سأفرِّغ شرحَ التِّرمذيِّ للسَّعد ِ!! فهل من مُقْتَرحات ٍ؟
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[11 - Sep-2010, مساء 02:04]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على أشرف خلق الله , وبعد.
فالأصل -في بعض الأعمال-إكمالها ثم إبداء الاقتراحات فيها , لكني لا أريد أن أخطأ في هذا التفريغ كما حصل في " الفتاوى ".
ولعل بعضكم قد فرغ بعض الأشرطة , وآخر كتبها , فأريد جمع هذه المنتثرات , وتحسينها , وترتيبها أحسن ترتيب , ثم عرضها جاهزة ً لطلبة العلم.
وبإذن الله الواحد الأحد , سأنهي ذلك كلَّه , مع نشره في ليلةُ " عيد الأضحى " وتكون هدية ً لأهل هذا الملتقى المبارك.
فمن عنده رأيٌ أو اقتراحٌ في كونه ملخصا ً أو مفرغا ً , وكيفية الاستفادة من البرامج للتفريغ , وكيفية الترتيب , والزيادات من شرح المباركفوري , فلا يبخلن بذلك.
وأرجو من المشرفين حذف هذا المقال , بعد نصح الإخوان للشرح!
والله نسأله الإخلاص والتوفيق في العلم والعمل.
والله أجل وأعلم وأحكم.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[11 - Sep-2010, مساء 02:36]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على أشرف خلق الله , وبعد.
فالأصل -في بعض الأعمال-إكمالها ثم إبداء الاقتراحات فيها , لكني لا أريد أن أخطأ في هذا التفريغ كما حصل في " الفتاوى ".
ولعل بعضكم قد فرغ بعض الأشرطة , وآخر كتبها , فأريد جمع هذه المنتثرات , وتحسينها , وترتيبها أحسن ترتيب , ثم عرضها جاهزة ً لطلبة العلم.
وبإذن الله الواحد الأحد , سأنهي ذلك كلَّه , مع نشره في ليلةُ " عيد الأضحى " وتكون هدية ً لأهل هذا الملتقى المبارك.
فمن عنده رأيٌ أو اقتراحٌ في كونه ملخصا ً أو مفرغا ً , وكيفية الاستفادة من البرامج للتفريغ , وكيفية الترتيب , والزيادات من شرح المباركفوري , فلا يبخلن بذلك.
وأرجو من المشرفين حذف هذا المقال , بعد نصح الإخوان للشرح!
والله نسأله الإخلاص والتوفيق في العلم والعمل.
والله أجل وأعلم وأحكم.
صدق من سماك "أبو الهمام" تبارك الله .. وهنيئا لك هذا الهم المبارك ,وإليك بعض ما يفيد:-
ويأتيك بعض الاقتراحات في الخاص إن شاء الله تعالى
ـ[تميم النجدي]ــــــــ[14 - Sep-2010, صباحاً 05:41]ـ
بارك الله فيك، ونفع بك، وأعانك، ويسّر لك.
حبذا لو فهْرستَ هذا الشرح؛ مثلاً: فهرس للرواة الذين تكلم الشيخ على حالهم -ويُرتب على ترتيب المعجم-، وفهرس للفوائد المتعلقة بعلوم الحديث، وآخر للأحاديث المتكلم عليه، ورابع لرؤوس المسائل الفقهية. ويكون هذه الفهرسة أثناء تفريغك.
علْما أن أوائل هذا الشرح -أظن أنها أول أربعة أحاديث- مفرغة في مجلد؛ لأنهم جمعوا فيها كلام الشيخ على تلك الأحاديث في غير شرح الترمذي وأضافوها عليه. وهذا التفريغ كان عند الشيخين الصياح وسامي بن جاد الله.
واعلم أيضا أن أتم الموجود من الشرح، وأحسنه ترتيبا: هو الذي في موقع الشيخ والموجود في منتدى أهل الحديث.
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[14 - Sep-2010, صباحاً 06:19]ـ
لو أحبب مشاركتك بعدة محاضرات فعلت باذن الله عمل التفريغ يحتاج ليقظة ومراجعة تكراراً ومراراً بعدما افرغ المادة المراد تفريغها اراجع علي نفسي ثانية وثالثة ثم أخرج العناصر لكل فقرة فهي تساعد علي تقريب الفهم واختصار الأمر وحبذا لو كان أحد يراجع عليك بعد مراجعتك لأنني أكون مراجعة لمادة أكثر من مرة ثم أجد وراء نفسي أخطاء نفع الله بك و رزقنا الله وإياكم الإخلاص في القول والعمل
http://alheweny.org/aws/catplay.php?catsmktba=228
المواد المفرغة في موقع الشيخ أبي إسحاق الحويني حفظه الله
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[14 - Sep-2010, مساء 04:21]ـ
صدق من سماك "أبو الهمام" تبارك الله .. وهنيئا لك هذا الهم المبارك ,وإليك بعض ما يفيد:-
ويأتيك بعض الاقتراحات في الخاص إن شاء الله تعالى
ما قصرت أخي الحبيب أبا القاسم
ـ[الأمين]ــــــــ[15 - Sep-2010, صباحاً 12:41]ـ
أبا الهمام .. وفقك المولى وسددك على هذه الجهود المباركة، والتي ينتفع بها طلبة العلم في جل بلدان العالم الإسلامي، وملاحظات الإخوة التي سبقت قيمة كالفهرسة والمراجعة الدقيقة، ولو تم تنسيق الشرح بحيث يكون المتن في الصلب أعلى الصفحة، والشرح - مرقما (1)، (2) .. - من تحتِهِ، لكان أحسن وفقكم الله ..
ملاحظة يسيرة أرجو أن يتسع لها صدرك وهي أني رأيت .. وأنا أنهل من بعض تفريغاتكم للعيوني والحازمي والسعد أنكم تعلّقون مع التفريغ، باستحسان فائدة أو إضافة تعقيب، فأرى لوكان ذلك في الهامش لكان أولى، وهذا رأيي، وجزيت بالخير.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[15 - Sep-2010, صباحاً 01:12]ـ
سيتم ذلك أخي الحبيب الأمين.
ونصائحك على العين والرأس
فهرسة:
1_ الكلام على الرجال -ترتيب المعجم-
2_ الأحاديث الضعيفة
3_ الأحاديث الموضوعة
4_ القواعد الفقهية
5_ الأحكام الفقهية
6_ فوائد في العقيدة
ولا داعي لـ كم. ميم التعظيم , فلا أستحق ذلك.
وجزيتم خيرا ً على التعليقات المفيدة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأمين]ــــــــ[15 - Sep-2010, مساء 01:31]ـ
أضف فهرسا (للتقاسيم والفروق)، ومن المعلوم عناية الشيخ الشديدة بها في كل فنٍ، وفق الله الجميع.
ـ[تميم النجدي]ــــــــ[18 - Sep-2010, صباحاً 08:17]ـ
سيتم ذلك أخي الحبيب الأمين.
ونصائحك على العين والرأس
فهرسة:
2_ الأحاديث الضعيفة
3_ الأحاديث الموضوعة
بارك الله فيك، لو كان فهرس الأحاديث واحدا لكان أولى، فالإنسان يبحث عن الحديث: لا يدري ما درجته، وتفهرس أيضا الأحاديث التي تكلم عليها الشيخ ولو بالتصحيح.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[18 - Sep-2010, مساء 10:56]ـ
فعلتُ ذلك أخوي الكريمين.
ـ[عبد الله الفقيه]ــــــــ[18 - Sep-2010, مساء 11:11]ـ
السلام عليكم.
وأنا مستعد يا أبا الهمام أن أفرغ معك.
ـ[عبد الله الفقيه]ــــــــ[18 - Sep-2010, مساء 11:12]ـ
وأيضاً لدينا قالب حلو جداً لتفريغ الصوتيات في اليمن.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[20 - Sep-2010, مساء 06:18]ـ
ألم تصل إليك رسالة أخي (الفقيه)؟!
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[07 - Nov-2010, مساء 04:25]ـ
أيها الإخوة الأفاضل / حمدًا لله وحده، فأنا على أرباب إنهاء شرح كتاب ِ الطهارة ِ كما وعدتكم.
ولكن ينقصُني، أحد المتخصصين بعلم (الحديث) كي يراجع التفريغ، ويقرأه قراءة ً سريعةً.
ولا أريد أن أرسل لمعيَّن، لأني جربتُ ذلك في الفتاوى.
فلم يلق ِ -أحدٌ - إليَّ بالًا.
فأرجو ممن له باع في علم (الحديث) أن يراسلني، كي أبعث له التفريغ، حتى يراجعه قبل عيد الأضحى المبارك.
أخوكم / أبو الهمام.(/)
هذه هي ام المؤمنين عائشة ايها الرافضي الخبيث
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[11 - Sep-2010, مساء 09:42]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين محمد وعلى اله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان الى يوم الدين اما بعد
فلما رايت من تطاول ذلك الخبيث الرافضي ياسر الخبيث على ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها عزمت على كتابة بعض فضائل ام المؤمنين وكذلك ردا على كل رافضي يتطاول على ام اعبد الله رضي الله عنها.
وبالنسبة ما فعله الخسيس ياسر الخبيث ليس شيئا جديدا علينا لان هذا هو معتقد الرافضة في زوج النبي صلى الله عليه وسلم فعامة علماء الرافضة يرون كفر عائشة رضي الله عنها وانها من شر النساء وانها من اهل النار وانها والعياذ بالله زنت كما صرح بذلك غير واحد من علمائهم كالقمي وابن رجب البرسي واليك ايها المؤمن بعض كلام علماء الرافضة في ام المؤمنين
قال ابن رجب البرسي اللعين: ان عائشة جمعت اربعين دينارا من خيانة. مشارق انوار اليقين ص 86
قال المجلسي:" لا يخفى على الناقد البصير والفطن الخبير ما في تلك الآيات من التعريض، بل التصريح بنفاق عائشة وحفصة وكفرهما " (بحار الأنوار 22/ 33
يقول محمد بن حسين الشيرازي القمي في كتابه الاربعين في امامة الائمة الطاهرين: مما يدل على إمامة أئمتنا الاثني عشر ان عائشة كافرة مستحقة للنار، وهو مستلزم لحقية مذهبنا وحقية أئمتنا الاثني عشر ... وكل من قال بإمامة الاثني عشر قال باستحقاقها اللعن والعذاب. ص 615
فهذه بعض اقوالهم التي تدل مدى حقدهم على ام المؤمنين رضي الله عنها وارضاها وقد ذكرت طائفة من اقوالهم في مقالي اهل البيت رضوان الله عليهم بين حب السني وبغض الشيعي فليراجع.
واليك بعض فضائل ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها:
1 - فمن فضائلها انها من ازواج النبي صلى الله عليه وسلم
اما عائشة رضي الله عنها وارضاها فهي زوجة النبي صلى الله عليه وسلم كما لا يخفى على الكل وكونها من ازواج النبي صلى الله وسلم يعني ان جميع ما ورد في فضل ازواج النبي صلى الله عليه وسلم فعائشة داخلة في ذلك ويشملها ذلك الفضل ومن ذلك الفضل العظيم قوله تعالى: قال تعالى (يانساء النبي لستن كأحد من النساء ان اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا, وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى) "الأحزاب 32,33"
فاخبر الله تعالى ان نساء نبيه لسن كأحد من النساء وكيف لا وقد اختارهن الله ان يكن ازواج افضل انبيائه محمد صلى الله عليه وسلم
قال مقاتل غفر الله له: فيه اشارة الى انهن اشرف نساء العالمين.
وعائشة رضي الله عنها ممن اخترن الله ورسوله والدار الاخرة واثرن ذلك على الدنيا وزينتها واليها الدليل على ذلك قل تعالى: يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا (28) وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما (29))
اخرج مسلم رحمه الله عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال:: دخل أبو بكر يستأذن على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فوجد الناس جلوسا ببابه ولم يؤذن لأحد منهم، قال: فأذن لأبي بكر فدخل ثم أقبل عمر فاستأذن له فوجد النبي - صلى الله عليه وسلم - جالسا حوله نساؤه واجما ساكتا، فقال: لأقولن شيئا أضحك النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله لو رأيت بنت خارجة سألتني النفقة، فقمت إليها فوجأت عنقها، فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال: هن حولي كما ترى يسألنني النفقة، فقام أبو بكر إلى عائشة يجأ عنقها، وقام عمر إلى حفصة يجأ عنقها، كلاهما يقول: لا تسألي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا أبدا ليس عنده، ثم اعتزلهن شهرا أو تسعا وعشرين، ثم نزلت الآية: (يا أيها النبي قل لأزواجك) حتى بلغ: (للمحسنات منكن أجرا عظيما) قال: فبدأ بعائشة فقال: يا عائشة إني أريد أن أعرض عليك أمرا أحب أن لا تعجلي فيه حتى تستشيري أبويك، قالت: وما هو يا رسول الله؟ فتلا عليها الآية، قالت: أفيك يا رسول الله استشير أبوي؟ بل أختار الله ورسوله والدار الآخرة، وأسألك أن لا تخبر امرأة من نسائك بالذي قلت، قال: " لا تسألني امرأة
(يُتْبَعُ)
(/)
منهن إلا أخبرتها، إن الله لم يبعثني معنتا ولا متعنتا ولكن بعثني معلما ميسرا ".
فانظر اخي المسلم يرعاك الله كيف رضي الله عنها لم تتردد رضي الله عنها في اختيار الله ورسوله وقالت: افيك يا رسول الله استشير ابوي؟ بل اختار الله ورسوله والدار الاخرة.
قال قتادة رحمه الله كما ذكر عنه البغوي في تفسيره: فلما اخترن الله ورسوله شكرهن الله على ذلك وقصره عليهن فقال: (لا يحل لك النساء من بعد)
فلو انهن اخترن الدنيا لكان النبي صلى الله عليه وسلم ملزما بطلاقهن اذ قال الله تعالى: يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا) لطلقهن النبي صلى الله عليه وسلم لان الله امره بذلك وبما انه لم يطلقهن دل ذلك على انهن اخترن الله ورسوله والدار الاخرة فرضي الله عنهن وارضاهن.
ومن فضائلها رضي الله عنها:
2 - ان الله اعد لها جنات واجرا وعظيما قال الله تعالى: وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما)
وعائشة رضي الله عنها اختارت الله ورسوله والدار الاخرة كما في صحيح مسلم بل جميع نساء النبي فكان جزاؤهن هذا الاجر العظيم لان الله وعدهن بذلك اذا اخترن الله ورسوله والدار الاخرة والله لا يخلف الميعاد.
ومن فضائلها رضي الله عنها:
3 - انها زوجة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة اخرج الترمذي بسند صحيح (أن جبريل جاء بصورتها .. فى خرقة حريرخضراء إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال له أن هذه زوجتك فى الدنيا والآخرة) فكفاها شرفا رضي الله عنها ان تكون زوجة نبينا في الدنيا والاخرة فرضي الله عنك يا ام المؤمنين ورفع الله قدرك وشأنك في الدنيا والاخرة
ومن فضائلها رضي الله عنها:
4 - انها من امهات المؤمنين بنص كتاب الله قال الله تعالى: النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم وازواجه امهاتهم) فهذا صريح كلام الله انها من نساء النبي ومن انكر ذلك فهو كافر لانه مكذب لكلام الله تعالى.
ومن فضائلها رضي الله عنها:
5 - انها من اهل البيت الذين شرفهم الله عز وجل قال الله تعالى: وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا)
فدلت الاية على ان ازواج النبي صلى الله عليه وسلم من اهل بيته والادلة على ذلك كثيرة من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ومنها: حديث البخاري في الافك ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: من يعذرني في رجل يؤذيني في اهل بيتي. وكما لا يخفى على الجميع ان المراد بذلك عائشة رضي الله عنها وكان صلى الله عليه وسلم اذا دخل عليها قال: السلام عليكم اهل البيت ورحمة الله فقالت: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته. والحديث في صحيح البخاري من رواية عائشة رضي الله عنها. وايضا ما جاء في الصلاة الابراهيمية من قوله (اللهم صل على محمد وال محمد) وبين النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الاخر من هم اله فقال: اللهم صل على محمد وازواجه وذرياته)
ومن فضائلها رضي الله عنها:
6 - انها احب الناس الى النبي صلى الله عليه وسلم جاء في البخاري وغيره ان عمرو بن العاص سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن احب الناس اليه؟ فقال صلى الله عليه وسلم: عائشة, قال: يا رسول الله اعني الرجال قال: ابوها الى اخر الحديث.
ومن كان يحب النبي صلى الله عليه وسلم فعليه ان يحب عائشة قال النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة: أتحبينني قالت: اجل فقال لها: فاحبي هذه اي عائشة رضي الله عنها.
ومن فضائلها رضي الله عنها:
7 - انها من افضل نساء العالمين قال النبي صلى الله عليه وسلم: ان فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام. رواه البخاري
هذا الحديث يفيد العموم اي على جميع النساء.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد اختلف اهل العلم في ايهما افضل عائشة ام خديجة فرجح البعض كون خديجة افضل ورجح اخرون كون عائشة رضي الله عنها افضل وبعضهم توقف كالذهبي رحمه الله تعالى وان كان ظاهر حديث البخاري يفيد انها افضل النساء على الاطلاق وهذا الذي اعتقده الى الان ان عائشة رضي الله عنها افضل النساء على الاطلاق مع ما في نفسي من تفضيلها على فاطمة سيدة نساء العالمين وعلى خديجة رضي الله عنها.
قال الشيخ ابن العثيمين رحمه الله لما ذكر حديث البخاري ان فضل عائشة على النساء .. قال: وهذا يدل على انها افضل النساء مطلقا ولكن ليست افضل من فاطمة باعتبار النسب لان فاطمة بلا شك اشرف من عائشة نسبا, واما المنزلة فان عائشة رضي الله عنها لها من الفضائل العظيمة ما لم يدركه احد غيرها من النساء.
ومن فضائلها رضي الله عنها:
8 - ان جبريل اقراها السلام كما في حديث الذي رواه الترمذي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا عائشة هذا جبريلُ يقرأُ عليك السلام .. قالت: قلتُ: وعليه السلامُ ورحمة الله وبركاتُةُ .. ترى ما لا نرى
فهذه فضيلة عظيمة ان يسلم عليها جبريل عليه السلام.
ومن فضائلها رضي الله عنها:
9 - ان الله عظم شأنها وسمى قذفها افكا وبهتانا عظيما وسبح نسفه عزوجل عند ذكر قذفها وانزل الله برائتها في كتابه يُتلى الى يوم القيامة قال الله تعالى: إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم، لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين، لولا جاؤوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون، ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم فيما أفضتم فيه عذاب عظيم، إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم، ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم، يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين، ويبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم، إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون، ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله رؤوف رحيم)
واجمع اهل العلم على كفر من قذفها بعدما برأها رب السماء والارض لقوله تعالى: يعظكم الله ان تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين) ابدا وهذا دليل على انها لا يجوز قذفها بعد ذلك ابدا وان الله علم الا تقع في ذلك رضي الله عنها وقد نقل غير واحد الاجماع على كفر من قذفها قال القاضي ابو يعلى رحمه الله تعالى: من قذف عائشة بما برأها الله منه كفر بلا خلاف، و قد حكي الإجماع على هذا غير واحد، و صرح غير واحد من الأئمة بهذا الحكم.
وقال الإمام النووي في صدد تعداده الفوائد التي اشتمل عليها حديث الإفك: الحادية و الأربعون: براءة عائشة رضي الله عنها من الإفك و هي براءة قطعية بنص القرآن العزيز، فلو تشكك فيها إنسان والعياذ بالله صار كافراً مرتداً بإجماع المسلمين، قال ابن عباس و غيره: لم تزن امرأة نبي من الأنبياء صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين، و هذا إكرام من الله تعالى لهم. شرح النووي على صحيح مسلم (17/ 117 - 118).
قال الحافظ ابن كثير عند قوله تعالى {إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا و الآخرة و لهم عذاب عظيم}، قال: أجمع العلماء رحمهم الله قاطبة على أن من سبها بعد هذا ورماها بما رماها به بعد هذا الذي ذكر في هذه الآية، فإنه كافر لأنه معاند للقرآن. تفسير القرآن العظيم (5/ 76)
وكذا قال غير واحد من اهل العلم.
والذي عليه اهل العلم ان الله عصم نساء نبيه صلى الله عليه وسلم من الوقوع في الفاحشة اي الزنى وقذف زوجة النبي واتهامها بالزنى ذلك امر يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم والله تعالى يقول: وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
(يُتْبَعُ)
(/)
فالقول بأن زوجته زنت والطعن في ازواجه اعظم من القول انه اذن وانظر اخي المسلم ماذا اعد الله لمن يؤذي الرسول اعد الله له العذاب الاليم.
اما ما يدندن حوله الرافضة من كون ان الله اخبر في كتابه عن خيانة امراة لوط ونوح وقالوا ان ذلك كان تعريضا بعائشة وحفصة فهذا كذب وتلبيس من الرافضة قبحهم الله بل ضرب الله ذلك مثلا للذين كفروا ولو كان ذلك مثلا لازواج النبي صلى الله عليه وسلم لما جاز له صلى الله عليه وسلم البقاء معهما وكيف يعقل ان يبقى نبي الله مع كافرة وقد حرم الله على المؤمن نكاح الكافرة والله يقول: الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ) فلو كانت عائشة خبيثة كما هو معتقد الرافضة لزم من ذلك كون النبي خبيثا ولا يقول هذا الا كافر زنديق.
اما قولهم انتم تنزهون نساء النبي صلى الله عليه وسلم من الخيانة والله يخبرنا عن خيانة زوجتي نبي الله لوط ونوح قلنا: ايها الرافضة الجهال هل اخبار الله تعالى بامر واقع يلزم منه القول بخيانة من لم تثبت خيانته وهذا الشيء كالناصبي الذي يستدل بقصة كفر ابن نوح على كفر فاطمة رضي الله عنها ويقول: الاية فيها التعريض لفاطمة والحسن والحسين وغير ذلك فهل يقول ذلك احد؟
واين كفر عائشة رضي الله عنها وخيانتها ايها الرافضي واما لما نرد على الرافضي ان القول بانها زنت كما هو معتقد الرافضة يؤذي النبي يقولون: والله اخبر بخيانة زوجتي لوط ونوح فنقول: لهذا الرافضي الخسيس القول بزنى ازواج الانبياء اذاه يتعدى اليهم لان الرجل لما تُقذف زوجته فان ذلك امر يتأذى به لانه فراشه والعار عليه اعظم بخلاف الكفر فلا يعود اذاه الا على المراة ولهذا ان تزني زوجة رجل اعظم من ان تكفر ولهذا عصم الله نساء الانبياء من ذلك ولم يعصمهن من الوقوع في الكفر ولهذا قال ابن عباس: لم تزن امراة نبي قط. ولهذا نزه الله ان يكون في نسب النبي صلى الله عليه وسلم سفاحا مع وجود في نسبه من كان مشركا فتأمل الكلام جيدا تجده واضحا بينا.
ومن فضائلها رضي الله عنها:
10 - انها من نقلة الدين الينا وهي اكثر النساء رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم والنبي يقول: نضر الله امرأ سمع مقالتنا فأداها كما سمعها) فنضر الله وجه عائشة رضي الله عنها وارضاها قال الله تعالى: وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة) ومنها ان شاء الله وجه عائشة رضي الله عنها.
ومن فضائلها رضي الله عنها:
11 - انها افقه النساء واعلمهن قال الإمام الذهبي: كانت أفقه النساء، واعتبرها العلماء من السبعة المكثرين للرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأضحت معلمة للناس جميعهم رجالاً ونساءً، لِمَ لا وهي تلقت مختلف العلوم وأفضلها مباشرة من فم المعلم الأكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، لِمَ لا يحق لها أن ترقى في المراتب العليا في العلم، وتفوق الرجال في الشهادة والخبرة والفقه.
بل قال بعضهم انها اعلم الناس كما هو قول الزبير بن العوام رضي الله عنه قال: ما رأيت أحداً من الناس اعلم بالقرآن ولا بفريضة ولا بحلال ولا بحرام ولا بشعر ولا بحديث العرب ولا بنسب من عائشة رضى الله عنها
وكان عروة رحمه الله يقول: ما رايت اعلم بفقهٍ ولا طبٍ ولا بشعرٍ من عائشة
وقال الزُهري: " لو جُمع علم عائشة إلى علم جميع أمهات المؤمنين، وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل
وكان اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم اذا استشكل عليهم امر رجعوا اليها وسألوها قال مسروق رحمه الله: رأيت مشيخة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلَّم الأكابر يسألونها عن الفرائض. وقال ابو موسى الاشعري رضي الله عنه: ما أشكل علينا أمرٌ فسألنا عنه عائشة، إلا وجدنا عندها فيه علماً
فرضي الله عنها وارضاها.
واذا ذكر ايضا العباد فعائشة رضي الله عنها في مقدمتهم فقد كانت كثيرة السجود والانفاق والصيام وكانت كثيرة البكاء رضي الله عنها وارضاها.
واختم بحثي هذا بذكر بعض خصائصها التي ذكرها الامام ابن القيم في كتابه جلاء الافهام: ومن خصائصها: أنها كانت أحب أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه كما ثبت عنه ذلك في البخاري وغيره وقد سئل أي الناس أحب إليك قال عائشة قيل فمن الرجال قال أبوها
ومن خصائصها أيضا: أنه لم يتزوج امرأة بكرا غيرها
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن خصائصها: أنه كان ينزل عليه الوحي وهو في لحافها دون غيرها.
ومن خصائصها: أن الله عز وجل لما أنزل عليه آية التخيير بدأ بها فخيرها فقال: " ولا عليك أن لا تعجلي حتى تستأمري أبويك فقالت أفي هذا أستأمر أبوي فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة فاستنّ بها (أي اقتدى) بقية أزواجه صلى الله عليه وسلم وقلن كما قالت
. ومن خصائصها: أن الله سبحانه برأها مما رماها به أهل الإفك وأنزل في عذرها وبراءتها وحيا يتلى في محاريب المسلمين وصلواتهم إلى يوم القيامة وشهد لها بأنها من الطيبات ووعدها المغفرة والرزق الكريم وأخبر سبحانه أن ما قيل فيها من الإفك كان خيرا لها ولم يكن ذلك الذي قيل فيها شرا لها ولا عائبا لها ولا خافضا من شأنها بل رفعها الله بذلك وأعلى قدرها وأعظم شأنها وصار لها ذكرا بالطيب والبراءة بين أهل الأرض والسماء فيا لها من منقبة ما أجلها ...
ومن خصائصها رضي الله عنها: أن الأكابر من الصحابة رضي الله عنهم كان إذا أشكل عليهم أمر من الدين استفتوها فيجدون علمه عندها.
ومن خصائصها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في بيتها وفي يومها وبين سحرها ونحرها ودفن في بيتها.
ومن خصائصها: أن الملَك أَرى صورتَها للنبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يتزوجها في سرقة حرير فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن يكن هذا من عند الله يمضه.
ومن خصائصها: أن الناس كانوا يتحرون بهداياهم يومها من رسول الله صلى الله عليه وسلم تقربا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فيتحفونه بما يحب في منزل أحب نسائه إليه صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهن أجمعين. أ. هـ " جلاء الأفهام " (ص 237 - 241)
فرحم الله امنا عائشة وسكنها الله فسيح جناته واسال الله ان يجعل ما كتبته في ميزان حسناتي واني اعد هذا من افضل قرباتي الى الله عز وجل والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم)
واساله سبحانه ان يجعل هذا خالصا لوجه الكريم وان ينفعني بكتابتي هذه يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
كتبه اخوكم ابو قتادة المغربي يوم السبت بعد صلاة العصر الثاني من شوال من سنة 1431 الموافق لـ 11 - 09 - 2010
لاهاي هولندا
ـ[ابو مريم عاطف]ــــــــ[12 - Sep-2010, صباحاً 04:54]ـ
بارك الله فيك و زادك حبا للنبي محمد -صلي الله عليه وسلم - و آل بيته الأطهار
و أسأل الله أن يدافع عنك كما دافعت أنت عن هذه الطاهرة فإن الله قد وعد في كتابه العزيز بالدفاع عن الذين آمنوا
(إن الله يدافع عن الذين آمنوا)
ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[12 - Sep-2010, مساء 01:55]ـ
حكم قذف أمهات المؤمنين
احْكُمْ بِكُفر كُلِّ منْ بالفاحِشَةْ ... يقْذِفُ أمَّ المؤمنينَ عائشةْ
برَّأَهَا مِنْ أفْحَش الذُّنوبِ ... رَبِّي وَصانها مِن العُيُوبِ
فقذفُها يقْضِي بتكْذِيب ٍ لهُ ... فِيمَا عَلى الرَّسُولِ قَدْ أَنزَلهُ
وقَذْفُ زوْج ٍ غيْرِهَا كزيْنبِ ... مُكفِّرٌ للقَدْحِ في ذاتِ النبي
إذ ْ كلُّ طاهرٍ لِِكُلِّ طاهرة ... وَكلُّ فاجر لكلِّ فاجرة
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[12 - Sep-2010, مساء 02:15]ـ
هذا واجب كل مسلم ان يدافع عن اخوانه المسلمين فكيف بالدفاع عن هؤلاء الاخيار الاطهار رضي الله عنهم اجمعين
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[12 - Sep-2010, مساء 02:22]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الكلمات العاطرة
وهذه مجموعة طيبة من الكتب عن أمّنا عائشة بنت الصديق رضي الله عنهما
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=48110
ـ[عُبُودِيَّة]ــــــــ[12 - Sep-2010, مساء 11:52]ـ
هنا قصيدة عظيمة بلسان أمنا حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم للإمام ابن بهيج الأندلسي والمسماة الواضحية
http://www.*******.com/watch?v=M263il2Atug&feature=player_embedded
http://www.*******.com/watch?v=M263il2Atug&feature=player_embedded
إذا لم تفتح الصفحة فستجدونها في اليوتيوب بعنوان:
قصيدة الأندلسي في أم المؤمنين عائشة - رائعة
ـ[عُبُودِيَّة]ــــــــ[13 - Sep-2010, صباحاً 05:19]ـ
هنا ( http://www.naqatube.com/view_video.php?viewkey=e4ce216 ca7495bcbad35&page=1&viewtype=basic&category=)
ـ[الحارث]ــــــــ[13 - Sep-2010, صباحاً 06:28]ـ
الذي ينبغي علينا المفاصل في هذا الأمر وأنه من العقائد وليس من الأمور القابلة للنقاش
فينبغي إظهار القول بكفر من سب وقذف دون مهادنة
إن الذب عن أم المؤمنين إنما هو ذب عن عرض النبي صلى الله عليه وسلم
فينبغي علينا مفاصلة الزنادقة والحذر من مهادنتهم مهما كان الأمر
أين نحن من الله ومن رسوله ومن أمنا عائشة حبيبة نبينا صلى الله عليه وسلم
ماهو عذرنا أمامهم إن سئلنا
(إلا تنصروه فقد نصره الله)
(إنا كفيناك المستهزئين)
(وأزواجه أمهاتهم)
(وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده ابدا إن ذلك كان عند الله عظيما)
(إن الله وملائكته يصلون على النبي ياايها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما
إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا
والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير مااكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[13 - Sep-2010, صباحاً 06:37]ـ
وفي المرفقات القصيدة محققة مدققة مضبوطة
ـ[السليماني]ــــــــ[13 - Sep-2010, مساء 01:33]ـ
رافضي باطني خبيث ملحد
يطعن في أم المؤمنين الصديقة الطاهرة
نسأل الله العافية
ـ[نعمة الاسلام]ــــــــ[15 - Oct-2010, مساء 12:30]ـ
بارك الله فيكم اخي أبو قتادة وجزاك الله خيرا .. كثير من المناقب التي ذكرتها قلما يتحدث عنها احد , نفع الله بكم(/)
ضوابط التخاطب بين الأخوات في المنتديات والبرامج
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[11 - Sep-2010, مساء 10:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قد كثر في المنتديات المواضيع التي تخص حدود وشروط المخاطبة بين الرجال والنساء في هذه الشبكة المعلوماتية وقد أفرغت جهود مباركة في هذا الأمر الطيب والحمد لله
لكن كثيرا من الناس يجهل حدودا أخرى بين الرجال وحدهم أو بين النساء وحدهن , وأخص هنا النساء بالذكر لكثرة ما يحصل بينهن مما في موضوعنا هذا
لذلك كان لزاما أن يكون هناك ضوابط لتحادث الأخوات مع بعضهن البعض – خاصة وتحتها ألف خط – في وجود الرجال
فنبدأ بسم الله تعالى فنقول:
إن الله تعالى قد قال في كتابه الكريم:
{فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا}
{فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ} أي: في مخاطبة الرجال، أو بحيث يسمعون فَتَلِنَّ في ذلك، وتتكلمن بكلام رقيق يدعو ويطمع.
تفسير السعدي
قلت: فالخضوع إذن غير مقتصر على المخاطبة المباشرة وإنما يدخل فيه مخاطبة النساء بعضهن بعضا بخضوع ولين في حضرة الرجال
والقول مختلف عن الكلام وهو مشهور عند العرب وفي أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم دلائل كثيرة على ذلك
وفي جزء من حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم:
" .. ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدَيْهِ فَنَبَذَهُمَا .. "
(ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدَيْهِ)
أَيْ أَشَارَ بِهِمَا، وَالْعَرَبُ تَجْعَلُ الْقَوْلَ عِبَارَةً عَنْ جَمِيعِ الْأَفْعَالِ فَتُطْلِقُهُ عَلَى غَيْرِ الْكَلَامِ وَاللِّسَانِ.
تحفة الأحوذي
قَالَ الطِّيبِيُّ: يُقَالُ: " قَالَ بِيَدِهِ أَيْ أَشَارَ، وَقَالَ بِيَدِهِ أَيْ أَخَذَ .... "
وهذا من بديع تعبير القرآن الكريم حيث قال الله تعالى: فلا تخضعن بالقول ولم يقل بالكلام
وبما أن العرب تطلق القول على الكلام باللسان والفعل باليد وغيرها فالقول يشمل ما حذر منه القرآن من كلام وفعال
أي أن المرأة تحذر الخضوع بصوتها وبغير صوتها في وجود الرجال حتى لو لم يكن الخطاب لهم
وبما أن وجود الرجال يكثر في هذه الشبكة العنكبوتية المعلوماتية فإن على المرأة المسلمة أن تتقي الخضوع بالقول مع النساء وتتجنب الألفاظ الرقيقة على صفحات المنتديات أو برامج المحادثة إن كان فيها الرجال
وإن كان لابد من تخاطب بين الأخوات على أساس المحبة في الله فهناك الرسائل الخاصة والمحادثات الخاصة في المنتديات والبرامج المختلفة بعيدا عن الرجال , وأيضا المنتديات الخاصة بالنساء أو حتى ساحة مخصصة للنساء وهو مشهور في كثير من المنتديات – إن كانت هذه الساحة محجوبة عن أعين الرجال – وهو الأفضل والأسلم
وهناك الكثير من الألفاظ التي تستخدمها أخواتنا أمام الرجال بقصد أو بدون , يكون فيها خضوع كبير في بعض الأحيان - مُخجِلة – نوعا ما في بعض الأحيان
ومنه استخدام ألفاظ الحب والتغزل بين الأخوات وغيرها وهي معروفة مشهورة ومن لا يعرفها فليؤلف من عقله فالأمر سهل
واستفت قلبك في كون هذا اللفظ رقيقا أو غير ذلك
والأمثلة كثيرة لكن العرب سبقتنا فقالت: اللبيب بالإشارة يفهم
وأقول: وكذلك اللبيبة
فاحذري أختاه من الخضوع في قولك وفعلك
ولا تقولي أن الكتابة ليست خضوعا ففيها عين الخضوع وتُوقعك في المحظورات إن لم تتقي الله في نفسك وفيما تكتبين
ونسأل الله لنا ولكم ولكن جميعا هداية ورشادا وعتقا من النيران
واللهَ نقصِد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[فهدة]ــــــــ[12 - Sep-2010, صباحاً 08:44]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شكر الله لك أيتها الفاضلة هذه النصيحة البيّنة، وجعلك مباركة حيثما كنت
وجنبنا وإياكم الفتن ما ظهر منها وما بطن. والله المستعان!(/)
هل صحيح مايفعله مؤذن مسجدنا؟
ـ[واحد من الشباب]ــــــــ[12 - Sep-2010, صباحاً 05:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
كل عام وأنتم بخير وتقبل الله منا ومنكم ..
يقوم مؤذن الجامع قبل صلاة العيد بعشر دقائق تقريباً
بالتكبير المتواصل بمبكرات الصوت حتى يسمع التكبير من هم خارج الحي ..
مع العلم أنه يفعل هذا الأمر كل سنة ..
ويكون بصوت جميل وهو شبيه بالتكبير أو اللحن المكي؟
ـ[ولد ناصر]ــــــــ[12 - Sep-2010, صباحاً 05:38]ـ
هذا الامر سيجعل بعض الجهلة يوافقونه فيكون تكبيرا جماعيا!!
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[12 - Sep-2010, مساء 04:12]ـ
ثمة نقاش حول المسألة هنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=63983
ـ[محب]ــــــــ[13 - Sep-2010, مساء 10:52]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أعلم في ذلك سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم
ولا عن أحد من الصحابة رضوان الله عليهم
وأما ما نقل عن الصحابة رضي الله عنهم هو التكبير لكل واحد بنفسه وإذا وافق ذلك غيره فلا بأس به
ولم ينقل أن بلال أو غيره من المؤذنين قام بهذا العمل
والله أعلم بالصواب
ـ[واحد من الشباب]ــــــــ[14 - Sep-2010, صباحاً 01:24]ـ
لكن إن كان هذا العمل خاطئ فكيف نجيب عن فعل ابن عمر أنه كان يكبر يوم العيد في الأضحى والفطر ويرفع صوته ..(/)
وصية عالم الى تلميذه
ـ[خادم السنه ابوعبدالله]ــــــــ[12 - Sep-2010, صباحاً 07:18]ـ
وصية عالم الى تلميذه
http://alrbanyon.yoo7.com/users/23/93/81/smiles/470674.gif
أوصى عالم أحد تلامذته فقالَ:
أوصيكَ
بتقوى اللهِ في السرِ والعلانية
وبالإقلاعِ عنِ الأمورِ التي تُوجبُ الحِرمان، فإنَّ طلبَ الأمدادِ بِلا استعداد كالسفرِ بلا زاد
وأوصيكَ
بمُرَاعاةِ الأنفاسِ
و
حِفظِ الحواس
و
الرِّضا بالموجود
و
الصبرِ على المفقودِ
و
الوفاء بالعُهُود
و
كثْرَةِ الرُّكوعِ والسُّجود
والعملِ بالسُّنَّة، والاقتداء بالأئمة
وموافقة المُتَبَتّل الطائع، ومجالسة المُنيب الخاشع
ومعاشرة الوفي الخاضع، وزيارة الساجد الراكع
وكنْ يا بني
كثير العلم، عظيم الحلم، واسع الصدر
وليكن ضَحككَ تبسماً، واستفهامُكَ تعلما
ناصحاً للغافل، معلّماً للجاهل
لا تؤذي مَنْ يؤذيْكَ، ولا تدخل في ما لا يعنيك
لا تَشمت بالمصائِب، ولا تلوّث لسانك بغيْبَة
صادِقَ القول، وقَّافاً عندَ الشُّبُهات
أبا لليتيم
بُشراك في وجهكَ، وحسنُك في قلبِكَ
مشغولاً بنفسِك
كثيرَ العبَادة، طالباً للزيادة
كثيرَ الصَّمت
تحمِل أذى مَنْ جهل عليك
وكُنْ عفُوًّا عمنْ أساءَ إليك
ترحم الصغير، وتُوقر الكبير
وكُنْ أمِيناً على الأمانة، بعيداً عنِ الخيانَة
صبوراً عندَ الشَّدائِد
قليلَ المَؤُونَةِ، كثيرَ المَعُوْنَة
طويلَ القيام، كثيرَ الصيام
تصلي رَهْبة، وتصومُ رَغبة
غاضَّاً للطرف
قليلَ الزَّلَل، كثيرَ العمَل
أديباً معَ العلماء
كلامك حكمة، ونظرُك عبرة
قليلَ الضَّجر
لا تكشِفْ عورة
ولا تكنْ حقوداً أو حَسوداً
تطلُبُ منَ الأمورِ أعلاها
معمِّراً للأرضِ بجسمِكَ، وللسماء بروحِك
لابسًا ثياب التواضع، متجرّداً عن المقامِع
متوكّلاً على المدبّر الصَّانِع.
http://alrbanyon.yoo7.com/users/23/93/81/smiles/470674.gif
والنقل(/)
«شرح كتاب الفُصول في سيرة الرَّسول للحافظ ابن كثير»، لشيخنا عبد الرَّزاق البدر 1431
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[12 - Sep-2010, صباحاً 10:05]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
«شَرْحُ كِتَابِ الفُصُولِ في سِيرَةِ الرَّسُولِ (ص) للحَافِظِ ابنِ كَثِيرٍ
ـ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ـ،
شَرحُ صَاحِبِ الفَضِيْلَةِ شَيخِنَا الفَاضِلِ عَبدِ الرَّزاَّق بنِ عبدِ المُحْسِنِ البَدر
ـ سَلَّمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ـ.»
صفحة الشّرح على موقع الأرشيف:
http://www.archive.org/details/SharhFusulFiSirratiArRassul&reCache=1
مقدمة الكتاب:
http://www.archive.org/download/SharhFusulFiSirratiArRassul/fusul-fi-sirrotir-rasul01.mp3
مقدمة الكتاب 2:
http://www.archive.org/download/SharhFusulFiSirratiArRassul/fusul-fi-sirrotir-rasul02.mp3
قوله بعد أن ذكر نسب النبي صلى الله عليه وسلم إلى عدنان:
http://www.archive.org/download/SharhFusulFiSirratiArRassul/fusul-fi-sirrotir-rasul03.mp3
فصل ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم ورضاعته:
http://www.archive.org/download/SharhFusulFiSirratiArRassul/fusul-fi-sirrotir-rasul04.mp3
من قوله وخرج به عمه إلى الشام في تجارة:
http://www.archive.org/download/SharhFusulFiSirratiArRassul/fusul-fi-sirrotir-rasul05.mp3
من قوله فكان حائز قصب سبقهم أبو بكر:
http://www.archive.org/download/SharhFusulFiSirratiArRassul/fusul-fi-sirrotir-rasul06.mp3
الهجرة إلى الحبشة:
http://www.archive.org/download/SharhFusulFiSirratiArRassul/fusul-fi-sirrotir-rasul07.mp3
فصل مقاطعة قريش لبني هاشم وبني المطلب:
http://www.archive.org/download/SharhFusulFiSirratiArRassul/fusul-fi-sirrotir-rasul08.mp3
فصل الإسراء والمعراج وعرض النبي صلى الله عليه وسلم نفسه على القبايل:
http://www.archive.org/download/SharhFusulFiSirratiArRassul/fusul-fi-sirrotir-rasul09.mp3
فصل وكان مما صنع الله لأنصاره من الأوس و الخزرج:
http://www.archive.org/download/SharhFusulFiSirratiArRassul/fusul-fi-sirrotir-rasul10.mp3
بيعة العقبة الثانية:
http://www.archive.org/download/SharhFusulFiSirratiArRassul/fusul-fi-sirrotir-rasul11.mp3
فصل وقد كان بلغ الأنصار مخرجه من مكة وقصده إياهم:
http://www.archive.org/download/SharhFusulFiSirratiArRassul/fusul-fi-sirrotir-rasul12.mp3
ـ[أبو فؤاد الليبي]ــــــــ[13 - Sep-2010, صباحاً 04:05]ـ
أخ سلمان هل كنت ممن يحضر الدرس هناك؟؟
لقد من الله علي بحضور بعض تلك الدروس في العمرة الماضية وقد أجاد الشيخ كعادته أسأل الله أن يحفظكم وعلماؤكم وان يرد كيد أعدائكم في نحورهم.
ـ[السليماني]ــــــــ[13 - Sep-2010, مساء 01:34]ـ
بارك الله فيك
ـ[محمد السوقي]ــــــــ[13 - Sep-2010, مساء 08:51]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك وحفظ الشيخ عبد الرزاق ومتعنا به ونفعنا بعلمه
ـ[أبو فؤاد الليبي]ــــــــ[15 - Sep-2010, صباحاً 02:37]ـ
عفوا أخ سلمان , من فضلك هل أكمل الشيخ شرح أرجوزة بن أبي العز في السيرة؟؟؟
لو كان الجواب بالإيجاب فاستعن بالله وارفعها رفع الله قدرك في الدارين وبارك فيك وفي عملك.
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[16 - Sep-2010, صباحاً 06:39]ـ
في انتظار باقي الفصول لقد أمعتنا الشيخ حفظه الله في الأكاديمية الإسلامية بشرح القول المفيد نفع الله به وبجميع علماء الأمة
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[01 - Oct-2010, صباحاً 08:02]ـ
جزاكُم اللَّهُ خيرًا جميعًا، وباركَ فيكُم.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[01 - Oct-2010, صباحاً 08:17]ـ
فصل ولما أستقر الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة بين أظهر الأنصار:
http://www.archive.org/download/SharhFusulFiSirratiArRassul/fusul-fi-sirrotir-rasul13.mp3
فصل وفي شعبان من هذه السنة حولت القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة:
http://www.archive.org/download/SharhFusulFiSirratiArRassul/fusul-fi-sirrotir-rasul14.mp3
فصل يذكر فيه وقعة بدر الثانية:
http://www.archive.org/download/SharhFusulFiSirratiArRassul/fusul-fi-sirrotir-rasul15.mp3
من قوله وفي غزوة بدر عدّل الرسول صلى الله عليه وسلم الصفوف:
http://www.archive.org/download/SharhFusulFiSirratiArRassul/fusul-fi-sirrotir-rasul16.mp3
فصل ثم نهض بنفسه الكريمة صلى الله عليه وسلم بعد فراغه بسبعة أيام:
http://www.archive.org/download/SharhFusulFiSirratiArRassul/fusul-fi-sirrotir-rasul17.mp3
فصل يشتمل على غزوة أحد مختصرة:
http://www.archive.org/download/SharhFusulFiSirratiArRassul/fusul-fi-sirrotir-rasul18.mp3
غزوة أحد:
http://www.archive.org/download/SharhFusulFiSirratiArRassul/fusul-fi-sirrotir-rasul19.mp3
فصل ولما أصبح يوم الأحد:
http://www.archive.org/download/SharhFusulFiSirratiArRassul/fusul-fi-sirrotir-rasul20.mp3
فصل و في صفر هذا بعث إلى بئر معونة:
http://www.archive.org/download/SharhFusulFiSirratiArRassul/fusul-fi-sirrotir-rasul21.mp3
قوله ثم غزى صلى الله عليه وسلم غزوة ذات الرقاع:
http://www.archive.org/download/SharhFusulFiSirratiArRassul/fusul-fi-sirrotir-rasul22.mp3
قوله ولمّا طال هذا الحال على المسلمين:
http://www.archive.org/download/SharhFusulFiSirratiArRassul/fusul-fi-sirrotir-rasul23.mp3
فصل يشتمل على ملخص غزوة الخندق:
http://www.archive.org/download/SharhFusulFiSirratiArRassul/fusul-fi-sirrotir-rasul24.mp3
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 12:45]ـ
قوله ثم بعث صلى الله عليه وسلم أبا لبابة وكانوا حلفاء الأوس:
http://www.archive.org/download/SharhFusulFiSirratiArRassul/fusul-fi-sirrotir-rasul25.mp3
فصل قوله ثم أغار بعد قدومه المدينة:
http://www.archive.org/download/SharhFusulFiSirratiArRassul/fusul-fi-sirrotir-rasul26.mp3
من قوله هكذا وقع في الصحيحين أن المقاول لسعد ابن عباده سعد ابن معاذ:
http://www.archive.org/download/SharhFusulFiSirratiArRassul/fusul-fi-sirrotir-rasul27.mp3
فصل ولمّا رجع صلى الله عليه وسلم إلى المدينة أقام بها إلى المحرم:
http://www.archive.org/download/SharhFusulFiSirratiArRassul/fusul-fi-sirrotir-rasul28.mp3
فصل ولما كان في جماد الأخره من سنة ثمان بعث صلى الله عليه وسلم:
http://www.archive.org/download/SharhFusulFiSirratiArRassul/fusul-fi-sirrotir-rasul29.mp3
من قوله وخرج صلى الله عليه وسلم لعشر خلون من رمضان:
http://www.archive.org/download/SharhFusulFiSirratiArRassul/fusul-fi-sirrotir-rasul30.mp3
فصل في غزوة حنين:
http://www.archive.org/download/SharhFusulFiSirratiArRassul/fusul-fi-sirrotir-rasul31.mp3
من قوله وأما ملك هوازن وهو مالك ابن عوف النصري فإنه حين إنهزم:
http://www.archive.org/download/SharhFusulFiSirratiArRassul/fusul-fi-sirrotir-rasul32.mp3
من قوله فصل غزة تبوك:
http://www.archive.org/download/SharhFusulFiSirratiArRassul/fusul-fi-sirrotir-rasul33.mp3
من قوله فصل وقدم وفد ثقيف على رسول الله صلى الله عليه وسلم:
http://www.archive.org/download/SharhFusulFiSirratiArRassul/fusul-fi-sirrotir-rasul34.mp3
من قوله فأقام بها بقية ذى الحجة و المحرم وصفر:
http://www.archive.org/download/SharhFusulFiSirratiArRassul/fusul-fi-sirrotir-rasul35.mp3
من قوله لم يحج صلى الله عليه وسلم بعدما هاجر إلا حجته هذه:
http://www.archive.org/download/SharhFusulFiSirratiArRassul/fusul-fi-sirrotir-rasul36.mp3
من قوله ودعا الله تعالى لمّا قحطوا فلم ينزل على المنبر:
http://www.archive.org/download/SharhFusulFiSirratiArRassul/fusul-fi-sirrotir-rasul37.mp3
من قوله فصل في أولاده صلى الله عليه وسلم:
http://www.archive.org/download/SharhFusulFiSirratiArRassul/fusul-fi-sirrotir-rasul38.mp3
من قوله فصل وأما كتّاب الوحي فقد كتب له أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم:
http://www.archive.org/download/SharhFusulFiSirratiArRassul/fusul-fi-sirrotir-rasul39.mp3
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 12:54]ـ
من قوله فصل في صفته الظاهرة صلى الله عليه وسلم:
http://www.archive.org/download/SharhFusulFiSirratiArRassul/fusul-fi-sirrotir-rasul40.mp3
من قوله فصل ذكر الأماكن التي حلّها صلى الله عليه وسلم:
http://www.archive.org/download/SharhFusulFiSirratiArRassul/fusul-fi-sirrotir-rasul41.mp3
فصل في ذكر شيئ من خصائص رسول الله صلى الله عليه وسلم:
http://www.archive.org/download/SharhFusulFiSirratiArRassul/fusul-fi-sirrotir-rasul42.mp3
من قوله ومن خصائصه صلى الله عليه وسلم على إخوانه أنه أكملهم:
http://www.archive.org/download/SharhFusulFiSirratiArRassul/fusul-fi-sirrotir-rasul43.mp3
من قوله القسم الثاني من الخصائص ما كان مختصا به دون أمته:
http://www.archive.org/download/SharhFusulFiSirratiArRassul/fusul-fi-sirrotir-rasul44.mp3
من قوله فصل ومن ذلك أنه قد أمر بالوضوء لكل صلاة:
http://www.archive.org/download/SharhFusulFiSirratiArRassul/fusul-fi-sirrotir-rasul45.mp3
من قوله مسألة و كان يجب على المصلي إذا دعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجيبه:
http://www.archive.org/download/SharhFusulFiSirratiArRassul/fusul-fi-sirrotir-rasul46.mp3
كتاب النكاح و فيه عامة أحكام التخصيصات النبوية:
http://www.archive.org/download/SharhFusulFiSirratiArRassul/fusul-fi-sirrotir-rasul47.mp3
من قوله القسم الرابع ما اختص به من الفضائل دون غيره:
http://www.archive.org/download/SharhFusulFiSirratiArRassul/fusul-fi-sirrotir-rasul48.mp3
من قوله ومن الجهاد مسألة:
http://www.archive.org/download/SharhFusulFiSirratiArRassul/fusul-fi-sirrotir-rasul49.mp3
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 01:00]ـ
فصلٌ في الإشارة إلى أنواع الشّفاعة التي يعطاها نبيّنا مُحمَّد (ص):
http://www.archive.org/download/SharhFusulFiSirratiArRassul/fusul-fi-sirrotir-rasul50.mp3
انتهى الشَّرح.
والحمدُ للَّه ربِّ العالمينَ.
صفحة الشّرح على الأرشيف:
http://www.archive.org/details/SharhFusulFiSirratiArRassul&reCache=1
أَخُوْكُم الْمُحِبُّ
سَلْمَانُ بْنُ عَبْدِ القَادِرِ أبُوْ زَيْدٍ
ـ سَدَّدَهُ اللَّهُ فِيْمَا يُخْفِيْ وَيُبْدِيْ إِنَّهُ بِكُلِّ خَيْرٍ كَفِيْلٌ وَعَلَى كُلِّ شَئٍ وَكِيْلٌ ـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أروى الدرعمي]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 11:11]ـ
جزاكم الله خيرًا.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[05 - Oct-2010, صباحاً 10:29]ـ
وجزاكُم اللَّهُ خَيْرًا، وباركَ فيكُم.
ـ[أبو العباس آل حسن]ــــــــ[05 - Oct-2010, صباحاً 11:37]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ سلمان .. نفع الله بك.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[28 - Oct-2010, صباحاً 09:27]ـ
وجزاكُم اللَّهُ خَيْرًا، وباركَ فيكُم.
ـ[صياد الخواطر]ــــــــ[17 - Nov-2010, مساء 10:43]ـ
أبو زيد
جزاك الله خير، ونفع بك
الكتاب اشترتيه ولم أقرأه!
سيتم استماعها جميعاً بإذن الله ...
وكم أحب هذا الشيخ حفظه الله ...
ـ[الخوف والرجاء]ــــــــ[18 - Nov-2010, صباحاً 10:58]ـ
جزاكم الله خيراً(/)
النداء لصلاة العيدين بـ "الصلاة جامعة " بدعة.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[12 - Sep-2010, صباحاً 11:29]ـ
أخرج مسلم في "صحيحه " (886) من طريق ابن جريج، عن عطاء، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ – رضي الله عنهم – قَالَا:
«لَمْ يَكُنْ يُؤَذَّنُ يَوْمَ الْفِطْرِ وَلَا يَوْمَ الْأَضْحَى.
ثُمَّ سَأَلْتُهُ بَعْدَ حِينٍ عَنْ ذَلِكَ فَأَخْبَرَنِي، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ أَنْ لَا أَذَانَ لِلصَّلَاةِ يَوْمَ الْفِطْرِ حِينَ يَخْرُجُ الْإِمَامُ، وَلَا بَعْدَ مَا يَخْرُجُ، وَلَا إِقَامَةَ، وَلَا نِدَاءَ، وَلَا شَيْءَ؛ لَا نِدَاءَ يَوْمَئِذٍ وَلَا إِقَامَةَ».
وقال الشافعي – رحمه الله – في الأم (1/ 269):
«أخبرنا الثقة، عن الزهري أنه قال: لم يؤذن للنبى - صلى الله عليه وسلم - ولا لإبي بكر، ولا لعمر، ولا لعثمان في العيدين حتى أحدث ذلك معاوية بالشام، فأحدثه الحجاج بالمدينة حين أُمِّر عليها.
وقال الزهري: وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يأمر في العيدين المؤذن أن يقول: الصلاة جامعة».
وذكره البيهقي في السنن والآثار (1919) قال الشافعي: قال الزهري: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمر في العيدين المؤذن فيقول: «الصلاة جامعة».
وهذا الإسناد لا يصح، الراوي عن الزهري، شيخ الشافعي، مبهم لا يعرف.
والشافعي – رحمه الله – وإن كان قد وثقه، فقد لا يكون ثقة عند غيره من نقاد الحديث وأهله. كما هو الحال في إبراهيم بن أبي يحيى حيث وثقه الشافعي وضعفه عامة نقاد الحديث.
وقد ذكر الحافظ ابن حجر – رحمه الله – قاعدة في هذا، فقال: «الشافعي، عن الثقة، عن الزهري: هو سفيان بن عيينه» ذكر ذلك في تعجيل المنفعة (2/ 627).
وهذه القاعدة عرفت بالاستقراء، لكن لا يمكن الجزم بها دائماً.
وبغض النظر عن هذا، فالإسناد فيه علة ثانية، وهي الإرسال.
ومراسيل الزهري، من أضعف المراسيل كما هو مقرر عند أهل العلم. قال يحيى بن معين: مراسيل الزهري ليست بشيء. انظر جامع التحصيل ص (90).
وقال الذهبي في الموقظة ص (40):
«ومن أوهى المراسيل عندهم: مراسيلُ الحَسَن.
وأوهى من ذلك: مراسيلُ الزهري، و قتادة، وحُمَيد الطويل، من صغار التابعين.
وغالبُ المحقَّقين يَعُدُّون مراسيلَ هؤلاء مُعْضَلاتٍ ومنقطِعات، فإنَّ غالبَ رواياتِ هؤلاء عن تابعيٍّ كبير، عن صحابي، فالظنُّ بممُرْسِلِه أنه أَسقَطَ من إسنادِه اثنين» أهـ.
وذهب بعض العلماء إلى أنه ينادى لها بقول: "الصلاة جامعة" قياساً على صلاة الكسوف.
قال الحافظ في الفتح (2/ 452): روى الشافعي عن الثقة عن الزهري قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمر المؤذن في العيدين أن يقول: "الصلاة جامعة". وهذا مرسل يعضده القياس» أهـ
فتعقبه الشيخ ابن باز – رحمه الله - في حاشية الكتاب بقوله:
«مراسيل الزهرى ضعيفة عند أهل العلم , والقياس لايصح اعتباره مع وجود النص الثابت الدال على أنه لم يكن في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - لصلاة العيد أذان ولا إقامة ولا شيء , ومن هنا يعلم أن النداء للعيد بدعة بأي لفظ كان , والله أعلم» أهـ.
قال ابن قدامة - رحمه الله – في " المغني " (2/ 234):
«وَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا: يُنَادَى لَهَا: الصَّلاةُ جَامِعَةٌ. وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِيِّ. وَسُنَّةُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَحَقُّ أَنْ تُتَّبَعَ» اهـ.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في "شرح العمدة " (4/ 99): «و قال بعضهم لا يسن النداء للعيد، ولا للاستسقاء، و قد قال الإمام أحمد: صلاة العيد ليس فيها آذان ولا إقامة، هكذا السنة، إذا جاء الإمام قام الناس وكبر الإمام، وظاهره موافق لهذا القول؛ لأنه قد تكرر تعييده، وقد استسقى ولم ينقل عنه فيه نداء كما نقل عنه في الكسوف، مع أن صلاة الكسوف كانت أقل، ولوكان ذلك معلوماً من فعله لنقل، كما قد نقل غيره بالروايات المشهورة، و القياس هنا فاسد الوضع والاعتبار؛ لأنه موضوع في مقابلة النص، و ذاك أن تركه - صلى الله عليه وسلم - سنة كما أن فعله سنة، و ليست الزيادة على
(يُتْبَعُ)
(/)
المسنون في المخالفة بدون نقصٍ من المسنون.
و أما فساد الاعتبار، فإن النداء في قوله "الصلاة جامعة " إنما كان ليجمع الناس ويعلمهم بأنه قد عرض أمر الكسوف، فلا يلحق بهذا إذ لم يستعدوا للاجتماع له، فأما العيد فيوم معلوم مجتمع له، وكذلك الاستسقاء قد أعدوا له يوماً فأغنى اجتماعهم له عن النداء، ولم يبق للنداء فائدة إلا الإعلان بنفس الدخول في الصلاة، وهذا يحصل بالتكبير و المشاهدة، ولأن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث المنادي في الطرقات للكسوف " الصلاة جامعة "، وفي العيد و الاستسقاء لا يبعث منادياً ينادي في الطرقات وإنما ينادي عند اجتماعهم عند من يقول هي بمنزلة الإقامة للصلاة، وهذا لا أصل له يقاس عليه؛ لأن نداءه لصلاة الكسوف بمنزلة الأذان لا بمنزلة الإقامة، ولهذا لا يشرع النداء للجنازة لأن ذلك لم يفعله رسول الله - صلى الله عليه و سلم - ولا أصحابه، إذ لو كان لنقل لكثرة وقوع الجنائز على عهده.
و كذلك أيضاً لا يشرع إن ينادي للتراويح بشيء في المنصوص عنه، وقيل له: الرجل يقول بين التراويح: الصلاة، قال: لا تقل الصلاة كرهه سعيد بن جبير، وأبو قلابة. وكذلك قال:كثير من أصحابنا.
و قال القاضي، والآمدي، وغيرهما: ينادى لها كذلك؛ لأنها عبادة محضة أو ذات ركوع وسجود تسن لها الجماعة فيسن لها النداء كالكسوف.
و الأول أصح، حيث لم ينقل ذلك عن السلف الصالح، ولا هو في معنى المنقول، لأن التراويح تفعل بعد العشاء تبعاً فيكفيها نداء العشاء
، فأما ما لا يشرع له الاجتماع، فلا يشرع فيه النداء بلا تردد» أهـ.
وقال ابن القيم في " زاد المعاد " (1/ 442):
«وكان صلى الله عليه وسلم إذا انتهى إلى المصلَّى، أخذ في الصلاة من غير أذان ولا إقامة ولا قول: الصلاة جامعة، والسنة: أنه لا يُفعل شيء من ذلك» أهـ.
قال الصنعاني في " سبل السلام " (1/ 123):
وأما القول بأنه يقال في العيد عوضا عن الأذان الصلاة جامعة فلم ترد به سنة في صلاة العيدين» ثم نقل كلام ابن القيم في الهدي، إلى أن قال: «وبه يعرف أن قوله في الشرح: ويستحب في الدعاء إلى الصلاة في العيدين، وغيرهما مما لا يشرع فيه أذان كالجنازة " الصلاة جامعة "، غير صحيح، إذ لا دليل على الاستحباب، ولو كان مستحباً لما تركه - صلى الله عليه وسلم - والخلفاء الراشدون من بعده. نعم، ثبت ذلك في صلاة الكسوف ولا يصح فيه القياس؛ لأن ما وجد سببه في عصره ولم يفعله فَفِعْلُه بعد عصره بدعة، فلا يصح إثباته بقياس ولا غيره» أهـ.
وسئل الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين - رحمه الله تعالى -: في " مجموع الفتاوى " (16/ 137):
هل لصلاة العيد أذان وإقامة؟
فأجاب فضيلته بقوله: صلاة العيد ليس لها أذان ولا إقامة، كما ثبتت بذلك السنة، ولكن بعض أهل العلم رحمهم الله قالوا: إنه ينادى لها «الصلاة جامعة»، لكنه قول لا دليل له، فهو ضعيف. ولا يصح قياسها على الكسوف، لأن الكسوف يأتي من غير أن يشعر الناس به، بخلاف العيد فالسنة أن لا يؤذن لها، ولا يقام لها، ولا ينادى لها، «الصلاة جامعة» وإنما يخرج الناس، فإذا حضر الإمام صلوا بلا أذان ولا إقامة، ثم من بعد ذلك الخطبة» أهـ.
هذا، والله تعالى أعلم(/)
ألا تراني مُطالباً بالظهر ومع ذلك أتنفل .. !!!!
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[12 - Sep-2010, مساء 02:51]ـ
يرد السؤال على ألسنة الكثير من الأمة المحمدية حول صيام الست من شوال وتقديمها على القضاء ..
فمن قائل يقول لابد من القضاء أولا وهؤلاء ينقصهم الدليل الواضح والبين ..
ومن قائل يقول لابأس بتقديمها على القضاء وهذا القول ربما هو الفصل بهذه المسألة لما ورد من أن أم المؤمنين عائشة بنت الصديق الطاهرة المبرأة من فوق سبع سماوات كانت لاتقضي إلا في شعبان من العام القابل ...
سمعت عائشة رضي الله عنها تقول: كان يكون علي الصوم من رمضان، فما أستطيع أن أقضي إلا في شعبان.
الراوي: عائشة المحدث: البخاري ( http://www.dorar.net/mhd/256)- المصدر: صحيح البخاري ( http://www.dorar.net/book/$r-%3Esource_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 1950
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
ولعلة ثانية ألا وهي أنه قد يقول قائل: كيف تطالبني بالنفل وأنا لم أفعل الواجب .. ؟؟؟
فأقول: ألا تراك تطالب بأداء فريضة الظهر مع جماعة المسلمين ومع ذلك تتنفل وتأتي بالسنة القبلية .. ؟؟؟
ثم علة ثالثة: فلو افترضنا أن امرأة أفطرت 27 يوما من رمضان بسبب النفاس،وترغب في صيام الست فلو طالبناها بالقضاء لفوتنا عليها أجر صيام الست ..
فمن خلال هذه الأدلة الثلاثة أقول ـ والله تعالى اعلم ـ أن صيام النفل مقدم على القضاء لماورد أعلاه.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[12 - Sep-2010, مساء 03:17]ـ
بارك الله فيك، في هذه المسألة خلاف معروف بين أهل العلم.
والصحيح - إن شاء الله تعالى - أن الإنسان لا يقال إنه صام رمضان، إلا إن أتم ما عليه من صيام رمضان (الأداء والقضاء جميعا إن كان عليه قضاء لأي سبب كان)، فلا ينال الفضل الذي في الحديث إلا إن صام ستا من شوال بعد إتمام صيام الفريضة، والإتمام لا يتحقق إلا بقضاء ما عليه كما هو ظاهر. ولذا فقياسك هذا على نافلة الظهر القبلية، قياس مع فارق واضح، لأن فضل صيام الست مترتب على إتمام صيام الفريضة أولا، لظاهر قوله عليه السلام ((من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال))، فإن شئت فقسه على النافلة البعدية، التي لا تصح إلا بعد تمام الفريضة! أما قياسه على النافلة القبلية فليس بصحيح لأن هذا الصيام صيام قضاء أُتي به بعد الوقت لإتمام الفريضة، وليس أداءً للفريضة! ألا ترى أنه إذا أقيمت الصلاة وقام الناس لصلاة الظهر، خرج وقت تلك النافلة القبلية ولم يجز لمن لم يشرع فيها أن يتخلف عن الفريضة لأداء تلك النافلة أولا؟
أما كلامك عن النفساء فلا عليها من شيء إن فاتها ذلك الفضل في ذلك العام، ولا يُستدل بمثل هذا على أولوية تقديم صيام الست على القضاء، والله أعلم.
ـ[أم هانئ]ــــــــ[12 - Sep-2010, مساء 05:45]ـ
** أولا نبه الشيخ العثيمين رحمه الله على الفارق بين مسألتين قد لا ينتبه إليه كثير من الناس رغم أهميته في مثل هذا المقام:
فالحديث عن التطوع المطلق قبل القضاء شيء مخالف
عن الحديث عن التطوع المقيد أو المعين (الست من شوال) والحكم لذلك مختلف
حيث يجوز التطوع المطلق بدليل حديث عائشة - رضي الله عنها - وهذا وجه الاستدلال به
بينما لا ينبغي التطوع المعين (الست من شوال) ولا يصح الاستشهاد بحديث عائشة - رضي الله عنها -
على جوازه.
وعلنا نرزق بنص كلامه - رحمه الله - وننقله إن شاء الله.
-ويبقى نص الحديث التالي مؤكدا على ترجيح قول القائلين بضرورة تقديم القضاء على صيام الست من شوال:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
((صيام شهر رمضان بعشرة أشهر، وصيام ستة أيام بشهرين، فذلك صيام السنة))
الراوي: ثوبان مولى رسول الله المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1007
خلاصة الدرجة: صحيح
قلتُ: إذن المفهوم: أن كل من أراد أجر صيام السنة التي هي: (360 يوما)
ينبغي عليه صيام ما مجموعه (36 يوما) والحسنة بعشرة أمثالها
** من صام رمضان (30 يوم) واتبعه + (6) من شوال ×10 (لأن الحسنة بعشرة أمثالها)
= كان كصيام سنة (360).
هذا والله أعلم.
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[12 - Sep-2010, مساء 06:22]ـ
** أولا نبه الشيخ العثيمين رحمه الله على الفارق بين مسألتين قد لا ينتبه إليه كثير من الناس رغم أهميته في مثل هذا المقام:
فالحديث عن التطوع المطلق قبل القضاء شيء مخالف
عن الحديث عن التطوع المقيد أو المعين (الست من شوال) والحكم لذلك مختلف
حيث يجوز التطوع المطلق بدليل حديث عائشة - رضي الله عنها - وهذا وجه الاستدلال به
بينما لا ينبغي التطوع المعين (الست من شوال) ولا يصح الاستشهاد بحديث عائشة - رضي الله عنها -
على جوازه.
وعلنا نرزق بنص كلامه - رحمه الله - وننقله إن شاء الله.
-ويبقى نص الحديث التالي مؤكدا على ترجيح قول القائلين بضرورة تقديم القضاء على صيام الست من شوال:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
((صيام شهر رمضان بعشرة أشهر، وصيام ستة أيام بشهرين، فذلك صيام السنة))
الراوي: ثوبان مولى رسول الله المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1007
خلاصة الدرجة: صحيح
قلتُ: إذن المفهوم: أن كل من أراد أجر صيام السنة التي هي: (360 يوما)
ينبغي عليه صيام ما مجموعه (36 يوما) والحسنة بعشرة أمثالها
** من صام رمضان (30 يوم) واتبعه + (6) من شوال ×10 (لأن الحسنة بعشرة أمثالها)
= كان كصيام سنة (360).
هذا والله أعلم.
أولا: ماهو وجه المخالفة؟؟؟
ثانيا: ولا يصح الاستشهاد بحديث عائشة - رضي الله عنها -
على جوازه. ماهو السبب .. ؟؟؟
ثالثا: هل الذي يصوم الست من شوال قبل القضاء،ثم يقضي في أي أيام السنة لايتحصل أجر صيام الدهر؟؟؟
أليس يستكمل 36 يوما .. ؟؟؟؟
الرجاء من الأخت الفاضلة أم هانئ الرد بالدليل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم هانئ]ــــــــ[12 - Sep-2010, مساء 10:39]ـ
أولا: ماهو وجه المخالفة؟؟؟
ثانيا: ولا يصح الاستشهاد بحديث عائشة - رضي الله عنها -
على جوازه. ماهو السبب .. ؟؟؟
ثالثا: هل الذي يصوم الست من شوال قبل القضاء،ثم يقضي في أي أيام السنة لايتحصل أجر صيام الدهر؟؟؟
أليس يستكمل 36 يوما .. ؟؟؟؟
الرجاء من الأخت الفاضلة أم هانئ الرد بالدليل.
** جاء في الشرح الممتع / ج:6 / كتاب: الصيام / عند قول الماتن:
"ولا يجوز إلى رمضانٍ آخرَ مِنْ غير عُذر" / ص: 477 - 450 / ط: آسام:
[وقوله: "ولا يجوز إلى رمضانٍ آخرَ مِنْ غير عُذر" لم يتكلم المؤلف عن الصيام قبل القضاء، فهل يجوز أن يصوم قبل القضاء، وهل يصح لو صام؟
والجواب إن كان الصوم واجبًا؛ كالفدية؛ والكفارة فلا بأس، وإن كان تطوعًا، فالمذهب لا يصح التطوع قبل القضاء، ويأثم. وعللوا أن النافلة لا تُؤَدَّى قبل الفريضة.
وذهب بعض أهل العلم إلى جواز ذلك ما لم يضق الوقت، وقال: ما دام الوقت موسعًا فإنه يجوز أن يتنفل، كما لو تنفل قبل أن يصلي الفريضة مع سعة الوقت، فمثلاً الظهر يدخل وقتها من الزوال، وينتهي إذا صار كل ظل شيء مثله، فله أن يؤخرها إلى آخر الوقت، وفي هذه المدة يجوز له أن يتنفل؛ لأن الوقت موسع.
وهذا القول أظهر وأقرب إلى الصواب، يعني أن صومه صحيح، ولا يأثم؛ لأن القياس فيه ظاهر.
ولكن هل هذا أَوْلى أو الأَوْلى أن يبدأ بالقَضَاء؟
الجواب: الأَوْلى أن يبدأ بالقضاء، حتى لو مَرَّ عليه عشر ذي الحجة، أو يوم عرفة، فإننا نقول: صُم القضاء في هذه الأيام، وربما تدرك أجر القضاء، وأجر صيام هذه الأيام، وعلى فرض أنه لا يحصل أجر صيام هذه الأيام مع القضاء، فإن القضاء أفضل من تقديم النفل.
والجواب عن التعليل الذي ذكره الأصحاب أن نقول: الفريضة وقتها في هذه الحال موسع، فلم يُفْرَض عليَّ أن أفعلها الآن؛ حتى أقول إنني تركت الفرض، بل هذا فرض في الذمة وسع الله - تعالى - فيه، فإذا صمت النفل فلا حَرَج.
(قلتُ أي أم هانئ: مع ملاحظة أن الكلام عن جواز التنفل المطلق قبل القضاء)
وهنا مسألة ينبغي التنبه لها:
وهي أن الأيام الستة من شوال لا تقدم على قضاء رمضان، فلو قدمت صارت نفلاً مطلقًا، ولم يحصل على ثوابها الذي قال عنه الرسول - صلّى الله عليه وسلّم -: ((من صام رمضان ثم أتبعه ستًا من شوال كان؛ كصيام الدهر))؛ وذلك لأن لفظ الحديث ((من صام رمضان)) ومن كان عليه قضاء، فإنه لا يصدق عليه أنه صام رمضان، وهذا واضح، وقد ظن بعض طلبة العلم أن الخلاف في صحة صوم التطوع قبل القضاء، ينطبق على هذا، وليس كذلك، بل هذا لا ينطبق عليه؛ لأن الحديث فيه واضح؛ لأنه لا ستة إلا بعد قضاء رمضان.
والدليل على جواز تأخير القضاء قوله تعالى: {وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 185].
وأما الدليل على أنه لا يؤخر إلى ما بعد رمضان الثاني، فما يلي:
1 - حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت: "كان يكون عليَّ الصوم من رمضان، فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان"، فقولها: "ما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان" دليل على أنه لا يؤخر إلى ما بعد رمضان، والاستطاعة هنا الاستطاعة الشرعية، أي: لا أستطيع شرعًا.
2 - أنه إذا أخره إلى بعد رمضان صار؛ كمن أخر صلاة الفريضة إلى وقت الثانية من غير عذر، ولا يجوز أن تؤخر صلاة الفريضة إلى وقت الثانية إلا لعذر.
فإن قال قائل: قول عائشة - رضي الله عنها - "فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان" دليل على وجوب الفورية في القضاء لمن استطاع، فنقول: لو كان ذلك واجبًا شرعًا لما مكَّنَها الرسول - صلّى الله عليه وسلّم - من تركه. والاستطاعة هنا استطاعة شرعية؛ وذلك مراعاة للرسول - صلّى الله عليه وسلّم -، وحسن عشرته، وليست استطاعة بدنية.] انتهى
وجاء في موضع آخر في الشرح الممتع / ج:6 / كتاب: الصيام / باب صوم التطوع: عند قول الماتن:
" وصوم ست من شوال " / ص: 468 / ط: آسام:
( ... ثم إن السنة أن يصومها بعد انتهاء قضاء رمضان لا قبله، فلو كان عليه قضاء ثم صام الستة قبل القضاء فإنه لا يحصل على ثوابها؛ لأن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «من صام رمضان» ومن بقي عليه شيء منه فإنه لا يصح أن يقال إنه صام رمضان؛ بل صام بعضه، وليست هذه المسألة مبنيّة على الخلاف في صوم التطوع قبل القضاء؛ لأن هذا التطوع أعني صوم الست قيده النبي صلّى الله عليه وسلّم بقيد وهو أن يكون بعد رمضان، وقد توهم بعض الناس فظن أنه مبني على الخلاف في صحة صوم التطوع قبل قضاء رمضان، وقد تقدم ذكر الخلاف في ذلك، وبينا أن الراجح جواز التطوع وصحته، ما لم يضق الوقت عن القضاء
تنبيه: لو أخر صيام الست من شوال عن أول الشهر ولم يبادر بها، فإنه يجوز لقوله صلّى الله عليه وسلّم «ثم أتبعه ستاً من شوال» فظاهره أنه ما دامت الست في شوال، ولو تأخرت عن بداية الشهر فلا حرج، لكن المبادرة وتتابعها أفضل من التأخير والتفريق، لما فيه من الإسراع إلى فعل الخير، ويستثنى من قول المؤلف «ستاً من شوال» يستثنى يوم العيد لأنه لا يجوز صومه.) انتهى
ثالثا: هل الذي يصوم الست من شوال قبل القضاء،ثم يقضي في أي أيام السنة لايتحصل أجر صيام الدهر؟؟؟
أليس يستكمل 36 يوما .. ؟؟؟؟
نعم لم يستكمل الستة وثلاثين يوما في شوال
لو تفضلتم بقراءة الحديث الوارد في المشاركة السابقة مرة أخرى:
((صيام شهر رمضان بعشرة أشهر، وصيام ستة أيام بشهرين، فذلك صيام السنة))
الراوي: ثوبان مولى رسول الله المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1007
خلاصة الدرجة: صحيح
والسؤال: هل من صام الست من شوال ولم يقض في شوال يكون محققا قول رسول الله
صلى الله عليه وسلم: صيام شهر رمضان بعشرة أشهر؟!
علما بأن الأجر علق بزمن: (في شوال)
فمن حقق الشرط وهو صيام ما مجموعه (36) يوما في شوال ... هذا من صام الدهر أي السنة أي (360)
هذا والله تعالى أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[13 - Sep-2010, صباحاً 12:37]ـ
قولكم من صام رمضان ثم أتبعه ... !!! هل هو فهم لغوي أم شرعي ... ؟؟؟
ومن من العلماء سبقكم لهذا الفهم .. ؟؟؟
وهل يفهم الدين ومسائله من خلال اللغة .. ؟؟؟
للأسف قرأت للكثيرين يرددون فأتبعه فأتبعه ... !!!!!!! ويضعون تحت هذه الكلمة عدة خطوط ويلونونها بألوان مغايرة
ثم جئت أنت لتقولي من صام .. من صام رمضان , أي كله ... !!!!
أعتقد ـ والله أعلم ـ أن الشرع لايفسر بمثل هذا ...
إما ياأخية أن تأتي بالدليل وإلا لاتعارضي الأحاديث والسنة المثبتة خاصة من خلال حديث أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها.
ـ[أبو عمار المدني]ــــــــ[13 - Sep-2010, صباحاً 06:21]ـ
أخي الكريم صالح الطريف
أما نقل أم هانئ من كلام الشيخ ابن العثيمين رحمه الله فهو واضح بيّن، والدلالة فيه ظاهرة. وإن كان يرد عليه إشكال وهو أن رمضان قد يكون ثلاثين يوما أو تسعا وعشرين .. فلا يطَّرِدُ المعنى المذكور، ومع هذا يمكن دفعه بأن فيه تغليب أحد العددين وهو الثلاثين كما تقول القمرين على الشمس والقمر.
وأما استدلالك بحديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنه على ما ذكرت .. فهلّا بينت لنا وجه الدلالة منه .. وكيف فهمت منه أن صيام الست من شوال مجزئ ولو لم يكمل الشخص عدة رمضان؟
ـ[أم هانئ]ــــــــ[13 - Sep-2010, صباحاً 08:56]ـ
قولكم من صام رمضان ثم أتبعه ... !!! هل هو فهم لغوي أم شرعي ... ؟؟؟
ومن من العلماء سبقكم لهذا الفهم .. ؟؟؟
وهل يفهم الدين ومسائله من خلال اللغة .. ؟؟؟
للأسف قرأت للكثيرين يرددون فأتبعه فأتبعه ... !!!!!!! ويضعون تحت هذه الكلمة عدة خطوط ويلونونها بألوان مغايرة
ثم جئت أنت لتقولي من صام .. من صام رمضان , أي كله ... !!!!
أعتقد ـ والله أعلم ـ أن الشرع لايفسر بمثل هذا ...
إما ياأخية أن تأتي بالدليل وإلا لاتعارضي الأحاديث والسنة المثبتة خاصة من خلال حديث أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها.
كل ما تفضلتم بالسؤال عنه إجابته في المشاركات السابقة
علما بأنه ليس قولي أحسن الله إليكم.
وذلك لأن لفظ الحديث ((من صام رمضان)) ومن كان عليه قضاء، فإنه لا يصدق عليه أنه صام رمضان، وهذا واضح
إما ياأخية أن تأتي بالدليل وإلا لاتعارضي الأحاديث والسنة المثبتة خاصة من خلال حديث أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها
أولم أسق حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -:
((صيام شهر رمضان بعشرة أشهر، وصيام ستة أيام بشهرين، فذلك صيام السنة))
وسألتكم أحسن الله إليكم فلم تجيبوا:
والسؤال: هل من صام الست من شوال ولم يقض في شوال يكون محققا قول رسول الله
صلى الله عليه وسلم: صيام شهر رمضان بعشرة أشهر؟!
علما بأن الأجر علق بزمن: (في شوال)
فمن حقق الشرط وهو صيام ما مجموعه (36) يوما في شوال ... هذا من صام الدهر أي السنة أي (360)
ثم أي تعارض هذا لحديث أم المؤمنين -رضي الله عنها وأرضاها-؟!!
هل ورد في هذا الحديث صراحة أنها كانت - رضي الله عنها - تتنفل قبل القضاء؟
إنما هو دليل ظني حيث إن إحساننا الظن بها - رضي الله عنها - يجعلنا نظن أنها كانت تتنفل
قبل القضاء فهل عندكم دليل صريح بذلك؟
-ثم عود على بدء: إن صح أنها كانت -رضي الله عنها- تتنفل قبل القضاء
فهذا مالا نعارضه لأننا نعتقد جواز التنفل المطلق قبل القضاء لأن وقت القضاء موسع
وهذا ما لا ينطبق على صيام الست من شوال كما سبق تفصيل القول فيه.
المسألة مبنيّة على الخلاف في صوم التطوع قبل القضاء؛ لأن هذا التطوع أعني صوم الست قيده النبي صلّى الله عليه وسلّم بقيد وهو أن يكون بعد رمضان، وقد توهم بعض الناس فظن أنه مبني على الخلاف في صحة صوم التطوع قبل قضاء رمضان، وقد تقدم ذكر الخلاف في ذلك، وبينا أن الراجح جواز التطوع وصحته، ما لم يضق الوقت عن القضاء
وفي الأخير:
هل نستطيع الجزم بصيام السيدة عائشة - رضي الله عنها - للست من شوال
بمثل هذا الحديث أو بدونه؟ هل هذا فرض؟ وما ردكم - أحسن الله إليكم -
على ما ثبت في الصحيح في أكثر من حديث
من نومها أو اعتراضها القبلة -رضي الله عنها - بين يدي رسولنا - صلى الله عليه وسلم -
حال قيامه الليل؟
والله أسأل: ألا يجعل قناعتنا السابقة حجابا لنا عما وصفه أهل العلم (بأنه واضح).
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[14 - Sep-2010, مساء 07:32]ـ
القضاء ياأخية ينقسم في الشريعة إلى قسمين:
القسم الأول:
أن يكون مضيقا، وهو أن تضيق الأيام على المكلف فيجب عليه أن يبادر في العبادة الواجبة ولا يجوز له أن يتنفل وفي ذمته واجب.
أما إذا كانت العبادة موسعة ووقتها موسعا فيه فإنه يجوز له أن يتنفل ولا بأس ولا حرج عليه في ذلك.
وقد وسع الله على المكلفين فقال: {فعدة من أيام أخر}
عدة من أيام أخر ما حددها بأيام معينة من شهر معين،
وجاءت السنة تؤكد ذلك بقول أم المؤمنين -رضي الله عنها-: ((إن كان يكون علي الصوم
من رمضان فلا أقضيه إلا في شعبان)) فدل على أن القضاء موسع وإذا ثبت أنه موسع
جاز له أن يتنفل قبل أن يقضي رمضان؛ لأن حاصل الأمر أن يصوم أيام رمضان من رمضان
أو قضاء ثم يصوم الست حتى يصبح المجموع ستا وثلاثين يوما.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فَصَبْرٌ جَمِيلْ]ــــــــ[22 - Sep-2010, صباحاً 09:12]ـ
جزاكم الله خيرا ..(/)
حمل لأول مرة (كتاب المجموع المفيد للطالب المستفيد) للشيخ / عبدالعزيز بن إبراهيم الخ
ـ[الداعي إلى الحق]ــــــــ[13 - Sep-2010, صباحاً 06:49]ـ
حمل لأول مرة
كتاب المجموع المفيد للطالب المستفيد
حققه وضبط نصه وخرج أحاديثه وعلق عليه
فضيلةالشيخ / عبدالعزيز بن إبراهيم الخضير
قدم له وراجعه
فضيلة الشيخ المحدث عبدالله بن عبدالرحمن السعد
وقدم له وعلق عليه
فضيلة الشيخ المحدث عبدالعزيز بن مرزوق الطريفي.
قال مؤلفه
وقد قسمت هذا (المجموع) إلى خمسة مراحل وهي كالتالي:
المرحلة الأولى:
1 - متن ثلاثة الأصول: لشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب.
2 - متن الأربع القواعد: لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب.
3 - متن نواقض الإسلام: لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب.
4 - المنظومة الحائية في السنة: لأبي بكر بن أبي داود السجستاني.
5 - متن الأربعين النووية: للإمام يحيى بن شرف الدين النووي.
6 - متن البيقونية: للمحدث طه بن محمد بن فتوح البيقوني.
7 - نظم القواعد الفقهية: لعلامة القصيم عبد الرحمن السعدي.
8 - متن شروط الصلاة: لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب.
9 - متن تحفة الأطفال: للمقرئ سليمان بن حسين الجمزوري.
المرحلة الثانية:
10 - متن كتاب التوحيد: لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب.
11 - متن عمدة الأحكام: للإمام عبدالغني المقدسي.
12 - متن مهج السالكين للعلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي.
13 - متن الورقات: لإمام الحرمين عبد الملك بن عبد الله الجويني.
14 - متن نخبة الفكر: للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني.
15 - منظومة الرحبية: للفقيه محمد بن علي بن محمد الرحبي.
16 - متن الآجرومية: النَّحْوِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللهِ الصَّنْهَاجيُّ (ابْنُ آجُرُّومَ)
المرحلة الثالثة:
17 - متن مقدمة في أصول التفسير: لابن تيمية.
18 - متن العقيدة الواسطية: لشيخ الإسلام بن تيمية.
19 - متن عمدة الفقه: لموفق الدين بن قدامة.
20 - متن كشف الشبهات: لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب.
21 - متن الموقظة: للإمام شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي.
22 - قصيدة الألبيري: للعلامة إبراهيم بن مسعود الألبيري.
المرحلة الرابعة:
23 - متن بلوغ المرام: للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني.
24 - متن الفتوى الحموية: لشيخ الإسلام أحمد ابن تيمية.
25 - متن زاد المستقنع: لشرف الدين موسى بن أحمد المقدسي.
26 - متن المحرر: للمحدث محمد بن أحمد بن عبد الهادي المقدسي.
المرحلة الخامسة:
27 - متن الجمع بين الصحيحين:محمد بن فتُوح الحميدي.
28 - متن مختصر علوم الحديث: للحافظ ابن كثير.
29 - نظم ألفية: للحافظ عبدالرحيم بن الحسين العراقي.
30 - نظم ألفية: أبن مالك.
وقال
وعملي في هذا " المجموع " يتمثل مايلي:
1 - ضبط المتون على عدة نسخ خطية ومطبوعة.
2 - عزو الآيات القرآنية إلى اسم السورة، ورقم الآية.
3 - عزو الأحاديث النبوية إلى مظانها الأصلية.
4 - تشكيل النصوص وضبطها كاملاً.
5 - الترجمة للأعلام الذين وردت أسمائهم في المتون مختصرة.
6 - ذكر أهم الشروح على كل متن وأفضل طبعة.
7 - شرح بعض الكلمات الغريبة.
8 - العناية بتخريج الأحاديث مع ذكر طرقها، وعللها، ومن ثم الحكم على الحديث صحة وضَعْفاً، ثم الإشارة إلى من صححه أو ضعفه من المحدثين. اهـ
ملاحظة: أن الكتاب الموجود يشتمل على الثلاث المراحل الأولى والثانية والثالثة
ويعمل الشيخ على البقية إن شاء الله
علما أن الكتاب مصور pdf
للتحميل اضغط هنا ثم إذا فتحت الصفحة اضغط على here
هنا ( http://www.adrive.com/public/8000c23de5092e40bdf2c1bc7753fc 98d51b8f303c91b7899ca83c4522bb 626e.html)
ـ[الادهمي]ــــــــ[14 - Sep-2010, صباحاً 06:58]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالله الحسين]ــــــــ[16 - Sep-2010, مساء 05:46]ـ
جزاك الله خيرا -
ونفع الله بكم ...
ـ[عبدالله ابورغد]ــــــــ[16 - Sep-2010, مساء 07:12]ـ
بارك الله فيكم وشكر الله لكم جهدكم
ـ[أمغار عبد الواحد]ــــــــ[17 - Sep-2010, مساء 05:14]ـ
الرابط لا يعمل أخي
ـ[المعتضد بالله]ــــــــ[17 - Sep-2010, مساء 06:01]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[الداعي إلى الحق]ــــــــ[17 - Sep-2010, مساء 08:17]ـ
الرابط لا يعمل أخي
أخي الكريم
الرابط يعمل جربته 100%
ـ[الداعي إلى الحق]ــــــــ[17 - Sep-2010, مساء 09:22]ـ
وجزاكم الله خيرا
وتقبل الله منا ومنكم
ـ[تميم النجدي]ــــــــ[18 - Sep-2010, صباحاً 08:09]ـ
جزاك الله خيرا؛ فقد كنت منذ زمنٍ أنتظر الكتاب
ـ[أحمد بن العبد]ــــــــ[18 - Sep-2010, صباحاً 08:14]ـ
جزاكم الله خيرا
فقد كلفت أحد إخواننا بشرائه لى من المملكة
فلم يجده
والحمد لله على كل حال
وأرجو مراجعة الرابط فلم يفتح معى
ـ[الداعي إلى الحق]ــــــــ[18 - Sep-2010, مساء 01:58]ـ
هذا رابط آخر لتحميل المجموع المفيد
http://www.4shared.com/file/JS-GkN3S/__online.html
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الحسين]ــــــــ[03 - Oct-2010, صباحاً 03:51]ـ
للفائدة
ـ[أبو أسماء الحنبلي النصري]ــــــــ[03 - Oct-2010, صباحاً 05:42]ـ
جزاك الله خيرا.
وإن أمكن نريده ووردا أو بصيغة الشاملة.
ـ[ابن عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[23 - Oct-2010, مساء 12:01]ـ
بارك الله فيك
هل الأجزاء المتبقية لم تطبع بعد؟(/)
ترجمة ام المؤمنين عائشة من كتاب صفة الصفوة للامام ابن الجوزي
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[13 - Sep-2010, صباحاً 07:34]ـ
ردا على الافاك الاشر ياسر الخبيث ومن اجل تعريف المسلمين بام المؤمنين عائشة فكنت اردت ان اجمع شيئا في ترجمة عائشة رضي الله عنها بشيء من اختصار لكن لم اجد افضل مما سطّره الامام ابن الجوزي رحمه الله في صفة الصفوة في ترجمتها ولهذا احببت ان انقل ترجمتها من هذا الكتاب العظيم وفيه ان شاء الله الخير العظيم وارى انه يكتفي في ترجمة ام المؤمنين ترجمة مختصرة واليكم ترجمتها من الكتاب:
عائشة بنت أبي بكر الصديق
رضي الله عنها كانت مسماة لجبير بن مطعم فخطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر رضي الله عنه: دعني حتى اسلها من جبير سلا رفيقا. فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة في شوال قبل الهجرة بسنتين وقيل بثلاث وهي بنت ست سنين وبنى بها بالمدينة وهي بنت تسع سنين. وبقيت عنده تسع سنين ولم يتزوج بكرا غيرها. وعن عباد بن حمزة عن عائشة انها قالت: يا رسول الله الا تكنيني? قال: تكني بابنك، يعني عبد الله بن الزبير. فكانت تكنى أم عبد الله.
وعن هشام عن ابيه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أريتك في المنام مرتين ورجل يحملك في سرقة من حرير فيقول: هذه امرأتك. فأقول: ان كان هذا من عند الله عز وجل يمضه أخرجاه في الصحيحين.
وعنها قالت تزوجني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا بنت ست سنين. فقدمنا المدينة فنزلنا في بني الحارث بن الخزرج فوعكت فتمزق شعري فوفي جميمه فأتتني امي أم رومان واني لفي ارجوحة ومعي صوأحب لي فصرخت بي فأتيتها ما أدري ما تريد مني? فاخذت بيدي حتى اوقفتني على باب الدار واني لأنهج حتى سكن بعض نفسي ثم اخذت شيئا من ماء فمسحت به وجهي وراسي، ثم ادخلتني الدار فإذا نسوة من الأنصار في البيت فقلن: على الخير والبركة وعلى خير طائر. فأسلمتني اليهن، فاصلحن من شاني فلم يرعني الا رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى فاسلمنني إليه وأنا يومئذ بنت تسع سنين أخرجاه في الصحيحين.
وعن عمرو بن العاص انه اتي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أي الناس أحب اليك يا رسول الله? قال: عائشة. قال من الرجال? قال: ابوها. قال: ثم من? قال: ثم عمر أخرجاه في الصحيحين.
وعن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء الا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون: وان فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام أخرجاه في الصحيحين.
صفحة: 174
عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ان جبريل عليه السلام يقرأ عليك السلام قلت: وعليه السلام ورحمة الله أخرجاه في الصحيحين.
وعن أبي سلمة عن عائشة قالت: قلت يا رسول الله ا رأيت لو نزلت واديا وفيه شجرة قد اكل منها ووجدت شجرة لم يؤكل منها: في ايهما كنت ترتع بعيرك? قال: في التي لم يرتع منها. تعني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بكرا غيرها انفرد باخراجه البخاري.
وعن الزهري قال: اخبرني محمد بن عبد الرحمن بن هشام ان عائشة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم قالت: ارسل ازواج النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم فاستاذنت النبي صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم مع عائشة في مرضها فأذن لها فدخلت عليه فقالت: يا رسول الله ان ازواجك ارسلنني اليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة. فقال النبي) ك أي بنية الست تحبين ما أحب? فقالت بلى. قال: فأحبي هذه لعائشة قالت فقامت فاطمة عليها السلام فخرجت فجاءت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فحدثنهن بما قالت وبما قال لها فقلن ما أغنيت عنا من شيء فارجعي الى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت فاطمة عليها السلام: والله لا أكلمه فيها أبدا. فأرسل ازواج النبي زينب بنت جحش فاستاذنت فاذن لها فدخلت فقالت: يا رسول الله أرسلني اليك أزواجك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة. قالت عائشة ووقعت في زينب. قالت عائشة فطفقت انظر الى النبي صلى الله عليه وسلم متى يأذن لي فيها. فلم ازل حتى عرفت النبي صلى الله عليه وسلم لا يكره ان انتصر. فقالت: فوقعت بزينب فلم أنشبها أن أفحمتها. فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: انها ابنة أبي بكر.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعن عروة عن عائشة ان: رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسأل في مرضه الذي مات فيه: اين انا غدا? اين انا غدا يريد يوم عائشة. فاذن له ازواجه ان يكون حيث شاء فكان في بيت عائشة حتى مات عندها.
قالت عائشة: فمات في اليوم الذي كان يدور فيه نوبتي فقبضه الله عز وجل وان رأسه بين نحري وسحري وخالط ريقه ريقي أخرجاه في الصحيحين.
وعنه قال: كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة. قالت عائشة: فاجتمع صواحبي الى أم سلمة فقلن: يا أم سلمة: والله ان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة وأنا نريد الخير كما تريده عائشة فمري رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يامر الناس ان يهدوا إليه حيثما كان أو حيثما دار. قالت: فذكرت ذلك أم سلمة للنبي). قالت: فأعرض عني فلما عاد إلي ذكرت له ذاك فاعرض عني فلما كان في الثالثة ذكرت له فقال: يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة فانه ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها.
وعنه عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فرغ من الأحزاب دخل المغتسل فجاءه جبريل عليه السلام فقال: أو قد وضعتم السلاح? ما وضعنا أسلحتنا بعد انهد الى بني قريظة. فقالت عائشة: كأني انظر الى جبريل عليه السلام من خلل الباب قد عصب رأسه الغبار.
وعن أبي سلمة قال: قالت عائشة: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم واضعا يديه على معرفة فرس دحية الكلبي وهو يكلمه قالت: فقلت: يارسول الله رأيتك واضعا يدك على معرفة دحية الكلبي وأنت تكلمه. قال: أو رأيته? قلت نعم. قال: ذاك جبريل وهو يقرئك السلام. قالت: وعليه السلام جزاه الله من صاحب أو دخيل خيرا فنعم الصاحب ونعم الدخيل.
قال سفيان: الدخيل: الضيف.
وعن القاسم عن عائشة قالت: وثب رسول الله صلى الله عليه وسلم وثبة شديدة فنظرت فإذا رجل معه واقف على برذون وعليه عمامة بيضاء طرفها بين كتفيه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم واضع يده على معرفة برذونه. فقلت: يا رسول الله لقد راعتني وثبتك، من هذا? قال: أرأيته? قلت نعم. قال: ومن رأيت? قلت: دحية بن خليفة الكلبي قال: ذلك جبريل عليه السلام.
حديث الإفك
صفحة: 175
عن الزهري قال: أخبرتي سعيد المسيب وعروة بن الزبير وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن حديث عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: لها أهل الإفك ما قالوا فبرأها الله بما قالوا. وكلهم حدثني طائفة من حديثها وبعضهم كان اوعى لحديثها من بعض وأثبت اقتصاصا. وقد وعيت عن كل منهم الحديث الذي حدثني وبعض حديثهم يصدق بعضا.
ذكروا أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد ان يخرج سفرا أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها رسول الله صلى الله عليه وسلم معه.
قالت عائشة: فاقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج فيها سهمي، فخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك بعدما أنزل الحجاب، فأنا أحمل في هودجي وانزل فيه مسيرنا. حتى إذا فرغ رسول الله من غزوه وقفل ودنونا من المدينة اذن ليلة بالرحيل فقمت حتى آذنوا بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش فلما قضيت من شاني أقبلت الى الرحل فلمست صدري فإذا عقدي من جزع ظفار قد انقطع فرجعت فالتمست عقدي فحبسني ابتغاؤه وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلون لي هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنت أركب وهم يحسبون اني فيه.
قالت: وكانت النساء اذ ذاك خفافا لم يهبلن ولم يغشهن اللحم، انما يأكلن العلقة من الطعام فلم يستنكر القوم ثقل الهودج حيت رحلوه ورفعوه. وكنت جارية حديثة السن فبعثوا الجمل وساروا ووجدت عقدي بعد ما استمر الجيش. فجئت منازلهم وليس بها داع ولا مجيب. فتيممت منزلي الذي كنت فيه وظننت ان القوم سيفقدوني فيرجعون إلي. فبينا انا جالسة في منزلي غلبتني عيني فنمت وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني قد عرس من وراء الجيش فادلج فاصبح عند منزلي فرأى سواد انسان نائم فأتاني فعرفني حين رآني وقد كان يراني قبل ان يضرب الحجاب علي فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني فجمرت وجهي بجلبابي، ووالله ما يكلمني كلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه، حتى اناخ راحلته فوطيء على يدها فركبتها فانطلق يقود بي الراحلة حتى اتينا الجيش بعدما نزلوا موغرين في نحر الظهيرة فهلك من هلك في شأني.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان الذي تولى كبره عبد الله بن أبي ابن سلول. فقدمنا المدينة فاشتكيت حيت قدمنا المدينة شهرا والناس يفيضون في قول أهل الإفك ولا اشعر بشيء من ذلك، وهو يريبني في وجعي اني لا اعرف من رسول الله صلى الله عليه وسلم اللطف الذي كنت ارى منه حين اشتكي، انما يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسلم ثم يقول: كيف تيكم? فذاك يريبني ولا اشعر بالشر حتى خرجت بعد ما نقهت وخرجت معي أم مسطح قبل المناصع وهو متبرزنا ولا نخرج الا ليلا الى ليل، وذلك قبل ان تتخذ الكنف قريبا من بيوتنا وامرنا أمر العرب الأول في التنزه. وكنا ننأذى بالكنف أن نتخذها عند بيوتنا فانطلقت انا وام مسطح وهي بنت أبي رهم بن المطلب بن عبد مناف، وامها ابنة صخر بن عامر خالة أبي بكر الصديق وابنها مسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب فاقبلت انا وبنت أبي رهم قبل بيتي حين فرغنا من شأننا فعثرت أم مسطح في مرطها فقالت: تعس مسطح. فقلت لها: بئس ما قلت، أتسبين رجلا قد شهد بدرا? قالت أي هنتاه أو لم تسمعي ما قال? قلت: ومإذا قال? قالت: فأخبرتني بقول أهل الإفك. فازددت مرضا الى مرضي فلما رجعت الى بيتي دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم ثم قال: كيف تيكم? قلت اتاذن لي أن آتي أبوي قالت: وأنا حينئذ أريد أن أتيقن الخبر من قبلهما فأذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت أبواي فقلت لامي: يا أمتاه: ما يتحدث من قبلهما. فأذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت ابوي فقلت لامي: يا امتاه: ما يتحدث الناس? فقالت: يا بنية هوني عليك، فو الله لقلما امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر إلا كثرن عليها قلت: سبحان الله، وقد تحدث الناس بهذا? قالت: فبكيت تلك الليلة حتى اصبحت لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم. ثم أصبحت أبكي.
صفحة: 176
ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد بن حين استلبث الوحي يستشيرهما في فراق أهله قالت: فاما اسامة بن زيد فاشار على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذي يعلم من براءة أهله وبالذي يعلم في نفسه لهم من الود. فقال: يا رسول الله هم أهلك ولا نعلم الا خيرا. واما علي بن أبي طالب فقال: لن يضيق الله عليك والنساء سواها كثير، وان تسأل الجارية تصدقك.
قالت: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة فقال: اى بريرة، هل رأيت من شيء يريبك من عائشة? قالت له بريرة والذي بعثك بالحق ان رأيت عليها أمرا قط أغمصه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتاتي الداجن فتأكله.
قالت فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فاستعذر من عبد الله بن أبي ابن سلول قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر: يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغني إذاه في أهل بيتي? فو الله ما علمت على أهلي الا خيرا. ولقد ذكروا رجلا ما عملت عليه إلا خيرا وما كان يدخل على أهلي إلا معي.
فقام سعد بن معاذ الأنصاري فقال: أنا اعذرك منه يا رسول الله، ان كان من الاوس ضربنا عنقه وان كان من اخواننا الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك. قالت: فقام سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج وكان رجلا صالحا ولكن أجهلته الحمية فقال لسعد بن معاذ: كذبت والله لا تقتله ولا تقدر على قتله، فقام أسيد بن حضير وهو ابن عم سعد بن معاذ فقال لسعد بن عبادة كذبت، لعمر الله لنقتلنه. فإنك منافق تجادل عن المنافقين. فثار الحيان الاوس والخزرج حتى هموا أن يقتتلوا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على المنبر فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخفضهم حتى سكتوا وسكت.
قالت وبكيت يومي ذلك لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم. ثم بكيت ليلتي المقبلة لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل لي نوم، وأبواي يظنان أن البكاء فالق كبدي. فبينما هما جالسان عندي وانا ابكي استأذنت علي امرأة من الأنصار، فأذنت لها فجلست تبكي معي. فبينا نحن على ذلك دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم ثم جلس قالت: ولم يجلس عندي منذ قيل لي ما قيل، وقد لبث شهرا لا يوحى إليه في شأني شيء. قالت فتشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جلس ثم قال: اما بعد يا عائشة فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا فإن كنت بريئة فسيبرئك الله عز وجل، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله عز وجل وتوبي إليه فإن العبد إذا اعترف بذنب ثم تاب تاب
(يُتْبَعُ)
(/)
الله عليه.
قالت فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته قلص دمعي حتى ما احس منه قطرة. فقلت لابي: اجب عني رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال فقال: والله ما ادري ما اقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت لامي اجيبي عني رسول الله فقالت والله ما ادري ما اقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت وانا جارية حديثة السن لا أقرا كثيرا من القرآن اني والله لقد عرفت انكم قد سمعتم بهذا حتى استقر في نفوسكم وصدقتم بهفان قلت لكم اني بريئة والله يعلم اني بريئة لا تصدقوني بذلك ولان اعترفت لكم بأمر والله يعلم اني بريئة لتصدقوني واني والله ما اجد لي ولكم مثلا الا كما قال أبو يوسف فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون سورة يوسف آية 18
صفحة: 177
قالت ثم تحولت فاضطجعت على فراشي. قالت: وانا والله حينئذ اعلم اني والله بريئة وان الله مبرئي ببراءتي، ولكن والله ما كنت أظن ان ينزل في شأني وحي يتلى ولشأني كان احقر في نفسي من ان يتكلم الله عز وجل في بأمر يتلى ولكني كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم رؤيا يبرئني الله بها قالت: فو الله ما رام رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسه ولا خرج من اهل البيت أحد حتى أنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء عند الوحي حتى انه كان ليتحدر منه مثل الجمان من العرق في اليوم الشات من ثقل القول الذي انزل عليه. قالت: فلما سرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يضحك فكان اول كلمة تكلم بها ان قال ابشري يا عائشة اما الله فقد برأك. فقالت لي امي: قومي إليه فقلت: والله لا اقوم إليه ولا أحد الا الله هو الذي انزل براءتي قالت فانزل الله عز وجل ان الذين جاؤوا بالافك عصبة منكم عشر آيات فأنزل الله عز وجل هؤلاء الآيات براءتي. فقال أبو بكر وكان ينفق على مسطح لقرابته منه وفقره: والله لا أنفق عليه شيئا ابدا بعد الذي قال لعائشة ما قال. فأنزل الله عز وجل: ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى الى قوله ألا تحبون أن يغفر الله لكم فقال أبو بكر الصديق والله اني لأحب ان يغفر الله لي. فرجع الى مسطح لنفقته التي كان ينفق عليه وقال لا انزعها منه ابدا.
قالت عائشة: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن أمري ما علمت أو ما رايت? قالت: يا رسول الله احمي سمعي وبصري، والله ما علمت إلا خيرا.
قالت عائشة: وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فعصمها الله بالورع وطفقت أختها حمنة بنت جحش تحارب لها فهلكت فيمن هلك.
قال ابن شهاب: فهذا ما انتهى الينا من أمر هؤلاء الرهط. أخرجاه في الصحيحين.
ذكر نبذة من كرمها وزهدها رضي الله عنها
عن عطاء قال: بعث معاوية الى عائشة بطوق من ذهب فيه جوهر قوم مائة ألف فقسمته بين أزواج النبيصلى الله عليه وسلم وعن أم ذرة وكانت تغشى عائشة قالت بعث اليها ابن الزبير بمال في غرارتين قالت: أراه ثمانين ومائة ألف، فدعت بطبق وهي يومئذ صائمة فجلست تقسمه بين الناس فأمست وما عندها من ذلك درهم. فلما أمست قالت: يا جارية هلمي فطري. فجاءتها بخبز وزيت، فقالت لها أم ذرة اما استطعت مما قسمت اليوم ان تشتري لنا بدرهم لحما نفطر عليه? فقالت لها: لا تعنفيني لو كنت ذكرتني لفعلت. وعن عروة قال: لقد رأيت عائشة تقسم سبعين الفا وهي ترقع درعها.
ذكر نبذة من خوفها من الله تعالى
عن عوف بن مالك بن الطفيل ان عائشة حدثت ان عبد الله بن الزبير قال في بيع أو عطاء اعطته عائشة: والله لتنتهين عائشة أو لاحجرن عليها. فقالت: أهو قال هذا? قالوا: نعم، قالت: هو لله علي نذر ان لا أكلم ابن الزبير أبدا. فاستشفع ابن الزبير إليها حين طالت الهجرة فقالت: لا والله لا أشفع فيه أبدا ولا أتحنث الى نذري فلما طال ذلك على ابن الزبير كلم المسور بن مخرمة عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث وهما من بني زهرة وقال لهما: أنشدكما بالله لما أدخلتماني على عائشة فانها لا يحل ان تنذر قطيعتي. فاقبل به المسور وعبد الرحمن مشتملين بارديتهما حتى استاذنا على عائشة فقالا: السلام عليك ورحمة الله وبركاته، أندخل? قالت عائشة: ادخلوا. قالوا: كلنا? قالت: نعم ادخلوا كلكم، ولا تعلم ان معهما ابن الزبير
(يُتْبَعُ)
(/)
فلما دخلوا دخل ابن الزبير الحجاب فاعتنق عائشة وطفق يناشدها ويبكي. وطفق المسور وعبد الرحمن يناشدانها الا ما كلمته وقبلت منه، ويقولان لها: ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عما قد علمت من الهجرة فانه لا يحل لمسلم ان يهجر أخاه فوق ثلاث ليال. فلما أكثروا على عائشة من التذكرة والتحريج طفقت تذكرهما وتبكي وتقول: اني نذرت والنذر شديد فلم يزالا بها حتى كلمت ابن الزبير واعتقت في نذرها ذلك أربعين دقبة وكانت تذكر نذرها بعد ذلك فتبكي حتى تبل بدموعها خمارها. انفرد بإخراجه البخاري.
ذكر تعبدها واجتهادها رضي الله عنها
صفحة: 178
عن عروة عن ابيه ان عائشة رضي الله عنها كانت تسرد الصوم.
وعن القاسم ان عائشة كانت تصوم الدهر ولا تفطر الا يوم أضحى أو يوم فطر.
وعنه قال: كنت اذا غدوت أبدأ ببيت عائشة أسلم عليها. فغدوت يوما فاذا هي قائمة تسبح وتقرأ: فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم سورة الطور آية 27.وتدعو وتبكي وترددها. فقمت حتى مللت القيام فذهبت الى السوق لحاجتي ثم رجعت فاذا هي قائمة كما هي، تصلي وتبكي.
ذكر طرف من مواعظها وكلامها
عن عامر قال: كتبت عائشة الى معاوية: اما بعد فان العبد اذا عمل بمعصية الله عز وجل عاد حامده من الناس ذاما.
وعن ابراهيم عن عائشة رضي الله عنها قالت: انكم لن تلقوا الله بشيء خير لكم من قلة الذنوب فمن سره ان يسبق الدائب المجتهد فليكف نفسه عن كثرة الذنوب.
ذكر غزارة علمها رضي الله عنها
عن أبي موسى الأشعري قال: ما اشكل علينا اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث قط فسالنا عائشة عنه الا وجدنا عندها منه علما.
وعن مسروق قال: نحلف بالله لقد رأينا الاكابر من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألون عائشة عن الفرائض.
وعن عروة عن ابيه قال: ما رأيت أحدا من الناس اعلم ب القرآن ولا بفريضة ولا بحلال ولا بحرام ولا بشعر ولا بحديث العرب ولا بنسب من عائشة رضي الله عنها.
وعن هشام بن عروة قال: كان عروة يقول لعائشة: يا أمتا لا أعجب من فقهك، اقول زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم وابنة أبي بكر، ولا أعجب من علمك بالشعر وأيام العرب. أقول ابنة أبي بكر وكان اعلم النلس أو من اعلم الناس لكن اعجب من علمك بالطب. قال: فضربت على منكبه وقالت: أي عروة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بسقم عند آخر عمره أو في آخر عمره، فكانت تقدم عليه وفود العرب من كل وجه فتنعت له الأنعات فكنت أعالجها فمن ثم.
وعن سفيان بن عيينة قال: قال الزهري: لو جمع علم عائشة الى علم جميع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وجميع النساء كان علم عائشة رضي الله عنها أكثر.
ذكر فصاحتها رضي الله عنها
عن هشام بن عروة، لا أدري ذكره عن أبيه أم لا الشك من ابن يعقوب قال: بلغ عائشة رضي الله عنها ان أقواما يتناولون من أبي بكر رضي الله عنه فارسلت الى ازفلة منهم. فلما حضروا سدلت استارها ثم دنت فحمدت الله تعالى وصلت على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وعذلت وقرعت. ثم قالت:
صفحة: 179
أبي وما ابيه? أبي والله لا تعطوه الأيدي ذاك طود وفرع مديد، هيهات: كذبت الظنون انجح اذ اكديتم وسبق اذ ونيتم. سبق الجواد اذا استولىعلى الأمد. فتى قريش ناشئا وكهفها كهلا يفك عانيها ويريش مملقها ويرأب شعبها حتى حليته قلوبها، ثم استشرى في الله تعالى فما برحت شكيمته في ذات الله تعالى حتى اتخذ بفنائه مسجدا يحيى فيه ما أمات من المبطلون، وكان رحمه الله غزير الدمعة وقيذ الجوارح شجى النشيج فانقصفت إليه نسوان مكة وولدانها يسخرون منه ويستهزئون به الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون سورة البقرة آية 15 فأكبرت ذلك رجالات قريش فحنت لها قسيها وفوقت له سهامها وانتثلوه غرضا فما فلوا له صفاة ولا قصفوا له قناة ومر على سيسائه حتى إذا ضرب الدين بجرانه ألقى بركه ورست أوتاده، ودخل الناس فيه أفواجا، ومن كل فرقة أرسالا وأشتاتا. اخنار الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم ما عنده، فلما قبض صلى الله عليه وسلم نصب الشيطان رواقه ومد طنيه ونصب حبائله وظن رجال أن قد تحققت أطماعهم، ولات حين مناص، وابي الصديق بين اظهرهم، فقام حاسرا مشمرا، فجمع حاشيته ورفع قطريه فرد نشر الاسلام على غربه، ولم شعثه بطيه واقام اوده بثقافه، فاندفر النفاق بوطأته وانتاش الدين فنعشه، فلما اراح
(يُتْبَعُ)
(/)
الحق الى اهله وقرر الرؤوس على كواهلها وحقن الدماء في أهبها، اتته ميتته فسد ثلمته بنظيره في المرحمة وشقيقه في السيرة والمعدلة. ذاك عمر بن الخطاب، لله أم حملت به ودرت عليه لقد أوحدت به فنفخ الكفرة وديخها، وشرد الشرك شذر مذر وبعج الأرض وبخعها فقاءت أكلها ولفظت خبيئها ترأمه ويصدف عنها، وتصدى له وياباها ورع فيها وودعها كما صحبها فاروني ما تريبون واي يوم تنقمون? أيوم اقامته اذ عدل فيكم أم يوم ظعنه فقد نظر لكم? أستغفر الله العظيم لي ولكم - وقد روى هذا الحديث جعفر بن عون عن هاشم بن عروة عن ابيه عن عائشة رضي الله عنها.
تفسير كلمات غريبة فيه
الأزفلة: الجماعة، وتعطوه: تناوله، والطود: الجبل، والمنيف: المشرف، واكديتم: خبتم ويئس من خيركم - وونيتم فترتم، والأمد: الغاية، والمملق: الفقير - ويرأب: يجمع، والشعب: المتفرق، واستشرى: احتد، والشكيمة: الأنفة والحمية، والوقيذ: العليل، والجوارح: معروفة وفي رواية: الجوانح. وهي الضلوع القصار التي تقرب من الفؤاد، والشجى الحزين، والنشيج: صوت البكاء، وانتثلوه: ماخوذ من النثلة وهي الجعبة وفلوا: كسروا، والصفاة: الصخرة الملساء، وقولها: على سيسائه: أي على شده، والجران: الصدر وهو البرك، ومعنى فرفع حاشيته وجمع قطريه تحزم للأمر وتأهب. والقطر: الناحية، فرد نشر الإسلام على غربه كذا وقع في الرواية والصواب على غره أي على طيه والأود العوج، والثقاف تقويم الرماح وغيرها، واندفر تفرق، وانتاش الدين أي أزال عنه ما يخاف عليه، ونعشه رفعه، فنخ الكفرة: أي أذلها، وديخها: أي دوخها - وفي رواية: ذنخها، بالنون، أي صغرها، شذر مذر أي تفريقا، وبعج الأرض أي شقها، وكذلك نجعها، وترأمه، أي تعطف عليه، وتصدى له: تعرض.
وعن الأحنف بن قيس قال: سمعت خطبة أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب، فما سمعت الكلام من في مخلوق أحسن ولا أفخم من في عائشة رحمة الله عليهم أجمعين.
وعن سفيان قال: سأل معاوية زيادا: أي الناس ابلغ? قال: انت يا امير الؤمنين. قال: أعزم عليك. قال: اذا عزمت علي فعائشة. فقال معاوية: ما فتحت بابا قط ترتد ان تغلقه الا أغلقته ولا اغلقت بابا قط تريد ان تفتحه الا فتحته.
ذكر وفاة عائشة رضي الله عنها
صفحة: 180
عن ذكوان حاجب عائشة انه جاء عبد الله بن عباس يستأذن على عائشة فجئت وعند رأسها ابن أخيها عبد الله بن عبد الرحمن فقلت: هذا ابن عباس يستأذن. فأكب عليها ابن أخيها عبد الله فقال: هذا ابن عباس. فقالت: دعني من ابن عباس. فقال لها: يا أماه ان ابن عباس من صالحي بنيك يسلم عليك ويودعك. فقالت: ائذن له ان شئت. فادخله فلما دخل قال: أبشري فما بينك وبين أن تلقي محمدا صلى الله عليه وسلم والأحبة الا ان تخرج الروح من الجسد. كنت أحب نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الا طيبا وسقطت قلادتك ليلة الابواء فاصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تصبح في المنزل وأصبح الناس ليس معهم ماء فانزل الله عز وجل: فتيمموا صعيدا سورة النساء الآية 43 وسورة المائدة الآية 6 فكان هذا من سببك وما أنزل الله عز وجل لهذه الأمة من الرخصة، وأنزل الله عز وجل برءتك من فوق سبع سموات جاء به الروح الأمين فأصبح ليس مسجد من مساجد الله عز وجل يذكر فيه الله إلا تتلى فيه آناء الليل وآناء النهار.
فقالت دعني منك يا ابن عباس، فو الذي نفسي بيده لوددت اني كنت نسيا منسيا.
قال الواقدي: توفيت عائشة رضي الله عنها ليلة الثلاثاء لسبع عشرة من رمضان سنة ثمان وخمسين وهي ابنة ست وستين سنة.
وقال غيره: توفيت سنة سبع وخمسين واوصت ان تدفن بالبقيع مع صواحباتها، وصلى عليها أبو هريرة، وكان خليفة مروان بالمدينة.
وعن هشام بن عروة قال: مات وعائشة سنة سبع وخمسين.
ـ[السليماني]ــــــــ[13 - Sep-2010, مساء 01:35]ـ
بارك الله فيك
ـ[رضا الحملاوي]ــــــــ[13 - Oct-2010, صباحاً 02:20]ـ
جزاكم الله كل خير(/)
لو سمحتم أرجو التفضل بمساعدتي في هاتين المسألتين.
ـ[مبتدئة]ــــــــ[13 - Sep-2010, مساء 12:53]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
لو سمحتم أرجو التفضل بمساعدتي في هاتين المسألتين:
- هل يوجد في الإسلام أدلة من الكتاب والسنة ما ينهى المسلم عن أن يطلب من الناس أن يخدموه أو يؤدوا له حاجة؟ أو هل ورد في فعل الصحابة ما يدل على ذلك؟
- وهل يوجد أدلة على أنه يجب على المسلم أن يكون هو المتفضل على الناس ولا يجعل أحدا يتفضل عليه؟
ـ[مبتدئة]ــــــــ[14 - Sep-2010, مساء 06:55]ـ
لا أريد أن أتعبكم .. لكن هل يوجد من يستطيع المساعدة ولو بعد حين؟ ..
ـ[أبو عبد الله المليباري]ــــــــ[14 - Sep-2010, مساء 08:02]ـ
كتبت كلاماً طويلاً وبضغطة زر راح كل شيء.
لذا نصيحتي للإخوة أن يحفظوا ما كتبوا في نسخة من باب الاحتياط.
خلاصة الإجابة عن السؤال الأول:
من الأدلة الدالة على النهي عن سؤال الخلق ما جاء في الصحيح أن الصحابة بايعوا النبي صلى الله عليه على ألا يسألوا الناس شيئاً، حتى إذا سقط سوط أحدهم لا يسأل صاحبه ليناوله إياه.
قال شيخ الإسلام: (وأصل سؤال الخلق الحاجات الدنيوية التي لا يجب عليهم فعلها ليس واجبا على السائل ولا مستحبا، بل المأمور به سؤال الله تعالى والرغبة إليه والتوكل عليه، وسؤال الخلق في الأصل محرم، لكنه أبيح للضرورة، وتركه توكلا على الله أفضل، قال تعالى: (فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب) أي ارغب إلى الله تعالى لا إلى غيره).
وخلاصة الإجابة عن السؤال الثاني:
أنه ينبغي للمسلم أن يكون هو المعطي والمتصدق ولا يكون هو المعطى له ولا المتصدق عليه، فكما أخبر عليه الصلاة والسلام أن اليد العليا خير من اليد السفلى.
ـ[مبتدئة]ــــــــ[16 - Sep-2010, مساء 03:23]ـ
جزاك الله خيرا أخانا الفاضل .. هذه المعلومات التي كنت أريد التأكد منها ..
وأظن يدخل تحتها: " ازهد فيما عند الناس يحبك الناس "
ومن كان لديه إضافة وتوسع من الإخوة والأخوات فجزاه الله خيرا.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[16 - Sep-2010, مساء 04:07]ـ
أخرج ابن خزيمة في صحيحه وغيره عن سهل بن الحنظلية رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من سأل مسالة وهو يجد عنها غناء فإنما يستكثر من النار, قيل يا رسول الله وما الغناء الذي لا ينبغي معه المسألة؟ قال: أن يكون له شبع يوم وليلة) وفي حديث حكيم بن حزام عند البخاري -وذكره الأخ الفاضل المليباري (اليد العليا خير من اليد السفلى ... ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله) وفي حديث عبدالله بن عمر في الصحيحين بيان لليدين (اليد العليا خير من اليد السفلى واليد العليا المنفقة واليد السفلى السائلة) وفي سنن أبي داود والنسائي في قصة الرجلين اللذين سألاه الصدقة فصعد فيهما النظر فرآهما جلْدين فقال: إن شئتما أعطيتكما ولا حظ فيها لغني ولا لقوي مكتسب
هذا بالنسبة للمال ونحوه فإن كان لغير حاجة فمحرم ,أما الخدمات العامة التي جرت العادة أنه ليس فيها ذلة للسائل ولاحرج للمسؤول فالأولى الاستقلال عن سؤال الناس أيضا
وهي بين الكراهة وخلاف الأولى وقد يكون مباحاً صرفًا بحسب الحالة والحاجة والظرف والعلاقة
والطلب من الناس كما قلتم داخل في الزهد بمسألة الناس جملة
فمتى استطاع المسلم الاستغناء عن ذلك جملة فهو أعز له في الدنيا والآخرة
والله أعلم
ـ[مبتدئة]ــــــــ[23 - Sep-2010, مساء 07:17]ـ
بارك الله بك أخانا الفاضل وجزاك كل خير على الإضافة وجعلها في ميزان حسناتك.(/)
كلمة شهريّة للشّيخ فركوس: "التّلازم الحقيقيّ بين الطَّائفة المنصورة وعملها الجهاديّ".
ـ[محمد عبد العزيز الجزائري]ــــــــ[13 - Sep-2010, مساء 05:33]ـ
http://www.ferkous.net/image/newsite/m.gif
التَّلازم الحقيقيّ بين الطّائفة المنصورة وعملها الجهاديّ ( http://www.ferkous.net/rep/M54.php)
السؤال:
يحتجّ بعضُ المسلمين ببعضِ الأحاديثِ على شرعيّةِ الفِرَقِ الجهاديّةِ الموجودةِ اليومَ، منها:
حديثُ جابرِ بنِ عبدِ اللهِ رضي الله عنهما: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، قَالَ: فَيَنْزِلُ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُولُ أَمِيرُهُمْ: تَعَالَ صَلِّ لَنَا، فَيَقُولُ: لاَ إِنَّ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ أُمَرَاءُ تَكْرِمَةَ اللهِ هَذِهِ الأُمَّةَ» (1).
وحديثُ جابرِ بنِ سَمُرَةَ رضي الله عنهما: «لَنْ يَبْرَحَ هَذَا الدِّينُ قَائِمًا يُقَاتِلُ عَلَيْهِ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ» (2).
نريد منكم شرحًا لهذه الأحاديثِ، وإذا كانت لا تنطبق على الفِرَقِ الجهاديّةِ المعاصرةِ فعلى من تنطبق؟
الجواب:
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على من أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدّين، أما بعد:
فالطّائفةُ النّاجيةُ والمنصورةُ المذكورةُ في الحديثِ إنّما هي طائفةٌ متمسّكةٌ بالإسلامِ المصفّى المحضِ -علمًا وعملاً، ظاهرًا وباطنًا- تقوم بما كان عليه النّبيّ صلّى الله عليه وآلِه وسلّم وأصحابُه رضي الله عنهم، لا تلتفت إلى أقوالِ المخالِفين، ولا يضرّها أراجيفُ المناوِئين والخاذلين، ولا تأخذها في اللهِ لومةُ لائمٍ، كما صحّ عنه صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم أنّه قال: «لاَ يَزَالُ مِنْ أُمَّتي أُمَّةٌ قَائِمَةٌ بِأَمْرِ الله مَا يَضُرُّهُمْ مَنْ كَذَّبَهُمْ (وفي روايةِ مسلمٍ: مَنْ خَذَلَهُمْ) وَلاَ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ» (3)، وهي جماعةٌ واحدةٌ لا تقبل التّعدّدَ والتّشطيرَ ولا الانقسامَ والتّجزئةَ، تمتدّ من زمنِ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم أوّلَ الأمّةِ إلى قيامِ السّاعةِ آخرَ الأمّةِ، والمقصودُ جنسُ الطّائفةِ مِن أجيالٍ تنقرض ويَخْلُفُهم آخَرُون بنفسِ مقوِّماتِ الطّائفةِ المنصورةِ الثّابتةِ بأصولِها ومنهجِها ودعوتِها ورجالِها، لا ينقطع وجودُها بل يستمرّ على مرِّ العصورِ إلى قيامِ السّاعةِ، تُعْلِي كلمةَ الحقِّ، وتُظْهِرُ التّوحيدَ والشّرْعَ، ويكونُ الدّينُ معها عزيزًا منيعًا قائمًا على تقوى من اللهِ ورضوانٍ.
ومِن هنا يتبلور التّلازُمُ بين هذه الطّائفةِ وعملِها الجهاديِّ، حيث يستمرّ الجهادُ معها غيرَ منقطعٍ، فهو باقٍ ما بقِيَ الصّراعُ بين الحقِّ والباطلِ، والإيمانِ والكفرِ، غيْرَ أنّه قد يَعْظُم أثرُه في بعضِ الأزمانِ ويَضْعُفُ في أزمانٍ أخرى، ويَكْثُرُ انتشارُه في أماكنَ مِنَ الأرضِ ويَقِلّ في أخرى، علمًا أنّ الجهادَ ماضٍ بحسَبِ نوعيّتِه، فقَدْ يكون الجهادُ حسّيًّا بالنّفسِ والمالِ كجهادِ الطّلبِ والدّفعِ، أو معنويًّا باللّسانِ كالجهادِ بالحجّةِ والبرهانِ، وهذا كلُّه مِنَ الجهادِ في سبيلِ اللهِ تعالى لقولِه صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم: «جَاهِدُوا الْمُشْرِكِينَ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَأَلْسِنَتِكُمْ» (4)، ومِنْ دلالةِ الحديثِ يظهر أنّ الجهادَ أعمُّ مِنَ القتالِ، فالجهادُ من حيث أدواتُه يكون بالنّفسِ والمالِ واللّسانِ، ومن حيث محلُّه -كما دلّتْ عليه النّصوصُ الشّرعيّةُ الأخرى- يكون للكفّارِ والمنافقين وأهلِ البدعِ والأهواءِ في الظّاهرِ، وللنّفسِ والشّيطانِ في الباطنِ، فيتنوّع الجهادُ إلى أربعِ مراتبَ: جهادِ النّفسِ، والشّيطانِ والكفّارِ، والمنافقين، وأمّا القتالُ فيكونُ في الأصلِ بخصوصِ النّفسِ من جهةِ أدواتِه، وخصوصِ الكفّارِ من جهةِ محلِّه، قال ابنُ القيّمِ -رحمه الله-: «وجهادُ الكفّارِ أخصُّ باليدِ، وجهادُ المنافقين أخصُّ باللّسانِ» (5).
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا يفوتني أن أذكرَ أنّ حالَ حدوثِ تقطُّعٍ بين قتالٍ وقتالٍ -في الظّاهرِ- لا يُخْرِجُه عن صفةِ الاستمرارِ لأنّ طوْرَ البناءِ والإعدادِ التي تتطلّبها مرحلةُ التّقطُّعِ هي في حقيقةِ الأمرِ تواصلٌ واستمرارٌ، مع بقاءِ جهادِ الكفّارِ -عمومًا- بالحجّةِ والبرهانِ -في تلك المرحلةِ- كجهادٍ معنويٍّ حفاظًا على بيضةِ المسلمين من أعداءِ الإسلامِ والدّينِ.
ثمّ ينبغي أن يُعْلَمَ أنّ قتالَ الكفّارِ المادِّيَّ والبشريَّ يحتاج إلى شرْطِ إعدادِ العُدّةِ الإيمانيّةِ والمادّيّةِ، وإلى غرضٍ صحيحٍ ونبيلٍ، ومقاتلةٍ مع ولاةِ الأمرِ، ذلك لأنّ مِن أصولِ أهلِ السّنّةِ: لزومَ الجماعةِ وترْكَ قتالِ الأئمّةِ وترْكَ القتالِ في الفتنةِ (6)، فأهلُ السّنّةِ يَرَوْنَ -إذنْ- وجوبَ الاجتماعِ على منهاجِ النّبوّةِ وعلى ما كان عليه السّلفُ الصّالِحُ، ومِنْ تمامِ هذا الاجتماعِ: السّمعُ والطّاعةُ في المعروفِ لِمَن تأمّرَ علينا ولو كان عبدًا حبشيًّا، مهما كانت صفةُ عدالتِه، فالجهادُ ماضٍ مع البَرِّ والفاجرِ من الولاة، والطّائفةُ المنصورةُ ترى وجوبَ إقامةِ الجهادِ والْجُمَعِ والأعيادِ وغيرها من شعائرِ الإسلامِ الجماعيّةِ مع ولاةِ الأمورِ سواء كانوا صالحين أو فُسّاقًا فسقًا غيْرَ مُخْرِجٍ من الْملّةِ، لأنّ إبعادَهم فُرْقَةٌ وخلافٌ وسببٌ لتشتُّتِ كلمةِ المسلمين، ويترتّبُ عليه مِنْ إراقةِ الدّماءِ وضياعِ الحقوقِ وعدمِ استقرارِ الأمنِ ما يُضْعِفُ شَوْكَةَ المسلمين ويُسَلِّطُ عليهِمُ الأعداءَ، قال ابنُ تيميّةَ -رحمه الله-: «ولهذا كان المشهورُ مِنْ مذهبِ أهلِ السّنّةِ أنّهم لا يَرَوْنَ الخروجَ على الأئمّةِ وقتالَهم بالسّيفِ -وإن كان فيهم ظلمٌ-، كما دلّتْ على ذلك الأحاديثُ الصّحيحةُ المستفيضةُ عنِ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم، لأنّ الفسادَ في القتالِ والفتنةِ أعظمُ مِنَ الفسادِ الحاصلِ بظُلْمِهم بدونِ قتالٍ ولا فتنةٍ، فيُدْفَع (7) أعظمُ الفسادين بالتزامِ أدناهما، ولعلّه لا يكاد يُعْرَفُ طائفةٌ خرجتْ على ذي سلطانٍ إلاّ وكان في خروجِها من الفسادِ ما هو أعظمُ من الفسادِ الذي أزالتْه» (8).
وليس معنى ذلك جوازَ إقرارِ الحكّامِ وولاةِ الأمورِ على ما هم عليه من المعاصي والمخالفاتٍ الشّرعِيّةِ، وإنّما الواجبُ كراهيةُ مخالفاتِهم وإنكارُها في حدودِ ما وسعه من قدرةٍ على المناصحةِ والتّغييرِ، من غيرِ نزعِ يدٍ من طاعةٍ أو إحداثِ موجاتٍ من الاضطراباتِ والمشاغَباتِ والمظاهَراتِ والاعتصاماتِ والمنشوراتِ، وأنواعِ السّبابِ والشّتائمِ والقذفِ الموجَّهِ للسّلطانِ وأعوانِه، أو الخروجِ عليه بالحديدِ والنّارِ، وغيرِها من وسائلِ الإخلالِ بالأمنِ والاستقرارِ، سواء كان الخروجُ عليه منتظمًا على هيئةِ فِرَقٍ حزبيّةٍ جهاديّةٍ، أو غيرَ منتظمٍ كما هو حالُ الثُّوّارِ الذين لم يصبروا على جَوْرِ الحكّامِ وظُلْمِهم، قال صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم: «أَلاَ مَنْ وَلِيَ عَلَيْهِ وَالٍ فَرَآهُ يَأْتِي شَيْئًا مِنْ مَعْصِيَةِ اللهِ فَلْيَكْرَهْ مَا يَأْتِي مِنْ مَعْصِيَةِ اللهِ، وَلاَ يَنْزِعَنَّ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ» (9)، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ كَرِهَ مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا فَلْيَصْبِرْ عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ خَرَجَ مِنَ السُّلْطَانِ شِبْرًا فَمَاتَ عَلَيْهِ إِلاَّ مَاتَ مِيتةً جَاهِلِيَّةً» (10).
ومِن منطلقِ هذا المعتقدِ، فلا شرعيّةَ للفِرَقِ الجهاديّةِ المعاصِرَةِ إلاّ إذا كان معهم ولاةُ أمورِهم أو كانوا تحت إمارتِهم وإشرافِهم، والحديثُ المذكورُ في السّؤالِ يدلّ على أنّ المقاتلةَ مع الأمراءِ، وقد عقّب الشّيخُ محمّدٌ ناصرُ الدّينِ الألبانيُّ -رحمه الله- على كلمةِ: «أَمِيرُهُمْ» بأنّه المهديُّ: وهو محمدُ بنُ عبدِ اللهِ، كما تضافرتْ بذلك الأحاديثُ بأسانيدَ بعضُها صحيحٌ وبعضُها حسنٌ (11).
(يُتْبَعُ)
(/)
وضِمْنَ هذا المعنى، قال الآجريُّ -رحمه الله-: «قد ذكرتُ من التّحذيرِ من مذاهبِ الخوارجِ ما فيه بلاغٌ لمن عصمه اللهُ تعالى عن مذهبِ الخوارجِ، ولم يَرَ رأيَهم، وصبر على جَوْرِ الأئمّةِ وحيفِ الأمراءِ، ولم يخرجْ عليهم بسيفِه، وسأل اللهَ تعالى كشْفَ الظّلمِ عنه وعنِ المسلمين، ودعا للوُلاَةِ بالصّلاحِ، وحجّ معهم، وجاهد معهم كلَّ عدُوٍّ للمسلمين وصلّى معهم الجُمُعةَ والعيدين، فإنْ أمروه بطاعةٍ فأمكنه أطاعهم، وإن لم يُمكنْه اعتذر إليهم، وإن أمروه بمعصيةٍ لم يُطِعْهم، وإذا دارتِ الفِتَنُ بينهم لزم بيتَه وكفّ لسانَه ويدَه، ولم يَهْوَ ما هم فيه، ولم يُعِنْ على فتنةٍ، فمَنْ كان هذا وصْفَه كان على الصّراطِ المستقيمِ إن شاء اللهُ» (12).
فإنْ تخلَّفَتِ الشّروطُ واحتاجتِ المرحلةُ إلى إعدادٍ وبناءٍ فإنّ الطّائفةَ المنصورةَ لا تزالُ بمقوِّماتِها تجاهدُ بالحجّةِ والبرهانِ وهو القتالُ المعنويُّ، وقد جاء في الحديثِ: «لاَ يَزَالُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ يَغْرِسُ فِي هَذَا الدِّينِ بِغَرْسٍ يَسْتَعْمِلُهُمْ فِي طَاعَتِهِ» (13).
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلم تسليما.
الجزائر في: 18 رجب 1431 ه
الموافق ل: 30 جوان 2010م
1 - أخرجه مسلم في «الإيمان» (1/ 81) رقم (156)، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.
2 - أخرجه مسلم في «الإمارة» (2/ 925) رقم (1922)، وأحمد في «مسنده» (5/ 103، 106، 108)، من حديث جابر بن سمرة بن جنادة بن جندب رضي الله عنهما.
3 - أخرجه البخاريّ في «التّوحيد» (3/ 563) باب قول الله تعالى: ?إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ?، ومسلم في «الإمارة» (2/ 925) رقم (1037)، من حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما.
4 - أخرجه أحمد في «مسنده» (3/ 124)، وأبو داود في «الجهاد» (2504) باب كراهية ترك الغزو، من حديث أنس رضي الله عنه. والحديث صحّحه الألبانيّ في «صحيح الجامع» (3090).
5 - «زاد المعاد» لابن القيّم: (3/ 11).
6 - انظر: «مجموع الفتاوى» لابن تيميّة: (28/ 128).
7 - وفي الأصل: «فلا يُدْفَعُ».
8 - «منهاج السّنّة النّبويّة» لابن تيميّة: (3/ 231).
9 - أخرجه مسلم في «الإمارة» (2/ 900) رقم (1855)، من حديث عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه.
10 - أخرجه البخاري في «الفتن» (1/ 465) باب قول النبي صلى الله عليه وسلم «سترون بعدي أمورا تنكرونها»، ومسلم في «الإمارة» (2/ 898) رقم (1849) واللفظ له، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
11 - انظر: «سلسلة الأحاديث الصّحيحة» للألباني: (5/ 278، 371 - 372).
12 - «الشّريعة» للآجري: (40).
13 - أخرجه أحمد في «مسنده» (4/ 200)، وابن ماجه: باب اتّباع سنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم (8)، من حديث أبي عنبة الخولانيّ رضي الله عنه. والحديث حسّنه الألبانيّ في «السّلسلة الصّحيحة» (5/ 571).(/)
سِهامٌ طائشة!! وفضلُ أُمِّ المُؤمِنين عائشة ...
ـ[الأحنف بن قيس]ــــــــ[14 - Sep-2010, صباحاً 12:23]ـ
http://www.noor-alyaqeen.com/up//uploads/images/domain-59a556dbd6.jpg
ـ[الأحنف بن قيس]ــــــــ[14 - Sep-2010, صباحاً 12:34]ـ
سِهامٌ طائشة!! وفضلُ أُمِّ المُؤمِنين عائشة ...
روى الإمامُ قِوَامُ السُّنَّةِ الأصبهانيُّ التَّيْمِيُّ في «الحُجَّة في بيانِ المَحَجَّة» (377) مِن طريقِ عُروة، عن عائشة -رضيَ اللهُ عنها-، أنَّها ذُكِرَتْ عند رجلٍ، فسبَّها!
فقيل له: أليست أُمَّك؟!
قال: ما هي بأمّ!
فبَلَغَها ذلك، فقالت:
«صدق؛ إنَّما أنا أمُّ المؤمنين، وأمَّا (الكافرين) فلستُ لهم بأمّ».
قلتُ:
وقد حَرَّكَ هذا الأثرُ مشاعِري -قائلاً-:
أنا أُمٌّ لأهل الحقِّ منكُم * * * وأمَّا (الكُفْرُ) لستُ له بأُمِّ
فذِكْرِي عند أهلي كالشفاءِ * * * وأمَّا عند أعدائي كسُمِّ
وذاكرُ أُمِّهِ بالخيرِ يُرْجَى * * * له خيرُ العُلَى مثلُ الأشَمِّ
ودَعْ عنك الروافضَ قوم سوءٍ * * * وبابُ السُّوءِ دوماً لا تَؤُمِّ
فحقُّ الصحبةِ الغَرَّاءِ عِزٌّ * * * ونورُ الحقِّ يُسْمِعُ كُلَّ صُمِّ
وهذا الحقُّ مَدْحٌ في عُلُوٍّ * * * ومَن يَفْرِي بكِذْباتٍ فذُمِّ
ومَن عَكَسَ الحقائقَ بانحرافٍ * * * بلا بصرٍ، ولا سَمْعٍ، وشَمِّ
زُبالاتٌ لأفكارٍ ضلالٍ * * * فهيَّا صَرِّفَن سوءاً وقُمِّ
فقلبي نحوَ (أصحابٍ) سليمٌ * * * وذِكْرُهُم يُفَرِّجُ كُلَّ هَمِّ
ومعتقدٌ لِذا عندي عزيزٌ * * * كجاري بل صديقي وابنِ عمِّي
-علي بن حسن بن عبدالحميد الأثري-(/)
قصيدة الوضحيه في الذب عن امنا عائشة رضي الله عنها ... اه ياحمير اليهود سترون مايسوؤكم
ـ[ابوعزام الربيقي]ــــــــ[14 - Sep-2010, صباحاً 02:38]ـ
قصيدة الواضحية لإبن بهيج الأندلسي في الدفاع عن ام المؤمنين امنا عائشة رضي الله عنها في قناة وصال الفضائية للرد على الرافضة و للدفاع عن أصحاب النبي و أمهات المؤمنين رضي الله عنهم جمعين
http://www.kaokabi.com/watch?v=A4774GK4CG
http://azaamrbege.blogspot.com/2010/09/blog-post.html]
اللهم مكنا من رقاب الشيعه الانذال اذناب اليهود وحميرهم
اللهم انتقم لام المؤمنين
((الى هذا الحد وصلت بنا الذلة تسب ام المؤمنين جهارا نهار ولا يتحرك منا احد ...........
........... اه ياحمير اليهود سترون مايسوؤكم باذن الله
ـ[أبو عزام بن يوسف]ــــــــ[14 - Sep-2010, صباحاً 08:21]ـ
أخي الحبيب أبا عزام الربيقي أسأل الله أن يجزيك خير الجزاء على غيرتك وأقول لك ولكل مؤمن
(لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّواْ اللّهَ شَيْئاً يُرِيدُ اللّهُ أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ {آل عمران/176} إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ لَن يَضُرُّواْ اللّهَ شَيْئًا وَلهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
فالله ناصر أوليائه ومنتقم لهم كيف لا وهم يحاربون الله تعالى بمعادة أوليائه ويطعنون فيهم في شهر رمضان شهر الجود الذي يجود فيه الناس بالخير و يجود فيه أعوان الشيطان بالفحش والبهتان والظلم والعصيان قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْب)
وقال تعالى (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ {يونس/62} الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ {يونس/63} لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ {يونس/64} وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ {يونس/65})
بل إنهم لما طعنوا في أعراض أطهر الخلق ابتلاهم الله في نسائهم بتشريعهم لنكاح المتعة بل ومن شدة استحكام الغباء عندهم أنهم أجازوه للمتزوجة منهن، ومن شدة بلائهم أنهم وضعوا فضائل عظيمة لمن يتمتع من نسائهم و رجالهم.وهذه عقوبة من جنس ذنبهم. فسبحانك يا أعدل العادلين
- و لنعلم جميعاً أن ما فعله ذلك الخبيث ياسر لا يسر الله أمره لا شك أنه خير لنا قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ)
- وأخيراً نقول لياسر و لكل من رضي بفعله أو اعتقده إن لم يتب
(وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ {الشعراء/227})
ونقول لهم (إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ {هود/38} فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ) و عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ: مَا مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرُ أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا، مَعَ مَا يَدَّخِرُ لَهُ فِي الآخِرَةِ، مِنَ الْبَغْيِ، وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ. رواه أحمد والترمذي وابن ماجة وصححه الألباني وشعيب وأي بغي أعظم من الطعن في عرض زوجة نبينا صلى الله عليه وسلم
و قال تعالى (يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ اسْتَهْزِؤُواْ إِنَّ اللّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ {التوبة/64} وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ {التوبة/65} لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ {التوبة/66} الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ {التوبة/67} وَعَدَ اللهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ {التوبة/68})
وإن غدا لناظره لقريب، وستعلم حين ينجلي الغبار أفرس تحتك أم حمار.
اللهم إنك قلت وقولك الحق من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب
اللهم فأرنا في ياسر الخبيث وأعوانه ومن رضي بفعله ما يشفي صدور المؤمنين
اللهم اجعلهم عبرة للمعتبرين
اللهم إنهم قد طعنوا بأحب الناس لخليلك محمد صلى الله عليه وسلم اللهم فعجل عقوبتك وانتقامك منهم يارب العالمين يا قوي ياعزيز
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابوعزام الربيقي]ــــــــ[14 - Sep-2010, مساء 10:35]ـ
جزاك الله خيرا اخي ابي عزام
قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْب)
قال الله تعالى (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ)
فلقد اثلجت صدري
ولقد كنت رمزا متمكنا لان قوتنا ولله الحمد بالكتاب والسنة وهدايتنا وطرينا بها
ولقد كانت استشهاداتك رائعة وجليه فاسال الله ان تكون من اهل الله وخاصته
((وإن غدا لناظره لقريب، وستعلم حين ينجلي الغبار أفرس تحتك أم حمار)))
تقبل محبتي لك في الله
ـ[أبو عزام بن يوسف]ــــــــ[15 - Sep-2010, صباحاً 12:13]ـ
تقبل محبتي لك في الله
أحبك الله الذي أحببتني فيه وجعلني الله وإياك ممن يدافعون عن دينه ويذبون عن أوليائه
ـ[أبو المعالي الجزائري]ــــــــ[16 - Sep-2010, مساء 09:01]ـ
يا أهل الإيمان هل تشكون في كونهم يهودا؟
على الأقل حُلفاء اليهود ,
طيب فارقوهم من جهة الدعوى بكونهم من اتباع الاسلام والقرآن، لكن تشابهت قلوبهم،
قد قالت اليهود ... وقد قالت النصارى ... ، لكن قال الله تعالى (تشابهت قلوبهم) فالعبرة بما حكم به القرآن، قالت اليهود (موسى آذر) فقال الله تعالى لأهل الإيمان (لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا)
وهؤلاء آذوا نبي الله صلى الله عليه وسلم بصنوف من الأذى وهذا الطعن في الطاهرة نوع منه، وقد برّأها الله منه، أفلا يعقلون، ومن باب قلب العدل والإنصاف ولن نهضمهم حقهم بل نوتي كل ذي حق حقه نقول قد قال الأول:
رمتني بدائها وانسلت، فالفاحشة منهم ولهم، وما لنا فيها من طمع، قد سيبوا نساءهم يتمتعن ويُتمتع بهن، أفلا يعقلون،
ومن عجيب ما رأيت في القوم أني استمعت يوما لأحد علمائهم يوما يُلقي محاضرة على طالبات في جامعة بريطانية (على ما أذكر) وورد عليه سؤال مفاده أن الناس يُنكرون عليهم زواج المتعة، فأكد لهم مشروعيته وأوصاهم بعدم الإصغاء إلى المعترضين، ثم ختم الوصية بنصيحة ملؤها الحنان والعطف والإحسان أن قال لهن: وأنا في هذا الأسبوع مقيم هنا من غير زوجة فمن أرادت من أخواتنا زواج المتعة فلتتصل بي.
أو نحو هذا الكلام , نجاسة في القوم لا تُطهرها الاستحالة حتى، ومع هذا كله لايعقلون.(/)
صَدقَ من ْ قال بأن (الحب َ عذاب)!!!
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[14 - Sep-2010, صباحاً 02:55]ـ
الحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وصحبه ومن والاه ,,,, أما بعد
قال ابن القيم – رحمه الله -: " ولا تنس العناية بالسحرة (سحرة فرعون) , جاءوا يحاربونه ويحاربون رسله , وخلع الصلح قد فصلت , وتيجان الرضى قد وضعت , وشراب الوصال مروق , فمدوا أيديهم إلى ما اعتصروا من خمر الهوى فإذا بها قد انقلبت خلا , فأقطروا عليه فسكروا بشراب المحبة فلما عربدت عليهم المحبة صلبوا في جذوع النخل!!! واعجبا لعزمات ما ثناها " لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف "!! سجدوا له سجدة واحدة فما رفعوا رؤوسهم حتى رأوا منازلهم من الجنة فغلبهم الوجد وتمكن منهم الشوق فقالوا " اقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا ". بدائع الفوائد 4/ 333.
راسلني أحد الأخوة قبل فترة وشكى لي حاله وما يجد وأنه مُنع من الزواج ممن يريدها وتريده بحجج لم ينزل الله بها من سلطان من عادات وأعراف , فذكّرته بالله وأحسنتُ نصحه فيما أحسب.
وبعدها بأيام التقيت بأحد الأخوة من طلبة العلم ودار نقاش في مضامين هذا الموضوع فأوردت له استشهادات علمية وأدبية في هذا الباب , فألحّ عليّ بأن أكتب موضوعا في هذا , فواعدته خيرا وفي قرارة ِ نفسي أن لا أجيبه!!
مضت الأيام فاتصل بي من لو قال أمر , وإذا أشار أختار حبا وكرامة له , فحدثته عن صاحبنا الأول , فتأسف لحاله ثم قال: لما لا تكتب في هذا الأمر؟ فقلت: سأكتب بإذن الله لكن بعد رمضان إن كان في العمر بقية.
أيها الأخوة المباركون
إن الله تبارك وتقدس خلق الإنسان وركّبه وجَبَلَه على أمور ٍ لا ينفّك عنها بحال , مهما أدعى خلافها أو تبرأ منها , ومما جَبَله عليه (الحب) , فلا ينفك جسدٌ من حبٍ سواء عظُم أو صغر.
أيها الأحبة
أتعلمون ما الحب؟
هذه الكلمة الصغيرة التي لا تتجاوز الحرفين , والتي تحمل في طيّ هذين الحرفين أسرارٌ وأحاديث ووقائع , وتاريخ طويل بطول الدنيا بأسرها , وتاريخ هذه الكلمة على شقين:
شقٌ ناصع البياض لا تدنسه معصية.
وشق قاتمٌ كالحٌ صار وصمة ذل على جبين الدهر.
فهل تعلمون كلمة بهذا الصِغَر التركيبي تحمل هذا العظم الأسطوري!!!
إن لم تعلموا فأقول لكم إنها كلمة (الحب)!!!
فكم من أسير وقتيل وجريح وسليب لهذا الحب , وكم من مسرور وهانئ وسعيد بهذا الحب!!!
هذا الحب الذي كان سببا ً في سفكِ أول دم ٍ على هذه البسيطة بغير حق , حينما قتل قابيل أخاه هابيل!!
هذا الحب الذي جعل النمرود تتعلق نفسه بامرأة أحد رعيته وقد جمع الله له في بلاطه جميلات الدنيا , فكان هلاكه وزوال ملكه بهذا!!
هذا الحب الذي جعل امرأة العزيز يتعلق قلبها بمملوكها يوسف عليه السلام وهي في بيت الرياسة والحكم وزوجة عزيز مصر!!
هذا الحب الذي مَسَخَ الله به إساف ونائلة إلى صنمين بعد أن كانا رجلٌ وامرأة!!
هذا الحب الذي جعل عِمَارة بن الوليد يتجرأ على بلاط النجاشي بتعرضه لزوجته , فسحره النجاشي حتى هام في البريّة بلا عقل!!
هذا الحب الذي جعل يزيد بن عبد الملك ينصرف عن الخلافة وأمور المسلمين إلى الجارية (حبّابة) حتى يوم ماتت لم يدفنها وأبقاها عنده يبكي على رأسها حتى أنتنت جيفتها بعد ثلاث!!
هذا الحب الذي دخل على خلفاء الدولة العباسية وجعل كل خليفةٍ يستوزر من أقارب محبوبته ويدع بني عمومته حتى صارت دولتهم شذر مذر!!
هذا الحب الذي سطى وعصف بالخلافة العثمانية!!
هذا الحب الذي أبكى امرؤ القيس بن حِجْر حينما شاهد طلل محبوبته فقال:
قفا نبكِ من ذكرى حبيب ٍ ومنزل. بسقط اللوى بين الدخول فحوملِ
كأني غداة البيْن يوم تحمّلوا ... لدى سمراتِ الحي ناقف حنظلِ
وقوفاً بها صحبي عليّ مُطيهم ... يقولون لا تهلك أسى وتجمّلِ
وإن شفائي عبرة مهراقة ... فهل عند رسم ٍ دارس ٍ من معولِ!!!
هذا الحب الذي جعل عنترة العبسي يذكر معشوقته في أحلك الظروف وأصعب المواقف , ويتمنى أيضا في هذا الوقت حيث يقول:
ولقد ذكرتكِ والرماح نواهلٌ ... مني وبيض الهند تقطر من دمي
فوددت تقبيل السيوف لأنها ... لمعت كبارق ثغرك المتبسمِ
لما رأيت القوم أقبل جمعهم ... يتذامرون كررت غير مذممِ
(يُتْبَعُ)
(/)
يدعون عنتر والرماح كأنها ... أشطان بئر في لبنان الأدهمِ!!!
هذا الحب الذي جعل قيس بن الملوح (مجنون ليلى) يسيح في البريّة مع الوحوش ويقول أرق الشعر وأعذبه وأبدعه فكان من قوله:
نهاري نهار الناس حتى إذا دجا ... لي اللّيل هزّتني إليكِ المضاجعُ
أقضّى نهاري بالحديث وبالمنى ... ويجمعني بالليل والهمّ جامعُ
لقد ثبتت في القلب منكِ مودةٌ ... كما ثبتت في الراحتين الأصابعُ!!!
هذا الحب الذي جعل جميل بن مَعْمَر (جميل بثينة) يتمنى محبوبته في الدنيا وفي البرزخ حيث يقول:
ألا ليتنا نحيا جميعاً وإن تمت ... يوافق في موتي ضريحي ضريحُها
فما أنا في طول الحياة براغبٍ ... إذا قيل قد سُويّ عليها صفيحها
أظلُّ نهاري مُستهاما ويلتقي ... مع الليل روحي في المنام وروحُها
!!!
هذا الحب الذي جعل ابن زيدون يهيم بولادة بنت المستكفي ويتمنى لقائها ولو كان في عرصات القيامة حيث يقول:
بنتم وبنّا، فما ابتلت جوانحنا ... شوقاً إليكم، ولا جفت مآقينا
تكاد حين تناجيكم ضمائرنا ... يقضى علينا الأسى، لولا تأسينا
وقد نكون وما يُخشى تفرّقنا ... فالآن نحن وما يُرجى تلاقينا
إن كان قد عزّ في الدنيا اللقاء ... في موقف الحشر نلقاكم ويكفينا!!!
هذا الحب الذي جعل كثير الخزاعي (كثير عزّة) يحسب أن الذنب يغفره صلاة في موضع صلتْ فيه محبوبته حيث يقول:
خليليَّ هذا ربعُ عزّة فاعقلا ... قَلُوصَيْكما ثم انزلا حيث حَلّتِ
ومُسّا تراباً كان قد مسَّ جلدها ... وظلاّ وبيتا حيث باتتْ وظلَّتِ
ولا تيأسا أن يغفر الله منكما ... ذنوباً إذا صلّيتُما حيث صلَّتِ
وما كنتُ أدري قبل عزّة ما البكا ... ولا مُوجعاتِ القلب حتى تولّتِ!!!
هذا الحب الذي جعل يزيد بن معاوية , الملك بن الملك يرى أنه مقتول وقاتله محبوبته حيث يقول:
خذوا بدمي ذات الوشاح فإنني. . . رأيت بعيني في أناملها دمي
ولا تقتلوها إن ظفرتم بقتلها. . . ولكن خبّروها بعد موتي بمأتمي
!!!
هذا الحب الذي جَعَل له في كل عصر ٍ من الأعصار صرعى , وله في كل مصر ٍ من الأمصار هلكى!!!
فهذا عاشق , وهذا متيّم , وهذا مُحب , وذاك مفؤد , وذاك سليب , وذاك مصاب , ولو سئل أحدهم عن الحب لقال كما قال الأسدي:
هل الحبُّ إلا زفرةٌ بعد عبرةٍ ... وحرٌّ على الأحشاء ليس له برْدُ
وفيضُ دموع من جفوني كلما ... بدا علمٌ من أرضكم لم يكن يبدو
!!!
ولقال كما قال الآخر واصفا ما يجده من الحب:
يا مُوقد النار يُذكِيها ويخمدها ... قرّ الشتاء بأرياح وأمطارِ
قم فاصطل النار من قلبي مُضرّمة ... فالَّوقُ يُضرِمُهَا يا مُوقد النَّارِ!!!
وهؤلاء مع ذلك كله في عذابٍ إن بَعُدْ المحبوب وإن قَرُبْ , فإن بعد عذابه في البعاد , وإن قرب بكى للفراق , فهو في عذاب مستمر , كما قال الشريف الرضي:
أشكو إلى الله قلبا لا قرار له ... قامتْ قيامتُهُ، والنّاسُ أحياءُ
إن نال منكم وصالاً زاده سقماً ... كأنّ كُل دواءٍ عنده داءُ
كأنّ قلبي يوم البيْنِ طار به ... من الرفاع نجيب الساق عداءُ!!!
وكما قال ابن دريد:
وما في الأرض أشقى من محبٍ ... وإن وجد الهوى حلو المذاقِ
تراه باكياً في كل حين ... مخافة فُرقة أو لاشتياقِ
فيبكي إن نأوا شوقا إليهم ... ويبكي إن دنوا حَذر الفراقِ
فهذا الحب هو الداء الدويّ , والسم الخفيّ , الذي إن أصاب إنسان ٍ أهلكه , وإن وقع في القلب ملكه!!
لا قرار لصاحبه , فهو في هم ٍ وغم , وهذا غاية ما يريده الشيطان من بني آدم بأن يصرفه عن طاعة الله عز وجل إلى تتبع مراضي محبوبه والله المستعان.
وهذا النوع من الحب فيه دخلٌ وزغل , وإن قال صاحبه ما قال ما لم يوافق شرع الله تعالى , فإن الله عندما رَكّب في خلْقه هذه السجيّة والطبيعة جعل لها مجرى تجري فيه مُوافق لشِرْعته , فإن خالفتْ المجرى شَقِي صاحبها , وإن وافقته تمّ لصاحبها العيشة الهنيّة والسعادة الأبديّة.
ألا ترى بأن العاشق الذي يخالف ما جُبل عليه من الحب بحبٍ لا يوافق الشرع , سرعان ما ينتهي حُبّه حينما يأخذ ما يريده من محبوبه!!!
ألا ترى بأن حبه ينقلب بغضا ً وكرها وربما ابتزازا ً لمن يزعم حبه!!!
ألا ترى بأن قلب من يزعم هذا الحب فيه كثير غيره حتى إذا أنهى مراده منه تركه , كما قال أبو نواس:
(يُتْبَعُ)
(/)
أتيتُ فؤادَها أشكو إليه ... فلم أخلصْ إليه من الزِّحامِ
فيا منْ ليس يقنعهُ خليلٌ ... ولا ألفا خليلٍ كلّ عامِ
أراكِ بقيّةً من قوم موسى ... فهمْ لا يصبرون على طعامِ
ألا ترى بأن من هذا حُبّه يصل به إلى القتل عندما يعرف أن محبوبه يخونه!!!
أرأيت محبا يقتل محبوبه؟
نعم عندما يُجري حبه على غير الفطرة.
قال ابن القيم – رحمه الله -: " فكل هذه المحاب باطلة مضمحلة سوى محبة الله وما والاها من محبة رسوله وكتابه ودينه وأوليائه فهذه المحبة تدوم , وتدوم ثمرتها ونعيمها بدوام من تعلقت به , وفضلها على سائر المحاب كفضل من تعلقت به على ما سواه وإذا انقطعت علائق المحبين وأسباب توادعهم وتحابهم لم تنقطع أسبابها ... " إغاثة اللهفان 2/ 132.
يقول علماء النفس إن أعلى معدل يمكن أن تصل له نسبة الحب هي التي تكون بين الرجل والمرأة عندما يكونان في حال الوقاع!!!
قلتُ: فإن كان الوقاع بالحلال زادت هذه النسبة لأن الله عز وجل يقول " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ".
وإن كان الوقاع بالحرام تلاشت المحبة حتى يكون كل واحدٍ يرى أنّ صاحبه من أبغضِ الناس له , لأنه يعلم أنه أحبه لشيءٍ وسيبغضه لذات الشيء , (والجزاء من جنس العمل).
قال ابن القيم – رحمه الله -: " وربما كانت المحبة لسبب من الأسباب وتلك تفنى بفناء سببها ". روضة المحبين 86.
يقول العشاق بأن دواء الحب الوصال والأنس بالمعشوق!!!
وأنا أقول: " كل حبٍ لا يتمُ بزواج فهو حبٌ كاذب فاليحذر طرفيه ".
وبعد هذه الصفحات القاتمة من حال معذبي الحب , سأنتقل بكم إلى أنصع وأجمل صفحة في تاريخ البشرية , الصفحة التي كان الحب فيها مثالا يحتذى للمحبين , كيف لا , وهو الذي جعله الله عز وتبارك أسوة وقدوة للناس في كل شيء من أخلاقه وعباداته وتصرفاته وتعاملاته!!!
إنها صفحة النبي الأعظم صلوات ربي وسلامه عليه ما كرّت الأعصار وما تعاقب الليل والنهار.
ولي وقفات مع حبه صلى الله عليه وسلم , ابدأها بحبه صلى الله عليه وسلم لزوجاته:
روى أنس بن مالك – رضي الله عنه – أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر وكان له غلام يقال له انجشة يحدو بإبل النساء ويسرع المشي فقال له صلى الله عليه وسلم: " رويدك يا أنجشة لا تكسر القوارير أو قال سوقك بالقوارير " أخرجه البخاري 5/ 2278 , ومسلم 7/ 87.
قال أبو قلابة – رحمه الله -: " فتكلم النبي صلى الله عليه وسلم بكلمة لو تكلم بها بعضكم لعبتموها عليه , قوله (سوقك بالقوارير) " , وقال البغا شارح البخاري لأن فيها ملاطفة وتوددا إلى النساء.
وجاء في الصحيح عن عائشة – رضي الله عنها - قالت كنت أشرب وأنا حائض ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيّ فيشرب , وأتعرّق العِرْق وأنا حائض ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيّ " أخرجه مسلم 1/ 168.
وقد سأله عمرو بن العاص – رضي الله عنه – عن أحب الناس إليه صلى الله عليه وسلم فقال: " عائشة , قال من الرجال؟ قال: أبوها , قال: ثم من؟ قال: عمر " كما جاء في الصحيحين , البخاري 3/ 1339 ومسلم 7/ 109.
فهل رأيتم حباً أعظم من هذا؟ أن يُسمّي المُحِبُ محبوبه على الأشهاد ليتناقله الرواة جيلا بعد جيل!!!
فإن تعجبوا من هذا فقد جاء في مسند الإمام أحمد أعجب من هذا بمراحل!!!
أخرج الإمام أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في نزع الموت: " إنه ليهوّن عليّ أني رأيتُ بياض كفِ عائشة في الجنة " المسند 6/ 138 وفي السند رجل مجهول إلا أن ابن كثير جوّد إسناده وهو صالح.
فيا الله أي حب أعظم من هذا؟ أين العشّاق عن مثل هذا الحب الشريف العفيف؟ أين صرعى الهوى والهيام أتباع الشيطان عن إتباع هذا الرسول الكريم بنفسي وأهلي صلى الله عليه وسلم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن القيم – رحمه الله -: " فلا عيب على الرجل في محبته لأهله وعشقه لها إلا إذا شغله ذلك عن محبة ما هو أنفع له من محبة الله ورسوله , وزاحم حبه وحب رسوله , فإن كل محبة زاحمت محبة الله ورسوله بحيث تضعفها وتنقصها فهي مذمومة , وإن أعانت على محبة الله ورسوله وكانت من أسباب قوتها فهي محمودة " إغاثة اللهفان 2/ 139.
وانتقل بعد هذا إلى حبه صلى الله عليه وسلم لأصحابه , ولعلي أقتصر على حبه لصاحبه في الغار وصفيّه من المهاجرين والأنصار , أبو بكر الصديق – رضي الله عنه وأرضاه ولعن كل منافق ورافضي لعنة ً تلاحقهُ في الدنيا وتدخل معه في قبره وتقارنه في النار -.
أخرج البخاري في صحيحه عن أبي الدرداء – رضي الله عنه – قال: " كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم , إذ أقبل أبو بكر آخذا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته , فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما صاحبكم فقد غامر , فسلّم وقال: إني كان بيني وبين ابن الخطاب شيء فأسرعت إليه ثم ندمت فسألته أن يغفر لي فأبى عليّ فأقبلت إليك , فقال صلى الله عليه وسلم: " يغفر الله لك يا أبا بكر " ثلاثا , ثم إن عمر ندم فأتى منزل أبي بكر فسأل أثمَّ أبو بكر؟ فقالوا: لا , فأتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسلّم فجعل وجه النبي صلى الله عليه وسلم يتمعّر حتى أشفق أبو بكر فجثا على ركبتيه فقال يا رسول الله والله أنا كنت أظلم (مرتين) فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبتَ وقال أبو بكر صدق , وواساني بنفسه وماله فهل أنتم تاركوا لي صاحبي , هل أنتم تاركوا لي صاحبي " قال أبو الدرداء: فما أوذي بعدها " 3/ 1339.
وجاء في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إنه ليس من الناس أحدٌ أمنّ عليّ في نفسه وماله من أبي بكر بن أبي قحافة , ولو كنت متخذاً من الناس خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا , ولكن خلة الإسلام أفضل , سدوا عني كل خوخة في هذا المسجد غير خوخة أبي بكر " البخاري 1/ 187 , ومسلم 4/ 1854.
فأين أصحاب الحب المتلطخ بالمصالح الدنيوية عن هذه الأمثلة من الحب العظيم , والوفاء المنقطع النظير؟؟؟
ولعلي أختم بحبه صلوات ربي وسلامه عليه لأمته.
فقد جاء في الصحاح والسنن في حديث عرصات يوم القيامة وتدافع الأنبياء للشفاعة عند الله عز وجل للناس أنهم يأتون للنبي صلى الله عليه وسلم فيقول أنا لها , فيستأذن على الله فيؤذن له صلى الله عليه وسلم ويلهم محامد يحمده بها ويخّر لله ساجدا فيقال: يا محمد ارفع رأسك , وقلْ يسمع لك , وسلْ تعط , واشفعْ تشفّع , فيقول يا ربِ أمتي أمتي ".
وجاء في الصحيح عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عز وجل في إبراهيم (رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني) الآية ,
وقول عيسى عليه السلام (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) فرفع صلى الله عليه وسلم يديه وقال: اللهم أمتي أمتي وبكى , فقال الله عز وجل يا جبريل اذهب إلي محمد "وربك أعلم " , فسله ما يبكيك؟ فأتاه جبريل عليه الصلاة والسلام فسأله , فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال , وهو أعلم سبحانه , فقال الله يا جبريل اذهب إلى محمد فقل إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك ". أخرجه مسلم 1/ 132.
فهل في العالمين قلبٌ كقلبه صلى الله عليه وسلم؟ أو في العالمين شخصٌ كشخصه؟
فكل محبٍ لا يُجري محبته التي فطره الله عيها على ما أجراها رسول الله صلى الله عليه وسلم , فحبه باطل وهو كاذب في دعوى المحبة ولو أشهد جوارحه على ذلك.
اللهم طهر قلوبنا وقلوب المسلمين واعصمنا من الشيطان وأجعل حبنا فيك ولك , اللهم أهدي شباب المسلمين وفتياتهم وردنا وإياهم إليك ردا جميلا.
أخوكم / موسى الغنامي
.
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[14 - Sep-2010, صباحاً 05:40]ـ
قال ابن القيم – رحمه الله -: " فكل هذه المحاب باطلة مضمحلة سوى محبة الله وما والاها من محبة رسوله وكتابه ودينه وأوليائه فهذه المحبة تدوم , وتدوم ثمرتها ونعيمها بدوام من تعلقت به , وفضلها على سائر المحاب كفضل من تعلقت به على ما سواه وإذا انقطعت علائق المحبين وأسباب توادعهم وتحابهم لم تنقطع أسبابها ...
جزاكم الله خيرا ونفع بكم وكتب لكم أجر ماكتبتم
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[14 - Sep-2010, صباحاً 11:56]ـ
الاخ موسى الغنامي جزاك الله كل خير على الموضوع القيم
واحب أن اضيف ان من ذاق قلبه الحب المحرم فلن يعرف حقيقة طعم الحب الحلال وهذا سمعنا به
وشاهدناه عن قرب في شباب كانوا يحترفون اتخاذ الخليلات الفاجرات وعندما تزوجوا بالعفيفات الغافلات
لم يجدوا ما كانوا يؤملون فمنهم من صبر ومنهم من عاد إلى حالة القديم
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[14 - Sep-2010, مساء 12:26]ـ
بارك الله فيكم اخانا على هذا المقال الطيب
عندي تعقيب هل صح ما ذكرته عن قابيل وهابيل؟ لان الاية لم تتطرق الى ما ذكرته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حفص الشافعي]ــــــــ[14 - Sep-2010, مساء 03:00]ـ
بارك الله فيكم، مقال جميل
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[15 - Sep-2010, صباحاً 02:16]ـ
أختي الكريمة أم محمد الظن حياك ِ الله
وشكر الله لك ِ مرورك ِ الكريم.
لي عودة بإذن الله.
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[15 - Sep-2010, مساء 03:18]ـ
حياك ربي أخي المسدد ماجد مسفر العتيبي ونفع بك
صدقت َ فيما قلت َ وهو أمر مشاهد محسوس والله المستعان.
شرفتني بمرورك الكريم شرفك الله بطاعته.
لي عودة بإذن الله تعالى.
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[17 - Sep-2010, مساء 05:22]ـ
أخي المبارك أبو قتادة السلفي حياك الله
لعلك أخي الكريم أن تراجع تفاسير أهل العلم لقول الله تعالى " وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ "
فغالبهم تطرق لهذه المسألة.
وفقك الله لكل خير.
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[18 - Sep-2010, مساء 05:52]ـ
حياك ربي أخي الكريم أبو حفص الشافعي
أجمل من المقال مرورك عليه , بارك الله فيك.
ـ[أبوبكر الذيب]ــــــــ[18 - Sep-2010, مساء 06:04]ـ
جزاك الله خيرا مقال جميل ..
ـ[أبو ساجدة]ــــــــ[18 - Sep-2010, مساء 06:08]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيك اخي موسى وشكر لك وثقل ميزان طيباتك وتقبل منك إحسانك وغفر لك وأصلحك
ما أطيبه من حديث وما أروحه للقلب ... سعدت بما خطت يمينك المباركة وسعدت بما خطته أيد طيبة لإخوة أفاضل وأخوات فضليات .. فما أرقى وأرق ماقيل وما أعذبه ... إن المرء ليحتاج هذه المحطات الطيبات لتشفى نفسه مما يجد من خفة القول والاستهانة بالوزر والتعذر بالأعذار
بارك ربي بكم جميعا وأسعدكم وأحسن إليكم من أحبة تطيب للقبل صحبتهم المباركة
ـ[أبو ساجدة]ــــــــ[19 - Sep-2010, صباحاً 12:10]ـ
من أحبة تطيب للقبل صحبتهم المباركة
صوابها: تطيب للقلب
ـ[أحمد السمري الحنبلي]ــــــــ[19 - Sep-2010, مساء 03:56]ـ
بارك الله فيك
ـ[ذو الهمة]ــــــــ[19 - Sep-2010, مساء 05:33]ـ
بارك الله فيك أخي موسى.
وبودي لو زدتنا أكثر من هذا، لتصبح موعظة يستطيع الواحد منا إلقاءها في محاضرة أو خطبة ...
فوالله إن كثير من الشباب هذه الأيام بحاجة لمثلها!!!!!
ـ[حارث البديع]ــــــــ[19 - Sep-2010, مساء 08:57]ـ
أحسنت
هناك لقاء للشيخ محمد الددو تحدث فيه عن الحب فى برنامج مفاهيم
وكان اللقاء أكثر من رائع
حاولت رفعه لكنى ماأفقه الطريقة
فليت إخواننا يرفعونه رفه الله قدرهم
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[20 - Sep-2010, مساء 08:39]ـ
أخي الكريم أبو بكر الذيب نفع الله بك
أجمل من المقال مرورك عليه.(/)
قطاع طريق النصيحة
ـ[نجدية حرة]ــــــــ[14 - Sep-2010, صباحاً 09:38]ـ
النصيحة بها صَلاح الدين والدنيا؛ لأنَّه بها ينشأان ابتِداءً، وبها يُقَوَّمان إن اختَلاَّ؛ فهي عين الدين والدنيا الحارِسة؛ ولذا قال المصطفى - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((الدين النصيحة))؛ يعني: جِماعه وأصله وفرعه.
هي العِبادة التي يَتعدَّى نفْع صاحِبها إلى غيره، وتَرجِع بالأجر عليه ما بلَغت المراد، ويعظم الأجرُ ما امتَثَل المنصوح لها وانقاد، وهي الجِهاد الأكبر الذي تقاتل فيه النفوس العواصي، وتضرب بها رؤوس الشهوات التي هي أمنع من معاقد الرؤوس، وبها تنزل أمداد النِّعَم، كما تنزل أمداد النصر.
ولو كان مع صحَّة النصيحة سلامةُ طريقها، وعدم اغتِيالها دون وصولها إلى أذن صاحبها، لحصل مقصود الناصح في المنصوح، ولصلَحت البشرية وامتَنَع الفساد.
ولكنَّ الكلام يُظْلَم، كما تُظلَم النفوس؛ بل أشد، وكما أنه لِطُرُق الناس وأموالهم قُطَّاع، فللنصيحة قُطَّاع طريق يعتَرِضون طريقَها، ويمنَعون خيرَها، وهم العقبة الكُبرَى في تخلُّف المصالح أن تتمَّ أو تثبت، وكثيرٌ من الناس إنما يُقلِع عن زلَّتِه حياءً ألاَّ يجد مُوافِقًا إن أقام عليها، مع حبِّه لها، وتمنِّيه العودة إليها، فإن وجد مَن يُفسِد على الناصح نُصْحَه، فهذه نعمة النفس التي جاءت بلا مقدار.
وكما تَفسد بهم أموالُ الناس فتَفسد دنياهم، فكذلك تَفسد بهم النصائحُ فيَفسد بذلك دينُهم، غلبَتْهم أنفسُهم على ما يظنُّون، ولم يغلبوها على ما يستيقِنون، فتفرَّغوا خَمْشًا لوجه النصيحة، وتكلَّفوا لاستِخراج المعاني السيِّئة، تارَةً بِمُنازَعة الله فيما لا يعلَمه إلا هو؛ ممَّا يقتَضِي معرفة النيات والكشف عن دقائق المقاصد؛ كادِّعاء التنقُّص، والتهويش، والتحريض، وحب الشهرة، وخرق هيبة المنصوح، ويفتَحون أبوابًا من الصدِّ لا يُسأَل عنها أحدٌ، ولا يدلُّ عليها وسواس.
وتارةً أخرى بحمْل المتشابه من النصيحة مَحْمَل المحْكم منها، حتى تصل للمنصوح والعامَّة شوهاء سوداء مُظلِمة، تستَوحِش منها النُّفوس؛ بل ربما لو أرجع الناصح بصَرَه إلى نصيحته ونظَر إليها بعينه، لاستَنكَر نفسه، ولامَ لسانه أو قلمه لو قدَّمتُ وأخَّرت، أو قيدتُ وما أطلقت! وربما ترجَّح في فكره أن طيَّه لما قال أَوْلَى من نشره، وهؤلاء لا ينبغي الاعتِبَار بهم، ولا الانشِغال بقولهم، فهم المانعون للخير المذكورون في القرآن، والمتربِّصون بالحق، تربَّصوا بالنصائح المحمديَّة حينَما خرجتْ من النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - حرصًا ألاَّ تصل كما يريد، فنَهاه الله أن يلتَفِت إليهم: ? وَلاَ تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَهِينٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ * مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ * عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ ? [القلم: 10 - 13].
ومِن أظهرِ علاماتهم التغافُل عن أهل الفُسُوق والزيغ، فكم أبطَلوا من حق، وكم أفسَدوا من صالح، وكم دبَّروا من مَكِيدة، وكم حبَسُوا من قَوافِل النصائح الصادِقة أن تسير إلى أهلها!
وقلوب البشر مَجبُولة على الرغبة والرهبة، والألسنة تابعةٌ للقلوب، كما أنَّ العيون ناطقة عن الضمائر، وفي ذلك يصبح أكثر الناصحين بين أمرَيْن:
إمَّا أن يُحجِم عن نصحه، معتذرًا إلى نفسه بالمفاسد الطارئة على نصحه، وعدم تَمام المقصود منها، فأنْ تحبس النصيحة خيرٌ له من أن تصل على وجهٍ لا يُراد.
وإمَّا أن ينصح وقلبه مُوَزَّع بين إتمام النصيحة وخلوصها، والسلامة من قُطَّاع طريقها، فيدرج في ثَنايا نصحه من الاستِثناءات ما يثقل على السامع، ومن الاحتِرازات ما لا يُحتاج إلى مثله، ومن مَدِيح المنصوح مدحًا يُعِيق السامع عن استِساغة النصيحة، ويحمله على التشكيك في نيَّة الناصح؛ لأن السامع والقارئ لا يرى ما يراه الناصح، فأينما توجَّهتِ النصيحة فلا تبلغ مرادها.
حتى أصبح الباحِثُون عن الحقِّ إلى الاختِلاف الشديد، وانتَهَى الأمر بين العامَّة من راغِبِي الإصلاح والمصلِحين إلى التلاوُم والترادُع، ولم يُعجِبهم الإجمال بالاعتِذار أنَّ الناصِح يعرِف ما لم يعرفوا، وفوق كلِّ ذي علم عليم.
(يُتْبَعُ)
(/)
والناصحون في ذلك يَتنازَعهم في سلامة ميزان النصيحة خلوصُ القلب لله، مع العلم وسبر الحال ومعرفة المآل، معرفة تَحُول دون أوهام النفس، وتضخيم أمر قُطَّاع طريق النصيحة، أو تهوين شأنهم، والإقدامُ عند الظنِّ أَوْلَى من الإحجام، فكم عُطِّلت النصيحة الواجبة بالظُّنون.
وعلى قدر الرَّهبة في القلب - ولو كانت متوهَّمة - يكون تعطيل حقِّ الله في بذْل النُّصح، ومن أمكن أن يُزَحزَح عن النصيحة الصادقة بأدنى ظنٍّ، ويُحمَل على الباطل بأيسرِ تهويش، فليس ممَّن يكون لقوله قَبول وأثر في الناس.
وليكن عمل الناصح لله الذي يسمَع ويرى، وله ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثَّرَى، ومَن علَّق نفسَه بالظنون غَدَتْ به يمنةً ويسرةً، وعظم أمر عقله في التوقِّي والحذر، والنص بين عينيه يراه ويسمعه، وليس له على نفسه أثرٌ كأثر عقله وسياسته، فذاك دانَ لعقل قاصر محمول، وما دان لخالق العقل وحامله.
وإذا جَمَعت النفسُ أمام الناصح حوادثَ أخذ بحنكته وسياسته فسلم، فهي تريد ترويضه ألا يفعل أو يقول؛ لأن النفوس تخلط بين سلامة الدين وسلامة الدنيا، ونبيُّنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - لم يَسْلَم له من دنياه مثل ما ذهب منها، وقد سَلِمَ له الدِّين كله، وقد قال الله - تعالى - عن المنافقين: ? وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ ? [التوبة: 50]؛ أي: فرحوا بما ذهبوا إليه من الحنكة والدِّراية، فلم يُصابوا بأذًى مع مخالفتهم لأمر الله، وهو فرحٌ مذموم، وسلامة غير مقصودة، فأمَر اللهُ نبيَّه - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ? قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ? [التوبة: 51].
وكثيرًا ما تشغل النفسُ صاحبَها بالنظر إلى سلامة الدنيا عن النظر إلى سلامة الدين؛ فصار كأنَّه لا يرى شيئًا سِواها، ولا ينظر إلا بعينها، وإن نطق باسم الدين ومصلحة الإسلام، فالاسم غير المسمَّى.
