ـ[أرشيف ملتقى أهل الحديث - 3]ـ
تم تحميله في المحرم 1432 هـ = ديسمبر 2010 م
__________
هذا الجزء يضم: -
• منتدى القرآن الكريم وعلومه
• منتدى عقيدة أهل السنة والجماعة
• منتدى الدراسات الفقهية
• منتدى أصول الفقه
• منتدى اللغة العربية وعلومها
• منتدى السيرة والتاريخ والأنساب
• منتدى تراجم أهل العلم المعاصرين
__________
(تنبيهان)
1 - للانتقال لمشاركة معينة اكتب رقمها في خانة الرقم واضغط الزر، فمثلا للانتقال للمشاركة التي رابطها http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=193
فقط اكتب رقم 193 في خانة الرقم ثم اضغط الزر المجاور
2 - تجد رابط الموضوع الذي تتصفحه، أسفل يسار شاشة عرض الكتاب، إذا ضغطت على الرابط ينقلك للموضوع على الإنترنت لتطالع ما قد يكون جد فيه من مشاركات بعد تاريخ تحميل الأرشيف .. ويمكنك إضافة ما تختاره منها لخانة التعليق في هذا الكتاب الإلكتروني إن أردت(1/1)
منتدى القرآن الكريم وعلومه(1/1)
من يوافقني على تصحيح مفهوم معنى هذه الآية
ـ[احمد بخور]ــــــــ[21 - 03 - 02, 10:32 م]ـ
الآية التي اختلف اهل العلم في فرضية الحج وبالتالي فيما يتبع ذالك من المسائل مثل هل هو على الفور ام على التراخي والخـ ـــــ
آية آل عمران (((وأتموا الحج والعمرة لله)))
بالإجماع انها نزلت في قصة كعب بن عجرة رضي الله عنه
وكانت قصة كعب في الحديبية السنه السادسه وبسببها قال الشافعي ان فرضيّة الحج في السنة السادسة
ولما رأيت قول الإمام الشافعي قلت لماذا لانرجع الى التفسير انظر الى قول ائمة التفسير من المتقدمين فيها
وتفاجأت ان اقوال المفسرين فيها غير ما يتكلم بها شيخ الإسلام من انها في صدر آل عمران وان صدرها نزل في الوفود وانها في التاسعه ووووو
لاكن الإمام ابن مسعود رضي الله عنه كان يقرأ في الآية بقراءة خاصة
(((وأقيموا الحج والعمرة لله)) وقال ابن جريرفي تفسيره (تأويل هؤلاء في قوله تبارك وتعالى: {وأتموا الحج والعمرة لله} أنهما فرضان واجبان من الله تبارك وتعالى أمر بإقامتهما، كما أمر بإقامة الصلاة، وأنهما فريضتان، وأوجب العمرة وجوب الحج. وهم عدد كثير من الصحابة والتابعين، ومن بعدهم من الخالفين كرهنا تطويل الكتاب بذكرهم وذكر الروايات عنهم. وقالوا: معنى قوله: {وأتموا الحج والعمرة لله} وأقيموا الحج والعمرة. ذكر من قال ذلك:) ذكرمنهم علي بن ابي طالب عن علي: " وأقيموا الحج والعمرة للبيت " ثم هي واجبة مثل الحج
ابن مسعود رضي الله عنه عن عبد الله: "وأقيموا الحج والعمرة إلى البيت" ثم قال عبد الله: والله لولا التحرج وأني لم أسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها شيئا، لقلت إن العمرة واجبة مثل الحج.
ثم قال (وكأنهم عنوا بقوله: أقيموا الحج والعمرة: ائتوا بهما بحدودهما وأحكامهما على ما فرض عليكم.)
وذكر ان ذالك قول ابن عباس فيها
انا انبه الإخوة الى اهمية الاهتمام بكلام الأئمة المتقدمين في كل شيء فالآية شاملة للمعنين ولاتنافي
فأقيموها كما تقيمون الصلاة فيكون فيه دليل للفرضية وكذالك اذا ابتدأتم فأتموها
مع ما ذكره الشافعي من انها فرض السادسة
مع انك تجد من تكلم عن الحج ووجوبه من الأئمة ممن الف في الحديث اوتكلم في الفقه قبل شيخ الإسلام لما يذكرون أدلة الفرضية يذكرون هذه الآية
هذا ما تيسر على عجالة ارجو من الإخوة إفادتي هل هو صحيح
وجزاكم الله خيرا والله أعلم
ـ[ icq] ــــــــ[01 - 03 - 03, 02:22 م]ـ
أخي الكريم لعلك ذهلت الآية في سورة البقرة رقم:196 للتنبيه فقط
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[01 - 03 - 03, 02:31 م]ـ
أنكر العلماء ان يكون فرض الحج في السادسة ومنهم بعض الشافعيه راجع فتح البارى لابن حجر الشافعي ... فأنه مهم. والجمهو رعلى انه في التاسعه.
ـ[الحمادي]ــــــــ[01 - 03 - 03, 09:28 م]ـ
أخي الكريم (أحمد بخور):
قد ذكرتَ عدداً من القضايا التي تحتاج إلى تحرير، وهي:
أولاً / متى نزلت آية: (وأتموا الحج والعمرة لله).
ثانياً / ما المراد بقوله: (وأتموا)؟
وينبني على تحديد تاريخ نزول الآية ومعرفة معناها مسألة
مشهورة، وهي:
هل وجوب الحج والعمرة (عند من يرى وجوبها) على الفور أم
على التراخي؟
ولا يلزم من كون الآية نزلت في السنة السادسة، أن الحج واجب
على التراخي، بل لابد - أيضاً - من تحرير المراد بـ (وأتموا).
كما ينبني على معرفة المراد بـ (وأتموا) مسألة أخرى، وهي:
حكم العمرة، هل هي واجبةٌ أو لا؟
وفي كلا المسألتين خلاف بين أهل العلم سلفاً وخلفاً، وفيهما أدلة أخرى تحتاج إلى جمع، وقد رجح ابن جرير الطبري وابن عبدالبر رحمهما الله أن المراد بالإتمام في الآية:
وجوب إكمالهما بعد الشروع فيهما، وحكيا ذلك عن جماعة من الصحابة والتابعين.
ينظر في ذلك:
(تفسير الطبري، سورة البقرة - آية 196) وَ الاستذكار (11/ 238 - )
والفتح لابن حجر (3/ 761 - ) وَ غيرها.
وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لاينازع في أن آية: (وأتموا ... ) إنما
نزلت عام الحديبية، بل حكى الإتفاق على ذلك، ولكنه ينازع في دلالة
هذه اللفظة على الوجوب ابتداءً (ويلزم من القول بدلالتها على الوجوب ابتداءً أن الحج والعمرة واجبان، ووجوبهما على التراخي) ويرى أن المراد بالآية وجوب إتمام الحج والعمرة على من شرع فيهما.
الفتاوى (7/ 606 - ) وَ (26/ 7 - 8) وَ (27/ 265)
فالآية قد اختلف في دلالتها قبل شيخ الإسلام وبعده.
وأما قراءة ابن مسعود رضي الله عنه: (وأقيموا)، فهي قراءةٌ غير متواترة، والقراء العشرة على قراءة: (وأتموا).
وقد اختلف أهل العلم في القراءة التي ثبتت عن أحد الصحابة هل هي حجة في الأحكام أو لا؟ على قولين.(1/2)
قال شعبة: كلما تقدمنا في الحديث تأخرنا في القرآن!
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[29 - 03 - 02, 06:21 ص]ـ
لا يخفى أهمية الحديث، وعظم من سعى في طلبه، والنصوص في ذلك كثيرة، وهو علم من دخله صعب عليه الخروج منه،
قال شعبة: ان هذا الحديث ذكر يحبه ذكور الرجال ويكرهه مؤنثوهم.
وهو علم في الغالب لا يقبل المشاركة، ومن هنا صار هذا العلم عند البعض لذة ومتعة، وصدهم عن القرآن ورأيت السلف يشيرون الى هذا، فمن ذلك:
1 - قال شعبة: كلما تقدمنا في الحديث تأخرنا في القرآن.
2 - قال ابن الحباب: قلت لاحمد يا ابا عبد الله سمعت شعبة من الحجاج يقول: ن هذا الحديث يصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة وعن صلة الرحم فهل انتم منتهون؟؟!! قال: فاطرق ساعة ثم قال: اما نحن فلا نعرف هذا من انفسنا فان كان شعبة يعرف من نفسه شيئا فهو اعلمأ. ه من طبقات الحنابلة 1/ 250.
اما الصلاة فيعني النافلة طبعا.
كما ترون شكاية شعبه من اشغال الحديث له عن القران وغيره من العبادات، الا ترون ان هذا نحن واقعون فيه، ان كان ذا فما علاجه،
اما انا فأقول بملىء فمي: ((ان حالي كما قال شعبة عن نفسه))!!.، فما هي حالكم؟!.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[29 - 03 - 02, 07:30 ص]ـ
تأمل جودة كتاب فتح الباري شرح صحيح البخاري، وما وضع فيه كاتبه من أقوال العلماء مع تخريج الأثار والأحاديث
وانظر لرداءة التفاسير المشهورة للقرآن الكريم، وقلة العناية بها وبتخريج أحاديثها وآثار السلف فيها
وغالب التفاسير قد كتبها أهل البدع وأصحاب الفرق
وخير التفاسير هو تفسير ابن كثير رغم قلة عناية صاحبه بتخريج الآثار الموقوفة
وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً
وليت العلماء اليوم يجتمعون فيكتبون تفسيراً جامعاً قوياً فعالم يكتب في التفسير الفقي والثاني يكتب في التفسير اللغوي والثالث في تخريج تفاسير السلف، وهكذا حتى يجتمع لنا تفسير جامع
ـ[عصام البشير]ــــــــ[29 - 03 - 02, 01:39 م]ـ
كلامك صحيح يا شيخنا العتيبي
أحسن الله إليك ..
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[27 - 06 - 02, 01:38 ص]ـ
للفائدة والافادة
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[28 - 06 - 02, 02:53 ص]ـ
صحيح -والله- كلما تقدمنا فى الحديث تأخرنا فى القرآن .... والادهى من ذلك أن غيرنا يحتل الساحة الخالية .... انظر مثلا الى تفاسير القرآن المعاصرة: فى ظلا ل القرآن------الجواهرللطنطاوى-------التفسير المنير---------تفسير المنار------الاساس فى التفسير----تفسير الشعراوي------التحرير والتنوير ..... الخ
هذه التفاسير منها الاشعرى والصوفى والحركى والعقلانى ..... فأين التفسير السلفى ...
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 - 06 - 02, 05:34 ص]ـ
أهم من كتب في تفسير السلف (التفسير بالمأثور) هو الطبري. ثم تلاه السيوطي في الدر المنثور. ومشى ابن كثير على هذا النهج.
وأهم من كتب في التفسير بالرأي هو الرازي حتى قيل عن تفسيره أن فيه كل شيء إلا التفسير (وهذا مبالغة)
وأهم من كتب في التفسير اللغوي هو الزمخشري المعتزلي، والنسخة المطبوعة على هامشها ردود أهل السنة عليه في المواضع التي انتصر بها للمعتزلة
وأهم من كتب في التفسير الفقهي هو القرطبي المالكي
وأهم من كتب في التفسير المعاصر هو الشهيد سيد قطب صاحب كتاب "في ظلال القرآن" الذي يعتبر أفضل كتاب ألف في القرن العشرين
والذي نحتاجه هو جهد جماعي بين العلماء: فهذا يجمع التفسير اللغوي ويخلصه من معتزليات الزمخشي، وآخر يفرز أقوال السلف التي صحت عنهم، والآخر يجمع أقوال الفقهاء على نمط فتح الباري، وهكذا حتى يتجمع تفسير متكامل.
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[24 - 07 - 02, 12:42 م]ـ
احسنت اخي ابو عبدالمعز.
وشكر الله لك اخي الامين
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[24 - 07 - 02, 03:02 م]ـ
شكر الله لك هذا التذكير أخي عبد الله ..
الشيخ محمد الأمين: ألا ترى أن هذه المُنية التي ذكرتها، أنها من شبه المستحيلات، حيث إننا نرى الباحثين في الجامعات اذا اشتركوا في رسالة أو تحقيق لا يتفقون، وتجد بينهم التميز.
وإلا فإني أسأل المولى العظيم أن يحقق ما ذكرته.
ـ[صلاح]ــــــــ[26 - 07 - 02, 08:48 م]ـ
جزيت خيرا اخي الشيخ الفاضل عبدالله على اتحافك.
ونعم صدقت اننا كذلك
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[26 - 07 - 02, 09:38 م]ـ
أخي الكشاف
ليس من الضروري الاتفاق على كل شيء. المهم نقل الخلاف بأمانة، والتنبيه على صحة النقل أو ضعفه. ثم يترك للقارئ الحكم فيما لم يتمكن المفسرون من الاتفاق عليه.
والذي يتفق عليه السلف في التفسير أكثر بكثير مما يختلفون عليه. راجع مقدمة ابن تيمية في التفسير.
كما أن التنسيق يجب أن يكون على حسب الاختصاص. فاللغوي يسرد لنا الأوجه المحتملة للتفسير اللغوي. وربما يسرد لنا بعض وجوه البلاغة في الآية. ولا يتدخل في الحكم الفقهي، فهذا يتركه للفقهاء.
والتخريج الحديثي فيه خلاف من حيث الحكم النهائي على بعض الروايات. ولكن يمكن غالباً تمميز الراوي وتبيين درجته أو على الأقل أقوال العلماء فيه. وهذا مما يسهل كثيراً الحكم على الحديث بحسب المنهج.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/3)
ـ[أمة الله النجدية]ــــــــ[19 - 01 - 03, 04:40 م]ـ
صدقت والله
ـ[صلاح]ــــــــ[07 - 05 - 04, 02:15 م]ـ
جزيت خيرا
ـ[علي بن حميد]ــــــــ[07 - 05 - 04, 03:39 م]ـ
قال محمد بن المثنّى السمسار: قال بشر الحافي: سمعت أبا خالد الأحمر يقول:
يأتي زمان تعطل فيه المصاحف، يطلبون الحديث والرأي، فإيّاكم وذلك؛
فإنّه يصفّق الوجه، ويشغل القلب، ويكثر الكلام. (لعله في ترجمة أبا خالد
الأحمر في السير للذهبي).
وعندي إشكال في معنى كلام شيخ الإسلام الآتي،
قال - رحمه الله -:
الناس تغيب عنهم معاني القرآن عند الحوادث، فإذا ذكّروا بها عرفوها.
مجموع الفتاوى (27/ 363) فما معنى هذا؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[07 - 05 - 04, 03:55 م]ـ
لعل في هذا الحديث ما يوضح كلام الإمام ابن تيمية رحمه الله
قال الإمام البخاري في صحيحه (1242)
حدثنا بشر بن محمد أخبرنا عبد الله قال أخبرني معمر ويونس عن الزهري قال أخبرني أبو سلمة أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته قالت أقبل أبو بكر رضي الله عنه على فرسه من مسكنه بالسنح حتى نزل فدخل المسجد فلم يكلم الناس حتى دخل على عائشة رضي الله عنها فتيمم النبي صلى الله عليه وسلم وهو مسجى ببرد حبرة فكشف عن وجهه ثم أكب عليه فقبله ثم بكى فقال بأبي أنت يا نبي الله لا يجمع الله عليك موتتين أما الموتة التي كتبت عليك فقد متها قال أبو سلمة فأخبرني ابن عباس رضي الله عنهما أن أبا بكر رضي الله عنه خرج وعمر رضي الله عنه يكلم الناس فقال اجلس فأبى فقال اجلس فأبى فتشهد أبو بكر رضي الله عنه فمال إليه الناس وتركوا عمر فقال أما بعد فمن كان منكم يعبد محمدا صلى الله عليه وسلم فإن محمدا صلى الله عليه وسلم قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت قال الله تعالى وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل إلى الشاكرين
والله لكأن الناس لم يكونوا يعلمون أن الله أنزلها حتى تلاها أبو بكر رضي الله عنه فتلقاها منه الناس فما يسمع بشر إلا يتلوها
قال الحافظ في الفتح
وفي الحديث قوة جأش أبي بكر وكثرة علمه , وقد وافقه على ذلك العباس كما ذكرنا , والمغيرة كما رواه ابن سعد وابن أم مكتوم كما في المغازي لأبي الأسود عن عروة قال: " إنه كان يتلو قوله تعالى: (إنك ميت وإنهم ميتون) والناس لا يلتفتون إليه , وكان أكثر الصحابة على خلاف ذلك " فيؤخذ منه أن الأقل عددا في الاجتهاد قد يصيب ويخطئ الأكثر فلا يتعين الترجيح بالأكثر , ولا سيما إن ظهر أن بعضهم قلد بعضا.
ـ[عبد الله المسلم]ــــــــ[08 - 05 - 04, 06:34 م]ـ
أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة أن عمر بن الخطاب: (أراد أن يكتب السنن، فاستشار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، فأشاروا عليه أن يكتبها، فطفق يستخير الله فيها شهراً، ثم أصبح يوماً وقد عزم الله [له] فقال: إني كنت أريد أن أكتب السنن، وإني ذكرت قوماً كانوا قبلكم كتبوا كتباً، فأكبوا عليها وتركوا كتاب الله، وإني والله لا ألبس كتاب الله بشيء أبداً.) (عبد الرازق في كتاب العلم)
طفق: بمعنى اخذ في الفعل وجعل يفعل
وعن ابن وهب قال:
سمعت مالكا يحدث ان عمر بن الخطاب اراد ان يكتب هذه الاحاديث او كتبها ثم قال: لا كتاب مع كتاب الله. (بن عبد البر)
ـ[أبو مالك الحنبلي]ــــــــ[08 - 05 - 04, 06:59 م]ـ
ياجماعة الأخ عبدالله العتيبي يقول تأخرنا في القرآن ولم يقل في التفسير وعلومه أرى أنه بقصد تلاوته وحفظه ومراجعته
وإذا كنت أخي العتيبي تحس ذلك وهو تقصيرك في القرآن فأنا فيهما القرآن والسنه والعبادة
يظن الناس بي خيرا وإني= لشر الناس إلم تعفو عني
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[05 - 02 - 06, 05:41 م]ـ
"
جزى الله عبد الله العتيبي - ومن وافقه - جزاء الصادقين الخائفين المحاسبين لأنفسهم.
وجزى الله خيراً كلَّ من شارك في هذا الموضوع؛ وفيما يلي كلام نفيس، وهو معروف مشهور، ولكني أحببتُ أن أذكّركم به، بعد تذكير نفسي المقصرة الغافلة؛ وهو في خطورة هجر القرآن:
يظن كثير من الناس أن هجر القرآن نوع واحد وهو هجر تلاوته؛ وهذا جهل فاحش؛ بل الهجر أنواع كثيرة قد يكون عدم تلاوته أقلها خطراً؛ قال ابن القيم رحمه الله تعالى في (الفوائد) (ص82):
(هجر القرآن أنواع:
أحدها: هجر سماعه والإيمان به والإصغاء إليه.
والثاني: هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه وإن قرأه وآمن به.
والثالث: هجر تحكيمه والتحاكم إليه في أصول الدين وفروعه واعتقاد أنه لا يفيد اليقين وأن أدلته لفظية لا تُحَصِّل العلم.
والرابع: هجر تدبره وتفهمه ومعرفة ما أراد المتكلم به منه.
والخامس: هجر الاستشفاء والتداوي به في [لعلها في] جميع أمراض القلب وأدوائه، فيطلب شفاء دائه من غيره ويهجر التداوي به.
وكل هذا داخل في قوله (وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا)، وإن كان بعض الهجر أهون من بعض.
وكذلك الحرج الذي في الصدور منه فإنه:
تارة يكون حرجاً من إنزاله وكونه حقاً من عند الله.
وتارة يكون من جهة التكلم به أو كونه مخلوقاً من بعض مخلوقاته ألْهَمَ غيرَه أن تكلم به.
وتارة يكون من جهة كفايته وعدمها وأنه لا يكفي العباد بل هم محتاجون معه إلى المعقولات والأقيسة أو الأراء أو السياسات.
وتارة يكون من جهة دلالته وهل [في الأصل: (وما) بدل (وهل)] أريد به حقائقه المفهومة منه عند الخطاب أو أريد به تأويلها وإخراجها عن حقائقها إلى تأويلات مستكرهة مشتركة.
وتارة يكون من جهة كون تلك الحقائق وإن كانت مرادة فهي ثابتة في نفس الأمر أو أوهم أنها مرادة لضرب من المصلحة؟!
فكل هؤلاء في صدورهم حرج من القرآن وهم يعلمون ذلك من نفوسهم ويجدونه في صدورهم؛ ولا تجد مبتدعاً في دينه قط إلا وفي قلبه حرج من الآيات التي تخالف بدعته؛ كما أنك لا تجد ظالماً فاجراً إلا وفى صدره حرج من الآيات التي تحول بينه وبين إرادته؛ فتدبر هذا المعنى ثم ارض لنفسك بما تشاء). انتهى كلامه رحمه الله.
"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/4)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - 02 - 06, 07:15 م]ـ
الاشتغال بالحديث وباقي علوم الشريعة ليس انشغالا عن القرآن
فلن نستطيع أن نقيم علمنا بالقرآن ما لم نعلم السنة والفقه والأصول ... إلخ.
كما قال عمر بن الخطاب: لا تجادلوا أهل البدع بالقرآن فإنه حمال وجوه، وخذوهم بالسنن
ـ[حمد أحمد]ــــــــ[05 - 02 - 06, 09:38 م]ـ
كما قال عمر بن الخطاب: لا تجادلوا أهل البدع بالقرآن فإنه حمال وجوه، وخذوهم بالسنن
أسنده لنا أدخلك الله الجنة
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[06 - 02 - 06, 01:45 ص]ـ
أستغفر الله العظيم، اشتبه عليَّ لفظان أحدهما لعمر بن الخطاب، والآخر لعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما.
أما ما ورد عن عمر بن الخطاب:
--------------------------------
قال الدارمي في سننه:
أخبرنا عبد اللَّهِ بن صَالِحٍ حدثني اللَّيْثُ حدثني يَزِيدُ هو بن أبي حَبِيبٍ عن عمروا بن الأشجع ان عُمَرَ بن الْخَطَّابِ قال انه سَيَأْتِي نَاسٌ يُجَادِلُونَكُمْ بِشُبُهَاتِ الْقُرْآنِ فَخُذُوهُمْ بِالسُّنَنِ فإن أَصْحَابَ السُّنَنِ أَعْلَمُ بِكِتَابِ اللَّهِ
قال ابن حزم في الإحكام:
أنبأ عبد الله بن ربيع ثنا محمد بن معاوية القرشي ثنا ابن خليفة الفضل بن الحباب الجمحي قال ثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي ثنا الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن بكير بن عبد الله بن الأشج أن عمر بن الخطاب قال سيأتي قوم يجادلونكم بشبهات القرآن فخذوهم بالسنن فإن أصحاب السنة أعلم بكتاب الله عز وجل
قال ابن عبد البر في جامع بيان العلم:
حدثنا أحمد بن قاسم ومحمد بن عبدالله قالا حدثنا محمد بن معاوية قال حدثنا أبو خليفة قال حدثنا أبوالوليد الطيالسي قال حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن بكير بن الأشج أن عمر بن الخطاب قال سيأتي قوم يجادلونكم بشبهات القرآن فخذوهم بالسنن فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب الله عز وجل
وأما ما ورد عن علي بن أبي طالب
--------------------------------
قال السيوطي في الإتقان، وفي الدر المنثور:
أخرج ابن سعد أن عليا قال لابن عباس اذهب إليهم يعني الخوارج ولا تخاصمهم بالقرآن فإنه ذو وجوه ولكن خاصمهم بالسنة فقال له أنا أعلم بكتاب الله منهم فقال صدقت ولكن القرآن حمال ذو وجوه
قال الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه:
أنا القاضي أبو القاسم علي بن محسن التنوخي أنا أبو سعيد الحسن بن جعفر السمسار نا أبو شعيب الحراني حدثني يحيى بن عبد الله البابلتي نا الأوزاعي قال خاصم نفر من أهل الأهواء علي بن أبي طالب فقال له ابن عباس يا أبا الحسن إن القرآن ذلول حمول ذو وجوه تقول ويقولون خاصمهم بالسنة فإنهم لا يستطيعون أن يكذبوا على السنة.
ـ[عبدالله البخاري]ــــــــ[06 - 02 - 06, 04:30 ص]ـ
ليتني اهتم في القران او السنة لكن ظيعتها كلها ولا حول ولا قوة الا بالله
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[06 - 02 - 06, 07:32 ص]ـ
وايضا ورد مثل هذا عن الزبير بن العوام كنصيحه لابنه عبد الله بن الزبير ايام فتنة مقتل عثمان رضي الله عنه
ـ[عبدالله ابن عَبيدِه]ــــــــ[13 - 02 - 06, 01:42 م]ـ
[ quote= أبو مالك الحنبلي] ياجماعة الأخ عبدالله العتيبي يقول تأخرنا في القرآن ولم يقل في التفسير وعلومه أرى أنه بقصد تلاوته وحفظه ومراجعته
ـ[عبدالله ابن عَبيدِه]ــــــــ[13 - 02 - 06, 02:58 م]ـ
ياجماعة الأخ عبدالله العتيبي يقول تأخرنا في القرآن ولم يقل في التفسير وعلومه أرى أنه بقصد تلاوته وحفظه ومراجعته
على كل حال هذا الظاهر من مراد شعبة رحمه الله ..
ثم من بابٍ _ أرجو أن يكون من قبيل التعاون على البر والتقوى_ أقول مُذاكِراً _ بعد الاستعانة بالله الذي لا إله إلا هو:
..... وكلمة الإمام أبي عبدالله أحمد بن حنبل أنه لم يجد ذلك من نفسه فهذا يدل على أن أئمة الحديث (لا أقول المحدثين فضلاُ عن الرواة) تختلف شخصياتهم واستعداداتهم الفطرية التي وهبهموها ربهم عزوجل فمن ثم تختلف أذواقهم وميولهم ثم تختلف اختياراتهم فتختلف أعمالهم ثم أحوالهم ..
ولهذا كان الأئمة الكبار كعبد الرحمن بن مهدي ونظرائه يفرقون بين الإمامة في الحديث والإمامة في السنة من حيث المعنى لأنهما وجد في الحس كثيراً افتراقهما، وليس هذا بدائم ولكنه الأكثر أو الكثير ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/5)
وأما الجامعون بين الإمامتين فأفراد لا يخفَون منهم راجعوا كلمة ابن مهدي في أصولها لتعرفوا من سماهم من الجامعين لهما ومن رأى انفراده بإحداهما ..
وكم يقع الغلط في هذا يظن دهماء الناس بل كثير من فضلاء المتفنين في أصناف العلوم كلَّ إمام في الحديث إماماً في السنة بالمعنى الخاص لا العام المطابق أو المندرج في معنى الحديث على الخلاف في اصطلاح الناس في ذلك ..
وهذا الغلط أوهم كثيراً من الناس أن أئمة السنة يختلفون فيها، وهذا هو الباطل بعينه فإن أئمة السنة أبعد الناس عن خلافها وعن الاختلاف فيما بينهم من جهتها، فإنهم أكثر الناس علماً بصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قال في حجة الوداع:" تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها .. "
وأعلم الناس بوفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحو قول الله تعالى:" وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون"
كما يغلط كثير من عوام المتسننة إذا خرجوا عن السنة بـ"نوع"جهل وهوى فيخرجون بعض الأعلام الكبار المعروفين بالتقدم في الحديث عن الإمامة فيه فيشاركون بهذا في التطفيف الذي نهى الله عنه ويكونون من المخسرين الذين يبخسون الناس أشياءهم، وهو من الفساد الذي نهى الله عن جنسه وأفراده في كتابه وعلى ألسنة رسله عليهم الصلاة والسلام.
وإذا تقرر الفرق بين الإمامتين في السنة وفي الحديث ...
فالإمام أحمد من الذين جمعوا بينهما بخلاف شعبة فإنه لا ريب في إمامته للحديث الإمامة الكبرى وأنه فيه بمنزلة أمير المؤمنين في الناس في وقته بشهادة الأئمة بذلك، ولكنه في السنة بأخص معانيها وهو المقتضي لكونه قدوة وإماماً لغيره فيها ليس من بابة أحمد ولا الأوزاعي من أهل عصره مثلاً ..
هذا مع أنه من أكابر أهل السنة في الجملة، وهذا شيء والإمامة في السنة المقتضية لكون الموصوف بها حقاً أهلاً للاقتداء به فيها شيء آخر ..
وهذا أمر لا يعرفه من لم يعرف شعبة المعرفة التامة فمن راجع ترجمته وجد أن الحديث (من حيث هو فن، ومن حيث اشتماله على أمور زائدة على الاشتغال بمحض ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم) كان أغلب عليه، وهذا كان أليق به فيما يظهر وقد نفع الله به وصار قدوة لمن بعده في اتنقير عن أحوال الرواة وتحرير سماعاتهم فإنه برز في ذلك وإن لم ينفرد به في عصره ولا عمن تقدمه ..
والإمامة في الحديث هي الأشهر والأسير عند الناس .. فإن الحديث بمعناه الاصطلاحي وهو العلم المخصوص الذي فيه الاشتغال بأمر النبي صلى الله عليه وسلم وبمن له به اتصال ولا سيما في النقل عنه، ولا ريب أن الإمامة المطلقة في الدين تفتقر إلى رسوخ القدم في هذا ..
ولكن التبتل إليه والزهد فيما عداه من أمر الدين بسبب "إدمان"التشعب في جزئياته الدقيقة واستعمال كثرة الجدال والمراء واللغو وعدم استشعار شرف النسبة الحديثية والمقصود الأعلى من الاشتغال بهذا العلم الشريف هو من أكبر القواطع (و "أخفاها") عن بلوغ الإمامة المطلقة في الدين وخلافة سيد المرسلين وكمال الوراثة عنه ..
فمن كمال فضيلة أهل الإمامة في الحديث خاصة وهم ساداتهم الذين لم يقدر لهم بلوغ الإمامة المطلقة في الدين والتوصل إليها بالجمع بين إمامة الحديث وإمامة السنة تجدهم ينكسرون ويتواضعون وبما هم عليه يعترفون بل ينادون ويجهرون ويستعظمون من التقصير في الإمامة المطلقة لعلو هممهم ما يستصغره الأقزام ..
فكلمة شعبة بل كلماته وكذا غيره كهشام الدستوائي ونحوهم هي _والله أعلم _من هذا الوادي ..
وهو من أكبر مناقبهم رحمهم الله تعالى ورفع درجتهم، وتجاوز عنا وعنهم ..
وأما كلمة الإمام أحمد فلا مدخل لها في تزكية النفس كما يدرك المتأملون لأحواله بل كلمة صادرة عن رسوخ قدم في الإمامة في الدين ..
فما السر في بلوغ أحمد ونظرائه لها .. ؟
إنه أولاً وآخراً توفيق الله عزوجل ولا ريب عند مؤمن في هذا لأن الله تعالى يختار لذلك من يصفيه ويجتبيه بعد تمحيصه ..
ولكن أهم معالم هذا السبيل معرفتهم أن معقد الهدى هو القرآن وأنه كلام الله عزوجل الذي لا عدل له، وأنه الهدى والشفاء والنور والرحمة كل حرف منه فيه ذلك (الألف واللام والميم) مثلاً ..
وأنه منتفع به بكل وجوه الانتفاع بالكلام وأعظم فلا كلام أنفع منه ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/6)
ولهذا لما ذكرت لأحمد كلمة يحيى بن أبي كثير أو نحوه:" السنة قاضية على القرآن" لم يجسر على هذا التعبير مع علمه بحسن المقصود به بل اختار له تعبيراً آخر أجمل واليق (وأدل على علاقته القوية بالقرآن ووده له كما هو الشأن معه في الحديث) ..
وأمر آخر محصته التجارب من جماعات في عصور متباينات: أنه كما لا يهتدى إلى الحق في متشابه القرآن إلا بالسنة، فلا يهتدى إلى الحق في متشابه الحديث إلا بها ..
والمقصود بالسنة هنا هي طريقة النبي صلى الله عليه وسلم وهديه وأنه كان لا يقدم على القرآن شيئاً ..
والمؤمن لا يقدم على سنة النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع القرآن: تلاوة قولية وعملية شيئاً، لأنه هو صلى الله عليه وسلم المقطوع بأنه كان يتلوه حق تلاوته، والذي يتبع النبي صلى الله عليه وسلم كان ممن يتلوه حق تلاوته ويدخل في شهادة الله تعالى في كتابه لهؤلاء بالإيمان إذ قال:" أولئك يؤمنون به".
**
أملي أخيراً من نفسي وإخوتي مراجعة كيفية تعامل الإمام أحمد ونظرائه مع القرآن ..
وإنما خصصت أحمد لأنه تقدم في أصل المشاركات نقل كلامه وأدير التعليق عليه، مع كونه من أجل مَن جمع _ بعد القرون الثلاثة قرن النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه ومن تلاهم من التابعين بإحسان ثم من تلاهم من الأتباع بإحسان للتابعين بإحسان _ إمامةَ الحديث وإمامة السنة وثبتت وراثته لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالحس والدلائل المعتبرة في الشرع ..
والقرآن حبل الله فينا طرفه بيد الله والآخر بأيدينا ..
وإنما تقع الفتن بالتفريط فيه ليس في هذِّه والتطريب بقراءته ولا بالجدال وتشقيق الكلام في الخوض في معانيه بل هذا من أصول الفتن وأسبابها ..
والمقصود الغائي من الفتن لأمة محمد صلى الله عليه وسلم التي قضى الله تعالى أن تكون خير أمة أخرجت للناس وأن ترث رسالته في الأرض بعد اختتام النبوة بنبيها هو تمحيص المؤمنين ومحق الكافرين المظهرين للكفر والطعن في الرسول وما جاء به والمخفيه ..
وبحسب رجوع الناس إلى القصد والحق في معاملة القرآن تنقشع الفتن عنهم ..
وأعلم الناس بالقرآن هم كما قال الفاروق:" أصحاب السنن"، أي: أئمة السنة النبوية لا المكثرين من "مجرد" رواية الحديث أو التنقير عن دقائق متعلقاته .. فإن هؤلاء تدخل فيهم الأهواء وهم لا يشعرون بل أكثر منافقي أهل الأهواء لأهل السنة النبوية ينشؤون فيهم ويندسون بينهم ..
فإن الحديث (بمعناه الفني الاصطلاحي) يشتهى وشهوته من أعظم شهوات الدنيا ذات الصبغة الدينية وتلبيس الشيطان على أهله كثير ... لأنهم ينخدوعن بأنفسهم ..
كل هذا في تجريد الاشتغال بالحديث عن السنة التي هي اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سلوك صراط الله المستقيم ليس في الأقوال فقط ولا في ظاهر الأفعال، بل في اعتقادات القلوب وأعمالها أولاً ثم في قول اللسان وأفعال الجوارح ..
ولهذا فإن أكبر أمارات الجامعين بين إمامة السنة والحديث البالغين بذلك مرتبة الإمامة المطلقة في الدين: القصد في السنة، لأنهم أشد الناس حباً لها وعلماً بفاقتهم إليها فلا يحبون أن يبغضوها إلا أنفسهم ولا إلى الناس ولا أن يملوها فيقتصدون فيها (لا يقصرون) ويعلمون أن أحب العمل إلى الله أدومه وأن القصد أعون على الدوام وأن الشِّرَّه عارضة والفترة لازمة كما في الحديث (إن لكل عامل شرة ولكل شرة فترة فمن كانت فترته إلى خير وسنة فقد هدي، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد ضل) ..
وإنما يلزم المرء السنة والخير حال فترته إذا كان حال شرته (نهمته وحماسه) قاصداً ضابطاً لنفسه وملكاتها وغرائزها (المتنوعة جداً) فلا يطغى في ميزان الاتباع بل يقوم الوزن بالقسط ولا يخسر الميزان.
ومن ذلك: أن يعلم العبد أن الحقوق عليه متنوعة بنص الحديث النبوي (إن كان يؤمن إيماناً جازماً أنه الحق، وهو الظن به) سوى حق ربه، فلنفسه عليه حق ولبدنه أيضاً، ولزوجه، ولضيفه، ولكل مسلم على كل مسلم حقوق معلومة وللجار حقوق .. وهلم جراً فالحمد لله الذي من علينا بهذا الدين الكامل الذي هو بكل خير وفلاح كافل، فلا نحتاج معه إلى غيره، ولا مع هدي مؤديه عن الله تعالى إلينا محمد صلى الله عليه وسلم غير هديه.
والأمر الجامع في هذا كلمة واحدة: الصدق، فإن الله تعالى يريده ويريد أهله ..
الصدق في الاتباع حال القصد وحال القول وحال الفعل، وحال المعاملة هذا كمال التقوى ..
ولكن من رحمة أرحم الراحمين أنه جعل المتقين طائفتين فهؤلاء طائفة وهم المحسنون من المتقين، والطائفة الأخرى ذكرها الله تعالى مع تلك في كتابه فقال:
" سارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين.
الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين.
والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم _ ومن يغفر الذنوب إلا الله؟!! _ ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون.
.. أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين".
فالصنف الثاني من المتقين: هم المقصرون المعترفون المنكسرون الذاكرون المستغفرون ..
وأما أوليك فهم المجاهدون حقاً لأنهم لا يزالون في جهاد عظيم مع النفس والهوى (وما أخفى الهوى)، والشيطان (هؤلاء الأعداء الملازمون الملحون القاطنون الظاعنون ليلاً ونهاراً من البلوغ إلى خروج الروح لا فرق بين شاب وشيخ)
لنعرف أنوذج هؤلاء اقرؤوا خطبة الصديق سيدهم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما ولي خلافته من "البداية والنهاية".
ومن من أهل الإيمان والخشية والإخبات (الذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون) إذا ما اطلع أو تذكر أحوال أولئك ثم نظر إلى نفسه لم يمقتها في ذات الله عزوجل ويزدرها ويقول نحواً مما قال شعبة وغيره من أئمة الحديث الكبار تغمدهم الله تعالى برحمته ورضوانه، آمين.
معذرة على الإطالة يا إخواني، فالظاهر أنني كلما قلبت صفحات الموقع ثم بدا لي المشاركة في أمر أثر علي مجموع ما اطلعت عليه حال كتابتي في موضع منها .. غفر الله لي ولكم ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/7)
ـ[عبدالله ابن عَبيدِه]ــــــــ[13 - 02 - 06, 03:09 م]ـ
ياجماعة الأخ عبدالله العتيبي يقول تأخرنا في القرآن ولم يقل في التفسير وعلومه أرى أنه بقصد تلاوته وحفظه ومراجعته
على كل حال هذا الظاهر من مراد شعبة رحمه الله ..
ثم من بابٍ _ أرجو أن يكون من قبيل التعاون على البر والتقوى_ أقول مُذاكِراً _ بعد الاستعانة بالله الذي لا إله إلا هو:
..... وكلمة الإمام أبي عبدالله أحمد بن حنبل أنه لم يجد ذلك من نفسه فهذا يدل على أن أئمة الحديث (لا أقول المحدثين فضلاُ عن الرواة) تختلف شخصياتهم واستعداداتهم الفطرية التي وهبهموها ربهم عزوجل فمن ثم تختلف أذواقهم وميولهم ثم تختلف اختياراتهم فتختلف أعمالهم ثم أحوالهم ..
ولهذا كان الأئمة الكبار كعبد الرحمن بن مهدي ونظرائه يفرقون بين الإمامة في الحديث والإمامة في السنة من حيث المعنى لأنهما وجد في الحس كثيراً افتراقهما، وليس هذا بدائم ولكنه الأكثر أو الكثير ..
وأما الجامعون بين الإمامتين فأفراد لا يخفَون .. راجعوا _ إن شئتم _ كلمة ابن مهدي في أصولها لتعرفوا من سماهم من الجامعين لهما ومن رأى انفراده بإحداهما ..
...... وكم يقع الغلط في هذا يظن دهماء الناس؛ بل كثير من فضلاء المتفننين في أصناف العلوم كلَّ إمام في الحديث إماماً في السنة بالمعنى الخاص لا العام المطابق أو المندرج في معنى الحديث على الخلاف في اصطلاح الناس في ذلك ..
وهذا الغلط أوهم كثيراً من الناس أن أئمة السنة يختلفون فيها، وهذا هو الباطل بعينه فإن أئمة السنة أبعد الناس عن خلافها وعن الاختلاف فيما بينهم من جهتها، فإنهم أكثر الناس علماً بصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قال في حجة الوداع:" تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها .. "
وأعلم الناس بوفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحو قول الله تعالى:" وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون"
كما يغلط كثير من عوام المتسننة _ إذا عرض لهم خروج عن السنة بـ"نوع"جهل وهوى _ فإنهم قد يخرجون بعضَ الأعلام الكبار المعروفين بالتقدم في الحديث عن الإمامة فيه فيشاركون بهذا في التطفيف الذي نهى الله عنه ويكونون من المخسرين الذين يبخسون الناس أشياءهم، وهو من الفساد الذي نهى الله عن جنسه وأفراده في كتابه وعلى ألسنة رسله عليهم الصلاة والسلام.
وقد لا يشعرون بهذا لأنهم لم يفرقوا بين الإمامتين.
وتارة يكون الإشكال في التعبير فيعبر عن الحديث بالسنة وعن السنة بالحديث، وهذا إن ساغ أحياناً وفي مواضع، ففيه إجمال في الدلالة يفضي إلى الإشكال في الفهم او الإفهام.
وإذا تقرر الفرق بين الإمامتين في السنة وفي الحديث ...
فالإمام أحمد من الذين جمعوا بينهما بخلاف شعبة فإنه لا ريب في إمامته للحديث الإمامة الكبرى وأنه فيه بمنزلة أمير المؤمنين في الناس في وقته بشهادة الأئمة بذلك، ولكنه في السنة بأخص معانيها وهو المقتضي لكونه قدوة وإماماً لغيره فيها ليس من بابة أحمد ولا الأوزاعي من أهل عصره مثلاً ..
هذا مع أنه من أكابر أهل السنة في الجملة، وهذا شيء والإمامة في السنة المقتضية لكون الموصوف بها حقاً أهلاً للاقتداء به فيها شيء آخر ..
وهذا أمر لا يعرفه من لم يعرف شعبة المعرفة التامة فمن راجع ترجمته وجد أن الحديث (من حيث هو فن، ومن حيث اشتماله على أمور زائدة على الاشتغال بمحض ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم) كان أغلب عليه، وهذا كان أليق به فيما يظهر وقد نفع الله به وصار قدوة لمن بعده في اتنقير عن أحوال الرواة وتحرير سماعاتهم فإنه برز في ذلك وإن لم ينفرد به في عصره ولا عمن تقدمه ..
والإمامة في الحديث هي الأشهر والأسير عند الناس .. فإن الحديث بمعناه الاصطلاحي وهو العلم المخصوص الذي فيه الاشتغال بأمر النبي صلى الله عليه وسلم وبمن له به اتصال ولا سيما في النقل عنه، ولا ريب أن الإمامة المطلقة في الدين تفتقر إلى رسوخ القدم في هذا ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/8)
ولكن التبتل إليه والزهد فيما عداه من أمر الدين بسبب "إدمان"التشعب في جزئياته الدقيقة واستعمال كثرة الجدال والمراء واللغو وعدم استشعار شرف النسبة الحديثية والمقصود الأعلى من الاشتغال بهذا العلم الشريف هو من أكبر القواطع (و "أخفاها") عن بلوغ الإمامة المطلقة في الدين وخلافة سيد المرسلين وكمال الوراثة عنه ..
فمن كمال فضيلة أهل الإمامة في الحديث خاصة وهم ساداتهم الذين لم يقدر لهم بلوغ الإمامة المطلقة في الدين والتوصل إليها بالجمع بين إمامة الحديث وإمامة السنة تجدهم ينكسرون ويتواضعون وبما هم عليه يعترفون بل ينادون ويجهرون ويستعظمون من التقصير في الإمامة المطلقة لعلو هممهم ما يستصغره الأقزام ..
فكلمة شعبة بل كلماته وكذا غيره كهشام الدستوائي ونحوهم هي _والله أعلم _من هذا الوادي ..
وهو من أكبر مناقبهم رحمهم الله تعالى ورفع درجتهم، وتجاوز عنا وعنهم ..
وأما كلمة الإمام أحمد فلا مدخل لها في تزكية النفس كما يدرك المتأملون لأحواله بل كلمة صادرة عن رسوخ قدم في الإمامة في الدين ..
فما السر في بلوغ أحمد ونظرائه لها .. ؟
إنه أولاً وآخراً توفيق الله عزوجل ولا ريب عند مؤمن في هذا لأن الله تعالى يختار لذلك من يصفيه ويجتبيه بعد تمحيصه ..
ولكن أهم معالم هذا السبيل معرفتهم أن معقد الهدى هو القرآن وأنه كلام الله عزوجل الذي لا عدل له، وأنه الهدى والشفاء والنور والرحمة كل حرف منه فيه ذلك (الألف واللام والميم) مثلاً ..
وأنه منتفع به بكل وجوه الانتفاع بالكلام وأعظم فلا كلام أنفع منه ..
ولهذا لما ذكرت لأحمد كلمة يحيى بن أبي كثير أو نحوه:" السنة قاضية على القرآن" لم يجسر على هذا التعبير مع علمه بحسن المقصود به بل اختار له تعبيراً آخر أجمل واليق (وأدل على علاقته القوية بالقرآن ووده له كما هو الشأن معه في الحديث) ..
وأمر آخر محصته التجارب من جماعات في عصور متباينات: أنه كما لا يهتدى إلى الحق في متشابه القرآن إلا بالسنة، فلا يهتدى إلى الحق في متشابه الحديث إلا بها ..
والمقصود بالسنة هنا هي طريقة النبي صلى الله عليه وسلم وهديه ومنها: أنه كان لا يقدم على القرآن شيئاً ..
والمؤمن لا يقدم على سنة النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع القرآن: تلاوة قولية وعملية شيئاً (راجع بيان ابن القيم لهذا في "المفتاح")، لأنه هو صلى الله عليه وسلم المقطوع بأنه كان يتلوه حق تلاوته، والذي يتبع النبي صلى الله عليه وسلم كان ممن يتلوه حق تلاوته ويدخل في شهادة الله تعالى في كتابه لهؤلاء بالإيمان إذ قال:" أولئك يؤمنون به".
**
أملي أخيراً من نفسي وإخوتي مراجعة كيفية تعامل الإمام أحمد ونظرائه مع القرآن ..
وإنما خصصت أحمد لأنه تقدم في أصل المشاركات نقل كلامه وأدير التعليق عليه، مع كونه من أجل مَن جمع _ بعد القرون الثلاثة قرن النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه ومن تلاهم من التابعين بإحسان ثم من تلاهم من الأتباع بإحسان للتابعين بإحسان _ إمامةَ الحديث وإمامة السنة وثبتت وراثته لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالحس والدلائل المعتبرة في الشرع ..
والقرآن حبل الله فينا طرفه بيد الله والآخر بأيدينا ..
وإنما تقع الفتن بالتفريط فيه ليس في هذِّه والتطريب بقراءته ولا بالجدال وتشقيق الكلام في الخوض في معانيه بل هذا من أصول الفتن وأسبابها ..
والمقصود الغائي من الفتن لأمة محمد صلى الله عليه وسلم التي قضى الله تعالى أن تكون خير أمة أخرجت للناس وأن ترث رسالته في الأرض بعد اختتام النبوة بنبيها هو تمحيص المؤمنين ومحق الكافرين المظهرين للكفر والطعن في الرسول وما جاء به والمخفيه ..
وبحسب رجوع الناس إلى القصد والحق في معاملة القرآن تنقشع الفتن عنهم ..
وأعلم الناس بالقرآن هم كما قال الفاروق:" أصحاب السنن"، أي: أئمة السنة النبوية لا المكثرين من "مجرد" رواية الحديث أو التنقير عن دقائق متعلقاته .. فإن هؤلاء تدخل فيهم الأهواء وهم لا يشعرون بل أكثر منافقي أهل الأهواء لأهل السنة النبوية ينشؤون فيهم ويندسون بينهم ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/9)
فإن الحديث (بمعناه الفني الاصطلاحي) يشتهى وشهوته من أعظم شهوات الدنيا ذات الصبغة الدينية وتلبيس الشيطان على أهله كثير (نحو تلبيسه على أهل التجويد والقراءات والتفسير المجردين لذلك عن تحقيق السنة النبوية) ... لأنهم ينخدعون بأنفسهم وينخدع بهم الناس أنهم (أهل القرآن والحديث مثلاً) ..
وأمارة الانخداع وكذا أمارة دناءة المنخدعين: التبجح بالنفس والفرح بالقليل الذي أوتوا، والتكبر على الخلق، والمن على الخالق أو على دينه (إن غلبهم الخجل) ..
كل هذا في تجريد الاشتغال بالحديث عن السنة التي هي: اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سلوك صراط الله المستقيم ليس في الأقوال فقط ولا في ظاهر الأفعال، بل في اعتقادات القلوب وأعمالها أولاً ثم في قول اللسان وأفعال الجوارح ..
ولهذا فإن أكبر أمارات الجامعين بين إمامة السنة والحديث البالغين بذلك مرتبة الإمامة المطلقة في الدين:
القصد في السنة، لأنهم أشد الناس حباً لها وعلماً بفاقتهم إليها فلا يحبون أن يبغضوها إلا أنفسهم ولا إلى الناس ولا أن يملوها فيقتصدون فيها (لا يقصرون) ويعلمون أن أحب العمل إلى الله أدومه وأن القصد أعون على الدوام وأن الشِّرَّه عارضة والفترة لازمة كما في الحديث (إن لكل عامل شرة ولكل شرة فترة فمن كانت فترته إلى خير وسنة فقد هدي، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد ضل) ..
وإنما يلزم المرء السنة والخير حال فترته إذا كان حال شرته (نهمته وحماسه) قاصداً ضابطاً لنفسه وملكاتها وغرائزها (المتنوعة جداً) فلا يطغى في ميزان الاتباع بل يقوم الوزن بالقسط ولا يخسر الميزان.
ومن ذلك:
أن يعلم العبد أن الحقوق عليه متنوعة بنص الحديث النبوي (إن كان يؤمن إيماناً جازماً أنه الحق، وهو الظن به) سوى حق ربه، فلنفسه عليه حق ولبدنه أيضاً، ولزوجه، ولضيفه، ولكل مسلم على كل مسلم حقوق معلومة وللجار حقوق .. وهلم جراً
فيعطي كل ذي حق حقه _ بلا اعتداء ولا تقصير وجفاء.
فالحمد لله الذي من علينا بهذا الدين الكامل الذي هو بكل خير وفلاح كافل، فلا نحتاج معه إلى غيره، ولا مع هدي مؤديه عن الله تعالى إلينا محمد صلى الله عليه وسلم غير هديه.
والأمر الجامع في هذا كلمة واحدة: ... الصدق ...
الصدق فإنه مراد الله تعالى منا وهو يحبه ويحب أهله، ومن لم يكن من أهله فليتق الله وليكن مع أهله ما دام مؤمناً بالله تعالى داخلاً في ندائه الذي أنزله في أواخر ما أنزل في كتابه في آخر غزوة غزاها رسوله صلى الله عليه وسلم:" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين" ..
لأنه لا ينفع بعد خروج الروح شيء قط غير الصدق .. الصدق الذي يعلم الله تعالى أنه صدق ..
قال تعالى في آخر المائدة مخبراً عن قوله الذي _ وعزته سيقوله _ يوم القيامة:" قال الله: هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم، لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً، رضي الله عنهم ورضوا عنه، ذلك الفوز الكبير ".
حتى الصادقين إنما يسألهم عن صدقهم قال تعالى:" ليسأل الصادقين عن صدقهم"
أيش الصدق؟
الصدق في الاتباع لرسوله الذي زكاه لنا باطناً وظاهراً ورضيه في نفسه عبداً ورسولاً وارتضاه لنا إماماً وهادياً.
في أيش؟
في كل شيء في القصد أولاً فهو القائل إنما الأعمال بالنيات ثم حال القول وحال الفعل، وحال المعاملة ...
نعم هذا كمال التقوى ..
ولكن من رحمة أرحم الراحمين أنه جعل المتقين طائفتين ..
فهؤلاء طائفة؛ وهم المحسنون من المتقين ...
والطائفة الأخرى ذكرها الله تعالى مع تلك في كتابه فقال:
" سارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين.
الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين.
والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم _ ومن يغفر الذنوب إلا الله؟!! _ ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون.
.. أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين".
فالصنف الثاني من المتقين: هم المقصرون المعترفون المنكسرون الذاكرون المستغفرون ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/10)
وأما أوليك المحسنون فليس صدقهم دعوى منهم ولا من محبيهم بل هم المجاهدون حقاً لأنهم لا يزالون في جهاد عظيم مع النفس والهوى (وما أخفى الهوى)، والشيطان (هؤلاء الأعداء الملازمون الملحون القاطنون الظاعنون ليلاً ونهاراً من البلوغ إلى خروج الروح لا فرق بين شاب وشيخ)
يعني الصدق ما هو ادعاء فارغ بالتشهي كل من اشتهاه ادّعاه ..
ولذلك فهؤلاء المحسنون من الصادقين يشاركون إخوانهم في الأدب مع الله تعالى في تقصير لسان الدعوى، وبسط لسان الاعتذار واللهج بالتوبة والاستغفار ..
قال الله تعالى لأصدق الصادقين من خلقه:" إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر .. ".
وقال في آخر سورة أنزلها عليها عليه:" إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً".
نقرأ في "صحيح البخاري " الامتثال العملي النبوي لهذا الأمر الإلهي القرآني ..
هذا مثال عملي من السنة على تلاوة القرآن حق تلاوته في بعض جوانبها ..
لنعرف أنوذج هؤلاء الصادقين المجاهدين لألد أعدائهم المتواضعين لله رب العالمين .. نراجع خطبة الصديق سيدهم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما ولي خلافته من "البداية والنهاية".
ومَن من أهل الإيمان والخشية والإخبات (الذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون) إذا ما اطلع أو تذكر أحوال أولئك ثم نظر إلى نفسه لم يمقتها في ذات الله عزوجل ويزدرها ويقول نحواً مما قال شعبة وغيره من أئمة الحديث الكبار تغمدهم الله تعالى برحمته ورضوانه، آمين.
معذرة على الإطالة يا إخواني، فالظاهر أنني كلما قلبت صفحات الموقع ثم بدا لي المشاركة في أمر أثر علي مجموع ما اطلعت عليه حال كتابتي في موضع منها .. غفر الله لي ولكم ..
واعتذار آخر: وهو أن كل ما ذكرته مما سبيله النقل فأستحضر ثبوته حال الكتابة ولكني لكون أكتب من لوح المفاتيح رأساً لم يتيسر لي مراجعة الأصول والعزو إليها والظاهر أن كثيراً من الإخوان لا تخفى عليهم الإشارات المتضمنة في هذه الكتابة، ولعلهم يشاركون في التوضيح والتكميل .. ، والترميم والتقويم أيضاً.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
ـ[أحمد يس]ــــــــ[21 - 04 - 08, 04:22 ص]ـ
ما هو نص مقولة شعبة فقد بحثت عن نصها المذكور فلم أجدها؟ وما تخريجها؟؟
ـ[أبو عبد الرحمن المدينى]ــــــــ[21 - 04 - 08, 03:13 م]ـ
السلام عليكم
لماذا لا نجتمع نحن لوضع تفسير سلفى؟
يتم تقسيم فريق العمل بعد الإعلان لمدة كافية عمن عنده استعداد للاشتراك
إلى مسئول عن الجانب اللغوى مثلاً ومعه فريق عمل من 5 أفراد ومراجع
ومسئول عن الجانب الفقهى ومعه فريق عمل من 5 أفراد ومراجع
ومسئول عن الجانب العقائدى ومعه فريق عمل من 5 أفراد ومراجع
ومسئول عن الجانب الحديثى ومعه فريق عمل من 5 أفراد ومراجع
ومسئول عن الجانب البلاغى ومعه فريق عمل من 5 أفراد ومراجع
وهكذا
ويأتى كل واحد بتفاسير العلماء رحمهم الله محققة مخرجة مع الآيات والأحاديث والآثار السلفية محققة مخرجة
وغير مسموح بالاجتهاد الشخصى إلا فى أضيق الحدود
ويتم عرض التفسير فى النهاية على المشرف العام حفظه الله لعرضه على أهل العلم حفظهم الله لتقويم العمل فما رأيكم؟
ـ[أحمد يس]ــــــــ[24 - 04 - 08, 05:18 م]ـ
رجاءاً أيها الإخوة أريد نص مقولة الإمام شعبة وتخريجها؟
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[24 - 04 - 08, 08:54 م]ـ
السلام عليكم
لماذا لا نجتمع نحن لوضع تفسير سلفى؟
يتم تقسيم فريق العمل بعد الإعلان لمدة كافية عمن عنده استعداد للاشتراك
إلى مسئول عن الجانب اللغوى مثلاً ومعه فريق عمل من 5 أفراد ومراجع
ومسئول عن الجانب الفقهى ومعه فريق عمل من 5 أفراد ومراجع
ومسئول عن الجانب العقائدى ومعه فريق عمل من 5 أفراد ومراجع
ومسئول عن الجانب الحديثى ومعه فريق عمل من 5 أفراد ومراجع
ومسئول عن الجانب البلاغى ومعه فريق عمل من 5 أفراد ومراجع
وهكذا
ويأتى كل واحد بتفاسير العلماء رحمهم الله محققة مخرجة مع الآيات والأحاديث والآثار السلفية محققة مخرجة
وغير مسموح بالاجتهاد الشخصى إلا فى أضيق الحدود
ويتم عرض التفسير فى النهاية على المشرف العام حفظه الله لعرضه على أهل العلم حفظهم الله لتقويم العمل فما رأيكم؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/11)
وليت العلماء اليوم يجتمعون فيكتبون تفسيراً جامعاً قوياً فعالم يكتب في التفسير الفقي والثاني يكتب في التفسير اللغوي والثالث في تخريج تفاسير السلف، وهكذا حتى يجتمع لنا تفسير جامع
ما رأيكم يا إخوة في هذا التفسير هل حوى ماتمنيتم .. ؟
http://alminhaj.com/site/img/img140/201.jpg
تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآنتأليف الشَّيخ العلاَّمة محمَّد الأمين بن عبد الله الأُرمي العلوي الهرري الشَّافعي
موضوع الكتاب: علوم القرآن رقم الطَّبعة: الأولى عدد المجلدات: 33 مقاس الكتاب: 25سم نوع التَّجليد: فنِّي سعر النُّسخة: بالرِّيال السُّعودي: 600 ريالاً بالدُّولار الأمريكي: 160 دولاراً
إنه كتاب حافل بمختلف الفنون، جامعٌ لغرر الشروح والمتون؛ إنه تفسيرٌ فريد من نوعه، متين في أسلوبه، قويٍّ في معارفه، جمع فنوناً شتى، واصطفى من تفسيرات السلف أجلَّها وأدقَّها، وجرى في ميدان الاستطراد، عارضاً أسباب النزول في استيعاب، واستخلص من نصوص التنزيل الحكيم أحكامها، وأظهر ما يتعلّق بقراءاتها، وأماط اللثام عن إعرابها، ولا سيَّما مشكل الإعراب منها، وعرَّج على التصريف، وتحدَّث عن البلاغة وإعجاز القرآن ... إلى غير ذلك من المباحث المتعلّقة بالآيات البيّنات.
ولئن كان هذا المفسِّر القدير قد أتحف المكتبة الإسلاميَّة ـ خصوصاً مكتبة التفسير ـ بهذا المرجع الهامّ، والموسوعة العلميَّة الشّرعيَّة .. فقد صدق أهل العلم حين قالوا: كم ترك الأوَّل للآخر
وحسبك أنَّه قد استغرق مؤلِّفه فيه زهاء ثلاثين سنة، ووقع في ثلاثة وثلاثين مجلَّداً، فكان هذا التَّفسير العظيم بحقٌّ:
أضخم موسوعة تفسيريَّة زفَّها إلينا هذا العصر، وأجمعَ مادة تفسيريَّة قيَّدت الأوابد، وهيمنت على الشَّوارد؛ فهي روضٌ أُنُف، ومرجع متقن، وعلوم عدَّة معروضة في كتاب واحد.
باختصار: إنه تسعة كتب في كتاب واحد:
ستجد فيه المناسبة
وستجد فيه أسباب النُّزول
وستجد فيه التَّفسير
وستجد فيه الإعراب
وستجد فيه القراءات
وستجد فيه البلاغة
وستجد فيه التَّصريف
وستجد فيه مفردات اللُّغة
وستجد فيه الأحكام
وستجد شرح الآية في موضع واحد، بل في مجلَّد واحد لتسعة مواضيع مختلفة، وهي ميزة انفرد بها هذا الكتاب.
هذا التفسير ضخم ... يقع في حوالي 33 مجلداً ... وموجود على المكتبة الوقفية
http://www.waqfeya.net/open.php?cat=11&book=920
منقول مع بعض التعديلات
هل هذا ما اردتم .. ؟
ـ[أبو بكر الأثري]ــــــــ[30 - 04 - 08, 02:17 م]ـ
الأخ الفاضل عبد الله العتيبي ......
جزاك الله خيراً على هذا الموضوع الطيب ... و اللفتات الطيبة ...
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[29 - 08 - 08, 12:34 ص]ـ
هل مازال الموضوع قيد البحث .. ؟
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[29 - 12 - 09, 08:42 م]ـ
للنفع ..
ـ[أم عبد الكريم]ــــــــ[31 - 12 - 09, 03:28 م]ـ
ماشاء الله فكرة رائعة ..
وفقكم الله(1/12)
هَلْ كِتابُ " تَنَّوِيرِ المِقْبَاس ... " مِنْ كَلامِ ابْنِ عَبَّاسٍ؟
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[25 - 06 - 02, 06:55 م]ـ
http://alsaha.fares.net/sahat?14@54.u5LibT2RRF7^0@.ef24593
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[25 - 06 - 02, 09:15 م]ـ
كان لي موضوع قديم خرجت فيه طرق التفسير المشهورة عن ابن عباس وغيره من المفسرين الكبار. وأثبت أن الغالبية العظمى مما روي عن ابن عباس ضعيف لا يصح. وقد صدق بان عبد الحكم (ثقة مجمع عليه) قال: سمعت الشافعي يقول: لم يثبت عن ابن عباس في التفسير إلا شبيه بمئة حديث.
ـ[زاهر الشهري]ــــــــ[26 - 06 - 02, 12:13 ص]ـ
ذكر الشيخ عبدالله الأمين الشنقيطي ابن صاحب أضواء البيان أن هذا التفسير ليس جامعه الفيروزابادي فقد وجدت مخطوطة له قبل الفيروزابادي.
سمعت هذا من فضيلته فأحببت إفادتكم والله يرعاكم.
ـ[سابق1]ــــــــ[27 - 06 - 02, 01:17 ص]ـ
الأظهر أنّ مراد الشافعي المرفوعات المسندة، أما الموقوفات فنسخة علي بن أبي طلحة نحو ألفي حديث، والصحيح تصحيحها من وجوه أقربها لطرف القلم:
اعتماد البخاري عليها في صحيحه وهو أشد الناس شرطًا في الاتّصال،
وقول الإمام أحمد: بمصر نسخة يرحل إليها يرويها عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ا. هـ
والأظهر أن عليًّا رواها عن مجاهد.
والقاعدة أنّ ما لم يكن بمحلّ الاشتهار تسوهل في شرطه، والتفسير من هذا الباب.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[27 - 06 - 02, 07:11 م]ـ
نسخة علي بن أبي طلحة لا تصح نسبتها لإبن عباس رضي الله عنه لعدة أسباب أهمها:
عبد الله بن صالح كاتب الليث كان ضعيفاً، وكان جارٌ له يدخل الموضوعات في كتابه. ولذلك تجد في هذه الصحيفة الكثير من المناكير والشذوذات والأقوال التي تعارض الثابت عن ابن عباس.
إجمالاً فهي تفسير قيّم جميل ولعل غالبه مأخوذ من ابن عباس. ولكن فيها دس ووضع. ولذلك لا نستطيع أن نجزم بشيء منها ما لم يوافق ما هو معروفٌ عن ابن عباس.
ـ[سابق1]ــــــــ[12 - 07 - 02, 11:19 م]ـ
أمّا عبد الله بن صالح "فتلك شكاة زائل عنك عارها"
فإنّ رواية الحفّاظ عنه صحيحة كما قرّر الحافظ ابن حجر في هدي الساري.
وهذه النسخة رواها عنه جمع من الحفاظ منهم أبو حاتم الرازي، والبخاري، وأبو عبيد القاسم بن سلاّم.
أمّا أنّ فيه دسًّا ووضعًا فهذه زلّة قلم، ولا إخال أخانا الأمين قصدها.
وحسبك أن البخاري ما كاد يعتمد من تفسير ابن عباس في صحيحه إلا هذه النسخة.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[13 - 07 - 02, 10:00 م]ـ
ما قال الأخ الكريم محمد الأمين عن عبد الله بن صالح كاتب الليث، ففيه قلق.
فقد قال الحافظ ابن حجر في هدي الساري (1/ 414):" قلت: ظاهر كلام هؤلاء الأئمة أن حديثه في الأول كان مستقيما ثم طرأ عليه فيه تخليط فمقتضى ذلك أن ما يجيء من روايته عن أهل الحذق كيحيى بن معين والبخاري وأبي زرعة وأبي حاتم فهو من صحيح حديثه، وما يجيء من رواية الشيوخ عنه فيتوقف فيه " اهـ، قلت: وهذا منها، وكذلك استثنوا ما رواه من كتاب، مثل روايته عن معاوية بن صالح والليث بن سعد.
ونسخة التفسير اجتمع فيها الأمرين، رواية الأكابر عنه، وواها من كتاب، فلا وجه لإعلال النسخة بعبد الله بن صالح.
وقد قال ابن عدي في الكامل (4/ 207): "وعنده عن معاوية نسخة كبيرة".
ويضاف لرواة النسخة عثمان بن سعيد الدارمي وعلي بن داود القنطري، ويحيى بن عثمان بن صالح، محمد بن الحجاج بن سليمان الحضرمي ومحمد بن خزيمة بن راشد البصري وعلي بن عبد الرحمن بن المغيرة الكوفي وبكر بن سهل الدمياطي وأبو حاتم الرازي ويعقوب بن سفيان الفسوي، وعبد العزيز بن عمران، وأحمد بن ثابت، ومحمد بن إسماعيل الترمذي ومحمد بن يحيى، وعبد الله بن محمد المسندي، وأحمد بن منصور الرمادي.
وروى الطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 280) عن الإمام أحمد أنه قال: "لولا أن رجلا رحل إلى مصر فأنصرف منها بكتاب التأويل لمعاوية بن صالح ما رأيت رحلته ذهبت باطلة"، يقصد -رحمه الله-: نسخة التفسير عن علي بن أبي طلحة، والله أعلم ..
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[13 - 07 - 02, 10:12 م]ـ
طريق أبو صالح عبد الله بن صالح (كاتب الليث، ضعيف)، عن معاوية بن صالح (قاضي الاندلس)، عن علي بن أبي طلحة (مرسلاً)، عن ابن عباس. وهذه هي صحيفة علي بن أبي طلحة الهاشمي، التي رواها عن عبد الله بن صالح جمع غفير من أئمة أهل الحديث. وهي لا تصح لعدة أسباب:
أولاً: بسبب الانقطاع بين علي بن أبي طلحة وابن عباس، فقد اتفق الحفاظ على ان ابن ابي طلحة لم يسمعه من ابن عباس.
ثانياً: اختلف العلماء في عبد الله بن صالح: منهم من جعله كذاباً، ومنهم من ضعّفه، ومنهم من صدقه. وجامع القول فيه ما قاله الإمام ابن حبان: «كان في نفسه صدوقاً، إنما وقعت له مناكير في حديثه من قبل جارٍ له. فسمعت ابن خزيمة يقول: كان له جار بينه وبينه عداوة. كان يضع الحديث على شيخ أبي صالح، ويكتبه بخط يشبه خط عبد الله، ويرميه في داره بين كتبه، فيتوهم عبد الله أنه خطه، فيحدّث به». وقد قال عنه أبو زرعة: «كان يسمع الحديث مع خالد بن نجيح، وكان خالد إذا سمعوا من الشيخ أملى عليهم ما لم يسمعوا قبلوا به». ثم قال: «وكان خالد يضع في كتب الشيوخ ما لم يسمعوا ويدلس لهم هذا». ووافقه الحاكم على هذا. وقال أبو حاتم: «الأحاديث التي أخرجها أبو صالح في آخر عمره فأنكروها عليه، أرى أن هذا مما افتعل خالد بن نجيح، وكان أبو صالح يصحبه. وكان أبو صالح سليم الناحية. وكان خالد بن يحيى يفتعل الكذب ويضعه في كتب الناس». إنظر تهذيب التهذيب (5\ 227).
ثالثاً: علي بن أبي طلحة (وهو سالم بن المخارق الهاشمي) قد تكلم بعض العلماء فيه. قال عنه أحمد بن حنبل: له أشياء منكرات.
ولذلك تجد في هذه الصحيفة الكثير من المناكير والشذوذات والأقوال التي تعارض الثابت عن ابن عباس.
إجمالاً فهي تفسير قيّم جميل ولعل غالبه مأخوذ من ابن عباس. ولكن فيها دس ووضع. ولذلك لا نستطيع أن نجزم بشيء منها ما لم يوافق ما هو معروفٌ عن ابن عباس.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/13)
ـ[النقّاد]ــــــــ[14 - 07 - 02, 10:41 م]ـ
الخلاف في قبول رواية علي بن أبي طلحة التفسيرَ عن ابن عباس
أشهرُ من أن ينبه عليه , فَلِمَ المصادرة؟!
وقد قبلها من الأئمة: أحمد , والبخاري , وابن أبي حاتم , والطحاوي ,
وأبو جعفر النحاس , والمزي , والذهبي , وابن حجر , وابن كثير ,
وابن الوزير , والسيوطي.
وهو الذي يترجح لي لأدلة ليس الغرض هاهنا بيانها.
وأعلها بالانقطاع ابن تيمية , وابن كثير - في موضع آخر - , والمعلمي ,
وأحمد شاكر , والألباني , وعبد المحسن العباد.
أما الدعوى العريضة التي تقدم بها أحد الإخوة , والتي يدَّعِي فيها
(والبينة على المدعي) أن في هذه الرواية مناكير وشذوذات ودسّ
ووضع (!!)
ـ[سابق1]ــــــــ[18 - 07 - 02, 03:18 م]ـ
بارك الله فيك أيها النقّاد ..
ملحوظة:
شيخ الإسلام ابن تيمية قوّى رواية علي بن أبي طلحة في موضع لا أذكره على التحديد.
ـ[السيف المجلى]ــــــــ[18 - 07 - 02, 05:50 م]ـ
هذا موضوع من منتدى بلجرشي القديم
ننقله هنا للفائدة
قال ((محمد الأمين))
تخريج تفاسير الصحابة وأئمة السلف
في البداية لا أريد أن أشرح عن كتب التفسير ومناهج المفسرين فهذا أمر طويل للغاية.
وأنصح الجميع بقراءة مقدمة ابن تيمية في التفسير، فهي مختصرة وقصيرة لكنها مفيدة جداً.
والتفسير له أربعة مدارس:
1 - التفسير بالمأثور: وإمامه ابن جرير الطبري في تفسيره الشهير. وما تفسير ابن كثير إلا تلخيص له بحذف الإسناد دون تحقيق معتبر. وأحسن ما كتب بهذا هو كتاب ترجمان القرآن للسيوطي (لا أعرف إن كان مطبوعا فقد حاولت الحصول عليه فلم أجده). وقد اختصره بحذف السند في كتاب الدر المنثور.
2 - التفسير باللغة العربية: وإمامه الزمخشري. ومع تفوقه في اللغة العربية فهو معتزلي. وقد خرج أحاديثه ابن حجر في كتاب تخريج الكشاف. وقد قام بعض الأشاعرة بتنقيح كتبه من بعض بدع المعتزلة.
أحسن التفاسير باللغة تفسير أبي حيان الأندلسي (البحر المحيط).
3 - التفسير بالرأي: وإمام هذه المدرسة الفخري الرازي الفيسلوف الشهير. وقد وضع في تفسير كافة أنواع العلوم حتى قيل عن تفسيره أنه فيه كل شيء إلا التفسير!! ولا شك أن هذا النمط من التفسير مذموم. وأغلب التفاسير هي من هذه المدرسة.
وفي هذا الباب تجد:
تفاسير الشيعة: الطبرسي والطوسي.
تفاسير الأشاعرة: القرطبي وأبي السعود والرازي (مفاتيح الغيب).
تفاسير الماتوريدية: النسفي والآلوسي (روح المعاني).
أحسن التفاسير بالرأي تفسير الشوكاني (فتح القدير).
4 - التفسير المعاصر: وإمام هذه المدرسة الشهيد سيد قطب رحمه الله. وتفسيره لا يركز على الرأي ولا الأثر وإنما على العبر في الآيات القرآنية. ومحاولة استقراء الحكم من كتاب الله وتطبيق ذلك على الواقع المعاصر.
هذا مع العلم أني لم أدخل تفاسير الفقهاء لأنها أقرب للفقه منه للتفسير. وتسمى هذه وتسمى أحكام القرآن. ومنها الجصاص الحنفي والإلكيا الشافعي وابن العربي المالكي القرطبي المالكي وابن عادل الحنبلي
وشيخ الإسلام ابن تيمية لم يكتب مؤلفاً مستقلاً في التفسير، لكنه اعتنى بتفسير آيات أشكلت على المفسرين من قبله. وقد ندم في آخر عمره أنه لم يجعل النصيب الأوفر من حياته للتفسير.
==========
على آية حال ففي موضوعي هذا سأركز -بحكم تخصصي- على تخريج طرق المفسرين الناقلين عن السلف، وبيان مدى حجية كل طريقة إن شاء الله.
فتابعوا معنا ومن كان عنده زيادة فليزدنا زاده الله من كل خير.
قال (عبدالرحمن الفقيه)
بارك الله فيك أخي الفاضل ووفقك وبانتظار البقية
ملاحظة
بالنسبة لقولك مدارس التفسير يختلف عما ذكرته من الأمثلة فأنت تكلمت عن كتب التفسير المدونة
وأما المدارس فتختلف وقد بين الذهبي في كتابه التفسير والمفسرون هذه المدارس (1/ 99_132) فلو قلت مناهج كتب التفسير لكان أقرب وإن كان الأمر قريبا
وهناك بعض الإضافات للفائدة
بالنسبة للتفسير بالمأثور فكما ذكرت من كون ابن جرير رحمه الله إمام هذا الشأن وقد صنف عدد من أهل العلم تفاسير مشابهة له مسندة مثل الإمام أحمد وابن راهويه وعبدالرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم وبقي بن مخلد وكلها بالأسانيد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/14)
وبالنسبة لتفسير ابن كثير فقل نقل كثيرا عن ابن جرير بدون حذف الأسانيد وكان من ميزته التنبيه على ضعف الروايات التي ينقلها عن ابن جرير وكذلك استفاد من عدد من كتب التفسير مثل الجامع للقرطبي وغيره كما تجد بيانا لهذا في كتاب (منهج الحافظ ابن كثير في التفسير) لسليمان بن ابراهيم اللاحم
وأما كون (
وما تفسير ابن كثير إلا تلخيص له (يعني لتفسير ابن جرير) بحذف الإسناد دون تحقيق معتبر.) فغير صحيح البتة بل تجد ابن كثير يذكر ما ينقله عن ابن جرير بالإسناد ولا يحذف الإسناد واذا كان ضعيفا ينبه عليه في الغالب ولهذا أمثلة تجدها في كتاب اللاحم ص 75
وبالنسبة لكتاب (ترجمان القرآن للسيوطي) فالمشهور أنه مفقود ولكن ذكر عمر بن غرامة العمروي في فهرس أحاديث الدر المنثور ص 7 ما يشير الى وقوفه عليه وقد ذكر أنه وقف عليه في بعض المكتبات والله أعلم
ثانيا
بالنسبة للتفسير باللغة العربية
فقد ذكرت الكشاف للزمخشري في القائمة وصحيح أن له باع في ذلك ولكن هناك مصنفات في التفسير اللغوي للقرآن كثيرة وأفضل منه
وهناك كتاب مهم جدا في هذا الباب بودي أن ترجع له وهو نفيس جدا بعنوان (التفسير اللغوي للقرآن الكريم) لمساعد الطيار حفظه الله فقد أجاد وأفاد وبين التفاسير باللغة وغيرها
وذكرت أن ابن حجر قام بتخريج أحاديث الكشاف ولكن أصل التخريج للزيلعي وقد طبع كتابه في أربع مجلدات بعنوان (تخريج أحاديث الكشاف)
وبالنسبة للتفسير بالرأي
فذكرت (وإمام هذه المدرسة الفخري الرازي الفيسلوف الشهير)
فالصواب الفخر الرازي وليس الفخري ولعله خطأ في الكتابة ثم تسميته بالفخر أو من ذكرها الذهبي ولا يعرف الرازي بهذا اللقب قبل ذكر الذهبي له وكان ابن تيمية رحمه الله يسميه ابن خطيب الري
وقولك الفيلسوف الشهير فيه نظر فهو متكلم من أئمة الكلام وليس مشهورا بالفلسلفة كثيرا وهناك فرق بينهما
وللفائدة فمما ذكروا في هذا الباب تفسير البيضاوي كما ذكر الذهبي في التفسير والمفسرون (1/ 296) ومن أنه يعتبر ملخصا للكشاف الا أن فيه ردودا كثيرة على الزمخشري في الإعتقاد بناء على أشعرية البيضاوي وقد قرأت تفسير البيضاوي كاملا والحمد لله وجمعت منه فوائد كثيرة ومن ضمنها ردوده على الزمخشري
وبالنسبة للتفسير المعاصر
فهناك أشياء مما يسمى بالتفسير المعاصر لم تذكر منها التفسير الموضوعي ومنها التفسير العلمي وغيرها وقد نبه الى ذلك الذهبي في التفسير والمفسرون (2/ 495_606)
وبالنسبة لما ذكرته (هذا مع العلم أني لم أدخل تفاسير الفقهاء لأنها أقرب للفقه منه للتفسير. وتسمى هذه وتسمى أحكام القرآن. ومنها الجصاص الحنفي والإلكيا الشافعي وابن العربي المالكي القرطبي المالكي وابن عادل الحنبلي)
فلعلك لو قلت التفسير الفقهي كان أولى من تفاسير الفقهاء
والكيا الهراسي الشافعي وليس (الإلكيا) ولعله خطأ طباعي
وذكر القرطبي المالكي صاحب الجامع وان كان ذكر الأحكام بتوسع لكنه يختلف عن هذه التفاسير لكونه ذكر تفسير القرآن كاملا
وأسأل الله أن يبارك فيك وفي علمك وفوائدك القيمة
وقد ذكرتني بأمر محزن حدث لي وهو أنه كان لي كراس أكتب فيه فوائد في التفسير وعلوم القرآن أثناء قرائتي لعدد من التفاسير وفيه فوائد نفيسة ففقد مني والله المستعان
وكنت قد جمعت فيه آيات أشكلت على بعض المفسرين وغيرها من الفوائد فأسأل الله تعالى أن يعيضني فيه خيرا
والله المستعان
قال (خليل بن محمد)
بارك الله فيك أخي الفاضل (محمد الأمين) على هذه الفوائد القيمة وننتظر البقية.
وأشكر شيخي الفاضل (عبدالرحمن الفقيه) على هذا التعليق المفيد جداً
بالنسبة لكتاب ((ترجمان القرآن)) للسيوطي رحمه الله،، فقد قرأت في ((مخطوطات السيوطي)) أن الكتاب قد طبع من قديم، ويوجد في بعض مكتبات مصر، فالله أعلم.
وللفائدة:
* كتب التفسير بالمأثور:
1 ــ تفسير عبد الرزاق
2 ــ تفسير ابن أبي حاتم
3 ــ كتاب التفسير للنسائي
4 ــ جامع البيان لإبن جرير الطبري
5 ــ معالم التنزيل للبغوي
6 ــ تفسير ابن عطية الأندلسي
7 ــ زاد المسير في علم التفسير لإبن الجوزي
8 ــ تفسير القرآن العظيم للحافظ ابن كثير
9 ــ الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي.
* كتب التفسير بالرأي:
1 ــ مفاتيح الغيب لفخر الدين!!! الرازي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/15)
2 ــ أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي
3 ــ مدرارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي
4 ــ لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن
5 ــ البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي
6 ــ تفسير الجلالين للمحلي والسيوطي
* ما جمع بين التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي:
1 ــ بحر العلوم لأبي الليث السمرقندي
2 ــ الوسيط للنيسابوري
3 ــ فتح القدير للشوكاني
* التفسير الفقهي:
1 ــ أحكام القرآن للجصاص الحنفي
2 ــ أحكام القرآن لإبن العربي المالكي
3 ــ الجامع للقرطبي
هذا بالنسبة للمطبوع.
قال ((محمد الأمين))
بارك الله بك أيها الشيخ الفاضل عبدالرحمن الفقيه
وأعتذر عن الأخطاء الإملائية فقد كتبت الموضوع على عجل
-ما هي دار النشر التي طبعت كتاب (التفسير اللغوي للقرآن الكريم) لمساعد الطيار؟ وكم جزء هو؟ هل هو تفسير كامل يغني عن الكشاف، أم أنه يتحدث عن مناهج المفسرين اللغويين؟
على أية حال أتفق مع كل ما تفضلت به ما عدا أن إبن كثير ينبه على الروايات الضعيفة
فمن خبرتي بتفسيره فهذا نادر الحدوث. هذا عدا أنه متساهل جدا في التصحيح ويتبع منهج المتأخرين دون بحث العلل. وغالبا لا يبين ضعف الرواية إلا إذا استنكر متنها.
وكثيرا ما تراه يقول قال ابن عباس وقال مجاهد وقال ... ولكنك لو تتبعت الإسناد المحذوف وجدت النقل لا يصح عنهم. وهو غالب نقول ابن كثير كما سنرى بالتفصيل إن شاء الله.
ومن النادر جدا أن أجد قولا عن أحد السلف في تفسير ابن كثير ولا أجده مسندا عن ابن جرير، والله أعلم.
ومن هنا أتى اهتمامي بكتاب ترجمان القرآن، إذ أن مشروع تخريج كل روايات السلف في تفسير القرآن هو حلم يراودني ولعله يكون على الأقل كمرحلة أولى تخريج أقولا الصحابة. نسأل الله أن يوفقنا إلى عملٍ يقربنا منه.
قال ((محمد الأمين))
الأخ راية التوحيد حياك الله
وأزيدك على أن تفسير إبن عطية على الرغم من أن ابن تيمية فضله على غيره، فإن هناك من جعله أسوء من تفسير الزمخشري. ذلك أن الكل يعرف اعتزاليات الأخير فيحذر منه، بعكس ابن عطية الذي يحسنون الظن به فيأخذون بالبدع التي في تفسيره.
وأزيد على الموضع كلام ابن خلدون هنا:
http://www.baljurashi.com/vb/showthread.php?s=&threadid=586
قال ((محمد الأمين))
**مناهج التفسير عند الصحابة**
ابن مسعود كان ينحى كثيراً إلى التفسير بأسباب النزول وبالقراءات.
ابن عباس كان ينحى بالتفسير بالسنة وباللغة العربية وبالاجتهاد.
وكلا المنهجين قوي معتمد.
**هل تفسير السلف حجة؟ **
بإمكاننا تقسيم تفسير الصحابي إلى الأقسام التالية:
1 - التفسير الذي فيه غيبيات في العقيدة:
فهذا كله حجة قاطعة، لأنه لا يحل لأحد أن يحدث بغير حديث صحيح مرفوع.
2 - التفسير الذي فيه أخبار الأمم السابقة وأخبار الفتن والملاحم وأشراط الساعة:
وهذا غالبه يكون حكمه حكم المرفوع. لكن قد يكون الصحابي قد أخذه من أهل الكتاب، فلا حجة فيه. وقد كان بعض الصحابة كعبد الله بن عباس وعبد الله
بن عمرو بن العاص يحدثون عن أهل الكتاب. ولا أعرف لأحد من كبار الصحابة كعبد الله بن مسعود رواية عن أهل الكتاب.
3 - التفسير الفقهي واللغوي:
هناك خلاف مشهور حول حجية تفسير الصحابي سواء الفقهي أم اللغوي. ومن الأدلة على أن أقوالهم غير ملزمة هو اختلافهم في التفسير والفقه. وقد ذكر ابن عبد البر في التمهيد (4\ 263) قصة خلاف فقهي حصل بين صحابيين، ثم عرض ابن عباس الدليل من السنة فأقره الصحابي الآخر.
قال ابن عبد البر: <<وفي هذا الحديث من الفقه أن الصحابة إذا اختلفوا لم تكن الحجة في قول واحد منهم إلا بدليل يجب التسليم له من الكتاب أو السنة ألا ترى أن ابن عباس والمسور بن مخرمة وهما من فقهاء الصحابة وإن كانا من أصغرهم سنا اختلفا فلم يكن لواحد منهما حجة على صاحبه حتى أدلى ابن عباس بالسنة ففلج >>. انتهى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/16)
واتفق العلماء أن قول الصحابي أولى من غيره، وإن اختلفوا في حجيته. واتفقوا على أن ما أجمع عليه الصحابة من تفسير فهو ملزم لمن بعدهم. ولكن إثبات إجماع الصحابة عسيرٌ وصعب. ومن الأمثلة عليه أن عمر بن الخطاب كان ينهى الإماء عن تغطية رؤوسهن ويضربهن على ذلك لأنهن يتشبهن بالحرائر. وفرض مثل هذا على الناس لا يكون في مسألة اجتهادية. بل لو كان كذلك لعارضه أحد الصحابة ممن يأبون ذلك على إمائهم ولكان وصلنا هذا. فلما لم يصلنا قول مخالف له ثبت الإجماع على أن آية الحجاب خاصة بالحرائر لا بالإماء.
4 - أسباب نزول الآيات:
قلنا أن هناك خلاف مشهور في حجية قول الصحابي في المسائل الفقهية، أما في أسباب النزول فقول الصحابي حكمه حكم الحديث المسند المرفوع
إلى رسول الله (ص). و إجماع الصحابة على تفسير آية هو حجةٌ قاطعة. و لذلك احتج ابن العباس بهذا على الخوارج.
قال الحاكم أبو عبد الله في التفسير، من كتاب المستدرك «ليعلم طالب هذا العلم أن تفسير الصحابي الذي شهد الوحي والتنزيل عند الشيخين (أي
البخاري ومسلم): حديثٌ مُسند». وقال في موضع آخر من كتابه: «هو عندنا في حكم المرفوع». وهو لا يقصد التفسير بالرأي بل
يقصد أن قول الصحابي في سبب النزول حجة قاطعة لا يجوز العدول عنها. لأنه لا يحدِّث في ذلك إلا إذا صح عنده حديثاً مرفوعاً أو شهد سبب النزول بنفسه.
هذا كله عن تفسير الصحابة. أما تفسير التابعين فما بعدهم فلا ريب أنه ليس بحجة في دين الله. جاء في كتاب الإرشاد لأبي يعلى (1\ 396): قال شعبة:
رأي التابعين من قبل أنفسهم ريح لا يعتمد عليه، فكيف في كتاب الله؟!
**الرواية عن أهل الكتاب**
كانت الرواية في أول الإسلام منهي عنها، ثم أذن رسول الله ص بالنقل عنهم فيما لا يتعارض مع ما عندنا. ولذلك لا نصدقهم ولا نكذبهم. والأفضل عدم النقل عنهم. لأننا نعلم يقيناً أنه إذا كان ما ننقله عنهم فيه هدى فعندنا خير منه. وما كان من ضلالة فنحن بغنىً عنه. وأما التفاصيل الدقيقة كعدد أهل الكهف ولون كلبهم وغير ذلك، فليس من وراءه أي فائدة تذكر. وقد قال الله تعالى {ولا تستفت فيهم أحداً}.
أهم الذين رووا عن أهل الكتاب:
الصحابي الجليل عبد الله بن سلّام: وكان حبر اليهود وأعلمهم كلهم وكان صحابياً جليلاً لا ينقل باطلاً. ولكن النقل عنه قليلٌ جداً.
كعب الأحبار: تابعي أصله يهودي، ينقل كثيراً عن أهل الكتاب. وعليه إشارات استفهام كثيرة.
وهب بن منبه: شبيه بكعب الأحبار.
ابن جريج: من أتباع التابعين، أصله من أبيه رومي نصراني. ولا يبدو أنه كان عالماً أصلاً بكتب أهل الكتاب.
وهؤلاء كلهم ما عدا عبد الله رضي الله عنه كانوا يسكنون البادية مع العرب، ولا يعرفون من ذلك الا ما تعرفه العامة من اهل الكتاب، ولا تحقيق عندهم بمعرفة ما ينقلونه من ذلك. فكم من مقولة قيل أنها في الإسرائيليات أو في الإنجيل ولم نجدها. وقد يختلفون عليها أيضاً.
**كتب السلف في التفسير**
أهم الكتب التي كتبت في تفسير السلف (أي التفسير بالمأثور):
في البداية كان كل مؤلف يكتب ما وصله إما في مصنف مستقل كتفسير عبد الرزاق، وتفسير ابن أبي حاتم، وتفسير مجاهد. وإما يكتبه ضمن كتابه، كقسم التفسير عند البخاري في صحيحه، وقسم التفسير عند الحاكم في مستدركه. ولكن هؤلاء لا ينقلون إلا تفسير آيات معينة. حتى جاء الإمام الطبري وجمع أكثر أقوال وتفاسير السلف في مصنف واحد، فأضاف له تفسير كل الآيات، مع ذكر كثير من بيان إعرابها وتفسير الغامض من مفرداتها.
وتبعه الكثير من المؤلفين. وأحسن ما جاء في تفسير السلف كتاب ترجمان القرآن للسيوطي الذي استوعب به كل ما جاء عن السلف من التفسير. واختصره في كتاب الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي.
وهذه الكتب كلها تحتاج إلى تخريج شامل لأن أكثر ما فيها ضعيف لا يصح. وهذا نص عليه عدد من أئمة السلف. قال الإمام أحمد بن حنبل، كما في لسان الميزان (1\ 12): <<ثلاثة كتب ليس لها أصول وهي: المغازي والتفسير والملاحم>>.
قال ((التميري))
اخواني الفضلاء بارك الله لكم في هذه الفوائد، وجزاكم الله خيرا
أخي الحبيب: محمد الأمين:
أبارك لك هذا الجهد، ولي ملاحظتان لمسترشد:
الأولى: الإكثار من قولك، ومذهب الصحابي في حجيته خلاف
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/17)
والقول بحجيته مذهب الأئمة الأربعة وغيرهم،
وحبذا أن ترجع: لأعلام الموقعين،لابن القيم المجلد الرابع
فقد أجاد وأفاد، ولتفيدنا
الثانية: توقيعك!!!
هلا قلت كما قال ابن القيم:
العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة أولو العرفان
((ولا أدري هل ذكرته بحروفه أم بمعناه) والله الموفق
قال (عبدالرحمن الفقيه)
أحسنت أخي الفاضل محمد الأمين وفقك الله وأنار قلبك بذكر الله
وبالنسبة لكلامي حول تفسير ابن كثير فاقصد به الأحاديث المرفوعة حيث ان ابن كثير ينقلها بالإسناد ولم أقصد الآثار ولعلك تقصد الاثار بكلامك فزال الإشكال
وبالنسبة لكتاب الطيار فهو مجلد واحد طبع دار ابن الجوزي
وهو يتحدث عن التفسير باللغة ونشأته وكتبه
وبالنسبة لقول الصحابي كما ذكرت يكون له حكم الرفع اذا كان يتحدث عن الأمور الغيبية أو المستقبلة التي لامجال للرأي فيها بشرط الا يكون الصحابي معروفا بالأخذ عن أهل الكتاب
ولعلي أكمل فيما بعد بارك الله فيك وزادنا واياك من العناية بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
قال (محمد الأمين)
الأخ الفاضل التميري
على فرض صحة ما ذهب إليه ابن القيم، فيبقى في الأمر خلاف مشهور. والذي نقله ابن عبد البر يثبت أن هذا الخلاف كان في الصحابة أنفسهم!
بل إنك تجد أحياناً تلامذة الصحابي المشهور يخالفونه في بعض أقواله. وكثيرا ما تجد في أقوال التابعين آراء لا تجد لهم سلف بها في الصحابة. أما عن الأئمة الأربعة فحدث ولا حرج. وهذا أمر ليس فقط في الأمور الفقهية بل في الأمور العقائدية أيضاً كتكفير تارك الصلاة، الذي نقل فيه إسحاق بن راهويه إجماع الصحابة، ونقل ابن حزم أقوالاً كثيرة لها لا يوجد لها مخالف. وأنت تعلم مذهب أبي حنيفة والشافعي ومالك فيه.
فالأمر فيه خلاف مشهور بلا شك. وأما الصواب فيه عندي فهو أن إجماع الصحابة حجة قاطعة، وما لم يصلنا به إلا قول أو قولين فهذا ليس بحجة لأننا لا نعلم إن كانوا قد اختلفوا فيه أم لا.
والله أعلم.
أما عن توقيعي فهو في الأصل بيت شعر للمعقبلي صاحب العلم الشامخ، وهو بالأصل زيدي ثم مال لأهل السنة. لكن المعنى صحيح دون ذكر الصحابة. لأنه عند الخلاف قد أمرنا الله بأن نرده إلى الله والرسول فقط، ولم يذكر لا صحابة ولا أئمة ولا غير ذلك.
الشيخ الفاضل عبدالرحمن الفقيه وفقه الله
نعم قصدت الآثار وليس الأحاديث. وهذا هو سبب استغرابي. أما وقد عرف قصدك فقد فهمت قولك. فإن ابن كثير رحمه الله قد أفاد كثيرا بعزوه الأحاديث إلى كتبها في الصحيحين والسنن وغيرها. وليته أكمل ذلك وخرج الآثار، فهي ما أتحدث عنه.
على أية حال هل من الممكن أن تشير إلى الكتب التي هي أفضل من الكشاف في التفسير اللغوي دون إطالة؟
قال (محمد الأمين)
** تفسير ابن عباس **
فضله:
قال ابن مسعود: لو أدرك بن عباس أسناننا ما عاشره منا رجل. وكان يقول: نعم ترجمان القران ابن عباس. صححه ابن حجر في فتح الباري (7\ 100).
قال أبو هريرة: لما مات زيد بن ثابت مات اليوم حبر الأمة ولعل الله أن يجعل في ابن عباس منه خلفاً. صححه ابن حجر في تهذيب التهذيب (5\ 244).
وهناك حديث أخرجه أحمد بإسنادٍ لا بأس به (كما قال ابن حجر) أن رسول الله ص قال لإبن عباس: اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل. قلت إسناده فيه مقال وأوله في الصحيح.
الطرق التي روي عنها أكثر تفسيره:
1 - طريق أبو صالح عبد الله بن صالح (كاتب الليث، ضعيف)، عن معاوية بن صالح (قاضي الاندلس)، عن علي بن أبي طلحة (ضعيف) (مرسلاً)، عن ابن عباس. وهذه هي صحيفة علي بن أبي طلحة الهاشمي، التي رواها عن عبد الله بن صالح جمع غفير من أئمة أهل الحديث. وهي لا تصح من جهتين:
أولاً: بسبب الانقطاع بين علي بن أبي طلحة وابن عباس، فقد اتفق الحفاظ على ان ابن ابي طلحة لم يسمعه من ابن عباس، وليس كل الذين ذكرهم المحدثون بين ابن أبي طلحة وبين ابن عباس، ثقات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/18)
ثانياً: اختلف العلماء في عبد الله بن صالح: منهم من جعله كذاباً، ومنهم من ضعّفه، ومنهم من صدقه. وجامع القول فيه ما قاله الإمام ابن حبان: «كان في نفسه صدوقاً، إنما وقعت له مناكير في حديثه من قبل جارٍ له. فسمعت ابن خزيمة يقول: كان له جار بينه وبينه عداوة. كان يضع الحديث على شيخ أبي صالح، ويكتبه بخط يشبه خط عبد الله، ويرميه في داره بين كتبه، فيتوهم عبد الله أنه خطه، فيحدّث به». وقد قال عنه أبو زرعة: «كان يسمع الحديث مع خالد بن نجيح، وكان خالد إذا سمعوا من الشيخ أملى عليهم ما لم يسمعوا قبلوا به». ثم قال: «وكان خالد يضع في كتب الشيوخ ما لم يسمعوا ويدلس لهم هذا». ووافقه الحاكم على هذا. وقال أبو حاتم: «الأحاديث التي أخرجها أبو صالح في آخر عمره فأنكروها عليه، أرى أن هذا مما افتعل خالد بن نجيح، وكان أبو صالح يصحبه. وكان أبو صالح سليم الناحية. وكان خالد بن يحيى يفتعل الكذب ويضعه في كتب الناس». إنظر تهذيب التهذيب (5\ 227).
ثالثاً: علي بن أبي طلحة (وهو سالم بن المخارق الهاشمي) قد تكلم بعض العلماء فيه. قال عنه أحمد بن حنبل: له أشياء منكرات.
2 - طريق قيس بن مسلم الجدلي الكوفي عن عطاء بن السائب بن مالك الكوفي (اختلط) (7\ 183) عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.
3 - طريق ابن إسحاق (صاحب السير، حسن الحديث مدلّس) عن محمد بن أبي محمد (مدني مولى آل زيد بن ثابت، وهو مجهول) عن عكرمة أو سعيد بن جبير عن ابن عباس.
4 - طريق إسماعيل بن عبد الرحمن السدي الكبير (شيعي متهم، وله أوهام) عن أبي مالك (غزوان الغفاري الكوفي، ثقة) أو أبي صالح (باذان مولى أم هانئ، ضعيف) عن ابن عباس. وما رواه عنه أسباط فهو ضعيف، كما سيأتي.
5 - طريق عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج عن ابن عباس. وهو ثقة مدلس عن الضعفاء. ولم يسمع من مجاهد ولا من ابن عباس.
6 - طريق الضحاك بن مزاحم الهلالي (حسن الحديث) مرسلاً عن ابن عباس. وعنه بشر بن عمارة وجويبر بن سعيد وهما ضعيفان. وعنه كذلك أبو روق عطية بن الحارث (صدوق).
7 - طريق عطية العوفي عن ابن عباس. وعطية بن سعيد بن جنادة الكوفي هذا: شيعي ضعيف مدلس.
8 - طريق مقاتل بن سليمان الأزدي الخراساني، وهو كذاب.
9 - طريق محمد بن السائب الكلبي وهو كذاب. ويروي السدي الصغير عنه عن أبي صالح، وهي سلسلة الكذب.
10 - طريق شبل بن عباد المكي (ثقة قدري) عن عبد الله بن أبي نجيح (ثقة مدلس، قدري معتزلي داعية) عن مجاهد عن ابن عباس. قال يحيى القطان: لم يسمع التفسير كله من مجاهد بل كله عن القاسم بن أبي بزة (ثقة).
11 - طريق عطاء بن دينار (ثقة) عن صحيفة كتبها له سعيد بن جبير. وعنه ابن لهيعة (ضعيف) وابن جريج (مدلس عن الضعفاء). وما رواه عن ابن عباس بلا واسطة لا يصح. قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (6\ 331) عن صحف تلك الأيام: وهذه الأشياء يدخلها التصحيف، ولا سيما في ذلك العصر، لم يكن حدث في الخط بعد شكل ولا نقط.
12 - طريق موسى بن عبد الرحمن الثقفي الصنعاني (كذاب) عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس، وهو تفسير موضوع.
13 - طريق محمد بن سعد (العوفي)، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي (هو الحسين بن الحسن بن عطية بن سعد العوفي، ضعيف)، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس. وقد أكثر الطبري كثيرا من هذا الطريق.
تلاميذه: مجاهد بن جبر، وعطاء بن أبي رباح، وعكرمة مولى ابن عباس، وسعيد بن جبير، وطاوس
قال ((عبدالرحمن الفقيه)
أسأل الله تبارك في علاه أن يجزيك خير الجزاء على ما نفعتنا به من هذا العلم
وأحببت أن أشارك في هذا الموضوع لتكميل بعض الفوائد ونحوها إثراء للموضوع وزيادة للاستفادة
فبالنسبة لصحيفة ابن عباس رضي الله عنه التي من طريق معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما
فصحيح ان علي ابن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس رضي الله عنه
ولكن ذكروا أن الواسطة بينهم هو مجاهد ابن جبر
وهي صحيفة كما نص على ذلك أهل لعلم كأحمد وغيره وقد قال الإمام أحمد عنها (بمصر صحيفة في التفسير رواها علي بن أبي طلحة لو رحل رجل فيها الى مصر قاصدا ما كان كثيرا) كما أسنده النحاس في كتاب الناسخ والمنسوخ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/19)
قال ابن حجر (وهذه النسخة كانت عند أبي صالح كاتب الليث رواها عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة وهي عند البخاري عن أبي صالح وقد اعتمد عليها في صحيحه كثيرا فيما يعلقه عن ابن عباس
وأخرج منها ابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر كثيرا بوسائط بينهم وبين أبي صالح وقال قوم لم يسمع ابن أبي طلحة من ابن عباس التفسير وإنما أخذه عن مجاهد أو سعيد بن جبير (قال ابن حجر) بعد أن عرفت الواسطة وهو ثقة فلا ضير في ذلك) انتهى من الإتقان
وهذه الصحيفة ينقل منها البخاري كثيرا عن ابن عباس ويجزم به عنه احيانا كما ذكر الحافظ ابن حجر
فكونها صحيفة وكون أهل العلم يثنون عليها وينقلون منها بالجزم فهذا يقوى من شأنها
والله أعلم
يمكن مراجعة
الإرشاد للخليلي (1/ 394) والتفسير والمفسورن (1/ 77) والإتقان (2/ 415) واختلاف المفسرين للفنيسان ص 33
وبالنسبة لقولك بارك الله فيك (
4 - طريق إسماعيل بن عبد الرحمن السدي الكبير (شيعي متهم، وله أوهام) عن أبي مالك (غزوان الغفاري الكوفي، ثقة) أو أبي صالح (باذان مولى أم هانئ، ضعيف) عن ابن عباس. وما رواه عنه أسباط فهو ضعيف، كما سيأتي.)
فاسباط وان اختلف فيه أهل العلم بين موثق ومضعف الاأنه هنا يروى كتابا وهو اسهل
وقد فصل فيها أبو اسحق الحويني وفقه الله تفصيلا بديعا في تعليقه على تفسير ابن كثير (1/ 488 - 489) فليراجع
قال ((محمد الأمين))
صحيفة علي بن أبي طلحة فيها ثلاث علل كما أوضحنا:
1 - الانقطاع بين علي بن أبي طلحة وابن عباس.
2 - ضعف عبد الله بن صالح وبخاصة كتبه حيث ثبت الوضع بها من قبل جاره.
3 - الكلام في علي بن أبي طلحة.
وأنت تكلمت عن الانقطاع ولم تتكلم عن العلتين الثانيتين. ولو ثبتت واحدة من هذه العلل الثلاثة لكان ذلك كافياً حتى لا نجعل هذه الصحيفة حجة في دين الله وقد علمنا أن الله حفظ لنا هذا الدين.
وكلام احمد بن حنبل هو استحسان لما في الصحيفة ولا يقتضي هذا تصحيحه لها. وله مثل ذلك عن السدي. فليس كل تفسير جيد ننسبه لإبن عباس رضي الله عنه!
4 - أضف لذلك النكارة في كثير من الروايات ومخالفته للثابت عن ابن عباس. وهو موضوع لم أتحدث عنه.
========
بعض ما جاء في تهذيب التهذيب (7\ 298) في ترجمة علي بن أبي طلحة:
روى عن بن عباس ولم يسمع منه بينهما مجاهد وأبي الوداك جبر بن نوف وراشد بن سعد المقرئي والقاسم بن محمد بن أبي بكر ((((((وغيرهم))))))
قال الميموني عن أحمد له أشياء منكرات
وقال الآجري عن أبي داود وهو ((إن شاء الله)) مستقيم الحديث ولكن ((له رأي سوء)) كان يرى السيف
وقال يعقوب بن سفيان ضعيف الحديث منكر ليس محمود المذهب
وقال في موضع آخر شامي ليس هو بمتروك ولا هو حجة
وهناك من وثقه لكن الغالب تضعيفه
فعندنا علة الانقطاع وجهالة كل الرواة والبدعة وضعف الحفظ! كل هذا لا يكفي لضعف السند؟!
========
بالنسبة لأسباط فكنت قد أجلت الكلام عليه عند الكلام عن السدي الذي هو بدوره متهم. والراوي عن أسباط نفسه (القناد) هو رافضي! فهي سلسلة رافضة متهمين.
وإليك ترجمته في تهذيب التهذيب:
أسباط بن نصر الهمداني أبو يوسف ويقال أبو نصر روى عن سماك بن حرب وإسماعيل السدي ومنصور وغيرهم وعنه أحمد بن المفضل الحفري الكوفي وعمرو بن حماد القناد وأبو غسان النهدي ويونس بن بكير وعبد الله بن صالح العجلي وغيرهم قال حرب قلت حصول كيف حديثه قال ما أدري و كأنه ضعفه وقال أبو حاتم سمعت أبا نعيم يضعفه وقال أحاديثه عامية سقط مقلوب الأسانيد وقال النسائي ليس بالقوي قلت علق له البخاري حديثا في الاستسقاء وقد وصله الإمام أحمد والبيهقي في السنن الكبير وهو حديث منكر اوضحته في التعليق وقال البخاري في تاريخه الأوسط صدوق وذكره بن حبان في الثقات وسيأتي في ترجمة مسلم بن الحجاج إنكار أبي زرعة عليه إخراجه لحديث أسباط هذا وقال الساجي في الضعفاء روى أحاديث لا يتابع عليها عن سماك بن حرب وقال بن معين ليس بشيء وقال مرة ثقة وقال موسى بن هارون لم يكن به بأس
قلت ومثل هذا لا يجوز جعله حجة في دين الله
قال ((عبدالرحمن الفقيه))
لعلنا نتكلم أولا عن علي بن أبي طلحة
فقد اختلف اهل العلم في علي بن أبي طلحة هل هو راو أو راويان
فذهب أحمد والخطيب البغدادي ومن المعاصرين المعلمي إلى التفريق بينهما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/20)
وذهب ابن معين وأبي داود وظاهر كلام المزي وابن حجر الى عدم التفريق بينهما
قال الإمام أحمد كما في العلل برواية ابنه عبدالله (5420) والجرح والتعديل (6/ 191) حدثنا حجاج قال حدثنا ليث قال حدثني معاوية ابن ابي طلحة قال حجاج وقد رأيت علي بن أبي طلحة
قال أحمد وعلي بن أبي طلحة رجلان هذا الشامي روى عنه معاوية بن صالح وأبو فضالة وروى عنه داود ابن أبي هند
والذي روى عنه الكوفيون روى عنه الثوري وحسن بن صالح
والذي رأى حجاج إنما رأى هذا الذي حدث عنه سفيان وحسن ولا أراه أدرك الشاميين) انتهى
وقال الخطيب البغدادي في الموضح (1/ 357) (ويغلب على ظني أن علي بن أبي طلحة شيخ الثوري غير شيخ معاوية بن صالح والله اعلم) انتهى
وعلق عليه الشيخ عبدالرحمن المعلمي في الحاشية بقوله (هذا هو الظاهر وقال المزي وذكر الخطيب ان أحمد بن حنبل قال 000كوفي غير الشامي والصواب أنهما واحد قال أبو بكر 000 مات سنة 143 فان كان فهم التصويب من كلام الخطيب فقد وهم وان كان من عنده فلم يأت بحجة والله اعلم 0 المعلمي) انتهى كلام المعلمي
تنبيه قال الحافظ مغلطاي في الإكمال (9/ 347) (وأما كتاب الموضح فليس فيه ترجمة مفردة لعلي هذا ولا لمن اسمه علي فينظر في هذا القول كيف هو) انتهى كلامه
وهذا وهم كما هو ظاهر فقد ذكره الخطيب في الموضح كما سبق (1/ 345_357)
وذهب يحيى بن معين الى أن شعبة وسفيان قد سمعا من علي بن أبي طلحة كما في التاريخ (3/ 290) و (4/ 325)
وكذلك قال أبو داود كما في سؤالات الآجري عنه (2/ 265) (سمعت ابا داود سئل عن علي بن أبي طلحة فقال هو في الحديث إن شاء الله مستقيم كان له راي سوء وكان يرى السيف وقد رآه حجاج الأعور وروى عنه سفيان الثوري والحسن بن صالح أصله من الجزيرة وانتقل الى حمص) انتهى
وقال الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب بعد أن نقل كلام أحمدعن الخطيب والصواب أنهما واحد) انتهى
الأمر الثاني في كلام العلماء في علي بن أبي طلحة
قلت (قال الميموني عن أحمد له أشياء منكرات
وقال الآجري عن أبي داود وهو ((إن شاء الله)) مستقيم الحديث ولكن ((له رأي سوء)) كان يرى السيف
وقال يعقوب بن سفيان ضعيف الحديث منكر ليس محمود المذهب
وقال في موضع آخر شامي ليس هو بمتروك ولا هو حجة
وهناك من وثقه لكن الغالب تضعيفه)
ولعلي اذكر بعض كلام العلماء الذي لم تذكره
قال النسائي ليس به باس ووثقه العجلي وابن حبان وروى له مسلم في صحيحه
فتبين لنا أن الذي ضعفه هو يعقوب الفسوي فقط والبقية على توثيقه وهم أكثر
أما قول الإمام أحمد (له أشياء منكرات) فيقصد بها تفردات وليست بتضعيف وقد قالها في عدد من الثقات ويقصد بها التفردات
فتيبن لنا أنه لابأس به والنسائي مع تشدده قال فيه ليس به بأس
والله أعلم
وأما الواسطة بينه وبين ابن عباس فذكر الحافظ وغيره أنه مجاهد
واما ما نقلته عن التهذيب لابن حجر فلا يساعدك في إثبات وجود رواة أخر بينهما غير مجاهد والحافظ يسرد بعض الرواة من مشايخه الذين روى عنهم فذكر منهم ابن عباس وقال بينهما مجاهد ثم أكمل بقية مشايخ علي بن ابي طلحة فقال (روى عن بن عباس ولم يسمع منه بينهما مجاهد وأبي الوداك جبر بن نوف وراشد بن سعد المقرئي والقاسم بن محمد بن أبي بكر ((((((وغيرهم)))))) فلا يقصد الحافظ أن بينه وبين ابن عباس غير مجاهد إنما يريد اكمال بقية مشايخ علي ويدل على هذا مراجعة أصل تهذيب ابن حجر وهو تهذيب الكمال (20/ 490)
وللحديث بقية ان شاء الله
انتهى الموضوع
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[08 - 03 - 03, 10:38 م]ـ
للفائدة والمشاركة
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[25 - 04 - 03, 05:05 ص]ـ
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله في تفسير آيات أشكلت (1\ 460) (وما أكثر ما يحرف قول ابن عباس ويغلط عليه) انتهى.
وبين الذهبي في التفسير والمفسرون (1/ 81 - 83) بعض أسباب ذلك.
ـ[أبو حازم المسالم]ــــــــ[27 - 04 - 03, 01:25 ص]ـ
أخانا الفاضل هلا نسخت موضوعك القيم هاهنا لأن رابط الساحة لا يفتح!
و جزاك الله خيرا على هذا الطرح الطيب.
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[27 - 04 - 03, 01:43 ص]ـ
http://www.saaid.net/Doat/Zugail/110.htm
ـ[البخاري]ــــــــ[07 - 12 - 03, 01:03 ص]ـ
بارك اللة فيكم اخي الفاضل(1/21)
مَا الأَسْمَاءُ الحَقِيقِيةُ لِهَذِهِ الكُتُبِ؟ (1)
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[30 - 06 - 02, 06:05 م]ـ
http://alsaha.fares.net/sahat?14@10.4eocbz4bUnc^2@.ef25320
ـ[ابن وهب]ــــــــ[30 - 06 - 02, 07:56 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو العبدين المصرى السلفي]ــــــــ[01 - 07 - 02, 10:57 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[السي]ــــــــ[01 - 07 - 02, 06:07 م]ـ
هذا هو لموضوع للفائدة
الحمدُ للهِ وبعدُ؛
كنتُ أبحثُ في مكتبتي، وإذ يدي تقعُ على كتابٍ من مؤلفات الشيخ الشريف حاتم بن عارف العوني – حفظه الله -، وعنوانه " من أصول التحقيق. العنوان الصحيح للكتاب. تعريفهُ وأهميتهُ. وسائل معرفتهِ وإحكامه. أمثلةٌ للأخطاءِ فيهِ "، والذي شدني في الكتاب الأسماء الحقيقية لكثير من كتب السنة، والتي كنتُ أظن أنها أسماءٌ حقيقيةٌ لها كما ظن غيري.
وكتاب الشيخ اشتريته حين طبع [الطبعة الأولى. غرة جماد الآخرة 1419هـ]، ولكني لم أطلع عليه، بل وضعته في المكتبة، واحتجت إليه في أمر ما، فوجدت فيه فوائد جمة في بابها، من أهمها الأسماء الحقيقة لكتب السنة.
وفي هذا المقال نقف مع هذه الأسماء كما قررها المؤلف، ونقف مع فوائد أخرى ذكرها الشيخ في الكتاب. نسأل الله أن ينفعنا بها.
وحاجة طالب العلم إليها أشد من غيره، إلى جانب معرفة الناس لهذه الأسماء من الأهمية بمكان.
أما الطريقة التي سأتبعها في ذكر هذه المؤلفات فستكون على ترتيب حروف المعجم كما فعل الشيخ الشريف حاتم في آخر الكتاب، فقد وضع فهرسا في (ص 109 – 112) بعنوان " فهرست أسماء الكتب المصوبة على حروف المعجم بأسمائها التي طبعت عليها "، إضافة إلى ذلك، أذكر ما علق به الشيخ على كل مؤلف بشيء من التصرف الغير مخل.
وطريقة الشيخ أنه يكتب العنوان الخطأ، ثم يعلق بما يبين العنوان الصواب.
ولنشرع – بعون الله – مع المؤلفات.
1 - الأجوبةُ المُرْضِيةُ فيما سُئل - السخاوي - عنه من الأحاديث النبوية.
قال الشيخ الشريف حاتم (ص 80): طُبع هذا الكتاب بهذا العنوان، واستوفقني فيه ما استوقفني من العنوان السابق، وهو عدم صحة السجعة! لأن كلمة (المُرْضِيَة) ضبطت في المطبوعة بضم الميم وسكون الراء وكسر الضاد وفتح الياء المخففة. وتخفيف الياء هو الذي دلني إلى أن الصواب يجب أن يكون (المَرْضِيَّة) بفتح الميم وسكون الراء وكسر الضاد وفتح الياء المُشددة؛ وعلى هذا تصح السجعة!!
وليس هذا فقط، فالاسم الصحيح، كما في النسخة الأصلية، هو (الأجوبة المَرْضِيَّة فيما أُسألُ عنه من الأحاديث النبوية): للسخاوي.ا. هـ.
طبعةُ الكتابِ:
الأجوبة المرضية: للسخاوي – تحقيق د. محمد إسحاق محمد إبراهيم. الطبعة الأولى (1418هـ). دار الراية: الرياض – (1/ 21/ من مقدمة التحقيق).
2 - أخبار المكيين لابن أبي خيثمة.
تحت عنوان " إحكام كتابة عنوان الكتاب " ضرب أمثلةً في موضوع سوء إخراج عنوان الكتاب، والخطأ في ترتيب مقاطعه وجُمَلِهِ وفي أحجامها صغرا وكبرا وفي إبراز ما حقه أن يكون دون غيره في البروز.
فقال (ص 100): وكتاب (التاريخ) لابن أبي خيثمة (ت 279هـ). طُبع منه جزء يتضمن تراجم المكيين، باسم (أخبار المكيين من كتاب التاريخ الكبير لابن أبي خيثمة). وكان الأصوب أم يُسمَّى بـ (التاريخ)، ثم يكتب تحته بخط أصغر وبين قوسين (جزءٌ يتضمن أخبار المكيين).ا. هـ.
طبعةُ الكتابِ:
أخبار المكيين: لابن أبي خيثمة – تحقيق إسماعيل حسن حسين. الطبعة الأولى (1418هـ). دار الوطن: الرياض.
3 - الإرشاد في معرفة علماء الحديث للخليلي (ت 446 هـ).
قال الشيخ الشريف حاتم (ص 74): طبع هذا الكتاب بهذا العنوان، والصواب هو (منتخب كتاب الإرشاد) بانتخاب وانتقاء أبي طاهر السِّلَفي (ت 576هـ).
فقد جاء في أحد سماعات الكتاب هذه العبارة: " سمع الجزء كُلَّه على منتخِبِه من كتاب (الإرشاد) الشيخ الإمام العالم الحافظ صدر الحفاظ أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد السِّلَفي الأصبهاني "
وخُتم الكتاب بهذه العبارة: " آخر الجزء العاشر من انتخاب الإمام الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد السِّلَفي ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/22)
وقد قال الذهبي من قَبْل في (سير أعلام النبلاء 17/ 666) عن الخليلي: " وَمُصَنِّفُ كِتَابِ (الإِرْشَادِ فِي مَعْرِفَةِ المُحَدِّثِيْنَ)، وَهُوَ كِتَابٌ كَبِيْرٌ انتَخَبَه الحَافِظُ السِّلَفِيُّ. سَمِعْنَا (المُنْتَخَبَ).
وقد حاول محقق الكتاب تأويل هذه العبارات، لكي لا يكون الكتاب الذي يحققه منتخب الإرشاد، فلم يُصب في ذلك!! فالعبارات السابقة واضحة بخلاف ما ذهب إليه، إضافة إلى نقص في الكتاب عن نُقُولِ بعض أهل العلم منه، مما يدل على أن الموجود من الكتاب لا يُمثِّلُ الكتاب بأكمله.ا. هـ.
طبعةُ الكتابِ:
الإرشاد إلى معرفة علماء الحديث: للخليلي – تحقيق د. محمد سعيد بن عمر إدريس. الطبعة الأولى (1409هـ). مكتبة الرشد: الرياض – (1/ 104).
4 - أسامي مشايخ الإمام البخاري لابن مندة (ت 395 هـ).
قال الشيخ الشريف حاتم (ص 78): طُبع الكتاب بهذا العنوان، مع أن الذي جاء على غلاف أصله المخطوط هو: (تسمية المشايخ الذين روى عنهم الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله في كتابه الجامع الصحيح الذي صنّفه).
ومن فوائد هذا العنوان الصحيح أنه لا يوهم بأن المؤلف (وهو ابن منده) أراد ذكر جميع شيوخ البخاري الذين روى عنهم في كتبه كلِّها، كما يوهمه ذلك العنوان الخطأ، بل إنما أراد جَمْعَ شيوخه في الصحيح فقط.ا. هـ.
طبعةُ الكتابِ:
أسامي مشايخ البخاري: لابن مندة – تحقيق نظر محمد الفريابي. الطبعة الأولى (1412هـ). مكتبة الكوثر: الرياض – (19).
5 - إصلاح غلط أبي عبيد في غريب الحديث لابن قتيبة (ت 276 هـ).
قال الشيخ الشريف حاتم (ص 82): طُبع الكتاب بهذا العنوان، والصواب في اسمه: (إصلاح الغلط في غريب الحديث لأبي عبيد القاسم بن سلام رحمه الله). فكذلك سُمي الكتاب على غلاف نسخة الكتاب الأصلية، وكذلك سماه ابن خير في (فِهْرِسْتِهِ) لكن بزيادة كلمة، حيث سماه (إصلاح الغلط الواقع في غريب الحديث لأبي عبيد).ا. هـ.
طبعةُ الكتابِ:
إصلاح غلط أبي عبيد: لابن قتيبة – تحقيق عبد الله الجبوري. الطبعة الأولى (1403هـ). دار الغرب: بيروت – (29).
6 - الإنصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به لأبي بكر الباقلاني (ت 403 هـ).
قال الشيخ الشريف حاتم (ص 90): طُبع الكتاب بهذا العنوان، فبين فضيلة الشيخ د. عبد الرحمن بن صالح المحمود في كتابه الجليل (موقف ابن تيمية من الأشاعرة) أن الصواب في اسم الكتاب هو (رسالة الحُرّة)، وذكر أدلة ذلك.ا. هـ.
طبعةُ الكتابِ:
الإنصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز جهله: للباقلاني. تحقيق عماد الدين أحمد حيدر. الطبعة الأولى (1407هـ). عالم الكتب: بيروت.
7 - البحر الزخار المعروف بمسند البزار للإمام أبي بكر البزار (ت 292 هـ).
قال الشيخ الشريف خاتم (ص 65): طُبع الكتاب الجليل بهذا العنوان، بتحقيق محفوظ الرحمن زين الله (ت 1418هـ). مع أن جميع النسخ التي اعتمد عليها المحقق لم يأت فيها بهذا العنوان، وإنما سُمِّي الكتاب فيها بـ (مسند البزار). ولعل أصل العنوان هو (المسند) فحذفت الألف واللام وأُضيف اللفظ إلى مصنف الكتب، كما حصل مع أمثاله من كتب المسانيد.
وقد تكلم عن ذلك، ورَّد ذلك العنوان، الأخ الفاضل فيصل بن عابد اللحياني في رسالته للماجستير بجامعة أم القرى (مسند البزار – تحقيق ودراسة لجزء من مسند أبي عباس).ا. هـ.
8 - بغية الراغب المتمني في ختم النسائي للسخاوي.
قال الشيخ الشريف حاتم (ص 79): طُبع هذا الكتاب بهذا الاسم، والصواب في اسمه دلّني عليه عدم تمام السَّجْعة في العنوان، تلك السجعة التي اعتدناها من السخاوي ومعاصريه في أسماء مصنفاتهم! فرجعت إلى نماذج المخطوطة في أول تحقيق الكتاب، فوجدت عنوانها كالسابق، لكن بإضافة (رواية ابن السُّنِّي) في آخر العنوان!!
ومن فوائد هذه الإضافة: بيانُ موضوع الكتاب، وأنه خَتْمٌ متضمِّنٌ الكلام عن (المجتبى) للنسائي، الذي برواية ابن السُّنِّي عن النسائي. وبهذا نعلم أنه ليس ختما للسنن الكبرى للنسائي، الذي ألف فيه السخاوي كتابه الآخر، المسمى (القول المعتبر بختم النسائي رواية ابن الأحمر).ا. هـ.
طبعةُ الكتابِ:
بغية الراغب المتمني للسخاوي – تحقيق د ز عبد العزيز بن محمد العبد اللطيف. الطبعة الأولى (1414هـ). مكتبة العبيكان: الرياض – (19).
9 - البيان والتبيين للجاحظ (ت 250 هـ).
قال الشيخ الشريف حاتم (ص 83): طُبع هذا الكتاب الأصيل من كتب الأدب بهذا العناون، بتحقيق شيخ المحققين عبد السلام محمد هارون، وطبع أربع طبعات بتحقيقه، كلها بالعنوان السابق. ثم أُجري مع شيخ المحققين حوارٌ سنة (1401هـ) بمجلة الفيصل السعودية في العدد (54) منها، ونُشر هذا الحوار ضمن كتاب (قطوف أدبية). وقد صَوّب في هذا الحوار اسم كتاب الجاحظ، وذكر أن صوابه هو (البيان والتبيُّن) بياء واحدة مشددة مضمومة، ودلل بأدلة تعجب معها كيف خالفها هذا المحقق القدير (عليه رحمة الله)!! ويكفيه أنه لما أخطأ صَوّبَ خطأه بنفسه، حتى قال في آخر كلامه: " وسأعيد هذه التسمية الصحيحة إلى نصابها في الطبعة الخامسة إن شاء الله ".ا. هـ.
10 - التاريخ الصغير للبخاري.
قال الشيخ الشريف حاتم (ص 58): طُبعَ هذا الكتاب بهذا العنوان غير طبعة، والصواب أنه (التاريخ الأوسط) للبخاري.
ذكر ذلك ودلل عليه أبو عبد الله محمود بن محمد الحداد في (فهرس مصنفات البخاري).ا. هـ.
وقد استبعد الشيخ أن يُسمِّي البخاري كتبه الثلاثة بـ (التاريخ الكبير) و (التاريخ الأوسط) و (التاريخ الصغير)، ودلل بكلام طويل يُرجع إليه.
للموضوعِ بقيةٌ .......
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/23)
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[01 - 07 - 02, 07:39 م]ـ
جزاك الله خيراً يا شيخ عبد الله على هذه الفوائد والفرائد
ـ[المسيطير]ــــــــ[09 - 07 - 04, 03:04 م]ـ
للفائدة.(1/24)
طريقة مجربة لفهم معاني كتاب الله ... هل تريد أن تكون مفسرا؟؟
ـ[أبو مصعب الجهني]ــــــــ[13 - 07 - 02, 07:51 م]ـ
علم التفسير من أهم العلوم التي ينبغي على طالب العلم دراستها
ولو صُرف العمر كله في تفقه كتاب الله عز وجل لكان ذلك قليلا
ولكن الكثير منا يعاني من فهم بعض الآيات التي يقرؤها
والذي ينبغي علينا أن نكون على علم بمعاني كلام الله عز وجل
حتى نتدبره حق التدبر
إذ لا يليق بك أن تجهل كلام من يتحدث إليك ولو كان عاميا
فلو كلمك إنسان وأعرضت عنه أو استمعت لما يقول بلا فهم لما
يقول لغضب عليك وظن أنك لا تعيره اهتماما
فما بالك بكلام الله عز وجل ..
ولكن لو قرأ الإنسان بلا فهم فالحمد لله فضل الله واسع والأجر
حاصل لكن هذه المرتبة ليست هي التي يطلبها المجد
ومن واقع تجربة وخصوصا لمن لا يريد أن يتخصص في علم التفسير
بل يريد أن يعلم المعاني الإجمالية فليتبع هذا:
1 - إذا قرأ القرآن بتدبر فإنه من المؤكد أن تمر به كثير من
الآيات وهو يعلم معناها العام
لكن قد تمر بعض الآيات التي يحتاج إلى معرفة معناها مثل
(لإيلاف) (المغيرات) (نقعا) (قطمير) (جدد) وغيرها
فهذه لا بد أن يراجعها في الحال من أحد المختصرات ككتاب محمد مخلوف
بهذه الطريقة ستجتمع لديه الكثير من الكلمات وربما يحيط بها خصوصا إذا
كان ممن يختم القرآن في مدة معينة
2 - وهي طريقة تحتاج إلى جلد لكنها مريحة جدا
فإما أن يحدد عددا من الآيات ذات سياق معين أو موضوع معين أو قصة معينة
وإما أن يحدد وجها من القرآن
وإما أن يحدد عشر أو خمس آيات بغض النظر عن موضوعها كما كان يفعل الصحابة
رضي الله عنهم
ويبدأ بعد صلاة الفجر أو الظهر (المهم قبل العصر) فمعك 12 ساعة تقريبا
وتقرأ تفسيرها من (تيسير الكريم الرحمن للسعدي رحمه الله) بتدبر وتمعن
وبعد الانتهاء تحاول تفسيرها بنفسك وأنت ممسك الكتاب ..
ومن بعد المغرب إلى قبل النوم اختر وقتا مناسب واطلع فيه على تفسير نفس
الآيات من تفسير ابن كثير رحمه الله (الأصل)
وستجد أنك تقرأ لما تفهم بزيادة معنى ومحتوى ...
بهذه الطريقة سترسخ في ذهنك الآيات ولكن عليك بالمراجعة الدائمة
والاستحضار الدائم لما تقرأ
وحاول تفسير ما درست لأهلك أو أصحابك أو زملائك
وستحيط بالمعاني الإجمالية للقرآن الكريم
ثم احمد الله أولا وآخرا
وادع لأخيك
من لم يجرب ليس يعرف قدره جرب تجد تصديق ما ذكرناه
ـ[محمد براء]ــــــــ[25 - 05 - 05, 07:12 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابن وهب]ــــــــ[26 - 05 - 05, 04:05 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[26 - 05 - 05, 08:09 ص]ـ
تعليق اعتراضي خارج الموضوع [أخي ابن وهب: حسابك في البريد الخاص ممتلئ، ففرغ منه ما أردت](1/25)
كتابة القرآن بغير الخط العثماني .. !!
ـ[المنتفض]ــــــــ[30 - 07 - 02, 03:20 م]ـ
هل يجوز كتابة القرآن الكريم بغير الخط العثماني؟
أرجو التفصيل
ـ[ابن وهب]ــــــــ[30 - 07 - 02, 06:04 م]ـ
وجدت في كتاب الفتاوى الفقهية الكبرى
كتاب الطهارة باب النجاسة
(وَسُئِلَ) - نَفَعَ اللَّهُ بِعُلُومِهِ - هَلْ تَحْرُمُ كِتَابَةُ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ بِالْعَجَمِيَّةِ كَقِرَاءَتِهِ؟ (فَأَجَابَ) بِقَوْلِهِ: قَضِيَّةُ مَا فِي الْمَجْمُوعِ عَنْ الْأَصْحَابِ التَّحْرِيمُ وَذَلِكَ لِأَنَّهُ قَالَ: وَأَمَّا مَا نُقِلَ عَنْ سَلْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (أَنَّ قَوْمًا مِنْ الْفُرْسِ سَأَلُوهُ أَنْ يَكْتُبَ لَهُمْ شَيْئًا مِنْ الْقُرْآنِ فَكَتَبَ لَهُمْ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ بِالْفَارِسِيَّةِ , فَأَجَابَ عَنْهُ أَصْحَابُنَا بِأَنَّهُ كَتَبَ تَفْسِيرَ الْفَاتِحَةِ لَا حَقِيقَتَهَا ا هـ. فَهُوَ ظَاهِرٌ أَوْ صَرِيحٌ فِي تَحْرِيمِ كِتَابَتِهَا بِالْعَجَمِيَّةِ فَإِنْ قُلْت: كَلَامُ الْأَصْحَابِ إنَّمَا هُوَ جَوَابٌ عَنْ حُرْمَةِ قِرَاءَتِهَا بِالْعَجَمِيَّةِ الْمُتَرَتِّبَةِ عَلَى الْكِتَابَةِ بِهَا فَلَا دَلِيلَ لَكُمْ فِيهِ قُلْت: بَلْ هُوَ جَوَابٌ عَنْ الْأَمْرَيْنِ , وَزَعْمُ أَنَّ الْقِرَاءَةَ بِالْعَجَمِيَّةِ مُتَرَتِّبَةٌ عَلَى الْكِتَابَةِ بِهَا مَمْنُوعٌ بِإِطْلَاقِهِ , فَقَدْ يُكْتَبُ بِالْعَجَمِيَّةِ وَيُقْرَأُ بِالْعَرَبِيَّةِ وَعَكْسُهُ , فَلَا تَلَازُمَ بَيْنَهُمَا كَمَا هُوَ وَاضِحٌ وَإِذَا لَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمَا تَلَازُمٌ كَانَ الْجَوَابُ عَمَّا فَعَلَهُ سَلْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي ذَلِكَ ظَاهِرًا فِيمَا قُلْنَاهُ عَلَى أَنَّ مِمَّا يُصَرَّحُ بِهِ أَيْضًا أَنَّ مَالِكًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سُئِلَ هَلْ يُكْتَبُ الْمُصْحَفُ عَلَى مَا أَحْدَثَهُ النَّاسُ مِنْ الْهِجَاءِ؟ فَقَالَ لَا إلَّا عَلَى الْكَتْبَةِ الْأُولَى أَيْ كَتْبَةِ الْإِمَامِ , وَهُوَ الْمُصْحَفُ الْعُثْمَانِيُّ قَالَ بَعْضُ أَئِمَّةِ الْقُرَّاءِ وَنَسَبْتُهُ إلَى مَالِكٍ ; لِأَنَّهُ الْمَسْئُولُ وَإِلَّا فَهُوَ مَذْهَبُ الْأَئِمَّةِ الْأَرْبَعَةِ. قَالَ أَبُو عَمْرٍو: وَلَا مُخَالِفَ لَهُ فِي ذَلِكَ مِنْ عُلَمَاءِ الْأُمَّةِ , وَقَالَ بَعْضُهُمْ: وَاَلَّذِي ذَهَبَ إلَيْهِ مَالِكٌ هُوَ الْحَقُّ إذْ فِيهِ بَقَاءُ الْحَالَةِ الْأُولَى إلَى أَنْ يَتَعَلَّمَهَا الْآخَرُونَ , وَفِي خِلَافِهَا تَجْهِيلُ آخِرِ الْأُمَّةِ أَوَّلَهُمْ , وَإِذَا وَقَعَ الْإِجْمَاعُ كَمَا تَرَى عَلَى مَنْعِ مَا أَحْدَثَ النَّاسُ الْيَوْمَ مِنْ مِثْلِ كِتَابَةِ الرِّبَا بِالْأَلْفِ مَعَ أَنَّهُ مُوَافِقٌ لِلَفْظِ الْهِجَاءِ , فَمَنْعُ مَا لَيْسَ مِنْ جِنْسِ الْهِجَاءِ أَوْلَى , وَأَيْضًا فَفِي كِتَابَتِهِ بِالْعَجَمِيَّةِ تَصَرُّفٌ فِي اللَّفْظِ الْمُعْجِزِ الَّذِي حَصَلَ التَّحَدِّي بِهِ بِمَا لَمْ يَرِدْ بَلْ بِمَا يُوهِمُ عَدَمَ الْإِعْجَازِ , بَلْ الرَّكَاكَةَ ; لِأَنَّ الْأَلْفَاظَ الْعَجَمِيَّةَ فِيهَا تَقْدِيمُ الْمُضَافِ إلَيْهِ عَلَى الْمُضَافِ وَنَحْوُ ذَلِكَ مِمَّا يُخِلُّ بِالنَّظْمِ وَيُشَوِّشُ الْفَهْمَ. وَقَدْ صَرَّحُوا بِأَنَّ التَّرْتِيبَ مِنْ مَنَاطِ الْإِعْجَازِ وَهُوَ ظَاهِرٌ فِي حُرْمَةِ تَقْدِيمِ آيَةٍ عَلَى آيَةٍ كِتَابَةً كَمَا يَحْرُمُ ذَلِكَ قِرَاءَةً , فَقَدْ صَرَّحُوا بِأَنَّ الْقِرَاءَةَ بِعَكْسِ السُّوَرِ مَكْرُوهَةٌ وَبِعَكْسِ الْآيَاتِ مُحَرَّمَةٌ وَفَرَّقُوا بِأَنَّ تَرْتِيبَ السُّوَرِ عَلَى النَّظْمِ الْمُصْحَفِيِّ مَظْنُونٌ , وَتَرْتِيبُ الْآيَاتِ قَطْعِيٌّ. وَزَعْمُ أَنَّ كِتَابَتَهُ بِالْعَجَمِيَّةِ فِيهَا سُهُولَةٌ لِلتَّعْلِيمِ كَذِبٌ مُخَالِفٌ لِلْوَاقِعِ وَالْمُشَاهَدَةِ فَلَا يُلْتَفَتُ لِذَلِكَ عَلَى أَنَّهُ لَوْ سَلِمَ صِدْقُهُ لَمْ يَكُنْ مُبِيحًا لِإِخْرَاجِ أَلْفَاظِ الْقُرْآنِ عَمَّا كُتِبَتْ عَلَيْهِ , وَأَجْمَعَ عَلَيْهَا السَّلَفُ وَالْخَلَفُ)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[30 - 07 - 02, 06:55 م]ـ
أخي ابن وهب
لم يأت أحد بدليل على منع كتابة المصحف بغير الأحرف العثمانية.
والصواب الجواز لأن كلاً منهما أحرف عربية. بل الأول مخالف لنطق العربية.
وللعلامة ابن خلدون بحث لطيف في مقدمته حول هذا الأمر فانظره لو شئت.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[30 - 07 - 02, 07:01 م]ـ
(لم يأت أحد بدليل على منع كتابة المصحف بغير الأحرف العثمانية.
)
الدليل
فعل عثمان واجماع الصحابة بعده
وانظر في عبارة الامام مالك
وهو امام دار الهجرة
وهذا اجماع اهل المدينة
والله اعلم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[30 - 07 - 02, 07:13 م]ـ
إجماع أهل المدينة؟!!
لا تخفى عليك عبارة أحمدعمن ادعى الإجماع. وهذه مسألة ليس معك سوى قول مالك.
أما الصحابة فلا معنى لإدخالهم إذ تكن قواعد الكتابة قد استقرت بعد. وغالبهم قد تعلم الكتابة على كبر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/26)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[30 - 07 - 02, 11:58 م]ـ
اخي العزيز الشيخ محمد الامين
عبارة الامام احمد فيمن ادعى الاجماع مطلقا وانا ما ادعيت الاجماع المطلق
واما اجماع اهل المدينة فهذا قول امامهم وعالمهم ولايعلم له مخالف
(اعني من اهل المدينة)
ثم عبارة الامام احمد
(فقد كذب) يعني فقد اخطا على لغة اهل الحجاز
والله اعلم
واما اجماع الصحابة ففي فعل الصحابة
وهذا العمل مما يحتج به اهل الاصول
وتجد الائمة مالك والشافعي واحمد وغيرهم يحتجون بمثل هذا الاجماع
والله اعلم بالصواب
والكلام هنا عن الكتابة
ليس عن القراءة
اما القراءة فهناك اختلاف بين اهل العلم
عموما المسالة تحتاج مزيد بحث
والله اعلم بالصواب
ـ[الطارق بخير]ــــــــ[31 - 07 - 02, 01:26 م]ـ
المسألة فيها خلاف حكاه صاحب مناهل العرفان (1/ 310)،
وأصله هل رسم المصحف توقيفي أم غير توقيفي؟، فمن رأى أنه توقيفي فإنه يوجب الكتابة بالرسم المنقول، لأنهم يوقولون: " القرآن نقل إلينا لفظا، ورسما، ومعنى "،
والصحيح أن رسم المصحف ليس توقيفيا، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - كان أميا، فلم يكن يملي الرسم، ولكنه كان يملي اللفظ،
فيكتبه الكاتب على ما يعلم من قواعد الكتابة مما هو مشتهر بين الصحابة،
ولم يكن بينهم خلاف في قراءة القرآن إلا ما كان من الأحرف السبعة، وهو جائز متلقى من النبي - صلى الله عليه وسلم -،
لكن هل كان بينهم خلاف في الرسم؟ هذا ما لا أستطيع قوله،
لكن الخلاف ظهر مؤثرا في زمن عثمان، حين كثر دخول الناس الإسلام، فدخل فيهم العرب باختلاف لهجاتهم، ودخل العجم،
فنسخ المصحف، ودخل فيه الخطأ، فاختلف الناس في قراءة القرآن،
ولذلك جمع عثمان الناس على مصحف واحد، برسم واحد، ثم أمر بإحراق جميع المصاحف الباقية حفظا للقرآن الكريم،
ووافقه كل الصحابة في ذلك الزمان، بل والمسلمون إلى هذا الزمان،
والذي فعله عثمان - رضي الله عنه - كان سدا للذريعة، والرسم العثماني اتفق عليه الجميع،
ولكن بقي الخلاف: هل هو متعين أم لا؟
والذي يظهر لي - والله أعلم - أنه متعين سدا للذريعة، وحفاظا على اللفظ، فإن الرسم وسيلة إلى اللفظ، والله أعلم.
وراجع المقدمات الأساسية لعلوم القرآن للجديع (148)، واستدراك خالد السبت على كتاب مناهل العرفان (1/ 480).
والله أعلم.
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[31 - 07 - 02, 02:57 م]ـ
هذا بحث عن المسألة وضعته بنصه من موقع " الشبكة الإسلامية ".
أسأل الله أن يجعل فيه النفع والفائدة
- الخط القرآني والخط الإملائي
(الشبكة الإسلامية)
من المسائل التي شغلت بال العلماء، ونالت قسطاً من أبحاثهم مسألة الرسم القرآني، أو بتعبير أبسط طريقة كتابة القرآن، فمن المعلوم أن للقرآن الكريم منهجاً خاصاً في الكتابة، يختلف نوعاً ما عن الكتابة التي ألِفَها الناس.
وقد قسم العلماء الرسم الكتابي - الخط الإملائي - إلى قسمين رئيسين، الأول أطلقوا عليه اسم الرسم القياسي، ويقصدون به كتابة الكلمة كما تلفظ، مع الأخذ بعين الاعتبار حالتي الابتداء بها والوقف عليها.
أما القسم الثاني فأطلقوا عليه اسم الرسم التوقيفي، ويقصدون به الرسم العثماني، نسبة إلى عثمان رضي الله عنه، إذ هو الرسم الذي كُتبت به المصاحف.
وقد صنف العلماء في هذا المجال ما عُرف بـ "علم الرسم القرآني" ووضعوا كتباً خاصة في هذا الموضوع، منها على سبيل المثال لا الحصر، كتاب "المقنع في معرفة رسم مصاحف الأمصار" لـ أبي عمرو الداني، وكتاب "التنزيل" لـ أبي داود سليمان نجاح.
وكما أشرنا بداية، فإن الرسم العثماني خالف الرسم القياسي من بعض الوجوه، أهمها خمسة وجوه، نذكرها فيما يأتي مع التمثيل لها:
الوجه الأول: الحذف، وهو كثير، ويقع في حذف الألف، والواو، والياء. فمن أمثلة حذف الألف، قوله تعالى: {العلمين} حيث حُذفت الألف بعد العين، وقد كُتبت كذلك في جميع مواضعها في القرآن، والأصل في كتابتها حسب الرسم الإملائي (العالمين).
ومن أمثلة حذف الواو، قوله تعالى: {الغاون} (الشعراء:94) وقد وردت في موضعين من القرآن، والأصل فيها (الغاوون).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/27)
ومن أمثلة حذف الياء، قوله تعالى: {النبين} (البقرة:61) وقد وردت كذلك في جميع مواضعها في القرآن، وعدد مواضعها ثلاثة عشر موضعاً، والأصل في كتابتها (النبيين).
ومن وجوه الحذف أيضاً، حذف اللام والميم، فمثال حذف اللام، قوله تعالى: {اليل} (آل عمران:190) وقد كُتبت كذلك في جميع مواضعها، وعددها ثلاثة وسبعون موضعاً، والأصل فيها (الليل).
ومثال حذف النون قوله تعالى: {نجي} (الأنبياء:88) وهو الموضع الوحيد في القرآن، الذي حذفت فيه النون من ثلاثة مواضع وردت فيه الكلمة، والأصل في رسمها (ننجي).
الوجه الثاني: الزيادة، وتكون في الألف، والواو، والياء. فمثال الزيادة في الألف، قوله تعالى: {وجائ} (الزمر:69) وردت في موضعين، والأصل فيها (وجيء).
ومثال الزيادة في الواو، قوله تعالى: {سأوريكم} (الأعراف:145) وردت في موضعين، والأصل فيها (سأريكم).
ومثال الزيادة في الياء، قوله تعالى: {بأييد} (الذاريات:47) وهو الموضع الوحيد في القرآن، والأصل فيها (بأيد).
الوجه الثالث: الهمز، حيث وردت الهمزة في الرسم العثماني تارة برسم الألف، وتارة برسم الواو، وتارة برسم الياء. فمن أمثلة ورودها ألفاً، قوله تعالى: {لتنوأ} (القصص:76) وهو الموضع الوحيد، والأصل فيها (لتنوء).
ومن أمثلة ورودها واواً، قوله تعالى: {يبدؤا} (يونس:4) وهي كذلك في مواضعها الستة من القرآن، والأصل فيها (يبدأ).
ومن أمثلة مجيئها ياءً، قوله تعالى: {وإيتائ} (النحل:90) وهو الموضع الوحيد من ثلاثة مواضع، والأصل فيها (وإيتاء).
الوجه الرابع: البدل، ويقع برسم الألف واواً أو ياء. فمن مجيئها واواً، قوله تعالى: {الصلوة} (البقرة:3) وهي كذلك في جميع مواضعها الأربعة والستين، والأصل (الصلاة) ومثلها (الزكاة).
ومن صور رسمها ياءً، قوله تعالى: {يأسفى} (يوسف:84) والأصل فيها (يا أسفا).
ومن ذلك أيضاً، قوله تعالى: {والضحى} (الضحى:1) ولم ترد إلا في هذا الموضع، والأصل فيها (والضحا).
الوجه الخامس: الفصل والوصل، فقد رُسمت بعض الكلمات في المصحف العثماني متصلة مع أن حقها الفصل، ورُسمت كلمات أخرى منفصلة مع أن حقها الوصل، فمن أمثلة ما اتصل وحقه الفصل ما يلي:
- (عن) مع (ما) حيث رسمتا في مواضع من القرآن الكريم متصلتين، من ذلك قوله تعالى: {عما تعملون} (البقرة:74) وقد وردت كذلك في جميع المواضع.
- (بئس) مع (ما) رسمتا متصلتين في مواضع، من ذلك قوله تعالى: {بئسما اشتروا}) (البقرة:90) وهي كذلك في مواضعها الثلاثة.
- (كي) مع (لا) رُستما متصلتين في مواضع، من ذلك قوله تعالى: {لكيلا تحزنوا على ما فاتكم} (آل عمران:153) وهي كذلك في مواضعها الأربعة.
ومن أمثلة ما انفصل وحقه الوصل ما يلي:
- قوله تعالى: {كل ما ردوا إلى الفتنة أُركسوا فيها} (النساء:91) وقد جاءت كذلك في ثلاثة مواضع، وجاءت متصلة على الأصل في خمسة عشر موضعاً.
- قوله تعالى: {أين ما تكونوا يأتِ بكم الله جميعاً} (البقرة:148) وقد جاءت كذلك في ثمانية مواضع، وجاءت متصلة على الأصل في أربعة مواضع.
هذه الوجوه الخمسة التي أتينا على ذكرها، مع شيء من التمثيل لها، هي أهم الوجوه التي فارق فيها الرسم العثماني الرسم الإملائي، أو ما سُمي بالرسم القياسي، وقد عرضناها لك - أخي الكريم - بشيء من الاختصار والتبسيط، لتكون على بينة من أمرها. وقد بقيت مسائل تتعلق بهذا المبحث تركناها مخافة السآمة. وأخيراً ندعو الله لنا ولك بالتوفيق والسداد في الأمر كله، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، إنه سميع مجيب، والحمد لله رب العالمين.
http://islamweb.net/pls/iweb/misc1.Article?vArticle=14680&thelang=A
- رسم المصحف وتطوير خطه
(الشبكة الإسلامية)
المراد برسم المصحف الكيفية التي كُتبت بها حروفه وكلماته، وَفق المصاحف العثمانية. فمن المعلوم أن الصحف التي كُتبت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، والمصاحف العثمانية التي وُزعت على البلدان الإسلامية فيما بعد، كانت خالية من الشكل والنقط.
ولا ريب أن رسم المصاحف العثمانية كان يقوم على إملاءٍ خاصٍ به، يختلف عن الرسم الإملائي المعروف لدينا اليوم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/28)
وظل الناس يقرؤون القرآن في تلك المصاحف على تلك الشاكلة، إلى أن تطرق الفساد والخلل إلى اللسان العربي نتيجة الاختلاط بالأعاجم، ما دفع أولي الأمر إلى ضرورة كتابة المصحف بالشكل والنقط وغيرها، حفاظاً على القرآن من أن يُقرأ على غير الوجه الصحيح.
وكان أبو الأسود الدؤلي - وهو تابعي - أول من وضع ضوابط اللسان العربي، وقام بتشكيل القرآن الكريم بأمر من علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وكان السبب المباشر لهذه الخطوة ما سمعه من قارئٍ يقرأ خطأً، قوله تعالى: {إن الله بريء من المشركين ورسولَه} (التوبة:3) فقرأ الآية بجر اللام من كلمة (رسولِه) فغيَّر بذلك المعنى تغييراً كلياً، فأفزع هذا الخطأ أبا الأسود ما دفعه إلى وضع علامات لشكل الحروف والكلمات، فجعل علامة الفتحة نقطة فوق الحرف، وعلامة الكسرة نقطة أسفله، وعلامة الضمة نقطة بين أجزاء الحرف، وجعل علامة السكون نقطتين. وقد أعانه على هذه المهمة بعض العلماء، من بينهم الخليل بن أحمد الفراهيدي الذي كان أول من صنف كتاباً في رسم نقط الحروف وعلاماتها، وكان كذلك أول من وضع الهمزة والتشديد وغيرها من العلامات الضابطة، ثم دُوِّن علم النحو ليكون خادماً وضابطاً لقراءة القرآن على الوجه السليم.
بعد ذلك تدرَّج الناس، فقاموا بكتابة أسماء السور في رأس كل سورة، ووضعوا رموزاً فاصلة عند رؤوس الآيات، وقسموا القرآن إلى أجزاء - ثلاثين جزءً - وأحزاب - 60 حزباً - وأرباع، ووضعوا لكل ذلك علامات خاصة تدل على ما أشارت إليه، حتى إذا كانت نهاية القرن الهجري الثالث، بلغ الرسم القرآني ذروته من الجودة والحسن والضبط.
وقد منع أكثر أهل العلم كتابة المصحف بما استحدث الناس من قواعد الإملاء المعروفة، وذلك حفاظاً على رسم المصحف كما وصل إلينا. وقد صرح كثير من الأئمة بتحريم كتابة المصحف بغير الرسم العثماني، ونُقل عن الإمام أحمد أنه قال: تحرم مخالفة خط مصحف عثمان في ياء أو واو أو ألف وغير ذلك. ونقل مثل هذا عن كثير من أهل العلم.
فإن سألتَ - أخي الكريم - إذا كان الأمر على ما ذكرت، فكيف جاز للأوائل أن يضعوا النقط وأسماء السور؟
وفي الجواب نقول: إن العلماء أجازوا ذلك لضرورة استدعت هذا الأمر، وذلك بعد أن ظهر اللحن في قراءة القرآن، فخشي أولوا الأمر أن يلتبس الأمر على الناس، فوضعوا النقط على الحروف؛ تمييزاً لبعضها من بعض، وحدث إجماع على قبول هذا.
بقي أن نقول لك في هذه العجالة: إن القول بمنع جواز كتابة القرآن بغير الرسم العثماني، متعلق بكتابة القرآن في المصاحف التي يتداولها الناس اليوم، أما كتابة آيات منه، أو كلمات معينة بالخط الإملائي المعتاد على ألواح التعليم، أو أوراق الكتابة الخاصة بالتعليم، فلا حرج في ذلك تسهيلاً على المتعلمين وتيسيراً عليهم، وخاصة إذا كانوا من المبتدئين في العلم.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل، والحمد لله رب العالمين.
http://islamweb.net/pls/iweb/misc1.Article?vArticle=15023&thelang=A
ـ[ابن وهب]ــــــــ[31 - 07 - 02, 03:01 م]ـ
الاخ الفاضل الشيخ عبدالله زقيل
جزاك الله خيرا
بحث قيم
ومن اكثر ما اعجبني في البحث
(بقي أن نقول لك في هذه العجالة: إن القول بمنع جواز كتابة القرآن بغير الرسم العثماني، متعلق بكتابة القرآن في المصاحف التي يتداولها الناس اليوم، أما كتابة آيات منه، أو كلمات معينة بالخط الإملائي المعتاد على ألواح التعليم، أو أوراق الكتابة الخاصة بالتعليم، فلا حرج في ذلك تسهيلاً على المتعلمين وتيسيراً عليهم، وخاصة إذا كانوا من المبتدئين في العلم.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل، والحمد لله رب العالمين.
)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[31 - 07 - 02, 06:09 م]ـ
وفق الله الإخوة الفضلاء على ما كتبوه وبينوه حول هذا الموضوع
وهناك بحث كتبته اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في مجلة البحوث العدد السادس من ص 11 الى 49 وهو بحث مفيد حول كتابة المصحف
وقالوا في آخر البحث
(وخلاصة القول أن لكل من القول بجواز كتابة المصحف _القرآن_ على مقتضى قواعد الإملاء والمنع من ذلك وجهة نظر، غير أن مبررات الجواز فيها مآخذ ومناقشات تقدم بيانها، وقد لاتنهض معها لدعم القول بالجواز، ومع ذلك قد عارضها ما تقدم ذكره من الموانع، وجريا على القاعدة المعروفة من تقديم الحظر على الإباحة 0
وترجيح جانب درء المفاسد على جلب المصالح عند التعادل أو رجحان جانب المفسدة فقد يقال: إن البقاء على ما كان عليه المصحف من الرسم العثماني أولى وأحوط على الأقل، وعلى كل حال فالمسألة محل نظر واجتهاد والخير في اتباع ما كان عليه الصحابة وأئمة السلف رضي الله عنهم 00 والله الموفق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه0
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء
عبدالعزيز بن باز
عبدالرزاق عفيفي
عبدالله بن غديان
عبدالله بن قعود))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/29)
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[31 - 07 - 02, 06:51 م]ـ
أحسن الله للجميع.
يواجه المسلمون الجدد مصاعب كبيرة في تعلم قراءة القرآن الكريم بسبب الاختلاف الواقع بين الرسم العثماني وقواعد الإملاء اليوم.
فيضطر الإخوة لعقد دروس خاصة بقراءة الرسم العثماني للمسلمين الجدد وأبناء الجاليات المسلمة.
وكتابة المصحف وفقاً لقواعد الإملاء توفّر الكثير من الجهد والوقت.
والله أعلم.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[31 - 07 - 02, 09:37 م]ـ
أخي العزيز الشيخ هيثم حمدان وفقه الله
ولكن هذه المشكلة قديمة قدم التاريخ
ولم نر احد من العلماء التفت الى هذا
بل راينا العلماء يحثون على تعلم الرسم العثماني
واصبح علم مستقل بذاته
وانظر في الاندلس
الم يكن هناك من يسلم
بل اسلم اقوام وامم
وتعلموا كتاب الله
وهاهي الامم الاعجمية
التركية والبخارية الخ
يهتمون بتعلم كتاب الله
بل تجد احدهم يحسن قراءة كتاب الله
ولايحسن قراءة اي نص عربي سوى كتاب الله
فقد يخطىء في قراءة صحيفة
ومع هذا فتجده متقن لكتاب الله
والله اعلم
(بقي أن نقول لك في هذه العجالة: إن القول بمنع جواز كتابة القرآن بغير الرسم العثماني، متعلق بكتابة القرآن في المصاحف التي يتداولها الناس اليوم، أما كتابة آيات منه، أو كلمات معينة بالخط الإملائي المعتاد على ألواح التعليم، أو أوراق الكتابة الخاصة بالتعليم، فلا حرج في ذلك تسهيلاً على المتعلمين وتيسيراً عليهم، وخاصة إذا كانوا من المبتدئين في العلم.
)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[31 - 07 - 02, 09:43 م]ـ
ثم ان هناك اشكالية اخرى
وهي اختلافهم في قواعد الاملاء
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[01 - 08 - 02, 09:05 ص]ـ
قال العلامة ابن خلدون في مقدمته (ص266):
... وأما مضر، فكانو أعرق في البدو وأبعد عن الحضر من أهل اليمن وأهل العراق وأهل الشام ومصر. فكان الخط العربي لأول الإسلام غير بالغ إلى الغاية في الإحكام والإتقان والإجادة، ولا إلى التوسّط لمكان العرب من البداوة والتوحش وبعدهم عن الصنائع.
وانظر ما وقع لأجل ذلك في رسمهم المصحف، حيث رسمه الصحابة بخطوطهم. وكانت غير مستحكمة في الإجادة، فخالف الكثير من رسومهم ما اقتضته رسوم صناعة الخط عند أهلها.
ثم اقتفى التابعون من السلف رسمهم فيها تبركاً بما رسمه أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم. وخير الخلق من بعده المتلقون لوحيه من كتاب الله وكلامه. كما يقتفي لهذا العهد خطّ وليٍّ أو عالمٍ تبرّكاً، ويتبع رسمه خطاً أو صواباً. وأين نسبة ذلك من الصحابة فيما كتبوه، فاتبع ذلك وأثبت رسماً. ونبّه العلماء بالرسم على مواضعه.
ولا تلتفتنّ في ذلك إلى ما يزعمه بعض المغفّلين من أنهم كانو محكمين لصناعة الخط، وأن ما يتخيل من مخالفة خطوطهم لأصول الرسم، ليس كما يتخيّل، بل لكلها وجوه! يقولون في مثل زيادة الألف في "لا أذبحنه": إنه تنبيهٌ على أن الذبح لم يقع! وفي زيادة الياء في "بأييد" إنه تنبيه على كمال القدرة الربانيّة. وأمثال ذلك مما لا أصل له، إلا التحكّم المحض.
وما حملهم على ذلك إلا اعتقادهم أن في ذلك تنزيهاً للصحابة عن توهّم النقص في قلّة إجادة الخط. وحسبوا أن الخط كمال. فنزّهوهم عن نقصه، ونسبوا إليهم الكمال بإجادته، وطلبوا تعليل ما خالف الإجادة من رسمه. وذلك ليس بصحيح.
واعلم أن الخط ليس بكاملٍ في حقهم. إذ الخط من جملة الصنائع المدنية المعاشية كما رأيته فيما مرّ. والكمال في الصنائع إضافيٌّ بكمالٍ مطلق. إذ لا يعود نقصه على الذات في الدين ولا في الخلال. وإنما يعود على أسباب المعاش، وبحسب العمران والتعاون عليه لأجل دلالته على ما في النفوس.
وقد كان -صلى الله عليه وسلم- أميّاً. وكان ذلك كمالاً في حقّه، وبالنسبة إلى مقامه، لشرفه وتنزّهه عن الصنائع العملية التي هي أسباب المعاش والعمران كلّها. وليست الأميّة كمالاً في حقّنا نحن! إذ هو منقطعٌ إلى ربه، ونحن متعاونون على الحياة الدنيا، شأن الصنائع كلها حتى العلوم الاصطلاحية ... انتهى.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[01 - 08 - 02, 09:31 ص]ـ
قال ابن خلدون رحمه الله
(صناعة الخط عند أهلها.
)
من هم اهلها
اهل الحيرة؟
العرب ما اخذوا الخط الا من اهل الحيرة
فما الفرق بين مضر وغيرهم في هذا
ثم هناك شيء اخر
وهو اوكلما احدثوا قواعد جديدة في الاملاء
كلما يتغير كتابة المصحف
فنجد المصحف الالكتروني مثلا على رسم خاص مخالف للرسم العثماني
انك تجد في الرسم العثماني امور كثيرة
لاتجدها في قواعد الاملاء الحديثة
ان ياتي جيل لايحسن قراءة مصحف الصحابة والتابعين ورسمهم
كل ذلك لانا ناخذ بمذهب من يجيز كتابة المصحف وفق قواعد الاملاء
وكما ذكرت من ذي قبل
هناك اختلاف في قواعد الاملاء
وهكذا تختلف المصاحف
وبالتالي يصبح فعل عثمان سدى
ويصبح هناك اكثر من مصحف
كل على رسم
والله المستعان
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[09 - 09 - 02, 07:22 ص]ـ
لكن كلامك ينطبق على التشكيل والتنقيط كذلك!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/30)
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[09 - 09 - 02, 08:51 ص]ـ
للأخ الدكتور الشيخ البحاثة أحمد شرشال الجزائري كتاب قيم جدا يتعلق بمخالفات النساخ لمصحف الإمام طبع بمصر بدار الحرمين، و هو في الأصل مجموعة مقالات كتبها و نشرها في مجلات محكمة، و قد بحث فيها بتوسع أثر مخالفة الرسم العثماني و مدى محافظة الأقدمين عليه، و مخالفات النساخ المعاصرين لذلك مما تسبب في مشاكل تتعلق بصحة بعض القراءات المتواترة، و قد انتقد مصحف المدينة أيضا!!
البحث قيم و مطالعه يجد نفسه في متعة علمية حال القراءة لتمكن كاتبها ..
و الشيخ شرشال عضو لهيئة التدريس بجامعة الكويت، و هو من القلة الذين لهم ولع بعلم الرسم و له فيه الاطلاع الواسع، و هذه شهادة جمع من المحققين له بذلك ..
و قد طبعت له مجمع الملك فهد بالمدينة كتابين من تحقيقه يحسن الوقوف عليهما.
و الله الموفق
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[09 - 09 - 02, 07:35 م]ـ
جرى نقاش قديم طويل في سحاب حول مثل هذا الموضوع
وكان لي مشاركة فيه، ومما في المقال:
الكاتب: [أبو سعدة] 12 - 12 - 1999 03:50 AM خاص بالمشرف
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
دخلت هذا الموقع فوجدت أن الإخوة فيه قد كتبوا القرآن الكريم بالأحرف اللاتينية فما حكم ذلك؟!
[إحسان العتيبي] 12 - 12 - 1999 04:05 AM خاص بالمشرف
القرآن عربي، وهو كلام الله تعالى
والكتابة العربية معروف رسم حروفها
والكتابة العثمانية غير متعبد به
= فإذا نسبت الكتابة للعربية: فواضح بطلانه
وإذا نسب اللفظ لله تعالى: فأوضح في البطلان، فلفظ الله تعالى (الحكيم) وصاحبك الأعجمي!! يقول (الهكيم)!!
أما بقصد التعليم والتدرب على اللفظ العربي والحفظ: فلا أرى مانعا من ذلك بحثاً لا تقريراً.
والله أعلم.
: [إحسان العتيبي] 13 - 12 - 1999 10:05 AM خاص بالمشرف
الإخوة الأفاضل
جزى الله خيراً من شارك بعلم نافع أو فائدة، ولكن الذي نعجب له إنكار الأمر وكأنه من كبائر الذنوب، وكأن الأدلة واضحة جلية!!
= وعندي كلام لبعض الأئمة سأذكره - وقد تأجل السفر قليلاً - إن شاء الله، لكن خطر ببالي بعض الخواطر:
= ألا تظنون أن الكتابة بهذه الطريقة فيها فتح باب خير لمن لا يحسن العربية؟؟ حيث أنه إذا قرأ بها فسيأخذ على كل حرف عشر حسنات - والحرف هو الكلمة لا الحرف الاصطلاحي - والأجر إنما هو على النطق لا على الكتابة.
وفي قوله صلى الله عليه وسلم " من قرأ القرآن فله بكل حرف عشر حسنات ......... " رواه الترمذي وصححه، قال شيخ الإسلام رحمه الله:
فهنا لم يرد النبي صلى الله عليه وسلم بالحرف نفس المداد وشكل المداد!! وإنما أراد الحرف المنطوق!! أ. هـ " مجموع الفتاوى " (12/ 103).
= أما كتابة الحاء بحرف أعجمي مميز فهذا لا يجعله عربيا وإن كان لا يخرج عن الجواز الذي ذكرته.
= = قال ابن العربي المالكي: وأما الكتابة فلم يفرض الله على الأمة فيها شيئا إذ لم يأخذ على كتاب القرآن وخطاط المصاحف رسما بعينه دون غيره أوجبه عليهم وترك ما عداه إذ وجوب ذلك لا يدرك إلا بالسمع والتوقيف وليس في نصوص الكتاب ولا مفهومه أن رسم القرآن وضبطه لا يجوز إلا على وجه مخصوص وحد محدود لا يجوز تجاوزه ولا في نص السنة ما يوجب ذلك ويدل عليه ولا في إجماع الأمة ما يوجب ذلك ولا دلت عليه القياسات الشرعية بل السنة دلت على جواز رسمه بأي وجه سهل لأن رسول الله كان يأمر برسمه ولم يبين لهم وجها معينا ولا نهى أحدا عن كتابته ولذلك اختلفت خطوط المصاحف فمنهم من كان يكتب الكلمة على مخرج اللفظ ومنهم من كان يزيد وينقص لعلمه بأن ذلك اصطلاح وأن الناس لا يخفى عليهم الحال، ولأجل هذا بعينه جاز أن يكتب بالحروف الكوفية والخط الأول وأن يجعل اللام على صورة الكاف وأن تعوج الألفات وأن يكتب على غير هذه الوجوه وجاز أن يكتب المصحف بالخط والهجاء القديمين وجاز أن يكتب بالخطوط والهجاء المحدثة وجاز أن يكتب بين ذلك، وإذا كانت خطوط المصاحف وكثير من حروفها مختلفة متغايرة الصورة وكان الناس قد أجازوا ذلك وأجازوا أن يكتب كل واحد منهم بما هو عادته وما هو أسهل وأشهر وأولى من غير تأثيم ولا تناكر علم أنه لم يؤخذ في ذلك على الناس حد محدود مخصوص كما أخذ عليهم في القراءة والأذان، والسبب في ذلك أن الخطوط إنما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/31)
هي علامات ورسوم تجري مجرى الإشارات والعقود والرموز فكل رسم دال على الكلمة مفيد لوجه قراءتها تجب صحته وتصويب الكاتب به على أي صورة كانت وبالجملة فكل من ادعى أنه يجب على الناس رسم مخصوص وجب عليه أن يقيم الحجة على دعواه وأنى له ذلك ا.هـ
= = = والأعجب من كلام ابن العربي - والذي يوافقه ابن خلدون على قوله - هو كلام العز بن عبد السلام، فاسمع لقوله:
قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام: لا تجوز كتابة المصحف الآن على الرسم الأول باصطلاح الأئمة!! لئلا يوقع في تغيير من الجهال، ولكن لا ينبغي إجراء هذا على إطلاقه لئلا يؤدي إلى دروس العلم، وشيء قد أحكمته القدماء لا يترك مراعاة لجهل الجاهلين، ولن تخلو الأرض من قائم لله بحجة ا هـ
انظر لهما " مناهل العرفان " للزرقاني (1/ 262 - 266).
= شيء آخر
والتنقيط والتشكيل الذي حدث في أول زمن التابعين يدل على أن الأمر غير متعبد به، ومن زعم أن هذا لتقويم اللسان وإصلاح الخطأ فقد خرج بقوله هذا عن كونه متعبدا به وجعله معللا، فما الفرق بعدها بين هذا الفعل وغيره مما يقوم اللسان ويحسن اللفظ، خاصة إذا علمنا أن النقط والشكل هي اصطلاحات مجردة لا علاقة لكلام الله بها، وهي ليست حروفا عربية.
= لذا أقول:
من قرأ بطريقة الأخ صاحب الموقع فله بكل حرف عشر حسنات
وهو كلام الله نطقاً
وليست الكتابة عربية
ولا مانع أن تكون بداية لتعلم العربية رسما ونطقا
والله الهادي
والله أعلم.
أهل السنَّة إذا قعدت بهم أعمالهم قامت بهم عقائدهم
وأهل البدعة إذا قامت بهم أعمالهم قعدت بهم عقائدهم
الكاتب: [إحسان العتيبي] 13 - 12 - 1999 10:16 AM خاص بالمشرف
فائدة أخرى من كلام شيخ الإسلام رحمه الله
وسئل عمن يقول عن الإمام مالك أنه قال من كتب مصحفا على غير رسم المصحف العثماني فقد أثم أو قال كفر فهل هذا صحيح وأكثر المصاحف اليوم على غير المصحف العثماني فهل يحل لأحد كتابته على غير المصحف العثماني بشرط ألا يبدل لفظا ولا يغير معنى أم لا؟
فأجاب:
أما هذا النقل عن مالك في تكفير من فعل ذلك فهو كذب على مالك سواء أريد به رسم الخط أو رسم اللفظ فان مالكا كان يقول عن أهل الشورى أن لكل منهم مصحفا يخالف رسم مصحف عثمان! وهم أجل من أن يقال فيهم مثل هذا الكلام وهم علي بن أبى طالب والزبير وطلحة وسعد وعبدالرحمن بن عوف مع عثمان!!!
وأيضا:
فلو قرأ رجل بحرف من حروفهم التى تخرج عن مصحف عثماني ففيه روايتان عن مالك وأحمد وأكثر العلماء يحتجون بما ثبت من ذلك عنهم فكيف يكفر فاعل ذلك وأما اتباع رسم الخط بحيث يكتبه بالكوفي فلا يجب! عند أحد من المسلمين وكذلك اتباعه فيما كتبه بالواو والألف هو حسن لفظ رسم خط الصحابة.
وأما تكفير من كتب ألفاظ المصحف بالخط الذي اعتاده فلا أعلم أحدا قال بتكفير من فعل ذلك لكن متابعة خطهم أحسن هكذا نقل عن مالك وغيره والله أعلم.
" مجموع الفتاوى " (13/ 420، 421).
[ asdqw ] 14-01-2000 01:43 AM خاص بالمشرف
الحمد لله وبعد
بفضل الله تعالى التقيت بالشيخ / ابن جبرين .. حفظه الله .. في الحرم المكي وسألته
فقال لي: ((لا بأس بذلك))
وذلك في ليلة التاسع والعشرين من رمضان بعد صلاة المغرب بعد أن أفطرت معه هو وابنه الدكتور عبدالرحمن وصلينا سويًا.
وقد كنت كتبت السؤال إلى اللجنة الدائمة، ولكن لم يصلني الرد، فإذا وصل نقلته إليكم بإذن الله تعالى. نوح
الكاتب: [أبو سعدة] 14 - 01 - 2000 02:00 AM خاص
بالمشرف
جزاك الله خيرا و بارك فيك أخي الكريم ......
ـ[عبد المهيمن]ــــــــ[10 - 09 - 02, 12:27 ص]ـ
هذا رابط به كتاب جيد حول موضوع جمع القرآن
http://www.khayma.com/sharii/ch3/007.htm
http://www.khayma.com/sharii/ch3/008.htm
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[20 - 09 - 02, 10:43 م]ـ
أيضاً فهناك الأرقام الهندية التي يضيفونها لترقيم الآيات. ومن الأفضل استبدالها بالأرقام العربية الغبارية التي ابتكرها الخوارزمي (والتي تستعمل حالياً في غالب دول العالم بإسم الأرقام العربية)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[21 - 09 - 02, 07:20 ص]ـ
(أيضاً فهناك الأرقام الهندية التي يضيفونها لترقيم الآيات. ومن الأفضل استبدالها بالأرقام العربية الغبارية التي ابتكرها الخوارزمي (والتي تستعمل حالياً في غالب دول العالم بإسم الأرقام العربية)
هذا الكلام غير صحيح
وانظر الرد عليه في مجلة عالم الكتب
وقد نبه العلامة بكر ابوزيد الى خطا هذا الكلام
وان هذه الارقام هي ارقام عربية اصلية
وليست ارقام هندية كما يزعم المستشرقون
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[21 - 09 - 02, 08:02 ص]ـ
هناك وثائق هندية فيها هذه الأرقام، وهي وثائق قديمة جداً.
فإذا أمكن العثور على وثائق عربية أقدم منها، فهي أرقام عربية. وإلا فلا.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[23 - 09 - 03, 10:47 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة إحسان العتيبي
وأكثر المصاحف اليوم على غير المصحف العثماني
هذا زمن شيخ الإسلام. وبلغني أنه خلال العهد العثماني كاد الرسم العثماني أن يختفي، حتى أحياه باحث (!) مصري، وتسبب في إحياء هذا الخلاف القديم.
ونحن نقول: ما هو دليل جواز إضافة التشكيل للمصاحف؟ فإن قيل هذا أفضل وأوضح وأقل للتحريف، قلنا كذلك في ترك الخط العثماني. والحمد لله رب العالمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/32)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[27 - 09 - 03, 05:45 ص]ـ
قال الشوكاني في فتح القدير:
وهذا مجرد اصطلاح لا يلزم المشي عليه، فإن هذه النقوش الكتابية أمور اصطلاحية لا يشاحح في مثلها إلا فيما كان يدل به منها على الحرف الذي كان في أصل الكلمة، ونحوه، كما هو مقرر في مباحث الخط من علم الصرف، وعلى كل حال، فرسم الكلمة، وجعل نقشها الكتابي على ما يقتضيه اللفظ بها هو الأولى، فما كان في النطق ألفاً كالصلاة، والزكاة، ونحوهما كان الأولى في رسمه أن يكون كذلك، وكون أصل هذا الألف واواً، أو ياء لا يخفى على من يعرف علم الصرف، وهذه النقوش ليست إلا لفهم اللفظ الذي يدل بها عليه كيف هو: في نطق من ينطق به لا لتفهيم أن أصل الكلمة كذا مما لا يجري به النطق، فاعرف هذا، ولا تشتغل بما يعتبره كثير من أهل العلم في هذه النقوش، ويلزمون به أنفسهم، ويعيبون من خالفه، فإن ذلك من المشاححة في الأمور الاصطلاحية التي لا تلزم أحداً أن يتقيد بها، فعليك بأن ترسم هذه النقوش على ما يلفظ به اللافظ عند قراءتها، فإنه الأمر المطلوب من وضعها، والتواضع عليها، وليس الأمر المطلوب منها أن تكون دالة على ما هو أصل الكلمة التي يتلفظ بها المتلفظ مما لا يجري في لفظه الآن ...
ـ[أخوكم]ــــــــ[27 - 09 - 03, 07:50 ص]ـ
قرأت عدة مواضيع في هذا الشأن وقد ألقيت سؤالا في منتدى ملتقى أهل التفسير وأجاب عليه الأخ " عبدالرحمن الشهري " جزاه الله خيرا
http://tafsir.org/vb/showthread.php?postid=2728#post2728
وفهمت من جوابه أن المسألة فيها تفصيلا
فالأصل في الكتابة الجواز
ولكن سدا للذريعة فينبغي الاكتفاء بالرسم العثماني
وذلك لكثرة الاستحداثات التي تطرأ على الطريقة الإملائية وغيرها
مما سيصيب القرآن تغييرا دوريا كل عام أو كل كذا شهر _ هذا على فرض اتفاقهم في الطريقة الإملائية مثلا وإلا فاختلافهم معلوم _.
والله أعلم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 - 08 - 08, 08:51 ص]ـ
ثم ان هناك اشكالية اخرى
وهي اختلافهم في قواعد الاملاء
بإمكان مجامع اللغة لو أرادوا أن يحلوا هذا الخلاف عن طريق كتابة الكلمات كما تلفظ، فيكتبوا "مئة" بدلا من "مائة"
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 - 08 - 08, 11:50 ص]ـ
أحسن الله للجميع.
يواجه المسلمون الجدد مصاعب كبيرة في تعلم قراءة القرآن الكريم بسبب الاختلاف الواقع بين الرسم العثماني وقواعد الإملاء اليوم.
فيضطر الإخوة لعقد دروس خاصة بقراءة الرسم العثماني للمسلمين الجدد وأبناء الجاليات المسلمة.
وكتابة المصحف وفقاً لقواعد الإملاء توفّر الكثير من الجهد والوقت.
والله أعلم.
نقل أشهب في العتبية وكذلك أبو عمرو الداني في "المحكم في نقط المصحف" (ص11) عن الإمام مالك قوله: "ولا يزال الإنسان يسألني عن نقط القرآن، فأقول له: أما الإمام من المصاحف فلا أرى أن يُنَقَّطَ ولا يُزَادَ في المصاحف ما لم يكن فيها، وأما المصاحف الصغار التي يتعلم فيها الصِّبْيَانُ وألواحهم فلا أرى بذلك بأساً".
قال عبد الله بن عبد الحكم: سمعت مالكا وسئل عن شكل المصاحف فقال: "أما الأمهات فلا أراه، وأما المصاحف التي يتعلم فيها الغلمان فلا بأس"
وعلى فكرة هذا في "باب ذكر من كره نقط المصاحف من السلف" حتى نفهم المعنى.
قال ابن وهب: قال لي مالك: "أما هذه المصاحف الصغار فلا أرى بأسا وأما الأمهات فلا "
فقد أجاز الكتابة على القواعد الإملائية بغرض التعليم. قال ابن وهب: "وانظر في عبارة الامام مالك وهو امام دار الهجرة وهذا اجماع اهل المدينة والله اعلم"
قال أبو عمرو: ولا مخالف له في ذلك من علماء الائمة.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 - 08 - 08, 12:15 م]ـ
قال عبد الله بن عبد الحكم: سمعت مالكا وسئل عن العشور التي تكون في المصحف بالحمرة وغيرها من الألوان فكره ذلك وقال تعشير المصحف بالحبر لا بأس به
قال ابن عبد الحكم: قال ابن وهب وابن القاسم: سمعنا مالكا سئل عن المصاحف تكتب فيها خواتم السور في كل سورة ما فيها من آية فقال إني اكره ذلك في أمهات المصاحف أن يكتب فيها شيء أو يشكل فأما ما يتعلم فيه الغلمان من المصاحف فلا أرى بذلك بأسا قال عبدالله بن عبد الحكم وأخرج إلينا مالك مصحفا محلى بالفضة ورأينا خواتمه من حبر على عمل السلسلة في طول السطر قال ورأيته معجوم الآي بالحبر وذكر أنه لجده وانه كتبه إذ كتب عثمان المصاحف
ـ[عمر فولي]ــــــــ[30 - 03 - 09, 04:46 م]ـ
هذا زمن شيخ الإسلام. وبلغني أنه خلال العهد العثماني كاد الرسم العثماني أن يختفي، حتى أحياه باحث (!) مصري، وتسبب في إحياء هذا الخلاف القديم.
ونحن نقول: ما هو دليل جواز إضافة التشكيل للمصاحف؟ فإن قيل هذا أفضل وأوضح وأقل للتحريف، قلنا كذلك في ترك الخط العثماني. والحمد لله رب العالمين.
السلام عليكم
أخي الكريم تنقيط المصحف يسمي عند القراء زيادات تحسينية لا تغير من الكلمة شيئا.
أما الإملائي فالعمل به يتسبب في مشكلة القراءات لأن هناك كلمات مكتوبة بطريقة معينة بحيث تحتمل قرائتين والإملائي يفوت هذه القراءات. والله أعلم
والسلام عليكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/33)
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[30 - 03 - 09, 06:39 م]ـ
السلام عليكم
أخي الكريم تنقيط المصحف يسمي عند القراء زيادات تحسينية لا تغير من الكلمة شيئا.
أما الإملائي فالعمل به يتسبب في مشكلة القراءات لأن هناك كلمات مكتوبة بطريقة معينة بحيث تحتمل قرائتين والإملائي يفوت هذه القراءات. والله أعلم
والسلام عليكم
جزى الله الإخوة الكرام كل خير ونفع بهم ...
كلام جميل أخي الكريم وهو يَرُدُ الإشكال في هذه المسألة
فنفرق بين التحسين وبين التغيير ..
ونبقى على الأصل في أن كتابة المصحف تكون على الرسم العثماني كما هو في عهد الصحابة رضوان الله عليهم
أما في غير المصحف هل لنا نكتب في الرسم الإملائي المتعارف عليه الآن أم لا ..
وقد أجاب بعض الإخوة (انظر أعلاه) بالجواز. والله أعلم
بارك الله بجميع الإخوة الأفاضل ونفعنا الله بعلمهم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[31 - 03 - 09, 12:18 ص]ـ
أخي الكريم تنقيط المصحف يسمي عند القراء زيادات تحسينية لا تغير من الكلمة شيئا.
أما الإملائي فالعمل به يتسبب في مشكلة القراءات لأن هناك كلمات مكتوبة بطريقة معينة بحيث تحتمل قرائتين والإملائي يفوت هذه القراءات. والله أعلم
والسلام عليكم
وعليكم السلام ورحمة الله
كذلك تنقيط المصحف وتشكيله يفوت هذه القراءات وتصير الكلمة لا تحتمل إلا قراءة واحدة. ولذلك يكتب على المصحف "برواية ورش عن نافع" أو "برواية حفص عن عاصم". فلذلك لا يكون هناك من فائدة في إبقاء الرسم القديم المخالف للرسم الإملائي. فتأمل وفقك الله.
ـ[عمر فولي]ــــــــ[31 - 03 - 09, 01:21 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
كذلك تنقيط المصحف وتشكيله يفوت هذه القراءات وتصير الكلمة لا تحتمل إلا قراءة واحدة. ولذلك يكتب على المصحف "برواية ورش عن نافع" أو "برواية حفص عن عاصم". فلذلك لا يكون هناك من فائدة في إبقاء الرسم القديم المخالف للرسم الإملائي. فتأمل وفقك الله.
السلام عليكم
أخي الحبيب ليس الأمر كما تظن. لا يخفي عليكم تعدد المصاحف ـ وأعني المصاحف التي أرسلها عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ـ وأرسل مع كل مصحف إمام يقرئ الناس بما في مصحفهم.
ولذا يقال مثلا: ياذي الجلال ـ آخر الرحمن ـ في مصحف أهل الشام رسمت بالواو لأنه بذلك قد قرأ. وهكذا.
أما مثل كلمة " لئيكة" في الشعراء و ص تخالف الأيكة في الحجر و ق مثلا.
لأن موضعي الشعراء و ص وردت فيهما قراءات بخلاف الآخرين والرسم يحتمل القراءتين. وكانت هذه فطنة من الصحابة رضي الله عنهم وسببا في حفظ علم القراءات.
ويسأل كثير من الناس أهل التخصص عن رسمة مثل التي قد مضت وغيرها فيقال لأجل القراءات فيزداد علما فوق علمه وبهذا يقل الإنكار علي القراءة الأخري. لأنك وأنت تقرأ في مصحف حفص مثلا تتسع أفقك بالقراءت الأخري وهذا غير متوفر في الخط الإملائي
وما ذكرتَه إنما هو تأثر بكلام ابن خلدون ـ رحمه الله ـ في اتهام الصحابة بعدم المعرفة بالخط.
والعجيب أن الخط كان موجودا منذ القدم وليس وليدة عصر الصحابة، وتنوع الصحابة في كتابة الكلمات المتشابهة في الرسم لتنوع القراءات لخير دليل علي معرفتهم بعلم الكتابة.
وأشياء تركوها لعلمهم أن المشافهة أصل ـ كما قدمت في مداخلات أخري ـ
واقرأ أخي كتاب " إعجاز رسم القرآن وإعجاز التلاوة " للشيخ محمد شملول ففيها بعض المعاني المستخرجة من تنويع الصحابة لكتابة الكلمة الواحدة والدلالات الخفية.
وكذا كتاب "عنوان الدليل في مرسوم التنزيل " للمراكشي
وعليك بكتاب د/ عبد الكريم صالح " المتحف في رسم المصحف " ففيه ردود رائعة ـ علي الأقل من وجهة نظرنا ـ علي كلام ابن خلون وابن قتيبة ومن قال بقولهما. فسارع باقتنائه ففيه خير كثير
والسلام عليكم
.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[31 - 03 - 09, 10:53 م]ـ
أخي الحبيب، بارك الله بكم
قد اطلعتم على حجة من قال بكتابة القرآن بغير الخط الإملائي، واطلعنا على حجتكم، وبقي لكل طرف قناعته. ويكفينا هذا فإن المسألة للبحث والتدارس. ورحم الله الشافعي إذ قال: أما يستقيم أن نبقى إخوة وإن اختلفنا في مسألة؟
ـ[عمر فولي]ــــــــ[03 - 04 - 09, 12:57 ص]ـ
[ e= محمد الأمين;1012973] أخي الحبيب، بارك الله بكم
قد اطلعتم على حجة من قال بكتابة القرآن بغير الخط الإملائي، واطلعنا على حجتكم، وبقي لكل طرف قناعته. ويكفينا هذا فإن المسألة للبحث والتدارس. ورحم الله الشافعي إذ قال: أما يستقيم أن نبقى إخوة وإن اختلفنا في مسألة؟ [/ quote]
Quot السلام عليكم
أخي الحبيب لم أكن أضع لك هذه المداخلة كجواب علي كلامكم،أو لنقاش أريده، ولكني أحببت الإشارة بتعدد المصاحف واختلاف الكلمات في رسم المصحف إلي براعة الصحابة في الكتابة وتعدد المواهب في الكتابة.
ولا يخفي عليكم عند التنازع في قراءة فرسم المصحف حجة وركن من أركان القراءة وهذا ما عليه أئمة القراءة ..
وقولكم: E= محمد الأمين;1012973]
ويكفينا هذا فإن المسألة للبحث والتدارس. ورحم الله الشافعي إذ قال: أما يستقيم أن نبقى إخوة وإن اختلفنا في مسألة؟ [/ quote]
أخي الكريم نحن نكون ـ إن شاء الله ـ إخوة متحابين ولا يهم مع من الدليل والحق.
ولا يغرنك أخي الحبيب ما حدث بيني وبين فاروق الحنبلي فهذا موضوع آخر، فأنا لا أعترف بعلمه ـ حفظه الله ـ ولا بكلامه لأنني لم أجد في كلامه شيئا مفيدا هذا بخلاف النقولات الخاطئة وهلم جره. وهذا شأن من لم ينتهج منهج أهل العلم.
أما فضيلتكم لقد رأيت لكم مداخلات طيبة تدل علي سعة علمكم ـ وفقكم الله ـ وأهل العلم لهم مكانتهم عندي. بارك الله بكم وفيكم
والسلام عليكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/34)
ـ[عمار الأثري]ــــــــ[03 - 04 - 09, 04:20 ص]ـ
مازال الموضوع شائكا
فكما قال الشيخ عمر الفولي
الرسم له تعلق شديد بالقراءة وهو ركن من أركانها
وعليه فكبف لنا ان نرد قراءة منزلة من عند الله باجتهاد بعض الأفراد؟؟؟ على قلة علمهم بالكتابة وقلة الأدوات وتعلمهم على كبر كما يزعمون؟؟؟
الموضوع خطير جدا!!!
