ظانِّين أنَّها في موضع الشاهد لهم على ما يريدون، وليس الأمر كذلك، فهذه الآية نزلت في المنافقين، وفيها تَهديدٌ من الله عز وجل بفضحِ أعمالهم - ولو كانت باطنةً - وإظهارِها للنبيِّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ودليلُ أنَّ هذه الرؤية في الآية دنيوية قوله تعالى بعدها {وسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُون}.َ
قال الشيخ محمد الصالح بن عثيمين رحمه الله:
ومن هنا نعرف خطأ وجهل من يكتب على بعض الأعمال {وَقُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ} بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم وتعذر رؤيته، فالله يرى، ولكن رسوله لا يرى، فلا تجوز كتابته لأنه كذب عليه صلى الله عليه وسلم أ. ه
"القول المفيد" (3/ 305).
وكتبه
أبو طارق إحسان العتيبي
ـ[عبدالقاهر]ــــــــ[16 - 03 - 04, 03:18 ص]ـ
* ورد عند البخاري قول عائشة رضي الله عنها: إذا أعجبك حسن عمل امرىء مسلم فقل (اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون .. ).
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[16 - 03 - 04, 03:28 ص]ـ
جزاك الله خيرا اخي الفاضل عبدالقاهر واريد فقط الاشارة حتى لايقع الوهم الى ان كلام عائشة رضى الله عنها. انما هو عن المنافقين وعن قتلة عثمان رضى الله عنه , فهي تقول لايستخفنك عمل امرئ اي بمعنى الاية على ما نزلت فيه.
فهي تتكلم عن قتلة عثمان لما قيل لها انهم من القراء!!
وبهذا فهي توافق ما طرحه الاخوة الفضلاء.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[16 - 03 - 04, 06:16 ص]ـ
هذا بحث لفضيلة الدكتور مساعد الطيار ... نشره في ملتقى أهل التفسير وهو مفيد في المسألة:
الاستشهاد بالآيات في غير ما نزلت فيه وتَنْزِيلِ آياتِ الكُفَّارِ عَلَى المُؤْمِنِينَ
يكثر استشهاد الوعاظ وغيرهم بآيات مساقاتها الكاملة لا تدلُّ على ما استشهدوا به، كما فعل بعضهم بوضع رسمٍ للدشِّ (اللاقط الفضائي)، وكتب تحتها جزءَ آيةٍ، وهي قوله تعالى: (;يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ) الحشر: 2
ولو نظرت إلى مساق الآية كاملاً لعلمت أنَّه في يهود بني النظير، وانها تذكر ما حصل لهم لما حاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم، وأخرجهم من حصونهم المنيعة، قال تعالى: (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأبْصَارِ) الحشر: 2
فهل يصحُّ هذا الاستدال وأمثاله؟
هذا ما سأجتهد في تأصيله في هذه المقالة الموجزة.
إنَّ في الموضوع جانبان متقاربان:
الأول: الاستشهاد بجزء من الآية في غير ما وردت من أجلِه في الأصل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/84)
الثاني: تنْزيل الآية على واقعة حادثةٍ، وجعلُها مما يدخل في معنى الآيةِ.
فهل يوجد في سنة النبي صلى الله عليه وسلم وأقوال الصحابة ومن بعدهم ما يدلُّ على صحَّةِ هذا العملِ؟
1 ـ في تفسير قوله تعالى: (وَكَانَ الإنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً) الكهف: 54، يورد بعض المفسرين ما ورد في خبر علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة، فقال: ألا تُصَلِّيان؟!
فقلت: يا رسول الله، إنما أنفسنا بيد الله، فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا، فانصرف حين قلت ذلك، ولم يرجع إليَّ شيئًا، ثم سمعته وهو مُوَلٍّ يضرب فخذه ويقول: (وَكَانَ الإنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً) الكهف: 54 أخرجه الإمام أحمد والبخاري ومسلم وغيرهم.
وإذا رجعت إلى مساق الآيات التي ورد فيها هذا الجزء من الآية وجدته حديثًا عن الذين كفروا، قال تعالى: (مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً، وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقاً، وَرَأى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفاً، وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْأِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً، وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلاَّ أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلاً، وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُواً، وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً، وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلاً) الكهف: 51 ـ 58
ومن هذه السياقات يتضح أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم اقتطع هذا الجزء الذي يصدق على حال علي رضي الله عنه، ولا يعني هذا أنَّه ممن اتصف بباقي تلك الصفات المذكورات أبدًا.
2 ـ في تفسير قوله تعالى: (أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا) الأحقاف: 20 [1]، ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما أنَّ عمر رضي الله عنه رأى في يد جابر بن عبد الله درهمًا فقال: ما هذا الدرهم؟
قال: أريد ان أشتري لحمًا لأهلي قَرِمُوا إليه.
فقال: أفكلما اشتهيتم شيئًا اشتريتموه؟! أين تذهب عنكم هذه الآيةُ: (أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا) الأحقاف: 20.
والآية التي يستشهد بها أمير المؤمنين جاءت في سياق التقريع والتوبيخ للكافرين، وليست في سياق المؤمنين، قال تعالى: (وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُون) الأحقاف: 20، ومع ذلك استشهد بها أمير المؤمنين ونزَّلها على أهل الإيمان.
وهناك عدَّة آثارٍ ستأتي لاحقًا، والمراد مما مضى أنَّ أصل هذا الموضوع موجودٌ في السنة وأقوال الصحابة.
إذا تأمَّلت هذه المسألةُ وجدت أنها ترجع إلى أصلٍ من أصولِ التفسيرِ، وهو التفسيرُ على القياسِ، والمرادُ به: إلحاقُ معنًى باطنٍ في الآيةِ بظاهرِها الَّذي يدلُّ عليه اللَّفظُ.
قالَ ابن القيِّم (ت: 751): (وتفسيرُ النَّاسِ يدورُ على ثلاثةِ أصولٍ:
تفسيرٌ على اللَّفظِ، وهو الَّذي ينحو إليه المتأخِّرونَ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(2/85)