وكثيرٌ من الناصحين تصدر نصائحهم عن إيمان، وسلامة قلب، وغيرة خالصة، مع غرارة وغفلة عمَّا أُوتِي مانِعو النصيحة من فجور وحذاقة، وفي السنن عنه - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((المؤمن غِرٌّ كريم، والفاجر خِبٌّ لئيم)).
والحاجة متحتِّمة للناصح باليقَظَة والفِطنة، وتَمام الدراية، خاصَّة في زمن يَكثُر فيه المتربِّصون بالحق وأهله، وهذا طريق الأنبياء في الخروج من كيد المتربِّصين: ? كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ ? [يوسف: 76]، وكيده كيدٌ مشروع لصدِّ كيدٍ ممنوع، ومع هذا، فغرارةٌ مع إيمانٍ أنفعُ في الدين والدنيا من حذاقةٍ مع فجور.
وعلى الناصِح ألا يشغل خاطره بِقُطَّاع طريقِه، ولا يعمل لسانه فيهم، فينشَغِل عن غايته إلى غايتهم، فغايتُهم الانشِغال بهم عن سلوك الطريق، وليعلم أن الثَّواب على قدر المشقَّة، والجزاء على قدر العمل، وله في نبيِّه أسوة: ? لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ? [الأحزاب: 21].</ b></i>
الشيخ عبدالعزيز بن مرزوق الطريفي
ـ[نجدية حرة]ــــــــ[15 - Sep-2010, صباحاً 09:00]ـ
ولكنَّ الكلام يُظْلَم، كما تُظلَم النفوس؛ بل أشد، وكما أنه لِطُرُق الناس وأموالهم قُطَّاع، فللنصيحة قُطَّاع طريق يعتَرِضون طريقَها، ويمنَعون خيرَها، وهم العقبة الكُبرَى في تخلُّف المصالح أن تتمَّ أو تثبت،
...
...
ـ[نجدية حرة]ــــــــ[03 - Oct-2010, صباحاً 06:18]ـ
وكثيرٌ من الناصحين تصدر نصائحهم عن إيمان، وسلامة قلب، وغيرة خالصة، مع غرارة وغفلة عمَّا أُوتِي مانِعو النصيحة من فجور وحذاقة، وفي السنن عنه - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((المؤمن غِرٌّ كريم، والفاجر خِبٌّ لئيم)).
.........
ـ[شجرة الدرّ]ــــــــ[03 - Oct-2010, صباحاً 09:40]ـ
وكيده كيدٌ مشروع لصدِّ كيدٍ ممنوع، ومع هذا، فغرارةٌ مع إيمانٍ أنفعُ في الدين والدنيا من حذاقةٍ مع فجور.
الله أكبر!!
نقلٌ موفق .. فجزاكِ الله خيرا ..
ـ[راجية الفردوس الأعلى]ــــــــ[03 - Oct-2010, مساء 04:59]ـ
جزاكِ الله خيرا(/)
بشرى لرواد المجلس العلمي: تم افتتاح (مجلس المنهجية في طلب العلم)
ـ[مجلس المشرفين]ــــــــ[14 - Sep-2010, مساء 03:06]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يسر إدارة المجلس العلمي أن تبشركم بافتتاح
مجلس المنهجية في طلب العلم ( http://majles.alukah.net/forumdisplay.php?f=20)
فنأمل من الأفاضل أن يتفاعلوا معه تفاعلاً حسنًا؛ إسهاما في نشر الخير بين الناس، ودعوة إلى الله على بصيرة.
ونسأل الله العلي العظيم أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم.
ـ[أسامة]ــــــــ[14 - Sep-2010, مساء 03:12]ـ
ما شاء الله ... جزاكم الله خيرا ونفع بكم. وجعله في ميزان حسناتكم.
ـ[أبو حفص الشافعي]ــــــــ[14 - Sep-2010, مساء 03:14]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[14 - Sep-2010, مساء 03:21]ـ
مبارك عليكم.
ونسأل الله أن ينفع به.
ـ[تقى الدين أبو عبد الرحمن]ــــــــ[14 - Sep-2010, مساء 08:25]ـ
الله أكبر
بارك الله فيكم ونفع بكم
ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[14 - Sep-2010, مساء 08:28]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
الفائدة دائما بينكم يا كرام.
ـ[ابراهيم بن محمد الحقيل]ــــــــ[14 - Sep-2010, مساء 09:46]ـ
بشركم الله تعالى بالجنة ونفع بكم وزادكم توفيقا وسدادا
ـ[باحثة علم شرعي]ــــــــ[14 - Sep-2010, مساء 09:59]ـ
ماشاء الله ألف مبارك على هذا المجلس
بارك الله فيكم ونفع بكم
وداااااائما إلى الأمام
أحسن الله إليكم
ـ[أم نور الهدى]ــــــــ[15 - Sep-2010, صباحاً 06:57]ـ
جزاكم الله خيرا ..
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[15 - Sep-2010, مساء 08:04]ـ
فكرة جيّدة في تخصيص هذا المجلس وأسأل الله لكم التوفيق والتسديد دائما وبارك في جهودكم.
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[15 - Sep-2010, مساء 09:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اولا بارك فيكم ووفقكم لكل خير
ثانيا مالمطلوب من عمله ونحن معكم ان شاء الله قلباً وقالباً
ثالثاً لو أن هناك منهج سيبث انا ممكن اشارك في خدمة الطلبة في عمل المواد سؤال وجواب ولله الحمد والمنة قمت بعمل مواد الاكاديمية الإسلامية وقت دراستنا فيها كل موادها إلا القليل سؤال وجواب فقد نجحت الفكرة في تقريب الدارسة للطلبة وفقكم الله لكل خير
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[16 - Sep-2010, مساء 05:47]ـ
مبارك عليكم، ثبتكم الله وأيدكم، ونفع بكم ..(/)
من يفيدنا وأجره على الله
ـ[زكرياء الجزائري]ــــــــ[14 - Sep-2010, مساء 05:45]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف الحال اخوتي ان شاء الله انتم بخير اخوتي
هل صح هذا الدعاء عن ابي بكر رضي الله عنه
((اللهم أجعلني خيراً مما يظنون ولا تؤاخذني بما يقولون وأغّفر لي ما لا يعلمون))
من يفيدنا من الاخوة
وبارك الله فيكم
ـ[فهد العبر]ــــــــ[14 - Sep-2010, مساء 10:08]ـ
فاسئلوا اهل الذكر ان كنتم لاتعلمون
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[14 - Sep-2010, مساء 10:15]ـ
سمعت الشيخ الالباني رحمه الله في درسه هذه دعوتنا لما اثنى عليه الشيخ شقرة فبكى وقال واني ساقول ما قاله ابو بكر رضي الله عنه اللهم اجعلني خيرا مما يطنون الى اخر الاثر
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[14 - Sep-2010, مساء 11:08]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، ثم أما بعد ..
هذه العبارة أخي الفاضل الكريم عن أبي بكرٍ الصديق رضي الله عنه لم أقف عليها بسندٍ متصل معتبر؛ إنما هي مقاطيع تروى هنا وهناك.
وهذه الصيغة المروية كان السلف عموماً يقولونها عندما يمدحون من قبل الآخرين؛ تورعاً منهم رحمهم الله .. وهذا مروي عن محمد بن زياد.
وعلى كلٍ فالعبارة في معناها = صحيحة، وهي من باب التورع منهم رحمهم الله تعالى.
ـ[زكرياء الجزائري]ــــــــ[16 - Sep-2010, مساء 04:47]ـ
بارك الله فيكم اخوتي(/)
من أحكام التشهد
ـ[أبو عبد الله البحريني]ــــــــ[15 - Sep-2010, صباحاً 12:30]ـ
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. أما بعد:
فإن الأصل في تلقي العبادات ومنها الصلاة، هو الوحيين، كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وهذان الوحيان يفهمان بفهم الصحابة رضوان الله عليهم.
وها أنا مبتدأ في بحث مسألة الإصبع في التشهد (تحركها، وصفة قبضها، .. )، على طريقة أهل الحديث، رفع الله قدرهم، وأعلى ذكرهم، فأقول مستعيناً بالله:
الأصل في باب الصلاة، قول الله تعالى: (وأقيموا الصلاة)، ومن السنة ما رواه مالك بن الحويرث عن النبي، أنه قال: (صلوا كما رأيتمون أصلي).
فائدة: الأصل في أعمال الصلاة أنها للوجوب.
قال الإمام ابن حبان معلقاً على حديث مالك بن الحويرث: (صلوا كما رأيتموني أصلي) لفظة أمر تشتمل على كل شيء كان يستعمله صلى الله عليه وسلم في صلاته، فما كان من تلك الأشياء خصه الإجماع، أو الخبر بالنقل، فهو لا حرج على تاركه في صلاته، وما لم يخصه الإجماع، أو الخبر بالنقل، فهو أمر حتم على المخاطبين كافة، لا يجوز تركه بحال.
عن وائل بن حجر في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال _ في حديث طويل _ وفيه: ( ... فوضع _ أي النبي صلى الله عليه وسلم _ كفه اليسرى على فخذه وركبته اليسرى، وجعل حد مرفقه الأيمن على فخذه وركبته اليسرى، ثم قبض بين أصابعه فحلق حلقة، ثم رفع إصبعه فرأيته يحركها يدعوا بها، ثم جئت بعد ذلك في زمان فيه برد فرأيت
الناس عليهم الثياب تحرك أيديهم من تحت الثياب من البرد).
ومما جاء من آثار في الباب:
_ عن إربدة التميمي أنه قال: " سئل ابن عباس عن تحريك الرجل إصبعه في الصلاة؟ فقال: ذلك الإخلاص ".
_ وعن مجاهد قال: " تحريك الرجل إصبعه في الصلاة مقمعة للشيطان ".
تنبيه: أغلب الأحاديث والروايات والآثار جاء فيها ذكر الإشارة فقط دون تحريك، وهذه الرواية وغيرها من آثار أفادت معنى زائداً وهو التحريك، والإعمال أولى من الإهمال، ولا منافاة بين الإشارة والتحريك لا شرعاً، ولا لغةً، ولا حساً وعقلاً. فإنه يصدق على من حرك إصبعه أنه أشار به والله أعلم.
قال الإمام القرطبي في تفسيره: وذهب أكثر العلماء من أصحاب مالك إلى تحريكها.
متى يحركها؟
الصواب والله أعلم أنه يحركها من بداية تشهده إلى أن ينتهي منه قبل التسليم، وقد جاء في حديث وائل المشار إليه آنفاً قوله: (يحركها يدعوا بها) والتشهد كله من أوله إلى آخره دعاء، إما دعاء ثناء، وإما دعاء طلب. ودليل ذلك قول الله تعالى: ((وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم .. )) وهو صلوات الله عليه لم يكن في دعاءه طلباًً واستجاب الله له، وهذا دليل على أن من الدعاء ما يكون ثناء.
ويشهد لذلك قول الله تعالى: (وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين).
_ وقول الرسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم: (دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له) أخرجه الحاكم في مستدركه وصححه ووافقه الذهبي و الألباني.
_ وأخرج ابن ماجه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أفضل الدعاء الحمد لله، وأفضل الذكر لا إله إلا الله).
ويرى بعض العلماء تحريكها عند ذكر الله عز وجل فقط، وهذا مما لا دليل عليه، بل هو تحكم، والله أعلم.
ويرى غيرهم تحريكها عند دعاء الطلب، وهذا تحكم لأن لفظ الدعاء يشمل دعاء الثناء، ودعاء الطلب فلا يجوز قصره على أحدهما إلا بقرينة، ولا قرينة والله أعلم.
أين ينظر المصلي وهو في التشهد؟
ينظر المصلي وهو في تشهده إلى سبابته التي يحركها، لا إلى موضع سجوده.
فعن الزبير رضي الله عنه أنه قال في صفة تشهد النبي صلى الله عليه وسلم: ( ... وأشار بالسبابة ولم يجاوز بصره إشارته).
كيف يحركها؟
(يُتْبَعُ)
(/)
سئل الإمام أحمد في ذلك فقال: يشير بها شديداً. ورأيت الشيخ أبا إسحاق الحويني يحركها بسرعة اتجاه القبلة، ويقول: جاء في الحديث: (يحرِّكها)، ثم قال: هكذا علمني إياها الألباني رحمة الله عليه.
إلى أي جهة يحركها؟
عن ابن عمر في صفة تشهد النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (ويشير بإصبعه التي تلي الإبهام في القبلة).
يحركها اتجاه القبلة، فلا يخفظها كثيراً حتى يكون رأس السبابة إلى الأسفل، لأن هذا سينافي توجيهها إلى القبلة، والله أعلم.
ماهي صفة قبض الأصابع أثناء التشهد؟
للقبض في التشهد صفتان:
الأولى: ما جاء في حديث وائل بن حجر، قال: (وكان يحلق بهما حلقة)، ولفظ البيهقي (ثم عقد الخنصر والبصر ثم حلق الوسطى بالإبهام وأشار بالسبابة).
قال الشيخ ابن عثيمين مبيناً هذه الصفة: يقبض الخنصر والبنصر والوسطى ويحلق الإبهام مع الوسطى وتبقى السبابة مفتوحة لا يضمها.
الثانية: ماجاء عن ابن عمر، أنه قال: (ووضع يده اليمنى على ركبته اليمنى وعقد ثلاثة وخمسين وأشار بالسبابة).
قال الشيخ الألباني: وقد فسرت هذه اللفظة بأن يعقد المصلي الخنصر والبنصر والوسطى، ويرسل الإبهام إلى أصل المسبِّحة.
وقال الشيخ ابن عثيمين مبيناً هذه الصفة: يضم الخنصر والبنصر والوسطى ويضم إليها الإبهام وتبقى السبابة مفتوحة.
قال الشيخ الألباني: ولا تفضيل بين الصفتين بل كل منهما سنة ينبغي العمل بكل منهما أحياناً.
وقال الشيخ علي قاري: فينبغي للسالك أن يأتي بأحدهما مرة وبلأخرى مرة فإنه بالتحري أحرى.
فائدة: تحريك الإصبع والإشارة بها يكون في التشهدين جميعاً.
فجاء في حديث ابن الزبير أنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس في الاثنتين أو في الأربع يضع يديه على ركبتيه، ثم أشار بإصبعه).
مسألة:
إذا انتهى المأموم من تشهده، ولا زال الإمام في تشهده، فهل ينزل ويخفض المصلي إصبعه؟
الجواب: قال الشيخ الألباني: ففيه دليل على أن السنة أن يستمر في الإشارة، وفي تحركها، إلى السلام ا. هـ والظاهر أنه ينزل إصبعه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحركها يدعوا بها، والقاعدة الأصولية تقول الحكم يدور مع علته وجودا وعدماً، ألا وقد انتهى المأموم من الدعاء فله أن ينزلها _ إن لم يكن حافظاً لأدعية النبي في ذاك الموطن، وإن كان حافظاً فيدعوا بما ورد إلى أن يسلم الإمام ولا ينزلها _ وكلام الشيخ الألباني يوجه على هذا، والله أعلم.
من فوائد تحريك الإصبع والإشارة بها في التشهد:
? أن في ذلك توحيد وإخلاص، وهذا مأخوذ من قول النبي صلى الله عليه وسلم لمن إشار بإصبعيه في التشهد، قال له: أحِّد أحِّد. وأصلها وحد، وهو أمر بتوحيد الله وتوحيد الإصبع _ وسيأتي معنا قريباً _. وكما مر معنا لما سئل ابن عباس عن تحريك الرجل إصبعه في الصلاة؟ قال: ذلك الإخلاص. وسنده حسن.
? أن في ذلك التزام بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، كما جاء في حديث مالك بن الحويرث قوله صلى الله عليه وسلم: (صلوا كما رأيتموني أصلي). وقال جل في علاه: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم). قال الإمام أحمد: الفتنة الشرك.
? أن ذلك أدعى لإجابة الدعاء وغفران الذنوب لما فيه من التزام بالسنة.
? أن ذلك يؤذي الشيطان ويقمعه. " كان ابن عمر إذا جلس في الصلاة وضع يديه على ركبتيه، وأشار بإصبعه، وأتبعها بصره، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لهي أشد على الشيطان من الحديد) ".
? أن تحريك الرجل إصبعه، والإشارة بها في التشهد مبعد للسهو فيه.
قال ابن عمر: " هي مذبة للشيطان لا يسهو أحد وهو يقول هكذا _ ونصب الحميدي إصبعه _ ".
من المناهي الشرعية في التشهد:
_ عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: رأى النبي رجلاً يدعوا بإصبعيه _ في التشهد _
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أحِّد أحِّد، وأشار بالسبابة)، وفي رواية:
(وحِّد وحِّد).
_ وعن عبد الله بن دينار، قال: " رآني عبد الله بن عمر وأنا أدعوا وأشير بإصبعين، إصبع من كل يد فنهاني ".
نصيحة عزيزة ودرة نفيسة:
ينبغي للمسلم أن يعتني كل العتناء بحفظ ذكر التشهد لفظاً لفظاً، وحرفاً حرفاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن مسعود: علمني رسول الله التشهد وكفي بين كفيه كما يعلمني السورة من القرآن).
عن الأسود قال: " كان عبدالله _ بن مسعود _ يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن، فكان يأخذ علينا الألف والواو ".
وعن أبي العالية، قال: سمع ابن عباس رجلاً يقول حين جلس في الصلاة، يقول: الحمد لله قبل التشهد. فانتهره، وقال: ابدأ بالتشهد.
وللتشهد صيغ كثيرة أصحها باتفاق المحدثين تشهد ابن مسعود رضي الله عنه، قال ابن أم عبد فيه عن رسول الله: (التحيات لله، والصلوات، والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله).
وأما الصلاة على النبي بعد التشهد، ودعاء الطلب بعده، فليس هذا موضع بحثه.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان (2128)، وهو قول الشيخ الألباني.
حديث صحيح: أخرجه أحمد (4/ 318)، وأبو داود (727)، والنسائي (1/ 141 و 187)، والدارمي (1/ 314 – 315)، وابن الجارود (208)، والبيهقي (2/ 27 – 28 و132)، وابن خزيمة (714)، وابن حبان (485).
وصححه ابن حبان كما في خلاصة البدر المنير (ق 23/ 1)، وصححه ابن خزيمة ونقله عنه الحافظ في الفتح (2/ 178)، وصححه ابن الجارود، وابن الملقن، والنووي في المجموع (3/ 312)، وابن القيم في زاد المعاد (1/ 85)، والألباني في الصحيحة (7/ 551 – 554)، وفي الإرواء (2/ 69) وقال فيه: إسناده صحيح على شرط مسلم. وصححه أبو إسحاق الحويني في غوث المكدود (208).
أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (3244) وإسناده حسنه شيخنا الوليد بن سيف النصر.
أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (3245) وإسناده صححه شيخنا الوليد بن سيف النصر.
(1/ 404).
سورة الأنبياء (87 و88).
الشرح الممتع (4/ 146).
حديث حسن: أخرجه أبو داود (1/ 156)، والنسائي (1/ 187)، وأحمد (4/ 3)، وابن خزيمة (1/ 355/718). وحسنه الألباني في أصل صفة الصلاة (3/ 840).
أخرجه مسلم (2/ 90 – 91)، وأبو عوانة (2/ 223)، وأبو داود (1/ 156)، والنسائي (1/ 186)، وأحمد (2/ 65)، كلهم عن مالك به. وكذا أخرجه البيهقي (2/ 130).
سبق تخريجه ص1.
(2/ 131) وسنده صحيح. راجع صفة صلاة النبي للألباني.
الشرح الممتع (3/ 144).
أخرجه مسلم وأبو عوانة (2/ 225)، وأحمد (2/ 131).
أصل صفة الصلاة (3/ 850).
الشرح الممتع (3/ 144).
أصل صفة الصلاة (3/ 850).
أخرجه النسائي (1/ 173)، والبيهقي (2/ 132)، وصححه الألباني كما في الأصل (3/ 857).
نقله صاحب الموسوعة الفقهية الميسرة عن الشيخ (2/ 77).
أخرجه أحمد (2/ 119)، وحسنه الألباني في أصل صفة الصلاة (3/ 839).
أثر صحيح: هذه الزيادة على حديث ابن عمر في صفة تشهد النبي صلى الله عليه وسلم أخرجها الحميدي في مسنده (1/ 131)، وأبو يعلى (2/ 275)، وصحهها الألباني في الأصل (3/ 838).
أخرجه النسائي (1/ 187)، والحاكم (1/ 539)، وصححه الذهبي في تلخيص المستدرك، والهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 168) والألباني في الأصل (3/ 858).
أخرجه مالك في الموطأ (1/ 217) وهو صحيح، وانظر ما صح من آثار الصحابة في الفقه (1/ 255).
أخرجه البخاري (11/ 47)، ومسلم (2/ 14)، وغيرهم.
أثر حسن: أخرجه ابن أبي شيبة برقم (3007)، وانظر ما صح من آثار الصحابة في الفقه. .
أثر صحيح: أخرجه عبدالرزاق في مصنفه (2/ 198)، وابن المنذر في الأوسط (3/ 211)، وانظر ما صح من آثار الصحابة في الفقه.
متفق عليه، وقد سبق تخريجه.(/)
الانتصار لحجية قول الصحابي
ـ[أبو عبد الله البحريني]ــــــــ[15 - Sep-2010, صباحاً 12:34]ـ
* من أدلة القرآن على حجية قول الصحابي الأدلة التي حثت على اتباعهم وعدم مخالفتهم وأن لا يتبع غير سبيلهم. قال تعالى: ((فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا .. )) وقال: ((ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين .. )) وكقوله صلى الله عليه وسلم: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين .. ).
واعترض على مثل هذه الأدلة بأن المقصود هو اتباعهم كلهم وليس اتباع كل واحد منهم!
مثال وجوابه _ وينزل الجواب على الادلة كل بحسبه _ قال تعالى: ((والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان .. )). واعترض على مدلول الآية بالاعتراض السابق، والجواب من وجوه عدة، فيقال:
• إن الأصل في الأحكام المعلقة بأسماء عامة ثبوتها لكل فرد فرد من تلك المسميات.
• إن الآية اقتضت الثناء على من اتبع كل واحد منهم، فالآية اقتضت حصول الرضوان لكل واحد من السابقين والذين اتبعوهم.
• إن الأحكام المعلقة على المجموع يؤتى فيها باسم يتناول المجموع دون الأفراد: ((وكذلك جعلناكم أمة وسطاً)) وقوله: ((كنتم خبر أمة أخرجت للناس)) وقوله: ((ويتبع غير سبيل المؤمنين)) فإن لفظ الأمة ولفظ سبيل المؤمنين لا يمكن توزيعه على أفراد الأمة وأفراد المؤمنين، بخلاف لفظ السابقين فإنه يتناول كل فرد من السابقين.
• أن الآية تعم اتباعهم مجتمعين ومنفردين في كل ممكن، فمن اتبع جماعتهم إذا اجتمعوا واتبع آحادهم فيما وجد عنهم مما لم يخالفه فيه غيره منهم فقد صدق عليه أنه اتبع السابقين .. أما من خالف بعض السابقين فلا يصح أن يقال اتبع السابقين لا سيما إذا خالف هذا مرة وهذا مرة.
• لو لم يكن اتباعهم إلا فيما أجمعوا عليه كلهم لم يحصل اتباعهم إلا فيما قد علم أنه من دين الإسلام بالاضطرار، لأن السابقين الأولين خلق عظيم ولم يعلم أنهم أجمعوا إلا على ذلك .. إذ الاتباع في ذلك غير مؤثر.
• إن الصحابة ما استحقوا منصب الإمامة والاقتداء بهم إلا لكونهم هم السابقين، وهذه صفة موجودة في كل واحد منهم، فوجب أن يكون كل منهم إماماً للمتقين، كما استوجب الرضوان والجنة.
* أما الأدلة من السنة فقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم باتباع سنة الخلفاء الراشدين، وقال أبو معبد: " كان أبو بكر أعلمنا برسول الله "، وشهد رسول الله لابن مسعود بالعلم، وقال: (رضيت لكم ما رضي لكم ابن أم عبد)، ودعا لابن عباس بأن يفقهه الله في الدين ويعلمه التأويل، وضمه إليه مرة وقال: (اللهم علمه الحكمة)،، وناول عمر في المنام القدح الذي شرب منه حتى رأى الرِّيَّ يخرج من تحت أظفاره وأوله بالعلم، وأخبر أنه لو كان بعده نبي لكان عمر، وأخبر أن الله جعل الحق على لسانه وقلبه، وقال: (اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر) ..
قال الشيخ ابن عثيمين في شرح الأصول من علم الأصول (ص492) معلقاً على الحديث الأخير " وهذا نص صريح في أن قولهما حجة .. ثم قال: من نص الشرع على أن قولهم حجة فهذا واضح على أن قولهم حجة بنص الشرع، ومن عرفوا بالإمامة في الدين والفقه في العلم، فهؤلاء أيضاً القول بأن قولهم حجة قول قوي جداً .. ".
* الإجماع: نقل العلائي في كتابه إجمال الإصابة في أقوال الصحابة (ص66 - 67) إجماع التابعين على حجية قول الصحابي، فقال رحمه الله: الوجه السادس وهو المعتمد أن التابعين أجمعوا على اتباع الصحابة فيما ورد عنهم والأخذ بقولهم والفتيا به، من غير نكير من أحد وكانوا من أهل الاجتهاد أيضاً.
وقال ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين (4/ 123 ط الجيل): وأئمة الإسلام كلهم على قبول قول الصحابي ..
وقال في (4/ 152): لم يزل أهل العلم في كل عصر ومصر يحتجون بما هذا سبيله في فتاوى الصحابة وأقوالهم ولا ينكره منكر منهم، وتصانيف العلماء شاهدة بذلك، ومناظراتهم ناطقة به.
(يُتْبَعُ)
(/)
_ وقد ذكر ابن القيم في إعلام الموقعين في جل مجلدات الكتاب هذا المبحث، فمثلاً في مبحث التقليد أفتى بحرمة التقليد إلا تقليد أصحاب النبي، ولما ذكر الرأي أفتى بحرمة القول بالرأي إلا رأي أصحاب النبي، ثم لما تعرض للأدلة جعل من الأدلة الأصلية الشرعية قول الصحابي، وبين أن قول الصحابي لا يجوز أن يعدل عنه، بل هو الضابط لعمومات الوحيين الشريفين، وهو الفيصل في فهم الكتاب والسنة.
* الفتوى التي يفتي بها آحاد الصحابة لا تخرج عن ستة أوجه:
(1) أن يكون سمعها من النبي.
(2) أن يكون سمعها ممن سمعها منه.
(3) أن يكون فهما من آية في كتاب الله فهماً خفي علينا.
(4) أن يكون قد اتفق عليها ملؤهم ولم ينقل إلينا إلا قول المفتي بها وحده.
(5) أن يكون لكمال علمه باللغة، ودلالة اللفظ على الوجه الذي انفرد به عنا، أو لقرائن حالية اقترنت بالخطاب، أو لمجموع أمور فهموها على طول الزمان من رؤية النبي ومشاهدة أحواله وأفعاله وسيرته وسماع كلامه والعلم بمقاصده وشهود تنزيل الوحي فيكون فهم ما لم نفهمه نحن .. وعلى هذه التقادير الخمسة تكون فتواه حجة يجب اتباعها. و (6) أن يكون فهم ما لم يرده الرسول وأخطأ في فهمه، وعلى هذا التقدير لا يكون قوله حجة .. ومعلوم قطعاً أن وقوع احتمال من ستة أغلب على الظن من وقوع احتمال واحد معين، وذلك يفيد ظناً غالباً قوياً.
* ومما يدل على حجية قول الصحابي ما ذهب إليه جمهور العلماء ومنهم الأئمة الأربعة، أنه إذا اختلف الصحابة على قولين لم يجز إحداث قول ثالث بعدهم، فقول الصحابي الذي لم يشتهر أو لم يعلم اشتهاره من عدمه ليس هو حينئذ أقل حالاً أو شأناً في الاحتجاج به وعدم مخالفته من عدم جواز إحداث قول ثالث حين اختلافهم على قولين معلومين.
* ويكفي في الاحتجاج بأقاويل الصحابة أن هذا المذهب هو الذي عليه السلف من الصحابة والتابعين واتباعهم ولا يعرف عنهم غيره، وما جاء عنهم في ذلك كثير، نذكر منه:-
? ما كتبه عمر لأهل الكوفة، وجاء فيه: " قد بعثت إليكم عمار بن ياسر أميراً وعبد الله بن مسعود معلماً ووزيراً، وهما من النجباء من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم من أهل بدر، فاقتدوا بهما، واسمعوا قولهما، وقد آثرتكم بعبد الله على نفسي ". [أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 8)، والطبراني في الكبير (9/ 86)، وقال الهيثمي في المجمع (9/ 291): رجاله رجال الصحيح غير حارثة وهو ثقة].
? عن عبد الله بن عمر " أن عمر بن الخطاب رأى على طلحة بن عبيد الله ثوباً مصبوغاً وهو محرم، فقال عمر: ما هذا الثوب المصبوغ يا طلحة؟ فقال طلحة: يا أمير المؤمنين إنما هو مدر _ الطين المتماسك _ فقال عمر: إنكم أيها الرهط أئمة يقتدي بكم الناس .. ". [أخرجه مالك في الموطأ (779) وإسناده صحيح على شرط الشيخين، وصحح الأثر من طريق أخرى عن نافع به ابن حجر في المطالب العالية (6/ 37/1187 العاصمة)، والبوصيري في إتحاف الخيرة المهرة _ المختصرة_ (4/ 330/2970)].
? عن عبد الرحمن بن يزيد، أكثروا على عبد الله ذات يوم، فقال عبد الله: " إنه قد أتى علينا زمان ولسنا نقضي ولسنا هنالك، ثم إن الله عز وجل قدر علينا أن بلغنا ما ترون، فمن عرض له منكم قضاء بعد اليوم فليقض بما في كتاب الله، فإن جاء أمر ليس في كتاب الله فليقض بما قضى به نبيه صلى الله عليه وسلم، فغن جاء امر ليس في كتاب الله ولا قضى به نبيه صلى الله عليه وسلم فليقض بما قضى به الصالحون ... ". [أخرجه النسائي في الصغرى (8/ 230)، وفي الكبرى (3/ 468 - 469/ 5945)، وابن عبد البر في جامع بيان العلم (2/ 847/1597)، والخطيب في الفقيه والمتفقه (536)، والدارمي (1/ 270/272) من طريق الأعمش به. قال النسائي: هذا الحديث جيد جيد. وصحح إسناده الألباني في صحيح سنن النسائي (4987) .. وقد ثبت الأثر عن عمر بنحوه في رسالته إلى شريح، وصحح إسناده الألباني في صحيح سنن النسائي (4989)].
? وجاء عن ابن عباس أن قال للخوارج لما جاء ليناظرهم: " أتيتكم من عند أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار لأبلغكم ما يقولون فعليهم نزل القرآن وهم أعلم بالوحي منكم وفيهم أنزل، وليس فيكم منهم أحد .. ". [أخرجه الحاكم في مستدركه (2/ 150) وإسناده صحيح على شرط مسلم].
(يُتْبَعُ)
(/)
? عن عبيد الله بن أبي يزيد، قال: كان ابن عباس رضي الله عنهما إذا سئل عن الامر فكان في القرآن أخبر به، وإن لم يكن في القرآن وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر به، فإن لم يكن فعن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فإن لم يكن قال فيه برأيه ". [أثر صحيح، أخرجه الدارمي (1/ 265/168)، والحاكم (1/ 127)، والبيهقي (10/ 115)، وفي المدخل (رقم:73) من طرق عن سفيان به، وصحح إسناده البيهقي].
? عن صالح بن كيسان، قال: " اجتمعت أنا والزهري ونحن نطلب العلم،فقلنا نكتب السنن، فكتبنا ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: نكتب ما جاء عن أصحابه فإنه سنة، فقلت أنا: ليس بسنة فلا نكتبه. قال: فكتب ولم أكتب فأنجح وضيعت ". [أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (20487) في جامع معمر، وابن سعد في الطبقات الكبرى (2/ 288)، والخطيب في تقييد العلم (رقم:221)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 360) من طريق معمر عن صالح بن كيسان به].
? عن عامر الشعبي، قال: " ما حدثوك عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فخذه، وما قالوا برأيهم فبُل عليه ". [أخرجه عبد الرزاق (11/ 256) في جامع معمر وإسناده صحيح].
وممن ذهب إلى حجية قول الصحابي الأئمة الأربعة:-
? أبو حنيفة: " ما بلغني عن صحابي أنه أفتى به فأقلده، ولا أستجيز خلافه " [شرح أدب القاضي 1/ 185 - 187]، بل قال فيمن هو دونهم: " من كان من أئمة التابعين وأفتى في زمان الصحابة وزاحمهم في الفتوى، وسوغوا له الاجتهاد، فأنا أقلده، مثل شريح والحسن ومسروق وعلقمة " [أخرجه الهروي في ذم الكلام وأهله (5/ 207)].
? إمام دار الهجرة: تصرفه في موطئه دليل على أنه يرى أن قول الصحابي حجة، وقال ابن القيم في إعلام الموقعين (1/ 33 ط الجيل): وأما مالك فإنه يقدم الحديث المرسل والمنقطع والبلاغات وقول الصحابي على القياس .. وقال الشاطبي في الموافقات (4/ 80 ط المعرفة): بالغ مالك في ذلك المعنى _ أي اتخاذ الصحابة قدوة وسيرتهم قبلة _.
? الإمام الشافعي: قال في كتابه الأم _ وهو من كتبه الجديدة _ (7/ 265): ما كان الكتاب والسنة موجودين، فالعذر على من سمعهما مقطوع إلا باتباعهما، فإن لم يكن ذلك صرنا إلى أقاويل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أو واحد منهم .. _ثم قال: _ والعلم طبقات: الأولى: الكتاب والسنة إذا ثبتت السنة. الثانية: الإجماع فيما ليس فيه كتاب ولا سنة. الثالثة: أن يقول بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولا نعلم له مخالفاً منهم .. ثم أتم الباقي.
وأخرج البيهقي في مناقب الشافعي (1/ 367) عن الربيع بن سليمان، قال: قال الشافعي: " لا يكون أن تقول إلا عن أصل أو قياس على أصل. والأصل: كتاب، أو سنة، أو قول بعض أصحاب النبي، أو إجماع الناس ".
? الإمام المبجل أحمد ابن حنبل: وقوله في المسألة أشهر من علم على رأسه نار .. ومثال ذلك ما جاء في رسالة الإمام أحمد إلى أبي عبد الرحيم محمد بن أحمد بن الجراح الجوزجاني، وقال فيها: " .. وأن من تأول القرآن بلا سنة تدل على معناها أو معنى ما أراد الله عز وجل أو أثر عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويعرف ذلك بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه، فهم شاهدوا النبي وشهدوا تنزيله وما قصه له في القرآن، وما عني به وما أراد به، وخاص هو أو عام، فأما من تاوله على ظاهره بلا دلالة من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحد من أصحابه، فهذا تأويل أهل البدع، لأن الآية قد تكون خاصة ويكون حكمها حكماً عاماً، ويكون ظاهرها على العموم، فإنما قصدت لشيء بعينه. ورسول الله المعبر عن كتاب الله عز وجل وما أراد، وأصحابه أعلم بذلك منا لمشاهدتهم الأمر وما أريد بذلك ... [أخرجها الخلال في السنة (1103) وذكرها ابن تيمية في الفتاوى (7/ 390)].
هذا ما تيسر ذكره والحمد لله رب العالمين.
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[15 - Sep-2010, صباحاً 09:38]ـ
الامر فيه خلاف وقول الصحابي قد يكون حجة اذا لم يخالف النص او لم يعرف له مخالف وانتشر قوله بين الصحابة
اما التوسع في ذلك كما حال بعض الاخوة اليوم للاسف فمجرد يسمع قولا عن الصحابي يقول خلاص اجماع الصحابة لا يعرف له مخالف ويبدا يشنع على المخالفين الذين على مذاهب الائمة رحمه الله ويبقى ان الصحابة كأفراد غير معصومين, ولهذا نجد ان الامام ابن حزم يرى ان قول الصحابي ليس بحجة لان الحجة في كلام الله ورسوله والا لزم من ذلك جعل قول الصحابي كقول النبي صلى الله عليه وسلم وهذا لا يقول به احد.
ومن عجائب ذلك اني سمعت ان احد المشايخ ينقل الاجماع!! في ان المرضع والحامل ليس عليهما الا الاطعام وبحجة هذا هو المروي عن ابن عباس وابن عمر وانهما لا يعرف لهما مخالف!!! وانت لما تبدأ تبحث في كتب المسندة تجد في مصنف عبد الرزاق بن همام الصنعاني انه روى عن سفيان وعن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال: المرضع والحامل يفطران في نهار رمضان ويقضيانه صياما ولا يطعمان. او كما قال وهو في باب المرضع والحامل انظر رعاك الله كيف التساهل في ادعاء الاجماع مع ان هذه احدى روايات عن ابن عباس وايضا القول باسقاط القضاء مخالف لصريح القران وكذلك فتواهما لم تكن في عهد الصحابة الكبار كابي بكر وعمر وايضا لو كان هذا حكم النبي صلى الله عليه وسلم لنُقل الينا لان هذا مما تدعو الدواعي الى نقله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الله البحريني]ــــــــ[19 - Sep-2010, صباحاً 12:54]ـ
كلامي إنما هو في باب التقعيد وليس في باب التطبيق(/)
الشيخ عبد الله المنيع متحديا: الذهب ذهب وإن علاه الصدأ .. !!
ـ[سالم السمعاني]ــــــــ[15 - Sep-2010, مساء 08:07]ـ
الذهب ذهب وإن علاه الصدأ
الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع
صحيفة الرياض
كنت في جلسة مع أحد إخواننا ذوي الشفافية في التدين - علماني - وقد جرى الحديث معه حول الحياة الدنيا وعمر الإنسان فيها وكرامته وفضله عند ربه وتمييزه على سائر المخلوقات بعقله وقوة إدراكه وسرعة ذلك منه وأن الله ميزه على مخلوقاته بأنه تعالى باشر خلق أصله بيده الكريمة ونفخ فيه من روحه الشريفة. وذكر أن حكمة خَلقه عبادة ربه. وأن الحياة محدود ومتبوعة بحياة أبدية الناس فيها فريقان، فريق في الجنة وفريق في السعير، خالدين في الحالين إلا ما شاء. وذكر أن ما قلته له محل نظر وليس لديه ما يؤكد هذا القول ولكنه يرى أن الإنسان يجب عليه أن يحترم أخاه الإنسان وأن يعيش معه تعايشاً سلمياً بغض النظر عن ديانته وعن طائفته في الديانة وعن جنسه ولونه ومكان أرضه. وأن بني الإنسان جنس من المخلوقات العامة يجب أن يعيش هذا الجنس عيشة سليمة كما تعيش المخلوقات الأخرى إلى آخر ما قاله مما هو منطق الدهريين نعيش ونحيى وما يهلكنا إلا الدهر ...
اشتد عليَّ هذا الأخ ووصفني بالرجعية والتأخر عن إدراك معنى الحياة والوجود ولكني استعرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال عن قومه: «اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون». وقلت اللهم اهد أخي فإنه لا يعلم. فقلت له: يا أخي هذا شيك بعشرة آلاف ريال في مقابل أن تقرأ كتاب الله - القرآن كاملاً - مرة واحدة بتأمل وتدبر كأنه رسالة مرسلة إليك من عزيز عليك وأن تعاهدني على ذلك وأن تحدد لي معك جلسة أخرى بعد انتهائك من القراءة فأخذ الشيك وأعطاني عهداً ألا يصرفه إلا بعد القراءة.
وبعد أسبوع اتصل بي وطلب تحديد وقت للجلسة الثانية حيث أتم قراءة القرا وعند الاجتماع به أعاد لي الشيك حيث لم يصرفه وأعطاني شيكاً بعشرين ألف ريال!! وقال: أما شيكك فقد كان له أثر كبير في إخراجي من الظلمات إلى النور، ومن الحيرة والشك إلى الحقيقة واليقين. وأسأل الله أن يجزيك عني خير ما جازى به داعياً إلى ربه. فقد قرأت كتاب الله وفاءً بالعهد فوجدت فيه من العظة والعِبر وأسباب حياة القلب ما قادني إلى الأمل من الله أن أكون بعد الموت من فريق الجنة وأما الشيك الآخر المسحوب مني لك فهو جزاء إنقاذك إياي من ظلمات الشك والحيرة إلى أنوار اليقين. فقلت: يا أخي ما رأيك أن نغيرالشيكين إلى شيك لصالح جمعية تحفيظ القرآن شكراً لله على هذه النتيجة المباركة. ثم قال يا أخي والله ثم والله ما كان مني ومن إخواني العلمانيين من الشك والريب إلا نتيجة الجهل والكِبر والتكبُّر على الاتجاه إلى أسباب الهداية والرشاد، فوالله - وأنا اليوم أعرف من أحلف به - ما جعلنا بهذا المسلك والأثيم من الشك والحيرة والارتياب بل قد يصل الأمر إلى الكفر بالله إلا جهلنا بكتاب الله وبعدنا عن الأخذ بحبله المتين وصراطه المستقيم. إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء .. والله المستعان.
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[15 - Sep-2010, مساء 09:23]ـ
ثم قال يا أخي والله ثم والله ما كان مني ومن إخواني العلمانيين من الشك والريب إلا نتيجة الجهل والكِبر والتكبُّر على الاتجاه إلى أسباب الهداية والرشاد،
هذا هو مربط الفرس
ـ[بشير محمود سليمان]ــــــــ[16 - Sep-2010, مساء 03:50]ـ
والله الذهب ذهب
جزاك الله خيرا
ـ[سالم السمعاني]ــــــــ[16 - Oct-2010, صباحاً 01:36]ـ
بارك الله فيكم
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[16 - Oct-2010, صباحاً 06:24]ـ
نظرا لأن المادة مبتورة وللأمانة في النقل حيث موقع الألوكة لايرضى بمثل هذا النشر المبتور فإنني أضع بين أيديكم نص المقال ..
وهذا نص المقال كما هو منشور في الصحيفة ...
نافذة على المجتمع
الذهب ذهب وإن علاه الصدأ
الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع
(يُتْبَعُ)
(/)
كنت في جلسة مع أحد إخواننا ذوي الشفافية في التدين - علماني - وقد جرى الحديث معه حول الحياة الدنيا وعمر الإنسان فيها وكرامته وفضله عند ربه وتمييزه على سائر المخلوقات بعقله وقوة إدراكه وسرعة ذلك منه وأن الله ميزه على مخلوقاته بأنه تعالى باشر خلق أصله بيده الكريمة ونفخ فيه من روحه الشريفة. وذكر أن حكمة خَلقه عبادة ربه. وأن الحياة محدود ومتبوعة بحياة أبدية الناس فيها فريقان، فريق في الجنة وفريق في السعير، خالدين في الحالين إلا ما شاء. وذكر أن ما قلته له محل نظر وليس لديه ما يؤكد هذا القول ولكنه يرى أن الإنسان يجب عليه أن يحترم أخاه الإنسان وأن يعيش معه تعايشاً سلمياً بغض النظر عن ديانته وعن طائفته في الديانة وعن جنسه ولونه ومكان أرضه. وأن بني الإنسان جنس من المخلوقات العامة يجب أن يعيش هذا الجنس عيشة سليمة كما تعيش المخلوقات الأخرى إلى آخر ما قاله مما هو منطق الدهريين نعيش ونحيى وما يهلكنا إلا الدهر.
فقلت: يا أخي سأسلك معك في هذا الحوار مسلك جماعة التبليغ في دعوتهم وصبرهم على الأذى في سبيل تبليغ الدعوة حيث يدير واحدهم خده الآخر لمن يصفع خده الأول رداً على دعوته ومع ذلك يواصل دعوته برفق ولين وحكمة وصبر.
فقد اشتد عليَّ هذا الأخ ووصفني بالرجعية والتأخر عن إدراك معنى الحياة والوجود ولكني استعرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال عن قومه: «اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون». وقلت اللهم اهد أخي فإنه لا يعلم. فقلت له: يا أخي هذا شيك بعشرة آلاف ريال في مقابل أن تقرأ كتاب الله - القرآن كاملاً - مرة واحدة بتأمل وتدبر كأنه رسالة مرسلة إليك من عزيز عليك وأن تعاهدني على ذلك وأن تحدد لي معك جلسة أخرى بعد انتهائك من القراءة فأخذ الشيك وأعطاني عهداً ألا يصرفه إلا بعد القراءة.
وبعد أسبوع اتصل بي وطلب تحديد وقت للجلسة الثانية حيث أتم قراءة القرا وعند الاجتماع به أعاد لي الشيك حيث لم يصرفه وأعطاني شيكاً بعشرين ألف ريال وقال: أما شيكك فقد كان له أثر كبير في إخراجي من الظلمات إلى النور، ومن الحيرة والشك إلى الحقيقة واليقين. وأسأل الله أن يجزيك عني خير ما جازى به داعياً إلى ربه. فقد قرأت كتاب الله وفاءً بالعهد فوجدت فيه من العظة والعِبر وأسباب حياة القلب ما قادني إلى الأمل من الله أن أكون بعد الموت من فريق الجنة وأما الشيك الآخر المسحوب مني لك فهو جزاء إنقاذك إياي من ظلمات الشك والحيرة إلى أنوار اليقين. فقلت: يا أخي ما رأيك أن نغيرالشيكين إلى شيك لصالح جمعية تحفيظ القرآن شكراً لله على هذه النتيجة المباركة. ثم قال يا أخي والله ثم والله ما كان مني ومن إخواني العلمانيين من الشك والريب إلا نتيجة الجهل والكِبر والتكبُّر على الاتجاه إلى أسباب الهداية والرشاد، فوالله - وأنا اليوم أعرف من أحلف به - ما جعلنا بهذا المسلك والأثيم من الشك والحيرة والارتياب بل قد يصل الأمر إلى الكفر بالله إلا جهلنا بكتاب الله وبعدنا عن الأخذ بحبله المتين وصراطه المستقيم. إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء. والله المستعان.(/)
اين اجد بحث الشيخ سعد
ـ[محمد الصواعي]ــــــــ[15 - Sep-2010, مساء 08:31]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اين اجد بحث الشيخ سعد في حكم صيام يوم السبت؟
ارجوا المساعدة
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[15 - Sep-2010, مساء 09:17]ـ
عليك السلام ورحمة الله وبركاته
تجده أخي الكريم على هذا الرابط:
http://www.alukah.net/Web/homayed/10182/19309/(/)
انظر كيف يفعل الاخلاص ... كاميليا تهز العالم
ـ[مسلم طالب العفو]ــــــــ[15 - Sep-2010, مساء 09:45]ـ
انظر كيف يفعل الاخلاص ... كامليا تهز العالم
ان الفعل لو صدر باخلاص ويقين يكون له الاثر العجيب
بل على مر العصور
ولما كان الصحابة رضوان الله عليهم عظيمى ا لاخلاص واليقين امتد نورهم واعمالهم عبر الازمان ويمتد
لكأنى بيقينها واخلاصها وايمانها (نحسبها كذالك)
أحيا قلوب المسلمين وحرك قلوب الكفار نحو التفكر فى الاسلام
وأعزت الدين اعزها الله
وأغاظت الكفار
ووالله حتى لو قتلوها
فقد نشر الله بها خير ما فعله أحدنا طيلة عمره
غلام أصحاب الاخدود رضى بالموت مقابل أن يؤمن الناس
وان اسلام الاخت كاميليا أ برز القوة الكامنة فى قلوب المسلمين قوة الايمان
وأبرز خطر النفاق ... وخطر ضياع عقيدة الولاء والبراءوان كانت هذه القوة محجمة مكبوتة بسبب الذنوب والمعاصى ذنوب المسلمين عامة والمنتسبين للصف الاسلامى خاصة
أما فينا حتى الان أصحاب ذنوب نحن
أما فينا من يحرص على الرياء والسمعة والشهرة والتنافس على الدنيا والرياسة
اما فينا من كلام شيخة مقدم على الدليل
اما فينا جاهلية وحرص على المال
والدنيا أحب الينا من الله ورسوله
أما فينا تنازع وفشل
ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم
قال المفسرون (ريحكم) قوتكم
كل هذا حري أن يتأخر به النصر
هذه تذكرة بسيطة لاخوانى الذين أحبهم فى الله
ـ[مسلم طالب العفو]ــــــــ[18 - Sep-2010, مساء 06:22]ـ
ووالله حتى لو قتلوها
فقد نشر الله بها خير ما فعله أحدنا طيلة عمره
ـ[أبورينال السلفى]ــــــــ[18 - Oct-2010, صباحاً 03:59]ـ
السلام عليكم
نسال الله عزوجل أن يثبتها على الحق هى ةأخوانها وأخواتها.
ـ[أبو حفص الشافعي]ــــــــ[18 - Oct-2010, صباحاً 04:56]ـ
نسال الله عزوجل أن يثبتها على الحق هى وأخواتها.
ـ[أبو أسماء الحنبلي النصري]ــــــــ[20 - Oct-2010, صباحاً 06:49]ـ
ثبتها الله تعالى على التوحيد،
{فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ}.(/)
العلامة ابن عثيمين: من سب عائشة يستتاب وإلا قتل وتلقى جيفته في حفرة
ـ[الأحنف بن قيس]ــــــــ[16 - Sep-2010, صباحاً 12:44]ـ
قال العلامة ابن عثيمين – رحمه الله تعالى-:
" .. أجمع العلماء على أن من رمى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بما جاء في حديث الإفك فإنه كافر مرتد كالذي يسجد للصنم فإن تاب وأكذب نفسه وإلا قتل كافرا لأنه كذب القرآن.
على أن الصحيح أن من رمى زوجة من زوجات الرسول- صلى الله عليه وسلم- بمثل هذا فإنه كافر لأنه متنقص لرسول الله صلى الله عليه وسلم
كل من رمى زوجة من زوجات الرسول بما برأ الله منه عائشة فإنه يكون كافرا مرتدا يجب أن يستتاب فإن تاب وإلا قتل بالسيف وألقيت جيفته في حفرة من الأرض بدون تغسيل ولا تكفين ولا صلاة لأن الأمر خطير.
(انظر شرح رياض الصالحين 3/ 13)(/)
كلمات في فقه الأسباب والإمكانات أ. د. ناصر العمر
ـ[ابن غنّام]ــــــــ[16 - Sep-2010, صباحاً 02:21]ـ
كلمات في فقه الأسباب والإمكانات
أ. د. ناصر العمر | 25/ 9/1431 هـ (ص)
http://www.almoslim.net/files/images/030_2.jpg
المواقف الكثيرة المثبتة في القرآن الكريم عن قوم موسى عليه السلام وما قابلوه به من العصيان، تخيل إليك في بعض الآونة أن لا خير في القوم أبداً، والحق أن الخير فيهم كان موجوداً لكنه قليل بالنسبة للأغلبية، بل كان في قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون، كما قال الله تعالى: {وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ} [الأعراف: 159]، والظاهر أن هؤلاء كانوا قلة في زمن موسى وكانوا مستضعفين بين جمهور القوم، ولهذا لم تكن كلمتهم تسمع في الأحداث، كما لم تسمع كلمة هارون في العجل، ومن هذه الأمة الرجلين المذكورين فهم من قوم موسى على الصحيح من أقوال المفسرين، وقد قاما واعظين مع موسى مذكرين بني إسرائيل بما أخبر الله: {قَالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [المائدة: 23]، ومن المؤمنين كذلك في قوم موسى فتاه وهو يوشع بن نون على قول جمهور المفسرين، ومع وجود مثل هذه الطائفة المباركة، كان عناد جمهور القوم ومعارضتهم رسل الله وأمره عظيماً، حتى قارف القوم ما قارفوا وأنبياء الله بين أظهرهم يحاولون ثنيهم، يعظون ويذكرون وينذرون ولكن لا حياة لمن تنادي! وفي هذا دروس منها:
-1 - على العصابة المؤمنة وإن كانت قلة أن تجتهد طاقتها في إصلاح الجمهور، والأخذ على أيديهم وقيادهم نحو ما يرضي ربهم، وهذا دأب أنبياء الله ورسله، عليهم السلام، وتلك هي سنتهم.
-2 - إذا فعل المؤمنون ما في وسعهم وبذلوا طاقتهم ولم يُستجب لهم بل نزلت العقوبة على أقوامهم فعليهم ألا ييأسوا ولا يحزنوا، وما فاتهم من الأجر والمغنم المتمثل في هداية الناس مدخر لهم عند ربهم إن صحت النيات، وانظر كيف عقب الله على خبر قوم موسى لمّا امتنعوا من دخول القرية وجابهوه بتلك المقالات القبيحة، قال سبحانه وتعالى: {قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} [المائدة: 26].
-3 - من الدروس المهمة الحساسة التي لابد من التعرض لها هنا ضرورة التفريق بين موسى وهارون والرجلين ومن معهما من المؤمنين، وبين بقية قوم موسى المرجفين الممتنعين عن الأمر الرافضين لدخول القرية .. مع أنه من المعلوم أن القرية لم يدخلها أحدٌ، لا موسى ومن معه من المؤمنين الصادقين، ولا القوم الفاسقون الممتنعون، فعندما أحجم هؤلاء وقالوا لموسى: (اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون)، لم يذهب موسى ومن معه من الصادقين مقاتلين فاتحين للقرية، مع أن موسى قال لقومه: (يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم)، فبين أن الله كتب الأرض لهم، وأقر قول الرجلين: (ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون)، وذلك أن الجبارين فيما ذكر المفسرون قد ألقى الله الرعب في قلوبهم من قوم موسى، وهذا يدلك على أن الأخذ بالأسباب لابد منه، ولهذا لم يكتب الله الأرض المقدسة لهم بغير دخولهم على الجبارين، ومن جملة ما يدلك على وجوب الأخذ بالأسباب الممكنة لا الحالة المتوفرة ترك موسى ومن معه من المؤمنين القلة للدخول بعد خذلان الجمهور لهم، وهذا يبين لنا أن من يقحمون العصابة المؤمنة القليلة في مواجهات لم يكتمل لهم الأخذ بأسبابها الممكنة ما أصابوا، كما أنه يدلك على أن الأمة التي تترك واجباتها وتنبذ أمر الله لها، ليست جديرة بالنصر والتمكين، وحري بها أن تتيه وأن تضل، وأن النصر إنما يأتي بعد أن تتأهل الأمة له، فتكون جديرة به.
وهذا درس عظيم تحتاج الأمة إلى فهمه على وجهه، وحتى لا تبعد بعض العقول عن فهم المراد أقول الناس ثلاثة:
- فمن الناس من يُقْحِمُ الأمَّةَ في مواجهات لم يُعِدَّ لها الإعداد المشروع وهذا هو محل الذم.
-ومن الناس من يُقْحَم هو في مواجهة لم يُعِدَّ لها يراد بها استئصاله واستئصال العصابة المؤمنة، فحري بمثل هذا أن يقاوم ويجاهد لأنه في موقع الدفاع عن نفسه وماله ودينه, ومثل هذا محمود على جهاده ومقاومته غير مذموم، وقد مضت سنة الله بنصرة المستضعفين، وإدارة الدائرة على الباغين الظالمين.
- وقسم ثالث أخير، يتحمل عنت المجاهدة في خاصة نفسه مع ضعف إمكاناته وإن أصابه ما أصابه، ولكنه لا يعنت غيره، ولا يسبب لهم الأذى الذي لم يكلفهم الله التعرض له، ولا يتسبب في مفسدة أعظم من المصلحة التي قصد تحقيقها فهذا صنيعه محل اجتهاد يُعَيِّن الأصوب فيه رد الأمر إلى الموازنة بين المصالح والمفاسد المعتبرة شرعاً، وكثير من هذا محل اجتهاد لا ينبغي التثريب على المخالف فيه، والله يتجاوز عن الخطأ إن صحت النيات بل قد يعظم أجر المجتهد، وإياه نسأل أن يلهم العاملين للإسلام الحادبين عليه الصواب.(/)
تفضل بالدخول لتعرف كيف ترد علي كل من يقول بأن هناك بدعة حسنة
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[16 - Sep-2010, صباحاً 05:28]ـ
كان النبي- صلى الله عليه وسلم- يقول في خطبته كما في حديث جابر:" إن كل بدعة ضلالة " وفي بعض الروايات:" وكل ضلالة في النار ". وحديث العِرباض بن سارية الذي أخرجه الترمذي وبن ماجة وأحمد وغيرهم:" إياكم و محدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة "، وكان النبي- عليه الصلاة والسلام- يكرر هذا كثيراً في خُطَبِه، وحديث عائشة في الصحيحين:" من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ".
فنأتي على قوله- صلى الله عليه وسلم-:" كل بدعة ضلالة "، فهذه جملة كما يقول أهل العلم هي جملة موجبة كُليه.
ماذا تعني موجبة؟ موجبة: أي لم يسبقها نافٍ كليه مصدرة بلفظ كل أو بكلمة كل التي تفيد العموم من أقوى صيغ العموم لفظة كل، فعندما يقول النبي- صلى الله عليه وسلم-:" كل بدعة ضلالة "، لا يجوز لأحد قط أن يقول لا، بل هناك بدعة حسنة لأنه يوجد بعض الناس يقول أن هناك بدعة حسنة لا، لا يوجد شيء اسمه بدعة حسنة بعد هذا الكلام من النبي- عليه الصلاة والسلام- و لا يجوز لأحد قط أن يسلب عموم هذه الكلمة أو عموم هذا الحديث فإن الذي يقول بالبدعة الحسنة أقرب إلى مشاققة الرسول- صلى الله عليه وسلم- من تأويل هذا الحديث ,لأن لما يقول:" كل بدعة ضلالة "، فإذا قال رجل هناك بدعة حسنة كأنما يرد على النبي- عليه الصلاة والسلام- ويقول: لا يا رسول الله ليس كل بدعة ضلالة بدليل أن هناك بدعة حسنة الذين قالوا بالبدعة الحسنة خصصوا عموم هذا الحديث بعدة أدلة:
الدليل الأول: قول عمر في صحيح البخاري لما جمع الناس على أُبي بن كعب في صلاة التراويح ونظر إليهم وهم يصلون وهم مجتمعون وقد أسرج في المسجد قال: "نعمة البدعة هي "، فقال لك هذا هو عمر بن الخطاب ها هو يقول نعمة البدعة، إذاً هنا نعمة البدعة أي بدعة حسنة، بدعة جيدة، بدعة مدحها عمر بن الخطاب بقوله نعمة البدعة هي، قال لك هذا الحديث يخصص عموم قوله- صلى الله عليه وسلم-" كل بدعة ضلالة ".
فنحن نقول تخصيص العموم الوارد في أحاديث النبي- صلى الله عليه وسلم- بقول الصاحب فيه اختلاف بين أهل العلم: منهم من يقول قول الصاحب لا يخصص ومنهم من يقول إنه يخصص، أنا لن ادخل في الخلاف الأصولي في هذه المسألة حتى لا أُفرع الكلام، لكن نرجع فنقول أي بدعة قصدها عمر -رضي الله عنه- أهي بدعة صلاة التراويح؟ الجواب لا , لأنه في حديث جابر في الصحيحين أن النبي- صلى الله عليه وسلم-:" صلى بالناس يومين أو ثلاثة فاجتمع الناس في اليوم الثالث أو الرابع فلم يخرج إليهم رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- ثم قال لهم بعد ذلك: إني علمت مكانكم_أعرف أنكم منتظرين وأنكم اجتمعتم لأُصلي بكم_ لكنني خشيت أن تفرض عليكم ". فالذي صلى صلاة التراويح وشرعها هو رسول الله- صلى الله عليه وسلم-.
أين موضع البدعة في قول عمر- رضي الله عنه-؟ موضع البدعة في قول عمر هو أنه جمع المسلمين على إمام واحد طيلة الشهر، هذا لم يفعله أبو بكر -رضي الله عنه- أول من فعل هذا هو عمر بن الخطاب، فعندما يقول عمر - رضي الله عنه- نعمة البدعة هي فالمقصود هنا البدعة اللغوية وليس البدعة الشرعية.
مفهوم البدعة: هي كل عمل مبتدع مبتدأ على غير مثال سابق، أي إذا الواحد عمل عملًا لم يسبقه أحد إليه يقال هذا مُبتدِع أو مُبدع، والناس حتى في الأمثال العادية يقول لك ما هذا البدع؟ هذا البدع، أي أنت أتيت بشيء ما فعله أحد قبلك، فالبدعة أصلها فعل شيء على غير مثال سابق، قال الله - عز وجل-? بَدِيعُالسَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ? (البقرة:116) أي خلقهما على غير مثال سابق وقال الله- عز وجل- للنبي- صلى الله عليه وسلم- أن يقول:? قُلْ مَا كُنتُبِدْعاً مِّنْ الرُّسُلِ ? (الأحقاف:9)، لست أول رسول إنما سبقني رسل آخرون أرسلهم الله- عز وجل- إلى أقوامهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فيكون أصل البدعة هي: كل عمل مبتدأ على غير مثال سابق، فلما قال عمر- رضي الله عنه- نعمة البدعة هي إنما يقصد الهيئة ولا يقصد الأصل أنه جمعهم لأول مرة على إمام واحد، وطيلة الشهر، إذاً عمر عندما قال: نعمة البدعة هي ليس المقصود البدعة الشرعية، إنما المقصود البدعة اللغوية فهذا خارج عن محل النزاع ويظل قوله- صلى الله عليه وسلم-:" كل بدعة ضلالة " كما هو عام في كل البدع.خصصوه بقول النبي- صلى الله عليه وسلم- في حديث جرير بن عبد الله الذي رواه مسلم:" من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة "، قال إذا سن سنة حسنة أي فعل شيء مبتدعًا يكون معناها إذا ابتدع بدعة حسنة، فوضعوا كلمة البدعة مكان كلمة السنة، وقال لك ليس هناك فرق كبير أو فرق ظاهر إلا من حيث اللفظ.
فنقول: أهل العلم لهم قاعدة تقول: (السياق من المقيدات) هذا الحديث له سياق، ما هو السياق؟ قال جرير- رضي الله عنه"- أتى النبي- صلى الله عليه وسلم- جماعة مُجتابي النِمار، _ النِمار _هذا نوع من اللباس أي أتوا على القماش وجعلوا به ثقوب ولبسوه هكذا، ثقبوا هذا القماش ولبسوه من قلة الثياب (فلما رآهم- صلى الله عليه وسلم- تَمَعَر وجهه لما يراه من الفاقة التي ظهرت عليهم.فأمر بِلالاً فأذن، فأقام فصلى النبي- صلى الله عليه وسلم- فخطب الناس فقال:" ليتصدق أحدكم من درهمه، من ديناره، من صاع بُرِه، من صاع تمره، حتى قال: ولو بشق تمرة فأتى رجل من الأنصار بصرة كادت يده أن تعجز عن حملها بل عجزت، فوضع الصرة أمام النبي- عليه الصلاة والسلام- فتتابع الناس _ كل واحد ذهب إلى بيته وأتى بما تيسر هذا أتى بطعام، وهذا أتى بلباس _حتى صار كَومان كوم من ثياب، وكوم آخر من طعام عند رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فلما رأى النبي- صلى الله عليه وسلم- هذا تهلل وجهه كأنه مُذهَبه _كأنه مثل الذهب يلمع من السرور والفرح_ وقال:" من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ".
السؤال: أية سنة هذه التي سنها ذلك الأنصاري؟ هل هو سن الصدقة؟ أم أن الصدقة مشروعة بكتاب الله- عز وجل- وبسنة النبي- صلى الله عليه وسلم-؟ قطعًا الأنصاري لم يسن الصدقة إنما هو أول من أتى بشيء فتتابع الناس لما رأوه فعل ذلك، فهو أول من فعل كأنما ابتدع ذلك، ابتدع الفعلة بمعنى هو أول من فعل ولم يسبقه أحد إلى هذا، فالنبي- عليه الصلاة والسلام- عندما يقول:" من سن في الإسلام سنة حسنة " ليس المقصود أنه ابتدع شيئًا لم يُسبق إليه فإن هذا مذموم إنما هذا أحيى شيئًا.مثلما يكون مثلًا الإنسان في بلد من البلدان وسن سنة اللحية مثلًا، التحى ترك لحيته وجعل يقول للناس أحكام إعفاء اللحية وأن إعفاء اللحية واجب وأن حلق اللحية حرام، وأنه لا يجوز لمسلم أن يفعل ذلك، استمع الناس إليه وانفتحت قلوبهم لدعوته والتحى الناس، فيقال فلان هو الذي أحيى اللحية في البلد، أي اخترعها، أم كانت سنة أماتها الناس فأحياها؟ فكل من أحيى سنة في بلد يُنسب الإحياء إليه، لا يقال أنه ابتدع بمعنى فعل شيئًا لم يسبقه أحد، مشكلة المبتدع أنه يستدرك على النبي- صلى الله عليه وسلم-
لأن أي إنسان يأتي بأية بدعة نسأله ثلاثة أسئلة: السؤال الأول: هل النبي_ صلى الله عليه و سلم_ فعل هذا الفعل أو أذن به أو تتابع الصحابة عليه؟ إن قال نعم، نقول له أين الدليل؟ إن قال لا نقول له، هذا الذي فعلته وتريد أن تتقرَّب به إلى الله- عز وجل- أهو خير أم شر؟ قطعًا سيقول هو خير. نسأله هل النبي_ صلى الله عليه وسلم_ قصر في البلاغ؟ سيقول لا. هل النبي _صلى الله عليه وسلم _مات و لم يَكمُل الدين؟ سيقول لا نقول له: إن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال:" ما تركت شيئا يقربكم من الله، يقربكم من الجنة إلا أمرتكم به، وما من شيء يباعدكم من الله، يباعدكم من الجنة، يقربكم من النار إلا نهيتكم عنه " ورأى أبو ذر- رضي الله عنه- طائرًا يطير في السماء، فأشار إليه، وقال: "ما من طائر يقلب جناحيه في السماء إلا وعندنا منه علم عن رسول الله- صلى الله
(يُتْبَعُ)
(/)
عليه وسلم- علمه من علمه وجهله من جهله ," الذي نقطع به أن النبي- عليه الصلاة والسلام- مات وقد كَمُل الدين وتمت النعمة بحمد الله تعالى، فهذا الذي فعلته أنت وتزعم أنه من الخير ولم يفعله النبي- صلى الله عليه وسلم- ولم يفعله الصحابة رضوان الله عليهم وتزعم أنه خير كأنك تستدرك على النبي- صلى الله عليه وسلم- فتقول له يا رسول الله هذا الذي أفعله أنا وفاتك من الخير فهذا، فيه نسبة التقصير إلى النبي- عليه الصلاة والسلام- وهذه المقالة كفر، إذا نسب إنسان التقصير إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- فهذه المقالة كفر، فهو يدور بين أمرين أحلاهما مر وخيرهما شر.
كل بدعة حدثت في الإسلام إنما حدثت بسبب إهمال أهل العلم لإنكارها: فالبدعة تمضي والناس يفعلونها وأهل العلم يسكتون عنها فيتطاول الزمان فتصير سنة , وهذا ليس كلامي هذا كلام عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- فيما رواه الإمام الدارمي رحمه الله في مقدمة سننه، بن مسعود- رضي الله عنه- يقول: والإسناد هذا الكلام إسناد صحيح، وأنا فضلت أن اذكر لكم نصه كما هو يقول عبد الله بن مسعود: (كيف أنتم إذا لبستكم فتنة يهرم فيها الكبير ويربو فيها الصغير ويتخذها الناس سنة فإذا غُيرت قالوا غُيرت السنة، قالوا متى ذلك يا أبا عبد الرحمن؟) _ متى ذلك يعني متى؟ البدعة تصير سنة فإذا أراد أهل العلم أن يغيروا هذه البدعة قال الناس غُيرت السنة، ما صارت سنة إلا مع تطاول الزمان وسكوت أهل العلم عن إنكارها (.قالوا متى ذلك يا أبا عبد الرحمن؟ قال إذا كثرت قراؤكم و قلت فقهاؤكم وكثرت أمراؤكم و قلت أمناؤكم و التُمِسَت الدنيا بعمل الآخرة، فكلمة قلت فقهاؤكم أي قل أهل العلم العاملين بالعلم، يتخذ الناس بدعة من البدع يتطاول الزمان عليها لا ينكرها أهل العلم تصير سنة ويصير أي تغييرها في غاية الصعوبة لماذا؟
لماذا يصير تغيير البدعة من الصعوبة؟ كبر الناس، ربى الصغير عليها، أي نحن في هذه الأيام الدنيا كلها تحتفل بمولد النبي- صلى الله عليه وسلم- ويأتي قائل إن الاحتفال بالنبي- صلى الله عليه وسلم- مشروع وإنه لا شيء فيه والكلام هذا وإن الاحتفاء ببعثته- صلى الله عليه وسلم- هذا أمر مشروع وإظهار شكر الله- تبارك وتعالى- أنه أرسل إلينا رسوله- صلى الله عليه وسلم- بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، فيقول لك إن هذا مشروع ولا شيء فيه، نأتي على مثل هذا الاحتفال بالصورة التي نراها الآن.
بدعة الاحتفال بمولد النبي- صلي الله عليه وسلم-:السؤال: مضى على حياة النبي- صلى الله عليه وسلم- في حياته سنون متطاولة، النبي- صلى الله عليه وسلم_ مات سنه ثلاثة وستون سنة هل النبي - صلى الله عليه وسلم- جاء يومًا في يوم مولده وجمع الصحابة وخطب فيهم وقال أنا اخطب اليوم فيكم بمناسبة مولدي؟ طبعًا ما حدثت قط و توفيَ رسول الله _صلى الله عليه و سلم_ ثم جاء الصحابة من بعده، فهل يُعلم في زمان من الأزمنة، أن أحد الخلفاء الراشدين كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعمر بن عبد العزيز أو معاوية بن أبي سفيان من قبله رضي الله عن الجميع جاءوا في يوم مولده- صلى الله عليه وسلم- فاحتفوا به وجمعوا الناس وخطبوا فيهم أو أولموا أو أكلوا أو شربوا، وقالوا هذا بمناسبة مولده -صلى الله عليه وسلم- فنحن نحتفل به؟ الجواب: أنه لم يحدث هذا قط بل أنكر هذا كثير من أهل العلم أن نتخذ هذا عيدًا أو أن نتخذه مناسبة، إنما ظهر هذا بكل أسف بعدما أخذ الناس بقشور الدين وتركوا حقيقة التدين نحن عندنا المظاهر مظاهر الدين، أنا لا أتصور أن يظل إنسان في مخالفة النبي- صلى الله عليه وسلم - طيلةالسنة ثم يأتي يوم يقول أنا احتفل بيوم مولده- صلى الله عليه وسلم- الله،الذين يحملون الراياتويضربون على الدفوف ويخرجون جماعات في الطرق وهم يضربون على الدفوف التي نهى النبي- صلى الله عليه وسلم- عن اتخاذها وبعضهم يتخذ المزامير ويعمل موسيقى ويحيي الليالي ويأتي بواحد صَييت كده من الجماعة الذين يغنون هؤلاء، ويظلوا يطبلون ويزمرون طوال الليل حتى إذا قرب الفجر انفض السامر وناموا ولم يصلوا الفجر.والكلام هذا نحن رأيناه كثيرًا ونحن صغار، أيام ما كنا أطفالًا صغارًا كنا نذهب في الاحتفال بمولد النبي- صلى الله عليه وسلم-، الناس يعموا حاجة مثل
(يُتْبَعُ)
(/)
المسرح ويأتي بواحد صَييت يظل طوال الليل يغني وموسيقى والكلام هذا قبل الفجر بساعة و لا الكلام هذا كل السامر ينفض ويذهبوا يناموا. فالعجب أنهم يحتفلون بمولده بما حرَّم الله- سبحانه وتعالى- من الدفوف والرايات والمزامير وهذا الكلام لا، دعك من هؤلاء، لذلك أيضًا واحد يقول لك لا نحن لا نقصد هذا أنا اقصد إذا كان في يوم مولده- عليه الصلاة والسلام- إن نحن بوقار هكذا نجمع الناس ونعمل فيهم خطب ودروس وهذا الكلام بعيد عن قصة الرايات والمزامير والحاجات هذه.أقول: كما ذكرت سابقًا هذا عمل مبتدأ ما عمله لا النبي- صلى الله عليه وسلم - ولا أمر به ولا عمله أحد من الصحابة قط، ولا أمر به أحد من الأئمة المتبوعين الذين تدور عليهم الفتوى فنحن نسأل من أين أتيتم بهذا؟ قطعًا هم يتقربون إلى الله- عز وجل بذلك، يحتفل بيوم مولده هذا قطعًا يتقرب إلى الله بذلك.فنحن نقول.
الأصل في القربات المنع حتى يرد دليل بالإذن: إذا الأصل انضبط يلتئم الفرع، نحن اليوم أمام هذا الفرع كنموذج، وهذا جاء بمناسبة هذه الأيام، الاحتفال بمولده- صلى الله عليه وسلم- هذا فرع أنت تريد أن ترجعه لأصله، ما هو أصله؟ كما قلت ولم يفعله أحد قط , إذا كان خيرًا يتقرب به المرء إلى الله- سبحانه وتعالى- فنقول لك أين دليل ذلك؟ ولا دليل يدل على ذلك لا من سنة النبي- صلى الله عليه وسلم- ولا من عمل الصحابة ولا التابعين ولا أفتى به أحد من الأئمة المتبوعين كأبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وسفيان وإسحاق والأوزاعي وداود، ما علمنا هذا قط وأي واحد عنده دليل عن هؤلاء الأئمة أو فتوى عن هؤلاء الأئمة المتبوعين في الدنيا أنه يجوز الاحتفال أو يجوز نصب الاحتفال بمولده- صلى الله عليه وسلم- بهذه الطريقة التي نراها فليأتي بهذا الدليل. لذلك نحن نقول يا إخواننا الكلام الذين يتكلمون بهذا يتكلمون بكلام عاطفي أجنبي عن قانون العلم، لأن قانون العلم يأبى ذلك، فكل بدعة حدثت أو كل أمر حدث بعد النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- ينبغي أن نرده إلى قاعدة شرعية , جمع القرآن مثلًا أو التصنيف تصنيف كتب العلم والكلام هذا نعم لم يكن موجودا لكن مأمور به، مأمور به عندنا الأدلة التي تدل على حفظ العلم وعلى تدارس العلم أو على إنك أنت تعقد الدروس بغير زمن، أي نحن.
عندنا عبادتان ليس لهما وقت بل هما في كل وقت: الذكر وإفشاء العلم، الذكر ليس هناك وقت نهي عن الذكر، ممكن يكون هناك وقت نهي عن الصلاة، في نهي وقت نهي عن الصيام، مثلًا أن تصوم الجمعة مفردًا أو إنك أنت تصلي نافلة هكذا مطلقة، أي بعد صلاة الصبح أو بعد صلاة العصر بعد صلاة الصبح إلى أن تشرق الشمس وبعد صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس، في أوقات نهي.وفي أوقات نهي عن الدفن مثلًا كما قال- صلى الله عليه وسلم- الدفن بالليل إذا لم يكن هناك يعني داعٍ أن يدفن المرء ليلًا إذا لا يدفن ليلًا، أقصد إن الأحكام الشرعية ممكن يبقى فيه نهي عن أوقات معينة إنك أنت تفعل فِعلًا معينًا، لكن الذكر ليس هناك وقت أبدًا يقال لك لا تذكر الله فيه كذلك ليس هناك وقت لإفشاء العلم تكلم بالعلم كما قيل إذا هبت رياحك فأغتنمها كلما وجدت موضعًا للعلم وذكرت الناس فيه لا بأس بذلك، فأنا لست محتاجًا إلى مناسبة حتى أتكلم عن النبي- صلى الله عليه وآله و سلم-،. نحن نقول يا إخواننا هذه القاعدة وهذا الضابط الكُلي الذي لم يُسلَب عمومه ولا يجوز أن يُسلَب هذا العموم في قوله صلى الله عليه وسلم:" كل بدعة ضلالة "" مثل كل مسكرٍ خمر"، لا يوجد أحد يقول ليس كل مسكرٍ خمر، بل ما اسكر فهو داخل في الخمر، كذلك عندما يقول كل بدعة ضلالة، لكن هناك تقدير أو هناك كلمة مقدرة في هذا الحديث، وهي كل بدعة شرعية ضلالة، لكَي لا يأتي أحد يقول لي طيب السيارات والطائرات وغير ذلك وهذا الكلام عمل مبتدع على غير مثال سابق. لا، (كل بدعة في الدين) نقصد في الدين ولا نقصد شيء آخر كل في الدين فهي ضلالة، إذا لم يكن لها أصل مشروع في سنة النبي- صلى الله عليه وسلم- أو يعني في سنة الخلفاء الراشدين أو على الأقل عن عمل أحد من الصحابة المجتهدين الذين يُعلم عنهم الفتوى. لذلك يا إخواننا البدع المحدثات لابد من اجتنابها وكما قال القائل:
عرفت الشر لا للشر و لكن لتوقيه
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن لا يعلم الخير من الشر يقع فيه
وأظن هذا الرجل الذي قال هذا الكلام أخذ هذا من كلام حذيفة ابن اليمان الذي رواه البخاري و غيره قال:" كان الناس يسألون رسول الله _صلى الله عليه و سلم_ عن الخير و كنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني "، فالذي لا يميز البدعة ولا يعرفها يقع فيها حتى وهو لا يدري، وأنا أعلم أن الذين يقفون على الرصد في هذا وينكرون البدع المحدثات يلاقون عنتًا شديدًا، كما قال بن مسعود: يربوا الصغير على هذه البدعة ويطلع صغير هكذا يلاقي الناس يفعلون فعلًا معينًا يظن أن هذا الفعل سنة فإذا قلت له هذا لا يجوز، قال لك أبي كان يفعله وجدي كان يفعله وأبو جدي كان يفعله ويظل يصعد، يصعد إلى أن يصل إلى الجد السابع عشر، الثامن عشر، الجد المائة كلهم كانوا يفعلون ذلك.تأتي اليوم وتقول لي هذا بدعة أنت الآن تغير السنة، هذه سنة يعتقدون أنها سنة بسبب كثرة لبثها في الناس وعدم إنكار أهل العلم عليها، فأنا أعلم أن الذين يقفون على الطريق يقولون للناس هذه بدعة أنهم يلاقون عنتًا شديدًا وقديمًا قال بن حزم في مثل هذا
قَالُوْا تَجَمَّل فَإِن الْنَّاس قَد كَثُرَت
أَقْوَالُهُم وَّأَقَاوِيْل الْوَرَى مِحَن
فَقُلْت لَهُم هَل عَيْبُهُم لِي غَيْر أَنّي
لَا أَقُوْل بِالْرَّأْي إِذ فِي رَأَيِهِم فَنَن
وَأَنَّنِي مُوْلَع بِالْنَّص لَسْت إِلَى
سِوَاه انْحُوّا وَلَا فِي نَصْرِه أَهِن
يَا بَرْد ذَا الْقَوْل فِي صَدْرِي وَفِي كَبِدِي
وَيَا سُرُوْرِي بِه لَو أَنَّهُم فَطِنُوْا
دَعْهُم يَعَضُّوا عَلَى صُم الْحَصَى كَمَدا
مَن مَات مِن قَالَتِي عِنْدِي لَه كَفَن
أي الذي سيموت من إفشاء النص أنا الكفن على حسابي، هو فقط يموت وأنا سأكفنه على حسابي.
يَا بَرْد ذَا الْقَوْل فِي صَدْرِي وَفِي كَبِدِي
وَيَا سُرُوْرِي بِه لَو أَنَّهُم فَطِنُوْا
دَعْهُم يَعَضُّوا عَلَى صُم الْحَصَى كَمَدا
مَن مَات مِن قَالَتِي عِنْدِي لَه كَفَن
والكلام في البدع المحدثات كلام طويل وقد صنف أهل العلم مصنفات في هذا ومن أفضل من صنف في هذا وأعطى الموضوع حقه الإمام الكبير أبو إسحاق ألشاطبي- رحمة الله عليه- في كتابه الماتع الجامع الذي لا يمل المرء من قراءته أبدا و هو كتاب الاعتصام.
أنا أحث كل مسلم على أن يقتني هذا الكتاب، كتاب الاعتصام للإمام ألشاطبي- رحمة الله عليه-:لأنه وضع ضوابط لم يُسبق إليها في التمييز ما بين البدعة وما بين المصلحة المرسلة، لان فيه بعض الناس لا يفرق بين البدعة وبين المصلحة المرسلة بل أنا أقول لك شيئًا، البدعة قد تكون في الترك، إذا ترك المرء الملذات تعبدًا كان مبتدعًا إذا ترك أي شيء من الملذات تعبدًا لله- عز وجل-:" جاء ثلاثة نفر إلى أبيات النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادته، فكأنهم تقالوها، قالوا هذا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فقال: أحدهم أما أنا فأقوم ولا وقال الآخر وأما أنا فأصوم ولا افطر، وقال الثالث: وأما أنا فلا أتزوج النساء، فلما علم النبي- صلى الله عليه وسلم- بذلك جمع الناس، وقال ما بال أقوام يقول أحدهم كذا وكذا، أما إني أتقاكم لله وأشدكم له خشية أنا أقوم وأنام وأصوم واُفطر وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني " هذا ترك للملذات، ومع ذلك أنكره رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم.
أي شيء يتعبد به المرء نقول له قف (فان الأصل في التعبد المنع حتى يرد دليل بالإذن) أحفظوا هذه القواعد، الأصل في العبادة المنع حتى يرد دليل بالإذن، أي لا يجوز لك أن تعبد الله بهواك ولا بأي طريقة تحبها إنما تعبد الله- عز وجل- بما شرعه الله- عز وجل- في كتابه أو على لسان رسوله- صلى الله عليه وسلم- فقبل أن تتقرب انظر هل هذا مشروع لك أم غير مشروع؟ لان العبادة ليست بالذوق.
الطرف الثاني لهذه القاعدة: (والأصل في الأشياء الإباحة حتى يرد دليل بالمنع) يبقى الأشياء على ضد العبادات.
(يُتْبَعُ)
(/)
التفريق ما بين البدعة وما بين المصلحة المرسلة:المصلحة المرسلة: جائزة شيء فيه نفع لم يكن على زمان النبي- صلى الله عليه وسلم- وليس فيه منع خاص والأدلة العامة تؤيده لا يلزم أن يكون له دليل خاص بالإذن، هو داخل تحت الأدلة العامة ولم يكن له مقتضى على عهد النبي- صلى الله عليه وسلم-، وليس هناك دليل بالمنع هذا تعمله لكن الشيء، انتبه، القواعد هذه يعني نحن لو راعينا هذه القواعد سنستريح لان القاعدة لا تسمى قاعدة إلا إذا انتظمت كل الجزئيات أو جل الجزئيات تحتها، إذا انتظمت الجزئيات كلها تحتها تسمى حينئذٍ قاعدة، لماذا؟ لأن الفرع يلتئم معها فالقواعد هذا لو نحن راعيناها استرحنا من مناقشة كثير من الفروع. كل شيء، انتبه للكلام.
كل شيء كان له مقتضى أي كان له داعٍ على عهد النبي- صلى الله عليه وسلم- وهو من الدين وكان مقدورًا للنبي- صلى الله عليه وسلم- أن يفعله، ومع ذلك لم يفعله فلا يجوز لأحد أن يفعله: شيء من الدين كان له مقتضى على عهد النبي- صلى الله عليه وسلم- وكان مقدورًا له أن يفعله، ومع ذلك لم يفعله هذا لا يجوز لأحد أن يفعله بعد النبي- عليه الصلاة والسلام -. وأنا أُمثل لهذا بالخط الموجود في المساجد، تجد المسجد عاملين خطوط هكذا على الأرض لكي يساووا الصفوف هذا الخط بدعة، تعالى نناقش المسألة هذه، لماذا هو بدعة؟ نقول تسوية الصفوف من الدين أم لا؟ نعم من الدين قال النبي- صلى الله عليه وسلم-:" لتسوّن صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم " يعني هذا تهديد شديد وكان النبي- صلى الله عليه وسلم- يسويِ الصحابة كأنهم القِداح، مثل ما يكون أكواب موضوعين بجانب بعض وفي حديث جابر "كان الواحد منا يلصق القدم بالقدم والكتف بالكتف"وبعدما يسوِي النبي- صلى الله عليه وسلم- الصفوف كان يصلي يبقى الإمام قبل أن يصلي ينبغي عليه ينبغي له أن يسوِ الصفوف أولا أو يرسل من يسوِي الصفوف. مثل ما كان عمر بن الخطاب يعمل حتى في الحديث، هو في حديث مقتله --رضي الله عنه- قال عمرو بن ميمون وبعدما سوى الصفوف دخل فكبر فما هو إن كبر حتى قال قتلني الكلب أو أكلني الكلب طعنه أبو لؤلؤة المجوسي عليه لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة، فتسوية الصف إذاً من الدين، جميل الخط هذا طبعًا عمره تقريبًا حوالي عشرين سنة ليس أكثر من ذلك لماذا تشدون خطا في المساجد؟ يقول لك لنساوي الصفوف، إذاً تسوية الصفوف من الدين، هذا الخط أو الحبل هذا كان مقدورًا للنبي- صلى الله عليه وسلم- أن يفعله أم غير مقدور؟ نعم كان مقدورًا للنبي- صلى الله عليه وسلم- أن يفعله.
السؤال: هل النبي صلى الله عليه و سلم فعل هذا؟ شد هذا الخط؟ لا، لم يحصل، إذاً لا يجوز فعله، وقس على هذا كل مثل ينزل تحت هذه القاعدة يأخذ حكم هذه المسألة إنما شُدَّ هذا الخط على الأرض بعدما أهمل الأئمة مهمتهم في تسوية الصفوف، وإلا فهذا لم يكن موجودا قبل ذلك، من ثلاثين، أربعين، خمسين سنة لم يكن هذا الخط موجود أصلًا كيف أتيتم به؟ ولماذا عملتوه؟ قال لك: لنساوي الصفوف سنعود إذاً للبحث السابق الذي ذكرته.بخلاف ما إذا كان الشيء لم يكن له مقتضى على عهد النبي- صلى الله عليه وسلم-، و لم يثبت هناك دليل خاص بالمنع، والأدلة العامة تؤيده للمصلحة الراجحة حينئذٍ يجوز فعله، مثل إشارة المرور عندما تنير أخضر وبرتقالي وأحمر، إشارة المرور هذه كانت موجودة على عهد النبي- صلى الله عليه وسلم-؟ لا، كان لها مقتضى؟ لا، تحقق مصلحة للمسلمين؟ نعم، لكي تنظم المرور لكي لا يصطدموا ببعض يعملوا حوادث و يقتلوا بعض. الأدلة العامة تؤيد هذه المصلحة، قال لك يكون إذاً هذه الفعلة وما جرى مجراها هذا كله داخل في باب المصلحة المرسلة، انظر يبقى إذاً فرقنا.
التفريق ما بين البدعة و ما بين المصلحة المرسلة: الإمام ألشاطبي- رحمة الله عليه- الحقيقة أطال النَفَس في مثل هذا وذكر أمثلة كثيرة، لذلك أنا أقول لك إذا أردت أن تميز البدع المحدثات وأن تقف على السنة ولا تنحرف عن هذه السنة وترجع إلى قانون العلم فعليك بقراءة مثل هذا الكتاب، كتاب الإمام ألشاطبي- رحمة الله عليه- والحقيقة كل مصنفات الإمام ألشاطبي- رحمة الله عليه- مصنفات نفيسة، هو قليل التصنيف جدًا لكن مصنفاته رائعة، مثل كتاب الموافقات في أصول الشريعة لم يُسبق ألشاطبي إلى هذا الكتاب على هذا النحو نعم وُجِدَ كلام متفرق من كلام الإمام ألشاطبي في أقوال أهل العلم لكن بهذه الصورة بتقعيد القواعد وضرب الأمثلة عليها الحقيقة لم أقف أبدا على كتاب سبق الكتاب الموافقات في أصول الشريعة، كذلك لم يسبق ألشاطبي- رحمة الله عليه- إلى كتاب مثل كتاب الاعتصام أيضا في التفريق ما بين البدعة وبين المصلحة المرسلة.
من كلام شيخنا أبي الحويني حفظه الله
http://alheweny.org/aws/play.php?catsmktba=394
المادة الصوتية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود داود دسوقي خطابي]ــــــــ[16 - Sep-2010, صباحاً 09:06]ـ
جزاكِ الله خيراً ... وجزى الله الشيخ أبا إسحاق خيراً.(/)
عقول العرب
ـ[نجدية حرة]ــــــــ[16 - Sep-2010, صباحاً 10:37]ـ
الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض
هل عقولُ العرب في إجازةٍ دائمة؟! هل هي مِن الغفلة والتعامي عن واقعها وحالها، إلى أن تُصبحَ في وضْع يُفجِع المخلِصين، ويُبهِج الأعداءَ الحاقدين؟!
إنَّ الفوضى السائدة في العالَم العربيِّ تُنذِر بالكوارث، وإنَّ تلك التصرُّفات السخيفة، والتهورات المستهجنة، مع بقاءِ مَن يقدر على التصرُّف المغاير يَقِف موقفَ المتفرِّج - مما يحزُّ في النفس، ويملؤها غيظًا وحنقًا.
العدوُّ - المعلن والمستور - يحاول القضاءَ على الدِّين، وعلى البلاد، وعلى الشعوب، وأن تُضحي تلك الشعوبُ آلةً بيدهم، وثرواتهم نهبًا لأعدائهم، المتزيين في شتَّى الأزياء، المتقنَّعين بصنوف الأقنعة، والعرب يتغافلون عن أعدائِهم، وتختفي بطولاتُهم في ساحة المعركة؛ لتشهرَ في ضراوة وحنق في صدور إخوانِهم، وتُسلَّط على رؤوسهم! أمَا كان الأجدى أن يُحتَفظ بالسلاح لمواجهةِ العدوّ، وأن تبرز الشجاعة في ساحة المعركة َمعه؟! وأينَ العقلاء ومَن يأخذون على يدِ السفيه، ويناصرون الحقَّ وحُماته؟!
هل يستيقظون؟
لستُ أدري: لماذا يتجاهل المسلمون قُوَّتَهم، ويغفلون عن الإمكانيات التي حَبَاهم الله بها؟ ولماذا يرضَوْن أن يُذَلُّوا ويُهانوا، وتُنهَب ثرواتُهم، ويُمزَّقوا شِيعًا، وتعتدي عليهم الذِّئابُ والنمور والثعالِب، وما هو أكبرُ منها وأحقر من الطامعين المعتدين؟!
إنَّهم لو صَدَقوا وجاهدوا في سبيل الله، لكانتْ لهم العِزَّة والسيادة، وإنَّهم لو قاطعوا بعضَ الدول - التي تناوئهم أشدَّ المناوأة - اقتصاديًّا لكان لهذا أثرُه في رَدْعها عن غيِّها، ولو أنَّهم اتَّخذوا إجراءاتٍ سياسيَّة ضدَّ بعض الدول التي تُنكِّل بالمسلمين في بلادهم، لأدركتْ تلك الدولُ خطورةَ إقدامها على تحدِّي شعور المسلمين، ولربَّما عَدَلتْ عن خطتها الآثمة.
وأليس من المحزِن أنَّ دولاً إسلاميَّة قد ابتلعَها المتعصِّبون الظالمون، ودولاً إسلاميَّة أخرى تُوشِك أن تُقطَّع إربًا، فلا نكاد نسمع صوتًا يحتجُّ ويُعلِن استنكارَه، ويثبت صلابتَه في الحق والدِّفاع عن إخوانه المسلمين؟! بلى، والله إنَّه لمحزن ومؤلِم، فمتى يعودون إلى رُشدِهم، ويُوحِّدون كلمتهم؟
بهارج الحضارة:
ينخدع بعضُ الناس ببهارج الحضارة، وزخارف الغَرْب النصرانيَّة، أو تمويهات الشيوعيَّة وأباطيلها، أو ينساق وراءَ دعاوَى الأعداء الذين يريدون لنا الهلاكَ والقلاقل، وإذابةَ الأمَّة الإسلامية، وتجريدَها من أهمِّ أسباب مقوماتها، وأمْتَنِ ركائزها، وأقوى أساساتها؛ لتضعفَ فيهم رُوح المقاومة، ولينسوا واجبَهم في الجِهاد في سبيل الله.
ولكنَّ المؤمنين الموقِنين يَعرفون جيِّدًا أنَّ التمسُّك بالدِّين الإسلاميِّ الحنيف، والعقيدة الصافية النقيِّة، والأخلاق القويمة، والآداب الحكيمة خيرُ مِعْوان على الرُّقيِّ والتقدُّم، والأمن والرخاء.
الانخداع بالشعارات:
مرَّتْ بلادٌ عربيَّة مجاورة بتجارِب مريرة في الشِّعارات والقوانين، وتجرَّعت كؤوسًا مذاقُها العلقم، وبعضُها بدأ يدرك الخطرَ والهُوَّة السحيقة، ويُريد أن يتراجع، أو هكذا يبدو، وبعضُها ما زال يتخبَّط وقد أصابَه الذُّعْر مما حلَّ به، ويودُّ الخلاص، ولكن الرؤية لديه يُحيطها دُخَانٌ كثيف، وتتعارض الصَّرخات، وتتصادم الآراء، وإن اتَّفقت في أنَّ الوضع ليس سليمًا، وأنَّه يجب إصلاحُه، وبدعوى التسامُح، وبسبب الغفلة عن تعاليم الإسلام الحكيمة أصبحَ للمبشِّرين نشاطٌ هدَّام.
وتَنادَى المخلِصون ينادون بالعودة إلى الإسلام، وتحكيمِ الشَّرْع حتى يحلَّ الأمنُ محلَّ الخوف، وتستقرَّ الأحوال، ويأمنَ الناس على أنفسهم وأموالهم وأعراضهم.
ويظهر أنَّ الشُّعور القوميَّ سيتغلب على دعاةِ الضلال، والسير في المتاهات، وهناك بلدانٌ عربيَّة عديدة قد أصابها مِن الفوضى، وتزعزُع الاقتصاد والانحلال ما هو معلوم؛ لذا فإنَّ مِن الخير أن نستفيدَ من تجارِب الآخرين، وألاَّ نجعل بلادَنا حقلَ تجارِب للخراب والفوضى، كما يتمنَّى الشيوعيُّون وأعداءُ الإسلام الآخرون.
إنَّ لدينا دِينًا قويمًا، وشريعةً محكمة، فيها العدلُ والسماحة والاستقرار، وفيها الهداية والشفاء.
حرب ضَرُوس:
(يُتْبَعُ)
(/)
المسلِمون يتعرَّضون لحرْبٍ شرسة، لم يَعرفْ لها التاريخ مثيلاً، حتى في أيَّام الصليبيِّين والتتار والاستعمار المكشوف.
إنَّ العدوَّ الذي يحارب المسلمين ليس عدوًّا واحدًا صريحًا يُجابِه بالسلاح، ولكنَّه عدوٌّ من أصنافٍ شتَّى، ومن طوائفَ مختلفةِ المبدأ والهدف والوسيلة، وقد استخدم وسائلَ العصر ومكتشفاتِه وأسلحتَه.
إنَّ العدوَّ يستخدم وسائلَ الإعلام في حرْب الأعصاب، وانتزاع الثِّقة، وإثارة الشكوك، ويستخدم الإرهابَ والتخويف، والتهديد بالقنابل الذريَّة والهيدروجينيَّة، والميكروبات والغازات، وهو يُحضِّر لها - فعلاً - ولن يتورَّع عن استعمالها، والأعداء يعدُّون أسلحتَهم ومعداتهم الفتَّاكة، ويمدُّون بها كلَّ عدوٍّ للمسلمين عندما تقوم حربْ بين أيِّ بلد إسلامي وبلدٍ معاد، وهم مستعدُّون لإشعال الحرْب، ودس الدسائس، وعمل المؤامرات، وهم يُلقِّنون أبناءَ المسلمين الشُّبَه، ويحرِّفون التاريخ، ويغالطون في الحقائق؛ لينتزعوا المسلمَ من دِينه، ويجعلوه إنسانًا ضالاًّ، تسيطر عليه الحَيرةُ والخَور والجُبن، إنَّها فتنةٌ عظيمة، فهل يعمل المسلمون على مقاومتها، ويتنبهون لأخطارها؟
غفلة المسلمين:
لستُ أعرف تعليلاً للغفلة المروِّعة التي أطبقتْ على أكثرِ المسلمين في هذه العصور، فصاروا يتجاهلون ما يُحيطُ بها مِن أخطار، وما يكتنفُهم من مؤامرات، وما يُراد لدِينهم وعقيدتِهم، وتاريخهم وبلادهم مِن طَمْس وتمزيق، وكلَّ يومٍ تَحُلُّ بهم قارعة، فلا يستيقظون ولا يفزعون، وكأن الأمر لا يعنيهم، وحسْبُهم التفرُّج والتلهي، ثم غفلة قاتلة هي أفظعُ من الموت، وأقسى من الحرْب، وأخطر من مجابهة حاميةِ الوطيس!!
فماذا ينتظرون؟! ولماذا لا يَهبُّون لمساندة بعضِهم، والتعاون بينهم؟! وكيف غفلوا عن تلك الإمكانياتِ التي وهَبَهم الله إيَّاها، وجهلوا مكانتَهم بين الأمم، وقد كان سلفُهم الخير قائدًا ورائدًا ومعلِّمًا؟! فكيف آلتْ بهم الحالُ إلى هذا الوضْع المخيف؟!
اللهم اهدِ قومي فإنَّهم لا يعلمون ? وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ? [الذاريات: 55].
الدين الإسلامي وأعداؤه:
لم يجدْ أيُّ دِين من المقاومة والعِناد والحرْب ما وَجَد الدِّينُ الإسلامي، وقد تألَّبتْ عليه فرقٌ شتَّى، وطوائفُ مختلفة، ومذاهبُ متعدِّدة، وحاولتْ القضاءَ عليه وإزالتَه من الوجود قوى طاغية، لها من الإمكانيات الماديَّة الهائلة، ومن الاختراعات وقوَّة الصناعة، وامتلاك الأسلحة الفتَّاكة، والخبرة بالأساليب الشريرة - ما يهيل العقول، وقد بقيَ الإسلام شامخًا كالطود، قويًّا ثابتًا مع ما توالَى عليه من المِحَن، وما تعرَّض له من الفِتن في كلِّ الأزمان، وذلك من آيات الله الدالَّة على أنَّ قدرةَ الله فوق كلِّ قدرة، وأنَّ ما حفظه الله فلن تستطيعَ قوةٌ مهما تجبَّرت أن تهلكه أو تُدمِّرَه، والله أكبر ? وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ? [المنافقون: 8].
بين المسلمين وأعدائهم:
صورةٌ نراها ونشاهدها في الصحف والمجلاَّت، وقد يراها أناس في "الخيالة"، و"المرناة"؛ (أي: السينما والتلفزيون)، إنَّها صُورٌ مفزِعة، مسلِمون يُعلَّقون على المشانِق والأعواد والأشجار، ومنهم مَن مُثِّل به أشنعَ تمثيل، ومَن يُحرَّق حيًّا، ومَن يُقطَّع أوصالاً، حتى تطلعَ رُوحه، وما ذنبُهم إلاَّ أنَّهم مسلِمون يؤمنون بالله، ويرفضُون الكفرَ والإلحاد، فيقوم مَن أعماهم التعصُّبُ من المتسلِّطين بأعمال همجيَّة تَقْشِعر منها الأبدان، وملايين وعشرات الملايين قد ضُرِبت الأسوار عليهم في ظلام الشيوعيَّة الحالك، ووحشيتها الفظيعة، ومئات الألوف تتحكَّم فيهم عصابةُ اليهود، وتُذيقهم صنوفَ العذاب، وكأنَّ أخبارَ هؤلاء وما يقاسونه من عذاب وتضييق أخبارٌ تُقرأ للتسلية والترويح!!
وأينَ الدِّين؟ وأين النجدةُ والنخوةُ والشهامة؟ وأين مَن يُعيد عصرَ صلاح الدين، والمعتصم، وطارق، وغيرهم ممَّن ازدانَ بهم التاريخ، ورفعوا رأسَ الأمَّة الإسلامية عاليًا؟ فهل يشهدُ التاريخ مثيلاً لهم فيما يُستقبل من الأيَّام كما شهدها في الماضي؟
ـ[أمة القادر]ــــــــ[17 - Sep-2010, صباحاً 12:46]ـ
جزاكم الله خيرا و بارككم أخية(/)
كلمة حق في بلاد التوحيد والسنة
ـ[علي الفقيه]ــــــــ[16 - Sep-2010, صباحاً 11:15]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. أما بعد:
فهذا مقال جمعت فيه بعض أقوال أهل العلم والإيمان في الثناء على آل سعود حكام المملكة العربية السعودية ودولتهم الأَبِية السُنِّية نصرة للحق وإبطالاً للباطل.
اختصرته من كتابي: " مَرَاقِي السُّعُوْد فِيْ ثَنَاءِ العُلَمَاءِ عَلَى حُكَّامِ آلِ سُعُوْد".
والواقع أنَّ المملكة العربية السعودية يشهد بفضلها ومكانتها لسان الحال ويصدقه لسان المقال من هؤلاء العلماء الربانيين، فما أصدق اللسانين، وما أعدلهما، وهذه البلاد الطيبة يشهد بفضلها وبفضل حكامها كل منصفٍ عرف الحق وشهد به.
"وقد قرر مجلس هيئة كبار العلماء بالإجماع أنَّ المملكة العربية السعودية - بحمد الله - تحكم شرع الله، والمحاكم الشرعية منتشرة في جميع أرجائها ولا يمنع أحد من رفع ظلامته إلى الجهات المختصة في المحاكم أو ديوان المظالم"
وهذه الأقوال منهم إجماع على أنَّ المملكة العربية السعودية هي بلاد التوحيد والسنة وأنَّها بلاد تطبق الشريعة الإسلامية في كل مرافقها؛ وأنها معقل الإسلام الأخير الذي يجب على شبابنا أن يحافظوا عليه وأن لا يتخاذلوا عنه.
وإليك الآن أخي الكريم بعض أقوال أهل العلم والإيمان:
كَلِمَةُ الشَيْخِ العَلَّامَةِ
مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيْمَ آل الشَّيْخ
-رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-
- الحكومة – بحمد الله – دستورها الذي تحكم به هو كتاب الله وسنة رسوله r، وقد فتحت المحاكم الشرعية من أجل ذلك تحقيقاً لقول الله تعالى] فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ [، وما عدى ذلك فهو من حكم الجاهلية الذي قال تعالى فيه] أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ [.
- محاكم هذه المملكة لا تتقيد بأي قانون وضعي، وإنما تسير في أحكامها وفق ما تأمر به الشريعة الإسلامية.
- حكومتنا – بحمد الله – شرعية دستورها كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
- الحكومة السعودية – أيدها الله بتوفيقه ورعايته – لا تحتكم إلى قانون وضعي مطلقاً، وإنما محاكمها قائمة على تحكيم شريعة الله تعالى أو سنة رسوله r أو انعقد على القول به إجماع الأمة، إذ التحاكم إلى غير ما أنزل الله طريق إلى الكفر والظلم والفسوق.
كَلِمَةُ الشَيْخِ العَلَّامَةِ
تَقِي الدِّيْنِ الهِلَالِي
-رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-
- الشعب السعودي والمملكة السعودية بقيادة ملكها الإمام المصلح جلالة الملك فيصل والأئمة السابقين من أسلافه رحمهم الله لم يزالوا يحكمون شريعة الله، ويتخذون القرآن إماماً والسنة سراجاُ، يضيئان لهمظلمات الحياة الدنيا بانتشار الأمن على الأنفس والأموال والأعراض في بلادهم إلى حد لا يوجد له نظير في الدنيا ... ونحن نشاهد شريعة القرآن تنفذ على رؤوس الأشهاد، في هذه المملكة الفذة، فيقتل القاتل المتعمد، ويرجم من الزناة من يستحق الرجم، ويجلد من يستحق الجلد مع التغريب، وتقطع يد السارق، ويقام الحد على الشارب، ولا يحكم حاكم في جميع أرجائه إلاّ بشريعة القرآن، فكيف يستطيع مسلم أو منصف أن يسوي بينهما وبين من يحل ما حرم الله، ويحكم بغير ما أنزل الله
كَلِمَةُ الشَيْخِ العَلَّامَةِ
عَبْدِ العَزِيْز ابنِ بَازٍ
-رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-
- آل سعود - جزاهم الله خيراً - نصروا هذه الدعوة، هؤلاء لهم اليد الطولى في نصر هذا الحق - جزاهم الله خيراً - ساعدوا، نصروا، فالواجب محبتهم في الله، والدعاء لهم بالتوفيق، محبتهم في الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
- العداء لهذه الدولة عداء للحق، عداء للتوحيد، أي دولة تقوم بالتوحيد الآن من حولنا: مصر، الشام، العراق، من يدعو إلى التوحيد الآن ويحكم شريعة الله ويهدم القبور التي تعبد من دون الله مَنْ؟ أين هم؟ أين الدولة التي تقوم بهذه الشريعة؟ غير هذه الدولة اسأل الله لنا ولها الهداية والتوفيق والصلاح ونسأل الله أن يعينها على كل خير ونسأل الله أن يوفقها؛ لإزالة كل شر وكل نقص علينا أن ندعو الله لها بالتوحيد والإعانة والتسديد والنصح لها في كل حال.
- بعض المؤرخين لهذه الدعوة يقول: إنَّ التاريخ الإسلامي بعد عهد الرسالة والراشدين لم يشهد التزاماً تاماً بأحكام الإسلام كما شهدته الجزيرة العربية في ظل الدولة السعودية التي أيدت هذه الدعوة ودافعت عنها ... والمملكة العربية السعودية حكاماً وعلماء يهمهم أمر المسلمين في العالم كله ويحرصون على نشر الإسلام في ربوع الدنيا لتنعم بما تنعم به هذه البلاد.
- هذه الدولة السعودية دولة مباركة نصر الله بها الحق ونصر بها الدين وجمع بها الكلمة وقضى بها على أسباب الفساد وأمن الله بها البلاد وحصل بها من النعم العظيمة ما لا يحصيه إلا الله وليست معصومة وليست كاملة كل فيه نقص فالواجب التعاون معها على إكمال النقص وعلى إزالة النقص وعلى سد الخلل بالتناصح والتواصي بالحق والمكاتبة الصالحة والزيارة الصالحة.
كَلِمَةُ الشَيْخِ العَلَّامَةِ
مُحَمَّد نَاصِرِ الدِّيْنِ الأَلْبَانِي
-رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-
- اسأل الله سبحانه وتعالى أن يديم النعمة على أرض الجزيرة، وعلى سائر بلاد المسلمين، وأن يحفظ دولة التوحيد.
- السعوديون – وخصوصاً أهل العلم منهم – لا يزالون – والحمد لله – محتفظون بعقيدتهم في التوحيد، محاربين للشركيات والوثنيات التي منها الاستغاثة بغير الله تعالى من الأموات.
الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعه رفعوا راية التوحيد خفاقة في بلاد نجد وغيرها، جزاهم الله عن الإسلام خيراً.
- عَلَمهُم هو العلم الوحيد في الدنيا الذي يكتب عليه إشارة التوحيد ... هذا العلم الذي يُلَوِح بالإيمان الصحيح والتوحيد الصحيح المقرون بالإيمان بأن محمداً رسول الله ألاَّ ترونهم في المساجد هناك يعبدون الله ويؤذن المؤذن.
منهجنا قائم على إتباع الكتاب والسنة, وعلى ما كان عليه سلفنا الصالح, وأعتقد أن البلادالسعودية إلى الآن لا يزال الكثير من أهل العلم فيهم على هذا المنهج.
كَلِمَةُ الشَيْخِ العَلَّامَةِ
مُحَمَّد بن صَالِح العُثَيْمِيْن
-رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-
- أشهد الله تعالى على ما أقول وأُشهدكم أيضاً أَنني لا أَعلم أَن في الأرض اليومَ من يطبق شريعة الله ما يطبقه هذا الوطن - أعني: المملكة العربية السعودية -.
- هذه البلاد - ولله الحمد - بلاد تحكم بالشريعة الإسلامية والقضاة لا يحكمون إلا بالشريعة الإسلامية والصيام قائم والحج قائم والدروس في المساجد قائمة ...
ثم إذا نظرنا إلى بلادنا وإذا هو ليس هناك بناء على القبور ولا طواف في القبور ولا بدع صوفية أو غيرها ظاهرة قد يكون عند الناس بدعة صوفية أو ما أشبهه: ذلك خفية، هذه كل مجتمع لابد أن يكون فيه شيء من الفساد إذا نظرنا إلى هذا وقارنا - والحمد لله - بين هذه المملكة والبلاد الأخرى القريبة منا وجدنا الفرق العظيم: يوجد في بعض البلاد القريبة منا جرار الخمر علناً في الأسواق تباع والمطاعم تفتح في نهار رمضان يأكل الإنسان ويشرب على ما يريد بل يوجد البغايا علناً حتى حدثني بعض الناس: أن الذين يأتون إلى بعض البلاد للسياحة من حين ما ينزل من المطار يجد عنده الفتيات والفتيان - والعياذ بالله - يقول: ماذا تختار أفتى أم فتاة علناً - سبحان الله -الإنسان يجب أن ينظر إلى واقع حكومته وواقع بلاده ولا يذهب ينشر المساوئ التي قد يكون الحاكم فيها معذور لسبب أو لغيره ثم يعمى عن المصالح والمنافع عماية تامة ولا كأن الحكومة عندها شيء من الخير إطلاقاً؟! هذا ليس من العدل يقول الله عز وجل] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى [.
(يُتْبَعُ)
(/)
- لا نستطيع أن نعين أو نحدد دولة من الدول ونقول: اخرج إليها وانظر لكن هو لو أصغى بنصف أذنه ليسمع ما يكون في الدول الإسلامية لاعترف اعترافاً لا ينكر فيه أن بلادنا - ولله الحمد - خير بلاد المسلمين على ما فينا من نقص في رعيتنا ورعاتنا.
كَلِمَةُ الشَيْخِ العَلَّامَةِ
حَمَّاد بن مُحَمَّد الأَنْصَارِي
-رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-
- نحن فتشنا العالم اليوم فلم نجد دولة تطبق الإسلام ومتمسكة به وتدعو إليه إلا هذه البلاد - يعني: السعودية -.
- نعتقد أن هذه الدولة السعودية نشرت العقيدة السلفية عقيدة السلف الصالح بعد مدة من الانقطاع والبعد عنها إلا عند ثلة من الناس.
- إن المملكة العربية السعودية دولة سلفية.
- هذه المملكة العربية السعودية هي التي بقيت لخدمة الإسلام والدعوة السلفية.
- إن الدولة السعودية لها الحظ الأوفر في هذا الزمان بنشر العلم وعليكم بالدعاء لها بالنصر على جميع الأعداء
كَلِمَةُ الشَيْخِ العَلَّامَةِ
أَحْمَد بن يحيى النَّجْمِي
-رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى–
إن دولتنا دولة مسلمة تحكم شرع الله في محاكمها وتقيم دين الله في واقعها وتعلم التوحيد من أول يومها وقضت على مظاهر الشرك في جميع سلطانها تقيم الصلاة وتخصص المكافآت للأئمة والمؤذنين وتعمل كل خير ومعروف في الداخل والخارج وللأقليات المسلمة في كل مكان.
وكذلك ما تقوم به الدولة من إصلاحات في المشاعر المقدسة وسهر على مصلحة الحجيج والمحافظة عليهم وإرشادهم والمحافظة على سلامتهم إلى غير ذلك من الإصلاحات التي لا يحصيها ديوان.
إنَّ الدولة - والحمد لله - دولة عادلة وبلادنا من أقصاها إلى أقصاها - أي بلاد الحرمين - تحت الحكم السعودي: تدين بالمنهج السلفي حاكمين ومحكومين قادة ورعية ذكوراً وإناثاً صغاراً وكباراً
إنَّ الدولة السعودية تجل علماءها، وتبجلهم وتحترمهم، بما لم يكن في دولة من الدول، ولا في بلد من البلدان قط،حتى إن رئيس الدولة ليزور كبارهم في بيوتهم.
ومع ذلك فالدولة تحكم شرع الله في محاكمها وتحكم هيئة كبار العلماء في بعض الأمور المستعصية وتأخذ بما وجههم كبار العلماء إليه من شرع الله عز وجل.
كَلِمَةُ الشَيْخِ العَلَّامَةِ
عَبْدِ العَزِيْز آل الشَّيْخ
-حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَى-
- إنَّ الله من فضله وكرمه منَّ على هذه البلاد بنعم عظيمة، أجلها وأكبرها وأعظمها نعمة الإسلام، فالحمد لله الذي هدانا للإسلام، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ..
وهذه البلاد - ولله الحمد - من تلك الدعوة الصالحة - وهي لا تزال تقيم حدود الله ولا يزال قادتها يحكمون شرع الله ولا يزال علماء الإسلام لهم فيها الكلمة النافذة مع قادتهم تعاوناً على البر والتقوى وتعاوناً على الخير وحرصاً على جمع كلمة الأمة وشملها وحرصاً على المسار الصحيح على منهج كتاب الله وسنة محمد r ...
إن أعداء الإسلام يغيظهم ما يشاهدون في هذه البلاد من نعمة واستقرار وتعاون وتساعد واتفاق كلمة واجتماع شمل إن ذلك شجناً في نحور أعداء الإسلام يحاولون من كل قريب يحاولون بكل أسلوب عسى أن يجدوا منفذاً ينفذون به إلى صفوفنا ولكن يأبي الله عليهم ذلك بفضله وكرمه ولكن واجب علينا أن نتمسك بشرع الله وأن نعمل بدين الله وأن نستقيم على طاعة الله لتدوم لنا هذه النعمة بفضل الله وكرمه.
كَلِمَةُ الشَيْخِ العَلَّامَةِ
صَالِحِ اللحِيْدَان
-حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَى–
- هذه البلاد قلب الإسلام وحرزه تنعم بأمور كثيرة من الأمن لا يوجد لها نظير في العالم وهي بدون شك أفضل حكومة على الإطلاق في هذه الدنيا، ولا يعني هذا ولا يقول أحد إنها كاملة بل لها أخطاء ولنا أخطاء، ولكنها – أي الحكومة السعودية- خير حكومة على وجه الأرض ولهذا يجب على كل مسلم في داخل البلاد وخارجها أن يدعو الله لها بالثبات والقوة في الحق ونصرة المظلوم والسبب أنَّها باقية على عقيدة التوحيد الصافية، وأنها تقيم حدود الله إذا توفر موجب إقامتها.
وحكام هذه البلاد لا يشك منصف في الدنيا من المسلمين وغير المسلمين لا يشك أن ولاة هذه البلاد خير ولاة في بلاد العالم.
لا يشك أحدٌ في ذلك إلا من كان ذا هوى لا إنصاف عنده أو كان جاهلاً لا يدري عن أحوال الناس وهذا من فضل الله جل وعلا على هذه البلاد.
كَلِمَةُ الشَيْخِ العَلَّامَةِ
(يُتْبَعُ)
(/)
مُحَمَّد السِبَيِّل
-حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَى–
ولاة الأمور عندنا قائمون - جزاهم الله خيراً - بما يجب عليهم والعلماء أيضاً قائمون بما يجب عليهم ما يجب عليهم نحو ولاة الأمور؛من الدعاء لهم ومناصحتهم، ممتثلون أمر الرسول r وممتثلون أمر الله حيث يقول] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ [. ولاة أمورنا - والحمد لله - يتقبلون من العلماء ويسترشدون بهم، والأمور العامة للأمة يسألون عنها العلماء.
ثم - أيضاً - مُحَكِّمُون شرع الله. كل بلد تجد فيه قاضياً، قاضيين، ثلاثة قضاة وبعض البلدان إلى عشرين قاضياً كلهم يحكمون بشرع الله. وولاة الأمر ما لهم عليهم سلطة، بل يقضون ويحكمون بما يرون أنه الحق، وربما يخطئون في اجتهادهم بشرع الله - سبحانه وتعالى – وهم كغيرهم غير معصومين، والعصمة لأنبياء الله ورسله.
هم - والحمد لله - أحرص الناس على الصلاة وأكثر من يعمر المساجد – جزاهم الله خيراً - مثل ما ترون ما قام به خادم الحرمين - جزاه الله خيراً – من عمارة الحرمين الشريفين، كل من جاء تعجب منهما، وكذلك في أكثر البلدان قام ببناء مساجد فيها] إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ [عمارة المساجد فيها فضل عظيم ودليل الإيمان.
في أي بلد من البلدان نسمع مثل ولاة أمورنا!! نحن في نعمة لكن كثيراً من الناس لا يشكرون النعمة، النعمة يتضايقون منها يملونها، المسلم ينبغي أن يشكر هذه النعمة ويدعو لولاة الأمور ولا يحقق الإنسان إيمانه - كما في الحديث - إلا بالدعاء لولاة الأمور: أن الله يهديهم وأن الله يوفقهم ويرزقهم البطانة الصالحة ويجزيهم عنا كل خير، هم يسهرون في مصالح الأمة ويدافعون عن الأمة.
ونحن ندعو أن الله يمكن ولاة أمورنا من هذه السلطة وأن الله يعينهم ويسددهم يدفعون عنا شروراً، شرور ما ندري عنها نحن.
كَلِمَةُ الشَيْخِ العَلَّامَةِ
صَالِح الفُوزَان
-حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَى–
- نحن - ولله الحمد - في هذه البلاد جماعة واحدة وعلى عقيدة واحدة ودين واحد وقبلة واحدة وأمتنا واحدة نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ونحكم بشريعة الله فالمحاكم الشرعية مفتوحة للحكم بين الناس في كل المنازعات لا في الأحوال الشخصية فقط كما في البلاد الأخرى. ونحن - ولله الحمد - ندرس العلوم الشرعية في مدارسنا وفي مساجدنا فنحن جماعة واحدة من الراعي إلى الرعية.
- بلادنا - والحمد لله - تختلف عن البلدان الأخرى بما حباها الله من الخير من الدعوة إلى التوحيد وزوال الشرك ومن قيام حكومة إسلامية تحكم الشريعة من عهد الإمام المجدد: محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - إلى وقتنا هذا - والحمد لله -.
لا نقول: إنها كاملة من كل وجه لكن هي - والحمد لله - لا تزال قائمة على الخير فيها أمر بالمعروف ونهي عن المنكر وإقامة للحدود وحكم بما أنزل الله.
المحاكم الشرعية قائمة والمواريث والفرائض على ما شرع الله لا يتدخل فيها أحد بخلاف البلاد الأخرى.
- إننا - والحمد لله - نرى من حكومة هذه البلاد قياماً بالواجب نحو الإسلام وتحكيماً لشريعته ولوجد بعض النقص في ذلك ونرجو الله أن يصلحه.
- نحن - ولله الحمد - على ثقة من ولاة أمرنا وعلى ثقة من المنهج الذي نسير عليه وليس معنى هذا أننا قد كملنا وأن ليس عندنا نقص ولا تقصير بل عندنا نقص ولكن نحن في سبيل إصلاحه وعلاجه - إن شاء الله - بالطرق الشرعية.
وفي عهد النبي r وجد من يسرق ووجد من يزني ووجد من يشرب الخمر وكان النبي r يقيم عليهم الحدود.
نحن - ولله الحمد - تقام عندنا الحدود على من تبين وثبت عليه ما يوجب الحد ونقيم القصاص في القتلى هذا - ولله الحمد - خير ولو كان هناك نقص، النقص لا بد منه؛ لأنه من طبيعة البشر.
ونرجو الله تعالى أن يصلح أحوالنا ويعيننا على أنفسنا وأن يسدد خطانا وأن يكمل نقصنا بعفوه.
(يُتْبَعُ)
(/)
الدولة السعودية منذ نشأت وهي تناصر الدين وأهله وما قامت إلا على هذا الأساس وما تبذله الآن من مناصرة المسلمين في كل مكان بالمساعدات المالية وبناء المراكز الإسلامية والمساجد وإرسال الدعاة وطبع الكتب وعلى رأسها القرآن الكريم وفتح المعاهد العلمية والكليات الشرعية وتحكيمها للشريعة الإسلامية وجعل جهة مستقلة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في كل بلد كل ذلك دليل واضح على مناصرتها للإسلام وأهله وشجى في حلوق أهل النفاق وأهل الشر والشقاق والله ناصر دينه ولو كره المشركون والمغرضون. ولا نقول: إن هذه الدولة كاملة من كل وجه وليس لها أخطاء فالأخطاء حاصلة من كل أحد ونسأل الله أن يعينها على إصلاح الأخطاء.ولو نظر هذا القائل في نفسه لوجد عنده من الأخطاء ما يقصر لسانه عن الكلام في غيره ويخجله من النظر إلى الناس.
كَلِمَةُ الشَيْخِ العَلَّامَةِ
رَبِيْع المَدْخَلِي
-حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَى–
نحن نعتقد أن هذه البلاد - ولله الحمد - لها جماعة وهم علماء التوحيد وعلماء السنة -والحمد لله- في هذا البلد الطيب المبارك ولهم إمام بايعوه على كتاب الله وعلى سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام - والحمد لله -.
الدين الصحيح يُدَرَّسُ في هذه البلاد، العقيدة الصحيحة تُدَرَّسُ في مدارسنا وفي جامعاتنا وفي مساجدنا والمساجد نظيفة من البدع الشركية وغيرها بينما البلدان الأخرى تعج بالقبور والشرك والبدع والضلال وهذه البلاد جامعاتها نظيفة، التعليم جيد، هناك فصل بين الرجال والنساء؛ والاختلاط الشنيع موجود في بلدان الدنيا كلها.
ما تُقَارِنُ شيئاً في هذا البلد بالبلدان الأخرى إلا وترى التميز الكبير الذي لا مناسبة بينه وبين البلدان الأخرى. فهل تدرس عقائد التوحيد في بلدان الدنيا في المدارس؟ إلا مدارس السلفية - مساكين سلفيين - الدول لا تتبنى عقيدة التوحيد.
وهذه البلاد وهذه الحكومة تتبنى عقيدة التوحيد عقيدة نوح وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق وهود وصالح، تدرس توحيد العبادة وتوحيد الأسماء والصفات تدرس في هذه البلاد أحكام الشريعة،محاكم شرعية، القضاة يحكمون بـ: قال الله قال رسول الله ... خير كثير، المعاصي موجودة والمخالفات موجودة.
فهذه البلاد - والحمد لله - هي المعقل الأخير للإسلام نسأل الله أن يحفظها وأن يبصرها وأن يدفع عنها الشر وأن يدفع الغزو المستميت من كل مكان هناك غزو فكري، غزو عقائدي، مناهج فاسدة، تغزو هذه البلاد لتقتلع هذه العقيدة التي تقرر هذه الحكومة. هذه نعمة عظيمة! فحافظوا على هذا الخير الموجود ولا تزلزلوه، لا تصرفوا الشباب عن هذا الخير، لا تهينوا هذا الخير في أعينهم ولا تهونوا منه.
كَلِمَةُ الشَيْخِ العَلَّامَةِ
زَيْد المَدْخَلِي
-حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَى–
نحن في المملكة العربية السعودية علماء وعقلاء وعامة نعلنها صريحة ظاهراً وباطناً بأن في أعناقنا بيعة شرعية لملك البلاد "المملكة العربية السعودية"
ونعتبر الوفاء بها واجباً شرعياً بشرطه بل ونعتبر ذلك نعمة عظمى ومنة كبرى من الله العلي الأعلى كلما أرسلنا النظر إلى دنيا البشر شرقاً وغرباً وجنوباً وشمالاً.
نعم إننا نعتبر إمامته علينا رحمة وولايته شرعية تستدعي الصدق منا في الوفاء سراً وعلناً وباطناً وظاهراً وما ذاك إلا لأنه يحرص على الالتزام بالكتاب والسنة وينادي بذلك في كل مناسبة ويفتح حقول العلم الشرعي الشريف بكافة المستويات في داخل البلاد وخارجها مما لا يحتاج مني إلى إقامة برهان.
وينفذ أحكام الشريعة الإسلامية من فرائض وواجبات وحدود وشعائر في شعبه الذي استطاع هو وأبوه وإخوانه من قبله أن يبسطوا أيديهم عليه ويرعوا مصالحه ديناً ودنيا بالإضافة إلى نفعهم المتعدي.
ونحن إذ نقول هذا فإننا لا ندعي لأنفسنا ولا لولاة أمرنا الكمال، إذ الكمال في البشر وفي دنيا البشر عزيز، بل ولا ندعي لهم العصمة من الوقوع في الخطأ كلا، فكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون. وننصح لهم من صميم قلوبنا وندعو لهم بالتوفيق لما يرضي الله والصلاح في الحال والمآل ونرضى لهم أن يكونوا معتصمين بحبل الله المتين كتاب الله المبين ورسالة الصادق المصدوق رسول رب العالمين إذ بذلك تبرأ الذمم وتدوم الفضائل والنعم وتدفع البلايا والمحن والنقم.
كَلِمَةُ الشَيْخِ العَلَّامَةِ
(يُتْبَعُ)
(/)
صَالِح آل الشَّيْخ
-حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَى–
الدعوة لا شك كان لها الأثر الكبير في أمصار كثيرة لكن لم يكن لها الأثر لولا فضل الله - جل وعلا أولاً وآخراً - ثم مساندة الدولة.
وكل فضل ينسب إلى الدعوة لا بد أن ينسب قبل ذلك إلى الأئمة من آل سعود الذين أيدوا هذه الدعوة.
ونحن - ولله الحمد - في هذه البلاد لا يوجد - مع عدم المبالغة - لا يوجد مثال اليوم في الأرض لمثل العلاقة ما بين العلماء والأمراء في هذه الدولة لا يوجد مثلها إلا المغالط، هذا شيء آخر لكن العلاقة لا يوجد مثلها.
لكن لا يتصور أحد أنه من شرط الأمير أن يقبل كل ما قاله العالم أو أن يكون ما قاله العالم دائماً يكون على الصواب وأنه يكون في المصلحة ثَمَّ أشياء منصوص عليها ثَمَّ أشياء غير منصوص عليها وباب التأويل وباب الاجتهاد يخوض فيه الناس ما بين مصيب وبين مخطيء.
وهذا البلد بلد قائم على أساس ديني منذ إنشائه، وهو تطبيق أحكام القرآن والسنة النبوية ... فالسعودية متمسكة بالعقيدة السلفية الصحيحة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
فمن نعم الله علينا نحن المسلمون هذه الحكومة الراشدة، المملكة العربية السعودية: القائمة على تطبيق شريعة الله: كتاباً وسنة على منهاج سلفنا الصالح.
وقد منَّ الله عليَّ أن جمعت أقوال العلماء الربانيين السلفيين في ثنائهم على الدولة السعودية في كتاب بعنوان (الدرر السنية في الثناء على الدولة السعودية) وفي كتاب آخر بعنوان (مراقي السعود في ثناء العلماء على آل سعود)
وكان من أبرزها قول الإمام ابن باز رحمه الله تعالى - " العداء لهذه الدولة عداء للحق، عداء للتوحيد، أي دولة تقوم بالتوحيد الآن من حولنا: مصر، الشام، العراق، من يدعو إلى التوحيد آلان، ويحكم شريعة الله، ويهدم القبور التي تعبد من دون الله مَنْ؟ أَيْنَ هُمْ؟ أين الدولة التي تقوم بهذه الشريعة؟ غير هذه الدولة اسأل الله لنا ولها الهداية والتوفيق والصلاح، ونسأل الله أن يعينها على كل خير، ونسأل الله أن يوفقها؛ لإزالة كل شر وكل نقص، علينا أن ندعو الله لها بالتوحيد والإعانة والتسديد والنصح لها في كل حال"
وقول الإمام محمد ابن عثيمين - رحمه الله تعالى - " أشهد الله تعالى على ما أقول وأُشهدكم – أيضاً - أَنني لا أَعلم أَن في الأرض اليومَ من يطبق شريعة الله ما يطبقه هذا الوطن - أعني: المملكة العربية السعودية"
ثمَّ منَّ الله عليَّ بأن جمعت أقوال رجال الدولة السعودية الداعية إلى الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح، في كتاب بعنوان (دولة التوحيد والسنة).
وسوف أسوق لك أخي القارئ بعضاً من أقوالهم الدالة على ذلك - رحم الله ميتهم وغفر له وحفظ أحياءهم وأيدهم بنصره وتوفيقه -
كَلِمَةُ الْمَلِكِ
عَبْدِ الْعَزِيْزِ بنِ عَبْدِ الْرَّحمْنِ آل سُعُوْد
-رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى -
قال الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – رحمه الله تعالى – " من اتخذ الدين نبراساً له، أعانه الله، ومن تركه خلف ظهره، خذله الله. اسأل الله أن يرحمنا، ويرزقنا إتباع سلفنا الصالح، الذين أقاموا قسطاس العدل، فهم أسوتنا، وهم قدوتنا - إن شاء الله -.
إنني رجل سلفي، وعقيدتي: هي السلفية؛ التي أمشي بمقتضاها على الكتاب والسنة"
وقال أيضاً الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – رحمه الله تعالى – " قد جعلنا الله أنا وآبائي وأجدادي: مبشرين ومعلمين بالكتاب والسنة، وما كان عليه السلف الصالح، لا نتقيد بمذهب دون آخر، ومتى وجدنا الدليل القوي في أي مذهب من المذاهب الأربعة، رجعنا إليه وتمسكنا به، وأما إذا لم نجد دليلاً قوياً أخذنا بقول الإمام أحمد.
فهذا كتاب الطحاوية في العقيدة، الذي نقرؤه وشرحه الأحناف، وهذا تفسير ابن كثير وهو شافعي، ولكن بعض المسلمين تركوا سنة الرسول والسلف الصالح، واتبعوا أهواءهم ... فحقيقة التمسك بالدين: هي إتباع ما جاء بكتاب الله وسنة رسوله، وما كان عليه السلف الصالح، وهذا هو الذي أدعو إليه، وما كان مخالفاً لهذا القول فهو كذب وافتراء علينا"
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال أيضاً الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – رحمه الله تعالى – "جميع أحكام المملكة، تكون منطبقة على كتاب الله وسنة رسوله، وما كان عليه الصحابة، والسلف الصالح"
كَلِمَةُ الْمَلِكِ
سُعُوْدِ بنِ عَبْدِ الْعَزِيْزِ آل سُعُوْد
- رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى -
قال الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله تعالى – "لقد كان همنا، منذ تولينا مقاليد الأمور، أن نعتصم بكتاب الله ونهتدي بهدي رسول الله، وسنة خلفه من السلف الصالحين"
وقال أيضاً الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله تعالى – " الذي أوصيكم به هو إتباع الشريعة المحمدية، فيما بين الخلق من حقوق واختلاف ومشكلات"
وقال أيضاً الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله تعالى – " نحن نعلن على رؤوس الأشهاد أننا لسنا ملوكاً فحسب، بل نحن دعاة لهذا الدين، ونعاهد الله أن نعز دعوة الدين، بأموالنا وسيوفنا وأنفسنا "
وقال أيضاً الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله تعالى – " إننا ... ما زلنا عاملين على تصريف شؤون البلاد، مهتدين بكتاب الله وسنة رسوله والسلف الصالح، فهل هناك مبادئ ندين بها في علاقاتنا، وتحكم سلوكنا، أسمى من الإسلام الذي يمثل الحق والعدل في أروع صورهما"
وقال أيضاً الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله تعالى – " أعظم هذه المبادئ هو التمسك بكتاب الله، وسنة نبيه، واعتقاد ما اعتقده السلف الصالح، الذين تعرفون ماضيهم، وقد نالوا العزَّ والكرامة ... "
كَلِمَةُ الْمَلِكِ
فَيْصَلِ بنِ عَبْدِ الْعَزِيْزِ آل سُعُوْد
- رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى -
قال الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله تعالى – " ديننا الإسلامي هو الدين الصحيح، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ولنرد على من يدعي بأن الدين الإسلامي، ليس فيه تنظيم اجتماعي، ولا اقتصادي، ولا تربوي"
وقال أيضاً الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله تعالى – " إننا - ولله الحمد – سائرون على محجة بيضاء، ليس لدينا أسرار، وليس لدينا أمور تخفى على أبعد الناس، فسياستنا معروفة، واتجاهنا واضح.
نحن دعاة لكلمة الله - سبحانه وتعالى - ودعاة لأن يكون دين الله ظاهراً على كل شيء، لا يضيرنا في ذلك من تقول علينا، بغير ما نقصد، وبغير ما نأمل"
وقال أيضاً الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود– رحمه الله تعالى – " منذ نشأت هذه الدولة، وهي تدعو إلى كلمة التوحيد، كلمة "لا إله إلا الله" "محمد رسول الله" فقد شرف الله العرب؛ إذ بعث منهم محمداً ?، ولقد كان لهذا التشريف أثره في نهضة العرب وتقدمهم، حتى بلغوا مشارق الأرض ومغاربها. بلغوها لماذا؟ لقد بلغوها؛ لتقديم كتاب الله والإيمان بالله والإخلاص لله، وليجتمعوا على حب الله وسنة رسول الله. ليس للعرب فضل على أحد إلا بهذه الرسالة المباركة، وهذه الرسالة جعلت العرب في خدمة هذا الدين، ولذلك حينما تنكر العرب لهذه المبادئ، ولهذه الأسس، لقوا ما لقوا من إذلال واستعمار وظلم واغتصاب ... "
وقال أيضاً الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله تعالى – " إننا يجب علينا - جميعاً - أن نتمسك بعقيدتنا الإسلامية، وأن نوحد صفوفنا؛ لخدمة ديننا وأمتنا ووطننا، لأن شريعتنا الإسلامية فيها - ولله الحمد - من مقومات العدل والدفاع عن الحق، وإثبات الحقوق، والحرية، والتقدم، والبناء في جميع المجالات، ما يغنينا عن تلقي أو الاستماع إلى أي تيارات تتجاذب العالم"
وقال أيضاً الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله تعالى – " من واجبنا جميعاً: التمسك بديننا، وإيماننا بربنا، وتضامننا وتآخينا في هذا السبيل، بكل إخلاص، وكل جد، وكل عزيمة؛ لأن هذا هو الذي يحقق لنا كل خير في دنيانا وآخرتنا.
ومما لا شك فيه: أن التمسك بالعقيدة، والإيمان بالله - سبحانه وتعالى - هو الأساس في نصر المسلمين، وتوثيق أمورهم في طول حياتهم ... "
كَلِمَةُ الْمَلِكِ
خَالِدِ بنِ عَبْدِ الْعَزِيْزِ آل سُعُوْد
- رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى -
قال الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله تعالى – " أصبحت بلادنا مضرب الأمثال في العزة والكرامة والتقدم والازدهار ...
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الذين يتساءلون عن أسباب العزة والمنعة والأمن والاستقرار التي تتميز بها بلادنا الغالية؟ إنما يجدون الإجابة في شدة تمسكنا بشريعة الله، وتطبيقها من خلال كتابه المحفوظ وسنة نبيه ?"
وقال أيضاً الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله تعالى – "عقيدتنا السمحة، وشريعتنا الغراء، غنية بالروافد الخيرة المعطاءة التي توفر لنا مصدراً قويماً لشريعتنا، وتنظيم علاقاتنا وسلوكنا، والتي تهيئ لنا الحلول الناجعة لمشكلاتنا، ومشكلات البشرية جمعاء، سواء أكانت معنوية أم مادية"
وقال أيضاً الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله تعالى – "من نعم الله على هذا البلد وأبنائه: أن مَكَّنَ لهم دينهم الذي ارتضى لهم، وبدلهم من بعد خوفهم أمناً، وعبدوه وحده لا يشركون به شيئاً، ولذلك كان القرآن الكريم، وكانت السنة النبوية المطهرة، وما زالا مصدر الحكم والتشريع في هذه البلاد، حتى يرث الله الأرض ومن عليها؛ لإيماننا الكامل بأن في التمسك بهما قولاً وعملاً؛ نجاحنا وفلاحنا ورقينا وتقدمنا وتطورنا وازدهارنا. ومنذ أن مَنَّ الله على جلالة الملك عبد العزيز - رحمه الله - بنعمة توحيد هذه المملكة، وجمع شتاتها، تحت راية "لا إله إلا الله" "محمد رسول الله" وضع نصب عينيه: إقامة العدل، ونشر الأمن والرخاء، والدعوة إلى الله، والسير على نهج الرسول العظيم، والسلف الصالح؛ معتمداً في ذلك: على إيمانه بالله ?، والجهاد في سبيله ونصرة كلمته"
كَلِمَةُ الْمَلِكِ
فَهْدِ بنِ عَبْدِ الْعَزِيْزِ آل سُعُوْد
- رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى -
قال الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله تعالى – " إن السبب الأساس، والشيء الذي انطلقت منه هذه الانطلاقات الخَيِّرَة، تعود إلى أن هذا البلد يتمسك بالعقيدة الإسلامية، نصاً وروحاً، وسوف يبقى - إن شاء الله - متمسكاً بها حتى تقوم الساعة "
وقال أيضاً الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله تعالى – " سنظل - بمشيئة الله تعالى - متمسكين بمبدأ العقيدة الإسلامية؛ لأننا نعرف أن في ذلك عزتنا وسؤددنا ونصرتنا ...
وإنَّ من نعم الله أن وفق هذه البلاد، للتمسك بالعقيدة وإرساء قواعد الأمن، وتوفير وسائل الرخاء والاستقرار"
وقال أيضاً الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله تعالى – " لقد جاء موحد هذه الجزيرة، وجامع شملها، الملك عبد العزيز - رحمه الله - ليقم دولة التوحيد والشريعة الإسلامية والدعوة السلفية، رمز الإسلام الحقيقي، ومظهره العلمي، حيث يلتحم الدين بالدنيا، وتسير الأمة كلها في طريق الله، طريق الجهاد الصادق والعمل المثابر ...
وكانت مسؤولية الحكم - وما تزال - تنتقل من يد إلى أخرى، بيسر دون عناء؛ لأن عقيدة الإسلام هي أساس العدل، والعدل أساس الملك، والحكم بما أنزل الله مسؤولية وتكليف نتصدى لها، وقلوبنا لربها واجفة، خشية التقصير وعقاب العلي الكبير"
وقال أيضاً الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله تعالى – " نحن في هذه البلاد، نفتخر ونعتز أننا متمسكون بعقيدتنا الإسلامية، وسوف ندافع عنها بالنفس والنفيس، وسوف نجعلها هي القدوة، سواء كان في شريعتنا أو تنظيماتنا في مختلف حاجاتنا للتنظيم، أو في حياتنا اليومية أو الشهرية أو السنوية، فلذلك المملكة العربية السعودية - بالذات - عليها واجبات، ولها واجبات، عليها واجبات كبيرة بالنسبة للإسلام والمسلمين في أي مكان كان، ولها واجبات على المسلمين أن يقدروها؛ لأنها لا تلتفت لشيء، ولا تنظم إلا ما تقره العقيدة الإسلامية. العقيدة الإسلامية لم تترك خيراً إلا وأبانته، ولم تترك شراً إلا وأبانته، حتى يجتنبه المسلم. العقيدة الإسلامية خلاصة للعقائد الإسلامية، وأتت في مصلحة البشر عموماً، ليس فقط في الأمة العربية.
(يُتْبَعُ)
(/)
يَدَّعُوْنَ الديمقراطية أو الحرية، ما أعتقد أن فيه ديمقراطية أو حرية ممكن تعود على البشر بالخير، مثل ما في العقيدة الإسلامية؛ من حرية وديمقراطية ورأفة ورحمة وقوة. هي عقيدة تجمع جميع الفضائل، وتبعد الإنسان عن جميع الرذائل، لذلك نحن فخورون بعقيدتنا، وسوف نلتف حولها، ونبقى مدافعين عنها، مهما كانت الظروف والأسباب، لا نريد الإنصاف إلا من ربِّ العزة والجلال، ولكننا لا نهتم بأي حال من الأحوال، بمن يريد أن يعكر صفو العقيدة الإسلامية، أو صفو التماسك في هذا الوطن، أي المملكة العربية السعودية "
كَلِمَةُ الْمَلِكِ
عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الْعَزِيْزِ آل سُعُوْد
- حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَى -
قال الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله تعالى – " لقد أعز الله هذه الدولة؛ لأنها أعزت دين الله، وسارت على نهج ثابت، يتوارثه خلف عن سلف، وسوف تبقى عزيزة لا يضرها من عاداها: ما دامت ترفع راية التوحيد، وتحكم شرع الله.
أيها الإخوة: إن منهجنا الإسلامي، يفرض علينا نشر العدل بين الناس، لا نفرق بين قوي وضعيف، وأن نعطي كل ذي حق حقه، ولا نحتجب عن حاجة أحد، فالناس سواسية، فلا يكبر من يكبر إلا بعمله، ولا يصغر من يصغر إلا بذنبه.
إن ديننا الإسلامي، يعلمنا أن المؤمنين إخوة، وسوف نسعى - بإذن الله - إلى ترسيخ روابط هذه الأخوة، متأملين أن تجتمع كلمة العرب والمسلمين، وتتوحد صفوفهم، ويعودوا قادة للحضارة وللبشرية، وما ذلك على الله بعزيز ...
أيها الأخوة: إن الإسلام يدعو إلى توفير الحياة الطيبة لأبنائه، وسبيلنا إلى تحقيق ذلك هو التنمية الشاملة التي سنسعى - بإذن الله - إلى استكمالها، متلمسين خير المواطن وسعادته، آملين أن نحقق له أسباب السكن والعمل والتعليم والعلاج، وبقية الخدمات والمرافق، وسنحرص على مكافحة الفقر، والاهتمام بالمناطق التي لم تحصل على نصيبها من التطور، وفقاً لخطط التنمية المدروسة.
إننا لا نستطيع أن نبقى جامدين، والعالم من حولنا يتغير، ومن هنا سوف نستمر - بإذن الله - في عملية التطوير، وتعميق الحوار الوطني، وتحرير الاقتصاد، ومحاربة الفساد، والقضاء على الروتين، ورفع كفاءة العمل الحكومي، والاستعانة بجهود كل المخلصين العاملين من رجال ونساء، وهذا كله في إطار التدرج المعتدل المتمشي مع رغبات المجتمع المنسجم مع الشريعة الإسلامية.
وتعلمون أن التنمية لا يمكن أن تتحقق إلا في جو من الأمن والأمان، ولهذا فنحن نجدد العزم على القضاء على الفئة الضالة من الإرهابيين القتلة، ومكافحة الفكر التكفيري، بالفكر السليم، فلا مكان في بلاد الحرمين الشريفين للتطرف! فنحن - ولله الحمد - أمة وسط، بعيدة عن الإفراط والتفريط ...
أيها الإخوة الكرام: أقول لكل مواطن ومواطنة: لقد عرفتكم خلال السنين، كما عرفتموني، وقد كنتم على الدوام مخلصين صادقين أوفياء للعهد، وستجدوني - إن شاء الله - مخلصاً لديني ثم لوطني، صادقاً معكم، وفياً للعهد، ستجدوني معكم في السراء والضراء، أخاً وأباً، وصديقاً صادقاً، وسأكون بينكم في المسيرة الواحدة نرفع كلمة الإسلام، ورفعة الوطن"
وقال أيضاً الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله تعالى – "إن نهج المملكة العربية السعودية، يلزمها برعاية العلم وأهله، والاستفادة من علم العلماء والفقهاء، فمنذ أن تمّ توحيد المملكة، على يد المؤسس الملك عبد العزيز - رحمه الله -، وبلادنا مستمرة في العمل بهذا النهج، فالعلماء هم فقهاء العقيدة، وهم الدعاة إلى الصراط المستقيم، وسوف تواصل تعاونها - إن شاء الله- معكم ومع علماء الأمة، وقد أحسنت رابطة العالم الإسلامي، في إقامة الملتقى العالمي للعلماء والمفكرين المسلمين، من أجل متابعة قضايا الأمة، وما تتعرّض له من تحدّيات، وإن المملكة، ستدعم هذا الملتقى الذي يمثل علماء الأمة الإسلامية، تحقيقاً لنهجها في الاستفادة من ورثة الأنبياء، وتعلمون أن دستور هذه البلاد، قائم على تحكيم الشريعة والعمل بها، ولا نقبل المساس بها من أحد"
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال أيضاً الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله تعالى – " هذه دعوة أهلي، وآبائي، وإخواني، وأبنائي، وكل بيت من بيوتكم هو بيت لي. وأنتم - ولله الحمد - ماضيكم جيد، وأبيض - وإن شاء الله - أنتم وأبناؤكم على سيرة السلف الصالح، ودعوتكم هذه باقية - إن شاء الله –وأنا - والله – أعزكم، وأعز كل ابن من أبناء المملكة العربية السعودية. وشكراً لكم"
وقال أيضاً الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله تعالى – "المملكة العربية السعودية، أعزها الله ونصرها بتمسكها بالعقيدة الإسلامية، وأنتم، وآباؤكم، وأجدادكم، وأبناؤكم، أعزكم الله بتمسككم بالعقيدة الإسلامية، وهو شرفٌ وعِزٌ لكم، وأنتم ونحن - إن شاء الله – بخير، ما دمنا متمسكين بهذه العقيدة، وإن شاء الله لن يأتينا إلا كل خير"
وقال أيضاً الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله تعالى – " أُحَيّ فيكم التمسك بهذه العقيدة، والتمسك بوطنكم العزيز، والتمسك بأخلاقكم العربية الأصيلة ... إخواني وأخواتي: مبدئي ومبدؤكم - إن شاء الله - كله دينٌ ثم وطنٌ. صبرٌ ثم عملٌ. وهذه - ولله الحمد - ألمسها في السعوديين سواء في الشرق، أو في الجنوب، أو في الغرب، وفى الشمال ... "
وقال أيضاً الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود-حفظه الله تعالى – " المملكة العربية السعودية، دولة إسلامية دستوراً وقانوناً"
وقال أيضاً الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود-حفظه الله تعالى – " يجب علينا أن نضع نصب أعيننا المحافظة على عقيدتنا الإسلامية، والتمسك بنهجها القويم، فهذا هو أوجب الواجبات علينا، وما دمنا سائرين على طريق الحق ومتمسكين بعقيدتنا وديننا الإسلامي الحنيف، فلن يضرنا أي صوت حاقد أو مغرض ولن نلتفت لأي ناعق"
وقال أيضاً الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله تعالى – " إن هناك شيئين مهمين لا مساومة فيهما أو عليهما: هما العقيدة والوطن، ليس فيهما أخذ ولا رد، ويجب أن يعي القريب والبعيد هذا الأمر
إن سبب حقد الحاقدين على بلادنا هو كونها تحكم الشريعة المحمدية، واعتقد جازماً أنه ليس في العالم دولة تحكم الشريعة المحمدية إلا بلادكم، وهذا فخر وعز لكم، وإن شاء الله تعالى نموت ونحيا على هذه العقيدة وعلى تحكيم الشريعة المحمدية"
وقال أيضاً الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله تعالى – " ليكن لنا في رسول الله ? أسوة حسنة، والتمسك بسنته، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، وإتباع آثار السلف الصالح من هذه الأمة"
كَلِمَةُ وَلِي العَهد الأَوَّلِ
الأمير سُلْطَان بنِ عَبْدِ الْعَزِيْزِ آل سُعُوْد
- حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَى -
قال صاحب السمو الملكي ولي العهد الأول الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود- حفظه الله ورعاه - " إن نظام الحكم في المملكة العربية السعودية قائمٌ - كما هو معروف - على أحكام الشريعة الإسلامية السمحة، وقد جاء النظام الأساسي للحكم؛ ليقنن ذلك، وليؤكد أن نظام الحكم سيستمر بحول الله تعالى في التمسك بالمبادئ المعمول بها، منذ أن أرسى دعائم هذا الكيان الملك المؤسس عبدالعزيز - تغمده الله بواسع رحمته - والمتمثلة في العدل والشورى والمساواة بين المواطنين، وكفالة حقوقهم"
وقال أيضاً الأمير سلطان بن عبد العزيز - حفظه الله ورعاه - " ستستمر المملكة العربية السعودية - إن شاء الله - بقيادة مولاي أيده الله في مسيرتها الخَيِّرَة، مسيرة النماء والعطاء متمسكة بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
كَلِمَةُ وَلِي العَهد الثَّانِي
الأمير نَايفِ بنِ عَبْدِ الْعَزِيْزِ آل سُعُوْد
- حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَى -
قال صاحب السمو الملكي ولي العهد الثاني الأمير نايف بن عبد العزيز - حفظه الله ورعاه - " وطن حكم شرع الله في منهجه، واختار كتاب الله، وسنة نبيه r، دستوراً يحكم القول والفعل.
إن هذا الوطن الطاهر، أسس كل شؤونه - دون استثناء - على ما توجبه الشريعة الإسلامية السمحة، وتقتضيه سنة الرسول r، وقامت – باعتزاز - بمحاربة الظلم والجهل والفقر وأنجزت - ولله الحمد - ما تؤكده الشواهد فعلاً في مختلف مكونات الأمة، حتى أصبحت المملكة في مكانة المضاهاة على مستوى غيرها من الأمم"
(يُتْبَعُ)
(/)
و قال أيضاً صاحب السمو الملكي ولي العهد الثاني الأمير نايف بن عبد العزيز - حفظه الله ورعاه -"إنه لا شرف لهذه البلاد - أمة وقيادة – ما لم تَنْهَ عن المنكر، وتأمر بالمعروف، وإن الدولة هي التي تقوم على هذا العمل، والذي يحقق هذا الأمر، وتعمل من أجله، وهذا ليس بجديد! بل إنه منذ أن قامت الدولة على يد المصلح محمد بن سعود، وحتى اليوم.
يجب أن يعرف الجميع - داخل المملكة أو خارجها - أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ركن أساسياً لدولة الإسلام، ويكفي أن نأخذ من هذا الاسم معناه ...
يجب أن نثق أننا أقوياء بالإسلام، وما يهمنا هو أن يكون الإسلام بخير، وأكرر: أنَّ الله شرفنا في هذه البلاد بكتاب الله وسنة نبيه ?، وقامت على ذلك دولةٌ سلفيةٌ صحيحةٌ. ولكن أعداؤنا لا يريدون لهذه الدولة أن تقوم أو أن يكون لها وجود.
وإسلامنا يدعو دائماًَ إلى القوة والتماسك، ونحن في وسط هذا العالم بخيره وشره.
وليعلم الجميع: أن بلادنا ولأنها دولة الإسلام، وتطبق كتاب الله وسنة رسوله، فهي المستهدفة في هذا العالم.
فلندرك جميعاً أننا مستهدفون في كل أمورنا!
وهناك من يريدون هدم هذه الدولة، وتفتيت شملها، حتى أن هناك من قال: كان للغرب عدو أول، وهي الشيوعية، وأنهوها، وقالوا: لنا عدو ثاني؛ وهو الإسلام!؟
أقول - أمام العلماء – وبكلِّ جدٍ: نحن مستهدفون في العقيدة، والوطن؛ لذلك دافعوا عن دينكم، ووطنكم، وأبنائكم، وعن الأجيال القادمة! فمن هم قبلنا سلمونا الأمانة سليمة، ويجب أن نسلمها للأجيال القادمة، ولا نتركهم للشيطان ...
يجب أن تبقى دولتنا سلفية"
وفي الختام
فهذه الكلمات الخالصة الصافية، يصدق على كل واحدة منها ما قاله الشيخ العلامة مفتي الديار السعودية عبد العزيز ابن باز - رحمه الله تعالى - معلقاً على كلمة للملك سعود بن عبد العزيز - رحمهم الله جميعاً –
" إنها - والله - كلمة جليلة، ومعانيها كبيرة، وأهدافها صالحة، تدعو إلى أسباب السعادة والنجاح، وتحذر من أسباب الهلاك والتدهور في هذه الدنيا والآخرة، وتدعو إلى التمسك بالقرآن الكريم وسنة النبي الأمين وسنة الخلفاء الراشدين، وهذا والله طريق السعادة والعزة الأصلح في الدنيا والآخرة. فجزاكم الله عن ذلك خيراً، وجعلكم من خير العاملين فيها، ومنَّ على المسلمين جميعاً بقبول النصيحة، والحذر من أسباب الشقاء والفضيحة وإنه على كل شيء قدير"
كلمة حق في الدولة السعودية بلاد التوحيد والسنة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فاعلموا أحبتي:
إن هذه الدولة دولة التوحيد المملكة العربية السعودية هي أفضل بلاد الله في هذا الزمان ويدل على هذا عدة حقائق لا ينكرها إلا جاهل أو صاحب هوى أو مغرر به أذكر منها على سبيل الاختصار لا الحصر ما يلي:
أولاً:إقامتها للحدود التي شرعها الله تعالى في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم وهذا من أجلِّ الأعمال التي تقوم بها وهي الوحيدة في العالم في هذا الزمان التي تقيم حدود الله على من وجب عليه حد من الحدود الشرعية، وهذا وحده كافٍ لمن له بصيرة في معرفة فضل هذه الدولة حفظها الله، وهذا لا بحولها ولا بقوتها، وإنما بتوفيق الله عز وجل لها، وهدايتها لهذا الأمر الذي ضل عنه أكثر من في الأرض غير عابئة بما تسمعه هنا وهناك من تشويه لسمعتها بين الأمم وأنها لا تحفظ حقوق الإنسان، وأنها مصنفة من ضمن الدول التي تكبت الحريات، وأنها لا كرامة للإنسان عندها، وأنها تعامل الجناة بأبشع الصور من القسوة والظلم، وغير ذلك، وهي صابرة على كلامهم، واقفة في وجوههم قوية بما معها من الحق الذي تدين لله تعالى به، مما نتج عن ذلك - بفضل الله تعالى - الأمن الذي يقل نظيره أو لا يكاد يوجد في أي بقعة في بقاع الأرض، ألا يستحق ذلك منا لها الشكر والدعاء بأن يحفظها الله ويثبتها على ما تقوم به؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانياً: مساعدتها للمحتاجين والمنكوبين والمتضررين في كل مكان مما ابتلاهم الله عز وجل بمختلف المصائب والكوارث، فما تصاب بلاد بمصيبة إلا وتكون هذه الدولة من أول الذين يسارعون لنجدتهم ومن أول من يساعدهم عملاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى). ألا يستحق ذلك لهم منا الشكر والدعاء؟!
ثالثاً: تأييدها ونصرتها لقضايا المسلمين في كل المجالات، وحل مشاكلهم مع الدول الأجنبية، والتدخل في كثير من الأمور بجاهها وثقلها السياسي والاقتصادي عند الرؤساء للاهتمام بالشئون الإسلامية والعناية بشئون الأقليات المسلمة في كل بلاد الأرض؛ فتراها ترسل أناسا من جهتها للاطلاع على أحوالهم ومساعدتهم بقدر ما تستطيع. ألا يستحق ذلك لها منا الشكر والدعاء؟!
رابعاً: بناؤها للمساجد والمراكز الإسلامية، وإرسال الدعاة، وتزويدهم بالكتب والمصاحف في كل بلاد العالم وفي عواصم الكفر، وإقامة العلاقات مع الدول الكافرة بما لا يتنافى مع الدين الحنيف كل ذلك من أجل المسلمين الذين فيها، وأذكر هنا مثالاً واحداً على ذلك: ما أن انهار الاتحاد السوفيتي وتفكك حتى أقامت مع دوله علاقات كان لها الأثر - بعد الله سبحانه وتعالى – في التواصل بينها وبين المسلمين هناك الذين ظلوا ردحاً من الزمن تحت الاستبداد الشيوعي. ألا يستحق ذلك لها منا الشكر والدعاء؟!
خامساً: طباعتها للمصحف الشريف بأفضل أنواع الطباعة الآلية الحديثة، وطبع تفسير معانيه وألفاظه وتيسير فهمه على المسلمين بعدة لغات، وتوزيع ذلك على المسلمين في شتى بقاع الأرض بأعداد لا حصر لها، وهذا والله عمل وجهد عظيم لم يقم به – فيما أعلم – على هذا الصفة أحد عبر القرون. ألا يستحق ذلك لها منا الشكر والدعاء؟!
سادساً: عمارتها للحرمين الشريفين، وقيامها على خدمة الحجيج، وتيسير الطرق لهم، ونشر الكتب السلفية بينهم التي تصحح عقائدهم، وتنشر الوعي الإسلامي بين الحجيج، إلى غير ذلك من أمور كثيرة مما لا أستطيع حصرها في هذه العجالة. ألا يستحق ذلك لها منا الشكر والدعاء؟!
سابعاً: فتحها للجامعات الإسلامية ليدرس فيها أبناء المسلمين من خارجها العلوم الشرعية ويرجعوا بعد ذلك إلى ديارهم مبلغين ما تعلموه، ولا تكتفي بذلك بل تتابعهم بعد أن يذهبوا إلى بلادهم وتوجههم وتعينهم بما تستطيع، وكل ذلك بلا مقابل تنتظره منهم ولا أجر.ألا يستحق ذلك منا لهم الشكر والدعاء؟!
ثامناًً:أعظمها: نشر العقيدة السلفية، وحمايتها للتوحيد الذي جاء به الرسل وإزالة الشرك من أرضها بكافة أشكاله وصوره فلا ترى - ولله الحمد والمنة – قبراً فيها يعبد، ولا ترى ضريحاً بنيت عليه قبة، ولا مسجداً به قبر، ولا ترى فيها مظهراً من مظاهر الشرك، بل لا يصل إليهم خبر بوجود قبر يُتردد إليه، أو بئر يتبرك بها، أو غير ذلك؛ إلا ويزال ,,افلا تستحق الشكر والدعاء ,,
اللهم احفظ بلدنا من كل يد عابثة ,, أو نفس حاقدة ,,
اللهم ووفّق ولاة أمورنا ومشايخنا وعلمائنا إلى كل خير وصواب إنك جواد كريم(/)
القول الفصل في حكم من سب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
ـ[أبو حفصه]ــــــــ[16 - Sep-2010, مساء 01:14]ـ
أجمع علماء الإسلام من أهل السنة قاطبة على أن من طعن في عائشة بما برأها الله منه فهو كافر مكذب لما ذكره الله من براءتها في سورة النور
قال الحافظ ابن كثير في تفسير قول الله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (23) يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ (25)}
هذا وعيد من الله تعالى للذين يرمون المحصنات الغافلات - خُرِّج مخرج الغالب - المؤمنات، فأمهات المؤمنين أولى بالدخول في هذا من كل محصنة، ولا سيما التي كانت سبب النزول، وهي عائشة بنت الصديق رضي الله عنهما.
وقد أجمع العلماء - رحمهم الله - قاطبة على أن مَنْ سَبَّها بعد هذا ورماها بما رماها به بعد هذا الذي ذكر في هذه الآية، فإنه كافر؛ لأنه معاند للقرآن، وفي بقية أمهات المؤمنين قولان: أصحهما أنهن كهي، والله أعلم.
وقد ساق الإمام ابن حزم بسنده إلى هشام بن عمار قال: سمعت مالك بن أنس يقول: من سب أبا بكر وعمر جلد ومن سب عائشة قتل، قيل له: لم يقتل في عائشة؟ قال: لأن الله تعالى يقول في عائشة رضي الله عنها: (يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين)، قال مالك فمن رماها فقد خالف القرآن ومن خالف القرآن قتل.
قال ابن حزم رحمه الله: قول مالك ههنا صحيح وهي ردة تامة وتكذيب لله تعالى في قطعه ببراءتها.
قال أبو بكر ابن العربي رحمه الله: (لأن أهل الإفك رموا عائشة المطهرة بالفاحشة فبرأها الله فكل من سبها بما برأها الله منه فهو مكذب لله ومن كذب الله فهو كافر فهذا طريق مالك وهي سبيل لائحة لأهل البصائر).
قال القاضي أبو يعلى رحمه الله: (من قذف عائشة بما برأها الله منه كفر بلا خلاف وقد حكى الإجماع على هذا غير واحد وصرح غير واحد من الأئمة بهذا الحكم).
وقال ابن أبي موسى رحمه الله: (ومن رمى عائشة رضي الله عنها بما برأها الله منه فقد مرق من الدين ولم ينعقد له نكاح على مسلمة).
وقال ابن قدامة رحمه الله: (ومن السنة الترضي عن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين المطهرات المبرآت من كل سوء، أفضلهن خديجة بنت خويلد وعائشة الصديقة بنت الصديق التي برأها الله في كتابه زوج النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة فمن قذفها بما برأها الله منه فقد كفر بالله العظيم).
وقال الإمام النووي رحمه الله: (براءة عائشة رضي الله عنها من الإفك وهي براءة قطعية بنص القرآن العزيز فلو تشكك فيها إنسان والعياذ بالله صار كافرا مرتدا بإجماع المسلمين).
وقال ابن القيم رحمه الله: (واتفقت الأمة على كفر قاذفها).
وقال بدر الدين الزركشي رحمه الله: (من قذفها فقد كفر لتصريح القرآن الكريم ببراءتها).
ـ[أبو حفصه]ــــــــ[20 - Sep-2010, مساء 01:52]ـ
ورد في كتاب (الحجة في بيان المحجة وشرح عقيدة أهل السنة)
أخبرنا أبو المظفر السمعاني، حدثنا أبو الحسن البزاز، حدثنا عيسى بن علي الوزير قال: قرئ على يحيى بن صاعد، حدثكم يوسف بن موسى القطان، حدثنا أبو معاوية، حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة رضى الله عنها أنها ذكرت عند رجل فسبها، فقيل له: أليست أمك؟ قال: ما هي بأم فبلغها ذلك فقالت: " صدق إنما أنا أم المؤمنين، وأما الكافرين فلست لهم بأم ".
ـ[السليماني]ــــــــ[20 - Sep-2010, مساء 02:14]ـ
جزاك الله خيراً(/)
مصنفات الشوكاني رحمه الله
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[16 - Sep-2010, مساء 02:35]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
من من الشيوخ لديه إجازة بمصنفات الشوكاني رحمه الله؟
و هل الشيوخ الذين يروون كتاب إتحاف الأكابر بإسناد الدفاتر عندهم إجازة بمصنفات الشوكاني رحمه الله؟
و بارك الله فيكم
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[16 - Sep-2010, مساء 02:40]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
من من الشيوخ لديه إجازة بمصنفات الشوكاني رحمه الله؟
و هل الشيوخ الذين يروون كتاب إتحاف الأكابر بإسناد الدفاتر عندهم إجازة بمصنفات الشوكاني رحمه الله؟
و بارك الله فيكم
نروي (إتحاف الأكابر) وغيرها من مصنفات شيخ الإسلام الشوكاني عنه من طرق شتى.
وأعلاها عندنا:
ما أجازنا به: الشخ الفاضل النبيه عبد الرحمن بن عمر الفقيه عن الشيخ المعمر العلامة أحمد بن محمد بن محمد زبارة مفتي اليمن عن الشيخ العلامة حسن القاضي عن شيخه محمد بن محمد الكبسي عن محمد بن علي الشوكاني.
ونرويها أيضًا: عن عبد الرحمن بن عبد الحي الكتاني وجماعة كثيرة عن عبد الحي الكتاني عن القاضي حسين بن محسن الأنصاري عن القاضي أبي العباس أحمد بن محمد بن عليّ الشوكاني عن أبيه الشوكاني.
ونرويها أيضًا: عن أبي إدريس التطواني عن أبي الفيض الغماري عن محمد زاهد الكوثري عن السيد محمد بن محمد زُبَارة اليماني عن القاضي الحسين بن علي العمري عن إسماعيل بن محسن عن محمد بن علي الشوكاني.
ولنا عنه طرق أخرى كثيرة.
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[16 - Sep-2010, مساء 02:57]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم
كذلك أروي أخي الكريم ثبت الشوكاني رحمه الله إتحاف الأكابر من طرق مختلفة، أرويه مثلا عن الشيخ أبو الحجاج آل علاوي و الشيخ أبو حفص المسندي كلاهما عن الشيخ وليد بن إدريس عن الشريف عبد القادر بن عبد الله عبد القادر شرف الدين عن الحسين العمري عن إسماعيل بن محسن إسحاق بن عبد الكريم عن الإمام الشوكاني.
ح و عن الشريف عبد القادر بن عبد الله عبد القادر شرف الدين عن والده عبد الله عبد القادر عن محمد بن محمد العمراني عن الإمام الشوكاني.
لكن الذي أبحث عنه هل هذه الأسانيد تشمل مصنفات الإمام الشوكاني أو لا؟ و بارك الله فيكم
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[16 - Sep-2010, مساء 03:18]ـ
لكن الذي أبحث عنه هل هذه الأسانيد تشمل مصنفات الإمام الشوكاني أو لا؟ و بارك الله فيكم
أظن ذلك. بل هو الظاهر. فإن لم يصلح ذلك في جميعه، فهو ثابت في بعضها:
قال عبد الحي الكتاني في (فهرس الفهارس): (نروي الثبت المذكور- يعني إتحاف الأكابر - وكل ما لمؤلفه عن العلامة المحدث القاضي أبي الرجال حسين بن محسن الأنصاري الحديدي كتابة من الهند عن القاضي أبي العباس أحمد بن محمد بن عليّ الشوكاني ومحمد بن ناصر الحازمي عن الحافظ الشوكاني والد الأول.
ح: وعن مؤرخ مكة الشهاب أحمد ابن محمد الحضراوي المكي عن مفتي تعز يحيى بن أحمد المجاهد بن عليّ اليمني التعزي عن والده عن الشوكاني.
ح: وأخذ شيخنا المذكور عن أحمد ابن حسن المجاهد عن الشوكاني أيضاً.
ح: وعن أبي الحسن ابن ظاهر ومحمد أمين رضوان، كلاهما عن أحمد بن محمد المعافي الضحوي عن الحافظ الحسن بن أحمد عبد الله عاكش عن الشوكاني.
ح: وعن محمد بن سالم السري باهارون التريمي مكاتبة من مكة عن السيد عيدروس بن عمر العلوي عن عبد الله بن الحسين بلفكيه مكاتبة عنه.
ح: وعن السيد أبي بكر بن عبد الرحمن بن شهاب الدين الباعلوي كتابة من الهند عن أبيه عن الشوكاني بصنعاء، أقام عنده بها مدة يقرأ عليه مؤلفاته.
ح: وعن الشيخ محمد المكي ابن عزوز عن محمد بن دلال الصنعاني عن النحرير أحمد بن عليّ الشرفي اليمني عن القاضي أحمد بن محمد بن عليّ الشوكاني عن أبيه.
ح: وعن الشيخ أحمد أبي الخير العطار عن محمد بن عبد العزيز الجعفري الهندي عن أبي الفضل عبد الحق العثماني المكي المناوي عن القاضي الشوكاني.
فهذه اتصالاتنا بالشوكاني من طريق ثمانية من تلاميذه، وهي من القوة بمكان).
قلت: ونحن نروي جميع تلك الطرق والأسانيد عن جماعة دون العشرة عن عبد الحي الكتاني بها ...
ونرويها أيضا: من غير طريق الكتاني عن أصحابها ولله الحمد.
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[16 - Sep-2010, مساء 03:43]ـ
بارك الله فيك أخى الكريم(/)
هل يشرع التسليم عند قطع صلاة المتنفل لإقامة المكتوبة؟
ـ[زكرياء الجزائري]ــــــــ[16 - Sep-2010, مساء 04:53]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سئلت اللجنة الدائمة (7/ 312)
إذا أقيمت الصلاة وكان هناك شخص يؤدى ركعتي السنة أو تحية المسجد فهل يقطع صلاته ليصلي الفرض مع الجماعة.؟ وإذا كانت الإجابة بالإيجاب: فهل يسلم التسليمتين عند قطعه للصلاة أم يقطها بدون تسليم؟
فأجابت:
الصحيح من قولي العلماء أنه يقطع تلك الصلاة، ولا يحتاج الأمر في الخروج منها إلى تسليم وينضم إلى الإمام اهـ.
=============================
اريد من الاخوة الأفاضل مناقشة المسالة وإثراء الموضوع باقوال اهل العلم
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[16 - Sep-2010, مساء 08:13]ـ
قطعت جهيزة قول كلّ خطيب!
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[16 - Sep-2010, مساء 09:01]ـ
الصحيح أنه لايقطعها إلا بالتسليم، ويغني ذلك التسليمة الواجبة عن المستحبة ..
لأن الصلاة افتتاحها التكبير واختتامها التسليم ..
ـ[أم هانئ]ــــــــ[16 - Sep-2010, مساء 09:38]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
س: إذا أقيمت الصلاة وأنا أصلي تحية المسجد، أيجوز لي قطع الصلاة؟ لكن هل يلزمني سلام منها قبل إتمامها؟
لا يجوز قطع النافلة التي أحرمت بها إلا أن تخشى فوات الجماعة؛ لأن قطعها إبطال للعبادة لقوله تعالى: وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=47&nAya=33)
فعليك أن تتمها خفيفة ثم تسلم منها وتدخل في الصلاة المقامة، ولا يكون ذلك مخالفا للحديث، فإن قوله صلى الله عليه وسلم: إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة
يراد به فلا صلاة كاملة مستأنفة، وهي التي يحرم بها بعد سماع الإقامة، فيكون كأنه صلى بعد الإقامة صلاتين، ولهذا قال لمن أحرم بالراتبة بعد الإقامة: آلصبح أربعا أي: هل الصبح أربع ركعات؟ وقال: فلا صلاة إلا المكتوبة
ولم يقل ولا بعض صلاة، فدل ذلك على أن المراد فلا صلاة كاملة بتحريم وتسليم، فلا يدخل في ذلك إتمام النافلة، فإنه بعض صلاة فلا يسمى صلاة، أما إن خاف أن تفوته الفريضة فله قطعها ولا حاجة إلى التسليم الذي هو علامة إتمام الصلاة، بل ينوي قطعها وينصرف منها. والله أعلم.
سماحة الشيخ ابن جبرين رحمه الله ..
http://ibn-jebreen.com/ftawa.php?vie...021&parent=481 (http://ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=10021&parent=481)
قال الشيخ ابن العثيمين - رحمه الله تعالى - في الشرح الممتع المجلد الرابع:
( ... ولكن إذا عرفنا الحكمةَ مِن النَّهي؛ أمكننا أنْ نحدِّدَ المرادَ بالإقامةِ، والحكمةُ مِن النَّهي هو: أن لا يتشاغلَ الإنسانُ بنافلةٍ يقيمُها وحدَه إلى جَنْبِ فريضةٍ تقيمُها الجماعةُ؛ لأنه يكون حينئذٍ مخالفاً للنَّاسِ مِن وجهين:
الوجه الأول: أنَّه في نافلةٍ، والنَّاسُ في فريضةٍ.
الوجه الثاني: أَنَّه يُصلِّي وحدَه، والنَّاسُ يصلُّون جماعةً.
ومِن المعلومِ أنَّ الإنسانَ لو شَرَعَ بالنَّافلةِ بعدَ أنْ يبدأَ المقيمُ بالإقامةِ، فإنَّه لن ينتهيَ منها غالباً إلا وقد شَرَعَ النَّاسُ في صلاةِ الجماعةِ. وعلى هذا؛ لا يجوزُ أنْ يبتدىءَ صلاةَ نافلةٍ بعدَ شُروعِ المقيمِ في الإقامةِ، لأنَّ عِلَّة النَّهي موجودةٌ في هذه الصُّورةِ، ومِن بابِ أَولى أن لا يَشرعَ في النَّافلةِ إذا انتهتِ الإقامةُ، أو إذا شَرَعَ الإمامُ في الصَّلاةِ.
وعلى هذا؛ فقولُه صلّى الله عليه وسلّم: «فلا صلاةَ إلا المكتوبةُ» أي: فلا صلاةَ تُبتدأُ إلا المكتوبةُ، فيتعيَّن أنْ يكون المرادُ بالإقامةِ الشروعُ فيها؛ لأنَّ الإنسانَ إذا ابتدأَ النافلةَ في هذا الوقتِ سوف يتأخَّرُ عن صلاةِ الجماعةِ.
مسألة: قوله صلّى الله عليه وسلّم: «فلا صلاة» هل يشمَلُ الابتداءَ والإتمامَ؟.
الجواب: في ذلك قولان لأهلِ العِلمِ.
القول الأول: أنَّه يشمَلُ الابتداءَ، والإتمامَ، أي: فلا صلاةَ ابتداءً ولا إتماماً، فلا يُتِمُّ صلاةً هو فيها، حتى إنَّ بعضَهم بالغ فقال: لو لم يبقَ عليه إلا التسليمةُ الثانيةُ وأقامَ المقيمُ فإنَّها تبطلُ صلاتُه؛ لأنَّ التسليمتينِ رُكنٌ مِن أركانِ الصَّلاةِ، أو واجبٌ، أو سُنَّةٌ.
(يُتْبَعُ)
(/)
القول الثاني: أنه لا صلاةَ ابتداءً وعلى هذا القول يُتِمُّ النَّافلةَ ولو فاتته الجَماعةُ.
والذي يظهر أن قولَه صلّى الله عليه وسلّم: «لا صلاةَ» المرادُ به ابتداؤها، وأنه يَحرُمُ على الإنسانِ أن يبتدىءَ نافلةً بعدَ إقامةِ الصَّلاةِ، أي: بعدَ الشروعِ فيها؛ لأنَّ الوقت تعيَّنَ لمتابعةِ الإمام.)
ثم قال بعد ذلك:
(والذي نرى في هذه المسألةِ: أنك إنْ كنتَ في الرَّكعةِ الثانيةِ فأتمَّها خفيفةً، وإنْ كنت في الرَّكعةِ الأولى فاقطعْهَا.
ومستندُنا في ذلك قولُ النَّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم: «مَن أدركَ ركعةً مِن الصَّلاةِ فقد أدركَ الصَّلاةَ» وهذا الذي صَلَّى ركعةً قبلَ أَنْ تُقامَ الصَّلاةُ يكون أدركَ ركعةً مِن الصَّلاةِ سالمة مِن المعارضِ الذي هو إقامةُ الصَّلاةِ، فيكون قد أدرك الصلاةَ بإدراكِه الركعةَ قبلَ النهي فليُتمَّها خفيفةً، أما إذا كان في الركعة الأولى ولو في السَّجدةِ الثانيةِ منها فإنَّه يقطعُها؛ لأنه لم تتمَّ له هذه الصَّلاةُ، ولم تخلصْ له؛ حيث لم يدركْ منها ركعة قبلَ النَّهي عن الصَّلاةِ النافلةِ.
وهذا هو الذي تجتمع فيه الأدلَّةُ.) انتهى
إذا فسدت صلاته أو قطعها فهل يسلّم
إذا فسدت الصلاة أو قطع المصلي صلاة النافلة ليدخل مع الإمام في الصلاة فهل يسلم من الصلاة أم ماذا يفعل؟.
الحمد لله
إذا عرض للمصلي عارض وهو في صلاته يقتضي منه الخروج من صلاته، كمن شرع في صلاة نفل فأقيمت الصلاة فإنه في هذه الحالة يكتفي بنية قطع الصلاة، ولا يسلم، لأن محل السلام هو آخر الصلاة، لقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مفتاح الصلاة الطهور وتحريمها التكبير وتحليلها التسليم) رواه أصحاب السنن إلا النسائي بسند صحيح.
أما من فسدت صلاته فإنه ينصرف من صلاته بلا سلام ولا نية لأن الصلاة قد فسدت.
من فتاوى الشيخ عبد العزيز آل الشيخ. مجلة البحوث الإسلامية (61/ 82).
http://www.islam-qa.com/ar/ref/33742 (http://www.islam-qa.com/ar/ref/33742)
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[16 - Sep-2010, مساء 09:43]ـ
و"قطعها" لا يعد ختاماً لها أخي المبارك.
مثال ذلك من جنس العبادات: الطواف , فابتداؤه وانتهاؤه من محاذاة الحجر الأسود , فلو جاء رجل من محاذاة الركن اليماني وقطع طوافه وخرج , فهل يعد هذا ختاماً للطواف أو قطعاً له؟!
لا شك أنه قطع , والقطع لا يأخذ حكم الإنهاء.
ـ[زكرياء الجزائري]ــــــــ[17 - Sep-2010, صباحاً 12:15]ـ
الصحيح أنه لايقطعها إلا بالتسليم، ويغني ذلك التسليمة الواجبة عن المستحبة ..
لأن الصلاة افتتاحها التكبير واختتامها التسليم ..
بارك الله فيكم اخي
لكن ممكن كلامك هذا تأيده باقوال اهل العلم او ببعض المنقولات التي تفيدنا وجزاك الله خير
ـ[زكرياء الجزائري]ــــــــ[17 - Sep-2010, صباحاً 12:16]ـ
.
بارك الله فيكم على الاضافات الطيبة
شكرا لكم على الفوائد
ـ[زكرياء الجزائري]ــــــــ[17 - Sep-2010, صباحاً 12:20]ـ
و"قطعها" لا يعد ختاماً لها أخي المبارك.
مثال ذلك من جنس العبادات: الطواف , فابتداؤه وانتهاؤه من محاذاة الحجر الأسود , فلو جاء رجل من محاذاة الركن اليماني وقطع طوافه وخرج , فهل يعد هذا ختاماً للطواف أو قطعاً له؟!
لا شك أنه قطع , والقطع لا يأخذ حكم الإنهاء.
احسنت اخي بارك الله فيك فالقطع غير الانهاء
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[17 - Sep-2010, مساء 04:55]ـ
السؤال
إذا شرع المصلي في نافلة، ثم أقام المؤذن الصلاة، فكيف سيكون القطع للصلاة النافلة؟
الجواب:
بسم الله. الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فمن دخل في صلاة، ثم أقيمت عليه الصلاة وأراد أن يقطع؛ فمذهب جمهور العلماء أن قطعها يكون بالتسليم؛ وذلك لحديث عليٍّ الصحيح في الصلاة قال: ((تحريمها التكبير، وتحليلها التسليم)) حيث لم يفرق بين التحليل الذي يكون أثناء الصلاة أو بعد الصلاة، والقاعدة: " أن النص العام يبقى على عمومه".
وذهب الحنفية-رحمة الله عليهم- وأهل الرأي إلى أنه مادام سيقطع الصلاة لا يحتاج إلى تسليم، فقالوا: لو حتى التفت أي التفات أو فعل أي فعل يخرج به عن الصلاة؛ فإنه يجزئه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال بعضهم: لو نوى الخروج بقلبه؛ أجزأه، وكلا القولين ضعيف؛ لأنه:
أولاً: اجتهاد في مقابل النص؛ لأن النص: ((تحليلها التسليم)) عام، والأصل في العام أن يبقى على عمومه وجه هذا العموم أنه قال: ((تحريمها)) انتبه ((تحريمها)) معناه: أنه دخل في ماذا؟ في الحرمات بالتكبير. طيب، من دخل في الحرمات كيف يخرج؟ ((تحليلها))، فدلَّ على أنه ولو خرج أثناء الصلاة؛ فإنه في حرمة، ولا يخرج إلا بما يخرج من الحرمة وهو التحليل، فقال: ((تحليلها التسليم)) وبناءً عليه يبقى هذا العام على عمومه كما هو مذهب الجمهور.
أما قولهم: أنه يخرج بنيته؛ فهذا الحقيقة محل نظر؛ لأن الخروج، الشريعة فيها ثلاثة أوجه:
من حصل فيه الحكم في الباطن.
ومن حصل الحكم فيه في الظاهر.
وما اجتمع الحكم فيه بينهما أي دون الظاهر وبين الباطن.
فهناك أمور تجزئ فيها النية الباطن ولا يحتاج إلى ظاهر، وهناك أمور يجزئ فيها الظاهر ولا يحتاج فيها إلى نية، وهناك أمور يجمع فيها بين الأمرين، فما كان فيه الحكم للظاهر؛ فإنه لا يقتصر فيه على الباطن، وما كان الحكم فيه للباطن لا يقتصر فيه على الظاهر؛ لأن الشريعة أعطت كل شيء حقه وحظه، فلما كانت الصلاة أفعال قائمة على الظاهر، والدخول فيها راجع إلى النية؛ فإنه كما أنه لا يصح أن يصلي بنيته خالياً عن الفعل لا يصح أن يبطل الصلاة بنيته خالياً عن الفعل، ولذلك الخروج من الصلاة في حكم الشرع وفعل الشرع إنما يكون بالفعل مع النية المصاحبة، فلو سلم ساهياً لم يجزئه السلام، ولابد وأن يعيد السلام؛ لأن الشرع اعتبر الظاهر مع الباطن،كذلك هنا هذا إذا جئنا إلى العقل والرأي، أما إذا جئنا إلى النص الذي ينبغي احتكامه، فيقال: ((تحليلها التسليم))، ومعنى ذلك أن النبي- r- يقول: أيها الناس من كبر في صلاة؛ فقد دخل في حرمات، ولذلك سميت التكبيرة: تكبيرة الإحرام.