ـ[أبو مازن العوضي]ــــــــ[18 - 08 - 09, 01:07 ص]ـ
قد قرأت جميع المشاركات بتأني وتأمل، وأخيراً أقول: لعلنا نرد هذا العلم إلى أهل التخصص، فيقول ابن الجزري رحمه الله تعالى وهو محقق الفن في قبول قراءة أو ردها:
فكل ما وافق وجه نحو / وكان للرسم احتمالا يحوي
وصح إسناداً هو القرآن / فهذه الثلاثة الأركان
وحيثما يختل ركن أثبت / شذوذه لو أنه في السبعة
فجعل موافقة القراءة الرسم ولو احتمالا ركناً لثبوتها، والله تعالى أعلم.
ـ[أبو مازن العوضي]ــــــــ[18 - 08 - 09, 01:08 ص]ـ
قد قرأت جميع المشاركات بتأني وتأمل، وأخيراً أقول: لعلنا نرد هذا العلم إلى أهل التخصص، فيقول ابن الجزري رحمه الله تعالى وهو محقق الفن في قبول قراءة أو ردها:
فكل ما وافق وجه نحو / وكان للرسم احتمالا يحوي
وصح إسناداً هو القرآن / فهذه الثلاثة الأركان
وحيثما يختل ركن أثبت / شذوذه لو أنه في السبعة
فجعل موافقة القراءة الرسم ولو احتمالا ركناً لثبوتها، والله تعالى أعلم.(1/35)
رسالة دكتوراة في التفسير
ـ[المنصور]ــــــــ[08 - 08 - 02, 12:34 ص]ـ
أحد الأساتذة يسألكم عن عنوان مقترح لتقديمه كرسالة دكتوراة في التفسير وعلوم القرآن، فهل تفيدونه؟ علماً أنه لامانع لديه من التحقيق، والمهم الفائدة.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[08 - 08 - 02, 01:37 م]ـ
1 - مقارنة منهجية بين تفسيري ابن عطية والزمخشري (ويجمعهما المعاصرة والاهتمام بالجوانب اللغوية وتفرقهما العقيدة فأحدهما أشعري والآخر معتزلي)
2 - جمع وتحقيق المرفوع من التفسير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، من كتب السنة. (وهو مشروع ضخم).
3 - منهج الطاهر بن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير. (وتتفرع منه مواضيع كثيرة)
ـ[إسماعيل فلاحي]ــــــــ[24 - 02 - 07, 11:52 ص]ـ
السلام عليكم
أقترح عليك بحث "المشاكلة في القرآن الكريم" وهو مبحث بلاغي يساعد على التفريق بينه و بين المجاز و خاصة في مسائل التأويل.
وأرجو أن يعجبك و قد أشار إلى هذا الشيخ محمد الأمين الشنقيطي.
وشكرا.(1/36)
أبو عبيد القاسم بن سلام
ـ[أبو الجود]ــــــــ[08 - 08 - 02, 08:10 م]ـ
أخوتي في الله هذه سطور من بحر، أعرف خلالها بجبل العلم و العمل أبو عبيد بن سلام
أبو عبيد القاسم بن سلام.
الإمام الحافظ المجتهد ذو الفنون من قيل عنه الناس أربعة ابن عباس في زمانه و الشعبي في زمانه و القاسم بن معن في زمانه و أبو عبيد في زمانه
اسمه: القاسم بن سلام بن عبد الله
كنيته: أبو عبيد
مولده: سنة سبع و خمسين و مئة من الهجرة النبوية الشريفة.
أبوه: كان روميا من أهل هراه.
صفته: كان أحمر الرأس و اللحية بالخضاب و كان مهيبا وقورا.
وظائفه: ولي قضاء طرسوس ثماني عشرة سنة.
شيوخه:
سمع من إسماعيل بن جعفر، و شريك بن عبد الله، و سفيان بن عيينة، و أبي بكر بن عياش و غيرهم كثير.
قرأ القرآن على علي بن الحسن الكسائي و إسماعيل بن جعفر و غيرهم.
أخذ اللغة عن أبي زيد الأنصاري، و أبي عبيدة معمر بن المثنى، و الأصمعي من البصريين، و ابن الأعرابي، و أبي عمرو الشيباني، و الفراء من الكوفيين.
أخلاقه: كان طيب الخلق حسن المعشر متواضعا، مؤدبا عارفا بالنحو و الفقه و الغريب. يحكى عن علمه و تواضعه أنه مر بدار أسحاق الموصلي فقالوا له: يا أبا عبيد، صاحب هذه الدار يقول: إن في كتابك غريب المصنف ألف حرف خطأ، فقال كتاب فيه أكثر من مئة ألف يقع فيه ألف ليس بكثير، و لعل إسحاق عنده رواية و عندنا رواية فخطأنا و الروايتان صواب و لعله أخطأ في حروف , و أخطأنا في حروف فيبقى الخطأ يسيرا.
روى عنه: أحمد بن يوسف و علي بن عبد العزيز و نصر بن داود و ثابت بن أبي ثابت
عبادته: كان رحمه الله كما يقول ابن الأنباري: " يقسم الليل ثلاثا فيصلي ثلثه و ينام ثلثه و يصنف ثلثه " و كان رحمه الله متبع للسنة متلهف على عبادة ربه.
قال أبو عبيدة: سمعني ابن إدريس أتلهف على بعض الشيوخ فقال لي: يا أبا عبيد، مهما فاتك من العلم، فلا يفوتنك من العمل. و في الجملة كان ذا فضل و دين و مذهب حسن.
تصانيفه: - له كتاب الأموال في مجلد كبير مطبوع.
- و كتاب غريب الحديث و هو أهم كتبه طبع بالهند في أربع مجلدات
- كتاب غريب القرآن
- و كتاب معاني القرآن
- و لغات القبائل الواردة في القرآن
- و كتاب النسب
- و كتاب أدب القاضي
- الغريب المصنف منه نسخة بدار الكتب.
- كتاب الأمثال و هو مطبوع
و غير ذلك كثير من الكتب و خاصة في الفقه و الحديث و اللغة.
أقوال العلماء فيه:
قال ابن معين: أبو عبيد ثقة. و قال أحمد بن حنبل: أبو عبيد ممن يزداد عندنا كل يوم خيرا. و قال أبو داود: أبو عبيد ثقة مأمون. و قال الدارقطني: ثقة إمام جبل. وقال الحاكم: إنما الإمام المقبول عن الكل ابو عبيد. قال أبو عمرو الداني أبو عبيد إمام دهره في جميع العلوم ثقة مأمون صاحب سنة.
وفاته: مات سنة أربع و عشرين و مئتين بمكة رحمه الله تعالى.
لللإستزادة عليك بالرجوع إلى المراجع الآتية غير مأمور:
(سير أعلام النبلاء 10/ 506، معجم الأدباء 4/ 562، طبقات ابن سعد 7/ 355تاريخ بغداد 12/ 403 و غير ذلك من كتب الرجال و التاريخ و الجرح و التعديل)
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[09 - 08 - 02, 12:05 ص]ـ
قام الدكتور محمد موسى نصر (وفقه الله) بجمع اختيارات العلامة أبي عبيد القاسم بن سلام (رحمه الله) في قراءة القرآن من شتى كتب التفسير والقراءات.
وفاتته بعض الاختيارات القليلة من تفسير الإمام القرطبي، قمتُ بجمعها في القائمة أدناه مرتبة على النحو التالي:
(رقم الجزء والصفحة من تفسير القرطبي) (اختيار أبي عبيد) (السورة والآية)
(ج 2/ 192) ("مسكين" بدل "مساكين") (البقرة 184)
(ج 4/ 10) ("أخرُ" بدل "أخرٌ") (آل عمران 7)
(ج 5/ 217) ("ألقى إليكم السلام" بدل "السلم") (النساء 94)
(ج 14/ 20) ("تَخرُجون" بدل "تُخرَجون") (الأعراف 25)
(ج 7/ 185) ("أُمَّ") (الأعراف 150)
(ج 9/ 147) ("نكتل" بدل "يكتل") (يوسف 63)
(ج 10/ 174) ("يفقهون" بدل "تفقهون") (الإسراء 44)
(ج 11/ 153) ("وعدناكم" بدل"واعدناكم") (طه 80)
(ج 11/ 156) ("حَمَلْنا" بدل "حُمِّلنا") (طه 89)
(ج 12/ 61) ("يدعون" بدل "تدعون") (الحج 62)
(ج 13/ 44) ("تأمرنا" بدل "يأمرنا") (الفرقان 60)
(ج 13/ 44) ("سراجاً" بدل "سرجاً") (الفرقان 61)
(ج 13/ 143) ("لتبيتنه وأهله ثم لتقولن") (النمل 49)
(ج 13/ 152) ("آينا" بد "أئنا") (النمل 67)
(ج 14/ 235) ("آيات من ربه" بدل "آية") (العنكبوت 50)
(ج 14/ 160) ("كثيراً" بدل "كبيراً") (الأحزاب 68)
(ج 14/ 206) ("تَرْجِع" بدل "تُرْجَع") (فاطر 4)
(ج 15/ 69) ("تَرى" بدل "تُرى") (الصافات 102)
(ج 15/ 198) ("يدعون" بدل "تدعون") (غافر 20)
(ج 15/ 241) ("عمى" بدل "عم") (فصلت 44)
(ج 16/ 5) ("ينفطرن" بدل "يتفطرن") (الشوري 5)
(ج 16/ 132) ("لنوفيهم" بدل "ليوفيهم") (الأحقاف 19)
(ج 16/ 145) ("بقادر" بدل "يقدر") (الأحقاف 33)
(ج 16/ 165) ("أسرارهم" بدل "إسرارهم") (القتال 26)
(ج 18/ 64) ("الجمْعة" بدل "الجمُعة") (الجمعة 9)
(ج 18/ 175) (الوقف عند "حسابيه" و"ماليه" و"سلطانيه") (الحاقة 25)
(ج 19/ 59) ("يذكرون") (المدثر 56)
(ج 19/ 129) ("أئذا كنا عظاماً نخرة") (النازعات 11)
جزى الله الشيخ خير الجزاء، وأطال عمره وأحسن عمله.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/37)
ـ[أبو الجود]ــــــــ[09 - 08 - 02, 12:12 م]ـ
وفقك الله أخي هيثم كيف أحصل على ما كتبه الشيخ الدكتور و ما رأيك لو بدأنا سلسلة في تحقيق كتاب النشر و توجيه الأقوال و تحرير القراءات على ما في الروض النضير(1/38)
منظومة تفسير غريب القرآن الكريم للحافظ العراقي:
ـ[أبو الجود]ــــــــ[16 - 08 - 02, 08:34 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخوتي في الله هذه منظومة تفسير غريب القرآن الكريم للحافظ العراقي:
تعريف بالحافظ العراقي:
اسمه: عبد الرحيم بن الحسين
كنيته: أبو ذرعة، أبو الفضل
مولده: في " رازنان " من أعمال اربل عام 725هـ.
رحل إلى مصر مع أبيه صغيرا، فتعلم و نبغ فيها، و رحل إلى كل بلاد الإسلام ثم عاد إلى مصر
وفاته: توفي بالقاهرة عام 806هـ
مؤلفاته: الألفية في مصطلح الحديث، و منظومة في السيرة النبوية، الألفية في غريب القرآن، نكت على المنهاج للبيضاوي، و ذيل على الميزان.
منهج المنظومة:
المنظومة معجم شعري لبعض ألفاظ القرآن، و هو يفسر الكلمة بدلالتها في سياق الآية و إن أفادت دلالات أخرى فهو:
1 - يفسر الكلمة بمعناها المقصود في مكانها من السياق بما تمثله من دلالة خاصة بهذا الاستعمال.
2 – يستمد دلالات الألفاظ مما ذكره المفسرون، و يشير إلى ذلك بقوله فسروا و فسرت.
3 – يورد وجه الخلاف في الكلمة التي اختلف في دلالتها.
4 – يشير أحيانا إلى مفرد الجمع أو جمع المفرد.
5 – يحرص أحيانا على ذكر الاستعمالات المختلفة لمادة الكلمة.
6 – يتعرض كثيرا للفرق بين اللفظتين المتشابهين لفظا و المختلفين معنى.
7 – لا يعني بالناحية البلاغية و إن كانت له بعض الإشارات النحوية أو الصرفية
عدد أبيات المنظومة:
ألف و ثمانية و عشرون بيتا رتبت حسب حروف الهجاء، و رتبت الكلمات فيها حسب ترتيب المعجم، مراعيا الحرف الأول " العنوان "، ثم الثاني، ثم الثالث.
عملي في المنظومة:
أولا: كتابة الأبيات مشكلة.
ثانيا: شرح بسيط للأبيات.
ثالثا: تذييل بعد كل حرف ببيان ما تركه الحافظ من الكلمات و بيان معانيها.
المنظومة طبعت في بداية القرن الهجري السابق على هامش كتاب تفسير الجلالين في طبعة ناقصة و هنا إن شاء الله ستكتب محققة و منقحة على المطبوعة و خطوطة دار الكتب بمصر و الله الموفق
ـ[فالح العجمي]ــــــــ[17 - 08 - 02, 03:21 ص]ـ
لعلك اطلعت على رسالتي
وبعد كلامك عرفت الجواب
ـ[السيف المجلى]ــــــــ[17 - 08 - 02, 07:01 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نسأل الله أن يجود عليك بالأجر يا أبا الجود على هذه الكتابات القيمة عن أهل العلم
وننتظر البقية وفقك الله وسددك
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[17 - 08 - 02, 07:14 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ونشكرك على بحوثك القيّمة
ـ[ماهر]ــــــــ[17 - 08 - 02, 09:29 ص]ـ
هنا مسألتان اود ان انبه عليهما الاخ الفاضل ابا الجود -زاده الله من جوده -
الاولى ذكر ان كنية العراقي: ((أبو ذرعة)) بالذال. ولعله تصَّحف عليه الزاي الى الذال، ويقصد ابا زُرعة. وهذا فيه ما فيه لان هذه الكنية ليست كنية الحافظ العراقي بل كنية ولده.
وكنية العراقي ابو الفضل ولقبه زين الدين.
الثانية ذكر ان المنطومة طبعت على هامش كتاب الجلالين.
اقول: لم ار هذا، وقد ذكر صاحب معجم المطبوعات العربية 1/ 901 و 2/ 1218 انها طبعت بهامش تفسير ابي محمد عبد العزيز المسمى التيسير في علم التفسير، ورد عليه الحسيني محقق شرح التبصرة 1/ 16 (الطبعة القديمة) بان المطبوعة هي لولده، ولا نلعم احدا ذكر مثل هذا لابي زُرعة ولد العراقي.
آسف جداً على ما كتبت وارجو من الاخ ابي الجود ان يحقق لنا الموضوع جيدا، وقد كتبت مقدمة زادت على ثمانين صفحة عن ترجمة الحافظ العراقي في تحقيقي لشرح التبصرة الطبعة الجديدة 2002 دار الكتب العلمية.
ـ[أبو الجود]ــــــــ[17 - 08 - 02, 01:59 م]ـ
النسخة المطبوعة عندي تفسير الجلالين و بهامشه لب النقول في أسباب النزول للسيوطي، و الناسخ و النسوخ لابن حزم و ألفية العراقي لللإمام ابي زرعة العراقي بالزاي كما حققت و هو سبق يد، و لغات القبائل.
و هي نسخة قديمة جدا، و قد رأيت صورة منها صورتها دار التراث المصرية سنة 1977.
أما النسخة التي تفضلت بإحالتي عليها فلم أرها زادك الله فضلا.
و قد قمت بتحقيق النسخة المطبوعة مع مخطوطة دار الكتب المصرية فالحمد لله، أما أخي الحبيب الكري فالح العجمي فقد أرسلت له على بريده الإلكتروني ساعة أن تلقيت كتابه الكريم برأي في ما أشار إليه أرجو أن يكون قد وصله و الله المستعان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/39)
أخوكم خالد
ـ[أبو الجود]ــــــــ[17 - 08 - 02, 05:44 م]ـ
ألفية الإمام أبي زرعة العراقي في تفسير غريب ألفاظ القرآن
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - الحَمْدُ لِلِهِ أَتَمَّ الحَمْدِ ... على أيَادٍ عَظُمَتْ عَنْ عَدِّ
2 - وَ بَعْدُ فالعبدُ نَوَى أنْ يَنْظِمَا ... غَرِيبَ ألفاظِ القُرآنِ عَظِّمَا
3 - لَكِنَّهُ ما اعْتَبَرَ الثَّوَانِيَا ... و مَا أَتَى مِنَ الحُرُوفِ تَاليِا
4 - فاخترتُ تَرْتِيبًا على الحروفِ ... الثاني و الثالثِ في التأليفِ
5 - و رُبَّمَا زِدْتُ لِحَاجَةٍ دَعَتْ ... مُمَيِّزًا بِقُلْتُ غَالِبًا أَتَتْ
6 - و َأذكُرُ الحرفَ بِنَصِ المُنْزَلِ ... و رُبَّمَا أَشَرْتُ إن لَم يَسْهُلِ
7 - و ربما أذكرُ مِنْهُ كِلْمَه ... عندَ أُصُولِهَا لِذَاكَ التَزِمَه
8 - توراةَ التراثَ قَرْنَ و اتَّسَقْ ... متكًأ لا شيةَ الستَ اتَّفَقْ
9 - وُقُوعُهَا في الواوِ قولُهُم هَلُمْ ... في اللامِ لاتِّبَاعِهِمْ أَصْلُ الكَلِمْ
10 - و أَرْتَجِي النفعَ بِهِ في عاجلِ ... و آجلٍ و الله ذخرَ الآملِ.
من عجائب هذه المنظومة:
أن الحافظ العراقي نظمها و هو مسافر إلى مكة المكرمة و كملت عند دخوله مدينة السويس بمصر كما يذكر ذلك الحافظ و لم يكن معه مراجع مع شغل الفكرة:
نظمتها في سفري لمكة ... بدأ و عودا مع شغل الفكرة
و كملت عند السويس عائدا ... من سفري لفضل ربي حامدا
فانظر يا طالب العلم كيف شغل الإمام وقته في السفر و لم يتعلل بقلة المراجع أو شغل الفكر، بمثل هؤلاء فليقتدي طالب العلم.
عدد الكلمات المفسرة في كل حرف:
الهمزة: ستون كلمة. الباء: ثلاث و ستون كلمة. التاء: ثماني عشرة كلمة. الثاء: أربع و عشرون كلمة. الجيم: ثلاث و ثلاثون كلمة. الحاء: أربع و ثمانون كلمة. الخاء: ستون كلمة. الدال ثلاث و أربعون كلمة. الذال: اربع عشرة كلمة. الراء: خمس و سبعون كلمة. الزاي: ثلاث و ثلاثون كلمة. السين: مائة و ثلاث كلمات. الشين: إحدى و ثلاثون كلمة. الصاد: ثلاث و خمسون. الضاد: ثمان عشرة كلمة. الطاء: أربع و عشرون كلمة. الظاء: ست عشرة كلمة. العين: تسع و ستون كلمة. الغين: ست و ثلاثون كلمة. الفاء: خمس و ستون كلمة. حرف القاف: تسع و ثمانون كلمة. الكاف أربعون كلمة. اللام ثلاث و أربعون كلمة. الميم: ثلاث و خمسون كلمة. حرف النون: سبع و ثمانون كلمة. حرف الهاء اثنان و ثلاثون كلمة. حرف الواو: اثنان و ستون كلمة. حرف الياء ثمان كلمات.
ملاحظة:
الحافظ العراقي في المخطوطة مكنى بأبي زرعة و قد أخبرنا فضيل الدكتور ماهر حفظه الله تعالى أن هذه ليست كنيته و إنما هي كنية الأب و على هذا فهذا خطأ من الناسخ فليحرر. و الله أعلم
انتهت المقدمة و إلى لب المنظومة
أخيرا وفق الله كل قارئ و معلق و مصحح خيرا فالعمل كبير و الله المستعان.
أخوكم خالد أبو الجود
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[17 - 08 - 02, 10:23 م]ـ
الحمد لله، أخي الكريم أبا الجود، السلام عليكم، حيث إنك وجدت أن مؤلف المنظومة هو الحافظ أبو زرعة العراقي، فهو إذن ابن الحافظ أبي الفضل العراقي وليس هو نفسه، وعليه فينبغي لك حذف ترجمة الحافظ أبي الفضل العراقي (الأب) ووضع ترجمة المؤلف وهو العراقي الابن، وهذه ترجمته في طبقات الحفاظ للسيوطي قال:
ولي الدين بن العراقي هوالحافظ الإمام الفقيه الأصولي المفنن أبو زرعة أحمد بن الحافظ الكبير أبي الفضل عبد الرحيم بن الحسين ولد في ذي الحجة سنة اثنتين وستين وسبعمائة واعتنى به والده فأسمعه الكثير من أصحاب الفخر وغيرهم واستملى على أبيه ولازم البلقيني في الفقه وغيره وتخرج به وأخذ عن البرهان الابناسي وابن الملقن والضياء القزويني وغيرهم وبرع في الفنون وكان إماما محدثا حافظا فقيها محققا أصوليا صالحا صنف التصانيف الكثيرة الشهيرة النافعة كشرح سند أبي داود ولم يتم شرح البهجة في الفقه مختصر المهمات والنكت على الحاوي والتنبيه والمنهاج وشرح جمع الجوامع في الأصول وشرح نظم البيضاوي لوالده وشرح نظم الاقتراح لأبيه والنكت على منهاج البيضاوي وشرح تقريب الأسانيد لوالده وحاشية على الكشاف ونكت الأطراف والمهمات وأشياء في الحديث وأملى أكثر من ستمائة مجلس وولي قضاء الديار المصرية بعد الجلال البلقيني مات في سابع عشري شعبان سنة ست وعشرين وثمانمائة، وجزاكم الله خيرا، والسلام
ـ[أبو الجود]ــــــــ[18 - 08 - 02, 05:22 م]ـ
إثبات نسبة غريب القرآن للحافظ زين الدين العراقي:
1 - أثبتها له كل من تكلم على ترجمته فقال:
صاحب ميزان الإعتدال في نقد الرجال ج: 8 ص: 6 " وله نظم غريب القرآن "
و صاحب طبقات الشافعية ج: 4 ص: 29 عبد الوهاب بن السبكي " وله نظم غريب القرآن ".
و صاحب ذيل تذكرة الحفاظ ج: 1 ص: 220 أبو المحاسن بن حمزة الحسيني " ومنظومة في غريب القرآن العزيز ألف بيت ".
و صاحب البدر الطالع ج: 1 ص: 354 الشوكاني " واخرى فى غريب القرآن "
و صاحب طبقات المفسرين 2 ج: 1 ص: 309 السيوطي " وصنف في تفسير غريب القرآن ".
بذلك نرى اجماع من ترجم له أن منظومة غريب القرآن له.
2 - تاريخ الأدب العربي لبركلمان ج 6: 244 قال في ذكره لمؤلفات الحافظ العراقي " ألفية في غريب القرآن " هذه الألفية على حروف المعجم بدأ تأليفها في مكة و أتمها عند و صوله إلى السويس و توجد في مخطوطات: برلين 700، و القاهرة أول 1/ 127، و ثان 1/ 33، 1/ 57/1 و طبع على هامش تفسير الدريني بالقاهرة 1310هـ
3 - تاريخ الأدب العربي لسركيس ذكر أنه للحافظ العراقي و لم أره بعيني و إنما ألاه لي من أثق به.
4 - المطبوع بهامش تفسير الجلالين ذكر أنه لعبد الرحيم القراقي و إن كان كناه بأبي زرعة فهو تصحيف من الكاتب أو تغليب لكنية ابنه.
5 - لم يذكرها أحد ممن ترجم لأبي زرعة ابن الناظم على الإطلاق مما يدل على التسليم بها لواده رحمهم الله.
و الخلاصة أن نسبة نظم غريب القرآن للحافظ العراقي نسبة لا شك فيها و الله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/40)
ـ[أبو الجود]ــــــــ[18 - 08 - 02, 05:24 م]ـ
الحافظ العراقي
الحافظ الكبير المفيد المتقن المحرر الناقد محدث الديار المصرية ذو التصانيف المفيدة حافظ العصر الإمام الأوحد العلامة الحجة الحبر الناقد عمدة الأنام حافظ الإسلام فريد دهره ووحيد عصره من فاق بالحفظ والإتقان في زمانه وشهد له بالتفرد في فنه أئمة عصره زين الدين أبو الفضل العراقي الكردي الأصل الرازياني ثم المصري الشافعي المعروف بالعراقي
اسمة: عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن إبراهيم المهراني بن الزين
ميلاده و طفولته:
ولد في حادي وعشرين جمادى الأولى سنة خمس وعشرين وسبعمائة بمصر بالقاهرة بمنشأة المهراني على شاطىء النيل.
قدم أبوه من بلده رازيان من عمل اربل إلى القاهرة صغيرا فنشأ بها وخدم عدة من الفقراء منهم الشيخ تقي الدين القنائي وكان مختصا بخدمته و هو الذي سماه عبد الرحيم وكان يحضر إلى الشيخ تقي الدين فيلاطفه ويبره ويكرمه.
توفي والده وهو في الثالثة من عمره وكان كثير الكون بعد ذلك عند الشيخ تقي الدين القنائي وكان يتوقع أن يكون حضر عليه شيئا تبعا لبعض أهل الحديث فإنهم كانوا يترددون إليه للسماع عليه لأنه كان سمع على أصحاب السلفي لكنه لم يقف على شيء من ذلك وقصارى ما حضره قديما على قاضي القضاة تقي الدين الاخنائي المالكي والأمير سنجر الجاوي وغيرهما في صغره قبل طلبه بنفسه سماعات نازلة
شيوخه
في الحديث:
وسمع من القاضي سنجر والقاضي تقي الدين الأحبائي المالكي وسمع من آخرين وحفظ الحاوي والإلمام لابن دقيق العيد وكان ربما حفظ في اليوم أربعمائة سطر
و منهم العلاء التركماني و به انتفع وحبب الله إليه علم الحديث فأكب عليه من سنة حتى غلب عليه وتوغل فيه وصار لا يعرف إلا به وتفرد مع وجود شيوخه
في القراءات:
ولازم الشيوخ في الدراية فقرأ القرآآت السبع و لكنه تحول بفضل عز الدين بن جماعة إلى علم الحديث.
في الفقه:
ونظر في الفقه وأصوله على جماعة كابن عدلان والاسنوي
رحلاته:
ورحل إلى بيت المقدس ومكة والشام فأخذ عن هذه الجهات، وسمع في غضون ذلك من عبد الرحيم بن شاهد الجيش وابن عبد الهادي وعلاء الدين التركماني وقرأ بنفسه على الشيخ شهاب الدين بن الباب وتشاغل بالتخريج ثم تنبه للطلب، بعد أن فاته السماع من مثل يحيى المصري آخر من روى حديث السلفي عاليا بالإجازة ومن الكثير من أصحاب ابن عبد الدايم والنجيب بن علاق وأدرك أبا الفتح الميدومي فأكثر عنه وهو من أعلى مشايخه إسنادا وسمع أيضا من ابن الملوك وغيره ثم رحل إلى دمشق فسمع من ابن الخباز ومن أبي عباس المرداوي ونحوهما وعنى بهذا الشأن ورحل فيه مرات إلى دمشق وحلب والحجاز وأراد الدخول إلى العراق ففترت همته من خوف الطريق ورحل إلى الأسكندرية ثم عزم على التوجه إلىتونس فلم يقدر
أقوال العلماء فيه:
وقال العز بن جماعة وهو من شيوخه: كل من يدعي الحديث بالديار المصرية سواه فهو مدفوع
مصنفاته:
- نظم الاقتراح لابن دقيق العيد
- وشرح الترمذي لابن سيد الناس فكتب منه تسع مجلدات ولم يكمل وشرع فيه من أوائل كتاب الصلاة وهو شرح حافل ممتع فيه فوائد لا توجد في غيره ولا سيما في الكلام على أحاديث ما يشير إليه في الباب وفي نقل إذنه على نمط غريب وأسلوب عجيب
- وصنف الإستعاذة بالواحد من إقامة جمعتين من مكان واحد
- واستدرك على المهمات للأسنوي وسماه تتمات المهمات
- ونظم المنهاج للبيضاوي
- نظم غريب القرآن و هو ما نقده محققا.
- إخبار الأحياء بأخبار الإحياء وهو تخريجه القيم لكتاب الإحياء لحجة الإسلام الغزالي
- والمغني عن حمل الأسفار في الأسفار في تخريج ما في الأحياء من الأخبار طبع
- فتح المغيث بشرح ألفية الحديث طبع
- الكشف المبين في إحياء علوم الدين
- الدرر السنية في نظم السيرة الزكية طبع
- ألفية علوم الحديث طبع
- التقييد والإيضاح لما أطلق وأغلق في كتاب ابن الصلاح طبع
- تقريب الإسانيد طبع
- طرح التثريب في شرح التقريب شرع في شرحه ولم يكمله وأكمله ولده الحافظ أبو زرعة
- ذيل على العبر للذهبي
- ذيل على ميزان الاعتدال
- الأحاديث المخرجة في الصحيحين التي تكلم فيها بضعف وانقطاع
- الإنصاف في المراسيل
- الأحاديث العشاريات
- الكلام على الأحاديث التي تكلم فيها بالوضع في مسند الإمام أحمد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/41)
- تخريج مشيخة القاضي ناصر الدين ابن التونسي
- تخريج أحاديث منهاج البيضاوي
- تخريج مشيخة ابن القاري
- تخريج على الأربعين تساعية الإسناد للميدومي
- تخريج أربعون حديثا بلدانية من صحيح ابن حبان
- تخريج مستدرك الحاكم
- تخريج الأربعين النووية
- أطراف صحيح ابن حبان
- شرح البيقونية في مصطلح الحديث
- مجالس سبعة في الحديث
- ترتيب من له ذكر تجريح أو تعديل في كتاب بيان الوهم والإيهام لأبن القطان - رجال سنن الدارقطني سوى من ترجم لهم في التهذيب
- رسالة عقب فيها على كتاب الدرر الملتقط للصاغاني في الأحاديث الموضوعة
- محجة القرب في محبة العرب.
- العدد المعتبر في الأوجه بين السور.
- الباعث على الخلاص من حوادث القصاص
- مجمع الزوائد و منبع الفوائد
- وغير ذلك
تلامذته:
وعليه تخرج غالب أهل عصره
ومن أخصهم به نور الدين الهيتمي وهو الذي دربه وعلمه كيفية التخريج والتصنيف وهو الذي يعمل له خطب كتبه ويسميها له وصار الهيتمي لشدة ممارسته أكثر استحضار للمتون من شيخه حتى يظن من لا خبرة له أنه أحفظ منه وليس كذلك لأن الحفظ المعرفة
و ابنه ولي الدين أبو زرعة العراقي، و غيرهم كثير ..
اشتغاله بالتدريس
لقد ولي دار الحديث بدار الحديث الكاملية والظاهرية وجامع ابن طولون
وحج مرارا وجاور وأملى هنالك
وولي قضاء المدينة النبوية وخطابتها وإمامتها في ثاني عشر جمادى الأولى سنة ثم صرف بعد مضى ثلاث سنين وخمسة أشهر
وعاد إلى القاهرة فشرع في الإملاء من سنة فأملى أربعمائة مجلس وستة عشر مجلسا
وأملى في سنة موته، و تولى التدريس في مدارس مصر و كان آخرها المدرسة الفاضلية بالقاهرة، و هو الذي أحيا طريق " الإملاء " فأحيا بذلك دراسات الحديث و بهذا كانت شهرته و مكانته.
صفاته
لقد كان منور الشيبة جميل الصورة كثير الوقار نزر الكلام طارحا للتكلف ضيق العيش شديد التوقي في الطهارة لا يعتمد إلا على نفسه أو على رفيقه الهيثمي وكان كثير الحياء منجمعا عن الناس حسن النادرة والفكاهة
قال تلميذه الحافظ ابن حجر وقد لازمته مدة فلم أره ترك قيام الليل بل صار كالمألوف ويتطوع بصيام ثلاثة أيام من كل شهر وقد رزق السعادة في ولده الولي فإنه كان إماما وفي رفيقه الهيثمي فإنه كان حافظا كبيرا ورزق أيضا السعادة في تلامذته فإن منهم الحافظ ابن حجر وطبقته وكان عالما بالنحو واللغة والغريب والقراءات والفقه أنه غلب عليه الحديث فاشتهر به وانفرد بمعرفته
لما توقف النيل ووقع الغلاء المفرط وصلى بالناس صلاة الاستسقاء خطب خطبة بليغة فرأوا البركة بعد ذلك وجاء النيل عاليا
وفاته
توفي عقيب خروجه من الحمام في ليلة الأربعاء ثامن شعبان سنة وثمان مائة بالقاهرة ودفن بها.
لللإستزادة من ترجمة الحافظ العراقي:
ميزان الإعتدال في نقد الرجال
ذيل تذكرة الحفاظ
طبقات الشافعية
البدر الطالع
طبقات المفسرين للسيوطي
تاريخ الأدب العربي لبركلمان
ـ[أبو الجود]ــــــــ[19 - 08 - 02, 05:33 م]ـ
11 - أَبَّاً هُوَ المَرْعَى للأنعَامِ في ... فَردِ أَبَابِيلَ خِلافٌ اقتفي
1 - أبا: جاءت مرة واحدة في القرآن في قوله تعالى: " و فاكهة و أبا " (سورة عبس 31)
المعنى و الأب من قوله تعالى: " و فاكهة و أبا " هو المرعى مطلقا، و قيل هو للبهائم بمنزلة الفاكهة للناس، و قيل هو المرعى المتهيء للرعي و الجز من أب لكذا أي تهيأ.
12 - إِبَّوْلٌ أو إِبِّيلٌ أو إِبَّالَةْ ... تِلكَ جَمَاعَاتٌ لها تَفْرِقَةْ
2 - أبابيل: جاءت مرة واحدة في القرآن في قوله تعالى " و أرسل عليهم طيرا أبابيل " (الفيل 3)
المعنى أبابيل من قوله تعالى " و أرسل عليهم طيرا أبابيل " قيل إنها من صيغ التكسير التي لم يسمع مفردها و مثله عباديد و سماميط. و قيل بل لها واحد من لفظتها و كأنه قياس لا سماع فقيل: إبيل و قيل إبول و قيل إبالة و قيل جمع لا مفرد له و معناها جماعات في تفرقة حلقة حلقة فهي تجيء من كل ناحية من هنا و من هنا.
13 - ءَاتُوا أي أَعْطُوا و أَثَاثاً أُوِلاَ ... مَتَاعًا ءَاثَرَ بِمَعْنَى فَضَّلاَ
3 – ءاتوا: بضم التاء جاءت في القرآن في (11) موضع على النحو التالي:
- و آتوا الزكاة في سبعة مواضع: (البقرة 83، 110 - النساء77 - الحج 78 - النور 56 - المجادلة 13 - المزمل 20).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/42)
- و آتوا اليتامى أموالهم في موضع واحد (النساء 2)
- و آتوا النساء صدقاتهن في موضع واحد (النساء 4)
- و آتوا حقه يوم حصاده في موضع واحد (الأنعام 141)
- فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا (الممتحنة 11)
المعنى: آتوا بالمد و القصر أي أعطوني و خص في القرآن بدفع الصدقة.
4 - أثاثا: جاءت في موضعين من القرآن:
- الأول في سورة (النحل 80) " و من أصوافها و أوبارها و أشعارها أثاثا و متاعا إلى حين "
- الثاني في سورة (مريم 74) " و كم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثا و رئيا "
المعنى: الأثاث الكثير من متاع الدنيا من مال و ثياب و طعام و غير ذلك.
5 - آثر: جاءت في موضع واحد من كتاب الله في سورة (النازعات 38) " و آثر الحياة الدنيا " ثم جاءت مضافة في مواضع كما يلي:
- آثرك في موضع واحد من سورة (يوسف 91) " قالوا تالله لقد آثرك الله علينا و إن كنا لخاطئين "
- تؤثرون في موضع واحد في القرآن من سورة (الأعلى 16) " بل تؤثرون الحياة الدنيا "
- نؤثرك في موضع واحد من سورة (طه 72) " قالوا لن نؤثرك على ما جائنا من البينات و الذي فطرنا "
- يؤثرون في موضع واحد من سورة (الحشر 9) " و يؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة "
المعنى: و الأثر الفضل و الإيثار التفضيل و منه له على أثرة أي فضل و منه آثرته أي فضلته و آثرك فضلك.
14 - أَثَارَةٌ بَقِيَّةٌ عَمَّنْ سَلَفْ ... تُؤَثِّلُ أَثْلٌ هُوَ كالطَّرْفَا أَشَفْ
6 - أثارة: جاءت في موضع واحد من كتاب الله في سورة (الأحقاف 4) " ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم "
المعنى: و هي من أثرت العلم رويته آثُره أي أثرا و إثارة و أُثرة و أصله من تتبعت أثره أي يكتب فيبقى له أثر و منه مآثر العرب، و منه ما كان متابعا عليه غيره و له فيه سلف.
7 - أثل: جاءت في موضع واحد من كتاب الله في سورة (سبأ 16) " و بدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط و أثل "
المعنى: نبات معروف واحده أثلة و لما كان ثابت الأصل شبه به غيره من الشجر فقيل شجر مؤثل أي ثابت و قال قتادة يشبه الطرفاء رأيته بصفد و كذا قال الفراء إلا أنه قال أنه أعظم من الطرفاء طولا و منه اتخذ منمبر الرسول صلى الله عليه و سلم و الطرفاء نوع من الشجر.
15 - تَأْثِيمٌ الإثْمُ أُجَاجٌ اشْتَدًّا ... مُلُوحَةً مُرُ المَذَاقِ جِدًا
8 - تأثيم: جاءت في موضع واحد من كتاب الله في سورة (الطور 23) " يتنازعون فيها كأسا لا لغو فيها و لا تأثيم " و جاءت بلا أضافة في قوله تعالى من سورة (البقرة 276) " كفار أثيم "
المعنى: لا مأثم فيها و سكر و هذا بخلاف خمور الدنيا فإن فيها ما يحمل على كل إثم و أثيم بليغ في تعاطي الإثم.
9 - أجاج: جاءت في موضعين من كتاب الله:
- الأول في سورة (الفرقان 53) " مرج البحرين هذا عذب فرات و هذا ملج أجاج "
- الثاني في سورة (فاطر 12) " هذا عذب فرات سائغ شرابه و هذا ملح أجاج "
المعنى: الأجاج الماء الشديد الملوحة الذي لا يمكن ذوقه و قيل هو الشديد الملوحة و الحرارة كأنه مأخوذ من أجيج النار
ـ[أبو الجود]ــــــــ[20 - 08 - 02, 08:17 م]ـ
16 - تَأْجُرَنِي تَكُونَ لِي أَجِيرَا ... أَجَّلْتَ أَخَّرْتَ لنا تَأْخِيرَا
10 - تأجرني: جاءت في قوله تعالى في (سورة القصص 27) " على أن تأجرني ثماني حجج "
و أجرت فلانا إذا استعان به.
11 - أجلت جاءت في قوله تعالى من سورة (الأنعام 128) "ربنا استمتع بعضنا ببعض و بلغنا أجلنا الذي أجلت لنا " أي ضربت لنا مدة.
17 - هَمْزُ هو الله أحدٌ قد أُبْدِلاَ ... من لفظِ وَحَدَ كَمَا قد نُقِلاَ
18 - لا مَثلَ ما جاءَ أحَدٌ فالأصلُ ... الهمزُ و اخصُصْ من لَدَيهِ عَقْلُ
12 - أحد جاءت في قوله تعالى في (سورة الإخلاص 1) " قل هو الله أحد " لا يستعمل لفظ أحد وصفا إلا لله وحده كما في هذه الآية و أصله وحد و أحد هذه أبدلت همزته من واو لأنه من الوحدة و هو بدل شاذ لم يسمع منه في الواو المفتوحة إلا أحد و أناه لأنهما منم الوحدة و الوني.
19 - إِدًّا عَظِيمًا فَأذَنُوا أي فَاعْلَمُوا ... تَأَذَّنَ أي أَعْلَمَ و هو أَعْلَمُ
13 - إدا: جاءت في قوله تعالى من سورة (مريم 89) " لقد جئتم شيئا إدا " أي منكم أمرا عظيما و هي واحد الإدة و يجمع على الإدد و الإدد الدواهي العظام
14 - فأذنوا: جاءت في قوله تعالى من سورة (البقرة 279) " فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله و رسوله " أي اعلموا و هو مجرى الإنذار أي أنذركم بحرب
15 - تأذن: جاءت في قوله تعالى من سورة (الأعراف 167) " و إذ تأذن ربكم ليبعثن عليكم إلى يوم القيامة " و في قوله تعالى من سورة (إبراهيم 7) " و إذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم " و تأذن تفعل بمعنى أعلم
20 - إَلاَ أَذَىً و هو الذي يُغْتَمُ ... بِهِ و ما يُكْرَهُ إذ يَلُمُ
16 - أذى: في قوله تعالى من سورة (آل عمران 111) " لن يضروكم إلا أذى " و هو ما يكره الإنسان معرفته و سماعه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/43)
ـ[أبو الجود]ــــــــ[21 - 08 - 02, 01:21 م]ـ
21 - الإربةُ الحَاجَةُ و الأرَائِك ْ ... واحدُهَا أَرِيكَةٌ و ذَلكْ
17 - الإربة: في قوله تعالى من سورة " النور 31" " أو التابعين غير أولي الإربة " أي غير أولي الحاجة إلى النكاح و الأرب فرط الحاجة المقتضي للإحتيال في دفعه.
18 - الأرائك: في أربع مواضع الأولين من "سورة الكهف 31، سورة الإنسان 13" " متكئين فيها على الأرائك " و في " سورة المطففين الآيتين 23، 35" " على الأرائك ينظرون " و هي جمع أريكة و هي كل ما اتكيء عليه و حجال العروس بيت يزين بالثياب و الأسرة و الستور.
22 - أَسِرَّةٌ تَحْتَ الحِجَالِ و إِرَمْ ... هو ابنُ سَامٍ و أبو عَادٍ الأممْ
19 - إرم: في قوله تعالى من سورة " الفجر 7" " إرم ذات العماد " قيل هو سام بن نوح و قيل هو أبو عاد و قيل قبيلة عاد و قيل هو اسم قرية و قيل هي أمة من الأمم وقيل هي عاد الأولى و أرم و أريم أي أحد و أصله المقيم في الدار.
23 - أو بَلدةٌ آزَرَهُ أعَانَا ... و مِنْهُ أَزْرِي و تَؤُزُهُم عَنَى
20 - آزره: في قوله تعالى من سورة " الفتح 29" " كزرع أخرج شطأه فآزره فاسنوى على سوقه " و آزره قواه و أعانه.
21 - أزري: في قوله تعالى من سورة " طه 31" اشدد به أزري " أزري أي أتقوى به.
22 - تؤزهم: في قوله تعالى من سورة " مريم 83" " ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا " تزعجهم ازعاجا شديدا و تدفعهم دفعا شديدا.
24 - تَدْفَعُهُم و ما دَنَا قد أَزِفَا ... و أَسْرَهُم أي خَلْقَهُم يا أَسَفَا
23 - أزفا: في قوله تعالى من سورة " النجم 56" " أزفت الآزفة ليس لها من دون الله كاشفة " أي قربت القيامة و دنت و الآزفة علم بالغلبة على القيامة
24 - أسرهم: في قوله تعالى من سورة " الإنسان 28" " نحن خلقناهم و شددنا أسرهم " الأسر الشد و المعنى قوينا خلقهم و سمي الخلق أسرا لشد بعضه بعضا.
25 - يا حُزْنَا و أَسَفُونَا أَحْزَنُوا ... قلتُ و أَغْضَبُوا هنا اخْتَرْ أحسَنُ
25 - أسفا: من قوله تعالى في سورة " يوسف 84" " و تولى عنهم و قال يا أسفى على يوسف " الأسف الغضب و الحزن معا و قد يطلق على كل منهما بانفراده
26 - آسفونا: من قوله تعالى في سورة " الزخرف 50" " فلما آسفونا انتقمنا منهم " و آسفونا أغضبونا.
ـ[أبو الجود]ــــــــ[22 - 08 - 02, 01:34 م]ـ
26 - و إنْ تَغَيَّرَ اتِّصَافًا ماءُ ... فآسِنٌ أُسْوَةٌ اقتِدَاءُ
27 - آسن: من قوله تعالى في سورة " محمد 15 " " مثل الحنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن " أي متغير الرائحة.
28 - أسوة: من قوله تعالى في سورة:
" الأحزاب 21 " " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة "
" الممتحنة 6" "لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة "
" الممتحنة 4" " قد كانت لك أسوة حسنة في إبراهيم "
و هي القدوة و هي الحالة التي يكون الإنسان عليها في اتباع غيره سواء أكان من حسن أو قبح أو نفع أو ضر
27 - آسَى أي أَحْزَن و إصْرُ العَهْدُ ... فالثِّقْلُ و الآصالُ ما يُمْتَدُ
29 - آسى: من قوله تعالى في سورة " الأعراف 93" " فكيف آسى على قوم كافرين "، و " المائدة 68" فلا تأس على القوم الكافرين " و الأسى الحزن.
30 - إصر: من قوله تعالى في سورة:
" البقرة 286" " ربنا و لا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا "
" الأعراف 157" " و يضع عنهم إصرهم و الأغلال التي كانت عليهم "
"آل عمران 81" " و أخذتم على ذلكم إصري "
الأصل في الإصر أنه عقد الشيء و حبسه و هو العهد و الميثاق
31 - الآصال: من قوله تعالى في سورة:
" الأعراف 205" " و دون الجهر من القول بالغدو و الآصال "
" الرعد 15" " طوعا أو كرها و ظلالهم بالغدو و الآصال"
" النور 36" " يسبح له فيها بالغدو و الآصال "
جمع أصيل و هو ما يمتد من العصر للمغرب
28 - م العصرِ لِليلِ و أفٍ لَكُمَا ... أي قَذَرٌ و هُوَ اسمُ فِعْلٍ عُلِمَا
32 - أف: من قوله تعالى في سورة:
" الإسراء 23" " فلا تقل لهما أف و لا تنهرهما "
" الأنبياء 67" " أف لكم و لما تعبدون من دون الله "
معناها الضجر و الإستقذار.
29 - فيها لغاتٌ و إِفْكٌ أَسْوَأُ الكذِبْ ... أُفِكَ صُرِفَ عَنْهُ و قُلِبْ
33 - إفك: من قوله تعالى في سورة:
" النور 11" " إن الذين جاؤا بالإفك عصبة منكم "
" النور 12" " هذا أفك مبين "
" الفرقان 4" " إن هذا إلا أفك افتراه "
"سبأ 43" " و قالوا ما هذا إلا افك مفترى "
"الأحقاف 11" " هذا أفك قديم "
و هو أشد الكذب كأن أصله من الصرف لأن الكذب صرف الكلام عما ينبغي أن يكون عليه
34 - أفك: من قوله تعالى في سورة " الذاريات 9" " يؤفك عنه من أفك "
يصرف عن الحق
30 - مؤتفكاتٌ مدنُ قومِ لوطْ ... أفَلَ أي غَابَ إلى السُّقُوطْ
35 - مؤتفكات: من قوله تعالى في سورة " التوبة 70" " و أصحاب مدين و المؤتفكات "
و هي مدائن قوم لوط لانقلابها و انصرافها عن جهاتها.
36 - أفل: من قوله تعالى في سورة:
" الأنعام 76" " فلما أفل قال لا أحب الآفلين "
"الأنعام 77" " فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين "
و هي الغثيوبة تكون في الكواكب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/44)
ـ[أبو الجود]ــــــــ[25 - 08 - 02, 08:26 م]ـ
31 - و ما ألتْنَاهُمْ نَقَصْنَا و نُقِلْ ... لاَتَ يَلِيتُ و أَلاَتَهُ انتقل
37 - و ما ألتناهم: من قوله تعالى في سورة (الطور 21) " ألحقنا بهم ذريتهم و ما ألتناهم من عملهم من شيء "
الألت النقص يقال ألته يألته و ألته يألته و فيه ثالثة لاته يليته.
32 - أَلِيمٌ أي مُؤْلِمٌ أَوْ ذُو أَلَمٌ ... كمثلِ شِعْرٍ شَاعِرٌ ذو حِكَمٌ
38 - أليم: من قوله تعالى في سور (البقرة 10 - 104 - 174 - 178، آل عمران 77 - 91 - 177 - 188) " عذاب أليم " " بعذاب أليم " " العذاب الأليم " " إن أخذه أليم شديد " " عذاب يوم أليم " " إن ربك ذو مغفرة و ذو عقاب أليم " " لهم عذاب من رجز أليم " و قد وردت في القرآن 52 مرة.
و الألم شدة الوجع و أليم بمعنى مؤلم و قال ابن عرفة أليم ذو ألم
33 - إلاً هو اللهُ أو القَرَابةُ ... أو عَهدٌ أو حِلفٌ خِلافٌ ثابتُ
39 - إلا: من قوله تعالى في سورة التوبه " لا يرقبوا فيكم إلا و لا ذمة " الآية 8، " لا يرقبون في مؤمن إلا و لاذمة " الآية 10
قيل الإل من أسماء الله، و قيل هو العهد و قيل القرابة و قيا الحلف
34 - آلاءٌ أي نِعمةٌ و الواحد ... أُلْيٌ إِلىً أَلىً خِلافٌ وارد
40 - آلاء: من قوله تعالى في سور:
الأعراف 74، 69" فاذكروا آلاء الله "
النجم 55" فبأي آلاء ربك تتمارى"
الرحمن في 31موضع من السورة الكريمة
أي نعم الله الظاهرة و الباطنة
35 - و بارتفاعٍ و انخفاضٍ فَسَّرُوا ... أَمْتًا و إِمْرًا عجبًا و أتَمِرُوا
41 - أمتا: من قوله تعالى في سورة طه 107" لا ترى فيها عوجا و لا أمتى"
أي لا ارتفاع فيها و لا انخفاض
42 - إمرا:من قوله تعالى في سورة الكهف 71" لقد جئت شيئا إمرا "
و هو الشيء المنكر العجيب و أصل الائتمار قبول الأمر
ـ[أبو الجود]ــــــــ[26 - 08 - 02, 05:01 م]ـ
36 - يَأْتَمِرُونَ كُلُهُ مِن أَمَرَا ... و في أَمَرنَا مُتْرَفِيهَا كَثَّرَا
43 - اتمروا: من قوله تعالى في سورة الطلاق 6"و أتمروا بينكم بمعروف " أي ليكن المعروف من أمركم و مما ينبغي به.
44 - يأتمرون: من قوله تعالى في سورة القصص 20" قال يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك "
37 - كَذَاكَ أَمَّرْنَا و رَجِّح أُمِرُوا ... بِطَاعَةٍ فَفَسَقُوا فَدُمِّرُوا
45 - أمرنا: من قوله تعالى في سورة الإسراء 16" و إذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها " أي أمرناهم بالطاعة فعصوا و فسقوا و يعلي من هذا المعنى قراءة أمرنا بالتشديد.
38 - الأُمَّةُ المِلَةُ و الجماعةُ ... و الحينُ أتباعُ النبي القامةُ
39 - و الجامعُ الخيرِ و من قد انفَرَدْ ... بالدينِ لا يُشْرِكُهُ فيهِ أحَدْ
46 - الأمة: وردت في 44 موضع بمعنى الجماعة من الناس مثل قوله تعالى في سورة البقرة 128" و من ذريتنا أمة مسلمة لك ".
و في موضعين بمعنى الحين من قوله تعالى في سورتي:
هود 8" و لئن أخرنا عنهم العذاب إلأى أمة معدودة " و يوسف 45" و ادكر بعد أمة ".
و موضعين بمعنى الدين من قوله تعالى في سورتي:
الزخرف 23،22 " إنا وجدنا آبائنا على أمة ".
و موضع بمعنى القدوة و معلم الناس الخير من قوله تعالى في سورة النحل " إن إبراهيم كان أمة "
ـ[أبو الجود]ــــــــ[28 - 08 - 02, 05:14 م]ـ
40 - آَمِّينَ قَاصِدِينَ و الِميمَ اشْدُدِ ... لبإِمَامٍ أيْ طريقٍ قَيِّدِ
47 - آمين: من قوله تعالى في سورة " المائدة 4" و لا آمين البيت الحرام " أي قاصدين البيت الحرام.
48 - بإمام: من قوله تعالى في سورة " الحجر 79" و إنهما لبإمام مبين " الإمام الطريق لأن سالكه يتبعه.
41 - مَعْنَى إِمَامًا تَبَعٌ بإِمَامِهم ... قيلَ كِتَابُهم و قِيلَ دِينُهم
49 - إماما: من قوله تعالى في سورة " البقرة124" "جاعلك للناس إماما "، هود 17" كتاب موسى إماما و رحمة "، الفرقان 74" و اجعلنا للمتقين إماما " الأحقاف 12" و من قبله كتاب موسى إماما و رحمة. و الإمام المتبع في أقواله و أفعاله و أحواله.
50 - بإمامهم: من قوله تعالى في سورة " الإسراء 71" " يوم ندعو كل أناس بإمامهم " قيل نبيهم و قيل كتابهم و قيل عالمهم الذي اقتدوا به.
42 - آمَنَ أي صَدَّقَ مَا قد ذُكِرَا ... أَمَنَةٌ أَمْنٌ و آنَسَ أَبصَرَ
51 - آمن: من قوله تعالى في 33 موضع منها وارزق أهله من الثمرات
" البقرة 126"المصدق بقلبه و لسانه
52 - أمنة: من قوله تعالى في سورة " آل عمران 154" ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا " الأنفال 11" إذ يغشيكم النعاس أمنة منه " بمعنى الأمن فالآمن هو الذي يتطرق إليه النوم
53 - آنس: من قوله تعالى في سورة" القصص 29 " " و سار بأهله آنس من جانب الطور نارا " أي أبصر و أحس و وجد.
43 - آنَسْتُم عَلِمتُم أنَاسِي ... الواحدُ الإنسِيُ كالكراسِي
54 - آنستم: من قوله تعالى في سورة " النساء 6" " فإن آنستم منهم رشدا " أي علمتم و أصله أبصرتم لأنه طريق العلم
44 - جَمْعٌ لِكُرسِي و هذا واحد ... الإنسُ لا الإنسانُ هذا الواحد
45 - من الأناسين و لكن قُلِبَا ... النونُ ياءً و لهذا ذَهَبَا
55 - أناسي: من قوله تعالى في سورة " الفرقان 49" و نسقيه مما خلقنا أنعاما و أناسي كثيرا "
جمعه أناسي و أصله أناسين فأبدلت النون ياء و أدغمت.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/45)
ـ[أبو مصعب الجهني]ــــــــ[29 - 08 - 02, 01:26 ص]ـ
أخي الكريم
أبو الجود
فضلاً راجع بريدك الخاص
جزاك الله خيرا
ـ[أبو الجود]ــــــــ[29 - 08 - 02, 08:03 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
أرجو إعادة إرسال ما كتبت ثانية على بريدي الآتي حيث أنن لم أجد شيئا في بريدي
abouelgood@naseej.com
و فقك الله و رعاك و جعل الجنة مثوانا و مثواك
ـ[أبو الجود]ــــــــ[29 - 08 - 02, 08:24 م]ـ
أخي ابو مصعب راجع بريدك الخاص وفقك الله
ـ[أبو الجود]ــــــــ[30 - 08 - 02, 07:20 م]ـ
46 - آنِفًا الساعةُ للأَنَامْ ... للخَلقِ و إِنَاهُ أي طَعَامْ
56 - آنفا: من قوله تعالى من سورة " محمد 16" قال الذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا " من استأنف الشيء أي ابتدأه و قيل الساعة.
57 - للأنام: من قوله تعالى من سورة: الرحمن 10" و الأرض وضعها للأنام " أي للخلق
58 - إناه:: من قوله تعالى من سورة " الأحزاب 53" إلى طعام غير ناظرين إناه " أي بلغ نضجه و استواءه.
47 - بَلَغَ نُضْجَهُ و عَينٌ آنِيَةْ ... أي حرُها انتَهَى و صَارَت حَامِيةْ
59 - آنية:: من قوله تعالى من سورة " الغاشية 5" تسقى من عين آنية " أي حارة بلغت حموها.
48 - آنَاءُ أي سَاعَاتُه و الوَاحِدُ ... إِنىً إِنْيٌ أَنىً خِلافٌ وارِدُ
60 - أناء:: من قوله تعالى من سور " آ ل عمران 113" يتلون آيات الله أناء الليل " الزمر9 " أمن هو قانت أناء الليل " طه130" من أناء الليل فسبح " أي ساعاته
49 - و أَوِبِي بِسَبِّحِي مُؤَوَّلُ ... أَوَّابٌ أَي رَجَّاعٌ يَؤُوْدُ يَثْقُلُ
61 - أوبي:: من قوله تعالى من سورة " سبأ 10" يا جبال أوبي معه " أي سبحي معه و التأويب سير النهار.
62 - أواب: من قوله تعالى من سورة " ص 17 - 30 - 44" إنه أواب " ص19" كل له أواب " ق32" لكل أواب حفيظ "أي الكثير الرجوع و التوبة بامتثال الأوامر و النواهي.
63 - يؤود: من قوله تعالى من سورة " البقرة 255" " و لا يؤده حفظهما " أي يثقله و يشق عليه.
50 - أَوَّاهُ للدُّعَا فادعُوا و اضَّرَعُوا ... و حُكِيَ التَّأَوُّهُ التَّوَجُعُ
64 - أواه:: من قوله تعالى من سورة: التوبة 114" " إن إبراهيم لأواه حليم " هود 75" إن إبراهيم لحليم أواه منيب " الذي يكثر التأوه من خشية الله و قيل الذي يكثر الدعاء و قيل هو كثرة قول أه.
ـ[أبو الجود]ــــــــ[31 - 08 - 02, 05:25 م]ـ
51 - و آلُ فَرْعَونَ فقومُهُ الألفْ ... من واوٍ أو هاءٍ كذا فيهَ اخْتُلِفْ
52 - و الأولُ القولُ الأصحُ دَلَّ ... تصغيرُهُ بقَولِهِم أُوَيْلاَ
65 - آل فرعون و ردت في القرآن 14مرة اختلف في الآل منهم و الراجح أنهم قوم النبي و قيل أنهم كل من آل إليه في دين أو مذهب أو نسب و قيل غير ذلك.
53 - آوىَ أَوَينَا اقْصُرْهُمَا انْضَمَمْنَا ... بالمَدِ آوَينَاهُمَا ضَمَمْنَا
66 - آوى: من قوله تعالى في سورة " هود 43" قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء " و " هود 80" " أو آوي إلى ركن شديد " و في " يوسف 69" آوى إليه أخاه " أي ضمه إليه في مأواه
67 - آويناهما: من قوله تعالى في سورة الكهف 13" قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة " " المؤمنون 50" و آويناهما إلى ربوة ذات قرار و معين " أي ضممناهم.
54 - أَيْدٍ هو القوةُ أيَّدْنَاهُ ... أَيَّدَهُ المرادُ قَوَّينَاهُ
68 - أيد: من قوله تعالى في سورة ص 17" و اذكر عبدنا داوود ذا الأيد " أي ذا القوة و الأفعال و الأقوال.
69
ـ[أبو الجود]ــــــــ[01 - 09 - 02, 05:12 م]ـ
55 - الأيكَةُ الغَيضَةُ تَجمَعُ الشَّجَرْ ... لَفْظُ الأَيَامَى جَمْعُ أَيَّمٍ ذَكَرْ
70 - الأيكة: من قوله تعالى في سورة " الحجر78، الشعراء 76، ص13، ق14" أصحاب الأيكة " و هو الشجر الملتف.
71 - الأيامى: من قوله تعالى في سورة النور 32" و أنكحوا الأيامى منكم " و هو جمع أيم و هو الذكر أو الأنثي لا زوج له فالأيمة طول العزوبة
56 - كانَ أو أُنْثَى و هو من لا زَوَجَ لَهُ ... و آيَةٌ مِنَ القرآنِ مُنَزَّلَهْ
57 - و هي كلامٌ متصلٌ للآخِرِ ... و آيةٌ جماعةٌ فاستَبصِرِ
72 - آية:من قوله تعالى في سورة النحل 101" و إذا بدلنا آية مكان آية "
الآية الجماعة من الشيء و هي في القرآن الجماعة من الحروف و قيل الآية العلامة لأنها علامة يقطع بها الكلام و الآية من القرآن جملة من القرآن متصل للآخر.
إلى هنا انتهى حرف الألف أعان الله على تمامه
ـ[أبو الجود]ــــــــ[03 - 09 - 02, 08:16 م]ـ
باب حرف الباء
58 - بالشدةِ البأسَاءَ و بأسَ فسَّرُوا ... من لا لَهُ من عَقِبٍ فالأبْتَرُ
1 - البأساء: من قوله تعالى في سورة " البقرة 177 " في البأساء و الضراء و حين البأس " و البقرة 214" مستهم البأساء و الضراء " الأنعام 42" فأخذناهم بالبأساء و الضراء الأعراف 94" أخذنا أهلها بالبأساء و الضراء"
و هو الشدة و المكروه و البأس في الأموال هو الفقر، و منها في الحرب الإمتناع و القوة.
2 - الأبتر: من قوله تعالى في سورة " الكوثر 3" " إن شانئك هو الأبتر
و هو من لا عقب له و لا نسل و أصله من القطع
59 - تَبَتَّلْ انقَطَعْ إلَيهِ البَثُّ ... هو أشَدُّ الحزنِ إذ يُبَثُّ
3 - تبتل: من قوله تعالى في سورة المزمل 8" و تبتل إليه تبتيلا"و هو الإنقطاع و الإنفراد أي انقطع لعبادتهو انفرد بها عن الناس
4 - البث: من قوله تعالى في سورة يوسف 86" قال لإنما أشكو بثي و حزني إلى الله " و البث إثارة الشيء و تفريقه و هو أشد الحزن يباسه الناس
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/46)
ـ[أبو الجود]ــــــــ[04 - 09 - 02, 05:12 م]ـ
60 - انبَجَسَتْ انْفَجَرَتْ بَحِيرَةْ ... أي ناقةٌ قد نَتِجَتْ لخمسةْ
5 - انبجست:من قوله تعالى في سورة البقرة 60" فانبجست منه اثنتا عشرة عينا " أي انفجرت
61 - أبطنٍ إن خامِسُها أُنثَى بُحِرْ ... أُذُنَهَا شُقَّتْ و حَلَتْ لِلذكرْ
62 - لا للنساءِ لبنًا و لحمَا ... فإن تَمُتْ حَلَتْ لَهُنَّ جَزْمَا
63 - و حيث كان ذكرًا يَحِلُ ... لَهُنَّ و للرجالِ منه الأكلُ
6 - بحيره: من قوله تعالى في سورة المائدة 13" ما جعل الله من بحير " و هي ناقة نتجت عشرة ابطن فتشق آذانها و تهمل فلا تركب و لا يحمل عليها، و قيل أنهم كانوا إذا أنتجت الناقة خمسة أبطن فإن كان الخامس ذكر نحروه و أكله الرجال و النساء و إن كانت أنثى بحروا آذانها و شقوها و حرموا على النساء أكلها و ركوبها و لبنها فإذا ماتت حلت لهن
ـ[الدرع]ــــــــ[05 - 09 - 02, 02:40 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو الجود]ــــــــ[05 - 09 - 02, 05:01 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب فكلمتك جددت في الحماس وفقك الله و كل أعضاء المنتدى الأحبه
64 - البَخْسُ نَقْصٌ بَاخِعٌ أي قَاتلُ ... و بَادِئَ الرَّأيِ بِهَمْزَةٍ أَوَّلُ
6 - البخس: من قوله تعالى في سورة " يوسف 20 " و شروه بثمن بخس "، و الجن 13" فلا يخاف بخسا و لا رهقا " و البخس النقص و قيل البخس النقص على سبيل الظلم و البخس المكس
7 - باخع: من قولة تعالى في سورة " الكهف 6" فلعلك باخع نفسك " و الشعراء 3" لعلك باخع نفسك " البخع قتل النفس
65 - و إِنْ يَكُن بَادِيَ باليا وَضَعَهْ ... فظاهرٌ بِدَارًا أي مُسَارَعَةْ
8 - بادي الرأي: من قوله تعالى من سورة " هود 27" و ما نراك اتبعك إلا الذين هم اراذلنا بادي الرأي " و هو ما يظهر من الرأي و لم يترو فيه
9 - بدارا: من قوله تعالى في سورة النساء 6" و لا تأكلوها إسرافا و بدارا" بمعنى المسارعة
ـ[أبو الجود]ــــــــ[07 - 09 - 02, 05:15 م]ـ
66 - و بِدْعًا أي مُبدِعًا بَدِيعٌ مُخْتَرَعْ ... و البُدَنُ لِلنَذْرِ و لِلأضْحَى وَضَعْ
10 - بدعا: من قوله تعالى في سورة الأحقاف 9 " قل ما كنت بدعا من الرسل " أي مبدعا لم يتقدمني رسول و قد أبدع به أي انقطع
11 - بديع: من قوله تعالى في سورة " البقرة 117، الأنعام 101" بديع السموات و الأرض "و هو الإختراع و الإنشاء
67 - لكلِ مَنحُورٍ جَزُورٍ بَدَنَهْ ... واحدُها و من يكونُ مَسْكَنَهْ
12 - البدن: من قوله تعالى في سورة الحج 36" و البدن جعلناها لكم من شعائر الله " و البدن واحدها بدنه و هي الإبل السمان التي تهدى للبيت
68 - باديةٌ فالبَادِ لا تُبَذِّرِ ... تَبْذِيرًا أي لا تسرفَنْ فَتَفْقَرْ
13 - الباد: من قوله تعالى في سورة الحج 25" جعلناه للناس سواء العاكف فيه و الباد " و الباد ساكن البدو
14 - لا تبذر: من قوله تعالى في سورة الإسراء 26" و لا تبذر تبذيرا"
و التبذير التفريق و استعير لمضيع ماله فيما لا يفيد
ـ[أبو الجود]ــــــــ[08 - 09 - 02, 04:38 م]ـ
69 - بَارِئِكُمْ خَالِقِكُمْ مِنْ بَرَأَ ... بَرِيئَةٌ خَلْقٌ و مَنْ قَدْ قَرَأَ
70 - بِتَرْكِ هَمْزٍ فالبَري التُّرَابُ أَوْ ... خَفَفَ هَمْزَهً احْتِمَالَينِ حَكَوُا
1 - بارئكم: من قوله تعالى في سورة البقرة " 54" " إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم " البارئ هو الخالق من برأ خلق
2 - البرية: من قوله تعالى في سورة البينة: " 6" أولئك هم خير البرية "
البرية هي الخلق مشتقة من البري أي بقية التراب
ـ[أبو الجود]ــــــــ[12 - 09 - 02, 04:49 م]ـ
71 - براءةٌ من شيءٍ الخروجُ ... و بالحصونِ فُسِّرَتْ بروجُ
17 - براءة: من قوله تعالى في سورة التوبة 1" " براءة من الله و رسوله " أي نبذ العهد إلى المشركين و الإنفصال
18 - بروج: من قوله تعالى في سورة النساء 78" و لو كنتم في بروج مشيدة" و البروج القصور و الحصون
72 - ذاتِ البروجِ أي منازلُ القمرْ ... و الشمسُ أي كواكبُ اثنا عشرْ
19 - ذات البروج: من قوله تعالى في سورة البروج 1" و السماء ذات البروج " و الحجر 16" و لقد جعلنا في السماء بروجا " و الفرقان 61" تبارك الذي جعل في السماء بروجا. و منازل الكواكب و السماء تسمى بروج
ـ[أبو الجود]ــــــــ[03 - 11 - 02, 12:57 م]ـ
73 - و لا تبرجن بإبراز الحلى ... لن أبرح الأرض أزال و لا
74 - قلت و لا أبرح لا أزال **** بردا هو النوم هنا يقال
75 - منع برد برد ذا و البر ... الدين و البرزخ فهو القبر
76 - و برزوا أي ظهروا و برقا ... شق شخوص من بريق برقا
77 - تبارك الذي من اسم البركة ... إذا نما و زاد فهو بركة
78 - و أبرموا بأحكموا قد فسره ... و بازغا أي طالعا و باسره
79 - من النكرة و بست فتتت ... و بسطة بسعة قد فسرت
ـ[أبو الجود]ــــــــ[08 - 12 - 02, 03:19 م]ـ
80 - و أبسلوا أي أسلموا للهلكة ... تبسم أي لا صوت يبدي ضحكة
81 - بشرى هي التي تسر من خبر ... فبصرت به رأته بالنظر
82 - بصائر الحجج على بصيرة ... يقين في بضع من الثلاثة
83 - لتسعة و البطش مثل البطشة ... كلاهما أخذ بوصف شدة
84 - ثم بعثناهم أي أحيا بعثرت ... انتشرت و استخرجت كبحثرت
85 - و بعدت بالكسر بعد أهلكت ... و بعدت بالضم ضد قربت
86 - بعلا أراد صنما بعولة ... أزواجهن بغتة أي فجاة
87 - تبهتهم تفجؤهم على البغا ... أي الزنا و بترفع بغي
88 - بغيا أي فاجرة و بكة ... باطن مكة و قيل الكعبة
89 - و مبلسون يئسون و البلا ... مشترك بين اختبار الابتلا
90 - و نعمة و ما كره بنانه ... أصابع واحدها بنانه
91 - بهت بالضم و فتح انقطع ... بهيج الحسن جل من صنع
92 - بالالتعان و الدعا نبتهل ... معنى البهيمة التي لا تعقل
93 - من حيوان ثم باؤا انصرفوا ... و باء في الشر فحسب يعرف
94 - بوأكم أنزلكم و بورا ... هلكى بوار أي هلاك يدري
95 - و بؤس هو الفقر و سوء الحال ... بيت أي قدر في الليالي
96 - و بيع لبيعة النصارى ... جمع بكسر الباء لا يباري
97 - و بينكم أي وصلكم للصادي ... و هو الفراق اعدد من الأضداد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/47)
ـ[أبو الجود]ــــــــ[13 - 12 - 02, 10:30 م]ـ
98 - تبت تبابا خسرت خسارا ** و بالهلاك فسروا تبارا
99 - يتبروا يخرجوا تبرنا ** تتبيرا التخسير في ذا المعنى
100 - و تبع اسم و تبيعا تابع ** تبعا الواحد منه التابع
101 - اتخذت معناه اتخذت متربة ** فقر و أترابا هي المقربة
102 - و لدن سنا واحدا و أترفوا ** أي نعموا تعسا عثارا يتلفوا
103 - تفثهم تنظيفهم من الدرن ** و تله حركه و ما وهن
104 - يتلونه يتبعونه على ... قول و قيل يقرؤن من تلا
105 - متب التوبة فارجع و اندم ** معنى يتيهون يحارون اعلم
ـ[أبو الجود]ــــــــ[15 - 12 - 02, 10:26 م]ـ
حرف الثاء
106 - ليثبتوك يحبسوك البتة ... حبسه و من نفى حركته
107 - مرضه فمثبت ثبورا ... أي الهلاك مهلك مثبورا
108 - ثبطهم حبسهم ثبات ... جماعة لكن بتفرقات
109 - و الواحد الثبت ثجاجا فله ... تدفق أثخنتموهم أوله
110 - أكثرتم القتل بهم و يثخنا ... في الأرض أي يغلبهم تمكنا
111 - على كثيرها و أن يبالغا ... في قتله عداه قتلا بالغا
112 - يثرب أرض ثم في ناحية ... منها مدينة نبي الرحمة
113 - تثريب تعبير بذاك فسرا ... و بالندى من ترب الثرى
114 - ثعبان الحية فيها عظم ... ثاقب المضي ثقفتموهم
115 - ظفرتم اثاقلتم أخلدتموا ... كذا تثاقلتم و ثلة هموا
116 - جماعة ثمود القبيلة ... من ثمد الماء و فيه قلة
117 - و ثمر بضمتين المال ... و فتحتين اسم لجمع قالوا
118 - واحدة من ذا الأخير ثمرة ... مثنى أي اثنين و ذي مكررة
119 - ثاني عطفه المراد عادل ... جانبه عن الصواب مائل
120 - مثوبة أي الثواب ثوبا ... جوزوا أثاروا الأرض أي أن تقلبا
121 - زراعة أثرن أي تستخرج ... ثاويا المقيم لا يعرج
ـ[أبو الجود]ــــــــ[16 - 12 - 02, 10:32 م]ـ
حرف الجيم
122 - و تجأرون رفع صوت بالدعا ... الجب أي ركبة ما صنعا
123 - بالطي أن تطوى فبئر تعهد ... الجبت من دون الإله يعبد
124 - و قيل ذاك السحر معنى جبار ... بقاف أي مسلط و قهار
125 - جبلا هو الخلق و تجبى تجمع ... و كالجواب أي حياض تصنع
126 - اجتثت استؤصلت اضمم ثانية ... و جاثمين و جثيا جاثية
127 - أي باركون للركب إذ بعثوا ... واحد الأجداث القبور جدث
128 - جدد الخطوط و الطرائق ... الواحد الجدة فيما حققوا
129 - عظمة تأويل جد ربنا ... جدار الحائط حائط البنا
130 - جذاذا الفتات لا واحد له ... جمع جذيذ إن كسرت أوله
131 - و جذوة أي قطعة من الحطب ... غليظة و النار ما فيها لهب
ـ[ابن سفران الشريفي]ــــــــ[17 - 12 - 02, 01:22 ص]ـ
الذي رأيته في ألفية الغريب المطبوعة على هامش الجلالين أنها لأبي زرعة العراقي المتوفى 826 وهو ابن الحافظ المعروف.
وجزاك الله خيرا على كتابتها فذلك نافع جدا، فهي نادرة الوجود وطباعتها صعبة القراءة
ـ[أبو الجود]ــــــــ[19 - 12 - 02, 06:26 م]ـ
132 - جرحتم كسبتم الجوارح ... هي الكواسب الصوائل تجرح
133 - و الجرز الأرض التي لا تنبت ... غليظة وهي بها يبوسة
134 - جرف الذي إذا السيل حطم ... يجرف من أودية و لا جرم
135 - فقيل لا رد و باقيها كسب ... و قيل معنى كلها حقا وجب
136 - و المجرم المذنب يجرمنكم ... أي يكسبنكم و يحملنكم
137 - و جمع في الجارية الجواري ... أي سفن تجري على البحار
138 - الجزية الخرج على الذمي اجعل ... تجزي بتقصي و بتغني أول
139 - تجسسوا أي تبحثوا الجثاء ... أي زبد تراه يعلو الماء
140 - ثم الجلابيب الملاحف الستر ... أجلب أي أجمع و تجلى أي ظهر
ـ[أبو الجود]ــــــــ[25 - 12 - 02, 09:30 م]ـ
141 - و لا يجليها بإن لا يظهرا ... و يجمحون يسرعون زمرا
142 - الفرس الجموح لا يرده ** شيء و جما أي كثيرا وعده
143 - عن جنب بعد و جار جنب ... هو القريب جنبا أي أجنبوا
144 - ممن الجنابة جناح إثم ... و جنحوا مالوا كذاك الحكم
145 - في جنفا أي ميلا التجانف ... فاعله المائل فهو يجنف
146 - أجنة جمع جنين جنه ... بالضم ترس و بكسر جنه
147 - الجن و بالجنون أما الجنة ... بالفتح فالبستان جان أنه
148 - مشدد جنس من الحيات ... و واحد للجن أيضا ياتي
149 - جنى مضافا فعل مثل قبض ... ما تجتنى أما جنيا فالغض
150 - و جهدهم وسعهم و الطاقة ... و الجهد بالفتح هم المشقة
151 - و جهرة عنوا به علانية ... جهازهم ما يصلح الحال هية
152 - جابوا قطعوا الجودي جبل ... جاثوا و هو العيث كذا جاس قتل
153 - أجاءها أي جابها و الهمزة ... كالباء في جابها تعدية
154 - و قيل بل ألجأوا و استبعد ... و جيدها أي عنقها في مسد
ـ[أبو الجود]ــــــــ[28 - 12 - 02, 09:01 ص]ـ
حرف الحاء
155 - و يحبرون أي يسرون بما ... أوتو حبورا أي سرورا غنما
156 - و حبطت أي بطلت ذات الحبك ** طرائق لدى السماء تجنبك
157 - من أثر الغيوم ثم الواحدة ... حبيكة حباك أيضا واردة
158 - بحبل العهد و حج قصدا ... حجج السنين حجرا وردا
159 - للعقل و الحرام مع ديار ... ثمود المخزيين بالبوار
160 - و حدب أي نشز مرتفع ... معنى أحاديث عنى ما يستمع
161 - من سالف الأخبار أي في النشر ... واحدها أحدوثة لا الخير
162 - و حاد أي حارب عاد شردا ... تلك حدود الله أي ما حددا
163 - أول حدائق بالبساتين التي ... لها حوئط بها قد حفت
164 - محراب و هو الأشرق المقدم ... من مجلس حرث أي إصلاحهم
165 - الأرض البذر بها و حرد ... تأويله بغضب و حقد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/48)
ـ[أبو الجود]ــــــــ[29 - 12 - 02, 07:42 م]ـ
166 - و قيل فالمنع و قيل القصد ... تحرير اعتناق يصير العبد
167 - محررا عتيقا الحرور ... ريح بها حرارة تثور
168 - ليلا و قد تأتي نهارا حرضا ... أذابه حزن و عشق حرضا
169 - معناه حث و يحرفونا ... أي يقلبون و يغيرونا
170 - الكلم الحريق نار تلتهب ... يحرقنه بنار و ذهب
171 - من فتح النون و ضم الراء مع ... خف لبرد بالمبارد قطع
172 - حرم حرام حرم مضموم ... معناه محرومون و المحروم
173 - هو المحارف و محرومونا ... أي هم من الأرزاق ممنوعونا
174 - حزب هي الفرقة معنى حسبان ... حساب أو جمع كنحو الذرعان
175 - حسيبا أي كافي أو المقدر ... أو عالم أو المحاسب ذكروا
176 - ذاك خلاف حسبنا كافينا ... يستحسرون أو لن يعيونا
177 - و حسرة ندامة محسورا ... قطع عن نفقة تعسيرا
178 - منه الحسير للبعير حسرة ... سفرة أو هي القوى أو غيره
179 - حسير الكليل من كلال ... أول تحسون بالاستئصال
180 - قتلا أحسوا وجدوا و علموا ... حسيسها أي صوتها المهينم
181 - حسوما المعنى تباعا من حسم ... الدم بالكي تباعا فانحسم
ـ[أبو الجود]ــــــــ[30 - 12 - 02, 08:53 ص]ـ
182 - ليحصل البرء و صار مثلا ... و قيل معناه نحوس أولا
183 - و معنى حشرنا أي جمعنا و حصب ** جهنم الملقى بها أو الحطب
184 - بلغة الحبش و من قد قرأ ... حضب ما هيجت به النار رأى
185 - و حاصبا عاصف ريح ساري ... يرمي بحصباء حصي صغار
186 - أحصرتم منعتم حصورا ... فقيل لا يأتي النسا نفورا
187 - أو ليس بولد له قلت الأصح ** ترك مع القدرة حصحص وضح
188 - و محصنون تحرزون أحصن ... قيل تزوجن و قيل أسلمن
189 - و المحصنات فذوات عصمة ... بزواج أو حرية أو عفة
190 - مصدر حط حطة حطاما ... فتات الحطمة النار لما
191 - تحطم محظورا و هو الممنوع عيب ... محتظر حظيرة حظ نصيب
192 - حفدة خدم أو أختان ... أو فهم أنصار أو أعوان
193 - أو نافع الرجل من بنيه أو ... أبنائها من زوج أول حلوا
194 - قلت و قيل بلا هموا أولاد ... أولاده فهم له أحفاد
195 - و فسر المردود في الحافرة ** بالرد للحياة بعد الميتة
196 - معنى حففنا أي أطفنا حقبا ... لدهر و الأحقاب فاجعل حقبا
197 - و احدها و هو ثمانون سنة ** و واحد الأحقاف حقف أمكنة
ـ[أبو الجود]ــــــــ[12 - 01 - 04, 03:18 ص]ـ
198 - لقوم عاد وهو رمل مشرف فيه استداره وميل أحنف
199 - حق وحب والحافة القيامة والحكم فهو حكمة والحكمة
200 - العقل والحلائل الزوجات حمئة قيل المراد ذات
201 - حمأة أى من حمأ أى طين أسود ذى تغير مسنون
202 - حمولة أى أقل أو خيل وجاء فى الحمير أيضا قول
203 - حميم القريب أو خاص يشد أو عرق وسخن ماءها برد
204 - والفحل حيث ابن بنه ركب حام وقيل من عشرة أبطن تمام
205 - تنج منه فحمى ظهرا فلا يركب ولا يمنع من رعى الكلا
206 - حامية بغير همز حارة واحدة الحناجر الحنجرة
207 - حنجور وتلك رأس الغلصمة تراه من خارج حلق النسمة
و الباقي ستجده في ملف ورد قريبا
ـ[أبو الجود]ــــــــ[13 - 01 - 04, 01:03 ص]ـ
هذا باقي المنظومة و ستراجع قريبا
ـ[ابن عايض]ــــــــ[21 - 11 - 04, 03:10 ص]ـ
عزيزي ابا الجود الملف المرفق لا يعمل
ـ[محمد براء]ــــــــ[12 - 03 - 06, 04:58 م]ـ
سقط هذا البيت من نقل الأخ أبي الجود:
جمع ابى حيان وهو رتبه ... ترتيب احرف الهجا وهذبه
يُراجع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=31417&highlight=%DB%D1%ED%C8
ولي سؤال:
هل طُبعت هذه المنظومة طبعة محققة أو جيدة؟؟
ـ[أبو الجود]ــــــــ[12 - 03 - 06, 06:19 م]ـ
جزاك الله خيرا على الرفع لم تطبع طبعة تجارية غير طبعتها على هامش تفسير الجلالين بدار التراث، و هناك أخ يحققا كرسالة للماجستير، و أحاول طباعتها طبعة جيدة حاليا و الله الموفق
ـ[أبو يوسف العامري]ــــــــ[13 - 03 - 06, 12:29 ص]ـ
جزاك الله خيرا على الرفع لم تطبع طبعة تجارية غير طبعتها على هامش تفسير الجلالين بدار التراث، و هناك أخ يحققا كرسالة للماجستير، و أحاول طباعتها طبعة جيدة حاليا و الله الموفق
انا سمعت ان احد الباحثين العراقيين قد حققها كرسالة علمية منذ سنوات
باحدى جامعات السودان
فهل هو من تقصده يا ابا الجود؟
و هل وقفتم على نسخ للنظم غير مصرية
ـ[أبوعبدالرحمن الدرعمي]ــــــــ[30 - 03 - 06, 07:35 ص]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل الحبيب
ولعلكم توفقون فتنشرونها مطبوعة بعد مراجعتها ومقابلتها على ما تيسر من النسخ الخطية ..........
عندي منها مصورة نسخة بيروتية! هذه معلوماتها - وهي تحت أمركم -:
ألفية العراقي في غريب القرآن – نسخ 1300 - الناسخ عبد الرحمن بن محمد بن درويش الحوت البيروتي (ت 1336) - عن نسخة غير صحيحة سقيمة الخط مهدمة الوزن! وكان الاعتماد على تصحيحها على الغريب المسمى بنزهة القلوب؛ قاله مالكها: الشيخ محمد سعيد بن عثمان إياس (ت 1373) - نسخة جمعية المقاصد الإسلامية ببيروت– 31 ق - وهي مصورة على ورق
وبالملتقى نسختان من الأزهرية:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=31417&highlight=%22%C3%E1%DD%ED%C9+%C7%E1%DA%D1%C7%DE%ED %22
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/49)
ـ[أبو يوسف العامري]ــــــــ[30 - 03 - 06, 08:10 ص]ـ
جزاكم الله خيرا اخي الدرعمي
لعلنا نستفيد منها في تقويم بعض ابيات النسخ الازهرية
فقد استوقفتني فيها مواطن عديدة
و الله الموفق
ـ[أبوعبدالرحمن الدرعمي]ــــــــ[30 - 03 - 06, 11:53 ص]ـ
مرني أخي
بإمكاني مراجعة ما تريد
أما التنزيل فأحتاج إلي ماسح ضوئي فمن لديه استعداد فمرحبا!
ـ[محمد الفاروقي]ــــــــ[25 - 02 - 07, 01:54 م]ـ
جزاك الله خيرا ً
حبذا لو وضعتها جميعها في ملف وورد واحد وجزاك الله عن المسلمين خير الجزاء
ـ[أبو منار ضياء]ــــــــ[02 - 02 - 08, 01:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد
جزاك الله خير
لو وضع الكل في ملف واحد للفائدة،
ولماذا توقف العمل في الموضوع
ودمتم سالمين
ـ[اقبال ابداح]ــــــــ[05 - 02 - 08, 02:08 م]ـ
الاخ المكرم ابو الجود حفظه الله
انا مهتم جدا بما كتبته واود الحصول على النسخة الكاملة من منظومة تفسير غريب القرآن لابن الحافظ العراقي
برابط واحد وليس مقسما الى موضوعات فهل بالامكان ان تسدي لنا هذه الخدمة ولك مني الشكر واجرك على الله
ونفعك الله ونفع بك
ـ[أبو عبد البر المالكي]ــــــــ[05 - 02 - 08, 05:46 م]ـ
الاخ المكرم ابو الجود حفظه الله
انا مهتم جدا بما كتبته واود الحصول على النسخة الكاملة من منظومة تفسير غريب القرآن لابن الحافظ العراقي
برابط واحد وليس مقسما الى موضوعات فهل بالامكان ان تسدي لنا هذه الخدمة ولك مني الشكر واجرك على الله
ونفعك الله ونفع بك
نفس الطلب و جزاك الله خيرا
ـ[أبو عبد البر المالكي]ــــــــ[05 - 02 - 08, 05:48 م]ـ
الاخ المكرم ابو الجود حفظه الله
انا مهتم جدا بما كتبته واود الحصول على النسخة الكاملة من منظومة تفسير غريب القرآن لابن الحافظ العراقي
برابط واحد وليس مقسما الى موضوعات فهل بالامكان ان تسدي لنا هذه الخدمة ولك مني الشكر واجرك على الله
ونفعك الله ونفع بك
نفس الطلب و جزاكم الله خيرا
ـ[اقبال ابداح]ــــــــ[06 - 02 - 08, 03:50 م]ـ
لا نزال ننتظر , هل من مجيب؟؟؟؟؟؟؟
ـ[المورسلي]ــــــــ[10 - 02 - 08, 08:42 م]ـ
في الانتظار ...... بارك الله فيك
ـ[أبو منار ضياء]ــــــــ[10 - 02 - 08, 08:42 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد
من يكمل لنا هذا الخير
ودمتم سالمين
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[10 - 07 - 08, 03:04 ص]ـ
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=12335
و حاولت مرارا و تكرارا أن أفرد لها موضوع مستقل فى الملتقى و لكن ما استطعت فأرجو من الاخوة الذين لم يشملهم خلل اضافة المواضيع أن يفردوا لها موضوعا،(1/50)
المنظومة السخاوية
ـ[أبو الجود]ــــــــ[24 - 08 - 02, 04:58 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذه هي المنظومة السخاوية في متشابه الآيات القرآنية مهداه إلى الأخ الكريم أبو خالد السلمي من أخيه نفعنا الله و كل أعضاء المنتدى بما فيها آمين هداية المرتاب و غاية الحفاظ و الطلاب في تبيين متشابه الكتاب
تأليف شيخ الإقراء بالشام
علم الدين أبو الحسن علي بن محمد السخاوي
هو علم الدين أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الصمد بن عبد الأحد بن عبد الغالب الهمداني المصري السخاوي الشافعي.
ينسب إلى همدان بن مالك بن زيد و ينسب إلى سخا و هي بليدة بالغربية من أعمال مصر.
ولد سنة ثمان و خمسين أو سنة تسع و خمسين و خمسمائة بسخا
قدم الإسكندرية فسمع من الحافظ السلفي و قدم القاهرة فلازم الشاطبي و أخذ عنه القراءات و العربية ثم نزل دمشق فأخذ عن كثيرين و تقدم على علماء فنونه و انتهت إليه رئاسة الإقراء و تصدر للتدريس بجامع دمشق و ولي مشيخة الإقراء بتربة أم الصالح و كان بها سكنه.
مؤلفاته:
جمال القراء و كمال الإقراء.
سفر السعادة و سفير الإفادة
المفضل في شرح المفصل
و غير ذلك من الكتب توفي و قد نيف علة الثمانين و كان ذلك ليلة الأحد ثاني عشر جمادى الآخرة سنة ثلاث و أربعين و ستمائة و دفن بقيسون.
المنظومة:
طبعت مرتين مرة بالقاهرة تحقيق الدكتورين: شعبان اسماعيل و سالم محيسن ثم طبعة أخرى رائعة للشيخ عبد القادر الخطيب بدار الفكر المعاصر بلبنان
بسم الله الرحمن الرحيم
(مقدمة الناظم)
1 - قال السخاوي علي ناظما ... كان له الله الرحيم راحما
2 – الحمد لله الحميد الصمد ... منزل الذكر على محمد
3 - فيه هدى للمتقين و نور ... و حكمة تشفى بها الصدور
4 - تنزيل رب العالمين نزلا ... به عليه الروح من رب العلا
5 - صلى عليه الله من رسول ... أيده بمعجز التنزيل
6 - ثم على أصحابه و أهله ... و المؤمنين بالكتاب كله
7 - و بعد فالقرآن نور مشرق ... حامله مسدد موفق
8 - و جاء عن سيدنا محمد ... ذي الفضل و الفخر الرسول المرشد
9 - في فضل حفاظ القرآن المهرة ... أنهم مع الكرام السفرة
10 - لأنه في صحف مطهره ... و هي بأيدهم كما قد ذكره
11 - فالحافظ المتقن قد ساوى الملك ... فاستعمل الجد فمن جد ملك
12 - و قد نظمت في اشتباه الكلم ... أرجوزة كاللؤلؤ المنظم
ـ[سليل الأكابر]ــــــــ[24 - 08 - 02, 08:41 م]ـ
أخي الفاضل أبو الجود لازال في عناية الله
أزيدك من الشعر بيتاً ومن العلم فائدةً
فأقول لعل من أفضل طبعات منظومة "هداية المرتاب" هي التي بتحقيق شيخنا الفاضل عبد الله الحكمي الأستاذ بجامعة الامام محمد بن سعود وقد اعتنى بها عناية فائقة (تحقيقاً وإخراجاً وتصويباً وتعليقاً مع بيان مواضع التشابه ذكراً اسم السورة ورقم الآية) وخرجت للأسواق قبل ثمانية أشهر تقريباً.
هذا للمعلومية والفائدة لا للتعقيب والاستدراك.
ودمتم بخير وعافية
ـ[أبو الجود]ــــــــ[25 - 08 - 02, 12:11 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
سعدت بردكم الكريم حيث أفدتنا بوجود طبع ثالثة للمنظومه و هي على جلالتها لا تحتاج لأكثر من هذا و على العلماء الأفاضل أن يتجهوا إلى إخراج الكنوز التي لم تخرج بعد و هي كثير في جميع العلوم و الله الموفق
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[25 - 08 - 02, 01:51 ص]ـ
أخانا الكريم أبا الجود جزاكم الله خيرا ونفع الله بجهودكم
ـ[أبو مصعب الجهني]ــــــــ[25 - 08 - 02, 08:29 ص]ـ
أعانك الله أخي الكريم
أتمنى منك أن تذكر لنا عدد أبيات المنظومة
ـ[أبو الجود]ــــــــ[25 - 08 - 02, 08:24 م]ـ
أخوتي سعدت بردكم الكريم أخي مصعب عدد أبيات المظومة
وواحد بعد الثلاثين العدد ... مع أربع من المئين لم تزد
431بيتا هكذا أخبر السخاوي في نهاية المنظومة
11 - فالحافظ المتقن قد ساوى الملك ... فاستعمل الجد فمن جد ملك
12 - و قد نظمت في اشتباه الكلم ... أرجوزة كاللؤلؤ المنظم
13 - لقبتها هداية المرتاب ... و غاية الحفاظ و الطلاب
14 - أودعتها مواضعا تخفى على ... تالي الكتاب و تريح من تلا
15 - رتبتها على حروف المعجم ... فأفصحت عن كل أمر مبهم
16 - فإن أردت علم لفظ مشكل ... فانظر إلى الحرف الذي في الأول
17 - فإنه باب من الأبواب ... و فيه مارمت بلا ارتياب
18 - و لاتعد أولا مزيدا ... إلا إذا كان هو المقصودا
19 - و إن أردت علم حرف أشكلا ... ألفيته في بابه محصلا
20 - و إن توالت كلمات مشكلة ... جمعتها في باب حرف الأوله
21 - إن أمكن الجمع و إلا انفردت ... فوقعت في بابها و وردت
22 - و ربما أغنى عن القرين ... قرينه بواضح التبيين
23 - و ربما جاءا معا فكانا ... كالشاهدين أوضحا البيانا
24 - و كل ما قيده الإعراب لم ... آت به لأن الاعراب علم
25 - و الله حسبي و عليه أعتمد ... به أعوذ لاجئا و أعتضد
باب الألف
26 - و أقرأ (فأنزلنا) بآي البقرة ... على الذين ظلموا مخبرة
27 - لكن (فأرسلنا عليهم) جاء في ... سورة الأعراف يقينا فاعرف
28 - و آخر الآية (يفسقونا) ... فيها و في الأعراف (يظلمونا)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/51)
ـ[أبو الجود]ــــــــ[26 - 08 - 02, 05:07 م]ـ
(أبى)
29 - و جاء (إبليس أبى و استكبرا) ... فيها و في صاد (أبى) ماذكرا (إلينا)
30 - و مع ما أنزل قل إلينا ... و آل عمران بها علينا
أشد
31 - و جاء و الفتنة فيها أكبر ... و هو بها الحرف الي يؤخر
32 - و قبله أشد أعني الأولا ... لا تسترب فإنه قد انجلا
(آياته)
33 - يبين الله لكم آياته ... في أربع لا ريب في إثباته
34 - أولها الثاني الذي في البقرة ... و آل عمران بحرف مسفرة
35 - و ثالث النور و حرف المائدة ... دونكها من تحفة و فائدة
الأرض
36 - و جاء ذكر الأرض من قبل السما ... في خمسة حققها من فهما
37 - من بعد لا يخفى عليه مرة ... و بعد لا يعزب عنه ذرة
38 - و بعد ممن خلق استبينا ... و بعد ما أنتم بمعجزينا
39 - في يونس و آل عمران و في ... طه و إبراهيم قبل فاكشف
40 - و العنكبوت جاء فيها الخامس ... به انجلت للقارئ الحنادس
ـ[يعقوب بن مطر العتيبي]ــــــــ[27 - 08 - 02, 12:47 ص]ـ
للشيخ العَلاّمة عبد الرحمن الدوسري رَحِمَهُ اللهُ تعالى شَرحٌ مُيَسّر لِهذه المنظومة، إلاّ أنّه لم يُطبَع ....
والشيخُ آيةٌ في حِفظِ القرآن، ولهُ في ذلكَ أخبارٌ عجيبة ...
كَما أنّ للشيخ شعبان إسماعيل مُحقّق الكتاب تعليقاً يسيراً على المنظومة ,,,,
ـ[أبو مصعب الجهني]ــــــــ[27 - 08 - 02, 02:22 ص]ـ
هل من الممكن أخي الروقي أن تتحفنا بشيء من نوادر
الشيخ الدوسري رحمه الله
ولو في موضوع مستقل
ـ[أبو الجود]ــــــــ[27 - 08 - 02, 07:58 م]ـ
الأنبياء
4 - و يقتلون الأنبياء الثاني ... بآل عمران من القرآن
أطيعوا
5 - و قل أطيعوا و أطيعوا زائدة ... من بعد الأولى في النسا و المائدة
6 - و مثله في النور و القتال ... و خامس فوق الطلاق تال
7 - و آل عمران بها قد سقطا ... في موضعيها لا تكن مفرطا
أو
8 - من ذكر أ, جاء في النساء ... و آل عمران بلا خفاء
9 - و النحل و المؤمن فيها الرابع ... و لفظ أنثى للجميع تابع
أبدا
10 - و أبدا من بعد خالدينا ... فيها بإحدى عشرة يقينا
11 - ففي النساء لا تعد الأولا ... و اعدد ثلاثا بعده محصلا
12 - و في العقود رابع قد وقعا ... بها أخيرا نوره قد سطعا
13 - و مثله الأول و الآخر في ... براءة و هو في الأحزاب اقتفي
14 - و ثامن في سورة التغابن ... و في الطلاق تاسع الأماكن
15 - و عاشر في الجن و البرية ... فيها كمال العدة الوفية
ملحوظة كتاب الشيخ شعبان اسماعيل مع الشيخ محيسن هو الطبعة الأولى للمنظومة و قد ذكرتها في أول المنظومة وفق الله كل معلق.
ـ[يعقوب بن مطر العتيبي]ــــــــ[28 - 08 - 02, 08:43 ص]ـ
أخي الكريم / أبا مصعب الجهني @
أرجو أن يَتَيَسّر ما طلبتَ ـ رَعاكَ اللهُ ـ من الكتابة عن الشيخ العلاّمة عبد الرحمن بن محمد الدوسري رحمه اللهُ تعالى ...
وبالمناسبة فإنّ الشيخَ مُتَرجَمٌ في كتبٍ كثيرة منها: الذيول على الأعلام (لمحمّد خير يوسف، وغيرِه .. )، ومنها: (علماء نجد) للبسّام، و (روضة الناظرين) للقاضي، .. كَما أنّ لِتلميذِهِ الشيخ أحمد الحصيّن رسالةً مفردة مفيدة في سيرة الشيخ وفي ضِمنِها: معجمٌ بأسماء كتُبِهِ ـ وهي كثيرةٌ، وأكثرُها لم يُطبع ـ
وقد نوقِشت مؤخّراً رسالةٌ في جامعة الإمام حول سيرة الشيخ وجهوده في التفسير ...
وللشيخِ تسجيلاتٌ صوتيةٌ موجودةٌ على الشبكة،، وهي في هذا الموقع:
http://artarab.com/do/
وهذه بعض التسجيلاتِ له:
http://www.islamway.com/bindex.php?section=scholarlessons&scholar_id=376
http://www.alsalafyoon.com/ArabicTapes/DawsaryTapes.htm
ـ[أبو الجود]ــــــــ[28 - 08 - 02, 05:08 م]ـ
أنجيناه
53 - و اقرأ فأنجيناه أعني نوحا ... في سورة ألأعراف مستريحا
54 - و مثله في لاشعراء يا فتى ... و ثالث في العنكبوت قد أتى
55 - و إن ترد لوطا ففي الأعراف ... و النمل فافهمه بلا انحراف
56 - و جاء في قصة هود يبدو ... في سورة الأعراف و هو فرد
أشركنا
57 - و جاء في الأنعام ما أشركنا ... شابهه في النحل ما عبدنا
أرسل
58 - و اقرأ فأرسل بعد أرجئه فقد ... جاء في الأعراف وسل من انتقد
الأموال
59 - و أخر الأموال و الأنفس من ... بعد سبيل الله ذو الحذق الفطن
60 - أول ما في توبة و في النسا ... و الصف لكن في سواها عكسا
السماء
61 - في يونس لفظ السماء مفرد ... من بعد من يرزقكم موحد
62 - و قد أتى في سبأ مجموعا ... فاعرفهما و احفظهما جميعا
أنزل
63 - و آية من لولا أنزلا ... بألف عددته محصلا
64 - فاثنان في الرعد و حرف يونس ... و رابع في العنكبوت ما نسي
65 - و هو لمن يقرأ بالإفراد ... فافهم مقالي عالما مرادي
أليم
66 - يوم أليم حرف هود جاء في ... قصة نوح و أتى في الزخرف
أجر
67 - أجر كبير في القرآن أربع ... في فاطر مع هود و الملك فعوا
68 - و كلعا من بعد ذكر المغفرة ... و في الحديد رابع ما أشهره
69 - و هو الذي تلقاه فيها سابقا ... و بعده أجر كريم لا حقا
70 - في موضعين يا أخي منها ... مع حرف ياسين ألا فصنها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/52)
ـ[أبو الجود]ــــــــ[29 - 08 - 02, 07:58 م]ـ
أنزل
71 - ما أنزل الله بها بالألف ... في سورة النجم أتى و يوسف
إلى
72 - و إن قرأت المنظرين فاقرا ... معه إلى يوم و أنعم ذكرا
73 - فذاك حرف آية قد زادا ... أودعها الحجر نعم و صادا
السموات
74 - و ما خلقنا بعده قد جمعا ... لفظ السموات بحجر وقعا
75 - و بالدخان يا أخا السداد ... و سائر الباب على الإفراد
ألم
76 - أم يروا بغير واو زائدة ... في النحل جاء في الأخير واحدة
77 - و النمل و الأنعام و الأعراف ... و حرف ياسين بلا خلاف
إذا
78 - قال نعم و إنكم في الشعرا ... معه إذا زائدة بلا امترا
أن – أدخل – إنه
79 - و ألق في النمل و أدخل يدكا ... و أ، ه أنا قد أوضحت لكا
إلى
80 - و بعد يجري لم يقع إلى أجل ... إلا بلقمان فسر على عجل
81 - و جاء في الشورى و ليس قبله ... يجري ففكر فيه و اعرف فضله
الذي
82 - ذوقوا عذاب النار تتلوه الذي ... في السجدة اقرأه و بالجد خذ
أأنزل
83 - أألقي الذكر عليه في القمر ... و قل عليه الذكر في صاد اشتهر
84 - و قبله أأنزل استقرا ... ألهمك الله لذاك شكرا
التي
85 - قل سنة الله التي في المؤمن ... و الفتح و اقرأه على تيقن
آخر حرف الألف
ـ[أبو الجود]ــــــــ[30 - 08 - 02, 05:33 م]ـ
حرف الباء
الباء
86 - و حرف بالله و باليوم أتى ... في البقرة مقدما قد ثبتا
87 - لكن بالله و لا باليوم ... في توبة و في النسا ياقوم
به
88 - به لغير الله قل في البقرة ... قدمه و في سواها أخره
بعد
89 - و اقرأ بها بعد الذي جاءك من ... و بعده من بعد ما و لا تهن
90 - و آل عمران بها من بعد ما ... و العرد فيها بعد ما قد علما
الباء
91 - و اقرأ فقد كذب بالباء فقط ... في آل عمران و لا تخش الغلط
به
92 - و يونس فيها به و نطبع ... و يطبع الله في الأعراف اسمعوا
93 - و قبلها اقرأ كذبوا من قبل ... و احذف به منها فهذا سهل
بما
94 - رب بما أغويتني تقراه ... في سورة الحجر فلا تنساه
به علبنا
95 - به علينا بعده وكيلا ... جاء في الاسرا ثانيا منقولا
96 - و قبله لكم علينا قدما ... به تبيعا فاقره مسلما
بقبس
97 - أتيكم بقبس في طه ... بخبر جاء في سواها
بيني و بينكم
98 - بيني و بينكم شهيدت وردا ... في العنكبوت قدموه مفردا
بما
99 - و اقرأ بما من بعد كل نفس ... و كسبت بعد بغير لبس
100 - في موضع تشكل فيه الباء ... فيحسن الإلقاء و الإبقاء
101 - جاءت على ما قلته موضوعة ... في سورة المؤمن و الشريعة
آخر حرف الباء أعان الله على تمامه
ـ[أبو الجود]ــــــــ[31 - 08 - 02, 05:16 م]ـ
باب التاء
تفعلوا
102 - و قد أتى ما تفعلوا من خير ... فلا تسل عنه هديت غيري
103 - منه الذي و لا جدال قبله ... و آية الإنفاق تحوي مثله
104 - من بعده جاء فإن الله ... به عليم و التي تقراها
105 - بالتاء إن كنت من أهل التاء ... في آل عمران بلا امتراء
106 - من بعده لن تكفروه بين ... و في النساء رابع معين
107 - و أن تقوموا لليتامى قبله ... بالقسط فافهمه و لا تلمله
تبع
108 - و لم يقع بإلف من تبعا ... في البقرة و آل عمران معا
نكن
109 - و أولها فلا تكن فيها انفرد ... بغيرها فلا تكونن ورد
110 - و الممترين بعده مذكور ... فاعرفه لا فارقك السرور
توليتم
111 - فإن توليتم بلا مزيد ... ثلاثة فاعدده في العقود
112 - و يونس من جاوز السبعينا ... منها يجده بعدها يقينا
113 - و جاء في التغابن الأخير ... حققها المهذب البصير
تبدون تكتمون
114 - يعلم ما تبدون قد والاه ... ما تكتمون عند من تلاه
115 - في مئة من العقود حلا ... و النور فيها واضحا تجلا
التاء
116 - و اقرأ بتاء أخذت في هود ... في مدين و احذفه في ثمود
تشكرون
117 - و أربع جاء بها قليلا ... ما تشكرون فاحفظ الأصولا
118 - في سورة الأعراف مع قد أفلحا ... و جاء في السجدة حرف وضحا
119 - و جاء في الملك هديت الرابع ... و ما به خلف و لا تنازع
تدعون
120 - و جاء في الأعراف قالوا أين ما ... كنتم و تدعون له متمما
121 - و اقرأه في الظلة تعبدونا ... و اقرأه في المؤمن تشركونا
ترابا
122 - و اعدد ترابا و احذف العظاما ... من بعده ثلاثة تماما
123 - في الرعد و النمل و قاف فافهم ... من بعد كنا قبله المقدم
ـ[أبو الجود]ــــــــ[01 - 09 - 02, 05:15 م]ـ
باب الثاء
ثم انظروا
124 - ثم انظروا في سورة الأنعام ... من بعد قل سيروا بلا إيهام
ثم
125 - و قد قرأنا ثم في الأعراف ... حيث أتى التقطيع من خلاف
ثم تردون
126 - ثم تردون يلي رسوله ... قدم في براءة نزوله
باب الجيم
جاءهم
127 - جاءهم و البينات فاعله ... في آل عمران اثنان حاصله
جاءها
128 - و اقرأ فلما جاءها في النمل ... نودي أن بورك يا ذا الفضل
جاؤوها
129 - و قد أتى حتى إذا جاؤوها ... في الزمر اقرأه و دع ما فيها
باب الحاء
حق
130 - مع النبيين و الأنبياء ... بغير حق ساطع الضياء
131 - جميعها قد وردت منكرة ... إلا التي في البقرة
حسيبا
132 - و مع كفى بالله قل حسيبا ... في رأس ست في النسا مصيبا
133 - و مثله في سورة الأحزاب ... بعد الثلاثين بلا ارتياب
الحكيم
134 - و قد أتى لفظ الحكيم سابقا ... لفظ العليم و العليم لاحقا
135 - منكرا فاعدده أو معرفا ... في الحجر و النمل و عد الزخرفا
136 - و الذاريات و الثلاث الباقية ... في سورة الأنعام غير خافية
حسنا
137 - و قد أتى بوالديه حسنا ... في العنكبوت في المحل الأسنى
138 - و جاء في الأحقاف عن تحقيق ... أعاذك الله من العقوق
حليم
139 - و فوق صاد بغلام نعتا ... بالحلم فاقرأه بها كما أتى
حتى
140 - فذرهم حتى يلاقوا وحده ... في الطور و اقرأ يصعقون بعده
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/53)
ـ[أبو الجود]ــــــــ[02 - 09 - 02, 04:24 م]ـ
باب الخاء
خالق
141 - خالق كل قبله التهليل ... في سورة الأنعام لا يحول
142 - لكنه في غافر بالعكس ... فاعلمه ياصاح فدتك نفسي
خشية
143 - خشية إملاق في الاسرا يافتى ... و قل من إملاق في الأنعام أتى
الأخسرين
144 - قل فجعلناهم أتاك بعده ... في الأنبياء الأخسرين وحده
خير
145 - و بعد من جاء أخي بالحسنة ... قل فله خير بنفس موقنة
146 - إلا الذي في سورة الأنعام ... قل فله عشر بلا إحجام
خيفة
147 - تضرعا و خيفة من خافا ... في آخر الأعراف حقا وافا
خروج
148 - إلى خروج من سبيل وقعا ... في غافر فاحظ به مستمعا
باب الدال
ديارهم
149 - ديارهم بالجمع جاثمينا ... حرفان في هود هما يقينا
150 - إذا قرأت قصة لصالح ... أو لشعيب النبي الناصح
دونه
151 - و جاء في النحل و لا حرمنا ... من دونه من شيء افهم عنا
دعانا
152 - ضر دعانا آخرا في الزمر ... و ربه المدعو قبل فاخبر
باب الذال
ذكرى
153 - إن هو إلا جاء ذكرى بعده ... في سورة الأنعام فردا وحده
ذا
154 - و جاء ماذا تعبدون زائدا ... في قصة الذبيح فافهم راشدا
ـ[أبو الجود]ــــــــ[03 - 09 - 02, 11:35 م]ـ
باب الراء
رسلنا
155 - جاءتهم رسلنا في المائدة ... مع و لقد فرد ففز بالفائدة
رزق
156 - رزق كريم خمسة فاثنان ... في سورة الأنفال ثابتان
157 - و جاء في الحج نعم و النور ... و سبأ كاللؤلؤ المنثور
رددت – رددناه
158 - و الرد جاء في مكان الرجع ... في قصص و الكهف قل عن قطع
159 - و عكسه في فصلت و طه ... و رب تال فيهما قد تاها
رجل
160 - و اقرأ و جاء رجل من أقصى ... في قصص بينته مستقصى
رحمة
161 - خزائن الرحمة في صاد و قل ... في طورها خزائن الرب و طل
الرجز
162 - و جاء ذكر الرجز في القرآن ... في أربع خذها عن استيقان
163 - ثلاثة الأعراف عد و احصر ... و رابع في سورة المدثر
باب الزاي
زبرا
164 - أمرهم بينهم قل زبرا ... في المؤمنين زائد قد شهرا
زروع
165 - بعد عيون قل زروع حصلا ... إلا الذي في الشعراء أولا
باب السين
سوف
166 - قل في النساء سوف يؤتيهم أجل ... مقدما على سنؤتيهم نزل
عامل سوف
167 - و جاء إني عامل سوف بلا ... فاء بهود فاتله فيمن تلا
168 - و جاء في الأنعام مع تنزيل ... بالفاء فاقرأه بلا تبديل
سيآتيكم
169 - و قل سآتيكم أتى في النمل ... موضعه في غيرها لعلي
باب الشين
شقاق
170 - قل في شقاق بعده بعيد ... ثلاثة بينها المفيد
171 - من قبل ليس البر منها واحد ... و ماله في الحج أيضا جاحد
172 - و جاء في فصلت الأخير ... آخرها تلقاه يابصير
ـ[أبو الجود]ــــــــ[04 - 09 - 02, 05:11 م]ـ
باب الصاد
صدوركم
173 - صدوركم من بعد تخفوا بينا ... في آل عمران تجده متقنا
صالحا
174 - مع عمل اقرأ صالحا في مريم ... و ثاني الفرقان صنه تغنم
الصالحين
175 - و الصالحين بعد الاستثناء ... في القصص اقرأه بلا اعتداء
176 - و الصابرين بعده مذكور ... في قصة الذبيح لا تجوروا
باب الضاد
ضلال
177 - كل ضلال نعته بعيد ... ثلاثة أثبتها المجيد
178 - في سورة الشورى و إبراهيم ... و قاف فافهم شاكرا تفهيمي
باب الطاء
المطهرين
179 - و الطاء في المطهرين شددوا ... في توبة و هو بها منفرد
تسطع
180 - و اقرأ بآي الكهف ما لم تسطع ... مؤخرا من غير ما تضعضع
اسطاعوا
181 - و اقرأ فما اسطاعوا بها مقدما ... على استطاعوا راشدا مسلما
باب الظاء
ينظرون
182 - و اقرأ و لا هم ينظرون بالظا ... في خمسة زدها هديت حفظا
183 - أولها آخر ما في البقرة ... و آل عمران بها محبرة
184 - و النحل فيها ثالث و الرابع ... مؤخرا في الأنبياء واقع
185 - و جاء في القرآن باقي العدة ... من بعد لقمان أخير السجدة
الظالمون
186 - و الظالمون قبله لا يفلح ... أربعة جاد بها من يسمع
187 - فاثنان في الأنعام منها فاحرص ... و اثنان قل في يوسف و القصص
ـ[أبو الجود]ــــــــ[05 - 09 - 02, 05:09 م]ـ
باب العين
العاكفين
188 - و العاكفين واقع في البقرة ... و القائمين في سواها ذكره
عليم العليم
189 - و قل أتى في يوسف عليم ... منفردا يتبعه حكيم
190 - من قبله وفقت إن ربكا ... فاصرف إليه مستفيدا لبكا
191 - و هكذا فيها هو العليم ... في موضعين بعده الحكيم
عملت
192 - ما عملت في النحل قل و الزمر ... و كل نفس قبله كما قري
عملوا
193 - و سيئآت بعده ما عملوا ... في النحل مع تحت الدخان منزل
عندنا – فاعبدون – على أن
194 - و رحمة من عندنا في الأنبيا ... و فاعبدون اثنان فيها أتيا
195 - و ثالث في العنكبوت و على ... أن تشرك الفرد بلقمان انجلى
عيون
196 - عيون اعطفه على جنات ... في الذاريات و احذر الزلات
197 - من بعد إن المتقين وقعا ... و الطور فيها و نعيم و تبعا
باب الغين
غفور حليم
198 - و قل غفور بعده حليم ... اربعة حررها عليم
199 - اولها في اللغو في الإيمان ... و بعده فاحذروه جاء الثاني
200 - كلاهما قد أتيا في البقرة ... بالعفو و البشرى لمن قد حذره
201 - و ثالث بعد التقى الجمعان ... في آل عمران عن استيقان
202 - و ورد الرابع في العقود ... بعد عفا الله بلا مزيد
الغني
203 - و ربك الغني في الأنعام ... ذو رحمة الباقي على الدوام
غافلون
204 - و أهلها يا صاح غافلونا ... فيها و قل في هود مصلحونا
فيها أي سورة الأنعام
غلمان
205 - يطوف غلمان لهم في الطور ... فاحذر من التبديل و التغيير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/54)
ـ[أبو الجود]ــــــــ[07 - 09 - 02, 05:14 م]ـ
باب الفاء
فمن
206 – و اقرأ فمن أظلم في الأنعام ... أعني الأخيرين بلا إيهام
207 - و ثالث في آي الأعراف ورد ... و رابع في يونس قد انفرد
208 - و خامس في الكهف جاء أولا ... و سادس في زمر قد تنزلا
فرعون
209 - فرعون آمنتم به مسما ... في سورة الأعراف يحكي النجما
210 - و في سواها قال آمنتم له ... باللام فاحفظه فما أجله
فسوف
211 - و بعده فسوف تعلمونا ... و الشعراء اللام زد يقينا
212 - و بعد إني عامل فسوف قر ... في سورة الأنعام ثم في الزمر
213 - و جاء سوف تعلمون مفردا ... في هود اتقن حفظه مرددا
فلا
214 - و اقرأ فلا تعجبك بالفاء سما ... معه و لا أولادهم مقدما
215 - و جاء في الثاني و لا تعجبكا ... بالواو من تسئل به يجبكا
216 - معه و أولادهم فحصل ... للكل في التوبة غير مبطل
217 - و اقرأ نع الآخر أن يعذبا ... و معه في الدنيا و كن مهذبا
فقال
218 - و قل فقال الملأ اثنان هما ... في المؤمنين مه هود فافهما
219 - في قصة النبي نوح وقعا ... في السورتين فيهما الفاء معا
أفلم
220 - و اقرأ بفاء أ فلم يسيروا ... في يوسف و الحج يا بصير
221 - و آخر المؤمن و القتال ... من غير ما ريب و لا اختلال
222 - و قد أتى الأول في المؤمن مع ... فاطر و الروم بواو ووقع
في
223 - جعلكم في فاطر خلائفا ... في الأرض فاقرأه منيبا خائفا
فإنما يهتدي
224 - من اهتدى فإنما قد استمر ... في سائر القرآن إلا في الزمر
فبئس
225 - فبئس فرد ما له نظير ... يتلوه في قد سمع المصير
فأقبل
226 - فأقبل اقرأه بفاء بعده ... بعضهم في نون ليس وحده
227 - بل مثله الثاني بآيات التي ... ما بين ياسين و صاد فاثبت
228 - و اقرأ بنون يتلاومونا ... و فوق صاد يتسائلونا
فاكهين
229 - بعد نعيم جاء فاكهينا ... في الطور و اقرأ قبل آخذينا
ـ[أبو الجود]ــــــــ[08 - 09 - 02, 04:37 م]ـ
باب القاف
قلنا
230 - قلنا ادخلوا و هو في الأعراف اسكنوا ... من قبله قيل لهم مبين
بالقسط
231 - و في النساء جاء قوامينا ... بالقسط و اعكس تحتها يقينا
قوم
232 - و جاء في الأعراف قال الملا ... من قوم فرعون لذاك فاكلؤوا
بالقسط
233 - في يونس بينهم بالقسط ... في الموضعين اقرأه غير مخطي
أشق
234 - و قل أشق في عذاب الآخرة ... في الرعد قد خصوا بقاف آخره
قبلك
235 - و قد أتى في أربع أرسلنا ... قبلك فاعلم راشدا ما قلنا
236 - في سورة الإسراء ثم الأول ... باقترب اقرأه و لا تأول
237 - و ثالث في سورة الفرقان ... فافهمه و اتبع راشدا بياني
238 - مع سبأ و غيره قد أرسلنا ... من قبلك احفظه كما فصلنا
قومه
239 - في تسع آيات إلى فرعونا ... و قومه في النمل صنه صونا
قوي
240 - و بعد إن الله قل قوي ... قبل عزيز أيها الذكي
241 - في سورة الحديد مع قد سمعا ... و اثنان في الحج بلام وقعا
ـ[أبو الجود]ــــــــ[11 - 09 - 02, 04:48 م]ـ
باب الكاف
كتاب
242 - و اقرأ و لما جاءهم كتاب ... مقدما ليس به ارتياب
كسبت
243 - ثم توفى كل نفس بعده ... ما كسبت في أربع فعده
244 - في البقرة حرف و عد اثنين ... في آل عمران بغير مين
245 - و رابعا آخر إبراهيم ... جمعتها كاللؤلؤ المنظوم
كذبوا
246 - قل كذبوا بعد كدأب آل ... في آل عمران و في الأنفال
247 - و هو بها الثاني و جاء كفروا ... من قبله فحصلوه واشكروا
248 - و اقرأ في الأنفال بآيات الله ... و بعده ربهم اشكر لله
249 - لكن إلى النون التي للعظمة ... في آل عمران تضاف الكلمة
كانوا
250 - و بعد لكن لفظ كانوا ما سقط ... إلا الذي في آل عمران فقط
251 - فأت به في توية و الروم ... و لست في ذلك بالملوم
كذب
252 - قولوا كذلك كذب الذينا ... في سورة الأنعام آمنينا
كله
253 - و مع يكون الدين في الأنفال ... قل كله لله ذي الجلال
كانوا
254 - من قبله كانوا أشد فافهم ... في الروم من بعد الذين فاعلم
255 - و مثله في فاطر و زده ... واو و كانوا خذه و استفده
256 - و غافر كانوا بها من قبلهم ... كانوا هم أشد سل عن فعلهم
257 - و جاء من قبلهم كانوا بها ... أكثر منهم و أشد مشبها
258 - و هو الأخير فافهم المرادا ... ثم اعتبر ما قل أو ما زادا
كريم
259 - زوج كريم جاء في لقمانا ... فتقن الحفظ له اتقانا
كأن
260 - و جاء فيها بعد لم يسمعها ... كأن في أذنيه لا تدعها
ـ[أبو الجود]ــــــــ[12 - 09 - 02, 04:47 م]ـ
باب اللام
ليفتدوا
261 - ليفتدوا قل في العقود مفرد ... و في سواها لا فتدوا قل يوجد
لكم
262 - و لا أقول لكم إني ملك ... في سورة الأنعام قد بينت لك
لا
263 - و جاء في العرف ألا تسجدا ... و حذف لا اخصصه بصاد أبدا
264 - و جاء في الحجر عقيب مالكا ... ألا تكون فاقف ما قلنا لكا
لهو
265 - و اللهو في الأعراف قبل اللعب ... و هكذا في العنكبوت فاطلب
لقد
266 - و اقرأ في الأعراف لقد أرسلنا ... نوحا بلا واو فلا تعنا
لعنه
267 - و اتبعوا آخر هود بعده ... في هذه لعنة اقرأ وحده
لآية
268 - لآية للمؤمنين قد وقع ... في الحجر بعد المتوسمين مع
269 - حرف أتى في العنكبوت ثاني ... من بعده اتل فاعتبر بياني
لعلكم
270 - و جاء في النحل عقيب الأفئدة ... لعلكم في بابها منفردة
فلبئس
271 - و جاء فيها فلبئس مثوى ... بالجد تقوى و بزاد التقوى
للناس
272 - و جاء في سبحان واحفظه و اعي ... للناس في هذا القرآن و اسمع
273 - و أخر الناس و قدم ما أتى ... من بعده بالكهف فافهم يا فتى
للذين
274 - قال الذين كفروا أماكن ... أربعة مع الذين آمنوا
275 - في مريم و العنكبوت معها ... ياسين و الأحقاف حقا فافهما
لعلى
276 - و لعلى باللام عن يقين ... في الحج ثم سبأ و نون
و لبئس
277 - قل و لبئس قد حوته النور ... جاء بلام معه المصير
له
278 - و قد أتى يقدر له مع يبسط ... حرفان حرف العنكبوت فاضبطوا
279 - و مثله في سبأ مؤخر ... فحققوه و احفظوه تؤجروا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/55)
ـ[أبو الجود]ــــــــ[13 - 09 - 02, 08:03 م]ـ
باب الميم
من
280 - بسورة من مثله في البقرة ... و يونس بحذف من مشتهرة
عنكم من
281 - و عنكم من سيئاتكم قد ... خصصه بها جميع النقد
منهم
282 - و ظلموا قولا و ليس معه ... منهم و في الأعراف لا تدعه
معدودات
283 - معدودة فيها و معدودات ... و تحتها و الحج معلومات
للمؤمنين
284 - بشرى أتت للمؤمنين مسفرة ... في أول النمل كما في البقرة
285 - و قد أتت للمحسنين مفردة ... أول لقمان فسل من قيده
منكم
286 - و منكم قبل مريضا فاحذفوا ... إذا قرأتم فليصمه و اعرفوا
من
287 - من في السموات و من في الأرض ... أربعة تعلم عند العرض
288 - في يونس و لا شبيه بعده ... و جاء في الحج قبيل السجدة
289 - و النمل فيها آخرا و في الزمر ... رابعها فخذه عن حبر سبر
290 - و قد أتى من في السموات فقط ... و الأرض ضعف ما مضى بلا شطط
291 - و آل عمران و طوعا بعده ... و مريم و الرعد حقق عده
292 - و الأنبيا و النور و النمل أتى ... و الروم و الرحمن احص مثبتا
293 - و قد أتى بمن بباء زائدة ... حرف بسبحان ففز بالفائدة
ما في السموات و الأرض
294 - ما في السموات و الأرض عشرة ... من بعد حرف معها في البقرة
295 - من بعده فاعرفه مستبينا ... كل له يا صاح قانتونا
296 - و مثله قبل الأخير في النسا ... و مع لمن ما قل في الأنعام أتى
297 - و يونس بعد ألا إن بها ... مقدما و النحل عند حزبها
298 - و آخر النور هناك عرفا ... و العنكبوت قبله اقرأ قل كفى
299 - و حرف لقمان و في الحديد ... و آخر الحشر بلا تقييد
300 - و قد أتى فوق الطلاق واحد ... أنت له بعد الثلاث واجد
301 - و ما سوى ذا عن يقين محض ... ما في السموات و ما في الأرض
مقيم
302 - و في القرآن خمسة مقيم ... بعد عذاب أيها الحميم
303 - فآية القطع من العقود ... من قبلها جاء بلا جحود
304 - و جاء في التوبة باتفاق ... فاستمتعوا يتلوه بالخلاق
305 - و حل في هود بقوم نوح ... و زمر في غاية الوضوح
306 - و جاء في الشورى وقيت ذله ... و الظالمين في عذاب قبله
أولئكم
307 - أولئكم بالميم في النساء ... من بعد تسعين بلا امتراء
308 - و مثله جاء أوائل القمر ... خذ عمك الله بفضل و غمر
مخرج
309 - و مخرج الميت من الحي بدا ... في سورة الأنعام فردا وجدا
من قبلهم
310 - و اقرأ بها من قبلهم من قرن ... و مثله في صاد فافهم عني
311 - و جاء في السجدة لكن فيها ... من القرون فاخش أن تتيها
الميم
312 - و قد أتى بالميم من تحتهم ... في أربع من بعد تجري فافهم
313 - في سورة الأنعام و الأعراف ... و يونس و الكهف غير خاف
ذاكم
314 - مع إن في سورة الأنعام ... ذلكم بالميم في الأمام
315 - و اقرأ لقوم يؤمنون بعده ... بعد لآيات فريدا وحده
المجرمين
316 - في النمل و الأعراف جاءت عاقبة ... للمجرمين فيهما مصاحبة
ـ[أبو مصعب الجهني]ــــــــ[14 - 09 - 02, 08:32 ص]ـ
ما شاء الله ... جهدُ مبارك
بارك الله فيك يا شيخنا
ـ[أبو الجود]ــــــــ[14 - 09 - 02, 05:18 م]ـ
أخي الحبيب أبو مصعب جزاك الله خيرا على تشجيعك و أحب أن ابشرك بأنني بعون الله سأتبع المنظومة السخاوية التي ستنتهي خلال يومين إن شاء الله بمنظمة مورد الظمآن لفهم مشكل القرآن لإمام القرآات الإمام الميهي و هي رائعة بحق اقدمها تحفة للأحباب في هذا المنتدى المبارك و الله من وراء القصد و جزى الله كل من أعان و شجع خيرا
المجرمين
316 - في النمل و الأعراف جاءت عاقبة ... للمجرمين فيهما مصاحبة
من أولياء
317 - من أولياء بعد من دون الله ... في هود حرفان وقيت الزلة
من ذنوبكم
318 - ثلاث من ذنوبكم و قبلها ... يغفر لكم خذها بجد كلها
319 - و هي بإبراهيم و الأحقاف ... نعم و في نوح بلا خلاف
من كل
320 - نبعث من كل أتى في النحل ... مقدما و بعده في كل
مواخر
321 - كذاك فيها قدموا مواخرا ... و أخروه إن قرأتم فاطرا
322 - من قبل فيه فاعلموا و بعده ... و لا تعدوا ما قرأتم حده
قوما
323 - و الأنبيا فيها يلي أنشأنا ... قوما بميم و سواه قرنا
منا
324 - و رحمة من عندنا فيها أتى ... و رحمة منا بصاد يا فتى
325 - يعلم من بعد و من غم أتى ... في الحج يتلوه و ذوقوا مثبتا
مبعوثون
326 - في المؤمنين اقرأ لمبعوثونا ... و اقرأه في النمل لمخرجونا
ما أنت
327 - ما أنت إلا سابق في الشعرا ... و اقرأ و ما أنت بها مؤخرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/56)
مبصرة
328 - آياتنا مبصرة في النمل ... فاحفظه حفظ راغب في الفضل
اعلم بمن
329 - و قد أتى أعلم بمن في القصص ... و بعده أعلم من فاقتنص
من بعد
330 - من بعد موتها أتاك مفردا ... في العنكبوت فاتله مجتهدا
الميم
331 - بأنهم كانت بميم كائن ... في غافر و ليس بالتغابن
منكم
332 - يظهرون منكم في قد سمع ... مقدما و احذفه فيما يتبع
معلوم
333 - حق أتى نعت له معلوم ... من بعده السائل و المحروم
334 - متضحا في سورة المعارج ... فادرج و سابق فيه كل دارج
باب النون
النصارى
335 - لفظ النصارى سابق في البقرة ... للصابئين فاتلها ميسرة
336 - و اعكسه في الحج و في العقود تنأ عن النقصان و المزيد
نصرف
337 - نصرف الآيات في الأنعام ... ثلاثة جاءت بلا إيهام
338 - أولها يتلوه يصدفونا ... و جاء لما جاوز الستينا
339 - منها بخمس قبل يفقهونا ... و قبل دارست أتى يقينا
340 - و قل لقوم يشكرون بعده ... في سورة الأعراف و احفظ عده
النفع
341 - و النفع قبل الضر في ثمانية ... في سورة الأنعام خذ بيانية
342 - و سورة الأعراف فافهم قصدي ... و يونس آخرها الرعد
343 - و الأنبيا و آخر الفرقان ... و الشعرا و سبأ فعان
344 - و ما عداه الضر قبل النفع ... و ليس إن عددت غير تسع
نبي
345 - في قرية يا صاح من نبي ... جاءك في الأعراف يا صافي
تدعوننا
346 - تدعوننا جاء بإبراهيم ... فكن لنونيه أخا تقويم
نسلكه
347 - نسلكه مستقبلا أتاكا ... في سورة الحجر فخذ بذاكا
نزلنا
348 - و اقرأ و نزلنا بغير ألف ... عليكم المن بطه و اعرف
349 - عليك في النحل بلا امتراء ... يتلوه في قاف من السماء
نحن
350 - لقد وعدنا نحن قل مقدما ... في المؤمنين قبل هذا فاعلما
351 - و جاء في النمل بعكس الأمر ... و لا تكن فيها بنون فادر
نزل
352 - ما نزل الله بلا إشكال ... في الملك و الأعراف و القتال
353 - و هو الذي جاء بها أخيرا ... فكن به ذا فطنة بصير
نعيم
354 - نعيم اعطفه على جنات ... في الطور و انقله عن الثقات
ـ[أبو مصعب الجهني]ــــــــ[14 - 09 - 02, 08:15 م]ـ
بشرك الله بالجنة
والله لا أجد كلمة أقولها إلا الدعاء لك
ـ[أبو الجود]ــــــــ[15 - 09 - 02, 06:51 م]ـ
هؤلاء
355 - و بعد لا تتخذوا بطانة ... هاأنتم أولاء صن مكانه
356 - و في سواها جاء هؤلاء ... ثابتة الهاء بلا خفاء
هو
357 - و قل هو الفوز العظيم قبله ... ذلك أوضحت لكم محاه
358 - في توبة من بعد رضوان أتى ... و يونس و في الدخان ثبتا
359 - و في الحديد ثم قل و ذلكا ... في توبة مؤخرا هنالكا
360 - و مثله في غافر فحصل ... ست هو الفوز العظيم تعتل
و ذلك هو
361 - و ذلك الفوز العظيم في النسا ... أول و احذف هو فيها و ادرسا
362 - و احذفه و الواو بآي المائدة ... آخرها من غير ما معاندة
363 - و هكذا بعد أعد الله ... في توبة و آخرا تقراه
364 - و مثله في الصف و التغابن ... و كل خير فعلى التقوى بني
اهبط
365 - فاهبط و فاخرج و ردا حقا معا ... في سورة الأعراف ثم اجتمعا
366 - و لم يرد في قصة اللعين ... فاهبط سوى ذلك عن يقين
أخرجوهم
367 - و أخرجوهم بدلا من آل ... جاءت في الأعراف بلا إشكال
هم كافرون
368 - هم كافرون قبله بالآخرة ... ثلاثة مثل النجوم زاهرة
369 - قد عرفت في يوسف و هود ... و فصلت عرفا بلا جحود
بطونه
370 - بطونه في النحل بالتذكير ... عني به الجمع بلا نكير
هو الباطل
371 - و قل هو الباطل بعد دونه ... في الحج تصميما على يقينه
أيديهم
372 - أيديهم عنكم أتى مقدما ... في سورة الفتح فخذه و اغنما
نفخنا فيه
373 - و فنفخنا فيه بالتذكير ... في سورة التحريم عن بصير
باب الواو
و بئس
374 - و قل و بئس بعده المهاد ... ثلاثة قارنك السداد
375 - في آل عمران هديت اثنان ... و ثالث في الرعد عن إيقان
376 - و قل أتى من بعده القرار ... فيما يلي الرعد و إنكار
لي ولد
377 - و قد أتى أنى يكون لي ولد ... في آل عمران لمريم انفرد
و كيلا
378 - و مع كفى بالله قل و كيلا ... و لا تخف جورا و لا تبديلا
379 - بعد الثمانين من النساء ... و بعده اثنان بلا امتراء
380 - هما هداك الله للصواب ... بعد ثلاث جاء في الأحزاب
381 - حرف و فيها بعد أربعينا ... و دع أذاهم قبله يقينا
أو لم
382 - أولم يهد بواو جاء في ... سجدة لقمان و الأعراف اقتفي
و ما كان
383 - و قل ما كان جواب مرشدا ... بالواو في الأعراف من رام الهدى
و جاء
384 - و اقرأ بها أيضا و جاء السحرة ... فرعون جاءت كالصباح مسفرة
و لما
385 - و قل و لما ستة في يوسفا ... الواو قد حققها من عرفا
386 - من بعده قل بلغ الأشدا ... و بعده جهزهم مبدا
387 - و فتحوا من بعده و دخلوا ... من حيث لم يبق عليك مشكل
388 - و دخلوا أيضا على يوسف قل ... في المرة الأولى و عنه لا تحل
389 - و اقرأ و لما من بعد هذا الخامس ... و فصلت العير تفز بالسادس
و تقطعوا
390 - و بعد واو قد أتى تقطعوا ... في الأنبياء فاسمعوا ذاك وعوا
و ما أتيتم
391 - و اقرأ و ما أوتيتم في القصص ... و زد بها زينتها و خصص
و قال
392 - و اقرأ و قال الكافرون هذا ... في صاد بالواو و زد نفاذا
و إذا
393 - قل و إذا مس بواو في الزمر ... و جاء بالفاء أخوه في الأثر
و يؤمنون به
394 - في غافر جاء و يؤمنون به ... و ليس في الشورى تيقظ و انتبه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/57)
ـ[أبو الجود]ــــــــ[16 - 09 - 02, 04:44 م]ـ
و يؤمنون به
394 - في غافر جاء و يؤمنون به ... و ليس في الشورى تيقظ و انتبه
باب الياء
يؤخذ
395 - و اقرأ و لا يؤخذ منها عدل ... من بعد لا يقبل منها و اتل
396 - و قبل لا تنفعها شفاعة ... هذا على قراءة الجماعة
397 - إلا على قراءة المكي ... فإنه بالتاء و البصري
يذبحون
398 - يذبحون مفردة في البقرة ... و زد بإبراهيم واوا مظهرة
399 - و اقرأه في الأعراف يقتلونا ... و أفت إن جاؤوك يسألونا
يا قوم
400 - لقومه يا قوم لا تراها ... إلا ثلاثا سل من استقراها
401 - في البقرة يا قوم معه إنكم ... ظلمتم من بعده أنفسكم
402 - و رأس عشرين من العقود ... و الصف فيها آخر المعدود
يضل
403 - أعلم من يضل عن سبيله ... قد خصص الأنعام في نزوله
يصفون
404 - و حيث وافيت تعالى عما ... فيها وجدت يصفون ثما
يقصون
405 - منكم يقصون عليكم كاف ... في سورة الأنعام و الأعراف
406 - و فيهما من بعده آياتي ... و زمر يتلون فيها يأتي
407 - و بعده آيات من ربكم قل ... خصت به فافهم إذا ما تنقل
يضرعون
408 - يضرعون جاء في الأعراف ... مدغم التاء بلا خلاف
يعلمون
409 - أكثرهم لا يعلمون تسعة ... في آية الأنعام الاولى فارعه
410 - و جاء في الأعراف و الأنفال ... و يونس مقدم الإنزال
411 - و جاء في القصص موضعان ... و الطور و الزمر و الدخان
412 - و ما عدا هذا فبعد الناس ... فلا تكن كالمستهين الناسي
يؤمنون
413 - و قد أتى لا يؤمنون منه ... في هود و الرعد ألا فاصنه
414 - و جاء في المؤمن حرف أوسط ... فاحفظه حفظ عادل لا يقسط
يشكرون
415 - أكثرهم لا يشكرون اثنان ... في النمل مع يونس و هو الثاني
يا إبليس
416 - و قال يا إبليس موضعان ... فالأول الحجر و صاد الثاني
يدخلونها
417 - جنات عدن معه يدخلونها ... بأي وجه كنتم تتلونها
418 - ثلاثة في النحل و الرعد و في ... فاطر فاقرأه بلا توقف
اليتامى
419 - واتل المساكين بلا يتامى ... من قبله في النور طب مقاما
يهتدون
420 - لعلهم من قبل يهتدونا ... ثلاثة عددتها يقينا
421 - أولها بعد فجاجا سبلا ... في الأنبياء قف عليه مجملا
422 - و قد أتى موسى الكتاب قبله ... في المؤمنين فاعرفوا محله
423 - و حوت السجدة أيضا مثله ... قل ما أتاهم من نذير قبله
يجعله
424 - يجعله من بعده حطاما ... في الزمر اقرأه و لن تلاما
يعلموا
425 - و يعلموا منفردا في الزمر ... من قبله اقرأ أو لم و حرر
خاتمة
426 - و قد تقصت كلمات المشتبه ... فاشكر لنظمي نائلا جاءك به
427 - لا أدعي أني حصرت المشكلا ... لكنها معينة لمن تلا
428 - و واحد بعد الثلاثين العدد ... مع أربع من المئين لم تزد
429 - و الحمد لله على آلائه ... حمدا يباري الدهر في بقائه
430 - و صلوات ربنا العظيم ... على النبي الطاهر الكريم
431 - و يرحم الله امرءا دعا لي ... برحمة منه و حسن حال
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
وفق الله القائمين على المنتدى إلى كل خير ووفق الله أهل المنتدى الأفاضل إلى كل خير
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[16 - 09 - 02, 07:37 م]ـ
جزاكم الله خيرا يا أبا الجود، وتقبل الله منكم
ـ[مصطفي حمدان]ــــــــ[18 - 12 - 07, 12:20 م]ـ
جزاكم الله خيرا(1/58)
هل تعلم ما هي أجمع التفاسير للمأثور عن النبي صلى الله عليه و سلم و السلف؟؟
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[26 - 08 - 02, 07:10 ص]ـ
هي تفاسير: ابن جرير و ابن المنذر و عبد بن حميد و ابن أبي حاتم، قال ابن حجر عنها:
فهذه التفاسير الأربعة قل أن يشد عنها شيء من التفسير المرفوع و الموقوف على الصحابة و المقطوع عم التابعين (العجاب ص:57).
قلت: تفسير ابن جرير مطبوع كاملا، و تفسير ابن المنذر كنت أسعى إلى تحصيل نسخة غوتا بألمانيا ثم بلغني أخيرا قبل أيام أنه قد طبع بدار الثريا لكنه ناقص جدا، طبع مجلد منه، من أوائله، و تفسير عبد بن حميد لم يطبع، بل لا يعرف مخطوطا .. و كأنه مفقود، و تفسير ابن أبي حاتم مطبوع أكثره، و يمكن تعويض عبد بن حميد بتفسير آدم بن أبي إياس و قد انتهيت من تحقيقه بفضل الله و تفسير سعيد بن منصور، و هو ضمن السنن له و تفسير عبد الرزاق الصنعاني و تفسير البستي و قد حقق أكثره بالجامعة الإسلامية، و كلها نافعة.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[26 - 08 - 02, 09:07 ص]ـ
أخي أبو تيمية
فاتك أن أجمع التفاسير قاطبة هو التفسير بالمأثور للسيوطي وقد استوعب كل هذه التفاسير
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[26 - 08 - 02, 10:19 ص]ـ
كلا يا أخيَّ لم يفتني و لم يفت ابن حجر لو كان عاش بعد السيوطي!!!
فالمراد حفظك الله الكتب المسندة، أما كتاب السيوطي فهو مجرد منها و إني بحمد الله كثير النظر فيه منذ الصغر و إلى يومنا هذا، و لو وجد أصله ترجمان القرآن لكان هو الغاية في هذا كله، و الحمد لله.
و كتاب السيوطي هذا وحده دال على سعة اطلاعه رحمه الله و هو وحده كاف بالشهادة له بالحفظ، و قد استفاد منه الشوكاني في فتح القدير، و غالب عزوه إن لم يكن كله مستفاد من الدر المنثور.
و لو لم يكن في هذا الكتاب من فائدة سوى تلك النقول النادرة التي بثها السيوطي فيه لكان لزاما على طالب العلم لاجلها اقتناؤه، فقد نقل في آخره مقدمة ابن حجر لكتابع العجاب في بيان الأسباب كاملة، و قد كانت المصدر الوحيد في ذلك، إلى أن طبع كتاب ابن حجر.
يتبع
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[26 - 08 - 02, 10:28 ص]ـ
و قول أخي الأمين (التفسير بالمأثور للسيوطي وقد استوعب كل هذه التفاسير) ليس كذلك، فتفسير البستي لم يستفد منه و تفسير آدم عن ورقاء لم يستفد منه إلا قليلا، كما تبين من خلال المقابلة بينهما، و فاته من التفاسير الأخرى مجموعة منها: تفسير الطبراني، و هذا لا ينقص من قدر الكتاب بل هو معلمة في عزو المأثور عن السلف لا نظير لها، لا سيما إن وقف على أصله.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[26 - 08 - 02, 10:42 ص]ـ
قصدت أنه قل أن يشد عنها شيء من التفسير المرفوع و الموقوف على الصحابة و المقطوع عن التابعين
بالمناسبة يقال أن تفسير بقي بن مخلد أجمع التفاسير، لكنه للأسف مفقود
أيضاً ذكر بعض أعضاء المنتدى هذا أن "ترجمان القرآن" موجود في مصر. راجع الأرشيف. وليت ذلك يكون حقاً
وإذا لم يكن كذلك، فلعلنا نأمل أن تجمع أنت تلك التفاسير الأربعة (أي أو معادلها) في كتاب:)
ـ[ابن غانم]ــــــــ[26 - 08 - 02, 12:36 م]ـ
لكن السيوطي مع الأسف الشديد ذكر الموضوعات والأباطيل في كتابه دون تنبيه عليها خصوصا ما يتعلق بالغلو في آل البيت كما نقل في تفسير "مرج البحرين يلتقيان " أنهما علي وفاطمة وأن اللؤلؤ والمرجان هما الحسن والحسين 0 وأمثال ذلك مما يعتمد عليه الرافضة قبحهم الله في التلبيس على الناس فيزعمون أن تلك الأباطيل التي يعتقدونها هي مروية عند أهل السنة ولم ينفرد بها الرافضة 0 فأرجو أن يوفق الله أحد الإخوة لتتبع ما في هذا الكتاب من أمثال هذه الأباطيل وبيان بطلانها في كتاب مستقل يضمه من يقتني الدر إليه ليكون على حذر 0
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[26 - 08 - 02, 04:02 م]ـ
قول أخي الأمين (قل أن يشد عن تفسير السيوطي شيء) في محله و قد أوضحناه أعلاه،،،
و قوله لعلك: أقول لعل و الله المستعان .... لكن بدون أن يعقبها وجه ضاحك!!!! فما ينبغي
و قول ابن غانم عن تفسير السيوطي أن فيه .... فالسيوطي غفر الله له أراد أن يجمع ما وصلت إليه يداه من كتب التفسير المسندة و أن لا يترك منها شيئا و هو كما قال غير واحد من أهل العلم: حاطب ليل، فلذا تجد فيه من جنس ما ذكرت، لكن عهدته برئت بعزو القول و الأثر إلى مخرجه و الله أعلم.
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[26 - 08 - 02, 04:06 م]ـ
و قول الأمين إن هناك من يقول بوجود ترجمان القرآن أصل الدر في مصر فغير صحيح، و قد تحدثت في هذه المسألة مع شيخنا عبد القادر الأرنؤوط قديما فأنكر ما ذكر عن وجوده، و المذكور أنه مطبوع في مصر قبل تسعين سنة تقريبا، و كل هذا لا أصل له و الموجود هو الدر المختصر.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[26 - 08 - 02, 09:37 م]ـ
وهناك أيضا من التفاسير بالمأثور مما فقد:
- تفسير أبي بكر بن مردويه الأصبهاني.
- تفسير أبي الشيخ الأصبهاني.
- تفسير إسحاق بن راهويه.
- تفسير ابن شاهين.
- تفسير محمد بن إسحاق الصغاني، وغيرها.
وأريد أن أسأل الأخ الفاضل إبراهيم الميلي عن تفسير آدم بن أبي إياس العسقلاني هل هو مخطوط أو مجموع من كتب الحديث؟؟.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/59)
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[26 - 08 - 02, 09:41 م]ـ
تفسير عبد بن حميد اخبرني احد الثقات انه وقف على قطعة منه.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[26 - 08 - 02, 09:55 م]ـ
صحيح فتوجد منه قطعة بحاشية تفسير ابن أبي حاتم الرازي القطعة الموجودة بتركيا، ينظر تفسير ابن المنذر من معجم المصنفات الواردة في فتح الباري لمشهو رحسن آل سلمان ...
ـ[ابن وهب]ــــــــ[26 - 08 - 02, 10:07 م]ـ
ايضا
كتب احكام القران
ككتاب احكام القران للطحاوي
وقد طبع جزء منه
وكتاب احكام القران لاسماعيل القاضي ولااعلم عنه شيئا
والله اعلم
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[26 - 08 - 02, 10:10 م]ـ
أخي أبو إسحاق بخصوص تفسير آدم عن ورقاء فمخطوط و الرجاء مراسلتي على البريد ..
و بخصوص تفسير ابن المنذر فقد كنت أحاول الحصول عليه كما ذكرت في المقدمة و قد طبع قريبا قبل أيام بدار الثريا على نسختين منها النسخة المكتوبة على هامش تفسير ابن أبي حاتم.
و بخصوص تفسير أبي الشيخ فيوجد بتركيا و أحاول الحصول عليه و قبل أيام أرسلت احد الشباب إلى هناك فرجع بخفي حنين لصوعبة الاطلاع على المخطوطات عندهم.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[26 - 08 - 02, 10:10 م]ـ
وايضا
تفسير الوليد بن ابان
وقد اكثر عنه اببو الشيخ
وكتاب تفسير ابن ابي داود
كتاب التفسير للامام احمد
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[26 - 08 - 02, 10:11 م]ـ
كتاب احكام القران للقاضي يوجد قطعة منه وهي تحت التحقيق لدى احد طلاب العلم
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[26 - 08 - 02, 10:20 م]ـ
وقد أخبرني بعض الثقان أنه رأى قطعة من كتاب أحكام القرآن لإسماعيل القاضي مكتوبة على رق الغزال في الإمارات، والكتاب على شاكلة كتاب أحكام القرآن لأبي جعفر الطحاوي المطبوع في تركيا في مجلدين، والله أعلم.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[27 - 08 - 02, 09:38 م]ـ
ومن التفاسير المسندة أيضا:
- تفسير سنيد بن داود، وهو مفقود.
- تفسير سفيان بن عيينة.
- تفسير وكبع بن الجراح.
- تفسير ابن ماجه القزويني صاحب السنن، وهو يوجد عند بعض إخوة أحمد بن الصديق الغماري لعله حسن، ولا أعلم له نسخة ثانية.
- تفسير محمد بن يوسف الفريابي شيخ البخاري.
- تفسير يحيى بن سلام الإفريقي.
- تفسير أبي سعد عبد الملك بن أبي عثمان النيسابوري.
- تفسير مقاتل بن سليمان البلخي، وهو متروك.
- تفسير سفيان الثوري، وهو مطبوع.
وغيرها كثير.
وتفسير آدم بن أبي إياس العسقلاني مهم جدا، وقد اعتمده البخاري في صحيحه في مواطن، ومن مصنفاته أيضا كتاب العلم والحلم، وهو مخطوط.
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[28 - 08 - 02, 08:58 ص]ـ
تفسير الثوري المطبوع برواية أبي حذيفة النهدي و في روايته عن الثوري ما يستنكر و ما أخطأ فيه، لكن الأغلب عليه الصحة.
و تفسير يحيى بن سلام المغربي عندي منه نسخة ميكروفيلمية، و مصنفه متكلم فيه، و قد اختصر ابن أبي زمنين تفسيره فجوده، و قد طبع أخيرا بمصر.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[28 - 08 - 02, 09:23 م]ـ
جزى الله الأخ الفاضل أبا تيمية الميلي خيرا، ..
ويضاف إلى التفاسير المسندة:
- تفسير أبي الليث السمرقندي، وهو مخطوط.
- تفسير الكشف والبيان للثعلبي، وهو مطبوع.
- تفاسير الواحدي الثلاثة.
- تفسير ابن جريج، مفقود، ويوجد منه نقول كثيرة.
- تفسير أبي سعيد النقاش، مفقود ..
بالنسبة لتفسير أبي الشيخ الأصبهاني هل يوجد كاملا أخي الفاضل أبا تيمية أم جزء منه، وهل عندكم رقمه بتركيا؟
ـ[المنصور]ــــــــ[30 - 08 - 02, 12:47 ص]ـ
الموجود مختصر أحكام القرآن لبكر بن محمد القشيري، وهو مختصر كامل لكتاب القاضي إسماعيل، وهو يحقق في رسالتين في جامعة الامام، وبالمناسبة فهو يسند الأحاديث من طريقه أو ينقل أسانيد إسماعيل القاضي
ـ[المنصور]ــــــــ[30 - 08 - 02, 12:49 ص]ـ
وتفسير النقاش موجود كاملا حسب علمي كذلك
ـ[ابن فهيد]ــــــــ[30 - 08 - 02, 03:32 ص]ـ
لقد أخطأتم جميعا في التفريق بين كتب التفسير بالمأثور أو الرأي، ولا
أزيد على ذلك لأنني على عجلة من امري وأكتب من جهاز أحد
الأخوه، وهذا ليس بكلامي، بل كلام الشيخ الفاضل المفسر
المبدع /مساعد بن سليمان الطيار.
وله رساله خرجت قريبا جدا بعنوان /التفسير والتأويل والمدبر، نشر دار
ابن الجوزي من القطع الصغير، ولكن يساوي وزنه ذهبا، فحصولي عليه
كفرحتي عند حصولي على كتب الشيخ المليباري، وهو على منواله في
التجديد في فهم وتصحيح المصطلحات في علم التفسير وعلوم القرآن.
والدال على الخير كفاعله ....
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[30 - 08 - 02, 02:33 م]ـ
الأخ ابن فهيد
غفر الله لي و لك لقد أخطأت على الإخوة جميعا، هم - بإذن الله - لا يخفى عليهم التفسير بالسنة و الأثر من التفسير بالرأي، و لا تخفى عليهم السنة من القول بلا علم و من القول المحقق بعلم .. كله لا يخفى عليهم
لعلك تعيد تقرأ ما كتب
الموضوع كلمة لابن حجر جامعة صحيحة في أجمع كتب التفسير بالمأثور، و لا إخالك تطعن فيها، فالمذكور فيها حق و الكتب كتبٌ سلفية مسندة، ثم عقب الإخوان كل بما عنده حول الكتب المسندة التي تسند الحديث و الأثر، لا أن ما فيها كله صحيح، فانتبه
فما ذكره الإخوان تعقيبا حول ما يوجد من كتب مسندة ...
و مع هذا فأكثر ما ذكره الإخوان من التفسير جيد، و ما تذكره ينطبق على الواحد و الاثنين فلينتبه في سوق العبارة و صياغتها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/60)
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[30 - 08 - 02, 08:56 م]ـ
بارك الله في الأخ الفاضل أبي تيمية الميلي، والأخ الفاضل المنصور:
ويضاف إلى كتب التفسير المسندة:
جزء فيه تفسير يحيى بن يمان، وتفسير مسلم بن خالد الزنجي، وتفسير نافع بن أبي نعيم، وتفسير عطاء الخراساني، مطبوع في المدينة النبوية.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[27 - 12 - 02, 06:49 ص]ـ
الأخ أبو تيمية
قلت في صدر موضوعك: <<و يمكن تعويض عبد بن حميد بتفسير آدم بن أبي إياس و قد انتهيت من تحقيقه بفضل الله و تفسير سعيد بن منصور، و هو ضمن السنن له و تفسير عبد الرزاق الصنعاني و تفسير البستي و قد حقق أكثره بالجامعة الإسلامية>>
كيف عرفت أنه يمكن تعويض تفسير عبد بن حميد بهذه التفاسير، مع أن تفسير عبد بن حميد مفقود باعترافك، وأنك لم تطلع عليه؟!
ـ[الشافعي]ــــــــ[27 - 12 - 02, 08:34 ص]ـ
((- تفسير أبي الليث السمرقندي، وهو مخطوط))
طبع منذ مدة وأظن له أكثر من طبعة.
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[27 - 12 - 02, 09:19 ص]ـ
الأخ الأمين:
الذي قلته أعلاه (و تفسير عبد بن حميد لم يطبع، بل لا يعرف مخطوطا .. و كأنه مفقود، و تفسير ابن أبي حاتم مطبوع أكثره، و يمكن تعويض عبد بن حميد بتفسير آدم بن أبي إياس و قد انتهيت من تحقيقه بفضل الله و تفسير سعيد بن منصور، و هو ضمن السنن له و تفسير عبد الرزاق الصنعاني و تفسير البستي و قد حقق أكثره بالجامعة الإسلامية، و كلها نافعة)
فقولي: (يمكن تعويضه .. ) المراد بإمكان تعويض تفسير عبد بمجموع ما ذكر من التفاسير.
و قولك (إنني لم أطلع علي الكتاب) لم أقله، بل ذكرت أن أصله مفقود، لكن الكتاب نثره السيوطي في كتابه الدر المنثور، فعلمنا بذلك مادته، و الدر كانت لي به عناية كبيرة جدا جدا، و هو كتاب قيم جدا، و لو وجد أصله ترجمان القرآن (التفسير المسند) لكان الغاية في هذا الباب.
فمن هذا كان يمكن أن يقال إن تفسير عبد لم يضع متنا،لكن أسانيده وهي الأهم قد فقدت، إلا إذا رويت في كتب أخرى من طريقه ..
و عبد بن حميد وافقه على كثير مما رواه: ابن جرير و ابن أبي حاتم، و كذلك ابن المنذر، و هناك من وافقه على آثار كثيرة خارج كتب التفسير كما أن هناك آثار كثيرة انفرد بها .. غرضي من تعويضه تعويض فقده، بحيث نبدله بالكتب المذكورة، فإنها كذلك فيها زوائد كثيرة على الكتب الأخرى، و سعيد بن منصور قد وافقه في كثير من الروايات،،
و على كل فالتفاسير كلها لا يغني بعضها عن بعض، فلا بد أنك تجد في هذا ما لا تجد في غيره، و يكفي من فوائدها ما يستفاد في باب المتابعة و تقوية الأثر بالطرق، و كلام المؤلف صاحب التفسير ..
و لذلك قلت (يمكن)، و على كل فكان الأولى أن أذكر غير كلمة (التعويض) لأنها توهم الاستغناء كلية عن الكتاب و بارك الله فيك.
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[01 - 01 - 03, 09:55 م]ـ
أيه الإخوة
هل ما طبعته دار الباز (تفسير ابن أبي حاتم)
في عشرة مجلدات
كامل أم لا؟
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[02 - 01 - 03, 01:07 ص]ـ
الكتاب ناقص، وقد أكملوا النقص من الدر المنثور، ومن تفسير ابن كثير ... والله الموفق
ـ[ابن معين]ــــــــ[02 - 01 - 03, 01:30 ص]ـ
وللفائدة:
فقد طبع حديثاً تفسير مقاتل بن سليمان في خمس مجلدات، والطابع له هي دار إحياء التراث العربي.
إلا أن مقاتل بن سليمان متروك كما قال أخي أبو إسحاق.
ـ[سابق1]ــــــــ[02 - 01 - 03, 05:37 ص]ـ
الأخ أبا تيمية
قولك في الدر المنثور: إنه وحده كافٍ في الشهادة للسيوطي بالحفظ فيه نظر ..
فإن جمع الحديث من كتب التفسير أسهل بكثير ..
إذ كلها مرتب على السور ..
ولو قلت إن الجامع الكبير له دال على هذا، لكان أولى وأظهر ..
ـ[ابن وهب]ــــــــ[02 - 01 - 03, 06:01 ص]ـ
-
ـ[أبو يوسف العامري]ــــــــ[11 - 06 - 07, 06:36 ص]ـ
ذكر في ترجمة شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله
انه كان يطالع في مكتبته الكبيرة -استقراء للمسائل- في مائتي تفسير عن السلف!
فهل المقصود بذلك .. 200 تفسير مسند عن السلف!!!؟؟ ام ماذا؟
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[02 - 09 - 07, 03:58 م]ـ
بخصوص تفسير آدم عن ورقاء فمخطوط
بل مطبوع قبل سنوات، لكنه طبع منسوبا إلى مجاهد.
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[02 - 09 - 07, 04:03 م]ـ
بخصوص تفسير آدم عن ورقاء فمخطوط
هو مطبوع قبل سنوات منسوبا إلى مجاهد.
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[02 - 09 - 07, 04:09 م]ـ
كتاب احكام القران للقاضي يوجد قطعة منه وهي تحت التحقيق لدى احد طلاب العلم
طبع الموجود منه بدار ابن حزم سنة 1426.
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[02 - 09 - 07, 04:11 م]ـ
تفسير عبد بن حميد لم يطبع، بل لا يعرف مخطوطا .. و كأنه مفقود
طبع الموجود منه بدار ابن حزم سنة 1425.
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[02 - 09 - 07, 04:22 م]ـ
- تفسير أبي سعيد النقاش، مفقود ..
التفسير لأبي بكر النقاش، وكان سماه شفاء الصدور!
قال هبة الله بن الحسن الطبري: تفسير النقاش إشْفى الصدور، ليس بشفاء الصدور.
أما الواحدي فشنع عليه تشنيعا عظيما لا أقوى على نقله.
أما أبو سعيد النقاش فهو الأصبهاني الحنبلي صاحب فنون العجائب وفوائد العراقيين وغيرهما.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/61)
ـ[أبو جعفر الزهيري]ــــــــ[05 - 09 - 07, 01:37 ص]ـ
لو سألتكم يا اخواني في الله ما هي التفاسير المفقودة؟ فهل لديكم قائمة بأسماء المفقود من التفاسير(1/62)
أكثر من ثلثي تفسير مجاهد من طريق ابن أبي نجيح وابن جريج عن مجاهد ولم يسمعا منه.
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[26 - 08 - 02, 09:36 م]ـ
أكثر من ثلثي تفسير مجاهد من طريق ابن أبي نجيح وابن جريج عن مجاهد ولم يسمعا منه.
أكثر من ثلثي تفسيره من هذا الطريق لكن أهل العلم اعتمدوه صححوه وقبلوه بل جعلوه من اصح طرق التفسير المروية، وذلك لأن اهل العلم حملوه على المتصل مجازا للعلم بالواسطة، قال علي بن المديني: [أما التفسير فهو ثقة فيه يعلمه وقد قفز القنطرة].
قال يحي بن سعيد القطان: [لم يسمع التفسير من مجاهد].
لكن قال الذهبي معلقا على قول القطان: [وهو من اخص الناس بمجاهد]
وقال وكيع: [كان سفيان الثوري يصحح تفسير ابن ابي نجيح]
وكونه لم يسمع من مجاهد لا يقدح به فهو متخصص بحديثه بل روايته اقوى من غيره ممن لاقاه من تلاميذه فهو كروياة ابن المسيب عن عمر.
والواسطة معهلومة وهو القاسم بن ابي بزة ثقة معروف اخرج له الجماعة.
قال ابن حبان: [لم يسمع التفسير من مجاهد غير القاسم بن ابي بزة وكل من يروي عن مجاهد التفسير فانما اخذه من كتاب القاسم].
وقال: [ابن ابي نجيح وابن جريج في كتاب القاسم عن مجاهد في التفسير رويا عن مجاهد عن غير سماع].
اذا فاسناد تفسير مجاهد هذا من اصح الاسانيد المروية في التفسير.
قال ابن تيمية: [وقول القائل لا تصح رواية ابن ابي نجيح عن مجاهد جوابه: ان تفسير ابن ابي نجيح عن مجاهد من اصح التفاسير بل ليس في ايدي اهل التفسير كتاب اصح منه].
والله اعلم
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[27 - 08 - 02, 12:25 ص]ـ
وفي تفسير الطبري أسانيد كثيرة لابن جريج عن القاسم بن بزة عن مجاهد.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[27 - 08 - 02, 08:25 ص]ـ
أخي الكريم عبد الله
كلامك فيه فوائد كثيرة، لكنه لا يخلو من بعض المبالغات.
يروي ابن أبي نجيح عن كتاب القاسم كما أسلفنا. وفي ما ينقله نظر، إذ أنه مدلّسٌ مبتدِع داعية، لا نعرف إن كان كل ما أخذه هو عن كتاب القاسم أم أنه أخذ عن غيره. يروي عنه:
- ورقاء بن عمر اليشكري (عن ابن أبي نجيح) ضعّفه أحمد في التفسير لكثرة تصحيفه، ووثقه في رواية أخرى. ولم يسمع كل التفسير من ابن أبي النجيح.
- شبل (عن ابن أبي النجيح): قدري.
فهذا طريق غالبه صحيح. ولكن به شذوذات عقائدية لا نشك في أن ابن أبا نجيح دلسها عن ضعفاء لينصر بدعته المعتزلية الفاسدة. ولذلك لا تؤخذ العقيدة من هذا الطريق، ولا الأحاديث المرفوعة. ولا بأس بأخذ التفسير اللغوي وآراء مجاهد الفقهية، خاصة أنها غالباً ما توافق آراء ابن عباس.
قولك: <<لكن أهل العلم اعتمدوه صححوه وقبلوه بل جعلوه من اصح طرق التفسير المروية>> كان يمكن أن يكون صحيحاً لو أنك قلت بعض أهل العلم. أما أن تنسب ما ترجح لك للجمهور دون الإشارة للخلاف، فهو خلاف ما تقتضيه الأمانة العلمية، حتى لو كان رأيك صحيحاً.
إليك مثال أخرجه ابن جرير (29/ 24) من طريق: ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد به. وقد سبق ذكر علة هذا الإسناد. وأخرج ابن جرير: حدثني محمد بن عبيد المحاربى، وابن حميد، قالا: حدثنا ابن المبارك، عن ابن جريج، عن مجاهد {يوم يكشف عن ساق} قال: شدة الأمر وجده. قال ابن عباس: هي أشد ساعة في يوم القيامة.
ابن جريج مدلس عن ضعفاء وقد عنعن، ثم إنه لم يسمع التفسير من مجاهد كما نص عليه ابن معين. ففي ((سؤالات ابن الجنيد)) له (37): ((سألت يحيى بن معين، قلت: ابن جريج سمع من مجاهد شيئاً؟ قال: حرفاً أو حرفين، قلت: فمن بينهما؟ قال لا أدري)). وقال: (595): ((وسمعت يحيى بن معين يقول: سمع ابن جريج من مجاهد حرفاً واحداً في القراءة: {فإن الله لا يهدي من يضل} قال: لا أدري كيف قرأه يحيى بن معين، ولم يسمع منه غيره، كان أتاه ليسمع منه، فأتاه فوجده قد مات))
أنت تجعله من أصح التفاسير اعتماداً على قول ابن حبان. لك ذلك لو شئت. أما أن تنسب ذلك لجمهور العلماء ففيه نظر.
مثال آخر:
نقل الحافظ ابن جرير في تفسيره (27/ 7) تأويل لفظة (أيد) الواردة في قوله تعالى: {والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون} بالقوة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد.
فهل تقول أنت أنه من الجائز تأويل صفة اليد بالقوة، وأن ذلك قد جاء عن السلف؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/63)
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[27 - 08 - 02, 05:22 م]ـ
أخي الكريم الامين: نعم هو راي الاكثر، فأنت لم تنسب قولك الذي عل به لاحد تكلم على هذا الطريق، واطلاقي الحكاية عن العلماء ليس بدون قول ابن تيمية: [وقول القائل لا تصح رواية ابن ابي نجيح عن مجاهد جوابه: ان تفسير ابن ابي نجيح عن مجاهد من اصح التفاسير بل ليس في ايدي اهل التفسير كتاب اصح منه].
أما ما زعمت ان فيها منكرات فلتعلم ان ما روي عن مجاهد هو آلاف الروايات وان جاء آحاد منكرة فهذا يدل على قوتها.
وما زعمتها منكرة ليست كذلك:
1 - يوم يكشف عن ساق. هذه ليست من آيات الصفاة حتى تتهم بها هذا الطريق، بل الخلاف فيها قديم فقال قتادة: شدة وقال ابراهيم: عن امر عظيم. وجاء عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة وسعيد نحوة، والخلاف قديم، قال ابن القيم: [لا يحفظ عن الصحابة والتابعين نزاع في اية يذكر انه من الصفات ام لا في غير هذه الموضع وليس في ظاهر القران ما يدل على ان ذلك صفة لله لانه لم يضف الساق اليه] ونحوه قال ابن تيمية: (6/ 394).
2 - والسماء بنيناها بايد. هذه ايضا ليست من آيات الصفات كما جاء عن ابن عباس ومجاهد (لا يفهم ان هذا تأويل لصفة اليد، بل انني مثبت لليد وغيرها من الصفات الثابته حقيقة، لكن الكلام في هذه الاية فقط انها ليست من الصفات) لان (الاييد) هنا ليست جمع (يد) بل هي مصدر آد يئيد اذا قوي ومنه قوله تعالى (واذكر عبدنا داوود ذا الاييد). والاداة: الداهية والامر العظيم ومنه قوله: (شيئا ادا)
ولو فرض ان هذه من الصفات هنا فان هذا التفسير عن مجاهد وابن عباس تفسير بللازم لانه لا يعرف اطلاق الايدي بمعنى النعمة والقوة الا في حق من اتصف باليدين على الحقيقة، ولذا لا يقال للريح يد ولا للماء يد. وتقول العرب: ما لهم بذلك يد: يعني قوة.
وتفسير مجاهد من هذا الطريق من اصح التفاسير عند اهل العلم كما قاله ابن تيمية
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[27 - 08 - 02, 07:31 م]ـ
ولكن ابن معين يرى ضعفه!
فهو صحيح عند بعض أهل العلم وليس كلهم. والفرق كبير.
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[27 - 08 - 02, 08:35 م]ـ
أخي الامين سددك ربي للحق:
آمل الدقة، فابن معين لا يرى ضعفها، ومن اين اخذت تضعيفه لها، بل غاية ما في قول يحي ابن معين انه يرى انه لم يسمع منه وهذا محل اتفاق عند الحفاظ، ولكنه جهل الواسطه وعلمها غيره، فانظر قوله:
((سؤالات ابن الجنيد)) له (37): ((سألت يحيى بن معين، قلت: ابن جريج سمع من مجاهد شيئاً؟ قال: حرفاً أو حرفين، قلت: فمن بينهما؟ قال لا أدري)). وقال: (595): ((وسمعت يحيى بن معين يقول: سمع ابن جريج من مجاهد حرفاً واحداً في القراءة: {فإن الله لا يهدي من يضل} قال: لا أدري كيف قرأه يحيى بن معين، ولم يسمع منه غيره، كان أتاه ليسمع منه، فأتاه فوجده قد مات))
.
قول ابن معين لا خلاف فيه لكنه فقط افاد بعدم السماع وهذا متفق عليه، فهل اذا حكى العلماء عدم سماع سعيد ابن المسيب من عمر يعني تضعيف؟؟!!.
حكاية ابن معين هذه تفيد انه متوقف في معرفته للواسطه التي علمها غيره.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[27 - 08 - 02, 10:53 م]ـ
لاحظ قوله: فمن بينهما؟ قال لا أدري.
وابن جريج تدليسه شر التدليس لأنه لا يدلس عادة إلا عن ضعيف.
فإذا لم يعرف الواسطة فالطريق ضعيف.
بالمناسبة لعلك قصدت مرسل النخعي عن ابن مسعود وليس عن عمر. فالأول صحيح والثاني ضعيف (انظر أقوال العلماء في حديث فاطمة بنت قيس).
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[27 - 08 - 02, 11:30 م]ـ
الحقيقة أذهلني ما قرأت لأول مرة في تاريخ علم الحديث أرى أحدا يضعف رواية أبن أبي نجيح عن مجاهد و يراها ضعيفة و لا بأس بالأخذ بها في اللغويات و نحوها ..
من بربك قال هذا يا أخي الأمين من النقاد أهل الحديث؟
لا أعرف أحدا منهم ترك الاحتجاج بها سوى ابن ألأنباري و ليس من أئمة هذا الشأن، و أظنه أعلها بالانقطاع و هذا لا شيء بعد أن علمت الواسطة، و لأن روايته عن مجاهد كتاب.
قال ابن تيمية:
و على تفسير مجاهد يعتمد أكثر الأئمة كالثوري و الشافعي و أحمد بن حنبل و البخاري قال الثوري إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به و الشافعى في كتبه أكثر الذي ينقله عن إبن عيينة عن إبن أبي نجيح عن مجاهد و كذلك البخاري فى صحيحه يعتمد على هذا التفسير وقول القائل لا تصح رواية إبن أبي نجيح عن مجاهد جوابه أن تفسير إبن أبي نجيح عن مجاهد من أصح التفاسير بل ليس بأيدى أهل التفسير كتاب فى التفسير أصح من تفسير إبن أبي نجيح عن مجاهد إلا أن يكون نظيره فى الصحة (المجموع 17/ 408 - 409)
و قد فصلت طرق هذا التفسير في تحقيق كتاب آدم عن ورقاء.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 - 08 - 02, 12:23 ص]ـ
أولاً الكلام الأخير هو عن رواية ابن جريج عن مجاهد وليس رواية ابن أبي نجيح.
ثانياً أحقق كلام ابن معين وليس كلامي.
ثالثاً أنا أرى صحة تفسير ابن أبي نجيح إلا في العقيدة لأن المبتدع الداعية لا تقبل روايته فيما ينصر بدعته. وقد نقل ابن حبان والحاكم ِإجماع أهل الحديث على ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/64)
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[28 - 08 - 02, 02:17 ص]ـ
اخي محمد الامين يظهر ان كتب الاصطلاح اخذت حظا وافرا من التأثير عليك -سددك الله- وأنا اعني ما اقول من ان العلماء قبلوا رواية سعيد عن عمر كما قبلوا النخعي عن ابن مسعود واليك هؤلاء العلماء:
- أمام السنة أحمد بن حنبل نقله عنه ابن ابي حاتم في الجرح (4/ 60) وابن عبدالهادي في بحر الدم (177) والنووي في تهذيب الاسماء واللغات (1/ 214). قال ابن القيم في تهذيب السنن 5/ 151: (فإن ابن المسيب إذا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو حجة قال الإمام أحمد إذا لم يقبل سعيد بن المسيب عن عمر فمن يقبل). ويأتي تمام النقل عنه عند راي ابن القيم.
2 - الترمذي. فقد صحح احاديثه عن عمر في سننه: (1431) (235/ 2) (4/ 38)
3 - الحاكم. كما في مستدركه: (2/ 296): (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ولا أعلم خلافا بين أئمتنا أن سعيد بن المسيب أدرك أيام عمر رضي الله عنه وإنما اختلفوا في سماعه منه)
وقال: (1/ 215): (فأما سماع سعيد عن عمر فمختلف فيه وأكثر أئمتنا على أنه قد سمع منه).
4 - البيهقي. كما في سننه (10/ 303) (وراية ابن المسيب عن عمر اصح من رواية عمرو بن شعيب .. )
5 - ابن عبد البر. كما قال رحمه الله في التمهيد (6/ 303) (12/ 116): (ورواية سعيد بن المسيب عن عمر .. تجري مجرى المتصل وجائز الاحتجاج بها عندهم لأنه قد رآه وقد صحح بعض العلماء سماعه منه وولد سعيد بن المسيب لسنتين مضتا من خلافة عمر وقال سعيد ما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقضية ولا أبو بكر ولا عمر إلا وأنا أحفظها).
6 - يحي بن سعيد القطان قال في جامع التحصي: (184): 0سعيد بن المسيب عن عمر مرسل يدخل في المسند على المجاز).
7 - ابو حاتم كما في المراسيل: (71): (0سعيد بن المسيب عن عمر مرسل يدخل في المسند على المجاز).
8 - الشافعي كما في الام (7/ 324).
9 - يعقوب بن سفيان 0 نقله ابن القيم كما في تهذيب السنن .. يأتي
10 - النووي كما في تهذيب الاسماء واللغات (214).
11 - ابن القيم كما في تهذيب السنن (13/ 243) قال: (وتعليل الحديث برواية سعيد له عن عمر تعنت بارد). وقال: (وهو تعليل باطل أنكره احمد ويعقوب بن سفيان وغيرهما) وانظر (9/ 116)
12 - ابن حجر: كما في تغليق التعليق (2/ 470): (وقد صح سماع ابن المسيب من عمر اوضحت ذلك في مختصر التهذيب في ترجمته).
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 - 08 - 02, 02:30 ص]ـ
رواية ابن المسيب عن عمر صحيحة بإجماع أهل الحديث.
ورواية النخعي عن ابن مسعود صحيحة.
لكنك قلت في صدر الموضوع: <<فهو كروياة النخعي عن عمر>>
وأظنه سبق قلم منك -سددك الله-
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[28 - 08 - 02, 02:37 ص]ـ
احسنت اخي محمد الامين هو سبق قلم، جزيت خيرا.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 - 08 - 02, 06:48 ص]ـ
بالمناسبة
سعيد بن المسيب لم يسمع من عمر إلا خطبة واحدة!
ومع صحة سماع سعيد من عمر، فإن هذا قليل للغاية. بل لعله حديث موقوف واحد كما في "تهذيب التهذيب" (4\ 88). وغالب ذلك مرسل لكن عن ثقات. جاء في جامع التحصيل (1\ 47): قال يحيى بن سعيد الأنصاري: «كان ابن المسيب يسمى راوية عمر، لأنه كان أحفظ الناس لأقضيته. وكان ابن عمر ? إذا سئل عن شيء فأشكل عليه، يقول سلوا سعيد بن المسيب فإنه قد جالس الصالحين». وسئل مالك عن سعيد بن المسيب: هل رأى عمر ?؟ فقال: «لا، ولكنه ولد في زمانه. فلما كبر أكب على المسألة عن شأنه وأمره، حتى كأنه رآه. وبلغني أن ابن عمر كان يرسل إلى ابن المسيب، فيسأله عن بعض شأن عمر وأمره ?». بل نقل ابن القيم في زاد المعاد (5\ 183) إجماع المحدِّثين على قبول مرسلات سعيد عن عمر ?.
أما عن مراسيل إبراهيم فهي صحيحة عن إبن مسعود فقط.
وجاء في جامع التحصيل (ص80): قال أحمد بن حنبل: «مرسلات إبراهيم النخعي لا بأس بها». وأشار البيهقي إلى أن هذا إنما يجيء فيما جزم به إبراهيم النخعي عن ابن مسعود وأرسله عنه، لأنه قيد فعله ذاك. فأما غيرها فإنا نجده يروي عن قوم مجهولين لا يروي عنهم غيره مثل هني بن نويره وجذامة الطائي وقرثع الضبي ويزيد بن أوس وغيرهم. اهـ. وفي المراسيل لابن أبي حاتم (ص6): قال يحيى بن سعيد: «كان شعبة يُضَعِّف إبراهيم (النخعي) عن علي».
فظهر من ذلك أن مراسيل إبراهيم يُعتبر بها ولا يُحتج بها إلا عن عبد الله بن مسعود ? فإن ذلك داخل في قسم الصحيح المتصل. فقد ذكر الترمذي في علله (1\ 754): قال الأعمش: قلت لإبراهيم النخعي، أسند لي عن ابن مسعود. فقال إبراهيم: «إذا حدثتكم عن رجل عن عبد الله فهو الذي سمعت. وإذا قلت قال عبد الله فهو واحد عن عبد الله». اهـ.
وقال الدارقطني في سننه (3\ 174): «فهذه الرواية وإن كان فيها إرسال، فإبراهيم النخعي هو أعلم الناس بعبد الله وبرأيه وبفتياه. قد أخذ ذلك عن أخواله علقمة والأسود وعبد الرحمن ابني يزيد وغيرهم من كبراء أصحاب عبد الله. وهو القائل: "إذا قلت لكم قال عبد الله بن مسعود، فهو عن جماعة من أصحابه عنه. وإذا سمعته من رجل واحد، سميته لكم"».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/65)
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[29 - 08 - 02, 04:50 ص]ـ
نحن نتكلم في نقطة، آمل ان لايطول خروجنا عنها وهي:
ان اهل العلم قبلوا تفسير مجاهد من هذه الطرق
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[29 - 08 - 02, 07:13 ص]ـ
بعض أهل العلم، فابن معين لم يقبل ابن جريج عن مجاهد.
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[17 - 09 - 02, 09:49 م]ـ
بل أهل العلم عامة، وابن معين لم يرد رواية ابن جريج عن مجاهد لان فيها ضعفا لنكارة الطريق او نحوه بل انه جهل الواسطه وعلمها غيره
ـ[أشرف عبد الله]ــــــــ[26 - 05 - 05, 07:09 م]ـ
وفي تفسير الطبري أسانيد كثيرة لابن جريج عن القاسم بن بزة عن مجاهد.
نعم شيخ هيثم جزاك الله خيرا
وطرق أخرى أيضا يسوقها الطبري لتفسير مجاهد وكل هذه الطرق متعاضدة ومتوافقة وتقوي الطريق المذكور، والله اعلم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[01 - 06 - 05, 12:45 ص]ـ
بل أهل العلم عامة، وابن معين لم يرد رواية ابن جريج عن مجاهد لان فيها ضعفا لنكارة الطريق او نحوه بل انه جهل الواسطه وعلمها غيره
أهل العلم عامة؟!! أين أقوالهم يا أخ عبد الله سددك الله؟
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[20 - 06 - 05, 12:10 م]ـ
نريد من الأخ محمد أمين أن يثبت بالنقول أن ابن أبي نجيح معتزلي رافضي داع إلى بدعته ...
وهل ثبت أنه استعان برواياته على ترويج بدعته .... ؟
أفدني أفادك الله ..
ـ[الشافعي]ــــــــ[21 - 06 - 05, 06:48 م]ـ
(((بل أهل العلم عامة، وابن معين لم يرد رواية ابن جريج عن مجاهد لان فيها ضعفا لنكارة الطريق او
نحوه بل انه جهل الواسطه وعلمها غيره)))
أخي الكريم عبد الله العتيبي. . . أليس قولك (((بل انه جهل الواسطه))) هو علة ردنا لكل خبر منقطع
الإسناد؟؟؟؟؟
فما المانع من أن نقول هنا إن ابن معين رد رواية ابن جريج عن مجاهد؟؟؟؟ وقولك إنه توقف فيها يعني
إنه لم يقبلها وهو مساوٍ لردها حكماً وهو الشأن في عامة الأحاديث الضعيفة لانقطاع أو لسوء حفظ
الراوي أو جهالته ونحو ذلك. فنحن لا نقول إن الخبر كذب أو غلط لكن نقول إننا نتوقف في قبوله لعدم
معرفتنا بأن رواته أدوه كما سمعوا
والله أعلم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[22 - 06 - 05, 03:03 ص]ـ
فائدة
قولهم معتزلي هنا لايعنون به انه كان يعتقد مذهب المعتزلة (الاصول الخمسة)
ومافيه من نفي الصفات والقول بخلق القرآن والقول بالمنزلة بين المنزلتين
الخ
بل المراد به القول بالقدر
فهو كقولهم قدري
فقدري معتزلي
هوبيان وتوضيح لقولهم قدري
ذكرت هذا للفائدة
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[22 - 06 - 05, 05:22 ص]ـ
الأخ الشافعي والأخ ابن وهب بارك الله بكما
الأخ نضال، تجد ذلك في ترجمته وفقك الله
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[22 - 06 - 05, 06:45 ص]ـ
قال أحمد بن حنبل رحمه الله:
ليس أحد أروى عن مجاهد من منصور، إلا ابن أبي نجيح اهـ الجرح والتعديل 8/ 178.
قال ابن المديني: كان يرى الإعتزال، وأما الحديث فهو فيه ثقة اهـ ميزان الإعتدال 2/ 515.
قال ابن أبي حاتم: قلت لأبي: ابن أبي نجيح أحب إليك أم خصيف؟ قال: ابن أبي نجيح. إنما يقال في ابن أبي نجيح القدر، وهو صالح الحديث. اهـ الجرح والتعديل 5/ 203.
----------------------------------------------------------------------------------------------
للفائدة:
عندي دراسة تتكون من (707) صفحة بعنوان:
مجاهد: المفسّر والتفسير = رسالة دكتوراه من جامعة الأزهر
تأليف الأستاذ الدكتور: أحمد إسماعيل نوفل، الأستاذ بكلية الشريعة بالجامعة الأردنية - عمان.
وقد عقد فصلاً كاملاً (في 43 صفحة) حول: طرق رواية التفسير عن مجاهد في ست مباحث:
1 - الطرق الواردة في تفسير مجاهد
2 - الطرق الواردة في تفسير الثوري.
3 - الطرق الواردة في تفسير عبد الرزاق الصنعاني.
4 - الطرق الواردة في تفسير ابن أبي حاتم.
5 - الطرق الواردة في تفسير الطبري.
6 - الطرق الواردة في فتح الباري.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[25 - 06 - 05, 10:00 ص]ـ
أخي محمد الأمين ... لم تجب هذ السؤال:
"وهل ثبت أنه استعان برواياته على ترويج بدعته (حتى نرد خبره) .... ؟ "
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[25 - 06 - 05, 10:04 ص]ـ
(((بل أهل العلم عامة، وابن معين لم يرد رواية ابن جريج عن مجاهد لان فيها ضعفا لنكارة الطريق او
نحوه بل انه جهل الواسطه وعلمها غيره)))
أخي الكريم عبد الله العتيبي. . . أليس قولك (((بل انه جهل الواسطه))) هو علة ردنا لكل خبر منقطع
الإسناد؟؟؟؟؟
فما المانع من أن نقول هنا إن ابن معين رد رواية ابن جريج عن مجاهد؟؟؟؟ وقولك إنه توقف فيها يعني
إنه لم يقبلها وهو مساوٍ لردها حكماً وهو الشأن في عامة الأحاديث الضعيفة لانقطاع أو لسوء حفظ
الراوي أو جهالته ونحو ذلك. فنحن لا نقول إن الخبر كذب أو غلط لكن نقول إننا نتوقف في قبوله لعدم
معرفتنا بأن رواته أدوه كما سمعوا
والله أعلم
إشارة:
كلام الأخ الشافعي صحيح،
لكن لمن لم يعلم من العذر ما ليس لمن علم
فلا يسعنا بعد معرفة الواسطة أن نرد هذا السند
كما لا يسع ذلك ابن معين 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - إذا علم(1/66)
هل تعلم أجمع آية و أشد آية و أعظم آية و أرجى آية
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[27 - 08 - 02, 12:48 ص]ـ
قف على هذا الأثر النفيس من فقيه الكوفة و مفسرها عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
فقد أخرج الطبراني (8659) بسند صحيح عن الشعبي قال جلس مسروق وشتير بن شكل في مسجد الأعظم فرآهما ناس فتحولوا إليهما فقال مسروق لشتير إنما تحول إلينا هؤلاء لنحدثهم فإما أن تحدث وأصدقك وإما أن أحدث وتصدقني فقال مسروق حدث أصدقك قال شتير ثنا عبد الله بن مسعود أن أعظم آية في كتاب الله الله لا إله إلا هو الحي القيوم إلى آخر الآية فقال مسروق صدقت حدثنا عبد الله أن أجمع آية في كتاب الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان إلى آخر الآية قال مسروق صدقت وحدثنا أن أكثر أو أكبر آية في كتاب الله فرحايا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إلى آخر الآية فقال مسروق صدقت وحدثنا أن أشد آية في كتاب الله تفويضا ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب إلى آخر الآية فقال مسروق صدقت.
و أخرجه أيضا (8658) و الحاكم و صححه من طريق معتمر بن سليمان قال سمعت منصورا عن عامر قال:جلس شتير بن شكل ومسروق بن الأجدع فقال شتير لمسروق حدث بما سمعت عبد الله وأصدقك أو أحدث وتصدقني قال سمعت عبد الله يقول إن أجمع آية في القرآن لخير وشر آية في سورة النحل إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون قال صدقت قال سمعت عبد الله يقول إن أكبر آية في القرآن فرحا آية في سورة الغرف قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إن شاء قال صدقت
و أخرجه الطبراني (8661) بسند حسن من طريق عن عاصم بن بهدلة عن أبي الضحى قال اجتمع مسروق وشتير بن شكل في المسجد فتعرض سليه ما حلق المسجد فقال مسروق ما أرى هؤلاء جلسوا إلينا إلا ليسمعوا منا خيرا فإما تحدث عن عبد الله وأصدقك وإما أن أحدث عن عبد الله وتصدقني فقال حدثنا أبا عائشة فقال مسروق سمعت عبد الله بن مسعود يقول العيان تزنيان والرجلان تزنيان واليدان تزنيان ويصدق ذلك الفرج ويكذبه قال نعم وأنا قد سمعته قال فهل سمعت عبد الله بن مسعود يقول إن أجمع آية في القرآن حلال وحرام وأمر ونهي إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء إلى آخر الآية قال نعم قال وأنا قد سمعته قال فهل سمعت عبد الله بن مسعود يقول إن أكبر آية في لقرآن تفويضا ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب قال نعم قال وأنا قد سمعته قال وهل سمعت عبد الله بن مسعود يقول إن أشد آية في القرآن فرحا يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إلى آخر الآية قال نعم قال فأنا قد سمعته.
و له طريق آخر عند عبد الرزاق و الطبراني إلى الشعبي.
ـ[أبو مصعب الجهني]ــــــــ[27 - 08 - 02, 02:27 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ أبو تيمية وبارك فيك
فدررك تنهال علينا ولا نملك إلا الدعاء فقط
نرجو منك عدم الانقطاع
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[27 - 08 - 02, 02:46 م]ـ
و جزاك و بارك فيك و نفعني الله و إياك بالعلم النافع و رزقني و إياك العمل الصالح
ـ[المدني1]ــــــــ[21 - 04 - 07, 01:59 ص]ـ
جزاك الله خيرا على الفائدة الجميلة
ـ[أم معين]ــــــــ[21 - 04 - 07, 02:28 ص]ـ
بوركت خطاك
ـ[أبو فهر الأثري]ــــــــ[03 - 05 - 07, 07:09 م]ـ
لا فض فوك يا أبا تيمية ,
وأسأل الله العظيم أن يجعلك كابن تيمية إنه ولي ذلك والقادر عليه
ـ[محمد ياسر عرفات]ــــــــ[03 - 05 - 07, 07:12 م]ـ
نفع الله بكم.
ـ[يونس حسن]ــــــــ[06 - 05 - 07, 10:17 ص]ـ
جوزيت خيرا
ـ[وليد]ــــــــ[15 - 08 - 10, 12:46 ص]ـ
جزاك الله خيرا(1/67)
تفسير أبي الشيخ الأصبهاني؟؟؟
ـ[المنصور]ــــــــ[09 - 09 - 02, 01:54 ص]ـ
هل من خبر عن هذا الكتاب فقد قيل لي إنه في تركيا، فهل النسبة صحيحة لأبي الشيخ؟ وهل الكتاب في تركيا؟ ومامقدار الموجود منه؟
وجزاكم الله خيراً
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[09 - 09 - 02, 02:07 ص]ـ
تفسير ابي الشيخ ثابت النسبة له والعلماء ينقلون منه وآخر من وقف عليه السيوطي يكثر النقل عنه في الدر المنثور.
ولا اعلم عن وجوده شييئا
ـ[المنصور]ــــــــ[09 - 09 - 02, 02:54 ص]ـ
أعلم عن أن الكتاب ثابت النسبة، ولكن كان القصد هو هذه النسخة التركية
وشكر الله لشيخنا العتيبي
وهل من إفادة حول الموضوع
ـ[ابن وهب]ــــــــ[16 - 12 - 04, 09:09 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ولعل أهم مصدر لابي الشيخ في كتابه التفسير هو
كتاب التفسير تأليف الوليد بن أبان
ـ[ابن وهب]ــــــــ[16 - 12 - 04, 09:32 ص]ـ
ومن مصادر أبي الشيخ في التفسير
كتاب التفسير لابي يعلى
كتاب التفسير لابن أبي داود
كتاب التفسير لابن أبي حاتم
ذكرت بعض أهم مصادر الكتاب (فيما أحسب)
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[16 - 12 - 04, 01:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مخطوطات تركيا فيها نفائس وكنوز , والكثير منها لم يفهرس فهرسة كلية , فلعل هذا التفسير يكون من ضمن طابور المخطوطات التي لم تفهرس بعد؟؟
فإلى الله المشتكى.
ـ[أحمد يس]ــــــــ[20 - 10 - 05, 10:49 م]ـ
للرفع
ـ[النقّاد]ــــــــ[21 - 10 - 05, 12:00 م]ـ
في فهرس مكتبة جامعة استنبول أن منه نسخة فيها.
ومن المعلوم للمشتغلين أن التصوير من هذه المكتبة من المشقة بمكان.
وقد ذكر لي أحد الفضلاء المعتنين حين سألته عن نسخة الكتاب هذه أنها قطعة من تفسير الطبري أو ابن أبي حاتم (الشك مني .. فقد مر على هذا سنين) , أخطأ مفهرسها ..
والله أعلم ..(1/68)
قوله تعالي ((والله خلقكم وما تعملون)) والصواب في ((ما)) انها موصولة
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[17 - 09 - 02, 02:41 م]ـ
اختلف العلماء في قوله تعالى ((وما تعملون)) هل هي مصدريه فيكون المعنى خلقكم وعملكم .....
أم هي موصولة ويكون المعنى والذي تعملون .... فيكون المقصود خلقكم وما تعبدون من اصنام وغيره .....
والراجح انها موصولة ... لان السياق يقتضي ذلك فأن ابراهيم عليه السلام انما يقرر فساد عملهم في انهم يعبدون ما هو مخلوق مثلهم وتأمل في اول الايه يخبرك عن اخرها فأن في اول الايه قول ابراهيم ((أتعبدون ما تنحتون)) فالخطاب متوجه لما يعبدون مما صنعته ايديهم.
هذا الظاهر , وقد ذكر الخلاف ابن كثير رحمه الله ورجح انها مصدرية واستدل بحديث حذيفه في البخاري ((إن الله خالق كل صانع وصنعته)) وورد من حديث ابي هريرة وغيره .....
والحديث دالا علىان اعمال العباد وافعالهم مخلوقة من الله وهذا هو معتقد اهل السنة والجماعه ولا شك في ذلك ولا ريب .... فأن الله قد خلق الارداة والقصد فكل عمل نتج منهما فهو منسوب الى من خلقهما جل وعلى وهذا ما نص عليه ابن القيم في نونيتة وذكره السعدى في شرح الواسطيه وسألت عنه الشيخ صالح ال الشيخ حفظه الله فنص عليه بلفظه ... أعنى خلق افعال العباد ....
هذا الظاهر ان ((ما)) هنا موصولة وان كان قد رجح ذلك الزمخشري اللغوي في تفسيره لكنه يريد بذلك نصر مذهبه الاعتزالي ... وعندنا في ذلك الغنيه من الاحاديث الصريحه في ذلك.
واكثر اهل العلم مال الى انها مصدريه واكثرهم انما قصدوا قطع الطريق على اهل الاعتزال والمقام محتمل .... وقد قال البخاري رحمه الله في خلق افعال العباد ((قال أبو عبد الله فأما أفعال العباد فقد حدثنا علي بن عبد الله حدثنا مروان بن معاوية حدثنا أبو مالك عن ربعي بن حراش عن حذيفة رضى الله تعالى عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم إن الله يصنع كل صانع وصنعته وتلا بعضهم عند ذلك قوله: والله خلقكم وما تعملون فأخبر أن الصناعات وأهلها مخلوقة)) اهـ.
وقال القرطبي رحمه الله ((والأحسن أن تكون "ما" مع الفعل مصدرا، والتقدير والله خلقكم وعملكم وهذا مذهب أهل السنة: أن الأفعال خلق لله عز وجل واكتساب للعباد. وفي هذا إبطال مذاهب القدرية والجبرية. وروى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله خالق كل صانع وصنعته) ذكره الثعلبي)) اهـ
ويغنى عن ذلك الاحاديث الصحيحة وقول الله تعالي ((أنا كل شئ خلقناه بقدر)) وهي تفيد العموم قال ابن حجر رحمه الله تعالي
(((إنا كل شيء خلقناه بقدر) فإن هذه الآية نص في أن الله خالق كل شيء ومقدره وهو أنص من قوله تعالى (خالق كل شيء) وقوله تعالى (والله خلقكم وما تعملون) واشتهر على ألسنة السلف والخلف أن هذه الآية نزلت في القدرية.
وأخرج مسلم من حديث أبي هريرة " جاء مشركو قريش يخاصمون النبي صلى الله عليه وسلم في القدر فنزلت")). اهـ
فالظاهر الذي يدل عليه السياق ان ((ما)) موصولة .. بمعنى الذي فيكون الخطاب: اتعبدون ما تنحت ايديكم والله خلقكم وأياها .... أو والله خلقكم وما صنعتموه ثم اتخذتموه الها من دون خالقكم وخالقه .....
وبحمدالله وبعد ان ظهر هذا لي وجدت كلاما قيما لابن القيم في ترجيح هذا قال رحمه الله ((أما استشهاد بعضهم بقوله تعالى والله خلقكم وما تعملون بحمل ما على المصدر أي خلقكم وأعمالكم فالظاهر خلاف هذا وأنها موصولة أي خلقكم وخلق الأصنام التي تعملونها فهو يدل على خلق أعمالهم من جهة اللزوم فإن الصنم اسم للآلهة التي حل فيها العمل المخصوص فإذا كان مخلوقا لله كان خلقه متناولا لمادته وصورته)) اهـ.
وقال رحمه الله ((فإن كانت ما مصدرية كما قدره بعضهم فالإستدلال ظاهر وليس بقوى إذ لا تناسب بين إنكاره عليهم عبادة ما ينحتونه بأيديهم وبين إخبارهم بأن الله خالق أعمالهم من عبادة تلك الألهة ونحتها وغير ذلك فالأولى أن تكون ما موصولة أي والله خلقكم وخلق آلهتكم التي عملتموها بأيديكم فهي مخلوقة له)) اهـ
هذا ما تقرر عندي والله تعالى اعلم.
ـ[السيف المجلى]ــــــــ[17 - 09 - 02, 02:57 م]ـ
أحسنت وأجدت وأفدت
وفقك الله وسددك
وماذا عن قول الله تعالى (وربك يخلق مايشاء ويختار ما كان لهم الخيرة)
فهل ما الثانية نافية أم موصولة كما تقول المعتزلة
وما هو توجيه كلام ابن عطية في التفسير حول قوله (12/ 181) (ويحتمل أن يريد ويختار الله الأديان والشرائع وليس لهم الخيرة في أن يميلوا إلى الأصنام ونحوها في العبادة 0000) وهل هذا منه موافقة للمعنزلة!
كما ذكر ابن تيمية عن منهج ابن عطية في التفسير أنه يدس منهج المعتزلة في كلامه
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[17 - 09 - 02, 04:49 م]ـ
أحسن الله إليك أخي المتسّك بالحق.
تغيب ثم تأتي بالفوائد ... بارك الله فيك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/69)
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[18 - 09 - 02, 11:18 ص]ـ
أخونا السيف المجلي ... حفظه المولى.
نكتة بديعه .... فلاشك ان الوقف يكون على يختار ثم تكون ((ما)) هنا بمعنى ما كان لهم الاختيار في عبادة احدا من دون الله ويدل على ذلك قوله تعالى في المؤمنين ((وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم)) ... فألخيرة هنا بمعنى الاختيار الشرعي او الارادة الشرعية لا بمعنى الكونية ....
وأنتم اعلم منا بذلك ...
والمعتزلة يدسون مذاهبهم دسا خفيا لاتكاد تفطن له لذلك قال البيضاوى ((أظنه)): استخرجت اعتزاليات الزمخشري بالمنقاش ... وصدق والله ... أنظر الى قول الزمخشري في قوله تعالى لهم الحسنى وزيادة:
وأي زيادة اعظم من دخول الجنة والنجاة من النار ((أو كما قال)) وفي هذا أشارة خفيه الى انكار الرؤية في الاخرة؟؟؟؟؟
نسأل الله ان يعفوا عن الجميع وخاصة العلماء منهم ...... فكلام ابن عطيه كما ذكرتم واضح في الميل الي قولهم.
اخونا وحبيبنا هيثم ..... الفوائد لسنا والله من اهلها انما احسن ما يكون من حالنا النقل لمن يستنبطونه ... وهذا مرتبة ((ان حصلناها)) , والا فهي عزيزة ..... نسأل الله ان يجزيك خير الجزاء على ما تبذل لهذا العلم الشريف.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[18 - 09 - 02, 11:44 ص]ـ
أحسن الله إليك أخي المتسّك بالحق.
تغيب ثم تأتي بالفوائد ... بارك الله فيك
ـ[ابن وهب]ــــــــ[18 - 09 - 02, 11:59 ص]ـ
(باب قول الله تعالى ((والله خلقكم وما تعملون)) ((إنا كل شيء خلقناه بقدر) ويقال للمصورين أحيوا ما خلقتم ((إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين)) قال ابن عيينة بين الله الخلق من الأمر لقوله تعالى ((ألا له الخلق والأمر) وسمى النبي صلى الله عليه وسلم الإيمان عملا قال أبو ذر وأبو هريرة سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل قال إيمان بالله وجهاد في سبيله وقال ((جزاء بما كانوا يعملون) وقال وفد عبدالقيس للنبي صلى الله عليه وسلم مرنا بجمل من الأمر إن عملنا بها دخلنا الجنة فأمرهم بالإيمان والشهادة وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة فجعل ذلك كله عملا)
الشرح: قوله (باب قول الله تعالى والله خلقكم وما تعملون) ذكر ابن بطال عن المهلب أن غرض البخاري بهذه الترجمة إثبات أن أفعال العباد وأقوالهم مخلوقة لله تعالى، وفرق بين الأمر بقوله (كن) وبين الخلق ب قوله (والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره) فجعل الأمر غير الخلق وتسخيرها الذي يدل على خلقها إنما هو عن أمره، ثم بين أن نطق الإنسان بالإيمان عمل من أعماله كما ذكر في قصة عبد القيس حيث سألوا عن عمل يدخلهم الجنة فأمرهم بالإيمان وفسره بالشهادة وما ذكر معها، وفي حديث أبي موسى المذكور " وإنما الله الذي حملكم " الرد على القدرية الذين يزعمون أنهم يخلقون أعمالهم.
قوله (إنا كل شيء خلقناه بقدر) كذا لهم ولعله سقط منه، وقوله تعالى وقد تقدم الكلام على هذه الآية في باب قوله تعالى (قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي) قال الكرماني: التقدير خلقنا كل شيء بقدر فيستفاد منه أن يكون الله خالق كل شيء كما صرح به في الآية الأخرى، وأما قوله (خلقكم وما تعملون) فهو ظاهر في إثبات نسبة العمل إلى العباد فقد يشكل على الأول والجواب أن العمل هنا غير الخلق وهو الكسب الذي يكون مسندا إلى العبد حيث أثبت له فيه صنعا، ويسند إلى الله تعالى من حيث إن وجوده إنما هو بتأثير قدرته وله وجهتان، جهة تنفي القدر، وجهة تنفي الجبر، فهو مسند إلى الله حقيقة وإلى العبد عادة، وهي صفة يترتب عليها الأمر والنهي والفعل والترك، فكل ما أسند من أفعال العباد إلى الله تعالى فهو بالنظر إلى تأثير القدرة ويقال له الخلق، وما أسند إلى العبد إنما يحصل بتقدير الله تعالى ويقال له الكسب وعليه يقع المدح والذم كما يذم المشوه الوجه ويمدح الجميل الصورة، وأما الثواب والعقاب فهو علامة والعبد إنما هو ملك الله تعالى يفعل فيه ما يشاء، وقد تقدم تقرير هذا بأتم منه في باب قوله تعالى (فلا تجعلوا لله أندادا) وهذه طريقة سلكها في تأويل الآية ولم يتعرض لإعراب ما هل هي مصدرية أو موصولة، وقد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/70)
قال الطبري: فيها وجهان فمن قال مصدرية قال المعنى: والله خلقكم وخلق عملكم، ومن قال موصولة قال خلقكم وخلق الذي تعملون، أي تعملون منه الأصنام وهو الخشب والنحاس وغيرهما، ثم أسند عن قتادة ما يرجح القول الثاني وهو قوله تعالى (والله خلقكم وما تعملون) أي بأيديكم.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق قتادة أيضا قال تعبدون ما تنحتون أي من الأصنام والله خلقكم وما تعملون أي بأيديكم، وتمسك المعتزلة بهذا التأويل قال السهيلي في نتائج الفكر له: اتفق العقلاء على أن أفعال العباد لا تتعلق بالجواهر والأجسام فلا تقول عملت حبلا ولا صنعت جملا ولا شجرا فإذا كان كذلك فمن قال أعجبني ما عملت فمعناه الحدث فعلى هذا لا يصح في تأويل " والله خلقكم وما تعملون " إلا أنها مصدرية وهو قول أهل السنة، ولا يصح قول المعتزلة أنها موصولة فإنهم زعموا أنها واقعة على الأصنام التي كانوا ينحتونها فقالوا التقدير: خلقكم وخلق الأصنام وزعموا أن نظم الكلام يقتضي ما قالوه لتقدم قوله ما تنحتون لأنها واقعة على الحجارة المنحوتة فكذلك ما الثانية، والتقدير عندهم: أتعبدون حجارة تنحتونها والله خلقكم وخلق تلك الحجارة التي تعملونها، هذه شبهتهم ولا يصح ذلك من جهة النحو إذ ما لا تكون مع الفعل الخاص إلا مصدرية، فعلى هذا فالآية ترد مذهبهم وتفسد قولهم والنظم على قول أهل السنة أبدع، فإن قيل قد تقول عملت الصحفة وصنعت الجفنة وكذا يصح عملت الصنم قلنا لا يتعلق ذلك إلا بالصورة التي هي التأليف والتركيب وهي الفعل الذي هو الإحداث دون الجواهر بالاتفاق، ولأن الآية وردت في بيان استحقاق الخالق العبادة لانفراده بالخلق وإقامة الحجة على من يعبد ما لا يخلق وهم يخلقون فقال أتعبدون من لا يخلق وتدعون عبادة من خلقكم وخلق أعمالكم التي تعملون، ولو كانوا كما زعموا لما قامت الحجة من نفس هذا الكلام لأنه لو جعلهم خالقين لأعمالهم وهو خالق للأجناس لشركهم معهم في الخلق، تعالى الله عن إفكهم، قال البيهقي في " كتاب الاعتقاد " قال الله تعالى (ذلكم الله ربكم خالق كل شيء) فدخل فيه الأعيان والأفعال من الخير والشر وقال تعالى (أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء) فنفى أن يكون خالق غيره، ونفى أن يكون شيء سواه غير مخلوق، فلو كانت الأفعال غير مخلوقة له لكان خالق بعض الأشياء لا خالق كل شيء، وهو بخلاف الآية، ومن المعلوم أن الأفعال أكثر من الأعيان فلو كان الله خالق الأعيان، والناس خالق الأفعال لكان مخلوقات الناس أكثر من مخلوقات الله، تعالى الله عن ذلك.
وقال الله تعالى (والله خلقكم وما تعملون) وقال مكي بن أبي طالب في إعراب القرآن له قالت المعتزلة ما في قوله تعالى (وما تعملون) موصولة فرارا من أن يقروا بعموم الخلق لله تعالى، يريدون أنه خلق الأشياء التي تنحت منها الأصنام، وأما الأعمال والحركات فإنها غير داخلة في خلق الله، وزعموا أنهم أرادوا بذلك تنزيه الله تعالى عن خلق الشر، ورد عليهم أهل السنة بأن الله تعالى خلق إبليس وهو الشر كله.
وقال تعالى (قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق) فأثبت أنه خلق الشر، وأطبق القراء حتى أهل الشذوذ على إضافة شر إلى " ما " إلا عمرو بن عبيد رأس الاعتزال فقرأها بتنوين شر ليصحح مذهبه، وهو محجوج بإجماع من قبله على قراءتها بالإضافة، قال: وإذا تقرر أن الله خالق كل شيء من خير وشر وجب أن تكون " ما " مصدرية، والمعنى خلقكم وخلق عملكم انتهى، وقوى صاحب الكشاف مذهبه بأن قوله (وما تعملون) ترجمة عن قوله قبلها " ما تنحتون " و " ما " في قوله: " ما تنحتون " موصولة اتفاقا، فلا يعدل ب " ما " التي بعدها عن أختها، وأطال في تقرير ذلك، ومن جملته فإن قلت ما أنكرت أن تكون ما مصدرية والمعنى: خلقكم وخلق عملكم كما تقول المجبرة يعني أهل السنة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/71)
قلت: أقرب ما يبطل به أن معنى الآية يأباه إباء جليا، لأن الله احتج عليهم بأن العابد والمعبود جميعا خلق الله فكيف يعبد المخلوق مع أن العابد هو الذي عمل صورة المعبود ولولاه لما قدر أن يشكل نفسه، فلو كان التقدير خلقكم وخلق عملكم لم يكن فيه حجة عليهم، ثم قال فإن قلت هي موصولة لكن التقدير: والله خلقكم وما تعملونه من أعمالكم قلت: ولو كان كذلك لم يكن فيها حجة على المشركين، وتعقبه ابن خليل السكوني فقال: في كلامه صرف للآية عن دلالتها الحقيقية إلى ضرب من التأويل لغير ضرورة بل لنصرة مذهبه أن العباد يخلقون أكسابهم، فإذا حملها على الأصنام لم تتناول الحركات، وأما أهل السنة فيقولون: القرآن نزل بلسان العرب وأئمة العربية على أن الفعل الوارد بعد " ما " يتأول بالمصدر، نحو: أعجبني ما صنعت: أي صنعك، وعلى هذا فمعنى الآية خلقكم وخلق أعمالكم، والأعمال ليست هي جواهر الأصنام اتفاقا، فمعنى الآية عندهم إذا كان الله خالق أعمالكم التي تتوهم القدرية أنهم خالقون لها فأولى أن يكون خالقا لما لم يدع فيه أحد الخلقية وهي الأصنام، قال: ومدار هذه المسألة على أن الحقيقة مقدمة على المجاز ولا أثر للمرجوح مع الراجح وذلك أن الخشب التي منها الأصنام والصور التي للأصنام ليست بعمل لنا وإنما عملنا ما أقدرنا الله عليه من المعاني المكسوبة التي عليها ثواب العباد وعقابهم، فإذا قلت عمل النجار السرير فالمعنى عمل حركات في محل أظهر الله لنا عندها التشكل في السرير، فلما قال تعالى (والله خلقكم وما تعملون) وجب حمله على الحقيقة وهي معمولكم، وأما ما يطالب به المعتزلي من الرد على المشركين من الآية فهو من أبين شيء لأنه تعالى إذا أخبر أنه خلقنا وخلق أعمالنا التي يظهر بها التأثير بين أشكال الأصنام وغيرها فأولى أن يكون خالقا للمتأثر الذي لم يدع فيه أحد لا سني ولا معتزلي، ودلالة الموافقة أقوى في لسان العرب وأبلغ من غيرها وقد وافق الزمخشري على ذلك في قوله تعالى (فلا تقل لهما أف) فإنه أدل على نفي الضرب من أن لو قال: ولا تضربهما.
وقال إنها من نكت علم البيان ثم غفل عنها اتباعا لهواه، وأما ادعاؤه فك النظم فلا يلزم منه بطلان الحجة لأن فكه لما هو أبلغ سائغ بل أكمل لمراعاة البلاغة، ثم قال: ولم لا تكون الآية مخبرة عن أن كل عمل للعبد فهو خلق للرب فيندرج فيه الرد على المشركين مع مراعاة النظم، ومن قيد الآية بعمل العبد دون عمل فعليه الدليل والأصل عدمه وبالله التوفيق،)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[18 - 09 - 02, 12:19 م]ـ
( ... )
في تفسير ابن كثير
(يخبر تعالى أنه المنفرد بالخلق والاختيار وأنه ليس له في ذلك منازع ولا معقب قال تعالى: " وربك يخلق ما يشاء ويختار " أي ما يشاء فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن فالأمور كلها خيرها وشرها بيده ومرجعها إليه. وقوله: " ما كان لهم الخيرة " نفي على أصح القولين كقوله تعالى: " وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم " وقد اختار ابن جرير أن " ما " ههنا بمعنى الذي تقديره: ويختار الذي لهم فيه خيرة وقد احتج بهذا المسلك طائفة المعتزلة على وجوب مراعاة الأصلح والصحيح أنها نافية كما نقله ابن أبي حاتم عن ابن عباس وغيره أيضا فإن المقام في بيان انفراده تعالى بالخلق والتقدير والاختيار وأنه لا نظير له في ذلك ولهذا قال: " سبحان الله وتعالى عما يشركون" أي من الأصنام والأنداد التي لا تخلق ولا تختار شيئا.
)
وفي تفسير الطبري
(فإن قال قائل: فهل يجوز أن تكون «ما» في هذا الموضع جَحْدا، ويكون معنى الكلام: وربك يخلق ما يشاء أن يخلقه، ويختار ما يشاء أن يختاره، فيكون قوله ويخْتارُ نهاية الخبر عن الخلق والاختيار، ثم يكون الكلام بعد ذلك مبتدأ بمعنى: لم تكن لهم الخيرة: أي لم يكن للخلق الخِيَرة، وإنما الخِيَرة لله وحده؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/72)
قيل: هذا قول لا يخفى فساده على ذي حِجا، من وجوه، لو لم يكن بخلافه لأهل التأويل قول، فكيف والتأويل عمن ذكرنا بخلافه فأما أحد وجوه فَساده، فهو أن قوله: ما كانَ لَهُمُ الخيرَةُ لو كان كما ظنه من ظنه، من أن «ما» بمعنى الجحد، على نحو التأويل الذي ذكرت، كان إنما جحد تعالى ذكره، أن تكون لهم الخِيَرة فيما مضى قبل نزول هذه الآية، فأما فيما يستقبلونه فلهم الخِيَرة، لأن قول القائل: ما كان لك هذا، لا شكّ إنما هو خبر عن أنه لم يكن له ذلك فيما مضى. وقد يجوز أن يكون له فيما يستقبل، وذلك من الكلام لا شكّ خُلْف. لأن ما لم يكن للخلق من ذلك قديما، فليس ذلك لهم أبدا. وبعد، لو أريد ذلك المعنى، لكان الكلام: فليس. وقيل: وربك يخلق ما يشاء ويختار، ليس لهم الخيرة، ليكون نفيا عن أن يكون ذلك لهم فيما قبلُ وفيما بعد.
والثاني: أن كتاب الله أبين البيان، وأوضح الكلام، ومحال أن يوجد فيه شيء غير مفهوم المعنى، وغير جائز في الكلام أن يقال ابتداء: ما كان لفلان الخِيَرة، ولما يتقدم قبل ذلك كلام يقتضي ذلك فكذلك قوله: «ويَخْتارُ، ما كانَ لَهُمُ الخِيَرةُ» ولم يتقدم قبله من الله تعالى ذكره خبر عن أحد، أنه ادّعى أنه كان له الخِيَرة، فيقال له: ما كان لك الخِيَرة، وإنما جرى قبله الخبر عما هو صائر إليه أمر من تاب من شركه، وآمن وعمل صالحا، وأتبع ذلك جلّ ثناؤه الخبر عن سبب إيمان من آمن وعمل صالحا منهم، وأن ذلك إنما هو لاختياره إياه للإيمان، وللسابق من علمه فيه اهتدى. ويزيد ما قلنا من ذلك إبانة قوله: وَرَبُّكَ يَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَما يُعْلِنُونَ فأخبر أنه يعلم من عباده السرائر والظواهر، ويصطفي لنفسه ويختار لطاعته من قد علم منه السريرة الصالحة، والعلانية الرضية.
والثالث: أن معنى الخيرة في هذا الموضع: إنما هو الخيرة، وهو الشيء الذي يختار من البهائم والأنعام والرجال والنساء، يقال منه: أُعطي الخيرة والخِيرَة، مثل وذلك ما لا يخفى خطؤه، لأن لخيارها ولشرارها أربابا يملكونها بتمليك الله إياهم ذلك، وفي كون ذلك كذلك فساد توجيه ذلك إلى معنى المصدر.
وقوله سبحانه وتعالى: عَمَّا يُشْرِكُونَ يقول تعالى ذكره تنزيها لله وتبرئة له، وعلوّا عما أضاف إليه المشركون من الشرك، وما تخرّصوه من الكذب والباطل عليه. وتأويل الكلام: سبحان الله وتعالى عن شركهم. وقد كان بعض أهل العربية يوجهه إلى أنه بمعنى: وتعالى عن الذي يشركون به)
وفي تفسير القرطبي
(قوله تعالى: "ما كان لهم الخيرة" أي ليس يرسل من اختاروه هم قال أبو إسحاق: "ويختار" هذا الوقف التام المختار ويجوز أن تكون "ما" في موضع نصب بـ"يختار" ويكون المعنى ويختار الذي كان لهم فيه الخيرة قال القشيري: الصحيح الأول لإطباقهم على الوقف على قوله "ويختار" قال المهدوي: وهو أشبه بمذهب أهل السنة و"ما" من قوله: "ما كان لهم الخيرة" نفي عام لجميع الأشياء أن يكون للعبد فيها شيء سوى اكتسابه بقدرة الله عز وجل. الزمخشري: "ما كان لهم الخيرة "بيان لقوله: "ويختار" لأن معناه يختار ما يشاء، ولهذا لم يدخل العاطف، والمعني، وإن الخيرة الله تعالى في أفعاله وهو أعلم بوجوده الحكمة فيها أي ليس لأحد من خلقه أن يختار عليه وأجاز الزجاج وغيره أن تكون "ما" منضى منصوبة بـ"يختار" وأنكر الطبري أن تكون "ما" نافيه، لئلا يكون المعنى إنهم لم تكن لهم الخيرة فيما مضى وهي لهم فيما يستقبل، ولأنه لم يتقدم كلام بنفي قال المهدي: ولا يلزم ذلك؛ لأن "ما" تنفي الحال والاستقبال كليس ولذلك عملت عملها، ولأن الآي كانت تنزل على النبي صلى الله عليه وسلم على ما يسأل عنه، وعلى ما هم مصرون عليه من الأعمال وإن لم يكن ذلك في النص وتقدير الآية عند الطبري: ويختار من خلقه، لأن المشركين كانوا يختارون خيار أموالهم فيجعلونها لآلهتهم، فقال الله تبارك وتعالى: "وربك يخلق ما يشاء ويختار" للهداية ومن خلقه من سبقت له السعادة في علمه، كما اختار المشركون خيار أموالهم لآلهتهم فـ"ما" على هذا لمن يعقل وهي بمعنى الذي "والخيرة" رفع بالابتداء "ولهم" الخبر والجملة خبر "كان" وشبهه بقولك: كان زيد أبوه منطلق وفيه ضعف، إذا ليس في الكلام عائد يعود على اسم كان إلا أن يقدر فيه حذف فيجوز على بعد وقد روي معنى ما قاله الطبري عن ابن عباس قال الثعلبي: "ما" نفي أي ليس لهم الاختيار على الله وهذا أصوب كقوله تعالي: "وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم" [الأحزاب: 36] قال محمود الوراق:
توكل على الرحمن في كل حاجةٍ أردت فإن الله يقضي ويقدِر
إذا ما يرد ذو العرش أمرا بعبده يصبه وما للعبد ما يتخير
وقد يهلك الإنسان ومن وجه حذره وينجو بحمد الله من حيث يحذر
وقال آخر:
العبد ذو ضجر والرب ذو قدر والدهر ذو دول والرزق مقسوم
والخير أجمع فيما اختار خالقنا وفي اختيار سواه اللوم والشوم)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/73)
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[21 - 03 - 03, 07:00 ص]ـ
أحسنتم.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[30 - 12 - 03, 01:03 ص]ـ
للتأمل ,,,,(1/74)
آيات أشكلت على بعض المفسرين (1) معنى الذرية وكلام الشيخ السعدي رحمه الله
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[19 - 09 - 02, 08:30 م]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
فقد وقفت خلال مروري وتصفحي لعدد من التفاسير على بعض آيات أشكلت على المفسرين
فتجد مثلا الشيخ السعدي يقول وهذه الآية أشكل آية على في التفسير وكذلك الشنقيطي في أضواء البيان وكذلك ابن العربي والزمخشري وغيرهم
وقد جمع الأمام ابن تيمية رحمه الله في ذلك مصنفا سمي (تفسير آيات أشكلت)
وقد طبع في مجلدين
وكان قصد ابن تيمية رحمه الله من هذا التصنيف كما قال (1/ 135)} في تفسير آيات أشكلت على كثير من العلماء حتى لايوجد فيها الا ماهو خطأ)
ثم بدأ بذكر الآيات وبيان وجه الصواب فيها
فرحمه الله رحمة واسعة وأجزل له المثوبة
والأمر الذي اريده في كتابة هذا الأمر يختلف عما ذهب اليه ابن تيمية رحمه الله
فأذكر ان شاء الله قول المفسر في الآية التي أشكلت عليه وأذكر أقوال أهل التفسير الاخرى مع محاولة بيان الراجح بحول الله وقدرته
الحلقة الأولى:
قال الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره لسورة يس الآية (41)
وهي قوله تعالى (وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون)
قال الشيخ (أي ودليل لهم وبرهان على أن الله ده المعبود لأنه المنعم بالنعم الصارف للنقم الذي من جملة نعمه (أنا حملنا ذريتهم)
قال كثير من المفسرين المراد بذلك آباؤهم (وخلقنا لهم) أي للموجودين من بعدهم (من مثله) أي من مثل ذلك أي جنسه (مايركبون) به فذكر نعمته على على الآباء بحملهم في السفن لأن النعمة عليهم نعمة على الذرية (((((وهذا الموضع من أشكل المواضع علي في التفسير)))))
فان ما ذكره كثير من المفسرين، من ان المراد بالذرية لآاباء، مما لايعهد في القران اطلاق الذرية على الآباء
بل فيه من الابهام، واخراج الكلام عن موضعه، ما يأباه كلام رب العالمين، وارادته البيان والتوضيح
لعباده0
وثم احتمال احسن من هذا، وهو ان المراد بالذرية، الجنس، وانهم هم بانفسهم، لأنهم هم، من ذرية
بني آدم 0 ولكن ينقض هذا المعنى قوله تعالى: (وخلقنا لهم من مثله ما يركبون) ان اريد: وخلقنا
من مثل ذلك الفلك، أي لهؤلاء المخاطبين، ما يركبون من انواع الفلك، فيكون ذلك تكريرا للمعنى، تأباه فصاحة القران0
فان اريد بقوله (وخلقنا لهم من مثله ما يركبون) الابل، التي هي سفن البر، استقام المعنى واتضح 0 الا انه يبقى ايضا، ان يكون الكلام فيه تشويش، فانه لو أريد هذا المعنى، لقال: وآية لهم انا حملناهم في الفلك المشحون، وخلقنا لهم من مثله ما يركبون 0 فأما أن يقول في الأول: حملنا ذريتهم، وفي الثاني: حملناهم
فانه لا يظهر المعنى 0 الا أن يقال: الضمير عائد الى الذرية، والله أعلم بحقيقة الحال 0
فلما وصلت في الكتابة الى هذا الموضع، ظهر لي معنى ليس ببعيد من مراد الله تعالى 0
وذلك أن من عرف جلالة كتاب الله، وبيانه التام من كل وجه، للأمور الحاضرة والماضية
والمستقبلة، وأنه يذكر من كل معنى أعلاه وأكمل ما يكون من أحواله، وكانت الفلك من آياته
تعالى، ونعمه على عباده، من حين أنعم عليهم بتعلمها الى يوم القيامة، ولم تزل موجودة في
كل زمان، الى زمان المواجهين بالقران 0
فلما خاطبهم الله تعالى بالقران، وذكر حالة الفلك، وعلم تعالى انه سيكون أعظم آيات
الفلك، في غير وقتهم، وفي غير زمانهم، حين يعلمهم صنعة الفلك البحرية، الشراعية
منها والبخارية، والجوية السابحة في الجو، كالطيور ونحوها، والمراكب البرية، مما كانت الآية
العظمى فيه لاتوجد الا في الذرية، نبه في الكتاب على أعلى نوع من انواع آياتها فقال (وآية
لهم انا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون) أي: المملؤ ركبانا وأمتعه 0
فحملهم الله تعالى، ونجاهم بالأسباب التي علمهم الله ايها، من الغرق 0 ولهذا نبههم
عل نعمته عليهم، حيث أنجاهم من الغرق، مع قدرته على ذلك)) انتهى كلامه رحمه الله
التعليق على كلام الشيخ رحمه الله
لاشك أن ماذهب اليه الجمهور هو الأقوى وذلك لوجود أدلة من الآيات تدل عليه
لأن الله سبحانه يمتن على كفار قريش بهذه المنة التى يذكرونها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/75)
والمقصود بذريتهم أجدادهم الذين هم مصدر الذرية
والله سبحانه وتعالى يلوم المتأخرين من اليهود والنصارى على ما فعله أجدادهم لأنهم موافقون لهم وسائرون على طريقهم فهم قوم واحدون يقول تعالى
(يابني اسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين)
ويقول تعالى (قل فلم تقتلون أنبياء الله من قبل ان كنتم صادقين)
ونحوها من الآيات التي تخاطب المتأخرين منهم وتلومهم على ما فعل أجدادهم لأنهم موافقون لهم
والله أعلم
قال ابن كثير (يقول تبارك وتعالى ودلالة لهم أيضا على قدرته تبارك وتعالى تسخيره البحر ليحمل السفن فمن ذلك بل أوله سفينة نوح عليه الصلاة والسلام التي أنجاه الله تعالى فيها بمن معه من المؤمنين الذين لم يبق على وجه الأرض من ذرية آدم عليه الصلاة والسلام غيرهم ولهذا قال عز وجل وآية لهم أنا حملنا ذريتهم أي آباءهم في الفلك المشحون أي في السفينة المملوءة من الأمتعة والحيوانات التي أمره الله تبارك وتعالى أن يحمل فيها من كل زوجين اثنين)
وقال الطبري (القول في تأويل قوله تعالى وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون وخلقنا لهم من مثله ما يركبون وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون إلا رحمة منا ومتاعا إلى حين يقول تعالى ذكره ودليل لهم أيضا وعلامة على قدرتنا على كل ما نشاء حملنا ذريتهم يعني من نجا من ولد آدم في سفينة نوح وإياها عنى جل ثناؤه بالفلك المشحون والفلك هي السفينة والمشحون المملوء الموقر وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل)
وذكر السيوطي في الدر المنثور (خرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن أبي مالك رضي الله عنه في قوله وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون قال سفينة نوح عليه السلام حمل فيها من كل زوجين اثنين وخلقنا لهم من مثله ما يركبون قال السفن التي في البحور والأنهار التي يركب الناس فيها)
وقال البغوي (وآية لهم أنا حملنا ذريتهم قرأ أهل المدينة والشام ويعقوب ذرياتهم بجمع وقرأ الآخرون ذريتهم على التوحيد فمن جمع كسر التاء ومن لم يجمع نصبها والمراد بالذرية الآباء والاجداد واسم الذرية يقع على الآباء كما يقع على الأولاد في الفلك المشحون أي المملوء وأراد سفينة نوح وهؤلاء من نسل من حمل مع نوح وكانوا في أصلابهم)
وقال ابن الجوزي في زاد المسير (وآية لهم أنا حملنا ذريتهم قرأ نافع وابن عامر ذرياتهم على الجمع وقرأ الباقون من السبعة ذريتهم على التوحيد قال المفسرون أراد في سفينة نوح فنسب الذرية إلى المخاطبين لأنهم من جنسهم كأنه قال ذرية الناس وقال الفراء أي ذرية من هو منهم فجعلها ذرية لهم وقد سبقتهم وقال غيره هو حمل الأنبياء في أصلاب الآباء حين ركبوا السفينة ومنه قول العباس بل نطفة تركب السفين وقد ألجم نسرا وأهله الغرق قال المفضل بن سلمة الذرية النسل لأنهم من ذرأهم الله منهم والذريةأيضا الآباء لأن الذر وقع منهم فهو من الأضداء ومنه هذه الآية وقد شرحنا هذا في قوله ذرية بعضها من بعض)
وقال الآلوسي في روح المعاني (وآية لهم أنا حملنا ذريتهم أي أولادهم قال الراغب الذرية أصلها الصغار من الأولاد ويقع في التعارف على الصغار والكبار معا ويستعمل للواحد والجمع وأصله للجمع وفيه ثلاثة أقوال فقيل هو من ذرأ الله الخلق فترك همزته نحو برية وروية وقيل أصله ذروية وقيل هو فعلية من الذر نحو قمرية واستظهر حمله على الأولاد مطلقا أبو حيان وجوز غير واحد أن يحمل على الكبار لأنهم المبعوثون للتجارة أي حملناهم حين يبعثونهم للتجارة) والذرية التابعون وفي رواية عنه إن كان الآباء أرفع درجة رفع الله الأبناء إلى الآباء وإن كان الأبناء أرفع درجة رفع الله الآباء إلى الأبناء فالآباء داخلون في اسم الذرية كقوله تعالى وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون)
وقال القرطبي في الجامع (
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/76)
قوله تعالى وآية لهم يحتمل ثلاثة معان أحدها عبرة لهم لأن في الآيات اعتبارا الثاني نعمة عليهم لأن في الآيات إنعاما الثالث إنذار لهم لأن في الآيات إنذارا أنا حملنا ذرياتهم في الفلك المشحون ((من أشكل ما في السورة)) لأنهم هم المحمولين فقيل المعنى وآية لأهل مكة أنا حملنا ذرية القرون الماضية في الفلك المشحون فالضميران مختلفان ذكره المهدوي وحكاه النحاس عن علي بن سليمان أنه سمعه يقول وقيل الضميران جميعا لأهل مكة على أن يكون ذرياتهم أولادهم وضعفاءهم فالفلك على القول الأول سفينة نوح وعلى الثاني يكون اسما للجنس خبر جل وعز بلطفه وامتنانه وأنه خلق السفن يحمل فيها من يصعب عليه المشي والركوب من الذرية والضعفاء فيكون الضميران على هذا متفقين وقيل الذرية الآباء والأجداد حملهم الله تعالى في سفينة نوح عليه السلام فالآباء ذرية والأبناء ذرية بدليل هذه الآية قاله أبو عثمان وسمى الآباء ذرية لأن منهم من ذرأ الأبناء وقول رابع أن الذرية النطف حملها الله تعالى في بطون النساء تشبيها بالفلك المشحون قاله علي بن أبي طالب رضي الله عنه ذكره الماوردي وقد مضى في البقرة اشتقاق الذرية والكلام فيها مستوفي)
وقال ابن منظور في لسان العرب (و الذرية الخلق وقيل الذرو و الذرا عدد الذرية الليث الذرية تقع على الآباء والأبناء والأولاد والنساء قال الله تعالى (وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون) أراد آباءهم الذين حملوا مع نوح في السفينة وقوله ورأى في بعض غزواته امرأة مقتولة فقال ما كانت هذه لتقاتل ثم قال للرجل الحق خالدا فقل له لا تقتل ذرية ولا عسيفا فسمى النساء ذرية ومنه حديث عمر رضي الله عنه حجوا بالذرية لا تأكلوا أرزاقها وتذروا أرباقها في أعناقها قال أبو عبيد أراد بالذرية ههنا النساء قال وذهب جماعة من أهل العربية إلى أن الذرية أصلها الهمز روى ذلك أبو عبيد عن أصحابه منهم أبو عبيدة وغيره من البصريين قال وذهب غيرهم إلى أن أصل الذرية فعلية من الذر وكل مذكور في موضعه وقوله عز وجل (إن الله اصطفى آدم ونوحا وآلإبراهيم وآل عمران على العالمين ثم قال ذرية بعضها من بعض)
قال أبو إسحق نصب ذرية على البدل المعنى أن الله اصطفى ذرية بعضها من بعض قال الأزهري ((فقد دخل فيها الآباء والأبناء)) قال أبو إسحق وجائز أن تنصب ذرية على الحال المعنى اصطفاهم في حال كون بعضهم من بعض وقوله عز وجل (ألحقنا بهم ذرياتهم) يريد أولادهم الصغار)
والله تعالى أعلم
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[19 - 09 - 02, 09:19 م]ـ
الأخ المكرم الشيخ الفاضل عبد الرحمن
جزاك الله خيرا و أحسن إليك ..
و للفائدة فقد كنت وقفت على كلام لابن القيم على الآية ذكره عرضا لما تكلم على معنى الذرية من كتابه الجليل (جلاء الافهام) فقال: (
واما الذرية فالكلام فيها في مسألتين:
المسألة الأولى في لفظها: وفيها ثلاثة اقوال: أحدها: إنها من ذرأ الله الخلق أي نشرهم واظهرهم إلا انهم تركوا همزها استثقالا فأصلها ذريئة بالهمز فعيلة من الذرء وهذا اختيار صاحب الصحاح وغيره.
والثاني أن أصلها من الذر وهو النمل الصغار وكان قياس هذه النسبة ذرية بفتح الذال وبالياء لكنهم ضموا اوله وهمزوا آخره وهذا من باب تغيير النسب وهذا القول ضعيف من وجوه:
منها: مخالفة باب النسب ومنها إبدال الراء ياء وهو غير مقيس؛ومنها: أن لا اشتراك بين الذرية والذر إلا في الذال والراء واما في المعنى فليس مفهوم أحدهما مفهوم الآخر.
ومنها: أن الذر من المضاعف والذرية من المعتل أو المهموز فاحدهما غير الآخر.
والقول الثالث: إنها من ذرا يذرو إذا فرق من قوله تعالى " تذروه الرياح" الكهف 45 واصلها على هذا ذريوه فعلية من الذرو ثم قلبت الواو ياء لسبق إحداهما بالسكون، و القول الأول اصح، لان الاشتقاق والمعنى يشهدان له فإن اصل هذه المادة من الذرء قال الله تعالى " جعل لكم من انفسكم ازواجا ومن الأنعام ازواجا يذرؤكم فيه "الشورى 11 وفي الحديث: أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق وذرأ وبرأ وقال تعالى " و لقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والانس الاعراف 179 وقال تعالى" وما ذرأ لكم في الأرض مختلفا ألوانه " نحل 13 فالذرية فعلية منه بمعنى مفعولة أي مذروءة ثم ابدلوا همزها فقالوا ذرية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/77)
المسألة الثانية في معنى هذه اللفظة:ولا خلاف بين أهل اللغة أن الذرية تقال على الأولاد الصغار وعلى الكبار أيضا.
قال تعالى " و إذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس اماما قال ومن ذريتي " البقرة 124 و قال تعالى " أن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض آل عمران 134 وقال تعالى " ومن آبائهم وذرياتهم واخوانهم واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم " الانعام 87 وقال تعالى " وآتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني اسرائيل أن لا تتخذوا من دوني وكيلا ذرية من حملنا مع نوح انه كان عبدا شكورا "الاسراء 2 3.
وهل تقال الذرية على الاباء؟ فيه قولان أحدهما: انهم يسمون ذرية أيضا احتجوا على ذلك بقوله تعالى " وآية لهم انا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون " يس 41 وأنكر ذلك جماعة من أهل اللغة وقالوا لا يجوز هذا في اللغة والذرية كالنسل والعقب لا تكون إلا للعمود الاسفل ولهذا قال تعالى " ومن آبائهم وذرياتهم واخوانهم " فذكر جهات النسب الثلاث من فوق ومن اسفل ومن الاطراف، قالوا: وأما الاية التي استشهدتم بها فلا دليل لكم فيها لأن الذرية فيها لم تضف اليهم اضافة نسل وايلاد وانما اضيفت اليهم بوجه ما والاضافة تكون بأدنى ملابسة واختصاص وإذا كان الشاعر قد اضاف الكوكب في قوله إذا كوكب الخرقاء لاح بسحرة سهيل أذاعت غزلها في القرائب فأضاف اليها الكوكب لانها كانت تغزل إذا لاح وظهر والاسم قد يضاف بوجهين مختلفين إلى شيئين وجهة اضافته إلى أحدهما غير جهة اضافته إلى الآخر قال أبو طالب في النبي لقد علموا أن ابننا لا مكذب لدينا ولا يعزى لقول الاباطل فأضاف نبوته اليه بجهة غير جهة اضافته إلى ابيه عبد الله وهكذا لفظة رسول الله فإن الله سبحانه يضيفه اليه تارة كقوله " قد جاءكم رسولنا المائدة 15 وتارة إلى المرسل اليهم كقوله أم لم يعرفوا رسولهم المؤمنون 69 فأضافه سبحانه اليه اضافة رسول إلى مرسله واضافه اليهم اضافة رسول إلى مرسل اليهم وكذا لفظ كتابه فإنه يضاف اليه تارة فيقال كتاب الله ويضاف إلى العباد تارة فيقال كتابنا القرآن وكتابنا خير الكتب وهذا كثير فهكذا لفظ الذرية اضيف اليهم بجهة غير الجهة التي اضيف بها إلى آبائهم وقالت طائفة بل المراد جنس بني آدم ولم يقصد الاضافة إلى الموجودين في زمن النبي وانما أريد ذرية الجنس وقالت طائفة بل المراد بالذرية نفسها وهذا ابلغ في قدرته وتعديد نعمه عليهم أن حمل ذريتهم في الفلك في اصلاب ابائهم والمعنى انا حملنا الذين هم ذرية هؤلاء وهم نطف في اصلاب الاباء وقد اشبعنا الكلام على ذلك في كتاب الروح والنفس إذا ثبت هذا فالذرية الأولاد واولادهم وهل يدخل فيها اولاد البنات فيه قولان للعلماء هما روايتان عن احمد ... ) ثم ساقه.
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[19 - 09 - 02, 09:28 م]ـ
بل قال رحمه الله تعالى في بدائعه البديعة (1/ 159): (ونظيره من الإستدلال سواء قوله وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون وخلقنا لهم من مثله ما يركبون يس 41 42 والأصح أن المثل المخلوق هنا هو السفن وقد أخبر أنها مخلوقة وهي إنما صارت سفنا بأعمال العباد وأبعد من قال إن المثل ههنا هو سفن البر وهي الإبل لوجهين أحدهما أنها لا تسمى مثلا للسفن لا لغة ولا حقيقة فإن المثلين ما سد أحدهما مسد الآخر وحقيقة المماثلة أن يكون بين فلك وفلك لا بين جمل وفلك الثاني أن قوله إن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم يس 43 عقب ذلك دليل على أن المراد الفلك التي إذا ركبوها قدرنا على إغراقهم فذكرهم بنعمه عليهم من وجهين:
أحدهما ركوبهم إياها والثاني أن يسلمهم عند ركوبها من الغرق)
و في شفاء العليل قال: (ونظيره قوله تعالى وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون وخلقنا لهم من مثله ما يركبون فأخبر سبحانه وتعالى أنه خالق الفلك المصنوع للعباد وأبعد من قال أن المراد بمثله هو الإبل فإنه إخراج المماثل حقيقة واعتبار لما هو بعيد عن المماثلة ونظير ذلك قوله تعالى حكاية عن خليله أنه قال لقوه أتعبدون ما تنحتون والله خلقكم وما تعملون فإن كانت ما مصدرية كما قدره بعضهم فالإستدلال ظاهر وليس بقوى إذ لا تناسب بين إنكاره عليهم عبادة ما ينحتونه بأيديهم وبين إخبارهم بأن الله خالق أعمالهم من عبادة تلك الألهة ونحتها وغير ذلك فالأولى أن تكون ما موصولة أي والله خلقكم وخلق آلهتكم التي عملتموها بأيديكم فهي مخلوقة له لا آلهة شركاء معه فأخبر أنه خلق معمولهم وقد حله عملهم وصنعهم ولا يقال المراد مادته فإن مادته غير معمولة لهم وإنما يصير معمولا بعد عملهم)
و هذا قول شيخه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[19 - 09 - 02, 09:57 م]ـ
أخي الفاضل: عبدالرحمن الفقيه،، هذا الموضوع جدير بالاهتمام، أعني ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه المشار إليه.
ومن الآيات المشكلة في كتاب الله تعالى: قوله تعالى (وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت)، كذا قوله: (فلما آتاهما صالحاً جعلا له شركاء فيما آتاهما)، وغير ذلك.
ولا أعلم هل ذكر الشيخ هاتين الآيتين في كتابه الآنف الذكر أم لا؟
ذلك أنَّ الكتاب ليس في متناول يدي الآن!
فأرجو ممن لديه الكتاب أن يخبرنا بذلك، وإني على وعد أنَّ أذكر الإشكالات الواردات في الآية الأولى (وما أنزل على الملَكين ببابل) إن لم يكن الشيخ قد تكلم عليها، وذلك إن فسح الوقت، بحول الله وقوته،،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/78)
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[20 - 09 - 02, 01:29 ص]ـ
الشيخ الفاضل إبراهيم الميلي جزاك الله خيرا ووفقك
الشيخ (أبو عمر السمرقندي) جزاك الله خيرا وسددك
وهذه الايات لم يذكرها بابن تيمية رحمه الله في كتابه هذا
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[04 - 06 - 03, 03:07 ص]ـ
وقال الراغب الأصفهاني في المفردات ص 327
والذرية أصلها الصغار من الأولاد، وإن كان قد يقع على الصغار والكبار معا في التعاريف، ويستعمل للواحد والجمع، وأصله الجمع، قال تعالى (ذرية بعضها من بعضها)، وقال تعالى (ذرية من حملنا مع نوح) وقال تعالى (وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون) ن وقال تعالى (وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون).
ـ[المقرئ.]ــــــــ[02 - 01 - 04, 11:54 م]ـ
لا أعتقد إلا أن هذا توفيقا من الباري في اختياركم لهذا الموضوع العجيب وسأذكر ما يعلق في الذاكرة الكليلة مما ذكره المفسرون بأنه من الآيات المشكلة وأنتم كما عودتمونا ببحثكم المؤصل تكشفون عن غوامضها وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء
قال القرطبي رحمه الله عند قوله تعالى " ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم ..... " الآية وهذه الآية أشكل ما في السورة
وآية المائدة في الوصية قال الزجاج: هذا موضع من أصعب ما في القرآن في الإعراب، فعقب السمين الحلبي بقوله: ولعمري إن القول ما قالت حذام فإن الناس قد طارت رؤوسهم في فك هذا التركيب
لعلكم تلقون النظر في هاتين الآيتين إن أرتم فنحن لكم من الشاكرين ولصنيعكم من المقدرين وتقبلوا محبكم
المقرئ = القرافي
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[03 - 01 - 04, 07:51 ص]ـ
مرحبا بشيخنا القرافي=المقرىء
وقد اشتقنا لكم كثيرا حفظكم الله
وأما بشأن الموضوع حول آيات أشكلت فقد جمعت عددا طيبا بحمد الله
ومنها ما كتبته على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=3614
وهذا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=10403
والحقيقة أني سجلتت فوائد نفيسة من تفاسير متعددة منها هذه المسألة ومنها التفاسير المستقبلية ورؤوس الآي و مواضيع أخرى في كراس
وكنت أحرص عليه كثيرا فقدر الله أن يفقد مني والحمد لله
وجزاك الله خيرا على إضافتك وفوائدة.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[03 - 01 - 04, 08:44 ص]ـ
شكر الله لكم أيها الشيخ المفيد الوارث أبو عمر على ما تتحف به أهل الملتقى من فوائد ودرر.
بمناسبة ذكر آية (يس) فقد كانت مشكلة بحق، وقد سألت شيخنا العثيمين رحمه الله عنها، بعدما قرأت ما تيسر حولها، فقال لي: إن رأيه فيها هو رأي شيخه ابن سعدي رحمه الله تعالى.
ـ[المقرئ.]ــــــــ[03 - 01 - 04, 09:10 ص]ـ
رأي شيخنا ابن عثيمين موجود في تفسيره المطبوع ولعله في الشبكة ولولا طوله لنقلته ولا أعرف طريقة النقل من المواقع، وقد استدل لقوته وأطال في توجيهه ثم قال: وهذا قريب جدا ولا يخالف ظاهر الآية، وقال أيضا: وهذا القول هو الذي تطمئن إليه النفس ولا يأباه السياق
المقرئ = القرافي
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[04 - 01 - 04, 03:26 ص]ـ
مشايخي وإخوتي الكرام،
لعلّه فاتني في النقول التي تفضلتم بنقلها موضع الإشكال في كون المقصود بالذرية: الأبناء.
فإن الامتنان على الآباء بما أنعم به على الأبناء لا إشكال فيه، والله أعلم.
وليس بالضرورة أن يكون المقصود حمل الأبناء دون الآباء أو بعد وفاتهم. فقد يكون الامتنان على الآباء بحملهم وحمل أبنائهم معهم.
قال الزمخشري المعتزلي: (ذريتهم): أولادهم ومن يهمهم حمله.
وقال البيضاوي: (ذريتهم): أولادهم الذين يبعثونهم إلى تجارتهم أو صبيانهم ونساءهم الذين يستصحبونهم.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[24 - 02 - 04, 01:21 ص]ـ
رابط ذي صلة:
الإشكال في قوله تعالى: ((وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ)). ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?postid=80811#post80811)
ملاحظ: كان هذا الموضوع المشار إليه في الرابط ضمن هذا الموضوع، لكن رأى المشرفون فصله لتخصيصيه وبحثه أكثر.(1/79)
آيات أشكلت على بعض المفسرين (2) للشنقيطي في أضواء البيان حول معنى (لاينكح)
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[19 - 09 - 02, 08:37 م]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
فقد وقفت خلال مروري وتصفحي لعدد من التفاسير على بعض آيات أشكلت على المفسرين
فتجد مثلا الشيخ السعدي يقول وهذه الآية أشكل آية على في التفسير وكذلك الشنقيطي في أضواء البيان وكذلك ابن العربي والزمخشري وغيرهم
وقد جمع الأمام ابن تيمية رحمه الله في ذلك مصنفا سمي (تفسير آيات أشكلت)
وقد طبع في مجلدين
وكان قصد ابن تيمية رحمه الله من هذا التصنيف كما قال (1/ 135)} في تفسير آيات أشكلت على كثير من العلماء حتى لايوجد فيها الا ماهو خطأ)
ثم بدأ بذكر الآيات وبيان وجه الصواب فيها
فرحمه الله رحمة واسعة وأجزل له المثوبة
والأمر الذي اريده في كتابة هذا الأمر يختلف عما ذهب اليه ابن تيمية رحمه الله
فأذكر ان شاء الله قول المفسر في الآية التي أشكلت عليه وأذكر أقوال أهل التفسير الاخرى مع محاولة بيان الراجح بحول الله وقدرته
وقد كتبت الحلقة الأولى والحمد لله عن آية أشكل تفسيرها على الشيخ عبدالرحمن السعدي وقال فيها (وهذا الموضع من أشكل المواضع علي في التفسير)
وهي على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=3613
وهذه الحلقة الثانية من هذه السلسة أسأ ل الله تعالى أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم
يقول تعالى (الزاني لاينكح الا زانية أو مشركة والزانية لاينكحها الا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين)
فقوله تعالى (وحرم ذلك على المؤمنين) أي النكاح،
ولكن الاشكال هو أن النكاح يأتي بمعنى العقد (يعني عقد النكاح بين الرجل والمراة)
ويأتي بمعنى الوطء (يعنى الجماع)
وقد وردت آيات يذكر فيها النكاح بمعنى الوطء مثل قوله تعالى (حتى تنكح زوجا غيره) وقد فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بأن تذوق عسيلته ويذوق عسيلتها
وآيات يأتي فيها النكاح بمعنى العقد كما في قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن)
فعلى ماذا نحملها في هذه الآية هل نحملها على العقد أو الوطء
ذكر الشيخ الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان (6/ 81) (هذه الآية من (((أصعب))) الآيات تحقيقا , لأن حمل النكاح فيها على التزويج , لايلائم ذكر المشركة والمشرك، وحمل النكاح فيها على الوطء لايلائم الأحاديث الواردة المتعلقة بالآية، فانها تعين أن المراد بالنكاح في الآية: التزويج، (((ولا أعلم مخرجا واضحا من الاشكال في هذه الآية الا مع بعض تعسف)))، وهو أن أصح الأقوال عند الأصوليين كما حرره أبو العباس بن تيمية رحمه الله في رسالته في علوم القرآن، وعزاه لأجلاء علماء المذاهب الأربعة هو جواز حمل المشترك على معنييه، أو معانيه، 00000، واذا علمت ذلك فاعلم أن النكاح مشترك بين الوطء والتزويج، خلافا لمن زعم أنه حقيقة في أحدهما، مجاز في الآخر كما أشرنا له سابقا، واذا جاز حمل المشترك على معنييه، فيحمل النكاح في الآية على الوطء، وعلى التزويج معا، ويكون ذكر المشركةو المشرك على تفسير النكاح بالوطء دون العقد، وهذا هو نوع (((التعسف))) الذي أشرنا له، والعلم عند الله) انتهى كلامه رحمه الله
والذي يظهر والله أعلم أن المعنى المقصود في الآية هو الوطء وليس العقد وهو المروي عن ابن عباس باسناد صحيح
قال الشنقيطي في الأضواء (وهذا القول الذي هو أن المراد بالنكاح في الآية: التزويج لا الوطء في نفس الآية قرينة تدل على عدم صحته وتلك القرينة هي ذكر المشرك والمشركة في الآية لأن الزانى المسلم لايحل له نكاح مشركة لقوله تعالى (ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن) وقوله تعالى (لاهن حل لكم ولاهم يحلون لهن) وقوله تعالى (ولا تمسكوا بعصم الكوافر)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/80)
وكذلك الزانية المسلمة لايحل لها نكاح المشرك لقوله تعالى (ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا) فنكاح المشركة والمشرك لايحل بحال وذلك قرينة على أن المراد بالنكاح في الآية التي نحن بصددها الوطء الذي هو الزنى، لاعقد النكاح لعدم ملاءمة عقد النكاح لذكر المشرك والمشركة والقول بأن نكاح الزاني للمشركة والزانية للمشرك منسوخ ظاهر السقوط لأن سورة النور مدنية ولا دليل على أن ذلك أحل بالمدينة ثم نسخ والنسخ لابد له من دليل يجب الرجوع اليه) انتهى كلامه رحمه الله
وكذلك فأن سورة البقرة والممتحنة سابقة في النزول على سورة النور فكان حكم الزواج عندهم واضحا لااشكال فيه وانما الذي قد يشكل هو الزنى بالكافرة ويدل عليه سبب النزول
فقد روى الترمذي (3177) وغيره عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال ثم كان رجل يقال له مرثد بن أبي مرثد وكان رجلا يحمل الأسرى من مكة حتى يأتي بهم المدينة قال وكانت امرأة ((بغي)) بمكة يقال لها عناق وكانت ((صديقة له)) وإنه كان وعد رجلا من أسارى مكة يحمله قال فجئت حتى انتهيت إلى من حوائط مكة في ليلة مقمرة قال فجاءت عناق فأبصرت يخلو ظلي بجنب الحائط فلما انتهت إلي عرفته فقالت مرثد فقلت مرثد فقالت مرحبا وأهلا هلم ((فبت عندنا الليلة)) قال قلت يا عناق ((حرم الله الزنا)) قالت يا أهل الخيام هذا الرجل يحمل أسراكم قال فتبعني ثمانية وسلكت الخندمة فانتهيت إلى كهف أو غار فدخلت فجاءوا حتى قاموا على رأسي فبالوا فطل بولهم على رأسي وأعماهم الله عني قال ثم رجعوا ورجعت إلى صاحبي فحملته وكان رجلا ثقيلا حتى انتهيت إلى الإذخر ففككت عنه كبله فجعلت أحمله ويعينني حتى قدمت المدينة فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله أنكح عناقا فأمسك رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يرد علي شيئا حتى نزلت (الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا مرثد الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك فلا تنكحها) واسناده حسن
فتبين من سبب النزول أن مرثدا رضي الله عنه لما طلبت منه البغي أن يزني بها ذكر لها تحريم الزنى وسأل بعد ذلك النبي صلى الله عليه وسلم لعل فيها رخصة له أو نحوها فنزلت هذه الآية وبدأت بقوله تعالى (الزاني لاينكح الا زانية أو مشركة) فلما سماه بالزاني عرفنا من ذلك أنه قصد الزنى بالمشركة وليس المتزوج بالمشركة
فتبين أن هذا القول هو الذي تشهد له الأدلة وقد صح عن ابن عباس رضي الله عنه وهو قول الجمهور
خلافا لمن أنكر ذلك ونزه كتاب الله عن هذا القول
والله تعالى أعلم
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[19 - 09 - 02, 09:53 م]ـ
أخي الفاضل عبد الرحمن ..
القول الذي اخترته ضعبف، يقول ابن القيم (لا فائدة فيه)
و قد صنف ابن تيمية كتابا في تفسير الآية أبطل فيها حمل النكاح فيها على الوطء، و الأئمة رحمهم الله استدلوا بالآية على تحريم نكاح الزانية حتى تتوب، و هذه أقوال الإمامين ابن تيمية و ابن القيم،
قال ابن تيمية في جواب طويل (32/ 113):
(والثانية أنها لا تحل حتى تتوب وهذا هو الذي دل عليه الكتاب والسنة والإعتبار والمشهور في ذلك آية النور قوله تعالى الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين وفي السنن حديث أبي مرثد الغنوى في عناق والذين لم يعملوا بهذه الآية ذكروا لها تأويلا ونسخا أما التأويل فقالوا المراد بالنكاح الوطء وهذا مما يظهر فساده بأدنى تأمل أما أولا فليس في القرآن لفظ نكاح إلا ولابد أن يراد به العقد وإن دخل فيه الوطء أيضا فأما أن يراد به مجرد الوطئ فهذا لا يوجد في كتاب الله قط وثانيها إن سبب نزول الآية إنما هو استفتاء النبي في التزوج بزانية فكيف يكون سبب النزول خارجا من اللفظ الثالث إن قول القائل الزاني لا يطأ إلا زانية أو الزانية لا يطؤها إلا زان كقول الآكل لا يأكل إلا مأكولا والمأكول لا يأكله إلاآكل والزوج لا يتزوج إلا بزوجة والزوجة لا يتزوجها إلا زوج وهذا كلام ينزه عنه كلام الله الرابع إن الزاني قد يستكره إمرأة فيطؤها فكون زانيا ولا تكون زانية وكذلك المرأة قد تزني بنائم ومكره على أحد القولين ولا يكون زانيا الخامس
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/81)
إن تحريم الزنا قد علمه المسلمون بآيات نزلت بمكة وتحريمه أشهر من أن تنزل هذه الآية بتحريمه السادس قال لا ينكحها إلا زان أو مشرك فلو أريد الوطء لم يكن حاجة إلى ذكر المشرك فإنه زان وكذلك المشركة إذا زنى بها رجل فهي زانية فلا حاجة إلى التقسيم السابع أنه قد قال قبل ذلك الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة فأي حاجة إلى أن يذكر تحريم الزنا بعد ذلك وأما النسخ فقال سعيد بن المسيب وطائفة نسخها قوله وأنكحوا الأيامى منكم ولما علم أهل هذا القول أن دعوى النسخ بهذه الآية ضعيف جدا ولم يجدوا ما ينسخها فاعتقدوا أنه لم يقل بها أحد قالوا هي منسوخة بالإجماع كما زعم ذلك أبو علي الجبائي وغيره أما على قول من يرى من هؤلاء أن الإجماع ينسخ النصوص كما يذكر ذلك عن عيسى ابن أبان وغيره وهو قول في غاية الفساد مضمونة أن الأمة يجوز لها تبديل دينها بعد نبيها وأن ذلك جائز لهم كما تقول النصارى أبيح لعلمائهم أن ينسخوا من شريعة المسيح ما يرونه وليس هذا من أقوال المسلمين وممن يظن الإجماع من يقول الإجماع دل على نص نسخ لم يبلغنا ولا حديث إجماع في خلاف هذه الآية وكل من عارض نصا بإجماع وأدعى نسخه من غير نص يعارض ذلك النص فإنه مخطئ في ذلك كما قد بسط الكلام على هذا في موضع آخر وبين أن النصوص لم ينسخ منها شيء إلا بنص باق محفوظ عند الأمة وعلمها بالناسخ الذي العمل به اهم عندها من علمها بالمنسوخ الذي لا يجوز العمل به وحفظ الله النصوص الناسخة أولى من حفظه المنسوخة وقول من قال هي منسوخة بقوله وأنكحوا الأيامى منكم في غاية الضعف فإن كونها زانية وصف عارض لها يوجب تحريما عارضا مثل كونها محرمة ومعتدة ومنكوحة للغير ونحو ذلك مما يوجب التحريم إلى غاية ولو قدر أنها محرمة على التأييد لكانت كالوثنية ومعلوم أن هذه الآية لم تتعرض للصفات التي بها تحرم المرأة مطلقا أو مؤقتا وإنما أمر بإنكاح الأيامى من حيث الجملة وهو أمر بإنكاحهن بالشروط التي بينها وكما أنها لا تنكح في العدة وإلا حرام لا تنكح حتى تتوب وقد أحتجوا بالحديث الذي فيه إن امرأتي لا ترد يد لامس فقال طلقها فقال إني أحبها قال فاستمتع بها الحديث رواه النسائي وقد ضعفه أحمد وغيره فلا تقوم به حجة في معارضة الكتاب والسنة ولو صح لم يكن صريحا فإن من الناس من يؤول اللامس بطالب المال لكنه ضعيف لكن لفظ اللامس قد يراد به من مسها بيده وإن لم يطأها فإن من النساء من يكون فيها تبرج وإذا نظر إليها رجل أو وضع يده عليها لم تنفر عنه ولا تمكنه من وطئها ومثل هذا نكاحها مكروه ولهذا أمره بفراقها ولم يوجب ذلك عليه لما ذكر أنه يحبها فإن هذه لم تزن ولكنها مذنبة ببعض المقدمات ولهذا قال لا ترد يد لامس فجعل اللمس باليد فقط ولفظ اللمس والملامسة إذا عني بهما الجماع لا يخص باليد بل إذا قرن باليد فهو كقوله تعالى ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم وأيضا فالتي نزني بعد النكاح ليست كالتي تتزوج وهي زانية فإن دوام النكاح أقوى من ابتدائه والإحرام والعدة تمنع الابتداء دون الدوام فلو قدر أنه قام دليل شرعي على أن الزانية بعد العقد لا يجب فراقها لكان الزنا كالعدة تمنع الابتداء دون الدوام جمعا بين الدليلين) ثم قال (فإن قيل ما معنى قوله لا ينكحها إلا زان أو مشرك قيل المتزوج بها إن كان مسلما فهو زان وإن لم يكن مسلما فهو كافر فإن كان مؤمنا بما جاء به الرسول من تحريم هذا وفعله فهو زان وإن لم يكن مؤمنا بما جاء به الرسول فهو مشرك كما كانوا عليه في الجاهلية كانوا يتزوجون البغايا يقول فإن تزوجتم بهن كما كنتم تفعلون من غير إعتقاد تحريم ذلك فأنتم مشركون وإن اعتقدتم التحريم فأنتم زناة لأن هذه تمكن من نفسها غير الزوج من وطئها فيبقى الزوج يطؤها كما يطؤها أولئك وكل إمرأة اشترك في وطئها رجلان فهي زانية فإن الفروج لا تحتمل الاشتراك بل لا تكون الزوجة إلا محصنة ولهذا لما كان المتزوج بالزانية زانيا كان مذموما عند الناس وهو مذموم أعظم مما يذم الذي يزني بنساء الناس .. ) ألخ كلامه رحمه الله.و فيه الجواب على الاعتراضات فلينظر بتمامه فهو نفيس جدا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/82)
و ايضا قول ابن القيم في الصواعق 2/ 572 (وكما فهم من فهم من قوله تعالى الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة النور3 أنه العقد وفهم آخرون أنه نفس الوطء وفهم الأولين أصوب لخلو الآية عن الفائدة إذا حمل على الوطء)
و قال في إغاثة اللهفان (ولما كانت هذه حال الزنا كان قريبا للشرك في كتاب الله تعالى قال الله تعالى الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين النور 3 والصواب القول بأن هذه الآية محكمة يعمل بها لم ينسخها شيء وهي مشتملة على خبر وتحريم ولم يأت من ادعى نسخها بحجة ألبتة والذي أشكل منها على كثير من الناس واضح بحمد الله تعالى فإنهم أشكل عليهم قوله الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة هل هو خبر أو نهي أو إباحة فإن كان خبرا فقد رأينا كثيرا من الزناة ينكح عفيفة وإن كان نهيا فيكون قد نهى الزاني أن يتزوج إلا بزانية أو مشركة فيكون نهيا له عن نكاح المؤمنات العفائف وإباحة له في نكاح المشركات والزواني والله سبحانه لم يرد ذلك قطعا فلما أشكل عليهم ذلك طلبوا للآية وجها يصح حملها عليه فقال بعضهم المراد من النكاح الوطء والزنا فكأنه قال الزاني لا يزني إلا بزانية أو مشركة وهذا فاسد فإنه لا فائدة فيه ويصان كلام الله تعالى عن حمله على مثل ذلك فإنه من المعلوم أن الزاني لا يزنى إلا بزانية فأى فائدة في الإخبار بذلك ولما رأى الجمهور فساد هذا التأويل أعرضوا عنه ثم قالت طائفة هذا عام اللفظ خاص المعنى والمراد به رجل واحد وامرأة واحدة وهي عناق البغي وصاحبها فإنه أسلم واستأذن رسول الله في نكاحها فنزلت هذه الآية وهذا أيضا فاسد فإن هذه الصورة المعينة وإن كانت سبب النزول فالقرآن لا يقتصر به على محال أسبابه ولو كان كذلك لبطل الاستدلال به على غيرها وقالت طائفة بل الآية منسوخة بقوله وأنكحوا الأيامى منكم النور 32 وهذا أفسد من الكل فإنه لا تعارض بين هاتين الآيتين ولا تناقض إحداهما الأخرى بل أمر سبحانه بإنكاح الأيامي وحرم نكاح الزانية كما حرم نكاح المعتدة والمحرمة وذوات المحارم فأين الناسخ والمنسوخ في هذا فإن قيل فما وجه الآية قيل وجهها والله أعلم أن المتزوج أمر أن يتزوج المحصنة العفيفة وإنما أبيح له نكاح المرأة بهذا الشرط كما ذكر ذلك سبحانه في سورتي النساء والمائدة والحكم المعلق على الشرط ينتفي عند انتفائه والإباحة قد علقت على شرط الإحصان فإذا انتفى الإحصان انتفت الإباحة المشروطة به فالمتزوج إما أن يلتزم حكم الله وشرعه الذي شرعه على لسان رسوله أو لا يلتزمه فإن لم يلتزمه فهو مشرك لا يرضى بنكاحه إلا من هو مشرك مثله وإن التزمه وخالفه ونكح ما حرم عليه لم يصح النكاح فيكون زانيا فظهر معنى قوله لا ينكح إلا زانية أو مشركة النور 3 وتبين غاية البيان وكذلك حكم المرأة وكما أن هذا الحكم هو موجب القرآن وصريحه فهو موجب الفطرة ومقتضى العقل فإن الله سبحانه حرم على عبده أن يكون قرنانا ديوثا زوج بغى فإن الله تعالى فطر الناس على استقباح ذلك واستهجانه ولهذا إذا بالغوا في سب الرجل قالوا زوج قحبة فحرم الله على المسلم أن يكون كذلك فظهرت حكمة التحريم وبان معنى الآية والله الموفق) اهـ.
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[19 - 09 - 02, 10:27 م]ـ
بخصوص ما ذكره العلامة الشنقيطي عن ابن تيمية حيث قال (وهو أن أصح الأقوال عند الأصوليين كما حرره أبو العباس بن تيمية رحمه الله في رسالته في علوم القرآن، وعزاه لأجلاء علماء المذاهب الأربعة هو جواز حمل المشترك على معنييه، أو معانيه، .. ) ففيه نوع مخالفة للواقع، فالشيخ رحمه الله في مقدمة التفسير ذكره لا تقريرا إنما وجها تعليليا، و عزاه لأكثر فقهاء المالكية و الشافعية و الحبنلية و عبارته (إذ قد جوز .. ) و لم يتكلم عليها و لا نقدها و لا حررها!!!
بل هو رحمه الله ينكر ذلك و تلميذه ابن القيم و هو الأظهر الأقرب من حيث قوة الدليل.
قال ابن القيم (ولا يقال الصلاة لفظ مشترك ويجوز أن يستعمل في معنييه معا لأن في ذلك محاذير متعددة أحدها أن الاشتراك خلاف الأصل بل لا يعلم انه وقع في اللغة من واضع واحد كما نص على ذلك أئمة اللغة منهم المبرد وغيره وإنما يقع وقوعا عارضا اتفاقيا بسبب تعدد الواضعين ثم تختلط اللغة فيقع الاشتراك الثاني أن الأكثرين لا يجووزون استعمال اللفظ المشترك في معنييه لا بطريق الحقيقة ولا بطريق المجاز وما حكي عن الشافعي رحمه الله من تجويزه ذلك فليس بصحيح عنه وإنما أخذ من قوله إذا أوصى لمواليه وله موال من فوق ومن أسفل تناول جميعهم فظن من ظن أن لفظ المولى مشترك بينهما وأنه عند التجرد يحمل عليهما وهذا ليس بصحيح فإن لفظ المولى من الألفاظ المتواطئة فالشافعي في ظاهر مذهبه وأحمد يقولان بدخول نوعي الموالي في هذا اللفظ وهو عنده عام متواطئ لا مشترك واما ما حكي عن الشافعي رحمه الله أنه قال في مفاوضة جرت له في قوله أو لامستم النساء وقد قيل له قد يراد بالملامسة المجامعة قال هي محمولة على الجس باليد حقيقة وعلى الوقاع مجازا فهذا لا يصح عن الشافعي ولا هو من جنس المألوف من كلامه وإنما هذا من كلام بعض الفقهاء المتأخرين وقد ذكرنا على إبطال استعمال اللفظ المشترك في معنييه معا بضعة عشر دليلا في مسألة القرء في كتاب التعليق على الأحكام) اهـ
فاللهم يسر العثور على هذا الكتاب الذي يحوي مثل هذه المسائل المبحوثة.
و قد بحثها ايضا و ضعف ما يذكر عن الشافعي في الزاد 5/ 605 فما بعد
و هو كلام ابن تيمية في المجموع (15/ 11) و للشيخ رحمه الله كلام في المسألة يمكن أن يحمل على أنه يميل إلى القول بحمل المشترك على معانيه دفعة واحدة ..
و في المسالة تفصيل طويل ليس هذا محله.
و لعلي اكتب فيها بحثا انشره هنا و الله الموفق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/83)
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[20 - 09 - 02, 12:52 ص]ـ
الأخ الفاضل إبراهيم وفقه الله وسدده
جزاك الله خيرا على هذا التعقيب المفيد
ولكن بالنسبة لكلام ابن تيمية وابن القيم وقد لمحت عنه بقولي (خلافا لمن أنكر ذلك ونزه كتاب الله عن هذا القول)
فيجاب عنه بما يلي
أولا أنه قد صح عن ابن عباس بإسناد صحيح أنه يفسر النكاح هنا بمعنى الوطء
والثاني أنه لايعرف له مخالف من الصحابة فيما أعلم
ولعلي أسرد لك ما في الدر المنثور من الآثار عن ذلك فقط
الدر المنثور ج: 6 ص: 126
قوله تعالى (الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين)
أخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن الحميد وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو داود في ناسخه والبيهقي في سننه والضياء المقدسي في المختارة من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله الزاني لا ينكح إلا زانية قال ليس هذا بالنكاح ولكن الجماع لا يزني بها حين يزني إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين يعني الزنا
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير في قوله الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة قال كن نساء في الجاهلية بغيات فكانت منهن امرأة جميلة تدعى أم مهزول فكان الرجل من فقراء المسلمين يتزوج احداهن فتنفق عليه من كسبها فنهى الله ان يتزوجهن أحد من المسلمين
وأخرج عبد بن حميد عن سليمان بن يسار في قوله الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة قال كن نساء في الجاهلية بغيات فنهى الله المسلمين عن نكاحهن
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عطاء قال كانت بغايا في الجاهليه بغايا آل فلان وبغايا آل فلان فقال الله الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانيه لا ينكحها إلا زان أو مشرك فأحكم الله ذلك من أمر الجاهليه بالإسلام قيل له أعن ابن عباس قال نعم
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن الضحاك الزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك قال إنما عني بذلك الزنا ولم يعن به التزويج
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن سعيد بن جبير الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة قال لا يزني حين يزني إلا بزانية مثله أو مشركة وأخرج ابن أبي شيبة عن عكرمة مثله
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي عن ابن عباس في هذه الآية قال الزاني من أهل القبلة لا يزني إلا بزانية مثله من أهل القبلة أو مشركة من غير أهل القبلة والزانية من أهل القبلة لا تزني إلا بزان مثلها من أهل القبلة أو مشرك من غير أهل القبلة وحرم الزنا على المؤمنين
وأخرج عبد بن حميد وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي عن عمرو بن
شعيب عن أبيه عن جده قال كان رجل يقال له مرثد يحمل الاسارى من مكة حتى يأتي بهم المدينة وكانت امرأة بمكة يقال لها عناق وكانت صديقة له وأنه وجد رجلا من أسارى مكة يحمله قال فجئت حتى انتهيت إلى ظل حائط من حوائط مكة في ليلة مقمرة فجاءت عناق فابصرت سواد ظل تحت الحائط فلما انتهت الي عرفتني فقالت مرثد فقلت مرثد فقالت مرحبا وأهلا هلم فبت عندنا الليلة قلت يا عناق حرم الله الزنا قالت يا أهل الخيام هذا الرجل يحمل أسراكم قال فتبعني ثمانية وسلكت الخندمة فانتهيت إلى غار أو كهف فدخلت فجاؤا حتى قاموا على رأسي فبالوا وظل بولهم على رأسي ونحاهم الله عني ثم رجعوا ورجعت إلى صاحبي فحملته حتى قدمت المدينة فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله أنكح عناقا فأمسك فلم يرد علي شيئا حتى نزلت الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين فلا تنكحها
وأخرج ابن أبي شيبه وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه من طريق سعيد مولى ابن عباس قال كنت مع ابن عباس فأتاه رجل فقال اني كنت أتبع امرأة فاصبت منها ما حرم الله علي وقد رزقني الله منها توبة فاردت أن أتزوجها فقال الناس الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة فقال ابن عباس ليس هذا موضع هذه الآية إنما كن نساء بغايا متعالنات يجعلن على أبوابهن رايات يأتيهن الناس يعرفن بذلك فأنزل الله هذه الآية تزوجها فما كان فيها من إثم فعلي
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي شيبة وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير
قال كن نساء بغايا في الجاهلية كان الرجل ينكح المرأة في الإسلام فيصيب منها فحرم ذلك في الإسلام فأنزل الله الزانية لا ينكحها إلا زان
) انتهى نقل ما يراد منه
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[20 - 09 - 02, 01:03 ص]ـ
وأما ما ذكرته من حمل المشترك على معنييه فكلامك هو الحق والصواب فبارك الله فيك
فالصحيح عدم حمل المشترك على معنييه
وكلام ابن تيمية موجودفي المجموع (13/ 341) وهو ترجيح الشنقيطي كما في موضعين من الأضواء وقد نسبه الشوكاني في إرشاد الفحول للجمهور!!
وانظر الكتاب النافع (قواعد الترجيح عند المفسرين) لحسين الحربي (1/ 46)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/84)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[20 - 09 - 02, 01:26 ص]ـ
الشيخ عبدالرحمن وفقه المولى
1 - ورود هذا التفسير عن ابن عباس لا يعني الجزم بما قاله. فقد ترى مثلاً إمام المفسرين ابن جرير يسرد في كتابه تفسيراً لإبن عباس (وليس له مخالف) ثم ينقضه ويبيّن أنه مخالف للغة ولنص الآية. إلا إن كنت ترى عدم جواز مخالفة الصحابي فيكون النقاش قد انتهى.
2 - غالب ما أوردته هو حجة عليك لا لك!
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير في قوله الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة قال (من؟؟؟) كن نساء في الجاهلية بغيات فكانت منهن امرأة جميلة تدعى أم مهزول فكان الرجل من فقراء المسلمين يتزوج احداهن فتنفق عليه من كسبها فنهى الله ان يتزوجهن أحد من المسلمين
إذاً فالنهي في الآية هو عن الزواج من الزانيات!
وأخرج عبد بن حميد عن سليمان بن يسار في قوله الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة قال كن نساء في الجاهلية بغيات فنهى الله المسلمين عن نكاحهن
وهذا كذلك.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عطاء قال كانت بغايا في الجاهليه بغايا آل فلان وبغايا آل فلان فقال الله الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانيه لا ينكحها إلا زان أو مشرك فأحكم الله ذلك من أمر الجاهليه بالإسلام قيل له أعن ابن عباس قال نعم
وهذا أيضاً. فقد اختلف على ابن عباس في تفسير الآية إذن.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن الضحاك الزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك قال إنما عني بذلك الزنا ولم يعن به التزويج
والضحاك ليس بحجة أصلاً لا في التفسير ولا في غيره.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن سعيد بن جبير الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة قال لا يزني حين يزني إلا بزانية مثله أو مشركة وأخرج ابن أبي شيبة عن عكرمة مثله
كأن معنى الآية صار لا يأكل الأكل إلا آكل. ولا ينام إلا نائم. ولا يكتب إلا كاتب. ولا يقرأ إلا قارئ. ولا يشرب إلا شارب. وهذا ننزه كتاب الله عن مثله.
وفي كل حال فهو باطل، لأن الذي يغتصب مسلمة عفيفة يكون هو الزاني وهي غير زانية وغير مشركة. فتأمل.
وأخرج عبد بن حميد وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال كان رجل يقال له مرثد يحمل الاسارى من مكة حتى يأتي بهم المدينة وكانت امرأة بمكة يقال لها عناق وكانت صديقة له وأنه وجد رجلا من أسارى مكة يحمله قال فجئت حتى انتهيت إلى ظل حائط من حوائط مكة في ليلة مقمرة فجاءت عناق فابصرت سواد ظل تحت الحائط فلما انتهت الي عرفتني فقالت مرثد فقلت مرثد فقالت مرحبا وأهلا هلم فبت عندنا الليلة قلت يا عناق حرم الله الزنا قالت يا أهل الخيام هذا الرجل يحمل أسراكم قال فتبعني ثمانية وسلكت الخندمة فانتهيت إلى غار أو كهف فدخلت فجاؤا حتى قاموا على رأسي فبالوا وظل بولهم على رأسي ونحاهم الله عني ثم رجعوا ورجعت إلى صاحبي فحملته حتى قدمت المدينة فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله أنكح عناقا فأمسك فلم يرد علي شيئا حتى نزلت الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين فلا تنكحها
هذا صريح جداً في تحريم النكاح من الزانية. فالسؤال عن ذلك، وقد أتت الآية بالجواب الصريح: وحرم ذلك على المؤمنين.
وأخرج ابن أبي شيبه وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه من طريق سعيد مولى ابن عباس قال كنت مع ابن عباس فأتاه رجل فقال اني كنت أتبع امرأة فاصبت منها ما حرم الله علي وقد رزقني الله منها توبة فاردت أن أتزوجها فقال الناس الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة فقال ابن عباس ليس هذا موضع هذه الآية إنما كن نساء بغايا متعالنات يجعلن على أبوابهن رايات يأتيهن الناس يعرفن بذلك فأنزل الله هذه الآية تزوجها فما كان فيها من إثم فعلي
إذاً فالآية أصلاً نزلت في تحريم الزواج من الزانيات. أما هذا الرجل فقد تاب من الزنا. والتائب عن الذنب كمن لا ذنب له.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي شيبة وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير
قال كن نساء بغايا في الجاهلية كان الرجل ينكح المرأة في الإسلام فيصيب منها فحرم ذلك في الإسلام فأنزل الله الزانية لا ينكحها إلا زان
وهذا صريح في تحريم الزواج من العاهرة.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[20 - 09 - 02, 01:43 ص]ـ
الأخ الفاضل محمد الأمين وفقه الله
القصد البيان بأن هذا هو القول الصحيح عن ابن عباس ولم يصح خلافه فكيف يكون هذا القول يجب علينا تنزيه القرآن عنه!!!
وأما ما فهمته أنت من هذا الأثر أنه يدل على انه قول آخر عن ابن عباس (وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عطاء قال كانت بغايا في الجاهليه بغايا آل فلان وبغايا آل فلان فقال الله الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانيه لا ينكحها إلا زان أو مشرك فأحكم الله ذلك من أمر الجاهليه بالإسلام قيل له أعن ابن عباس قال نعم) فلا يدل على أنه بمعنى النكاح
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/85)
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[20 - 09 - 02, 02:00 ص]ـ
وأما منهج ابن جرير فلا يظهر أنه كذلك
فانظر كتاب قواعد الترجيح عند المفسرين لحسين الحربي (1/ 274)
وجامع البيان (26/ 12) و (15/ 188) و (29/ 33) وغيرها
ـ[ابن وهب]ــــــــ[20 - 09 - 02, 04:25 ص]ـ
ابن عباس ترجمان القران
وتلامذته من اعلم الناس بالتفسير
وقد دعا له رسول الهدى
(اللهم علمه التاويل)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[20 - 09 - 02, 04:33 ص]ـ
وفي تفسير القرطبي
(فيه سبع مسائل: الأولى: اختلف العلماء في معنى هذه الآية على ستة أوجه من التأويل: (الأول): أن يكون مقصد الآية تشنيع الزنى وتبشيع أمره , وأنه محرم على المؤمنين. واتصال هذا المعنى بما قبل حسن بليغ. ويريد بقوله " لا ينكح " أي لا يطأ ; فيكون النكاح بمعنى الجماع. وردد القصة مبالغة وأخذا من كلا الطرفين , ثم زاد تقسيم المشركة والمشرك من حيث الشرك أعم في المعاصي من الزنى ; فالمعنى: الزاني لا يطأ في وقت زناه إلا زانية من المسلمين , أو من هي أحسن منها من المشركات. وقد روي عن ابن عباس وأصحابه أن النكاح في هذه الآية الوطء. وأنكر ذلك الزجاج وقال: لا يعرف النكاح في كتاب الله تعالى إلا بمعنى التزويج. وليس كما قال ; وفي القرآن " حتى تنكح زوجا غيره " [البقرة: 230] وقد بينه النبي صلى الله عليه وسلم أنه بمعنى الوطء , وقد تقدم في " البقرة ". وذكر الطبري ما ينحو إلى هذا التأويل عن سعيد بن جبير وابن عباس وعكرمة , ولكن غير مخلص ولا مكمل. وحكاه الخطابي عن ابن عباس , وأن معناه الوطء أي لا يكون زنى إلا بزانية , ويفيد أنه زنى في الجهتين ; فهذا قول. (الثاني) ما رواه أبو داود والترمذي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن مرثد بن أبي مرثد كان يحمل الأسارى بمكة , وكان بمكة بغي يقال لها " عناق " وكانت صديقته , قال: فجئت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله ; أنكح عناق؟ قال: فسكت عني ; فنزلت " والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك " ; فدعاني فقرأها علي وقال: (لا تنكحها). لفظ أبي داود , وحديث الترمذي أكمل. قال الخطابي: هذا خاص بهذه المرأة إذ كانت كافرة , فأما الزانية المسلمة فإن العقد عليها لا يفسخ. (الثالث): أنها مخصوصة في رجل من المسلمين أيضا استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في نكاح امرأة يقال لها " أم مهزول " وكانت من بغايا الزانيات , وشرطت أن تنفق عليه ; فأنزل الله تعالى هذه الآية ; قاله عمرو بن العاص ومجاهد. (الرابع): أنها نزلت في أهل الصفة وكانوا قوما من المهاجرين , ولم يكن لهم في المدينة مساكن ولا عشائر فنزلوا صفة المسجد وكانوا أربعمائة رجل يلتمسون الرزق بالنهار ويأوون إلى الصفة بالليل , وكان بالمدينة بغايا متعالنات بالفجور , مخاصيب بالكسوة والطعام ; فهم أهل الصفة أن يتزوجوهن فيأووا إلى مساكنهن ويأكلوا من طعامهن وكسوتهن ; فنزلت هذه الآية صيانة لهم عن ذلك ; قاله ابن أبي صالح. (الخامس): ذكره الزجاج وغيره عن الحسن , وذلك أنه قال: المراد الزاني المحدود والزانية المحدودة , قال: وهذا حكم من الله , فلا يجوز لزان محدود أن يتزوج إلا محدودة. وقال إبراهيم النخعي نحوه. وفي مصنف أبي داود عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا ينكح الزاني المحدود إلا مثله). وروى أن محدودا تزوج غير محدودة ففرق علي رضي الله عنه بينهما. قال ابن العربي: وهذا معنى لا يصح نظرا كما لم يثبت نقلا , وهل يصح أن يوقف نكاح من حد من الرجال على نكاح من حد من النساء فبأي أثر يكون ذلك , وعلى أي أصل يقاس من الشريعة. قلت: وحكى هذا القول إلكيا عن بعض أصحاب الشافعي المتأخرين , وأن الزاني إذا تزوج غير زانية فرق بينهما لظاهر الآية. قال إلكيا: وإن هو عمل بالظاهر فيلزمه عليه أن يجوز للزاني التزوج بالمشركة , ويجوز للزانية أن تزوج نفسها من مشرك ; وهذا في غاية البعد , وهو خروج عن الإسلام بالكلية , وربما قال هؤلاء: إن الآية منسوخة في المشرك خاص دون الزانية. (السادس) أنها منسوخة ; روى مالك عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال: " الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك " قال: نسخت هذه الآية التي بعدها " وأنكحوا الأيامى منكم "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/86)
[النور: 32] ; وقاله ابن عمرو , قال: دخلت الزانية في أيامى المسلمين. قال أبو جعفر النحاس: وهذا القول عليه أكثر العلماء. وأهل الفتيا يقولون: إن من زنى بامرأة فله أن يتزوجها ولغيره أن يتزوجها. وهو قول ابن عمر وسالم وجابر بن زيد وعطاء وطاوس ومالك بن أنس وهو قول أبي حنيفة وأصحابه. وقال الشافعي: القول فيها كما قال سعيد بن المسيب , إن شاء الله هي منسوخة. قال ابن عطية: وذكر الإشراك في هذه الآية يضعف هذه المناحي. قال ابن العربي: والذي عندي أن النكاح لا يخلو أن يراد به الوطء كما قال ابن عباس أو العقد ; فإن أريد به الوطء فإن معناه: لا يكون زنى إلا بزانية , وذلك عبارة عن أن الوطأين من الرجل والمرأة زنى من الجهتين ; ويكون تقدير الآية: وطء الزانية لا يقع إلا من زان أو مشرك ; وهذا يؤثر عن ابن عباس , وهو معنى صحيح. فإن قيل: فإذا زنى بالغ بصبية , أو عاقل بمجنونة , أو مستيقظ بنائمة فإن ذلك من جهة الرجل زنى ; فهذا زان نكح غير زانية , فيخرج المراد عن بابه الذي تقدم. قلنا: هو زنى من كل جهة , إلا أن أحدهما سقط فيه الحد والآخر ثبت فيه. وإن أريد به العقد كان معناه: أن متزوج الزانية التي قد زنت ودخل بها ولم يستبرئها يكون بمنزلة الزاني , إلا أنه لا حد عليه لاختلاف العلماء في ذلك. وأما إذا عقد عليها ولم يدخل بها حتى يستبرئها فذلك جائز إجماعا. وقيل: ليس المراد في الآية أن الزاني لا ينكح قط إلا زانية ; إذ قد يتصور أن يتزوج غير زانية , ولكن المعنى أن من تزوج بزانية فهو زان , فكأنه قال: لا ينكح الزانية إلا زان ; فقلب الكلام , وذلك أنه لا ينكح الزانية إلا وهو راض بزناها , وإنما يرضى بذلك إذا كان هو أيضا يزني. الثانية: في هذه الآية دليل على أن التزوج بالزانية صحيح. وإذا زنت زوجة الرجل لم يفسد النكاح , وإذا زنى الزوج لم يفسد نكاحه مع زوجته ; وهذا على أن الآية منسوخة. وقيل إنها محكمة. وسيأتي. الثالثة: روي أن رجلا زنى بامرأة في زمن أبي بكر رضي الله عنه فجلدهما مائة جلدة , ثم زوج أحدهما من الآخر مكانه , ونفاهما سنة. وروي مثل ذلك عن عمر وابن مسعود وجابر رضي الله عنهم. وقال ابن عباس: أوله سفاح وآخره نكاح. ومثل ذلك مثل رجل سرق من حائط ثمره ثم أتى صاحب البستان فاشترى منه ثمره , فما سرق حرام وما اشترى حلال. وبهذا أخذ الشافعي وأبو حنيفة , ورأوا أن الماء لا حرمة له. وروي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: إذا زنى الرجل بالمرأة ثم نكحها بعد ذلك فهما زانيان أبدا. وبهذا أخذ مالك رضي الله عنه ; فرأى أنه لا ينكحها حتى يستبرئها من مائه الفاسد ; لأن النكاح له حرمة , ومن حرمته ألا يصب على ماء السفاح ; فيختلط الحرام بالحلال , ويمتزج ماء المهانة بماء العزة. الرابعة: قال ابن خويز منداد: من كان معروفا بالزنى أو بغيره من الفسوق معلنا به فتزوج إلى أهل بيت ستر وغرهم من نفسه فلهم الخيار في البقاء معه أو فراقه ; وذلك كعيب من العيوب , واحتج بقوله عليه السلام: (لا ينكح الزاني المجلود إلا مثله). قال ابن خويز منداد. وإنما ذكر المجلود لاشتهاره بالفسق , وهو الذي يجب أن يفرق بينه وبين غيره ; فأما من لم يشتهر بالفسق فلا. الخامسة: قال قوم من المتقدمين: الآية محكمة غير منسوخة , وعند هؤلاء: من زنى فسد النكاح بينه وبين زوجته , وإذا زنت الزوجة فسد النكاح بينها وبين زوجها. وقال قوم من هؤلاء: لا ينفسخ النكاح بذلك , ولكن يؤمر الرجل بطلاقها إذا زنت , ولو أمسكها أثم , ولا يجوز التزوج بالزانية ولا من الزاني , بل لو ظهرت التوبة فحينئذ يجوز النكاح.
)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[20 - 09 - 02, 04:42 ص]ـ
وقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله
(وقد قال الشعبي من زوج كريمته من فاجر فقد قطع رحمها وأيضا فإنه إذا كان يزني بنساء الناس كان هذا مما يدعو المرأة إلى أن تمكن منها غيره كما هو الواقع كثيرا فلم أر من يزني بنساء الناس أو ذكران إلا فيحمل إمرأته على أن تزني بغيره مقابلة على ذلك ومغايظة وأيضا فإذا كان عادته الزنا استغنى بالبغايا فلم يكف إمرأته في الإعفاف فتحتاج إلى الزنا
وأيضا فإذا زنى بنساء الناس طلب الناس أن يزنوا بنساءه كما هو الواقع فإمرأة الزاني تصير زانية من وجوه كثيرة وإن استحلت ما حرمه الله كانت مشركة وإن لم تزن بفرجها زنت بعينها وغير ذلك فلا يكاد يعرف في نساء الرجال الزناة المصرين على الزنا الذين لم يتوبوا منه إمرأة سليمة سلامة تامة وطبع المرأة يدعو إلى الرجال الاجانب إذا رأت زوجها يذهب إلى النساء الأجانب وقد جاء في الحديث (بروا آباءكم تبركم أبناؤكم وعفوا تعف نساءكم) فقوله الزاني لا ينكح إلا زاينة إما أن يراد أن نفس)
فيه نظر
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[20 - 09 - 02, 05:40 ص]ـ
كلام ابن تيمية هو في الحالة العامة، ولكل قاعدة استثناء خاصة في هذه الأمور.
لكن الحالة الغالبة من الواقع الذي أشاهده أن الزوجة عندما تكتشف أن زوجها يخونها ويصر على موقفه بعد أن تكشفه، فإنه قد تحاول الزنا أيضاً إما إنتقاماً منه وإما كنوع من "التربية" له.
ثم إن الذي تزني زوجته ويقرها على ذلك ديوث. والديوث ملعون في الإسلام. فما بالك بالذي يتزوج عاهرة غير تائبة؟ هل يسمى ديوثاً أم لا؟ وهل ترى أن الإسلام يقر هذه الدياثة أم لا؟
وهل يدخل الزواج من العاهرة تحت بند "فاظفر بذات الدين تربت يداك"؟!!
وهل من شريف يقبل أن يزوج ابنته من زانٍ؟!
السؤال طبعاً غير موجه لشخص معين، إنما هو للتفكر جيداً في أبعاد هذا الفتوى الخطيرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/87)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[20 - 09 - 02, 06:30 ص]ـ
الأخ الفاضل ابن وهب
حديث "اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل" ضعيف.
لكن ثبت في صحيح البخاري أن رسول الله ص قال عنه: اللهم علمه الحكمة، وقال: اللهم علمه الكتاب.
لكن ابن عباس ليس أعلم الصحابة بالتفسير، بل هو من صغار الصحابة. والمبشرون بالجنة أعلم منه بالقرآن.
قال ابن مسعود: لو أدرك بن عباس أسناننا ما عاشره منا رجل.
وابن مسعود أعلم بكثير من ابن عباس في التفسير.
هو من أوائل المسلمين الذين شهدوا تنزيل القرآن كله، وهو من المبشرين بالجنة. ويكفينا ما جاء في صحيح البخاري من فضله. قال رسول الله ص: استقرئوا القرآن من أربعة من عبد الله بن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل. وفي صحيح مسلم عن أبي الأحوص قال ثم كنا في دار أبي موسى مع نفر من أصحاب عبد الله وهم ينظرون في مصحف فقام عبد الله فقال أبو مسعود ما اعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك بعده اعلم بما انزل الله من فقال أبو موسى أما لئن قلت ذاك لقد كان يشهد إذا غبنا ويؤذن إذا حجبنا.
وأخرج مسلم كذلك عن شقيق عن عبد الله انه قال: ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ثم قال على قراءة من تأمروني ان أقرأ فلقد قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة ولقد علم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إني أعلمهم بكتاب الله ولو أعلم أن أحدا أعلم مني لرحلت إليه. قال شقيق فجلست في حلق أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فما سمعت أحدا يرد ذلك عليه ولا يعيبه. وأخرج مسلم عن مسروق عن عبد الله قال ثم والذي لا إله غيره ما من كتاب الله سورة إلا أنا أعلم حيث نزلت وما من آية إلا أنا أعلم فيما أنزلت ولو أعلم أحدا هو أعلم بكتاب الله مني تبلغه الإبل لركبت إليه.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[20 - 09 - 02, 06:48 ص]ـ
أما عن منهج ابن جرير فإليك هذا المثال الذي تذكرته:
اختلف المفسرون في معنى} فأتوهن من حيث أمركم الله}. فقد ثبت عن ابن عباس (رضي الله عنه) وتلميذه عكرمة قوله بما معناه: «أُمِروا أن يأتوهن من حيث نهوا عنه، أي من حيث جاء الدم». ورُوي عن غيرهما أن معناه: فأتوهن من الوجه الذي أمركم الله فيه أن تأتوهن منه، وذلك الوجه هو الطهر دون الحيض. قال إمام المفسرين الطبري: «وأولى الأقوال بالصواب في تأويل ذلك عندي قول من قال: معنى ذلك: فأتوهن من قبل طهرهن. وذلك أن كل أمر بمعنى فنهي عن خلافه وضده، وكذلك النهي عن الشيء أمر بضده وخلافه. فلو كان معنى قوله: {فأتوهن من حيث أمركم الله} فأتوهن من قبل مخرج الدم الذي نهيتكم أن تأتوهن من قبله في حال حيضهن، لوجب أن يكون قوله: {ولا تقربوهن حتى يطهرن} تأويله: ولا تقربوهن في مخرج الدم دون ما عدا ذلك من أماكن جسدها، فيكون مطلقا في حال حيضها إتيانهن في أدبارهن. وفي إجماع الجميع على أن الله تعالى ذكره لم يطلق في حال الحيض من إتيانهن في أدبارهن شيئا حرمه في حال الطهر ولا حرم من ذلك في حال الطهر شيئا أحله في حال الحيض، ما يعلم به فساد هذا القول»، ثم أطال في الانتصار لهذا التفسير.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[20 - 09 - 02, 09:00 ص]ـ
الأخ الفاضل محمد الأمين
المثال الذي ذكرته لبيان منهج ابن جرير فيه نظر
فلم ينفرد ابن عباس بالقول فيها كما نقله ابن جرير
وأما ابن جرير فقد اختار قول ابن عمر كما ذكره هو
فلا يسلم لك هذا المثال
وتأمل ما نقلته لك سابقا (وأما منهج ابن جرير فلا يظهر أنه كذلك
فانظر كتاب قواعد الترجيح عند المفسرين لحسين الحربي (1/ 274)
وجامع البيان (26/ 12) و (15/ 188) و (29/ 33) وغيرها)
ومن أقوال ابن جرير رحمه الله (15/ 188) (ولولا أن أقوال أهل التأويل مضت بما ذكرت عنهم من التأويل، ((وأنا لانستجيز خلافهم)) فيما جاء عنهم، لكان وجها يحتمله التأويل 000)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[20 - 09 - 02, 09:30 ص]ـ
الشيخ عبد الرحمان وفقه الله
أين هو قول ابن عمر؟
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[20 - 09 - 02, 02:15 م]ـ
ما كان ينبغي الاستطراد هكذا، مع ما في بعض الأجابات من هضم حق الغير ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/88)
و الآية هذه مختلف في تفسيرها، و لا شك و ما اختاره الأخ عبد الرحمن، هو أحد الأوجه، و هو ما اختاره من قبل إماما التفسير ابن جرير و ابن كثير و غيرهما، فالمسألة معلوم الخلاف فيها، و لا تجد كتابا من كتب الفقه أو الحديث إلا و تطرق لها، فهي من موارد النزاع، لكن يجب تدقيق العبارة في النقد لا سيما ما ينقل من آثار، و قد كنت بحثت هذه الآية و رأيت الاختلاف فيها، و ما ذكرته هو اختيار العلمين الإمامين شيخي الاسلام ابن تيمية و ابن القيم، و هما من هما؟
لا، بل صنف ابن تيمية فيها كتابا ينصر فيه القول بأن المراد بالنكاح الزواج و العقد، لا غير.
و هذا قول إمام التفسير في زمانه مجاهد، و لعله أخذه عن ابن عباس فتكون رواية أخرى.
و بخصوص قول ابن عباس فإن ابن عباس قد قاله اجتهادا منه، و للصحابة اجتهادات خالفت النص، و قول ابن عباس هنا مخالف للنص: (فقلت يا رسول الله أنكح عناق قال فسكت عني فنزلت والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك فدعاني فقرأها على وقال لا تنكحها) وهو حديث عبد الله بن عمرو في سنن أبي داود و الترمذي على تقدير صحته، و هو دليل على المعنى الذي نزلت لأجله الآية.
بل في تفسير رسول الله لها كما عند الترمذي، ماذا قا ل؛ قال (فقلت يا رسول الله أنكح عناقا فأمسك رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يرد علي شيئا حتى نزلت الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا مرثد الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك فلا تنكحها) اهـ
فهذا برهان على أن المراد بالنكاح هو النكاح المعروف شرعا و هو الزواج، فقوله (أنكح عناقا) أيريد أزني بها؟؟!!! حاشا لله.
و قول (فأمسك فلم يرد علي شيئا حتى نزلت الزاني لا ينكح) فهذا جواب على السؤال و هو زواجها.
و قوله (فلا تنكحها) أيريد (فلا تزني بها) أيعقل هذا؟؟
و هذا فهم ابن تيمية و ابن القيم و غيرهما من الأئمة، و أصح من حديث ابن الأخنس عن عمرو بن شعيب، رواية حبيب المعلم حدثني عمرو بن شعيب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينكح الزاني المجلود إلا مثله.
كذا أخرجه أبو داود عقب رواية ابن الأاخنس كأنه يشير إلى إعلالها و لذا قال الترمذي عن رواية ابن الأخنس: (حديث حسن غريب).
و قال البيهقي لما أخرجه من طريق يزيد بن زريع ثنا حبيب المعلم قال جاء رجل من أهل الكوفة إلى عمرو بن شعيب قال ألا تعجب أن الحسن يقول إن الزاني المجلود لا ينكح إلا مجلودة مثله فقال عمرو وما يعجبك حدثناه سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم وكان عبد الله بن عمرو رضي الله عنه ينادي بها نداء فهكذا رواه عمرو وقد روي عن أبيه عن جده في سبب نزول الآية ما دل على أن المنع وقع عن نكاح تلك البغايا وروينا عن عبد الله بن عمر ومن أوجه أخر ما دل على أن المنع وقع عن نكاحهن إما لشركهن وإما لشرطهن إرسالهن للزنا والله أعلم (السنن 7/ 156)
فابن عباس مخالف للنص و سبب التنزيل، إن لم يكن له قول آخر موافق لما ذكرنا، وهو محتمل جدا، لأن تلميذه مجاهد يقول بخلاف ما أثر عنه، فلعله آخر القولين له.
و مثل هذا ما أثر عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى (وهم بها) فقد رده ابن تيمية و عد كل ما يذكر في الآية مع أنه لا اختلاف بين الصحابة يذكر!! في تفسيرها بأنه كان ليوسف فعل حركة في الواقعة، فرده ابن تيمية و جعله من الأخذ عن كتب بني إسرائيل.
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[20 - 09 - 02, 02:37 م]ـ
بل في رواية قالله صلى الله عليه و سلم (لا تتزوجها) فدل على السبب الذي لأجله أنزلت الآية هو السؤال عن زواحه لها، و بذا زال الإشكال و الحمد لله.
ثم سبب النزول له ما يؤيده أيضا و هو ما رواه معتمر بن سليمان عن أبيه عن الحضرمي عن القاسم عن عبد الله بن عمرو قال كانت امرأة في جياد تسمى أم مهزول وكانت تسافح وكانت تشترط لمن تزوجها أن تكفيه النفقة فاستأذن رجل رسول الله في نكاحها فقرأ رسول الله الزاني لا ينكح إلا زانية الآية.
و هذا الحديث و إن كان فيه الحضرمي و قد جهل، لكن قال ابن معين (ليس به بأس وليس هو بالحضرمي بن لاحق) فهو شاهد لا بأس به، فالحضرمي هذا لا يسمى أبوه، و في بعض الروايات سمي ابن لاحق لكنه ليس الذي روى عنه يحيى بن أبي كثير، كما فصله الخطيب في (الموضح)، و قد جهل الحضرمي هذا: ابن المديني و قال فيه ابن معين ما ترى أعلاه.
فمثله في الاعتبار لا بأس به.
و يويده قول مكحول (لا يحل لرجل مسلم أن يتزوج امرأة قد حدث في الزنا ولا يحل لامرأة مسلمة أن تتزوج رجلا قد حد في الزنا وإنما أنزل الله هذه الاية الزاني لا ينكح إلا زانية في هذا) أخرجه عبد الرزاق (12809).
و للحافظ ابن حزم كلام مطول رد فيه ما جاء عن ابن عباس و غيره في تفسير النكاح بالوطء من كتابه (المحلى) (9/ 476 - 477) فلينظر فهو مهم.
هذا و الله الموفق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/89)
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[20 - 09 - 02, 03:28 م]ـ
الأخ الفاضل
بالنسبة لتحريم نكاح المشركات فقد نزل قبل سورة النور وهو معلوم
فقد جاء في سور ة البقرة قوله تعالى (ولاتنكحوا المشركات حتى يؤمن)
وفي قوله تعالى في سورة الممتحنة (لاهن حل لهم ولاهم يحلون لهن)
وقوله تعالى (ولاتمسكوا بعصم الكوافر)
وكل هذه الآيات قبل سورة النور
فكيف يسأل الصحابي عن أمر سبق أن نزل في عدد من الآيات
ولو تأملت القصة لبان لك أنه يقصد الزنا بها وكأنه رآه يحل بالمشركات
فنزلت هذه الآية
ولايقصد الزواج بها وهي مشركة فالحكم معلوم قبل ذلك
والنبي صلى الله عليه وسلم لم يجبه مباشرة حتى نزل الوحي ولو كان يريد حكم الزواج لذكر له الآيات السابقة
والله أعلم
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[20 - 09 - 02, 06:22 م]ـ
الأخ الفاضل
الآية جاءت لمن في حالة مرثد و غيره كما قال ابن تيمية و ابن القيم، فقصرها على محل السبب لا ينبغي فعله.
هذا أولا، و ثانيا يقال: المراد بالنكاح المطلوب من مرثد: نكاح البغي الزانية لا المشركة، و لو سلمنا جدلا أن المراد بالنكاح هنا نكاح المشركة، فلا مانع عند أهل التفسير أن تنزل الآيات في المعنى الواحد، لتعدد الوقائع، هذا معروف في التنزيل و هو الصواب.
و قد قدمت لك ما يدل على أن المراد الزواج بنص رسول الله، فما أنت قائل يا أخي عبد الرحمن؟؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[04 - 06 - 03, 03:20 ص]ـ
ويكفي في تفسير هذه الآية أن نأخذ بقول الحبر ابن عباس رضي الله عنه، وهو قوله بأن المقصود بالنكاح في هذه الآية هو الوطء.
وأما حملها على المشترك ففيه نظر
وقد كتب الأخ زياد حول هذا الموضوع على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=8384
ـ[عبد الحميد الفيومي]ــــــــ[18 - 09 - 08, 07:41 ص]ـ
للرفع
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[07 - 10 - 08, 04:22 م]ـ
.
ألا يجوز شرعا أن يكون المراد من المشرك: الكتابي
كما في مسألة دخول الكتابيين للمساجد؟!(1/90)
يخطىء الكثير في تأويل هذه الآية!!!!
ـ[خالد الشايع]ــــــــ[03 - 10 - 02, 01:10 ص]ـ
قوله تعالى (إنما يتقبل الله من المتقين)
يظن البعض أن المقصود: أن الله لا يقبل إلا أعمال المتقين وأن الفساق لا تقبل أعمالهم.والصواب والله أعلم به ما قال ابن تيمية في الفتاوى 7/ 495:
اختلفت المرجئة والخوارج في تأويل هذه الآية، فقالت المرجئة المقصود اتقاء الكفر، وقالت الخوارج المقصود اتقاء الكبائر فصاحب الكبيرة لا يقبل الله له عمل.
والصواب أن المقصود من اتقى في ذلك العمل أي كان خالصا صوابا.
(ملخصا)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[03 - 10 - 02, 12:43 م]ـ
1
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[04 - 10 - 02, 12:05 ص]ـ
فائدة جليلة اخي خالد. حفظك الله وجزاك خيرا
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[04 - 10 - 02, 12:10 ص]ـ
فائدة جليلة اخي خالد. نفع الله بك.
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[09 - 10 - 02, 02:20 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[05 - 06 - 07, 07:33 م]ـ
فائدة جميلة تضاف إلى المفضلة لدي رغم ضعفها
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[01 - 10 - 07, 06:33 ص]ـ
والصواب أن المقصود من اتقى في ذلك العمل أي كان خالصا صوابا.
هذا ليس مقارنا للقولين السابقين حيث انصبا على الخلاف عما يُتقى -الكفر أم الكبائر -ولم يحدد ما نقلت ماذا أو من يُتقى!!
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[01 - 10 - 07, 08:18 ص]ـ
قوله تعالى (إنما يتقبل الله من المتقين)
يظن البعض أن المقصود: أن الله لا يقبل إلا أعمال المتقين وأن الفساق لا تقبل أعمالهم.والصواب والله أعلم به ما قال ابن تيمية في الفتاوى 7/ 495:
اختلفت المرجئة والخوارج في تأويل هذه الآية، فقالت المرجئة المقصود اتقاء الكفر، وقالت الخوارج المقصود اتقاء الكبائر فصاحب الكبيرة لا يقبل الله له عمل.
والصواب أن المقصود من اتقى في ذلك العمل أي كان خالصا صوابا.
(ملخصا)
والله فوجئت بهذا الكلام
يا الله
لأن كان ماتقوله هو الصح ... !!؟
ياليت احدى المشائخ يتكلم في المسأله(1/91)
التفسير العلمي للقرآن .... ؟
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[12 - 10 - 02, 11:57 م]ـ
4 - قال تعالى (ما فرطنا في الكتاب من شيء) ما معنى هذه الآية؟ خاصة أنني سمعت من يستدل بآيات القرآن على الاكتشافات العلمية يستدل بهذه الآية؟ وهل هناك ضوابط لتنزيل الاكتشافات العلمية -أو بما يسمى بالإعجاز العلمي- على القرآن؟ أفيدونا بارك الله فيكم؟(1/92)
الجمع بين قوله تعالى في العروج (خمسين ألف سنة) وقوله (ألف سنة)
ـ[خالد الشايع]ــــــــ[13 - 10 - 02, 11:59 م]ـ
قال في شرح النونية1/ 406: اختار الناظم أنها يوم واحد وأن المراد في
آية السجدة من الأرض الى السماء الدنيا ألف سنة مسافة صعودهم
ونزولهم وأما في المعارج فالمعنى أن ذلك مسافة السبع الطباق من
العرش الى الثرى أي أسفل الأرض السابعة وذكر أنه قول البغوي وهو
قول مجاهد.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 10 - 02, 10:40 ص]ـ
قال الشيخ الشنقيطي رحمه الله
(قوله تعالى (وان يوما عند ربك كالف سنة مما تعدون)
هذه الاية الكريمة تدل على ان مقدار اليوم عند الله الف سنة وكذلك قوله تعالى (يدبر الامر من السماء الى الارض ثم يعرج اليه في يوم كان مقداره الف سنة مما تعدون)
وقد جاءت اية اخرى تدل على خلاف ذلك هي قوله تعالى في سورة سائل سائل (تعرج الملائكة والروح اليه في يوم كان مقداره خمسين الف سنة) الاية
اعلم اولا ان اباعبيدة روى عن اسماعيل بن ابراهيم عن ايوب عن ابن ابي مليكة انه حضر كلا من ابن عباس وسعيد بن المسيب سئل عن هذه الايات فلم يدر ما يقول فيها ويقول لاادري
وللجمع بينهما وجهان
الاول ما اخرجه ابن ابي حاتم من طريق سمالك عن عكرمة عن ابن عباس من ان يوم الالف في سورة الحج هو احد الايام الستة التي خلق الله فيها السموات والارض ويوم الالف في سورة السجدة هو مقدار سير الامر وعروجه اليه تعالى ويوم الخمسين الفا هو يوم القيامة
الوجه الثاني ان المراد بجميعها يوم القيامة وان الاختلاف باعتبار حال المؤمن والكافر ويدل لهذا قوله تعالى (فذلك يومئذ يوم عسير على الكافرين غير يسير) ذكر هذين الوجهين صاحب الاتقان والعلم عند الله تعالى
)
انتهى
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 10 - 02, 12:05 م]ـ
وفي الاتقان
(موضع آخر توقف فيه ابن عباس قال أبوعبيد: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن
أيوب عن أبي مليكة قال: سأل رجل ابن عباس عن يوم كان مقداره ألف سنة وقوله (يوم كان
مقدره خمسين ألف سنة فقال ابن عباس هما يومان ذكرهما الله تعالى في كتابه
الله أعلم بهما. وأخرجه ابن أبي حاتم من هذا الوجه وزاد: ما أدري ما هي وأكره أن
أقول فيهما ما لا أعلم. قال ابن أبي مليكة: فضربت البعير حتى دخلت على سعيد بن
المسيب فسئل عن ذلك فلم يدر ما يقول فقلت له: ألا أخبرك بما حضرت من ابن عباس
فأخبرته فقال ابن المسيب للسائل: هذا ابن عباس قد اتقى فيها وهوأعلم مني. وروي عن
ابن عباس أيضاً أن يوم الألف هومقدار سير الأمر وعروجه إليه ويوم الألف في سورة
الحج هوأحد الأيام الستة التي خلق الله فيها السموات ويوم الخمسين ألف هويوم
القيامة. فأخرج ابن أبي حاتم من طريق سماك بن عكرمة عن ابن عباس أن رجلاً قال له:
حدثني ما هؤلاء الآيات في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة و يدبر الأمر
من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة قال: وإن يوماً
عند ربك كألف سنة فقال: يوم القيامة حساب خمسين ألف سنة والسموات في ستة أيام
كل يوم يكون ألف سنة ويدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان
مقدراه ألف سنة. قال: ذلك مقدار السير. وذهب بعضهم إلى أن المراد بها يوم القيامة
وأنه باعتبار حال المؤمن والكافر بدليل قوله (يوم عسير على الكافرين غير يسير)
تنبيه وقع في كتاب الشنقيطي ابوعبيدة والصواب ابوعبيد والله اعلم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[14 - 10 - 02, 10:52 م]ـ
ليس بين الآيتين أدنى تناقض لأن كل آية تتحدث عن سرعة معيّنة.
قوله تعالى (يدبر الامر من السماء الى الارض ثم يعرج اليه في يوم كان مقداره الف سنة مما تعدون) يدل على أن الأمر يسير بسرعة الضوء، وهي السرعة اللازمة لقطع المسافة التي يقطعها القمر في ألف سنة قمرية في يوم واحد.
http://islamicweb.com/arabic/sunni/speed_of_light.htm(1/93)
دراسات تحليلية لترجيحات ابن قيم الجوزية التفسيرية
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[10 - 12 - 02, 12:13 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين وأشرف المرسلين محمد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فيسرني أن أبدأ في المشاركة معكم في هذا المنتدى بسلسلة دروس موسعة في أهم أنواع التفسير التحليلي، وهو التفسير المقارن الذي يرتكز على ذكر الآيات التي وقع في تفسيرها خلاف بين المفسرين، والمقارنة بين أقوالهم، مع ترجيح الراجح منها، وبيان الصواب فيها.
وستكون هذه السلسلة مرتبطة بالترجيحات التي أوردها ابن القيم في كتبه من خلال تفسيره المجموع، حيث أذكر كلامه حول الآية، وما رجحه من الأقوال في تفسيرها، ثم أتبع ذلك بدراسة مفصلة لترجيحه، مع مقارنته بترجيحات المفسرين الآخرين، ثم أختم الدراسة بذكر ما أراه راجحاً مع التعليل.
فأرجو أن ينال هذا البحث إعجابكم، وأن يكون عوناً لنا جميعاً على فهم كلام ربنا، ومعرفة تفسيره، وتدبر معانيه.
ثم إني أرجو ممن له اهتمام بمثل هذه الموضوعات البحثية من طلبة العلم والباحثين ألا يبخل علينا بمشاركاته الهادفة ونقده البناء.
وفق الله الجميع لما فيه رضاه، وهدانا إلى طريق هداه، وما توفيقي إلا بالله.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[10 - 12 - 02, 12:16 ص]ـ
معنى (غلف) في قوله تعالى: (وقالوا قلوبنا غلف)
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى: (وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَا يُؤْمِنُونَ) (البقرة:88)
ذكر ابن القيم –رحمه الله – قولين في معنى قول اليهود قلوبنا غلف:
أحدهما: أن المعنى: قلوبنا أوعية للحكمة والعلم، على أن غلف جمع غلاف.
والثاني: أن المعنى: قلوبنا لا تفقه عنك ما تقول فهي في غشاوة، وعلى هذا ف"غلف" جمع أغلف، وهو كل شيء في غلاف.
وقد رجح القول الثاني، وذكر أنه قول أكثر المفسرين، وأنه الصواب في معنى الآية.
قال رحمه الله:
(اختلف في معنى قولهم: "قلوبنا غلف"
فقالت طائفة: المعنى قلوبنا أوعية للحكمة والعلم، فما بالها لا تفهم عنك ما أتيت به أو لا تحتاج إليك، وعلى هذا فيكون غلف جمع غلاف.
والصحيح قول أكثر المفسرين أن المعنى: قلوبنا لا تفقه ولا تفهم ما تقول، وعلى هذا فهو جمع أغلف كأحمر وحُمر. قال أبو عبيده: كل شيء في غلاف فهو أغلف، كما يقال سيف أغلف وقوس أغلف، ورجل أغلف غير مختون. قال ابن عباس وقتادة ومجاهد: على قلوبنا غشاوة، فهي في أوعية لا تعي ولا تفقه ما تقول. وهذا هو الصواب في معنى الآية لتكرر نظائره في القرآن: كقولهم: "قلوبنا في أكنة" [فصلت: 5]
وقوله تعالى: "كانت أعينهم في غطاء عن ذكري" [الكهف: 101] ونظائر ذلك.
وأما قول من قال: هي أوعية للحكمة فليس في اللفظ ما يدل عليه ألبتة، وليس في القرآن نظير يحمل عليه، ولا يقال مثل هذا اللفظ في مدح الإنسان نفسه بالعلم والحكمة، فأين وجدتم في الاستعمال قول القائل: قلبي غلاف، وقلوب المؤمنين العالمين غلف، أي أوعية للعلم؟ والغلاف قد يكون وعاءً للجيد والرديء، فلا يلزم من كون القلب غلافاً أن يكون داخله العلم والحكمة. وهذا ظاهر جداً.) انتهى [شفاء العليل:]
الدراسة
القول الذي رجحه ابن القيم هو قول أكثر المفسرين –كما ذكر في كلامه السابق -.
وممن قال به: ابن عباس، ومجاهد، والأعمش،وقتادة، والسدي، وابن زيد
كما روى ذلك عنهم ابن جرير في تفسيره.
وهذا القول بيّن وظاهر، وهو الذي ذكره المفسرون في معنى الآية، فلا نطيل بذكر أقوالهم في ذلك؛ فهي مبسوطة في كتب التفسير، وكتب غريب القرآن.
وظاهر كلام ابن القيم السابق أن القولين المذكورين في معنى "قلوبنا غلف" يرجعان إلى قراءة واحدة، وهي القراءة المشهورة التي عليها جمهور القراء "غُلْف" بإسكان اللام، وهي قراءة العشرة.
وفي هذه الكلمة قراءة أخرى بضم اللام "غُلُف" وهي من شواذ القراءات.
وأكثر المفسرين جعلوا المعنى الذي صححه ابن القيم للقراءة المشهورة بسكون اللام، والمعنى الذي ضعفه للقراءة الشاذة. [ينظر كلام ابن جرير في تفسيره .... ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة ص57،58].
وذكر بعض المفسرين أن قراءة الجمهور "غلْف" تحتمل المعنيين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/94)
قال السمين الحلبي رحمه الله: (وقرأ الجمهور "غلْف" بسكون اللام، وفيها وجهان:-
أحدهما:-وهو الأظهر- أن يكون جمع أغلف، كأحمر وحُمْر، وأصفر وصُفْر، والمعنى على هذا: أنها خلقت وجعلت مغشّاة لا يصل إليها الحق .....
والثاني: أن يكون جمع غلاف، ويكون أصل اللام الضم، فخفف، نحو: حمار وحُمُر، وكتاب وكُتُب ... ). [باختصار من الدر المصون 1/ 500،501، بتحقيق أحمد الخراط، ومثله في اللباب في علوم الكتاب لابن عادل 2/ 269].
وأما توجيه علماء التفسير واللغة والقراءات للقولين الذَين ذكرهما ابن القيم، وترجيحهم بينهما؛ فأكثرهم رجّحوا القول الذي رجحه ابن القيم وصوّبه.
وقد تعددت مسالكهم في ترجيح هذا القول:
فمنهم من رجحه بترجيح قراءة الجمهور، مع عدم تجويز القراءة الأخرى،كابن جرير –رحمه الله -.
ومنهم من اختاره وقواه باختيار قراءة الجمهور، مع عدم رد القراءة الأخرى، كالزجاج، والأزهري، وأبي الحسن الفارسي، وابن أبي زمنين.
ومنهم من قوّاه باعتبار أن "غلْف" جمع أغلف أشهر وأظهر من كونها جمع غلاف؛لأن الأول أكثر استعمالاً، والثاني وإن كان جائزاً فهو قليل. وممن ذكر هذا السمين الحلبي، وابن عادل.
ومن المفسرين من ذكر القول الذي رجحه ابن القيم واقتصر عليه، كابن جزي والقاسمي، وابن سعدي.
وقد صرّح بتصحيح ما صححه ابن القيم بيان الحق النيسابوري، حيث قال: ("غلْف" جمع أغلف، وهو الذي لا يفهم؛ كأن قلبه في غلاف ....
وقيل: "غلْف" أوعية للعلم، أي قلوبنا قد امتلأت من العلم، فلا موضع فيها لما تقول.
فالأول الصحيح؛ لأن كثرة العلم لا تمنع من المزيد، بل تعين عليه.) [باختصار من وضح البرهان في مشكلات القرآن لمحمود بن أبي الحسن النيسابوري 1/ 150 بتحقيق صفوان الداوودي، وقريب منه في كتابه الآخر إيجاز البيان عن معاني القرآن 1/ 110 بتحقيق د/علي العبيد.]
وذكر ابن القيم أنه سمع شيخ الإسلام ابن تيمية يضعف قول من قال: أوعية جداً، وقال: إنما هي جمع أغلف. [ذكر ذلك في بدائع الفوائد .... ].
وأما وجوه ترجيح القول الذي رجحه ابن القيم فهي:
1. تكرر نظائره في القرآن، كقوله تعالى: (وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ ... َ) (فصلت:5).
وقد نص كلٌ من قتادة وعبدالرحمن بن زيد بن أسلم على ذلك.
قال قتادة:"وقالوا قلوبنا غلف" هو كقوله: (وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ).
ونحوه عن عبدالرحمن بن زيد بن أسلم.
قال الشنقيطي –رحمه الله – في أضواء البيان: (فقول اليهود في هذه الآية "قلوبنا غلف" كقول كفار مكة:"قلوبنا في أكنة"؛ لأن الغلف جمع أغلف وهو الذي عليه غلاف، والأكنة جمع كنان، والغلاف والكنان كلاهما بمعنى الغطاء الساتر.) [7/ 109 - 110].
والقاعدة الترجيحية تنص على أنه: (إذا دل موضع من القرآن على المراد بموضع آخر حملناه عليه، ورجحنا القول بذلك على غيره من الأقوال.) [التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي 1/ 15، وانظر تفصيل هذه القاعدة في كتاب قواعد الترجيح عند المفسرين للشيخ حسين الحربي 1/ 312 - 327].
2. ومما يرجح هذا القول أيضاً ما جاء في الحديث المرفوع عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {القلوب أربعة: قلب أجرد فيه مثل السراج يزهر، وقلب أغلف مربوط على غلافه، وقلب منكوس، وقلب مصفح .... } الحديث، وفيه: وأما القلب الأغلف فقلب الكافر. [رواه الإمام أحمد ...... ، وذكره الطبري بسنده عن حذيفة موقوفاً عليه مقتصراً على موضع الشاهد، وصحح أحمد شاكر رواية الإمام أحمد المرفوعة. انظر مرويات الإمام أحمد في التفسير 1/ 79].
3. أن القراءة الدالة على هذا المعنى هي القراءة التي عليها جمهور القراء -كما سبق-، والقراءة التي تدل على المعنى الآخر قراءة شاذة. ولا شك أن معنى القراءات المتواترة أولى بالصواب من معنى القراءة الشاذة. [قواعد الترجيح 1/ 104]
4. ومن وجوه الترجيح أيضاً التي تدل على ترجيح ما رجحه ابن القيم أن القول المرجوح ليس له في القرآن نظير، ولا هو معروف في الإستعمال كما ذكر ابن القيم في كلامه السابق.
5. ومنها أن هذا القول هو قول أكثر المفسرين من الصحابة والتابعين، ومن بعدهم كما سبق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/95)
6. ومما يرجح هذا القول من جهة التعليل ما ذكره بيان الحق النيسابوري بقوله – السابق نقله -: (فالأول الصحيح؛ لأن كثرة العلم لا تمنع من المزيد، بل تعين عليه.) اه.
وأما القول الآخر، وهو أن المراد بقوله تعالى: (وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ) أنها أوعية للذكر والحكمة والعلم، فلا تحتاج إلى ما جاء به محمد؛ فلم أرَ أحداً من المفسرين رجحه.
وأحسن أحواله عند بعضهم أن يذكره قولاً آخر بعد الأول من غير أن يشير إلى ضعفه.
ويمكن أن يتقوى هذا القول ببعض الوجوه:
منها: أن المعنى الذي يؤخذ منه قد جاء في آية أخرى، وهي قوله تعالى:) فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ .. ) (غافر:83). [أشار إلى ذلك الحافظ ابن كثير في تفسيره ...... ، والسمين الحلبي في عمدة الحفاظ 3/ 203]
ومنها: ما أخرجه الطبراني في الأوسط عن ابن عباس، أنه كان يقرأ "قلوبنا غلُف" مثقلة: أي كيف نتعلم وقلوبنا غلف للحكمة: أي أوعية للحكمة. [أخرجه الطبراني في الأوسط رقم 4636 (5/ 47) وفيه سليمان بن الأرقم،وهو متروك].
النتيجة
نخلص مما سبق إلى قوة القول الذي رجحه ابن القيم –رحمه الله- وصوّبه،وهو أن المراد بقوله تعالى: "قلوبنا غلف" أي قلوبنا في أوعية وأغطية، وعليها غشاوة، فلا تعي ولا تفقه ما تقول.
فلا شك أن هذا القول أقوى وأقرب إلى الصواب من القول الآخر، وهو أن المراد: قلوبنا أوعية للعلم والحكمة، فهي ليست بحاجة إلى ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم.
غير أنه – وبعد تأملٍ في القولين – يمكن أن يجمع بينهما؛ إذ ليس بينهما تعارض بحيث يلزم من إثبات أحدهما بطلان الآخر.
وصورة الجمع أن يقال: إنهم زعموا أن قلوبهم في أغطية وأوعية، وعليها غشاوة فهي لا تعي ولا تفقه ما تقول، وهي مع ذلك أوعية للعلم والحكمة، فليست بحاجة إلى ما جاء به محمد –صلى الله عليه وسلم -، أو هي أوعية للعلم تعي ما تُخاطب به، ولكنها لا تفقه ما يتحدث به الرسول؛ فلو كان ما يقوله حقاً لوعته قلوبهم.
وبهذا الجمع تجتمع أقوال المفسرين، وتفيد الآية أكثر من معنى.
والآية جاءت في سياق ذكر نقائص اليهود وصفاتهم الذميمة وأفعالهم الشنيعة؛ ولا شك أن تعدد صفاتهم المذمومة وتنوعها أبلغ في ذمهم.والله أعلم بمراده، وهو الموفق للصواب من شاء من عباده.
ومن العلماء من جمع بين القولين بطريقة أخرى، وهي أن يحمل كل معنى على قراءة.
قال السيوطي -رحمه الله- بعد أن ذكر القولين في الآية: (والقولان عن ابن عباس، وليسا باختلاف، بل الأول على قراءة "غلْف" بسكون اللام جمع أغلف أي في غلاف، والثاني على قراءة ضم اللام، جمع غلاف.) اه [من كتاب قطف الأزهار في كشف الأسرار للسيوطي (1/ 287،288) تحقيق د /أحمد الحمادي. إصدار وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية – دولة قطر 1414ه.]
وعلى هذا لا يعد القولان من باب الإختلاف؛ لأن كل معنى يرجع إلى قراءة، فالقراءتان كالآيتين. [وذكر مثل هذا الجمع صاحب كتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد (1/ 333) حيث قال: فالمعنى مختلف باختلاف اللفظ. اه]
تنبيهات وفوائد
التنبيه الأول: في نوع الخلاف وثمرته:-
من خلال ما سبق من ذكر أقوال المفسرين في معنى قوله تعالى: "وقالوا قلوبنا غلف" _ وهي في مجملها راجعة إلى المعنيين الَّذين أوردهما ابن القيم رحمه الله، وبناء على ما سبق تقريره في آخر النتيجة التي توصلت إليها من الجمع بين الأقوال فإن هذا الخلاف الوارد في عبارات المفسرين يمكن أن يجعل من اختلاف التنوع الذي يرجع اختلاف الأقوال فيه إلى أكثر من معنى، ولكنها غير متعارضة ولا متضادة.
وعليه فإن ما رجحه ابن القيم وصوبه يدخل في باب الإختيار لا الترجيح؛
وإن كان عنده- رحمه الله- من باب الترجيح. والله أعلم.
تنبيه: الفرق بين الإختيار والترجيح أن الإختيار تقوية أحد الأقوال مع عدم رد القول الآخر لأن له حظاً من القبول مع عدم معارضته للقول الأقوى.
والترجيح: اعنبار أحد الأقوال ورد الأقوال الأخرى لضعفها.
وهو اصطلاح سأسير عليه في دراسة هذه المسائل؛ وقد لا يراه غيري؛ ولا مشاحة في الإصطلاح.
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[10 - 12 - 02, 03:46 ص]ـ
أحسن الله إليك وبارك فيك وفي علمك.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[11 - 12 - 02, 04:45 م]ـ
ستكون الدراسة القادمة إن شاء الله حول كلام ابن القيم عن قوله تعالى: (ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك) حيث تعرض ابن القيم -رحمه الله- لمعنى (نقدس لك) في سياق حديثه عن معنى اسم الله:"القدوس"
فذكر أن هذا الاسم يعني أن الله هو المنزه عن كل عيب، وعن كل ما لا يليق به. وذكر أن أصل الكلمة من الطهارة والنزاهة. ثم قال:
(ومنه قول الملائكة: (ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك) فقيل المعنى: ونقدس أنفسنا لك، فعدّى باللام، وهذا ليس شيء.
والصواب أن المعنى: نقدسك وننزهك عما لا يليق بك، هذا قول جمهور أهل التفسير.)
إلى أن قال: (وقال بعضهم: ننزهك عن السوء فلا ننسبه إليك، واللام فيه على حدها في قوله: (ردف لكم) [النمل:72]؛ لأن المعنى تنزيه الله لا تنزيه نفوسهم لأجله.
قلت: ولهذا قرن هذا اللفظ بقولهم: (نسبح بحمدك)؛ فإن التسبيح تنزيه الله سبحانه عن كل سوء.) انتهى [شفاء العليل:2/ 510 - 511].
وانتظروا دراسة هذا الترجيح قريباً إن شاء الله تعالى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/96)
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[20 - 10 - 04, 03:43 م]ـ
قبل أشرع في التعليق على هذه المشاركة أود ممن يقرأ هذا الموضوع أن يتدبر جيدا
قوله تعالى {وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّه بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ} البقرة88
و قوله {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ اللّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقًّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً} النساء155
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[20 - 10 - 04, 11:02 م]ـ
أحسن الله إليك وبارك فيك وفي علمك،
وما زلت أنتظر موعدكم الذي وعدتمونيه!
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[21 - 10 - 04, 12:24 م]ـ
قوله تعالى {وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّه بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ} البقرة88
و قوله {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ اللّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقًّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً} النساء155
من تدبر في هذه الآيات خاصة في حكاية الله تعالى عن اليهود بقولهم (قلوبنا قلف) لا يخرج قولهم عنده عن أمرين:
الأمر الأول: إما ذم لأنفسهم بقولهم قلوبنا غلف و هذا الأمر مستبعد جدا عن اليهود فهم أكثر الناس حمدا لأنفسهم حتى بما ليس فيهم قال تعالى {لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَواْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} آل عمران188
قال بن جرير رحمه الله حدثنا ابن حميد, حدثنا قال: سلمة, عن ابن إسحاق, عن محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت, عن عكرمة مولى ابن عباس أو سعيد بن جبير: {وَإذْ أخَذَ اللّهُ مِيثاقَ الّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ} إلى قوله {وَلهُمْ عَذَابٌ ألِيمٌ} يعني: فنحاصا وأشيع وأشباههما من الأحبار الذين يفرحون بما يصيبون من الدنيا على ما زينوا للناس من الضلالة {ويُحبّونَ أنْ يُحْمَدُوا بما لم يَفْعَلُوا} أن يقول لهم الناس علماء وليسوا بأهل علم, لم يحملوهم على هدى ولا خير, ويحبون أن يقول لهم الناس: قد فعلوا.
حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا يونس بن بكير, قال: حدثنا محمد بن إسحاق, قال: ثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت, عن عكرمة, أنه حدثه عن ابن عباس بنحو ذلك, إلا أنه قال: وليسوا بأهل علم, لم يحملوهم على هدى.
و قال رحمه الله (وقال آخرون: بل عُنِي بذلك قوم من اليهود فرحوا باجتماع كلمتهم على تكذيب محمد صلى الله عليه وسلم, ويحبون أن يحمدوا بأن يقال لهم أهل صلاة وصيام. ذكر من قال ذلك:
6766ـ حدثت عن الحسين بن الفرج, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد بن سليمان, قال: سمعت الضحاك بن مزاحم, يقول في قوله: {لا تَحْسَبنّ الّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أتَوْا} فإنهم فرحوا باجتماعهم على كفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم, وقالوا: قد جمع الله كلمتنا, ولم يخالف أحد منا أحدا أنه نبيّ, وقالوا: نحن أبناء الله وأحباؤه, ونحن أهل الصلاة والصيام. وكذبوا, بل هم أهل كفر وشرك وافتراء على الله, قال الله: {يُحِبّونَ أنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا}.
فاليهود من أكثر الناس حمدا لأنفسهم و مدحا لها فكيف يقولون أن قلوبهم لا تفقه و لا تعي الحق.
قال تعالى عنهم {وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ} المائدة18.
و قال تعالى عنهم {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ} آل عمران24
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/97)
و المتتبع سيرة اليهود مع النبي صلى الله عليه و سلم في كتاب الله تعالى و في سنة النبي صلى الله عليه و سلم و سيرته بأبي هو و أمي يجد أن السبب الذي منع اليهود من الإيمان بالنبي صلى الله عليه و سلم هو العلم الذي وروثوه من الرسل فظنوا أنهم بهذا العلم بلغوا مرتبه لا يصل لها غيرهم و أن النبي المبعوث في آخر الزمان لا يخرج عنهم لكمال علمهم فلما بعث الله تعالى النبي صلى الله عليه و سلم من العرب كفروا به كما قال تعالى {وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ} البقرة89.
لذا من المستبعد أن يقول اليهود هذا ذما لأنفسهم.
الأمر الثاني: مدحهم لأنفسهم و هذا هو الحق كما هو معروف من سيرة اليهود و لما ذكرنا من أدلة من كتاب الله تعالى.
و المعلوم أن مدحهم لأنفسهم بقولهم قلوبنا غلف المراد به مدح ديني لا دنيوي و مرادهم بذلك إما أن قلوبهم لا تقبل ما جاء به النبي صلى الله عليه و سلم و لو كان من الحق لقبلته أو أن قلوبهم مغلفة بالعلم و الحكمة و لا تحتاج إلى ما جاء به النبي صلى الله عليه و سلم.
و مما يؤيد ما رجحته بأن مرادهم بقولهم (قلوبنا غلف) هو مدحهم لأنفسهم أن الله تعالى ضرب على كلامهم بقوله (بَل لَّعَنَهُمُ اللَّه بِكُفْرِهِمْ) كما في آية البقرة و بقوله (بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ) و معلوم أن ما ضرب الله تعالى عليه باطل لا حق و هذا الباطل هو عينه مدحهم لأنفسهم بالعلم و الحكمة و لو كان قولهم (قلوبنا غلف) المراد بهم أن قلوبنا لا تعي و لا تفقه ما جاء به النبي صلى الله عليه و سلم ذما لأنفسهم لما ضرب الله تعالى عليه لأنهم حقيقة لم يعوا و لم يفقهوا ما جاء به النبي صلى الله عليه و سلم فكيف يضرب الله تعالى على الحق.
قال ابن كثير رحمه الله (ولهذا قال تعالى: {بل لعنهم الله بكفرهم فقليلاً ما يؤمنون} أي ليس الأمر كما ادعوا بل قلوبهم ملعونة مطبوع عليها كما قال تعالى: {وقولهم قلوبنا غلف بل طبع اللّه عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلاً}.
فقول ابن كثير (ليس الأمر كما ادعوا) ينبأك أن هناك دعوى أدعاها اليهود و هذه الدعوى ردها الله تعالى ردا شديدا بقوله (بل لعنهم الله بكفرهم) هل يتصور أن هذه الدعوى هي قولهم أن قلوبنا مطبوع عليها و عليها أغلفه فلا يصل إليها الحق هذا المعنى يرده سياق الآية أشد الرد لأن ما أثبته الله تعالى عليهم و هو لعنهم و الطبع على قلوبهم هو عينه ما أثبتوه فكيف يرده الله إذا.
فلم يبق لا أن تكون دعواهم هذه هي أن قلوبهم لا تقبل ما جاء به النبي صلى الله عليه و سلم لكمال الحكمه و العلم و أنهم لا يحتاجون لما جاء به النبي صلى الله عليه و سلم لهذا السبب فهذه الدعوى هي التي تستحق الرد بل أشد الرد و هذا المعنى رده الله تعالى على اليهود عليهم لعائن الله في أكثر من آية.
قال تعالى {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} البقرة146
و قال {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمُ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ} الأنعام20
قال أبو جعفر: في قول الله تعالى ذكره: بَلْ لَعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ تكذيبٌ منه للقائلين من اليهود: قُلُوبُنَا غُلْفٌ لأن قوله: بَلْ دلالة على جحده جل ذكره, وإنكاره ما ادّعوا من ذلك إذ كانت «بل» لا تدخل في الكلام إلا نقضا لمجحود.
فإذا كان ذلك كذلك, فبيّنٌ أن معنى الآية: وقالت اليهود قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه يا محمد. فقال الله تعالى ذكره: ما ذلك كما زعموا, ولكن الله أقصى اليهود وأبعدهم من رحمته وطردهم عنها وأخزاهم بجحودهم له ولرسله فقليلاً ما يؤمنون.)
و أما أوجه الترجيح التي ذكرها الأخ أبو مجاهد وفقه الله تعال لكل خير فلي عليها بعض التعليقات:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/98)
الأول: قوله (تكرر نظائره في القرآن، كقوله تعالى: (وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ ... َ) (فصلت:5) ..... ).
في هذا الوجه معنى دقيق يجب التنبه له و هو هل قول اليهود (قلوبنا غلف) و قول كفار قريش ((وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ ... َ) هل هو ذم لأنفسهم أم مدح لها؟
و هل قولهم هذا مع ظنهم أنهم على الحق أم اعتقادهم أن على الباطل؟.
فقولهم هذا هو حقيقة رد لدعوة النبي صلى الله عليه و سلم مع اعتقادهم أنهم على الحق و ظنهم بطلان نبوة النبي صلى الله عليهم و سلم فهو إذن مدح لأنفسهم لا ذم لها فمن غير من المعقول أنهم أرادوا بهذا ذم انفسهم و اعتقادهم و أنهم لا يعون و لا يفقهون فقولهم هذا حكاية عما يعتقدونه في هذه الدعوة.
الثاني: قوله (ومما يرجح هذا القول أيضاً ما جاء في الحديث المرفوع عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {القلوب أربعة: قلب أجرد فيه مثل السراج يزهر، وقلب أغلف مربوط على غلافه، وقلب منكوس، وقلب مصفح .... } الحديث، وفيه: وأما القلب الأغلف فقلب الكافر ..... ).
مما يعين على فهم كتاب الله تعالى النظر إلى سياق الآيات فمتى ما كان المعنى مما يسوغ لغة و شرعا و سياق الآية أو الآيات يدل عليه و لم يكن هناك مرجح في تفسير الآيات أقوى منه حكم له أي لسياق الآية.
فالغلف لغة يكون لكل ما كان له غلاف فيمكن أن يكون غلافه الحكمه و العلم و يمكن أن يكون غلافه الكفر و الشرك فسياق الحديث واضح بأن هذا القلب الأغلف مغلف بالكفر.
و آية البقرة و النساء سياقهما من قول اليهود فمن غير المقبول أنهم ينسبون لأنفسهم غلاف الكفر و هو من أكثر الناس مدحا لأنفسهم كما ذكر الله تعالى عنهم في كتابه الكريم.
ثم إن الله تعالى رد عليهم قولهم فلو كان مرادهم أن قلوبهم مغلفه بالكفر لما رده الله تعالى لأن هذا حق و حقيقه قررها الله تعالى في كتابه في أكثر من آية.
الثالث: قوله (أن القراءة الدالة على هذا المعنى هي القراءة التي عليها جمهور القراء -كما سبق-، والقراءة التي تدل على المعنى الآخر قراءة شاذة. ولا شك أن معنى القراءات المتواترة أولى بالصواب من معنى القراءة الشاذة.).
المعنى الذي رجحناه تدل عليه كلا القراءتين فالجمع بين القراءتين أولى من ترك إحداهما و هذه القاعدة تصح لو كان هناك اختلاف تضاد في المعنى و لكن ما رجحناه تدل عليه كلا القراءتين.
فكل شئ له غلاف فهو أغلف قال ابن منظور في اللسان (الغِلاف الصِّوان وما اشتمل على الشيء كقَمِيص القَلْب وغِرْقِئِ البيض وكِمام الزَّهْر وساهُور القَمر، والجمع غُلُفٌ و الغِلافُ غلاف السيف والقارورة، وسيف أَغْلَف وقوس غَلْفاء وكذلك كل شيء في غِلاف ... ).
و قال (وقلب أَغْلفُ بيِّن الغُلْفة كأَنه غُشِّي بغلاف فهو لا يَعِي شيئاً. وفي التنزيل العزيز: وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ وقيل: معناه صُمٌّ، ومن قرأَ غُلُفٌ أَراد جمع غِلاف أَي أَن قلوبنا أَوْعِية للعِلم كما أَن الغلاف وِعاء لما يُوعَى فيه ... ).
فائدة قال ابن كثير رحمه الله (وقد اختلفوا في معنى قوله {فقليلاً ما يؤمنون} وقوله: {فلا يؤمنون إلا قليلاً} فقال بعضهم: فقليل من يؤمن منهم، وقيل: فقليل إيمانهم بمعنى أنهم يؤمنون بما جاءهم به موسى من أمر المعاد والثواب والعقاب ولكنه إيمان لا ينفعهم لأنه مغمور بما كفروا به من الذي جاءهم به محمد صلى اللّه عليه وسلم وقال بعضهم: إنما كانوا غير مؤمنين بشيء وإنما قال: {فقليلاً ما يؤمنون} وهم بالجميع كافرون كما تقول العرب: قلَّما رأيت مثل هذا قط نريد ما رأيت مثل هذا قط)
و للحديث بقية إن شاء الله تعالى للتعليق على باقي الترجيحات.(1/99)
ترتيب السور في المصحف اجتهاد من الصحابة
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[10 - 12 - 02, 04:53 ص]ـ
قال البخاري (رحمه الله): باب تأليف القرآن
... عن يوسف بن ماهك قال: إني عند عائشة أم المؤمنين (رضي الله عنها) إذ جاءها عراقي فقال: أي الكفن خير، قالت: ويحك وما يضرك؟ قال: يا أمّ المؤمنين أريني مصحفك، قالت: لمَ؟ قال: لعلي أولف القرآن عليه فإنه يقرأ غير مؤلف، قالت: وما يضرّك أيه قرأت قبل، إنما نزل أول ما نزل منه سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام، ولو نزل أول شيء لا تشربوا الخمر لقالوا: لا ندع الخمر أبداً، ولو نزل لا تزنوا لقالوا: لا ندع الزنا أبداً لقد نزل بمكة على محمد (صلى الله عليه وسلم) وإني لجارية ألعب "بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر" وما نزلت سورة (البقرة) و (النساء) إلا وأنا عنده. قال: فأخرجت له المصحف فأملت عليه آي السور (رواه البخاري).
... وعن شقيق بن سلمة قال: قال عبدالله: لقد تعلّمت النظائر التي كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يقرؤهن اثنين اثنين في كل ركعة، فقام عبدالله ودخل معه علقمة وخرج علقمة فسألناه فقال: عشرون سورة من أول المفصل على تأليف ابن مسعود آخرهن الحواميم حم الدخان وعم يتساءلون (متفق عليه).
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[10 - 12 - 02, 06:33 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ..
نقل بعضهم الإجماع على أن التأليف من الصحابة ولا أظن الإجماع
يصح، ففي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم عرض القرآن على
جبريل في رمضان في آخر سنة مرتين ... والعرض لا بد أن يكون
متضمنا الترتيب .. والمزعوم أن نفس هذا الترتيب في العرضتين
ليس توقيفيا لأنه يجوز أن الترتيب كان يتغير والدليل عليه
أن الصحابة لم يلتزموه في مصاحفهم ..
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[10 - 12 - 02, 06:54 ص]ـ
حياك الله شيخنا رضا وبارك في عودتك إلى الملتقى.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[10 - 12 - 02, 08:53 ص]ـ
السلام عليكم
تقبل الله طاعتكم
ترتيب آيات القرآن في السور هو المجمع عليه، وأما ترتيب السور نفسها فليس فيها إجماع، والصحيح قول من قال إنه كان باجتهاد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
= عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قلت لعثمان بن عفان:" ما حملكم أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتموها في السبع الطول ما حملكم على ذلك؟، فقال عثمان:كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان وهو تنزل عليه السور ذوات العدد فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا وإذا نزلت عليه الآية فيقول ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا وكانت الأنفال من أوائل ما أنزلت بالمدينة وكانت براءة من آخر القرآن وكانت قصتها شبيهة بقصتها فظننت أنها منها فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها فمن أجل ذلك قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم فوضعتها في السبع الطوال".
رواه الترمذي (3806)، وأبو داود (786).
قال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
قال العلامة الشنقيطي- رحمه الله -:
يؤخذ من هذا الحديث أن ترتيب القرآن بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم وهو كذلك بلا شك وكما يفهم منه أيضا أن ترتيب سوره بتوقيف أيضا عدا سورة براءة وهذا أظهر الأقوال ودلالة الحديث عليه ظاهرة.
" أضواء البيان " (2/ 427).
قلت: لكن الحديث ضعيف، فلا يصلح للاستشهاد.
وعلة الحديث: يزيد الفارسي وهو مجهول.
== عن حذيفة قال: صليتُ مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح بالبقرة، فقلت: يركع عند المائة، ثم مضى، فقلت: يصلي بها في ركعة، فمضى، فقلت: يركع بها ثم افتتح النساء فقرأها ثم افتتح آل عمران فقرأها……
رواه مسلم (772).
قال النووي:
قال القاضي عياض: فيه دليل لمن يقول إن ترتيب السور اجتهاد من المسلمين حين كتبوا المصحف , وإنه لم يكن ذلك من ترتيب النبي صلى الله عليه وسلم بل وَكَله إلى أمته بعده. قال: وهذا قول مالك وجمهور العلماء , واختاره القاضي أبو بكر الباقلاني , قال ابن الباقلاني: هو أصح القولين مع احتمالهما.
قال: والذي نقوله: إن ترتيب السور ليس بواجب في الكتابة، ولا في الصلاة، ولا في الدرس، ولا في التلقين، والتعليم , وأنه لم يكن من النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك نص , ولا حد تحرم مخالفته , ولذلك اختلف ترتيب المصاحف قبل مصحف عثمان.
قال: واستجاز النبي صلى الله عليه وسلم والأمة بعده في جميع الأعصار ترك ترتيب السور في الصلاة والدرس والتلقين.
قال: وأما على قول من يقول من أهل العلم: إن ذلك بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم حدده لهم كما استقر في مصحف عثمان , وإنما اختلاف المصاحف قبل أن يبلغهم التوقيف والعرض الأخير , فيتأول قراءته صلى الله عليه وسلم النساء أولا ثم آل عمران هنا على أنه كان قبل التوقيف والترتيب , وكانت هاتان السورتان هكذا في مصحف أبي.
قال: ولا خلاف أنه يجوز للمصلي أن يقرأ في الركعة الثانية سورة قبل التي قرأها في الأولى , وإنما يكره ذلك في ركعة ولمن يتلو في غير صلاة.
قال: وقد أباحه بعضهم.
وتأويل نهي السلف عن قراءة القرآن منكوسا على من يقرأ من آخر السورة إلى أولها.
قال: ولا خلاف أن ترتيب آيات كل سورة بتوقيف من الله تعالى على ما هي عليه الآن في المصحف , وهكذا نقلته الأمة عن نبيها صلى الله عليه وسلم. هذا آخر كلام القاضي عياض. والله أعلم.
" شرح مسلم " (6/ 61، 62).
=== قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
والقرآن فى زمانه لم يكتب، ولا كان ترتيب السور على هذا الوجه أمراً واجباً مأموراً به من عند الله، بل الأمر مفوض فى ذلك إلى اختيار المسلمين، ولهذا كان لجماعة من الصحابة لكل منهم اصطلاح فى ترتيب سوره غير اصطلاح الآخر.
" مجموع الفتاوى " (22/ 353، 354).
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/100)
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[10 - 12 - 02, 09:44 ص]ـ
من أقوى حجج القائلين بأن ترتيب السور توقيفي أن زيد بن ثابت رضي الله عنه حضر العرضة الأخيرة التي عرضها النبي صلى الله عليه وسلم على جبريل عليه السلام، وقد اختاره أبو بكر وعمر ثم عثمان رضي الله عنهم، لجمع القرآن، في الجمعتين، فالظاهر أنه رتبه على ترتيب الختمة الأخيرة للنبي صلى الله عليه وسلم، والله أعلم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[10 - 12 - 02, 09:49 ص]ـ
سؤال للأخ هيثم
هل ترى أن من الجائز طباعة مصاحف بترتيب جديد (ربما على الترتيب الأبجدي للسور مثلاً)؟: confused:
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[11 - 12 - 02, 03:55 ص]ـ
لا أخي الكريم لا أرى ذلك ... وبعدين ليش الوجه المحتار والمنرفز يا شيخ.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[11 - 12 - 02, 07:35 ص]ـ
بسم الله
شكر الله للإخوة والمشايخ الكرام ما ذكروا من كلام جميل في هذه المسألة؛ وخاصة الشيخ إحسان العتيبي.
وأحب أن أحيل من حرص على التوسع في هذه المسألة على ما أورده الإستاذ الدكتور: أحمد حسن فرحات في كتابه القيم:في علوم القرآن عرض ونقد وتحقيق.
وأنبه هنا أيضاً على أن الترتيب وإن كان باجتهاد الصحابة فإنه قد حصل بتوجيه من الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه وبحضور الصحابة وموافقتهم عليه؛ وتلقت الأمة هذا الترتيب بالقبول فكان إجماعاً على سنة من سنن أحد الخلفاء الراشدين المهديين الذين أُمرنا باتباع سنتهم.
وعلى هذا فالترتيب كان باجتهاد الصحابة رضي الله عنهم؛ وله حكم الرفع والتوقيف باعتبار أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر باتباع سنتهم والتمسك بها.
وأختم بهذا الأثر الجميل:
قال سليمان بن بلال: سمعت ربيعة [هو ابن أبي عبدالرحمن المعروف بربيعة الرأي] يُسأل: لم قدمت البقرة وآل عمران وقد نزل قبلهما بضع وثمانون سورة بمكة؛ وإنما نزلتا بالمدينة؟
فقال: قٌدمتا، وأُلف القرآن علىعلمٍ ممن ألفه به، ومن كان معه فيه، واجتماعهم على علمهم بذلك؛ فهذا مما ينتهى إليه ولا يسأل عنه.
[أثر صحيح أخرجه عمر بن شبّة في تاريخ المدينة 3/ 1016 قال: حدثنا أحمد بن عيسى، قال: حدثنا عبدالله بن وهب، قال: أخبرني سليمان بن بلال، به.]
ينظر كتاب: المقدمات الأساسية في علوم القرآن للشيخ عبدالله الجديع. 135 - 136
والله تعالى أعلم والرد إليه أسلم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[15 - 12 - 02, 08:42 م]ـ
أستغرب ممن يقولون بأن ترتيب السور اجتهادي ثم يرفضون إعادة ترتيبها.
فائدة: قال البيهقي: كان القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم مرتباً سوره وآياته على هذا الترتيب إلا الأنفال وبراءة لحديث عثمان.
قلت: وحديث عثمان ضعيف. واستدل ابن حجر بحديث حذيفة الثقفي في تحزيب السور، ثم قال: فهذا يدل على أن ترتيب السور على ما هو في المصحف الآن كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والبحث طويل إنظر الاتقان (1\ 63).
ـ[بو الوليد]ــــــــ[15 - 12 - 02, 09:43 م]ـ
إجماع الصحابة يكفي ..
وهو دال على وجود السنة التي قامت عندهم حينذاك في ترتيبه؛؛ علمناها أو جهلناها ..
وأقل ما في تغييره الكراهة،، والله أعلم ...
وأما القراءة في الصلاة؛؛ فكما يلاحظ أن الترتيب الذي عندنا موافق للروايات التي وصلتنا عن قراءاته عليه الصلاة والسلام في الصلاة ..
فيكون التقيد بذلك سنة، والله أعلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - 11 - 06, 03:44 ص]ـ
أهل العلم تتابعوا قديما وحديثا على ذكر هذا الحديث والاحتجاج به وإيراده مورد الموافقة والاستدلال
منهم: أبو عبيد القاسم بن سلام والترمذي وأبو داود والطبري وابن حبان والحاكم - في موضعين ولم يتعقبه الذهبي - والبيهقي، والطحاوي، وابن كثير والقرطبي، والحافظ ابن حجر، والسيوطي وغيرهم كثير جدا
وذُكِرَ معتمدا في فتاوى اللجنة الدائمة (3810) (4009) (8941)
وحتى العلماء الذين أنكروا هذا الحديث إنما ناقشوا في دلالته على المطلوب، ولم يطعنوا في سنده.
بل جعله البيهقي من دلائل النبوة حيث قال:
((ويشبه أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم إنما لم يجمعه في مصحف وآخر؛ لأنه كان لا يأمن ورود النسخ على أحكامه ورسومه، فلما ختم الله عز وجل دينه بوفاة نبيه صلى الله عليه وسلم، وكان قد وعد له حفظه بقوله عز وجل: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} وفق خلفاءه لجمعه عند الحاجة إليه بين الدفتين وحفظه كما وعده))
وقال ابن أبي حاتم عن (يزيد الفارسي) - وهو المعروف بتشدده -: لا بأس به.
وكذلك وثقه العجلي وابن حبان وابن سعد.
وقد جرى كثير من أهل العلم على قبول حديث التابعين الذين لم يعرفوا بطعن لقلة الكذب فيهم.
وبعض العلماء جعله هو هو (يزيد بن هرمز) الثقة، منهم عبد الرحمن بن مهدي وأحمد بن حنبل.
وذكر الحافظ ابن حجر في تخريج الكشاف أنه توبع، تابعه (يوسف بن مهران)، وقال الألباني: لا أظنه محفوظا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/101)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - 11 - 06, 04:44 ص]ـ
وقال ابن أبي حاتم عن (يزيد الفارسي) - وهو المعروف بتشدده -: لا بأس به.
هذا سبق قلم والصواب (أبو حاتم)، كما نبهنا عليه شيخنا الفاضل (ابن وهب) فجزاه الله خيرا.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[20 - 12 - 06, 08:53 م]ـ
الحمد لله، وبعد
ناقش هذه المسألة الشيخ الدكتور سعدبن ناصر الشثري وفقه الله في كتابه (شرح أصول التفسير لابن قاسم) فساق قرابة ثمانية أدلة
وهي جديرة بالتأمل.
والله اعلم
ـ[أم حذيفة]ــــــــ[21 - 08 - 10, 09:01 ص]ـ
جزاكم الله خيرا قرات بعض الردود فقط(1/102)
من لديه رغبة في الدراسات القرآنية
ـ[العوضي]ــــــــ[10 - 12 - 02, 06:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني / أخواتي: من لديه الرغبة في الدراسات القرآنية (تفسير - تجويد - حفظ - .. الخ)
فهناك مشروع أود القيام به وأسأل الله العظيم بأن يروقنا الإخلاص فيه والتوفيق.
ومن لديه الرغبة فهذا بريدي وأرجوا مراسلتي balmeras80@hotmail.com
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[11 - 12 - 02, 04:39 م]ـ
وفقك الله يا أخانا العوضي؛فكم كنت أبحث عن ملتقى لأهل القرآن
فاستعن بالله ولا تعجز ولا تتردد ونحن معك بالدعاء والمشاركات الجادة إن شاء الله.
وحبذا لو قسمتعه إلى الملتقيلت التالية:
ملتقى التفسير وأصوله وقواعده
ملتقى علوم القرآن
ملتقى القراءات والتجويد
ملتقى مناهج المفسرين
أخوك أبو مجاهد: باحث متخصص في القرآن وعلومه.
ـ[العوضي]ــــــــ[11 - 12 - 02, 07:19 م]ـ
جزاك الله خيرا أقتراح طيب وجميل جدا والفكرة كانت هكذا
هي عن القيام بإنشاء منتدى خاص بالقرآن وعلومه فقط ويكون إسم المنتدى (ملتقى أهل القرآن) أسوة بأخواننا في (ملقتى أهل الحديث) وفيه اقسام
مثلا قسم التفسير
قسم التجويد والقراءات
قسم الحفظ
قسم علوم القرآن
قسم: مواضيع عامة عن القرآن
ولكني قد أخبرت بأن هناك دكتور في هذه الدراسات يقوم بإنشاء منتدى ولا أعرف هل أبدأ بإنشاء منتدى أم لا
فأرجوا بأن تفيدونا بارك الله فيكم
أخوكم: أبوخطاب العوضي
لا تنسونا
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[11 - 12 - 02, 08:38 م]ـ
أخي العوضي
وفقك الله و سهل لك إنشاء هذا المنتدى الطيب الذي فيه خدمة لكتاب الله ..
و بخصوص المنتدى المشار إليه، فهو منتدى الدكتور يحيى الغوثاني، و هو دكتور متخصص في علوم التجويد، و له كتاب جيد في أحكام التجويد مع تطبيقات نظرية،
و المنتدى كما علمت مؤخرا قريبا سيرى النور، لأن الدكتور يحيى كان مسافرا إلى مكة لأداء العمرة، و لا أدري متى يبدأ فتح المنتدى ثانية؟؟
و كتاب الغوثاني أذكر ملخصا عنه من موقع الثمرات فلي فيه اشتراك:
علم التجويد: احكام نظرية .. وملاحظات تطبيقية (المستوى الثاني)
تأليف: يحيى عبدالرزاق الغوثاني
الناشر: مكتبة دار الغوثاني - دمشق
رقم الطبعة: الثالثة
تاريخ الطبعة: 22/ 08/2001
نوع التغليف: عادي (ورقي)
عدد الأجزاء: 1
الرقم في السلسلة: 0
عدد الصفحات: 176
حجم الكتاب: 17 × 24 سم
السعر: 0.0 ريال سعودي ($0.00)
التصنيف: / علوم القرآن / تجويد / مدونات شاملة
نبذة عن الكتاب: هذا كتاب في قواعد علم التجويد، ركز فيه المؤلف على الملاحظات والتنبيهات التي تتعلق بكيفية النطق، كما نبه على أخطاء يقع فيها كثير من الناس أثناء القراءة والأداء وهي خلاصة تجربة طويلة من خلال الأخذ عن المشايخ المتقنين، وهذا مما يمتاز به هذا الكتاب حيث لم يشأ كاتبه أن يكون كتابه نسخة مكررة عن غيره.
كما يمتاز الكتاب بالضبط وحسن الإخراج.
الفهرس: المقدمة (11)
مقدمات ومبادئ (13)
كيف نُرتل القُرآن الكريم (17)
الاستعاذة والبسملة (23)
أحكام النون الساكنة والتنوين (26)
أحكام الميم الساكنة (39)
أحكام المد (45)
المد الفرعي (51)
مخارج الحروف (63)
القسم الأول: مخارج الحروف الأصلية (65)
المخارج الخاصة الجزئية (67)
القسم الثاني: الحروف الفرعية (92)
أحكام الراءات (116)
اللامات (122)
إدغام المتماثلين والمتجانسين (124)
إدغام المتقاربين (126)
الوقف والإبتداء (128)
أقسام الوقف (130)
كيفية الوقوف الصحيح (138)
السكت في مواضع خاصة لحفص عن عاصم (141)
الهمزة (144)
التاءات (145)
سند المؤلف في القرآن الكريم والقراءات العشر المتواترة (153)
ملاحق الكتاب (157)
الخاتمة (157)
المراجع (168)
الفهرس (169)
الملاحظات: 1 - قدم للكتاب الشيخان المقرءان بكري الطرابيشي وعبد الغفار الدروبي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/103)
2 - ختم المؤلف كتابه بذكر سنده في القراءات العشر المتواترة (وهذا مما يحمد للمؤلف ليظهر للقارئ أن المؤلف من أهل الأداء لا من الدخلاء على هذا الفن الشريف) ثم ألحق بذلك صورة إجازتيه من الشيخ سعيد العبد الله و الشيخ عبد الغفار الدروبي يلي ذلك جواب للشيخ كريم راجح عن حكم الترجيع في القراءة وكيفية أداء الإخفاء الشفوي والحقيقي، وآخر ما أورده المؤلف من ملاحق ملخص لمجلس شيوخ القراء بدمشق الشام عن مسألة الإخفاء المتقدمة
3 - مما جاء في جواب الشيخ كريم قوله (والمؤسف أن أكثر القراء اليوم مغنون، ثم هم يجعلون التجويد تابعاً للنغمة فالنغمة هي الأصل والتجويد هو الفرع، وذلك لا شك من أشد ما دخل على القرآن في أدائه، فليحذر القراء من مثل ذلك، ومهما قرأ القارئ بالنغمات المعروفة دون أن يخل بأحكام التجويد فهو حسن).
4 - وجاء في نص قرار مجلس شيوخ القراء في دمشق حول النطق بالإخفاء (ولقد اجتمعت ببعض علماء الأزهر الطاعنين في السن في مكة المكرمة وهو من العلماء الأفاضل وممن أجمع العلماء على فضله في هذا الفن، فأخبرني بأن علماء الأزهر كانوا ينطقون بهذه الغنن إن بالإخفاء الشفوي أو بالإدغام الشفوي أو بالإخفاء الآخر لبقية حروف الإحفاء ما عدا الإظهار والإدغام وكذلكم كانوا ينطقون بالإدغام على هذه السبيل، وكذلكم تلقوا هذه الإخفاءات دونما تغيير ولا تبديل، وكانت النصوص بكل ما فيها تحمل على هذا التلقي، لأن التلقي هو الذي يفسر النصوص وليست النصوص التجويدية في كتب التجويد هي التي تفسر التلقي، إلى أن جاء أحد القراء وكانت له مشيخة القراء وهو الشيخ عامر عثمان فجاء بهذا النطق الجديد الذي ما كان يعرفه القراء ولا علماء القراءة ولا علماء الأزهر وأيضاً هو ما كان يعرفه من قبل وما تلقاه عن مشايخه فكان يقول {ترميهم بحجارة}، {من بعد}، {يعتصم بالله}، وهكذا كان ينطق [أي بفرجة بين الشفتين]، وأنكروا عليه ولكنه بقي آخذاً برأيه وحمل الكثيرين من الناس - باعتباره كان شيخ القراء - على ما أراد أن ينطق، أيها الأخوة الذين تستمعونني: النطق الذي نطقت به أمامكم بحضور شيخ القراء وهؤلاء العلماء الأفاضل هو النطق الذي أجمع عليه العلماء [وهو إطباق الشفتين في الإخفاء الشفوي].
أما أن اللسان يرتفع أو ينخفض فهذا لا علاقة له بالغنة، وإنما هو تابع للحرف الذي ينطق به، فشتان بين قولنا {أن سلام عليكم} وبين قولنا {عن صلاتهم} فإن الصاد حرف مفخم فيرتفع اللسان عنده وعند النطق بغنته، والسين حرف مستفل مرقق فينخفض اللسان عنده وعند النطق بغنته، لأن الغنة تابعة للحرف من حيث تفخيمه ومن حيث ترقيقه، فإذا كان مفخماً ارتفع اللسان عنده، وإذا كان مرققاً انخفض اللسان عنده.
وعلى كل حال هذا موضوع مرجعه التلقي، فإنك لا تستطيع أن تفهم كيفية النطق بمجرد العبارة ولكن إذا نطق بالكلمة أمامك فإنك تستطيع أن تقلدها، فمهما أردت أن أعبر لكم عن حرف ( B ) باللغة الأجنبية لا أستطيع أن أعرف لك النطق حق التعريف حتى أنطق أمامك، وهكذا الحروف العربية والحروف القرآنية لابد أن ينطق الإنسان بها.
وهكذا تلقى القرآن الكريم العلماء كابراً عن كابر، ولا يعقل أبداً أن يكون جميع العلماء في العالم الإسلامي ينطقون بشيء خطأ وقد أجمعوا على خطئه، فإن القرآن الكريم منزه عن ذلك ولا شك، ومن عاد إلى تساجيل الشيخ العظيم على محمود أو محمود هاشم أو الشيخ عبدالفتاح الشعشاعي، أو الشيخ محمد رفعت، وما شاكل هؤلاء من الذين لا تزال تساجيلهم محفوظة فإنه لا يجدهم ينطقون بهذه الغنن إلا كما نطقنا نحن الان، وقراءة القرآن الكريم في سورية وفي الأزهر أو في غيرها من البلاد العربية من قبل القراء المتقنين على وتيرة واحدة حرف واحد).
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[11 - 12 - 02, 08:44 م]ـ
وهذا الرابط
http://www.thamarat.com/index.cfm?faction=BookDetails&Bookid=563
و ميزة كتاب الغوثاني أنه نقل نص قرار مجلس قراء الشام برئاسة شيخ القراء كريم راجح و فيه بيان أن الإخفاء الشفوي يكون بإطباق الشفتين و أن غير هذا لا يعرف عن القراء بالتلقي ..
و قد كان الشيخ كريم قد صرح بهذا في تعليقة له على كتاب ابن بلبان
المسمى (بغية المستفيد في علم التجويد) تحقيق أخينا الشيخ رمزي دمشقية رحمه الله تعالى و عفا عنه
وهذا رابطه
http://www.thamarat.com/index.cfm?faction=BookDetails&Bookid=1453
ـ[العوضي]ــــــــ[12 - 12 - 02, 01:12 ص]ـ
بارك الله فيك اخي العزيز على هذا الرد الطيب المفيد , نعم فقد سمعت عن موقع الدكتور حفظه الله
وزيادة الخيرخيرين وإن شاء الله في الموقع سوف اجعل دكتورنا لمادة القرآن يشارك إن استطاع.
ونأمل في التوفيق والسداد للجميع
أخوك في الله: أبوخطاب العوضي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/104)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[12 - 12 - 02, 09:36 ص]ـ
أخي أبو تيمية الرابط إلى الموقع الحواري خطأ، وكأن الموقع قد تم حذفه، لكن الرابط الذي تضعه ليس هو حتماً.
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[12 - 12 - 02, 05:03 م]ـ
الأخ الفاضل محمد الأمين
الموقع هكذا أرسل إلي، و قد استعملته فكان يفتح معي، و شاركت فيه، لكن بعد مدة صار لا يفتح الرابط و يحول على هذا المذكور هنا، و سألت بعض من له علاقة بموقع الدكتور فذكر أن الموقع الآن لا يفتح لخلل، و أن الدكتور مسافر، لكن سيفتح قريبا، و لعله إن حصل جديد أخبرتكم به و الله الموفق.
ـ[السبيل]ــــــــ[12 - 12 - 02, 05:30 م]ـ
بسم الله، وصلى الله على محمد وآله. ألحمد لله على هذه البشرى. لي بعض الملاحظات وما هي إلا تساؤلات في الحقيقه. وارجو من الإخوة الإرشاد. فأقول الحمد لله الذي جعل التلاوة سنة متبعة، وبهذا حفظت الحروف، وهذا من صميم البيان الذ ي أُ مر به النبي صلّى الله عليه وسلّم، ولكن الملفت للنظر هي الملاحظة الرابعة عند أخينا ابي تيمية وما جاء في قرار شيوخ القراء بدمشق، وما فيه من طعن بقراءة الشيخ عامر عثمان. أمامي الآن كتاب حق التلاوة لـ حسني شيخ عثمان ط 3 دار العدوي عمان ـ بيروت وعلى جلدته ما يلي: وقد أجاز الطبعة الأولى مشايخ القراء في بلاد الشام: عبدالعزيز عيون السود، حسن خطاب، محي الدين الكردي، سعيد العبدالله. يقول حسني شيخ عثمان ص 105 أسفل الصفحة: يحذّر الشيخ عبدالعزيز عيون السود من إطباق الشفتين عند النطق بالميم المخفاة كما جاء في رسالته المخطوطة بعنوان "النفس المطمئنة". والعلاقة الوثيقة بين الشيخ الدروبي وشيخه عيون السود لا يجهلها المهتمون بهذا الفن. غير انه من خلال محاولة التلقي أقول: إن الغنة، من دون تشديد الميم أو إظهارها، لا تتحقق مع انطباق الشفتين فينتفي إذن إخفاء الميم والواجب إخفاؤها! والغنة في الإخفاء إنما هي على الحرف الأول، ومن هذا يتبين أنه لابد من جعل فتحة خفيفة بين الشفتين تتحقق من خلالها الغنة وإخفاء الميم وعدم التشديد والله أعلم. ولنتأمل قول ابن الجزري في النشر دار الفكر 26/ 2 في أحكام الميم الساكنة: " .. الثالث وهو (القلب) فعند حرف واحد وهي الباء فإن النون الساكنة والتنوين يقلبان ميما خالصة من غير إدغام وذلك نحو (أنبئهم، ومن بعد، وصم بكم) ولا بد من إظهار الغنة مع ذلك فيصير في الحقيقة إخفاءالميم المقلوبة عند الباء فلا فرق حينئذ في اللفظ بين (أن بورك، وبين: يعتصم بالله) إلا أنه لم يُختلف في إخفاء الميم ولا في إظهار الغنة في ذلك .... " وفيه أيضا "أحكام الميم الساكنة 222/ 1 " (الثاني الإخفاء) عند الباء على ما اختاره ألحافظ أبو عمرو الداني وغيره من المحققين. وذلك مذهب أبي بكر بن مجاهد وغيره. وهو الذي عليه أهل الأداء بمصر والشام والأندلس وسائر البلاد الغربية وذلك نحو: يعتصم بالله، .... فتظهر الغنة فيها إذ ذاك إظهارها بعد القلب نحو: من بعد، أنبئهم بأسمائهم، وقد ذهب جماعة كأبي الحسن أحمد بن المنادي وغيره إلى إإظهارها عندها إظهارا تاما وهو اختيار مكي القيسي وغيره. وهو الذي عليه أهل الأداء بالعراق وسائر البلاد الشرقية. وحكى أحمد بن يعقوب التائب إجماع القراء عليه (قلت) [القائل هو ابن الجزري] والوجهان صحيحان مأخوذ بهما إلا أن الإخفاء اولى للإجماع على إخفائها عند القلب. وعلى إخفاتها في مذهب أبي عمرو حالة الإدغام في نحو: أعلم بالشاكرين" أ هـ فلعل الشيخ الزهري الطاعن في السن قد وهم والله اعلم.أرجو من إخواننا البيان والإرشاد والسلا م عليكم
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[12 - 12 - 02, 07:49 م]ـ
أخي المكرم الفاضل / السبيل وفقك الله و أحسن إليك على مداخلتك
بخصوص ما طرحته، فهو من أهم المسائل المختلف عليها بين المعاصرين في أحكام التجويد، كذلك مع ما أثير مؤخرا - و المسألة قديمة الذيل جدا - و هي عن مخرج الضاء و تضعيف مجموعة من القراء المعاصرين للكيفية التي ينطق بها أغلب قراء العصر، و في هذا أشرطة أربعة فيها تصريح بعض المشايخ الكبار بهذا ...
و بخصوص مسألتنا هذه (قلب النون ميما مخفاة عند الباء مع الغنة أو الإخفاء الشفوي و حال الشفتين) فالذي وصل إليه علمي أن الأئمة الذين صنفوا في التجويد و القراءات لم يصرحوا بحال الشفتين، كيف حالهما عند النطق بالميم مع الغنة هل هما مطبقتان أم فيهما فتحة صغيرة أم غير ذلك؟
و هل هذه الفتحة مقدار أصبع أو رأس الإبرة أو غير ذلك؟
كل هذا لم يرد في كتابات المتقدمين، و على هذا لما كان الأمر خلوا من البيان، اجتهد المتأخرون - و بالأخص المعاصرين منهم - في حال الشفتين، فقالت طائفة بفتحهما فتحا خفيفا و قال آخرون بالاطباق.
و احتج كل فريق لما ذهب إليه بحجج، لكن الذي يفصل النزاع بينهم: تنصيص من تقدم على حالها.
ثم طبع كتاب لعلم مقرئ كبير متقدم هو: أبو جعفر ابن الباذش المتوفى سنة 540 هـ فصرح بإطباق الشفتين فيهما، لما تكلم حول الميم مع الباء حيث قال (و قال لي أبو الحسن بن شريح فيه بالإظهار و لفظ لي به فأطبق شفتيه على الحرفين إطباقا واحدا ...
و قال في موضع آخر: إلا أن يريد القائلون بالأخفاء: انطباق الشفتين على الحرفين انطباقا واحدا ... )
و في مثل هذا لم يحصل خلاف بينهم، و لو حصل لنقله مشايخ الأقراء كالشاطبي و بن الجزري و غيرهما من العارفين بالاختلاف في القراءة.
و الدكتور الغوثاني نقل عن مشايخ كثيرين هذا النطق - أعني النطق بالإقلاب مع الإطباق بين الشفتين أو في الإخفاء الشفوي - عن:
المقرئ أحمد بن عبد العزيز الزيات
و هو أعلى القراء إسنادا في مصر و قد ناهز التسعين عاما.
و شيخ القراء محمد حسين خطاب
و المقرئ محمد سكر الدمشقي
و المقرئ الكبير أبو الحسن الكردي
و شيخ قراء حلب: محمد عادل الحمصي
و المقرئ محمد كلال الطحان الحلبي
و الشيخ بكري الطرابيشي - وهو من أعلى القراء إسنادا في العالم من طريق الشاطبية -و غيرهم و معهم الشيوخ الذين سقنا أسماءهم، و معهم
شيخ القراء بالشام محمد كريم راجح
و المسألة تحتاج إلى إثراء , زيادة بحث.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/105)
ـ[السبيل]ــــــــ[12 - 12 - 02, 09:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا اخي ابا تيمية. ولكن يبقى ان اخفاء الشفتين معناه اظهار الميم ومع الاتيان بالغنة في هذه الحال نقع في تشديد الميم وتلافي التشديد شرط في الاخفاء كما تعلم ولا يتحقق تلافي التشديد الا بعدم اطباق الشفتين وهذا امر عملي ليس للكتابات فيه مدخل والمسافة بين الشفتين يقررها جودة النطق في اخفاء الميم الذي هو بين الاظهار والادغام فلو اطبقنا الشفتين اطباقا كاملا لانتفى الاخفاءوانت ترى انه لم يصرح بالاطباق الا من نقلت عنه وهو من المتاخرين. ثم الا ترى ان ابن الجزري اشار الى الوجهين ورجح الاخفاء فكيف يصح لنا ان نخطئ الشيخ عامر عثمان.
والسلام عليكم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[12 - 12 - 02, 09:52 م]ـ
أما أنا فلا أستطيع النطق بالميم (ولا بالباء) أصلاً بغير إطباق الشفتين!
ـ[السبيل]ــــــــ[13 - 12 - 02, 12:50 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ محمد الامين بارك الله فيك اما انا فاستطيع القراءة بالوجهين وليس هذا دليل في المسالة.
والسلام عليكم
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[13 - 12 - 02, 01:39 ص]ـ
السلام عليكم
وجزاكم الله خيرا أجمعين، على إثارة مسألة صفة الإخفاء الشفوي، وعلى ما أفدتمونا به، ومشاركة مني في المسألة أقول:
لقد منّ الله علي بقراءة القرآن الكريم بالقراءات العشر الصغرى والكبرى والأربع الشواذ على جماعة من الأعلام.
وكل من أقرأني قد قرأ على جماعة من الأعلام، وكلهم نقلوا لي عن مشايخهم أنهم كانوا يقرؤون في الإقلاب وفي الإخفاء الشفوي بانطباق الشفتين
وقد سألت عن هذه المسألة شيخي الشيخ محمد عبد الحميد عبد الله الإسكندري وهو مساو للشيخ الزيات في سنده في القراءات العشر الكبرى، وقد قرأ على العلامة عبد الرحمن الخليجي صاحب المصنفات الشهيرة رحمه الله قبل أكثر من خمسين سنة، فأخبرني أن شيخه الخليجي كان يقرئ بانطباق الشفتين، وأنه لم يسمع بالانفتاح إلا مؤخرا
وكذلك أخبرني شيخي الدكتور محمد سامر النصّ الدمشقي بأن مشايخه الذين قرأ عليهم ومنهم شيخ قراء دمشق السابق حسين خطاب والشيخ طه سكر وغيرهما كانوا يقرؤون بالانطباق، وأن الانفتاح محدث أحدثه الشيخ عامر رحمه الله ولم يسمع به قراء الشام السابقون، وإنما قلد بعضهم الشيخ عامر.
وكذا حدثني شيخي الشيخ إيهاب فكري حيدر عن مشايخه كالزيات ومحمد عيد عابدين وأحمد مصطفى أنهم يقرؤون بالانطباق.