طيب، من دخل في الحرمات يخرج بتحليل، ولا يخرج بغير تحليل؟ يخرج بتحليل؛ ولذلك قال: ((تحليلها التسليم)) قال: ((تحريمها التكبير)) فكل من كبر؛ فقد أحرم، ومن أحرم لابد وأن يخرج بحل، وإذن من الشرع، فالذي يظهر أنه لابد وأن يسلم، ويجزيه أن يسلم تسليمة واحدة عن يمينه، ويقول: (السلام عليكم) إذا قال: (السلام عليكم) فقد خرج عن صلاته،ويدخل في الفريضة بعد، والله - تعالى - أعلم.
من فتاوى العالم الرباني محمد محمد المختار الشنقيطي عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية والمدرس بالمسجد النبوي ..
http://www.shankeety.net/Alfajr01Beta/index.php?module=Publisher§ion=Topics&action=ViewTopic&topicId=513&query= قطع الصلاة
ولمتابعة دروس الشيخ إما على موقعه:
http://www.shankeety.net/Alfajr01Beta/index.php
أو
http://www.zadnet.net/
ـ[زكرياء الجزائري]ــــــــ[20 - Sep-2010, مساء 07:17]ـ
،، فإنه كما أنه لا يصح أن يصلي بنيته خالياً عن الفعل لا يصح أن يبطل الصلاة بنيته خالياً عن الفعل،
================
بارك الله فيكم اخي الكريم ادلة مقنعة
ـ[أم هانئ]ــــــــ[20 - Sep-2010, مساء 09:09]ـ
فإنه كما أنه لا يصح أن يصلي بنيته خالياً عن الفعل
لا يصح أن يبطل الصلاة بنيته خالياً عن الفعل
أحسن الله إليكم يرد على هذا الاستدلال قول بعضهم:
أن هذا القياس لا يصح
- حيث أن القول بأنه: (لا يصح أن يصلي بنيته خالياً عن الفعل)
قول صحيح مسلم به.
- بينما القول بأنه: (لا يصح أن يبطل الصلاة بنيته خالياً عن الفعل)
غير صحيح وغير مسلم به لما يلي:
إذا نوى قطع النية أثناء الوضوء أو الصلاة أو الصوم
قال العلامة السعدي في الفتاوي السعدية ص 228 " قطع نية العبادة نوعان، نوع لا يضره شيء وذلك بعد كمال العبادة ...... والثاني: قطع نية العبادة في حال تلبسه بها ..... فهذا لا تصح عبادته ... " فهل معني ذلك أني لو أتاني هاجس لأقطع صيام الفرض أكون مفطرا؟ وماذا لو أتاني ذلك الهاجس دون أن أنوي قطع الصيام فهل ذلك وارد؟ وحكمه؟ وكذا في الوضوء ففي وسطه قد يأتيني شك بأن هناك بول مثلا فلا أجد ذلك وأحيانا أكون نويت قطع الوضوء ثم أعود لتكملة الوضوء بعد ألا أجد شيئا، فهل كان علي البدء من جديد لانقطاع النية هنا؟
الحمد لله
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا نوى الإنسان قطع العبادة أثناء فعله لها بطلت، ولا يستثنى من ذلك إلا الحج والعمرة، فلا يبطلان بقطع النية ولا بالتصريح بالقطع، بل يظل المحرم على إحرامه حتى يؤدي نسكه أو يتحلل بالإحصار.
قال في "المغني" (1/ 278): " وإن تلبس بها –أي بالصلاة- بنية صحيحة , ثم نوى قطعها , والخروج منها , بطلت. وبهذا قال الشافعي " انتهى.
وقال في "زاد المستقنع" في باب الصلاة: " فإن قطعها في أثناء الصلاة أو تردد بطلت ".
وقال في باب الصوم: " ومن نوى الإفطار أفطر ".
لكن رجح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرحه أن التردد لا يبطل الصلاة. ينظر: "الشرح الممتع" (1/ 486). ومَثَّل للتردد بما لو سمع قارعا يقرع الباب، فتردد أأقطع الصلاة أو أستمر؟
وبهذا يتبين أن من عزم على قطع العبادة بطلت، لكن لو كان ذلك مجرد هاجس فلا تبطل به العبادة.
وبناء على ذلك فمجرد الهاجس بقطع الصيام لا يبطل الصيام حتى تعزم وتنوي الفطر.
وكذلك لو شك أثناء الوضوء في خروج البول منه، فتوقف ونظر ولم ينو القطع، ولم يجد شيئا، فلا يبطل وضوؤه.
وكذلك إذا نوى قطع الوضوء بطل وضوؤه، فلا يجوز له إكماله على ما مضى، بل يتوضأ وضوءاً جديداً.
قال في "الإنصاف" (1/ 151): " لو أبطل النية في أثناء طهارته , بطل ما مضى منها على الصحيح من المذهب , اختاره ابن عقيل , والمجد في شرحه , وقدمه في الرعايتين , والحاويين. وقيل: لا يبطل ما مضى منها , جزم به المصنف في المغني " انتهى.
وينبغي الحذر من الوسوسة، فإن الشيطان يأتي الإنسان ويخيل إليه أنه خرج منه شيء، وقد يتمادى الإنسان في ذلك فلا يكاد يفعل عبادة إلا شك فيها، مما يوقعه في حرج وضيق شديد، وللأهمية راجع السؤال رقم (62839 ( http://islamqa.com/index.php?ref=62839&ln=ara)) .
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islam-qa.com/ar/ref/93529
http://www.islamweb.net/ver2/new_pages/logo/islamweb_small_logo.gif
www.islamweb.net (http://www.islamweb.net)
فتاوى إسلام ويب
عنوان الفتوى
:إمام نوى قطع الصلاة بسبب الوسوسة في دخوله في الرياء
رقم الفتوى
:129656
تاريخ الفتوى
:12 ذو الحجة 1430
السؤال:
ما حكم من صلى إماماً، وبسبب الوسوسة في دخول الرياء نوى قطع الصلاة، ولكنه استمر فيها إلى آخرها، ثم بعد ذلك قام وأعادها وحده، وقد استمر في الصلاة ولم يخرج منها استحياء ولم يقصد استحلال هذا الفعل ولا التلاعب ولا الاستهزاء بالصلاة؟.
الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنية قطع الصلاة والخروج منها مبطل للصلاة، لأن استدامة النية شرط من شروط الصلاة وقطعها مناف لهذه الاستدامة، جاء في الروض المربع مع حاشيته: فإن قطعها -أي النية - في أثناء الصلاة بطلت لأن النية شرط في جميعها، صححه في التصحيح وغيره، أشبه ما لو سلم أو عزم على قطعها فبطلت، لأن النية عزم جازم ومع العزم على قطعها لا جزم فلا نية.
وقال ابن قدامة في المغني: وإن تلبس بها بنية صحيحة ثم نوى قطعها والخروج منها بطلت وبهذا قال الشافعي.
وقال أبو حنيفة: لا تبطل بذلك، لأنها عبادة صح دخوله فيها فلم تفسد بنية الخروج منها كالحج.
ولنا: أنه قطع حكم النية قبل إتمام صلاته ففسدت، كما لو سلم ينوي الخروج منها، ولأن النية شرط من جميع الصلاة وقد قطعها بما حدث ففسدت لذهاب شرطها، وفارقت الحج، فإنه لا يخرج منه بمحظوراته ولا بمفسداته بخلاف الصلاة. انتهى.
فإذا تبين لك هذا فلم يكن يجوز لهذا الإمام أن ينوي قطع صلاته، لقوله تعالى: ولا تبطلوا أعمالكم {محمد:33}.
وإذا عرض له خوف الرياء، فإن كان ذلك وسوسة فليعرض عنها وليطرحها، وإن كان شيئاً له حقيقة فليبادر بتصحيح نيته والاجتهاد في تحصيل الإخلاص، وقد فصلنا القول في أثر الرياء على الأعمال فانظره ـ للأهمية ـ في الفتويين رقم: 30366 ( http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=30366)، ورقم: 13997 ( http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=13997)، وانظر ـ كذلك ـ للفائدة الفتوى رقم: 52210 ( http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=52210).
أما وقد قطع هذا الإمام صلاته فقد أخطأ في ذلك كما بينا فلم يكن له التمادي في الخطإ ومضاعفته بالمضي في صلاة يعلم أنه قد أبطلها ووجب عليه الخروج منها واستئنافها، وقد كان يجب عليه أن يقدم الحياء من الله على الحياء من الناس، "فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين".
وقد قال صلى الله عليه وسلم: فالله أحق أن يستحيا منه.
والواجب عليه الآن هو التوبة إلى الله تعالى والندم على هذا الذنب والعزم على عدم العودة إلى مثله مرة أخرى، وبما أنه أعاد الصلاة التي أفسدها فقد برئت ذمته منها إذا كان قد أداها على الوجه الصحيح.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى ( http://www.islamweb.net/ver2/archive/readArt.php?lang=A&id=13045)
www.islamweb.net
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=129656&Option=FatwaId
** ومما سبق يتضح أنه تكفي نية القطع لإبطال الصلاة
ولو أتمها المصلي بعد العزم على القطع فهي باطلة.
- وفي الأخير:
(لا يصح أن يبطل الصلاة بنيته خالياً عن الفعل)
أليس فعل أي شيء منافٍ لأفعال الصلاة كالمشي أو الكلام
مثلا يعتبر فعلا يعضد نية إبطال الصلاة وعليه
فلسنا مضطرين إلى القول بأن التسليم متعين كفعل لإبطالها؟!
هذا والله أعلم.(/)
برنامج ثواب 3 على ويندوز لتصفح أمهات الكتب
ـ[ياسر يكن]ــــــــ[16 - Sep-2010, مساء 10:40]ـ
السلام عليكم ...
هذه أول مشاركة فعلية لي على صفحات المجلس العلمي، وأرجو أن أفيد بها الإخوان زوار وأعضاء هذا الصرح ..
قام اليوم الفريق القائم على مشروع ثواب بإطلاق نسخة تجريبية من برنامج "ثواب" لتصفح أمهات الكتب واستيرادها
ثواب، هو برنامج صغير يقوم باستيراد الكتب وتصفحها مثل "المكتبة الشاملة"، ولكن هذا البرنامج بأفكار جديدة ومغايرة، أتمنى أن ينال إعجابكم ..
http://2.bp.blogspot.com/_fRDR3TcqrrE/TJJrIXSE30I/AAAAAAAABUM/fTBTMmyWZmk/s320/Thawab.jpg (http://2.bp.blogspot.com/_fRDR3TcqrrE/TJJrIXSE30I/AAAAAAAABUM/fTBTMmyWZmk/s1600/Thawab.jpg)
http://3.bp.blogspot.com/_fRDR3TcqrrE/TJJtp3NzjhI/AAAAAAAABUU/GM0_tdceJy0/s320/Thawab+2.jpg (http://3.bp.blogspot.com/_fRDR3TcqrrE/TJJtp3NzjhI/AAAAAAAABUU/GM0_tdceJy0/s1600/Thawab+2.jpg)
لتحميل البرنامج ( http://www.ojuba.org/downloads/thawab/thawab-3.0.9-2.win32.zip)
قم بفك الضغط عليه.
لتشغيل البرنامج أنقر فوق thawab-gtk .
للحصول على الكتب ( http://draft.blogger.com/%20%20%20%20*%20%20%20%20%20%2 0%20http://www.ojuba.org/downloads/thawab/thawab-kutub/)
قم بتحميل الكتاب الذي تريد.
انٌقله إلى المجلد db الموجود داخل المجلد thawab-data .
الموقع الرسمي للبرنامج ( http://thawab.ojuba.org/index/)
الرجاء الإبلاغ عن أي عثرة أو هفوة أو اقتراح جديد ..
ـ[عدنان الاسعد]ــــــــ[16 - Sep-2010, مساء 11:52]ـ
جزاك الله خيرات حسان ....
التحميل جار لا حرمك الله الأجر ...(/)
كان الشيخ ابن باز -رحمه الله تعالى- كثيراً ما يبكي إذا سمع حادثة الإفك، ويقول: ( .....
ـ[أبو القاسم المحمادي]ــــــــ[17 - Sep-2010, صباحاً 03:56]ـ
كان الشيخ ابن باز -رحمه الله تعالى- كثيراً ما يبكي إذا سمع حادثة الإفك، ويقول: (عائشة بنت الصديق -رضي الله عنها- هي أم للمؤمنين بإجماع المسلمين، ومن زعم أنها زنت أو اتهمها بذلك فقد كفر بإجماع المسلمين).
قال الشيخ ابن باز -رحمه الله تعالى-: (عائشة -رضي الله عنها- بنت الصديق هي أم المؤمنين بإجماع المسلمين، ومن زعم أنها زنت فقد كفر؛ لأنه مكذب لله في قوله جل وعلا: ?إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُو بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ? [النور:11]، سماه إفكاً؛ فالمقصود أن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- هي أفضل أزواج النبي -عليه الصلاة والسلام- ما عدا خديجة، قد اختلف العلماء في أيهما أفضل، ومن زعم أنها زنت أو اتهمها بذلك فهو كافر عند أهل العلم بإجماع المسلمين مكذب لله ولرسوله، وهي براء من ذلك، وهي الصديقة بنت الصديق، وهي أفضل أزواج النبي -عليه الصلاة والسلام- ماعدا خديجة في تفضيلها نزاع بين أهل العلم، وزوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- كلهن مطهرات مؤمنات تقيات أمهات المؤمنين -رضي الله عنهن وأرضاهن-، يجب الإيمان بذلك والتصديق بذلك، واعتقاد أنهن من أطهر النساء وخير النساء وأفضل النساء). [من شريط: الأسئلة اليامية عن العقيدة الإسماعيلية].
قال الشيخ محمد الموسى: (وكثيراً ما كان يبكي أثناء الدروس، يتوقف قليلاً حتى يذهب ما بنفسه، إلا أنه أحياناً يُغْلَبُ على أمره، وكثيراً ما كان يبكي إذا سمع حادثة الإفك). [من كتاب: جوانب من سيرة الإمام عبد العزيز بن باز].
وقال الشيخ محمد الدحيم: (لما قرأ عليه الشيخ ابن قاسم في زاد المعاد قصة عائشة -رضي الله عنها- في الإفك الذي حصل لها، بكى الشيخ وانقطع الدرس بالبكاء). [من شريط: معالم تربوية من حياة الإمام ابن باز].
وقال الشيخ عبد العزيز الراجحي: (ومن الشيء الذي عرفته به رقة القلب والخشوع ودمع العين، فهو يبكي أحياناً إذا قرئ مثلاً حديث قصة الإفك -قصة عائشة- يبكي وتدمع عينه، وهذا الموقف لا شك يؤثر على السامعين). [من شريط: هكذا عرفت ابن باز].
- - - - - - - - - - - - - -
لأول مرة: حمِّل للشيخ ابن باز.
شرح كتاب شروط الصلاة وأركانها وواجباتها.
من هنا. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=77 940&d=1281570545)
(http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=77 940&d=1281570545)
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[17 - Sep-2010, صباحاً 06:16]ـ
صدقت أبا محمد أنا شاهدته أكثر من مرة يبكي غند ذكر قصة حادثة الإفك حتى ما يستطيع الكلام ويظل يترضى على عائشة - رضي الله عنها - كثيراً .. رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[17 - Sep-2010, مساء 12:07]ـ
رحم الله الشيخ ونوّر ضريحه وأعلى في المهديين مقامه ورزقنا هديه و سمته.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[17 - Sep-2010, مساء 01:25]ـ
رحمهُ الله ُ رحمة ً واسعة ً ـ وأسكنه فسيح جنانه!!
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[17 - Sep-2010, مساء 01:45]ـ
رحم الله الشيخ الامام عبد العزيز بن باز واسكنه فسيح جناته
وايضاً ذكر صاحب كتاب (الحلل الابريزية من التعليقات البازية على صحيح البخاري) انظر (406/ 2)
ـ[السليماني]ــــــــ[18 - Sep-2010, مساء 02:37]ـ
رحمه الله وغفر له
وهي قصة مؤثرة
رضي الله عن أم المؤمنين وأرضاها
ـ[أشجعي]ــــــــ[18 - Sep-2010, مساء 03:29]ـ
رحم الله شيخنا بن باز ورفع قدره في المهديين,
ولعنة الله على كل من يقذف أمنا من الروافض والشيعة الملاعين ومن شاكلهم وتابعهم.
ـ[لاقط الدرر]ــــــــ[03 - Oct-2010, مساء 05:45]ـ
السلام عليكم
ما رقم الشريط من شرح زاد المعاد؟
بارك الله فيكم
ـ[أبو حفص الشافعي]ــــــــ[04 - Oct-2010, صباحاً 03:00]ـ
اللهم ارحم علمائنا و ارفع درجاتهم في المهديين
ـ[خلوصي]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 02:57]ـ
سبحان الله!
ـ[أبو وسام السلفى]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 03:18]ـ
رحم الله الشيخ ونوّر ضريحه
وأعلى في المهديين مقامه
ورزقنا هديه و سمته
اللهم آمين
ـ[ابو عبد المحسن]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 11:25]ـ
السلام عليكم
http://saaid.net/Doat/ehsan/afk.rm
ـ[محب الأقصى]ــــــــ[07 - Oct-2010, مساء 04:33]ـ
رحمه الله رحمة واسعة
وجمعنا به في جنات النعيم
اللهم آمين(/)
معاني رائعة من حديث البراء في أذكار النوم للشيخ أبي إسحاق الحويني
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[17 - Sep-2010, صباحاً 04:29]ـ
كان النبي_صلي الله عليه وسلم _ يضع يديه تحت خده الأيمن ثم يقول:" وجهت وجهي إليك وألجأت ظهري إليك، وفوضت أمري إليك، رغبةً ورهبةً إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت"أنظر إلى كلام النبي شيء يدخل مثل السهم في القلب، ومعناه كبير جداً وجهت وجهي إليك: فأنا وأنت ننام، يُمكن أن يموت أحدُنا، كما قال الله عز وجل ? اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ? يتوفاها أيضاً، إذن نحن عندما ننام تخرج أرواحنا كلها، يتوفاها الله عز وجل، الروح التي انتهت لا ترجع إلى صاحبها، والذي لازال لها بقية في الأجل ترجع له روحه ? فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ? لا ترجع إلى صاحبها ? وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى? إلى أن يأتي أجله ,فأنت يمكن أن تنام وتموت، كأنك تقول (اللهم إن قبضت روحي فقد وجهت وجهي إليك،).
وألجأت ظهري إليك: هذا النوع الثاني، فنحن ذكرنا الأول? اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ? هذا الشطر الأول من الكلام، اللهم إني وجهت وجهي إليك، أمسك روحي إذن أنا ذاهباً إليك وإن أرسلتها إلى أجل مسمى يقول: وألجأت ظهري إليك، هذه مربوطة لمن لازال له أجل لماذا قال ألجأت ظهري إليك؟ لأنك عندما تنام ترمي سلاحك، وعدوك لا ينام ولا يُلقي سلاحه، يمكن يغتالك وأنت نائم، وهو الشيطان لذلك الغدر دائماً يأتي من الظهر، يقول: ضربه في ظهره, فلو أتيت الوجه للوجه، لو رأيتك أستطيع أن أتصرف معك، ولكن اغتاله غدراً وغيلة من الخلف,.
لماذا تسقط القبلة في صلاة الخوف؟ ولذلك صلاة الخوف تسقط فيها القبلة لذلك ونحن في أرض الجهاد والمعركة قِبلَتَكَ حيث يأتي عدوك، وليس تعطي له ظهرك لكي يقتلك وأنت تصلي, فالنبي ? عندما يقول: (وألجأت ظهري إليك كأنه يقول: يا ربي إن جعلت في عمري بقية فاحمني لأن العدو يأتيني من خلفي غدراً وغيلة لأنني لا أراه) ? إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ? وهذه مسألة مرعبة لا تعرف من أين سيأتي، فتريد من يحميك، فتقول ياربي إن الشيطان يفر من ذكرك إذا استعنت بك فأنا أحمي نفسي بذكرك ,وأنا نائم الآن، فاحميني، لأني وأنا مستيقظ أحمي نفسي بك، وأنا نائم سلمت سلاحي سيغتالني فألجأت ظهري إليك ,.
وفوضت أمري إليك: التفويض منزلة العلماء مختلفون هل التوكل أم التفويض هو أعلى؟ أنا أختار أن التفويض أعلى من التوكل لسبب بسيط, أن التوكل مع عِظمه – لكي لا يتصور أحد أن ننزل من درجة التوكل- فالتوكل أعظم شيء:? وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ ? وقال تعالي? عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا? كل الآيات التي فيها التوكل ليس لك حول ولا قوة فالله عز وجل يحميك ,ولكن التوكل يأتي بسبب وبغير سبب والتفويض عادة يأتي بعد فقد الأسباب, لم يعد في يديك أي شيء، فتركت الأمر جملة وتفصيلاً لربك سبحانه وتعالى، فوضت أمري إليك.
لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك: ? إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ? ومن سيعطي هذا السلطان؟ فتهرب منه له هذه هي الجهة الوحيدة أو رب العالمين وحده هو الذي يُفّر منه إليه أنت تفر من فلان إلى، إذن عندي البداية والنهاية ,لكن فيما يتعلق برب العالمين سبحانه وتعالى تفر منه إليه, فإذا كنت تعرف أن مرجعك إليه فاعبده بحق، كما قال عز وجل? يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ ? إذا احتميت به لا يعرف أحد يأتي بك وإذا احتميت بغيره أتى بك, هذا معنى ? يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ ?تبارك وتعالى.
من كلام شيخنا أبي إسحاق الحويني حفظة الله
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[17 - Sep-2010, صباحاً 04:37]ـ
http://alheweny.org/aws/play.php?catsmktba=10873
المادة الصوتية للمقروء أعلاه تقبل الله منا ومنكم
ـ[أم نور الهدى]ــــــــ[17 - Sep-2010, صباحاً 05:29]ـ
حفظ الله الشيخ الحويني وبارك فيه ..
جزاك الله خيرا أم محمد ..
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[17 - Sep-2010, صباحاً 06:03]ـ
وجزاك مثله أخيتي في الله(/)
العلم شرط لازم لإنكار المنكر وحرمة دخول العوام وصغار الطلبة فيما لا يحسنون ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 - Sep-2010, مساء 12:23]ـ
العلم شرط لازم لإنكار المنكر وحرمة دخول العوام وصغار الطلبة فيما لا يحسنون ..
الحمد لله وحده ..
اللهم إنا نشهد أنك أنت الله القائل: ((قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ)).
فهذا باب ما كنا نظن أن نضطر لبيانه لولا أن ذر قرن فتنة تجريحية جديدة تحت غطاء حفظ الحق والسلفية، تزعم أن للعامة وصغار الطلبة وجمهور المسلمين إنكار جنس المنكرات،وهذا منكر وزور لا قائل به من أهل العلم ..
والعلماء كالمجمعين على أنه ليس للعامة حظ في الإنكار إلا في لأمور المتفق عليها الظاهرة كشرب الخمر والزنى وترك الصلاة، أما ما تلاها من إنكار النزاع غير السائغ، فيحتاج لرتبة أرفع، ثم الإنكار في النزاع السائغ بمعنى المحاجة العلمية فيحتاج لرتبة أرفع، أما العقوبات،وأبواب الهجر والذم، ونحوها من أجناس العقوبات التقديرية على المخطئين= فلا نزاع بينهم أن ليس للعامة وصغار الطلبة ومن لا يُعلم حاله في العلم والورع أن يدخل فيها، ومن دخل فيها منهم فهو آثم مستحق للعقاب ..
قال شيخ الإسلام: ((وَمِمَّا يَجِبُ أَنْ يُعْلَمَ أَنَّ الَّذِي يُرِيدُ أَنْ يُنْكِرَ عَلَى النَّاسِ لَيْسَ لَهُ أَنْ يُنْكِرَ إلَّا بِحُجَّةِ وَبَيَانٍ، إذْ لَيْسَ لِأَحَدِ أَنْ يُلْزِمَ أَحَدًا بِشَيْءِ وَلَا يَحْظُرَ عَلَى أَحَدٍ شَيْئًا بِلَا حُجَّةٍ خَاصَّةٍ، إلَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُبَلِّغُ عَنْ اللَّهِ. الَّذِي أَوْجَبَ عَلَى الْخَلْقِ طَاعَتَهُ فِيمَا أَدْرَكَتْهُ عُقُولُهُمْ وَمَا لَمْ تُدْرِكْهُ وَخَبَرُهُ مُصَدَّقٌ فِيمَا عَلِمْنَاهُ وَمَا لَمْ نَعْلَمْهُ وَأَمَّا غَيْرُهُ إذَا قَالَ هَذَا صَوَابٌ أَوْ خَطَأٌ فَإِنْ لَمْ يُبَيِّنْ ذَلِكَ بِمَا يَجِبُ بِهِ اتِّبَاعُهُ فَأَوَّلُ دَرَجَاتِ الْإِنْكَارِ أَنْ يَكُونَ الْمُنْكِرُ عَالِمًا بِمَا يُنْكِرُهُ وَمَا يَقْدِرُ النَّاسُ عَلَيْهِ فَلَيْسَ لِأَحَدِ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ كَائِنًا مَنْ كَانَ أَنْ يُبْطِلَ قَوْلًا أَوْ يُحَرِّمَ فِعْلًا إلَّا بِسُلْطَانِ الْحُجَّةِ وَإِلَّا كَانَ مِمَّنْ قَالَ اللَّهُ فِيهِ: ((إنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إنْ فِي صُدُورِهِمْ إلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ} وَقَالَ فِيهِ: ((الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ})).
ومن لم يكن من أهل العلم = فأي بصر له بسلطان الحجة وطرائقه ومراتبه؟!!
ولا يقال: إذا اتفقنا أن القول خطأ فلم نحظر دخول العامة في إنكاره؟
والجواب: أن العامي ومن لا علم له من صغار الطلبة ونحوهم = محرم عليهم الدخول فيما لا يحسنون، ولو تكلموا بالحق، ولذلك لو جاء عامي إلى عامي مثله أو طالب مبتدئ، فسأله في طلاق امرأة = لم يجز له أن يتصدر لإفتائه،ولو كان علم الجواب بطريق ما؛ فنفس تصدره لباب ليس له = محرم عليه ولو أصاب ..
فإنكار المنكرات التي يفعلها المجتهدون ويرون أنها جائزة = باب دقيق لا يجوز أن يتصدر له إلا مجتهد،ثم يتبعه من يتبعه من العامة يهتدي بقوله اهتداء المستفتي، وليس له أن ينتصب انتصاب المنكر بنفسه المُعاقب على الخطأ بنفسه، وإلا كانت حرمة فعله ليست من حيث إنه أصاب أو أخطأ وإنما من حيث إنه دخل في باب محرم عليه الدخول فيه ..
وهذا متفق عليه بين عقلاء الأمم فلو وصف عامي لرجل دواء فأنجع كان فعل العامي محرماً ممنوعاً ولو نجع الدواء ..
يقول الشافعي:
((ومن تكلف ما جهل وما لم تثبته معرفته كانت موافقته للصواب إن وافقه من حيث لا يعرفه = غير محمودة والله أعلم. وكان بخطئه غير معذور)).
قال شيخ الإسلام:
(يُتْبَعُ)
(/)
((وَقَدْ قَالَ بَعْضُ النَّاسِ: أَكْثَرُ مَا يُفْسِدُ الدُّنْيَا: نِصْفٌ مُتَكَلِّمٌ وَنِصْفٌ مُتَفَقِّهٌ وَنِصْفٌ مُتَطَبِّبٌ وَنِصْفٌ نَحْوِيٌّ هَذَا يُفْسِدُ الْأَدْيَانَ وَهَذَا يُفْسِدُ الْبُلْدَانَ وَهَذَا يُفْسِدُ الْأَبْدَانَ وَهَذَا يُفْسِدُ اللِّسَانَ)).
فهذا إفساد صاحب النصف فما بالنا بمن كان غراً ساذجاً لم يُعرف بعلم أصلاً؟!!
قال النووي:
((إِنَّمَا يَأْمُر وَيَنْهَى مَنْ كَانَ عَالِمًا بِمَا يَأْمُر بِهِ وَيَنْهَى عَنْهُ؛ وَذَلِكَ يَخْتَلِف بِاخْتِلَافِ الشَّيْء؛ فَإِنْ كَانَ مِنْ الْوَاجِبَات الظَّاهِرَة، وَالْمُحَرَّمَات الْمَشْهُورَة كَالصَّلَاةِ وَالصِّيَام وَالزِّنَا وَالْخَمْر وَنَحْوهَا، فَكُلّ الْمُسْلِمِينَ عُلَمَاء بِهَا، وَإِنْ كَانَ مِنْ دَقَائِق الْأَفْعَال وَالْأَقْوَال وَمِمَّا يَتَعَلَّق بِالِاجْتِهَادِ لَمْ يَكُنْ لِلْعَوَامِّ مَدْخَل فِيهِ، وَلَا لَهُمْ إِنْكَاره، بَلْ ذَلِكَ لِلْعُلَمَاءِ)).
ويقول المرداوي:
وأمرك بالمعروف والنهي يا فتى ... عن المنكر اجعل فرض عين تسدد
على عالم بالحظر والفعل لم يقم ... سواه مع أمن عدوان معتد
وبالعلما يختص ما اختص علمه ... بهم وبمن يستنصرون به قد
ويقول البيضاوي:
((الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من فروض الكفاية ولأنه لا يصلح له كل أحد إذ للمتصدي له شروط لا يشترك فيها جميع الأمة كالعلم بالأحكام ومراتب الاحتساب وكيفية إقامتها)).
قال ابن عطية:
((وأمر الله الأمة بأن يكون منها علماء يفعلون هذه الأفاعيل على وجوهها ويحفظون قوانينها على الكمال، ويكون سائر الأمة متبعين لأولئك، إذ هذه الأفعال لا تكون إلا بعلم واسع، وقد علم تعالى أن الكل لا يكون عالماً)).
بل العامي إذا دخل في الرد على المخالف أضر بنفسه ولم ينفع ولم ينتفع ..
قال السجزي:
((وأما العامي والمبتدي فسبيلهما أن لا يصغيا إلى المخالف ولا يحتجا عليه فإنهما إن أصغيا إليه أو حاجاه خيف عليهما الزلل عاجلا والانفتال آجلاً)).
قال ابن القيم:
((فأمر سبحانه بالقيام بالقسط وهو العدل في هذه الآية وهذا أمر بالقيام به في حق كل احد عدواً كان أو ولياً.
وأحق ما قام له العبد بقصد الأقوال والآراء والمذاهب؛إذ هي متعلقة بأمر الله وخبره.
فالقيام فيها بالهوى والمعصية مضاد لأمر الله مناف لما بعث به رسوله
والقيام فيها بالقسط وظيفة خلفاء الرسول في أمته وأمنائه بين أتباعه ولا يستحق اسم الأمانة إلا من قام فيها بالعدل المحض نصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولعباده)).
وقال شيخ الإسلام:
((فإذا كان من يقضي بين الناس في الأموال والدماء والأعراض إذا لم يكن عالماً عادلاً= كان في النار فكيف بمن يحكم في الملل والأديان وأصول الإيمان والمعارف الإلهية والمعالم الكلية بلا علم ولا عدل)).
ودخول من ليس معروفاً بالعلم في هذه الأبواب شر عظيم.
يقول السخاوي:
((ومتى لم يكن ورعاً، مع كونه معروفاً بالعلم = اشتد البلاء به)).
مغالطة
يغالط كثير من المتهوكين في هذا الباب مغالطة عظمى، حين يرموننا بالتعصب للرجال أو أنا لا نرى لهم خطأ، وهذا منكر من القول وزور، بل نحن نبصرهم ونبصر أخطاءهم ولكن كلامنا في التالي:
1 - هؤلاء العلماء والدعاة المتكلم فيهم ليسوا معصومين باتفاق.
2 - نقر معكم بوقوع أخطاء منهم وأن منها السائغ ومنها ما لا يسوغ.
3 - نقر بوجوب كشف هذه الأخطاء وتبيينها وإنكار المنكر ولا نشترط السر لهذا بل يجوز علانية إذ كانت الأخطاء علانية ومن رأى السر = فله وجه.
4 - لا نوجب اللين بل بعض هذه الأخطاء يستوجب الشدة في النقد.
كل ما تقدم لا أنازع أنا فيه،لكن النزاع في:
1 - احتياج الكلام في أبواب النقد والإنكار خاصة لأخطاء المجتهدين التي ليست كلها ضرورية قطعيةالظهور، بل أتاها أصحابها يظنون الوحي دل عليها وهي تدور بين الخلاف السائغ وغير السائغ = لمن هو من جنس العلماء والمجتهدين وطلبة العلم المشهود لهم من أهل العلم بأهلية الدخول في هذه الأبواب فلا يتجرأ عليها العامة وصغار الطلبة، بل موقف العامة وصغار الطلبة هو موقف المستفتي يطلب فتوى العلماء في هذا لنجاة نفسه من الاغترار بالخطأ لا لينتصب في نشرها أو أن ينتصب في مقامات المجتهدين، بل دخول العامة وصغار الطلبة في نقد أخطاء أهل العلم سنة
(يُتْبَعُ)
(/)
مدخلية تجريحية لا يجوز أن يتبعها عاقل فقيه.
2 - هذه الأخطاء لا تبيح ظلم أهل العلم أولئك ولا البغي عليهم.
3 - هذه الأخطاء لا تبيح أن يتكلم فيهم –ولو كان عالماً- ويجمع أدلة الباب ويجتهد فيه ويزن قوله بالعلم والعدل.
4 - الكلام في أهل العلم المخطئين يحتاج لمن يزن أخطاءهم ويزن صوابهم ويزن قدر الاجتهاد عندهم فلا يتجرأ للحكم العام عليهم إلا من كان فقيهاً امتلك أداته العلم العامة وأداة النظر في المسألة الخاصة.
5 - عند عقوبة المخطئ بالهجر أو الشدة أو ألفاظ الذم،أو التبديع = لابد من وزن المصالح والمفاسد؛فما كل مبتدع يجب هجره ولا عقوبته،وهذه وظيفة أهل الاجتهاد ولو دخل فيها من لا يحسن = فسد حال الأمة.
جماع نقولات مفيدة عن الشيخ
قال: ((وإن كان فيه حكم بين هؤلاء الذين يخوضون أحيانا بكلام مذموم عند السلف لكن قد ذكرنا غير مرة أن من حكم الشريعة إعطاء كل ذي حق حقه كما في السنن عن عائشة قالت أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن ننزل الناس منازلهم وأن من كان منهم أقرب إلى الحق والسنة عرفت مرتبته ووجب تقديمه في ذلك الأمر على ما كان أبعد عن الحق والسنة منه قال تعالى عن نبيه صلى الله عليه و سلم وأمرت لأعدل بينكم وقال تعالى يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله وقال في حق أهل الكتاب وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط وقال فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهوائهم عما جاءك من الحق.
فكيف الحال بين طوائف أهل القبلة بل الحكم بين من فيه فجور ومن فيه بدعة بالعدل ووضعهم مراتبهم وترجيح هذا من الوجه الذي هو فيه أعظم موافقة للشريعة والحق أمر واجب ومن عدل عن ذلك ظانا أنه ينبغي الاعراض عن الجميع بالكلية فهو جاهل ظالم وقد يكون أعظم بدعة وفجورا من بعضهم)) [بيان التلبيس 4/ 316]
فبالله عليكم هل يحسن ميزان هذه الأمور فيقبل دخوله فيها ويعذر إن أخطأ فيها = إلا من كان من أهل العلم؟!!
قال شيخ الإسلام: ((بل يضل عن الحق من قصد الحق وقد اجتهد فى طلبه فعجز عنه فلا يعاقب وقد يفعل بعض ما أمر به فيكون له أجر على اجتهاده وخطؤه الذي ضل فيه عن حقيقة الأمر مغفور له.
وكثير من مجتهدى السلف والخلف قد قالوا وفعلوا ما هو بدعة ولم يعلموا انه بدعة إما لأحاديث ضعيفة ظنوها صحيحة وإما لآيات فهموا منها ما لم يرد منها وإما لرأى رأوه وفي المسألة نصوص لم تبلغهم)) 19/ 191.
وقال في "الفتاوى" (10/ 364) بعد أن ذكر مخالطة بعض الفرق الصوفية: ( .. قد يقترن بالحسنات سيئات إما مغفورة، أو غير مغفورة، وقد يتعذر أو يتعسر على السالك سلوك الطريق المشروعة المحضة إلا بنوع من المحدث لعدم القائم بالطريق المشروعة علما وعملا؛ فإذا لم يحصل النور الصافي بأن لم يوجد إلا النور الذي ليس بصاف؛ وإلا بقي الإنسان في الظلمة؛ فلا ينبغي أن يعيب الرجل وينهي عن نور فيه ظلمة؛ إلا إذا حصل نور لا ظلمة فيه، وإلا فكم ممن عدل عن ذلك يخرج عن النور بالكلية؛ إذا خرج غيره عن ذلك؛ لما رآه في طرق الناس من الظلمة) ..
فبالله عليكم هل يحسن ميزان هذه الأمور فيقبل دخوله فيها ويعذر إن أخطأ فيها = إلا من كان من أهل العلم؟!!
.. (وإنما قررت هذه القاعدة ليحمل ذم السلف والعلماء للشيء على موضعه، ويعرف أن العدول عن كمال خلافة النبوة المأمور به شرعا: تارة يكون لتقصير بترك الحسنات علما وعملا، وتارة بعدوان بفعل السيئات علما وعملا وكل من الأمرين قد يكون عن غلبة، وقد يكون مع قدرة. فالأول: قد يكون لعجز وقصور، وقد يكون مع قدرة وإمكان. والثاني: قد يكون مع حاجة وضرورة، وقد يكون مع غنى وسعة، وكل واحد من العاجز عن كمال الحسنات. والمضطر إلى بعض السيئات معذور .. ).
إلى أن قال: ( .. فهذا طريق الموازنة والمعادلة، ومن سلكه كان قائما بالقسط الذي أنزل الله له الكتاب والميزان).
فبالله عليكم هل يحسن ميزان هذه الأمور فيقبل دخوله فيها ويعذر إن أخطأ فيها = إلا من كان من أهل العلم؟!!
(يُتْبَعُ)
(/)
واعتبرالشيخ أن التضييق على المخالفين من أهل البدع مبناه على اعتبار المصالح والمفاسد حتى في التعامل مع البدع المغلظة؛ كالتجهم، ونقل عن أحمد أنه وجه أهل السنة في خراسان بمدارة الجهمية فيها؛ لكونها موطن نفوذهم وانتشارهم ويقول في هذا الموضع: ( .. وكان مداراتهم فيه دفع الضرر عن المؤمن الضعيف، ولعله أن يكون فيه تأليف الفاجر القوي. وكذلك لما كثر القدر في أهل البصرة).
فبالله عليكم هل يحسن ميزان هذه الأمور فيقبل دخوله فيها ويعذر إن أخطأ فيها = إلا من كان من أهل العلم؟!!
وحمل في الموضع نفسه اختلاف كلام أحمد في التعامل مع المبتدع بين شدة ولين باعتبار هذه القاعدة؛ فقال: ( .. وكثير من أجوبة الإمام أحمد، وغيره من الأئمة، خرج على سؤال سائل قد عَلِم المسؤول حاله، أو خرج خطاباً لمعين قد علم حاله، فيكون بمنزلة قضايا الأعيان الصادرة عن الرسول صلى الله عليه وسلّم، إنما يثبت حكمها في نظيرها) ..
.. (فإن أقواماً جعلوا ذلك عاماً، فاستعملوا من الهجر والإنكار ما لم يؤمروا به، فلا يجب ولا يستحب، وربما تركوا به واجبات أو مستحبات وفعلوا به محرمات. وآخرون أعرضوا عن ذلك بالكلية، فلم يهجروا ما أمروا بهجره من السيئات البدعية .. ).
فبالله عليكم هل يحسن ميزان هذه الأمور فيقبل دخوله فيها ويعذر إن أخطأ فيها = إلا من كان من أهل العلم؟!!
وفي موضع آخر (10/ 365) ذكر اختلاف الحال، وأثره في التعامل مع أهل البدع من الطرق الصوفية، وذكر مخالطتهم وبقاء المريد معهم، ثم قال رحمه الله: ( .. وإنما قررت هذه القاعدة ليُحمل ذم السلف والعلماء للشيء على موضعه .. ).
فبالله عليكم هل يحسن ميزان هذه الأمور فيقبل دخوله فيها ويعذر إن أخطأ فيها = إلا من كان من أهل العلم؟!!
وقال (28/ 206): عن الهجر: ( .. فإن المقصود به زجر المهجور وتأديبه ورجوع العامة عن مثل حاله؛ فإن كانت لمصلحةٍ في ذلك راجحة، بحيث يفضي هجره إلى ضعف الشر وخفيته كان مشروعاً، وإن كان لا المهجور ولا غيره يرتدع بذلك؛ بل يزيد الشر، والهاجر ضعيف، بحيث تكون مفسدة ذلك راجحة على مصلحته، لم يشرع الهجر؛ بل يكون التأليف لبعض الناس أنفع من الهجر).
فبالله عليكم هل يحسن ميزان هذه الأمور فيقبل دخوله فيها ويعذر إن أخطأ فيها = إلا من كان من أهل العلم؟!!
وقال في الموضع نفسه: ( .. وجواب الأئمة كأحمد وغيره في هذا الباب مبني على هذا الأصل؛ ولهذا كان يفرق بين الأماكن التي كثرت فيها البدع؛ كما كثر القدر في البصرة، والتجهم بخراسان، والتشيع بالكوفة، وبين ما ليس كذلك .. وإذا عرف مقصود الشريعة سلك في حصوله أوصل الطرق إليه).
فبالله عليكم هل يحسن ميزان هذه الأمور فيقبل دخوله فيها ويعذر إن أخطأ فيها = إلا من كان من أهل العلم؟!!
قال رحمه الله في كلامه عن هجر المبتدع (28/ 210): ( .. فإذا لم يكن في هجرانه انزجار أحد ولا انتهاء أحد؛ بل بطلان كثير من الحسنات المأمور بها لم تكن هجرة مأموراً بها، كما ذكره أحمد عن أهل خراسان إذ ذاك: إنهم لم يكونوا يقوون بالجهمية. فإذا عجزوا عن إظهار العداوة لهم سقط الأمر بفعل هذه الحسنة. وكان مداراتهم فيه دفع الضرر عن المؤمن الضعيف، ولعله أن يكون فيه تأليف الفاجر القوي. وكذلك لما كثر القدر في أهل البصرة، فلو ترك رواية الحديث عنهم لاندرس العلم والسنن والآثار المحفوظة فيهم. فإذا تعذر إقامة الواجبات من العلم والجهاد وغير ذلك إلا بمن فيه بدعة مضرتها دون مضرة ترك ذلك الواجب: كان تحصيل مصلحة الواجب مع مفسدة مرجوحة معه خيراً من العكس. ولهذا كان الكلام في هذه المسائل فيه تفصيل) ..
فبالله عليكم هل يحسن ميزان هذه الأمور فيقبل دخوله فيها ويعذر إن أخطأ فيها = إلا من كان من أهل العلم؟!!
.. (وكثير من أجوبة الإمام أحمد، وغيره من الأئمة، خرج على سؤال سائل قد عَلِم المسؤول حاله، أو خرج خطاباً لمعين قد علم حاله، فيكون بمنزلة قضايا الأعيان الصادرة عن الرسول صلى الله عليه وسلّم، إنما يثبت حكمها في نظيرها) ..
فبالله عليكم هل يحسن ميزان هذه الأمور فيقبل دخوله فيها ويعذر إن أخطأ فيها = إلا من كان من أهل العلم؟!!
(يُتْبَعُ)
(/)
. (فإن أقواماً جعلوا ذلك عاماً، فاستعملوا من الهجر والإنكار ما لم يؤمروا به، فلا يجب ولا يستحب، وربما تركوا به واجبات أو مستحبات وفعلوا به محرمات. وآخرون أعرضوا عن ذلك بالكلية، فلم يهجروا ما أمروا بهجره من السيئات البدعية .. ).
فبالله عليكم هل يحسن ميزان هذه الأمور فيقبل دخوله فيها ويعذر إن أخطأ فيها = إلا من كان من أهل العلم؟!!
.
وقال (28/ 206): ( .. وهذا الهجر يختلف باختلاف الهاجرين في قوتهم وضعفهم وقلتهم وكثرتهم؛ فإن المقصود به زجر المهجور وتأديبه ورجوع العامة عن مثل حاله؛ فإن كانت لمصلحة في ذلك راجحة بحيث يفضي هجره إلى ضعف الشر وخفيته كان مشروعاً، وإن كان لا المهجور ولا غيره يرتدع بذلك؛ بل يزيد الشر، والهاجر ضعيف، بحيث يكون مفسدة ذلك راجحة على مصلحته، لم يشرع الهجر؛ بل يكون التأليف لبعض الناس أنفع من الهجر) ..
.. (والهجر لبعض الناس أنفع من التأليف؛ ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلّم يتألف قوماً ويهجر آخرين. كما أن الثلاثة الذين خلفوا كانوا خيراً من أكثر المؤلفة قلوبهم؛ لمَّا كان أولئك كانوا سادة مطاعين في عشائرهم؛ فكانت المصلحة الدينية في تأليف قلوبهم، وهؤلاء كانوا مؤمنين، والمؤمنون سواهم كثير؛ فكان في هجرهم عز الدين، وتطهيرهم من ذنوبهم، وهذا كما أن المشروع في العدو القتال تارة، والمهادنة تارة، وأخذ الجزية تارة، كل ذلك بحسب الأحوال والمصالح) ..
فبالله عليكم هل يحسن ميزان هذه الأمور فيقبل دخوله فيها ويعذر إن أخطأ فيها = إلا من كان من أهل العلم؟!!
.. (وجواب الأئمة كأحمد وغيره في هذا الباب مبني على هذا الأصل؛ ولهذا كان يفرق بين الأماكن التي كثرت فيها البدع؛ كما كثر القدر في البصرة، والتجهم بخراسان، والتشيع بالكوفة، وبين ما ليس كذلك، ويفرق بين الأئمة المطاعين وغيرهم، وإذا عرف مقصود الشريعة سلك في حصوله أوصل الطرق إليه).
فبالله عليكم هل يحسن ميزان هذه الأمور فيقبل دخوله فيها ويعذر إن أخطأ فيها = إلا من كان من أهل العلم؟!!
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في إنكار أهل السنة على أهل السماع الصوفي: ( .. وهؤلاء المنكرون فيهم المقتصد في إنكاره، ومنهم المتأول بزيادة في الإنكار غير مشروعة).
فبالله عليكم هل يحسن ميزان هذه الأمور فيقبل دخوله فيها ويعذر إن أخطأ فيها = إلا من كان من أهل العلم؟!!
ويقول: ((كما أحدث أولئك ما ليس مشروعا، وصار على تمادي الأيام يزداد المحدث من السماع، ويزداد التغليظ في أهل الإنكار، حتى آل الأمر من أنواع البدع والضلالات والتفرق والاختلافات إلى ما هو من أعظم القبائح المنكرات التي لا يشك في عظم إثمها وتحريمها من له أدنى علم وإيمان)).
فتأمل حاجة باب الإنكار للعلم حتى إن الإنكار على أهل بدعة محدثة كالسماع قد يقع فيه بسبب قلة علم المنكرين = فساد وبدع وضلالات ..
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "درء التعارض" (2/ 102) بعد ذكره جمعاً من متكلمي الأشاعرة المناظرين على طريقتهم: ( .. ثم إنه ما من هؤلاء إلا من له في الإسلام مساع مشكورة، وحسنات مبرورة، وله في الرد على كثير من أهل الإلحاد والبدع والانتصار لكثير من أهل السنة والدين ما لا يخفى على من عرف أحوالهم وتكلم فيهم بعلم وصدق وعدل وإنصاف، لكن لما التبس عليهم هذا الأصل المأخوذ ابتداء عن المعتزلة، وهم فضلاء عقلاء احتاجوا إلى طرده والتزام لوازمه؛ فلزمهم بسبب ذلك من الأقوال ما أنكره المسلمون من أهل العلم والدين، وصار الناس بسبب ذلك منهم من يعظمهم لما لهم من المحاسن والفضائل، ومنهم من يذمهم؛ لما وقع في كلامهم من البدع والباطل، وخيار الأمور أوساطها، وهذا ليس مخصوصا بهؤلاء؛ بل مثل هذا وقع لطوائف من أهل العلم والدين، والله تعالى يتقبل من جميع عباده المؤمنين الحسنات، ويتجاوز لهم عن السيئات، ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم).
فبالله عليكم هل يحسن ميزان هذه الأمور فيقبل دخوله فيها ويعذر إن أخطأ فيها = إلا من كان من أهل العلم؟!!
ختاماً ..
يعلم الله عز وجل أني أقر بأخطاء المخطئين من العاملين وغيره وأرى فيها ما ليس سائغاً وأجيز الاجتهاد في النصيحة ولا أوجب أن تكون سراً ولا أشترط فيها سوى العلم والعدل،وأختلف –مثلاً- مع بعض المشايخ المؤهلين للنقد في بعض وجوه نقدهم لكني لا أمنع من كان من أهل العلم أن ينقد ..
أما تصدر هذه الببغاوات الحمقاء بالثرثرة ثم الثرثرة ثم الثرثرة فهذا باطل لابد أن يقرع أصحابه فوق رؤوسهم حتى يُذهب الله الران عن قلوبهم ويشفي من الإثم والبغي والعدوان صدورهم ..
ونحن والله ما برأنا الله عز وجل من فتنة التجريح من الوقوع فيمن أخطأ وضل وابتدع منالدعاة والعاملين والمجاهدينبالبغي والعدوان = إلا الاستمساك بهذه القواعد والأصول،ولسنا لها بتاركين ولو تخطفتنا الطير، وليس يحملنا خطأ المخطئين أو بدعهم وضلالهم على أن نظلمهم أو نبغي عليهم أو نمهد الطريق للصغار والعامة أن يتكلموا فيما لا يجوز لهم الكلام فيه ولو أصابوا فكيف وقد بغوا وجنوا وظلموا ..
والله الموعد لا إله إلا هو ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابراهيم النخعي]ــــــــ[17 - Sep-2010, مساء 01:13]ـ
بارك الله فيك
ونسخة الى غلاة التجريح في زماننا ..
ـ[الادهمي]ــــــــ[24 - Nov-2010, صباحاً 07:50]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[24 - Nov-2010, مساء 03:05]ـ
قال شيخ الإسلام:
((وَقَدْ قَالَ بَعْضُ النَّاسِ: أَكْثَرُ مَا يُفْسِدُ الدُّنْيَا: نِصْفٌ مُتَكَلِّمٌ وَنِصْفٌ مُتَفَقِّهٌ وَنِصْفٌ مُتَطَبِّبٌ وَنِصْفٌ نَحْوِيٌّ هَذَا يُفْسِدُ الْأَدْيَانَ وَهَذَا يُفْسِدُ الْبُلْدَانَ وَهَذَا يُفْسِدُ الْأَبْدَانَ وَهَذَا يُفْسِدُ اللِّسَانَ)).
فهذا إفساد صاحب النصف فما بالنا بمن كان غراً ساذجاً لم يُعرف بعلم أصلاً؟!!
ـ[الادهمي]ــــــــ[24 - Nov-2010, مساء 03:12]ـ
قال شيخ الإسلام:
((وَقَدْ قَالَ بَعْضُ النَّاسِ: أَكْثَرُ مَا يُفْسِدُ الدُّنْيَا: نِصْفٌ مُتَكَلِّمٌ وَنِصْفٌ مُتَفَقِّهٌ وَنِصْفٌ مُتَطَبِّبٌ وَنِصْفٌ نَحْوِيٌّ هَذَا يُفْسِدُ الْأَدْيَانَ وَهَذَا يُفْسِدُ الْبُلْدَانَ وَهَذَا يُفْسِدُ الْأَبْدَانَ وَهَذَا يُفْسِدُ اللِّسَانَ)).
فهذا إفساد صاحب النصف فما بالنا بمن كان غراً ساذجاً لم يُعرف بعلم أصلاً؟!!
اخي الكريم بارك الله فيك
هل تستطيع دخول ملتقي اهل الحديث
هناك مشكاة في الدخول
ولا اعرف ما هي؟(/)
ذكريات زهير الشاويش ... أحداث و مواقف
ـ[أبو مشاري]ــــــــ[18 - Sep-2010, صباحاً 01:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على رسول الله
وبعد ...
فقد قدمت لنا قناة دليل المتميزة خلال شهر رمضان المنصرم لعام 1431 هـ، برنامج حصري و خاص بها
و هو: ذكريات الشيخ زهير الشاويش
و كان البرنامج من تقديم الشيخ عبدالرحمن قائد، و الذي أظهر تميزا في هذه المحاورات الماتعة مع حضور ذهن، من خلال اطلاعه الواسع على ما كتب من ذكريات و تاريخ رجالات الشام و الوطن العربي، و من هنا لا نستغرب أن يكون مثله مسؤول الجانب العلمي في القناة.
أما الشيخ زهير الشاويش فقد كنا ننتظر منذ زمن بعيد أن يتحف الناس بهذه الذكريات المفيدة و التي سلطت الضوء على العديد من القضايا في الحقبة الأخيرة من تاريخ العالم الإسلامي، لاسيما أن العلامة الأديب الشيخ علي الطنطاوي أثنى عليه في غير ما موضع في ذكرياته و على نباهته و ذكائه، والشيخ يبلغ من العمر الآن 85 عاماً، نسأل الله أن يطيل عمره على طاعته.
و أذكر هنا بعض مما علق بالذاكرة من كلام الشيخ حيث أنني لم أكمل استماع جميع الحلقات (سأضع رابط ماوجدت من حلقات الذكريات في آخر الموضوع):
* الشيخ زهير الشاويش حفظه الله تربى على المنهج السلفي منذ نعومة أظفاره، و كان من تتلمذ على العلامة بهجة البيطار.
* اشتغل الشيخ زهير الشاويش مع والده في تجارة الخيل، وحذق هذه التجارة.
* أثنى الشيخ على العلامة بهجة البيطار بثناء حار، و ذكر أنه كان من أعلم علماء الشام، و أكرمهم على الإطلاق، و أنه خالف أباه في المعتقد وكان سلفياً ضد المتصوفة و المخرفين.
* كان الشيخ الألباني رحمه الله على علاقة جيدة مع الشيخ بهجة حتى اختلف معه في صحة حديث، فانحرف عنه الألباني و الاستانبولي -ظلماً-.
* كان الشيخ محمد ناصر الدين الألباني يعمل كساعاتي عند رجل أرميني، و كان الألباني ماهراً جدا في عمله كساعاتي، ثم توجه الشيخ زهير و عبدالرحمن الباني له، و طلبا منه ترك هذا العمل، و العمل في مكتب الإسلامي بأجر، و لمدة أربع ساعات يومياً.
* ظلم الشيخ عبدالفتاح أبو غدة -عفا الله عنه- الشيخ الألباني عندما انتقد تحقيقه على شرح الطحاوية، و قد كان الشرح محققاً عنده قبل أن يطبع مدة ست أشهر و لم يعترض عليه بشيء حتى إذا طبع كتب مذكرة يعترض فيها على منهج الألباني في تخريج الكتاب.
* كان الشيخ الألباني و الشيخ زهير الشاويش ممن انتسب إلى حركة الإخوان المسلمين و شاركوا في ندواتهم و اجتماعتهم و لم يكن هناك كبير فرق بين حركة الإخوان و حركة الشبان المسلمين في بداية الأمر.
* من أعظم من عرفت الشام من الخطباء كان الشيخ علي الطنطاوي، و الشيخ عصام العطار، و الشيخ مصطفى السباعي.
* كان الشيخ زهير الشاويش ممن حضر مجلس الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ و الذي جرى فيه مناقشة الشيخ عبدالرحمن آل محمود مفتي قطر بشأن الرمي قبل الزوال، وقد ارتفعت الأصوات في هذا المجلس، و تكلم الشيخ عبدالرحمن آل محمود بكلام الأنبياء، و تكلم الحاضرون من المشايخ بكلام الفقهاء، و قدانتصر كلام الأنبياء على كلام الفقهاء، و من زعم أن الشيخ آل محمود قد تراجع مخطىء فلم يتراجع عن قوله حتى و هو في الرياض وكان ممن شهد هذا المجلس الشيخ ابن باز و الشيخ أبوحبيب الشثري.
* اشتغل الشيخ زهير الشاويش في قطر لحقبة من الزمن، و صار معروفا لولاة الأمر من آل ثاني و كان كالمستشار للشيخ علي آل ثاني.
* كانت دروس الشيخ الألباني تعقد في بيت الشيخ زهير الشاويش، و كان للأسف كانت مجالس دروس الشيخ مليئة بالصراخ لا تتسم مجالسنا للأسف بما ينبغي أن يكون ما بين التلميذ و شيخه.
*التقى الشيخ زهير بالشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي، و الشيخ السعدي ممن سبق عصره هو و تلميذه ابن عثيمين، و كان في وجه الشيخ ابن سعدي شيء من البرص.
* لم يطبع للشيخ الألباني كتاب في المكتب الإسلامي إلا و قرأه الشيخ زهير و ربما أعمل فيه فيه قلمه بالتصحيح، لشدة الشيخ الألباني الشديدة في أسلوبه.
*كتاب أخطاء الألباني و شذوده و الذي نسب للأعظمي ليس صحيح النسب و قد استوثق الشيخ زهير الشاويش من الأعظمي بنفسه، وكان الأعظمي ممن نزل ضيفا على الشيخ في منزله خلال زيارته للشام، و الأعظمي يتكلم العربية و يشوب كلام شيء من لكنة الأعاجم.
... و بإذن الله نكمل في وقت لاحق المزيد من الفوائد من هذا اللقاء الماتع و بعض الشخصيات التي التقى بها كالمودودي و سيد قطب و حسن البنا و والده و الأعظمي و محمد البشير الإبراهيمي و تقي الدين الهلالي و محمد الخضر حسين و أخوه زين العابدين و الزركلي وعلاقة الشيخ بكتابه الأعلام و ظافر القاسمي ابن جمال الدين القاسمي ...
??? ذكريات ???
http://www.archive.org/download/forsan2010-1268/dikrayat.2010-08-11.01.gif
فضيلة الشيخ
((((زهير الشاويش))))
حفظه الله ورعاه
تنظر في قناة idalel
في *******
http://www.*******.com/user/idaleell
وباقي الحلقات تجدونها من خلال هذا الرابط
http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=176582
و نتمنى من الأخوة في قناة دليل أن يستكملوا باقي الحلقات على *******
و الله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مشاري]ــــــــ[18 - Sep-2010, مساء 10:11]ـ
وجدت بعض الحلقات على موقع أرشيف لمن أراد تحميلها (جزى الله الأخوة في منتدى فرسان الحق خيرا على رفع هذه الحلقات)
الحلقة 1
http://www.archive.org/details/forsan2010-1268
الحلقة 2
http://www.archive.org/details/forsan2010-1270
الحلقة 3
http://www.archive.org/details/forsan2010-1271
الحلقة 4
http://www.archive.org/details/forsan2010-1277
الحلقة
الحلقة 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10
http://www.archive.org/details/forsan2010-1293
الحلقة 11 - 12
http://www.archive.org/details/forsan2010-1303
الحلقة 13 - 14 - 15
http://www.archive.org/details/forsan2010-1306
الحلقة 16 - 17
http://www.archive.org/details/forsan2010-1309
الحلقة 18
http://www.archive.org/details/forsan2010-1311
الحلقة 19 - 20
http://www.archive.org/details/forsan2010-1313
الحلقة 21
http://www.archive.org/details/forsan2010-1316
الحلقة 22
http://www.archive.org/details/forsan2010-1320(/)
أريد أفضل فونت للكتابة بالتشكيل
ـ[ابو يوسف]ــــــــ[18 - Sep-2010, صباحاً 09:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستأذن اخوانى فى أن يدلونى على أفضل الفونتات والخطوط الموجودة للكتابة بالتشكيل فى برنامج الوورد
جزاكم الله خيرا
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[18 - Sep-2010, صباحاً 09:41]ـ
حياك الله.
من هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=8016
وهنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=7847
وهنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=10412
ـ[الفتى النقاد]ــــــــ[19 - Sep-2010, صباحاً 06:38]ـ
حياك الله.
من هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=8016
وهنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=7847
وهنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=10412
تشكر أخي على الخطوط الرائعة(/)
نرجو منكم توثيق هذه القصة
ـ[ابو محمد الناصر السلفي]ــــــــ[18 - Sep-2010, صباحاً 11:08]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإخوة الأغضاء؛ نرجو منكم توثيق هذه القصة وفي أي كتب التراجم والسير وردت؛ لأنني مضطر لها غاية الاضطرار.
" ولما ذهب للعمرة (أي أبو حنيفة) لقيه محمد بن باقر أحد أحفاد الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال له وهو غضبان: أنت أبو حنيفة الذي غيرت دين جدي!! فلم يجادله أبو حنيفة بل قال له أن يجلس على الكرسي جلس أبو حنيفة على الأرض، وقال أبو حنيفة: إنما مقامك معي مثل مقام جدك عند أوليائه (أصحابه) ثم قال: يا إمام أنت تقول أنني غيرت دين جدك بالقياس والرأي فسوف أسألك سؤال.
قال أبو حنيفة: أيهما أضعف في دين جدك الرجل أم المرأة؟
قال محمد: المرأة.
قال أبو حنيفة: أيهما له الضعف في الميراث الرجل أم المرأة؟
قال محمد: الرجل.
قال أبو حنيفة:فلو كنت أعمل بالرأي وأترك حديث جدك ودين جدك لقلت المرأة أضعف فتستحق ضعف ما يستحق الرجل. لكني لم أقل ذلك لأن حديث النبي مُقَدَّم عندي على رأيي.
ثم سأل أبو حنيفة: أيهما أعظم عند الله الصلاة أم الصيام؟
قال محمد بن باقر: الصلاة.
قال أبو حنيفة: أيهما تقضي المرأة إذا أفطرت في رمضان الصلاة أم الصيام؟
قال محمد بن باقر: الصيام.
قال أبو حنيفة: فلو كنت أجتهد برأيي وأترك حديث النبي لقلت الصلاة أفضل، فتقضي الصلاة ولا تقضي الصيام. لكني لم أفعل ذلك. قلت كما قال جدك، تعيد الصيام ولا تعيد الصلاة.
ثم قال أبو حنيفة أيهما أنجس البول أم النطفة؟
قال محمد: البول.
قال أبو حنيفة: أيهما يغتسل منه البول أم النطفة؟
قال محمد بن باقر: النطفة.
قال أبو حنيفة: يا إمام، لو كنت آخذ بالرأي وأجتهد وأترك حديث النبي لقلت البول نغتسل منه والنُطفَة نتوضأ منها ... " لأن البول أنجس " ... لكني قلت كما قال جدك "البول نتوضأ منه والنُطفَة نغتسل منها" فلم أُغَيِّر بالرأي يا إمام.
ثم قال -رحمه الله-: أنما فعلت ذلك لان العراق تحب الجديد فأردت أن أحمل الناس على دين جدك فقام الإمام محمد بن باقر وقبل رأس أبو حنيفة ".
ـ[محمد عبد العزيز الجزائري]ــــــــ[18 - Sep-2010, مساء 07:45]ـ
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
جاء في كتاب "الإمام الصَّادق حياته وعصره - آراءه وفقهه" للمؤلِّف محمَّد أبو زهرة، تحت عنوان "الإمام جعفر الصَّادق مِنْ سنة 80 إلى سنة 148هـ" ص:22 - 23، ما نصُّه:
"وكان يقصده مِنْ أئمَّة الفقه والحديث كثيرون، منهم سفيان الثَّوري، وسفيان بن عيينة محدِّث مكَّة، ومنهم أبو حنيفة فقيه العراق، وكان يرشد كلَّ مَنْ يجيء إليه، ويُبَيِّنُ له الحقَّ الَّذي لا عوج فيه، وَلْنَذكُر لك مناقشة جَرَت بينه وبين أبي حنيفة فقيه العراق، وكان أبو حنيفة قد اشتهر بكثرة القياس في الفقه حتَّى تناولته الألسن بالملام، وإليك بعض ما جرى بينهما:
قال محمَّد الباقر: أنت الَّذي حوَّلت دين جدِّي وأحاديثه إلى القياس!!
قال أبو حنيفة: اجلس مكانك كما يحقُّ لي، فإنَّ لك عندي حرمة كحرمة جدِّك صلَّى الله عليه وسلَّم في حياته على أصحابه، فجلس ثمَّ جثا أبو حنيفة بين يديه، ثمَّ قال: إنِّي سائلُك عن ثلاث كلمات فأجبني؛ الرَّجلُ أضعف أم المرأة؟
قال الباقر: المرأة أضعف.
قال أبو حنيفة: كم سهم المرأة في الميراث.
قال الباقر: للرَّجُل سهمان وللمرأة سهم.
قال أبو حنيفة: هذا علم جدِّك، ولو حوَّلْتُ دين جدِّك لكان ينبغي في القياس أنْ يكون للرَّجل سهم وللمرأة سهمان لأنَّ المرأة أضعف مِنَ الرَّجُل؛ ثمَّ الصَّلاة أفضل أم الصَّوم؟
قال الباقر: الصَّلاة أفضل.
قال أبو حنيفة: هذا قول جدِّك، ولو حوَّلْتُ قولَ جدِّك لكان أنَّ المرأة إذا طَهُرتْ مِنَ الحيض أمَرْتُها أنْ تَقضِيَ الصَّلاة ولا تَقضي الصَّوم، ثمَّ البول أنجس أم النُّطفة؟
قال الإمام الباقر: البول أنجس.
قال الإمام أبو حنيفة: لو حوَّلْتُ دينَ جدِّكَ بالقياس لكنتُ أمرتُ أن يُغتسَل مِنَ البول، ويُتوضَّأ مِنَ النُّطفة، ولكن معاذ الله أنْ أحوِّلَ دِينَ جدِّك بالقياس.
فقام الإمام الباقر وعانقه وقبَّل وجهَه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومِنْ هذا الخَبَر تتبيَّن إمامة الباقر للعلماء، يُحْضِرُهم إليه ويُحاسِبُهم على ما يبلُغُه عنهم أو يبدر منهم، وكأنَّه الرَّئيس يُحاكم مَرْءُوسِيه ليحمِلَهم على الجادَّة، وهم يقبلون طائعين تلك الرِّياسة."
أقول: لا زال البحث عن صحَّة هذه القصَّة وسندها قائما.
والله المستعان، وعليه التّكلان.
ـ[محمد عبد العزيز الجزائري]ــــــــ[19 - Sep-2010, مساء 12:52]ـ
تتمَّة لما سبق، نقلا مِنْ كتاب "الإمام الصَّادق حياته وعصره - آراءه وفقهه" للمؤلِّف محمَّد أبو زهرة، فقد قال تحت عنوان "الإمام الصَّادق والقياس والاجتهاد" ص291 - 293:
"229 - ونفى القياس أيضا قد ورد في الكافي منسوبا إلى الصَّادق ففيه النَّهي عنه، فقد جاء في الكافي:
عن عيسى بن عبد الله القرشيّ قال: (دخل أبو حنيفة على أبي عبد الله، فقال له: يا أبا حنيفة بلغني أنَّك تقيس؟ قال: نعم. قال: لا تَقِسْ، فإنَّ أوَّلَ منْ قاس إبليس حين قال خلقتني مِنْ نار وخلقتَه مِنْ طين، فقاس ما بين النَّار والطِّين، ولو قاس نوريَّة آدم بنوريَّة النَّار لعرف فضل ما بين النُّورَيْن وصفاء أحدهما).
وجاء في الكافي أيضا عن أبي حنيفة:
(استأذنت عليه (أي الصَّادق) فحجبني، وجاءه قوم مِنْ أهل الكوفة واستأذنوا فأذن لهم، فدخلت معهم، فلمَّا صِرتُ عندَه قُلْتُ يابن رسول الله لو أرسلْتَ إلى أهل الكوفة فنهيتهم أن يشتموا أصحاب محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم، فإنِّي تركتُ فيها أكثر مِنْ عشرة آلاف يشتمونهم فقال: لا يقبلون منِّي.
فقُلْتُ: ومَنْ لا يقبل منك، وأنت ابن رسول الله؟!
فقال الصَّادق: أنت أوَّل مَنْ لا يقبل منِّي. دَخَلْتَ داري بغير إذني، وجلست بغير أمري، وتكلَّمْتَ بغير رأيي، وقد بلغني أنَّك تقول بالقياس.
فقلت: نعم أقول.
فقال: ويحك يا نعمان، أوَّل من قاس إبليس حين أُمِرَ بالسُّجود لآدم فأبى، وقال خلقتني مِنْ نار وخلقته من طين، أيُّهما أكبر يا نعمان القتل أم الزِّنى قلت القتل.
قال: فلِمَ جعل الله في القتل شاهدين وفي الزِّنى أربعة، أيقاس لك هذا؟
قلت: لا.
قال فأيُّهما أكبر البول أو المنيّ؟ قلت البول. قال فلِمَ أَمَرَ الله في البول بالوضوء وفي المنيِّ بالغسل، أيقاس لك هذا؟ قلت: لا.
قال: فأيُّما أكبر الصَّلاة أم الصَّوم؟. قلت الصَّلاة، قال: فَلِمَ وجَبَ على الحائض أنْ تقضي الصَّوم ولا تقضي الصَّلاة، أيقاس لك هذا.
قُلْتُ: لا.
قال: فأيُّهما أضعف المرأة أم الرَّجُل؟ قلت: المرأة. قال فَلِمَ جَعَلَ الله تعالى في الميراث سهمين، وللمرأة سهما أيقاس ذلك؟ قلت: لا.
قال: وقد بلغني أنَّك تقرأ آية من كتاب الله تعالى، وهي: لَتُسْألُنَّ يومئذٍ عن النَّعيم، إنَّه الطَّعام الطَّيِّب والماء البارد في اليوم الصَّائف.
قلْتُ نعم. قال: لو دعاك رجل وأطعمك طعاما طَيِّبا وسقاك ماءً بارِدًا، ثمَّ امتنَّ به عليك، ما كُنْتَ تنسِبُه، قُلْتُ: البخل، قال: أفتبَخِّلُ الله علينا قُلْتُ فما هو. قال حبّنا أهل).
هذه الرِّواية لم يُسنِدها الكليني إلاَّ إلى أبي حنيفة، ومِنْ حقِّنا أن نوازن بينها وبين المرويّ عن أبي حنيفة رضي الله عنه في مناقبه، إنَّ المرويَّ عن أبي حنيفة في كتب مناقبه أنَّ المناقشة كانت بينه وبين الباقر، وأنَّ أبا حنيفة هو الَّذي أورد مسألة المقايسة بين البول والمنيّ، ومسألة الصَّلاة والصَّوم والحيض، ومسألة ميراث الأنثى وميراث الذَّكَر، وأوردها على أنَّه في قياسه لا يكذب على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وأنَّه إنَّما يقيس إذا لم يكن نصّ، فحيث كان النَّصّ فإنَّه يحترمه.
وما دامت الرِّواية مسندة إلى أبي حنيفة، فإنَّا نقبل كلام الرّواة عنه، لأنَّهم أعلم به، ولأنّ الكليني ليس في درجة أبي حنيفة في الفقه، إذ قد أسند إلى الصَّادق رضي الله عنه ما أجمع الإماميَّة في الماضي والحاضر على أنَّه مكذوب على الصَّادق وهو الخاصّ بالقرءان.
ومهما يكن مقدار النِّسبة فإنَّ المشهور عن الباقر والصَّادق رضي الله عنهما أنَّهما استنكرا الاجتهاد بالقياس الَّذي اشتهر به أبو حنيفة."
(يتبع إن شاء الله)
ـ[أبو مصطفى الجزائري]ــــــــ[19 - Sep-2010, مساء 11:17]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركته
بارك الله فيكم إخواني و نرجو المزيد الموضوع في غايةالأهمية
تحياتي
ـ[محمد عبد العزيز الجزائري]ــــــــ[21 - Sep-2010, مساء 02:11]ـ
السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته
وعليكم السَّلام ورحمة الله وبركاته ..
بارك الله فيكم إخواني و نرجو المزيد، فالموضوع في غاية الأهميّة
تحيّاتي
وفيك يبارك الله ..
وهذا المزيد، وهو آخر نقل مِنْ كتاب "الإمام الصَّادق حياته وعصره - آراءه وفقهه" للمؤلِّف محمَّد أبو زهرة -رحمه الله-، فقد قال تحت عنوان "القياس"، ص: 515 - 517، بعدما ذَكَر أنَّ القياس يقسِّمُه العلماء إلى قسمين: قياسٌ العلَّةُ فيه مستنبطة، وقياسٌ العلَّةُ فيه ثابتة بالنَّصِّ. وذكَر أنَّ الأوَّل نفاه الإماميَّة بالاتِّفاق بينهم، وذكر لذلك أسبابًا وأجاب عنها، منها:
"رابعها - ما رُوِيَ مِنْ مناقشةٍ بين الإمام الصَّادق، والإمام أبي حنيفة رضي الله عنهما، وقد نقلناها كاملة عن الكافي في صَدْر كلامنا عن فقه الإمام الصَّادق، وعلَّقنا عليها، وقلنا في الجملة إنَّ لهذه القصَّة روايَتَيْن:
إحداهما - في كُتُب أخبار أبي حنيفة وتُرْوى القصَّة مع أبي جعفر الباقر رضي الله عنهما، وتَذْكُر أنَّ أبا حنيفة هو الَّذي ساق مسألة قضاء الحائض للصَّوم دون الصَّلاة. ومسألة الاغتسال مِنَ المنيِّ دون البول، ومسألة نصيب البنت بجوار نصيب الذَّكَر لإثبات أنَّه أخذ بهذا مع أنَّ القياس كان يُوجِبُ غيرَه، لأنَّ القياس موضعُه حيثُ لا وارد مِنَ النُّصوص، فهو يكون حيث لا نصّ.
والثَّانية رواية الإماميَّة، وهي أنَّ المحاورة كانت بين أبي عبد الله وأبي حنيفة وأنَّ السُّؤال كان مِنَ الصَّادق". اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عبد العزيز الجزائري]ــــــــ[21 - Sep-2010, مساء 07:03]ـ
قال الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصفهاني المتوفَّى سنة 430هـ -رحمه الله- في كتابه "حِليَة الأولياء وطبقات الأصفياء" ج3، ص196 - 197:
حدّثنا عبد الله بن محمّد ثنا الحسن بن محمّد ثنا سعيد بن عنبسة ثنا عمرو بن جميع. قال: دخلت على جعفر بن محمّد أنا وابن أبي ليلى وأبو حنيفة. وحدّثنا محمّد بن عليّ بن حبيش حدّثنا أحمد بن زنجويه حدّثنا هشام بن عمّار حدّثنا محمّد بن عبد الله القرشيّ بمصر ثنا عبد الله بن شبرمة. قال: دخلت أنا وأبو حنيفة على جعفر بن محمّد. فقال لابن أبي ليلى: من هذا معك؟ قال: هذا رجل له بصر ونفاذ في أمر الدّين. قال: لعلَّه يقيس أمر الدِّين برأيه. قال: نعم! قال فقال جعفر لأبي حنيفة: ما اسمك؟ قال: نعمان. قال: يا نعمان هل قِسْت رأسك بعد؟ قال: كيف أقيس رأسي؟! قال: ما أراك تحسن شيئا، هل علمت ما الملوحة في العينين، والمرارة في الأذنين، والحرارة في المنخرين والعذوبة في الشّفتين. قال: لا! قال: ما أراك تحسن شيئا، قال: فهل علمت كلمة أوّلها كفر وآخرها إيمان. فقال ابن أبي ليلى: يا ابن رسول الله أَخْبِرْنا بهذه الأشياء الّتي سألته عنها. فقال: أخبرني أبي عن جدّي أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال ((إنّ الله تعالى بمنّه وفضله ورحمته جعل لابن آدم الملوحة في العينين لأنّهما شحمتان ولولا ذلك لذابتا، وإنّ الله تعالى بمنّه وفضله ورحمته على ابن آدم جعل المرارة في الأذنين حجابا من الدّوابّ فإن دخلت الرّأس دابّة والتمست إلى الدّماغ فإذا ذاقت المرارة التمست الخروج، وإنّ الله تعالى بمنِّه وفضله ورحمته على ابن آدم جعل الحرارة في المنخرين يستنشق بهما الرِّيح ولولا ذلك لأنتن الدِّماغ، وإنَّ الله تعالى بمنِّه وكرمه ورحمته لابن آدم جعل العذوبة في الشّفتين يجد بهما استطعام كلّ شيء ويسمع النّاس بها حلاوة منطقه)). قال: فأَخْبِرْني عن الكلمة الّتي أوّلها كفر وآخرها إيمان. فقال: إذا قال العبد لا إله فقد كفر فإذا قال إلاّ الله فهو إيمان. ثمّ أقبل على أبي حنيفة فقال: يا نعمان حدّثني أبي عن جدّي أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ((أوّل مَنْ قاس أمر الدّين برأيه إبليس. قال الله تعالى له اسجد لآدم فقال: (أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين) فمن قاس الدّين برأيه قرنه الله تعالى يوم القيامة بإبليس لأنَّه اتّبعه بالقياس)). زاد ابن شبرمة في حديثه. ثمّ قال جعفر: أيّهما أعظم الصّلاة أم الصّوم؟ قال: الصّلاة. قال: فما بال الحائض تقضي الصّوم ولا تقضي الصّلاة. فكيف ويحك يقوم لك قياسك! اتّق الله ولا تقس الدّين برأيك.
ـ[أبو صالح الحوراني]ــــــــ[25 - Sep-2010, صباحاً 11:13]ـ
قال الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصفهاني المتوفَّى سنة 430هـ -رحمه الله- في كتابه "حِليَة الأولياء وطبقات الأصفياء" ج3، ص196 - 197:
حدّثنا عبد الله بن محمّد ثنا الحسن بن محمّد ثنا سعيد بن عنبسة ثنا عمرو بن جميع. قال: دخلت على جعفر بن محمّد أنا وابن أبي ليلى وأبو حنيفة. وحدّثنا محمّد بن عليّ بن حبيش حدّثنا أحمد بن زنجويه حدّثنا هشام بن عمّار حدّثنا محمّد بن عبد الله القرشيّ بمصر ثنا عبد الله بن شبرمة. قال: دخلت أنا وأبو حنيفة على جعفر بن محمّد. فقال لابن أبي ليلى: من هذا معك؟ قال: هذا رجل له بصر ونفاذ في أمر الدّين. قال: لعلَّه يقيس أمر الدِّين برأيه. قال: نعم! قال فقال جعفر لأبي حنيفة: ما اسمك؟ قال: نعمان. قال: يا نعمان هل قِسْت رأسك بعد؟ قال: كيف أقيس رأسي؟! قال: ما أراك تحسن شيئا، هل علمت ما الملوحة في العينين، والمرارة في الأذنين، والحرارة في المنخرين والعذوبة في الشّفتين. قال: لا! قال: ما أراك تحسن شيئا، قال: فهل علمت كلمة أوّلها كفر وآخرها إيمان. فقال ابن أبي ليلى: يا ابن رسول الله أَخْبِرْنا بهذه الأشياء الّتي سألته عنها. فقال: أخبرني أبي عن جدّي أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال ((إنّ الله تعالى بمنّه وفضله ورحمته جعل لابن آدم الملوحة في العينين لأنّهما شحمتان ولولا ذلك لذابتا، وإنّ الله تعالى بمنّه وفضله ورحمته على ابن آدم جعل المرارة في الأذنين حجابا من الدّوابّ فإن دخلت الرّأس دابّة والتمست إلى الدّماغ فإذا ذاقت
(يُتْبَعُ)
(/)
المرارة التمست الخروج، وإنّ الله تعالى بمنِّه وفضله ورحمته على ابن آدم جعل الحرارة في المنخرين يستنشق بهما الرِّيح ولولا ذلك لأنتن الدِّماغ، وإنَّ الله تعالى بمنِّه وكرمه ورحمته لابن آدم جعل العذوبة في الشّفتين يجد بهما استطعام كلّ شيء ويسمع النّاس بها حلاوة منطقه)). قال: فأَخْبِرْني عن الكلمة الّتي أوّلها كفر وآخرها إيمان. فقال: إذا قال العبد لا إله فقد كفر فإذا قال إلاّ الله فهو إيمان. ثمّ أقبل على أبي حنيفة فقال: يا نعمان حدّثني أبي عن جدّي أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ((أوّل مَنْ قاس أمر الدّين برأيه إبليس. قال الله تعالى له اسجد لآدم فقال: (أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين) فمن قاس الدّين برأيه قرنه الله تعالى يوم القيامة بإبليس لأنَّه اتّبعه بالقياس)). زاد ابن شبرمة في حديثه. ثمّ قال جعفر: أيّهما أعظم الصّلاة أم الصّوم؟ قال: الصّلاة. قال: فما بال الحائض تقضي الصّوم ولا تقضي الصّلاة. فكيف ويحك يقوم لك قياسك! اتّق الله ولا تقس الدّين برأيك.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم إن هذه القصة مشهورة في كثير من كتبنا!
ولكن أقول بما أن أن هذه القصة ليس فيها كبير أهمية لعدم تعلقها بشيء مهم من ديننا- نعم هناك تعرض للقياس والرأي - لكن تبقى هذه القصة مناظرة بين رجلين لكل منه إجتهاده؟
ولكن اقول هاهنا كلمة: أن قوله "يا نعمان حدّثني أبي عن جدّي أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ((أوّل مَنْ قاس أمر الدّين برأيه إبليس ... إن هذه الرواية لم أقف عليها من بين أكثر من /15/ مرجع ذكرت هذه القصة- ما خلا الحلية -، وأظن أن هذه الزيادة عائدة لأن هناك من هو متهم في إسناد أبي نعيم.
وأكرر وأقول انه إن كنا سنمضي أوقاتنا في تخريج الروايات فليكن ذلك في ما ينفعنا أكثر
هذا والله أعلم
وللجميع مني الحب والاحترام
:)(/)
من يفيدني في مسالة الفروع عند الاحناف؟ نفع الله بكم
ـ[طالبة فقه]ــــــــ[18 - Sep-2010, مساء 04:47]ـ
السلام عليكم
الآحناف هم من أهل السنه ولكن هل حينما أقول عقيده الاحناف أقول مرجئيه في الايمان ...
وإذا قلت الاحناف اقول هم أهل السنه ولكن حينما اقول مذهب الاحناف في الفروع فالامر هنا متعلق بالفروع المحضه وهم ابعدها عن اهل السنه
فما القول في هذا فقد حيرني جدآ
ـ[طالبة فقه]ــــــــ[18 - Sep-2010, مساء 07:14]ـ
ارجو نفعي نفع الله بكم ..
وجزاكم الله خير
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[18 - Sep-2010, مساء 07:30]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
المذهب الحنفي من المذاهب الأربعة
ومذاهب أهل السنة في الفروع الفقهية متعددة
ثم اندثر بعضها كمذهب الثوري والليث وإسحاق وابن جرير
وبقي منها أربعة وهي الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي
فهذه هي مذاهب أهل السنة في مقابل مذاهب أهل الرفض والتشيع من زيدية وجعفرية وغير ذلك
فلا إشكال من عد مذهب الحنفية من مذاهب أهل السنة
وفي كل مذهب مخالفات فقهية أصولية وفرعية تخالف السنة
لكن هذا لا يؤثر لأن العبرة بأكبر أصول هذه المذاهب وبالغالب عليها وهي موافقة السنة
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[18 - Sep-2010, مساء 08:50]ـ
أول-جمع حنفي:حنفية لا أحناف ,فهذا خطأ شائع
ثانيا-قولهم "مذهب" اصطلاح غلب على الفروع الفقهية فالحنفي قد يكون سلفيا كابن أبي العز وقد يكون مبتدعا ماتريديا وهو الغالب في متأخريهم
ثالثا-فلما كانت النسبة في قولنا المذهب الحنفي راجعة للفقهيات الفرعية ,لم يكن ثم حرج في نسبته للسنية
لأن الخلاف في الفروع -مادام مبنيا على دليل-لا ينتج فِرقاً بخلاف الخلاف في العقائد فينشأ عنه أهل الأهواء
ولهذا كثيرا ما يأخذ المتحرر من التقليد بالمذهب الحنفي تارة في مسائل وبالشافعي تارة وهكذا .. فهي مذاهب
في إطار السنية لأن مستمداتها معتبرة وفق قواعد أهل السنة في الاستدلال
-أخيرا حتى باعتبار البدعة كالأشعرية والماتريدية يسوغ إطلاق وصف السنية على هؤلاء بالنظر إلى مقابلتهم بأهل البدع المكفرة كالرافضة
فهذا إطلاق نسبي أي هم أهل سنة بالنسبة للرافضة ,ولكن بالمعنى الخاص المطلق لمصطلح أهل السنة والجماعة بمعنى اقتفاء هدي الصدر الأول في العقائد فليسوا بهذا الاعتبار من أهل السنة
والله الموفق
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[18 - Sep-2010, مساء 09:09]ـ
بارك الله فيك
إن قصدت تشبيه الأحناف أو الحنفية بالأشاعرة إذا قوبلوا بالشيعة فليس تشبيها صحيحا أو مطابقا
لأن أصول الاستدلال عندهم موافقة لأهل السنة كما ذكرتَِ قبله
ـ[طالبة فقه]ــــــــ[18 - Sep-2010, مساء 09:22]ـ
اخواني الكرام جزاكم الله خير ولكنني انا لااقصد بسوالي ماذكرتم سابقا
الذي اقصده انه كثير الفروع والافتراضات المعتمده على الرأي ومخالفتهم للنصوص ظاهره وهذا حق ولكن أريد توضيحآ لما سبق لانني قلت مذهب الاحناف ولم أقل عقيده الاحناف إن اتضح مقصدي أرجو ان توضحوا لي.
وفقكم الله
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[18 - Sep-2010, مساء 09:27]ـ
قصدت الآتي:
الحنفية أصحاب مذهب فقهي سني معتبر
لكن الأشاعرة والماتريدية ليسوا من أهل السنة إلا بالقيد السابق
فالرجل نفسه باعتباره حنفيا=سني لما سبق بيانه
وباعتباره ماتريديا=ليس من أهل السنة المحضة أي ليس سنيا بالإطلاق
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[18 - Sep-2010, مساء 09:32]ـ
اخواني الكرام جزاكم الله خير ولكنني انا لااقصد بسوالي ماذكرتم سابقا
الذي اقصده انه كثير الفروع والافتراضات المعتمده على الرأي ومخالفتهم للنصوص ظاهره وهذا حق ولكن أريد توضيحآ لما سبق لانني قلت مذهب الاحناف ولم أقل عقيده الاحناف إن اتضح مقصدي أرجو ان توضحوا لي.
وفقكم الله
قد ذم بعض السلف أهل الرأي وبالغ بعضهم لكن هذا الذم لا يصح إلا إذا كان الرأي أو القياس
مقدما على النص الواضح أو الإجماع, وإلا فما من إمام من أهل العلم إلا وله قدر من استعمال الأقيسة
فالقياس في الجملة محل اتفاق ,وأما تعاطيه بنسبة أكبر أو أقل فهذا شيء اجتهادي في دائرة القبول ومقدار هذا القدر من أسباب اختلاف الفقهاء
ومن لم يأخذ بالقياس في مسألة فإنه يأخذ بقول صحابي لاسيما أهل الأثر بسبب لصوقه وتاثره بمادة اشتغاله ,فإذا كانت المسالة مما اختلف فيها الصحابة فسيؤول الخلاف فيها في كثير من الأحيان إلى مادة القياس التي استعملها هذا الصحابي أو ذاك ومدى شبهها بالأصل وأقرب نظير ونحو ذلك
وفي المقابل نجد الحنفية يأخذون أيضا بقول الصحابي ي مواطن, ويقل هذا ويكثر من مذهب لآخر ومن إمام لآخر ولا إشكال في الجملة
لأنها من الامور الاجتهادية السائغة, ومما يحمد للإمام الشافعي انه جمع بين المدرستين على نحو بديع وألغى بنهجه التنافر الموهوم بينهما
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[18 - Sep-2010, مساء 09:38]ـ
نعم وهو ما نقصده
فمخالفتهم لبعض السنن لا يخرجهم عن منهج أهل السنة والجماعة
وليس في أئمة المسلمين من يتعمد مخالفة السن
وأعذا الأئمة في مخالفة بعض السنن كثيرة ذكرها أبو العباس ابن تيمية في مصنف
وكذا قولهم بالرأي
ولم يتفردوا بذلك
فعند غيرهم من المذاهب ما عندهم من القول بالرأي ومخالفة بعض السنن
نعم الأحناف أكثر
لكن هذا لا يخرجهم عن منهج أهل السنة في التفقه
وذلك أنهم يوافقونهم في أصول الاستدلال (كتاب سنة إجماع قياس فهم الأصحاب الخ)
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالبة فقه]ــــــــ[18 - Sep-2010, مساء 09:44]ـ
اريد أن أوضح بقدر المستطاع ولعل أن تتضح الصوره والمراد منها لديكم الذي اقصده اجتهادهم الفقهي في وضع الحكم الشرعي سأوضح أكثر في مثال:حين نزل قتاده الكوفه فقام إليه أبو حنيفه فسأله: ياأبا الخطاب ما تقول في رجل غاب عن أهله أعوامآ فظنت أمراته ان زوجها مات، فتزوجت ثم رجع زوجها الاول ماتقول في صداقها؟
وكأن ابو حنيفه قد قال لأصحابه الذين اجتمعوا إليه: لئن حدث بحديث ليكذبن، ولئن قال برأي نفسه ليخطئن، فقال قتاده: ويحك اوقعت هذه المسأله؟ قال: لا قال: فلم تسألني عما لم يقع؟
قال أبو حنيفه: إنا لنستعد للبلاء قبل نزوله فإذا وقع عرفنا الدخول منه والخروج منه.
ومن المعروف أن الاحناف أو مايميز هذا المذهب أنهم لايرجعون لرأي مادام أن هناك نص أو اثر
ايضآ ان هناك كثير من الافتراضيات المقترنه بالاغلوطات والمعضلات التي يذم من يشتغل بها لان الاشتغال بالافتراضيات يعطل السنن وحديث استدلالآ لما سبق من مثال نهي النبي عن الاغلوطات مارواه أبو داود في مراسليه أن النبي عليه الصلاه والسلام قال: لاتعجلوا بالبليه قبل نزولها فإنكم إن لاتفعلوا أوشك ان يكون فيكم من إذا قال سدد واوفق فإنكم إن عجلتم تشتت بكم الطرق ههنا و ههنا.
وعلى ذلك فإن أهل الحديث كانوا يحذرون من الافتراضين واطلقوا عليهم مسميات منها: الآرائين والهداهد وغيرها الكثير. إذ لم تتضح الصوره ايضآ اقصد كثرة الافتراضيات بالمذهب وليس في عقيدتهم. وورود نهي من القرآن والسنه على ذلك.
والله من وراء القصد
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[18 - Sep-2010, مساء 09:58]ـ
الغريب أننا وضحنا لك يا أخية ومازلت مصرة على أن الأمر غير واضح
باختصار=أيما شيء زاد عن حده فهو يودي بصاحبه للشطط والغلط
فالمبالغة في الأخذ بالرأي على حساب الأثر يقود للانحراف عن الجادة
وكذلك المبالغة في الأخذ بظواهر النصوص لدرجة إلغاء القياس ليس بصحيح
وفي الجملة=المذهب الحنفي من المذاهب السنية لأنه قائم على قواعد معتبرة عند عامة أهل السنة
ويبقى الفرق بين مدرسة وأخرى -في هذا الصدد-مساحة القياس على حساب الآثار والعكس
المتأخرون من الحنفية توسعوا في الأقيسة العقلية جدا وهو امر مذموم, لكن هذا لا يقضي بقول: إن المذهب الحنفي ليس سنيا!
وأما مسألة الأرائتية (الذين يقولون أرأيت لو) ,,فنعم كره بعض السلف ذلك لاسيما الإمام مالك,
وفيها وجه مكروه ولكن لها وجه آخرمحمود بحسب المسألة والحالة
وفي بعض الآثار النبوية ما يتضمن معنى أرأيت كسؤالهم عن الصلاة وقت خروج الدجال
فقال صلى الله عليه وسلم: اقدروا لها اقدرها
ـ[طالبة فقه]ــــــــ[18 - Sep-2010, مساء 10:28]ـ
اخي الفاضل ابو القاسم احسن الله اليك ولاتتعجب فهذه المساله قرات عنها كثيرا وبحثت وسالت ولكن الى الان هناك اسئلة كثيرة في هذه المسالة لم اجد لها جوابآ .. !
هل يوجد هنا احد متمكن من قراءة وفهم مسند ابي حنيفة .... ؟
ـ[طالبة فقه]ــــــــ[19 - Sep-2010, صباحاً 01:25]ـ
هل يوجد هنا احد متمكن من قراءة وفهم مسند ابي حنيفة .... ؟(/)
رأي في استنكارات الشيعة!!
ـ[ناصر العلي]ــــــــ[18 - Sep-2010, مساء 09:47]ـ
رأيٌ في استنكارات الشيعة من شتائم الرافضي ياسر
أصدر المجمع العالمي لأهل البيت بيانًا يستنكر فيه شتائم الرافضي الخبيث "ياسر الحبيب" بحق أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها. كما نشرت بعض الصحف المحلية غضبات شيعية متبرمة من لعائن الرافضي المذكور.
وحيال ذلك تباينت مواقف الناس، فأثار بعضهم تساؤلاتٍ تعبِّر عن استغرابهم من طيِّ ذكر اسم أمِّ المؤمنين عائشةَ رضي الله عنها في بيان المجمع العالمي لأهل البيت، وخُلُوِّه من الترضِّي عنها.
ومن جهة أخرى بارك بعض الكَتَبَة هذه التصريحات والغضبات، ورجا بل دعا إلى استثمارها إيجابيًّا في بناء الانسجام والتوافق بين السنة والشيعة، تكريسًا لنبذ الطائفية، وأنها تشكِّل خطوة تاريخية نادرة لبداية تصحيح الموقف الشيعي من صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رضوان الله عليهم.
ولفيفٌ كثيرٌ من طبقة أهل العلم والفكر وصم هذه البيانات والاستنكارات بأنها فقاعاتٌ خادعةٌ، وصرخاتٌ فارغةٌ، واصطيادٌ في الماء العكر، ذرًّا للرماد في عيون السُّذَّج.
فما دلائل وأبعاد هذه التصريحات والبيانات الشيعية، وهل هي بالتي تُقَرِّبُنا إليهم زلفى؟
بادئ ذي بدء، أقول: إن هذه التساؤلات المستنكِرة طيَّ ذكر اسم أمِّ المؤمنين عائشةَ وتركَ الترضِّي عنها - رضي الله تعالى عنها - تساؤلاتٌ وجيهة، ينبغي تخريجُها على قول الله تعالى: ? وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ?.
نعم، من حقِّ أهل السنة وهم يؤمنون بالكتاب والسنة، ويُوَقِّرون أهل البيت، ويترضَّون على الصحابة أجمعين وأمهات المؤمنين رضي الله عنهم، أقول: من حقهم التشكيكُ في سلامة دوافع بيان المجمع العالمي لأهل البيت، بل وفي حُسْن نوايا الرافضة قاطبةً، فلا يصحُّ إجراءُ أقوالِهم وأفعالِهم حسب الظاهر دون تمحيص؛ لأن أصل معتقدهم يتضارب كُليًّا مع عقيدة أهل السنة والجماعة، والله تعالى يقول:? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ?. ويقول سبحانه: ? وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ?.
إنهم إن أرادوا أن نُصَدِّق بياناتهم وأن نطمئن إلى مواقفهم فليشفعوها بالأفعال، وليقدموا برهانًا عمليًّا مبنيًّا على التنزه من أمثال هذه القبائح من رفض الشيخين أبي بكرٍ وعمرَ رضي الله عنهما، والطعن في سائر الصحابة رضي الله عنهم ما خلا نفرا قليلا منهم ..
إنه تاريخٌ عريقٌ ضاربٌ في أعماق الزمن، ومازال الرافضة مشدودين إليه في كل مناسبة حُسينية، وهذا التراث الرافضي قديمٌ متجذِّرٌ في مئات بل ألوف مجلدات الفقه الجعفري الاثني عشري.
أفيُعقل - بكل سذاجة وسهولة - التنكر لهذا الموروث التاريخي الضخم والانسلاخ منه بين عشيةٍ وضحاها لمجرد تعبيرهم عن موقفٍ استثنائيٍّ فاضحٍ مُخْزٍ صدر من رافضيٍّ غبيٍّ أحمق؟!
إن مجرد إعلان استنكارٍ من المجمع العالمي لأهل البيت، أو إرسال غضبات شيعية عبر الصحافة، لا يكفي قطعا في إذابة الجليد الصَّلْد وهَدْم الجدار الصلب بين السنة والشيعة، ولا بناءِ صروحِ تقاربٍ بينهما.
وإن إعلان البيان العالمي أو الصراخ الشيعي الناعم قطعًا هو أدنى درجات تَمْلِيح الصورة الذهنية عن الشيعة؛ لأن شتائم الرافضي الخبيث ياسر الجنونية، لم تُبْقِ له صديقاً واحداً إلا مجنوناً مثلَه، فلا يمكن لشيعيٍّ واحدٍ في الأرض أن يسكت عن التبرؤ منها، فالبيان العالمي أشار إلى أن صنيع الأحمق ياسر مصادمٌ للعقل والسياسة، وهذا حقٌّ، ولكن لا يكفي.
إنني أتساءل: حينما يتبرأ اليهود الصهاينة من مجزرة يرتكبها صهيونيٌّ ما في بَاحَة المسجد الأقصى، ثم تُصْدِر السلطاتُ الصهيونيةُ بيانًا باتهامه بالجنون والاختلال العقلي، وأنه بحاجة إلى علاج ... هل هذا البيان يكفي لتبرئة ساحة الصهاينة من كل عدوان وغلو وتطرف، وإضفاءِ الشعور الحميم لدينا بحسن نواياهم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
إن المواقف السُّنيَّة واضحةٌ وصريحةٌ لا مواربة فيها، إنها تُعلنُ التبرؤ المطلق من كلِّ النصوصِ المكذوبة والأقوال المنسوبة التي فيها نيْلٌ من مكانة أهل البيت رضوان الله عليهم. ولكنَّ الإشكال في الحالة الشيعية أن كتبهم وتراثهم وتاريخهم وأدعيتهم طافحةٌ بالسباب والشتائم، فهي عقيدة راسخة متجذرة، لا فكاك منها أبدا بمجرد إعلان بيان استنكار، فكلُّ من لديه مُسْكَةٌ من عقل سيستنكر نهيق الحمار، لكنَّ الشأنَ كلَّ الشأن في الموقف من العقيدة التي رَضَع لَبَانَها وهَرِمَ عليها كلُّ شيعيٍّ، وإلا فلا شيعيَّ حينئذٍ.
إننا ينبغي أن نضع البيانَ والاستنكارَ الشيعيَّ في سياقه الطبيعي، الذي لا يعني في جوهره سوى مجرد الاحتجاج على "أسلوب ياسر الخبيث" المثير المقزز لا التَّنَصُّلَ من المعتقد الرافضي تجاه أمهات المؤمنين والصحابة رضوانُ الله تعالى عليهم أجمعين.
لهذا أرى أنه ينبغي ألا ننخدع بكل بيانات وتصريحات الرافضة أبدا، وينبغي ألا نسارع إلى مباركتها مطلقاً، وينبغي ألا نَعُدَّها مكسَبًا دينيًّا أو وطنيًّا يمكن إضافته إلى الرصيد المتراكم في ملفات التقارب المزعوم، فهي تحصيلُ حاصلٍ لا طائل من ورائها؛ إذ التاريخ كلُّه - بما فيه التاريخ المعاصر - لم يترك مساحةً ولو ضئيلةً لاحتمالية صدق الرافضة.
وإنَّ أخشى ما أخشاه أنْ تُحْدِث أمثالُ هذه البيانات الشيعية والصرخات الرافضية - التي ظاهرها الوقوف مع أهل السنة - شَقًّا في صفوف النُّخَب من أهل العلم والفكر، وخلخلةً وانقساماً في مواقفهم تجاه الرافضة. بل قد تتحول هذه المواقف إلى سِجَالٍ داخلَ البيت السني؛ بدعوى عدم الخلط بين الشيعة المعتدلين والغلاة منهم، كما هو حاصلٌ الآن - بكل أسفٍ - من الاغترار ببعض مدعي الاعتدال من الرافضة.
وأودُّ التوضيح - أخيرا - بأنه في مقابل مشاعر الغضب والسخط ضدّ كل من يَمَسُّ أعراضَ الصحابة وأمهاتِ المؤمنين رضي الله عنهم بسوء، من الطبيعي أيضا أن نحمل مشاعر الفرح والابتهاج لكل من يَذُبُّ عن أعراض خير القرون، أيًّا كانت هُويّته ومذهبه. ولا ضير في تشجيع هذه البيانات والصرخات - ولو كانت شيعية - إذا وافقتِ الحقَّ، ولكن ينبغي عدمُ الاغترار بها، بل ينبغي مطالبتهم بالمزيد، وأن نسمع تصريحاتٍ مباشرةً من "مراجعهم" الصامتة بالتبرؤ من كل ما في تراثهم من عبارات اللعائن والطعون فضلا عن عبارات التكفير المبثوثة في كتبهم.
كما أنوِّهُ إلى أنه لا يجوز لمسلمٍ قبولُ اعتذاراتهم عن انتهاك عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمِّ المؤمنين عائشةَ رضي الله عنها وصحابته الكرام، فليس أحدٌّ منَّا مُخَوَّلاً أو مُفوَّضاً بذلك، بل لا يحقُّ لمسلمٍ اعتبارُها كافيةً بغير محاكمة شرعية عادلة زاجرة رادعة.
إن الموقف الشرعي الصحيح - كما يبدو لي - حيال كلِّ البدع والمبتدعة واضحٌ وحاسمٌ تماما انطلاقا من قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: «كلُّ بدعةٍ ضلالة».
فهذا عنوانٌ عريضٌ مُحْكمٌ غيرُ متشابهٍ، ينبغي أن يكون نُصْبَ أعين أهل السنة والجماعة في تعاملهم مع أهل الفرق والضلالة، آخذين في اعتبارهم بميزان العلم الأصيل من الكتاب والسنة، وفَهْمِ السلف والأئمة، والنظرِ المصلحيِّ وفق السياسة الشرعية الحكيمة، وميزانِ العدل والإنصاف باعتبار آدمية المبتدع وإنسانيته ووطنيته.
والله تعالى أعلم.
ناصر العلي - جامعة أم القرى
ـ[أبو مصطفى الجزائري]ــــــــ[19 - Sep-2010, مساء 11:23]ـ
أخي انا أرى أن اليهود أشجع منهم على الأقل الكذب عندهم ليس من الدين أما هؤلاء فغلفوه بغلاف الدين "التقية" و جعلوا منه تسع أعشار دينهم(/)
اختلاف الاصحاب في تقرير الاقوال/مالقول في هذا؟
ـ[طالبة فقه]ــــــــ[18 - Sep-2010, مساء 10:33]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
إذا اختلفوا الاصحاب في تقرير قول ما كيف يصلون إلى القول الارجح؟
ايضآ مالقول في ما إذا كان الحكم الفقهي مبنيآ على خبره علميه من أهل العلم الدنيوي كانت معتقده في زمن ما ثم تغيرت وبان بطلانهآ فهل من المفترض أن يقوم الفقية المجتهد في الزمن الحديث بالنظر في تبديل مناط الحكم ومن ثم الافتآء به يتغير بسب تغيير علته؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[18 - Sep-2010, مساء 11:38]ـ
الحمدلله وبعد ..
يمكن اختصار طرق نسبة القول إلى الإمام المتبع بأحد سبيلين:
-ما كتبه الإمام بنفسه وثبتت نسبته إليه ,فمثلا كتاب الفقه الأكبر لم تثبت نسبته لأبي حنيفة رحمه الله تعالى فلا يصح نسبة ما فيه لإمام المذهب وإن اعتمده بعض علماء الحنفية.
-ما ينقله طلابه وخواصه فإما أن يتوافقوا على ما نقلوا وإما أن يختلفوا ,فعلى الأول يثبت القول له وعلى الثاني لابد من الترجيح .. وهذا الذي ينقلونه يكون تارة باللفظ فلا خلاف فيه وتارة يكون بالمعنى مما فهمه طلابه من قرائن الأحوال .. إلخ
فالصواب في هذا الضرب أنه معتمد أيضا قياسا على نقل الصحابة عن الرسول صلى الله عليه وسلم
إذ من المعلوم أن التلميذ المختص بشيخه يفهم عنه مالا يدركه غيره فيكون قادرا على فهم عباراته وإيماءاته,
فحين يقول الإمام: لا أحب كذا ولا يعجبني وأكره إلخ من هذه الألفاظ إنما يختص بفهم معانيها خواصه من طلابه ولهذا كثر الخلط في كثير من الأبحاث في نسبة أشياء لا يعتقدها الإمام يقينا كأن ينسب أحدهم للإمام الحكم في شيء ما بالكراهة الاصطلاحية لأنه رأى نقلا عنه فيه:أكره كذا, فينزل فهمه للكراهة الأصولية على عبارات الأئمة ويكون مقصود الإمام التحريم وإنما تحاشى ذكر الحرمة تورعا لأنهم كانوا أهل خشية.
ومن ذلك مفهوم الموافقة والمخالفة هل يعد مذهبا للإمام؟ فأما الأول فثم شبه اتفاق على اعتباره مذهبا للإمام وأما المخالفة ففيه خلاف ,إلى آخر ما هنالك مما له نظير في الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قول وفعل وتقرير .. إلخ, والحق أنه لا يصح القياس على النبي في كل شيء حين اعتبار أقوال الأئمة ,
وهذه كلها محلها كتب الأصول ,لكن يبقى التنبيه على أن من أهم وسائل إثبات قول الإمام دراسة السند, ثم إذا وجدنا تخالفا في نقلين صح سندهما سلكنا طرائق الترجيح الراجحة على ما سلفت الإشارة إليه
والجواب على السؤال الثاني باختصار: نعم
والله أعلم
ـ[طالبة فقه]ــــــــ[19 - Sep-2010, صباحاً 12:28]ـ
جزاكم الله خير ونفع بكم
هل من تفصيل لاجابة السوال الثاني مع اثباته بدليل .. ؟
وفقك المولى اخي ابوالقاسم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[19 - Sep-2010, صباحاً 02:06]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
-ينبغي التنبيه بادي الأمر أن مسوغات تغير الفتوى بتغير الظروف أو الزمان لا تعني الخروج عن النطاق الشرعي, فهذا التغير نفسه مؤطر بمقاصد الشريعة والنظر في الأدلة والموازنة حسب رتبة المسألة وصورتها
-فمن ذلك مثلا انتفاء المصلحة التي جاء الحكم منوطا بها ,فحينئذ ينتفي الحكم تبعا لذلك
لما تقرر أن الحكم يدور مع علته, ومن الأدلة عليه:نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ادخار لحوم الأضاحي فوق ثلاث ثم أذن في العام القابل, أخرج ذلك البخاري عن سلمة بن الأكوع عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من ضحى منكم فلا يصبحن بعد ثالثة وبقي في بيته منه شيء فلما كان العام المقبل قالوا يارسول الله نفعل كما فعلنا عام الماضي فقال: كلوا وأطعموا وادخروا فإن ذلك العام كان بالناس جهد فأردت أن تعينوا فيها)
فبين عليه الصلاة والسلام تغير الحكم من المنع للإذن لزوال العلة
-ومن ذلك تغير العرف الذي جاء الشرع موافقا له, فعن ابن عمر رضي الله عنه (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فرض زكاة الفطر صاعا من تمر .. ) فهذا قوتهم يومئذ ,فهل ثم اليوم من يأخذ الشعير؟
تغير العرف وصار من القوت المتعارف= الأرز .. فيجوز إخراج زكاة الفطر منه تبعا لتغير العرف
-ومن صور تغير الفتوى مراعاة تغير الحال, ويشهد له ما جاء في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم سأله عن أعرابي عن ضالة الإبل فقال: (دعها فإن معها حذاءها وسقاءها ترد الماء وتأكل الشجر حتى يجدها ربها) ثم في عهد عثمان رضي الله عنه وهو الخليفة الراشد أمر بالتقاط ضوال الإبل لمصلحة أربابها لتغير حال الناس وقلة الأمانة ,ففِعل عثمان ظاهره المخالفة الصريحة لأمر الرسول! ولكن حاشاه فإنما فهم بعقله الراجح وفقهه أن نهي النبي-صلى الله عليه وسلم- منوط بصورة معينة وفعل عثمان هذا مندرج في معنى وصية النبي"وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي"
يتبين من هذا كله ووفقا لقاعدة الحكم على الشيء فرع عن تصوره
أن تغير صورة المسألة ولو في جزئية ما, قد تكون سببا لتغير الحكم بحسبها
وعليه فإذا أفتى فقيه في مسألة بناء على صورة معينة ثم طرأ عليها ما به تغيرت صورتها
فلابد أن يتغير الحكم تبعا لذلك بحسب هذا التغير وموقعه
ومن باب أولى ما سألتم عنه فلو أن الفقيه كان يفتي مثلا في مسألة طبية استنادا على قول الطبيب
ثم ظهر بطلان هذا القول ,فالمصير إلى ما ثبت صحته من القول الجديد في الطب
وكذا فيما شأنه التغير والتجدد كالمعاملات المالية ونحوها
ومن ذلك أن الدخان أول ما ظهر لم يكن ضرره واضحا فأباحه جملة من كبار العلماء كالصنعاني وغيره
فلما ثبت بالطب خبثه وضرره الجسيم وصار أمره بينا, جعل يفتي الجميع بحرمته إلا من شذ
-ويقع التغير أيضا في الحيز المسكوت عنه مما لم يأت فيه من الشارع أمر أو نهي فيكون الحكم فيه
بحسب المصالح والمفاسد القابلة للتغير بتغير الزمان والمكان فكما أنه لا اجتهاد مع النص ,يتعين الاجتهاد عند عدم النص
وهذه المناطات والسياقات لايفهمها كثير من الناس فيخرج رويبضة على التفاز ليقول: الشافعي له قديم وجديد
ثم يبني على هذه المعلومة اليتيمة أن يفتي في أمور عظام ونوزال جسام بحسب هواه.
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالبة فقه]ــــــــ[19 - Sep-2010, صباحاً 04:22]ـ
اثابك الله ونفع بعلمك الاسلام والمسلمين(/)
من أشهر الذين صنفوا في كتب الرقائق وكما رتبها الشيخ أبو إسحاق الحويني
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[19 - Sep-2010, صباحاً 07:35]ـ
من أشهر الذين صنفوا في كتب الرقائق ويسمونها أيضًا بكتب الزهد: الإمام المبارك عبد الله بن المبارك وهو شيخ شيخ البخاري، وكذلك وكيع بن الجرّاح شيخ شيخ البخاري، وكذلك أبو حاتم الرازي وهذا من أقران البخاري ويُعد البخاري من جملة شيوخ أبو حاتم الرازي، أسد ابن موسى وهو شيخ شيخ البخاري أيضًا، وهنّاد بن السريّ وهو من مشايخ البخاري , وعندنا أبو داود السجستاني وهو من أقران البخاري، وطبعًا لا أنسى أن أذكر الزهد للإمام أحمد بن حنبل أحد مشايخ الإمام البخاري، وجاء بعدهم كثيرون مثل البيهقي في كتاب الزهد الكبير، كانوا يُعنَون في هذه الكتب بذكر كل شيء يرقق القلب إما من الأحاديث المرفوعة عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أو من أخبار الصحابة والتابعين وتابعيهم حتى يصل الحال إلى شيوخهم فيذكرون أخبار شيوخهم أيضًا، ويذكرون من أقوالهم، وأنا في الحقيقة أنصح كل من يريد أن يرقق قلبه أن يشتري كتاب من هذه الكتب.
القصد القصد من كتب الزهد:إقامة هذا القلب وتنقيته حتى يظل فارغًا لذكر الله- تبارك وتعالى- كلما تصيبك مُلِمة أو تصيبك مصيبة أو أي شيء من هذا الكلام اذهب فورًا إلى هذه الكتب،.
ترتيب كتب الزهد علي حسب قوتها وجلالتها:كتاب الزهد لعبد الله ابن المبارك كتاب الزهد للإمام لأحمد، وهما أوسع كتابين في الكتب كلها، كتاب الزهد لهنّاد بن السريّ شيخ البخاري، وهؤلاء أوسع ثلاثة كتب، وفي الغالب ستجد زهد وكيع في زهد هنّاد، لماذا؟ لأن هنّاد هو تلميذ وكيع وكثيرًا ما يقول حدثنا وكيع فسترى أنه أخذ كتاب وكيع وليس الكتاب كبير، ولكن تحقيق الكتاب هو السبب في تطويل الكتاب وجعله ثلاث مجلدات، لكن المادة الخاصة بوكيع نفسها صغيرة وبسيطة كتاب الزهد لأبي داود السجستاني رائع أيضًا فيه كلام جميل، بعد ذلك الزهد الكبير للبيهقي ,أما الكتب الأخرى التي سميتها لك هذه عبارة عن أجزاء صغيرة شَرُف الشيخ بتحقيق واحد من هذه الكتب وهو زهد أسد بن موسى الذي يلقب بأسد السنّة وهو من مشايخ الإمام أحمد، كل هذه الكتب هي كتب مستقلة
المادة الصوتية الشريط الرابع والثلاثون من فك الوثاق بشرح كتاب الرقاق للبخاري رحمه الله
http://alheweny.org/aws/play.php?catsmktba=721
ـ[عبد الرحمن الطوخي]ــــــــ[22 - Sep-2010, مساء 02:29]ـ
جزاكِ الله خيرا، ولكن ما معنى الرقائق، أو قول الناس مثلا رواه البخاري في صحيحه في كتاب الرقاق
قال الحافظ ابن حجر ـ برد الله مضجعه ـ في فتح الباري في شرح هذه الكلمة
قال مغلطاي: عبر جماعة من العلماء في كتبهم بالرقائق.
قلت (ابن حجر) منهم ابن المبارك والنسائي في الكبرى وروايته كذلك في نسخة معتمدة من رواية النسفي عن البخاري والمعنى واحد.
والرقاق والرقائق جمع رقيقة وسميت هذه الأحاديث بذلك لأن في كل مها ما يحدث في القلب رقة. قال أهل اللغة: الرقة والرحمة وضد الغلظ، ويقال للكثير الحياء رق وجهه اسحياء. وقال الراغب: متى كانت الرقة في جسم فضدها الصفاقة كثوب رقيق وثوب صفيق، ومتى كانت في نفسفضدها القسوة كرقيق القلب وقاسي القلب، وقال الجوهري: وترقيق القلب تحسينه. ا. هـ
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[22 - Sep-2010, مساء 03:41]ـ
جزاك الله خيرا(/)
180 أمريكياً اعتنقوا الإسلام تزامناً مع وقع التهديدات بحرق المصحف!!
ـ[عملى هباء منثور]ــــــــ[19 - Sep-2010, مساء 02:29]ـ
180 أمريكياً اعتنقوا الإسلام تزامناً مع وقع التهديدات بحرق المصحف!!
http://majles.alukah.net/%5BIMG%5Dhttp://www.bntnet.com/vb/imgcache/4685.imgcache.jpg%5B/IMG%5D
180 أمريكياً اعتنقوا الإسلام تزامناً مع وقع التهديدات بحرق المصحف!!
صور 180 أمريكياً اعتنقوا الإسلام تزامناً مع وقع التهديدات بحرق المصحف!! في منتدى فتكات
تيار التحول للإسلام بأمريكا يتقدم عقب محاولة حرق مصاحف
[ http://majles.alukah.net/IMG%5Dhttp://www.assawsana.com/portal/uploaded/UploadNews/11911199201092614.jpg%5B/IMG%5D
صور 180 أمريكياً اعتنقوا الإسلام تزامناً مع وقع التهديدات بحرق المصحف!! في منتدى فتكات
19/ 9 / 2010م
السوسنة - وكالات
أكد محمد ناصر مدير المركز الإسلامي التابع لمنطقة واشنطن الكبرى، والتي تضم خمس مناطق من ميريلاند وفرجينا والعاصمة واشنطن، أن نحو 180 أمريكيا بين رجل وامرأة وبأعمار متفاوتة اعتنقوا الإسلام تزامنا مع وقع التهديدات بحرق المصحف وصخب الاعتراض على إقامة مسجد بيت قرطبة في غراوند زيرو في نيويورك.
وعزا ناصر سبب ارتفاع عدد معتنقي الإسلام في هذه المنطقة الحيوية من الولايات المتحدة إلى ثقافة المطالعة والقراءة عن الإسلام والسيرة النبوية من مشارب ومواقع عدة منها ما هو معادي ومنها ما هو منصف.
وقال المواطن الأمريكي، روبرت سبنسر، من شمال شرق واشنطن العاصمة و الذي أسلم وتسمى بـ "عبد الرحمن": "أتابع النمو السريع للإسلام في العالم الغربي، والناس هنا يعترفون أن أعداد الذين يعتنقون الإسلام كل عام في العالم الغربي كبير جداً و متسارع، ففي 12 سنة تم بناء أكثر من 1200 مسجد في الولايات المتحدة الأمريكية (بمعدل مائة مسجد سنوياً)، والشيء العجيب أن معظم الذين يعتنقون الإسلام من الأمريكيين يتحولون إلى دعاة للإسلام بعد أن يلتزموا بشكل مذهل بتعاليم الإسلام! ".
التحول للإسلام يتصاعد
وينقل مورن سكرنس (33 عاما) من ولاية فرجينيا الأمريكية، تأكيد الباحثين على أن عشرين ألف أمريكي يعتنقون الإسلام كل عام وذلك بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)، خلافا للمتوقع.
وتظهر الإحصائيات الجديدة أن عدد الذين يدخلون في الإسلام ازداد بشكل كبير بعد هجمات واشنطن ونيويورك لأنهم فرقوا بين المتطرفين والمعتدلين في الدين الإسلامي بعد أن استنكر المسلمون في أمريكا صنيع المتطرفين.
وقال مدير مركز دار الهدى في مدينة مناسس التابعة لولاية فرجينيا الأمريكية، جمال الغموس: "من يأتي ليحاور يعود مرة ثانية وقد تغيرت لديه قناعات عدة، فالمواطن الأمريكي لا يحتاج إلى دعوة مكثفة بسبب اطلاعه، وان كان يطالع كتب الأدب والعلوم الأخرى، لكنه لا يغفل عن الكتب التي تتحدث عن الديانات والمعتقدات والأفكار. نحن نحاورهم بعد طلب منهم وهو يرتادون المسجد بصورة يومية وبأعداد متزايدة.
ويتابع: "بمرور الوقت تزداد الزيارات إلى المسجد، وليس الأمر مقتصر على هذا المسجد وحسب، بل على ما أسمعه من بقية المراكز الإسلامية في واشنطن وفرجينيا وبنسيلفينا ونور كور ولاينا ومنيسوتا
أوباما والإسلام
وجدير بالذكر، تضاعف نسبة الأمريكيين الذين يرون أن الرئيس باراك أوباما مسلماً خلال عام واحد، أول رئيس أمريكي من أصل إفريقي، رغم تأكيده مراراً أنه مسيحي وهو ما يصدقه نحو ثلث الأمريكيين فقط.
وبحسب الاستطلاع الذي أجراه "منتدى بيو للأديان والحياة العامة"، فإن واحدا من كل خمسة أمريكيين يعتقدون أن أوباما يعتنق الدين الإسلامي، مقارنة بنتائج استطلاع آخر جرى العام الماضي، أظهر أن شخصاً من كل عشرة أمريكيين يعتقدون أن أوباما مسلماً.
ورغم أن معظم من يقولون إنهم يعتقدون أن أوباما مسلماً ينتمون إلى الحزب الجمهوري ويستغلون هذا الوتر لإضعاف حظوظ الديمقراطيين في انتخابات الكونغرس القادمة، إلا أن عدد المستقلين الذين لديهم نفس الاعتقاد، ارتفع بشكل ملحوظ، من عشرة إلى 18%، من مجموع من لديهم اعتقاد بأن الرئيس الأمريكي يدين بالدين الإسلامي.
يُشار أيضا إلى أن الحراك الديني والسياسي في الولايات المتحدة قد تداخل بصورة ملفتة للنظر في هذا العام بطريقة تفوق الأعوام السابقة، فقد أرجع البعض هذا الأمر إلى ارتباطه بالاحتقان الذي حصل أخيرا بسبب بيت قرطبة ومرور ذكرى الحادي عشر من سبتمبر مع عيد الفطر لدى المسلمين، إضافة إلى التلويح بحرق القرآن الكريم في ولاتي فلوريدا وكانساس الأمريكيتين.
----------------------------(/)
إجماع المذاهب على وجوب تغطية الوجه ويخطيء من يقول بغير هذا
ـ[طالبة فقه]ــــــــ[20 - Sep-2010, صباحاً 01:23]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
** تغطية الوجه في المذاهب الاربعه **
أولاً: قول أئمتنا من الأحناف رحمهم الله تعالى:
يرى فقهاء الحنفية –رحمهم الله- أنَّ المرأة لا يجوز لها كشف وجهها أمام الرجال الأجانب، لا لكونه عورة، بل لأنَّ الكشف مظنة الفتنة، وبعضهم يراه عورة مطلقاً، لذلك ذكروا أنَّ
المسلمين متفقون على منع النِّساء من الخروج سافرات عن وجوههنَّ.
وفيما يلي بعض نصوصهم في ذلك: قال أبو بكر الجصاص، رحمه الله: المرأة الشابَّة مأمورة بستر وجهها من الأجنبي، وإظهار الستر والعفاف عند الخروج، لئلا يطمع أهل الرِّيب فيها (أحكام القرآن 3/ 458)
وقال شمس الأئمة السرخسي، رحمه الله: (حرمة النَّظر لخوف الفتنة، وخوف الفتنة في النَّظر إلى وجهها، وعامة
محاسنها في وجهها أكثر منه إلى سائر الأعضاء) (المبسوط 10/ 152)
وقال علاء الدين الحنفيُّ، رحمه الله: وتُمنع المرأة الشابَّة من كشف الوجه بين الرجال.
قال ابن عابدين، رحمه الله: المعنى: تُمنع من الكشف لخوف أن يرى الرجال وجهها فتقع الفتنة، لأنَّه مع الكشف قد يقع النَّظر إليها بشهوة.
وفسَّر الشهوة بقوله: أن يتحرك قلب الإنسان، ويميل بطبعه إلى اللَّذة. ونصَّ على أنَّ الزوج يعّزر زوجته على كشف وجهها لغير محرم
(حاشية ابن عابدين 3/ 261) وقال في كتاب الحجّ: وتستر وجهها عن الأجانب بإسدال شيءٍ متجافٍ لا يمسُّ الوجه، وحكى الإجماع عليه.
(حاشية ابن عابدين 2/ 488).
ونقل عن علماء الحنفيّة وجوب ستر المرأة وجهها، وهي محرمة، إذا كانت بحضرة رجال أجانب (حاشية ابن عابدين 2/ 528)،
وقال الطحطاويُّ، رحمه الله: تمنع المرأة الشابَّة من كشف الوجه بين رجال. (رد المحتار 1/ 272)،
ونصَّ الإسبيجانيُّ والمرغينانيُّ والموصليُّ: على أنَّ وجه المرأة داخل الصلاة ليس بعورة، وأنَّه عورة خارجها، ورجَّح في (شرح المنية) أنَّ الوجه عورة مطلقاً.
وقال: أمَّا عند وجود الأجانب فالإرخاء واجب على المحرمة عند الإمكان (حاشية إعلاء السنن للتهانوي 2/ 141).
ولمطالعة مزيد من أقول الفقهاء الحنفية يُنظر حاشية ابن عابدين (1/ 406 - 408)، والبحر الرائق لابن نجيم (1/ 284 و2/ 381)، وفيض الباري للكشميري (4/ 24و308).
وقال سماحة مفتي باكستان الشيخ محمَّد شفيع الحنفيُّ: وبالجملة فقد اتفقت مذاهب الفقهاء، وجمهور الأمَّة على أنَّه لا يجوز للنِّساء الشوابّ كشف الوجوه والأكفّ بين الأجانب، ويُستثنى منه العجائز؛ لقوله تعالى: [وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَآءِ] (المرأة المسلمة ص 202).
وقال السهارنفوريُّ الحنفيُّ، رحمه الله: ويدلُّ على تقييد كشف الوجه بالحاجة: اتفاق المسلمين على منع النِّساء أن يخرجن سافرات الوجوه، لاسيما عند كثرة الفساد وظهوره (بذل المجهود شرح سنن أبي داود 16/ 431).
.
.
.
.
.
ثانيا: أقوال أئمتنا من المالكيّة:
يرى فقهاء المالكيّة أنَّ المرأة لا يجوز لها كشف وجهها أمام الرِّجال الأجانب، لأنَّ الكشف مظنَّة الفتنة، وبعضهم يراه عورة مطلقاً، لذلك فإنَّ النِّساء -في مذهبهم- ممنوعات من الخروج سافرات عن وجوههنَّ أمام الرجال الأجانب.
وفيما يلي بعض نصوصهم في ذلك:
قال القاضي أبو بكر بن العربيِّ، والقرطبيُّ رحمهما الله: المرأة كلُّها عورة، بدنها وصوتها، فلا يجوز كشف ذلك إلا لضرورة أو لحاجة، كالشهادة عليها، أو داء يكون ببدنها، أو سؤالها عمَّا يعنّ ويعرض عندها. (أحكام القرآن 3/ 1578)، والجامع لأحكام القرآن (14/ 277).
وقال الشيخ أبو عليٍّ المشداليُّ، رحمه الله: إنَّ من كانت له زوجة تخرج وتتصرف في حوائجها بادية الوجه والأطراف -كما جرت بذلك عادة البوادي- لا تجوز إمامته، ولا تقبل شهادته.
وسئل أحمد بن يحيى الونشريسيُّ -رحمه الله- عمن له زوجة تخرج بادية الوجه، وترعى، وتحضر الأعراس والولائم مع الرِّجال، والنِّساء يرقصن والرِّجال يكفون، هل يجرح من له زوجة تفعل هذا الفعل؟ فأورد الفتوى السابقة، ثم قال: وقال أبو عبد الله الزواوي: إن كان قادراً على منعها ولم يفعل فما ذكر أبو عليٍّ (المشداليّ) صحيح.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال سيدي عبد الله بن محمد بن مرزوق: إن قدر على حجبها ممن يرى منها ما لا يحلّ ولم يفعل فهي جرحة في حقه، وإن لم يقدر على ذلك بوجه فلا.
ومسألة هؤلاء القوم أخفض رتبة مما سألتم عنه، فإنَّه ليس فيها أزيد من خروجها وتصرفها بادية الوجه والأطراف، فإذا أفتوا فيها بجرحة الزوج، فجرحته في هذه المسؤول عنها أولى وأحرى، لضميمة ما ذُكر في السؤال من الشطح والرقص بين يدي الرجال الأجانب، ولا يخفى ما يُنْتِجُ الاختلاط في هذه المواطن الرذلة من المفاسد (المعيار المعرب للونشريسي 11/ 193).
وذكر الآبِّيُّ: أنَّ ابن مرزوق نصَّ على: أنَّ مشهور المذهب وجوب ستر الوجه والكفين إن خشيت فتنة من نظر أجنبي إليها (جواهر الإكليل 1/ 41). ولمطالعة مزيد من أقول الفقهاء المالكية في وجوب تغطية المرأة وجهها، يُنظر: المعيار المعرب للونشريسي (10/ 165و11/ 226 و229)، ومواهب الجليل للحطّاب (3/ 141)، والذّخيرة للقرافي (3/ 307)، والتسهيل لمبارك (3/ 932)، وحاشية الدسوقي على الشرح الكبير (2/ 55)، وكلام محمد الكافي التونسي كما في الصارم المشهور (ص 103)، وجواهر الإكليل للآبي (1/ 186).
.
.
.
.
.
ثالثًا: أقوال أئمتنا من الشافعيَّة:
يرى فقهاء الشافعية أنَّ المرأة لا يجوز لها كشف وجهها أمام الرِّجال الأجانب، سواء خُشيت الفتنة أم لا؛ لأنَّ الكشف مظنَّة الفتنة، وبعضهم يرى أنَّ الوجه عورة مطلقاً.
وفيما يلي بعض نصوصهم في ذلك: قال إمام الحرمين الجوينيُّ، رحمه الله: اتفق المسلمون على منع النِّساء من الخروج سافرات الوجوه؛ لأنَّ النَّظر مظنَّة الفتنة، وهو محرك للشهوة، فاللائق بمحاسن الشرع سدُّ الباب فيه، والإعراض عن تفاصيل الأحوال، كالخلوة بالأجنبية. (روضة الطالبين 7/ 24)، و بجيرمي على الخطيب (3/ 315).
ونقل ابن حجر -رحمه الله- عن الزياديّ، وأقرَّه عليه: أنَّ عورة المرأة أمام الأجنبي جميع بدنها، حتى الوجه والكفين على المعتمد.
وقال: قال صاحب النِّهاية: تَعَيَّنَ سترُ المرأة وجهها، وهي مُحْرِمَة، حيث كان طريقاً لدفع نظرٍ مُحَرَّم (تحفة المحتاج 2/ 112و4/ 165).
وقال ابن رسلان، رحمه الله: اتفق المسلمون على منع النِّساء أن يخرجن سافرات عن الوجوه، لاسيما عند كثرة الفسَّاق (عون المعبود 11/ 162).
وقال الشرقاويُّ، رحمه الله: وعورة الحرَّة خارج الصلاة بالنِّسبة لنظر الأجنبيِّ إليها فجميع بدنها حتَّى الوجه والكفين، ولو عند أمن الفتنة.
(حاشية الشرقاوي على تحفة الطلاب 1/ 174).
وقال النَّوويُّ، رحمه الله: لا يجوز للمسلمة أن تكشف وجهها ونحوه من بدنها ليهوديَّة أو نصرانيَّة وغيرهما من الكافرات، إلاَّ أن تكون الكافرة مملوكة لها، هذا هو الصحيح في مذهب الشافعيِّ رضي الله عنه (الفتاوى ص 192).
وقال ابن حجر، رحمه الله: استمر العمل على جواز خروج النِّساء إلى المساجد والأسواق والأسفار منتقبات؛ لئلا يراهنَّ الرِّجال.
وقال الغزَّاليُّ، رحمه الله: لم يزل الرجال على مرِّ الزمان مكشوفي الوجوه، والنِّساء يخرجن منتقبات (فتح الباري 9/ 337).
ولمطالعة مزيد من أقوال الفقهاء الشافعية، يُنظر إحياء علوم الدين (2/ 49)، وروضة الطالبين (7/ 24)، وحاشية الجمل على شرح المنهج (1/ 411)، وحاشية القليوبي على المنهاج (1/ 177)، وفتح العلام (2/ 178) للجرداني، وحاشية السقاف (ص 297)، وشرح السنة للبغوي (7/ 240).
وقال الموزعيُّ الشافعيُّ، رحمه الله: لم يزل عمل النَّاس على هذا، قديماً وحديثاً، في جميع الأمصار والأقطار، فيتسامحون للعجوز في كشف وجهها، ولا يتسامحون للشابَّة، ويرونه عورة ومنكراً، وقد تبين لك وجه الجمع بين الآيتين، ووجه الغلط لمن أباح النَّظر إلى وجه المرأة لغير حاجة.
والسلف والأئمة كمالك والشافعيِّ وأبي حنيفة وغيرهم لم يتكلموا إلا في عورة الصلاة.
فقال الشافعيُّ ومالك: ما عدا الوجه والكفين، وزاد أبو حنيفة: القدمين، وما أظنُّ أحداً منهم يُبيح للشابَّة أن تكشف وجهها لغير حاجة، ولا يبيح للشابِّ أن ينظر إليها لغير حاجة (تيسير البيان لأحكام القرآن 2/ 1001).
.
.
.
.
.
رابعا: أقوال أئمتنا من الحنابلة:
يرى فقهاء الحنابلة أنَّ المرأة لا يجوز لها كشف وجهها أمام الرِّجال الأجانب، لكونه عورة مطلقاً.
وفيما يلي بعض نصوصهم في ذلك:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الإمام أحمد، رحمه الله: ظفر المرأة عورة، فإذا خرجت من بيتها فلا تُبِن منها شيئاً ولا خفها، فإنَّ الخفَّ يصف القدم، وأحبُّ إليَّ أن تجعل لكمها زراً عند يدها حتَّى لا يبن منها شيء (انظر الفروع 1/ 601).
وقال ابن تيميّة، رحمه الله: وقبل أن تنزل آية الحجاب كان النِّساء يخرجن بلا جلباب، يرى الرِّجال وجهها ويديها، وكان إذ ذاك يجوز لها أن تُظهر الوجه والكفين ... ثم لما أنزل الله -عز وجل- آية الحجاب بقوله: [يَأَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ] حجب النِّساء عن الرِّجال.
وقال ابن تيمية أيضاً: وكشف النِّساء وجوههنَّ بحيث يراهنَّ الأجانب غير جائز، وعلى ولي الأمرِ الأمرُ بالمعروف والنهي عن هذا المنكر وغيره، ومن لم يرتدع فإنَّه يعاقب على ذلك بما يزجره.
وقال ابن القيِّم، رحمه الله: الشارع شرع للحرائر أن يسترن وجوههنَّ عن الأجانب، وأمَّا الإماء فلم يوجب عليهنَّ ذلك ...
والعورة عورتان: عورة في الصلاة، وعورة في النَّظر، فالحرَّة لها أن تصلي مكشوفة الوجه والكفين، وليس لها أن تخرج في الأسواق ومجامع النَّاس كذلك.
.
.
.
.
.
خامسا: أقوال أئمتنا من المحققين:
قال الشوكاني رحمه الله في السيل الجرار (2/ 180):"وأما تغطية وجه المرأة – يعني في الإحرام – فلما روي أن إحرام المرأة في وجهها ولكنه لم يثبت ذلك من وجه يصلح للاحتجاج به.
وأما ما أخرجه أحمد وأبو داود وابن ماجة من حديث عائشة قالت: كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله -صلى الله عليه وآله سلم- محرمات فإذا حاذونا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها، فإذا جاوزنا كشفناه "، وليس فيه ما يدل على أن الكشف لوجوههنَّ كان لأجل الإحرام، بل كنّ يكشفن وجوههن عند عدم وجوب من يجب سترها منه، ويسترنها عند وجود من يجب سترها منه.
قال العلامة بكر أبو زيد: معلوم أن العمل المتوارث المستمر من عصر الصحابة -رضي الله عنهم- فمن بعدهم حجة شرعية يجب اتباعها، وتلقيها بالقبول، وقد جرى الإجماع العملي بالعمل المستمر المتوارث بين نساء المؤمنين على لزومهن البيوت، فلا يخرجن إلا لضرورة أو حاجة، وعلى عدم خروجهن أمام الرجال إلا متحجبات غير سافرات الوجوه، ولا حاسرات عن شيء من الأبدان، ولا متبرجات بزينة.
واتفق المسلمون على هذا العمل المتلاقي مع مقاصدهم في بناء صرح العفة والطهارة والاحتشام والحياء والغيرة، فمنعوا النساء من الخروج سافرات الوجوه، حاسرات عن شيء من أبدانهن أو زينتهن.
فهذان إجماعان متوارثان معلومان من صدر الإسلام، وعصور الصحابة والتابعين لهم بإحسان، حكى ذلك جمع من الأئمة، منهم الحافظ ابن عبد البر، والإمام النووي، وشيخ الإسلام ابن تيمية، وغيرهم رحمهم الله تعالى، واستمر العمل به إلى نحو منتصف القرن الرابع عشر الهجري، وقت انحلال الدولة الإسلامية إلى دول.
الأدلة من النظر:
• قال الشنقيطيُّ، رحمه الله: إنَّ المنصف يعلم أنَّه يبعد كل البعد أن يأذن الشارع للنِّساء في الكشف عن الوجه أمام الرِّجال الأجانب، مع أنَّ الوجه هو أصل الجمال والنَّظر إليه من الشابَّة الجميلة هو أعظم مثير للغرائز البشريَّة، وداع إلى الفتنة، والوقوع فيما لا ينبغي.
(أضواء البيان تفسير القرآن بالقرآن 6/ 602).
.
.
.
.
.
.
و حكى الإجماع على ذلك أئمة يُعتمد نقلهم للإجماع وهم:
• ابن عبد البر من المالكية المغاربة.
والنووي من الشافعية المشارقة.
وابن تيمية من الحنابلة.
وحكى الاتفاق السهارنفوري، والشيخ محمد شفيع الحنفي من الحنفية.
لابد من التصدي لمن يريد تمييع ثوابت الدين ويدعوا نساء المسلمين لكشف وجيههن كعباد القبور وأبناء المتعة الرافضة المجوس والليرالين الديوثثين والمنافقين الممعين لدين الله بإبطال حججهم وبيان ضلالهم في كل مكان
ـ[أبو عبد الله علاء الدين]ــــــــ[20 - Sep-2010, صباحاً 04:17]ـ
جزاك الله خيرا و أحسن الله إليك آمين.
ـ[يحيى خليل]ــــــــ[20 - Sep-2010, مساء 04:06]ـ
- الصحابة وسلفهم الذين قالوا بكشف الوجه:
(يُتْبَعُ)
(/)
تكرر هنا كثيرا، القول بأنه لم يقل بكشف الوجه والكفين، من الصحابة والتابعين، وعلماء الأمة إلا القليل، والنادر، بل قال أحدهم وهذا النادر رجع وأمر بتغطية الوجه والكفين زمن الفتنة.
والحقيقة خلاف ذلك، لأن نفرا قليلا جدًّا من العلماء هم الذين قالوا بالتغطية.
- الصحابة:
مصنف ابن أبي شيبة 235 هـ (9/ 281)
17290 - حَدَّثنا شَبابَةُ بن سَوّارٍ, قال: حَدَّثنا هِشامُ بن الغازِ, قال: حَدَّثنا نافِعٌ، عن ابن عُمَرَ، قال: الزِّينَةُ الظّاهِرَةُ: الوجهُ والكَفّانِ.
السنن الصغرى للبيهقي 458 - (1/ 149)
وامّا المَرأَةُ الحَرَّةُ فَقَد قال الله عَزَّ وجَلَّ: {ولاَ يُبدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ ما ظَهَرَ مِنها}.
263 - ورُوِيَ عن ابن عَبّاسٍ أَنَّهُ قال: ما فِي الوجهِ والكَفينِّ.
264 - وعن عائِشَةَ، ما ظَهَرَ مِنها الوجهُ والكَفّانِ , ورُوِيَ عن ابن عُمَرَ.
- التابعون:
مصنف ابن أبي شيبة 235 - (9/ 282)
17292 - حَدَّثنا شَبابَةُ, عن هِشامٍ، قال: سَمِعتُ مَكحُولاً يَقُولُ: الزِّينَةُ الظّاهِرَةُ: الوجهُ والكَفّانِ.
تفسير الطبري 310 (دار هجر) - (17/ 258)
26166 - حَدَّثَنا ابن بَشّارٍ، قال: حَدَّثَنا أَبو عاصِمٍ، قال: حَدَّثَنا سُفيانُ، عن عَبدِ اللهِ بن مُسلِمِ بن هُرمُزَ، عن سَعِيدِ بن جُبَيرٍ، فِي قَولِهِ: {ولاَ يُبدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ ما ظَهَرَ مِنها} قال: الوجهُ والكَفُّ.
26167 - حَدَّثَنا عَمرُو بن عَبدِ الحَمِيدِ قال: حَدَّثَنا مَروانُ بن مُعاوِيَةَ، عن عَبدِ اللهِ بن مُسلِمِ بن هُرمُزَ المَكِّيِّ، عن سَعِيدِ بن جُبَيرٍ، مِثلَهُ.
- أصحاب المذاهب
المالكية:
التمهيد 463 - (6/ 364)
قال ابن عبد البَر: وقد أجمعوا أنه من صلى مستور العورة فلا إعادة عليه وإن كانت امرأة فكل ثوب يغيب ظهور قدميها ويستر جميع جسدها وشعرها فجائز لها الصلاة فيه لأنها كلها عورة إلا الوجه والكفين على هذا أكثر أهل العلم.
وقد أجمعوا على أن المرأة تكشف وجهها في الصلاة والإحرام.
وقال مالك، وأبُو حنيفة والشافعي وأصحابهم وهو قول الأوزاعي وأبي ثور على المرأة أن تغطي منها ما سوى وجهها وكفيها
- الحنفية:
شرح معاني الآثار 321 - (3/ 16)
ـ وقال الطحاوي: واذا ثَبَتَ أَنَّ النَّظَرَ إِلَى وجهِ المَرأَةِ لِيَخطُبَها حَلاَلٌ، خَرَجَ بِذَلِكَ حُكمُهُ مِن حُكمِ العَورَةِ، ولأنّا راينا ما هُو عَورَةٌ لاَ يُباحُ لِمَن أَرادَ نِكاحَها النَّظَرُ إِلَيها.
أَلاَ تَرَى أَنَّ مَن أَرادَ نِكاحَ امراةٍ، فَحَرامٌ عَلَيهِ النَّظَرُ إِلَى شَعرِها، وإِلَى صَدرِها، وإِلَى ما هُو أَسفَلَ مِن ذَلِكَ فِي بَدَنِها، كَما يَحرُمُ ذَلِكَ مِنها، عَلَى مَن لَم يُرِد نِكاحَها، فَلَمّا ثَبَتَ أَنَّ النَّظَرَ إِلَى وجهِها حَلاَلٌ لِمَن أَرادَ نِكاحَها، ثَبَتَ أَنَّهُ حَلاَلٌ أَيضًا لِمَن لَم يُرِد نِكاحَها، إِذا كانَ لاَ يَقصِدُ بنظَرِهِ ذَلِكَ لِمَعنى هُو عَلَيهِ حَرامٌ.
وقَد قِيلَ فِي قَولِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ: {ولاَ يُبدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا ما ظَهَرَ مِنها}: إِنَّ ذَلِكَ المُستَثنَى هُو الوجهُ والكَفّانِ، فَقَد وافَقَ ما ذَكَرنا مِن حَدِيثِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وسَلَّمَ هَذا التّاوِيلَ.
ومِمَّن ذَهَبَ إِلَى هَذا التّاوِيلِ مُحَمدُ بن الحَسَنِ، كَما حَدَّثنا سُليمانُ بن شُعَيبٍ بِذَلِكَ، عن أَبِيهِ، عن مُحَمدٍ.
وهَذا كُلُّهُ قَولُ أَبِي حَنِيفَةَ، وأَبِي يُوسُفَ، ومُحَمدٍ.
- الشافعية
السنن الكبرى البيهقي 458 - (7/ 86)
قال البيهقي: قال اللهُ تَبارَكَ وتَعالَى: {ولاَ يُبدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ ما ظَهَرَ مِنها}.
قال الشّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: إِلاَّ وجهَها وكَفَّيها.
- أصحاب التفاسير والكتب
تفسير الطبري 310 (دار هجر) - (17/ 261)
قال الطبري: وأولَى الأَقوالِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوابِ: قَولُ مَن قال: عنيَ بِذَلِكَ الوجهُ والكَفّانِ، يَدخُلُ فِي ذَلِكَ إِذا كانَ كَذَلِكَ الكُحلُ، والخاتَمُ، والسِّوارُ، والخِضابُ والثياب.
(يُتْبَعُ)
(/)
وانَّما قُلنا ذَلِكَ أَولَى الأَقوالِ فِي ذَلِكَ بِالتّاوِيلِ، لِإِجماعِ الجَمِيعِ عَلَى أَنَّ عَلَى كُلِّ مُصَلٍّ أَن يَستُرَ عَورَتَهُ فِي صَلاَتِهِ، وانَّ لِلمَرأَةِ أَن تَكشِفَ وجهَها وكَفَّيها فِي صَلاَتِها، وانَّ عَلَيها أَن تُستَرَ ما عَدا ذَلِكَ مِن بَدَنِها إِلاَّ ما رُوِيَ عن النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيهِ وسَلَّمَ أَنَّهُ أَباحَ لَها أَن تُبدِيَهُ مِن ذِراعِها إِلَى قَدرِ النِّصفِ فاذ كانَ ذَلِكَ مِن جَمِيعِهِم إِجماعًا، كانَ مَعلُومًا بِذَلِكَ أَنَّ لَها أَن تُبدِيَ مِن بَدَنِها ما لَم يَكُن عَورَةً كَما ذَلِكَ لِلرِّجالِ؛ لأَنَّ ما لَم يَكُن عَورَةً فَغَيرُ حَرامٍ إِظهارُهُ. واذا كانَ لَها إِظهارُ ذَلِكَ، كانَ مَعلُومًا أَنَّهُ مِمّا استَثناهُ الله تَعالَى ذِكرُهُ بِقَولِهِ: {إِلاَّ ما ظَهَرَ مِنها} لأَنَّ كُلَّ ذَلِكَ ظاهِرٌ مِنها.
- أحكام القرآن للجصاص 370 - (5/ 172)
قال أَبو بَكرٍ الجصاص: قَوله تَعالَى: {ولاَ يُبدِينَ زِينَتَهُنَّ إلاَّ ما ظَهَرَ مِنها إنَّما أَرادَ بِهِ الأَجنَبِيِّينَ دُونَ الزَّوجِ وذَوِي المَحارِمِ؛ لأَنَّهُ قَد بَيَّنَ فِي نَسَقِ التِّلاَوةِ حُكمَ ذَوِي المَحارِمِ فِي ذَلِكَ.
وقال أَصحابنا: المُرادُ الوجهُ والكَفّانِ؛ لأَنَّ الكُحلَ زِينَةُ الوجهِ والخِضابَ والخاتَمَ زِينَةُ الكَفِّ، فاذ قَد أَباحَ النَّظَرَ إلَى زِينَةِ الوجهِ والكَفِّ فَقَد اقتَضَى ذَلِكَ لاَ مَحالَةَ إباحَةَ النَّظَرِ إلَى الوجهِ والكَفَّينِ.
ويَدُلُّ عَلَى أَنَّ الوجهَ والكَفَّينِ مِن المَرأَةِ لَيسا بِعَورَةٍ أَيضًا أَنَّها تُصَلِّي مَكشُوفَةَ الوجهِ واليَدَينِ، فَلَو كانا عَورَةً لَكانَ عَلَيها سَترُهُما كَما عَلَيها سَترُ ما هُو عَورَةٌ.
- المحلى 456 - (3/ 210)
قال ابن حزم: والعَورَة المُفتَرَض سَترُها عَلَى النّاظِر وفِي الصَّلاة؛ من الرَّجُل: الذَّكَر وحَلقَة الدُّبُر فقَط؛ وليس الفَخِذ منه عَورَةً وهِي من المَرأَةِ: جَمِيع جِسمِها، حاشا الوجهِ، والكَفَّين فقَط، الحُرُّ، والعَبدُ، والحُرَّةُ، والأَمَةُ، سَواء فِي كُلّ ذَلك ولا فرقَ.
وقَد رُوِّينا عن ابن عَبّاس فِي ولا يُبدِين زِينتَهُنّ إلاّ ما ظَهَر منها قال: الكَفُّ، والخاتَمُ، والوجهُ.
وعن ابن عُمر: الوجهُ، والكَفّانِ، وعن أَنسٍ: الكَفُّ، والخاتَم وكُلّ هَذا عنهُم فِي غايَة الصِّحَّةِ، وكَذَلك أَيضًا عن عائِشَة وغَيرِها من التّابِعِين.
- شرح السنة 516 - (9/ 23)
قال البغوي: وأما المرأة مع الرجل، فإن كانت أجنبية حرة، فجميع بدنها عورة في حق الرجل لا يجوز له أن ينظر إلى شيء منها إلا الوجه واليدين إلى الكوعين، لقوله عز وجل: {ولاَ يُبدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ ما ظَهَرَ مِنها} قيل في التفسير: هو الوجه والكفان.
- المجموع للنووي 676 - (3/ 170)
قال النووي: وأما الحرة فجميع بدنها عورة إلا الوجه والكفين لقوله تعالى: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} النور: 13 قال ابن عباس وجهها وكفيها ولأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى المرأة الحرام عن لبس القفازين والنقاب ولو كان الوجه والكف عورة لماحرم سترهما.
- شرح صحيح البخاري لابن بطال - (9/ 20)
قال ابن بطال: وقد اختلف السلف في تأويل قوله تعالى: {ولا يبدين زينتهن إلا ماظهر منها} فذهب طائفة إلى أن قوله: {إلا ماظهر منها}: الكحل والخاتم وقيل: الخضاب والسوار والقرط والثياب.
وقال أكثر أهل العلم: {إلا ماظهر منها} الوجه والكفان، روي ذلك عن ابن عباس وابن عمر وأنس، وهو قول مكحول وعطاء والحسن.
- التلخيص الحبير 852 - (3/ 150)
قال ابن حجر: قَولُهُ فِي قوله تعالى: {ولاَ يُبدِينَ زِينَتَهُنَّ إلاَّ ما ظَهَرَ مِنها}، هو مُفَسَّرٌ بِالوجهِ والكَفَّينِ انتَهَى.
- السلسلة الصحيحة - (5/ 500)
قال الألباني: وفي قول ربنا تبارك وتعالى: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون} (النور: 30).
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا كان هذا الأمر الإلهي قد وجه مباشرة إلى ذاك الجيل الأول الأطهر الأنور ولم يكن يومئذ ما يمكن أن يرى من النساء إلا الوجه والكفان ومن بعضهن، كما تواترت الأحاديث بذلك كحديث الخثعمية، وحديث بنت هبيرة وغيرهما مما هو مذكور في "جلباب المرأة " و" آداب الزفاف".
إرواء الغليل - (6/ 200)
قال الألباني: (1790) - (قال ابن عباس فى قوله: (إلا ماظهر منها) الوجه والكفين.
* صحيح.
أخرجه ابن أبى شيبة (7/ 42/1) والبيهقى (7/ 225) من طريق عبد الله بن مسلم بن هرمز عن سعيد بن جبير عنه به.
قلت: وابن هرمز هذا ضعيف.
لكن له طريق أخرى عنه، فقال ابن أبى شيبة: حدثنا زياد بن الربيع عن صالح الدهان عن جابر بن زيد عنه: (ولا يبدين زينتهن) قال: " الكف ورقعة الوجه.
قلت: وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال البخارى غير صالح الدهان وهو صالح بن إبراهيم، ترجمه ابن أبى حاتم (2/ 1/393) وروى عن أحمد: ليس به بأس، وعن ابن معين: ثقة.
وأكرر:
وهذا رأي الطحاوي الحنفي وهو صاحب العقيدة الطحاوية السلفية:
- شرح معاني الآثار 321 - (3/ 16)
ـ وقال الطحاوي: واذا ثَبَتَ أَنَّ النَّظَرَ إِلَى وجهِ المَرأَةِ لِيَخطُبَها حَلاَلٌ، خَرَجَ بِذَلِكَ حُكمُهُ مِن حُكمِ العَورَةِ، ولأنّا راينا ما هُو عَورَةٌ لاَ يُباحُ لِمَن أَرادَ نِكاحَها النَّظَرُ إِلَيها.
أَلاَ تَرَى أَنَّ مَن أَرادَ نِكاحَ امراةٍ، فَحَرامٌ عَلَيهِ النَّظَرُ إِلَى شَعرِها، وإِلَى صَدرِها، وإِلَى ما هُو أَسفَلَ مِن ذَلِكَ فِي بَدَنِها، كَما يَحرُمُ ذَلِكَ مِنها، عَلَى مَن لَم يُرِد نِكاحَها، فَلَمّا ثَبَتَ أَنَّ النَّظَرَ إِلَى وجهِها حَلاَلٌ لِمَن أَرادَ نِكاحَها، ثَبَتَ أَنَّهُ حَلاَلٌ أَيضًا لِمَن لَم يُرِد نِكاحَها، إِذا كانَ لاَ يَقصِدُ بنظَرِهِ ذَلِكَ لِمَعنى هُو عَلَيهِ حَرامٌ.
وقَد قِيلَ فِي قَولِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ: {ولاَ يُبدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا ما ظَهَرَ مِنها}: إِنَّ ذَلِكَ المُستَثنَى هُو الوجهُ والكَفّانِ، فَقَد وافَقَ ما ذَكَرنا مِن حَدِيثِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وعَلَى آلِهِ وسَلَّمَ هَذا التّاوِيلَ.
ومِمَّن ذَهَبَ إِلَى هَذا التّاوِيلِ مُحَمدُ بن الحَسَنِ، كَما حَدَّثنا سُليمانُ بن شُعَيبٍ بِذَلِكَ، عن أَبِيهِ، عن مُحَمدٍ.
وهَذا كُلُّهُ قَولُ أَبِي حَنِيفَةَ، وأَبِي يُوسُفَ، ومُحَمدٍ.
* * *
ملحوظة هامة: أنا لا آخذ ديني من قال فلان، وقال فلان، مهما بلغت مكانة فلان وفلان، فديني في كتاب الله، والصحيح من حديث رسول الله (ص)، وما عدا ذلك فلا حجة فيه.
يقول الله سبحانه: {رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا}
وسبب إيرادي هذه الأقوال، لفلان وفلان أن الأخت صاحبة الموضوع قالت:
إجماع المذاهب على وجوب تغطية الوجه ويخطيء من يقول بغير هذا.
والمذاهب لم تُجمع على أي شيء، ولم تتفق في أي أمر.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[20 - Sep-2010, مساء 04:40]ـ
لأن نفرا قليلا جدًّا من العلماء هم الذين قالوا بالتغطية
هذا غير صحيح وما نقلته من النقول بعده لا يؤيده بل غايته نقل الخلاف في الأمر ,وأرى والله أعلم أن فقه الاعتراض في هذا المقام غير سديد, فإن الجميع متفق على أنه الأعف والأكمل الذي كان عليه نساء النبي وجمهور الصحابيات هو تغطية وجوههن وكان هذا العمل مقتضى فهمهن للقرآن المنزل ولم يعب عليهن النبي صلى الله عليه وسلم هذا الفهم بل أقرهن ,كما أن الجميع متفق على أنه في زمان غلبة الفتنة وقلة الأمانة ونحو ذلك يكون ستر الوجه متعينا فلا معنى للاعتراض على الأخت حتى وإن هي خالفت في تقرير الإجماع ,لأن مرادها مفسر بالنقول, ولم تخطيء في نسبة الأقوال لأهلها فلا يبعد كلامها عن الصحة باعتبار معين, ونحن نفرح حين تكون فتاة هي الناقلة لذلك المقررة له ,وليس اللائق في هذا السياق أن نعترض "علميا" عليها لشرف المقصود الذي تدعو إليه وكماله مع كون أدلة القائلين بالوجوب متظاهرة متكاثرة متضافرة ,اللهم إلا أن يكون الاعتراض من جهة رفع الملامة عمن كشفت وجهها لكونها مقلدة في ذلك أئمة متبوعين فهذا ينبه عليه بقدره بنحو هذه الجملة دون استماتة في الدفاع عن حسر الخُمر عن الوجوه
والله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالبة فقه]ــــــــ[20 - Sep-2010, مساء 05:23]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
تقول عائشة رضي الله عنها في تزكيتها لنساء الأنصار: رحم الله نساء الأنصار، لما نزلت: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ الآية، شققن مروطهن، فاعتجرن بها، فصلّين، خلف رسول الله- وفي رواية الفجر- كأن على رؤوسهن الغربان. وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: لما نزلت هذه الاية يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلاَبِيبهن خرج نساء الأنصار، كأنّ على رؤوسهن الغربان من السكينة،
وعليهنَّ أكسية سود يلبسنها وما ذلك إلا أن الرّجال كانوا يحضرون مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويبلّغون نساءهم بما نزل من تشريع، فيسارعن في التطبيق، وحسن الامتثال.
ادلة من القران الكريم:
* قوله تعالى: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَرِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ ءَابَآئِهِنَّ أَوْ ءَابَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَآئِهِنَّ أَوْ أَبْنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِى إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِى أَخَوَتِهِنَّ أَوْ نِسَآئِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَنُهُنَّ أَوِ التَّبِعِينَ غَيْرِ أُوْلِى الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُواْ عَلَى عَوْرَتِ النِّسَآءِ وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُواْ إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}. (النور: 31).
وبيان دلالة هذه الاية على وجوب الحجاب على المرأة عن الرجال الأجانب وجوه:
1 ـ أن الله تعالى أمر المؤمنات بحفظ فروجهن والأمر بحفظ الفرج أمر به وبما يكون وسيلة إليه، ولا يرتاب عاقل أن من وسائله تغطية الوجه؛ لأن كشفه سبب للنظر إليها وتأمل محاسنها والتلذذ بذلك، وبالتالي إلى الوصول والاتصال. وفي الحديث: «العينان تزنيان وزناهما النظر». إلى أن قال: «والفرج يصدق ذلك أو يكذبه». فإذا كان تغطية الوجه من وسائل حفظ الفرج كان مأموراً به؛ لأن الوسائل لها أحكام المقاصد.
2 ـ قوله تعالى: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ ءَابَآئِهِنَّ أَوْ ءَابَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَآئِهِنَّ أَوْ أَبْنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِى إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِى أَخَوَتِهِنَّ أَوْ نِسَآئِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَنُهُنَّ أَوِ التَّبِعِينَ غَيْرِ أُوْلِى الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُواْ عَلَى عَوْرَتِ النِّسَآءِ وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُواْ إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}. فإن الخمار ما تخمر به المرأة رأسها وتغطيه به كالغدفة فإذا كانت مأمورة بأن تضرب بالخمار على جيبها كانت مأمورة بستر وجهها، إما لأنه من لازم ذلك، أو بالقياس فإنه إذا وجب ستر النحر والصدر كان وجوب ستر الوجه من باب أولى؛ لأنه موضع الجمال والفتنة. فإن الناس الذين يتطلبون جمال الصورة لا يسألون إلا عن الوجه، فإذا كان جميلاً لم ينظروا إلى ما سواه نظراً ذا أهم! ية. ولذلك إذا قالوا فلانة جميلة لم يفهم من هذا الكلام إلا جمال الوجه فتبين أن الوجه هو موضع الجمال طلباً وخبراً، فإذا كان كذلك فكيف يفهم أن هذه الشريعة الحكيمة تأمر بستر الصدر والنحر ثم ترخص في كشف الوجه.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 ـ إن الله تعالى نهى عن إبداء الزينة مطلقاً إلا ما ظهر منها، وهي التي لابد أن تظهر كظاهر الثياب ولذلك قال: {إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ ءَابَآئِهِنَّ أَوْ ءَابَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَآئِهِنَّ أَوْ أَبْنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِى إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِى أَخَوَتِهِنَّ أَوْ نِسَآئِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَنُهُنَّ أَوِ التَّبِعِينَ غَيْرِ أُوْلِى الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُواْ عَلَى عَوْرَتِ النِّسَآءِ وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُواْ إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} لم يقل إلا ما أظهرن منها، ثم نهى مرة أخرى عن إبداء الزينة إلا لمن استثناهم، فدل هذا على أن الزينة الثانية غير الزينة الأولى. فالزينة الأولى هي الزينة الظاهرة التي تظهر لكل أحد ولا يمكن إخفاؤها، والزينة الثانية هي الزينة الباطنة التي! يتزين بها، ولو كانت هذه الزينة جائزة لكل أحد لم يكن للتعميم في الأولى والاستثناء في الثانية فائدة معلومة.
أدلة السنة فمنها:
الدليل الأول: قوله صلى الله عليه وسلّم: «إذا خطب أحدكم امرأة فلا جناح عليه أن ينظر منها إذا كان إنما ينظر إليها لخطبة وإن كانت لا تعلم». رواه أحمد.
قال في مجمع الزوائد: رجاله رجال الصحيح. وجه الدلالة منه أن النبي صلى الله عليه وسلّم، نفى الجناح وهو الإثم عن الخاطب خاصة إذا نظر من مخطوبته بشرط أن يكون نظره للخطبة، فدل هذا على أن غير الخاطب آثم بالنظر إلى الأجنبية بكل حال، وكذلك الخاطب إذا نظر لغير الخطبة مثل أن يكون غرضه بالنظر التلذذ والتمتع به نحو ذلك.
فإن قيل: ليس في الحديث بيان ما ينظر إليه. فقد يكون المراد بذلك نظر الصدر والنحر فالجواب أن كل أحد يعلم أن مقصود الخاطب المريد للجمال إنما هو جمال الوجه وما سواه تبع لا يقصد غالباً. فالخاطب إنما ينظر إلى الوجه لأنه المقصود بالذات لمريد الجمال بلا ريب.
© الدليل الثاني: أن النبي صلى الله عليه وسلّم لما أمر بإخراج النساء إلى مصلى العيد قلن: يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب فقال النبي صلى الله عليه وسلّم: «لتلبسها أختها من جلبابها». رواه البخاري ومسلم وغيرهما. فهذا الحديث يدل على أن المعتاد عند نساء الصحابة أن لا تخرج المرأة إلا بجلباب، وأنها عند عدمه لا يمكن أن تخرج. ولذلك ذكرن رضي الله عنهن هذا المانع لرسول الله صلى الله عليه وسلّم، حينما أمرهن بالخروج إلى مصلى العيد فبين النبي صلى الله عليه وسلّم، لهن حل هذا الإشكال بأن تلبسها أختها من جلبابها ولم يأذن لهن بالخروج بغير جلباب، مع أن الخروج إلى مصلى العيد مشروع مأمور به للرجال والنساء، فإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم، لم يأذن لهن بالخروج بغير جلباب فيما هو مأمور به فكيف يرخص لهن في ترك الجلباب لخروج غير مأمور به ولا محتاج إليه؟! بل هو التجول في الأسواق والاختلاط بالرجال والتفرج الذي لا فائدة منه. وفي الأمر بلبس الجلباب دليل على أنه لابد من التستر. والله أعلم.
© الدليل الثالث: ما ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم، يصلي الفجر فيشهد معه نساء من المؤمنات متلفعات بمروطهن ثم يرجعن إلى بيوتهن ما يعرفهن أحد من الغلس. وقالت: لو رأى رسول الله صلى الله عليه وسلّم، من النساء ما رأينا لمنعهن من المساجد كما منعت بنو إسرائيل نساءها. وقد روى نحو هذا عبدالله بن مسعود رضي الله عنه. والدلالة في هذا الحديث من وجهين:
(يُتْبَعُ)
(/)
أحدهما: أن الحجاب والتستر كان من عادة نساء الصحابة الذين هم خير القرون، وأكرمها على الله عز وجل، وأعلاها أخلاقاً وآداباً، وأكملها إيماناً، وأصلحها عملاً فهم القدوة الذين رضي الله عنهم وعمن اتبعوهم بإحسان، كما قال تعالى: {وَالسَّبِقُونَ الاَْوَّلُونَ مِنَ الْمُهَجِرِينَ وَالأَنْصَرِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِىَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَرُ خَلِدِينَ فِيهَآ أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ الاَْوَّلُونَ مِنَ الْمُهَجِرِينَ وَالأَنْصَرِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِىَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَرُ خَلِدِينَ فِيهَآ أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَرُ خَلِدِينَ فِيهَآ أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}. (التوبة: 100). فإذا كانت تلك طريقة نساء الصحابة فكيف يليق بنا أن نحيد عن تلك الطريقة التي في اتباعها بإحسان رضى الله ت! عالى عمن سلكها واتبعها، وقد قال الله تعالى: {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَآءَتْ مَصِيراً}. (النساء: 115).
الثاني: أن عائشة أم المؤمنين وعبدالله بن مسعود رضي الله عنهما وناهيك بهما علماً وفقهاً وبصيرة في دين الله ونصحاً لعباد الله أخبرا بأن رسول الله صلى الله عليه وسلّم، لو رأى من النساء ما رأياه لمنعهن من المساجد، وهذا في زمان القرون المفضلة تغيرت الحال عما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلّم، إلى حد يقتضي منعهن من المساجد. فكيف بزماننا هذا بعد نحو ثلاثة عشر قرناً وقد اتسع الأمر وقل الحياء وضعف الدين في قلوب كثير من الناس؟!
وعائشة وابن مسعود رضي الله عنهما فهما ما شهدت به نصوص الشريعة الكاملة من أن كل أمر يترتب عليه محذور فهو محظور.
© الدليل الرابع: أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة». فقالت أم سلمة فكيف يصنع النساء بذيولهن؟ قال: «يرخينه شبراً». قالت إذن تنكشف أقدامهن. قال: «يرخينه ذراعاً ولا يزدن عليه». ففي هذا الحديث دليل على وجوب ستر قدم المرأة وأنه أمر معلوم عند نساء الصحابة رضي الله عنهم، والقدم أقل فتنة من الوجه والكفين بلا ريب. فالتنبيه بالأدنى تنبيه على ما فوقه وما هو أولى منه بالحكم، وحكمة الشرع تأبى أن يجب ستر ما هو أقل فتنة ويرخص في كشف ما هو أعظم منه فتنة، فإن هذا من التناقض المستحيل على حكمة الله وشرعه.
© الدليل الخامس: قوله صلى الله عليه وسلّم: «إذا كان لإحداكن مكاتب وكان عنده ما يؤدي فلتحتجب منه». رواه الخمسة إلا النسائي وصححه الترمذي. وجه الدلالة من هذا الحديث أنه يقتضي أن كشف السيدة وجهها لعبدها جائز مادام في ملكها فإذا خرج منه وجب عليها الاحتجاب لأنه صار أجنبياً فدل على وجوب احتجاب المرأة عن الرجل الأجنبي.
© الدليل السادس: عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان الركبان يمرون بنا ونحن محرمات مع الرسول صلى الله عليه وسلّم، فإذا حاذونا سدلت إحدانا جلبابها على وجهها من رأسها. فإذا جاوزونا كشفناه»، رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه. ففي قولها: «فإذا جاوزونا» تعني الركبان «سدلت إحدانا جلبابها على وجهها» دليل على وجوب ستر الوجه لأن المشروع في الإحرام كشفه، فلولا وجود مانع قوي من كشفه حينئذ لوجب بقاؤه مكشوفاً. وبيان ذلك أن كشف الوجه في الإحرام واجب على النساء عند الأكثر من أهل العلم والواجب لا يعارضه إلا ما هو واجب، فلولا وجوب الاحتجاب وتغطية الوجه عن الأجانب ما ساغ ترك الواجب من كشفه حال الإحرام، وقد ثبت في الصحيحين وغيرها أن المرأة المحرمة تنهى عن النقاب والقفازين. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وهذا مما يدل على أن النقاب والقفازين كانا معروفين في النساء اللاتي لم يحرمن وذلك يقتضي ستر وجوههن وأيديهن. فهذه ستة أدلة من السنة على وجوب احتجاب المرأة وتغطية وجهها عن الرجال الأجانب أضف إليها أدلة القرآن السابقة ..(/)
حكم مصافحة الرجل للمرأة وأقوال الأئمة الأربعة في ذلك
ـ[طالبة فقه]ــــــــ[20 - Sep-2010, صباحاً 05:03]ـ
السؤال:
أريد أجابه مفصلة عن حكم مصافحة الرجل للمرأة وأقوال الأئمة الأربعة في ذلك وقول جمهور العلماء؟.
الجواب:
الحمد لله
أولاً:
لا يحل لرجل يؤمن بالله ورسوله أن يضع يده في يد امرأة لا تحل له أو ليست من محارمه، ومن فعل ذلك فقد ظلم نفسه.
عن معقل بن يسار يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لئن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له ".
رواه الطبراني في " الكبير " (486).
والحديث: قال الألباني عنه في " صحيح الجامع " (5045): صحيح.
فهذا الحديث وحده يكفي للردع والتزام الطاعة التي يريدها الله تعالى منا لما يفضي إليه مس النساء من الفتن والفاحشة.
عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: " كانت المؤمنات إذا هاجرن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يُمتحنَّ بقول الله عز وجل: (يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين) الممتحنة / 12، قالت عائشة: فمن أقر بهذا من المؤمنات فقد أقر بالمحنة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقررن بذلك من قولهن قال لهن رسول الله صلى الله عليه وسلم: انطلقن فقد بايعتكن، ولا والله ما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يدَ امرأةٍ قط غير أنه يبايعهن بالكلام، قالت عائشة: والله ما أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم على النساء قط إلا بما أمره الله تعالى وما مست كف رسول الله صلى الله عليه وسلم كف امرأة قط وكان يقول لهن إذا أخذ عليهن قد بايعتكن كلاما ".
رواه مسلم (1866).
عن عروة أن عائشة أخبرته عن بيعة النساء قالت: " ما مس رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده امرأة قط إلا أن يأخذ عليها فإذا أخذ عليها فأعطته، قال: اذهبي فقد بايعتك ".
رواه مسلم (1866).
فهذا المعصوم خير البشرية جمعاء سيد ولد آدم يوم القيامة لا يمس النساء، هذا مع أن الأصل في البيعة أن تكون باليد، فكيف غيره من الرجال؟.
عن أميمة ابنة رقيقة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني لا أصافح النساء ".
رواه النسائي (4181) وابن ماجه (2874). وصححه الألباني " صحيح الجامع " (2513).
ثانياً:
لا تجوز المصافحة ولو بحائل من تحت ثوب وما أشبهه والذي ورد بذلك من الحديث ضعيف:
عن معقل بن يسار أن النبي صلى الله عليه وسلم: " كان يصافح النساء من تحت الثوب ".
رواه الطبراني في الأوسط (2855).
قال الهيثمي: رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط "، وفيه عتاب بن حرب، وهو ضعيف.
" مجمع الزوائد " (6/ 39).
قال ولي الدين العراقي:
قولها رضي الله عنها " كان يبايع النساء بالكلام " أي: فقط من غير أخذ كف ولا مصافحة، وهو دال على أن بيعة الرجال بأخذ الكف والمصافحة مع الكلام وهو كذلك، وما ذكرته عائشة رضي الله عنها من ذلك هو المعروف.
وذكر بعض المفسرين أنه عليه الصلاة والسلام دعا بقدح من ماء فغمس فيه يده ثم غمس فيه أيديهن! وقال بعضهم: ما صافحهن بحائل وكان على يده ثوب قطري! وقيل: كان عمر رضي الله عنه يصافحهن عنه!
ولا يصح شيءٌ من ذلك، لا سيما الأخير، وكيف يفعل عمر رضي الله عنه أمرا لا يفعله صاحب العصمة الواجبة؟.
" طرح التثريب " (7/ 45).
قال الشيخ ابن باز – رحمه الله تعالى -:
الأظهر المنع من ذلك (أي مصافحة النساء من وراء حائل) مطلقا عملا بعموم الحديث الشريف، وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم: " إني لا أصافح النساء "، وسدّاً للذريعة.
(حاشية مجموعة رسائل في الحجاب والسفور صفحة " 69 " بتصرف).
ثالثاً:
ومثله مصافحة العجائز، فهي حرام لعموم النصوص في ذلك، وما ورد في ذلك من الإباحة فهو ضعيف:
قال الزيلعي:
قوله: " وروي أن أبا بكر كان يصافح العجائز "، قلت: غريب أيضاً.
" نصب الراية " (4/ 240).
وقال ابن حجر:
لم أجده.
" الدراية في تخريج أحاديث الهداية " (2/ 225).
رابعاً:
وأما مذاهب العلماء الأربعة فكما يلي:
1 - مذهب الحنفية:
قال ابن نجيم:
ولا يجوز له أن يمس وجهها ولا كفها وإن أمن الشهوة لوجود المحرم ولانعدام الضرورة.
" البحر الرائق " (8/ 219).
2 - مذهب المالكية:
قال محمد بن أحمد (عليش):
ولا يجوز للأجنبي لمس وجه الأجنبية ولا كفيها، فلا يجوز لهما وضع كفه على كفها بلا حائل، قالت عائشة رضي الله تعالى عنها " ما بايع النبي صلى الله عليه وسلم امرأة بصفحة اليد قط إنما كانت مبايعته صلى الله عليه وسلم النساء بالكلام "، وفي رواية " ما مست يده يد امرأة وإنما كان يبايعهن بالكلام ".
" منح الجليل شرح مختصر خليل " (1/ 223).
3 - مذهب الشافعية:
قال النووي:
ولا يجوز مسها في شيء من ذلك.
" المجموع " (4/ 515).
وقال ولي الدين العراقي:
وفيه: أنه عليه الصلاة والسلام لم تمس يده قط يد امرأة غير زوجاته وما ملكت يمينه، لا في مبايعة، ولا في غيرها، وإذا لم يفعل هو ذلك مع عصمته وانتفاء الريبة في حقه: فغيره أولى بذلك، والظاهر أنه كان يمتنع من ذلك لتحريمه عليه؛ فإنه لم يُعدَّ جوازه من خصائصه، وقد قال الفقهاء من أصحابنا وغيرهم: إنه يحرم مس الأجنبية ولو في غير عورتها كالوجه، وإن اختلفوا في جواز النظر حيث لا شهوة ولا خوف فتنة، فتحريم المس آكد من تحريم النظر، ومحل التحريم ما إذا لم تدع لذلك ضرورة فإن كان ضرورة كتطبيب وفصد وحجامة وقلع ضرس وكحل عين ونحوها مما لا يوجد امرأة تفعله جاز للرجل الأجنبي فعله للضرورة.
" طرح التثريب " (7/ 45، 46).
4 - مذهب الحنابلة:
وقال ابن مفلح:
وسئل أبو عبد الله – أي الإمام أحمد – عن الرجل يصافح المرأة قال: لا وشدد فيه جداً، قلت: فيصافحها بثوبه؟ قال: لا ...
والتحريم اختيار الشيخ تقي الدين، وعلل بأن الملامسة أبلغ من النظر)
الآداب الشرعية 2/ 257
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[20 - Sep-2010, مساء 06:03]ـ
عن معقل بن يسار يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لئن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له ".
رواه الطبراني في " الكبير " (486).
والحديث: قال الألباني عنه في " صحيح الجامع " (5045): صحيح.
ياطالبة فقه بارك الله فيك
الحديث المذكور حديث ضعيف
وترك النبي صلى الله عليه وسلم للمصافحة ليس خاصا بغير المحارم
وما يفعله البعض من مصافحة للأجنبيات هو اعتقاد منهم أن الأدلة ليست صريحة في المنع والتحريم
ولا شك أن الأبعد عن مواطن الشبه والإحتاط للدين لاسيما في هذه الأزمنة هو ترك المصافحة
والله أعلم
وقد سبق الحوار حول المو ضوع هنا
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=23135
.
ـ[طالبة فقه]ــــــــ[20 - Sep-2010, مساء 08:49]ـ
السلام عليكم: بارك الله فيكم
ولكن الحديث رواه الطبراني والبيهقي وثقات الرجال كما صححه الالباني في الترغيب والترهيب وفي السلسله الصحيحه.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[20 - Sep-2010, مساء 08:59]ـ
يبقى التصحيح والتضعيف مسألة اجتهادية , والحديث من جهة رجاله فنعم:ثقات
ومادام صححه بعض أهل العلم المتبوعين, فللمقلد والتابع أن يقلد ويتابع مالم يظهر له دليل على ضعفه يبطل القول بصحته
ولاريب أن مصافحة المرأة لا تجوز ,حتى مع عدم هذه الحديث لأنها كما قال ابن تيمية أبلغ من النظر
كقياس الضرب على التأفيف في معاملة الوالدين .. والله أعلم
ـ[حطّام]ــــــــ[20 - Sep-2010, مساء 10:59]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو عبد الله علاء الدين]ــــــــ[21 - Sep-2010, مساء 05:51]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أحسن الله إليك أختي و جزاك الله خيرا، آمين.
هذا تعليق من حيث الناحية الحديثية لكنني أشاطرك الرأي في ما ذكرتِ من أقوال أهل العلم رحمهم الله تعالى، آمين.
قال الشيخ ابو عبدالرحمن عبد العزيز الحنوط حفظه الله:
حديث: " لَأنْ يُطعَنَ في رأسِ أحدِكم بمِخيَطٍ من حديدٍ خيرٌ لهُ مِنْ أن يَمَسَّ امرأةً لا تَحِلُّ لهُ ".
أخرجه الطبراني في " الكبير " (20/ 211ـ 212) رقم (486، 487)، والروياني في " مسنده " (2/ 323) رقم (1283) من طريق شداد بن سعيد الراسبي، قال: سمعتُ يزيد بن عبدالله بن الشخير يقول: سمعتُ معقل بن يسار يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
قلت: وهذا إسناد جيد، رجاله كلهم ثقات.
شداد بن سَعيد، أبو طلحة الراسبيُّ البصري.
وثقه أحمد بن حنبل، وأبو حاتم، وزهير بن حرب، والنسائي، والبزار، وابن شاهين، وابن خلفون.
قال إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين: ثقة.
وقال إبراهيم بن عبدالله بن الجنيد: سألت يحيى بن معين عن شدَّاد بن سعيد، ويُكْنَى أبا طلحة، فقال: ثقة. قلت ليحيى: إن ابن عَرعَرة يَزْعُم أنه ضعيفٌ، فغضبَ وتكلَّم بكلامٍ، وأبو خَيْثَمة يسمع، فقال أبوخَيْثَمة: شَدَّاد بن سعيد ثقة. ثم قال يحيى: يَزْعُم ابنُ عَرْعَرة أنَّ سَلْم بن زُرَيْر ثقة.قال: كذاك يقول. قال: هو ضعيفٌ ضعيفٌ.
وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " وقال: ربما أخطأ.
قال أبو عبدالرحمن: هذا دليل صريح في أن خطأه قليل، ومن ثبتت عدالته وثقته، فلا يسقط حديثه لمجرد أن أخطأ في أحاديث.
وقال البخاري: ضعَّفه عبالصمد بن عبدالوارث.
قال أبو عبدالرحمن: وهذا جرح غير مفسر لا يعبأ به؛ والحافظ عبدالصمد بن عبدالوارث: وإن كان من الحفاظ غير معروف بنقد الرواة، فلا يساوي تضعيفه شيئاً أمام التوثيق الصادر من أئمة هذا الفن.
وقال الحاكم أبو أحمد: ليس بالقوي عندهم.
قال أبو عبدالرحمن: وهو كلام فيه نظر، لأنه غير مدعم بالدليل، مع مخالفته لتوثيق من سمينا من الأئمة، وقد يفسر نفي القوة عنه في هذا التعبير بفتور الحفظ.
وقال العقيلي: صدوق في حفظه بعض الشيء، ولا يتابع عليه، وله غير حديث لا يتابع على شيء منها.
قال أبو عبدالرحمن: قوله: (في حفظه بعض الشيء) فهذا لا يضره إلا إذا كثر الخطأ، وكان الغالب على حديثه. أما الخطأ القليل فمن ذا سلم منه وكذا من الوهم؟، قال ابن معين: " لست أعجب ممن يحدث فيخطىء، إنما أعجب ممن يحدث فيصيب ".
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله: (ولا يتابع عليه ... ) فهذا ليس من الجرح في شيء، وليس من شرط الثقة أن يتابع في كل ماحدث به، وإنما شرطه أن لا يتفرد بالمناكير عن المشاهير فيكثر، ومن المعروف بداهة أنه ليس شرطاً في صحة كل حديث وجود المتابعة فيه.
وقال الدارقطني: يعتبر فيه.
وقال البيهقي: ليس بالقوي.
قال أبو عبدالرحمن: وهذا ليس تضعيفاً وإنما يعني ليس بقوي قوة غيره ممن هو فوقه.
وقال ابن عدي: ليس له كثير حديث، ولم أر له حديثاً منكراً، وأرجوا أنه لا بأس به.
ولما ذكره ابن خلفون في " الثقات " ذكر عن البخاري أنه قال: هو صدوق في الأصل. (إكمال تهذيب الكمال: 6/ 223).
وقال الذهبي: صالح الحديث.
وقال في " الكاشف " (2/ 6):" وثقه أحمد وغيره، وضعفه من لا يعلم ".
وقد صدر ترجمته في " ميزان الاعتدال " ب " صح " الدال على أن العمل على توثيق الرجل.
وقال الحافظ: صدوق يخطىء.
قال أبو عبدالرحمن: قوله (يخطىء) فهذا لا يضره؛ لأنه ليس من حد الثقة: أنه لا يغلط ولا يخطىء، فمن يسلم من ذلك غير المعصوم الذي لا يُقَرُّ على خطأ
بعد هذا أقول: شداد بن سويد (ثقة صدوق)، أقل أحواله أن يحسن حديثه إن لم يكن أعلى.
وقد خولف شداد، فرواه بشير بن عقبة، قال: حدثني يزيد بن عبدالله الشخّير، عن معقل بن يسار قال: لأن يعمد أحدكم إلى مخيط فيغرز به رأسي أحب إليّ من أن تغسل رأسي امرأة ليست مني ذات محرم.
أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " (4/ 15) رقم (17310).
وهذا سند صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين.