وكذا حدثني شيخي الشيخ عباس بن مصطفى أنور المصري، وهو من أكثر القراء رحلة في طلب الأسانيد العالية في القرآن وقد قرأ على جماعة منهم الزيات ومحمد عبد الحميد والطرابيشي وغيرهم، وكان من أشد الناس استنكارا للانفتاح المحدث، ولا يقرئ إلا بالانطباق.
ومما يؤيد أن الانطباق هو الصواب أمران:
1 - أن الميم مخرجها من الشفتين حال انطباقهما، والباء مخرجها كذلك من الشفتين حال انطباقهما، وغنة الإخفاء مخرجها من الخيشوم بأعلى الأنف، فما سبب فتح الشفتين إذن؟
2 - النص الوحيد الذي وقفت عليه عن الأئمة المتقدمين في هذا الموضوع هو قول الإمام أبي عمرو الداني المتوفى سنة 444 هـ في التيسير عند حديثه عن الإدغام الكبير للسوسي عندما بين أن السوسي إذا أدغم الميم في الباء في مثل علم بالقلم ويحكم بينكم - ومعلوم أن إدغامه هنا هو إخفاء شفوي - لا روم عنده معللا ذلك بقوله: (من أجل انطباق الشفتين) وهذا النص الجلي يوضح أن الإخفاء الشفوي يصاحبه انطباق في الشفتين وهذا هو الذي منع الروم للسوسي، هذا بالإضافة إلى النص الذي أتحفنا به شيخنا أبو تيمية عن أبي جعفر ابن الباذش المتوفى سنة 540 هـ،ولا يوجد أي نص عن إمام قبل الشيخ عامر يؤيد الانفتاح، فالواجب إذن الاتباع لأن القراءة كما قال زيد بن ثابت رضي الله عنه وغيره: سنة متبعة يأخذها الآخر عن الأول.
ثم إن الشيخ عامرا رحمه الله تبنى مذهبا شاذا في مخرج الضاد، أول من قال به في قراءة القرآن ابن غانم المقدسي وقام عليه قراء عصره، واستكتبوا مشايخه فكتبوا أنهم بريئون من ذلك ولم يقرئوه به، ثم بعده بقرون قال به المرعشي وعقد له مشايخ القراء في عصره مجلسا لاستتابته، في قصة مشهورة، ثم أحياه الشيخ عامر مع اتفاق كل من قرأ على مشايخ الشيخ عامر بأنهم لم يتلقوا ذلك عن مشايخهم، وهذا يؤكد أن الشيخ عامر ربما اجتهد في مسائل وقرأ بأشياء لم يقرئه بها مشايخه، وأنا لا أنتقص من جلالة الشيخ عامر رحمه الله ولكن الحق أحق أن يتبع.
ملاحظة:
لاحظت في كلام بعض الإخوة الأفاضل الخلط بين مذهب إظهار الميم عند الباء، وبين مسألتنا، ومذهب إظهار الميم عند الباء مذهب كان مشهورا يقرأ به عامة قراء العراق والمشرق ثم اندثر وانقطعت أسانيده،والإظهار في هذه الحالة لا غنة فيه، وأما الذي نقرأ ونقرئ به، وندين الله بأنه الصواب فهو الإخفاء الشفوي مع الغنة وانطباق الشفتين، بدون أي فرجة بينهما.
والله تعالى أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/106)
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[13 - 12 - 02, 01:56 ص]ـ
أخي الكريم السبيل
قولكم - وفقكم الله -: (إن الغنة، من دون تشديد الميم أو إظهارها، لا تتحقق مع انطباق الشفتين) ليس بصحيح، بل الإخفاء الشفوي مع الغنة وانطباق الشفتين لا تشديد فيه البتة ولا إظهار، وهكذا تلقيناه عن مشايخنا، وما ذكرتموه هو الحجة العقلية التي حملت الشيخ عامر ومن وافقه على إحداث الانفتاح.
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[13 - 12 - 02, 04:14 ص]ـ
ما هي درجة (كسر) الهاء عند قراءة كلمة "ربِّهِم".
فإنّني لاحظت بعض القرّاء يكسرها كثيراً.
وكذلك درجة ضمّ الهاء في "أضغانهُم".
وفقكم الله لكلّ خير.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[13 - 12 - 02, 05:04 ص]ـ
لا أظن أن سؤالك عن المدة الزمنية للإطالة بالكسر، وإنما سؤالك عن اللحن (أو اللهجة) أثناء النطق بالكسر.
وهذا موضوع يصعب شرحه بالكتابة دون النطق. لذلك أضطر لاستخدام أحرف لاتينية للتعريف باللفظ المقصود:
الواو العربية تلفظ كما تلفظ في "نوح"، "موسى"، "أبو"، "نور"، "يهود" ... أي يعبر عنها الحرف اللاتيني U أو OO
أما الواو الأعجمية فتلفظ كما في "جورج بوش"، "شارون"، "عبدوه"، "موسكو"، "البوسنة" ... أي يعبر عنها الحرف اللاتيني O
وكذلك التشكيل بالضم يجب أن يلفظ بالنطق العربي لا بالنطق الأعجمي. والشائع في اللهجات العامية هو الخطأ في كثير من المواضع مثل "عليكُم" أو "منكُم". فنلفظها minkom بدلاً من minkum. فإن الضم ما هو إلا واو قصيرة الأمد.
بمعنى لو أنك أطلت الفترة الزمنية للنطق بالضم لحصلت على الواو العربية. ولو أطلت فترة الكسر لحصلت على الياء العربية وليس الأعجمية.
وكذلك الياء يجب دوماً أن تلفظ مثل ما نلفظها في "ريح"، "الرحيم" ... لا كما "السوفييت" أو "بيه" (بالمصري). أي اللفظ العربي يعبر عنه بحرف I أو EE بينما الأعجمي يمثله حرف E.
ونفس الأمر بالكسر فهي ياء قصيرة الأمد. والناس تخطئ في الكثير من الكلمات المشهور مثل "عليهِم" أو "يلِد" حيث يجب أن تلفظ yalid وليس yaled. مع الملاحظة أن زمن مد الكسرة هو نفسه في الحالتين. ونحن كلامنا على اللحن والنطق، على على الزمن.
أتمنى أني استطعت شرح المسألة كتابة، لأن مثل هذه الأمور تحتاج لنطق لتوضيح المراد. وأقول لك مسألة الضم والكسر بالذات، الخطأ فيها شائع جداً بين كثير من القراء الكبار.
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[13 - 12 - 02, 05:31 ص]ـ
جزاك الله خيراً كثيراً شيخنا الأمين.
ليس عن المدّة أسأل، ولكن عن درجة الكسر والضمّ.
مثلاً، لاحظ كيف يكسر الشيخ الحصري كلمة "ربّهم" ويضمّ "أعمالهم في أوّل السورة:
http://198.65.147.231/quran/hosaree/rm/s47.ram
في حين الشيخ المنشاوي يخفّف من درجة الكسر والضمّ:
http://198.65.147.231/quran/menshawee/s47.ram
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[13 - 12 - 02, 06:28 ص]ـ
شيخنا الكريم هيثم
النطق الصحيح للكسرة والضمة هو نطق الشيخ الحصري، لا المنشاوي، والحصري أتقن وأعلم من المنشاوي رحم الله الجميع.
والمشايخ المتقنون دائما ينبهون طلابهم على ضرورة إخلاص الضم والكسر، أي أن تكون الضمة خالصة لا تشوبها شائبة من أي حركة أخرى، والكسرة خالصة لا تشوبها شائبة من أي حركة أخرى.
وكذلك من الأخطاء الشائعة عدم إخلاص كسر الباء عند الوقف على لفظ (به)، فينطقونه كنطق الكسائي لكلمة (قربة) عند الوقف عليها، فيجعلون صوت الكسرة كصوت الفتحة الممالة للكسر، وهذا خطأ،
والصواب أن تقف عليها بنفس درجة الكسر الموجودة فيها عند الوصل
والله أعلم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[13 - 12 - 02, 07:05 ص]ـ
الصواب ما قاله الشيخ أبو خالد وفقه الله
ومع أني أحب سماع مقرئي الجزيرة أكثر، فإن الشيخ الحصري هو أكثر من يلتزم بأحكام التجويد الدقيقة. لذلك فإني أنصح من يريد تعلم التجويد فليبدئ بأشرطة الشيخ الحصري لأنها سهلة ولأنه يلتزم بتلك التفاصيل الدقيقة (طبعاً يجب أن يقرئ على شيخ أيضاً، ولا يعتمد فقط على الأشرطة).
وللأسف عندما أناقش بعض المشايخ وأبين لهم أن الصواب النطق بالكسر كاملاً، يقول لي بعضهم: ما فيش فرق!! وبعضهم يقتنع بكلامي لكنه لا يستطيع تغيير طريقة قراءته التي اعتاد عليها (من شبّ على شيءٍ شاب عليه).
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[13 - 12 - 02, 07:37 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/107)
جزى الله خيرا المشايخ الفضلاء - خاصة الشيخ أبا خالد السلمي على تفصيله و بيانه -
و بخصوص مسألة (مخرج الضاد) فهل تعلم أخي أبا خالد ما طبع في هذه المسألة، فإن عندي مجموعة من المخطوطات في هذا الباب للمرعشي و غيره قمت بنسخها و التعليق عليها، أرجو الإفادة في هذا؟
و بمناسبة ذكر الشيخ المنشاوي و الشيخ الحصري رحمهما الله تعالى، فقد سألت الشيخ المقرئ مأمون كاتبي، فقلت له: بلغني أنك تقول: الشيخ المنشاوي أتقن تلاوة من الحصري! فقال: هذا الذي قاله شيخنا عبد الفتاح القاضي و غيره من مشايخنا، ثم شرع في ذكر ما انتقدت فيه تلاوة الحصري المسموعة.
و لا شك أن الأمر لا يتعلق بعلم الرجلين في القرآن و لا في قدرتهما الأدائية، فالتسجيل في الغرفة الإذاعية شيء و المعرفة بالقراءة و حسن الأداء شيء آخر، انظر مثلا تلاوات الحصري في بعض ما انتقد فيه لا يوجد في التلاوات الأخرى، لأن أحوال الشيخ عند التسجيل تختلف، و حال النطق عنده يختلف، فالرجل يعترضه ما يعترض بني آدم ..
و بمناسبة ذكر مشايخ الإقراء الكبار في هذا العصر ..
فأود أن أسأل مقرئنا الكبير الشيخ أبا خالد عن المقرئ الشيخ محمود علي البنا رحمه الله تعالى، و قول مشايخ الإقراء في أدائه، و هل يعلم شيئا عن حاله من جهة معرفته بالقراءة؟
و الشيخ البنا معروف رحمه الله بصوته الشجي الجميل ...
و بالمناسبة أيضا أقترح على الإخوان المهتمين بالقراء (عمل تراجم مفصلة للقراء المعاصرين في القرن الأخير مع سرد جميع ما يتعلق بهم) و يجعل لكل واحد صفحة حتى لا تختلط ترجمته بترجمة آخر، و أن تجعلها الإدارة ثابتة فوق لا تتزحزح!
و هذا وفاء بحق هؤلاء القراء علينا، جزاء ما نصحوا لله و لكتابه، و ما علموا منه بحسن أدائهم، و ما أشاعوا من التلاوة المتقنة لكتاب الله، و ما أطربوا الأسماع، بل أقول: جزاء ما تسببوا فيه من تحبيب كتاب الله تعالى لعموم المسلمين ..
و نحن إذ نودع شهر القرآن (شهر رمضان) نودعهم بإلترجمة لهؤلاء المقرئين المتقنين للتلاوة، أمثال (محمد وفعت، و الحصري و المنشاوي و عبد الرؤوف مرعي و البنا و الشعشاعي و أبو العينين شعيشع و عبد الرحمن الدروي و غيرهم) ..
فما جواب الإخوان؟
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[13 - 12 - 02, 09:19 ص]ـ
الحمد لله
شيخنا أبا تيمية
لم أطلع للأسف على تحقيقكم لرسالة المرعشي، وليتكم تتحفونا، بملخص لها، أو نسخة منها إن كانت محفوظة لديكم على الحاسوب، نكون لكم من الشاكرين
أما مسألة المفاضلة بين الحصري والمنشاوي فكل منهما عليه مآخذ قليلة، والذي عليه أكثر مشايخ القراء أن الحصري أتقن الرجلين، وكفى بالمرء نبلا أن تعد معايبه، والذي ينتقد الشيخين لو سجل هو ختمة لانتقدت عليه أشياء، فالكمال لله وحده.
وأما الشيخ البنا فهو من أتقن المقرئين.
وأما من باب النصيحة للمتعلم فأفضل ختمة في نظر كثير من أئمة القراء هي ختمة الشيخ الحذيفي المعتمدة من مجمع الملك فهد (وليست الختمات القديمة المسجلة من صلاة التراويح)
والسبب في ذلك أنه كان يسجل هذه الختمة في حضور لجنة من أكابر أئمة القراءات هم لجنة مراجعة المصحف بالمجمع المذكور منهم الشيخ عامر عثمان وعبد الفتاح المرصفي ومحمود سيبويه البدوي وعبد الرزاق موسى وغيرهم، (عدا الشيخ عامر فباقي اللجنة كلهم من تلاميذ الزيات)، وكان الشرط ألا يعتمد تسجيل الآية حتى يقره جميع الأعضاء، وبلغني أن الحذيفي ربما أعاد تسجيل الآية 30 مرة حتى يقروها، كلما قرأ قال له أحدهم زد التفخيم أو أخلص الكسر أو قلل المد ونحو ذلك، فخرجت الختمة كأتقن ما يكون، والله أعلم.
وهنا تنبيه وهو أن كثيرا من الناس يحسبون أن هؤلاء القراء في الإذاعات هم كبار علماء القراءات، وهذا ليس بصحيح، فالقراء في الإذاعات منهم العالم الكبير، ومنهم الجاهل، ومنهم من يتقن القراءات ال14 ومنهم من لا يحسن إلا قراءة أو اثنتين، ومنهم من كان يقرأ بالألحان الموسيقية ولو أخل بالتجويد، ومنهم الصالح البكّاء المتعبد،ومنهم من لا يقتدى به من جهة دينه وعدالته من الذين يحترفون القراءة في المآتم أو ينافقون الحكام مع المجاهرة بالتدخين وخلافه، فهم درجات شتى، والملاحظ أن كبار أئمة القراءات كالشيخ عامر والشيخ الزيات والشيخ إبراهيم شحاتة السمنودي وأمثالهم ليس لهم تسجيلات إذاعية البتة.
(يتبع)
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[13 - 12 - 02, 09:27 ص]ـ
أما تراجم مشاهير القراء بالإذاعات فقد كنت جمعت بعضها من كتاب 'فن قراءة القرآن الكريم' للباحثة الأمريكية كريستينا نلسون الذي صدر مؤخرا عن الجامعة الأمريكية وحفظتها عندي على هذا الملف المرفق، علما بأن هذا الكتاب نشر ملخص له على الشبكة لكن لا يحضرني الآن اسم الموقع، والعهدة عليها في صحة هذه التراجم، وهي ذكرت أنها أخذتها مشافهة من أصحاب الترجمة أو تلاميذهم وأسرهم، وتوجد بعض التراجم الأخرى في كتاب الأعلام للزركلي، وفي كتاب هداية القاري للمرصفي
والسلام عليكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/108)
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[13 - 12 - 02, 01:39 م]ـ
أحسنت و أفدت فضيلة الشيخ المقرئ أبا خالد السلمي و بارك الله في جهدك
و بخصوص كتاب المرعشي فهو عبارة عن رسائل في هذا الباب، كلها تتعلق بالضاء و الفرق بينها و بين الظاء و الطاء و الدالصفة و خرجا ..
و على الرسائل ردود و تعقبات من جمع من المحشين ...
و ليس على الحاسوب منها إلا واحدة لعلي أبحث عنها مستقبلا فأضعها هنا ..
و بخصوص تراجم القراء، فهناك كتب اقتنيتها لمجموعة من الصحفيين و الكتاب في مصر عن القراء مثل (أشهر قراء العصر .. ) كما اطلعت على ما في الأعلام و ذيوله ..
و بخصوص البحث المختصر المرفق هنا فهو جيد، لكن وقع فيه ما يلي:
4) الشيخ محمد صديق المنشاوي
1898 1969.
من جيل الشيخ كامل يوسف البهتيمي نفسه،) اهـ
كذا فيه، و الذي أعلمه - حسب قراءاتي في كتب تراجم القراء و حسب سماعي من القراء - أن المنشاوي رحمه الله مات صغيرا، بل لعله أصغر أشهر قارئ في العصر فسنة عند وفاته 47 و هذا ما أعلمه: أن ولادته سنة 1922م أو 45 لو كانت ولادته سنة 1924،
ثم رأيت قول الباحثة (من جيل البهتيمي) و ذكرت أن البهتيمي ولد سنة 1922 فتوافقا و الحمد لله.
فلا أدري ما تعليقكم على هذا، بارك الله فيكم؟
و الذي قصدت في طرحي السابق عن التراجم هو جمع ما يذكر على ألسنة القراء الذين شاهدوا أولئك و جالسوهم و سمعوا منهم، و هذا فيه خير كثير، و على سبيل المثال: الشيخ محمد صديق المنشاوي رحمة الله عليه، و هو ممن ذاع صيته و بارك الله في تلاوته، حتى لا تكاد تعرف أحدا من المسلمين لا يسمع به و لم يسمع تلاوته، مع ما رزق من حب جماهير المسلمين لقراءته عقودا طويلة، حتى لقبه أهل مصر بصوت المؤمن.
هذا الرجل الفاضل تذكر عنه حكايات طيبة في دينه و رقته و خشوعه، حتى حدثني بعض المقرئين، يقول: إذا جلسنا مع القراء كان أكثرهم صمتا، بل قال: قل أن يتكلم،،،،
و الفائدة تكمن كذلك في وضع تراجم و سير كاملة و موثقة عن القراء سواء من قرأ بالقراءة الواحدة أو الثنتين أو أكثر، و سواء العالم منهم و من سواه.
و بارك الله فيك ثانية أخي أبا خالد
ـ[السبيل]ــــــــ[13 - 12 - 02, 07:46 م]ـ
أخي ابا خا لد حفظك الله الحمد لله أني أسائل من قد منّ الله عليه بعلم، اقول: لقد قضيت ليلة بين النائم واليقظان تشغلني هذه المسألة. إن انا اطبقت الشفتين فالغنة لا اقدر أن آتي بها إلا بين الميم والباء وليس في الميم وهم المطلوب، والتشديد الذي أشرتُ إليه ليس عقليا بل قد حاولته بنفسي، والتشديد نسبي ومتفاوت. فهل الغنة في الميم أم بين الحرفين؟ وجزاك الله خيرا
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[13 - 12 - 02, 08:10 م]ـ
أخي الكريم السبيل أحسن الله إليك، الغنة تكون في الميم لا في الباء وإذا أردت أن تتأكد من صحة نطقك أو عدمه، فسدّ أنفك بيدك، وحاول أن تقرأ (يعتصم بالله) أو (فاحكم بينهم) ونحوها، وانظر ما هو الحرف الذي عجزت عن النطق به هل هو الميم أم الباء؟
إن كان الميم فأنت على صواب لأن النطق الصحيح للميم لا يمكن مع انسداد الأنف
وأما إذا تمكنت من نطق الميم رغم انسداد الأنف فمعناه أن الهواء يخرج من الفم بدليل أنه لم يتأثر بانسداد الأنف، فكرر المحاولة مع الحرص على دفع الهواء إلى الأنف بحيث يخرج منها إذا كانت مفتوحة.
وهذه الأمور تضبط بالتلقي، ولكن هذا للتقريب
وفقنا الله وإياك لحسن تلاوة كتابه الكريم
ـ[محب العلماء]ــــــــ[13 - 12 - 02, 10:36 م]ـ
الأستاذ أبو خالد
جزاك الله خيرا
لقد أثلجت الصدر بتعقيباتك
وكلماتك الدقيقة
أثابك الله
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[14 - 12 - 02, 01:09 ص]ـ
أحسن الله إليكم جميعاً مشايخنا الكرام.
سؤال آخر:
زارنا شيخ من شبه القارة الهنديّة، وكان إذا قرأ قوله (تعالى):
"يقول الإنسان يومئذٍ أين المفرّ" و "إلى ربّك يومئذٍ المستقرّ": أطال الراء الآخرة وشدّها لكن دون تكريرها في سقف حلقه ... كأنّه يتلفّظ بأكثر من راء متتالية دون التكرير.
ولم يفعل ذلك في المواضع التي تنتهي براء غير مشدّدة.
فهل فعله هذا صحيح؟
ـ[السبيل]ــــــــ[14 - 12 - 02, 08:34 ص]ـ
اخي أبا خالد جزاك الله كل خير.
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[14 - 12 - 02, 09:47 ص]ـ
الشيخ الكريم السبيل
وجزاكم الله خيرا على أدبك وحسن خلقك
شيخنا الكريم هيثم
النطق السليم لراء المستقرّ والمفرّ هو تشديدها ولكن من غير إطالة ولا تكرير، ولابد أن يميز القارئ الوقف على الراء المشددة عن الوقف على الراء المخففة، حتى لا يلتبس مثل (أمرّ) ب (أمر)
أما نطق الشيخ الهندي الزائر - وفقه الله -، فلا يمكن الحكم عليه إلا بالسماع، لأن النطق الصحيح للراء المشددة قد يفرط فيه الإنسان فيكرر، وقد يفرّط فلا يشدد
وهنا تنبيه مهم
وهو أن بعض الناس يحسب أن مط الحرف وإطالته هو التشديد فتجده يمط لام (الضالين) أو راء (المستقر) من غير شدها، وهذا خطأ، والصواب هو نطق الشدة بقوة بلاتمطيط ولا إطالة، وهذه الأمور لابد فيها من التلقي عن المشايخ المتقنين، والله أعلم
الشيخ الكريم العوضي
معذرة خرج الإخوة - وأنا منهم - كالعادة عن الموضوع الأصلي، واستطردنا في مناقشات جانبية، فيها نفع وخير وبركة، إن شاء الله
وأما عن الموضوع الأصلي وهو اقتراحكم إنشاء ملتقى لأهل القرآن، فهو اقتراح ممتاز، وأنا في خدمتكم بما أستطيع.
جعلني الله وإياكم من أهل القرآن الذين هم أهل الله تعالى وخاصته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/109)
ـ[بشير أحمد بركات]ــــــــ[20 - 12 - 02, 11:45 م]ـ
وجزاك الله خيرا يا أخانا الشيخ أباخالد السلمي
فقد كفيت وشفيت
ولعل الأخ السبيل ينتبه إلى أن القراءة سنة متبعة
لا يدخلها القياس والنظر العقلي
أخوك
*************
الشيخ السلمي هل تقبلني تلميذا عندك
إذا كان الجواب نعم
أرسل لي رسالة خاصة فيها عنوانك؟؟؟
أخوك
ـ[علي الأسمري]ــــــــ[21 - 12 - 02, 10:22 ص]ـ
سؤالي عن شيخنا عبيد الله الأفغاني المدرس في جامعة الإمام وفي المسجد النبوي
للأخوة العوضي وابوخالد ومن لديه جواب
عن موقفه من أئمة الحرم حيث يخطأ الشيخ الجميع في نطق الضاد
وفي غيرها بل لا يصلي الشيخ خلف بعضهم!
-------------------------
القصة:
وفي زيارتي له قبل سنوات في المدينة (وكنت ممن قرأ عليه في أبها 1411هـ) ذكر لي قصة ذهابه إلى مصر مع بعض المشايخ الذين ابتعثتهم جماعة تحفيظ القرآن لإحضار مدرسين
وكيف كان يختبرهم ويسألهم في العقيدة والقراءة ونحوها وكان يسأل متى آخر مرة زرت السيد البدوي فكان بعضهم يذكر أنه زاره وتوسل به!! وكان لا يخبرهم بالنتيجة
يقول الشيخ ثم أتى شاب فقرأ علي وأجاد إجادة لم تمر علي من قبل مع كثرة ذهابي لاختبار المقرئين بين مصر وباكستان يقول وكان يخرج الحروف من مخرجها الصحيح وخاصة الضاد الذي يزعم الشيخ أن غالب القراء المصريين ينطقونه طاء مغلفة وليس ضاد عربية!!
يقول فامسكت به وسألته عن مشايخه وأخبرته على الفور بنجاحه وأنه سيصطحبه معه فقال الرجل: لا حاجة لي للذهاب إلى السعودية وذكر انه تاجر في غنى عن التغرب وأنه أتى فقط للاختبار لما سمع به وليرى إتقان المختبِرين!!
ثم أهدى الشيخ تسجيلا له يبين فيه المخارج الصحيحة للحروف فأخذ الشيخ هذا التسجيل معه إلى أبها وأصبح يدرس الطلاب ويحيلهم على هذا التسجيل للمراجعة ويصطحبه معه وذكر لي الشيخ أنه التقى بالشيخ على السديس في باكستان قبل ان يعين في المسجد النبوي بزمن فاستغل الفرصة وأعطاه الشريط وقال له أعط أخاك إمام الحرم (الشيخ عبدالرحمن السديس) هذا الشريط وقل له يصحح كذا وكذا ونحو ذلك
ومن العجيب أنني سألت الشيخ (1417هـ) من من أئمة الحرمين يخرج الضاد سليمة قال لا أحد قلت وحتى الحذيفي قال وحتى الحذيفي!!
ثم قال أقربهم للصواب في الضاد عبدالودود حنيف قريبا وليس سليما
ثم اعدت عليه قراءة الفاتحة فأجازني دون تصويب ولله الحمد
وقال نطق للضاد سليم! فحمدت الله وأنا اتذكر ايام مضت قرأت عليه فلم اتجاوز الفاتحة إلا بعد اسبوع من تكرارها عليه وعلى كبار طلابه عشرات المرات في كل مرة أهم بعدم العودة ثم يسر الله لي الإستمرار
ـ[ابن وهب]ــــــــ[21 - 12 - 02, 11:07 ص]ـ
-
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[21 - 12 - 02, 02:00 م]ـ
جزى الله الأخوة خيراً على هذه الفوائد والدرر وأخص الشيخين أبا تيمية وأبا خالد.
وسؤالي للشيخ أبي خالد:
هل إخراج الهاء بقوة أثّر على الكسر في قراءة المنشاوي السابقة؟
والسؤال الآخر، كيف نرد على من قال إن العمل بالتجويد ليس بواجب كما هو قول فضيلة الشيخ صالح الفوزان، وبعضهم يستدل بحديث (يمد الرحمن كالرحيم)؟؟
ـ[السبيل]ــــــــ[21 - 12 - 02, 02:25 م]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
أخي بشير أحمد بركات جزاك الله خيراً على توجيهك، ولعلك لم تقرأ كل ما كُتب في الصفحة الأولى ففيها فوائد لا غنى عنها. جزى الله جميع الإخوة خيراً
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[22 - 12 - 02, 02:18 ص]ـ
رابط فيه تراجم 18 من مشاهير القراء بالإذاعات، ومنهم البنا
بعنوان سفراء القرآن
http://althekr.8m.net/p/sofara/
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[22 - 12 - 02, 04:27 م]ـ
http://www.quranway.net/
ـ[ابن وهب]ــــــــ[25 - 02 - 03, 09:47 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
واخص بالشكر
الشيخ ابوخالد السلمي وفقه الله
والشيخ ابوتيمية ابراهيم
حفظه الله
منتدى القراءات العشر
http://www.yah27.com/vb/forumdisplay.php?forumid=5
منتدى التجويد
http://www.yah27.com/vb/forumdisplay.php?forumid=7
ترجمة
المقرئ الشيخ أبوالعينين شعيشع
http://www.yah27.com/vb/showthread.php?threadid=339
ترجمة الشيخ محمود خليل الحصري
http://www.yah27.com/vb/showthread.php?threadid=204
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[25 - 02 - 03, 11:56 ص]ـ
بار ك الله في جميع الإخوان و أخص الشيخين الجليلين أبا خالد و ابن وهب
و لي سؤال لأخينا الشيخ أبي خالد ..
قرأت في منتدى القراءات ترجمة الشيخ أبي العينين شعيشع، و سؤالي: هل شعيشع حي؟؟
فإن كان حيا، فهل من معلومات عن حالته الصحية و كذلك نشاطاته؟؟
أرجو الإفادة، بارك الله فيكم
ـ[أبوبدر ناصر]ــــــــ[24 - 12 - 03, 07:40 ص]ـ
الشيخ الفاضل أبى خالد السلمي
إذا كان إخفاء الميم يلزمه إطباق الشفتين فكيف نفرق بين الإخفاء و إدغام المتماثلين فى الميم الساكنة؟ أرجو الإجابة على هذا السؤال المهم و لكم جزيل الشكر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/110)
ـ[عثمان]ــــــــ[24 - 12 - 03, 07:52 ص]ـ
أخواني لقد قرأت اقتراحكم في وضع موقع للقرآن الكريم وان يكون اسمه ملتقى اهل القران.
ولكن هذا الموقع موجود فعلا على الانترنت وهو:
www.4quran.net/vb
ـ[أبوبدر ناصر]ــــــــ[24 - 01 - 04, 08:47 ص]ـ
؟؟(1/111)
من لديه رغبة في الدراسات القرآنية
ـ[العوضي]ــــــــ[10 - 12 - 02, 06:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني / أخواتي: من لديه الرغبة في الدراسات القرآنية (تفسير - تجويد - حفظ - .. الخ)
فهناك مشروع أود القيام به وأسأل الله العظيم بأن يروقنا الإخلاص فيه والتوفيق.
ومن لديه الرغبة فهذا بريدي وأرجوا مراسلتي balmeras80@hotmail.com
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[11 - 12 - 02, 04:39 م]ـ
وفقك الله يا أخانا العوضي؛فكم كنت أبحث عن ملتقى لأهل القرآن
فاستعن بالله ولا تعجز ولا تتردد ونحن معك بالدعاء والمشاركات الجادة إن شاء الله.
وحبذا لو قسمتعه إلى الملتقيلت التالية:
ملتقى التفسير وأصوله وقواعده
ملتقى علوم القرآن
ملتقى القراءات والتجويد
ملتقى مناهج المفسرين
أخوك أبو مجاهد: باحث متخصص في القرآن وعلومه.
ـ[العوضي]ــــــــ[11 - 12 - 02, 07:19 م]ـ
جزاك الله خيرا أقتراح طيب وجميل جدا والفكرة كانت هكذا
هي عن القيام بإنشاء منتدى خاص بالقرآن وعلومه فقط ويكون إسم المنتدى (ملتقى أهل القرآن) أسوة بأخواننا في (ملقتى أهل الحديث) وفيه اقسام
مثلا قسم التفسير
قسم التجويد والقراءات
قسم الحفظ
قسم علوم القرآن
قسم: مواضيع عامة عن القرآن
ولكني قد أخبرت بأن هناك دكتور في هذه الدراسات يقوم بإنشاء منتدى ولا أعرف هل أبدأ بإنشاء منتدى أم لا
فأرجوا بأن تفيدونا بارك الله فيكم
أخوكم: أبوخطاب العوضي
لا تنسونا
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[11 - 12 - 02, 08:38 م]ـ
أخي العوضي
وفقك الله و سهل لك إنشاء هذا المنتدى الطيب الذي فيه خدمة لكتاب الله ..
و بخصوص المنتدى المشار إليه، فهو منتدى الدكتور يحيى الغوثاني، و هو دكتور متخصص في علوم التجويد، و له كتاب جيد في أحكام التجويد مع تطبيقات نظرية،
و المنتدى كما علمت مؤخرا قريبا سيرى النور، لأن الدكتور يحيى كان مسافرا إلى مكة لأداء العمرة، و لا أدري متى يبدأ فتح المنتدى ثانية؟؟
و كتاب الغوثاني أذكر ملخصا عنه من موقع الثمرات فلي فيه اشتراك:
علم التجويد: احكام نظرية .. وملاحظات تطبيقية (المستوى الثاني)
تأليف: يحيى عبدالرزاق الغوثاني
الناشر: مكتبة دار الغوثاني - دمشق
رقم الطبعة: الثالثة
تاريخ الطبعة: 22/ 08/2001
نوع التغليف: عادي (ورقي)
عدد الأجزاء: 1
الرقم في السلسلة: 0
عدد الصفحات: 176
حجم الكتاب: 17 × 24 سم
السعر: 0.0 ريال سعودي ($0.00)
التصنيف: / علوم القرآن / تجويد / مدونات شاملة
نبذة عن الكتاب: هذا كتاب في قواعد علم التجويد، ركز فيه المؤلف على الملاحظات والتنبيهات التي تتعلق بكيفية النطق، كما نبه على أخطاء يقع فيها كثير من الناس أثناء القراءة والأداء وهي خلاصة تجربة طويلة من خلال الأخذ عن المشايخ المتقنين، وهذا مما يمتاز به هذا الكتاب حيث لم يشأ كاتبه أن يكون كتابه نسخة مكررة عن غيره.
كما يمتاز الكتاب بالضبط وحسن الإخراج.
الفهرس: المقدمة (11)
مقدمات ومبادئ (13)
كيف نُرتل القُرآن الكريم (17)
الاستعاذة والبسملة (23)
أحكام النون الساكنة والتنوين (26)
أحكام الميم الساكنة (39)
أحكام المد (45)
المد الفرعي (51)
مخارج الحروف (63)
القسم الأول: مخارج الحروف الأصلية (65)
المخارج الخاصة الجزئية (67)
القسم الثاني: الحروف الفرعية (92)
أحكام الراءات (116)
اللامات (122)
إدغام المتماثلين والمتجانسين (124)
إدغام المتقاربين (126)
الوقف والإبتداء (128)
أقسام الوقف (130)
كيفية الوقوف الصحيح (138)
السكت في مواضع خاصة لحفص عن عاصم (141)
الهمزة (144)
التاءات (145)
سند المؤلف في القرآن الكريم والقراءات العشر المتواترة (153)
ملاحق الكتاب (157)
الخاتمة (157)
المراجع (168)
الفهرس (169)
الملاحظات: 1 - قدم للكتاب الشيخان المقرءان بكري الطرابيشي وعبد الغفار الدروبي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/112)
2 - ختم المؤلف كتابه بذكر سنده في القراءات العشر المتواترة (وهذا مما يحمد للمؤلف ليظهر للقارئ أن المؤلف من أهل الأداء لا من الدخلاء على هذا الفن الشريف) ثم ألحق بذلك صورة إجازتيه من الشيخ سعيد العبد الله و الشيخ عبد الغفار الدروبي يلي ذلك جواب للشيخ كريم راجح عن حكم الترجيع في القراءة وكيفية أداء الإخفاء الشفوي والحقيقي، وآخر ما أورده المؤلف من ملاحق ملخص لمجلس شيوخ القراء بدمشق الشام عن مسألة الإخفاء المتقدمة
3 - مما جاء في جواب الشيخ كريم قوله (والمؤسف أن أكثر القراء اليوم مغنون، ثم هم يجعلون التجويد تابعاً للنغمة فالنغمة هي الأصل والتجويد هو الفرع، وذلك لا شك من أشد ما دخل على القرآن في أدائه، فليحذر القراء من مثل ذلك، ومهما قرأ القارئ بالنغمات المعروفة دون أن يخل بأحكام التجويد فهو حسن).
4 - وجاء في نص قرار مجلس شيوخ القراء في دمشق حول النطق بالإخفاء (ولقد اجتمعت ببعض علماء الأزهر الطاعنين في السن في مكة المكرمة وهو من العلماء الأفاضل وممن أجمع العلماء على فضله في هذا الفن، فأخبرني بأن علماء الأزهر كانوا ينطقون بهذه الغنن إن بالإخفاء الشفوي أو بالإدغام الشفوي أو بالإخفاء الآخر لبقية حروف الإحفاء ما عدا الإظهار والإدغام وكذلكم كانوا ينطقون بالإدغام على هذه السبيل، وكذلكم تلقوا هذه الإخفاءات دونما تغيير ولا تبديل، وكانت النصوص بكل ما فيها تحمل على هذا التلقي، لأن التلقي هو الذي يفسر النصوص وليست النصوص التجويدية في كتب التجويد هي التي تفسر التلقي، إلى أن جاء أحد القراء وكانت له مشيخة القراء وهو الشيخ عامر عثمان فجاء بهذا النطق الجديد الذي ما كان يعرفه القراء ولا علماء القراءة ولا علماء الأزهر وأيضاً هو ما كان يعرفه من قبل وما تلقاه عن مشايخه فكان يقول {ترميهم بحجارة}، {من بعد}، {يعتصم بالله}، وهكذا كان ينطق [أي بفرجة بين الشفتين]، وأنكروا عليه ولكنه بقي آخذاً برأيه وحمل الكثيرين من الناس - باعتباره كان شيخ القراء - على ما أراد أن ينطق، أيها الأخوة الذين تستمعونني: النطق الذي نطقت به أمامكم بحضور شيخ القراء وهؤلاء العلماء الأفاضل هو النطق الذي أجمع عليه العلماء [وهو إطباق الشفتين في الإخفاء الشفوي].
أما أن اللسان يرتفع أو ينخفض فهذا لا علاقة له بالغنة، وإنما هو تابع للحرف الذي ينطق به، فشتان بين قولنا {أن سلام عليكم} وبين قولنا {عن صلاتهم} فإن الصاد حرف مفخم فيرتفع اللسان عنده وعند النطق بغنته، والسين حرف مستفل مرقق فينخفض اللسان عنده وعند النطق بغنته، لأن الغنة تابعة للحرف من حيث تفخيمه ومن حيث ترقيقه، فإذا كان مفخماً ارتفع اللسان عنده، وإذا كان مرققاً انخفض اللسان عنده.
وعلى كل حال هذا موضوع مرجعه التلقي، فإنك لا تستطيع أن تفهم كيفية النطق بمجرد العبارة ولكن إذا نطق بالكلمة أمامك فإنك تستطيع أن تقلدها، فمهما أردت أن أعبر لكم عن حرف ( B ) باللغة الأجنبية لا أستطيع أن أعرف لك النطق حق التعريف حتى أنطق أمامك، وهكذا الحروف العربية والحروف القرآنية لابد أن ينطق الإنسان بها.
وهكذا تلقى القرآن الكريم العلماء كابراً عن كابر، ولا يعقل أبداً أن يكون جميع العلماء في العالم الإسلامي ينطقون بشيء خطأ وقد أجمعوا على خطئه، فإن القرآن الكريم منزه عن ذلك ولا شك، ومن عاد إلى تساجيل الشيخ العظيم على محمود أو محمود هاشم أو الشيخ عبدالفتاح الشعشاعي، أو الشيخ محمد رفعت، وما شاكل هؤلاء من الذين لا تزال تساجيلهم محفوظة فإنه لا يجدهم ينطقون بهذه الغنن إلا كما نطقنا نحن الان، وقراءة القرآن الكريم في سورية وفي الأزهر أو في غيرها من البلاد العربية من قبل القراء المتقنين على وتيرة واحدة حرف واحد).
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[11 - 12 - 02, 08:44 م]ـ
وهذا الرابط
http://www.thamarat.com/index.cfm?faction=BookDetails&Bookid=563
و ميزة كتاب الغوثاني أنه نقل نص قرار مجلس قراء الشام برئاسة شيخ القراء كريم راجح و فيه بيان أن الإخفاء الشفوي يكون بإطباق الشفتين و أن غير هذا لا يعرف عن القراء بالتلقي ..
و قد كان الشيخ كريم قد صرح بهذا في تعليقة له على كتاب ابن بلبان
المسمى (بغية المستفيد في علم التجويد) تحقيق أخينا الشيخ رمزي دمشقية رحمه الله تعالى و عفا عنه
وهذا رابطه
http://www.thamarat.com/index.cfm?faction=BookDetails&Bookid=1453
ـ[العوضي]ــــــــ[12 - 12 - 02, 01:12 ص]ـ
بارك الله فيك اخي العزيز على هذا الرد الطيب المفيد , نعم فقد سمعت عن موقع الدكتور حفظه الله
وزيادة الخيرخيرين وإن شاء الله في الموقع سوف اجعل دكتورنا لمادة القرآن يشارك إن استطاع.
ونأمل في التوفيق والسداد للجميع
أخوك في الله: أبوخطاب العوضي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/113)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[12 - 12 - 02, 09:36 ص]ـ
أخي أبو تيمية الرابط إلى الموقع الحواري خطأ، وكأن الموقع قد تم حذفه، لكن الرابط الذي تضعه ليس هو حتماً.
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[12 - 12 - 02, 05:03 م]ـ
الأخ الفاضل محمد الأمين
الموقع هكذا أرسل إلي، و قد استعملته فكان يفتح معي، و شاركت فيه، لكن بعد مدة صار لا يفتح الرابط و يحول على هذا المذكور هنا، و سألت بعض من له علاقة بموقع الدكتور فذكر أن الموقع الآن لا يفتح لخلل، و أن الدكتور مسافر، لكن سيفتح قريبا، و لعله إن حصل جديد أخبرتكم به و الله الموفق.
ـ[السبيل]ــــــــ[12 - 12 - 02, 05:30 م]ـ
بسم الله، وصلى الله على محمد وآله. ألحمد لله على هذه البشرى. لي بعض الملاحظات وما هي إلا تساؤلات في الحقيقه. وارجو من الإخوة الإرشاد. فأقول الحمد لله الذي جعل التلاوة سنة متبعة، وبهذا حفظت الحروف، وهذا من صميم البيان الذ ي أُ مر به النبي صلّى الله عليه وسلّم، ولكن الملفت للنظر هي الملاحظة الرابعة عند أخينا ابي تيمية وما جاء في قرار شيوخ القراء بدمشق، وما فيه من طعن بقراءة الشيخ عامر عثمان. أمامي الآن كتاب حق التلاوة لـ حسني شيخ عثمان ط 3 دار العدوي عمان ـ بيروت وعلى جلدته ما يلي: وقد أجاز الطبعة الأولى مشايخ القراء في بلاد الشام: عبدالعزيز عيون السود، حسن خطاب، محي الدين الكردي، سعيد العبدالله. يقول حسني شيخ عثمان ص 105 أسفل الصفحة: يحذّر الشيخ عبدالعزيز عيون السود من إطباق الشفتين عند النطق بالميم المخفاة كما جاء في رسالته المخطوطة بعنوان "النفس المطمئنة". والعلاقة الوثيقة بين الشيخ الدروبي وشيخه عيون السود لا يجهلها المهتمون بهذا الفن. غير انه من خلال محاولة التلقي أقول: إن الغنة، من دون تشديد الميم أو إظهارها، لا تتحقق مع انطباق الشفتين فينتفي إذن إخفاء الميم والواجب إخفاؤها! والغنة في الإخفاء إنما هي على الحرف الأول، ومن هذا يتبين أنه لابد من جعل فتحة خفيفة بين الشفتين تتحقق من خلالها الغنة وإخفاء الميم وعدم التشديد والله أعلم. ولنتأمل قول ابن الجزري في النشر دار الفكر 26/ 2 في أحكام الميم الساكنة: " .. الثالث وهو (القلب) فعند حرف واحد وهي الباء فإن النون الساكنة والتنوين يقلبان ميما خالصة من غير إدغام وذلك نحو (أنبئهم، ومن بعد، وصم بكم) ولا بد من إظهار الغنة مع ذلك فيصير في الحقيقة إخفاءالميم المقلوبة عند الباء فلا فرق حينئذ في اللفظ بين (أن بورك، وبين: يعتصم بالله) إلا أنه لم يُختلف في إخفاء الميم ولا في إظهار الغنة في ذلك .... " وفيه أيضا "أحكام الميم الساكنة 222/ 1 " (الثاني الإخفاء) عند الباء على ما اختاره ألحافظ أبو عمرو الداني وغيره من المحققين. وذلك مذهب أبي بكر بن مجاهد وغيره. وهو الذي عليه أهل الأداء بمصر والشام والأندلس وسائر البلاد الغربية وذلك نحو: يعتصم بالله، .... فتظهر الغنة فيها إذ ذاك إظهارها بعد القلب نحو: من بعد، أنبئهم بأسمائهم، وقد ذهب جماعة كأبي الحسن أحمد بن المنادي وغيره إلى إإظهارها عندها إظهارا تاما وهو اختيار مكي القيسي وغيره. وهو الذي عليه أهل الأداء بالعراق وسائر البلاد الشرقية. وحكى أحمد بن يعقوب التائب إجماع القراء عليه (قلت) [القائل هو ابن الجزري] والوجهان صحيحان مأخوذ بهما إلا أن الإخفاء اولى للإجماع على إخفائها عند القلب. وعلى إخفاتها في مذهب أبي عمرو حالة الإدغام في نحو: أعلم بالشاكرين" أ هـ فلعل الشيخ الزهري الطاعن في السن قد وهم والله اعلم.أرجو من إخواننا البيان والإرشاد والسلا م عليكم
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[12 - 12 - 02, 07:49 م]ـ
أخي المكرم الفاضل / السبيل وفقك الله و أحسن إليك على مداخلتك
بخصوص ما طرحته، فهو من أهم المسائل المختلف عليها بين المعاصرين في أحكام التجويد، كذلك مع ما أثير مؤخرا - و المسألة قديمة الذيل جدا - و هي عن مخرج الضاء و تضعيف مجموعة من القراء المعاصرين للكيفية التي ينطق بها أغلب قراء العصر، و في هذا أشرطة أربعة فيها تصريح بعض المشايخ الكبار بهذا ...
و بخصوص مسألتنا هذه (قلب النون ميما مخفاة عند الباء مع الغنة أو الإخفاء الشفوي و حال الشفتين) فالذي وصل إليه علمي أن الأئمة الذين صنفوا في التجويد و القراءات لم يصرحوا بحال الشفتين، كيف حالهما عند النطق بالميم مع الغنة هل هما مطبقتان أم فيهما فتحة صغيرة أم غير ذلك؟
و هل هذه الفتحة مقدار أصبع أو رأس الإبرة أو غير ذلك؟
كل هذا لم يرد في كتابات المتقدمين، و على هذا لما كان الأمر خلوا من البيان، اجتهد المتأخرون - و بالأخص المعاصرين منهم - في حال الشفتين، فقالت طائفة بفتحهما فتحا خفيفا و قال آخرون بالاطباق.
و احتج كل فريق لما ذهب إليه بحجج، لكن الذي يفصل النزاع بينهم: تنصيص من تقدم على حالها.
ثم طبع كتاب لعلم مقرئ كبير متقدم هو: أبو جعفر ابن الباذش المتوفى سنة 540 هـ فصرح بإطباق الشفتين فيهما، لما تكلم حول الميم مع الباء حيث قال (و قال لي أبو الحسن بن شريح فيه بالإظهار و لفظ لي به فأطبق شفتيه على الحرفين إطباقا واحدا ...
و قال في موضع آخر: إلا أن يريد القائلون بالأخفاء: انطباق الشفتين على الحرفين انطباقا واحدا ... )
و في مثل هذا لم يحصل خلاف بينهم، و لو حصل لنقله مشايخ الأقراء كالشاطبي و بن الجزري و غيرهما من العارفين بالاختلاف في القراءة.
و الدكتور الغوثاني نقل عن مشايخ كثيرين هذا النطق - أعني النطق بالإقلاب مع الإطباق بين الشفتين أو في الإخفاء الشفوي - عن:
المقرئ أحمد بن عبد العزيز الزيات
و هو أعلى القراء إسنادا في مصر و قد ناهز التسعين عاما.
و شيخ القراء محمد حسين خطاب
و المقرئ محمد سكر الدمشقي
و المقرئ الكبير أبو الحسن الكردي
و شيخ قراء حلب: محمد عادل الحمصي
و المقرئ محمد كلال الطحان الحلبي
و الشيخ بكري الطرابيشي - وهو من أعلى القراء إسنادا في العالم من طريق الشاطبية -و غيرهم و معهم الشيوخ الذين سقنا أسماءهم، و معهم
شيخ القراء بالشام محمد كريم راجح
و المسألة تحتاج إلى إثراء , زيادة بحث.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/114)
ـ[السبيل]ــــــــ[12 - 12 - 02, 09:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا اخي ابا تيمية. ولكن يبقى ان اخفاء الشفتين معناه اظهار الميم ومع الاتيان بالغنة في هذه الحال نقع في تشديد الميم وتلافي التشديد شرط في الاخفاء كما تعلم ولا يتحقق تلافي التشديد الا بعدم اطباق الشفتين وهذا امر عملي ليس للكتابات فيه مدخل والمسافة بين الشفتين يقررها جودة النطق في اخفاء الميم الذي هو بين الاظهار والادغام فلو اطبقنا الشفتين اطباقا كاملا لانتفى الاخفاءوانت ترى انه لم يصرح بالاطباق الا من نقلت عنه وهو من المتاخرين. ثم الا ترى ان ابن الجزري اشار الى الوجهين ورجح الاخفاء فكيف يصح لنا ان نخطئ الشيخ عامر عثمان.
والسلام عليكم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[12 - 12 - 02, 09:52 م]ـ
أما أنا فلا أستطيع النطق بالميم (ولا بالباء) أصلاً بغير إطباق الشفتين!
ـ[السبيل]ــــــــ[13 - 12 - 02, 12:50 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ محمد الامين بارك الله فيك اما انا فاستطيع القراءة بالوجهين وليس هذا دليل في المسالة.
والسلام عليكم
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[13 - 12 - 02, 01:39 ص]ـ
السلام عليكم
وجزاكم الله خيرا أجمعين، على إثارة مسألة صفة الإخفاء الشفوي، وعلى ما أفدتمونا به، ومشاركة مني في المسألة أقول:
لقد منّ الله علي بقراءة القرآن الكريم بالقراءات العشر الصغرى والكبرى والأربع الشواذ على جماعة من الأعلام.
وكل من أقرأني قد قرأ على جماعة من الأعلام، وكلهم نقلوا لي عن مشايخهم أنهم كانوا يقرؤون في الإقلاب وفي الإخفاء الشفوي بانطباق الشفتين
وقد سألت عن هذه المسألة شيخي الشيخ محمد عبد الحميد عبد الله الإسكندري وهو مساو للشيخ الزيات في سنده في القراءات العشر الكبرى، وقد قرأ على العلامة عبد الرحمن الخليجي صاحب المصنفات الشهيرة رحمه الله قبل أكثر من خمسين سنة، فأخبرني أن شيخه الخليجي كان يقرئ بانطباق الشفتين، وأنه لم يسمع بالانفتاح إلا مؤخرا
وكذلك أخبرني شيخي الدكتور محمد سامر النصّ الدمشقي بأن مشايخه الذين قرأ عليهم ومنهم شيخ قراء دمشق السابق حسين خطاب والشيخ طه سكر وغيرهما كانوا يقرؤون بالانطباق، وأن الانفتاح محدث أحدثه الشيخ عامر رحمه الله ولم يسمع به قراء الشام السابقون، وإنما قلد بعضهم الشيخ عامر.
وكذا حدثني شيخي الشيخ إيهاب فكري حيدر عن مشايخه كالزيات ومحمد عيد عابدين وأحمد مصطفى أنهم يقرؤون بالانطباق.
وكذا حدثني شيخي الشيخ عباس بن مصطفى أنور المصري، وهو من أكثر القراء رحلة في طلب الأسانيد العالية في القرآن وقد قرأ على جماعة منهم الزيات ومحمد عبد الحميد والطرابيشي وغيرهم، وكان من أشد الناس استنكارا للانفتاح المحدث، ولا يقرئ إلا بالانطباق.
ومما يؤيد أن الانطباق هو الصواب أمران:
1 - أن الميم مخرجها من الشفتين حال انطباقهما، والباء مخرجها كذلك من الشفتين حال انطباقهما، وغنة الإخفاء مخرجها من الخيشوم بأعلى الأنف، فما سبب فتح الشفتين إذن؟
2 - النص الوحيد الذي وقفت عليه عن الأئمة المتقدمين في هذا الموضوع هو قول الإمام أبي عمرو الداني المتوفى سنة 444 هـ في التيسير عند حديثه عن الإدغام الكبير للسوسي عندما بين أن السوسي إذا أدغم الميم في الباء في مثل علم بالقلم ويحكم بينكم - ومعلوم أن إدغامه هنا هو إخفاء شفوي - لا روم عنده معللا ذلك بقوله: (من أجل انطباق الشفتين) وهذا النص الجلي يوضح أن الإخفاء الشفوي يصاحبه انطباق في الشفتين وهذا هو الذي منع الروم للسوسي، هذا بالإضافة إلى النص الذي أتحفنا به شيخنا أبو تيمية عن أبي جعفر ابن الباذش المتوفى سنة 540 هـ،ولا يوجد أي نص عن إمام قبل الشيخ عامر يؤيد الانفتاح، فالواجب إذن الاتباع لأن القراءة كما قال زيد بن ثابت رضي الله عنه وغيره: سنة متبعة يأخذها الآخر عن الأول.
ثم إن الشيخ عامرا رحمه الله تبنى مذهبا شاذا في مخرج الضاد، أول من قال به في قراءة القرآن ابن غانم المقدسي وقام عليه قراء عصره، واستكتبوا مشايخه فكتبوا أنهم بريئون من ذلك ولم يقرئوه به، ثم بعده بقرون قال به المرعشي وعقد له مشايخ القراء في عصره مجلسا لاستتابته، في قصة مشهورة، ثم أحياه الشيخ عامر مع اتفاق كل من قرأ على مشايخ الشيخ عامر بأنهم لم يتلقوا ذلك عن مشايخهم، وهذا يؤكد أن الشيخ عامر ربما اجتهد في مسائل وقرأ بأشياء لم يقرئه بها مشايخه، وأنا لا أنتقص من جلالة الشيخ عامر رحمه الله ولكن الحق أحق أن يتبع.
ملاحظة:
لاحظت في كلام بعض الإخوة الأفاضل الخلط بين مذهب إظهار الميم عند الباء، وبين مسألتنا، ومذهب إظهار الميم عند الباء مذهب كان مشهورا يقرأ به عامة قراء العراق والمشرق ثم اندثر وانقطعت أسانيده،والإظهار في هذه الحالة لا غنة فيه، وأما الذي نقرأ ونقرئ به، وندين الله بأنه الصواب فهو الإخفاء الشفوي مع الغنة وانطباق الشفتين، بدون أي فرجة بينهما.
والله تعالى أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/115)
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[13 - 12 - 02, 01:56 ص]ـ
أخي الكريم السبيل
قولكم - وفقكم الله -: (إن الغنة، من دون تشديد الميم أو إظهارها، لا تتحقق مع انطباق الشفتين) ليس بصحيح، بل الإخفاء الشفوي مع الغنة وانطباق الشفتين لا تشديد فيه البتة ولا إظهار، وهكذا تلقيناه عن مشايخنا، وما ذكرتموه هو الحجة العقلية التي حملت الشيخ عامر ومن وافقه على إحداث الانفتاح.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[13 - 12 - 02, 04:14 ص]ـ
ما هي درجة (كسر) الهاء عند قراءة كلمة "ربِّهِم".
فإنّني لاحظت بعض القرّاء يكسرها كثيراً.
وكذلك درجة ضمّ الهاء في "أضغانهُم".
وفقكم الله لكلّ خير.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[13 - 12 - 02, 05:04 ص]ـ
لا أظن أن سؤالك عن المدة الزمنية للإطالة بالكسر، وإنما سؤالك عن اللحن (أو اللهجة) أثناء النطق بالكسر.
وهذا موضوع يصعب شرحه بالكتابة دون النطق. لذلك أضطر لاستخدام أحرف لاتينية للتعريف باللفظ المقصود:
الواو العربية تلفظ كما تلفظ في "نوح"، "موسى"، "أبو"، "نور"، "يهود" ... أي يعبر عنها الحرف اللاتيني U أو OO
أما الواو الأعجمية فتلفظ كما في "جورج بوش"، "شارون"، "عبدوه"، "موسكو"، "البوسنة" ... أي يعبر عنها الحرف اللاتيني O
وكذلك التشكيل بالضم يجب أن يلفظ بالنطق العربي لا بالنطق الأعجمي. والشائع في اللهجات العامية هو الخطأ في كثير من المواضع مثل "عليكُم" أو "منكُم". فنلفظها minkom بدلاً من minkum. فإن الضم ما هو إلا واو قصيرة الأمد.
بمعنى لو أنك أطلت الفترة الزمنية للنطق بالضم لحصلت على الواو العربية. ولو أطلت فترة الكسر لحصلت على الياء العربية وليس الأعجمية.
وكذلك الياء يجب دوماً أن تلفظ مثل ما نلفظها في "ريح"، "الرحيم" ... لا كما "السوفييت" أو "بيه" (بالمصري). أي اللفظ العربي يعبر عنه بحرف I أو EE بينما الأعجمي يمثله حرف E.
ونفس الأمر بالكسر فهي ياء قصيرة الأمد. والناس تخطئ في الكثير من الكلمات المشهور مثل "عليهِم" أو "يلِد" حيث يجب أن تلفظ yalid وليس yaled. مع الملاحظة أن زمن مد الكسرة هو نفسه في الحالتين. ونحن كلامنا على اللحن والنطق، على على الزمن.
أتمنى أني استطعت شرح المسألة كتابة، لأن مثل هذه الأمور تحتاج لنطق لتوضيح المراد. وأقول لك مسألة الضم والكسر بالذات، الخطأ فيها شائع جداً بين كثير من القراء الكبار.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[13 - 12 - 02, 05:31 ص]ـ
جزاك الله خيراً كثيراً شيخنا الأمين.
ليس عن المدّة أسأل، ولكن عن درجة الكسر والضمّ.
مثلاً، لاحظ كيف يكسر الشيخ الحصري كلمة "ربّهم" ويضمّ "أعمالهم في أوّل السورة:
http://198.65.147.231/quran/hosaree/rm/s47.ram
في حين الشيخ المنشاوي يخفّف من درجة الكسر والضمّ:
http://198.65.147.231/quran/menshawee/s47.ram
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[13 - 12 - 02, 06:28 ص]ـ
شيخنا الكريم هيثم
النطق الصحيح للكسرة والضمة هو نطق الشيخ الحصري، لا المنشاوي، والحصري أتقن وأعلم من المنشاوي رحم الله الجميع.
والمشايخ المتقنون دائما ينبهون طلابهم على ضرورة إخلاص الضم والكسر، أي أن تكون الضمة خالصة لا تشوبها شائبة من أي حركة أخرى، والكسرة خالصة لا تشوبها شائبة من أي حركة أخرى.
وكذلك من الأخطاء الشائعة عدم إخلاص كسر الباء عند الوقف على لفظ (به)، فينطقونه كنطق الكسائي لكلمة (قربة) عند الوقف عليها، فيجعلون صوت الكسرة كصوت الفتحة الممالة للكسر، وهذا خطأ،
والصواب أن تقف عليها بنفس درجة الكسر الموجودة فيها عند الوصل
والله أعلم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[13 - 12 - 02, 07:05 ص]ـ
الصواب ما قاله الشيخ أبو خالد وفقه الله
ومع أني أحب سماع مقرئي الجزيرة أكثر، فإن الشيخ الحصري هو أكثر من يلتزم بأحكام التجويد الدقيقة. لذلك فإني أنصح من يريد تعلم التجويد فليبدئ بأشرطة الشيخ الحصري لأنها سهلة ولأنه يلتزم بتلك التفاصيل الدقيقة (طبعاً يجب أن يقرئ على شيخ أيضاً، ولا يعتمد فقط على الأشرطة).
وللأسف عندما أناقش بعض المشايخ وأبين لهم أن الصواب النطق بالكسر كاملاً، يقول لي بعضهم: ما فيش فرق!! وبعضهم يقتنع بكلامي لكنه لا يستطيع تغيير طريقة قراءته التي اعتاد عليها (من شبّ على شيءٍ شاب عليه).
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[13 - 12 - 02, 07:37 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/116)
جزى الله خيرا المشايخ الفضلاء - خاصة الشيخ أبا خالد السلمي على تفصيله و بيانه -
و بخصوص مسألة (مخرج الضاد) فهل تعلم أخي أبا خالد ما طبع في هذه المسألة، فإن عندي مجموعة من المخطوطات في هذا الباب للمرعشي و غيره قمت بنسخها و التعليق عليها، أرجو الإفادة في هذا؟
و بمناسبة ذكر الشيخ المنشاوي و الشيخ الحصري رحمهما الله تعالى، فقد سألت الشيخ المقرئ مأمون كاتبي، فقلت له: بلغني أنك تقول: الشيخ المنشاوي أتقن تلاوة من الحصري! فقال: هذا الذي قاله شيخنا عبد الفتاح القاضي و غيره من مشايخنا، ثم شرع في ذكر ما انتقدت فيه تلاوة الحصري المسموعة.
و لا شك أن الأمر لا يتعلق بعلم الرجلين في القرآن و لا في قدرتهما الأدائية، فالتسجيل في الغرفة الإذاعية شيء و المعرفة بالقراءة و حسن الأداء شيء آخر، انظر مثلا تلاوات الحصري في بعض ما انتقد فيه لا يوجد في التلاوات الأخرى، لأن أحوال الشيخ عند التسجيل تختلف، و حال النطق عنده يختلف، فالرجل يعترضه ما يعترض بني آدم ..
و بمناسبة ذكر مشايخ الإقراء الكبار في هذا العصر ..
فأود أن أسأل مقرئنا الكبير الشيخ أبا خالد عن المقرئ الشيخ محمود علي البنا رحمه الله تعالى، و قول مشايخ الإقراء في أدائه، و هل يعلم شيئا عن حاله من جهة معرفته بالقراءة؟
و الشيخ البنا معروف رحمه الله بصوته الشجي الجميل ...
و بالمناسبة أيضا أقترح على الإخوان المهتمين بالقراء (عمل تراجم مفصلة للقراء المعاصرين في القرن الأخير مع سرد جميع ما يتعلق بهم) و يجعل لكل واحد صفحة حتى لا تختلط ترجمته بترجمة آخر، و أن تجعلها الإدارة ثابتة فوق لا تتزحزح!
و هذا وفاء بحق هؤلاء القراء علينا، جزاء ما نصحوا لله و لكتابه، و ما علموا منه بحسن أدائهم، و ما أشاعوا من التلاوة المتقنة لكتاب الله، و ما أطربوا الأسماع، بل أقول: جزاء ما تسببوا فيه من تحبيب كتاب الله تعالى لعموم المسلمين ..
و نحن إذ نودع شهر القرآن (شهر رمضان) نودعهم بإلترجمة لهؤلاء المقرئين المتقنين للتلاوة، أمثال (محمد وفعت، و الحصري و المنشاوي و عبد الرؤوف مرعي و البنا و الشعشاعي و أبو العينين شعيشع و عبد الرحمن الدروي و غيرهم) ..
فما جواب الإخوان؟
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[13 - 12 - 02, 09:19 ص]ـ
الحمد لله
شيخنا أبا تيمية
لم أطلع للأسف على تحقيقكم لرسالة المرعشي، وليتكم تتحفونا، بملخص لها، أو نسخة منها إن كانت محفوظة لديكم على الحاسوب، نكون لكم من الشاكرين
أما مسألة المفاضلة بين الحصري والمنشاوي فكل منهما عليه مآخذ قليلة، والذي عليه أكثر مشايخ القراء أن الحصري أتقن الرجلين، وكفى بالمرء نبلا أن تعد معايبه، والذي ينتقد الشيخين لو سجل هو ختمة لانتقدت عليه أشياء، فالكمال لله وحده.
وأما الشيخ البنا فهو من أتقن المقرئين.
وأما من باب النصيحة للمتعلم فأفضل ختمة في نظر كثير من أئمة القراء هي ختمة الشيخ الحذيفي المعتمدة من مجمع الملك فهد (وليست الختمات القديمة المسجلة من صلاة التراويح)
والسبب في ذلك أنه كان يسجل هذه الختمة في حضور لجنة من أكابر أئمة القراءات هم لجنة مراجعة المصحف بالمجمع المذكور منهم الشيخ عامر عثمان وعبد الفتاح المرصفي ومحمود سيبويه البدوي وعبد الرزاق موسى وغيرهم، (عدا الشيخ عامر فباقي اللجنة كلهم من تلاميذ الزيات)، وكان الشرط ألا يعتمد تسجيل الآية حتى يقره جميع الأعضاء، وبلغني أن الحذيفي ربما أعاد تسجيل الآية 30 مرة حتى يقروها، كلما قرأ قال له أحدهم زد التفخيم أو أخلص الكسر أو قلل المد ونحو ذلك، فخرجت الختمة كأتقن ما يكون، والله أعلم.
وهنا تنبيه وهو أن كثيرا من الناس يحسبون أن هؤلاء القراء في الإذاعات هم كبار علماء القراءات، وهذا ليس بصحيح، فالقراء في الإذاعات منهم العالم الكبير، ومنهم الجاهل، ومنهم من يتقن القراءات ال14 ومنهم من لا يحسن إلا قراءة أو اثنتين، ومنهم من كان يقرأ بالألحان الموسيقية ولو أخل بالتجويد، ومنهم الصالح البكّاء المتعبد،ومنهم من لا يقتدى به من جهة دينه وعدالته من الذين يحترفون القراءة في المآتم أو ينافقون الحكام مع المجاهرة بالتدخين وخلافه، فهم درجات شتى، والملاحظ أن كبار أئمة القراءات كالشيخ عامر والشيخ الزيات والشيخ إبراهيم شحاتة السمنودي وأمثالهم ليس لهم تسجيلات إذاعية البتة.
(يتبع)
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[13 - 12 - 02, 09:27 ص]ـ
أما تراجم مشاهير القراء بالإذاعات فقد كنت جمعت بعضها من كتاب 'فن قراءة القرآن الكريم' للباحثة الأمريكية كريستينا نلسون الذي صدر مؤخرا عن الجامعة الأمريكية وحفظتها عندي على هذا الملف المرفق، علما بأن هذا الكتاب نشر ملخص له على الشبكة لكن لا يحضرني الآن اسم الموقع، والعهدة عليها في صحة هذه التراجم، وهي ذكرت أنها أخذتها مشافهة من أصحاب الترجمة أو تلاميذهم وأسرهم، وتوجد بعض التراجم الأخرى في كتاب الأعلام للزركلي، وفي كتاب هداية القاري للمرصفي
والسلام عليكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/117)
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[13 - 12 - 02, 01:39 م]ـ
أحسنت و أفدت فضيلة الشيخ المقرئ أبا خالد السلمي و بارك الله في جهدك
و بخصوص كتاب المرعشي فهو عبارة عن رسائل في هذا الباب، كلها تتعلق بالضاء و الفرق بينها و بين الظاء و الطاء و الدالصفة و خرجا ..
و على الرسائل ردود و تعقبات من جمع من المحشين ...
و ليس على الحاسوب منها إلا واحدة لعلي أبحث عنها مستقبلا فأضعها هنا ..
و بخصوص تراجم القراء، فهناك كتب اقتنيتها لمجموعة من الصحفيين و الكتاب في مصر عن القراء مثل (أشهر قراء العصر .. ) كما اطلعت على ما في الأعلام و ذيوله ..
و بخصوص البحث المختصر المرفق هنا فهو جيد، لكن وقع فيه ما يلي:
4) الشيخ محمد صديق المنشاوي
1898 1969.
من جيل الشيخ كامل يوسف البهتيمي نفسه،) اهـ
كذا فيه، و الذي أعلمه - حسب قراءاتي في كتب تراجم القراء و حسب سماعي من القراء - أن المنشاوي رحمه الله مات صغيرا، بل لعله أصغر أشهر قارئ في العصر فسنة عند وفاته 47 و هذا ما أعلمه: أن ولادته سنة 1922م أو 45 لو كانت ولادته سنة 1924،
ثم رأيت قول الباحثة (من جيل البهتيمي) و ذكرت أن البهتيمي ولد سنة 1922 فتوافقا و الحمد لله.
فلا أدري ما تعليقكم على هذا، بارك الله فيكم؟
و الذي قصدت في طرحي السابق عن التراجم هو جمع ما يذكر على ألسنة القراء الذين شاهدوا أولئك و جالسوهم و سمعوا منهم، و هذا فيه خير كثير، و على سبيل المثال: الشيخ محمد صديق المنشاوي رحمة الله عليه، و هو ممن ذاع صيته و بارك الله في تلاوته، حتى لا تكاد تعرف أحدا من المسلمين لا يسمع به و لم يسمع تلاوته، مع ما رزق من حب جماهير المسلمين لقراءته عقودا طويلة، حتى لقبه أهل مصر بصوت المؤمن.
هذا الرجل الفاضل تذكر عنه حكايات طيبة في دينه و رقته و خشوعه، حتى حدثني بعض المقرئين، يقول: إذا جلسنا مع القراء كان أكثرهم صمتا، بل قال: قل أن يتكلم،،،،
و الفائدة تكمن كذلك في وضع تراجم و سير كاملة و موثقة عن القراء سواء من قرأ بالقراءة الواحدة أو الثنتين أو أكثر، و سواء العالم منهم و من سواه.
و بارك الله فيك ثانية أخي أبا خالد
ـ[السبيل]ــــــــ[13 - 12 - 02, 07:46 م]ـ
أخي ابا خا لد حفظك الله الحمد لله أني أسائل من قد منّ الله عليه بعلم، اقول: لقد قضيت ليلة بين النائم واليقظان تشغلني هذه المسألة. إن انا اطبقت الشفتين فالغنة لا اقدر أن آتي بها إلا بين الميم والباء وليس في الميم وهم المطلوب، والتشديد الذي أشرتُ إليه ليس عقليا بل قد حاولته بنفسي، والتشديد نسبي ومتفاوت. فهل الغنة في الميم أم بين الحرفين؟ وجزاك الله خيرا
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[13 - 12 - 02, 08:10 م]ـ
أخي الكريم السبيل أحسن الله إليك، الغنة تكون في الميم لا في الباء وإذا أردت أن تتأكد من صحة نطقك أو عدمه، فسدّ أنفك بيدك، وحاول أن تقرأ (يعتصم بالله) أو (فاحكم بينهم) ونحوها، وانظر ما هو الحرف الذي عجزت عن النطق به هل هو الميم أم الباء؟
إن كان الميم فأنت على صواب لأن النطق الصحيح للميم لا يمكن مع انسداد الأنف
وأما إذا تمكنت من نطق الميم رغم انسداد الأنف فمعناه أن الهواء يخرج من الفم بدليل أنه لم يتأثر بانسداد الأنف، فكرر المحاولة مع الحرص على دفع الهواء إلى الأنف بحيث يخرج منها إذا كانت مفتوحة.
وهذه الأمور تضبط بالتلقي، ولكن هذا للتقريب
وفقنا الله وإياك لحسن تلاوة كتابه الكريم
ـ[محب العلماء]ــــــــ[13 - 12 - 02, 10:36 م]ـ
الأستاذ أبو خالد
جزاك الله خيرا
لقد أثلجت الصدر بتعقيباتك
وكلماتك الدقيقة
أثابك الله
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[14 - 12 - 02, 01:09 ص]ـ
أحسن الله إليكم جميعاً مشايخنا الكرام.
سؤال آخر:
زارنا شيخ من شبه القارة الهنديّة، وكان إذا قرأ قوله (تعالى):
"يقول الإنسان يومئذٍ أين المفرّ" و "إلى ربّك يومئذٍ المستقرّ": أطال الراء الآخرة وشدّها لكن دون تكريرها في سقف حلقه ... كأنّه يتلفّظ بأكثر من راء متتالية دون التكرير.
ولم يفعل ذلك في المواضع التي تنتهي براء غير مشدّدة.
فهل فعله هذا صحيح؟
ـ[السبيل]ــــــــ[14 - 12 - 02, 08:34 ص]ـ
اخي أبا خالد جزاك الله كل خير.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[14 - 12 - 02, 09:47 ص]ـ
الشيخ الكريم السبيل
وجزاكم الله خيرا على أدبك وحسن خلقك
شيخنا الكريم هيثم
النطق السليم لراء المستقرّ والمفرّ هو تشديدها ولكن من غير إطالة ولا تكرير، ولابد أن يميز القارئ الوقف على الراء المشددة عن الوقف على الراء المخففة، حتى لا يلتبس مثل (أمرّ) ب (أمر)
أما نطق الشيخ الهندي الزائر - وفقه الله -، فلا يمكن الحكم عليه إلا بالسماع، لأن النطق الصحيح للراء المشددة قد يفرط فيه الإنسان فيكرر، وقد يفرّط فلا يشدد
وهنا تنبيه مهم
وهو أن بعض الناس يحسب أن مط الحرف وإطالته هو التشديد فتجده يمط لام (الضالين) أو راء (المستقر) من غير شدها، وهذا خطأ، والصواب هو نطق الشدة بقوة بلاتمطيط ولا إطالة، وهذه الأمور لابد فيها من التلقي عن المشايخ المتقنين، والله أعلم
الشيخ الكريم العوضي
معذرة خرج الإخوة - وأنا منهم - كالعادة عن الموضوع الأصلي، واستطردنا في مناقشات جانبية، فيها نفع وخير وبركة، إن شاء الله
وأما عن الموضوع الأصلي وهو اقتراحكم إنشاء ملتقى لأهل القرآن، فهو اقتراح ممتاز، وأنا في خدمتكم بما أستطيع.
جعلني الله وإياكم من أهل القرآن الذين هم أهل الله تعالى وخاصته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/118)
ـ[بشير أحمد بركات]ــــــــ[20 - 12 - 02, 11:45 م]ـ
وجزاك الله خيرا يا أخانا الشيخ أباخالد السلمي
فقد كفيت وشفيت
ولعل الأخ السبيل ينتبه إلى أن القراءة سنة متبعة
لا يدخلها القياس والنظر العقلي
أخوك
*************
الشيخ السلمي هل تقبلني تلميذا عندك
إذا كان الجواب نعم
أرسل لي رسالة خاصة فيها عنوانك؟؟؟
أخوك
ـ[علي الأسمري]ــــــــ[21 - 12 - 02, 10:22 ص]ـ
سؤالي عن شيخنا عبيد الله الأفغاني المدرس في جامعة الإمام وفي المسجد النبوي
للأخوة العوضي وابوخالد ومن لديه جواب
عن موقفه من أئمة الحرم حيث يخطأ الشيخ الجميع في نطق الضاد
وفي غيرها بل لا يصلي الشيخ خلف بعضهم!
-------------------------
القصة:
وفي زيارتي له قبل سنوات في المدينة (وكنت ممن قرأ عليه في أبها 1411هـ) ذكر لي قصة ذهابه إلى مصر مع بعض المشايخ الذين ابتعثتهم جماعة تحفيظ القرآن لإحضار مدرسين
وكيف كان يختبرهم ويسألهم في العقيدة والقراءة ونحوها وكان يسأل متى آخر مرة زرت السيد البدوي فكان بعضهم يذكر أنه زاره وتوسل به!! وكان لا يخبرهم بالنتيجة
يقول الشيخ ثم أتى شاب فقرأ علي وأجاد إجادة لم تمر علي من قبل مع كثرة ذهابي لاختبار المقرئين بين مصر وباكستان يقول وكان يخرج الحروف من مخرجها الصحيح وخاصة الضاد الذي يزعم الشيخ أن غالب القراء المصريين ينطقونه طاء مغلفة وليس ضاد عربية!!
يقول فامسكت به وسألته عن مشايخه وأخبرته على الفور بنجاحه وأنه سيصطحبه معه فقال الرجل: لا حاجة لي للذهاب إلى السعودية وذكر انه تاجر في غنى عن التغرب وأنه أتى فقط للاختبار لما سمع به وليرى إتقان المختبِرين!!
ثم أهدى الشيخ تسجيلا له يبين فيه المخارج الصحيحة للحروف فأخذ الشيخ هذا التسجيل معه إلى أبها وأصبح يدرس الطلاب ويحيلهم على هذا التسجيل للمراجعة ويصطحبه معه وذكر لي الشيخ أنه التقى بالشيخ على السديس في باكستان قبل ان يعين في المسجد النبوي بزمن فاستغل الفرصة وأعطاه الشريط وقال له أعط أخاك إمام الحرم (الشيخ عبدالرحمن السديس) هذا الشريط وقل له يصحح كذا وكذا ونحو ذلك
ومن العجيب أنني سألت الشيخ (1417هـ) من من أئمة الحرمين يخرج الضاد سليمة قال لا أحد قلت وحتى الحذيفي قال وحتى الحذيفي!!
ثم قال أقربهم للصواب في الضاد عبدالودود حنيف قريبا وليس سليما
ثم اعدت عليه قراءة الفاتحة فأجازني دون تصويب ولله الحمد
وقال نطق للضاد سليم! فحمدت الله وأنا اتذكر ايام مضت قرأت عليه فلم اتجاوز الفاتحة إلا بعد اسبوع من تكرارها عليه وعلى كبار طلابه عشرات المرات في كل مرة أهم بعدم العودة ثم يسر الله لي الإستمرار
ـ[ابن وهب]ــــــــ[21 - 12 - 02, 11:07 ص]ـ
-
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[21 - 12 - 02, 02:00 م]ـ
جزى الله الأخوة خيراً على هذه الفوائد والدرر وأخص الشيخين أبا تيمية وأبا خالد.
وسؤالي للشيخ أبي خالد:
هل إخراج الهاء بقوة أثّر على الكسر في قراءة المنشاوي السابقة؟
والسؤال الآخر، كيف نرد على من قال إن العمل بالتجويد ليس بواجب كما هو قول فضيلة الشيخ صالح الفوزان، وبعضهم يستدل بحديث (يمد الرحمن كالرحيم)؟؟
ـ[السبيل]ــــــــ[21 - 12 - 02, 02:25 م]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
أخي بشير أحمد بركات جزاك الله خيراً على توجيهك، ولعلك لم تقرأ كل ما كُتب في الصفحة الأولى ففيها فوائد لا غنى عنها. جزى الله جميع الإخوة خيراً
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[22 - 12 - 02, 02:18 ص]ـ
رابط فيه تراجم 18 من مشاهير القراء بالإذاعات، ومنهم البنا
بعنوان سفراء القرآن
http://althekr.8m.net/p/sofara/
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[22 - 12 - 02, 04:27 م]ـ
http://www.quranway.net/
ـ[ابن وهب]ــــــــ[25 - 02 - 03, 09:47 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
واخص بالشكر
الشيخ ابوخالد السلمي وفقه الله
والشيخ ابوتيمية ابراهيم
حفظه الله
منتدى القراءات العشر
http://www.yah27.com/vb/forumdisplay.php?forumid=5
منتدى التجويد
http://www.yah27.com/vb/forumdisplay.php?forumid=7
ترجمة
المقرئ الشيخ أبوالعينين شعيشع
http://www.yah27.com/vb/showthread.php?threadid=339
ترجمة الشيخ محمود خليل الحصري
http://www.yah27.com/vb/showthread.php?threadid=204
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[25 - 02 - 03, 11:56 ص]ـ
بار ك الله في جميع الإخوان و أخص الشيخين الجليلين أبا خالد و ابن وهب
و لي سؤال لأخينا الشيخ أبي خالد ..
قرأت في منتدى القراءات ترجمة الشيخ أبي العينين شعيشع، و سؤالي: هل شعيشع حي؟؟
فإن كان حيا، فهل من معلومات عن حالته الصحية و كذلك نشاطاته؟؟
أرجو الإفادة، بارك الله فيكم
ـ[أبوبدر ناصر]ــــــــ[24 - 12 - 03, 07:40 ص]ـ
الشيخ الفاضل أبى خالد السلمي
إذا كان إخفاء الميم يلزمه إطباق الشفتين فكيف نفرق بين الإخفاء و إدغام المتماثلين فى الميم الساكنة؟ أرجو الإجابة على هذا السؤال المهم و لكم جزيل الشكر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/119)
ـ[عثمان]ــــــــ[24 - 12 - 03, 07:52 ص]ـ
أخواني لقد قرأت اقتراحكم في وضع موقع للقرآن الكريم وان يكون اسمه ملتقى اهل القران.
ولكن هذا الموقع موجود فعلا على الانترنت وهو:
www.4quran.net/vb
ـ[أبوبدر ناصر]ــــــــ[24 - 01 - 04, 08:47 ص]ـ
؟؟
ـ[أبو عمر]ــــــــ[22 - 09 - 05, 08:11 م]ـ
قال الشيخ الكريم أبو خالد السلمي وفقه الله تعالى:
وأما من باب النصيحة للمتعلم فأفضل ختمة في نظر كثير من أئمة القراء هي ختمة الشيخ الحذيفي المعتمدة من مجمع الملك فهد (وليست الختمات القديمة المسجلة من صلاة التراويح)
والسبب في ذلك أنه كان يسجل هذه الختمة في حضور لجنة من أكابر أئمة القراءات هم لجنة مراجعة المصحف بالمجمع المذكور منهم الشيخ عامر عثمان وعبد الفتاح المرصفي ومحمود سيبويه البدوي وعبد الرزاق موسى وغيرهم، (عدا الشيخ عامر فباقي اللجنة كلهم من تلاميذ الزيات)، وكان الشرط ألا يعتمد تسجيل الآية حتى يقره جميع الأعضاء، وبلغني أن الحذيفي ربما أعاد تسجيل الآية 30 مرة حتى يقروها، كلما قرأ قال له أحدهم زد التفخيم أو أخلص الكسر أو قلل المد ونحو ذلك، فخرجت الختمة كأتقن ما يكون، والله أعلم.
فأسأل المشائخ الكرام في هذا الملتقى المبارك عن كيفية الحصول على هذه الختمة وأنا في سوريا بارك الله تعالى فيكم
وإن كانت موجودة على الشبكة للتحميل فأرجو أن تضعوا لي الرابط أكرمكم الله بالجنة
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[30 - 08 - 06, 02:52 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو هداية]ــــــــ[31 - 08 - 06, 02:14 م]ـ
الشيخ الفاضل: أبو خالد السلمي حفظه الله
أعلم أن الموضوع قد خرج عن مقصده لكني وجدتها فرصة للسؤال
سؤالي في مسألة الاختلاس، تعلمت من شيخي الذي قرأت عليه أن الاختلاس من حركة الحرف لا تجوز، كما في قوله تعالى ((فجعلهم)) وأمثلة ذلك كثيرة، بل سمعت من يختلس في مثل قوله تعالى ((كشجرة))، السؤال: هل هي مسألة خلافية؟ لأن أكثر من أحب أن أسمع له هو الشيخ (أحمد عبد الهادي كناكري) وهو يفعل ذلك في كل ما شابه كلمة ((فجعلهم))، أر جو منكم التوضيح، وفي أي حرف يحصل الاختلاس؟ هل في الحرف الذي قبل الضمير أم في الذي قبله؟
وجزاك الله خيراً.
ـ[أبو هداية]ــــــــ[02 - 09 - 06, 02:46 م]ـ
الشيخ الفاضل: أبو خالد، أنا بانتظارك، لا تبطيء علي أثابك الله.
ـ[أبو هداية]ــــــــ[03 - 09 - 06, 09:44 ص]ـ
يبدو أن الشيخ أبا خالد مشغول.
أجيبوني أيها الأفاضل.
ـ[أبو هداية]ــــــــ[07 - 09 - 06, 03:16 م]ـ
للرفع رفع الله قدر المجيب.
ـ[عبداللطيف البراهيم]ــــــــ[09 - 09 - 06, 09:52 ص]ـ
السلام عليكم:
أرجو من الأخ العوضي ومن أيده على مشروعه الرائد أن لا يستعجلوا وينظروا في تجارب الآخرين قبل كل شىء ليستفيدوا منها, وأرجو أن لا تتداخل المهام ويمكن أن تتحد الجهود وعلى حسب معلوماتي أن هناك ملتقى جميل مفيد اسمه ملتقى أهل التفسير ويشرف عليه مجموعة من المشايخ المختصين أمثال الدكتور مساعد الطياروغيره ..
والله أعلم.
ـ[العوضي]ــــــــ[09 - 09 - 06, 03:49 م]ـ
السلام عليكم:
أرجو من الأخ العوضي ومن أيده على مشروعه الرائد أن لا يستعجلوا وينظروا في تجارب الآخرين قبل كل شىء ليستفيدوا منها, وأرجو أن لا تتداخل المهام ويمكن أن تتحد الجهود وعلى حسب معلوماتي أن هناك ملتقى جميل مفيد اسمه ملتقى أهل التفسير ويشرف عليه مجموعة من المشايخ المختصين أمثال الدكتور مساعد الطياروغيره ..
والله أعلم.
بارك الله فيك أخي الكريم الموضوع قديم جداً والمنتدى تم افتتاحه وشاركه فيه مجموعة طيبة من أهل الاختصاص
ولكن سامح الله صاحب الموقع الذي أغلقه وحرمنا منه من غير مبرر
ولا حول ولا قوة إلا بالله ...
ـ[وليد عبيد]ــــــــ[08 - 10 - 09, 09:20 م]ـ
وباءذن اله سوف نكون داعمين للمنتدى ببعض التحقيقات و الدراسات ايضا(1/120)
الختمات المرتلة بروايات: ورش و قالون كلاهما عن نافع و حفص و شعبة كلاهما عن عاصم و ال
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[11 - 12 - 02, 09:40 م]ـ
الختمات المرتلة بروايات: ورش و قالون كلاهما عن نافع؛ حفص و شعبة كلاهما عن عاصم، البزي عن ابن كثير، و الدوري عن أبي عمرو
تحت هذا الرابط
http://www.islamway.com/bindex.php?section=recitorslist
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[11 - 12 - 02, 09:46 م]ـ
تحت هذا الرابط:
قراءة من سورة مريم (استمع إليها)
و معها سور أخرى
http://www.islamway.com/sindex.php?section=chapters&recitor_id=37&poll=
و هذا الرجل مما يؤسف له أن أكثر تسجيلاته قد أصابه الخلل الفني، لكن مع هذا يوجد بقية تدل عما وراءها مما قد فاتنا.
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[21 - 12 - 02, 10:27 م]ـ
تلاوة لسورة النور برواية السوسيّ عن أبي عمرو
http://www.islamway.com/sindex.php?section=chapters&recitor_id=133&poll=
ـ[بشير أحمد بركات]ــــــــ[22 - 12 - 02, 01:43 ص]ـ
للشيخ أحمد أحمد القريو الليبي
http://www.libyaonline.com/quran/
******************
ملاحظة: في الموقع المشار إليه تم حذف ختمة الشيخ القريو
ووضعوا مكانه روابط لموقع طريق الإسلام لختمة دوكالي محمد عالم
فلا أدري ما السبب؟؟؟
أخوكم الضعيف
ـ[بشير أحمد بركات]ــــــــ[22 - 12 - 02, 01:57 ص]ـ
للشيخ محمد عبد الكريم
http://www.meshkat.net/quran/quran_2.htm
مزمار من المزامير / ما شاء الله
أخوكم الضعيف
ـ[ابن وهب]ــــــــ[22 - 12 - 02, 02:43 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[22 - 12 - 02, 01:42 م]ـ
ما شاء الله و لا قوة إلا بالله
زادك الله من فضله و أحسن إليك
تلاوة مباركة بإذن الله، و قراءة جميلة محبّرة - نفع الله بك أمة الإسلام و زادك الله علما و تقى -
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[07 - 06 - 04, 11:31 م]ـ
و هذه تلاوات للقارئ الشيخ علي جابر، بالمسجد الحرام، و هي من نوادر التسجيلات، و قد بحثت عنها في الأسواق فترة فلم أجدها
تجدها على هذا الرابط:
http://www.sohari.com/nawader_t/mekkah/mekkah.htm
و لا تفوت سماع تلاوته لسورتي النساء و مريم.(1/121)
كتب مقترحة لدراسة التفسير ومناهج المفسرين وعلوم القرآن [مهم]
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[13 - 12 - 02, 08:49 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كتب مقترحة لدراسة التفسير ومناهج المفسرين وعلوم القرآن:
أولاً- التفسير
المرحلة الأولى:
التفسير الوجيز للواحدي أو زبدة التفسير للأشقر إضافة إلى التفسير الميسر، ويمكن أن يستفاد من تفسير الجلالين.
المرحلة الثانية:
الوسيط للواحدي مع تفسير البغوي أو اختصار الرفاعي لتفسير ابن كثير أو المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير.ومن الكتب الجيدة في هذه المرحلة التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي.
المرحلة الثالثة:
تفسير ابن كثير [مع الحرص على الطبعات الجيدة له، ومن أفضل طبعاته الطبعة التي حققها البنا في سبع أو ثمان مجلدات، وطبعة دار طيبة بتحقيق السلامة في ثمان مجلدات، ومن أفضلها في تحقيق الأحاديث والآثار طبعة جديدة حققها جماعة من إصدار مكتبة أولاد الشيخ للتراث في خمسة عشر مجلداً]. ويمكن الإكتفاء لغير المتخصصين بفتح القدير تهذيب تفسير ابن كثير للقاضي محمد كنعان فهو أجود مختصرات ابن كثير الكاملة.
ويرجع الباحثون إلى تفسير ابن جرير الطبري وتفسير القرطبي.وإذا ما أراد طالب العلم أن يكون له كتب يكثر من الرجوع إليها فليحرص على أضواء البيان للشنقيطي وتفسير السعدي وظلال سيد قطب.
ومن الكتب التفسيرية المتميزة بالدقة والتحرير تفسير التحرير والتنوير للطاهر ابن عاشور.
ثانياً - علوم القرآن:
المرحلة الأولى:
أصول في التفسير للشيخ ابن عثيمين، وكتاب الوجيز في علوم القرآن العزيز لمشعل الحداد
المرحلة الثانية:
التحبير في علوم التفسير للسيوطي، و مباحث في علوم القرآن للقطان أو دراسات في علوم القرآن لفهد الرومي.
المرحلة الثالثة:
البرهان للزركشي، والإتقان للسيوطي ويستفاد من ترتيبه وتهذيبه لمحمد عمر بازمول.ومن الكتب الجيدة كتاب المقدمات الأساسية في علوم القرآن لعبدالله الجديع، ويستفاد كذلك من كتاب:في علوم القرآن عرض ونقد للدكتور أحمد حسن فرحات.
ثالثاً- أصول التفسير وقواعده:
المرحلة الأولى:
بحوث في أصول التفسير ومناهجه للدكتور فهد الرومي، والقواعد الحسان في تفسير القرآن للسعدي.
المرحلة الثانية:
فصول في أصول التفسير للدكتور مساعد الطيار، وتفسير القرآن الكريم أصوله وضوابطه لعلي العبيد.مع مقدمة التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية.
المرحلة الثالثة:
قواعد التفسير لخالد السبت، وقواعد الترجيح عند المفسرين لحسين الحربي.
رابعاً- مناهج المفسرين:
المرحلة الأولى:
القول المختصر المبين في مناهج المفسرين لحمود النجدي.
المرحلة الثانية:
تعريف الدارسين بمناهج المفسرين لصلاح الخالدي.
المرحلة الثالثة:
التفسير والمفسرون للذهبي، واتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر للرومي، وكتاب المفسرون بين النفي والإثبات في آيات الصفات للمغراوي.
خامساً – كتب غريب القرآن:
المرحلة الأولى:
كلمات القرآن لمخلوف.
المرحلة الثانية:
الترجمان والدليل لآيات التنزيل للمختار الشنقيطي.
المرحلة الثالثة:
مفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني، وعمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ للسمين الحلبي.
ويستفاد من كتب غريب القرآن لابن قتيبة وأبي داود السجستاني.
سادساً – كتب أسباب النزول:
يستفاد من كتب أسباب النزول للواحدي والسيوطي، مع الحرص على معرفة الصحيح منها بالرجوع إلى كتاب الوادعي: الصحيح المسند من أسباب النزول.
سابعاً- كتب الناسخ والمنسوخ:
يستفاد من الكتب المشهورة في هذا العلم وهي:
الناسخ والمنسوخ للنحاس بتحقيق اللاحم، وكتاب القاسم بن سلام الهروي بتحقيق المديفر، وكتاب الإيضاح في ناسخ القرآن ومنسوخه لمكي بن أبي طالب بتحقيق أحمد حسن فرحات وغيرها.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[13 - 12 - 02, 09:09 ص]ـ
أحسنت، جزاك الله خيرا، وباركم فيك وسددك، ونشكرك على هذا الموضوع المفيد المتميز، ونسأل الله أن يجزل لك الأجر والمثوبة 0
وما رأيك وفقك الله في في عمدة الحفاظ للسمين الحلبي،فكأن غالب مادته من المفردات للراغب، وما رأيك ببصائر ذوي التمييز للفيروزآبادي هل يصلح في الباب0
وهل يعتبر كتاب ابن حجر الإعجاب ببيان الأسباب، ويسمى (العباب في بيان الأسباب) كما في الجواهر للسخاوي (2/ 661) من أحسن الكتب في الباب، فيقال إنه من أفضل كتب أسباب النزول، وقد طبع طبعتين0
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[13 - 12 - 02, 09:49 ص]ـ
بسم الله
شكر الله لك أخي الفقيه وفقهك في دينه وزادك من فضله
كتاب عمدة الحفاظ للسمين الحلبي كتاب متميز فيه إضافات على ما في مفردات الراغب وفيه تعقبات عليه كذلك؛ وأرى أنه أفضل من كتاب المفردات وأشمل وأكثر تحريراً [ومن تأمل الكتابين اتضح له ما ذكرت].
أما كتاب الفيرزآبادي [البصائر] فلا شك أنه كتاب جيد ومفيد سواءً فيما يتعلق بالمقدمات التي ذكرها عن كل سورة والتي تعتبر تعريفاً موجزاً مهماً لكل سورة، أم في كلامه عن كلمات القرآن ووجوهها ومعانيها في القرآن على طريقة كتب الوجوه والنظائر.
فهو كتاب جيد نافع يحتاجه الدارسون للتفسير وعلوم القرآن.
وأما كتاب اين حجر في أساب النزول فلا شك في أهميته، كيف لا وهو لخاتمة الحفاظ وأمير المؤمنين في الحديث!!
ولكنه فاتني نسياناً وأنا أذكر الكتب، مع أني لم أقصد استيعاب جميع الكتب في كل فن.
وأختم بالتنبيه على أن الكتب التي أوردتها هنا قصدت بها غير المتخصصين في الدراسات القرآنية؛ أما أهل التخصص فلا شك أنهم يحتاجون إلى حديث آخر، وهم في الغالب غير محتاجين لمن يذكرهم بما ذكرت من الكتب.
وفق الله الجميع لما فيه الخير والسداد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/122)
ـ[الطارق بخير]ــــــــ[13 - 12 - 02, 04:42 م]ـ
أثابك الله على ما قدمت،
ولكن يظهر لي - والله أعلم - أن كتاب تيسير الكريم الرحمن لابن سعدي في التفسير لا يستغنى عنه،
وبالنسبة لعلوم القرآن فما رأيك في كتاب مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني،
وخاصة إذا ضم إليه كتاب خالد السبت في التعقيب عليه، وهو الموسوم بـ (كتاب مناهل العرفان في علوم القرآن - دراسة وتقويم -)
فهما كتابان رائعان يكمل الثاني منهما الأول، وما أدري هل يمكن تصنيفهما في المرتبة الثانية، أم في الثالثة؟
أعني هل هما للمتوسطين أم للمتخصصين؟
وجزاكم الله خيرا على ما كتبتم.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[13 - 12 - 02, 06:39 م]ـ
بسم الله
جزاك الله خيراً أخي الطارق بخير
ذكرتني بهذين الكتابين؛ حيث إني قد كنت أضفتهما ولكني نسيت أن أقيدهما فيما نشرته هنا.
وكتاب مناهل العرفان من الكتب القيمة في الجملة؛ وهو يأتي في المرحلة الثالثة بلا شك لأنه كتاب فيه دقة وعمق في جوانب كثيرة.
وقد عكّر على هذا الكتاب أشعرية مؤلفه وجهله بعقيدة السلف الصالح فتخبط كثيراً في المسائل القرآنية العقدية وخاصة في موضوع المحكم والمتشابه حيث تنقص عقيدة السلف وأتى بما لا يقبل بحال.
وقد تولى الرد على أخطائه، وقوم كتابه الشيخ الموفق خالد السبت في رسالته للماجستير بعنوان: كتاب مناهل العرفان للزرقاني دراسة وتقويم.
وبين الدكتور توفيق علوان أشعريته في رسالة بعنوان: نقض عقائد الأشاعرة في كتاب مناهل العرفان للزرقاني. [وتوفيق علوان طبيب جراح وأستاذ مشارك في التفسير أيضاً، وهو مصري].
وبين كذلك الشيخ سليمان العلوان تناقضه وأخطاءه في العقيدة في رسالة له بعنوان: القول الرشيد في حقثقة التوحيد.
وبالجملة فالكتاب في الموضوعات القرآنية جيد وفيه تحرير وعمق، وأظنه كان في الأصل مذكرات أعدها لطلاب الدراسات العليا في الأزهر.
ـ[أبو عبدالله السبيعي]ــــــــ[13 - 12 - 02, 09:08 م]ـ
من وجهة نظري بالنسبة لكتب التفسير الغالب عليها التكرار , لذلك
لو يكتفى بكتاب أو كتابين من كل مرحلتين وليست ثلاث كما أقترحت وفقك الله
ذلك بأن العمر محدود وما يدري الانسان مايحصل من العلم.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[15 - 12 - 02, 07:51 ص]ـ
سئل شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: أى التفاسير أقرب الى الكتاب والسنة الزمخشرى أم القرطبى أم البغوى أو غير هؤلاء؟
فأجاب: (وأما التفاسير التى فى ايدى الناس فأصحها تفسير محمد بن جرير الطبرى فانه يذكر مقالات السلف بالأسانيد الثابتة وليس فيه بدعة ولا ينقل عن المتهمين كمقاتل بن بكير والكلبى والتفاسير غير المأثورة بالأسانيد كثيرة كتفسير عبدالرزاق وعبد بن حميد ووكيع وابن أبى قتيبة وأحمد بن حنبل واسحاق بن راهويه.
وأما التفاسير الثلاثة المسؤول عنها فأسلمها من البدعة والاحاديث الضعيفة البغوى لكنه مختصر من تفسير الثعلى وحذف منه الأحاديث الموضوعة والبدع التى فيه وحذف أشياء غير ذلك
وأما الواحدى فانه تلميذ الثعلبى وهو أخبر منه بالعربية لكن الثعلبى فيه سلامة من البدع وان ذكرها تقليدا لغيره وتفسيره و تفسير الواحدى البسيط والوسيط والوجيز فيها فوائد جليلة وفيها غث كثير من المنقولات الباطلة وغيرها.
وأما الزمخشرى فتفسيره محشو بالبدعة وعلى طريقة المعتزلة من انكار الصفات والرؤية والقول بخلق القرآن، وأنكر أن الله مريد للكائنات وخالق لأفعال العباد وغير ذلك من اصول المعتزلة
وأصولهم خمسة يسمونها: التوحيد والعدل والمنزلة بين المنزلتين وانفاذ الوعيد والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر
لكن معنى التوحيد عندهم يتضمن نفى الصفات ولهذا سمى ابن التومرت أصحابه الموحدين وهذا انما هو إلحاد فى أسماء الله وآياته
ومعنى العدل عندهم يتضمن التكذيب بالقدر وهو خلق أفعال العباد وارادة الكائنات والقدرة على شىء ومنهم من ينكر تقدم العلم والكتاب ...
وأما المنزلة بين المنزلتين فهى عندهم أن الفاسق لا يسمى مؤمنا بوجه من الوجوه كما لا يسمى كافرا فنزلوه بين منزلتين و انفاذ الوعيد عندهم معناه أن فساق الملة مخلدون فى النار لا يخرجون منها بشفاعة ولا غير ذلك كما تقوله الخوارج
و الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر يتضمن عندهم جواز الخروج على الأئمة وقتالهم بالسيف وهذه الأصول حشا بها كتابه بعبارة لا يهتدى أكثر الناس اليها ولا لمقاصده فيها مع ما فيه من الأحاديث الموضوعة ومن قلة النقل عن الصحابة والتابعين
و تفسير القرطبى خير منه بكثير وأقرب الى طريقة أهل الكتاب والسنة وأبعد عن البدع وان كان كل من هذه الكتب لابد أن يشتمل على ما ينقد لكن يجب العدل بينها واعطاء كل ذى حق حقه.
و تفسير ابن عطية خير من تفسير الزمخشرى وأصح نقلا وبحثا وأبعد عن البدع وان اشتمل على بعضها بل هو خير منه بكثير بل لعله أرجح هذه التفاسير لكن تفسير ابن جرير أصح من هذه كلها.
وثم تفاسير أخر كثيرة جدا كتفسير ابن الجوزى والماوردى.) انتهى باختصار يسير. مجموع الفتاوي 13/ 379
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/123)
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[15 - 12 - 02, 09:45 ص]ـ
أخي الحبيب أبو مجاهد والشيخ الفقيه .... كتاب ابن حجر اظن ان اسمه العجاب ... وقد يكون العباب كما ذكر الشيخ الفقيه .. لكن المطبوع عندي عنوانه العجاب ولم يحرره الحافظ رحمه الله بل انه سوده فقط .. لذا فقد تحاشي جماعه من اهل العلم النقل عنه .. وهو في حقيقته كأنه تلخيص لكتاب الواحدي وزيادات عليه , وتعقيبات ....
وايضا مارأيك اخي بكتاب معترك الاقران للسيوطي فأني اظنه الخاتمه الجامعه في كتب علوم القرآن ... وليس كتاب اجمع منه ...
جزاك الله خيرا
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[15 - 12 - 02, 05:05 م]ـ
بسم الله
أخي الكريم المتمسك بالحق - جعلك الله متمسكاً بالحق حقاً -
أشكرك على تعليقك، وبالنسبة لما ذكرت عن كتاب ابن حجر في أسباب النزول فأقول تعليقاً على كلامك:
أولاً - هذا الكتاب عنوانه: العجاب في بيان الأسباب
وهو من أهظم ما ألف في هذا الفن مما وصلنا، استفتحه مؤلفه بذكر من ينقل عنهم في التفسير من التابعين فمن بعدهم، ثم شرع في بيان أسباب النزول، وأعانه سعة علمه في الروايات والآثار على جمع ما تفرق منها في كتب الآثار والسنن والمصنفات الحديثية، وضم إليها تحقيقات نادرة، ولم يتوقف نقده على الأسانيد، بل كان ينقد المتون ولا سيما إذا تعددت روايات أسباب النزول، ويوفق بينها.
ولكن النسخة الموجودة ليست كاملة إذ تنتهي عند الآية 78 من سورة النساء.
وقد حقق الكتاب الدكتور عبدالحكيم الأنيس تحقيقاً جيداً، وقدم له دراسة مفيدة، فجزاه الله خيراً.
هذه الشهادة على كتاب ابن حجر كتبها رجل تخصص في علم أسباب النزول وكتب فيه رسالة قيمة - بحث دكتوراه في جامعة دمشق - ذلكم هو الدكتور: عماد الدين محمد الرشيد في كتابه:
أسباب النزول وأثرها في بيان النصوص - دراسة مقارنة بين أصول التفسير وأصول الفقه.
وهو مطبوع في مجلد كبير.
ثانياً- أما كتاب السيوطي: معترك الأقران، فهو في الأصل كتاب في الإعجاز لا في علوم القرآن بالمعنى الإصطلاحي؛ فعنوان الكتاب:
معترك الأقران في إعجاز القرآن.
وقد اطلعت عليه قديماً فلم أر فيه ما رأيت، وتبين لي أن أكثره تكرار لما في الإتقان في علمو القرآن.
وقد ملأه بنقول كثيرة فيها الجيد السمين، وفيها الغث الردئ، وهو ملئ بالأخطاء العقدية، حتى إن أحد الإخوة الزملاء جمع ما فيه من المخالفات في العقيدة فرأى أنها تصلح أن تكون بحثاً للدكتوراه.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[16 - 12 - 02, 09:07 ص]ـ
جزاك الله خيرا اخي ابو مجاهد ...... لكن لدي سؤال متعلق بكتب التفسير ...... وهو عن كتاب ابن جزي الكلبي الموسوم بالتسهيل ما موقعه من كتب التفسير ... وهل هو من الكتب النافعه.
ومارأيك بالنهج التجديدي والمطالبة به كما هي مصنفات الشيخ الطيار كعدم تفريقه بين التفسير بالرأي والتفسير بالاثر .... وكقوله ان تفسير القرآن بالقرآن هو في الحقيقة تفسير بالرأى ... الخ.
وهل هناك توجه فعلا في علوم التفسير الى هذه الوجهه ومن هم ابرز داعتها ...
جزاك الله خيرا.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[16 - 12 - 02, 03:27 م]ـ
بسم الله
أولاً- التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي الغرناطي تفسير مختصر جيد له قيمته العلمية عند أهل العلم.
وإذا ما أردنا أن نعطي القوس باريها؛ لإن أفضل من يجيبك عنه هو من قضى معه فترة زمنية طويلة يدرس منهجه ويتعرف على طريقته في التفسير، وهو الباحث:علي بن محمد الزبيري حيث كان هذا الكتاب موضوع رسالته للماجستير في الجامعة الإسلامية بعنوان: ابن جزي ومنهجه في التفسير [دراسة مسهبة عن الإمام المفسر ابن جزي، وتوضيح مفصل لمنهجه في تفسيره]
وهذه الرسالة مطبوعة في مجلدين عن دار القلم بدمشق.
قال الباحث في مقدمته: (وحين عدت إلى تفسير ابن جزي وقرأت فيه ألفيته تفسيراً قيماً محتوياً على جلاصات ما دبجته أيدي كبار المفسرين لا يقل أهمية عن تفسير النسفي والبيضاوي فضلاً عن تفسير الجلالين والوجيز للواحدي، بل ربما تفوق على هذه التفاسير في بعض الجوانب، ويمتاز عنها بمقدمتيه الهامتين في علوم القرآن.) انتهى.
وقد ذكر ابن جزي في مقدمته قصده من كتابة هذا التفسير، ومسلكه في ذلك فقال: (وصنفت هذا الكتاب في تفسير القرآن العظيم، وسائر ما يتعلق به من العلوم، وسلكت مسلكاً نافعاً، إذ جعلته وجيزاً جامعاً، قصدت به أربع مقاصد تتضمن أربع فوائد:
الفائدة الأولى: حمع كثير من العلم في كتاب صغير الحجم تسهيلاً على الطالبين وتقريباً على الراغبين ....
الفائدة الثانية: ذكرُ نكت عجيبة وفوائد غريبة قلما توجد في كتاب ....
الفائدة الثالثة: إيضاح المشكلات إما بحل العقد المقفلات، وإما بحسن العبارة ورفع الإحتمالات، وبيان المجملات.
الفائد الرابعة: تحقيق أقوال المفسرين السقيم منها والصحيح، وتميز الراجح من المرجوح ..... ) انتهى باختصار.
وقد قرأت قديماً في هذا الكتاب وأعجبني فيه ذكره لقواعد تفسيرية مفيدة وخاصة في الترجيح بين الأقوال.
ويعكر هذا الكتاب تأويله للصفات، فهو في تفسيره هذا مؤول لأغلب صفات الباري، ومفوض لبعضها. [ينظر لبيان ذلك كتاب: القول المختصر المبين في مناهج المفسرين لمحمد الحمود النجدي ص32، 33]
ثانياً- وسؤالك الثاني أخي المتمسك بالحق، ستكون إجابته في وقت لاحق إن شاء الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/124)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[16 - 12 - 02, 10:37 م]ـ
بسم الله
تعليقاً على ما ذكر الأخ المتمسك بالحق في قوله: (ومارأيك بالنهج التجديدي والمطالبة به كما هي مصنفات الشيخ الطيار كعدم تفريقه بين التفسير بالرأي والتفسير بالاثر .... وكقوله ان تفسير القرآن بالقرآن هو في الحقيقة تفسير بالرأى ... الخ.)
أقول: يبدو أنك يا أخي المتمسك بالحق وفقك الله لم تفهم ما ذكره الشيخ مساعد الطيار في بعض كتبه، وخاصة كتاب:
مفهوم التفسير والتأويل والإستنباط والتدبر والمفسر أو أنك لم تطلع عليه.
فالسيخ مساعد كما عرفته - وقد كان لى به بعض اللقاءات وحضرت له بعض الدروس - ليس كما عبرت عنه بقولك السابق، وليس ممن يدعو إلى نهج تجديدي كما ذكرت؛ وإنما يدعو في مصنفاته إلى التحرير والدقة في فهم المصطلحات التي اشتهرت وتداولها أكثر المصنفين في علوم القرآن وأصول التفسير، ويدعو إلى فهم كلام الأئمة المتقدمين والرجوع إليه وعدم إلزامهم بما لم يلتزموا به.
وإذا أردت أخي الكريم فهم كلامه جيداً فاقرأ كتابه الذي ذكرته أعلاه بتمعن.
وإذا سمح لي - ولعله يقرأ كلامي هذا - أن أشبه طريقته هذه؛ فإني أشبهها بطريقة بعض الذين يدعون إلى تحرير كثير من المصطلحات في علم أصول الحديث وفي قواعد الجرح والتعديل، ويرون الرجوع إلى مناهج المتقدمين من المحدثين.
ولعل هذه الطريقة هي الأسلم والأقرب إلى الصواب في منهجية دراسة العلوم الشرعية التي تعتمد على كتب المتقدمين من المفسرين والمحدثين.
والله الموفق للصواب.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[17 - 12 - 02, 09:37 ص]ـ
اخي الحبيب لقد قرأت جل كتبه حفظه الله وسمعت دروسه واتصلت به وكاد ان يكون بيننا لقاء .......
ومقصدي بالمنهج التجديدي هو نفس ما ذكرتم من العودة الى منهج المتقدمين كالامام ابن جرير .. وايضا قوله واضح وجلي في ان تفسير القرآن بالقرآن انما هو تفسير بالرأي لان المفسر يعمل عقله وفهمه لمعرفة الاية المفسرة للاية الاخرى وهذا صحيح بالجملة ..
وقولكم ((وإنما يدعو في مصنفاته إلى التحرير والدقة في فهم المصطلحات التي اشتهرت وتداولها أكثر المصنفين في علوم القرآن وأصول التفسير، ويدعو إلى فهم كلام الأئمة المتقدمين والرجوع إليه وعدم إلزامهم بما لم يلتزموا به)).
وهو عين ما ارمي اليه وهذا الامر ظاهر الان كما في علم الحديث ومنهج المتقدمين والمتأخرين وكذلك علم الفقه وكذلك علم التفسير ولم ارى احدا دعا اليه في علوم القرآن كما يدعو اليه الشيخ حفظه الله ...
وسؤالي لم يكن عن الشيخ رعاه الله لكن سؤالي عن هذا التوجه العام من هم ابرز من يدعون اليه وانا يظهر لي ان اول من المح الى هذا هو الشيخ الذهبي رحمه الله كما في كتابه التفسير والمفسرون.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[17 - 12 - 02, 09:48 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وسددكم، وبالنسبة للشيخ مساعد الطيار حفظه الله، فيكفيه فخرا كتابه القيم (التفسير اللغوي)، وقد التقيت بالشيخ حفظه الله، في منزل الأخ الفاضل الشيخ علي العمران الصيف الماضي، وطلبت منه اللقاء بالملتقى (ليبين لنا منهج المتقدمين في التفسير)، وبعض الأمور المهمة من علوم القرآن، فلعل الله أن ييسر اللقاء به قريبا بإذن الله تعالى، وكذلك أذن لنا حفظه الله بوضع كتابه (تفسير جزء عم) في الموقع.
ولعلنا كذلك نجتهد في وضع الكتيب النافع له وهو (مفهوم التفسير والتأويل والاستنباط والتدبر والمفسر).
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[05 - 06 - 07, 07:30 م]ـ
جزا الله الجميع خير الجزاء ونفع الله بكم
ـ[نور الدين الأثري]ــــــــ[10 - 06 - 07, 02:49 م]ـ
أرجوا من الشيخ مجاهد أن يتكرم علينا ببيان منهج صاحب (زبدة التفسير) في كتابه
وعن قيمته العلمية ,وهل يمكن أن يتخذ كصلب للتفسير.
بارك الله فيكم
ـ[أبو عمرو المغربي]ــــــــ[04 - 07 - 07, 02:48 م]ـ
.
وأختم بالتنبيه على أن الكتب التي أوردتها هنا قصدت بها غير المتخصصين في الدراسات القرآنية؛ أما أهل التخصص فلا شك أنهم يحتاجون إلى حديث آخر، وهم في الغالب غير محتاجين لمن يذكرهم بما ذكرت من الكتب.
.
فضيلة الشيخ العبيدي
هلا تفضلتم بوضع برنامج علمي للمتخصصين من البداية إلى إلى معرفة دقائق الدراسات القرآنية.
أحبكم في الله و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[08 - 02 - 09, 02:06 م]ـ
فضيلة الشيخ العبيدي
هلا تفضلتم بوضع برنامج علمي للمتخصصين من البداية إلى إلى معرفة دقائق الدراسات القرآنية.
أحبكم في الله و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قد كتبت برنامجاً تفصيلياً، ومكثت في إعداده مدة طويلة، وعرضته على بعض المتخصصين، وسأنشره قريباً في ملتقى أهل التفسير إن شاء الله، وسأحيل عليه عند نشره
وفقنا الله لخدمة كتابه، ورزقنا الإخلاص والسداد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/125)
ـ[أبو القاسم الحائلي]ــــــــ[15 - 02 - 09, 09:17 م]ـ
قد كتبت برنامجاً تفصيلياً، ومكثت في إعداده مدة طويلة، وعرضته على بعض المتخصصين، وسأنشره قريباً في ملتقى أهل التفسير إن شاء الله، وسأحيل عليه عند نشره
وفقنا الله لخدمة كتابه، ورزقنا الإخلاص والسداد
هل من جديد
ـ[ابوالعباس الترهونى]ــــــــ[17 - 02 - 09, 02:18 ص]ـ
نريد المزيد زادكم الله توفيقا كي نستفيد ونفيد
بارك الله فيكم
ـ[الحراني]ــــــــ[02 - 03 - 09, 12:16 م]ـ
اريد كتاب يتحدث عن منهج ابي حيان في التفسير واخرى تظهر اعتقاده وهدا من خلال تفسيره البحر المحيط
وكداك الرسائل الجامعية التي تناولة الموضوع
وجزاكم الله خيرا
ـ[معاذ محمد عبدالله]ــــــــ[05 - 03 - 09, 05:03 ص]ـ
عذرا لخروجي عن صلب الموضوع إلا أني وجدتها فرصة لطرح السؤال.
لماذا اسم:أبو مجاهد العبيدي، في المشاركة الأولى باللون الأسود؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[12 - 06 - 09, 03:07 م]ـ
قد كتبت برنامجاً تفصيلياً، ومكثت في إعداده مدة طويلة، وعرضته على بعض المتخصصين، وسأنشره قريباً في ملتقى أهل التفسير إن شاء الله، وسأحيل عليه عند نشره
وفقنا الله لخدمة كتابه، ورزقنا الإخلاص والسداد
أخي الحبيب:
تجد هنا الجزء الأول من البرنامج:
برامج مقترحة لتعلم القرآن والعلوم التابعة له ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=80764#post80764)
ـ[احمد ابو البراء]ــــــــ[12 - 06 - 09, 05:31 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو عبد الرحمان القسنطيني الجزائري]ــــــــ[14 - 06 - 09, 02:51 م]ـ
جزاكم الله خيرا(1/126)
هذا القرآن في مائة حديث
ـ[محب العلماء]ــــــــ[13 - 12 - 02, 08:29 م]ـ
هذا الكتاب لمؤلفه
محمد زكي بن محمد بن خضر
يقول في المقدمة:
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله عز وجل: هو القول الفصل، ليس بالهزل. أما وقد اتخذ عامة المسلمين هذا القرآن مهجورا، فلا أقل من التذكير بفضائله فإن الذكرى تنفع المسلمين.
في هذا الكتاب مائة من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، تم تبويبها في تسعة أبواب.
تحوي المجموعة الأولى ثمانية أحاديث في فضائل تلاوة القرآن ومكانة قارئ القرآن عند الله في الدنيا والآخرة. وتضم المجموعة الثانية تسعة أحاديث في تعلم القرآن، بينما تحوي المجموعة الثالثة على ثمانية أحاديث أخرى في حفظ القرآن واستظهاره والحذر من نسيانه وفضائل من يحفظ القرآن. أما لب الكتاب فهو في الباب الرابع ألا وهو العمل بالقرآن. في هذا الباب أربعة عشر حديثا في فضائل العمل بالقرآن وإحلال حلاله وتحريم حرامه والتمسك به والتحذير من ترك العمل به والإعراض عنه فهو وصية الله تعالى ورسوله في المسلمين.
تحوي المجموعة الخامسة من الأحاديث اثني عشر حديثا في كيفية تلاوة القرآن والإعتناء بترتيله وتجويده والاستماع والإنصات والخشوع عند سماعه. وفي الباب السادس مجموعة من ثمانية أحاديث في أوراد القرآن وختمه وتحزيبه والدعاء عند ختمه في ما أثِرَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفضل تلاوة القرآن في الصلاة. ففي الأحاديث من 60 – 71 بعض ما ورد عن تلاوة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلوات الخمس والسنن والنوافل وعن سجود التلاوة. وقد اختصت بعض سور القرآن الكريم بفضائل على غيرها. من هذه السور الفاتحة والبقرة وآل عمران والكهف ويس والدخان والواقعة والإسراء والزمر والملك والزلزلة والإخلاص والمعوذتين والكافرون. ومن الآيات الكرسي وخواتيم سورة البقرة وخواتيم سورة الحشر. وهذه السور والآيات هي موضوع الباب الثامن الذي يضم 21 حديثا والمجموعة الأخيرة من الأحاديث تتكون من ثمانية أحاديث موضوعها الرقية بالقرآن وأخذ الأجر على تلاوته.
هذا الكتاب ليس شرحا للأحاديث الواردة فيه بل هو سرد لمأثورات وتأملات توحيها هذه الأحاديث النبوية الشريفة. ومن أراد المزيد فليرجع إلى أمهات كتب الحديث وشروحها وكتب التفسير. وحسب هذا الكتاب أن يلفت الأنظار إلى أهمية تلاوة كتاب الله وتعلمه وحفظه والعمل به فمن رأى أنه لم يؤد حق كتاب الله كما أمر الله تعالى فعليه أن يعقد العزم على أن يتوب إلى الله وينيب إليه ويسعى إلى رضاه فالله أشد سعيا نحو العبد من سعي العبد نحو ربه إذا ما صدقت نيته وحسن عمله.
تبلغ الأحاديث الواردة في فضائل القرآن الكريم وتفسيره المئات بل ربما الآلاف. وما اختير هنا ما هو إلا أشهرها. ولم نتطرق إلى شيء من التفسير لأن ذلك تختص به كتب التفسير وكتب الحديث المطولة. إن معظم الأحاديث الواردة هنا أحاديث ثابتة الصحة، والقليل منه الذي ضعفه بعض العلماء هو في فضائل الأعمال وما كان كذلك يعمل به وإن كان ضعيفا.
لا يكاد يخلوا هذا الكتاب من هفوات ونقائص شأنه شأن كل كتاب من تأليف البشر. أما كتاب الله تعالى فهو الكتاب الوحيد الذي يخلو من نقص أو خطأ. فمن وجد في هذا الكتاب خيرا فليحمد الله تعالى ويدعوه تعالى بالقبول ومن وجد غير ذلك فليدع الله تعالى أن يغفر الزلات ويسدد العثرات ولله الأمر من قبل ومن بعد.
المؤلف
وللاستزادة يمكن الرجوع الى هذا الرابط
http://www.al-mishkat.com/quran/
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[07 - 05 - 07, 11:18 ص]ـ
ابتدأ المصنف بذكر حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رجل يا رسول الله: أي العمل أحب إلى الله؟ قال: " الحال المرتحل ". قال وما الحال المرتحل؟ قال: " الذي يضرب من أول القرآن كلما حل ارتحل".
ثم بنى حكماً على هذا الحديث وهو أنه يستحب لمن ختم القرآن وقرأ المعوذتين أن يقرأ الفاتحة وخمس آيات من أول سورة البقرة (إلى قوله تعالى – هم المفلحون) لكي يتم المعنى الحرفي للحديث الشريف هذا بأن لا ينهي ختمة إلا ويبدأ بالأخرى.
ولا أدري من أين أتى بتحديد خمس آيات
والحديث ضعيف فإن الترمذي لما رواه ذكر له وجهاً مرسلاً ورجحه
وضعف الشيخ الألباني هذا الحديث في سلسلة الأحاديث الضعيفة حديث رقم 1834
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[07 - 05 - 07, 02:25 م]ـ
وذكر مؤلف الكتاب حديث ((ما أذِنَ الله لعبد من شيء أفضل من ركعتين يصليهما وإن البر لَيُذَرُّ على رأس العبد ما دام في صلاته وما تقرب العباد إلى الله بمثل ما خرج منه)) رواه الترمذي
والحديث ضعيف يكاد يجمع العلماء على تضعيفه
انظر سلسلة الأحاديث الضعيفة حديث رقم 1957
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/127)
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[08 - 05 - 07, 11:31 م]ـ
حديث ((كل مُؤدِب يحب أن تؤتى مأدبته. ومأدبة الله القرآن فلا تهجروه))
رواه البيهقي في شعب الإيمان
وسنده ضعيف فيه غياث بن كلوب ذكره الدارقطني في الضعفاء والمتروكين وترجم له الذهبي في الميزان(1/128)
رواية عطاء الخراساني عن ابن عباس هل هي صحيحة
ـ[صلاح]ــــــــ[18 - 12 - 02, 09:09 م]ـ
كثير من تفسير ابن عباس هو من هذا الطريق لكن عطاء لم يسمع منه لكن هل الحفاظ يغتفرون مثل روايته لانه مكثر، وربما النكارة في رواياته قليله ..
ما الحق فيه؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[18 - 12 - 02, 10:30 م]ـ
رواية ابن جريج عن عطاء الخرساني عن ابن عباس في التفسير منقطعة كما أفاد ابن المديني وعطاء نفسه فيه مقال
ومع ذلك فالبخاري أخرج في صحيحه من هذا الطريق والله أعلم
ـ[صلاح]ــــــــ[19 - 12 - 02, 12:48 ص]ـ
جزاك الله خير.
واخراج البخاري له معهلوم.
لكن هل يوجد للحفظ كلام في قبولها او التسامح فيها رغم شهرتها جدا، وهل اخراج البخاري لها يدل على ان عمل المتقدمين قبولها
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[08 - 05 - 03, 10:16 ص]ـ
ابن حجر حاول حمل عطاء على أنه غير الخراساني. وهذا وإن كان فيه تكلف، إلا أنه أولى من تضعيف ما أخرجه البخاري.(1/129)
متعلق بالختمات المسجلة حول العالم الإسلامي
ـ[بشير أحمد بركات]ــــــــ[22 - 12 - 02, 01:54 ص]ـ
بحث تكميلي للحصول على درجة الماجستير في التفسير وعلوم القرآن.
وكانت مناقشته في كلية الشريعة بجامعة الكويت
في شهر شوال من سنة 1419 هـ
http://www.khayma.com/sharii/ch5/index.htm
ولعل الشيخ أبا تيمية يفيدنا أكثر حول البحث!!!
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[22 - 12 - 02, 06:28 م]ـ
الأخ الفاضل بشير وفقك الله
بخصوص الكتاب المذكور فهو لأخينا الشيخ محمد شرعي، و الشيخ محمد عملنا سويا في الأمانة العامة للأوقاف، ضمن مشروع استثمار الموارد الوقفية (مشروع جامع الفقه الإسلامي)
و هو من المتخصصين في القرآن و علومه، و قد قرأ القراءات العشر على يد ثلة من المشايخ، و لعل الشيخ وليد يعرفه كذلك ..
و بخصوص كتابه المذكور فقد أخبرني منذ زمن بخبره، و قام الإخوان بإنزاله على الشبكة العنكبوتية و لكني لم أره مطبوعا بعد.
و خطة البحث من الموقع نفسه:
خطة البحث
وقد قسمت البحث إلى مقدمة وتَمهيد وخمسة أبواب وخاتمة:
مقدمة
ذكرت فيها أسباب اختيار الموضوع، وخطة البحث، والمنهج المتبع فيه.
تمهيد
في معنى الجمع في اللغة والمراد بجمع القرآن عند علماء المسلمين
الباب الأول: جمع القرآن في عهد النبي r
وفيه أربعة فصول:
الفصل الأول: حفظ القرآن في الصدور
وتضمن أربعة مباحث:
المبحث الأول: فضل حفظ القرآن الكريم
المبحث الثاني: حفظ النَّبِيّ r للقرآن الكريم
المبحث الثالث: الرد على دعوى جواز نسيان النَّبِيّ r القرآن أو إسقاطه عمدًا
المبحث الرابع: الحفاظ من الصحابة
الفصل الثاني: تدوين القرآن الكريم
وتضمن ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: الأمر بكتابة القرآن
المبحث الثاني: أسباب عدم جمع القرآن الكريم في مصحف واحد
المبحث الثالث: كُتَّاب الوحي
الفصل الثالث: ترتيب الآيات والسور
وتضمن ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: الآية والسورة لغةً واصطلاحًا
المبحث الثاني: ترتيب الآيات
المبحث الثالث: ترتيب السور
الفصل الرابع: العرضة الأخيرة
وتضمن ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: عرض القرآن في كل سنة على جبريل
المبحث الثاني: العرضة الأخيرة للقرآن الكريم
المبحث الثالث: أثر العرضة الأخيرة في جمع القرآن:
الباب الثاني: جمع القرآن في عهد أبي بكر t
وفيه خمسة فصول:
الفصل الأول: الأسباب الباعثة على جمع القرآن الكريم في عهد أبي بكر t
الفصل الثاني: أول من جمع القرآن من الصحابة y
الفصل الثالث: من قام بالجمع في عهد أبي بكر t
الفصل الرابع: منهج ومزايا جمع أبي بكر t للقرآن
وتضمن مبحثين:
المبحث الأول: منهج أبي بكر في جمع القرآن
المبحث الثاني: مزايا جمع القرآن في عهد أبي بكر t
الفصل الخامس: دفع الاعتراض على أبي بكر في جمع القرآن، ورد الشبهات المثارة حول هذا الجمع
وتضمن مبحثين:
المبحث الأول: دفع الاعتراض على أبي بكر في جمع القرآن
المبحث الثاني: رد الشبهات المثارة حول جمع أبي بكر للقرآن
الباب الثالث: جمع القرآن في عهد عثمان t
وفيه خمسة فصول:
الفصل الأول: الأسباب الباعثة على جمع القرآن الكريم في عهد عثمان t
الفصل الثاني: من قام بالجمع في عهد عثمان t
الفصل الثالث: منهج جمع القرآن في عهد عثمان ومزاياه
وتضمن هذا الفصل ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: منهج عثمان في جمع القرآن
المبحث الثاني: مزايا جمع القرآن في عهد عثمان t
المبحث الثالث: الفرق بين جمع القرآن في مراحله الثلاث
الفصل الرابع: المصاحف العثمانية
وتضمن أربعة مباحث:
المبحث الأول: عدد المصاحف العثمانية
المبحث الثاني: الرسم العثماني
المبحث الثالث: حكم اتباع الرسم العثماني
المبحث الرابع: حرق المصاحف المخالفة
الفصل الخامس: دفع الاعتراض على عثمان t في جمع القرآن ورد الشبهات المثارة حول هذا الجمع
وفيه مبحثان:
المبحث الأول: اعتراض ابن مسعود t على عدم توليه الجمع
المبحث الثاني: رد الشبهات التي أثيرت حول الجمع العثماني
الباب الرابع: جمع القرآن والأحرف السبعة
وفيه فصلان:
الفصل الأول: الأحرف السبعة
وتضمن مبحثين:
المبحث الأول: نزول القرآن على سبعة أحرف
المبحث الثاني: المراد بالأحرف السبعة
الفصل الثاني: الأحرف السبعة في جمع القرآن
وتضمن مبحثين:
المبحث الأول: الأحرف السبعة في الجمع النَّبويّ وجمع أبي بكر للقرآن
المبحث الثاني: الأحرف السبعة في المصاحف العثمانية
الباب الخامس: الجمع الصوتي للقرآن الكريم
الفصل الأول: مشروع الجمع الصوتي الأول للقرآن الكريم
المبحث الأول: فكرة الجمع الصوتي للقرآن الكريم
المبحث الثاني: أهداف الجمع الصوتي للقرآن الكريم
المبحث الثالث: خطة المشروع وتنفيذه
المبحث الرابع: قيمة الجمع الصوتي الأول للقرآن الكريم
الفصل الثاني: مشروع كلية القرآن بالمدينة النبوية لجمع القرآن بالقراءات العشر
المبحث الأول: مشروع الجمع الصوتي للقراءات المتواترة
المبحث الثاني: خطة العمل في المشروع، وتنفيذه
المبحث الثالث: تقويم المشروع
الخاتِمة
وتضمنت أهم نتائج البحث، والتوصيات والاقتراحات
http://www.khayma.com/sharii/int/003.htm
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/130)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[23 - 12 - 02, 03:52 ص]ـ
جزاكما الله خيرا(1/131)
هل تفسير العلامة ابن سعدي تفسير بالمأثور أم بالمعقول؟!!!
ـ[الطارق بخير]ــــــــ[27 - 12 - 02, 04:57 م]ـ
هذا السؤال من قديم في ذهني،
وأظن - ولست جازما في قولي - أنه من التفسير بالمأثور، لأنه يسوق معاني الكتاب والسنة، وما قاله سلف الأمة بعبارته،
ولا يأتي بما يخرج عن المأثور إلا نادرا - والله أعلم -.
فهل عند الإخوة إفادة حول هذا؟
ـ[الطارق بخير]ــــــــ[28 - 12 - 02, 09:47 م]ـ
في انتظار إفادتكم
ـ[سامر]ــــــــ[28 - 05 - 03, 11:10 ص]ـ
أرجو إرشادي بموقع تفسير الشيخ ابن سعدي
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[28 - 05 - 03, 04:14 م]ـ
الذي يبدو لي أن ما ذكرته صحيح،فقد قرأت التفسير،وقيدت فوائده،وصنفتها علميا بحمد الله،فظهر لي أنه يعتد أمرين رئيسين:
1 ـ تفسير القرآن بالقرآن.
2 ـ تفسير القرآن بالسنة،وإن كان لا يسوق الأحاديث بنصوصها،لكنه يذكر معانيها،ويظهر هذا جلياً في آيات الأحكام.
ولذلك لو أردت أردت أن تجمع 100 حديث من التفسير ما استطعت.
والكتاب ـ كما قال شيخنا ابن عثيمين رحمه الله ـ كتاب تربية.
وهذا ظاهر في غزارة فوائده،وفرائده.
وقد رأيت لبعض الإخوة كتاباً جمع فيه الفوائد التربوية من تفسيره (وغيره فيما أظن).
رحم الله الشيخ عبدالرحمن وجمعنا به في دار الكرامة.(1/132)
امر اشكل علي في اشتراط ان تكون القراءة صحيحة , وهو ان توافق وجه من اوجه اللغة
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[28 - 12 - 02, 11:38 ص]ـ
اذا ثبتت القراءة بالتواتر وعلى رسم المصحف العثماني فما وجه موافقتها لوجه من اوجه اللغة؟؟؟؟؟
وهل نرد كتاب الله بهذا القول؟؟!!
ومن الذي يفصل في ثبوت هذا من جهة اللغة من عدمه؟؟
ومن هذا الذي يستطيع الجزم بأنه موافق او غير موافق لوجه من اوجه اللغة!!!!!
هل سبق ان تكلم احد في هذا الشرط الثالث في ثبوت القراءة ...
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[28 - 12 - 02, 06:06 م]ـ
أين الشيخ السلمي والشيخ أبو تيميّة؟
أين بقيّة الإخوة؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 - 12 - 02, 08:25 م]ـ
نعم قيل كذلك ولكنه قول لا يعبئ به لأن النحويون يقولون هذا وجهٌ لا يصح في اللغة، مع أنه جاءت به آية كذا وكذا وهي منقولة بالتواتر. ومعلوم أن قواعد اللغة تؤخذ من القرآن. فالقول متناقض.
ـ[عبد المهيمن]ــــــــ[28 - 12 - 02, 08:39 م]ـ
يقول السيوطي رحمه الله في الإتقان:
1/ 203
ثم قال ابن الجزري: فقولنا في الضابط [كل قراءة وافقت العربية ولو بوجه]: ولو بوجه؛ نريد به وجها من وجوه النحو سواء كان أفصح، أم فصيحا مجمعا عليه، أم مختلفا فيه اختلافا لا يضر مثله؛ إذا كانت القراءة مما شاع وذاع وتلقاه الأئمة بالإسناد الصحيح؛ إذ هو الأصل الأعظم والركن الأقوم.
وكم من قراءة أنكرها بعض أهل النحو أو كثير منهم ولم يعتبر إنكارهم كإسكان بارئكم و يأمركم وخفض والأرحام ونصب ليجزى قوما والفصل بين المضافين في قتل أولادهم شركائهم وغير ذلك
قال الداني:
وأئمة القراء لا تعمل في شيء من حروف القرآن على الأفشى في اللغة والأقيس في العربية بل على الأثبت في الأثر والأصح في النقل وإذا ثبتت الرواية لم يردها قياس عربية ولا فشو لغة لأن القراءة سنة متبعة يلزم قبولها والمصير إليها.
قلت: أخرج سعيد بن منصور في سننه عن زيد بن ثابت قال: القراءة سنة متبعة.
قال البيهقي: أراد اتباع من قبلنا في الحروف سنة متبعة لا يجوز مخالفة المصحف الذي هو إمام ولا مخالفة القراءات التي هي مشهورة وإن كان غير ذلك سائغا في اللغة أو أظهر منها.
انتهى
ـ[الدارقطني]ــــــــ[28 - 12 - 02, 11:14 م]ـ
أيها الإخوة الكرام اقتنوا كتاب النشر في القراءات العشر لشيخ القراء ابن الجزري واقرؤا المقدمة فستستفيدون علماً طيّباً في هذا الموضوع والله الموفق
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[29 - 12 - 02, 05:54 م]ـ
معذرة لمشايخنا الكرام فقد كنت على سفر منذ أربعة أيام فلم أر الموضوع ورجعت قبل ساعتين، وتأكيدا لما ذكره المشايخ الكرام فإنهم يشترطون لقبول القراءة ويجعلونه ركنا من أركان القراءة الصحيحة موافقة وجه من وجوه اللغة العربية سواء أكان فصيحا أو أفصح، وسواء أكان مجمعا عليه أو مختلفا فيه، ومن الملاحظ هنا أن الغرض من إيراد هذا الركن هو بيان أن القراءة الصحيحة لا يمكن أن تكون على خلاف لغة العرب، لأن الله تعالى أنزل كتابه بلسان عربي مبين، وليس الغرض أن القراءة التي صح سندها ترد بدعوى ورودها على وجه غير مشتهر بين النحاة، وذلك لأن لغة العرب بحر لا ساحل له، وإذا كان النحاة يثبتون أوجه اللغة بأبيات مجهولة القائل، وبكلام مجاهيل الأعراب التي لا يعرف لها إسناد، فمن الأحرى أن يستدل بالقراءات الصحيحة على إثبات أوجه اللغة، وعلى كل حال فإنه ما من قراءة ثابتة طعن فيها أحد النحاة بدعوى مخالفتها للغة إلا ووجد الأئمة من كلام العرب ما يشهد لصحتها، وانظروا للفائدة النشر 1/ 16
ـ[ابن وهب]ــــــــ[29 - 12 - 02, 06:12 م]ـ
الشيخ أبوخالد السلمي
جزاك الله خيرا
ـ[ابن النقاش]ــــــــ[31 - 12 - 02, 02:56 ص]ـ
السلام عليكم.
شروط قبول القراءة الصحيحة, من وضعها و بداية من أي عهد؟؟؟؟
و ثمة إشكال حيرني وهو توفر هذه الشروط الثلاث بالكامل فى القرآت السبع المشهورة؟؟؟
ماهو تفسير تلك المواضع اليسيرة التى لم تتوفر فيها تلك الشروط؟؟
على فكرة لا علاقة لأسئلتي وأسئلة الإخوة بما يقوله مرضى القلوب والحمد لله ليس لهم مكان بيننا و كذلك ما فى كتاب النشر لشيخ القراء غيره لا يفي بالحاجة.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[23 - 01 - 03, 09:20 ص]ـ
هل في القراءات العشر اختلاف في الكتابة عن مصحف عثمان؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/133)
وهل من يعيننا على الرد على هذه المقالة النصرانية الحاقدة:
http://www.geocities.com/aboutchristianity/samarkand/samarkand.htm
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[23 - 01 - 03, 10:24 ص]ـ
شيخنا المفضال فضيلة الشيخ محمد الأمين - حفظه الله ونفعنا بعلمه -
1) هل في القراءات العشر اختلاف في الكتابة عن مصحف عثمان؟
الجواب: كلا، بل القراءات العشر موافقة لرسم أحد المصاحف العثمانية الستة لا تخرج عنها، فإن خالفت أحدها وافقت الآخر، فقراءات المدنيين كأبي جعفر ونافع موافقة للمصحف العثماني المدني، وقراءة ابن عامر موافقة للمصحف العثماني الشامي، وهكذا، فمصحف عثمان رضي الله عنه اسم يطلق على جميع النسخ التي كتبها أربعة من القراء هم زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام بأمر عثمان، قال مالك: إنما ألف القرآن - أي نسخ - على ما كانوا يسمعون من قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان من منهج الصحابة إذا كان في الكلمة قراءات محفوظة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن يكتبوها برسم يحتمل هذه القراءات، فإن لم يمكن كتبوا بعض النسخ على قراءة وبعضها على قراءة (انظرالمقنع 8،9،الإتقان 1/ 60).
وأما عدد ا لمصاحف العثمانية
فقد ذكر أبو عمرو الداني أن أكثر العلماء على أن عثمان بن عفان رضي الله عنه لما كتب المصحف جعله على أربع نسخ وبعث إلى كل ناحية من النواحي بواحدة منهن فوجه إلى الكوفة إحداهن وإلى البصرة أخرى وإلى الشام الثالثة وأمسك عند نفسه واحدة - وهو المسمى بالإمام - و قيل إنه جعله خمس نسخ ووجه من ذلك أيضا نسخة إلى مكة، و قيل إنه جعله سبع نسخ ووجه من ذلك أيضا نسخة إلى البحرين و الأول أصح و عليه الأئمة (المقنع 10) وقال السيوطي في الإتقان: اختلف في عدد المصاحف التي أرسل بها عثمان إلى الآفاق والمشهور أنها خمسة وأخرج ابن أبي داود** من طريق حمزة الزيات قال: أرسل عثمان رضي الله عنه أربعة مصاحف قال ابن أبي داود وسمعت أبا حاتم السجستاني يقول:سبعة مصاحف فأرسل إلى مكة وإلى الشام وإلى اليمن وإلى البحرين وإلى البصرة وإلى الكوفة وحبس بالمدينة واحدا (الإتقان 1/ 62)
2) الرد على هذه المقالة النصرانية الحاقدة:
أن المصحف الذي في سمرقند ليس هو المصحف العثماني قطعا، لمخالفته لما تواتر عن الأئمة، ودون في كتب الرسم من رسم جميع نسخ المصاحف العثمانية، وليس كل مصحف قديم ملطخ بالدم يكون عثمانيا، ولا يبعد أن يكون مصحفا كتبه ناسخ وأخطأ في كتابته، لأن بعض تلك المواضع لم يقرأ به أحد ولا في الشواذ، وهو مخالف للعربية، كموضع (فذروها تأكل في الأرض الله) دخول أل في لفظة (الأرض) يبعد أن يكون حتى قراءة منسوخة، وأقتبس هنا ما نقله سابقا أخونا الشيخ أبو عبد الله النجدي - حفظه الله - عن الكوثري عليه من الله ما يستحق، ولكن الحكمة ضالة المؤمن، قال:
يقول محمد زاهد الكوثري (ت1371هـ): وأما مصحف عثمان الخاص به، الذي اطلع عليه أبو عبيد في بعض الخزائن، على ما في العقيلة وشروحها، فلا يبعد أن يكون هو المصحف الذي يذكره المقريزي في الخطط عند الكلام على مصحف أسماء في جامع عمرو ..... ثم نقل إلى قبة الملك الغوري بالقاهرة مع الآثار النبوية، ثم نقل إلى المشهد الحسيني بها مع الآثار المذكورة، ويصفه العلامة الشيخ بخيت في الكلمات الحسان.
وكثير من الماكرين يجترئون على تلطيخ بعض المصاحف القديمة بالدم؛ ليظن أنه الذي كان بيد عثمان ـ رضي الله عنه ـ حينما قتل. وكم من مصاحف ملطخة بالدم في خزانات الكتب، والله ينتقم منهم.
وأما ما أرسله الملك الظاهر بيبرس إلى ملك المغول في الشمال في " وولجا " وما والاها أثناء سعيه الموفق في إرشادهم إلى الإسلام، فليس هو بالمصحف العثماني، رغم ما شهر في البلاد، وإن كان من المصاحف القديمة المنسوخة في عهد الصحابة، لأن رسمه يخالف رسم مصحف عثمان الخاص في بعض الكلمات، كما حققه الشهاب المرجاني في " وفيات الأسلاف وتحيات الأخلاف " بمعارضة رسمه برسم مصحف عثمان المدون في كتب الرسم كالرائية وغيرها .... ) اهـ (مقالات الكوثري، ص 110)
(يتبع إن شاء الله بالإجابة على استفسارات الشيخ ابن النقاش)
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[23 - 01 - 03, 02:29 م]ـ
1) شروط قبول القراءة الصحيحة, من وضعها و بداية من أي عهد؟
الجواب: بعد الاطلاع على بحث الشيخ المقرئ الدكتور إبراهيم الدوسري فإن أول من ذكر هذه الشروط هو الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام (ت 224 هـ) - وهو أول إمام معتبر جمع القراءات، ثم ذكرها بعده الإمام مكيّ بن أبي طالب القيسي (ت437 هـ) في كتابه الإبانة، ولكن وضع أبي عبيد لهذه الشروط إنما هو تقرير لشيء كان متفقا عليه قبله وعليه عمل الأئمة من قبله، وغاية ما في الأمر أنه رتبها وسماها شروطا، كالذي وضع شروط صحة الحديث العدالة والضبط والاتصال .. إلخ لم يبتدع شيئا وإنما عبر عن شيء موجود، ومثله أول إمام قال إن شروط صحة الصلاة ستة مثلا ليس هو الذي أحدثها وإنما عبّر عن شيء كان معروفا قبله وإن لم يسم شروطا.
2) قولكم وفقكم الله: (ثمة إشكال حيرني وهو توفر هذه الشروط الثلاث بالكامل فى القرآت السبع المشهورة؟ ماهو تفسير تلك المواضع اليسيرة التى لم تتوفر فيها تلك الشروط)
الجواب: ليس هناك مواضع يسيرة ولا كثيرة فى القراءات السبع بل العشر المشهورة لم تتوفر فيها تلك الشروط، غاية ما في الأمر أن هناك مواضع ادعى بعض الناس أنها لا توافق العربية، فتصدى لهم أئمة القراءات وأتوا بشواهد نحوية لا تدع مجالا للشك في أنه ليس هناك حرف في القراءات السبع أو العشر الصغرى أو الكبرى لم تتوفر فيها تلك الشروط أعني صحة السند وموافقة الرسم وموافقة العربية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/134)
ـ[المنصور]ــــــــ[23 - 01 - 03, 06:09 م]ـ
المنهاج في الحكم على القراءات
د. إبراهيم بن سعيد الدوسري
الأستاذ المشارك بقسم القرآن وعلومه- كلية أصول الدين
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
مخلص البحث
يعنى هذا البحث بإيضاح مفهوم الحكم على القراءات وبيان أصالته التاريخية وأهميته? العلمية، وتحديد أنواع القراءات ومراتبها، وفق الشروط التي اعتمدها أهل السنة والجماعة في قبول القراءة أوردها، وهي نقل الثقات، وموافقة الرسم تحقيقاً أو احتمالا، وكونها غبر خارجة عن اللغة العربية.
كما عني بالخطوات العلمية للحكم على القراءات، وذلك عن طريق استقراء مصادرها، ودراستها في ضوء أقوال العلماء فيها للوقوف على درجة كل قراءة صحة وضعفاً.
وقد تضمن دراسة تطبيقية على نماذج متنوعة من القراءات المتواتر والشاذة حسب المعايير المعتبرة في الحكم على القراءات.
ومن ثم انتهى هذا البحث إلى نتائج متعددة، ومن أهمها:
1. أن القراءات تقع على قسمين أساسين، وهما:
أ ـ القراءات المتواترة، وهي القراءات العشر التي عليها عمل القراء إلى وقتنا الحاضر.
ب ـ القراءات الشاذة، وهي ما عدا تلك القراءات العشر.
2. أن وصف الشذوذ في القراءة لا يقتضي الضعف في الشاذ جميعه، وإنما يقضي بمنع القراءة بها.
والله ولي التوفيق
المقدمة:
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى، أما بعد:
فإن الله تعالى قد فضّل القرآن الكريم على سائر الكتب، إذ جعله مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه، ومن وجوه تفضيله ومزاياه ما اختُص به من إنزاله على وجوه القراءات، و تكفل الله بحفظه وترتيله، فجاء مُصرَّفا على أوسع اللغات، وظلّ محروسا من الزيادة والنقصان والتبديل على مر الزمان وتقلّب الأحوال، وما ذاك إلا دلالة من دلائل إعجازه وبدائع نظمه.
إن القرآن الكريم وقراءاته روح حياة الأمة الإسلامية ومشكاة حضارتها الفكرية، فلذلك كان حقا على المتخصصين من أبناء الأمة في كل عصر أن يعنوا بمحاسن هذا الدين العالمي من خلال كتابه المبين، وأن ينبروا لإظهار الحق وإبرازه بلغة تناسب عصورهم ومعطياتها.
ويأتي هذا البحث القرآني ليعنى بدراسة قضية أخذت حيزا من اهتمام علماء القراءات، غير أنها لم تفرد بمؤلَّف يُسهّل على الباحثين تقريب مباحثها، فجاء هذا البحث ليلمّ ما تشعّب من مسائلها، ويكشف اللثام عن تاريخها وأصولها، في دراسة موضوعية تطبيقية.
ومن الله تعالى أستمد العون، ومنه سبحانه أستلهم الرشاد.
أهمية الموضوع:
يمثل هذا الموضوع دعامة مهمة في الحكم على القراءات وفق المنهج الأمثل الذي اعتمد عليه حذاق القراء ومحرريهم.
وهو ذو أهمية ضرورية، إذ به يعرف ما يقبل من القراءات وما يُبنى عليها من أحكام شرعية وتعبدية وما لا يُقرأ به منها وما لا يعمل به أيضا.
وتشمل هذه الدعامة الجوانب اللغوية وجميع المسائل التي تنبني على هذا العلم في التفسير وغيره.
والحق أن هذا الموضوع يُعمل الفكر ويذكي جذوته في البحث عن ضبط حروف القرآن الكريم وقراءاته، وفي ذلك فوائد جليلة، وإليها أشار الحافظ ابن الجزري (ت 833 هـ) بقوله:
فليحرص السعيد في تحصيله * ولا يَملّ قط من ترتيله
وليجتهد فيه وفي تصحيحه * على الذي نُقل من صحيحه ()
وحاجة الباحثين في الدراسات القرآنية وما يتصل بها إلى هذا الموضوع أكثر من غيرهم، إذ تستدعي دراستهم معرفة المنهج الذي يتم على ضوئه الحكم علي القراءات بناء على الأسس والمعايير العلمية.
وقد لُحظ أن عددا من الباحثين إذا وجد القراءة في كتاب السبعة لابن مجاهد (ت 324 هـ) حكم بتواترها، ومنهم من إذا وجدها في مختصر شواذ القرآن لابن خالويه (ت370 هـ) أو المحتسب لابن جني (ت 392 هـ) حكم بشذوذها، وذلك منهج غير صحيح، كما سيتضح من خلال هذه الدراسة إن شاء الله تعالى، ولا شك أن بيان المنهج الصحيح والحالة هذه أمسى ضرورة ملحّة، ولا سيما أن المصادر التي تثري هذا الموضوع توفرت في هذا الوقت أكثر من ذي قبل، حيث نشطت حركت تحقيق كتب القراءات وطبعها، كما تيسرت ـولله الحمدـ سبل الاطلاع على المخطوطات واستجلابها، وذلك يلقي بظلاله على المهتمين بعلم القراءات دراسة هذا الموضوع وأمثاله على نحو أعمق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/135)
ولا تقتصر أهمية الموضوع على الباحثين فحسب، فالموضوع يتصل بكلام الله جل وعلا وشرعة هذه الأمة ومنهاجها، والأعداء يتربصون بالأمة الإسلامية وكتابها أشد التربّص، لنفث سمومهم ونشر شبهاتهم للطعن في القرآن الكريم من خلال اختلاف قراءاته.
ولئن كان مثار الجدل حول اختلاف أوجه القراءات مقصورا على فئات معينة فإنه في هذا العصر أصبح أكثر اتساعا بواسطة وسائل الإعلام والاتصال المتعددة التي لم يسبق لها مثيل.
فهذا الموضوع وأشباهه من أهم الموضوعات التي ينبغي أن يتجرد لها أهل الاختصاص لحماية هذه الثغرة والحفاظ على ميراثنا الرباني المجيد، ويأتي في مقدمة تلك الموضوعات ما يُعنى بالأسس والمناهج التي إذا أُبرزت بالصورة الصحيحة أسهمت في الكشف عن مظهر حضاري لهذا الدين العظيم، ألا وهو سلامة مناهجه، وثبات مقاييسه، وصدقية أحكامه.
هدف البحث:
يستهدف هذا البحث دراسة الكلمات القرآنية التي قرئت على أكثر من وجه، وذلك بالكشف عن الأسس والضوابط المعتبرة التي عوّل عليها القراء في الحكم علي القراءات، مع دراسة تطبيقية ترسخ ذلك المنهج لدا الباحثين نظريا وعمليا.
خطة البحث:
تتكون خطة هذا البحث من مقدمة وأربعة فصول وخاتمة،وذلك على النحو التالي:
المقدمة: وتتضمن أهمية البحث وهدفه وخطته، كما تقدم بيانه.
الفصل الأول: تاريخ الحكم على القراءات وأهميته، ويشتمل على مبحثين:
المبحث الأول: تاريخ الحكم على القراءات.
المبحث الثاني: أهمية الحكم على القراءات.
الفصل الثاني: أنواع القراءات ومراتبها، ويشتمل على مبحثين:
المبحث الأول: ما يُقرأ به وما لا يُقرأ به.
المبحث الثاني: مراتب القراءات.
الفصل الثالث: الخطوات العلمية للحكم على القراءات، ويشتمل على مبحثين:
المبحث الأول: الحكم على القراءة عن طريق مصادرها.
المبحث الثاني: الحكم على القراءة من خلال دراستها.
الفصل الرابع: الدراسة التطبيقية على الحكم على القراءات.
الخاتمة: وتتضمن أهم نتائج البحث.
...
الفصل الأول: تاريخ الحكم على القراءات وأهميته ويشتمل على مبحثين:
المبحث الأول: تاريخ الحكم على القراءات.
المبحث الثاني: أهمية الحكم على القراءات.
تاريخ الحكم على القراءات:
يرجع تاريخ الحكم على القراءات إلى بداية الإذن بالقراءة على سبعة أحرف، فكان الحُكم ـ عند اختلاف الصحابة في القراءات ـ إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، ففي حادثة عمر (ت 23 هـ) رضي الله عنه مع هشام بن حكيم (ت بعد 15 هـ) رضي الله عنه لما استقرأهما الرسول صلى الله عليه وسلم صوّب قراءة كل واحد منهما) (، كما وجّه الصحابة رضوان الله تعالى عليهم إلى أن يقرؤوا كما عُلّموا ().
فلا يقبل من القراءات إلا ما كان منقولا عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وعلى هذا النهج جمَع أبو بكر الصديق (ت 13 هـ) رضي الله عنه القرآن الكريم، إذ كان من شروطه أن لا يثبتوا بين اللوحين إلا ما ثبت سماعه من الرسول صلى الله عليه وسلم وتُلقي عنه ()،ومما يدل على ذلك قول عمر بن الخطاب (ت 23 هـ) رضي الله عنه: " من كان تلقى من رسول الله شيئا من القرآن فليأتنا به " ()، فالتلقي شرط معتبر في القرآن الكريم وقراءاته.
وقد لزم جميع الصحابة رضوان الله عنهم هذا النهج القويم، حيث كانوا يقرؤون بما تعلموا، ولا ينكر أحد على أحد قراءته، ثم أن انتشروا في البلاد يعلمون الناس القرآن والدين، " فعلّم كل واحد منهم أهل مصره على ما كان يقرأ على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فاختلفت قراءة أهل الأمصار على نحو ما اختلفت قراءة الصحابة الذين علموهم " ().
وبعد سنة واحدة من خلافة عثمان بن عفان (ت 35 هـ) رضي الله عنه، أي في حدود سنة خمس وعشرين () شهد حذيفة بن اليمَان (ت 35 هـ) رضي الله عنه فتح أَرْمينية وأَذربيجان فوجد الناس مختلفين في القرآن، " ويقول أحدهم للآخر: قراءتي أصح من قراءتك، فأفزعه ذلك () " فركب حذيفة إلى أمير المؤمنين رضي الله عنهما، فقال: " يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى" ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/136)
فقام عثمان بن عفان الخليفة الراشد بكتابة المصاحف على اللفظ الذي استقر عليه العمل في العرضة الأخيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمشورة الصحابة رضي الله عنهم واتفاق منهم، فأخذ المسلمون بها وتركوا ما خالفها ().
ومن هنا ظهر العمل بالمقياس القرّائي الذي يعتبر شرطا أساسا في الحكم على القراءة، وهو موافقة الرسم العثماني، وكل قراءة خالفت هذا الرسم عند جمهور العلماء لا تُعدّ متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإن ثبتت فإنها منسوخة بالعرضة الأخيرة ().
فلا تصح القراءة بما خالف الرسم العثماني من أوجه القراءة وإن صح نقلها، وهذا هو أحد الأركان الثلاثة لصحة القراءة، والركنان الآخران هما: ثبوت القراءة بالنقل الصحيح، وموافقتها للغة العربية.
أما شرط النقل فقد تقدم آنفا، وأما شرط العربية فمنشؤه من إنزال القرآن على لسان العربية، قال الله تعالى:) وإنه لتنزيل رب العالمين * نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين * بلسان عربي مبين (().
ومقياس العربية أشبه بالوصف، لأن القراءة إذا صحت نقلا لزم أن تصح عربية.
وبعد: فيمكننا القول: إن شروط قبول القراءات التي اعتمدها أهل السنة والجماعة () كانت أصولها منذ زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، واكتملت بالتحديد بعد العرضة الأخيرة، حيث لا تجوز القراءة إلا بما أقرأ به الرسول صلى الله عليه وسلم من أوجه القراءات واتصل به، ووافق ما رسم عليه المصحف على مقتضى العرضة الأخيرة، ووافق لغة القرآن، فلا جرم أن تلك الأركان مستقاة مما تواتر نقله عن الرسول صلى الله عليه وسلم على هذا النحو.
وما كان لهذه الشروط أن يرتكز عليها أهل السنة والجماعة لولا اعتمادها على نصوص الشريعة وأصولها، ولاسيما أن الأمر يختص بالقرآن الكريم، فما خالف هذه الشروط من أوجه القراءات فهو منسوخ أو باطل أو شاذ ()، ولا يمكن اعتقاد ذلك والحكم به إلا بدليل من القرآن والسنة، " إذ لا نسخ بعد انقطاع الوحي، وما نُسخ بالإجماع، فالإجماع يدل على ناسخ قد سبق في نزول الوحي من كتاب أو سنة" ()، وما يقال في النسخ يقال فيما شابهه من الأحكام المذكورة آنفا القاضية ببطلان ما خرج عن تلك الأصول، ولهذا قال العلماء:" القراءة سنة" ()، قال إسماعيل القاضي: (ت 282 هـ) في معنى ذلك:" أحسبه يعني هذه القراءة التي جُمعت في المصحف () ".
وقد عمل القراء بهذا الميزان إقراء وتأليفا في الحكم على القراءات، كما جاءت الإشارة إليه في أوائل مصنفاتهم، فقال أبو عبيد القاسم بن سلام (ت 224 هـ) - وهو أول إمام معتبر جمع القراءات ـ () بعد أن ناقش أحد أوجه القراءات علل حكمه بأنه اجتمعت له الشروط الثلاثة المذكورة، حيث قال: " اجتمعت له المعاني الثلاثة من أن يكون مصيبا في العربية وموافقا للخط وغير خارج عن قراءة القراء" ().
وعلى هذا الأساس اعتمد مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) ما يقبل من القراءات وما لا يقبل ().
وقد ظل هذا المعيار هو الحكم الذي يُحتكم إليه عند اختلاف أوجه القراءات، ولا سيما بعد أن كثر الاختلاف فيما يحتمله الرسم، وكثر أهل البدع الذين قرؤوا بما لا تحل تلاوته ().
وكلما تقادم الزمن كثر القراء وانتشروا، وخلفهم أجيال بعد أجيال في طبقات متتابعة، فمنهم المجوّد للتلاوة المشهور بالرواية والدراية، ومنهم المقتصر على وصف من هذه الأوصاف، وكثر بسبب ذلك الاختلاف، وكاد يختلط المتواتر بالشاذّ، فانبرى جهابذة العلماء فميزوا ذلك وحرروه وضبطوه في مؤلفاتهم ().
قال الحافظ ابن الجزري (ت 833 هـ):"وإذا كان صحة السند من أركان القراءة كما تقدم تعين أن يعرف حال رجال القراءات كما يعرف أحوال رجال الحديث، لا جرم اعتنى الناس بذلك قديما، وحرص الأئمة على ضبطه عظيما، وأفضل من علمناه تعاطى ذلك وحققه، وقيد شوارده ومطلقه، إماما الغرب والشرق الحافظ الكبير الثقة ـ أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني ـ مؤلف التيسير وجامع البيان وتاريخ القراء وغير ذلك ومن انتهى إليه تحقيق هذا العلم وضبطه وإتقانه ببلاد الأندلس والقطر الغربي، والحافظ الكبير ـ أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني ـ مؤلف الغاية في القراءات العشر وطبقات القراء وغير ذلك ومن انتهى إليه معرفة أحوال النقلة وتراجمهم ببلاد العراق والقطر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/137)
الشرقي.
ومن أراد الإحاطة بذلك فعليه بكتابنا غاية النهاية في أسماء رجال القراءات أويى الرواية والدراية" ().
ثم إن الحافظ ابن الجزري (ت 833 هـ) جمع ما انتهى إليه من سبقه في مصنفاته المنيفة، ويأتي في مقدمتها الكتاب المذكور غاية النهاية وكتابه النشر في القراءات العشر ومنظومته طيبة النشر، ومن ثم عكف الشيوخ عليها تأليفا وإقراء، فاشتهر علم التحريرات الذي يعنى بعزو أوجه القراءات إلى طرقها ومصنفاتها، في دقة متناهية مع بيان الجائز منها والممنوع حال الإقراء، وآخر ما انتهى إليه هذا العلم تحقيقا وتأليفا وإقراء هو الإمام محمد بن أحمد المتولي (ت 13 13هـ) الملقب بابن الجزري الصغير، إذ عليه مدار الإقراء وبه تلتقي جل أسانيد القراء، فهو بجدارة إمام مدرسة القراءات في العصر الحديث ().
ولئن استمر العمل في تحرير القراءات والحكم عليها بعد ابن الجزري فإنه لن ينقطع بالمتولي، وهو مجال رحب للقراء والباحثين.
أهمية الحكم على القراءات
القراءات ميراث خالد اختصت به هذه الأمة من بين سائر الأمم، وعلم القراءات علم جليل، له من الرواية ذروة سنامها، ومن الدراية صافي دررها، وإحكام مبانيها والتبحر في مقاصدها والغوص في معانيها بحر لا ساحل له وغور لا قاع له.
وعلم القراءات ليس له حد ينتهي إليه، فمجالاته عديدة وفروعه متشعبة، وطرق أسانيده لا تكاد تستقصى، ومعاني وجوه القراءات لا تكاد تنقضي، فكلما أنعم الباحث النظر في تصاريفها تجددت معانيها في حلل أبهى.
وتجيء مكانة الحكم على القراءات في أولويات القيم العلمية لهذا النوع من العلوم الشرعية.
قال الحافظ ابن الجزري (ت 833 هـ) في سياق تعداد فوائد علم القراءات:" ومنها بيان فضل هذه الأمة وشرفها على سائر الأمم، من حيث تلقيهم لكتاب ربهم هذا التلقي، وإقبالهم عليه هذا الإقبال، والبحث عن لفظةٍٍ لفظةٍ، والكشف عن صِيغةٍ صِيغةٍ، وبيان صوابه، وبيان تصحيحه، وإتقان تجويده حتى حموه من خلل التحريف، وحفظوه من الطغيان والتطفيف، فلم يهملوا تحريكا ولا تسكينا، ولا تفخيما ولا ترقيقا، حتى ضبطوا مقادير المدات وتفاوت الإمالات وميزوا بين الحروف بالصفات، مما لم يهتد إليه فكر أمة من الأمم، ولا يُوصل إليه إلا بإلهام بارئ النسم " ().
وتشتمل الأهمية العلمية للحكم على القراءات على الجوانب العقدية والفقهية.
أما الجانب العقدي:
فإن ما قُطع على صحته يكفر من جحده لأنه من القرآن، وكل قراءة ثبتت على هذا النحو فهي مع القراءة الأخرى بمنزلة الآية مع الآية، كلاهما حق يجب الإيمان بهما والعمل بهما، وسواء كانتا قراءتين أم أكثر، وأما ما لم يقطع على صحته فإنه لا يكفر من جحده، لأن ذلك من موارد الاجتهاد التي لا يلحق النافي ولا المثبت فيها تكفير ولا فسق، والأولى أن لا يُقدم على الجزم بردّ قرآنيته، وأما ما لم يثبت نقله ألبته أو جاء من غير ثقة فلا يقبل أصلا ().
وأما الجانب الفقهي:
فهو منبثق من الجانب العقدي، إذ ما قطع عليه من القراءات بكونه قرآنا جازت القراءة به في الصلاة وخارجها، وما لم يقطع بصحته فقد اختُلف فيه ().
والقراءة الصحيحة المقروء بها لا خلاف في الاحتجاج بها، والأظهر أن الشاذ من القراءات إذا صح نقله فإنه يحتج به في الأحكام وإذا لم يصح نقله فلا يجوز الاستدلال به في الأحكام ().
وينبغي أن يحمل ذلك على ما جاء في التفسير واللغة أيضا، فلا يُستند فيها إلا على قراءة صحيحة ولو كانت منقولة نقلا آحادا، كما أن القراءة إذا ثبتت وجب قبولها وعدم ردها ولو أباها بعض النحويين ().
حقا فدراسة القراءات والحكم عليها ذات أهمية فائقة، وتبرز هذه الأهمية في سائر فروع القراءات ومجالاتها النقلية والعقلية، ولا سيما في معايير قبول القراءات واختيارها، وفي مقدمتها أركان قبول القراءة السالفة الذكر.
ولا تزال القيمة العلمية في ذلك ذات أهمية فائقة، وبخاصة في القراءات التي لا يقرأ بها الآن، وأكثرها يذكر في الكتب غير معزو بَلْهْ بيان نوعها ودرجتها، وربما أُخذ بها في الأحكام الفقهية والمعاني التفسيرية والقواعد اللغوية وغيرها، وإذا اتضح أن ما كان كذلك من القراءات لا يحتج به إلا إذا كان بنقل صحيح فإن البحث فيها من أولى المهمات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/138)
الفصل الثاني: أنواع القراءات ومراتبها، ويشتمل على مبحثين:
المبحث الأول: ما يُقرأ به وما لا يُقرأ به.
المبحث الثاني: مراتب القراءات.
أنواع القراءات ومراتبها
كان لأحوال القراءات التاريخية أثر بين في تنوعها، وتعتبر العرضة الأخيرة المرحلة التي عليها الاعتماد، ولا سيما بعد الجمع العثماني ()، ومن ثم فإن ما خالف الرسم أقل رتبه مما وافقه أو احتمله.
كما أن لنقل القراءات والمشافهة بها أثرا في تفاوت القراءات وتفاضلها، إذ تتنوع بحسب رواتها كثرة وقلة وقوة وضعفا.
وثمة اعتبارات أخرى تعطي القراءات مجالا أوسع في تعداد أنواعها، وسيتناول هذا المبحث منها ما يخص الحكم منها، حيث ستتم دراسة القراءات من جهة المقروء به وغير المقروء به، ومراتب كل منهما.
ما يُقرأ به وما لا يُقرأ به
ليس كل ما يُروى من القراءات تجوز القراءة به الآن، وإذا كان الأمر كذلك فما الذي يُعوّل عليه في ذلك؟ أهو ما جاء عن القراء السبعة أو عن العشرة؟ أو ما توفرت فيه أركان صحة القراءة وإن كان عن غير السبعة و العشرة؟ أو أن المعتمد عليه في ذلك ما ورد في كتب القراءات أو كتب معينة منها ككتاب السبعة والشاطبية والنشر؟
والحق أن الذي يجب أن يعول عليه ما نقل متواترا مشافهة، واستمرّ على هذا النحو، حيث ورد عن غير واحد من الصحابة والتابعين أن القراءة سنة متبعة يأخذها الآخر عن الأول ()، وعن علي بن أبي طالب (ت 40 هـ) رضي الله عنه أنه قال:" إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن يقرأ كل رجل كما عُلّم " ().
وذلك أن القراءات لا تضبط إلا بالتلقي والسماع من الشيوخ ومشافهتهم بها كما أخذوها عمن قبلهم هكذا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا يمثل الشرط الأول في أركان القراءة، وهو صحة النقل، والشرطان الآخران وهما الرسم والعربية لازِمان لهذا النوع من القراءات المقروء بها ().
وليس كل ما شُوِفهَ به يُقرأ به اليوم، بل لابد من اتصاله بأهل العصر، ولذلك فإن كثيرا من القراءات كان يقرأ بها ()، بيد أن انقطاع إسنادها مشافهة لقصور الهمم أدى إلى إهمالها ومن ثم لم تتصل، وعليه فلا تجوز القراءة بها الآن.
والذي عليه قراءة هذا العصر هو ما اتصل بالقراء العشرة، وهم:
ابن عامر الشامي (ت 118 هـ) وابن كثير المكي (ت 120 هـ) وعاصم بن أبي النَّجود (127 هـ) وأبو عَمرو البصري (ت 154 هـ) وحمزة الزيات (ت 156 هـ) ونافع المدني (ت 169 هـ) والكسائي (ت 189 هـ) والثلاثة الذين يكتمل بهم العشرة، وهم أبو جعفر المدني (130 هـ) ويعقوب الحضرمي (ت 205 هـ) وخلف البزار (ت 229 هـ).
وليس كل ما يُعزى إلى هؤلاء يُقرأ به، بل لا يقرأ إلا بما ثبت عنهم على وجه المشافهة دون انقطاع ().
وليس لأحد أن يقرأ بأوجه القراءات المقروء بها عن الأئمة العشرة إلا إذا شافهه بها، لأن القراءة سنة متبعة يأخذها الآخر عن الأول كما تقدم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية (ت 728 هـ): " ولم ينكر أحد من العلماء قراءة العشرة، ولكن من لم يكن عالما بها أو لم تثبت عنده ... فليس له أن يقرأ بما لا يعلمه" ().
والذي لا يقرأ به أكثر مما يقرأ به، فإن في سورة الفاتحة ما يناهز خمسين اختلافا من غير المقروء به، وفي سورة الفرقان نحو مائة وثلاثين موضعا ().
وما ترك من القراءات له أصل في الشرع، وإلا كانت الأمة آثمة بعدم أدائه، وهذا الأصل هو قول الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث الأحرف السبعة: " فاقرؤوا ما تيسر منه " ()، حيث دلّ الحديث على أن نقل جميع حروف القراءات ليس نقل فرض وإيجاب، وإنما كان أمر إباحة وترخيص ()، وبذلك يظهر وجه علّة الأوجه والروايات التي كان يقرأ بها في الأمصار عن الأئمة السبعة أو العشرة ثم اندثرت، مثال ذلك قول الحافظ أبي العلاء (ت 569 هـ) في مقدمة غايته: " فإن هذه تذكرة في اختلاف القراء العشرة الذين اقتدى الناس بقراءتهم، وتمسكوا فيها بمذاهبهم من أهل الحجاز والشام والعراق " ()، ثم ذكر بعد ذلك رواتهم ومنهم شجاع ابن أبي نصر (190 هـ) وأبو زيد الأنصاري (ت 215 هـ) عن أبي عمرو البصري (ت 154 هـ)، وقتيبة ابن مِهْران (ت بعد 200 هـ) عن الكسائي (ت189 هـ) وغيرهم، في حين أن روايات هؤلاء وأمثالهم لا يقرأ بها الآن ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/139)
وأما ما يذكر في كتب القراءات على وجه القراءة مع مخالفته للرسم فقد حمله أكثر العلماء على وجه التعليم فحسب، وذلك من أجل الاستفادة في الأحكام الشرعية والأدبية ().
مراتب القراءات
تختلف مراتب أوجه القراءات على أنواع شتى، فمن أوجهها المتواتر والمشهور والآحاد والضعيف، ومنها المسند على وجه الأداء والتلاوة، والمسند على وجه الرواية دون تلاوة، ومنه المذكور في كتب أهل العلم دون إسناد ومنها ما لا أصل له ... ، غير أنها كلها تؤول إلى نوعين، وهما:
النوع الأول: القراءة المتواترة.
النوع الثاني: القراءة الشاذة.
أولا ـ القراءة المتواترة:
وهي القراءات التي اشتملت على شروط صحة القراءة المشهورة، وهي السند والرسم والعربية.
والمقصود بالسند: ثبوت الوجه من القراءة بالنقل الصحيح عن الثقات ()، وهو غير معدود عندهم من الغلط أو مما شذ به بعضهم ()، وقد اختلفت تعبيرات العلماء في ذلك اختلافا يوهم التناقض، فمنهم من نص على الآحاد ()، ومنهم من قيده بالشهرة والاستفاضة ()، ومنهم من صرح بالتواتر وهم الأكثرون ()، وقد استبان بعد النظر في أقوالهم أن الخلاف صوري، فمن نظر إلى أسانيد القراء من جهة نظرية على ما هو مذكور في أسانيد مصنفاتهم وجد كثيرا من أوجه الاختلاف تشتمل على أسانيد آحادية أو مشهورة، ومن نظر إليها من جهة الوقوع عدها متواترة وأجاب بأن انحصار الأسانيد ـ ولو كانت آحادية ـ في طائفة معينة لا يمنع مجيء القراءات عن غيرهم إذ مع كل واحد منهم في طبقته ما يبلغها حد التواتر، لأن القرآن قد تلقاه من أهل كل بلد الجم الغفير طبقة بعد طبقة وجيلا بعد جيل، ولو انفرد أحد بوجه دون أهل تلك البلد لم يوافقه على ذلك أحد () "، ومما يدل على هذا ما قاله ابن مجاهد: قال لي قُنبل: قال لي القوّاس: ـ في سنة سبع وثلاثين ومائتين ـ الق هذا الرجل ـ يعني البَزِّي ـ فقل له: هذا الحرف ليس من قراءتنا،يعني) وما هو بميت (() مخففاً، وإنما يخفف من الميت من قد مات، ومن لم يمت فهو مشدد، فلقيت البَزِّي فأخبرته فقال: قد رجعت عنه " ().
وحيث إن القراءات العشر المقروء بها في هذا العصر على هذا النحو فإنها هي المتواترة، وما عداها فهو الشاذّ، إذ انقطاع الإسناد من جهة المشافهة لأي وجه من القراء مسقط له، ولو تواتر الإسناد نظريا في الكتب، وذلك أن في القراءات وجوها لا تحكمها إلا المشافهة، بله إذا صح إسناده ولم يتصل مشافهة.
والتواتر المذكور يختص بأوجه القراءات بصفة عامة، وليس كل ما كان من قبيل الأداء متواتر، بل منه الصحيح المستفاض المتلقى بالقبول، كمقادير المد الزائدة على القدر المشترك بين أهل الأداء، غير أنه ملحق بالمتواترة حكما لأنه من القرآن المقطوع به، قال الحافظ ابن الجزري (ت833 هـ): " ونحن ما ندعي التواتر في كل فرْدٍ مما انفرد به بعض الرواة أو اختص ببعض الطرق، لا يدّعي ذلك إلا جاهل لا يعرف ما التواتر؟ وإنما المقروء به عن القراء العشرة على قسمين: متواتر، وصحيح مستفاض متلقى بالقبول، والقطع حاصل بهما " ().
وقال أيضا: " فإنه إذا ثبت أن شيئا من القراءات من قبيل الأداء لم يكن متواترا عن النبي صلى الله عليه وسلم، كتقسيم وقف حمزة وهشام وأنواع تسهيله، فإنه وإن تواتر تخفيف الهمز في الوقف عن النبي صلى الله عليه وسلم فلم يتواتر أنه وقف على موضع بخمسين وجها ولا بعشرين وجها، ولا بنحو ذلك، وإنما إن صح شيء منها فوجه، والباقي لاشك أنه من قبيل الأداء " ().
ولعل هذا النوع من الأوجه المختلف فيها بين القراء هو الذي جعل بعض العلماء لا يشترط التواتر.
والمقصود بموافقة الرسم:
أن تكون القراءة موافقة لأحد المصاحف العثمانية المشهورة، سواء كانت تحقيقا وهي الموافقة الصريحة، أو كانت الموافقة تقديرية وهي الاحتمالية، فإنه قد خولف صريح الرسم في مواضع كثيرة إجماعا نحو: " الصلوة "و" الزكوة "، وبذلك وردت بعض القراءات نحو قراءة " مالك " في سورة الفاتحة بالألف مع أنها مرسومة بدون ألف، فاحتمل أن تكون مرادة كما حذفت من "الرحمن" و " إسحق " ().
والمقصود بموافقة العربية:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/140)
أن تكون القراءة على سنن كلام العرب ولهجاتها التي وافقت الأحرف السبعة، وإن لم تكون مشهورة لدى النحويين، قال الإمام الداني (ت 444 هـ): " وأئمة القراء لا تعمل في شيء من حروف القرآن على الأفشى في اللغة والأقيس في العربية، بل على الأثبت في الأثر والأصح في النقل والرواية، إذا ثبتت لم يردها قياس عربية، ولا فشو لغة، لأن القراءة سنة متبعة يلزم قبولها والمصير إليها " ().
وأي وجه من القراءات توفرت فيه تلك الشروط فهو من القرآن الذي يجب الإيمان به، ويكفر من جحده ().
وجمهور العلماء على جواز الاختيار بين تلك القراءات، واختياراتهم في ذلك مشهورة، " وأكثر اختياراتهم إنما هو في الحرف إذا اجتمع فيه ثلاثة أشياء: قوة وجهه في العربية وموافقته للمصحف واجتماع العامّة عليه " ()، إلا أنه ينبغي التنبيه على شيء، وهو أنه قد تُرجّح إحدى القراءتين على الأخرى ترجيحاً يؤدي إلى إسقاط القراءة الأخرى أو إنكارها، وهذا غير مرضي، لأن كلتيهما متواترة ().
وأما تفضيل ما يعزى إلى القراء السبعة على ماعداهم من القراء العشرة في القراءات المتواترة فهو من حيث الشهرة فحسب، أما من حيث التواتر فالقراءات السبع والعشر سواء ().
ثانيا ـ القراءة الشاذة:
وهي القراءة التي فقدت أحد الأركان الثلاثة لصحة القراءة، وقد لخص ابن الجزري ذلك بقوله:
وحيثما يختل ركن أثبتِ شذوذه لو أنه في السبعةِ ()
وقوله رحمه الله: " لو أنه في السبعة " يشير إلى أن الاعتماد في صحة أي وجه من وجوه القراءات على ما استجمع تلك الأوصاف، وليست العبرة بمن تنسب إليهم، فالقراء السبعة أو العشرة ـ مع شهرتهم ـ رُوي عنهم ما خرج عن أوصاف القراءة الصحيحة، وحينئذ ينبغي أن يحكم على ما كان كذلك بالشذوذ ()، ولذلك قال أبو العباس الكوَاشي (ت 680 هـ): " ... فعلى هذا الأصل بني قبول القراءات عن سبعة كانوا أو سبعة آلاف، ومتى فقد شرط من هذه الثلاثة فهو شاذّ" ().
وقال أبو شامة (ت 665 هـ): " كل قراءة اشتهرت بعد صحة إسنادها وموافقتها خط المصحف ولم تنكر من جهة العربية فهي القراءة المعتمد عليها، وما عدا ذلك فهو داخل في حيز الشاذّ والضعيف، وبعض ذلك أقوى من بعض " ().
ويتضح مما سبق أن مصطلح الشذوذ عند القراء مصطلح خاص، يقصد به ما خرج من أوجه القراءات عن أركان القراءة المتواترة.
وكما أن القراءات المتواترة على مراتب فكذلك القراءات الشاذة تتفاضل أيضا بحسب إسنادها قوة وضعفا، وبحسب رسمها مخالفة وموافقة، وبحسب عربيتها فصاحة ونحوا وتصريفا ().
ويندرج في القراءات الشاذة ما لم يصح سنده من المنكر والغريب والموضوع ().
وامتنع بعض المحققين من إطلاق الشاذ على ما لم ينقل أصلا وإن صح لغة ورسما، وسموه مكذوبا ().
واعتبر بعض القراء وطوائف من أهل الكلام أن جميع ما روي من القراءات الخارجة عن المصاحف العثمانية محمولة على وجه التفسير وذلك بناء على أن تلك المصاحف اشتملت على جميع الأحرف السبعة، فما خرج منها فهو ليس من الأحرف السبعة أصلا،وهذا النوع على هذا المذهب أشبه بأنواع المدرج في علم الحديث.
وذهب أئمة السلف وأكثر العلماء إلى أن المصاحف العثمانية لم تشتمل على جميع الأحرف السبعة، وإنما اشتملت على جزء منها، وأن الجمع العثماني منع من القراءة مالا يحتمله خطه، وعليه فإن ما كان كذلك فهو من القراءات الشاذة وليس من التفسير، ولكن حكمه حكم التفسير بل أقوى ().
ومذهب السلف هو الأسلم والأولى، وهو الموافق لتاريخ القراءات، وبه لا تنخرم إحدى القواعد المعتبرة التي اعتمدها أهل السنة والجماعة في تصحيح القراءة أو تشذيذها، وهي السند والرسم والعربية، وذلك يقتضي أن كل قراءة خرجت عن رسم المصاحف العثمانية قراءة شاذة وليست تفسيرا.
وينبغي التنبه هنا على أن المقصود باشتراط العربية ذا بُعد يرجع إلى نزول القرآن على لسان العرب، وإلى أن أحرفه السبعة لا تخرج عن لهجات العرب، وحينئذ فإن الوجه إذا ثبت نقله واستقام رسمه فلا يحكم عليه بالشذوذ لمجرد طعن بعض النحاة ومن تبعهم، بل القراءة هي الحاكمة والحجة، فكيف إذا كان مقروءا بها في الأمصار والمحاريب، ويرحم الله الإمام ابن مالك (ت672 هـ) إذ انتصر لأحد الوجوه التي أنكرت في قوله:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/141)
وعمدتي قراءةُ ابن عامرِ * وكم لها من عاضد وناصري ().
وأغلب ما وصف بالشذوذ من القراءات كان بسبب مخالفة الرسم العثماني أو بسبب عدم توافر النقل، وليس من أجل مخالفة العربية، إلا في النادر، مما نقله ثقة ولا وجه له في العربية، ولا يصدر مثل هذا إلا سهوا بشريا، وقد نبه عليه المحققون والقراء الضابطون ().
الفصل الثالث: الخطوات العلمية للحكم على القراءات،
ويشتمل على مبحثين:
المبحث الأول: الحكم على القراءة عن طريق مصادرها.
المبحث الثاني: الحكم على القراءة من خلال دراستها.
الخطوات العلمية للحكم على القراءات
الخطوات الرئيسة في الحكم على أي قراءة، تكون من خلال ما يلي:
أ- الحكم على القراءة عن طريق مصادرها.
ب- الحكم على القراءة من خلال دراستها.
فإنه من خلال استقراء نصوص أئمة القراء في الحكم على القراءات استبان أن محاور أحكامهم تعتمد على هذين المحورين، فأول ما يُرجع إليه مصدرها، وهو الذي من خلاله يعرف ما إذا كانت القراءة مقروءاً بها عند أهل الأداء
أو لا، فإن كانت من القراءات المقروء بها فهي قراءة متواترة يجب الإيمان بها والعمل بها، وإن لم تكن كذلك درست في ضوء أقوال العلماء فيها للوقوف على درجتها صحة وضعفا. ولا يخفى ما بين هذين المحورين من ترابط يثري المادة العلمية وإن كان لكل قراءة طبيعتها التي تستدعي الأخذ بهما أو بأحدهما.
الحكم على القراءة عن طريق مصادرها
يمكن تصنيف الكتب التي يستمد منها الحكم على القراءات ـ وهي كتب القراءات المسندة ـ إلى أربعة أنواع:
1 - المصادر التي تضمنت القراءات المتواترة المقروء بها إلى وقتنا الحاضر.
2 - المصادر التي تضمنت القراءات التي توفرت فيها شروط الصحة، إلا أنه انقطع إسنادها من جهة المشافهة بها، في بعض وجوه القراءات.
3 - المصادر التي تضمنت القراءات دون مراعاة لشروط الصحة.
4 - المصادر التي تضمنت القراءات الشاذة.
أما المصادر التي تضمنت القراءات المتواترة إلى وقتنا الحاضر فإن أئمة القراء في الوقت الحاضر يجعلونها على قسمين:
القسم الأول:
مصادر القراءات العشر الصغرى، وهي حرز الأماني ووجه التهاني المعروفة بالشاطبية في القراءات السبع للإمام القاسم بن فِيرُّه الشاطبي (ت 590 هـ) وتحبير التيسير في القراءات العشر للحافظ أبي الخير محمد ابن الجزري (ت833 هـ) وسُميت بالعشر الصغرى لأنها أخذت عن كل راو طريقاً واحداً فقط، وينضوي تحت تلك المصادر كل من وافقها من الكتب أو أَسند إليها، ومن أشهرها غيث النفع في القراءات السبع من طريق الشاطبية للصفاقسي (ت 1118 هـ) والدرّة المضيّة في القراءات الثلاث للحافظ ابن الجزري (ت 833 هـ) والبدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة من طريق الشاطبية والدرّة للشيخ عبد الفتاح القاضي (ت 1403 هـ).
القسم الثاني:
مصادر القراءات العشر الكبرى، وهي التي اعتمدت عن كل راو ثمانية طرق أصلية، ولذلك أُطلق عليها العشر الكبرى، وهي في النشر في القراءات العشر وتقريب النشر وطيبة النشر، كلاها للحافظ ابن الجزري (ت 833 هـ)، وكذلك من وافقه كما في إتحاف فضلاء البشر للبنا الدمياطي (ت 1117 هـ) فيما يرويه عن القُرَّاء العشرة.
وهنا أمران ينبغي التنبيه لهما، وهما:
الأمر الأول:
أن الأوجه التي في القراءات العشر الصغرى قد تضمنتها القراءات العشر الكبرى إلا أربع كلمات زادت فيها الدرة وجها آخر لابن وردان ليس في الطيبة، وهي) لايخرج (() بضم الياء وكسر الراء،) فيغرقكم (() بالتأنيث وتشديد الراء،) سقاية (و) عمارة (() بضم أولهما وحذف الياء من) سقاية (وحذف الألف من) عمارة (.
الأمر الثاني:
حيث إنه ربما يشق على غير المتخصصين الرجوع إلى جميع المصادر المذكورة في هذا النوع من القراءات، وهي القراءات المتواترة التي عليها الاعتماد عند علماء العصر الحاضر، فإنه يمكن للباحث الرجوع إلى كتاب إتحاف فضلاء البشر للبنا الدمياطي (ت 1117 هـ) فيما يرويه عن القراء العشرة، فإن هذا الكتاب قد اشتمل على المتواتر عن هؤلاء العشرة، لأنه تضمن النشر وطيبته وتقريبه وشروحها وما يدور في فلكها ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/142)
وهذا الكتاب بمثابة النثر للطيبة والتهذيب للنشر، وذلك أن ابن الجزري لم يذكر في طيبته مما أورده في النشر إلا ما كان معمولا به عند علماء الأداء، ولا يخفى ما في النشر من كثرة طرقه وتشعبها وما في الطيبة من صعوبة من جهة نظمها ورموزها، فالخلاصة أن إتحاف فضلاء البشر من أيسر مصادر هذا النوع وأحسنها عرضاً وترتيباً، وهو من الكتب الأساسية في الحكم على القراءات، ومعرفة ما يقرأ به منها، فهو كما قيل:" كل الصيد في جوف الفَرا " ().
أما المصادر التي تضمنت القراءات التي توفرت فيها شروط الصحة إلا أنه انقطع إسنادها من جهة المشافهة بها فهي كثيرة، ولا يقرأ بشيء منها الآن إلا فيما اتصل إسناده على وجه المشافهة مما تضمنته المصادر السابقة وعلى رأسها كتاب النشر في القراءات العشر الذي حوى زهاء سبعين مصدرا من أمهات كتب القراءات ().