بشير بن عقبة الناجي السامي،ويقال: الأزدي أبو عقيل الدورقي البصري.
وثقه أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، والفلاس، وابن حبان، والذهبي، وابن حجر.
قال مسلم بن إبراهيم الدَّورقي: هو عندهم ثقةٌ.
وقال عبدالرحمن بن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: أبو عقيل الدَّورَقي صالح الحديث. قلت: يُحتجُّ بحديثه؟ قال: صالح الحديث.
قال أبو عبدالرحمن: وهذا وإن كان توثيقاً في اعتبار أكثر المحدثين. ولكنه ليس كذلك بالنظر إلى اصطلاح أبي حاتم نفسه. فقد جاء في مقدمة الجرح والتعديل عند بيان درجات رواة الآثار مانصه:
" ... وإذا قيل صالح الحديث فإنه يكتب حديثه للاعتبار ... " (2/ 37).
قال أبو عبدالرحمن: ورأى البعض أن رواية الوقف هاهنا أرجح من رواية الرفع. لكن لعل الأصوب أن يقال: الموقوف وهو لا يُعل المرفوع، ولا يُعله المرفوع، لا ختلاف الرواة فيه على يزيد بن عبدالله الشخّير فهذا محمول على أنه حدَّث به مرة مرفوعاً ومرة موقوفاً، والله أعلم.
قال الإمام الخطيب البغدادي: " اختلاف الروايتين في الرفع والوقف لا يؤثر في الحديث ضعفاً؛ لجواز أن يكون الصحابي يُسْنِدُ الحديثَ مرّةً ويرفعُهُ إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويذكُرُهُ مرّةً أخرى على سبيل الفتوى ولا يرفعه، فحفظ الحديثُ عنه على الوجهين جميعاً، وقد كان سفيان بن عيينة يفعل هذا كثيراً في حديثه، فيرويه تارةً مسنداً مرفوعاً، ويقِفُهُ مرّةً أخرى قصداً واعتماداً، وإنما لم يكن هذا مؤثراً في الحديث ضعفاً، ... لأن إحدى الروايتين ليستْ مكذِّبَةً للأخرى، والأخذ بالمرفوع أولى؛ لأنه أزيدُ " (الكفاية: ص: 587ـ 588).
وهذا التحقيق طريقة كبار النقاد من الأئمة كما هو الشأن في إطلاق من أطلق: (زيادة الثقة مقبولة) كالبخاري وابن حبان والدارقطني وغيرهم.
قال الإمام النقاد ابن حبان في كتاب " الثقات " (8/ 1): " ... وزيادة الألفاظ عندنا مقبولة عن الثقات إذا جائز أن يحضر جماعة شيخاً في سماع شيء ثم يخفى على أحدهم بعض الشيء ويحفظه من هو مثله أو دونه في الإتقان ... "
قال أبو عبدالرحمن: تبين لي فيما ذكرته أن شداداً وبشيراً كلاهما ثقة؛ والزيادة من الثقة مقبولة، وقد زاد الرفع بشير وهو ثقة. فهذا هو الجمع وفيه إعمال لكلا الروايتين بخلاف الترجيح ففيه هدر لإحدى الروايتين.وقد روي مرسلاً من حديث عبدالله بن أبي زكريا الخزاعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لأن يُقْرَعَ الرجل قرعاً إلى عظم رأسه خيرٌ له من أن تضع امرأة يدها على رأسه لا تحلُّ، ولأن يبرص الرجل برصاً يخلص البرص إلى عظم ساعده خير له من أن تضع امرأة يدها على ساعده لا تحل له ".
(يُتْبَعُ)
(/)
أخرجه أبو نُعيم في " الطب النَّبَوي " (ق90/ 1ـ2) من طريق هشيم، عن داود بن عمرو: أنبأ عبدالله بن أبي زكريا الخزاعي.
وهذا مع إرساله أو إعضاله؛ فإن هشيماً كان مدلساً وقد عنعنه.
لكنه صرح بالتَّحديث في " سنن سعيد بن منصور " (2/ 88ـ 89) رقم (2168)، لكن ليس عنده الشطر الأول منه، فبقيت العلة الأولى.
(المِخْيَط)؛ بكسر الميم وفتح الياء: هو ما يُخاط به؛ كالإبرة والمسلة ونحوهما. انتهى
ــــــــــــــــــ
والصحيح والله أعلم:
ان حديث: " لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خيرٌ له من أن يمس إمرأة لاتحل له " حديث معلول لايصح مرفوعاً عن النبي صلى الله عليه وسلم إنما الصواب أنه من قول معقل بن يسار0
تنبيهٌ:
حَدِيثُ مَعْقل بنِ يسار قَالَ: قَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((لأنْ يُطْعَن في رأسِ أحدكم بمخيط () من حديدٍ خيرٍ لهُ مِنْ أنْ يمسّ امرأةً لا تحل له)).
أخرجه الرُّوياني في مسنده (2/ 323رقم1283).
والطبرانيّ في المعجم الكبير (20/ 212رقم487) قال: حدثنا عبدان بن أحمد.
كلاهما عن نصر بن علي قال: أخبرنا أبي.
وأخرجه: الطبرانيّ أيضاً في المعجم الكبير (20/ 211 رقم486) قال: حدثنا موسى بن هارون ثنا إسحاق بن راهويه أنا النضر بن شميل.
كلاهما (النضر بن شميل، و علي بن نصر) عن شداد بن سعيد، قَالَ: سمعت يزيد بن عبد الله بن الشخير يقول: سمعت معقل بن يسار ... الحَدِيث.
قَالَ المنذري: ((رواه الطبراني والبيهقي، ورجال الطبراني ثقات رجال الصحيح))
وَقَالَ الهيثمي: ((رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح))
وشدادُ بنُ سعيد - هو: أبو طلحةَ الراسبي البصريّ - الأظهرُ أنّه صدوقٌ
وثقه:أحمدُ، والنسائيّ، و البزار، وقال إبراهيمُ بنُ عبد الله بنٍ الجُنيد سألتُ يحيى بن معين عن شداد بن سعيد ويكنى أبا طلحة؟ فقال: ثقةٌ، قلتُ ليحيى: إنَّ ابنَ عرعرة يزعم أنه ضعيفٌ، فَغَضَبَ، وقال: هو ثقة، وتكلم يحيى بكلام - وأبو خيثمة يسمع -، فقال أبو خيثمة: شداد بن سعيد ثقة.
وذكره ابن حبان في الثقات وقال: ((ربما أخطأ))، وله في مسلم حديثٌ واحدٌ في الشواهد حديثُ أبي بردة عن أبيه في "وضع ذنوب المسلمين على اليهود والنصارى".
وقال البخاريُّ: ((ضعفه عبدالصمد)). يعني: عبد الصمد بن عبد الوارث. وقد نقل العقيليّ في كتابه الضعفاء كلام البخاريّ هكذا: ((قال البخاري ضعفه عبدالصمد، ولكنه صدوق في حفظه بعض الشيء)). ويظهر لي أنّ جملة " ولكنه صدوق في حفظه بعض الشيء" من كلام البخاريّ ففيها نَفَسُه ودقته في العبارات، وهذه الجملة ليست موجودة في المطبوع من التاريخ الكبير- والمطبوع من رواية محمد بن سهل- فربما تكون من إضافاته على التاريخ التي سمعه بعض تلاميذه دون بعض، ومما يؤيد أنها من كلام البخاريّ قول مُغْلطاي: ((ولمَّا ذكره ابنُ خَلَفون في الثقات ذكر عن البخاريّ أنه قال: هو صدوق في الأصل))،-كذا وقع: ولعلها: صدوق في حفظه .. كما في العبارة التي نقلها العقيلي - والله أعلم.
قال ابنُ عديّ: ((وشداد ليس له كثير حديث، ولم أر له حديثا منكراً، وأرجو أنه لا بأس به)). وقال الدارقطني: ((يعتبر به)).
قال الذهبيُّ: ((صدوقٌ وغيره أقوى منه)). وقال أيضاً -في الميزان-: ((صالح الحديث)). قال ابن حجر: ((صدوق يخطىء)).
ولعل في قول الذهبيّ جمعاً بين أقوال النقاد، وتوسطاً في حاله والله أعلم.
انظر: التاريخ الكبير (4/ 227رقم2607)، سؤالات ابن الجنيد (ص441رقم695،ص443رقم 706)، سؤالات أبي داود (ص332رقم478)، الجرح والتعديل (4/ 330رقم1446)، الثقات (8/ 310)، الكامل في ضعفاء الرجال (4/ 44)، سؤالات البرقاني (ص36رقم220)، تهذيب الكمال (12/ 395)، إكمال تهذيب الكمال (6/ 223)، الكاشف (1/ 481رقم2249)، ميزان الاعتدال (3/ 366) المغني في الضعفاء (1/ 296رقم2747)، ذكر من تكلم فيه وهو موثق (ص98رقم157)، تهذيب التهذيب (4/ 278)، تقريب التهذيب (ص264رقم2755).
ويزيد بن عبد الله بن الشخير متفقٌ على توثيقه
ولكن خَالفَ شدادَ بنَ سعيد بشيرُ بنُ عقبة -وهو ثقةٌ أخرجَ لهُ الشيخان -،فرواه عن يزيد عن معقل موقوفاً، أخرجه: ابنُ أبي شيبة في المصنف، كتاب النكاح، ما قالوا في المرأة تقبل رأس الرجل وليست منه بمحرم قَالَ: حدثنا أبو أسامة حمّاد بنُ أسامة عن بشير بن عقبة، قَالَ: حدثني يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن معقل قَالَ: ((لأنْ يعمد أحدكم إلى مخيط فيغرز به في رأسي، أحبّ إلي من أنْ تغسل رأسي امرأة ليست مني ذات محرم)).
ويظهر لي أنّ رواية بشير تعل رواية شداد، ولكن يغني عنه الأحاديث المتقدمة الدالة على المنع، والله أعلم.
وقد قوّى الشيخ الألبانيُّ-رحمه الله- الحَدِيثَ ولكن لم يذكر رواية بشير بن عقبة، والتي تدل على علة رواية شداد فيبدو أنه لم يقف عليها.
انظر كتاب اشكال وجوابه في حديث أم حرام بنت ملحان دارسة تأصيلية تطبيقة تبين المنهج العلمي في الإجابة عن الاشكالات التي ربما تعرض في بعض الأحاديث ـ تأليف د. علي بن عبدالله الصباح طبعة دار المحدث الطبعة الأولى ذو القعدة 1425هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالبة فقه]ــــــــ[24 - Nov-2010, مساء 12:01]ـ
للاعلى<<برجاء الموعظه
ـ[معاذ صوالحة]ــــــــ[24 - Nov-2010, مساء 12:52]ـ
بورك فيكم على ما قدمتم وجزاكم الله خيرا
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[24 - Nov-2010, مساء 12:55]ـ
بارك الله فيكم اختنا طالبة فقه
وبارك الله في الاخوة المشاركين(/)
دفاع عن الحرم النبوي
ـ[أبو عبدالرحمن الطائي]ــــــــ[20 - Sep-2010, صباحاً 06:29]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذه قصيدة بديعة نظمها صديقنا الشيخ الأديب "أبو الحسنات البغدادي" في الذب عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، فجزاه الله خيراً، وجعلها في ميزان حسناته.
دِفَاعٌ عَن الحَرَمِ النَّبَوِيِّ
شِعْر: (أبو الحَسَنات البغدادي)
عَلَى أَعتابِهِ يَحْلُو الضِّرَابُ ..... ونَصْلُ السَّيفِ يَهْجُرُه القِرَابُ
يُلَذُّ لأَجْلِه خَوضُ المَنايَا ..... وتَسهُلُ في مَحَبَّتِه الصِّعَابُ
أَنَسْكُتُ والخَزَايا عاوِياتٌ ...... يُرَوِّجُ زَيفَ باطِلِها الذِّئابُ؟!
وَنَنْعَمُ بالحَياةِ ونَرْتَضِيْهَا ..... ويَهْنَؤُنا طَعَامٌ أو شَرَابُ
وَعِرْضُ المُصْطَفَى يَعْدُو عَلَيهِ ...... لِئَامٌ ليسَ يَرْدَعُهم عِقابُ؟!
ألَا لَبَّيكَ يا حَرَمًا يُفَدَّى ..... وليسَ سِوَاكَ مِن حَرَمٍ يُجَابُ
تُطَاعِنُ دُونَهُ أَفْواجُ شِعْرِي ..... وعِنْدَ الحَقِّ يُرْتَقَبُ الثَّوابُ
إِذَا مَا قِيْلَ: دَافَعَ عَنْ حِيَاضٍ ..... لآلِ المُصْطَفَى؛ رَبِحَ الحِسَابُ
أَاُمَّ المُؤْمِنينَ فِدَاكِ نَفْسِي ..... وأَهْلِي والأَقَارِبُ والصِّحَابُ
أيَشْتمُها السَّلُولِيُّونَ؟! سُحْقًا ..... لِأَفْواهٍ يُسَفُّ بِها التُّرابُ
فإنْ لَمْ يَكفُرُوا فيمَا ادَّعَوهُ ..... لَعَمرُ اللهِ قد كَادُوا وقابُوا
فَمَا هِيَ قَصْدهم فيما رَمَوها ..... ولَكِنَّ الرَّسُولَ هُوَ المُصَابُ!
ولا واللهِ لَا يُدْعَى: عُقُوقًا ..... فَما هِيَ أُمّهُم، خَسِئُوا وَخَابُوا
أَاَشْبَاهَ الرِّجَالِ ولا رِجَالٌ ..... وأَشْبَاهَ الدَّوَابِ ولا دَوَابُ
جَمَعتُم عارَكُم سَفَهًا وَكُفْرًا ..... تُدَقُّ بِمَا تَفَوَّهْتُم رِقَابُ
بَرِئْتُ إلى المُهَيْمِنِ مِن طَغَامٍ ..... تَوَلَّوا كِبْرَ إِفْكٍ يُسْتَرَابُ
أكاذِيبٌ كَمُنْشِئِهَا سِخَافٌ ..... وأَوهَامٌ كَطَالِبِها سَرَابُ
وَهَلْ ثَوْبُ النَّقَاءِ بِهِ خَفَاءٌ؟! ..... ونُورُ الشَّمْسِ يَحْجُبُهُ الذُّبَابُ؟!
فَأُمُّ المُؤْمِنينَ لِكُلِّ بِرٍّ ..... هِيَ اللُّبُّ المُصَفَّى والإِهَابُ
هِيَ الصَّرْحُ المُمُرَّدُ لِلْعَوالي ..... لَها في كُلِّ مَكْرُمَةٍ شِهَابُ
بِها الأَمْجادُ تُدْرَكُ والمَعالي ..... يُعابُ الكَامِلُونَ وَلا تُعَابُ
فَلَا واللهِ ما رُمِيَتْ بِنَقْصٍ ..... ولا خَطِئَتْ وصَاحَبَها الصَّوَابُ
وَقَد سَلَكَتْ شِعَابَ الطُّهْرِ نَجْمًا ..... فَمَا وَسِعَتْ فَضَائِلَها الشِّعَابُ
هِيَ الصِّدِّيقَةُ ارْتَفَعَتْ بِفَضْلٍ ..... مِن الجَبَّارِ خَلَّدَهُ الكِتَابُ
بَرَاءَتُها مَدَى الأَيَّامِ تُتْلَى ..... وتَتْبَعُ غَيْثَ عِفَّتِها الرِّكَابُ
فَمَا هِيَ والسَّلُوْلِيُّونَ إلاَّ ..... كَظِلِّ الصَّقْرِ تَنْبَحُهُ الكِلَابُ!
ملاحظة: السَّلُولِيُّون نسبةً إلى ابن سَلُولَ المُنافِق الَّذي تَوَلَّى كِبْرَ الإِفْكِ في زَمَن النبيِّ صلَّى الله عليه وآلِه وسلَّم، فبَرَّأَ الله تعالى السَّيِّدةَ عائشةَ رضي الله عنها من زُورِه وبُهْتانِه.
ـ[فيصل الصابر]ــــــــ[20 - Sep-2010, مساء 01:04]ـ
أسأل الله أن يجزيه بها الجنة وسعادة الدنيا
والله هذا ما يبكينا (وَعِرْضُ المُصْطَفَى يَعْدُو عَلَيهِ ...... لِئَامٌ ليسَ يَرْدَعُهم عِقابُ؟!)(/)
إغلاق المتاجر وقت الصلاة هدي النبي صلى الله علية وسلم
ـ[طالبة فقه]ــــــــ[20 - Sep-2010, مساء 05:53]ـ
الشيخ عبدالعزيز الطريفي (إغلاق المتاجر للصلاة هدي النبي وأمراء الإسلام)
يقول الشيخ المحدث عبدالعزيز الطريفي -حفظه الله-:-
الحمدلله أحمده عوداً وبدءاً، وأصلى الله على المبعوث نبياً وعبداً، أما بعد ..
فإن للإسلام معالم، ولأحكامه أنساب لا تنكر بترك أهله لها عملاً، وبُعدهم عنه سلوكاً، ومن وُلد في خريف من الدهر فليس له أن ينكر فصوله، نأن ينكر فصول العامالعا وكثير من أحوال البلدان تتناسى لأثر البيئة والظروف التي تلم بالشعوب، وشعائر الدين كذلك، وحقائق الشرائع ونوازل التاريخ، لا تملك النفوس صرفها فيما شاءت، لأنها في نفسها حقيقة خالدة لا تمسح ولا تموت بموتها في أذهان الناس، وقد رأيت كثيراً من يتنكر لبعض معالم الإسلام وشرائعه، لأنه لم يدرك الحقائق على ما هي عليه، ولو نظر من جهل شيئاً من ذلك في نصوص الشرع وتاريخ القرون، لبان له الحق، ولو سأل من يعلم عما استحال عليه فهمه، لعلم أن المستحيل على الأعمى هو أيسر الممكنات على المبصر، وأكثر بلاء فهم الإنسان من قبل جهله.
وقد قرأت مراراً من يتحدث عن "إغلاق المتاجر" لأجل الصلاة، والأمر بذلك في الأسواق والطرقات، ويتحدث عن عدم وجوده في الإسلام تارة، وتارة أخرى عن عدم توافقه مع مصلحة الناس، وكثير من الأقلام أتعسّر الرد عليها بالتوّقف، لجنوح الكاتب جنوحاً لا يستقر على ساق الفهم والإدراك، أو كونه كاتباً أجيراً لغيره يقول ما لا يعتقد، ويفعل ما يؤمر به، والصبر على تكرار ما تسطره تلك الأقلام متعذّر، كي لا ينطلي على العامة وسواد الناس، والتغافل عنه سوء اختيار بل سوء توفيق، حيث يطرح الكاتب ما يطرح وهو يرى تقاعس كثير من الناس عن ذات الصلاة فضلاً عن جماعتها.
وأما الحديث عن صلاة الجماعة، وإفراد مؤلفات ببحثها للعامة تزهيداً في الحضور إليها، بحجة وجود أقوال تجعلها من فروض الكفايات، ولم يُفرِّق بين وجود الأقوال في مباحث المطولات وإفراد المسائل في الصحافة بصورة الدعوة إلى الترك، فهذا المذهب من علامات شقاء الكاتب في دنياه، وآيات الخُسران في دينه، ولن يُقدِم على نهجه إلا من قد سمح بعرضه، واستهان بشنيع تبعت قوله، ويكفي في بيان حاله ما رواه مسلم في "الصحيح": عن ابن مسعود قال: من سره أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن فإن الله شرع لنبيكم صلى الله عليه و سلم سنن الهدى وإنهن من سنن الهدى ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف.
فإذا كان التارك في نفسه صلاة الجماعة منافقاً معلوم النفاق، فكيف بالمُزَهِّد فيها لدى العامة، وقد أمر الله بصلاة الجماعة حال التحام الصفين للقتال، فكيف حال التحام الصفين للبيع والشراء، أمروا بأدائها والسلاح باليدين، فكيف وما باليدين دنانير ودراهم: (وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَآئِكُمْ وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ).
يقول النبي صلى الله عليه وسلم آمراً بها في حال الخوف: يقوم الأمير وطائفة من الناس معه فيسجدون سجدة واحدة، ثم تكون طائفة منهم بينهم وبين العدو. جاء من حديث ابن عمر رواه ابن جرير وغيره.
والحديث عن صلاة الجماعة يطول وأدلة فضلها ووجوبها معلومة، فهذا أمر مشى عليه المصطفون الأخيار المرضيون عند ربهم حتى قبل هذه الأمة كما حكى الله عن نبيه إسماعيل الرسول النبي المرضي مادحاً له أنه كان يأمر أهله -قومه- بالصلاة، وإنما الحديث هنا عن إغلاق المحلات التجارية في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، والقرون المفضلة والحديث فيه من ثلاث جهات:
الجهة الأولى: أمر أهل الأسواق بالصلوات، والمرور على متاجرهم وتنبيه النائمين وتذكير الناسي:
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذا هو فعل النبي صلى الله عليه وسلم وهدي خلفائه وصحابته من بعده، وقد قال في حقهم: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي) رواه الترمذي وغيره، وقال: (أصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهبوا أتى أمتي ما توعد) رواه مسلم، والكلام على هذا ما يلي:
ففي زمن النبي صلى الله عليه وسلم: أولاً:
لم تكن الأسواق تفتح في المدينة بعد الأذان تعظيماً لهذه الشعيرة، فقد روى ابن مردويه في "تفسيره" عن عبدالله بن عباس رضي الله عنه قال: (رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله): كانوا رجالاً يبتغون من فضل الله يشترون ويبيعون فإذا سمعوا النداء بالصلاة ألقوا ما بأيديهم وقاموا إلى المساجد فصلوا.
ورواه علي بن أبي طلحة عن ابن عباس بنحوه، ورواية علي عن ابن عباس من أصح نسخ التفاسير، قال أحمد بن حنبل: صحيفة بمصر في التفسير لو سافر إليها الرجل ما كان كثيراً يرويها علي عن ابن عباس.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن عمرو بن دينار عن سالم عن ابن عمر: أنه كان في السوق فأقيمت الصلاة فأغلقوا حوانيتهم ثم دخلوا المسجد فقال ابن عمر: فيهم نزلت (رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله).
وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير عن ابن مسعود: أنه رأى ناساً من أهل السوق سمعوا الأذان فتركوا أمتعتهم وقاموا إلى الصلاة فقال: هؤلاء الذين قال الله: (لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله).
وكان هديه عليه الصلاة والسلام تنبيه الناس في الطريق وإقامتهم إلى الصلاة، وأن لا يكلهم إلى إيمانهم وصلاحهم، ولا إلى سماعهم النداء كما جاء عن مسلم بن أبي بكرة عن أبيه قال: خرجت مع النبي صلى الله عليه و سلم لصلاة الصبح فكان لا يمر برجل إلا ناداه بالصلاة أو حركه برجله. رواه أبو داود وسكت عليه محتجاً به، وقد قال في رسالته لأهل مكة: كل ما سكت عنه فهو صالح.
يعني للاحتجاج.
وروي هذا في أحاديث كثيرة بمعناه فقد روى أحمد في "مسنده" عن عبد الله بن طهفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان إذا خرج يوقظ الناس الصلاة، الصلاة، الصلاة.
وقد كانت الأسواق في زمن النبي صلى الله عليه وسلم تفتح مع صلاة الفجر، فبين بعض الصحابة خطورة التخلف عن صلاة الجماعة، والمبادرة إلى الأسواق قبلها، فقد روى ابن أبي عاصم في الوحدان ومن طريقه أبو نعيم بسند صحيح عن ميثم رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم قال: يغدو الملك برايته مع أول من يغدو إلى المسجد فلا يزال بها معه حتى يرجع فيدخل باب منزله وإن الشيطان ليغدو برايته مع أول من يغدو إلى السوق.
قال ابن حجر: وهذا موقوف صحيح السند.
وكان عمل الصحابة رضي الله عنهم عدم البيع وقت الصلاة، بل الانصراف من السوق وتركه إلى المساجد فروى أحمد بسند جيد عن زيد بن خالد الجهني قال: كنا نصلى مع النبي صلى الله عليه و سلم المغرب وننصرف إلى السوق.
يعني أنهم قطعوا الضرب في الأسواق عصراً بدخول وقت المغرب ثم انصرفوا إلى سوقهم مرة أخرى.
وكان الأمر بذلك والطواف على الناس وتنبيههم في أول الأمر في المدينة وفي آخر حياته صلى الله عليه وسلم، وفي أسفاره أيضاً، كما في حجة الوداع، كما رواه أبو نعيم في معرفة الصحابة عن مسلم ِ بن يَسار عن أَبيه، قَالَ: خرجت مع مولاي فضالة بن هلال في حجة الوداع فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الصلاة الصلاة.
وقد جاء في أول الأمر ما رواه ابن خزيمة في " صحيحه" والطبراني عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أنس، قال: كانت الصلاة إذا حضرت على عهد النبي صلى الله عليه وسلم سعى رجل إلى الطريق، فنادى: الصلاة الصلاة.
ثانياً: كان هذا العمل في زمن الخلفاء الراشدين:
ينبهون على الصلوات في الأسواق والطرقات ويأمرونهم بذلك:
فقد اشتهر هذا في فعل الخلفاء عمر وعلي يقومون به بأنفسهم لا ينيبون عليه أحداً، قال أبو زيد المجاجي في شرحه على "مختصر ابن أبي جمرة": ذكر غير واحد ممن ألف في السير أن عمر بن الخطاب وعلياً كانا من عادتهما إذا طلع الفجر خرجا يوقظان الناس لصلاة الصبح.
أما عن عمر بن الخطاب:
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد رواه كثير من أهل المسانيد والسير كالطبري وابن عساكر والخطيب بأسانيد أكثر من أن تُساق في موضع، ومتون أشهر من أن يَتطرق إليها احتمال الشك بضعف منها عن ثابت البناني عن أبي رافع: كان عمر إذا خرج يوقظ الناس للصلاة صلاة الفجر.
وروى ابن سعد بإسناد صحيح إلى الزهري خرج عمر يوقظ الناس الصلاة الصلاة وكان يفعل ذلك.
وإذا كان هذا حال النائم في زمنه، فكيف باليقظان يبيع ويشتري ويفترش الطرقات، وهل يُظن أن عمر يقيم النائم فيقول: قم صل، ويدع البائع اليقظان فلا يأمره، هذا محال، إلا في نظر بعيد الخطو في الجهل.
بل قد كان الأعرابي يقدم المدينة ومعه الجلب ليبيعه في سوق المدينة وقت الصلاة ولا يجد الناس في السوق، فيلزم الصلاة معهم ويَخرج بعدها إلى السوق، كما رواه ابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" عن أصبغ بن نُباتة قال: خرجت أنا و أبي من ذِرْوَد (وهي جبل من أطراف البادية) حتى ننتهي إلى المدينة في غلس والناس في الصلاة فانصرف الناس من صلاتهم فخرج الناس على أسواقهم ودفع إلينا رجل معه دِرة له فقال: يا أعرابي أتبيع؟ فلم أزل أساوم به حتى أرضاه على ثمن وإذا هو عمر بن الخطاب فجعل يطوف في السوق يأمرهم بتقوى الله عز و جل يقبل فيها ويدبر.
وكان عمر لا يأذن لأحد يتخلف عن الصلاة من باعة السوق ولا غيره، بل يتفقد الأفراد في صلاة الفجر فكيف بغيرها، ويتبعهم في البيوت والدور، فكيف بالأسواق والدكاكين روى مالك عن ابن شهاب عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة: أن عمر بن الخطاب فقد سليمان بن أبي حثمة في صلاة الصبح وأن عمر بن الخطاب غدا إلى السوق ومسكن سليمان بين السوق والمسجد النبوي فمر على الشفاء أم سليمان فقال لها: لم أر سليمان في الصبح فقالت: إنه بات يصلي فغلبته عيناه فقال عمر: لأن أشهد صلاة الصبح في الجماعة أحب إلى من أن أقوم ليلة.
وهو خبر صحيح، وأحاديث أبي بكر عن أهل بيت أبيه كأبيه.
بل يستحب في حق الوالي أن يمنح الأعمى والعاجز ما يوصله إلى المسجد جماعة من قائد ومركب، ما تيسر على المسلمين المال ولم يشُق على المصلي، فقد روى ابن سعد عن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة قال: جاء عمر رضي الله عنه سعيد بن يربوع إلى منزله فعزاه في ذهاب بصره وقال: لا تدع الجمعة ولا الصلاة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ليس لي قائد، فقال الفاروق: فنحن نبعث إليك بقائد. فبعث إليه بغلام من السبي.
وأما عن علي بن أبي طالب:
فقد رواه من طرق كثيرة في كتب السنة والتواريخ جماعة كابن حبان والطبري وابن شبة وابن عساكر والخطيب والبلاذري في الأنساب وبأسانيد متعددة صحيحة بمجموعها منها عن ابن الحنفية عن الحسن بن علي: أن علياً إذا خرج من باب بيته للصلاة نادى أيها الناس الصلاة الصلاة كذلك كان يصنع في كل يوم يخرج ومعه دِرته يوقظ الناس.
الدرة لم تُذكر هنا إلا لمناسبة تعزير المتخلف عن أمره بها.
وروى ابن ابي الدنيا في "مقتل علي" عن حصين عن هلال بن يساف قال: كان علي ابن أبي طالب يخرج إلى صلاة الفجر فيقول: الصلاة الصلاة.
وروى الشافعي وابن أبي شيبة عن أبي ظبيان قال:كان علي يخرج إلينا ونحن ننتظر تباشير الصبح فيقول: الصلاة الصلاة.
وكان هذا الأمر الذي يعمله علي حينما كان في العراق، كما رواه ابن جرير الطبري أن ابن الحنفية قال: والله إني لأصلي الليلة التي ضرب علي فيها في المسجد الأعظم إذ خرج علي لصلاة الغداة، فجعل ينادي: أيها الناس، الصلاة، الصلاة.
ثالثاً: كان هذا العمل ماضياً في زمن بني أمية في نصف القرن الأول والقرن الثاني:
يحكيه سالم بن عبدالله بن عمر بن الخطاب وقد توفي في خلافة هشام على المدينة عام (106هـ) كما وراه ابن جرير الطبري في "تفسيره" عن عمرو بن دينار، عن سالم بن عبد الله أنه نظر إلى قوم من السوق، قاموا وتركوا بياعاتهم إلى الصلاة، فقال: هؤلاء الذين ذكر الله في كتابه (لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ).
(يُتْبَعُ)
(/)
رابعاً: وكان هذا العمل مستفيضاً لدى فقهاء التابعين وأجلتهم، لا تُقام الأسواق والصلاة حاضرة في الحواضر، وإذا قدم أهل البوادي أخذوا حُكم الحواضر، كما رواه أحمد في "مسنده" والبيهقي في "الشعب" واللفظ له وغيرهما عن المغيرة بن عبد الله اليشكري عن أبيه قال: قدمت الكوفة أنا و صاحب لي لأجلب منها نعالاً فغدونا إلى السوق ولما تقم فقلت لصاحبي: لو دخلنا المسجد.
وكما ثبت هذا عن غير واحد منهم، كأيوب بن أبي تميمة السختياني كما رواه البيهقي في الشعب عن ضمرة عن ابن شوذب قال: كان أيوب يؤم أهل مسجده –يعني في البصرة- و يقول هو للناس: الصلاة الصلاة.
يعني يطوف عليهم مذكراً لهم.
وروي عن الحسن: والله لقد كانوا يتبايعون في الأسواق فإذا حضر حق من حقوق الله بدأوا بحق الله حتى يقضوه ثم عادوا إلى تجارتهم.
وروى ابن سعد عن عمران بن عبد الله عن سعيد بن المسيب قال: كان سعيد يكثر الاختلاف إلى السوق وما فاتته صلاة الجماعة منذ أربعين سنة ولا نظر في أقفائهم.
خامساً: على هذا أجلة الأئمة من أتباع التابعين:
ففي "الحلية" لأبي نعيم عن سفيان الثوري: كانوا يتبايعون ولا يدعون الصلوات المكتوبات في الجماعة.
وكان المفسرون من التابعين على تباين بلدانهم، يحملون قول الله تعالى: (لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله). على ترك البيع والشراء والانصراف للصلوات.
في مكة عطاء بن أبي رباح
وفي البصرة رفيع بن مهران أبو العالية وأيوب والحسن وقتادة ومطر الوراق والربيع بن أنس.
وفي الكوفة السدي والثوري وغيرهما.
وفي خراسان مقاتل بن حيان والضحاك بن مخلد.
أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتدوا، ولا تكونوا كالذين قال الله عنهم: (فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً).
سادساً: مضى هذا عملاً وهدياً متبعاً في ممالك المسلمين وحواضر الإسلام، على اختلاف الآفاق، وتباين القرون.
قال أبو طالب المكي (ت:386) في "قوت القلوب" (2/ 437) ذاكراً حال الأسواق السالفين: إذا سمعوا الأذان ابتدروا المساجد، وكانت الأسواق تخلوا من التجار، وكان في أوقات الصلاة معايش للصبيان وأهل الذمة، وكانوا يستأجرونهم التجار بالقراريط والدوانيق يحفظون الحوانيت إلى أوان انصرافهم من المساجد.
وقال أبو حامد الغزالي (ت: 505) في "الإحياء" (2/ 85): كانوا يستأجرون بالقراريط لحفظ الحوانيت في أوقات الصلوات.
وقال ابن تيمية (ت:728) في "الفتاوى" (23/ 411): إذا تعمد الرجل أن يقعد هناك ويترك الدخول إلى المسجد كالذين يقعدون في الحوانيت فهؤلاء مخطئون مخالفون للسنة.
وأكثر المؤرخين لا ينصون عليه لاشتهاره، وإنما يذكرونه على سبيل مناقب الأفراد المخصوصين ببعض الولايات، وبلغ عمل الحكام به أقاصي بلاد الإسلام حتى بلاد المغرب الأقصى كالسلطان أبي عنان المريني حاكم المغرب الاوسط كله، في القرن الثامن كما ذكره أبو زيد الفاسي في "تاريخه" "تاريخ بيوتات فاس" لدى كلامه على بيت بني زَنْبَق ذكر أن السلطان ينيب أبا المكارم منديل بن زنبق ليحرض الناس في الأسواق على الصلاة في أوقاتها ويضرب عليها بالسياط والمقاريع بأمر أمير المؤمنين أبي عنان.
وبقي معمولاً به في جزيرة العرب في الدولة السعودية منذ نشأتها، كما ذكره أحمد معنينو السلوي، في كتابه "الرحلة الحجازية" عام 1348 هـ، حيث ذكر أن الملك عبد العزيز أعاد الناس إلى الطريق القويم: فعندما ينادي حيّ على الصلاة حيّ على الفلاح، يظهر بالأسواق رجال بيدهم عصي يتجولون بالأسواق منادين: الصلاة الصلاة، ويترك أصحاب الدكاكين أمتعتهم وأموالهم والأماكن مفتوحة، ولا أحد يستطيع أن يمد يده إلى الأمتعة والمال.
والأمر بذلك إلى اليوم يؤمر به ويعمل، وأكثر الناس يدعون متاجرهم رغبة لا رهبة.
سابعاً: لما كان الخلفاء الراشدون يأمرون أهل الأسواق بالصلاة جمعة وجماعة، ويؤدبون على التخلف، أخذ بالتأديب والتعزير غير واحد من الخلفاء، فقد ذكر سحنون في "نوازله" أن عمر بن عبدالعزيز يأمر إذا فرغ من صلاة الجمعة من يخرج، فمن وجد لم يحضر الجمعة، ربطه بعمد المسجد.
وكان مالك يخالف قول عمر بن عبدالعزيز بالربط في المسجد، وإنما ينبغي أن يؤدب على ذلك بالسجن أو الضرب، كما نبه عليه ابن رشد في "البيان والتحصيل" (17/ 185).
الجهة الثانية: ما زال البشر على اختلاف أديانهم وبلدانهم يَسُنون لأنفسهم قوانين في البيع والشراء في اليوم والليلة، لمصالح الناس في النوم، حتى لا تضطرب الحياة، من غير نكير، فإذا كان هذا أمراً يُعاقب عليه ولي الأمر لمصلحة النوم ونحوه، والشرع أوقظ النائم لأجل الصلاة وهو يغط في نومه، عُلم أن الأمر بإغلاق المتاجر لمصلحة الصلاة آكد، في حق ولي الأمر، وحق التاجر.
الجهة الثالثة: أن كثيراً ممن يُسَوِّغ فتح المتاجر وقت الصلاة، يورد مصالحَ متوهمة، كحاجة الناس المالية والصحية، والصلوات لا تأخذ إلا دقائق معدودة في كل وقت، وما سمع الناس على مر العصور أن تاجراً خسر وأفلس لإغلاق متجره لأداء صلاته، والناس يُغلقون المتاجر لأجل مصالح الإنسان كالنوم والطعام ونحوهما ليلاً ونهاراً في اليوم الواحد وقتاً طويلاً يجتمع فيه وقت صلوات أسبوع تام وزيادة، وما تحدثوا عن مواضع الربح والخسارة في طلب صحة الأبدان واتباع النظام، فكيف بسلامة الدين.
ولم ير الناس فرداً مات جوعاً على أعتاب المطاعم والمتاجر يطلب الشراب والطعام، والناس منصرفون عن متاجرهم في صلاتهم.
وهذا أمر لا يُحتاج إلى ذكره، ولكننا في كثير من الأحيان نطلب الإقرار بما تراه العيون، وقد
كان طلب الإقرار بما يظهر للعيان ضعة، إذ أننا في زمن أقوى الناس فيه حجة أرفعهم صوتاً.
الشيخ/عبدالعزيز بن مرزوق الطريفي حفظه الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن الطوخي]ــــــــ[22 - Sep-2010, مساء 02:18]ـ
الشيخ عبد العزيز، شيخ فاضل، ومحدث نحرير ـ نفعنا الله بعلمه ـ
جزاكِ الله خيرا.
ـ[السليماني]ــــــــ[24 - Sep-2010, مساء 09:52]ـ
جزاك الله خيراً(/)
برنامج فقهني ديني بمسجد النمي بالرياض
ـ[أبو علقمة]ــــــــ[21 - Sep-2010, مساء 01:31]ـ
(من يرد الله به خيرا يفقه في الدين)
المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد
وتوعية الجاليات بالبديعة
| برنامج فقهني ديني |
بمسجد النمي بحي العريجاء بالرياض
في الفترة من 23 - 10 - 1431هـ وحتى 13 - 2 - 1432هـ
باستضافة عدد من المشائخ والعلماء
الشيخ الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الشيخ الدكتور عمر بن سعود العيد
الشيخ الدكتور مانع بن محمد المانع
الشيخ الدكتور سعيد بن غليفص القحطاني
الشيخ الدكتور عبد الله بن سليمان المهنا
الشيخ الدكتور سعد بن فلاح العريفي
الشيخ عبد الله بن سعد الفالح
الشيخ علي بن عبد الله النمي
الشيخ عبدالرحمن بن محمد السويلم
الشيخ منير بن نايف الشيباني
الشيخ حمد بن عبد العزيز الجبرين
الشيخ محمد علي الدليقان
الشيخ مكي بن محمد الزين
الشيخ غازي بن خلف العتيبي
الشيخ سعد عبدالله السبر
الشيخ طاهر محمد مجرشي
: شاهد إعلان البرنامج:
http://www.*******.com/watch?v=58UIVx59EGE
الحوافز:
جوائز عينية
مشاركات في رحلات الحج والعمرة
شهادات معتمدة
مكافآة شهرية 480 ريال
: سكن للطلاب شامل الإعاشة:
كما يقام درس اسبوعي لفضيلة
الشيخ علي بن عبد الله النمي
" شرح الكتب الستة"
كل يوم جمعة من بعد صلاة العصر
: شاهد إعلان الدرس الاسبوعي:
http://www.*******.com/watch?v=xPGFEcTCHIg
للتسجيل او الإستفسار
014338607
014333605
0566436448
AL_RAEDA@HOTMAIL.COM
ALRAEDAH@YAHOO.COM
WWW.ALRAEDA.COM (http://WWW.ALRAEDA.COM)
( من يرد الله به خيرا يفقه في الدين)
المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد
وتوعية الجاليات بالبديعة
| برنامج فقهني ديني |
بمسجد النمي بحي العريجاء بالرياض
في الفترة من 23 - 10 - 1431هـ وحتى 13 - 2 - 1432هـ
باستضافة عدد من المشائخ والعلماء
الشيخ الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الشيخ الدكتور عمر بن سعود العيد
الشيخ الدكتور مانع بن محمد المانع
الشيخ الدكتور سعيد بن غليفص القحطاني
الشيخ الدكتور عبد الله بن سليمان المهنا
الشيخ الدكتور سعد بن فلاح العريفي
الشيخ عبد الله بن سعد الفالح
الشيخ علي بن عبد الله النمي
الشيخ عبدالرحمن بن محمد السويلم
الشيخ منير بن نايف الشيباني
الشيخ حمد بن عبد العزيز الجبرين
الشيخ محمد علي الدليقان
الشيخ مكي بن محمد الزين
الشيخ غازي بن خلف العتيبي
الشيخ سعد عبدالله السبر
الشيخ طاهر محمد مجرشي
: شاهد إعلان البرنامج:
http://www.*******.com/watch?v=58UIVx59EGE
الحوافز:
جوائز عينية
مشاركات في رحلات الحج والعمرة
شهادات معتمدة
مكافآة شهرية 480 ريال
: سكن للطلاب شامل الإعاشة:
كما يقام درس اسبوعي لفضيلة
الشيخ علي بن عبد الله النمي
" شرح الكتب الستة"
كل يوم جمعة من بعد صلاة العصر
: شاهد إعلان الدرس الاسبوعي:
http://www.*******.com/watch?v=xPGFEcTCHIg
للتسجيل او الإستفسار
014338607
014333605
0566436448
AL_RAEDA@HOTMAIL.COM
ALRAEDAH@YAHOO.COM
WWW.ALRAEDA.COM (http://WWW.ALRAEDA.COM)(/)
طلب
ـ[العلاوي]ــــــــ[21 - Sep-2010, مساء 03:35]ـ
السلام عليكم
إخوتني في الله أنا طالب في كلية الشريعة ماستر المصطلحات والقواعد الشرعية وأعد بحثا في "أسباب الاختلاف الراجعة للقواعد عند ابن رشد في بداية المجهتد ونهاية المقتصد"
فمن عنده أية معطيات تتعلق بهذا البحث فليساعدني، كيفما كانت هذه المعطيات
هل هناك دراسات سابقة؟
هل يستحق هذا أن يكون بحث للماجستر؟
هل هناك مصادر في الموضوع؟
وجزاك الله خيرا وجعلكم في خدمة العلم.
والسلام(/)
دفاعا عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
ـ[أبو عبد الرحمن البيضاوي]ــــــــ[21 - Sep-2010, مساء 03:42]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وسلم
أما بعد:
فلا يخفاكم أيها الكرام الحملة الشرسة التي يواجهها المسلمون من أعداء الإسلام، وإن من ألد أعداء الإسلام والمسلمين، أولائك الرافضة المتسترون بلبوس الإسلام وهم أضر عليه من اليهود والنصارى، ولست أقصد هنا عوامهم فإنهم مخدوعون ومغرر بهم، نسأل الله عز وجل أن يهديهم سواء السبيل، وإنما أقصد المعممين منهم، من أضلهم الله على علم.
إن المتتبع لعلماء الرافضة، يجدهم لا شغل لهم ولا مشغلة سوى الخوض في أعراض الصحابة الكرام وأمهات المؤمنين الطاهرات المطهرات، خاصة منهم الخلفاء الكرام أبو بكر وعمر وعثمان، وأمهات المؤمنين عائشة وحفصة رضي الله عنهم جميع. وليس معنى هذا أن عليا رضي الله عنه وباقي آل البيت قد سلموا منهم بل والله لقد نالهم أضعاف ما نال أولائك الصحابة الكرام، غير أنهم صدروه لهم في ثوب المدح والتشريف حتى وصلوا بهم التقديس والتأليه.
واليوم نرى الحملة الشعواء التي يخوضها أولائك الأنجاس من أبناء المتعة حول الطاهرة المطهرة من برأها الله عز وجل من فوق سبع سماوات، وقد كان تحت دائرة الضوء في الأيام الأخيرة من أبرز الأنجاس أحد الأدعياء نزيل معقل اليهود (إنجلترا) المحمي بظهورهم، ولن أذكر اسمه فهو أصغر من ذلك بكثير.
وكان حريا بنا التغاضي عن هذه الأراجيف فما أثير حول أم المؤمنين من بهتان أثير نحوه من رؤساء الرافضة، أقصد اليهودَ، حول مريم رضي الله عنها. ولكن لما صار الحديث بهذه الإفتراءات تسير به الركبان في كل واد حتى بلغ المشارق والمغارب وتحدثت به العوام ومن هم في طبقات دون العوام، في المنتديات وفي البالتولك وغير ذلك، كان ذلك بمثابة ناقوس خطر يشحذ الهمم للتصدي إلى هؤلاء الشرذمة من المنحطين وتفنيد افتراءاتهم بالدليل والبرهان.
وقد كنت عزمت الخوض في جمع تلك الشبهات ورد تلك الافتراءات، فبحثت عن الكتب التي ذكرت فضائل أم المؤمنين والأخرى التي ردت على الافتراءات حولها، فوجدت فيها الغنية، فقررت وضعها بين أياديكم عل الله ينفعنا جميعا بها.
وحبذا لو يقوم كل منا بنشر هذه الكتب في المنتديات، ليتعلم الجاهل، ويعود المغرَّرَ به، ويتسلح الأعزل حتى يكون وبنيه بإذن الله عز وجل في مأمن.
وإليكم الان عناوين الأكتب مع روابط تحميلها
الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة (ط الخانجي) مصور pdf (http://arabboook.blogspot.com/2010/09/pdf_3149.html)
سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها مصور pdf (http://arabboook.blogspot.com/2010/09/pdf_5376.html)
عائشة رضي الله عنها معلمة الرجال والأجيال مصور pdf (http://arabboook.blogspot.com/2010/09/pdf_1543.html)
السيدة عائشة أم المؤمنين وعالمة نساء الإسلام مصور pdf (http://arabboook.blogspot.com/2010/09/pdf_6356.html)
حياة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها مصور pdf (http://arabboook.blogspot.com/2010/09/pdf-1418-1998-1-1-464-6-1-2.html)
قال ابن عباس حدثتنا عائشة مصور pdf (http://arabboook.blogspot.com/2010/09/pdf_4728.html)
حبيبة الحبيب أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها مصور pdf (http://arabboook.blogspot.com/2010/09/pdf_6175.html)
زواج السيدة عائشة ومشروعية الزواج المبكر والرد على منكري ذلك مصور pdf (http://arabboook.blogspot.com/2010/09/pdf_7833.html)
الصاعقة في نسف أباطيل وإفتراءات الشيعة على أم المؤمنين عائشة مع دفع الكذب المبين عن أمهات المؤمنين مصور pdf (http://arabboook.blogspot.com/2010/09/pdf_5855.html)
مسند أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها من جوامع الكبير في الحديث مصور pdf (http://arabboook.blogspot.com/2010/09/pdf_9234.html)
مرويات أم المؤمنين عائشة في التفسير مصور pdf (http://arabboook.blogspot.com/2010/09/pdf_6843.html)
تفسير أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لأبي عبد الله أبي السعود مصور pdf (http://arabboook.blogspot.com/2010/09/pdf_8198.html)
حمل كتاب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لابن تيمية مصور pdf (http://arabboook.blogspot.com/2010/09/pdf_2236.html)
الفتح الأنعم في براءة عائشة ومريم مصور pdf (http://arabboook.blogspot.com/2010/09/pdf_943.html)
السيدة عائشة وتوثيقها للسنة مصور pdf (http://arabboook.blogspot.com/2010/09/pdf_1732.html)
موسوعة فقه عائشة أم المؤمنين حياتها وفقهها مصور pdf (http://arabboook.blogspot.com/2010/09/pdf_9128.html)
تراجم سيدات بيت النبوة رضي الله عنهن pdf (http://arabboook.blogspot.com/2010/09/pdf_21.html)
الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة (ط المكتب الإسلامي) pdf (http://arabboook.blogspot.com/2010/09/pdf.html)
الصاعقة في الرد على من سب ام المؤمنين عائشة مصور pdf (http://arabboook.blogspot.com/2010/09/pdf_8123.html)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو البراء المغربي]ــــــــ[21 - Sep-2010, مساء 06:46]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاكم الله خيرا اخونا الطيب , اعلم اخي الطيب ان امنا عائشة رضي الله عنها نزلت براءتها من عند الله تعالى ويكفيها فخرا لانها الطاهرة المطهرة وحبيبة رسول الله صلى الله عليه و سلم , اما الروافض الانجاس فهم شر من وطء الحصى من كل انس ناطق او جان وهم كفار باجماع العلماء اسأل الله تعالى ان يدمرهم آمين.
ـ[محبة عائشة]ــــــــ[21 - Sep-2010, مساء 09:27]ـ
بارك الله فيك
الله ينتقم منهم و من كل من تكلم في عرض اطهر الخلق و اشرفهم
ـ[أبو عبد الرحمن البيضاوي]ــــــــ[22 - Sep-2010, مساء 02:08]ـ
وفيكما بارك أخوي الكريمين(/)
تابعوا معنا دروس مدرسة الحياة لعام 1428 لشيخنا ابي إسحاق الحويني
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[21 - Sep-2010, مساء 04:15]ـ
سِلْسِلَة مُحَاضَرَات
مَدْرَسَة الْحَيَاة
لعام: 1428
فَضِيْلَة الْشَّيْخ
أَبِي إِسْحَاق الْحُوَيْنِي
حَفِظَه الْلَّه
مقدمة:
إن الْحَمْد لِلَّه تَعَالَى نَحْمَدُه وَنَسْتَعِيْن بِه وَنَسْتَغْفِرُه وَنَعُوْذ بِاللَّه تَعَالَى مِن شُرُوْر أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَات أَعْمَالِنَا مَن يَهْدِى الْلَّه تَعَالَى فَلَا مُضِل لَه وَمَن يُضْلِل فَلَا هَادِى لَه وَأَشْهَد أَن لَا إِلَه إِلَّا الْلَّه وَحْدَه لَا شَرِيْك لَه وَأَشْهَد أَن مُحَمَّداً عَبْدُه وَرَسُوْلُه.
أَمَّا بَعد.
فَإِن أَصْدَق الْحَدِيْث كِتَاب الْلَّه تَعَالَي وَأَحْسَن الْهَدْي هَدْي مُحَمَّدٍ صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم، وَشَّر الْأُمُور مُحْدَثَاتُهَا وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدَعِه وَكِلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَة وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي الْنَّار الْلَّهُم صَلّى عَلَى مُحَمّدٍ وَعَلَى آَل مُحَمِّد كَمَا صَلَّيْت عَلَى إِبْرَاهِيْم وَعَلَى آَل إِبْرَاهِيْم فِي الْعَالَمِيْن إِنَّك حَمِيْدٌ مَجِيْد، وَبَارِك عَلَى مُحَمدٍ وَعَلَى آَل مُحَمِّد كَمَا بَارَكْت عَلَى إِبْرَاهِيْم وَعَلَى آَل إِبْرَاهِيْم فِي الْعَالَمِيْن إِنَّك حَمِيْدٌ مَجِيْد.
الْتَّجْرِبَةِ أَعْوَنَ مَا يَسْتَعِيْنُ بِهِ الْعَاقِلُ عَلَىَ مَعْرِفَةِ حَاضِرَهْ وَمُسْتَقْبَلِه: ِ فقد تكرر كثيرًا في القرءان المجيد قصص الأنبياء وقصص الأمم، وهذا الذي يسميه علماء التاريخ بتجارب الأمم، والتجربة أعون ما يستعين به العاقل على معرفة حاضره ومستقبله إذ الماضي لا سبيل إلى إيجاده مرة أخرى، فما ثمَّ إلا الحاضر والمستقبل، فإذا كان الرجل عاقلاً متأملاً، استفاد مما مضى لما هو حاضر ولما هو آتٍ، والعلماء يقولون: أنه يجوز أن نعلق بعض الأحكام على التجربة ,ويُستدل بذلك لما أخرجه الشيخان في الحديث الشهير في معراج النبي- ? - (لمّا فرض الله عليه وعلى أمته خمسين صلاة فمرَّ بموسى- عليه السلام- فقال له ماذا أعطاك ربك قال: أمرني بخمسين صلاة في اليوم والليلة فقال له: إن أمتك لن تستطيع وإنني جربت الناس قبلك وأنني عالجت بني إسرائيل أشد المعالجة فارجع إلى ربك فسأله التخفيف) ,الشاهد: أنه- عليه السلام- قال للنبي ? (إني جربت الناس قبلك، وإن أمتك لن تستطيع).وفي صحيح مسلم من حديث جُزامة بنت وهب الأسدية أن النبي ? قال:" لقد هممت أن أنهي عن الغِيل فذكرت فارس والروم فإذا هو لا يضر أولادهم " (والغيل) أن يأتي الرجل امرأته وهي ترضع، أي وهي مرضعة وليس في حال إرضاعها، إنما وهي في فترة الرضاع، وهذا هو معنى الغِيل أو الغِيَال أو الغِيلَة ,وهذه الألفاظ كلها وردت في طرق هذا الحديث وفي غيره كحديث أسماء بنت يزيد عند أبي داود وغيره وحديث أبي هريرة عند الطبراني في الأوسط وفي أحاديث أخري كحديث بن عباس بسند صحيح عند الطحاوي في شرح معاني الآثار وعند الطبراني في الكبير ,الغِيل: أن يأتي الرجل امرأته في حال إرضاعها أو في فترة الرضاع، فاستدل النبي ? بالنظر إلى حال فارس والروم كاد أن ينهى فأباح لما نظر إلى حال هؤلاء وأنه لا يضرهم.
رَأْيَ أَهْلَ الْطِّبُّ فِيْ حَمْلِ الْمَرْأَةُ حَالَ إِرْضَاعِهَا:أهل الطب يقولون إن المرأة إذا حملت في وقت إرضاعها يؤثر ذلك على اللبن وفي حديث أسماء بنت يزيد أن النبي ? قال: " لا تقتلوا أولادكم سرًا فإن الغِيل يدرك الفارس على فرسه فيدعثره " الشاهد من الحديث: أي إذا رضع الولد رضع من أمه وهي حامل فيؤثر ذلك على بنيانه الجسدي فلربما ركب هذا الولد لما صار فارسًا ربما ركب فرسه فيدركه الضعف الناتج عن الرضاع أيام الحمل.فيدعثره عن فرسه: أي يسقطه عن ظهر فرسه، فكأنما قتل سرًا أي قتل ولا يعلم أحد السبب في سقوطه عن ظهر فرسه، فالنبي ? استدل بالنظر إلى أن فارس والروم كانوا يفعلون ذلك وكان لا يضرهم.وفي كتاب الله عز وجل في آيات كثيرة جدًا الأمر بالنظر إلى مصائر الأمم قبلنا، وهذا الذي قالوا عنه أيضًا تجارب الأمم كما قال الله – تبارك وتعالي-? قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ
(يُتْبَعُ)
(/)
عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ * فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ ? وكما قال تعالي: ?وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأمْثَالَ ? (إبراهيم:45) ,الشاهد من الآية: فحذرنا تبارك وتعالي أن ننزل في مساكن الذين ظلموا وألا نعتبر، والرسول ? كما في حديث بن عمر لما مرَّ بالحجر بديار ثمود استحث راحلته على السير وقال:" إذا دخلتم على هؤلاء المعذبين فأسرعوا " الشاهد من الحديث: الأمر بالإسراع خشية أن يحيق بكم ما حاق بهم، مع أن هؤلاء موتي، وما يؤثر أن يمرَّ رجل على قبور كافرين إنما نبه النبي ? لشيء يحتاج إلى بعض تأمل، وهو أنه إذا قال لك إذا مررت بقبر ميت كافر فأسرع، فكيف تُساكن أنت الكافر وهو حي، مع أن الميت لا يؤثر، فهذا فيه عبرة للذين يُساكنون الكافرين أو يرحلون من بلادهم طواعيةً بغير موجب إلى بلاد الكافرين ,ثم يستوطنون هناك ليس الدين هو الذي دفعهم أو أخرجهم من ديارهم، لا، ما أخرجهم إلا الدنيا
يَسْرُدُ الْشَّيْخِ حَفِظَهُ الْلَّهُ قِصَّةَ لِأَحَدٍ الْمُهَاجِرِيْنَ أَثْنَاءِ تَوَاجُدِهِ فِيْ أَمْرِيْكَا: وأنا لا أنسي وأنا كنت في أمريكا مرة ودعانا أستاذ في كلية الهندسة مصري وكان مدرسًا في كلية الهندسة جامعة الأزهر ثم حدث بينه وبين إدارة الكلية مشادة في مسألة الترقيات، فترك بلده ثم هاجر واستوطن شيكاغو وعُين أستاذًا في الجامعة هناك ,دخل عليه ابنه عمره إحدى عشر سنة والولد لا يعرف حرفًا واحدًا من العربية، واسمه محمد، أمه كندية لا تعرف شيئًا قط والرجل يتخاطب في بيته مع امرأته بالإنجليزية، عنده حوالي ثلاثة أولاد أو أربعة لا يعرف واحد منهم حرفًا من العربية، حكي لي حكاية وهو يتوجع بعد فوات الأوان.
ملخص الحكاية:، أنه هناك الخطف للبشر على قدم وساق، عصابات لخطف الناس يأخذوهم ويبيعونهم قطع غيار، الذي يحتاج كلية، والذي يحتاج طحال أو قرنية أو كبد، قطع غيار، فهو من عادته أنه يغلق باب الفيلا والولد يلعب داخل الفيلا، خرج يبحث عن الولد لم يجده، ناداه لم يجده، جُنَّ جنونه، قال: خطفوه وسيبيعونه قطع غيار خرج يجري في الشوارع حتى وجد الولد على شاطئ نهر قريب من الفيلا،وأول ما وجد الولد انهال عليه ركلاً وضربًا، وهو يضرب الولد مرت دورية شرطه فأمسكت به، واحد وعشرين يوم حبس وتحقيق لماذا يضرب الولد؟.
أنا أريك بعض الآفات للذين يمسحون خدهم بنعلهم:وأشرف ما في الوجه وأرقه وحُرُّه هذا الخد، فيصل الحال بالإنسان أن يمسح هذا الخد بالنعل، وهذا هو الذين يرحلون من بلادهم إلى بلاد الكافرين يبحثون عن الدنيا، وهذه كلها تجارب، إذ الإنسان لم يستفد من التجارب حق الاستفادة، سيخسر حاضره ولن يكسب مستقبله ,النظام هناك أنه ممنوع الضرب.
مَالَّذِيَ تَرَتَّبَ عَلَيَّ مَنْعِ الْضَّرْبِ بِالمَدارِسَ؟ وَمَا مَصْدَرُهُ؟ وطبعًا هذا هو الذي انتقل إلى المدارس عندنا، كان المدرس يستطيع أن يؤدب الولد الآن المدرس لا يستطيع أن يمد يده على الولد، الولد يقوم بتحرير محضر له في القسم مباشرة، والأستاذ يظل عاجزًا تمامًا لا يستطيع أن يفعل شيئًا، هذه كلها ثقافة وسياسة تعليمية انتقلت عندنا، ما هو المقصود منها؟ المقصود منها أن ينفلت الولد من يوم أن يولد فلا رقيب ولا حسيب ولا جهة عقوبة؟، وأُخذ عليه عهد والميثاق أنه لو تكرر منه مثل هذه المسألة سيكون التصرف معه أشد من ذلك ,هذا فضلاً عن الإباحية المطلقة هناك الزنا، شرب الخمرالدعارة، كل أنواع الفجور المتوقعة موجودة هناك ,رجل مسلم قرأ القرءان وسمع أحاديث النبي ? يذهب إلى بلاد الكافرين يجالسهم ويلابسهم ويأخذ من أخلاقهم والرسول ? يمر على الحجر من ديار ثمود فيتقنع ويستحث راحلته على سرعة السير في المقابر ويقول:" إذا دخلتم على هؤلاء المعذبين فأسرعوا "، ثم يأتي الأحياء الذين نهوا عن ذلك وقال ? كما في حديث جرير بن عبد الله- رضي الله عنه-" لا يجامع المشرك إلا مثله " ? " لا تتراءى نارهما "، لو أوقد رجل مسلم نارًا على قمة جبل وأوقد رجل مشرك نارًا على قمة جبل أخر لكان ينبغي ألا يرى أحدهما نار الأخر ,ولك أن تتصور المسافة التي
(يُتْبَعُ)
(/)
تكون بين الجبلين، حتى أن المرء إذا صعد قمة الجبل لا يرى النار المشتعلة على قمة جبل أخر، وفي هذا حث شديد على المباعدة بقدر المستطاع عن هؤلاء.
الاعتبار التاريخ مسألة في غاية الأهمية، أمراض الأمم واحدة وموجب العذاب واحد ? فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا? (الشمس:14)، وقال تعالى:? فَكُلا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ ? (العنكبوت:40)، فموجب العذاب واحد وأمراض الأمم واحدة.وكما قال علي بن أبي طالب- رضي الله عنه-: (واستدل على ما لم يكن بما كان فإن الأمور اشتباه) أي أن الذي حدث أمس هو هو الذي يحدث اليوم، هو هو الذي سيحدث غدًا، ما الجديد في ذلك؟ الشخوص الذين عاينوا أمس ليس هم الذين يعيشون الآن والذين سيلابثون هذا ليس هم الذين يعيشون الآن، بل هي أمة تأتي ,كمثل الذي يكون معه خطبة واحدة ويلف الجمهورية بخطبة واحدة فالخطبة قديمة بالنسبة له جديدة لكل مستمع، كلما دخل بلد فلا يوجد غير هذه الخطبة، فتكون جديدة على أهل البلد وعلى هؤلاء وهؤلاء، أما هي بالنسبة له فقديمة ,إنما قدمت لهذا بين يدي هذه المجالس التي ستستمر معنا في هذا الشهر الكريم وما بعده من الأشهر، والتي كنت عنونتها بعنوان مدرسة الحياة، ومدرسة الحياة، التي هي التجارب.
أَفْضَلُ مِنْ يَسْتَفِيْدُ بِالتَّجَارِبِ هُمْ أَهْلُ الْعِلْمِ: عندهم علم وعندهم حكمة وعندهم تأمل، أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال كما في الصحيحين " كنا نهينا أن نسأل رسول الله ?، فكان يعجبنا أن يأتي الرجل العاقل من البادية يسأل ونحن نسمع" قال:"يعجبنا أن يأتي الرجل العاقل "لماذا؟ نهوا عن السؤال ويحتاجون إلى معرفة أشياء ذات بال، الذي يسأل عن الشيء ذي البال , الرجل العاقل ولذلك يقول سفيان بن عيينة: وقد سأل أصحابه يومًا وهذا السؤال يسأل إليكم أيضًا: من أحوج الناس إلى العلم؟ قال سفيان: أحوج الناس إلى العلم هم أهل العلم، لماذا؟ لأنهم منارات الناس، كلما يريد أحدُنا شيئًا إنما يفزع إلى واحد من أهل العلم، والجهل بهم قبيح، وهذا كلام سفيان بن عيينة- رحمه الله-، ونحن مع رجل عالم له تجربة واسعة وعريضة، وكلما لابث العالم الناس،كان على وعظه وإرشاده من البهاء ما لا يكون على كلام حبيث المكتبة، رجل يحبس نفسه في المكتبة لا يتعامل إلا مع الكتب، تراه في معالجة المسائل يختلف عن الرجل الذي لابث الناس وعايشهم.
أميز ما يميز الذي لابث الناس عن غيره أنه يستطيع تنزيل الدليل على الواقع:وأرى أن هذه من أجل مهمات العلماء، ليس من مهمة العالم فقط أن يلقي الدليل ساذجًا إلى السائل، المسألة الفلانية يقول له دليلها كذا، أنت ممكن تعطيه الدليل وهو يختلط عليه لا يعرف كيف يتعامل مع الدليل، فحينئذٍ يعطيه أهل العلم من فقههم وفهمهم فينزلون الدليل على واقع المستفتي.مثلاً: أرسل لي أحد الأشخاص رسالة على المحمول، يقول فيها: امرأتي تسبني وتسب أهلي بأغلظ أنواع السباب وبصقت في وجهي وجرحتني بالسكين، وأمرتها أن تجلس من العمل فأبت وقالت أطلق ولا أترك العمل فهل لو طلقتها أكون طالمًا لها؟ فهذا ماذا نقول له؟ وأنت أمام المشاكل الذي أنا قلتها وأنت تريد أن تنزل الدليل على الواقع، فماذا تقول له، لو امرأة بصقت في وجه زوجها، وليس ذلك فقط، إنما هي تقول له لو أبوك خلف رجل طلقني، فهذا الرجل أفتاك وقال لك أطلقها أم لا؟ تقول له طلقها أم لا، هذا الرجل لو سألني أقول له لا تطلقها، لماذا؟ لأنك تنفخ في قربة مقطوعة، لأن شيء واحد مما ذكرته لكم كفيل بطلاقها، هذا رجل ليس عنده شخصية لا يستطيع أن يتخذ القرار لو حاولت أن توقفه وتجعله رجل سيتخلى عنك، ولن يعرف أن يقوم بالدور الذي تريده تقول له قف وأدبها وربيها وغير ذلك، كان رباها قبل أن يسألك لا ينفع لأن مثل هذا من الجناية عليه أن تقول له طلقها، لكن تقول له إيه ماذا حدث؟، وماذا الذي يضر إذا بصقت في وجهك، ولما تقول أبوك خلف رجل، فهؤلاء الأولاد من أين؟ ولو أمسكت لك السكين فأحسن بها الظن ماذا تقول له غير ذلك، لأن شخصية هذا لا ينفع أن تقول معه غير ذلك ومثل هذا منذ عشرين سنة في هذا العناء والتعب يكمل حياته، تعود على هذه المسألة ولا يري أن من العار أن يكمل حياته مع امرأته وبصقت في وجهه هو
(يُتْبَعُ)
(/)
لا يرى ذلك عار، فأنت لما تقول له طلقها ممكن تأخذه الحمية يطلقها ثم يذهب يبكي لها ويقول لها أنا أريد أن أرجعك، فيلزم وأنت تتعامل مع الناس أن تعرف.ثانياً: وأنت تفتي الناس إياك أن تفتيهم بقناعتك، لأنك ممكن تجني عليه لأنه قد يكون على مستواك الشخصي لا تسمح للمرأة مطلقًا أن ترفع طرفها فيك وليس أنها تتكلم، ولا تنطق ,مثل عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- في الحديث الذي في الصحيحين من حديثه – رضي الله عنه- لما يقول عمر ولما هاجرنا إلى الأنصار، إذا نساؤنا طفقن يأخذن من أدب نساء الأنصار طبيعة البدو أو الناس الذين هم القرشين وغير ذلك لا يسمح للمرأة تناقش المرأة ليس لها إلا الخدمة والاستمتاع فقط، بخلاف المدينة تجد الرجل يدلع المرأة، عندهم رقة في التعامل ويستخدمون الألفاظ الجميلة ومثل ذلك إنما الجماعة القرويون وأهل البدو ليس عندهم هذه القصة ويرون أن هذا ضعف في معاملة النساء , فلما هاجر المهاجرون إلى المدينة عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- يقول: (فطفقن نساؤنا يأخذن من أدب نساء الأنصار، فصخبت علي امرأتي ذات يوم فراجعتني) أنا أريد أن تتأمل الألفاظ التي استخدمها عمر بن الخطاب مجرد أن تراجعه قال: "صخبت على امرأتي "، وصخبت: أي صرخت وعملت ضجة مجرد فقط أن قالت له ما رأيك نعمل هذه بل هذه، قال: صخبت على امرأتي ذات يوم فراجعتني فتناولت قضيبًا فضربتها، كيف تراجعني؟ فقالت: (أو في هذا أنت يا ابن الخطاب) ألا زلت تعيش في الزمن القديم الدنيا تغيرت، إن أزواج النبي ? يراجعنه ويهجرنه الصبح حتى الليل، ليس فقط يراجعوه بل يغضبون منه ويهجروه، وأنت تنكر عليَ مراجعتك وأتناول معك الكلام وأعترض فلما سمع عمر هذا، انزعج وقال أو تفعل حفصة ذلك.
مَتَىَ يَكُوْنُ هَجَرَ الْفِرَاشِ مَعَ الْدَّلِيلِ؟ وتأمل الكلام يهجرنه الصبح حتى الليل، وليس الليل حتى الصبح، لأن النبي ? قال:" إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح " وأزواج النبي ? لا يقعون في مثل هذه المسألة، فالهاجرة لفراش زوجها من الليل حتى الصبح وهذا هو الذي يقال فيه هجر الفراش.اليوم أنت ممكن لا تسمح لا امرأتك أن تنظر إليك، فيأتيك واحد ويقول لك امرأتي عملت كذا وكذا وأقول لها فدفعتني على الباب، وأنت باعتبار أنك لا تسمح لها أنها تنظر إليك، ماذا تقول له؟ ستقول له هذه ارميها من البلكونة أرسلها إلى أهلها، لابد أن تؤدبها، لا بد أن تجعلها تأكل التراب، فأنت في الواقع لما أشرت عليه باعتقادك أنت بطبعك هذا الحامي لا ينفع طبعًا، لا ينفع أن اعتقادك الشخصي أن تنزله على الناس،لاحتمال أن يكون الرجل ليس كمثلك، كما قلنا قصة الرجل السابق.
الْتَّجْرِبَةِ الَّتِيْ تَسْتَفِيْدُهُا مِنْ الْخَلْقِ لَابُدَّ أَنْ يُغَلِّفُهَا الْدَّلِيلِ الْشَّرْعِيِّ:لذلك قلنا أكبر الناس في ميدان التجربة قاطبة هم أهل العلم، والعلم حاكم وعنده الفهم الذي يستطيع أن ينزل به الدليل على الواقع، فلما جاء رجل إلى عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- يشتكي له فقال: إن فلانًا سبني، قال له ماذا قال لك، قال: قال لي:
خلي المكارم لا تسعى لبغيتها
واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
الشاهد من الكلام: معني هذا البيت يقول له: اقعد أنت لست من أهل المعالي والمجد وغير ذلك، أنت عملك أن تأكل وتشرب وتقعد على الأرض فهذا ذم فعمر بن الخطاب فال له وقد رأى الرجل متعصب وفلانًا سبني، فقال له عمر وما تريد؟ جعلك طاعمًا كاسيًا، وهذه عمل الملوك يجلس أربعة وعشرين قيراط الأكل يأتي إليه ويلبس في منتهى اليسر والسهولة وغير ذلك، ماذا تريد من الدنيا غير ذلك، جعلك طاعمًا كاسيًا، فقلبها فإذا كان الكلام فيه محتمل للتأويل أنا أستطيع أن أحل مشكلة بهذه المسألة، فهذا يحتاج إلى فهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولذلك بعض العلماء لما يضع عنوان على حديث أبو هريرة باب (الفهم في العلم) أورد فيه حديث أبو هريرة في الصحيحين قال فيه أن النبي ? قال:" خرجت المرأتان على زمان داود عليه السلام، كل امرأة معها ولد أي طفل فجاء الذئب فعدا على أحد الولدين وأكله واختصمت المرأتان على الطفل الباقي، كل واحدة منهما تقول هذا ولدي لما اختصمتا إلى داود- عليه السلام- قضى به للمرأة الكبرى،لأن القرائن كلها الظاهرة أن هذا الولد ابنها لأنها تبكي وتصرخ ويظهر عليه أنها متوجعة والمرأة الثانية تقف كالأسطوانة لا تتحرك، وفي بعض الناس الحزن يقتله فلا يظهر عليه أي أثر، لا يبكي ولا يتفجع ولا يتكلم بأي قول، يقف هكذا مصمت، بسبب شدة الحزن آخر الشوكة تجعله يصرخ حتى تسمعه الدنيا كلها ,فلما قضى داود عليه السلام بالولد للمرأة الكبرى، فلما خرجتا لقيتا سليمان فاشتكت المرأة الصغرى إلى سليمان- عليه السلام- وقالت إن أباك قضى بهذا لهذه وهو ولدي، فقال سليمان– عليه السلام-: "ائتوني بسكين أقسمه نصفين"، كل واحدة تأخذ نصفه، فحينئذٍ صرخت المرأة الصغرى وقالت لا أريده، أعطه لها، لأنه لما يقول أنا سأقسم الولد نصفين وكل واحدة تأخذ نصف، لن يتفجع على الولد في الحقيقة إلا الأم، فهذا من باب الفهم في العلم.أنا ممكن يكون عندي الدليل نحن كبشر بعيدًا عن الأنبياء ولا نحسن فهم الدليل ,ولذلك قال تعالي:? وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ * فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ ? (وحتى لا يظن ظان أن عدم الفهم في مسألة جزئية يلحق النقص بالإنسان قال الله- عز وجل-: ?وَكُلًّا آَتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا ? (الأنبياء:79).
الرجل الفاضل قد تفوت عليه المسألة فيدركها من هو أقل منه:، كما حكيَ أن امرأة جاءت إلى عمر بن الخطاب- رضي اله عنه- وقالت:"يا أمير المؤمنين أن زوجي يصوم النهار ويقوم الليل، قال لها: بارك الله لك فيه، فانصرفت المرأة فقال له قائل من الجلوس يا أمير المؤمنين إنها تشتكي زوجها،"_ وأظنه شريح القاضي _ فقال: قم وأنت قاضي أهل البصرة أو أهل الكوفة " حكم على فهم من يقول له بهذه المسألة قال له أنت تصلح أن تكون قاضيًا، لأن القاضي لا يحتاج فقط إلى العلم الظاهر بل يحتاج أن يتصرف فيما عنده من الأدلة، وهذا بطبيعة الحال إنما يكون بالتجربة.
أبو عبيد القاسم بن سلاَّم صاحب الكتاب الشهير غريب الحديث وهو من طبقة أحمد بن حنبل ويحي بن معين، وكان إبراهيم بن إسحاق الحربي إذا ذكر أبا عبيد يقول: (جبل نفخ فيه الروح) وهذا أعلى درجات التزكية، جبل نفخ فيه الروح، قال: كنت أذهب إلى أن الجالس المتمكن إذا نام لا يعيد الوضوء لأن النبي ? يقول:" العينان وكاء السهِ " طالما أن الإنسان جالس ومتمكن يمكن أن يكون متحكم في مسألة الريح فأبو عبيد يوم الجمعة جالس بجانب الإسطوانة العمود، ورجل يجلس متمكن ثم أخرج ريح فقال له أبو عبيد قم توضأ، فجعل الرجل يقسم أنه لم يفعل شيئًا من ذلك فغير أبو عبيد مذهبه بسبب هذه الواقعة وذهب إلى ما ذهب إليه جماعات من أهل العلم إلى أن النعاس قليله وكثيره ينقض الوضوء.
فانا أريد أن أقول ونحن بين يدي هذه الخواطر للإمام أبي الفرج بن الجوزي -رحمه الله تعالي- في كتابه صيد الخاطر، وطبعًا كتاب صيد الخاطر واضح من العنوان أنه يصطاد إذا مرَّ بخاطره شيءٌ يستحق أن يسجل فيسجله وأنا ندمت كثيرًا أنني لم أسجل خواطر كثيرة مرت بي، احتجت إليها فندَّت عن ذهني وكانت المعاني فيها رائقة ,بن الجوزي يقول أنه فرط فيما مضي من الزمان ثم انتبه إلى هذا الأمر فبدأ كلما خطر عليه شيء يسجله، وهذه كانت عادة أهل العلم.
فعادة أهل العلم كلما مرَّ عليه شيء ذي بال سجله: يقول محمد بن أبي حاتم الوراق عن الإمام البخاري- رحمه الله- الذي كان ينسخ له كان يقول: (ربما استيقظ في الليلة ثلاثين مرة يسجل شيئًا ثم يطفئ المصباحشيء يخطر بباله) كما قال بن عقيل الحنبلي (أنه لا يحل لي أن أضع ساعة من عمري حتى إذا كلَّ لساني عن مناظرة وبصري عن مطالعة استطرحت، فأعمل فكري حال استطراحتي فلا أقوم إلا وقد خطر لي ما أسطره،) حتى في استطراحته يعمل فكره، هؤلاء هم الذين شغلوا الزمان، واستغلوا الأعمار الشيء الأخير: أنبه عليه وهو أنني كثيرًا ما أذكر حكايات قيلت لي فبعض الناس قد يلومني، يقول لي أنا أحكي لك الحكاية وأنت تقصها على الناس أنا لا أقول ما اسمه ولا قلت أين بلده، هذا مثل ما بال أقوام، والنبي? لما كان يقول " ما بال أقوام يقولون كذا وكذا " كان يعني أناسًا بأعينهم، جاء جماعات إلى بيوت النبي- ? يسألوا عن عمله ? فكأنهم تقالوها، والحديث أنتم تعرفونه، قال أحدهم أما أنا فأصوم ولا أفطر وقال الثاني وأنا أقوم ولا أنام، وقال الثالث وأما أنا فلا أتزوج النساء فلما بلغ النبي? هذا الكلام قال الصلاة جامعة وجمع الناس وقال: " ما بال أقوام يقولون كذا وكذا "، الذين قالوا كذا وكذا هم أناس بأعينهم , فعندما أحكي حكاية ربما حدث تشابه ما بين حكاية الحاكي وحكاية حاكٍ أخر، لكن على أي حال أنا ما ذكرت اسمه أصلاً ولا قلت هو من أي بلد حتى يقال لي لما قلت، إنما أقول هذا الكلام من باب التجربة.
انْتَهَي الْجُزْء الْأَوَّل مِن الْدَّرْس الْأَوَّل
http://www.alheweny.org/aws/play.php?catsmktba=268
المادة الصوتية للدرس الأول
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن الطوخي]ــــــــ[22 - Sep-2010, مساء 02:14]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[22 - Sep-2010, مساء 03:42]ـ
وجزاكم مثله
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[23 - Sep-2010, صباحاً 06:08]ـ
الْجُزْء الْثَّانِي مِن الْدَّرْس الْأَوَّل
كتاب صيد الخاطر لابن الجوزي- رحمه الله- كتاب ممتع وفيه تجارب بل لعله أشهر واعظ للإسلام على الإطلاق، كان الخليفة يصلي خلفه، وكان يقول الكلام على بديهته يحتار المرء كيف أتي به علي البديهة، وكان يحضر مجلسه مائة ألف، وأسلم على يديه مائتا ألف، أما العُصاة الذين تابوا على يديه فحدِّث ولا حرج، وكان مع هذه الحشمة كثير التصنيف.يقول الذهبي – رحمه الله- (أنا لا أعلم في الإسلام رجلٌ صنَّف مثل هذا الرجل) صنَّف ستمائة كتاب، الكتاب يتراوح ما بين ملزمة إلى عشرين مجلدًا هذا مع الوعظ، وعندما يكون الإنسان واعظاً مسدداً في الوعظ كل الناس تتهافت عليه كل مشاكل الناس عنده، أي واحد يريد أن يتوب كما يحدث الآن , يأتي ويقول أعطيني وقت لكي أحكي لك عن حياتي الماضية وأقول لك ماذا عملت في حياتي لكي تقول لي أخرج من هذه المظلمة بالطريقة الفلانية ومن هذه المظلمة بالطريقة الفلانية.لو أنك ستعطي للناس من صبرك وحلمك، ممكن تعطيهم كم ساعة في اليوم مع مراعاة أنك رجل لك مؤلفات، ولك أسرة ولك حياتك الخاصة، ممكن تعطيهم كم ساعة في اليوم، خمس ساعات، ستسمع كم واحد في اليوم تسمع لخمسة، ستة، ومع هذا الجهد الكبير استطاع أن يؤلف ستمائة مؤلف وفي شتي فروع المعرفة، لم يترك شيء لا حديث، ولا فقه، ولا عربية ولا تاريخ، ولا تفسير ولا بلاغة ولا عروض، ولا أدب وغير ذلك إلا صنف فيه كتابًا وكتابين وثلاثة وأربعة، فنحن أمام رجل صاحب تجربة عريضة.
وأنا اخترت هذه الخاطرة لأنها تصلح أن تكون أول خاطرة في الكتاب لأنها آفة كلنا نعاني منها.يقول- رحمه الله-: (قد يَعرِضُ عند سماعِ المواعظ للسامِع يقظةٌ فإذا انفصل عن مجلسِ الذِكر عادت القسوة والغفلة، فتدبرت السببُ في ذلك، فَعَرفته ثم رأيت الناس يتفاوتون في ذلك، فالحالة العامة أن القلبَ لا يكون على صفته من اليقظة عند سماع الموعظةِ وبعدها، لسببين:-
أحدهما: أن المواعظ كالسِيَاط، والسياط لا تُؤلِم بعد انقِضَائِها إِيلَامَهَا وقت وقوعها. ثانيها: أن حالة سماع المواعظ يكون الإنسان فيها مُزَاحَ العِلَة، قد تَخَلَّى بجسمهِ وفكرهِ عن أسباب الدنيا، وأنصَتَ بحضور قلبه، فإذا عاد إلى الشواغلِ اجتَذَبَتهُ بِآفَاتِهًا، فكيف يصح أن يكون كما كان؟ وهذه حالة تَعُمُ الخلق، إلا أن أربابَ اليقظة يتفاوتون في بقاء الأَثَر، فمنهم من يَعزِم بلا تردد ويمضي من غير التفات، فلو توقف بهم رَكبُ الطَبعِ لضجوا كما قال حنظلة عن نفسه: نافق حَنظلة، ومنهم أقوام يميل بهم الطبع إلى الغفلةِ أحيانا ويدعوهم ما تقدم من المواعظِ إلى العمل أحياناً، فهم كالسُنبلة تُمِيلُها الرياح وأقوام لا يؤثر فيهم إلا بمقدار سماعه، كمَاءٍ دَحرَجتَهُ على صفوان)
قَسَمٌ ابْنُ الْجَوْزِيِّ الْنَاسْ فِيْ مُقَابِلِ الْمَوْعِظَةِ، إِلَىَ ثَلَاثَةِ أَقْسَامٍ:يقول أن الإنسان عند سماع الموعظة، يعرض له نوع يقظة، أنت أتيت اليوم المسجد، غافل عن معاني كثيرة أنا تحدثت وقرعت قلبك وسمعك استيقظت على معنى من المعاني،و هذا المعني ربما أيقظك ولم يوقظ غيرك، لأن كل إنسان له مقتضى في حياته، ونحن كنا نقول منذ قليل الفهم في العلم، أنظر إلى الغباء في العلم، الصورة بضدها تتميز الأشياء.
من الغباء في العلم: الجماعة الذين اتهموا أبا هريرة بأنه كذب على النبي ? في زيادة ذكر كلب الزرع في الحديث، " من اقتنى كلبًا ليس كلب زرع ولا ضرع نقص من أجره كل يوم قيراط "، والفتوى الرسمية التي طلعت لنا هذه الأيام لأن أولاد الذوات يحبون الكلاب، الولد يركب السيارة والكلب معه يجلس بالكرسي الخلفي ويخرج لسانه لمن يقفون في محطة الأتوبيس في الحر فأولاد الذوات الذين لديهم الكلاب كيف تقول لهم هذا الحديث، ينقص كل يوم من أجره قيراط ,فيعترض ويقول ماذا يحدث إذا اقتنى المرء كلب إذا كان مالك يقول أن لعاب الكلب طاهر، فما العلاقة ما بين طهارة لعاب الكلب وما بين حرمة اقتناء الكلب، هل الكلب حُرِّمَ اقتناءه للعابه ولا لأن النبي ? قال:" إن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه كلب أو صورة "، سواء لعابه طاهر أو غير طاهر، نعم المالكية إذا كانوا يقولون أن لعاب الكلب طاهر، فسائر العلماء يخالفونهم في ذلك.
مفهوم العدد عند المالكية: لذلك العدد كان عند المالكية ليس له معني المسألة تعبدية فليغسله سبع مرات، ليس المقصود سبع مرات، واحد، اثنين، ثلاثة، أربعة خمسة ستة، سبعة، لا، هم عندهم ماء النار والصابون وغير ذلك يقوم مقام التراب مثلاً خلافًا لما عليه جمهور العلماء وهذا من الأقوال الشاذة، وكل فترة تجد قول شاذ والزمخشري لما توجع من الأقوال الشاذة، وكان قديمًا يقول ما مذهبك؟ حنفي، أنتم الذين تحلون الخمر، وأنتم المالكية، أنتم الذين تقولون الكلب يؤكل، وأنت الشافعية الذين تقولون يجوز نكاح البنت من الزنا، وأنتم الحنابلة الذين تقولون أن ربنا جسم، كل مذهب له ناس يقعدون له على الرصد.
__________________
هنا المواد المفرغة في موقع الشيخ أبي إسحاق الحويني حفظه الله
http://alheweny.org/aws/catplay.php?catsmktba=228(/)
مختارات من بهجة المجالس لأبي عمر القرطبي
ـ[سلطان العمري]ــــــــ[21 - Sep-2010, مساء 05:46]ـ
مختارات من بهجة المجالس لأبي عمر القرطبي 368 – 463 هـ
المجلد الأول:
45/ قال الأحنف: لو جلس إلي مائة رجل لأحببت أن ألتمس رضا كل واحد منهم.
53/ بعض أهل العلم استنبط من (وسبح بحمد ربك حين تقوم) أي: كفارة المجلس عند القيام منه، ومنهم مجاهد وعطاء.
55/ قال أعرابي: من فضل اللسان أن الله أنطقه بالتوحيد من بين سائر الجوارح.
55/ الألسن خدم القرائح.
60/ بترك الفضول تكمل العقول.
66/ وإذا طلبت من العلوم أجلها فأجلها منها مقيم الألسن
85/ سئل عمر بن عبد العزيز عن قتلة عثمان؟ فقال: تلك دماء كف الله عنها يدي فأنا أكره أن أغمس فيها لساني.
95/ قالوا في ذم إطالة الكلام: إلى أن يفهم الكلام من لم يفهمه يمل منه فهمه.
- الأدب نور الظاهر كما أن التقوى نور الباطن.
144/ الحلال يقطر قطراً والحرام يسيل سيلاً.
147/ المرء مطبوع على حب العجل.
275/ كان يقال: تقبيل اليدين إحدى السجدتين.
- وجاء أن أبا عبيدة أراد تقبيل يد عمر فرفض، فحاول في رجله فقال عمر: ما رضيت بتلك فكيف بهذه؟!.
201/ أنت للمال إذا أمسكته فإذا أنفقته فالمال لك
212/ قيل لبعض العلماء: ما لنا نجد من يطلب المال من العلماء أكثر ممن يطلب العلم من ذوي الأموال؟ فقال: لمعرفة العلماء بمنافع المال، وجهل ذوي المال بمنافع العلم.
221/ قال علي رضي الله عنه: من سعادة المرء أن يكون رزقه في بلده الذي فيه أهله.
255/ وكل مصيبات الزمان وجدتها سوى فرقة الأحباب هينة الخطب
291/ قال الحسن: إلى جنب كل مؤمن منافق يؤذيه.
المجلد الثاني:
526/ عقول كل قوم على قدر زمانهم.
526/ سئل بعض الحكماء عن العقل؟ فقال: الإصابة بالظنون، ومعرفة ما لم يكن بما قد كان.
539/ إذا تم العقل نقص الكلام.
541/ وليس عتاب المرء للمرء نافعاً إذا لم يكن للمرء عقل يعاتبه
557/ الخط لسان اليد وهو أفضل أجزاء اليد.
557/ خط القلم يقرأ بكل مكان، وفي كل زمان، ويترجم بكل لسان، ولفظ الإنسان لا يجاوز الآذان.
654/ لا تحمدن أمرءاً حتى تجربه فربما لم يوافق خُبْرَه خَبَره
567/ قال ابن عباس: المزاح بما يحسن مباح.
568/ قال الخليل: الناس في سجن ما لم يتمازحوا.
611/ إذا شئت يوماً أن تسود قبيلة فبالحلم سد لا بالسفاهة والشتم
619/ أرى الحلم في بعض المواطن ذلة وفي بعضها عز يسود فاعله
656/ من لم يكن مؤاخياً إلا الذي لا عيب فيه عاش فرداً في الورى
661/ لعمرك ما مال الفتى بذخيرة ولكن إخوان الثقات الذخائر
726/ قيل لبعضهم: من الأديب العاقل؟ فقال: الفطن المتغافل.
734/ في الثقلاء: في (فإذا طعمتم فانتشروا) قالوا في الثقلاء:
وكان بعضهم إذا رأى ثقيلاً قال: (ربنا اكشف عنا العذاب .. ).
وقيل: النظر له يورث موت الفجأة.
794/ وإنما المرء حديث بعده فكن حديثاً حسناً لمن وعى
810/ وآفة العقل الهوى فمن علا على هواه عقله فقد نجا
المجلد الثالث:
59/ أما الطعام فكل لنفسك ما اشتهت والبس لباساً يشتهيه الناس
84/ قال ابن عباس: من السنة إذا دعوت أحداً إلى منزلك أن تخرج معه حتى يخرج.
115/ قال عمر: تعلموا من النجوم ما تهتدون به في ظلمات البر والبحر ثم أمسكوا.
127/ لا تنزل في بلدة ليس فيها خمسة:
سلطان قاهر، قاض عادل، سوق قائمة، طبيب عالم، نهر جار.
140/ قال الأوزاعي: خمسة كان عليها الصحابة والتابعون لهم بإحسان:
لزوم الجماعة، اتباع السنة، عمارة المسجد، تلاوة القرآن، الجهاد في سبيل الله.
145/ قال علي: لا رؤيا لخائف إلا أن يرى ما يحب.
148/ كان ابن سيرين يجيب في الرؤيا ويقول: إنما أجيب بالظن، والظن يخطئ ويصيب.
184/ قال عمر: ما أبالي إذا استخرت الله في الأمر أكان أو لم يكن.
187: من الحكم:
- من الفساد إضاعة الزاد.
- التجارب ليس لها غاية، والعاقل يستزيد منها إلى غير نهاية.
- من اجترأ على السلطان تعرض للهوان.
202/ قيل في بعضهم:
وكانت في حياتك لي عظات وأنت اليوم أوعظ منك حياً
240/ إن الأمور إذا الأحداث دبرها دون الشيوخ يُرى في بعضها الخلل
وإن أتت للشباب الغر نادرة فإن أكثر ما يأتي لها الخطل
256/ لا تلتمس من مساوئ الناس ما ستروا فيهتك الله ستراً من مساويكا
واذكر محاسن ما فيهم إذا ذكروا ولا تعب أحد منهم بما فيكا
269/ اللهم إني أعوذ بك من الذل إلا لك، ومن الفقر إلا إليك.
343/ قال القاسم بن محمد: أدركت الناس وما يعجبهم القول إنما يعجبهم العمل.
ـ[الفتى النقاد]ــــــــ[23 - Sep-2010, صباحاً 08:53]ـ
عبارت وأقوال وحكم
شكرا جزيلا لك(/)
رأيكم في تدريس الصغيرات عن الرافضة!
ـ[أم الباز]ــــــــ[21 - Sep-2010, مساء 05:47]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
*هل تنصحون بدرس مبسط لـ"بنات دار تحفيظ القرآن "
-المرحلة الابتدائية -
عن الرافضة وبيان خطرهم والتحذير منهم؟
خصوصا بعد آذيتهم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
* أم تترك المعلمة الأمر للظروف متى ماسألنها الطالبات افتتحت الموضوع؟
*وهل لديكم مقترح في عرض الموضوع وتوصيله للطالبات الصغيرات؟.
ـ[أبو عبد الرحمن البيضاوي]ــــــــ[21 - Sep-2010, مساء 06:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه
يا أختي الكريمة إن كانت الفتياة يدركن هذا الحديث ويعينه، فهو أمر محمود، إذ لا شك هذا من شأنه أن يعطيهن حصانة تحول دونهن وهذه الشبهات والأراجيف والبدع التي يصدرها رؤوس الرافضة إلى أبنائنا لا يألون في ذلك جهدا، حتى لقد رأيتهم لا يخوضون في طريق غير طريق النيل والتنقيص من الصحابة الكرام وامهات المؤمنين الطاهرات وتشكيك المؤمنين في دينهم.
إن القوم يعتبرون هذا الأمر جهادا لا يعدله الاستشهاد دون نحر النبي صلى الله عليه وسلم.
أيتها الفاضلة: إن تعليم أبنائنا وتلقينهم الحصانة العلمية اللازمة للنجاة من شراك القوم أمر واجب، ألم يأمرنا المولى عز وجل قائلا: يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا .. وطريق الرافضة لا يفضي إلا إلى أسفل سافلين، فتنكيب أبنائنا هذا الطريق داخل لا محالة في جملة الأمر بوقايتهم من النار التي وقودها الناس والحجارة.
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[21 - Sep-2010, مساء 10:09]ـ
عن نفسي اراى انها فكرة سيئة جداً فالصغيرات ما شأنهن حتى ندخلنهن في متهات اهل البدع والضلال وخاصة الرافضة
ارى ان نفعل العكس وندرس ابنائنا وبناتنا العقيدة الصحيحة وخاصة حب الصحابة كما كان السلف يفعلون وذكر ان السلف
كانوا يعلمون ابنائهم حبي ابي بكر رضي الله عنه كما يعلمونهم السورة من القرآن والله أعلم.
ـ[أم الباز]ــــــــ[21 - Sep-2010, مساء 10:32]ـ
الحقيقة حينما عرضت إحدى المعلمات الأمر علي ترددت في الرد عليها وقلت أستشير من هم أفضل ..
انتظر المزيد من حكمة وخبرة ذوي البصيرة والعلم والرأي السديد.
ـ[حكبم زمانه]ــــــــ[21 - Sep-2010, مساء 11:50]ـ
أشكر لك غيرتك وحرصك
أقترح أن لايقال لهن أي شيء عن الرافضة أو غيرها وإنما نضع عند أبنائنا وبناتنا أنه يوجد لنا أعداء كثر يريدون أن يضلوننا عن الطريق المستقيم - أي بشكل عام - دون أن نقول وصفا لهؤلاء أو هؤلاء إلا في حالة أنهم سألوا فنعطيهم كلمة أو كلمتين وفقط
وأعتقد أن التركيز على نبينا محمد وصحابته وسيرهم سيجعل عقل الصغار منيرا لأن ماعاداه فهو الخطأ وفي المثل الذي يكرره والدي كثيرا (لاتظر للهالك كيف هلك، وأنظر للناجي كيف نجا)
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[22 - Sep-2010, صباحاً 12:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا أشكرك على هذه الغيره
ولكن أرى أن كنتي تقصدين سن الإعدادي (الأبتدائية) فهذا لايفضل أبدا.
أم لو كانت في المتوسطة أو الثانويه هذا أفضل للفهم والوعي العقلي والروحي
وأجد ذلك في تجاربي الشخصيه لها تأثير كبير وبالأخص المتوسطه
مرحله لابد أن تعي ماهو الدين وماذا يلزمها أن تفعله وأين موقع الأسلام من الأعراب بين هذه الأمم
وأن الأمة الأسلامية هي أول الأمم وأخرها وهي الباقية بأمر عزيزا مقتدر
عن نفسي اراى انها فكرة سيئة جداً فالصغيرات ما شأنهن حتى ندخلنهن في متهات اهل البدع والضلال وخاصة الرافضة
ارى ان نفعل العكس وندرس ابنائنا وبناتنا العقيدة الصحيحة وخاصة حب الصحابة كما كان السلف يفعلون وذكر ان السلف
كانوا يعلمون ابنائهم حبي ابي بكر رضي الله عنه كما يعلمونهم السورة من القرآن والله أعلم.
أشكر لك غيرتك وحرصك
أقترح أن لايقال لهن أي شيء عن الرافضة أو غيرها وإنما نضع عند أبنائنا وبناتنا أنه يوجد لنا أعداء كثر يريدون أن يضلوننا عن الطريق المستقيم - أي بشكل عام - دون أن نقول وصفا لهؤلاء أو هؤلاء إلا في حالة أنهم سألوا فنعطيهم كلمة أو كلمتين وفقط
(يُتْبَعُ)
(/)
وأعتقد أن التركيز على نبينا محمد وصحابته وسيرهم سيجعل عقل الصغار منيرا لأن ماعاداه فهو الخطأ وفي المثل الذي يكرره والدي كثيرا (لاتظر للهالك كيف هلك، وأنظر للناجي كيف نجا)
بارك الله فيكما وأنا معكما في هذا الأقتراح الطيب
ـ[ثوبان المصرى]ــــــــ[22 - Sep-2010, صباحاً 01:09]ـ
التنبيه فقط على ما يتميز به هؤلاء فى التلفاز، كالعمائم السود و القنوات التى يظهرون فيها، فلا نأمن على أطفالنا أن يجتذبهم الإعلام الرافضى على النايل سات!!!
لا داعى للتعرض لأرائهم و خلافاتهم فقط أن نتجنبهم
و شكرا
ـ[أبو أسماء الحنبلي النصري]ــــــــ[22 - Sep-2010, صباحاً 05:58]ـ
وأما أنا المسكين فأفصل:
لا يُفصّل لهم عنهم، ولكن يقال: إن الشيعة مشركون، وهم لا يحبون أصحاب الرسول.
ولكن بشرط: أن تأتي مناسبة الحديث عن التوحيد، ومناسبة الكلام عن الصحب الكرام.
وأن يكون الكلام موجها للسن التي بلغت التمييز والإدراك.
وإلا فأنا مع المانعين.
وهنا ملاحظة مسلكية هامة:
وهي ظن بعض الناس أن السلامة أنك لا تحدث أبناءك مطلقا عن الشر! وهذا غلط مستطير! إلا إذا كنت ستغلق على أبنائك سبعة مفاتيح في صندوق عن المجتمع والواقع!!
ولكن يراعى السن في بيان ذلك، فمثلا بنت شارفت على الاحتلام أرى أنه من الغلط ألا تحذر من الفواحش والزنا وغيره ولكن بأسلوب عام كالتحذير من العلاقات التي هي خارج نطاق الزوجية، وبيان المفاسد والخطر الذي سيصيب البنت إذا هي تعدت شرع الله بعلاقات محرمة مع الأجانب.
ومنه مثلا: تنبيه أبنائك الصغار من الذكور على غلط وقبح الألفاظ السوقية والبذيئة وقبح الشتم والسباب؛ وحثهم على تعويد اللسان على قول الخير والاستغفار.
ومنه أن تبين لأبنائك وبناتك باستمرار على أن هذه النعم بأنواعها التي نتنعم بها إنما أعطاها الله تعالى لنا، فهو الرزاق وهو المنّان، وهو الذي يعطينا، فإن ذلك يزرع حب الإله في قلوب أبنائنا وبناتنا زرعا.
والمقصود أن يكون المربِّي فطنا حكيما.
والله الموفق.
ـ[أسامة]ــــــــ[22 - Sep-2010, صباحاً 07:23]ـ
وهل لديكم مقترح في عرض الموضوع وتوصيله للطالبات الصغيرات؟.
فكرة طيبة؛ وأما المقترح:
كمرحلة تأصيلية:
أركان الإسلام، ثم أركان الإيمان.
ثم تأتي المرحلة الثانية .. التحذير من النواقض:
التحذير من الشرك، ثم التحذير من الكفر .. لأن التحذير من الرافضة فرع عن التحذير من كفر النفاق.
سددكن الله ووفقكن.
ـ[محمود بن عبد اللطيف]ــــــــ[22 - Sep-2010, صباحاً 07:47]ـ
ما عليه سلف الأمة وأئمتها هو تقرير الاعتقاد وتأصيله للمتعلم أولا, ثم تأتي مرحلة الرد بعد ذلك ...
أما مجرد التحذير, أو الاجتناب فلا يكفي في صد شبهات القوم ...(/)
الناس قنافذ!، مقال أعجبني ..
ـ[محمد بن سعود]ــــــــ[22 - Sep-2010, صباحاً 09:58]ـ
الناس قنافذ!
يُحكى أنه كان هناك مجموعة من القنافذ تعاني البرد الشديد؛ فاقتربت من بعضها وتلاصقت طمعاً في شيء من الدفء؛ لكن أشواكها المدببة آذتها، فابتعدت عن بعضها فأوجعها البرد القارس، فاحتارت ما بين ألم الشوك والتلاصق، وعذاب البرد، ووجدوا في النهاية أن الحل الأمثل هو: التقارب المدروس؛ بحيث يتحقق الدفء والأمان مع أقل قدر من الألم ووخز الأشواك .. فاقتربت؛ لكنها لم تقترب الاقتراب المؤلم .. وابتعدت لكنها لم تبتعد الابتعاد الذي يحطّم أمنها وراحتها.
وهكذا يجب أن نفعل في دنيا الناس؛ فالناس كالقنافذ، يحيط بهم نوع من الشوك غير المنظور، يصيب كل من ينخرط معهم بغير حساب، ويتفاعل معهم بغير انضباط.
وانظر تَرى كيف أن رفع الكلفة والاختلاط العميق مع الناس، يؤذي أكثر مما يُفيد، ويزيد من معدل المشاحنات والمشكلات.
إن النبيه من يتعلم الحكمة من القنافذ الحكيمة؛ فيقترب من الآخرين اقتراب من يطلب الدفء ويعطيه، ويكون في نفس الوقت منتبهاً إلى عدم الاقتراب الشديد حتى لا ينغرس شوكهم فيه.
بلا شك الواحد منا بحاجة إلى أصدقاء حميمين يبثّهم أفراحه وأتراحه، يسعد بقربهم ويُفرغ في آذانهم همومه حيناً .. وطموحاته وأحلامه حيناً آخر.
لا بأس في هذا .. في أن يكون لك صفوة من الأصدقاء المقرّبين؛ لكن بشكل عام، يجب -لكي نعيش في سعادة- أن نحذر الاقتراب الشديد والانخراط غير المدروس مع الآخرين؛ فهذا قد يعود علينا بآلام وهموم نحن في غنى عنها.
احذر يا صديقي أن تكون بوابة القلب بلا مفتاح، يدخلها من شاء دون أن يؤدّي طقوس الصداقة، ويوقّع على شروطها.
عِش في الدنيا وبينك وبين سكانها مساحة ثابتة تتيح لك أمان غَدَراتهم، وسوء تدبيرهم.
وتذكّر دائماً أن الناس قنافذ .. فاقترب ولا تقترب, وابتعد دون أن تبتعد.
بقعة ضوء: الأصدقاء ثلاث طبقات: طبقة كالغذاء لا نستغني عنه، وطبقة كالدواء لا نحتاج إليه إلا أحياناً، وطبقة كالداء لا نحتاج إليه أبداً.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[22 - Sep-2010, مساء 07:33]ـ
ومن عجيب أمر القنافذ أنّ باطنها أملس لا شوك فيه ...
ـ[أم نور الهدى]ــــــــ[22 - Sep-2010, مساء 08:00]ـ
جزاكم الله خيرا ..
أخطأ من قال، الناس كالقنافذ ليس فيهم أملس ..
ـ[محبة الفضيلة]ــــــــ[22 - Sep-2010, مساء 08:21]ـ
لأجل أن بعض الناس قنافذ جاء الترغيب بمخالطة الناس والصبر على أذاهم.
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[22 - Sep-2010, مساء 08:59]ـ
جزاكم الله خيرًا، ولكن! مَنْ كاتب المقال؟ وما مصدره؟
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[23 - Sep-2010, مساء 06:50]ـ
و تخيل أنو ما في برد شديد و لا صقيع؟
ترى أن تتباعد القنافذ؟
مقالة ظريفة ماتعة، و حقا هي تستحق الإعجاب،
ـ[مبتدئة]ــــــــ[23 - Sep-2010, مساء 07:38]ـ
سبحان الله .. هذا الموضوع يذكرني بالقول (أظنه لعلي بن ابي طالب رضي الله عنه):
أحبب حبيبك هوناً ما، عسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وأبغض بغيضك هونا ما، عسى أن يكون حبيبك يوماً ما ".
ـ[ساجده لله]ــــــــ[23 - Sep-2010, مساء 08:11]ـ
الصديق حقا الصديق عند الحاجه(/)
ولله الحمد قاموا بها الرجال: تم الانتهاء من موقع نصرة أمنا السيدة عائشة رضي الله عنها
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[22 - Sep-2010, صباحاً 11:07]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
بفضل الله وكرمه تم الانتهاء من موقع نصرة أمنا السيدة عائشة رضي الله عنها
التابع لموقع نصرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
جزى الله خيراً كل فرد شارك في بناء هذا الموقع المبارك
سائلين الله العظيم أن يكون له دور في الدفاع عن أمنا السيدة عائشة رضي الله عنها
لزيارة الموقع:
[ http://Aiesha.net (http://Aiesha.net) ]
انشره على أوسع نطاق
ودافع عن عرض رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم
ـ[السليماني]ــــــــ[22 - Sep-2010, مساء 02:24]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[03 - Oct-2010, مساء 11:42]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
وهذا ملف متكامل جديد من موقع الألوكة عن نصرة أم المؤمنين " عائشة " الطاهرة رضي الله عنها وأرضاها:
[ http://www.alukah.net/LinkClick.aspx?id=1688 (http://www.alukah.net/LinkClick.aspx?id=1688) ]
ـ[عارف بن حامد العضيب]ــــــــ[04 - Oct-2010, صباحاً 02:28]ـ
أبو زارع المدني
غفر الله ولالديك وللمؤمنين يوم يقوم الحساب
أسأل الله أن يبشرك بما يسرك
وأن يبعد عنك برحمته ما يضرك
وأن يحشرك مع الصديقة ابنة الصديق
الحصان الرزان ـ رضي الله عنها وعن أبيها ولعن
من لم يترض عليها كائناً من كان ـ وبارك الله في
جهود من عمل للدفاع عن أم المؤمنين0
تحياتي
أخوك
أبو وطن(/)
الرد علي من يقول أن دعاء السفر لا يكون إلا في السفر فقط
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[22 - Sep-2010, مساء 04:05]ـ
الْرَّدِّ عَلَىَ مَنْ يَقُوْلُ أَنَّ دُعَاءَ الْسَّفَرِ لَا يَكُوْنُ إِلَّا فِيْ الْسَّفَرِ فَقَطْ: كما في حديث علي بن أبي طالب الذي رواه أصحاب السنن إلا بن ماجة وأحمد وغيرهم من حديث علي بن ربيعة، قال:" رَكِبَ عَلَيَّ بْنِ أَبِيْ طَالِبٍ دَابَّتِهِ يَوْما، ثُمَّ قَالَ:? سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ ?" (الزخرف:14،13) الشاهد من الحديث: فيه رد علي من يقول أن دعاء السفر،لا يكون إلا في السفر فقط ليس لمجرد ركوب الدابة، لأن علي بن أبي طالب بمجرد أن ركب دابته ولم يذكر في الحديث أنه كان على سفر، قال:"? سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ ?، ثُمَّ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ ثَلَاثًا، الْلَّهَ أَكْبَرُ ثَلَاثًا، وَعَلَىَ بْنِ أَبِيْ طَالِبٍ قَالَ: رَبُّ اغْفِرْ لِيَ، ثُمَّ ضَحِكَ فَقَالَ: مِمّا تَضْحَكُ يَا أَمِيْرَ الْمُؤْمِنِيْنَ؟ قَالَ: أَضْحَكَ مِنْ ضِحْكِ رَسُوْلُ الْلَّهِ- صَلَّيْ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمَا رَكِبَ دَابَّتَهُ فَضَحِكَ، فَقُلْتُ لَهُ: مِمَّا ضَحِكْتُ يَا رَسُوْلَ الْلَّهِ؟ قَالَ: عَجِبَ رَبُّكَ مِنْ قَوْلٍ الْعَبْدِ رَبُّ اغْفِرْ لِيَ، فَقَال عَلِمَ عَبْدِيَ أَنَّ لَهُ رَبا يَغْفِرُ الْذَّنْبَ، أَوْ قَالَ: أَنِ لَهُ رَبًا لَا يَغْفِرُ الْذَّنْبَ إِلَا هُوَ "
. من الشريط الأول من الباعث الحثيث للشيخ أبي إسحاق الحويني(/)
فائدة نفيسة من كلام شيخ الإسلام لكيفية قضاء الحائض الصلاة
ـ[أبومنصور]ــــــــ[23 - Sep-2010, مساء 01:40]ـ
قال شيخ الإسلام:"ولهذا كان عند جمهور العلماء: كمالك والشافعي وأحمد إذا طهرت الحائض في آخر النهار صلت الظهر والعصر جميعًا, وإذا طهرت في آخر الليل صلت المغرب والعشاء جميعًا كما نقل ذلك عن عبد الرحمن بن عوف وأبي هريرة وابن عباس؛ لأن الوقت مشترك بين الصلاتين في حال العذر, فإذا طهرت في آخر النهار فوقت الظهر باق فتصليها قبل العصر, وإذا طهرت في آخر الليل فوقت المغرب باق في حال العذر؛ فتصليها قبل العشاء". مجموع الفتاوى 21/ 434.
وقال أيضًا:"وقد عُرِف عن الصحابة كعبد الرحمن بن عوف وأبي هريرة وابن عباس رضي الله عنهم أنهم قالوا في الحائض: إذا طَهُرتْ قبلَ غروب الشمس تصلي الظهر والعصر، وإذا طَهُرتْ قبل طلوع الشمس (1) صلَّت المغرب والعشاء. ولم يُعرَف عن صحابي خلافُ ذلَك، وبذلك أخذ الجمهور كمالك والشافعي وأحمد. وهذا مما يدلُّ على أنه كان الصحابة [يرون] أن الليل عند العذر مشترك بين المغرب والعشاء وإلى الفجر، والنصف الثاني من النهار مشترك عند العذر بين الظهر والعصر من الزوال إلى الغروب، كما دلَّ على ذلك السنة، والقرآن يدلُّ على ذلك، قال الله تعالى: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ)، فالطرف الأول صلاة الفجر، فإن صلاة الفجر من النهار، كما قد نصّ على ذلك أحمد، فإن الصائم يصوم النهار، وهو يصوم من طلوع الفجر، والوتر يصلَّى بالليل. وقد قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "صلاةُ الليل مَثْنى مَثْنى، فإذا خفتَ الصبحَ فأوترْ بركعة".جامع المسائل6/ 342 , وقال محقق الكتاب: (1) كذا في الأصل، ولعل الصواب: "الفجر". وانظر هذه الآثار في "شرح العمدة" (كتاب الصلاة) للمؤلف (ص 230).
قوله: ولم يُعرَف عن صحابي خلافُ ذلَك ... هل يعني أن في المسئلة إجماع؟
ـ[أبو عبد الله علاء الدين]ــــــــ[24 - Sep-2010, صباحاً 11:49]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أحسن الله إليك أخي.
أولا يرجى تصحيح عنوان المقال لأنه لا قضاء على الحائض إنما ذلك تأدية لها في وقتها الشرعي حسب ما أفتى به أهل العلم قديما رحمهم الله تعالى و لا تقضي ما فاتها حسب النص الشرعي.
ثم مسألة الإجماع على هذ القول، هناك من يعتبر عدم وجود المخالف إجماعا و الله الموفق إلى سواء السبيل.(/)
إلي كل من أراد المعالي تابعوا معنا (يانفس جدي) لشيخنا أبي إسحاق الحويني
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[24 - Sep-2010, صباحاً 05:45]ـ
إلي كل من أراد المعالي تابعوا معنا (يانفس جدي) لشيخنا أبي إسحاق الحويني
إن الْحَمْد لِلَّه تَعَالَى نَحْمَدُه وَنَسْتَعِيْن بِه وَنَسْتَغْفِرُه وَنَعُوْذ بِاللَّه تَعَالَى مِن شُرُوْر أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَات أَعْمَالِنَا مَن يَهْدِى الْلَّه تَعَالَى فَلَا مُضِل لَه وَمَن يُضْلِل فَلَا هَادِى لَه وَأَشْهَد أَن لَا إِلَه إِلَّا الْلَّه وَحْدَه لَا شَرِيْك لَه وَأَشْهَد أَن مُحَمَّداً عَبْدُه وَرَسُوْلُه.
أَمَّا بَعد.
فَإِن أَصْدَق الْحَدِيْث كِتَاب الْلَّه تَعَالَي وَأَحْسَن الْهَدْي هَدْي مُحَمَّدٍ صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم، وَشَّر الْأُمُور مُحْدَثَاتُهَا وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدَعِه وَكِلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَة وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي الْنَّار الْلَّهُم صَلّى عَلَى مُحَمّدٍ وَعَلَى آَل مُحَمِّد كَمَا صَلَّيْت عَلَى إِبْرَاهِيْم وَعَلَى آَل إِبْرَاهِيْم فِي الْعَالَمِيْن إِنَّك حَمِيْدٌ مَجِيْد، وَبَارِك عَلَى مُحَمدٍ وَعَلَى آَل مُحَمِّد كَمَا بَارَكْت عَلَى إِبْرَاهِيْم وَعَلَى آَل إِبْرَاهِيْم فِي الْعَالَمِيْن إِنَّك حَمِيْدٌ مَجِيْد.
سنجمع في هذا الصفحة إن شاء الله تعالي مقتطفات من تفريغاتنا من محاضرات يانفس جدي لشيخنا أبي إسحاق الحويني وهي مدرسة الحياة لعام 1428 سائلين المولي عز وجل أن يوقظ هممنا ويفيقنا من غفلتنا فتابع معي فإذا استيقظت همتك أخي أوأختي فلا تنساني من دعوة بظهر الغيب أن لا يحرمني وإياكم الجنة اللهم آمين.
يقول بن الجوزي- رحمه الله-: (واعجبا من عَارف بالله- عز وجل- يُخَالفه ولَو في تَلفِ نَفسهِ هَل العَيش إلا مَعهُ؟ هَل الدُّنيا والآخِرة إلا لَه؟ أُفٍ لِمُتَرَخِصٍ في فعلِ ما يَكره لِنَيل ما يُحِب، تَالله لقَد فَاته أضعَافُ ما حصَّل، أَقبِل على ما أقوله يَا ذا الذَّوق هَل وقَع لك تَعثِيرٌ في عَيشٍ؟ وتَخبيطٍ في حَالً؟ إلا حَالَ مُخالفتِه:
ولَا انثَنَى عَزمي عن بَابِكم
إِلَّا تَعثَرتُ بِأَذيَالِي
(أما سَمعتُ تِلك الحِكايةِ عن بَعض السَّلف أنَّه قَال: رأيتُ على سُورِ بَيروت شَابًا يَذكرُ الله تعالى فقُلتُ لَه: ألكَ حاجَة؟ فقَال: إِذا وقَعَت لي حاجةٌ سَألتَه إِيَاهَا بقَلبي فقَضَاهَا ,يا أربَابَ المُعامَلة بالله عليكم لا تُكَدِِّرُوا المَشرب قِفُوا على بَابِ المُراقبةِ وِقُوفَ الحُرََّاس وادفَعُوا مالا يَصلُح أن يَلِجَ فَيُفسِد واهجروا أغَراضَكَم لِتحصيلِ مَحبوبَ الحبيبِ فإنَّ أغرَاضَكُم تُحَصَّل، عَلى أَننِي أقُولُ أُفٍ لمن تَركَ بِقَصدِ الجزاء: أهذَا شَرطُ العُبُودية كَلا؟ إنَّما يَنبغِي لي إذا كُنتُ مَملُوكًا أن أفعَل ليَرضَى لا لأُعطَى فإن كُنت مُحبًا رأيت قطَعَ الآرَابِ في رِضَاهُ وَصلًا اقبل نُصحِي يا مَخدُوعًا بِغَرضه، إن ضَعُفتَ عن حمَل بَلائِهِ فاستَغِث به وإن آلمَكَ كَربُ اختياره فإنكَ بين يَديه ولا تَيأَس مِن رَوحِه، وإن قَويَّ خِنَاق البِلاء، بالله إن مَوتَ الخَادم في الخِدمَةِ حَسنٌ عِند العُقَلاء ,إِخواني لِنَفسِي أقولُ فَمَن لَه شِربٌ مَعي فَليَرِد: أيَتُها النَّفس لقَد أعطَاك مَا لم تُؤَمِلِي، وبَلَغكِ ما لم تَطلُبِي وسَتَر عَليك من قَبِيحِكِ ما لَو فَاحَ ضَجَت المَشَام فمَا هَذا الضَّجِيج مِن فَوَاتِ كَمَالِ الأَغرَاض؟ ,أمَملُوكةً أنتِ أم حُرة؟ أما عَلِمتِ أنَّكِ في دارِ التَّكليف وهَذا الخِطابُ يَنبغي أن يَكُون لِلجُهَالِ فَأين دَعوَاك المَعرِفَة؟ ,أَتُرَاهُ لو هَبَت نَفحةً فَأخذَت البَصر كَيف كانت تَطِيبُ لك الدنيا؟ وأسفًا عليك لقَد عَشِيَت البَصيرة التي هِي أَشرَف ومَا عَلِمت كَم أقُولُ عَسى ولَعَل؟ وأنتِ في الخَطأ إلى قُدََّام، قَرُبت سَفينةِ العُمرِ من سَاحِلِ القَبر ومَا لكَ في المَركبِ بِضَاعةٌ تَربَح تَلاعبت في بَحر العُمر ريحُ الضَّعف فَفَرَقَت تَلفِيقَ القُوى وكَأَن قد فَصَلت المَركَب بَلغَتِ نِهَاية الأَجَل وعَينُ هَوَاكَ تَتَلفت إلى الصِّبا، بالله عَليكِ لا تُشمِتي بِكِ الأَعدَاء هَذا أقَلُ الأقسَام وَأوفَى منها أن أقُول: بالله عليكَ لا
(يُتْبَعُ)
(/)
يَفُوتنَكَ قَدمُ سَابقٍ مَع قُدرَتِك عَلى قَطعِ المِضمَار ,الخَلوَة الخَلوة واستَحضِرِي قَرينَ العَقلِ وجُودِي في حَيرَة الفِكر واستَدرِكِي صُبَابَة الأَجلِ قَبل أن تَميل بِكِ الصَّبَابَة عن الصَّواب , واعَجبًا كُلمَا صَعَد العُمر نَزلتِ وكُلمَا جَدَّ المَوتِ هَزَلتِ، أَتُرَاكِ مِمَن خُتِمَ له بِفتنَة وقُضيَت عَليه عِندَ آخِر عُمرِه المِحنَة، كَانَ أَولُ عُمُرِكِ خًيرًا مِن الأَخِير، كُنتِ في زَمنِ الشَّبابِ أصلَحُ مِنكِ في زَمنِ أيَام المَشيب ? وَتِلْكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلا الْعَالِمُونَ ? (العنكبوت:43).نَسألُ الله- عَز وجَل- مَا لا يَحصُل مَطلُوبُنَا إِلا بِهِ وهو تَوفِيقَهُ إِنَّه سَميِعٌ مُجِيب).أرجو أن تكون الخاطرة مست القلوب.
وَعَصَبِهَا فِي مِحْوَرَيْن،مَرَد المِحُورِين إِلَى وَاحِد مِنْهُمَا: العصب الأول: العبودية العصب الثاني: المحبة ,ومرد المحبة إلى العبودية لأن الناس أصحاب الدنيا وليس الذين يتكلمون بلسان الشرع، إنما الكلام الذي سأذكره هو كلام المحبين، الشعراء الذين يتعلقوا بالنساء، أو الكتاب من أصحاب القلم السيال الذين يستطيعون تعريف المحبة تعريفًا قويًا يدخل على قلبك رغمًا عنك، وكما قال النبي ?:" إن من البيان لسحرًا "، وهذا هو الذي يسميه العلماء السحر الحلال، أي الكلام الجميل ,كاتب أو صاحب لسان جيد أو شاعر بدئوا يعرفون المحبة، فعرفوها بكلام كثير ووضعوا لكل كلام عنواناً، وقالوا أنت لا تستطيع أن تصل إلى قمة أي شيءٍ إلا بالتدرج، وهذا حق
خذ الطير مثلًا: حمامة باضت، أفرخت، أطعمت أولادها، بدأت تعلمه الطيران هل يستطيع أن يحلِّق في جو السماء بريشه الأصفر، وجناحه الضعيف؟، لا، تبدأ تعلمه الطيران يطير متر ثم يسقط على الأرض، لأنه لا يعرف أن ينزل، لأن الطائر عندما يريد أن يرتفع يضرب بجناحيه بقوة، فإذا أراد أن ينزل نشرهما وأوقفهما، وترى هذا الكلام، فوصف الطائر في الصعود يضرب بقوة، وفي النزول ينشر جناحيه ولا يضرب ولا يضم جناحه إلى جسده لأنه سيسقط مباشرة، والذي سيحفظ توازنه هو نشر الجناحين. ولما تقرأ قوله تعالي:?وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ ? (الإسراء:24) اخفض: أي أنزل، كيف ينزل؟ ينشر جناحيه، لكن لما تعمل هكذا تزعجهم، تعمل هكذا معنى هذا أنك ستسبب لهم قلق، أنت متى تضع الشيء على الجناح ولا يتحرك؟ عندما يسكن.
كَيْفِيَّة خَفَض الْجَنَاح مَع الْوَالِدَيْن: فأنت المفترض مع أبيك وأمك تعمل مثل الطائر الذي أراد أن ينزل تنشر جناحيك، تعمل هكذا لو أبوك على جناح وأمك على الجناح الثاني، فلو عملت هكذا وخفضت جناحيك ستوقع بهم، لكن تظل هكذا تنشر جناحيك وتنزل فهذه مرحلة سكون، والساكن ضد المتحرك، لا تتحرك فلا يكون هناك إزعاج.
الْرَّجُل مُتَحَرِّك وَالْمَرْأَة سَاكِنَة: لذلك لما نقول الرجل المتزوج، نقول المرأة هي السكن ومعنى السكن: أي لا تتحرك? وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ * لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا ? (الروم:21)، أنت الذي تسكن وليس العكس، لأنك كرجل تسعى في الدنيا الواسعة وهذا يريد أن يخدعك والآخر يريد أموال وأخر يريد كذا وكذا فأنت تعمل كالذئب، تمشي بين الناس وأنت تنصب عينك وفي حذر ومنتبه، فأنت بذلك تكون متحرك أم لا؟ متحرك، كل جسمك مركز في الخارج، لو دخلت البيت وتحركت أيضًا، فتكون متحرك بالخارج ومتحرك بالداخل فهذا قد يصيبك بالجنون ,المفترض أنا رجل متحرك بالخارج المرأة تفهم هذا الكلام، الكلام هذا للنساء الذين يجلسون تحت وليس لكم إنما لهن، الذين يجعلون البيت به عفاريت تعمل به، تتقي الله- سبحانه وتعالي- حتى تلقى الله بوجه أبيض، فالمفترض أن الرجل أول ما يدخل بيته يسكن، ما المقصود من يسكن؟ أي يوقف أذنه ورأسه، وهو آمن أن هذه المرأة مؤتمنة على حياته كلها، ولا يدخل أول ما يدخل تعالى أنظر لأولادك، هذا الولد لم يذاكر، وهذا يفعل كذا وهذا كذا، وغير ذلك، رأسه، أول ما تتلقاه بهذا الكلام وممكن أول ما تتلقاه، وهو يدخل إلى البيت يسقط على وجهه لأن حقيبة الولد خلف الباب مباشرة، وهي لما جاء الولد من المدرسة لم تكلف نفسها وتضع
(يُتْبَعُ)
(/)
الحقيبة على جنب لا، أول القصيدة وقوع، المفروض الرجل يدخل لكي يسكن ويأخذ قوة يستطيع أن يواصل غدًا مع خلق الله، الذين يجعلونه متحركًا رغمًا عنه.
المفترض أنني أريد أن أتعامل مع أبي وأمي لكي تفهم القرءان ودقائق القرءان ومعانيه:?وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ ?، وهذه سنعود لها بعد قليل، لكن نجعل المعني الثاني الذي أريد أن أقوله حتى في موضعه حتى تظهر المسألة ,فتكون الأم التي هي الحمامة تعامل أولادها قليل، قليل حتى يبدأ يصير له ريش ويطير، أي واحد وصل إلى القمة في عمله ما وصل إليه طفرةً.
أَهَمِّيَّة الْتَّدْرُج فِي كَمَال الْعَمَل الْدِّيْنِي وَالْدُّنْيَوِي: أي إنسان وصل إلى كمال العمل سواء في عمل الدنيا أو الآخرة، ما وصل إليه طفرة، إنما وصل تدرج، وعلى حسب جده ومعرفته بهدفه يكون قرب وصوله أو بعد وصوله، الإنسان العارف بالحقيقة غير المغفل.
قَال الْمُحِبُّون لَن تَسْتَطِيْع أَن تَصِل إِلَى قِمَّة الْحُب إِلَا بِمَرَاحِل:، تبدأ الأول في الروضة ثم ترتقي قليلًا إلى الروضة رقم اثنين ولا أريد أن أقول الكيجيهات وهذا الكلام الفارغ الذي يقولونه، أكره جدًا التعبير بالإنجليزي، وأي محاضرة تخرج كلمة من الكلمات أنا أعتذر عنها، وأنا أقول ذلك، أعتذر عنها اعتزازًا بلغتي، وأنا لا أعبر أبدًا بلغة عدوي مطلقًا.فأنا أريد أن أقول أنه دخل الروضة الأولى، الروضة الثانية أولى ابتدائي، ثانية ابتدائي، ويظل يتدرج حتى يصل إلى الجامعة، والحب هكذا أيضًا أوصل هؤلاء المحبون درجات الحب إلى قريبًا من ستين اسمًا، لابد أن تتقلب في هذه الستين اسمًا، ونحن سنسمي الستين اسمًا هذه مراحل، أو منازل، لابد تنزل في المنزلة الأولى، فإذا فيها ونجحت تنقلك إلى المرحلة الثانية، وتظل تترقي كالسلم تترقى إلى فوق حتى تصل إلى أعلى درجات الحب التي لا يوجد بعدها، وأنا لن أشرح درجات الحب لكن سأقرأ لكم الأسماء، كل اسم تحته معنى.قال هذا المعنى نلخصه ونقول فيه ماذا؟ قال نضع له عنوان كذا، فإذا تدرج قليلًا تكون المحبة اسمها كذا، قال: نضع لها عنوان، فأنا لست معنيًا بشرح هذا الكلام للمحبين، لكنني سأذكر لكم الأسماء الذي ذكرها بن القيم- رحمه الله- وجمعها من كتب الشعراء وغير ذلك – رحمه الله- وأراحنا، ولكي تعرف آخر درجة من درجات الحب كيف هي.
يقول بن القيم- رحمه الله- وكما قلت لك هذه عبارة عن عناوين فقط، يقول: الحب أول شيء في سير المحب إلى آخر مقصوده أيًا كان المقصود دنيا أم دين، المهم له آخر المقصود.
دَرَجَات الْحُب كَمَا بَيَّنَهَا ابْن الْقِيَم رَحِمَه الْلَّه تَعَالَي قَال: هي المحبة، وهذه أول درجة والعلاقة والهوى والصبوة والصبابة والشغف والمَقة والوَجد والكلَف والتَّتيم والعِشق والجَوى والدَّنف والشَّجوُ والشوق والخِلابة والبلابل والتباريح والسَّدمُ والغَمرات والوهل والشجن واللاعج والاكتئاب والوصب والحزن والكمد واللذع والحرق والسُهد والأرق واللهف والحنين والاستكانة والتبالة واللوعة والفتون والجنون واللمم والخبَل والرسيس والداء المخامر والود والخلة والخَلَم والغرام والهيام والتَّدلِيه والوَلَه والعبادة.
مَا هِيَ أَعْلَىَ دَرَجَاتِ الْحُبّ؟ التعبد، هذه كلها درجات الحب ولن تصل إلى العبادة والتعبد إلا إذا مررت بكل هذه الدرجات، وهذا الكلام هو تقسيم أهل الدنيا للحب لكن أنا أريد أن أعرفك أعلى درجات الحب ما هي مَقْصُوْد الْشَّيْخ_ حَفِظَه الْلَّه _مِن كُل الْكَلَام الْسَّابِق: أن العبادة هي أعلى درجات الحب إِذا الْعِبَادَة سَنَعْرِفُهَا أَن الْعِبَادَة تَكُوْن فِي مِحْوَرَيْن: المحور الأول: كمال الحب.المحور الثاني: كمال الذل , هذه هي العبادة، هذان محوران ممكن أدخلهم في محور واحد أو أقدم واحد على واحد أو واحد يأتي تبعًا لواحد، نعم أيهما يسبق الآخر، كمال الحب هو الذي يسبق، لأنك لن تذل إلا بالحب، إياك أن تقول كمال الذل ثم كمال الحب، لا الذي يجعلك تبذل روحك الحب، لأن الذل مر، والذي خفف الذل أنك محب فقط وحتى ممكن لا تكون محب، أي ليس لك إرادة سواء بحب أو غير حب، الذي يجعل الحب يتحرك عدم الإرادة سواء بحب أو بغير حب.
. للكلام تتمة فتابعونا إن شاء الله يومي الإثنين والخميس (18)(/)
لماذا لم يكن الشيخ ابن عثيمين-رحمه الله تعالى- يغير الشيب الذي في لحيته؟.
ـ[أبو القاسم المحمادي]ــــــــ[24 - Sep-2010, مساء 05:50]ـ
لماذا لم يكن الشيخ ابن عثيمين-رحمه الله تعالى- يغير الشيب الذي في لحيته؟.
سئلت أم عبد الله زوجة الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى-: لماذا لم يكن الشيخ -رحمه الله- يحني لحيته؟، فقالت: (ربما لم يكن لديه الوقت لتعهد لحيته بالحناء، وأظن أنني سمعته -رحمه الله- يقول مثل ذلك).
قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى-: (قال النبي صلى الله عليه وسلم: «غيروا هذا الشيب، وجنبوه السواد»، ففي هذا دليل على أن الأفضل أن الإنسان يغير الشيب، أي بصبغه لكن بغير الأسود، إما بالأصفر كالحناء أو بالأصفر الممزوج بالكتم، والكتم أسود، فإذا مزج الأصفر بالأسود ظهر لون بني، فيصبغ الإنسان بالبني أو بالأصفر، كما أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم.
ولولا المشقة والمؤونة على بعض الناس لكان يفعل ذلك، لكن في مراعاة ومراقبة ذلك مشقة ومؤونة، ويخرج أسفل شعر أبيض وأعلاه مصبوغاً). [شرح رياض الصالحين (6/ 380)] ..
وقال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى-: (وكثير من علمائنا ـ ولا أحتج بهم على السنة؛ لأن السنة أولى أن تتبع ولا شك ـ لا يفعلون هذا، ولا يغيرون الشيب، أدركنا الشيخ محمد بن إبراهيم -رحمه الله-، وأخيه عبد اللطيف، وأدركنا الشيخ عبد الرحمن السعدي -رحمه الله-، ومشايخ آخرين، كلهم لا يصبغون، والظاهر لي ـ والله أعلم ـ أن علتهم هو ما علل به الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- أنها تحتاج إلى عناية وكل يوم يتفقدها الإنسان؛ لأن الشعر إذا صُبغ ما يبقى ثلاثة أيام، أو أربعة أيام، إلا وقد بان من أسفل الشعر، فيحتاج إلى أن يُصبغ مرة ثانية). [شرح صحيح البخاري، كتاب الحج، لابن عثيمين، شريط: (19) ـ وجه: (ب)] ..
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 07:58]ـ
رحم الله هؤلاء الأئمة الأعلام, ومع ذلك يقال: إن هذه العلة التي تعللوا بها لترك تغيير الشيب في اللحية هي أمر موجود في طبيعة كل إنسان, كانت في النبي-صلى الله عليه وسلم-ومع ذلك ثبت عنه أنه كان يخضب كما في حديث أم سلمة-رضي الله عنها في صحيح البخاري, وبوّب الترمذي في "كتاب الشمائل" باب ما جاء في خضاب رسول الله-صلى الله عليه وسلم- وذكر تحته أحاديث, والمقصود أنه مع وجود العلة المذكورة كان يخضب ولم يكن يترك, وكذلك ثبت الفعل عن جماعة من الصحابة وأجلّهم الشيخان أبو بكر وعمر-رضي الله عنهما_كما في صحيح مسلم ولم يترك هؤلاء التخضيب لأجل تلك العلة ويراجع "تمام المنة" للشيخ الألباني-رحمه الله-ص74 فما بعد طبع دار الراية والله أعلم.(/)
إعلان ٌ: شُرحُ كِتابِ التَّوْحيد ِ للشيخ / إحسان العتُيبِيِّ -حفظهُ الله ُ-.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[24 - Sep-2010, مساء 07:19]ـ
بسم الله، والحمد لله، والصلاة ُ والسلام ُ على رسول ِ الله.
وبعد.
فسبق الإعلان عن شرح ِ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=201794) سورة ِ الأنعام من ثَمَّ النور من ثَمَّ جزءُ المجادِلة.
وذلك يوم َ الخميس - عُرفا ً- ليلة َ الجمعة ِ - لغة ً - في البالتوكـ.
وغدا ً: عصر َ يوم ِ الجمعة ُ، الدرسُ الأوَّل ُ منْ شرح ِ كتاب ِ التَّوْحيد ِ لشيخنا / إحسان العتيبي، إن شاء الله.
والله َ نسألُه التوفيق، والسداد، والرَّشاد.
ملاحظة:سترفعُ الدروس، مجدَّدا ً، بإذن ِ الله.(/)
صيانة الإنسان من وسوسة الشيطان بعد رحيل رمضان
ـ[متى ألبس العلم تاج]ــــــــ[24 - Sep-2010, مساء 10:49]ـ
http://i3.makcdn.com/userFiles/r/h/rhamdan28/images/ffez5.png (http://i3.makcdn.com/userFiles/r/h/rhamdan28/images/ffez5.png)
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هاهي أيام رمضان انقضت، ولياليه قد توالت،
فتركت في قلوب المؤمنين لوعة
وفي نفوس المتقين حرقة
وهاهي أبواب النيران قد فُتِحت
وهاهم مردة الجن قد سارعوا إلى الانطلاق
ولكل شيء علامة، فما هي علامة القبول؟
فلا تكونوا كالتي نقضت غزلها.
ستجدون التكملة على هذا الرابط
محاضرة بعنوان:
صيانة الإنسان من وسوسة الشيطان بعد
رحيل رمضان ..
للشيخ سليم بن عيد
الهلالي ..
إستماعا موفقا ..
http://sub3.rofof.com/09xebac24/Syanh_alinsan.html (http://sub3.rofof.com/09xebac24/Syanh_alinsan.html)(/)
اقوال الائمة في اليمين المنعقدة
ـ[طالبة فقه]ــــــــ[24 - Sep-2010, مساء 10:53]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله القهار خالق الجنة والنار يصرف الأمر يقدر الأقدار
و أصلي وأسلم على النبي المختار من بشر بالجنة وأنذر من النار
عليه وعلى آله وصحبه الطيبين الأطهار ومن مشى في دربه ومن سار لينال عقبى الدار .. نبدأ بتعريف مختصر باليمين
الا وهي هي الحلف أو القسم بالله تعالى على أمر في الماضي كأن يقول الحالف مثلا: والله لم أعمل كذا، أو في المستقبل مثل قوله: والله سوف أقول او اعمل كذا، فأما اليمين الأولى، فإن كان صادقا فيها فلا شيء عليه في ذلك، وإن كان كاذبا فيها فهي اليمين الغموس، وسميت كذلك لأنها تغمس صاحبها في النار من شدة الإثم، والثانية إما أن تكون مقصودة فهي اليمين المنعقدة، وإما أن تنزلق على لسانه من غير قصد، فهي اليمن اللغو.واليمين بصورة عامة مشروعة ومباحة عند الحاجة إليها، ودليل مشروعيتها القرآن والسنة:
فأما القرآن، ففي قوله تعالى: (وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ) 53/ يونس.
وأما الحديث ففي قول (ص):إِنِّي وَاللَّهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ لا أَحْلِفُ عَلَى يَمِينٍ فَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا إِلا أَتَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ وَتَحَلَّلْتُهَا) متفق عليه.
إلا أن حكمها قد يتغير بتغير الأحوال التي قد تحيط بها، فتكون محرمة، أو مكروهة، وقد تكون واجبة، أو مندوبة، فتكون محرمة إذا كانت غموسا كاذبة مهما كانت مبرراتها، أو كانت على أمر محرم، كأن يقسم على ترك الصلاة مثلا، وتكون مكروهة إذا أقسم الإنسان فيها على فعل أمر مكروه، كمقاطعة صديق أو الامتناع عن زيارة رحم مثلا، وتكون واجبة إذا توقف عليها ثبوتُ حق لإنسان أو رفعُ ضُرٍّ عنه، وتكون مندوبة إذا توقف عليها فعل خير أو أمر مندوب، كمساعدة محتاج مثلا.
واما اللغو اختلف الفقهاء في تعريفه فلا كفارة فيه، وذلك لصراحة قوله تعالى: (لا يُؤَاخِذُكُمْ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ) 225/ البقرة.
وأما اليمين المنعقدة، فقد اتفق الفقهاء على وجوب البر بها من غير مصلحة راجحة، لقوله تعالى: (وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ) 89/ المائدة، فإذا رأى الحالف بعد الحلف بها غيرها خيرا منها، حل له الحنث مع التكفير، لقوله r: ( مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا فَلْيَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ وَلْيُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهِ) رواه مسلم.
والكفارة الواجبة: سبب وجوبها: فقد اختلف الفقهاء فيه، فذهب الجمهور إلى أن سببها اليمين، وذهب الحنفية إلى أن سببها الحنث في اليمين، وقد ترتب على ذلك جواز تقديمها على الحنث عند الجمهور دون الحنفية، الذين قالوا لا تجزئ قبل الحنث، ولو كفَّر قبل الحنث ثم حنث وجب عليه التكفير مرة ثانية.
وأما أنواع الواجب ادائه في كفارة اليمين، فقد اتفق الفقهاء على أن الواجب في كفارة اليمين أنواع أربعة، ذكرتها الآية الكريمة في قوله تعالى:: (فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) 89/ المائدة.
والله اعلم
هذا ماتيسر ايراده فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان
اختكم في الله:طالبة فقه
المملكة العربية السعودية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[طالبة فقه]ــــــــ[14 - Oct-2010, مساء 08:01]ـ
يرفع للفائده رفع الله قدر السنة وأهلها
ـ[عماد البيه]ــــــــ[14 - Oct-2010, مساء 09:35]ـ
بارك الله فيك أختي الفاضلة و جزاك خيرا
ـ[طالبة فقه]ــــــــ[22 - Oct-2010, مساء 09:47]ـ
للفائدة والاطلاع(/)
منظومة في أدلة وجوب إعفاء اللحية (الإيفاء في وجوب الإعفاء)
ـ[ابو محمد الناصر السلفي]ــــــــ[24 - Sep-2010, مساء 11:12]ـ
الحَمْدُ للهِ وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ والاهُ وَبْعدُ:
فهذهِ أبياتٌ قد سَطَّرْتُها عَلَى وَجْهِ الإيجازِ والاخْتِصارِ، وكَلِماتٌ قَدْ حبَّرْتُها على وَجْهِ الإعْوازِ والاضْطِرارِ؛ لِيَنْتَفِعَ ِبِهاالرَّاغِبُ، وَيَقْتَنِعَ بِها الرَّائِبُ، أُبَيِّنُ فِيها وُجُوبَ إعْفاءِ اللِّحَى بالدَّليلِ، واللهُ الهاديِ إلى سَواءِ السَّبيلِ.
حَمْداً لِرَبِّي أَوْضَحَ الأَحْكاما
وَبَيَّنَ الحَلالَ والحَرام
وَأَنْزَلَ الكِتابَ وَالمَثانِي
مُبَيَّناً بِسُنَّةِ العَدْنانِ
صلَّى عَلَيْهِ رَبُّنا وَالآلِ
والصَّحْبِ ثُّمَّ مَنْ لَهُمْ بِتالي
فالنَّظْمُ ذا يَكْشِفُ للإلْباسِ
عَنْ مَنْكَرٍ قَدْ شاعَ بَيْنَ النَّاسِ
أَعْنِي بِهِ حَلْقَ اللِّحَى الّذِي انْتَشَرْ
كَأَنَّهُ قَدْ سَنَّهُ خَيْرُ البَشَرْ
بَلْ صارَ حَلْقُها مِنَ الكَمالِ
لِزِينَةِ الشَّبابِ وَالرِّجالِ
وَباتَ إعْفاءُ اللِّحى مُسْتَنْكَراً
وَحَلْقُها مُسْتَحْسَناً لَدى الوَرَى
وَما دَرَوا بأَنَّهُ حَرامُ
مَنْ قالَ هَذا عِنْدَهُمْ يُلامُ
وَها أَنا مُبَيِّنٌ بِالاكْتِفا
تَحْريمَ حَلْقٍ وَوُجوبَ الإعْفا
واللهُ حَسْبِي وَهُوَ اعْتِمادِي
ما خابَ مَنْ كانَ لَهُ يُنادِي
حَدِيثُ إعْفاءِ اللِّحَى قَدِ اشْتَهَرْ
أَيْ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةٍ وَابْنِ عُمَرْ
وَغَيْرِهِمْ أَيْضَاً مِنَ الأَصْحابِ
وَكُلُّها أَلْفاظٌ ذُو اقْتِرابِ
تَدُلُّ كُلُّها عَلَى إيجابِ
إعْفاءِ لِحْيَةٍ عَلَى الصَّوابِ
فَالأَمْرُ مَحْمُولٌ عَلَى وُجُوبِهِ
ما لَمْ تَكُنْ قَرِينَةٌ تَجِي بِهِ
تَصْرِفُ ذا الأَمْرَ للاسْتِحْبابِ
إلاَّ فَنُبْقِيهِ عَلَى الإيجابِ
وَلِلْحَدِيثِ أَلْفاظٌ وَعَدَّها
النَّوَوِيُّ خَمْسَةً فَعُدَّها
أَعْفوا وَأَوْفوا ثُمَّ بَعْدُ وَفِّرُوا
أَرْخُوا وَأَرْجُوا وَالمَقْصُودُ كَثِّرُوا
فَهَذِهِ الأَلْفاظُ باجْتِماعِ
دَلَّتْ عَلَى الوُجُوبِ بالإجْماعِ
وَفِي حَدِيثٍ خالِفُوا الكُفَّارا
= أَيْ خَالِفُوا اليَهُودَ وَالنَّصارَى
يَدُلُّ أَنَّ حَلْقَها مُحَرَّمُ
مَنْ قَلَّدَ الكُفَّارَ فَهْوَ مِنْهُمُ
رَوَى الإمامُ مُسْلِمٌ عَنْ جابِرِ
قالَ عَنِ النَّبِي ذِي المَآثِرِ
كانَ النَّبِي كَثِيرَ شَعْرَ اللِّحْيَةِ
مَعْ قَوْلِهِ عَلَيْكُمُ بِسُنَّتِي
وَسُنَّةٍ لِلْرَّاشِدِينَ الخُلَفا
لَمْ يَحْلِقُوا بَلْ كُلُّهُمْ قَدْ أَعْفَى
وَحَلْقُها ضَرْبٌ مِنَ التَّشَبُهْ
أَيْ بالنِّساءِ عَدَّهُ مَنْ قَدْ نَبُهْ
وَفِي الحَدِيثِ مِنْ خِصالِ الفِطْرَةِ
مِنْ ضِمْنِها إعْفاؤنا لِلِّحْيَةِ
وَاتَّضَحَتْ دِلالَةُ المَفْهُومِ
عِنْدَ أُولِي العُقُولِ وَالفُهُومِ
مِنْ كَوْنِ حَلْقِها يُخالِفُ الفِطَرْ
فَحَلْقُها نَقِيصَةٌ لِما ذُكِرْ
وَأَجْمَعَ الأَئِمَّةُ الأَعْلامُ
بِأَنَّ حُكْمَ حَلْقِها حَرامُ
أَيْ مالِكاً وَالشَّافِعِي وَأَحْمَدا
ثُمَّ أَبا حَنِيفَةٍ أَهْلَ الهُدَى
بَلْ قَدْ يَرُدُّ الحَلْقُ للشَّهادَةْ
وَالخُلْفُ فِيهِ قَدْ رَآهُ السَّادَةْ
قالَ الغَزالِي فِي كِتابِ الإحْيا
عَنْ عُمَرٍ فِي ناتِفٍ لِلِّحْيَةْ
وَابْنِ أَبِي لَيْلَى بأَنَّهُ تُرَدّ
شَهادَةٌ لَهُ وَلا يُسْتَشْهَدْ
وَرُدَّ ما قالُوا بِكَرْهِ الحَلْقِ
حَتَّى وَلَوْ يَرْضاهُ كُلُّ الخَلْقِ
لأَنَّهُ عارٍ عَنِ الدَّليلِ
مُخالِفٌ قَوْلَ النَّبِي الجَليلِ
أَسْأَلُ رَبِّي أَنْ يَرُدَّ مَنْ خَلَفْ
لِسُنَّةِ النَّبِي وَسُنَّةِ السَّلَفْ
وَذا الَّذِي بَيَّنْتُ ذُو كِفايَةْ
لِطالِبِي الفَلاحِ وَالهِدايَةْ
وَأَحْمَدُ اللهَ عَظِيمَ النِّعَمِ
مُصَلِّياً عَلَى النِّبِيِّ الهاشِمِي
ما طَرَقَ اسْمُهُ لَدَى المَسامِعِ
وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِ(/)
مِنْ فَضَائلِ أمّ المُؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ ومَنَاقِبِهَا ..
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[24 - Sep-2010, مساء 11:50]ـ
من فضائل أم المؤمنين
عائشة - رضي الله عنها - ومناقبها
حبيبة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم
1 - التعريف بها: هِيَ أمُّ المؤمنينَ أمُّ عبدِالله: عائشةُ بنتُ الإمام الصِّدِّيق الأكْبر، خليفةِ رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أبِي بَكْرٍ عبدِالله بنِ أبي قُحَافةَ عثمانَ بنِ عامرِ بن عمرو بن كعْب بن سعْد بن تَيْم بن مُرَّة، بن كعْب بن لُؤيٍّ; القرشيَّة التيميَّة، المكيَّة، النبويَّة، أم المؤمنين، زَوْجة النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أفْقَه نِساءِ الأُمَّة على الإطلاق.
وأمُّها هي: أُمُّ رُومانَ بنتُ عامرِ بن عُوَيمر، بن عبدِ شمْس، بن عتاب ابن أُذينة الكِنانية.
هاجَر بعائشةَ أبواها، وتزوَّجها نبيُّ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قبل مهاجرِه بعدَ وفاة الصِّدِّيقة خديجة بنت خُوَيلد، وذلك قبلَ الهِجرة ببضعة عشَرَ شهرًا، وقيل: بعامين، ودخَل بها في شوَّال سَنةَ اثنتين منصرفَه - عليه الصلاة والسلام - مِن غزوةِ بدر، وهي ابنةُ تِسْع، فرَوَتْ عنه عِلمًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، وعن أبيها، وعن عمر، وفاطمة، وسعْد، وحمْزَة بن عمرو الأسْلمي، وجُدَامَةَ بنتِ وهْب .. " [1].
2 - حبُّ النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - لها: اختارَها الله لنبيِّه، حيثُ رآها في المنام، كما جاء في الصحيحَيْن - واللَّفْظ لمسلِم - عن عائشةَ قالتْ: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أُريتكِ في المنام ثلاثَ ليالٍ، جاءَني بكِ المَلَك في سَرَقةٍ (قطعة) مِن حريرٍ، فيقول: هذه امرأتُك، فأَكْشِف عن وجْهِكِ، فإذا أنتِ هي، فأقول: إنْ يَكُ هذا مِن عندَ الله يُمضِه)).
وعن عمرِو بن العاص - رضي الله عنه - قال: بعَثَني رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - على جيشِ ذاتِ السلاسل، قال: فأتيتُه قال: قلتُ: يا رسولَ الله، أيُّ الناس أحبُّ إليك؟ قال: ((عائشة))، قال: قلت: فمِن الرِّجال؟ قال: ((أبوها إذًا))، قال: قلت: ثُمَّ مَن؟ قال: ((عمر))، قال: فعدَّ رِجالاً"؛ أخرجه الشيخان.
3 - دعاءُ النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - لها: عن عائشةَ قالت: لمَّا رأيتُ مِن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - طِيبَ النَّفْس قلت: يا رسولَ الله، ادعُ اللهَ لي، فقال: ((اللهمَّ اغفرْ لعائشةَ ما تقدَّم مِن ذنبِها وما تأخَّر، وما أسَرَّتْ وما أعْلَنتْ))، فضحِكتْ عائشةُ حتى سقَط رأسها في حجْرِ رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - من الضحِك، فقال: ((أيَسرُّكِ دُعائي؟))، فقالت: وما لي لا يَسرُّني دعاؤك؟! فقال: ((واللهِ إنَّها لدَعْوَتي))؛ أخرجه البزَّار في مسنده، وحَسَّنه الألباني.
4 - ثناءُ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وصحابته عليها: عن أبي موسى الأشعريِّ - رضي الله عنه - قال: قالَ رسولُ اللَّهِ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((كَمَلَ منَ الرِّجال كثيرٌ، ولم يَكْمُلْ منَ النِّساءِ إلاَّ مريمُ بنتُ عِمرانَ، وآسِيةُ امرأةُ فِرعونَ، وفضْلُ عائشةَ على النِّساءِ كفَضْل الثَّرِيدِ على سائرِ الطعام))؛ صحيح البخاري.
وعَنْ عَائِشَةَ - رضِي الله عنها - قَالَتْ: قال - صلَّى الله عليه وسلَّم - يَوْمًا: ((يا عائِشَ، هَذا جبْريلُ يُقْرِئُكِ السَّلاَم))، فَقُلْتُ: وَعليه السلام ورحْمَةُ اللَّهِ وبَرَكاتُه، تَرَى ما لا أَرى - تُرِيدُ رَسُولَ اللَّهِ، صلَّى الله عليه وسلَّم؛ رواه الشيخان - البخاريُّ ومسلم.
وعن الحَكمِ: سمعتُ أبا وائلٍ قال: "لَمَّا بعَثَ عليٌّ عَمَّارًا والحسنَ إلى الكوفَة؛ ليستَنفِرَهم، خَطبَ عمَّارٌ فقال: إنِّي لأعلمُ أنَّها زوجتُهُ في الدُّنيا والآخِرة، ولكنَّ اللَّهَ ابتَلاكم؛ لتتبعوهُ أو إيَّاها"؛ رواه البخاري.
وعَنْ أَنَسِ بن مالكٍ - رضي الله عنه - قال: سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يَقولُ: ((فَضْلُ عائِشَةَ على النِّساءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ على الطَّعام))؛ رواه الشيخان - البخاري ومسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
5 - عبادتها وزُهدها: وقد كانتْ أُمُّ المؤمنين كثيرةَ الصيام، حتى ضعُفت، كما جاء في السِّيَر للذهبي - رحمه الله تعالى - عن عبدِالرحمن بن القاسِم، عن أبيه: أنَّ عائشةَ كانتْ تصوم الدَّهْر.
كما كانتْ زاهدةً في الدنيا، فعَنْها قالت: "ما شَبِع آلُ محمَّد يومَيْن من خُبزِ بُرٍّ إلا وأحدهما تَمْر"؛ متفق عليه.
وعن عطاء: أنَّ معاويةَ بعَث إلى عائشةَ بقِلادةٍ بمائةِ ألْف، فقسمتْها بيْن أمَّهات المؤمنين، وعن عُروةَ، عن عائشة: أنَّها تصدَّقتْ بسَبْعِين ألفًا; وإنَّها لتُرقِّع جانبَ دِرْعها - رضي الله عنها.
وعن أُمِّ ذَرَّة، قالت: بعَث ابنُ الزبير إلى عائشةَ بمالٍ في غِرَارتَيْن، يكون مائة ألْف، فدَعَتْ بطَبق، فجعَلتْ تقسم في الناس، فلمَّا أمسَت، قالت: هاتِي يا جاريةُ فُطوري، فقالت أمُّ ذَرَّة: يا أمَّ المؤمنين، أمَا استطعتِ أن تشتري لنا لحمًا بدِرْهم؟! قالت: لا تُعنِّفيني، لو أذْكْرِتني لفعلتُ [2].
6 - فِقهُ وعِلم أمِّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -: قال الزُّهريُّ: لو جُمِع عِلمُ عائشة إلى عِلمِ جميعِ النساء، لكان علمُ عائشةَ أفْضلَ [3].
كما أنَّ الله قد وهَبَها الذكاءَ والفِطنة، وسُرعةَ الحافظة، قال ابن كثير: "لم يَكُن في الأُممِ مثلُ عائشةَ في حِفْظها وعِلْمها، وفصاحتِها وعَقْلِها"، ويقول الذهبيُّ: "أفْقَهُ نِساء الأمَّة على الإطلاق، ولا أعْلمُ في أمَّة محمَّد، بل ولا في النِّساء مطلقًا امرأةً أعلمَ منها".
وقدْ تجاوز عددُ الأحاديث التي روتْها ألْفَيْن ومائة حديث عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهي مُشتَهِرة في كُتُب السُّنَّة: البخاري ومسلم، والسُّنن والمسانيد، وغيرها؛ قال الحافظُ الذهبيُّ: مُسْنَد عائشة يبلُغ ألْفَين ومائتين وعشرة أحاديث؛ اتَّفق البخاريُّ ومسلمٌ لها على مائةٍ وأربعةٍ وسبعين حديثًا، وانفرَد البخاريُّ بأربعةٍ وخمسين، وانفرد مسلِمٌ بتِسعة وستِّين [4].
ويقول عُروةُ بنُ الزُّبَيْر: "ما رأيتُ أحدًا أعلمَ بفِقه، ولا بِطبٍّ ولا بِشِعر من عائشةَ - رضي الله عنها"، وقال فيها أبو عُمرَ بنُ عبدالبرِّ: "إنَّ عائشةَ كانتْ وحيدةً بعصرها في ثلاثةِ علوم: علم الفقه، وعلم الطب، وعلم الشِّعر".
كما كانتِ المرجعَ الكبيرَ لكِبار الصحابة، خاصَّة عندَ المواقف والملمَّات، كما كانتْ تُفتي بما لدَيْها من عِلمٍ وفِقه في عهد الخليفةِ عمرَ وعثمانَ - رضي الله عنهما - إلى أن تُوفِّيت - رحمها الله ورضي عنها.
7 - نزول برائتِها مِن حادثة الإفْك من عندَ الله تعالى: وقدْ تعرَّضَتْ - رضِي الله عنها - إلى ابتلاءٍ شديد، وفِتْنةٍ كبيرة، حيث طَعَن في شرَفِها وعِرْضها المنافقون في المدينة، فأنْزَل الله براءتَها من فوقِ سبعِ سموات، وقد قالتْ - رضي الله عنها - كما في الصحيحين: " ... ثُمَّ تحولتُ واضطجعتُ على فِراشي، والله يعلم أنِّي حينئذٍ بريئةٌ، وأنَّ الله مُبرِّئي ببراءتي، ولكن واللهِ ما كنتُ أظنُّ أنَّ الله منزلٌ في شأني وحيًا يُتْلَى، لشأني في نفْسي كان أحْقرَ مِن أن يتكلَّم الله فيَّ بأمْر، ولكن كنتُ أرْجو أن يرَى رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في النومِ رُؤيَا يُبرِّئني الله بها، فواللهِ ما رام رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - مجلسَه، ولا خرَج أحدٌ مِنْ أهل البيت حتَّى أُنزِل عليه، فأخَذَه ما كان يأخُذُه من البُرَحَاء، حتى إنَّه ليتحدَّر منْه مِن العَرَق مثل الجُمَان، وهو في يومٍ شاتٍ مِن ثِقَلِ القوْل الذي أُنزِل عليه.
قالت: فَسُرِّي عن رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهو يَضْحَك، فكانتْ أوَّل كَلمةٍ تَكلَّم بها أنْ قال: ((يا عائشةُ، أمَّا اللهُ فقدْ بَرَّأكِ))، قالت: فقالتْ لي أُمِّي: قُومِي إليه، فقلتُ: واللهِ لا أقومُ إليه، فإنِّي لا أحْمَدُ إلاَّ اللهَ - عزَّ وجلَّ.
قالت: وأنزَل الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ) [النور: 11] الآيات ... ".
قال ابنُ كثير: "فغار اللهُ لها وأنْزَلَ براءتَها في عشْر آياتٍ تُتلى على الزمان، فسَمَا ذِكْرُها، وعلا شأنُها؛ لتسمعَ عفافَها وهي في صِباها، فشَهِدَ الله لها بأنَّها مِنَ الطَّيِّبات، ووعدَها بمغفرةٍ ورِزق كريم".
(يُتْبَعُ)
(/)
ومَع هذه المنزِلَةِ العالية، والتبرِئة العالية الزكيَّة مِنَ الله تعالى، تَتَواضَعُ وتقول: "ولَشَأنِي في نفْسي أهونُ مِن أن يُنزِل الله فيَّ قرآنًا يُتْلَى"!
8 - خصائص أمِّ المؤمنين - رضي الله عنها -: قال ابنُ القيِّم - رحمه الله -:
ومِن خصائصها: أنَّها كانتْ أحبَّ أزواج رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - إليه، كما ثبَت عنْه ذلك في البخاريِّ وغيره، وقد سُئِل: أيُّ الناس أحبُّ إليك؟ قال: ((عائشة))، قيل: فمِن الرِّجال؟ قال: ((أبوها)).
ومِن خصائصها أيضًا: أنَّه لَمْ يتزوَّج امرأةً بِكرًا غيرها، ومن خصائصها: أنَّه كان يَنزِل عليه الوحيُ وهو في لحافِها دونَ غيرِها، ومِن خصائصها: أنَّ الله - عزَّ وجلَّ - لَمَّا أنزل عليه آيةَ التخيير بدأ بها فخيَّرها، فقال: ((ولا عليكِ ألاَّ تَعْجَلي حتى تستأمري أَبَوَيك))، فقالت: أفِي هذا أسْتَأمِر أبوي؟! فإنِّي أُريد اللهَ ورسولَه والدارَ الآخِرة، فاستنَّ بها - أي: اقتَدَى - بقيةُ أزواجه - صلَّى الله عليه وسلَّم - وقُلْنَ كما قالتْ.
ومِن خصائصها: أنَّ الله سبحانه برَّأها ممَّا رماها به أهلُ الإفك، وأنْزَل في عُذرِها وبراءتِها وحيًا يُتْلَى في محاريبِ المسلمين وصلواتهم إلى يومِ القيامة، وشَهِد لها بأنَّها مِنَ الطيِّبات، ووعَدَها المغفرةَ والرِّزقَ الكريم، وأخْبَر سبحانه أنَّ ما قيل فيها مِنَ الإفك كان خيرًا لها، ولم يكن ذلك الذي قيل فيها شَرًّا لها، ولا عائبًا لها، ولا خافضًا مِن شأنها، بل رَفَعها الله بذلك وأعْلى قدْرَها، وأعْظَمَ شأنها، وصار لها ذِكرًا بالطيب والبراءة بيْن أهلِ الأرض والسماء، فيا لها مِن مَنْقَبة ما أجلَّها!
ومِن خصائِصها - رضي الله عنها -: أنَّ الأكابرَ مِنَ الصحابة - رضي الله عنهم - كان إذا أَشْكَل عليهم أمرٌ مِن الدِّين استفتوها فيَجِدون عِلمَه عندَها.
ومِن خصائصها - رضي الله عنها -: أنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - تُوفِّي في بيتها، وفي يومِها، وبيْن سَحْرِها ونَحْرها، ودُفِن في بيتها.
ومِن خصائصها - رضي الله عنها -: أنَّ الناسَ كانوا يتحرَّوْن بهداياهم يومَها مِن رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - تقربًا إلى الرسولِ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فيُتْحفونَه بما يحبُّ في منزلِ أحبِّ نسائِه إليه - صلَّى الله عليه وسلَّم ورضي الله عنهنَّ أجمعين [5].
وقال الإمام بدرُ الدِّين الزَّرْكشيُّ في "الإجابة لإيراد ما استدركتْه عائشةُ على الصحابة" - وهو يَتكلَّم في خصائصها، رضي الله عنها - الأربعين، قال: "والخامِسة - أي: مِن الخصائص -: نزول براءتِها منَ السماء بما نَسَبه إليها أهلُ الإفك في ستَّ عشرةَ آية متوالية، وشَهِد لها بأنَّها من الطيِّبات، ووعَدها بالمغفرةِ والرِّزق الكريم، قال: والسادس: جَعله قُرآنًا يُتْلَى إلى يومِ القيامة؛ أي: الآيات التي نزلَتْ في براءتِها.
وقال - في العاشرة -: وجوب محبَّتِها على كلِّ أحد، ففي الصحيح: لمَّا جاءتْ فاطمة - رضي الله عنها - إلى النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال لها: ((ألسْتِ تُحبِّين ما أُحبُّ؟)) قالت: بلى، قال: ((فأَحبِّي هذه - يعني: عائشة))، وهذا الأمْرُ ظاهِرُه الوجوب.
وقال - في الحادية عشرة -: إنَّ مَن قذَفها فقَدْ كفَر؛ لتصريحِ القرآن الكريم ببراءتِها، وقال - في الثانية عشرة -: مَن أنْكَر كونَ أبيها أبي بَكْرٍ الصِّدِّيق - رضي الله عنه - صحابيًّا كان كافرًا، نصَّ عليه الشافعيُّ، فإنَّ الله تعالى يقول: ? إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ? [التوبة: 40]، ومُنكِر صُحْبةِ غير الصَّدِّيق يَكْفُر لتكذيبه التواتُر [6]؛ انتهى مختصرًا.
9 - وفاتها - رضي الله عنها -: تُوفِّيت - رضي الله عنها وأرْضاها - سَنةَ سَبْعٍ وخمسين على الصحيحِ، وقيل: سَنَة ثمان وخمسين، في ليلةِ الثلاثاء لسَبْعَ عشرةَ خَلَتْ مِن رمضان بعدَ الوتر، ودُفنت من ليلتها، وصلَّى عليها أبو هريرة، بعدَ أن عمرتْ ثلاثًا وستين سَنَة وأشهرًا - كما ذَكَر الذهبيُّ في "السِّير" [7].
(يُتْبَعُ)
(/)
10 - حُكم الإسلام فيمَن سبَّ أمَّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -: قال تعالى في تزكيةِ أمِّ المؤمنين ومكانتِها وغيرِها من زوجاتِ النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ? النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ? [الأحزاب: 6].
وقدْ أجْمَع علماءُ الإسلام قاطبةً مِن أهل السُّنَّة والجماعة على أنَّ مَن سبَّ أمَّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - ورَماها بما برَّأها الله منه أنه كافِرٌ، ورُوي عن مالكِ بن أنس أنَّه قال: مَن سَبَّ أبا بكرٍ وعُمرَ جُلِد، ومَن سَبَّ عائشةَ قُتِل، قيل له: لِمَ يقتلُ في عائشة؟ قال مالك: فمَن رماها فقدْ خالَفَ القرآن، ومَن خالف القرآنَ قُتِل.
قال أبو مُحمَّد ابنُ حزْم الظاهريُّ - رحمه الله-: قول مالك هذا صحيحٌ، وهي رِدَّة تامَّة، وتكذيبٌ لله تعالى في قَطْعِه ببراءتها.
وقال أبو الخطَّابِ ابنُ دِحية في أجوبة المسائل: وشَهِد لقول مالك كتابُ الله، فإنَّ الله إذا ذَكَر في القرآن ما نَسَبه إليه المشرِكون سبَّح نفسَه لنفسِه، قال تعالى: (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ) [الأنبياء: 26]، والله تعالى ذَكَر عائشةَ، فقال: (وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ) [النور: 16]، فسبَّح نفْسَه في تنزيهِ عائشةَ، كمَا سبَّح نفسَه لنفسِه في تنزيهه؛ حكاه القاضي أبو بكر ابن الطيِّب [8].
وقال أبو بكر ابنُ زياد النيسابوريُّ: سَمعتُ القاسمَ بنَ محمَّد يقول لإسماعيلَ بن إسحاقَ: أُتِي المأمون في (الرَّقة) برَجلين شَتَم أحدُهما فاطمةَ، والآخَرُ عائشةَ، فأمَر بقَتْل الذي شتَم فاطمةَ وترَك الآخَر، فقال إسماعيلُ: ما حُكْمُهما إلاَّ أن يُقتلاَ؛ لأنَّ الذي شتَم عائشةَ ردَّ القرآن.
قال شيخُ الإسلام ابنُ تيمية - رحمه الله - تعقيبًا عليه: وعلى هذا مضَتْ سِيرةُ أهل الفِقه والعِلم مِن أهل البيت وغيرِهم.
وقالَ ابنُ العربيِّ - رحمه الله -: كلُّ مَن سبَّها بما برَّأها الله منه فهو مُكذِّب لله، ومَن كذَّب الله فهو كافِر.
وقال ابن قُدامة: فمَن قذَفها بما بَرَّأها الله منه فقدْ كفَر بالله العظيم.
وقال الإمامُ النوويُّ - رحمه الله -: براءةُ عائشة - رضي الله عنها - مِنَ الإفْك، وهي براءةٌ قطعية بنصِّ القرآن العزيز، فلو تَشكَّك فيها إنسانٌ - والعياذ بالله - صار كافرًا مرتدًّا بإجماعِ المسلمين.
وقال ابنُ القيِّم - رحمه الله -: واتَّفقتِ الأُمَّة على كُفْر قاذفِها.
وقد رُوِي عَنْ عَمْرِو بنِ غالِبٍ: أنَّ رَجُلاً نالَ مِنْ عائِشَةَ عندَ عَمَّارٍ، فقالَ: اغْرُبْ مَقْبوْحًا، أَتُؤذِي حَبِيبةَ رَسُول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم؟! قال الذهبيُّ في السِّيَر: صحَّحَه الترمذيُّ في بعضِ النُّسخ، وفي بعضِ النُّسخ قال: هذا حديثٌ حسَن.
--------------------------
[1] سير أعلام النبلاء (2/ 135).
[2] سير أعلام النبلاء (2/ 187).
[3] سير أعلام النبلاء (2/ 141).
[4] سير أعلام النبلاء (2/ 139).
[5] جلاء الأفهام (ص: 237 – 241).
[6] الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة؛ للزركشي.
[7] السير (2/ 192).
[8] الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة (ص: 29).
-----------------------
الشيخ / عاطف عبد المعز الفيومي ..
http://www.alukah.net/Sharia/0/25487/
ـ[محب الهدى]ــــــــ[25 - Sep-2010, صباحاً 08:48]ـ
بوركت على هذا النقل الطيب الموفق
ونصر الله النبي وآل بيته ..
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[26 - Sep-2010, مساء 11:21]ـ
بوركت على هذا النقل الطيب الموفق
ونصر الله النبي وآل بيته ..
اللهم آمين، وخذل وعامل كُلّ مَن عادهم بما يستحقّ! ..
شكر الله لكم أخي المبارك ..
ـ[خادم الاسلام والمسلمين]ــــــــ[27 - Sep-2010, مساء 04:25]ـ
جزاك الله خير أخي الفاضل
وسلام الله على أمِنا عائشة الصدّيقة زوجة رسولنا وحبيبنا رسول الله
محمد بن عبدالله وعلى آله الأطهار وصحبه الأخيار تسليماً كثيرا .....(/)
غدا السبت: 19 قناة في بث موحد لمدة 12 ساعة دفاعاً عن أم المؤمنين عائشة
ـ[فرائد الفوائد]ــــــــ[25 - Sep-2010, صباحاً 12:20]ـ
غدا السبت: 19 قناة في بث موحد لمدة 12 ساعة دفاعاً عن أم المؤمنين عائشة
أنباؤكم – الرياض – عمر غازي:
تنضم غدا السبت أكثر من 18 عشر قناة لقناة صفا الفضائية في بث مباشر لختام حملتها لنصرة أم المؤمنين عائشة والتي بدأتها السبت الماضي.
وقالت مصادر مطلعة لـ"أنباؤكم" أن الحملة ستبدأ من الساعة الثانية عشر ظهر السبت وتستمر حتى الثانية عشر صباحا بمشاركة نخبة من العلماء والمشايخ عبر البث المباشر من القاهرة والرياض حيث يبدأ البث من القاهرة من 12 عشر ظهرا وحتى السادسة ويدير اللقاءات الإعلامي أسامة خضر وسيكون من بين الضيوف الشيخ محمد حسان والشيخ مصطفى العدوي والشيخ محمد حسين يعقوب والشيخ أبو إسحاق الحويني أما استديو الرياض فيديره الإعلامي محمد صابر ويستضيف الشيخ الدكتور سعد البريك والشيخ ناصر العمر والشيخ الدكتور سعود الفنيسان والشيخ عدنان عرعور والشيخ سعد الحميد والشيخ وليد الرشودي بالإضافة إلى مداخلات هاتفية من الشيخ قيس المبارك عضو هيئة كبار العلماء والشيخ سعد الشثري عضة هيئة كبار العلماء الأسبق والشيخ عبد العزيز المقحم والدكتور عائض القرني والدكتور سعد الخثلان وغيرهم.
وتنفرد أنباؤكم بنقل أسماء القنوات التي تأكد مشاركتها في النقل الموحد وهي: (صفا – الرحمة – الحكمة – الخليجية – درة – الحافظ – الدانة – الناس – الساحة – نسايم – أعمال – آثال – البارعة – الراية – الدانة – أوطان – صلة – وصال – مكة).
وقال الإعلامي إبراهيم رفعت منسق الحملة في الرياض لـ"أنباؤكم": الحملة تهدف إلى الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم والذب عن عرض أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وبيان مكانتها وفضلها وتتبرأ من أي محاولات أو دعوات للإثارة الطائفية أو التعدي في الرد إلى استخدام القوة أو اليد، داعيا الجميع إلى ضبط النفس وعدم التعدي على حقوق ولي الأمر، داعيا أصحاب القنوات الأخرى الراغبة في المشاركة في الذب عن عرض رسول الله بالمشاركة في النقل المباشر على شاشاتها ".
http://www.anbacom.com/news.php?action=show&id=8290
ـ[ابراهيم النخعي]ــــــــ[26 - Sep-2010, مساء 10:24]ـ
بارك الله فيهم
خطوة في سبيل نصرة أمنا رضي الله عنها
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[26 - Sep-2010, مساء 11:44]ـ
جزاهم الله خيرا و بارك الله فيهم(/)
إنَّه لا يحلُ لي أن أضيع ساعة من عمري
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[25 - Sep-2010, صباحاً 12:21]ـ
بن عقيل الحنبلي كان يقول (أنني كنت أسف الكعك وأتحساه بالماء، لأجل ما بينهما من التفاوت في المضغ)، لذلك بن عقيل الحنبلي له كتاب ثمانمائة مجلد، اسمه (كتاب الفنون) طُبع منه مجلدان ولا يزال متبقياً بقية الثمانمائة.، لكن بن رجب الحنبلي ذكر في ذيل الطبقات أنه رأى المجلد كذا بعد الأربعمائة، كان يقول: (إنه لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري حتى إذا كلَّ لساني عن مناظرة وبصري عن مطالعة استطرحتُ فأُعمل فكري حال استطراحتي فلا أقوم إلا وقد خطر لي ما أسطره) كتاب الفنون ليس كتاب هكذا، عبارة عن زبدة تفكير بن عقيل الحنبلي هذا ثمانمائة مجلد بخلاف بقية مصنفات بن عقيل، بخلاف أنه كان له أولاد وكان له امرأة، وكان له جيران، ويعمل مجاملات ويزور هذا وهذا ويحضر الجماعات ويحضر الجنائز، ويذهب على الرباط.
لله درك يا بن عقيل فكم نضيع من أعمارنا ونهدرها هدراً بلا أدني فائدة فهلا تأسينا به لعلنا ننجو يوم العرض عليه و يتجاوز عن سيئاتناويجعلنا ممن دخل الجنة بلا حساب ولا سابقة عذاب قولوا آمين
رحمك الله يا أخي وأسكنك فسيح جناته(/)
تلخيص شريط علاج الهم
ـ[أبو علقمة]ــــــــ[25 - Sep-2010, صباحاً 11:45]ـ
ان الحمد لله نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضله الله فلا هادى له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمد عبده ورسوله
اما بعد
فان اصدق الحديث كتاب الله تعالي واحسن الهدي هدي محمد صلي الله عليه واله وسلم وشر
الامور محدثاتها وكل محدثه بدعه وكل بدعه ضلاله وكل ضلاله في النار
اخرج الامام البخاري رحمه الله في صحيحه من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه ان النبي صلي الله عليه واله وسلم خط خطا مربعا، وخط خطا في الوسط خارجا منه، وخط خططا صغارا إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط، وقال: هذا الإنسان، وهذا أجله محيط به - أو: قد أحاط به - وهذا الذي هو خارج أمله، وهذه الخطط الصغار الأعراض، فإن أخطأه هذا نهشه هذا، وإن أخطأه هذا نهشه هذا.
فهذا يبين لنا ان المرء من يوم ان يولد الي يوم ان يموت وهو عرضه للمصائب والانكاد قال تعالي - لقد خلقنا الانسان في كبد - قاِذا كانت الحياه كذلك فلابد من دواء
وقد تعددت الادويه النبويه والقرانيه ومن احسنها ما رواه ابن حبانه وأحمد في مسنده من حديث عبدالله بن مسعود أن النبي صلي الله عليه واله وسلم قال ما أصاب عبد قط هم ولا حزن فقال اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي إلا أذهب الله همه وأبدله مكانه فرحا قالوا أفلا نتعلمهن يا رسول الله قال بلى ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن
حقا اي واجب وفريضه وهذا الذي سنقوم به في هذه الخطبه أن نبين المعاني الذي اشتمل عليه هذا الحديث العظيم لان الايمان بالشيئ فرع عن تصوره 0 اذا لم يفهم المرء المعاني نقص ايمانه جدا وكلما علم معاني القران ومعاني السنه ازداد ايمانا ولذلك الفهوم منح من الله عز وجل
ما اصاب عبدا هما و لا حزن ما من انسان الا اصيب او ينتظر مصيبه كلنا هذا الرجل اما مصاب حقيقتا أو هو ينتظر مصيبه لان الله عز وجل قال (لقد خلقنا الانسان في كبد) وفي معاناه وفي مشقه فالذي يتصور انه من يوم ان يولد الي ان يموت لن يبتلي فقد ظن باطلا وقد ظن عجزا ومن دخل الحرب وهو يظن انه لن يصاب فقد ظن عجزا
فطالما اننا جميعا هذا الرجل فقد سن لنا النبي صلي الله عليه وسلم دعاء ندعوه يشتمل علي التوحيد وعلي العبوديه انا عبدك وابن عبدك وابن امتك اي انا عريق في العبوديه انا عريق في النسب ضارب الجذور في العبوديه 0 أنا عبد وأبي عبد وأمي أمه وكان شيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله يكثر من ذكر هذا البيت في جلوسه وقيامه ومشيه وسفره وترحاله كان يقول أنا المكدي وأبن المكدي كذلك كان أبي وجدي كلنا خدام للملك ومماليك 0 انا الكدي اي اعمل بالاجره وكذلك كان أبي وجدي ايضا خادمون للملك 0 ناصيتي بيدك والناصيه هو الشعر اللي في مقدم الراس 0 الناصيه التي يتجه المرء بها اذا اخذ انسان بناصيه انسان لا يستطيع ان يمشي يبقي الانسان مسلوب الاراده والاشاره الي الناصيه التفكير والاقام هي الموجه فاذا اخذ بالقدم لا يستطيع المرء السير كما قال الله تبارك وتعالي (والتفت الساق بالساق الي ربك يومئذ المساق) التفت الساق بالساق يعني رجل متعسر الخطو الي الله كالرجل الذي يمشي فالتفت ساقه فيسقط علي الارض فنحن نري كل الموتي الساق بجانب الساق انما معني التفت الساق ان هذا الرجل متعسر الخطو الي الله 0 انا عبدك وابن عبدك وابن امتك فلا يتصور ان يكون له اختيار مع الله 0 ما كان لهم الخيره
هناك حديث موضوع الناس والخطباء يذكرونه علي المنابر بخصوص هذا الشأن 0 عبدي أنت تريد وأنا أريد ولا يكون الا ما اريد 0 هذا كذب لا أقوله وأنسبه الي رب العالمين كقول انما النصوص تؤيده وهذا معني ناصيتي بيدك
فالاعتقاد بان الله حكم عدل هذا يعينك علي التوبه وأنك ترجع فتزم نفسك لا أن تلقي باللوم علي ربك 0عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك اذن نزه الله عز وجل قبل أن يسأل أعترف بالعبوديه والذل وخلع حوله وقوته وأثبت العجز الكامل لنفسه وأثبت ان الله حكيم لا يفعل الشيئ الا بحكمه وقبل ان يسال قدم بالثناء علي الله ثناء وشفاعه بكل اسم هو لك والاسماء والصفات أعظم الابواب لزياده الايمان
موقع الشيخ أبي اسحاق الحويني
http://alheweny.org/aws/play.php?catsmktba=656
ـ[عبد الله بن سالم]ــــــــ[12 - Oct-2010, مساء 01:30]ـ
وفقك الله لكل خير(/)
مِنْ دُرَرِ المحدث / عبد الله السعد ... من / شرحه جامع الترمذي!.!
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[25 - Sep-2010, مساء 12:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ـ والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.
وبعد.
حقيقة ً في شرح ِ جامع ِ الترمذي للمحدث / عبد الله بن عبد الرحمن السعد فوائدُ وفرائدُ وجواهرُ ودُرر.
وسأملئ الملتقى مواضيع َ له، إن أفردتُ كلَّ فائدة ٍ على حِدة ٍ.
فارتأيتُ أن أجمع كلِّ فائدة ٍ لطيفة ٍ وفريدة ٍ من الشرح هنا.
ولن أستطيع َ الصَّبر لمدة ِ شهرين ِ حبسا ً لمثل هذه النفائس.
فائدةٌ (1) / أهلُ الحديث (زنجُويَهْ) وأهلُ اللغَة ِ (زنجَوَيْهْ)
-1 - أبو بكر بن زنجُويه البغدادي: اسمه محمد بن عبد الملك الغزال وهو ثقة، من الطبقة الحادية العشرة، وتوفي -258 -
أهل الحديث يلفظونه: زُنْجُويَه. وأهل اللغة يلفظونه: زَنجَويْهْ
والسبب: أن إبراهيم النخعي قال: ويه شيطان.
ومثله مردويه وسيبويه ونفطويه. . .
تنبيهٌ / الشرحُ لكتابِ الطهارة -كما وعدناكم - ليلة َ عيد ِ الأضحى شبهَ مفرغةٍ ومفهرسة ً، إن شاء الله.
أخوكم المحب في الله / أبو الهُمام البَرقاوي.
وكلُّ محبة ٍ في الله ِ تبْقى * * * على الحالَيْن من فرج ٍ وضيق ِ
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[25 - Sep-2010, مساء 12:30]ـ
(2) / معنى قول ِ الترمذي (حسن صحيح) والراجح في ذلك /
وقال أبو عيسى: حديث حسن صحيح.
وقد اختلفوا على اثني عشر قولا ً في معنى ذلك.
والراجح أن معناه: صحيح، وثبت ذلك بالتتبع ونادرا ً ما يقول حديث صحيح، وقارنَّا النادر بالكثير، فلم نجد فارقا ً وميّزاً عنهما!
لكنه يستعمل أحيانا أنه دون الصحيح، وقع في موضعين أو أكثر:
1_ محمد بن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة وقال:–حسن صحيح- ثم رواه
2_ أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة، وقال:هو أصح من حديث ابن عجلان
واستعمله في موضع ٍ آخر.
لكن الغالب ما قلته، وإن قال الحافظ: معنى (حسن صحيح) أن تردد بين حسنه وصحته إذا كان للحديث إسناد واحد، وإن جمع فباعتبار الإسنادين فأحدهما صحيح والآخر حسن.
ورددنا على هذا القول!
وقال الترمذي في حديث " إنما الأعمال بالنيات " حسن صحيح وهو غريب، فمعنى ذلك أنه تردد! مع أن الأمة تلقته بالقبول!!
وكذلك في حديث " نهى النبي عن الولاء وهبته " رواه مالك عن ابن دينار عن ابن عمر
فقال الترمذي: حسن صحيح، فمنى قوله أنه تردد!! مع أن جميع رواته ثقات.
فالأقرب أن معنى: حسن صحيح " صحيح " وإن لم يكن –وهو نادر –فمعناه أنه أقل درجة من حسن صحيح. اهـ
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[25 - Sep-2010, مساء 12:31]ـ
(3) ما قيلَ في (محمَّد ِ بن إسحاق) وتخريج الشيخ لها، ودرجته!
والأشياء التي قيلت فيه سبعة أشياء:
1_ يحدث عن المجهولين، وهذا لا يختص به، ولا يؤثر فيه ذلك، وهذا ليس بجرح، طبعا من لا يحدث إلا عن الثقات –وهم لا يزيدون عن30 وأشدهم مالك والقطان-هو أفضل من غيره.
2_ ما قاله الإمامُ أحمد: يحدث عن الجماعة حديثاً واحدا ً ولا يميز كلام ذا عن كلام ذا، وأجاب ابن سيّد الناس في (المغازي والسير) وقال: يفعله الزهري.
والأقرب: أن ابنَ إسحاق لا يميزهم لأن حديثهم متقارب، والمعنى واحد، كما قال ابنُ سيرين: يحدثني العشرة من الثقات، وألفاظهم تختلف، والمعنى واحد.
والزهري معروف بهذا الشيء، وفعله في حديث الإفك، فقال: حدثني عروة بن الزبير وغيره.
3_ المكي بن إبراهيم يقول: جئت إلى ابن إسحاق فوجدته يذكر أحاديث في الصفات فنفرتُ منه وهذا ليس بجرح فيه، بل لعله جرحٌ في المكي! فلم ينفر؟
4_ قال أحمد: يقصد كتب الناس، فيضعها في كتبه، طبعا ً الذي يضعه ابنُ إسحاق دون صيغةِ التحمل، أما لو رواها بصيغة التحمل فيعتبر كذبا ً، أو يرويها بالإجازة وما شابه.
5_ كان لا يبالي ما يرويه عن الضعفاء كالكلبي، وهذا لا يختص به بل فعله أئمة كبار، فسفيان الثوري كان من المدلسين.
6_ أمسك الخطيب عنه لأنه كان يتشيع، وهذا –كما قلنا-لا يؤثر فلنا حديثه وعليه بدعته.
فابن إسحاق (صدوق حسن الحديث) وقال ابنُ المديني:جميع حديث ابن إسحاق صحيحة إلا حديثان ثم قال: لعل الخطأ ليس منه وقال البخاري: يستحق ابن إسحاق أن يتفرد بألف حديث.
وقال شعبة-وقد جالس ابنَ إسحاق-: ابن إسحاق أمير المؤمنين في الحديث وهو صدوق.
ويزيد بن هارون وسفيان بن عيينة وابن حبان وثقوه.
فالأرجح أن حديثه ينقسم إلى أربعة:
1_ ما رواه في السيرة وصرح به بالتحديث، فهو أصح شيء.
2_ ما صرح به بالتحديث، ولم يكن في السيرة، فهو حسن.
3_ ما رواه بالعنعة، ولا يقبل حتى يصرح.
4_ ما رواه عن شيوخ تُكلم عنهم، كقتادة أو يحيى بن أبي كثير وكالزهري، فإن روى عنه متفرداً فلا يقبل منه، فأين أصحاب الزهري؟! فكما يقول الذهبي (تفرد الصدوق يُعتبر منكراً) إلا أن يكون تفرده عن الزهري بحديثٍ في السيرة ٍ فهو مقبولٌ، لأنه مختص بأحاديث الأغازي.
وكان الزهري يثني على ابن إسحاق، ويروي عنه في المغازي والسير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[25 - Sep-2010, مساء 12:32]ـ
(4) الشيعة أقسام ٌ ثلاثة ٌ:
1_المؤلهة لعلي رضي الله عنه، وهو الذي أحرقهم.
2_ السبابة، وهم الذين يسبون الصحابة.
3_ المفضّلة، فيفضلُ –شيعة السلف- علياً عن الشيخين أو عثمان بن عفان.
ولم يكونوا يتكلمون على كتاب الشيْخيْن، بل قال الذهبي: لا نجد من الرواة ممن اتهم بهذا المذهب اهـ هذا غالبا ً.
وكان شريك القاضي-وهو إمام- يقدم علياً على عثمان رضي الله عنهما، وتوقف الإمام مالك في تقديم عثمان على علي، ونُسب إلى الثوري تقديمه، لكنه تراجع، وكذلك ابنُ خزيمة تراجع.
نقل شيخ الإسلام في-المجلد السادس-عن كتاب " تاريخ نيسابور " للحاكم وذكر عقيدة ابن خزيمة.
ومذهب أهل السنة والحديث: أبو بكر ثم عمر ثم عثمان .. وهذا ثابت في عهد النبي.
وثبت عن علي رضي الله عنه من أكثر –ثمانين وجهاً- أنه قال: خير أمة بعد نبيها أبو بكر ٍ ثم عمر.
قلتُ: و-في ظني- أني قرأتُ مشاركة ً فيما اختلفَ فيه الصحابة، ثم اتفقوا عليه، ومنها هذه المسألة.
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[25 - Sep-2010, مساء 03:42]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم يحس الواحد منا أمام العاليه بتلاشيه ربي يقبل من الجميع ويرزقنا الإخلاص في القول والعمل ويجعلنا من العالمين العاملين
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[25 - Sep-2010, مساء 07:29]ـ
وإياكم، آمين آمين.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[26 - Sep-2010, صباحاً 06:08]ـ
(5) الأعمشُ وتدليسُه، وجهْل ُ بعض ِ المتأخرين!!!
الأرجح: أن عنعنة الأعمش محمول على السماع والاتصال، أما من يرد حديثه فهم المتأخرون، وقال أبو زرعة: الأعمش ربّما دلس!! وهذا يدل على قوته ....
وهناك تفصيل ثالث: فقال الذهبي (إذا روى الأعمش عن أبي وائل وأبي صالح والنخعي فمحمولة روايته على السماع والاتصال، اما غيره فيُحتمل)
ونفس الحافظ الذهبي لا يعمل بذلك. فإذا روى الإعمش عن شخص –سمعَ منه- فالجمهور أن حديثه يحمل على الاتصال
إلا إن خالف الأعمش، أو روى عن شيوخ حديثهم عنه قليلة، كـ مجاهد، فلم يرو ِ إلا أربعة أحاديث، هذا إذا عنعن، أو روى متنا فيه نكارة.
كما في حديث (إن الله خلق آدم على صورة الرحمن).
وهذا المتن –عند أهل السنة – غير مستنكر، لكن ابن خزيمة أنكره.
وقال (فيه الأعمش وقد عنعن) هذا إن لمْ يمْكن الجمع!!
وذكره الحافظ ابن حجر في القسم الثاني من (المدلسين)
فلا نعلم واحدا ً من المتقدمين يخالف ذلك في التطبيق، أما المتأخرون فهم لا يقبلون عنعنة الأعمش، وهذا -الأقرب- أنَّه جهلٌ!!
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[26 - Sep-2010, صباحاً 06:09]ـ
(6) كيف نعرف معاني ألفاظ ِ الأئمة ِ المبهمة؟ كـ -مقارب الحديث- فيه نظر-؟
اختلف أهل العلم في معنى " مقارب الحديث "
والأرجح:أنها من ألفاظ التعديل، ولم يستعمل البخاري –فيما أعلم-هذه اللفظة في كتابه " التاريخ الكبير والصغير " إلا في كتاب " الترمذي " وكتاب " العلل" وهو –تقريباً- ينفرد بهذه اللفظة كثيرا ً.
فحكم على تسعة عشر شخصا ً أنهم مقاربوا الحديث
ومعنى ذلك: أن أحاديثه تقارب أحاديث الثقات، ولهذا الترجيح ثلاثة أدلة.
ولا يعرف معنى هذه الألفاظ من الأئمة إلا بأربعة أشياء:
1 - أن ينصَّ صاحبُ اللفظة ِعلى مثل ِ هذه الأشياء، فيقول: أقصد كذا وكذا.
كما قال البخاري في معنى قوله – منكر الحديث – لا تحل الرواية عنه.
2_ تفسير أهل العلم لهذا الاصطلاح، تتبعوا أقواله، والإمام مسلم إذا قال: اكتب عن فهو ثقة فابن المبارك إذا قال: عرفته فقد أهلكه أي:ضعيف جداً
وأبو حاتم إذا قال عن شخص: شيخ فلا يحتج به كما قال الذهبي أو نحوه
3_ أن تفسر قول هذا الإمام بأقواله الأخرى، فيقول النسائي عن راو ٍ معين: ثقة وأحيانا ً: لا بأس به.
4_ أن نقارن قول هذا الإمام بأقوال غيره من الأئمة، فعندما يقول البخاري –فيه نظر-رأينا أنه يطلق ذلك على من تفرد بحديث منكر، وعرفنا ذلك: أننا قارنا قوله بأقوال الأئمة غيره في هذا الراوي.
ولا بد من معرفة منهج هذا الإمام ـ هل هو متشدد كأبي حاتم؟ فصدوق عند أبي حاتم، ثقة عند غيره، فتقارن قوله مع يحيى القطان والنسائي –وإن كان أقل تشددا-والبخاري مع الترمذي-وإن كان أقل اعتدالا ً-
فمحقق كتاب "العلل" الترمذي قال: إذا قال البخاري عن راو: صدوق أن فيه ضعفا فمعنى ذلك أن " صدوق " من الأقوال المجرِّحة عند الإمام البخاري ,وهذا غلط، وسبب غلطه أنه قارن أقوال البخاري مع أقوال المتشددين كأبي حاتم الرازي أو النسائي.
وحكم البخاريُّ على عمر بن إبراهيم: مقارب الحديث، وقال عنه في رواية أخرى: صدوق
وقال عن عبد الرحمن بن زياد الإفريقي: مقارب الحديث، وقد ضعفه أحمد، والترمذي يقول: ضعف الإفريقي القطان وقال أحمد: لا أكتب حديثه ورأي البخاري يقوي عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي.
وتلميذه أعلم بشيخه من غيره.
وقال عن يزيد بن سنان: ليس في حديثه بأس، وقال في رواية أخرى: مقارب الحديث, ونص الاشبيلي على ما قلناه ,واستعمل الإمام أحمد: مقارب الحديث لكن قليلا ً, واستعمله ابنُ عدي.
(اختلف الإمام أحمد في قول: عبد الله بن محمد بن عقيل)
فقال: منكر الحديث وقال في –مسنده-: ثقة.
ونحن نطبق عليها قواعد الجرح والتعديل، فنرجح بين القولين، فنُقل أن الإمام أحمد احتج ب حديث ابن عقيل:" أن المستحاضة تغتسل لكل صلاة ".
ومذهب أحمد أنه يحتج =أحيانا= بالأحاديث التي فيها ضعف ويقول: هو أحب إليَّ من الرأي ,وهذا صحيح لأن الحديث الضعيف يحتمل ثبوته.
وقال أحمد عن عمرو بن شعيب: ربَّما احتججنا به ,واحتج به الحميدي وإسحاق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[26 - Sep-2010, صباحاً 06:09]ـ
(7) الفرقُ بينَ (الإرسال ِ) و (التدليس)!؟!
** سفيان بن عيينة لا يدلّس إلا عن ثقة **
وتقسيم ابنُ حجر لهم ليفرّق بين المقلين والمكثرين.
وسبقه الحافظ العلائي.
وخطأٌ أن يُجعلَ المدلسون بمنزلة ٍ واحدة ٍ، فلا بد من التمييز، ومما يعين على المعرفة (التتبع) فإن وُجد حديث أخطأ فيه الأعمش، فالخطأ –في الغالب- ممن فوقه أو دونه.
و (إسحاق السبيعي) في الطبقة الثانية، ليس كما ذكر الحافظ في الطبقة الثالثة، ومثله (هشيم وقتادة).
وهناك أناسٌ أكثروا من التدليس كـ (ابن جريج) فلا يقبل.
وهناك من دلسوا عن أشخاص معينين كـ (الوليد بن مسلم) فلا يدلّس إلا عن الأوزاعي، إما أن يسمع الحديث من ضعيف عن الأوزاعي فيسقط الضعيف، أو يسوي حديث الأوزاعي فيسقط شيخ الأوزاعي الضعيف، لكن ذكر في كتاب ابن حجر (مدلس فقط) وهذا غير صحيح فلا بد من التبيين والتفصيل.!!
وبعضهم يرسلون ولا يدلسون، وفي الكتب وجدوا أنهم يدلسون.
فذكر الحافظ في (التقريب) أن نعيما بن عمير الكوفي (مدلس) وراجعنا كتاب (التهذيب) وغيره فوجدناه متهم بـ (الإرسال) دون (التدليس) والتفريق بينهما:
أن المدلس: إذا روى عن شخص أحاديث لم يسمعها منه –وقد سمع منه- فيسقط الواسطة بينه وبين الشخص وجعلها عن شيخ الشيخ مباشرةً، فهو التدليس.
والإرسال: إذا روى عن شخص ٍ لم يسمع منه أبدا ً، فهو الإرسال.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[26 - Sep-2010, صباحاً 06:10]ـ
(8) هل أقوال الصَّحابة ِ حجة ٌ مطلقا ً؟! وفائدة أخرى!!
قال الأعمش كان أبي حميلا وورثه مسروق
الحميل: من ولد في بلاد ِ الشِّرك ِ، ثم يحمل إلى بلاد الإسلام، وهنا يقول الأعمش: ولد أبي في بلاد الكفار، فورثه مسروق.
واختلفوا أهل العلم فيما لو أتت امرأة بولد من الكفار إلى بلاد الإسلام وادعت أنه ولدها، فهل تصدق؟
1_ لا يروث حتى تأتي ببينة، وهو قول عمر بن الخطاب
2_ تورَّثُ، وهو قول مسروق بن الأجدع الهمداني وهو ثقة عابد وتوفي -62 - ومن أصحاب ابن مسعود وعائشة وعمر بن الخطاب.
الراجح: قول عمر بن الخطاب، لأنه لم يُنقل لنا مخالف لعمر، فلا شك أن قول عمر مقدم
وأقوال الصحابة فيها أقوال ثلاثة:
1_ حجة مطلقا ً، وهم الجمهور.
2_ ليست بحجة، وهو قول الشافعي – ولم يصح أنه تراجع لهذا القول- وهو قول داود الظاهري وأبو محمد علي بن حزم.
3_ التفصيل: فإن كان الصحابي من العلماء فيُقبل، وإن لم يكن فلا يحتج به.
وهذا القول غير صحيح، لأن الفتاوى لم تُنقل إلا عن كبار الصحابة وأهل العلم، وذهب إليه شيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين، ولا أدري تراجع عنه أم لا.
الراجح: القول الثاني، فالحجة الكتاب والسنة والإجماع، وثبت أن الصحابة من عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أخطؤوا، وقال شيخ الإسلام وتلميذه: لم ينقل عن أبي بكر قول خالف فيه النصوص.
هذا وإن كنا نرجح أن أقوالهم ليست حجة ً، لكن لا ينبغي الخروج عن أقوال الصحابة كما ذهب إليه كثير من أهل العلم، فإن كان لهم قولان أو ثلاثة، فنختار، ولا نخرج عنها.
وأما مسألة الصحابي إذا قال قولا ً ولم يعرف له مخالف فـ:
1_ هو حجة وإجماع، وذهب إليه ابن القيم.
2_ إجماع سكوتي.
3_ لا يحتج به.
والصحيح في هذه المسألة الأخذ بقوله، وخاصة هنا فعمر موصوف بالعلم، وحثنا النبي صلى الله عليه وسلم على ابتاع سنته والخلفاء الراشدين من بعده.
طبعا ً، لا يمكن أن يختلف الصحابة في مسألة، ويكون الراجح خلاف هذه الأقوال.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[26 - Sep-2010, صباحاً 06:10]ـ
(9) كيف يُميَّز الراوي؟! وبعض الأخطاء لمحقِّقي عصرنا!!
س 2: كيف يميَّز الراوي؟
1_ بالطبقة ووفاته
2_ مراجعة شيوخه وتلاميذه.
وهذا من أصعب علوم الحديث، فكثير من الناس من يقع فيه، في المتقدمين قليل، لكن عند المتأخرين كثر الوهم جدا ً!.
ومن ذلك: أحد المشتغلين بالحديث وله العشرات من التحقيقات قال في سند (عن عثمان الدرامي عن علي بن المديني عن سفيان) فقال هو: الثوري.
وهذا غلط لأن ابن المديني ولد في السنة التي توفي فيها سفيان، وسفيان هذا: ابن عيينة.
الشريط الرابع:
ومن ذلك: أحدهم حقق كتابا ً في العقيدة فوقع إسناد وهو (حماد بن زيد عن محمد بن ذكوان أنه سأل حمادا ً: هل كان إبراهيم النخعي على مذهبكم؟ -قول أنا مؤمن إن شاء الله- قال: لا بل كان شاكا ً مثلكم-أنه يقول أنا مؤمن إن شاء الله-!!)
فحماد يقول: إن إبراهيم كان يشك في إيمانه، وهذا مذهب اهل السلف.
وروي عن ابن مسعود أنه قال " من قال عن نفسه أنا مؤمن فليشهد لنفسه بالجنة "
وهذا الاستثناء في الإيمان يعود على العمل، والكلابية وبعض أهل السنة تبعا ً، قالوا: الاستثناء يعود بموت ِ الإنسان على الإيمان أو على الكفر؟
ولكن قال شيخ الإسلام أن أهل السنة يستثنون بعوده إلى العمل!!
فالمحقق قال: إن حمادا هذا هو ابنُ زيد،!!! فنسب الإرجاء إلى حماد ِ بن زيد، ومعروف أنه من كبار أهل السنة والجماعة ولكن الواقع أن حمادا ً هذا هو: ابن أبي سليمان شيخ أبي حنيفة، وهو معروف بالإرجاء.
فالتمكن من هذا الفن، هو الإكثار من القراءة في كتب الحديث والرجال!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[26 - Sep-2010, صباحاً 06:22]ـ
الفائدة الأخيرة ُ، ثم أكمل بمثل ذلك، الاثنين أو الجمعة القادمان، إن شاء الله.
(10) ما حكم المراسيل؟
1_ حجة مطلقا، وهو قول أبي حنيفة، ومالك، ورواية عن الإمام أحمد
2 _ ليست بحجة، وهو قول أهل الحديث
3_ مراسيل سعيد والنخعي وابن الزبير والشعبي يحتج بها، لأنهم لا يروون إلا عن ثقة.
أما سعيد: فقال الشافعي وأحمد (مراسيله صحيحة)
وأما الشعبي:وصفه العجلي وغيره.
وأما عروة بن الزبير: وصفه ابن عبد البر.
وأما النخعي: وصفه ابن معين فقال (مراسيله صحيحة إلا حديث القهقهة تتقض الوضوء والبحرين؟!؟!) وقال شيخ الإسلام (مراسيل إبراهيم جياد)
4_ لا يصحح شيئا من المراسيل عموما ً، لكن إن لم يوجد في الباب إلا هذه المراسيل كمرسل عروة أو الشعبي أو النخعي أو ابن المسيب فهي صالحة للاحتجاج، لأنهم لا يروون إلا عن ثقة ٍ غالبا ً.
والشافعي نفسه لم يحتج ببعض مراسيل سعيد؟
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله وصحبه أجمعين.
ادعوا لنا إخواني الأفاضل.
ـ[أبوبكر الذيب]ــــــــ[26 - Sep-2010, صباحاً 07:21]ـ
أحسن الله إليك يا أبا الهمام ..
فعلا فوائد وفرائد ودرر من محدث ضخم وإمام كبير حفظه الله ونفع به.
فائدةٌ (1) / أهلُ الحديث (زنجُويَهْ) وأهلُ اللغَة ِ (زنجَوَيْهْ)
-1 - أبو بكر بن زنجُويه البغدادي: اسمه محمد بن عبد الملك الغزال وهو ثقة، من الطبقة الحادية العشرة، وتوفي -258 -
أهل الحديث يلفظونه: زُنْجُويَه. وأهل اللغة يلفظونه: زَنجَويْهْ
والسبب: أن إبراهيم النخعي قال: ويه شيطان.
ومثله مردويه وسيبويه ونفطويه. . .
ومثله إسحاق بن راهويه.
فائدة جليلة: جزى الله محدثنا السعد خيرا.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[26 - Sep-2010, صباحاً 08:59]ـ
وإياك ...
وعلى هذا فقس .. نفطويه ... خردويه ... عمرويه ...
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[26 - Sep-2010, صباحاً 10:44]ـ
ومثله إسحاق بن راهويه.
إلاّ هذا! (ابتسامة)
وقد قال الصفدي في "الوافي بالوفيات" في ترجمة الإمام المشهور (إسحاق بن إبراهيم الحنظلي): أجمع المحدثون على أن هذا راهويه يقولونه بفتح الهاء والواو وسكون الياء وفيما عداه مما ركّب من أسماء الأصوات أن يقولوا فيه راهويه - بضم الهاء وسكون الواو وفتح الياء -.
ـ[أبوبكر الذيب]ــــــــ[26 - Sep-2010, صباحاً 11:04]ـ
إلاّ هذا! (ابتسامة)
حفظ الله يا شيخنا المبارك يعلم الله أني أحبك في الله وآن أوان إخبارك:)
يشكل على هذا أني سمعت الشيخ عبد الله السعد والشيخ ابن عثيمين يلفظانها بما ذكر كالباقي راهُويَه:)
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[26 - Sep-2010, مساء 03:27]ـ
فائدة طيبة شيخنا عبد الله.
والأمر كما ذكر الذيب، فلم أسمعها من السعد إلا (راهُويَهْ
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[26 - Sep-2010, مساء 11:58]ـ
الفاضلان: أبو بكر وأبو همام.
بارك الله فيكما، وإني أحبكما في الله ..
ما فعله الشيخان العالمان بارك الله في الشيخ السعد، ورحم الله العلامة ابن عثيمين = مَشْي على الجادة، وترك سلوك الجادة فيما فيه نُصَّ على عدم لزومه ذلك (لاحظ قول الصفدي: إجماع المحدثين!) مقدَّم؛ حتى في رواية الحديث (ابتسامة)
ـ[أبوبكر الذيب]ــــــــ[27 - Sep-2010, صباحاً 12:02]ـ
الفاضلان: أبو بكر وأبو همام.
بارك الله فيكما، وإني أحبكما في الله ..
ما فعله الشيخان العالمان بارك الله في الشيخ السعد، ورحم الله العلامة ابن عثيمين = مَشْي على الجادة، وترك سلوك الجادة فيما فيه نُصَّ على عدم لزومه ذلك (لاحظ قول الصفدي: إجماع المحدثين!) مقدَّم؛ حتى في رواية الحديث (ابتسامة)
الله يحفظك ويبارك وفيك.
والله فائدة أعز من الكبريت الأحمر!
وقد كنت قبل مدة أسمع شيخنا أبا إسحاق يلفظها كما ذكر الصفدي، فقلت في نفسي الشيخ مشى على طريقة الفقهاء واللغويين!
ثم بعد ذكرك لهذه الفائدة العزيزة تبين لي سعة علم الشيخ أبي إسحاق ـ سلمه الله وأيده ـ
حفظك الله يا شيخ عبد الله الحمراني.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[27 - Sep-2010, صباحاً 12:32]ـ
فائدة جليلة
أدب جم
خلق رفيع
نقاش هادئ ورائع
أحبك الله الذي أحببتنا فيه.(/)
السكن المناسب الكافي ... من ضرورات الحياة
ـ[عمار حسن بشير عبدالله]ــــــــ[25 - Sep-2010, مساء 12:48]ـ
جاء في الأثر أن امرأة في زمان نوح عليه السلام، بكت صبيها الصغير الذي مات عن ثلاثمائة عام، فَهَوَّنَ عليها نبي الله قائلاً:" اصبري فإنه سيأتي في آخر الزمان أناسٌ يعيشون ما بين الستين والسبعين، فما تفعلي إن أدركت ذلك الزمان؟ ". فقالت مجيبةً متسائلة:" أيبنون؟ "، أو قالت في روايةٍ أخرى:"لو أدركت ذلك الزمان لقضيته ساجدة". وكان الناس في ذلك الزمان الأول يتمتعون بأعمارٍ طويلةٍ مديدة، وبنياتٍ جسمانيةٍ عظيمة، فاستغربت المرأة متسائلةً أفتسمح تلك الأعمار القصيرة لأناس آخر الزمان أن يبنوا مساكنهم!.
هذه الواقعة عكست واحدةً من ضرورات الحياة ومكوناتها ألا وهي "السكن والمأوى"، فقد جاء في وصف الجنة التي سكنها أبوا البشرية آدم وزوجه حواء عليهما السلام آياتٌ محكمةُ بينت ضروريات وأساسيات ومقومات الحياة ولبناتها الأولية التي توفرت بأكملها في الجنة. فقد جاء في الآيات الكريمة {إن لك ألا تجوع فيها ولاتعرى وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى} (طه 118 و 119)، هذه الضرورات كما وردت في الآية: {ألا تجوع} الطعام، الذي به قوام الحياة وعمادها ومادة بناء الأجسام. {ولاتعرى} اللباس، ويمثل واحدةً من متطلبات حياة المجتمعات التي تختلف من: مجتمعٍ لآخر، ومن فئةٍ لأخرى، ومن شعبٍ لشعب، ويختلف اللباس كذلك من أمةٍ لأمة ويتباين تماماً بتباين الزمان. {لا تظمأ} الشراب، ويمثل العنصر الركيز في الحياة، إذ هو أصلها والماء مادته الأساسية، يقول تعالى { ... وجعلنا من الماء كل شئٍ حي ... } (الأنبياء 30)، والماء يمثل اليوم هماً للشعوب والأمم، إذ يعتبر واحدةً من الموارد الطبيعية التي أودعها الخالق وغرس بها مادة الحياة، وأصبح يمثل واحدةً من أهم مسببات الصراع بين المجموعات والأمم والشعوب، وأضحى الأمن المائي كغيره مهماً- لا يمكن تجاوزه وتخطيه وغض الطرف عنه واهماله- مثله مثل الأمنين الغذائي والشخصي للأفراد.
والضرورة الرابعة التي أشارت إليها الآيات: {لا تضحى} السكن والمأوى، أي لا تصيبك شمس الضحى، بمعنى أن يكون لك سكنٌ يحميك ويسترك من عاديات الدهر والزمان من شمسٍ ومطرٍ وريحٍ وبردٍ وحرٍ وغيرها.
والسكن يختلف باختلاف الزمان والمكان والبيئة والتركيبة الاجتماعية للسكان، وهو في معناه البسيط: "بناءٌ ماديٌ يبعث بالشعور والإحساس بالطمأنينة والأمان والراحة والاستقرار والخصوصية ويحقق ذاتية الفرد". وتختلف مادة هذا البناء، فهي في أبسط صورها تستخدم الأصواف والأوبار والأشعار كما جاء ذكره { ... ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثاً ومتاعاً إلى حين} (النحل 80)، وتعتبر الجبال أعظم وأقوى مادة بناء استخدمها قوم ثمود إذ كانوا يبنون بيوتهم من الجبال {وتنحتون الجبال بيوتاً} (الأعراف 74)، ونحن اليوم ما بين الحدين نَبْنِي ونُعَمِّرْ.
وما زاد عن حاجتنا من السكن في توفير الإيواء والطمانينة، يعد من الترف المذموم، إذ السكن المتواضع البسيط يفي بالحاجة الضرورية فلا يَنُمُّ امتداد الدور واتساعها وإبراز مظاهر الترف والبطر فيها مما ليس للمرء حاجةٌ إليه، إلا عن اهتمامٍ بتعمير دار الممر والاغفال عن دار المقر.
ومما يجمل ذكره، أن رجلاً جاء الإمام علياً بن أبي طالبٍ كرم الله وجهه و 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ليكتب له عقداً لمسكنٍ اشتراه، فلما رأى الإمام عظيم سرور الرجل أراد أن يذكره ويعظه بأن ما يملك لا يعدو أن يكون عرضاً زائلاً، فشرع يكتب:" اشترى ميتٌ من ميتٍ داراً في بلد المذنبين وسكة الغافلين، لها أربعة حدود: الحد الأول ينتهي إلى الموت، والثاني إلى القبر، والثالث إلى الحساب، والرابع إما إلى الجنة وإما إلى النار".
ولما كانت الوسطية ديدن أمرنا كله، فقد اعتبرت سعة الدور والمساكن من علامات هناءة المرء وسعادته في الدنيا، لما توفره رحابة الدار وبَهْوِهَا من العناصر المادية للسعادة والراحة والدعة والحبور.
علينا توفير السكن الملائم الكافي لحاجة الفرد، المحقق لإنسانيته وذاتيته. لا أن نتنافس في امتلاك الدور الفارهة الزائدة عن حاجتنا "فالموت لا شك يفنينا ويفنيها". والسكن الطيب مما أُقِرَّ بأنه حقٌ أساسيٌ مكفولٌ للفرد تقوم الحكومات بتدبير شأنه، فلا تُغْلِي على الناس أمر امتلاكه برفع أسعاره، أو ترك سوقه نهباً سهلاً للمضاربات والمزايدات، أو لقمةً سائغةً بيد الشركات الربحية، مما يُغْلِي على الناس حاجةً بسيطةً هي في متناول أيديهم ويُعَزِّزُهَا، فترتفع الأسعار فيعجز غالب الناس عن تحصيل حاجتهم من السكن الكريم، مما يُلْجِئُهُمْ إلى اتخاذ مساكن لا تتوفر فيها شروط السكن السليم المُخَطَّطْ.
وعلى الدولة أن تُهَيِّأَ للناس الأمر، فتبدأ بالتخطيط وتُذَلِّلَ التمليك وتوفر الخدمات الضرورية (المياه، الصرف الصحي، الكهرباء، منافع أخرى ضرورية)، وأن تهتم كذلك بحماية الشرائح الاجتماعية الضعيفة (العمال، المعاشيون، الأسر حديثة التكوين، النساء عائلات الأسر وغيرهم) ذات الدخول المحدودة وتراعي حقها في امتلاك المساكن المناسبة لهم الكافية لحاجتهم غير المُرْهِقَةِ لهم اقتصادياً.(/)
النصوص الواردة في البكاء في الصلاة وأقوال العلماء الأئمة الأربعة وغيرهم في ذلك
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[25 - Sep-2010, مساء 02:02]ـ
النصوص الواردة في البكاء في الصلاة وأقوال العلماء الأئمة الأربعة وغيرهم في ذلك:
قال الله تعالى: (وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا) سورة الإسراء آية (109).
وقال: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) سورة المؤمنون آيتا (1 – 2).
وقال: (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا)
سورة مريم آية (58).
وعن مطرف عن أبيه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وفي صدره " أزيز كأزيز الرحى من البكاء " وفي لفظ قال: " أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو قائم يصلي ولصدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء ".
أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة، باب البكاء في الصلاة رقم (904) 1/ 238، وأحمد رقم (16369) 4/ 26، ورقم (16355) 4/ 25، والنسائي في السنن الصغرى في كتاب السهو، باب البكاء في الصلاة رقم (1214) 3/ 13، وفي السنن الكبرى رقم (544) 1/ 195، ورقم (1135) 1/ 360، ورقم (545) 1/ 195، وابن حبان في صحيحه رقم (753) 3/ 30، ورقم (665) 2/ 439، وابن خزيمة في صحيحه رقم (900) 2/ 52، وأبو يعلى رقم (1599) 3/ 174، وتمام الرازي في الفوائد رقم (1619 - 1620) 2/ 237، وابن المبارك في الزهد رقم (109) ص36، والترمذي في الشمائل المحمدية رقم (323) ص263، والبيهقي في دلائل النبوة 1/ 357، والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة رقم (442 - 443) 9/ 464، ورقم (436 – 443) 9/ 462، والحاكم في المستدرك رقم (971) 1/ 396 وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، والهيثمي في موارد الظمآن للهيثمي رقم (522) 1/ 139، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود رقم (904) 1/ 238، وفي صحيح سنن النسائي رقم (1214) 3/ 13، وفي صحيح الترغيب والترهيب رقم (544)، ورقم (3329).
قال أبو حاتم ابن حبان رحمه الله: " في هذا الخبر بيان واضح أن التحزن الذي أذن الله جل وعلا فيه بالقرآن واستمع إليه هو التحزن بالصوت مع بدايته ونهايته لأن بداءته هو العزم الصحيح على الانقلاع عن المزجورات ونهايته وفور التشمير في أنواع العبادات فإذا اشتمل التحزن على البداية التي وصفتها والنهاية التي ذكرتها صار المتحزن بالقرآن كأنه قذف بنفسه في مقلاع القربة إلى مولاه ولم يتعلق بشيء دونه ".
صحيح ابن حبان رقم (753) 3/ 30.
وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مرضه مروا أبا بكر يصلي بالناس قالت عائشة قلت إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر فليصل للناس فقالت عائشة فقلت لحفصة قولي له إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر فليصل للناس ففعلت حفصة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مه إنكن لأنتن صواحب يوسف مروا أبا بكر فليصل للناس فقالت حفصة لعائشة ما كنت لأصيب منك خيراً ".
أخرجه البخاري في كتاب الإمامة والجماعة، باب أهل العلم والفضل أحق بالإمامة رقم (646 – 647) 1/ 240، وفي باب إذا بكى الإمام في الصلاة وقال عبد الله بن شداد سمعت نشيج عمر وأنا في آخر الصفوف يقرأ: (إنما أشكو بثي وحزني إلى الله) رقم (684) 1/ 252، وفي باب حد المريض أن يشهد الجماعة رقم (633) 1/ 236، وفي باب من أسمع الناس تكبير الإمام رقم (680 – 681) 1/ 251، وفي كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب ما يكره من التعمق والتنازع في العلم والغلو في الدين والبدع لقوله تعالى يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق رقم (6873) 6/ 2663، ومسلم في كتاب الصلاة، باب استخلاف الإمام إذا عرض له عذر من مرض وسفر وغيرهما من يصلي بالناس وأن من صلى خلف إمام جالس لعجزه عن
(يُتْبَعُ)
(/)
القيام لزمه القيام إذا قدر عليه ونسخ القعود خلف القاعد في حق من قدر على القيام رقم (418) 1/ 313، ومالك موطأ رقم (412) 1/ 170.
و عن علي رضي الله عنه قال ما كان فينا فارس يوم بدر غير المقداد ولقد رأيتنا " وما فينا إلا نائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة يصلي ويبكي حتى أصبح ".
أخرجه أحمد رقم (1023) 1/ 125، وابن حبان في صحيحه رقم (2257) 6/ 32، وابن خزيمة في صحيحه رقم (899) 2/ 52، والهيثمي في موارد الظمآن رقم (1690) 1/ 409، وأبو نعيم في حلية الأولياء 9/ 25، وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 60/ 163، والأصبهاني في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وآدابه رقم (571) 3/ 172وقال: بعد دراسة إسناد هذا الحديث تبين أنه بهذا الإسناد صحيح، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب رقم (545)، ورقم (3330).
وعن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبيت فيناديه بلال بالأذان فيقوم فيغتسل فأني لأرى الماء ينحدر على جلده وشعره ثم يخرج فيصلي فأسمع بكاءه ثم يظل صائماً " قال قلت للشعبي في رمضان قال سواء.
أخرجه أبو يعلى رقم (4709) 8/ 163، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 2/ 88 وقال: رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح، وأخرجه الذهبي في معجم المحدثين رقم (353) في ترجمة محمد أبي القاسم البغدادي ص275 وصححه بلفظ: " قالت عائشة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبيت جنبا فيؤذن بلال بالأذان فيقوم فيغتسل وإني لأرى الماء ينحدر على جلده وشعره ثم يخرج فيصلي وأسمع قراءته هذا حديث صحيح غريب.
وعن عطاء قال دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة فقالت لعبيد بن عمير قد آن لك أن تزورنا فقال أقول يا أمه كما قال الأول زر غباً تزدد حباً قال فقالت دعونا من رطانتكم هذه قال ابن عمير أخبرينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فسكتت ثم قالت لما كان ليلة من الليالي قال يا عائشة ذريني أتعبد الليلة لربي قلت والله إني لأحب قربك وأحب ما سرك قالت فقام فتطهر ثم قام يصلي قالت فلم يزل يبكي حتى بل حجره قالت ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل لحيته قالت ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل الأرض فجاء بلال يؤذنه بالصلاة فلما رآه يبكي قال يا رسول الله لم تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم وما تأخر قال أفلا أكون عبدا شكوراً لقد نزلت علي الليلة آية ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها إن في خلق السماوات والأرض الآية كلها.
أخرجه ابن حبان رقم (620) 2/ 386، والهيثمي في موارد الظمآن للهيثمي رقم (523) 1/ 139، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب رقم (1468).
وعن عبد الله بن شداد رحمه الله قال سمعت نشيج عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأنا في آخر الصفوف في صلاة الصبح وهو يقرأ سورة يوسف حتى انتهى إلى (إنما أشكو بثي وحزني إلى الله).
أخرجه البخاري تعليقاً في كتاب الإمامة والجماعة، باب إذا بكى الإمام في الصلاة وقال عبد الله بن شداد سمعت نشيج عمر وأنا في آخر الصفوف يقرأ: (إنما أشكو بثي وحزني إلى الله) 1/ 252، وابن أبي شيبة رقم (3565) 1/ 312، ورقم (35527) 7/ 224، وعبد الرزاق في المصنف رقم (2716) 2/ 114، وسعيد بن منصور في سننه رقم (1138) 5/ 405، والبيهقي في شعب الإيمان رقم (2057) 2/ 364، وذكره النووي في خلاصة الأحكام (1658) 1/ 497 وقال: سنده صحيح على شرط الشيخين، والنشيج بنون وشين معجمة وجيم ترديد البكاء.
قال أبو عبد الرحمن الأسدي مروان بن محمد لسعيد بن عبد العزيز: يا أبا محمد ما هذا البكاء الذي يعرض لك في الصلاة فقال: يا ابن أخي وما سؤالك عن ذلك قلت لعل الله أن ينفعني به فقال سعيد: " ما قمت إلى صلاة إلا مثلت لي جهنم ". التخويف من النار لابن رجب ص23، وتاريخ الإسلام للذهبي 10/ 218، وسير أعلام النبلاء للذهبي 8/ 34، وتهذيب الكمال للمزي 10/ 543، وحلية الأولياء لأبي نعيم 8/ 274، وتاريخ مدينة دمشق لابن عساكر 21/ 203، 67/ 62، والكواكب النيرات لأبي البركات الشافعي ص 41.
المذهب المالكي
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن عبد البر رحمه الله: قولها إن أبا بكر إذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء ففيه دليل على أن البكاء في الصلاة لا يقطعها ولا يضرها إذا كان من خوف الله أو على مصيبة في دين الله، ذكر ابن المبارك عن حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن أبيه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل يعني من البكاء قال وفي هذا الحديث دليل على أن البكاء لا يقطع الصلاة وهذا ما لم يكن كلاماً تفهم حروفه ولم يكن ضعفاً وعبثاً وكان من خشية الله أو فيما أباحه الله تعالى وجل وبه التوفيق.
التمهيد لابن عبد البر 22/ 134، والاستذكار لابن عبد البر 2/ 355.
وقال المواق رحمه الله عند قول خليل (وبكاء تخشع):في الصحيح أن أبا بكر لا يستطيع أن يسمع الناس من البكاء عياض فيه دليل على أن البكاء في الصلاة جائز وغير مفسد لها قال الله سبحانه وتعالى: خروا سجداً وبكياً وإلا فكالكلام قال سند اتفق الناس أن البكاء بصوت مبطل وإن كان من مصيبة أو ووجع وإن كان من الخشوع فلا شيء عليه.
التاج والإكليل للمواق 2/ 33.
وقال القرطبي رحمه الله: الثانية قوله تعالى: يبكون دليل على جواز البكاء في الصلاة من خوف الله تعالى أو على معصيته في دين الله وأن ذلك لا يقطعها ولا يضرها ذكر بن المبارك عن حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن أبيه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء وفي كتاب أبي داود وفي صدره أزيز كأزيز الرحى من البكاء.
تفسير القرطبي 10/ 342.
المذهب الحنبلي
قال ابن قدامة رحمه الله: فصل فأما البكاء والتأوه ولأنين الذي ينتظم منه حرفان فما كان مغلوباً عليه لم يؤثر على ما ذكرنا من قبل وما كان من غير غلبة فإن كان لغير خوف الله أفسد الصلاة وإن كان من خشية الله فقال أبو عبد الله بن بطة في الرجل يتأوه في الصلاة إن تأوه من النار فلا بأس، وقال أبو الخطاب إذا تأوه أو أن أو بكى لخوف الله لم تبطل صلاته قال القاضي التأوه ذكر مدح الله تعالى به إبراهيم عليه الصلاة السلام فقال إن إبراهيم لأواه حليم والذكر لا يفسد الصلاة ومدح الباكين بقوله تعالى: خروا سجدا وبكيا وقال: ويخرون للأذقان يبكون وروي عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن أبيه أنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ولصدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء رواه الخلال، وقال عبد الله بن شداد سمعت نشيج عمر وأنا في آخر الصفوف ولم أر عن أحمد في التأوه شيئاً ولا في الأنين والأشبه بأصولنا أنه متى فعله مختارا أفسد صلاته فإنه قال في رواية مهنا في البكاء الذي لا يفسد الصلاة إنه ما كان عن غلبة ولأن الحكم لا يثبت إلا بنص أو قياس أو إجماع والنصوص العامة تمنع من الكلام كله ولم يرد في التأوه والأنين ما يخصهما ويخرجهما من العموم والمدح على التأوه لا يوجب تخصيصه كتشميت العاطس ورد السلام والكلمة الطيبة التي هي صدقة. المغني لابن قدامة 1/ 394.
المذهب الحنفي
قال الجصاص رحمه الله: باب البكاء في الصلاة قال الله تعالى ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا ومثله قوله تعالى: خروا سجداً وبكياً وفيه الدلالة على أن البكاء في الصلاة من خوف الله لا يقطع الصلاة لأن الله تعالى قد مدحهم بالبكاء في السجود ولم يفرق بين سجود الصلاة وسجود التلاوة وسجدة الشكر وروى سفيان بن عيينة قال حدثنا إسماعيل بن محمد بن سعد قال سمعت عبد الله بن شداد قال سمعت نشيج عمر رضي الله عنه وإني لفي آخر الصفوف وقرأ في صلاة الصبح سورة يوسف حتى إذا بلغ إنما أشكو بثي وحزني إلى الله نشج ولم ينكر عليه أحد من الصحابة وقد كانوا خلفه فصار إجماعا وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلي ولصدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء وقوله تعالى ويزيدهم خشوعا يعني به أن بكاءهم في حال السجود يزيدهم خشوعا إلى خشوعهم وفيه الدلالة على أن مخافتهم لله تعالى حتى تؤديهم إلى البكاء داعية إلى طاعة الله وإخلاص العبادة على ما يجب من القيام بحقوق نعمه والله الموفق، وقوله تعالى: إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجداً وبكياً وفي هذه الآية دلالة على أن البكاء في الصلاة من خوف الله لا يفسدها. أحكام القرآن للجصاص 5
(يُتْبَعُ)
(/)
/ 37 – 38، 47.
وقال الطحاوي رحمه الله: باب البكاء في الصلاة قال أبو حنيفة وأصحابه إن كان من خوف الله لم يقطعها وإن كان من وجع قطعها وقال عبيد الله بن الحسن إذا اشتد كأنه قد عمل في غير الصلاة ولما كان قليله إذا كان من خوف الله لا يقطع كذلك كثيره.
مختصر اختلاف العلماء للطحاوي 4/ 395.
وقال الكاساني رحمه الله:قال الله تعالى: (إن إبراهيم لحليم أواه منيب) لأنه كان كثير التأوه في الصلاة وكان لجوف رسول الله أزيز كأزيز المرجل في الصلاة وإذا كان كذلك فالصوت المنبعث عن مثل هذا الأنين لا يكون من كلام الناس فلا يكون مفسداً ولأن التأوه والبكاء من ذكر الجنة والنار يكون بمنزلة التصريح بمسألة الجنة والتعوذ من النار وذلك غير مفسد.
بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع للكاساني 1/ 235.
قال العيني رحمه الله: وهو يعدد فوائد حديث حديث عائشة رضي الله عنها في إمامة أبي بكر الصديق رضي الله عنه العاشر: البكاء في الصلاة لا يبطلها وإن كثر وذلك لأنه صلى الله عليه وسلم علم حال أبي بكر في رقة القلب وكثرة البكاء ولم يعدل عنه ولا نهاه عن البكاء وأما في هذا الزمان فقد قال أصحابنا إذا بكى في الصلاة فارتفع بكاؤه فإن كان من ذكر الجنة أو النار لم يقطع صلاته وإن كان من وجع في بدنه أو مصيبة في ماله أو أهله قطعها وبه قال مالك وأحمد. عمدة القاري للعيني 5/ 190.
قال: وقال السفاقسي: أجاز العلماء البكاء في الصلاة من خوف الله تعالى وخشيته. عمدة القاري للعيني 5/ 252.
المذهب الشافعي
قال النووي رحمه الله: باب لا تبطل الصلاة بالبكاء والنفخ إذا كان بالفم ولم يبن منه حرفان ولا بالسعال ونحو ذلك قال الله تعالى خروا سجداً وبكياً) وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في مرضه مروا أبا بكر يصلي بالناس قلت إن أبا بكر إذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر يصلي بالناس فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس متفق عليه، وعن عبيد الله بن الشخير رضي الله عنه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء صحيح رواه الثلاثة بأسانيد صحيحة لكن الترمذي إنما رواه في الشمائل وفي رواية أبي داود كأزيز الرحى، وعن علقمة بن وقاص قال كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقرأ في العتمة سورة يوسف وأنا في آخر الصفوف حتى إذا جاء ذكر يوسف سمعت نشيجه رواه البيهقي بإسناد صحيح سنده صحيح على شرط الشيخين النشيج بنون وشين معجمة وجيم ترديد البكاء
خلاصة الأحكام للنووي (1654 – 1658) 1/ 497.
وقال النووي أيضاً: ويستحب البكاء عند القراءة وهي صفة العارفين وشعار عباد الله الصالحين قال الله تعالى ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا الإسراء 109 والأحاديث والآثار فيه كثيرة وفي الصحيحين مسعود رضي الله عنه أنه قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن قال حسبك قال فرأيت عينيه تذرفان وطريقه في تحصيل البكاء أن يتأمل ما يقرؤه من التهديد والوعيد الشديد والمواثيق والعهود ثم يفكر في تقصيره فيها فإن لم يحضره عند ذلك حزن وبكاء فليبك على فقد ذلك فإنه من المصائب.
المجموع للنووي 2/ 187.
المذهب الظاهري
قال ابن حزم رحمه الله: مسألة ومن بكى في الصلاة من خشية الله تعالى يمكنه رد البكاء فلا شيء عليه ولا سجود سهو ولا غيره فلو تعمد البكاء عمداً بطلت صلاته، حدثنا عبد الله بن ربيع ثنا محمد بن معاوية ثنا أحمد بن شعيب أنا سويد بن نصر أنا عبد الله بن المبارك عن حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن مطرف هو ابن الشخير عن أبيه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل يعني يبكي، قال علي هكذا هو التفسير نصا في نفس الحديث وأما غلبة البكاء فقال تعالى لا يكلف الله نفسا إلا وسعها وقال عليه السلام إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم وأما تعمد البكاء فعمل لم يأت بإباحته نص وقال عليه السلام إن في الصلاة لشغلا فصح أن كل عمل فهو محرم في الصلاة إلا عملا جاء بإباحته نص أو إجماع وبالله تعالى التوفيق.المحلى لابن حزم 4/ 187.
قال الشوكاني رحمه الله: باب البكاء في الصلاة من خشية الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الله تعالى إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجداً وبكياً، وعن عبد الله بن الشخير قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وفي صدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء رواه أحمد وأبو داود والنسائي الحديث أخرجه أيضا الترمذي وصححه وبن حبان وبن خزيمة قوله أزيز الأزيز بفتح الألف بعدها زاي مكسورة ثم تحتانية ساكنة ثم زاي أيضا وهو صوت القدر قال في النهاية هو أن يجيش جوفه ويغلي من البكاء قوله كأزيز المرجل المرجل بكسر الميم وسكون الراء وفتح الجيم قدر من نحاس وقد يطلق على كل قدر يطبخ فيها ولعله المراد في الحديث وفي رواية أبي داود كأزيز الرحا يعني الطاحون قوله من البكاء فيه دليل على أن البكاء لا يبطل الصلاة سواء ظهر منه حرفان أم لا وقد قيل إن كان البكاء من خشية الله لم يبطل وهذا الحديث يدل عليه ويدل عليه أيضا ما رواه بن حبان بسنده إلى علي بن أبي طالب قال ما كان فينا فارس يوم بدر غير المقداد بن الأسود ولقد رأيتنا وما فينا قائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة يصلي ويبكي حتى أصبح وبوب عليه ذكر الإباحة للمرء أن يبكي من خشية الله وأخرج البخاري وسعيد بن منصور وبن المنذر أن عمر صلى الصلاة الصبح وقرأ سورة يوسف حتى بلغ إلى قوله تعالى إنما أشكو بثي وحزني إلى الله فسمع نشيجه واستدل المصنف على جواز البكاء في الصلاة بالآية التي ذكرها لأنها تشمل المصلي وغيره وعن بن عمر قال لما اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه قيل له الصلاة قال مروا أبا بكر فليصل بالناس فقالت عائشة إن أبا بكر رجل رقيق إذا قرأ غلبه البكاء فقال مروه فليصل فعاودته فقال مروه فليصل إنكن صواحب يوسف رواه البخاري ومعناه متفق عليه من حديث عائشة قوله رجل رقيق أي رقيق القلب وفي رواية للبخاري أنها قالت أبا بكر أسيف إذا قام مقامك لم يستطع أن يصلي بالناس قوله إنكن صواحب يوسف صواحب جمع صاحبة والمراد أنهن مثل صواحب يوسف في إظهار خلاف ما في الباطن وهذا الخطاب وإن كان بلفظ الجمع فالمراد به واحدة هي عائشة فقط كما أن المراد بصواحب يوسف زليخا فقط كذا قال الحافظ ووجه المشابهة بينهما في ذلك أن زليخا استدعت النسوة وأظهرت لهن الإكرام بالضيافة ومرادها زيادة على ذلك وهو أن ينظرن إلى حسن يوسف ويعذرنها في محبته إن عائشة أظهرت أن سبب إرادتها صرف الإمامة عن أبيها كونه لا يسمع المأمومين القراءة لبكائه ومرادها زيادة وهو أن لا يتشاءم الناس به كما صرحت بذلك في بعض طرق الحديث فقالت وما حملني على مراجعته إلا أنه لم يقع في قلبي أن يحب الناس بعده رجلا قام مقامه والحديث له فوائد ليس هذا محل بسطها وقد استدل به المصنف ها هنا على جواز البكاء في الصلاة ووجه الاستدلال أن النبي صلى الله عليه وسلم لما صمم على استحلاف أبي بكر بعد أن أخبر أنه إذا قرأ غلبه البكاء دل ذلك على الجواز. نيل الأوطار للشوكاني 2/ 368 – 370.
قال محمد شمي الحق العظيم آبادي رحمه الله: باب البكاء في الصلاة عن مطرف عن أبيه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وفي صدره أزيز كأزيز الرحى من البكاء صلى الله عليه وسلم "
وفي صدره أزيز بفتح الألف بعدها زاي مكسورة ثم تحتانية ساكنة ثم زاي أيضا أي صوت كأزيز الرحى يعني الطاحون قال الخطابي أزيز الرحى صوتها وحرحرتها من البكاء أي من أجله .. وفي الحديث دليل على أن البكاء لا يبطل الصلاة سواء ظهر منه حرفان أم لا وقد قيل إن كان البكاء من خشية الله لم يبطل وهذا الحديث يدل عليه ويدل عليه أيضا ما رواه بن حبان بسنده إلى علي بن أبي طالب قال ما كان فينا فارس يوم بدر غير المقداد بن الأسود ولقد رأيتنا وما فينا قائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة يصلي ويبكي حتى أصبح وبوب عليه ذكر الإباحة للمرء أن يبكي من خشية الله واستدل على جواز البكاء في الصلاة بقوله تعالى: إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجداً وبكياً قال المنذري وأخرجه الترمذي والنسائي.
عون المعبود شرح سنن أبي داود لمحمد شمي الحق العظيم آبادي 3/ 121.(/)
تنبيه اللبيب وتذكير الأريب بمسائل قد تغيب عن حجاج البيت الحبيب
ـ[أم هانئ]ــــــــ[25 - Sep-2010, مساء 10:00]ـ
باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أنا بعد:
نبدأ مستعنين بالله سائلينه التوفيق والسداد ذكر بعض المسائل واللطائف التي قد تغيب عن بعض
الناس مع أهمية العلم بها لكل مسلم بله متسنن.
1 - هل تكشف المرأة وجهها حال الإحرام
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( ... ولا تنتقب المرأة المحرمة، ولا تلبس القفازين.))
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1838
خلاصة الدرجة: [أورده في صحيحه] وقال: تابعه موسى بن عقبة وإسماعيل بن إبراهيم بن عقبة وجويرية وابن إسحاق في النقاب والقفازين. وقال مالك عن نافع عن ابن عمر: لا تتنقب المحرمة. وتابعه ليث بن أبي سليم.
** قد يستدل بعض الناس بالحديث السابق على جواز كشف المرأة وجهها حال الإحرام
وليس الأمر كما قالوا: فجل ما في الحديث النهي عن لبسها للنقاب وليس عن ستر وجهها
كما نهى عليه الصلاة والسلام الرجل عن لبس المخيط حال الإحرام ولم يفهم أحدمن العامة فضلا عن أهل العلم أنه يبقى عريانا لا يستتر بغير المخيط.
**وفيما يلي بعض النقولات لبعض أقوال أهل العلم تفصل هذا المعنى:
- قال الشيخ العثيميين - رحمه الله تعالى - في كتاب: ((الشرح الممتع)) كتاب المناسك / باب محظورات الإحرام / عند قول الماتن «إن لبس ذكرٌ مخيطاً فدى»:-
{وقوله: «إن لبس ذكرٌ مخيطاً فدى»، خرج بذلك الأنثى، فلها أن تلبس ما شاءت، فليس لها ثياب معينة للإحرام، إلا أنه لا يجوز أن تلبس ما يكون تبرجاً وزينة؛ لأنها سوف تكون أمام الناس في الطواف والسعي.
مسألة: هل يحرم عليها شيء من اللباس؟
الجواب: نعم يحرم عليها: القفازان، والنقاب.
فالقفازان: لباس اليدين وهما معروفان.
والنقاب: لباس الوجه، وهو أن تستر المرأة وجهها وتفتح لعينيها بقدر ما تنظر منه، ولم يرد عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه حرم على المحرمة تغطية وجهها، وإنما حرم عليها النقاب فقط؛ لأنه لباس الوجه وفرق بين النقاب وبين تغطية الوجه، وعلى هذا فلو أن المرأة المحرمة غطت وجهها، لقلنا: هذا لا بأس به، ولكن الأفضل أن تكشفه ما لم يكن حولها رجال أجانب، فيجب عليها أن تستر وجهها عنهم .... } انتهى.
- وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في (منسكه) ص24 نقلا من حاشية رقم (1) المصدر السابق:
{ولو غطت المرأة وجهها بشيء لا يمس الوجه جاز بالاتفاق، وإن كان يمسه فالصحيح أنه يجوز أيضاً، ولا تكلف المرأة أن تجافي سترتها عن الوجه لا بعود ولا بيد ولا غير ذلك، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- سوى بين وجهها ويديها، وكلاهما كبدن الرجل لا كرأسه، وأزواجه -صلى الله عليه وسلم- كن يسدلن على وجوههن من غير مراعاة المجافاة، ولم ينقل أحد من أهل العلم عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إحرام المرأة في وجهها) وإنما هذا قول بعض السلف؛ لكن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهاها أن تنتقب أو تلبس القفازين، كما نهى المحرم أن يلبس القميص والخف مع أنه يجوز له أن يستر يديه ورجليه باتفاق الأئمة والبرقع أقوى من النقاب، فلهذا ينهى عنه باتفاقهم، ولهذا كانت المحرمة لا تلبس ما يصنع لستر الوجه كالبرقع ونحوه. فإنه كالنقاب".ْ}
- وقال ابن القيم في كتاب: (إعلام الموقعين):
[ولم يمنعها صلى الله عليه وسلم من تغطية وجهها، ولا أمرها بكشفه، وإنما نهاها أن تنتقب، أو تلبس القفازين في الإحرام. ونساؤه صلى الله عليه وسلم أعلم الأمة بهذه المسألة، وقد كن يسدلن على وجوههن إذا حاذاهن الركبان، فإذا جاوزوهن كشفن وجوههن ... إلى أن قال: فكيف يَحْرُم ستر الوجه في حق المرأة مع أمر الله لها أن تدني عليها من جلبابها لئلا تعرف ويفتتن الناس بصورتها ... ].
- و قال أيضا في "بدائع الفوائد": (3/ 664)
(يُتْبَعُ)
(/)
" وأما المرأة المحرمة فإن النبي صلى ا? عليه وسلم لم يشرع لها كشف الوجه في ا?حرام و? غيره، وإنما جاءالنص بالنهي عن النقاب خاصة، كما جاء بالنهي عن القفازين، وجاء النهي عن لبسالقميص والسراويل، ومعلوم أن نهيه عن لبس هذه ا?شياء لم يُرِدْ أنها تكون مكشوفة? تستر البتة، بل قد أجمع الناس على أن المحرمة تستر بدنها بقميصها ودرعها، وأنالرجل يستر بدنه بالرداء، وأسافله با?زار، مع أن مخرج النهي عن النقاب والقفازينوالقميص والسراويل واحد، وكيف يزاد على موجب النص ويفهم منه أنه شرع لها كشف وجههابين الم? جهاراً، فأي نص اقتضى هذا أو مفهوم أو عموم أو قياس أو مصلحة! بل وجهالمرأة كبدن الرجل يحرم ستره بالمُفَص?ل على قَدْرِه كالنقاب والبرقع، بلوكيدِها يحرم سترها بالمفصل على قدْرِ اليد كالقفاز، وأما سترها بالكم وسترالوجه بالم?ءة والخمار والثوب فلم ينه عنه البته.
ومن قال: إن وجهها كرأس المحرم، فليس معه بذلك نص و? عموم، و? يصح قياسه علىرأس المحرم، لما جعل ا? بينهما من الفرق.وقول من قال من السلف: إحرام المرأة في وجهها، إنما أراد به هذا المعنى، أي: ?يلزمها اجتناب اللباس كما يلزم الرجل، بل يلزمها اجتناب النقاب فيكون وجهها كبدنالر?جل، ولو قد?ر أنه أراد وجوب كشفه فقوله ليس بحجة، ما لم يثبت عن صاحبالشرع أنه قال ذلك وأراد به وجوب كشف الوجه، و? سبيل إلى واحد من ا?مرين " انتهى.
- وقال أيضاً في حاشيته على مختصر سنن أبي داود:
"وأما نهيه صلى ا? عليه وسلم في حديث ابن عمر المرأة أن تنتقب، وأن تلبسالقفازين، فهو دليل على أن وجه المرأة كبدن الرجل ? كرأسه، فيحرم عليها فيه ماوضع وفُص?ل على قَدْر الوجه، كالنقاب والبرقع، و? يحرم عليها سترة بالمقنعةوالجلباب ونحوهما، وهذا أصح القولين.فإن النبي صلى ا? عليه وسلم سَو?ى بين وجهها ويديها، ومنعها من القفازينوالنقاب، ومعلوم أنه ? يحرم عليها ستر يديها، وأنهما كبدن المحرم، يحرم سترهمابالمُفَص?ل على قَدْرِهما، وهما القفازان، فهكذا الوجه، إنما يحرم ستره بالنقابونحوه، وليس عن النبي صلى ا? عليه وسلم حرف واحد في وجوب كشف المرأة وجهها عندا?حرام، إ? النهي عن النقاب، وهو كالنهي عن القفازين، فنسبة النقاب إلى الوجهكنسبة القفازين إلى اليد سواء وهذا واضح بحمد ا?.وقد ثبت عن أسماء أنها كانت تغطي وجهها وهي محرمة، وقالت عائشة كانت الركبان يمرونبنا ونحن محرمات مع رسول ا? صلى ا? عليه وسلم فإذا حاذوا بنا سدلت إحداناجلبابها على وجهها فإذا جاوزونا كشفنا ذكره أبو داود " انتهى.
نسأل الله الهدى للرشاد.
يتبع.
ـ[أبو عبد الرحمان أمين]ــــــــ[26 - Sep-2010, مساء 03:31]ـ
جزاك الله خيرا
واصلي على هذه الطريقة في تأصيل المسائل مع التفريق بين ما أجمع عليه العلماء وما فيه اجتهاد. ومعلوم الفائدة من التفريق بين النوعين.
ـ[أم هانئ]ــــــــ[27 - Sep-2010, مساء 09:40]ـ
جزاكم الله خيرا ...
نسأل الله التيسير
ـ[أم هانئ]ــــــــ[27 - Sep-2010, مساء 09:41]ـ
باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد:
2 - هل نصلي عقب غسل الإحرام، أم قبل الإهلال (1) إذا تحتم الفصل بينهما لعارض؟
** في هذه المسألة لطيفتان:
1 - إنه ليس للإحرام صلاة تخصه- وهي ما يطلق عليها العامة: ركعتي سنة إحرام - حيث لم يثبت بذلك دليل في الشرع، وغاية ما ثبت في الشرع هو: الإهلال عقب صلاة ثبت في صفة حج النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها فريضة.
- قال الشيخ العثيميين - رحمه الله تعالى - في كتاب: ((الشرح الممتع)) كتاب المناسك/ ج7 / باب الإحرام / عند قول الماتن:
«وإحرام عقب ركعتين»:-
{قوله: "وإحرام عقب ركعتين"
الواو حرف عطف، و "إحرام" معطوف على "غسل"، أي: وسن لمريد الإحرام، إحرام عقب ركعتين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ودليل ذلك أن النبي صلّى الله عليه وسلّم: "أهل دبر الصلاة" (1) رواه مسلم، و "أهل" بمعنى أحرم فيسن أن يصلي ركعتين ليحرم بعدهما، ولكن الدليل الذي استدل به الأصحاب - رحمهم الله - لا يتعين أن تكون هذه الصلاة خاصة بالإحرام، ولا صلاة مسنونة؛ بل أهل دبر صلاة مفروضة، ولا نعلم هل النبي صلّى الله عليه وسلّم قصد أن يكون إهلاله بعد الصلاة؟ أو أهل؛ لأنه لما صلى ركب، فأهل عند ركوبه؟ فيه احتمال.
وذهب شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - إلى أن ركعتي الإحرام لا أصل لمشروعيتهما، وأنه ليس للإحرام صلاة تخصه لكن إن كان في الضحى، فيمكن أن يصلي صلاة الضحى ويحرم بعدها، وإن كان في وقت الظهر، نقول: الأفضل أن تمسك حتى تصلي الظهر، ثم تحرم بعد الصلاة، وكذلك صلاة العصر.
وأما صلاة مستحبة بعينها للإحرام، فهذا لم يرد عن النبي صلّى الله عليه وسلّم وهذا هو الصحيح.
مسألة: إذا توضأ ثم صلى ركعتين سنة الوضوء، فهل سنة الوضوء مشروعة؟
الجواب: نعم مشروعة، وعلى هذا فنقول: أنت إذا اغتسلت وتوضأت فصلِّ ركعتين سنة الوضوء، ولكن يبقى النظر إذا كان ليس من عادته في غير هذا المكان أن يصلي ركعتي الوضوء، فأراد أن يصلي هنا، أليس سوف يشعر في نفسه أن هذه الصلاة من أجل الإحرام؟ أو على الأقل من أجل الاشتراك بين الإحرام والوضوء؟
الجواب: هذا هو الظاهر، ولذلك نقول: إذا كان سيبقى الإنسان في الميقات حتى يأتي وقت الفريضة، فالأفضل أن يهل بعد الفريضة.
------------------------------------------
وجاء في حاشية الشرح الممتع:
(1) - وقال شيخ الإسلام في منسكه ص (20):
((إن كان يصلي فرضا أحرم عُقَيبه، وإلا فليس للإحرام صلاة تخصه وهذا أرجح)).}
انتهى النقل من الشرح الممتع.
2 - واللطيفة الثانية هي: أن الصلاة لها تعلق بالإهلال لا بغسل الإحرام:
هذا إذا اضطر المحرم إلى الفصل بينهما - أي: غسل الإحرام والإهلال - بزمن طال أم قصر لسبب قد يعرض له.
فالذي جاء في السنة هو: فعل هذه الثلاثة أفعال على التوالي - في الميقات-:
1 - غسل إحرام
ثم
2 - صلاة فريضة إن تيسر أو غيرها من الصلوات المسببة التي اعتاد أداءها المحرم - المهم أنها ليست سنة إحرام، وليست صلاة لم يعتد أداءها قبلُ
- ثم
3 - رفع الصوت بالإهلال: (لبيك اللهم بعمرة / حجة / عمرة وحجة).
هذا ما ثبت في السنة والسؤال:
* & - ماذا إذا اضطر الحاج - المحرم - إلى الفصل بين تلك الأفعال بفاصل زمني طال أم قصر
مثل:
أن يسافر بالطائرة من بلده إلى مكة مباشرة، علما بأنه سيمر على الميقات بالطائرة
فلو أراد كمال اتباع السنة فسيضطر لغسل الإحرام قبل ركوب الطائرة
- لمشقة فعل ذلك في الطائرة -ثم بعد زمن - طال أم قصر - سيهل بالنسك
في الطائرة عند محاذاة الميقات .... فأين يُوقِع الصلاة إذن؟!
- هل بعد غسل الإحرام قبل ركوبه للطائرة يصلي؟ أم قبل الإهلال بالنسك عند محاذاة
الميقات في الطائرة يصلي؟
علمًا بأن هذه الحال كثيرًا ما تحدث لبعض آمّين البيت العتيق فما الجواب؟
الجواب:
- إذا علمنا: إن الإهلال في السنة كان عُقَيب صلاة - سبق التفصيل في مهيتها -
كان الجواب هو:
يوقع الصلاة قبل الإهلال في الطائرة قبيل محاذاة الميقات، وليس عقب
غسل الإحرام قبل ركوب الطائرة.
هذا والله تعالى أعلى وأعلم
يتبع.
______________________________ ____
(1) - الإهلال يقصد به قول المحرم:
لبيك اللهم بعمرة للمعتمر أو المتمتع / أو لبيك اللهم بحج للمفرد / أو لبيك اللهم بعمرة وحج للقارن.
ـ[أم هانئ]ــــــــ[04 - Oct-2010, مساء 01:47]ـ
باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:-
3 - وجوب تحري استقبال عين الكعبة على من يصلي في أي مكان من المسجد الحرام
** صليت ذات مرة في المكان المخصص للنساء وكان قريبا من
صحن المسجد الحرام (المطاف)؛ مما جعل في استطاعتي رؤية
عين الكعبة بيسر، وكنت أصلي المغرب - غالب الظن-
في جماعة، ووقع في قلبي حال الصلاة أني غير مستقبلة لعين
الكعبة؛ فرفعت طرفي أنظر، فإذا بي أستقبل الفراغ عن يمين
الكعبة؛ فانحرفت في الحال قليلا - لا - الحق انحرفت كثيرا
شيئا ما؛ لأتمكن من استقبال عين الكعبة المشرفة بكليتي
وجذبت من بجواري ... (ولهذا قصة أخرى).
(يُتْبَعُ)
(/)
، وبذا فقد خرجت عن سواء الصف الذي كنت أصف فيه،
ووقع في قلبي: أن استقبال عين الكعبة لمشاهدها شرط صحة ا
للصلاة، بينما استواء الصف كمال وتمام لها لا يبطلها عدمه
، فقدمت استقبال عين الكعبة على اتمام استواء الصف
ولا حول ولا قوة إلا بالله ...
هذا ما حدث لي وعاينته بنفسي، فصرت من حينها أتحرى استقبال
عين الكعبة في الحرم لا جهتها، وبذا أذكّر وانبّه ما استطعت إلى
ذلك سبيلا ...
وهاكم بارك الله فيكم ما رزقني الله به من كلام لشيخنا العثيميين
- رحمه الله تعالى - فيه تفصيل رائق ماتع قيم لتلكم المسألة بعينها:
{قال الماتن: (وَفَرْضُ مَنْ قَرُبَ مِنْ القِبْلَةِ إِصَابَةُ عَيْنِهَا، وَمنْ بَعُدَ جِهَتُها)
قال الشيخ العثيمين - رحمه الله تعالى - تعلقا على قول الماتن:
قوله: «وفَرْضُ من قَرُبَ من القِبْلَة إصابَةُ عينها، ومَنْ بَعُدَ جهتُها».
بيَّنَ المؤلِّف رحمه الله كيف يكون استقبال القِبْلة، وذَكَرَ أنه على وجهين:
الوجه الأول: أنه يلزمُه استقبالُ عينِ الكعبة.
والوجه الثاني: أنه يلزمُه استقبالُ جهةِ الكعبة.
فالأول إذا كان قريباً من الكعبة؛ وهو الذي يمكنه مشاهدتها.
والثاني إذا كان بعيداً عنها أو قريباً لا يمكنه المشاهدة.
وظاهر كلامهم: أنَّ المراد الإمكان الحسيّ، وأنه إذا أمكنه المشاهدة حِسًّا وجب عليه إصابةُ العين، وإن كان لا يمكن شرعاً، وعلى هذا؛ فمن كان في صحن المسجد، فاستقبالُ عين الكعبة عليه فرض، وهذا سهل.
ومَنْ كان في السَّطح الأعلى أو الأوسط فهذا قد تكون إصابة عين الكعبة سهلة عليه، وقد تكون صعبة، فإذا كانت الصُّفوف متراصَّة أو أمامه أعمدة تمنعه من مشاهدة الكعبة، فهنا قد لا يستطيع الرُّؤية، ولا يستطيع أن يتحوَّل عن مكانه، لأنَّ الصُّفوف متراصَّة والتَّعذُّر هنا شرعي، أما حسا فيقدر أن يذهب ويتخطى حتى يصل إلى صحن المطاف.
وظاهر كلامهم: أنها لا تصحُّ صلاته حتى يكون مصيباً للعين [(515)]، وإذا أخذنا بهذا الرَّأي فإن كثيراً من الذين يصلُّون في المسجد الحرام لا تصحُّ صلاتهم؛ لأنَّ كثيراً منهم نشاهدهم بأعيننا لا يصيبون عينَ الكعبة، يتَّجهون إلى جهتها ولا يُصيبون عينها، فتجد الصَّفَّ مستطيلاً، وبعضهم يتَّجه عن يمين الكعبة، وبعضهم عن يسار الكعبة، وبعضهم يتَّجه إلى الكعبة تماماً، وكذلك الذين في السطح إذا كانوا بعدين عن الجدار المطل على صحن المطاف، فإن مشاهدتهم للكعبة متعذرة شرعا إذا كانت الصفوف قاطبة، أما حسّا فيمكنهم أن يذهبوا ويقفوا على حد الجدار، وهذه المسألة مشكلة باعتبار أن الإنسان إذا كان بآخر الصفوف لا يتمكَّن من مشاهدة الكعبة قطعاً، ولا يقول: إنه أصاب عينها، وأحياناً يرى الظُّلْمَة والسَّواد ويقول: هذا عينُ الكَّعبة، ثم يُصلِّي، وإذا سَلَّم يجد الكعبة عن يمينه أو عن يساره، وهذا كثير، وأنا أعدت الصلاة مرة من المرات بعدما صليت معهم صلاة العصر أظن بعدما سلمنا، وإذا الكعبة عن يميننا ونحن فوق.
ولكنِّي ما رأيت أحداً من أهل العلم قال: إنَّ مَنْ كان بداخل المسجد فإن فرضه استقبال الجهة إلا قولاً في «سُبُل السَّلام شرح بلوغ المرام» لم يعزُه لأحد [(516)]، ولكنَّه قاله تَفَقُّهاً من عنده، وإذا لم يكن أحد قال به قَبْله فهو غير مُسَلَّم؛ لأن المعروف من كلام أهل العلم قاطبة أنه من كان يمكنه مشاهدتها ففرضُه إصابةُ العين [(517)].
ويجب أن يصيبَ عينَ الكعبة بكلِّ بدنه، فلو فُرِضَ أن جانبَ الوجه الأيمن مساوٍ للكعبة؛ والجانبَ الأيسر خارج عن الكعبة؛ لم تصحَّ صلاته، فلا بُدَّ أن يكون اتجاهُه كلُّه إلى عين الكعبة، وذلك لأنَّه أمكن الاتجاه عن يقين، فوجب عليه، ولأنَّ الأصل وجوب الاستقبال إلى البيت الذي هو البناء وليس إلى المسجد كلِّه، وإلا لصحَّ أن نقول: إن الذي يصلِّي إلى الجانب الجنوبي منه مثلاً له أن يستقبل الجانب الشمالي منه، ولو كانت الكعبة عن يمينه أو عن يساره، ولا أحد يقول بهذا، فالمقصود الأول هو عينُ الكعبة، فإذا أمكن وجب.
وقوله: «ومَنْ بَعُدَ جهتُها»، أي: من بَعُدَ عن الكعبة بحيث لا يمكنه المشاهدة؛ فيجب عليه إصابةُ الجهة ......... }
(يُتْبَعُ)
(/)
انتهى النقل من كتاب: ((الشرح الممتع على زاد الستقنع)) / ج2 / كتاب: الصلاة / باب: شروط الصلاة / عند قول الماتن: (وَفَرْضُ مَنْ قَرُبَ مِنْ القِبْلَةِ إِصَابَةُ عَيْنِهَا، وَمنْ بَعُدَ جِهَتُها) / ص: 265 - 267/ طبعة مؤسسة آسام.
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
يتبع.
ـ[أم هانئ]ــــــــ[12 - Oct-2010, مساء 01:00]ـ
باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:-
4 - الهدي التطوعي لبيت الله الحرام: للمفرد، والمعتمر، و من في بلده.
** إن من السنن المنسية في هذا الزمان، سنة عظيمة الأجر، جليلة القدر
ألا وهي: الهدي لبيت الله الحرام هدي تطوّع في أي وقت من العام:
- فهل يهدي في زمننا هذا المعتمر تطوعا؟
- أم هل يهدي المفرد في الحج تطوعا؟
- فضلا عن أن يرسل المسلم وهو مقيم في بلده هديا ليذبح قربة إلى الله عند بيته الحرام؟
قال الشيخ ابن جبرين - حفظه الله تعالى -:-
{الهدي وأنواعه:
والهدي: هو ما يتقربون به إلى البيت والذي يذبح بمكة يمكن أنه خمسة أنواع، أشهرها الهدي التطوعي.
ذُكر في قوله تعالى: ((لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ)) وفي قوله: ((جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلَائِدَ))
فهذا الهدي يتقرب به إلى الله، لما أحرم النبي -صلى الله عليه وسلم- من الحديبية بعمرة الحديبية كان معه نحو سبعين من الإبل هديا، ومع كثير من أصحابه- أيضا- هدي، ومنعهم المشركون، فذبحوها في الحديبية وأنزل الله: ((هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ)).
وكذلك لما أحرم بالعمرة في عمرة. سنة سبع ساق معه- أيضا- هديا، ونحره بمكة لما انتهى من عمرته، وكذلك في حجة الوداع ساق من المدينة سبعين بدنة، وجاء علي بثلاثين، وأصبحت مائة بدنة، وكثير من الصحابة كان معهم هدي، وكانوا يسوقونها إلى البيت يشقون أسنمة الإبل حتى يسيل الدم ثم ..
يبلونها بالدم، ثم يعقدون تلك الوبرة في ذروة سنامه؛ حتى يعرف أنه هدي، ويجعلون في رقبته قلادة، ويعلقون في القلادة نعلين، كل هذا علامة على أنه هدي؛ حتى لا يتعرض له أحد، لا يسرق، ولا ينحر، ولا يركب إلا لحاجة، إذا احتاج إليه صاحبه، ولا يحلب لبنها إلا إذا فضل شيء عن ولدها، يهدون من الإبل، ومن البقر، ومن الغنم.
..... هذا مما يهدى إلى البيت وقد كانوا يهدون في الجاهلية، فأقر الإسلام ذلك.
في هذه الأزمنة يقل الهدي وذلك في موسم الحج كثرة اللحوم، وفي غير موسم الحج الغفلة عن فضل ذلك وعن أثره، كانوا إذا كان الهدي مع الحج نحروه بمنى وإذا كان مع العمرة نحروه عند المروة. هذه الأزمنة أنه لا يمكن، لا يتمكن من النحر عند المروة؛ وذلك لأنها أصبحت نظيفة، وأصبحت مكانا متسعا للمصلين، ولكن ينحره بالمنحر إن كان إبلا، أو يذبحها في مكان المسلخ الذي أعد للذبح.
وكذلك الهدي يجوز في كل وقت، يعني يصح أن يحرم إنسان في ربيع الأول، أو الثاني، أو جمادى الأولى، أو جمادى الثانية، أو رجب، أو شعبان، أو رمضان، ويسوق معه هديا ...........
معلوم أن الكعبة حجارة، ليست هي التي تأكل، فمعنى بالغ الكعبة يعني بالغا أهل الكعبة، أو بالغا يذبح عند الكعبة أو قرب الكعبة ثم يوزع على من حولها ...
فعرفنا أن الدماء التي تذبح بمكة خمسة.
الهدي التطوع -الهدي يأكل منه- دم التمتع والقران يأكل منه، الثلاثة الباقية جزاء الصيد إذا قتل صيدا ثم ذبح جزاءه لا يأكل منه، كذلك دم الجبران إذا ترك واجبا فاحتاج أن يجبره لا يأكل منه، كذلك فدية المحظور إذا فعل محظورا من محظورات الإحرام كتغطية الرأس لحاجة ونحو ذلك، فعليه إذا اختار الدم فلا يأكل منه مع أنه مخير بين ثلاثة أشياء قال تعالى: فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ.} انتهى
http://ibn-jebreen.com/book.php?cat=...69&subid=27606 (http://ibn-jebreen.com/book.php?cat=8&book=144&toc=7715&page=6769&subid=27606)
** كذا قال بعض أهل العلم عن جواز الاشتراك في شاة كهدي تطوعي للكعبة:-
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا كان المقصود الصدقة فهذا أمر حسن ولا بأس أن تشتركوا بالشاة، أما إن كان المقصود بالهدي ما يكون في الحج، فإن الهدي يجب على القارن والمتمتع، وهو شاة للشخص الواحد دون اشتراك، ويجوز أن يشترك سبعة في بقرة أو ناقة 0 والله أعلم0
-* قال عبد الله بن عبد الرحمن بن صالح آل بسام صاحب تيسير العلام:
((فمن القربات العظيمة الأجر الإهداء للبيت الحرام.
فالهدي ـ التطوعي ـ: هو ما أهدي إلى البيت الحرام من الإبل، والبقر، والغنم وغيرها.
ويُراد بتقديمه إلى البيت ـ الكعبة ـ، التوسعة والإحسان إلى جيران البيت الحرام
وزائريه، من الفقراء والمساكين.
وهو أفضل القُرَب عند الله تعالى. لأن الصدقة، والإنفاق من أفضل العبادات. لاسيما
إذا كان في البلد الحرام، وعلى المنقطعين لعبادة الله تعالى فيه، والمجاورين لبيته.)) انتهى: تيسير العلام / شرح: عمدة الأحكام / ج: 2 / باب: الهدي / ص: 174.
*- وقال في موضع آخر تعليقا على حديث:
{أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت:
((كنت أفتلُ القلائد للنبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ فيقلد الغنم.))
صحيح البخاري / (25) ـ كتاب: الحج / (110) ـ باب: تقليد الغنم / حديث رقم: 1702 / ص: 192.
* فعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: فتلت قلائِدَ هدي النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله
وسلم ـ، ثم أشْعَرَهَا وقلَّدها ـ أو قلدتها ـ ثم بعث بها إلى البيت وأقام بالمدينة. فما
حَرُمَ عليه شيءٌ كان حِلٌّ.
صحيح البخاري " متون " / (25) ـ كتاب: الحج / (108) ـ باب: إشعار البدْنِ / حديث رقم: 1699 / ص: 192.
المعنى الإجمالي للحديث:
كان النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يعظم البيت العتيق ويقدسه.
فكان إذا لم يصل إليه بنفسه بعث إليه ـ أي إلى البيت الحرام ـ الهدي، تعظيمًا
له، وتوسعة على جيرانه ـ أي: على جيران البيت الحرام ـ 0
وكان إذا بعث الهدي أشعرها وقلدها، ليعلم الناس أنها هدي إلى البيت الحرام،
فيحترموها، ولا يتعرضوا لها بسوء 0
فذكرت ـ أم المؤمنين ـ عائشة ـ رضي الله عنها ـ تأكيدًا للخبر ـ: أنها كانت تفتِل فلائدها.
وكان ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ إذا بعث بها ـ وهو مقيم في المدينة ـ لا يجتنب
الأشياء التي يجتنبها المحرِم من:
النساء، والطيب، ولبس المخيط ونحو ذلك، بل يبقى مُحِلاً لنفسه كل شيء كان
حلالاً له.
** ما يؤخذ من الحديث:-
1 ـ استحباب بعث الهدي إلى البيت الحرام من البلاد البعيدة ولو لم يصحبها
المُهْدِي، لأن الإهداء إلى البيت صدقة على مساكين الحرم، وتعظيم للبيت، وتقرُّب
إلى الله تعالى بإراقة الدماء في طاعته.
2 ـ استحباب إشعار الهدي وتقليده، بالقرب، والنعال، ولحاء الشجر، مما هو
خلاف عادة الناس، ليعفوه فيحترموه.
3 ـ أن المُهْدِي لا يكون محرمًا ببعث الهدي، لأن الإحرام هو نية ونُسك.
4 ـ أن المُهْدِي لا يَحْرُم عليه أيضًا ما يحرم على المحرِم من محظورات الإحرام.
قال ابن المنذر: قال الجمهور: لا يصير بتقليد الهدي مُحْرِمًا، ولا يجب عليه شيء.
وقال بعض العلماء: وإلى ذلك ذهب فقهاء الأمصار.
5 ـ جواز التوكيل في سَوْقِهَا إلى الحرم، وذبحها وتفريقها.
6 ـ أن الشرع يكون حيث المصلحة المحضة، أو المصلحة الراجحة. فإن إشعار الإبل
والبقر المهداة، فيه تعذيب لها.
ولكن مصلحة إشعارها، لتعظيمها، وإظهار طاعة الله في إهدائها، راجح على هذه
المفسدة اليسيرة.
7 ـ أن الأفضل بعثها مقلدة من أمكنتها، لا تقليدها عند الإحرام، لتكون محترمة على
تمر به في طريقها، وليحصل التنافس في أنواع هذه القُرب المتعدي نفعها.} انتهى
كتاب: [تيسير العلام شرح: عمدة الأحكام] / ج: 2 / باب: الهدي / ص:175 - 176.
أذكر نفسي وإياكم؛ عسانا ننتفع، غفر الله لنا ولكم آمين.
يتبع إن شاء الله.
ـ[شجرة الدرّ]ــــــــ[12 - Oct-2010, مساء 04:02]ـ
اللهم باركـ .. جزاكِ الله يا أخت أم هانيء خير الجزاء وأكمله وأتمه وأوفاه ..
شرح واف ممتع .. استفدت منه كثيرا .. وبانتظار المزيد .. زادك الله من فضله ..
لكن وقع عندي اشكال فيما يلي:
- هل بعد غسل الإحرام قبل ركوبه للطائرة يصلي؟ أم قبل الإهلال بالنسك عند محاذاة
الميقات في الطائرة يصلي؟
علمًا بأن هذه الحال كثيرًا ما تحدث لبعض آمّين البيت العتيق فما الجواب؟
الجواب:
- إذا علمنا: إن الإهلال في السنة كان عُقَيب صلاة - سبق التفصيل في مهيتها -
كان الجواب هو:
يوقع الصلاة قبل الإهلال في الطائرة قبيل محاذاة الميقات، وليس عقب
غسل الإحرام قبل ركوب الطائرة.
بناء على هذه النتيجة تكون صلاة الإحرام نافلة ونقعُ في الدّور ونعود للإشكال السابق؛ لأنه لا يخفى عليك أكثر من يسافر في الطائرة يجمع الفريضة جمع تقديم أو تأخير لعدم تيسر صلاة الفريضة في الطائرة على كل حال .. بخلاف النافلة فبالإمكان إيقاعها والمسافر جالس غير مستقبل القبله .. فما المخرج من هذا إلا أن نستصحب صلاة الفريضة قُبيل الدخول في النسك إن تيسر وإلا فلا .. خصوصا وأنه لم يرد أمر صريح بذلك .. أو اننا نعتقد سُنية صلاة الإحرام خلاف الراجح ونصلي نافلة قُبيل الإحرام على حسب الحال .. فما تقولين ياشيختنا؟
أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما يعلمنا وأن يرزقنا العلم والعمل .. آمين ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم هانئ]ــــــــ[13 - Oct-2010, مساء 08:54]ـ
اللهم باركـ .. جزاكِ الله يا أخت أم هانيء خير الجزاء وأكمله وأتمه وأوفاه ..
شرح واف ممتع .. استفدت منه كثيرا .. وبانتظار المزيد .. زادك الله من فضله ..
لكن وقع عندي اشكال فيما يلي:
هل بعد غسل الإحرام قبل ركوبه للطائرة يصلي؟ أم قبل الإهلال بالنسك عند محاذاة
الميقات في الطائرة يصلي؟
علمًا بأن هذه الحال كثيرًا ما تحدث لبعض آمّين البيت العتيق فما الجواب؟
الجواب:
- إذا علمنا: إن الإهلال في السنة كان عُقَيب صلاة - سبق التفصيل في مهيتها -
كان الجواب هو:
يوقع الصلاة قبل الإهلال في الطائرة قبيل محاذاة الميقات، وليس عقب
غسل الإحرام قبل ركوب الطائرة.
بناء على هذه النتيجة تكون صلاة الإحرام نافلة ونقعُ في الدّور ونعود للإشكال السابق؛ لأنه لا يخفى عليك أكثر من يسافر في الطائرة يجمع الفريضة جمع تقديم أو تأخير لعدم تيسر صلاة الفريضة في الطائرة على كل حال .. بخلاف النافلة فبالإمكان إيقاعها والمسافر جالس غير مستقبل القبله .. فما المخرج من هذا إلا أن نستصحب صلاة الفريضة قُبيل الدخول في النسك إن تيسر وإلا فلا .. خصوصا وأنه لم يرد أمر صريح بذلك .. أو اننا نعتقد سُنية صلاة الإحرام خلاف الراجح ونصلي نافلة قُبيل الإحرام على حسب الحال .. فما تقولين ياشيختنا؟
أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما يعلمنا وأن يرزقنا العلم والعمل .. آمين ..
آمين آمين آمين.
وجزاك الله خيرا وأحسن إليك أختنا الكريمة
أولا:
والله يا أختنا الكريمة لست بشيختكم إلا سنا إن أردتِ
فما أنا إلا محض ناقلة عن أهل العلم غفر الله لنا ولك آمين.
ثانيا: سبق منا النقل أنه يسن الإهلال عقب صلاة
غير مخصصة لسنة الإحرام
- قال الشيخ العثيميين - رحمه الله تعالى - في كتاب: ((الشرح الممتع)) كتاب المناسك/ ج7 / باب الإحرام / عند قول الماتن:
«وإحرام عقب ركعتين»:-
{قوله: "وإحرام عقب ركعتين"
الواو حرف عطف، و "إحرام" معطوف على "غسل"، أي: وسن لمريد الإحرام، إحرام عقب ركعتين.
ودليل ذلك أن النبي صلّى الله عليه وسلّم: "أهل دبر الصلاة" (1) رواه مسلم، و "أهل" بمعنى أحرم فيسن أن يصلي ركعتين ليحرم بعدهما، ولكن الدليل الذي استدل به الأصحاب - رحمهم الله - لا يتعين أن تكون هذه الصلاة خاصة بالإحرام، ولا صلاة مسنونة؛ بل أهل دبر صلاة مفروضة، ولا نعلم هل النبي صلّى الله عليه وسلّم قصد أن يكون إهلاله بعد الصلاة؟ أو أهل؛ لأنه لما صلى ركب، فأهل عند ركوبه؟ فيه احتمال.
وذهب شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - إلى أن ركعتي الإحرام لا أصل لمشروعيتهما، وأنه ليس للإحرام صلاة تخصه لكن إن كان في الضحى، فيمكن أن يصلي صلاة الضحى ويحرم بعدها، وإن كان في وقت الظهر، نقول: الأفضل أن تمسك حتى تصلي الظهر، ثم تحرم بعد الصلاة، وكذلك صلاة العصر.
وأما صلاة مستحبة بعينها للإحرام، فهذا لم يرد عن النبي صلّى الله عليه وسلّم وهذا هو الصحيح.
- فإن وافق وقت الإهلال في الطائرة وقت الضحى فبها ونعمت
- وإن وافق وقت القيام فبها ونعمت وذلك بعد التأكيد على
صلاة الفريضة في غير الطائرة ما أمكن.
أليس في هذا التقييد خروجا عن الدور بوركت ِ أخية؟
ـ[أم هانئ]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 02:11]ـ
أتابع مستعينة بالله سائلته التوفيق والسداد:
5 - احذر الدفع من عرفة قبل تحقق الغروب ...
قال الشيخ ابن باز - رحمه الله تعالى -:
ما هي أقل مدة للوقوف فيها بعرفة، ومتى يجوز الانصراف منها إلى مزدلفة، أرجو إيضاح أول الوقت وآخره؟
الوقوف بعرفة هو الركن الأعظم للحج، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الحج عرفة، فمن أدرك عرفة بليل قبل أن يطلع الفجر، فقد أدرك الحج)، وزمن الوقوف ما بين زوال الشمس يوم عرفة اليوم التاسع إلى طلوع الفجر من ليلة النحر، هذا هو وقت الوقوف عند أهل العلم، ما بين الزوال يوم التاسع من ذي الحجة وهو يوم عرفة، إلى طلوع الفجر إلى من ليلة النحر، هذا مجمع عليه بإجماع أهل العلم، ليس فيه خلاف، أن هذا هو وقت الوقوف، فإذا وقف فيه ولو قليلاً أجزأه الحج، فإن كان بالليل أجزأه وليس عليه فدية، وإن كان في النهار وجب عليه أن يبقى إلى غروب الشمس، كما وقف النبي -صلى الله عليه وسلم- فإنه وقف
(يُتْبَعُ)
(/)
نهاراً بعدما صلى الجمع، بعدما صلى الظهر والعصر جميعا، جمع تقديم، بأذان وإقامتين تقدم إلى الموقف فوقف -عليه الصلاة والسلام- على راحلته حتى غابت الشمس هذا هو الأفضل، وهذا هو الكمال، أن يقف نهاراً ويبقى حتى غروب الشمس، فإن انصرف قبل غروب الشمس فعليه دم عند أكثر أهل العلم، يذبح في مكة للفقراء، إلا إن رجع في الليل سقط عنه الدم، إن رجع في الليل لو قليلاً سقط عنه الدم، وإذا وقف قليلاً ساعة ربع ساعة أو نصف ساعة المقصود مر بعرفات وهو محرم في الحج، فإن مروره بها أو وقوفه بها قليلاً يجزؤه، إن كان في الليل أجزأ بلا فدية، وإن كان في النهار ولم يبق حتى الغروب فعليه الفدية عند الجمهور وحجه صحيح عند جمهور أهل العلم. أما الوقوف قبل الزوال فأكثر أهل العلم أن لا يجزئ، من وقف قبل الزوال ولم يرجع بعد الزوال ولا في الليل فإنه لا يجزئ عند الجمهور، وذهب أحمد بن حنبل -رحمه الله- وجماعة إلى أنه يجزئ قبل الزوال لحديث عروة بن مغرس حيث قال فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- قد وقف في عرفة قبل ذلك ليلاً أو نهاراً، فأطلق النهار، قال هذا يشمل ما قبل الزوال وما بعد الزوال، ولكن الجمهور قالوا: يحمل على ما بعد الزوال؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقف بعد الزوال ولم يقف قبل الزوال، وقال: (خذوا عني مناسككم)، اللهم صل وسلم عليه، فالأحواط للمؤمن أن يكون وقوفه بعد الزوال كما قاله جمهور أهل العلم، وكما فعله النبي -عليه الصلاة والسلام-، ولا يتحدد الوقوف بشيء قليل أو كثير يجزئ، لكن مثل ما تقدم إن كان بالليل في أول الليل أو في وسطه أو في آخره أجزأه بلا فدية، وإن كان في النهار، ولم يبق حتى الغروب فعليه فدية عند أكثر أهل العلم لأنه ترك واجباً وهو الجمع بين الليل والنهار في حق من وقف نهاراً. وقال قوم لا فدية عليه حتى إذا وقف نهاراً بعد الزوال كالليل، ولكن أكثر أهل العلم قالوا أن وقوف النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى الغروب يدل على الوجوب؛ لأنه قال: (خذوا عني مناسككم)، قوله: (خذوا عني مناسككم)، يدل على وجوب البقاء إلى الليل، فإنه لم ينصرف حتى غابت الشمس -عليه الصلاة والسلام-، فينبغي لمن وقف نهاراً أن يبقى بل يجب عليه أن يبقى حتى تغيب الشمس، فإذا غابت انصرف إلى المزدلفة فإن استعجل وانصرف قبل الغروب جبره بدم عند أكثر أهل العلم، يذبح في الحرم للفقراء جبراً للحج.
http://www.binbaz.org.sa/mat/19019 (http://www.binbaz.org.sa/mat/19019)
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .. وبعد
لقد حججت مع والدتي المسنة وتخلف الباص خاصتنا عن الحملة يوم عرفة ولم نصل إلا الساعة الثانية بعد الظهر إلى عرفة وظل الباص يلف في عرفة جميعها بحثا عن موقع الحملة ولم يستدل عليه حتى صارت الساعة الرابعة والنصف عصرا ثم طلب منه المشرف الوقوف حتى ننزل بعرفة ما تبقى من الوقت ولم يجد مكان سوى خارج عرفة بحوالي عشرين مترا حسب اللوحة التي تشير لبداية عرفة ونزلنا وذهبنا إلى محاذاة اللوحة الدالة على بداية عرفة وصلينا الظهر والعصر قصرا لأننا بعد العصر ثم جلسنا ندعو وحيث إن الموقع كان مزدحما وغير مريح طلبت مني والدتي قبيل الغروب بحوالي نصف ساعة أن أذهب بها إلى الباص والذي يقف على بعد عشرين مترا خارج عرفة لتستريح به جاهلة بحكم الوقوف حتى الغروب وأنا أمام خوفي عليها وتلبية لرغبتها نسيت الحكم تماما ولم أتذكره بالمرة (سبحان الله) وجلسنا في الباص حتى غربت الشمس ولما تحرك الباص أعتقد أنه لم يدخل حدود عرفة فما الحكم مع الجهل والنسيان مع العلم أن أعدادا كثيرة جدا كانت بعدنا خارج عرفة ولم تجد من ينصحها (عشرات الآلاف) وجزاكم الله عنا كل خير.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن وقف بعرفة نهارا ثم دفع قبل الغروب فقد أتى بالركن وترك واجب الوقوف في جزء من الليل فيكون عليه دم وجوبا عند الحنفية والحنابلة وهو قول عند الشافعية، لكن الراجح عند الشافعية استحباب إراقة الدم لأن أخذ جزء من الليل على هذا القول سنة لا غير، وإنما يستحب الدم خروجا من خلاف من أوجبه. ولو تدارك ما فاته بالرجوع إلى عرفة قبل غروب الشمس، وبقي إلى ما بعد الغروب سقط عنه الدم اتفاقا، ولو رجع بعد الغروب وقبل طلوع الفجر سقط عنه الدم عند الجمهور خلافا للحنفية، لأن الدم عندهم لزمه بالدفع من عرفة فلا يسقط بالرجوع إليها، أما عند المالكية فلا يدفع الحاج من عرفة إلا بعد غروب الشمس فإن دفع قبل الغروب فعليه العود ليلا تداركا وإلا بطل حجه.
والراجح عندنا أن من وقف نهار ودفع قبل الغروب ولم يعد للوقوف جزءا من الليل أنه يلزمه الدم سواء كان تركه للجمع بين اليل والنهار عمدا أو سهوا أو جهلا، كما بيناه في الفتوى رقم: 962.
والله أعلم.
http://www.islamweb.net/ahajj/index....Option=FatwaId (http://www.islamweb.net/ahajj/index.php?page=ShowFatwa&lang=A&Id=71190&Option=FatwaId)
** وهنا مسألتان ينبغي التنبه إلى الفرق بينهما بارك الله فيكم:
1 - مسألة الوقوف بعرفة ولو قليلا في زمن الوقوف المشروع:
(من زوال شمس يم عرفة (الظهر) إلى فجر يوم النحر على مذهب الجمهور)
فمن فعل ذلك أجزأه وقوفه وحجه صحيح لأنه أتى بركن الوقوف بعرفة.
2 - ويبقى الواجب في هذا الركن ألا وهو الجمع بين الليل والنهار في والوقوف
بعرفة فلا يدفع الحاج الذي وقف بعرفة نهارا قبل تحقق الغروب لفعل النبي
صلى الله عليه وسلم ذلك وأمره ضمنا بذلك في قوله: (خذوا عني مناسككم).
** وأكثر أهل العلم على أن من وقف نهارا في عرفة ودفع قبل الغروب عليه دم جبران
كما تقدم مفصلا في النقولات السابقة.
والله نسأل أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا ويزيدنا من لدنه علما.
يتبع إن شاء الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالب النصح2]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 08:49]ـ
جزاك الهه خيرا على هذا التأصيل وهذه المقارنة فقد استفدت منه كثيرا
قد يستدل بعض الناس بالحديث السابق على جواز كشف المرأة وجهها حال الإحرام
وليس الأمر كما قالوا: فجل ما في الحديث النهي عن لبسها للنقاب وليس عن ستر وجهها
كما نهى عليه الصلاة والسلام الرجل عن لبس المخيط حال الإحرام ولم يفهم أحدمن العامة فضلا عن أهل العلم أنه يبقى عريانا لا يستتر بغير المخيط.
ـ[شجرة الدرّ]ــــــــ[17 - Oct-2010, صباحاً 08:51]ـ
ثانيا: سبق منا النقل أنه يسن الإهلال عقب صلاة
غير مخصصة لسنة الإحرام
اقتباس:
- قال الشيخ العثيميين - رحمه الله تعالى - في كتاب: ((الشرح الممتع)) كتاب المناسك/ ج7 / باب الإحرام / عند قول الماتن:
«وإحرام عقب ركعتين»:-
{قوله: "وإحرام عقب ركعتين"
الواو حرف عطف، و "إحرام" معطوف على "غسل"، أي: وسن لمريد الإحرام، إحرام عقب ركعتين.
ودليل ذلك أن النبي صلّى الله عليه وسلّم: "أهل دبر الصلاة" (1) رواه مسلم، و "أهل" بمعنى أحرم فيسن أن يصلي ركعتين ليحرم بعدهما، ولكن الدليل الذي استدل به الأصحاب - رحمهم الله - لا يتعين أن تكون هذه الصلاة خاصة بالإحرام، ولا صلاة مسنونة؛ بل أهل دبر صلاة مفروضة، ولا نعلم هل النبي صلّى الله عليه وسلّم قصد أن يكون إهلاله بعد الصلاة؟ أو أهل؛ لأنه لما صلى ركب، فأهل عند ركوبه؟ فيه احتمال.
وذهب شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - إلى أن ركعتي الإحرام لا أصل لمشروعيتهما، وأنه ليس للإحرام صلاة تخصه لكن إن كان في الضحى، فيمكن أن يصلي صلاة الضحى ويحرم بعدها، وإن كان في وقت الظهر، نقول: الأفضل أن تمسك حتى تصلي الظهر، ثم تحرم بعد الصلاة، وكذلك صلاة العصر.
وأما صلاة مستحبة بعينها للإحرام، فهذا لم يرد عن النبي صلّى الله عليه وسلّم وهذا هو الصحيح.
- فإن وافق وقت الإهلال في الطائرة وقت الضحى فبها ونعمت
- وإن وافق وقت القيام فبها ونعمت وذلك بعد التأكيد على
صلاة الفريضة في غير الطائرة ما أمكن.
أليس في هذا التقييد خروجا عن الدور بوركت ِ أخية؟
أحسنتِ أختي الفاضلة " أم هانئ ..
لكن نحن نريد أن نثبت هل وقعت الصلاة اتفاقا؛ وعليه فلا نتقصد الإهلال عقب صلاة فريضة
أو نافلة ..
أم أنها قصدا فنتحرى ذلك ..
لكن تبين أن المسألة فيها خلاف ..
أما انا فلا أعتقد أنه يسوغ أن أعتقد ما يعتقده شيخ الإسلام - رحمه الله - ثم أتحرى أن أُهل بعد صلاة ..
والله تعالى أعلى واعلم ..
أكملي .. أسأل الله أن يكرمنا بحجة مبرورة هذا العام وأعواما عديدة ..
وأكرر شكري على هذا التأصيل الممتع ..
ـ[أم هانئ]ــــــــ[19 - Oct-2010, مساء 09:20]ـ
أحسنتِ أختي الفاضلة " أم هانئ ..
لكن نحن نريد أن نثبت هل وقعت الصلاة اتفاقا؛ وعليه فلا نتقصد الإهلال عقب صلاة فريضة
أو نافلة ..
أم أنها قصدا فنتحرى ذلك ..
لكن تبين أن المسألة فيها خلاف ..
أما انا فلا أعتقد أنه يسوغ أن أعتقد ما يعتقده شيخ الإسلام - رحمه الله - ثم أتحرى أن أُهل بعد صلاة ..
والله تعالى أعلى واعلم ..
أكملي .. أسأل الله أن يكرمنا بحجة مبرورة هذا العام وأعواما عديدة ..
وأكرر شكري على هذا التأصيل الممتع ..
جزاك الله خيرا وأحسن إليك أختنا
ولي عودة - إن شاء الله - لتلك المسألة في سعة من الوقت
بوركت على حسن المتابعة.
ـ[أم هانئ]ــــــــ[19 - Oct-2010, مساء 09:21]ـ
باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:-
6 - الحرص على أداء صلاة العشاء ولو في عرفة ....
** وها هنا مسألة تمهيدية ينبغي التعرض لها أولا:
ألا وهي: ما هو آخر وقت العشاء:
السؤال
بارك الله فيكم امرأة عليها الدورة الشهرية فنامت أول الليل فلما استيقظت فجرا شاهدة الطهر ولا تدرى متى حصل هذا الطهر فهل عليها صلاة العشاء أيضا لو استيقظت بعد طلوع الشمس وهل تصلى الفجر أم لا يا فضيلة الشيخ؟
الجواب
(يُتْبَعُ)
(/)
الشيخ: إذا نامت المرأة وهي حائض ثم استيقظت وهي طاهر ولا تدري هل حصل الطهر قبل منتصف الليل أو بعده فإنه لا يجب عليها قضاء صلاة العشاء لأن وقت صلاة العشاء ينتهي بنصف الليل لكن عليها أن تبادر وأن تغتسل وتصلى الفجر في وقتها ولا يحل لها أن تأخر الإغتسال إلى ما بعد طلوع الشمس كما يفعله بعض الجاهلات من النساء بل الواجب عليها أن تبادر وتغتسل لتصلى الصلاة في وقتها وإذا كانت تقول أني أريد أن أغتسل اغتسلا يكون منظفا قلنا اغتسلي اغتسالا تقومين فيه بالواجب وصلى الفجر في وقتها وإذا اصبحتي فلا حرج عليك أن تغتسلي اغتسلا منظفا بالصابون أو غيره.
http://www.islamport.com/b/2/alfeqh/fatawa/%C7%E1%DD%CA%C7%E6%EC/%DD%CA%C7%E6%EC%20%E4%E6%D1%20 %DA%E1%EC%20%C7%E1%CF%D1%C8%20 %E1%E1%DA%CB%ED%E3%ED%E4/%DD%CA%C7%E6%EC%20%E4%E6%D1%20 %DA%E1%EC%20%C7%E1%CF%D1%C8%20 %E1%E1%DA%CB%ED%E3%ED%E4%20014 .html
فتاوى نور على الدرب (نصية): الصلاة
السؤال: جزاكم الله خيرا ما هو آخر وقت لصلاة العشاء هل هو نصف الليل أم ثلث الليل وإذا صلت المرأة بعد نصف الليل بقليل ساعة أو ساعتين هل عليها إثم في ذلك؟
الجواب
الشيخ: وقت صلاة العشاء إلى نصف الليل والوقت الأفضل فيها ما بين الثلث والنصف فيجوز تقديمها على الثلث من حين أن يغيب الشفق الأحمر ولا يجوز تأخيرها عن النصف والأفضل ما بين الثلث والنصف لقول النبي صلى الله عليه وسلم (إنه لوقتها لولا أن أشق على أمتي) فإذا كانت المرأة في البيت وتضمن لنفسها أن تبقى إلى نصف الليل فالأفضل أن تؤخر الصلاة إلى ثلث الليل وإن كانت لا تضمن أن تبقى مستيقظة إلى نصف الليل فلتصلي في أول الوقت وأما ما بعد نصف الليل فليس وقتا لصلاة العشاء ليس وقتا ضروريا ولا وقتا اختياريا لأن جميع النصوص كلها حددت وقت العشاء بنصف الليل ولم يرد فيما أعلم إلى ساعتي هذه أن وقت العشاء يمتد إلى طلوع الفجر وهذا الذي قررته هو صريح الأحاديث الواردات عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو ظاهر القرآن الكريم لقوله تعالى (أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل) أي إلى نصفه لأنه هو غاية الغسق إذ ما قبل النصف الشمس قريبة من الأفق الغربي وما بعد النصف الشمس قريبة من الأفق الشرقي ومنتهى غاية الغسق انتصاف الليل فيقول عز وجل (أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل) هذا وقت ممتد من زوال الشمس وهو نصف النهار إلى نصف الليل وفيه أربع صلوات الظهر وقتها من الزوال إلى أن يصير ظل كل شيء مثله فيدخل وقت العصر مباشرة العصر من ذلك الوقت إلى أن تصفر الشمس وهو وقت اختيار ثم إلى غروبها وقت ضرورة ويدخل وقت المغرب فورا إلى وقت العشاء وهو مغيب الشفق الأحمر فيدخل وقت العشاء فوراً إلى نصف الليل ثم قال الله عز وجل (وقرآن الفجر) فاستأنف لصلاة الفجر ولم يجعلها مع الصلوات الأخرى لم يقل أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى طلوعها بل قال (إلى غسق الليل) فوقف وحدد ثم قال (وقرآن الفجر) ففصل الفجر عن ما سبقه من الأوقات وقال (إن قرآن الفجر كان مشهودا).
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_3914.shtml
** قال الشيخ الألباني - رحمه الله -:
{قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ووقت صلاة العشاء إلى نصف الليل الأوسط. . ". رواه مسلم وغيره، ويؤيده ما كتب به عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري: ". . . وأن صل العشاء ما بينك وبين ثلث الليل، وإن أخرت فإلى شطر الليل، ولا تكن من الغافلين". أخرجه مالك والطحاوي وابن حزم، و سنده صحيح. فهذا الحديث دليل وأضح على أن وقت العشاء انما يمتد إلى نصف الليل فقط، وهو الحق، ولذلك اختاره الشوكاني في "الدرر البهية"، فقال: ". . . وآخر وقت صلاة العشاء نصف الليل"، وتبعه صديق حسن خان في "شرحه"، وقد روي القول به عن مالك كما في "بداية المجتهد"، وهو اختيار جماعة من الشافعية كأبي سعيد الإصطخري وغيره. انظر المجموع (3/ 40).} انتهى كلام الألباني من تمام المنة.
** فإذا تقرر أن آخر وقت العشاء ما نُص عليه في حديث مسلم:
(يُتْبَعُ)
(/)
وقت الظهر إذا زالت الشمس. وكان ظل الرجل كطوله. ما لم يحضر العصر. ووقت العصر ما لم تصفر الشمس. ووقت صلاة المغرب ما لم يغب الشفق. ووقت صلاة العشاء إلى نصف الليل الأوسط. ووقت صلاة الصبح من طلوع الفجر. ما لم تطلع الشمس. فإذا طلعت الشمس فأمسك عن الصلاة. فإنها تطلع بين قرني شيطان
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 612
خلاصة حكم المحدث: صحيح
** ننتقل إلا ماينبغي على الحاج فعله ليلة جمع (أي: المبيت بالمزدلفة):-
قد ورد في صفة حج النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه جمع بين العشاءين (المغرب والعشاء)
جمع تأخير في مزدلفة بعد أن دفع (خرج) من عرفة بعد المغرب هذت ما نقلته غلينا الأخبار
الصحيحة عنه صلى الله عليه وسلم.
ويبقى السؤال: ماذا لو لم يصل الحاج إلى مزدلفة قبل منتصف الليل - آخر وقت العشاء
كما تقدم - أين وكيف يصلي العشاءين؟
وفيما يلي ننقل أقوال أهل العلم في الإجابة عن هذا السؤال:
** جاء في شرح زاد المستقنع للشيخ الخضير:
قال: "ثم يدفع بعد الغروب إلى مزدلفة بسكينة، ويسرع في الفجوة، ويجمع بها بين العشاءين، ويبيت ... ويجمع بين العشاءين بها بمزدلفة، والسنة ألا يصلي المغرب والعشاء إلا بجمع بمزدلفة،
إيه، ماذا يصنع؟ العلماء نصوا على أن هذه الصلاة لا تصلى إلا بجمع، فإذا صلاها قبل جمع منهم من يأمر بالإعادة، والجمهور على أن الصلاة صحيحة، لكن إذا ترتب على تأخيرها إلى مزدلفة خروج الوقت، كما هو ملاحظ الآن مع كثرة الزحام أحياناً ما يصلون إلى جمع إلا مع طلوع الفجر مثلاً، فيخرج وقتها، أو بعد منتصف الليل فيخرج وقتها على القول المختار، كما في حديث عبد الله بن عمرو، نعم، نقول: صل في الوقت أو انتظر حتى تصل جمع؟
طالب: .........
نعم، لا يصلي أحد إلا في بني قريضة، لكن هل هناك أمر بألا تصلى هذا الصلاة إلا بمزدلفة أو هناك فعل من النبي -عليه الصلاة والسلام- مع ما تقرر من أحاديث المواقيت؟ هذا فعل، وهناك في قصة بني قريضة أمر، ولذا اختلف الصحابة منهم من صلى قبل الوصول تحصيلاً للوقت، ومنهم من آخر الصلاة خرجت عن وقتها وصلاها في المكان الذي أمر به، وكل له وجه، لكن هنا ما في أمر، حديث المواقيت: {إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا} [(103) سورة النساء] وكونه -عليه الصلاة والسلام- فعل ذلك لا يعني أنه واجب ولازم، فعلى هذا إذا خشي فوات الوقت يصليها في الطريق. .... سهل، سهل هذا؛ لأن الجمع محله تقديم أو تأخير يجوز هذا وذاك، مجرد ما يصل إلى مزدلفة يصلي، ولو كان في أول وقت صلاة الظهر، ويش المانع؟ هذا أمره سهل، الإشكال فيما لو خشي فوات الوقت؛ لأن من أهل العلم من يقول: من صلاها قبل مزدلفة يلزمه إعادتها، لكنه قول مرجوح، نعم؟
طالب: ........
يا أخي أنت خاضع لظروف، هل يلزمك أن تصل في الوقت الذي وصل فيه النبي -عليه الصلاة والسلام-؟ هل الوقت الذي وصل فيه الرسول -عليه الصلاة والسلام- من مقاصد الشرع بحيث لا نتقدم عليه ولا نتأخر؟ خاضع لظروف، احتمال تصل قبله، واحتمال تصل بعده، المقصود أنك تصليهما جمعاً بمزدلفة، لكن أنت يمكن أن تطرح هل له أن يتأخر في الصلاة حتى يدخل وقت العشاء؟ أما يجوز له أن يصلي في المغرب يجوز؛ لأن الجمع كما قال أهل العلم: يجوز تقديماً أو تأخيراً، نعم.
http://www.khudheir.com/uploads/f4387.doc
** كما جاء في الشرح الممتع للشيخ العثيمين:-
(( ... قوله:" و يجمع بها بين العشاءين" أي: إذا وصل إلى مزدلفة، و لا يصل إلى مزدلفة إذا دفع بصفة دفع الرسول صلى الله عليه و سلم إلا بعد دخول وقت العشاء.
و لهذا كان جمع النبي صلى الله عليه و سلم في مزدلفة جمع تأخير، لأنه في أقصى عرفة من جهة الشرق، و سيمر بجميع عرفة و هي واسعة، و يمر بالطريق الذي بينهما و بين مزدلفة، ... و هذا سيتغرق و قتًا طويلا، فلهذا كان وصوله إلى مزدلفة بعد دخول صلاة العشاء. (1)
مسألة: لو صلى المغرب و العشاء في الطريق فما الحكم؟
الجواب: ذهب ابن حزم إلى أنه لو صلى في الطريق لم يجزئه لأن النبي صلى الله عليه و سلم قال لأسامة: "الصلاة أمامك". (3)
و ذهب الجمهور: إلى أنه لو صلى في الطريق أجزأه.
(يُتْبَعُ)
(/)
لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم:" جعلت لي الأرض مسجدًا و طهورًا" (4)
و أما قو ل الرسول صلى الله عليه و سلم لأسامة: "الصلاة أمامك"، فوجهه أنه لو وقف ليصلي وقف الناس، ولو أوقفهم في هذا المكان و هم مشرئبون إلى أن يصلوا إلى مزدلفة، لكان في ذلك مشقة عليهم ربما لا تحتمل، فكان هديه – عليه الصلاة و السلام- هدي رفق و تيسير، لكن لو أن أحدا صلى، فإن صلاته تصح، لعموم حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا و طهورا"، و هذا هو الصحيح.
مسألة: لو خشي خروج وقت العشاء قبل أن يصل إلى مزدلفة، فإنه يجب عليه أن يصلي في الطريق، فينزل و يصلي، فإن لم يمكنه النزول للصلاة، فإنه يصلي و لو على السيارة، لأنه ربما يكون السير ضعيف لا يمكنه أن يصل معه إلى مزدلفة قبل منتصف الليل، و لا يمكن أن ينزل و يصلي، لأن السير غير واقف، ففي هذا الحال إذا اضطر أن يصلي في السيارة فليصل، لأن النبي صلى الله عليه و سلم صلى على راحلته (5) في يوم من الأيام حينما كانت السماء تمطر و الأرض تسيل للضرورة، و عليه أن يأتي بما يمكنه من الشروط و الأركان و الواجبات.)) انتهى
الشرح الممتع على زاد المستقنع (تحقيق عمر بن سليمان الحفيان) الطبعة الأولى / المجلد السابع/
باب صفة الحج و العمرة ص 302 إلى 305
محمل كتاب ضوئي من موقع المكتبة الوقفية
http://ia311016.us.archive.org/2/items/waq53629/07_53635.pdf
ومن مجموع ما سبق نجد أنه ينبغي التنبه إلى:
أداء صلاة (المغرب والعشاء) قبل خروج وقت العشاء (منتصف الليل الشرعي) (1*)
سواء كان هذا الأداء لكلا الصلاتين:
1 - في عرفة:
(أ) - لمن تعذر عليه الخروج منها قبل منتصف الليل،
(ب) - أو خرج منها قبل منتصف الليل و لكن غلب على ظنه
أنه لن يصل إلى مزدلفة قبل خروج وقت العشاء
(ج) - أو خرج منها قبل منتصف الليل و لكن غلب على
ظنه تعذر نزوله في الطريق لأداء كلا الصلاتين.
2 - في الطريق بين عرفة ومزدلفة:
إذا خشي خروج وقت العشاء قبل أن يصل إلى مزدلفة
وهذا لن يخرج عن حالتين:
(أ) - أن يستطيع النزول من السيارة لأداء الصلاة على الأرض
فمن استطاع وجب في حقه ذلك.
(ب) - ألا يستطيع النزول من السيارة لشدة الزحام أو رفض الرفقه ...
وما شابه من الأعذار فهذا يؤدي الصلاة في السيارة و
عليه أن يأتي بما يمكنه من الشروط و الأركان و الواجبات.
لا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
3 - في مزدلفة:
إذا وفق إلى الوصول إليها قبل خروج وقت العشاء (منتصف الليل الشرعي).
----------------------------------------
(1*) - ((الليل الشرعي يبدأ من غروب الشمس إلى طلوع الفجر , هذا الليل الشرعي.
أما الليل الحسابي , فعندهم يبدأ عند أهل الحساب والفلك من غروب الشمس إلى طلوع الشمس. . أما عند علماء الشرع و الأحكام الشرعية , فإن الليل يبدأ من غروب الشمس و ينتهي بطلوع الفجر.))
انتهى بتصرف الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان ـ حفظه الله ـ
رابط صوتي:
http://www.alfawzan.ws/sites/default/files/11923.mp3
** وهذا يرد على من يعتقد أن منتصف الليل المذكور في الأحاديث
هو الثانية عشرة ليلا ... وعند التأمل نجد أن بينهما فارق ولا ريب
ولأن بعض العبادات تتوقف على معرفة المواقيت الشرعية بدقة كمسألتنا
هذه وجدنا أنه ينبغي لنا التنويه عن كيفية حساب منتصف الليل الشرعي:
نصف الليل = (مجموع الوقت من غروب الشمس إلى طلوع الفجر ÷ 2) + وقت غروب الشمس
= والناتج هو منتصف الليل
&- تفصيل ذلك:
فإذا كان غروب الشمس الساعة السابعة مساء (مثلا)
وطلوع الفجر الرابعة فجرًا (مثلا) فكيف نستطيع
معرفة وقت منتصف الليل تحديدا؟
- نبدأ بحساب عدد الساعات بين المغرب والفجر
وهي هنا: تسع ساعات (9)
-ثم نقسم تلك الساعات على اثنين لنأتي بنصفها
9 ÷ 2 = 30:4 ساعة
- ثم نضيف عدد الساعات (مقدار النصف 30:4)
على وقت المغرب لنستطيع تحديد منتصف الليل:
7 + 4.5 = 11:30 ليلا.
يتبع إن شاء الله.
ـ[أم هانئ]ــــــــ[21 - Oct-2010, صباحاً 10:24]ـ
7 - محاولة لتحرير محل النزاع في حكم لبس الكمامات حال الإحرام
باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
يمكن تلخيصه محل النزاع في الجواب عما يلي:
1 - هل تدخل الكمامة تحت مسمى
(يُتْبَعُ)
(/)
المخيط الذي يعد من محظورات الإحرام للرجال؟
وإن لم تكن داخلة في مسمى المخيط هل يصح ستر وجه المحرم بها؟
2 - هل يجوز لبس النساء لها و هن ممنوعات من لبس النقاب حال الإحرام؟
أما عن السؤال الأول:
ففيه مسألتان:
** الأولى:
- إن قلنا أن تعريف المخيط كما قال أهل العلم:
هو ما خيط على قدر العضو
علمنا محل النزاع في إجابة السؤال الأول:
(أ) - فمن رأى أن الكمامة مفصلة على قدر ما تغطي من الوجه
لا يرى جوازها حال الإحرام للرجال؛ لأنها بذلك داخلة في
مسمى المخيط الذي هو من المحظورات.
(ب) - ومن رأى أن الكمامات ليست مفصلة على
قدر ما تستر من الوجه
رأى جوازها حال الإحرام للرجال؛
لأنها خارجة عن مسمى المخيط.
** الثانية:
(أ) - من رأى أن تغطية الوجه من محظورات الإحرام على الرجال
ولو بغير المخيط لم يجوز لبس الكمامات ودليله ما جاء في الحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه:
بينا رجل واقف مع النبي صلى الله عليه وسلم بعرفة، إذ وقع عن راحلته فوقصته، أو قال فأقعصته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اغسلوه بماء وسدر. وكفنوه في ثوبيه. ولا تخمروا رأسه ولا وجهه. فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1206
خلاصة حكم المحدث: صحيح
(ب) - ومن رأى أن الحديث الذي في مسلم صحيح عدا لفظة: (ولا وجهه)
جوّز وضع الكمامة لأنه قصر الحرمة على تغطية الرأس وحده واستدلوا على
رد هذه اللفظة التي في مسلم بما يلي:
قالوا:ولا تخمروا رأسه هذه رواية الجماعة، ومعنى لا تخمروا رأسه أي لا تغطوه ومنه الخمار لغطاء الرأس
. لكن ورد في رواية عند مسلم أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ قال ولا تخمروا رأسه ولا وجهه
وقالوا أن أهل العلم قد اختلفوا فيها:
- فذهب جماعة من أهل العلم إلى أن هذه الزيادة غير محفوظة وأنها شاذة حتى وإن وردت في صحيح الإمام مسلم فإن من رواها من الثقات خالف من هو أوثق منه وبتالي فإنها شاذة معلولة لا تصح ولا يصلح الاحتجاج بها.
- بينما ذهب فريق أخر من أهل العلم إلى أن هذه الرواية التي وردت في صحيح مسلم زيادة مقبولة محفوظة
لأنها زيادة من ثقة وزيادة الثقة مقبولة.
*إلا أن هؤلاء المجوّزين قالوا بشذوذها.
وأما عن السؤال الثاني:
(أ) - فمن يرى أن الكمامات داخلة في معنى النقاب
الذي هو محظور على المرأة لم يجوّزها.
(ب) - ومن يرى أن الكمامات ليست داخلة
في معنى النقاب جوّزها؛ لأنها وإن صح
أنها تستر بعض الوجه إلا إنها ليست نقابا
وبخاصة أن من أهل العلم من نبه على الفارق
بين حرمة لبس النقاب على المحرمة
و جواز ستر وجهها حال الإحرام بأي ساتر ليس
النقاب و لا ما دخل في مسماه.
و ننقل ما يلي كتطبيق على اختلاف أهل العلم
في الحكم على تلك المسألة:
- مثال للمجوزين ومناط الجواز عندهم ما لون بالأحمر فوق الخط:
أجاز مفتي عام السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ لبس الكمامات للمعتمرين أثناء الطواف والسعي وفى الصلاة داخل المسجد الحرام وغيره والأخذ بالأسباب التى تقي الناس العدوى
وقال المفتي ردا على سؤال حول حكم لبس الكمامات في العمرة والصلاة" إنه جائز "لافتاً" أن الكمامات لاتعتبر غطاء وجه، فمن يرى الحاجة إلى لبسها فلا بأس وإن لم يكن هناك حاجة فتركها أولى".
- مثال لغير المجوزين ومناط عدم الجواز عندهم ما لون بالأحمر فوق الخط:
بينما أفتى بعض أهل العلم من غير المملكة:
بأنه لا حرج على الرجال أو النساء في لبس كمامة صحية «عند الحاجة» خلال الإحرام «مع إخراج فدية» (1).
هذا والله تعالى أعلى وأعلم.
---------------------------------
(1) - وهذه الفدية التي قالوا بإخراجها يبررها أنهم يرون
أن لبس الكمامة من محظورات الإحرام وعلى من فعل محظورا
فدية. {فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك}
البقرة:196.
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[01 - Nov-2010, صباحاً 06:20]ـ
يرفع للفائدة واقتراب موسم الحج(/)
أقوال العلماء في صحة الإحرام من السماء (الطائرة)
ـ[خادم الاسلام والمسلمين]ــــــــ[25 - Sep-2010, مساء 10:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأفاضل الكرام: كثير ما كانت تراودني مسألة الإحرام من الجو (من الطائرة)، وهل ماذهب إليه أكثر العلماء المعاصرين صحيح؟
واليوم سوف أنقل لكم أقوال العلماء المعاصرين لهذه المسألة النازلة من رسالة الدكتوراه للدكتور: فايز بن عبدالكريم الفايز، التي تم تحميلها من موقع صيد الفوائد.
وهذا ما جاء في الرسالة:
وبحكم أن هذه المسألة من المسائل النازلة فللعلماء المعاصرين فيها قولان:
الأول الأول: أن المرور الجوي كالمرور الأرضي سواء بسواء، وأن المار بسماء الميقات يلزمه ما يلزم المار بالميقات. وبهذا قال أكثر العلماء المعاصرين، ومنهم: أعضاء اللجنة الدائمة للإفتاء بالسعودية: عبدالعزيز ابن باز ([1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn1)) ، وعبدالرزاق عفيفي، وعبدالله بن قعود ([2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn2))، وعبدالله بن غديان ([3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn3)) . وأعضاء مجمع الفقه الإسلامي بجدة بالأغلبية، ومنهم: عبدالله بن حميد ([4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn4)) ([5] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn5)) ، ومحمد العثيمين ([6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn6)) وبكر أبو زيد، ووهبة الزحيلي ([7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn7)) . وغيرهم غفر الله لهم.
القول الثاني: المرور بسماء الميقات لا يعد كالمرور بأرضه وليس مثله في الحكم. وإلى هذا ذهب بعض العلماء المعاصرين، منهم: الطاهر بن عاشور ([1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn1))([2] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn2)) ، وعبدالله بن زيد آل محمود ([3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn3))([4] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn4)) ، ومصطفى الزرقا ([5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn5))([6] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn6)) ، وعبدالله بن كنون ([7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn7))([8] (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn8)) ، وغيرهم غفر الله لهم.
نهاية النقل من الرسالة
وسؤالي لمن أحرم من الطائرة، هل قام قائد الطائرة بالهبوط بها الى علو منخفظ عند محاذات الميقات؟
والسؤال هذا لأني أتصور أن مسافة ارتفاع الطائرة عن الأرض كبيره فكيف تتحقق صفة المحاذات بهذا الوصف؟
أرجو المشاركة بآرائكم في هذه المسألة ...
للفائدة: رابط تحميل الرسالة كاملة بصيغة وورد على الرابط التالي:
http://saaid.net/bahth/search.html
الأحكام المتعلقة بالطيران وآثاره
ـ[عماد البيه]ــــــــ[30 - Sep-2010, مساء 08:00]ـ
الإحرام يجزئ في الميقات المكاني أو قبله لا اختلاف بين كونه برا أو بحرا أو جوا المهم ألا يتجاوز الميقات إلى مكة إلا و هو محرم(/)
ماحدود التعريض لشيخنا أبي إسحاق الحويني
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[26 - Sep-2010, صباحاً 12:23]ـ
ما حدود التعريض؟
التعريض لك فيه فسحة بشرطين: ألا تحلف عليه، وألا يكون ذريعة لاقتطاع حق أحد التعريض: هو أن تستخدم المعاريض في الكلام مثل التورية في البلاغة هكذا.التورية: كلمة لها معنيان معني قريب ومعني بعيد، إذا أطلقت الكلمة لا يتبادر إلي المستمع إلا المعني القريب وأنت تقصد البعيد، مثل كلمة صائم مثلًا، رجل مثلًا في بلد يأكلوا الخنزير وواحد دعاك لكي تأكل لحمة، وأنت شكيت هل هذا لحم خنزير أم لحم حلال فقلت أنا صائم , صاحب الوليمة سيظن أنك صائم بمعني الصيام الاصطلاحي، لأن الصيام عندما يطلق لا قصد به إلا المعني الاصطلاحي وهو الإمساك عن الأكل والشرب والجماع والرفث من الفجر حتى آذان المغرب، أنت تقول له أنا صائم لن يفطرك وأنت تقصد المعني البعيد أنا صائم عن لحوم الخنزير، هذا اسمه تعريض.
لكن لو قال لك أحلف بالله العظيم أنك صائم دخلنا في المشكلة نحن قلنا عرض كما تشاء، لكن لا تحلف إذا قلت والله العظيم أنا صائم، واحد ممكن يقول أنا صائم وفي نفسه يقول عن أكلك في نفسه، نقول لا، حديث أبي هريرة في صحيح مسلم:" يَمِيْنِكَ عَلِيِّ مَا صَدَّقَكَ صَاحِبَكَ لَا عَلَيَّ مَا قَصَدْتُهُ أَنْتَ "، صاحبك عندما تحلف بالله العظيم أنك صائم الصيام الاصطلاحي فهذا التعريض ,أو أن تقتطع به حق امرؤ مسلم، أحيانًا الواحد يقول لزوجته أعطني ذهبك وصيغتك لكي أعمل مشروع ونكسب والكلام هذا، لكن لا يوجد مشروع أخذ النقود منها ولم يرجع لها النقود، هذا لا يحل مطلقًا، أنت لك فسحة في التعريض مالم تحلف، وما لم يكن هذا إلي اقتطاع حق امرؤ مسلم.
بالنسبة لإبراهيم عليه السلام لما قال أختي نعم قول إبراهيم- عليه السلام - في حديث أبي هريرة في الصحيحين:" لَمْ يُكَذِّبْ إِبْرَاهِيْمَ إِلَّا ثَلَاثَ كَذَبَاتٍ قَالَ لِامْرَأَتِهِ سَارَةُ قَالَ لَهَا وَأَنْتَ أُخْتِيْ وَالْلَّهِ مَا أَعْلَمُ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ يَعْبُدُ الْلَّهَ غَيْرِيّ وَغَيْرُكِ "، لأن الملك الذي دخل عليه إبراهيم - عليه السلام -كان عامل قانون أنه يغتصب أي واحدة من النساء إلا الأخت لو واحد معه أمه يأخذها، ابنته يأخذها، عمته، خالته أي واحدة إلا الأخت، لكن أنت تعلم الجماعة الظلمة هؤلاء الذين يضعوا القوانين يغير القانون في همسة إذا كان محتاج له، مثل الجبار هذا ما فعل عندما رأي سارة بارعة الجمال قال لا قانون ولا قانون أأتوا بها قالوا له: العسعس نزلت بأرضك امرأة بارعة الجمال لا تصلح إلا لك، قال: نعطل القانون لحين ما نفعل القصة هذه وبعد ذلك نرجع القانون مرة أخري، إبراهيم - عليه السلام - قال:" إِنَّكَ أُخْتِيْ وَالْلَّهِ مَا أَعْلَمُ أَحَدٌ يُعْبَدْ الْلَّهِ غَيْرِيّ وَغَيْرُكِ "، إنما حلف علي العبادة ولم يحلف علي أنها أخته، فهذا هو التعريض المقصود بالبحث الذي ذكرناه. وطبعًا المعاريض كثيرة مثل عندما لقي النبي- عليه الصلاة والسلام - وأبوبكر الصديق وهم مهاجرين فالناس كانوا يعرفون أبا بكر لأنه كان تاجرًا معروفًا، ولم يكونوا يعرفوا النبي- صَلَّيْ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ- فيقولون يا أبابكر، من هذا؟ يقول: هادي يهديني، فالناس تظن هادي يهديني في الصحراء و أبو بكر الصديق يقصد الذي هو الهدي، وبريدة عندما قال نحن من ماء، كلام كثير. حتى بن القيم نقل عن الإمام احمد رواية عنه في صاحب له وهو المروزي صاحبه وأحد رواة مسائله كان عليه دين لغريب، والغريب ذهب يسأل عن المروزي و المروزي علم أنه أتي له فهرب وذهب عند الإمام أحمد قال له ما بك؟ قال فلان الفلاني يريد نقود وأنا ليس معي نقود، قال له أدخل الدار، ذهب الرجل يسأل عن المروزي، أين المروزي؟ قال ذهب عند أحمد فذهب عند أحمد فطرق الباب خرج أحمد قال له المروزي هنا، ماذا سيقول له؟ قال: فأشار الإمام إلي كفه وقال المروزي هنا، ما يفعل المروزي هنا؟ قال بن القيم وأشار إلي كفه الإمام قصد كفه وتخلص من الغريب.الرواية التي قرأتها معكوسة، علي أي حال لن تفرق من الشخص الذي قال المروزي هنا؟، لكن الذي قرأته في كتاب بن القيم- رحمه الله- أنه قال المروزي هنا؟ قال: لا ماذا يفعل المروزي هنا؟ وأشار إلي كفه، طبعًا لم يفطن السائل مطلقًا أن يقصد الإمام أحمد أن المروزي في كفه.
الْمَقْصُوْدُ بِالْمَعَارِيْضِ: أن ينجو المرء من الكذب، في بعض الأحاديث يحسنها بعض علمائنا المتأخرين،" إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب"، لكن لا يعرف أن يعرض إلا واحد ولد خلاصة يكون حاضر البديهة بصفة مستمرة، إذا كان من النوع الذي يضرب اللخمة سيكذب للصبح وسيحلف علي المعاريض، لماذا؟ لأن المعاريض تحتاج كما ذكرنا إلي بديهة عالية.كما يحكي أن بعض العلماء وقت فتنة خلق القرآن وينسبونها إلي الشافعي وأنا أستبعدها جدًا أن تنسب إلي الشافعي عندما دخل علي المأمون، أنتم تعلمون فتنة خلق القرآن بدأت في أواخر عهد المأمون واستفحلت في عهد المعتصم والواثق، وكشف الله المحنة في عهد المتوكل، أرسلوا إلي هذا العالم لكي يمتحنوه في إن القرآن مخلوق أم لا؟ فجاء العالم فدخل فسكت، فقال له المأمون: ما تقول فيه أمخلوق؟ طبعًا ما تقول فيه الدنيا كلها تعلم عن ماذا يتكلم المأمون، ما تقول فيه أمخلوق؟ قال: إياي تعني؟ قال: نعم، قال مخلوق، وخرج منها لأنه أحني أذنه وانحني في الأرض، إياي تعني أي تكلمني أنا الرجل فهمها هكذا أنت تكلمني أنا قال أنا مخلوق.ومثل الشيعة وأهل السنة يتشاجروا مع بعض من أفضل علي أم أبوبكر؟ فذهبوا إلي بن الجوزي وقالوا له: من أفضل أبوبكر أم علي؟ قال: من كانت بنته تحته وسكت فالشيعة قالوا: من كانت ابنته تحته أي بنت النبي تحته يكون علي، والسنة قالوا: من كانت ابنته تحته أي عائشة تحت النبي أبوبكر، قال: من كانت ابنته تحته خرج الشيعة يقول هو يقصدنا، وخرج السنة يقولوا هو يقصدنا، فالتعريض والكلام هذا يحتاج إلي سرعة بديهة.
من الشريط السادس من الشرح النفيس علي الباعث الحثيث(/)
كتب يحذر منها الشيخ أبي إسحاق الحويني
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[26 - Sep-2010, صباحاً 02:18]ـ
كتب يحذر منها الشيخ أبي إسحاق الحويني
بَعْضِ الْكُتُبِ الَّتِيْ تَعُجُّ بِالْأَحَادِيْثِ الْمَكْذُوبَةِ عَلَىَ الْنَّبِيِّ: مثل الزمخشري تفسيرالكشاف في هذه التفاسير إياك أن تأخذ منها حديثًا لاسيما في فضائل السور الكشاف الزمخشري ألمعتزلي، وتفسير الفخر الرازي، وتفسير النسفي، وتفسير أبي السعود، تفسير الخازن تفسير الثعلبي وهذا الضرب من هذه التفاسير، الحقيقة علي الأخص النسفي وأبي السعود لابد أن يأتي لك في نهاية السورة حديثًا يتعلق بفضل السورة، كل الأحاديث هذه مكذوبة، ولم يصح في فضائل سور القرآن إلا النذر اليسير حوالي عشرين، ثلاثين حديث هو الذي صح في جملة فضائل سور وآيات القرآن، شيء يسير ليس بكثير
من الشريط السابع من الشرح النفيس علي الباعث الحثيث
رحمك الله يا أخي
__________________
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[27 - Sep-2010, صباحاً 01:45]ـ
أحسن الله إليك أيتها الفاضلة الكريمة على هذه الافادة, والشيخ إنما يحذر من هذه الكتب التفسيرية من هذه الحيثية وهي ذكرها لأحاديث كثيرة في فضائل آيات القرآن وسوره, مع أنه لا يصح منها في ذلك إلا شيئ يسير فلا يعتمد عليها في هذا, وعليه فأرى أن العنوان أوسع من الموضوع حبذا لو أنك تدققين أكثر في العناوين وفقك الله وزادك من فضله.
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[27 - Sep-2010, صباحاً 01:55]ـ
أبشر جزاك الله خيرا
ـ[رضا العربي]ــــــــ[30 - Sep-2010, مساء 02:04]ـ
جزاك الله خيرا وأحسن إليك وثقل موازين طيباتك على ما تقومين به
دمتم بفضل الله ونعمته
ـ[حاتم الفرائضي]ــــــــ[30 - Sep-2010, مساء 03:59]ـ
اقتباس
:
"
كتب يحذر منها الشيخ أبي إسحاق الحويني
بَعْضِ الْكُتُبِ الَّتِيْ تَعُجُّ بِالْأَحَادِيْثِ الْمَكْذُوبَةِ عَلَىَ الْنَّبِيِّ: مثل الزمخشري تفسيرالكشاف في هذه التفاسير إياك أن تأخذ منها حديثًا لاسيما في فضائل السور الكشاف الزمخشري ألمعتزلي، وتفسير الفخر الرازي،
"
أقول
:
من المؤسف نشاط أهل البدع
في مدح هذين الكتابين عند أبناء السنة وعامتهم مع ترغيبهم فيها
وما هكذا كان السلف الصالح مع أهل البدع
!!
ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[30 - Sep-2010, مساء 04:09]ـ
اقتباس
:
"
كتب يحذر منها الشيخ أبي إسحاق الحويني
بَعْضِ الْكُتُبِ الَّتِيْ تَعُجُّ بِالْأَحَادِيْثِ الْمَكْذُوبَةِ عَلَىَ الْنَّبِيِّ: مثل الزمخشري تفسيرالكشاف في هذه التفاسير إياك أن تأخذ منها حديثًا لاسيما في فضائل السور الكشاف الزمخشري ألمعتزلي، وتفسير الفخر الرازي،
"
أقول
:
من المؤسف نشاط أهل البدع
في مدح هذين الكتابين عند أبناء السنة وعامتهم مع ترغيبهم فيها
وما هكذا كان السلف الصالح مع أهل البدع
!!
صدقت أيها الفاضل، لا فض فوك، خصوصا كتاب الرازي.
ـ[الساداني]ــــــــ[30 - Sep-2010, مساء 05:30]ـ
جزاك الله كل خير أختي الفاضلة أم محمد على هذا وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على حرصك،إلا أن هذ الكتب من خيرة الكتب التي كشفت عن البلاغة القرآنية أولها الكشاف وتفسير النسفي هو مختصر لكتاب الكشاف للزمخشري وكذلك كتاب مفاتيح الغيب للرازي وتفسير أبي السعود من الكتب المهمة التي اهتمت بالوجوه البيانية البلاغية.
وأوفاقك الرأي بأن هذه التفاسير مشحونة بكثير من الأحاديث الضيعفة والموضوعة ولاسيما فيما يتعلق بفضائل السور فحبذا لو قمتي بتغيير العنوان لأن العنوان لاينسجم مع المضمون.
مع وافر الشكر والتقدير على جهدك اسأل الله أن يوفقك.
ـ[الساداني]ــــــــ[30 - Sep-2010, مساء 05:50]ـ
هناك خطأ نحوي فكان الأجدر بك أن تقولي (كتب يحذر منها الشيخ أبو إسحاق الحويني) لأن (أبو) هنا فاعل وهو من الأسماء الستة، فلا هناك مسوغ أن تقولي (أبي).
بوركتي
ـ[خلوصي]ــــــــ[01 - Oct-2010, مساء 03:23]ـ
هناك خطأ نحوي فكان الأجدر بك أن تقولي (كتب يحذر منها الشيخ أبو إسحاق الحويني) لأن (أبو) هنا فاعل وهو من الأسماء الستة، فلا هناك مسوغ أن تقولي (أبي).
بوركتي
بوركتَ - بوركت ِ - بوركتما:)
ـ[خلوصي]ــــــــ[01 - Oct-2010, مساء 03:25]ـ
متى كان يصح التحذير من الأحاديث الضعيفة في هذه الأبواب و أمثالها!؟! يا إخوة يا كرام ..
أرجو مراجعة مقدمة التاريخ الإسلامي للشيخ الجليل عبدالعزيز بن عبدالله الحميدي.(/)
البراهين المنيعة في براءة الصديقة من كتب السنة والشيعة - الشيخ حاي الحاي
ـ[بو فوزي الكويتي]ــــــــ[26 - Sep-2010, صباحاً 05:54]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
محاضرة بعنوان: البراهين المنيعة في براءة الصديقة من كتب السنة والشيعة.
لفضيلة الشيخ المحدث: حاي بن سالم الحاي حفظه الله.
http://www.archive.org/download/siddeqaminkotbasunawashe3a/sideqaminkotbassunawashe3aVide oH
السؤال
.gif (http://www.archive.org/download/siddeqaminkotbasunawashe3a/sideqaminkotbassunawashe3aVide oH
السؤال
.gif)
http://1.bp.blogspot.com/_NAmB1YJhtI4/TGD4eHxaO2I/AAAAAAAAARU/N5p-MnTTi9E/s200/%D9%85%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%A9 +2.png (http://1.bp.blogspot.com/_NAmB1YJhtI4/TGD4eHxaO2I/AAAAAAAAARU/N5p-MnTTi9E/s1600/%D9%85%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%A9 +2.png)
جودة عالية AVI (http://www.archive.org/download/siddeqaminkotbasunawashe3a/sideqaminkotbassunawashe3aVide oH
السؤال
.avi)
جودة جيدة أقل من العالية و بحجم أخف RMVB (http://www.archive.org/download/siddeqaminkotbasunawashe3a/sideqaminkotbassunawashe3aVide o.rmvb)
http://1.bp.blogspot.com/_NAmB1YJhtI4/TGD4t7o_GhI/AAAAAAAAARc/xSLZ2Ya4Tvw/s200/%D8%B5%D9%88%D8%AA%D9%8A%D8%A9 +2.png (http://1.bp.blogspot.com/_NAmB1YJhtI4/TGD4t7o_GhI/AAAAAAAAARc/xSLZ2Ya4Tvw/s1600/%D8%B5%D9%88%D8%AA%D9%8A%D8%A9 +2.png)
جودة عالية 128 MP3 (http://www.archive.org/download/siddeqaminkotbasunawashe3a/sideqaminkotbassunawashe3aAudi oMP3.mp3)
جودة جيدة أقل من العالية و بحجم أخف RM (http://www.archive.org/download/siddeqaminkotbasunawashe3a/sideqaminkotbassunawashe3aAudi o.rm)
للمشاهدة المباشرة:
http://bofawzi.blogspot.com/2010/09/blog-post_22.html
طريقة تخزين الملف على جهازك:
اضغط على رابط الجودة يمين الفأرة ثم اختر
حفظ بإسم
أو
Save Link As
أو
Save Target As
وفقكم الله.
http://4.bp.blogspot.com/_NAmB1YJhtI4/TGD5wduEvII/AAAAAAAAARk/bLjrntnLGtY/s400/Untitled-1+%282%29.png (http://4.bp.blogspot.com/_NAmB1YJhtI4/TGD5wduEvII/AAAAAAAAARk/bLjrntnLGtY/s1600/Untitled-1+%282%29.png)(/)
كشف الغطاء عن المتشابه من أسماء مشاهير العلماء
ـ[محمود عليوات]ــــــــ[26 - Sep-2010, صباحاً 08:26]ـ
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد ...
فإنّ التشابه الذي يقع في أسماء بعض العلماء قد يؤدي إلى الخلط بين عالم وآخر، ممّا ينبني عليه مفاسد، كنسبة قول عالم لعالم آخر، أو نسبة كتاب لغير مؤلفه، أو يكون أحدهما ثقة والآخر ضعيف، فيُضعّف ما هو صحيح، أو يُصحّح ما هو ضعيف، أو الحكم بالبدعة على من هو بريء منها لمشابهة اسمه لمبتدع.
لذلك كان من الأهمية بمكان أن تحرّر الأسماء المتشابهة للعلماء، ويتمّ ضبطها والتمييز بين أصحابها، لتجنب الوقوع في الغلط.
وقد عني علماؤنا الأوائل بهذا الشأن، وعملوا على التمييز بين أصحاب الأسماء المتشابهة، بل وجعلوا ذلك فنّاً من فنون علم الحديث، وأطلقوا عليه اسم: معرفة المؤتَلِف والمختَلِف، و معرفة المتَفِق والمفتَرِق.
أمّا المؤتَلِف والمختَلِف، فهو أن تتفق الأسماء أو الأنساب أو الألقاب أو الكُنى خطّاً وتختلف نطقاً. مثل: حيَّان وحبَّان، وكبَشِير وبُشَير.
ومن أشهر الكتب التي أُلّفت في هذا الفن:
- الْمُؤْتَلِفُ وَالْمُخْتَلِفُ، للإمام أبي الحسن علي بن عمر الدارقطني، (ت 385).
- الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتَلِف والمختَلِف في الأسماء والكنى والأنساب، لأبي نصر علي بن هبة الله بن جعفر، المعروف بابن ماكولا، (ت 485).
- الأنساب المتفقة في الخط، لأبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي، المعروف بابن القيسراني، (ت507).
وأمّا المتَفِق والمفتَرِق، فهو أن يشترك اثنان أو أكثر في الاسم واسم الأب والجدّ مثلاً أو النّسب، ويفترقا في نفس الأمر.
ومن أشهر ما أُلِّف فيه:
- الْمُتَّفِقُ وَالْمُفْتَرِقُ، لأبي بكر، أحمد بن علي بن ثابت، الخطيب البغدادي، (ت 463).
وقد استغل بعض أهل البدع التشابه الواقع في أسماء بعض العلماء لتضليل عوام أهل السّنة.
قال العلامة الألوسي (مختصر التحفة الإثني عشرية ص32): ومن مكايدهم – أي الرافضة - أنهم ينظرون في أسماء الرجال المعتبرين عند السُّنّة، فمن وجدوه موافقاً لأحد منهم في الاسم واللقب، أسندوا رواية حديث ذلك الشيعي إليه، فمن لا وقوف له من أهل السنة يعتقد أنه إمام من أئمتهم، فيعتبر بقوله ويعتدّ بروايته. اهـ
وقد أحببتُ أن أجمع من الأسماء والكنى والألقاب والأنساب المتشابهة لبعض مشاهير العلماء الذين يكثر تداول أسمائهم بين عموم طلبة العلم، دون أن أقتصر على فئة معينة من العلماء، بل أذكر من المحدِّثين والفقهاء والمفسِّرين واللغويين وغير ذلك، وأذكر ما يتمّ به الإيضاح والتمييز.
وطريقة ذلك أني أرتب أسماء هؤلاء العلماء ترتيباً أبجدياً، جاعلاً الكنى أو الألقاب أو الأنساب ضمن هذا الترتيب.
ثمّ أُفصِّل، فأذكر أشهر من عرفوا بهذا الاسم أو الكنية أو اللقب أو النسبة، دون مراعاة ترتيب معيّن، كما وأذكر سنة الولادة والوفاة، وبعض المؤلّفات المشهورة لهم، وما وقع من خطأ في عدم التمييز بين أصحاب هذه الأسماء المتشابهة، بالإضافة إلى بعض الفوائد المنوّعة. كما وأعزو للمصادر التي أُخذت منها معلومات المُترجم له.
تنبيه: التاريخ المذكور لسنين الولادة والوفاة هو بالهجري.
وهذه المادّة كنت قد جمعتها من مدّة ل .. ، لكني لم أتمّها، وصرفتُ النظر عن ذلك. ثمّ بدا لي أن أنشر شيئاً منها تباعاً في هذا الموقع الكريم، عسى أن يكون في ذلك النفع والفائدة.
يتبع ...
ـ[محمود عليوات]ــــــــ[26 - Sep-2010, صباحاً 08:36]ـ
1. ابن أبي شيبة
1. أبو بكر ابن أبي شيبة (159 - 235)
الإمام الحافظ أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة العبسي، الكوفيّ.
قال الإمام الذهبي: هو من أقران أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وعلي بن المديني في السِّنّ والمولد والحفظ.
وآل ابن أبي شيبة بيت علم، وأبو بكر أجلهم.
من مؤلفاته: المسند، المصَنَّف في الأحاديث والآثار، الإيمان.
سير النبلاء 11/ 122 تذكرة الحفاظ 2/ 432، الأعلام 4/ 117
2. إبراهيم بن أبي شيبة (00 - 265)
أبو شيبة إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن أبي شيبة العبسي، الكوفي، ابن صاحب الترجمة السابقة.
كان من تلامذة الإمام أحمد في الفقه، له عنه مسائل.
مات بالكوفة.
سير النبلاء 11/ 128، طبقات الحنابلة 1/ 94
3. أبو الحسن ابن أبي شيبة (حوالي 156 - 239)
الإمام الحافظ الكبير، أبو الحسن عثمان بن محمد بن أبي شيبة العبسي، الكوفي.
رحل من الكوفة إلى مكة والري وبغداد.
وهو أخو عبد الله السابق الذكر.
وحُكيت عنه تصحيفات لبعض الآيات، كأنها على سبيل الدعابة.
من مؤلفاته: المسند، والتفسير.
سير النبلاء 11/ 151، الأعلام 4/ 213
4. أبو جعفر ابن أبي شيبة (00 - 297)
الحافظ أبو جعفر محمد بن عثمان بن محمد بن أبي شيبة العبسي، من عبس غطفان، الكوفي، مؤرّخ لرجال الحديث.
مختلف في توثيقه.
وهو ابن الحافظ أبي الحسن عثمان بن محمد بن أبي شيبة، صاحب الترجمة السابقة.
قال الذهبي: له تآليف مفيدة، منها (تاريخ) كبير.
مات ببغداد عن نيف وثمانين عاما.
سير النبلاء 11/ 122، الأعلام 6/ 260
5. يعقوب بن شيبة (182 - 262)
الإمام الحافظ الكبير أبو يوسف يعقوب بن شيبة بن الصلت بن عصفور، السدوسي بالولاء، البصري، نزيل بغداد وهو من كبار علماء الحديث.
كان يتفقه على مذهب الإمام مالك.
قال عنه الذهبي: صاحب المسند الكبير المعلل، ما صُنِّف مسندٌ أحسن منه، ولكنه ما أتمه.
وقد كان يقف في القرآن، فلا يقول هو كلام الله تعالى، ولا يقول هو مخلوق، لذا فقد بدّعه الإمام أحمد بن حنبل.
سير النبلاء 12/ 476 تذكرة الحفاظ 2/ 577 الأعلام 8/ 199
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود عليوات]ــــــــ[26 - Sep-2010, صباحاً 09:53]ـ
2.ابن الأثير:
ثلاثة إخوة:
1. المؤرِّخ (555 - 630)
الإمام العلامة عزّ الدين أبو الحسن علي بن محمد بن محمد الجزري.
مولده بجزيرة ابن عمر، نشأ بها وأخواه: العلامة مجد الدين، والوزير ضياء الدين، ثمّ تحول بهم أبوهم إلى الموصل، فسمعوا بها، واشتغلوا، وبرعوا، وسادوا.
من مؤلفاته: الكامل في التاريخ، أُسْد الغابة في معرفة الصحابة، اللباب في تهذيب الأنساب.
النبلاء 22/ 354، الأعلام 4/ 331
2. المُحدِّث (544 - 606)
القاضي المحدث اللغوي الأصولي العلامة، مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد الجزري.
كتب لأمراء الموصل، وكانوا يحترمونه، وكان عندهم بمنزلة الوزير الناصح، إلا أنه كان منقطعاً إلى العلم، قليل الملازمة لهم.
أصيب بالنقرس، فبطلت حركة يديه ورجليه، ولازمه هذا المرض إلى أن توفي في إحدى قرى الموصل.
منكتبه المشهورة: جامع الأصول، غريب الحديث، اللباب في تهذيب الأنساب.
سير أعلام النبلاء 21/ 488 الأعلام 5/ 272، النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة 2/ 281
3. الكاتب (558 - 637)
العلامة الوزير، أبو الفتح ضياء الدين نصر الله بن محمد بن محمد الجزري.
كان قوي الحافظة، قال في أول كتابه (الوشي): حفظتُ من الأشعار ما لا أحصيه، ثم اقتصرت على الدواوين لأبي تمام والبحتري والمتنبي فحفظتها.
مات في بغداد.
من مؤلفاته: المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر، الوشي المرقوم في حل المنظوم.
(النبلاء 23/ 72) الأعلام 8/ 31
ـ[محمود عليوات]ــــــــ[26 - Sep-2010, صباحاً 09:56]ـ
3. ابن الجوزي
أبو الفرج (508 - 597):
الإمام العلامة جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن عليبن محمد الجوزي القرشي الحنبلي.
شيخ وقته، وإمام عصره.
مولده ووفاته ببغداد، ونسبته إلى مشرعة الجوز من محالّها.
كان رأساً في التذكير بلا مدافعة، يقول النظم الرائق، والنثر الفائق بديهاً، لم يأت قبله ولا بعده مثله، فهو حامل لواء الوعظ، والقيّم بفنونه.
قال سبطه أبو المظفر: أقل ما كان يحضر مجلسه عشرة آلاف، ورُبما حضر عنده مائة ألف.
له نحو ثلاث مئة مصنَّف.
من كُتبه المشهورة: صيد الخاطر، تلبيس إبليس، الموضوعات.
(سير النبلاء 21/ 365)، ذيل طبقات الحنابلة 1/ 357، الأعلام 3/ 316
محيي الدين (580 - 656)
الصاحب العلامة محي الدين أبو محمد وأبو المحاسن يوسف بن عبد الرحمن بن علي بن الجوزي القرشي البغدادي، أستاذ دار الخلافة المستعصمية، وسفيرها.
ابن الإمام ابن الجوزي، صاحب الترجمة السابقة.
اشتغل بالفقه والخلاف والأصول، وبرع في ذلك. وكان أمهر فيه من أبيه، ووعظ في صغره على قاعدة أبيه، وعلا أمره وعظم شأنه، وولي الولايات الجليلة.
كان وافر العقل قويّ النفس، حتى قال السلطان الملك الكامل: كلّ أحد يعوزه عقل، سوى محيي الدين، فإنه يعوزه نقص عقل!
وهو مُنشأ المدرسة الجوزية في دمشق.
أنفذه المستنصر في رسالة إلى حلب (سنة 634) فمات ملكها، وإلى الروم فمات سلطانهم، وإلى الملك الأشرف (635) فمات، وإلى أخيه العادل، فتُوفي.
ضُربت عنقه صبراً عند هولاكو في نحو من سبعين من أعيان بغداد منهم أولاده الثلاثة: المحتسب جمال الدين عبد الرحمن، وشرف الدين عبد الله، وتاج الدين عبد الكريم، رحمهم الله.
من كتبه: معادن الإبريز في تفسير الكتاب العزيز، المذهب الأحمد في مذهب أحمد.
(سير النبلاء 23/ 372)، ذيل طبقات الحنابلة 2/ 193، الأعلام 8/ 236
سبط ابن الجوزي (581 – 654)
شمس الدين أبو المظفر يوسف بن قُزْغُلِيِّ بن عبد الله التركي العوني الهبيري البغدادي الحنفي الواعظ البليغ المؤرخ الأَخباري سبط الإمام أبي الفرج ابن الجوزي.
ولد ونشأ ببغداد، ورباه جده.
وانتقل إلى دمشق، فاستوطنها وتوفي فيها.
قال الذهبي: قد بلوتُ على أبي المظفر المجازفة، وقلة الورع فيما يؤرّخه- والله الموعد - وكان يترفَّض، رأيت له مصنفاً في ذلك فيه دواهٍ.
من كتبه: مرآة الزمان في تاريخ الأعيان، منتهى السول في سيرة الرسول.
(سير النبلاء 21/ 264 - 23/ 296) الأعلام 8/ 246
- ابن قيّم الجوزيّة (691 - 751):
الإمام العلامة شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد الزُّرَعي، الحنبلي.
مولده ووفاته في دمشق.
اشتهر بلقب ابن قيّم الجوزية، أو ابن القيّم، لأن والده كان قيّماً للمدرسة الجوزيّة بدمشق.
والمدرسة الجوزية في دمشق، نسبة لبانيها القاضي محيي الدين يوسف بن عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي.
وكان الإمام ابن القيّم من أخصّ تلاميذ شيخ الإسلام ابن تيمية، وغلب عليه حبه – وحُقّ له ذلك -.
وكان انتصاره لكثير من أقوال شيخ الإسلام ابن تيمية لأنه رأى أنها الحق الموافق للأدلّة الشرعية، وإلا فهو إمام مجتهد بعيد عن التقليد، وقد خالفَ شيخ الإسلام ابن تيمية في غير مسألة.
منكتبه المشهورة: زاد المعاد، إعلام الموقعين عن ربِّ العالمين.
والبعض يخطأ، فيخلط بينه وبين ابن الجوزي المتقدّم الذكر.
قال العلامة بكر أبو زيد: أما أن يُقال له ابن الجوزي فهو خطأ نشأ من عبث الورّاقين، وإن شئتَ فقل منهم، ومن دفائن الحاقدين .. فلابن الجوزي كتاب (دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه) وقد شحنه بفاسد التأويل .. وهذا الكتاب قد نُسب ظُلماً في إحدى طبعاته لابن القيم. وكذلك نُسب له كتاب (أخبار النساء)، والمشهور أنه لابن الجوزي.
البداية والنهاية 14/ 234 الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة 5/ 137 الأعلام 6/ 56
ابن قيم الجوزية حياته وآثاره ص 27 - 150
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود عليوات]ــــــــ[27 - Sep-2010, صباحاً 07:01]ـ
4. أحمد ابنُ حَجَر
1.العسقلاني (773 - 852)
حافظ الإسلام في عصره، شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد الكناني العسقلاني.
ويعرف بابن حجر، وهو لقب لبعض آبائه.
أصله من عسقلان بفلسطين.
ومولده ووفاته بالقاهرة.
قال الشوكاني: شهد له بالحفظ والإتقان القريب والبعيد، والعدوّ والصديق، حتى صار إطلاق لفظ الحافظ عليه كلمة إجماع.
وقد وَلي قضاء مصر مرّات، ثم اعتزل.
قال السَّخَاوي: زادت تصانيفه التي معظمها في فنون الحديث وفيها من فنون الأدب والفقه والأصلين وغير ذلك على مائة وخمسين تصنيفاً.
من تصانيفه: فتح الباري شرح صحيح البخاري، الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، لسان الميزان.
الضوء اللامع 1/ 268 البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع 1/ 81 الأعلام 1/ 178
2.الهيتمي (909 - 974):
شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد بدر الدين بن حجر السعدي الهيتمي الشافعي.
المعروف بابن حجر الهيتمي.
والهيتمي، نسبة لمحلة أبي الهيثم قرية بمصر من أعمال الغربية.
وُلد بمصر، وُتوفي بمكة.
من كتبه المشهورة: الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة، الزواجر عن اقتراف الكبائر.
وهو الذي كان يقع في شيخ الإسلام ابن تيمية.
الأعلام 1/ 234، لُب اللباب 1/ 110، الفتاوى الحديثية 1/ 83
وسيأتي التمييز بينه وبين الهيثمي.
ـ[محمود عليوات]ــــــــ[27 - Sep-2010, صباحاً 07:04]ـ
5. ابن زَنجَلة
1.أبو عمرو الرازي (بُعيد 160 - 238)
الإمام الحافظ، أبو عمرو سهل بن أبي سهل الرازي الخياط الأشتر.
حدث عن: سفيان بن عيينة، والوليد بن مسلم، ووكيع، وطبقتهم.
حدث عنه: ابن ماجة، وأبو حاتم الرازي، وأبو زرعة.
قال الذهبي: حدث ببغداد بعد الثلاثين ومائتين، وجمع وصنّف، وذاكر الحفاظ، وعمل المسند الكبير.
سير أعلام النبلاء 10/ 692 تذكرة الحفاظ 2/ 452 العبر في خبر من غبر 1/ 409 الأعلام 3/ 142
2.أبو زرعة (00 - حوالي 403)
القاضي أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة.
كان عالماً بالقراءات، قاضياً مالكيا.
من كتبه: حجّة القراءات.
الأعلام 3/ 325
ـ[محمود عليوات]ــــــــ[28 - Sep-2010, صباحاً 07:17]ـ
6. ابن رشد
1.الجَدّ (450 - 520)
الإمام العلامة الفقيه، أبو الوليد محمد بن أحمد بن أحمد بن رشد القرطبي المالكي، قاضي الجماعة بقرطبة.
من أعيان المالكية.
وهو جدّ ابن رشد الفيلسوف الآتي.
قال الذهبي: وللقاضي عياض سؤالات لابن رشد، مؤلف نفيس.
من مؤلفاته: المقدمات الممهدات، البيان والتحصيل.
سير النبلاء 19/ 501 الأعلام 5/ 316
2.الحفيد / الفيلسوف (520 - 595)
الفيلسوف العلامة أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رشد الأندلسي.
من أهل قرطبة.
أدرك من حياة جدّه شهرا.
تفقّه وبرع، وسمع الحديث، وأتقن الطب، ثم أقبل على الكلام والفلسفة، حتى صار يضرب به المثل فيها.
قيل: ما ترك الاشتغال مذ عقل سوى ليلتين؛ ليلة موت أبيه، وليلة عرسه.
قال ابن الأَبَّار: كان يُفزع إلى فتواه في الطب كما يفزع إلى فتواه في الفقه.
قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية: ابن رشد ونحوه أقرب إلى الإسلام من ابن سينا وأمثاله، وكانوا في العمليات أكثر محافظة لحدود الشرع من أولئك الذين يتركون واجبات الإسلام، ويستحلون محرماته، وإن كان في كلٍّ من هؤلاء من الإلحاد والتحريف بحسب ما خالف به الكتاب والسنة، ولهم من الصواب والحكمة بحسب ما وافقوا فيه ذلك.
قال شيخ الشيوخ ابن حَمُّوَيْه: لما دخلت البلاد، سألت عن ابن رشد، فقيل: إنه مهجور في بيته من جهة الخليفة يعقوب، لا يدخل إليه أحد، لأنه رفعت عنه أقوال ردية، ونسبت إليه العلوم المهجورة، ومات محبوساً بداره بمراكش.
من مؤلفاته: تهافت التهافت - في الرد على الغزالي-، بداية المجتهد ونهاية المقتصد، علم ما بعد الطبيعة.
سير النبلاء 21/ 307، العبر في خبر من غبر 4/ 287، الأعلام 5/ 318
ـ[محمود عليوات]ــــــــ[28 - Sep-2010, صباحاً 07:36]ـ
7. ابن عساكر
1.أبو القاسم ابن عساكر (499 - 571)
الإمام الحافظ المؤرّخ، ثقة الدين أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين الدمشقي الشافعي، مُحدِّث الدّيار الشامية.
(يُتْبَعُ)
(/)
مولده ووفاته في دمشق.
قال الذهبي: ما علمت هذا الاسم – عساكر - في أجداده، ولا من لُقّب به منهم.
وقد رحل، وبالغ في الطلب، إلى أن جمع ما لم يجمع غيره.
عدة شيوخه ألف وثلاثمائة شيخ، ومن النساء بضع وثمانون امرأة.
من مؤلفاته: تاريخ دمشق الكبير، كشف المغطى في فضل الموطا، تبيين كذب المفتري في ما نسب إلى أبي الحسن الأشعري.
سير النبلاء 20/ 554 - 21/ 405، تذكرة الحفاظ 4/ 1328، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 7/ 216، طبقات الشافعية ـ لابن قاضى شهبه 2/ 13، الأعلام 4/ 273
2.القاسم ابن عساكر (527 - 600)
الحافظ بهاء الدين أبو محمد القاسم بن علي بن الحسن بن هبة الله.
وهو ابن صاحب الترجمة السابقة.
قال الذهبي: كتب ما لا يوصف كثرة بخطه العديم الجودة، وأملى، وصنّف، ونُعت بالحفظ والفهم، ولكن خطه نادر النقط والشكل.
وقال عنه: كان يبالغ في التعصب لمقالة أبي الحسن الأشعري من غير أن يحققها.
من مؤلفاته: فضل المدينة، الجامع المستقصى في فضائل الأقصى.
سير النبلاء 21/ 407، تذكرة الحفاظ 4/ 1367، الوافي بالوفيات7/ 207، الأعلام 5/ 178
3.عبد الرحمن ابن عساكر (550 - 620)
الإمام العالم المفتي فخر الدين أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن بن هبة الله. شيخ الشافعية بالشام في وقته.
له تصانيف في الفقه والحديث.
وهو ابن أخي الحافظ المؤرّخ علي بن عساكر.
وبِه تخرج الشيخ عز الدين بن عبد السلام.
قال الذهبي: كان يتورّع من المرور في زقاق الحنابلة لئلا يأثموا بالوقيعة فيه، وذلك لأن عوامهم يبغضون بني عساكر للتمشعر.
من مؤلفاته: كتاب الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين.
سير النبلاء 22/ 187، الوافي بالوفيات 6/ 95، طبقات الشافعية الكبرى 8/ 175، الأعلام 3/ 328
4.تاج الأمناء ابن عساكر (542 - 610)
الإمام المحدث، تاج الأمناء أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن بن هبة الله.
من فقهاء الشافعية.
دمشقي المولد والوفاة.
من مؤلفاته: الأنس في فضائل القدس.
سير النبلاء 22/ 26، الأعلام 1/ 217
4.أبو اليُمْن ابن عساكر (614 - 686)
الحافظ أمين الدين، أبو اليُمْن عبد الصمد بن عبد الوهاب بن الحسن بن محمد بن هبة الله، الدمشقي ثم المكّي، الشافعي.
مولده بدمشق.
انقطع بمكة نحو أربعين سنة ومات بالمدينة.
كان قويّ المشاركة في العلوم.
من مؤلفاته: فضائل أم المؤمنين خديجة.
البداية والنهاية 13/ 311، الأعلام 4/ 11
5. أبو الفضل ابن عساكر (614 - 699)
شرف الدين أبو الفضل أحمد بن هبة الله بن أحمد بن عساكر
وهو حفيد تاج الأمناء ابن عساكر.
ثقة مسند صالح أصيل.
وهو من شيوخ الإمام الذهبي.
غاية النهاية في طبقات القراء لابن الحزري 1/ 65
ـ[محمود عليوات]ــــــــ[28 - Sep-2010, صباحاً 09:50]ـ
9. ابن كثير
1. ابن كثير المُقرئ (45 - 120)
الإمام العلم، أبو معبد، عبد الله بن كثير بن عمرو بن عبد الله بن زاذان بن فيروزان بن هرمز، مقرئ مكة، وأحد القراء السبعة، الكناني الداري المكي، وقيل: يكنى أبا عباد، وقيل: أبا بكر، فارسي الأصل.
كانت حرفته العطارة، ويسمون العطار (داريا)، فعرف بالدّاري.
مولده ووفاته بمكة.
حاشية ///قال ابن فارس في معجم مقاييس اللغة (2/ 311): الدّاري: العطار، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "مثل الجليس الصالح كمثل الداري إن لم يحذك من عطره علقك من ريحه".أراد العطار.
قلتُ أنا: رواه القضاعي في مسند الشهاب (ح 1377)، من حديث عبد الله بن قيس.
وقال الشاعر:
إذا التاجر الداري جاء بفارة ... من المسك راحت في مفارقها تجري
(سير النبلاء 5/ 318، الأعلام 4/ 115)
2. ابن كثير المُفسّر (701 – 774)
الحافظ عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضو بن درع القرشي البصروي ثم الدمشقي الشافعي.
ولد في قريةٍ من أعمال بصرى الشام، وقد مات أبوه سنة 703، ثمّ انتقل مع أخ له إلى دمشق سنة 706، ورحل في طلب العلم.
لازم الحافظ المزّي، وقرأ عليه تهذيب الكمال، وصاهره على ابنته، وأخذ عن شيخ الإسلام ابن تيمية .. قال في البداية والنهاية: وجلست يوماً إلى القاضي صدر الدين الحنفي بعد مجيئه من مصر، فقال لي: أتحب ابن تيمية؟ قلت: نعم، فقال لي - وهو يضحك -: والله لقد أحببتَ شيئاً مليحاً.
توفي بدمشق.
(يُتْبَعُ)
(/)
من مؤلّفاته: البداية والنهاية، تفسير القرآن العظيم (قال عنه الشوكاني: وهو من أحسن التفاسير إن لم يكن أحسنها).
(الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة 1/ 445، البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع 1/ 143، الأعلام 1/ 320، البداية والنهاية 14/ 55)
ـ[محمود عليوات]ــــــــ[28 - Sep-2010, صباحاً 10:01]ـ
10. ابن مَنْدَه
1. محمد بن يحيى بن منده (نحو 220 - 301)
الإمام الكبير أبو عبد الله محمد بن يحيى بن إبراهيم بن الوليد، ابن مَنْدَه العبدي الأصبهاني.
ومَنْده هو إبراهيم بن الوليد بنِ سندَة بنِ بُطَّة بن أَستُنْدَار بنِ جَهَارْ بُخت، وقيل: إن اسم أستندار هذا فيروزان، وهو الذي أسلم حين افتتح أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبهان، كان مجوسياً فأسلم.
وقد حدّث منده بشيء يسير، ومات في دولة المعتصم، وروى ولده يحيى الحديث.
وآل مندة أهل بيت كبير، خرج منهم جماعة من العلماء، لم يكونوا عبديين، وإنما أمّ الحافظ أبي عبد الله المذكور كانت من بني عبد ياليل، واسمها برة بنت محمد، فنُسب الحافظ إلى أخواله.
وهو جدّ الإمام محمد بن إسحاق بن منده الآتية ترجمته.
من كتبه: تاريخ أصبهان.
سير النبلاء 14/ 188، تذكرة الحفاظ 3/ 1031، وفيات الأعيان 4/ 289، الأعلام 7/ 135
2. أبو عبد الله بن منْدَه (310 - 395)
الإمام الحافظ الجوّال، مُحدِّث الإسلام، أبو عبد الله، محمّد إسحاق بن محمد بن يحيى بن إبراهيم بن الوليد بن مَنْدَه العبدي الأصبهاني.
قال الذهبي: لم أعلم أحداً كان أوسع رحلة منه، ولا أكثر حديثاً منه، وما بلغنا أنّ أحداً من هذه الأمة سمع ما سمع، ولا جمع ما جمع، مع الحفظ، والثقة، وكثرة التصانيف، وبلغنا أنّ عدّة شيوخه ألف وسبع مئة شيخ.
ووالده الشيخ أبو يعقوب إسحاق بن محمد، مات في سنة 341، يروي عن أبي بكر بن أبي عاصم، وجماعة.
قال أبو إسماعيل الهروي الأنصاري: أبو عبد الله بن مندة سيد أهل زمانه.
وهو والد الأئمّة المُحدِّثين الإخوة: أبي القاسم بن منده، أبي الحسن بن منده، وأبي عمرو بن منده، الآتية تراجمهم.
من كتبه: الإيمان، فتح الباب في الكنى والألقاب.
سير النبلاء 17/ 28، الأعلام 6/ 29
3. أبو القاسم بن منده (383 - 470)
الإمام الحافظ أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن مَنْدَه العبدي الأصبهاني.
مولده ووفاته في أصبهان.
سمع أباه وأبا بكر بن مَردويه، وخلقًا كثيرًا. وكان كثير السماع، كبير الشأن، سافر في البلاد، وصنّف التصانيف، ذا وقار وسَمت واتّباع، متمسكاً بالسُّنة، مُعرضًا عن أهل البدع، اَمراً بالمعروف، ناهياً عن المنكر، لا يخاف في الله لومة لائم.
له تصانيف كثيرة، وردود جمّة على المبتدعين والمنحرفين في الصفات وغيرها.
قُرأ عليه قول شعبة: من كتبتُ عنه حديثاً، فأنا له عبد. فقال: من كتب عنى حديثاً، فأنا له عبد.
قال الذهبي: كان زَعِراً على من خالفه، فيه خارجية، وله محاسن، وهو في تواليفه حاطب ليل، يروي الغثَّ والسمين، وينظم رديء الخرز، مع الدُّر الثمين.
من مؤلفاته: الرّد على الجهمية، تاريخ أصبهان.
سير النبلاء 18/ 349، ذيل طبقات الحنابلة 1/ 23، الأعلام 3/ 327
4. أبو الحسن بن منده (382 - 462)
الثقة الأمين التاجر، أبو الحسن، عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن مَنْدَه العبدي الأصبهاني.
سمع أباه، وجماعة.
سير النبلاء 18/ 355
5. أبو عمرو بن منده (388 - 475)
الشيخ المُحدِّث الثقة أبو عمرو، عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده، العبدي الأصبهاني.
كان طويل الروح على الطلبة، طيب الخلق، مُحسناً، متواضعاً.
وكان يُقال له: أبو الأرامل.
وهو والد الحافظ أبي زكريا بن منده الآتية ترجمته.
سير النبلاء 18/ 440
6. أبو زكريا بن منده (434 - 511)
الإمام الحافظ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن مَنْدَه العبدي الاصبهاني.
مولده ووفاته في أصبهان.
قال عنه ابن رجب: المُحدِّث ابن المُحدِّث، ابن المُحدِّث ابن المُحدِّث، ابن المُحدِّث، ابن المُحدِّث.
سمع أباه، وعمّيه عبد الرحمن الحافظ وعبيد الله التاجر، وأبا بكر البيهقي، وخلقاً كثيرا.
قال عنه السمعاني: شيخ جليل القدر، وافر الفضل، واسع الرواية، ثقة حافظ، مكثر صدوق، كثير التصانيف، حسن السيرة، بعيد من التكلف، أوحد بيته في عصره.
قال الحافظ محمد بن أبي نصر اللَّفْتُوَانِي: بيت بني مَنْده بُدئ بيحيى، وختم بيحيى.
قال ابن السمعاني: يريدُ في معرفة الحديث والفضل والعلم.
من كتبه: تاريخ أصبهان، مناقب الإمام أحمد.
سير النبلاء 19/ 395، ذيل طبقات الحنابلة 1/ 111 الأعلام 8/ 156
قال الإمام الذهبي: وما علمت بيتاً في الرواة مثل بيت بني مندة، بقيت الرواية فيهم من خلافة المعتصم وإلى بعد الثلاثين وست مئة.
السير (17/ 39)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 10:28]ـ
أحسنت، جميل جدًا.
من ذلك أيضا: القرطبي؛ شارح الصحيح، والمفسر.
ـ[محمود عليوات]ــــــــ[29 - Sep-2010, صباحاً 07:10]ـ
سيأتي بعون الله تعالى ... وما زال هنالك الكثير ..
بوركتَ
ـ[محمود عليوات]ــــــــ[29 - Sep-2010, صباحاً 07:34]ـ
11. أبو حاتم الرازي
1.محمد بن إدريس (195 - 277)
الإمام الحافظ، الناقد، شيخ المحدِّثين أبو حاتم محمد بن إدريس بن المنذر بن داود بن مهران الحنظلي الغطفاني، من تميم بن حنظلة بن يربوع، وقيل: عرف بالحنظلي لأنه كان يسكن في درب حنظلة بمدينة الريّ.
ولد في الريّ، وإليها نسبته.
وكان من بحور العلم.
أمضى سنوات كثيرة من عمره يطوف مشياً على قدميه بين أقاليم الإسلام طلباً للعلم.
وهو من نظراء البخاري، ومن طبقته، ولكنه عمّر بعده أزيد من عشرين عاما.
توفي ببغداد.
سير النبلاء 13/ 247، الأعلام 6/ 27
وأحياناً يخلط البعض بينه وبين ابنه.
أما ابنه فهو:
2.ابن أبي حاتم الرازي (240 – 327)
العلامة الحافظ أبو محمد عبد الرحمن بن محمد الرازي.
رحل في طلب الحديث إلى البلاد مع أبيه وبعده.
أخذ علم أبيه وأبي زرعة، وكان بحراً في العلوم، ومعرفة الرجال، ثقة، جليل القدر، عظيم الذكر، إماماً من أئمة خراسان.
توفي بالريّ.
من تصانيفه: الجرح والتعديل، التفسير، الرد على الجهمية، علل الحديث.
سير النبلاء 13/ 263، لسان الميزان 3/ 432، طبقات الحنابلة 2/ 55، الأعلام 3/ 234
3.أبو حاتم الرازي – الإسماعيلي - (00 - 322)
أحمد بن حمدان بن أحمد الورسامي الليثي، من زعماء الاسماعيلية وكتابهم.
قال ابن حجر العسقلاني: (ذكره ابن بَابَوَيْه في تاريخ الريّ، وقال: كان من أهل الفضل والأدب، والمعرفة باللغة، وسمع الحديث كثيراً، وله تصانيف. ثمّ أظهر القول بالإلحاد، وصار من دعاة الاسماعيلية، وأضلّ جماعة من الأكابر.
من تصانيفه: الإصلاح، أعلام النبوة - في مذهبهم -، الزينة - في فقه اللغة والمصطلحات، الجامع – وهو كتاب في الفقه.
لسان الميزان 1/ 164، الأعلام 1/ 119
وقد نُسبت بعض كتبه – وهماً – للإمام أبي حاتم الرازي محمد بن إدريس.
قال الأستاذ د. عبد الله بن مرحول السوالمة:
ذكرَ ابن النديم أبا حاتم الرازي، وبيَّض اسمه، فلم يعيِّنه، ثم قال: وله من الكتب: كتاب الزينة: كبيرٌ، نحو أربعمائة ورقة، وكتاب الجامع: فيه فقهٌ وغير ذلك. [ص268].
ونسب إسماعيل باشا البغدادي هذين الكتابَيْن لأبي حاتم محمد بن إدريس الرازي، جازماً بذلك [2/ 19]، وتابعه في هذا - أيضاً - عمر رضا كحالة [9/ 35]، وزاد الزِّرِكْلِيّ، فنسب إلى أبي حاتم الرازي محمد بن إدريس كتاباً ثالثاً، وهو أعلام النبوة [6/ 27].
والذي يظهر للباحث: أنه لا يمكن الجزم بنسبة هذه الكتب الثلاثة إلى أبي حاتم محمد بن إدريس الرازي، ولعل نسبتها إلى أبي حاتم الرازي أحمد بن حمدان الورسامي الليثي، المتوفَّى سنة (332هـ) * هو الأوْلى والأقرب؛ للأدلَّة الآتية:
1 - لم تُشر المصادر المعتمدة التي ذكرت حياة أبي حاتم الرازي إلى شيء من هذه الكتب، لا من قريب ولا من بعيد.
2 - لعلّ ابن النديم قصد أبا حاتم الرازي محمد بن إدريس وأهمل اسمه، أو تردَّد فيه، فلم يعيِّنه.
3 - ذُكرتْ هذه الكتب في ترجمة أبي حاتم الرازي أحمد بن حمدان الورسامي الليثي، وقد نسبه ابن النديم إلى أبي حاتم الرازي مطلقاً غير مقيَّد، فلعلّ الوهم والخطأ نشأ من أنّ كلّ من جاء بعد ابن النديم نقل عنه، وظنّ أنّ أبا حاتم هذا هو الإمام، والله أعلم.
مقالات موقع الألوكة / المصدر: مجلة جامعة الملك سعود – مجلد 13 – العلوم التربوية والدراسات الإسلامية (2)، ص479 - 527، (سنة 1421).
* قلت (محمود): تاريخ وفاته سنة (322) كما في لسان الميزان، والأعلام.
ـ[محمود عليوات]ــــــــ[29 - Sep-2010, صباحاً 07:52]ـ
أبو حاتم السِّجِسْتَانِيُّ (172 - 255)
الإمام العلامة سهل بن محمد بن عثمان الجشمي السجستاني.
إمامٌ في النحو واللغة وعلوم القرآن والشعر، ومصنّفاته جليلة فاخرة.
ورث عن أبيه مئة ألف دينار، فأنفقها في طلب العلم، وعلى أهله.
وكان إمام جامع البصرة.
قال ابن الجزري:أحسبه أول من صنف في القراءات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولأهل البصرة أربعة كتب يفتخرون بها على أهل الأرض: كتاب العين للخليل، وكتاب سيبويه، وكتاب الحيوان للجاحظ، وكتاب أبي حاتم في القراءات.
من مؤلفاته: المعمّرين، ما تلحن فيه العامّة، النخلة، الأضداد.
سير أعلام النبلاء 12/ 268، البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة، للفيروزأبادي ص25، الأعلام 3/ 143
أبو حاتم ابن حبّان البُسْتِيُّ (بضع وسبعين ومائتين - 354)
الإمام العلامة الحافظ أبو حاتم محمد بن حِبَّانَ بن أحمد بن حبان بن معاذ بن معبد التميمي، أبو حاتم البُستِي الشافعي، المشهور بابن حبان.
ولد في بُست، من بلاد سِجِستان، وتنقل في الأقطار.
وهو أحد المكثرين من التصنيف.
كان من أوعية العلم في الفقه، واللغة، والحديث، والوعظ، حتى الطب، والنجوم، والكلام، ومن عقلاء الرجال.
وله من التصنيف في الحديث ما لم يسبق إليه.
من تصانيفه: المسند الصحيح، الثقات، المجروحين، مشاهير علماء الأمصار.
قال الإمام أبو إسماعيل عبد الله بن محمد الهروي الأنصاري: سمعت عبد الصمد بن محمد بن محمد، سمعت أبي يقول: أنكروا علي أبي حاتم بن حبان قوله: النبوة: العلم والعمل،
فحكموا عليه بالزندقة، فهُجر، وكُتب فيه إلى الخليفة، فكتب بقتله.