وأشهر المصادر التي في هذا النوع السبعة للإمام ابن مجاهد (ت 324 هـ) فهذا الكتاب مع شهرته إلا أنه قد انقطع العمل ببعض رواياته وأوجه قراءاته مشافهة ()، وأمثاله كثير ().
فما وجد من أوجه القراءات في هذه الكتب وثبت أنه لا يُقْرأ به الآن فإنه يحكم عليه بالشذوذ لفقده شرط اتصال السند مشافهة، وهو قليل، لأن الغالب من تلك المصادر قد تضمنه كتاب النشر في القراءات العشر أو وافقه.
وأما المصادر التي تضمنت القراءات دون مراعاة لشروط الصحة، فقد نص عليها ابن الجزري (ت 833 هـ) في قوله رحمه الله: " ومنهم من ذكر ما وصل إليه من القراءات، كسبط الخياط، وأبي معشر في الجامع، وأبي القاسم الهُذلي، وأبي الكرم الشَّهْرزوري، وأبي علي المالكي، وابن فارس، وأبي علي الأهوازي، وغيرهم، فهؤلاء وأمثالهم لم يشترطوا شيئاً، وإنما ذكروا ما وصل إليهم، فيرجع إلى كتاب مقتدى ومقرئ مقلد" ().
وهذا النص يشير إلى أن المصادر من هذا النوع اشتملت على المتواتر والشاذ، فما وافق المصادر المعتبرة المقروء بها كان متواترا، وما خرج عنها حكم عليها بالشذوذ.
وعبارة ابن الجزري: " أو مقرئ مقلّد " تشير إلى أن الاقتصار في الحكم على كتاب " مقتدى" غير كاف، بل لابد أن ينضم إليه ما عليه العمل عند قراء كل عصر.
وأما المصادر التي تضمنت القراءات الشاذة فكمختصر شواذّ ابن خالويه (ت 370 هـ) والمحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها لابن جني (ت 392 هـ) والتقريب والبيان في معرفة شواذّ القرآن للصفراوي (ت 636 هـ) وشواذ القرآن واختلاف المصاحف للكرماني، وغيرها، فهذه الكتب وأمثالها أصل مادتها القراءات الشاذة، فما حوته من القراءات حكم عليها بالشذوذ، إلا أن يكون الوجه من القراءة مستعملا في القراءات المتواتر ()، فما كان كذلك فهو معدود في المتواتر، وإن نسب في تلك المصادر إلى غير القراء العشرة المشهورين، لأن العبرة باستيفاء الشروط وليس بمن تنسب إليهم القراءة، على أنها عند الاستقراء لا تخرج عن الأئمة العشرة كما سبق بيانه.
الحكم على القراءة من خلال دراستها
لقد حظيت حروف القرآن العظيم على اختلاف قراءاته بنقل العلماء، ولكن إن فات شيء فهو نزر يسير، وأما أكثره وجملته فمنقول محكي عنهم، فجزاهم الله عن حفظهم الحروف والسنة أفضل الجزاء وأكرمه ().
وهذه الحروف منثورة في كتب القراءات المتخصصة وغيرها، أما كتب القراءات فقد سبق الحديث عنها آنفا، وأما الكتب الأخرى فلا شك أن ما اشتملت عليه مما خرج عن القراءات المتواترة أنه من الشاذّ.
وإذا تأصّل أنه لا تبنى الأحكام الفقهية والمعاني التفسيرية إلا على ما ثبت فلا جرم أن معرفة درجتها من الأهمية بمكان، وذلك أن الشذوذ في القراءات لا يقتضي الضعف، وإنما يمنع من القراءة بها فحسب.
وتقوم دراسة تلك القراءات على الاعتبار بأقوال أئمة القراء والعلماء في أسانيد الطرق والروايات ووجوه القراءات، وتشكل هذه الأقوال والنصوص مادة غنية تساعد الباحث على معرفة درجة القراءة، وينبغي عند الحاجة إلى الرجوع إليها أن يراعى ما يلي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/143)
1 - أن بحث الحكم لا يحتاج إليه إلا في القراءات التي انقطع إسنادها، فلا يقرأ بها في العصر الحاضر، لأن القراءة إذا كان مقروءا بها فذلك يكفي دليلا على تواترها، ولا حاجة للبحث عنها أصلا بل يجب الإيمان بها والعمل بها مطلقا، لأنه مقطوع بصحتها.
وما جاء عن بعض العلماء مما يوهم تضعيف بعض القراءة المتواترة أو ردها فهو إما أن يكون صادرا عن غير ذوي الاختصاص فهذا مردود عليه، كما هو مشهور عند بعض النحاة، وقد تصدى علماء القراءات للردّ عليهم بما لا مزيد عليه.
وإما أن يكون صادرا عن بعض ذوي الاختصاص، فهذا ينبغي أن يرجع فيه إلى أقوال العلماء الآخرين، لحمل تلك الأقوال على محمل حسن أو ردها على صاحبها، فكل يؤخذ منه ويرد إلا نصوص الشرع المطهر، وكفى بتواتر القراءة ردا على من تكلم فيها أو طعن فيها.
ولعلّ الذين تكلموا في بعض القراءات الثابتة كان بسبب أنها لم تصل إليهم، فهذا الإمام أحمد بن حنبل (ت 241 هـ) كره قراءة حمزة، فلما تبين له تواترها رجع عن كراهيته تلك ()، على أن هذه الكراهية يمكن أن تحمل على الكراهية النفسية وليست الشرعية، والكراهية النفسية بمثابة الاختيار، وهو جائز عند العلماء ما لم يؤدّ إلى إسقاط الروايات الأخرى وإنكارها كما سبق بيانه ().
وهذا ابن جرير الطبري (ت 310 هـ) ثبت ما يدل أنه لم يكن يقصد باختياراته رد القراءات الصحيحة، حيث قال: " كل ما صح عندنا من القراءات أنه علّمه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته من الأحرف السبعة التي أذن الله له ولهم أن يقرؤوا بها القرآن فليس لنا اليوم أن نخطئ من قرأ به إذا كان ذلك موافقا لخط المصحف، فإذا كان مخالفا لخط المصحف لم نقرأ به ووقفنا عنه وعن الكلام فيه ".
2 - المعوّل عليه في الحكم على نقد القراء ما تضمنته طبقات القراء، ومن أشهرها معرفة القراء الكبار للحافظ الذهبي (ت 748 هـ) وغاية النهاية للحافظ ابن الجزري (ت 833هـ).
كما يمكن الاعتبار بكتب الطبقات الأخرى، مع التأكد أن ما وصف به أحد القراء فيها من ضبط أو جرح يختص بالقراءات، قال الحافظ الذهبي (ت 748 هـ) في ترجمة أبي عمر الدُّوري (ت 246 هـ): " وقول الدّار قطني: ضعيف، يريد في ضبط الآثار، أما في القراءات فثبت إمام، وكذلك جماعة من القراء أثبات في القراءة دون الحديث، كنافع والكسائي وحفص، فإنهم نهضوا بأعباء الحروف وحرروها، ولم يصنعوا ذلك في الحديث، كما أن طائفة من الحفاظ أتقنوا الحديث، ولم يحكموا القراءة، وكذا شأن كل من برّز في فن ولم يعتن بما عداه " ().
3 - لا يقتضي حكم أحد الأئمة على قراءة بأنها صحيحة جواز القراءة بها اليوم، لأن الحكم ربما يقتضي الصحة التي لا ترقى إلى التواتر القرآني، وربما تكون متواترة عند من حكم بها في عصره أو بلده فحسب، ثم انقطع إسنادها من قِبل المشافهة ().
وثمة وجوه من القراءات رويت أو ذكرت ولم يعثر على نص إمام معتبر فيها أو فيمن نسبت إليه، والغالب فيما كان كذلك أن يكون موغلا في الشذوذ، فهو في أدنى درجاته، ولا طائل من البحث وراءه.
الفصل الرابع: الدراسة التطبيقية على الحكم على الدراسة التطبيقية على الحكم على القراءات
ستعنى هذه الدراسة بما سبق في الدراسة النظرية، ولذا اقتضى البحث أن يشتمل، كل مثال على المسائل التالية:
أ- نص القراءة المراد دراستها.
ب- مصادر القراءة والقراء الذين قرؤوا بها.
ج- الحكم على القراءة.
د- تعليل الحكم.
هـ- أهم النتائج.
* * *
المثال الأول:
أ-) غِشاوة ((): بكسر الغين ونصب التاء
ب- رواتها ومصادرها:
رويت هذه القراءة في جميع أنواع مصادر القراءات عدا المصادر التي تضمنت القراءات المتواترة المقروء بها.
وفيما يلي ذكر المصادر التي وردت فيها والقراء الذين قرؤوا بها:
1 - المصادر التي تضمنت القراءات التي توفرت فيها شروط الصحة إلا أنه انقطع إسنادها من جهة المشافهة بها، وعزتها إلى المُفضَّل الضَّبّي (ت 168 هـ) عن عاصم بن أبي النَّجود (ت 127 هـ) ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/144)
2 - المصادر التي تضمنت القراءات دون مراعاة لشروط الصحة، وعزتها إلى المُفضَّل، (ت 168 هـ) وأبَان بن يزيد عن عاصم، وحفص (ت 180 هـ) وشعبة (ت 193 هـ) من بعض طرقهما عن عاصم أيضا، وأبي حيوة شريح بن يزيد (ت 230 هـ) وإبراهيم بن أبي عبلة (ت 151 هـ).
3 - المصادر التي تضمنت القراءات الشاذة، وعزتها إلى المفَّضل وابن أبي عبلة المذكورين في المصادر السابقة، وإلى الحارث بن نبهان عن عاصم ابن أبي النجود، وشعبة من طريق يحيى بن آدم (ت 203 هـ) وغيره عن عاصم ().
جـ- الحكم على القرآءة:
قراءة) غشاوةً (() نصباً شاذّة.
د- التعليل: وقع حكم الشذوذ على هذه القراءة من جهة إسنادها، وذلك من عدة وجوه:
1. انقطاع إسنادها على وجه المشافهة.
2. تفرّد المفضَّل الضبِّي بروايتها في المصادر التي اشترطت الصحة، وما تفرّد به عن عاصم فهو شاذّ (). لأنه ضعيف في القراءات ()، قال ابن الجزري: "تلوت بروايته القرآن من كتابي المستنير لابن سِوار والكفاية لأبي العزّ وغيرهما مع شذوذ فيها " ().
3. ورودها في غير مصدر من كتب الشواذّ.
أما من حيث الرسم والعربية فهي موافقة لهما، ووجهها في اللغة العربية على تقدير وجعل على أبصارهم غشاوة ().
هـ- أهم النتائج:
1. ليس كل ما يروى عن القراء السبعة أو العشرة أو عن أحد من رواتهم يكون متواتراً، فهذا عاصم وراوياه: شعبة وحفص رويت عنهم هذه القراءة وهي شاذة، لكن ثبت عنهما الوجه المتواتر في المصادر التي اشتملت على المتواتر.
2. اشتمال الكتب التي اشترطت الصحة على قراءات لا يقرأ بها اليوم، ومنها السبعة لابن مجاهد (ت 324 هـ) ().
المثال الثاني:
أ-) ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلاً من ربكم في مواسم الحج (() بزيادة " في مواسم الحج ".
ب- رواتها ومصادرها:
وردت هذه القراءة عن بعض الصحابة والتابعين في عدد من مصادر القراءات والحديث والتفسير، وغيرها، وفيما يلي ذكرها:
1. مصادر القراءات: وردت في بعض الكتب المختصة بالشاذة، و عزتها إلى ابن عباس (ت 68هـ) رضي الله عنه وعكرمة (ت 106 هـ) وعمرو بن عبيد (ت 144 هـ) ().
وخلت منها كتب القراءات الأخرى فيما بين يدي من المصادر.
2. المصادر الأخرى المسندة: وروتها عن ابن عباس رضي الله عنه وعكرمة أيضاً ().
3. المصادر الأخرى غير المسندة: ذكرتها عن ابن مسعود (ت 32 هـ) وابن الزبير (ت 73 هـ) وابن عباس رضي الله عنهم ().
جـ- الحكم على القراءة:
زيادة " في مواسم الحج " بعد قوله تعالى?) فضلا من ربكم (قراءة شاذة، وإسنادها صحيح.
" وحكمها عند الأئمة حكم التفسير " ().
د- التعليل:
هذه القراءة مخالفة لرسم المصحف، ولذلك حكم بشذوذها، وإن كانت قد وردت بأسانيد صحيحة ().
وهي من القراءات التي كان مأذونا بها قبل العرضة الأخيرة أو الرسم العثماني المجمع عليه، ثم نسخت تلاوته ().
هـ- أهم النتائج:
أن القراءة إذا خالفت الرسم العثماني فهي شاذة وإن ثبتت بالأحاديث الصحيحة.
المثال الثالث:
أ -) الم (() بفتح الميم من غير همز بعدها. فتكون ألِفْ لَام مِّيمَ حسِب.
ب - رواتها ومصادرها:
ثبتت هذه القراءة في جلّ مصادر القراءات عن ورش وغيره، وفيما يلي تفصيلها:
1. المصادر التي روت القراءات المتواترة المقروء بها وروتها عن ورش (ت197 هـ) عن نافع (ت169 هـ)، وعن حمزة (ت156 هـ) بخلف عنه وقفا على) حسب (، ويجوز لمن قرأ بالنقل القصر والطول في ميم ().
وأورد ابن الجزري (ت833 هـ) عن أبي جعفر (ت130 هـ) أصل النقل عنه ولم يعتمده ().
2. المصادر التي اشترطت الصحة، ولكنها لم تتصل جميع أوجهها على وجه المشافهة، وروتها عن ورش وحمزة ().
3. المصادر التي لم تشترط الصحة، وروتها عن ورش وأبي جعفر وحمزة بِخُلْف عنه ().
4. المصادر المختصّة بالشواذ، وروتها عن ورش وأبي جعفر ().
جـ- الحكم على القراءة:
فتح سكون الميم حالة وصلها بـ) أحسب (قراءة متواترة، وعليها العمل عن ورش، وعن حمزة حالة الوقف على) أحسب (دون وصلها بما بعدها.
د - التعليل:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/145)
انبثق الحكم على هذا الوجه من خلال مصادر القراءات المقروء بها، وهو مستوف للشروط المعتبرة عند علماء القراءات، إسناداً ورسماً وعربية، أما الإسناد فهو يتصل بقارئين من الأئمة السبعة، وهما نافع من رواية ورش، وحمزة، ورويت عن أبي جعفر كما سبق،وأما الرسم فهو في غاية الظهور،?وأما وجههه في العربية فعلى نقل حركة الساكن إلى قبلها، وهو لغة مشهورة لبعض العرب سواء أكان وصلاً أم وقفاً ().
ولا وجه لمن ضعف وجه النقل في هذا الحرف لغة ()، فإن القراءة إذا ثبتت لا يضرها تضعيف النحاة أو غيرهم لها.
هـ- أهم النتائج:
1. إذا وردت القراءة في المصادر المقروء بها وغيرها، فالمعول على ما تضمنته المصادر التي عليها العمل.
2. أن كتاب المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات قد اشتمل على بعض القراءات المتواترة كغيره من كتب القراءات المختصة بالشواذ، وكذلك العكس، فربما ورد في المصادر التي اشترطت الصحة شيء من الشواذ، والتحقق من معرفة ذلك بالمقارنة بين جميع تلك المصادر والتعويل على التلقي واستمرار المشافهة.
3. أن الحكم بالتواتر والشذوذ يصدق على أصول القراءات كما يصدق على فرشها، خلافا لمن فرّق بينهما ()، إذ الخلاف بين القراء في هذا الحرف معدود من قبل الأصول.
4. أنه ربما رُوي عن بعض السبعة أو العشرة وجوه غير معمول بها عنهم، وإن عمل بها عند غيرهم، فهذا أبو جعفر قد روي عنه النقل، لكن لا?يقرأ به عنه.
5. اختار بعض العلماء التحقيق فيما يجوز فيه النقل كما في هذا الحرف ()، وذلك يدل على جواز الاختيار حتى وإن كان الوجه الذي لم يقع عليه الاختيار مقروءاً به، كما يدل على التفاضل بين وجوه القراءات وتفاوت مراتبها من حيث الدراية.
المثال الرابع:
أ-) ثلثي ((): بإسكان اللام.
ب- رواتها ومصادرها:
وردت هذه القراءة في جميع أنواع مصادر القراءات، وهي:
1. المصادر التي حوت القراءة المتواترة المقروء بها، وعزتها إلى هشام بن عمّار (ت 245 هـ) عن ابن عامر (ت 118 هـ) من جميع الطرق ().
2. المصادر التي تضمنت القراءات الصحيحة إلا أنه انقطع إسنادها من جهة المشافهة، وعزتها إلى هشام عن ابن عامر من أكثر طرقه ()، ولذلك أهملتها بعض المصادر كما في غاية ابن مهران (ت 381 هـ) وإرشاد أبي العز القلانسي (ت 291 هـ).
3. المصادر التي لم تشترط الصحة، وروتها من أشهر الطرق عن هشام عن ابن عامر ()، ورويت عن قنبل (ت 120 هـ)، وآخرين ().
4. المصادر المختصة بالقراءات الشاذة، وعزتها إلى ابن عامر وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج (ت117) والحسن البصري (ت110 هـ) ()
جـ- الحكم على القراءة:
إسكان ضم اللام من) ثلثي (قراءة متواترة.
د- التعليل:
اجتمع في هذه القراءة الأركان الثلاثة، إذ هي من القراءات المتواترة، واستمرار العمل بها إلى وقتنا الحاضر أقوى الأدلة على تواترها، وهي ثابتة في مصادر القراءات العشر الصغرى والكبرى، ومما يشهد لهذا التواتر روايتها عن قراء آخرين غير هشام عن ابن عامر.
فالقراءة مستقيمة من حيث الإسناد والرسم، ومن حيث العربية أيضاً، لأن الإسكان جائز إما تخفيفاً وإما لغة ().
هـ- أهم النتائج:
1. اشتمال كتب الشواذ على بعض القراءات المتواترة، ولذلك ينبغي الحيطة من الاستعجال في إطلاق الشذوذ على القراءة لمجرد وجودها في كتب الشواذ، بل لابد من الرجوع إلى مصادر القراءات الأخرى للتثبت من عدم ورودها فيها.
2. إن تتبع القراءة في أكثر مصادرها يساعد على الكشف عن قراء آخرين، مما يدفع القول بعدم تواتر بعض القراءات المقروء بها، ففي هذا المثال لم يتفرّد هشام بالإسكان، بل شاركه عدد من الرواة والقراء يصدق عليهم حد التواتر.
3. خلوّ بعض المصادر الصحيحة من بعض أوجه القراءات المعتبرة لا يخدش في ثبوتها في المصادر الأخرى، لأن المعتمد في كتب القراءات الرواية والمشافهة، فالأصل أن المصنف لا يثبت إلى ما رواه أو شافهه به، وغاية ما يدل عليه اختلاف المصادر عن أحد القراء أو الرواة أن الوجهين المذكور والمتروك وردا عنه حسب الطرق التي أدت تلك الروايات والقراءات إلى تلك المصادر.
المثال الخامس:
أ -) فلا يخاف عقباها (() بالفاء مكان الواو في " ولا ". ب – رواتها ومصادرها:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/146)
رواها ابن عامر الشامي (ت 118 هـ) وأبو جعفر المدني (ت 130 هـ) ونافع المدني (ت 169 هـ) وقد تضمنتها جميع مصادر أنواع القراءات ()، عدا المصادر الشاذة.
جـ - الحكم:
القراءة بالفاء مكان الواو قراءة متواترة.
د – التعليل:
توافر لهذا الوجه أركان صحة القراءة، فمن حيث السند روتها المصادر غير الشاذة، ومن حيث الرسم كونها في مصاحف أهل المدينة والشام رسمت كذلك ()، ومن حيث العربية الفاء عطف على قوله:) فكذبوه فعقروها (().
هـ- أهم النتائج:
أن المصاحف العثمانية اختلفت في رسم بعض المواضع ()، وجميعها معتبر به في القراءات، وليس ذلك مثل الذي في المثال الثاني من هذه الدراسة، لأن ما جاء على نحو هذا المثال) فلا (،) ولا (فهو من المثبت بين اللوحين ().
* * *
الخاتمة:
بعون من الله تعالى وتوفيقه تيسرت دراسة معالم منهج الحكم على القراءات، و ذلك من خلال إيضاح مفهوم الحكم على القراءات وبيان أصالته التاريخية وأهميته العلمية في الجوانب العقدية والفقهية، وتحديد أنواع القراءات ومراتبها، وفق الشروط التي اعتمدها أهل السنة والجماعة في قبول القراءة أوردها، وهي نقل الثقات، وموافقة الرسم تحقيقا أو احتمالا، وكونها غير خارجة عن لسان العربية.
وقد عني البحث بالخطوات العلمية للحكم على القراءات، وذلك عن طريق استقراء مصادرها، ودراستها في ضوء أقوال العلماء فيها للوقوف على درجة كل قراءة صحة وضعفاً.
كما عني بالجانب التطبيقي، حيث تضمن دراسة نماذج متنوعة من القراءات المتواترة والشاذة حسب المعايير المعتبرة في الحكم على القراءات.
ومن ثم انتهى هذا البحث إلى نتائج متعددة، ومن أهمها:
ط إن القراءات تقع على قسمين أساسين، وهما:
1. القراءات المتواترة، وهي القراءات العشر التي عليها عمل القراء إلى وقتنا الحاضر.
2. القراءات الشاذة، وهي ما عدا تلك القراءات العشر.
ط شروط قبول القراءات الثلاث يرجع أصلا إلى العرْضة الأخيرة، وهي مستقاة مما تواتر نقله عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
ط القراءات المقروء بها اليوم هي القراءات العشر، وكلها متواترة، وما كان منها صحيح مستفاض مما هو من قبيل الأداء فهو ملحق بالمتواتر حكما، لأنه من القرآن المقطوع به.
ط ليس كل ما يعزى إلى القراء السبعة أو العشرة تجوز القراءة به، بل لا بد من اتصال المشافهة والتلقي.
ط ليس كل ما حكم بصحته تجوز القراءة به، إذ لا بد من استمرار النقل على وجه المشافهة.
ط كتاب إتحاف فضلاء البشر من أيسر الكتب وأجمعها لمعرفة ما يقرأ به في الوقت الحاضر، وذلك عن القراء العشرة.
ط ربما وقع في الكتب التي اشترطت الصحة قراءات شاذة ككتاب السبعة، وكذلك العكس، فربما وقع في الكتب المختصة بالشاذ قراءات متواترة ككتاب المحتسب.
ط كل ما وافق القراءات السبع أو العشر المتواترة لا يجوز الحكم عليه بالشذوذ، لأن العبرة بوجه القراءة لا بمن نسبت إليه.
ط لا يجوز رد القراءات المتواترة أو الطعن فيها، وما ورد عن بعض الأئمة في ذلك فإنه يحمل على وجه الاختيار.
ط إذا ثبتت القراءة فلا يضرها تضعيف النحاة أو غيرهم لها.
ط تتبع القراءة في أكثر مصادرها يساعد على الكشف عن قراء آخرين، مما يدفع تفردها عن أحد من القراء أو الرواة أو الطرق أو الكتب.
ط خلو بعض المصادر من بعض أوجه القراءات لا يخدش فيما ذكر من القراءات الثابتة في نظائرها من المصادر الأخرى، وإنما يدل على ورود الوجهين المذكور والمتروك عن القارئ حسب الطرق التي أدت تلك الروايات والقراءات إلى تلك المصادر.
ط مذهب السلف أن كل قراءة خالفت الرسم فهي شاذة وليست تفسيراً، ولكن حكمها حكم التفسير.
ط مصطلح الشاذ عند القراء ما افتقد منه أحد أركان صحة القراءة الثلاثة المشهورة.
ط أن وصف الشذوذ في القراءة لا يقتضي الضعف في الشاذ جميعه، وإنما يقضي بمنع القراءة بها.
ولقد تأكد من خلال هذا البحث أمران مهمان للغاية يجب العناية بهما، وهما:
أولاً: المحافظة على تلقي القراءات العشر المتواترة واستمرار المشافهة بها، وتلقينها للناشئة جيلاً إثر جيل.
ثانياً: نشر مصادر القراءات المتواترة والشاذة.
فهذان أمران بإذن الله تعالى يضمنان الحفاظ على القراءات ويحميانها من الاندثار، ويبرزان محاسنها للعالمين.
وبعد: فإن هذا البحث لا يعدو إلا أن يكون إسهاما ضئيلاً ومحاولة لإيضاح ملامح الحكم عند علماء القراءات، ولعلّ الباحثين في هذا العلم يبرزون تلك الملامح في دراسات واسعة ومتنوعة.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على خاتم المرسلين،
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[23 - 01 - 03, 09:59 م]ـ
جزى الله الأخ المنصور خيرا على هذا البحث القيم الذي نقله عن الشيخ المقرئ الدكتور إبراهيم الدوسري حفظه الله، ومما استفدناه منه أن أول من ذكر هذه الشروط هو أبو عبيد القاسم بن سلام رحمه الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/147)
ـ[لطفي مصطفى الحسيني]ــــــــ[22 - 09 - 10, 03:34 م]ـ
هل يصح القول أن الشرط الثالث زائد إضافي يمكن تركه والقول بأنه أقرب إلى الخاصية منه إلى الشرط؟ إلا إذا ثبت أن هناك قراءة صحيحة السند موافقة للرسم وردت لمخالفة اللغة، فهل من مثال صحيح لهذه الصورة؟
وأغلب ما وصف بالشذوذ من القراءات كان بسبب مخالفة الرسم العثماني أو بسبب عدم توافر النقل، وليس من أجل مخالفة العربية، إلا في النادر، مما نقله ثقة ولا وجه له في العربية
هل هو أغلب أم كل؟ وهل من مثال على ذلك؟
ـ[لطفي مصطفى الحسيني]ــــــــ[22 - 09 - 10, 03:36 م]ـ
لا يقتضي حكم أحد الأئمة على قراءة بأنها صحيحة جواز القراءة بها اليوم، لأن الحكم ربما يقتضي الصحة التي لا ترقى إلى التواتر القرآني، وربما تكون متواترة عند من حكم بها في عصره أو بلده فحسب، ثم انقطع إسنادها من قِبل المشافهة
وهل يصح وقوع هذا؟ أليس يكون إهمالا؟
ـ[عبدالظاهر]ــــــــ[22 - 09 - 10, 09:19 م]ـ
جزاكم الله خيرا(1/148)
الفية غريب القران لمحمد بن السيد محمد بن العالم الرجلاوي
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[28 - 12 - 02, 09:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم اولا بارك الله في اخينا ابا الجودعلى ما يقوم به من مجهود في نقله لمنظومة العراقي في تفسير غريب القراّن واحببت ان اشترك في هذا الخير بنقل منظومة اخرى في نفس الموضوع خاصة وان هذه الالفية غير مشهورة كالفية الحافظ العراقي فقد يوجد في هذه ما لا يوجد في تلك وقد يسهل في هذه ما يصعب فهمه في تلك فيعم النفع ان شاء الله
وهذه الالفية للشيخ العلامةمحمد بن السيد محمد بن العالم الرجلاوي الجزائري رحمه الله وقام بشرحها الشيخ محمد باي بالعالم الجزائري حفظه الله
قال الناظم
الحمد لله الذي قد شرفا******** مباحث التفسير فيما عرفا
وجعل انتحاله في الاجر ******مثل الشهادة النفيس الذخر
وحسب ماجاء عن الفاروق *****وحكمه الرفع عن التحقيق
إلى الرسول هادي الانام *******عليه أفضل الصلاة والسلام
وقد أجلت فيه الفكر حينا ***** حتى استبنت علمه فنونا
قال الشارح: قوله حينا وجدت في بعض المخطوطات انه مكث في تاليفها عشرة اعوام
فقلت في تغريبه الفيه ****فا ئفة في الكتب المحويه
على مساوئ من القوافي *****أدت الى العجزة الضعاف
قال الشارح:ان هذا النظم بديع ورائع و يحتاج له المنتهي فضلا عن المبتدي
وقد جعلت صدرهاتوطيه *********في نسبة الالفاظ والمزيه
ثم شرعت قسمة الابحاث ******منتظما فيها على ثلاث
معرفة الوجوه والنظائر *****بعد المكررة والقواصر
اشار الشارح الى انه سيذكر الوجوه والنظائر في اخر الكتاب وعدد الابيات303
مرتبا على حروف المعجم *****وقاصر بسورة لها نمي
وربما خالفت في التزام *****لنكت تليق بالمقام
من جل ما اورده العزيزي ****** وذو الجلالين بلا تمييز
وفيه من غرائب الاتقان *****وغيره من كنب حسان
وربما استعنت بالمجاصي **** بسبقه لفضل الاقتناص
او بغريب العالم النحرير ****** عبد العزيز الواسع التفسير
قال الشارح:عبد العزيز لم اجد له ترجمة الا الان مع ان له كتابا في غريب القران يسمى بالتفسير يقع في ثلاثة الاف بيت هكذا وجدت في بعض المخطوطات
ولم أميز لغة الحجاز **** من غيرها لغرض الايجاز
ولا ارى الوقوع للمعرب ***** وفاق رأي أكثرالمهذب
وقيل فيه زائد على المائه **** فالتتوافق بذاك عن فئه
أو انها عربت بالطبع ... بعد مخالطة أصل الوضع
قال الشارح: يعني انه وقع الخلاف بين الائمة في وقوع المعرب في القران…….والناظم مشى على مذهب من قال بعدم وقوع المعرب….
وادوات النحو في التفسير **** أشبعت القول فيها بالتقرير
وفيه أيضا واضح الالمام ****ببعض ما قدقيل في الاعلام
قال الشارح: له منظومة اخرى في التفسير جردها عن هذه باشارة شيخه العلامة ابي زيد عبد الرحمن بن يعمر التنلاني هكذا وجدته مخطوطا وقوله ماقيل في الاعلام شامل للاسماء والكنى والالقاب قلت هذه الالفيةلم نعثر عليهافي المخطوطات التي لدينا وسنعمل ان شاء الله كل مجهود في اليحث عنها
والله ينفع به من حصله*****ومن سعى فيه بخير عنّ له
ـ[أبو الجود]ــــــــ[28 - 12 - 02, 09:58 م]ـ
جزاك الله خيرا و نفع الله بك أرجو أن تعرفنا بالناظم إن كان هذا ممكنا وفقك الله و أعانك و كم عدد أبياتها
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[28 - 12 - 02, 11:01 م]ـ
جزاك الله خيرا على جهدك وحرصك اما التعريف بالناظم فكان بمتناول يدي ولم اسال عنه لتقصيري ولكن حق لنا ان نتمثل بقول القائل فان مضمونه يغني عن النسب كما اضعت منظومة أخرىفي مصطلح الحديث فان وجدتها سانقلها ان شاء الله
وقد قال الناظم رحمه الله في اخر الفيته
واذ على الخبير قد سقطتا ... فطب به نفسا فقد وجدتا
ولازم التعليم ما حييتا ... تقض جزاء ما به حببتا
وستعلم انه خبير بهذا الفن وبارك الله فيك أخي
اما عدد ابياتها فهي الف وزيادة على ما قاله الشارح
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[29 - 12 - 02, 12:13 ص]ـ
قال الناظم في المقدمة
((المقدمة في نسبة الالفاظ للمعَاني وبيان شَرف الغَريب للمُعَاني))
قال الشارح: للمعاني الثانية بضم الميم أي المعتني
اللفظ إما ذو اشتراكٍ يردُ ****** لعدة من الوجوه يقصدُ
قال الشارح: أي تشترك فيه عدة معان وضع لها … .. كعين فانه موضوع للباصرة وموضوع ايضا لعين الماءالجارية وك….
أو المواطاة في معناهُ **** من النظائر التي ترعاه
قال الشارح المواطاة هي اثبات شيئ لاخر او نفيه عنه بلا واسطة اشتقاق او اضافة فالاول كاثبات زيد وعمرو انسان والثاني كاثبات العلم لهما في قولك زيد عالم وعمرو ذو علم
((من النظائر)) كالالفاظ المتواطئة
او الترادف بما قد اتحدْ ***** معناه واختلف لفظا يعتمدْ
قال الشارح: والترادف عكس الاشتراك وهو اللفظ المتعدد الذي اتحد معناه كالبر والحنطة والقمح لان هذه الالفاظ تجتمع في معنى واحد واللفظ مختلف ……
أو اختلاف بحساب المعنى ******تعددُُ له بذاك يُعْنَى
فإنْ يكن بعض الوجوه أصلاً****فبالمجازِ ما سواهُ يجلَى
وزُوجَ المجاز ُ بالتشبيه ****فانجلا استعارةً تؤيه
وضابط الغريب منه الوحشي ... فاختلطت أنواعه في الفتشِ
لأنه متسع جليل ****وأجر الاعتناء به جزيل
وقد اتى لقارئ بالمعرفه ... لكل حرف ضعف عشرفي الصفه
وسيدي زروق بالخمسينا ... لكل حرف جاءنا يقينا
فتتأكد له الرعايه ***** وعدم الخوض بلا درايه
فهذه الصحابة العرباء ... قدأشكلت فوقفوا أشياء
وفي الحديث من يقل برايه ... فهو في النار بسوء فعله
وفيه ايضا أخطأ المصيبُ ****رأيا وكفرُ مخطئ يريبُ
كمثل ماوضعت الملاحده ... ليس الاشارة العلوم الزايده
((حرف الالف من الغريب المكرر))
…………. *****……………
يتبع ان شاء الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/149)
ـ[المازري المالكي]ــــــــ[29 - 12 - 02, 02:55 م]ـ
أرجو من الإخوة الذي عنده معرفة بالشيخ باي العالم أن يترجم له هنا مشكوراً
لقد وقفت على بعض كتبه بمكتبة الحرم المدني منها شرح على أسهل المسالك نظم في المذهب المالكي يعتني به المالكية الآن كثيراً
ووقفت له على شروح أخرىأحب من عنده له ترجمة أن يتحفنا بها
وسمعت أنه في رجب المنصرم كان في المدينة
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[29 - 12 - 02, 04:26 م]ـ
اما الالفية فهي لمحمد بن السيد محمد بن العالم الرجلاوي الجزائري و شارحها هو محمد الباي بن العالم شيخ المدرسة الدينية بمدينة اولف بادرار جنوب غرب الجزائرحفظه الله له شروح طيبة كثيرة ومؤلفات في شتى الفنون
قال الناظم
((حرف الالف من الغريب المكرر))
أنذارإعلامُُ مع التخويفِ ****** والموجع الأليم في التعريف
أزالَ نحّى فأزَل واستَزَلْ ****** سيان في الحملِ على فعل الزَلل
وعرفُ أسباطِ بني اسرائل **** مثل قبائل بني اسماعيل
ونسبةُ الأُمي للامية ****** أصل الولادة لها معنيه
لم تتعلم الكتابة ولا ***** هجاءها مدحا وذما يجتلا
ومن بعض ما قال الشارح محمد باي شرحا لهذه الخمس: اشتملت الابيات علي خمس كلمات وهي
1 إنذار: 2 الأليم 3 ازال وما اشتق منه 4اسباط 5الامي
إنذار مع التخويف يعني ان الإنذار هو إخبار مع التخويف بما يترتب عن فعله ان كان مذموما او تركه ان كان محمودا ويراد هنا به التخويف من عذاب الله وعقابه على فعل المعاصي والشرك به وقد ورد الانذار في كثير من الايات القراّنية بعبارات مختلفة في الفعل والاسم وفي الفعل بالماضي والمضارع والامر وفي الاسم بالمصدر وغيره فمن ذلك قوله فأنذرتكم صاعقة 13 فصلت أي خوفتكم
… فأنذرتكم نارا 14 الليل خوفتكم وحذرتكم -أنذرناكم عذابا قريبا 40 النبأ وجاء بصيغة الافراد في كثير من الايات كما في 2 - 12 - 25هود 49 الحج وغيرها وجاء يصيغة نذري فكيف كان عذابي ونذري 16 - 18 - 21 - 30 - 37 من القمر وجاء يصيغة اسم الفاعل ……… .. الى اخر كلامه
أهل أي ذبح للطاغوت ... واصل الاهلال لرفع الصوت
والحصر والاحصار حبس فاعرفِ ... إما عن الاتمام والتصرفِ
وقوله سبحانه حصورا ****ممتنعا من النسا تطهيرا
أما حصير فمكان الحصر ****وحصرت ضاقت بهم في الامر
قال الشارح اشتملت الابيات الاريعة علي خمس كلمات
1 اهل2الحصر3 حصرورا 4 حصيرا 5 وحصرت .......
يتبع ان شاء الله
ـ[أبو الجود]ــــــــ[29 - 12 - 02, 07:32 م]ـ
أخي بارك الله لك في علمك و وقتك استمر بارك الله فيك و النصر مع الصبر فاصبر و تصبر و إن شاء الله عند الوصول للنهاية نكون قد تعلمنا جميعا شيئا جديدا في علوم القرآ، بارك الله فيك
ـ[المازري المالكي]ــــــــ[29 - 12 - 02, 09:41 م]ـ
شكراً جزيلاً ومن عنده زيادة على ما قاله الأخ في ترجمة الباي العالم فليتكرم بذكر ما يعرفه مشكوراً
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[30 - 12 - 02, 08:26 ص]ـ
بارك الله في ابي الجود على تشجيعه اياي في مواصلة ما انقل وهو السباق الى الجود وشكرا للمازري المالكي على حرصه لترجمة الشيخ الشارح
قال الشارح
فقوله اهل أي ذبح للطاغوت الاية173 البقرة ((وما اهل به لغير الله)) أي ذبح الاية 3 المائدة ((وما اهل لغير الله به)) الاية145 من الانعام والاية 115 النحل…
واصل الاهلال لرفع الصوت: يقال اهل فلان بالحج اذا رفع صوته بالتلبية… .. واستهل الصبي اذا صرخ عند الولادة واستهللنا أي رفعنا الصوت عتد رؤية الهلال في اول ليلة منه
قوله والحصر ((فان احصرتم) 9 196 البقرة أي منعتم من السير لمرض اوعائق عن البيت بعد الاحرام
قوله والتصرف: .. وخذوهم وحصروهم5 التوبة احبسوهم وامنعوهم من التصرف
حصورا: 39 ال عمران أي ممتنعا من النساء من غير اعتراض ولا عنة ……
حصير: ((وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا)) 8الاسراء أي تحصرهم وتحبسهم وقيل الحصير السجن وقيل ما يفترش عند الناس
حصرت: ((حصرت صدورهم)) 90 النساء أي ضاقت بهم في الامر وقال محمد بن زيد حصرت صدورهم هودعاء عليهم كما تقول لعن الله الكافر
قال الناظم
أفضتمُ دفعتمُ بكثرهْ ******عقولُ ألبابُُ ذوات الفطنه
والددُ الشدةُ في الخصامِ *****وَجَدَ ألفى في الكلامِ سامِ
أكَنَ أَخْفىونظيره تُكِنْ *****وما يَقِي حرا ويردا فهوَ كِنْ
وقوله مكنونُ أيْ مصونُ **** أكِنّةُُ أغطيةُُ تكونُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/150)
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[31 - 12 - 02, 09:37 م]ـ
قال الناظم
ءاتى بمد الهمز أعطى فاستبن ********* والثَّمَرُ الأكل بوجهينِ زُكنْ
تفرقوا انفضوا وأصله انكسار ****** والاكمه المولودُ أعمى باختبارْ
أنقَذَ خلَّصَ ونجّى من عطب ****** واختار ءاثر اصطفى اجتبى استحب
ءاناّءَ ساعات من الزمان ****** **** وأصدقاء السر في الاخدان
اشتملت الابيات على 11 كلمة وهي
ءاتي 2 الاكْل 3 انفضوا 4 الاكمه 5 انقذ 6 اختار 7 ءاثر 8 اصطفى 9 اجتبى 10 ءاناء 11 الاخدان ………………………………………………………………………….
أغرى من الا غراء للتهييجِ ****** والفقها الاحبارُ في التخريجِ
ثم الاساطرُ هي الاكاذبُ ********* والفقرُ إملاق له مناسبُ
وَنِعَمُُ ءالاءُُ دونَ حصرِ ******* وارْجهِ أ خرهُ حيثُ يجرِ
وبالعشايا حُدَتِ الاصال ***** والاقترافُ الاكتسابُ قالوا
اشتملت الابيات على 8 كلمات وهي 1اغرى 2 الاحبار 3 اساطير 4 املاق 5 ءالاء 6 وارجه 7 الاصال 8 الاقتراف.
أغرى من الاغراء للتهييج كما في الاية 14 المائدة ((فاغرينا بهم العداوة والبغضاء)) أي هيجنا ويقال اغرينا أي الصقنا بهم ذلك ماخوذ من الغراء واغريت بين القوم افسدت وزنا ومعنى وقوله تعالى في الابة 60 من الاحزاب لنغرينك بهم أي لنسلطنك عليهم
وقوله …………… ..
وَرُصِدَ ارْتُقِبَ كالارصادِ ***** وقُلْ بعلمه لبالمرصادِ
وهو في الاصل طريق الرصَدِ *****وربما جاء بمعنى المرصَدِ
أواهُُ الخائفُ ذو التأوهِ ***** الاعرابُ أهل البدوِ والتنزهِ
وأخبَتوا تواضعوا للهِ ***** أوجسَ أضمَرَ بلا اشتباه
اشتملت الابيات على 5 كلمات وهي 1 رصد وما اشتق منها 2 اواه 3 الاعراب 4 اخبتوا 5 اوجس
قوله رصد لم تات بلفظ الماضي في القران وجاءت بلفظ المصدر وغيره في ستة ايات في 9 –27 من الجن ((شهابا رصدا)) وقوله ((ومن خلفه رصدا)) والتوبة 5 ((واقعدوا لهم كل مرصد)) و 107 ((وارصادا لمن حارب الله ورسوله)) والفجر ((ان ربك لبالمرصاد)) والنبأ ((ان جهنم كانت مرصادا)) ………………… ..
أناب ثابَ تابَ في الرجوعْ ***** مثوبةُُ فيه وفي الاجر يطوعْ
ومرجعا مثابةََ للناسِ ****** ثُوّبَ تثويباََ جزاءُُراسي
وأَوِّبي أي سبحي نهارا ***** أو رجعي الاصوات و الاذكارا
واترفوا ونُعِّموا في المال ***** والضمُ إيواءُُ بكل حالِ
اشتملت الابيات على 7 كلمات وهي 1اناب ومشتقاتها 2مثوبة 3 مثابة 4 ثوب5 اوبي 6 اترفوا 7 ايواء
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[07 - 01 - 03, 01:40 ص]ـ
أضغاث في الاحلام والنبات ****** تفسيره الأخلاط في اللغاتِ
والمعتدُ المهيأ المعَدُ ****** والحاضِرُ العتيدُ فيه فردُ
أطرافها من أهلها والبركَه ***** أوفتحها شيئا فشيئا مُدركه
أنكالاََأغلالا وأصفاداََ قيود ***** إلا في الأعراف فتكليفُُ يؤودْ
اشتملت الابيات على7 كلمات 1 اضغاث 2 المعد 3 العتيد 4 اطرافها 5 انكالا 6 اغلالا 7 اصفادا
وأعجم كالاعجمي بياء **** نسبته لعجمة الإبداءِ
وقلْ أثاثا في متاع البيتِ **** أومطلق المال ِتصب في النعتِ
وأفِِّ الردٍيُّ في الكلامِ ***** والأبعد الأقصى من المرامِ
أرائكُ أسرةُُ مفروشهْ **** جهاتُُ أقطارُُ بها المعروشَهْ
اشتملت الابيات على 7 كلمات وهي 1 اعجم 2 الاعجمي 3 اثاثا 4 اف 5 الاقصى 6 الارائك 7 اقطارها
وللذي تخُرَ من ديباجِ ***** إستبرقٍ سيق للابتهاجِ
والوزر الملجأُ أزريَ ظهري **ءازَرَهُ قوّيَ بعونٍ يجري
والاختلاقُ الكذبُ والإفكُ افترى **** إلحادُُالميلُ عن الحقِ يُرَى
وهو في أسمائه تعالى **** بالأخذ من ألفاظها أمثالا
كقولهم مَناةَ في المنانِ ****واللاتَ والعزّى على ذا الشانِ
اشتملت الابيات على 8 كلمات 1 استبرق 2 الوزر 3ازري 4 ءازره 5 الاختلاق 6 الافك 7 افترى 8 الحاد
ـ[أبو الجود]ــــــــ[16 - 03 - 03, 10:36 م]ـ
أخي أبو مسهر جزاك الله الجنة هل تسمع لي أن اتابع ما بدأت
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[05 - 04 - 03, 02:39 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي وبارك الله فيك وفي وقتك واعانك على طاعته فتفضل وتابع الموضوع واني احبك في الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 - 04 - 03, 03:33 م]ـ
اشكرك يا أخي أبا مسهر - أسهر الله أعين حسادك - على هذه الهدية الثمينة، ولدي طلب إن أمكن؟ هل من الممكن أن تضع لنا الأبيات على ملف وورد بعد أن تصل إلى ربعها مثلاً حتى تنتهي لأن تنسيقها بعد حفظها من المنتدى متعب، وهناك طريقة رائعة في برنامج الوورد لتنسيق الشعر وأنا على ثقة أنك تتقنها وأن لم يكن فأنا تحت أمرك وفقك الله بحيث يكون التعب مرة واحدة والأجر مضاعفاً لك. وأنا سعيد جداً بهذه المنظومة المباركة. ويا حبذا لو تزود ملتقى أهل التفسير إن شاء الله بنسخة فأنا لك من الشاكرين. وفقك الله
وأنا ألاحظ في بداية الأبيات بعض التقديم والتأخير، فهل هو من الأصل أم أنه سبق (كيبورد) مثل:
وقد أجلت فيه الفكر حينا ***** حتى استبنت علمه فنونا
وأظن الصواب:
وقد أجلت الفكر فيه حينا ***** حتى استبنت علمه فنونا
ومثل:
وادوات النحو في التفسير **** أشبعت القول فيها بالتقرير
وأظن الصواب:
وادوات النحو في التفسير **** أشبعت فيها القول بالتقرير
وأما عبدالعزيز الذي يعنيه بقوله:
او بغريب العالم النحرير ****** عبد العزيز الواسع التفسير
فتجد ترجمته على هذا الرابط:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?s=&threadid=37
وفقكم الله جميعاً لما يجب ويرضى،،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/151)
ـ[أبو الجود]ــــــــ[05 - 04 - 03, 05:14 م]ـ
بارك الله فيك على حرصك
إن شاء الله تعالى قد انتهيت تقريبا من نصفها و سأنزلها مباشرة في الملتقى يعد أن أذن لي أخي أبو مسهر و بارك فيه بأن أكتبها بدلا منه
و سأرسلها مع نظيرتها منظومة غريب القرآن للعراقي في منتدى أ÷ل التفسير إن أردت
وفقك الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 - 04 - 03, 06:09 م]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا الجود نعم أريد ذلك وأنا لك من الشاكرين حفظك الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 - 04 - 03, 02:29 م]ـ
عفواً
لقد وضعت رابطاً في مشاركتي السابقة، فيه ترجمة للعلامة عبدالعزيز الديريني رحمه الله. وأظن أكثر من اهتم بهذا الأمر قد قرأها. ولكن حدث خلل في الرابط فأحببت التنويه باختصار إلى أن عبدالعزيز المشار إليه في البيت الذي في مقدمة النظم وهو قوله:
او بغريب العالم النحرير ****** عبد العزيز الواسع التفسير
وقال الشارح أنه لم يعثر على ترجمته هو العلامة عبدالعزيز بن سعيد بن عبدالله عز الدين الدميري المعروف بالديريني. المولود سنة 612 هجرية والمتوفى سنة 697هـ رحمه الله تعالى. وله نظم في التفسير وغريب القرآن بلغ ثلاثة آلاف بيت من الرجز.
وقد طبع كتابه هذا قريباً في مجلدتين، ونشرته مكتبة نزار ومصطفى الباز بمكة المكرمة.
ـ[أبو الجود]ــــــــ[13 - 01 - 04, 01:06 ص]ـ
أخي الغالي أبو مسهر هذا بعض من رد جميلك المنظومة كاملة مكتوبه على الورد
و قريبا الشرح مكتوب على الورد
و هناك تصحيحات للمكتوب ستتوالى إن شاء الله
ـ[ابن عايض]ــــــــ[21 - 11 - 04, 03:14 ص]ـ
جزاك الله خير ابا مسهر
جزاك الله خيراً يا أبا الجود
لكن الملف المرفق لايعمل
ـ[د. علي رمضان]ــــــــ[23 - 11 - 10, 04:24 م]ـ
الرابط يعمل جيداً،، ولى سؤال: هل هذه المنظومة مخطوط أم مطبوعة؟ وإن كانت الأول فما مصدرها، وإن كانت الثانية فما دار الطبع التى أخرجتها؟؟؟ وشكراً 0
ـ[أبو الجود]ــــــــ[23 - 11 - 10, 08:46 م]ـ
سماحة الدكتور على رمضان لقد أعدتنا إلى وقت جميل الكتاب مطبوع بالجزائر، وقد وجدته على النت مصورا من مدة قليلة لا أتذكر أين، جزاك الله خيرا.
ـ[أبو معاذ الخالدي]ــــــــ[04 - 12 - 10, 10:00 ص]ـ
جزاك الله خير وأسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد(1/152)
إسماعيل بن أبي زياد وتفسيره
ـ[المسافر]ــــــــ[31 - 12 - 02, 05:58 م]ـ
أريد معلومات في هذا الأمر بارك الله فيكم
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[31 - 12 - 02, 07:00 م]ـ
انظر ((الإرشاد)) لأبي يعلى الخليلي (1/ 389 ــ وما بعدها).
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[31 - 12 - 02, 07:00 م]ـ
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في لسان الميزان (1/ 406) (إسماعيل بن أبي زياد شامي واسم أبيه مسلم عن بن عون وهشام بن عروة
قال الدارقطني: هو إسماعيل بن مسلم (متروك الحديث)
قلت أظنه قاضي الموصل المذكور انتهى
وقال الخليلي: (شيخ ضعيف ليس بالمشهور) قال: كان يعلم ولد المهدي (وشحن كتابه في التفسير بأحاديث مسندة يرويها عن شيوخه محمود بن يزيد ويونس الأيلي ((لا يتابع عليها))
وانظر الميزان للذهبي (1/ 231)،وتهذيب الكمال (3/ 96) وغيرها، وهذا الراوي موثق عند الرافضة قبحهم الله وأخزاهم كما في معجم الرجال.
فتبين لنا من ترجمته أنه هالك، فهنيئا للرافضة بهذا الهالك.
ـ[المسافر]ــــــــ[31 - 12 - 02, 10:39 م]ـ
وهل طبع شيء من تفسيره وما اسم هذا التفسير(1/153)
هل الأحرف السَّبعة هي القِراءات السَّبع؟!
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[03 - 01 - 03, 06:04 م]ـ
إنَّ الحمدَ للهِ نحمدُه ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومِن سيئات أعمالنا، مَن يهده اللهُ فلا مُضِل الله، ومَن يُضلِل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسولُه، (صلى الله عليه وآله وسلم) ...
(يا أيها الذين آمَنُوا اتقوا الله حق تُقاتِه ولا تَمُوتُنَ إلا وَأنتُم مُّسْلِمُون) [آل عمران: 102].
(يا أيها الناس اتقوا ربَكم الذي خلقكم من نفسٍ واحِدَة، وخَلَق مِنها زوجها، وبث مِنهما رجالا كثيرًا ونساءً واتقوا اللهَ الذي تسائلون به والأرحام إنَّ الله كان عليكم رقيبًا) [النساء: 1].
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدًا، يُصلِحْ لكم أعمالَكم ويغفِرْ لكم ذنوبَكم، ومَن يُطِعِ الله ورسولَه فقد فاز فوزًا عظيمًا) [الأحزاب: 70، 71].
أما بعد؛ فإنَّ أصدق الحديثِ كتابُ اللهِ تعالَى، وأحسنَ الهَدْي هَديُ مُحمدٍ (صلى الله عليه وآله وسلم)، وشرَّ الأمورِ مُحدثاتُها وكُلَّ مُحدثَةٍ بِدْعَة، وكُلَّ بِدْعَةٍ ضلالة، وكُل ضلالةٍ في النار ...
أخي الكَريم ... لقد ثَبَت في الحديث الصحيح أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ القُرآن أُنزِل على سبعة أحْرُفٍ؛ فاقْرَءُوا ما تيسر مِنه" [متفق عليه].
واشتُهِرَت لدى المسلمين قراءتٍ سبع مُتواتِرَة، عُرِفَت كلٌ مِنها بأسماء أهم من عُرِف بالقراءة بها، وأصحاب هذه القراءات هم: نافع المدني، ابن كثير المكي، أبو عمرو بن العلاء البصري، ابن عامر الشامي، عاصم، حمزة، الكسائي الكوفيون. ولكل مِن هؤلاء القُراء رواة، وأصحاب طرق، وأصحاب أوجه.
وانتشر لدى الناس أنَّ الأحرف السبعة التي أُنزِل القرآنُ عليها –كما في الحديث السابِق- هي نفسها القراءات السَبع، وهذا اعتقاد خاطئ، بإجماع العلماء المُعتبَرين؛ حتى قال الإمامُ (أبو شامة) –رَحِمَه الله-: "وهو خلاف إجماع أهل العلم قاطبة، وإنما يظن ذلك بعض أهل الجهل" اهـ مِن «فتح الباري»: (19/ 37).
ولا ريب أنَّ مسألة "الأحرف السبعة والقراءت السبع" (مسألةٌ كبيرة تكلم فيها أصناف العلماء من الفُقهاء والقُراء وأهل الحديث والتفسير والكلام وشَرح الغريب وغيرهم، حتى صُنِّف فيها التصنيف المُفرَد) -كما في «مَجموع الفتاوى»: (13/ 389، طـ مجمع الملك فهد). وقد كثر القول في هذا الموضوع (إلى حَدٍّ كاد يطمِس أنوار الحقيقة، حتى استعصَى فَهمَه على بعض العُلماء، ولاذ بالفَرار مِنه، وقال إنه مُشكِل)!! –كما في «مناهل العرفان في علوم القرآن» /للزرقاني –رَحِمَه الله، ص 130، طبعة الحلبي.
وهذا زُبدَةُ بَحثٍ استَلَته مِن بُطون كُتُب العلماء والباحِثين، لا أزْعُم أنِّي أضفت جديدًا، أو حَرَرتُ مُعضِلا؛ إنَّما هو الجَمع والترتيب والتهذيب؛ فأقول –وبالله أستعينُ-:
تواترت الأخبارُ عَن النَبي (صلى الله عليه وسلم) بِنُزُولِ القُرآنِ الكَريم على سَبْعَة أحْرُف (1)، وجُمِعَتْ هذه الأخبارُ في الجوامع والسُنَن والمسانيد وموطأ الإمام (مالك) –رحمه الله- والمُصنفات والأجزاء الحديثية، وقد جاءت تلك الأخبار على أنواع ثلاثة:
الأول: ما يُفيدُ أنَّ اللهَ –تَبَارَكَ وَتَعَالَى- أمرَ نبيَه (صلى الله عليه وسلم) على لِسان (جبريل) –عليه السلام- أن يُقرئ أمتَه القرآن على حَرْف، فسأل النبيَ (صلى الله عليه وسلم) المعافاة والمغفرة؛ لأنَّ أُمتَه لا تُطيق ذلك، فأمَرَه أن يقرَأه على حرفين، ثم على ثلاثة أحْرُف، ثم أمرَه -في الأخير- أن يُقرئَ أمتَه القرآن على سَبْعَة أحْرف، وأخبرَه أنَّ مَن قرأ بأي حَرْف مِن هذه الأحرف السَبعَة فقد أصاب.
وهذه الأخبارُ مِن رواية (أُبَيِّ بْنِ كَعْب) –رضي الله عنه، و (عَبْدِ الله بْنِ عَباس) –رضي الله عنه-[مُخْتَصَرًَا] والتي أخذها عن (أُبَيِّ بْنِ كَعْب) –كما جاء ذلك صريحًا في إحدى الروايات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/154)
الثاني: ما يُفيد أنَّ النبيَ (صلى الله عليه وسلم) لَقِيَ (جبريل) –عليه السلام- فأخبرَه أنَّه أُرسِلَ إلى أمَة أُميين: مِنْهُمْ العَجُوزُ وَالشَيْخ ُالكَبِيرُ والغُلامُ والجَاريةُ والرَّجُلُ الذي لم يَقْرأ كِتابًَا قَطُّ، فأخبره (جبريل) –عليه السلام- أن القرآن أنزِل على سَبْعَة أحرف.
وهذا الخَبَر مِن رواية (أُبَيِّ بْنِ كَعْب) –رضي الله عنه.
الثالِث: ما يُفيد أنَّ النبيَ (صلى الله عليه وسلم) لم يوافِق الصحابَة –رَضيَ اللهُ عنهم- الذين عارضوا بعضَ القراءات –التي سَمِعوا بعض الصحابة يقرأون بها- والتي تُخالِف ما لُقِّنُوه مِن النبي (صلى الله عليه وسلم) نفسِه، وفي هذه الروايات أنَّ النبيَ (صلى الله عليه وسلم) أقرّ كلا مِنهم على قِراءتِه، مُخبِرًا إياهم أنَّ القرآنَ أُنزِل على سَبْعَة أحْرُف، وناهيًا إياهم عَن المِراء في القرآن؛ لأنَّ المِراءَ فيه كُفْرٌ –عِياذًا بالله.
وهذه الأخبار مِن رواية: عُمَر بْنِ الخَطَاب، أُبّيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ وعَمرو بْنِ العَاصِ –رَضيَ اللهُ عنهم.
وإليكَ سياق حَديث مِن كل نوع مِن الأنواع الثلاثة السابِقَة:
النَّوع الأول: عَن (أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ) –رَضِيَ اللهُ عنه- أنَّ النبيَ (صلى الله عليه وسلم) كانَ عِندَ أضَاةِ (2) بَنِي غِفَارٍ، قال فأتاه (جبريل) -عليه السلام- فقال: إنَّ اللهَ يأمُرُك أن تَقْرأ أمَّتُك القرآنَ على حَرْفٍ، فقال: أسألُ اللهَ مُعَافاتَه ومَغْفِرَتَه وإنَّ أُمَّتِي لا تُطِيقُ ذلك. ثُم أتاه الثانيةَ فقال: إنَّ اللهَ يأمُرُك أن تَقْرأ أمَّتُك القرآنَ على حَرْفين، فقال: أسألُ اللهَ مُعَافاتَه ومَغْفِرَتَه وإنَّ أُمَّتِي لا تُطِيقُ ذلك. ثم جاءه الثالثة فقال: إنَّ اللهَ يأمُرُك أن تَقْرأ أمَّتُك القرآنَ على ثلاثَةِ أحْرُفٍ، فقال: أسألُ اللهَ مُعَافاتَه ومَغْفِرَتَه وإنَّ أُمَّتِي لا تُطِيقُ ذلك. ثم جاءه الرابعةََ فقال: "إنَّ اللهَ يأمُرُك أن تَقْرأ أمَّتُك القرآنَ على سَبْعَةِ أحْرُفٍ، فأيُّمَا حَرْفٍ قَرَءُوا عليه فقَدْ أصَابُوا" (3).
النَّوع الثاني: عَن (أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ) قال: لَقِيَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) (جِبْريلَ)، فقال: يا (جِبْريلُ) إنِّي بُعِثْتُ إلى أُمَةٍ أُمِّيِّينَ، مِنْهُمْ العَجُوزُ وَالشَيْخ ُالكَبِيرُ والغُلامُ والجَاريةُ والرَّجُلُ الذي لم يَقْرأ كِتابًا قَطُّ". قال: "يا (مُحَمَّدُ) إنَّ القُرآنَ أُنزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أحْرُفٍ" (4).
وفي الباب عن: عُمَرَ وحُذَيفةَ بْنِ الْيَمَانِ وأَبِي هُرَيْرَةَ وأُمِّ أيُّوبَ -وهي امرأة (أَبِي أيُّوبِ الأنصاري) - وسَمُرَةَ وابْنُ عَبَاسٍ وأَبِي جُهَيْم بْنِ الحَارِثِ بْنِ الِّصَّمةِ وعَمْرِو بْنِ العَاصِ وأَبِي بَكْرَةَ –رَضي الله عنهم أجْمعين.
قال (أبو عيسى): هذا حديث حسن صحيح، وقد رُويَ عن (أبي بن كعب) من غير وجه.
النَّوع الثالِث: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيِّ أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ (عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ) -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- يقولُ: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ يَقْرَأُ سُورَةَ (الفُرْقَانِ) عَلَى غَيْرِ ما أَقْرَؤُهَا، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) أقْرَأَنِيهَا، وَكِدْتُ أنْ أعْجَلَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أمْهَلْتُه حَتَى انْصَرَفَ ثُمَّ لَبَّبْتُه بِرِدَائِهِ، فَجِئْتُ بِهِ رسولَ اللهِ (صلى الله عليه وسلم)، فَقُلْتُ: إنِّي سَمِعْتُ هذا يَقْرَأُ عَلَى غَيْرِ مَا أقْرَأْتَنِيهَا، فقال لي: أَرْسِلْه، ثُمَّ قَاَلَ له: اقْرَأ، فَقَرَأ. قَاَلَ: هَكَذَا أُنزِلَتْ، ثُم قَاَلَ لي: اقْرَأ، فَقَرَأتُ، قَاَلَ: هَكَذَا أُنزِلَتْ؛ إنَّ القُرآنَ أُنزِلَ عَلَىَ سَبْعَةِِ أحْرُفٍ؛ فاقْرَءُوا مِنْه مَاَ تَيَسَّرَ (5).
وحَدَثت مِثلُ هذه القِصة مع (أُبّيِّ بْنِ كَعْبٍ) و (عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ) –رَضي الله عَنهما-[كما عِند "مُسلِم" (820) و"أحمد" (20646)]، وحَدَثَ مِثلَها مع (عَمرو بْنِ العَاصِ) –رضي الله عنه-[كما عِند "أحمد"].
والذي يَعنينَا أولا: ما المَقصودُ بهذه الأحرف السَّبعَة؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/155)
اعْلَم –رَحِمَني اللهُ وإياك- أنَّ العُلماء اختلفوا في المراد بهذه الأحرف السَبْعة على خمسة وثلاثين قولا (!!) كما نَقَلَ الإمامُ (القُرطُبيُ) –رحمه الله- في تفسيرِه (1/ 89 مقدمة، طـ دار الغَد العربي بمصر) عَن الإمامِ الحافظِ (أبي حاتِم ابْنِ حِبَّان البُستِّي) –رحمه الله، ولكنه لم يذكُرْ مِنها إلا خمسة أقوال (!!)؛ ولعل السبب في ذلك هو أنَّ "أكثَرَها غيرُ مُختارٍ" –كما صَرَّح بذلك (المُنذِري) –رحمه الله- (كما في «فتح الباري»: (19/ 27، 31))، وكذا الإمام (الزركشي)، كما في كِتابِه الماتِع «البُرهان في عُلوم القُرآن».
وأنا أذكرُ أشهرَ هذه الأقوال وأقواها وأولاها بالاعتبار بادئًا بأرجَحِها:
القَول الأول: المراد سَبْعَة أوجُه مِن المعاني المُتفِقَة (6) بألفاظ مُختَلِفَة، يجوزُ أن يقرأ بأي حَرْفٍ مِنها على البَدَلِ مِن صاحبِه، نحو أقبِل، تعالَ، وهَلُم (7). وهو الذي عليه أكثر أهل العلم كسفيان بن عُيَينَة، عَبْد الله بن وَهب، الطَبَري والطَّحَاوي، ومال إليه الحافِظُ (ابنُ حَجَر) –رحمهم الله أجْمَعين-[مع بَعض الضوابِط الأخرى].
تنبيه: (وليس المُراد أنَّ كُلَ كَلِمَةٍ ولا جُملَةٍ مِنه تُقرأ عَلَى سَبْعَةِ أوجُه، [وهذا مُجمَعٌ عَلَيه]؛ بل المُراد أنَّ غاية ما انتهى إليه عدد القرءات في الكلمة الواحدة إلى سَبْعَة؛ [فلو كَانَ المُراد أنَّ كلَ كلَِمَةٍ مِنه تُقْرأ على سَبْعَة أوجُه، لَقَالَ النَبيُّ (صلى الله عليه وسلم) -مثلا-: "أُنزِلَ سَبْعَة أحْرُف"]. فإن قيل: فإنَّا نجِدُ بعضَ الكلمات يُقرأ على أكثَرِ مِن سَبْعَةِ أوجُه، فالجواب: أنَّ غالِبَ ذلك إما لا يُثبِتُ الزيادة، وإمَّا أن يكونَ مِن قَبيل الاختلاف في كيفية الأداء كما في المَد والإمالة ونحوهما) (8).
قلتُ: وهذا القولُ مِن القوةِ بمكان؛ لو أضفْنا إليه ضابِطًا آخَرًا؛ وهو: تأدية المعنى باللفظ المُرادِف ولو كان مِن لُغَة واحِدة؛ لأنَّ لُغة (هِشام بن حَكيِم) –رَضيَ اللهُ عنه- بلِسَان قُرَيش، وكذلك (عُمَر بن الخَطاب) –رَضيَ اللهُ عنه-، ومع ذلك فقد اختلفت قراءتُهما (9). وهذا يُضَعِف القولَ بأنَّ المُرادَ بالأحْرُف اللغات، ويُمكِن الجَمْعُ بينَهما بأنَّ "تغايُّرَ الألفاظ مع اتفاقِ المَعاني مَحْصُورٌ في سَبْعِ لُغات" (10)، وهذا أقْوى؛ لأنَّ الحِكمَة مِن نزول القُرآن على سَبْعَة أحْرُف هي: التخفيف على الأمة ودَفْع المَشقة وإزالة الحَرَج؛ كما يتضِحُ ذلك جَلياُ في قولِه (صلى الله عليه وسلم) لأُبّيِّ بن كَعْب –رَضيِ اللهُ عنه-: "أُرْسِلَ إلَىَّ أنْ أقْرأ القُرآنَ عَلَى حُرْفٍ، فَرَدَدْتُ إلَيهِ أنْ هَوِّن على أُمَّتي"، إلى أن قال (صلى الله عليه وسلم): "فَرَدَّ إلَيَّ الثالثةَ أقْرأهُ عَلَى سَبْعَةِ أحْرُفٍ" (11)، وقولِه (صلى الله عليه وسلم) لجِبْريلَ –عليه السلام-: "وإنَّ أُمَّتِي لا تُطِيقُ ذلك" (12)، وقولِه (صلى الله عليه وسلم): "فاقْرَءُوا مِنْه مَاَ تَيَسَّرَ" (13). وهذا القولُ يُوَفِقُ بينَ جميع الأحاديث الصحيحة الوارِدَة في هذا الباب، دون رَدٍ أو إهمَالٍ لأحَدِها، والحمدُ للهِ وحدَه على التوفيق.
تنبيهان هامان جدًّا:
(1) "الإباحة المذكورة في الأحاديث السابقة لم تَقَع بالتَّشَهي: أي أنَّ كلَ واحِدٍ يُغَيِّرُ الكلمة بمُرادِفِها في لُغَتِه؛ بل المُراعَى في ذلك السَّمَاع مِن النبي (صلى الله عليه وسلم)، ويُشير إلى ذلك قول كل مِن (عمر) و (هشام) –رَضي اللهُ عَنهما- "أقرأني النبي (صلى الله عليه وسلم) " (14). وهذا التنبيه يَردُ على قَوْل مَن قال: "إذَنْ يجوز روايته بالمَعنَى؛ فيذهَب التَّعبُد بلفظة ويتسِع الخَرْق، وتفوتُنا كثيرٌ مِن الأسرار الأحكام" (15)؛ فالرواية بالمَعنَى تَوقيفيةٌ مِن (رسول اللهِ) (صلى الله عليه وسلم) عَن (جِبْريلَ) –عليه السلام- عَن (اللهِ) –عَزَّ وَجَلَّ.
(2) "هذا الاختلاف في الألفاظ ليس من الاختلاف الذي قد نَفَاه اللهُ –تبارك وتعالى- عَن كِتابِه العزيز في قولِه (ولو كانَ مِن عِندِ غَيرِ اللهِ لَوَجَدُوا فيه اختِلافًا كثيرًا) [النساء: 82]؛ لاتفاق المعاني"، كما قال الإمام (الطبري) –رَحِمَه الله- في «تَفسيرِه»، ص 50، طـ دار الغَد العربي بمصر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/156)
ويقولُ شيخُ الإسلام (ابن تيميًّة) –رَحِمَه الله-: "ولا نِزَاعَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ أَنَّ الْحُرُوفَ السَّبْعَةَ الَّتِي أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَيْهَا لا تَتَضَمَّنُ تَنَاقُضَ الْمَعْنَى وَتَضَادَّهُ; بَلْ قَدْ يَكُونُ مَعْنَاهَا مُتَّفِقًا أَوْ مُتَقَارِبًا كَمَا قَالَ (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ) –رَضي الله عَنه-: "إنَّمَا هُوَ كَقَوْلِ أَحَدِكُمْ أَقْبِلْ وَهَلُمَّ وَتَعَالَ". وَقَدْ يَكُونُ مَعْنَى أَحَدِهِمَا لَيْسَ هُوَ مَعْنَى الآخَر; لَكِنْ كلا الْمَعْنَيَيْنِ حَقٌّ وَهَذَا اختلاف تَنَوُّعٍ وَتَغَايُرٍ لا اخْتِلَافُ تَضَادٍّ وَتَنَاقُضٍ، وَهَذَا كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ الْمَرْفُوعِ عَنْ النَّبِيِّ (صلى الله عليه وسلم): "أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، إنْ قُلْتَ: غَفُورًا رَحِيمًا أَوْ قُلْت: عَزِيزًا حَكِيمًا؛ فَاَللَّهُ كَذَلِكَ مَا لَمْ تَخْتِمْ آيَةَ رَحْمَةٍ بِآيَةِ عَذَابٍ أَوْ آيَةَ عَذَابٍ بِآيَةِ رَحْمَةٍ" اهـ مِن كلامُه مِن «مَجموع الفتاوى»: (13/ 389). وقد بَيَّنًّا في تَنبيه (1) أنَّ هذا الاختلاف ليس بالتَّشَهي، والحمدُ لله.
الأدِلة:
1 - حديث (أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ) –رَضيَ اللهُ عنه- قَاَلَ: قَالَ النبيُّ (صلى الله عليه وسلم): يَا (أُبَيُّ) إِنِّي أُقْرِئْتُ الْقُرْآنَ فَقِيلَ لِي: عَلَى حَرْفٍ أَوْ حَرْفَيْنِ، فَقَالَ الْمَلَكُ الَّذِي مَعِي قُلْ عَلَى حَرْفَيْنِ، قُلْتُ: عَلَى حَرْفَيْنِ. فَقِيلَ لِي: عَلَى حَرْفَيْنِ أَوْ ثَلاثَة، فَقَالَ الْمَلَكُ الَّذِي مَعِي قُلْ عَلَى ثَلاثَة، قُلْتُ: عَلَى ثَلاثَة حَتَّى بَلَغَ سَبْعَةَ أَحْرُفٍ. ثُمَّ قَالَ: "لَيْسَ مِنْهَا إلا شَافٍ كَافٍ، إِنْ قُلْتَ سَمِيعًا عَلِيمًا عَزِيزًا حَكِيمًا، مَا لَمْ تَخْتِمْ آيَةَ عَذَابٍ بِرَحْمَةٍ أَوْ آيَةَ رَحْمَةٍ بِعَذَابٍ" (16). ومثلُه حديث (أبي بَكرَة) و (عبادة بن الصامت) –رضي الله عنهما.
وجه الدلالة: فَسَر النبيُّ (صلى الله عليه وسلم) الأحرف السبعة بأنَّها تَغيير اللفظة مع الاحتفاظ بالمَعنى؛ فآية العذاب إنْ خُتِمَتْ بِرَحمَة أو آية الرَحْمة خُتِمَتْ بِعذاب، اختَلّ المَعنى، وضَرَبَ لنا (صلى الله عليه وسلم) في ذلك مثلا: كَلِمَتَي "سَميع عَلِيم" تُقرأ "عزيز حكيم"؛ لتقارُّب معناهما، ولكن بتوقيف مِن النبيِّ (صلى الله عليه وسلم) لا بالأهواء والآراء –كما بينّا في تَنبيه (1)، واللهُ أعْلَم.
2 - حديث (عمر بن الخطاب) مع (هشام بن حزام) –رَضيَ اللهُ عنهما-[انظر: النوع الثالث مِن الأحاديث]، ومِثله: حديث (أُبَي بن كَعْبٍ) مع (عَبْدِ الله بن مَسعود)، و (عَمرو بن العاص) مع صحابي آخر –رَضِيَ الله عنهم أجْمَعين-:
وجه الدلالة: اتحادُ لُغَةِ (عمر) و (هشام) –رضي الله عنهما-؛ فكلاهما قُرَشي، ورغم ذلك فقد أنكَر الأول على الثاني قراءةً لم يُقرئِها له رَسُولُ الله (صلى الله عليه وسلم)، فتحاكَما إلى رَسُولِ الله (صلى الله عليه وسلم) فأقرّ كليهما على قِراءَتِه التي أخذاها عنَه (صلى الله عليه وسلم)، وفَسَر رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) تلك القِراءات بأنَّها "أحْرُف" وأنَّ القُرآن أُنزِل على سَبْعَة أحْرُف" فتَعَيّن –لاتحاد اللغة- صَرْفُ ذلك إلى الألفاظ بشرط اتفاق المعاني؛ كما يُبيّنُه حديث (أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ) –رَضيَ اللهُ عَنه. وإن قال قائِلٌ: ولِمَ لا نَصْرِف ذلك إلى صاِرف آخر. قُلتُ: كُلُ الصوارِف الأخرى ما هي إلا الأقوال الآتية في تفسير مَعنى "الأحرف السَبْعة"، والتي سَنُبَين ضَعفَها أو بُطلانَها، والله المُستعان.
القَول الثاني: سَبْع لغات في القرآن على لغات العَرَب كلِها: يمنها ونزارها (17)، وإليه ذَهَبَ: ثعلب، أبو عبيد القاسِم بن سلام، الأزهري، الطَبَري، ابن عطية، البَيهقي، ابن حِبَّان (كما في «البرهان» / للزركشي)، والسندي، ومَالَ إليه (الألُوسِي) –رَحِمَهم الله جَميعًا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/157)
وحجتهم في ذلك: (أنَّ رسولَ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) لم يَجْهَلْ شيئًا مِنها، وكان قَد أوتي جَوامِع الكَلِم) (18)، وأنَّ الحِكمَة مِن نزول القُرآن على سَبْعَة أحْرُف هي: التخفيف على الأمة ودَفْع المَشقة وإزالة الحَرَج [كما في النوع الأول مِن الأحاديث]، فوَّجَب بِذَلِك نُزُولُه بِلُغات العَرَب ولَهَجَاتِهم، وإلا لا مَعنىً للتيسير ودَفْع الحَرَج.
ويقولون: (وليس مَعناه أن يكونَ في الحَرْفِ الواحِد سَبْعَة أوجُه؛ ولكن هذه اللغات السَبْعَ مُتفَرِقَة في القُرآن؛ فبعضُه بِلُغَة قُرَيش، وبعضُه بِلُغَة هُذَيل، وبعضُه بِلُغَة هُوازِن، وبَعضُه بِلُغَة اليَمَن. وبعضُ الأحياء (أي: اللغات) أسْعَدُ بها وأكثَرُ حظاُ فيها مِن بَعض؛ فيُعَبَر عَن المَعنى فيه مَرة بِعِبَارَةِ قُرَيش، ومَرة بِعِبَارَةِ هُذَيل، ومرة بِغَيرِ ذلك بِحَسَبِ الأفْصَح والأوْجَزِ في اللفظ، وإنْ كَانَ أغلَبُه نَزَل بِلُغَة قُرَيش [كما قال (ابْنُ عَبْدِ البَر) –رحمه الله-]؛ لقولِ (عُثمانَ بْنِ عَفَان) –رضي الله عنه- أثناء جَمْع المُصحَف: "ما اختلفتُم أنتم وَ (زَيْد) فاكتُبُوه بِلُغَة قُرَيش؛ فإنَّه نَزَل بِلُغَتِهم") (19).
ويقولون في كيفية نُزُولِ القُرآن على هذه السَبْع: "أنَّ (جِبْريلَ) –عليه السلام- كان يأتي رَسُولَ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) في كُلِ عَرْضَة بِحَرفٍ إلى أن تَمَّتْ" (20).
واعتُرِض على هذا القول بأنَّ لغات العرب أكثر مِن سَبْع! وأُجيب بأنَّ المرادَ أفصَحُها، واختلَفوا في تعيينِّها على أقوالٍ عِدَة:
1 - فقيل هي: لغة قُرَيش، هذيل، تميم، الأزد، ربيعة، هوازِن، سعد بن بكر.
2 - قال بعضُهم: هذيل، كنانة، قيس، ضبة، تيم الرباب، أسيد بن خزيمة، قريش.
3 - قيل: السَبْع في مُضَر خاصة لقول (عمر بن الخطاب) –رضي الله عنه-: "نزل القرآن بلغة مضر".
4 - وقيل: بل السَبْع في بطون قُرَيش فحسب؛ لقولِه تعالى (وما أنزلنا من رسولٍ إلا بلسان قومِه) [إبراهيم: 4]، وبه جَزَم أبو الأعلى الأهوازي واختاره ابن قُتَيبة –رحمهما اللهُ تعالى.
5 - وقيل: أنزِل أولا بلسان قُرَيش ومَن جاورَهم مِن الفُصحاء، ثم أُبيح للعَرَب أن تقرأهُ بِلُغاتِها؛ دفعًا للمشقة ولِمَا كان فيهم مِن الحَمّيَة، ولم يَقَع ذلك بالتَّشَهي؛ بل المَرعي فيه السماع مِن النبي (صلى الله عليه وسلم).
وهذا القَولُ ضَعيفٌ مِن وَجْه، قَويٌ مِن وَجْهٍ آخَر؛ وبذلك يُمكِن اعتمادُه ببَعضِ الضوابِط الأخرى:
فهو ضَعيفٌ؛ لأنَّ [(عُمَرَ بْنَ الخَطَّاب) و (هِشامَ بْنَ حَكِيم) –رَضيَ اللهُ عَنهما- كِلاهما قُرَشي مِن لُغَةٍ واحِدَةٍ وقَبيلَةٍ واحِدَةٍ، وقَد اخْتَلَفَتْ قِرَاءتُهما، ومُحال أن ينُكِرَ عليه (عُمَرُ) –رَضيَ اللهُ عَنه- لُغَتَه، فدَلّ على أنَّ المُراد بالأحْرُفِ السَبْعَة غيرُ اللُغات] (21)؛ فوَجَبَ بَذَلِك صَرْفُ مَعنى "الأحْرُف السَبْعَة" إلى مَعنىً آخر غير "اللغات".
تَنبيه هام: لقد أجاب الإمام (الألوسي) -رحمه الله- عَن هذا الاعتِراض (22)، ولكن المُتأمِلَ لجوابِه –رحمه الله- يجِدْه إنَّما أجَابَ –فَحَسبُ- عَن قول الإمام (السيوطي) –رحمه الله-: "ومُحال أن ينُكِرَ عليه (عُمَرُ) –رَضيَ اللهُ عَنه- لُغَتَه" اهـ؛ بما حاصِلُه أنَّ: [مَرجِعَ "الأحُرُف السَبْعة" هو الرِواية عَن رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) لا الدِراية والرأي والتَشَّهي] (23)، وبذلك فجوابُه خارِج مَحَل النِزاع؛ لأنَّ ما قَالَه قد نَبَهنا عليه سابِقًا؛ راجِع تَنبيه (1).
أما وَجْه القُوَة في هذا القَول؛ أنَّ الحِكمَة مِن نزول القُرآن على سَبْعَة أحْرُف هي: التخفيف على الأمة ودَفْع المَشقة وإزالة الحَرَج؛ كما يتضِحُ ذلك جَلياُ في قولِه (صلى الله عليه وسلم) لأُبّيِّ بن كَعْب –رَضيِ اللهُ عنه-: "أُرْسِلَ إلَىَّ أنْ أقْرأ القُرآنَ عَلَى حُرْفٍ، فَرَدَدْتُ إلَيهِ أنْ هَوِّن على أُمَّتي"، إلى أن قال (صلى الله عليه وسلم): "فَرَدَّ إلَيَّ الثالثةَ أقْرأهُ عَلَى سَبْعَةِ أحْرُفٍ" (24)؛ فوَّجَبَ صَرْفُ معنى "الأحْرُفِ السَبْعَة" إلى "لغات العَرَب ولهَجَاتِهم".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/158)
ويُجابُ عَن هذا الوَجْه بوَجْه "الضَعفِ" السابِق؛ باختلافِ (عُمرَ) و (هِشامَ) –رَضي اللهُ عنهما- في القِراءة رَغمَ اتحاد لُغَتِهما، ولكن لا يَليقُ بِنَا أن نَرُدَ هذا الحديثِ الصحيح الثابِت في "صحيح مُسلِم" (25)؛ فوَجَب التوفيقُ ولابُد، ومِن ثَمّ وَجَبَ المَصير إلى "القَولِ الأول" الذي جَمَع بين الأحاديث والأقوال ووَفَقَ بينها، ولا مُوَفِق إلا مَن وَفَقَه الله، والحمدُ لله عَلَى التَّوفيق.
ويتضِحُ في هذا القَول أنَّ أكثرَه آراء واجتهادات لا أدِلَة عليها –غالبًِا-؛ كنزول (جِبْريلَ) –عليه السلام- سَبْع مرات لإتمام الأحْرُف السَبْعَة، وتعيين اللغات التي أُنزِل عليها القُرآن الكَريم.
وبعضُه مَردودٌ؛ كقولِِهم: "هذه اللغات السَبْعَ مُتفَرِقَة في القُرآن" (26)؛ فهذا القَول باطِلٌ جِدًا لا شَكَ في ذلك؛ إذ (لو كانَت "الأحْرُفُ السَبْعَة" لُغاتٍ مُتفَرِقَةً في جَميع القُرآن، فغَير مُوجِب حَرْفٌ مِن ذلك اختلافًا بين تاليه؛ لأنَّ كُلَ تالٍ فإنَّما يَتلو ذَلِك "الحَرْفَ" تِلاوةً واحِدَة على ما هو به المُصحَف، وعلى ما أُنزِل) (27)، ولو كان كذلك لَمَا حَدَثَ اختِلافًا بين الصحابة –رَضيَ اللهُ عَنهم- في القِراءة؛ إذ لا مَعنىً لِذلك إطلاقًا؛ لأنَّ المُصحَفَ واحِدٌ، والسُوَرَ واحِدَة والآياتِ واحِدَةٌ لا تتغيّرُ؛ بل غايةُ الأمْرِ أنَّ هذه الآية بِلُغَة (قُرَيش)، وتلك بِلُغَة (هُذَيل)، وهكذا، فالقُرَشي مأمورٌ بِقراءة القُرآنِ كلُِه الذي يَحوي لُغاتٍ سِتًا غيرَ لُغَتِه، والهُذَيلي مأمورٌ بِقراءة القُرآنِ كلُِه الذي يَحوي لُغاتٍ سِتًا غيرَ لُغَتِه، فأينَ التيسيرُ الوارِدُ في الأحاديث، والذي مِن أجلِه أُنزِل القُرآنُ على سَبْعَة أحُرُف؟! بل وكيفَ يحدُثُ الاختِلافَ بين الصحابَة في السُورَة الواحِدة، بل في الآية الواحِدَة، بلْه الكلمة الواحِدَة؟!! وفي هذا الحَدِ كِفاية، واللهُ أعْلَم.
القَول الثالِث: المُراد بذلك سَبْعَة أصناف، وهو قول البَيضاوي والقاضي (ابن الطيب). واختلفوا في تعيينِها على عِدة أقوال:
1 - معاني كتاب الله تعالى، وهي: أمر، نهي، وعد، وعيد، قصص، مجادلة، أمثال.
2 - مُحكَم، مُتشابِه، ناسِخ، مَنسوخ، خصوص، عموم، وقصص.
3 - إظهار الربوبية، إثبات الوَحْدانية، تَعظيم الألوهية، التَّعَبُّد لله، مُجانَبَةُ الشِرك، التَّرغيب في الثواب، والتَّرهيب مِن العِقاب.
وهذا القول ضَعيف جدًا؛ (إذ لا مُستَنَدَ له مِن كِتاب أو سُنَة ولا يوجَد وَجْهٌ للتَّخصيص) (28)، ولأنَّ النبيَّ (صلى الله عليه وسلم) (أشَارَ إلَى جوازِ القراءة بِكُلِ واحدٍ مِن الحُرُوف وإبدال حَرْفٍ بحَرْف، وقد تقَرَرَ إجماعُ المُسلمين أنَّه يَحرُّم إبدالُ آيةِ أمثالٍ بآية أحكام) (29)، و (لأنَّ هذا لا يُسمَى أحْرُفًا؛ وأيضًا فالإجماع على أنَّ التوسِعَة لم تَقَع في تَحْليل حلال ولا في تَغيير شَئٍ مِن المَعانِي) (30).
وانظر ردًا بليغًا للإمام (الطَبَري) –رحمه الله- في «تَفسيرِه»: (1/ 49: 52).
القَول الرابِع: في أداء التلاوة وكيفية النطق بكلماتها كالإدغام والإظهار والتَفخيم والترقيق والمَد والقَصْر والتليين، وهلم جرا. رَجَحَه الإمامن: (النووي) و (الطيبي) –رحمهما الله.
وهو ضَعيفٌ؛ (لأنَّ ذلك ليس مِن الاختلاف الذي يتنَوَع فيه اللفظ والمَعنَى، واللفظ الواحد بهذه الصِفات باقٍ على وِحدَتِه، فليس فيه حينئذٍ جليل فائِدَة) (31).
قلتُ: والأحاديث الصحيحة السابِقة تَرُدُه، كقولِه (صلى الله عليه وسلم): "إِنْ قُلْتَ سَمِيعًا عَلِيمًا عَزِيزًا حَكِيمًا، مَا لَمْ تَخْتِمْ آيَةَ عَذَابٍ بِرَحْمَةٍ أَوْ آيَةَ رَحْمَةٍ بِعَذَابٍ" (32)؛ فدل ذلك على أنَّ اللفظ يتغير مع اتفاق المَعنَى، واختلاف كيفية النطق بالتلاوة لا يُغَيّر للفظة مِن قَريبٍ أو بَعيد. ثم لو كان ذلك هو المَقْصود لَمَا أنكَرَ (عُمرُ بن الخطاب) –رَضيِ اللهُ عنه- على (هِشام بْنِ حَكيم) –رَضيَ اللهُ عنه- وذَهَبَ به ليتحاكَمَا إلى رسولِ الله (صلى الله عليه وسلم)؛ بل غاية ما كان يفعَلُه أن يُعلِمَه بنفسه، فيقول له: لا تُفَخِّم هذا الحَرف ورقِقْه أو أظهِرْ ولا تَدْغِمْ وهكذا، ثم كونُ (هِشام) –رضي اللهُ عنه- غَيّر كيفية النُطق بالتلاوة، فهذا لا يَدْفَع (عُمَرَ) –رَضيَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/159)
اللهُ عنه- أن يظُنَ أنَّ هذه القراءة خطأٌ مِن أصلِها؛ بل غايته أنَّ هذا لَحْنٌ خَفي، مِن الصَعب أن يَقَع فيه رَجُلٌ فَصيحٌ يَنتمي لأفصَحِ القبائِل العربية "قُرَيش"!! فأصل القِراءة التي يقرأ بِها (عمر) –رَضيَ اللهُ عنه- هي نفسَها قراءة (هِشام) –رَضيَ اللهُ عنه-[بُناءً على هذا القول الضَعيف]، فلماذا يقول (عُمَرُ) –رَضيَ اللهُ عنه- إذَن: "سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ يَقْرَأُ سُورَةَ (الفُرْقَانِ) عَلَى غَيْرِ ما أَقْرَؤُهَا" إن لم يكُن يقصِد تغيير اللفظة، وتأمَل قولُه: "وَكِدْتُ أنْ أعْجَلَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أمْهَلْتُه حَتَى انْصَرَفَ ثُمَّ لَبَّبْتُه بِرِدَائِهِ، فَجِئْتُ بِهِ رسولَ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) " الحديث، تَعرِفْ أنَّ الأمرَ أكبرَ مِن مُجرَد تغيير كيفية النُطق التي لُقِنَها (عُمَرُ) –رَضِي اللهُ عنه- من رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، واللهُ أعْلَم.
القَول الخامِس: ليس المراد بالسبعة حقيقة العدد؛ إنما المراد التيسير والتسهيل والتوسِعَة؛ فقد جَرُوا على تكثير الآحاد بالسَبْعَة، والعشرات بالسَبعين، والمئات بالسُبْعمائة، وسِر التَّسبيع لا يَخفَى. وهو قول القاضي (عِياض) –رحمه الله- ومَن تبعه.
وهو خطأٌ؛ (لعدم ظهور مَعناه، ولأنَّه مَردودٌ بالأحاديث الصحيحة السابقة، كحَديث (أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ) –رَضيَ اللهُ عنه-، وفيه: " [استزِدْه] حَتَّى بَلَغَ سَبْعَةَ أَحْرُفٍ"، وحديث (أبي بَكرَة) –رَضيَ اللهُ عنه- وفي آخره: "فنظَرْتُ إلى ميكائيل فَسَكَتْ، فعَلِمتُ أنه قد انتَهَت العِدَة"، وهذا أقوى دليل على إرادة الانحصار، أضِف إلى ذلك أنَّ في جَمْع القِلَة "أحْرُف وليس حُروف" نوع إشارة إلى عَدَم الكَثرة كما لا يَخفَى) (33).
القول السادس: خواتيم الآيات؛ فيجْعَل مكان (غَفور رَحيم) (سَميع بَصير). "وهذا فاسِدٌ للإجماع على مَنْع تغيير القُرآن للناس" –كما قال (المازري) –رحمه الله، كما في «شرح النووي –رحمه الله- على صحيح مسلم».
عُمومًا نحن نؤمِن –إجمالا- بأنَّ القرآن أنزِل على سبعة أوجه، اختلف العلماء في المراد بها على أقوال عِدة، الراجِح منها ما ذكرناه، "ولم يثبت مِن وَجهٍ صَحيح تَعيين كل حرف من هذه الأحرف، ولم يكلفنا الله ذلك، غير أن هذه القراءة الآن غير خارجة عن الأحرف السبعة" –كما يقول الإمام (الزركشي) –رَحِمَه الله- في كِتابِه «البُرهان».
-----------------------------------
ثانيًا: هل الأحرف السَّبعة هي القِراءات السَّبع؟!
(1) اتفق العُلماء جَميعًا أنَّ الأحرُفَ السبعة التي ذَكَر النَّبيُ (صلى الله عليه وسلم) أنَّ القُرآن أنزِل عَليها ليسَت هي القراءات السبع المَشهورة.
أمَّا ما انتشرَ لدى العامَّة وأيضًا بعض الخاصَّة مِن أنَّ الأحرف السَّبعَة هي نفسها القِراءات السَّبع فهو خَطأ فادِحٌ، حتى قال الإمامُ (أبو شامة) –رَحِمَه الله-: "وهو خلاف إجماع أهل العلم قاطبة، وإنما يظن ذلك بعض أهل الجهل"!!! كما في «فَتح الباري»: (19/ 37).
قال الإمام (مَكي بن أبي طالب) –رَحِمَه الله-: "وأمَّا مَن ظَنَّ أنَّ قِراءة هؤلاء القُراء كنافِع وعاصِم هي الأحرُف السَّبعة التي في الحَديث؛ فقد غلط غلطًا عظيمًا. ورَدَّ ذَلِك بتعليلٍ ما ألطفَه؛ بأنَّ هذا مفهومَه أنَّ ما عداها ليس قرآنًا!! فقال ما نَصُّه: "ويَلزَم مِن هذا أنَّ ما خَرج عَن قِراءة هؤلاء السَّبعة مِمَّا ثَبَت عَن الأئمة غَيرِهم ووافق خَطَّ المُصحَف، أن لا يكون قُرآنًا، وهذا غَلَطٌ عَظيم؛ فإنَّ الذين صَنَّفوا القِراءات مِن الأئمة المُتقدمين: كأبي عبيد القاسم بن سلام، وأبي حاتم السجستاني، وأبي جعفر الطبري، وإسماعيل بن إسحاق، والقاضي، قد ذكروا أضعاف هؤلاء [السًّبعَة] " اهـ نَقلا عَن «فَتح الباري»: (19/ 37)، والزيادة بين المَعكوفَتين مِن عِندي لتوضيح المَعنَى.
وتوضيحًا لقول الإمام (مَكي) –رَحِمَه الله- الذي قد يُشكِل على بَعض القُراء، أقول: لقد أنزِل القُرآنُ على سَبعة أحرُف، إن كانَت هي نفسها القِراءات السَّبع، فباقي القِراءات –إذَن- ليس لها نَصيبٌ مِن الأحرف السَّبعة التي هي كل القُرآن، فهي –على هذا القَول- ليست قُراءنًا، فتأمَل!
قال شَيخُ الإسلام (ابن تيميَّة) –رَحِمَه الله تعالى-:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/160)
"لا نِزَاعَ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ الْمُعْتَبَرِينَ أَنَّ " الْأَحْرُفَ السَّبْعَةَ " الَّتِي ذَكَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَيْهَا لَيْسَتْ هِيَ "قِرَاءَاتِ الْقُرَّاءِ السَّبْعَةِ الْمَشْهُورَةَ" بَلْ أَوَّلُ مَنْ جَمَعَ قِرَاءَاتِ هَؤُلاء هُوَ الإمامُ أَبُو بَكْرِ بْنُ مُجَاهِدٍ وَكَانَ عَلَى رَأْسِ الْمِائَةِ الثَّالِثَةِ بِبَغْدَادَ فَإِنَّهُ أَحَبَّ أَنْ يَجْمَعَ الْمَشْهُورَ مِنْ قِرَاءَاتِ الْحَرَمَيْنِ وَالْعِرَاقَيْنِ وَالشَّامِ; إذْ هَذِهِ الأمصارُ الْخَمْسَةُ هِيَ الَّتِي خَرَجَ مِنْهَا عِلْمُ النُّبُوَّةِ مِنْ الْقُرْآنِ وَتَفْسِيرِهِ وَالْحَدِيثِ وَالْفِقْهِ مِنْ الأعمال الْبَاطِنَةِ وَالظَّاهِرَةِ وَسَائِرِ الْعُلُومِ الدِّينِيَّةِ فَلَمَّا أَرَادَ ذَلِكَ جَمَعَ قِرَاءَاتِ سَبْعَةِ مَشَاهِيرَ مِنْ أَئِمَّةِ قُرَّاءِ هَذِهِ الأمصار; لِيَكُونَ ذَلِكَ مُوَافِقًا لِعَدَدِ الْحُرُوفِ الَّتِي أُنْزِلَ عَلَيْهَا الْقُرْآنُ لا لاعتقادِه أَوْ اعْتِقَادِ غَيْرِهِ مِنْ الْعُلَمَاءِ أَنَّ الْقِرَاءَاتِ السَّبْعَةَ هِيَ الْحُرُوفُ السَّبْعَةُ أَوْ أَنَّ هَؤُلاء السَّبْعَةَ الْمُعَيَّنِينَ هُمْ الَّذِينَ لا يَجُوزُ أَنْ يُقْرَأَ بِغَيْرِ قِرَاءَتِهِمْ. وَلِهَذَا قَالَ مَنْ قَالَ مِنْ أَئِمَّةِ الْقُرَّاءِ: لولا أَنَّ ابْنَ مُجَاهِدٍ سَبَقَنِي إلَى حَمْزَةَ لَجَعَلْت مَكَانَهُ يَعْقُوبَ الْحَضْرَمِيَّ إمَامَ جَامِعِ الْبَصْرَةِ وَإِمَامَ قُرَّاءِ الْبَصْرَةِ فِي زَمَانِهِ فِي رَأْسِ الْمِائَتَيْنِ" اهـ كلامُه مِن «مَجموع الفتاوى»: (13/ 389).
(2) قال الإمام (مَكي بن أبي طالب) –رَحِمَه الله-: "هذه القِراءت التي يُقرأ بِها اليوم وصحت رواياتها عَن الأئمة؛ جُزءٌ مِن الأحرف السَّبعة التي نَزَل بها القُرآن" اهـ نَقلا عَن «فتح الباري»: (19/ 37).
وقال الإمامُ (أبو العباس بن عمار) –رَحِمَه الله-: "أصح ما عليه الحُذاق أنَّ الذي يُقرأ الآن [في المُصحَف هو] بعض الحُروف السَّبعة المأذون في قِراءتها لا كُلها، وضابِطُه ما وافق رَسمَ المُصحَف" اهـ نَقلا عَن «فتح الباري» (19/ 36)، والزيادة بين المَعكوفَتين مِن عِندي لتوضيح المَعنَى.
وقال الإمامُ (البَغوي) –رَحِمَه الله- في «شَرح السُّنَة»: "المُصحف الذي استقر عليه الأمر هو آخر العَرضات على رسولِ الله (صلى الله عليه وسلم)؛ فأمر (عُثمان) –رَضي الله عَنه- بِنَسخِه في المَصاحِف وجَمع الناس عليه، وأذهب ما سوى ذلك؛ قَطعًا لمادة الخِلاف فصار ما يُخالِفُ خَطَّ المُصحف في حُكم المَنسوخ والمَرفوع كسائِر ما نُسخ ورُفِع، فليس لأحدٍ أن يعدو في اللفظ إلى ما هو خارِج عَن رَّسم المُصحَف" اهـ بتصرف يَسير نَقلا عَن «فَتح الباري»: (19/ 36: 37).
وبَيَّن الإمامُ (الزركشي) –رَحِمَه الله- في كِتابِه «البُرهان في عُلوم القُرآن» أنَّ الحَرف الذي استقر عليه الأمرُ هو حَرفُ (زَيد بن ثابِت) –رَضي الله عَنه؛ فقال: "السبعة أحرف التي أشير إليها في الحديث ليس بأيدى الناس منها إلا حرف (زيد بن ثابت) الذي جمع (عثمانُ) عليه المصاحف" اهـ.
(3) قال الإمامُ (ابن أبي هاشِم) –رَحِمَه الله-: "إنَّ السَّبب في اختلاف القِراءت السَّبع وغيرِها أنَّ الجِهات التي وُجِهَت إليها المَصاحِف كان بها مِن الصَّحابَة مَن حَمَل عَنه أهلُ تِلك الجِهَة، وكانت المصاحِف خالية مِن النُقط والشَّكل، فَثَبَت أهلُ كل ناحية على ما كانوا تَلقوه عَن الصحابة بِشَرط موافَقَة الخَط، وتركوا ما يُخالِفُ الخَطَّ؛ امتثالا لأمرِ (عُثمان) –رَضي الله عَنه- الذي وافقه عليه الصَّحابَةُ؛ لِما رأوا في ذلك مِن الاحتياط للقُرآن، فَمِن ثَمَّ نشأ الاختلافُ بين قُراء الأمصار مَع كونِهم مُتَمَسكين بِحَرفٍ واحِدٍ مِن السَّبعة" اهـ بتصرف يَسير جِدًّا نَقلا عَن «فَتح الباري»: (19/ 36: 37).
وصلى الله وسَلَّم على نَبيِّنا مُحمد وعلى آله وأصحابِه أجْمَعين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
---------------------------
الحَواشي السُّفليَّة:
---------------------------
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/161)
1 - هذا وقد جاءت أحاديث الأحْرُف السَبْعَة عَن عدد غَفير مِن الصحابة –رضي الله عنهم، وهم: أُبَيِّ بن كَعب، أنس بن مالك، حذيفة بن اليمان، زيد بن أرقم، سمرة بن جندب، سلمان بن صرد، ابن عباس، ابن مسعود، عبد الرحمن بن عوف، عثمان بن عفان، عمر بن الخطاب، عمر بن أبي سلمة، عمرو بن العاص، معاذ بن جبل، هشام بن حكيم، أبي بكرة، أبي جُهَيم، أبي سعيد الخدري، أبي طلحة الأنصاري، أبي هريرة وأبي أيوب –رَضِي الله عنهم أجْمَعين. فهؤلاء أحد وعشرون صحابيًا؛ فالحديث مُتواتِر كما نص (أبو عبيد) –رحمه الله-[راجع: الاتقان في علوم القرآن، للحافظ (السيوطي) –رحمه الله- (1/ 45)، والنَشر في القِراءات العَشر، للعلامة (ابن الجَزري) –رحمه الله- (1/ 21)، و"سُنن الترمذي" (ح 2944)].
2 - الماء المُستنقَع كالغدير، وجمعها: أضا، على وزن: حصاة وحصا.
3 - رواه مسلم (1357) مِن عدة طُرُق، ورواه مُختصرًا (819)، والنَّسائي (930)، وأبو داود (1478) مُختصرًا، والإمام أحمد (20238) مُختصرًا، ورواه الإمام (البخاري) مُختصرًا كما في الحديث التالي.
4 - الترمذي (2944)، والإمام أحمد (20699،22889، 22937) باختلافات يسيرة.
5 - رواه البخاري (2419) ورواه في عدة مواضِعَ مِن صحيحه باختلافات يسيرة (4992، 5041، 7550)، مسلم (818)، الترمذي (2943)، النَّسائي (936)، أبو داود (1475)، أحمد (159)، مالك (472)، وابن جرير وابن حِبَّان والبيهقي والطيالسي، وغيرهم. وهو حديث مُتواتِر.
6 - لا باخْتِلافِ مَعانٍ مُوجِبَةٍ اختلافَ أحكام [تفسير الطبَرَي (1/ 51)].
7 - انظر: تفسير القرطبي (1/ 89 مقدمة)، فتح الباري (19/ 33)، البرهان في علوم القرآن/ للزَركَشي -رحمه الله.
8 - فتح الباري (19/ 27)، والزيادات بين المعكوفَتَين مِن كلام (ابْن عَبد البَر) و (ابن قُتَيبة) –رحمها الله- في "فتح الباري" (19/ 32: 33)، على التَرتيب.
9 - ثم خَطَرَ في ذِهني خاطِرٌ لَطيف؛ أوَدُ أن أصيدَه قبل أن يتفلت! وهو أنَّ لغة (عمر) و (هِشام) –رَضيَ اللهُ عنهما- وإنْ كانَت واحِدَة، فربما اختلفت القراءة فقط؛ لأنَّ الحَرف الواحِد مِن الأحرف السَبْعَة هو أصل القِراءات السَبْعَة المُتواتِرَة، ومِن المعلوم لدينا أنَّ قراءة نافِع تختلف عَن عاصِم تختلف عَن أبي عَمرو، وهكذا. فمثلا قد يَصيرُ الغائِب حاضِرًا، وقَد يصير الجَمْع مُفرَدًا، وهكذا كما هو مَعروف في اختلاف بين القِراءات السَبْعَة المُتواتِرَة أو العَشَرَة، والله أعلم. ثم وَقَفتُ على فتح الباري (19/ 40)؛ فوجدتُه قد أورد اختلاف القِراءات في سُورُة "الفُرقان"، [وهي السورة التي اختلف فيها (عُمَرُ) و (هِشام) –رَضيَ اللهُ عنهما-] فتقوَّى لدي ما خَطَر في ذِهني، واللهُ أعْلَم. ولا تظن أنَّ هذا الخاطِر يُقَوِّي قول مَن قال أن الأحْرُف هي كيفية النُطق؛ بل يُضَّعِفُه ويُزيده وهائًا إلى وَهائِه؛ لأنَّ الحَرفَ الواحِد يحوي عِدَة كيفيات للنُطق وأحيانًا اللفظة تختلف بإضافة حَرف أو جَمع أو تبديل حرف كالياء إلى التاء أو النون، وهكذا. أما الأحرف الستة الباقية فتختلف فيها الألفاظ مع اتفاق المعاني –كما بيّنا- والحمدُ لله على التوفيق، واللهُ المثستعان وعليه التِكلان.
10 - فتح الباري (19/ 33)، بتصرف، وهو ظاهِرُ اختيار العلامة (الطَبَري) –رحمه الله- كما في «تفسيره» (1/ 51).
11 - رواه مسلم.
12 - رواه مسلم.
13 - صحيح: رواه البخاري في عِدة مواضِع. قال (الحافِظُ) –رحمه الله: "وفيه إشارة إلى الحِكمَة في التَّعَدُّد المذكور وأنَّه للتيسير على القارئ" اهـ فتح الباري (19/ 31).
14 - فتح الباري (19/ 32)، بتصرف يسير، وانظر كلامًا مَتينًا رائِعًا للعلامة (ابن عطية) –رحمه الله- في "تفسير القرطبي" (1/ 94 مقدمة).
15 - روح المعاني للألوسي (1/ 60 مقدمة)، بتصرف.
16 - صحيح: رواه أبو داود (1477)، وصححه (الألباني) –رحمه الله- في صحيح الجامع (7843).
17 - تفسير القرطبي (1/ 90 مقدمة).
18 - السابِق.
19 - تفسير القرطبي (1/ 90 - 91 مقدمة)، بتصرف.
20 - «روح المعاني» للألوسي (1/ 61 مقدمة).
21 - قالَه الإمام (السيوطي) –رحمه الله-، كما في "روح المعاني" للألوسي –رحمه الله- (1/ 61)، بتصرف يسير جدًا. ونَقَلَ الحافِظُ (ابْنُ عَبْدِ البَر) –رحمه الله- إنكارَ أكثَرِ أهْلِ العِلم أن يكون مَعنى "الأحْرُف" اللُغات"؛ لهذا السَبَب [راجع: "فتح الباري" (19/ 33)].
22 - انظره في: "روح المعاني" (1/ 61 - 62 مقدمة).
23 - السابِق (1/ 62)، بتصرُّف.
24 - رواه مسلم.
25 - ووَرَدَت عِدَة أحاديث أخرى تؤيدُ هذا المعنى.
26 - تفسير القرطبي (1/ 90 مقدمة).
27 - تفسير الطَبَري (1/ 54 مقدمة)، مهم جدًا.
28 - بتصرف مِن «روح المعاني» / للألوسي: (1/ 61 مقدمة).
29 - قاله (المازري) –رحمه الله- كما في «شرح النووي –رحمه الله- على صحيح مسلم».
30 - قاله (ابن عطية) –رحمه الله- كما في "تفسير القرطبي" (1/ 93 مقدمة).
31 - «روح المعاني» / للألوسي: (1/ 60 مقدمة).
32 - صحيح: رواه أبو داود (1477)، وصححه (الألباني) –رحمه الله- في صحيح الجامع (7843).
33 - «روح المعاني» / للألوسي: (1/ 59 مقدمة)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/162)
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[25 - 03 - 03, 06:20 م]ـ
للرفع.
أين مُشاركاتكم أيها الأحباء؟؟؟!!!
ـ[طالب الحقيقة]ــــــــ[25 - 03 - 03, 11:31 م]ـ
أثابك الله خيرا
فقد سعدت بموضوعك الجميل،
وهذا من بركات الملتقى
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[29 - 03 - 03, 12:05 م]ـ
بسم الله
أخي محمد بن يوسف
لقد قرأت كثيراً حول موضوع الأحرف السبعة
ولا أخفيك بأني أعجبت بطرحك القيم والمرتب، وهو خلاصة طيبة لهذا الموضوع
وأرجو لك التوفيق والسداد
وعندي سؤال أشكل علي كثيراُ وهو
هل المصحف العثماني يشتمل على الأحرف السبعة؟
وسؤال آخر:
هل كان المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه مرتب السور؟
أرجو منك إجابة مفصلة مدعمة بالبراهين والأدلة على نفس طريقتك في بحثك السابق.
كما أني أخبرك بأني أحبك في الله، وأرجو منك المراسلة على بريدي الخاص
bnm1411@al-islam.com
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[23 - 04 - 03, 03:48 م]ـ
بسم الله
أخي الكريم محمد بن يوسف وفقك الله
السلام عليكم
لقد وصلتني رسالتك، وقد كتبت رداً، ولكن لعله لم يصلك، وإني أوجه لك دعوة خاصة للمشاركة معنا في ملتقى أهل التفسير على هذا الرابط:
http://www.tafsir.org/vb/index.php?s=
فأرجو أن تلبي الدعوة، وأشكرك على ما أبديته من جميل العبارات في رسالتك.
ـ[المحب الكبير]ــــــــ[23 - 04 - 03, 11:05 م]ـ
جزاك الله خيرا0000 أخي الكريم على هذا العرض الطيب
وقد كنت قرأت في هذه المسألة أكثر من مرة ولكن الفهم عزيز
سمعت الشيخ عبدالله بن الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله
يقول ذات مرة: إن الشيخ رحمه الله قال: ما درست مسألة إلا فهمتها
غير مسألتين:
1 - معنى الأحرف السبعة.
2 - متعلق النهي عند الأصوليين.
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[17 - 08 - 04, 12:46 ص]ـ
للرفع. وأرجو من شيوخنا الفضلاء المشاركة. وجزاكم الله خيرًا.
ملاحظة: الموضوع مكتوب -على "المُلتقى"- منذ سنة وسبعة أشهر! [لاحِظ فرقَي التاريخَين].
ـ[أيمن التونسي المديني]ــــــــ[31 - 03 - 09, 07:34 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[سعد أبو إسحاق]ــــــــ[31 - 03 - 09, 09:09 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي محمد بن يوسف
ـ[محمد أحمد الغمري]ــــــــ[14 - 12 - 09, 04:57 م]ـ
أثابكم الله على هذا التوضيح
ـ[يوسف البليدي]ــــــــ[22 - 07 - 10, 12:13 ص]ـ
باختصار وحسب معلوماتي القراءات السبع كلها تحت حرف واحد وهو حرف قريش والله اعلم(1/163)
تصويب الأخطاء الواقعة في كتاب البدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[11 - 01 - 03, 09:53 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فإنه من المعلوم لدى المهتمين بعلم القراءات منزلة كتاب البدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة للشيخ عبد الفتاح القاضي رحمه الله، فلا يكاد يستغني عنه قارئ ولا مقرئ، وهو مقرر على معاهد القراءات الأزهرية منذ زمن بعيد، وله العديد من الطبعات لكنها للأسف كلها تصوير من نسخة المعاهد الأزهرية، ومن أشهر طبعاته طبعة الحلبي بمصر وطبعة دار الكتاب العربي ببيروت وطبعة مكتبة الدار بالمدينة النبوية، وهذه الطبعات متحدة في ترقيم الصفحات تقريبا عدا طبعة مكتبة الدار فهي أقل بصفحتين
فمثلا صفحة 10 في طبعة دار الكتاب العربي تساوي صفحة 8 في طبعة مكتبة الدار
ورغم الأهمية العظيمة للكتاب فهو مليء بالأخطاء المطبعية وغيرها، وقد لاحظت أن بعض الأخطاء نقله المؤلف رحمه الله عن كتاب غيث النفع للصفاقسي، وبعض أخطاء البدور تناقلها العلماء الذين نقلوا عنه كالحصري في كتبه رواية قالون ورواية ورش ورواية الدوري، وكالشيخ كريم راجح حفظه الله في القراءات العشر على هامش المصحف، غفر الله للجميع ونفع بهم.
والأخطاء منها مطبعية واضحة كالمطبوع على الغلاف (من طريق الشاطبية والدرى) وصوابه (والدرة)، ونحو درياكم ص 82 صوابها دياركم، رح ص 110 صوابها روح، ومثل هذه الأخطاء لا تخفى على فطنة القارئ فتركت التنبيه عليها.
وسأذكر ما قد يلتبس على المبتدئين الذين يستعملون الكتاب في التحضير للقراءة، مستعينا بالله تعالى:
1 - ص 17 واستثني من هذه القاعدة كلمتان فلا إبدال له فيهما (أنبئهم) بالبقرة، و (نبئهم) بالقمر
الصواب: ونبئهم بالحجر والقمر [وقد صحح هذا الخطأ في بعض الطبعات]
2 - ص34 (فهي) أسكن الهاء قالون .... وضمها الباقون
الصواب: وكسرها الباقون
3 - ص62 (وكفلها زكريا) قرأ الكوفيون بتخفيف الفاء والباقون بالتشديد
الصواب: الكوفيون بتشديد الفاء والباقون بالتخفيف
4 - ص62 الممال: الكافرين
الصواب: الكافرين معا
5 - ص63 يشاء إلى
الصواب يشاء إذا
6 - ص 85 (سوء) فيه لحمزة النقل والإدغام
الصواب: (سوءا)
7 - ص88 لم يذكر في المدغم (فقد سألوا)
وقد أدغمها أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف
8 - ص 91 (إذ جاءكم) للبصري وهشام
الصواب: إذ جعل
9 - ص 93 (وليحكم أهل) لا يخفى ما لورش .. وما لخلف عن حمزة من السكت وتركه
الصواب: ليس لخلف سكت لأنه يقرأ بنصب يحكم فتكون الميم مفتوحة
10 - ص 98 (فيكون طيرا)
الصواب: فتكون طيرا
(يتبع إن شاء الله)
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[11 - 01 - 03, 06:59 م]ـ
جزاك الله خيراً وبارك فيك شيخنا.
تابع وفقك الله.
ـ[أبو مشاري]ــــــــ[11 - 01 - 03, 11:32 م]ـ
شيخنا بارك الله فيكم
اسمح لي المقاطعة ولكن كان لي سؤال
بالنسبة للروم في سورة يوسف ((مالك لا تأمنا على يوسف))
سمعت الشيخ إبراهيم الأخضر يقرأ بهذا الوجه في ختمة حفص بشكل مختلف عن الشيخ الحذيفي في ختمة حفص أيضا عندما قرأها أيضا بالروم، فهلا أرشدتمونا بعد سماع الشيخين إذا كان هناك خلل.
وحبذا إن كنتم تعلمون من من القرآء أصحاب الأشرطة قرء بالروم.
وجزاكم الله خير
ونأسف من جديد على قطع حديثكم.
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[12 - 01 - 03, 07:40 ص]ـ
الشيخ الكريم أبا مشاري وفقه الله
لقد استمعت إلى تلاوة الشيخين الحذيفي والأخضر حفظهما الله ووجدت أن تلاوة كليهما للفظ تأمنا تلاوة صحيحة، بالاختلاس وهو فك الإدغام والإسراع بالنطق بالنون الأولى بحيث تنطقها بثلثي ضمة، مع النطق بالنون الثانية مفتوحة بفتحة كاملة، إلا أن الذي أشكل عليك فيما أظن هو أن النون الثانية المفتوحة قد تتوهم أنها لا تظهر لأول وهلة في تلاوة الشيخ الأخضر لكنك إذا كررت الاستماع إليها وكان التسجيل نقيا سمعتها، ولعل هذا عيب في التسجيل.
وعلى كل حال فقد ذكرت من قبل أني لست أهلا لتقويم قراءة أحد، وأني - يعلم الله - أستمع إلى تلاوة الشيخ الحذيفي والشيخ الأخضر وأمثالهما، بغرض الاستفادة والتعلم.
وأود أن أنبه بهذه المناسبة على أن الوجه الذي قرأ به الشيخان المذكوران لفظ (تأمنا) [آية 11 سورة يوسف] الصواب أن يقال له الاختلاس وليس الروم، وإن جرت عادة بعض المصنفين على تسميته روما تساهلا لكنهم يعنون به النطق بثلثي الحركة، فيصبح الصواب تسميته اختلاسا، لأن الاختلاس هو النطق بثلثي الحركة بينما الروم هو النطق بثلث الحركة، والوجهان الجائزان لحفص هنا هما الإشمام والاختلاس، ولا يجوز عند أحد الاقتصار على النطق بثلث الحركة فقط، والله أعلم.
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[12 - 01 - 03, 07:56 ص]ـ
11 - ص111 ذكر في الممال لفظ قربى وأنها تمال للأصحاب وتقلل للبصري وورش بخلف
والصواب: هذا الربع ليس فيه لفظ قربى وإنما فيه لفظ القرى وحكمه الإمالة للبصري والأصحاب والتقليل لورش بلا خلف
12 - ص112 قال إذا سهل ورش آلذكرين وسط البدل أو مده فقط
والصواب أنه إذا سهل آلذكرين جاز له ثلاثة البدل، بل القصر متعين على طريق ابن غلبون فليس فيه سوى قصر البدل وله تسهيل آلذكرين
13 - ص137 يلمزك قرأ يعقوب بضم الميم والباقون بفتحها
والصواب: والباقون بكسرها
14 - ص138 معي أبدا قرأ شعبة والأخوان وخلف بإسكان الياء والباقون بفتحها
والصواب: قرأ شعبة والأخوان وخلف ويعقوب بإسكان الياء والباقون بفتحها
15 - ص152لقد جاءك وقد جاءكم أدغمها البصري وهشام والأخوان
الصواب:أدغمها البصري وهشام والأخوان وخلف
(يتبع إن شاء الله)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/164)
ـ[بشير أحمد بركات]ــــــــ[13 - 01 - 03, 02:16 م]ـ
شيخنا أبا خالد
اسمح لي بمداخلة:
في ص 15 من الكتاب
عند كلمة "الرحيم" عرف الشيخ رحمه الله الروم
أليس الصواب أن يقال: ولا يكون الروم إلا مع الوجه المقروء به وصلا ليدخل تحت هذا التعريف مثل: يشاء، شيء وغيرها عند ورش ...
والله أعلم
إذا ممكن أطلب منك أن تضع لنا الموضوع في ملف وورد بعد الانتهاء منه
أخوك الضعيف بشير
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[13 - 01 - 03, 06:50 م]ـ
الأخ الكريم الشيخ بشير
نعم قال المؤلف في ص 15 من الكتاب عند كلمة "الرحيم": (ولا يكون الروم إلا مع القصر)
لكن يحمل كلامه على أنه أراد في كلمة الرحيم وما أشبهها مما لا سبب في مده إلا السكون العارض، وهذا السكون العارض زال بسبب الروم فتعين القصر، وقد أوضح المؤلف هذا في مواضع أخرى من الكتاب، ولا شك أنه لو وضحه هنا لكان أولى وأبعد عن الإيهام.
وإلا فإن الروم كالوصل كما تفضلتم، وعلى الإنسان إذا وقف بالروم على كلمة أن يمدها المد الذي تمد به حال وصلها.
ـ[بشير أحمد بركات]ــــــــ[13 - 01 - 03, 08:16 م]ـ
ذكر المؤلف في نفس الصفحة (15) أن خلاد يقرأ الصراط وصراط كخلف عن حمزة أي بصاد مشمة صوت الزاي
وذكر الشيخ الضباع رحمه الله في شرح الشاطبية ص 33
أن لخلاد في هذا الموضع وجه آخر وهو بالصاد الخالصة
فما تعليقكم؟
--------------------
لم يتضح لي منهج المؤلف هل يذكر كل الموطن التي فيها الخلاف بالنسبة لأحكام النون الساكنة والتنوين
فلا يخفى عليكم ما لخلف عن حمزة وأبي جعفر فيها
فمثلا في ص 50: لم يذكر "زوجا غيره" هل أغفلها عمدا؟ أو سهوا؟
وكذا ص 55 وص 69: من خير
وص 72: من خلفهم
وغيرها من المواضع
أفيدونا مأجورين
أخوك الضعيف
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[13 - 01 - 03, 10:48 م]ـ
أخي الكريم الشيخ بشير
أولا: جزاكم الله خيرا على مداخلاتكم النافعة، والمجال مفتوح لكم وللجميع لذكر ما لديكم من استدراكات أو استشكالات في كتاب البدور بطبعاته الحالية ليعم النفع.
ثانيا: عبارة المؤلف ص 15 (وقرأ خلاد مثل خلف في الموضع الأول خاصة) وكلامه صحيح مطابق لما في الشاطبية
[بحيث أتى والصاد زايا أشمها ... لدى خلف واشمم لخلاد الاولا]
والمراد بالموضع الأول (اهدنا الصراط المستقيم) وأما الموضع الثاني (صراط الذين أنعمت عليهم) فلا إشمام فيه لخلاد ولا في غيره من المواضع سواء عرف الصراط أو نكر، وهذا طريق الشاطبية.
وأما في الطيبة فلخلاد أوجه، منها عدم إشمام صراط والصراط مطلقا في موضعي الفاتحة وفي جميع المواضع.
ثالثا: كأن منهج المؤلف إيراد أغلب مواضع ترك الغنة عند الواو والياء لخلف ومواضع الإخفاء عند الغين والخاء لأبي جعفر ولم يرد الحصر لذا تفوته أشياء كما تفضلتم، ولهذا فلا يعتمد على البدور فقط في حصر تلك المواضع، وحبذا لو جمعتم ما وقفتم عليه من ذلك لتعم الفائدة.
ـ[بشير أحمد بركات]ــــــــ[14 - 01 - 03, 03:15 م]ـ
شيخنا الفاضل
ننتظر حتى تكمل الموضوع فإن ظهر لي سقطا لم تنبهوا عليه ذكرته
وبارك الله فيكم وفي جهودكم
أخوك الضعيف بشير
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[16 - 01 - 03, 10:42 م]ـ
16 - ص 160 يابنيّ قرأ حفص بكسر الياء والباقون بفتحها
صوابه: قرأ حفص بفتح الياء والباقون بكسرها
17 - ص 173 هدانا معا لدى الوقف على الثاني
صوابه: هدانا معا لدى الوقف عليهما
18 - ص175 لم يذكر في المدغم (الألباب بسم الله) وقد أدغمه السوسي حال القراءة بوجه البسملة مع وصل الجميع
19 - ص175 الرياح قرأ حمزة بإسكان الياء وحذف الألف
صوابه: قرأ حمزة وخلف بإسكان الياء وحذف الألف
20 - ص183 لم يذكر في الممال لفظ توفى آية 111 النحل
(يتبع إن شاء الله)
ـ[بشير أحمد بركات]ــــــــ[29 - 01 - 03, 10:53 ص]ـ
أين أنت يا شيخ؟
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[13 - 02 - 03, 12:07 ص]ـ
21. ص 192 (أكلها) ضم الكاف نافع وابن كثير وأبو عمرو وأسكنهاالباقون
صوابه: العكس أسكنها نافع وابن كثير وأبو عمرو وضمها الباقون
22. (كهعيص) صوابه (كهيعص)
23. ص 204 (نسبحك كثيرا) أدغمها رويس بخلف عنه
صوابه: أدغمها رويس بلا خلف
24. ص 212 (فتحت يأجوج) خفف التاء ابن عامر وأبو جعفر ويعقوب وشددها سواهم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/165)
صوابه: العكس شدد التاء ابن عامر وأبو جعفر ويعقوب وخففها سواهم
25. ص 223 ذكر في الممال لفظ (الدنيا) وصوابه: الدنيا معاً [كعادته فيما تكرر مرتين فقد تكرر لفظ الدنيا مرتين في هذا الربع]
26. ص 223 (مبينات) فتح الياء الشامي وحفص والأخوان وخلف وكسرها غيرهم
صوابه: العكس كسر الياء الشامي وحفص والأخوان وخلف وفتحها غيرهم
27. ص 225 (خلق كل شيء) صوابه (خلق كل دابة)
28. ص 235 وضم حمزة ويعقوب هاء (عليهم)
صوابه: هاء (إليهم)
29. ص 239 ذكر في الممال (جاء)
صوابه: (جاء) معاً و (جاؤوا)
30. ص 242 (يناديهم) أسكن هاءها يعقوب
صوابه: ضم هاءها يعقوب
31. ص 243 ذكر في الممال (القربى) وذكر أنها تمال للأصحاب وتقلل بلا خلف لأبي عمرو وبخلف لورش
صوابه: (القرى) معا ًتمال للأصحاب وأبي عمرو وتقلل بلاخلف لورش
32. ص 259 وأبدل همزة (نشأ) في الحالين أبو جعفر وحده وعند الوقف فقط حمزة.
صوابه: وأبدل همزة (نشأ) في الحالين أبو جعفر وحده وعند الوقف فقط حمزة وهشام
33. ص 273 (وغساق) خفف السين حفص والأخوان وخلف وشددها سواهم
صوابه: العكس شدد السين حفص والأخوان وخلف وخففها سواهم
34. ص 283 (نحسات) أسكن السين نافع ..
صوابه: أسكن الحاء نافع ...
35. ص 287 ذكر في الممال (القرى) وذكر أنها ًتمال للأصحاب وأبي عمرو وتقلل بلاخلف لورش
صوابه: (القربى) تمال للأصحاب وتقلل بلا خلف لأبي عمرو وبخلف لورش
36. ص 291 (في السماء إله) ... ولورش وقنبل إبداها ألفا مع القصر
صوابه: ولورش وقنبل إبداها ياءً مع القصر
37. ص 291 (يرجعون) قرأ المكي والأخوان وخلف ورويس بتاء الخطاب والباقون بياء الغيبة
صوابه: العكس قرأ المكي والأخوان وخلف ورويس بياء الغيبة والباقون بتاء الخطاب
38. ص 299 ذكر في الممال (الدنيا معاً) وصوابه (الدنيا) حيث إنه ليس في هذا الربع سوى موضع واحد
39. ص 310 (دعا) وادي
صوابه: (دعا) واوي
40. ص 318 ذكر في الممال (قربى)
صوابه: (قرى) تمال للأصحاب وأبي عمرو وتقلل بلاخلف لورش
41. ص 320 (التوراة) بالإمالة لابن ذكوان والكسائي وخلف
صوابه: (التوراة) بالإمالة لأبي عمرو وابن ذكوان والكسائي وخلف
42. ص 324 (النشور ءأمنتم) ... وورش والبزي بالتسهيل من غير إدخال
صوابه: وورش والبزي ورويس بالتسهيل من غير إدخال
43. ص 332 (يمنى) قرأ حفص ويعقوب بياء الغيبة وغيرهما بتاء الخطاب
صوابه: قرأ حفص ويعقوب بياء التذكير وغيرهما بتاء التأنيث
44. ص 333 (بل تحبون) الإدغام للأخوين وهشام
صوابه: (بل تحبون) بالإدغام للأخوين فقط لأن هشاما يقرأ يحبون بالياء فلا يدغم
45. ص 337 ذكر في الممال: (شاءت) وصوابه: (شاء)
46. ص 338 ذكر في الممال: (شاء) الأربعة
وصوابه: (شاء) الثلاثة، لأنه لم يرد في هذا الربع سوى ثلاث مرات.
هذا آخر ما وقفت عليه من الأخطاء التي قد تخفى على من يطالع الكتاب، وتركت الإشارة إلى بعض الأخطاء المطبعية الواضحة التي لا تخفى على أحد، وأتمنى من المشايخ الكرام الذين لهم عناية بكتاب البدور ووقفوا على أخطاء مهمة فاتني التنبيه عليها أن يتكرموا بإفادتنا بها، ورحم الله الشيخ الجليل عبد الفتاح القاضي، وجعل كتابه البدور صدقة جارية في رصيد حسناته، والحمد لله رب العالمين.
ـ[بشير أحمد بركات]ــــــــ[24 - 02 - 03, 01:29 م]ـ
وهذا الملف بصيغة وورد
وماذا عن العشر الكبرى للشيخ محمد سالم محيسن المسمى
التسهيل
هل تفعل معه ما فعلت مع البدور .... وجه مبتسم
أخوك الضعيف
ـ[بشير أحمد بركات]ــــــــ[05 - 03 - 03, 02:56 م]ـ
.
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[07 - 05 - 03, 04:20 م]ـ
قال المؤلف رحمه الله في ص 78:
- (تجارة) قرأ الكوفيون بنصب الراء والباقون برفعها.
والصواب:
- (تجارة) قرأ الكوفيون بنصب التاء والباقون برفعها
ـ[أبو مشاري]ــــــــ[29 - 12 - 03, 07:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وهذه مداخلة جديدة، مع المعذرة فقد وضعتها هنا استكملا للمداخلة السابقة، و التي أفدتمونا فيها جزاكم الله خير.
ولكن الذي اقتضى إعادة السؤال أن أحد الإخوان قال لي أنه سئل أحد طلاب الشيخ إبراهيم الأخضر في مكة، فسأله عن قراءة الشيخ لـ (تأمننا) في سورة يوسف فقال له، إن الشيخ قرأها بنون خالصة، وقد اعتمد ذلك بقصد التعليم في ختمة المجمع.
إلا أن هذا الطالب ليس بكبير السن و يحمل سند من الشيخ، فلذلك أحببنا أن نطلع على تعقيبكم حفظكم الله.
وفي الحقيقة أخبرت بهذا الخبر أحد المشايخ المصريين من مشايخ القراءات عن هذه الحادثة، خاصة أنه استنكر عندما سمع الآية من الشيخ الأخضر، فعندما أخبرناه بخبر طالبه قال: نعم هو في الحقيقة هناك وجه بهذه القراءة إلا أن الشاطبي لم يذكره وهو موجود عند أبي شامة.
فهلا أفدتمونا شيخنا الفاضل بتعقيبكم،لا عدمنا الله من فوائدكم.
و جزاكم الله خير الجزاء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/166)
ـ[أبو مشاري]ــــــــ[02 - 01 - 04, 09:22 ص]ـ
للرفع
حتى يراه الشيخ الفاضل، وكل من يستطيع أن يفيدنا بمزيد من البيان
وجزاكم الله خير
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[02 - 01 - 04, 10:07 ص]ـ
أخي الكريم أبا مشاري حفظه الله
عبارة الأخ المشار إليه: " إن الشيخ قرأها بنون خالصة " عبارة مجملة تحتاج إلى استفصال، فإن قصد بالنون الخالصة الروم أو الاختلاس فهذا جائز، وهو عين ما ذكرته من قبل، وأما إن قصد أنه أظهر النون الأولى وقرأها بضمة كاملة، فالذي تلقيناه عن مشايخنا، ولم أطلع على غيره في كتاب من كتب القراءات التي اطلعت عليها أنه لا يجوز إظهار النون الأولى من (تأمنُنا) إظهاراً تاماً في أي قراءة من القراءات العشر، ولا حتى في الأربع الشواذ، إلا في رواية المطوعي عن الأعمش وهي من الشواذ فهو الوحيد الذي أجاز الإظهار والنطق بضمة كاملة، وإنما يجوز فقط في باقي القراءات الإشمام وهو ضم الشفتين وهو يرى ولا يسمع، والاختلاس (وسماه بعضهم هنا الروم) وهو النطق بثلثي ضمة النون الأولى وحذف ثلث الحركة، وفي بعض القراءات تقرأ بالإدغام المحض بلا روم ولا إشمام، أما الإظهار بحيث تنطق النون الأولى بضمة كاملة فهو خطأ، والوجه الذي قرأ به الشيخ إبراهيم هو وجه الاختلاس، وقد استمعت إليه أكثر من مرة ووجدته يقرؤها بالاختلاس، والمقصود بالتعليم هو تعليم الناس وجه الاختلاس، وأنه وجه جائز مقروء به، ولا يتصور أن يقرأ بنون مظهرة بحركة كاملة للتعليم، فما المصلحة من تعليم الناس الخطأ الذي لا تجوز القراءة به؟
هذا ما لديّ، والله أعلم.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[02 - 01 - 04, 12:55 م]ـ
تنبيهات جليلة جعلها الله في ميزان حسناتكم.
والعجيب في الأمر أن من سمى الروم عند تأمنا به هم ابن الجزري في النشر، وأبو شامة في إبراز المعاني والشيخ الضباع في إرشاد المريد وفي صريح النص وتبعه الشيخ عبد العزيز في تلخيص الصريح
نعم في كثير من شروحات المتأخرين للشاطبية النص على الاختلاس لكن هل هناك نص عن القدامى يفيد بأن ما هاهنا هو الاختلاس لا الروم.
ـ[أبو مشاري]ــــــــ[03 - 01 - 04, 05:40 ص]ـ
جزاك الله خيرا
وأحسن إليكم على هذه الفوائد التي تتكرمون بها علينا.
محبكم أبو مشاري
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[19 - 03 - 04, 06:34 ص]ـ
جزاك الله خيرا
وأحسن إليكم على هذه الفوائد التي تتكرمون بها علينا.
ـ[أم معين]ــــــــ[21 - 01 - 08, 03:34 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[21 - 01 - 08, 07:57 ص]ـ
وجزاكم الله خيرا
وكانت كتابة هذا التصويب سنة 2003 مـ
وللتنبيه فإن دار السلام للنشر طبعت البدور الزاهرة سنة 2004 مـ وصفّت الكتاب صفّا جديدا وليس تصويرا من الطبعات السابقة ولكن للأسف وجدت جميع الأخطاء السابقة بحالها كما هي، وزادوا عليها عددا آخر من الأخطاء ووجدت فيه سقطا لأسطر كاملة في موضع أو موضعين فأردت التنبيه لكي لا يعتمد عليه الطالب بدون مقابلة بطبعة أخرى أو كتاب آخر
ـ[أبو مريم السويسي]ــــــــ[21 - 01 - 08, 10:39 ص]ـ
أحسن الله إليكم
ـ[حمدان المطرى]ــــــــ[21 - 01 - 08, 10:54 ص]ـ
جزاك الله خيرا - شيخنا 00فلقد استفدنا منا فى التصويب والدروس العلمية التى وضعتها على الانترنت
ـ[أبو أسيد]ــــــــ[22 - 01 - 08, 10:18 م]ـ
فضيلة الشيخ/ أبو خالد
أنا لدي طبعة دار السلام 2005 مـ وأنا أعتمد عليها في التحضير فإن كانت توجد بها نفس الأخطاء فأرجوا التنبيه باسم السورة أو الربع لأن أرقام الصفحات تختلف لدي ........... وشكراًً
ـ[اسامة عبد الرافع]ــــــــ[08 - 06 - 08, 06:43 ص]ـ
جزاك الله خيرا على بيانك هذه الأخطاء
ويا حبذا الاهتمام بالكتاب تحقيقا وترتيبا وتنسيقا , حيث يعتبر مرجع مهم لطلاب القراءات حيث الملاحظ في طبعاته المختلفة عدم ذكر رقم الاية فيا حبذا كتابة رقم الاية من كل سورة أمام الكلمة المختلف فيها للتسهيل على طالب العلم في الرجوع الى الاية فورا دون البحث احيانا
ويا حبذا من يقوم بذكر الكلمات التي اشار بأنه ذكرحكمها وتكررت في ذكر الصفحة للرجوع إليها لمعرفة الحكم
رحم الله الشيخ وجزاك الله خيرا على ما بينته من ملاحظات.
ـ[اسامة عبد الرافع]ــــــــ[08 - 06 - 08, 03:31 م]ـ
هذا ما وجدته من أخطاء إضافة ما ذكر من قبلكم – حفظكم الله - في كتاب البدور الزاهرة للقاضي – رحمه الله – / طبعة دار الكتاب العربي الطبعة الاولى سنة 1401هجري – 1981 ميلادي
ص27 / قالوون والصواب قالون
ص69 / منزلين قرأ الشافعي والصواب الشامي
ص 78 / تجارة قرأ الكوفيون بنصب الراء والصواب التاء
ص 87 / (الدنيا بالإمالة للأصحاب والتقليل للبصري وورش بخلفه) يجب حذف ما ذكر لعدم وجود كلمة الدنيا في هذا الربع
ص 119 / ولقد جاءت والصواب وقد جاءت
ص125 / يأمركم والصواب يأمرهم
ص156 / رسلنا أسكن اللام البصري والصواب أسكن السين البصري
ص 167 / تفندوون والصواب تفندون
ص 180 / (فهو جلى) يجب حذفها لأنها غير موجودة في ذلك الربع
ص 188 / قرءان كله كبيرا ظهيرا جلى , والصواب قرءان كبيرا ظهيرا كله جلى
ص 195 / في المدغم (قال:) يجب حذفها
ص 212 / في الممال (وذكرى بالإمالة للأصحاب والبصري والتقليل لورش) يجب حذف ما ذكر لعدم وجود كلمة ذكرى في هذا الربع
ص215 / (فهو خير معا الطير شعائر ذكر الصلاة لتكبروا جلى) يجب حذفها لتكرارها
ص228 / في الممال لم يذكر كلمة الناس ءاية 50 من سورة الفرقان الموجودة في هذا الربع وإنما ذكرها في الربع اللاحق فيجب وضعها في الربع الموجودة فيه
ص 290 / ءالهتنا 00 فسهلها المدنيان 00 وأبو جعفر والصواب حذف وأبو جعفر
ص 292 / في المدغم (ولقد جاءهم) والصواب وقد جاءهم
ص 343 / سورة البلد لا أقسم ولا أقسم والصواب حذف ولا أقسم لعدم وجودها في السورة ويجب حذف في الموضعين وكتابة فيها بدلها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/167)
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[05 - 11 - 09, 01:31 ص]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الكريم و نفع بكم.
القراءات العشر المتواترة على هامش المصحف للشيخ كريم راجح حفظه الله ط/دار المهاجر 1994 م تفادت عددا لا بأس به من هذه الأخطاء _حسب اطلاعى المبدئى_ و قد طبعت دار السلام الكتاب (((محققا))) كما زعموا و لكنى لم أطلع عليه و توجد معلومات عن هذه الطبعة على هذا الرابط:
تحقيق كتاب البدور الزاهرة وبهامشه نفائس البيان للشيخ صبري كريم ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=16441)
ـ[محمد ال ياشا]ــــــــ[05 - 11 - 09, 04:39 ص]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل على هذه الفوائد و الدرر(1/168)
سؤال سريع: هل (جعفر) ممنوع من الصرف؟
ـ[عصام البشير]ــــــــ[14 - 01 - 03, 02:36 م]ـ
؟؟
ـ[مسدد2]ــــــــ[14 - 01 - 03, 04:07 م]ـ
جواب سريع!!
من ذاكرتي اقول نعم للعلتين: العَلَمية و وزن الفعل ..
فاجتماعهما يمنعنان الاسم من الصرف ..
فـ أحمد ممنوعة من الصرف لنفس الاسباب ..
والله اعلم
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[14 - 01 - 03, 04:52 م]ـ
كلا يا شيخنا الكريم عصاما
جعفر ليس ممنوعا من الصرف
نعم هو علم، ولكنه ليس على وزن الفعل، فوزن الفعل الذي يمنع من الصرف هو الوزن المختص بالأفعال، وأما جعفر فقد نص النحاة على أنه ليس بممنوع لأن وزنه (فعلل) وزن مشترك بين الأسماء والأفعال.
ـ[مسدد2]ــــــــ[14 - 01 - 03, 06:05 م]ـ
لكن قال الشيخ عبد الغني الدقر رحمه الله ما يلي مما يوهم انه من الممنوعات:
((6 العَلَمُ المَختومُ بألِفِ الإِلحاق:
كل ما كانَ كـ "عَلْقى" و "أرْطى" (العلقي: نبت، والأرطى: شجر) علمين يُمنع من الصَّرف، والمانعُ لهما من الصرف العلميةُ وشبهُ ألف الإِلحاق بألِفِ التأنيث، وأنهما مُلْحَقان بـ "جَعْفر".))
والله اعلم
ـ[مسدد2]ــــــــ[14 - 01 - 03, 06:20 م]ـ
بعد المراجعة،
ما قاله الاخ ابو خالد صحيح .. والذي اورده على القاعدة الصحيحة التي ذكرتها هو استثناء سليم صحيح، فجعفر مصروفة .. فجزاه الله خيرا ..
ويبقى عندي سؤال اذن:
وزن فعلل هل هو مختص بالاسم ام على السواء بين الاسم والفعل؟
فإن كان مختصا بالاسم، كان الصرف فيه قولا واحدا ..
وكانا على السواء فيه، افلا يكون في جعفر خلاف اذن؟
فما القول في ترجيح استعمال فعلل؟
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[14 - 01 - 03, 07:33 م]ـ
أخي الكريم الشيخ مسدد
على حد اطلاعي فإن جعفرًا مصروف قولا واحدا، ولا أعلم أحدا قال بمنعه من الصرف، والله أعلم.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[14 - 01 - 03, 08:50 م]ـ
نعم .. أؤيد الأخ أبا خالد.
فإنَّ جعفراً ليس ممنوعاً من الصرف.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[14 - 01 - 03, 09:17 م]ـ
إخوتي - بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
وكونه مصروفا هو الذي كنت أعلمه، لكن قال أحد المشايخ في جلسة حضرتها له اليوم: إن هذا الاسم ممنوع من الصرف.
ولما ناقشته بعدم وجود العلة المقتضية لذلك، لم يقتنع!!
وقد وجدتُ شواهد كثيرة من الشعر، لكنها لا تصلح دليلا في المسألة، لاحتمال الضرورة الشعرية!
-----------
ما رأيكم في هذا النقل من لسان العرب:
ونهشل: اسم رجل.
قال سيبويه: هو ينصرف لأنه فعلل، وإذا كان في الكلام مثل جعفر لم يمكن الحكم بزيادة النون ..
اهـ
ألا يكون هذا دليلا صريحا في المسألة من كلام سيبويه؟
ـ[أبو معاذ الدرديري]ــــــــ[30 - 11 - 07, 03:54 م]ـ
الجمهور على أنها مصروفة والقول بمنعها هو تفليد وسماع بدون تحقيق
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[13 - 03 - 08, 09:36 م]ـ
جزاكم الله خيراً ومما يؤكد ذلك قول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
"اصنعوا لآل جعفر طعاماً فإنه قد أتاهم ما يشغلهم "
رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجَهْ والحاكم بإسناد حسن
ثم لو تصفحنا لسان العرب وغيره من المعاجم لاتضح الأمر
ـ[الخزرجي]ــــــــ[14 - 03 - 08, 12:43 ص]ـ
جزاكم الله خيراً ومما يؤكد ذلك قول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
"اصنعوا لآل جعفر طعاماً فإنه قد أتاهم ما يشغلهم "
ما وجه الدلالة من الحديث؟!
ـ[مصطفى جعفر]ــــــــ[14 - 03 - 08, 01:54 ص]ـ
احتججت على نفسك أخي محمد عبدالكريم محمد فلم ترسل شيئًا
أم منعت الصرف عنا
طبعًا أمازحك(1/169)
هل قرأ أحد هذا الموضع بالإظهار؟
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[15 - 01 - 03, 12:28 ص]ـ
الحمد لله ...
أعني مطلع النمل حال الوصل:
(طس # تلك آيات ..... )
أرجو ممن يملك الإجابة أن يفيدني.
مع ذكر المصدر والإحالة.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[15 - 01 - 03, 01:33 ص]ـ
قرأ أبو جعفر بالسكت على جميع الحروف المقطعة في فواتح السور ويلزم من السكت الإظهار.
ملاحظة: قرأ حمزة بإظهار نون (طسم) في فاتحة الشعراء والقصص، وأما (طس) في فاتحة النمل فحمزة يخفي النون كبقية القراء عدا أبي جعفر.
والمرجع جميع كتب القراءات كالشاطبية والدرة والطيبة وشروحها، وكالنشر وتحبير التيسير
وانظر البدور الزاهرة ص 231 - 234، 235 - 239
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[15 - 01 - 03, 08:53 ص]ـ
الحمد لله ...
جزاك الله خيرا.
قد أجزت وأفدت.
فرج الله كربك , آمين.(1/170)
الدرة في القراءات الثلاث بعد السبع لابن الجزري
ـ[أبو الجود]ــــــــ[27 - 01 - 03, 04:30 م]ـ
أخوتي هذه الدره في القراءات الثلاث
أسأل الله لأن ينفع بها
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[27 - 01 - 03, 04:57 م]ـ
جاد الله عليك من جوده،وحفظك ورعاك وسددك، وجزاك الله خيرا على هذه الدرر التي تفيدنا بها بين الفينة والأخرى.
ـ[أبو الجود]ــــــــ[27 - 01 - 03, 07:49 م]ـ
أخي عبد الرحمن جزاك الله خيرا على ملتقى الأحبه و جعل كل ما يكتب فيه في ميزان حسناتك يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
أحبك في الله
و جميع أهل الملتقى المبارك
زادكم الله علما و فهما و فقها و عملا بالعلم
أبو الجود
ـ[أبو مصعب الجهني]ــــــــ[27 - 01 - 03, 09:03 م]ـ
أكرمك الله شيخنا كما أكرمتنا
وجزاك خيرا
ـ[بشير أحمد بركات]ــــــــ[28 - 01 - 03, 12:49 ص]ـ
زادك الله علما وفضلا
وأفاض عليك من جوده وكرمه
أخوك الضعيف بشير(1/171)
مسألة في التجويد
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[30 - 01 - 03, 04:34 م]ـ
السلام عليكم و لرحمة الله و بركاته ..... اخواني في الله، كثيرا ما يذكر في كتب المتقدمين أن صفة التكرير في الراء انما هي لحن و يجب أن يجتنب، و ذلك مذكور في كتب المتقدمين خاصة كالتمهيد لابن الجزري، و أطلقوا هذا الكلام و لم يذكروا ان كان المراد باللحن هو البالغة فيها، خاصة هند التشديد، و البعض الأخر ـ كما في التحفة ـ و كما في كتاب (عاية المريد في علم التجويد) للشيخ / عطية قابل نصر يذكرون أن التكرير من الصفات الملازمة للراء و لا يمكن أن تنفك عنها و انما اللحن هو المبالغة فيها و عدم السيطرة على اللسان فيها، فما هو الصحيح لمن كان عنده علم بالمسألة .... و بارك الله فيكم
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[30 - 01 - 03, 07:22 م]ـ
أخي الكريم أبا خالد العربي _ وفقك الله _
ليس في المسألة خلاف في الحقيقة، وإنما هو اختلاف في التعبير، والمقصود واحد، وهو ما ذكره الشيخ عطية، وعشرات من الأئمة من قبله، بل نفس الإمام ابن الجزري قال في المقدمة:
[وأخف تكريرا إذا تشدّد]
وهذا معناه أن غير المشددة لا تخف تكريرها، وهذا قد بينه شرّاح المقدمة الجزرية، فالتكرير: هو ارتعاد رأس اللسان عند النطق بالحرف، وتوصف الراء بالتكرير لقابليتها له إذا كانت مشددة، ثم إن كانت ساكنة. والمطلوب هو أن يلصق لافظ الراء ظهر اللسان بأعلى الحنك لصقاً محكماً، بحبث تخرج الراء مرة واحدة ولا يرتعد اللسان بها، وقال ابن الجزري أيضا: فليس التجويد بتمضيغ اللّسان , ولا بتقعير الفم , ولا بتعويج الفكّ , ولا بترعيد الصوت , ولا بتمطيط الشدّ , ولا بتقطيع المدّ , ولا بتطنين الغنّات , ولا بحصرمة الراءات , قراءةً تنفر منها الطّباع , وتمجّها القلوب والأسماع , بل القراءة السّهلة العذبة الحلوة اللّطيفة. اهـ
وقد فسرت الحصرمة التي نهى عنها ابن الجزري بأنها المبالغة في إخفاء تكرير الراء حتى تخرج كأنها طاء، من حصرم القوس: إذا شدّ وترها , وهذا حال من يبالغ جدا في إلصاق اللسان حتى ينحصر صوت الراء.
قال العلامة المارغني في النجوم الطوالع: المبالغة جدا في لصق اللسان حتى ينحصر الصوت بالكلية خطأ لأنه يؤدي إلى أن تكون الراء من الحروف الشديدة شدة كاملة مع أنها من المتوسطة بين الرخاوة والشدة.اهـ
وقال أبو البقاء العكبري (ت سنة 616) في إملاء ما من به الرحمن:
(بل رفعه الله) الجيد إدغام اللام في الراء لان مخرجهما واحد، وفى الراء تكرير فهى أقوى من اللام، وليس كذلك الراء إذا تقدمت لان إدغامها يذهب التكرير الذى فيها.اهـ
ويستفاد من كلامه أن الراء إذا لم تدغم لا يذهب التكرير الذي فيها بالكلية، والله أعلم.
ـ[حارث همام]ــــــــ[30 - 01 - 03, 07:50 م]ـ
جزى الله شيخنا أبا خالد خيراً ..
على هذه الفوائد التي قل أن نجدها لإغفال كثير من طلاب العلم بل المشايخ لهذا العلم والله المستعان.
ـ[أبي الفضل آل سالمان]ــــــــ[15 - 04 - 09, 03:17 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ خالد على هذه الافادة(1/172)
الوقف والابتداء عند أهل الأداء وعلاقته بالمعنى القرآنى
ـ[أبوعمرالألباني]ــــــــ[14 - 02 - 03, 12:21 م]ـ
نقلت هذا المقال من منتدى رسالة الإسلام لأهميته للمسلم
الوقف والابتداء عند أهل الأداء وعلاقته بالمعنى القرآنى
أ. د/ أحمد سعد الخطيب
أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وبعد:
فالواقع أن باب الوقف والابتداء باب هام جداً يجب على قارئ القرآن الكريم أن يهتم به، إذ هو دليل على فقهه وبصيرته؛ لأن القارئ قد يقف أحياناً على ما يخل بالمعنى، وهو لا يدرى. أو يبتدئ بما لا ينبغى الابتداء به.
فإن كان ذا بصيرة، فإنه لن يقف إلا على ما يتم به المعنى، اللهم إلا إذا اضطر إلى غير ذلك، فإن عليه حينئذٍ أن يعالج أمره بأن يرجع كلمة أو أكثر أى إلى موضع يجوز الابتداء به، فيستأنف قراءته بادئاً به، ومنتهياً بجملة تفيد معنى يجوز الوقوف عليه.
ومثل ذلك قل أيضاً فى الابتداء.
والهدف من وراء ذلك كله هو عدم الإخلال بنظم القرآن، ولا بما اشتمل عليه من معان. ولسوف يقف القارئ الكريم على أمثلة تطبيقية فيما هو آت – إن شاء الله تعالى - يدرك من خلالها ارتباط كل من الوقف والابتداء فى قراءة القرآن الكريم بالتفسير، ولكن من حق قارئنا علينا - قبل ذلك - أن نوقفه على معنى كل من الوقف والابتداء وأهم ما يتعلق بهما من أحكام.
تعريف الوقف والابتداء:
الوقف: هو قطع النطق عن آخر الكلمة.
والابتداء: هو الشروع فى الكلام بعد قطع أو وقف.
علاقة الوقف والابتداء بالمعنى أو التفسير:
قال الصفاقسى فى كتابه تنبيه الغافلين مبيناً أهمية معرفة الوقف والابتداء:
ومعرفة الوقف والابتداء متأكد غاية التأكيد، إذ لا يتبين معنى كلام الله، ويتم على أكمل وجه إلا بذلك، فربما قارئ يقرأ ويقف قبل تمام المعنى، فلا يفهم هو ما يقرأ ومن يسمعه كذلك، ويفوت بسبب ذلك ما لأجله يقرأ كتاب الله تعالى، ولا يظهر مع ذلك وجه الإعجاز، بل ربما يُفهم من ذلك غير المعنى المراد، وهذا فساد عظيم، ولهذا اعتنى بعلمه وتعليمه، والعمل به المتقدمون والمتأخرون، وألفوا فيه من الدواوين () المطولة والمتوسطة والمختصرة، ما لا يعد كثرة، ومن لا يلتفت لهذا، ويقف أين شاء، فقد خرق الإجماع، وحاد عن إتقان القراءة وتمام التجويد. ()
وهذا الكلام من عالم صرف حياته لخدمة القرآن كالصفاقسى، له وجاهته، وهو يؤكد ما قلته آنفاً عن ارتباط الوقف والابتداء بالتفسير.
وقال السخاوى فى تأكيد ذلك أيضاً:
فى معرفة الوقف والابتداء الذى دونه العلماء تبيين معانى القرآن العظيم، وتعريف مقاصده، وإظهار فوائده، وبه يتهيأ الغوص على درره وفرائده 00 وقد اختار العلماء، وأئمة القراء تبيين معانى كلام الله تعالى وجعلوا الوقف منبهاً على المعنى ومفصلاً بعضه عن بعض، وبذلك تلذ التلاوة، ويحصل الفهم والدراية، ويتضح منهاج الهداية. ()
من الآثار الدالة على وجوب معرفة الوقف والابتداء:
1 - حديث الخطيب الذى خطب بين يدى النبى - صلى الله عليه وسلم - قائلاً: من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما. ثم وقف على "يعصهما" ثم قال فقد غوى. هنا قال له النبى -صلى الله عليه وسلم -: "بئس الخطيب أنت" ()
وقد قال له النبى - صلى الله عليه وسلم - ذلك لقبح لفظه فى وقفه، إذ خلط الإيمان بالكفر فى إيجاب الرشد لهما، وكان حقه أن يقول واصلاً: ومن يعصهما فقد غوى. أو يقف على "فقد رشد" ثم يستأنف بعد ذلك " ومن يعصهما .. الخ" فهذا دليل واضح على وجوب مراعاة محل الوقف.
2 - روى عن ابن عمر - رضى الله عنهما - أنه قال: لقد غشينا برهة من دهرنا وإن أحدنا ليؤتى الإيمان قبل القرآن، وتنزل السورة على النبى - صلى الله عليه وسلم - فنتعلم حلالها وحرامها وأمرها وزجرها وما ينبغى أن يوقف عنده منها.
3 - وقال على - رضى الله عنه - لما سئل عن قوله تعالى: ((ورتل القرآن ترتيلاً)) () قال: الترتيل معرفة الوقوف وتجويد الحروف. ()
قال ابن الجزرى فى النشر: فى كلام على - رضى الله عنه - دليل على وجوب تعلم الوقف والابتداء ومعرفته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/173)
وفى كلام ابن عمر برهان على أن تعلمه إجماع من الصحابة - رضى الله عنهم - أجمعين وصح بل تواتر عندنا تعلمه والاعتناء به من السلف الصالح كأبى جعفر يزيد ابن القعقاع - أحد القراء العشرة - وإمام أهل المدينة الذى هو من أعيان التابعين، وصاحبه الإمام نافع بن أبى نعيم وأبى عمرو بن العلاء، ويعقوب الحضرمى، وعاصم بن أبى النجود - وهم من القراء العشرة - وغيرهم من الأئمة، وكلامهم فى ذلك معروف، ونصوصهم عليه مشهورة فى الكتب ومن ثم اشترطه كثير من أئمة الخلف على المجيز أن لا يجيز أحداً إلا بعد معرفته الوقف والابتداء، وكان أئمتنا يوقفوننا عند كل حرف، ويشيرون إلينا فيه بالأصابع سنة أخذوها كذلك عن شيوخهم الأولين -رحمة الله عليهم أجمعين. ا. هـ ()
4 - وروى أن عمر بن عبدالعزيز – رضى الله عنه – كان إذا دخل شهر رمضان قام أول ليلة منه خلف الإمام يريد أن يشهد افتتاح القرآن، فإذا ختم أتاه أيضاً ليشهد ختمه فقرأ الإمام قوله تعالى: ((وإذا قيل لهم لا تفسدوا فى الأرض قالوا إنما نحن مصلحون)) () ثم توقف عن القراءة وركع فعابه عمر وقال: قطعت قبل تمام القصة إذ كان ينبغى عليه أن يكمل الآية التى بعدها إذ فيها رد القرآن على دعواهم هذه وهو قوله سبحانه: ((ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ((()
5 - وأختم هذه الأدلة بحديث نبوى كما استهللتها به وهو حديث أبى بن كعب، قال: أتينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم - فقال: "إن الملك كان معى فقال: اقرأ القرآن، فعد حتى بلغ سبعة أحرف فقال: ليس منها إلا شاف كاف ما لم تختم آية عذاب برحمة، أو تختم رحمة بعذاب" ()
قال أبو عمرو الدانى: هذا تعليم التمام من رسول الله -صلى الله عليه وسلم - عن جبريل عليه السلام، إذ ظاهره دالّ على أنه ينبغى أن تقطع الآية التى فيها ذكر النار والعقاب وتفصل مما بعدها إذا كان بعدها ذكر الجنة والثواب، والأمر كذلك أيضاً إذا كانت الآية فيها ذكر الجنة والنار بأن يفصل الموضع الأول عن الثانى.
قال السخاوى معقباً: لأن القارئ إذا وصل غير المعنى، فإذا قال: ((تلك عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين)) () غيرّ المعنى وصير الجنة عقبى الكافرين. ()
مقدار الوقف:
روى عن ابن عباس - رضى الله عنهما - أن مقدار الوقف هو مقدار ما يشرب الشربة من الماء. وقيل: بل مقدار ما يقول: أعوذ بالله من النار ثلاث مرات أو سبع مرات.
مذاهب القراء فيما يعتبر فى تحديد مواضع الوقف والابتداء:
ذكر السيوطى فى الإتقان () مذاهب أئمة القراء فى ذلك فقال:
لأئمة القراء مذاهب فى الوقف والابتداء، فنافع كان يراعى تجانسهما بحسب المعنى، وابن كثير وحمزة حيث ينقطع النفس - وهو الوقف الاضطرارى - واستثنى ابن كثير قوله تعالى: ((وما يعلم تأويله إلا الله)) ()، وقوله تعالى: ((وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها قل إنما الآيات عند الله وما يشعركم)) ()، ()، وقوله تعالى: ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر)) () وعاصم والكسائى - يقفان - حيث تم الكلام، وأبو عمرو يتعمد رءوس الآيات، وإن تعلقت بما بعدها، اتباعاً لهدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسنته - حيث - روى أبو داود وغيره عن أم سلمة أن النبى - صلى الله عليه وسلم - " كان إذا قرأ قطع قراءته آية آية يقول: بسم الله الرحمن الرحيم، ثم يقف، الحمد لله رب العالمين، ثم يقف، الرحمن الرحيم، ثم يقف" ()
أقسام الوقف
قسم العلماء الوقف إلى أقسام عدة مختلفين فى اتجاهاتهم نحو هذا التقسيم، والذى يترجح لدى واستقر الرأى عندى على اختياره من بين ما ذكره العلماء من
أقسام أن الوقف ينقسم إلى قسمين:
الأول: وقف اضطرارى:
وهو ما اضطر إليه بسبب ضيق تنفس، ونحوه، كعجز ونسيان، فعلى القارئ وصله بعد أن يزول سببه، وذلك بأن يبدأ من الكلمة التى وقف عليها إن صلحت للابتداء بها، وإلا ابتدأ بعد وقف صالح مما قبلها.
الثانى: وقف اختيارى:
وهو ما قصد لذاته من غير عروض سبب من الأسباب فهو مما يختاره القارئ ويقصده للاستراحة والتنفس، وهذا القسم الثانى هو المقصود بالحديث عن الوقف، لأنه هو الذى يعتمد عليه فقه القارئ وبصيرته حيث تظهر فيه شخصيته فى اختيار ما يقف عليه وما يبتدئ به.
ثم إن هذا القسم ينقسم إلى أقسام هى:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/174)
1 - الوقف التام ويسمى " المختار"
وهو الوقف على كلام لا تعلق له بما بعده لا من جهة اللفظ ولا من جهة المعنى، أو الذى انفصل عما بعده لفظاً ومعنى. () والتام نفسه يتفاوت فى درجة تمامه ما بين تام وأتم، والأتم أدخل فى كمال المعنى من التام؛ لأن التام قد يكون له تعلق بما بعده على احتمال مرجوح، أو يكون بعده كلام فيه تنبيه وحث على النظر فى عواقب من هلك بسوء فعله فيكون الوقف عليه أتم من الوقف على آخر القصة.
ومثال ذلك قوله تعالى: ((وإنكم لتمرون عليهم مصبحين. وبالليل أفلا تعقلون)) () حيث الوقف على "وبالليل" تام وعلى " أفلا تعقلون" أتم.
ومن أمثلة الوقف التام أيضاً قوله تعالى عن لسان بلقيس: ((إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون)) () حيث أن الوقف على "أذلة " تام عند الجمهور، وسيأتى تفصيل الكلام عن هذا المثال فيما هو آت إن شاء الله أثناء الحديث عن النماذج التطبيقية.
وقد يكون الوقف تاماً على قراءة دون قراءة، ومن ذلك قوله تعالى:
((الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد. الله الذى له ما فى السموات وما فى الأرض)) () حيث أن الوقف على ((صراط العزيز الحميد)) تام على قراءة من رفع لفظ الجلالة "الله". وأما على قراءة من خفض لفظ الجلالة "الله" فليس بتام بل هو وقف حسن.
وبالجملة فإن الوقف التام يتحقق تحققاً ثابتاً فى بعض المواضع منها - كما ذكر السيوطى-: آخر كل قصة، وما قبل أولها، وآخر كل سورة، وقبل يا النداء، وقبل فعل الأمر والقسم ولامه دون القول، والشرط ما لم يتقدم جوابه ………. ()
2 - الوقف الكافى ويسمى "الصالح، والمفهوم"، والجائز" () وهو الوقف على كلام لا تعلق له بما بعده من جهة اللفظ لكن له تعلق به من جهة المعنى.
ومعنى ما جاء فى التعريف من كون هذا الكلام الذى يوقف عليه وقفاً كافياً لا تعلق له بما بعده من جهة اللفظ يعنى أنه لم يفصل فيه بين المبتدأ وخبره، ولا بين النعت ومنعوته، ولا بين المستثنى والمستثنى منه، ولا بين التمييز ومميزه، ولا بين الفاعل وفعله ……. ونحو ذلك.
وأما كونه له تعلق به من جهة المعنى فكأن يكون الكلام الذى جاء بعد محل الوقف الكافى تماماً لقصة أو وعد أو وعيد أو حكم أو احتجاج أو إنكار.
وحكم هذا الوقف:
أنه كالوقف التام من حيث جواز الوقف عليه والابتداء بما بعده. وإن كان أقل تمكناً من هذا الجواز من التام. وقد ذكر الصفاقسى له مثالاً ودليلاً على جوازه فى ذات الوقت وهو ما جاء فى صحيح البخارى بالسند المتصل عن عبدالله بن مسعود - رضى الله عنه - قال: قال لى النبى - صلى الله عليه وسلم - " اقرأ علىّ القرآن. قلت: أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: فإنى أحب أن أسمعه من غيرى. فقرأت عليه سورة النساء حتى بلغت ((فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا)) قال أمسك، فإذا عيناه تَذْرِفان" () قال الصفاقسى بعد ذكر هذا الحديث:
وهو استدلال ظاهر جلى باهر لأن القطع أبلغ من الوقف وقد أمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابن مسعود عند انتهائه إلى "شهيداً" والوقف عليه كاف وقيل: تام والأول هو المشهور ومذهب الجمهور، وعليه اقتصر ابن الأنبارى والدانى والعمانى والقسطلانى وغيرهم.
وهذا هو الظاهر لأن ما بعده مرتبط به من جهة المعنى لأن الآية مسوقة لبيان حال الكفار يوم المجئ حتى إنهم من شدة الهول وفظاعة الأمر يودون أنهم كانوا تراباً وصاروا هم والأرض شيئاً واحداً، ولا يتم هذا المعنى إلا بما بعده وهو قوله تعالى: ((يومئذٍ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثاً)) فلو كان الوقف عليه - أى على "شهيداً" - غير سايغ ما أمر به - صلى الله عليه وسلم - مع قرب التام المجمع عليه منه وهو تذييل الآية المذكورة آخراً وهو قوله سبحانه ((ولا يكتمون الله حديثاً)) ()، ()
وفى الإتقان: يدخل تحت هذا الوقف كل رأس آية بعدها لام كى وإلا بمعنى لكن - يعنى الاستثناء المنقطع - وإن المشددة المكسورة، والاستفهام، وبل، ولا المخففة، والسين وسوف، ونعم وبئس وكيلا مالم يتقدمهن قول وقسم. ()
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/175)
3 - الوقف الحسن: عرفه السيوطى بأنه "الذى يحسن الوقف عليه ولا يحسن الابتداء بما بعده" () لتعلقه به لفظاً ومعنى () وذلك كأن تقف على كلام مفيد فى ذاته بحيث إذا لم تذكر ما بعده لأخذ منه معنى يحسن السكوت أو الوقف عليه. وذلك كأن يأخذ الفعل فاعله، والمبتدأ خبره، والشرط جوابه. كل ذلك الوقف عليه حسن، وقد يرتقى فى الحسن إلى درجة الأحسنية بأن يضاف إلى ما ذكر وصف ونحوه.
ومثاله الوقف على ((الحمد لله …… .. )) () فإنه أفاد معنى بذاته، لذلك فإن الوقف عليه حسن لكن لا يحسن الابتداء بما بعده لأنه صفة له، فلا يحسن أن يبتدئ بـ ((رب العالمين)) لأنه مجرور حيث هو نعت لما قبله، فيترتب عليه الفصل بين النعت ومنعوته، ويترتب عليه أيضاً البدء بمجرور والأصل أن يبتدأ بمرفوع. إذ المبتدأ مرفوع أما المجرور فلابد من ذكر عامله معه. والحاصل أنه إن حسن الوقف على (الحمد لله) فإن الابتداء بـ (رب العالمين) لا يحسن لكونه صفة لما قبله، ويستثنى من هذه القاعدة كما يقول الصفاقسى ما لو كان "الموقوف عليه رأس آية، فلا يعيد ما وقف عليه لأنهن فى أنفسهن مقاطع؛ ولأن النبى - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قرأ قطّع، ويقف عليها ولم يفرق بين ما هو متعلق بما قبله وغيره، بل جعل جماعة الوقف على رءوس الآى سنة، واستدلوا على ذلك بالحديث الذى رواه الترمذى بسند صحيح "أن النبى - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قرأ قطّع قراءته آية آية يقول: بسم الله الرحمن الرحيم ثم يقف ثم يقول: الحمد لله رب العالمين ثم يقف ثم يقول: الرحمن الرحيم ثم يقف ثم يقول: مالك يوم الدين ……." ()
ثم يقول الصفاقسى أيضاً:
وإنما ذكروا هذا الحسن ليتسع الأمر على القارئ فربما ضاقت نفسه قبل الوصول إلى التام والكافى لا سيما ما كان من ضيق الحنجرة، فللإنسان طاقة محدودة من الكلام الذى يجمعه فى نفس واحد. ()
وبعد فهذه هى الأقسام الثلاثة التى يجوز فيها الوقف مع التفاوت بينها فى التمكن من هذا الجواز. فيندب فى حق القارئ الوقوف على الأتم وإلا فالتام، فإن لم يستطع فعلى الأكفى وإلا فعلى الكافى، فإن لم يستطع فعلى الجائز - الحسن - "ويعيد ما وقف عليه إلا أن يكون رأس آية، ولا يعدل عن هذه إلى المواضع التى يكره الوقوف عليها إلا من ضرورة كانقطاع نفس ويرجع إلى ما قبله ليصله بما بعده فإن لم يفعل عوتب ولا إثم عليه" ()
4 - الوقف القبيح:
هذا هو القسم الرابع من أقسام الوقف الاختيارى وقد عرفه السيوطى بأنه "الذى لا يفهم المراد منه" () وذلك كأن يقرأ سورة الفاتحة فيقول "الحمد" ويقف فإنه لم يفد معنى، أو أن يفصل بين المضاف والمضاف إليه كأن يقف على (رب) دون (العالمين) أو على (مالك) دون (يوم الدين) فذلك قبيح أيضاً؛ لأن المضاف والمضاف إليه كالشئ الواحد.
وبالجملة فإن كل ما لا يفيد معنى ولا يفهم المراد منه فإن الوقف عليه قبيح. وأقبح منه الوقف الذى يفسد المعنى، ويثبت خلاف المقصود. وذلك كمن يقف على (ولأبويه) من قوله سبحانه: ((وإن كانت واحدة فلها النصف ولأبويه)) () فإنه يوهم أن للأبوين النصف كذلك، وهذا خلاف المقصود، حيث إن فى بقية الآية تفصيلاً لحق الأبوين ((ولأبويه لكل واحد منهما السدس ………)) الخ. فالوقف على (فلها النصف) وقف أكفى، والوقف على (ولأبويه) وقف أقبح.
ومثاله أيضاً الوقف على (والموتى) من قوله سبحانه: ((إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى)) () فهو يوهم أن الموتى يستجيبون كذلك. والمقطوع به أنه ليس هناك تكليف بعد الموت حتى يوصف الموتى بالاستجابة وعدمها. أو يوهم أن الموتى يسمعون لو جعلنا العطف على فاعل (يسمعون) وهو واو الجماعة.
قال الصفاقسى: وليس كذلك، بل (الموتى) يستأنف، سواء جعلته مفعولاً لفعل محذوف يفسره الفعل المذكور بعده أى ويبعث الله الموتى، أو جعلته مبتدأ وما بعده خبره، فالوقف على (يسمعون) هو أكفى وقيل: تام. ()
ومنه أيضاً أن يقف على قوله تعالى: (قالوا) من قوله سبحانه ((لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم)) () أو قوله سبحانه ((لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة)) () لأن الابتداء بما بعد قالوا فى الآيتين يؤدى إلى إثبات ما هو كفر، لذلك قال السيوطى: من تعمده وقصد معناه فقد كفر. ()
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/176)
ومنه أن يقف على ((فويل للمصلين)) () مع أنه رأس آية، ومنه أيضاً الوقف على المنفى دون المثبت فى نحو قوله سبحانه: ((فاعلم أنه لا إله إلا الله)) () إذ الوقف على (لا إله) نفى للألوهية وهو كفر لو اعتقد القارئ ذلك أو تعمده. أو قوله سبحانه ((وما أرسلناك إلا مبشراً ونذيراً)) () فالوقف على (وما أرسلناك) نفى لرسالته - صلى الله عليه وسلم -، فلا يجوز تعمد ذلك ولا اعتقاده.
وهنا أنبه على أن كل ذلك قبيح أو أقبح فى حق من اختار الوقف، ولا يدخل فى ذلك من اضطر إلى الوقف بسبب انقطاع النفس أو نسيان ونحوه، فإن على القارئ حينئذٍ أن يرجع إلى موضع يجوز الابتداء به وصولاً إلى موضع يجوز الوقف عليه، وبذلك يكون الكلام قد انتهى عن الوقف واقسامه.
الابتداء ومراتبه
مضى تعريف الابتداء وأنه: الشروع فى القراءة بعد قطع أو وقف. وإذا كان الذكر قد سبق بأن الوقف لا يكون إلا على ما يتم به المعنى ويوفى بالمقصود، فإن الابتداء كذلك أيضاً لا يجوز أن يبتدأ إلا بما هو مستقل المعنى، بل إن هذا الشأن فى الابتداء آكد واشد إلزاماً؛ لأن الابتداء يكون باختيار القارئ لا تلجئه إليه ضرورة كما هو الحال فى الوقف أحياناً.
وتتفاوت مراتب الابتداء تماماً كتفاوت مراتب الوقف من حيث التمام والكفاية والحسن والقبح. والقبيح منه يتفاوت فى القبح ما بين قبيح وأقبح وذلك كمن يقف على قوله تعالى: ((لقد كفر الذين قالوا)) ثم يستأنف ((إن الله ثالث ثلاثة)) أو ((إن الله هو المسيح ابن مريم)) وقد مضت الإشارة إلى ذلك قريباً، ويلحق بذلك أيضاً من وقف على قوله تعالى: ((لقد سمع الله قول الذين قالوا)) ثم يستأنف ((إن الله فقير ونحن أغنياء)) () أو كمن يقف مضطراً على قوله تعالى: ((وما لى)) ثم يستأنف ((لا أعبد الذى فطرنى)) () ونحو ذلك مما أفاض فى التمثيل له العلماء كالسيوطى والصفاقسى.
وتفاوت مراتب الوقف هذه إنما مرجعه إلى المعنى، فما يكون مؤدياً لمعنى جديد مستأنف هو الذى يكون الابتداء به فى أرقى درجاته وهلم جرا.
قال السيوطى: لا يجوز - الابتداء- إلا بمستقل المعنى موف بالمقصود، وهو فى أقسامه كأقسام الوقف الأربعة ويتفاوت تماماً وكفاية وحسناً وقبحاً، بحسب التمام وعدمه وفساد المعنى وإحالته.
ثم ساق بعض الأمثلة للقبيح والأقبح فارجع إليه. () حيث إن فيما ذكرناه غنية وكفاية.
والسلف الصالح - رضى الله عنهم - كانوا يراعون مواضع الوقف والابتداء تمام المراعاة خشية أن يقف الواحد منهم على مالا يجوز أو أن يبتدئ بما لا ينبغى بل إن بعضهم كان "إذا قرأ ما أخبر الله به من مقالات الكفار يخفض صوته بذلك حياءً من الله أن يتفوه بذلك بين يديه" () وليس معنى ذلك أن من يجهر بمثل ذلك يكون مخطئاً أو لم يراع قواعد الأدب مع الله لأن السر والجهر بالنسبة إلى الله تعالى سواء. قال تعالى: ((وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور)) ()
ومن العلماء الذين نبهوا على وجوب مراعاة ذلك الإمام مكى بن أبى طالب فى كتابه الكشف عن وجوه القراءات السبع، وضرب على ذلك بعض الأمثلة على ما لا يجوز الابتداء به ومن ذلك الابتداء فى القراءة بقوله تعالى ((الله لا إله إلا هو)) () بعد الاستعاذة مباشرة فإنه غير سائغ؛ لأن القارئ يصل "الرجيم" بلفظ الجلالة وذلك قبيح فى اللفظ يجب الكف والامتناع عنه إجلالاً لله وتعظيماً له.
ومنه أيضاً الابتداء بقوله تعالى: ((إليه يرد علم الساعة)) () بعد الاستعاذة مباشرة لأن القارئ يقول: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. إليه يرد علم الساعة" فيصل ذلك بالشيطان وهو قبيح جداً. ()
ما يشترط فيمن يقوم بتحديد مواضع الوقف والابتداء
ليس لكل واحد من الناس أن يحدد مواضع الوقف والابتداء بل ينبغى توفر شروط فيمن يقوم بشأن تحديد مواضع الوقف والابتداء منها:
1 - العلم بالنحو: حتى لا يفصل -بالوقف - بين المبتدأ وخبره أو بين المتضايفين - أى المضاف والمضاف إليه - أو بين المستثنى والمستثنى منه اللهم إلا إذا كان هذا الاستثناء منقطعاً، فإن العلماء قد اختلفوا فيه على ثلاثة أقوال:
أ- قال بعضهم: يجوز الفصل مطلقاً، لأنه فى معنى مبتدأ حذف خبره للدلالة عليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/177)
ب- وقيل: هو ممتنع مطلقاً لأن المستثنى فى حاجة إلى المستثنى منه - فى هذه الحالة - من جهة اللفظ والمعنى حيث لم يعهد استعمال إلا الاستثنائية وما فى معناها إلا متصلة بما قبلها لفظاً، ومعنى كذلك لأن ما قبلها مشعر بتمام الكلام فى المعنى، إذ قولك: ما فى الدار أحد هو الذى صحح: إلا الحمار. فلو قلت: إلا الحمار وحده لكان خطأ.
ج- وقيل: الأمر يحتاج إلى تفصيل، فإن صرح بالخبر جاز لاستقلال الجملة واستغنائها عما قبلها، وإن لم يصرح به - أى الخبر - فلا يجوز لافتقارها. ()
وبالجملة، فإن معرفته بعلم النحو تجعله لا يقف على العامل دون المعمول، ولا على المعمول دون العامل، ولا على الموصول دون صلته، ولا على المتبوع دون تابعه، ولا على الحكاية دون المحكى، ولا على القسم دون المقسم به، أو غير ذلك مما لا يتم به المعنى. يضاف إلى ذلك أن الوقف قد يكون تاماً على إعراب غير تام على إعراب آخر، فظهر بذلك ضرورة العلم بالنحو لمن يقوم بتحديد مواضع الوقف والابتداء.
2 - العلم بالقراءات: لأن الوقف قد يكون تاماً على قراءة، غير تام على قراءة أخرى.
3 - العلم بالتفسير: لأن الوقف قد يكون تاماً على تفسير معين، غير تام على تفسير آخر.
4 - العلم بالقصص: حتى لا يقطع قبل تمام قصة.
5 - العلم باللغة: التى نزل عليها القرآن.
هذه الشروط اشترطها ابن مجاهد، ونقلها عنه السيوطى موجزة. () واشترط غير ابن مجاهد العلم بالفقه كذلك.
قال صاحب هذا الرأى: ولهذا فإن من لم يقبل شهادة القاذف وإن تاب فإنه يقف عند قوله تعالى: ((ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا)) ()، وأما من قالوا بقبول شهادته إذا تاب ومن جملة ذلك إقامة الحد عليه، أقول: هؤلاء يصلون الآية بالآية التى بعدها ((إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا))
قال النكزاوى مقرراً ضرورة علم الفقه للقارئ:
لابد للقارئ من معرفة بعض مذاهب الأئمة المشهورين فى الفقه؛ لأن ذلك يعين على معرفة الوقف والابتداء؛ لأن فى القرآن مواضع ينبغى الوقف على مذهب بعضهم فيها بينما يمتنع على مذهب آخرين. ()
والذى ينبغى علمه أن كلاً من التفسير والوقف مرتبط بالآخر، وهذه الحقيقة نتصورها أحياناً فى القراءة الواحدة، وأحياناً فى القراءات المختلفة.
قال السيوطى مقرراً هذه الأخيرة: الوقف قد يكون تاماً على قراءة غير تام على أخرى … .. والوقف يكون تاماً على تفسير وإعراب غير تام على تفسير وإعراب آخر. () ومثال هذا: الوقف على ((لا ريب)) () فإنه يكون تاماً إن جعلنا ((فيه هدى)) مبتدأً وخبراً وهو اتجاه نافع وعاصم، ولو جعلنا الجار والمجرور (فيه) متعلقاً بـ (لا ريب) فالوقف يكون على (لا ريب فيه) ويستأنف بعد ذلك بـ (هدى للمتقين) أى: هو هدى، فعلى الأول الوقف تام على قول أصحاب الوقف، وعلى المعنى الثانى الوقف كاف. ()
أمثلة تطبيقية تؤكد مدى ارتباط
كل من التفسير والوقف بالآخر غير ما ذكر
1 - قال تعالى)) هو الذى أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين فى قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون فى العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا)) ()
وشاهدنا من هذه الآية هو قوله سبحانه: ((وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون فى العلم……)) حيث قال الجمهور (): الوقف على قوله: (إلا الله) وقف تام. وقال غيرهم: ليس تاماً بل يوصل بما بعده ولا يوقف عليه.
تفسير الآية على رأى الجمهور:
الله عز وجل فى هذه الآية يذكر لنبيه - صلى الله عليه وسلم - وللناس أجمعين أنه أنزل القرآن فيه المحكم الواضح، والمتشابه غير الواضح () ثم بين بعد ذلك أن أهل الزيغ الحاقدين يتبعون هذا المتشابه بهدف التشكيك وإثارة البلبلة بين صفوف المؤمنين، مع أن المتشابه لا يعلمه إلا الله وحده فقط، وعلى ذلك فالجملة التى بعد هذا الوقف وهى قوله: (والراسخون فى العلم يقولون …….) ليست معطوفة على لفظ الجلالة، بل الواو للاستئناف و "الراسخون" مبتدأ وجملة "يقولون" خبر فالجملة هذه مقطوعة إذن عما قبلها، وقد قال بهذا القول كل من:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/178)
ابن عمر وابن عباس وعائشة وعروة بن الزبير وعمر بن عبدالعزيز وأبى الشعثاء وأبى نهيك، وهو مذهب الكسائى والفراء والأخفش وأبى عبيد وحكاه ابن جرير الطبرى عن مالك واختاره. ()
تفسير الآية على رأى غير الجمهور:
وبناء على رأى غير الجمهور يكون المعنى أن الراسخين فى العلم المتمكنين منه يعلمون أيضاً تأويل المتشابه، فقوله سبحانه (والراسخون فى العلم يقولون …….) ليس مقطوعاً عما قبله ولكن معطوفاً عليه، فالواو للعطف و "الراسخون" معطوف على لفظ الجلالة و "يقولون" حال. وهذا الرأى منقول عن مجاهد وابن عباس فى قول آخر حيث نقل عنه أنه قال: أنا ممن يعلم تأويله.
ومن هنا نعلم أن تفسير الآية قد اختلف بناءً على اختلاف القراء حول موضع الوقف فيها. وإن شئت قلت: إن موضع الوقف قد اختلف حسب اختلاف نظرة العلماء إلى تفسيرها، فالتلازم واضح وظاهر بين موضع الوقف والتفسير.
هذا وقد حاول بعض العلماء التوفيق بين الرأيين ومنهم ابن عطية الذى قال: وهذه المسألة إذا تؤملت قرب الخلاف فيها من الاتفاق وذلك أن الله تعالى قسم آى الكتاب قسمين: محكماً ومتشابهاً فالمحكم هو المتضح المعنى لكل من يفهم كلام العرب ولا يحتاج فيه إلى نظر ولا يتعلق به شئ يلبس ويستوى فى علمه الراسخ وغيره.
والمتشابه يتنوع، فمنه مالا يعلم البتة كأمر الروح وآماد المغيبات التى قد علم الله بوقوعها إلى سائر ذلك، ومنه ما يحمل على وجوه فى اللغة ومناح فى كلام العرب فيتأول تأويله المستقيم، ويزال ما فيه مما عسى أن يتعلق به من تأويل غير مستقيم كقوله تعالى فى عيسى ((وروح منه)) () إلى غير ذلك، ولا يسمى أحد راسخاً إلا بأن يعلم من هذا النوع كثيراً بحسب ما قدر له، وإلا فمن لا يعلم سوى المحكم فليس يسمى راسخاً. ()
وقال الشوكانى: ومن أهل العلم من توسط بين المقامين فقال: التأويل يطلق ويراد به فى القرآن شيئان، أحدهما: التأويل بمعنى حقيقة الشئ وما يؤول أمره إليه … .. فإن أريد بالتأويل هذا فالوقف على الجلالة - تام - لأن حقائق الأمور وكنهها لا يعلمه إلا الله عز وجل … .. وأما إن أريد بالتأويل المعنى الآخر وهو التفسير والبيان فالوقف على (والراسخون فى العلم) لأنهم يعلمون ويفهمون ما خوطبوا به بهذا الاعتبار. ()
وحاصل ذلك أننا لو نظرنا بإمعان إلى رأى الفريقين لأدركنا أن كل فريق قد أصاب الحقيقة من وجه وذلك بأن نحمل رأى المعارضين لمعرفة الراسخين فى العلم لتأويل المتشابه نحمله على نوع منه وهو الذى استأثر الله بعلمه، فهذا لا اطلاع لأحد عليه إلا الله كوقت الساعة وخروج الدابة ونزول المسيح ….الخ
ونحمل رأى المؤيدين على المتشابه الذى يعرف المراد منه بالبحث والنظر، فإن الراسخين فى العلم يعلمون تأويله حيث هم أهل البحث والنظر، وذلك مثل المتشابه الذى يرجع التشابه فيه إلى اللفظ المفرد من جهة غرابته أو اشتراكه أو ما يرجع التشابه فيه إلى تركيب الكلام ونحو ذلك. ()
(2) - قال تعالى:
((ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتنى اتخذت مع الرسول سبيلاً. يا ويلتى ليتنى لم أتخذ فلاناً خليلاً. لقد أضلنى عن الذكر بعد إذ جاءنى وكان الشيطان للإنسان خذولاً)) ()
وشاهدنا هو قوله سبحانه: ((لقد أضلنى عن الذكر بعد إذ جاءنى) حيث وقف الجمهور عليه وقفاً تاماً ()؛ لأن كلام الظالم قد انتهى عند هذا الحد. ثم جاء بعد ذلك قوله سبحانه: ((وكان الشيطان للإنسان خذولاً)) تقريراً وبياناً لما قبله. والمراد بالظالم عقبة ابن أبى معيط كما سيأتى بيانه، وقال بعضهم: إن هذا القول (وكان الشيطان …….) الخ هو من تتمة كلام الظالم وعليه فالوقف على (خذولاً) وليس على (إذ جاءنى)
والمراد بالشيطان إما الخليل - وهو أمية بن خلف على ما سيأتى أو أبى بن خلف - وعلى ذلك فتسمية الخليل شيطاناً فلأنه قد أضله وزين له الكفر وعدم الإيمان فقلد الشيطان فى ذلك ونهج نهجه فى الصد والإضلال. وقد يراد بالشيطان هنا إبليس إذ هو الأصل فى الغواية والإضلال.