قال الإمام الذهبي: هذه حكاية غريبة، وابن حبان فمن كبار الأئمة، ولسنا ندّعي فيه العصمة من الخطأ، لكن هذه الكلمة التي أطلقها، قد يُطلقها المسلم، ويطلقها الزّنديق الفيلسوف، فإطلاق المسلم لها لا ينبغي، لكن يُعتذر عنه، فنقول: لم يرد حصر المبتدأ في الخبر، ونظير ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: (الحج عرفة)، ومعلوم أن الحاج لا يصير بمجرد الوقوف بعرفة حاجّاً، بل بقي عليه فروض وواجبات، وإنما ذَكر مهم الحج.
وكذا هذا، ذكر مُهم النبوة، إذ من أكمل صفات النبي كمال العلم والعمل، فلا يكون أحد نبياً إلا بوجودهما، وليس كل من برز فيهما نبيا، لأنّ النبوة موهبة من الحق تعالى، لا حيلة للعبد في اكتسابها. وأما الفيلسوف فيقول: النبوة مكتسبة ينتجها العلم والعمل، فهذا كفر، ولا يريده أبو حاتم أصلاً، وحاشاه.
تاريخ دمشق 52/ 249، سير أعلام النبلاء 16/ 92، العبر في خبر من غبر 2/ 306، تذكرة الحفاظ 3/ 921، شذرات الذهب
3/ 16، الأعلام 6/ 78
ـ[محمود عليوات]ــــــــ[29 - Sep-2010, صباحاً 07:56]ـ
12.أبو زُرْعَة
1. الرازي (بعد 200 - 264)
الإمام أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ المخزومي بالولاء، الرازي، سيد الحفاظ.
من أهل الريّ.
قال الذهبي: سمع بالحرمين والعراق والشام والجزيرة وخراسان ومصر، وكان من أفراد الدهر، حفظاً وذكاءً وديناً وإخلاصاً وعلماً وعملا.
قال عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل: نزل أبو زرعة عندنا، فقال لي أبي: يا بُني، قد اعتضت عن نوافلي بمذاكرة هذا الشيخ.
قال إسحاق بن راهويه: كلّ حديث لا يعرفه أبو زرعة فليس له أصل.
وكان يحفظ مئة ألف حديث.
توفي بالري، وكان آخر كلامه من الدنيا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كان آخر كلامه: لا إله إلا الله، دخل الجنة). وتوفي، رحمه الله.
سير النبلاء 13/ 65، تذكرة الحفاظ 2/ 557، طبقات الحنابلة 1/ 198، الأعلام 4/ 194
2. الدمشقي (قبل 200 - 281)
الإمام الحافظ أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الله بن صفوان النصري، محدّث الشام.
من أئمة زمانه في الحديث ورجاله.
وهو من أهل دمشق، ووفاته بها.
له كتاب التاريخ، وتسمية من نزل الشام من الصحابة.
تهذيب الكمال 17/ 301، سير النبلاء 13/ 311، تذكرة الحفاظ 2/ 624، الوافي بالوفيات للصفدي 6/ 88،
الأعلام 3/ 320
3. ابن العراقي (762 - 826)
الإمام الحافظ ولي الدين أبو زرعة أحمد بن عبد الرحيم بن الحسين الكردي ثم المصري الشافعي المذهب، ابن الحافظ العراقي.
مولده ووفاته بالقاهرة.
رحل به أبوه إلى دمشق فأحضره بها على أعيان علمائها، ثمّ عاد إلى مصر، فاجتهد في استيفاء شيوخها، وارتفعت مكانته إلى أن ولي القضاء سنة 824، بعد الجلال البلقيني، وحُمدت سيرته.
ولم يدار أهل الدولة فعزل قبل تمام العام على ولايته.
من كتبه (البيان والتوضيح لمن أخرج له في الصحيح وقد مس بضرب من التجريح)، الاطراف بأوهام الأطراف للمزي.
انباء الغمر 1/ 518، البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع 1/ 66، الأعلام 1/ 148
4. ابن البارنباري (828 - 889)
ولي الدين أبو زرعة أحمد بن محمد بن عمر بن محمد بن إبراهيم ابن الجمال البارنباري المصري الشافعي.
مولده بالقاهرة ووفاته بدمياط.
تصدر للتدريس بجامع عمرو.
وصنف شرحين لمختصر أبي شجاع في فروع الشافعية أحدهما مطوّل والثاني موجز.
وشرح للمنهاج، ولم يكمله.
الضوء اللامع للسخاوي 1/ 363، الأعلام 1/ 231
فائدة:
تقصى الأستاذ د. سَعدي الهاشمي الرُّواة الذين كُنُّوا بأبي زرعة، فبلغ عددهم سبعة وثمانين.
مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة العدد 58 / الموسوعة الشاملة الإصدار الثالث.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود عليوات]ــــــــ[29 - Sep-2010, مساء 12:05]ـ
13. ابن بطه
1. ابن بطة العُكْبَري (304 - 387)
الإمام القدوة العابد الفقيه، أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان بن عمر بن عيسى بن إبراهيم بن سعد بن عتبة بن فرقد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الفقيه الحنبلي، من أئمة أهل السُّنة.
وهو من أهل عُكْبَرا مولداً ووفاة.
وعُكبرا: هي مدينة صغيرة من مدن العراق تقع على شرق دجلة في طريق الموصل، بينها وبين بغداد عشرة فراسخ.
رحل إلى مكة والثغور والبصرة وغيرها في طلب الحديث، ثمّ لزم بيته بعد الرحلة أربعين سنة، فلم ير في سوق، ولا رُئي مفطراً إلا في يوم الفطر والأضحى وأيام التشريق.
وكان مجاب الدعوة، أمّاراً بالمعروف، لم يبلغه خبر منكر إلا غيره.
قال الذهبي: كان صاحب حديث، ولكنه ضعيف من قِبَل حفظه.
قال ابن أبي يعلى الحنبلي: أنبأنا أبو محمد الجوهري، قال: سمعتُ أخي أبا عبد الله يقول: رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، فقلتُ له: يا رسول الله، أي المذاهب خير؟ أو قال: قلت: على أيّ المذاهب أكون؟ فقال: ابن بطة ابن بطة ابن بطة.
من كتبه: الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية ومجانبة الفرق المذمومة (الإبانة الكبرى)، الشرح والإبانة على أصول السنة والديانة (الإبانة الصغرى).
سير النبلاء 16/ 529، العبر في خبر من غبر 3/ 37، طبقات الحنابلة 2/ 145، الوافي بالوفيات 6/ 319، الأعلام 4/ 197
2. ابن بُطة الرافضي (00 - 00)
قال ابن أبي طي: ما زال الناس بحلب لا يعرفون الفرق بين ابن بطة الشيعي وبين ابن بطة الحنبلي حتى قدم الرشيد (محمد بن علي أبو جعفر السروري المازندراني) فقال: ابن بطة الحنبلي بالفتح و الشيعي بالضم.
(ترجم له القمي في الكنى والألقاب (1/ 227) فقال: عند العامة – يقصد أهل السنة – أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن حمدان بن بطة العكبري الحنبلي صاحب الإبانة، الذي مدحه جمع من علمائهم، وقدحه خطيب بغداد، توفي سنة 387. وعندنا – يعني الشيعة – أبو جعفر محمد بن جعفر بن بُطة القمي المؤدب الذي ذكره (جش)، وقال: كان كبير المنزلة بقُم، كثير الأدب والفضل والعلم ... الخ).
طبقات المفسرين – السيوطي 1/ 96
فوائد في تراجم مختصرة متنوعة، بحث (أيها السُّنّي)، للشيخ عبد الله زقيل. الموسوعة الشاملة / الإصدار الثالث.
ـ[محمود عليوات]ــــــــ[29 - Sep-2010, مساء 12:08]ـ
14. أبو عبيد / أبو عبيدة
أبو عبيد (157 – 224)
الإمام المجتهد ذو الفنون، القاسم بن سلام بن عبد الله الهروي الأزدي الخزاعي بالولاء، الخراساني البغدادي. صاحب التصانيف المشهورة، والعلوم المذكورة.
من أهل هراة، ولد وتعلم بها.
كان ثقة ديناً ورعاً كبير الشأن.
قال إسحاق بن راهويه: الحقّ يحبه الله عزّ وجلّ: أبو عبيد القاسم بن سلام أفقه مني وأعلم مني.
إبراهيم الحربي: كان أبو عبيد كأنه جبل نفخ فيه الروح، يحسن كل شيء، إلا الحديث صناعة أحمد ويحيى.
قال عنه الدارقطني: ثقة إمام جبل.
قال الحافظ في التقريب: لم أر له في الكتب حديثاً مسنداً، بل من أقواله.
مات في مكة، رحمه الله تعالى.
من كتبه: غريب الحديث- ألّفه في نحو أربعين سنة – وكتاب الأموال.
تهذيب الكمال 23/ 354، سير النبلاء 10/ 490، الأعلام 5/ 176
أبو عبيدة: (110 – 209)
الإمام العلامة معمر بن المثنى التيميّ، مولاهم البصري، أبو عبيدة النَّحْويّ: من أئمة العلم بالأدب واللغة.
مولده ووفاته في البصرة، وقد وُلد في الليلة التي تُوفي فيها الحسن البصري.
استقدمه هارون الرشيد إلى بغداد سنة 188، وقرأ عليه أشياء من كتبه.
قال ابن قتيبة: كان الغريب وأيام العرب أغلب عليه، وكان لا يقيم البيت إذا أنشده، ويخطئ إذا قرأ القرآن نظرا، وكان يبغض العرب، وألف في مثالبها كتبا، وكان يرى رأي الخوارج.
ولما مات لم يحضر جنازته أحد، لشدة نقده معاصريه.
قال الإمام الذهبي: قد كان هذا المرء من بحور العلم، ومع ذلك فلم يكن بالماهر بكتاب الله، ولا العارف بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا البصير بالفقه واختلاف أئمة الاجتهاد.
له نحو 200 مؤلف، منها: نقائض جرير والفرزدق، مجاز القرآن.
سير النبلاء 9/ 445، تذكرة الحفاظ 1/ 371، الأعلام 7/ 272
ـ[محمود عليوات]ــــــــ[29 - Sep-2010, مساء 12:10]ـ
15. أبو مُسلم الخولاني / الخرساني
أبو مُسلم الخولاني ( ... – 62)
سيد التابعين وزاهد العصر، عبد الله بن ثُوَب الداراني، أصله من اليمن.
أدرك الجاهلية، وأسلم في أيام النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يره.
ودخل المدينة في خلافة الصِّدِّيق.
وحدث عن عمر، ومعاذ بن جبل، وأبي عبيدة، وأبي ذر الغفاري، وعبادة بن الصامت.
ألقاه الأسود العنسي في نار عظيمة، فلم تضرّه.
هاجر إلى الشام، وفي أكثر المصادر: وفاته بدمشق، وقبره بداريا.
(سير النبلاء 4/ 7، الأعلام 4/ 75)
أبو مُسلم الخراساني (100– 137)
عبد الرحمن بن مسلم، ويقال: عبد الرحمن بن عثمان بن يسار الخراساني، الأمير، صاحب الدعوة، وهازم جيوش الدولة الأموية، والقائم بإنشاء الدولة العباسية.
كان من أكبر الملوك في الإسلام.
كان فصيحاً بالعربية والفارسية، مقداماً، سفّاكاً للدماء، يزيد على الحَجّاج في ذلك.
وهو أول من سن للدولة لبس السواد.
رأى منه الخليفة العباسي الثاني المنصور ما أخافه أن يطمع بالملك، وكانت بينهما ضغينة، فقتله.
(سير النبلاء 6/ 48، الأعلام 3/ 337)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود عليوات]ــــــــ[29 - Sep-2010, مساء 12:17]ـ
16. أم الدَّرداء
قال علي بن المديني: كان لأبي الدرداء امرأتان كلتاهما يقال لهما أم الدرداء، إحداهما رأت النبي صلى الله عليه و سلم، وهي خيرة بنت أبي حدرد، والثانية تزوجها بعد وفاة النبي صلى الله عليه و سلم، وهي هجيمة الوصابية. (الإصابة ترجمة 11137 - خيرة بنت أبي حدرد)
1. أم الدَّرداء الكبرى (000 - نحو 30)
خيرة بنت أبي حدرد سلامة بن عمير بن أبي سلمة الأسلمي: صحابية.
كانت من فضلاء النساء وعقلائهن، وذوات الرأي منهن مع العبادة والنسك.
توفيت قبل أبي الدرداء بسنتين، وكانت وفاتها بالشام في خلافة عثمان بن عفان، وكانت قد حفظت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن زوجها أبي الدرداء عويمر الأنصاري.
(الاستيعاب في معرفة الأصحاب 2/ 128، الأعلام 2/ 328)
2. أم الدَّرداء الصغرى (00 - بعد 81)
السيدة العالمة الفقيهة، هُجَيمة بنت حيي الوصابية الحميرية الدمشقية.
طال عمرها، واشتهرت بالعلم والعمل والزهد.
قالت لأبي الدرداء عند الموت: إنك خطبتني إلى أبوي في الدنيا فأنكحوك، وأنا أخطبك إلى نفسك في الآخرة، قال: فلا تنكحي بعدي.
فخطبها معاوية فأخبرته بالذي كان، فقال: عليك بالصيام.
(بيان مشكل الآثار 2/ 106ـ الطحاوي، سير النبلاء 4/ 277، الأعلام 8/ 77)
قلتُ (أنا محمود): وهي التي ذكرها البخاري في صحيحه (1/ 284): باب سنة الجلوس في التشهد: وكانت أم الدرداء تجلس في صلاتها جلسة الرجل وكانت فقيهة.
ـ[أبوعبدالملك النصري]ــــــــ[29 - Sep-2010, مساء 01:35]ـ
جزاك الله خيراً.
ـ[أحمد الشهري]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 01:38]ـ
رائع رائع رائع جدا
بارك الله فيك
وحبذا لو ذكرت لكل علَمٍ - بلا استثناء - أبرز مؤلفاته وشيوخه وتلامذته.
أمنيتي أن يخرج هذا العمل في كتاب
ـ[محمود عليوات]ــــــــ[03 - Oct-2010, صباحاً 08:08]ـ
17.الآمدي
1. أبو القاسم، النحوي الكاتب (000 - 370)
الحسن بن بشر بن يحيى الآمدي.
أصله من آمد ومولده ووفاته بالبصرة.
كان حسن الفهم، جيد الرواية والدراية. أخذ عن الأخفش والزجاج والحامض وابن السراج وابن دريد ونفطويه وغيرهم.
من كتبه: المؤتلف والمختلف في أسماء الشعراء وكناهم وألقابهم وأنسابهم، الموازنة بين البحتري وأبي تمام.
بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة 1/ 376، الأعلام 2/ 185
2. أبو الحسن، الفقيه الحنبلي (000 - 467)
علي بن محمد بن عبد الرحمن، أبو الحسن البغدادي الآمدي.
بغدادي الأصل والمولد.
وهو أحد أكابر أصحاب القاضي أبي يعلى.
نزل ثغر (آمد) بديار بكر سنة 450، ودرس بها الفقه إلى أن مات، وإليه نسبته.
من كتبه: عمدة الحاضر وكفاية المسافر - في الفقه، نحو أربع مجلدات -
ذيل طبقات الحنابلة 1/ 3، الأعلام 4/ 328
3. سيف الدين الآمدي (551 - 631)
علي بن محمد بن سالم التغلبي، أبو الحسن، سيف الدين الآمدي الشافعي، شيخ المتكلمين في زمانه.
أصله من آمد (ديار بكر)، وُلد بها، وتعلم في بغداد والشام.
وانتقل إلى القاهرة، فدرّس فيها واشتهر.
قال سبط الجوزي: لم يكن في زمانه من يجاريه في الأصلين وعلم الكلام، وكان يظهر منه رقة قلب، وسرعة دمعة.
ومن عجيب ما يحكى عنه: أنه ماتت له قطة بحماة، فدفنها، فلما سكن دمشق، بعث ونقل عظامها في كيس، ودفنها بقاسيون.
قال الإمام الذهبي: قال لي شيخنا ابن تيمية: يغلب على الآمدي الحيرة والوقف، حتى إنه أورد على نفسه سؤالاً في تسلسل العلل، وزعم أنه لا يعرف عنه جوابا، وبنى إثبات الصانع على ذلك، فلا يقرر في كتبه إثبات الصانع، ولا حدوث العالم، ولا وحدانية الله، ولا النبوات، ولا شيئاً من الأصول الكبار.
قلتُ (الذهبي): هذا يدل على كمال ذهنه، إذ تقرير ذلك بالنظر لا ينهض، وإنما ينهض بالكتاب والسنة، وبكل قد كان السيف غاية، ومعرفته بالمعقول نهاية، وكان الفضلاء يزدحمون في حلقته.
قلتُ: وإن كان الأصل في ذلك الكتاب والسنة، لكن النظر الصحيح يثبت ذلك.
من كتبه: (الاحكام في أصول الاحكام)، ومختصره (منتهى السول).
سير النبلاء 22/ 365، طبقات الشافعية ـ لابن قاضى شهبة 2/ 79، الأعلام 4/ 332
4. زين الدين الآمدي، المُعَبِّر (000 – 714)
أبو الحسن علي بن أحمد بن يوسف بن الخضر.
أصله من آمد (ديار بكر) سكن بغداد وتوفي بها.
كان شيخاً مهيباً، يقظاً لبيباً، فهيماً أريباً، صالحاً صدوقاً، عارفاً بأحوال الدنيا، أضرّ في آخر عمره.
وهو من أكابر الحنابلة فقهاً وصلاحاً وصدقاً ومهابة.
وكان آية في قوة الفراسة، وحدّة الذهن، وتعبير الرؤيا، عارفاً بلغات كثيرة، منها الفارسية والتركية والمغولية والرومية.
وكان يتجر في الكتب، وعنده كتب كثيرة جداً، وإذا طلب منه إنسان كتاباً نهض إلى كتبه، وأخرجه من بينها. وإن كان الكتاب عدة مجلدات، وطلب منه الأول مثلاً أو الثاني أو الثالث أو غيره أخرجه بعينه. وكان يمس الكتاب أولاً، ثم يقول: يشتمل هذا المجلد على كذا كذا كراسة، فيكون الأمر كما قال. وإذا مر بيده على الصفحة قال: عدد أسطرها كذا كذا سطراً، فيها بالقلم الغليظ هذا وهذا، المواضع كتبت به، وفيها بالأحمر هذا وهذا، المواضع كتبت به. وإن اتفق أنها كتبت بخطين أو ثلاثة، قال: اختلف الخط من هنا إلى هنا، من غير إخلال بشيء منها مما يمتحن به.
وكان لا يفارق الإشغال والاشتغال في غالب أوقاته، وللناس عليه إقبال عظيم لدينه وورعه.
من كتبه: جواهر التبصير في علم التعبير.
أعيان العصر وأعوان النصر للصفدي 2/ 18، الأعلام 4/ 257
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود عليوات]ــــــــ[03 - Oct-2010, صباحاً 08:18]ـ
18.البغوي
1. أبو الحسن البغوي (بضع وتسعين ومائة - 286)
الحافظ الصدوق أبو الحسن علي بن عبد العزيز بن المرزبان بن سابور الجوهري البغوي، شيخ الحرم.
منسوب إلى مدينة بَغْشُوْر، من مدائن إقليم خراسان، وهي على مسيرة يوم من هراة.
وهو عمّ أبي القاسم الآتية ترجمته.
كان ثقة مأمونا. جاور بمكة.
صنّف المسند الكبير.
سير النبلاء 13/ 349، تذكرة الحفاظ 2/ 622، الوافي بالوفيات 6/ 436، الأعلام 4/ 300
2. أبو القاسم البغوي (213 - 317)
الإمام الحافظ الحجة أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن المرزبان بن سابور بن شاهنشاه، البغوي الأصل، البغدادي الدار والمولد.
وهو أبو القاسم بن منيع، نسبة إلى جده لأمه، الحافظ أبي جعفر أحمد ابن منيع البغوي الأصم، صاحب المسند، ونزيل بغداد.
عمَّر العمر الطويل، حتى رحل الناس إليه، وكتب عنه الأجداد والأحفاد والآباء والأولاد، وكان ثقة مكثراً، فهماً عارفاً بالحديث.
مات ليلة الفطر، ودفن يوم الفطر، وقد استكمل مئة سنة وثلاث سنين.
قال الذهبي: قد سمعوا عليه يوم وفاته، فذكر محمد بن أبي شريح في غالب ظني قال: كنا نسمع على البغوي ورأسه بين ركبتيه، فرفع رأسه وقال: كأني بهم يقولون: مات أبو القاسم البغوي، ولا يقولون: مات مسند الدنيا.
ثم مات عقيب ذلك أو يومئذ، رحمه الله.
من مؤلفاته: معجم الصحابة، الجعديات.
الأنساب للسمعاني 1/ 375، سيرالنبلاء 14/ 141، الأعلام 4/ 119
3. محيي السُّنّة (436 - 510)
الإمام الحافظ المفسِّر، محيي السنة، أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد البغوي الشافعي.
يعرف بابن الفراء تارة، وبالفراء أخرى.
قال عنه الذهبي: كان سيداً إماما، عالماً، زاهداً قانعاً باليسير، كان يأكل كسرة خبز وحدها، فعذلوه، فصار يأكلها بزيت، وكان أبوه يعمل الفراء ويبيعها. بورك له في تصانيفه، ورزق فيها القبول التام، لحسن قصده، وصدق نيته، وتنافس العلماء في تحصيلها، وكان لا يُلقي الدرس إلا على طهارة، وكان مقتصداً في لباسه، على منهاج السلف حالاً وعَقدا، وله القدم الراسخ في التفسير، والباع المديد في الفقه، رحمه الله.
توفي بمرو الروذ، مدينة من مدائن خراسان.
من مؤلفاته: شرح السُّنّة، لباب التأويل في معالم التنزيل، مصابيح السنة.
سير أعلام النبلاء 19/ 439، تذكرة الحفاظ 4/ 1257، طبقات الشافعية ـ لابن قاضى شهبة 1/ 281، الأعلام 2/ 259
ـ[محمود عليوات]ــــــــ[03 - Oct-2010, صباحاً 08:22]ـ
19. البيهقي
وبيهق: عدة قرى من أعمال نيسابور.
1. أبو سليمان داود بن الحسين (200 - 293)
الإمام المُحدِّث، أبو سليمان داود بن الحسين بن عقيل بن سعيد الخُسْرَوْجِرْدِي البيهقي، مُسنِد نيسابور.
خرَّج الإمام أبو بكر البَيْهَقيّ لهُ كَثيراً في كتُبهِ.
تاريخ دمشق 17/ 114 سير أعلام النبلاء 13/ 580
2.إسماعيل بن الحسين، الفقيه الحنفي (000 - 402)
شمس الأئمة أبو محمد ويقال أبو القاسم إسماعيل بن الحسين بن عبد الله البيهقي.
كان إمام وقته في الفروع والأصول.
من مؤلفاته: الشامل - في فروع الحنفية -، الكفاية مختصر شرح القدوري.
الطبقات السنية في تراجم الحنفية /التقي الغزي 1/ 175، الأعلام 1/ 312
3. أبو بكر، المُحدِّث الفقيه (384 – 458)
الحافظ العلامة الفقيه أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي الخُسْرَوْجِردي، البيهقي، الشافعي.
ولد في خُسْرَوْجِرد من قرى بَيْهَق بنيسابور، ونشأ في بيهق، ورحل إلى بغداد ثم إلى الكوفة ومكة وغيرهما، وطُلب إلى نيسابور، فلم يزل فيها إلى أن مات، ونقل جثمانه إلى بلده.
قال إمام الحرمين: ما من شافعي إلا وللشافعي فضل عليه غير البيهقي، فإن له المنّة والفضل على الشافعي لكثرة تصانيفه في نصرة مذهبه، وبسط موجزه، وتأييد آرائه.
وقال الذهبي: تصانيف البيهقي عظيمة القدر، غزيرة الفوائد، قل من جوّد تواليفه مثل الإمام أبي بكر، فينبغي للعالم أن يعتني بها سيّما سننه الكبير.
وقال: لو شاء البيهقي أن يعمل لنفسه مذهباً يجتهد فيه لكان قادراً على ذلك، لسعة علومه ومعرفته بالاختلاف.
من مؤلفاته: السنن الكبرى، دلائل النبوة، الأسماء والصفات.
سير النبلاء 18/ 164، العبر في خبر من غبر 3/ 244، تذكرة الحفاظ 3/ 1132، الأعلام 1/ 116
1. أبو الفضل، الكاتب (00 - 470)
محمد بن الحسين البيهقي.
كان كاتب الإنشاء في دولة السلطان محمود بن سُبكتكين، نيابة عن ابن مشكان.
له كتاب في تاريخ ناصر الدين محمود بن سبكتكين، سماه الناصري ذكر فيه دولته يوماً يوماً من أولها إلى آخر أيامه. قال الزركلي: وهو في ثلاثين مجلدا، بالفارسية، ترجم منه إلى العربية يحيى الخشاب وصادق نشأت، مجلداً باسم تاريخ البيهقي.
الوافي بالوفيات 1/ 310، الأعلام 6/ 100
5. أبو جعفر، المقرئ اللغوي (470 – 544)
أحمد بن علي بن محمد البيهقي، يعرف ببو جعفرك، ومعنى هذه الكاف المزيدة في آخر الاسم الفارسي التصغير، يقولون في تصغير علي: عليك، وفي تصغير حسن: حسنك، وفي تصغير جعفر: جعفرك، وما أشبهه.
كان إماماً في القراءة والتفسير والنحو واللغة، صنف في ذلك التصانيف وظهرت في البلاد، وظهر له أصحاب نجباء، وتخرج به خلق.
أصله من بيهق.
من مؤلفاته: ينابيع اللغة، المحيط بلغات القرآن.
الوافي بالوفيات 2/ 451، معجم الأدباء لياقوت 1/ 150، الأعلام 1/ 173
6. أبو الحسن، المؤرِّخ (499 - 565)
ظهير الدين علي بن زيد بن محمد بن الحسين البيهقي، من سلالة خزيمة بن ثابت الأنصاري.
ويقال له ابن فندق.
ولد في قصبة السابزوار - من نواحي بيهق - وتفقّه وتأدّب، واشتغل بعلوم الحكمة والحساب والفلك.
صنّف 74 كتاباً منها: تتمة دمية القصر، تاريخ حكماء الإسلام.
الأعلام 4/ 290
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود عليوات]ــــــــ[03 - Oct-2010, صباحاً 09:45]ـ
20. الترمذي:
1.الإمام المُحدِّث (210 - 279)
الإمام الحافظ أبو عيسى محمد بن عيسى بن سَوْرَةَ بن موسى بن الضحاك السُّلَمِيّ البُوْغي الترمذي.
من أهل تِرمذ (والتي تقع الآن في أوزبكستان).
تتلمذ للبخاري، وشاركه في بعض شيوخه.
كان يضرب به المثل في الحفظ والضبط.
وقد عَمي في آخر عمره.
مات توفي بقرية بُوْغ، وهي قرية من قرى تِرمذ.
قال عن كتابه الجامع (سنن الترمذي): صنّفتُ هذا الكتاب، فعرضته على علماء الحجاز والعراق وخراسان، فرضوا به، ومن كان في بيته هذا الكتاب، فكأنما في بيته نبي يتكلم.
قال الإمام الذهبي: جامعه قاض له بإمامته وحفظه وفقهه، ولكن يترخّص في قبول الأحاديث، ولا يُشدّد، ونفَسه في التضعيف رخو.
من تصانيفه: الجامع الكبير المعروف بسنن الترمذي، الشمائل النبوية، العلل.
الأنساب 1/ 459، وفيات الأعيان 4/ 278، سير النبلاء 13/ 270، الأعلام 6/ 322
2. الحكيم (00 - نحو 320)
الإمام الحافظ الزاهد، أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن بن بشر.
من أهل تِرمذ.
كان إماماً من أئمة المسلمين، له المصنفات الكبار في أصول الدين ومعاني الحديث، وقد لقي الأئمة الكبار، وأخذ عنهم، وفي شيوخه كثرة.
سمع الكثير من الحديث بخراسان والعراق.
قال الذهبي: له حِكَم ومواعظ وجلالة، لولا هفوة بدت منه.
قال أبو عبد الرحمن السُّلَمِيّ: أخرجوا الحكيم من تِرمذ، وشهدوا عليه بالكفر، وذلك بسبب تصنيفه كتاب: ختم الولاية، وكتاب علل الشريعة، وقالوا: إنه يقول: إن للأولياء خاتماً كالأنبياء لهم خاتم. وإنه يفضل الولاية على النبوة، واحتج بحديث: (يغبطهم النبيون والشهداء)، وقال: لولم يكونوا أفضل منهم لم يغبطوهم. فقدم بَلْخ، فقبلوه، لموافقته لهم في المذهب.
من كلامه: ليس في الدنيا حمل أثقل من البِرّ، فمن برّك، فقد أوثقك، ومن جفاك فقد أطلقك.
عاش نحواً من ثمانين.
من كتبه: نوادر الأصول في أحاديث الرسول، الرياضة وأدب النفس، الصلاة ومقاصدها، بيان الفرق بين الصدر والقلب والفؤاد واللب.
سير النبلاء 13/ 440، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 245، لسان الميزان 5/ 309، الأعلام 6/ 272
ـ[محمود عليوات]ــــــــ[03 - Oct-2010, صباحاً 09:48]ـ
21.ثعلب / الثعلبي / الثعالبي
1.ثعلب (200 - 291)
أبو العباس، أحمد بن يحيى بن زيد بن سَيّار الشَيْبَاني بالولاء، المعروف بثعلب. إمام الكوفيين في النحو واللغة.
ولد ومات في بغداد.
كان راوية للشعر، مُحدِّثا، مشهوراً بالحفظ، وصدق اللهجة، ثقة حجة.
قيل: كان لا يتفاصح في خطابه.
وكان سبب وفاته أنه خرج من الجامع يوم الجمعة بعد العصر، وكان قد لحقه صمم، لا يسمع إلا بعد تعب، وكان في يده كتاب ينظر فيه في الطريق، فصدمته فرس فألقته في هوّة، فأخرج منها وهو كالمختلط، فحمل إلى منزله على تلك الحال وهو يتأوه من رأسه، فمات ثاني يوم.
من كتبه: الفصيح، شرح ديوان زهير، شرح ديوان الأعشى.
سير النبلاء 14/ 5، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان 1/ 102، الأعلام 1/ 267
2.الثعلبي (000 - 427)
الإمام الحافظ أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي النيسابوري.
كان أحد أوعية العلم.
قال ابن الأثير في اللباب: ويقال الثعالبي، المفسّر المشهور النيسابوري، له تصانيف مشهورة منها التفسير الذي فاق غيره من التصانيف فيه، قيل: إنما قيل له الثعلبي لقب له، وليس بنسب، قاله بعض العلماء.
وأما تفسيره المشهور (الكشف والبيان في تفسير القرآن)، فقد قال ابن الجوزي عنه: ليس فيه ما يُعاب به إلا ما ضمّنه من الأحاديث الواهية، التي هي في الضعف متناهية، خصوصاً في أوائل السور.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: و في تفسير الثعلبي الغث و السمين، فإنه حاطب ليل.
من كتبه: عرائس المجالس – وهو في قصص الأنبياء، الكشف والبيان في تفسير القرآن ويعرف بتفسير الثعلبي.
الأنساب للسمعاني مع اللباب لابن الأثير 1/ 506، مجموع الفتاوى 29/ 377، سير النبلاء 17/ 435، لنجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة لابن تغري بردي 1/ 483 الأعلام 1/ 212
3.الثعالبي (350 - 429)
العلامة شيخ الأدب، أبو منصور عبد الملك بن محمد بن إسماعيل النيسابوري، الثعالبي.
(يُتْبَعُ)
(/)
والثعالبي: نسبة إلى خياطة جلود الثعالب، وعمل الفراء منها.
اشتغل بالأدب والتاريخ، فنبغ، وكان رأساً في النظم والنثر.
صنّف الكتب الكثيرة الممتعة.
من كتبه: يتيمة الدهر - في تراجم شعراء عصره، فقه اللغة، سحر البلاغة، لطائف المعارف.
الأنساب للسمعاني 1/ 505، سير النبلاء 17/ 437، الأعلام 4/ 163
ـ[محمود عليوات]ــــــــ[03 - Oct-2010, صباحاً 09:59]ـ
22. الحاكم
1.الحاكم الشهيد (00 - 334)
الوزير القاضي أبو الفضل محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن عبد المجيد بن إسماعيل بن الحاكم، المروزي السلمي لبَلْخِيّ.
عالم مرو، والإمام لأصحاب أبي حنيفة رحمه الله في عصره.
ولي قضاء بخارى.
ثم ولّاه الأمير الحميد (صاحب خراسان) وزارته.
قال الحاكم أبو أحمد الحافظ: عهدت الحاكم وهو يصوم يوم الاثنين والخميس، ولا يدع صلاة الليل في السفر والحضر، ولا يدع التصنيف في السفر والحضر، وكان يقعد والسفط والكتب والمحبرة بين يديه وهو وزير السلطان، فيؤذن لمن لا يجد له بدّاً من الإذن، ثم يشتغل بالتصنيف فيقوم الداخل.
وحكى ابن الحاكم الشهيد أنه لم يزل يدعو في صلاته وأعقابها بدعوات ثم يقول: اللهم ارزقني الشهادة إلى أن سمع عشية الليلة التي قتل من غدها جلبة وصوت السلاح، فقال: ما هذا؟ قالوا: غاغة العسكر، قد اجتمعوا يؤلّبون ويلزمون الحاكم الذنب في تأخير أرزاقهم عنهم، فقال: اللهم اغفر، ثم دعا بالحلاق فحلق رأسه، وسخن له الماء في مضربه ذلك، فتنور ونظف نفسه، واغتسل، ولبس الكفن، ولم يزل طول ليلته تلك يصلي، فأصبح وقد اجتمعوا إليه، فبعث السلطان إليهم يمنعهم عنه، فخذلوا أصحاب السلطان، وكبسوا الحاكم، فقتلوه وهو ساجد، رحمه الله.
من كتبه: الكافي والمنتقى كلاهما في فروع الحنفية و شرح الجامع.
الأنساب 3/ 477، الأعلام 7/ 19
2.أبو أحمد (285 - 378)
الإمام الحافظ، أبو أحمد محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق، النيسابوري الكرابيسي، يعرف بالحاكم الكبير، محدّث خراسان في عصره.
أكثر الترحال، وكتب ما لا يوصف.
قال عنه الحاكم بن البيِّع: هو إمام عصره في هذه الصنعة، كثير التصنيف، مقدّم في معرفة شروط الصحيح والأسامي والكنى.
تقلد القضاء في مدن كثيرة، ثمّ عاد إلى نيسابور سنة 345، فلزم مسجده، وأقبل على العبادة والتصنيف، وكفّ بصره سنة 376.
كان من الصالحين الثابتين على سنن السلف، ومن المنصفين فيما يعتقده في أهل البيت والصحابة.
من كتبه: الأسماء والكنى، العلل، المخرج على كتاب المزني، الشيوخ والأبواب.
سير النبلاء 16/ 370، تذكرة الحفاظ 3/ 976، الأعلام 7/ 20
3.أبو عبد الله (ابن البيِّع) (321 - 405)
الإمام الحافظ، الناقد العلامة، شيخ المحدّثين، أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن حَمْدُوَيْه بن نعيم الضَّبِّي، الطَّهْمَانِيّ، النيسابوري، الشهير بالحاكم، ويعرف بابن البَيِّع. و (البَيِّع) نسبة لمن يتولى البياعة، والتوسط في الخانات بين البائع والمشتري من التجار للأمتعة.
مولده ووفاته في نيسابور.
طلب هذا الشأن في صغره بعناية والده وخاله.
ولحق الأسانيد العالية بخراسان والعراق وما وراء النهر، وأخذ عن نحو ألفي شيخ.
وهو من أعلم الناس بصحيح الحديث وتمييزه عن سقيمه.
قال الذهبي: صنّف وخرّج، وجرّح وعدّل، وصحّح وعلّل، وكان من بحور العلم على تشيّع قليل فيه.
شرب ماء زمزم بنية التصنيف والجمع، فرزق حسن التصنيف.
صنف كتباً كثيرة جداً. قال ابن عساكر: وقع من تصانيفه المسموعة في أيدي الناس ما يبلغ ألفاً وخمسمائة جزء.
منها المستدرك على الصحيحين، المدخل، معرفة علوم الحديث، تاريخ نيسابور.
الأنساب 1/ 432، سير النبلاء 17/ 193، الأعلام 6/ 227
ـ[محمود عليوات]ــــــــ[04 - Oct-2010, صباحاً 07:21]ـ
23.الدِّهلوي
نسبة إلى دهلي (دلهي) بالهند.
1.عبد الحق (959 - 1052)
عبد الحق بن سيف الدين الدهلوي، فقيه حنفي.
كان محدّث الهند في عصره.
جاور في الحرمين الشريفين أربع سنوات، وأخذ عن علمائهما.
قيل: بلغت مصنفاته مئة مجلد، بالعربية والفارسية، منها مقدّمة في مصطلح الحديث - ط بالعربية.
الأعلام (3/ 280)
2.شاه ولي الله (1110 - 1176)
أبو عبد العزيز، أحمد بن عبد الرحيم الفاروقي الدهلوي الهندي، فقيه حنفي من المحدِّثين.
زار الحجاز سنة 1143 - 1145.
قال صاحب فهرس الفهارس – عبد الحي الكتاني -: أحيا الله به وبأولاده وأولاد بنته وتلاميذهم الحديث والسنة بالهند بعد مواتهما، وعلى كتبه وأسانيده المدار في تلك الديار.
من مؤلفاته: حجة الله البالغة، شرح تراجم أبواب البخاري.
فهرس الفهارس 1/ 178، الأعلام (1/ 149)
3.سراج الهند (1159 – 1239)
عبد العزيز بن أحمد (ولي الله) بن عبد الرحيم العمري الفاروقي، مُفسِّر عالم بالحديث.
من مؤلفاته: التحفة الاثني عشرية.
الأعلام (4/ 14)
4.أبو الفيض (1286 - 1355)
عبد الستار بن عبد الوهاب بن خدايار بن عظيم حسين يار بن أحمد يار المباركشاهوي البكري الصديقي الدهلوي الحنفي.
عالم بالتراجم.
مولده ووفاته بمكة .. وكان من المدرِّسين بالحرم المكي.
من مؤلفاته: الأزهار الطيبة النشر في ذكر الأعيان من كل عصر – (مخطوط)، و ولاة مكة بعد الفاسي – ط.
الأعلام (3/ 354)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود عليوات]ــــــــ[04 - Oct-2010, صباحاً 07:25]ـ
24.الدِّيْنَوَرِيُّ
الدّينور من أهم مدن إقليم الجبال في كردستان الإيرانية، تقع غربي مدينة هَمَذان، وشمالي كرمنشاه، ومن أشهر العلماء الذي ينتسبون لها:
1.ابن قتيبة (213 - 276)
العلامة الكبير، ذو الفنون، أبو محمد، عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدِّينَوَري.
نزل بغداد، وصنّف وجمع، وبعد صيته.
ولد ببغداد وسكن الكوفة.
ولي قضاء الدينور، وكان رأساً في علم اللسان العربي والأخبار وأيام الناس.
وكانت وفاته ببغداد.
وقد مات فجاءة، صاح صيحة سُمعت من بعد، ثم أغمي عليه، وكان أكل هريسة، فأصابه حرارة، فبقي إلى الظهر، ثم اضطرب ساعة، ثم هدأ، فما زال يتشهد إلى السحر، ومات.
من كتبه: غريب القرآن، غريب الحديث، تأويل مختلف الحديث، أدب الكاتب.
سير النبلاء 13/ 296، الأعلام 4/ 137
ومن علماء الرافضة رجل اسمه عبد الله بن قتيبة:
قال الألوسي في مختصر التحفة الاثنى عشرية (ص 32): وعبد الله بن قتيبة رافضي غالٍ وعبد الله بن مسلم بن قتيبة من ثقات أهل السنة، وقد صنف كتاباً سماه بالمعارف، فصنف ذلك الرافضي كتاباً، وسماه بالمعارف أيضاً، قصداً للإضلال.
2.ابن ابن قتيبة (000 - 322)
2.القاضي أبو جعفر أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدِّينَوَري.
ولد ببغداد، ومات بمصر وهو على قضائها.
حدّث بكتب أبيه كلها بمصر من حفظه، ولم يكن معه كتاب، وهي 21 كتاباً في غريب القرآن والحديث والأدب والأخبار.
سير النبلاء 14/ 565، الوافي بالوفيات 2/ 400، الأعلام 1/ 156
3.أبو حنيفة (000 - 282)
أحمد بن داود بن وَنَنْد الدِّينَوَري، كان نحوياً لغوياً مهندساً منجماً حاسباً، من نوابغ الدهر.
من مؤلّفاته: النبات.
الوافي بالوفيات 2/ 350، الأعلام 1/ 123
وقد شرح كتابه النبات في ستين مجلداً محمد بن معمر اللغوي، أبو عبد الله، المعروف بابن أخت غانم: عالم بالنبات واللغة. من أهل مالقة بالأندلس. ت بعد 524
الأعلام 7/ 106
4.أبو علي النحوي (000 - 289)
أحمد بن جعفر الدِّينَوَري، رحل إلى البصرة وبغداد، ونزل بمصر وتوفي فيها. وهو أحد المبرِّزين المصنّفين في نحاة مصر.
وهو ختن ثعلب، كان يخرج من مجلس ثعلب وهو جالس على باب داره والطلبة عنده، فيتخطى ثعلباً وأصحابه، ومحبرته معه، ويتوجه إلى المبرد، ليقرأ عليه كتاب سيبويه، فيعاتبه ثعلب على ذلك، ويقول: إذا رآك الناس تفعل هذا، يقولون ماذا؟ فلم يلتفت إليه.
قال المصعبي: سألتُ أبا علي، كيف صار المبرد أعلم بكتاب سيبويه من ثعلب؟ قال: لأنه قرأ الكتاب على العلماء، وثعلب قرأه على نفسه.
من مؤلّفاته: المهذب في النحو.
الوافي بالوفيات 2/ 316، الأعلام 1/ 107
5.ابن وَهْب (00 - 308)
أبو محمد عبد الله بن محمد بن وهب الدينوري، العالم الحافظ البارع الرحّال.
قال الحافظ أبو علي النيسابوري: بلغني أن أبا زرعة كان يعجز عن مذاكرة ابن وهب الدينوري.
قال الدارقطني: متروك الحديث.
من تصانيفه: الواضح في تفسير القرآن - خ.
الوافي بالوفيات 5/ 486، سير النبلاء 14/ 400، الأعلام 4/ 119
6.القاضي أبو بكر (000 - 333)
أحمد بن مروان الدينوري المالكي، الفقيه العلامة المحدث.
كان على قضاء القلزم، ثم ولي قضاء أسوان بمصر عدة سنين.
وتوفي بالقاهرة.
كان بصيراً بمذهب مالك، ألّف كتاباً في الرّد على الشافعي، وكتاباً في مناقب مالك.
من كتبه: المجالسة وجواهر العلم.
سير النبلاء 15/ 427، الأعلام 1/ 256
7.ابن السُّنِّيّ (284 - 364)
الحافظ أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن أسباط الدينوري، المشهور بابن السُّني.
سمع بالعراق ومصر والشام والجزيرة.
كان يكتب الأحاديث، فوضع القلم في أنبوبة المحبرة، ورفع يديه يدعو الله عزّ وجل فمات.
من مؤلفاته: عمل اليوم والليلة، والمجتبي اختصر به سنن النسائي.
255 الأنساب للسمعاني 1/ 297، سير النبلاء 16/ 256، الأعلام 1/ 209
8.أبو القاسم الكاتب (000 - نحو 390)
عبد الله بن عبد الرحمن الدينوري، من رؤساء الأدباء والكتاب.
ينتسب إلى العباس بن عبد المطلب.
قال الثعالبي: ومصنفاته في محاسن الآداب تربى على الثلاثين، وله شعر كثير.
الوافي بالوفيات 5/ 406، الأعلام 4/ 96
9.ابن كَجٍّ (00 - 405)
القاضي العلامة أبو القاسم يوسف بن أحمد بن يوسف بن كَجّ الدينوري الشافعي.
كان بعض الفقهاء يفضله على أبي حامد الإسفراييني، وكان يضرب به المثل في حفظ مذهب الشافعي، وهو صاحب وجه فيه.
وارتحل الناس إليه من الآفاق للاشتغال عليه بالدينور رغبة في علمه وجودة نظره.
قتلته الحرامية بالدينور ليلة سبع وعشرين من رمضان.
وكَجّ: وهو في اللغة اسم للجص الذي يُبَيّض به الحيطان، والكَجيّ نسبة إلى جده.
العبر في خبر من غبر 3/ 94، سير النبلاء 17/ 183، وفيات الأعيان 7/ 65، شذرات الذهب في أخبار من ذهب 3/ 176، الأعلام 8/ 214
10.نصر بن يعقوب (000 - نحو 410)
الأديب الكاتب أبو سعد نصر بن يعقوب بن إبراهيم الدينوري.
قال عنه الثعالبي: تعقد عليه الخناصر بخراسان في الكتابة والبراعة، وله في الأدب تقدّم محمود.
من مؤلفاته: كتاب التعبير المعروف بالقادري.
الوافي بالوفيات 7/ 331، الأعلام 8/ 29
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود عليوات]ــــــــ[04 - Oct-2010, صباحاً 07:44]ـ
25.الشريف الرَّضِيّ، والشريف المُرتَضى
الشَّرِيْف الرَّضِيّ (359 - 406)
أبو الحسن محمد بن الحسين بن موسى العلوي الحسيني الموسوي الشيعي، أشعر الطالبيين.
مولده ووفاته في بغداد .. وانتهت إليه نقابة الأشراف في حياة والده.
من مؤلفاته: مجاز القرآن .. وله ديوان شِعر طُبع في مجلدين.
(سير النبلاء 17/ 285، الأعلام 6/ 99)
الشَّرِيْفُ المُرْتَضَى (355 - 436)
أبو طالب علي بن الحسين بن موسى، القرشي العلوي الحسيني الموسوي البغدادي، من ولد موسى الكاظم. مولده ووفاته ببغداد.
قال عنه الإمام الذهبي: [كان من الأذكياء الأولياء، المتبحرين في الكلام والاعتزال، والأدب والشعر، لكنه إمامي جلد، نسأل الله العفو .. وهو جامع كتاب نَهْجِ البلاغة، المنسوبة ألفاظه إلى الإمام علي رضي الله عنه، ولا أسانيد لذلك، وبعضها باطل، وفيه حق، ولكن فيه موضوعات حاشا الإمام من النطق بها، ولكن أين المُنْصف؟! وقيل: بل جمعُ أخيه الشريف الرَّضي ..
قال ابن حزم: الإمامية كلهم على أن القرآن مُبدّل، وفيه زيادة ونقص سوى المرتضى، فإنه كفّر من قال ذلك.
قلتُ: وفي تواليفه سبّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنعوذ بالله من علم لا ينفع].اهـ
من مؤلفاته: الغرر والدرر، ويُعرف بأمالي المرتضى، و الشهاب في الشيب والشباب.
سير النبلاء 17/ 588، الأعلام 4/ 278
ـ[محمود عليوات]ــــــــ[04 - Oct-2010, صباحاً 07:49]ـ
26.السُدّي
1.الكبير (000 - 127)
الإمام المفسر أبو محمد إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السُدّي القرشي، صاحب التفسير.
تابعي، حجازي الأصل، سكن الكوفة.
حدث عن أنس بن مالك، وابن عباس.
لقّب بالسُدّي، لأنه كان تاجراً، يبيع في سُدّة الجامع – يعني بابه – الخُمُر (جمع خِمار).
قال يحيى بن سعيد القطان: لا بأس به، ما سمعت أحداً يذكره إلا بخير، وما تركه أحد.
أخرج له مسلم في صحيحه، وأصحاب السنن الأربعة.
وقد رُمي بالتشيع.
قال الحافظ أبو جعفر العُقَيْلِيّ: حدثنا جعفر بن محمد قال: حدثنا إبراهيم بن يعقوب قال: سمعت علي بن الحسين بن واقد يحدث عن أبيه قال: قدمت الكوفة فأتيت السُدي، فسألته عن تفسير آية من كتاب الله فحدثني بها، فلم أتم مجلسي حتى سمعته يشتم أبا بكر وعمر رضي الله عنهما، فلم أعد إليه.
قال الإمام الذهبي في الميزان: رمي السُّدي بالتشيع.
وكذلك قال الحافظ في التقريب: رمي بالتشيع.
قال ابن خَلْفُوْن: إن صحَّ ما ذكره عنه الحسين، فلا ينبغي لأحد عندي اخراج حديثه.
قلتُ: هذه مسألة مُشكلة، وللعلماء فيها مذاهب، وقد رأيت الإمام الذهبي حرّر هذه المسألة جيداً، فقال رحمه الله تعالى:
مسألة كبيرة، وهي: القدري والمعتزلي والجهمي والرافضي، إذا علم صدقه في الحديث وتقواه، ولم يكن داعياً إلى بدعته، فالذي عليه أكثر العلماء قبول روايته، والعمل بحديثه، وتردّدوا في الداعية، هل يؤخذ عنه؟ فذهب كثير من الحفاظ إلى تجنب حديثه، وهجرانه، وقال بعضهم: إذا علمنا صدقه، وكان داعية، ووجدنا عنده سنة تفرد بها، فكيف يسوغ لنا ترك تلك السنة؟ فجميع تصرفات أئمة الحديث تؤذن بأن المبتدع إذا لم تُبِح بدعتُه خروجه من دائرة الإسلام، ولم تبح دمه، فإن قبول ما رواه سائغ.
وهذه المسألة لم تتبرهن لي كما ينبغي، والذي اتضح لي منها أن من دخل في بدعة، ولم يعد من رؤوسها، ولا أمعن فيها، يقبل حديثه. سير أعلام النبلاء 7/ 154
غريب الحديث لابن سلام 1/ 51، الضعفاء الكبير للعقيلي 1/ 8 الثقات 8/ 460، الأنساب للسمعاني 3/ 238، سير النبلاء 5/ 264، ميزان الاعتدال 1/ 237، الوافي بالوفيات3/ 219، تهذيب الكمال 3/ 132،، إكمال تهذيب الكمال 2/ 189مغلطاي، الأعلام 1/ 317
2.ابن بنت السُدّي (00 - 245)
وقيل ابن أخته.
أبو محمد إسماعيل بن موسى الفزاري الكوفي.
وقد جزم البخاري ومسلم في الكنى وابن سعد والنسائي وغيرهم بأنه ابن بنت السدي.
لكن قال أبو حاتم: سألته عن قرابته من السدي، فأنكر أن يكون ابن ابنته، وإذا قرابته منه بعيدة.
قال الذهبي في السير معلّقاً على هذا الاختلاف: فهذه رواية ثابتة تدفع أنه ابن ابنة السدي، لكنه شيء غلب عليه.
روى له: أبو داود، والترمذي، وابن ماجة.
قال ابن عَدِيّ: سمعت عبدان الأهوازي يقول: سمعت أبا بكر بن أبي شيبة أو هَنَّاد بن السَّرِيّ: أنكر علينا ذهابنا إلى إسماعيل هذا، وقال: إيش عملتم عند ذاك الفاسق الذي يشتم السلف ..
وإنما أنكروا عليه الغلو في التشيع، وأمّا في الرواية، فقد احتمله الناس، وروَوا عنه.
قال الحافظ في التقريب: رُمي بالرفض.
مات وهو من أبناء التسعين.
الجرح والتعديل 2/ 196، الكامل في ضعفاء الرجال 1/ 325، الميزان 1/ 251، سير النبلاء 11/ 176، تهذيب التهذيب 3/ 329
3.الصغير (00 - 189)
محمد بن مروان بن عبد الله بن إسماعيل بن عبد الرحمن السُدّي الكوفي.
يروي عن سليمان الأعمش وعبيد الله بن عمر وعمرو بن ميمون بن مهران ومحمد بن السائب الكلبي صاحب التفسير.
وهو ضعيف، متهم بالوضع، قال عنه أبو حاتم الرازي: ذاهب الحديث، متروك الحديث، لا يكتب حديثه البتة. وقال صالح بن محمد جزرة: كان ضعيفاً، وكان يضع الحديث.
يروي في التفسير عن ابن عباس.
قال السيوطي في التدريب: أوهى أسانيد ابن عباس مطلقاً: السُدّي الصغير محمد بن مروان عن الكلبي عن أبي صالح عنه. قال شيخ الإسلام ابن حجر: هذه سلسلة الكذب لا سلسلة الذهب.
الضعفاء الكبير للعقيلي 4/ 136، تاريخ بغداد 3/ 291، تهذيب الكمال 26/ 392، الأنساب للسمعاني 3/ 239، ميزان الاعتدال 4/ 32، تدريب الراوي 181.
قلت (محمود): وقع البعض في الوهم فنسب السُدي الصغير للرفض.
قال العلامة الألوسي (مختصر التحفة الإثني عشرية ص32): فالكبير من ثقات أهل السنة، والصغير من الكذابين وهو رافضي غالٍ.
وقد وقع في نفس هذا الوهم بعض من نقل كلام الألوسي.
وبعد البحث لم أجد من علماء الرجال من نسب الصغير للتشيع أو الرفض.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[04 - Oct-2010, صباحاً 08:03]ـ
أهلًا أهلًا بصاحب العبر، في فوائد السير وبالأخ الغالي، ذي المنزل العالي / محمود عليوات.
حياكَ المولى وبياك في / المجلس العلمي.
شرفنا بكم، وتكرمنا بمروركم، وننتظر إبداعاتكم الحديثية.
ونرجو منكم التسجيل في / ملتقى أهل الحديث.
لتعميم النفع والفائدة.
أخوك / أبو الهمام البرقاوي.
ـ[محمود عليوات]ــــــــ[04 - Oct-2010, مساء 12:31]ـ
أهلًا أهلًا بصاحب العبر، في فوائد السير وبالأخ الغالي، ذي المنزل العالي / محمود عليوات.
حياكَ المولى وبياك في / المجلس العلمي.
شرفنا بكم، وتكرمنا بمروركم، وننتظر إبداعاتكم الحديثية.
ونرجو منكم التسجيل في / ملتقى أهل الحديث.
لتعميم النفع والفائدة.
أخوك / أبو الهمام البرقاوي.
حياكم الله أخي الحبيب ..
حاولت قبل مدة التسجيل في ملتقى أهل الحديث، لكن كان قد تم إيقاف التسجيل.
ـ[محمود عليوات]ــــــــ[04 - Oct-2010, مساء 12:34]ـ
27.الطبري
1.الإمام المُفسِّر (224 – 310):
الإمام المُفسِّر المؤرّخ المجتهد، أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد بن كثير الطبري.
ولد في آمل طبرستان، واستوطن بغداد وتوفي بها.
كان من أفراد الدهر علماً، وذكاءً، وكثرةَ تصانيف.
قال عنه ابن الأثير في الكامل: أبو جعفر أوثق من نقل التاريخ.
وكان مجتهداً في أحكام الدين لا يقلّد أحدا.
من مؤلفاته: جامع البيان في تفسير القرآن، تاريخ الأمم والرسل والملوك.
الكامل في التاريخ 2/ 52، سير النبلاء 14/ 267، الأعلام 6/ 69
2.الرّافضي (00 - 310)
أبو جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري.
صنّف كتباً كثيرة في ضلالتهم، منها: كتاب الرواة عن أهل البيت، والمسترشد في الإمامة.
سير النبلاء 14/ 282، ميزان الاعتدال 3/ 499، أصول مذهب الشعية الإمامية الإثني عشرية لناصر القفاري 3/ 148
وبسبب مشابهة اسم هذا الرّافضي للإمام الطبري، فقد وقع خلط في نسبة بعض الأقوال المخالفة لمذهب أهل السُّنة للإمام ابن جرير الطبري.
قال الإمام الذهبي في ترجمة الإمام الطبري من الميزان:
أقذع أحمد بن علي السليماني الحافظ، فقال – عن ابن حرير -: كان يضع للروافض، كذا قال السليمانى: وهذا رجم بالظن الكاذب، بل ابن جرير من كبار أئمة الإسلام المعتمدين، وما ندّعي عصمته من الخطأ، ولا يحلّ لنا أن نؤذيه بالباطل والهوى، فإن كلام العلماء بعضهم في بعض ينبغي أن يُتأنّى فيه، ولا سيما في مثل إمام كبير، فلعل السليماني أراد الآتي (محمد بن جرير بن رستم).
ميزان الاعتدال 3/ 499
قال الحافظ ابن حجر:
ولو حلفتُ أنّ السليماني ما أراد إلا الآتي لبررت.والسليماني حافظ متقن كان يدري ما يخرج من رأسه، فلا أعتقد أنه يطعن في مثل هذا الإمام بهذا الباطل، والله أعلم. وإنما نُبزَ بالتشيع لأنه صحّح حديث غدير خُم، وقد اغترّ شيخ شيوخنا أبو حيان بكلام السليماني، فقال في الكلام على الصراط في أوايل تفسيره: وقال أبو جعفر الطبري وهو إمام من أئمة الإمامية: الصراط بالفساد لغة قريش إلى آخر المسألة. ونبّهتُ عليه لئلا يغتر به، فقد ترجمه أئمة النقل في عصره وبعده، فلم يصفوه بذلك وإنما ضرّه الاشتراك في اسمه واسم أبيه ونسبه وكنيته ومعاصرته وكثرة تصانيفه.
لسان الميزان 5/ 100
وقال الإمام ابن كثير في ترجمة الإمام الطبري:
ونُسِب إليه أنه كان يقول بجواز مسح القدمين في الوضوء، وأنه لا يوجب غسلهما، وقد اشتُهر عنه هذا. فمن العلماء من يزعم أنّ ابن جرير اثنان أحدهما شيعي، واليه يُنسَب ذلك، ويُنزّهون أبا جعفر هذا عن هذه الصفات.
والذي عوّل عليه كلامه في التفسير، أنّه يُوجبُ غَسلَ القدمين، ويُوجب مع الغسل دلكهما، ولكنه عبّر عن الدلك بالمسح، فلم يفهم كثير من الناس مراده، ومن فهم مراده، نقلوا عنه أنه يوجب الغسل والمسح وهو الدلك.
البداية والنهاية 11/ 147
وقال الحافظ ابن حجر: ولعل ما حكي عن محمد بن جرير الطبري من الاكتفاء في الوضوء بمسح الرجلين، إنما هو هذا الرافضي، فإنه مذهبهم.
لسان لميزان 5/ 103
قال د. ناصر بن عبد الله بن علي القفاري:
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن ذلك محمد بن جرير الطبري الإمام السُّنّي المشهور، صاحب التفسير والتاريخ، فإنه يوافقه في هذا الاسم محمد بن جرير بن رستم الطبري من شيوخهم [وله مصنفات في مذهب الرفض مثل: المسترشد في الإمامة، ونور المعجزات في مناقب الأئمة الاثني عشر (انظر في ترجمته: جامع الرواة: 2/ 82 - 83، بحار الأنوار: 1/ 177، تنقيح المقال: 2/ 91، وانظر: ابن حجر/ لسان الميزان: 5/ 103).]، وكلاهما في بغداد، وفي عصر واحد، بل كانت وفاتهما في سنة واحدة، وهي سنة (310هـ). وقد استغل الروافض هذا التشابه فنسبوا للإمام ابن جرير بعض ما يؤيد مذهبهم مثل: كتاب المسترشد في الإمامة [انظر: ابن النديم/ الفهرست: ص335.] مع أنه لهذا الرافضي، [انظر: طبقات أعلام الشيعة في المائة الرابعة: ص252، ابن شهرا شوب/ معالم العلماء: ص106.]، وهم إلى اليوم يسندون بعض الأخبار التي تؤيد مذهبهم إلى ابن جرير الطبري الإمام [انظر: الأميني النجفي/ الغدير: 1/ 214 - 216.].
ولقد ألحق صنيع الروافض هذا - أيضاً - الأذى بالإمام الطبري في حياته وقد أشار ابن كثير إلى أن بعض العوام اتهمه بالرفض، ومن الجهلة من رماه بالإلحاد. [انظر: البداية والنهاية: 11/ 146.
وهناك رافضي آخر يدعى بأبي جعفر الطبري [وهو أبو جعفر محمد بن أبي القاسم بن علي الطبري، من علماء الإمامية في القرن السادس (انظر: طبقات أعلام الشيعة (في القرن السادس) ص242].
أصول مذهب الشعية الإمامية الإثني عشرية عرض ونقد 3/ 148
3.أبو الطيب (348 - 450)
القاضي العلامة أبو الطيب طاهر بن عبد الله بن طاهر بن عمر الطبري، فقيه بغداد، وأحد أئمة المذهب الشافعي وشيوخه.
ولد بآمُل، عاصمة طبرستان، والتي تقع الآن في دولة أذربيجان، جنوب بحر قزوين (البحر الأسود).
كان ثقة صادقاً ديناً ورعاً عارفاً بأصول الفقه وفروعه، محققاً في علمه، سليم الصدر، حسن الخلق.
وقد مُتِّع بطول عمرٍ، وعافية في بدنه وذهنِه.
قال أبو إسحاق الشيرازي: شيخنا وأستاذنا القاضي أبو الطيب، توفي عن مائة وسنتين، لم يختل عقله، ولا تغير فهمه، يفتي مع الفقهاء، ويستدرك عليهم الخطأ، ويقضي، ويشهد، ويحضر المواكب إلى أن مات.
قال ابن الجوزي: قرأت بخط الشيخ أبي الوفا بن عقيل، قال: حكى لي بعض أهل العلم، أنّ القاضي أبا الطبيب صعد من سُمَيْرِيَّة (سفينة) وقد تم له عشر المائة، فقفز منها إلى الشَط، فقال له بعض من حضر: يا سيدنا، لا تفعل هذا، فإن أعضاءك تضعف، وربما أورث مثل هذه الطفرة فتقا في المعي. فقال: يا هذا، إن هذه أعضاءنا حفظناها من معاصي الله، فحفظها الله علينا.
صفة الصفوة 2/ 493، سير النبلاء 17/ 668، وفيات الأعيان 2/ 512، الوافي بالوفيات 5/ 269، طبقات الشافعية ـ لابن قاضى شهبة 1/ 266
4.محب الدين (615 – 694)
أبو العباس، محب الدين أحمد بن عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن محمد الطبري الشافعي.
من أهل مكة مولداً ووفاة، وكان شيخ الحرم فيها.
من مؤلفاته: ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى، الرياض النضرة في مناقب العشرة.
طبقات الشافعية الكبرى 8/ 19، الأعلام: 1/ 159
ـ[السليماني]ــــــــ[04 - Oct-2010, مساء 04:24]ـ
بارك الله فيكم
ـ[محمود عليوات]ــــــــ[12 - Oct-2010, مساء 02:39]ـ
28. الهيثمي و الهيتمي:
الهيثمي (735 - 807):
نور الدين أبو الحسن، علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي الشافعي.
والهيثمي، نسبة لمحلة أبي الهيثم قرية بمصر من أعمال الغربية.
ولد بالقاهرة ونشأ بها.
صحب الحافظ الزين العراقي، وتزوج ابنته، ولم يفارقه سفراً وحضراً حتى مات.
منكتبه: مجمع الزوائد ومنبع والفوائد، موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان.
الأعلام 4/ 266، لُب اللباب 1/ 110، البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع1/ 420
الهيتمي (909 - 974):
سبق في ابن حجر
شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد بدر الدين بن حجر السعدي الهيتميالشافعي.
المعروف بابن حجر الهيتمي.
والهيتمي، نسبة لمحلة أبي الهيثم قرية بمصر من أعمال الغربية.
وُلد بمصر، وُتوفي بمكة.
منكتبه المشهورة: الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة، الزواجر عن اقتراف الكبائر.
وهو الذي كان يقع في شيخ الإسلام ابن تيمية.
الأعلام 1/ 234، لُب اللباب 1/ 110، الفتاوى الحديثية 1/ 83(/)
تطبيق نظام الأذان الموحد
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[26 - Sep-2010, صباحاً 11:04]ـ
إخواننا وأساتذتنا الكرام.
تمَّ في هذه الأيام على نطاق واسع في كثيرٍ من مساجد القاهرة الكبرى تطبيق نظام ((الأذان الموحَّد)) .. الذي كان قد أثير الجدل بشأنه منذ أعوام.
وذلك ..
بتركيب جهاز استقبال بجوار ماكينة مكبِّر الصوت في المسجد.
الجهاز متصل بالكهرباء طوال اليوم 24 ساعة.
يقوم الجهاز بما يلي:
- قبْل وقت الأذان بدقائق قليلة يقوم الجهاز بتشغيل ماكينة مكبر الصوت في المسجد .. تلقائيًّا.
- ينبعث صوت الأذان الموحَّد ... والذي يؤديه مؤذِّن معتمَد من المصدر الَّذي تم اختياره [يقال إنه من مسجد الحسين] يعني: الصوت حي ومباشر.
- بعد انتهاء الأذان يقوم الجهاز بإيقاف ماكينة مكبر الصوت ...
- غير مسموح لأحد من المسجد التدخل في عمل هذا الجهاز أو هذه الآلية إلا بالرجوع للقائمين على هذا الأمر.
- - - -
بعد ذلك يقوم واحد من المسجد بإقامة الصلاة.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[26 - Sep-2010, صباحاً 11:06]ـ
http://www.masrawy.com/News/MidEast/BBC/2010/August/12/2423380.aspx?ref=extraclip
بدء تطبيق الأذان الموحد في عدد من مساجد القاهرة
12/ 8 /2010 6:17:30 PM
بدأ في عدد من مساجد القاهرة تطبيق الأذان الموحد في اليوم الثاني من شهر رمضان، بعد فترة تجريبيَّة وجدل استمرَّ سنوات حول شرعيَّة توحيد الأذان من عدمه.
ومن المقرر أن يبدأ تطبيق الأذان الموحَّد في أربعة آلاف مسجد قبل تعميمه على مساجد مصر.
وكانت وزارة الأوقاف المصرية قد قامت بثلاث تجارب للأذان الموحَّد كان آخرها عام 2008 في عشرين مسجدًا بمحافظات القاهرة الكبرى (القاهرة - الجيزة - القليوبية)، حيث تمَّ البثُّ التجريبي في أشهر المساجد الجامع الأزهر والحسين بمنطقة الدرَّاسة، والسيدة زينب، والرحمة بميدان التحرير، وأسد بن الفرات في الدقي.
ويُعارض بعض رجال الدين الإسلامي في مصر مشروع توحيد الأذان بدعوى أنَّه مخالف للسنة النبويَّة، ولكن المسؤولين في وزارة الأوقاف المصرية المسؤولة عن توحيد الأذان يردُّون عليهم بالقول: إن التليفزيون كان قد واجه في بدايته اعتراضات من جانب الكثير من هؤلاء إلا انهم أصبحوا حاليًّا يستخدمون التليفزيون لبثّ الدعوة كما يفهمونها.
يذكر أن مشروع توحيد الأذان يعتمد على أن يوضع في كل مسجد وحدة استقبال، وسيتمّ البدء بأربعة آلاف مسجد، على أن تكون هناك وحدة إرسال بإذاعة القاهرة الكبرى التي سيعلن منها الأذان، أو من إذاعة خارجية.
وقبل الأذان بخمس دقائق يتم تنشيط وحدات الاستقبال بإشارة معيَّنة بحيث تكون جاهزة لاستقبال الأذان وإعلانه من المسجد، وعقب الانتهاء من الأذان يتم إرسال إشارة لإنهاء الأذان لوحدات الاستقبال فتتوقَّف عن الاستقبال لحين الأذان التالي.
وتبلغ تكاليف المشروع 175 ألف دولار.
ويبلغ عدد المؤذنين التابعين للوزارة حاليًّا في القاهرة الكبرى 728 مؤذنًا، وقد أعلنت الوزارة في وقت سابق أنه لن يتم الاستغناء عن فرد واحد، إلا أنه تمَّ اختيار 25 مؤذنا لإعلان الأذان الموحد في القاهرة.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[26 - Sep-2010, صباحاً 11:22]ـ
نجح الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف في تنفيذ قراره بتطبيق الأذان الموحد وسط معارضة من كبار علماء مجمع البحوث الإسلامية، مثل الدكتور/ أحمد عمر هاشم، والدكتور/ عبد المعطي بيومي أكثر معارضي القرار، زقزوق أعلن عن تعميم القرار على جميع مساجد القاهرة بدءًا من شهر رمضان المقبل [رمضان 1431].
لكن بعد أن أصبح القرار حتميًّا ولا رجعة فيه، تراجعت نبرة الرفض الشديد من أعضاء المجمع لذلك القرار، مشيرين إلى أن التراجع في رأيهم مرهون بنجاح التجربة، لكن كلامهم لم يخل من التلميح إلى أنه إن لم تنجح التجربة سيكون على الوزير التراجع الفوري عن ذلك القرار.
الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشعب وعضو مجمع البحوث الإسلامية، أكَّد ... أن القرار اتّخذ بالفعل، وعلينا أن ننتظر لنحكم على التجربة، وإن كنت غير راض عنها لأنها غير جائزة شرعًا، مشيرًا إلى أن الأموال التى أنفقت على هذا المشروع كان من الممكن إنفاقها فى مشروعات أكثر نفعًا.
http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=250355
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[26 - Sep-2010, صباحاً 11:45]ـ
الحق يقال ...
التجربة أثبتت بعض الإيجابيات لهذا النظام، وهي:
1 - الالتزام بموعد الأذان؛ لأنهم عيَّنوا عددًا كافيًا من المؤذنين، لكل منهم وقت محدد يقوم بأداء الأذان فيه .. بالتناوب.
2 - حسن الأداء؛ فإن الغالب على المؤذنين المعَيَّنين بهذا العمل حسن الأداء وانعدام الأخطاء.
3 - منع التجاوزات في بعض المساجد والتي كانت تحدث من المزاحمة على الأذان، ولعلَّ في الحديث الشريف إشارةً إلى شيء من هذا.
ومن السلبيات من واقع التطبيق:
1 - الجهاز أحيانًا يحدث تشويشًا، مع أنَّ التحكم في الجهاز ليس متيسرًا إلا للقائمين على الموضوع.
2 - الصوت خارج المسجد يظهر وكأنه منبعث من المذياع، وإن كان في الحقيقة صوتًا حيًّا.
3 - الجهاز يعمل تلقائيًّا، فيؤدي هذا بالقائمين على المساجد إلى عدم الاهتمام بأمر الأذان، وخصوصًا في صلاة الفجر، فقد يتأخر من يفتح المسجد عن وقت الأذان.
وقد طرحتُ الموضوع هنا لعل في مشاركات الإخوة ما يزيد الأمر وضوحًا: إيجابًا وسلبًا، مع العلم أنَّ الأمر الآن طُبِّق بالفعل في كثير من مساجد القاهرة الكبرى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[26 - Sep-2010, مساء 04:57]ـ
(18043)
سؤال: ما حكم الأذان الموحد؟
الجواب: لا أذكر في ذلك كلامًا، إلا أني أتذكر كلام الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله، يذكر أن الناس لو اكتفوا بأذان عبدالعزيز بن ماجد الذي يؤذن في الجامع الكبير – وهو جامع الإمام تركي الآن – لكفاهم، وكان صوته رحمه الله يذهب بعيدًا، لقوة صناعة المكبر، فيسمعه أهل المساجد التي في البلد، وقد تبعد عنه أكثر من ثلاثة كيلو، ولكن مع ذلك جعل في كل مسجد مؤذن، ليكون أقوى لرفع الصوت، ولسماع الأذان في كل جهة، وهذا ما عليه العمل في كل بلاد المملكة.
وقد يجوز توحيد المساجد المتقاربة، بأن يكتفى بأذان واحد، سواء من المؤذن الذي يلقيه، أو من أشرطة مسجلة، بحيث يقتصر بكل مسجد فيه مكبر، ولو كانت مائة مسجد، فيكفيها أذان واحد، حتى تتفق المساجد بالأذان، ولا يكون هناك تفاوت واختلاف بين أذان المسجدين فأكثر.
قاله وأملاه
عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين
7/ 10/1429هـ
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[26 - Sep-2010, مساء 08:03]ـ
/2010
ويُعارض بعض رجال الدين الإسلامي في مصر مشروع توحيد الأذان بدعوى أنَّه مخالف للسنة النبويَّة.
هل هذه هي حجة المعارضين فعلا من أمثال الشيخين المذكورين لهذا الأمر؟ وأنا أحبذ من الأخ الفاضل المليجي لو أنه أتحفنا بذكر الحجج التي أيدوا بها معارضتهم إن أمكن وله وفير الشكر.
ـ[أم أبي التراب]ــــــــ[27 - Sep-2010, مساء 06:56]ـ
جزاكم الله خيرًا
يفهم مما سبق مشروعية ترديد الأذان هذا
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[28 - Sep-2010, صباحاً 08:21]ـ
بالنسبة لمشروعية الترديد بعد هذا الأذان .... نعم.
يُشرع ويُسنّ الترديد مع هذا الأذان لأنه أذان حي ومباشر، كمن يردد وهو خارج المسجد لسماعه صوت مكبّر الصوت "الميكروفون".
فالأمر هنا أيضًا عبارة عن نقل الصوت إلى أماكن أبعد، والله أعلم.
= = =
[[أحبذ من الأخ الفاضل المليجي لو أنه أتحفنا بذكر الحجج التي أيدوا بها معارضتهم إن أمكن]]
لست أهلا لذاك، ومن إخواننا في المجلس العلمي مَن هو أقدر على مدارسة الموضوع وتأصيله، ومن أجل هذا عرضته.
ـ[مصطفى المصرى]ــــــــ[28 - Sep-2010, صباحاً 08:35]ـ
المشكلة أن عرض القاهرة كبير وفارق التوقيت بين شرقها وغربها دقائق فماذا عن صلاة المغرب والإفطار؟(/)
خواطر على نبأ وفاة الشيخ الفقيه أحمد محمد السالك
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[26 - Sep-2010, مساء 01:56]ـ
إخوتي الكرام قبل قليل وصل إلي نبأ جليل هزني وهو نبأ وفاة الشيخ الفقيه أحمد محمد السالك من فقهاء وعلماء الأردن وعلماء الأمة رحمه الله تعالى والصلاة عليه ستكون في المسجد الذي بناه والده وهو مسجد السالك في حينا حي الهاشمي الشمالي - عمان - الأردن.
فنسأل الله أن يلهم أهله الصبر والسلوان وأن يرحمه ويرحمنا ونسأل الله إن أراد بقوم فتنة أن يقبضنا إليه غير مفتونين فإن نبينا صلوات ربي وسلامه عليه قال: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من صدور العباد غنما يقبضه بقبض العلماء .. ) الحديث، فرحماك ربي رحماك .. فنسألك اللهم أن ترزق الامة من يسد هذا الخلل وأن تحفظ علماء الأمة فهم نجومنا ومناراتنا.
أخوكم:
أبو الحسن الرفاتي
الهاشمي الشمالي - عمان - الأردن
ـ[يعقوب بن مطر العتيبي]ــــــــ[26 - Sep-2010, مساء 06:28]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون ...
أسأل الله تعالى ان يرحمه ويغفر له ويتجاوز عنه ...(/)
جنازة الشيخ أحمد بن محمد السالك الشنقيطي
ـ[أكرم زيادة]ــــــــ[26 - Sep-2010, مساء 11:47]ـ
الشيخ أحمد بن محمد السالك في رحاب الله إن شاء الله
كلما سمعنا بوفاة عالمٍ من علمائنا تنتابنا مشاعر شتى من الحزن والحسرةِ والألمِ والأسى.
وكلما ودعنا عالماً من علمائنا إلى رحاب ربه تنتابنا مشاعر شتى من الحزن المشوب بالغبطة والسرور والبشرى بما هو مقبل عليه.
ذلك أن جنازات علمائنا وأئمتنا تؤكد لنا سلامة منهجنا السلفي وسلامة عقيدتنا السلفية التي تعلمناها منهم، والتي رَبَوْنَا عليها.
كانت تتدافع إلى رأسي وأنا أودع شيخي وأستاذي ورئيسي في العمل ـ في فترة الشباب ـ فضيلة الشيخ المربي:
أبا منير أحمد بن محمد السالك الشنقيطي
آيات الله، وأحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وآثار السلف الصالح ..
كان يتدافع إلى رأسي قول الله تعالى:
چ ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ النحل: 32
وقول الله تعالى:
چ ? ? ? ? ? پ پ پ پ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ فصلت: 30
وقول الله تعالى:
چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ الأحقاف: 13
كان يتدافع إلى رأسي قول النبي صلى الله تعالى وعلى آله وصحبه أجمعين الذي رواه عنه جَابِرٍ بن عبد الله قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وآله وسلم- يَقُولُ:
«يُبْعَثُ كُلُّ عَبْدٍ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ».
رواه مسلم (7413) وغيره
كان يتدافع إلى رأسي قول النبي صلى الله تعالى وعلى آله وصحبه أجمعين الذي رواه عنه عبد الله بن عباس قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وآله وسلم- يَقُولُ:
«مَا مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ يَمُوتُ فَيَقُومُ عَلَى جَنَازَتِهِ أَرْبَعُونَ رَجُلاً لاَ يُشْرِكُونَ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلاَّ شَفَّعَهُمُ اللَّهُ فِيهِ».
رواه مسلم (2242) وغيره
وقد قام على جنازته وصلى عليه وشيعه الآلاف حتى إن جنازته ـ رحمه الله تعالى ـ حُمِلَتْ على أكتاف المشيعين من مسجد والده الشيخ محمد السالك في الهاشمي الشمالي إلى مقبرة حي الهملان في ماركا الجنوبية حيث دفن بجوار شيخنا الإمام الألباني ـ رحمه الله تعالى ـ وبقرب شيخنا وشيخه في القراءة الشيخ خالد أبو زيتون، رغم أنني حاولت أكثر من مرة أن أنال شرف حمله في سيارتي إلى مثواه الأخير ولكن المشيعين رفضوا إلا أن يبقوا حامليه على أكتافهم وعواتقهم مما زاد حسرتي على فوات ذلك الشرف لي وغبطتي لحامليه.
كان يتدافع إلى رأسي قول الإمامِ أحمدَ بنِ حنبلَ ـ رحمه الله تعالى وأعلى اللهُ درجتهُ في الجنّةِ ـ:
«قولوا لأهلِ البدعِ: بيننا وبينكم الجنائزُ»
كانت تتدافع إلى رأسي صورة جنازة الإمامِ أحمدَ بنِ حنبلَ، وجنازة الإمام وشيخ الإسلام أحمد بن عبد السلام ابن تيمية تبشر بأن تكون جنازة الشيخ أحمد بن محمد السالك الشنقيطي مثل جنازتيهما.
رحم الله أبا منير فقد علمنا والله الكثير من السنن، وأرشدنا إلى العديد من صحيح العقائد، وحبب إلينا الأسانيد وعلم الحديث، وكان لنا أسوة حسنة، وقدوة صالحة في حياته، ومماته، وقد سمعنا بأنه ـ رحمه الله ـ توفي على وضوء لصلاة الظهر ختم الله له به حياته.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[26 - Sep-2010, مساء 11:53]ـ
رحمهُ الله ُ رحمة ً واسعة ً، وأسكنَه فسيح جِنانه.
وللعلم: الشيخ أبو مالك شقرة زوج ُ أخت ِ الشيخ أحمد السالك رحمه الله.
ـ[أبو أسماء الحنبلي النصري]ــــــــ[28 - Sep-2010, صباحاً 06:21]ـ
رحمهُ الله ُ رحمة ً واسعة ً، وأسكنَه فسيح جِنانه.
وللعلم: الشيخ أبو مالك شقرة زوج ُ أخت ِ الشيخ أحمد السالك رحمه الله.
وهو كذلك،وقد زرت الشيخ أحمد السالك في مسكنه مرتين، الثانية كانت برفقة الشيخ شقرة.(/)
هل هناك بحوث مستقلة في حكم الإنتحار؟
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[27 - Sep-2010, صباحاً 02:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
إخوتي الكرام، هل هناك بحوث مستقلة بحثت أحكام قتل النفس (الإنتحار) وبينت كل ما يتعلق به من حيث النصوص الواردة فيه وتفسيرها، ومناقشة بعض المسائل التي اختلف في كونها انتحارا، وغير ذلك مما يتعلق بالإنتحار؟
أرجو الإفادة ..(/)
فهرس الكتب والرسائل والمسائل المودعة في مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية
ـ[محمد البكيري]ــــــــ[27 - Sep-2010, صباحاً 05:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فهرس الكتب والرسائل والمسائل المودعة في مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية
? الاحتجاج بالقدر 8/ 303 – 370
? الأربعون حديثا التي يرويها ابن تيمية 18/ 76 – 120
? أقسام القرآن 13/ 329 – 375
? أقدم ما قيل في القضاء والقدر .. 8/ 81 – 158
? الإكليل في المتشابه والتأويل 13/ 113 - 127
? أمراض القلوب وشفاؤها 10/ 91 – 137
? الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 28/ 121 - 178
? أهل الصفة 11/ 37 – 70
? إيضاح الدلالة على عموم الرسالة 19/ 9 - 65
? الإيمان الأوسط 7/ 460 – 640
? الإيمان الكبير 7/ 5 - 460
? البغدادية فيما يحل من الطلاق ويحرم 33/ 5 – 43
? التبيان في نزول القرآن 12/ 246 - 257
? التحفة العراقية في الأعمال القلبية 10/ 5 – 90
? تفسير سورة الأحزاب 28/ 424 – 467
? تفسير سورة الإخلاص 17/ 214 – 503
? تفسير سورة الكوثر 1/ 224 - 228
? تفسير سورة النور 15/ 280 – 427
? تفسير شيخ الإسلام ابن تيمية 13/ 14/15/ 16/17
? تفصيل الإجمال فيما يجب لله من صفات الكمال 6/ 68 - 144
? جواب أهل العلم والايمان أن قل تهو الله أحد تعدل ثلث القرآن 17/ 5 - 503
? الجواب الباهر في زوار المقابر 27/ 314 – 443
? الحجج العقلية والنقلية فيما ينافي الإسلام من بدع الجهمية والصوفية 2/ 286 – 316
? الحسبة 28/ 60 - 120
? الحسنة والسيئة 14/ 229 – 425
? حقيقة مذهب الاتحاديين 2/ 134 - 285
? الحقيقة والمجاز 20/ 400 – 497
? الحموية الكبرى 5/ 5 – 120
? رأس الحسين 27/ 450 – 489
? الرد الأقوم على ما في فصوص الحكم 2/ 362 – 451
? الرد على الأخنائي 27/ 214 – 288
? رسالة الى أصحابه وهو في السجن 28/ 30 - 58
? الرسالة الأكملية 6/ 68 – 144
? رسالة الى أهل البحرين 6/ 485 - 506
? رسالة الى نصر المنبجي 2/ 452 – 479
? الرسالة التدمرية 3/ 1 - 128
? الرسالة العرشية 6/ 545 – 583
? رسالة في علم الظاهر والباطن 13/ 230 – 269
? رسالة في معنى القياس 20/ 504 – 585
? رسالة في الهلال 25/ 126 - 201
? الرسالة القبرصية 28/ 601 – 630
? الرسالة المدنية في الحقيقة والمجاز في الصفات 6/ 351 – 373
? رفع الملام عن الأئمة الأعلام 20/ 231 – 290
? السماع 11/ 587 - 602
? السماع والرقص 11/ 557 – 586
? سؤال حول حديث (لا اله إلا أنت سبحانك .. ) 10/ 237 – 336
? سؤال عن الحديث المروي في الأبدال 11/ 433 - 444
? السياسة الشرعية 28/ 244 – 397
? شرح حديث إنما الأعمال بانيات 18/ 244 - 284
? شرحت حديث اني حرمت الظلم 18/ 136 – 209
? شرح حديث كان الله ولم يكن شيء قبله 18/ 210 – 243
? شرح حديث النزول 5/ 321 – 582
? صحة مذهب أهل المدينة 20/ 294 - 396
? الصوفية والفقراء 11/ 5 – 24
? العبودية 10/ 149 - 236
? العقيدة الواسطية 3/ 129 – 159
? فتوى في حكم القيام والانحناء والألقاب 1/ 372,374,377 و 26/ 311
? فتوى في النصيرية 35/ 145 – 160
? الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان 11/ 156 – 310
? الفرقان بين الحق والباطل 13/ 5 - 229
? قاعدة في الأسماء والصفات .. 6/ 144 - 184
? قاعدة في توحيد الملة وتعدد الشرائع 19/ 106 – 128
? قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة 1/ 142 – 368
? قاعدة في الاسم والمسمى 6/ 185 – 212
? قاعدة في أهل السنة والجماعة 3/ 278 - 292
? قاعدة في تصويب المجتهدين وتخطئتهم وتأثيمهم 19/ 203 – 227
? قاعدة في توحيد الألوهية 1/ 20 – 36
? قاعدة في القرآن وكلام الله 12/ 5 – 36
? قاعدة في المعجزات والكرامات 11/ 311 – 362
? قاعدة في مواضع الأئمة في مجامع الأمة 35/ 36 - 46
? القاعدة المراكشية 5/ 153 – 193
? القرآن العظيم كلام الله 12/ 117 - 161
? القضاء والقدر 8/ 262 – 271
? الكيلانية 12/ 323 – 501
? مراتب الإرادة 8/ 181 - 196
? المرشدة أصلها وتأليفها 11/ 476 – 491
? مسألة الأحرف 12/ 37 - 116
? مسألة في اتباع الرسول بصريح المعقول 10/ 430 – 453
? مسألة في الفقر والتصوف 11/ 25 – 36
? مسألة القدر 8/ 245 – 255
? المسألة المصرية في القرآن 12/ 162 - 234
? مسألة وضع الجوائح 30/ 263 – 302
? المظالم المشتركة 30/ 337 - 223
? معارج الوصول 19/ 155 – 202
? مقدمة في أصول التفسير 13/ 329 - 375
? مناظرة حول الواسطية 3/ 160 - 193
? مناظرة في الحمد والشكر بين ابن تيمية وابن المرحل 11/ 135 – 155
? منسك ابن تيمية 26/ 98 – 159
? نصيحة أهل الإيمان في الرد على منطق اليونان 9/ 82 – 254
? نقض المنطق 4/ 1 – 190
? الهجر الجميل والصفح الجميل 10/ 666 – 677
? الواسطة بين الحق والخلق 1/ 121 – 128
? الوصية الصغرى 10/ 653 – 665
? الوصية الكبرى 3/ 363 – 430
منقول(/)
الاجماع في الوضوء من لمس النساء سواء اكان بشهوة ا
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[27 - Sep-2010, مساء 08:48]ـ
أورد ابن تيمية كلاما واود السؤال عن الاجماع في الوضوء من لمس النساء سواء اكان بشهوة او غيرها
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "فأما تعليق النقض بمجرد اللمس فهذا خلاف الأصول وخلاف إجماع الصحابة وخلاف الآثار وليس مع قائله نص ولا قياس
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[29 - Sep-2010, مساء 09:32]ـ
يقصد رحمه الله اجماع الصحابة على ان مجرد اللمس اي بغير شهوة لا ينقض الوضوء وهذا كلام صحيح
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[29 - Sep-2010, مساء 09:34]ـ
ولو قرات كلامه رحمه الله في المجموع لتبين لك خلاف ما اوردته عنه انه اطلق الحكم على اللمس سواء بشهوة او ليس بشهوة بل الذي اذكركه عنه رحمه الله كما في مجموع الفتاوى انه فرّق بين اللمس بشهوة وبغير شهوة فامّا بغير شهوة فاجماع الصحابة على عدم نقضه ولم يرد عنهم شيئا في هذا الباب كما يرى رحمه الله اما بشهوة فقد ورد بعضا من ذلك عن بعض الصحابة(/)
أيها الأب احذر هذا المعلم! بل أيها المعلم احذر هذا الأب؟
ـ[أبو صالح الحوراني]ــــــــ[27 - Sep-2010, مساء 11:35]ـ
......... وقال .... : مررت بمعلم وقد كتب لغلام " ((وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداً وأكيد كيداً فمهل الكافرين أمهلهم رويداً))
فقلت له: ويحك فقد أدخلت سورة في سورة
قال: نعم إذا كان أبوه يدخل شهراً في شهر فأنا أيضاً أدخل سورة في سورة فلا آخذ شيئاً ولا ابنه يتعلم شيئاً.
من كتاب (أخبار الحمقى والمغفلين لابن الجوزي)
:)(/)
الجمع بين:"لكُن أفضل الجهاد حج مبرور"&"هذه ثم ظهور الحصر" .. للشيخ/الخضير
ـ[شجرة الدرّ]ــــــــ[27 - Sep-2010, مساء 11:54]ـ
بسم الله .. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد ..
فقد كنت دائما أتفكر في ظاهر التعارض بين الخبرين عنه صلى الله عليه وسلم .. حتى هداني الله لكلام الشيخ الفاضل " عبد الكريم الخضير " .. صاحب الفهم الدقيق - كذلك أحسبه ولا أزكي على الله أحداً - ..
أنقله لكم للفائدة ..
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أيها الإخوة والأخوات والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم لكل خير، وأن يجعلنا وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
مع مطلع حلقتنا يسرنا أن نرحب صاحب الفضيلة الشيخ الدكتور عبد الكريم بن عبد الله الخضير، ونشكر له تفضله في قبول دعوتنا في شرح أحاديث هذا الكتاب، فأهلاً ومرحباً بكم فضيلة الدكتور.
حياكم الله وبارك فيكم وفي الإخوة المستمعين.
لا زلنا في حديث أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- في باب فضل الحج المبرور، توقفنا عند الكلام عن قوله -صلى الله عليه وسلم- لعائشة: ((لكُن أفضل الجهاد حج مبرور)) أو ((لكن أفضل الجهاد حج مبرور)).
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أشرنا في حلقة مضت أن الرواة اختلفوا في ضبط هذه الكلمة: لكن أو لكُن.
يقول ابن حجر: اختلف في ضبط هذه الكلمة.
المقدم: لكن من أخوات إن.
إي نعم استدراك.
المقدم: ولكُن اللي هو المقصود الجار والمجرور.
إي نعم، فالأكثر بضم الكاف خطاب للنسوة، قال القابسي: وهو الذي تميل إليه النفس.
رواية الحموي: لكن بكسر الكاف وزيادة ألف قبلها بلفظ الاستدراك، والأول أكثر فائدة؛ لأنه يشتمل على إثبات فضل الحج، وعلى جواب سؤالها عن الجهاد.
نعم يقول: الأول أكثر فائدة؛ لأنه يشتمل على إثبات فضل الحج "لكُن" كيف اشتمل على إثبات فضل الحج؟ قال: ((لكُن أفضل الجهاد حج مبرور)) فدل على فضله، وهذا بالنسبة للنساء؛ لأن الخطاب موجه إليهن، وعلى جواب سؤالها عن الجهاد؛ لأن اللام هذه للتخصيص ((لكُن)) فإذا كانت هذه اللام للتخصيص فلهن أفضل الجهاد الذي هو الحج، فعلى هذا الجهاد قتال العدو ليس لهن، لكن لو كانت بالاستدراك لكان لهن الحج وأيضاً لهن الجهاد، لكن الحج أفضل من الجهاد.
المقدم: وفي المقابل للرجال أن الحج أفضل.
للجميع لو كان استدراك.
وسماه جهاداً لما فيه من مجاهدة النفس، بالكف عن شهواتها وجهاد الشيطان، فلا شك أن في الحج ضرب من الجهاد، مجاهدة النفس لا شك أن مثل هذه العبادة لا تنال إلا بشق الأنفس، فمجاهدة النفس ظاهرة، ومجاهدة الشيطان أيضاً ظاهرة، فهو جهاد من هذه الحيثية بمعناه الأعم.
وقال العيني: "على رواية الاستدراك، لكن أفضل الجهاد، على رواية الاستدراك، اسم (لكن) هو قوله: أفضل الجهاد بالنصب، لكن أفضل الجهاد، وخبرها قوله: ((حج مبرور)) والمستدرك منه يستفاد من السياق تقديره ليس لكن الجهاد، ولكن أفضل الجهاد في حقكن حج مبرور.
وعلى الرواية الأولى (لكُن) رواية الأكثر، أفضلُ الجهاد مرفوع على الابتداء، وخبره الجار والمجرور المتقدم عليه لكُن، تقديره أفضل الجهاد لكُن حج مبرور.
والتقديم هنا ((لكُن أفضل الجهاد)) تقديم الخبر الجار والمجرور على المبتدأ للاختصاص، مثل تقديم المعمول {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} [(5) سورة الفاتحة] مثلاً.
وفي رواية النسائي: "ألا نخرج فنجاهد معك، فإني لا أرى عملاً في القرآن العظيم أفضل من الجهاد، فقال: ((لكُن أحسن الجهاد وأجمله حج البيت حج مبرور)).
وفي رواية ابن ماجه عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قلت: يا رسول الله هل على النساء جهاد؟ قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: ((عليهن جهاد لا قتال فيه الحج والعمرة)) ونحتاج إلى هذا فيما بعد عند حج أزواج النبي -عليه الصلاة والسلام- بعده، ومنع عمر لهن في أول الأمر، ثم إذنه بذلك في آخر خلافته.
المقدم: منعه إياهن أن يحججن؟
نعم بعد النبي -عليه الصلاة والسلام-، سيأتي هذا، وقوله -عليه الصلاة والسلام-: ((هذه ثم لزوم الحصر)).
المقدم: نعم ((هذه والزمن الحصر)).
(يُتْبَعُ)
(/)
مع قوله -جل وعلا-: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} [(33) سورة الأحزاب].
أفضل الجهاد بالنسبة للنساء وإلا فقد أخرج البخاري في هذا الباب باب فضل الحج المبرور، أخرج حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال: سئل النبي -صلى الله عليه وسلم- أي الأعمال أفضل؟ قال: ((إيمان بالله ورسوله)) قيل: ثم ماذا؟ قال: ((جهاد في سبيل الله)) قيل: ثم ماذا؟ قال: ((حج مبرور)).
المقدم: فقدم الجهاد على الحج.
بلا شك، هو أفضل منه بالنسبة للرجال في بعض الأحوال، وتقدم شرح الحديث حديث أبي هريرة في كتاب الإيمان، وتقدم أيضاً ذكر أقوال أهل العلم في اختلاف أجوبته -عليه الصلاة والسلام- عن أفضل الأعمال.
المقدم: أحياناً تغير الإجابة بتغير الحال أو السائل.
نعم وأن ذلك يختلف باختلاف الأحوال، واحتياج المخاطبين، وذكر ما لم يعلمه السائل، وترك ما علمه السامعون؛ لأنه قد يسأل عن أفضل الأعمال وهو يعرف أفضل الأعمال، يعرف مثلاً أن الإيمان أفضل الأعمال، لكن يريد غيره الذي بعده، فيترك ما يعلمه السائل والسامعون ويذكر غيره.
وبعضهم يقدر لفظة (من) أفضل الأعمال والمراد من أفضل الأعمال، كما يقال: فلان خير الناس.
المقدم: والمقصود من خير الناس.
نعم، أو أعقل الناس، والمراد من أعقل الناس، يعني مثلما أشرنا سابقاً في قول ابن القيم: وكان أبعد خلق الله عن التدليس، المراد من أبعد خلق الله.
((أفضل الجهاد حج مبرور)) قال ابن خالويه: المبرور المقبول، وقال غيره: الذي لا يخالطه شيء من الإثم، ورجحه النووي.
وقال القرطبي: الأقوال التي ذكرت في تفسيره متقاربة المعنى، وهي: أنه الحج الذي وفيت أحكامه، ووقع موقعاً لما طلب من المكلف على الوجه الأكمل، وقيل: هو الذي لا رياء فيه، وعلامة قبول الحج وبر الحج أن تكون حال الحاج بعده أفضل من حاله قبله.
يعني الهدف الذي يحققه الحج المبرور أن يرجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه {فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى} [(203) سورة البقرة] "لمن اتقى" خاصة بمن تأخر أو بمن تقدم أو للجميع؟ للجميع، لا بد أن يتقي الله -جل وعلا- في حجه، فيأتي بجميع ما أوجب الله عليه، ويترك جميع ما نهاه الله عنه؛ ليرتفع عنه الإثم، ويرجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه، يعني الآن الآية يؤخذ منها إيش؟ تفضيل التعجيل أو التأخير؟ أو لا هذا ولا هذا؟
المقدم: لا هذا ولا هذا.
{فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ} [(203) سورة البقرة] شريطة أن يكون.
المقدم: ممن اتقى.
قد اتقى الله -جل وعلا- في حجه.
{وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى} [(203) سورة البقرة] ارتفع إثمه، من تعجل ارتفع إثمه، من تأخر ارتفع إثمه، لكن شريطة أن يكون قد اتقى الله -جل وعلا-، لكن هل التعجل والتأخر حكمهما واحد في الفضل؟
المقدم: لا.
لماذا؟
المقدم: هو أولاً: اتباع سنة.
لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- تأخر، وإلا الآية لا يؤخذ منها تفضيل التعجيل ولا التأخير، المقصود أنه يؤخذ منها أنه لا إثم على الحاج يرتفع عنه الإثم إذا اتقى الله -جل وعلا- في حجه سواءً تعجل أو تأخر.
ولذا من يعود إلى ما كان يزاوله قبل حجه من مخالفات الذي يغلب على الظن أن حجه ما أدى الهدف الذي من أجله شرع الحج، رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه، وقل مثل هذا في سائر العبادات.
المقدم: ولذلك في الآيات -فضيلة الدكتور- النص في الآية: {وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [(197) سورة البقرة] يعني يعلق بعض الكتاب المعاصرين في مسألة تزودوا؛ لأن الزاد في الغالب يؤخذ للأمام، فالمتزود بالحج لا بد أن يأخذ زاداً يدفعه إلى سنوات كثيرة من خلال هذا التقوى.
بلا شك.
المقصود أن العبادات إنما شرعت لتطهير النفوس والقلوب والأبدان من الأدران، فالصيام الذي لا يورث التقوى لن تترتب عليه آثاره، وإن كان صحيحاً مجزئاً مسقطاً للطلب {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [(183) سورة البقرة] هذا الهدف الأول من شرعية الصيام.
(يُتْبَعُ)
(/)
الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، لكن الصلاة التي لا تترتب عليها هذه الآثار، صحيح قد تكون صحيحة ومسقطة للطلب، لكن لم تحقق الهدف الأصلي منها، وقل مثل هذا في الحج، وقل مثل هذا في سائر العبادات، ولذا جاء قول الله -جل وعلا-: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [(27) سورة المائدة] مع أن الآثار المترتبة من غفران الذنوب، وترتب الأجور على هذه العبادات إنما يكون بالتقوى، وما عدا ذلك يكون مسقط للطلب، مجزئ، صحيح عند الفقهاء، لكنه لا تترتب عليه آثاره؛ لأن نفي القبول يطلق ويراد به نفيه الصحة، ويطلق ويراد به نفي الثواب المترتب على العبادة وهذا منه، إذ لا يوجد أحد من أهل العلم يقول: إن الفاسق إذا صلى عليه أن يعيد الصلاة؛ لأن صلاته ما قبلت، أو الحج يعيد الحج لا، بل المراد من ذلك ما ذكرنا.
يقول ابن بطال: قال المهلب: وقوله -صلى الله عليه وسلم- ...
عرفنا أن علامة القبول وعلامة بر الحج أن تتغير الحال، ذكرناً مثالاً سبق، وهو أن بعض الناس يعتكف العشر الأواخر من رمضان، فإذا سمع الخبر خرج، عادي يخرج، بغروب الشمس تنتهي العشر، ليلة العيد تنتهي العشر يخرج عادي يعني، انتهى الاعتكاف، انتهى وقته، لكن الإشكال في صلاة العشاء إذا فاتته صلاة العشاء؟
المقدم: ما ترتبت الآثار.
الاعتكاف لا بد أن يكون في خلل مثلاً، من غير عذر، أو نام عن صلاة الصبح، أو سهر ليلة العيد على بعض المحرمات، فعلى الإنسان أن يراجع نفسه.
سيأتي عند البخاري قول عائشة في الحديث: "فلا أدع الحج بعد إذ سمعت هذا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" يعني لما سمعت النبي -عليه الصلاة والسلام- يقول: ((لكُن أفضل الجهاد حج مبرور)) تقول: "فلا أدع الحج بعد إذ سمعت هذا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-".
يقول ابن بطال: قال المهلب: قوله -صلى الله عليه وسلم-: ((لكُن أفضل الجهاد حج مبرور)) يفسر قوله تعالى: {وَقَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى} [الأحزاب: 33] يعني إذا كانت المصلحة راجحة في خروج المرأة من بيتها مع التزام الحشمة التامة، وعدم الاختلاط بالرجال، وعدم التعرض لفتنة الرجال، أو الافتتان بهم، بالضوابط الشرعية، إذا كانت المصلحة راجحة لا يعارض قوله -جل وعلا-: {وَقَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ} [الأحزاب: 33] لكن الأصل القرار في البيوت.
يقول المهلب: وقوله -صلى الله عليه وسلم-: ((لكُن أفضل الجهاد حج مبرور)) يفسر قوله تعالى: {وَقَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى} [الأحزاب: 33] لأنه إذا قررن في بيوتهن ما تبرجن على أي حال، لكن التبرج إنما يحصل بالخروج من البيت.
يقول: إنه ليس على الفرض، ليس واجباً أن تقر في بيتها، وإن كان الأصل في الأمر الوجوب، هذا كلامه، لكن إذا قلنا: إن الأصل فيه الوجوب، والقرار واجب إلا إذا كانت المصلحة راجحة، انتهينا من كلامه؛ لأن الأصل في الأمر الوجوب، والأفضل في المرأة ألا ترى الرجال ولا يرونها.
يقول: إنه ليس على الفرض لملازمة البيوت، كما زعم من أراد تنقص عائشة في خروجها إلى العراق للإصلاح بين المسلمين، وهذا الحديث يخرج الآية عما تأولوها؛ لأنه قال: ((لكُن أفضل الجهاد حج مبرور)) ومن لازم الحج الخروج، من لازم الحج الخروج من البيوت، فدل على أن لهن جهاداً غير جهاد الحج لكن الحج أفضل منه.
التركيب صحيح؟ ((لكن أفضل الجهاد حج مبرور)) فدل على أن لهن جهاداً غير جهاد الحج، والحج أفضل منه.
المقدم: ما دام جعل فيه أفضل، معناه أن في شيء دونه.
لكنه مفضول.
المقدم: إي نعم مفضول.
يشتركان في الفضل، هي تسأل عن الجهاد الذي هو قتال العدو، فقال: أفضل منه الحج، إذاً هو فاضل حتى بالنسبة.
المقدم: للنساء.
إي نعم.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن حجر: يحتمل أن يكون المراد بقوله: ((لا)) في جواب قولهن: "ألا نخرج فنجاهد معك؟ " أي: ليس ذلك واجباً عليكن، كما وجب على الرجال، ولم يرد بذلك تحريمه عليهن، فقد ثبت في حديث أم عطية أنهن كن يخرجن فيداوين الجرحى، وفهمت عائشة ومن وافقها من هذا الترغيب في الحج إباحة تكريره، ولذا كانت لا تدع الحج، قالت: "فلا أدع الحج بعد إذ سمعت هذا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" ففهمت من هذا الترغيب إباحة تكرير الحج، كما أبيح للرجال تكرير الجهاد، وخص به عموم قوله: ((هذه ثم ظهور الحصر)) وقوله: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} [(33) سورة الأحزاب] وكأن عمر -رضي الله تعالى عنه- كان متوقفاً في ذلك.
المقدم: يعني في خروج أمهات المؤمنين.
نعم في حجهن بعده -عليه الصلاة والسلام-؛ لأنه قال: ((هذه ثم ظهور الحصر)) يعني الزمن ظهور الحصر البيوت.
وكأن عمر -رضي الله تعالى عنه- كان متوقفاً في ذلك، ثم ظهر له قوة دليلها.
المقدم: يعني معنى ذلك ما حججن في عهد أبي بكر -رضي الله عنهم- جميعاً؟
أقول: في عهد عمر هو الذي منعهن.
المقدم: إيه، لكن منع عمر يدل على خروجهن في عهد أبي بكر وإلا ما يلزم؟
ما يلزم، هذا مسكوت عنه.
المقصود أن عمر كان متوقف في ذلك للحديث، ثم ظهر له قوة دليلها، فأذن لهن في آخر خلافته، ثم كان عثمان بعده يحج بهن في خلافته أيضاً، وقد وقف بعضهن عند ظاهر النهي.
المقدم: اللي هو لزوم الحصر ولم تحج.
نعم، لم تحج سيأتي ذكره.
المقدم: طبعاً خروجهن -رضي الله عنهن- جميعاً يستأذن الخليفة في الغالب أمير المؤمنين.
بلا شك نعم إيه؛ لأن سلطته على الجميع.
المقدم: وكان شأنهن برعاية أمير المؤمنين طبعاً.
نعم بلا شك، نعم.
ففي البخاري في باب حج النساء، وقال لي أحمد بن محمد: حدثنا إبراهيم عن أبيه عن جده أذن عمر -رضي الله عنه- لأزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- في آخر حجة حجها، فبعث معهن عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف.
وروى أبو داود وأحمد من طريق واقد ابن أبي واقد الليثي عن أبيه أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال لنسائه في حجة الوداع: ((هذه ثم ظهور الحصر)) زاد ابن سعد من حديث أبي هريرة "فكان نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- يحججن إلا سودة وزينب، فقالا: لا تحركنا دابة بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-إسناد حديث أبي واقد صحيح كما قال ابن حجر.
ويمكن الجمع بين حديث الباب: ((لكُن أفضل الجهاد حج مبرور)) وبين حديث: ((هذه ثم لزوم الحصر)) وصنيع أمهات المؤمنين، وحجهن بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- بإذن عمر -رضي الله تعالى عنه- أن الحج مستثنى من لزوم الحصر، فهذه الحجة وفي حكمها الحج مراراً، وأما ما عدا الحج فلزوم الحصر، كأنهن فهمن من لزوم الحصر لامتثال قوله: ((لكُن أفضل الجهاد حج مبرور)) هذا حديث قولي، له عمومه، فهمن من قوله: ((لزوم الحصر)) يعني في غير ما تترجح مصلحته كالحج.
المقدم: لكن قوله: ((لزوم الحصر)) كانت في خروجهن للحج ((هذه ولزوم الحصر)).
نعم ((هذه ثم لزوم الحصر)) وكأنهن فهمن أنه ليس على سبيل الإلزام، بدليل أنه قال: ((لكُن أفضل الجهاد حج مبرور)) يصير لغو هذا، يكون لغو، إذا قلنا: يجب عليهن أن يلزم الحصر ولا يحججن، يكون قوله: ((لكُن أفضل الجهاد حج مبرور)) لغو.
المقدم: طيب -أحسن الله إليك- في الحديث الأول حديث عائشة قلنا: بأن الأصل عموم اللفظ "لكُن" يعني للنساء، وهنا في لزوم الحصر قلنا: لأمهات المؤمنين، ما الذي صرف هذا وجعله خاص بأمهات المؤمنين وعمم ذاك لجميع النساء؟
لأن عمر -رضي الله تعالى عنه- كان يمنع أمهات المؤمنين.
المقدم: فيكون فهم عمر لهذا النص أنه خاص بهن.
خاص بهن.
هذا الحديث خرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في خمسة مواضع:
الأول: هنا في كتاب الحج، في باب فضل الحج المبرور:
قال -رحمه الله تعالى-: حدثنا عبد الرحمن بن المبارك قال: حدثنا خالد قال: أخبرنا حبيب بن أبي عمرة عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله تعالى عنها- أنها قالت: يا رسول الله ... الحديث، وتقدم ذكر المناسبة.
والموضع الثاني في كتاب جزاء الصيد.
المقدم: من كتاب الحج.
نعم من كتاب داخل كتاب الحج على ما أشرنا سابقاً.
باب حج النساء
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الإمام البخاري -رحمه الله تعالى-: حدثنا مسدد قال: حدثنا عبد الواحد قال: حدثنا حبيب بن أبي عمرة قال: حدثتنا عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله تعالى عنها- قالت: قلت: يا رسول الله ألا نغزو ونجاهد معكم؟ فقال: ((لكُن أحسن الجهاد)) أو ((لكن)) على الضبط المتقدم، فما هناك يرد هنا ((لكُن أحسن الجهاد وأجمله الحج حج مبرور)) فقالت عائشة: "فلا أدع الحج بعد إذ سمعت هذا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-".
والمناسبة ظاهرة؛ لأنه في حج النساء.
الموضع الثالث: في كتاب الجهاد والسير، في باب فضل الجهاد.
قال: حدثنا مسدد قال: حدثنا خالد قال: حدثنا حبيب بن أبي عمرة عن عائشة بنت طلحة عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: يا رسول الله ... فذكره.
والمناسبة ظاهرة لفضل الجهاد.
نعم "نرى الجهاد أفضل العمل" المناسبة ظاهرة لفضل الجهاد من قولها: "نرى الجهاد أفضل العمل" وأقرها النبي -عليه الصلاة والسلام-، لكنه قال: أفضل منه بالنسبة للنساء الحج المبرور، ودلالة أفعل التفضيل على فضل الجهاد ظاهرة؛ لأن أفضل أفعل تفضيل، تدل على أن هناك شيئين يشتركان في الوصف الذي هو الفضل، ويفوق أحدهما الآخر في هذا الفضل، فدل على فضل الجهاد.
والرابع في كتاب الجهاد أيضاً في باب جهاد النساء.
قال: حدثنا محمد بن كثير قال: أخبرنا سفيان عن معاوية بن إسحاق عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله تعالى عنها- قالت: استأذنت النبي -صلى الله عليه وسلم- في الجهاد، فقال: ((جهادكن الحج)).
جهاد النساء في هذه الترجمة جهادهن الحج، استأذنت النبي -صلى الله عليه وسلم- في الجهاد، فقال: ((جهادكن الحج)) فجهاد النساء الحج.
والموضع الخامس في الباب المذكور من الكتاب المذكور قال: حدثنا قبيصة قال: حدثنا سفيان عن معاوية بهذا –يعني بالإسناد السابق- وعن حبيب بن أبي عمرة عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- سأله نساؤه عن الجهاد؟ فقال: ((نِعم الجهاد الحج)) وهذا هو جهاد النساء.
قال ابن بطال: دل حديث عائشة على أن الجهاد غير واجب على النساء، ولكن ليس في قوله ((جهادكن الحج)) أنه ليس لهن أن يتطوعن بالجهاد، وإنما لم يكن واجباً عليهن لما فيه من مغايرة المطلوب منهن من الستر، ومجانبة الرجال، فلذلك كان الحج أفضل لهن من الجهاد.
قال ابن حجر: قلت: وقد ألمح البخاري بذلك في إيراده الترجمة مجملة، جهاد النساء، يقول: باب جهاد النساء في كتاب الجهاد، يقول: قد ألمح البخاري بذلك في إيراده الترجمة مجملة، وتعقيبها بالتراجم المصرحة بخروج النساء إلى الجهاد.
المقدم: وعقبها بتراجم.
بعد هذه الترجمة جهاد النساء، قال -رحمه الله-: باب غزو المرأة في البحر، ثم قال: باب حمل الرجل امرأته في الغزو دون بعض نسائه، ثم قال: باب غزو النساء وقتالهن مع الرجال، ثم قال: باب حمل النساء القرب إلى الناس في الغزو، ثم قال: باب مداواة النساء الجرحى في الغزو، ثم قال: باب رد النساء الجرحى والقتلى، يعني إلى المدينة، فدل على أن لهن المشاركة، وإن لم تكن واجبة عليهن كالرجال.
المقدم: أحسن الله إليكم، ونفع بكم.
لعلنا نكتفي بهذا على أن نستكمل -بإذن الله- ما تبقى من الأحاديث في حلقة قادمة.
أيها الإخوة والأخوات بهذا نصل وإياكم إلى ختام هذه الحلقة من شرح كتاب الحج في كتاب التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح.
لقاء يتجدد بكم -بإذن الله- مع حديث آخر، وأنتم على خير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
_ _ _ _ _ _ _ _
المصدر: http://www.khudheir.com/audio/5430
وهنا بالصوت: http://www.khudheir.com/uploads/f7252.rm
وبالله التوفيق ..
ـ[شجرة الدرّ]ــــــــ[28 - Sep-2010, صباحاً 12:01]ـ
وبما أنه لا يد لي في ملتقى أهل الحديث .. فلو تم التكرم من أحد أعضاءه بنقل الكلام أعلاه على هذا الرابط ..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=126627(/)
البدعة
ـ[عماد البيه]ــــــــ[28 - Sep-2010, صباحاً 01:16]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , اللهم صلى على محمد و آله و أصحابه و تابعيه بإحسان إلى يوم الدين.
من سمات هذا العصر كثرة المحدثات و من المحدثات تأتى البدع و لهذا كان الكلام عنها و التحذير منها أو مما هو محظور منها للبعد عن إحداث أمور ليست من الدين أو ليست جائزة و هذا أيضا أدى بدوره إلى الإختلاف فى مفهوم البدعة المذمومة شرعا ما هى و كيف نستدل عليها من النصوص و الروايات و أقوال الأئمة و السلف الصالح و من هنا جائت الحاجة لهذا البحث.
البدعة لغة: من بدع الشيء يبدعه بدعا، وابتدعه: إذا أنشأه وبدأه. والبدع: الشيء الذي يكون أولا، ومنه قوله تعالى: {قل: ما كنت بدعا من الرسل} أي لست بأول رسول بعث إلى الناس، بل قد جاءت الرسل من قبل، فما أنا بالأمر الذي لا نظير له حتى تستنكروني. والبدعة: الحدث، وما ابتدع في الدين بعد الإكمال. وفي لسان العرب: المبتدع الذي يأتي أمرا على شبه لم يكن، بل ابتدأه هو.
أما في الاصطلاح، فقد تعددت تعريفات البدعة وتنوعت؛ لاختلاف أنظار العلماء في مفهومها ومدلولها. فمنهم من وسع مدلولها، حتى أطلقها على كل مستحدث من الأشياء، ومنهم من ضيق ما تدل عليه، فتقلص بذلك ما يندرج تحتها من الأحكام. وسنوجز هذا في اتجاهين.
الاتجاه الأول:
أطلق أصحاب الاتجاه الأول البدعة على كل حادث لم يوجد في الكتاب والسنة، سواء أكان في العبادات أم العادات، وسواء أكان مذموما أم غير مذموم.
ومن القائلين بهذا الإمام الشافعي، ومن أتباعه العز بن عبد السلام، والنووي، وأبو شامة. ومن المالكية: القرافي، والزرقاني. ومن الحنفية: ابن عابدين. ومن الحنابلة: ابن الجوزي. ومن الظاهرية: ابن حزم.
ويتمثل هذا الاتجاه في تعريف العز بن عبد السلام للبدعة وهو:
أنها فعل ما لم يعهد في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهي منقسمة إلى بدعة واجبة، وبدعة محرمة، وبدعة مندوبة، وبدعة مكروهة، وبدعة مباحة.
وضربوا لذلك أمثلة: فالبدعة الواجبة: كالاشتغال بعلم النحو الذي يفهم به كلام الله ورسوله، وذلك واجب؛ لأنه لا بد منه لحفظ الشريعة، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. والبدعة المحرمة من أمثلتها: مذهب القدرية، والجبرية، والمرجئة، والخوارج. والبدعة المندوبة: مثل إحداث المدارس، وبناء القناطر، ومنها صلاة التراويح جماعة في المسجد بإمام واحد. والبدعة المكروهة: مثل زخرفة المساجد، وتزويق المصاحف. والبدعة المباحة: مثل المصافحة عقب الصلوات، ومنها التوسع في اللذيذ من المآكل والمشارب والملابس. واستدلوا لرأيهم في تقسيم البدعة إلى الأحكام الخمسة بأدلة منها:
(أ) قول عمر رضي الله عنه في صلاة التراويح جماعة في المسجد في رمضان نعم البدعة هذه. فقد روي عن عبد الرحمن بن عبد القاري أنه قال: خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليلة في رمضان إلى المسجد فإذا الناس أوزاع متفرقون يصلي الرجل لنفسه ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط فقال عمر إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل ثم عزم فجمعهم على أبي بن كعب ثم خرجت معه ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم قال عمر نعم البدعة هذه والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون يريد آخر الليل وكان الناس يقومون أوله. رواه البخارى و لمسلم مثله
(ب) تسمية ابن عمر صلاة الضحى جماعة في المسجد بدعة، وهي من الأمور الحسنة. روي البخارى عن مجاهد قال: دخلت أنا وعروة بن الزبير المسجد، فإذا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما جالس إلى حجرة عائشة، وإذا ناس يصلون في المسجد صلاة الضحى، قال فسألناه عن صلاتهم - فقال: بدعة.
(ج) الأحاديث التي تفيد انقسام البدعة إلى الحسنة والسيئة، ومنها ما رواه مسلم: {من سن في الإسلام سنة حسنة فعمل بها بعده كتب له مثل أجر من عمل بها ولا ينقص من أجورهم شيء ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعمل بها بعده كتب عليه مثل وزر من عمل بها ولا ينقص من أوزارهم شيء}
الاتجاه الثاني:
اتجه فريق من العلماء إلى ذم البدعة، وقرروا أن البدعة كلها ضلالة، سواء في العادات أو العبادات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن القائلين بهذا الإمام مالك والشاطبي والطرطوشي. ومن الحنفية: الإمام الشمني، والعيني. ومن الشافعية: البيهقي، وابن حجر العسقلاني، وابن حجر الهيتمي. ومن الحنابلة: ابن رجب، وابن تيمية.
وأوضح تعريف يمثل هذا الاتجاه هو تعريف الشاطبي، حيث عرف البدعة بتعريفين:
الأول أنها:
طريقة في الدين مخترعة، تضاهي الشريعة، يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه.
وهذا التعريف لم يدخل العادات في البدعة، بل خصها بالعبادات، بخلاف الاختراع في أمور الدنيا.
الثاني أنها:
طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشريعة، يقصد بالسلوك عليها ما يقصد بالطريقة الشرعية.
وبهذا التعريف تدخل العادات في البدع إذا ضاهت الطريقة الشرعية، كالناذر للصيام قائما لا يقعد متعرضا للشمس لا يستظل، والاقتصار في المأكل والملبس على صنف دون صنف من غير علة.
واستدل القائلون بذم البدعة مطلقا بأدلة منها:
(أ) أخبر الله أن الشريعة قد كملت قبل وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم فقال سبحانه: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} فلا يتصور أن يجيء إنسان ويخترع فيها شيئا؛ لأن الزيادة عليها تعتبر استدراكا على الله سبحانه وتعالى. وتوحي بأن الشريعة ناقصة، وهذا يخالف ما جاء في كتاب الله.
(ب) وردت آيات قرآنية تذم المبتدعة في الجملة، من ذلك قوله تعالى: {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله}
(ج) كل ما ورد من أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في البدعة جاء بذمها، من ذلك حديث العرباض بن سارية: {صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال قائل يا رسول الله كأن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا فقال أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبدا حبشيا فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة} رواه أبو داود و لباقى أصحاب السنن و أحمد مثله و صححه الألباني.
(د) أقوال الصحابة في ذلك، من هذا ما روي عن مجاهد قال: دخلت مع عبد الله بن عمر مسجدا، وقد أذن فيه، ونحن نريد أن نصلي فيه، فثوب المؤذن، فخرج عبد الله بن عمر من المسجد، وقال: " اخرج بنا من عند هذا المبتدع " ولم يصل فيه.
يتضح مما سبق أننا بصدد إتجاهين الأول أن البدعة فيها ما هو مباح بل و واجب و الإستدلال بحديث "من سن فى الإسلام سنة حسنة" و قول عمر بن الخطاب "نعم البدعة" لإقامة صلاة التراويح جماعة و الإتجاه الثانى بأن البدع كلها محرمه و الإستدلال بحديث "كل بدعة ضلالة".
أقول إن مقارنة الأمثلة التى إعتمد عليها كل فريق و فهم الأحاديث الواردة فى هذا الشأن فى إطارها الصحيح هو هام لإستنباط ما هى البدعة المذمومة شرعا.
قبل البحث فى أدلة الفريقين يجب التأكيد على قاعدة أصولية هنا و هى أن فى الأحكام الشرعية العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب و بذلك فإن معرفة سبب نزول بعض الآيات و ورود بعض الأحاديث لا يؤثر فى الحكم الذى جاءت به ولا يقيدها بسبب النزول بل الحكم يكون عاما إلا ما خصص بنص آخر من الكتاب و السنة و لكن فى بعض الأحيان معرفة مناسبة النص تفيد فى فهم المصطلحات التى جاءت فيه فاللفظ فى اللغة العربية فى بعض الأحيان قد يحتمل أكثر من معنى و للوقوف على المعنى المراد ينبغى قراءة النص في سياقه الصحيح مع ما قبله أو بعده أو معرفة المناسبة التى قيل فيها خصوصا إذا تشابه هذا النص مع آخر و حصل بعض الإشكال فى فهم المراد منه كما هو الحال فى أمر البدعة و السنة الحسنة.
الأمر الآخر الذى يجب التننويه إليه هو قول أو فعل الصحابة خصوصا الخلفاء الراشدين هل هو يعتبر حجة أم لا
و أجد ملخصه فى فتوى شيخ الإسلام بن تيمية - المجلد الأول:
(يُتْبَعُ)
(/)
"ومن قال من العلماء: [إن قول الصحابى حجة] فإنما قاله إذا لم يخالفه غيره من الصحابة ولا عرف نص يخالفه، ثم إذا اشتهر ولم ينكروه كان إقراراً على القول، فقد يقال: [هذا إجماع إقراري] إذا عرف أنهم أقروه ولم ينكره أحد منهم، وهم لا يقرون على باطل.
وأما إذا لم يشتهر فهذا إن عرف أن غيره لم يخالفه فقد يقال: [حجة]. وأما إذا عرف أنه خالفه فليس بحجة بالاتفاق، وأما إذا لم يعرف هل وافقه غيره أو خالفه لم يجزم بأحدهما، ومتى كانت السنة تدل على خلافه كانت الحجة فى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا فيما يخالفها بلا ريب عند أهل العلم" إنتهى كلامه.
و الآن نبدأ فى أدلة الفريق الأول و أهم هذه الأدلة هو حديث "من سن في الإسلام سنة حسنة فعمل بها بعده كتب له مثل أجر من عمل بها ولا ينقص من أجورهم شيء" فإن المتن الكامل لهذا الحديث كما رواه مسلم كما يلى:
"حدثني زهير بن حرب حدثنا جرير بن عبد الحميد عن الأعمش عن موسى بن عبد الله بن يزيد وأبي الضحى عن عبد الرحمن بن هلال العبسي عن جرير بن عبد الله قال
جاء ناس من الأعراب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم الصوف فرأى سوء حالهم قد أصابتهم حاجة فحث الناس على الصدقة فأبطئوا عنه حتى رئي ذلك في وجهه قال ثم إن رجلا من الأنصار جاء بصرة من ورق ثم جاء آخر ثم تتابعوا حتى عرف السرور في وجهه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سن في الإسلام سنة حسنة فعمل بها بعده كتب له مثل أجر من عمل بها ولا ينقص من أجورهم شيء ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعمل بها بعده كتب عليه مثل وزر من عمل بها ولا ينقص من أوزارهم شيء"
يتضح من مناسبة هذا الحديث والسياق الذى جاء فيه أن:
السنة الحسنة المقصودة هى ما كان إمتثالا لأمر من الله أو إتباع لسنة نبيه فالصحابى الذى قيل فى فعله هذا الحديث لم يقم بإبتداع شئ فى الدين ليس فيه بل هو إمتثل لحث النبى صلى الله عليه و سلم فى التصدق على هؤلاء الأعراب فكان أول من بادر بالتصدق و لما رأى الناس منه ذلك قام منهم من إقتدى به و جعل يتصدق هو الآخر فكان من كرم الله تعالى أن جعل له أجره و مثل أجر كل من إقتدى به و الأصل فى هذا راجع إلى أمر النبى صلى الله عليه و سلم أو حثه على التصدق على هذا الرهط من الأعراب.
و أما الدليل الثانى و هو قول عمر بن الخطاب رضى الله عنه "نعم البدعة" أو "نعمت البدعة" فى جعل صلاة التراويح فى جماعة بدلا من صلاتها فرادى فلابد هنا أن ننظر إلى هذه المسألة فى زمن النبى صلى الله عليه وسلم و هل حدثت أم لا , أقرها أم لم يقرها , و لماذا حتى نصل إلى الفهم الصحيح لفعل الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضى الله عنه , و ورد أكثر من حديث فى هذا , وجدت من أصحها و أشملها هو ما أخرجه البخارى فى صحيحه و نصه كما يلى:
"وقال المكي حدثنا عبد الله بن سعيد ح و حدثني محمد بن زياد حدثنا محمد بن جعفر حدثنا عبد الله بن سعيد قال حدثني سالم أبو النضر مولى عمر بن عبيد الله عن بسر بن سعيد عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال
احتجر رسول الله صلى الله عليه وسلم حجيرة مخصفة أو حصيرا فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فيها فتتبع إليه رجال وجاءوا يصلون بصلاته ثم جاءوا ليلة فحضروا وأبطأ رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم فلم يخرج إليهم فرفعوا أصواتهم وحصبوا الباب فخرج إليهم مغضبا فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما زال بكم صنيعكم حتى ظننت أنه سيكتب عليكم فعليكم بالصلاة في بيوتكم فإن خير صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة"
و قوله "و قال المكى" قال الإمام بن حجر العسقلانى"و قال المكى" هو ابن إبراهيم البلخي أحد مشايخه , وقد وصله أحمد والدارمي في مسنديهما عن المكي بن إبراهيم بتمامه , إذن فالحديث متصل السند و صحيح الثبوت.
يظهر من الحديث عدة أمور:
الأول: -
أن صلاة التراويح فى جماعة حدثت فى زمن النبي و أقرها فترة من الزمن - و الإقرار هنا أنه صلى بهم و لم ينكر عليهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
و بالتالى فإن عمر بن الخطاب لم يأتى ببدعة حقيقية لم تكن معهودة من قبل و على هذا فتسميته لها بدعة هو من باب المجاز فقط من باب أنها لم تكن موجودة فى خلافته قبل ذلك ولا خلافة أبى بكر الصديق و فترة من زمن النبي صلى الله عليه و سلم و لكنها كانت فى زمنه صلى الله عليه و سلم قبل ذلك.
الثانى: -
أنه لما أبطأ عليهم بعد ذلك و لم يخرج ليصلى بهم التراويح جماعة بين صلى الله عليه و سلم العلة فى ذلك و هو أنه خشى أن تفرض عليهم.
و هذه العلة انتفت بالطبع بعد موته صلى الله عليه و سلم و بالتالى فإن إقامتها فى جماعة لا يخشى فيه من أن تفرض.
الثالث: -
قوله صلى الله عليه و سلم "فعليكم بالصلاة في بيوتكم فإن خير صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة"
هذا نص صحيح صريح فنحن نؤمن به و نقره و هذا لا يطعن فى فعل عمر بن الخطاب رضى الله عنه لماذا لأن عمر بن الخطاب لم يدعو الناس أن يأتوا من بيوتهم ليصلوا التراويح فى المسجد بل هو جمع من كانوا يصلون فى المسجد بالفعل للصلاة جماعة بدلا من أن يصلوها فى المسجد فرادى.
كذلك قوله "فعليكم بالصلاة في بيوتكم فإن خير صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة" فالمفهوم من القول أن كلا الأمرين جائز و الصلاة فى البيت أفضل (إلا المكتوبة) و هنا يكون إقرار عمر بن الخطاب للناس أن يصلوا التراويح فى المسجد كان إقرار أمر مباح فهو أقر المفضول مع وجود الأفضل منه لأمر رآه مندوبا فهناك ربما من لا يحفظ كثيرا من القرآن يقضى به إحدى عشر ركعة يوميا أو لا يجيد تلاوته أو هناك عارضا فى بيته يصعب عليه معه الخشوع فى الصلاة و ما إليه و بالتالى يكون إختيار المفضول مع وجود الأفضل له ما يبرره.
إذن عمر بن الخطاب لم يأت ببدعة لم تكن معروفة لكنه إختار بين أمرين كلاهما حدث فى زمن النبي كلاهما مباح و هو مع ذلك لم يأمر بإقامتها فى المسجد إنما فقط جمع من كانوا يصلونها فى المسجد أصلا على قارئ واحد فتسميته لها "بدعة" هى من باب المجاز كما أسلفنا.
و بالنسبة إلى الأمثلة التى ذكرها أصحاب الإتجاه الأول فنجد أن البدع الواجبة عندهم كالإشتغال بعلم النحو أو مباحة كالتوسع فى المأكل و المشرب هى أشياء فى أمور الدنيا أما ما كان منها محرما كمذاهب القدرية و المرجئة و الخوارج أو مكروها مثل زخرفة المساجد و تزويق المصاحف فهى من أمور الدين , و من ذلك يتبين أن تعريف البدعة عند أصحاب الإتجاه الأول هو تعريف "لغوي" أكثر منه "شرعي" فهم نظروا إلى البدعة بمعناها العام اللغوي بمعنى أنها أى شئ أستجد لم يكن فى عهد النبي صلى الله عليه و سلم سواء كان فى الدين أو الدنيا و لكن ليس البدعة كمصطلح شرعى و لذا فإن هذا التعريف يفتح الباب أمام إستحسان بعض أنواع البدع فى الدين بزعم أن هناك بدعا مباحة و مندوبة و هذا مخالف لما ورد فى الحديث الصحيح "كل بدعة ضلالة".
على الخلاف من ذلك كان أصحاب الإتجاه الثاني فهم نظروا إلى البدعة كمصطلح شرعى و قالوا أن البدع كلها مذمومة و هذا يتفق مع حديث "كل بدعة ضلالة" , و الإمام الشاطبي يقول فى كلا تعريفيه للبدعة بأنها
"طريقة في الدين مخترعة، تضاهي الشريعة"
و من هذا التعريف أو كلا التعريفين يكون واضحا أن:
البدعة (المذمومة شرعا) و المقصودة فى حديث "كل بدعة ضلالة" هى التى تكون فى الدين و تؤدى إلى إحداث تغيير فى سنة من سنن رسول الله صلى الله عليه و سلم و خلفائه الراشدين أو العادات التى تحاكى شعائر دينية.
أمثلة على البدع مما هو فى زماننا:
- التطريب و التلحين فى قراءة القرآن إذ ليس فيها أثر ولا نقل عن أحد من السلف رضي الله عنهم.
- إدخال أقوال أو أدعية فى الآذان مما ليست منه.
- التبرك بالأضرحة و القبور و التوسل بأصحابها.
نسأل الله أن يجعلنا ممن يتبعوا ولا يبتدعوا
و لله الحمد و المنة.
ـ[عماد البيه]ــــــــ[06 - Oct-2010, مساء 10:48]ـ
ما أحدث من أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد(/)
الرؤيا الصالحة
ـ[عماد البيه]ــــــــ[28 - Sep-2010, صباحاً 02:51]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , اللهم صلى على محمد و آله و أصحابه و تابعيه بإحسان إلى يوم الدين.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " لم يبق من النبوة إلا المبشرات قالوا وما المبشرات قال الرؤيا الصالحة"
رواه البخاري
عن ابن عباس:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو تُرَى له"
رواه أحمد و مسلم و أبو داود و النسائي.
عن أنس بن مالك:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة".
رواه أحمد و البخاري و مالك.
عن أبي سعيد الخدري:
أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول "إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها فإنما هي من الله فليحمد الله عليها وليحدث بها وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان فليستعذ من شرها ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره".
رواه أحمد و البخاري.
عن أبي قتادة قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " الرؤيا من الله والحلم من الشيطان فإذا حلم أحدكم حلما يكرهه فلينفث عن يساره ثلاثا وليتعوذ بالله من شرها فإنها لن تضره"
رواه مسلم و أبو داود و مالك و الترمذي و صححه
الأحاديث المتقدمة تبين أن الرؤيا الصالحة هى مما بقى من النبوة في هذه الأمة و هى من المبشرات لمن يراها.
و لما كانت الرؤيا الصالحة بهذه الصفة و لما كان هناك أكثر من نوع من الرؤى
يختلط في كثير من الأحيان بعضها على الناس
فكانت الحاجة لتناول موضوع الرؤيا بشئ من التفصيل
و نرجوا من الله أن يهدينا للحق و يوفقنا في إدراكه و في إيصاله.
هناك ثلاثة مباحث في شأن الرؤيا:
المبحث الأول: ما هي الرؤيا الصالحة التي هي من المبشرات؟
المبحث الثاني: الرؤيا الصادقة التي فيها مكروه يتحقق هل هي من الله أم من الشيطان؟
المبحث الثالث: تعبير الرؤيا
المبحث الأول: ما هي الرؤيا الصالحة التي هي من المبشرات؟
ما هي الرؤيا الصالحة؟ كيف نحكم على رؤيا أنها صالحة و أنها جزء من النبوة كما ورد في الحديث؟
هل هي الرؤيا الصادقة التي تتحقق, أم هي الرؤيا التي فيها ما يسر المرء , أم هي أى رؤيا يراها المؤمن؟
إن الروايات و الألفاظ التي جاءت في الرؤيا كثيرة فتارة "الصالحة" و أخرى "الحسنة" و أخرى أكثر تقييدا "الحسنة من الرجل الصالح" و أخرى أكثر تعميما "رؤيا المؤمن" و أخرى أكثر تعميما "رؤيا المسلم".
و لذا كان هناك بعض الخلاف فى تحديد معناها
قال أبو الوليد سليمان بن خلف في شرح حديث "الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة":
قوله صلى الله عليه وسلم الرؤيا الحسنة يحتمل - والله أعلم - أن يريد به الصادقة ويحتمل أن يريد به المبشرة.
(المنتقى شرح موطأ مالك - كتاب: الجامع - باب: ما جاء في الرؤيا)
كما قال ابن حجر:
قوله (الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح)
هذا يقيد ما أطلق في غير هذه الرواية كقوله " رؤيا المؤمن جزء " ولم يقيدها بكونها حسنة ولا بأن رائيها صالح ووقع في حديث أبي سعيد " الرؤيا الصالحة " وهو تفسير المراد بالحسنة هنا. إنتهى كلامه
(فتح الباري بشرح صحيح البخاري - كتاب: التعبير - باب: رؤيا الصالحين)
و يظهر أن الصحيح هو أن الرؤيا الصالحة المقصودة هي المبشرة و لسيت هي الرؤيا الصادقة التي تتحقق بخير أو شر و ذلك لعدة أسباب:
أولا: وصفها في الحديث بأنها من المبشرات يستلزم أنها تبشر بخير و على ذلك فقول كثير من أهل التعبير أنها قد تحمل إما بشارة أو إنذار فيه نظر إذ أن الإنذار عكس البشرى و على ذلك لا يجب القول بأن الرؤيا الصالحة التي وصفها الحديث بأنها من المبشرات (المنبئات بالخير) بأنها تشمل أيضا عكس المبشرات وهي المنبئات بالشر.
و قيل: أن المنذورة قد ترجع إلى معنى المبشرة لأن من أنذر بما سيقع له ولو كان لا يسره أحسن حالا ممن هجم عليه ذلك فإنه ينزعج ما لا ينزعج من كان يعلم بوقوعه فيكون ذلك تخفيفا عنه ورفقا به.
قلت: و لكن مثل ذلك لا يسمى بشرى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانيا: قوله صلى الله عليه و سلم في الحديث الذي في صحيح مسلم و مسند أحمد و سنن أبي داود و النسائي "إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو تُرَى له"
فعبارة "تُرَى له"دليل على أن المقصود بها الرؤيا المبشرة بالخير إذ لو كان المقصود بها الرؤيا التي تقع أو تتحقق أيا كانت فإن فضلها في هذه الحالة سيعود دائما على من رآها فقط.
وعلى سبيل المثال لو أن أحدا رأى في المنام أن أخا له سيرزق بمولود فتحققت و رزق أخاه بمولود فلمن إذن ينسب فضل هذه الرؤيا؟ لو كان المقصود بها صدقها ففضلها إذن يرجع لمن رآها , كذلك لو رأى أن أخاه قد أصابه مكروه و وقع هذا المكروه فإنها أيضا سيرجع صدقها لمن رآها , إذن في كلتا الحالتين عاد صدقها على الرائي. فإذن كيف يمكن أن يعود فضلها إلى منشوهد في الرؤيا و ليس بالضرورة على من شاهد الرؤياإلا أن يكون معناها "الرؤيا المبشرة بالخير" فهذه هي التي يمكن أن يراها المسلم أو ""تُرَى له" كما جاء في الحديث.
ثالثا: أن صدق الرؤيا يقع للكافر أيضا كما يقع للمسلم و قد وردت أمثلة من القرآن و الأحاديث على هذا أشهرها:
- ما جاء في سورة يوسف في رؤيا ملك مصر و كان كافرا
"وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ" - يوسف: 43
و فسرها نبي الله يوسف عليه السلام:
"قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ" - يوسف: 47 - 49
قال القرطبي:
هَذِهِ الْآيَة أَصْل فِي صِحَّة رُؤْيَا الْكَافِر , وَأَنَّهَا تَخْرُج عَلَى حَسَب مَا رَأَى.
(تفسير القرآن العظيم للقرطبي - سورة: يوسف آية: 48)
و بالتالي فلا يقال أن المبشرات قد تأتي للكافر فالمبشرات من الفضل الذى لا يكون إلا للصالح أو المسلم.
قيل أيضا أن الرؤى تكثر في الصالحين و تقل في غيرهم
تعقيب:
و لكن لم يثبت هذا عن كثير من الصالحين من الصحابة و غيرهم بل من الأنبياء أيضا
فنبي الله يوسف عليه السلام لم يرى في حياته إلا رؤيا واحدة
و لو كانت كثرة الرؤى دليلا على كثرة الصلاح لكان نبي الله يوسف عليه السلام أولى بها
كذلك كثير من الصحابة لم يثبت أنهم رأوا رؤى و بعضهم رأى رؤيا واحدة أو إثنتين في حياته.
قد يسأل سائل: ألم تأتي أحاديث تبين فضل الرؤيا الصادقة لذات صدقها بغض النظر عن كونها تحمل أمرا سارا.
- فقد روى البخاري و مسلم في صحيحهما عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح".
- كذلك ما رواه البخاري عن محمد بن سيرين أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"إذا اقترب الزمان لم تكد تكذب رؤيا المؤمن ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة وما كان من النبوة فإنه لا يكذب"
- كذلك الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن أيوب السختياني عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا ورؤيا المسلم جزء من خمس وأربعين جزءا من النبوة"
فيقال هذه الأحاديث تبين أن صدق الرؤيا في ذاته فضل لصاحبها و لذلك وصفت بأنها من النبوة لأنها تنبئ بشئ من الغيب و هي مما حظى به الأنبياء.
و الجواب:
لا خلاف أن الرؤيا الصالحة المبشرة بالخير من الله هي صادقة الخلاف أنه ليس كل رؤيا صادقة تكون مبشرة و بالتالى ليس كل رؤيا تتحقق يقال أنها رؤيا صالحة و أنها من النبوة.
فأما الحديث الأول فليس فيه أن من رؤى النبي الصادقة ما كان غير سار
(يُتْبَعُ)
(/)
و أما الحديثان الآخران و غيرهم بنفس المعنى فإنه يلزمنا الجمع بين "لم تكد تكذب" و بين "وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا" إذ أن الأولى في ظاهرها تشير لعدم إحتمال وقوع الكذب أو وقوعه على الندرة و الثانية إلى وقوع الكذب ولكن بدرجات متفاوتة حسب صدق الرائي
- قال الحافظ بن حجر
لم تكد إلخ فيه إشارة إلى غلبة الصدق على الرؤيا وإن أمكن أن شيئا منها لا يصدق , والراجح أن المراد نفي الكذب عنها أصلا لأن حرف النفي الداخل على " كاد " ينفي قرب حصوله والنافي لقرب حصول الشيء أدل على نفيه نفسه ذكره الطيبي. (فتح الباري بشرح صحيح البخاري - كتاب: التعبير - باب: القيد في المنام).
- قال القرطبي في تفسير قوله تعالى "إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا"
لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا.
أي من شدة الظلمات. قال الزجاج وأبو عبيدة: المعنى لم يرها ولم يكد ; وهو معنى قول الحسن. ومعنى " لم يكد " لم يطمع أن يراها. وقال الفراء: كاد صلة , أي لم يرها ; كما تقول: ما كدت أعرفه. وقال المبرد: يعني لم يرها إلا من بعد الجهد ; كما تقول: ما كدت أراك من الظلمة , وقد رآه بعد يأس وشدة.
(تفسير القرآن العظيم للقرطبي - سورة: النور آية: 40).
فالظاهر من الحديث أنه في الزمان المشار إليه فإن أي رؤيا يراها المسلم هي صادقة و من جهة أخرى يبين أن مدى صدقها يعتمد على صدق الرائي فييفهم من ذلك أن الخلل و الكذب قد يدخل على رؤيا المسلم الذي لا يتصف بالصدق في حديثه , و للجمع بين القولين:
ينبغي أن يقال الرؤيا التي لا تكذب هي تمميزا لها عن أضغاث الأحلام و هذا مقيد بأنها تأتي بأمر حسن و أن ظاهرها ليس فيه ما يكره الرائي أو يقلقه لأنها لو كانت فيها مثل هذا كانت حلم من الشيطان و ليست رؤيا و الدليل على هذا الحديث الصحيح
"إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها فإنما هي من الله فليحمد الله عليها وليحدث بها وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان"
و هذا يرجح تفسير " إذا اقترب الزمان" بأنه زمن المهدي أو زمن نزول عيسى عليه السلام, أورد ذلك بن حجر في شرح الحديث فقال:
"وقيل إن المراد بالزمان المذكور زمان المهدي عند بسط العدل وكثرة الأمن وبسط الخير والرزق"
وقال القرطبي في " المفهم ": والمراد والله أعلم بآخر الزمان المذكور في هذا الحديث زمان الطائفة الباقية مع عيسى بن مريم
(فتح الباري بشرح صحيح البخاري - كتاب: التعبير - باب: القيد في المنام)
و أما معناها فقد يكون على حقيقتها كما جاءت في المنام و قد تصح بتأويل و درجة تأويلها تختلف حسب وضوحها فيكون هذا هو المراد بأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا فيكون الصدق هنا عائد على وضوح الرؤيا للتعبير.
قد يعقب السائل: هذا معناه أنه لم يكن في رؤيا الأنبياء الصادقة مايزعج أو ينذر بمكروه فكيف ذلك و خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام رأى أنه يذبح ولده إسماعيل فهذا بالطبع شئ لا يحب أحد أن يفعله لإبنه , و كذلك رؤيا النبي صلى الله عليه و سلم في نحر البقر فأول البقر على من قُتِلَ من الصحابة يوم أحد. أيضا جاء في الحديث الصحيح - مدرجا من كلام بن سيرين أو أبي هريرة - "وكان يعجبهم القيد ويقال القيد ثبات في الدين" و القيد شئ يكرهه في الغالب الشخص في يقظته فهذا معناه أن الرؤيا و إن كان ظاهرها شئ لا يستحسنه الرائي إلا أنها قد تكون رؤيا صالحة منبأة بخير.
و الجواب:
- أما رؤيا إبراهيم عليه السلام فكانت رؤيا أمر و ليست رؤيا إخبار و هذا معروف عند أهل العلم فرؤيا الأمر هي من التشريع يأتي فيها أمر من الله تعالى و لذلك كان جواب ولده إسماعيل عليه السلام "قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ" (سورة: الصافات آية:102) و هذا لا يكون إلا للأنبياء و الرسل فهذا النوع من الرؤيا و هذا الجزء من أجزاء النبوة قد ذهب بوفاة خاتم الأنبياء و المرسلين. و أما الجزء الباقي في هذه الأمة فهو رؤيا الإخبار و البشارة و هذا يدل على مبدأ هام أيضا لا يعلم فيه خلافا بين أهل العلم و هو أنه:
لا يجوز أخذ تشريع من الرؤيا حتى و لو كانت صادقة.
و سيأتي تفصيل أكثر لهذا في الجزء الثالث من هذا البحث و هو تعبير الرؤيا.
- و أما رؤيا النبي فهذا نص الحديث عند البخاري:
عَنْ أَبِي مُوسَى أُرَاهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال
(يُتْبَعُ)
(/)
"رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أُهَاجِرُ مِنْ مَكَّةَ إِلَى أَرْضٍ بِهَا نَخْلٌ فَذَهَبَ وَهَلِي إِلَى أَنَّهَا الْيَمَامَةُ أَوْ هَجَرٌ فَإِذَا هِيَ الْمَدِينَةُ يَثْرِبُ وَرَأَيْتُ فِيهَا بَقَرًا وَاللَّهِ خَيْرٌ فَإِذَا هُمْ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ أُحُدٍ وَإِذَا الْخَيْرُ مَا جَاءَ اللَّهُ مِنْ الْخَيْرِ وَثَوَابِ الصِّدْقِ الَّذِي آتَانَا اللَّهُ بِهِ بَعْدَ يَوْمِ بَدْرٍ"
واضح من متون الحديث أن النبي صلى الله عليه و سلم وجد في هذه الرؤيا خيرا يسره و الدليل قوله بعد ذكر البقر "وَاللَّهِ خَيْرٌ" , و جاء في رواية في مسند أحمد عن بن عباس " وَرَأَيْتُ بَقَرًا تُذْبَحُ فَبَقَرٌ وَاللَّهِ خَيْرٌ" و في رواية بن إسحاق "وَإِنِّي رَأَيْت وَاَللَّه خَيْرًا , رَأَيْت بَقَرًا" و أما الرواية التي جاء فيها "تَأَوَّلْت الْبَقَرَ الَّتِي رَأَيْت بَقْرًا يَكُون فِينَا" فهذه رواية مرسلة فلم تأتي هذه الزيادة "بَقْرًا يَكُون فِينَا" في الروايات الصحيحة.
- و أما بخصوص الرؤى التي تأويلها عكس ظاهرها كالقيد يفسر بالثبات في الدين و كما يقال الضحك يفسر بالحزن و البكاء بالفرحة و ما شابه ذلك فإننا إذا فرضنا أن شخصا لا يعلم أن تأويل البكاء هو الفرحة - هذا على افتراض أن تأويلها كذلك - و رأى في المنام أنه يبكي فلما استيقظ كره ذلك فعمل بما جاء في الحديث الصحيح "وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان فليستعذ من شرها ولا يذكرها لأحد" فاستعاذ من شرها ولم يذكرها ظنا منه أنها من الشيطان و حتى لما يتحقق تأويلها و يرزق بفرحة في حياته فلن يعلم إذن أن هذه الفرحة هي تأويل رؤياه , إذن رؤياه هذه لم يكن لها معنى و بالتالي هل يجوز القول أن شخصا يرزق برؤيا صادقة ثم تنسب إلي الشيطان ثم عندما تتحقق لا يدرك ذلك؟ لا يبدوا هذا جائزا أن يقال , إذن الذي يجب أن يقال هو:
أن الرؤى التي تأول بضدها لا تأتي إلا لمن يعلم تأويلها.
و إلا فإنها تأتي بصورة أخرى يعلم منها الرائي جملة على الأقل إن كانت سارة أو مكروهة , فالثبات في الدين مثلا ليس بالضرورة أن يأتي في صورة قيد إن كان الرائي لا يدري أن القيد ثبات في الدين بل يراه شيئا مكروها لكنه يمكن أن يأتى في صور أخرى كثيرة و هكذا بالنسبة لكل رؤيا تؤل بنقيضها , و الله تعالى أعلم.
المبحث الثاني: الرؤيا الصادقة التي فيها مكروه يتحقق هل هي من الله أم من الشيطان؟
علمنا أن الرؤيا الصالحة هي التي تحمل بشارة للرائي و علمنا أنها أيضا صادقة من جهة أنها رؤيا صحيحة من الله و ليست حلما من الشيطان أو أضغاث أحلام فيمكن أن نطلق عليها الرؤيا الصادقة الصالحة أو بعبارة أخرى الرؤيا الصادقة التي فيها بشارة.
لكن ماذا عن الرؤيا الصادقة التي فيها مكروه يتحقق؟
بالعودة إلى حديث:
"إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها فإنما هي من الله فليحمد الله عليها وليحدث بها وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان فليستعذ من شرها ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره"
فإن قلنا أنها من الله فكيف و الحديث يقول أن الرؤيا التي يكرهها الرائي تكون من الشيطان؟ و إن قلنا هي من الشيطان فكيف إذن تكون صادقة و تتحقق؟ و هل يمكن أن يصدق و يتحقق حلم من الشيطان؟
بعض من أقوال المفسرين في هذا الحديث:
استثنى الداودي من عموم قوله " إذا رأى ما يكره " ما يكون في الرؤيا الصادقة لكونها قد تقع إنذارا كما تقع تبشيرا وفي الإنذار نوع ما يكرهه الرائي فلا يشرع إذا عرف أنها صادقة ما ذكره من الاستعاذة ونحوها.
قال القاضي عياض: يحتمل قوله الرؤيا الحسنة والصالحة أن يرجع إلى حسن ظاهرها أو صدقها , كما أن قوله الرؤيا المكروهة أو السوء يحتمل سوء الظاهر أو سوء التأويل.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن حجر: قوله في حديث أبي سعيد (وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان) ظاهر الحصر أن الرؤيا الصالحة لا تشتمل على شيء مما يكرهه الرائي , ويؤيده مقابلة رؤيا البشرى بالحلم وإضافة الحلم إلى الشيطان , وعلى هذا ففي قول أهل التعبير ومن تبعهم إن الرؤيا الصادقة قد تكون بشرى وقد تكون إنذارا نظر , لأن الإنذار غالبا يكون فيما يكره الرائي , ويمكن الجمع بأن الإنذار لا يستلزم وقوع المكروه كما تقدم تقريره , وبأن المراد بما يكره ما هو أعم من ظاهر الرؤيا ومما تعبر به.
قال القرطبي في " المفهم " ظاهر الخبر أن هذا النوع من الرؤيا يعني ما كان فيه تهويل أو تخويف أو تحزين هو المأمور بالاستعاذة منه لأنه من تخيلات الشيطان , فإذا استعاذ الرائي منه صادقا في التجائه إلى الله وفعل ما أمر به من التفل والتحول والصلاة أذهب الله عنه ما به وما يخافه من مكروه ذلك ولم يصبه منه شيء.
(فتح الباري بشرح صحيح البخاري - كتاب: التعبير- باب: الرؤيا من الله)
و الآن تعليق على الأقوال السابقة:
أما إستثناء الداودي من عموم قوله " إذا رأى ما يكره " ما يكون في الرؤيا الصادقة فهو يستثني حالة خاصة من المعنى العام و لكن هذا يستلزم معرفة كل منهما بوضوح حتى يمكن إستثناء الخاص من المعنى العام فالعام هنا هو "ما يكرهه الرائي" و الخاص هو "أن تكون الرؤيا صادقة" , ففي هذه الحالة كيف يمكن التأكد من أن الرؤيا صادقة حتى تستثنى من عموم المكروه؟ فالداودي نفسه قال في تفسيره "إذا عرف أنها صادقة" فيكون التعقيب على تفسيره: و كيف يعرف أنها صادقة و ليست من الشيطان؟
فالمفروض أن ظاهر الرؤيا هو الذي يحدد مدى صدقها و ليس العكس.
قول القاضي عياض "يحتمل قوله الرؤيا الحسنة والصالحة أن يرجع إلى حسن ظاهرها أو صدقها , كما أن قوله الرؤيا المكروهة أو السوء يحتمل سوء الظاهر أو سوء التأويل" أقول: المفهوم من الحديث أن المقصود حسن أو سوء ظاهرها و ليس تأويلها و إلا للزم أن هذا الحديث المخاطب به فقط هم المعبرون الذين يمكنهم معرفة التأويل و ليس كذلك فالحديث موجه لعموم المسلمين.
و أما قول ابن حجر في الشق الأول من حديثه "وعلى هذا ففي قول أهل التعبير ومن تبعهم إن الرؤيا الصادقة قد تكون بشرى وقد تكون إنذارا نظر , لأن الإنذار غالبا يكون فيما يكره الرائي" قلت: هذا على فرض أن رؤيا الإنذار تأتي في صورة مكروهة للرائي , و لكن ما المانع أن تأتي في صورة لا بأس بها و مع ذلك يكون تأويلها فيه مكروه. أما في جمعه بين الأمرين بقوله "المراد بما يكره ما هو أعم من ظاهر الرؤيا ومما تعبر به" فهذا القول فيه غموض لم أقف على مقصده , إن لم يكن سوء الرؤيا في ظاهرها ولا في تأويلها ففي ماذا إذن؟ و ماذا سيكون "الأعم" الذي أشار إليه.
قول القرطبي هنا أجد أنه الأقرب للفهم و الأكثر إتفاقا مع لفظ الحديث و هو "أن هذا النوع من الرؤيا يعني ما كان فيه تهويل أو تخويف أو تحزين هو المأمور بالاستعاذة منه لأنه من تخيلات الشيطان".
نستخلص من ذلك أن كل ما اشتمل في ظاهر الرؤيا على ما يكرهه الرائي من ضيق أو حزن أو قلق أو فزع و ما إليه فهي ليست رؤيا صادقة و إنما حلم من الشيطان.
أما الرؤيا الصادقة التي تأويلها مكروه فلابد أن تأتي في ظاهرها بشكل لا يكرهه الرائي فلا يضيق ولا يحزن ولا يخاف و إنما يرى أمرا إما خيرا أو ليس بسار ولا بمكروه في ذاته و لكن بين هذا و ذاك و من ثم يمكن أن يعبره أو يعرف تعبيره فيما بعد و يعرف إن كانت تبشر بخير أو تنذر بمكروه , و الله تعالى أعلم.
يجب أيضا التنويه على أمر هنا و هو أن الأحلام التي من تخيلات الشيطانفليس ما ورد في الحديث منالإستعاذة منها و عدم ذكرها لأحد هو مخافة أن تقع إذا عبرت كما يظن البعض فهي ليست رؤيا صادقة و لن تقع سواء حدث بها صاحبها أو لم يحدث.
و إنما الإستعاذة هي من الشيطان و كيده و ما يريده من تحزين الإنسان و جعل الحلم سببا لإدخال القلق عليه و عدم ذكرها لأحد هو لأن الأصل في الرؤيا أنها من الله و أن الإخبار عنها إخبار عن أمر من الله فلا يجوز أن ينسب إلى الله ما كان من تلاعب الشيطان و ليس لأن الإخبار عنها سيجعلها تتحقق و الأدلة على ذلك كثيرة منها:
- ما رواه مسلم في صحيحه عن جابر قال
(يُتْبَعُ)
(/)
"جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله رأيت في المنام كأن رأسي ضرب فتدحرج فاشتددت على أثره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للأعرابي لا تحدث الناس بتلعب الشيطان بك في منامك" وقال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم بعد يخطب فقال لا يحدثن أحدكم بتلعب الشيطان به في منامه.
إذن فتسميته لهذا الحلم تلعب دليلا أنها ليس فيها حق يخشى وقوعه.
- ما رواه مسلم أيضا في صحيحه عن أبي قتادة
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال "الرؤيا الصالحة من الله والرؤيا السوء من الشيطان فمن رأى رؤيا فكره منها شيئا فلينفث عن يساره وليتعوذ بالله من الشيطان لا تضره ولا يخبر بها أحدا فإن رأى رؤيا حسنة فليبشر ولا يخبر إلا من يحب".
فقال "ولا يخبر بها أحدا" بعد ما ذكر أنها لا تضره فعدم الضرر متقدم في الذكر عن عدم الإخبار بها إذن فهو ليس مترتبا عليه.
- قول أبو سلمة الذي رواه مالك في الموطأ بعد أن سمع هذا الحديث
"إن كنت لأرى الرؤيا هي أثقل علي من الجبل فلما سمعت هذا الحديث فما كنت أباليها"
ففيه أن الرؤيا في ذاتها هي التي كانت تثقل عليه مما يكدره و يقلقه و ليس أنها كانت تتحقق و هذا واضح في كلامه.
المبحث الثالث: تعبير الرؤيا
هناك أربعة فصول في هذا المبحث
الفصل الأول: تعبير الرؤيا أغلبه علم أم إلهام
الفصل الثاني: مدى صحة القول بأن الرؤيا تقع على ما تعبر به و أنها لأول عابر
الفصل الثالث: هل يصح أن يبنى على الرؤيا أمر من أمور الدين أو الدنيا
الفصل الرابع: رؤيا النبي صلى الله عليه و سلم
الفصل الأول: تعبير الرؤيا أغلبه علم أم إلهام
يقول أهل التعبير و بعض الفقهاء أن الرؤيا علم مختص بذاته كباقي علوم الشريعة من الفقه و علم الحديث و يطلقون على هذا "فقه الرؤيا" و أنه يستحب المعرفة به و يستحب لمن يرى رؤيا أن يسعى لتأويلها و من أهم أدلتهم على ذلك:
- ما رواه البخاري في صحيحه و أحمد في مسنده و غيرهما عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يكثر أن يقول لأصحابه
"هل رأى أحد منكم من رؤيا"
قال فيقص عليه من شاء الله أن يقص.
هذا صحيح عن النبي صلى الله عليه و سلم لكن ليس فيه أنه أمر أو حث غيره على تعلم التأويل ولا سؤال غيره عن تعبير الرؤيا فلم يرد أى حديث أو خبر عنه بذلك فيما أعلم , كذلك لم يرد حديث عن تعليم النبي صلى الله عليه و سلم أمته التأويل و معاني الرموز في الأحلام كما علم أمته الوضوء و الغسل و الصلاة و الصيام و مناسك الحج و الأذكار و الأدعية و السنة في الطعام و الشراب و دخول الخلاء و و سائر الأحكام اللهم إلا الحديث الذي أورده ابن ماجه في سننه عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اعتبروها بأسمائها وكنوها بكناها والرؤيا لأول عابر" و قد تعقب الحديث السندي في شرحه قال:
وفي الزوائد في إسناده يزيد بن أبان الرقاشي وهو ضعيف.
هذا الحديث ضعيف و فيه أكثر من علة في سنده و سيأتي تفصيل ذلك في الفصل التالي.
قد يقال السنة ما جاء عن النبي صلى الله عليه و سلم قولا منه أو عملا أو تقريرا و كما نقتدي به في
الوضوء و الصلاة كذا نأول الرؤيا كما كان يؤلها.
تعقيبا على ذلك أقول:
هذه السنن تؤخذ إما كما هي أو بالإستنباط و في كلا الحالتين هناك أصل ثابت و واضح يمكن الرجوع إليه و هذا لا ينطبق على الرؤيا لأن ليس كل ما يؤله صلى الله عليه و سلم لشخص يصلح لآخر بل ليس كل تأويل لشخص يصلح لنفس الشخص فى رؤيا أخرى فإذا كان الإعتبار للرمز فالرمز تأويله يختلف من رؤيا لأخرى , فالبقر مثلا أوله يوسف عليه السلام في رؤيا ملك مصر بالسنين بينما كان تأويله فى رؤيا النبي صلى الله عليه و سلم المؤمنين يوم أحد , فأي حكم في تعبير الرؤيا يؤخذ من تأويل النبي صلى الله سيكون ظني
و العلم لا يبنى على ظنون بل يبنى على حقائق ثابتة يمكن الرجوع إليها و الإستشهاد بها.
من الدلائل أيضا على أن التأويل ليس كمثل باقي العلوم الشرعية التي يجب التفقه فيها ما أخرجه الشيخان في صحيحهما - و اللفظ للبخاري - عن بن عباس رضي الله عنهما كان يحدث
(يُتْبَعُ)
(/)
أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إني رأيت الليلة في المنام ظلة تنطف السمن والعسل فأرى الناس يتكففون منها فالمستكثر والمستقل وإذا سبب واصل من الأرض إلى السماء فأراك أخذت به فعلوت ثم أخذ به رجل آخر فعلا به ثم أخذ به رجل آخر فعلا به ثم أخذ به رجل آخر فانقطع ثم وصل فقال أبو بكر يا رسول الله بأبي أنت والله لتدعني فأعبرها فقال النبي صلى الله عليه وسلم اعبرها قال أما الظلة فالإسلام وأما الذي ينطف من العسل والسمن فالقرآن حلاوته تنطف فالمستكثر من القرآن والمستقل وأما السبب الواصل من السماء إلى الأرض فالحق الذي أنت عليه تأخذ به فيعليك الله ثم يأخذ به رجل من بعدك فيعلو به ثم يأخذ به رجل آخر فيعلو به ثم يأخذه رجل آخر فينقطع به ثم يوصل له فيعلو به فأخبرني يا رسول الله بأبي أنت أصبت أم أخطأت قال النبي صلى الله عليه وسلم أصبت بعضا وأخطأت بعضا قال فوالله يا رسول الله لتحدثني بالذي أخطأت قال لا تقسم.
نستخلص من الحديث أمرين:
الأول: أن أبا بكر رضي الله عنه و أرضاه على علو قدره و سمو علمه و هو صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم و خليفته قد أخطأ في تأويل بعض الرؤيا , فالخطأ في غيره بالطبع أولى و أقصد هنا كثرة الخطأ في غيره لأن الخطأ في ذاته وارد في أي علم.
الثاني: أن أبا بكر رضي الله عنه و أرضاه عندما أقسم على النبي صلى الله عليه و سلم أن يبين له خطأه لم يجبه النيي لذلك و قال "لا تقسم" , فلو كان من العلم الشرعي لما كتم النبي عنه الإجابة , فكما هو معروف في الأصول لا ينبغي تأخير البيان عن وقت الحاجة.
من الأمور التي تجدر الإشارة إليها هنا كتاب تفسير الأحلام المنسوب لابن سيرين و المنتشر بين كثير من الناس والصحيح ان هذا الكتاب المتداول ليس من تأليف ابن سيرين
فمع كثرة ثناء العلماء على ابن سيرين وفي تراجمهم له لم يذكر أحد منهم قط انه ألف كتابا لتفسير الاحلام هذا بالإضافة إلى أن بن سيرين وبرغم معرفته بالكتابة فإنه لم يكتب بنفسه بل كتب عنه تلامذته. وقد تكلم عن ذلك مشهور حسن سلمان في كتابه " كتب حذر منها العلماء " وكذلك كتاب آخر بعنوان " منتخب الكلام في تفسير الأحلام "، وخلُص إلى عدم صحة نسبة الكتاب إلى ابن سيرين. والصحيح ان هذا الكتاب هو للعالم الفقيه الشافعي عبد الملك بن محمد الخركوشي النيسابوري المعروف بأبي سعد الواعظ، المتوفى سنة 407 هـ , و قيل أن الوحيد الذي نسب الكتاب لابن سيرين هو ابن النديم صاحب كتاب فهرست و خالفه جماعة العلماء في ذلك فالقول الذي عليه أهل العلم أن هذا الكتاب ليس لابن سيرين و لم يؤلف ابن سيرين أي كتاب في تفسير الأحلام و روى عنه أنه كان يسأل عن مائة رؤيا فلا يجيب إلا أن يقول لصاحبها "إتق الله في اليقظة لا يضرك ما رأيت في منامك".
لا شك أن للرؤى الصادقة تأويل و لكن التأويل في الغالب من بواطن الأمور و يحتاج إلى إلهام أكثر من مجرد العلم بالرموز ,و أما إدراك تأويلها فيتم عندما تتحقق هذا إن كانت الرؤيا صادقة و ليست من أضغاث الأحلام التي لا تأويل لها.
الفصل الثاني: مدى صحة القول بأن الرؤيا تقع على ما تعبر به و أنها لأول عابر
وردت أربعة أحاديث في وقوع الرؤيا على ما تعبر به
الحديث الأول:
عن يعلى بن عطاء عن وكيع بن عدس عن عمه أبي رزين قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر فإذا عبرت وقعت قال والرؤيا جزء من ستة وأربعين جزءا
من النبوة قال وأحسبه قال لا يقصها إلا على واد أو ذي رأي"
رواه الخمسة إلا النسائي و اللفظ لأحمد.
تعقيب:
هذا الحديث ضعيف سندا و متنا
أما من جهة السند:
فقد إنفرد به وكيع بن عدس عن عمه أبي رزين العقيلى و انفرد به عنه يعلى بن عطاء.
يعلى بن عطاء ثقة
لكن وكيع بن عدس (و يقال أيضا وكيع بن حدس) و كنيته أبو مصعب العقيلي مجهول.
قال عنه الإمام الذهبي: وكيع بن عدس عن عمه لا يُعرف، تفرد عنه يعلى بن عطاء
(الميزان للحافظ الذهبي - باب: وكيع)
قال عنه بن قطيبة: مجهول
قال عنه بن القطان: مجهول
(تهذيب التهذيب للحافظ بن حجر - باب: وكيع)
قال الحافظ بن حجر في تقريب التهذيب: مقبول من الرابعة
(يُتْبَعُ)
(/)
و معنى "مقبول" عند ابن حجر أنه يقبل فقط كمتابعة على حديث صحيح أما عدا ذلك فغير مقبول , كما نص عليه في مقدمة الكتاب.
ابن حبان هو الوحيد الذى ذكره في الثقات - و يعرف عن ابن حبان التساهل في إستخدام عبارات التوثيق.
بالإضافة لذلك فقد روى وكيع بن عدس عن عمه أحاديث منكرة ضعفها كثير من أئمة الحديث منها:
ما أخرجه أحمد و الترمذي و ابن ماجه و اللفظ لأحمد
عن حماد بن سلمة قال أخبرني يعلى بن عطاء عن وكيع بن حدس عن عمه أبي رزين العقيلي أنه قال
يا رسول الله أين كان ربنا عز وجل قبل أن يخلق السموات والأرض قال
"في عماء ما فوقه هواء وتحته هواء ثم خلق عرشه على الماء"
و قد حير الحديث من أراد تفسيره فقال البعض العماء هو السحاب و أن لفظ "ما فوقه هواء" تعود على السحاب
قلت: و كيف يكون هناك سحاب قبل خلق السموات و الأرض؟ و إن وجد فيكون في الحديث تجسيم لله أنه في سحاب و هو لا يجوز قوله.
و قال البعض: العماء يعني ليس معه شئ
قلت: في هذه الحالة على من يعود لفظ "ما فوقه هواء"؟
كذلك أسلوب الحديث فيه من السجع ما لا نعهده في أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم.
فوكيع بن عدس مجهول و أحاديثه فيها نكارة.
أما من جهة المتن:
قول "الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر فإذا عبرت وقعت"
المفهوم منه أنها إذا لم تعبر لا تقع و هذا بالطبع مخالف للواقع فالأخبار و الروايات كثيرة عن تحقق الرؤى بدون تعبير و من أمثلة ذلك:
- رؤيا عثمان بن عفان قال: إني رأيت رسول الله في المنام وأبا بكر وعمر وإنهم قالوا لي: «اصبر فإنك تفطر عندنا القابلة» رواه أحمد في مسند عثمان بن عفان رضي الله عنه.
فقتل في ذلك اليوم رحمه الله و رضي عنه , فوقعت بدون تأويل.
- رؤيا عمر بن الخطاب في الآذان
قد يقال:
رؤيا عثمان بن عفان و عمر بن الخطاب أولها كل منهما لنفسه فوقعت كما أولاها.
أجيب:
هذا لا يكون تعبيرا لكنه تأويل في الذهن فقط و التعبير لغة لابد أن يكون شفهيا
قد يقال أيضا و من يدري لعل كل منهما عبرها لأهله و لم يبلغنا ذلك؟
أجيب:
رواية عمر بن الخطاب واضح فيها أنه ذهب للنبي صلى الله عليه و سلم ليقصها عليه و يعبرها له النبي صلى الله عليه و سلم لأنه و هو فيهم كان الصحابة يسألونه عن رؤياهم.
ثم أنه في زماننا يرى البعض رؤيا ولا يسئل عنها ثم يجدهها تحققت بدون تعبير.
إذن فحديث "الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر فإذا عبرت وقعت" لا يصح سندا ولا متنا.
الحديث الثاني:
ما رواه ابن ماجه في سننه قال حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا أبي حدثنا الأعمش عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" اعتبروها بأسمائها وكنوها بكناها والرؤيا لأول عابر"
تعقيب:
هذا الحديث أيضا ضعيف فقد تفرد به يزيد بن أبان الرقاشي و هو ضعيف قدري.
و فيما يلي بعض من أقوال أهل الحديث في تضعيفه كما أوردها الحافظ بن حجر في "تهذيب التهذيب":
- يحيى بن سعيد: كان لا يحدث عنه
- وقال البخاري: تكلم فيه شعبة
- وقال إسحاق بن راهويه عن النضر بن شميل: قال شعبة لأن أقطع الطريق أحب إلى من أن أروى عن يزيد
- وقال أبو داود عن أحمد: لا يكتب حديث يزيد قلت فلم ترك حديثه لهوى كان فيه قال لا ولكن كان منكر الحديث وكان شعبة يحمل عليه وكان قاصا
- وقال بن أبي خيثمة عن بن معين: رجل صالح وليس حديثه بشيء
- وقال معاوية بن صالح والدوري عن بن معين: ضعيف
- وكذا قال الدارقطني والبرقاني
- قال الآجري عن أبي داود: رجل صالح سمعت يحيى يقول رجل صدق
- قال يعقوب بن سفيان: فيه ضعف
- وقال النسائي: متروك الحديث
(تهذيب التهذيب للحافظ بن حجر - باب: يزيد)
كما أن الأعمش الذي روى عن يزيد الرقاشي هذا الحديث معروف بالتدليس يؤخذ منه الحديث فقط عندما يصرح بالتحديث (أي عندما يقول حدثنا فلان أو أخبرنا فلان) أما عندما يروي بلفظ (عن فلان) فيكون في حديثه شبهة تدليس.
الحديث الثالث:
أخرج الحاكم في مستدركه من طريق يحيى بن جعفر البخاري عن عبدالرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة – عبدالله بن زيد الجرمي – عن أنس قال قال رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم
(يُتْبَعُ)
(/)
"إن الرؤيا تقع على ما تعبر، ومثل ذلك مثل رجل رفع رجله فهو ينتظر متى يضعها، فإذا رأى أحدكم رؤيا فلا يحدث بها إلا ناصحاً أو عالما"ً صححه الألباني.
تعقيب:
هذا الحديث ضعيف و مردود سندا و متنا
أما من جهة السند:
فالحديث الأصل فيه أنه مرسل و وهم من ذكر أنس بن مالك في سنده و الدليل أن الحاكم رواه من طريق عبد الرزاق و عبد الرزاق في مصنفه رواه مرسلا , و هذا هو سند عبد الرزاق:
أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: فذكر الحديث. (مصنف عبد الرزاق: جزء 11 – صفحة 212).
إذن ليس فيه ذكر أنس إذن هو مرسل فأبو قلابة من التابعين و ليس من الصحابة فلم يسمع من النبي صلى الله عليه و سلم.
و المرسل ضعيف ولا يحتج به عند عامة أهل الحديث إلا إذا كان الذى روى الحديث مرسلا يعرف عنه أنه لا يأخذ إلا من الثقات أمثال سعيد بن المسيب و محمد بن سيرين فهؤلاء بعض أهل الحديث يصححون مراسيلهم لأنهم لا يأخذون إلا عن الثقات و أما الذي أرسل هذا الحديث هو أبو قلابة و معروف عند المحدثين أن أبا قلابة يأخذ أحاديثه من الكل لا يختار الثقات فقط لذا فمراسيله لا يؤخذ بها.
قال الشيخ العلامة عبد الله بن محمد بن عبد البر في كتابه (التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد):
فمراسيل سعيد بن المسيب، ومحمد بن سيرين، وإبراهيم النخعي عندهم صحاح، وقالوا:
مراسيل عطاء والحسن لا يحتج بها لأنهما كانا يأخذان عن كل أحد وكذلك مراسيل أبي قلابة وأبي العالية. إنتهى كلامه.
أما من جهة المتن:
أولا: الحديث الصحيح الذي سلف ذكره عندما عبر أبوبكر الصديق رؤيا فقال له النبي صلى الله عليه و سلم
أصبت بعضا و أخطأت بعض""
فالمفهوم بذلك أن لها معنى واحد يصيب في فهمه المعبر أو يخطئ.
ثانيا: أن الرؤيا ليست دائما تنبئ بالمستقبل حتى يقال إنها تقع على ما تعبر بل أحيانا تكون إخبار للرائي بحاضره أو بحاله و هناك أحاديث صحيحة في ذلك منها:
- رؤيا عبد الله بن عمر التي وردت في البخاري التي رأى فيها ملكان و قالا له "نعم الرجل أنت لو كنت تكثر الصلاة"
فقال نافع فلم يزل بعد ذلك يكثر الصلاة.
فهنا لا يقال أنها تقع حسب قول المعبر لأنها تخبر بحال قائم بالفعل قبل أن يسأل الرائي المعبر.
- ما جاء في الحديث الصحيح مدرجا أن القيد ثبات في الدين
فهذا مثال آخر أن الرؤيا قد تنبئ بشئ حاصل في الحاضر أو في الماضي للرائي فهل يقال أن المعبر يمكن أن يغير ما هو حاصل أو يغير الماضي بتعبيره.
الحديث الرابع:
ما رواه الدارمي في سننه قال أخبرنا عبيد بن يعيش حدثنا يونس هو بن بكير أخبرنا بن إسحق عن محمد بن عمرو بن عطاء عن سليمان بن يسار عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت:
"كانت امرأة من أهل المدينة لها زوج تاجر يختلف فكانت ترى رؤيا كلما غاب عنها زوجها وقلما يغيب إلا تركها حاملا فتأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فتقول إن زوجي خرج تاجرا فتركني حاملا فرأيت فيما يرى النائم أن سارية بيتي انكسرت وأني ولدت غلاما أعور فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير يرجع زوجك عليك إن شاء الله تعالى صالحا وتلدين غلاما برا فكانت تراها مرتين أو ثلاثا كل ذلك تأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول ذلك لها فيرجع زوجها وتلد غلاما فجاءت يوما كما كانت تأتيه ورسول الله صلى الله عليه وسلم غائب وقد رأت تلك الرؤيا فقلت لها عم تسألين رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أمة الله فقالت رؤيا كنت أراها فآتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسأله عنها فيقول خيرا فيكون كما قال فقلت فأخبريني ما هي قالت حتى يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعرضها عليه كما كنت أعرض فوالله ما تركتها حتى أخبرتني فقلت والله لئن صدقت رؤياك ليموتن زوجك وتلدين غلاما فاجرا فقعدت تبكي وقالت ما لي حين عرضت عليك رؤياي فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تبكي فقال لها ما لها يا عائشة فأخبرته الخبر وما تأولت لها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مه يا عائشة إذا عبرتم للمسلم الرؤيا فاعبروها على الخير فإن الرؤيا تكون على ما يعبرها صاحبها فمات والله زوجها ولا أراها إلا ولدت غلاما فاجرا"
تعقيب:
سندا:
(يُتْبَعُ)
(/)
الحديث ضعيف فيه محمد بن إسحاق و هو كثير التدليس و ممن قال أنه يدلس الإمام أحمد بن حنبل فلا يؤخذ بحديثه إذا عنعن و لم يصرح بالتحديث.
كذلك من روى عنه و هو يونس بن بكير ضعفه بعض أئمة الحديث منهم النسائي قال ليس بالقوي وقال مرة ضعيف.
قال علي بن المديني كتبت عنه وليس أحدث عنه.
وروى أبو عبيد عن أبي داود قال ليس هو عندي حجة يأخذ كلام بن إسحاق فيوصله بالأحاديث.
(سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي)
متنا:
كيف أن المرأة تقول للسيدة عائشة "رؤيا كنت أراها فآتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسأله عنها فيقول خيرا فيكون كما قال"
ثم السيدة عائشة تخالف تأويل رسول الله صلى الله عليه و سلم و تأولها بالشر مع أنها نفس المرأة و نفس الرؤيا.
فليس في أحاديث هذا الباب ما يصح مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه و سلم.
فإن قيل: هذه الأحاديث و إن كانت ضعيفة فهي تقوي بعضها بعضا.
أجيب: هذا لو لم تكن مخالفة للأحاديث الصحيحة و لا تخالف ما هو مشاهد و معروف في الواقع , فهناك حتى في هذا الزمان من يرى رؤيا و تتحقق بدون أن يعبرها له معبر , إذن فهذه الأحاديث الضعيفة لا تنجبر.
قال الإمام بن الجوزي:
إذا رأيتَ الحديث يباين المعقول أو يخالف المنقول أو يناقض الأصول، فاعلم أنه موضوع.
(تدريب الراوي للسيوطي جزء 1 – صفحة 274)
فالصحيح أن الرؤيا إن كانت صادقة فإنها واقعة بأمر قضاه الله و كتب في اللوح المحفوظ و كما جاء في الروايات يأتي به ملك الرؤيا للرائي في منامه إما على حقيقته أو بأمثلة , و المعبر بعد ذلك يحاول فهمها ثم يصيب أو يخطأ في تأويلها و ربما أصاب بعضا و أخطأ بعض , و ليس المعبر هو الذي يوقع الأقدار.
ولا يرد القضاء إلا دعاء.
الفصل الثالث: هل يصح أن يبنى على الرؤيا أمر من أمور الدين أو الدنيا
كما بينا سابقا فإن هناك اتفاق بين أهل العلم على أنه
لا يجوز أخذ تشريع من الرؤيا.
و ذلك يشمل أيضا رؤيا النبي صلى الله عليه و سلم فلو رأى أحد في منامه أن النبي صلى الله عليه و سلم أمره بشئ مخالف للشرع فلا يجوز له أن يفعله , و كما ذكرنا أن رؤيا التشريع إنما كانت فقط للأنبياء و المرسلين أما جزء النبوة الباقي في هذه الأمة فهي المبشرات فقط و هي تخبر و تؤنس الرائي ولا تأتيه بتشريع جديد أو مخالف للشرع.
و ذكر بعض العلماء أسبابا أخرى
- أن الدين إكتمل بقوله تعالى "اليوم أكملت لكم دينكم"
- أن القلم رفع عن النائم فمن رفع عنه القلم لا يأتيه أمر أو نهي
- أن النائم مهما كانت رؤياه واضحة ليس في حالة ضبط تمكنه من حفظ و استيعاب ما يسمعه في منامه
هذا في أمور الدين , فما الحال بالنسبة لأمور الدنيا؟
هل يصح الإعتماد على الرؤيا في أمور الدنيا؟ هل يصح أن يترتب على الرؤيا المضي في أمر أو الإحجام عنه أو الحكم على أمر أو الحكم على شخص؟
- بداية لابد من التأكيد على أمر هنا و هو أنه
لا يمكن التأكد من أن الرؤيا صادقة إلا إذا تحققت
فكثير من الرؤى تكون من حديث النفس و ليست حقيقية , كما أن الشيطان له مدخل كبير في المنامات - كما قال الشيخ مشهور حسن سلمان في فتوى له - و يؤثر فيما يرى النائم أحيانا من تلاعب و تخيلات كما أن للنفس دور أكبر في الرؤى فقد قال بعض أهل العلم أن أكثر أحلام الناس هي من حديث النفس.
فالشيطان يمكن أن يأتي للنائم بأحلام ليحثه فيها على سوء أو ليصرفه فيها عنخير, كما أن إستحسان النفس لشئ أو تخوفها منه قد يظهر في صورة حلم للنائم و بالتالي:
لا يصح الترتيب على المنامات في أمور الدنيا.
و تجدر الإشارة في هذا المقام إلى صلاة الإستخارة و مدى صحة إرتباطها بالرؤيا؟ هل الرؤيا بعد الإستخارة دليلا يؤخذ به في تحديد ما هو خير أو شر للإنسان؟
هناك قول سائد بين كثير من الناس أن الإستخارة تجاب عندما يتبعها رؤيا في المنام تكون فيها الإجابة.
و هذا لم أجد له دليلا لا من حديث ولا من أثر عن الصحابة.
و وجدت أن كثير من أهل العلم و الفتوى قالوا أن هذا الإعتقاد لا أصل له ولا يوجد رابط
بين الإستخارة و الرؤيا
- قال الشيخ مشهور حسن سلمان في فتوى له: ولا يوجد صلة بين صلاة الاستخارة وبين الرؤيا.