قال الشوكانى تعليقاً على قوله تعالى: (وكان الشيطان للإنسان خذولا) هذه الجملة مقررة لمضمون ما قبلها، ويحتمل أن تكون من كلام الله تعالى، أو من تمام كلام الظالم، وأنه سمى خليله شيطاناً بعد أن جعله مضلاً، أو أراد بالشيطان إبليس لكونه الذى حمله على مخاللة المضلين. ()
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/179)
ولتوضيح معنى هذه الآيات نسوق سبب نزولها، حيث نقل السيوطى فى الدر المنثور روايات متعددة حول سبب نزول هذه الآيات وبدأ هذه الروايات بقوله:
أخرج ابن مردويه وأبو نعيم فى الدلائل بسند صحيح من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس - رضى الله عنهما: أن أبا معيط كان يجلس مع النبى - صلى الله عليه وسلم - بمكة لا يؤذيه، وكان رجلاً حليماً، وكان بقية قريش إذا جلسوا معه آذوه، وكان لأبى معيط خليل غائب عنه بالشام فقالت قريش: صبأ أبو معيط وقدم خليله من الشام ليلاً، فقال لامرأته: ما فعل محمد مما كان عليه؟ فقالت: أشد مما كان أمراً فقال: ما فعل خليلى أبو معيط؟ فقالت: صبأ فبات ليلة سوء، فلما أصبح أتاه أبو معيط فحياه، فلم يرد عليه التحية فقال: مالك لا ترد علىّ تحيتى؟ فقال: كيف أرد عليك تحيتك وقد صبوت؟ قال: أو قد فعلتها قريش؟ قال: نعم. قال: فما يبرئ صدورهم إن أنا فعلت؟ قال: نأتيه فى مجلسه وتبصق فى وجهه وتشتمه بأخبث ما تعلمه من الشتم، ففعل، فلم يزد النبى -صلى الله عليه وسلم - أن مسح وجهه من البصاق ثم التفت إليه فقال: إن وجدتك خارجاً من جبال مكة أضرب عنقك صبرا، فلما كان يوم بدر وخرج أصحابه أبى أن يخرج فقال له أصحابه: اخرج معنا. قال: قد وعدنى هذا الرجل إن وجدنى خارجاً من جبال مكة أن يضرب عنقى صبرا فقالوا: لك جمل أحمر لا يدرك، فلو كانت الهزيمة طرت عليه، فخرج معهم فلما هزم الله المشركين، وحل به جمله فى جدد من الأرض، فأخذه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسيراً فى سبعين من قريش، وقدم إليه
أبو معيط، فقال: تقتلنى من بين هؤلاء. قال نعم. بما بصقت فى وجهى فأنزل الله فى أبى معيط: ((ويوم يعض الظالم على يديه)) إلى قوله: ((وكان الشيطان للإنسان خذولا)). ()
وفى بقية الروايات المذكورة فى الدر المنثور وغيره () ما يفيد أن الظالم هو عقبة ابن أبى معيط وليس أباه، وهو الصحيح والخليل هو أمية بن خلف، وقيل: أبى بن خلف. والراجح أنه أمية. ()
وجاء فى هذه الروايات أيضاً أن الذى قتل عقبة هو على بن أبى طالب بأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم.
(3) - جاء فى سورة النمل فى سياق حديث بلقيس مع قومها حين كانت تشاور فى أمر سليمان عليه السلام أقول: فى هذا السياق جاء قوله تعالى:
((قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون)) ()
قال الجمهور عن هذه الآية: إن الوقف على (أذلة) وقف تام. وقال غيرهم: بل الوقف على (وكذلك يفعلون) وليس على (أذلة) فأما على رأى الجمهور فإن كلام بلقيس قد انتهى عند (وجعلوا أعزة أهلها أذلة) ثم جاء هذا التذييل (وكذلك يفعلون) وهو من كلام الله سبحانه تصديقاً لما ذهبت إليه بلقيس من أن الملوك إذا دخلوا قرية من القرى فاتحين لها أو غازين، فإنهم يخرجون أهلها، ويفرقون شملهم، ويتلفون ما فيها من خيرات. وعلى ذلك فهذا التذييل مستأنف وليس معطوفاً على ما قبله.
وأما على رأى غير الجمهور، فتذييل الآية (وكذلك يفعلون) موصول بما قبله على أنه من كلام بلقيس، فالواو إذن للعطف، وما بعدها من جملة مقول القول. وبذلك تكون الجملة كما يقول البيضاوى: تأكيداً لما وصفته - بلقيس - من حال الملوك وتقريراً بأن ذلك من عادتهم المستمرة. ()
وألحق السخاوى بمثل ما سقناه من أمثلة قوله تعالى: ((وله من فى السماوات والأرض ومن عنده)) () حيث الوقف على (والأرض) تام إن جعل (ومن عنده) مبتدأ وغير تام إن جعل معطوفاً على ما قبله ()، والمعنى هو الذى يحدد حكم الوقف هنا.
(4) قد يختلف موضع الوقف وحكمه والتفسير معه تبعاً لاختلاف القراءة.
قال فى الإتقان: قد يكون الوقف تاماً فى تفسير، وإعراب، وقراءة غير تام على آخر. () وقل مثل ذلك فى بقية أنواع الوقف الأخرى. ويمثل لذلك بقوله تعالى: ((وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى)) ()
حيث قرأ نافع وابن عامر (واتَّخَذوا) بفتح الخاء فعلاً ماضياً أريد به الإخبار، وقرأ باقى العشرة (واتخِذوا) بكسر الخاء على أنه فعل أمر. ()
حكم الوقف على (مثابة للناس وأمنا) بناءً على اختلاف القراءتين:
قال فى الإتقان: الوقف كان بناءً على قراءة (واتَخذوا) بالماضى، وتام بناءً على قراءة (واتخِذوا) بصيغة الأمر ()
التفسير على القراءتين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/180)
أما على قراءة نافع وابن عامر بفتح الخاء (واتخذوا) فهو كلام مسوق للإخبار، معطوف على قوله تعالى: (وإذ جعلنا) وعليه فلابد من إضمار "إذ ".
والمعنى: واذكر يا محمد حين (جعلنا البيت مثابة للناس وأمناً) يعنى مرجعاً يرجع الحجاج إليه بعد تفرقهم، حيث يتمتعون فيه بالأمن، فـ (مثابة) مصدر ثاب يثوب إذا رجع.
واذكر أيضاً حين اتخذ متبعو إبراهيم مقامه مصلى - كما ذكر ابن عطية. () أو حين اتخذ أصحابك مقام إبراهيم مصلى امتثالاً لأمر الله الثابت بالقراءة الأخرى (واتخِذوا) أو حين اتخذ الناس كما قال مكى. ()
وقيل: لا حاجة إلى إضمار "إذ" بل هو معطوف على "جعلنا" على أنهما جملة واحدة. () ولذلك لم يكن الوقف على (أمناً) تاماً على هذه القراءة لأنه مرتبط فى المعنى بما بعده على كلا التقديرين.
وأما بالنسبة للقراءة الأخرى (واتخذوا) بالأمر وهى قراءة الجمهور، فإنه كلام مستأنف جديد لا علاقة له، بما قبله كما قال أبو البقاء. ()
ولذلك فإن الوقف على (أمنا) وقف تام، لعدم ارتباطه لا من جهة اللفظ ولا من جهة المعنى بما بعده. والتفسير بناءً على هذه القراءة الثانية مختلف فيه: حيث قيل: إن المأمور بذلك إبراهيم عليه السلام ومتبعوه، وقيل: هو محمد صلى الله عليه وسلم وأتباعه وهو الأرجح لحديث عمر رضى الله عنه: "وافقت ربى فى ثلاث" وفيه "وقلت: يا رسول الله، لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى فنزلت ((واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى)) ()
قال ابن خالوية فى الحجة موجهاً القراءتين:
الحجة لمن كسر أنهم أمروا بذلك ودليله قول عمر " أفلا نتخذه مصلى" فأنزل الله ذلك موافقاً به قوله، والحجة لمن فتح أن الله تعالى أخبر عنهم بذلك بعد أن فعلوه. ثم قال: فإن قيل: فإن الأمر ضد الماضى، وكيف جاء القرآن بالشئ وضده؟ فقل: إن الله تعالى أمرهم بذلك مبتدئاً، ففعلوا ما أمروا به، فأثنى بذلك عليهم وأخبر به، وأنزله فى العرضة الثانية. ()
ضوابط للوقف والابتداء يجب مراعاتها
وإلا أخل القارئ بالمعنى والتفسير
[الضابط الأول]
لا يجوز الوقوف على مالا يتم به المعنى.
هذه قاعدة عامة مجملة وتفصيلها " أنه لا يجوز أن يوقف على العامل دون المعمول، ولا المعمول دون العامل، وسواء كان العامل اسماً أم فعلاً أم حرفاً، وسواء كان المعمول مرفوعاً أم منصوباً أم مخفوضاً، عمدة أو فضلة، متحداً أو متعدداً.
ولا يوقف أيضاً على الموصول دون صلته، ولا على ما له جواب دون جوابه، ولا على المستثنى منه قبل المستثنى، ولا على المتبوع دون التابع، ولا على ما يستفهم به دون ما يستفهم عنه، ولا على ما أشير به دون ما أشير إليه، ولا على الحكاية دون المحكى، ولا على القسم دون المقسم به وغير ذلك مما لا يتم المعنى إلا به" () وقد مضت الأمثلة على ذلك فى أقسام الوقف.
[الضابط الثانى]
كلمة "كلا" وردت فى القرآن الكريم فى ثلاثة وثلاثين موضعاً منها سبعة للردع بالاتفاق وهذه يوقف عليها. وهى:
- (عهدا. كلا) ()، (عزاً. كلا) ()، (أن يقتلون. قال كلا) ()، (إنا لمدركون. قال كلا) ()، (شركاء كلا) ()، (أن أزيد. كلا) ()، (أين المفر. كلا) ()
والباقى منها ما هو بمعنى حقاً قطعاً فلا يوقف عليه، ومنها ما احتمل الأمرين أى الردع ومعنى حقاً قطعاً ففيه الوجهان. ()
وإذا استقرأنا هذه اللفظة فى القرآن الكريم فإننا سوف نجد أنها لم تذكر إلا فى النصف الثانى من القرآن الكريم وفى السور المكية فقط ولذلك قيل:
وما نزلت "كلا" بيثرب فاعلمن
ولم تأت فى القرآن فى نصفه الأعلى
والسبب فى ذلك أن هذه الكلمة "كلا" تفيد الردع والزجر والرد على الكفار فيما يزعمون أو يدعون.
[الضابط الثالث]
كلمة "بلى" جاءت فى القرآن الكريم فى إثنين وعشرين موضعاً فى ست عشرة سورة وهى على أقسام ثلاثة:
الأول: لا يجوز الوقف عليها بالإجماع، لتعلق ما بعدها بما قبلها وذلك كائن فى سبعة مواضع هى:
(بلى وربنا) ()، (بلى وعداً عليه حقاً) ()، (قل بلى وربى لتأتينكم) ()، (بلى قد جاءتك) () (بلى وربنا) ()، (قل بلى وربى) ()، (بلى قادرين) ()
الثانى: المختار فيه عدم الوقف، وذلك فى خمسة مواضع هى:
(بلى ولكن ليطمئن قلبى) ()، (بلى ولكن حقت) ()، (بلى ورسلنا) ()، (قالوا بلى) ()، (قالوا بلى قد جاءنا) ()
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/181)
الثالث: المختار فيه جواز الوقف عليه وهى العشرة الباقية:
[الضابط الرابع] قال ابن الجزرى: كل ما أجازوا الوقف عليه أجازوا الابتداء بما بعده.
[الضابط الخامس] كل ما فى القرآن من "الذى" و "الذين" يجوز فيه الوصل بما قبله نعتاً، ويجوز فيه القطع على أنه خبر إلا فى سبعة مواضع يلزم فيها القطع وهى قوله سبحانه: الذين آتيناهم الكتاب يتلونه) ()، (الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه) ()، (الذين يأكلون الربا) ()، (الذين آمنوا وهاجروا) ()، (الذين يحشرون) ()، (الذين يحملون العرش) ()
[الضابط السادس] كلمة "نعم" وردت فى القرآن فى أربعة مواضع، وضابط الوقف عليها وعدمه "أنه إن وقع بعدها واو لم يجز الوقف عليها وإن لم يقع بعدها واو فالمختار الوقف عليها؛ لأن ما بعدها غير متعلق بما قبلها، ومثال ذلك قوله تعالى:
((ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً فهل وجدتم ما وعد ربكم حقاً قالوا نعم فأذن ……)) () فالمختار هنا الوقف على "نعم" لأن ما بعدها غير متعلق بما قبلها، حيث إنها من قول الكفار، وما بعدها (فأذن) ليس من قولهم.
وأما المواضع الثلاثة الباقية التى وردت فيها كلمة "نعم" فإنه لا يوقف عليها لكونها مرتبطة ومتعلقة بما بعدها، وهى قوله تعالى:
1 - (وجاء السحرة فرعون قالوا إن لنا لأجراً إن كنا نحن الغالبين. قال نعم وإنكم لمن المقربين) ()
2 - و (قال نعم وإنكم إذاً لمن المقربين) ()
3 - و (قل نعم وأنتم داخرون) ()، ()
وننتهى من هذه الدراسة إلى أن مراعاة مواضع الوقف والابتداء أمر من الأهمية بمكان بحيث إنه يجب مراعاته حتى لا يخل القارئ بالمعنى الذى يقصده القرآن الكريم، وأن عدم مراعاة هذه المواضع يوقع كثيرا فى الحرج حيث يستحيل المعنى القرآنى عن مقصوده، بل إنه يصل بالقارئ أحيانا إلى ما هو أبعد من الحرج كما عرفنا ذلك فيما مضى وفقنا الله تعالى إلى ما يحبه ويرضاه كما نسأله سبحانه أن يجنبنا الزلل وأن يوفقنا إلى حسن القول والعمل وأن يجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا وجلاء همومنا ونور أبصارنا وقائدنا إلى الجنة يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
أ. د/ احمد سعد الخطيب
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[14 - 02 - 03, 02:25 م]ـ
لإثراء الموضوع أخي الكريم هناك كتاب لفضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الفتاح القارئ اسمه سنن القراء ومناهج المجودين فيا حبذا لمن يقرأ هذا المقال أن يراجع المبحث الموجود عن الوقف والابتداء في سنن القراء. وبارك الله فيكم.
ـ[القعقاع محمد]ــــــــ[24 - 08 - 06, 02:37 م]ـ
أحسن الله إليكم
موضوع الوقف والابتداء موضوع ذو ذيول
ويحتاج إلى مزيد من العناية والاهتمام
ـ[محمدحجازي]ــــــــ[29 - 09 - 06, 04:54 ص]ـ
كتاب الوقف و الابتدا للاشموني و بذيله كتاب آخر للشيخ زكريا الانصاري متوفر فى مكتبة مصطفى البابي الحلبي فعلى المهتم أن يبادر بتحصيله قبل أن ينفد من عندهم.(1/182)
الجديد في مكتبات التفسير وعلوم القرآن
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[20 - 02 - 03, 09:42 ص]ـ
بسم الله
الإخوة الكرام رواد هذا الملتقى المبارك
أود من جميع الراغبين في متابعة الجديد في كتب التفسير وعلوم القران وما يتعلق بهما من العلوم كتابة ما يطلع عليه من الجديد من الإصدارات في هذا المكان لتعم الفائدة للجميع
وها أنا أبدأ:
صدر مؤخراً مختصر تفسير ابن كثير لأحمد شاكر رحمه الله كاملا في ثلاثة مجلدات
وهذا المختصر معروف باسم عمدة التفسير من ابن كثير
وكان قد صدر في مجلدين تحتوي على خمسة أجزاء ولكنه ناقص؛ إذ كان منتهياً إلى سورة الأنفال
وقد يسر الله الحصول على المسودة التي كان يختصرها العلامة أحمد شاكر وكان قد انتهى منه فصدرت هذه الطبعة للقرآن كاملاً. ولها ميزات أخرى جيدة من حيث التحقيق والاعتماد على نسخ خطية في تحقيق النص.
فائدة وتنبيه:
أحب أن أنبه الإخوة الكرام بأن مختصرات تفسير ابن كثير كثيرة ومتعددة ولكن أفضلها وأدقها وأكثرها محافظة على ميزات تفسير ابن كثير مع غناها بالفوائد العلمية هو المختصر المسمى:
فتح القدير تهذيب تفسير ابن كثير للقاضي محمد أحمد كنعان في ستة مجلدات.
وهو أفضل من اختصار أحمد شاكر في الجملة وإن كان بينهما تقارب في المحافظة على نص تفسير ابن كثير.(1/183)
تنبيهات حول أخطاء شائعة في تلاوة القرآن الكريم
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[21 - 02 - 03, 03:40 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فقد سبق أن اقترح أخونا الحبيب أبو مصعب الجهني _ حفظه الله _ كتابة مقالة حول الأخطاء الشائعة التي تحدث عند قراءة القرآن من طلبة العلم على وجه الخصوص
وهذا الاقتراح لقي تشجيعا من شيخنا المبجل هيثم حمدان _حفظه الله_
وتجدون الاقتراح على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=5574
فاستجابة للاقتراح الكريم أضع أولا روابط الموضوعات السابقة التي اشتملت على تنبيهات مهمة على أخطاء شائعة، وسوف أزيد عليها إن شاء الله ما لا حظته من الأخطاء الشائعة من خلال قيامي بإقراء القرآن الكريم، وأسأل الله تعالى الإعانة وأن يجعلني عند حسن ظنكم.
وهذه هي الروابط التي تتعلق بالموضوع أوردها هنا تفاديا للتكرار:
1) صفة الإخفاء الحقيقي (إخفاء النون الساكنة والتنوين)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=5093&highlight=%C7%E1%CA%DD%CE%ED%E3
2) صفة الإقلاب و الإخفاء الشفوي (إخفاء الميم الساكنة)
والنطق الصحيح للكسرة والضمة
والنطق السليم لراء المستقرّ والمفرّ ونحوهما من الراءات المشددة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=4805&highlight=%C7%E1%CA%DD%CE%ED%E3
3) شائعات الأغلاط .. في [التفخيم، والترقيق]
والنطق الصحيح لقوله تعالى (لئن بسطت)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=4415&highlight=%C7%E1%CA%CC%E6%ED%CF
4) الوقف والابتداء
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=6276&highlight=%C7%E1%CA%CC%E6%ED%CF
5) صفة التكرير في الراء
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=6003&highlight=%C7%E1%CA%CC%E6%ED%CF
6) مد البدل
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=5868&highlight=%C7%E1%CA%CC%E6%ED%CF
7) حكم التجويد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2938&highlight=%C7%E1%CA%CC%E6%ED%CF
8) النطق الصحيح للإشمام والاختلاس في كلمة (تأمنّا)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=5552&highlight=%C7%E1%D1%E6%E3
( يتبع إن شاء الله)
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[21 - 02 - 03, 05:03 ص]ـ
من الأخطاء الشائعة
كسر الحاء في قوله تعالى (إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما) وفي قوله (والله لا يستحيي من الحق)
ولم يقرأ بكسرها أحد من القراء العشرة
والصواب إسكان الحاء ثم بعدها ياء مكسورة ثم بعدها ياء مدية ساكنة
سواء وصلت كلمة يستحيي بما بعدها أو وقفت عليها
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[21 - 02 - 03, 07:45 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ونفع بكم المسلمين
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[21 - 02 - 03, 08:14 ص]ـ
شيخنا الجليل صاحب الفضيلة الشيخ عبد الرحمن الفقيه _ بارك الله في علمه ووقته ورفع قدره وشرح صدره _
جزاكم الله خيرا على مروركم وتعقيبكم
__________________________________
ومن الأخطاء الشائعة
عدم التسوية بين المدود المنفصلة فتجد بعضهم يقصر المنفصل تارة ويمده تارة في نفس مجلس القراءة، وهذا خطأ، لأنه خلط بين طريقين وهناك أحكام في رواية حفص تترتب على قصر المنفصل لأن رواة القصر رووها، وأحكام تترتب على المد لأن رواة المد رووها والتزموا بها، فمن الخطأ أيضا عدم التقيد بهذه الأحكام.
وأشهر طرق المد طريق الشاطبية، ويمد فيه المنفصل بمقدار 4 حركات وهو ما يعرف بالتوسط، وأشهر طرق القصر طريقا المصباح والروضة ويمد فيهما المنفصل بمقدار حركتين وهو ما يعرف بالقصر، وقد نظمت الأحكام المترتبة على قصر المنفصل من طريق المصباح وهي عشرة أحكام في أبيات سميتها بهجة الأرواح في نظم أحكام رواية حفص من طريق المصباح فقلت:
لك الحمد ياربي على النعم العلا ..... وأزكى صلاة للرسول مبسملا
وبعدُ فحمّاميُّ يروي عن الولي ..... بقصر لتعظيم عن الفيل ناقلا
وذلك مجموع بمصباح شهرزو ......... ر ثمت مروي بطيبة العلا
فمتصلا وسط وما انفصل اقصرن ....... خلافا لحرزهم بعشر مسائلا
1 فيبصط صاد ثم بصطة مثلها .... 2 وإن شئت كبّر في أواخرها الحلا
3 ولكن بسين اقرأنّ المصيطرو ... ن 4 أشمم بتأمنّا وللروْم أهملا
5 وألله مع ألآن ألذكرين لا .... تسهل بل ابدلها بمدّ مطوّلا
6 وآتان فاحذفن إذا كنت واقفا ..... 7 سلاسل فاحذفنْ وقوفا وموصلا
8 وفي عين وسط 9 ثم فرق ففخمنْ .. 10 وضعْف بفتحة، وتمّت فهلّلا
________________________________
ومن الأخطاء الشائعة أن بعض من يقصر المنفصل يقصر ألف (هاؤم) يحسبها مدا منفصلا مثل هؤلاء وهأنتم، وهذا خطأ فكلمة هاؤم اسم فعل فهي كلمة واحدة مدها متصل يتعين مده
(يتبع إن شاء الله)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/184)
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[21 - 02 - 03, 09:52 ص]ـ
ومن الأخطاء الشائعة ترك الهمس في الحروف المهموسة وهي المجموعة في قولهم (فحثه شخص سكت) والهمس هو جريان نفس خفيف عند النطق بهذه الحروف، ويظهر الهمس عند الوقف عليها أو عند تسكينها
فتجد بعضهم يحبس النفس في سين (مسجد) فينطقها كأنها زاي هكذا: مزجد، وهذا خطأ
ومن الأخطاء كذلك الإفراط في الهمس بحيث ينطق القارئ بسين بعد الحرف المهموس فتسمع بعضهم يقرأ كلمة فتنة هكذا: فتسنة
أو يقف على كانت هكذا: كانتس، وهذا خطأ.
_______________________________
ومن الأخطاء الشائعة ترك تشديد النون وترك غنتها بمقدار حركتين عند الوقف على كلمة (جانّ) ونحوها
والصواب عند الوقف على كلمة جان أن تمد الألف 6 حركات ثم تغن النون بمقدار حركتين وتشددها.
(يتبع إن شاء الله)
ـ[ابو عبد الرحمن الغانم]ــــــــ[21 - 02 - 03, 05:37 م]ـ
وماذا عن حرف الضاد و ما قول الشيخ عامر به؟
وما مدى صحة القول بأن حرف الضاد مشابه للظاء سماعا لا مخرجا.
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[21 - 02 - 03, 06:05 م]ـ
ما عليه الشيخ عامر رحمه الله ومقلدوه في الضاد هو أيضا من الأخطاء الشائعة التي يجب أن تجتنب ويحذر منها فإن الشيخ عامرا رحمه الله تبنى مذهبا شاذا في مخرج الضاد، أول من قال به في قراءة القرآن ابن غانم المقدسي وقام عليه قراء عصره، واستكتبوا مشايخه فكتبوا أنهم بريئون من ذلك ولم يقرئوه به، ثم بعده بقرون قال به المرعشي وعقد له مشايخ القراء في عصره مجلسا لاستتابته، في قصة مشهورة، ثم أحياه الشيخ عامر، مع اتفاق كل من قرأ على مشايخ الشيخ عامر بأنهم لم يتلقوا ذلك عن مشايخهم، وهذا يؤكد أن الشيخ عامرا اجتهد في مسائل وقرأ بأشياء لم يقرئه بها مشايخه، وأنا لا أنتقص من جلالة الشيخ عامر رحمه الله ولكن الحق أحق أن يتبع.
فالخلاصة أن مخرج الضاد هو من حافة اللسان (أي جانبه) اليمنى مع الأضراس اليمنى أو اليسرى مع الأضراس اليسرى، أو من الحافتين اليمنى واليسرى مع الأضراس اليمنى واليسرى معا، وبالتالي فلا تشابه بينها وبين الظاء لا في المخرج ولا في السمع.
وهذا ما أجمع عليه القراء وتلقوه خلفا عن سلف
وليس كما يقول الشيخ عامر أنها من طرف اللسان وشبيهة بالظاء
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[22 - 02 - 03, 03:42 ص]ـ
شيخنا الفاضل السلمي حفظه الله
هناك خلط عند كثير من أئمة المساجد _ ومنهم بعض الحفاظ _ في ((لام الفعل)) و ((لام الأمر))
مثل قوله تعالى {ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ}
ومثل قوله تعالى: {فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا}
هل سبب هذا هو عدم القراءة على شيخ متقن أم ماذا
لأن كثيرا من الحفظة يحفظون، ثم لا يقرأون قراءة تصحيح على الشيخ، لا قبل الحفظ ولا بعده
فما رأيك بارك الله فيك
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[22 - 02 - 03, 12:12 م]ـ
أخي الكريم خالد بن عمر وفقه الله
كما تفضلتم بالتنبيه لا بد من التفريق بين اللام المكسورة سواء أكانت لام أمر نحو (لينفق ذو سعة) ونحو (لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه)
أو لام تعليل كما مثلتم
وبين لام الأمر الساكنة، فبعض الناس لا يتفطن للفرق بينهما فيسكن في موضع الكسر أو العكس.
والسبب في هذا الخطأ وغيره من الأخطاء هو أن هؤلاء المخطئين لم يقرؤوا على شيخ متقن ليصحح لهم ويوقفهم على أخطائهم ليجتنبوها.
ـ[الوضاح]ــــــــ[22 - 02 - 03, 12:16 م]ـ
شيخنا المنيسي سدده الله
ماذا عن الكتب التي ردت على ابن غانم المقدسي والمرعشلي
لأنني قرأت ولا أذكر الموضع الخلاف في كون ابن غانم أول من أحدث المشابهة بين الظاء والضاد
ومن عجيب الردود عليهم من كفر بهذا الفعل!!
فلماذا يُغرب القراء كثيرا في الرواية والأحكام!!
هذا شيخنا المقرئ عبيدالله الأفغاني نزيل طيبة يقول ((كل أئمة الحرمين لا ينطقون الضاد نطقاً صحيحاً) وأغلب مشاهير قراء أرض الكنانة ضادهم طاء مفخمة ولو نطقوها ظاًْ لكان أسلم!!
ويقول مخرج الضاد من كلا حافتي اللسان كما روي عن عمر رضي الله عن عمر ((واظنه يخطأ من أخرجه من طرف واحد على ما أذكر)) فهل له في ذلك سلف
تعليقكم بارك الله فيكم
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[22 - 02 - 03, 12:20 م]ـ
ومن الأخطاء الشائعة جدا التي قل من يسلم منها
أن كثيرا من الناس عند النطق بالألفات يقرّب جدا بين شفتيه أو بين فكيه فتخرج منه الألف المرققة نحو ألف (الباطل) أو (أصحاب) أو (الساعة) كأنها ألف ممالة
وتخرج منه الألفات المفخمة نحو ألف (قال) أو (الطامة) مشوبة بصوت الواو
وتصحيح هذا الخطأ يكون بفتح الفم والمباعدة بين الفكين بلا إفراط عند النطق بالألفات سواء أكانت مفخمة أو مرققة، وجرب وجاهد نفسك فستعرف الفرق، ستتعب يومين أو ثلاثة لعدم اعتيادك المباعدة بين الفكين، ثم سيصبح النطق الصحيح سليقة عندك بلا تكلف ولا مشقة.
وليس بينه وبين تركه ... إلا رياضة امرئ بفكّه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/185)
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[22 - 02 - 03, 12:30 م]ـ
أخي الكريم الوضاح وفقه الله
ما عليه الشيخ عبيدالله الأفغاني ليس بصواب بل هو مذهب شاذ مردود وليس له فيه سلف إلا هؤلاء الذين استتابهم أئمة القراء في زمانهم
وعمدته ومن وافقه أقوال لأهل اللغة غايتها أن تكون هناك لغة جائزة في غير القرآن بجعل الضاد من طرف اللسان فتشبه الظاء، لكن ليس كل ما جاز لغة جاز قراءة فكم من وجه جائز في اللغة لم يقرأ به أحد في القرآن
ثم إن القراءة سنة متبعة ولا يوجد إسناد للقراءات العشر متصل بالعرض على الشيخ إلا وهو يمر بابن الجزري أو بالشاطبي وكلام ابن الجزري والشاطبي في مخرج الضاد معروف في كتبهم وهو موافق لما أجمع عليه القراء عدا من شذ وليس موافقا لما عليه الشيخ عامر والشيخ الأفغاني ومن قبلهما ابن غانم والمرعشي.
ـ[جلاء الأفهام]ــــــــ[23 - 02 - 03, 12:14 ص]ـ
شيخنا المفيد السلمي سلمه الله
بالنسبة لكيفية أداء حرف الضاد
- قال الإمام مكي بن أبي طالب ت 437هـ في الرعاية: (الضاد المعجمة يشبه لفظها بلفظ الظّاء المعجمة).
وقال: (الظّاء المعجمة يشبه لفظها في السمع لفظ الضاد؛ لأنهما من حروف الاطباق؛ ومن الحروف المستعلية؛ ومن الحروف المجهورة. ولولا اختلاف المخرجين لهما؛ وزيادة الاستطالة التي في الضاد لكانت الظّاء ضادا).
وقال: (ومتى فرّط القارئ في تجويد لفظ الضاد المعجمة أتى بلفظ الظّاء أو الذّال المعجمتين)
- وقال إمام الإقراء والقراءة ابن الجزري في مقدمته:
والضاد باستطالة ومخرج ميز من الظاء وكلها تجي
- وقال شمس الدين ابن النجار ت 870هـ (قلت: وبعضهم يخرجها ممزوجة بالدال أو بالطّاء المهملة فيصير لفظها إذا تحقق في السمع قريبا من لفظ الدال والطّاء وهم أكثر المصريين وبعض أهل المغرب ويزعم أن هذا هو الصواب.
وهذا خطأ محض؛ وتبديل فاحش!! وإنما أوقعهم في ذلك عدم أخذهم عن العلماء المحققين؛ وممارستهم لمخارج الحروف وصفاتها ... )
وقال: (واعلم أن لفظ الضاد يشتبه بلفظ الظّاء المعجمة , وذلك لأن الظاء يشارك الضاد في أوصافه المذكورة غير الاستطالة فلذلك اشتد شبهه به وعسر التمييز بينهما واحتاج القارئ في ذلك إلى الرياضة التامة.
قال المحققون: ولولا اختلاف المخرجين؛ وما في الضاد من الاستطالة. لكان لفظهما واحدا واتحدا في السمع).
- وقد أفتى علماء الحرمين الشريفين عندما ورد عليهم استفتاء بكيفية أداء الضاد عام 1350هـ: بأن نهاية القول في الضاد أنها شبيهة بحرف الظاء المعجم وأن هذا هو الحق الذي لا محيد عنه.
فأين ما ذكرت من أن أول من قال بها أبو غانم الدمشقي؟!
ولا أظن بعد هذا أنه يصح إجماع على ما ذكرت!! وأئمة القراء على خلاف ذلك ومنهم الشاطبي وابن الجزري.
وأما قضية الاستتابة فلا يثبت ذلك؛ والله اعلم
وواصلوا نفعنا الله تعالى بكم
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[23 - 02 - 03, 02:36 ص]ـ
ما شاء الله ... ما شاء الله
بارك الله فيكم شيخنا
ـ[العزيز بالله]ــــــــ[23 - 02 - 03, 03:39 ص]ـ
قال شيخ الإسلام رحمه الله: (وأما من لا يقيم قراءة الفاتحة فلا يصلي خلفه إلا من هو مثله فلا يصلي خلف الألثغ الذي يبدل حرفا بحرف إلا حرف الضاد إذا أخرجه من طرف الفم كما هو عادة كثير من الناس فهذا فيه وجهان: منهم من قال: لا يصلى خلفه ولا تصح صلاته في نفسه لأنه أبدل حرفا بحرف ; لأن مخرج الضاد الشدق ومخرج الظاء طرف الأسنان. فإذا قال (ولا الظالين كان معناه ظل يفعل كذا. والوجه الثاني: تصح وهذا أقرب لأن الحرفين في السمع شيء واحد وحس أحدهما من جنس حس الآخر لتشابه المخرجين. . والقارئ إنما يقصد الضلال المخالف للهدى وهو الذي يفهمه المستمع فأما المعنى المأخوذ من ظل فلا يخطر ببال أحد وهذا بخلاف الحرفين المختلفين صوتا ومخرجا وسمعا كإبدال الراء بالغين فإن هذا لا يحصل به مقصود القراءة) الفتاوى 23/ 350.
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[23 - 02 - 03, 05:59 ص]ـ
الشيخين الكريمين جلاء الأفهام والعزيز بالله
الأصل في القرآن التلقي، فهو كما قال زيد بن ثابت رضي الله عنه (القراءة سنة متبعة يأخذها الآخر عن الأول)
ولو تتبعت إسناد أي شيخ ممن يقول بالتشابه بين الضاد والظاء لوجدت فيه من ينكر هذا التشابه غاية الإنكار إما شيخه مباشرة وإما شيخ شيخه
وكلام ابن الجزري حجة عليكم لا لكم لأنه أمر بالتمييز بينهما لأن العوام في زمنه يخلطون بينهما وقد فصل بين مخرج كل منهما فكيف يكون كلامه دليلا على تجويز التشابه بينهما؟
ولو فتحنا باب النقولات لانفتح المجال لتغيير القراءة بالاجتهادات إذ كل فريق قادر على أن يؤول هذه النقولات بما يوافق مذهبه إذ ما حد التشابه المسموح والممنوع؟
فالضاد والظاء باتفاق الجميع حرفان مستقلان، وبإمكانك أن تنطق بالنطق الذي نراه سليما وتقول هناك تشابه في السمع، ولو زدت التشابه عن هذا خلطت بين الحرفين.
والضاد عند الخليل شجرية أي تخرج من شجر الفم أي منفرجه وهو منفتحه [1]، وهذا ينافي قول من قال تخرج من طرف اللسان، والظاء عند الجميع تخرج من ظهر طرف اللسان مع أطراف الثنايا العليا، فلا بد أن يكون هناك فرق بينهما في السمع، وعند سيبويه تخرج الضاد من بين أول حافة اللسان وما يليه من الأضراس [2] ويقول ابن جني: إلا أنك أن شئت تكلفتها من الجانب الأيمن وأن شئت من الجانب الأيسر [3]،وخروجها من الأيسر أيسر، وقال الجاحظ: " فأما الضاد فليس تخرج إلا من الشدق الأيمن إلا أن يكون المتكلم أعسر يسرا مثل عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يخرج الضاد من أي شدقيه شاء [4]
[1] العين 1: 58
[2] المعجم الوسيط 1: 532
[3] سر الصناعة لابن جني 1: 52
[4] البيان والتبيين لأبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ 1: 33، 34 0
هذا، وللدكتور أشرف محمد طلعت دراسة قيمة أسماها "إعلام السادة النجباء أنه لا تشابه بين الضاد والظاء" أجاب فيها عن النقولات التي تفضلتم بإيرادها، ونقل نقولات تفيد العكس، وللأسف ليست عندي الآن وإلا لنقلت لكم منها ما يفيد، ونسأل الله تعالى أن يهدينا للصواب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/186)
ـ[جلاء الأفهام]ــــــــ[23 - 02 - 03, 10:35 م]ـ
وكذلك أخي الشيخ السلمي لو تتبعت إسناد أي شيخ ممن يقول بعدم التشابه بين الضاد والظّاء لوجدت فيه من ينكر القول بعدم التشابه غاية الإنكار؛ أيضا!!
وكلام ابن الجزري - الذي تدور غالب أسانيد القراء عليه كما ذكرت- واضح بأن الفرق بين الحرفين: في المخرج وصفة الاستطالة؛ ولولاهما لكنا حرفا واحدا.
قال الإمام ابن الجزري في التمهيد: (فلولا الاستطالة واختلاف المخرجين لكانت ظّاء).
وبالنسبة لكتاب الدكتور أشرف فهو عندي؛ وأورد فيه ما يحتاج معه إلى وقفات.
واعتذر على مقاطعة تنبيهاتكم القيّمة , فواصلوا بارك الله في علمكم.
ـ[بشير أحمد بركات]ــــــــ[05 - 03 - 03, 02:50 م]ـ
أتمم الموضوع شيخنا
فنحن في انتظارك
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[05 - 03 - 03, 05:54 م]ـ
واصل شيخنا أبا خالد أحسن الله إليك.
لاحظتُ أن كثيراً من الأعاجم لا يفرقون بين الضاد والظاء لكيلا يتعبوا أنفسهم بالتفريق بينهما عند القراءة.
ـ[أبو مصعب الجهني]ــــــــ[21 - 03 - 03, 06:05 م]ـ
شيخنا الفاضل أبا خالد السلميّ حفظك الله
أولا: جزاك الله خيراً على موضوعك هذا وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك
ثانياً: لدي تساؤل حول الوقف على بعض الكلمات في منتصف الآيات فالناس فيها بين طرفين
الأول: من لا يرى أن تتشدد في هذا الجانب ((ويستدلون!)) بما جاء عن ابن عثيمين
رحمه الله من زجره لمن يعيد القراءة بعد توقفه على كلمة لضيق نفسه
فكان يقول: أكمل من حيث توقفت ولا تعد.
الثاني: من يعيد الآية كلها (أحيانا) إذا توقف نفسه عند كلمة في منتصف الآية
فما هو القول الفصل الذي عليه علماء هذا الفنّ؟
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[23 - 03 - 03, 10:27 ص]ـ
أخي الكريم أبا مصعب
الصواب في هذا أنك إذا وقفت على كلمة يلزم الوقف عليها وهي التي يكون عليها في المصحف علامة (م) أو وقفت على كلمة يجوز الوقف عليها كتلك الكلمات التي عندها في المصحف علامة (قلي) أو (ج) أو (صلي)
فحينئذ ابدأ بالتي بعدها ولا ترجع
وأما إذا وقفت في موضع ليس عليه علامة تفيد جواز الوقف فعليك أن ترجع كلمة أو كلمتين ثم تواصل، ولا ترجع إلى أول الآية لاحتمال أن ينقطع النفس مرة أخرى قبل الوصول إلى موضع فيه علامة على جواز الوقف.
وبهذا تعلم أن علامة (صلي) معناها الوصل أولى لمن كان نَفَسه يساعده على الوصول إلى أول علامة وقف جائز بعدها
لكن يستحسن الوقف عند (صلي) لمن كان نفسه لا يوصله إلى أول علامة وقف جائز بعدها، لأن الوقف في موضع فيه صلي والبدء بما بعده أفضل من الوقف في موضع لا علامة فيه وربما كان الوقف فيه مخلا بالمعنى.
تنبيه:
علامات الوقوف المكتوبة في المصحف اجتهادية تختار لجنة كل مصحف مواضعها بالرجوع إلى كتب الوقف والتفسير والإعراب، ولهذا تختلف من مصحف إلى آخر لاختلاف اجتهادات اللجان، وينصح بالاعتماد عليها للمبتدئ فيكون مقلدا لعلماء لجنة المصحف في اختيارهم أولى من أن يجتهد هو بلا أهلية ويقف وقوفا قبيحة، وأما من سمت همته ونال حظا من علم الوقف والابتدا والتفسير وإعراب القرآن، فله أن يتخير من كتب الوقف والابتدا فيقف حيث يحسن الوقف في نظره ولو لم يكن منصوصا عليه في المصحف الذي معه، لكن بشرط ألا يحدث وقفا غير مسبوق إليه وإنما يتخير من أقوال السابقين ما يرى أنه الأقرب، والله أعلم.
ـ[بشير أحمد بركات]ــــــــ[23 - 03 - 03, 01:14 م]ـ
نصائح قيمة يعرف قيمتها من درس ودرّس علم التجويد
--------------------------------
مداخلة: سؤال واستفسار
تعقبت أحد الإخوة عند قراءته كلمة [القرى] برواية ورش من طريق الأزرق
ولا يخفى ما فيها من التقليل وجها واحدا
وتعقبي له كان لأنه قرأها بترقيق الراء وليس بتقليلها [إمالة صغرى]
فاضطررت لأشرح له ذلك أن أذكر له التقسيم التالي:
مراتب الراء خمسة:
1 - مفخمة مثل: ربنا
2 - مرققة مفتوحة مثل: حصرت صدورهم عند ورش من طريق الأزرق
3 - مقللة مثل: القرى
4 - ممالة مثل: تورية من طريق الأصبهاني عن ورش
5 - مكسورة مثل: رزقا
والالتباس يكون بين الثانية والثالثة فكثير من أئمة المساجد عندنا ممن يقرؤون برواية ورش من طريق الشاطبية وهم لا يتقنونها يأتون براء المقللة مرققة.
استفساري هو: هل التقسيم المذكور صحيح؟، وهل هو محدث؟
خاصة وأني لم أجده مبثوثا في كتب القراءات حسب الاطلاعي القاصر.
أفيدونا مأجورين
ـ[أبو مصعب الجهني]ــــــــ[23 - 03 - 03, 05:30 م]ـ
شيخنا الفاضل أبا خالد السلمي _ أمدّ الله في عمره على طاعته _
ما رأيكم بخصوص الآيات التي تكون لنهايتها تعلق بما بعدها
كما في قوله تعالى (لعلكم تتفكرون * في الدنيا والآخرة ... )
وكما في قوله تعالى (بالغدوّ والآصال * رجال لا تلهيهم ... )
من المعلوم أن السنة التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه يقف عند نهاية كل آية
قال بعض العلماء (وإن كان لها تعلق بما قبلها)
فهل هذا من السنة؟ أم أن الأفضل الوصل بين الآيتين ليتبيّن المراد ويتضح المعنى؟
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ونفع بكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/187)
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[23 - 03 - 03, 07:03 م]ـ
الأخ الكريم الشيخ بشير حفظه الله
ما تفضلتم بالتنبيه عليه هو بالفعل خطأ شائع عند كثير ممن يقرأ برواية ورش، وهو أنهم يرققون الراء بدل تقليلها فلا يفرقون بين راء كبيرا وراء ذكرى.
غير أن التقسيم الذي تفضلتم بإيراده غير دقيق من وجهة نظري لأنه يوهم أن المقلل والممال لا يرققان، وأن المرقق لا يكون مقللا أو ممالا، بينما الواقع أن التقسيم هو باعتبارين مختلفين باعتبار التفخيم والترقيق وباعتبار الإمالة وعدمها وبين الاعتبارين عموم وخصوص وجهي، فإذن التقسيم الدقيق المتبع هو ما يأتي:
الراء _ باعتبار الإمالة وعدمها _ ثلاثة أقسام:
1) مفتوحة (من الفتح الذي هو قسيم التقليل والإمالة، وليس الفتح الذي هو قسيم الضم والكسر والسكون)
2) مقللة
3) ممالة
فأما القسم الأول وهو المفتوحة فإنها تنقسم إلى مفخمة ومرققة حسب قواعد تفخيم الراء وترقيقها
وأما القسمان الثاني والثالث وهما المقللة والممالة فلا تكون الراء فيهما إلا مرققة.
وبهذا يتبين أن هناك فرقا بين راء مرققة غير مقللة أو ممالة نحو رزقا عند جميع القراء ونحو كثيرا وبشيرا ومغفرة وحصرت وخيرات وأمثالها من الكلمات عند الأزرق
وبين راء مرققة مقللة كالقرى عند الأزرق
وبين راء مرققة ممالة كالتوراة عند الأصبهاني
فالخلاصة أن الراء المرققة منها المفتوح ومنها المقلل ومنها الممال، فحبذا أن تمثّل له صوت الراء المرققة المفتوحة والمرققة المقللة والمرققة الممالة وتدربه على التمييز بين تلك الأقسام، وتوضح له أن الفتح هو فتح الفم فتحا كبيرا والتقليل هو تقليل فتح الفم، فإذا تعود أن يفتح فمه في المفتوح ويقلل الفتح في المقلل فسيتضح له الفرق بين صوتيهما.
___________________________
الأخ الكريم الشيخ أبا مصعب حفظه الله
مسألة الآيات التي يكون لنهايتها تعلق بما بعدها
كما في قوله تعالى (لعلكم تتفكرون * في الدنيا والآخرة ... )
ونحو (ليقولون * ولد الله) ونحو (فويل للمصلين * الذين هم عن صلاتهم ساهون)
هي مسألة خلافية بين القراء، فمنهم من يراعي المعنى ويقول إن حديث وقوف النبي صلى الله عليه وسلم عند رؤوس الآي هو من العام المخصوص فيكون الوقف على رؤوس الآي سنة ما لم يتعلق بما بعده، والفريق الآخر يقول بل الحديث على عمومه وليس هناك دليل على تخصيصه فيكون الوقف على رؤوس الآي سنة مطلقا حتى لو اشتد التعلق بين الآيتين، والثاني عليه كبار أئمة القراء كابن الجزري، وهو الذي عمل به في مصحف المدينة النبوية، حيث حذفوا علامات الوقف الممنوع من رؤوس الآي التي يكون الوقف عليها والبدء بما بعدها فيه إخلال بالمعنى كالأمثلة السابقة، والله تعالى أعلم.
ـ[بشير أحمد بركات]ــــــــ[24 - 03 - 03, 01:39 م]ـ
فبارك الله فيك شيخنا الفاضل
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[09 - 05 - 03, 11:39 ص]ـ
شيخنا أبي خالد، وفقكم الله تعالى، كنت أظن أن الموضوع ينتهي بالدلالة على تباعد الحرفين مخرجا وسمعا، ولكن أشكل عليه مانقله الأخ (جلاء) من نقولات تشير ـ في مجموعها على الأقل ـ الى تقارب المخرجين و في السماع أيضا، فما قولكم على ما أورده الأخ / جلاء ـ حفظكم الله ـ؟
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[09 - 05 - 03, 04:18 م]ـ
ومن الأخطاء الشائعة في القراءة التي سمعتُها من بعض الأئمة، أو الطلاب، وقد تخفى على البعض:
1 - في سورة الفاتحة يكتفي بعض الناس بالياء عن الكسرة في قوله تعالى (مالك يوم) فتجده يسكن الكاف ويكتفى بالياء من (يوم).
2 - وفي الفاتحة أيضا في قوله تعالى (نعبد وإياك) فيسكن الدال في (نعبد) ويكتفي بالواو في قوله تعالى (وإياك).
3 - في سورة البقرة في قوله تعالى {مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ} (249) سورة البقرة بفتح الهاء (نَهَرَ) وبعض الناس يسكن الهاء. وكذلك {وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا} (33) سورة الكهف.
4 - في سورة الأعراف قوله تعالى {قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا} (18) سورة الأعراف بعض الناس يقرأها غلطا {مَذْمُومًا} ومذموما في سورة الإسراء في موضعين آية (18) و (22).
5 - وفي الأعراف أيضا {وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا} (74) سورة الأعراف بعض الناس يزيد (من) قبل الجبال وهذا غلط، ومن جاءت في سورة الحجر (82) و سورة النحل (68) وسورة الشعراء (149).
6 - وفي الأعراف {وَالَّذِينَ يُمَسَّكُونَ} (170) سورة الأعراف بفتح الميم وتشديد السين للقراء العشرة؛ إلا شعبة عن عاصم فسكن الميم وخفف السين (يُمْسِكُونَ).
7 - {يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ} (176) سورة الأعراف الثاء في يلهث الأولى تظهر، والثانية تدغم مع الذال إدغاما كاملا في حال الوصل.
8 - في قوله تعالى {فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا} (189) سورة الأعراف الواو في كلمة (دَّعَوَا) مفتوحة وبعض الناس يضمها غلطا.
9 - في سورة التوبة قوله تعالى {لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً} (57) سورة التوبة بتشديد الدال في (مُدَّخَلاً) للعشرة سوى يعقوب فقد سكن الدال.
10 - في سورة التوبة في قوله تعالى {وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ .. } (100) سورة التوبة بعض الناس يزيد (من) بين (تجري) و (تحتها) وهذا في قراءة ابن كثير وأما بقية العشرة فبدون (من).
للحديث بقية تأتي إن شاء الله تعالى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/188)
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[09 - 05 - 03, 06:05 م]ـ
واصل يا حفيد ابن رجب، بارك الله فيك، والمجال مفتوح لمن له إضافة أو استدراك، ليعم النفع.
______________
أخي أبا خالد العربي
جوابي هو ما سبق من أن النقول المذكورة لا تفسر بالاجتهادات، وإنما تفسر بما يوافق ما تلقيناه عن علماء القراءات وتلقوه هم عن شيوخهم بالأسانيد المتصلة، وتؤول النقول المخالفة، بوجه من الوجوه الآتية:
1) القائل بالتباس الظاء بالضاد لتشابههما في السمع إنما عنى في نطق العوام لهما ولم يعن أنهما يلتبسان في النطق الصحيح
2) القائل بالتباس الظاء بالضاد لتشابههما في السمع إنما عنى بعض اللهجات العربية غير المقروء بها في القرآن، فاللهجات العربية في مخارج الحروف وصفاتها عديدة، وليس كل ما جاز لغة جاز قراءة
3) أن يقال إن النطق الصحيح للضاد فيه نوع تشابه في السمع أيضا، فالحروف بصفة عامة بينها أوجه تشابه وأوجه اختلاف، والتلقي هو الذي يفصل في المسألة ويحدد لنا مقدار هذا التشابه، فالقراءة سنة متبعة.
وقد ذكر أخونا (الذهبي) حفظه الله في هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&postid=40159#post40159
أن الشيخ عامرا وطلابه كانوا لا يجهرون بمذهبهم في الضاد لمخالفته لما تلقوه عن شيوخهم ولما عليه أئمة القراء في زمانهم، ,وأنه اشتد النكير على مذهبهم في الضاد من شيوخهم، وزملائهم الذين قرؤوا على نفس شيوخهم،، وبينوا أنه اجتهاد منهم لم يتلقوه بالسند عن أحد وهذا رابط تجد فيه بعض النقولات التي تعضد ما تلقيناه في مخرج الضاد وصفتها، فيجمع بينها وبين النقولات المخالفة بوجه من الوجوه السابقة:
http://tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=173
ـ[عبد العزيز سعود العويد]ــــــــ[10 - 05 - 03, 09:11 ص]ـ
فائدة في تعاقب الضاد والظاء:
في " وفيات الأعيان " - ومكان الفائدة مقيد عندي ولا أذكره الآن -: قال ابن الأعرابي: والضاد والظاء يتعاقبان: قال الشاعر:
إلى الله أشكو من خليل أوده ...... ثلاث خلال كلهن لي غائض
وقيل: غائظ.
ومن الأخطاء الشائعة أيضا: الوقوف على نحو قالوا والابتداء بما بعدها في مثل: " لقد كفر الذين قالوا الله هو المسيح ابن مريم " و " لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة " و " وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ".
ومن الأخطاء الشائعة: الابتداء بقوله تعالى: " وإياكم أن اتقوا الله " و " وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم " و " لا أعبد الذي فطرني ".
ومن الأخطاء الشائعة الوقوف على ما يوهم خلاف المعنى في مثل: " لا تقربوا الصلاة " و " إني كفرت ".
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[15 - 05 - 03, 01:14 م]ـ
تتمة:
ومن الأخطاء الشائعة:
11 - قراءة بعض الناس لقوله تعالى {فَمَن يُجَادِلُ اللّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} (109) سورة النساء بكسر اللام (يُجَادِلِ الله).
{مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ} (7) سورة هود {مَّعْدُودَةٍ لَّيَقُولُنَّ} (8) سورة هود
{ضَرَّاء مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ} (10) سورة هود الآية، رقم سبعة، وعشرة بفتح اللام (لَيَقُولَنَّ) ورقم ثمانية بضم اللام.
12 - قراءة بعض الناس لقوله تعالى {وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَذَا بَشَرًا} (31) سورة يوسف (حاشى) وهي لأبي عمرو وصلا.
13 - قراءة بعض الناس لقوله تعالى {رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ} (2) سورة الحجر بتشديد الباء وهذه ليست لحفص، وإنما هي قراءة ابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف العاشر.
14 - قراءة بعض الناس لقوله تعالى {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ} (94) سورة الحجر، يسكن الراء (تُؤْمَرْ وَأَعْرِضْ).
15 - قراءة بعض الناس لقوله تعالى {وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ} (80) سورة طه بكسر النون (الْأَيْمَنِ).
16 - قراءة بعض الناس لقوله تعالى في سورة النور آية (52) {وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ} يقرأ (وَيَتَّقِهْ) بكسر القاف، وهذه ليست لحفص وإنما هي قراءة أبي عمرو وشعبة وابن وردان ووجه لخلاد.
17 - قراءة بعض الناس لقوله تعالى {وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ} (198) سورة الشعراء (الْأَعْجَمِيينَ).
18 - قراءة بعض الناس لقوله تعالى {وَلَا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنزِلَتْ إِلَيْكَ} (87) سورة القصص بفتح الدال (يَصُدَّنَّكَ).
19 - قراءة بعض الناس لقوله تعالى في سورة الزخرف (57) {إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ} يضم الصاد وهي ليست لحفص وإنما هي قراءة نافع وابن عامر والكسائي وأبي جعفر وخلف.
20 - قراءة بعض الناس لقوله تعالى {فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ} (15) سورة محمد يقرأ بغير تنوين (آسِنِ).
21 - قراءة بعض الناس لقوله تعالى {فَقَالُوا أَبَشَرًا مِّنَّا وَاحِدًا نَّتَّبِعُهُ} (24) سورة القمر بسكون العين (نَّتَّبِعْهُ).
22 - قراءة بعض الناس لقوله تعالى {ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ} (15) سورة البروج، بكسر الدال (الْمَجِيدِ) وهذه قراءة حمزة والكسائي وخلف.
تنبيه: (هذه الأخطاء ممن يقرأ لحفص)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/189)
ـ[أبو مصعب الجهني]ــــــــ[15 - 05 - 03, 08:18 م]ـ
جوزيت خيرا يا حفيد ابن رجب
وجزى الله شيخنا الفاضل السلمي خير الجزاء
وأملي أن لا ينقطع الموضوع عن الردود
ـ[لؤلؤة الاسلام]ــــــــ[01 - 04 - 08, 09:04 م]ـ
بيان ببعض أسباب وقوع الطلبة في الخطأ أثناء تعلم القرآن الكريم
إعداد / عبدالله بن عبدالعزيز التويجري
مشرف التربية الإسلامية بمركز الإشراف التربوي بوسط الرياض , 1424هـ
بعض أسباب وقوع الطلبة في الخطأ أثناء تعلم القرآن الكريم:
1 - تتابع حركة الضم:
وهذا قد يؤدي إلى تغيير الحركة التي بعدها وإلحاقها بما تتابع قبلها وذلك مثل تتابع الضم قبل حرف الباء في قوله تعالى: " امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ " (الحجرات، 3) ومثل تتابع الضم قبل اللام في قوله تعالى: " إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا " (غافر،51) وأيضاً مثل قوله تعالى: " تُؤْتِي أُكُلَهَا " (إبراهيم، 25) ومثل تتابع الضم قبل حرف السين في قوله تعالى: " فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ " (الأنفال، 41)
ولتلافي الخطأ هنا ينبغي التركيز على أن الحرف إذا كان مضموماً فتضم الشفتان عند النطق به (مع ملاحظة عدم المبالغة في الضم حتى لا ينقلب الحرف واواً) وأما إن كان غير مضموم وليس بواو فتبسط الشفتان، ومن المناسب هنا تقطيع الكلمة مع التشكيل؛ فتقرأ حرفاً حرفاً ما عدا الساكن فهو مع ما قبله، مثل (قُ لُو بَ هُم) وهكذا ..
2 - كون الكلمة مفردة جديدة على الطالب:
مثل قوله تعالى: " صَيَاصِيهِمْ " (الأحزاب 26). ومثل قوله تعالى: " تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ " (ص 32)، ومثل قوله تعالى: " وَغَرَابِيبُ سُودٌ " (فاطر 27)، ومثل قوله تعالى: "بِمُصْرِخِكُمْ " (إبراهيم 22)، ومثل قوله تعالى:" لَوْ تَزَيَّلُوا " (الفتح 25)
ولتلافي الخطأ في المفردة الجديدة يحسن بالمعلم أن يكتبها على السبورة أو يعرضها بالجهاز المناسب ثم بعد ذلك تتم قراءتها قراءة سليمة ثم قراءة الطلبة بالترديد، وذلك في أول الحصة.
3 - طول الكلمة وذلك بكونها أكثر من سبعة أحرف:
مثل قوله تعالى: " فَسَيَكْفِيكَهُمُ " (البقرة 137)، ومثل قوله تعالى: " أَنُلْزِمُكُمُوهَا " (هود 28)، ومثل قوله تعالى: " فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ " (الحجر22) ومثل قوله تعالى: " فَسَيُنْغِضُونَ " (الإسراء 51)
ولتلافي الخطأ تقرأ الكلمة على قسمين أو ثلاثة ثم تقرأ كاملة، ثم توصل بما بعدها.
4 - إشباع الحركة حتى تنقلب إلى حرف من جنسها:
مثل قوله تعالى: "إِنَّ لَدَيْنَا " (المزمل 12)، فيقرؤها الطالب (إنَّا) بإشباع الفتحة والغنة حتى تنقلب ألفاً، ومثل قوله تعالى: " ادْعُ " (النحل 125) بإشباع الضم حتى ينقلب واواً، مثل قوله تعالى: "وَيُخْزِهِمْ " (التوبة 14)، بزيادة الياء بعد الزاي المكسورة
ولتلافي الخطأ تكتب المفردة على السبورة مرتين، مرة بالقراءة الصحيحة، ومرة بالحرف الزائد، وتقرأ كل كلمة على حدة، مع توضيح الصواب من الخطأ.
5 - وجود همزة في وسط الكلمة:
مثل قوله تعالى: " فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءاً " (القصص 34)، ومثل قوله تعالى: " أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَؤُوساً " (الإسراء 83)، ومثل قوله تعالى: " أَثَاثاً وَرِئْياً " (مريم 74)، ومثل قوله: " أَسَاؤُوا السُّوأَى " (الروم 10)، ومثل قوله: " إِنَّا بُرَآءُ " (الممتحنة 4)
ولتلافي الخطأ فإن المعلم يسبق الطلبة بقراءتها قراءة سليمة على وجه الخصوص ويكتبها على السبورة مع التشكيل والقراءة. وعند تعسر النطق من قبل الطالب فيمكن تدريبه على وزنها ومثال صحيح (سالم من الهمز في وسطه) مثل قوله: "إِنَّا بُرَآءُ" وزنها (فُعَلاء)، ومثال هذا الوزن: (سُعَداء – ظُرَفَاء).
6 - اتحاد الرسم واختلاف الشكل:
مثل:
أ – (مَنْ – مِنْ) فالأولى اسم موصول مثل قوله تعالى: "فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ " (الأنفال 57)، وتأتي اسم استفهام وشرط وغير ذلك، والثانية حرف جر، مثل قوله: " يَدْعُونَ مِن دُونِهِ " (الرعد 14).
ب – (جِنَّة – جَنَّة - جُنَّة) فالأولى مثل قوله تعالى: " مَا بِصَاحِبِهِم مِّن جِنَّةٍ " (الأعراف 184)، والثانية كقوله تعالى: " أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ " (البقرة 266)، والثالثة مثل قوله: " اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً " (المجادلة 16)
ج – قوله تعالى: " مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً " (التوبة 57) مع قوله تعالى " لَيُدْخِلَنَّهُم مُّدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ " (الحج 59) ,
ومثل قوله تعالى: " لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً " (الزخرف 32) مع قوله: " فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً " (المؤمنون 110) ,
ومثل قوله: " رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ " (النساء 61)، مع قوله: " إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ " (الزخرف 57).
ولتلافي الخطأ تقرأ الكلمتان ويبين معنى كل منهما ويفرق بينهما في التشكيل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/190)
ـ[سعد أبو إسحاق]ــــــــ[01 - 04 - 08, 10:03 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم وزادكم علما شيخنا أبو خالد وحفيد بن رجب
ومن الأخطاء الشائعة أيضا عند الناطقين بغير اللغة العربية حرف الألف يبدلونه عين خفيفة مثل كلمة (النبأ العظيم) يقولون النبع العظيم
وإبدال ال ح حرف هـ مثل الحي القيوم يقولون الهي القيوم
وكذلك كثير من الناس والمتخصصين منهم لايضمون فاء كفواً في سورة الإخلاص بل يسكنوها ولم يسكنها أحد من القراء والله أعلم
وكذلك يسكنون الياء من كلمة وليَ دين في سورة الكافرون ويكتفون بكسرة الدال بعدها وهو خطأ من رواية حفص
وبعض الناس في رواية حفص يضمون الهاء من كلمة عليهم ضما خفيفا في الفاتحة وغيرها وهو خطأ شائع
والذال من كلمة اذكر يحولونها إلى سين فيقرأونها اسكر أو مشمة بسين لو صح التعبير
وأسأل الله العفو والعافية فهو أعلم بالصواب ووالله إني لأعتذر للشيخين الجليلين الشيخ أبو خالد والشيخ حفيد بن رجب وذلك لتطفلي ومداخلتي ولكني أقول هذا العلم منكم ولكم وجزاكم الله خيرا(1/191)
مسألة الاهتزاز أثناء قراءة القرءان
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[21 - 02 - 03, 11:32 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته …. قرأت في بعض الكتب أن الاهتزاز المعتاد ـ خاصة عند المصريين القراء ـ مكروه لمشابهته اليهود، و بالفعل فقد رأيت هؤلاء الملاعين ـ قتلهم الله ـ و هم يقرأون على حائط المبكلى و يهتزون هذه الاهتزازات، و لكن بلغني من بعض الاخوة أنه قد يكون هناك حديث صريح في النهي عن هذه الاهتزازة، فهل صح ذلك ………؟
ثم هل يدخل في حكم الكراهة االاهتزازة جهة اليمين و الشمال؟
و جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[21 - 02 - 03, 11:40 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=5051&highlight=%ED%CA%E3%C7%ED%E1%E6%E4(1/192)
مذاكرات علمية جادة بين المفسرين والمحدثين
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[23 - 02 - 03, 01:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الكرام طلبة العلم في هذا الملتقى
هذه بعض المسائل المهمة التي أرغب من المتخصصين في علم الحديث إبداء ما يحضرهم فيها من كلام أهل العلم قديما وحديثا
وهي في الأصل تتعلق بعلم تفسير القرآن الكريم
وأرجو أن يكون النقاش جادا ومعتمدا على ذكر المراجع
المسألة الأولى:
هل الآثار المروية في تفسير القرآن بحاجة إلى تمحيص حتى يتميز الصحيح من الضعيف؟ لأنه من المعلوم أن أكثر الأسانيد التي رويت بها هذه الآثار فيها نظر، وكثير منها لو عومل معاملة غيره من حيث دراسة إسناده لكان مردودا لضعف إسناده أو انقطاعه.
ولو سلكنا مسلك التمحيص لتركنا أكثر أقوال السلف التي نقلتها لنا كتب التفسير مع أن أكثرها صحيح من جهة المعنى.
فما قولكم وفقكم الله في هذه المسألة؟
ـ[بو الوليد]ــــــــ[23 - 02 - 03, 03:29 م]ـ
للنظر ..
ـ[المستفيد7]ــــــــ[25 - 02 - 03, 07:56 م]ـ
ذكر الشيخ ابو اسحاق الحويني في مقدمة تحقيقه لتفسير ابن كثير هذه المسالة وانه راى انه لابد من اخضاع ذلك لقواعد المحدثين.
وانه عرض رايه على العلامة الالباني رحمه الله فارسل له الشيخ رسالة فيها:
(الى الاخ الفاضل ابي اسحاق الحويني حفظه الله ووفقه الى ما يحبه ويرضاه.وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.اما بعد:
فقد ذكرت - بارك الله فيك -انك في صدد تحقيق تفسير الحافظ ابن كثير
وان العلماء وطلاب العلم اختلفوا عليك في اخضاع اسانيد التفسير كلها
لقواعد المحدثين الى فريقين:
احدهما:يرى ان الا خضاع المذكور فيه تضييع للتفسير اذ غالبه نسخ وكتب،كنسخة علي بن ابي طلحة عن ابن عباس وكتفسير السدي وغيرها.ومن حجتهم المقالة التي تنسب الى الامام احمد قال:
ثلاثة لا اصل لها منها التفسير.قالوا معنى لا اصل لها يعني لااسناد لها فهذا يدل على عدم اعتبار الاسناد في التفسير.فهل هذا صحيح؟.
والاخر:يرى-معك -ضرورة اخضاع ذلك لقواعد المحدثين.)
ثم ذكر جوابه رحمه الله مؤيدا للراي الاخر ومما قال:
(فهذا ابن تيمية الذي نسب اليه الفريق الاول انه كان لا يعتبر الاسناد يقول في مقدمة التفسير ولخصه السيوطي بقوله 2/ 177:
(والاختلاف في التفسير على نوعين:
منه ما مستنده النقل فقط ومنه ما يعلم بغير ذلك.
والمنقول اما عن المعصوم او عن غيره.ومنه ما يمكن معرفة الصحيح
منه من غيره ومنه ما لا يمكن ذلك، وهذا القسم الذي لا يمكن معرفة صحيحه من ضعيفه عامته مما لا فائدة فيه ولا حاجة الى معرفته) اهـ).
وفي اخر الرسالة قال:
(وختاما:فاني ارى انه لابد من اخضاع اسانيد التفسير كلها للنقد العلمي الحديثي وبذلك نتخلص من كثير من الاثار الواهية التي لا تزال
في بطون كتب التفسير،وما كان سكوت العلماء عنها الا لكثرتها وصعوبة
التفرغ لها.
وعليه:اقترح حصر النقد بما لابد منه من الاثار المتعلقة بالتفسير بما يعين على الفهم الصحيح او يصرف غيره تصحيحا وتضعيفا،والاعراض عن نقد ما لا حاجة لنا فيه من الاثار كما تقدم عن ابن تيمية فانه لا حاجة لنا فيه.والله اعلم).
ثم ذكر الشيخ ابواسحاق انه عرض رايه على الشيخ بكر ابو زيد وفقه الله
وانه ايده.
ثم ذكر صنيع الشيخ احمد شاكر في تحقيقه لتفسير ابن جرير.
ثم عرض لمقولة الامام احمد السابقة فتكلم عن اسانيدها ثم نقل قول الزركشي في البرهان 2/ 156 (قال المحققون من اصحابه ومراده ان الغالب انها ليس لها اسانيد صحاح متصلة والا فقد صح من ذلك كثير).
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[26 - 02 - 03, 12:15 م]ـ
ولكن؛ ما رأي الأئمة المتقدمين في هذه المسألة؟
وهل ما ذكره الشيخ الألباني رحمه الله من أن الأئمة المتقدمين لم يسكتوا عنها إلا لصعوبتها وكثرتها وعدم التفرغ لها صحيح على إطلاقه؟!
وأذكر أن للإمام البهقي كلام في ذلك في مقدمة كتابه: دلائل النبوة
ولا يحضرني هذا الكتاب؛ فهل من متبرع بذكر كلام البيهقي رحمه الله؟
ـ[ابن وهب]ــــــــ[26 - 02 - 03, 12:43 م]ـ
قhل الميموني سمعت احمد بن حنبل يقول
ثلاثة كتب ليس لها اصول المغازي والملاحم والتفسير
قال الخطيب في جامعه
وهذا محمول على كتب مخصوصة في هذه المعاني الثلاثة غير معتمد عليها
لعدم عدالة ناقليها وزيادات القصاص فيها
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[08 - 03 - 03, 10:04 ص]ـ
أين أنتم يا طلبة العلم!!
هل هذا كل ما لديكم في هذه المسألة؟
أرجو ألا تبخلوا عن المشاركة؟
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[08 - 03 - 03, 10:41 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=3211&highlight=%C7%E1%E3%DB%C7%D2%ED+%E6%C7%E1%E3%E1%C7 %CD%E3
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2438&highlight=%C7%E1%E3%DB%C7%D2%ED+%E6%C7%E1%E3%E1%C7 %CD%E3(1/193)
من أوهام ابن كثير رحمه الله
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[24 - 02 - 03, 10:08 ص]ـ
بسم الله
في تفسير ابن كثير رحمه الله لقوله تعالى (فتمنوا الموت إن كنتم صادقين) البقرة:94 وقع ابن كثير في بعض الأوهام عندما رجح أن هذه الآية يقصد منها المباهلة.
فهل يستطيع أحد ذكر هذه الأوهام أيها المحدثون؟
ولتسهيل الجواب: قارنوا ما أورده رحمه الله بما في تفسير ابن جرير.
في انتظار الجواب.
وهل القول الذي نصره ابن كثير وجيه في تفسير الآية؟، مع العلم أن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله قد رده وضعفه في تفسيره لسورة البقرة.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[24 - 02 - 03, 10:24 ص]ـ
ويشبه هذا ما ذكره رحمه الله في تفسيره لآيات السحر من سورة البقرة
ففي توجيهه لمعنى الآية بعض نظر
ـ[أحمد محمد بسيوني]ــــــــ[01 - 04 - 08, 01:37 ص]ـ
للأخ الفاضل الشيخ هاني الحاج، رسالة بعنوان التحبير للأوهام والتنبيهات الواردة في تفسير الحافظ ابن كثير، ط. مكتبة الأديب (الرياض)، لكني لم أطلع عليه(1/194)
حكم الوقف على رؤوس الآي و تخريج الحديث
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[27 - 02 - 03, 08:51 م]ـ
مرحبا و أهلا
هنا سؤال مهم: هل الوقف على رؤوس الآي سنة؟ و ما هو الدليل على ذلك؟ و هل الوقف على رؤوس الآي سنة بإطلاق حتى وإن اشتد تعلق الآية بما بعدها؟. و ما هي أقوال المحققين من علماء الوقف و الابتداء في ذلك؟ ...
فهذا بحث في حكم الوقف على رؤوس الآيات: أي الوقف على آخر الآية عند انقضائها.
و بناء على رغبة الإخوة في ملتقى أهل الحديث فسأذكر هذه المسألة و أفصل فيها القول متوكلا على الله.
وقد لخصته من كتابي الذي سيطبع قريبا إن شاء الله في فضل علم الوقف و الابتداء و حكم الوقف على رؤوس الآيات.
وقد قسمت البحث هنا إلى مطلبين أو قل مبحثين:
المبحث الأول: في تخريج الحديث المستدل به على ذلك تفصيلا و بيان مرتبته و إيضاح معناه
المبحث الثاني: في حكم الوقف على رؤوس الآي عند علماء الوقف وغيرهم.
فائدة: تعريف الوقفُ والسَّكت والقَطع.
الوقف، والسكت، والقطع، عبارات يختلف مقصود القراء بها، والصحيح عند المتأخرين التفريق بينها. فالقطع: ترك القراءة رأسا. فإذا قلنا قطع القراءة فمعنى ذلك انتقاله إلى حالة أخرى غير القراءة كترك القراءة بالكلية أو الركوع أو الكلام بغير القرآن. وهذا يستعاذ بعده للقراءة.
والوقف: (قطع الصوت زمنا يتنفس فيه عادة بنية استئناف القراءة).
وهو المقصود بهذا البحث وهو المراد في فن الوقف والابتداء.
تخريج حديث أم سلمة الذي استدل به على سنية الوقف على رؤوس الآي
روى الإمام أحمد () والترمذي () وأبو داود () والنسائي () وابن خزيمة () وابن حبان () والحاكم () والدارقطني () وأبو عبيد في فضائل القرآن () و الفريابي في فضائل القرآن () وابن أبي شيبة () والطحاوي () والبيهقي في الكبرى وفي شعب الإيمان وفي معرفة السنن والآثار (): عن أم سلمة [أنها سُألت عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وصلاته؟ فقالت: ما لكم وصلاته؟،كان يصلي، ثم ينام قدر ما صلى، ثم يصلي قدر ما نام، ثم ينام قدر ما صلى حتى يصبح، ثم نعتت قراءته، فإذا هي تنعت قراءة مفسّرة حرفا حرفا].
واللفظ للترمذي.قال الترمذي: (حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث ليث بن سعد عن ابن أبي مليكة عن يعلى بن مَمْلك عن أم سلمة -وقد روى ابن جريج هذا الحديث عن ابن أبي مليكة عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم ((كان يقطع قراءته)). وحديث الليث أصح) اهـ. ()
وقال في موضع آخر:
(غريب وليس إسناده بمتصل لأن الليث بن سعد روى هذا الحديث عن ابن أبي مليكة عن يعلى بن مَمْلك عن أم سلمة وحديث الليث أصح) اهـ. ().
فهذا الحديث عمدة العلماء الذين قالوا إن الوقف على رؤوس الآي سنة،فقد استدلوا بلفظ: (كان يقطع قراءته آية آية). كما هو في بعض الروايات لكن الاستدلال بهذه الرواية من الحديث اكتنفه أمور منها: الاضطراب في ألفاظها اضطرابا لا يبقى معه حجة في هذا اللفظ دون غيره مع كون مخرج الرواية واحدا؟. فإن الحديث يدور على التابعي الجليل عبد الله ابن أبي مليكة رحمه الله تعالى () وقد اختلف الثقات في ألفاظه اختلافا كبيرا، يوهّن الاستدلال بهذه الرواية.
ومنها: الاختلاف على ابن أبي مليكة في سنده. ولذا ضعف الإمام الترمذي والإمام الطحاوي هذه الرواية. كما سأبينه وأوضحه بجلاء إن شاء الله تعالى.
سند الحديث والحكم عليه
هذا الحديث يدور على التابعي الجليل عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة بحسب ما أشار إليه الترمذي رحمه الله تعالى، وبحسب ما اطلعت عليه من طرقه،وقد اختلف عليه فيه فرواه الليث بن سعد - وهو من الأئمة الأثبات () - عنه عن يعلى بن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/195)
مَمْلك () عن أم سلمة، ورواه ابن جريج عنه عن أم سلمة رضي الله عنها عن النبي فلم يذكر يعلى بن مَمْلك، ووصله بذكر أم سلمة، واختلف عليه في إسناده، وألفاظه، وقد أعل الترمذي رواية ابن جريج برواية الليث بن سعد وقال: (إنها أصح) كما تقدم. ويضاف إلى العلة التي ذكرها الإمام الترمذي علل منها: أن ابن جريج مدلس ولم يصرح بالسماع، وقد وصفه جماعة بالتدليس () وممن وصفه بالتدليس الإمام أحمد رحمه الله تعالى وقال: (إذا قال ابن جريج ((قال)) فاحذره، وإذا قال: ((سمعت)) أو ((سألت)) جاء بشيء ليس في النفس منه شئ) ().
ومنها: أنه اختلف عليه في إسناد الحديث فرواه في أكثر الروايات كما ذكر الترمذي عن ابن أبي مليكة عن أم سلمة، بإسقاط الواسطة بين ابن أبي مليكة وأم سلمة فلم يذكر يعلى بن مَمْلك، ورواه مرة أخرى، فزاد فيه ذكر يعلى بن مَمْلك، ولفظ هذه الرواية عن ابن أبي مليكة أن يعلى بن مَمْلك أخبره:
((أنه سأل أم سلمة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: كان يصلي العتمة ثم يسبح ثم يصلي بعدها ما شاء الله من الليل، ثم ينصرف فيرقد مثل ما صلى، ثم يستيقظ من نومه ذلك فيصلي مثل ما نام وصلاته تلك الآخرة تكون إلى الصبح)). ()
ولا يقال إنها رواية أخرى لأن بين الروايتين توافق واضح في الإسناد وفي المتن وليست فيما يظهر اختصارا لبعض الحديث فقط فإن فيها سؤال يعلى -وهو مقل من الرواية جدا - لأم سلمة رضي الله عنها.
وأما يعلى بن مَمْلك فهو: حجازي يروي عن أم الدرداء وأم سلمة رضي الله عنها ويروي عنه ابن أبي مليكة () وقال فيه النسائي: (ليس بذلك المشهور) اهـ. () وذكره ابن حبان في الثقات، ولم أجد فيه توثيقا عند غيره ()، وفي ميزان الاعتدال: (ما حدث عنه سوى ابن أبي مليكة). وفي التقريب: (مقبول) ().
فلم يثبت فيه أكثر من رواية ابن أبي مليكة عنه ففيه جهالة، وأحسن مراتبه أن يكون مقبولا إذا توبع، ولهذا وصفه بذلك الحافظ ابن حجر في التقريب، ورواه ابن جريج مرة عن أبيه عن ابن أبي مليكة ومرة عن ابن أبي مُلَيكة من غير واسطة () فهذا الاختلاف على ابن جريج في إسناد الحديث. وأما والد ابن جريج وشيخه في هذه الطريق فهو عبد العزيز بن جريج القرشي المكي فيه ضعف، فقد قال البخاري فيه: (لا يتابع في حديثه). () وذكره ابن حبان في الثقات () وفي التقريب: (لين الحديث) ().
وقد اختلفت ألفاظ الحديث وقد مضى بعضها، ففي رواية عن ابن جريج أن النبي: (كان يقطع قراءته آية آية) وفي رواية: (كان يصلي في بيتها فيقرأ {بسم الله الرحمن الرحيم} {الحمد لله رب العلمين * الرحمن الرحيم * ملك يوم الدين …الخ) () وفي لفظ: (كان يقطع قراءته الحمد لله رب العلمين} ثم يقف، {الرحمن الرحيم} ثم يقف ... ) (). وفي لفظ (فقطعها وعدها آية آية وعدها عد الأعراب وعد بسم الله الرحمن الرحيم آية ولم يعد ((عليهم))) ()، وهذا اللفظ الأخير من رواية عمر بن هارون () عن ابن جريج وهي طريق ضعيفة لضعف عمر بن هارون ولذا ضعفها الإمام البيهقي ()، وابن الجوزي () والذهبي ()، والزيلعي () وابن التركماني () وفي بعض روايات الحديث عن ابن جريج:
(فوصفت قراءة بطيئة) (). وأما في رواية الليث بن سعد: (فإذا هي تنعت قراءة مفسرة حرفا حرفا).وقد تقدمت فهذه علل أخرى تضاف إلى مخالفته لرواية الليث بن سعد فرواية الليث بن سعد أرجح كما قال الترمذي للاختلاف على ابن جريج ولأن الليث إمام ثقة ولم يختلف عليه وقد زاد رجلا في الإسناد وهو يعلى بن مَمْلك وذلك دال على أن ابن أبي مليكة لم يسمع الحديث من أم سلمة، وتجويز صاحب تحفة الأحوذي لكون ابن أبي مليكة سمعه أولا من يعلى ثم سمعه من أم سلمة بلا واسطة ضعيف في هذا الموطن لا يلتفت إليه أرباب العلل.
والاختلاف على ابن جريج في لفظه كبير فهذا اضطراب تضعف به رواية ابن جريج
و المقصود أن في بعض طرق الحديث ما يدل على أن ابن جريج قد دلسه ولم يسمعه من شيخه ابن أبي مليكة كما أن فيها مخالفة في كثير من الألفاظ.
طريق أخرى للحديث:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/196)
روى الإمام أحمد () وابن أبي شيبة في المصنف () والداني () بسند صحيح من طريق نافع بن عمر الجمحي وهو ثقة () عن ابن أبي مليكة عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وسلم:
(أنها سئلت عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إنكم لا تستطيعونها قال قيل لها أخبرينا بها قال:فقرأت قراءة ترسلت فيها قال نافع وحكى لنا ابن أبي مليكة الحمد لله ثم قطع الرحمن الرحيم ثم قطع مالك يوم الدين) اهـ. () ووقفه هنا على:
(الحمد لله). هكذا هو في بعض الروايات عن نافع؟ وليس الموقوف عليه رأس آية، فإذا صح عارض الرواية التي استدل بها على الوقف على رؤوس الآي ودل على أنها رويت بالمعنى.
وفي لفظ قالت:
(الحمد لله رب العالمين تعني (الترسيل) ()) اهـ. () والترسّل والترسيل في القراءة معناه التحقيق، بلا عجلة، يقال ترسّل في قراءته إذا اتأد فيها وتمهل. () و في رواية عن نافع قال: (أظنها حفصة رضي الله عنها) (). وفي رواية عن ابن أبي مليكة: (لا أعلمها إلا حفصة) (). والجهالة بالصحابي لا تضر لكن رواية الليث بزيادة يعلى بن مَمْلك، تدل على أن ابن أبي مليكة لم يسمعه من أم سلمة، والليث لم يشك أن الحديث عن أم سلمة فهذا يدل على أنه حفظ. وقد يكون الاختلاف من ابن أبي مليكة
وقد وجدت لرواية الليث بن سعد عن ابن أبي مليكة عن يعلى بن مَمْلك متابعا لكنه ضعيف لا ينهض، فقد روى الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد الهمذاني العطار (ت: 569 هـ) من طريق عمر بن قيس الملقب بسندل المكي عن ابن أبي مكليكة عن يعلى بن مَمْلك، قال: كتبتُ إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها – فقلت: كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقرأ؟ قالت: (كذا {بسم الله الرحمن الرحيم * الحمد لله رب العالمين} يبينه اسما اسما وحرفا حرفا، حتى يفرغ) اهـ. () لكن سندل ضعيف بل متروك تركه النسائي وغيره وقال ابن عدي: (عامة ما يرويه لا يتابع عليه) وقال أيضا (ضعيف بالإجماع) ().
وأما رواية أبي صالح عبد الله بن صالح كاتب الليث، للحديث عن الليث عن ابن لهيعة عن ابن أبي مليكة عن يعلى بن مَمْلك عن أم سلمة رضي الله عنها عند الطبراني (32/ 292). فزيادته لابن لهيعة بين الليث وبين ابن أبي مليكة لا تعلل رواية الأئمة الحفاظ عن الليث عن ابن أبي ملكة بلا واسطة. وممن رواه عبد الله بن المبارك وصرح فيه بتحديث ابن أبي مليكة للإمام الليث بن سعد () وقتيبة عند الترمذي والنسائي و يزيد بن خالد بن موهب عند أبي داود. كلهم أثبات ثقات وقد خالفوا عبد الله بن صالح كاتب الليث فهي من أوهامه فإن فيه ضعفا. ()
وقد وهم الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى هنا على الترمذي، فحكى عنه خلاف ما في السنن حين أراد الرد على الطحاوي، وذلك أنه قال: (وأعل الطحاوي الخبر بالانقطاع فقال:لم يسمعه ابن أبي مليكة من أم سلمة واستدل على ذلك برواية الليث عن ابن أبي مليكة عن يعلى بن مَمْلك عن أم سلمة أنه سألها عن قراءة رسول الله: فنعتت له قراءة مفسرة حرفا حرفا.وهذا الذي أعله به ليس بعلة فقد رواه الترمذي من طريق ابن أبي مليكة عن أم سلمة بلا واسطة وصححه ورجحه على الإسناد الذي فيه يعلى بن مَمْلك) اهـ. () بحروفه.
فهذا الذي حكاه عن الإمام الترمذي خلاف ما في سننه وإنما رجح الترمذي رواية الليث التي فيها يعلى بن مَمْلك في موضعين من سننه كما تقدم وهو الذي نقله عنه غير واحد من العلماء () وكذلك هو في تحفة الأشراف للمزي نقلا عن الترمذي (). وأما الطحاوي فقد أشار إلى تعليل الحديث برواية الليث بن سعد لأنه زاد فيه رجلا بين ابن أبي مليكة وبين أم سلمة () كما صنع الترمذي. فاتفق مع الترمذي ولم يختلف معه.
خلاصة القول - الذي يظهر لي - في هذا الحديث أنه حسن وأحسن طرقه طريق الليث وليست صحيحة لأن يعلى بن مَمْلك مستور ولم يحدث عنه إلا ابن أبي مليكة وقد تفرد بالحديث وطريق ابن جريج ضعيفة لاضطراب ابن جريج فيها ولتدليسه ومخالفته للإمام اللّيث بن سعد، والإشكال في جميع الروايات الاختلاف في ألفاظ الحديث، وهذا ما جعل الإمام الطحاوي يضعف الرواية بذلك فإنه قال: (قد اختلف الذين رووه في لفظه) ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/197)
فإن قيل قد صحح الإمام الدارقطني طريق ابن جريج وقال: (كلهم ثقات). () وصححها أيضا الإمام الذهبي في مختصر الجهر بالبسملة ()؛ وصححها النووي () فالجواب من صححها لم يذكر عند التصحيح الطريق الأخرى للرواية فصححها بظاهر سندها، ولكن من أعلها كالترمذي ذكر الطريقين وبين وجه الترجيح بينهما، ولذا ليس في كلام كل من الدارقطني والذهبي، والنووي إشارة إلى طريق الليث ومخالفته لابن جريج ولولا ذلك ما نزل الحديث عن رتبة الصحيح فتبين بهذا أن هذه الطريق المشتملة على اللفظ الذي استدل به معلولة بطريق الليث كما ذكر الترمذي كما تقدم. فالحديث حسن من طريق الليث وضعيف من طريق ابن جريج و طريق نافع الجمحي أحسن من طريق ابن جريج لكن خالفه الليث وهو إمام فزاد في الإسناد رجلا ولم يشك أنه عن أم سلمة. وقال ابن الجزري رحمه الله: (هو حديث حسن وسنده صحيح). () فلم يقل هو حديث صحيح مع احتفاله بمسألة الوقف على رؤوس الآي ().
معنى الحديث
جعل علماء الوقف وغيرهم هذا الحديث أصلا في باب الوقف على رؤوس الآي () وفيه ما قد ذكرت من العلل، والاختلاف في ألفاظه، ولكن الحديث بمجموع ألفاظه وطرقه إنما يدل على التأني والترسل والتمهل في قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وذلك مستفاد أيضا من وصف أنس لقراءة النبي صلى الله عليه وسلم حين سئل عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم: فقال: (كانت مدا، ثم قرأ: بسم الله الرحمن الرحيم: يمد بسم الله، ويمد الرحمن، ويمد الرحيم) (). وقد أمر الله تعالى نبيه أن يرتل القرآن فقال:
(ورتل القرآن ترتيلا). () قيل في معناها:بينه تبيينا () وترسل فيه ترسلا (). وذلك أدعى لفهم القارئ ولفهم المستمعين وهو المقصد الأعظم من إنزال القرآن فما أنزل الله كتابه على عباده إلا ليتدبروه ويتفهموا مراد الله تعالى ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأه كما وصف أنس وكما أخبرت أم سلمة:
(قراءة مفسرة حرفا حرفا). وفي الرواية الأخرة ذكر الراوي الترسّل. فكان صلى الله عليه وسلم يقرأه كما أمره ربه تعالى:
(وقرآن فرقناه لتقرأه على الناس على مكث) () قال مجاهد وغيره على تؤدة ().
وهذا ما جعل أكثر السلف يفضلون القراءة المتأنية المترسلة، فثبت أن مجاهدا رحمه الله تعالى سئل عن رجلين أحدهما قرأ البقرة وآل عمران والآخر قرأ البقرة قيامهما واحد وركوعهما وسجودهما واحد وجلوسهما واحد، أيهما أفضل؟ قال: الذي قرأ البقرة، ثم قرأ:
(وقرآن فرقناه لتقرأه على الناس على مكث)).
رواه ابن المبارك في الزهد () و أبوعبيد في فضائل القرآن () وابن أبي شيبة وغيرهم (). و ثبت أن أبا جمرة الضبعي قال: قلت لابن عباس رضي الله عنهما: إني سريع القراءة إني أقرأ القرآن في ثلاث. قال: (لأن أقرأ البقرة في ليلة فأتدبرها وأرتلها أحب إلي من أن أقرأ كما تقول). رواه أبو عبيد وغيره (). و في الأخبار الثابتة: أن عمر رضي الله عنه: قرأ في صلاة الفجر بسورة يوسف والحج قراءة بطيئة. رواه مالك وغيره. () وكان بعض الصالحين من السلف معروفا ببطء القراءة ومن هؤلاء الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى: فقد كان يقرأ: (قراءة حزينة شهية بطيئة مترسلة كأنه يخاطب إنسانا) (). فهذه الآثار وغيرها تبين معنى الحديث وتدل على استحباب الترتيل.
قال: الإمام محمد بن الحسين الاجري: (والقليل من الدرس للقرآن مع الفكر فيه وتدبره أحب إلي من كثير من القرآن بغير تدبر ولا تفكر فيه، فظاهر القرآن يدل على ذلك والسنة وأقوال أئمة المسلمين) اهـ ().
والكلام في الترتيل والحدر وبيان ما قاله العلماء في هذه المسألة ليس هذا موضعه. وإنما المقصود بيان على أن الأحاديث والآثار دلت على فضل الترتيل وأنه أفضل من الإسراع في القراءة وهو مذهب معظم السلف والخلف ().
فألفاظ الأحاديث يبين بعضها بعضا، وبخاصة مع تجوز الرواة في رواية الأحاديث بالمعنى فمتى ما جُمعت طرق الأحاديث تبين بالنظر فيها علل الأحاديث واتضحت معانيها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/198)
ولذا حظ أئمة الحفاظ على جمع طرق الأحاديث كما هو معلوم. وألفاظ الحديث المتقدم تدل على التمهل والتأني في القراءة وتبيين الحروف وذلك يستنبط منه مراعاة الوقف على رؤوس الآي فإن رؤوس الآي مقاطع في أنفسهن، وأكثر ما يوجد التام عندهن، قال ابن النحاس:
(من التبيين تفصيل الحروف والوقف على ما تم معناه منها). () فليس في الحديث نص على تعمد النبي صلى الله عليه وسلم الوقف على رؤوس الآي في كل حين، كما يدعيه بعض القراء المتأخرين، فضلا عن الاستدلال به على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقف على رؤوس الآي حتى وإن اشتد تعلقها بما بعدها وهو ما نستثنيه بلا شك.
فمعنى الروايات دل على التمهل والترسل في القراءة وإن أمكن أن يستنبط من ذلك مراعاة الوقوف عند تمام المعاني فلا بأس كما فعله بعض العلماء كابن النحاس والسخاوي وأما القول بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يواظب على ذلك فلا يساعده النقل و لا يؤيده المعنى وهذه الروايات قد ذكرتها وليس فيها إلا ما ذكرت. والله أعلم.
وقد قيل في الجواب عن الحديث بأنه جاء لتعليم الفواصل ولبيان لجواز لا للتعبد فلا يكون الوقف عليها سنة إذ لا يسن إلا ما فعله صلى الله عليه وسلم تعبدا. (). وقد أطال الشيخ الضباع رحمه الله () في ترجيح القول بسنية الوقف مطلقا ومرجع كلامه وكلام غيره من المتأخرين دائر حول تعميم بعض ألفاظ الحديث الوارد ظنا منهم أن الوقف على رؤوس الآي ثابت أنه سنة لا يختلف في ثبوتها وأن ألفاظ الحديث لم يضطرب فيها الرواة.
لكن الراجح ما ذكرته وكثير من القراء المتأخرين مقلدين في تخريج الحديث فضلا عن الحكم عليه والنظر في كلام الأئمة النقاد فيه حتى أن بعضهم عزا تخريج حديث أم سلمة المتقدم إلى الصحيحين ().
*******
هوا مش البحث:
() المسند للإمام أحمد 6/ 297و308و294و300وأطراف المسند للحافظ ابن حجر 12621 - 12622
() سنن الترمذي كتاب القراءات باب فاتحة الكتاب5/ 170 (2927) وكتاب فضائل القرآن باب ما جاء كيف قراءة النبي صلى الله عليه وسلم 5/ 167.
() سنن أبي داود (1466)
() والنسائي (1012) الافتتاح و (1611) في قيام الليل وتطوع النهار
() ابن خزيمة1/ 248 (493)
() ابن حبان: (6/ 366)
() الحاكم 1/ 310 وقال على شرط مسلم
() سنن الدارقطني 1/ 307
() فضائل القرآن لأبي عبيد ص156
() فضائل القرآن للفريابي رقم (110و111)
() المصنف 7/ 186
() شرح معاني الآثار للطحاوي 1/ 199
() السنن الكبرى 2/ 44و53 وشعب الإيمان 2/ 391 (2156) ومعرفة السنن والأثار 2/ 363 (3053) ورواه أيضا: الترمذي في الشمائل (299) وابن النحاس في القطع والائتناف ص86 - 89 و الداني في المكتفى ص 146 والبخاري في خلق أفعال العباد 1/ 53 وأبو العلاء الهمذاني في التمهيد في معرفة التجويد (178 – 182).
() سنن الترمذي 5/ 167 - 168 وتحفة الأحوذي 4/ 56 - 57
() الترمذي (2927) 5/ 170
() عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة واسمه زهير بن عبد الله التيمي القرشي أبو بكر المكي الأحول كان قاضيا لعبد الله بن الزبير ومؤذنا له ثقة تابعي روى عن جماعة من الصحابة وسمع من عائشة رضي الله عنها وابن عمر وابن عباس وروى له الجماعة (ت -117هـ). ترجمته في: الجرح والتعديل 5/الترجمة 278 و461 وأخبار القضاة لوكيع 1/ 261 - 262 وتهذيب الكمال 15/ 256 - 258
() الليث بن سعد أبو الحارث مولى بني فهم ثبت ثقة من الأئمة من نظراء الإمام مالك كثير الحديث فقيه من أغنياء العلماء كثير الصدقات، (ت:175 هـ): (الكاشف (1 / ترجمة 4691وتهذيب التهذيب 8/ 459).
() مَمْلك على وزن جعفر: تقريب التهذيب 2/ 379. وسترد ترجمة يعلى قريبا.
() عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الأموي مولاهم المكي الفقيه أحد الأعلام ثقة جليل كان يدلس ويرسل: (ت: 151 هـ) روى له الجماعة: تهذيب الكمال 15/ 338 - 352 وتاريخ بغداد 10/ 400 - 407 والجرح والتعديل 5/ترجمة 1687 و تقريب التهذيب - 1/ 520 - .
() تهذيب الكمال 15/ 348
() مصنف عبد الرزاق: 3 / (4709) و المسند لأحمد: 6/ 297 و مسند إسحاق بن راهويه: 4/ 157 وسنن النسائي 3/ 236 (1627) في كتاب قيام الليل،باب ما ذكر من صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل).
() تهذيب الكمال 32/ 402 رقم (7121)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/199)
() السنن الكبرى 1/ 432 (1375).
() ثقات ابن حبان 7/ 652 وتهذيب الكمال الموضع السابق وتهذيب التهذيب 11/ 405
() تقريب التهذيب 2/ 379
() سنن النسائي 3/ 236 (1627) في كتاب قيام الليل باب ما ذكر من صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل من طريق حجاج عن ابن جريج عن أبيه عن ابن أبي مليكة وكذا رواه المزي (تهذيب الكمال 18/ 119).من طرق عن حجاج به و رواه الطبراني (23/ 407) من طريق حجاج بن عمران السدوسي عن أبي سلمة بن خلف الجوباري عن أبي عاصم عن ابن جريج عن أبيه. تنبيه: لم يذكر المزي في الأطراف 13/ 36 ح (18226) رواية ابن جريج عن أبيه التي ذكرتها قبل عند النسائي ونبه في الهامش عليها لكن لم يتنبه المحقق لذلك وقال (لم نجد لها أصلا). اهـ. وليس كذلك بل هي ثابتة في سنن النسائي:
(3/ 236 رقم (1627). وقد ذكرها المزي في تهذيب الكمال ورمز ب (س) يعني النسائي عند ترجمة والد عبد الملك ابن جريج: وهو عبد العزيز: (تهذيب الكمال 18/ 118).
() التاريخ الكبير 6 / ترجمة 1564
() الثقات 7/ 114. وقد ضعفه العقيلي. ينظر: تهذيب الكمال 18/ 118
() تقريب التهذيب رقم (4087).
() شرح معاني الآثار 1/ 199 وينظر نصب الراية 1/ 351
() تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي 4/ 57
() سنن الدارقطني 1/ 307 رقم (21) ومعرفة السنن 2/ 363
() عمر بن هارون بن يزيد الثقفي مولاهم البلخي روى له الترمذي وابن ماجه وهو متروك (ت: 194 هـ) (تقريب التهذيب (ترجمة 4979) صـ 486).
() السنن الكبرى 2/ 44و53
() التحقيق في أحاديث الخلاف لابن الجوزي 1/ 348 وتنقيح التحقيق لابن عبد الهادي 2/ 808
() تلخيص المستدرك 1/ 232 وقال - أعني الذهبي- في عمر بن هارون: (أجمعوا على ضعفه)
() نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية للزيلعي 1/ 350
() الجوهر النقي حاشية سنن البيهقي 2/ 44
() المسند 6/ 323: من طريق عفان عن همام ثنا ابن جريج به. و ينظر: نصب الراية 1/ 350 و الدراية للحافظ ابن حجر صـ 1/ 134
() المسند 6/ 286 و288.
() مصنف ابن أبي شيبة 2/ 403
() شرح القصيدة الخاقانية للداني 2/ 96 رسالة ماجستير بجامعة أم القرى.
() نافع بن عمر بن عبد الله الجمحي المكي روى عن ابن أبي مليكة و عمرو بن دينار وغيرهم وروى عنه وكيع ويحيى القطان وأبو نعيم وغيرهم قال: عبد الرحمن بن مهدي كان من أثبت الناس ووثقه غيره وروى له الجماعة (ت: 169 هـ) (ثقات ابن حبان 7/ 533 والجرح والتعديل 8 / الترجمة 2088 وتهذيب الكمال 29/ 287 – 289).
() المسند 6/ 288
() في المسند (الترتيل) هكذا؟ وفي أطراف المسند (الترسيل) وفي التمهيد لأبي علاء الهمذاني من هذه الطريق: (الترسل).وكأن ما في أطراف المسند أصح لموافقته الروايات الأخرى هذا مع كونه نسخة الحافظ ابن حجر.
() المسند 6/ 286 وأطراف المسند للحافظ ابن حجر (8 / رقم 11337)
() ينظر القاموس المحيط ولسان العرب: مادة (رسل) والتعاريف للمناوي صـ 1/ 171
() المسند 6/ 288 وأطراف المسند للحافظ ابن حجر (8 / رقم 11337).
() المسند 6/ 286
() التمهيد في معرفة التجويد للهمذاني أبي العلاء: ص177 رقم 316 و317. رواه من طريق محمد بن يحيى ابن أخي حزم ومن طريق سليم بن منصور بن عمار عن محمد بن بكر البرساني عن سندل به.
() الكامل لابن عدي 6/ 12 و تهذيب الكمال 21/ 487 – 491 وفي التقريب: متروك
(4959).
() الزهد لابن المبارك صـ 421 ومن طريق أبي العلاء الهمذاني: التمهيد له ص181
() ترجمته طويلة في كتب الجرح والتعديل و قد ضعفه جماعة من الحفاظ وقوى أمره آخرون و أنكروا عليه أحاديث، فممن ضعفه الإمام أحمد وأحمد بن صالح المصري و صالح جزرة والنسائي وابن حبان وضرب علي ابن المديني على حديثه، و حسن أبوزرعة حديثه و وثقه ابن معين.
وفي المغني للذهبي: (صالح الحديث له مناكير) اهـ. وفي التقريب: (صدوق كثير الغلط ثبت في كتابه، و كانت فيه غفلة) اهـ. ينظر: الجرح والتعديل 5 / ترجمة 398 وتهذيب الكمال: 15/ 108 و المغني 1 / ترجمة 2318 و تهذيب التهذيب 5/ 256 و تقريب التهذيب: صـ 365 ترجمة: 3388.
() تلخيص الحبير 1/ 233
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/200)
() وقد نقله عنه على الصواب المناوي: فيض القدير شرح الجامع الصغير 5/ 238والشوكاني: نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار 1/ 206.
() تحفة الأشراف بمعرفة أطراف الكتب الستة للحافظ المزي 13/ (8183)
() شرح مشكل الآثار 14/ 9 (ح 5408)
() شرح معني الآثار 1/ 199 ونصب الراية 1/ 350
() سنن الدارقطني 1/ 313والمسند 6/ 302
() مختصر الجهر بالبسملة رقم35صـ178 مطبوع ضمن ست رسائل للإمام الذهبي.
0 () المجموع في شرح المهذب للنووي 3/ 333 و 346
() النشر 1/ 226
() هذا ولا يقال إنه قصد بقوله: (حسن) حسن المعنى ولم يقصد الحسن الاصطلاحي الذي هو دون الصحيح لبعد ذلك هنا حيث قال: (وسنده صحيح). فإنه لا يلزم من صحة الإسناد صحة المتن كما هو معلوم في محله من كتب المصطلح.
() المكتفى ص 147
() رواه البخاري: فتح الباري 9/ 90 –91 و أحمد: 3/ 119 وأبو داود والنسائي والدارقطني واللفظ له (سنن الدارقطني 1/ 308رقم (23)) وينظر: التمهيد لأبي العلاء الهمذاني فقد توسع في ذكر طرقه.
() المزمل: 4
() قاله ابن عباس رواه عنه ابن أبي شيبة في المصنف: (10/ 526) و وأحمد بن منيع في مسنده كما في المطالب العاليه: 4 / رقم (3777) والطبري في تفسيره: (29/ 127) والآجري في أخلاق حملة القرآن رقم (87) وابن النحاس 1/ 74.
() تفسير الطبري: (29/ 127) و تفسير البغوي 8/ 250 والتمهيد في معرفة التجويد لأبي العلاء الهمذاني صـ144 – 147وتفسير ابن كثير 4/ 363. وقد سبق الكلام على الآية أول هذه الرسالة.
() الإسراء: 106
() تفسير الطبري 15/ 179 وأخلاق حملة القرآن للآجري: رقم (88)
() الزهد لابن المبارك: صـ 455
() أبو عبيد في فضائل القرآن: صـ 158
() المصنف لابن أبي شيبة: (10: 526) وأخلاق حملة القرآن للآجري: رقم (90) والتمهيد لأبي العلاء الهمذاني: (صـ 149 – 150).
() فضائل القرآن: صـ 157 وأخلاق حملة القرآن للآجري: رقم (89) رواه ابن عليه اسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن أبي جمرة: (و هو نصر بن عمران) وهو على شرط الشيخين.
() شرح الزرقاني 1/ 247 والعلل للإمام أحمد 2/ 578
() حلية الأولياء 8/ 86 وتهذيب الكمال 23/ 292
() أخلاق حملة القرآن للآجري: صـ 80
() ينظر النشر: لابن الجزري 1/ 209
() القطع والائتناف صـ 1/ 74 وقد سبق نقله.
() المنح الفكرية للقاري الحنفي صـ 255 والإضاءة في بيان أصول القراءة للشيخ علي محمد الضباع ص 55.
() الإضاءة في بيان أصول القراءة للشيخ علي محمد الضباع ص 55
() وهم الشيخ العلامة زكريا الأنصاري فعزاه إلى الصحيحين ونقل ذلك عنه الشيخ ملا قاري و لم يتعقبه المنح الفكرية للقاري الحنفي صـ269.
و المعذرة على الهوامش لأنني لطول الكلام اعتمدت على القص و اللزق من ملف وورد فطبعا لم تخرج أرقام الهوامش.
رجائي الحار من الفضلاء المشاركة الكريمة بما يرونه مفيدا لكاتبه و قارئيه
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[27 - 02 - 03, 10:37 م]ـ
المبحث الثاني:
حكم الوقف على رؤوس الآي عند علماء الوقف وغيرهم.
جعل البيهقي والداني وأبو العلاء الهمذاني وابن القيم وابن الجزري () ذلك سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال البيهقي:
(ومتابعة السنة أولى مما ذهب إليه بعض أهل العلم بالقرآن من تتبع الأغراض والمقاصد والوقوف عند انتهائها) اهـ. () وكان أبو عمرو بن العلاء من الأئمة، وأحد القراء السبعة يسكت عند رأس كل آية ويقول: (إنه أحب إلي، إذا كان رأس آية أن يسكت عندها) ().
وقال السخاوي: (معنى قوله مفسرة حرفا حرفا: ما سبق في الحديث الأول من الوقف على رأس الآية) اهـ. () وقال ابن النحاس: (ومعنى هذا الوقف على رؤوس الآي) اهـ ().
وعن عبد الله بن أبي الهذيل التابعي (): (كانوا يكرهون أن يقرؤوا بعض الآية ويدعوا بعضها) () وفي رواية: (إذا قرأ أحدكم الآية، فلا يقطعها حتى يتمها). ()
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/201)
وقد قوى ذلك عند العلماء رحمهم الله تعالى أن رؤوس الآي مقاطع في أنفسهن، وأكثر ما يوجد التام فيهن، حتى كان جماعة من العلماء يستحبون () القطع عليهن وإن تعلق كلام بعضهن ببعض، وهذا عندهم ما لم يشتد التعلق فيتغير بالوقف المعنى؛ وبناء على هذا حكى ابن النحاس عن بعض النحاة تفضيل الوقف على: {هُدىً لِلْمُتَّقِينَ} () وإن تعلقت بما بعدها لأنها رأس آية ()، لكن هذا الوقف على: (ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ) (البقرة:2)، لم يشتد فيه تعلق الآية بما بعدها، ولم يتغير المعنى أو يقبح بالوقف، فهو إما وقف تام عند بعض علماء الوقف على تقدير جعل ما بعدها:
وهو: ((الذين)) في موضع رفع على الابتداء أو خبرا لمبتدأ محذوف تقديره: (هم الذين) أو في موضع نصب بمحذوف: تقديره: أعني. فلا تعلق له من جهة الإعراب بـ ((المتقين)). وإما أنه وقف حسن إذا كان نعتا (للمتقين). وهو أولى.
ويقاس على هذا غيره مما يطول جدا الكلام عليه من رؤوس الآي التي يحسن الوقف عليها.
ثم إنه ليس في الحديث - فيما ظهر – دلالة على مداومة النبي على ذلك، بل هناك ما يدل على خلاف ذلك، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم لو كان من شأنه المداومة على ذلك ولو غالبا فإنه لابد أن ينقل إلينا ذلك من غير طريق ابن أبي مليكة، فلما لم نجد ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم مسندا من غير طريق ابن أبي مليكة، علمنا أنه لم يكن من شأنه صلى الله عليه وسلم مراعاة ذلك على الدوام، قال الإمام الجعبري: (وهم فيه من سماه وقف السنة لأن فعله صلى الله عليه وسلم إن كان تعبدا فهو مشروع لنا وإن كان لغيره فلا) اهـ. ()
يعني إن كان وقفه لأن المعنى يتم عندهن في الغالب، أو لمعنى آخر كبيان رأس الآية.
ولهذا فإن أكثر القراء صاروا إلى مراعاة المعنى، وإن لم يكن رأس آية كما نقله عنهم الزركشي رحمه الله تعالى فإنه قال: (واعلم أن أكثر القراء يبتغون في الوقف المعنى وإن لم يكن رأس
آية) اهـ. ()
وإليه يشير قول السخاوي: (وأجاز جماعة من القراء الوقف على رؤوس الآي عملا بالحديث) اهـ. ()
وفي كلام الداني رحمه الله تعالى إشارة إلى ذلك لأنه حكى الوقف على رؤوس الآي عن جماعة من الأئمة السالفين والقراء الماضين (). وكل هذا يدل على أن أكثرهم لم يره، وهو الذي يدل عليه تصرف علماء الوقف في كتب الوقف والابتداء. () فإنهم يجعلون رؤوس الآي وغيرها في حكم واحد من جهة تعلق ما بعدها بما قبله وعدم تعلقه، ولذا كتبوا (لا) فوق الفواصل كما كتبوه فوق غيرها ().
ومع أن أكثر القراء إنما يراعون المعاني، فهم يقفون لمراعاتهم المعاني على رؤوس الآي غالبا؟ لأنهن في الغالب مقاطع ينتهي إليهن المعنى كما تقدم.
ولابد من تقييد القول بأن الوقف على رؤوس الآي سنة بما لا يفسد المعنى ولا يحيله عن وجهه لأنا نعلم أن ذلك مستثنى ضرورة من هذا الإطلاق، فإن من الفواصل ما لا يصح الوقوف عليه لفساد المعنى بذلك وذلك خلاف ما أمر الله به من تدبر القرآن، قال السخاوي رحمه الله:
(إلا أن من الفواصل مال لا يحسن الوقف عليه كقوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّين} َ (الماعون:4) لأن المراد فويل للساهين عن صلاتهم، المرائين فيها، فلا يتم المعنى إلا بالوصل وليس الوقف على قوله: ((والضحى)) كالوقف على ما جاء في الحديث) اهـ. () قلت لأن: (وَالضُّحَى) (الضحى:1) رأس آية و تعلقها بما بعدها من أقسامٍ وجوابِ قَسَمٍ قويّ. وأمثال ((والضحى)) من الآيات التي يقوى تعلقها بما بعدها كثير مثل قوله تعالى: (وَالطُّورِ) (الطور:1) و (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) (قّ:1) ولذا فقد جعل علماء الوقف والابتداء الوقف على المواضع التي يشتد تعلقها بما بعدها
قبيحا مع كونها رؤوس آي،كقوله تعالى: {فويل للمصلين} ().
و كقوله تعالى: {ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون} (). فلو وقف القارئ هنا لكان الكلام لا معنى له، لأن الجواب لم يتم فإن اللام بعدها في قوله تعالى:
{لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون} متعلقة بما قبلها. ()
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/202)
فقد ذكر كثير من علماء الوقف هذه الآيات، ونبهوا على رأس الآية، ومنعوا من الوقف عليها مع كونها رؤوس آي، وممن ذكر ذلك الإمام الداني والعماني و ابن الجزري والأشموني وزكريا الأنصاري وغيرهم (). قال في المقصد لتلخيص ما في المرشد:
(ويسن للقارئ أن يتعلم الوقوف وأن يقف على أواخر الآي إلا ما كان منها شديد التعلق بما بعده كقوله تعالى: (وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ) (الحجر:14) وقوله: (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) (صّ:82)) اهـ. () فمتى اشتد تعلق الآية بما بعدها لم يصح تعمد الوقف عليها حتى وإن كانت رأس آية.
وعلى هذا العمل عند محققي علماء الوقف كما تقدم. وأما استدلال من قال بسنية الوقف مطلقا، بأقوال العلماء القائلين بأن ذلك سنة، فقد تبين مما ذكرته عن كثير ممن اعتمدوا عليه في ذلك كالداني، وابن الجزري، أن هذا الإطلاق مقيد وهذا التعميم مخصوص و قد ظهر أن عملهم على تخصيص هذا العموم، لأنهم عدوا الوقف على مثل ذلك من الآيات قبيحا.
تنبيه: قطع القراءة بكلام أو عمل أو بترك القراءة لا أعلم أحدا من القراء يجيزه على ما يشتد تعلقه من رؤس الآي بما بعده. و إنما الذي فيه اختلاف من بعض القراء هو الوقف بنية استئناف القراءة. وقد بينت الفرق بين هذه العبارات أول هذه الرسالة.
تنبيه: السكت على رؤس الآي بقصد البيان مذهب لبعض القراء، وبينه وبين الوقف فرق كما قدمت. و قدحمل بعضهم الحديث الوارد في الوقف على ذلك كما سبق. ()
فليقف القارئ - إن شاء - على رؤوس الآي إن لم يشتد تعلقها بما بعدها، فهذا هو القول الوسط الذي يرجحه العقل والنقل، فإن اشتد تعلقها بما بعدها، فيصل القارئ ويقف عند رأس آية أخرى، لا يشتد تعلقها بما بعدها،مراعيا تدبر القرآن والوقوف مع ما تقتضيه المعاني، فأما إن كان رأس الآية من المختلف فيه عند علماء عد الآي خلافا ثابتا مشهورا، فيقف القارئ على أقرب الوقفين لتمام المعنى، وليس معنى ذلك أن القول الآخر في رأس الآية ليس بثابت، لكن هذا نادر وعامة التالين لا يدرون بالمختلف فيه من رؤوس الآي.
والقارئ المتقن يراعي حسن الوقوف، واكتمال المعاني، كما يراعي جودة الحروف وإتقان صفاتها، وقد شبهوا القارئ بالمسافر، و المقاطع التي يقف عندها بالمنازل التي ينزلها المسافر، وهي مختلفة بالتام والكافي والحسن وغيرها، كاختلاف المنازل في الخصب والسعة.
حكم الوقف على رؤوس الآي عند علماء الوقف وغيرهم.
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[27 - 02 - 03, 10:40 م]ـ
يرفع للفائدة إن شاء الله تعالى.
و خلاصة القول في هذه المسألة بينته في آخر المشاركة الماضية.
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[27 - 02 - 03, 10:43 م]ـ
ولهذا فإن أكثر القراء صاروا إلى مراعاة المعنى، وإن لم يكن رأس آية كما نقله عنهم الزركشي رحمه الله تعالى فإنه قال: (واعلم أن أكثر القراء يبتغون في الوقف المعنى وإن لم يكن رأس
آية) اهـ. ()
وإليه يشير قول السخاوي: (وأجاز جماعة من القراء الوقف على رؤوس الآي عملا بالحديث) اهـ. ()
وفي كلام الداني رحمه الله تعالى إشارة إلى ذلك لأنه حكى الوقف على رؤوس الآي عن جماعة من الأئمة السالفين والقراء الماضين (). وكل هذا يدل على أن أكثرهم لم يره، وهو الذي يدل عليه تصرف علماء الوقف في كتب الوقف والابتداء. () فإنهم يجعلون رؤوس الآي وغيرها في حكم واحد من جهة تعلق ما بعدها بما قبله وعدم تعلقه، ولذا كتبوا (لا) فوق الفواصل كما كتبوه فوق غيرها ().
ومع أن أكثر القراء إنما يراعون المعاني، فهم يقفون لمراعاتهم المعاني على رؤوس الآي غالبا؟ لأنهن في الغالب مقاطع ينتهي إليهن المعنى كما تقدم.
ولابد من تقييد القول بأن الوقف على رؤوس الآي سنة بما لا يفسد المعنى ولا يحيله عن وجهه لأنا نعلم أن ذلك مستثنى ضرورة من هذا الإطلاق، فإن من الفواصل ما لا يصح الوقوف عليه لفساد المعنى بذلك وذلك خلاف ما أمر الله به من تدبر القرآن، قال السخاوي رحمه الله:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/203)
(إلا أن من الفواصل مال لا يحسن الوقف عليه كقوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّين} َ (الماعون:4) لأن المراد فويل للساهين عن صلاتهم، المرائين فيها، فلا يتم المعنى إلا بالوصل وليس الوقف على قوله: ((والضحى)) كالوقف على ما جاء في الحديث) اهـ. () قلت لأن: (وَالضُّحَى) (الضحى:1) رأس آية و تعلقها بما بعدها من أقسامٍ وجوابِ قَسَمٍ قويّ. وأمثال ((والضحى)) من الآيات التي يقوى تعلقها بما بعدها كثير مثل قوله تعالى: (وَالطُّورِ) (الطور:1) و (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) (قّ:1) ولذا فقد جعل علماء الوقف والابتداء الوقف على المواضع التي يشتد تعلقها بما بعدها
قبيحا مع كونها رؤوس آي،كقوله تعالى: {فويل للمصلين} ().
و كقوله تعالى: {ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون} (). فلو وقف القارئ هنا لكان الكلام لا معنى له، لأن الجواب لم يتم فإن اللام بعدها في قوله تعالى:
{لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون} متعلقة بما قبلها. ()
فقد ذكر كثير من علماء الوقف هذه الآيات، ونبهوا على رأس الآية، ومنعوا من الوقف عليها مع كونها رؤوس آي، وممن ذكر ذلك الإمام الداني والعماني و ابن الجزري والأشموني وزكريا الأنصاري وغيرهم (). قال في المقصد لتلخيص ما في المرشد:
(ويسن للقارئ أن يتعلم الوقوف وأن يقف على أواخر الآي إلا ما كان منها شديد التعلق بما بعده كقوله تعالى: (وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ) (الحجر:14) وقوله: (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) (صّ:82)) اهـ. () فمتى اشتد تعلق الآية بما بعدها لم يصح تعمد الوقف عليها حتى وإن كانت رأس آية.
وعلى هذا العمل عند محققي علماء الوقف كما تقدم. وأما استدلال من قال بسنية الوقف مطلقا، بأقوال العلماء القائلين بأن ذلك سنة، فقد تبين مما ذكرته عن كثير ممن اعتمدوا عليه في ذلك كالداني، وابن الجزري، أن هذا الإطلاق مقيد وهذا التعميم مخصوص و قد ظهر أن عملهم على تخصيص هذا العموم، لأنهم عدوا الوقف على مثل ذلك من الآيات قبيحا.
تنبيه: قطع القراءة بكلام أو عمل أو بترك القراءة لا أعلم أحدا من القراء يجيزه على ما يشتد تعلقه من رؤس الآي بما بعده. و إنما الذي فيه اختلاف من بعض القراء هو الوقف بنية استئناف القراءة. وقد بينت الفرق بين هذه العبارات أول هذه الرسالة.
تنبيه: السكت على رؤس الآي بقصد البيان مذهب لبعض القراء، وبينه وبين الوقف فرق كما قدمت. و قدحمل بعضهم الحديث الوارد في الوقف على ذلك كما سبق. ()
فليقف القارئ - إن شاء - على رؤوس الآي إن لم يشتد تعلقها بما بعدها، فهذا هو القول الوسط الذي يرجحه العقل والنقل، فإن اشتد تعلقها بما بعدها، فيصل القارئ ويقف عند رأس آية أخرى، لا يشتد تعلقها بما بعدها،مراعيا تدبر القرآن والوقوف مع ما تقتضيه المعاني، فأما إن كان رأس الآية من المختلف فيه عند علماء عد الآي خلافا ثابتا مشهورا، فيقف القارئ على أقرب الوقفين لتمام المعنى، وليس معنى ذلك أن القول الآخر في رأس الآية ليس بثابت، لكن هذا نادر وعامة التالين لا يدرون بالمختلف فيه من رؤوس الآي.
والقارئ المتقن يراعي حسن الوقوف، واكتمال المعاني، كما يراعي جودة الحروف وإتقان صفاتها، وقد شبهوا القارئ بالمسافر، و المقاطع التي يقف عندها بالمنازل التي ينزلها المسافر، وهي مختلفة بالتام والكافي والحسن وغيرها، كاختلاف المنازل في الخصب والسعة.
حكم الوقف على رؤوس الآي عند علماء الوقف وغيرهم. [/ B][/QUOTE]
ـ[ابن وهب]ــــــــ[05 - 03 - 03, 09:10 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[05 - 03 - 03, 03:44 م]ـ
الشيخ الفاضل عبدالله بن محمد المطيري حفظه الله
أسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء ويبارك في علمكم وينفع بكم
ونتمنى منك المواصلة في مثل هذه المباحث المفيدة
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[05 - 03 - 03, 03:53 م]ـ
و أنتم أخي الفاضل الكريم: ابن وهب فجزاكم الله خيرا
أخي الفاضل العزيز: عبد الرحمن الفقيه جزاكم الله خيرا ونفع بهذا المنتدى و بالقائمين عليه.
ـ[الطارق بخير]ــــــــ[05 - 03 - 03, 07:17 م]ـ
جزيتم خيرا، موضوع مفيد،
نفع الله بكم - وبأهل المنتدى - دائما.
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[06 - 03 - 03, 03:11 ص]ـ
الأخ الكريم: الطارق بخير وجزاكم الله خيرا
ـ[العوضي]ــــــــ[06 - 03 - 03, 02:52 م]ـ
جزاك الله خير اخي الكريم ابومحمد
وقام أحدهم بنقلها لملتقى أهل القرآن جزاه الله خيرا , ولون الموضوع ورقم الهوامش , هذا للعلم
أخوك: ابوخطاب العوضي
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[06 - 03 - 03, 05:46 م]ـ
أحسنت أخي أبا محمد
و لو أمكنكم إنزاله على ملف وورد فهذا أفضل، حتى يتأنى في قراءته، فمن الصعب علي قراءة مبحث كبير على صفحة المنتدى، و الشيخ أبو عمر يمكنه إنزاله على وورد لو تكرم بذلك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/204)
ـ[العوضي]ــــــــ[06 - 03 - 03, 06:30 م]ـ
إذا تريدون فلدي القدرة على ترتيبها وتنسيقها على ملف وورد , والرأي لصاحب الموضوع حفظه الله
أخوكم: العوضي
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[06 - 03 - 03, 08:49 م]ـ
الأخ الكريم العوضي: إذا أردت أن تفعل ذلك للفائدة فلك ذلك.
و جزاك الله خيرا. وهو عندي على ملف وورد لكن يحتاج لبعض التنسيق
اليسير فافعل ما تراه أنفع لإخواننا مأجورا مشكورا مقدرا.
الأخ: أبو تيمية إبراهيم جزاكم الله خيرا سيفعل أخونا ذلك إذا خف عليه
و إلا سأفعله أنا إن شاء الله تعالى.
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[06 - 03 - 03, 10:20 م]ـ
البحث على ملف وورد.
ثم إني رأيت مع شكري الجزيل للأخ العوضي أن أبدأ بإرفاق الملف على
ملف وورد وفيه زيادات وهذا هو:
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[06 - 03 - 03, 10:22 م]ـ
وشكرا لوضعه الجزء الأول منه على هذا الرابط منسقا و ملونا
http://www.4quran.net/vb/showthread.php?threadid=38
ـ[العوضي]ــــــــ[07 - 03 - 03, 01:32 ص]ـ
جزاك الله خير اخي الفاضل ابومحمد وإن شاء الله سأقوم بترتيبه ونشره في المنتديات لتعم الفائدة
أخوك: العوضي
ـ[العوضي]ــــــــ[07 - 03 - 03, 09:13 ص]ـ
السلام عليكم
اخي الكريم ابومحمد , ارجوا منك إرسال ملف الوورد على بريدي لاني فتحت ملف الضغط ولم يفتح عندي والله اعلم بالسبب
او ضع باقي هوامش الموضوع هنا لكي ارقمها
أخوك: العوضي
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[07 - 03 - 03, 06:12 م]ـ
أخي الفاضل العوضي: الملف المرفق يمكن تحميله لكن يظهر إن برنامج
رار لفك ضغط الملفات ليس عندك لأني في البداية ضغطته به
لأنه أجود حمله الآن فقد أعدت ضغطه:
هنا:
ـ[العوضي]ــــــــ[07 - 03 - 03, 07:25 م]ـ
جزاك الله خير وفي الغد سيكون جاهزا إن شاء الله
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[11 - 03 - 03, 12:28 ص]ـ
إالمرجو من إخواني الكرام ممن حمل الملف فوجد في ما ذكر فيه ملحظا فأرجو أن يتكرم بذكره هنا لتعم الفائدة.
و إن رغب في مخطبتي عن طريق البريد
الإلكتروني فهذا هو:
abd1422@ajeeb.com
ـ[العوضي]ــــــــ[13 - 03 - 03, 03:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا البحث الذي جمعه اخونا في الله (ابومحمد عبدالله بن علي الميموني المطيري) وهو بعنوان (حكم الوقف على رؤوس الآي وتخريج الحديث الوارد في ذلك)
وهو بحث طيب وبه فوائد كثيرة , وإن شاء الله فيه الفائدة لكم
http://www.gulfonline.net/upload/abu_khtab.zip
ونسأل الله الإخلاص في القول والعمل
أخوكم في الله: العوضي
ـ[العوضي]ــــــــ[13 - 03 - 03, 10:49 م]ـ
للرفع
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[14 - 03 - 03, 01:40 ص]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[العوضي]ــــــــ[14 - 03 - 03, 01:10 م]ـ
وإياك اخي الفاضل
أخوك: العوضي(1/205)
حكم الوقف على رؤوس الآي و تخريج الحديث
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[27 - 02 - 03, 08:51 م]ـ
مرحبا و أهلا
هنا سؤال مهم: هل الوقف على رؤوس الآي سنة؟ و ما هو الدليل على ذلك؟ و هل الوقف على رؤوس الآي سنة بإطلاق حتى وإن اشتد تعلق الآية بما بعدها؟. و ما هي أقوال المحققين من علماء الوقف و الابتداء في ذلك؟ ...
فهذا بحث في حكم الوقف على رؤوس الآيات: أي الوقف على آخر الآية عند انقضائها.
و بناء على رغبة الإخوة في ملتقى أهل الحديث فسأذكر هذه المسألة و أفصل فيها القول متوكلا على الله.
وقد لخصته من كتابي الذي سيطبع قريبا إن شاء الله في فضل علم الوقف و الابتداء و حكم الوقف على رؤوس الآيات.
وقد قسمت البحث هنا إلى مطلبين أو قل مبحثين:
المبحث الأول: في تخريج الحديث المستدل به على ذلك تفصيلا و بيان مرتبته و إيضاح معناه
المبحث الثاني: في حكم الوقف على رؤوس الآي عند علماء الوقف وغيرهم.
فائدة: تعريف الوقفُ والسَّكت والقَطع.
الوقف، والسكت، والقطع، عبارات يختلف مقصود القراء بها، والصحيح عند المتأخرين التفريق بينها. فالقطع: ترك القراءة رأسا. فإذا قلنا قطع القراءة فمعنى ذلك انتقاله إلى حالة أخرى غير القراءة كترك القراءة بالكلية أو الركوع أو الكلام بغير القرآن. وهذا يستعاذ بعده للقراءة.
والوقف: (قطع الصوت زمنا يتنفس فيه عادة بنية استئناف القراءة).
وهو المقصود بهذا البحث وهو المراد في فن الوقف والابتداء.
تخريج حديث أم سلمة الذي استدل به على سنية الوقف على رؤوس الآي
روى الإمام أحمد () والترمذي () وأبو داود () والنسائي () وابن خزيمة () وابن حبان () والحاكم () والدارقطني () وأبو عبيد في فضائل القرآن () و الفريابي في فضائل القرآن () وابن أبي شيبة () والطحاوي () والبيهقي في الكبرى وفي شعب الإيمان وفي معرفة السنن والآثار (): عن أم سلمة [أنها سُألت عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وصلاته؟ فقالت: ما لكم وصلاته؟،كان يصلي، ثم ينام قدر ما صلى، ثم يصلي قدر ما نام، ثم ينام قدر ما صلى حتى يصبح، ثم نعتت قراءته، فإذا هي تنعت قراءة مفسّرة حرفا حرفا].
واللفظ للترمذي.قال الترمذي: (حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث ليث بن سعد عن ابن أبي مليكة عن يعلى بن مَمْلك عن أم سلمة -وقد روى ابن جريج هذا الحديث عن ابن أبي مليكة عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم ((كان يقطع قراءته)). وحديث الليث أصح) اهـ. ()
وقال في موضع آخر:
(غريب وليس إسناده بمتصل لأن الليث بن سعد روى هذا الحديث عن ابن أبي مليكة عن يعلى بن مَمْلك عن أم سلمة وحديث الليث أصح) اهـ. ().
فهذا الحديث عمدة العلماء الذين قالوا إن الوقف على رؤوس الآي سنة،فقد استدلوا بلفظ: (كان يقطع قراءته آية آية). كما هو في بعض الروايات لكن الاستدلال بهذه الرواية من الحديث اكتنفه أمور منها: الاضطراب في ألفاظها اضطرابا لا يبقى معه حجة في هذا اللفظ دون غيره مع كون مخرج الرواية واحدا؟. فإن الحديث يدور على التابعي الجليل عبد الله ابن أبي مليكة رحمه الله تعالى () وقد اختلف الثقات في ألفاظه اختلافا كبيرا، يوهّن الاستدلال بهذه الرواية.
ومنها: الاختلاف على ابن أبي مليكة في سنده. ولذا ضعف الإمام الترمذي والإمام الطحاوي هذه الرواية. كما سأبينه وأوضحه بجلاء إن شاء الله تعالى.
سند الحديث والحكم عليه
هذا الحديث يدور على التابعي الجليل عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة بحسب ما أشار إليه الترمذي رحمه الله تعالى، وبحسب ما اطلعت عليه من طرقه،وقد اختلف عليه فيه فرواه الليث بن سعد - وهو من الأئمة الأثبات () - عنه عن يعلى بن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/206)
مَمْلك () عن أم سلمة، ورواه ابن جريج عنه عن أم سلمة رضي الله عنها عن النبي فلم يذكر يعلى بن مَمْلك، ووصله بذكر أم سلمة، واختلف عليه في إسناده، وألفاظه، وقد أعل الترمذي رواية ابن جريج برواية الليث بن سعد وقال: (إنها أصح) كما تقدم. ويضاف إلى العلة التي ذكرها الإمام الترمذي علل منها: أن ابن جريج مدلس ولم يصرح بالسماع، وقد وصفه جماعة بالتدليس () وممن وصفه بالتدليس الإمام أحمد رحمه الله تعالى وقال: (إذا قال ابن جريج ((قال)) فاحذره، وإذا قال: ((سمعت)) أو ((سألت)) جاء بشيء ليس في النفس منه شئ) ().
ومنها: أنه اختلف عليه في إسناد الحديث فرواه في أكثر الروايات كما ذكر الترمذي عن ابن أبي مليكة عن أم سلمة، بإسقاط الواسطة بين ابن أبي مليكة وأم سلمة فلم يذكر يعلى بن مَمْلك، ورواه مرة أخرى، فزاد فيه ذكر يعلى بن مَمْلك، ولفظ هذه الرواية عن ابن أبي مليكة أن يعلى بن مَمْلك أخبره:
((أنه سأل أم سلمة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: كان يصلي العتمة ثم يسبح ثم يصلي بعدها ما شاء الله من الليل، ثم ينصرف فيرقد مثل ما صلى، ثم يستيقظ من نومه ذلك فيصلي مثل ما نام وصلاته تلك الآخرة تكون إلى الصبح)). ()
ولا يقال إنها رواية أخرى لأن بين الروايتين توافق واضح في الإسناد وفي المتن وليست فيما يظهر اختصارا لبعض الحديث فقط فإن فيها سؤال يعلى -وهو مقل من الرواية جدا - لأم سلمة رضي الله عنها.
وأما يعلى بن مَمْلك فهو: حجازي يروي عن أم الدرداء وأم سلمة رضي الله عنها ويروي عنه ابن أبي مليكة () وقال فيه النسائي: (ليس بذلك المشهور) اهـ. () وذكره ابن حبان في الثقات، ولم أجد فيه توثيقا عند غيره ()، وفي ميزان الاعتدال: (ما حدث عنه سوى ابن أبي مليكة). وفي التقريب: (مقبول) ().
فلم يثبت فيه أكثر من رواية ابن أبي مليكة عنه ففيه جهالة، وأحسن مراتبه أن يكون مقبولا إذا توبع، ولهذا وصفه بذلك الحافظ ابن حجر في التقريب، ورواه ابن جريج مرة عن أبيه عن ابن أبي مليكة ومرة عن ابن أبي مُلَيكة من غير واسطة () فهذا الاختلاف على ابن جريج في إسناد الحديث. وأما والد ابن جريج وشيخه في هذه الطريق فهو عبد العزيز بن جريج القرشي المكي فيه ضعف، فقد قال البخاري فيه: (لا يتابع في حديثه). () وذكره ابن حبان في الثقات () وفي التقريب: (لين الحديث) ().
وقد اختلفت ألفاظ الحديث وقد مضى بعضها، ففي رواية عن ابن جريج أن النبي: (كان يقطع قراءته آية آية) وفي رواية: (كان يصلي في بيتها فيقرأ {بسم الله الرحمن الرحيم} {الحمد لله رب العلمين * الرحمن الرحيم * ملك يوم الدين …الخ) () وفي لفظ: (كان يقطع قراءته الحمد لله رب العلمين} ثم يقف، {الرحمن الرحيم} ثم يقف ... ) (). وفي لفظ (فقطعها وعدها آية آية وعدها عد الأعراب وعد بسم الله الرحمن الرحيم آية ولم يعد ((عليهم))) ()، وهذا اللفظ الأخير من رواية عمر بن هارون () عن ابن جريج وهي طريق ضعيفة لضعف عمر بن هارون ولذا ضعفها الإمام البيهقي ()، وابن الجوزي () والذهبي ()، والزيلعي () وابن التركماني () وفي بعض روايات الحديث عن ابن جريج:
(فوصفت قراءة بطيئة) (). وأما في رواية الليث بن سعد: (فإذا هي تنعت قراءة مفسرة حرفا حرفا).وقد تقدمت فهذه علل أخرى تضاف إلى مخالفته لرواية الليث بن سعد فرواية الليث بن سعد أرجح كما قال الترمذي للاختلاف على ابن جريج ولأن الليث إمام ثقة ولم يختلف عليه وقد زاد رجلا في الإسناد وهو يعلى بن مَمْلك وذلك دال على أن ابن أبي مليكة لم يسمع الحديث من أم سلمة، وتجويز صاحب تحفة الأحوذي لكون ابن أبي مليكة سمعه أولا من يعلى ثم سمعه من أم سلمة بلا واسطة ضعيف في هذا الموطن لا يلتفت إليه أرباب العلل.
والاختلاف على ابن جريج في لفظه كبير فهذا اضطراب تضعف به رواية ابن جريج
و المقصود أن في بعض طرق الحديث ما يدل على أن ابن جريج قد دلسه ولم يسمعه من شيخه ابن أبي مليكة كما أن فيها مخالفة في كثير من الألفاظ.
طريق أخرى للحديث:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/207)
روى الإمام أحمد () وابن أبي شيبة في المصنف () والداني () بسند صحيح من طريق نافع بن عمر الجمحي وهو ثقة () عن ابن أبي مليكة عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وسلم:
(أنها سئلت عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إنكم لا تستطيعونها قال قيل لها أخبرينا بها قال:فقرأت قراءة ترسلت فيها قال نافع وحكى لنا ابن أبي مليكة الحمد لله ثم قطع الرحمن الرحيم ثم قطع مالك يوم الدين) اهـ. () ووقفه هنا على:
(الحمد لله). هكذا هو في بعض الروايات عن نافع؟ وليس الموقوف عليه رأس آية، فإذا صح عارض الرواية التي استدل بها على الوقف على رؤوس الآي ودل على أنها رويت بالمعنى.
وفي لفظ قالت:
(الحمد لله رب العالمين تعني (الترسيل) ()) اهـ. () والترسّل والترسيل في القراءة معناه التحقيق، بلا عجلة، يقال ترسّل في قراءته إذا اتأد فيها وتمهل. () و في رواية عن نافع قال: (أظنها حفصة رضي الله عنها) (). وفي رواية عن ابن أبي مليكة: (لا أعلمها إلا حفصة) (). والجهالة بالصحابي لا تضر لكن رواية الليث بزيادة يعلى بن مَمْلك، تدل على أن ابن أبي مليكة لم يسمعه من أم سلمة، والليث لم يشك أن الحديث عن أم سلمة فهذا يدل على أنه حفظ. وقد يكون الاختلاف من ابن أبي مليكة
وقد وجدت لرواية الليث بن سعد عن ابن أبي مليكة عن يعلى بن مَمْلك متابعا لكنه ضعيف لا ينهض، فقد روى الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد الهمذاني العطار (ت: 569 هـ) من طريق عمر بن قيس الملقب بسندل المكي عن ابن أبي مكليكة عن يعلى بن مَمْلك، قال: كتبتُ إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها – فقلت: كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقرأ؟ قالت: (كذا {بسم الله الرحمن الرحيم * الحمد لله رب العالمين} يبينه اسما اسما وحرفا حرفا، حتى يفرغ) اهـ. () لكن سندل ضعيف بل متروك تركه النسائي وغيره وقال ابن عدي: (عامة ما يرويه لا يتابع عليه) وقال أيضا (ضعيف بالإجماع) ().
وأما رواية أبي صالح عبد الله بن صالح كاتب الليث، للحديث عن الليث عن ابن لهيعة عن ابن أبي مليكة عن يعلى بن مَمْلك عن أم سلمة رضي الله عنها عند الطبراني (32/ 292). فزيادته لابن لهيعة بين الليث وبين ابن أبي مليكة لا تعلل رواية الأئمة الحفاظ عن الليث عن ابن أبي ملكة بلا واسطة. وممن رواه عبد الله بن المبارك وصرح فيه بتحديث ابن أبي مليكة للإمام الليث بن سعد () وقتيبة عند الترمذي والنسائي و يزيد بن خالد بن موهب عند أبي داود. كلهم أثبات ثقات وقد خالفوا عبد الله بن صالح كاتب الليث فهي من أوهامه فإن فيه ضعفا. ()
وقد وهم الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى هنا على الترمذي، فحكى عنه خلاف ما في السنن حين أراد الرد على الطحاوي، وذلك أنه قال: (وأعل الطحاوي الخبر بالانقطاع فقال:لم يسمعه ابن أبي مليكة من أم سلمة واستدل على ذلك برواية الليث عن ابن أبي مليكة عن يعلى بن مَمْلك عن أم سلمة أنه سألها عن قراءة رسول الله: فنعتت له قراءة مفسرة حرفا حرفا.وهذا الذي أعله به ليس بعلة فقد رواه الترمذي من طريق ابن أبي مليكة عن أم سلمة بلا واسطة وصححه ورجحه على الإسناد الذي فيه يعلى بن مَمْلك) اهـ. () بحروفه.
فهذا الذي حكاه عن الإمام الترمذي خلاف ما في سننه وإنما رجح الترمذي رواية الليث التي فيها يعلى بن مَمْلك في موضعين من سننه كما تقدم وهو الذي نقله عنه غير واحد من العلماء () وكذلك هو في تحفة الأشراف للمزي نقلا عن الترمذي (). وأما الطحاوي فقد أشار إلى تعليل الحديث برواية الليث بن سعد لأنه زاد فيه رجلا بين ابن أبي مليكة وبين أم سلمة () كما صنع الترمذي. فاتفق مع الترمذي ولم يختلف معه.
خلاصة القول - الذي يظهر لي - في هذا الحديث أنه حسن وأحسن طرقه طريق الليث وليست صحيحة لأن يعلى بن مَمْلك مستور ولم يحدث عنه إلا ابن أبي مليكة وقد تفرد بالحديث وطريق ابن جريج ضعيفة لاضطراب ابن جريج فيها ولتدليسه ومخالفته للإمام اللّيث بن سعد، والإشكال في جميع الروايات الاختلاف في ألفاظ الحديث، وهذا ما جعل الإمام الطحاوي يضعف الرواية بذلك فإنه قال: (قد اختلف الذين رووه في لفظه) ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/208)
فإن قيل قد صحح الإمام الدارقطني طريق ابن جريج وقال: (كلهم ثقات). () وصححها أيضا الإمام الذهبي في مختصر الجهر بالبسملة ()؛ وصححها النووي () فالجواب من صححها لم يذكر عند التصحيح الطريق الأخرى للرواية فصححها بظاهر سندها، ولكن من أعلها كالترمذي ذكر الطريقين وبين وجه الترجيح بينهما، ولذا ليس في كلام كل من الدارقطني والذهبي، والنووي إشارة إلى طريق الليث ومخالفته لابن جريج ولولا ذلك ما نزل الحديث عن رتبة الصحيح فتبين بهذا أن هذه الطريق المشتملة على اللفظ الذي استدل به معلولة بطريق الليث كما ذكر الترمذي كما تقدم. فالحديث حسن من طريق الليث وضعيف من طريق ابن جريج و طريق نافع الجمحي أحسن من طريق ابن جريج لكن خالفه الليث وهو إمام فزاد في الإسناد رجلا ولم يشك أنه عن أم سلمة. وقال ابن الجزري رحمه الله: (هو حديث حسن وسنده صحيح). () فلم يقل هو حديث صحيح مع احتفاله بمسألة الوقف على رؤوس الآي ().
معنى الحديث
جعل علماء الوقف وغيرهم هذا الحديث أصلا في باب الوقف على رؤوس الآي () وفيه ما قد ذكرت من العلل، والاختلاف في ألفاظه، ولكن الحديث بمجموع ألفاظه وطرقه إنما يدل على التأني والترسل والتمهل في قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وذلك مستفاد أيضا من وصف أنس لقراءة النبي صلى الله عليه وسلم حين سئل عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم: فقال: (كانت مدا، ثم قرأ: بسم الله الرحمن الرحيم: يمد بسم الله، ويمد الرحمن، ويمد الرحيم) (). وقد أمر الله تعالى نبيه أن يرتل القرآن فقال:
(ورتل القرآن ترتيلا). () قيل في معناها:بينه تبيينا () وترسل فيه ترسلا (). وذلك أدعى لفهم القارئ ولفهم المستمعين وهو المقصد الأعظم من إنزال القرآن فما أنزل الله كتابه على عباده إلا ليتدبروه ويتفهموا مراد الله تعالى ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأه كما وصف أنس وكما أخبرت أم سلمة:
(قراءة مفسرة حرفا حرفا). وفي الرواية الأخرة ذكر الراوي الترسّل. فكان صلى الله عليه وسلم يقرأه كما أمره ربه تعالى:
(وقرآن فرقناه لتقرأه على الناس على مكث) () قال مجاهد وغيره على تؤدة ().
وهذا ما جعل أكثر السلف يفضلون القراءة المتأنية المترسلة، فثبت أن مجاهدا رحمه الله تعالى سئل عن رجلين أحدهما قرأ البقرة وآل عمران والآخر قرأ البقرة قيامهما واحد وركوعهما وسجودهما واحد وجلوسهما واحد، أيهما أفضل؟ قال: الذي قرأ البقرة، ثم قرأ:
(وقرآن فرقناه لتقرأه على الناس على مكث)).
رواه ابن المبارك في الزهد () و أبوعبيد في فضائل القرآن () وابن أبي شيبة وغيرهم (). و ثبت أن أبا جمرة الضبعي قال: قلت لابن عباس رضي الله عنهما: إني سريع القراءة إني أقرأ القرآن في ثلاث. قال: (لأن أقرأ البقرة في ليلة فأتدبرها وأرتلها أحب إلي من أن أقرأ كما تقول). رواه أبو عبيد وغيره (). و في الأخبار الثابتة: أن عمر رضي الله عنه: قرأ في صلاة الفجر بسورة يوسف والحج قراءة بطيئة. رواه مالك وغيره. () وكان بعض الصالحين من السلف معروفا ببطء القراءة ومن هؤلاء الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى: فقد كان يقرأ: (قراءة حزينة شهية بطيئة مترسلة كأنه يخاطب إنسانا) (). فهذه الآثار وغيرها تبين معنى الحديث وتدل على استحباب الترتيل.
قال: الإمام محمد بن الحسين الاجري: (والقليل من الدرس للقرآن مع الفكر فيه وتدبره أحب إلي من كثير من القرآن بغير تدبر ولا تفكر فيه، فظاهر القرآن يدل على ذلك والسنة وأقوال أئمة المسلمين) اهـ ().
والكلام في الترتيل والحدر وبيان ما قاله العلماء في هذه المسألة ليس هذا موضعه. وإنما المقصود بيان على أن الأحاديث والآثار دلت على فضل الترتيل وأنه أفضل من الإسراع في القراءة وهو مذهب معظم السلف والخلف ().
فألفاظ الأحاديث يبين بعضها بعضا، وبخاصة مع تجوز الرواة في رواية الأحاديث بالمعنى فمتى ما جُمعت طرق الأحاديث تبين بالنظر فيها علل الأحاديث واتضحت معانيها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/209)
ولذا حظ أئمة الحفاظ على جمع طرق الأحاديث كما هو معلوم. وألفاظ الحديث المتقدم تدل على التمهل والتأني في القراءة وتبيين الحروف وذلك يستنبط منه مراعاة الوقف على رؤوس الآي فإن رؤوس الآي مقاطع في أنفسهن، وأكثر ما يوجد التام عندهن، قال ابن النحاس:
(من التبيين تفصيل الحروف والوقف على ما تم معناه منها). () فليس في الحديث نص على تعمد النبي صلى الله عليه وسلم الوقف على رؤوس الآي في كل حين، كما يدعيه بعض القراء المتأخرين، فضلا عن الاستدلال به على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقف على رؤوس الآي حتى وإن اشتد تعلقها بما بعدها وهو ما نستثنيه بلا شك.
فمعنى الروايات دل على التمهل والترسل في القراءة وإن أمكن أن يستنبط من ذلك مراعاة الوقوف عند تمام المعاني فلا بأس كما فعله بعض العلماء كابن النحاس والسخاوي وأما القول بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يواظب على ذلك فلا يساعده النقل و لا يؤيده المعنى وهذه الروايات قد ذكرتها وليس فيها إلا ما ذكرت. والله أعلم.
وقد قيل في الجواب عن الحديث بأنه جاء لتعليم الفواصل ولبيان لجواز لا للتعبد فلا يكون الوقف عليها سنة إذ لا يسن إلا ما فعله صلى الله عليه وسلم تعبدا. (). وقد أطال الشيخ الضباع رحمه الله () في ترجيح القول بسنية الوقف مطلقا ومرجع كلامه وكلام غيره من المتأخرين دائر حول تعميم بعض ألفاظ الحديث الوارد ظنا منهم أن الوقف على رؤوس الآي ثابت أنه سنة لا يختلف في ثبوتها وأن ألفاظ الحديث لم يضطرب فيها الرواة.
لكن الراجح ما ذكرته وكثير من القراء المتأخرين مقلدين في تخريج الحديث فضلا عن الحكم عليه والنظر في كلام الأئمة النقاد فيه حتى أن بعضهم عزا تخريج حديث أم سلمة المتقدم إلى الصحيحين ().
*******
هوا مش البحث:
() المسند للإمام أحمد 6/ 297و308و294و300وأطراف المسند للحافظ ابن حجر 12621 - 12622
() سنن الترمذي كتاب القراءات باب فاتحة الكتاب5/ 170 (2927) وكتاب فضائل القرآن باب ما جاء كيف قراءة النبي صلى الله عليه وسلم 5/ 167.
() سنن أبي داود (1466)
() والنسائي (1012) الافتتاح و (1611) في قيام الليل وتطوع النهار
() ابن خزيمة1/ 248 (493)
() ابن حبان: (6/ 366)
() الحاكم 1/ 310 وقال على شرط مسلم
() سنن الدارقطني 1/ 307
() فضائل القرآن لأبي عبيد ص156
() فضائل القرآن للفريابي رقم (110و111)
() المصنف 7/ 186
() شرح معاني الآثار للطحاوي 1/ 199
() السنن الكبرى 2/ 44و53 وشعب الإيمان 2/ 391 (2156) ومعرفة السنن والأثار 2/ 363 (3053) ورواه أيضا: الترمذي في الشمائل (299) وابن النحاس في القطع والائتناف ص86 - 89 و الداني في المكتفى ص 146 والبخاري في خلق أفعال العباد 1/ 53 وأبو العلاء الهمذاني في التمهيد في معرفة التجويد (178 – 182).
() سنن الترمذي 5/ 167 - 168 وتحفة الأحوذي 4/ 56 - 57
() الترمذي (2927) 5/ 170
() عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة واسمه زهير بن عبد الله التيمي القرشي أبو بكر المكي الأحول كان قاضيا لعبد الله بن الزبير ومؤذنا له ثقة تابعي روى عن جماعة من الصحابة وسمع من عائشة رضي الله عنها وابن عمر وابن عباس وروى له الجماعة (ت -117هـ). ترجمته في: الجرح والتعديل 5/الترجمة 278 و461 وأخبار القضاة لوكيع 1/ 261 - 262 وتهذيب الكمال 15/ 256 - 258
() الليث بن سعد أبو الحارث مولى بني فهم ثبت ثقة من الأئمة من نظراء الإمام مالك كثير الحديث فقيه من أغنياء العلماء كثير الصدقات، (ت:175 هـ): (الكاشف (1 / ترجمة 4691وتهذيب التهذيب 8/ 459).
() مَمْلك على وزن جعفر: تقريب التهذيب 2/ 379. وسترد ترجمة يعلى قريبا.
() عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الأموي مولاهم المكي الفقيه أحد الأعلام ثقة جليل كان يدلس ويرسل: (ت: 151 هـ) روى له الجماعة: تهذيب الكمال 15/ 338 - 352 وتاريخ بغداد 10/ 400 - 407 والجرح والتعديل 5/ترجمة 1687 و تقريب التهذيب - 1/ 520 - .
() تهذيب الكمال 15/ 348
() مصنف عبد الرزاق: 3 / (4709) و المسند لأحمد: 6/ 297 و مسند إسحاق بن راهويه: 4/ 157 وسنن النسائي 3/ 236 (1627) في كتاب قيام الليل،باب ما ذكر من صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل).
() تهذيب الكمال 32/ 402 رقم (7121)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/210)
() السنن الكبرى 1/ 432 (1375).
() ثقات ابن حبان 7/ 652 وتهذيب الكمال الموضع السابق وتهذيب التهذيب 11/ 405
() تقريب التهذيب 2/ 379
() سنن النسائي 3/ 236 (1627) في كتاب قيام الليل باب ما ذكر من صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل من طريق حجاج عن ابن جريج عن أبيه عن ابن أبي مليكة وكذا رواه المزي (تهذيب الكمال 18/ 119).من طرق عن حجاج به و رواه الطبراني (23/ 407) من طريق حجاج بن عمران السدوسي عن أبي سلمة بن خلف الجوباري عن أبي عاصم عن ابن جريج عن أبيه. تنبيه: لم يذكر المزي في الأطراف 13/ 36 ح (18226) رواية ابن جريج عن أبيه التي ذكرتها قبل عند النسائي ونبه في الهامش عليها لكن لم يتنبه المحقق لذلك وقال (لم نجد لها أصلا). اهـ. وليس كذلك بل هي ثابتة في سنن النسائي:
(3/ 236 رقم (1627). وقد ذكرها المزي في تهذيب الكمال ورمز ب (س) يعني النسائي عند ترجمة والد عبد الملك ابن جريج: وهو عبد العزيز: (تهذيب الكمال 18/ 118).
() التاريخ الكبير 6 / ترجمة 1564
() الثقات 7/ 114. وقد ضعفه العقيلي. ينظر: تهذيب الكمال 18/ 118
() تقريب التهذيب رقم (4087).
() شرح معاني الآثار 1/ 199 وينظر نصب الراية 1/ 351
() تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي 4/ 57
() سنن الدارقطني 1/ 307 رقم (21) ومعرفة السنن 2/ 363
() عمر بن هارون بن يزيد الثقفي مولاهم البلخي روى له الترمذي وابن ماجه وهو متروك (ت: 194 هـ) (تقريب التهذيب (ترجمة 4979) صـ 486).
() السنن الكبرى 2/ 44و53
() التحقيق في أحاديث الخلاف لابن الجوزي 1/ 348 وتنقيح التحقيق لابن عبد الهادي 2/ 808
() تلخيص المستدرك 1/ 232 وقال - أعني الذهبي- في عمر بن هارون: (أجمعوا على ضعفه)
() نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية للزيلعي 1/ 350
() الجوهر النقي حاشية سنن البيهقي 2/ 44
() المسند 6/ 323: من طريق عفان عن همام ثنا ابن جريج به. و ينظر: نصب الراية 1/ 350 و الدراية للحافظ ابن حجر صـ 1/ 134
() المسند 6/ 286 و288.
() مصنف ابن أبي شيبة 2/ 403
() شرح القصيدة الخاقانية للداني 2/ 96 رسالة ماجستير بجامعة أم القرى.
() نافع بن عمر بن عبد الله الجمحي المكي روى عن ابن أبي مليكة و عمرو بن دينار وغيرهم وروى عنه وكيع ويحيى القطان وأبو نعيم وغيرهم قال: عبد الرحمن بن مهدي كان من أثبت الناس ووثقه غيره وروى له الجماعة (ت: 169 هـ) (ثقات ابن حبان 7/ 533 والجرح والتعديل 8 / الترجمة 2088 وتهذيب الكمال 29/ 287 – 289).
() المسند 6/ 288
() في المسند (الترتيل) هكذا؟ وفي أطراف المسند (الترسيل) وفي التمهيد لأبي علاء الهمذاني من هذه الطريق: (الترسل).وكأن ما في أطراف المسند أصح لموافقته الروايات الأخرى هذا مع كونه نسخة الحافظ ابن حجر.
() المسند 6/ 286 وأطراف المسند للحافظ ابن حجر (8 / رقم 11337)
() ينظر القاموس المحيط ولسان العرب: مادة (رسل) والتعاريف للمناوي صـ 1/ 171
() المسند 6/ 288 وأطراف المسند للحافظ ابن حجر (8 / رقم 11337).
() المسند 6/ 286
() التمهيد في معرفة التجويد للهمذاني أبي العلاء: ص177 رقم 316 و317. رواه من طريق محمد بن يحيى ابن أخي حزم ومن طريق سليم بن منصور بن عمار عن محمد بن بكر البرساني عن سندل به.
() الكامل لابن عدي 6/ 12 و تهذيب الكمال 21/ 487 – 491 وفي التقريب: متروك
(4959).
() الزهد لابن المبارك صـ 421 ومن طريق أبي العلاء الهمذاني: التمهيد له ص181
() ترجمته طويلة في كتب الجرح والتعديل و قد ضعفه جماعة من الحفاظ وقوى أمره آخرون و أنكروا عليه أحاديث، فممن ضعفه الإمام أحمد وأحمد بن صالح المصري و صالح جزرة والنسائي وابن حبان وضرب علي ابن المديني على حديثه، و حسن أبوزرعة حديثه و وثقه ابن معين.
وفي المغني للذهبي: (صالح الحديث له مناكير) اهـ. وفي التقريب: (صدوق كثير الغلط ثبت في كتابه، و كانت فيه غفلة) اهـ. ينظر: الجرح والتعديل 5 / ترجمة 398 وتهذيب الكمال: 15/ 108 و المغني 1 / ترجمة 2318 و تهذيب التهذيب 5/ 256 و تقريب التهذيب: صـ 365 ترجمة: 3388.
() تلخيص الحبير 1/ 233
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/211)
() وقد نقله عنه على الصواب المناوي: فيض القدير شرح الجامع الصغير 5/ 238والشوكاني: نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار 1/ 206.
() تحفة الأشراف بمعرفة أطراف الكتب الستة للحافظ المزي 13/ (8183)
() شرح مشكل الآثار 14/ 9 (ح 5408)
() شرح معني الآثار 1/ 199 ونصب الراية 1/ 350
() سنن الدارقطني 1/ 313والمسند 6/ 302
() مختصر الجهر بالبسملة رقم35صـ178 مطبوع ضمن ست رسائل للإمام الذهبي.
0 () المجموع في شرح المهذب للنووي 3/ 333 و 346
() النشر 1/ 226
() هذا ولا يقال إنه قصد بقوله: (حسن) حسن المعنى ولم يقصد الحسن الاصطلاحي الذي هو دون الصحيح لبعد ذلك هنا حيث قال: (وسنده صحيح). فإنه لا يلزم من صحة الإسناد صحة المتن كما هو معلوم في محله من كتب المصطلح.
() المكتفى ص 147
() رواه البخاري: فتح الباري 9/ 90 –91 و أحمد: 3/ 119 وأبو داود والنسائي والدارقطني واللفظ له (سنن الدارقطني 1/ 308رقم (23)) وينظر: التمهيد لأبي العلاء الهمذاني فقد توسع في ذكر طرقه.
() المزمل: 4
() قاله ابن عباس رواه عنه ابن أبي شيبة في المصنف: (10/ 526) و وأحمد بن منيع في مسنده كما في المطالب العاليه: 4 / رقم (3777) والطبري في تفسيره: (29/ 127) والآجري في أخلاق حملة القرآن رقم (87) وابن النحاس 1/ 74.
() تفسير الطبري: (29/ 127) و تفسير البغوي 8/ 250 والتمهيد في معرفة التجويد لأبي العلاء الهمذاني صـ144 – 147وتفسير ابن كثير 4/ 363. وقد سبق الكلام على الآية أول هذه الرسالة.
() الإسراء: 106
() تفسير الطبري 15/ 179 وأخلاق حملة القرآن للآجري: رقم (88)
() الزهد لابن المبارك: صـ 455
() أبو عبيد في فضائل القرآن: صـ 158
() المصنف لابن أبي شيبة: (10: 526) وأخلاق حملة القرآن للآجري: رقم (90) والتمهيد لأبي العلاء الهمذاني: (صـ 149 – 150).
() فضائل القرآن: صـ 157 وأخلاق حملة القرآن للآجري: رقم (89) رواه ابن عليه اسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن أبي جمرة: (و هو نصر بن عمران) وهو على شرط الشيخين.
() شرح الزرقاني 1/ 247 والعلل للإمام أحمد 2/ 578
() حلية الأولياء 8/ 86 وتهذيب الكمال 23/ 292
() أخلاق حملة القرآن للآجري: صـ 80
() ينظر النشر: لابن الجزري 1/ 209
() القطع والائتناف صـ 1/ 74 وقد سبق نقله.
() المنح الفكرية للقاري الحنفي صـ 255 والإضاءة في بيان أصول القراءة للشيخ علي محمد الضباع ص 55.
() الإضاءة في بيان أصول القراءة للشيخ علي محمد الضباع ص 55
() وهم الشيخ العلامة زكريا الأنصاري فعزاه إلى الصحيحين ونقل ذلك عنه الشيخ ملا قاري و لم يتعقبه المنح الفكرية للقاري الحنفي صـ269.
و المعذرة على الهوامش لأنني لطول الكلام اعتمدت على القص و اللزق من ملف وورد فطبعا لم تخرج أرقام الهوامش.
رجائي الحار من الفضلاء المشاركة الكريمة بما يرونه مفيدا لكاتبه و قارئيه
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[27 - 02 - 03, 10:37 م]ـ
المبحث الثاني:
حكم الوقف على رؤوس الآي عند علماء الوقف وغيرهم.
جعل البيهقي والداني وأبو العلاء الهمذاني وابن القيم وابن الجزري () ذلك سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال البيهقي:
(ومتابعة السنة أولى مما ذهب إليه بعض أهل العلم بالقرآن من تتبع الأغراض والمقاصد والوقوف عند انتهائها) اهـ. () وكان أبو عمرو بن العلاء من الأئمة، وأحد القراء السبعة يسكت عند رأس كل آية ويقول: (إنه أحب إلي، إذا كان رأس آية أن يسكت عندها) ().
وقال السخاوي: (معنى قوله مفسرة حرفا حرفا: ما سبق في الحديث الأول من الوقف على رأس الآية) اهـ. () وقال ابن النحاس: (ومعنى هذا الوقف على رؤوس الآي) اهـ ().
وعن عبد الله بن أبي الهذيل التابعي (): (كانوا يكرهون أن يقرؤوا بعض الآية ويدعوا بعضها) () وفي رواية: (إذا قرأ أحدكم الآية، فلا يقطعها حتى يتمها). ()
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/212)
وقد قوى ذلك عند العلماء رحمهم الله تعالى أن رؤوس الآي مقاطع في أنفسهن، وأكثر ما يوجد التام فيهن، حتى كان جماعة من العلماء يستحبون () القطع عليهن وإن تعلق كلام بعضهن ببعض، وهذا عندهم ما لم يشتد التعلق فيتغير بالوقف المعنى؛ وبناء على هذا حكى ابن النحاس عن بعض النحاة تفضيل الوقف على: {هُدىً لِلْمُتَّقِينَ} () وإن تعلقت بما بعدها لأنها رأس آية ()، لكن هذا الوقف على: (ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ) (البقرة:2)، لم يشتد فيه تعلق الآية بما بعدها، ولم يتغير المعنى أو يقبح بالوقف، فهو إما وقف تام عند بعض علماء الوقف على تقدير جعل ما بعدها:
وهو: ((الذين)) في موضع رفع على الابتداء أو خبرا لمبتدأ محذوف تقديره: (هم الذين) أو في موضع نصب بمحذوف: تقديره: أعني. فلا تعلق له من جهة الإعراب بـ ((المتقين)). وإما أنه وقف حسن إذا كان نعتا (للمتقين). وهو أولى.
ويقاس على هذا غيره مما يطول جدا الكلام عليه من رؤوس الآي التي يحسن الوقف عليها.
ثم إنه ليس في الحديث - فيما ظهر – دلالة على مداومة النبي على ذلك، بل هناك ما يدل على خلاف ذلك، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم لو كان من شأنه المداومة على ذلك ولو غالبا فإنه لابد أن ينقل إلينا ذلك من غير طريق ابن أبي مليكة، فلما لم نجد ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم مسندا من غير طريق ابن أبي مليكة، علمنا أنه لم يكن من شأنه صلى الله عليه وسلم مراعاة ذلك على الدوام، قال الإمام الجعبري: (وهم فيه من سماه وقف السنة لأن فعله صلى الله عليه وسلم إن كان تعبدا فهو مشروع لنا وإن كان لغيره فلا) اهـ. ()
يعني إن كان وقفه لأن المعنى يتم عندهن في الغالب، أو لمعنى آخر كبيان رأس الآية.
ولهذا فإن أكثر القراء صاروا إلى مراعاة المعنى، وإن لم يكن رأس آية كما نقله عنهم الزركشي رحمه الله تعالى فإنه قال: (واعلم أن أكثر القراء يبتغون في الوقف المعنى وإن لم يكن رأس
آية) اهـ. ()
وإليه يشير قول السخاوي: (وأجاز جماعة من القراء الوقف على رؤوس الآي عملا بالحديث) اهـ. ()
وفي كلام الداني رحمه الله تعالى إشارة إلى ذلك لأنه حكى الوقف على رؤوس الآي عن جماعة من الأئمة السالفين والقراء الماضين (). وكل هذا يدل على أن أكثرهم لم يره، وهو الذي يدل عليه تصرف علماء الوقف في كتب الوقف والابتداء. () فإنهم يجعلون رؤوس الآي وغيرها في حكم واحد من جهة تعلق ما بعدها بما قبله وعدم تعلقه، ولذا كتبوا (لا) فوق الفواصل كما كتبوه فوق غيرها ().
ومع أن أكثر القراء إنما يراعون المعاني، فهم يقفون لمراعاتهم المعاني على رؤوس الآي غالبا؟ لأنهن في الغالب مقاطع ينتهي إليهن المعنى كما تقدم.
ولابد من تقييد القول بأن الوقف على رؤوس الآي سنة بما لا يفسد المعنى ولا يحيله عن وجهه لأنا نعلم أن ذلك مستثنى ضرورة من هذا الإطلاق، فإن من الفواصل ما لا يصح الوقوف عليه لفساد المعنى بذلك وذلك خلاف ما أمر الله به من تدبر القرآن، قال السخاوي رحمه الله:
(إلا أن من الفواصل مال لا يحسن الوقف عليه كقوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّين} َ (الماعون:4) لأن المراد فويل للساهين عن صلاتهم، المرائين فيها، فلا يتم المعنى إلا بالوصل وليس الوقف على قوله: ((والضحى)) كالوقف على ما جاء في الحديث) اهـ. () قلت لأن: (وَالضُّحَى) (الضحى:1) رأس آية و تعلقها بما بعدها من أقسامٍ وجوابِ قَسَمٍ قويّ. وأمثال ((والضحى)) من الآيات التي يقوى تعلقها بما بعدها كثير مثل قوله تعالى: (وَالطُّورِ) (الطور:1) و (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) (قّ:1) ولذا فقد جعل علماء الوقف والابتداء الوقف على المواضع التي يشتد تعلقها بما بعدها
قبيحا مع كونها رؤوس آي،كقوله تعالى: {فويل للمصلين} ().
و كقوله تعالى: {ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون} (). فلو وقف القارئ هنا لكان الكلام لا معنى له، لأن الجواب لم يتم فإن اللام بعدها في قوله تعالى:
{لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون} متعلقة بما قبلها. ()
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/213)
فقد ذكر كثير من علماء الوقف هذه الآيات، ونبهوا على رأس الآية، ومنعوا من الوقف عليها مع كونها رؤوس آي، وممن ذكر ذلك الإمام الداني والعماني و ابن الجزري والأشموني وزكريا الأنصاري وغيرهم (). قال في المقصد لتلخيص ما في المرشد:
(ويسن للقارئ أن يتعلم الوقوف وأن يقف على أواخر الآي إلا ما كان منها شديد التعلق بما بعده كقوله تعالى: (وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ) (الحجر:14) وقوله: (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) (صّ:82)) اهـ. () فمتى اشتد تعلق الآية بما بعدها لم يصح تعمد الوقف عليها حتى وإن كانت رأس آية.
وعلى هذا العمل عند محققي علماء الوقف كما تقدم. وأما استدلال من قال بسنية الوقف مطلقا، بأقوال العلماء القائلين بأن ذلك سنة، فقد تبين مما ذكرته عن كثير ممن اعتمدوا عليه في ذلك كالداني، وابن الجزري، أن هذا الإطلاق مقيد وهذا التعميم مخصوص و قد ظهر أن عملهم على تخصيص هذا العموم، لأنهم عدوا الوقف على مثل ذلك من الآيات قبيحا.
تنبيه: قطع القراءة بكلام أو عمل أو بترك القراءة لا أعلم أحدا من القراء يجيزه على ما يشتد تعلقه من رؤس الآي بما بعده. و إنما الذي فيه اختلاف من بعض القراء هو الوقف بنية استئناف القراءة. وقد بينت الفرق بين هذه العبارات أول هذه الرسالة.
تنبيه: السكت على رؤس الآي بقصد البيان مذهب لبعض القراء، وبينه وبين الوقف فرق كما قدمت. و قدحمل بعضهم الحديث الوارد في الوقف على ذلك كما سبق. ()
فليقف القارئ - إن شاء - على رؤوس الآي إن لم يشتد تعلقها بما بعدها، فهذا هو القول الوسط الذي يرجحه العقل والنقل، فإن اشتد تعلقها بما بعدها، فيصل القارئ ويقف عند رأس آية أخرى، لا يشتد تعلقها بما بعدها،مراعيا تدبر القرآن والوقوف مع ما تقتضيه المعاني، فأما إن كان رأس الآية من المختلف فيه عند علماء عد الآي خلافا ثابتا مشهورا، فيقف القارئ على أقرب الوقفين لتمام المعنى، وليس معنى ذلك أن القول الآخر في رأس الآية ليس بثابت، لكن هذا نادر وعامة التالين لا يدرون بالمختلف فيه من رؤوس الآي.
والقارئ المتقن يراعي حسن الوقوف، واكتمال المعاني، كما يراعي جودة الحروف وإتقان صفاتها، وقد شبهوا القارئ بالمسافر، و المقاطع التي يقف عندها بالمنازل التي ينزلها المسافر، وهي مختلفة بالتام والكافي والحسن وغيرها، كاختلاف المنازل في الخصب والسعة.
حكم الوقف على رؤوس الآي عند علماء الوقف وغيرهم.
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[27 - 02 - 03, 10:40 م]ـ
يرفع للفائدة إن شاء الله تعالى.
و خلاصة القول في هذه المسألة بينته في آخر المشاركة الماضية.
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[27 - 02 - 03, 10:43 م]ـ
ولهذا فإن أكثر القراء صاروا إلى مراعاة المعنى، وإن لم يكن رأس آية كما نقله عنهم الزركشي رحمه الله تعالى فإنه قال: (واعلم أن أكثر القراء يبتغون في الوقف المعنى وإن لم يكن رأس
آية) اهـ. ()
وإليه يشير قول السخاوي: (وأجاز جماعة من القراء الوقف على رؤوس الآي عملا بالحديث) اهـ. ()
وفي كلام الداني رحمه الله تعالى إشارة إلى ذلك لأنه حكى الوقف على رؤوس الآي عن جماعة من الأئمة السالفين والقراء الماضين (). وكل هذا يدل على أن أكثرهم لم يره، وهو الذي يدل عليه تصرف علماء الوقف في كتب الوقف والابتداء. () فإنهم يجعلون رؤوس الآي وغيرها في حكم واحد من جهة تعلق ما بعدها بما قبله وعدم تعلقه، ولذا كتبوا (لا) فوق الفواصل كما كتبوه فوق غيرها ().
ومع أن أكثر القراء إنما يراعون المعاني، فهم يقفون لمراعاتهم المعاني على رؤوس الآي غالبا؟ لأنهن في الغالب مقاطع ينتهي إليهن المعنى كما تقدم.
ولابد من تقييد القول بأن الوقف على رؤوس الآي سنة بما لا يفسد المعنى ولا يحيله عن وجهه لأنا نعلم أن ذلك مستثنى ضرورة من هذا الإطلاق، فإن من الفواصل ما لا يصح الوقوف عليه لفساد المعنى بذلك وذلك خلاف ما أمر الله به من تدبر القرآن، قال السخاوي رحمه الله:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/214)
(إلا أن من الفواصل مال لا يحسن الوقف عليه كقوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّين} َ (الماعون:4) لأن المراد فويل للساهين عن صلاتهم، المرائين فيها، فلا يتم المعنى إلا بالوصل وليس الوقف على قوله: ((والضحى)) كالوقف على ما جاء في الحديث) اهـ. () قلت لأن: (وَالضُّحَى) (الضحى:1) رأس آية و تعلقها بما بعدها من أقسامٍ وجوابِ قَسَمٍ قويّ. وأمثال ((والضحى)) من الآيات التي يقوى تعلقها بما بعدها كثير مثل قوله تعالى: (وَالطُّورِ) (الطور:1) و (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) (قّ:1) ولذا فقد جعل علماء الوقف والابتداء الوقف على المواضع التي يشتد تعلقها بما بعدها
قبيحا مع كونها رؤوس آي،كقوله تعالى: {فويل للمصلين} ().
و كقوله تعالى: {ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون} (). فلو وقف القارئ هنا لكان الكلام لا معنى له، لأن الجواب لم يتم فإن اللام بعدها في قوله تعالى:
{لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون} متعلقة بما قبلها. ()
فقد ذكر كثير من علماء الوقف هذه الآيات، ونبهوا على رأس الآية، ومنعوا من الوقف عليها مع كونها رؤوس آي، وممن ذكر ذلك الإمام الداني والعماني و ابن الجزري والأشموني وزكريا الأنصاري وغيرهم (). قال في المقصد لتلخيص ما في المرشد:
(ويسن للقارئ أن يتعلم الوقوف وأن يقف على أواخر الآي إلا ما كان منها شديد التعلق بما بعده كقوله تعالى: (وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ) (الحجر:14) وقوله: (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) (صّ:82)) اهـ. () فمتى اشتد تعلق الآية بما بعدها لم يصح تعمد الوقف عليها حتى وإن كانت رأس آية.
وعلى هذا العمل عند محققي علماء الوقف كما تقدم. وأما استدلال من قال بسنية الوقف مطلقا، بأقوال العلماء القائلين بأن ذلك سنة، فقد تبين مما ذكرته عن كثير ممن اعتمدوا عليه في ذلك كالداني، وابن الجزري، أن هذا الإطلاق مقيد وهذا التعميم مخصوص و قد ظهر أن عملهم على تخصيص هذا العموم، لأنهم عدوا الوقف على مثل ذلك من الآيات قبيحا.
تنبيه: قطع القراءة بكلام أو عمل أو بترك القراءة لا أعلم أحدا من القراء يجيزه على ما يشتد تعلقه من رؤس الآي بما بعده. و إنما الذي فيه اختلاف من بعض القراء هو الوقف بنية استئناف القراءة. وقد بينت الفرق بين هذه العبارات أول هذه الرسالة.
تنبيه: السكت على رؤس الآي بقصد البيان مذهب لبعض القراء، وبينه وبين الوقف فرق كما قدمت. و قدحمل بعضهم الحديث الوارد في الوقف على ذلك كما سبق. ()
فليقف القارئ - إن شاء - على رؤوس الآي إن لم يشتد تعلقها بما بعدها، فهذا هو القول الوسط الذي يرجحه العقل والنقل، فإن اشتد تعلقها بما بعدها، فيصل القارئ ويقف عند رأس آية أخرى، لا يشتد تعلقها بما بعدها،مراعيا تدبر القرآن والوقوف مع ما تقتضيه المعاني، فأما إن كان رأس الآية من المختلف فيه عند علماء عد الآي خلافا ثابتا مشهورا، فيقف القارئ على أقرب الوقفين لتمام المعنى، وليس معنى ذلك أن القول الآخر في رأس الآية ليس بثابت، لكن هذا نادر وعامة التالين لا يدرون بالمختلف فيه من رؤوس الآي.
والقارئ المتقن يراعي حسن الوقوف، واكتمال المعاني، كما يراعي جودة الحروف وإتقان صفاتها، وقد شبهوا القارئ بالمسافر، و المقاطع التي يقف عندها بالمنازل التي ينزلها المسافر، وهي مختلفة بالتام والكافي والحسن وغيرها، كاختلاف المنازل في الخصب والسعة.
حكم الوقف على رؤوس الآي عند علماء الوقف وغيرهم. [/ B][/QUOTE]
ـ[ابن وهب]ــــــــ[05 - 03 - 03, 09:10 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 03 - 03, 03:44 م]ـ
الشيخ الفاضل عبدالله بن محمد المطيري حفظه الله
أسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء ويبارك في علمكم وينفع بكم
ونتمنى منك المواصلة في مثل هذه المباحث المفيدة
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[05 - 03 - 03, 03:53 م]ـ
و أنتم أخي الفاضل الكريم: ابن وهب فجزاكم الله خيرا
أخي الفاضل العزيز: عبد الرحمن الفقيه جزاكم الله خيرا ونفع بهذا المنتدى و بالقائمين عليه.
ـ[الطارق بخير]ــــــــ[05 - 03 - 03, 07:17 م]ـ
جزيتم خيرا، موضوع مفيد،
نفع الله بكم - وبأهل المنتدى - دائما.
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[06 - 03 - 03, 03:11 ص]ـ
الأخ الكريم: الطارق بخير وجزاكم الله خيرا
ـ[العوضي]ــــــــ[06 - 03 - 03, 02:52 م]ـ
جزاك الله خير اخي الكريم ابومحمد
وقام أحدهم بنقلها لملتقى أهل القرآن جزاه الله خيرا , ولون الموضوع ورقم الهوامش , هذا للعلم
أخوك: ابوخطاب العوضي
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[06 - 03 - 03, 05:46 م]ـ
أحسنت أخي أبا محمد
و لو أمكنكم إنزاله على ملف وورد فهذا أفضل، حتى يتأنى في قراءته، فمن الصعب علي قراءة مبحث كبير على صفحة المنتدى، و الشيخ أبو عمر يمكنه إنزاله على وورد لو تكرم بذلك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/215)
ـ[العوضي]ــــــــ[06 - 03 - 03, 06:30 م]ـ
إذا تريدون فلدي القدرة على ترتيبها وتنسيقها على ملف وورد , والرأي لصاحب الموضوع حفظه الله
أخوكم: العوضي
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[06 - 03 - 03, 08:49 م]ـ
الأخ الكريم العوضي: إذا أردت أن تفعل ذلك للفائدة فلك ذلك.
و جزاك الله خيرا. وهو عندي على ملف وورد لكن يحتاج لبعض التنسيق
اليسير فافعل ما تراه أنفع لإخواننا مأجورا مشكورا مقدرا.
الأخ: أبو تيمية إبراهيم جزاكم الله خيرا سيفعل أخونا ذلك إذا خف عليه
و إلا سأفعله أنا إن شاء الله تعالى.
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[06 - 03 - 03, 10:20 م]ـ
البحث على ملف وورد.
ثم إني رأيت مع شكري الجزيل للأخ العوضي أن أبدأ بإرفاق الملف على
ملف وورد وفيه زيادات وهذا هو:
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[06 - 03 - 03, 10:22 م]ـ
وشكرا لوضعه الجزء الأول منه على هذا الرابط منسقا و ملونا
http://www.4quran.net/vb/showthread.php?threadid=38
ـ[العوضي]ــــــــ[07 - 03 - 03, 01:32 ص]ـ
جزاك الله خير اخي الفاضل ابومحمد وإن شاء الله سأقوم بترتيبه ونشره في المنتديات لتعم الفائدة
أخوك: العوضي
ـ[العوضي]ــــــــ[07 - 03 - 03, 09:13 ص]ـ
السلام عليكم
اخي الكريم ابومحمد , ارجوا منك إرسال ملف الوورد على بريدي لاني فتحت ملف الضغط ولم يفتح عندي والله اعلم بالسبب
او ضع باقي هوامش الموضوع هنا لكي ارقمها
أخوك: العوضي
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[07 - 03 - 03, 06:12 م]ـ
أخي الفاضل العوضي: الملف المرفق يمكن تحميله لكن يظهر إن برنامج
رار لفك ضغط الملفات ليس عندك لأني في البداية ضغطته به
لأنه أجود حمله الآن فقد أعدت ضغطه:
هنا:
ـ[العوضي]ــــــــ[07 - 03 - 03, 07:25 م]ـ
جزاك الله خير وفي الغد سيكون جاهزا إن شاء الله
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[11 - 03 - 03, 12:28 ص]ـ
إالمرجو من إخواني الكرام ممن حمل الملف فوجد في ما ذكر فيه ملحظا فأرجو أن يتكرم بذكره هنا لتعم الفائدة.
و إن رغب في مخطبتي عن طريق البريد
الإلكتروني فهذا هو:
abd1422@ajeeb.com
ـ[العوضي]ــــــــ[13 - 03 - 03, 03:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا البحث الذي جمعه اخونا في الله (ابومحمد عبدالله بن علي الميموني المطيري) وهو بعنوان (حكم الوقف على رؤوس الآي وتخريج الحديث الوارد في ذلك)
وهو بحث طيب وبه فوائد كثيرة , وإن شاء الله فيه الفائدة لكم
http://www.gulfonline.net/upload/abu_khtab.zip
ونسأل الله الإخلاص في القول والعمل
أخوكم في الله: العوضي
ـ[العوضي]ــــــــ[13 - 03 - 03, 10:49 م]ـ
للرفع
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[14 - 03 - 03, 01:40 ص]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[العوضي]ــــــــ[14 - 03 - 03, 01:10 م]ـ
وإياك اخي الفاضل
أخوك: العوضي
ـ[الأجهوري]ــــــــ[22 - 04 - 05, 04:01 ص]ـ
جزى الله خيرا الشيخ المطيري خير الجزاء على هذا البحث النفيس.
اللهم بارك في علمه وزده تسديدا.
وللقارئ الشيخ محمود خليل الحصري رحمه الله كتاب "معالم الاهتداء في أحكام الوقف والابتداء" انتهى فيه أيضا إلى ترجيح ما وصل الشيخ المطيري حفظه الله لترجيحه.
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[02 - 05 - 05, 08:07 ص]ـ
جزاك الله خيرا ياأخي المطيري
متى سيطبع كتابك المشار إليه؟
ـ[العوضي]ــــــــ[07 - 05 - 05, 01:30 م]ـ
الكتاب مطبوع وقد رايت نسخة منه بمكتبة الكلية عندنا
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[01 - 05 - 08, 04:38 م]ـ
جزاك الله خيرا الرسالة هنا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=810106&posted=1#post810106
ـ[خالد بن مهاجر]ــــــــ[01 - 05 - 08, 04:51 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[أبو عبد الله القصيمي]ــــــــ[01 - 05 - 08, 05:53 م]ـ
أخي أبا محمد ألا يمكن أن يُستأني -أيضاً - بالحديث القدسي .. (إذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين. قال الله: حمدني عبدي ... إلخ) على مشروعية الوقف على رؤوس الآي.
ـ[أبو محمد قالون]ــــــــ[19 - 03 - 10, 03:14 ص]ـ
هل من قال بسنية الوقف على رؤوس الآي يرى أن وصل الآية بالتي تليها بدعة؟
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[19 - 03 - 10, 03:16 م]ـ
لا يقولون ذلك ولا يصح أن ينسب إليهم القول ببدعية الوصل
ولكن رجحوا الوقف مع شدة تعلق الآية بما بعدها لما يظنونه سنة عامة فعلها النبي صلى الله عليه وسلم وداوم عليها وقد بينت في الرسالة المذكورة وجه ذلكم وتوجيه الخبر ومعناه
ـ[عمرالبصري]ــــــــ[26 - 03 - 10, 12:08 ص]ـ
جزاك الله حيراً يا ابا محمد ولعمري انه بحث نفيس ولي عندكم رجاء وهو ان ترفعوا لنا طائفة من كتب الوقف والابتداء على هذا المنتدى المبارك واعني بها تلك الكتب التي لما ترفع على (النت) بعد ككتب النحاس العماني والغزال والسجاوندي والحصري وبارك الله فيكم .....(1/216)
متى رفع عذاب الاستئصال عن الأمم (من كلام الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله)
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[01 - 03 - 03, 09:37 ص]ـ
قال رحمه الله تعالى في تفسير سورة المؤمنون
"ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُونًا آخَرِينَ "
أي: ثم أنشأنا من بعد هؤلاء المكذبين المعاندين, قرونا آخرين, كل أمة في وقت مسمى, وأجل محدود, لا تتقدم عنه ولا تتأخر. وأرسلنا إليهم رسلا متتابعة, لعلهم يؤمنون ويبينون. فلم يزل الكفر والتكذيب, دأب الأمم العصاة, والكفرة البغاة كلما جاء أمة رسولها, كذبوه, مع أن كل رسول يأتي من الآيات, ما يؤمن على مثله البشر. بل مجرد دعوة الرسل وشرعهم, يدل على حقية ما جاءوا به. " فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا " بالهلاك, فلم يبق منهم باقية, وتعطلت مساكنهم من بعدهم. " وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ " يتحدث بهم من بعدهم, ويكونون عبرة للمتقين, ونكالا للمكذبين, وخزيا عليهم مقرونا بعذابهم. " فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ " ما أشقاهم!! وتعسا لهم, ما أخسر صفقتهم!!. مر علي منذ زمان طويل, كلام لبعض العلماء لا يحضرني الآن اسمه, وهو أنه بعد موسى ونزول التوراة, رفع الله العذاب عن الأمم, أي: عذاب الاستئصال, وشرع للمكذبين المعاندين بالجهاد, ولم أدر من أين أخذه. فلما تدبرت هذه الآيات, مع الآيات التي في سورة القصص, تبين لي وجهه. أما هذه الآيات, فلأن الله, ذكر الأمم المهلكة المتتابعة على الهلاك. ثم أخبر أنه أرسل موسى بعدهم, وأنزل عليه التوراة, فيها الهداية للناس. ولا يرد على هذا, إهلاك فرعون, فإنه قبل نزول التوراة. وأما الآيات التي في سورة القصص, فهي صريحة جدا. فإنه لما ذكر هلاك فرعون قال: " وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ " فهذا صريح أنه آتاه الكتاب بعد هلاك الأمم الباغية. وأخبر أنه أنزله بصائر للناس, وهدى ورحمة. ولعل من هذا, ما ذكر الله في سورة "يونس" من قولة "ثم بعثنا من بعده" أي من بعد نوح "رسلا إلى قومهم فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل كذلك نطبع على قلوب المعتدين ثم بعثنا من بعدهم موسى وهرون" الآيات والله أعلم.
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[02 - 03 - 03, 11:03 م]ـ
فائدة نفيسة.
أحسن الله إليك شيخنا.
ـ[سابق1]ــــــــ[03 - 03 - 03, 02:35 ص]ـ
أظن ابن كثير ذكره ..
والشيخ ابن سعدي رحمه الله، كان يملي التفسير من حفظه فيما ذكر ..
ـ[علي الأسمري]ــــــــ[03 - 03 - 03, 02:36 م]ـ
هذه المقولة مرت بي قريباً لغير المُفسرين (ابن كثير والسعدي)
واظنها لشيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب الجهاد _ (على الغالب)
ولا غرو فسواقيهما من بحره
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[08 - 03 - 03, 04:51 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم.
ـ[علي الأسمري]ــــــــ[04 - 01 - 04, 07:13 ص]ـ
ذكرها ابن كثير في تفسيره لسورة القصص
قول الله تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِن بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ {43}
قال: بعد إنزال التوراة لم يعذب أمة بعامة بل أمر المؤمنين أن يقاتلوا أعداء الله من المشركين.
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[04 - 01 - 04, 08:31 ص]ـ
ألا يتعارض هذا القول مع دعاء النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ألا تُأخذ أمته بسنة عامة؟
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[04 - 01 - 04, 08:38 ص]ـ
الآية ليس فيها التصريح برفع عذاب الاستئصال بل فيها أنه أنزل التوراة بعد أن عذب قوما آخرين به.
قال الله تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِن بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)
لأن الله تعالى بعث ملك الجبال ليطبق على أهل مكة الأخشبين، فكيف يكون قد رفع قبلها
أما التصريح برفعه فقد كان في الآية التي قيلت في حق نبينا صلى الله عليه وآله وسلم:
قال تعالى: وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم
ثم أنه كان من أسباب عدم إنزال الآيات المحسوسة المعجزة على سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم
قال تعالى: وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون
ثم أختم بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ودعوت ربي ألا يهلك أمتي بسنة عامة فأعطانيها
هذا وفي الباب أحاديث أخرى فلتراجع
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[04 - 01 - 04, 09:14 ص]ـ
إن كان ابن كثير قاله، فكلاهما (السعدي وابن كثير) فيما يغلب على الظن أنه أخذه من الشيخ الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، فقد ذكر هذه الفائدة التاريخية النفيسة في كتابه الكبير (الجواب الصحيح) وبالإمكان الرجوع إليها لتحديد موضعها من الكتاب؛ لأنه ليس بين يدي الآن،والرجوع إليها ـ عن طريق الحاسب ـ سهل بحمد الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/217)
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[04 - 01 - 04, 06:48 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
قال السيوطي في الدر المنثور ج:6 ص:417
- قوله تعالى ولقد أتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر للناس وهدى ورحمة لعلهم يتذكرون
أخرج البزار وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله (ما أهلك الله قوما ولا قرنا ولا أمة ولا أهل قرية بعذاب من السماء منذ أنزل التوراة على وجه الأرض غير القرية التي مسخت قردة (ألم تر إلى قوله ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى)
وأخرجه البزار وابن جرير وابن أبي حاتم من وجه آخر عن أبي سعيد موقوفا) انتهى.