و لو تمعنا أكثر في حديث الإستخاره سنجد دليلا على أن الرؤيا ليست إجابة للمستخير فدعاء الإستخارة في الحديث جاء فيه
"اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال عاجل أمري وآجله فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال في عاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه"
فالدعاء صريح في أنه يقول "فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه" و لم يقل "و بينه لي" و هناك فرق
فلو كانت الرؤيا تصلح إستجابة للإستخارة لكان الدعاء فيه الرجاء بتبيان الخير أو إيضاحه.
و لكن الدعاء فيه ثلاثة أشياء يرجوها المستخير في أمره و هي:
- أن يقدره الله له
- أن ييسره له
- أن يبارك له فيه (أي بعد أن يقوم به أو يناله)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عماد البيه]ــــــــ[29 - Sep-2010, مساء 10:50]ـ
هناك روايتان يستشهد بهما البعض على صحة الحكم على أمر من أمور الدنيا من الرؤيا , رواهما عبد الله بن أبي شيبة في مصنفه و هما:
الرواية الأولى
قال ابن أبي شيبه حدثنا بن فضيل عن عطاء بن السائب قال: حدثني غير واحد أن قاضيا من قضاة الشام أتى عمر فقال: يا أمير المؤمنين، رأيت رؤيا أفظعتني، قال: ما هي؟ قال: رأيت الشمس والقمر يقتتلان، والنجوم معهما نصفين قال: فمع أيتهما كنت؟ قال: كنت مع القمر على الشمس، فقال عمر وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة فانطلق فوالله لا تعمل لي عملا أبدا، قال عطاء: فبلغني أنه قتل مع معاوية يوم صفين.
ملحوظة: يوم صفين هو اليوم الذي نشبت فيه معركة بين علي بن أبي طالب و معاوية بن أبي سفيان في أمر ولاية الشام عندما قرر علي بن أبي طالب عزل معاوية و أبى معاوية أن يعزل إلا أن يأخذ علي بن طالب بالقصاص من قتلة عثمان بن عفان أولا.
عندما قرأت هذه الرواية لم أستبعد أن يكون من رواها شيعي , و سبحان الله لقد وجدت أنه كذلك.
فقد رواها بن فضيل عن عطاء بن السائب
بن فضيل هو محمد بن فضيل بن غزوان
و هذه من ترجمته في سيرأعلام النبلاء للحافظ الذهبي:
- قال أبو داود السجستاني كان شيعيا متحرقا
- و علق على هذا الحافظ الذهبي قال: تحرقه على من حارب أو نازع الأمر عليارضي الله عنه وهو معظم للشيخين.
- وقال الحسن بن عيسى سألت بن المبارك عن أسباط وبن فضيل فسكت فلما كان بعد ثلاثة أيام قال يا حسن صاحباك لا أرى أصحبنا يرضونهما.
فهذا الراوي لما ثبت أنه شيعي و متحرق فإن أي رواية له في علي بن أبي طالب أو من خالفوه و على رأسهم معاوية بن أبي سفيان تكون بالطبع مجروحة و هذا من المعروف في الجرح و التعديل.
الراوي الثاني في الرواية هو عطاء بن السائب
و عطاء بن السائب وثقه كثيرون لكن أورد الإمام الذهبي عن كثير من أهل الحديث أنه اختلط في آخر زمانه و ممن روى عنه بعد الإختلاط بن فضيل
- وقال العجلي كان شيخا قديما ثقة روى عن بن أبي أوفى ومن سمع منه قديما فهو صحيح منهم الثوري فأما
من سمع منه بأخره فهو مضطرب الحديث منهم هشيم وخالد بن عبد الله وكان عطاء بأخرة يتلقن إذا لقن لأنه كان غير صالح الكتاب
- وقال أبو حاتم كان محله الصدق قديما قبل أن يختلط ثم تغير حفظه , في حديثه تخاليط كثيرة وما روى عنه بن فضيل ففيه غلط واضطراب رفع أشياء كان يرويها عن التابعين فرفعها إلى الصحابة.
هناك أيضا إنقطاع في السند بعد عطاء بن السائب
إذن راوي شيعي روايته مجروحة رواها عن من إختلط و اتفق المحدثون على أن أحاديثه كانت مغلوطة و مضطربة في هذا الوقت رواها الأخير عن مجهول , فهذا سند لا قيمة له.
كذلك متن الرواية نفسها لا يقبل لأن المعبر إذا استدل بآيات القرآن فإنه يأتي بآيات فيها أسماء الرموز التي وردت في الرؤيا , أما في هذه القصة فإن القاضي رأى الشمس و القمر فأتى عمر بن الخطاب بآية فيها الليل و النهار! فكيف لم يأتي بآية فيها الشمس و القمر و هي آيات كثيرة؟ قال تعالى "وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا" (نوح: 16).
أيضا القمر في رؤيا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كان تأويله أنه النبي صلى الله عليه و سلم و أيضا أبو بكر و عمر فقد روى مالك في الموطأ أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت
"رأيت ثلاثة أقمار سقطن في حجرتي فقصصت رؤياي على أبي بكر الصديق قالت فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفن في بيتها قال لها أبو بكر هذا أحد أقمارك وهو خيرها".
إذن هذه الرواية مردودة سندا و متنا.
الرواية الثانية
قال بن أبي شيبه حدثنا أبو أسامة عن مجالد عن عامر قال: أتى رجل أبا بكر فقال: إني رأيت في المنام كأني أجري ثعلبا قال: أنت رجل كذوب، فاتق الله ولا تعد.
مجالد هو مجالد بن سعيد
و قد أورد الحافظ الذهبي في ترجمته ما يلي
- قال البخاري كان يحيى بن سعيد يضعفه
- وكان عبد الرحمن بن مهدي لا يروي له شيئا
- وكان أحمد بن حنبل لا يراه شيئا يقول ليس بشيء
(يُتْبَعُ)
(/)
- وقال عمرو بن علي سمعت يحيى بن سعيد يقول لعبيد الله أين تذهب قال أذهب إلى وهب بن جرير أكتب السيرة يعني عن أبيه عن مجالد قال تكتب كذبا كثيرا لو شئت أن يجعلها لك مجالد كلها عن الشعبي عن مسروق عن عبد الله فعل
- وقال بن معين لا يحتج به وقال مرة ضعيف
- وقال أبو حاتم لا يحتج به
- وقال أبو سعيد الأشج شيعي
- وقال الدارقطني ضعيف
(سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي)
و يتضح أن الراوي شديد الضعف فلا تؤخذ روايته فضلا عن أن يحتج بها
فهذه رواية مردودة لا تصح
إذن يتضح أنه لا يوجد خبر أو أثر صحيح أو مقبول في جواز ترتيب أمر من أمور الدنيا على الأحلام.
الفصل الرابع: رؤيا النبي صلى الله عليه و سلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول
"من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي"
قال أبو عبد الله قال بن سيرين إذا رآه في صورته
رواه البخاري
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي"
رواه الجماعة إلا أبو داود و النسائي , و في البخاري بلفظ "فإن الشيطان لا يتخيل بي"
عن أبي هريرة رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
"من رآني في المنام فسيراني في اليقظة أو لكأنما رآني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي"
رواه أحمد و مسلم و أبو ادود
قال الشيخ شمس الدين بن القيم رحمه الله تعليقا على الحديث الأخير: ولم يشك البخاري فيه , بل قال " من رآني في المنام فسيراني في اليقظة , ولا يتمثل الشيطان بي ".
وفي الصحيحين من حديث أبي قتادة قال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من رآني في المنام فقد رأى الحق ".
وأخرجه البخاري من حديث أبي سعيد , وزاد " فإن الشيطان لا يتكونني ".
وفي لفظ له في حديث أبي قتادة " فإن الشيطان لا يتراءى بي ".
وفي صحيح مسلم عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم " من رآني في النوم فقد رآني. فإنه لا ينبغي للشيطان أن يتمثل في صورتي".
وفي لفظ آخر " فإنه لا ينبغي للشيطان أن يتشبه بي"
(تعليقات الحافظ بن قيم الجوزية لحديث أبي داود كتاب: الأدب باب: ما جاء في الرؤيا)
قال الحافظ بن حجر في شرح الحديث الأول:
كان محمد - يعني ابن سيرين - إذا قص عليه رجل أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم قال: صف لي الذي رأيته فإن وصف له صفة لا يعرفها قال: لم تره وسنده صحيح.
ووجدت له ما يؤيده: فأخرج الحاكم من طريق عاصم بن كليب " حدثني أبي قال: قلت لابن عباس رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام قال: صفه لي
قال: ذكرت الحسن بن علي فشبهته به , قال: قد رأيته " وسنده جيد
ويعارضه ما أخرجه بن أبي عاصم من وجه آخر عن أبي هريرة قال " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من رآني في المنام فقد رآني , فإني أرى في كل صورة "
وفي سنده صالح مولى التوأمة وهو ضعيف لاختلاطه , وهو من رواية من سمع منه بعد الاختلاط ...
وقال النووي قال عياض: يحتمل أن يكون المراد بقوله فقد رآني أو فقد رأى الحق أن من رآه على صورته في حياته كانت رؤياه حقا , ومن رآه على غير صورته كانت رؤيا تأويل. وتعقبه فقال: هذا ضعيف بل الصحيح أنه يراه حقيقة سواء كانت على صفته المعروفة أو غيرها انتهى , ولم يظهر لي من كلام القاضي ما ينافي ذلك , بل ظاهر قوله أنه يراه حقيقة في الحالين. لكن في الأولى تكون الرؤيا مما لا يحتاج إلى تعبير والثانية مما يحتاج إلى التعبير. إنتهى كلام ابن حجر
(فتح الباري بشرح صحيح البخاري - كتاب: التعبير - باب: من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام)
قال الإمام النووي في شرح الحديث الثالث:
قوله صلى الله عليه وسلم: (من رآني في المنام فسيراني في اليقظة , أو لكأنما رآني في اليقظة)
قال العلماء: إن كان الواقع في نفس الأمر فكأنما رآني فهو كقوله صلى الله عليه وسلم: " فقد رآني " أو " فقد رأى الحق " , كما سبق تفسيره , وإن كان سيراني في اليقظة
ففيه أقوال:
أحدها المراد به أهل عصره ,
ومعناه أن من رآه في النوم , ولم يكن هاجر , يوفقه الله تعالى للهجرة. ورؤيته صلى الله عليه وسلم في اليقظة عيانا.
(يُتْبَعُ)
(/)
والثاني معناه أنه يرى تصديق تلك الرؤيا في اليقظة في الدار الآخرة ; لأنه يراه في الآخرة جميع أمته من رآه في الدنيا , ومن لم يره.
والثالث يراه في الآخرة رؤية خاصته في القرب منه وحصول شفاعته ونحو ذلك. والله أعلم. إنتهى كلام النووي
(صحيح مسلم بشرح النووي - كتاب: الرؤيا - باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم من رآني في المنام فقد)
مما سلف يتبين أن هناك إتفاق بين أهل العلم على أن رؤيا النبي صلى الله عليه و سلم لابد أن تكون على صورته الحقيقية و أما إن رآه على غير صورته فإنها قد تحتاج إلى تعبير.
الأمر الآخر في هذا المقام هو قوله "فسيراني في اليقظة" فقد إختلف الكثيرون فيه , و يلاحظ أن من الناس من أسرف في فهم هذه المقولة فادعى أن النبي صلى الله عليه و سلم يأتي حقيقة في اليقظة للإنسان و يكلمه و يسمعه و يصافحه و إلى مثل ذلك ذهبت الصوفية أو بعضهم , و يطلقون عبارة "حضرة النبي" على المجلس الذي يزعمون أنه يحضره النبي صلى الله عليه و سلم و يكلمونه و يسلمون عليه , كما أجحف البعض الآخر و أنكر بأي حال أنها تعني أن يراه شخصا في يقظته فقالوا "فسيراني في اليقظة" معناها "فكأنما رآني في اليقظة" ولا يخفى ما في هذا من الإجحاف و تحميل الكلام على معنى لا يناسبه فالقول أن "فسيراني في اليقظة" معناها "فكأنما رآني في اليقظة" خطأ لا تقبله اللغة ولا يقبله الفهم , أيضا من ذهب إلى أنها تعني يراه يوم القيامة فكل أمة سترى نبيها يوم القيامه سيراه المؤمن و الكافر فلا تبقى خصوصية إذن و القول بأنها ستكون رؤية خاصة عن قرب هو معنى بعيد جدا و متكلف.
و الذي يتضح هنا أنها تعني أحد أمرين
الأمر الأول:
هو القول الذي نقله الإمام النووي أن المراد به أهل عصره , ومعناه أن من رآه في النوم , ولم يكن هاجر , يوفقه الله تعالى للهجرة ورؤيته صلى الله عليه وسلم في اليقظة عيانا.
ربما قال قائل: لكن اللفظ هنا عام ليس فيه تخصيص لأهل عصره
أجيب:
اللفظ العام يأتي أحيانا و يكون مقصود به الخصوص و من أمثلة ذلك ما رواه مسلم في صحيحه عن عبد الله بن واقد قال
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل لحوم الضحايا بعد ثلاث
قال عبد الله بن أبي بكر فذكرت ذلك لعمرة فقالت صدق سمعت عائشة تقول دف أهل أبيات من أهل البادية حضرة الأضحى زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ادخروا ثلاثا ثم تصدقوا بما بقي" فلما كان بعد ذلك قالوا يا رسول الله
إن الناس يتخذون الأسقية من ضحاياهم ويجملون منها الودك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما ذاك قالوا نهيت أن تؤكل لحوم الضحايا بعد ثلاث فقال
"إنما نهيتكم من أجل الدافة التي دفت فكلوا وادخروا وتصدقوا"
فهنا عندما قال " ادخروا ثلاثا ثم تصدقوا بما بقي " كان لفظه عاما في أى زمان و لكنه لما سأل بعد ذلك أوضح أنه كان يقصد عيد الأضحى في ذاك العام فقط من أجل الدافة التي دفت.
ملاحظة: الدافة التي دفت المراد بها هنا من ورد من ضعفاء الأعراب للمواساة.
الأمر الثاني:
أن يكون قوله "فسيراني في اليقظة" عاما للأمة في الدنيا و ليس يوم القيامة و لكن لا يستلزم ذلك أن تتعدى مجرد الرؤية إلى الكلام و المصافحة و غير ذلك فقد يرى صورة له مثلا أو يرى شبيها له في اليقظة فيكون ذلك دالا على أن الذي رآه في المنام هو النبي صلى الله عليه و سلم , خصوصا في الأزمنة المتأخره كزماننا حيث لا يتسنى لأحد أن يتأكد من صورة النبي التي كان عليها حتى لو قرأ كثيرا في أوصافه فالأوصاف المقروءة أو المسموعة قد يشترك فيها مئات الأفراد و مع ذلك يكون لكل منهم شكلا مختلفا عن الآخر تماما و هذا من طلاقة قدرة الله تعالى و معجزاته في خلقه.
و هناك شواهد لهذا من الأحاديث و الأثار منها:
- ما رواه ابن أبي جمرة عن ابن عباس أو غيره أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فبقي بعد أن استيقظ متفكرا في هذا الحديث فدخل على بعض أمهات المؤمنين ولعلها خالته ميمونة فأخرجت له المرآة التي كانت للنبي صلى الله عليه وسلم فنظر فيها فرأى صورة النبي صلى الله عليه وسلم ولم ير صورة نفسه.
ذكر هذه الرواية الحافظ بن حجر في الفتح.
(يُتْبَعُ)
(/)
- الحديث السالف ذكره الذي أخرجه الحاكم من طريق عاصم بن كليب " حدثني أبي قال: قلت لابن عباس رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام قال: صفه لي , قال: ذكرت الحسن بن علي فشبهته به , قال: قد رأيته " وسنده جيد.
فالرائي هنا رأى شبيها له في اليقظة و هو الحسن بن علي رضي الله عنهما.
و الله سبحانه و تعالى أعلم.
الخلاصة
- الرؤيا ثلاث: رؤيا صادقة و رؤيا من الشيطان و رؤيا من حديث النفس.
- الرؤيا الصادقة تقع للصالح و الفاسد و الكافر أيضا.
- الرؤيا الصالحة هي الرؤيا المبشرة بالخير و ليست هي أي رؤيا تصدق أو تتحق
و لهذا وصفت في الحديث الصحيح بأنها من المبشرات يراها المسلم أو ترى له.
- إذا رأى الإنسان ما يحب فهي رؤيا من الله يحمد الله عليها و يحدث بها من يحب
و إذا رأى ما يكره فهي من الشيطان فاليستعيذ بالله منها و لا يذكرها لأحد.
- تأويل الأحلام إلهام أكثر منه علم و لا ينبغي للمرء أن ينشغل بكل رؤيا و يسعى لتعبيرها
فإن رأى خيرا إستبشر و حمد الله و إلا فلا يلقي لها بالا.
- التعبير ليس سببا في تحقق الرؤيا بل هو فقط محاولة لفهمها قد يصيب و قد يخطأ
فالرؤيا إن كانت صادقة فهي خبر من اللوح المحفوظ تتحقق سواء عبرت أو لم تعبر
و إن لم تكن صادقة فتعبيرها لا قيمة له و لا يجعلها تتحقق.
- لا يجوز أخذ تشريع و لا الحكم على أمر من أمور الدنيا من الرؤيا
فلم يأتي بهذا أي حديث أو خبر يصح عن النبي صلى الله عليه و سلم أو أصحابه
كذلك لا يمكن التأكد من صدقها فللشيطان مدخل في الرؤى و لحديث النفس فيها مدخل أكبر.
- رؤيا النبي صلى الله عليه و سلم حق فمن رآه على صورته الحقيقية فقد رآه
و من رآه على غير صورته فيمكن أن تأول.
و لله الحمد و المنة
المراجع
- القرآن الكريم
- تفسير القرآن لابن كثير
- تفسير القرآن للقرطبي
- كتب الأحاديث السبعة
- سنن الدارمي
- مستدرك الحاكم
- مصنف بن أبي شيبة
- فتح الباي بشرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني
- صحيح مسلم بشرح النووي
- المنتقى شرح موطأ مالك
- تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي للمباركفوري
- مصتف عبد الرزاق
- كتب حذر منها العلماء لمشهور حسن سلمان
- منتخب الكلام في تفسير الأحلام لمشهور حسن سلمان
- الميزان للحافظ الذهبي
- سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي
- تهذيب التهذيب للحافظ بن حجر
- تقريب التهذيب للحافظ بن حجر
- التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد لعبد الله بن عبد البر
- فتح المغيث للسخاوي
- تدريب الراوي للسيوطي
- تعليقات الحافظ بن قيم الجوزية(/)
يا طلاب العلم ... القرآن ... القرآن، وطلب العلم من كلام الخضير.
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 09:55]ـ
الناظر للواقع العلمي في هذه الأيام يجد عزوف بعض طلاب العلم عن القرآن ــــ مع الأسف ـــ مع أنه أصل الأصول وطريق الوصول، وأولي ما تصرف إليه الهمم العوالي، وتبذل فيه المهج الغوالي، لذا رأيت أن أجمع من كلام الأفاضل من أهل العلم المعاصرين، نتفا من كلامهم في الحث علي القرآن والاهتمام به، مع فوائد عامة لطلاب العلم، وأول من أبدأ به؛
الشيخ الفاضل العلامة / عبدالكريم الخضير ــــ حفظه الله وبارك فيه ـــ.
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 09:56]ـ
(1)
بسم الله الرحمن الرحيم
آيات ينبغي للمسلم تأملها
** فعلى المسلم أن يتأمل مثل هذه الآيات ((سورة القارعة))، وهذه السور القصيرة فيها العجائب، لاسيما السور المكية التي فيها هذه الأهوال، السور المكية ـ على قصرها ـ فيها ما يزجر القلوب، ويدفعها إلى العمل؛ لكن قلب من؟ الله - جل وعلا – يقول: {فذكر بالقرآن من يخاف وعيد} [(45) سورة ق]، فالذي يخاف الوعيد هو الذي يذكر بالقرآن، أما الذي لا يخاف ممن مات قلبه ـ نسأل الله السلامة والعافية ـ مثل هذا يقرأ قرآن، أو يسمع قرآن، أو يسمع جريدة، ويسمع تحليل صحفي أو غيره لا فرق عنده، والله - جل وعلا – يقول: {ولقد يسرنا القرآن للذكر} [(17) سورة القمر]، لكن لمن؟ للغافل واللاهي والساهي؟ أو كما قال الله - جل وعلا -: {فهل من مدكر} [(17) سورة القمر]؟ يعني هل من متذكر؟ هل من متعظ؟ هل من منزجر؟ نعم إذا وجد هذا فالقرآن ميسر عليه، يسرت قراءته، يسر حفظه، يسر فهمه، يسر العمل به؛ لكن لمن أراد أن يذكر، لمن أراد أن يتذكر بالقرآن، يتعظ بالقرآن يستفيد، أما الذي لا يقرأ القرآن بهذه النية فإن فائدته وإن استفاد أجر قراءة الحروف فإنه لا يستفيد قلبه شيء من هذه القراءة إلا بقدر ما يعقل منها.
المقطع من تفسير الشيخ لسورة القارعة.
أعظم وسائل تحصيل العلم وتثبيته
** من أعظم وسائل تحصيل العلم تقوى الله - جل وعلا -: {واتقوا الله ويعلمكم الله} [(282) سورة البقرة] فالعلم بالعمل من أعظم وسائل تحصيله، والذي لا يتقي الله - جل وعلا - ولا يحقق هذا الشرط في نفسه لا يحصل العلم، ولو جمع من المسائل والأحكام ما جمع، فإن هذا ليس بعلم، شاء أم أبى، وإن قال الناس إنه عالم، فلا علم إلا بالتقوى، ((يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله))، العلماء استشهدهم الله - جل وعلا - على وحدانيته وألوهيته، فكيف يكون ممن يتصدى لأعظم شهادة لأعظم مشهود له، وهو ليس بأهل وليس بكفء يخالف الأوامر، ويرتكب النواهي؟ هذا جاهل وليس بعالم.
العلم الذي لا يورث الخشية لله - جل وعلا - ليس بعلم، والحصر في الآية صريح {إنما يخشى الله من عباده العلماء} [(28) سورة فاطر]، وفي قوله - جل وعلا -: {إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة} [(17) سورة النساء] هل معنى هذا أن التوبة خاصة بالجهال الذين لا يعرفون الأحكام؟ ولو عرف الحكم أن هذا حلال وحرام وارتكبه فهو جاهل، كل من عصى الله فهو جاهل.
فالتقوى هي المحقق للوصف الشريف وهو العلم، وهي من أعظم ما يعين على تحصيله وتثبيته، فعلينا أن نعمل بما نعلم، وعلينا أن نطبق، وأن نكون أسوة وقدوة في أفعالنا وأقوالنا.
أعمال خاصة على طالب العلم أن يلزمها
** هناك أعمال خاصة على طالب العلم أن يلتزمها؛ ليعان على طريقه ومشواره في طلب العلم، يستعين بقراءة القرآن على الوجه المأمور به بالتدبر والترتيل، وأيضا يكثر من تلاوة القرآن ليحصل على الأجور العظيمة، بكل حرف عشر حسنات، الإنسان في ربع ساعة يقرأ جزء يحصل له مائة ألف حسنة، وليكثر من هذا، ويجعل له وقت للتدبر، والنظر في كتاب الله والاعتبار، {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر} [(17) سورة القمر] لا بد أن نعتبر، لا بد أن نتذكر، لا بد أن نذكر أنفسنا ونذكر غيرنا بالقرآن، {فذكر بالقرآن من يخاف وعيد} [(45) سورة ق] لكن من الذي يتذكر؟ هو الذي يخاف الوعيد، أما الإنسان الغافل الساهي اللاهي، هذا نصيبه من هذا قليل، ومع الأسف أن بعض من ينتسب إلى طلب العلم
(يُتْبَعُ)
(/)
عنده شيء من الجفاء بالنسبة للقرآن، فتجده إذا تيسر له أن يحضر إلى المسجد قبل الإقامة، وصلى الركعتين إن بقي وقت أخذ مصحف، وقرأ ما تيسر ورقة أو ورقتين، ويكون القرآن عنده - على ما يقول الناس- على الفرغة، إن وجد وقت و إلا فلا!!!!!!!!!!
فهذه مشكلة يعايشها كثير من طلاب العلم حتى من الحفاظ، بعض الطلاب إذا ضمن حفظ القرآن انتهى، نقول له: لا يا أخي الآن جاء دورك، الآن جاء دور التلاوة التي رتب عليها أجر الحروف، وجاء دور الترتيل والتدبر والاستنباط والتذكر والتذكير بالقرآن، فأهل القرآن لهم هذه الخاصية، هم أهل الله، وهم خاصته، وينبغي أن يعرفوا بما لا يعرف به غيرهم، كما قال ابن مسعود: يعرف بصيامه، يعرف بصلاته، يعرف بقيامه، يعرف بتلاوته، يعرف بنفعه الخاص والعام، يعرف بإقباله على الله - جل وعلا - إذا غفل الناس، فصاحب القرآن له شأن عظيم.
أمر يحتاجه كثير من طلاب العلم!
** ((لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلق أخاك بوجه طلق))، تلقى أخاك بوجه سهل منبسط، وهذا مع الأسف كثير من طلاب العلم يحتاج إليه، بعض العامة قد يكشر في وجه من يعمل عمله من أمور الدنيا، أو ينافسه في شيء من أمور الدنيا؛ لكن ما عذر طالب العلم إذا كشر في وجه أخيه؟! والرسول - عليه الصلاة والسلام – يقول: ((لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلق أخاك بوجه طلق)) سهل، مبتسم، تبش في وجهه، تدخل السرور إلى قلبه؛ أما أن تلقاه بوجه مكشر، مقطب؛ هذا لا شك أنه ليس من المعروف، وإذا لم يكن من المعروف؛ فيكون حينئذ من المنكر نسأل الله السلامة والعافية، من المنكر، والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أمور مهمة لا بد أن يحذرها طالب العلم
** العلم الشرعي من أمور الآخرة المحضة التي لا يجوز التشريك فيها، في طلبها فضلا عن أن تطلب بغير نية أو رياء أو سمعة أو ليقال ..... ، وقد جاء التحذير من ذلك أشد التحذير، وأبلغ التنفير، ففي حديث الثلاثة الذين هم أول من تسعر بهم النار منهم من تعلم العلم وعلمه، قد يمضي عمره كله مئة سنة نصفها في التعلم والنصف الثاني في التعليم؛ ثم يكون بعد ذلك أحد الثلاثة الذين هم أول من تسعر بهم النار، ماذا صنعت يا فلان؟! تعلمت العلم وعلمته الناس - لا - إنما تعلمت ليقال وقد قيل!!! ومثله المجاهد الذي يبذل نفسه ومهجته فيما يبدو للناس ويظهر للناس أنه يقدمها لإعلاء كلمة الله - جل وعلا - والأمر خلاف ذلك، إنما ليقال شجاع، وثالثهم الذي يتصدق بالأموال الطائلة ليقال جواد، والله المستعان.
يقول الشيخ حافظ الحكمي - رحمه الله تعالى - في ميميته في الوصية بالعلم وطلبه، وهي منظومة جدير بطالب العلم أن يحفظها ويعنى بها، يقول - رحمه الله تعالى -:
ومن يكن ليقول الناس يطلبه ... أخسر بصفقته في موقف الندم
فالإنسان عليه أن يتفقد هذه النية، فالنية شرود، يأتي ليطلب العلم، ثم يغفل عن هذه النية فتشرد
ومن يكن ليقول الناس يطلبه ... أخسر بصفقته في موقف الندم
فليطلب العلم طالبه مخلصا لله - عز وجل -، مبتغيا به وجه الله - جل وعلا - والدار الآخرة، وليحذر من المراءاة، والمماراة،
يقول الشيخ حافظ أيضا - رحمه الله -:
إياك واحذر مماراة السفيه به ... كذا مباهاة أهل العلم لا ترم
ليحذر طالب العلم أيضا الكبر، يعني إذا كان ممن أوتي مزيد من حفظ أو فهم لا يترفع على الآخرين، لا يتكبر على غيره؛ لأن المتكبر يصرف عن الإفادة من العلم الشرعي لا سيما ما يتعلق بالقرآن الكريم الذي هو أصل العلوم كلها {سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق} [الأعراف/ 146]
(يُتْبَعُ)
(/)
المتكبر يصرف عن الاستفادة، وبهذا رد مفتي حضرموت الشيخ عبد الرحمن بن عبيد الله السقاف رد على من اتهم شيخ الإسلام ابن تيمية بالكبر؛ لأن بعض من ترجم له نبزه بالكبر، شيخ الإسلام إمام من أئمة المسلمين، إمام علم وعمل وتواضع وتقوى ونشر للعلم وجهاد في سبيل الله، ويأتيك من ينبزه بمثل هذا!!! ماذا قال مفتي حضرموت عبد الرحمن بن عبيد الله السقاف؟! له محاضرة ألقاها في تحقيق الفرق بين العامل بعلمه وغيره نفى الكبر عن شيخ الإسلام ابن تيمية، قد يكون ممن يختلف مع شيخ الإسلام في بعض الأمور؛ لكنها كلمة حق، نفى الكبر عن شيخ الإسلام ابن تيمية، واستند في نقض كلامه الكلام الذي ادعى هذه الدعوى إلى أنه رأى القرآن على طرف لسانه، وأسلة قلمه ...
كيف ييسر له القرآن لمثل هذا وفيه شيء من الكبر؟! وعلق الإمام البخاري عن مجاهد: "لا يتعلم العلم مستحي ولا مستكبر " ومستحي بالياء بياءين مستحيي ولا مستكبر، لا شك أن الذي يستحي، والمراد بالحياء الحياء العرفي لا الحياء الشرعي؛ لأن الحياء في الشرع خير كله، والحياء لا يأتي إلا بخير؛ لكن الحياء في عرف الناس الذي يمنع من تحصيل العلم، ويمنع من إنكار المنكر، ويمنع من توجيه الناس ونصحهم، وإرشادهم، مثل هذا مذموم، وحينئذ لا يدرك من العلم من اتصف بهذا الوصف، وهو الحياء الذي يمنعه، قد يجلس الطالب وفي نفسه أشياء مشكلة فيستحي يسأل الشيخ، أو بلفظ آخر يخجل أن يسأل الشيخ، فتستمر هذه الإشكالات عنده ... فكيف تنجلي هذه المشكلات إلا بالسؤال، ولا مستكبر، قد يستكبر ويستنكف ويترفع عن أن يسأل هذا السؤال بين الناس، ويظهر للناس أنه فوق مثل هذا السؤال، وبهذا يحرم العلم.
ومما يتعين على طالب العلم الحذر منه: العجب والإعجاب ورؤية النفس، ولا شك أن هذا من الأمراض المقيتة؛ فإذا كان الإنسان إذا أعجب بما أوتي من أمور الدنيا قد يعطى الإنسان من هذه الدنيا الشيء الكثير ويستفيد منه في أمور دينه ودنياه؛ لكن متى يذم؟! إذا طغى، ومتى يطغى؟! أن رآه استغنى، يعني إذا رأى أنه استغنى، وهنا طالب العلم إذا رأى أنه حصل ما يغنيه عن غيره، وأعجب بنفسه، حينئذ يهلك، إذا وصل إلى هذه المرحلة لا شك أنه وصل إلى مرض مزمن يحتاج إلى علاج قوي، ماحق لبركة العلم والعمل، يقول الشيخ حافظ - رحمه الله - في ميميته التي أشرت إليها:
والعجب فاحذره إن العجب مجترف ... أعمال صاحبه في سيله العرم
طالب العلم ينبغي أن يتفقد القلب، والقلب لا يخفى عليكم أنه جميع الخطابات الشرعية جاءت موجهة إلى إيش؟! إلى القلب، ((ألا وأن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب)) {يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم} [الشعراء/ 88 - 89]، فالقلب على طالب العلم أن يعنى به، ويترفع عن هذه الأمراض والأدواء، أيضا على طالب العلم أن يطرح الكسل، ويشمر عن ساعد الجد في الطلب؛ فإن العلم لا ينال براحة الجسم نقله الإمام مسلم عن يحيى بن أبي كثير: " العلم لا يستطاع براحة الجسم " ما هو بتمني المسألة وإلا كان كل الناس علماء، كل يعرف منزلة العلماء؛ لكن دونه خرط القتاد! لا بد من الجد والاجتهاد، لا بد من ثني النفس وغسلها عن شهواتها، وما حصل أهل العلم ما حصلوا إلا بالسهر، إذا أراد الطالب سلوك هذا الطريق بعد أن يبذل الأسباب، ويسعى في البراءة من هذه الموانع التي أشرنا إلى بعضها، يسلك أسباب التحصيل، ويبرأ من الموانع، فليسلك الجواد المعروفة عند أهل التحقيق من العلماء الراسخين الذين يربون طلابهم على العلم النافع والعمل الصالح على الكتاب والسنة، وعقيدة أهل السنة والجماعة.
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 07:41]ـ
(2)
أهل الله وخاصته
(يُتْبَعُ)
(/)
** عن سمرة بن جندب - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((كل مؤدب يحب أن تؤتى مأدبته)) المأدبة: الوليمة، كل صاحب وليمة يحب أن تؤتى مأدبته وأن يؤكل منها، ((ومأدبة الله القرآن))، ومأدبته يعني وليمته ونزله وإكرامه لخلقه هذا الكتاب، فهو يحب أن تؤتى هذه المأدبة وهذا القرآن، ((فلا تهجروه))، نعم؛ لأن من هجر بمنزلة من لم يأكل من هذه المأدبة، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه – قال، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن لله أهلين، قيل من هم يا رسول الله؟ قال: هم أهل القرآن أهل الله وخاصته)) هذا معروف مخرج عند الدارمي و في المسند وابن ماجه، بإسناد حسن عند الدارمي إسناده جيد لا بأس به، هم أهل الله وخاصته، فأهل العناية بكتاب الله - جل وعلا - هم أهل الله وخاصت ه، ويقرر ابن القيم - رحمه الله تعالى - أن أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته هم أهل العناية به، والاهتمام بقراءته وتدبره، وترتيله، والعمل به، يقول: هم أهل القرآن وإن لم يحفظوه، على أنه جاء في الحفظ على وجه الخصوص ما جاء من نصوص تحث عليه؛ لكن لا ييأس من لم يحفظ القرآن، تكون له عناية بحفظ القرآن، وورد يومي من القرآن، ويعنى بكتاب الله - جل وعلا -، ينظر في عهد ربه بحيث لا تغيب شمس يوم إلا وقد قرأ حزبه من القرآن، والمسألة تحتاج إلى همة، وتحتاج إلى عزيمة، والتسويف لا يأتي بخير! يقول: إذا فات ورد النهار قرأناه في الليل! وفات ورد الليل نضاعف حزب الغد، ما ينفع هذا! ناس نعرفهم إذا جاء وقت الورد ووقت الحزب وهو في سفر، في طريق في البراري والقفار يغلق السيارة ويقرأ حزبه ويواصل إذا لم يحفظ، هنا لا يضيع الحفظ بهذه الطريقة، من حدد لنفسه وردا وحزبا يوميا بحيث لا يفرط فيه، مثل هذا يفلح، ولا يفرط في نصيبه من القرآن، وتلاوة القرآن لا تكلف شيئا، يعني بالتجربة من جلس بعد صلاة الصبح إلى أن تنتشر الشمس قرأ القرآن في سبع، يعني في كل جمعة يختم القرآن، ما تكلف شيء، المسألة تحتاج إلى ساعة؛ لكن مع ذلك تحتاج إلى همة، أما من يقول إذا جاء الصيف والله الآن الليل قصير، فإذا طال الليل أجلس بعد صلاة الصبح إن شاء الله! وإذا جاء الشتاء قال والله براد إذا دفينا شوي جلسنا! الفجر برد بالشتاء معروف؛ لكن إذا قال مثل هذا لن يصنع شيئا!! ومعروف أن الناس ما ينامون بالليل، ويجلسون بعد صلاة الصبح؛ لأنهم اعتادوا هذا، وطنوا أنفسهم على هذا، وجعل هذا جزءا من حياته، كغداه وعشاه، كأكله وشربه، ما يفرط في هذا، وإذا جلس إلى أن تنتشر الشمس يقرأ السبع بدون أي مشقة، سبع القرآن، وتكون هذه القراءة لتعاهد القرآن، والنظر في عهد الله - جل وعلا - في هذا الكتاب، وأيضا من أجل اغتنام الأجر المرتب على الحروف أقل الأحوال، ويكون له ساعة أيضا من يومه قراءة تدبر يقرأ فيها ولو يسير ويراجع عليه ما يشكل من التفاسير الموثوقة، وبهذا يكون من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته؛ لكن المشكل التسويف! هذا الإشكال، والله إذا دفينا إذا بردنا، ما ينفع يا أخي! ينتهي العمر وأنت ما دفيت! أبدا، أو الآن والله انشغلنا جاءنا ما يشغلنا نجعل نصيب النهار إلى الليل، ثم جاء الليل والله جاءنا ضيف جاءنا كذا والله الإخوان مجتمعين في استراحة، ما يجدي هذا! هذا ما يمشي! فإذا اقتطع الإنسان من وقته جزءا لا يفرط فيه مهما بلغت المساومة، مهما بلغت المغريات؛ حينئذ يستطيع أن يقرأ القرآن بالراحة في كل سبع، وقد جاء الأمر بذلك في حديث عبد الله بن عمرو: ((اقرأ القرآن في سبع ولا تزد)) نعم، لا يزيد على سبع؛ لأنه مطالب بواجبات أخرى؛ لكن الذي عنده من الفراغ أكثر، وارتباطاته العامة أقل، مثل هذا لو قرأ القرآن في ثلاث ما كلفه شيء! يزيد ساعة بعد صلاة العصر، ويقرأ القرآن في ثلاث!، والدنيا ملحوق عليها ترى ما فاته شيء! والرزق المقسوم يأتي، وليت الناس ما ينشغلون إلا بما ينفعهم! يعني من اليسير أن يجلس الإنسان بعد صلاة العشاء يتكلم إلى أذان الفجر! سهل مع الإخوان ومع الأقران ومع الأحباب يمشي سهل؛ لكن تقول له اجلس وهو ما تعود يقرأ، ما يصبر! والمسألة تحتاج إلى أن يري الله - جل وعلا – من الإنسان شيئا
(يُتْبَعُ)
(/)
في حال الرخاء ويتعرف عليه في حال الرخاء؛ بحيث إذا أصابه شدة أو مأزق أو جاءه ضائقة أو شيء؛ يعرفه الله -جل وعلا - ((تعرف على الله في الرخاء؛ يعرفك في الشدة)) ثم كثير من الإخوان ومن الخيار ومن طلاب العلم يهجرون بلدانهم وأهليهم إلى الأماكن المقدسة في الأوقات الفاضلة من أجل أن يتفرغ للعبادة؛ ثم إذا فتح المصحف عجز يقرأ، يعني مع الجهاد يقرأ جزء بين صلاة العصر وهو وجالس ما طلع من المسجد الحرام إلى أذان المغرب يالله يقرأ جزء، يقرى ويتلفت! ويناظر عسى الله يجيب أحد! إن جاب أحد و إلا قام يدور! لأنه ما تعود، صعب، وبالراحة بعض الناس ما يغير جلسته، يقرأ عشرة وهو مرتاح! لأنه تعود، والمسألة مسألة تعود.
أهمية علوم الآلة
** لا بد أن نقرأ ما يعيننا على فهم الكتاب والسنة، ونحن في قراءتنا للغة العربية أجرنا كمن يقرأ القرآن أو يفسر القرآن، لماذا؟
لأنه وسيلة، والوسائل لها أحكام المقاصد، أنت قرأت اللغة العربية من أجل أيش؟ أن تفهم الكتاب والسنة، لك أجر من يتعلم الكتاب والسنة، قرأت في علوم الحديث لكي تعرف ما يثبت وما لا يثبت من حديث النبي - عليه الصلاة والسلام - لك أجر من يقرأ ويقرأ الحديث؛ لأن الوسائل لها أحكام الغايات، قرأت في أصول الفقه لتعرف كيف تتعامل مع النصوص، نصوص الكتاب والسنة، لك أجر من يتعلم ويعلم الكتاب والسنة؛ لأنك لا تتعلم هذا العلم بمفرده، نعم قد يكون بعض الناس يفني عمره بهذه الوسائل، ولا يصل إلى الغايات.
مثل هذا محروم؛ لأن هذه وسائل، كمن يمشي من أجل الخطا، وأجر الخطا إلى المسجد، فإذا وصل باب المسجد وقف، ما دخل، فهذه وسيلة، وأجر الخطا إنما رتب من أجل الصلاة، فمن خرج إلى الصلاة لا ينهزه إلا الصلاة له بكل خطوة حسنة، فإذا اقتصر على الوسيلة مشى، تطهر في بيته، وخطا إلى المسجد خمسين خطوة، مائة خطوة، ألف خطوة، ثم وقف عند الباب، نقول: هذا مثل من يتخصص باللغة العربية، ولا يستعمل هذه اللغة في علم الكتاب والسنة وفهم الكتاب والسنة، وقل مثل هذا في كل العلوم الوسائل؛ لأن القصد من معرفة اللغة العربية فهم الوحيين، القصد من علوم الآلة عموما كيفية التعامل مع نصوص الوحيين، فليكن همنا الكتاب والسنة، ولا يمنع ذلك، لا يعني هذا أني أقول للإخوان: لا تقرؤوا في اللغة العربية، لا تقرؤوا في أصول اللغة، ولا في علوم الحديث، ولا في قواعد التفسير، لا، هذه أمور لا بد منها لفهم الغاية، التي هي نصوص الكتاب والسنة.
كيف يتعامل شخص ما عرف اللغة العربية مع كتاب أنزل بلغة العرب؟ كيف يفرق بين الحقائق الواردة في القرآن، الألفاظ الواردة في القرآن، كيف يتعامل معها على أنها حقائق لغوية، أو عرفية، أو شرعية؟ حتى يعرف هذه الحقائق.
فعلى طالب العلم أن يهتم بهذا غاية الاهتمام، ويأخذ منه ما يكفيه ولا يزيد على ذلك، قد تحتاج الأمة إلى متخصصين في اللغة العربية يفيدون أهل العلم فيما يحتاجون إليه من عويص المسائل، ودقائق المسائل، لكن - والحمد لله - ما يكفي لفهم الوحيين أمره ميسور.
أثر رؤية ومجالسة الصالحين
** لا شك أن المجالسة لها أثر على النفس، وكم من شخص أثر في الناس بمرآه فقط قبل أن يتكلم، وكثير من أهل العلم إذا ترجموا لشيوخهم يذكرون شيئا من ذلك، وأنهم يستفيدون من رؤية الشيخ أكثر من علمه، وذكر ابن الجوزي في ترجمة أحد شيوخه في فهرسته أنه استفاد من بكائه أكثر من فائدته من علمه؛ ولا شك أن مثل هذا مؤثر جدا، رؤية الشيخ العامل بعلمه، الداعي إلى علمه المعلم، معلم الناس الخير؛ لا شك أنه مؤثر، قد لا يتيسر لكثير من الناس زيارة مثل هؤلاء، إن تيسر فليحرص على ذلك، إن لم يتيسر؛ فليقرأ في أخبارهم، أخبار هؤلاء الأخيار، وهؤلاء الصلحاء، وعلى رأسهم مقدمهم - عليه الصلاة والسلام -؛ فليدم النظر طالب العلم في سيرته -عليه الصلاة والسلام -، ويسمعها غيره من عامة الناس؛ لكي يقتدوا به، ويأتسوا به، من ذلكم سير الصالحين من الصحابة والتابعين؛ لا شك أن لها أثرا كبيرا في نفوس الناس، وفيها أيضا شحذ الهمم من حيث الإقتداء والائتساء بهم.
ـ[ابراهيم النخعي]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 08:33]ـ
بارك الله فيك أخي عمرو على مجهودك الطيب
(يُتْبَعُ)
(/)
ووفقنا للعمل بذلك
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 10:37]ـ
(3)
أزيز كأزيز المرجل
** حديث مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن أبيه، مطرف بن عبد الله سيد جليل من سادات التابعين، وأبوه صحابي، يقول: ((رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي وفي صدره أزيز كأزيز المرجل)) القدر إذا كان على النار وهو يفور، مع الأسف إن هذا يكاد أن يكون مما اندرس، حتى مع الأسف الشديد من بعض طلاب العلم، ولا أبالغ إذا قلت إن بعض العامة قد يوجد منه مثل هذا الأمر، وكثير من طلاب العلم بسبب الغفلة والانشغال فيما لا فائدة فيه؛ لما فتح على طلاب العلم أبواب الجرح والتعديل التي لا يستفيد منها الكثير، هذا صار له عقوبات، صار له حرمان من بركة العلم والعمل، أنا لا أقول كل طلاب العلم بهذه المكانة؛ لكنه موجود على كل حال , بعض طلاب العلم مع الأسف همه قال فلان، قال علان، القدح في العلماء، عليك بخويصة نفسك، ألزم ما عليك نفسك، أصلح نفسك أولا، تفقد الخلل الذي لديك، يعني يندر أن نسمع من يصلي وفي صدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء، من قلبه حاضر في صلاته، يتدبر ما يقرأ ويتأمل، والله المستعان.
والأزيز: هو الصوت الناتج من الغليان، غليان القدر إذا وضع على النار، وخرج البخاري عن عمر - رضي الله عنه - أنه قرأ سورة يوسف حتى إذا بلغ قوله - جل وعلا -: {إنما أشكو بثي وحزني إلى الله} سمع نشيجه - رضي الله عنه وأرضاه -، وإلى وقت قريب ونحن نسمع من الأئمة ومن خلفهم مثل هذا الأمر، وإلى وقت قريب أيضا في ليلة الثالث عشر أو الثاني عشر عند قراءة سورة هود الثاني عشر أو الثالث عشر الناس يبكون، يسمع لهم شيء من هذا كثير، وبعض الأئمة وإن لم يكن صوته من الجمال بحيث يؤثر في الناس؛ لكنه يتأثر ويؤثر، وإن كان الحديث الوارد في هود وأن النبي - عليه الصلاة والسلام - سئل عن شيبه، سأله أبو بكر أراك شبت يا رسول الله!، قال: ((شيبتني هود وأخواتها))؛ لكن هود لا شك أنها مؤثرة، الخبر مضطرب، وبعضهم يرجح بعض الروايات على بعض وينفي الاضطراب؛ ولكن على كل حال هي مؤثرة سواء ثبت الخبر أو لم يثبت، وعندنا بعض الناس يقرأ سورة هود وكأنه يقرأ جريدة! يعني لا أثر ولا تأثير - نسأل الله العافية -، وهذا يخشى أن يكون من مسخ القلوب، ومعلوم أن مسخ القلوب أشد من مسخ الأبدان، فعلينا جميعا أن نعتني بهذا الباب.
إلى الله نشكو قسوة قلوبنا
** سورة الطور سورة عظيمة، تهز قلب الكافر قبل المسلم، ففي الصحيح من حديث جبير بن مطعم أنه قدم المدينة في فداء أسرى بدر، وكان يومئذ كافرا، فسمع النبي عليه الصلاة والسلام يقرأ في صلاة المغرب بسورة الطور، وأخبر عن نفسه أن قلبه كاد يطير من سماع هذه السورة، قال: وذلك أول ما وقر الإيمان في قلبي، وهذا كافر لا يؤمن بالله، ولا بما جاء عن الله؛ لكنه بفطرته مع تذوقه للكلام، فالعرب الذين نزل القرآن بلغتهم يفهمون ما يلقى إليهم، ومما يؤسف له أن كثيرا من المسلمين لا يعون ولا يدركون مثل هذا الإدراك، فتقرأ سورة الطور، وتقرأ سورة هود، وتقرأ الآيات التي لو أنزلت على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله، ومع ذلك لا تحرك ساكنا، هذا كافر كاد قلبه أن يطير، والنصارى إذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع، ومع الأسف أن المسلم في عصرنا هذا لا تكاد تحرك فيه ساكن؛ إلا من رحم الله، وهم قلة؛ لأننا نجد في أنفسنا، ونحن مع إخواننا من طلاب العلم يعني لنا صلة وإن كانت ضعيفة، حقيقة الصلة ضعيفة بكتاب الله؛ لكنها موجودة، يعني ولو كانت ناقصة، ومع ذلك كلام الله لا يحرك فينا ساكنا وما ذلكم إلا لقسوة القلوب، وما ران عليها من الذنوب، ومن أظهر ذلك التخليط في المأكول الذي ران على القلوب وغطاها، وغشاها؛ فصارت لا تفقه شيئا، إذا كان كلام الله يتلى بأصوات مؤثرة، ومع ذلك القلب لا يجل! ولا تزيدنا إيمانا مع الأسف، والله - جل وعلا - حصر الإيمان بالذين إذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا، وجلت قلوبهم، ونحن لا تحرك ساكنا، فنشكو إلى الله -جل وعلا - قسوة القلوب، ومع هذه الشكوى لابد من بذل الأسباب؛ لإحياء الشعور فيها، أبو جهل وأبو لهب وغيرهم من مشركي قريش من
(يُتْبَعُ)
(/)
عتاة وصناديد قريش إذا قيل لهم قولوا لا إله إلا الله نفروا، وقالوا: أجعل الآلهة إلها واحدا؟ وتجد المسلم منذ قرون يطوف بالقبر وهو يقول لا إله إلا الله! فهل هذا يفهم معنى لا إله إلا الله كما يفهمها أبو جهل وأبو لهب؟! والله ما يفهم لا إله إلا الله، تجده يقول: لا إله إلا الله وهو يقول يا علي يا حسين!! هل هذا يفهم معنى لا إله إلا الله؟! ونحن نسمع كلام الله بالأصوات المؤثرة التي لو قرئ فيها كلام عادي؛ يعني تتأثر من جمالها وحسنها وترقيقها فكيف بكلام الله المؤثر بنفسه بذاته؟! هذا كافر كاد قلبه أن يطير! فماذا عنا؟! هل نحن بهذه الصفة؟! أتكلم عن نفسي، وأعرف من حال كثير من إخواني إنهم ليسوا كذلك! فلا بد من مراجعة الحسابات، الحسن يقول: " تفقد قلبك في ثلاثة مواطن، في قراءة القرآن، وفي الصلاة، وفي الذكر؛ فإن وجدته؛ وإلا فاعلم أن الباب مغلق " يعني بينك وبين ربك حجاب! فاسع إلى رفع هذا الحجاب، فهل سعينا إلى رفع هذا الحجاب؟! سعينا بجد؟ وبذلنا الأسباب؟ وعملنا على انتفاء الموانع التي تمنع ارتفاع هذا الحجاب؟! نحن على طريقة واحدة منذ أن بدأنا الطلب إلى يومنا هذا ونحن طريقتنا لا تتغير؛ بل الملاحظ أنها تتغير إلى الأسوأ!! أيام بداية الطلب كانت قلوبنا أفضل مما هي الآن! وهذا يجعل الإنسان يسيء الظن بنفسه، وبنيته، وطلبه للعلم .. هل هو على الجادة؟! العلم فائدته العمل، والقرب من الله - جل وعلا - فهل أفادنا هذا العلم القرب من الله - جل وعلا -؟! هل استحضرنا لذة المناجاة بين يدي الله - جل وعلا -؟! هل تلذذنا بصلاة ركعتين في جوف الليل؟! لا بد من إعادة الحساب، وإذا كان هذا كافر يسمع النبي - عليه الصلاة والسلام - يقرأ بسورة الطور؛ فيكاد قلبه أن يطير! كاد قلبه أن ينخلع - كما في بعض الروايات - فماذا عنا؟! ونحن ننتسب إلى طلب العلم، ونعنى في الظاهر والله أعلم بالبواطن والخفايا! في الظاهر نعنى بكتاب الله، وسنة نبيه - عليه الصلاة والسلام -، وهي ديدن كثير من الإخوان وطلاب العلم؛ لكن مع ذلك؛ النتيجة الغاية هل نحس فيها بلذة؟! ما نحس بشيء! فلا بد من إعادة النظر، لا بد من بذل الأسباب، والسعي بجد على انتفاء الموانع؛ يعني اعلم أن الباب مغلق! لا أبالغ إذا قلت أنني مرارا أبدأ بسورة يونس ولا أشعر إلا وأنا في سورة يوسف! أقول هذا عن نفسي، أين ذهبت سورة هود بين السورتين؟! يعني ثلاثة سور واحد وأربعين صفحة من القرآن، ثلاثة سور تبدأ من أولها إلى آخرها مررت بسورة هود؛ ولا كأن شيئا حصل! والنبي - عليه الصلاة والسلام - لما سأله أبو بكر وغيره أراك شبت يا رسول الله، قال: ((شيبتني هود وأخواتها))، الحديث لا يسلم من كلام لأهل العلم حتى قيل أنه مضطرب؛ لكن الحافظ ابن حجر يقول إنه يمكن ترجيح بعض الوجوه على بعض؛ فيكون حسنا، قصص لأمم غابرة ارتكبت ما ارتكبت من الذنوب والمخالفات، وعذبت بصنوف من العذاب، نقرؤها ونسمعها، وكأن الأمر لا يعنينا! والمسألة كما قال عمر وغيره: " مضى القوم ولم يرد به سوانا! " نحن المقصودون أيها الإخوان، ليس المقصود لا عاد، ولا ثمود، ولا أصحاب الأيكة، ولا مدين، ولا قوم فرعون، مضوا وانتهوا، لمن أنزل القرآن؟! أنزل لنا؛ لنعتبر ونتعظ وندكر، والسنن الإلهية واحدة لا تتغير، عذبوا بأسباب إذا وجدت هذه الأسباب؛ يعذب بها غيرهم {لن تجد لسنة الله تبديلا} ولم يستثنى من الأمم إلا قوم يونس، ما استثتي من هذه السنة الإلهية إلا قوم يونس، يعني لما انعقدت الأسباب، وحقت كلمة العذاب نفعهم إيمانهم؛ لكن غيرهم؟! السنن الإلهية لا تتغير ولا تتبدل، ونحن الآن واقعون في مسائل، وفي عظائم موجودة في مجتمعنا؛ ونخشى من عقوبة تنزل بنا، ومن أن يحل بنا ما حل بغيرنا من المثلات، والقوارع، نرى الناس يتخطفون من حولنا ونحن في بلد آمن؛ فعلينا أن نشكر هذه النعمة، ونقوم بشكرها، ونؤديه على الوجه المطلوب، لا يكفي اللسان؛ بل لا بد من العمل.
اصدق اللجأ، وأخلص النية؛ توفق بإذن الله
(يُتْبَعُ)
(/)
((يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله)) نعم، قد يأتي الخبر ويراد به الأمر، الآن في قوله - عليه الصلاة والسلام -: ((ليلني منكم أولوا الأحلام والنهى)) هل الحديث متضمن لطرد الصغار الذين تقدموا إلى الصلاة، وصلوا خلف الإمام؟! - لا - هذا فيه حث للكبار أن يتقدموا؛ ليصفوا قرب الإمام، فلا تترك هذه الأماكن المهمة في المسجد للصغار، وليس معنى هذا أنه طرد للصغار؛ إنما هو حث للكبار، ومثل هذا ما جاء في الحديث ((يحمل هذا العلم)) يعني ليحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، وهذا على القول بأن ما يحمله الفساق يسمى علما ولو تسمية عرفية وليست بتسمية شرعية، العلم جاء الأمر للنبي -عليه الصلاة والسلام- بطلب الزيادة منه، ولم يؤمر - عليه الصلاة والسلام - بطلب الزيادة في شيء إلا من العلم {وقل رب زدني علما} [سورة طه/ 114]، والنصوص في هذا كثيرة، {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات} [سورة المجادلة/ 11]، وكم بين الدرجة والدرجة من درجات الجنة؟! فالأمر في غاية الأهمية؛ لكن دون العلم مع الراحة والاسترخاء خرط القتاد، يسمع الناس النصوص، وينظرون في واقع أهل العلم، ويرون الشرف في الدنيا والآخرة، ويتمنى كل واحد أن يكون عالما؛ لكن دونه خرط القتاد، النفس بطبعها ميالة للراحة والدعة؛ لأن العلم متين، ويحتاج إلى تعب ونصب، يحتاج إلى أن يسلك الطريق، ويؤخذ من أبوابه وعن أهله على الجواد المعروفة عند أهل العلم، وقد يطول الطريق! ((من سلك طريقا يلتمس فيه علما؛ سهل الله له به طريقا إلى الجنة))، وهذا وعد لمن يسلك الطريق؛ لأن بعض الناس تكون عنده النية الصادقة والعزيمة والهمة والحرص، ثم بعد ذلك يطلب العلم عشر سنين، عشرين سنة، ثلاثين سنة، فإذا جلس في مجلس، أو أراد أن يحرر مسألة؛ ما استطاع! نقول: الأجر مرتب على سلوك الطريق، كونك تحصل العلم – نعم، هذه غاية؛ لكن الأجر مرتب على بذل السبب، وحصول المسبب بيد المسبب وهو الله - جل وعلا -، فلا يضيق ذرعا من تعب في تحصيل العلم، ولم يدرك منه ما يقنعه، أو ما ينقل به ويعرض بين الناس؛ ليصبر، ويسلك الطريق؛ ويوفق إن شاء الله تعالى، ومر في كتب التراجم – تراجم أهل العلم - والواقع يشهد أيضا أن بعض الناس يطلب العلم خمسين ستين سبعين سنة! ما يوفق! ولا يفلح! والسبب في ذلك كما جاء في الحديث حديث معاوية - رضي الله عنه -: ((من يرد الله به خيرا؛ يفقه في الدين))، ((وإنما أنا قاسم، والله المعطي)) الله - جل وعلا - هو المعطي، النبي - عليه الصلاة والسلام - قسم العلم على الأمة، ما كتم شيئا مما أمر بتبليغه؛ لكن المعطي في الحقيقة هو الله - جل وعلا -؛ فاصدق اللجأ إلى الله - جل وعلا -؛ وأخلص في طلبك للعلم؛ وتوفق إن شاء الله، ولو لم تدرك إلا الدخول في حديث ((من سلك طريقا يلتمس فيه علما؛ سهل الله له به طريقا إلى الجنة)) طالب العلم بحاجة ماسة إلى تصحيح النية، والإخلاص لله - جل وعلا -، فالعلم عبادة لا تقبل التشريك، أولا: لا بد من بيان العلم الذي جاءت النصوص بفضله، وفضل أهله، العلم الذي جاءت النصوص بفضله هو العلم الشرعي المورث للخشية {إنما يخشى الله من عباده العلماء} [سورة فاطر/ 28] نعم هو العلم الذي رتبت عليه الأجور هو العلم الشرعي، العلم الشرعي المستمد من كتاب الله -جل وعلا -، وسنة نبيه - عليه الصلاة والسلام -، والوسائل لها أحكام المقاصد، فما يعين على فهم الكتاب والسنة؛ دخل في فضل هذا المقصد العظيم، وهو علم قال الله وقال رسوله، فعلى طالب العلم أن يصحح النية، ويخلص في طلبه للعلم؛ لأنه عبادة، وقد جاء في الحديث الصحيح حديث الثلاثة الذين هم أول من تسعر بهم النار، ومنهم من تعلم وعلم فسئل بعد ذلك، فقال: تعلمت العلم، وعلمته الناس، وقد ينفق على التعلم والتعليم عقود؛ لكن يقال له في النتيجة، كذبت! إنما تعلمت وعلمت ليقال! فهذا أحد الثلاثة الذين هم أول من تسعر بهم النار - نسأل الله السلامة والعافية - فالمسألة خطيرة، وليس فيها كفاف، لا علي ولا لي! - لا - إنما إما أن ترفع درجات، أو تكون أول من تسعر بهم النار؛ لكن قد يسمع بعض طلاب العلم مثل هذا الكلام، فيقول: لا طاقة لي بمثل هذا، أترك
(يُتْبَعُ)
(/)
! والترك ليس بحل؛ لأن من عمل من أجل الناس، أو العمل من أجل الناس رياء، وترك العمل أيضا من أجل الناس أيضا أمره خطير، قال بعضهم كفر ...
يا طالب العلم لا تبغي به بدلا ... فقد ظفرت ورب اللوح والقلم.
ـ[السليماني]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 11:37]ـ
بارك الله فيك
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[08 - Oct-2010, صباحاً 06:43]ـ
(4)
اطلب العلم حتى يأتيك اليقين
الرسول - عليه الصلاة والسلام – يقول: ((إنما أنا قاسم، والله المعطي)) فعلى الإنسان أن يبذل السبب، ولا يقول: أنا طلبت العلم سنين ما استفدت، عليك أن تستمر إلى أن يأتيك اليقين؛ لأن العلم من أعظم أبواب العبادة؛ بل يفضله أهل العلم على جميع ما يتعبد به بعد الفرائض، أفضل نوافل العبادات تعلم العلم الشرعي، فعليك أن تستمر، ولو كان حفظك ضعيف، ولو كان فهمك أقل، مثل هذا لا يثنيك عن تعلم العلم الشرعي، ومع الوقت والإخلاص والحرص تدرك - إن شاء الله تعالى -، ولو لم تدرك من ذلك إلا الاندراج في قوله - عليه الصلاة والسلام -: ((من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة)) ألا تريد أن يسهل الله لك طريقا إلى الجنة؟ ولو لم تدرك العلم؛ لأن الوعد في هذا الحديث ما رتب على العلم؛ إنما على سلوك الطريق فقط، فأنت مجرد ما تسلك الطريق، ييسر لك الطريق إلى الجنة، ولو لم تدرك من العلم ما يكفيك أو لم تدرك شيئا؛ لأن هذا الوعد ثابت لمجرد من سلك الطريق.
اعتن بصلاح قلبك
((ألا وإن في الجسد مضغة)) يعني بقدر قطعة من اللحم بقدر ما يمضغه الإنسان، بقدر اللقمة، يعني ما هو بكبيرة؛ ((إذا صلحت)) هذه المضغة؛ ((صلح الجسد كله، وإذا فسدت؛ فسد الجسد كله، ألا وهي القلب)) القلب شأنه عظيم، وفساده خطير، ومرضه شر مستطير، وكثير من الناس يعيش بين الناس وقلبه ممسوخ وهو لا يشعر! - نسأل الله السلامة والعافية - وقد يكون ممن ينتسب إلى العلم، أو إلى طلب العلم، يعني لا نكابر! يعيش بين الناس بقلب ممسوخ - نعم - ما المانع! لكثرة ما يزاوله وينتهكه من محرمات، فالقلب تنبغي العناية به، العناية بالقلب في غاية الأهمية، وجميع خطاب الشرع موجه إلى القلب {يوم لا ينفع مال ولا بنون * إلا من أتى الله بقلب سليم} [(88 - 89) سورة الشعراء] فالقلب شأنه عظيم، فعلى المسلم لا سيما طالب العلم أن يعنى بصلاح قلبه، هناك أمراض للقلوب، وهناك أدوية للقلوب، وخير ما يداوى به القلب المريض بالقرآن الكريم، بقراءته على الوجه المأمور به بالترتيل والتدبر، أيضا الارتباط بالله - جل وعلا – بالأذكار، بنوافل العبادات من الصيام والقيام، وأن يعين على نفسه بكثرة السجود، المقصود أن هناك أمور تعين على صلاح القلب ((وإذا فسدت، فسد الجسد كله، ألا وهي القلب)) القلب بمنزلة الملك، والجوارح أعوان لهذا الملك؛ فإذا كان الملك صالح؛ وجه هؤلاء الأعوان إلى ما يصلح، وإذا كان الملك فاسد؛ وجه الأعوان إلى ما يفسد ويضر ((إذا صلحت؛ صلح الجسد كله، وإذا فسدت، فسد الجسد كله، ألا وهي القلب)).
الانشغال عن القرآن
((ولا يدع القرآن رغبة إلى غيره)) مع الأسف أن كثيرا من المسلمين انشغلوا عن القرآن بالقيل والقال والصحف والمجلات، والقنوات، تجد بعض طلاب العلم عنده استعداد يقرأ الجرائد كلها! أو المسلم الموظف بعد ما يطلع من وظيفته إلى أن ينام وهو يقلب الجرائد! علشان إيش؟! ماذا تستفيد من هذه الجرائد؟! هذا خبر سيء، وهذا تهكم بالدين، وهذا استهزاء بالمتدينين، وهذه صورة عارية ومع ذلك هذا ديدن كثير من الناس، ويمر عليه اليوم واليومين والأسبوع والشهر وهو ما فتح المصحف! إن تيسر له أن يحضر إلى الصلاة قبل الإقامة بدقيقتين، ثلاث، خمس قرأ قراءة الله أعلم بها! قرأ له ورقة ورقتين!! وبعض الناس ما يعرفون القرآن إلا في رمضان! هذه مشكلة؛ ولذا يقول: ((ولا يدع القرآن رغبة إلى غيره)) نعم هناك علوم يعني لا يشمل هذا الكلام، النظر في السنة مثلا، أو في العلوم المساندة التي تعين على فهم القرآن، كلها من العناية بالقرآن؛ لأن السنة تفسر القرآن، توضح القرآن، العلوم التي تعين على فهم القرآن، والإفادة من القرآن، والاستنباط من القرآن كلها داخلة في تعلم القرآن ((إنه لا
(يُتْبَعُ)
(/)
خير في عبادة لا علم فيها)) عبادة على الجهل لا خير فيها، قد يرتكب هذا العابد مبطل لهذه العبادة، وهو لا يشعر! ((ولا خير في علم لا فقه فيه)) يعني تجد بعض الناس منهوم بقراءة الكتب؛ لكن لا يفهم ولا يريد أن يفهم! مجرد سرد، لا يقف عند المسائل، ولا يحرر المسائل، ولا يحقق المسائل ((لا خير في علم لا فقه فيه، ولا خير في قراءة لاتدبر معها)) يعني الخير المرتب على التدبر؛ لا يأتي إلا بالتدبر، وأما قراءة الحروف فتتم مع غير التدبر، وفضل الله واسع، والله المستعان.
التلذذ بالطاعات والعبادات
لا شك أن الشرع فيه تكاليف، وفيه ما يشق على النفوس؛ لأن الجنة حفت بالمكاره، هذا هو السبب في تسمية الأحكام بالتكليف؛ لأن الجنة حفت بالمكاره، ولا يمنع أن يكون هذا التكليف في بداية الأمر، ثم بعد ذلك يكون تلذذ بالطاعة، يعالج الإنسان نفسه على هذه التكاليف؛ حتى تصير ديدنا لها ويتلذذ بها، وهذا معروف عند المسلمين قديما وحديثا، كثير من الناس يتلذذ بالطاعة والرسول - عليه الصلاة والسلام – يقول: ((أرحنا يا بلال بالصلاة))، ولسان حال كثير من المسلمين يقول: أرحنا من الصلاة؛ لا شك أن الصلاة تكليف على خلاف ما تهواه النفس؛ لكن إذا اعتادها الإنسان وتعلق قلبه بها حدث ولا حرج من اللذة وانشراح الصدر في الصلاة، وجاهد السلف وكثير من الناس في القديم والحديث جاهدوا أنفسهم من أجل قيام الليل جاهدوا مدة، ثم صار من شأنهم وديدنهم؛ فتلذذوا به، وهكذا غير الصلاة من العبادات، الصيام في الهواجر من أشق الأمور على النفس الصيام في الهواجر؛ لكنه من ألذ الأشياء عند من عود نفسه عليه وصار شأنه وديدنا له، والله المستعان، وقل مثل ذلك في سائر العبادات كتلاوة القرآن التلذذ بمناجاة الله - عز وجل - والخلوة به، والله المستعان، وهذا محروم منه كثير من الناس، والسبب انشغالهم بهذه الدنيا.
الجمع بين قراءة القرآن والتفسير
هل بالإمكان الجمع بين قراءة القرآن والتفسير، وذلك حينما أريد أن أقرأ القرآن كل شهر؟ وما هي أقصر الطرق لفهم الآيات؟
يعني قراءة جزء من القرآن في كل يوم هذا أمر سهل يسير، الجزء مع التدبر والترتيل يحتاج إلى نصف ساعة، ولا يشق، ومراجعة كتب التفسير المختصرة؛ لا سيما المتعلقة بغريب القرآن، لا تكلف شيئا أمرها سهل، ومن كتب الغريب ما طبع في حاشية المصحف، وهذا ييسر أكثر؛ لكن قراءة جزء في كل يوم بالنسبة لطالب العلم كأنها قليلة بالنسبة لكتاب الله - جل وعلا -! فلا يشق على طالب العلم أن يجلس بعد صلاة الصبح حتى ترتفع الشمس، وحينئذ يتيسر له أن يقرأ القرآن في سبع، كما أمر النبي - عليه الصلاة والسلام - عبد الله بن عمرو بذلك، حيث قال له: ((اقرأ القرآن في سبع ولا تزد)) وهو مع قراءته يدون الكلمات الغريبة ليراجع عليها بعد الفراغ من القراءة، يراجع عليها كتب التفسير، ويراجع عليها كتب الغريب، فكتاب الله ينبغي أن يكون عناية طالب العلم به أكثر، نعم يعنى بالحفظ أولا، ثم بعد ذلك بالمراجعة، ثم القراءة من أجل تحصيل أجر الحروف، فالتدبر والترتيل والعمل؛ كل هذا مطلوب بالنسبة لطالب العلم، يعني بالنسبة للعامي الذي يعرف يقرأ القرآن هذا إذا حصل أجر الحروف بالنسبة له؛ يكفيه! أما بالنسبة لطالب العلم لا بد أن يتفقه من كتاب الله، وأن يتعلم كتاب الله، وأن يعلم كتاب الله بعد ذلك، أما إذا قرأ القرآن في شهر، كل يوم جزء، بإمكانه أن يقرأ معه تفسير مختصر؛ حينئذ يتعلم القرآن علما وعملا على طريقة الصحابة - رضوان الله عليهم -؛ لكن على الإنسان أن يستكثر من هذا الباب الذي فتح له مما يقربه إلى الله - جل وعلا -.
الحرص على كتاب الله -عز وجل-
(يُتْبَعُ)
(/)
وليحرص طالب العلم على كتاب الله - جل وعلا -، وما يعينه على فهم كتاب الله من النظر في التفاسير الموثوقة التي كتبها أهل التحقيق، والنظر أيضا في العلوم التي يسمونها علوم الآلة التي تعين على فهم الكتاب والسنة؛ وليكن حفظه للقرآن وغيره من العلوم على الجادة، فالقرآن -مثلا- يخصص ما يريد حفظه، والناس يتفاوتون، من الناس من رزق حافظة تسعفه لو أراد حفظ جزء كامل من القرآن، ومن الناس من لا يستطيع حفظ أكثر من آية، وبقية الناس بين هذين، فيحدد ما يغلب على ظنه أنه يستطيع حفظه، أربع آيات، خمس آيات، عشر آيات، ثم يحفظ هذه الآيات، ويتعلم ما فيها من علم وعمل، يراجع عليها ما يناسب سنه وتحصيله من التفاسير التي تعينه على فهم هذه الآيات، فإذا انتهى من القرآن فإذا به قد انتهى من العلم والعمل، يتعلم، يحفظ، يفهم، يستنبط، يعمل، كما قال أبو عبد الرحمن السلمي: " حدثنا الذين يقرؤوننا القرآن أنهم كانوا لا يتجاوزون عشر آيات حتى يعلموا ويعرفوا ما فيها من علم وعمل "، وتعلموا العلم والعمل جميعا بهذه الطريقة.
الرباني
"الرباني" منسوب إلى الرب، أو إلى التربية، إما لأنه يربي الناس، أو لأنه مطيع لربه فاعل لأوامره مجتنب لنواهيه، معتن بخلقه، وقيل في الرباني: إنه الذي يتعلم ثم يعمل ويعلم، فالمتعلم والمعلم هذا رباني، وعن ابن عباس أنه الذي يعلم الناس بصغار العلم قبل كباره، يعلم الناس بصغار العلم قبل كباره وعلى هذا عليه أن يتدرج مع الطلاب من الصغر إلى أن يكبروا، فيعلمهم المتون الصغيرة، ويحفظهم إياها، ويشرحها لهم بالطريقة المناسبة لاستيعابهم، وعقولهم ثم يتدرج إلى ما هو أكبر منها، ثم إلى ما هو أكبر، ويكون نظره إلى مصلحة الطالب لا إلى مصلحة نفسه؛ لأن بعض من يتصدى للتعليم ينظر إلى مصلحته، يأتي مجموعة من الطلاب يطلبون منه درسا فلا ينظر إلى مصلحتهم وما يناسبهم؛ بل ينظر إلى مصلحته هو، هو يحتاج هذا الكتاب، بغض النظر هل يستفيدون منه أو لا يستفيدون؟ هذا ليس برباني، هذا متعلم يريد أن يتعلم من قراءته في هذا الكتاب؛ لكن الذي ينظر إلى مصلحة الطالب ويوجهه إلى ما يفيده وينفعه ويناسبه هذا هو الرباني.
أيضا لو قدر أن شخصا يعلم الطلاب، نظر إلى هؤلاء المجموعة فوجدهم من المبتدئين أو المتوسطين وأراد أن يرفع من هممهم وينهض فجعل درسا في علل الدارقطني، وآخر في موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول لشيخ الإسلام، هذا نصح للطلاب و إلا ما نصح؟ والله ما نصح للطلاب، وهؤلاء الطلاب المجزوم به أنهم سوف يتركون الطلب، فعليه أن يتدرج بهم ينظر فيما يحتاجون يتلمس حاجاتهم ويعلمهم إياها.
قد يقول قائل: إن بعض الشيوخ لا يستطيع أن ينزل بطريقته وأسلوبه إلى صغار المتعلمين، هل هو من هذا النوع؟ نقول: إذا لم يقم بحاجة صغار المتعلمين لا بد أن ينزل، إذا لم يقم بها أحد، وإذا وجد من يعينه عليها ويقوم بها ويكفيه إياها لا مانع أن يعلم من فوقهم بطريقته وأسلوبه الذي يراه نافعا.
قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: الرباني هو المعلم، وأخذه من التربية أي يربي الناس بعلم كما يربي الطفل أبوه، وقال سعيد بن جبير: هو الفقيه العليم الخبير، وقال سيبويه: زادوا ألفا ونونا في الرباني إذا أرادوا تخصيصا بعلم الرب، كما قالوا: شعراني ولحياني لعظيم الشعر واللحية، وقال أبو عمر الزاهد: سألت ثعلبا عن هذا الحرف وهو الرباني فقال: سألت ابن الأعرابي فقال: إذا كان الرجل عالما عاملا معلما قيل له: رباني، فإن حرم خصلة منها لم يقل له رباني، وفي مفتاح دار السعادة للإمام المحقق ابن القيم: معنى الرباني: الرفيع الدرجة في العلم، العالي المنزلة فيه، وعلى ذلك حملوا قوله تعالى: {لولا ينهاهم الربانيون والأحبار} [(63) سورة المائدة] .. إلى آخره.
قبله في البخاري: "الذي يربي بصغار العلم قبل كباره" هناك أقوال كثيرة لكن أشهرها ما ذكرنا أنه إما الذي يربي الطلاب بصغار العلم قبل كباره، أو أنه الذي يعتني بنفسه وبغيره فيتعلم ويعمل ويعلم، ويكون وقته لله.
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[11 - Oct-2010, مساء 08:25]ـ
(5)
العلم حفظ وفهم
(يُتْبَعُ)
(/)
فلا علم بدون فهم؛ لأن الاعتماد على الحفظ وحده دون فهم يصدق فيه ما يردده بعض الناس من قولهم بإزاء من يحفظ: زاد في البلد نسخة، يعني كون البلد فيها نسخ كثيرة من هذا الكتاب، وهذا يحفظ هذا الكتاب ولا يعاني فهمه، هذا بمثابة زيادة نسخة، وهذه العبارة، وإن كان أصلها ومنشأها سببه التقليل من شأن الحفظ، وقد راج قبل نصف قرن من الزمان الدعايات ضد الحفظ، حتى قال قائلهم ممن يزعم أنه يعاني تربية الجيل: أن الحفظ يبلد الذهن، الحفظ يبلد الذهن.
وأقول: لا علم إلا بحفظ، وأنتم سمعتم، ورأيتم من يعلم، ومن يفتي مع ضعف في حافظته، أو عدم عناية منه بالحفظ، سمعتم ما لا يعجبكم، بخلاف من حفظ العلوم، وعلى رأسها النصوص، قال الله، وقال رسوله.
فالذي يفتي بالنصوص على نور من الله - جل وعلا -، أما الذي ليس له نصيب من الحفظ، مثل هذا يتخبط يمينا وشمالا، وبالأساليب الإنشائية يمضي الوقت، لكن هل يقنع السامع، لا سيما إذا كان السامع طالب علم؟ لا، والساحة مملوءة من أمثال هؤلاء.
يعني فرق بين أن تسمع كلام عالم له عناية بالفقه، بالعلم من أبوابه، وله حفظ، ورصيد من الحفظ من النصوص، ومن أقول أهل العلم، ولا سيما من أقوال سلف الأمة فيما يوضح به النصوص، البون شاسع بين هذا وبين من لا يحفظ، فلا بد من الحفظ، ولا بد من الفهم، لا يكفي الحفظ وحده، ولا يكفي الفهم وحده، ولو كان الفهم كافيا دون حفظ لرأينا من عوام المسلمين - ممن يعدون من أذكياء العالم-، وهم في أسواقهم من الباعة، رأيناهم علماء، وهم يسمعون العلم، يسمعون الخطب، يسمعون الدروس في المساجد، ومع ذلك لا يدركون شيئا من العلم، وهم على جانب كبير من الفهم.
فعلى هذا المفاتيح الغريزية هي: الفهم والحفظ، فإذ حفظ طالب العلم ما يريد حفظه من نصوص الكتاب والسنة، ومن أقوال العلماء، من المتون المعروفة عندهم في كافة العلوم، حرص على فهم واحد، وكل منهما يعين على صاحبه، فالفهم يعين على الحفظ، والحفظ يعين على الفهم.
العلم يحتاج إلى مدارسة وسهر وتعب
العلم يحتاج إلى مدارسة، يحتاج إلى أن تسهر الليالي، وعرف من كثير من المتقدمين تقسيم الليل إلى ثلاثة أجزاء: ثلث للنوم، وثلث للمطالعة والكتابة، وثلث للصلاة، ولا بد من الاستعانة بالصبر والصلاة؛ لأن بعض الطلاب تجده حريص على طلب العلم، ومن درس إلى درس، ومن حلقة إلى حلقة، ومع ذلك يشق عليه أن يصوم يوم في سبيل الله، أو يصلي ركعتين مثل هذا لا يعان على طلب العلم، خير ما يعين على طلب العلم العمل بالعلم، ولذا تجدون الجبال الكبار من أئمة الحفظ والفهم لو نظرت إلى مدة طلبهم للعلم بالنسبة لما عرف عنهم من عمل وجدت أن العمل أكثر، يعني الإمام أحمد وهو يحفظ سبعمائة ألف حديث كيف تدرك سبعمائة ألف حديث؟ يعني يحتاج إلى أن يحفظ كم في اليوم الواحد؟ هل نقول: إن الإمام أحمد عطل الواجبات ترك النوافل والمندوبات؟ أبدا، الإمام أحمد يصلي في اليوم والليلة ثلاثمائة ركعة، ويقول القائل مما لا يحتمل عقله مثل هذا الكلام هذا غير معقول، ثلاثمائة ركعة تحتاج إلى إيش؟ تحتاج إلى دقيقة مثلا، يعني ركعة أقل ما يجزئ تحتاج إلى دقيقة، وثلاثمائة دقيقة يعني خمس ساعات، متى يطلب العلم؟ متى يتعلم؟ متى يعلم؟ متى ينام؟ متى .. ؟ لكن لتعلم أن الإمام أحمد ما عنده استراحة، نعم وليس عنده أناس يؤنسونه، ويضيعون عليه الأوقات كما يفعله كثير من الناس اليوم، وليس عنده على ما قال بعضهم: صالون في بيته يحتاج إلى ثلاث ساعات في اليوم ينظر في المرآة، وهذه شعرة زائدة، وهذه شعرة ناقصة، الإمام أحمد ما عنده شيء من هذا، فإذا صرف خمس ساعات في الصلاة وقل مثلها للعلم بقي عنده أربعة عشر ساعة، والواحد منا إذا حضر درس أو ألقى درس يحتاج إلى راحة كأنه ألقى صخرة من فوق رأسه يحتاج بقية اليوم كله يرتاح وينفس عن نفسه، فمثل هذا يحتاج الإنسان في مثل هذه الظروف إلى إعادة نظر.
العلم متين ويحتاج إلى حفر في القلوب
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا عجزت عن الحفظ، بعض الناس الحافظة عنده قريبة من الصفر، وبعض الناس الحافظة عنده قريبة من المائة في المائة، كما أن القريب من الصفر في الحافظة، عنده فهم قريب من المائة بالمائة، والثاني بالعكس، وبين هذين ما يقرب من هذا وما يبعد من هذا.
نضرب مثال بالجلالين ــ صاحبي التفسيرـ، جلال الدين المحلي وجلال الدين السيوطي، جلال الدين المحلي إمام من أئمة الشافعية، ومع ذلك في الحافظة يقرب من الصفر، وقال: إنه حاول أن يحفظ فصل من كتاب أخذ عليه وقت طويل جدا مدة أكثر من أسبوع، وارتفعت حرارته، وظهر في جسده بثور، وفي النهاية عجز!!
والسيوطي يقول إنه يحفظ أكثر من مئتي ألف حديث، كيف صار المحلي إمام من أئمة الشافعية؟ كيف صار؟ هناك طريقة لمن هذه صفته، إذا عجزت استعمل القلم، اكتب ما تريد حفظه، راجع عليه الشروح وعلق عليه، ومن كثرة المداولة يثبت في ذهنك، مقومات التحصيل الحفظ والفهم، قد يجتمعان في شخص، وقد يفقدان من شخص الكلية فيصير فدما، ما يفهم ولا يحفظ، هذا يسلك العلم يثبت له أجر السلوك والطريق، ويقرأ نظر ويردد القرآن ويذكر الله -جل وعلا- ولا يحرم من الأجر.
فبعض الناس عنده حافظة قوية، وبعضهم ضعيفة؛ لكن الفهم عنده قوي، نقول لمثل هذا: أمسك القلم، وكثر الأوراق اقرأ الفاتحة واكتب الفاتحة، وراجع عليها التفاسير، وانتق من تفسير ابن كثير على الفاتحة، ومن تفسير الشيخ ابن سعدي، ومن فلان ومن فلان تجتمع عندك تصور للتفسير إجمالي، ولو لم يكن من كثرة هذه المعاناة إلا ما رسخ في ذهنك مما كتبت ومما قرأت فيكفي؛ لأن العلم متين يحتاج إلى معاناة، يحتاج إلى حفر في القلوب.
أقول؛ مثل هذا الذي لا يستطيع أن يحفظ يعمد إلى كتاب صعب، لا يذهب إلى منار السبيل أو منهج السالكين، - لا – نقول: اذهب إلى أصعب الكتب من المتون الفقهية، خذ زاد المستقنع –مثلا - أو مختصر خليل - إن كنت مالكي -، الذي كلامه أشبه ما يكون بالألغاز، وانظر ما قال الشراح حول هذا الكلام، وتصور الكلام واكتب ما تصورت، واكتب ما راجعت، وراجع عليه كتب اللغة إن عجزت عن معنى كلمة، راجع عليه كتب لغة الفقهاء؛ لأن الفقهاء لهم لغة صنفت فيها الكتب، راجع عليه الكتب التي هي أسهل منه، بحيث إذا فهمت هذا الكلام الصعب انتقش في قلبك، والذي لا يثبت في القلب إلا بصعوبة فإنه حينئذ لا يخرج منه إلا بصعوبة.
فأنت إذا عانيت هذا الكتاب الصعب، وأتقنته وفهمته من خلال مراجعاتك عليه الكثيرة الشديدة، وحاولت جاهدا أن تفهم هذا الكتاب، أنت في النهاية استقر في ذهنك شيء قدر كبير من هذا الكتاب، فالذي حافظته ضعيفة لا يذهب إلى الكتب السهلة، التي تعينه على الغفلة، لا، يذهب إلى الكتب الصعبة، التي لا تعينه على الغفلة، كل كلمة تحتاج إلى نظرات ليس بنظر الواحد.
فأقول يذهب إلى أصعب الكتب، ويراجع عليها الشروح، ويسأل الشيوخ المختصين فيما يعجز عنه إذا انتهى يكون فهم ولا ما فهم؟ فهم، يكون قد ثبت في ذهنه شيء أو ما ثبت؟ يكون ثبت في ذهنه؛ لأن هذه المعاناة بهذه الطريقة لا بد أن يثبت الشيء في الذهن.
العلم لا يعدله شيء
يقول: أنا إنسان بدأت بطلب العلم؛ ولكن أحس كثيرا أني لم أستفد من هذا العلم؛ لأني أريد شيئا يوفر لي المأكل والمشرب، وهذا العلم لم يوفر لي هذا الشيء؛ رغم أني أعلم فضيلة العلم؛ ولكني أفكر دائما كيف أوفر للأهل الأكل والشرب، فهذا الشيء يتردد في نفسي دائما، فأتثبت في طلب العلم ... وضح لنا حلا في هذه المشكلة؟!
لا شك أن الظروف التي نعيشها فيها شيء من الصعوبة، يعني الذي يكفي الناس في الزمن السابق، قد لا يكفي في هذا الزمان عشرة أضعافه! واحد من الأساتذة الوافدين، أستاذ في فنه أستاذ في الحديث، استغنت عنه الجهة التي يعمل فيها، فقال لي: مثل هذا الكلام، أريد عمل فيه دخل لي ولأولادي، العمل استغنى عني، قلت: ما تقتدي بالأئمة الإمام أحمد ويحيى بن معين وعلي بن المديني؟! هؤلاء حياتهم كلها للعلم، وما نسوا نصيبهم من الدنيا الشيء اليسير، قال: بس الإمام أحمد ويحيى بن معين ما عندهم فواتير تلفون! ولا فواتير كهرباء، ولا سيارات، ولا أولاد يدرسون بالأجرة، ما عندهم مثلنا، صحيح الظروف التي نعيشها فيها شيء
(يُتْبَعُ)
(/)
من الصعوبة؛ لكن العلم لا يعدله شيء! وقد أفتى شيخ الإسلام ابن تيمية بأن طالب العلم يأخذ من الزكاة لشراء الكتب وما يعينه على التحصيل، وعلى كل حال إذا أمكن الجمع بين العلم ومصدر يغنيه عن تكفف الناس فهذا هو الأكمل والأفضل، إذا لم يتمكن فالعلم لا يعدله شيء، فلا يترك العلم من أجل الدنيا، ومع ذلك لا ينس نصيبه من الدنيا؛ فعليه أن يسدد ويقارب، لا يمنع طالب علم أن يشتغل في مكتبة، في مطبعة، في أي عمل يناسب عمل علمي بأجرة، نصف الوقت، والنصف الثاني يتفرغ فيه للطلب.
بركة القرآن
{وهذا كتاب أنزلناه مبارك} بركة القرآن لا تنتهي، فهو مبارك من كل وجه، وعلى أي حال، فمجرد قراءته متعبد بها، التي لا تكلف شيئا، وبكل حرف عشر حسنات، إذا قرئ القرآن يحصل للقارئ على كل حرف في مقابل كل حرف عشر حسنات، هذا أقل تقدير، والله يضاعف لمن يشاء، فأقل ما يحصل للقارئ في الختمة الواحدة قراءة القرآن مرة واحدة على أكثر من ثلاثة ملايين حسنة، هذا إذا قلنا أن المراد بالحرف حرف المبنى، و إلا فالخلاف موجود: هل المراد بالحرف حرف المعنى أو المبنى؟ لكن المرجح أنه حرف المبنى.
وهذه من بركاته، من بركاته أنه شفاء لأمراض القلوب، ولأمراض الأبدان، فمن قرئت عليه الفاتحة برئ من اللدغة كأنما نشط من عقال، كأنه ما أصيب؛ فالبركة فيه من كل وجه، من تدبره ورتله، وقرأه على الوجه المأمور به، هداه الله، من يريد ويروم الهدى فإنه هنا في قراءة القرآن على الوجه المأمور به، من يريد زيادة الإيمان والطمأنينة وانشراح الصدر فعليه بقراءة القرآن، من يريد النور التام في الدنيا والآخرة فعليه أن يتمسك بالقرآن.
وفي كل يوم يطلع على سر من أسرار القرآن التي يثبت الله بها عباده الذين آمنوا، لكن لو قرأنا القرآن على الوجه المأمور به عرفنا هذا، {بل أكثرهم لا يعلمون} مع الأسف أن أكثر المسلمين، وهم يقرؤون القرآن لا يعلمون وجوه هذا التثبيت، لا يعلمه إلا من عاناه ممن قرأه على وجهه المأمور به، {قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين} [(102) سورة النحل] هدى لا شك أن فيه الهداية؛ لأنه هو الصراط المستقيم، كما جاء في تفسير السلف أنه القرآن هو الذي يهديهم وهو الذي يدلهم، {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم} [(9) سورة الإسراء] فالقرآن هدى، في مطلع سورة البقرة {الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين} [(2) سورة البقرة] هدى فالقرآن هدى.
ترويض النفس على العبادة
ثبت في النصوص عن أهل العلم من الصحابة ومن دونهم أنهم يسهرون، لكن على أي شئ؟ على الخير، فمنهم من يقسم الليل إلى أجزاء ينام ثلثه، ثم يتعلم ويطلب العلم ويقرأ ويبحث ثلثه، ثم يصلي ثلثه، يصلي ثلث الليل، بهذه الطريقة لا شك أن الإنسان يصل إلى مراده، نعم هذه صعبة على النفوس لكنها بالجهاد تسهل، بالمجاهدة تذل، ثم بعد ذلك تكون سجية للإنسان، وتكون أيضا لذة ومتعة، فالسلف منهم من قال: "كابدنا قيام الليل عشرين سنة، ثم تلذذنا به عشرين سنة"؛ فالمسألة لا بد من المرور بمرحلة المجاهدة، طلب العلم شاق يحتاج إلى مجاهدة في أول الأمر، ثم يكون لذة، يتلذذ به طالب العلم.
والمعلم في أول الأمر يجاهد، كثير من مشايخ وقضاة وطلاب العلم ودعاة في بعض المناطق تسأل هل في هذا البلد دروس؟ يقول لك: ما فيه دروس، تسأل القاضي، لماذا؟ يقول: والله جلسنا، جلسنا في رجب مثلا، جلس عندنا عشرة طلاب، ثم جاء رمضان انقطع الدرس ثم استأنفاه بعد العيد ما حضر إلا خمسة، ثم جاء الحج وانقطع الدرس بعد الحج حضر اثنين، من يجلس للاثنين؟ قلت: يا أخي تجلس لواحد، أنت إذا أردت أن يقرأ عليك الكتاب وجئت بشخص يقرأ عليك الكتاب لا تدفع له أجرة؟ قال: أدفع له أجرة، قلت: إذن جرب أنت أثبت واصبر، وتجاوز هذه المرحلة، مرحلة امتحان، كل الناس مروا بهذا، أنا أعرف شخص يحضر دروسه في الفجر - فضلا عن المغرب - ما يقرب من ألف، الآن دروس المغرب جموع غفيرة، أنا أدركته قبل ثلاثين سنة، ما عنده إلا طالب واحد، ثم صبر إلى أن أقبل الناس عليه، فلا بد من تجاوز هذه المرحلة، مرحلة الامتحان، ثم بعد ذلك تتلذذ، والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
فطالب العلم عليه أن يجتاز هذه المرحلة، والمعلم عليه أن يجتاز هذه المرحلة، والعابد الذي يريد العبادة النوافل شاقة على النفس، وبعض الناس يفتح له أبواب ويغلق عليه أبواب، عنده استعداد يجلس خمس ساعات يقرأ القرآن، لكن تشق عليه سجدة التلاوة، فضلا عن صلاة ركعتين، نقول: عليك أن تجاهد نفسك لترويضها من أجل الصلاة؛ لأن الصلاة من أفضل الأعمال، بعض الناس عنده استعداد يبذل الألوف المؤلفة ولا يصوم يوم، يقال: عليك أن تجاهد نفسك في الصيام، في هذا الباب، ليفتح لك، فإذا جاهدت نفسك وتجاوزت هذه المرحلة أبشر تجد من اللذة والمتعة والأنس ما يجعلك تتمنى أن لو كان اليوم أطول، وأحيانا منهم من يتمنى وقرأنا في سير بعض العباد، أنهم يتمنون أن الحر أشد، والوقت أطول، لأنهم لا يحسون بتعب ما دام القلب مرتاح فالبقية كلها مرتاحة، والذي يتعامل مع الله - جل وعلا – القلب، البدن شبه المعدوم في هذا الباب، كيف ذلك؟ شخص جاوز المائة ويصلي خلف شخص في صلاة التهجد ويقرأ في التسليمة جزء كامل من القرآن، ففي صلاة التهجد يقرأ خمسة أجزاء في التسليمة الأخيرة في يوم من الأيام، وهذا الشخص جاوز المائة ويصلي قائم واقف خلف هذا الإمام، في التسليمة الأخيرة الخامسة خفف الإمام؛ لأنه سمع مؤذن يؤذن الأذان الأول والعادة جرت أنه إذا أذن الأذان الأول معناه أن المسجد هؤلاء انتهوا من الصلاة، فظن أنه تأخر على المصلين فخفف فلما سلم اتجه إليه هذا الشيخ الكبير الذي جاوز المائة، وأخذ يوبخه ويقرره ويقول: ليال قليلة وجاء وقت اللزوم يعني آخر الوقت كيف تخفف؟. وشباب يتذمرون نجد مسجد يصلي صلاة العشاء مع التراويح بأقل من نصف ساعة؟ وهذا يمتلأ من الشباب لماذا؟ لأنه يخفف، لكن الذي يطول عليهم لو يزيد خمس دقائق تذمروا وضاقوا ذرعا بهذا التطويل، وبعضهم عنده استعداد يخرج من المسجد، والتسليمة في أقل من خمس دقائق ويخرج من هذا المسجد ساعة يتحدث من أحد، وبلغنا عن شخص كبير في السن من عشر سنوات أو أكثر يصلي جالس، في يوم العيد صارت عارضة، تعرفون العارضة؟ نعم، فأخذ يعرض مع الناس قائم بيده السيف وقتا طويلا، فلما نوقش يا ابن الحلال تصلي جالس من سنين والآن ... قال: والله لو كنتم تعلمون ما الذي حملني على رجلي فأنا أعلم، ما أدري ما الذي شالني؟ فالتعامل في مثل هذه المواقف القلب الذي يتعامل تجد شخص تقول: كيف هذا يستطيع أن يعيش؟ وبعد ذلك إذا وقف في الصلاة كأنه سارية، لا يتحرك، وبعض الناس يراوح بين رجليه قبل أن تتم الفاتحة، ملل وقلق، وسببه عدم ترويض النفس على العبادة.
النبي - عليه الصلاة والسلام - غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ومع ذلك قام حتى تفطرت قدماه، هذا شكر النعمة، ولهذا لما قيل له قال: ((أفلا أكون عبدا شكورا؟!)) فعلى الإنسان أن يشكر الله - جل وعلا - على ما أعطاه وأولاه من نعم، وأسدى إليه من دفع للنقم.
حياة العلم مذاكرته، فكيف تكون مدارسته؟!
يقول: حياة العلم مذاكرته، فكيف تكون مدارسة العلم ومذاكرته، وكيف يراجع طالب العلم جميع العلوم؟ فالعلم مع الأيام ينسى والأشغال تكثر فكيف نراجع؟ تعبنا نراجع وننسى!
مذاكرة العلم مع الأقران قبل وبعد؛ قبل الدرس وبعده، ينتقي طالب العلم خمسة من أقرانه يقاربونه في الفهم وفي الحفظ ويتعاون معهم على هذا الأمر، وهذا لا شك أنه من أعظم أنواع التعاون على البر والتقوى، فهؤلاء الخمسة أو الستة أو العشرة مثلا؛ يجتمعون قبل الدرس ثم يقرؤون القدر المقرر شرحه في الدرس، ثم يقرؤون القدر المقرر شرحه في الدرس، ويحفظونه كل واحد يراجع على الثاني، ثم بعد ذلك ينصرف كل واحد في زاوية ومعه ورقة وقلم ويعلق على هذا الكلام؛ يشرح هذا الكلام من تلقاء نفسه، يشرح هذا الكلام من تلقاء نفسه، ثم بعد ذلك يقرؤون كل واحد يصحح للثاني، إذا انتهوا من هذا قرؤوا الشرح على هذا الكلام من قبل أهل العلم، نفترض أنه مقطع خمسة أسطر من زاد المستقنع؛ يحفظونه إذا كان الشيخ يطالب بالحفظ وكل واحد يضع عليه شرح أو حاشية حسب استطاعته؛ حسب فهمه وتصوره لهذه المسألة، ثم بعد ذلك يصحح كل واحد للثاني ويراجعون الشرح الروض المربع أو الممتع أو غيرهما من الشروح يراجعونها؛ يصححون الأخطاء التي وقعوا
(يُتْبَعُ)
(/)
فيها، ثم يراجعون إذا كان هناك حواشي، وبعد ذلك يذهبون إلى الدرس، الآن عندهم تصور شبه كامل عن الدرس، يسمعون ما يزيده الشيخ على ما تداولوه بينهم، يسمعون ما يزيده الشيخ على ما تداولوه بينهم، ثم إذا رجعوا تناقشوا؛ كل واحد يسأل الثاني عن ما حصل في
الدرس وقبل الدرس، بعد هذا لا يحتاجون إلى مراجعة، أبدا لا يحتاجون إلى مراجعة، وهذه طريقة شرحها الشيخ عبد القادر بن بدران الدومي في كتاب له من أمتع الكتب اسمه: المدخل إلى فقه الإمام أحمد بن حنبل.
كتاب عظيم لا تنقضي عجائبه
ابن القيم يقول: " أهل القرآن هم العالمون به، العاملون بما فيه وإن لم يحفظوه عن ظهر قلب -، وأما من حفظه ولم يفهمه ولم يعمل بما فيه فليس من أهله وإن أقام حروفه إقامة السهم " هذا الموضوع يحتاج إلى بسط، يحتاج إلى وقفة طويلة، ويحتاج إلى مزيد من العناية؛ لأنه يلاحظ على كثير من طلاب العلم هجر القرآن، هجر القرآن، كثير من الإخوان نعم، قد تجده حافظ حرص في أول عمره على حفظ القرآن ثم ضمن الحفظ وترك القرآن يكفي هذا؟ لا يكفي، وتجد بعض الإخوان -مع الأسف الشديد - عوام المسلمين أفضل منه بالنسبة لكتاب الله، بعض الناس لا يفتح المصحف إلا إذا قدر أنه حضر قبل الإقامة بدقائق بدل ما يضيع الوقت يقرأ القرآن، وبعض الناس من رمضان إلى رمضان؛ لكن الإنسان إذا التزم وردا معينا لا يفرط فيه سفرا ولا حضرا، وقد عرفنا من الناس وهو مسافر في طريقه من بلد إلى بلد إذا جاء وقت الورد على جنب، يقرأ حزبه إذا انتهى واصل سفره، الدنيا ملحوق عليها يا أخي، ما هناك أمر يفوت، المسألة أنفاس معدودة تتوقف مثلما انتهت، وخير ما تصرف فيه الأعمار كتاب الله - جل وعلا -.
هو الكتاب الذي من قام يقرأه ... كأنما خاطب الرحمن بالكلم
كتاب عظيم لا تنقضي عجائبه، فيه حلول لجميع المشاكل، فيه عصمة من الفتن، والناس أحوج ما يكونون في هذه الظروف إلى الرجوع إلى كتاب الله - جل وعلا -.
على كل حال بعض الناس يشق عليه جدا أن يرتل وتعود الهذ هذا يهذ ما في بأس؛ لكن على ألا يهمل التدبر، لا أقول: مع الهذ لأن هذا ما يصل إليه إلا بعد مراحل؛ لأنا عرفنا أناس يقرؤون القرآن في يوم ويبكون من قراءته، هؤلاء تجاوزوا مراحل، هذا الشخص اللي في البداية ويقول: الترتيل صعب عليه .. ؛ لأن بعض الناس إذا عرف النتيجة والمحصلة التي قرأها في هذا اليوم خمسة أجزاء، ستة، عشرة، نشط؛ لكن إذا رتل وتدبر في النهاية جزء هذا يكسل، نقول: هذا لا بأس هذ، وحصل أجر الحروف، واجعل لك ختمة تدبر، ولو كانت في السنة مرة، اقرأ في هذا اليوم ورقة واحدة بالتدبر، وامش على طريقك.
الحافظ ابن كثير - رحمه الله تعالى - ترجم لشخص يقرأ القرآن في ثلاث، ديدنه عمره كله، وله ختمة تدبر أمضى فيها عشرين سنة، وبقي عليه أقل من جزء من القرآن، توفي ولما يكملها، فلا هذا ولا ذاك، يعني المسألة تحصيل الحروف والنشاط لقراءة القرآن يحصل بالهذ بلا شك، لاسيما من تعود عليه، والتدبر يجعل له وقت ولو يقرأ في كل يوم ورقة واحدة بالترتيل والتدبر والتفكر والاستنباط، ويتفهم كلام الله، ويراجع على هذه الورقة ما يعينه على فهم كتاب الله - جل وعلا -، نعم في حديث: ((لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث)) حمله أهل العلم على من كان ديدنه ذلك، وأما من استغل الأوقات الفاضلة، والأماكن الفاضلة في أوقات المضاعفات مثل هذا لا يتناوله مثل هذا الحديث، على أن الناس يتفاوتون في هذا، يعني إذا وجه هذا الكلام لعموم المسلمين نعم لعموم المسلمين لا يفقهون إذا قرؤوا، لكن شخص متفرغ لقراءة القرآن، يقول: أنا عندي استعداد أجلس بعد صلاة الصبح وأقرأ خمسة أجزاء، وأجلس بعد صلاة الظهر واقرأ خمسة، وأجلس بعد صلاة العصر وأقرأ خمسة نعم من غير مشقة بحيث يختم في يومين، نقول: لا يا أخي أنت خالفت الحديث لا تقرأ الظهر، اترك القراءة على شان تختم في ثلاثة أيام، هذا حل؟ هل هذا مراد النبي - عليه الصلاة والسلام - من هذا الحديث؟ نعم، نعم يحل المسألة لو قيل له: اقرأ القرآن، اقرأ بدل خمسة بعد صلاة الصبح ثلاثة، بس على الوجه المأمور به، بعد صلاة الظهر بدل خمسة اقرأ ثلاثة، أما أن يقال له: اترك القراءة في وقت من هذه
(يُتْبَعُ)
(/)
الأوقات لتقرأ القرآن في ثلاث ما هو بهذا المراد قطعا، نعم.
أما الذي يستطيع أن يقرأ القرآن على الوجه المأمور به ويكون ديدنه، قراءة ترتيل وتدبر ولو قلت قراءته هذا أفضل، هذا أفضل واختيار أكثر أهل العلم؛ لكن بعض الناس ما يستطيع يقرأ بالترتيل، الذي تعود على الهذ ما يستطيع يقرأ بالترتيل، لا بأس يقرؤه في شهر، ما المانع؟ يقرأ على الوجه المأمور به كل يوم جزء أنفع له بكثير، أنفع لقلبه؛ لأن هذه الطريقة هي المحصلة للإيمان واليقين كما قال شيخ الإسلام، وهذا هو الذي أنزل القرآن من أجل هذا؛ لكن من فضل الله - جل وعلا - أنه رتب الأجر على مجرد النطق بالحروف، إذا فاته طريقة أدرك طرائق - إن شاء الله تعالى -، وهو على خير على كل حال.
هجر القرآن
هجر القرآن سواء هجر التلاوة أو هجر التعلم أو هجر العمل هذا كله لا يجوز {وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا} [(30) سورة الفرقان] فالهجر أصناف، وأقل ما يكون بالنسبة للقرآن تلاوته، ومع ذلك تلاوته على الوجه المأمور به، فإذا كان أهلا ليستنبط منه الأحكام ليعمل بها وإلا قرأ في الكتب التي تعينه على هذا الأمر، فيقرأ حزبه اليومي، يخصص له من القرآن جزء يقرأه سواء كان جزء اصطلاحي عشر ورقات أو أقل أو أكثر المقصود أنه لا يخل بشيء من القرآن يقرأه يوميا، وإن شغل عنه قضاه من الغد أو بالليل، وإن كان يقرأ بالليل وشغل عنه يقرأ بالنهار، المقصود أنه لا يترك يوما يمر بدون أن ينظر في كلام ربه - جل وعلا -، أما كونه يأثم أو لا يأثم؟ لا يأثم، لكنه مع ذلك هذا حرمان شديد حتى يدخل في مسمى الهجر، ومعلوم أن كثير من طلاب العلم يحصل لهم شيء من هذا، ولو حفظ القرآن، بعض الناس يحفظ القرآن يحرص على حفظ القرآن ثم بعد ذلك يتركه، ما يقرأ إلا في مناسبات إذا تقدم إلى الصلاة أو جاء رمضان أو ما أشبه ذلك، فلا بد أن تفرض للقرآن من وقتك ما يكفي لقراءة الحزب اليومي، والمجرب عند كثير من طلاب العلم أن قراءة القرآن في سبع لا تشق على الناس، لا تشق لا سيما على طالب العلم، إذا جلس من صلاة الصبح إلى أن تنتشر الشمس قرأ حزبه اليومي الذي هو سبع القرآن، وامتثل قول النبي - عليه الصلاة والسلام - لعبد الله بن عمرو: ((اقرأ القرآن في سبع، ولا تزد)).
وكفى بالقرآن واعظا
جاء في أول الحديث: " كان تنورنا وتنور رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واحدا سنتين، أو سنة وبعض السنة، وما أخذت (ق) والقرآن المجيد إلا عن لسان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأها كل جمعة إذا خطب الناس "؛ لأن في سؤال من الأسئلة يقول: هل تجوز الخطبة بـ (قاف) فقط؟ يصعد المنبر ويقرأ سورة (ق) وينزل؟ نقول: هذه ليست خطبة؛ لأنها إنما أخذت (ق) والقرآن المجيد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأها كل جمعة على المنبر إذا خطب الناس، يعني ضمن الخطبة تصير، تكون في ضمن الخطبة، ولا تكون هي الخطبة.
النبي - عليه الصلاة والسلام - يكثر من قراءة هذه السورة إذا خطب الناس في الجمعة، وذلكم لما اشتملت عليه، لما اشتملت عليه هذه السورة من المعاني العظيمة، فيها أمور لو تأملها المسلم لأفاد منها؛ ولذا جاء في أخرها {فذكر} كيف؟ {بالقرآن من يخاف وعيد} [(45) سورة ق] {فذكر بالقرآن من يخاف وعيد} [(45) سورة ق] فالتذكير ينبغي أن يكون بالقرآن، وكفى بالقرآن واعظا، ومع الأسف تجد أن بعض الناس إذا كان هناك درس أو محاضرة يعتنون بالدرس والمحاضرة ويجلبون عليه بكل ما أتوا من استنفار، ثم إذا جاءت الصلاة لم يحضر لها قلب، لا من الطالب ولا من غيره؛ لأن العناية والهمة منصبة إلى هذا الدرس، لا يا أخي نقول: ينبغي أن يعنى بالفريضة قبل كل شيء التي هي الصلاة وتؤدى على الوجه المشروع، وتطال فيها القراءة طول نسبي، لا سيما إذا كثر الناس بصوت جميل يؤثر في الناس، وهذا هو التذكير بالقرآن، بعض الناس يتضايق من الإمام إذا أطال في الصلاة وهو ينتظر درس، لا يا أخي هذه أهم من الدرس.
فهذه السورة لا شك أن فيها موضوعات تهم المسلم، ولو تدبرها طالب العلم لخرج منها بالمعاني العظيمة، واستعراض هذه السورة وما فيها من معاني يحتاج إلى دروس لا يكفيها درس أو درسين، وكلكم يحفظ هذه السورة - ولله الحمد -، وهي من أعظم سور القرآن، فعلى الخطباء أن يعنوا بها، وأن يكثروا من قراءتها على الناس بطريقة أو على الوجه المأمور به من الترتيل، وإدخالها إلى القلوب بتحسين الصوت والتغني بها؛ لأن القرآن يزين بالقرآن ((زينوا القرآن بأصواتكم)) ((وليس منا من لم يتغن بالقرآن)) والتأثير أولا وأخرا للقرآن المؤدى بالصوت الجميل، وليس التأثير للصوت أبدا، بدليل أن هذا الصوت لو قرأ به شيء غير القرآن ما أثر هذا التأثير، لكن التأثير للقرآن المؤدى بهذا الصوت، ولا شك أن السامع يتأثر بالقرآن لاسيما إذا أدي على ما أمر به من ترتيل وتدبر وتخشع واستحضار قلب، والله المستعان.(/)
صاحب الهدف الكبير مقال رائع لا تمل قرائته استمتعوا به
ـ[مسلم سني]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 10:33]ـ
صاحب الهدف الكبير
الشيخ نبيل العوضي
علمتني الحياة أن من عاش لهدف كبير فإنه يعيش كبيراً ويموت كبيراً ويبقي في ذاكرة الناس كبيراً، ومن عاش بغير هدف أو لهدف حقير فإنه يعيش صغيراً ويموت صغيراً.
والإنسان في سبيل تحقيق هدفه لا بد أن يضحى ويتعب وينصب، فكلما كان الهدف أكبر كلما كانت التضحيات أكبر، فما قيمة الوقت في سبيل تحقيق الهدف العظيم، وما قيمة المال من أجل الوصول لهذا الهدف، بل إن النفوس لترخص أحياناً من أجل بعض الأهداف، (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله) ومن هذا لما طعن (حرام بن ملحان) وسال دمه قال (الله أكبر فزت ورب الكعبة)!! ... كيف يفوز وقد قتل؟! لأنه وصل إلى الهدف الذي من أجله كان يعيش.
إن الغلام الذي دل الملك على كيفية قتله، وقتله الملك، قد حقق هدفه الكبير الذي كان يحلم به ويصبو إليه، من أجل هذا الهدف الكبير قتل (عمر بن الخطاب) وذبح (عثمان بن عفان) وسالت دماء الإمام (على بن أبي طالب)، ومن أجل الهدف الكبير كانت تلك المذبحة العظيمة لسيد شباب أهل الجنة (الحسين بن على) وآل بيت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
في سبيل تحقيق الهدف الكبير يتربص بك المثبطون المعوقون، وسيحاول الكثيرون تأخرك عن الوصول، ويشغلونك بمعارك جانبية كل هدفهم ألا تصل إلى مرادك ولا تحقق غايتك، فلا تلتفت إليهم وامض قدماً فالعمر قصير والهدف أكبر من هؤلاء المعوقين.
وأنت ترقى إلى المجد وتتسلق إلى القمة سيرمونك بما يستطيعون من الحجارة ويقذفونك بأقسى الكلمات، ويؤلبون ويحشدون عليك ما استطاعوا، كل هذا حتى لا تصل إلى القمة وتحقق الغاية، وكلما اقترب وصولك إلى الهدف الكبير تزايد المثبطون والمتربصون، وتكاثر المعوقون، فان رأيت الخصوم يتزايدون فاعلم أن المجد قريب والهدف قد أزف.
إن التافهين في هذه الدنيا لا أحد يبالي بهم، غاية مرادهم أن يعيشوا، هدفهم في الحياة أن يأكلوا ويشربوا ويتمتعوا، لا يبالى أحدهم إن عاش ذليلاً أو عأهم شئ أن يعيش، زيزاً، لا يعترض إن عاش حياة الهوان، ومن يهن يسهل الهوان عليه ... ما لجرح بميت إيلام!!، هم في الحياة صفر ولكنه على الشمال، هم رعاع لا تأثير لهم في الحياة، وأحياناً يكونون عبئاً عليها.
صاحب الهدف الكبير همته عالية، لا يكل ولا يمل، إن لم يصل إلى هدفه من طريق سلك طريقاً آخر، عنده رؤية واضحة، يقسم الطريق إلى أهداف مرحلية يضع لها الخطط الممكنة، والوسائل الموصلة، ويقدر الأوقات اللازمة، ويبدأ بالتنفيذ مستعيناً بربه متوكلاً عليه.
صاحب الهدف الكبير يعلم أن كل عامل يخطئ، وأن أي خطة قابلة للتعديل، ولا عيب في الاعتراف بالخطأ وتقويم الطريق، فهو يستفيد من خصومه ومنتقديه، ويطلب النصح من المخلصين، فأحياناً يسدد الهدف وأحياناً يقارب، ولا يعيبه الخطأ، ولا يثبطه تشمت المتربصين، ولا يضيره تتبعهم لعثراته، فالكل يخطئ ولكن أيهم يفوز بالسباق ويصل للهدف.
صاحب الهدف الكبير لا ينظر إلى رضا الناس، فرضاهم وإن كان مهماً إلا أنه لا قيمة له إذا تعارض رضاهم وتحقق الهدف، ولهذا جاء في الحديث (من أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس)، ولأن الهدف كان كبيراً، حقق الله له الغايتين، فإن كنت مقتنعاً بهدفك، فلا يضيرك سخط الناس، فالأنبياء منهم من قتل ومنهم من كذب، وكلهم عودي.
صاحب الهدف الكبير قد يغير مجرى التاريخ وقد يبدل حياة الناس إلى الأصلح والأحسن وقد ينشر في الأرض العدل بعد انتشار الظلم والجور، ومع هذا فهو واحد بين الجموع، وهم القلة في العالمين، وهم الصفوة بين البشر ... فهل كنت منهم ... صاحب هدف كبير؟
ـ[أبو سليمان الأسعدي]ــــــــ[29 - Sep-2010, مساء 11:37]ـ
جزيت خيراً ..
من أجل هذا الهدف الكبير قتل (عمر بن الخطاب) وذبح (عثمان بن عفان) وسالت دماء الإمام (على بن أبي طالب)
لا أدري لم يخص علي بذكر الإمامة دون بقية الخلفاء رضي الله عنهم جميعاً؟
ـ[الأشرم]ــــــــ[30 - Sep-2010, مساء 12:13]ـ
صاحب الهدف الكبير يعلم أن كل عامل يخطئ، وأن أي خطة قابلة للتعديل، ولا عيب في الاعتراف بالخطأ وتقويم الطريق، فهو يستفيد من خصومه ومنتقديه، ويطلب النصح من المخلصين، فأحياناً يسدد الهدف وأحياناً يقارب، ولا يعيبه الخطأ، ولا يثبطه تشمت المتربصين، ولا يضيره تتبعهم لعثراته، فالكل يخطئ ولكن أيهم يفوز بالسباق ويصل للهدف
(فياصاحب الهدف سر ولا تتلفت)
ـ[مسلم سني]ــــــــ[30 - Sep-2010, مساء 06:03]ـ
جزاكما الله خير الجزاء
ـ[مهندس مصري]ــــــــ[20 - Nov-2010, صباحاً 07:36]ـ
الشيخ نبيل العوضي .. حفظه الله ... من أحب الدعاة إلي قلوبنا ... شيخ يأسرك بهدوءه ورقة كلماته وقوتها في آن واحد .. بارك الله فيك شيخنا الحبيب وبارك الله في ناقل الموضوع(/)
يا طلبة العلم:::: دعوة إلى جهاد الدعوة
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[29 - Sep-2010, صباحاً 01:16]ـ
دعوة إلى جهاد الدعوة
بقلم: خبَّاب بن مروان الحمد
قال الإمام ابن القيِّم رحمه الله: «ولهذا كان الجهاد نوعين:
جهادٌ بِاليَدِ والسِّنَانِ، وهذا المُشَارِكُ فيه كَثِيرٌ!
والثاني: الجِهَادُ بِالحُجَّةِ وَالبَيَانِ، وهذا جِهَادُ الخاصَّةِ مِنْ أتْبَاعِ الرُّسُلِ وَهْوَ جِهَادُ الأَئِمَّةِ، وَهْوَ أَفْضَلُ الجِهَادَيْن لِعِظَمِ مَنْفَعَتِهِ، وَشِدَّةِ مُؤْنَتِهِ، وَكَثْرَةِ أَعْدَائِهِ، قَال الله تعالى في «سُورة الفرقان» وهي مكية: ? ولو شئنا لبعثنا في كلِّ قريةٍ نذيراً * فلا تُطِعِ الكافرين وجاهدهم به جهاداً كبيراً ?. فهذا جِهَادٌ لهم بالقرآن وهو أكبرُ الجِهَادَيْن» [1].
ثمَّة ضرورة في واقعنا الدعوي المعاصر، وهي ضرورة التبشير والجهاد الدعوي في بثِّ هذا الدين بأرجاء المعمورة، فلقد باتت ذات أهميَّة كبرى في سبيل نصرة فكرتها، والاهتمام بنشر ثقافة التبشير بها، والتلويح بأهميتها القصوى بين حين وآخر، فالأمَّة الإسلامية اليوم بحاجة ماسَّة وأكيدة إلى دعاة ربانيين يحملون على أكتافهم وعواتقهم منهج الدعوة إلى الله بأسلوب حضاري، يجمع بين الأصالة والمعاصرة، والتراث والحداثة، وفقه منهج السلف وفهم الواقع المعاصر؛ ببذل الجهد والغاية في نشر الدعوة إلى الله بين المسلمين والكافرين، في زمان خيَّم على كثير من أبنائه الجهل، وأطبق على كثير من بناته الغفلة والفراغ، فبات الشباب والفتيات يتسمَّرون على أجهزة الرائي (التلفاز) وشبكة المعلومات العنكبوتيَّة وهم في غفلة شديدة عمَّا يراد بهم ولهم وإليهم.
ولو بحثنا بحثاً مضنياً في دعاة الإسلام في هذا الزمان الذين يجمعون بين العلم الشرعي ولو نزراً يسيراً منه يعينهم في دعوتهم، مع أساليب الدعوة إلى الله وطرق النذارة والبشارة للناس؛ لخرجنا بنتيجة تقول: إنَّ هؤلاء الدعاة على وجودهم فإنَّهم أندر في الواقع من الكبريت الأحمر، فلو عددنا كميَّة الدعاة إلى الله في هذا الزمان ما بين مليار وثلث مليار، لعلمنا كم هي القلَّة القليلة من احتياجات الناس لوجود دعاة ربَّانيين بينهم!
بل إنَّ الفضائيات الإسلامية التي تقوم بدور رائد في نشر الدعوة إلى الله، ودخول الدعاة إلى الله من خلال هذه الشاشات الفضيَّة في كثير من بيوتات المسلمين، حيث يستمع الناس لكلامهم وشيء من حججهم ودعوتهم؛ فلن تكون هذه الفضائيات ولن يكون الدعاة إلى الله فيها قد قاموا بالدور الكافي في ذلك، ليس تقصيراً من بعضهم، بل لقلَّة الدعاة إلى الله أصالة وبداءة، مما يؤدي لكثرة انتشار الفساد وأهله، وتفنُّنِهِم في عرض طرق فسادهم وإفسادهم.
كما أنَّ بعض الدعاة على هذه الفضائيات قد يتحدَّث في قضايا ليست ذات أولويَّة في واقعنا الدعوي المعاصر؛ أو أنَّ هنالك من القضايا يمكن أن تكون من قبيل الإغراق في الجزئيات، أو تقديم الفروع على الأصول، أو الجزئيات على الكليات.
وعليه؛ فنحن بالفعل بحاجة أكيدة لحثِّ من لديه قدر من المعرفة والعلم أن يبذل هذا العلم ويدعو الناس إلى الله وطريق الحق والهدى، فالوضع الراهن لا يحتمل فساداً وسوءاً منتشراً في العالم اليوم أكثر مما هو عليه الآن.
وفي بلادنا الإسلامية كذلك نجد ضآلة الدعاة ...
فأين دور الدعاة إلى الله في الجامعات والتي تحوي الغث والسمين والطيب والخبيث والمثقف والجاهل ذكوراً وإناثاً؟!
وأين دور الدعاة إلى الله في نشر دعوتهم في النوادي والمقاهي ومجامع الناس؟!
وأين دورهم في دعوة علية القوم من أغنياء المسلمين وتجَّارهم ومحاولة التأثير عليهم لعل الله يهدي قلب واحد منهم فيبذل ما لديه من إمكانية لخدمة دين الله؟!
وأين دور الدعاة إلى الله في دعوة الأقارب؟!
وأين الدور الدعوي في عملية التواصل والاتصال من خلال شبكة الإنترنت والتأثير على عموم المستخدمين لهذه الشبكة؟!
وأين دورهم في دعوة البيوت، وجمع عدد من معارفهم، لكي يجمع كل منهم في بيته عدداً ممَّن يعرف لكي يأتي الدعاة ويقول لهم كلمة خير وفضيلة وصلاح؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
وأعيد وأكرِّر: لا يعني هذا انعدام وجود الدعاة، بل القصد قلَّة الداعين إلى الله في زمننا هذا، والذي يحتاج إلى عملية نفير دعوي جماعي: وقال -سبحانه وتعالى-: (فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) التوبة (122).
* وهل الدعوة بحاجة إلى جهاد؟
جاء في تقرير إحصائي قدَّمته الأمم المتحدة قبل مدة قصيرة عن الديانات في العالم: " إنَّ الإسلام أكثر الأديان انتشاراً على وجه الأرض، وأنه في سرعة انتشاره يزيد بسته أضعاف على الديانة الثانية بعده "، وما دمنا نلحظ ونشاهد أنَّ دين الإسلام ينتشر مع ضعف الإمكانات وقلَّة الدعاة ومحاربة الكفار للمسلمين الهداة، فهذا كذلك يحتِّم علينا القيام بأمر الدعوة إلى الله.
والمسلم في هذا الوجود الذي خلقه الرب المعبود جلَّ وتعالى، بحاجة إلى بذل الجهد في أي شيء كان، سواء في الدراسة فهو بحاجة لأن يبذل جهداً ووقتاً في سبيل النجاح، وكذلك وقت الطلب للمعيشة أو الوظيفة بحاجة للجهد، وكذلك وقت البحث عن زوجة فسيبذل الجهد والغاية في اختيار المرأة المناسبة، وهكذا ...
والدعوة إلى الله تعالى كذلك، لن يقوم قائمها ولن يعلو أفقها، ولن تسمو حركتها إلاَّ ببذل الجهد والغاية في نشرها بين الخافقين، والاهتمام بأمرها، فهي تجارة ربَّانية ناجحة لن تبور والربح فيها مؤكَّد، فكما يقوم التاجر ببذل جهده وغايته في بيع السلعة وتسويق البضاعة والنجاح في الصفقة التجاريًّة، ولربما يسأل الله تعالى نجاحه في ذلك، فهكذا التاجر الرباني والداعية الإيماني سيبذل جهده وغايته لتوصيل الحق إلى الخلق لإيصالهم بالرب الحق تبارك وتعالى.
ذكر ابن كثير أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما (قدم مكة وقومه أشد ما كانوا عليه من خلافه وفراق دينه، إلا قليلاً مستضعفين ممن آمن به، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه في المواسم - إذا كانت - على قبائل العرب، يدعوهم إلى الله عز وجل ويخبرهم أنه نبي مرسل، ويسألهم أن يصدقوه ويمنعوه حتى يبين عن الله ما بعثه به) [2].
ولم يتلكأ رسول الله صلى الله عليه وسلَّم في دعوته أو يتراجع أو يحجم، رغم ما لقيه من عذابات وآلام وأشواك على طريق الدعوة، ومع أنَّه لقي ربَّه عزَّ وجل وكان بإمكانه أن يسأله تعالى المقام عند، لكنَّه أدرك أنَّ أهل الأرض بحاجة لدعوة رب السماء، لعلَّهم يعودوا إلى جنان الخلد، وفي هذا الصدد يتحدث المفكر المسلم محمد إقبال: (إن النبي الكريم عندما صعد إلى السموات العلى، وكان ذلك الصعود ألذ رياضة روحية، لم يبق هناك؛ وإنما عاد إلى الأرض "ليشق طريقه في موكب الزمان؛ ابتغاء التحكم في ضبط قوى التاريخ، وتوجيهها على نحو ينشئ به عالمًا من المثل العليا جديدًا) [3].
* مفهوم الجهاد الدعوي:
وطوبى لعبد دعا للرشاد .. منادٍ إلى الخير في كل واد
حثيثِ الخطا في سبيلِ الهدى .. وبالعزم يرقى عسير النِّجاد
قد يفهم بعض الناس أنَّ الجهاد في سبيل الله هو فحسب القتال والمعاركة لأعداء الدين، وهذا حق لا ريب فيه، ولكنَّه نوع من أنواع الجهاد في سبيل الله، فالجهاد في سبيل الله في القرآن والسنَّة عام فيدخل فيه جهاد الحجَّة والبيان وجهاد السيف والسنان، والجهاد بحاجة لمشقة وبذل الجهد والطاقة في نصرة شيء ما، وهنا نقصد بها ضرورة تكوين عدد من المجاهدين في سبيل الله من الرجال والنساء شيباً وشباباً صغاراً وكباراً لبذل ما لديهم من طاقة وإمكانيَّة لنشر دين الله في الأرض، فيكون قائماً قياماً لله تعالى مقتدياً بما قاله تعالى: (قم فأنذر * وربك فكبر).
قال الإمام ابن القيم: (وتبليغ سنته إلى الأمة أفضل من تبليغ السهام إلى نحور العدو؛ لأن تبليغ السهام إلى نحور العدو يفعله كثير من الناس وأما تبليغ السنن فلا يقوم به إلا ورثة الأنبياء وخلفاؤهم في أممهم جعلنا الله وإياكم منهم بمنه وكرمه) [4]، ولأجل ذلك فإنَّ الجهاد في أي شيء بحاجة إلى صبر ومصابرة، وثبات وتثبيت، وقوَّة وقدرة، وهنيئاً لمن يسَّر الله تعالى له ذلك، فإنَّه موعود بكون الله تعالى معه، فهو القائل: (والذين جاهدوا فينا لنهدينَّهم سبلنا وإنَّ الله لمع المحسنين).
(يُتْبَعُ)
(/)
نقل الإمام القرطبي في تفسيره عن أبي سُلَيْمَان الدَّارَانِيّ قوله: لَيْسَ الْجِهَاد فِي الْآيَة قِتَال الْكُفَّار فَقَطْ بَلْ هُوَ نَصْر الدِّين وَالرَّدّ عَلَى الْمُبْطِلِينَ: وَقَمْع الظَّالِمِينَ ; وَعُظْمه الأَمْر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَنْ الْمُنْكَر وَمِنْهُ مُجَاهَدَة النُّفُوس فِي طَاعَة اللَّه.
وقال الإمام ابن كثير في تفسيره: (قَالَ تَعَالَى " وَاَلَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا " يَعْنِي الرَّسُول صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابه وَأَتْبَاعه إِلَى يَوْم الدِّين " لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلنَا" أَيْ لَنُبَصِّرَنَّهُمْ سُبُلنَا أَيْ طُرُقنَا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة.
وقال ابن أبي حاتم في تفسيره: حدثنا أبي، حدثنا أحمد بن أبي الحواري، أخبرنا عباس الهمداني أبو أحمد من أهل عكا في قول الله تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ. قال: الذين يعملون بما يعلمون يهديهم الله لما لا يعلمون. قال أحمد بن أبي الحواري: فحدثت به أبا سليمان الداراني، فأعجبه. وقد روى ابن أبي حاتم أيضاً بسنده عن أصبغ قال: سمعت عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قول الله: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا) قيل له: قاتلوا فينا؟ قال: نعم.
وروى بسنده عن الربيع في قوله: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا. قال: ليس على الأرض عبد أطاع ربه ودعا إليه ونهى عنه إلا وأنه قد جاهد في الله.
ولهذا فالإنسان سيكون في خسارة كبيرة في هذه الدنيا إن لم يؤمن بربه وكذلك من آمن بربه سيكون خاسراً إن لم يعمل بما آمن به، وكذلك العامل سيكون خاسراً أجراً كبيراً إن لم يؤدِّ واجب الوقت في الدعوة إلى الله بعدما علم وعمل، والداعية المؤمن العامل، في خسارة أكيدة إن لم يصطبر على دعوته ويعاني الأمريَّن في سبيل نشرها ونصرتها ويلخص ذلك قول الله تعالى ففي سورة العصر المقصودة في كلام الشافعي يقول الله تعالى وهو أصدق القائلين: (والعصر* إنَّ الإنسان لفي خسر* إلاَّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات* وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) ولقد عرف قدر هذه السورة الإمام الشافعي فقال في حقِّها: (لو ما أنزل الله على عباده حجَّة إلا هذه السورة لكفتهم أو لوسعتهم).
فالقضية إذاً بحاجة لإيمان وعمل وتواصي بالحق وهي الدعوة إلى الله وتواصي بالصبر، لكي يكون الجهاد في نشر الدعوة إلى الله منصوراً، ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: (وإنَّ النصر مع الصبر).
فعلى الداعية إلى الله أن يدرك حقيقة الجهاد في سبيل الله لنشر الدعوة إلى الله، فالدعوة إلى الله تشريف وتكليف، وهمّ وهمَّة، ونية وإرادة، وعزيمة صادقة، لن تؤتي أكلها إلاَّ بنشرها نشراً كبيراً، ولقد وصَّى الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلَّم بهذا الجهاد الدعوي فقال: (وجاهدهم به جهاداً كبيراً)، وهنيئاً لمن قام بهذا الجهاد والذي سيكتبه الله تعالى له، كما قال الحسن البصري رحمه الله: "إن الرجل ليجاهد وما ضرب يوماً من الدهر بسيف" [5].
* ومن جهاد الدعوة جهاد الحجَّة والبيان:
روى البخاري في صحيحه عن النعمان بن بشير -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «مثل القائم على حدود الله والواقع فيها، كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها، وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا».
والسفينة هنا بمثابة المجتمع، وهو بحاجة أكيدة لمن يقوم بأمر تبليغ هذا الدين بشتَّى الوسائل والأساليب، حتَّى لا ينال الدعاة إلى الله شيئاً من الوزر، أو أن يعمهم الله بعقاب من عنده بسبب عدم قيامهم بكل ما لديهم من طاقات وإمكانيات لتبليغ هذا الدين في آذان الناس.
(يُتْبَعُ)
(/)
وثبت في الحديث عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه خطب فقال:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ هَذِهِ الْآيَةَ وَتَضَعُونَهَا عَلَى غَيْرِ مَا وَضَعَهَا اللَّهُ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الْمُنْكَرَ بَيْنَهُمْ فَلَمْ يُنْكِرُوهُ يُوشِكُ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابِهِ " أخرجه الإمام أحمد بإسناد صحيح.
يقول ابن القيم -رحمه الله- (وأي دين وأي خير فيمن يرى محارم الله تنتهك، وحدوده تضيع، ودينه يترك، وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- يرغب عنها، وهو بارد القلب! ساكت اللسان! شيطان أخرس! كما أن المتكلم بالباطل شيطان ناطق، وهل بلية الدين إلا من هؤلاء الذين إذا سلمت لهم مآكلهم ورياستهم فلا مبالاة بما جرى على الدين) [6]
ولنتأمل في حال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقد كان يقوم بالدعوة إلى الله ويصدح بها في آذان الناس، ويجاهد في سبيل ذلك جهاداً كبيرا، وفي هذا يقول الإمام ابن القيم رحمه الله: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذروة العليا منه - أي الجهاد - واستولى على أنواعه كلها، فجاهد في الله حق جهاده بالقلب والجنان والدعوة والبيان والسيف والسنان، وكانت ساعاته موقوفة على الجهاد بقلبه ولسانه ويده، ولهذا كان أرفع العالمين ذكراً، وأعظمهم قدراً، وأمره الله - جل وعلا - بجهاد الكافرين من حين بعثه الله، فقال تعالى: {ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيراً * فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهاداً كبيراً}.
فهذه سورة مكية، أمر فيها بالجهاد للكافرين، ولذلك أمر فيها بجهاد الكفار بالحجة والبيان وتبليغ القرآن، وكذلك جهاد المنافقين إنما هو تبليغ الحجة، وإلا فهم تحت قهر الإسلام، قال تعالى: {يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير}، فجهاد المنافقين أصعب من جهاد الكفار، وهو جهاد خواص الأمة وورثة الرسل، والقائمون به أفراد في العالم، والمشاركون فيه والمعاونون عليه - وإن كانوا هم الأقلون عدداً - فإنهم أعظم الناس عند الله قدراً " [7].
* ليست الدعوة مقتصرة على:
يفهم كثير من الناس أنَّ الدعوة إلى الله مقتصرة على فئة من أهل العلم الكبار، أو ممَّن يحملون شهادات في الشريعة والدراسات الإسلامية، فضلاً عن أن يفهموا أنَّ الدعوة إلى الله تكون في المساجد أو الفضائيات أو الإذاعات والتي هي شيء يسير جداً من وسائل الدعوة إلى الله.
أن يكون لدى الشخص روح دعوية دافعة له بالدعوة إلى الله، نعمة عظيمة لا تقدرها نعمة، بل هو إكرام من الله تعالى للعبد القائم بحق الدعوة، ولأجل ذلك كان الإمام عبد القادر الجيلاني رحمه الله يحمد الله ويسبحه على أن وفقه لهذه النعمة فكان يقول: (سبحان من ألقى في قلبي نصح الخلق وجعله أكبر همي) [8].
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (والدعوة إلى الله واجبة على من اتبع الرسول صلى الله عليه وسلم وهم أمته وقد وصفهم الله بذلك: كقوله تعالى: "الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " فهذه في حقه صلى الله عليه وسلم وفي حقهم قوله: {كنتم خير أمة أخرجت للناس} الآية، وقوله: {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر} الآية، وهذا الواجب واجب على مجموع الأمة، وهو فرض كفاية يسقط عن البعض بالبعض كقوله: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير} الآية، فجميع الأمة تقوم مقامه في الدعوة: فبهذا إجماعهم حجة وإذا تنازعوا في شيء ردوه إلى الله ورسوله) [9].
(يُتْبَعُ)
(/)
إنَّ الناس بحاجة منك لأن تدعو إلى الله ولو بكلمة ولو لمرَّة لا تدري لعلَّ الله يفتح على يديك هدايته أو يحدث بعد ذلك أمرا، ولقد أخبرنا رسول الهدى صلى الله عليه وسلَّم فقال: (بلغوا عني ولو آية) أخرجه البخاري.
وقال صلى الله عليه وسلم: (نضر الله امرءً سمع منا حديثاً فحفظه حتى يبلغه؛ فرُبّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه) [10]
كان د. عبد الرحمن السميط داعية إلى الله وهو طبيب ودكتور، ولم ينظر لنفسه بأنَّه دكتور وليس عليه إلاًّ مداواة الناس، وتقديم العلاج لهم، بل فهم أنَّ عمله فيه مجال خصب للدعوة إلى الله فأدَّى ما عليه وقام بالدعوة إلى الله خير قيام، حتى إنَّه في حديثه مع الإعلامي المشهور أحمد منصور قال له في برنامج (بلا حدود) أنَّ الله تعالى هدى على يديه وهدى على يد من هدى عليه قرابة أربعة ملايين شخصاً!!
ولم يكن د. خالد الجبير عالماً أو بروفسوراًُ في الشريعة، بل كان دكتوراً ماهراً في جراحة القلب، ومع هذا أثَّر تأثيراً بالغاً وهدى الله على يديه أمماً من الناس، وكان يقول كثيراً إنَّ طب القلوب وجراحتها دموياً، يحتاج إلى طب القلوب وإسعافها دينياً، حتى فتح الله على يديه عدداً هائلاً من عصاة المسلمين.
وغير خافٍ علينا الدور السديد للداعية إلى الله الشيخ عبد المجيد الزنداني وتأثيره على الكثير من مرضى المسلمين في مجال الطب والصيدلة، ومع هذا قام بواجب الدعوة إلى الله خير قيام، فجزاه الله خيراً جزيلاً.
لقد قام هؤلاء الدعاة جزاهم الله خيراً بواجبهم الدعوي ولعلَّ الله تعالى يأجرهم أجراً كبيراً في ذلك، ولكم تذكرت ما قاله الإمام ابن القيِّم: «ولا يكون من أتباع الرسول على الحقيقة إلا من دعا إلى الله على بصيرة. قال الله تعالى: ? قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين ? تفسير لسبيله التي هو عليها، فسبيله وسبيل أتباعه: الدعوة إلى الله، فمن لم يدع إلى الله فليس على سبيله»
فالعبرة إذاً بأن يعرف الإنسان نفسه ويضعها في المكان اللائق بها من ناحية العمل والشغل أو الوظيفة، ولكنَّ عليه عبئاً كبيراً لا بدَّ من التهيؤ له وانتداب النفس للخوض فيه، ومعاناة معاني الدعوة إلى الله، ومن لم يعانِ لم يدرك المعاني ...
قد هيئوك لأمر لو فطنت له ... فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل
* والدعوة بحاجة إلى تربية:
كل له غرض يسعى ليدركه ... والحر يجعل إدراك العلا غرضاً
أن يقوم شخص ما أو امرأة ما وتقول كلمة خيِّرة أمام مجمع من الناس، ينفع الله بها فإنَّ تلك الكلمة لن تذهب سدى عند الله تعالى، ولكن ما أجمل أن يعتني كل داعية إلى الله بمجموعة من المدعويين المستهدفين للقيام على شأنهم دينياً وإصلاحهم تربوياً ومتابعة أمورهم، من خلال توعية مستدامة، وسقي لأفئدتهم بماء الوحي، فالذي ثبت من خلال تجارب دعويَّة أنَّ الداعية المؤثر لابدَّ أن تكون له عناية بفئة من المدعوين، فالكلمة الحكمة يهدي الله بها أناساً، ولكنَّ الكلمة الدعوية الهدية أول قدم في طريق المدعو إلى الهداية، وبعدها فالمدعو بحاجة لأن يعرف كيف يعبد الله، وكيف يتخلى عن الرواسب الفكرية، والرفقة السيئة، والمعاصي والذنوب الخفيَّة، وهذا كله لن يأتي الإقلاع عنه خلال يوم وليلة، بل لو تخلَّى المدعو عنه خلال يوم وليلة، فإنَّه لابدَّ وأن يملأ وقته بشيء من النفع والفائدة، وأن تكون له رفقة ناجحة وصالحة.
ولربما شاهدنا أناساً من الشباب يقولون لقد هدانا الله تعالى، ولكن ما الطريق إلى تثبيت الهداية في قلوبنا؟ فالمرء ضعيف بنفسه قوي بإخوانه، فهو بحاجة ماسَّة وأكيدة إلى عمليَّة تربوية تستهدفه إلى أن يستطيع أن يكون قائماً على ساقه، يمكنه بعدها أن يقوم على نفسه بما يسميِّه علماء التربية بـ: (التربية الذاتية).
ولو لاحظنا وتأملنا قوله تعالى: (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الحكيم)
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول القرطبي رحمه الله في تفسيره:" {يتلو عليهم آياته} يعني القرآن، {ويزكيهم} أي يجعلهم أزكياء القلوب بالإيمان; قاله ابن عباس. وقيل: يطهرهم من دنس الكفر والذنوب; قاله ابن جريج ومقاتل. وقال السدي: يأخذ زكاة أموالهم، {ويعلمهم الكتاب} يعني القرآن، {والحكمة} السنة; قاله الحسن. وقال ابن عباس: "الكتاب" الخط بالقلم; لأن الخط فشا في العرب بالشرع لما أمروا بتقييده بالخط. وقال مالك بن أنس: "الحكمة" الفقه في الدين. أي في ذهاب عن الحق".
فلا بدَّ كذلك من تعاهد هذه النبتة الدعوية والاهتمام بها، ليكون لها مستقبل دعوي مشرق، وكما يقال في المثل: لأن تُعَلِّمَ الجائع صيد السمك خيرٌ من أن تعطيه ألف سمكة، وذلك من تمام النصيحة للمسلمين، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الدين النصيحة) قالوا لمن يا رسول الله؟ قال: (لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) أخرجه مسلم.
إنَّني أشبِّه تلك النبتة الدعويَّة التي بدأت تنمو في كف الداعية كحال الفلاح حينما يبذر الحب، فإن تعاهده بالسقي والرعي والري، خرج ذلك النبات بإذن الله على أتم ما يرام، (كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه) وإن لم يتعاهد ذلك الفلاح نبتته ماتت وذبلت، ولم يكن منها فائدة.
وما ذلك إلا تطبيقاً لحال رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أتباع دينه ودعوته الإسلاميَّة الحقَّة، ففي حديث مالك بن الحويرث قال: أتينا النبي صلى الله عليه وسلم ونحن شببة متقاربون فأقمنا عنده عشرين ليلة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رفيقاً فلما ظن أنا قد اشتهينا أهلنا أو قد اشتقنا سألنا عمن تركنا بعدنا فأخبرناه قال: (ارجعوا إلى أهليكم فأقيموا فيهم وعلموهم ومروهم وذكر أشياء أحفظها أو لا أحفظها وصلوا كما رأيتموني أصلي فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم) أخرجه البخاري.
وينتقل هذا الهدي النبوي من محمد بن عبد الله إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فحينما يسلم أبو بكر الصديق رضي الله عنه يستشعر المسؤولية المناطة به، ويقوم ملبياً نداء الجهاد الدعوي ويسلم على يديه خمسة من العشرة المبشرين بالجنة وهم عثمان بن عفان والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيد الله وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم ويشترى سبعة من المسلمين يعذبهم الكفار بسبب إسلامهم فأعتقهم رضي الله عنهم منهم بلال مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعامر بن فهيرة الذي صحبهما في هجرتهما ليخدمهما.
وما ذلك إلاَّ يقيناً منه أنَّ هذه الدعوة الإسلاميَّة وإن كان رسولها وقائدها محمد بن عبد الله صلَّى الله عليه وسلم إلاَّ أنَّ على أتباع هذه الدعوة واجبات دعويَّة ضخمة ملقاة على عواتقهم للقيام بها، فكان لزاماً على الدعاة أن يدعوا دعوة عامة، ولكن يتعاهدوا فئة من المقصودين بالدعوة لتربيتهم وتنميتهم علميَّاً ودعوياً وأخلاقياً؛ ليكون مجتمعنا المسلم بالفعل مجتمعاً مثالياً ربَّانياً، حرصاً من الداعية على هدايتهم وردهم إلى دين الإسلام رداً جميلاً، وكما قال أحد السلف وهو زهير بن نعيم البابي مصوّراً حرصه على هداية الناس بقوله: (وددت أنَّ جسدي قُرِّض بالمقاريض، وأنَّ هذا الخلق أطاعوا الله) [11].
* وفي الختام:
أن تكون الدعوة إلى الله موافقة لمراد الله ومراد رسول الله، حقيقة يجب ألا تغيب عن بال كل داعية إلى الله، ومبلغ ومنذر لدين الله، وأن تكون دعوته لله وإلى الله.
والقلب ما لم يكن بالله مرتبطاً ... فإنَّما هو بالأهواء جوَّاب
ومن جميل ما قاله ابن القيم -رحمه الله-: "والداعون إلى الخير هم الداعون إلى كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، لا الداعون إلى رأي فلان وفلان" [12].
(يُتْبَعُ)
(/)
وأن يُعلَمَ كذلك أنَّ مجال الدعوة إلى الله مجال خصب، فليس هو محصوراً في بلد دون بلد، أو زمان أو مكان، فنوح عليه الصلاة والسلام يدعو قومه في كل وقت: (قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَاراً (6) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً (7) ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَاراً (8) ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَاراً (9)).
وعلى الداعية إلى الله أن يعرف مراتب الدعوة وطرقها ويعطي كل حالة لبوسها، وفي هذا يقول الإمام ابن القيم: (جعل الله مراتب الدعوة بحسب مراتب الخلق، فالمستجيب القابل الذكي الذي لا يعاند الحق ولا يأباه يدعى بطريق الحكمة، والقابل الذي عنده غفلة وتأخر ويدعى بالموعظة الحسنة، وهي الأمر والنهي المقرون بالترغيب والترهيب، والمعاند الجاحد يجادل بالتي هي أحسن) [13]
وأن يتحرك الداعية وفق مرضاة ربه إخلاصاً له وتوحيداً لأجله وانقياداً لطاعته، لئلا تكون هذه الدعوة حجَّة عليه بل حجَّة له، ولكم استوقفتني قصَّة حكاها أبو نعيم في الحلية عن محمد بنِ مالك بنِ ضيغم يقول فيها (قال لي الشيخ أبو أيوب يوماً: يا أبا أيوب احذر نفسك على نفسك فإني رأيت هموم المؤمنين في الدنيا لا تنقضي، وأيم الله لئن لم تأت الآخرةُ المؤمنَ بالسرور لقد اجتمع عليه الأمران هم الدنيا وشقاء الآخرة) قال قلت بأبي أنت وكيف لا تأتيه الآخرة بالسرور وهو ينصب لله فى دار الدنيا ويدأب؟ قال: يا أبا أيوب فكيف بالقبول؟ وكيف بالسلامة؟ كم من رجل يرى أنه قد أصلح شأنه، قد أصلح قربانه، قد أصلح همته، قد أصلح عمله، يُجمع ذلك يوم القيامة ثم يضرب به وجهه) نسأل الله لطفه وعافيته.
ملاحظة: هذا المقال منشور في موقع رسالة الإسلام.
--------------------
[1]) مفتاح دار السعادة (1/ 271)
[2]) البداية (3/ 138)
[3]) "تجديد التفكير الديني في الإسلام" محمد إقبال: 142.
[4]) التفسير القيِّم لابن القيم ص431
[5]) تفسير ابن كثير لقوله تعالى (ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه) في سورة العنكبوت آية (6)
[6]) إعلام الموقعين عن رب العالمين: (2/ 176).
[7]) زاد المعاد: (3/ 5)
[8]) الفتح الرباني والفيض الرحماني لعبد القادر الجيلاني ص14
[9]) مجموع الفتاوى (20/ 5)
[10]) الترمذي العلم (2656) وحسَّنه، أبو داود العلم (3660)، ابن ماجه المقدمة (230)، أحمد (5/ 183)، الدارمي المقدمة (229)، وحسَّنه الألباني في صحيحي الترمذي برقم: (2656)
[11]) تهذيب التهذيب لابن حجر (3/ 353)
[12]) بدائع التفسير: (1/ 508)
[13]) مفتاح دار السعادة.
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[23 - Nov-2010, صباحاً 08:46]ـ
http://www.saaid.net/Doat/khabab/95.htm
ـ[صالح عبدربه]ــــــــ[23 - Nov-2010, صباحاً 09:41]ـ
نحن بحاجة الى اعادة النظر جيدا لفهم باب الجهاد(/)
الصوارف عن الصواب
ـ[طالبة فقه]ــــــــ[29 - Sep-2010, صباحاً 03:34]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله القهار خالق الجنة والنار يصرف الأمر يقدر الأقدار
و أصلي وأسلم على النبي المختار من بشر بالجنة وأنذر من النار
عليه وعلى آله وصحبه الطيبين الأطهار ومن مشى في دربه ومن سار لينال عقبى الدار ..
ان اعظم مايحيل الانسان عن الحق ويحيد عنه هو كثرة مخالطة الباطل حسا ومعنى، بلا معرفة مسبقة بالحق محكمة وكما جاء في الاثر: كثرة النظر في الباطل تذهب بمعرفة الحق من القلب.
ولهذا جاءت النصوص في الوحيين بالتحذير من الخوض في الباطل وادامه النظر فيه او الجلوس بين المبطليين، بل وحتى من يثير شبهات في دين الاسلام كما هو حال البعض قال تعالى: ((فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره)) النساء 140،لان القلب يشرب الفكرة والراي شيئا فشيئا حتى تستحكم منه لذا قال الله تعالى مبينا المآل: ((انكم اذا مثلهم)) النساء140اي حالكم سيكون كحالهموهذا سبب اكثر الانحراف في البشر لذا قال المشركون لما سئلوا: ((ماسلككم في سقر)) المدثر42قالوا: ((وكنا نخوض مع الخائضين)) المدثر45وروى احمد عن ابن مسعود قال:اكثر الناس خطايا اكثرهم خوضا في الباطل.
لقد رايت من يكثر مطالعه الباطل اكثر من الحق ككتابات الصحف ومقالات ولقاءات اعلاميه وغيرها ويوغل فيها تذهب بمعرفة الحق من قلبه من حيث لا يشعر،فالعقل والنقل يدل على انه مامن فكرة او عقيده ولو كانت موغلة في البشر الا ولها قبول ولو كان كامنآ دقيقا في النفوس، وربما لاتدركه النفوس لدقته واضمحلاله يخفيها تارة غلبة علية القناعه بغيرها او عدم اشتغال الفكر بها او كثرة ورود النواقض لها امام البصر والسمع فيطفي جذوتها في النفس فيظن الانسان انه لاقبول له بغير ماورد اليه ويحييها في النفس عكس ذلك،فتحيا وتنمو شيئا فشيئا، وقد يرد عليها مايجعلها تخبو من دوافع احياء غيرها وتتدافع تدافع الحياة والموت في الفكر والعقيدة والغلبة للاغلب، ولهذا جاء في الشريعه ان النفس لا تؤاخذ بما تحدث به نفسها حتى تتكلم او تعمل.
وهذا سبب خطاب جميع البشر على السواء بانواع المحرمات ولوكانت تنفر من الطباع كالشذوذ الجنسي والقتل بلا حق والغش والسرقة غيرها لوجود جذوة كامنة لها خوفا من وارد نادر يحييها وهذا لكمال الشريعة الاسلامية واستيعابها وحياطتها
والله اعلم
هذا ماتيسر ايراده فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان
اختكم في الله:طالبة فقه
المملكة العربية السعودية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أمة القادر]ــــــــ[29 - Sep-2010, مساء 10:52]ـ
بسم الله و الحمد لله
جيد أخية .. بارك الله فيك
زادك الله سدادا و وفقك للخير .. استمري
ـ[شجرة الدرّ]ــــــــ[29 - Sep-2010, مساء 11:14]ـ
بل أصبتِ وأجدتِ وأفدتِ ..
بارك الله لكِ .. وثبتكِ بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ..(/)
رد سهام المعتدين عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[29 - Sep-2010, صباحاً 07:06]ـ
رد سهام المعتدين عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها
جمعية ابن باز الخيرية الإسلامية - فلسطين - قطاع غزة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن مسلسل الرفض والطعن والثلب على صحابة رسول الله r لم يتوقف منذ نبتت تلك النابتة الخبيثة في أواخر عهد الصحابة y إلى يومنا هذا، يستغلون كل حدث، وينتهزون كل فرصة من أجل الوصول إلى مقصدهم الخبيث في إسقاط حملة الشريعة ونَقَلة الوحي، وآخر ما ذاع من ذلك وانتشر، وطالعتنا به وسائل الإعلام ما قام به ذلك الزنديق الكذاب الأشر المدعو "ياسر الحبيب" من الطعن في أم المؤمنين عائشة –رضي الله عنها- في الاحتفال الذي عقده في لندن بمناسبة وفاتها تحت شعار "عائشة في النار" أبان فيه عن خبث طويته وفساد معتقده؛ فسبَّ وشتم وقذف واستطال في عرضها –رضي الله عنها- بما تنبو عنه الأسماع، وينفر منه كل عاقل عرف الإسلام إلى قلبه سبيلاً، وإنَّا لنقول لذلك المفتون المأفون: اخسأ فلن تعدو قدرك، أتدري من تسب وتشتم؟ أتدري فيمن تطعن وتقذف؟
ياابنَ الأسافلِ من إيرانَ ياابنَ خنى ** منْ أنتَ حتَّى تسبَّ العزَّ والجاها
إنها الصديقة بنت الصديق، الطاهرة المطهرة، الطيبة المبرأة، الفقيهة العابدة، الصائمة القائمة، زوجة النبي r في الدنيا والآخرة، لم يتزوج بكراً غيرها ولم يحب امرأة حبها، ولا يُعلم في أمة محمد r بل ولا في النساء مطلقاً أعلم منها، توفي النبي r في بيتها وفي يومها وبين سحرها ونحرها وهو مسند ظهره إليها، واجتمع لها من الفضائل والمناقب ما لم يجتمع لغيرها من نساء العالمين، فأي فخر وأي شرف أعظم من هذا؟!
حصانٌ رزانٌ ما تُزَنُّ بريبةٍ ... وتصبح غرثى من لحوم الغوافلِ
حليلةُ خير الناس دينا ومنصبا ... نبي الهدى والمكرمات الفواضلِ
مهذبةٌ قد طيب الله خِيمَها ... وطهرها من كل سوء وباطلِ
وقد جاءت النصوص ناطقة بفضلها وبراءتها مما رماها به الأفَّاكون، قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ، يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ، يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ، الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ).
قال ابن كثير –رحمه الله- معقباً: " وَقَدْ أَجْمَعَ الْعُلَمَاء رَحِمَهُمْ اللَّه قَاطِبَة عَلَى أَنَّ مَنْ سَبَّهَا بَعْد هَذَا وَرَمَاهَا بِمَا رَمَاهَا بِهِ بَعْد هَذَا الَّذِي ذُكِرَ فِي هَذِهِ الْآيَة فَإِنَّهُ كَافِر لِأَنَّهُ مُعَانِد لِلْقُرْآنِ ".
ومما صح عن النبي r في ذلك ما يلي:
1 - عن عمرو بن العاص t أنه قال للنبي r : أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: عَائِشَةُ، فَقُلْتُ: مِنَ الرِّجَالِ؟ فَقَالَ: أَبُوهَا، قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَعَدَّ رِجَالًا [البخاري ومسلم].
2 - عَنْ أَبِي مُوسَى t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r : ( كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَام) [البخاري ومسلم].
3 - عن عائشة –رضي الله عنها- أن رسول الله r قال –في جزء من حديث طويل-: (إِنَّ الْوَحْيَ لَمْ يَأْتِنِي وَأَنَا فِي ثَوْبِ امْرَأَةٍ إِلَّا عَائِشَةَ) [البخاري ومسلم].
4 - عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- أَنَّ النَّاسَ كَانُوا يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ يَوْمَ عَائِشَةَ يَبْتَغُونَ بِهَا أَوْ يَبْتَغُونَ بِذَلِكَ مَرْضَاةَ رَسُولِ اللهِ r.[ البخاري ومسلم].
5 - عن عائشة –رضي الله عنها- أن النبي r قال لفاطمة –رضي الله عنها-: (يا بنيَّة ألا تحبين ما أحب؟ قالت: بلى (قال: فأحبي هذه) [البخاري، وما بين القوسين لمسلم].
6 - عَنْ أَبِي مُوسَى t قَالَ:مَا أَشْكَلَ عَلَيْنَا أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ r حَدِيثٌ قَطُّ فَسَأَلْنَا عَائِشَةَ إِلَّا وَجَدْنَا عِنْدَهَا مِنْهُ عِلْمًا. [الترمذي].
هذا بعض ما صح في فضلها ومناقبها – رضي الله عنها-، وهو غيض من فيض، وقليل من كثير، والمتتبع لما ورد في كتب السنة من ذلك يدرك ما حظيت به الصديقة –رضي الله عنها – من الفضل والمنزلة والمكانة.
وإزاء هذا الحدث الذي تتزلزل له قلوب المؤمنين لا بد من التأكيد على ما يلي:
1 - نشر فضائل الصحابة y على وجه العموم، وعائشة –رضي الله عنها- على وجه الخصوص في الدروس والخطب والمحاضرات واللقاءات والمؤتمرات والنشرات ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً.
2 - بيان معتقد الشيعة في الصحابة على وجه العموم، وفي عائشة –رضي الله عنها- على وجه الخصوص؛ لتستبين سبيل المجرمين،ويظهر كذب هؤلاء الأفَّاكين المارقين.
3 - إن هذا الحدث وأمثاله يظهر لكل عاقل الوجه الحقيقي لأعداء دين الله من الروافض المجوس الذين باتوا هم واليهود والنصارى في خندق واحد في حربهم على الإسلام.
4 - ندعو علماء الإسلام كافة إلى نصرة الصحابة y ، والصدع بالحق الذي أمرهم الله به، وحمَّلهم أمانته، وبيان حجم الهجوم الشرس الذي تتعرض له ثوابتنا على أيدي هؤلاء المارقين.
تنبيهات:
ندعوكم لحضور مؤتمر حملة نصرة أهل فلسطين لعائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها - يوم الجمعة الموافق 22 / شوال / 1431هـ _ 1/ 10 / 2010 م بعد صلاة العصر مباشرة في قاعة رشاد الشوا في مدينة غزة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو مريم عاطف]ــــــــ[29 - Sep-2010, صباحاً 07:31]ـ
اللهم قد وعدتنا في كتابك الكريم بأن تدافع عن المؤمنين .. اللهم أرنا عجائب قدرتك و انتقامك ممن يسبون أم المؤمنين وغيرها من الصحابة الأكرمين .. و لا حول ولا قوة إلا بالله(/)
أشرطة صوتية نادرة للشيخ البشير الابراهيمي
ـ[يوسف بن علي]ــــــــ[29 - Sep-2010, مساء 05:33]ـ
أشرطة صوتية نادرة للشيخ البشير الابراهيمي
بالاضافة الى أعداد المجلات الصادرة عن جمعية العلماء المسلمين في ذلك الوقت ,مكتوبة و مخطوطة.
أرجوا الالتحاق بالموقع التالي موقع نور الهدى الاسلامي www.nouralhuda.com(/)
ماذا ترون في مسألة الدرس اليومي على جماعة المسجد؟
ـ[ناصر العلي]ــــــــ[29 - Sep-2010, مساء 09:01]ـ
* أحبتي طلبة العلم:
أريد المباحثة في مسألة:
" إلقاء درس يومي على المصلِّين عقب إحدى الصلوات الخمس"
أتمنى أن نجتهد في جمع إفتاءات لأهل العلم والذكر بخصوص هذا الموضوع.
لأني وجدتُ بعض المصلين المسبوقين يتشوشون من القراءة،
فيأتي بعضُهم مُنْكِرًا على الإمام صنيعه، بل يحكم ببدعية هذا الفعل
محتجا بأن الوقت الذي عقيب الصلاة إنما هو للأذكار وليس للكلمات والدروس علاوة على التشويش.
وفي المقابل: هناك مصلحة للمصلين المبكرين في الاستفادة من هذه الدروس القصيرة.
فهلا نقلتم لنا فتاوى أهل العلم في ذلك.
* وخذوا مني فتويين فيهما إشارة إلى هذا الموضوع:
المواعظ بعد الصلاة
الفتوى رقم (5186) - فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء (8/ 280)
س: لا يخفى على سماحتكم أنه لم يرو في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا الخلفاء ولا التابعين وتابعيهم والسلف الصالح: أنه جرى الخطبة أو الوعظ بعد صلاة الجمعة مباشرة، ولا يخفى على سماحتكم ما جاء في الحديث الصحيح: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» و: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد» وحديث: «إياكم ومحدثات الأمور» وأهم من ذلك كله قوله تعالى: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ} ومن يعظ بعد الصلاة مباشرة يدخل في معصية أمر الله، بحيث لا ينفذ الأمر بالانتشار؛ لهذا كله أستفتيكم بما تدينون الله به: هل يجوز الخطبة أو الوعظ بعد صلاة الجمعة؟ ولا يفهم من ذلك أنا نكره الوعظ فيما عدا ذلك بعد الفروض الأخرى بل نؤيده ونحبذه، حفظكم الله ورعاكم.
ج: لا نعلم دليلا يدل على منع الموعظة بعد الصلاة، ومعلوم أن الدواعي لإلقاء الموعظة تختلف باختلاف أحوال من يلقيها، وحاجة الناس لها، وأحوال الأئمة الذين يقومون بإلقاء الخطب، وأما الآية التي ذكرتها فلا تتعارض مع إلقاء الموعظة، فمن أراد الجلوس للاستماع أو أراد الخروج- فالأمر في ذلك واسع.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
هل يقدم النافلة أم يستمع للموعظة
السؤال الثاني من الفتوى رقم (10739) - فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء (7/ 234)
س2: بعض الناس إذا صلى المغرب أخذ يحدث بكلام كثير فهل يترك الركعتين النافلة أو يجلس يستمع للمتحدث؟ وأيضا إذا قام لصلاة الصبح والوقت قد فات هل يبتدئ بركعتي النافلة إذاً مع الجماعة أو منفرداً وبعد ذلك يصلي الفريضة؟
ج2: أولا: يشرع للمسلم إذا ألقيت الموعظة بعد الصلاة أن يستمع لها ثم يصلي الراتبة كالظهر والمغرب والعشاء
ثانيا: إذا جاء المصلي لصلاة الفجر بعد دخول الوقت ولم تقم الصلاة فإنه يصلي سنة الفجر، وتكفيه عن تحية المسجد، وإن كانت الصلاة قد أقيمت فإنه يدخل مع الجماعة في صلاة الفريضة وبعد الفراغ منها يصلي النافلة الراتبة، وإن أخرها إلى ما بعد ارتفاع الشمس كان أفضل.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو: عبد الله بن غديان نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي الرئيس: عبد العزيز بن باز
ـ[عماد البيه]ــــــــ[30 - Sep-2010, مساء 07:19]ـ
إلقاء دروس ببن الصلوات من سنن السلف الصالح و أي وقت في اليوم يقع بين صلاتين بطبيعة الحال على أنه يستحب أن يترك الإمام بين الصلاة و الدرس مقدار صلاتين خفيفتين حتى يتم المصلين التسبيح و يتم من أتى في نصف الصلاة صلاته
و لا ينبغي أن تكون يوميا بل السنة أن يعطي يوما و يترك يوما أو يومين حتى لا يمل من يريد المحافظة على الحضور و يتغيب عنها و حتى لا يمل الشيخ نفسه الذي يعطي الدرس
ـ[ناصر العلي]ــــــــ[30 - Sep-2010, مساء 09:49]ـ
على أنه يستحب أن يترك الإمام بين الصلاة و الدرس مقدار صلاتين خفيفتين حتى يتم المصلين التسبيح و يتم من أتى في نصف الصلاة صلاته
(1) ليس عن هذا أسأل!!
فصلاة العصر لا صلاة خفيفة بعدها
(2) الاستحباب حكم شرعي، فما دليله؟
(3) إذا أمهلنا المسبوقين أن يتموا صلاتهم
خرج الذين أتموا أذكارهم. فلا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى
(4) ليس السؤال عن درسٍ علميٍّ يستغرق نصف ساعة أو أكثر أو أقل مع نفر قليل،
إنما البحث عن مجرد قراءة صفحةٍ أو صفحتين أو حديث أو حديثين من كتابٍ
لمدة 5 إلى 10 دقائق على كل جماعة المسجد؟
وشكرا
ـ[ناصر العلي]ــــــــ[30 - Sep-2010, مساء 09:57]ـ
و لا ينبغي أن تكون يوميا بل السنة أن يعطي يوما و يترك يوما أو يومين حتى لا يمل من يريد المحافظة على الحضور و يتغيب عنها و حتى لا يمل الشيخ نفسه الذي يعطي الدرس
* ما الدليل على السنية؟
- إن كان الدليل هو حديث التخوّل بالموعظة
فلا دلالة فيه،
للفرق بين الموعظة التي يستحسن إلقاؤها بين الفينة والأخرى كخطبة الجمعة،
وبين الدرس أو القراءة التي فيها بيان حكم فقهي أو أدب من الآداب أو مسألة في العقيدة أو نحو ذلك.
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عماد البيه]ــــــــ[30 - Sep-2010, مساء 10:35]ـ
(1) ليس عن هذا أسأل!!
فصلاة العصر لا صلاة خفيفة بعدها
(2) الاستحباب حكم شرعي، فما دليله؟
(3) إذا أمهلنا المسبوقين أن يتموا صلاتهم
خرج الذين أتموا أذكارهم. فلا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى
(4) ليس السؤال عن درسٍ علميٍّ يستغرق نصف ساعة أو أكثر أو أقل مع نفر قليل،
إنما البحث عن مجرد قراءة صفحةٍ أو صفحتين أو حديث أو حديثين من كتابٍ
لمدة 5 إلى 10 دقائق على كل جماعة المسجد؟
وشكرا
لم تفهم ما قلته أنا قلت لك يترك مقدار صلاتين خفيفتين ليس معناها أن هناك صلاتين خفيفيتبن بعد العصر قلت لك مقدارها من الوقت حتى يتمكن الناس من إكمال التسبيح و يتمكن الذين جاءوا في منتصف الصلاة يعني في الركعة الثاتية أو الثالثة من أن يقضوا ما فاتهم
و سؤالك أصلا فيه عمومية إن كان المقصود صلاة الجمعة بالتحديد فالأفضل ترك الموعظة بعد الصلاة و الاكتفاء بالخطبة لقوله تعالى "فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض و ابتغوا من فضل الله" و مع ذلك فلأن هذه الموعظة ليست ملزمة لكل أحد فيمكن لمن أراد أن ينصرف فلا إشكال فيها و الله أعلم
و أما غير ذلك من الصلوات فلا مانع من إعطاء درس أو قراءة صحيفة أو ما شابه ذلك بعدها
جاء في الصحيحين عن ابن مسعود، قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة في الأيام، كراهة السآمة علينا.
ـ[عماد البيه]ــــــــ[30 - Sep-2010, مساء 10:47]ـ
* ما الدليل على السنية؟
- إن كان الدليل هو حديث التخوّل بالموعظة
فلا دلالة فيه،
للفرق بين الموعظة التي يستحسن إلقاؤها بين الفينة والأخرى كخطبة الجمعة،
وبين الدرس أو القراءة التي فيها بيان حكم فقهي أو أدب من الآداب أو مسألة في العقيدة أو نحو ذلك.
والله أعلم
كل ما كان من المواعظ أو إعطاء الدروس أو أي انشغال بذكر الله و الدعوة إليه جائز في كل وقت ما لم يأتي نص يمنعه في مكان أو وقت خاص
قال تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا , وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا" - الأحزاب: 41 - 42
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من قوم يجتمعون في بيت من بيوت الله عز وجل يقرءون ويتعلمون كتاب الله عز وجل يتدارسونه بينهم إلا حفت بهم الملائكة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده. رواه أحمد
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[01 - Oct-2010, صباحاً 01:27]ـ
أخي ناصر العلي - حفظه الله -:
من الأدلة على جواز الخطبة والموعظة بعد الصلاة حديث أَبي عمرو جرير بن عبد الله - رضي الله عنه -، قَالَ: كنا في صَدْرِ النَّهَارِ عِنْدَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - فَجَاءهُ قَومٌ عُرَاةٌ مُجْتَابي النِّمَار أَوْ العَبَاء، مُتَقَلِّدِي السُّيُوف، عَامَّتُهُمْ من مضر بَلْ كُلُّهُمْ مِنْ مُضَرَ، فَتَمَعَّرَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - لما رَأَى بِهِمْ مِنَ الفَاقَة، فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ، فَأَمَرَ بِلالاً فَأَذَّنَ وَأَقَامَ، فصَلَّى ثُمَّ خَطَبَ، فَقَالَ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ) إِلَى آخر الآية: (إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)، والآية الأُخْرَى التي في آخر الحَشْرِ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ) تَصَدَّقَ رَجُلٌ مِنْ دِينَارِهِ، مِنْ دِرهمِهِ، مِنْ ثَوبِهِ، مِنْ صَاعِ بُرِّهِ، مِنْ صَاعِ تَمْرِهِ - حَتَّى قَالَ - وَلَوْ بِشقِّ تَمرَةٍ. الحديث أخرجه: مسلم 3/ 86 (1017) (69).
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[01 - Oct-2010, صباحاً 01:50]ـ
بارك الله فيكم.
هذا مبحثٌ لأحد الإخوة أنقله كما هو، وهو اجتهادٌ له، ورأيٌ ارتآه وذهب إليه:
في التزام التحديث والتذكير والوعظ والإرشاد بعد إحدى المكتوبات كلَّ يوم من المفاسد ما يلي:
المفسدة الأولى: التزام ما لم يثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا عن أصحابه ولا عن السلف الصالح التزامُه، بل صح عنهم خلافه.
ووجه كون ذلك مفسدةً ظاهر، وهو أنه داخل في قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد»، متفق عليه، ويأتي مَن وصف هذا العمل بالبدعة من السلف.
(يُتْبَعُ)
(/)
فأما خلاف ذلك عن النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فقد قال عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه-: «كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتخوَّلنا بالموعظة في الأيام؛ كراهة السآمة علينا»، متفق عليه.
قال ابن حجر: «والمعنى: كان يراعي الأوقات في تذكيرنا، ولا يفعل ذلك كل يوم؛ لئلا نَمَلّ».
وقال ابن رجب: «فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يكن له وقتٌ معين يَقُصُّ على أصحابه فيه غير خُطَبِهِ الراتبة في الجُمَع والأعياد، وإنما كان يذكِّرهم أحيانًا، أو عند حدوث أمرٍ يحتاج إلى التذكير عنده».
وأما خلاف ذلك عن الصحابة -رضي الله عنهم-، فبعضهم جعل الموعظة والتذكير مرةً أو مراتٍ معدودةً في الأسبوع الواحد:
قال أبو وائل شقيق بن سلمة: «كان عبدالله -يعني: ابن مسعود- يذكِّر الناس في كل خميس، فقال له رجل: يا أبا عبدالرحمن، لوددت أنك ذَكَّرتنا كل يوم! قال: أما إنه يمنعني من ذلك أني أكرَهُ أن أُمِلَّكم، وإني أتخوَّلكم بالموعظة كما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتخوَّلنا ... »، متفق عليه.
وقال عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما-: «حدِّث الناسَ كلَّ جمعةٍ مرة، فإن أبيت؛ فمرتين، فإن أكثرت فثلاث مرار ... »، أخرجه البخاري.
وجاء عن عائشة -رضي الله عنها- مثل ذلك؛ حيث قالت لابن أبي السائب قاص أهل المدينة: «ثلاثٌ لتُتابِعَنِّي عليهن أو لأناجزنَّك»، فذكرت منها: «وقُصَّ على الناس في كل جمعةٍ مرة، فإن أبيت فثنتين، فإن أبيت فثلاثًا ... »، أخرجه أحمد، والمناجزة: المبارزة والمقاتلة.
وروي عنها من وصيتها لعبيد بن عمير، أخرجه ابن سعد.
وجاء عن غضيف بن الحارث -رضي الله عنه- أن عبدالملك بن مروان بعث إليه، فقال: إنا قد جمعنا الناسَ على أمرين: رفع الأيدي على المنابر يوم الجمعة، والقصص بعد الصبح والعصر، فقال: «أما إنهما أمْثَلُ بدعتكم عندي، ولست مجيبك إلى شيء منهما»، قال: لِمَ؟ قال: «لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما أحدث قومٌ بدعةً إلا رُفِعَ مثلُها من السنة"، فتمسكٌ بسنةٍ خيرٌ من إحداث بدعة» أخرجه أحمد.
فسمى غضيفٌ القصصَ والمواعظ والتذكير بعد صلاتي الصبح والعصر بدعة، وجعلها من أمثل البدع وأحسنها؛ لما قد يُظَنُّ فيها من الخير والإفادة، إلا أنه لم يستجب لها، وفضَّل التمسك بالسنة، واجتناب البدع.
قال ابن حجر -بعد أن ساق جواب غضيف بن الحارث-: «وإذا كان هذا جواب هذا الصحابي في أمرٍ له أصلٌ في السنة، فما ظنُّك بما لا أصل له فيها، فكيف بما يشتمل على ما يخالفها؟ وقد مضى في كتاب العلم أن ابن مسعود كان يذكِّر الصحابة كلَّ خميس لئلا يملوا، ومضى في كتاب الرقاق أن ابن عباس قال: «حدِّث الناسَ كل جمعة، فإن أبيت فمرتين»، ونحوه وصية عائشة لعبيد بن عمير، والمراد بالقصص: التذكير والموعظة، وقد كان ذلك في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ لكن لم يكن يجعله راتبًا كخطبة الجمعة، بل بحسب الحاجة».
وقال ابن رجب: «وإنما عَنَى هؤلاء بأنه بدعة: الهيئة الاجتماعية عليه في وقتٍ معين؛ فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يكن له وقتٌ معين يقص على أصحابه فيه؛ غير خُطَبِهِ الراتبة في الجُمَع والأعياد، وإنما كان يذكِّرهم أحيانًا، أو عند حدوث أمرٍ يحتاج إلى التذكير عنده، ثم إن الصحابة اجتمعوا على تعيين وقتٍ له»، ثم ذكر كلام ابن مسعود وابن عباس وعائشة، ثم قال: «وروي عن عمر بن عبد العزيز أنه أمر القاصَّ أن يقصَّ كلَّ ثلاثة أيام مرة، وروي عنه أنه قال له: "رَوِّح الناسَ ولا تثقل عليهم، ودع القصص يوم السبت ويوم الثلاثاء».
وهذا النقل الأخير يبيِّن أنه كان من نهج السلف النهي عن التزام التحديث والوعظ كل يوم.
المفسدة الثانية: الإملال:
وقد مرَّ طرفٌ من الكلام عنها في بيان المفسدة الأولى.
وكراهية إملال الناس منهجٌ نبوي ثابت -كما سبق-، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يترك الوعظ والإرشاد -مع فضل ذلك وحسن أثره- لمصلحةٍ أكبر، هي تحرِّي تشوُّف النفوس لذلك الوعظ، وتلمُّس أحيان الاستعداد النفسي لقبوله، والبعد عن تكريه الناس في تذكيرهم ووعظهم، وتنفيرهم من ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن الإكثار من الوعظ والإرشاد، والتزامه عادةً يوميةً لا ينفكُّ عنها المرء= مثيرٌ ولا بد لتلك المشاعر، ومبعدٌ لاحتمال وقوع ذلك الوعظ موقعَه في النفوس، ووصولِ أثره فيها، ومحدثٌ عدم المبالاة به، وعدم الاستفادة منه؛ لكثرة عَوْدِهِ وتكراره وترداده.
المفسدة الثالثة: إفساد صلاة المصلين والتشويش عليهم:
فإنه يكون في المسجد -ولا بد- من تفوته الصلاة أو بعضها، فيقوم يقضي ما فاته؛ يقلُّ أولئك ويكثرون، ويكون في المسجد من يستأنف الصلاة جماعةً ثانية.
ولا شك أن رفع الصوت بالوعظ والتذكير والإرشاد مشوِّش على أولئك، ومفسدٌ عليهم صلاتهم، خاصةً إذا كان فاعل ذلك يستخدم مكبرات الصوت في المسجد (وهذا المعمول به في الأغلب الأعم).
وللنهي عن ذلك أصل شرعي أصيل، هو ما صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه خرج على الناس وهم يصلون، وقد علت أصواتهم بالقراءة، فقال: «إن المصلي يناجي ربه، فلينظر بمَ يناجيه به، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن»، أخرجه مالك وغيره.
قال ابن عبدالبر: «وكان أصل هذا الحديث في صلاة رمضان؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يجمعهم لها، إلا ... أنه صلى بهم ليلة وثانية وثالثة، ثم امتنع من الخروج إليهم خشية أن تفرض عليهم»، فكان الناس يصلون فرادى، فيرفع كلٌّ منهم صوته بالقرآن، فنهاهم عن ذلك.
ورافع الصوت هاهنا إنما يرفعه بتلاوة القرآن، وإنما هو داخلٌ في الصلاة، إلا أن الشارع لم ينظر لذلك، ونهى عن رفع الصوت، وخلط قراءة بعض الناس على بعض؛ احترامًا للصلاة، وتعظيمًا لقدرها، وحفظًا لحق المصلين في الاتصال بالله -عز وجل- في صلاتهم دون تشويش.
وإذا كان النهي واردًا على من كان يرفع صوته بالقرآن، وهو في الصلاة، فكيف بمن لم يكن يصلي، وكان يتحدث بغير القرآن؟
قال ابن عبدالبر: «وإذا لم يَجُز للتالي المصلي رفعُ صوته؛ لئلا يغلط ويخلط على مصلٍّ إلى جنبه؛ فالحديث في المسجد مما يخلط على المصلي أولى بذلك وألزم، وأمنعُ وأحرم».
ومن مَحَالِّ التأمل في هذا الحديث: أن النهي توجَّه إلى من كان يشوش على أحد المصلين إلى جنبه، فدلَّ على أن الشرع يراعي حرمة صلاة المصلي ولو كان واحدًا، ولا يلزم لمراعاة ذلك أن يكونوا كثرةً ما دام الأصل وجود المصلين.
وقد روي عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أن رسول -صلى الله عليه وسلم- نهى أن يرفع الرجل صوته بالقراءة قبل العشاء وبعدها، يُغلِّط أصحابَه وهم يصلون، أخرجه أحمد وغيره.
المفسدة الرابعة: شغل الوقت بغير ما شغله الشرع:
وذلك أن الوقت المعاقب للتسليم من الصلاة مشغولٌ شرعًا بالذكر والدعاء، والتسبيح والثناء.
قال ابن عباس -وقد ذكر أن رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم-: «كنت أعلم إذا انصرفوا بذلك إذا سمعته»، أخرجه البخاري.
ومقدار الذكر الثابت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عقب الصلاة مباشرة يستغرق وقتًا، وكان من هديه -صلى الله عليه وسلم- الانشغال في ذلك الوقت بالذكر دون غيره، فإبداله بغيره، أو التشويش على من يفعله -متابعًا للنبي صلى الله عليه وسلم- مخالفةٌ للسنة، وإلهاءٌ عنها.
وربما انشغل الناس بسماع الحديث والوعظ، فنسوا أذكار الصلاة، وخرجوا تاركيها، وهي ألزم وأولى بالعناية والرعاية؛ لثبوتها وثبوت فضلها عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
المفسدة الخامسة: إيهام لزوم الوعظ، وتشبيه غير الراتبة بالراتبة:
فإن هذا الالتزام التام بالتذكير اليومي عقب إحدى المكتوبات موهمٌ -ولا بد- بأنه من أصول الشريعة، ومن ألزم الواجبات.
وهذا التذكير -في الأغلب الأعم- موجَّهٌ إلى عوام المسلمين، وغيرِ أهل الشريعة منهم، وهؤلاء أقرب إلى توهُّم ذلك الأمر من غيرهم؛ لقلة علمهم.
وفضلاً عن الإيهام، فإن في ذلك الالتزام تشبيهًا للراتبة بغير الراتبة، ومساواةً بين ما دل الشرع على تكراره والمداومة عليه بما ليس له من ذلك في الشرع أصل، قال ابن حجر -في الكلام على حديث التخوُّل بالموعظة-: «وأخذ بعض العلماء من حديث الباب: كراهة تشبيه غير الرواتب بالرواتب، بالمواظبة عليها في وقت معين دائمًا».
وهذه المفسدة -كالمفاسد الأخرى- حاصلةٌ واقعةٌ، وليست متوهَّمة أو مُتَخوَّفة، فإن كثيرًا من العوام ينكر على من يترك ذلك، ويطالبه به، وربما ألحَّ في طلبه، بل تعدَّى ذلك إلى جعله منهجًا للسلف كابرًا عن كابر، والتغليظ على من ينكره؛ فقد قال بعضهم -حين أثير الكلام حول هذا الأمر، وذُكر أن التزام الوعظ يوميًا ليس من السنة-: «بناء على فتوى هذا المتفيقه؛ فإن السلف كابرًا عن كابر ليسوا على السنة»!!
المفسدة السادسة: امتهان الوعظ والإرشاد، وذهاب أثره:
فإنه ما من أمر -في الأغلب- يعاد ويكرر ويردَّد كل يوم؛ إلا ويبلى ويذهب أثره، ويُمتهن في النفوس، ولا يُعبأ به.
ومن ذلك: وقوع أثر الوعظ والإرشاد في نفوس الناس، وانطباع معاني التذكير الشرعي في قلوبهم، وانقلابها عندهم من قول إلى عمل، فإن كل ذلك يزول بكثرة ترداده وتكراره، ولا يكون إلا عادةً من العادات التي تهمهم لها الألسن، وتهتز لها الرؤوس، لكنها لا تترك أثرًا، ولا تُغيِّر منهجًا، ولا تردع عن خطأ.
وتعظم هذه المفسدة إذا كان الموعوظ به: حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وآثاره وسنته -كما هو حاصل في كثير من المساجد-، فإن جعلها وردًا يوميًا لا يُتَحَوَّل عنه يُذهب هيبتها، وينتقص قدرها الذي حفظه لها السلف الكرام، حيث كانوا يتهيَّبونها ويعظَّمونها، ويتزيَّنون لمجالسها، وربما خشعوا لها، وبكوا عند سماعها.
هذا فضلاً عن اشتباه بعض الأحاديث على العوام، وفهمهم لبعضها فهمًا خاطئًا؛ حيث تُقرأ عليهم مجردةً عن أي شرح أو تفسير أو بيان، وفضلاً عن إلقاء الأحاديث الضعيفة والمنكرة، ونشرها دون معرفة بموقعها من حيث الصحة والضعف.(/)
بحث هااام::دفاعا عن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها
ـ[أ بو محمد الصعيدي]ــــــــ[30 - Sep-2010, صباحاً 04:33]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسهاما في نصرة امنا السيدة عائشة رضي الله عنها قمت وبفضل الله تعالي
بكتابة هذا البحث البسيط عن ام المؤمنين ...