--------------------------------------------------------------------
ولعل الأقرب أن الحديث موقوف على أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[05 - 01 - 04, 09:24 ص]ـ
ثم وقفت على نص كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في " الجواب الصحيح " فإذا هو في 6/ 442، ط. دار العاصمة.(1/218)
مرويات أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في فاتحة الكتاب
ـ[العوضي]ــــــــ[07 - 03 - 03, 01:34 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1 - أخرج الإمام أحمد في مسنده عن عائشة رضي الله عنها , قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج) (1)
2 - وأخرج الإمام أحمج في مسنده عن عائشة رضي الله عنها , قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتتح الصلاة بالتكبير والقراءة بالحمد لله رب العالمين , وكان إذا ركع لم يرفع رأسه , وقال يحيى لم يشخص رأسه ولم يصوبه ولكن بين ذلك , وكان إذا رفع رأسه من الركوع لم يسجد حتى يستوي قائماً , وإذا رفع رأسه من السجود لم يسجد حتى يستوي جالساً , قالت: وكان يقول في كل ركعتين التحية , وكان ينهى عن عقب الشيطان وكان يفترش رجله اليسرى وينصب رجله اليمنى , وكان ينهى أن يفترش أحدنا ذراعيه كالكلب , وكان يختم الصلاة بالتسليم , قال يحيى وكان يكره أن يفترش ذراعيه افتراش السبع (2)
قال تعالى ( ... الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) (الفاتحة 3)
3 - أخرج الزار والحاكم والبيهقي في الدلائل بسند ضعيف عن عائشة رضي الله عنها , قالت: قال لي أبي: ألا أعلمك دعاء علمنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم , قال: كان عيسى يعلمه الحواريين , لو كان عليك مثل أحد ذهباً لقضاه الله عنك , قلت: بلى , قال: قولي: اللهم فارج الهم كائفالغم - ولفظ الزار: كاشف الكرب - مجيب دعوة المضطرين , رحمان الدنيا والآخرة ورحيمها , أنت رحماني , فارحمني رحمة تغنيني عن سواك (3)
قال تعالى (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) (الفاتحة 4)
4 - أخرج أ [وداود والحاكم وصححه والبيهقي عن عائشة رضي الله عنها قالت: شكى الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قحوط المطر , فأمر بمنبر فوضعه في المصلى , ووعد الناس يوماً يخرجون فيه , فخرج حين بدا حاجب الشمس فقعد على المنبر فكبر وحمد الله ثم قال: إنكم شكوتم جدب دياركم واستئخار المطر عن إبان زمنه عنكم , وقد امركم الله ان تدعوه ووعدكم ان يستجي لكم , ثم قال: الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين , لا إله إلا الله , يفعل ما يريد , اللهم أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث واجعل ما أنزل علينا قوة وبلاغاً إلى حين (4).
5 - أخرج أحمد وابن ماجه والبيهقي في سننه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على التأمين) (5)
الهوامش:
(1) أخرجه البغوي في تفسيره 1/ 43 , والقرطبي 1/ 119 , والخازن في تفسيره 1/ 12 , وابن كثير في تفسيره 1/ 16 , والسيوطي في الدر المنثور 1/ 6 كلهم عن أبي هريرة رضي الله عنه.
وانظر: مسند احمد 6/ 242 , 275 , عن عائشة رضي الله عنها , وأخرجه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه في الصلاة 1/ 296 , 297 , وأبوداود في سننه عن أبي هريرة رضي الله عنه - أيضا - في الصلاة - باب من ترك القراءة في صلاته بفاتحة الكتاب , عون المعبود 3/ 38 , وكذلك أخرجه الترمذي في جامعه في موضعين: في كتاب الصلاة - باب ما جاء من القراءة خلف الإمام , وفي كتاب التفسير - تفسير سورة الفاتحة , الجامع الصحيح 2/ 121 , 5201.
وأخرجه النسائي - أيضا - في سننه كتاب الافتتاح - باب ترك القراءة ببسم الله الرحمن الرحيم في فاتحة الكتاب 2/ 135 , وأخرجه ابن ماجه في سننه في افتتاح الصلاة عن عائشة رضي الله عنها وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده 1/ 274.
والحديث متفق عليه. انظر: اللؤلؤ ووالمرجان ص80
(2) أخجره ابن كثير في تفسيره جزءاً منه عن ابن عباس رضي الله عنه بلفظ (كان يفتتح الصلاة ببسم الله الرحمن الرحيم) وعزاه لأبي داود والترمذي , وقال الترمذي: ليس إسناده بذلك. انظر تفسير ابن كثير 1/ 16 , والشوكاني في فتح القدير 1/ 8
وأخرجه أحمد يف المسند 6/ 31 , 94 , 100 , وأخرجه مسلم في صحيحه بطوله في صلاة المسافرين - باب ما يجمع صفى الصلاة وما تفتتح به 1/ 35 , وكذلك أبوداود في السنن - باب من لك يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم , عون المعبود 2/ 489 , ومثله الدرامي في سننه 1/ 280 , وابن ماجه في الإقامة - باب الركوع في الصلاة 1/ 282.
وانظر: مسند أبي يعلى /126 , والحلية لأبي نعيم 3/ 62 , 82
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/219)
(3) أخرجه السيوطي في تفسيره عن عائشة رضي الله عنها 1/ 9 , وأخرجه البزار في مسنده عن عائشة رضي الله عنها بهذا اللفظ 1/ 131 , وأخجره البيهقي في الدلائل 6/ 171 , والحاكم في السمتدرك 1/ 515 , وقال: على شرط البخاري ومسلم وفيه الحكم بن عبدالله الآيلي.
وأخرجه الهيثمي في مجمع الفوائد 10/ 186
والحديث ضعيف لا يحتج به بضعف الحكم بن عبدالله الآيلي , فهو متروك , قال فيه البخاري: تركوه , وكان ابن مبارك يوهنه , وقال عنه يحيى بن معين / ليس بشيء , لا يكتب حديثه وضعفه العقيلي وابن حبان , وقال فيه الإمام أحمد: أحاديث الحكم بن عبدالله الآيلي كلها موضوعة.
انظر الميزان 1/ 572 , والتاريخ الكبير 2/ 345 , وقال فيه ابن أبي حاتم: يروي الموضوعات عن الأثبات. انظر المجروحين 1/ 248
(4) أخرجه السيوطي في الدر المنثور 1/ 14 , ولك أجده لغيره من المفسرين وأخرجه أبوداود بتمامه في صلاة الاستسقاء , باب رفع اليدين , وقال فيه: هذا حديث غريب إسناده جيد.
انظر: عون المعبود 4/ 34 , وكذلك الحاكم في المستدرك على الصحيحين في كتاب الاستسقاء ووافقه الذهبي في تلخيصه 1/ 328 , والبيهقي في السنن في صلاة الاستسقاء - باب ذكر الأخبار التي تدل على أنه دعاء أو خطب قبل الصلاة 3/ 349 فالحديث صحيح.
(5) أخرجه القرطبي في تفسيره 1/ 130 وابن كثير في تفسيره 1/ والشوكاني في فتح القدير 1/ 15 , وأخرجه السيوطي في الدر المنثور 1/ 17 , ورواه الإمام أحمد في مسنده مطولاً في قصة اليهودي الذي سلم على النبي قائلاً: السام عليك يا محمد ثرث مرات - يعني: المود - ورد عليه الرسول صلى الله عليه وسلم قائلاً: وعليكم 6/ 135 , وابن ماجه في السنن في إقاة الصلاة 1/ 278 , والبيهقي في السنن في كتاب الصلاة - باب التأمين 2/ 56 , وإسناد الحديث عند الإمام أحمد فيه ضعف , لضعف شيخه: على بن عاصم الواسطي وبقية رجاله رجال الصحيح , وسنده عند ابن ماجه والبيهقي صحيح , والله أعلم.
انظر: تهذيب التهذيب 7/ 344 , ومجمع الزوائد 2/ 15
*من كتاب (مرويات أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في التفسير) ص25 - 28. للدكتور سعود بن عبدالله الفنيسان
أخوكم في الله: أبوخطاب العوضي
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[07 - 03 - 03, 06:19 م]ـ
أخي اأبو الخطاب مشكور و أرجو أن تتنبه لـ:
كلمة أخرجه في الهوامش عند ذكر القرطبي و ابن كثير ونحوهم ممن لا يسند الحديث بسنده لا يقال فيما ذكروه أخرجوه ولكن ذكره أو أو أورده
فذكر أخرجه فيهم، غير صحيح عند أهل الحديث في الاصطلاح المتعارف عليه.
موفق إن شاء الله.
ـ[العوضي]ــــــــ[07 - 03 - 03, 07:27 م]ـ
بارك الله فيك يا شيخ ابومحمد
لا اعلم هذا الشيء الصراحة لاني نقلت الكلام من الكتاب
وجزاك الله خير على هذه المعلومة
أخوك: العوضي
ـ[ابن الحميدي الشمري]ــــــــ[10 - 05 - 07, 11:25 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
.
أخي العوضي: جزاك الله خيرا؛ ثم إني أستفسر منكم حول ما ذكرتموه: أهو حصر لمرويات أمنا رضي الله عنها في الفاتحة؛ أم أن المقصود بعض مروياتها في الفاتحة؟(1/220)
الأشموني: صاحب منار الهدى لم أجد له ترجمة
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[09 - 03 - 03, 04:00 م]ـ
كتاب منار الهدى في الوقف والابتداء للأشموني كتاب مفيد و قد وقع الاعتماد عليه من شيوخنا وشيوخهم كثيرا حتى أنهم جعلوه من المصادر التي اعتمدوها في الوقوف في مصحف المدينة مصحف مطبعة خادم الحرمين. ونصوا عليه في آخر المصحف المبارك.
ومع هذا وغيره وكثرة اعتناء العلماء بكتابه اختصار و غير ذلك ....
فلم أظفر له بترجمة كافية.
وهذه ترجمته فمن وجد أحدا من الؤرخين ترجمه أو ذكره فليفدنا.
أحمد بن عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم الأشموني الشافعي المقرئ الفقيه من علماء القرن الحادي عشر، صاحب منار الهدى وهو من أشهر كتب المتأخرين. وله القول المتين في أمور الدين. لم يظفر له بترجمة كافية (تاريخ الأدب العربي لكارل بروكلمان 8/ 225 و معجم المطبوعات العربية والمعربة لسركيس 1/ 452 وعنهما معجم المؤلفين لعمر كحالة 1/ 275) تنبيه: جاء اسمه عند بروكلمان: أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن عبد الكريم: وجاء اسمه عند سركيس أحمد بن عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم. و الصحيح في اسمه ما عند سركيس.
لأن المؤلف ذكر اسمه هكذا في آخر كتابه ص 311.
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[10 - 03 - 03, 12:59 ص]ـ
؟؟
المشكلة في العثور على ترجمته كأنها قديمة من أوائل القرن الماضي ...
ولكن لعل ...
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[10 - 03 - 03, 03:29 ص]ـ
أخي الكريم أبا محمد وفقه الله
لا أريد أن أؤيسك من العثور على ترجمته
ولكن بحث عنها كثيرون فلم يعثروا على شيء زيادة عما تفضلتم بنقله
وهذا ليس خاصا بأحمد بن عبد الكريم الأشموني، بل له نظراء من أعلام القرون 11، 12، 13.
وعلى كل حال فإذا لم نعلم عنه زيادة على هذا فهو كاف بإذن الله، ويكفيه أن الله تعالى أبقى له ذكرا حسنا وصدقة جارية وهي كتابه العظيم منار الهدى الذي لا يستغني عنه طالب لعلم الوقف والابتدا وهو من الكتب التي تغني عن غيرها ولا يغني عنها غيرها، فكتابه يشهد له بسعة العلم، والله حسيبه.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[10 - 03 - 03, 02:50 م]ـ
هل هو صاحب الشرح على الألفية، الذي وضع الصبان عليه حاشية؟
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[10 - 03 - 03, 04:33 م]ـ
شيخنا فضيلة الشيخ عصام
كلا، ليس هو.
فشارح الألفية هو أبو الحسن علي بن محمد الأشموني المتوفى سنة 929هـ، والمترجم في الضوء اللامع.
وأما صاحب منار الهدى فهو أحمد بن محمد بن عبد الكريم الأشموني أو محمد بن أحمد بن عبد الكريم الأشموني، وهو من علماء القرن الحادي عشر، لأنه سمى جده عبد الكريم وذكر في منار الهدى أن والد جده كان معاصرا للشرنوبي المتوفى سنة 944، وهذا يستفاد منه أن الحفيد مؤلف منار الهدى توفي في أواخر القرن الحادي عشر أو أوائل الثاني عشر، والله أعلم.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[10 - 03 - 03, 11:02 م]ـ
إذا كان هذا الرجل مصريا فانظروا تاريخ الجبرتي فقد يكون لهذا الرجل
ذكر في تاريخ الجبرتي والله الموفق
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[11 - 03 - 03, 12:13 ص]ـ
الأخ الكريم الشيخ أبو خالد السلمي حفظه الله:
جزاكم الله خيرا و شكرا على تكرمكم بالرد.
وعسى الله أن ييسر زيادة في ترجمته ولو من طريق بعض النسخ المخطوطة لكتابه أو لبعض من اختصره ممن كان قريبا من عصره.
الأخ الكريم: عصام البشير ليس الأشموني صاحب شرح الألفية بهذا قطعا وبلا خلاف.
توفي صاحب شرح الألفية سنة: 929هـ. وله ترجمة في كتب التراجم.
الأخ الكريم الدارقطني: نعم من أهل مصر وليس له فيه ترجمة.
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[11 - 03 - 03, 12:16 ص]ـ
معذرة فضيلة الشيخ وليد أبا خالد: لم أتنبه لردك الأخير.(1/221)
ضيف الملتقى الشيخ مساعد بن سليمان بن ناصر الطيار
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[13 - 03 - 03, 04:45 ص]ـ
بحمد الله وافق الشيخ الفاضل مساعد بن سليمان الطيار حفظه الله على اللقاء بالملتقى، وقد ذكرنا في الملتقى قبل نحو ستة أشهر النية باللقاء بالشيخ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=4872&highlight=%C7%E1%D8%ED%C7%D1
ولعله يكون من بداية الاسبوع القادم بإذن الله تعالى
وسيكون حول التفسير وعلوم القرآن
وستذكر ترجمة الشيخ ومؤلفاته وجهوده حفظه الله حول التفسير وعلومه
ولعلنا نضع تفسير جزء عمّ للشيخ قريبا في مكتبة الملتقى.
ونسأل الله أن يجزي شيخنا الفاضل خير الجزاء على موافقته للقاء.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[13 - 03 - 03, 04:47 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=5061&highlight=%C7%E1%D8%ED%C7%D1
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=5060&highlight=%C7%E1%D8%ED%C7%D1
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[13 - 03 - 03, 05:01 ص]ـ
هذه صوتيات مفيدة للشيخ حفظه الله
http://www.islamway.com/bindex.php?section=series&scholar_id=424&series_id=730
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[13 - 03 - 03, 05:53 ص]ـ
هذه عدة بحوث للشيخ حفظه الله
منسوخة من اسطوانة مجلة البيان (الإصدار الثاني)
بحوث شرعية
التفسير بالمأثور
نقد للمصطلح وتأصيل
مساعد سليمان الطيّار
إن المصطلحات العلمية يلزم أن تكون دقيقة في ذاتها ونتائجها، وإلا وقع فيها
وفي نتائجها الخلل والقصور، ومن هذه المصطلحات التي حدث فيها الخلل
مصطلح (التفسير بالمأثور)، وفي هذا المصطلح أمران: أنواعه، وحكمه.
أما أنواعه، فقد حدّها من ذكر هذا المصطلح من المعاصرين بأربعة، هي:
(تفسير القرآن بالقرآن، وبالسنة، وبأقوال الصحابة، وبأقوال التابعين). [1]
وغالباً ما يحكي هؤلاء الخلاف في جعل تفسير التابعي من قبيل المأثور. [2]
وأما حكمه، فبعض من درج على هذا المصطلح ينتهي إلى وجوب الأخذ
به. [3]
وأقدم من رأيته نص على كون هذه الأربعة هي التفسير بالمأثور الشيخ محمد
بن عبدالعظيم الزرقاني، حيث ذكر تحت موضوع (التفسير بالمأثور) ما يلي:»
هو ما جاء في القرآن أو السنة أو كلام الصحابة تبايناً لمراد الله من كتابه «ثم قال:» وأما ما ينقل عن التابعين ففيه خلاف بين العلماء: منهم من اعتبره من المأثور
لأنهم تلقوه من الصحابة غالباً ومنهم من قال: إنه من التفسير بالرأي «. [4]
ثم جاء بعده الشيخ محمد حسين الذهبي (ت: 1977 م) فذكر هذه الأنواع
الأربعة تحت مصطلح (التفسير المأثور)، وقد علل لدخول تفسير التابعي في
المأثور بقوله:» وإنما أدرجنا في التفسير المأثور ما روي عن التابعين وإن كان
فيه خلاف: هل هو من قبيل المأثور أو من قبيل الرأي؟ لأننا وجدنا كتب التفسير
المأثور كتفسير ابن جرير وغيره لم تقتصر على ما ذكر مما روي عن النبي -صلى
الله عليه وسلم- وما روي عن الصحابة، بل ضمنت ذلك ما نقل عن التابعين في
التفسير «[5].
منشأ الخطأ في هذا المصطلح:
إنه فيما يظهر قد وقع نقل بالمعنى عمن سبق أن كتب في هذا الموضوع وبدلاً
من أن يؤخذ عنه مصطلحه استبدل به هذا المصطلح الذي لم يتواءم مع هذه الأنواع، ولا مع حكمها كما سيأتي.
والمصدر الذي يظهر أن هذه الأنواع نُقلت منه هو رسالة شيخ الإسلام ابن
تيمية المسماة (مقدمة في أصول التفسير).
وقد وردت هذه الأنواع الأربعة تحت موضوع (أحسن طرق التفسير) [6]
فهي عند شيخ الإسلام (طرق) وليست (مأثوراً).
ولو تأملت النقلين السابقين، فإنك ستجد أنهما يحكيان الخلاف في كون تفسير
التابعي مأثوراً أم لا.
وستجد هذا موجوداً في رسالة شيخ الإسلام، ولكن البحث فيه ليس عن كونه
مأثوراً أم لا، بل عن كونه حجة أم لا؟
وبين الأمرين فرق واضحٌ، إذ لم يرد عن العلماء هل هو مأثور أم لا؟ لأن
هذا المصطلح نشأ متأخراً، بل الوارد هل هو حجة أم لا؟
وإن كان هذا التأصيل صحيحاً، فإن اصطلاح شيخ الإسلام أدق من اصطلاح
المعاصرين، وأصح حكماً.
فهذه التقسيمات الأربعة لا إشكال في كونها طرقاً، كما لا إشكال في أنها
أحسن طرق التفسير، فمن أراد أن يفسر فعليه الرجوع إلى هذه الطرق.
نقد مصطلح (التفسير المأثور):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/222)
مصطلح المعاصرين عليه نقد حيث يتوجه النقد إلى أمرين وإليك بيانه:
1 - ما يتعلق بصحة دخول هذه الأنواع في مسمى (المأثور).
2 - ما يتعلق بالنتيجة المترتبة عليه، وهي (الحكم).
أما الأول: فإنه يظهر أن هذا المصطلح غير دقيق في إدخال هذه الأنواع
الأربعة فيه، فهو لا ينطبق عليها جميعاً، بل ويخرج ما هو منها، فهذا المصطلح
غير جامع ولا مانع لسببين:
أ- أن المأثور هو ما أثر عمن سلف، ويطلق في الاصطلاح على ما أُثر عن
النبي - صلى الله عليه وسلم - والصحابة ومن بعدهم من التابعين وتابعيهم.
فهل ينطبق هذا على تفسير القرآن بالقرآن؟
إن تفسير القرآن بالقرآن لا نقل فيه حتى يكون طريقه الأثر، بل هو داخل
ضمن تفسير من فسر به.
* فإن كان المفسر به الرسول -صلى الله عليه وسلم- فهو من التفسير النبوي.
* وإن كان المفسر به الصحابي، فله حكم تفسير الصحابي.
* وإن كان المفسر به التابعي، فله حكم تفسير التابعي.
وهكذا كل من فسر آية بآية فإن هذا التفسير ينسب إليه.
ب- أن المأثور في التفسير يشمل ما أُثر عن تابعي التابعين كذلك ومن دوّن
التفسير المأثور فإنه ينقل أقوالهم، كالطبري (310) وابن أبي حاتم (ت: 327)،
وغيرهما.
بل قد ينقلون أقوال من دونهم في الطبقة، كمالك بن أنس، وغيره. ولو
اطلعت على أوسع كتاب جمع التفسير المأثور، وهو (الدر المنثور في التفسير
بالمأثور) لرأيت من ذلك شيئاً كثيراً.
ولو قُبلت العلة التي ذكرها الشيخ محمد حسين الذهبي في إدخاله تفسير
التابعين في المأثور، لصح تنزيلها على المأثور عن تابعي التابعين ومن دونهم.
وقد نشأ الخطأ في تصور ونقل الخلاف في تفسير التابعي، وهل يندرج تحت
التفسير بالمأثور، أم لا يصح أن يوصف بأنه تفسير مأثور؟ ونزّل كلام العلماء
خطأ في حكم تفسير التابعي على قضية كونه تفسيراً مأثوراً أم غير مأثور، ولم
يكن حديث العلماء على كونه مأثوراً أم غير مأثور، إذ لم يكن ذلك المصطلح
معروفاً ولا شائعاً في وقتهم.
وأما الثاني وهو ما يتعلق بالحكم فإن بعض من درج على هذا المصطلح نصّ
على وجوب اتباعه والأخذ به [7]، وهو مستوحى من كلام آخرين [8].
ومما يلحظ على هذا الحكم أنهم يحكون الخلاف في تفسير التابعي من حيث
الاحتجاج، بل قد حكى بعضهم الخلاف في تفسير الصحابي [9].
ثم يحكمون في نهاية الأمر بوجوب اتباعه والأخذ به، فكيف يتفق هذا مع
حكاية الخلاف الوارد عن الأئمة دون استناد يرجح وجوب الأخذ بق ول التابعي،
فهم يمرون على هذا الخلاف مروراً عاماً بلا تحقيق.
ثم إن كان ما ورد عن الصحابة والتابعين مأثوراً يجب الأخذ به على
اصطلاحهم فما العمل فيما ورد عنهم من خلاف محقق في التفسير؟ وكيف يقال:
يجب الأخذ به؟
ومن نتائج عدم دقة هذا المصطلح نشأ خطأ آخر، وهو جعل التفسير بالرأي
مقابلاً للتفسير بالمأثور وهو الأنواع الأربعة السابقة حتى صار في هذه المسألة خلط
وتخبط، وبنيت على هذا التقسيم معلومات غير صحيحة، ومنها:
1 - أن بعضهم يقررون في تفسير الصحابة والتابعين أنهم اجتهدوا وقالوا فيه
برأيهم، ثم يجعلون ما قالوه بهذا الرأي من قبيل المأثور ناسين ما مرروه من قول
بأنهم قالوا بالرأي، فيجعل قولهم مأثوراً وقول من بعدهم رأياً، فكيف هذا؟ وإذا
كان الصحابة قالوا في التفسير برأيهم فلا معنى لتفضيلهم على غيرهم ممن بعدهم
في هذه المسألة، وهذا لا يعني مساواة من بعدهم بهم.
2 - كما تجد أن كتب التفسير تُقسّم إلى كتب التفسير بالمأثور وكتب التفسير
بالرأي، وعلى سبيال المثال يجعلون تفسير ابن جرير من قبيل التفسير بالمأثور،
ولو أردت تطبيق مصطلح التفسير بالمأثور، فإنك ستجد اختيارات ابن جرير
وترجماته، فهل هذه من قبيل الرأي أم من قبيل المأثور؟ فإن كان الأول فكيف
يحكم عليه بأنه مأثور؟! وإن كان الثاني فإنه غير منطبق لوجود اجتهادات ابن
جرير، وفرق بين أن نقول: فيه تفسير بالمأثور، أو نقول هو تفسير بالمأثور.
3 - وقد فهم بعض العلماء أن من فسر بالأثر فإنه لا اجتهاد ولا رأي له بل
هو مجرد ناقل، لا عمل له غير النقل، ويظهر أن هذا مبني على ما سبق من أن
التفسير بالمأثور الذي يشمل الأربعة السابقة يقابله التفسير بالرأي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/223)
ومن ذلك ما قاله الشيخ الطاهر بن عاشور:» أما الذين جمدوا على القول بأن تفسير القرآن يجب ألا يعدو ما هو مأثور، فهم رموا هذه الكلمة على عواهنها، ولم يوضحوا مرادهم من المأثور عمن يؤثر ... «. ثم قال:» وقد التزم الطبري في تفسيره أن يقتصر على ما هو مروي عن الصحابة والتابعين لكنه لا يلبث في كل آية أن يتخطى ذلك إلى اختياره منها، وترجيح بعضها على بعض بشواهد من كلام العرب، وحسبه بذلك تجاوزاً لما حدده من الاقتصار على التفسير بالمأثور، وذلك طريق ليس بنهج، وقد سبقه إليه بقي بن مخلد، ولم نقف على تفسيره، وشاكل الطبري فيه معاصروه، مثل ابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم، فلله درّ الذين لم يحبسوا أنفسهم في تفسير القرآن على ما هو مأثور، مثل الفراء وأبي عبيدة من الأولين، والزجاج والرماني ممن بعدهم، ثم من سلكوا طريقهم، مثل الزمخشري وابن عطية «. [10]
وها هنا وقفات ناقدة لهذا الكلام:
الأولى: لم يصرح الطاهر بن عاشور بأولئك الذين» جمدوا على القول بأن
تفسير القرآن يجب ألا يعدو ما هو مأثور «وفي ظني أن هذا لم يُقَل به ولكنه تأوّلٌ
لكلام من يرى وجوب الأخذ بما أثر عن السلف.
الثانية: لم يورد الشيخ دليلاً من كلام الطبري يدلّ على التزامه بما روي عن
الصحابة والتابعين فقط، ولم يرد عن الطبري أنه يقتصر عليهم ولا يتعدى ذلك إلى
الترجيح.
الثالثة: أنه جعل منهج الطبري كمنهج ابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم،
وشتان بين منهج الطبري الناقد المعتمد على روايات السلف ومنهج هؤلاء الذين
اعتمدوا النقل فقط دون التعقيب والتعليق، وهذا المنهج الذي سلكوه لا يُعاب عليهم؛ لأنهم لم يشترطوا التعليق على الآيات والتعقيب على المرويات، بل كانوا
يوردون ما وصلهم من تفاسير السلف، وهم بهذا لا يُعدون مفسرين، بل هم ناقلو
تفسير.
ومن هنا ترى أن الشيخ بن عاشور يرى أن من التزم بالمأثور فإنه لا يكون
له رأي كالطبري. وأنّ من لم يلتزم بالمأثور فلله دره! كما قال.
وقد سبق أن ذكرت لك أن الصحابة والتابعين ومن بعدهم اعتمدوا التفسير
بالرأي وقالوا به، وإن من الأخطاء التي وقعت مقابلة أقوالهم التي هي من قبيل
الرأي بأقوال أبي عبيدة والفراء وغيرهم، بل الأعجب من ذلك أن تفاسيرهم اللغوية
تجعل من المأثور وتُقابل بتفاسير أبي عبيدة والفراء والزجاج اللغوية، وتجعل هذه
لغوية.
كل هذه النتائج حصلت لعدم دقة مصطلح التفسير بالمأثور.
ما هو التفسير بالمأثور:
بعد هذا العرض، وتجلية مصطلح التفسير بالمأثور المعتمد في كتب بعض
المعاصرين يتجه سؤال، وهو: هل يوجد تفسير يسمى مأثوراً؟
والجواب عن هذا (نعم)، ولكن لا يرتبط بحكم من حيث وجوب الاتباع
وعدمه، بل له حكم غير هذا.
فالمأثور هو ما أثر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعن صحابته
وعن التابعين وعن تابعيهم ممن عُرفوا بالتفسير، وكانت لهم آراء مستقلة مبنية
على اجتهادهم.
وعلى هذا درج من ألف في التفسير المأثور؛ كبقي بن مخلد، وابن أبي حاتم
والحاكم، وغيرهم.
وقد حاول السيوطي جمع المأثور في كتابه (الدر المنثور في التفسير بالمأثور)
وذكر الروايات الواردة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وصحابته وتابعيهم
وتابعي تابعيهم ومن بعدهم.
وهذا لا يبنى عليه حكم من حيث القبول والرد، ولكن يقال: إن هذه الطرق
هي أحسن طرق التفسير، وإن من شروط المفسر معرفة هذه الطرق.
أما ما يجب اتباعه والأخذ به في التفسير فيمكن تقسيمه إلى أربعة أنواع:
الأول: ما صح من تفسير النبي -صلى الله عليه وسلم-.
الثاني: ما صح مما روي عن الصحابة مما له حكم المرفوع كأسباب النزول
والغيبيات.
الثالث: ما أجمع عليه الصحابة أو التابعون؛ لأن إجماعهم حجة يجب الأخذ
به.
الرابع: ما ورد عن الصحابة خصوصاً أو عن التابعين ممن هم في عصر
الاحتجاج اللغوي من تفسير لغوي، فإن كان مجمعاً عليه فلا إشكال في قبوله،
وحجيته، وإن ورد عن واحد منهم ولم يعرف له مخالف فهو مقبول كما قال
الزركشي:» ينظر في تفسير الصحابي فإن فسره من حيث اللغة فهم أهل اللسان،
فلا شك في اعتمادهم «. [11].
وإن اختلفوا في معنى لفظة لاحتمالها أكثر من معنى، فهذا يعمد فيه إلى
المرجحات.
أما ما رووه عن التابعي فهو أقل في الرتبة مما رووه عن الصحابي، ومع
ذلك فإنه يعتمد ويقدم على غيره.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
________________________
(1) انظر على سبيل المثال: مناهل العرفان للزرقاني 2/ 1213، التفسير والمفسرون للذهبي 1/ 154 مباحث في علوم القرآن لمناع القطان.
(2) انظر مثلاً: مناهل العرفان 2/ 13، التفسير والمفسرون 1/ 154 لمناع القطان 347.
(3) انظر مثلاً: مباحث في علوم القرآن، 350، وهذا ما يتوحى من عبارة الزرقاني.
(4) مناهل العرفان 2/ 1213.
(5) التفسير والمفسرون 1/ 15.
(6) مقدمة في أصول التفسير، تحقيق: عدنان زرزور، ص 93.
(7) انظر: مباحث في علوم القرآن للقطان، 350.
(8) كالزرقاني، والذهبي، والصباغ (لمحات في علوم القرآن، 177 وما بعدها).
(9) لمحات في علوم القرآن، 180.
(10) التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور، 1/ 32، 33.
(11) البرهان في علوم القرآن، 2/ 172.
(*) تفسير الطاهر بن عاشور المعروف (بالتحرير والتنوير) بالرغم من شموله واستقصائه لما يفسره من آيات، إلا أن منهجه العقدي أشعري يؤول آيات الصفات وللمزيد انظر الكتاب القيم (المفسرون والتأويل) للشيخ محمد المغراوي المغربي، من مطبوعات دار طيبة بالرياض.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/224)
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[13 - 03 - 03, 05:54 ص]ـ
دراسات قرآنية
مصادر التفسير:
تفسير القرآن بالقرآن
(1)
بقلم: مساعد بن سليمان الطيار
يراد: بمصادر التفسير: المراجع الأولية التي يرجع إليها المفسر عند تفسيره
لكتاب الله، وهذه المصادر هي: القرآن، والسنة، وأقوال الصحابة، وأقوال
التابعين وتابعيهم، واللغة، والرأي والاجتهاد. وإنما قيل:» المراجع الأولية «؛
لئلا تدخل كتب التفسير؛ لأنها تعتبر مصادر، ولكن الحديث هنا ليس عنها.
وقد اصطلح شيخ الإسلام ابن تيمية (ت: 728ه) على تسميتها ب (طرق
التفسير)، ذكر منها أربعة، وهي: القرآن، والسنة، وأقوال الصحابة، وأقوال
التابعين في التفسير [1].
وجعلها بدر الدين الزركشي (ت: 794ه) مآخذ التفسير، وذكر أمهاتها،
وهي أربع: النقل عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم الأخذ بقول الصحابة، ثم الأخذ بمطلق اللغة، ثم التفسير بالمقتضى من معنى الكلام والمقتضب من قوة
الشرع [2]. وسيكون الحديث عن هذه المصادر متتابعاً إن شاء الله تعالى.
تفسير القرآن بالقرآن:
يعتبر القرآن أول مصدر لبيان تفسيره؛ لأن المتكلم به هو أولى من يوضّح
مراده بكلامه؛ فإذا تبيّن مراده به منه، فإنه لا يُعدل عنه إلى غيره.
ولذا عدّه بعض العلماء أول طريق من طرق تفسير القرآن [3]، وقال آخر:
إنه من أبلغ التفاسير [4]، وإنما يُرْجَع إلى القرآن لبيان القرآن؛ لأنه قد يَرِدُ
إجمال في آية تبيّنه آية أخرى، وإبهام في آية توضّحه آية أخرى، وهكذا.
وسأطرح في هذا الموضوع قضيتين:
الأولى: بيان المصطلح.
الثانية: طريقة الوصول إلى تفسير القرآن بالقرآن.
بيان المصطلح:
التفسير: كشفٌ وبيانٌ لأمر يحتاج إلى الإيضاح، والمفَسّر حينما يُجْري
عملية التفسير، فإنه يبيّن المعنى المراد ويوضّحه.
فتفسير المفسر لمعنى» عُطّلت «في قوله (تعالى):] وَإذَا العِشَارُ عُطِّلَتْ [
[التكوير: 4] بأنها: أُهمِلت، هو بيان وتوضيح لمعنى هذه اللفظة القرآنية.
وفي هذا المثال يُقَال: تفسير القرآن بقول فلان؛ لأنه هو الذي قام ببيان
معنى اللفظة في الآية.
ومن هنا، فهل كل ما قيل فيه: (تفسير القرآن بالقرآن) يعني أن البيان عن
شيء في الآية وقع بآية أخرى فسّرتها، أم أن هذا المصطلح أوسع من البيان؟
ولكي يتضح المراد بهذا الاستفسار استعرض معي هذه الأمثلة:
المثال الأول: عن ابن مسعود (رضي الله عنه) قال: لما نزلت] الَّذِينَ آمَنُوا
وَلَمْ يَلْبِسُوا إيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ [[الأنعام: 82].
قلنا: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أيّنا لم يظلم نفسه؟ قال: ليس
كما تقولون،] لم يلبسوا إيمانهم بظلم [: بشرك، أو لم تسمعوا إلى قول لقمان
لابنه:] يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [[لقمان: 13] «[5].
المثال الثاني: قال الشيخ الشنقيطي (ت: 1393ه):» ومن أنواع البيان
المذكورة أن يكون الله خلق شيئاً لحِكَمٍ متعددة، فيذكر بعضها في موضع، فإننا نُبيّن
البقية المذكورة في المواضع الأُخر.
ومثاله: قوله تعالى:] وَهُوَ الَذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا [
[الأنعام: 97].
فإن من حِكَمِ خلق النجوم تزيين السماء الدنيا، ورجم الشياطين أيضاً، كما
بينّه (تعالى) بقوله:] وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِّلشَّيَاطِينِ [[الملك: 5] وقوله:] إنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الكَوَاكِب * وَحِفْظاً مِّن كُلِّ
شَيْطَانٍ مَّارِدٍ [[الصافات: 6، 7] [6].
المثال الثالث: قال الشيخ محمد حسين الذهبي:» ومن تفسير القرآن بالقرآن: الجمع بين ما يُتَوهم أنه مختلف؛ كخلق آدم من تراب في بعضٍ، ومن طينٍ في
غيرها، ومن حمأ مسنون، ومن صلصالٍ، فإن هذا ذِكْرٌ للأطوار التي مرّ بها آدم
من مبدأ خلقه إلى نفخ الروح فيه «[7].
نقد الأمثلة:
إذا فحصت هذه الأمثلة فإنه سيظهر لك من خلال الفحص ما يلي:
ستجد أن المثال الأول وقع فيه البيان عن المراد بالظلم بآية أخرى، أي: إن
القرآن وضّح القرآن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/225)
لكنك هل تجد في المثالين الآخرين وقوع بيان عن آية بآية أخرى؟
ففي المثال الثاني: تجد أن المفَسّر جمع عدة آيات يربطها موضوع واحد،
وهو حكمة خلق النجوم، فهل وقع بيان لآية بآية أخرى في هذا الجمع؟
لاشك أنه لم يقع هذا البيان، لأن الأية الأولى التي جمع المفسر معها ما
يوافقها في الموضوع لم يكن فيها ما يحتاج إلى بيان قرآني آخر.
وفي المثال الثالث: تجد أن المفَسّر جمع بين عدّة آيات تُوهم بالاختلاف،
لكن هل وقع في جمع هذه الآيات تفسير بعضها ببعض؟ أم أن تفسيرها جاء من
مصدر آخر خارج عن الآيات؟
الذي يبدو أن جمع هذه الآيات أثار الإشكال؛ إذ التراب لا يُُفسّّر بالطين، ولا
بالحمأ المسنون ... إلخ، كما أن كل واحدٍ من الآخرين لا يُفسّر بالآخر؛ لأنه
مختلف عنه. ولما كان الخبر عن خلق آدم والإخبار عنه مختلف احتاج المفسر إلى
الربط بين الآيات ومحاولة حلّ الإشكال الوارد فيها، ولكن الحلّ لم يكن بآية أخرى
تزيل هذا الإشكال، بل كان حلّه بالنظر العقلي المعتمد على دلالة هذه المتغايرات
وترتيبها في الوجود، مما جعل المفسر لهذه الآيات ينتهي إلى أنها مراحل خلق آدم
عليه السلام، وأن كل آية تتحدث عن مرحلة من هذه المراحل، حيث كان آدم
تراباً، ثم طيناً، ثم ... إلخ.
وبهذا يظهر جليّاً أنّ جمع الآيات لم يكن فيه بيان آية بآية أخرى، وإن كان
في هذا الجمع إفادة في التفسير.
وبعد .. فإن النتيجة التي تظهر من هذه الأمثلة: أن كل ما قيل فيه: إنه
تفسير قرآن بقرآن، إذا لم يتحقق فيه معنى البيان عن شيء في الآية بآية أخرى،
فإنه ليس تعبيراً مطابقاً لهذا المصطلح، بل هو من التوسع الذي يكون في تطبيقات
المصطلح.
تفسير القرآن بالقرآن عند المفسرين:
ظهر مما سبق أن مصطلح (تفسير القرآن بالقرآن) قد استُعمل بتوسع في
تطبيقاته، ويبرز هذا من استقراء تفاسير المفسرين، خاصة من نصّ على هذا
المصطلح أو إشار إليه في تفسيره؛ كابن كثير (ت: 774ه)، والأمير الصنعاني
(ت: 1182ه)، والشنقيطي (ت: 1393ه).
ويبدو أن كل استفادة من آيات القرآن؛ كالاستشهاد أو الاستدلال بها يكون
داخلاً ضمن تفسير القرآن بالقرآن.
ومن أمثلة ذلك ما ذكره الصنعاني في تفسير قوله تعالى:] لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ
أَلاَّ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ [[الشعراء: 3] حيث قال:» أي قاتلها لعدم إيمان قومك.
» تكرر هذا المعنى في القرآن في مواضع:] وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ [
[الحجر: 88] وفي الكهف:] فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الحَدِيثِ أَسَفاً [[الكهف: 6]. وفي فاطر:] فَلاتَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ [[فاطر: 8].
ونحوه:] إن تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَن يُضِلّ [[النحل: 37].
ونحو ذلك مما هو دليل على شفقته على الأمة، ومحبته لإسلامهم، وشدة حرصه
على هدايتهم مع تصريح الله له بأنه ليس عليه إلا البلاغ «[8].
ويمكن القول: إنه ليس هناك ضابط يضبط المصطلح المتوسع بحيث يمكن
أن يقال: هذا يدخل في تفسير القرآن بالقرآن، وهذا لا يدخل فيه؛ ولذا يمكن
اعتبار كتب (متشابه القرآن) [9]، وكتب (الوجوه والنظائر) من كتب تفسير القرآن
بالقرآن بسبب التوسع في المصطلح.
فكتب (متشابه القرآن) توازن بين آيتين متشابهتين أو أكثر، وقد يقع الخلاف
بينهما في حرف أو كلمة، فيبين المفسر سبب ذلك الاختلاف.
وكتب (الوجوه والنظائر) تبيّن معنى اللفظ في عدة آيات، وتذكر وجه الفرق
فيها في كل موضع.
* المفسرون المعتنون بهذا المصدر:
إن مراجعة روايات التفسير المروية عن السلف تدل على أن عبد الرحمن بن
زيد بن أسلم (ت: 182ه) كان من أكثر السلف اعتناءً بتفسير القرآن بالقرآن.
ومن أمثلة ذلك ما رواه عنه الطبري (ت: 310ه) بسنده في تفسير قوله تعالى:] وَالْبَحْرِ المَسْجُورِ [[الطور: 6] قال:» الموقَد، وقرأ قول الله تعالى:] وَإذَا
البِحَارُ سُجِّرَتْ [[التكوير: 6] قال: أُوقِدَتْ «[10].
أما كتب التفسير، فإن من أبرز من اعتنى به ثلاثة من المفسرين هم:
(1) الحافظ ابن كثير (ت: 774ه) في كتابه (تفسير القرآن العظيم).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/226)
(2) الأمير الصنعاني (ت: 1182ه) في كتابه: (مفاتح الرضوان في تفسير
الذكر بالآثار والقرآن).
(3) الشيخ محمد الأمين الشنقيطي (ت1393ه) في كتابه: (أضواء البيان في
إيضاح القرآن بالقرآن) [11].
* بيان بعض الأمثلة التي تدخل في المصطلَحَين:
سبق البيان عن مصطلح (تفسير القرآن بالقرآن)، وأنه ينقسم إلى نوعين:
الأول: ما يعتمد على البيان، والمراد أن وقوع البيان عن آية بآية أخرى يُعَدّ
تعبيراً دقيقاً عن هذا المصطلح.
الثاني: ما لم يكن فيه بيان عن آية بآية أخرى، وهو بهذا مصطلح مفتوح،
يشمل أمثلة كثيرة.
وقد مضى أن هذا التوسع هو الموجود في كتب التفسير، وأنها قد سارت
عليه، وفي هذه الفِقْرة سأطرح محاولة اجتهادية لفرز بعض أمثلة هذا المصطلح.
أولاً: الأمثلة التي يَصْدُقُ إدخالها في المصطلح المطابق:
يمكن أن يدخل في هذا المصطلح ما يلي:
1 - الآية المخصصة لآية عامة:
ورد لفظ الظلم عاماً في قوله تعالى:] الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إيمَانَهُم بِظُلْمٍ
أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ [[الأنعام: 82]. وقد خصّه الرسول صلى الله عليه
وسلم بالشرك، واستدل له بقوله تعالى:] إنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [[لقمان: 13].
وفي قوله تعالى:] وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا [[الإسراء: 24]. عموم يشمل كل
أبٍ: مسلم وكافر، وهو مخصوص بقوله تعالى:] مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن
يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى [[التوبة: 113]. فخرج بهذا الاستغفار
للأبوين الكافرين، وظهر أن المراد بها الأبوان المؤمنان [12].
2 - الآية المبيّنة لآية مجملة:
أجمل الله القدر الذي ينبغي إنْفَاقُهُ في قوله تعالى:] وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ [
[البقرة: 3]، وبين في مواضع أخر: أن القدر الذي ينبغي إنفاقه هو الزائد عن
الحاجة وسدّ حاجة الخَلّة التي لابد منها، وذلك كقوله:] وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ
العَفْوَ [[البقرة: 219] والمراد بالعفو: الزائد على قدر الحاجة التي لابدّ منها،
على أصحّ التفسيرات، وهو مذهب الجمهور ... [13].
وفي قوله تعالى:] أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ [[المائدة: 1]، إجمال في المتلو، وقد بيّنه قوله تعالى:] حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ المَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ
الخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ
السَّبُعُ إلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ [[المائدة: 3].
3 - الآية المقيدة لآية مطلقة:
أطلق الله استغفار الملائكة لمن في الأرض، كما في قوله تعالى:
] وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُون لِمَن فِي الأَرْضِ [[الشورى: 5]، وقد قيّد هذا الإطلاق بالمؤمنين في قوله تعالى:] الَّذِينَ يَحْمِلُونَ العَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا [
[غافر: 7].
وفي قوله تعالى:] إنَّ الَذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْراً لَّن تُقْبَلَ
تَوْبَتُهُمْ [[آل عمران: 90]، إطلاق في عدم قبول التوبة، وهو مقيّد في قول
بعض العلماء بأنه إذا أخّروا التوبة إلى حضور الموت، ودليل التقييد قوله تعالى:
] وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ المَوْتُ قَالَ إنِّي تُبْتُ
الآنَ وَلا الَذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ [[النساء: 14].
4 - تفسير لفظة غريبة في آية بلفظة أشهر منها في آية أخرى:
ورد لفظ» سِجّيل «في قوله تعالى:] وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ
مَّنضُودٍ [[هود: 82]، والممطر عليهم هم قوم لوط (عليه الصلاة والسلام)، وقد
وردت القصة في الذاريات وبان أن المراد بالسجيل: الطين، في قوله تعالى:
] قَالُوا إنَّا أُرْسِلْنَا إلَى قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ*لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ [
[الذاريات: 32، 33] [15].
5 - تفسير معنى آية بآية أخرى:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/227)
التسوية في قوله تعالى:] يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى
بِهِمُ الأَرْضُ [[النساء: 42]، يراد بها: أن يكونوا كالتراب، والمعنى: يودّون
لو جُعِلوا والأرض سواءً، ويوضح هذا المعنى قوله تعالى:] وَيَقُولُ الكَافِرُ يَا
لَيْتَنِي كُنتُ تُرَاباً [[النبأ: 40] [16].
ثانياً: أمثلة للمصطلح المتوسع:
يمكن أن يدخل في هذا النوع كل آية قرنت بأخرى على سبيل التفسير، وإن
لم يكن في الآية ما يشكل فتُبَيّنُهُ الآية الأخرى، ومن أمثلته ما يلي:
1 - الجمع بين ما يُتوهم أنه مختلف:
سبق مثال في ذلك، وهو: مراحل خلق آدم [17]، ومن أمثلته عصا موسى
(عليه الصلاة والسلام)؛ حيث وصفها مرة بأنها] حَيَّةٌ تَسْعَى [[طه: 20]، ومرة
بأنها] تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانّ [[النمل: 10]، ومرة بأنها] ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ [
[الأعراف: 107]، فاختلف الوصف والحدث واحد، وقد جمع المفسرون بين هذه الآيات: أن الله (سبحانه) جعل عصا موسى كالحية في سعيها، وكالثعبان في
عِظَمها، وكالجان (وهو: صغار الحيّات) في خِفّتِها [18].
2 - تتميم أحداث القصة:
إذا تكرر عرض قصة ما في القرآن فإنها لا تتكرر بنفس أحداثها، بل قد يزاد
فيها أو ينقص في الموضع الآخر، ويَعْمَدُ بعض المفسرين إلى ذكر أحداث القصة
متكاملة كما عرضها القرآن في المواضع المختلفة، ومثال ذلك:
قوله (تعالى):] إذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَن يَكْفُلُهُ [[طه: 40]، حيث ورد في سورة القصص ثلاثة أمور غير واردة في هذه الآية، وهي:
1 - أنها مرسلة من قبل أمها.
2 - أنها أبصرته من بُعدٍ وهم لا يشعرون.
3 - أن الله حرّم عليه المراضع.
وذلك في قوله (تعالى):] وَقَالَتْ لأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لا
يَشْعُرُونَ (11) وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ المَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ
يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ [[القصص: 11، 12] [19].
3 - جمع الآيات المتشابهة في موضوعها:
قال الشنقيطي في قوله (تعالى):] قَدْ نَعْلَمُ إنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَذِي يَقُولُونَ [
[الأنعام: 33].
قال:» صرح (تعالى) في هذه الآية الكريمة بأنه يعلم أن رسوله يَحْزُنُه ما
يقوله الكفار في تكذيبه، وقد نهاه عن هذا الحزن المفرط في مواضع أخرى كقوله:
] فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَات [[فاطر: 8]، وقوله:] فَلا تَأْسَ عَلَى القَوْمِ
الكَافِرِينَ [[المائدة: 68]، وقوله:] فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إن لَّمْ يُؤْمِنُوا
بِهَذَا الحَدِيثِ أَسَفاً [[الكهف: 6]، وقوله:] لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ [[الشعراء: 3].
والباخع: المهلك نفسه ... إلخ [20].
4 - جمع موارد اللفظة القرآنية:
قد يورد المفَسّر» وصفاً «وُصف به شيء، ثم يذكر الأشياء الأخرى التي
وصفت به، أو يعمد إلى لفظة فيذكر أماكن ورودها، ومن أمثلة الأول:
* قال: الأمير الصنعاني» والبقعة مباركة (لما) [21] وصفها الله لما أفاض
(تعالى) (فيه) [22] من بركة الوحي وكلام الكليم فيها.
كما وصف أرض الشام بالبركة، حيث قال:] وَنَجَّيْنَاهُ [أي: إبراهيم
] وَلُوطاً إلَى الأَرْضِ الَتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ [[الأنبياء: 71]
ووصف بيته العتيق بالبركة في قوله:] إنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ
مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ [[ال عمران: 96].
ووصف شجرة الزيت بالبركة في قوله:] شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ [
[النور: 35] [23].
* ومن أمثلة الثاني قوله:» وسمّى الله كتابه هدى في آيات:] ذَلِكَ الكِتَابُ
لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ [[البقرة: 2]،] إنَّ هَذَا القُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ [
[الإسراء: 9]،] قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ [[فصلت: 44]، وفي لقمان:] هُدًى وَرَحْمَةً لِّلْمُحْسِنِينَ [[لقمان: 3]، وفي النحل:] تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/228)
وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ [[النحل: 89]، فهو هدى وبشرى للمسلمين والمحسنين، وفي يونس:] يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ
وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ [[يونس: 57] [24].
طريقة الوصول إلى تفسير القرآن بالقرآن:
التفسير إما أن يكون طريقه النقل، وإما أن يكون طريقه الاستدلال، والأول: يطلق عليه (التفسير المأثور)، والثاني: يطلق عليه (التفسير بالرأي).
ومن هنا فإن تصنيف (تفسير القرآن بالقرآن)، في أحدهما يكون بالنظر إلى
القائل به أولاً، لا إلى طريقة وصوله إلى ما بعد القائل؛ لأن ذلك طريقهُ الأثر.
وتفسير القرآن بالقرآن ينسب إلى الذي فسّر به، فالمفَسّر هو الذي عَمَدَ
اجتهاداً منه إلى الربط بين آية وآية، وجعل إحداهما تفسر الآخرى.
وبهذا فإن طريق الوصول إليه هو الرأي والاستنباط، وعليه فإنه لا يلزم
قبول كل قول يرى أن هذه الآية تفسر هذه الآية؛ لأن هذا الاجتهاد قد يكون غير
صواب.
كما أنه إذا ورد تفسير القرآن بالقرآن عن مفسر مشهور معتمد عليه فإنه يدلّ
على علو ذلك الاجتهاد؛ لأنه من ذلك المفسر.
فورود التفسير به عن عمر بن الخطاب أقوى من وروده عن من بعده من
التابعين وغيرهم، وهكذا.
حُجّيّةُ تَفْسير القرآن بالقرآن:
كلما كان تفسير القرآن بالقرآن صحيحاً، فإنه يكون أبلغ التفاسير، ولذا: فإن
ورُود تفسير القرآن بالقرآن عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أبلغ من وروده عن
غيره؛ لأن ما صح مما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مَحَلّهُ القبول.
بيد أن قبوله لم يكن لأنه تفسير قرآن بقرآن، بل لأن المفسّر به هو النبي -
صلى الله عليه وسلم-.
ومن أمثلة تفسيره القرآن بالقرآن ما رواه ابن مسعود: أن رسول الله -صلى
الله عليه وسلم- قال:» مفاتح الغيب [25] خمسٌ،] إنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ
وَيُنَزِّلُ الغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ
بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ [[لقمان: 34] [26].
أما ورود تفسير القرآن بالقرآن عن غير الرسول فإنه قد قيل باجتهاد المفسر،
والاجتهاد معرض للخطأ.
وبهذا لا يمكن القول بحجيّة تفسير القرآن بالقرآن مطلقاً، بحيث يجب قبوله
ممن هو دون النبي -صلى الله عليه وسلم-، بل هو مقيد بأن يكون ضمن الأنواع
التي يجب الأخذ بها في التفسير [27].
هذا .. وقد سبق البيان أن تفسير القرآن بالقرآن يكون أبلغ التفاسير إذا كان
المفسّرُ به من كبار المفسرين من الصحابة ومن بعدهم من التابعين.
وأخيراً:
فإن كون تفسير القرآن بالقرآن من التفسير بالرأي، لا يعني صعوبة الوصول
إليه في كل حالٍ، بل قد يوجد من الآيات ما تفسّر غيرها ولا يكاد يختلف في
تفسيرها اثنان، مثل تفسير» الطارق «في قوله (تعالى):] وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ [
[الطارق: 1] بأنه يُفسر بقوله (تعالى):] النَّجْمُ الثَّاقِبُ [[الطارق: 3]، ومثل
هذا كثيرٌ في القرآن، والله أعلم.
________________________
(1) مقدمة في أصول التفسير، (ت: د عدنان زرزور)، ص93 وما بعدها.
(2) انظر: البرهان في علوم القرآن، ج2، ص156 - 164.
(3) شيخ الإسلام ابن تيمية في مقدمته في (أصول التفسير)، (ت: عدنان زرزور)، ص93.
(4) ابن القيم في (التبيان في أقسام القرآن)، (ت: طه شاهين)، ص116.
(5) رواه الإمام البخاري، انظر: فتح الباري (ط: الريان)، ج6، ص 448، ح3360.
(6) أضواء البيان، ج1، ص87.
(7) التفسير والمفسرون، ج1، ص42.
(8) مفاتح الرضوان في تفسير الذكر بالآثار والقرآن، للأمير الصنعاني، تحقيق عبد الله بن سوفان الزهراني (رسالة ماجستير، على الآلة الكاتبة) ص71، 72، وانظر: الأمثلة التي سبق نقلها عن الشنقيطي ومحمد حسين الذهبي.
(9) تنقسم الكتابة في متشابه القرآن إلى قسمين: الأول: ما يتعلق بالمواضع التي يقع فيها الخطأ في الحفظ لتشابهها، وهذه الكتب تخص القراء الثاني: ما يتعلق بالخلاف في التفسير بين الآيات المتشابهة، وهذا المقصود هنا، ككتاب (البرهان في متشابه القرآن) للكرماني وغيره.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/229)
(10) تفسير الطبري، ج27، ص19، وانظر له في الجزء نفسه ص22، 37، 38، 61، 69، 74، 76، 92، 113، 120، وفي الجزء نفسه عن علي ص18، وابن عباس، ص55، 72، وعكرمة، ص72.
(11) يمكن أن يستنبط من هذا الموضوع دراسات علمية مقترحة، وهي كالتالي: 1 - جمع مرويات السلف في (تفسير القرآن بالقرآن) ودراستها؛ لإبراز طرق استفادة السلف من القرآن ومنهجهم في ذلك 2 - دراسة منهج تفسير القرآن بالقرآن عند ابن كثير والصنعاني والشنقيطي، وطرق إفادتهم من القرآن في التفسير، مع بيان الفرق بينهم في هذا الموضوع.
(12) انظر: تفسير الطبري، ج15، ص6768، والتحرير والتنوير، ج 15، ص72.
(13) انظر: أضواء البيان، ج1، ص107، 108 أضواء البيان ج1 ص 343.
(14) انظر: أضواء البيان، ج1، ص343.
(15) انظر: أضواء البيان، ج1، ص86.
(16) انظر: تفسير الطبري، ج5، ص93، والحجة للقراءات السبعة لأبي علي الفارسي، ج1، ص246.
(17) انظر: ص4 من المجلة نفسها.
(18) انظر: أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة من غرائب آي التنزيل، للرازي ص327، وكشف المعاني في المتشابه من المثاني، ص282، 283، وتيجان البيان في مشكلات القرآن، للخطيب العمري، ص173.
(19) انظر: أضواء البيان، ج4، ص408.
(20) أضواء البيان، ج2، ص189، وانظر: مفاتح الرضوان للأمير الصنعاني، ص71، 72.
(21) كذا في الأصل وانظر: حاشية 2، ص194 من التحقيق، حيث قال المحقق: والصواب (كما).
(22) الصواب (فيها) انظر: حاشية 7، ص194، من التحقيق.
(23) مفاتح الرضوان في تفسير الذكر بالآثار والقرآن، ص194.
(24) المصدر السابق، ص188، 189.
(25) وردت في قوله (تعالى):] وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إلاَّ هُوَ [[الأنعام: 59].
(26) رواه البخاري، انظر: فتح الباري، ج8، ص141.
(27) سبق أن طرحتها في مجلة البيان، ع76، ص15.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[13 - 03 - 03, 05:54 ص]ـ
مصادر التفسير:
(2)
التفسير بالسنة
بقلم: مساعد بن سليمان الطيار
إن الله سبحانه قد أَوكل إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- مهمة البيان،
فقال:] وَأََنزَلْنَا إلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ [
[النحل: 44].
ولذا كان الرجوع إلى بيان الرسول مهماً -صلى الله عليه وسلم- في فهم
القرآن وتفسيره، ولما كان الأمر كذلك، فإنه لا أحد أعلم بمراد الله منه -صلى الله
عليه وسلم-.
ثم إن ما يرد عنه من تفسير فإنه وحي؛ لقوله تعالى:] إنْ هُوَ إلاَّ وَحْيٌ
يُوحَى [[النجم: 4] وهذا يدل على عظيم منزلة تفسيره -صلى الله عليه وسلم-.
موضوعات البحث:
وسيكون في هذا البحث الموضوعات التالية:
* تحرير مصطلح التفسير بالسنة.
* تحرير مصطلح التفسير النبوي.
* أنواع التفسير النبوي وأمثلته.
* أنواع التفسير بالسنة وأمثلته.
تحرير مصطلح التفسير بالسنة:
يرد في هذا الموضوع مصطلحان: (التفسير بالسنة)، (التفسير النبوي)،
وهذان المصطلحان يحتاجان إلى تحرير.
إن السنة تشمل كل قول أو فعل أو تقرير للرسول -صلى الله عليه وسلم-،
فهل كل السنة تفسير للقرآن؟
إن بعض من بحث هذا الموضوع لم يبّين نوع السنة التي تكون تفسيراً للقرآن، بل إن بعضهم أدرج تحت هذا الموضوع زيادة السنة على القرآن [1]، مع أنه لا
علاقة لذلك بالبيان عن القرآن، ويمكن القول بأن كل إفادة يستفيدها المفسر من
السنة في بيان القرآن وتفسيره فإنها من التفسير بالسنة، وهذه الإفادة من عمل
المفسر واجتهاده في الغالب.
أما التفسير النبوي، فيلحظ فيه إضافته إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-،
ويمكن أن يقال: هو كل قولٍ أو فعلٍ صدر عن النبي -صلى الله عليه وسلم-
صريحاً في إرادة التفسير.
وبهذا يظهر أن مصطلح (التفسير بالسنة) أعم وأشمل من مصطلح (التفسير
النبوي) [2] ولكل مصطلح من هذين أنواع تندرج تحته، وهي كما يلي:
* أولاً: أنواع التفسير النبوي:
مرّ أن التفسير النبوي: كل قول أو فعل صدر عن النبي -صلى الله عليه
وسلم- صريحاً في إرادة التفسير.
ويمكن حصر أنواعه في ثلاثة:
1 - أن يبتدر الصحابة بتفسير آية.
2 - أن يسأله الصحابة عن المعنى المراد فيجيبهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/230)
هذان من التفسير القولي.
3 - أن يتأول أمراً أو نهياً في القرآن.
وهذا هو التفسير الفعلي.
* أمثلة النوع الأول:
1 - أن يبتدر الصحابة بتفسير آية:
وفي هذا قد يذكر -صلى الله عليه وسلم- الآية، ثم يفسرها أو العكس، ومن
أمثلة ذكر الآية ثم تفسيرها، مارواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة (رضي الله
عنه)، قال:» إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: قيل لبني إسرائيل
] ادْخُلُوا البَابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ [[البقرة: 58] فدخلوا يزحفون
على أستاههم: (أدبارهم) وقالوا:» حبة في شعرة «[3].
ومن أمثلة ذكر معنى الآية ثم ذكر الآية، ما رواه البخاري ومسلم عن أبي
موسى الأشعري (رضي الله عنه): قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:» إن
الله ليملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته، ثم قرأ] وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إذَا أَخَذَ القُرَى
وَهِيَ ظَالِمَةٌ إنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ [[هود: 102] «[4].
2 - أن يسأله الصحابة عن المعنى المراد فيجيبهم:
ومن أمثلته، ما رواه الترمذي عن عبادة بن الصامت وأبي الدرداء في
سؤالهما عن البشرى في قوله تعالى] لَهُمُ البُشْرَى فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لا
تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ [[يونس: 64] جاء في حديث أبي الدرداء: أن رجلاً من مصر سأله عن هذه الآية، فقال له أبو الدرداء: ما سألني عنها أحد
منذ سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: ما سألني عنها أحد غيرك منذ
أنزلت، هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو تُرى له «[5].
3 - أن يتأوّل أمراً أو نهياً في القرآن:
التأوّل: ما يقوم به الرسول -صلى الله عليه وسلم- من أفعالٍ تكون مفسرة
للخطاب القرآني، وموضحة للمراد منه.
إن إدخال الأفعال النبوية في (التفسير النبوي) يحتاج إلى تحرير، إذ يقع
سؤال مهم في هذا الباب، وهو كالتالي:
إلى أي مدى يفسّر الفعلُ النبوي القرآنَ؟
فمثلاً .. قوله تعالى] أقيموا الصلاة [أمر بإقامة الصلاة، فما التأوّل النبوي
لهذا الأمر القرآني؟
هل يدخل في تفسير هذا الأمر تفاصيل الصلاة؟
الظاهر في هذه المسألة أن ما يفهم به الخطاب القرآني من أفعال النبي -صلى
الله عليه وسلم- فإنه من التفسير النبوي.
أما دخول تفاصيل الأفعال فمحلّ نظر [6]. والله أعلم.
* ومن أمثلة التأوّل النبوي مايلي:
1 - عن ابن عباس (رضي الله عنهما) قال:» لما نزلت] وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ
الأَقْرَبِينَ [[الشعراء: 214] صَعِد النبي -صلى الله عليه وسلم- على الصفا فجعل
ينادي: يابني فهر، يا بني عدي لبطون قريش حتى اجتمعوا، فجعل الرجل إذا لم
يستطع أن يخرج أرسل رسولاً ينظر ما هو، فجاء أبو لهب وقريش، فقال:
أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلاً بالوادي تريد أن تغير عليكم، أكنتم مصدقيّ؟
قالوا: نعم، ماجربنا عليك إلا صدقا.
قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد.
فقال أبو لهب: تباً لك سائر اليوم، ألهذا جمعتنا؟
فنزلت] تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ [
[المسد: 1، 2] «[7].
2 - وعن مسروق، عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما صلى النبي -صلى
الله عليه وسلم- صلاةً بعد أن نزلت عليه] إذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ [
[النصر: 1] إلا يقول فيها: سبحانك ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي.
وفي رواية أخرى عنه عن عائشة (رضي الله عنها) قالت: كان رسول الله -
صلى الله عليه وسلم- يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: سبحانك اللهم ربنا
وبحمدك، اللهم اغفر لي، يتأوّل القرآن «[8].
* ثانياً: أنواع التفسير بالسنة:
مر أن التفسير بالسنة يشمل كل إفادة يستفيدها المفسر من السنة في تفسير
القرآن، ولذا فإن هذه الإفادة لايمكن حصرها، وإنما أضرب لذلك نوعين، وأذكر
أمثلة لهما.
1 - أن يرد في كلامه مايصلح أن يكون تفسيراً لآية:
قد يذكر الرسول -صلى الله عليه وسلم- في كلامه ما يصلح أن يكون تفسيراً
لآية غير أنه لم يورده مورد التفسير، فيعمد المفسر إلى مثل هذا الكلام النبوي
فيجعله تفسيراً لآية.
والمفسر حين يقوم بهذا العمل يكون مجتهداً في الربط والتوفيق بين معنى
الآية ومعنى الحديث الذي يراه مفسراً لها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/231)
وقد ورد ربطُ معنى حديث بآية يفسرها عن الصحابة والتابعين، ومن أمثلة
ذلك عندهم مايلي:
1 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- يقول:» مامن بني آدم مولود إلا يمسه الشيطان حين يولد فيستهل صارخاً
من مس الشيطان، غير مريم وابنها «ثم يقول أبو هريرة واقرؤوا إن شئتم:
] وَإنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ [[آل عمران: 36] «[9].
2 - في تفسير قوله (تعالى):] الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إلاَّ اللَّمَمَ [[النجم: 32] روى الطبري عن ابن عباس أنه قال:» ما رأيت شيئاً أشبه
باللمم مما قال أبو هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-:» إن الله كتب على
ابن آدم حظه من الزنى، أدركه ذلك لامحالة، فزنى العينين النظر، وزنى اللسان
المنطق، والنفس تتمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه «[10].
3 - وروى الطبري عن سعيد عن قتادة، في قوله (تعالى):] وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً
عَلِياً [[مريم: 57] قال: حدثنا أنس بن مالك أن -صلى الله عليه وسلم- الله حدث
أنه عرج به إلى السماء، قال:» أتيت إدريس في السماء الرابعة «[11].
ففي هذه الأمثلة تجد أن الصحابي أو التابعي ذكر قولاً نبوياً مفسراً للآية.
________________________
(1) انظر: الوجه الثالث من أوجه بيان السنة للقرآن (بيان أحكام زائدة على ماجاء في القرآن في التفسير والمفسرون، للذهبي 1/ 58.
(2) يلاحظ أن من بحث المقدار الذي فسره الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يحرر هذه المسألة؛ لأنه إذا أدخل كل تفسير بالسنة فإن التفسير كثير، أما إذا خصّه بالتفسير النبوي الصريح فلاشك أنه قليل.
(3) رواه البخاري (فتح الباري 8/ 154) وغيره.
(4) رواه البخاري (فتح الباري 8/ 205).
(5) رواه الترمذي 5/ 286، برقم 3106، وانظر جامع الأصول ج 2، برقم الأحاديث التالية: (653، 665، 666، 714، 749، 772، 786، 883، 884).
(6) هذه المسألة تحتاج إلى بحث وتحرير ومما يلاحظ أن من بحث في المقدار الذي فسره الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يتعرض لهذه المسألة، مع أهميتها في تحديد الأكثر والأقل في تفسيره.
(7) رواه البخاري (فتح الباري 8/ 360).
(8) رواه البخاري (فتح الباري 8/ 605).
(9) رواه البخاري (فتح الباري 8/ 60).
(10) تفسير الطبري (ط: الحلبي 27/ 6566.
(11) تفسير الطبري (ط: الحلبي 16/ 97 وانظر سنن الترمذي 5/ 316 برقم 3157.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[13 - 03 - 03, 05:55 ص]ـ
مصادر التفسير
(2)
التفسير بالسنة
-الحلقة الثانية-
بقلم: مساعد بن سليمان الطيار
في الحلقة الماضية تحدث الكاتب عن التفسير بالسنة من حيث: تحرير
مصطلح التفسير بالسنة، وتحرير مصطلح التفسير النبوي، وأنواع كل منهما،
وأمثلة من كل نوع، ويتابع في هذه الحلقة استكمال عناصر هذا الموضوع.
- البيان -
ثلاث مسائل متممة للحديث عن التفسير بالسنة:
المسألة الأولى: التفسير بالسنة عند المحدّثين:
يورد المحدثون التفسير النبوي والتفسير بالسنة في كتبهم تحت كتاب يعنونونه
بـ (كتاب التفسير).
وممن كتب في هذا الباب: الإمام البخاري في صحيحه، والنسائي في سننه
الكبرى، والترمذي في سننه، والحاكم في مستدركه [1].
وما أريد إبرازه هنا أمران:
الأول: أن استعمالهم للتفسير بالسنة كثير.
الثاني: أن ربطهم معنى الحديث بالآية وذكر ذلك تحت آية من الآيات التي
يعنونون بها الأبواب هو اجتهاد خاص بهم، مما يعني أنهم شاركوا في هذا الجانب
من التفسير.
وقد كان هؤلاء المحدّثون يحرصون على إيراد مايصلح من كلام النبي -صلى
الله عليه وسلم- تفسيراً لآية، ولو من طرف خفي.
بل كانوا يذهبون إلى أبعد من ذلك، حيث يوردون مايتعلق بالآية من
الأحاديث لأي سبب كان؛ كذكر بعض لفظ الآية في الحديث أو ذكر قراءة الرسول
-صلى الله عليه وسلم- لتلك الآية في زمن مخصوص، أو غير ذلك من الأسباب،
وهذا يدل على مدى حرصهم واهتمامهم بربط الآية بما يتعلق بها من الحديث النبوي، وإن لم يكن جائياً في مساق التفسير، وقد أشار إلى هذا بعض شراح صحيح
الإمام البخاري، ومنهم:
1 - أبو مسعود الكنهكوهي (ت: 1323)، قال: ثم الذي ينبغي التنبه له:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/232)
أن التفسير عند هؤلاء الكرام أعمّ من أن يكون شرح كلمة، أو بيان مايُقرأ بعد تمام
سورة، ولا أقّل من أن يكون لفظ القرآن وارداً في الحديث.
وكون الأمور المتقدمة من التفسير ظاهر [2]، وإنما الخفاء في هذا الأخير
والنكتة فيه: أن لفظ الحديث يفسر لفظ القرآن بحيث يُعلم منه أن المراد في
الموضعين واحد، وكثيرا مايُكشف معنى اللفظ بوقوعه في قصة وكلام لايتضح
مراده لو وقع هذا اللفظ في غير تلك القصة؛ فإذا لاحظ الرجل الآية والرواية معا
كانت له مُكنة على تحصيل المعنى [3].
2 - وقال (صاحب الفيض): (ثم اعلم أن تفسير المصنف (أي: البخاري)
ليس على شاكلة تفسير المتأخرين في كشف المغلقات، وتقرير المسائل، بل قصد
فيه إخراج حديث مناسب متعلق به ولو بوجه) [4].
وبهذا يتلخص أن المحدّثين يوردون من كلام الرسول -صلى الله عليه وسلم-
ما يصلح أن يكون تفسيرا، كما يوردون ما يتعلق بالآية من كلامه أوفعله لأدنى
سبب.
ومن أمثلة الأول (ما يصلح من كلامه تفسيرا):
1 - ترجم البخاري في باب: ذكر إدريس (عليه السلام) بقوله (تعالى):
] ورفعناه مكانْا عليا [[مريم: 57] ثم روى تحت هذا الباب حديث المعراج، وفيه
أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وجد في السموات إدريس وموسى وعيسى .... )
2 - وذكر النسائي تحت قوله (تعالى):] فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي
حَدِيثٍ غَيْرِهِ [[النساء: 140] حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده، عن
النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ويلٌ للذي يحدث القوم فيكذب، فيضحك به القوم، ويلٌ له، ويلٌ له) [6].
3 - وذكر الترمذي في تفسير قوله (تعالى):] فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن
قُرَّةِ أَعْيُنٍ [[السجدة: 17] حديث المغيرة بن شعبة، يرفعه إلى رسول الله -صلى
الله عليه وسلم-، يقول: (إن موسى عليه السلام سأل ربه، فقال: أي رب، أي
أهل الجنة أدنى منزلة؟ قال: رجل يأتي بعدما يدخل أهل الجنة الجنة، فيقال له:
أدخل الجنة.
فيقول: كيف أدخل الجنة وقد نزلوا منازلهم، وأخذوا أخذاتهم، قال: فيقال
له: أترضى أن يكون لك ما كان لملك من ملوك الدنيا؟
فيقول: نعم، أي ربّ، قد رضيت. فيقال له: فإن لك هذا، ومثله، فيقول
رضيت أَيْ ربّ.
فيقال له: فإن لك هذا، وعشرة أمثاله. فيقول: رضيت أي ربّ، فيقال له: فإن لك مع هذا ما اشتهت نفسك، ولذت عينك) [7].
ومن أمثلة الثاني (مايكون لأدنى سبب):
1 - ماذكره البخاري تحت باب] وهوألد الخصام [[البقرة: 204]، من
حديث عائشة (رضي الله عنها)، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:
(أبغضُ الرجال إلى الله الألد الخَصِم) [8].
2 - وتحت تفسير قوله (تعالى):] قالوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأََنَّنَا مُسْلِمُونَ [[المائدة:
111] أورد النسائي أثر ابن عباس: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان
يقرأ في ركعتي الفجر: في الأولى منهما إلى قوله:] قولوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ
إلَيْنَا [[البقرة: 136] إلى آخر الآية، وفي الأخرى] قالوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأََنَّنَا
مُسْلِمُونَ [[المائدة: 111] [9].
المسألة الثانية: نظرة وصفية لأمثلة التفسير النبوي:
من خلال إلقاء نظرة سريعة على الوارد من التفسير النبوي يمكن فهرسة
الأمثلة تحت عناوين كالتالي:
1 - بيان معنى لفظة:
إن المتأمل في ما نقله الصحابة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يلاحظ
أنهم لم يوردوا عنه تفسيراً للألفاظ، ويظهر والله أعلم أن ذلك بسبب معرفتهم
المعاني اللغوية؛ لأنهم عرب يفهمون معاني الخطاب، ولو ورد لهم استشكال في
فهم ألفاظه أو مدلولاته اللغوية لسألوا عنها، ومما يدل على ذلك حديث ابن مسعود
في نزول آية:] الذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إيمَانَهُم بِظُلْمٍ [[الأنعام: 82] فهم فهموا
الظلم بمعناه العام في لغتهم (أي أنهم استشكلوا مدلول لفظة: الظلم) فشق عليهم هذا
الخطاب حتى بينه لهم رسول الله.
إذن .. لم يكن الصحابة بحاجة إلى بيان المفردات اللغوية، ولذا لم يرد في
التفسير النبوي إلا نادراً، ومنه ماجاء عن أبي سعيد الخدري من تفسير الرسول -
صلى الله عليه وسلم- للفظة (وسطاً) من قوله (تعالى): -] وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/233)
وَسَطاً [[البقرة: 143] قال (والوسط العدل) [10].
2 - بيان حكم فقهي في الآية:
قد يرد الحكم في آية مطلقا فيذكر الرسول -صلى الله عليه وسلم- مزيد بيان
له، وذلك إما بتحديد مقدار الحكم الفقهي، أو تخصيص اللفظ العام أو غير ذلك.
ومن تحديد المقدار: مارواه البخاري في تفسير قوله (تعالى):] فَمَن كَانَ
مِنكُم مَّرِيضاً أََوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّاًسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أوْ صَدَقَةٍ أََوْ نُسُكٍ [
[البقرة: 196] عن كعب بن عجرة قال: حملت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- والقمل يتناثر على وجهي، فقال: ماكنت أرى أن الجهد قد بلغ بك هذا، أما تجد شاه؟
قلت: لا
قال: صم ثلاثة أيام، أو أطعم ستة مساكين؛ لكل مسكين نصف صاع من
طعام واحلق رأسك) فنزلت فيّ خاصة، وهي لكم عامة [11].
فأنت ترى أن البيان القرآني لم يحدد المقدار في الفدية، فلما فسر الرسول -
صلى الله عليه وسلم- فسرها بالمقدار، وأنت تعلم أن هذا أحد أنواع بيان السنة
للقرآن.
ومن تخصيص العام في الحكم الفقهي، مارواه مسلم عن أنس قال: كانت
اليهود إذا حاضت المرأة لم يؤاكلوها ولم يجامعوهن في البيوت، فسأل أصحاب
النبي -صلى الله عليه وسلم-، فأنزل الله (عز وجل)] َيَسْأَلُونَكَ عَنِ المَحِيضِ قُلْ
هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي المَحِيضِ [[البقرة: 222] إلى آخر الآية، فقال
رسول الله: (اصنعوا كل شيء إلا النكاح) [12].
فلو أُخذ بظاهر العموم في قوله (فاعتزلوا) لفهم أن اعتزال المرأة عام: في
مؤاكلتها ومشاربتها ومخالطتها ومجامعتها، فكان هذا البيان النبوي مخصصا لذلك
العموم القرآني.
3 - بيان المشكل:
إنما يعرف المشكل بسؤال الصحابة عنه؛ لأن السؤال لايقع إلا بعد استشكال
في الغالب ومن أمثلة ماسأل عنه الصحابة: حياة الشهداء.
قال مسروق: سألنا عبد الله عن هذه الآية:] َولا تَحْسَبَنَّ الَذِينَ قُتِلُوا فِي
سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ [[آل عمران: 169] فقال: أما إنا
قد سألنا عن ذلك، فأخبرنا أن أرواحهم في جوف طير خضرٍ، لها قناديل معلقة
بالعرش، تسرح من الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى تلك القناديل .. )
الحديث [13].
وعن المغيرة بن شعبة (رضى الله عنه) قال: لما قدمتُ نجران سألوني: إنكم
تقرؤون:] ياأخت هارون [[مريم: 28] وموسى قبل عيسى بكذا وكذا.
فلما قدمت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سألته عن ذلك فقال: إنهم
كانوا يسمون بأسماء أنبيائهم والصالحين قبلهم) [14].
4 - ذكر مصداق كلامه من القرآن:
ورد في تفسير النبي -صلى الله عليه وسلم- أحاديث كثيرة يذكر فيها مصداق
كلامه من القرآن، وتأتي عبارات: (ثم قرأ) (اقرؤا إن شئتم) (مصداق ذلك من
كتاب الله)، ومن ذلك مارواه ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله-صلى
الله عليه وسلم-: (من اقتطع مال امرئ مسلم بيمين كاذبة لقي الله وهو عليه
غضبان، وقال عبد الله: ثم قرأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مصداق ذلك
من كتاب الله جل ذكره:] إنَّ الَذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لا
خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ .. [[آل عمران: 77] [15].
5 - بيان مبهم:
القاعدة الغالبة أن ما أبهمه القرآن فلا فائدة عملية تنال من ذكره، ومع ذلك
فإنه ورد سؤال الصحابة عن ذلك، إلا أنه نادر، ومن ذلك ما رواه مسلم عن أبي
سلمة بن عبد الرحمن، قال: مرّ بي عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، قال:
قلت له: كيف سمعت أباك يذكر المسجد الذي أسس على التقوى؟.
قال: قال أبي: دخلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بيت
بعض نسائه، فقلت: يارسول الله، أي المسجدين الذي أسس على التقوى؟
قال: فأخذ كفاً من حصباء فضرب به الأرض، ثم قال: هو مسجدكم هذا؛
لمسجد المدينة.
قال: فقلت: أشهد أني سمعت أباك هكذا يذكره) [16].
أخيراً ..
هذه بعض الأمثلة للتفسير النبوي، والموضوع يحتاج إلى جمع وتأمل لتحديد
نوع المثال، مما يفيد في معرفة ماكان يحتاجه الصحابة من البيان النبوي للقرآن،
ولعل أقرب ما يذكر هنا هو ندرة ماورد عنه من بيان معنى غريب القرآن؛ مما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/234)
يترتب عليه أن فهم عربيته كان موكولا للصحابة (رضي الله عنهم)، والله أعلم.
المسألة الثالثة: ما يستفاد من التفسير
النبوي في أصول التفسير:
إن النظر في التفسير النبوي، واستنطاق الأمثلة التفسيرية فيه يفيد في
جوانب عدة، ومما يفيده هنا أن طريقة التفسير النبوي أصل معتمد في التفسير،
فإذا ورد عنه تعميم للفظ، أو تفسير بمثاٍل، أو غير ذلك، حُكِم بصحة هذه
الأساليب التفسيرية في التفسير، وأنها في المجال الذي يمكن الاقتداء به ولاقياس
عليه.
كما أنه يفيد في بيان صحة بعض الأساليب التي اعتمدها المفسرون من السلف.
ثم إن هذا يفيد في تصحيح بعض مرويات السلف التي جاءت مخالفة للعبارة
النبوية في التفسير، ذلك أن تحرير هذه الأساليب في التفسير النبوي يبين مدى
احتمال النص لغير عبارة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وفيما أظن حسب علمي
أن (فِقهَ النصّ التفسيري) من التفسير النبوي لم يلق عناية من هذا الجانب، ولذا
قمت بهذه المحاولة الاجتهادية لبيان هذه الفكرة من خلال أمثلة توضح ذلك.
إن مثل هذه الدراسة السريعة لا تكفي في تأصيل قضية كهذه، ولكنه جهد
المقل، وبذرة ألقيها لتجد طريقها إلى النماء إن شاء الله وإليك أخي القارئ عرض
الأمثلة:
* المثال الأول:
عن عقبة بن عامر (رضي الله عنه) قال: (سمعت رسول الله -صلى الله
عليه وسلم- وهو على المنبر يقول:] وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةُ [
[الأنفال: 60] ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة
الرمي) [17].
وجاء عن جمع من السلف ما يلي:
1 - لقوة: الرمي من القوة (مكحول).
2 - لقوة: الرمي والسيوف والسلاح (ابن عباس)
3 - مرهم بإعداد الخيل (عبّاد بن عبد الله ابن الزبير)
4 - لقوة: ذكور الخيل (عكرمة ومجاهد).
5 - لقوة: الفرس إلى السهم ومادونه (سعيد بن المسيب) [18].
لقد فسر الرسول -صلى الله عليه وسلم- القوة بالرمي، فهل يُطّرح ماورد
عن السلف من عبارات مخالفة لما جاء عنه -صلى الله عليه وسلم-، ويقال: مادام
النص قد ثبت طاح ما دونه.
أم يقال: إن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أراد أن يشير إلى القوة التي
هي أنكى أنواع القوة، وأشدها تأثيراً في الحرب؟.
الذي يظهر والله أعلم أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أراد هذا، وقد أشار
إلى ذلك الإمام الطبري فقال: (والصواب من القول في ذلك أن يقال: إن الله أمر
المؤمنين بإعداد الجهاد وآلة الحرب، ومايتقوون به على جهاد عدوه وعدوهم من
المشركين من السلاح والرمي، وغير ذلك، ورباط الخيل.
ولا وجه لأن يقال: عنى بالقوة معنى من معاني القوة، وقد عمّ الله الأمر بها.
فإن قال قائل: فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد بين أن ذلك مراداً
به الخصوص؛ بقوله: (ألا إن القوة الرمي). قيل له: إن الخبر وإن كان قد جاء
بذلك، فليس في الخبر مايدل على أنه مراد به الرمي خاصة دون سائر معاني القوة
عليهم، فإن الرمي أحد معاني القوة؛ لأنه إنما قيل في الخبر: (ألا إن القوة الرمي)
ولم يقل: دون غيرها.
ومن القوة أيضا: السيف والرمح والحربة، وكل ماكان معونة على قتال
المشركين، كمعونة الرمي، أو أبلغ من الرمي فيهم وفي النكاية منهم. هذا مع
وهاء سند الخبر بذلك عن رسول الله) [19].
وبهذا يمكن القول أنه لما لم يكن في تفسير الرسول -صلى الله عليه وسلم-
مايدل على التخصيص، دل ذلك على أن مراده التمثيل، ولما مثل للقوة ذكر أعلى
القوة وأشدها.
وإذا كان ذلك كذلك فإن روايات السلف لاتكون معارضة للتفسير النبوي، ولذا
يصح قبولها والتفسير بها؛ لأنها تدخل في عموم القوة.
ونتيجة القول: أن التفسير بالمثال أسلوب صحيح في التفسير؛ لأنه وارد عن
الرسول -صلى الله عليه وسلم- في مثل هذا الحديث، والله أعلم
* المثال الثاني:
عن ابن عمر (رضي الله عنهما) أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:
مفاتح الغيب خمس:] إنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ
وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ [[لقمان: 34] [20].
في هذا المثال تجد أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسر (مفاتح الغيب)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/235)
في قوله تعالى:] َوَعِندَهُ مَفَاتِحُ الغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إلاَّ هُوَ ... [[الأنعام: 59] بآية
لقمان:] إنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ... [[لقمان: 34].
ويمكن القول: إن تفسير القرآن بالقرآن مسلك صحيح من مسالك التفسير بناء
على هذا المثال.
ولعلك تقول: إن هذا المسلك واضح ومعروف مشهور.
فأقول لك: إن المراد هنا تأصيله بوروده عن النبي -صلى الله عليه وسلم-،
إذ في وروده عنه ماينبه إلى استعمال هذا المسلك.
ومما يدل على ذلك أن الصحابة لما استشكلوا قوله (تعالى):] الذِينَ آمَنُوا
وَلَمْ يَلْبِسُوا إيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ [[الأنعام: 82] قال لهم: إنه
ليس بذاك ألا تسمعُ إلى قول لقمان لابنه:] إنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [
[لقمان: 13] [21].
فكأنه -صلى الله عليه وسلم- يرشدهم إلى هذا المسلك بقوله: (ألا تسمع)،
وكان يمكن إجابتهم وحل إشكالهم بدون الإشارة إلى الآية والله أعلم.
وأخيراً ..
إذا كان يمكن استنباط بعض الأساليب التفسيرية في التفسير النبوي والقياس
عليها، فإن هناك مالايقاس عليه، ومنه:
أولاً: أن يكون التفسير في بيان حكم شرعي:
عن أنس بن مالك قال: (كانت اليهود إذا حاضت المرأة منهم لم يؤاكلوها،
ولم يجامعوهن في البيوت. فسأل أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، فأنزل
الله عز وجل] ويَسْأَلُونَكَ عَنِ المَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي المَحِيضِ [
[البقرة: 222].
فقال رسول الله: (اصنعوا كل شيء إلا النكاح) [22].
إن قول الله (تعالى):] فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي المَحِيضِ [لفظ عام، ويمكن أن
يفهم منه اعتزال النساء في المؤاكلة والمنام والبيوت، فذكر الرسول -صلى الله
عليه وسلم- ما يدل على تخصيص الاعتزال بالمجامعة دون غيرها من المعاشرة.
ثانيا: أن يكون التفسير لبيان أمر غيبي:
عن مسروق قال: سألنا عبد الله بن مسعود عن هذا الآية] َولا تَحْسَبَنَّ الَذِينَ
قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ [[ال عمران: 169]. فقال:
أما إنا قد سألنا عن ذلك، فقال: أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل
معلقة بالعرش، تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل) [23].
إن صفة حياة هؤلاء الشهداء لايمكن إدراكها إلا عن سماع من النبي -صلى
الله عليه وسلم-، ولذا سأل الصحابة عن هذه الحياة الخاصة بالشهداء.
إنه في مثل هذين المثالين لايمكن استنباط (أسلوب تفسيري (لأن المجال في
هذا ليس مفتوحا بحيث يمكن الاستنباط منه، بل هو محدد لبيان حكم شرعي أو أمر
غيبي، ولذا يقف المفسر عند النص ولايمكنه تجاوزه، ليستفيد منه في نص آخر
يقيسه عليه.
________________________
(1) كان ابن كثير من أكثر المفسرين تأثرا بهذا المنهج الذي عند المحدثين.
(2) ماذكره من قوله: (بيان مايقرأ بعد تمام سورة) ظاهر أنه ليس من التفسير، فتأمل.
(3) لامع الدراري: 9/ 45.
(4) انظر: لامع الدراري: 9/ 4 (حاشية رقم (1)).
(5) انظر: فتح الباري 6/ 431.
(6) السنن الكبرى 6/ 329.
(7) سنن الترمذي 5/ 347.
(8) انظر: فتح الباري 8/ 36 ومثله النسائي في السنن الكبرى 1/ 301.
(9) السنن الكبرى للنسائي 6/ 339.
(10) رواه البخاري (فتح الباري 8/ 21).
(11) رواه البخاري (فتح الباري 8/ 34).
(12) رواه مسلم ح/رقم 302.
(13) أخرجه مسلم ح/ 1887.
(14) رواه مسلم ح/2135.
(15) رواه البخاري.
(16) رواه مسلم ح/1398.
(17) رواه الإمام مسلم ح/1917.
(18) انظر: الدر المنثور: 4/ 83 ومابعدها.
(19) تفسير الطبري (ط: شاكر (14/ 37 وما ذكر الطبري من وهاء السند؛ لأنه رواه من طريق ابن لهيعة (14/ 3) ولذا ضعفه فيما يظهر ولم يكن عنده له إسناد آخر، والحديث كما علمت رواه مسلم وغيره، فلا شك في صحته.
(20) رواه البخاري في مواضع من صحيحه (فتح الباري 8/ 141 (ومن الطريف في تفسير القرآن بالقرآن عند النبي أنه فسر آيتين من سورة الأنعام بآيتين من سورة لقمان.
(21) رواه البخاري في مواضع من صحيحه (فتح الباري 8/ 372).
(22) رواه مسلم برقم 302.
(23) رواه مسلم برقم 1887.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[13 - 03 - 03, 05:56 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/236)
مصادر التفسير:
(3)
تفسير الصحابة للقرآن
- الحلقة الأولى -
بقلم: مساعد بن سليمان الطيار
بدأ الكاتب هذه السلسلة بالحديث عن مصادر التفسير، وبين المقصود بها، ثم
تحدث عن تفسير القرآن بالقرآن، ثم بالسنة، محرّراً المصطلحات وذاكراً نماذج
من النصوص المندرجة تحتها، وحديثه في هذه الحلقة وما بعدها عن تفسير
الصحابة (رضي الله عنهم).
- البيان -
الصحابة (رضوان الله عليهم) خِيَرَةُ الله (سبحانه) لرسوله -صلى الله عليه
وسلم-، جعلهم أنصار دينه، ووزراء نبيّه -صلى الله عليه وسلم-، وهم أرقّّ
الناس قلوباً، وأعمقهم علماً، وأبعدهم عن التكلف، حفظ الله بهم الدين، ونشره بهم
في العالمين، وكانوا في علمه بين مُكْثرٍ ومُقلّ.
قال مسروق: (لقد جالست أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- فوجدتهم
كالإخاذ (الغدير)، فالإخاذ يروي الرجل، والإخاذ يروي الرجلين، والإخاذ يروي
العشرة، والإخاذ يروي المئة، والإخاذ لو نزل به أهل الأرض لأصدرهم، فوجدت
عبد الله ابن مسعود من ذلك الإخاذ) [1].
ولِما كان لهم من الصحبة والقرب من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
ومعرفة أحواله، فإن لأقوالهم تقدّماً على غيرها عند أهل العلم، فتجدهم يعتمدون
عليها في بيان الدين، ويتخيّرُونَ من أقوالهم إذا اختلفوا، غير خارجين عنها إلى
غيرها [2].
هذا، وقد تميّزت أقوالهم بالعمق من غير تكلّف، ومن نظر في تفسيراتهم
ووازنها بأقوال المتأخرين عَرَفَ صدق هذا القول.
ولقد كان من أبرز مَنْ أظهر هذه الفكرة، وبيّن ما للصحابة من مزيّة في
عباراتهم التفسيرية الإمامُ ابن القيم في كتبه، ومن ذلك قوله: ( ... فعاد الصواب
إلى قول الصحابة، وهم أعلم الأمّة بكتاب الله ومُراده) [3].
أهمية تفسير الصحابة:
وقد ذكر العلماء أسباباً تدلّ على أهمية الرجوع إلى تفسيرهم، وهذه الأسباب
كالتالي:
1 - أنهم شهدوا التنزيل، وعرفوا أحواله:
لقد كان لمشاهدتهم التنزيل، ومعرفة أحواله أكبر الأثر في علوّ تفسيرهم
وصحته، إذ الشاهد يدرك من الفهم ما لا يدركه الغائب.
وفي حجيّةِ بيان الصحابة للقرآن، فيما لو اختلفوا، قال الشاطبي: (وأما
الثاني: مباشرتهم للوقائع والنوازل، وتنزيل الوحي بالكتاب والسنّة، فهم أقْعَدُ في
فَهْمِ القرائن الحالية، وأعرف بأسباب التنزيل، ويدركون ما لا يدركه غيرهم بسبب
ذلك، والشاهد يرى ما لا يراه الغائب.
فمتى جاء عنهم تقييدُ بعض المطلَقات، أو تخصيص بعض العمومات،
فالعمل عليه على الصواب، وهذا إن لم ينقل عن أحدهم خلاف في المسألة، فإن
خالف بعضهم فالمسألة اجتهادية) [4].
ومعرفة أسباب النزول لازمة لمن أراد علم القرآن؛ لأن الجهل بأسباب
النزول مُوقِعٌ في الشّبَه والإشكالات، ومُورِدٌ للنصوص الظاهرة مَورِدَ الإجمال حتى
يقع الاختلاف.
وإنما يقع ذلك؛ لأن معرفة أسباب النزول بمنزلة مقتضيات الأحوال التي يُفْهَمُ
بها الخطاب، وإذا فات نقل بعض القرائن الدّالة فات فهم الكلام جملة، أو فهم شيءٍ
منه.
ومعرفة أسباب النزول رافعة لكل مشكلٍ في هذا النمط، فهي من المهمات في
فهم الكتاب بلا بدّ، ومعنى معرفة السبب هو معنى مقتضى الحال [5].
إن ممّا يدلّ على ما سبق من الكلام: ما رواه أبو الشيخ وابن مردويه والحاكم
عن ابن عباس (رضي الله عنهما) قال: (أُتيَ برجلٍ من المهاجرين الأولين وقد
شرب الخمر فأمر به عمر أن يُجلد، فقال: لِمَ تجلدني؟! بيني وبينك كتاب الله،
قال: وفي أيّ كتاب الله تجد أن لا أجلدك؟.
قال: فإن الله (تعالى) يقول في كتابه:] لَيْسَ عَلَى الَذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا .. [[المائدة: 93]، فأنا من الذين آمنوا وعملوا
الصالحات ثم اتقوا وأحسنوا؛ شهدت مع رسول الله: بدراً، وأحداً، والخندق،
والمشاهد.
فقال عمر: ألا تَرُودّن عليه؟
فقال ابن عباس: هؤلاء الآيات نزلت عذراً للماضين، وحجّة على الباقين،
عذراً للماضين؛ لأنهم لَقُوا الله قبل أن حرّم الله عليهم الخمر، وحجة على الباقين؛
لأن الله يقول:] .. إنَّمَا الخَمْرُ وَالمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ .. [[المائدة: 90]
[المائدة: 90]. حتى بلغ الآية الأخرى) [6].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/237)
فانظر كيف خفي على هذا البدريّ (رضي الله عنه) حكم هذه الآية لمّا لم يكن
يعلم سبب نزولها؟ وكيف لم تكن مشكَلة عند من علم سبب نزولها؟ فنزلها منزلتها، وبيّن معناها.
2 - أنهم عرفوا أحوال من نزل فيهم القرآن:
يقول الشاطبي في بيان أهمية معرفة الأحوال في التفسير: (ومن ذلك:
معرفة عادات العرب في أقوالها وأفعالها ومجاري أحوالها حالة التنزيل، وإن لم
يكن ثَمّ سبب خاص، لا بدّ لمن أراد الخوض في علم القرآن منه، وإلا وقع في
الشّبه والإشكالات التي يتعذّر الخروج منها إلا بهذه المعرفة) [7].
أ -ومن الأمثلة التي تدلّ على أهمية معرفة أحوالهم في التفسير: ما رواه
البخاري في تفسير قوله (تعالى):] لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُوا فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ .. [[البقرة: 198] عن ابن عباس (رضي الله عنهما) قال: (كانت عُكاظٌ ومجنّةٌ
وذو المجاز أسواقاً في الجاهلية، فتأثّموا أن يَتّجِروا في المواسم، فنزلت] لَيْسَ
عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغوا فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ .. [في مواسم الحج) [8].
أ- ومثله ما رواه البخاري عن عائشة (رضي الله عنهما) قالت: (كانت
قريش ومن دَانَ دينها يقفون المزدلفة، وكانوا يسمّون الحُمْسُ، وكان سائر العرب
يقفون بعرفات، فلما جاء الإسلام أمر الله نبيّه -صلى الله عليه وسلم- أن يأتي
عرفات، ثُمّ يقفَ بها، ثُمّ يُفِيِضَ منها، فذلك قوله (تعالى):] ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ
أَفَاضَ النَّاسُ .. [[البقرة: 199] [9].
أ- ومثله ما رواه البخاري عن ابن المنكدر، قال: (سمعت جابراً (رضي الله
عنه) قال: كانت اليهود تقول: (إذا جامعها من ورائها جاء الولد أحول، فنزلت
] نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَاًتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ .. [) [10].
3 - أنهم أهل اللسان الذي نزل به القرآن:
لما كان القرآن نزل بلغتهم، فإنهم أعرف به من غيرهم، وهم في مرتبة
الفصاحة العربية، فلم تتغيّر ألسنتهم، ولم تنزل عن رتبتها العليا في الفصاحة،
ولذا فَهُم أعرف من غيرهم في فهم الكتاب والسنة، فإذا جاء عنهم قول أو عمل
واقع موقع البيان صحّ اعتماده من هذه الجهة [11].
كما أن ما نقل عنهم من كلام أو تفسير فإنه حجّة في اللغة، وفيه بيان لصحّة
الإطلاق في لغة العرب، قال ابن حجر: (استشكل ابن التين قوله [12]: (ناساً
من الجن) من حيث إن الناس ضدّ الجنّ.
وأجيب بأنه على قول من قال: إنه من نَاسَ: إذا تحرك، أو ذُكر للتقابل،
حيث قال: (ناس من الناس)، (وناساً من الجن) ويا ليت شعري، على من
يعترض؟!) [13].
4 - حسن فهمهم:
إن من نَظَرَ في أقوال الصحابة في التفسير متدبراً لهذه الأقوال، ومتفهماً
لمراميها، وعلاقتها بتفسير الآية، فإنه سيتبيّن له ما آتاهم الله من حسن البيان عن
معاني القرآن، من غير تكلّفٍ في البيان، ولا تعمّق في تجنيس الكلام، بل تراهم
يُلْقون الألفاظ بداهة على المعنى، فتصيب منه المراد.
وكان مما عزّز لهم حسن الفهم: ما سبق ذكره من الأسباب التي دعت إلى
الرجوع إلى تفسيرهم من: مشاهدة التنزيل، ومعرفة أحوال من نزل فيهم القرآن،
وكونهم أصحاب اللسان الذي نزل به القرآن، مع ما لهم من معرفة بأحوال صاحب
الشريعة -صلى الله عليه وسلم-، مما كان يعينهم على فهم المراد وحسن الاستنباط، قال ابن القيم: (قال الحاكم أبو عبد الله، في التفسير من كتاب المستدرك: ليعلم
طالب هذا العلم أن تفسير الصحابي الذي شهد الوحي والتنزيل، عند الشيخين
حديث مسند) [14].
وقال في موضع آخر من كتابه: (هو عندنا في حكم المرفوع) [15].
وهذا وإن كان فيه نظرٌ، فلا ريب أنه أولى بالقبول من تفسير من بعدهم،
فهم أعلم الأمة بمراد الله (عز وجل) من كتابه؛ فعليهم نزل، وهم أول من خوطب
به من الأمة، وقد شاهدوا تفسيره من الرسول -صلى الله عليه وسلم- علماً وعملاً، وهم العرب الفصحاء على الحقيقة، فلا يُعدَلُ عن تفسيرهم ما وجد إليه
سبيل) [16].
إن هذه المزيّة تُوجِبُ على دارسِ التفسير أن يرجع إلى أقوالهم، وأن يَفْهَم
تفسيراتِهم، ليَعْتَمِد عليها في التفسير، ويبنيَ عليها مسائل الآيات وفوائدها.
غير إن كثيراً ممن يَدْرُسُ التفسير أو يُدَرّسُه لا يهتم بإيراد أقوال
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/238)
الصحابة [17]، وكثيراً ما تراه يكتفي بأن ينسب التفسير إلى المتأخرين من المفسرين كالزجاج والزمخشري وابن عطية والقرطبي وأبي حيان وابن كثير ... وغيرهم.
إن في هذا المسلك ما يقطعُ على طالب العلم شرف الوصول إلى علوم هؤلاء
الصحابة وأفهامهم، بل قد يجعله ينظر إلى أقوالهم نظر المقلّلِ من شأنها، ويرى أن
تفسيراتهم سطحيّة، لا عمق فيها، ولا تقرير!!.
وهذا خطأ مَحْضٌ، ومجانبة الصواب، وإنما كان سبيل أهل العلم الراسخين
فيه أنهم (يتكثّرون بموافقة الصحابة)، وانظر كم الفرق بين أن يُقال: هذا قول ابن
عباس في الآية، أو يقال: هذا قول الزجاج أو ابن عطية أوغيرهم في الآية.
فانظر إلى ما ستميل إليه نفسك؟، وأي قول سيطمئن له قلبك؟.
5 - سلامة قصدهم:
لم يقع بين الصحابة خلافٌ يُؤَثّر في علمهم، بحيث يوجّه آراءهم العلمية إلى
ما يعتقدونه، وإن كان مخالفاً للحق، بل كان شأن الخلاف بينهم إظهار الحق، لا
الانتصار للنفس أو المذهب الذي ذُهِبَ إليه.
لقد ظهر خلاف أمرهم في الخلاف فيمن بعدهم من أصحاب العقائد الباطلة؛
كالخوارج، والمرجئة، والجهمية، والمعتزلة، وغيرهم، فظهر في أقوالهم مجانبةُ
الحق، وكثر الخلاف بسبب كثرة الآراء الباطلة، مما جعل القرآنَ عُرضةً
للتحريف والتأويل، إذ كلّ يصرفه إلى مذهب، وهذا مما سلم منه جيل الصحابة،
فلم يتلوّث بمثل هذه الخلافات.
ولهذا جاء تفسيرهم بعيداً عن إشكالات التأويل، وصرف اللفظ القرآني إلى ما
يناسب المذهب، أو غيرها من الانحرافات في التفسير.
________________________
(1) المدخل إلى السنن الكبرى، ص 16.
(2) انظر: المدخل إلى السنن الكبرى للبيهقي، ص109 110.
(3) انظر: بدائع التفسير، ج2 ص216، وج3 ص313، 402، 404، وشفاء العليل، ص54.
(4) انظر: الموافقات بتحقيق محيي الدين عبد الحميد، ج3 ص 218 219.
(5) الموافقات، ج3 ص 225 (بتصرف).
(6) الدرر المنثور، ج3 ص 161، وانظر: المستدرك.
(7) الموافقات، ج3 ص 229، وقد أحال في هذه المسألة على النوع الثاني من المقاصد (ج2ص44)، والموافقات، ج3 ص 227.
(8) انظر: فتح الباري، ج8 ص34.
(9) انظر: فتح الباري، ج8 ص 35.
(10) انظر: فتح الباري، ج8 ص 37.
(11) انظر: الموافقات، ج3 ص 218.
(12) يعني ابن مسعود (رضي الله عنه).
(13) فتح الباري، ج8 ص249.
(14) المستدرك، ج2 ص258.
(15) المستدرك.
(16) بدائع التفسير، ج3 ص404.
(17) وأيضاً التابعين وأتباعهم ممن لهم عناية بالتفسير.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[13 - 03 - 03, 05:57 ص]ـ
مصادر التفسير
(4)
تفسير الصحابة للقرآن
- الحلقة الثانية -
بقلم: مساعد بن سليمان الطيار
كانت الحلقة السابقة هي الأولى من تفسير الصحابة، والرابعة من هذه
السلسلة، وقد تحدث فيها الكاتب عن: قدر الصحابة، ثم عن أهمية تفسيرهم،
ويواصل في هذه الحلقة بقية الموضوع.
- البيان -
مصادر الصحابة في التفسير:
للتفسير مرجعان:
الأول: ما يَرْجِعُ إلى النقل.
والثاني: ما يرجع إلى الاستدلال [1].
ويمكن توزيع مصادر الصحابة على هذين المرجعين؛ لأن تفاسير الصحابة:
منها ما يرجع إلى النقل، ومنها ما اعتمدوا فيه على استنباطهم، وهم فيه مجتهدون.
تفصيل مصادر الصحابة:
أولاً: ما يرجع إلى النقل، ويندرج تحته قسمان:
الأول: ما يرجع إلى المشاهدة، وتحته ما يلي:
1 - أسباب النزول.
2 - أحوال من نزل فيهم القرآن.
وهذان بينهما تلازم في حالة ما إذا كان سبب النزول متعلقاً بحال من أحوال
من نزل فيهم القرآن.
الثاني: ما يرجع إلى السماع، ويندرج تحته ما يلي:
1 - ما يروونه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من التفسير النبوي الصريح.
2 - ما يرويه بعضهم عن بعض.
3 - ما يروونه من الغيبيّاتِ.
ثانياً: ما يتعلق بالفهم والاجتهاد (الاستدلال)، ويندرج تحته ما يلي:
1 - تفسير القرآن بالقرآن.
2 - تفسير القرآن بأقوال الرسول مما ليس نصّاً في التفسير.
3 - التفسير اللغوي (المحتملات اللغوية).
4 - المحتملات المرادة في الخطاب القرآني، أو ما يرجع إلى احتمال النص
القرآني أكثر من معنى.
تفصيل هذه المصادر:
أولاً: ما يَرْجِعُ إلى النّقْلِ:
الأول: ما يتعلق بالمشاهدة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/239)
ويعتبر هذا مما تميّز به الصحابة (رضي الله عنهم)؛ لأن المشاهدة لا يمكن
أن تتأتّى لغيرهم؛ ولذا: فإن الأصل أن ما ورد من هذا الباب فإن مَحَلّهُ القبول بلا
خلاف.
ويدخل فيما يتعلق بالمشاهدة ما يلي:
1 - أسباب النزول:
لقد سبق الحديث عن أن مشاهدتهم لأسباب النزول كانت من أهم أسباب
رجوع من جاء بعدهم إلى تفسيرهم، والاعتماد عليه في فهم الآية.
والمراد بسبب النزول: ما كان صريحاً في السببية، ويظهر ذلك من خلال
النصّ المروي في السبب؛ كأن يقول الصحابي: كان كذا وكذا فنزلت الآية، أو
يقع سؤال فينزل جوابه، أو غيرها مما يمكن معرفته من خلال النص بقرائن تدل
على السببية الصريحة.
2 - معرفة أحوال من نزل فيهم القرآن:
إن معرفة هذه الأحوال تفيد في درايتهم بقصة الآية، الذي هو أشبه بسبب
النزول، بحيث لو فقدت هذه المعرفة لوقع الخطأ في فهم المراد بالآية، كما وقع
لعروة بن الزبير (رضي الله عنه) في فهم قوله (تعالى):] إنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن
شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ البَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أََن يَطَّوَّفَ بِهِمَا .. [[البقرة: 158].
قال عروة: (قلت لعائشة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- وأنا يومئذ
حديث السّن أرأيتِ قول الله (تبارك وتعالى):] إنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ
فَمَنْ حَجَّ البَيْتَ أََوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أََن يَطَّوَّفَ بِهِمَا .. [[البقرة: 158] فما
أرى على أحدٍ شيئاً ألا يطّوف بهما.
فقالت عائشة: كَلاّ، لو كانت كما تقول كانت: (فلا جناح عليه أن لا يطوّف
بهما)، إنما أنزلت هذه الآية في الأنصار: كانوا يُهِلّون لمناة وكانت مناة حَذْوَ قُدَيدٍ
وكانوا يتحرّجون أن يطوفوا بين الصفا والمروة، فلما جاء الإسلام سألوا رسول الله
-صلى الله عليه وسلم- عن ذلك، فأنزل الله:] إنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ
فَمَنْ حَجَّ البَيْتَ أََوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أََن يَطَّوَّفَ بِهِمَا .. [[البقرة: 158]) [2].
ويلحظ من هذا المثال: أن سبب النزول قد يكون من أجل حالٍ من أحوال من
نزل فيهم الخطاب من العرب أو اليهود، وبهذا يكون المثال صالحاً للتمثيل به في
الأمرين.
ومما نزل بسبب حال من أحوال اليهود، ما روى جابر (رضي الله عنه) قال: (كانت اليهود تقول: إذا جامعها من ورائها جاء الولد أحول، فنزلت:] نساؤُكُمْ
حَرْثٌ لَّكُمْ فَاًتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ .. [[البقرة: 223] [3].
تنبيه:
للصحابة فيما يتعلق بالمشاهدة حالتان:
الأولى: أن يكون الصحابي ممن حضر سبب النزول، أو عايش الأحوال
التي نزل بشأنها القرآن، وهذا هو الذي ينطبق عليه الحديث هنا.
الثانية: أن يكون سمعه من صحابي آخر، وبهذا فإنه يدخل في القسم الذي
بعده.
الثاني: ما يتعلق بالسماع:
يشمل هذا القسم كل الروايات التي يرويها الصحابي عن غيره، ويدخل في
هذا القسم ما يلي:
1 - الرواية عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-:
والمراد به: ما يروونه من التفسير النبوي الصريح، وقد يقع تفسيره جواباً
لأسئلتهم، أو أن يفسّر لهم ابتداءً.
* ومن الأول: ما رواه مسلم في تفسير قوله (تعالى):] .. لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ
عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ .. [[التوبة: 108] عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: (مرّ بي عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري قال: قلت له: كيف سمعت أباك يذكر
المسجد الذي أسس على التقوى؟.
قال: قال أبي: دخلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بيت
بعض نسائه، فقلت: يا رسول الله، أيّ المسجدين الذي أسس على التقوى؟ قال:
فأخذ كفّاً من حصباء فضرب به الأرض، ثم قال: هو مسجدكم هذا، لِمسجد
المدينة.
قال: فقلت: أشهد أني سمعت أباك هكذا يذكره) [4].
* ومن الثاني: ما رواه البخاري عن أبي ذرّ، قال: (كنت مع النبي -صلى
الله عليه وسلم- في المسجد عند غروب الشمس، فقال: يا أبا ذر، أتدري أين
تغيب الشمس؟.
قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش، فذلك قوله (تعالى):
] وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ العَزِيزِ العَلِيمِ [) [5].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/240)
2 - ما يرويه الصحابي عن الصحابي:
قد تكون الرواية عن الصحابي مجردة من السؤال، بحيث يورد الصحابي
تفسير الصحابي إيراداً من غير سؤال، أو تكون عن سؤالٍ؛ ومنه: ما رواه
البخاري عن ابن عباس في قوله (تعالى):] .. وَإن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ المُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ [[التحريم: 4].
قال ابن عباس: أردت أن أسأل عمر عن المرأتين اللتين تظاهرتا على
رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فمكثت سنة، فلم أجد له موضعاً، حتى
خرجت معه حاجّاً، فلما كنّا بظهران ذهب عمر لحاجته، فقال: أدركني بالوضوء، فأدركته بالإداوة، فجعلت أسكب عليه، ورأيت موضعاً، فقلت: يا أمير المؤمنين، من المرأتان اللتان تظاهرتا؟
قال ابن عباس: فما أتممت كلامي حتى قال: عائشة وحفصة) [6].
ويدخل في باب الرواية: ما كان من أسباب النزول، أو أحوال من نزل فيهم
القرآن، إذا كان الصحابي لم يحضر السبب أو الحال، فإن طريقه في ذلك:
الرواية، وروايته مقبولة في ذلك، وإن لم ينسبها إلى من رواها له من الصحابة،
وذلك لأن الصحابة عدول باتفاق الأمة.
ويمكن التمثيل لهذا بما يرويه صغار الصحابة أو من تأخر إسلامهم من أحداثٍ
لم يحضروها أو يعاصروها.
ومن أمثلة ذلك: ما رواه: أبو هريرة، وابن عباس في تفسير قوله (تعالى):] وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ [[الشعراء: 214] من أن رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- صعد الصفا، ونادى بطون قريش .. إلى آخر الحديث [7].
وذلك أن أبا هريرة أسلم في المدينة، وابن عباس ولد قبل الهجرة بثلاث
سنين، والحدث الذي يرويانه في تفسير الآية كان بمكة، وكان في أوائل سني
البعثة.
3 - ما يروونه من المغيّبات:
تشمل الأمور الغيبية ما مضى، وما سيكون، والأخبار الماضية إما أن يكون
مصدرها الرسول، وهذا هو المراد، وإما أن يكون مصدرها أهل الكتاب، وهذا
يدخل في البحث السابق.
أما الأخبار المستقبلية، فالغالب أنها عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-،
وقد يرد منها ما هو عن أهل الكتاب.
وها هنا مسألة تحتاج إلى بحث، وهي: كيف نُميّزُ ما روي عن أهل الكتاب
مما روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم-؟.
الجواب: ( ................ ).
هذا .. وما يُروى عن أهل الكتاب، فقد اصطلح العلماء على تسميته بـ
(الإسرائيليات). وهي عند الصحابة على قسمين من حيث التحمّل في الرواية:
الأول: السماع منهم، وهذا يأخذونه عن بعض مسلمة أهل الكتاب: كابن
سلام من الصحابة، وكعب الأحبار وأبي الجلد من التابعين.
ويظهر من استقراء المرويات الإسرائيلية أن الصحابة لا يسندون مروياتهم
في الغالب مما يجعل الباحث لا يجزم بالأخذ المباشر عن مُسِلمةِ بني إسرائيل، بل
قد يكون مما اطّلعوا عليه وقرؤوه، والله أعلم.
ومن أمثلة الرواية عن عبد الله بن سلام: ما رواه ابن مُجلّز، قال: (جلس
ابن عباس إلى عبد الله بن سلام، فسأله عن الهدهد، لم تفقّده سليمان من بين الطير؟
فقال عبد الله بن سلام: إن سليمان نزل منزلة في مسيرٍ له، فلم يَدْرِ ما بُعْدُ
الماء، فقال: من يعلم بُعْدَ الماء؟، قالوا: الهدهد، فذلك حين تفقّده) [8].
الثاني: ما يكون من طريق الوجادة، وهو ما يقرؤونه من كتب أهل الكتاب، كما حصل لعبد الله بن عمرو بن العاص من إصابته زاملتين فيها كتبٌ من كتب
أهل الكتاب [9].
اسْتِطْرَادٌ:
مما يحسن توجيه النظر إليه في هذا المبحث، أن بعض المعاصرين قد شنّ
غارة على وجود مرويات بني إسرائيل في تفسير الصحابة، وعدّ ذلك من عيوب
تفسيرهم.
والذي يجب التنبّه له أن الحديث عن الإسرائيليات يَطَال سلف الأمة من
المفسرين: صحابةً، وتابعين، ولقد كان هؤلاء أعلم الناس بالتفسير، وأعظم
الذائدين عن الدين كل تحريف وبطلان.
لقد تجوّز سلف هذه الأمة في رواية الإسرائيليات، أفلم يكونوا يعرفون حكم
روايتها ومنزلتها في التفسير؟.
ألم يكونوا يميّزون هذه الإسرائيليات التي استطاع المتأخرون تمييزها؟!
وإذا كان ذلك كذلك؟ فما الضرر من روايتها؟.
ألا يكفي المفسر بأن يحكم على الخبر بأنه إسرائيلي، مما يجعله يتوقف في
قبول الخبر؟.
إن بحث (الإسرائيليات) يحتاج إلى إعادة نظر فيما يتعلق بمنهج سلف الأمة
في روايتهم لها، ومن أهم ما يجب بحثه في ذلك ما يلي:
1 - جَمْعُ مروياتهم فيها، وجَعْلُ مرويات كل مفسرٍ على حِدَةٍ.
2 - محاولة معرفة طريق تحمّل المفسر لها، وكيفية أدائه لها، فهل كان
يكتفي بعرضها ثقةً منه بتلاميذه الناقلين عنه؟
أو هل كان ينقدها، ويبين لتلاميذه ما فيها؟
3 - ما مدى اعتماد المفسر عليها؟
وهل كان يذكرها على سبيل الرواية لما عنده في تفسير هذه الآية، من غير
نظر إلى صحة وضعف المروي؟
أوْ هل كان يرويها على سبيل الاستئناس بها في التفسير؟
أو هل يعتمد عليها، ويبني فهم الآية على ما يرويه منها؟
تلك المسائل وغيرها لا يتأتّى إلا بعد جمع المرويات، واستنطاقها لإبراز
جوابات هذه الأسئلة وغيرها مما يمكن أن يَثُورَ مع البحث.
ثم بعد هذا يمكن استنباط منهج السلف وموقفهم من الإسرائيليات في التفسير.
والله أعلم.
________________________
(1) قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (العلم: إما نقلٌ مُصَدّقٌ، وإما استدلال محقّقٌ) (مقدمة في أصول التفسير، ص55).
(2) رواه البخاري (فتح الباري، ج8 ص24 25).
(3) رواه البخاري (فتح الباري، ج8 ص37).
(4) رواه مسلم في صحيحه (رقم 1398).
(5) انظر: البخاري (فتح الباري، ج8 ص402).
(6) رواه البخاري (فتح الباري، ج8 ص527).
(7) انظر روايتهما في: صحيح البخاري (فتح الباري، ج8 ص 360).
(*) جواب هذا السؤال يحتاج بحثاً خاصّاً، والمراد هنا الإشارة إلى هذا الإشكال فقط.
(8) تفسير الطبري، ج19 ص 143 وانظر: سؤال ابن عباس لأبي الجلد في تفسير الطبري: ج1 ص 151، 13، 123.
(9) رواه البخاري (فتح الباري، ج1 ص167).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/241)
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[13 - 03 - 03, 05:58 ص]ـ
مصادر التفسير
(3)
تفسير الصحابة للقرآن
-الحلقة الثالثة-
بقلم: مساعد بن سليمان الطيار
بعد أن أنهى الكاتب الحديث عن التفسير بالقرآن والتفسير بالسنة، تطرق في
الحلقتين الماضيتين إلى الحديث عن تفسير الصحابة باعتباره مصدراً ثالثاً للتفسير،
فذكر أهمية تفسيرهم، ثم بدأ يفصّل مصادرهم في التفسير، وأن له مرجعين:
أولاً: ما يرجع إلى النقل، فأورد تفصيل ذلك.
وفي هذه الحلقة يتحدث الكاتب عن المرجع الثاني وتفاصيل أخرى من
الموضوع.
ثانياً: ما يتعلق بالفهم والاجتهاد (الاستدلال):
يكون معتمد المفسّر في هذا القسم العقل، ولا خلاف في أن الصحابة قد
اجتهدوا في بيان القرآن، وقد نبّه ابن الأثير إلى ذلك في شرحه لحديث: (من قال
في كتاب الله (عز وجل) برأيه ... ) [1] حيث قال: (وباطل أن يكون المراد به: أن لا يتكلم أحد في القرآن إلا بما سمعه، فإن الصحابة (رضي الله عنهم) قد
فسّروا القرآن، واختلفوا في تفسيره على وجوهٍ، وليس كل ما قالوه سمعوه من
النبي، وإن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لابن عباس، فقال: (اللهم فقّهه في الدين وعلّمه التأويل) [2]، فإن كان التأويل مسموعاً كالتنزيل، فما فائدة تخصيصه بذلك؟) [3].
ويشتمل هذا القسم على أربعة أنواع، هي:
1 - تفسير القرآن بالقرآن:
قد سبق الحديث عن أن تفسير القرآن بالقرآن مرجعه إلى الرأي، وذلك أن
ربط الصحابي بين آية وأخرى كان معتمداً على العقل، ولو كان عنده سندٌ إلى
رسول الله لذكره، مثل ما مرّ ذكره في تفسير قوله (تعالى):] الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ
يَلْبِسُوا إيمَانَهُم بِظُلْمٍ [[الأنعام: 82] حيث أُسند إلى الرسول.
ومن الأمثلة الواردة عنهم في تفسير القرآن بالقرآن ما يلي:
عن عمر بن الخطاب في تفسير قوله (تعالى):] وَإذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ [
[التكوير: 7] قال: تزويجها: أن يؤلف كل قوم إلى شبههم، وقال:] احْشُرُوا
الَذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ [[الصافات: 22] [4].
و مما يحسن بحثه في هذا الموضوع: كيفية استفادة الصحابة من القرآن في
تفسيرهم.
2 - تفسير القرآن بأقوال الرسول مما لم ينص فيها على التفسير:
سبق الحديث عن هذا القسم، وأن معتمد المفسر هاهنا العقل، وذلك لأن
الصحابي يجتهد في ربط الحديث بمعنى الآية.
ومن أمثلته: ما رواه البخاري عن أبي هريرة (رضي الله عنه)، عن النبي
قال: (فضل صلاة الجمع على صلاة الواحد خمس وعشرون درجة، وتجتمع
ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الصبح) يقول أبو هريرة: (اقرؤوا إن شئتم:
] وَقُرْآنَ الفَجْرِ إنَّ قُرْآنَ الفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً [) [5].
فنلاحظ أن أبا هريرة نزّل الحديث على معنى الآية، فجعل اجتماع الملائكة
هو الشهود الذي يحصل في صلاة الفجر.
3 - التفسير اللغوي (المحتملات اللغوية):
نزل القرآن بلغة الصحابة (رضي الله عنهم)، ولذا: فهم أئمة التفسير اللغوي، وإذا روي عن أحدهم تفسير لغوي، فإن محلّه القبول.
وبالنظر إلى الألفاظ اللغوية المفسّرة تجد أنها على قسمين:
الأول: ألاّ يحتمل اللفظ إلا معنى واحداً، وهذا ما لا يقع فيه خلاف، وهو
أشبه بأن يجعل من القسم الذي طريقه السماع لا الاجتهاد، لعدم الحاجة لإعمال
الرأي في مثل هذا.
الثاني: ما يحتمل أكثر من معنى، والسياق محتمل لها جميعها، ففي مثل هذا
يكون التّميّزُ وإعمال الرأي اعتماداً على المعنى اللغوي، ومن أمثلة ذلك: ما ذكره
الطبري في تفسير قوله (تعالى):] خِتَامُهُ مِسْكٌ [[المطففين: 26] أن فيه ثلاثة
أقوال، اثنين منها عن صحابيين:
القول الأول: بمعنى خِلْطُهُ، وهذا قول ابن مسعود، قال: (أما إنه ليس
بالخاتم الذي يختم، أما سمعتم المرأة من نسائكم تقول: طيب كذا وكذا خلطه مسك).
القول الثاني: بمعنى: آخر شرابهم، وهذا قول ابن عباس، قال: (طيّب
الله لهم الخمر، فكان آخر شيء جعل فيها حتى تختم بالمسك) [6].
4 - ما يرجع إلى احتمال النص القرآني أكثر من معنى:
قد تحتمل الآية أكثر من معنى، فيذكر صحابي أحد هذه المعاني، ثم يذكر
الآخر معنًى غيره من المعاني المحتملة لهذا الخطاب القرآني، وقد يعتمد في
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/242)
اختياره على ما سبق من الأقسام الثلاثة فيما يتعلق بالاجتهاد.
ومن أمثلة ذلك: تفسيرهم قوله (تعالى):] لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبَقٍ [
[الانشقاق: 19]، ورد في قوله] لَتَرْكَبُنَّ [قراءات، منها: فتح التاء والباء،
وقد اختلف في: من وجّه إليه الخطاب؟، على قولين:
الأول: أن الخطاب موجّه للرسول، واختلف في معنى] طَبَقاً عَن طَبَقٍ [
على هذا القول على معنيين:
1 - لتركبن يا محمد حالاً بعد حال، وأمراً بعد أمر من الشدائد، وهذا مروي
عن ابن عباس من طريق مجاهد والعوفي.
2 - لتركبن يا محمد سماءً بعد سماءٍ، وهذا مروي عن ابن مسعود من رواية
علقمة.
الثاني: أن الخطاب موجّه للسماء، والمعنى: أنها تتغيّر ضروباً من التغيّر:
تتشقق بالغمام مرّة، وتَحْمَر أخرى، فتصير وردة كالدهان، وتكون أخرى كالمهل،
وهذا مروي عن ابن مسعود من رواية مرة الهمذاني و إبراهيم النخعي [7].
في هذا المثال تجد لابن مسعود قولين في تحديد من وجّه له الخطاب، وفي
الأول يوافقه ابن عباس في هذه الجزئية، ثم يخالفه في معنى الركوب طبقاً عن
طبق.
وما كان ذلك الاختلاف إلا لاحتمال هذا النص هذه المعاني المذكورة، فأبدى
كل واحد منهما أحد هذه المحتملات.
مسألة: في اجتهاد الصحابة في حياة الرسول:
تُظهر بعض النصوص أن الصحابة كان لهم اجتهادات في فهم الخطاب
القرآني وتفسيره في عصر الرسول، وكان لاجتهادهم حالتان:
الحالة الأولى: أن يُقِرّ الرسول اجتهادهم، ومن ذلك: الأثر المروي عن
عمرو بن العاص، قال: بعثني رسول الله عام (ذات السلاسل)، فاحتلمت في ليلة
باردة شديدة البرد، فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك، فتيمّمت به، ثم صليت
بأصحابي صلاة الصبح، فلما قدمت على رسول الله ذكرت ذلك له، فقال:
(ياعمرو، صليت بأصحابك وأنت جنب؟ قلت: نعم يا رسول الله، إني احتلمت
في ليلة باردة شديدة البرد، فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك، وذكرت قول الله:] وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ [[النساء: 29] فتيممت، ثم صليت، فضحك، ولم يقل شيئاً) [8].
ومنه: ما رواه الطبري عن هشام بن عروة عن أبيه، قال: (تلا رسول الله
يوماً] أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ القُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا [[محمد: 24]، فقال شاب من
أهل اليمن: بل عليها أقفالها، حتى يكون الله (عز وجل) يفتحها أو يفرجها، فما
زال الشاب في نفس عمر (رضي الله عنه) حتى وُلّيَ فاستعان به) [9].
الحالة الثانية: أن يُصَحّح الرسول فهمهم للآية:
ومثاله: تفسيرهم الظلم، في قوله (تعالى):] الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إيمَانَهُم
بِظُلْمٍ [[الأنعام: 82]، فقد فهم الصحابة أن الظلم عام يشمل جميع أنواعه، وذلك
بقولهم: (وأينا لم يظلم نفسه)، فأخبرهم الرسول بالمراد بالظلم في الآية، وأنه
الشرك [10].
ومنه حديث عدي بن حاتم، في قوله (تعالى):] وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ
لَكُمُ الخَيْطُ الأََبْيَضُ مِنَ الخَيْطِ الأََسْوَدِ مِنَ الفَجْرِ [[البقرة: 187] حيث عمد (رضي
الله عنه) إلى عقالين: أبيض وأسود، ثم جعلهما تحت وسادة، ثم جعل ينظر إليهما
في بعض الليل، فلم يستبينا، فلما أصبح أخبر الرسول بفعله، فأرشده الرسول إلى
أن المراد بهما سواد الليل وبياض النهار [11].
ففي هذين المثالين تلاحظ أن الصحابة فهموا الآية على معنى محتمل، لكنه
غير المراد، فأرشدهم الرسول إلى المعنى المراد بالآية، ولم ينههم عن تفهّمِ القرآن
إلا بالرجوع إليه.
حكم تفسير الصحابي:
لا يصلح إطلاق الحكم على تفسير الصحابي جملة من حيث الاحتجاج به أو
عدمه، بل لابدّ من التفصيل في تفسير الصحابي.
لقد سبق ذكر أن الصحابة يجتهدون في التفسير، وهذا الاجتهاد عرضة للخطأ؛ لأن الواحد منهم غير معصوم حتى يقبل منه كل قوله.
ثم إن هذا الاجتهاد مدعاة لوقوع الاختلاف في التفسير، وبهذا لا يكون قول
أحدهم حجة؛ لأن الصحابة إذا اختلفوا لم يكن قول بعضهم حجة على بعضٍ.
ويمكن تنزيل الحكم مقسّماً على مصادرهم: النقلية والاستدلالية.
أولاً: المصادر النقلية:
يشمل الحكم على المصادر النقلية ما يلي:
أسباب النزول، وأحوال من نزل فيهم القرآن، والأمور الغيبية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/243)
ويمكن القول بأن هذه الأمور الثلاثة لها حكم الرفع؛ لأن الصحابي ليس له
في هذه الأمور إلا النقل، وإن نُسب إليه التفسير، فإنما هو على سبيل التوسع في
إطلاق التفسير له، ولأنه هو الناقل له.
ويحترز في هذا الحكم مما يكون من قبيل الاجتهاد في (أسباب النزول)، إذ قد
تُطلق عبارة النزول ويراد بها أن المذكور في النزول داخل في حكم الآية، وكثيراً
ما تصدّر بقولهم: نزلت هذه الآية في كذا وكذا.
ولذا: قد يرد عنهم أقوال كثيرة في سبب النزول، وهي غير صريحة في
السببية، وإنما تكون داخلة في حكم الآية، وهذا إنما قاله من قاله اجتهاداً منه.
ويلحق بهذا: أحوال من نزل فيهم الخطاب، إذ قد يقع الاجتهاد في حمل
معنى الآية على حالٍ من الأحوال.
وقد يرد في الآية سببان صحيحان صريحان، فتحمل الآية عليهما، ومن ذلك
ما يلي:
ما ورد في سبب نزول قوله (تعالى):] نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَاًتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى
شِئْتُمْ [[البقرة: 223]
روى أبو داود عن ابن عباس، قال: (إن ابن عمر (والله يغفر له) أوهم؛
إنما كان هذا الحيّ من الأنصار وهم أهل وثنٍ مع هذا الحي من يهود وهم أهل
كتاب وكانوا يرون لهم فضلاً عليهم في العلم، فكانوا يقتدون بكثير من فعلهم، وكان
من أمر أهل الكتاب أن لا يأتوا النساء إلا على حرفٍ، وذلك أستر ما تكون المرأة، فكان هذا الحي من الأنصار قد أخذوا بذلك من فعلهم.
وكان هذا الحيّ من قريش يشرحون النساء شرحاً منكراً، ويتلذذون منهن
مقبلات مدبرات ومستلقيات.
فلما قدم المهاجرون المدينة تزوج رجل منهم امرأة من الأنصار، فذهب
يصنع بها ذلك فأنكرته عليه، وقالت: إنما كنّا نُؤتى على حرفٍ، فاصنع ذلك وإلا
فاجتنبني، حتى شَرِيَ (انتشر) أمرهما، فبلغ ذلك رسول الله، فأنزل الله (عز
وجلّ):] نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَاًتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ [[البقرة: 223] أي: مقبلات
ومدبرات ومستلقيات، يعني بذلك: موضع الولد). [12]
وروى البخاري عن جابر في نزول هذه الآية ما يلي: (كانت اليهود تقول:
إذا جامعها من ورائها جاء الولد أحول، فنزلت] نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَاًتُوا حَرْثَكُمْ
أَنَّى شِئْتُمْ [) [13].
ففي هذين السببن ترى ما يلي:
1 - أنها تحكي حالاً من أحوال من نزل فيهم القرآن، وقد سبق أن السبب قد
يكون في ذكر حالٍ من أحوال العرب.
2 - أن ابن عباس ذكر السبب في قضية طريقة الجماع في خبر الرجل
القرشي والأنصارية.
3 - أن جابر ذكر السبب في نتيجة إحدى طرق الجماع.
وقد أنزل الله هذه الآية لإبطال هذين الحالين اللذين كان يعمل بهما اليهود
والأنصار.
هذا، وقد أخبر الحاكم أن سبب النزول له حكم الرفع؛ فقد قال بعد حديث
جابر السابق: (هذا الحديث وأشباهه مسندة عن آخرها، وليست بموقوفة، فإن
الصحابي الذي شهد الوحي والتنزيل، فأخبر عن آية من القرآن أنها نزلت في كذا
وكذا، فإنه حديث مسند). [14]
* كما يحترز في المغيبات من أن تكون من مرويات بني إسرائيل، فإذا
سلمت من ذلك فإن لها حكم المرفوع؛ لأن الأمور الغيبية لا يمكن القول فيها
بالاجتهاد.
ومن أمثلته: ما روي عن ابن عباس (رضي الله عنه) في تفسير (الكرسي)
بأنه (موضع قدمي الرحمن).
فهذا المثال يتعلق بصفات الله (عز وجل) ولا سبيل للوصول إليها إلا بالنقل،
ولا مجال للاستنباط فيها.
فإن قيل: إن ابن عباس قد اشتهر عنه الأخذ من مرويات بني إسرائيل،
وعليه: فإن هذا التفسير يحتمل أن يكون مما تلقّاه عنهم؟.
فالجواب: أنه لا يُظنّ بابن عباس أنه يرجع إليهم في معرفة صفات الله،
وهم من أهل التعطيل لها، فمثل هذه المسائل المتعلقة بالله لا تؤخذ إلا من المعصوم
في خبره، وهو الرسول.
ثم إن ابن عباس لم ينفرد بهذا التفسير، بل قد صحّ عن أبي موسى [15]
مثل قول ابن عباس، وهذا مما يُعزّز قول ابن عباس، ويدل على تلقيه من
الرسول، والله أعلم.
أما ما يثبت من هذه المغيبات أنه من الإسرائيليات فإنه ينظر إليه:
إن كان موافقاً لما في الكتاب والسنة قُبِلَ، وإن كان مخالفاً لهما رُدّ وترك،
وإن لم تظهر فيه موافقة ولا مخالفة فالحكم فيه: التوقف، والله أعلم.
ثانياً: المصادر الاستدلالية (الاجتهاد):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/244)
سبق تقسيم هذه المصادر إلى أربعة أقسام، وسيكون الحديث هنا عامّاً عنها.
والتفسير إما أن يكون بياناً عن لفظٍ، وإما أن يكون بياناً عن معنىً.
فإذا لم يحتمل اللفظ أو المعنى المراد إلا تفسيراً واحداً لا غير، فإن هذا مما لا
مجال للاجتهاد فيه، وحكم هذا التفسير: القبول؛ لعدم احتمال غيره.
أما إذا وقع الاحتمال في الآية، فإن هذا مجال الاجتهاد والرأي، وإذا كانت
الآية محتملة لأكثر من قول، فإن هذا الاجتهاد يحتمل أمرين:
الأول: أن يكون مما توافق عليه اجتهاد الصحابة (أو كان في حكمه؛
كالإجماع السكوتي) فإن هذا حجة يجب قبوله عنهم.
الثاني: أن يقع بينهم خلاف مُحقّق، ففي هذه الحالة لا يمكن القول بحجيّة
هذه الأقوال، ولا بأحدها على الآخر؛ لأن قول أحدهم لا يكون حجة على الآخر،
فلا يقال: معنى الآية كذا لأنه قول ابن عباس، مع وجود مخالفٍ له من الصحابة.
وإنما يكون عمل من بعدهم في مثل هذه الحالة الترجيح بدليل صالح للترجيح، ومحلّ هذا البحث موضع آخر، وهو قواعد الترجيح؛ لأن المراد هنا بيان ما
يكون حجة وما لا يكون من أقوال الصحابة .. والله أعلم.
________________________
(1) أخرجه أبو داود، كتاب العلم، وضعفه الألباني في ضعيف سنن أبي داود، ح/790 البيان.
(2) أخرجه أحمد، ج1ص266، وصحح إسناده أحمد شاكر، ح/2397، ح/2881 البيان.
(3) جامع الأصول، ج2ص4.
(4) انظر: الدر المنثور، ج 8 ص430.
(5) انظر: فتح الباري، ج 8 ص251.
(6) انظر أقوالهم في تفسير الطبري، ج30 ص106، 107.
(7) انظر مروياتهم في تفسير الطبري، ج30 ص122، 124.
(8) أخرجه أحمد وأبو داود.
(9) تفسير الطبري، ج 26 ص58.
(10) انظر رواية ذلك في صحيح البخاري (فتح الباري، ج 1 ص110، ج 6 ص448).
(11) انظر روايته في صحيح البخاري (فتح الباري، ج 8 ص231).
(12) انظر: عون المعبود، ج 6 ص204، 205.
(13) انظر: فتح الباري، ج 8 ص37.
(14) معرفة علوم الحديث، ص20.
(15) أشار إلى روايتهما ابن حجر في الفتح (ج 8ص47)، وقد صحح إسناد أبي موسى.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[13 - 03 - 03, 05:58 ص]ـ
التفسير بالرأي
مفهومه .. حكمه .. أنواعه
(1من2)
مساعد الطيار
مفهوم الرأي:
الرأي: مصدر رأى رأياً. مهموز، ويُجمع على آراء وأرءاءٍ.
والرأي: التفكّرُ في مبادئ الأمور، ونظر عواقبها، وعلم ما تؤول إليه من
الخطأ والصواب [1].
والتفسير بالرأي: أن يُعْمِلَ المفسر عقله في فَهْمِ القرآن، والاستنباط منه،
مستخدماً آلات الاجتهاد. ويَرِدُ للرأي مصطلحاتٌ مرادفةٌ في التفسير، وهي:
التفسير العقلي، والتفسير الاجتهادي. ومصدر الرأيِ: العقلُ، ولذا جُعِلَ التفسيرُ
العقليُ مرادفاً للتفسير بالرأي.
والقول بالرأي: اجتهادٌ من القائل به، ولذا جُعِلَ التفسيرُ بالاجتهادِ مرادفاً
للتفسير بالرأي.
ونتيجة الرأي: استنباط حكم أو فائدةٍ، ولذا فإن استنباطات المفسرين من
قَبِيلِ القول بالرأي.
أَنْوَاعُ الرّأي، وموقف السلف منها: يحمل مصطلح (الرأي) حساسية خاصة، تجعل بعضهم يقف منه موقف المتردِّد؛ ذلك أنه ورد عن السلف، آثارٌ في ذمِّه.
بَيْدَ أنّ المستقرئ ما ورد عنهم في هذا الباب (أي: الرأي) يجد إعمالاً منهم
للرأي، فما موقف السلف في ذلك؟
لنعرض بعض أقوالهم في ذلك، ثمّ نتبيّن موقفهم منه.
أقوالٌ في ذمِّ الرأي:
1 - ورد عن فاروق الأمة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قوله: (اتقوا
الرأي في دينكم) [2].
وقال: (إياكم وأصحاب الرأي؛ فإنهم أعداء السنن. أعيتهم الأحاديث أن
يحفظوها، فقالوا برأيهم، فضلّوا وأضلوا) [3].
2 - وورد عن الحسن البصري (ت: 110) قوله: (اتهموا أهواءكم ورأيكم
على دين الله، وانتصحوا كتاب الله على أنفسكم ودينكم) [4].
أقوالٌ في إعمالِ الرأي:
ورد عن عمر بن الخطاب والحسن البصري - اللذين نقلت قولاً لهما بذمِّ
الرأي ما يدلّ على إجازتهما إعمال الرأي، وهذه الأقوال:
1 - أما ما ورد عن عمر فقوله لشريح - لما بعثه على قضاء الكوفة: (انظر
ما تبين لك في كتاب الله؛ فلا تسأل عنه أحداً، وما لم يتبيّن لك في كتاب الله،
فاتبع فيه سنة رسول الله لله، وما لم يتبيّن لك فيه سنة، فاجتهد رأيك) [5].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/245)
2 - أمّا ما ورد عن الحسن، فإن أبا سلمة بن عبد الرحمن سأله: أريت ما
يفتى به الناس، أشيءٌ سمعته أم برأيك؟
فقال الحسن: ما كل ما يفتى به الناس سمعناه، ولكنّ رَاًيَنا لهم خيرٌ من رأيهم
لأنفسهم) [6].
هذان عَلَمان من أعلام السلف ورد عنهما قولان مختلفان في الظاهر، غير
أنك إذا تدبّرت قولهم، تبيّن لك أن الرأي عندهم نوعان:
* رأي مذموم، وهو الذي وقع عليه نهيهم.
* ورأي محمود، وهو الذي عليه عملهم.
وإذا لم تَقُلْ بهذا أوقعت التناقض في أقوالهم، كما قال ابن عبد البَرِّ (ت:
463هـ) - لما ذكر من حُفِظ عنه أنه قال وأفتى مجتهداً: (ومن أهل البصرة:
الحسن وابن سيرين، وقد جاء - عنهما وعن الشعبي - ذمّ القياس، ومعناه عندنا
قياسٌ على غيرِ أصلٍ؛ لئلا يتناقض ما جاء عنهم) [7]. والقياس: نوع من الرأي؛ كما سيأتي.
العلوم التي يدخلها الرأي:
يدخل الرأي في كثير من العلوم الدينية، غير أنه يبرز في ثلاثة علوم، وهي: علم التوحيد، وعلم الفقه، وعلم التفسير.
أما علم التوحيد، فيدخله الرأي المذموم، ويسمى الرأي فيه: (هوىً وبدعة). ولذا تجد في كثير من كتب السلف مصطلح: (أهل الأهواء والبدع)، وهم الذين
قالوا برأيهم في ذات الله - سبحانه.
وأما علم الفقه، فيدخله الرأيان: المحمود والمذموم، ويسمى الرأي فيه:
(قياساً)، كما يسمى رأياً، ولذا تجد بعض عباراتٍ للسلف تنهى عن القياس أو
الرأي في فروع الأحكام، والمراد به القياس والرأي المذموم.
وأما علم التفسير، فيدخله الرأيان: المحمود والمذموم، ويسمى فيه: (رأياً)،
ولم يرد له مرادفٌ عند السلف، وإنما ورد مؤخراً مصطلح: (التفسير العقلي).
وبهذا يظهر أن ما ورد من نهي السلف عن الرأي فإنه يلحق أهل الأهواء
والبدع، وأهل القياس الفاسد، والرأي المذموم؛ إذ ليس كلّ قياسٍ أو رأيٍ فاسداً أو
مذموماً.
حُكْمُ القَوْلِ بالرّأي:
سيكون الحديث في حكم الرأي المتعلق بالعلوم الشرعية عموماً - وإن كان
يغلب عليه الرأي والقياس في الأحكام - وقد سبق أن الرأي نوعان: رأي مذموم،
ورأي محمود.
أولاً: الرّاًيُ المَذْمُومُ:
ورد النهي عن هذا النوع في كتاب الله - تعالى - وسنة نبيِّه لله، كما ورد
نهي السلف عنه.
وحَدّ الرأي المذموم: أن يكون قولاً بغير علمٍ وهو نوعان: علم فاسد ينشأ
عنه الهوى، أو علم غير تام وينشأ عنه الجهل، ويكون منشؤه الجهل أو الهوى.
وهذا الحدّ مستنبط من كتاب الله وسنة رسوله لله.
أمّا من كتاب الله فما يلي:
1 - قوله - تعالى:] قُلْ إنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ
وَالإثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُوا عَلَى
اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ [[الأعراف: 33].
2 - وقوله - تعالى:] وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ
(168) إنَّمَا يَاًمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأََن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ [
[البقرة: 168، 169].
3 - وقوله - تعالى:] وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ
كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً [[الإسراء: 36].
في هذه الآيات نهي وتشنيع على القول على الله بغير علم؛ ففي الآية الأولى
جعله من المحرّمات، وفي الآية الثانية جعله من اتباع خطوات الشيطان، وفي
الآية الثالثة جعله منهياً عنه. وفي هذا كلِّه دليلٌ على عدم جواز القول على الله
بغير علم.
وأما في سنة الرسول:
فإن من أصرح ما ورد فيها قوله: (إن الله - عز وجل - لا يقبض العلم
انتزاعاً ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلماء، فيقبض العلم، حتى إذا لم يترك
عالماً، اتخذ الناس رؤساء جُهّالاً، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا) رواه البخاري
في كتاب الاعتصام، وترجم له بقوله: (بابُ ما يذكر من ذمِّ الرأي وتكلف
القياس) [8].
وأمّا ما ورد عن السلف، فمنها:
1 - ما سبق ذكره عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - والحسن
البصري - رحمه الله - من نهيهما عن الرأي.
2 - عن مسروق (ت: 63هـ) قال: (من يرغب برأيه عن أمر الله
يضلّ) [9].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/246)
3 - وقال الزهري (ت: 124هـ): (إياكم وأصحاب الرأي، أعيتهم الأحاديث أن يعوها) [10].
وممن نُقِل عنه ذم الرأي أو القياس ابن مسعود (ت: 33هـ) من الصحابة،
وابن سيرين (ت: 110هـ) من تابعي الكوفة، وعامر الشعبي (ت: 104هـ) من تابعي الكوفة، وغيرهم [11].
صور الرأي المذموم:
ذكر العلماء صوراً للرأي المذموم، ويطغى على هذه الصّوَر الجانب الفقهي؛
لكثرة حاجة الناس له، حيث يتعلّق بحياتهم ومعاملاتهم. ومن هذه الصور ما يلي:
1 - القياس على غير أصل [12].
2 - قياس الفروع على الفروع [13].
3 - الاشتغال بالمعضلات [14].
4 - الحكم على ما لم يقع من النّوازل [15].
5 - ترك النظر في السنن اقتصاراً على الرأي، والإكثار منه [16].
6 - من عارض النصّ بالرأي، وتكلف لردِّ النص بالتأويل [17].
7 - ضُروب البدع العقدية المخالفة للسنن [18].
هذه بعض الصور التي ذكرها العلماء في الرأي المذموم، وسيأتي صور
أخرى تخصّ التفسير.
ثانياً: الرأي المحمود:
هذا النوع من الرأي هو الذي عَمِلَ به الصحابة والتابعون ومن بعدهم من
علماء الأمّة، وحدّه أن يكون مستنداً إلى علمٍ [19]، وما كان كذلك فإنه خارج عن
معنى الذمِّ الذي ذكره السلف في الرأي.
ومن أدلة جواز إعمال الرأي المحمود ما يلي:
1 - مفهوم الآيات السابقة والحديث المذكور في أدلة النهي عن الرأي المذموم؛ لأنها كلها تدل على أن القول بغير علم لا يجوز، ويفهم من ذلك أن القول بعلم
يجوز.
2 - فعل السلف وأقوالهم، ومنها:
أ - عن عبد الرحمن بن يزيد قال: أكثرَ الناس على عبد الله (يعني: ابن
مسعود) يسألونه، فقال: أيها الناس إنه قد أتى علينا زمان نقضي ولسنا هناك،
فمن ابتلي بقضاءٍ بعد اليوم فليقض بما في كتاب الله، فإن أتاه ما ليس في كتاب الله- ولم يَقُلْهُ نبيّه - فليقض بما قضى به الصالحون، فإن أتاه أمر لم يقض به
الصالحون - وليس في كتاب الله، ولم يقل فيه نبيّه - فليجتهد رأيه، ولا يقول:
أخاف وأرى، فإن الحلال بَيِّنٌ، والحرام بَيِّنٌ، وبَيْنَ ذلك أمورٌ مشتبهات، فدعوا
ما يريبكم إلى ما لا يريبكم) [20].
قال ابن عبد البر (ت: 463هـ) معلقاً على هذا القول: (هذا يوضح لك أن الاجتهاد لا يكون إلا على أصولٍ يضاف إليها التحليل والتحريم، وأنه لا يجتهد إلا عالم بها، ومن أشكل عليه شيءٌ لزمه الوقوف، ولم يَجُز له أن يُحيلَ على الله قولاً في دينه لا نظير له من أصلٍ ولا هو في معنى أصلٍ. وهذا لا خلاف فيه بين أئمة الأمصار قديماً وحديثاً؛ فتدبّره) [21].
ب - وعن الشعبي (ت: 104هـ) قال: لما بعث عمرُ شريحاً على قضاء الكوفة قال له: انظر ما تبيّن لك في كتاب الله فلا تسأل عنه أحداً، وما لم يتبيّن لك في كتاب الله فاتّبع فيه سنة رسول الله -، وما لم يتبين لك فيه السنة فاجتهد رأيك) [22].
ج - وعن مسروق (ت: 63هـ) قال: سألت أُبَيّ بن كعب عن شيءٍ؛ فقال:
أكان هذا؟
قلت: لا.
قال: فأجمّنا (أي: اتركنا أو أرحنا) حتى يكون؛ فإذا كان اجتهدنا لك
رأينا) [23].
الرّأيُ فِي التّفْسِير:
اعلم أن ما سبق كان مقدمة للدخول في الموضوع الأساس، وهو التفسير
بالرأي، وكان لا بدّ لهذا البحث من هذا المدخل، وإن كان الموضوع متشابكاً
يصعب تفكيك بعضه عن بعض، ولذا سأحرص على عدم تكرار ما سبق،
وسأكتفي بالإحالة عليه، إن احتاج الأمر إلى ذلك.
وسأطرح في هذا ثلاثة موضوعات:
الأول: موقف السلف من القول في التفسير.
الثاني: أنواع الرأي في التفسير.
الثالث: التفسير بين المأثور والرأي.
وسيتخلّل هذه الموضوعات مسائل عِدّة؛ كشروط القول بالرأي، وأدلة جواز
الرأي في التفسير، وصور الرأي المذموم .... إلخ، وإليك الآن تفصيل هذه
الموضوعات:
أولاً: موقف السلف من القول في التفسير:
التفسير: بيان لمراد الله - سبحانه - بكلامه، ولما كان كذلك، فإن المتصدي
للتفسير عرضة لأن يقول: معنى قول الله كذا.
ثم قد يكون الأمر بخلاف ما قال. ولذا قال مسروق بن الأجدع (ت: 63هـ):
(اتقوا التفسير؛ فإنما هو الرواية عن الله - عز وجل).
وقد اتخذ هذا العلم طابعاً خاصاً من حيث توقِّي بعض السلف وتحرجهم من
القول في التفسير، حتى كان بعضهم إذا سئل عن الحلال والحرام أفتى، فإذا سئل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/247)
عن آية من كتاب الله سكت كأن لم يسمع.
ومن هنا يمكن القول: إن السلف - من حيث التصدي للتفسير - فريقان:
فريق تكلّم في التفسير واجتهد فيه رأيه، وفريق تورّع فقلّ أو نَدُرَ عنه القول في
التفسير.
وممن تكلم في التفسير ونُقِلَ رأيه فيه عمر بن الخطاب (ت: 23هـ) وعلي بن أبي طالب (ت: 40هـ) وابن مسعود (ت: 33هـ) وابن عباس (ت: 67هـ) وغيرهم من الصحابة.
ومن التابعين وأتباعهم: مجاهد بن جبر (ت: 103هـ) وسعيد بن جبير
(ت: 95هـ) وعكرمة مولى ابن عباس (ت: 107هـ) والحسن البصري
(ت:110هـ) وقتادة (ت: 117هـ) وأبو العالية (ت: 93هـ) وزيد بن أسلم (ت: 136هـ) وإبراهيم النخعي (ت: 96هـ) ومحمد ابن كعب القرظي
(ت: 117هـ) وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم (ت: 182هـ) وعبد الملك بن جريج (ت: 150هـ) ومقاتل بن سليمان (ت: 150هـ) ومقاتل بن حيان
(ت: 150هـ) وإسماعيل السدي (ت: 127هـ) والضحاك بن مزاحم
(ت: 105هـ) ويحيى بن سلام (ت: 200هـ)، وغيرهم.
وأما من تورّع في التفسير فجمعٌ من التابعين [24] من أهل المدينة والكوفة.
أما أهل المدينة، فقال عنهم عبيد الله بن عمر: لقد أدركت فقهاء المدينة،
وإنهم ليغلظون القول في التفسير؛ منهم: سالم بن عبد الله، والقاسم بن محمد،
وسعيد بن المسيب، ونافع [25].
وقال يزيد بن أبي يزيد: (كنا نسأل سعيد بن المسيب عن الحلال والحرام -
وكان أعلم الناس - فإذا سألناه عن تفسير آية من القرآن سكت كأن لم يسمع) [26].
وقال هشام بن عروة بن الزبير: (ما سمعت أبي يتأوّل آية من كتاب الله
قطّ) [27].
وأمّا أهل الكوفة فقد أسند إبراهيم النخعي إليهم قَولَه: (كان أصحابنا - يعني:
علماء الكوفة - يتّقون التفسير ويهابونه) [28].
هذا .. ولقد سلك مسلك الحذر وبالغ فيه إمام اللغة الأصمعي (ت: 215هـ)،
حيث نقل عنه أنه كان يتوقّى تبيين معنى لفظة وردت في القرآن [29].
فما ورد عن هؤلاء الكرام من التوقي في التفسير إنما كان تورّعاً منهم،
وخشية ألاّ يصيبوا في القول.
ثانياً: أنواع الرأي في التفسير:
الرأي في التفسير نوعان: محمود، ومذموم.
النوع الأول: الرأي المحمود.
إنما يحمد الرأي إذا كان مستنداً إلى علم يقي صاحبه الوقوع في الخطأ.
ويمكن استنباط أدلةٍ تدلّ على جواز القول بالرأي المحمود.
ومن هذه الأدلّة ما يلي:
1 - الآيات الآمرة بالتدبّر:
وردت عدّة آيات تحثّ على التدبّر؛ كقوله - تعالى:] أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ القُرْآنَ
أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا [[محمد: 24]، وقوله:] كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا
آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ [[ص: 29]. وغيرها من الآيات.
وفي حثِّ الله على التدبر ما يدلّ على أن علينا معرفة تأويل ما لم يُحجب عنا
تأويله؛ لأنه محالٌ أن يقال لمن لا يفهم ما يقال له: اعتبر بما لا فهم لك به [30].
والتدبّر: التفكّر والتأمّل الذي يبلغ به صاحبه معرفة المراد من المعاني،
وإنما يكون ذلك في كلامٍ قليل اللفظ كثير المعاني التي أودعت فيه، بحيث كلما
ازداد المتدبِّر تدبّراً انكشف له معانٍ لم تكن له بادئ النظر [31].
والتدبّر: عملية عقلية يجريها المتدبر من أجل فهم معاني الخطاب القرآني
ومراداته، ولا شك أن ما يظهر له من الفهم إنما هو اجتهاده الذي بلغه، ورأيه الذي
وصل إليه.
2 - إقرارُ الرسول - اجتهادَ الصحابة في التفسير: لا يبعد أن يقال: إن
تفسير القرآن بالرأي نشأ في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وفي ذلك وقائع
يمكن استنباط هذه المسألة منها، ومن هذه الوقائع ما يلي:
أ - قال عمرو بن العاص: - بعثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عام
ذات السّلاسِلِ، فاحتلمت في ليلة باردةٍ شديدة البرد، فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك، فتيمّمت به، ثمّ صليت بأصحابي صلاة الصبح، فلما قدمت على رسول الله -
صلى الله عليه وسلم- ذكرت ذلك له، فقال: يا عمرو، صليت بأصحابك وأنت
جُنُبٌ؟
قلت: نعم يا رسول الله، إني احتلمت في ليلة باردة شديدة البرد فأشفقت إن
اغتسلت أن أَهْلَكَ، وذكرتُ قول الله:] وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ [[النساء: 29] فتيمّمْتُ، ثم صليت، فضحك - ولم يقل شيئاً) [32].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/248)
في هذا الأثر ترى أن عَمْراً اجتهد رأيه في فهم هذه الآية، وطبّقها على نفسه، فصلى بالقوم بعد التيمم، وهو جنب، ولم ينكر عليه الرسول -صلى الله عليه
وسلم- هذا الاجتهاد والرأي.
ب - وفي حديث ابن مسعود، لما نزلت آية:] الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا
إيمَانَهُم بِظُلْمٍ [[الأنعام: 82] قلنا يا رسول الله: وأينا لم يظلم نفسه، فقال: إنه
ليس الذي تعنون، ألم تسمعوا إلى قول العبد الصالح] يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إنَّ
الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [[لقمان: 13]) [33]، ترى أن الصحابة فهموا الآية على
العموم، وما كان ذلك إلا رأياً واجتهاداً منهم في الفهم، فلما استشكلوا ذلك سألوا
رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأرشدهم إلى المعنى المراد، ولم ينههم عن
تفهّم القرآن والقول فيه بما فهموه. كما يدل على أنهم إذا لم يستشكلوا شيئاً لم
يحتاجوا إلى سؤال الرسول. والله أعلم.
3 - دعاء الرسول -صلى الله عليه وسلم- لابن عباس: دعا الرسول -صلى
الله عليه وسلم- لابن عباس بقوله: (اللهم فقِّهه في الدين، وعلِّمه التأويل) وفي
إحدى روايات البخاري: (اللهم علمه الكتاب) [34].
والتأويل: التفسير، ولو كان المراد المسموع من التفسير عن النبي -صلى
الله عليه وسلم- لما كان لابن عباس مَزِيّةٌ بهذا الدعاء؛ لأنه يشاركه فيه غيره [35]، وهذا يدلّ على أن التأويل المراد: الفهم في القرآن [36]، وهذا الفهم إنما هو
رأيٌ لصاحبه.
4 - عمل الصحابة: مما يدل على أن الصحابة قالوا بالرأي وعملوا به ما
ورد عنهم من اختلافٍ في تفسير القرآن؛ إذ لو كان التفسير مسموعاً عن النبي -
صلى الله عليه وسلم- لما وقع بينهم هذا الاختلاف.
ومما ورد عنهم نصاً في ذلك قولُ صدِّيق الأمة أبي بكر - رضي الله عنه -
لما سئل عن الكلالة، قال: (أقول فيها برأيي؛ فإن كان صواباً فمن الله، وإن كان
خطأً فمني ومن الشيطان) [37].
وكذا ما ورد عن علي - رضي الله عنه - لما سئل: هل عندكم عن رسول
الله -صلى الله عليه وسلم- شيءٌ سوى القرآن؟ قال: (لا، والذي فلق الحبّة،
وبرأ النسمة، إلا أن يُعطِي الله عبداً فهماً في كتابه) [38].
والفهم إما هو رأي يتولّد للمرء عند تفهّم القرآن؛ ولذا يختلف في معنى الآية
فهم فلان عن غيره.
________________________
(1) الغيث المسجم في شرح لامية العجم للصفدي، 1/ 63.
(2) المدخل إلى السنن الكبرى للبيهقي، 190، وانظر، ص 192، الأثر رقم 217.
(3) المدخل إلى السنن الكبرى، 191، وانظر قولاً لمسروق في جامع بيان العلم، 2/ 168، وقولاً للزهري، 2/ 169.
(4) المدخل إلى السنن الكبرى، 196.
(5) جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر، 2/ 71، وانظر، ص 74.
(6) جامع بيان العلم، 2/ 75.
(7) جامع بيان العلم، 2/ 77، وانظر كلام ابن بطال في هذا الموضوع في فتح الباري، 13/ 301.
(8) انظر الحديث في فتح الباري، (13/ 295).
(9) جامع بيان العلم، 2/ 168.
(10) جامع بيان العلم 2/ 169.
(11) انظر: جامع بيان العلم، 2/ 77، وفتح الباري، 13/ 310.
(12) جامع بيان العلم، 2/ 70، 71، 77.
(13) جامع بيان العلم، 2/ 170.
(14) جامع بيان العلم، 2/ 170.
(15) جامع بيان العلم، 2/ 170.
(16) الاعتصام للشاطبي، 1/ 104.
(17) فتح الباري، 13/ 303.
(18) جامع بيان العلم، 2/ 169.
(19) العلم يقابل الجهل المذكور في حدِّ الرأي المذموم، أما الهوى، فيقابله الورع؛ لأنّ الوَرَعَ يقي صاحبه من مخالفة الحقِّ.
(20) جامع بيان العلم، 2/ 70 71.
(21) جامع بيان العلم، 2/ 71.
(22) جامع بيان العلم، 2/ 71.
(23) جامع بيان العلم، 2/ 72، وانظر غيرها من الآثار، ص 69 79.
(24) لم أجد نقلاً عن أحد من الصحابة يدل على أن مذهبه كهذا المذهب الذي برز عند التابعين.
(25) تفسير الطبري (ط شاكر)، 1/ 85.
(26) تفسير الطبري (ط شاكر)، 1/ 86.
(27) فضائل القرآن لأبي عبيد، 229.
(28) فضائل القرآن لأبي عبيد، 229.
(29) انطر في ذك: الكامل للمبرد (تحقيق: الدالي) 2/ 928، 4135، تهذيب اللغة 1/ 14، إعجاز القرآن للخطابي (تحقيق: عبد الله الصديق) 42.
(30) انظر: تفسير الطبري (ط شاكر)، 1/ 82 - 83.
(31) التحرير والتنوير، 23/ 252.
(32) مسند الإمام أحمد، 4/ 203، 204، وأبو داود برقم 335، وانظر تفسير ابن كثير،
2/ 480، والدر المنثور، 2/ 497.
(33) أخرجه البخاري في أكثر من موضع، كتاب الإيمان ح/32، أحاديث الأنبياء/3360، 3428.
(34) انظر: فتح الباري، 1/ 204، وانظر شرح ابن حجر، 1/ 204 205.
(35) انظر: تفسير القرطبي، 1/ 33، وجامع الأصول، 2/ 4.
(36) انظر: فتح الباري، 1/ 205.
(37) انظر قوله في تفسير الطبري، (ط شاكر)، 8/ 53، 54.
(38) رواه البخاري، (فتح الباري، 1/ 246) وغيرها من المواضع التي ذكرها لهذا الحديث.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/249)
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[13 - 03 - 03, 05:59 ص]ـ
التفسير بالرأي
مفهومه .. حكمه .. أنواعه
(2من2)
مساعد الطيار
تناول الكاتب في الحلقة الماضية إيضاح مفهوم الرأي، وأنواعه، وموقف
السلف منه، حيث تراوح هذا الموقف بين ذمه وإعماله، ثم أوضح العلوم التي
يدخلها الرأي، وحكم القول بالرأي، الذي شمل: الرأي المذموم والرأي المحمود ..
وأخيراً عرض الكاتب: الرأي في التفسير، فتناول فيه: موقف السلف منه،
وأنواع الرأي في التفسير، ويستكمل بيان هذه النقطة ونقاط أخرى في هذه الحلقة.
- البيان -
شروط الرأي المحمود في التفسير:
متى يكون الرأي محموداً؟
سبق في بيان حدِّ الرأي المحمود أنه ما كان قولاً مستنداً إلى علمٍ؛ فإن كان
كذلك فهو رأيٌ جائز، وما خرج عن ذلك فهو مذموم.
ولكن .. هل لهذا العلم حدّ يُعْرَفُ به، بحيث يمكن تمييزه والتعويل عليه في
الحكم على أيِّ رأيٍ في التفسير؟
لقد اجتهد بعض المتأخرين في بيان جملة العلوم التي يحتاجها من يفسر برأيه
حتى يخرج عن كونه رأياً مذموماً.
فالراغب الأصفهاني (ت: القرن الخامس) جعلها عشرة علوم، وهي: علم
اللغة، والاشتقاق، والنحو، والقراءات، والسّيَر، والحديث، وأصول الفقه،
وعلم الأحكام، وعلم الكلام، وعلم الموهبة [1].
وجعلها شمس الدين الأصفهاني (ت: 749) خمسة عشر علماً، وهي: علم
اللغة، والاشتقاق، والتصريف، والنحو، والمعاني، والبيان، والبديع،
والقراءات، وأسباب النزول، والآثار والأخبار، والسنن، وأصول الفقه، والفقه
والأخلاق، والنظر والكلام، والموهبة [2].
وقد ذكر الأصفهانيان أن من تكاملت فيه هذه العلوم خرج عن كونه مفسراً
للقرآن برأيه (أي: المذموم).
وقد نبّه الراغب على أن (من نقص عن بعض ما ليس بواجبٍ معرفته في
تفسير القرآن، وأحسّ من نفسه في ذلك بنقصه، واستعان بأربابه، واقتبس منهم،
واستضاء بأقوالهم، لم يكن - إن شاء الله - من المفسرين برأيهم) [3].
(أي: المذموم).
وفيما يظهر - والله أعلم - أن في ذكر هذه العلوم تكثّّراً لا دليل عليه، مع ما
على بعضها من ملاحظة؛ كعلم الكلام.
إن تكامل هذه العلوم أشبه بأن يكون شرطاً في المجتهد المطلق لا في المفسر؛
إذ متى يبلغ مفسر تكامل هذه العلوم فيه؟
ولو طُبق هذا الرأي في العلوم المذكورة لخرج كثير من المفسرين من زمرة
العالمين بالتفسير، ولذا تحرّز الراغب بذكر حال من نقص علمه ببعض هذه العلوم، وبهذا يكون ما ذكره بياناً لكمال الأدوات التي يحسن بالمفسر أن يتقنها، وإن لم
يحصل له ذلك فإنه يعمد إلى النقل فيما لا يتفق له.
ويظهر أن أغلب المفسرين على هذا السبيل، ولذا ترى الواحد منهم يُبرِز في
تفسيره العلم الذي له به عناية؛ فإن كان فقيهاً - كالقرطبي، برز عنده تفسير آيات
الأحكام.
وإن كان نحوياً - كأبي حيان - برز عنده علم النحو في تفسيره للقرآن.
وإن كان بلاغياً أديباً - كالزمخشري - برز عنده علم البلاغة في تفسيره
للقرآن، ... وهكذا.
هذا .. ويمكن القول بأن النظر في هذا الموضوع يلزم منه معرفة ما يمكن
إعمال الرأي فيه، مما لا يمكن، ثم تحديد مفهوم التفسير لمعرفة العلوم التي
يحتاجها المفسر برأيه.
أما التفسير فنوعان: ما جهته النقل، وما جهته الاستدلال.
والأول: لا مجال للرأي فيه، والثاني: هو مجال الرأي.
ومن التفسير الذي جهته النقل: أسباب النزول، وقصص الآي، والمغيبات،
ويدخل فيه كلّ ما لا يتطرّق إليه الاحتمال؛ كأن يكون للفظ معنى واحدٌ في لغة
العرب.
وأما التفسير من جهة الاستدلال فكل ما تطرّق إليه الاحتمال؛ لأن توجيه
الخطاب إلى أحد المحتملات دون غيره إنما هو برأيٍ من المفسر، وبهذا برز
الاختلاف في التفسير.
وأما مفهوم التفسير؛ فهو بيان المراد من كلام الله سبحانه وما يمكن أن
يحصل به البيان فهو تفسيرٌ.
وبهذا يظهر أن كثيراً من العلوم التي ذكرها الأصفهانيان لا يلزمان في التفسير
إلا بقدر ما يحصل به البيان، وما عدا ذلك فهو توسّع في التفسير، بل قد يكون في
بعض الأحيان به خروجٌ عن معنى التفسير، كما حصل للرازي (ت: 604) في
تفسيره، ولابن عرفه (ت: 803) في إملاءاته في التفسير.
ثم اعلم أن هذه التوسعات إنما حصلت بعد جيل الصحابة والتابعين - في
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/250)
الغالب - وإنما كان ذلك بظهور أقسام العلوم - من نحوٍ وفقه وتوحيد وغيرها -
وتَشَكّلها؛ مما كان له أكبر الأثر في توسيع دائرة التفسير، حتى صار كل عالمٍ بفنٍّ- إذا شارك في كتابة علم التفسير - يصبغ تفسيره بفنِّه الذي برّز فيه.
ويمكن تقسيم العلوم التي يحتاجها من فسر برأيه إلى نظرين:
الأول: نظرٌ في علوم الآية:
ويكون ذلك بالنظر إلى ما في الآية من علوم؛ كالناسخ والمنسوخ، والمطلق
والمقيد، والخاص والعام، ومفردات اللغة، وأساليبها، وهكذا.
وإنما يقال ذلك؛ لأنه ليس في كل آية ما يلزم منها بحث هذه العلوم؛ إذ قد
توجد في آية، وتتخلّف عن آيات.
* وإذا أمعنت النظر وجدت أن علم اللغة هو من أهم العلوم التي يجب على
المفسر معرفتها، ذلك أنه لا تخلو آية من مبحثٍ لغوي.
ومن الآثار التي وردت عن السلف في بيان أهمية اللغة، ما يلي:
1 - عن أبي الزناد قال: قال ابن عباس: التفسير على أربعة أوجه: وجه
تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يُعذر أحد بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء،
وتفسير لا يعلمه إلا الله تعالى ذكره) [4].
2 - وروي عن مجاهد (ت: 104) أنه قال: (لا يحل لأحدٍ يؤمن بالله واليوم
الآخر أن يتكلم في كتاب الله إذا لم يكن عالماً بلغات العرب) [5].
3 - وعن يحيى بن سليمان قال: سمعت مالك بن أنس (ت: 179) يقول:
(لا أوتى برجلٍ يفسر كتاب الله غير عالم بلغات العرب إلا جعلته نكالاً) [6].
ولو قرأت في تفسير السلف لوجدت أثر اللغة في التفسير عندهم، ومن
أوضح ذلك استشهادهم بأشعار العرب:
ومن أمثلة أهمية معرفة اللغة لمن فسر برأيه ما يلي:
أ - في تفسير قوله - تعالى:] وَلأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ [[التوبة: 47] قال
الأزهري (ت: 37): (قول الليث: الوضع: سيرٌ دونٌ. ليس بصحيح.
والوضع: هو العَدْوُ. واعتبر الليث اللفظ ولم يعرف كلام العرب فيه) [7].
ب - قال الأزهري (ت: 370): ( ... عن أبي حاتم (ت: 255) في قوله:] فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ [[الأنبياء: 87] أي: لن نضيِّق عليه.
قال - أي: أبو حاتم: ولم يدر الأخفش ما معنى] نَقْدِرَ [، وذهب إلى
موضع القُدرة، إلى معنى: فظنّ أن يفوتنا، ولم يعلم كلام العرب حتى قال: إن
بعض المفسرين قال: أراد الاستفهام: أفظنّ أن لن نقدر عليه؟ ولو علم أن معنى
نقدر: نضيِّق، لم يَخْبِط هذا الخبط، ولم يكن عالماً بكلام العرب، وكان عالماً
بقياس النحو) [8].
* ومن العلوم التي يلزم معرفتها الناسخ والمنسوخ وما شابهه من المباحث؛
كالمطلق والمقيد، والخاص والعام، ومعرفتها لازمة للمفسر بلا شك، ومن الآثار
التي يمكن الاعتماد عليها في ذلك ما رواه أبو عبد الرحمن السلمي قال: (انتهى
علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - إلى رجل يقصّ [9]، فقال: أعلمتَ
الناسخ والمنسوخ؟ قال: لا. قال: هلكتَ وأهلكتَ) [10].
وقد استدل مَنْ كتب في علم الناسخ والمنسوخ في القرآن بهذا الأثر لبيان
أهمية هذا العلم. وإذا كان علي رضي الله عنه قد اعترض على القاصِّ؛ فالمفسر
من باب أوْلى ينبغي أن ينبّه إلى ذلك، لما في جهل هذا العلم من أثر في عدم فهم
التفسير.
* ومن العلوم سبب النزول وقصص الآي؛ ذلك أن معرفة سبب النزول
وقصص الآي يفيد في معرفة تفسير الآية.
ومن الأمثلة التي تدل على أهمية معرفة هذا الجانب، وأن عدم معرفته يوقع
في الخطأ، ما وقع لأبي عبيدة معمر بن المثنى (ت: 210) في تفسير قوله تعالى:] وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ [[الأنفال: 11] حيث قال: (مجازه:
يفرغ عليهم الصبر، وينزِّلُه عليهم، فيثبتون لعدوهم) [11].
وسبب النزول يدلّ على خطأ أبي عبيدة في تفسيره هذا، فلما لم يعرف
السبب نحى في تفسيره هذا المنحى اللغوي الذي لا تدلّ عليه الآية بسببها.
والتثبيت المذكور في الآية حقيقي، وهو أن أقدام المسلمين لا تسوخ في
الرمل لما نزل عليه المطر، وبهذا جاء التفسير عن الصحابة الذين شاهدوا النزول، وعن التابعين الذين نقلوا عنهم [12].
* ومنها معرفة السنة النبوية، ويكون ذلك بالرجوع إلى صريح التفسير عن
النبي -صلى الله عليه وسلم-، كما يكون بالرجوع إلى أقواله وأفعاله التي لها أكبر
الأثر في فهم القرآن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/251)
ومما يمكن التمثيل به من استعانة المفسر بالسنة النبوية، ما رواه الطبري عن
ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: (ما رأيت أشبه باللمم مما قاله أبو هريرة
عن النبي: إن الله كتب على ابن آدم حظّه من الزنى، أدركه ذلك لا محالة، فزنى
العينين النظر ... ) [13].
ثم إن عدم معرفة السنة التي تفسر القرآن قد تجعل المفسر يجنح إلى مصدر
آخر؛ فيفسر به لعدم ورود هذا التفسير النبوي إليه.
ومما يمكن أن يُمثّل به هنا ما روي عن السلف في تفسير قوله - تعالى:] يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ [[القلم: 42] فقد فسّر جمع من السلف الساق بالمعنى اللغوي، أي: عن أمر شديد [14]، ومنهم: ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وقتادة
وعكرمة [15].
وقد ورد في حديث أبي سعيد رضي الله عنه أنه قال: (سمعت النبي -صلى
الله عليه وسلم- يقول: يكشف ربنا عن ساقه، فيسجد له كلّ مؤمن ومؤمنة، ويبقى
من كان يسجد في الدنيا رئاءً وسُمعة، فيذهب ليسجد، فيعود ظهره طبقاً
واحداً) [16].
وهذا الحديث يفسِّرُ الساق الذي جاء في الآية نكرةً لم يُضَفْ، ويبيِّن أن
المراد بالساق ساق ربنا عزّ وجلّ.
ولو لم يَرِدْ هذا الحديثُ لاعتُمِدَ قول ابن عباس وتلاميذه في تفسير الساق،
والله أعلم.
وبعد .. فهذه بعض العلوم التي إن جهل المفسر بها فإنه يقع في التأويل الخطأ، ولا يحالفه الصواب في معنى الآية [17].
الثاني: نَظَرٌ في طبقة المفسر:
المفسرون الذين يجب الرجوع إلى أقوالهم، والأخذ بها، وعدم الخروج عنها
هم الصحابة والتابعون وأتباعهم. فما جاء عنهم فإنه لازم لمن بعدهم من حيث
الجملة ولا يجوز مخالفتهم.
وكان عدم الاعتماد على تفسيرهم من أهم أسباب بروز الرأي المذموم، كما
يشير إليه شيخ الإسلام ابن تيمية (ت: 728) بقوله: (وأما النوع الثاني من سببي
الخلاف وهو ما يعلم بالاستدلال لا بالنقل فهذا أكثر ما فيه الخطأ من جهتين حَدَثَتا
بعد تفسير الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان، فإن التفاسير التي يُذكر فيها كلام
هؤلاء صرفاً لا يكاد يوجد فيها شيءٌ من هاتين الجهتين) [18].
ولما كان لهؤلاء السلف من تقدّمٍ في العلم شهد لهم به كل من جاء بعدهم من
العلماء؛ فإن الاعتماد على أقوالهم مدعاة للخروج عن الرأي المذموم، ولذا جعل
ابن جرير من شروط المفسر أن لا يكون تأويله وتفسيره خارجاً عن أقوال السلف
من الصحابة والأئمة والخلف من التابعين وعلماء الأمة [19]. ويجب التنبه إلى أن
كل من رجع إلى أقوالهم وتخيّر منها، فإنه قائل بالرأي؛ لأن تخيره معتمد على
عقله كما فصل ابن جرير الطبري في تفسيره.
النوع الثاني: الرأي المذموم وصوره في التفسير:
الرأي المذموم في التفسير هو القول في القرآن بغير علم، سواءً أكان عن
جهلٍ أو قصورٍ في العلم أم كان عن هوى يدفع صاحبه إلى مخالفة الحق، وقد سبق
بيان ذلك مع أدلة النهي عنه.
ومن صور الرأي المذموم ما يلي:
1 - تفسير ما لا يعلمه إلا الله:
وهو أحد أوجه التفسير التي أوردها ابن عباس، ويشتمل على أمرين:
أحدهما: تكييف المغيبات التي استأثر الله بعلمها؛ كتكييف صفاته سبحانه،
أو غيرها من المغيبات.
ثانيها: تحديد زمن المغيبات التي ورد ذِكْرُ خروجها؛ كزمن خروج الدابة،
أو نزول عيسى، أو غير ذلك.
فهذه الأشياء لا سبيل للبشر إلى معرفتها؛ فمن زعم أنه قادرٌ على ذلك فقد
أعظم الفرية على الله.
2 - من ناقض التفسير المنقول أو أعرض عنه:
يشمل التفسير المنقول: كل ما نُقل عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أو
أصحابه أو التابعين وأتباعهم، فمن أقدم على التفسير دون الرجوع إلى التفسير
المنقول فإنه سيقع في الرأي المذموم؛ لأن جُزءاً من التفسير لا يمكن معرفته إلا
عن طريق النقل عنهم؛ كأسباب النزول، وقصص الآي، وناسخها ... وغيرها.
3 - من فسر بمجرد اللغة دون النظر في المصادر الأخرى:
إن التسارع إلى تفسير القرآن بظاهر العربية، من غير استظهار بالسماع
والنقل فيما يتعلق بغرائب القرآن وغيرها؛ مُوقِعٌ في الخطأ، فمن لم يُحكّم ظاهر
التفسير وبادر إلى استنباط المعاني بمجرد فهم العربية كثر غلطه، ودخل في زمرة
من قال برأيه المذموم [20].
واعتماد اللغة فقط دون غيرها من المصادر، هو أحد أسباب الخطأ الذي يقع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/252)
في التفسير، كما حكى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية [21].
4 - أن يكون له رأي فيتأول القرآن على وفق رأيه [22]:
ويكثر هذا عند أهل الأهواء والبدع، حيث أنهم يعتقدون الرأي، ثم يبحثون
عن دليله، وقد يحرّفون الكلم عن مواضعه ليوافق آراءهم، ولو لم يكن لهؤلاء هذا
الاعتقاد والرأي لما فسر القرآن بهذه التفسيرات المنحرفة.
ويقع خطأ أولئك على أقسام:
الأول: الخطأ في الدليل والمدلول: وذلك أن المفسر يستدل لرأيه بدليل،
ويكون رأيه الذي استدل له باطلٌ فيستلزم بطلان دلالة الدليل على المستدل له.
ومثال ذلك أن المعتزلة اعتقدوا أن الله سبحانه لا يُرى في الآخرة، وهذا
باطل، ثم استدلوا لهذا بقوله تعالى:] لَن تَرَانِي [[الأعراف: 143] فجعلوا] لَن [لتأبيد النفي، وهذا غير صحيح في هذا الموضع.
ومثاله كذلك استدلال بعض المتصوفة على جواز الرقص وهو حرام بقوله
تعالى:] ارْكُضْ بِرِجْلِكَ [[ص: 42] [23].
فالرّقص حرام، والآية لا تدل عليه لا من قريب ولا من بعيد.
الثاني: الخطأ في الاستدلال لا في المدلول: وفي هذا يكون المدلول بذاته
صحيحاً، ولكن حَمْل الآية عليه لا يصح.
ومثاله ما فسر به بعضهم قوله تعالى:] إنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ
فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإنَّهُ مِنِّي إلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ [[البقرة: 249].
حيث قال: (هذه الآية مَثَلٌ ضربه الله للدنيا، فشبهها الله بالنهر، والشارب
منه بالمائل إليها المستكثر منها، والتارك لشربه بالمنحرف عنها والزاهد فيها،
والمغترف بيده غرفة بالآخذ منها قدر الحاجة، وأحوال الثلاثة عند الله
مختلفة) [24].
فهذا الكلام من حيث هو في ذاته مجرداً عن الآية كلام صحيح، ولكنّ جَعْلَهُ
تفسيراً للآية خطأٌ ظاهرٌ، ولذا قال القرطبي (ت: 671) معلقاً على هذا القول:
(ما أحسن هذا لولا ما فيه من التحريف في التأويل، والخروج عن الظاهر، ولكن
معناه صحيح من غير هذا) [25].
وبعد .. فهذه بعض صور التفسير بالرأي المذموم. والله أعلم.
التفسير بين الأثر والرأي:
لقد ظهر من خلال الأمثلة الدالة على جواز الرأي أن الرأي قد برز في عصر
الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وإن كان قليلاً، ثم اتسع وانتشر أكثر في عهد
الصحابة ومَنْ بعدهم.
كما ظهر أن مِن الصحابة والتابعين وأتباعهم مَنْ فسروا القرآن برأيهم، فهل
نُسمِّي ما ورد عنهم تفسيراً بالمأثور، وما ورد عن غيرهم تفسيراً بالرأي؟
إن تقسيم التفسير على هذا النحو فيه قصورٌ ظاهرٌ [26]، وذلك لأمرين:
الأول: أن أغلب من قسّم هذا التقسيم جعل حكم المأثور وجوب الأخذ به على
إطلاقه، مع أن بعضهم يحكي خلاف العلماء في قبول أقوال التابعين، كما ينسى
حكم ما اختلفوا فيه: كيف يجب الأخذ به مع وجود الاختلاف بينهم؟
الثاني: أن في ذلك تناسياً للجهد التفسيري الذي قام به السلف، وتجاهلاً
لرأيهم في التفسير الذي يُعَدّون أول من بذره وأنتجه.
إن هؤلاء السلف قالوا في القرآن بآرائهم، كما قال المتأخرون بآرائهم، ولكن
شتان بين الرأيين؛ فرأي السلف هو المقدّم بلا إشكال.
إن المقابلة بين التفسير بالمأثور (على أنه تفسير القرآن بالقرآن، ثم بالسنة،
ثم بأقوال الصحابة، ثم بأقوال التابعين) والتفسير بالرأي (على أنه ما عدا ذلك)
خطأ محضٌ لا دليل عليه من قول السلف أو من العقل.
إن تسمية تفسير السلف تفسيراً بالمأثور باعتبار أن طريق الوصول إليه هو
الأثر تسميةٌ لا غبار عليها، وهو بهذا لا يقابل التفسير بالرأي، بل التفسير بالرأي
ممتزج فيه؛ لأن من تفسيرهم ما هو نقلٌ لا يصح تركه أو إنكاره؛ كأسباب النزول، ومنه ما هو استدلال وقولٌ بالرأي، وكلا هذين عنهما؛ إنما طريقنا إليه هو الأثر.
كتب التفسير بين الرأي والأثر:
بناءً على ما وقع من مقابلة التفسير المأثور بالتفسير بالرأي، وقع تقسيم
التفاسير إلى تفاسير بالمأثور وتفاسير بالرأي، وقد نشأ بسبب ذلك قصورٌ آخر،
وذلك في أمرين:
الأول: أنه قَلّ أن تترك التفاسير المعتبرة أقوال السلف، بل تحرص على
حكايتها، ومع ذلك تجد أن بعض هذه التفاسير حُكِمَ عليه بأنه من التفسير بالمأثور
والآخر من التفسير بالرأي [27].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/253)
والصواب أن يقال: إن المفسر الفلاني مكثر من الرواية عن السلف مكثر من
الاعتماد على أقوالهم، والآخر مقلّ من الرواية عنهم أو الاعتماد عليهم.
الثاني: أن من حُكِمَ على تفسيره بأنه من التفسير بالمأثور قد حِيفَ عليه
وتُنُوسي جهده الخاص في الموازنة والترجيح بين الأقوال التي يذكرها عن السلف،
وأشهر مثالٍ لذلك إمام المفسرين ابن جرير الطبري، حيث يعدّه من يقابل بين
التفاسير بالمأثور والتفسير بالرأي من المفسرين بالأثر، وهذا فيه حكم قاصرٌ على
تفسير الإمام ابن جرير، وتعامٍ أو تجاهلٌ لأقواله الترجيحية المنثورة في كتابه.
هل التفسير منسوب إليه أم إلى من يذكرهم من المفسرين؟!
فإذا كان تفسيره هو؛ فأين أقواله وترجيحاته في التفسير؟!
أليست رأياً له؟
أليست تملأ ثنايا كتابه الكبير؟!
بل أليست من أعظم ما يميّز تفسيره بعد نقولاته عن السلف؟!
إن تفسير ابن جرير من أكبر كتب التفسير بالرأي، غير أنه رأي محمود؛
لاعتماده على تفسير السلف وعدم خروجه عن أقوالهم، مع اعتماده على المصادر
الأخرى في التفسير.
كما أن تفسيره من أكبر مصادر التفسير المأثور عن السلف، وفَرْقٌ بين أن
نقول: فيه تفسير مأثور، أو أن نقول: هو تفسير بالمأثور؛ لأن هذه العبارة تدل
على أنه لا يذكر غير المأثور عن السلف، وتفسير ابن جرير بخلاف ذلك؛ إذ هو
مع ذكر أقوالهم يرجِّح ويعلِّل لترجيحه، ويعتمد على مصادر التفسير في الترجيح.
ولكي يَبِين لك الفرق في هذه المسألة: وازن بين تفسيره وتفسير عَصْرِيّهِ ابنِ
أبي حاتم (ت: 327) الذي لا يزيد على ذكر أقوال السلف، وإن اختلفت أقوالهم
فلا يرجح ولا يعلق عليها، أليس بين العالمين فرق؟
وأخيراً .. هذه بعض قضايا في التفسير بالرأي، والموضوع يحتاج إلى بحث
أعمق وأطول، والله الموفق.
________________________
(1) انظر: مقدمة جامع التفاسير، 93 - 97.
(2) انظر: حاشية 7، ص 148، من كتاب التيسير في قواعد علم التفسير للكافيجي، وقد استفاد شمس الدين من الراغب؛ كما يظهر بالموازنة بين قوليهما، وقد نقل عن شمس الدين كلّ من: الكافيجي في التيسير 145 - 148، والسيوطي في الإتقان، 4/ 185.
(3) انظر: مقدمة جامع التفاسير للراغب (تحقيق: أحمد فرحات) 96، وعنه نقل الكافيجي في التيسير، 148.
(4) تفسير الطبري (ط: شاكر)، 1/ 75.
(5) انظر: البرهان للزركشي، 1/ 92.
(6) ذم الكلام للهروي (تحقيق: سميح دغيم)، وشعب الإيمان للبيهقي، 5/ 232.
(7) تهذيب اللغة، 3/ 73.
(8) تهذيب اللغة للأزهري، 9/ 20.
(9) القُصّاص: قوم جلسوا للوعظ والتذكير، وهم يذكرون آياتٍ وأحاديث يستشهدون بها في أحاديثهم مع الناس.
(10) الناسخ والمنسوخ للنحاس (تحقيق: اللاحم) 1/ 410، ومما ينبغي التنبّه له أن النسخ عند السلف أوسع من اصطلاح الأصوليين؛ حيث يشمل كل إزالة تكون في الآية.
(11) مجاز القرآن 1/ 242.
(12) انظر: تفسير الطبري، (ط: الحلبي)، 9/ 195 197.
(13) تفسير الطبري (ط: الحلبي) 27/ 65 66 عند تفسير قوله تعالى:] الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إلاَّ اللَّمَمَ [[النجم: 32].
(14) انظر: الطبري (ط: الحلبي) 29/ 38، حيث ترجم عن من قال بهذا القول بهذه الترجمة.
(15) انظر: تفسير الطبري (ط: الحلبي) 29/ 38 وما بعدها.
(16) رواه البخاري تحت تفسير قوله تعالى:] يوم يكشف عن ساق [.
(فتح الباري 8/ 531).
(17) هذا الموضوع يحتاج إلى بسطٍ أكبر، وما ذكرته فهو إشارة لا تُغني عن البحث فيه.
(18) مقدمة في أصول التفسير (تحقيق: عدنان زرزور) 79.
(19) انظر: تفسير الطبري (ط: شاكر) 1/ 93.
(20) انظر: تفسير القرطبي 1/ 34 (بتصرف).
(21) انظر: مقدمة في أصول التفسير، (تحقيق: عدنان زرزور)، ص 81.
(22) انظر: تفسير القرطبي 1/ 33، ومقدمة في أصول التفسير، ص 81 وما بعدها.
(23) انظر: تفسير القرطبي، 15/ 215.
(24) تفسير القرطبي، 3/ 251.
(25) تفسير القرطبي، 3/ 251.
(26) قد فصلت القول في مصطلح التفسير بالمأثور، انظر مجلة البيان عدد 76.
(27) انظر على سبيل المثال محمد حسين الذهبي في كتابه (التفسير والمفسرون) وتقسيمه التفاسير بين المأثور والرأي من غير أن يورد ضابطاً يمكن التعويل عليه في هذا التقسيم، وقد قلّده آخرون في هذا من غير استدراك ولا تعقيب.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[13 - 03 - 03, 10:34 ص]ـ
أما بالنسبة لطرح الأسئلة على الشيخ فستكون بإذن الله تعالى الأحد القادم، وذلك بعد وضع ترجمة الشيخ، وسيكون لطرح الأسئلة موضوعا مستقلا غير هذا.
ـ[محمد محمود الحنبلي]ــــــــ[01 - 11 - 06, 09:07 م]ـ
جزاك الله خيرا ياشيخ عبد الرحمن ...
نسأل الله أن يحفظ الشيخ مساعد وأن يبارك فيه وفي علمه وعمله ...(1/254)
لقاء الملتقى بفضيلة الشيخ مساعد بن سليمان الطيار (ضع سؤالك في التفسير وعلومه)
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[20 - 03 - 03, 02:34 ص]ـ
وهذه ترجمة للشيخ (حفظه الله):
* اسم الشيخ:
مساعد بن سليمان بن ناصر الطيار.
* دراسته:
• تخرج الشيخ من قسم القرآن وعلومه في كلية أصول الدين بالرياض، في العام الدراسي 1408/ 1409.
• ثم التحق بالتدريس في كلية المعلمين بالرياض في قسم الدراسات القرآنية منذ عام 1409، ولا زال يعمل فيها أستاذاً في هذا القسم إلى هذا اليوم.
• والتحق الشيخ بالدراسات العليا لنيل درجة الماجستير في تخصص علوم القرآن للعام الدراسي 1409/ 1410، وأنهى رسالة الماجستير بتقدير (ممتاز)، وكانت بعنوان (وقوف القرآن وأثرها في التفسير).
• التحق (حفظه الله) في الكلية نفسها لنيل درجة الدكتوراه، وانتهى من مناقشتها في 12/ 7/1421 بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى، وكانت بعنوان (التفسير اللغوي للقرآن الكريم).
* وللشيخ عدد من الكتب هي:
1. فصول في أصول التفسير / 1413.
2. تفسير جزء عم / 1420.
3. أنواع التصنيف المتعلقة بالقرآن الكريم / 1421.
4. التفسير اللغوي للقرآن الكريم / 1421.
5. مفهوم التفسير والتأويل والاستنباط والتدبر والمفسر / 1422.
6. متن التفسير (تفسير جزء عم)، وهو مستل من تفسير جزء عم السابق / 1423.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=6897
نسأل الله أن يجزي الشيخ الكريم خيراً على تكرّمه بقبول عقد هذا اللقاء. ونشجّع الإخوة الكرام على الاستفادة من علم الشيخ في مجال تفسير القرآن الكريم وعلومه.
ـ[العوضي]ــــــــ[20 - 03 - 03, 08:08 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية بارك الله في اهل الملتقى على هذا اللقاء مع الشيخ مساعد الطيار
س: طالب علم مبتدأ في علوم القرآن بماذا تنصحه (إن أمكن وضع جدول تبين له الكتب التي يقرأها ويدرسها في في البداية)
س: من هم أشهر العلماء الموجودين الآن والمتخصيصين في علوم القرآن؟ وأين يتواجدون؟
س: هل لك معرفة بالدكتور عيادة الكبيسي؟ وإن كنت تعرفه فأرجوا بأن تخبرني عنه؟
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[القاسمي]ــــــــ[20 - 03 - 03, 08:38 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. حفظكم الله
كيف يبدأ طالب العلم في دراسة التفسير؟ وهل يبدأ بحفظ قواعد
التفسير؟
وهل هناك متون تحفظ في هذا العلم كحفظ مختصر في التفسير؟
وما هو التفسير المحقق في قوله تعالى: " هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ
وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً
فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ
الشَّاكِرِينَ فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللّهُ
عَمَّا يُشْرِكُونَ "؟ جزاكم الله خيرا,,,,
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[21 - 03 - 03, 01:20 ص]ـ
السلام عليكم
نصحني أحد العلماء بالاستفادة من تفسير الفخر الرازي رغم ما فيه من مخالفات عقائدية. وقال بأن فيه فوائد لا أجدها عند غيره. فما رأيكم بذلك؟
وما هو أفضل تفسير لغوي للقرآن يعنى ببيان معاني الكلمات ووجوه البلاغة؟ هل هو تفسير الزمخشري؟ أم هناك أفضل منه؟
هل يوجد تفسير يعنى بالتأمل واستخلاص الدروس والعبر من القرآن الكريم غير تفسير سيد قطب (في ظلال القرآن)؟
ـ[أبو مقبل]ــــــــ[23 - 03 - 03, 02:23 م]ـ
مارأيكم بما يسمى الآن بالإعجازالعلمي للقرآن , وهل يدخل تحت علوم القرآن؟
مارأيكم بالعلامات الموجودة في المصاحف الآن ,وهل يجب أن يلتزم بها القارئ للقرآن؟
هل لكم دروس في التفسير وعلوم القرآن وفي أي مسجد؟
ماهو الكتاب الجديد الذي سوف يتم طباعته لكم؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[المحب الكبير]ــــــــ[23 - 03 - 03, 10:31 م]ـ
1 - هل من كتاب في أحكام الوقف والابتداء - ميسر وسهل- حيث
إن كتاب الأشموني فيه شيء من الصعوبة.
2 - ماهو أفضل كتاب في إعراب القرءان؟
ـ[بو الوليد]ــــــــ[24 - 03 - 03, 07:31 م]ـ
1 - تفسير الصحابي للآية، هل يعتبر حجة يجب الأخذ بها؟ خصوصاً إذا لم يتابعه عليه أحد.
2 - إذا اختلف في التفسير اثنان من الصحابة، أحدهما ابن عباس؛ هل يجب الأخذ بقول الحبر؟ أم ينظر في ذلك إلى القرائن، كمطابقة ظاهر اللغة، والمعلوم من خطاب الشارع، ونحو هذا؟
3 - الإعجاز الرقمي في القرآن، ما حكمه؟
ـ[العوضي]ــــــــ[26 - 03 - 03, 11:13 م]ـ
اعتذر لسؤالي مرة أخرى
س- اذا طلب منك شخصاً إفادته حول رسالة ماجستير فبماذا تنصحه؟
س- وإذا طلب منك إفادته حولة رسالة في الدكتوراه فبماذا تنصحه؟
والذي أقصده ستنصحه بالكتابة في اي موضوع او تحقيق اي كتاب
س- هل القراءات السبعة هي الأحرق السبعة؟ والقول الراجح فيها
س- هل تنصح بقراءة تفاسير مثل تفسير الزمخشري و الرازي بالنسبة لشخص مبتدأ في هذا العلم؟
س- ما رأيك بكتاب الشيخ عبدالكريم الحميد (الفرقان في بيان إعجاز القرآن)
لدي طلبان وأرجوا إيصالهما للشيخ حفظه الله:
1 - أننا نريد طباعة كتبه على الوورد وجلعها في مكتبة الموقع عندنا فهل يمكننا ذلك؟
2 - كنا نريد من الشيخ بأن يزودنا بمقالات بشكل مستمر كل اسبوع او اسبوعين لجعلها في ملتقى أهل القرآن فهل يمكنه ذلك؟
والسلام عليكم ورحمة الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/255)
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[27 - 03 - 03, 08:06 ص]ـ
الشيخ الفاضل مساعد الطيار (حفظه الله ورعاه وبارك فيه):
1) ما رأيكم (وفقكم الله) فيما انتشر هذه الأيام من قيام بعض الباحثين بجمع شروح بعض الأئمّة لآيات متعدّدة في رسالة وتسميتها بـ "تفسير الإمام الفلاني"؟ حيث أنّ أغلب كلام ذلك الإمام لا يكون تفسيراً مستقصياً للآيات، ولكن كلاماً مجملاً فيها.
2) تناقش الإخوة في الملتقى حول صحة نسبة الكثير من تفسيرات ابن عباس (رضي الله عنهما) إليه، وخصوصاً تلك التي من طريق علي بن أبي طلحة عنه. فما قول فضيلتكم في ثبوت التفسير عنه؟
3) هل بالإمكان أن يأتي متأخّر بتفسير معتبر لآية غفل عنه المتقدّمون؟ وهل ترون تبايناً منهجياً بين المتقدّمين والمتأخرين والمعاصرين في تفسير القرآن الكريم؟
جزاكم الله خيراً وأحسن الله إليكم.
ـ[طالب الحقيقة]ــــــــ[27 - 03 - 03, 06:44 م]ـ
فضيلة الشيخ حفظه الله تعالى:
ماهو أفضل مختصر لتفسير ابن كثير؟
ـ[المحيميد]ــــــــ[30 - 03 - 03, 10:49 م]ـ
س1:
ماحكم مس أوراق المصحف دون أن يمس كلام الله تعالى؟؛ وهو محدث حدثا أصغر.
وتكملة للسابق .. وكذلك: ماحكم مس غلافه الخارجي؟ وهو محدث حدثا أصغر.
====
س2:
هل يجوز للمحدث حدثا أصغر أن يمس آية من كلام الله تعالى في غير المصحف؟ -كأن تكون في كتاب موعظة ... مثلا.
====
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابن الجزري]ــــــــ[31 - 03 - 03, 04:00 ص]ـ
ما هو الحرف الذي كتب به مصحف عثمان رضي الله عنه؟ وما هو مفهوم التواتر والأحاد في علم القراءات؟ وما هو وجه الاتفاق والاختلاف بين مفهوم التواتر والأحاد في علم الحديث وعلم القراءات؟
ما هي عقيدة الأشاعرة في كيفية تلقي جبريل عليه السلام القرآن من سماء الدنيا والنزول به إلى سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام؟
ما هو رأي أهل العلم في الحكمة في نسخ آية الشيخ والشيخة؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبد السلام هندي]ــــــــ[01 - 04 - 03, 01:12 م]ـ
السلام عليكم
هل توجد دراسة أو بحث خاص بتفسير سورة الأنعام بحيث أجد فيه أسباب النزول مخرجة بشكل دقيق .. ؟
ـ[أبو الوليد الجزائري]ــــــــ[01 - 04 - 03, 09:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله شيخنا الفاضل يشكل علي القول بمنع المجاز في اللغة او في القرآن الكريم وكما يقول الامام محمد الامين الشنقيطي رحمه الله؛ومن اوضح الادلة في ذلك ان جميع القائلين بالمجاز متفقون على ان من الفوارق بينه و بين الحقيقة ان المجاز يجوز نفيه باعتبار الحقيقة،دون الحقيقة فلا يجوز نفيها، فتقول لمن قال رايت اسدا على فرسه،هو ليس باسد وانما هو رجل شجاع،والقول في القرآن بالمجاز يلزم منه ان في القرآن ما يجوز نفيه،وهو باطل قطعا، وبهذا الباطل توصل المعطلون الىنفي صفات الكمال والجلال الثابتة لله تعالى في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم،بدعوى انها مجاز ....... هذا كلام العلامة الامين رحمه الله ولم يتبين لي وجه الانكار فيمن نفى شيئا من الحقيقة عن كلام سيق مساق المجاز فاذا نفي احدهم شيئا من المجاز في القران باعتبار الحقيقة فمن السهل ان نقول له نعم نفيك صحيح باعتبا الحقيقة اما باعتبار المجاز فلا و الكلام مساق مساق المجاز فلماذا تحاكمه بالحقيقة وهذا واضح ثم ان ما ذكره الشيخ من المعطلة فغير لازم لان كثيرا من اهل السنة يقولون بالمجاز ولم يلزمهم تعطيل الصفات الالهية لسبب سهل وهو أن حمل الكلام على المجاز يحتاج الى قرينة موجبة لذلك وما ادعاه المعطلة من دفع شبهة التشبيه ننازعهم في دعواهم الموهومة. وعلى فرض انا اخترنا القول بنفي المجاز وارجعنا الكلام كله الى الحقيقة فخصومنا المعطلة يسهل عليهم التنزل معنا فيقولون هذا الذي قلناه من التاويل هو من الحقيقة وهواسلوب عربي سمه مجازا او احد شقي الحقيقة دلت عليها قرينة هو خلاف لفظي كما يرجح بعض الائمة كابن قدامة المقدسي رحمه الله فكون المجاز هو الحمار الذي ركبت عليه المعتزلة والمعطلة لا يلزم منه نفي المجاز (ولا اظن انه يوجد في الحقيقة حمارا اسمه المجاز يركب عليه المعطلة اما في المجاز فيوجد غير ان شيخ الاسلام صاحب هذا القول لايقول بالمجاز) اما قضية (النقل من الوضع الاول .... ) فلم يتضح لي نفي اسلوب عربي من خلال تعريف تواضع عليه بعضهم ..... هذا ما دار في خلدي مع اعترافي بسوء فهمي وقصوره فارجو من شيخنا الفاضل التكرم بتوضيح هذه القضيةولكم مني جزيل الشكروالدعاء والله يجزيكم خير الجزاء
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[02 - 04 - 03, 03:07 ص]ـ
بلرك الله في اخواني ..... هل الاجابات تذهب الى صندوق الرسائل الخاصة؟
أم أن الشيخ سيجيب عليها بعد ذلك؟
ـ[الرايه]ــــــــ[02 - 04 - 03, 04:34 م]ـ
بارك الله في الشيخ
ما رأيكم حفظكم الله في طبعة تفسير ابن جرير الطبري بعناية احمد و محمود شاكر مقارنة بطعة د. التركي الحديثة لتفسير الطبري
ووفقكم الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/256)
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[03 - 04 - 03, 01:00 م]ـ
فضيلة الشيخ / سلمك الله
هل الخلاف في مسألة (المعرّب) خلاف لفظي أم له ثمرة، وما هو القول الصحيح في تو جيه الأثار المتعارضة في هذه المسألة؟
ـ[البلقيني]ــــــــ[03 - 04 - 03, 10:18 م]ـ
فضيلة الشيخ حفظه الله تعالى
ما رأيكم في تفسير البيضاوي؟ وما منهجه في التفسير؟ وما أفضل الحواشي المطبوعة عليه؟ وما عقيدته؟ وفقكم الله
س2 ما رأيكم في تفسير التحرير والتنوير؟
س3 ما الطريقة الفضلى لقراءة تفسير أضواء البيان.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[07 - 04 - 03, 07:31 م]ـ
ما هو تقييمكم لكتاب [مناهل العرفان في علوم القرءان] للزرقاني؟ و بارك الله فيكم
ـ[الرايه]ــــــــ[18 - 04 - 03, 04:45 م]ـ
فضيلة الشيخ مساعد ..... بارك الله فيكم
س 1 / ما درجة أهمية كتب التفسير الحديثه وممكن أن يقال ما الزيادة فيها على ما سبقها؟
س 2 / أرغب ان تحدثونا عن كتاب الشيخ عبد الرحمن الدوسري (((صفوة الآثار والمفاهيم))) بماذا امتاز، وهل سيعاد طبعه، وهل ما طبع منه هو الموجود ام ان هناك جزء منه لم يطبع؟
وجزاكم الله خير
ـ[ابو الحارث حكيم]ــــــــ[21 - 04 - 03, 06:21 م]ـ
شيخنا الفاضل أريد منكم تعريف و منهج التفسير الموضوعي
و هذا سؤال ملح لأنني لم اقتنع بما قرأت بعد(1/257)
طبع أقدم كتب الوقف و الابتداء و ..
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[23 - 03 - 03, 04:41 م]ـ
بسم الله الرَّحمَن الرَّحِيم
طبع كتاب من أقدم كتب الوقف و الابتداء للإمام أبي جعفر محمد بن سعدان النحوي الضرير المقرئ، (ت: 231هـ). قرأ على سليم واليزيدي و إسحاق المسيبي وحدث عن أبي معاوية و ابن إدريس الأودي و طائفة. ومن حَّدث عنه عبد الله بن الإمام أحمد. وثقه الخطيب البغدادي وغيره. ونقله لذهبي رحمه الله.
وفي كتابه فوائد في الحديث و النحو فإنه من أقران أحمد و ابن المديني في السن. وغالب معرفته فبالنحو و علوم القرآن. ترجمته: في طبقات النحويين واللغويين: 139 و الفهرست:359 و تاريخ بغداد: 5/ 324 و معجم الأدباء: 18/ 201 – 202 و طبقات القراء للذهبي: 1/ 431 و غاية النهاية 2/ 143.
وهذه صورة إفادة طبعه نقلا عن موقع ثمرات المطابع.
الوقف والابتداء في كتاب الله عزوجل
تأليف: محمد بن سعدان الكوفي الضرير (161 - 231هـ)
تحقيق: محمد خليل الزروق
مراجعة: عزالدين بن زغيبة
النسخ المعتمدة في التحقيق: اسم الناسخ: يوسف بن إسماعيل بن محمد الشافعي الصرخدي تاريخ النسخ: لم يذكر. نوع الخط وصفته: نسخ واضح كبير، خال من الضبط ومن الهمز، وأكثره منقوط، وأسماء السور في الكتاب الأول، والعناوين والفصول ونحوها بالحمرة. مقاس الورقة: 13×17.5 مقاس النص: 8.5×13.5 عدد الأوراق: 115ورقة معدل عدد الأسطر في الصفحة:17 سطراً معدل عدد الكلمات في السطر: 9 كلمات ملاحظات: النسخة فيها سقط وتحريفات كثيرة مصدره: مكتبة جامعة قاريونس ببنغازي في ليبيا رقمه: 1507 ضمن مجموع يتضمن ستة كتب جاء كتابنا هذا ثانيها
الناشر: مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث - دبي - الإمارات العربية المتحدة
رقم الطبعة: الأولى
تاريخ الطبعة: 31/ 12/2002
تنبيه:
الوقف والابتداء: لمحمد بن إبراهيم بن محمد بن سعدان، (ت:231 هـ) المقرئ الكوفي النحوي. هو نفسه محمد بن سعدان و أخطأ صاحب معجم المؤلفين: 3/ 39 فكرره ظنا أنهما مختلفين، تقليدا لصاحب هدية العارفين 2/ 12 وإيضاح المكنون 2/ 321 ثم قلده كل من كتب فيما أعلم من المعاصرين في المصنفات في الوقف و الابتداء حتى أنهم في الفهرس الشامل لتراث العربي والإسلامي إصدار المجمع الملكي الأردني لبحوث الحضارة الإسلامية -مخطوطات التجويد - ص 201 (23) و في كشاف المؤلفين فيه ص222 قلدوه أيضا في التفريق بينهما؟؟. و إنما قلت أنه هو الذي قبله لاتفاقهما في الوفاة والاسم، وكونهما كوفيين ولأن الذين ترجموه ذكروا أن لابن سعدان الضرير الكوفي كتابا في القراءات ومختصرا في النحو وكذلك ذكر صاحب إيضاح المكنون وهدية العارفين اسماعيل باشا لهذا كتابا في القراءات ومختصرا في النحو، وعليه فلا وجه لتكرير صاحب معجم المؤلفين للترجمة المذكور في محمد بن إبراهيم بن محمد بن سعدان؟ فذلك من أوهامه، و كان الصحيح أن يقتصر على ترجمته في محمد بن سعدان كما صنع الأئمة في ترجمتهم له، ثم ينبه على ما في هدية العارفين من الوهم.
و معلوم أن صاحب هدية العارفين لتأخره لا يمكن أن يستقل بترجمة مثل هذا العالم المتقدم بحيث لا توجد في مظانها عند غيره، فلا شك أنه وهم في زيادة اسم والده، فقلده صاحب معجم المؤلفين في ذلك.
ثم قلدهم من قلدهم و الله المستعان.
ورجائي من الإخوة الذين لديهم حصلوا على الكتاب أن يبينوا لنا ماذا قال محقق الكتاب في هذه النقطة و إذا كان هناك ما يستحق التنبيه فليذكروه مشكورين فالكتاب لم أره بعد.
(وفي الفهرس الشامل لتراث العربي والإسلامي لإصدار المجمع الملكي الأردني لبحوث الحضارة الإسلامية -مخطوطات التجويد - ص 201 (23) أنه النسخة الموجودة في ليبيا تعود لسنة 790هـ، وهي التي طبع عليها الكتاب).
إذا تكرمتم
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[23 - 03 - 03, 10:30 م]ـ
تنبيه:
تنبيه:
الوقف والابتداء: لمحمد بن إبراهيم بن محمد بن سعدان، (ت:231 هـ) المقرئ الكوفي النحوي. هو نفسه محمد بن سعدان و أخطأ صاحب معجم المؤلفين: 3/ 39 فكرره ظنا أنهما مختلفين، تقليدا لصاحب هدية العارفين 2/ 12 وإيضاح المكنون 2/ 321 ثم قلده كل من كتب فيما أعلم من المعاصرين في المصنفات في الوقف و الابتداء حتى أنهم في الفهرس الشامل لتراث العربي والإسلامي إصدار المجمع الملكي الأردني لبحوث الحضارة الإسلامية -مخطوطات التجويد - ص 201 (23) و في كشاف المؤلفين فيه ص222 قلدوه أيضا في التفريق بينهما؟؟. و إنما قلت أنه هو الذي قبله لاتفاقهما في الوفاة والاسم، وكونهما كوفيين ولأن الذين ترجموه ذكروا أن لابن سعدان الضرير الكوفي كتابا في القراءات ومختصرا في النحو وكذلك ذكر صاحب إيضاح المكنون وهدية العارفين اسماعيل باشا لهذا كتابا في القراءات ومختصرا في النحو، وعليه فلا وجه لتكرير صاحب معجم المؤلفين للترجمة المذكور في محمد بن إبراهيم بن محمد بن سعدان؟ فذلك من أوهامه، و كان الصحيح أن يقتصر على ترجمته في محمد بن سعدان كما صنع الأئمة في ترجمتهم له، ثم ينبه على ما في هدية العارفين من الوهم.
و معلوم أن صاحب هدية العارفين لتأخره لا يمكن أن يستقل بترجمة مثل هذا العالم المتقدم بحيث لا توجد في مظانها عند غيره، فلا شك أنه وهم في زيادة اسم والده، فقلده صاحب معجم المؤلفين في ذلك.
ثم قلدهم من قلدهم و الله المستعان.
ورجائي من الإخوة الذين لديهم حصلوا على الكتاب أن يبينوا لنا ماذا قال محقق الكتاب في هذه النقطة و إذا كان هناك ما يستحق التنبيه فليذكروه مشكورين فالكتاب لم أره بعد.(1/258)
فوائد علمية من سورة (الطلاق) آمل الاستفادة منها.
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[02 - 04 - 03, 11:41 م]ـ
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام علي رسول الله.
وبعد
فهذه بعض الفوائد من سورة (الطلاق) سأذكرها فائدة فائدة، و أسأل الله تعالى أن تكون مفيدة لإخواني وفقهم الله.
المسألة الأولى: سبب نزول سورة الطلاق
في سبب نزول سورة الطلاق عدة أقوال:
القول الأول: أنها نزلت حين طلق النبي صلى الله عليه وسلم حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، قاله أنس بن مالك رضي الله عنه. (1)
استدل هذا القول بما يلي:
ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة فأتت أهلها، فأنزل الله تعالى: {يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن} فقيل له راجعها فإنها صوامة قوامة، وهي من أزواجك في الجنة) (2)
وما رواه عاصم بن عمر رضي الله عنه: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلق حفصة بنت عمر بن الخطاب ثم ارتجعها) (3)
قال ابن كثير: (وقد ورد من غير وجه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلق حفصة ثم راجعها). (4)
القول الثاني: أنها نزلت في عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما: وذلك أنه طلق امرأةً له حائضا فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يُراجعها ثم يُمسكها حتى تطهر، وهذا القول قال به السدي.
استدل هذا القول بما رواه عبدالله بن عمر رضي الله عنهما: (أنه طلق امرأته وهي حائض على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأل عُمر بن الخطاب رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {مُرهُ فليراجعها ثم يُمسكها حتى تطهُر ثم تحيض ثم تطهر، ثم إن شاء أمسك بعدُ وإن شاء طلق قبل أن يَمسَّ، فتلك العدة التي أمر الله أن يُطلق لها النساء}. (5)
القول الثالث: أنها نزلت في أبي ركانة.
بدليل ما رواه عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: (طلق عبد يزيد أبو ركانة أم ركانة، ثم نكح امرأةً من مُزينة، فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله ما يُغني عني إلا ما تُغني عني هذه الشعرة – لشعرة أخذتها من رأسها – فأخذت رسول الله صلى الله عليه وسلم حميةٌ عند ذلك فدعا ركانة و إخوته، ثم قال لجلسائه: {أترون كذا من كذا؟} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد يزيد: {طلقها} ففعل، فقال لأبي ركانة: {ارتجعها} فقال: يارسول الله إني طلقتها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {قد علمت ذلك فارتجعها} فنزلت: {يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن}.
أخرجه بهذا اللفظ الحاكم في مستدركه وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. (6)
والصحيح أن هذا القول ضعيف جدا.
ففي إسناده:محمد بن عُبيدالله بن أبي رافع.
قال البخاري فيه: (منكر الحديث).
وقال ابن معين: (ليس بشيء هو وابنه معمر) (7)
وقال أبو حاتم الرازي: (ضعيف الحديث منكر الحديث جدا ذاهب) (8)
وقال ابن عدي: (كوفي، ويروي عنه الكوفيون وغيرهم، وهو في عِداد شيعة الكوفة، ويروي من الفضائل أشياء لا يُتابع عليها) (9)
وضعفه أيضا الدارقطني. (10) والعقيلي. (11)
وقال الذهبي: (ضعفوه) (12)
وقال الذهبي أيضاً في تلخيص المستدرك: (محمد بن عبيد الله بن أبي رافع واهٍ، والخبر خطأ، عبد يزيد لم يُدرك الإسلام). (13)
القول الرابع: أنها نزلت في عبدالله بن عمر، أو عبدالله بن عمرو، وعيينة بن عمرو، وطفيل بن الحارث، وعمرو بن سعيد بن العاص.
وليس لهذا القول دليل، ذكر هذا القول ابن العربي المالكي وضعفه. (14)
القول الخامس: أنه لا يوجد سبب نزول لهذه الآيات الكريمة، وإنما نزلت لبيان شرع مُبتدأ، ذكر هذا القول الإمام أبو بكر بن العربي وصححه قائلاً: (والأصح فيه أنها بيان لشرع مُبتدأ) (14)
قال الإمام محمدالأمين الشنقيطي: (وعلى كل حال فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب كما هو معلوم) (15)
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=
المسألة الثانية: متى نزلت هذه السورة؟
أجمع أهل العلم بالتفسير أن سورة الطلاق نزلت بالمدينة، وأن السورة بكاملها مدنية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/259)
أخرج ابن الضريس وابن النحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال: (نزلت سورة الطلاق بالمدينة)
وقد ورد عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أنه كان يُسمي سورة الطلاق أيضا (بسورة النساء القُصرى) أي القصيرة، وذكر أنها نزلت بعد سورة البقرة.
بدليل مارواه البخاري في صحيحه عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: (لنزلت سورة النساء القُصرى بعد الطولى {وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن}. (16)
قال الحافظ ابن حجر: (أي سورة الطلاق بعد سورة البقرة) (17)
ورى النسائي من طريق: زهير، عن أبي إسحاق، عن الأسود، ومسروق، وعَبيدة، عن عبدالله: (أن سورة النساء القُصرى نزلت بعد البقرة) (18)
وروى أيضا من طريق: شَرِيك، عن أبي إسحاق، عن عبدالرحمن بن يزيد: أن ابن مسعود قال: (القُصرى نزلت بعد سورة البقرة {وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن} (19)
0=0=0=0=0=0=0=0=0=0=0
(1) انظر تفسير زاد المسير لابن الجوزي (8/ 287)
(2) عزاه ابن كثير في تفسيره لابن أبي حاتم، انظر تفسير ابن كثير (4/ 340)
(3) رواه الإمام أحمد في مسنده (3/ 478 رقم 15904)
(4) تفسير ابن كثير (4/ 340)
(5) رواه الإمام مالك في الموطأ: كتاب الطلاق (ص 451 رقم 53)
والإمام أحمد في مسنده (2 رقم الحديث 450، 5026، 5122، 5165، 5269، 5271، 5273، 5322)
والبخاري في صحيحه: كتاب الطلاق: باب قوله تعالى: {يا أيها النبي إذا طلقتم النساء} (ص 1138 رقم)
ومسلم في صحيحه: كتاب الطلاق: باب تحريم طلاق الحائض بغير رضاها وأنه لو خالف وقع الطلاق ويؤمر برجعتها (ص 776 رقم 1471)
وأبو داود: كتاب الطلاق: باب في طلاق السنة (ص 334 رقم 2179)
والترمذي: كتاب الطلاق واللعان: باب ما جاء في طلاق السنة (ص 341 رقم 1176)
والنسائي: كتاب الطلاق: باب وقت الطلاق للعدة التي أمر الله عز وجل أن تُطلق لها النساء (ص 495 رقم 3391)
وابن ماجه: كتاب الطلاق: باب طلاق السنة (ص 338 رقم 2019)
(6) أخرجه الحاكم في مستدركه: كتاب التفسير: تفسير سورة الطلاق: (2/ 533) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
(7) التاريخ الكبير للإمام البخاري (1/ 171)
(8) الجرح والتعديل لأبي حاتم الرازي (1/ 2 رقم الترجمة 6)
(9) الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي (6/ 114 رقم الترجمة 1624)
(10) كتاب الضعفاء والمتروكين للدارقطني (ص 147 رقم الرتجمة 451)
(11) الضعفاء الكبير للعقيلي (4/ 104)
(12) ميزان الاعتدال في نقد الرجال للإمام الذهبي (3/ 635)
(13) انظر التلخيص للذهبي في هامش المستدرك للحاكم (2/ 533)
(14) انظر أحكام القرآن لابن العربي المالكي (4/ 1823)
(15) انظر أضواء البيان للشنقيطي (8/ 353)
(16) أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب التفسير: باب سورة الطلاق (رقم الحديث 4910)
(17) انظر فتح الباري لابن حجر (8/ 524)
(18) أخرجه النسائي في سُننه الكبرى: كتاب التفسير: باب قوله {وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن} (رقم الحديث 11604)
(19) أخرجه النسائي في سُننه الكبرى: كتاب التفسير: باب قوله {وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن} (رقم الحديث 11605)
ـ[بو الوليد]ــــــــ[03 - 04 - 03, 04:45 م]ـ
الأخ صقر بارك الله فيك ..
أهم شئ في مثل هذه المواضيع الاختصار على قدر الحاجة ..
وموضوعك مختصر مفيد جزاك الله خيراً.
وحبذا من الإخوة مراعاة ذلك في مواضيعهم.(1/260)
بشرى .. صديق جديد لملتقى أهل الحديث .. ملتقى أهل التفسير
ـ[أبو معاذ النجيب]ــــــــ[03 - 04 - 03, 02:32 م]ـ
تم بفضل الله تعالى إطلاق موقع جديد على غرار هذا الملتقى المبارك لكنه خاص بعلم التفسير وما يتعلق به من علوم القرآن ويشرف عليه فضيلة الشيخ / عبد الرحمن الشهري حفظه الله، وهو يدعو كل من له عناية أو بحوث متعلقة بهذا المجال للمشاركة والنفع وتجدونه على هذا الرابط www.tafsir.net
وقد أحببت أن أضع بين أيديكم ما ذكره فضيلته في رسالة الملتقى لتكون بمثابة التعريف بهذا الجهد المبارك؛ والله المسئول أن يبارك في الجهود وينفع بها .. آمين
ـ[أبو معاذ النجيب]ــــــــ[03 - 04 - 03, 02:33 م]ـ
رسالة الملتقى
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وببركة عونه تتكامل الأعمال والحسنات، والصلاة والسلام على أشرف خلقه، وخاتم أنبيائه، سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وأصحابه الذين بلغوا لنا هذا الدين على أكمل وجه فجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، أما بعد:
فإن من أجلِّ العمل الصالح، والعلم النافع خدمة كتاب الله، والاشتغال بنشر علومه، وتسهيل سبل الانتفاع بها. وقد تفنن العلماء في كل عصر برعايتها، والعناية بها تفنناً عجباً، يكاد يكون مختصاً بها، فألفوا كل ما يعزز علوم القرآن الكريم وتفسيره، ويحفظها ويحافظ عليها، في نقلها وضبطها، وتحملها وتبليغها، ونشرها وإشاعتها. وفي كل عصر يتجدد من أنواع حفظ القرآن الكريم ما يصدق وعده سبحانه وتعالى بقوله: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).
وقد ظهرت الشبكة العنكبوتية للعالم، فتوجسنا منها خيفة، وحذر كثير من أهل العلم منها، خوفاً من شرها، وما تحمله من السموم والأخطار على الأمة المسلمة، ثم شاء الله سبحانه وتعالى أن تكون هذه الشبكة من أفضل الوسائل للدعوة إلى الله، ومن أنجع السبل لنشر الخير، وتبليغه للناس في أنحاء العالم، بأسهل طريق، وأيسر جهد. وقد بدأت المواقع الإسلامية الجادة تأخذ مكانها اللائق بها على هذه الشبكة، وجزى الله من قام على مثل تلك المشروعات الدعوية والعلمية الجادة خيراً.
وقد كانت فكرة إنشاء ملتقى متخصص في تفسير القرآن الكريم بالدرجة الأولى ليكون ملتقى للمتخصصين وطلاب العلم، يناقش مسائله المطروحة للنقاش بعمق علمي، ومسؤلية كاملة في تحمل وتبليغ العلم تشغل الذهن منذ زمن، ثم شاء الله أن يتأخر العمل في هذا الملتقى حتى الآن، وقد تم التشاور في ذلك مع نخبة من المتخصصين الجادين.
وقد وعد الكثير من المتخصصين خيراً بالمناقشة، واستبشروا بمثل هذا الملتقى، والهدف الذي نسعى إليه هو خدمة كتاب الله، وخدمة أبناء الأمة الإسلامية في أنحاء العالم؛ ليكون لهم هذا الملتقى موقعاً موثوقاً في علم التفسير، يأخذون منه العلم وهم مطمئنون لسلامة الطرح، ووضوح المنهج.
والمواقع التي تعنى بالقرآن الكريم على الشبكة العالمية كثيرة ومتنوعة ولله الحمد، وبعضها يكمل بعضاً، ولذلك كان الحرص على أن يكون هذا الموقع متخصصاً في التفسير بالدرجة الأولى وما يتعلق به من علوم القرآن في الدرجة الثانية؛ لأن التخصص أدعى إلى تركيز الجهود، ووضوح الرؤية وعمقها وهذا ما نسعى إليه، وهو الأمر الذي سيدعونا للمواصلة والاستمرار إن شاء الله.
وسوف نحرص على متابعة الجديد في هذا التخصص إن شاء الله – بالتعاون مع المواقع الأخرى على الشبكة من مكتبات ودور نشر ومواقع حوارية أخرى، ونظرتنا ليست نظرة مستعجلة، فمع الوقت تتكامل الجهود، وتتطور الإمكانيات، وإذا صدق العزم، وخلصت النية، تكللت الجهود بالنجاح بإذن الله.
ورجائي من الإخوة الكرام أن يسجلوا بأسماءهم الصريحة ولا سيما المتخصصين لأن ذلك أدعى إلى إعطاء النقاش قيمة أكبر، وأدعى لحفظ حقوق الباحثين المشاركين في المناقشات، وإن أرادوا التسجيل بأسماء مستعارة فالأمر متروك لهم، وأرجو أن تكون أسماء ذات دلالات علمية مُوحية، لا كما نلاحظه في بعض المنتديات من الأسماء الغريبة وفقكم الله جميعاً.
كما أود في الختام أن أدعو كافة الزملاء والمطلعين على هذا الملتقى أن يساهموا معنا بما يرونه نافعاً، فغرضنا الأول والأخير هو خدمة هذا العلم والاستفادة بقدر المستطاع، ولولا هذا الأمل الذي نسعى إليه، ما تكلفنا القيام بإنشاء هذا الملتقى ولا فكرنا فيه. فنحن نعلم قيمة وقت طالب العلم، وأن الوقت أثمن من أن يقضيه طالب العلم كله وراء الشاشة، ولكن لا بأس بشيء من الوقت ينفع به طالب العلم نفسه أولاً، وإخوانه المسلمين ثانياً، ولا سيما أن هذه الشبكة تربط طلاب العلم من شتى أنحاء العالم، وأرجو إن شاء الله أن أرى المشاركين في هذا الملتقى من أنحاء العالم حتى نشعر جميعاً بهذه الروح والأخوة الإسلامية.
سنحرص على نشر هذا الملتقى بقدر المستطاع، ونرجو من الإخوة الذين يشاركوننا هذا الاهتمام المساعدة في ذلك، والله الموفق لكل خير، وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.(1/261)
المطبوع الجديد في التفسير و علومه و مدارسه مع التعريف بها بالتفصيل
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[04 - 04 - 03, 03:02 م]ـ
افتح الرابط:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?s=&threadid=33&perpage=15&pagenumber=1
ـ[الرايه]ــــــــ[04 - 04 - 03, 05:07 م]ـ
جزاك الله خير على هذا الموضوع وعلى الموقع أيضاً
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[05 - 04 - 03, 07:00 م]ـ
و جزاك الله كذلك خيرا
و هذه مجموعة أخرى من الكتب
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?s=&threadid=33&perpage=15&pagenumber=2(1/262)
التفسير الموضوعي
ـ[ابو الحارث حكيم]ــــــــ[12 - 04 - 03, 06:06 م]ـ
الشيخ الفاضل قرأت كتبك فصول في أصول التفسير و مفهوم التفسير
و قرأت جزء من رسالتك التفسير اللغوي و أريد منكم شيخنا
تعريف و منهج التفسير الموضوعي و هذا سؤال ملح عسى أن أجد ما يشفي الغليل
و بارك الله فيك و في أعمالك(1/263)
تفسير مجاهد
ـ[المنصور]ــــــــ[12 - 04 - 03, 10:54 م]ـ
هل من جديد حول نسبة تفسير مجاهد إليه، أم أنه تفسير آدم بن أبي إياس؟
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[13 - 04 - 03, 12:46 ص]ـ
الذي يظهر أخي الفاضل (المنصور) أن التّفسير لمجاهد بن جبر، وفيه زوائد لآدم بن أبي إياس العسقلاني راوي الكتاب، وينظر كتاب (منهج المتقدمين في التدليس) للشيخ ناصر الفهد، ترجمة ابن أبي نجيح ..
وقد أثبت التفسير ونقل منه جمع غفير من المفسرين كالطبري وابن أبي حاتم، وعبد بن حميد، وابن المنذر وغيرهم
والله أعلم ..
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[13 - 04 - 03, 08:46 ص]ـ
أخي المنصور ..
هذا الكتاب انتهيت منه بفضل الله قبل سنوات و سيرى النور قريبا- إن شاء الله، و هو تفسير آدم عن ورقاء، و لآدم زيادات كثيرة عليه من غير رواية ورقاء، و ما كتب على وجهه خطأ من المحقق، حيث سقطت من الورقة الأولى للجزء الأول منه جملة تفسير ورقاء المثبتة على كل أجزاء الكتاب و بقيت جملة: أبن أبي نجيح عن مجاهد، و قد شرحت كل هذا مبينا صحة نسبته إلى المؤلف و راويه آدم بن أبي إياس، و خرجت آثاره و أحاديثه، لا سيما من روى من طريق الكتاب نفسه، و الكتاب ليس له إلا نسخة واحدة، هي عندي بحمد الله
و أرجو من الله أن تكون طباعته قريبة و الله الموفق.
ـ[المنصور]ــــــــ[16 - 04 - 03, 02:40 م]ـ
آمل منك ياشيخنا أبا تيمية مراجعة بريدك الخاص في الملتقى
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[14 - 05 - 07, 11:50 م]ـ
التفسير المطبوع باسم ((تفسير مجاهد))
في سنده كذاب وأظن انه الراوي عن الحافظ ابن ديزيل
وقد كنت مقالاً عن هذا وفقد
ـ[القندهاري]ــــــــ[15 - 05 - 07, 09:44 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أ. د.ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[15 - 05 - 07, 06:56 م]ـ
بارك الله فيك أبا تيمية وأعانك
ـ[جلول سالمي]ــــــــ[30 - 04 - 08, 08:13 م]ـ
أخي الكريم: هل تفسير مجاهد الذي في الشاملة كامل أم ناقص،؟ وه أستطيع أن أأكد عدم وجوده فيه من خلال الشاملة إذا لم أجده؟
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[19 - 08 - 08, 09:06 م]ـ
هذا التفسير أكثره مروي عن مجاهد
ولذلك شاعت تسميته بتفسير مجاهد
ولما رأى بعض أهل العلم بعض المرويات فيه عن غير مجاهد كما روى عن الحسن وأبي هريرة من غير طريق مجاهد ووجدوا تلك الأسانيد من رواية آدم بن أبي إياس ظنوا أنه تفسير آدم ابن أبي إياس
وهو في الحقيقة تفسير عبد الرحمن بن الحسن الهمداني (ت:352 هـ)
وفيه مرويات من غير طريق آدم بن أبي إياس
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[19 - 08 - 08, 10:30 م]ـ
وهو في الحقيقة تفسير عبد الرحمن بن الحسن الهمداني (ت:352 هـ)
وفيه مرويات من غير طريق آدم بن أبي إياس
الهمذاني بالذال المعجمة
وهو مضعف عند أهل الحديث(1/264)
سؤال حول نزول القرءان، هل هو على المجاز
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[13 - 04 - 03, 04:58 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .. إخواني الكرام، ما ردكم على من يقول بأننا لا يمكن أن نحمل لفظ (إنزال القرءان) على حقيقته التي هي الانحدار من علو الى سفل، أو الحلول و الأوي في مكان، زاعما أن ذلك يستلزم المكانية و الجسمية للقرءان، و القرءان ليس جسما حتى ينزل من مكان أو يحل في مكان؟
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[13 - 04 - 03, 09:48 م]ـ
مع العلم بأنهم حملوا معنى الانزال ـ أي المعنى المجازي ـ على أنه [الإعلام] فالله تعالة قد أنزل القرءان على نبيه ـ صلى الله عليه و سلم ـ أي: أعلمه به
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[14 - 04 - 03, 04:44 م]ـ
وهذا القائل بعدم الحمل على الحقيقة على ماذا يحملها؟؟؟ وما هي
القرينة عنده؟؟؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 - 04 - 03, 08:45 م]ـ
سأل بعض الإخوة هذا السؤال في ملتقى أهل التفسير وأجبته بما يلي:
أولاً: الجواب عن الشبهة حول نزول القرآن كما يبدو لي، وأرجو من الإخوة المشاركة.
معنى النزول في لغة العرب
النُزول في أصل استخدامه اللغويِّ هو الانحطاطُ من عُلوٍّ إلى سفل، فتقول نزل فلان من الجبل، ونزل عن الدابة.
ويطلق على الحلول، فيقال: نزل فلان في المدينة أي حل بها، والإنزال:الإحلال، قال تعالى: (رب أنزلني منزلاً مباركاً وأنت خير المنزلين).
ولم يرد الإنزال في اللغة العربية بمعنى الإعلام في ما اطلعت عليه من معاجم اللغة ولا في كتب مفردات القرآن.
معاني النزول في القرآن الكريم
وقد وردت مادة نزل في القرآن الكريم بتصريفاتها المختلفة حيث بلغت أربعة وأربعين تصريفاً في مائتين وخمس وتسعين آية، وقد جاء النزول في القرآن الكريم على ثلاثة أنواع:
الأول: نزول مقيد بأنه من الله جل وعلا.
الثاني: نزول مقيد بأنه من السماء.
الثالث: نزول مطلق غير مقيد بهذا أو بذاك.
النوع الأول وهو المقيد بأنه من عند الله اختص بالقرآن الكريم فلم يرد إلا معه في آيات كثيرة. مثل:
(قل نزله روح القدس من ربك بالحق).
(تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم).
(حم * تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم).
(حم * تنزيل من الرحمن الرحيم).
(تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين).
(تنزيل من رب العالمين).
وهذا التنصيص بأنه من الله جل وعلا، وتخصيص القرآن بذلك له دلائله:
- ففيه بيان أنه منزل من الله لا من مخلوقات الله، كما تقول بذلك بعض الطوائف.
- وفيه بيان بطلان القول بخلق القرآن.
- وفيه بطلان القول بأنه فاض على نفس النبي صلى الله عليه وسلم من العقل الفعال أو غير ذلك من أقاويل أهل الكلام. [فتاوى ابن تيمية12/ 120].
يقول ابن تيمية: (فعلم أن القرآن العربي منزل من الله لا من الهواء، ولا من اللوح، ولا من جسم آخر، ولا من جبريل، ولا من محمد ولا غيرهما .. ). الفتاوى 12/ 126
واختيار مادة النزول وما تصرف منها للكلام عن مصدر القرآن الكريم فيه تشريف وتكريم لهذا الكتاب وبيان علو منزلته كما قال تعالى: (حم * والكتاب المبين إنا جعلناه قرآنا عربياً لعلكم تعقلون وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم) فالنزول لا يكون إلا من علو.
وأما النوع الثاني وهو النزول المقيد بأنه من السماء فيتناول نزول المطر من السحاب ونزول العذاب ونزول الملائكة من عند الله. مثل (وأنزل من السماء ماء .. )
وأما النوع الثالث وهو الإنزال المطلق فهو عام لا يختص بنوع منه. من ذلك: (وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد) فقد فسر الإنزال هنا بجعلنا، وأظهرنا، وخلقنا. قال ابن تيمية في هذه الآية: ( ... ربما يتناول الإنزال من رؤوس الجبال كقوله: (وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد) وغيرها من الآيات، والمنزَل منه هنا لم يعين، فهو يفسر بحسب السياق، أو بما ورد موضحاً له في مواضع أخرى.
ويبقى المعنى الأصلي للإنزال الذي تقدم في بداية الكلام في كل استعمالاته، وقد تبين لابن تيمية رحمه الله تعالى من استقرائه للآيات أنه ليس في القرآن ولا في السنة لفظ نزول إلا وفيه معنى النزول المعروف وأن هذا هو اللائق بالقرآن الكريم لآنه نزل بلغة العرب. الفتاوى 12/ 257
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/265)
فتبين أن نزول القرآن الكريم مقيد بأنه من عند الله، فلم يرد إلا معه في آيات كثيرة، وتفسير الإنزال بالإعلام لم يقل به أحد من مفسري السلف. ولذلك فإن هذا القول مردود ابتداء لأنه لم يعضده اللسان ولا قول من قوله حجة ينبغي التسليم لها.
وأما قولهم أن تفسير الإنزال بمعناه الأصلي في اللغة وهو الانحطاط من علو إلى سفل يستلزم الجسمية فغير مُسلَّم، فما وجه التلازم بين النزول والجسمية؟ ومثل هذه الشبهات التي لا تستند إلى دليل كثيرة، وعرضها يكفي في ردها. بل إن كثيراً من الشبهات انتشرت من خلال ردها، ولو لم يرد عليها لما جاوزت قائلها.
وأضاف أخي الكريم الشيخ أبو مجاهد العبيدي ما يلي:
لقد ذكر أخي المشرف العام عبدالرحمن الشهري وفقه الله ما فيه بركة وكفاية؛ وعندي إضافة حول ما سأل عنه أخونا الكريم محمد بن يوسف عن تعريف نزول القرآن، وهذه هي الإضافة:
معنى النزول:
النزول في اللغة: النزول في الأصل انحطاط من علو، ويطلق ويراد به الحلول، كقوله تعالى: (فإذا نزل بساحتهم) أي: حلّ. يقال: نزل فلان بالمدينة: أي حل بها.
وأمّا معنى النزول في الشرع فهو نفس معناه في اللغة، فالمراد الشرعي بكلمة "نزول" هو حقيقتها اللغوية.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: (ليس في القرآن ولا في السنة لفظ "نزول" إلا وفيه معنى النزول المعروف، وهذا هو اللائق به، فإنه نزل بلغة العرب، ولا تعرف العرب نزولاً إلا بهذا المعنى، ولو أريد غير هذا لكان خطاباً بغير لغتها، ثم هو استعمال اللفظ المعروف له معنى في معنى آخر بلا بيان، وهذا لا يجوز .... ) اه من مجموع الفتاوي [12/ 257].
إذا تقرر هذا تبين لنا خطأ من قال: إن المعنيين اللغويين للنزول لا يليقان بنزول القرآن على وجه الحقيقة لاقتضائهما الجسمية والمكانية والإنتقال، فلا بد من حمل نزول القرآن على معنى مجازي، وليكن هذا المعنى المجازي لإنزال القرآن هو الإعلام في جميع إطلاقاته، إلى آخر ما ذكروه في هذا المعنى. [ذكر معنى هذا الكلام كثير ممن ألف في علوم القرآن وتكلم عن نزوله، ومن أشهرهم الزرقاني في كتابه المعروف:مناهل العرفان 1/ 42 - 43، والشيخ محمد أبو شهبه في كتابه: المدخل لدراسة القرآن الكريم ص 44، 45.]
فهذا الكلام الذي ذكروه مخالف لمذهب أهل السنة والجماعة، ولا حاجة لتفسير النزول بمعان مجازية غير معروفة في الكلام العربي الذي نزل به القرآن.
فنزول القرآن نزول حقيقي ليس بمجاز، ويدل على هذا بوضوح الآيات التي جاء فيها توكيد لفظ النزول بالمصدر، كما في قوله تعالى: (ونزّلناه تنزيلاً)، وقوله سبحانه: (إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلاً).
قال النحاس رحمه الله في إعراب القرآن 1/ 507: (وأجمع النحويون على أنك إذا أكدت الفعل بالمصدر لم يكن مجازاً) اه.
يمكن الرجوع إلى المراجع التالية لمن أراد الإستزادة:
1 - كتاب القراءات وأثرها في التفسير والأحكام
2 - كتاب الحقيقة الشرعية في تفسير القرآن العظيم والسنة النبوية كلاهما للشيخ محمد بن عمر بازمول.
3 - كتاب مناهل العرفان للزرقاني دراسة وتقويم للشيخ خالد بن عثمان السبت.
ويمكن مراجعة التعليقات حول هذا الموضوع على هذا الرابط:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=40(1/266)
التفسير بالماثور والراي وامثلة عليهما
ـ[ابن عبد الوهاب السالمى]ــــــــ[19 - 04 - 03, 10:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سوف نبداء بحمد الله تيمننا دراسة لنوعين من انواع التفاسير كما ذكرا شيخنا الشيخ مساعد الطيار
الاول التفسير بالماثور
تفسيرالامام المفسر الفقية المورخ البارع ابن جرير الطبري
الثاني التفسير الراي
تفسير التفسير الكبير لامام فخر الدين الرازي
المطلب الاول تعريف بصاحب التفسير
المطلب الثاني منهج المفسرواسلوبة الذي اتبعة في تفسيرة
المطلب الثالث توفير الكتاب لدرستةان امكن
اولا التفسير بالماثور
كتاب الامام المفسر الفقية البارع ابن جرير الطبري
المقدمة
قبل البدء في تعريف الامام ابن جرير احب ان انقل قول الشيخ مساعد الطيار حتي لايستدرك علينا احد الاخوةفيقول ان الشيخ قد وصف تفسير ابن جرير بانة قد يدخل في التفسير بالراي المحمود
قال الشيخ
من حُكِمَ على تفسيره بأنه من التفسير بالمأثور قد حِيفَ عليه وتُنُوسي جهده الخاص في الموازنة والترجيح بين الأقوال التي يذكرها عن السلف، وأشهر مثالٍ لذلك إمام المفسرين ابن جرير الطبري، حيث يعدّه من يقابل بين التفاسير بالمأثور والتفسير بالرأي من المفسرين بالأثر، وهذا فيه حكم قاصرٌ على تفسير الإمام ابن جرير، وتعامٍ أو تجاهلٌ لأقواله الترجيحية المنثورة في كتابه.
هل التفسير منسوب إليه أم إلى من يذكرهم من المفسرين؟!
فإذا كان تفسيره هو؛ فأين أقواله وترجيحاته في التفسير؟!
أليست رأياً له؟
أليست تملأ ثنايا كتابه الكبير؟!
بل أليست من أعظم ما يميّز تفسيره بعد نقولاته عن السلف؟!
إن تفسير ابن جرير من أكبر كتب التفسير بالرأي، غير أنه رأي محمود؛ لاعتماده على تفسير السلف وعدم خروجه عن أقوالهم، مع اعتماده على المصادر الأخرى في التفسير.
كما أن تفسيره من أكبر مصادر التفسير المأثور عن السلف، وفَرْقٌ بين أن نقول: فيه تفسير مأثور، أو أن نقول: هو تفسير بالمأثور؛ لأن هذه العبارة تدل على أنه لا يذكر غير المأثور عن السلف، وتفسير ابن جرير بخلاف ذلك؛ إذ هو مع ذكر أقوالهم يرجِّح ويعلِّل لترجيحه، ويعتمد على مصادر التفسير في الترجيح. ولكي يَبِين لك الفرق في هذه المسألة: وازن بين تفسيره وتفسير عَصْرِيّهِ ابنِ أبي حاتم (ت: 327) الذي لا يزيد على ذكر أقوال السلف، وإن اختلفت أقوالهم فلا يرجح ولا يعلق عليها، أليس بين العالمين فرق؟
المطلب الاول
التعريف بابن جرير الطبري:
هو أبو جعفر، محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الطبري، الإمام الجليل، المجتهد المطلق، صاحب التصانيف المشهورة، وهو من أهل آمل طبرستان، ولد بها سنة 224هـ أربع وعشرين ومائتين من الهجرة، ورحل من بلده في طلب العلم وهو ابن اثنتي عشرة سنة، سنة ست وثلاثين ومائتين، وطوّف في الأقاليم، فسمع بمصر والشام والعراق، ثم ألقى عصاه واستقر ببغداد، وبقى بها إلى أن مات سنة عشر وثلاثمائة.
مبلغه من العلم والعدالة:
كان ابن جرير أحد الأئمة الأعلام، يُحكم بقوله، ويُرجع إلى رأيه لمعرفته وفضله، وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره، فكان حافظًا لكتاب الله، بصيرًا بالقرآن، عارفًا بالمعاني، فقيها في أحكام القرآن، عالمًا بالسنن وطرقها، وصحيحها وسقيمها، وناسخها ومنسوخها، عارفًا بأقوال الصحابة والتابعين ومن بعدهم من المخالفين في الأحكام، ومسائل الحلال والحرام، عارفًا بأيام الناس وأخبارهم .. هذا هو ابن جرير في نظر الخطيب البغدادي، وهي شهادة عالم خبير بأحوال الرجال، وذكر أن أبا العباس بن سريج كان يقول: محمد بن جرير فقيه عالم، وهذه الشهادة جد صادقة؛ فإن الرجل برع في علوم كثيرة، منها: علم القراءات، والتفسير، والحديث، والفقه، والتاريخ، وقد صنف في علوم كثيرة وأبدع التأليف وأجاد فيما صنف.
مصنفاته:
كتاب التفسير،
وكتاب التاريخ المعروف بتاريخ الأمم والملوك،
وكتاب القراءات،
والعدد والتنزيل،
وكتاب اختلاف العلماء،
وتاريخ الرجال من الصحابة والتابعين،
وكتاب أحكام شرائع الإسلام،
وكتاب التبصر في أصول الدين
وغير هذا كثير.
ولكن هذه الكتب قد اختفى معظمها من زمن بعيد، ولم يحظ منها بالبقاء إلى يومنا هذا وبالشهرة الواسعة، سوى كتاب التفسير، وكتاب التاريخ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/267)
وقد اعتبر الطبري أبا للتفسير، كما اعتبر أبا للتاريخ الإسلامي، وذلك بالنظر لما في هذين الكتابين من الناحية العلمية العالية، ويقول ابن خلكان: إنه كان من الأئمة المجتهدين، لم يقلد أحدًا، ونقل: أن الشيخ أبا إسحاق الشيرازي ذكره في طبقات الفقهاء في جملة المجتهدين، قالوا: وله مذهب معروف، وأصحاب ينتحلون مذهبه، يقال لهم الجريرية، ولكن هذا المذهب الذي أسسه ـ على ما يظهر ـ بعد بحث طويل، ووجد له أتباعًا من الناس، لم يستطع البقاء إلى يومنا هذا كغيره من مذاهب المسلمين؛ ويظهر أن ابن جرير كان قبل أن يبلغ هذه الدرجة من الاجتهاد متمذهبًا بمذهب الشافعي، يدلنا على ذلك ما جاء في الطبقات الكبرى لابن السبكي، من أن ابن جرير قال: أظهرت فقه الشافعي، وأفتيت به ببغداد عشر سنين.
علو همته:
كان رحمه الله عالي الهمة متوقد العزم ـ قال: عند تفسيره للقرآن: أتنشطون لتفسير القرآن؟ قالوا: كم يكون قدره؟ قال: ثلاثون ألف ورقة، فقالوا هذا ما يفني الأعمار قبل تمامه فاختصره في نحو ثلاثة آلاف ورقة.
اتهامه بالوضع للروافض:
وقد اتُهِمَ رحمه الله بأنه كان يضع للروافض، وهذا رجم بالظن الكاذب، ولعله أشبه على صاحب هذا القول ابن جرير آخر، وهو محمد بن جرير بن رستم الطبري الرافضي.
وفاته:
مرض أبو جعفر بذات الجنب فجاءه الطبيب فسأل أبا جعفر عن حاله، فعرّفه حاله وما استعمل وما أخذ لعلته، وما انتهى إليه في يومه، فقال له الطبيب: ما عندي فوق ما وصفته لنفسك شيء، فلما كان يوم السبت لأربع بقين من شوال سنة عشر وثلاثمائة كانت منيته ودفن يوم الأحد، ولم يؤذن به أحد، فاجتمع على جنازته ما لا يحصى عددهم إلا الله، وصلى على قبره شهورًا ليلاً ونهارًا.
هذا هو ابن جرير؛ وهذه هي نظرات العلماء إليه، وذلك هو حكمهم عليه، ومن كل ذلك تبين لنا قيمته ومكانته.
ـ[ابن عبد الوهاب السالمى]ــــــــ[19 - 04 - 03, 11:19 م]ـ
التعريف بهذا التفسير وطريقة مؤلفه فيه:
يعتبر تفسير بن جرير من أقوم التفاسير وأشهرها، كما يعتبر المرجع الأول عند المفسرين الذين عنوا بالتفسير النقلي؛ وإن كان في الوقت نفسه يعتبر مرجعًا غير قليل الأهمية من مراجع التفسير العقلي؛ نظرًا لما فيه من الاستنباط، وتوجيه الأقوال، وترجيح بعضها على بعض، ترجيحًا يعتمد على النظر العقلي، والبحث الحر الدقيق.
ويقع تفسير ابن جرير في ثلاثين جزءًا من الحجم الكبير، وقد كان هذا الكتاب من عهد قريب يكاد يعتبر مفقودًا لا وجود له، ثم قدّر الله له الظهور والتداول، فكانت مفاجأة سارة للأوساط العلمية في الشرق والغرب أن وجدت في حيازة أمير (حائل) الأمير حمود ابن الأمير عبد الرشيد من أمر اء نجد نسخة مخطوطة كاملة من هذا الكتاب، طبع عليها الكتاب من زمن قريب، فأصبحت في يدنا دائرة معارف غنية في التفسير المأثور.
ما قيل في تفسيره:
ولو أننا تتبعنا ما قاله العلماء في تفسير ابن جرير، لوجدنا أن الباحثين في الشرق والغرب قد أجمعوا الحكم على عظيم قيمته، واتفقوا على أنه مرجع لا غنى عنه لطالب التفسير، فقد قال السيوطي رضي الله عنه " وكتابه ـ يعني تفسير محمد بن جرير ـ أجل التفاسير وأعظمها، فإنه يتعرض لتوجيه الأقوال، وترجيح بعضها على بعض، والإعراب، والاستنباط، فهو يفوق بذلك على تفسير الأقدمين ".
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: " وأما التفاسير التي في أيدي الناس، فأصحها تفسير ابن جرير الطبري، فإنه يذكر مقالات السلف بالأسانيد الثابتة، وليس فيه بدعة، ولا ينقل عن المتهمين، كمقاتل بن بكير والكلبي ".
وقال النووي: " أجمعت الامة على أنه لم يصنف مثل تفسير الطبري ".
ويذكر صاحب لسان الميزان: أن ابن خزيمة استعار تفسير ابن جرير من ابن خالوية فرده بعد سنين، ثم قال: " نظرت فيه من أوله إلى آخره فما أعلم على أديم الأرض أعلم من ابن جرير ".
وقال ابو حامد الإسفرايني: " لو سافر رجل إلى الصين حتى يحصل على كتاب تفسير محمد بن جرير لم يكن ذلك كثيرًا ".
اختصار الطبري لتفسيره:
أن هذا التفسير كان أوسع مما هو عليه اليوم، ثم اختصره مؤلفه إلى هذا القدر الذي هو عليه الآن، فابن السبكي يذكر في طبقاته الكبرى " أن أبا جعفر قال لأصحابه: أتنشطون لتفسير القرآن؟ قالوا: كم يكون قدره؟ فقال: ثلاثون ألف ورقة، فقالوا: هذا ربما تفنى الأعمار قبل تمامه، فاختصره في نحو ثلاثة آلاف ورقة، ثم قال: هل تنشطون لتاريخ العالم من آدم إلى وقتنا هذا؟، قالوا: كم قدره؟ فذكر نحوًا مما ذكره في التفسير، فأجابوه بمثل ذلك، فقال: إنا لله، ماتت الهمم، فاختصره في نحو ما اختصر التفسير " أ. هـ.
أولية تفسيره:
هذا ونسطيع أن نقول إن تفسير ابن جرير هو التفسير الذي له الأولية بين كتب التفسير، أولية زمنية، وأولية من ناحية الفن والصناعة.
أما أوليته الزمنية، فلأنه أقدم كتاب في التفسير وصل إلينا، وما سبقه من المحاولات التفسيرية ذهبت بمرور الزمن، ولم يصل إلينا شيء منها، اللهم إلا ما وصل إلينا منها في ثنايا ذلك الكتاب الخالد الذي نحن بصدده.
وأما أوليته من ناحية الفن والصناعة؛ فذلك أمر يرجع إلى ما يمتاز به الكتاب من الطريقة البديعة التي سلكها في مؤلفه، حتى أخرجه للناس كتابًا له قيمته ومكانته
ونريد أن نعرض هنا لطريقة ابن جرير في تفسيره، بعد أن أخذنا فكرة عامة عن الكتاب، حتى يتبين للقارئ أن الكتاب واحد في بابه، سبق به مؤلفه غيره من المفسرين، فكان عمدة المتأخرين، ومرجعًا مهمًا من مراجع المفسرين، على اختلاف مذاهبهم، وتعدد طرائقهم،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/268)
ـ[ابن عبد الوهاب السالمى]ــــــــ[19 - 04 - 03, 11:27 م]ـ
طريقة ابن جرير في تفسيره:
تتجلى طريقة ابن جرير في تفسيره بكل وضوح إذا نحن قرأنا فيه وقطعنا في القراءة شوطًا بعيدًا، فأول ما نشاهده، أنه إذا أراد أن يفسر الآية من القرآن يقول " القول في تأويل قوله تعالى كذا وكذا، ثم يفسر الآية ويستشهد على ما قاله بما يرويه بسنده إلى الصحابة أو التابعين من التفسير المأثور عنهم في هذه الآية، وإذا كان في الآية قولان أو أكثر، فإنه يعرض لكل ما قيل فيها، ويستشهد على كل قول بما يرويه في ذلك عن الصحابة أو التابعين.
ثم هو لا يقتصر على مجرد الرواية، بل نجده يتعرض لتوجيه الأقوال، ويرجح بعضها على بعض، كما نجده يتعرض لناحية الإعراب إن دعت الحال إلى ذلك، كما أنه يستنبط الأحكام التي يمكن أن تؤخذ من الآية من توجيه الأدلة وترجيح ما يختار.
ويوكد ما سبق قول الشيخ مساعد الطيار وكذلك ذكرة الشيخ صالح ال الشيخ
إنكاره على من يفسر بمجرد الرأي:
ثم هو يخاصم بقوة أصحاب الرأي المستقلين في التفكير، ولا يزال يشدد في ضرورة الرجوع إلى العلم الراجع إلى الصحابة أو التابعين، والمنقول عنهم نقلاً صحيحًا مستفيضًا، ويرى أن ذلك وحده هو علامة التفسير الصحيح، فمثلاً عند ما تكلم عن قوله تعالى في الآية (49) من سورة يوسف (ثم يأتي من بعد ذلك عامٌ فيه يغاث الناسُ وفيه يعصِرون) نجده يذكر ما ورد في تفسيرها عن السلف مع توجيهه للأقوال وتعرضه للقراءات بقدر ما يحتاج إليه تفسير الآية، ثم يعرج بعد ذلك على من يفسر القرآن برأيه، وبدون اعتماد منه على شيء إلا على مجرد اللغة، فيفند قوله، ويبطل رأيه، فيقول ما نصه " .. وكان بعض من لا علم له بأقوال السلف من أهل التأويل، ممن يفسر القرآن برأيه على مذهب كلام العرب، يوجه معنى قوله (وفيه يعصرون) إلى وفيه ينجون من الجدب والقحط بالغيث، ويزعم أنه من العصر، والعصر التي بمعنى المنجاة، من قول أبي زبيد الطائي:
صاديا يستغيث غير مغاث ولقد كان عصرة المنجود
أي المقهور
وذلك تأويل يكفي من الشهادة على خطئه خلافه قول جميع أهل العلم من الصحابة والتابعين.
موقفه من الأسانيد:
ثم إن ابن جرير وإن التزم في تفسيره ذكر الروايات بأسانيدها، إلا أنه في الأعم الأغلب لا يتعقب الأسانيد بتصحيح ولا تضعيف، لأنه كان يرى ـ كما هو مقرر في أصول الحديث ـ أن من أسند لك فقد حملك البحث عن رجال السند ومعرفة مبلغهم من العدالة أو الجرح، فهو بعمله هذا قد خرج من العهدة ومع ذلك فابن جرير يقف من السند أحيانًا موقف الناقد البصير، فيعدل من يعدل من رجال الإسناد، ويجرح من يجرح منهم، ويرد الرواية التي لا يثق بصحتها، ويصرح برأيه فيها بما يناسبها، فمثلاً نجده عند تفسيره لقوله تعالى في الآية (94) من سورة الكهف: ( .. فهل نجعل لك خرجًا على أن تجعل بيننا وبينهم سدًا) يقول ما نصه: " روى عن عكرمة في ذلك ـ يعني في ضم سين سدًا وفتحها ـ ما حدثنا به أحمد بن يوسف، قال: حدثنا القاسم، قال: حدثنا حجاج، عن هرون، عن أيوب، عن عكرمة قال: ما كان من صنعة بني آدم فهو السَّد يعني بفتح السين، وما كان من صنع الله فهو السُّد،ثم يعقب على هذا السند فيقول: وأما ما ذكر عن عكرمة في ذلك، فإن الذي نقل ذلك عن أيوب هرون، وفي نقله نظر، ولا نعرف ذلك عن أيوب من رواية ثقاة أصحابه " أ. هـ.
ـ[ابن عبد الوهاب السالمى]ــــــــ[19 - 04 - 03, 11:34 م]ـ
موقفه من القراءات:
كذلك نجد أن ابن جرير يعنى بذكر القراءات وينزلها على المعاني المختلفة، وكثيرًا ما يرد القراءات التي لا تعتمد على الأئمة الذين يعتبرون عنده وعند علماء القراءات حجة، والتي تقوم على أصول مضطربة مما يكون فيه تغير وتبديل لكتاب الله، ثم يتبع ذلك برأيه في آخر الأمر مع توجيه رأيه بالأسباب، فمثلاً عند قوله تعالى في الآية (81) من سورة الأنبياء (ولسليمان الريح عاصفة) يذكر أن عامة قراء الأمصار قرءوا (الريح) بالنصب على أنها مفعول لـ "سخرنا" المحذوف، وأن عبد الرحمن الأعرج قرأ (الريح) بالرفع على أنها مبتدأ ثم يقول: والقراءة التي لا استجيز القراءة بغيرها في ذلك ما عليه قراء الأمصار لإجماع الحجة من القراء عليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/269)
سبب عناية ابن جرير بالقراءات:
ولقد يرجع السبب في عناية ابن جرير بالقراءات وتوجيهها إلى أنه كان من علماء القراءات المشهورين، حتى أنهم ليقولون عنه: إنه ألف فيها مؤلفًا خاصًا في ثمانية عشر مجلدًا، ذكر فيه جميع القراءات من المشهور والشواذ وعلل ذلك وشرحه، واختار منها قراءة لم يخرج بها من المشهور، وإن كان هذا الكتاب قد ضاع بمرور الزمن ولم يصل إلى أيدينا، شأن الكثير من مؤلفاته.
تقديرة الاجماع الائمة
كذلك نجد ابن جرير في تفسيره يقدر إجماع الأمة، ويعطيه سلطانًا كبيرًا في اختيار ما يذهب إليه من التفسير، فمثلاً عند قوله تعالى في الآية (230) من سورة البقرة (فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجًا غيره) يقول ما نصه: " فإن قال قائل: فأي النكاحين عنى الله بقوله: فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجًا غيره؟ النكاح الذي هو جماع؟ أم النكاح الذي هو عقد تزويج؟ قيل كلاهما؛ وذلك أن المرأة إذا نكحت زوجًا نكاح تزويج ثم لم يطأها في ذلك النكاح ناكحها ولم يجامعها حتى يطلقها لم تحل للأول، وكذلك إن وطئها واطئ بغير نكاح لم تحل للأول؛ لإجماع الأمة جميعًا، فإذا كان ذلك كذلك " فمعلوم أن تأويل قوله: فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجًا غيره، نكاحًا صحيحًا، ثم يجامعها فيه: ثم يطلقها، فإن قال: فإن ذكر الجماع غير موجود في كتاب الله تعالى ذكره، فما الدلالة على أن معناه ما قلت؟ قيل: الدلالة على ذلك إجماع الأمة جميعًا على أن ذلك معناه ".
تحاكمة الي المصطلحات النحوية
تاثر ابن جرير بنحاة الكوفين و كلام العرب، ذلك أنه اعتبر الاستعمالات اللغوية بجانب النقول المأثورة وجعلها مرجعًا موثوقًا به عند تفسيره للعبارات المشكوك فيها، وترجيح بعض الأقوال على بعض.
فمثلاً عند تفسيره لقوله تعالى: (حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كلٍ زوجين اثنين .. ) (هود/40) نراه يعرض لذكر الروايات عن السلف في معنى لفظ التنور، فيروى لنا قول من قال: إن التنور عبارة عن وجه الأرض، وقول من قال: إنه عبارة عن تنوير الصبح، وقول من قال إنه عبارة عن أعلى الأرض وأشرفها، وقول من قال: إنه عبارة عما يختبز فيه .. ثم قال بعد أن يفرغ من هذا كله: " وأولى هذه الأقوال عندنا بتأويل قوله (التنور) قول من قال: التنور: الذي يختبز فيه، لأن ذلك هو المعروف من كلام العرب، وكلام الله لا يوجه إلا إلى الأغلب الأشهر من معانيه عند العرب.
كذلك نجد ابن جرير يتعرض كثيرًا لمذاهب النحويين من البصريين والكوفيين في النحو والصرف، ويوجه الأقوال، تارة على المذهب البصري، وأخرى على المذهب الكوفي، فمثلاً عند قوله تعالى: (مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرمادٍ اشتدت به الريح في يوم عاصف) (إبراهيم/18) يقول ما نصه: " اختلف أهل العربية في رافع (مثل) فقال بعض نحويي البصرة: إنما هو كأنه قال: ومما نقص عليكم مثل الذين كفروا، ثم أقبل يفسره كما قال: مثل الجنة .. وهذا كثير.
وقال بعض نحويي الكوفيين: إنما المثل للأعمال، ولكن العرب تقدم الأسماء لأنها أعرف، ثم تأتي بالخبر الذي تخبر عنه مع صاحبه، ومعنى الكلام: مثل أعمال الذين كفروا بربهم كرماد .. إلخ.
والحق أن ما قدمه لنا ابن جرير في تفسيره من البحوث اللغوية المتعددة والتي تعتبر كنزًا ثمينًا ومرجعًا في بابها، أمر يرجع إلى ما كان عليه صاحبنا من المعرفة الواسعة بعلوم اللغة وأشعار العرب، معرفة لا تقل عن معرفته بالدين والتاريخ، ونرى أن ننبه هنا إلى أن هذه البحوث اللغوية التي عالجها ابن جرير في تفسيره لم تكن أمرًا مقصودًا لذاته، وإنما كانت وسيلة للتفسير، على معنى أنه يتوصل بذلك إلى ترجيح بعض الأقوال على بعض، كما يحاول بذلك ـ أحيانًا ـ أن يوفق بين ما صح عن السلف وبين المعارف اللغوية بحيث يزيل ما يتوهم من التناقض بينهما.
تعرضة الاجكام الفقهية
، يعالج فيه ابن جرير أقوال العلماء ومذاهبهم، ويخلص من ذلك كله برأي يختاره لنفسه، ويرجحه بالأدلة العلمية القيمة، فمثلاً نجده عند تفسيره لقوله تعالى: (والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون) (النحل /8) نجده يعرض لأقوال العلماء في حكم أكل لحوم الخيل والبغال والحمير، ويذكر قول كل قائل بسنده .. وأخيرًا يختار قول من قال: إن الآية لا تدل على حرمة شيء من ذلك، ووجه اختياره هذا فقال: ما نصه: " والصواب من القول في ذلك عندنا ما قاله أهل القول الثاني ـ وهو أن الآية لا تدل على الحرمة ـ وذلك أنه لو كان في قوله تعالى ذكره ـ (لتركبوها) دلالة على أنها لا تصلح إذ كانت للركوب لا للأكل، لكان في قوله (فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون) (النحل/5) دلالة على أنها لا تصلح إذ كانت للأكل والدفء وللركوب، وفي إجماع الجميع على أن ركوب ما قال تعالى ذكره (ومنها تأكلون) جائز حلال غير حرام، دليل واضح على أن أكل ما قال (لتركبوها) جائز حلال غير حرام، إلا بما نص على تحريمه، أو وضع على تحريمه دلالة من كتاب أو وحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأما بهذه الآية فلا يحرم أكل شيء.
وقد وضع الدلالة على تحريم لحوم الحمر الأهلية بوحيه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى البغال بما قد بينا في كتابنا كتاب الأطعمة بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع؛ إذ لم يكن هذا الموضع من مواضع البيان عن تحريم ذلك، وإنما ذكرنا ما ذكرنا ليدل على أن لا وجه لقول من استدل بهذه الآية على تحريم الفرس " أ. هـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/270)
ـ[ابن عبد الوهاب السالمى]ــــــــ[19 - 04 - 03, 11:40 م]ـ
اسف حدث خطا عند كتابة العنوان اجكام بدلا من احكام
واخيرا منهجهة في الخوض في في مسائل اهل الكلام
ولا يفوتنا أن ننبه على ما نلحظه في هذا التفسير الكبير، من تعرض صاحبه لبعض النواحي الكلامية عند كثير من آيات القرآن، مما يشهد له بأنه كان عالمًا ممتازًا في أمور العقيدة، فهو إذا ما طبق أصول العقائد على ما يتفق مع الآية أفاد في تطبيقه، وإذا ناقش بعض الآراء الكلامية أجاد في مناقشته، وهو في جدله الكلامي وتطبيقه ومناقشته، موافق لأهل السنة في آرائهم، ويظهر ذلك جليًا في رده على القدرية في مسألة الاختيار.
فمثلاً عند تفسيره لقوله تعالى: (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) (الفاتحة/7) نراه يقول ما نصه: " وقد ظن بعض أهل الغباء من القدرية أن في وصف الله جل ثناؤه النصارى بالضلال بقوله (ولا الضالين) وإضافة الضلال إليهم دون إضافة إضلالهم إلى نفسه، وتركه وصفهم بأنهم المضللون كالذي وصف به اليهود أنه مغضوب عليهم، دلالة على صحة ما قاله إخوانه من جهلة القدرية، جهلاً منه بسعة كلام العرب وتصاريف وجوهه، ولو كان الأمر على ما ظنه الغبي الذي وصفنا شأنه،لوجب أن يكون كل موصوف بصفة أو مضاف إليه فعل لا يجوز أن يكون فيه سبب لغيره،وأن يكون كل ما كان فيه من ذلك من فعله، ولوجب أن يكون خطأ قول القائل: تحركت الشجرة إذا حركتها الرياح، واضطربت الأرض إذا حركتها الزلزلة،وما أشبه ذلك من الكلام الذي يطول بإحصائه الكتاب، وفي قوله جل ثناؤه (حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم) (يونس/22) وإن كان جريها بإجراء غيرها إياها، ما يدل على خطأ التأويل الذي تأوله مَن وصفنا قوله، في قوله (ولا الضالين)، وادعائه أن في نسبة الله جل ثناؤه الضلالة إلى من نسبها إليه من النصارى، تصحيحًا لما ادعى المنكرون أن يكون لله جل ثناؤه في أفعال خلقه سبب من أجله وجدت أفعالهم، مع إبانة الله عز ذكره نصًا في آيٍ كثيرة من تنزيله: أنه المضل الهادي، فمن ذلك قوله جل ثناؤه: (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علمٍ وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوةً فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون) (الجاثية/23) فأنبأ جل ذكره أنه المضل الهادي دون غيره، ولكن القرآن نزل بلسان العرب على ما قدمنا البيان عنه في أول الكتاب، ومن شأن العرب إضافة الفعل إلى من وجد منه وإن كان مشيئة غير الذي وجد منه الفعل غيره، فكيف بالفعل الذي يكتسبه العبد كسبًا،ويوجده الله جل ثناؤه عينًا منشأة، بل ذلك أحرى أن يضاف إلى مكتسبه كسبًا له بالقوة منه عليه، والاختيار منه له، وإلى الله جل ثناؤه بإيجاد عينه وإنشائها تدبيرًا.أ. هـ.
وعلى الإجمال فخير ما وصف به هذا الكتاب ما نقله الداودي عن أبي محمد عبد الله بن أحمد الفرغاني في تاريخه حيث قال: فثم من كتبه ـ يعني محمد بن جرير ـ كتاب تفسير القرآن، وجوده، وبين فيه أحكامه، وناسخه ومنسوخه، ومشكله وغريبه، ومعانيه، واختلاف أهل التأويل والعلماء في أحكامه وتأويله، والصحيح لديه من ذلك، وإعراب حروفه، والكلام على الملحدين فيه، والقصص، وأخبار الأمة والقيامة، وغير ذلك مما حواه من الحكم والعجائب كلمة كلمة، وآية آية، من الاستعاذة، وإلى أبي جاد، فلو ادعى عالم أن يصنف منه عشرة كتب كل كتاب منها يحتوي على علم مفرد وعجيب مستفيض لفعل " أ. هـ.
هذا وقد جاء في معجم الأدباء ج18 ص64ـ65 وصف مسهب لتفسير ابن جرير، جاء في آخره ما نصه " وذكر فيه من كتب التفاسير المصنفة عن ابن عباس خمسة طرق،وعن سعيد بن جبير طريقين، وعن مجاهد بن جبر ثلاث طرق، وعن الحسن البصري ثلاث طرق، وعن عكرمة ثلاثة طرق وعن الضحاك بن مزاحم طريقين،وعن عبد الله بن مسعود طريقًا،وتفسير عبد الرحمن بن زيد بن أسلم،وتفسير ابن جريج، وتفسير مقاتل بن حبان، سوى ما فيه من مشهور الحديث عن المفسرين وغيرهم، وفيه من المسند حسب حاجته إليه، ولم يتعرض لتفسير غير موثوق به، فإنه لم يدخل في كتابه شيئًا عن كتاب محمد بن السائب الكلبي، ولا مقاتل بن سليمان، ولا محمد بن عمر الواقدي؛ لأنهم عنده أظناء والله أعلم، وكان إذا رجع إلى التاريخ والسير وأخبار العرب حكى عن محمد بن السائب الكلبي، وعن ابنه هشام، وعن محمد بن عمر الواقدي، وغيرهم فيما يفتقر إليه ولا يؤخذ إلا عنهم.
المطلب الثالث
تنزيل الكتاب من الموقع
لتنزيل الكتاب يرجى الذهاب الهذة الوصلة من الموقع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=6945&perpage=15&pagenumber=3
ـ[ابن عبد الوهاب السالمى]ــــــــ[19 - 04 - 03, 11:43 م]ـ
ولزيادة من قول العلماء عن التفسير الماثور
او التفسير بالاثر
يمكن تحميل الابحاث الاتية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/271)
ـ[ابن عبد الوهاب السالمى]ــــــــ[19 - 04 - 03, 11:46 م]ـ
وهذة المجموعة الشيخ مساعد الطيار
وهذا الكتاب للشيخ صالح ال الشيخ
مناهج المفسرين
ـ[ابن عبد الوهاب السالمى]ــــــــ[24 - 04 - 03, 07:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بركة من الله وأمر
الحمد لله رب العالمين الرحمنِ الرحيم مَلِكِ يومِ الدين
والحمد لله الذي خلق السمواتِ والأرضَ وجعل الظلماتِ والنورَ.
والحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب، ولم يجعلْ له عِوَجًا.
والحمد لله الذي له ما في السمواتِ والأرضِ، وله الحمد في الآخرة، وهو الحكيمُ الخبيرُ.
والحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنَّا لنهتديَ لولا أنْ هدانا الله.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمدٍ، رسول الله وخيرته من خلقه، خاتم النبيين، وأشرف المرسلين.
وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإِحسانٍ إلى يوم الدين.
"فصلَّى الله على نبيِّنا كلَّما ذكره الذاكرون، وغَفَل عن ذكره الغافلون. وصلى الله عليه في الأوَّلين والآخرين. أفضلَ وأكثرَ وأزكى ما صلَّى على أحدٍ من خلقه. وزكَّانا وإياكم بالصلاة عليه، أفضلَ ما زكَّى أحدًا من أمته بصلاته عليه، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته"
أما بعد:
فإن هذا التفسير الجليل، باكورة عمل عظيم، تقوم به (دار المعارف بمصر)، لإحياء (تُراث الإسلام)، وإخراج نفائس الكنوز. التي بقيتْ لنا من آثار سلفنا الصالح، وعلمائنا الأفذاذ. الذين خدموا دينَهم، وعُنُوا بكتاب ربّهم، وسنّة نبيّهم، وحفظِ لغتهم، بما لم تصنعه أمةٌ من الأمم، ولم يبلغْ غيرُهم مِعْشارَ ما وفّقهم الله إليه.
فكان أَوّلَ ما اخترنا، باكورةً لهذا المشروع الخطير: كتابُ (تفسير الطبري). وما بي من حاجةٍ لبيان قيمته العلمية، وما فيه من مزايا يندر أَن توجدَ في تفسيرٍ غيرِه. وهو أعظم تفسير رأيناه، وأعلاه وأثبتُه. استحقَّ به مؤلفُه الحجةُ أن يسمَّى (إمامَ المفسّرين).
وكنتُ أخشى الإقدامَ على الاضطلاع بإِخراجه وأُعْظِمُه، عن علمٍ بما يكتنفُ ذلك من صعوباتٍ، وما يقوم دونَه من عقباتٍ، وعن خبرةٍ بالكتاب دهرًا طويلًا: أربعين سنةً أو تزيد.
لولا أنْ قوَّى من عزمي، وشدَّ من أزْري، أخي الأصغر، الأستاذ محمود محمد شاكر. وهو - فيما أعلم - خير من يستطيع أن يحمل هذا العبء، وأن يقوم بهذا العمل حقَّ القيام، أو قريبًا من ذلك. لا أعرف أحدًا غيرَه له أهلًا.
وما أريد أن أشهدَ لأخي أو أُثْنيَ عليه. ولكني أقرّ بما أعلم، وأشهد بما أَسْتَيْقن.
وقد أَبَى أخي السيد محمود إلّا أن يُلْقِيَ عليّ بعضَ العبء، بالتعاون معه في مراجعة الكتاب، وبتخريج أحاديثه، ودَرْس أسانيده. وهذا - وحدَه - عملٌ فوقَ مقدوري. ولكنّي لم أستطع التخليَ عنه، فقبلتُ وعملتُ، متوكلًا على الله، مستعينًا به.
وأسأل الله سبحانه الهدى والسداد، والرعاية والتوفيق. إنه سميع الدعاء.
كتبه
أحمد محمد شاكر
عفا الله عنه بمنه
القاهرة يوم الجمعة 4 جمادى الآخرة سنة 1374
بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا
* * *
قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا
* * *
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/272)
والحمد لله الذي أرسلَ رسولَه محمدًا صلى الله عليه وسلم بالهُدَى ودِينِ الحقِّ ليُظْهِرَه عَلَى الدِّين كُلِّه وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْركونَ. يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ
* * *
اللَّهُمّ إِنّا نبرأُ إليك من كُلِّ حَوْلٍ وقوَّةٍ، ونستَعينك ونَسْتَهديك، ونعوذُ برضاكَ من غَضَبِك، فاغفر لَنا وارْحَمنا وتبْ علينا إنّك أنْتَ التَّوَّابُ الرَّحيم. ربَّنا وَلَا تجعلنَا من الذين فرَّقُوا دِينَهم وَكانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُون.
* * *
اللّهُمَّ اجعلنا مسلمِينَ لك، وَافِين لك بالميثاق الذي أخذتَ علينا: أن نكون قوّامين بالقِسْط شُهَداءَ على الناس، اللهُمَّ اهدنا صراطَك المستقيم، صراطَ الذين أنعمت عليهم من النبيّين والصِّدِّيقين والشُّهَداء، الذين قالوا ربُّنا الله ثم استقاموا، وعلموا أنك أنت الجبّارُ الذي خَضَعتْ لجَبرُوتِه الجبَابرة، والعزيزُ الذي ذلّتْ لعزَّته الملوكُ الأعِزَّة، وخَشَعت لمهَابة سَطْوتِه ذوُو المهابة، فلم يُرهِبْهم بغيُ باغٍ ولا ظُلْم سفّاحٍ ظالم: يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ
* * *
اللّهُم اغفر لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري، وتغمّده برحمتك، واجعله من السابقين المقرَّبين في جنّات النعيم، فقد كان - ما عَلِمْنا- من الذين بَيَّنوا كتابَك للناس ولم يكتموه، ولم يشتَرُوا به ثَمَنًا قليلًا من مَتاع هذه الحياةِ الدنيا؛ ومن الذين أدَّوْا ما لزمهم من حقِّك، وذادُوا عن سنة نبِّيك؛ ومن الذين ورَّثوا الخلَفَ من بعدهم علم ما عَلموا، وحَمَّلوهم أمانةَ ما حَمَلوا، وخلعُوا لك الأندادَ، وكفَروا بالطاغوتِ، ونَضَحوا عن دينك، وذبُّوا عن شريعتك، وأفضَوْا إليك ربَّنا وهمْ بميثاقك آخذون، وعلى عهدك محافظون، يرجون رَحْمتَك ويخافُون عذابَك. فاعفُ اللهمّ عنا وعنهم، واغفر لنَا ولهم، وارحمنا وارحمهم، أنت مولانَا فانصرنَا على القومِ الكافرين.
* * *
كان أبو جعفر رضي الله عنه يقول: "إِنّي لأعجبُ مَمنْ قرأ القرآن ولم يعلَم تأويلَه، كيف يلتذُّ بقراءته؟ ". ومنذ هداني الله إلى الاشتغال بطلب العلم، وأنا أصاحب أبا جعفر في كتابيه: كتاب التفسير، وكتاب التاريخ. فقرأتُ تفسيره صغيرًا وكبيرًا، وما قرأتُه مرَّةً إلّا وأنا أسمعُ صوته يتخطّى إليّ القرون: إني لأعجب ممن قرأ القرآن ولم يعلم تأويله، كيف يلتذُّ بقراءته؟ فكنتُ أجدُ في تفسيره مصداقَ قوله رضي الله عنه. بيد أني كنتُ أجدُ من المشقّة في قراءتِه ما أجد.
كان يستوقفني في القراءةِ، كثرةُ الفُصُول في عبارته، وتباعُد أطراف الجُمَل. فلا يسلم لي المعنى حتى أعيد قراءة الفقرة منه مرتين أو ثلاثًا. وكان سبب ذلك أنّنا ألفنَا نهجًا من العبارة غيرَ الذي انتهج أبو جعفر، ولكن تبيَّن لي أيضًا أن قليلًا من الترقيم في الكتابِ، خليقٌ أن يجعَل عبارته أبينَ. فلما فعلتُ ذلك في أنحاءٍ متفرقة من نسختي، وعدتُ بعدُ إلى قراءتِها، وجدتُها قد ذهب عنها ما كنت أجد من المشقّة. ولما راجعتُ كتب التفسير، وجدتُ بعضَهم ينقلُ عَنْه، فينسبُ إليه ما لم أجده في كتابه، فتبيَّنَ لي أن سبب ذلك هو هذه الجمل التي شقّت عليَّ قراءتها. يقرؤها القارئ، فربّما أخطأ مُرادَ أبي جعفرٍ، وربَّما أصابَ. فتمنَّيت يومئذٍ أن ينشر هذا الكتاب الجليلُ نشرةً صحيحة محقّقة مرقّمةً، حتى تسهُل قراءتُها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/273)
على طالب العلم، وحتى تجنّبه كثيرًا من الزَّلل في فهم مُرَاد أبي جعفر.
ولكنْ تبيَّن لي على الزمن أن ما طبع من تفسير أبي جعفر، كانَ فيه خطأ كثير وتصحيفٌ وتحريف، ولما راجعتُ التفاسير القديمة التي تنقلُ عَنْه، وجدتُهم يتخطّونَ بعض هذه العبارات المصحفة أو المحرفة، فعلمتُ أن التصحيف قديم في النسخ المخطوطة. ولا غرو، فهو كتابٌ ضخْمٌ لا يكادُ يسلُم كلّ الصواب لناسخه. وكان للذين طبعوه عذرٌ قائمٌ، وهو سقم مخطوطاته التي سلمت من الضياع، وضخامة الكتاب، واحتياجه إلى مراجعة مئات من الكتب، مع الصبْر على المشقة والبَصَر بمواضع الخَلَل. فأضمرتُ في نَفْسي أن أنشُر هذا الكتابَ، حتى أؤدّي بعض حقِّ الله عليَّ، وأشكرُ به نعمةً أنالُها - أنَا لَهَا غيرُ مستحقّ - من ربٍّ لا يؤدّي عبدٌ من عباده شكرَ نعمة ماضيةٍ من نعمه، إلَّا بنعْمة منه حادثةٍ توجِب عليه أن يؤدّي شكرها، هي إقدارُه على شكر النعمة التي سلفت؛ كما قال الشافعي رضي الله عنه.
وتصرَّم الزَّمن، وتفانت الأيّامُ، وأنا مستهلَكٌ فيما لا يُغْني عنّي شيئًا يوم يقوم الناس لربّ العالمين. حتَّى أيقظَنِي عدوانُ العادِين، وظُلْم الظّالمين، وطغيانُ الجبابرة المتكبّرين، فعقدت العزمَ على طبع هذا التفسير الإمامِ، أتقرَّبُ به إلى ربِّ العالمين، ملك يوم الدين.
وأفضيتُ بما في نفسي إلى أخي الأكبر السيد أحمد محمد شاكر - أطال الله بقاءه، وأقبسني من علمه- فرأى أن تنشره "دار المعارف"، باكورةَ أعمالها في نشر (تُراث الإسلام). ولم يمض إلا قليل حتى أعدَّت الدار عُدّتها لنشر هذا الكتاب الضخم، مشكورةً على ما بذلته في إحياء الكتاب العربيّ.
وكنت أحبُّ أن يكون العمل في نشر هذا الكتاب مشاركة بيني وبين أخي في كلّ صغيرةٍ وكبيرة، ولكن حالت دون ذلك كثرة عمله. وليتَه فَعَل، حتى أستفيد من علمهِ وهدايته، وأتجنّبَ ما أخاف من الخطإ والزلل، في كتابٍ قال فيه أبو عمر الزاهد، غلام ثعلب: "قابلتُ هذا الكتاب من أوّله إلى آخره، فما وجدتُ فيه حرفًا خطأً في نحو أو لغة". وأنَّى لمثلي أن يحقّق كلمة أبي عمر في كتاب أبي جعفر! ونحن أهل زمانِ أُوتوا من العجز والتهاون، أَضعافَ ما أُوتي أسلافُهم من الجدّ والقدرة!
فتفضل أخي أن ينظُرَ في أسانيد أبي جعفر، وهي كثيرة جدًّا، فيتكلّم عن بعض رجالها، حيثُ يتطلب التحقيق ذلك، ثم يخرِّج جميع ما فيه من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. فإن وجدَ بعد ذلك فراغًا نَظَر في عملي وراجعه واستدرك عليه. فشكرتُ له هذه اليدَ التي طوّقني بِها، وكم له عندي من يدٍ لا أملك جزاءَها، عنْد الله جزاؤها وجزاءُ كلّ معروفٍ. وحسبُه من معروف أنّه سدّد خُطايَ صغيرًا، وأعانني كبيرًا.
وتوليتُ تصحيحَ نصّ الكتاب، وضبطه، ومقابلته على ما بين أيدينا من مخطوطاته ومطبوعاته، ومراجعته على كتب التفسير التي نقلت عنه. وعلّقتُ عليه، وبيّنت ما استغلقَ من عبارته، وشرحتُ شواهده من الشعر. وبذلتُ جُهْدي في ترقيمه وتفصيله. فكلّ ما كان في ذلك من إحسانٍ فمن الله، وكلّ ما فيه من زَلَلٍ فمنّي ومن عجزي، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
والنسخ المخطوطة الكاملة من تفسير الطبري، لا تكادُ تُوجَد، والذي مِنْها في دار الكتب أجزاءٌ مفردة من الجزء الأوّل، والجزء السادس عشر، ومنها مخطوطة واحدة كانت في خمسة وعشرين مجلَّدًا ضاع منها الجزء الثاني والثالث، وهي قديمةً غير معروفة التاريخ. وهي على ما فيها تكادُ تكون أصحّ النسخ. وهي محفوظة بالدار برقم: 100 تفسير.
فجعلتها أمًّا لنشر هذا الكتاب. أما سائر المخطوطات فهي سقيمة رديئة، لم تنفع في كثير ولا قليل، فضْلًا عن أنها قطع صغيرة منه.
فنهجتُ نهجًا آخر في تصحيح هذا التفسير، وذلك بمراجعة ما فيه من الآثار على كتاب "الدرّ المنثور" للسيوطي، "وفتح القدير" للشوكاني، فهما يكثران النقل عن تفسير أبي جعفر. أما ابن كثير في تفسيره، فإنه لم يقتصر على نقل الآثار، بل نقل بعض كلام أبي جعفر بنَصِّه في مواضع متفرقة، وكذلك نقل أبو حيان والقرطبي في مواضع قليلة من تفسيريهما. فقابلتُ المطبوع والمخطوط من تفسير أبي جعفر على هذه الكتب. وكنت في هذا الجزء الأوَّل من التفسير أذكر مرجع كلّ أثرٍ في هذه الكتب، ثم وجدتُ أن ذلك يطيل الكتاب على غير جدوى، فبدأت منذ الجزء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/274)
الثاني أغفل ذكر المراجع، إِلّا عند الاختلاف، أو التصحيح، أو غير ذلك مما يوجب بيان المراجع.
وراجعتُ كثيرًا ممّا في التفسير من الآثار، على سائر الكتب التي هي مظّنة لروايتها، وبخاصّة تاريخ الطبري نَفْسِه، ومن في طبقته من أصحاب الكتب التي تروي الآثار بالأسانيد. وبذلك استطعتُ أن أحرّر أكثرها في الطبري تحريرًا أرجو أن يكون حسنًا مقبولًا.
أمّا ما تكلّم فيه من النحو واللغة، فقد راجعته على أصوله، من ذلك "مَجاز القرآن" لأبي عبيدة، "ومعاني القرآن" للفراء، وغيرهما ممّن يذكر أقوال أصحاب المعاني من الكوفيين والبصريين.
وأما شواهدُه فقد تتبعتُ ما استطعتُ منها في دواوين العربِ، ونسبت ما لم يكن منها منسوبًا، وشرحتُها، وحققت ما يَحتاجُ إلى تحقيق من قصائدها، مختصرًا في ذلك ما استطعت.
وقد رأيتُ في أثناء مراجعاتي أنّ كثيرًا ممن نقل عن الطبري، ربّما أخطأ في فهم مُرَاد الطبري، فاعترض عليه، لمّا استغلقَ عليه بعضُ عبارته. فقيدت بعضَ ما بدا لي خلالَ التعليق، ولم أستوعِبْ ذلك استيعَابًا مخافة الإطالة، وتركت كثيرًا مما وقفتُ عليه من ذلك في الجزء الأوّل، ولكني أرجو أنْ أستدرِك ما فاتني من ذلك في الأجزاء الباقية من التفسير إن شاء الله ربُّنَا سبحانه.
وبيّنتُ ما وقفتُ عليه من اصطلاح النحاة القدماء وغيرهم، ممّا استعمله الطبري، وخالفَه النحاةُ وغيرهم في اصطلاحهم، بعد ذلك، إلى اصطلاح مُسْتَحدَث. وربّما فاتني من ذلك شيءٌ، ولكني أرجو أنْ أبيّن ذلك فيما يأتي من الأجزاء. وقد وضعتُ فهرسًا خاصًّا بالمصطلحات، في آخر كلّ جزءٍ، حتى يتيسّر لطالب ذلك أن يجدَ ما استبهَمَ عليه من الاصطلاح في موضع، في جزءٍ آخر من الكتاب.
وكنتُ أحبُّ أن أبيّن ما انفردَ به الطبريّ من القول في تأويل بعض الآياتِ، وأشرح ما أَغْفَله المفسّرون غيرُه، ولكني خفتُ أن يكونَ ذلك سببًا في زيادة الكتاب طولًا على طوله؛ مع أني أَرَى أن هذا أمرٌ يكشف عن كتاب الطبري، ويزيدنا معرفة بالطبري المفسّر، وبمنهجه الذي اشتقّه في التفسير، ولم اختلف المفسّرون من بعده، فأغفلوا ما حرصَ هو على بيانه؟
وكنتُ أحبُّ أيضًا أن أُسَهِّل على قارئ كتابه، فأجعل في آخرِ الآياتِ المتتابعة التي انتهى من تفسيرها، مُلَخَّصًا يجمَعُ ما تفرَّق في عشراتٍ من الصفحاتِ. وذلك أني رأيتُ نفسي قديمًا، ورأيت المفسِّرين الذين نقلوا عَنْهُ، كانوا يقرأون القطعة من التفسير مفصولةً عمَّا قبلها، أو كانوا يقرأونه متفرِّقًا. وهذه القراءةُ، كما تبيِّن لي، كانتْ سببًا في كثيرٍ من الخَلْط في معرفة مُرَادِ الطبري، وفي نسبة أقوالٍ إليه لم يقلْها. لأنَّه لما خاف التكرار لطول الكتابِ، اقتصَر في بعض المواضِع على ما لا بُدَّ منه، ثقَةً منه بأنّه قد أبان فيما مضى من كتابه عن نهجه في تفسير الآيات المتصلة المعاني. والقارئ الملتمِس لمعنى آيةٍ من الآياتِ، ربَّما غَفَل عن هذا الترابُط بين الآية التي يقرؤها، والآيات التي سبقَ للطبري فيها بيانٌ يتّصل كل الاتصال ببيانه عن هذه الآية. ولكني حين بدأت أفعل ذلك، وجدت الأمر شاقًا عسيرًا، وأنه يحتاجُ إِلى تكرار بعضِ ما مضى، وإلى إِطالةٍ في البيانِ. وهذا شيءٌ يزيدُ التفسيرَ طولًا وضخامة.
ولمَّا رأيتُ أن كثيرًا من العلماء كان يعيبُ على الطبري أنه حشَدَ في كتابِهِ كثيرًا من الرواية عن السالفين، الذين قرأوا الكُتُب، وذكروا في معاني القرآنِ ما ذكروا من الرواية عن أهل الكتابَيْن السالِفَيْن: التَّوراة والإنجيل - أحببتُ أن أكشف عن طريقة الطبري في الاستدلال بهذه الرواياتِ روايةً روايةً، وأبيّن كيف أخطأ الناسُ في فهم مقصده، وأنّه لم يَجْعل هذه الروايات قطُّ مهيمنةً على كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من يديه ولا من خلفه. وأحببتُ أن أبيّن عند كُلِّ روايةٍ مقالة الطبريّ في إِسنادِها، وأنه إسنادٌ لا تقوم به حُجَّةٌ في دين الله، ولا في تفسير كتابه، وأن استدلاله بها كان يقوم مقام الاستدلالِ بالشِّعر القديم، على فهم معنى كلمة، أو للدلالة على سياقِ جملة. وقد علقتُ في هذا الجزء 1: 454، 458 وغيرهما من المواضع تعليقًا يبينُ عن نهج للطبري في الاستدلال بهذه الآثار، وتركتُ التعليقَ في أماكنَ كثيرة جدًّا، اعتمادًا على هذا التعليق. ورأيتُ أن أدَعَ ذلك حتى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/275)
أكتب كتابًا عن "الطبري المفسِّر" بعد الفراغ من طبع هذا التفسير. لأني رأيتُ هناكَ أشياء كثيرةً، ينبغي بيانُها، عن نهج الطبري في تفسيره. ورأيتني يجدّ لي كُلَّ يوم جديدٌ في معرفة نهجه، كلَّما زدتُ معرفةً بكتابه، وإلفًا لطريقته. فاسأل الله أن يعنيني أن أفردَ له كتابًا في الكلام عن أسلوبه في التفسير، مع بيان الحجّة في موضع موضعٍ، على ما تبيّن لي من أسلوبه فيه. ورحمَ الله أبا جعفر، فإنه، كما قال، كان حدَّث نفسه بهذا التفسيرِ وهو صبيٌّ، واستخار الله في عمله، وسأله العونَ على ما نواه، ثلاثَ سنين قبل أن يعمله، فأعانه الله سبحانه. ثم لما أراد أن يملي تفسيره قال لأصحابه: أتنشطون لتفسير القرآن؟ قالوا: كم يكون قدرُه؟ فقال: ثلاثون ألف ورقة. فقالوا: هذا ممّا تفنَى فيه الأعمارُ قبل تمامه! فاختصره لهم في ثلاثة آلاف ورقةٍ. فكان هذا الاختصار سببًا في تركه البيانَ عمّا نجتهد نحنُ في بيانه عند كل آية. وهذا الاختصارُ بيّنٌ جدًّا لمن يتتبّع هذا التفسيرَ من أولِه إِلى آخره.
هذا وقد كنتُ رأيتُ أن أكتب ترجمةً للطبري أجْعَلُها مقدّمَةً للتفسير. ولكنّي وجدت الكتابة عن تفسيره في هذه الترجمة، لن تتيسّر لي إلا بعد الفراغ من كتابه، وكشف النقاب عمّا استبهم من منهاجِه في تفسيره. فأعرضتُ عن ذلك، وقلت أجمع ترجمةً للطبري، فجمعتُ كُلّ ما في الكتب المطبوعة والمخطوطة من ترجمة وأخبار، وما قيل في تصانيفه وتعدادها، فإذا هي قد تجاوزت ما يمكن أن يكونَ ترجمةً في صدر هذا التفسير، فآثرتُ أن أفردها كتابًا قائمًا بنفسه، سوف يخرجُ قريبًا بعون الله سبحانه.
أمّا الفهارسُ، فإِنّي كنت أريدُ أن أدعَها حتى أفرغَ من الكتاب كُلِّه، فأصدرها في مجلداتٍ مستقلّة، ولكن الكتابَ كبيرٌ، وحاجةُ الناسِ، وحاجتي أنَا، إلى مراجعة بعضه على بعض، وربط أوّله بآخره أوجبتْ أن أتعجَّل فأُفرد بعض الفهارس مع كُلّ جزء. فجعلت فهرسًا للآيات التي استدلّ بها في غير موضعها من التفسير. فقد تبيّن لي أنّه ربّما ذكر في تفسير الآية في هذا الموضع، قولًا في الآية لم يذكرُه في موضعها من تفسير السورة التي هي منها.
وأفردت فهرسًا ثانيًا لألفاظ اللغة، لأنه كثير الإحالة على ما مضى في كتابه، وليكون هذا الفهرس مرجعًا لكل اللُّغَة التي رواها الطبري، وكثير منها ممّا لم يرد في المعاجم، أو جاء بيانه عن معانيها أجودَ من بيان أصحاب المعاجم. وهو فهرسٌ لا بُدَّ أن يتم عند كُلّ جزء، حتى لا يسقط عليّ شيءٌ من لغة الطبري.
وأفردت فهرسًا ثالثًا لمباحث العربيّة، لأنّه كثيرًا ما يحيلُ على هذه المواضِع، ولأنّ فيها نفعًا عظيمًا تبيّنتُه وأنا أعمل في هذا التفسير. وزدت فهرسًا رابعًا للمصطلحات القديمة التي استحدث الناسُ غيرها، ليسْهُل على قارئ كتابه أن يجد تفسيرها في موضعها، فإِني لم أفسِّرها عند كُلّ موضع ذكرتْ فيه، لكثرة تكرارها في الكتاب. وفهرسًا خامسًا، هو ردوده على الفرق وأصحاب الأهواءِ.
وأفردتُ فهرسًا سادسًا للرجال الذي تكَلَّم عنهم أخي السيد أحمد في المواضع المتفرقة من التفسير، حتى يسهلُ على من يريد أن يحقّق إسنادًا أن يجد ضالّته. فإِنّه حفظه الله، لم يلتزم الكتابة على الرجال عند كُلّ إِسنادِ. وهذا فهرسٌ لا بُدّ منه مع كُلِّ جزءٍ حتى لا تتكرّر الكتابة على الرجال في مواضع مختلفة من الكتاب، ولتصحيح أسماء الرجال حيث كانوا من التفسير.
أما الفهرس العام للكتاب، فقد اقتصرت فيه على ذِكْرِ ما سوى ذلك، ولم أذكر فيه بدأه في تفسير كُلّ آية، لأنّ آيات المصحف مرقمة، وأثبتنا أرقام الآيات في رأس الصفحات. فمن التمس تفسير آية، فليستخرج رقمها من المصحف، وليطلبْ رقمها في تفسير الطبري من رؤوس الصفحات.
* * *
هذا، وقد تركتُ أن أصْنَع للشعر فهرسًا مع كلِّ جزءٍ، فإني سأجعلُ لَهُ فهرسًا مفردًا بعد تمام طبع الكتابِ، على نمط اخترتُه لصناعته.
وأمَّا فهارس الكتاب عامَّة، فستكون بعد تمام الكتاب كله. وهي تشتمل فهارس أسانيد الطبري، على طراز أرجُو أن أكون موفقًا في اختياره وعمله. ثم فهرس الأعلام، وفهرس الأماكن، وفهرسُ المعاني، والفهارس الجامعة لما أفردتُه من الفهارس مع كلِّ جزء. وهذا شيءٌ لا بُدَّ منه، لضبط ما في التفسير من مناحي العلم المختلفة، وليتيسّر على الطالب أن يجد بُغْيته حيث شاء من كتاب الطبري، لأنّه كثير الإحالة في كتابه على ما مضى منه.
* * *
وبعد، فقد بذلتُ جهدي، وتحرَّيتُ الصوابَ ما استطعتُ، وأردتُ أن أجعَلَ نشرَ هذا الكتابِ الإمامِ في التفسير، زُلْفَى إِلى اللهِ خالصةً. ولكن كيف يخلُص في زماننا عملٌ من شائبة تشوبهُ! فأسألُ الله أن يتقبَّل مني ما أخلصتُ فيه، وأن يغفر لي ما خالطه مِنْ أمرِ هذه الدنيا، وأن يتغمّدني برحمته يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلَا بَنُونَ، إلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ. وأضرع إليه أن يغفر لَنَا ولإخوانِنا الَّذِينَ سَبَقُونَا بالإيمان، وآخرُ دَعْوَانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين.
محمود محمد شاكر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/276)
ـ[ابن عبد الوهاب السالمى]ــــــــ[24 - 04 - 03, 07:20 م]ـ
الحلقة القادمة
عن التفسير الكبير للرازي
ثم التي تلية لتفسير بقي بن مخلد الاندلسي
ـ[ابن عبد الوهاب السالمى]ــــــــ[24 - 04 - 03, 07:47 م]ـ
كنت اود الانتقال الي الحلقة القادمو ولكني وجدت موضوع لشيخنا الفاضل مساعد الطيار في منهج الطبري في تفسيرة كتب في الملتفي الشقيق ملتقي اهل التفسير فاحببت نقلة ليكون مسك الختام
ملخص في منهج الطبري في تفسيره
الإخوة الكرام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فأقدم لكم ملخصًا موجزًا يصف طريقة ابن جرير في كتابه، وهو من باب التذكرة، إذ الكلام المفصل على منهج هذا الإمام لا يحتمله هذا المقام، وما لا يُدركُ كله لا يُترك جُلُّه من أجل عدم إدراك الكلِّ.
أملى ابن جرير كتابه جامع البيان عن تأويل آي القرآن على تلاميذه من سنة (283) إلى سنة (290)، ثمَّ قُرئ عليه سنة (306)، وقد أطبق العلماء على الثناء على كتابه.
وقد قدَّمَ الطبريُّ لتفسيرِه بمقدمة علميَّةِ حشدَ فيها جملة من مسائل علوم القرآن، منها: اللغة التي نزل بها القرآن والأحرفُ السبعة، والمعربُ، وطرق التفسيرِ، وقد عنون لها بقوله: (القول في الوجوه التي من قِبَلِها يُوصلُ إلى معرفةِ تأويلِ القرآنِ)، وتأويل القرآنِ بالرأي، وذكر من تُرضى روايتهم ومن لا تُرضى في التَّفسيرِ.
ثمَّ ذكر القولَ في تأويلِ أسماء القرآنِ وسورِه وآيه، ثمَّ القول في تأويلِ أسماء فاتحة الكتابِ، ثمَّ القول في الاستعاذةِ، ثُمَّ القول في البسملةِ.
ثمَّ ابتدأ التفسيرَ بسورة الفاتحة، حتى ختم تفسيرَه بسورةِ النَّاسِ.
ـ كان يُجزِّئ الآيةَ التي يُريدُ تفسيرَها إلى أجزاء، فيفسرها جماة جملة، ويعمدُ إلى تفسير هذه الجملة، فيذكر المعنى الجملي لها بعدها، أو يذكره أثناء ترجيحه عن كان هناك خلاف في تفسيرها.
ـ إذا لم يكن هناك خلاف بين أهل التأويل فسَّر تفسيرًا جُمْلِيًا، ثم قال: وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ـ وإذا كان بين أهل التأويل خلاف، فقد يذكر التفسير الجملي، ثم ينص على وجود الخلاف، ويقول: واختلفَ أهلُ التَّأويلِ في تأويلِ ذلكَ، فقال بعضهم فيه نحوَ الذي قلنا فيه
ـ وقد يذكر اختلاف أهل التأويل بعد المقطع المفسَّرِ مباشرةً، ثمَّ يذكر التفسير الجملي أثناء ترجيحه.
ـ ومن عادته أن يُترجمُ لكل قولٍ بقوله: فقال بعضهم ….، ثمَّ يقول: ذكر من قال ذلك، ثمَّ يذكر أقوالهم مسندًا إليهم بما وصله عنهم من أسانيد.، ثمَّ يقول: وقال غيرهم، وقال آخرون …، ثمَّ يذكر أقوالهم، فإذا انتهى من عرضِ أقوالِهم، رجَّحَ ما يراه صوابًا، وغالبًا ما تكون عبارته: قال أبو جعفر: والقول الذي هو عندي أولى بالصواب، قول من قال، أو يذكر عبارة مقاربةً لها، ثمَّ يذكر ترجيحَه، ومستندَه في الترجيحِ، وغالبًا ما يكون مستندُه قاعدةً علميَّة ترجيحيَّةً، وهو مما تميَّزَ به في تفسيرِه.
ـ اعتمدَ أقوال ثلاث طبقات من طبقات مفسري السلف، وهم الصحابة والتابعون وأتباع التابعين، ولم يكن له ترتيب معيَّن يسير عليه في ذكر أقوالهم، وإن كان يغلب عليه تأخير الرواية عن ابن زيد (ت: 182).
ـ ويحرص على ذكر ما ورده عنهم بالإسناد إليهم، ولو تعدَّدت الأسانيد في القول الواحد.
ـ وقد يورد قول الواحد منهم ويعتمده إذا لم يكن عنده غيره.
ـ ولم يخرج في ترجيحاته عن قول هذه الطبقات الثلاث إلا نادرًا، وكان شرطه في كتابه أن لا يخرج المفسر عن أقوال هذه الطبقات الثلاث (ينظر: تفسير الطبري، ط: الحلبي 1: 41).
ـ ولهذا ردَّ أقوال أهل العربية المخالفة لأقوال السلف أدنى مخالفةٍ، ولم يعتمد عليها إلا إذا لم يرد عن السلف في مقطع من مقاطع الآية شيء (ينظر تفسيره للواو في قوله (والذي فطرنا) فقد اعتمد ما ذكره الفراء من احتمالات).
وإذا ذكر علماء العربية فإنه لا يذكر أسماءهم إلا نادرًا، وإنما ينسبهم إلى علمهم الذي برزوا فيه، وإلى مدينتهم التي ينتمون إليها، كقوله:» قال بعض نحويي البصرة «.
وغالب ما يروي عنهم مما يتعلق بالإعراب.
ـ اعتمد الطبري النظر إلى صحة المعنى المفسَّرِ به، وإلى تلاؤمه مع السياق، وقد كان هذا هو المنهج العامَّ في تفسيره، وكان يعتمد على صحة المعنى في الترجيح بين الأقوال.
ـ وكان لا يبين درجة إسناد الآثار إلا نادرًا، ولم يكن من منهجه نقد أسانيد التفسير، كما أنه لم يعمد إلى ما يقال من طريقة: من أسندك فقد أحالك.
ـ وكان ـ في الغالب ـ لا يفرق بين طبقات السلف في الترجيح، وقد يقدم قول أتباع التابعين أو التابعين على قول الصحابي.
ـ وإن كان في بعض المواطن يقدم قول الصحابة، خصوصًا فيما يتعلق بالنُّزول.
ـ يقدم قول الجمهور على قول غيرهم، وقد يعدُّه إجماعًا، ويَعُدُّ القول المخالف لهم شاذًّا.
ـ يَعُدُّ عدم قول السلف بقولٍ دلالة على إجماعهم على تركه، ويرجح بهذه الحجة عنده.
ـ لم يلتزم بالأخذ بقول الصحابي في الغيبيات.
ـ لم يُعْرِضْ عن مرويات بني إسرائيل لأنه تلقاها بالآثار التي يروي بها عن السلف، وقد يبني المعنى على مجمل ما فيها من المعنى المبيِّن للآية (ينظر: تفسير الطبري، ط: الحلبي: 1: 274).
ـ يؤخر أقوال أهل العربية، ويجعلها بعد أقوال السلف، وأحيانًا بعد ترجيحه بين أقوال السلف.
ـ لا يقبل أقوال اللغويين المخالفة لأقوال السلف، ولو كان لها وجه صحيح في المعنى.
هذا ما أردت التنبيه عليه من منهج الطبري، وقد بقي بعض المسائل لعل الله أن يمن بكتابتها ـ خصوصًا ما يتعلق بالقراءات ـ والله الموفق.
___________________________________
الدكتور مساعد بن سليمان بن ناصر الطيار
الأستاذ المساعد بكلية المعلمين بالرياض(1/277)
الغلط في نسبة الأقوال لابن عباس في التفسير
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[21 - 04 - 03, 10:36 ص]ـ
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله في تفسير آيات أشكلت (1\ 460) (وما أكثر ما يحرف قول ابن عباس ويغلط عليه) انتهى.
وبين الذهبي في التفسير والمفسرون (1/ 81 - 83) بعض أسباب ذلك.(1/278)
دعوة! دعوة! دعوة! فهل من مجيب أيها الكرام؟!
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[23 - 04 - 03, 03:56 م]ـ
بسم الله
إخواني الكرام أعضاء ملتقى أهل الحديث المتميز
السلام عليكم ورحمة الله
أما بعد
فيسرني دعوتكم للمشاركة معنا في ملتقى متميز إن شاء الله بعنوان: ملتقى أهل التفسير
http://www.tafsir.org/vb/index.php?s=
فهو لا زال في بداياته، وهي قوية ولله الحمد؛ فأغلبية المشاركين فيه من طلبة العلم المتخصصين، وأكثرهم من طلبة الدراسات العليا في تخصص الدراسات القرآنية، ومن أعضاء هذا الملتقى الشيخ:
مساعد الطيار
وغيره من المشايخ والمحاضرين طلبة العلم البارزين.
فهل أنتم قابلون دعوتنا، مستجيبون لها؟
نرجو ذلك.
وفقكم الله لما فيه الخير والبركة.
ـ[مداد]ــــــــ[23 - 04 - 03, 04:12 م]ـ
منذ مدة وأنا أبحث عنه.
بوركت أينما كنتَ ..
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[26 - 05 - 03, 12:45 ص]ـ
للرفع
وأبشركم بأن الموقع بدأ يشتد عوده، وهو إلى الآن ولله الحمد يسير بخطى ثابثة، ويترقى من منزلة إلى أعلى بفضل الله أولاً ثم بجهود المشاركين من طلاب العلم المتخصصين.
ولا زالت الدعوة قائمة، فهل من مجيب؟!
زوروا الملتقى، وأنا على يقين بأن من زاره راغباً في الفائدة وجد ما يثلج صدره ويروي غليله.
ـ[ابو عبدالله الرفاعي]ــــــــ[26 - 05 - 03, 01:56 ص]ـ
جزاك الله خيرا ابا مجاهد
ـ[أبو الفضل حمدي]ــــــــ[26 - 05 - 03, 02:13 ص]ـ
جزاك الله تعالى خيرا وجعل ذلك في ميزان حسناتك
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[28 - 05 - 03, 01:16 ص]ـ
للرفع، فالدعوة لا زالت قائمة
وقد حل علينا في الأيام القليلة الماضية ضيوف كرام، فالحقوا به ألحقنا الله وإياكم بالصالحين. آمين(1/279)
تاريخ القرآن الكريم- محمد طاهر الكردي
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[25 - 04 - 03, 03:24 ص]ـ
- تاريخ القرآن الكريم- محمد طاهر الكردي
ص 1:
صفحة 1 / كتاب تاريخ القرآن الكريم وهو اول كتاب من نوعه ملتزم طبعه ونشره مصطفى محمد يغمور بمكه طبع للمرة الاولى بمطبعة الفتح بجدة - الحجاز عام 1365 ه و 1946 م / صفحة 2 / كل نسخة لم تكن مختومة بختم الناشر تعد مسروقة الختم مؤلفات محمد طاهر الكردى الخطاط صاحب هذا الكتاب غفر الله له (1) تاريخ القرآن وغرائب رسمه وحكمه طبع ولله الحمد (2) تاريخ الخط العربي وآدابه. . " (3) تحفة العباد في حقوق الزوجين والوالدين والاولاد " (4) حسن الدعابة فيما ورد في الخط وادوات الكتابة " (5) كراسة الحرمين في تعليم خط الرقعة. " (6) مجموعة الحرمين في تعليم خط النسخ. " (7) رسالة في الدفاع عن الكتابة العربية في الحروف والحركات " (8) ارشاد الزمرة لمناسك الحج والعمرة (على المذهب الشافعي) سيطبع ان شاء الله (9) تحفة الحرمين في بدائع الخطوط العربية. " " (10) نفحة الحرمين في تعليم خطى النسخ والثلث " (11) مختصر المصباح والمختار (في اللغة العربية). " (12) بدائع الشعر ولطائفه. . " (13) المحفوظات الادبية الممتازة. . " (14) أدبيات الشاى والقهوة. " * (هامش) * وقد كتب المذكور مصحفا كريما سماه مصحف مكة المكرمة وهو اول مصحف كتبه بيده كما هو اول مصحف سيطبع ان شاء الله تعالى بمكة المشرفة ادام الله عليه توفيقه وفضله ورضاه وختم حياته بخير على الايمان الكامل آمين (*) / صفحة 1 / تاريخ القرآن وغرائب رسمه وحكمه يبحث عن تعريف القرآن وما يتضمنه، وعن جمعه وكتابته وترتيب آياته وسوره وضبطه وتصحيحه، وعن غرائب رسم كلماته وهل رسمه توقيفي ام لا، وعن حكم اتباعه وسبب نقطه وتشكيله، وعن معرفة الصحابة للاملاء والكتابة، وعن مقارنة كتاباتنا برسمه وغير ذلك من المباحث القيمة تأليف محمد طاهر بن عبد القادر الكردى المكى الخطاط بالمعارف العامة * بمكة المشرفة لطف الله به وعامله برحمته واحسانه وستره في الدنيا والآخرة آمين حقوق الطبع محفوظة للمؤلف طبع سنة 1365 هجرية بجدة
/ صفحة 2 / بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين حمدا يليق بعظمته وجلاله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وصحبه وآله (وبعد) فلقد وفقنا الله تعالى لكتابة القرآن العظيم (1) الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، كتبناه على وفاق رسم المصحف العثماني ناقلين عن المصحف الذى طبعته الحكومة المصرية سنة ألف واثنين وأربعين هجرية تحت إشراف مشيخة الازهر المعمور ومشيخة المقارئ العمومية، لان اتباع رسمه واجب بالاجماع وإن كتب بعض كلماته على غير طريقتنا المتبعة " ولدا يقال " * (هامش) * (1) انتهينا من كتابة هذا المصحف الكريم في ختام عام ألف وثلثمائة واثنين وستين هجري وقد تألفت لجنة من قبل الحكومة للعناية بتصحيحه، وهو أول مصحف كتبناه كما هو أول مصحف سيطبع بمكة المشرفة ان شاء الله تعالى في عام 1366 ه (*)
/ صفحة 3 / خطان لا يقاس عليهما خط المصحف وخط العروض (1) والمراد بالمصحف العثماني مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه الذى أمر بكتابته وجمعه وكانوا يسمونه " المصحف الامام " (2) * (هامش) * (1) أي لا تقاس كتاباتنا العامة على خط المصحف العثماني لمخالفته القواعد الاملائية في بعض الكلمات كما بينا ذلك مفصلا في هذا الكتاب، وكذلك لا تقاس كتاباتنا على خط العروض لانه يكتب على حسب الملفوظ به فمثلا هذا البيت تلق الامور بصبر جميل * وصدر رحيب وخل الحرج فان العروضيين يكتبونه هكذا تلقق ل امور بصبرن جميلن وصدرن رحيبن وخلل ل حرج ومثله هذا البيت لا تسأل المرء عن خلائقه * في وجهه شاهد من الخبر فانهم يكتبونه هكذا لا تسأل ل مرء عن خلائقهى * في وجههى شاهدن من ل خبرى (2) الاصل في هذه التسمية ما جاء في بعض الروايات ان عثمان بن عفان رضى الله عنه لما بلغه اختلاف المعلمين في القرآن قال عندي تكذبون به وتلحنون فيه فمن نآي عنى كان اشد تكذيبا واكثر لحنا يا اصحاب محمد اجتمعوا فاكتبوا للناس اماما - واما سبب تسميته بالمصحف فانه لما جمع أبو بكر رضي الله عنه القرآن قال سموه فقال بعضهم سموه انجيلا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/280)
فكرهوه وقال بعضهم سموه السفر فكرهوه فقال ابن مسعود رأيت بالحبشة كتابا يدعونه المصحف فسموه به (*)
/ صفحة 4 / من حيث اتباعه رسما وكتابة (1) وهو يشمل جميع المصاحف التى كتبت بأمره رضي الله عنه وارسلت إلى الامصار، وقال بعضهم انه خاص بمصحفه الذي كان يقرأ فيه. هذا ولما شرعنا في كتابة مصحفنا المذكور ووصلنا إلى نحو خمسة اجزاء منه، وجدنا في الرسم العثماني العجب العجاب، ورأيناه جديرا بدراسته وتحقيق النظر فيه، وحريا بأن تؤلف فيه رسالة خاصة تطبع وتنشر في الاقطار الاسلامية - فألفنا هذا الكتاب واستقصينا جميع انواع الكلمات المخالفة لقواعد كتاباتنا، اللهم الا ماشرد عن لنظر
ص 4:
وغاب عن الفكر والحق يقال - ان في رسم المصحف العثماني يقف الفكر حائرا، والذهن تائها، إذ أنه في نفسه لا قاعدة له - فمثلا نجد كلمة " كتاب " * (هامش) * (1) فان قيل ان المصحف العثماني الامام لم يكن فيه نقط ولا شكل ولم تكن فيه ارقام للآيات ولا علامات للاجزاء والاحزاب فكان الواجب حذف هذه الاشياء من المصاحف اتباعا للمصحف العثماني - نقول - ان هذه الامور حدثت فيما بعد حيث اختلفت الالسن باختلاط العرب بالعجم لانتشار الاسلام فخوفا من التصحيف والالتباس في كلمات القرآن اخترعوا هذه الاشياء التى هي ليست داخلة في جوهر الحروف وانما هي من العلامات الدالة على القراءة الصحيحة فصار وضعها من اللازم وسنتكلم عنها مفصلا في الخاتمة ان شاء الله تعالى وكان تقسيم القرآن إلى اجزاء واحزاب في زمن الحجاج (*)
/ صفحة 5 / مرسومة في جميع القرآن بغير ألف ما عدا اربعة مواضع (1) فانها مرسومة بالالف نحو " لكل أجل كتاب " وكلمة " قال " مرسومة في جميع القرآن بالالف ما عدا خمسة مواضع (2) فانها بحذف الالف نحو " قل رب احكم بالحق " وكلمة " أيها " مرسومة في جميع القرآن بالف بعد الهاء ما عدا ثلاثة مواضع (3) فانها بحذف الالف نحو " أيه الثقلان " وكلمة " ابراهيم " مرسومة في سورة البقرة هكذا " ابرهم " وفي بقية القرآن هكذا " ابرهيم " وكلمة " يا ابن أم " مرسومة في سورة طه هكذا " قال يبنؤم " وفي الاعراف هكذا " قال ابن أم " وكلمة " ما نشاء " مرسومة في سورة هود هكذا " ما نشؤا " وفي سورة الحج هكذا " ما نشاء " وكلمة " الامثال " مرسومة بالالف بعد الثاء ومرسومة بحذف الالف. وحذفت الواو والياء من آخر هذين الفعلين " ويدع الانسان - فهو يشفين " من غير علة إلى غير ذلك من الكلمات التى قد تكتب في بعض المواضع بشكل وفى بعضها بشكل آخر مع ان الكلمة هي هي بعينها لم تتغير (4) فمن يرشدنا إلى سبب هذا التغاير في رسم المصحف العثماني الا الصحابة * (هامش) * (1 و 2 و 3) ذكرنا هذه المواضع كلها في آخر الفصل الثاني من الباب الخامس (4) انظر في الجدول الثاني في الفصل الثاني من الباب الرابع، وانظر ايضا في الفصل الرابع من الباب الخامس في بعض غرائب الرسم العثماني (*)
/ صفحة 6 / الذين كتبوه بأمرنا عثمان وهذا إذا قاموا من قبورهم ولقد صدق من قال " كما ان للقرآن معجز في ذاته فخطه معجز ايضا " وإلى هذا المعنى اشار العلامة الشيخ محمد العاقب بن ما يأبى الشنقيطى دفين فاس رحمه الله تعالى بقوله. والخط فيه معجز للناس * وحائد عن مقتضى القياس لا تهتدى لسره الفحول * ولا تحوم حوله العقول قد خصه الله بتلك المنزله * دون جميع الكتب المنزله ليظهر الاعجاز في المرسوم * منه كما في لفظه المنظوم والحقيقة ان تأليف كتابنا هذا هو من بركة كتابتنا للمصحف المذكور حيث كنا نتبع فيه الرسم العثماني كلمة كلمة، ولولاه لما كنا ندرك معنى الرسم العثماني ووجهة مخالفته لقواعد املائنا - وغاية ما كنا نعرف ان نحو * كتاب، وابراهيم، واسماعيل، واسحاق وهارون، وسليمان،،، مكتوب في المصحف بغير ألف، اما غيرها فلا تقع اعيننا عليه لتعود ألسنتنا على القراءة الصحيحة - والسبب في عدم ملاحظتنا هيئة رسم الكلمات في المصحف هو عدم الاعتناء بتعليم القراءات وفن الرسم وعلم التجويد حتى اندثرت من غالب البلاد الاسلامية وربما كانت مصر هي الوحيدة في المحافظة على هذه العلوم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/281)
/ صفحة 7 / وهذا الكتاب هو أول كتاب من نوعه فانه لم يؤلف في هذا الموضوع على نمطه كتاب من قبل - نعم لقد ألف علماء القراءات المتقدمون في رسم المصحف العثماني مؤلفات جليلة وحصروا مرسوم القرآن كلمة كلمة على هيئة ما كتبه الصحابة رضى الله عنهم بحيث لم يفهم شئ منه، الا انهم لم يبحثوا عنه كما بحثنا، ولم يقارنوا بين مرسومه كما قارنا - على اننا لا ندعى المعرفة اكثر منهم بل نمشي على ضوئهم مع ما يفتح الله به علينا من فضله الواسع فهو الفتاح العليم لا راد لفضله. ولقد بسطنا القول في هذا الكتاب عن القرآن العظيم من جميع نواحيه بسطا وافيا ولم نتعرض للناسخ والمنسوخ ولا لوجوه القراءات وتراجم القراء لان كلا من ذلك فن مستقل بذاته يحتاج إلى مؤلف خاص، وجعلنا في ذيله هامشا لزيادة الايضاح وتمام الفائدة، وحصرناه في ستة ابواب وخاتمة تحت كل باب جملة فصول، وسميناه " تاريخ القرآن وغرائب رسمه وحكمه " نسأل الله الحى القيوم أن يجعله خالصا لوجهه الكريم، وأن ينفع به من طالعه بقلب سليم، وأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه، وأن يختم لنا بخاتمة السعادة ويسترنا في الدارين، ويجعلنا من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وأن يحشرنا مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين
/ صفحة 8 / والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا آمين، وصلى الله على نبينا محمد أبى القاسم الامين، وعلى آله وصحبه أجمعين. " وما
ص 8:
توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه أنيب " غرة جمادى الثانية سنة 1365 هجرية المؤلف محمد طاهر الكردى الخطاط بالمعارف العامة بمكة المكرمة
/ صفحة 9 / الجدول الاول وفيه بعض الكلمات بحسب رسم المصحف العثماني الله يبدؤا الخلق هي عصاي أتوكؤا عليها أو من وراى حجاب وما دعؤا الكفرين إلى فرعون وملايه وجائ يومئذ بجهنم وجاءو على قميصه قال يبنؤم لا تأخذ بأييكم المفتون وألو استقموا والسماء بنينها بأييد علمؤا بنى اسرءيل الذين أسئوا السوآى ولا تقولن لشائ أصحاب لئيكة امرأت فرعون قرت قل هو نبؤا عظيم ثلث مائة سنين أفإين مات أو قتل ألئن حصحص الحق ومن يعظم شعئر الله سنت الاولين فقال الملؤا الذين لايلاف قريش إى لفهم لكم أيه الثقلان لتخذت عليه أجرا أفتوني في رءيى رحمت الله وبركته ومعصيت الرسول ولا مستئنسين * (هامش) * وقد وضعنا جدولا آخر في الفصل الثاني من الباب الرابع يشتمل على بعض كلمات بالرسم العثماني فراجعه في محله (*)
/ صفحة 10 / الباب الاول (وفيه ثلاثة فصول) (الفصل الاول * في تعريف القرآن وما يتضمنه) ذهبوا في معنى القرآن إلى جملة أقوال ذكرها السيوطي في كتابه الاتقان والمختار منها ما نص عليه إمامنا الشافعي رحمه الله تعالى وهو: ان لفظ القرآن المعرف بأل ليس مهموزا ولا مشتقا بل وضع علما على الكلام المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم واما القرآن فقد قال اهل السنة القرآن كلام الله تعالى منزل غير مخلوق منه بدأ واليه يعود وهو مكتوب في المصاحف محفوظ في الصدور مقروء بالالسنة مسموع بالآذان والاشتغال بالقرآن من أفضل العبادات سواء كان بتلاوته أو بتدبر فيه - قال الله تعالى - إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم اجورهم ويزيدهم من فضله انه غفور شكور - وقال - كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الالباب - وقال - الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثانى تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم وتلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدى به من يشاء ومن يضلل الله فماله من هاد
/ صفحة 11 / ولبعضهم: وإذا أردت من العلوم أجلها * فعليك بالقرآن والاعراب هذا لدينك ان أردت ديانة * وهدى وذاك لمنطق وخطاب ولبعضهم ايضا: نعم السمير كتاب الله ان له * حلاوة هي أحلى من جنى الضرب (1) به فنون المعاني قد جمعن فما * تفتر من عجب الا إلى عجب أمر ونهى وأمثال وموعظة * وحكمة أو دعت في أفصح الكتب لطائف يجتليها كل ذى بصر * وروضة يجتنيها كل ذى أدب فالقرآن يتضمن الاحكام، والشرائع، والامثال، والحكم، والمواعظ والتاريخ، ونظام الكون، وغير ذلك. قال بعضهم: ألا انما القرآن تسعة أحرف * سأنبيكها في بيت شعر بلا خلل حلال حرام محكم متشابه * بشير نذير قصة عظة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/282)
مثل فالقران ما ترك شيئا من أمور الدين الا وبينه، ولا من نظام الكون الا واوضحه، وفيه يقول الله تعالى " ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين " ويقول " ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون " * (هامش) * (1) الضرب بفتحتين العسل الابيض قاله في المصباح (*)
/ صفحة 12 / وقال عليه الصلاة والسلام " كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم هو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله تعالى ومن ابتغى الهدى في غيره اضله الله تعالى وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم وهو الذى لا تزيع به الاهواء ولا تلتبس به الالسنة ولا تشبع منه العلماء ولا يخلق على كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه " أخرجه الترمذي. ومعنى لا يخلق لا يبلى (وقال ايضا) " أعربو القرآن والتمسوا غرائبه " رواه البيهقى والحاكم عن ابى هريرة والمراد باعرابه معرفة معاني ألفاظه وما أحسن ما رواه الامام السيوطي رحمه الله تعالى في كتابه الاتقان عن بعضهم حيث يقول: اعتنى قوم بضبط لغات القرآن وتحرير كلماته ومعرفة مخارج حروفه وعددها، وعدد كلماته وآياته وسوره واحزابه وأنصافه وأرباعه، وعدد سجداته والتعليم عند كل عشر آيات إلى غير ذلك من حصر الكلمات المتشابهة والآيات المتماثلة، من غير تعرض لمعانيه ولا تدبر لما اودع فيه فسمو القراء - واعتني النحاة بالمعرب منه والمبنى من الاسماء والافعال والحروف العاملة وغيرها، وأوسعوا الكلام في الاسماء وتوابعها وضروب الافعال واللازم والمعتدى ورسوم خط الكلمات وجميع ما يتعلق به حتى ان بعضهم اعرب
/ صفحة 13 / مشكله وبعضهم اعربه كلمة كلمة - واعتني المفسرون بألفاظه فوجدوا منه لفظا يدل على معنى واحد ولفظا يدل على معنيين ولفظا يدل على اكثر فأجروا الاول على حكمه وأوضحوا معنى الخفى منه وخاضوا في ترجيح احد المحتملات ذى المعنيين أو المعاني وأعمل كل منهم فكره
ص 13:
المحتملات ذى المعنيين أو المعاني وأعمل كل منهم فكره وقال بما اقتضاه نظره - واعتني الاصوليون بما فيه من الادلة العقلية والشواهد الاصلية والنظرية فاستنبطوا منه وسموا هذا العلم بأصول الدين - وتأملت طائفة منهم معاني خطابه فرأت منها ما يقتضى العموم ومنها ما يقتضى الخصوص إلى غير ذلك فاستنبطوا منه أحكام اللغة من الحقيقة والمجاز - وتكلموا في التخصيص والاخبار والنص والظاهر والمجمل والمحكم والمتشابه والامر والنهى والنسخ، إلى غير ذلك من الاقيسة واستصحاب الحال والاستقراء وسموا هذا الفن أصول الفقه - وأحكمت طائفة صحيح النظر وصادق الفكر فيما فيه من الحلال والحرام وسائر الاحكام فأسسوا أصوله وفرعوا فروعه وبسطوا القول في ذلك بسطا حسنا وسموه بعلم الفروع وبالفقه ايضا - وتلمحت طائفة ما فيه من قصص القرون السالفة والامم الخالية ونقلوا أخبارهم ودونوا آثارهم ووقائعهم حتى ذكروا بدء الدنيا وأول الاشياء وسموا ذلك بالتاريخ والقصص -
/ صفحة 14 / وتنبه آخرون بما فيه من الحكم والامثال والمواعظ التى تقلقل قلوب الرجال فاستنبطوا مما فيه من الوعد والوعيد، والتحذير والتبشير، وذكر الموت والميعاد، والحشر والحساب، والعقاب والثواب، والجنة والنار فصولا من المواعظ واصولا من الزواجر فسموا بذلك الخطباء والوعاظ - وأخذ قوم بما في آية المواريث من ذكر السهام وأربابها وغير ذلك من علم الفرائض واستنبطوا منها من ذكر النصف والربع والسدس والثمن حساب الفرائض - ونظر قوم الي ما فيه من الآيات الدالة على الحكم الباهرة في الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم والبروج وغير ذلك فاستخرجوا منه علم المواقيت - ونظر الكتاب والشعراء إلى ما فيه من جزالة اللفظ وبديع النظم وحسن السياق والمبادئ والمقاطع والمخالص والتلوين في الخطاب والاطناب والايجاز وغير ذلك فاستنبطوا منه المعاني والبيان والبديع - انتهى جميع العلم في القرآن لكن * تقاصر عنه أفهام الرجال ويعجبنا وصف الاستاذ مصطفى صادق الرافعى رحمه الله تعالى (1) للقران الكريم حيث يقول في كتابه اعجاز القران ما نصه: القرآن الفاظ إذا اشتدت فأمواج البحار الزاخرة، وإذا هي لانت فأنفاس الحياة الآخرة، تذكر الدنيا فمنها عمادها ونظامها، وتصف الآخرة * (هامش) * (1)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/283)
توفى الرافعى المذكور في 10 مايو 1937 م الموافق 29 صفر 1356 هجرية (*)
/ صفحة 15 / فمنها جنها وضرامها، ومتى وعدت من كرم الله جعلت الثغور تضحك في وجوه الغيوب، وان أوعدت جعلت الالسنة ترعد من حمى القلوب، ومعان بينا هي عذوبة ترويك من ماء البيان، ورقة تستروح منها نسيم الجنان، ونور تبصر به في مرآة الايمان وجه الامان، وبينا هي ترف بندى الحياة على زهرة الضمير، وتخلق في اوراقها من معاني العبرة معنى العبير، وتهب عليها بأنفاس الرحمة فتنم بسر هذا العالم الصغير، ثم بيناهى تتساقط من الافواه تسافط الدموع من الاجفان، وتدع القلب من الخشوع كأنه جنازة ينوح عليها اللسان، وتمثل للمذنب حقيقة الانسانية حتى يظن انه صنف آخر من الانسان، إذا هي بعد ذلك اطباق السحاب وقد انهارت قواعده، والتمعت ناره وقصفت في الجو رواعده، وإذا هي السماء وقد اخذت على الارض ذنبها واستأذنت في صدمة الفزع ربها، فكادت ترجف الراجفة تتبعها الرادفة، وانما هي عند ذلك زجرة واحدة، فإذا الخلق طعام الفناء وإذا الارض مائدة. انتهى كلام الرافعى رحمه الله تعالى هذا وان ومن عظمة القرآن في ذاته اقرار علماء الافرنج بسمو مكانته واعترافهم برفيع منزلته، وخشوعهم لدي سماع ترتيل آياته، واعجابهم بما حواه من نظام الكون ودستور المدنية والعمران.
/ صفحة 16 / وهناك بعض من نوابغ مستشرقي الافرنج من يتخصص لحفظ القرآن وفهم تفاسيره، ومن يعتنى بعلم القراءات وفن التجويد، ومن ينقطع إلى دراسته وبيان مزايا دين الاسلام ولهم في ذلك مؤلفات. وان بقوا على ديانتهم. وان أول طبع للمصحف بالخط العربي كان في مدينة همبرج بألمانيا وذلك في سنة 1113 هجرية (1) ويوجد من هذه الطبعة مصحف بدار الكتب العربية المصرية بالقاهرة قال المستشرق الالماني الدكتور شومبس في القرآن الكريم في احدى الجمعيات " يقول بعض الناس ان القرآن كلام محمد - وهو خطأ محض - فالقرآن كلام الله تعالى الموحى على لسان رسوله محمد، فليس في استطاعة محمد ذلك الرجل الامي في تلك العصور الغابرة أن يأتينا بكلام تحار فيه عقول الحكماء ويهدى الناس من الظلمات إلى النور، وربما تعجبون من اعتراف رجل أو ربى بهذه الحقيقة، انى درست القرآن فوجدت فيه تلك المعاني العالية والنظامات المحكمة وتلك البلاغة التى لم اجد مثلها قط في حياتي، جملة واحدة منه تغنى * (هامش) * (1) وسببه على ما يظهر لنا ان اختراع المطبعة كان في ألمانيا سنة 1431 ميلادية ثم عم شارها
ص 16:
بقية الممالك، واول دخولها إلى تركيا كان في زمن السلطان احمد الثالث وكان طبع المصاحف في عهده ممنوعا وسنتكلم في آخر الكتاب عن ظهور المطابع وانتشارها انشاء الله تعالى (*)
/ صفحة 17 / عن مؤلفات هذا ولا شك اكبر معجزة اتى بها محمد عن ربه " اه كلامه وقال المستشرق ما كس مننى: ان مرشد المسلمين هو القرآن وحده، والقرآن ليس بكتاب دينى فقط بل هو ايضا كتاب الآداب وتجد به الحياة السياسية والاجتماعية، بل هو يرشد الانسان إلى وظائفه اليومية، والاحكام الاسلامية التى لا توجد بالقرآن توجد في السنة والتى لا تكون واضحة لا في القرآن ولا في السنة توجد في الفقه الواسع الذى هو علم الحقوق الاسلامي اه كلامه وما قيمة ما يقوله الانسان في القرآن الكريم بعد قوله تعالى فيه " كتاب احكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير " وقوله " أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا " وقوله " لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله " وقوله " قل لئن اجتمعت الانس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون يمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا " (قال المقرى في اضاءة الدجنة) وأخبر الله بعجز الانس * والجن عن إتيانهم بالجنس من مثله وطولبوا بسوره * فما استطاعوا مثلها ضروره ومن لجلباب الحيا أزاحا * معارضا له حوى افتضاحا كمثل ما جاء به مسيلمه * من ترهات باختلال معلمه ركيكة في لفظها والمعنى * كقوله والطاحنات طحنا. . الخ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/284)
/ صفحة 18 / الفصل الثاني (القرآن في اللوح المحفوظ) جاء في تفسير ابن كثير في سورة القدر ما نصه: قال ابن عباس (1) وغيره أنزل الله القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا ثم نزل مفصلا بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم - وجاء فيه ايضا عند قوله تعالى " بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ " ما نصه: وقال الحسن البصري ان هذا القرآن المجيد عند الله في لوح محفوظ ينزل منه ما يشاء على من يشاء من خلقه وقال الطبراني عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله تعالى خلق لوحا محفوظا من درة بيضاء صفحاتها من ياقوتة حمراء قلمه نور وكتابه نور لله في كل يوم ستون وثلاثمائة لحظة يخلق ويرزق ويميت ويحيى ويعز ويذل ويفعل ما يشاء. اه * (هامش) * (1) هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ولد بمكة قبل الهجرة بثلاث سنين وصح انه صلى الله عليه وسلم دعاله بقوله اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل اللهم علمه الحكمة وتاويل القرآن اللهم بارك فيه وانشر منه واجعله من عبادك الصالحين قال الحسن كان ابن عباس يقوم على منبرنا هذا فيقرأ البقرة وآل عمران فيفسرهما آية آية توفى رضى الله عنه بالطائف سنة ثمان وستين وقيل سنة تسع وقيل سنة سبعين وعمره احدى وسبعون سنة وله مناقب عظيمة (*)
/ صفحة 19 / الفصل الثالث (في انزال القرآن) جاء في تفسير ابن كثير عند قوله تعالى " شهر رمضان الذى انزل فيه القرآن الآية " ما ملخصه روى الامام أحمد بن حنبل ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انزلت صحف ابراهيم في أول ليلة من رمضان وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان والانجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان وانزل القرآن لاربع وعشرين خلت من رمضان، وفي حديث جابر بن عبد الله ان الزبور انزل لثنتى عشرة خلت من رمضان والانجيل لثماني عشرة والباقى كما تقدم. وقال اسرائيل عن السدى عن محمد بن ابى المجالد عن مقسم عن ابن عباس انه سأل عطية بن الاسود فقال وقع في قلبى الشك قول الله تعالى " شهر رمضان الذى انزل فيه القرآن " وقوله " انا انزلناه في ليلة مباركة " وقوله " انا أنزلناه في ليلة القدر " وقد انزل في شوال وفي ذى القعدة وفي ذى الحجة وفي المحرم وصفر وشهر ربيع فقال ابن عباس انه انزل في رمضان في ليلة القدر وفي ليلة مباركة جملة واحدة ثم انزل على مواقع النجوم ترتيلا في الشهور والايام * وفي رواية سعيد بن جبير عن ابن عباس قال انزل القرآن / صفحة 20 / في النصف الثاني من شهر رمضان إلى سماء الدنيا فجعل في بيت العزة (1) ثم انزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في عشرين سنة (2) لجواب كلام الناس وفي رواية عكرمة عن ابن عباس قال نزل القرآن في شهر رمضان في ليلة القدر إلى هذه السماء الدنيا جملة واحدة وكان الله يحدث لنبيه ما يشاء ولا يجئ المشركون بمثل يخاصمون به الا جاءهم الله بجوابه وذلك قوله " وقال الذين كفروا لولا انزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا " اه من تفسير ابن كثير الباب الثاني (وفيه خمسة فصول) (الفصل الاول في جمع القرآن الكريم) يطلق جمع القرآن تارة على حفظه في الصدور وتارة على كتابته فعلى المعنى
ص 20:
الثاني نقول: ان القرآن جمع ثلاث مرات (الجمع الاول) كتب كله في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لكن غير مجموع في موضوع واحد * (هامش) * (1) وهو البيت المعمور وهو مسامت للكعبة بحيث لو نزل لنزل عليها (2) وفي رواية ابن عباس السابقة في ثلاث وعشرين سنة لان بعضهم يقول كان صلى الله عليه وسلم اول ما نزل عليه القرآن في الاربعين من عمره على أرجح الاقوال، وبعضهم يقول كان في الثالثة والاربعين وبعضهم يقول كان في الثانية والاربعين وهجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة كانت بعد مضى ثلاث وخمسين سنة من مولده صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم (*)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/285)
/ صفحة 21 / ولا مرتب السور بل كان مفرقا في العسب واللخاف والرقاع والاقتاب (1) ونحوها مع كونه محفوظا في الصدور - فقد روي الحاكم في المستدرك عن زيد بن ثابت قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن من الرقاع الحديث - وعنه ايضا قال كنت أكتب الوحى عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يملى على فإذا فرغت قال اقرأه فأقرؤه فان كان فيه سقط أقامه وروى البخاري عن البراء قال لما نزلت " لا يستوى القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله " قال النبي صلى الله عليه وسلم ادع لى زيدا وليجئ باللوح والدواة والكتف أو الكتف والدواة ثم قال أكتب لا يستوى القاعدون الحديث، وأخرج مسلم من حديث ابى سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تكتبوا عنى شيأ غير القرآن (2) قال * (هامش) * (1) العسب بضم فسكون وبضمتين ايضا جمع عسيب وهو جريد النخل كانوا يكشطون الخوص ويكتبون في الطرف العريض، واللخاف بكسر اللام جمع لخفة بفتح فسكون وتجمع ايضا على لخف بضمتين وهى صفائح الحجارة الرقاق، والرقاع بالكسر جمع رقعة بالضم وهى القطعة من النسيج أو الجلد والاقتاب جمع قتب بفتحتين وهو رحل البعير (2) قال النووي في شرحه على صحيح مسلم عند هذا الحديث ما ملخصه: قيل انما نهي عن كتابة الحديث مع القرآن في صحيفة واحدة لئلا يختلط فيشتبه على القارئ وقيل ان حديث النهي منسوخ بجملة احاديث " ذكرها النووي في شرحه " ثم قال قال القاضي كان بين السلف من الصحابة والتابعين اختلاف كثير في كتابة العلم فكرهها كثيرون منهم واجازها اكثرهم ثم اجمع المسلمون على جوازها وزال ذلك الخلاف اه (*)
/ صفحة 22 / الحارث المحاسبى في كتاب فهم السنن كتابة القرآن ليست بمحدثة فانه صلى الله عليه وسلم كان يأمر بكتابته ولكنه كان مفرقا في الرقاع والاكتاف والعسب اه وعدم جمعه في مجلد في حياته عليه الصلاة والسلام كان لامرين (الاول) الامن فيه من وقوع خلاف بين الصحابة لوجوده صلى الله عليه وسلم بين أظهرهم (الثاني) خوف نسخ شئ منه بوحى قرآن بدله، ففى الاتقان قال الخطابى انما لم يجمع صلى الله عليه وسلم القرآن في مصحف لما كان يترقبه من ورود ناسخ لبعض أحكامه أو تلاوته فلما انقضى نزوله بوفاته (1) ألهم الله الخلفاء الراشدين ذلك وفاء بوعده الصادق بضمان حفظه على هذه الامة وإلى ما تقدم اشار العلامة الشيخ محمد العاقب الشنقيطى رحمه الله بقوله لم يجمع القرآن في مجلد * على الصحيح في حياة أحمد للامن فيه من خلاف ينشأ * وخيفة النسخ بوحى يطرأ وكان يكتب على الاكتاف * وقطع الادم واللخاف وبعد إغماض النبي فالاحق * أن أبا بكر بجمعه سبق جمعه غير مرتب السور * بعد إشارة إليه من عمر ثم تولى الجمع ذو النوزين * فضمه ما بين دفتين مرتب السور والآيات * مخرجا بأفصح اللغات * (هامش) * (1) توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين 13 ربيع الاول سنة احدى عشرة للهجرة (*)
/ صفحة 23 / (الجمع الثاني) جمع ابى بكر الصديق رضى الله عنه روى البخاري في صحيحه عن عبيد بن السباق (1) ان زيد ابن ثابت رضى الله عنه قال أرسل إلى أبو بكر مقتل اهل اليمامة فإذا عمر بن الخطاب عنده قال أبو بكر رضى الله عنه ان عمر اتانى فقال ان القتل قد استحر يوم اليمامة (2) بقراء القرآن وانى أخشى أن يستحر القتل بالقراء بالمواطن فيذهب كثير من القرآن وانى ارى أن تأمر بجمع القرآن فقلت لعمر كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عمر هذا والله خير فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك ورأيت في ذلك الذى رأى عمر قال زيد قال أبو بكر انك رجل شاب عاقل لانتهمك وقد كنت تكتب الوحى لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتبع القرآن فاجمعه فو الله لو كلفوني نقل * (هامش) * (1) قال في فتح الباري عبيد بن السباق بفتح المهملة وتشديد الموحدة مدني يكنى أبا سعد ذكره مسلم في الطبقة الاولى من التابعين (2) استحر القتل أي اشتد واليمامة واقعة جهة نجد وكانت مع مسيلمة الكذاب الذى ادعى النبوة وقد قتل في هذه الوقعة وابتدأت غزوتها في اواخر عام الحادي
ص 23:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/286)
عشر وانتهت في ربيع الاول عام الثاني عشر للهجرة وفيها قتل من القراء سبعون قارئا من الصحابة وقيل سبعمائة وقد قتل منهم مثل هذا العدد في بئر معونة قرب المدينة في عهد النبي صلي الله عليه وسلم، ولا يخفي ان قتل مثل هذا العدد من القراء ليس بقليل خصوصا والكتابة ما كانت منتشرة عندهم حتى يرجعوا إلى ما كتبوه بل كان اعتمادهم على ما في صدورهم (*)
/ صفحة 24 / جبل من الجبال ما كان أثقل على مما أمرنى من جمع القرآن (1) قلت كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هو والله خير فلم يزل ابو بكر براجعنى حتى شرح الله صدري للذي شرح الله له صدر ابى بكر وعمر رضى الله عنهما فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال حتى وجدت آخر سورة التوبة مع ابى خزيمة الانصاري لم أجدها مع احد غيره (2) " لقد جائكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم " حتى خاتمة براءة فكانت الصحف عند ابى بكر حتى توفاه الله * (هامش) * (1) استثقاله لهذا الامر لم يكن من جهة ما يحصل له من المشقة والتعب وانما كان خوفا من اقدامه على امر لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يأمر به فلما ظهرت له المصلحة في ذلك اقدم عليه بهمة ونشاط (2) أي لم يجد صحيفتها والا فهي محفوظة في الصدور، أولم يجد في آخر سورة التوبة قراءة من الاحرف السبعة الا عند ابى خزيمة الانصاري فتأمل - ولم يذكره احد انه من حفاظ القرآن ولكن قد يحفظ منه بعض السور والايات وقد جاء من طريق ابى العالية انهم لما جمعوا القرآن في خلافة ابى بكر كان الذى يملى عليهم ابى بن كعب فلما انتهوا من براءة إلى قوله يفقهون ظنوا ان هذا آخر ما نزل منها فقال ابى بن كعب اقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم آيتين بعدهن " لقد جاءكم رسول من انفسكم إلى آخر السورة " قال في فتح الباري شرح صحيح البخاري - الارجح ان الذى وجد معه آخر سورة التوبة أبو خزيمة بالكنية والذى وجد معه الآية من الاحزاب خزيمة، وابو خزيمة قيل هو بن اوس بن زيد بن أصرم مشهور بكنيته دون اسمه وقيل هو الحارث بن خزيمة واما خزيمة فهو ابن ثابت ذو الشهادتين اه من الفتح (*)
/ صفحة 25 / ثم عند عمر حياته ثم عند حفصة بنت عمر رضى الله عنه (1) رواه البخاري في كتاب التفسير في باب جمع القرآن ورواه ايضا في الكتاب المذكور في سورة براءة وجاء في رواية ابن ابى داود أن عمر ابن الخطاب سأل عن آية من كتاب الله فقيل كانت مع فلان قتل يوم اليمامة فقال انا لله فأمر بجمع القرآن - اي راجع ابا بكر حتى أمر بجمعه (ويحتار بعضهم) في فهم هذه الرواية كيف ان الآية التى سأل عنها عمر لا توجد الا مع فلان الذى قتل يوم اليمامة فنقول ان منطوق الرواية لا يدل على حصر الآية عند فلان فهناك غيره ممن يحفظها ايضا فعمر لما سمع بقتل فلان يوم اليمامة خاف من قتل حفاظ كلام الله تعالى ان يضيع * (هامش) * (1) تقول دائرة المعارف الاسلامية لماذا أو دعت الصحف عند حفصة ولم تودع عند الخليفة الجديد الذى ولى امر المسلمين وهو عثمان بن عفان (فنقول) أو دعت الصحف عند حفصة بوصية من ابيها عمر بن الخطاب لانها كانت تحفظ القرآن كله في صدرها وكانت تقرأ وتكتب وهى زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم ام المؤمنين وابنة عمر بن الخطاب خليفة المسلمين، ثم انه لم يتعين خليفة حين وفاة عمر حتي تسلم إليه لان عمر لم يوص بالخلافة إلى أحد وانما جعلها شورى في بضعة اشخاص فلهذه الاعتبارات كانت حفصة رضى الله عنها أولى من غيرها بحفظ المصحف، ونظر عمر أصوب وأحكم. وفي كتاب الاصابة قال أبو عمر أوصى عمر إلى حفصة وأوصت حفصة إلى اخيها عبد الله بما اوصى به إليها عمر وبصدقة تصدقت بها بالغابة. توفى عمر رضى الله عنه في ذى الحجة سنة ثلاث وعشرين. (*)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/287)
/ صفحة 26 / القرآن فراجع ابا بكر في ذلك حتى جمعه في الصحف. وجاء في رواية اخرى: ان عمر بن الخطاب دخل على ابى بكر فقال ان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم باليمامة يتهافتون تهافت الفراش في النار وانى اخشى ان لا يشهدوا موطنا الا فعلوا ذلك حتى يقتلوا وهم حملة القرآن فيضيع القرآن وينسى ولو جمعته وكتبته فنفر منها أبو بكر وقال أفعل ما لم يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فتراجعا في ذلك ثم ارسل أبو بكر إلى زيد ابن ثابت (1) قال زيد فدخلت عليه وعمر مسربل (2) فقال لى أبو بكر * (هامش) * (1) هو زيد بن ثابت بن الضحاك الانصاري الخزرجي يقال انه شهد أحدا واستصغر يوم بدر ويقال اول مشاهده الخندق وكتب الوحى وغيره للنبى صلى الله عليه وسلم وكان من علماء الصحابة واعلمهم بالفرايض وفيه جاء الحديث افرض امتي زيد بن ثابت، وعن خارجة بن زيد عن ابيه قال اتي بى النبي صلى الله عليه وسلم مقدمه المدينة فقيل هذا من بني النجار وقد قرأ سبع عشرة سورة فقرأت عليه فأعجبه
ص 26:
ذلك فقال تعلم كتاب يهود فاني ما آمنهم على كتابي ففعلت فما مضى لى نصف شهر حتي حذقته فكنت اكتب له إليهم وإذا كتبوا إليه قرأت له، استخلفه عمر بن الخطاب على المدينة ثلاث مرات وكان عثمان إذا حج يستخلفه على المدينة ايضا ورمى زيد يوم اليمامة بسهم فلم يضره - مات وهو ابن ست وخمسين وقيل اربع وخمسين واختلف في وقت وفاته فقيل سنة خمس واربعين وقيل غير ذلك قال أبو هريرة حين مات زيد اليوم مات حبر هذه الامة وعسى الله ان يجعل في ابن عباس منه خلفا اه ملخصا من الاصابة والاستيعاب، والمراد بكتاب يهود السريانية كما في الرواية الاخرى الآتية في الفصل الثاني، وقيل العبرانية والله تعالى اعلم (2) السربال ما يلبس من قميص أو درع - قاله في المصباح (*)
/ صفحة 27 / ان هذا قد دعاني إلى أمر فأبيت عليه وانت كاتب الوحى فان تكن معه اتبعتكما وان توافقني لا أفعل فاقتص أبو بكر قول عمر وعمر ساكت فنفرت من ذلك وقلت يفعل ما لم يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن قال عمر كلمة وما عليكما لو فعلتما ذلك فذهبنا ننظر فقلنا لا شئ والله ما علينا في ذلك شئ قال زيد فأمرني أبو بكر فكتبته في قطع الادم وكسر الاكتاف والعسب (1) اه وهذه الرواية أوردها الطبري في تفسيره وهل اللفظ واحد ام لا يحتاج إلى المراجعة. وكان زيد لا يقبل من احد شيئا حتى يشهد شهيدان فان ابا بكر قال لعمر ولزيد اقعدا على باب المسجد فمن جاء كما بشاهدين على شئ من كتاب الله فاكتباه - اخرجه ابن ابى داود من طريق هشام بن عروة عن ابيه (2) جاء في كتاب نهاية القول المفيد (فان قيل) كان زيد حافظا للقرآن وجامعا له فما وجه تتبعه المذكورات (والجواب) انه كان يستكمل وجوه قراءاته ممن عنده ما ليس عنده وكذا نظره في المكتوبات التى قد عرف كتابتها وتيقن امرها فلا بد من النظر فيها * (هامش) * (1) الادم بضمتين وبفتحتين ايضا جمع اديم وهو الجلد المدبوغ، والاكتاف جمع كتف وهو عظم عريض يكون في اصل كتف الحيوان، والعسب بضم فسكون وبضمتين ايضا جمع عسيب وهو جريد النخل إذا نزع منه خوصه (2) انظر الفصل الثاني في احتياط الصحابة في كتابة القرآن (*)
/ صفحة 28 / وان كان حافظا ليستظهر بذلك وليعلم هل فيها قراءة غير قراءته ام لا وإذا استند الحافظ عند الكتابة إلى اصل يعتمد علية كان آكد واثبت في ضبط المحفوظ وجاء في ارشاد القراء والكاتبين: ان زيدا كتب القرآن كله بجميع اجزائه وأوجهه المعبر عنها بالاحرف السبعة الواردة في حديث ان هذا القرآن انزل على سبعة احرف فاقرؤا ما تيسر منه وكان اولا اتاه جبريل فقال له إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرف واحد ثم راجعه إلى السابعة فقال ان الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف فأيما حرف قرؤا عليه أصابوا (1) اه من عنوان البيان في علوم التبيان. فأبوبكر رضى الله عنه هو اول من جمع القرآن الكريم بالاحرف السبعة التى نزل بها واليه تنسب الصحف البكرية وكان ذلك بعد وقعة اليمامة التى كان انتهاؤها سنة اثنتى عشرة للهجرة - فجمعه للقرآن كان في سنة واحدة تقريبا (2) لانه وقع ببن غزوة اليمامة وبين وفاته * (هامش) * (1) سيأتي شرح هذا الحديث في الفصل الخامس من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/288)
الباب الثاني (2) لولا همة الصحابة الذين بذلوا أنفسهم لله لما تم في مدة سنة واحدة كتابة المصحف بالاحرف السبعة كلها وجمعه من الاحجار والعظام والجلود ونحوها فانظر إلى توفيق الله لهم وعنايته بهم وتأمل كيف خدموا الدين ونشروا الاسلام رضى الله عنهم (*)
/ صفحة 29 / رضى الله عنه التى كانت في جمادى الثانيه سنة ثلاثة عشر - قال على بن ابى طالب أعظم الناس في المصاحف اجرا أبو بكر رحمة الله على أبى بكر هو أول من جمع كتاب الله. (ويسأل بعضهم) لما ذا لم يأمر أبو بكر أو عمر أن ينسخ الناس مصاحف مما كتبه زيد بن ثابت ولماذا لم يحرص كبار الصحابة على ان يكون لدي كل واحد منهم أو لدى بعضهم على الاقل نسخ من هذه الصحف التى تتضمن كتاب الله. (فنقول) ان ابا بكر رضى الله عنه لم يجمع القرآن لحدوث خلل في قراءته وانما جمعه خوفا من ذهاب حملته بقتلهم في الغزوات وكان جمعه له بالاحرف السبعة والناس يقرؤن بها إلى زمن عثمان فلا يختلف مصحف ابى بكر عما يقرؤه الناس ويحفظونه فلا داعى إذا لحمل الناس على مصحفه. اما عثمان رضى الله عنه فانه لم يجمع القرآن الا بعد أن رآى اختلاف الناس في قراءته حتى ان بعضهم كان يقول ان قراءتى خير من قراءتك وكان جمعه له بحرف واحد وهو لغة قريش وترك الاحرف الستة الباقية فكان من الواجب حمل الناس على اتباع مصحفه وعلى قراءته بحرف واحد فقط قبل ان يختلفوا فيه
/ صفحة 30 / اختلاف اليهود والنصارى كما ترى تفصيل ذلك في الجمع الثالث اما عدم نسخ كبار الصحابة مصاحف على نمط ما جمعه أبو بكر فلم يكن ناك
ص 30:
ما يدعو لذلك لعدم اختلاف ما جمعه أبو بكر بما عند الناس، وان بعضهم كتبوا مصاحفهم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وتلقوه منه سماعا - فكان جمع ابى بكر بمثابة سجل للقرآن يرجع إليه إذا حدث أمر كما وقع لعثمان حين جمعه القرآن فانه رجع إلى الصحف البكرية وكانت عند حفصة بنت عمر (ويسأل بعضهم ايضا) لم لم يجتمع أبو بكر وعمر وعثمان وعلى على نسخ المصحف وهم يحفظونه كله في صدورهم (فنقول) ان ابا بكر هو خليفة المسلمين وهؤلاء هم كبار الصحابة وهم اصحاب الرأى والشورى ومنهمكون في الغزوات ونشر الاسلام والنظر في مصالح الامة فاشتغالهم بأنفسهم بجمع القرآن يمنعهم عن النظر في شؤن المسلمين لان التفرغ لجمعه يحتاج إلى مدة طويلة وعناء عظيم - وإذا عرفت انهم كانوا يجمعونه مما كتب على نحو العظام والالواح والحجارة وانهم ما كانوا يقبلون من احد شيئا من القرآن الا بشاهدين علمت انهم يحتاجون في البحث والترتيب والمراجعة
/ صفحة 31 / والتصحيح إلى مدة غير قصيرة، وظهر لك ما تحملوه من المشقة العظمى والتعب الكبير - خصوصا وانهم في هذه المرة جمعوه بالاحرف السبعة كلها وهذا يستلزم أن يكون حجم مصحف ابى بكر أضعاف حجم مصحف عثمان لان هذا جمعه على حرف واحد من الاحرف السبعة. لذلك اسند الخلفاء الاربعة جمع القرآن إلى زيد بن ثابت كاتب الوحى بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الذى شهد العرضة الاخيرة وكان من حفظة القرآن وأعلم الصحابة فقام بهذه المهمة خير قيام في مصحف أبى بكر وفي مصحف عثمان رضى الله عنهم (1) وجزاهم عن الاسلام والمسلمين خير الجزاء والحقيقة لو لم يلهم الله تعالى هؤلاء الصحابة الكرام بجمع القرآن العظيم بكتابته في الصحف لذهب بموت حفاظه وانقراض الصحابة وهذا مصداق عزوجل " انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون " ولقد كان سعى عمر رضى الله عنه لجمع القرآن من فضائله التى * (هامش) * (1) كان عمر زيد حين كتب مصحف ابي بكر نحو اثنتين وعشرين سنة وكان عمره حين كتب مصحف عثمان نحو خمس وثلاثين سنة (*)
/ صفحة 32 / لا تحصى ومناقبه التى لا تستقصى كيف وقد قال فيه صلى الله عليه وسلم ان الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه، وقال * (لقد كان فيما قبلكم من الامم محدثون فان يكن في امتى أحد فانه عمر) * رواه البخاري ومسلم قوله محدثون هو بفتح الدال المهملة وتشديدها أي ملهمون وكما نزل القرآن بموافقته في أسرى بدر وفي الحجاب وفي تحريم الخمر وافق عمر الحق والصواب وفى اشارته على ابى بكر بجمع القرآن ولقد جمع بعضهم موافقات عمر رضى الله عنه في منظومة أولها الحمدلله وصلى الله * على نبيه الذى اجتباه يا سائلي والحادثات تكثر *
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/289)
عن الذى وافق فيه عمر وما يرى انزل في الكتاب * موافقا لرأيه الصواب (الجمع الثالث) جمع عثمان بن عفان رضى الله عنه (1) ولم ينقل انه كتب بيده مصحفا وانما امر بجمعه وكتابته على حرف واحد من الاحرف السبعة التى نزل بها القرآن فلذلك ينسب إليه ويقال " المصحف العثماني " * (هامش) * (1) تولى عثمان لآخر يوم من ذى الحجة سنة ثلاث وعشرين للهجرة فاستقبل بخلافته المحرم عام اربع وعشرين وقتل في ذي الحجة سنة خمس وثلاثين (*)
/ صفحة 33 / وسببه كما في البخاري عن أنس ان حذيفة بن اليمان (1) قدم على عثمان وكان يغازى أهل الشام في فتح أرمينية وأذريجان مع اهل العراق * (هامش) * (1) هو حذيفة بن اليمان العبسى واسم اليمان حسيل بن جابر واليمان لقب كان ابوه قد اصاب دما فهرب إلى المدينة فحالف بنى عبد الاشهل فسماه قومه اليمان لكونه حالف اليمانية وتزوج والدة حذيفة وهى من الانصار اسمها الرباب بنت كعب بن عدى فولد له بالمدينة واسلم حذيفة وابوه وأرادا شهود بدر فصدهما المشركون وشهدا أحدا فاستشهد اليمان بها وشهد حذيفة الخندق وله بها ذكر حسن وما بعدها * وروي حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم الكثير وهو معروف في الصحابة بصاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم روى مسلم عن عبد الله بن يزيد الخطمى عن حذيفة قال لقد حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان وما يكون حتى تقوم الساعة وكان عمر ينظر إليه عند موت من مات منهم فان لم يشهد جنازته حذيفة لم يشهدها عمر وكان فتح همدان والرى والدينور على يد حذيفة، سئل حذيفة اي الفتن اشد قال ان يعرض عليك الخير والشر فلا تدرى أيهما تركب قال العجلى استعمله عمر على المدائن فلم يزل بها حتى مات بعد قتل عثمان وبعد بيعة على بأربعين يوما وذلك سنة ست وثلاثين اه ملخصا من الاصابة والاستيعاب وحذيفة هذا هو الذي يقول " كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركنى فقلت يارسول الله انا كنا الخ " وتمام الحديث في البخاري في كتاب الفتن وفي علامات النبوة أيضا
ص 33:
وتمامه في صحيح مسلم في كتاب الامارة في باب الامر بلزوم الجماعة ولو لا التطويل لسقنا الحديث بتمامه. فانه حديث مهم (ونقول) بما ان النبي صلى الله عليه وسلم حدث حذيفة بما كان وما يكون لى يوم القيامة لا يبعد أن يسر عليه الصلاة والسلام إليه ان يحرض عثمان لجمع القرآن على حرف واحد إذا رآى اختلاف الناس في قراءته فكتم حذيفة هذا الامر حتى جاء وقته (*)
/ صفحة 34 / فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة فقال حذيفة لعثمان يا امير المؤمنين أدرك هذه الامة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى (1) فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي الينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها اليك فأرسلت بها حفصة إلى عثمان فأمر زيد ابن ثابت (2) وعبد الله بن الزبير (3) وسعيد بن العاص (4) و عبد الرحمن * (هامش) * (1) وفي رواية قدم حذيفة من أرمينيا فلم يدخل بيته حتى أتى عثمان فقال يا امير المؤمنين أدرك الناس. الخ. وقد ذكر ابن حجر في فتح الباري عند هذا الحديث روايات كثيرة فيما اختلفوا فيه من القراءات لم ننقلها هنا خوف التطويل فراجعها ان شئت (2) تقدمت ترجمة زيد عند جمع أبى بكر للمصحف في صحيفه 26 (3) هو عبد الله بن الزبير بن العوام وامه أسماء بنت ابى بكر ولدته سنة ثنتين من الهجرة وقيل ولد في السنة الاولى وهو اول مولود ولد في الاسلام من المهاجرين بالمدينة وكانت به لسانة وفصاحة وكان كثير الصلاة والصيام بويع له بالخلافة سنة اربع وستين وقيل خمس وستين وقتل في ايام عبد الملك سنة ثلاث وسبعين. اه ملخصا من الاستيعاب (4) هو سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن امية ولد عام الهجرة وقيل بل سنة احدي وكان احد اشراف قريش ممن جمع السخاء والفصاحة وهو احد الذين كتبوا المصحف لعثمان استعمله عثمان على الكوفة وغزا بالناس طبرستان فافتتحها توفى في خلافة معاوية سنة تسع وخمسين. اه ملخصا من الاستيعاب " وقد ورد ابن العاص بالياء وبغير ياء (*)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/290)
/ صفحة 35 / ابن الحارث بن هشام (1) فنسخوها في المصاحف (2) وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة إذا اختلفتم انتم وزيد بن ثابت في شئ من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فانه انما نزل بلسانهم ففعلوا (3) حتى إذا نسخوا * (هامش) * (1) هو عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومى تزوج عمر أمه فنشأ في حجر عمر وتزوج بنت عثمان ثم كان ممن ندبه عثمان لكتابة المصاحف من شباب قريش قال ابن سعد كان من اشراف قريش قال ابن حبان مات سنة ثلاث واربعين. اه ملخصا من الاصابة (2) واخرج ابن أبى داود انه جمع اثنى عشر رجلا من قريش والانصار وقال لهم إذا اختلفتم في لغة فاكتبوه بلغة قريش فلم يختلفوا الا في التابوت في البقرة فقال زيد بالهاء وقال عيره بالتاء فكتبوه بالتاء (3) وفي البخاري في كتاب التفسير في باب نزل القرآن بلسان قريش والعرب " وقال لهم (أي عثمان لزيد ومن معه من المذكورين) إذا اختلفتم انتم وزيد بن ثابت في عربية من عربية القرآن فاكتبوها بلسان قريش فان القرآن انزل بلسانهم ففعلوا ". جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري قال القاضى أبو بكر الباقلانى معنى قول عثمان نزل القرآن بلغة قريش أي معظمه وان لم تقم دلالة قاطعة على ان جميعه بلسان قريش فان ظاهر قوله تعالى انا جعلناه قرآنا عربيا انه نزل بجميع ألسنة العرب. . الخ كلامه " وقال أبو شامة يحتمل ان يكون قوله نزل بلسان قريش اي ابتداء نزوله ثم أبيح ان يقرأ بلغة غيرهم كما سيأتي تقريره في باب انزل القرآن على سبعة احرف اه وتكميله ان يقول انه نزل أولا بلسان قريش احد الاحرف السبعة ثم نزل بالاحرف السبعة المأذون (*)
/ صفحة 36 / الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وارسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق (1) قال ابن شهاب واخبرني خارجة بن زيد ابن ثابت سمع زيد بن ثابت قال فقدت آية من الاحزاب حين نسخنا المصحف قد كنت اسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها فالتمسناها فوجدناها * (هامش) * في قراءتها تسهيلا وتيسيرا كما سيأتي بيانه فلما جمع عثمان الناس على حرف واحد راى ان الحرف الذى نزل القرآن اولا بلسانه أولى الاحرف فحمل الناس عليه لكونه لسان النبي صلى الله عليه وسلم ولما له من الاولية المذكورة وعليه يحمل كلام عمر لابن مسعود ايضا اه من فتح الباري، وكلام عمر لابن مسعود سيأتي قريبا في الهامش (1) والسبب في احراقها هو قطع جذور اختلاف الناس في القراءة فقد يكون بعضهم كتب شيئا من القرآن على غير وجه صحيح لما نشأ فيهم من الخلاف الذى كان سببا في قيام عثمان بجمع القرآن وحمل الناس عليه - فباحراق تلك الصحف تتوحد قراءتهم على حرف واحد حسب ما في مصحف عثمان * روي ابو بكر بن ابى داود باسناد صحيح عن مصعب بن سعد بن ابى وقاص قال ادركت الناس و افرين
ص 36:
حين حرق عثمان المصاحف فأعجبهم ذلك أو قال لم ينكر ذلك منهم احد اه " وانما لم يأمر عثمان بحرق صحف حفصة لانها كتبت بأمر ابى بكر بالاحرف السبعة لا يتطرقها الشك وعنها نقل مصحفه ولانه وعدها بردها إليها فبقيت عندها إلى وفاتها فلما توفيت استردها مروان حين كان اميرا بالمدينة من جهة معاوية وأمر بتشقيقها وغسلها وقال انما فعلت هذا لانى خشيت ان طال بالناس زمان أن يرتاب في شأن هذه الصحف مرتاب " وقيل لما ماتت حفصة سلم عبد الله بن عمر هذه الصحف لجمع من الصحابة فغسلت غسلا (*)
/ صفحة 37 / مع خزيمة بن ثابت الانصاري (1) " من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهداو الله عليه " فالحقناها في سورتها في المصحف - رواه البخاري في كتاب التفسير في باب جمع القرآن ورواه الطبري في تفسيره بلفظ اخر وفي رواية ابى قلابة فلما فرغ عثمان من المصحف كتب إلى اهل الامصار انى صنعت كذا وكذا ومحوت ما عندي فامحوا ما عندكم اه وفي رواية شعيب عند ابن أبى داود (2) والطبراني وغيرهما وأمرهم ان يحرقوا كل مصحف يخالف المصحف الذى ارسل به اه. (نقول) اكثر الروايات على الاحراق وبعضها على المحو فيمكن الجمع بينها بأن نقول كان الاحراق فيما كتب على نحو الجلود والعظام وكان المحو فيما كتب على نحو الالواح والحجارة والمحو قد يكون بالغسل وقد يكون بالطمس. وفي رواية أن حذيفة قال يا أمير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/291)
المؤمنين أدرك الناس فقال عثمان وما ذاك قال غزوت مرج أرمينيا فحضرها أهل العراق وأهل الشام فإذا أهل الشام يقرؤن بقراءة أبى بن كعب فيأتون * (هامش) * " 1 " ستأتي ترجمة خزيمة في الفصل الثالث في ضبط وتصحيح المصحف العثماني. (2) هو ابن داود الظاهرى وهو من جملة اصحاب الحديث (*)
/ صفحة 38 / بما لم يسمع أهل العراق فيكفرهم اهل العراق وإذا أهل العراق يقرؤن بقراءة ابن مسعود فيأتون بما لم يسمع أهل الشام فيكفرهم أهل الشام قال زيد فأمرني عثمان إلى آخر القصة (1) وفى رواية اختلفوا في القرآن على عهد عثمان حتى اقتتل الغلمان والمعلمون (2) فبلغ ذلك عثمان بن عفان فقال عندي تكذبون به وتلحنون فيه فمن نآى عنى من الامصار كان اشد تكذيبا واكثر لحنا يا اصحاب محمد اجتمعوا فاكتبوا للناس إماما. واخرج ابن ابى داود بسند صحيح عن سويد بن غفلة قال قال على لا تقولوا في عثمان الا خيرا فو الله ما فعل الذى فعل في المصاحف الا عن ملا منا قال ما تقولون في هذه القراءة فقد بلغني ان بعضهم يقول قراءتى خير من قراءتك وهذا يكاد يكون كفرا قلنا فما ترى قال أرى ان يجمع الناس على مصحف واحد فلا تكون فرقة ولا اختلاف * (هامش) * (1) اعلم ان اهل دمشق وحمص اخذوا عن المقداد بن الاسود واهل الكوفة عن ابن مسعود واهل البصرة عن ابى موسى الاشعري وكانوا يسمون مصحفه لباب القلوب وقرأ كثير من اهل الشام بقراءة ابى بن كعب. انظر في الفصل الخامس من الباب الثاني في حديث انزل القرآن على سبعة احرف (2) فان قيل - كيف يتصور ذلك مع ان الطالب هو الذى يتلقى القرآن والعلم من معلمه - نقول - يمكن ذلك بان يسمع من اهله وجيرانه قراءة غير قراءة معلمه وتأكيدهم له بصحتها. (*)
/ صفحة 39 / قلنا فنعم ما رأيت (1) وقال على ايضا لو وليت لعملت بالمصاحف التى عمل بها عثمان. وفي عنوان البيان قال الالوسى في تفسيره وهذا الذى ذكرناه من فعل عثمان هو ما ذكره غير واحد من المحققين حتي صرحوا بان عثمان لم يصنع شيئا فيما جمعه أبو بكر من زيادة أو نقص أو تغيير ترتيب سوى انه جمع الناس على القراءة بلغة واحدة وهى لغة قريش محتجا بأن القرآن نزل بلغتهم اه (2) وهو ظاهر في ان ترتيب السور كترتيب الآيات كان في عهد ابى بكر رضى الله عنه خلافا لما ذكره الحاكم في مستدركه. انتهى من عنوان البيان.
* (هامش) * (1) الظاهر من هذه الرواية والتى قبلها ان عثمان رضى الله عنه كان في نيته جمع الناس على مصحف واحد وعلى قراءة واحدة حين رآى اختلاف الناس في قراءة القرآن غير أنه لم يعزم علي تنفيذ ما كان يضمره الا بعد ان انذره حذيفة صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم من عاقبة هذا الاختلاف * بل ان عمر شعر بهذا في ايام خلافته فكتب إلى ابن مسعود يأمره ان يقرئ الناس القرآن بلغة قريش كما يأنى بعد هذا الكلام (2) واخرج أبو داود من طريق كعب الانصاري ان عمر كتاب إلى ابن مسعود ان القرآن نزل بلسان قريش فاقرئ الناس بلغة قريش لا بلغة هذيل قال ابن عبد البر يحتمل ان يكون هذا من عمر على سبيل الاختيار لان الذى قرأ به ابن مسعود لا يجوز قال وإذا ابيحت قراءته على سبعة اوجه انزلت جاز الاختيار فيما أنزل اه من فتح الباري على صحيح البخاري - وابن مسعود كان من هذيل وستأنى ترجمته (*)
/ صفحة 40 / قال ابن حجر وكان ذلك (أي جمع عثمان للمصحف) في سنة خمس وعشرين قال وغفل بعض من أدركناه فزعم انه في حدود سنة لاثين
ص 40:
ولم يذكر مستندا (1) قال ابن التين وغيره الفرق بين جمع ابى بكر وجمع عثمان أن جمع ابى بكر كان لخشية ان يذهب من القرآن شئ بذهاب حملته لانه لم يكن مجموعا في موضع واحد فجمعه في صحائف مرتبا لايات سوره على ما وقفهم عليه النبي صلى الله عليه وسلم وجمع عثمان كان لما كثر الاختلاف في وجوه القراءة حتى قرؤه بلغاتهم على اتساع اللغات فأدى ذلك بعضهم إلى تخطئة بعض فخشى من تفاقم الامر في ذلك فنسخ تلك الصحف في مصحف واحد مرتبا لسوره واقتصر من سائر اللغات على لغة قريش محتجا بأنه نزل بلغتهم وان كان قد وسع في قراءته بلغة غيرهم رفعا للحرج والمشقة في ابتداء الامر فرآى ان الحاجة إلى ذلك قد انتهت فاقتصر على لغة واحدة اه فلو تأملت ما كان يحصل لبعضهم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(1/292)