وذالك في ظل الهجمة الشرسة التي يشنها الروافض علي رموز نا من الصحابة
وامهات المؤمنين رضوان الله عليهم اجمعين.
والي الله المشتكي ...
عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها
الصديقة بنت الصديق
بنت الامام الصديق الاكبر، خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة، بن كعب بن لؤي ; القرشية التيمية، المكية، النبوية، أم المؤمنين، زوجة النبي صلى الله عليه وسلم، أفقه نساء الامة على الاطلاق. (1)
وأمها هي أم رومان بنت عامر بن عويمر، بن عبد شمس، بن عتاب ابن أذينة الكنانية.
هاجر بعائشة أبواها، وتزوجها نبي الله صلي الله عليه وسلم قبل مهاجره بعد وفاة الصديقة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، وذلك قبل الهجرة ببضعة عشر شهرا، وقيل: بعامين.
ودخل بها في شوال سنة اثنتين، منصرفه عليه الصلاة والسلام من
غزوة بدر، وهي ابنة تسع.
فروت عنه علماً كثيراً طيباً مباركاً فيه.
وعن أبيها. (2)
وحدث عنها خلق كثير من الصحابة والتابعين
اتفق لها البخاري ومسلم على مئة وأربعة وسبعين حديثا، وانفرد البخاري بأربعة وخمسين، وانفرد مسلم بتسعة وستين.
وعائشة ممن ولد في الاسلام، وهي أصغر من فاطمة رضي الله عنهما بثماني سنين.
وكانت تقول: لم أعقل أبوي إلا وهما يدينان الدين. (3)
كانت من أحب نساء الرسول إليه، وتحكي (رضي الله عنها) عن ذلك فتقول ((فضلت على نساء الرسول بعشر ولا فخر: كنت أحب نسائه إليه، وكان أبي أحب رجاله إليه، وتزوجني لسبع وبنى بي لتسع (أي دخل بي)، ونزل عذري من السماء (المقصود حادثة الإفك)،واستأذن النبي صلى الله عليه و سلم نساءه في مرضه قائلاً: إني لا أقوى على التردد عليكن، فأذنّ لي أن أبقى عند بعضكن، فقالت أم سلمة: قد عرفنا من تريد، تريد عائشة، قد أذنا لك، وكان آخر زاده في الدنيا ريقي، فقد استاك بسواكي، وقبض بين حجري و نحري، ودفن في بيتي)). (4)
علمها وفضلها رضي الله عنها
تعد عائشة (رضي الله عنها) من أكبر النساء في العالم فقهاً وعلماً، فقد أحيطت بعلم كل ما يتصل بالدين من قرآن وحديث وتفسير وفقه. وكانت (رضي الله عنها) مرجعاً لأصحاب رسول الله عندما يستعصي عليهم أمر، فقد كانوا (رضي الله عنهم) يستفتونها فيجدون لديها حلاً لما أشكل عليهم. حيث قال أبو موسى الأشعري: ((ما أشكل علينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم حديث قط، فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علماً)).
وقد كان مقام السيدة عائشة بين المسلمين مقام الأستاذ من تلاميذه، حيث أنها إذا سمعت من علماء المسلمين والصحابة روايات ليست على وجهها الصحيح، تقوم بالتصحيح لهم وتبين ما خفي عليهم، فاشتهر ذلك عنها، وأصبح كل من يشك في رواية أتاها سائلاً.
لقد تميزت السيدة عائشة رضي الله عنها بعلمها الرفيع لعوامل مكنتها من أن تصل إلى هذه المكانة،
من أهم هذه العوامل
- ذكائها الحاد وقوة ذاكرتها، وذلك لكثرة ما روت عن النبي صلى الله عليه و سلم.
- زواجها في سن مبكر من النبي صلى الله عليه و سلم، ونشأتها في بيت النبوة، فأصبحت (رضي الله عنها) التلميذة النبوية.
- كثرة ما نزل من الوحي في حجرتها، وهذا بما فضلت به بين نساء رسول الله.
- حبها للعلم و المعرفة، فقد كانت تسأل و تستفسر إذا لم تعرف أمراً أو استعصى عليها مسائلة، فقد قال عنها ابن أبي مليكة ((كانت لا تسمع شيئا لا تعرفه إلا راجعت فيه حتى تعرفه)).
ونتيجة لعلمها وفقهها أصبحت حجرتها المباركة وجهة طلاب العلم حتى غدت هذه الحجرة أول مدارس الإسلام وأعظمها أثر في تاريخ الإسلام. وكانت (رضي الله عنها) تضع حجاباً بينها وبين تلاميذها، وذلك لما قاله مسروق ((سمعت تصفيقها بيديها من وراء الحجاب)). (5)
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد جمعت (رضي الله عنها) بين جميع جوانب العلوم الإسلامية، فهي السيدة المفسرة العالمة المحدثة الفقيهة. وكما ذكرنا سابقاً فهي التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه و سلم أن فضلها على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام، فكأنها فضلت على النساء.
كما أن عروة بن الزبير قال فيها: ((ما رأيت أعلم بفقه ولا طب ولا شعر من عائشة))، وأيضا قال فيها أبو عمر بن عبدالبر: ((إن عائشة كانت وحيدة بعصرها في ثلاثة علوم علم الفقه وعلم الطب وعلم الشعر)).
وهكذا فإننا نلمس عظيم الأثر للسيدة التي اعتبرت نبراساً منيراً يضيء على أهل العلم وطلابه، للسيدة التي كانت أقرب الناس لمعلم الأمة وأحبهم، والتي أخذت منه الكثير وأفادت به المجتمع الإسلامي. فهي بذلك اعتبرت امتدادا لرسول الله صلى الله عليه و سلم. (6)
كرمها وورعها رضي الله عنها
لم يتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بكرًا غيرها، فلقد تزوجها بعد أم المؤمنين خديجة وأم المؤمنين سودة بنت زمعة رضى اللَّه عنهن جميعًا؛ رغبة منه في زيادة أواصر المحبة والصداقة بينه وبين الصدِّيق رضى اللَّه عنه. وكانت منزلتها عنده (كبيرة، وفاضت روحه الكريمة في حجرها. وعاشت رضى اللَّه عنها حتى شهدت الفتنة الكبرى بعد مقتل عثمان بن عفان رضى اللَّه عنه وحضرت معركة الجمل، وكانت قد خرجت للإصلاح بين المسلمين. (7)
وإشتهرت رضى اللَّه عنها بحيائها وورعها، فعن عائشة قالت كُنْتُ أَدْخُلُ بَيْتِى الَّذِى دُفِنَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبِى فَأَضَعُ ثَوْبِى فَأَقُولُ إِنَّمَا هُوَ زَوْجِى وَأَبِى فَلَمَّا دُفِنَ عُمَرُ مَعَهُمْ فَوَاللَّهِ مَا دَخَلْتُ إِلاَّ وَأَنَا مَشْدُودَةٌ عَلَىَّ ثِيَابِى حَيَاءً مِنْ عُمَرَ. (8) صحيح.
وكانت من فرط حيائها تحتجب من الحسن والحسين، في حين أن دخولهما على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم حل لهما.
وكانت رضى الله عنها كريمة؛ فيُروى أن أم درة كانت تزورها، فقالت: بُعث إلى السيدة عائشة بمال في وعاءين كبيرين من الخيش: ثمانين أو مائة ألف، فَدَعت بطبق وهى يومئذ صائمة، فجلست تقسم بين الناس، فأمست وما عندها من ذلك المال درهم، فلما أمست قالت: يا جارية هلُمى إفطاري، فجاءتها بخبز وزيت، فقالت لها أم درة: أما استطعت مما قسمت اليوم أن تشترى لنا لحمًا بدرهم فنفطر به. فقالت: لا تُعنِّفيني، لو كنتِ ذكَّرتينى لفعلت. (9)
ومن أقوالها رضي الله عنها
لا تطلبوا ما عند اللَّه من عند غير اللَّه بما يسخط اللَّه.
كل شرف دونه لؤم، فاللؤم أولى به، وكل لؤم دونه شرف فالشرف أولى به.
إن للَّه خلقًا قلوبهم كقلوب الطير، كلما خفقت الريح؛ خفقت معها، فَأفٍّ للجبناء، فأفٍّ للجبناء.
أفضل النساء التي لا تعرف عيب المقال، ولا تهتدى لمكر الرجال، فارغة القلب إلا من الزينة لبعلها، والإبقاء في الصيانة على أهلها.
التمسوا الرزق في خبايا الأرض.
رأت رجًلا متماوتًا فقالت: ماهذا؟ فقيل لها: زاهد. قالت: كان عمر بن الخطاب زاهدًا ولكنه كان إذا قال أسمع، وإذا مشى أسرع، وإذا ضرب في ذات اللَّه أوجع.
علِّموا أولادكم الشعر تعذُب ألسنتهم. (10)
هذه هي السيدة عائشة بنت الصديق رضى اللَّه عنهاحبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتى بلغت منزلتها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم مبلغًا عظيمًا، فقد رضي الله عنها لرضا رسوله صلى الله عليه وسلم عنها، (11) فعَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَبُو سَلَمَةَ إِنَّ عَائِشَةَ رضى الله عنها قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (يَوْمًا يَا عَائِشَ، هَذَا جِبْرِيلُ يُقْرِئُكِ السَّلاَمَ). فَقُلْتُ وَعَلَيْهِ السَّلاَمُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، تَرَى مَا لاَ أَرَى. تُرِيدُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (12)
عائشة رضي الله عنهاوقضية المرأة
كانت عائشة رضي الله عنها زعيمة الآخذين بناصر المرأة، والمنافحين عنها بلا منازع. وإليها كانت تتطلع أبصار المستضعفات لما تمّ لها من المكانة الكبيرة في العلم والأدب والدين. وإليها يرجع الفضل الأكبر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم في إعظام الناس المرأة الإعظام اللائق، حتى ظهر كثير من اللائي طمحن إلى اقتفاء أثرها في الشجاعة الأدبية والجرأة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا أحبت النساء أن يسألن من علم أو يبحثن عن مسألة توجهن إلى عائشة .. وإذا أحست المرأة بظلم زوجها. جاءت عائشة تستفتيها وتطلب نصرتها ..
في الحديث عن عبد الواحد بن أيمن قال: حدثني أبي قال: دخلت على عائشة رضي الله عنها وعليها درع قِطْر ثمنه خمسة دراهم فقالت: (ارفع بصرك إلى جاريتي فإنها تُزهى أن تلبسه في البيت، وقد كان لي منه درع على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فما كانت امرأة تُقَيَّنُ بالمدينة إلا أرسلت إليّ تستعيره) (13)
احاديث في فضلها رضي الله عنها
قال مُعَلًّى، قال حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا
" أُرِيتُكِ فِي الْمَنَامِ مَرَّتَيْنِ أَرَى أَنَّكِ فِي سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ وَيَقُولُ هَذِهِ امْرَأَتُكَ فَاكْشِفْ عَنْهَا فَإِذَا هِيَ أَنْتِ فَأَقُولُ إِنْ يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِ" (14)
قال إبراهيم بن سعيد الجوهري، قال حدثنا يحيى بن سعيد الأموي، عن إسماعيل بن أبي خالد،عن قيس بن أبي حازم، عن عمرو بن العاص أنه قال:
قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ قَالَ عَائِشَةُ قِيلَ مِنْ الرِّجَالِ قَالَ أَبُوهَا (15)
وقال الذهبي في السيرهذا خبر ثابت على رغم أنوف الروافض، وما كان عليه السلام ليحب إلا طيبا.
عن أبي موسى رضي الله عنه، عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال:
فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام.
ِ (16)
قال حماد بن زيد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة.
قالت: فاجتمعن صواحبي إلى أم سلمة، فقلن لها: إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة، وإنا نريد الخير كما تريده عائشة، فقولي لرسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر الناس أن يهدوا له أينما كان.
فذكرت أم سلمة له ذلك.
فسكت، فلم يرد عليها.
فعادت الثانية.
فلم يرد عليها.
فلما كانت الثالثة قال: يا أم سلمة، لا تؤذيني في عائشة، فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها. (17)
وهذا الجواب منه دال على أن فضل مائته على سائر أمهات المؤمنين بأمر إلهي وراء حبه لها، وأن ذلك الامر من أسباب حبه لها. (18)
قال الزهري: حدثني أبو سلمة، أن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عائش، هذا جبريل وهو يقرأ عليك السلام قالت: وعليه السلام ورحمة الله، ترى ما لا نرى يا رسول الله (19).
وفاتها رضي الله عنها
قالت عائشة رضي الله عنهاوكانت تحدث نفسها أن تدفن في بيتها، فقالت: إني أحدثت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا، ادفنوني مع أزواجه.
فدفنت بالبقيع رضي الله عنها
قلت: تعني بالحدث: مسيرها يوم الجمل، فإنها ندمت ندامة كلية، وتابت من ذلك: على أنها ما فعلت ذلك إلا متأولة قاصدة للخير، كما اجتهد طلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، وجماعة من الكبار، رضي الله عن الجميع (20).
وجاء عبد الله بن عباس يستأذن على أم المؤمنين عائشة فجاء ابن أخيها عند رأسها عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، فأكب عليها ابن أخيها عبد الله فقال: هذا عبد الله بن عباس يستأذن، وهي تموت، فقالت: دعني من ابن عباس. فقال: يا أماه إن ابن عباس من صالح بنيك يسلم عليك ويودعك. فقالت: ائذن له إن شئت. قال: فأدخلته، فلما جلس قال ابن عباس: أبشري. فقالت أم المؤمنين: بماذا؟، فقال: ما بينك وبين أن تلقي محمداً والأحبة إلا أن تخرج الروح من الجسد، وكنت أحب نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه، ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب إلا طيباً. وسقطت قلادتك ليلة الأبواء
فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصبح الناس وليس معهم ماء، فأنزل الله آية التيمم، فكان ذلك في سببك، وما أنزل الله من الرخصة لهذه الأمة، وأنزل الله براءتك من فوق سبع سموات، جاء بها الروح الأمين، فأصبح ليس مسجد من مساجد الله إلا يتلى فيه آناء الليل وآناء النهار. فقالت الصديقة الطاهرة: دعني منك يا ابن عباس، والذي نفسي بيده لوددت أني كنت نسياً منسياً. (21)
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي المستدرك بإسناد صالح، عن أم سلمة: أنها لما سمعت الصرخة على عائشة، قالت: والله لقد كانت أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا أباها (22).
قال الواقدي: حدثنا ابن أبي سبرة، عن موسى بن ميسرة، عن سالم سبلان: أنها ماتت في الليلة السابعة عشرة من شهر رمضان بعد الوتر.
فأمرت أن تدفن من ليلتها، فاجتمع الانصار، وحضروا، فلم ير ليلة أكثرناسا منها.
نزل أهل العوالي، فدفنت بالبقيع (23).
وهكذا رحلت امنا ام المؤمنين رضي الله عنها تاركة لنا علماً جليلاً وقدوة عظيمة لكل نساء المسلمين يحتذوا بها فرضي الله عن حبيبة رسول الله صلي الله عليه وسلم
كما قال القحطاني رحمه الله في نونية الشهيرة
أكرم بعائشة الرضى من حرة** بكر مطهرة الإزار حصان
هي زوج خير الأنبياء وبكره ** وعروسه من جملة النسوان
هي عرسه هي أنسه هي إلفه** هي حبه صدقاً بلا أدهان
أوليس والدها يصافي **بعلها وهما بروح الله مؤتلفان
الهوامش
(1) مسند الامام احمد، طبقات بن سعد
(2) سير اعلام النبلاء ترجمة السيدة عائشة رضي الله عنها
(3) المصدر السابق
(4) محمد برهان / نساء حول الرسول صلي الله عليه وسلم
(5) المصدر السابق
(6) المصدر السابق
(7) مشاهير النساء المسلمات / علي بن نايف الشحود
(8) مسند الامام احمد رقم (26408)
(9) الطبقات الكبري / بن سعد (ج8/ ص/67)
(10) مشاهير النساء المسلمات / علي بن نايف الشحود
(11) المصدر السابق
(12) البخارى (3768)
(13) أمهات المؤمنين في مدرسة النبوة / الشيخ مصطفي الطحان
(14) البخاري (رقم 3682)
(15) الترمذي (رقم 3886) صححه الالباني
(16) صحيح الجامع / حديث رقم (2117)
(17) متفق عليه
(18) سير اعلام النبلاء ترجمة السيدة عائشة رضي الله عنها
(19) البخاري (رقم479)
(20) سير اعلام النبلاء ترجمة السيدة عائشة رضي الله عنها
(21) المصدر السابق
(22) المصدر السابق
(23) طبقات بن سعد
ـ[أمة القادر]ــــــــ[30 - Sep-2010, مساء 10:48]ـ
جزاكم الله خيرا كثيرا
و حشرنا يوم القيامة و إياكم و المؤمنين مع أمنا و حبيبة نبينا محمد في زمرته صلى الله عليه و آله و سلم
ـ[سمير الملحم]ــــــــ[01 - Oct-2010, صباحاً 11:12]ـ
جزيت خيرا وبوركت
ـ[أ بو محمد الصعيدي]ــــــــ[04 - Oct-2010, صباحاً 04:59]ـ
جزاكم الله خيرا كثيرا
و حشرنا يوم القيامة و إياكم و المؤمنين مع أمنا و حبيبة نبينا محمد في زمرته صلى الله عليه و آله و سلم
اللهم آميين
بارك الله فيكم واحسن اليكم
ـ[أ بو محمد الصعيدي]ــــــــ[04 - Oct-2010, صباحاً 05:00]ـ
جزيت خيرا وبوركت
بارك الله فيكم واحسن اليكم اخي الفاضل(/)
فائدة وتنبيه مهم من كلام العلامة العثيمين رحمه الله حول تكبيرات الانتقال في الصلاة
ـ[التميمي العراقي]ــــــــ[30 - Sep-2010, صباحاً 09:43]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وإمام المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان وسار على نهجهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا.
أيها الأخوة والأخوات هذه أول مشاركة لي في هذا المنتدى المبارك أسأل الله أن تكون بداية موفقة وأن ينفعنا بعلمكم إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وبعد:
أحببت أن انقل إليكم فائدة من كلام العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في الشرح الممتع حول تكبيرات الانتقال ومتى يقول (الله أكبر) وهي فائدة جيدة ويغفل عنها كثير من أئمة المساجد قال رحمه الله:
وقوله: «مكبِّراً» حال من فاعل «يركع» حال مقارنة، يعني: في حال هويه إلى الرُّكوعِ يكبِّرُ فلا يبدأ قبل، ولا يؤخِّره حتى يَصِل إلى الرُّكوعِ، أي: يجب أن يكون التَّكبيرُ فيما بين الانتقالِ والانتهاءِ، حتى قال الفقهاءُ رحمهم الله: «لو بدأ بالتَّكبير قبل أن يهويَ، أو أتمَّهُ بعد أن يَصِلَ إلى الرُّكوع؛ فإنه لا يجزئه». لأنهم يقولون: إنَّ هذا تكبيرٌ في الانتقال فمحلُّه ما بين الرُّكنين، فإنْ أدخلَه في الرُّكن الأول لم يصحَّ، وإن أدخله في الرُّكن الثاني لم يصحَّ؛ لأنه مكان لا يُشرع فيه هذا الذِّكرُ، فالقيامُ لا يُشرع فيه التَّكبيرُ، والرُّكوع لا يُشرع فيه التكبيرُ، إنما التكبيرُ بين القيام وبين الرُّكوعِ.
ولا شَكَّ أن هذا القولَ له وجهة مِن النَّظر؛ لأن التَّكبيرَ علامةٌ على الانتقالِ؛ فينبغي أن يكون في حالِ الانتقال.
ولكن؛ القول بأنه إن كمَّلَه بعد وصول الرُّكوع، أو بدأ به قبل الانحناء يُبطلُ الصَّلاةَ فيه مشقَّةٌ على النَّاس، لأنك لو تأملت أحوال الناس اليوم لوجدت كثيراً مِن النَّاسِ لا يعملون بهذا، فمنهم من يكبِّرُ قبل أن يتحرَّك بالهوي، ومنهم مَن يَصِلُ إلى الرُّكوعِ قبل أن يُكمل.
والغريب أن بعض الأئمة الجُهَّالِ اجتهد اجتهاداً خاطئاً وقال: لا أكبِّرُ حتى أصل إلى الرُّكوع، قال: لأنني لو كبَّرت قبل
أن أَصِلَ إلى الرُّكوع لسابقني المأمومون، فيهوُون قبل أن أَصِلَ إلى الرُّكوع، وربما وصلوا إلى الرُّكوع قبل أنْ أَصِلَ إليه، وهذا مِن غرائب الاجتهاد؛ أن تُفسد عبادتك على قول بعض العلماء؛ لتصحيح عبادة غيرك؛ الذي ليس مأموراً بأن يسابقك، بل أُمر بمتابعتك.
ولهذا نقول: هذا اجتهادٌ في غير محلِّه، ونُسمِّي المجتهدَ هذا الاجتهاد: «جاهلاً جهلاً مركَّباً»؛ لأنه جَهِلَ، وجَهِلَ أنه جاهلٌ.
إذاً؛ نقول: كَبِّرْ مِن حين أن تهويَ، واحرصْ على أن ينتهي قبل أن تَصِلَ إلى الرُّكوع، ولكن لو وصلت إلى الرُّكوع قبل أن تنتهي فلا حرجَ عليك، والقولُ بأن الصَّلاةَ تفسدُ بذلك حَرَج، ولا يمكن أن يُعملَ به إلا بمشقَّةٍ.
فالصوابُ: أنه إذا ابتدأ التَّكبيرَ قبل الهوي إِلى الرُّكوعِ، وأتمَّه بعدَه فلا حرج، ولو ابتدأه حين الهوي، وأتمَّه بعد وصولِهِ إلى الرُّكوعِ فلا حَرَجَ، لكن الأفضل أن يكون فيما بين الرُّكنين بحسب الإمكان. وهكذا يُقال في: «سمعَ الله لمن حمده» وجميعِ تكبيرات الانتقال. أمَّا لو لم يبتدئ إلا بعد الوصول إلى الرُّكن الذي يليه، فإنه لا يعتدُّ به.
وهنا ملاحظة مهمة في آخر كلامه رحمه الله فإنه قال ((أمَّا لو لم يبتدئ إلا بعد الوصول إلى الرُّكن الذي يليه، فإنه لا يعتدُّ به)).
وهذا يقع من بعض الأئمة هداهم الله فعلى كلامه رحمه الله أن هذا التكبير لا يجزئ.
أسأل الله ان يفقهنا في ديننا وان يزيدنا علما إنه على كل شئ قدير وصلى الله على نبينا محمد.
ـ[عماد البيه]ــــــــ[30 - Sep-2010, مساء 07:08]ـ
[قال الشافعي]: وإذا أراد الرجل أن يركع ابتدأ بالتكبير قائما فكان فيه وهو يهوي راكعا وإذا أراد أن يرفع رأسه من الركوع ابتدأ قوله: سمع الله لمن حمده رافعا مع الرفع ثم قال إذا استوى قائما وفرغ من قوله: سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد وإذا هوى ليسجد ابتدأ التكبير قائما ثم هوى مع ابتدائه حتى ينتهي إلى السجود وقد فرغ من آخر التكبير ولو كبر وأتم بقية التكبير ساجدا لم يكن عليه شيء واجب إلى أن لا يسجد إلا وقد فرغ من التكبير فإذا رفع رأسه من السجود ابتدأ التكبير حتى يستوي جالسا وقد قضاه فإذا هوى ليسجد ابتدأ التكبير قاعدا وأتمه وهو يهوي للسجود ثم هكذا في جميع صلاته. ويصنع في التكبير ما وصفت من أن يبينه ولا يمططه ولا يحذفه فإذا جاء بالتكبير بينا أجزأه ولو ترك التكبير سوى تكبيرة الافتتاح وقوله سمع الله لمن حمده لم يعد صلاته وكذلك من ترك. الذكر في الركوع والسجود وإنما قلت ما وصفت بدلالة الكتاب ثم السنة قال الله عز وجل: {اركعوا واسجدوا} ولم يذكر في الركوع والسجود عملا غيرهما فكانا الفرض فمن جاء بما يقع عليه اسم ركوع، أو سجود فقد جاء بالفرض عليه والذكر فيهما سنة اختيار وهكذا قلنا في المضمضة والاستنشاق مع غسل الوجه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التميمي العراقي]ــــــــ[01 - Oct-2010, صباحاً 03:44]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم على الإفادة
ـ[الواقف]ــــــــ[01 - Oct-2010, صباحاً 06:28]ـ
شكر الله لك
وزادك علما وعملا وهدى وتوفيقا
ـ[التميمي العراقي]ــــــــ[01 - Oct-2010, صباحاً 07:55]ـ
وإياك أخي الكريم بارك الله فيك وشكرا لمرورك الطيب(/)
(8) قواعد مهمة لمن أراد نقاش المخالفين لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله
ـ[يوسف بن علي]ــــــــ[30 - Sep-2010, مساء 02:15]ـ
هذه ثمان قواعد أو تمهيدات أراها مهمة لمن أراد الدخول في النقاش مع المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - استللتها من كتابي " ثناء العلماء على كتاب الدرر السنية والرد على من تطاول عليه "؛ كحسن المالكي
للشيخ سليمان بن صالح الخراشي
تمهيد (1):الطعن في دعوة الشيخ ليس بالأمر الجديد ( http://www.nouralhuda.com/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B2%D9%83 %D9%8A%D8%A9-%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D9%84 %D8%A7%D9%82/82-%28-8-%29-%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%B9%D8%AF-%D9%85%D9%87%D9%85%D8%A9-%D9%84%D9%85%D9%86-%D8%A3%D8%B1%D8%A7%D8%AF-%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AE%D8%A7 %D9%84%D9%81%D9%8A%D9%86-%D9%84%D8%AF%D8%B9%D9%88%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%A8%D9%86-%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%84 %D9%88%D9%87%D8%A7%D8%A8-%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87.html# 1)
تمهيد (2): الحوار لا ينبغي أن يكون عن وجود " التكفير "، إنما يكون عن أسبابه ( http://www.nouralhuda.com/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B2%D9%83 %D9%8A%D8%A9-%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D9%84 %D8%A7%D9%82/82-%28-8-%29-%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%B9%D8%AF-%D9%85%D9%87%D9%85%D8%A9-%D9%84%D9%85%D9%86-%D8%A3%D8%B1%D8%A7%D8%AF-%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AE%D8%A7 %D9%84%D9%81%D9%8A%D9%86-%D9%84%D8%AF%D8%B9%D9%88%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%A8%D9%86-%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%84 %D9%88%D9%87%D8%A7%D8%A8-%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87.html# 2)
تمهيد (3): عند المخالفين: من قال " لا إله إلا الله " فقد برئ من الكفر مهما ارتكب من النواقض! ( http://www.nouralhuda.com/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B2%D9%83 %D9%8A%D8%A9-%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D9%84 %D8%A7%D9%82/82-%28-8-%29-%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%B9%D8%AF-%D9%85%D9%87%D9%85%D8%A9-%D9%84%D9%85%D9%86-%D8%A3%D8%B1%D8%A7%D8%AF-%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AE%D8%A7 %D9%84%D9%81%D9%8A%D9%86-%D9%84%D8%AF%D8%B9%D9%88%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%A8%D9%86-%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%84 %D9%88%D9%87%D8%A7%D8%A8-%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87.html# 3)
تمهيد (4): عدم فهم المخالفين لحقيقة العبادة ( http://www.nouralhuda.com/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B2%D9%83 %D9%8A%D8%A9-%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D9%84 %D8%A7%D9%82/82-%28-8-%29-%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%B9%D8%AF-%D9%85%D9%87%D9%85%D8%A9-%D9%84%D9%85%D9%86-%D8%A3%D8%B1%D8%A7%D8%AF-%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AE%D8%A7 %D9%84%D9%81%D9%8A%D9%86-%D9%84%D8%AF%D8%B9%D9%88%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%A8%D9%86-%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%84 %D9%88%D9%87%D8%A7%D8%A8-%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87.html# 4)
تمهيد (5): خلط المناوئين للشيخ بين " التوسل " البدعي والشركي! ثم افتراؤهم على الشيخ أنه يُكفر بالأول! ( http://www.nouralhuda.com/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B2%D9%83 %D9%8A%D8%A9-%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D9%84 %D8%A7%D9%82/82-%28-8-%29-%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%B9%D8%AF-%D9%85%D9%87%D9%85%D8%A9-%D9%84%D9%85%D9%86-%D8%A3%D8%B1%D8%A7%D8%AF-%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AE%D8%A7 %D9%84%D9%81%D9%8A%D9%86-%D9%84%D8%AF%D8%B9%D9%88%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%A8%D9%86-%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%84 %D9%88%D9%87%D8%A7%D8%A8-%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87.html# 5)
(يُتْبَعُ)
(/)
تمهيد (6): خصوم الدعوة كفّروا الشيخ – رحمه الله – وأتباعه، وبادروهم بالقتال ( http://www.nouralhuda.com/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B2%D9%83 %D9%8A%D8%A9-%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D9%84 %D8%A7%D9%82/82-%28-8-%29-%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%B9%D8%AF-%D9%85%D9%87%D9%85%D8%A9-%D9%84%D9%85%D9%86-%D8%A3%D8%B1%D8%A7%D8%AF-%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AE%D8%A7 %D9%84%D9%81%D9%8A%D9%86-%D9%84%D8%AF%D8%B9%D9%88%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%A8%D9%86-%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%84 %D9%88%D9%87%D8%A7%D8%A8-%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87.html# 6)
تمهيد (7): واقع أهل نجد قبل دعوة الشيخ محمد – رحمه الله - ( http://www.nouralhuda.com/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B2%D9%83 %D9%8A%D8%A9-%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D9%84 %D8%A7%D9%82/82-%28-8-%29-%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%B9%D8%AF-%D9%85%D9%87%D9%85%D8%A9-%D9%84%D9%85%D9%86-%D8%A3%D8%B1%D8%A7%D8%AF-%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AE%D8%A7 %D9%84%D9%81%D9%8A%D9%86-%D9%84%D8%AF%D8%B9%D9%88%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%A8%D9%86-%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%84 %D9%88%D9%87%D8%A7%D8%A8-%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87.html# 7)
تمهيد (8): أصول الشيخ محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله - في قضية التكفير. ( http://www.nouralhuda.com/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B2%D9%83 %D9%8A%D8%A9-%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D9%84 %D8%A7%D9%82/82-%28-8-%29-%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%B9%D8%AF-%D9%85%D9%87%D9%85%D8%A9-%D9%84%D9%85%D9%86-%D8%A3%D8%B1%D8%A7%D8%AF-%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AE%D8%A7 %D9%84%D9%81%D9%8A%D9%86-%D9%84%D8%AF%D8%B9%D9%88%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%A8%D9%86-%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%84 %D9%88%D9%87%D8%A7%D8%A8-%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87.html# 8)
http://www.nouralhuda.com (http://www.nouralhuda.com/)(/)
حكم لباس الشرطة
ـ[أم معاذة]ــــــــ[30 - Sep-2010, مساء 09:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا مقال وجدته في كتاب الدرر النجدية في حكم لباس الشرطة، ولقد شدني إليه أمران هما: الحكم الذي كنت أجهله و جرأة وشجاعة العلماء في إسدائهم النصح لأمرائهم.
بسم الله الرحمن الرحيم
من محمد بن عبد اللطيف، وصالح بن عبد العزيز، ومحمد بن إبراهيم، إلى: جناب عالي الجناب، حضرة الإمام: عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل، سلمه الله تعالى، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وموجب الكتاب، هو: النصيحة لكم، والشفقة عليكم، عملا بقوله صلى الله عليه وسلم: "الدين النصيحة، قالها ثلاثا، قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم".
وأعظم ما ننصحك به، عما رأيناه وسمعناه، من المنكرات الفظيعة الشنيعة التي تنقص الإسلام والدين.
منها: اللباس الذي هو شعار الإفرنج، والترك، والأعاجم، ولم يعهد عن الصحابة والتابعين، وأئمة الإسلام تخصيص جندهم بلباس خاص، غير اللباس المعتاد للرعية؛ ولما أحدث بنو العباس السواد، أنكر عليهم العلماء، الإمام أحمد وغيره.
وذكر شيخ الإسلام في اقتضاء الصراط المستقيم، في مخالفة أصحاب الجحيم: أن تغيير اللباس بسواد، أو غيره، خلاف ما عليه المسلمون، وأنه من البدع والمنكرات.
وأن كل زي اختص به الكفار، يحرم على المسلمين استعماله وموافقتهم فيه؛ وكل شيء مختص بالكفار، من لباس وغيره، يحرم اتخاذه واستعماله, لأن اتخاذه واستعماله ينقص دين المسلم، وهو محرم، والمشابهة توجب التأثير في المشابه به، ذكر ذلك شيخ الإسلام.
ومنه: تعليمات الجند، التي هي من زي المشركين، والأعاجم، وكذلك المزيكة، والبرزان، التي طقت هذه الأيام في "العود" كل عصرية، وصار الناس والعوام والنساء يذهبون إليها ويحضرونها.
وهي كلها من شعائر الإفرنج، والترك، والأعاجم، الذين هم أعداء هذه الملة الإسلامية، ولم يعهد عند أحد من أئمة الإسلام المتقدمين والمتأخرين، الذين هم القدوة; وليس القدوة قوانين الإفرنج والترك والأعاجم، ولا التشبه بهم من دين الإسلام.
وآخر من نصر هذه الدعوة وقام بها، أوائلكم وأوائلنا، رحمهم الله ; وذلك ما يقارب القرنين، لم يفعلوا شيئا من هذه الأمور، لأنهم يعتقدون تحريم مشابهة المشركين في كل شيء.
وأنت حفظك الله، الواجب عليك مراقبة الله وخوفه، وعدم الخروج عن المشروع، والاقتداء بالسلف الصالح; وأولئك الذين أيد الله بهم هذا الدين، إنما لباسهم وجندهم البياض المعتاد بوطنهم. ولم يخصوا جندهم بلباس، وزي من زي الأعاجم، وغيرهم من أعداء الدين، وهذه دسيسة ممن يريد كيد الإسلام وأهله، يريدون بها تمرين الناس، وعدم وحشتهم ممن رؤيت عليه واستعملها.
وذكر شيخ الإسلام أن المشابهة في الأعمال الظاهرة تجر إلى الموافقة في الأعمال الباطنة قسرا. ولا حملنا على هذه النصيحة، إلا خروج من عهدة الكتمان، وبراءة لنا يوم نقف بين يدي الديان.
ونحن نبرأ إلى الله أن نوافق على هذه الأفعال، وعدم السكوت عن الإنكار، والبراءة منها ظاهرا وباطنا، ونبرأ إلى الله من فعلها، وإقرارها، لأن إقرارها من إقرار شعار الكفر والشرك.
فعليك بتقوى الله واغتنام الأعمال الصالحة قبل الوفاة، والأخذ بما ينجيك يوم الوقوف بين يديه، وليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني، ولكن ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال; وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم سنة 1358 هـ.
الدرر السنية جـ 15 صـ 364/ 366
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[01 - Oct-2010, مساء 09:01]ـ
أئمة
أئمة
الله يرحمهم ويغفر لهم
الله يرحمهم ويغفر لهم جميعا ويرحمنا ويغفر لنا
اللهم آمين
جزاكم الله خيرًا
ـ[أم معاذة]ــــــــ[03 - Oct-2010, مساء 04:12]ـ
أئمة
أئمة
جزاكم الله خيرًا
نعم صدقت، ولك بالمثل(/)
أحذروا قنوات الرافضة للأطفال هدهد - طه - هادي (صور)
ـ[ساكتون]ــــــــ[01 - Oct-2010, مساء 01:07]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أحذروا قنوات الرافضة للأطفال فهي قنوات موجهه لتشييع أطفال السنة وزعزعة عقائدهم وزرع بذور الشك في قلوبهم
يتم فيها عرض الطقوس الشركية وتعليمها لأبنائنا مثل السجود على التربة الحسينية والغلو والأستغاثة بغير الله
الحذر الحذر الحذر فوالله سنسال أمام الله عنهم وعن تفريطنا في تربيتهم ان نحن تركناهم امام هذه القنوات الشركية
حذر اقاربك واهلك وكل من تعرف بخطر هذه القنوات وسهامها المسمومة الموجهه الى أطفالنا وعقائدهم
قنوات الرافضة هي قناة هدهد وقناة طه وقناة هادي
http://img375.imageshack.us/img375/9554/555558888888888888.jpg
أخي ساهم معنا في نشر هذا التحذير عبر المواقع والمنتديات والبريد الإلكتروني حتى نحذر من خطر هذه القنوات على ابنائنا
ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[01 - Oct-2010, مساء 01:12]ـ
بارك الله فيكم
شكرا على التنبيه.
ـ[ساكتون]ــــــــ[06 - Oct-2010, مساء 11:30]ـ
بارك الله في الجميع ...........
ـ[ساكتون]ــــــــ[27 - Nov-2010, مساء 07:47]ـ
ساعدونا في نشر الموضوع بارك الله في الجميع(/)
طلب كتاب: زيادة الإيمان ونقصانه وحكم الإستثناء فيه
ـ[نادرينخو]ــــــــ[01 - Oct-2010, مساء 04:25]ـ
### ينظر [هنا ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=60515) ] للأهمية ###
### تم نقل طلبك لقسم الطلبات [هنا ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=43831) ] ###
ـ[ابن عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[02 - Oct-2010, صباحاً 09:26]ـ
السلام عليكم
هذا الكتاب قيم، لكن للأسف لا يوجد مصور على الشبكة
أرجو أن يتفضل أحد بتصويره إن استطاع(/)
ملاحظات على قانون الأحوال الشخصية الأردني الجديد
ـ[سليمان أحمد]ــــــــ[01 - Oct-2010, مساء 11:30]ـ
هذه ملاحظات كتبها بعض طلبة العلم على قانون الأحوال الشخصية الأردني استخدام كاتبها الأسلوب العلمي وابتعد عن التجريح إذ الغاية النصح فجزاه الله خيرا(/)
دعوة للاستفادة من شروح شيخنا فضيلة الشيخ / أحمد بن أبي العينين
ـ[أبو محمد حمادة سالم]ــــــــ[01 - Oct-2010, مساء 11:53]ـ
إخواني الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
فهذا عنوان صفحة شيخي وأستاذي فضيلة الشيخ المحقق الكبير / أحمد بن إبراهيم بن أبي العينين – حفظه الله تعالى ونفعنا وإياكم بعلمه – أحببت أن يستفيد منه إخواني وأخواتي من طلاب العلم الشرعي – حفظهم الله تعالى – وشيخي وفقه الله تعالى يشرح مجموعة كتب هي:
1 - كتاب الشريعة للآجري
2 - معارج القبول
3 - شرح مقدمة ابن الصلاح
4 - نزهة النظر شرح نخبة الفكر
5 - شبهات حول الحديث الحسن " وهي سؤالات شيخنا ابن أبي العينين للعلامة الألباني رحمه الله تعالى ".
وهذا هو العنوان:
http://www.alsalafway.com/cms/multimedia.php?action=scholar&id=1235
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[02 - Oct-2010, صباحاً 01:35]ـ
أحسن الله إليك أخي أبا محمد وهذا هو الرابط المباشر لزيارة الصفحة.
http://www.alsalafway.com/cms/multimedia.php?action=scholar&id=1235
ـ[مسلم سني]ــــــــ[02 - Oct-2010, صباحاً 01:40]ـ
جزاك الله خيرا وجزى الله الشيخ خير الجزاء
ـ[الليث بن سعد]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 03:27]ـ
هل للشيخ دروس بمصر
ـ[أبو وسام السلفى]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 03:49]ـ
جزاك الله خيرا وجزى الله الشيخ خير الجزاء
ونفعنا بعلمه
ـ[أبو وسام السلفى]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 03:52]ـ
وهذه ترجمة الشيخ حفظه الله
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=25044 (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=25044)
ـ[أبو محمد حمادة سالم]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 10:24]ـ
وهذا رقم الهاتف الجوال لشيخنا / أحمد بن أبي العينين - حفظه الله تعالى -: 0105625959
فيمكنكم الاتصال بالشيخ مباشرةً , وسؤاله عن دروسه مواعيدها
ـ[مسلم سني]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 11:44]ـ
مقال للشيخ حفظه الله
عَجَبَاً لِقَومٍ يحاربون الصالحين و يسكتون عن الفاسقين
الشيخ. أحمد ابو العينين
قال الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه (6502): حدثني محمد بن عثمان بن كرامة حدثنا خال بن مخلد حدثنا سليمان بن بلال حدثني شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن عطاء عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله تعالى قال: من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلى مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذ بي لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته ". ورواه ابن حبان (347)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 5004)، والبيهقي في السنن الكبير (3/ 346)، (10/ 219)، وفي الأسماء والصفات (1029)، وفي الزهد (690)، وفي الأربعون الصغرى (46)، وأبو القاسم المهرواني في الفوائد المنتخبة (40)، وأبو محمد البغوي في شرح السنة (1248)، وأبو الحسين بن الفراء في طبقات الحنابلة (2/ 250 - 251)، والمزي في تهذيب الكمال (26/ 94 - 97)، والسبكي في طبقات الشافعية (9/ 315 - 316). ورجال الإسناد ثقات، غير خالد بن مخلد، فقد قال فيه الحافظ ابن حجر في التقريب: صدوق، يتشيع، وله أفراد، وقال في شريك بن عبد الله بن أبي نمر: صدوق، يخطئ، وقال في مقدمة الفتح: احتج به الجماعة، إلا أن في روايته عن انس لحديث الإسراء مواضع شاذة. قلت: هذا يقع لغيره من الثقات الأثبات، فمن من الثقات لا يخطئ، فالإسناد لا ينزل عن رتبة الحسن ()، وكان إخراج البخاري كافيًا للاحتجاج به لو لا كلام بعض أهل العلم فيه، وقد صححه ابن حبان، والخطيب كما في المهروانيات، والبغوي في شرح السنة، وله شاهد من حديث عائشة رضي الله عنها عند أحمد (26193) وغيره، ومن حديث أنس عند ابن أبي الدنيا في الأولياء (1)، وإسنادهما ضعيف، وللحديث طرق اخرى أوردها الحافظ في الفتح، وقال: للحديث طرق أخرى يدل مجموعها على أن له أصلاً. وقال الذهبي في الميزان: هذا حديث غريب جدًا، لو لا هيبة الجامع الصحيح لعدّوه في منكرات خالد بن مخلد، وذلك لغرابة لفظه
(يُتْبَعُ)
(/)
أ. هـ قلت: قد صرح رحمه الله بانه استغرب لفظه، فهذا هو سبب كلامه فيه ومن تبعه، والظاهر أن من استشكل لفظه إنما استشكل منه قوله تعالى: (وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن)، ولا إشكال، فقد فسِّر بقوله بعده: (يكره الموت وأنا أكره مساءته). شيخ الإسلام يوضح مشكل الحديث: وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى (18/ 129) عن هذا الحديث، فقال: هذا حديث شريف، قد رواه البخاري من حديث أبي هريرة، وهو أشرف حديث روي في صفة الأولياء، وقد رد هذا الكلام طائفة، وقالوا: إن الله لا يوصف بالتردد وإنما يتردد من لا يعلم عواقب الأمور، والله أعلم بالعواقب، وربما قال تعضهم إن الله يعامل معاملة المتردد. والتحقيق: أن كلام رسول الله حق، وليس أحد أعلم بالله من رسوله ولا أنصح للأمة منه، ولا أفصح، ولا أحسن بيانًا منه، فإذا كان كذلك كان المتحذلق والمنكر عليه من أضل الناس، وأجهلهم، وأسوئهم أدبًا، بل يجب تأديبه وتعزيره، ويجب أن يصان كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الظنون الباطلة، والاعتقادات الفاسدة فلا يكون ما وصف الله به نفسه بمنزلة ما يوصف به الواحد منا، فإن الله ليس كمثله شيء، لا في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله، ثم هذا باطل لأن الواحد منا يتردد تارة لعدم العلم بالعواقب وتارة لما في الفعلين من المصالح والمفاسد، فيريد الفعل لما فيه من المصلحة، ويكرهه لما فيه من المفسدة، لا لجهله () منه بالشيء الواحد الذي يُحب من وجه، ويُكره من وجه كما قيل: الشيب كره، وكره أن أفارقه فاعجب لشيء على البغضاء محبوب وهذا مثل إرادة المريض لدوائه الكريه، بل جميع ما يريده العبد من الأعمال الصالحة التي تكرهها النفس هو من هذا الباب وفي الصحيح: " حفت النار بالشهوات، وحفت الجنة بالمكاره " وقال تعالى: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ... ) (البقرةك216). ومن هذا الباب يظهر معنى التردد المذكور في هذا الحديث، فإنه قال: (لا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه)، فإن العبد الذي هذا حاله صار محبوبًا للحق محبًا له، يتقرب إليه أولاً بالفرائض، وهو يحبها، ثم اجتهد في النوافل التي يحبها من الجانبين بقصد اتفاق الإرادة بحيث يحب ما يحبه محبوبه ن ويكره ما يركهه محبوبه، والرب يكره أن يسوء عبده ومحبوبه، فلزم من هذا أن يكره الموت، ليزداد من محاب محبوبه. والله سبحانه قد قضى الموت، فكل ما قضى به فهو يريده ولابد منه، فالرب مريد لموته لما سبق به قضاؤه، وهو مع ذلك كاره لمساءة عبده، وهي المساءة التي تحصل له بالموت، فصار الموت مرادًا للحق من وجه، مكروهًا له من وجه، وهذا حقيقة التردد وهو: أن يكون الشيء مرادًا من وجه، مكروهًا من وجه، وإن كان لابد من نرجيح احد الجانبين، كما ترجح إرادة الموت، لكن مع وجود كراهة مساءة عبده، وليس إرادته لموت المؤمن الذي يحبه، ويكره مساءته، كإرادته لموت الكافر الذي يبغضه ويريد مساءته. انتهى كلامه رحمه الله. أين أنتم من هذا الحديث العظيم؟! لقد ظهر في الأونة الأخيرة من ينتسبون إلى السلفية، ومن أهم ركائزهم في إدخالهم من يدخلونه فيها هو الطعن في الصالحين، فمن وافقهم على ذلك فهو سلفي قح، ومن خالفهم فهو ليس بسلفي، بل مبتدع، حزبي، .. إلى غير ذلك من التهم، فخالفوا هذا الحديث العظيم وما في معناه من نصوص الكتاب والسنة التي تدل على وجوب موالاة المؤمنين، ومعاداة الكافرين وعلى أن الواء إنما يكون على قدر إيمان العبد وصلاحه، وقد ملؤوا الدينا بأقوالهم وكتبهم في نشر هذا المنهج العقيم الذي مزق أصحابه أعراض الدعاة والصالحين فمن هذه الكتب، كتاب قد خرج من بيت المقدس المحتل الذي يئن بوطأة إخوان القردة والخنازير، وقد كان المتوقع ممن يكتب باسم الإسلام فضلاً عن الكتابة باسم السلفية أن يكرس جهوده لاستنقاذ المسجد الأقصى من أيدي هؤلاء الغاصبين تأسيًا بصلاح الدين خاصة لمن كان ساكنًا بهذا البلد الأمين، فإذا بنا نجد هذا الكاتب يجعل كتابه هجمة شرسة على فضيلة الشيخ الداعية الكبير محمد حسان حفظه الله، وهذا الكاتب ومن قدّم له لم أسمع بهما ولا من حولى من إخواننا على كثرتهم والحمد لله، ولكن المصيبة العظمى هي أنه قد
(يُتْبَعُ)
(/)
ذكر حوارًا مع أحد رؤوس هذا المنهج وسأله عن الشيخ محمد حسان وذكر له بعض كلامه، ومعظمه من كلام له في بعض الأشخاص أو بعض الجماعات وذكر عنه الكاتب ما يخالف أصحاب هذا المنهج، وفي ضمن ذلك كلام للشيخ محمد في الصحابي عمرو بن الحمق ()، وقد اعتذر الشيخ عن ذلك، وقال: إنه لم يكن يعلم أنه صحابي، وقد أثبت الكاتب اعتذار الشيخ عن ذلك فماذا يبقى على الشيخ ان يفعله حتى يخرج من عهدة هذا الكلام بعد تكراره للاعتذار في دروسه المسموعة والمرئية؟! فبدلاً من أن يُشكر على هذا الموقف الطيب إذا بهذا الشيخ يقول في هذا الكتاب المشؤوم ص (81): كنت كثيرًا ما أسأل عن ابن حسان هذا!، فأقول: هو عندي مجهول، ليس عندي ما يسوّغ فيه الكلام، لا جرحًا ولا تعديلاً، وأما الآن فقد ثبت لدي أن الرجل منحرف في منهجه عن أهل السنة والجماعة، فهو لا يقرره، ولا يدعو به، وإنما هو على منهج الإخوان المسلمين، اهل الشطط، لاسيما سيد قطب والمودودي وغيرهما، فيجب على من بلغته هذه المحادثة أن يحذر الرجل، وأن يبتعد عنه. فمن خلال هذه العبارات المعروضة يستبين أن الرجل سفيه، وقح، فاسد المنهج. انتهى كلام هذا الرأس من رؤوس هذا المنهج بحروفه. واعتذر إلى أخينا الفاضل الشيخ محمد حسان عن نقلي مثل هذا الكلام وكذلك للقراء الكرام، ولكن لابد أن يقف إخواننا على حقيقة هؤلاء من خلال كلامهم: فقول هذا الشيخ عن الشيخ محمد حسان إنه يعد مجهولاً عنده يبين حقيقة منهجهم، فهل جهل أن الشيخ يؤمن بالتوحيد، ويدعو إليه، وهل جهل انه يقرر عقيدة أهل السنة والجماعة؟ وماذا علم عنه حين كلمه هذا السائل: هل أخبره أنه يكفر المسلمين بالكبيرة؟ هل أخبره عنه انه يسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ هل أخبره انه ينفي القدر؟ هل أخبره أنه من معطلة الصفات؟! هل هذه طريقة السلف فى التعامل مع المخالف: لقد أُخبر هذا الشيخ عن كلام للشيخ محمد قد يكون بعضه قديمًا او كثير منه في بعض الأفراد أو الجماعات المنتسبة إلى السنة وعندهم أخطاء أو انحرافات، فخالفه واصحابه فيما يقولون فيهم، فكان هذا الحكم: منحرف عن اهل السنة والجماعة، يجب أن يُحذر منه، ويبتعد عنه ورجل سيفه، وقح، فاسد المنهج، فتبًّا لمنهج هذه نتيجته، وقد كان السلف يختلفون فيما هو أعظم من ذلك، ولا يضلل بعضهم بعضًا، ولا يبدع بعضهم بعضًا، كاختلافهم في كفر تارك الصلاة، واختلافهم في تكفير بعض أعيان الناس، كاختلافهم في كفر الحجاج بن يوسف، ومع ذلك لم يضلل بعضهم بعضًا، فكيف يضلل ويسفه ويبدع هؤلاء مخالفهم فيما دون ذلك بمراحل؟!!. واذكر مثالاً ثانيًا لأحد أصحاب هذا المنهج:، وهو شخص اعتلى منبرًا بُني لنشر الشيوعية في بلاد المسلمين فلما انهدمت الشيوعية في عقر دارها، بقي أصحاب هذا المنبر على جانب من أهداف الشيوعية وهو السعي لهدم الأديان، الإسلام وغيره، إنها جريدة روز اليوسف، وسيرتها معروفة، وحربها على رموز الأديان ثابتة، فمن تتبع أعدادها يجد فيها مرة هجومًا على شيخ مشهور أو داعية من دعاة السنة، ومرة رجل من رجال الدين النصراني، ومع ذلك يكتب فيها هذا، وهو يهاجم دعاة السنة باسم هذا المنهج العقيم، ويدافع عن كتابته في هذه المجلة التي كرست جهودها لهدم الإسلام بهدم أعلامه، فلو أن هذا الشخص كتب مقالاً يكشف مخططات هذه المجلة لحرب الإسلام: هل يتصور عاقل أنهم ينشرونه له؟ وقد قال في كتاب سماه وقفات حاسمة مع محمد إسماعيل المقدم – محمد حسين يعقوب – محمد حسان ص (11):ما الذي يجعل محمد إسماعيل، ومحمد حسان وبكر ابو زيد، وابن جبرين، وسفر الحوالي، وسلمان العودة،وعبد الله عزام، وغيرهم يجمعون على تقريظ سيد قطب؟!!. وسؤاله سؤال تشكيك في المذكورين، ولا أدري ما هذا الخلط في جمعه لهؤلاء؟!! فلو شك الناس في المذكورين من أهل العلم فمن يبقى إذًا؟!! ومثال ثالث فى هذا السياق: وهو انه وجد شخص خان الأمانة بصورة فجة، وشهد عليه بذلك جمع من الثقات، فلما طولب بالتوبة إذا به يتهجم على من طالبه بها مستعملاً الكتابة في تهجمه على من طالبه بالتوبة من خيانته العظيمة، وقد قال فيما دافع به عن نفسه: لو كنت والعياذ بالله سارقًا، أو قاتلاً، أو ظالمًا أو سكيرًا أو عربيدًا، ولكنني أتيتكم بحق وصدق أيرد الحق الذي معي من اجل ذلك؟ ثم أضاف إلى ذلك قوله: هب أنني كنت من أسوأ الناس، ولكنني على مذهب أهل السنة والجماعة بفضل الله تعالى ومنته، أليس هذا أفضل من أن أكون من أزهد الناس، ولكنني على طريقة مبتدعة؟!. لقد كنت أظن ان هذه الكلمات أخرجها الله تعالى من قلبه من باب قول الله عز وجل: (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ) (محمد:30). وأنه غير قاصد لإخراجها بهذه الصورة الفجة فإذا به أعرف بهذه الطائفة مني، فلقد تلقفه بعضهم. والموقف الشرعي من هذا الخائن لا أظنه يخفى على أحد، ألا وهو الهجر حتى يتوب إلى الله من سوء صنيعه، فإنه بمساندة من ساندة من هؤلاء يخرج على الناس بالكتب التي يهاجم فيها الصالحين، وإذا به يكتب عنوانًا في بعض ما سوده: هل سلفية الإسكندرية فرقة من الفرق؟ ثم يجيب الخائن المصر على عدم التوبة دون خجل ولا وجل: من قرأ الكتب التي ألفت في نقد ضلالهم وبدعهم لا يستريب أبدًا في كون هذا الضابط ينطبق عليهم، وأنهم فرقة من فرق الضلال التي ظهرت في الإسلام!!!. فتبًّا لمنهج يحمل اتباعه على محاربة الصالحين، ويسكت عن الكافرين والفاسقين، بل وكثيرًا ما يستعينون بهم ويتحالفون معهم ضد الصالحين والدعاة إلى الله. وربما غرّ هذا المنهج جماعة من الشباب، وقد يوجد فيهم من التبس عليه الأمر، فظن أن هذه الضلالات والأكاذيب حق وعن السنة، فيجب على من بسط الله له في لسانه أو قلمه أن يقوم بواجبه لبيان الحق ونصرته، وإن تعرض لأذاهم، ويحتسب في ذلك نصحًا لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، وأسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، والحمد لله رب العالمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد حمادة سالم]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 11:51]ـ
السلام عليكم إخواني الكرام
لعلِّي أنشطُ قريباً - إن شاء الله تعالى - لرفعِ " لقاءاتي الصوتية " مع شيخي المكرَّم / أحمد بن أبي العينين - حفظه الله تعالى - وهذه اللقاءاتُ عبارةٌ عن " سؤالاتٌ عقديَّةٌ وحديثيَّةٌ " , عرضتُها على فضيلته - أطال الله عُمُرَه على عملٍ صالحٍ - فأجابني الشيخُ بعلمٍ وافرٍ , وعقلٍ راجحٍ , ونظرٍ ثاقبٍ , فأحبُّ أن يستفيدَ إخواني من علمِ الشيخِ - زاده الله تعالى توفيقاً -
يسَّر الله ذلك. آمين
ـ[أبو محمد حمادة سالم]ــــــــ[26 - Nov-2010, مساء 03:29]ـ
للتذكير(/)
هل يُشترط اذن الزوج في الرضاع ... ؟
ـ[أنا إنسان]ــــــــ[02 - Oct-2010, صباحاً 05:55]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الأفاضل .. السلام عليكم ورحمة الله
هل يُشترط إذن الزوج كي تُرضع المرأة طفلاً من غير زوجها،
سواء كان قريباً لها أم غير قريب؟
ـ[أبو أنس الشامي]ــــــــ[02 - Oct-2010, صباحاً 08:57]ـ
نعم أخي الفاضل يشترط ذلك ...
واقرأ هذه الفتوى إن شئت:
شروط جواز إرضاع الصبي من غير أمه
الفهرس» فقه الأسرة المسلمة» حقوق الأولاد» الرضاع» أحكام الرضاع (428)
رقم الفتوى: 33512
عنوان الفتوى: شروط جواز إرضاع الصبي من غير أمه
تاريخ الفتوى: 18 ربيع الثاني 1424
السؤال
ما حكم الرضاعة من غير الأم وما مقدار الرضعات؟ وشكرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فيجوز إرضاع الصبي من غير أمه، إذا توافر شرطان: الأول: رضا المرضعة وإذن زوجها، سواء كان هذا الرضاع بعوض أو بغير عوض، أما رضا المرضعة، فلأن الأصل في المعاوضات أو التبرعات رضا المعاوض أو المتبرع باتفاق أهل العلم، وأما إذن الزوج فلأن الإرضاع يفوت عليه بعض حقه في الاستمتاع بزوجته، وقد نص أهل العلم على ذلك، قال صاحب كشاف القناع من الحنابلة: ^وليس للزوجة أن ترضع غير ولدها إلا بإذن الزوج .... لما فيه من تفويت حقه عليه.^^ الثاني: إذن أبي الطفل أو إذن وليه، لأن الأب أو الولي هو القيم شرعا على مصالح الطفل، فلا يفتأت عليه في ذلك، وقد يكون في الإرضاع ضرر على الصبي ولو كان بغير عوض، وقد نص الفقهاء على أن الرضاع يغير الطباع، وقد يعير به المرتضع كما لو رضع من فاجرة أو مشركة، فكيف إذا كان الرضاع بعوض، قال صاحب الفواكه الدواني من المالكية: ^ويجب في من تستأجر ألا يكون في لبنها عيب، ككونها حمقاء أو جذماء لأنه يضر بالرضيع.^^ ونص على معناه الفقهاء من المذاهب الأربعة. ومحل هذا الشرط والذي قبله ما لم يتعين الإرضاع لإنقاذ الصبي من التهلكة، فإذا تعين لإنقاذه من التهلكة وجب ولو بدون إذن، أما بالنسبة لعدد الرضعات التي يثبت بها تحريم الرضاع فهي خمس رضعات، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 9790. والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
أظن أن بهذه الفتوى وإن كانت في باب آخر من المسألة إلا أن فيها ما طلبت
بارك الله فيك.
ـ[أنا إنسان]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 02:01]ـ
جزاك الله خيراً أخي أبو أنس،،
غير أنه يبقى التساؤل فيما لو كان الزوج غائبا بسفر ونحوه،
فإنه ليس فيه تفويت لحقه!
وكذلك فيما لو كان متزوجاً بأكثر من واحدة فأرضعته إحداهما في الأيام
التي يكون الزوج فيها عند ضرتها!
بانتظار الجواب بارك الله فيكم.(/)
دعاء الأنبياء وتواضعهم فيه، والارشاد الى طلب الفردوس الأعلى!
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[03 - Oct-2010, صباحاً 10:46]ـ
المتتبع لدعاء الأنبياء يلمح التواضع والخشية وهضم النفس كقول ابراهيم عليه السلام: ولا تخزني يوم يبعثون، والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين، وكقول يوسف: توفني مسلماً وألحقني بالصالحين، وكقول النبي صلى الله عليه وسلم: أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك، وغير ذلك مما هو جلي لمتتبعه.
إلا أن حديث أَبِي هُرَيْرَةَ عند البخاري، يوحي بمعنى مغاير عندي، إذ يرشد الى طلب الانسان لأعلى درجات الجنة والتي لم نر من الأنبياء من يطلبها قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَصَامَ رَمَضَانَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ جَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ جَلَسَ فِي أَرْضِهِ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا نُبَشِّرُ النَّاسَ قَالَ إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ أُرَاهُ فَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ.
وأرجو من الاخوة الافاضل المساعدة في التوفيق بين المعنى المذكور وبين الحديث.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[04 - Oct-2010, مساء 01:35]ـ
أخشى أن لا يكون التساؤل واضحاً - فأعيد:
الحديث يدل على استحباب طلب أقصى وأعظم ما عند الله مثوبة للمؤمنين الصالحين وهو الفردوس أعلى منزلة في الجنة.
وفعل الأنبياء ومنهم محمد صلى الله عليهم - في دعائهم لربهم في غاية التواضع والقصد فيطلبون العفو والصفح والمغفرة والوفاة على الاسلام والالحاق بالصالحين! كأنهم يرون أنفسهم أنهم ليسوا منهم.
فكيف يمكن الجمع،
وما الذي ينبغي عليه أن يكون المؤمن في دعائه؟
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[20 - Oct-2010, مساء 03:19]ـ
طال انتظاري .... ولم أيأس
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[20 - Oct-2010, مساء 03:20]ـ
وهل بعد العفو من غاية
أو بعد المغفرة والموت على الإسلام من مطلب
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[20 - Oct-2010, مساء 04:53]ـ
أخيراً .... بارك الله فيك وجزاك خيراً
ولكنك لم تفدني ... فأنا معك تماماً في أنه ليس بعد العفو من غاية ولا بعد المغفرة والموت على الإسلام من مطلب
إذن: كيف نفهم حديث النبي بطلب الفردوس؟ وهو طلب - يبدو لمن يتتبع دعاء الأنبياء أن الانبياء أنفسهم ربما يستحيون من الله أن يدعوا به؟؟
ـ[يس الحاج]ــــــــ[22 - Oct-2010, صباحاً 12:52]ـ
أما حديث البخاري فمعناه متفق عليه عقلا وشرعا فإن الذي يطلب من الكريم يطلب منه ما استطاع ان يلبيه خاصة إذا كان المسئول هو الله الذي يغضب إن لم نسأله
قال الصحابة إذا نكثر قال الله أكثر
ولا حرج على فضل الله
قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعائكم ... والأيات كثيرة
وأما تواضع الأنبياء فليس على إطلاقه ألم تسمع إلى قول إبراهيم واجعلني للمتقين إماما
وأما سبب التواضع في الأدعية فلان المؤدي واحد على سبيل المثال وألحفني بالصالحين هي هي واجعلني من الصالحين غير أن الدخول من باب التواضع والذل والعبودية أقرب للقبول وأوسع وأحب إلى الله
قال عمر لو أعلم أن الله تقبل مني ركعتين ما أحببت البقاء لان الله يقول إنما يتقبل الله من المتقين
فهل معنى هذا القول أن الله سيتقبل منه الركعتين فقط أم أنه يريد أن يكون من المتقين ويتقبل الله أعماله جميعا؟
فعلى المسلم أن يطلب أعلى الدرجات فإن لم يستطع فإنما هي الدندنة حول الجنة والنار
والله أعلم
ـ[يس الحاج]ــــــــ[23 - Oct-2010, صباحاً 12:14]ـ
تعديل:
واجعلنا للمتقين أماما ليس من قول إبراهيم بل الاية على لسان المؤمنين
اللهم اغفر لنا الذنوب(/)
اخيرا حلقة الشيخ عبدالله الهدلق ببرنامج مداد
ـ[ابوعبدالله الثوري]ــــــــ[03 - Oct-2010, مساء 12:26]ـ
بعد بحث لمدة اسبوع
رفعها اخ جزاه الله خيرا من منتدى فرسان السنة
http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=183573
ولا تنسونا من صالح الدعاء
ـ[عميشان]ــــــــ[06 - Oct-2010, صباحاً 05:08]ـ
جزاك الله خير
ونسأل الله أن يثبت شيخنا عبدالله الهدلق على الحق(/)
من اقوال ابى بكر رضى الله عنه
ـ[كريم إمام الجمل]ــــــــ[03 - Oct-2010, مساء 08:32]ـ
قال أبو بكر الصديق "رضى الله عنه "
هذه كلمات ليس كالكلمات, تكتب بماء العيون ,لأنها من التلميذ الأول للمصطفى وكفى رضى الله عنه وعن الصحابة أجمعين
*الكذب مجانب للايمان.
*أى أرض تقلنى وأى سماء تظلنى إذا قلت فى كلام الله مالاأعلم
*أرقبوا محمداً صلى الله عليه وسلم فى أهل بيته
*هذا رائى وأن كان صواب فمن الله وحده وأن كان خطأ فمنى ومن الشيطان والله ورسوله منه براء
*ماتركت أمة الجهادإلا وقرنها الله بالذل
*رأى رجلاً يبكى فقال {هكذا كنا حتى قست قلوبنا}
*لايحقرن أحداً أحداً من المسلمين فإن صغير المسلمين عند الله كبير
*لا يصلح هذا الأمر إلابشده فى غير عنف ولين فى غير ضعف
*من إستطاع منكم أن يبكى فليبكى ومن لم يستطع فليتباكا
*من مقت نفسه فى ذات الله آمنه الله من مقته
*لوددت أنى شعرة فى جنب عبد مؤمن
*والله لا آءمن مكر الله وأناواضع احدى قدمى فى الجنه حتى أضع الأخرى أخشى أن أكون قد ظلمت أحداً فيقول يارب أريد مظلمتى من ابى بكر فيقتص منى "وقيل لم تثبت عنه "
*ياليتنى شجرة تعضد ثم تؤكل
*عرفت ربى بربى ولولا ربى ما عرفت ربى.
*العجز عن درك الأدراك إدراك والبحث عن كنه ذات الله أشراك.
*من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حى لا يموت.
*لأن أعافى فأشكر أحب إلى من أن أبتلى فأصبر.
*أن الله لايقبل نافلة حتى تؤدى الفريضة.
*كل أمرئ مصبح فى أهله والموت أدنى من شراك نعله.
*أحرص على الموت توهب لك الحياه.
*أصلح نفسك يصلح لك الناس.
*أن الله قرن وعده بوعيده ليكون العبد راغباً راهباً.
*أن كثير الكلام ينسى بعضه بعضا.
*الموت أهون مما بعده وأشد مما قبله.
*صنائع المعروف تقى مصارع السوء.
*ليس مع العزاء مصيبة.
*كان يمسك بطرف لسانه ويقول "هذا الذى أوردنى الموارد".
*أذا فاتك خير فأدركه وإن أدركك فأسبقه.
*. أصلح نفسك يصلح لك الناس
*أكيس الكيس التقوى وأحمق الحمق الفجور وأصدق الصدق الأمانة وأكذب الكذب الخيانة.
*أن كل من لم يهده الله ضال وكل من لم يعافيه الله مبتلى وكل من لم يعينه الله مخذول.
*لاخير فى خيربعده نار ولا شر فى شر بعده جنة
*الموت أهون مما بعده وأشد مما قبله.
*وكان يدعو ويقول "اللهم أرنى الحق حقاً وأرزقنى أتباعه وأرنى
الباطل باطلاً وأرزقنى أجتنابه ".
* وكان يقول لمن يمدحه " اللهم أجعلنى خيراً مما يظنون وأغفر لى مالا يعلمون ولا تؤاخذنى بما يقولون فإنك تعلم وهم لايعلمون
وأخيراً هذا مما وفقنى الله بجمعه والله أسال أن ينفعنا بما نقرأ ونسمع ورحم الله كل مسلم ومسلمة قرأ هذة الكلمات وأعان على نشرهاوالسلا عليكم ورحمة الله وبركاته نسألكم الدعاء}
.أخوكم كريم إمام الجمل {محب العلم الشرعى}
ـ[السليماني]ــــــــ[03 - Oct-2010, مساء 08:40]ـ
رضي الله عنه وأرضاه
ماأحوجنا لقراءة كلام السلف الصالح وعلماء الأمة
فهم القدرة الصالحة(/)
التسامح في الاسلام
ـ[بنت غزة]ــــــــ[03 - Oct-2010, مساء 09:42]ـ
@@ التسامح فى الاسلام @@
--------------------------------------------------------------------------------
@@ التسامح فى الاسلام @@
ثقافة التسامح عند المسلمين ونحن على ابواب العيدمن أشد الأمور خطرا، والتي تهدد المجتمعات بالتمزق والتعادي، بل قد تفضي إلى إشتعال الحروب بين المجتمعات بعضها وبعض، بل بين أبناء المجتمع الواحد، والوطن الواحد:
التعصب
انغلاق المرء على عقيدته أو فكره، واعتبار الآخرين جميعاً خصومه وأعداءه، وتوجس الشر منهم، وإضمار السوء لهم، وإشاعة جو من العنف والكراهية لهم، مما يفقد الناس العيش في أمان واطمئنان. والأمن نعمة من أعظم نعم الله على الإنسان، لهذا امتن الله على قريش فقال: {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ} (قريش:4،3).
واعتبر شر ما تصاب به المجتمعات: الجوع والخوف، فقال تعالى:
{فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} (النحل:112)
ومن الناس من يتصور أن الإيمان الديني ملازم للتعصب لا يفارقه لا محالة.
لأن المؤمن بدينة يعتقد أنه على الحق، وما عداه على الباطل،
وهذه التصورات للآخرين: تنشئ العداوة والبغضاء بين الناس بعضهم وبعض، وكثيراً ما تؤدي إلى حروب دموية بين الطوائف والشعوب المختلفة دينياً
ومصادر ثقافة التسامح لدي المسلم كثيرة وأصيلة.
وأعظمها بلا ريب هو: القرآن الكريم؛ الذي أسس أصول التسامح، ورسخها في سوره المكية والمدنية، بأساليبه البيانية المعجزة، التي تخاطب الكيان الإنساني كله، فتقنع العقل، وتمتع العاطفة، وتحرك الإرادة.
أن الدعائم الشرعية والمنطقية التي سنعتمد عليها في الدعوة إلى التسامح وإشاعته وتثبيته: مستمدة من القرآن أساساً
ومن مصادر ثقافة التسامح لدى المسلم: الواقع التاريخي لأن الإسلام، بهذا التاريخ قام على التسامح مع المخالفين،
إقرار التعددية
الركيزة الأولى وهى: اقرار ظاهرة التعددية، أو التنوع، وأنها ظاهرة طبيعية، وسنة كونية، كما يؤمن المسلم بوحدانية الخالق، يؤمن بتعددية الخلق في مجالات شتى.
الاختلاف واقع بمشيئة الله تعالى
والركيزة الثانية: أن اختلاف الدين واقع بمشيئة الله تعالى، المرتبطة بحكمته سبحانه، فلا يشاء إلا ما كان فيه حكمة، لأن من أسمائه (الحكيم) فهو لا يخلق شيئاَ باطلا، ولا يشرع شيئاً عبثاً
وقد أعلن القرآن أن هذا الختلاف الديني واقع بمشيئة الله عز وجل كما قال: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} (يونس:99) وقال تعالى: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ} (الأنعام:35)
حساب المختلفين إلى يوم القيامة
والركيزة الثالثة: أن حساب المختلفين في دياناتهم ومذاهبهم واتجاهاتهم الدينية والأخلاقية التي نشأوا عليها، ليس إلينا، ولكن إلى خالق الجميع، إلى الله وحده وليس في هذه الدنيا، ولكن في الدار الآخرة، يوم القيامة. وهذا ما قرره القرآن في مواضع شتى. يقول تعالى مخاطبا رسوله:
{وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ * اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} (الحج:68،69
اعتبار البشرية كلها أسرة واحدة
والركيزة الرابعة: أن الإسلام ينظر إلى البشرية كلها – أيا كانت أجناسها وألوانها ولغاتها وأقاليمها وطبقاتها- بوصفها أسرة واحدة، تنتمي من جهة الخلق إلى رب واحد، ومن جهة النسب إلى أب واحد، وهذا ما نادى به القرآن الناس؛ كل الناس، فقال:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} (النساء:1
البر والقسط للمسالمين من غير المسلمين
إذا أردنا أن نجمل تعليمات الإسلام في معاملة المخالفين له - في ضوء ما يحل وما يحرم- فحسبنا آيتان من كتاب الله، جديرتان أن تكونا دستورا جامعا في هذا الشأن. وهما قوله تعالى: {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ* إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} سورة الممتحنة:8،9
العداوات بين الناس ليست أمرا دائما
والركيزة السابعة، التي قررها الإسلام، وعلّمها للمسلمين، وغرسها في عقولهم وضمائرهم: أن الناس قد يعادي بعضهم بعضا، لأسباب مختلفة، دينية أو دنيوية، ولكن هذه العداوات – على حق كان أو على باطل- لا تدوم أبد الدهر، فالقلوب تتغير، والأحوال تتبدل، وعدو الأمس قد يصبح صديق اليوم، وبعيد اليوم قد يصبح قريب الغد، وهذه قاعدة مهمة في علاقات الناس بعضهم ببعض، فلا ينبغي أن يسرفوا في العداوة، حتى لا يبقوا للصلح موضعا، وهذا ما نبه إليه القرآن بوضوح بعد نهيه عن موالاة أعداء الله وأعداء المسلمين في أول سورة الممتحنة، وضرب مثلا بصلابة إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم: {إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} (الممتحنة:4). بعد هذا قال تعالى:
{عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (الممتحنة:7
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم معاذة]ــــــــ[03 - Oct-2010, مساء 10:12]ـ
{لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ} [سورة آل عمران آية: 28]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [سورة المائدة آية: 57].
{بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً} [سورة النساء آية: 138 - 139]
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُبِيناً} [سورة النساء آية: 144].
{وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} [سورة المائدة آية: 81].
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ} [سورة الممتحنة آية: 13]، {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ} [سورة المجادلة آية: 22] الآية
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْأِيمَانِ} [سورة التوبة آية: 23] الآية
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ} [سورة الممتحنة آية: 1] الآية
{وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ} [سورة هود آية: 113] الآية
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ} [سورة المائدة آية: 52 - 51] الآيتين.
{تَرَى كَثِيراً مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ} [سورة المائدة آية: 80]
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ} [سورة آل عمران آية: 149]
{وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} [سورة آية: 73].
وقال في حق نبيه محمد صلى الله عليه وسلم {وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً إِذاً لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً} [سورة الإسراء آية: 75 - 74].
وقال عن خليله إبراهيم ومن آمن معه {إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} [سورة الممتحنة آية: 4]
وقال عنه: {إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي} [سورة الزخرف آية: 27 - 26].
وقال عنه: {وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} [سورة مريم آية: 48]
ـ[السليماني]ــــــــ[06 - Oct-2010, مساء 04:20]ـ
أصل البشر هو آدم عليه الصلاة والسلام وزوجه عليها السلام
وبعد بعثة الأنبياء منهم الكافر والمؤمن والمنافق
ودين الله الإسلام لايقبل من أحد ديناً سواه
فبعد بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
فمن كفر به وكذبه فهو من شر البرية كافر مشرك مخلد في النار نسأل الله العافية
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ))
وحكم الكافر يختلف فهم بين حربي ومعاهد ومستأمن وذمي
وبيان ذلك في كتب الفقهاء.(/)
المدخل المبين للتعريف بأمهات المؤمنين (3) للشيخ محمود العليدي
ـ[عبد الحق الشافعي]ــــــــ[03 - Oct-2010, مساء 10:46]ـ
المدخل المبين للتعريف بأمهات المؤمنين (3)
إضغط هنا ( http://eleledy1.com/news/play.php?catsmktba=32)
آخر خطبة للشيخ محمود العليدي حفظه الله في سلسلة الذب عن عرض أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وهذا رابط لموقع الشيخ مباشرة(/)
ابنة الصديق يا أهل السنة والجناعة!!!!
ـ[عارف بن حامد العضيب]ــــــــ[04 - Oct-2010, صباحاً 12:14]ـ
اسمه ياسر الحبيب لكنه خاسر الخبيث فليس حبيباً بقدر ما
هو كريه عند الله وعند خلقه وليس ياسراً لكنه خاسراً
من الأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا
كما حدث لأخيه من قبل عبد الله أبي ـ زعيم المنافقين ـ
فما وجه الشبه بين عبد الله بن أبي وخاسر الخبيث؟؟؟
لا فرق بينهما فهما ـ عليهما لعائن الله المتتابعة ـ
" وجهان لعملة جاحدة " هي " تولي النفاق "
" وجهتان لعمالة واحدة " هي " موالاة المنافقين "
فهما كـ " الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث "
فكلاهما يُسخِّر إمكاناته / مكانته: للتطاول على الدين
وكلاهما يَسخر / يستهزيء بأم المؤمنين ـ رضي الله عنها ـ
" المبرأة من فوق سبع سموات " بعد حادثة الإفك
أما رأس المنافقين ابن أبي: فقد أهلكه الله وسيدخله جهنم وساءت مصيراً
أما ذنب اليهود الخاسر الخبيث: فإني أسأل الله أن يقر أعيينا ويشفي صدورنا
بميتة سوء له تقشعر منها الأبدان وأن يجعله عبرة لمعتبر وموعظة لمتعظ
فهذا الخبيث قد تطاول على أم المؤمنين وما أدراك من أم المؤمنين؟؟
عائشة بنت أبي بكر الصديق ـ رضي الله عنها وعن أبيها ـ زوج
الرسول صلى الله عليه وسلم ولو لم تكن زوجاً لأبي القاسم صلى الله
عليه وسلم لأحببناها لأنها ابنة " الصديق " رضي الله عنه وأرضاه
وهي من رواة الحديث الثقات ومن أمهات المؤمنين الطيبات الطاهرات
الشريفات العفيفات ـ رضي الله عنهن وأرضاهن ـ ثم يأتي بعد ذلك
من يسبها ويشتمها ويلعنها ويقذفها من سفلة القوم فلا نحرك ساكناً؟؟
أي ذل مسنا أهل السنة؟؟
أي هوان هذا الذي نحن فيه؟؟
أي خزي ذلك الذي كبلنا فلم نطق أن ننطق؟؟
ما عذرنا أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة؟؟
ما حجتنا أمام أبي بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ إذا لم ننتصر لابنته؟؟
أين مرجعيات الشيعة الذين ينسبون أنفسهم للإسلام؟؟
لماذا لم نسمع لهم صوتاً ضد نهيق ذلك الخبيث الفاجر؟؟
لماذا التزموا الصمت أمام افتراءات من سقط من عين الله؟؟
إن كانوا يدعون الإسلام فليذودوا عن عرض رسول الإسلام؟؟
إن كانوا يحبون آل البيت فقد جاءتهم فرصة إثبات ذلك فلماذا لم يثبتوا؟؟
وإن كانوا لا يحبونهم فكيف يدعون الإسلام؟؟
أما نحن أهل السنة فنحن نثني على إخواننا ــ أهل السنة ــ في الكويت من المواطنين والنواب
الشرفاء الأحرار أحفاد أبي بكر وعمر ـ رضي الله عنهما ـ الذين لم يصمتوا ولم يهدأ لهم بال
حتى أسقطوا جنسية ذلك الفاجر الفاسق ـ قاتله الله حيثما وجد ـ وهم الآن يطالبون بتسليمه
للكويت عن طريق الانتربول الدولي وعلينا أن نساندهم وأن نقف
معهم ولو بالدعاء لهم بأن يكلل الله مساعيهم ويمكنهم من عدوه وعدوهم
حتى لا يتمادى غيره مستقبلاً على أعراضنا وأمهاتنا ومقدساتنا
أيها الناس إني داع فأمنوا:
اللهم إني أسألك بأنك أنت الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد
ولم يولد ولم يكن لك كفواً أحد أن تحرك من ياسر الخبيث ومن
أيده ومن ناصره ومن وافقه ما سكن وأن تسكن منه ما تحرك وأن تخرس لسانه
وتشل أركانه وتسقط عليه بنيانه وتجمد الدم في عروقه يا حي يا قيوم
اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته
أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل ياسر الخبيث ومن
أيده ومن ناصره ومن وافقه لعبة في يد الصبية يتناوبونهم في الشوارع
اللهم إني أسألك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت وإذا سئلت به أعطيت
أن تجعل ياسر الخبيث ومن أيده ومن ناصره ومن وافقه آية لمن خلفهم
وأن تسلط عليهم جنوداً من عندك وأن تجعلهم في ضنك من العيش وأن تخرجهم
من ضنك إلى ضنك وألا تجعل لهم على المؤمنين سبيلاً ولا سلطاناً ولا تشمتهم بنا
وأن تسلط عليهم من الأمراض ما يجعل المصحات والمستشفيات تعتذر
عن علاجهم واستقبالهم يا رب العالمين 0
مخرج:
اللهم إن كنت تعلم إني كتبت ما كتبت حباً لرسولك صلى الله عليه وسلم
وذوداً عن عرضه الطاهر فاجعل ذلك في صحيفة أعمالي يوم ألقاك
يا رب العالمين 0
عارف بن حامد العضيب
عضو الجمعية السعودية للإعلام والاتصال
ـ[ابراهيم النخعي]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 08:20]ـ
بارك الله فيك أستاذ عارف
ـ[المحقق كونان]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 11:15]ـ
أين مرجعيات الشيعة الذين ينسبون أنفسهم للإسلام؟؟
لماذا لم نسمع لهم صوتاً ضد نهيق ذلك الخبيث الفاجر؟؟
لماذا التزموا الصمت أمام افتراءات من سقط من عين الله؟؟
الذنب ذنبك لأنك لم تطلع على ما صدر منهم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 11:19]ـ
أيها الرافضي الطفل"كونان! " ما قاله الخبيث مسطر في كتبكم من مئات السنين
ولا نصدق أي معمم حتى يكفر بتلك الكتب ومصنفيها
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عارف بن حامد العضيب]ــــــــ[06 - Oct-2010, صباحاً 05:37]ـ
الأخ إبراهيم النخعي
شكراً لك على أن منحتني دقائق من وقتك لقراءة ما
قمت بكتابته دفاعاً عن أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق
الحصان الرزان الشريفة الطاهرة العفيفة ـ رضي الله عنها
وعن أبيها ولعن الله من لم يترض عليهما ـ فأمن على
دعائي 0
ـ[عارف بن حامد العضيب]ــــــــ[06 - Oct-2010, صباحاً 05:49]ـ
المحقق كونان
أأصابتك عدوى التقية أنت كذلك في المنتديات وبعيداً عن العبادات؟؟
لم لا تصرح باسمك الحقيقي وتكتب به؟؟
ألست ترى أنك على حق وغيرك على باطل؟؟
لقد قرأت بياناتهم ولست بحاجة لمن يدلني على الطريق الحق
لكنني لم أر في جميع بياناتهم التي صدرت عنهم جملة الترضي
على عائشة بنت الصديق
ـ رضي الله عنها وعن أبيها ولعن كل من لم يترض عليهما وجعله من حصب جهنم ـ
وما دام أنهم لم يترضوا عليها
ولم يلغوا ما ورد في كتبهم من غي وضلالات وسباب وشتام لأمنا الصديقة
فهذا يعني أنهم لا زالوا يمارسون طقوس التقية اللعينة وبالتالي هم في الإثم
سواء نكرههم ولا نواليهم حتى ينزعوا وإلا فعداوتنا باقية ما بقي الدهر
أليس كذلك؟؟
دعواتي الصادقة لأهل السنة والجماعة أينما وجدوا وحيثما ثقفوا
أن يمكنهم الله في الأرض وأن يجعلهم للمتقين أئمة
وأن يخذل أعداءهم وأن يهلك عدوه وعدوهم 0
ـ[عارف بن حامد العضيب]ــــــــ[06 - Oct-2010, صباحاً 05:51]ـ
أبو القاسم
دعك منه ولا تلفت إليه حتى لا تمنحه
شرفاً قد نزعه الله عنه 0
دعواتي الصادقة لأهل السنة والجماعة أينما وجدوا وحيثما ثقفوا
أن يمكنهم الله في الأرض وأن يجعلهم للمتقين أئمة
وأن يخذل أعداءهم وأن يهلك عدوه وعدوهم 0(/)
حكم نتف الحواجب
ـ[أسامة خضر]ــــــــ[04 - Oct-2010, مساء 03:47]ـ
بسم اللهالرحمن الرحيم
حكم نتف الحواجب
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علىسيدنا محمد رسول الله الصادق الوعد الأمينeوعلى آله وصحبه أفضل صلاة وأزكي تسليم، ثم أما بعد،،،
لعل عنوان هذا المقال غريب إلى حدما، لكن يا ترى لماذا هو غريب؟
أقول: ليس له إلا جواباً واحداً، وهو: أنه لغفلة كثير من الناس عنه، ولا أبالغ إن قلت: تهاون كثير من الناس فيه.
لذلك:قبل الشروع في المقصود من كلامي في هذا الأمر، افتتح القول بدليلين مع شرحهما، وهما:
الأول: من القرآن الكريم:
قول الله – عز وجل -: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (31) {قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ}. {سورة آل عمران الآيات: (31 - 32)}.
& shy; قال الإمام ابن كثير –رحمه الله-:هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادعى محبة الله، وليس هو على الطريقة المحمدية فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر، حتى يتبع الشرع المحمدي والدين النبوي في جميع أقواله وأفعاله، " وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌرَّحِيمٌ " أي: باتباعكم الرسول e، ثم قال تعالى آمراً لكل أحد من عام وخاص " قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْا ْ" أي: خالفوا عن أمره " فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ" فدل على أن مخالفته في الطريقة كفر، والله لا يحب من اتصف بذلك، وإن ادعى وزعم في نفسه أنه يحب اللهويتقرب إليه حتى يتابع الرسول النبي الأمي. {المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير. (ص:214)}.
& shy; وقال الشيخ السعدي – رحمه الله-:هذه الآية فيها وجوب محبة الله، وعلاماتها، ونتيجتها، وثمراتها، فقال " قل إن كنتم تحبون الله " أي: ادعيتم هذه المرتبة العالية، والرتبة التي ليس فوقها رتبة فلا يكفي فيها مجرد الدعوى، بل لا بد من الصدق فيها، وعلامة الصدق اتباع رسوله صلى الله عليه وسلم في جميع أحواله، في أقواله وأفعاله، في أصول الدين وفروعه، في الظاهر والباطن، فمن اتبع الرسول دل على صدق دعواه محبة الله تعالى، وأحبه الله وغفر له ذنبه، ورحمه وسدده في جميع حركاته وسكناته، ومن لم يتبع الرسول فليس محبا لله تعالى، لأن محبته لله توجب له إتباع رسوله، فما لم يوجد ذلك دل على عدمها وأنه كاذب إن ادعاها، مع أنها على تقدير وجودها غير نافعة بدون شرطها، وبهذه الآية يوزن جميع الخلق، وقال: بل يدخل في طاعته وطاعة رسوله اجتناب ما نهى عنه، لأن اجتنابه امتثالا لأمر الله هو من طاعته، فمن أطاع الله ورسوله، فأولئك هم المفلحون. {تيسير الكريم الرحمن (ص:128)}.
الثاني: من السنة النبوية:
الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم – رحمه الله- في صحيحه بسنده إلى أم المؤمنين عائشة- رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله e " مَنْ عَمِلَ عَمَلًالَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرنَا فَهُوَ رَدٌّ ". {أخرجه البخاري برقم (2697)، ومسلم برقم (4383) و (4384)، وأبو داود برقم (466)،وابن ماجة برقم (14)، وأحمد برقم (26092) واللفظ لمسلم}.
& shy; قال الإمام ابن رجب الحنبلي –رحمه الله-: " لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرنَا " إشارة إلى أن أعمال العاملين كلهم ينبغي أن تكون تحت أحكام الشريعة، وتكون أحكام الشريعة حاكمة عليها بأمرها ونهيها فمن كان عمله جارياً تحت أحكام الشرع موافقاً لها فهو مقبول، ومن كان خارجاً عن ذلك فهو مردود. {جامع العلوموالحكم (ص:69)}
& shy; وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله-:من عمل أي عمل سواء كانعبادة، أو كان معاملة أو غير ذلك، ليس عليه أمر الله ورسوله فإنه مردود عليه،وهذا الحديث أصل من أصول الإسلام دل عليه قوله تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِيمُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنسَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}. {الأنعام الآية:153}.وقد اتفق العلماء –رحمهم الله- أن العبادة لا تصح إلا إذا جمعت أمرين:
أولهما: الإخلاص.
(يُتْبَعُ)
(/)
والثاني: المتابعة للرسول e.{ الشرح الكبير على الأربعينالنووية (ص:151)}.
& shy; أقول: لعله من خلال هذين الدليلين يتضح أتم الوضوح، بأنه واجب عليك اتباع شريعة محمدeمن غير زيادة ولانقصان، فشريعة الله قد اكتملت منذ سالف الأزمان فما عليك أيها المسلم إلا أن تكون طائعاً لله ربك، متبعاً لمحمدٍ نبيك e.
وابدأبالبيان عن الموضوع الذي حديثنا بصدده، سائلا الله التوفيقوالإعانة.
اعلم أيها القارئ الكريم:أن شريعة محمدeهي من أعظم الشرائع التي من سار عليها بقلب صادق مخلص باحث عن الحق، فإن الله سبحانه وتعالى سيهيئ له من كل أمرٍ رشداً، وسيرى بإذن الله نور الحق والهدى.
لذلك:لماذاابتلينا في هذه الأزمنةبأن بعض القلوب قد تحجرت عن فهم بعض النصوص المحمدية حق فهمها كما فهمها سلفناالصالح – رضوان الله عليهم-، رغم أن بعض النصوص بل غالبها واضح من تلقاء نفسه ولايحتاج إلى بيان؟ ولماذاأصبحنا نفهم بعض النصوص الشرعية على مرادنا وفهمنا؟ ولماذاوصل الحال ببعض المتقاعسين، أن يقول: أنا لا شأن لي بذلك، فلان أفتاني!! وهو يتحمل الإثم؟ وأنتيا مسلم، أين عقلك الكريم، الذي أكرمك الله به، وجعلك مميزاً به عن غير دوابالأرض.
يا عبدالله .. يا مسلم .. اتق الله فأنت محاسب على كل ذنب صغيراً كان أم كبيراً، وفقني الله وإياك إلى طريق الحق و الهداية، وأبعد الله عني وعنك شر الباطل والغواية.
روى الإمام مسلم-رحمه الله- في صحيحه بسنده إلى عبد الله بن مسعودtقال: " لَعَنَ اللَّهُالْوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِلِلْحُسْنِ الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ تعالى، وَمَا لِى لاَ أَلْعَنُ مَنْلَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ في كِتَابِ اللَّهِ، وَمَاآتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ". {أخرجه البخاري (4886) و (4887) و (5931) و (5939) و (5943) و (5948) و مسلم برقم (5466)، وأبو داود برقم (4169)،والترمذي برقم (2782)، والنسائي برقم (5252)، وابن ماجه برقم (1989)، و أحمدبرقم (4343) و (4434)}.
ومقصودنا من الحديث كلمة (الْمُتَنَمِّصَاتِ) وقد ورد في بعض روايات أخرىللحديث لفظ (الَْنَامِّصَةِ) و (الْمُتَنَمِّصَةِ)، وسنأتي لبيان هاتينالكلمتين مع توضيحهما، ونقل كلام العلماء عليهما، مع ذكرحكم النمص.
& shy; قال الإمام ابن حجر العسقلاني-رحمه الله-:و النماص إزالة شعر الوجه بالمنقاش ويسمى المنقاش منماصاً لذلك ويقال إن النماص يختص بإزالة شعر الحاجبين لترفيعهما أو تسويتهما قال أبو داود في السنن النامصة التي تنقش الحاجب حتى ترقه ذكر فيه حديث بن مسعود الماضي في باب المتفلجات قال الطبري لا يجوز للمرأة تغيير شيء من خلقتها التي خلقها الله عليها بزيادة أو نقص التماس الحسن لا للزوج ولا لغيره. {فتح الباري شرح صحيح البخاري (13/ 395)}.
& shy; وقال الشيخ عبد العزيز بن باز –رحمه الله-:لا يجوز أخذ شعر الحاجبين، ولا التخفيف منهما، لما ثبت عن النبيeأنه لعن النامصةوالمتنمصة. {فتاوى كبار علماء الأمة في المسائلالعصرية المهمة (ص:135)}.
& shy; وقال الشيخ محمد بن صالحالعثيمين –رحمه الله-: إزالة شعر الحاجبين إن كان بالنتف، فإنه هو النمص، وقد لعن النبيeالنامصة والمتنمصة،وهو من كبائر الذنوب، وخص المرأة لأنها هي التي تفعله غالباً للتجمل، وإلا فلو صنعه رجل لكان ملعوناً كما تُلعن المرأة والعياذ بالله. {أسئلة تهم المرأة. (ص:54)}.
& shy; وقال –رحمه الله-:إذا كان الشعر كثيراً على الحواجب، بحيث ينزل إلى العين فيؤثر على النظر، فلا بأس بإزالة ما يؤذي منه. {الفتاوى المهمة (ص:800)}.
& shy; أقول: وهذه هي الحالة الوحيدة التي استثناها العلماء، لما في هذا الشعر من إيذاء على العين، ويجب أن يكون هذا الإيذاء متحققاً وإلا فلا يجوز رفعه أو تخفيفه. والله أعلم.
& shy; وقال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني–رحمه الله-:ما تفعله بعض النسوة من نتفهن حواجبهن حتى تكون كالقوس أو الهلال، يفعلن ذلك تجملاً بزعمهن، وهذا مما حرمه رسول اللهeولعن فاعله. {آداب الزفاف في السنة المطهرة (ص:201 - 202)}.
(يُتْبَعُ)
(/)
& shy; وقال الشيخ صالح الفوزان –حفظه الله-:يحرم على المرأة المسلمة إزالة شعر الحاجبين، أو إزالة بعضه،بأي وسيلة من الحلق أو القص، أو استعمال المادة المزيلة له أو لبعضه، لأن هذا هو النمص الذي لعن النبيeمن فعلته. وقال: والنامصة: هي التي تزيل شعر حاجبيها أو بعضه للزينة في زعمها، والمتنمصة: التي يفعل بها ذلك، وهذا من تغيير خلق الله الذي تعهد الشيطان أن يأمر به بني آدم حيث قال كما حكاه الله عنه: " وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ". {سورة الأنعام:الآية: 119}، وقد ابتلي بهذه الآفة الخطيرة التي هي كبيرة من كبائر الذنوب كثير من النساء اليوم حتى أصبح النمص كأنه من الضروريات اليومية، ولا يجوز أن تطيع زوجها إذا أمرها بذلك لأنها معصية. {تنبيهات على أحكام تختص بالمؤمنات. (ص:17 - 18)}.
أقول: وكلنا يعلم أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
وقد عده االإمام الذهبي –رحمه الله-من الكبائر. {انظر كتاب الكبائر (ص:96)}.
أقول: يتضح الحكم الواضح الجلي بعد هذا البيان والتفصيل والإيضاح.
فيا أيتها الغافلة: أما آن لكِ أن تتوبي من هذا الفعل المحرم، ألا تعلمي ما معنى اللعن؟! إنه الطرد والبعد من رحمة الله –سبحانه وتعالى-، فهل تريدين أن تكوني مطرودة من رحمة الله، إني أجزم أننا جميعاً نُريد أن نحشر في رحمة الله –سبحانه-.
أختناالكريمة:اجعلي تقوى الله ومخافته بين عينيك،وتوكلي على الله وابحثي عن الحق واثبُتي عليه، وأخلصي نيتك لله –سبحانه-، وستصلين بإذن الله إلى بر الأمان.
ختاماً: هذه نصيحة المشفق عليكم، الذي والله الذي لا إله إلا هو إني لا أريد لك إلا كل خير، وكل ما يقربك من ربك، ويبعدك عن سخطه.
وفقني اللهوإياك لما يحب ويرضى
وصلى الله وسلموبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
بقلم/ أخوكم:
أبو عبد الرحمن أسامة
ـ[فهدة]ــــــــ[04 - Oct-2010, مساء 05:47]ـ
أحسنت جزاك الله خيرا.(/)
سؤال عن الجامعة الاسلامية بالمدينة
ـ[ابو عبد الاله]ــــــــ[04 - Oct-2010, مساء 08:03]ـ
قد علمت أن باب الانتساب قد فتح للجميع يعني للخليجيين وغير الخليجيين
فنرجوا من الاخوة عن عمر المتقدم هل له سن محددة
وما هي الشروط وما هي الجامعة المتاحة له
علما بأني قد اطلعت على الموقع ولكن أخباره منذ 1428 فلعل من جديد حدث فى
الشروط او الكليات المتاحة فنرجوا من احد الاخوة من الجامعة او من المدينة
ان يسأل لنا الجامعة مباشرة
وجزاكم الله خيرا(/)
إعلامُ الموحّد بأن الأصلَ في النكاح التعدد!!!
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[04 - Oct-2010, مساء 10:30]ـ
الحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وصحبه ومن والاه ,,,, أما بعد
" إن نظرية عدم التعدد وهي النظرية المأخوذة في المسيحية , ظاهرة تنطوي تحتها سيئات عديدة , ظهرت على الأخص في ثلاث نتائج واقعية شديدة الخطر جسيمة البلاء وهي:.
1 - الدعارة , 2 - العوانس من النساء , 3 - الأبناء غير الشرعيين ".
توقيع
المفكر الفرنسي (أتيين دينيه).
إن الله تبارك وتقدس لما خَلَقَ الخليقة , وأوجد البَرِيّة , جَبَلهم على أمور لا تنفك عنهم بحال , وركّب فيهم غرائز وميولات لا يستطيعون الإنبتات عنها , ولكنه سبحانه وتعالى جعل لهذه الأمور طُرق شرعية لتجريها في مجراها , وتوقعها في نصابها الصحيح الذي وُجدتْ له , وحذر وتوعّد من خالف أمره وأرتكب نهيه بأشد العقوبات وأقساها في الدنيا والآخرة.
" وإن مما يتفق عليه الناس أن رغبة الذكر للنكاح والوقاع أشد من رغبة الأنثى , وأن حاجته للوطء أكبر من حاجتها , وفي ذلك نص من المنقول حيث قال جل ذكره وتقدس أسمه: " زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ ... " الآية , وأيضا جاء تشويق الرجال للجنة وحثهم على العمل لنيل رضى الله عز وجل أولا ثم دخولهم إياه لينالوا ما وعدوا فيها ومما وعدوا فيها تزويجهم بالحور العين مع زوجاتهم في الدنيا بل جاء الأثر كما في الصحيحين " أن لكل امرئ زوجتان من الحور العين " البخاري 3/ 1187 , ومسلم 4/ 2178 , بل جاء أعظم من ذلك في فضل الشهيد فإنه يزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين.
أخرجه أحمد 28/ 419 , والترمذي 4/ 187 ثم قال هذا حديث حسن صحيح غريب وسند الإمام أحمد صحيح.
هذه المقدمة جعلتها بين يدي موضوعي كالبنة التي يرتكز عليها.
وما أريدُ طرْقهُ مسلكٌ شائك , وطريق وعر , خصوصا أن نقول العلماء المتقدمين فيه عزيزة جدا , بل لا أبالغ إن قلتُ أنها أندر من الكبريت الأحمر!!!
فقد قلّبتُ أسفار الإسلام ودواوين السنة (في مظانها طبعا) , فلم أجد تصريحا فيما أريد بحثه , هذا حسب جهدي القليل (ومن عَلِمَ حجةٌ على من لم يعلم) , نعم تكلم بعض المعاصرين في هذه المسألة ولكن أعوزهم النقل عن أساطين أهل العلم من المتقدمين كما أعوزني ذلك , فَعَرَضْتُ القرآن كاملا عدة مرات وفي كل عرضة أجد قرينة وإشارة لما أردتُ بحثه!!!
فأستعنتُ بالله لأجمع شتات هذه المسألة الشرعية والتي لا يُتحاكم فيها إلا لله ورسوله صلى الله عليه وسلم , خاصة وأن هذا الوقت وقتها , وقد خالطها شيء من اللبس , وتشبّث بها من يريد لمز الدين باسم المساواة أو الحقوق.
فأقول معتصما بالله متوكلا عليه , صائلا بقلمي بحول الله وقوته متبرأ من حولي وقوتي:
إن مما يقرره علماء الأصول أن الأحكام الشرعية تُأخذ من النصوص الثابتة وهي على نوعين:
*أحكام واضحة الدلالة.
*أحكام استنباطية الدلالة.
ومسألتنا (هل الأصل في النكاح التعدد أو الإفراد) من النوع الثاني , إذ لو كانت من النوع الأول , لقُضي الأمر , وحَكَمَ الشرع , وحينئذٍ لا كلام لأحد معه.
وسأطرح ما أستدللتُ به من أن الأصل في النكاح التعدد إذ أن القائل بالإفراد لا دليل عنده على مذهبه سوى قوله تعالى: " وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ ... " الآية.
والعدل شرط من شروط التعدد وهو منتفي , لذا يقول بالإباحة لمحتاجها فقط!!!
وفي هذه المسألة عمومات من الكتاب والسنة لمن تأملها وصل إلى أن الأصل التعدد لا الإفراد , ولا بد أن تُحمل ألفاظ الشرع على أن لها معان ٍ دقيقة ولم تأتي عبثا حاشا لله ورسوله صلى الله عليه وسلم وسياقاتها تبين هذه المعاني.
الأدلة من القرآن:
1 - يقول الله تعالى: " وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا "
وفي هذه الآية عدة قرائن على أن الأصل في النكاح التعدد:
(يُتْبَعُ)
(/)
• ففي الآية جاءت الصيغة في الخطاب بصيغة الأمر " فَانْكِحُوا " ومعلوم أن الأمر محمول على الوجوب فإن صرفه صارف أحاله للسُنّية وقليلا ما ينقله الصارف إلى الإباحة.
• وفيها قال الله تعالى " ما طاب لكم " ومعلومٌ قطعا أن أي رجلٍ في العالم يطيب له تعداد النساء إلا من في تركيبه نقص وهذا في حكم النادر (والنادر لا حكم له) , وفي هذا يقول الله تبارك وتقدس: " زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ ... " الآية.
• وكذلك ابتدأ الله عز وجل بعد الأمر بذكر المثنى ولم يبدأ بالواحدة وهذه قرينة على أن الأصل التعدد إذ لو كان الأصل الإفراد لبدأ بالواحدة ثم ذكر بقية المباح.
• اختص الحق جل جلاله من عموم الحكم من له حالة خاصة وهي الخوف من عدم العدل , فمن كان حاله كذلك فله أن يقتصر على الواحدة , ومعلوم أن من له حكم خاص أو خصيصة لا يكون حكمه كحكم العموم.
وما تقدم من أقوى القرائن على أن الأصل في النكاح التعدد.
2 - ويقول الحق تبارك وتعالى: " وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ... " الآية.
في هذه الآية الكريمة جعل الله عز وجل صيغة الخِطَاب للرجال بالتبعيض " منكم " , وفي المقابل جعل صيغة الخطاب للنساء بالجمع " المحصنات المؤمنات " , وفي هذا دليل على أن الأصل في النكاح التعدد.
3 - وقال سبحانه وتعالى: " وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا ... " الآية.
فالآية هنا عامة لجميع الناس ومع ذلك سمّى الله تعالى الزوج هنا " بعل " ولم يسمه " زوج " , والبعل أعم من الزوج فقد لا يكون " زوجا " بالمعنى اللغوي (أي اثنين) , ويكون بعلا لها ولغيرها فالبعل يكون عاما لها ولغيرها لكن الزوج لا يكون إلا لها وحدها , وفي ذلك شواهد من القرآن , قالت امرأة إبراهيم عليه السلام (سارّة) حينما بُشّرت بالابن " ... يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ " , ومعلوم أنها في وقت البشارة كان إبراهيم عليه السلام متزوج من هاجر ومعه منها إسماعيل , فلم تقل " زوجي " , بخلاف حواء عليها السلام فإنها كانت زوجة آدم الوحيدة لذا قال جل جلاله: " وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ... " الآية
وأيضا جاءت هذه الإشارة في أمر خولة بنت ثعلبة عندما ظاهرها زوجها أوس بن الصامت – رضي الله عنهما – ولم يكن متزوجا من غيرها فقال جل ذكره: " قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا. . ." الآية.
لذا يُستنبط من الآية أن الأصل في النكاح التعدد إذ لو كان الأصل الإفراد لجاء الخطاب بصيغة الزوجية لا البعولة , لكن الخطاب أتى بصيغة البعولة ليثبت الأصل وهو التعدد في النكاح.
4 - وقال تقدس وتعالى بعد أن ساق المحرمات من النساء في النكاح: " ... وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ .... " الآية.
وفي هذه الآية إشارة إلى أن التعدد هو الأصل في النكاح لأن ما وراء ما حرّمه ربنا تبارك وتعالى لا يكون مفردا بل لا يكون إلا جمعا.
5 - وقال جل ذكره وتقدس أسمه: " وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا ... " الآية.
في الآية إشارة على أن الأصل في النكاح التعدد لجعله تعالى الأزواج وهو جمع في مقابل التبعيض " منكم " , ومعلوم أن لفظ الوفاة لا يكون عاما فالذي يُتوفى غالبا يكون واحدا , بخلاف القتل مثلا فهي غالبا لا تكون إلا في الحرب فيكون إنقضاء الأجل لمجموعة منهم , ومع ذلك قال الحق تبارك وتعالى " وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ " , مع أن الوفاة لواحد (في الغالب) جاء في المقابل الجمع (أزواجا).
(يُتْبَعُ)
(/)
6 - وقال سبحانه وتعالى " وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا "
وهي الآية التي تمسلك بها القائل بأن الأصل الإفراد لا التعدد , وفي الآية دليل (عليه) بأن الأصل التعدد , فالعدل المطالب به في الآية هو العدل بين الضرات بإتفاق أهل العلم , والله تعالى يقول " وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا " والخطاب هنا عام ولم يخصص به المعدد دون غيره , فلو كان الأصل الإفراد لأتى الخطاب لهم دون غيرهم إذ لا مجال لمخاطبة المُفرد بالعدل بين الزوجات وليس لديه إلا واحدة , ولكن الخطاب أتى بالعموم لأن الأصل في النكاح التعدد.
وأما القائل بأن الإفراد هو الأصل والأبرأ للذمة , لأن الله نفى الإستطاعة بالعدل بين النساء ولو حرص الإنسان على ذلك , فيُرد عليه بأنه نحى بعيدا بمعنى العدل فقد قال ترجمان القرآن وحبر الأمة ابن عباس – رضي الله عنهما -: " (أي لن تستطيعوا العدل) في المحبة والشهوة والجماع " تفسير ابن كثير 2/ 430 , وهذا لا يستطيعه كل أحد مهما بذل وفعل.
قال ابن القيم – رحمه الله -: " لا تجب التسوية بين النساء في المحبة فإنها لا تمُلك , وكانت عائشة رضي الله عنها أحب نسائه إليه (صلى الله عليه وسلم) , ومن هذا أنه لا تجب التسوية بينهن في الوطء لأنه موقوف على المحبة والميل وهي بيد مقلب القلوب " زاد المعاد 5/ 138.
أما الأدلة من السنة فهي عموميات وقرائن تدل على الحكم.
1 - فقد جاء في الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم , فلما أخبروا كأنهم تقالّوها , فقالوا وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم! قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر , قال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبدا , وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر , وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا , فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم , فقال: " أنتم الذين قلتم كذا وكذا! أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له , لكني أصوم وأفطر , وأصلي وأرقد , وأتزوج النساء , فمن رغب عن سنتي فليس مني "
البخاري 5/ 1949 , ومسلم 2/ 1020.
فمن سنته صلى الله عليه وسلم أن يعدد الإنسان لأنه قال صلى الله عليه وسلم: " وأتزوج النساء " وهو بأبي وأمي واحد , ثم قال: " فمن رغب عن سنتي فليس مني " أي أن هذا من سنته صلى الله عليه وسلم , وهذا من التأسي به لعموم قوله تبارك وتعالى " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ ... " الآية
ولا يُقال أن هذا من التأسي العام كالتأسي بإطالة الشعر أو الإدهان غبا وغيرها , بل يقال بالسُنّية على الإطلاق بشرط المقدرة لأن الأصل في المسألة موجود وهو الزواج لقوله صلى الله عليه وسلم: " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ... ".
كما جاء في الصحيحين , البخاري 5/ 1950 , ومسلم 2/ 1018. فما زاد عن الواحد فهو مسنون لما تقدم.
قال ابن قدامة – رحمه الله – في معرض كلامه عن النكاح: " والنبي صلى الله عليه وسلم تزوج وبالغ في العدد وفعل ذلك أصحابه ولا يشتغل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلا بالأفضل ولا تجتمع الصحابة على ترك الأفضل والاشتغال بالأدنى "
المغني 7/ 334.
2 - وقد جاء عند أبي داود 2/ 175 والنسائي 6/ 65 انه صلى الله عليه وسلم قال: " تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم "
وفي هذا الحديث مستلم بن سعيد الثقفي وهو صالح الحديث وبقية إسناده ثقات فالسند مقبول.
ومعلوم أن هذه الصفة (الودود الولود) ليست حكرا على نساء هذه الأمة أو بعض نسائها ففي الأمم الأخرى شيء كثير منها , فلو كان الأصل الإفراد لستوت الصفة عندنا وعند غيرنا من الأمم ولم يكن لهذه الأمة مزية في الكثرة , لكن يقال هنا أن الأصل في النكاح التعدد لأنه من ميزات هذه الأمة ولا أقول بأن غيرها يحرمه لكن هو في المسلمين أظهر من غيرهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما يؤيد هذا الإستنباط ما جاء في البخاري عن سعيد بن جبير – رحمه الله – قال: قال لي ابن عباس – رضي الله عنهما: " هل تزوجت؟ قلت: لا , قال: فتزوج فإن خير هذه الأمة أكثرها نساء " البخاري 5/ 1951.
قال ابن بطال – رحمه الله – في شرحه لهذا الأثر: " قال المهلب: لم يرد ابن عباس أنه من كثر نساؤه من المسلمين أنه خيرهم، وإنما قاله على معنى الحض والندب إلى النكاح، وترك الرهبانية في الإسلام، وأن النبي، عليه (الصلاة و) السلام، الذي يجب علينا الاقتداء به واتباع سنته كان أكثر أمته نساء ".
شرح البخاري 7/ 164.
ومما تقدم نخلُص في هذه المسألة بأن الأصل في النكاح التعدد وأنه سنة ماضية إلى قيام الساعة , فعلها صلى الله عليه وسلم وفعلها غالب صحابته – رضي الله عنهم – وعامة علماء الإسلام – رحمهم الله تعالى – على ذلك , ومن تبعهم في ذلك فهو مأجور بإذن الله مثاب يوم الدين.
لفتة:
ذكر الله عز وجل بعد أحكام النكاح في سورة النساء من قوله تعالى: " وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا ..... " وبعدها قوله " وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ ..... " وبعدها قوله " حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ ..... " وبعدها قوله " وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ ..... "
جاء مباشرة بعد هذه الآيات قوله تعالى ذكره وتقدس أسمه " وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا "!!!
فالله تبارك وتعالى خلق الرجل بتركيبته وغريزته قادر على تعدد الزوجات وهو من أصل خِلقَته , ولكن الذين يتبعون الشهوات لا يريدون له ذلك , وهم يعلمون أنه مجبول عليه , وإنما أرادوا له ذلك بالحرام , لذا تجد بعض هؤلاء عنده زوجة واحدة وعشر خليلات وهذا والله من الميل العظيم.
جنبنا الله وجميع المسلمين الفتن ما ظهر منها وما بطن , وعصمنا مما يُغضبه ويُسخطه , وجعلنا ممن يلزم غرز نبيه صلى الله عليه وسلم.
أخوكم / موسى الغنامي
.
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[04 - Oct-2010, مساء 10:31]ـ
ملحق
إن أسباب قلة تطبيق هذه السُنة , في نظري ترجع لأمرين:
1 - من جهة الزوج.
2 - من جهة الزوجة.
فالتي من جهة الزوج أهمها:
• عدم المقدرة المالية:
وهذا مانع شرعي لقوله صلى الله عليه وسلم " من أستطاع منكم الباءة فليتزوج " , لكن ما ضابط عدم المقدرة؟
كثير من الأخوة يرى أنه إذا لم يملك بيتا خاصا يتسع لزوجاته فهذا من عدم المقدرة!!!
وهذا من الجهل.
وفي المقابل يُقدِمُ بعضهم على تطبيق هذه السُنّة وهو مَدِينٌ بعدد شعر رأسه!!!
وهذا من إنعدام الحكمة.
والأمر وسط , فمن قدر على النفقة على الزوجات ولو بترك بعض الكماليات أو حتى كلها لأجل المصلحة الأكبر المتمثلة في التعدد سُن له التعديد ومن لم يقدر لم يُسن له ذلك.
• الخوف من عدم العدل:
وهذا أيضا مانع شرعي مُعتبر لقوله تعالى: " ... فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً ... " لكن ما هو مفهوم العدل هنا؟
لأن بعض الأخوة يظن أن العدل لابد أن يكون في كل شيء حتى في المحبة أو الوطء أو دواعيهما!!!
وهذا خطأ بيّن.
وفي المقابل تجد بعضهم يَحْسب أنه ما دام قد كفاها المال فإنه عادل وإن جفاها أو مال لضرتها أو هجرها في الفراش!!!
وهذا ظلمٌ بيّن.
والأمر وسط , فيقسم بينهن فيما يقدر عليه مما في يده , ويقسم لهن في الأيام والمبيت برضاهن , ويبسط وجهه , ويُجمّل أخلاقه , ويُلين كلامه , ويغض طرفه عن بعض الأمور لجميعهن , فهذا هو العدل , وقد مرّ بنا لمحة من ذلك في ثنايا البحث.
• عدم رضى الزوجة:
وهذا ليس بمانع لا شرعا ولا عقلا , فشرعا لم يأتي أنه يستأذن زوجته ليتم زواجه من غيرها , وعقلا فتركيبة المرأة وجِبِلتها يرفض هذا الأمر إلا بعض من منّ الله عليها باليقين التام والقبول المطلق لأحكام الشرعية , أما الغالب فلا.
(يُتْبَعُ)
(/)
والمُريد للتعديد ثم يمنعه هذا العذر فعنده شيء من النقص في قوامته , إذ أن الأمر بيده وهو مريدٌ له , ثم يتّبع مرضات زوجته التي جُبلت على كراهية ذلك!!!
• خشية نشوب المشاكل:
وهذا من أعظم الأسباب التي تجعل كثيرا من الأخوة يُحجم عن تطبيق هذه السُنة.
ولو فَقِهَ من هذا حاله وعذره , لعلم أن شرع الله عز وجل كامل لا يطرُقُهُ نقصٌ في باب من أبوابه , ولا يلتبس فيه حكم من أحكامه , فلو كان التعدد فيه إيجاد للمشاكل لما شرعه الله عز وجل لنا , فالشريعة أتت (لجلب المصالح وتكثيرها , ودرء المفاسد وتقليلها) , فكيف يقال هذا؟؟؟
وأما ما يراه الناس من المشاكل الحادثة والخلافات الناشبة بين الزوج وبين الضرات فهو راجع لعدة أمور ليس في الشريعة منها شيء:
فإما أن يكون الزوج ظالما , أو يكون قليل دين وفقه وولج بابا لا علم له به فصار يخبط فيه خبط عشواء , أو يحسب أن الرجولة لا تتم إلا بالسيطرة المطلقة والتعسف الجبري لزوجاته , وإما أن تكون الزوجة رقيقة دين سيئة أدب , أو تكون سليطة لسان شمّاته فإن فعل خيرا لم تشكره وإن فعل غير ذلك نشرته , أو تكون متأثرة ببعض الأطروحات والأفكار في إشغاله بالمشاكل حتى يطلق من تزوجها عليها.
• الحرب الإعلامية لهذه السُنّة:
وهذا السبب ليس بكثير في الناس لكنه واقع ولا أقصد بالحرب الإعلامية (الصحف والقنوات والشبكة العنكبوتية) وإن كانت جزءٌ من كُل , ولكن الحرب الإعلامية من المجتمع و فتجد أحدهم يريد التعديد فيقال له: (لا تدخل نفسك في أمور أنت في غنى عنها) أو (أشكر ربك على النعمة واسترح) أو (لا تضع يدك في النار وأنت في سعة من أمرك) وغيرها من الكلمات التي تعتبر حربا على قليل العزيمة أو المتردد في أمره!!!
بل العجيب أن أغلب من يتسلم دفة هذه الحرب الإعلامية إما أن يكون ممن عنده زوجة واحدة ويحاول أن يبرر موقفه بالصد عن التعدد أو يكون أعزبا لم يتزوج قط وهذا من العجائب الغرائب , وأغرب من ذلك من يطرح مثل هذه الأمور عليه!!!
وأما الأسباب التي من جهة الزوجة فهي كثيرة ومن أهمها:
• دعوى الغيرة وعدم تحمّل الضرة:
وهذا عذر واهي جدا فلا يوجد امرأة على وجه الأرض ليس عندها غيرة وإن صغرت , ومع ذلك فالرجال يعددون في كل مصر وعصر ولم يأتي هذا العذر إلا من سنوات بتأثير الإعلام ووسائله من أفلام ومسلسلات وغيرها , وإلا حتى وقت قريب لا يُسمع لهذا العذر بأذن!!!
ودعوى كراهية الزواج من أخرى لا يسمى غيرة أصلا ففي المسند 6/ 313 والنسائي 3/ 286 , أن النبي صلى الله عليه وسلم لما خطب أم سلمة – رضي الله عنها – قالت: " أني امرأة غيرى ... " فقال لها صلى الله عليه وسلم: " أما قولك أني امرأة غيرى فسأدعو الله لك فيذهب غيرتك ... "
والحديث فيه محمد بن عمر بن أبي سلمة فيه نوع جهالة لكن صحح الإسناد ابن حجر – رحمه الله – فالأقرب أنه صالح.
فهنا لم ترد أم سلمة – رضي الله عنها - خطبة النبي صلى الله عليه وسلم بدعوى الغيرة بل أخبرته بأمرها و بشيء فيها وأنها تغار , بل قد تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدها بعدة زوجات , ولم يردنا ذِكرٌ من أن الغيرة كانت سببا في المنع , بل على العكس فقد جاء في الصحيحين أن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم كن يقلن له بعد بناءه بزوجة جديدة: " كيف وجدت أهلك بارك الله لك "!!!
البخاري 4/ 1799 , ومسلم 4/ 148.
فأين دعوى الغيرة , وهن زوجات خير الخليقة صلى الله عليه وسلم والغيرة في مثلهن آكد!!!
وهذا يُسمى أنانية وليست غيرة , والعجيب أن بعض الأخوات يتقدم بها السن عن تريباتها ثم تتخوف من العنوسة وتتمنى الزوج ولو كان معددا , فما إن تتزوج حتى تكون حربا ضروسا على أخواتها العوانس بدعوى الغيرة!!!
بل وصل ببعضهن الجنون بأن تراه يفعل الحرام ويقع فيه بعلمها , ثم لا تحرك ساكنا فإذا أشار للحلال ولو بإشارة , أقامت الدنيا ولم تقعدها وهذا والله من التعاون على الإثم والعدوان نسأل الله السلامة والعافية.
• الخوف من ميل زوجها مع الضرة:
وغالبا ما تُطرح هذه المسألة قبل الزواج وكأن الزوجة تستشف الغيب من حجاب رقيق!!!
إلا أن تكون تعلم من زوجها رقة في دينه , وخللا في شهامته ومرؤته , فالخطأ خطأها إبتداءً فكيف قبلت به؟
(يُتْبَعُ)
(/)
مع ذلك فالتعامل الحسن يُلين الصخر ولو كان معددا بأربع نسوة.
• الخوف من كلام الناس وشماتتهم:
وهذا من الهالة الكلامية التي تسوّقها بعض النسوة , فلم نسمع أن امرأة شُمت بها بأن زوجها تزوج عليها , بل على العكس حينما ترضى بذلك تجد الحظوة عند الزوج وعند أهله ويُعرف لها رجاحة عقلها وتمام دينها وتسليمها لأمر الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم.
وبعد هذا كله فإن حُكم الله عدل , وقضاءه خير , وكم رأينا من مشايخنا وعلمائنا وطلبة العلم بل من العوام (الكثرة الكاثرة) من يعيش مع زوجاته في راحة وحب وطمأنينة , لا يكدرها مكدر , ولا ينغصها شيء , والسبب أنه أعطى الحق الواجب فأُعطي الحق الواجب فأراح واستراح.
وإن أذكّر كل امرأةٍ تؤمن بالله واليوم الآخر بحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: " لا يحل لامرأة تسأل طلاق أختها لتستفرغ صحفتها فإنما لها ما قدر لها "
أخرجه البخاري 5/ 1978 , ومسلم 2/ 1028.
قال ابن عبد البر – رحمه الله -: " وذكر الصحفة في هذا الحديث كناية عن خير الزوج "
الإستذكار 8/ 269.
فكيف بمن تحول بين زوجها وبين ما أحل الله له بحجج واهية وكلام مردود وهي ترى الفتن والمغريات التي لا يصبر عنها إلا من عصمه الله , وترى بنات جنسها قد ملأن البيوت متعففات لا يردن إلا ما أحله الله لهن.
ختاما:
نقل ابن القيم – رحمه الله – عن الفضل بن زياد قال سمعت أبا عبد الله (الإمام أحمد) قيل له: ما تقول في التزويج في هذا الزمان؟ فقال: مثل هذا الزمان ينبغي للرجل أن يتزوج ليت أن الرجل إذا تزوج اليوم ثنتين فيفلت ما يأمن أحدكم أن ينظر النظرة فيحبط عمله!!! قلت له: كيف يصنع؟ من أين يطعمهم؟ فقال: أرزاقهم على الله عز وجل ".
بدائع الفوائد 2/ 48.
همسة:
- من أراد أن يعدد فيعدد وهو في شبابه وقوته كي لا يبتلي بنت الناس ولا يبلو نفسه.
- إن إكرام الزوج لزوجته الأولى بشيء من المال دليل على طيب أصله وكرامة محتده.
ـ[مساعد أحمد الصبحي]ــــــــ[05 - Oct-2010, صباحاً 04:59]ـ
أحسنت بارك الله فيك
وعندي قناعة مبنية على أمر يشبه الاستفتاء تقريبا ... عندما أكون مع أقاربي الشيبان والشباب العزاب والمتزوجين .. وعندما أثير عندهم موضوع التعدد والله تقريبا كلهم يرغب فيه وبوده لو يتسر له أن يتم الأربعة ... إنها الفطرة!
فهذا الأمر فطري في كل رجل ... وقد اطلعت على دراسة لباحثة أمريكية أثبتت من خلالها أن التعدد أوفق لطبيعة الرجل من الاقتصار على واحدة وأخرى أثبتت أن المعدديين أطول أعمارا ... لاستثارة هرمون التيسترون المتكرر وبالتالي زيادة إفرازه وهو ضروري جدا للوقاية من تصلب الشرايين وغيرها من أمراض التقدم في السن ...
ولكن ...
كل من تحدثت إليه بذلك يقول لي والله ماهو ناقصنا وجع راس كفاية المنحوسة اللي عندي الحريم ماعاد ينفعون خليهم يعنسون ويعفنون ...
فأقول في نفسي ... أنا لو كنت مكان المرأة التي تزوج عليها زوجها لن أملك مشاعري من الغضب وربما الطيش .... فكيف بالمرأة التي تغلبها عاطفتها!
فلماذا لا نكون رجالا بحق وننقذ من نقدر على إنقاذه من إخواتنا البائسات من شبح العنوسة ... ونحتوي غضب الزوجة الأولى
مؤقتا رأفة ورحمة بأخواتنا اللاتي ينتظرن قطار العنوسة ... وقياما بحق الرجولة في هذا المجتمع المهدد بأخطار لا يعلمها إلا الله!
أتطمع أن ترضى زجتك وتشتبشر بزواجك عليها؟!
هيه اصحُ من سباتك .... أنت بنفسك لن ترضى هذا من زوجك التي تحبك ... وستعشر وقتها أنك لاتهمها وليس لك قدر عندها!
هذا أمر طبيعي في الصغار والكبار الرجال والنساء ... لا بد من الغيرة وإلا فأنت سائق عند امرأتك ولست زوجا لها بحال!!!
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[05 - Oct-2010, صباحاً 07:29]ـ
أخي الفاضل موسى سدده الله تعالى
لا يستقيم لك النتيجة التي عنونت بها, والصواب في نظري أن يقال الأصل:الإباحة
لا أن يقال التعدد ولا التفرد, ثم ينظر في كل حالة على حدة فقد يكون التعدد مستحبا
أو مكروها ,وكذلك الاكتفاء بواحدة ,يتناوله الاحتمال
والقول بأن الاكتفاء هو الأصل أقوى حجة من ضده
والله أعلم
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[05 - Oct-2010, صباحاً 09:26]ـ
احسنتم اخانا ابا القاسم ولا ادري من اين اتوا بهذا القول ان الاصل في الزواج التعدد
بل يُنظر في التعدد والتفرد وثانيا لو قال قائل ان الاصل فيه التفرد لكان قوله اقرب الى الحق من قول من يقول ان الاصل فيه التعدد وكان الافضل اخي ان تصرف جهدك في ذكر المصالح التي تحصل للفرد والمجتمع بسبب التعدد ورد شبهات منكري التعدد.
ومن اثار السيئة التي تحصل بسبب عم التعدد كثرة الطلاق وهذا امر مشاهد, فتجد من يريد ان يعدد بسبب ما فلا يقدر عليه لما يرى مما سيحصل من زوجته الاولى من الاعتراض وغير ذلك فيجد انه ليس هناك حل ليُعدّد الا ان يطلق زوجته الاولى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد أحمد الصبحي]ــــــــ[05 - Oct-2010, صباحاً 11:29]ـ
احسنتم اخانا ابا القاسم ولا ادري من اين اتوا بهذا القول ان الاصل في الزواج التعدد
أتوا به
من قوله تعالى (((فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثُلاث ورباع فإن خفتم أن لا تعدلوا فواحدة ... ))) الآية مطلع سورة النساء
وبأدنى تأمل
يتبين أن الله جعلها ثلاث حالات فقط وأدناها تعدد (مثنى) ثم:
لم يُحِلْنا بعد إلى الواحدة إلا بشرط الخوف من عدم العدل (((فإن خفتم أن لا تعدلوا))) ... والأصل في المؤمن العدل
وتحريه له قدر الاستطاعة ... وعليه:
فالأصل في المؤمن أنه يعدد مثنى أو ثلاث أو رباع مالم يمنع من ذلك مانع ...
تأمل هذا مليا رحمك الله فإنه يكاد يكون كالمقدمات الضرورية في علم المنطق التي لايسع العاقل إنكارها ...
والله المستعان ....
ـ[مساعد أحمد الصبحي]ــــــــ[05 - Oct-2010, صباحاً 11:47]ـ
ومن قرأ في سير الصحابة رضي الله عنهم وأنه يكاد لايوجد بينهم غير معدد ...
فالصحابة أحرص على قيام الليل وتحصيل العلم والعبادة والتفرغ لذلك ممن بعدهم ومع ذلك كان معظمهم معدد ..
وهذا يُثبت أن الأصل التعدد وإلا فهم أحرص منا على الانقطاع للقيام والعبادة ...
فلو كان الأصل الاكتفاء بواحدة ... لكانوا أولى به منا!
لعظيم زهدهم في الدنيا
وعدم اشتغالهم بالاستكثار من متاعها
وهذا يُثبت بكل وضوح ان الزيجة الثانية أمر مستحب ومندوب إليه شرعا وليس متاعا دنيويا فحسب ... كما يُلمز به كثيرا اهل الاسلام أنهم متعطشون للنساء والشهوة الجنسية ... فهؤلاء الصحابة ... خير القرون القوّامون الصوامون الذين قدموا أرواحهم رخيصة من أجل إعلاء كلمة الله ...
وحسبنا الله ونعم الوكيل
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 01:00]ـ
جميل ما ذكرتم حفظكم الله
يبقى ان يقال ان التعدد مباح وليس هو الاصل في الزواج فمن اراد ان يعدّد فليعدّد ومن اراد ان يكتفي بواحدة فهو اسلم له وخصوصا في زمن الفتن وقلة الامانة
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 01:09]ـ
أخي الموفق ابن سعيدان نفع الله بك
ما خط قلمك المبارك إلا صدقا فزادك الله من فضله.
شرفني مرورك العاطر الكريم.
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 01:16]ـ
أخي الكريم أبو القاسم سددك الله
أظن أنه من الغبن ونحن في موقع علمي أن يجتهد طالب علم في بحث مسألة
ويجمع شتات أدلتها وأقوال العلماء , ثم يأتي طالب علم آخر ليرد البحث بثلاثة
أسطر دون ذكر دليل واحد أو حتى استنباط!!!
لذا يجب على طلبة العلم أن يقولوا بآرائهم التي يدعمها الدليل أو ليتبعوا السنة في ذلك
" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ".
لا تظن بي ظنا سيئا أخي المسدد أبو القاسم فالكلام ليس موجها لك بل لعمومنا.
شرفني مرورك العاطر الكريم.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 01:58]ـ
مثل هذا يا أخي بحث من قبل, والكلام فيه مكرور , فلهذا اكتفيت ببيان الرأي الذي أراه راجحاً, وأنت تعلم أن العدل قليل جدا والأمانة قد تبخرت من جذور قلوب معظم الرجال كما أشار أخي أبو قتادة ,فكيف يكون التعدد أصلا وشرط التعدد نادر؟ فما استدللت به لا يفيد أن التعدد أصل, لاسيما مع مراعاة سبب النزول, وكذلك بالنظرلمقاصد الشرع من مفاسد توزع الرجل بين عدة بيوتات وعدم قدرته على الرعاية الكاملة لهم
والرباية التامة لأولاده ,هذا لا يتحقق إلا لأناس قلائل ,فلا يخلو القول بأن التعدد أصل من مجازفة. على أنني لم أخض في الأدلة ولا أحبذ النقاش فيه, ولكن هو كلام عام, شرف الله قدرك وبارك فيك ونفع بك
والله أعلم
ـ[مساعد أحمد الصبحي]ــــــــ[06 - Oct-2010, صباحاً 06:37]ـ
لعله من المفيد للمعارضين أن يقرأوا ما في هذا الرابط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=64134
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[06 - Oct-2010, صباحاً 06:39]ـ
شكر الله لك مرورك أخي الكريم أبو قتادة السلفي
مع أنني لم أرَ دليلا واحد على ما قلتَه!!!
ثم تقول بأنك لا تعلم من أين أتينا بالقول بأن الأصل التعدد؟؟؟
وهذا أخي المسدد راجع لأمرين:
إما أنك لم تقرأ البحث أصلا!!!
أو أن لديك فكرة مسبقة لن تحيد عنها!!!
وأنا هنا أخي الموفق لا أريد أن أقنعك بأن الأصل التعدد أو الإفراد!!!
لكن لا أريدك أخي المسدد بأن تلقي الكلام هكذا وتقول لا نعلم من أين قالوا به؟؟؟ وقد قال به كباااار من علمائنا.
وفقنا الله وإياك لكل خير وصلاح وتقوى وجميع المسلمين.
شكرا لك مرورك العاطر الكريم.
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[06 - Oct-2010, مساء 01:02]ـ
لو تأتيني باسماء العلماء الذين قالوا بهذا القول اخي الفاضل
وانا لم اقل ان الاصل فيه الافراد ولو انك قرات كلامي جيدا لفهمته
قلت لو قال احد ردا عليك ان الاصل فيه الافراد لكان قوله اقرب الى الصواب من قول من يقول ان الاصل فيه التعدد والله تعالى اخبر بأن الاكتفاء بواحدة افضل لانه ادنى الا تعولوا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[06 - Oct-2010, مساء 08:46]ـ
ابن سعيدان حياك ربي مرة أخرى وشرفتني بمداخلاتك شرفك الله بطاعته.
أخي الموفق أبو قتادة السلفي حفظك الله من كل سوء
سأتجاوز بعض تعقباتك وفقك الله لأقف عند قولك
(والله تعالى اخبر بأن الاكتفاء بواحدة افضل لانه ادنى الا تعولوا)
الأفضلية هنا ما دليلها؟؟؟
لأننا لو قلنا بالأفضلية لأنتهى النقاش وصار الأفضل هو الإفراد وما سواه مفضول!!!
وعلى هذا هل نقول أن الأفضل أن يخاف الإنسان من التعدد!!!
لأن الله جل ذكره يقول: " فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا "!!!
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[06 - Oct-2010, مساء 09:10]ـ
لم تجب عن سؤالي اخي من من اهل العلم قال ان الاصل في الزواج التعدد؟
ـ[مساعد أحمد الصبحي]ــــــــ[06 - Oct-2010, مساء 10:32]ـ
هداك الله
لو انك استفتيت الشيخ قوقل لأفتاك ... اكتب فيه (الاصل التعدد) لتعلم أن هذا القول من الشهرة بمكان .. وأُعيذك بالله من العجز والكسل ..
ولكي أختصر عليك الوقت:
انظر المشاركة الثانية ومابعدها من هذا الرابط لتعلم من قال به من الكبار:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=63672
وهنا أستاذ من أساتذة الأزهر:
http://www.moheet.com/show_files.aspx?fid=130832
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[07 - Oct-2010, صباحاً 01:20]ـ
ممن قال به العلامة ابن باز - رحمه الله - , واشار له ابن جبرين - رحمه الله - في بعض مسائله
وقد أشرتُ في أول البحث أن النقول عن المتقدمين أعز من الكبريت الأحمر.
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[07 - Oct-2010, مساء 12:06]ـ
يا اخي الى الان ما نقلتم شيئا عنهم وثانيا اذا قال بذلك الشيخ ابن باز رحمه الله خالفه غيره كالشيخ ابن العثيمين رحمه الله
ولم تنقل شيئا عن المتقدمين في المسالة ثم يقول قائل ان القول من الشهرة بمكان!!!
مشهورة عند من؟
عند اهل الفقهاء؟
هذه كتبهم بين ايدينا وما وجدنا فيها ما تدعون
ولا ادري لماذا هذا التعنيف والهجوم؟
وبعضهم يقول اكتب على القوقل؟ هل القوقل صار مفتيا يُستفتى
للاسف هذا مدى علم بعض الاخوة ولو قدر الله عز وجل ومُحي القوقل سيظهر اكثرهم على حقيقته.
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[07 - Oct-2010, مساء 01:06]ـ
أخي أبو قتادة أظن أن كل طالب علم يكتب في المواقع العلمية يكتب بإسمه الصريح أو بمعرف يرمز له!!!
فتداخل عباراتك لا نعلم سببه , فمرة تلمح لكاتب البحث ومرة تلمح لبعض الأخوة!!!
ولا تصرح بإسم أيٍ منهم , وأعيذك من داء بعض طلبة العلم.
فإما أن تناقش الكاتب بإسمه أو أسمح لي فلن يرد عليك أحد!!!
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[07 - Oct-2010, مساء 01:10]ـ
إحسان العتيبي
المشاركات: n/a
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/icon1.gif
ليس الأصل هو التعدد
الأصل هو النكاح
ولو كان الأصل هو التعدد لكان مقرونا بالنكاح نفسه
فهل هناك ما يدل عليه قبل هذه الآية؟؟
وما هو الحال قبلها؟
وهل هي في سياق التعدد ابتداء؟؟
لو كان الأصل هو التعدد لشرع أولا وابتداء
ولا أظن الأدلة تسعف هذا
وليست الآية في الترغيب بالتعدد أصلا ولا في سياق ذلك
غاية ما يقال فيه: الإباحة، ومثل هذا لا يقال فيه " الأصل "
والله أعلم
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[07 - Oct-2010, مساء 01:20]ـ
أخي الموفق الكريم أبو الهمام البرقاوي شرفتني بنقلك المبارك
وأنا أثناء بحثي مررت على غالب ما كتب في هذه المسألة إن لم يكن كل ما كتب عنها
ومن ذلك بحث الشيخ إحسان العتيبي وفقه الله لكل خير
لكن يا أخي المبجّل قد طرقت ما علله الشيخ إحسان في البحث ورددت عليه فيه بعموم!!!
لذا فالذي يظهر لي من خلال بحثي أن الأصل في النكاح التعدد وأنه سنّة مثاب فاعلها يوم يلقى ربه والعلم عند الله عز وجل ولا أزعم أني أعلم ممن قال بغير ذلك , فقد خالف هذا القول بعض علمائنا المعاصرين ولكن الحجة بالدليل لا بالتعليل.
سددك الله ووفقه لكل خير وصلاح وتقى.
ـ[مساعد أحمد الصبحي]ــــــــ[07 - Oct-2010, مساء 09:36]ـ
وما أسهل أن أقابلكم بنفس اعتراضكم وأقول لكم:
إيتوني بإمام واحد من الأئمة المتقدمين قال:
الأصل في النكاح الاكتفاء بواحدة!
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[07 - Oct-2010, مساء 10:43]ـ
احسنت
اذن الدليل على من ادعى ذلك وعلى المرء االا يتسرع
وانما كان عليكم على ان الاصل هو النكاح لا ان الاصل التعدد ولا الاكتفاء بواحدة
ـ[مساعد أحمد الصبحي]ــــــــ[08 - Oct-2010, صباحاً 02:49]ـ
وانما كان عليكم على ان الاصل هو النكاح لا ان الاصل التعدد ولا الاكتفاء بواحدة
ممتاز ... أظن أن هذه نقطة اتفاق بيننا!
الاصل في الاعزب النكاح
والاصل في المتزوج النكاح مرة أخرى ...
وكلاهما الاصل فيه النكاح كل بحسبه
فالاسلام رغب في النكاح بشكل عام ... ((تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الامم يوم القيامة))
بل إن دلالة هذا الحديث على التعدد أقوى من مجرد دلالته عى النكاح الاول ... فمعلوم أيهما له الاثر الفعلي في تكثير أمة محمد (ص)
وأظن أن الاشكال في أنكم تفهمون من كلمة الاصل: الوجوب ...
ولم يقل أحد بوجوب الزيجة اللاولى فضلا عن الثانية ... إلا مخافة العنت
وإنما القصد بقولنا الاصل
أي أن هذا حال المؤمن -الكمالي الذي ليس له أن يرغب عنه وينبغي أن يسعى إليه- مالم يمنع منه مانع ... أي هو: سنة من سنن الاسلام ...
ومعظم الصحابة فقراء ... ومعظمهم إن لم نقل كلهم معدد ... أفيجتمع خير هذه الأمة على أمر الأصل خلافه!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[08 - Oct-2010, صباحاً 10:18]ـ
لم نفهم من القول ان الاصل فيه التعدد الوجوب وهذا لم يقل به احد
وقولك الاصل في المتزوج النكاح مرة اخرى لا ادري من اين اتيت بها؟
مع كل احتراماتي كلامك الاخير ليس عليه اي اثرة من العلم
ولهذا لا اريد ان ازيد على هذه المشاركة في هذا الموضوع
ـ[مساعد أحمد الصبحي]ــــــــ[08 - Oct-2010, صباحاً 10:59]ـ
لا مشكلة فأنا تنازلت عن مصطلح (الأصل) ..
لأنه في الحقيقة قد ثبت أن هذا المصطلح فيه إيهام وإشكال عند بعض طلبة العلم ...
فلن أقول الاصل بعد الآن ...
فإنه من المنهجية في العلم والبحث فيه ترك الألفاظ الموهمة أو التي تسبب إلتباس عند البعض ...
وكل ما يقصده من قال إن الاصل التعدد ..
أنه يُستحب للمتزوج أن يتزوج بأخرى إستحبابا قويا -مع عدم الجزم بأنه سنة مؤكدة كما هو الحال في الزواج الأول-
وهذا هو مؤدى كلام من قال: إن الأصل التعدد
ولذلك فقد تخليت عن هذا التعبير إلى تعبير آخر يؤدي نفس المعنى المقصود منه وهو:
سنية واستحباب التعدد
ولكن ليس بدرجة استحباب النكاح الأول للأعزب
المهم أن التعدد سنة مرغَّب فيها من سنن الإسلام ...
فهل توافقني على هذا؟(/)
صرخة بصرخة!
ـ[نجدية حرة]ــــــــ[04 - Oct-2010, مساء 11:25]ـ
سأصرخ بصوت أرفع من تلك الصرخات التي أسمعها بشكل يومي ومتكرر من المطلقات والمعلقات والضعيفات والمهملات، وصرختي سأوجهها لصناع القرار ومنظميه ومطبقيه من أصحاب الصف الإسلامي؛ لأنهم يريدون الخير والعدل مع حفظ شرف المرأة وعفافها، ولأنهم -أي الإسلاميين- يخشون أن يستغل أصحاب الفكر الهدام معاناة المرأة فيناصرونها في قضاياها الدنيوية التي ظلمت فيها مقابل سلب دينها وشرفها وحجابها.
ولأن الضعيف في غالب الأحيان سيلجأ لمن يناصره ويعيد له كرامته وحقه حتى لو كان عدوه؛ فما بالكم إذا كان الذي ستلجأ إليه المطلقة أو المظلومة ممن يزعم مناصرتها ويتباكى عليها وعلى حقها ويتربص بالشريعة والمنتسبين لها ويريد الإيقاع بهم!
وفي ذات السياق لا نجد من يحمي -في الغالب- مبدأ الإمساك بالمعروف أو التسريح بإحسان، بل نجد عونا بلا تشريع لمن أراد الإمساك بالإضرار وعدم التسريح بإحسان للضعيفة، ويلاحظ هذا وبصورة متكررة عندما تدور معاملة تخص تلك المظلومة بين المحاكم الشرعية باختلاف تقسيماتها الإدارية وبين رئاسة الإفتاء وغيرها من الدوائر الشرعية تدور بلا حل ينصفها وأحيانا بلا أي حل للقضية، وكل دائرة تتنصل من المسؤولية وترمي التبعة على الدائرة الأخرى، فتظل المرأة بين ظلم زوجها أو ذويها وبين إهمال أو غفلة صالحي الدوائر الشرعية، فتكون المرأة بين التصبر و الانحراف.
وفي ظني أن كثيرا من الأخوات اللاتي يعانين من إضرار أزواجهن أو ذويهن لهن أو لا يعرفن مصيرهن فيما يخص وقوع الطلاق من عدمه ويأسن من أن يرد أصحاب الدوائر الشرعية لهن حقهن لم يمنعهن من الذهاب إلى من ينادي بحقوق المرأة وإنصاف المرأة إلا معرفتهن أن هؤلاء سيتذرعون بهن ويستصدرون قرارات في ظاهرها أنها مع المرأة المظلومة وفي واقعها أنها لتفلت المرأة عن قرارها وعفافها وصيانتها. فإلى متى ستصبر المظلومة؟ ومتى ستسهم الدوائر الشرعية في حفظ حق المضار بها؟.
وأتمنى لو يكون لدى المحاكم الشرعية مستشارون ومستشارات منتشرون في جميع أنحاء البلاد لهم أماكن معروفة لاستقبال مثل تلك القضايا لحلها أو للترافع عنهن. كما أتمنى لو يسمع أصحاب القرار لمثلهن كي تسن القوانين الرادعة للرجال الذي يتلاعبون بحقوق المرأة فإنهم لا يقلون سوء عن أصحاب دعوات إخراج المرأة من عفافها.
وإن ظل الأمر كما هو فإني أهيب بالمحتسبين وأهل الخير أن يكونوا نشطاء وحقوقيين للمظلومات في مجتمعنا كي يخففوا من الشر المتزايد وأن يعيدوا الأمور لنصابها وأن يثبتوا أن أهل الشريعة هم أرحم من غيرهم بحقوق الناس كافة.
بقلم الشيخ/عبدالمجيد بن غيث الغيث ( http://khutabaa.com/index.cfm?method=home.author&AuthorID=266)
http://khutabaa.com/index.cfm?method=home.con&ContentID=4685(/)
اليوم العلمي الرابع لشيخنا الراجحي يوم الجمعة 07 ـ 11 شرح منسك الشيخ ابن باز
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[05 - Oct-2010, صباحاً 10:57]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته،،، أسعد اللَّه أوقاتكم بكلّ خير.
[بشرى]
«اليوم العلمي الرّابع لصَاحِبِ الفَضِيْلةِ الشَّيخِ عبدِ العزيز بنِ عبدِ اللَّهِ الراجِحيّ
بجامع الراجحي بشبرا يوم الجمعة: 07 ـ 11 ـ 1431
بعد صلاة العصر
شرح كتاب منسك سماحة الشيخ الإمام عبد العزيز بن باز رحمه اللَّهُ تعالى.»
كتاب التّحقيق والإيضاح لكثير من مسائل الحجّ والعمرة والزّيارة على ضوء الكتاب والسُّنَّة، بتحقيق الشَّيخِ صالِح العُصَيْمِيِّ.
http://alukah.net/userfiles/file/ta7qeeq%20wa%20idaa72.rar
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[24 - Oct-2010, صباحاً 11:04]ـ
«اليوم العلمي الرابع لفضيلة الشيخ/ عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي حفظه الله والذي تنظمه مؤسسة الشيخ عبدالله ابن جبرين الخيرية بالتعاون مع اللجنة العلمية بجامع الشيخ عبدالله الراجحي بحي شبرا «يوم الجمعة الموافق 21 - 11 - 1431 يشرح فيه كتاب التحقيق والإيضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله من بعد العصر إلى بعد العشاء بتوقيت الرياض.(/)
دعوة .. لأعضاء وزوار هذا المنتدى .. !!
ـ[طاب الخاطر]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 01:25]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خير المرسلين
وبعد ,, السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله القائل
(وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ)
الحج والعمرة ينفيان الفقر والذنوب
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
(تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب، كما ينفي الكير خبث
الحديد والذهب والفضة وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة وما من مؤمن يظل
يومه محرما إلا غابت الشمس بذنوبه) رواه الترمذي وهو حديث حسن صحيح
http://www.kl28.com/gallery/images/haram/normal_1-2.jpg
أحبتي في الله
نفتقد نحن المجاورين والقريبين لبيت الله الحرام
لذة العمرة بين الحين والآخر .. ولو سألت أحد
المسلمين في الدول المجورة القريبة لقال أنه
يتمنى ... أن يأخذ عمرة واحدة في حياته
وقد رأيت وسمعت ما ينفقونه إخوان لنا يعملون
بيننا برواتب قليه ولكن لهم همة عالية بأنهم
يأخذون في السنة الواحدة أكثر من عمرة
ونحن ولله الحمد ميسر لنا ولا نحتاج لأذن
ولا تختيم ولا خروج وعودة ولا معاملات
ورغم هذه التسهيلات .. فتجد الإنسان
ربما لا يعتمر في عمره إلا مرة واحدة
كما نعلم ما كان يواجه الأباء في القدم
من مصاعب السفر وكيف كانوا يواجهون
التعب والنصب مقابل الأجر .. كانوا يقطعون
المسافة بالأشهر وليس بالساعات
http://www.aljazeera.net/mritems/images/2002/5/16/1_96143_1_17.jpg
أما اليوم فلله الحمد والشكر
ساعة أو ساعتين وأنت بوسط الحرم
http://www.almustaqbal.com.lb/issues/images/1981/C11N1.jpg
هذه دعوة لزيارة بيت الله الحرام
وخاصة في هذا الوقت فهو خالي
تماماً من الزحمة ومن الزوار
حكم العمرة
العمرة مشروعة بالكتاب والسنة وإجماع الأمة فمن أنكر أنها مشروعة فقد كفر.
غير أن الفقهاء اختلفوا في حكمها: هل هي فرض أم سنة.
فقال الحنفيون والمالكية: هي سنة مؤكدة مرة في العمر على الأقل.
وقال الشافعي وأحمد: هي فرض في العمر مرة على من يفرض عليه الحج.
المصدر: تفضل هنا ( http://www.tohajj.com/display.asp?ID=448&Url=fqh006.htm# حكم%20العمرة548 9)
وإليك صفة العمرة
راجعها فضيلة الشيخ العلامة
عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين (حفظه الله)
تفضل هنا ( http://www.saaid.net/rasael/omrah/index.htm)
ويكفيك فضل الصلاة في الحرم علاوة على فضل أجر المعتمر
قال عليه الصلاة والسلام (صلاة في مسجدي هذا أفضل
من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام
وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مئة صلاة في هذا)
أخرجه أمد وابن ماجه
الهدف من هذا الموضوع التذكير بفضل العمرة وأنها يسيره لمن يسر الله له فلا تبخل على نفسك بعمرة وبزيارة المسجد النبوي واغتنم حياتك قبل موتك وصحتك قبل مرضك وصغرك قبل هرمك فالأيام تمضي والعمل الصالح يبقى
http://www.kl28.com/gallery/images/haram/normal_1-7.jpg
فضل العمرة وأحكامها (أيمن سامي) ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=15835)
يا من بدنياه اشتغل
وغره طول الأمل
الموت يأتي بغتتاً
والقبر صندوق العمل
اللهم اجعل عملنا خالصاً لوجهك الكريم
ويسر لنا العمرة وتقبلها منا
اللهم آمين
أخوكم ومحبكم في الله
طاب الخاطر
http://www.mojama.net/new/sound/106/largpic1229290587.jpg (http://www.mojama.net/new/sound.php?do=viewsound&ids=868)(/)
سماع الموتى و صلاة الصالحين في قبورهم
ـ[عماد البيه]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 06:25]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , اللهم صلى على محمد و آله و أصحابه و تابعيه بإحسان إلى يوم الدين.
قال الله سبحانه وتعالى: "وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ" - (المؤمنون: 100)
قال مجاهد: البرزخ الحاجز بين الموت والرجوع إلى الدنيا، وعنه قال: هو ما بين الموت
إلى البعث. قال الحسن: هي هذه القبور التي بينكم وبين الآخرة , وقال عطاء الخرساني:
البرزخ مدة ما بين الدنيا والآخرة.
ما وددت أن أتناوله في هذا البحث أساسا هي نقاط محددة كانت مسار جدل بين بعض الشيوخ و الأئمة ما بين من يثبت و من ينفي كلا بأدلته ألا و هي:
سماع الأموات للأحياء و مدى صحة صلاة المؤمن الصالح في القبر بجسده.
و بالرغم من أن هذا الموضوع لا يبدوا أنه ذو تأثير مباشر على عمل الإنسان إلا أن الدافع وراءه و العائد الأساسى منه هو فك التعارض الظاهري بين بعض النصوص و توضيح المقصود منها حتى تكون الصورة واضحة لا لبس فيها إن شاء الله تعالى.
المبحث الأول: سماع الموتى
هل الموتى يسمعون الأحياء؟ و إن كان كذلك فهل عن قرب أم عن بعد أيضا؟
و هنا سأذكر ما هو الصواب في هذا كما توصلت إليه بفضل الله تعالى و أسوق الأدلة على ذلك ثم الرد على أدلة الفريق الذى ينفي. فالصواب كما سيتضح هو أن:
الموتى يسمعون الأحياء و هذا السماع يكون عن قرب أى في النطاق الذي كان الميت يسمع منه و هو على قيد الحياة.
الأدلة:
1 - الحديث الذي ورد في الصحيحين عن قتادة عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
"العبد إذا وضع في قبره وتولي وذهب أصحابه حتى إنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فأقعداه فيقولان له ما كنت تقول في هذا الرجل محمد صلى الله عليه وسلم فيقول أشهد أنه عبد الله ورسوله فيقال انظر إلى مقعدك من النار أبدلك الله به مقعدا من الجنة قال النبي صلى الله عليه وسلم فيراهما جميعا"
فهو قول صريح صحيح أن الميت يسمع قرع نعال من يتولوا عنه
و قد صنف البخاري بابا مستقلا في كتاب الجنائز بعنوان "باب الميت يسمع خفق النعال" الذي أورد فيه هذا الحديث.
ففي هذا الحديث دلالة واضحة أن الميت يسمع الأحياء و فيه دلالة أخرى و هي أنه يسمع عن قرب إذ لو كان الميت يمكن أن يسمع من هو بعيد جدا عنه أو في بلد آخر لما كانت هناك فائدة في ذكر و تخصيص قرع نعال أصحابه الذين يتولوا عنه لأنه لو كان كذلك لكان الميت يسمع قرع نعال كل الناس فالتخصيص هنا يفيد أنه يسمع فقط في النطاق الذي حوله.
2 - الحديث الذي ورد في الصحيحين و مسند أحمد و سنن النسائي و اللفظ لمسلم عن أنس بن مالك - و رواه البخاري عنه عن أبي طلحة و عن بن عمر - "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك قتلى بدر ثلاثا ثم أتاهم فقام عليهم فناداهم فقال يا أبا جهل بن هشام يا أمية بن خلف يا عتبة بن ربيعة يا شيبة بن ربيعة أليس قد وجدتم ما وعد ربكم حقا فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقا فسمع عمر قول النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله كيف يسمعوا وأنى يجيبوا وقد جيفوا قال والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا"
فيه دلالة مرة أخرى على سماع الموتى للأحياء
كما أن فيه أيضا دلالة على أن الميت يسمع في المحيط الذي حوله إذ لو كان غير ذلك لخاطبهم النبي صلى الله عليه و سلم من مكانه أيا كان و لم يكن هناك ضرورة أن يقف عندهم كما جاء في الحديث "أتاهم فقام عليهم"
3 - حديث السلام على أهل القبور فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى المقبرة فقال
"السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون" - رواه الجماعة إلا البخاري و الترمذى و كذا مالك في الموطأ و ابن خزيمة في صحيحه
فيه دلالة أخرى على سماع الأموات للأحياء عن قرب لأن النبي صلى الله عليه و سلم هنا يناديهم مباشرة بكاف الخطاب "السلام عليكم" و لو لم يكن يسمعون لما كانت هناك فائدة في توجيه الخطاب لهم.
4 - قال أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن أبى الدنيا في كتاب القبور باب معرفة الموتى بزيارة الأحياء
(يُتْبَعُ)
(/)
حدثنا محمد بن عون حدثنا يحيى بن يمان عن عبد الله بن سمعان عن زيد بن أسلم عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما من رجل يزور قبر أخيه ويجلس عنده إلا استأنس به ورد عليه حتى يقوم"
قال أيضا: حدثنا محمد بن قدامة الجوهرى حدثنا معن بن عيسى القزاز أخبرنا هشام بن سعد حدثنا زيد بن أسلم عن أبى هريرة رضى الله تعالى عنه قال إذا مر الرجل بقبر أخيه يعرفه فسلم عليه رد عليه السلام وعرفه وإذا مر بقبر لا يعرفه فسلم عليه رد عليه السلام.
5 - ما رواه أحمد و مسلم و النسائي عن مخرمة بن المطلب عن السيدة عائشة رضي الله عنها في حديث طويل جاء فيه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال "فإن جبريل أتاني حين رأيت فناداني فأخفاه منك فأجبته فأخفيته منك ولم يكن يدخل عليك وقد وضعت ثيابك وظننت أن قد رقدت فكرهت أن أوقظك وخشيت أن تستوحشي فقال إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم قالت قلت كيف أقول لهم يا رسول الله قال قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وإنا إن شاء الله بكم للاحقون"
سند الحديث فيه مجهول إلا أن مسلما أتى به في المتابعات على حديث الباب الأصلي لأبي هريرة في السلام على أهل القبور.
و فيه دلالة أن السلام على أهل القبور و مخاطبتهم ليس مختصا بالنبي صلى الله عليه و سلم فقط لأنه صلى الله عليه و سلم ذكر للسيدة عائشة رضي الله عنها أن تسلم و تخاطبهم أيضا في قوله "وإنا إن شاء الله بكم للاحقون" فهنا مرة أخرى خطاب لأهل القبور
فالأدلة هنا تضافرت على أن الميت يسمع الحي سماعا حقيقيا في النطاق الذي حوله , و هذا هو الذي عليه السلف و جمهور أهل السنة.
أما الفريق الآخر الذي ينفي سماع الموتى للأحياء فأدلتهم ما يلي:
1 - قوله تعالى "إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ" - (النمل: 80) و كذلك (الروم: 52)
2 - قوله تعالى "وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ" - (فاطر: 22)
3 - ما ورد في الصحيحين أن السيدة عائشة رضي الله عنها أنكرت على ابن عمر ما رواه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال على قتلى بدر من المشركين في القليب "إنهم ليسمعون ما أقول" - و هو الحديث الثاني الذي ورد في الأدلة السابقة
فقد ذُكِرَ عند عائشة أن ابن عمر يرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم
" إن الميت يعذب في قبره ببكاء أهله عليه " فقالت وَهِلَ إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"إنه ليعذب بخطيئته أو بذنبه وإن أهله ليبكون عليه الآن " وذاك مثل قوله إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على القليب يوم بدر وفيه قتلى بدر من المشركين فقال لهم ما قال " إنهم ليسمعون ما أقول "
وقد وَهِلَ إنما قال " إنهم ليعلمون أن ما كنت أقول لهم حق "
ثم قرأت {إنك لا تسمع الموتى} {وما أنت بمسمع من في القبور}. - و اللفظ لمسلم
قولها: (وَهِل) هو بفتح الواو وكسر الهاء وفتحها أي غلط ونسي.
وقد وافق عائشة على نفي الموتى كلام الأحياء طائفة من العلماء ورجحه القاضي أبو يعلى في كتاب الجامع الكبير له واحتجوا بما احتجت به عائشة، وبأنه يجوز أن يكون ذلك معجزة مختصة بالنبي صلى الله عليه وسلم دون غيره، وهو سماع الموتى كلامه.
و الآن تعقيب
- قوله تعالى "إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ"
فقد استوقفتني هذه الآية و فكرت فيها مليا و كيفية الجمع بينها وبين الأحاديث الصحيحة في سماع الموتى
إلى أن قرأت الآية التالية لها مباشرة فوجدت فيها تفسيرها واضحا بحمد الله تعالى
ففي الآية التالية يقول تعالى "وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ"
فإنك إن تأملت قوله تعالى "إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ"
تجد أن الله تعالى حصر الإسماع فقط في المؤمنين , و هل الكفار لم يسمعوا النبي؟
الإجابة: بلى إنهم سمعوا بالطبع و لكنهم أعرضوا و لهذا استحقوا عقاب الله تعالى على كفرهم.
فيتضح إذن أن السماع المقصود هنا ليس هو مجرد إدراك الكلام بالأذن
(يُتْبَعُ)
(/)
لأن هذا الكلام أدركه المؤمن و الكافر
و لكن المقصود الإنصات و التدبر الذي يفضي إلى الإستفادة من الكلام المسموع و هذا الذي ينحصر في المؤمنين فقط.
فالسماع نوعان:-
الأول: الذي ليس للإنسان إرادة فيه و هو كل ما يقع على أذنه من الأصوات حوله
(و هذا الذي يشترك فيه الناس جميعا أحياء و أموات كذلك المؤمنون و غيرهم)
الثاني: الذي يكون للإنسان إرادة فيه و هو أن ينصت للكلام الذي يقال حتى يفهمه أو يحفظه أو يعمل بما فيه
(و هذا الذي يكون للأحياء لا الأموات كذلك المؤمنين لا الكافرين)
فكما أن كلا من المؤمن و الكافر سمع النبي صلى الله عليه و سلم
و لكن المؤمن أنصت و تدبر و فاده ما سمع بأن أسلم و الكافر لم ينصت و لم يفيده سماعه شئ
كذلك الحال بالنسبة للحي و الميت فكلاهما يسمع لكن الميت لا ينصت و لا يفيده سماعه شئ حيث قد أفضى إلى ما عمل و لا يمكنه أن يقوم بعمل شئ آخر في الدنيا
و لذلك قال الحافظ بن كثير في تفسيره للآية:
"إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين" أي لا تسمعهم شيئا ينفعهم
فكذلك هؤلاء على قلوبهم غشاوة وفي آذانهم وقر الكفر. انتهى كلامه
دليل آخر أيضا قوله تعالى مخبرا عن حال الكفار يوم القيامة:
"وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ" – (الملك: 10)
فبالطبع ليس المقصود منه سماع الأذن (النوع الأول) فلو لم يكونوا قد سمعوا لما عذبوا فالله تعالى برحمته لا يعذب حتى يبعث رسولا و بالتالى المقصود أنهم لم ينصتوا لما سمعوا و ينتفعوا به (النوع الثاني).
و كذلك الحال بالنسبة للآية الكريمة "وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ".
- و أما إنكار السيدة عائشة رضي الله عنها لرواية ابن عمر رضي الله عنهما فقد خالفها الجمهور في ذلك
كما أورده ابن حجر فقد روى الحديث أيضا أنس بن مالك رضي الله عنه بنفس اللفظ الذي رواه ابن عمر
عن النبي صلى الله عليه و سلم و هو "ما أنتم بأسمع لما أقول منهم"
و هذا لا ينفي أن تكون السيدة عائشة سمعت اللفظ الذي روته و هو " إنهم ليعلمون أن ما كنت أقول لهم حق "
فلا تعارض بين القولين فكلاهما صحيح هم سمعوا و علموا الحق فيكون النبي صلى الله عليه و سلم قال كلا اللفظين لكن في الأول كان في مقام تبيان أن الموتى يسمعونه و هو يخاطبهم ردا على سؤال عمر بن الخطاب له
"فكيف يسمعوا وأنى يجيبوا وقد جيفوا؟ " , و أما الثاني فكان في مقام تبيان أن هؤلاء الذين كفروا به و آذوه و حاربوه عرفوا الآن أن ما جاء به هو الحق من ربه.
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري شرح صحيح البخاري - كتاب الجنائز - باب ما جاء في عذاب القبر:
حديث عائشة قالت: إنما قال النبي صلى الله عليه وسلم: إنهم ليعلمون الآن ما إن كنت أقول لهم حق.
و هذا مصير من عائشة إلى رد رواية ابن عمر المذكورة، وقد خالفها الجمهور في ذلك
وقبلوا حديث ابن عمر لموافقة من رواه غيره عليه. وأما استدلالها بقوله تعالى إنك لا تسمع الموتى
فقالوا: معناها لا تسمعهم سماعا ينفعهم، أو لا تسمعهم إلا أن يشاء الله.
وقال السهيلي: عائشة لم تحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم
فغيرها ممن حضر أحفظ للفظ النبي صلى الله عليه وسلم وقد قالوا له:
يا رسول الله، أتخاطب قوما قد جيفوا؟ فقال: ما أنتم بأسمع لما أقول منهم. انتهى
و أضيف أنه حتى لو فرضنا خطأ رواية ابن عمر و أنس و كان اللفظ الذي صح فقط هو " إنهم ليعلمون أن ما كنت أقول لهم حق " , فإن مجرد مناداته صلى الله عليه و سلم للقتلى و مخاطبته لهم لدليل كاف أنهم يسمعونه لأنه حاشاه أن يعمل عمل لا معنى له.
المبحث الثاني: صلاة الصالحين في قبورهم
هل للموتى حياة بعد الموت في القبر؟ و هل يمكن أن يقوم بعمل من العبادات كالصلاة أو قراءة القرآن في قبره بجسده؟
أولا: ثبوت ذلك للأنبياء
- روى مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
"مررت - و في رواية أتيت - على موسى ليلة أسري بي عند الكثيب الأحمر وهو قائم يصلي في قبره"
رواه أيضا أحمد و النسائي
و قوله "قائم" يثبت أنه كان يصلي بجسده و ليس فقط بالروح فلو كانت بالروح فقط لكان المفهوم أن يقال
"و هو يصلي في قبره" و لما كان للفظ "قائم" فائدة
(يُتْبَعُ)
(/)
فالنبي صلى الله عليه و سلم لا يخاطب الناس إلا بما يفهمونه و لذلك فقوله "و هو قائم يصلي في قبره"
دل على أن ذلك كان بالجسد.
قال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم - كتاب الإيمان - باب ذكر المسيح ابن مريم والمسيح الدجال:
قال القاضي:
فإن قيل: كيف رأى موسى عليه السلام يصلي في قبره وصلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بالأنبياء
ببيت المقدس ووجدهم على مراتبهم في السموات وسلموا عليه ورحبوا به
فالجواب أنه يحتمل أن تكون رؤيته موسى في قبره عند الكثيب الأحمر كانت قبل صعود النبي
- صلى الله عليه وسلم - إلى السماء وفي طريقه إلى بيت المقدس، ثم وجد موسى قد سبقه إلى السماء.
ويحتمل أنه - صلى الله عليه وسلم - رأى الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم وصلى بهم على تلك الحال
لأول ما رآهم ثم سألوه ورحبوا به، أو يكون اجتماعه بهم وصلاته ورؤيته موسى بعد انصرافه
ورجوعه عن سدرة المنتهى. والله أعلم. إنتهى كلامه
- قال أبو يعلى: حدثنا أبو الجهم الأزرق بن علي حدثنا يحيى بن أبي بكير حدثنا المستلم بن سعيد عن الحجاج عن ثابت البناني: عن أنس بن مالك:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون"
أخرجه البيهقي في حياة الأنبياء في قبورهم [ص /23 طبعة مكتبة الإيمان]
قال الهيثمي في مجمع الزوائد [8/ 386]: رواه أبو يعلى والبزار ورجال أبو يعلى ثقات.
و نقل ابن الملقن في البدر المنير [5/ 285] عن البيهقي أنه قال بعد أن ساق هذا الطريق:
«هَذَا إِسْنَاد صَحِيح» ثم قال ابن الملقن: «وَهُوَ كَمَا قَالَ؛ لِأَن رِجَاله كلهم ثِقَات»
و صححه الألباني (السلسلة الصحيحة رقم 621)
قال الشيخ الألباني رحمه الله تعليقا على الحديث:
ثم اعلم أن الحياة التي أثبتها هذا الحديث للأنبياء عليهم الصلاة والسلام إنما هي حياة برزخية، ليست من حياة الدنيا في شيء، ولذلك وجب الإيمان بها دون ضرب الأمثال لها، ومحاولة تكييفها وتشبيهها بما هو المعروف عندنا في حياة الدنيا. إنتهى كلامه
قلت:
لو كانت مجرد حياة برزخية فكل الأموات في حياة برزخية فلو كان كذلك لما كانت هناك خصوصية إذا
ثم كما ذكرت في الفقرة السابقة أن النبي صلى الله عليه و سلم يخاطب الناس بما يفهمونه
فإذا قال أن الأنبياء "أحياء" فمعروف مدلول الكلمة عند متلقيها.
و لكن هذا لا يستوجب أن تكون حياة كاملة كحياة الدنيا و ما بها من غرائز و مأكل و مشرب الخ
بل إنها حياة للجسد فقط لأداء الصلاة و الذكر و ما شاء الله له من أفعال يقوم بها في قبره.
قال القرطبي رحمه الله:
"وهذا الحديث يدل بظاهره على: أنه صلى الله عليه وسلم رأى موسى رؤية حقيقية في اليقظة
وأن موسى كان في قبره حيا، يصلي فيه الصلاة التي كان يصليها في الحياة
وهذا كله ممكن لا إحالة في شيء منه، وقد صح أن الشهداء أحياء يرزقون
ووجد منهم من لم يتغير في قبره من السنين.
وإذا كان هذا في الشهداء كان في الأنبياء أحرى وأولى " انتهى
(المفهم 6/ 192)
وقال السيوطي رحمه الله:
" حياة النبي صلى الله عليه وسلّم في قبره هو وسائر الأنبياء معلومة عندنا علماً قطعياً؛ لما قام عندنا من الأدلة في ذلك، وتواترت به الأخبار " انتهى
(الحاوي للفتاوي 2/ 139)
استدل بعض من أنكروا صلاة الأموات و حتى الأنبياء في قبورهم بحديث "إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله
إلا من ثلاثة إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له" عند مسلم و أصحاب السنن.
قلت:
المقصود بالعمل الذي ينقطع هنا لابد أن يكون هو العمل الذي يثاب عليه صاحبه
و ليس أي فعل يقوم به و إلا فالميت يجيب الملكان السائلان و هذا مما لا خلاف عليه
فإجابته وكلامه مع الملكين أليس ذلك عملا؟
نعم هو عمل , إذن تبين أن العمل الذي ينقطع بعد الموت هو العمل المثاب عليه صاحبه
و لا خلاف أن صلاة الصالحين بعد الموت ليس لها ثواب إنما هي في حد ذاتها ثواب و نوع من الكرامة يعطيها الله سبحانه و تعالى لمن شاء من عباده الصالحين.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
هذه الصلاة ونحوها مما يتمتع بها الميت ويتنعم بها كما يتنعم أهل الجنة بالتسبيح
فإنهم يلهمون التسبيح كما يلهم الناس في الدنيا النَّفَس فهذا ليس من عمل التكليف الذي يطلب له ثواب منفصل
(يُتْبَعُ)
(/)
بل نفس هذا العمل هو من النعيم الذي تتنعم به الأنفس وتتلذذ به. انتهى
(مجموع الفتاوى 4/ 330)
- وأخرج البيهقي أيضا من رواية محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى أحد فقهاء الكوفة عن ثابت بلفظ آخر
قال: "إن الأنبياء لا يتركون في قبورهم بعد أربعين ليلة ولكنهم يصلون بين يدي الله حتى ينفخ في الصور"
قال الحافظ بن حجر ومحمد سيئ الحفظ
و روى أبو داود والنسائي وصححه ابن خزيمة وغيره عن أوس بن أوس رفعه في فضل يوم الجمعة
"فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي.
قالوا يا رسول الله وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت قال:
إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء"
قال الحافظ بن حجر في الفتح:
ومما يشكل على ما تقدم (و يقصد الحديث السابق و أحاديث صلاة النبي في قبره) ما أخرجه أبو داود من وجه آخر عن أبي هريرة رفعه "ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام" ورواته ثقات. ووجه الإشكال فيه أن ظاهره أن عود الروح إلى الجسد يقتضي انفصالها عنه وهو الموت، وقد أجاب العلماء عن ذلك بأجوبة:
أحدها: أن المراد بقوله: رد الله علي روحي أن رد روحه كانت سابقة عقب دفنه لا أنها تعاد ثم تنزع ثم تعاد
الثاني: سلمنا، لكن ليس هو نزع موت بل لا مشقة في
الثالث: أن المراد بالروح الملك الموكل بذلك
الرابع: المراد بالروح النطق فتجوز فيه من جهة خطابنا بما نفهمه
الخامس: أنه يستغرق في أمور الملإ الأعلى، فإذا سلم عليه رجع إليه فهمه ليجيب من سلم عليه. وقد استشكل ذلك من جهة أخرى، وهو أنه يستلزم استغراق الزمان كله في ذلك لاتصال الصلاة والسلام عليه في أقطار الأرض ممن لا يحصى كثرة، وأجيب بأن أمور الآخرة لا تدرك بالعقل، وأحوال البرزخ أشبه بأحوال الآخرة والله أعلم. إنتهى كلام ابن حجر
(فتح الباري - كتاب أحاديث الأنبياء - باب قول الله واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها)
قال ابن القيم رحمه الله:
وبعد وفاته - يعني النبي صلى الله عليه و سلم – استقرت - يعني روحه - في الرفيق الأعلى مع أرواح الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ومع هذا فلها إشراف على البدن، وإشراق، وتعلق به، بحيث يرد السلام على من سلم عليه، وبهذا التعلق رأى موسى قائما يصلى في قبره، ورآه في السماء السادسة، ومعلوم أنه لم يعرج بموسى من قبره ثم رد إليه، وإنما ذلك مقام روحه واستقرارها، وقبره مقام بدنه واستقراره إلى يوم معاد الأرواح إلى أجسادها، فرآه يصلى في قبره، ورآه في السماء السادسة، كما أنه صلى الله عليه وسلم في أرفع مكان في الرفيق الأعلى مستقرا هناك، وبدنه في ضريحه غير مفقود، وإذا سلم عليه المسلم رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام، ولم يفارق الملأ الأعلى. إنتهى
(زاد المعاد 3/ 40 - 41)
وقال السيوطي: وقع السؤال عن الجمع بين هذا الحديث وبين حديث الأنبياء أحياء وفي قبورهم يصلون وسائر الأحاديث الدالة في حياة الأنبياء فإن ظاهر الأول مفارقة الروح في بعض الأوقات، وألفت في الجواب عن ذلك تأليفا سميته انتباه الأذكياء بحياة الأنبياء
وحاصل ما ذكرته فيه خمسة عشر وجها أقواها أن قوله: رد الله روحي جملة حالية، وقاعدة العربية أن جملة الحال إذا صدرت بفعل ماض قدرت فيه قد كقوله تعالى: أو جاءوكم حصرت صدورهم أي قد حصرت وكذا هاهنا يقدر قد والجملة ماضية سابقة على السلام الواقع من كل أحد، وحتى ليست للتعليل بل لمجرد العطف بمعنى الواو فصار تقدير الحديث: ما من أحد يسلم علي إلا قد رد الله علي روحي قبل ذلك وأرد عليه.
وإنما جاء الإشكال من أن جملة رد الله علي روحي بمعنى حال أو استقبال، وظن أن حتى تعليلية ولا يصح كل ذلك. وبهذا الذي قدرناه ارتفع الإشكال من أصله. ويؤيده من حيث المعنى أن الرد لو أخذ بمعنى حال أو استقبال للزم تكرره عند تكرر المسلمين، وتكرر الرد يستلزم تكرر المفارقة، وتكرر المفارقة يلزم عليه محذورات، منها تألم الجسد الشريف بتكرار خروج روحه وعوده أو نوع ما من مخالفة تكرير إن لم يتألم، ومنها مخالفة سائر الناس من الشهداء وغيرهم إذ لم يثبت لأحدهم أنه يتكرر له مفارقة روحه وعوده بالبرزخ وهو - صلى الله عليه وسلم - أولى بالاستمرار الذي هو أعلى رتبة. ومنها مخالفة القرآن إذ دل أنه ليس إلا
(يُتْبَعُ)
(/)
موتتان وحياتان، وهذا التكرار يستلزم موتات كثيرة وهو باطل. ومنها مخالفة الأحاديث المتواترة الدالة على حياة الأنبياء وما خالف القرآن والسنة المتواترة وجب تأويله.
قال البيهقي في كتاب الاعتقاد: الأنبياء بعد ما قبضوا ردت إليهم أرواحهم فهم أحياء عند ربهم كالشهداء. والحديث أخرجه البيهقي في كتاب حياة الأنبياء بلفظ إلا وقد رد الله علي روحي بزيادة لفظ " قد " وقال البيهقي في شعب الإيمان: وقوله " إلا رد الله علي روحي " معناه والله أعلم إلا وقد رد الله علي روحي فأرد عليه السلام فأحدث الله عودا على بدء. انتهى
تعقيب:
- "موتتان وحياتان" يشير بذلك لقوله تعالى
"كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ" - (البقرة: 28)
كذلك قوله تعالى مخبرا عن حال الكافرين يوم القيامة
"قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ" - (غافر: 11)
فعند أكثر المفسرين الموت الأول هو قبل أن يولد الإنسان أو عندما كان ترابا و الثانية هي الموتة التي يموتها في الدنيا و الحياة الأولى مجيئه للدنيا و الثانية يوم القيامة و لذلك فإن السيوطي و طائفة أخرى من بعض المفسرين يردون القول بالإحياء بعد الموت لأن ذلك سوف يعني أنه سيكون عدد الإماتة و الأحياء أكثر من اثنين
و لكن تم الرد عليهم بأن المقصود في الآية الحياتان الكاملتان و هما حياة الدنياو حياة الأخره أما إحياء الميت في القبر فهي ليست حياة كاملة يقوم فيها الميت بكل ما يقوم به في الدنيا إنما هي حياة لأغراض محددة كالصلاة و رد السلام فلا تعارض حينئذ مع الآية.
و أضيف أيضا أن بعض المفسرين قال أن الإحياء الأول هو في القبر ثم يميتهم ثم الإحياء الثاني يوم القيامه قاله الثوري عن السدي عن أبي صالح " كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون" قال يحييكم في القبر ثم يميتكم و قد استبعد ذلك الحافظ بن كثير.
- و أما بالنسبة للجمع بين الحديثين
فلا مانع أن تكون صلاتهم في قبورهم في أوقات و تواجدهم في السماء في أوقات أخرى
فيكون قوله صلى الله عليه و سلم " إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام"
محمولة على ما إذا كان ذلك في غير وقت صلاته صلى الله عليه و سلم في قبره
و كذا فإنه يفسر مشاهدته لموسى عليه السلام و هو قائم يصلى في قبره أثناء رحلة الإسراء ثم مقابلته بعد ذلك في السماء أثناء رحلة المعراج و هذا يكون أقرب لما قاله الإمام مالك فيما بلغه أن الروح مرسلة تذهب حيث شاءت و الإحتمال الثاني أن أرواحهم تكون متصلة بالجسد من جهة و مفارقة له في السماء من جهة أخرى مثل حال النائم فروحه من جهة في الملكوت بها قد يرى الرؤى و الأحلام و هى متصلة بجسده من ناحية أخرى بها يشعر إذا أيقظه أحد و ربما تكلم أو قام بحركات أثناء النوم.
قال تعالى "اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" - (الزمر: 42)
و هذا المعنى الذي قاله العلامة ابن القيم.
ثانيا: مدى إمكانية حدوث ذلك لعموم الصالحين
- روى ابن حبان في صحيحه و الطبراني في الأوسط
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
إن الميت إذا وضع في قبره إنه يسمع خفق نعالهم حين يولوا مدبرين فإن كان مؤمنا كانت الصلاة عند رأسه وكان الصيام عن يمينه وكانت الزكاة عن شماله وكان فعل الخيرات من الصدقة والصلاة والمعروف والإحسان إلى الناس عند رجليه فيؤتى من قبل رأسه فتقول الصلاة ما قبلي مدخل ثم يؤتى عن يمينه فيقول الصيام ما قبلي مدخل ثم يؤتى عن يساره فتقول الزكاة ما قبلي مدخل ثم يؤتى من قبل رجليه فيقول فعل الخيرات من الصدقة والمعروف والإحسان إلى الناس ما قبلي مدخل فيقال له اجلس فيجلس قد مثلت له الشمس وقد دنت للغروب فيقال له أرأيتك هذا الذي كان قبلكم ما تقول فيه وماذا تشهد عليه فيقول دعوني حتى أصلي فيقولون إنك ستفعل أخبرنا عما نسألك عنه أرأيتك
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا الرجل الذي كان قبلكم ماذا تقول فيه وماذا تشهد عليه قال فيقول محمد أشهد أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه جاء بالحق من عند الله فيقال له على ذلك حييت وعلى ذلك مت وعلى ذلك تبعث إن شاء الله ثم يفتح له باب من أبواب الجنة فيقال له هذا مقعدك منها وما أعد الله لك فيها فيزداد غبطة وسرورا ثم يفتح له باب من أبواب النار فيقال له هذا مقعدك وما أعد الله لك فيها لو عصيته فيزداد غبطة وسرورا ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعا وينور له فيه ويعاد الجسد كما بدأ منه فتجعل نسمته في النسيم الطيب وهي طير تعلق في شجر الجنة فذلك قوله يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة الآية وإن الكافر إذا أتي من قبل رأسه لم يوجد شيء ثم أتي عن يمينه فلا يوجد شيء ثم أتي عن شماله فلا يوجد شيء ثم أتي من قبل رجليه فلا يوجد شيء فيقال له اجلس فيجلس مرعوبا خائفا فيقال أرأيتك هذا الرجل الذي كان فيكم ماذا تقول فيه وماذا تشهد عليه فيقول أي رجل ولا يهتدي لاسمه فيقال له محمد فيقول لا أدري سمعت الناس قالوا قولا فقلت كما قال الناس فيقال له على ذلك حييت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله ثم يفتح له باب من أبواب النار فيقال له هذا مقعدك من النار وما أعد الله لك فيها فيزداد حسرة وثبورا ثم يفتح له باب من أبواب الجنة ويقال له هذا مقعدك منها وما أعد الله لك فيها لو أطعته فيزداد حسرة وثبورا ثم يضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه فتلك المعيشة الضنكة التي قال الله فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى
الحديث حسنه الألباني (صحيح الترغيب و الترهيب 3561)
نسأل الله أن يثبتنا جميعا بالقول الثابت في الحياة الدنيا و في الآخرة آمين
فإن صح الحديث يستفاد منه أمور:
أولا: أن المؤمنين أو بعضهم سيصلون في قبورهم لأنه كما جاء في الحديث أن الملكين يقولا له "ستفعل" عندما أراد أن يصلي , و الملائكة بالطبع لا تكذب فلو قال الملك له ستفعل فسيفعل.
ثانيا: أن الروح ترد في الجسد في هذا الوقت و ذلك يفهم من قوله "فيقال له اجلس فيجلس" و إن كان قد ورد لفظ مشابه في الصحيحين و هو "فأقعداه" ففي كلا الحديثين أن الميت سيجلس و هو يحاسب إلا أن اللفظ هنا صريح بأنه سيجلس بنفسه.
و قد روى أيضا الإمام أحمد في مسنده حديث يدل على رد الروح للميت في القبر عند الحساب
قال: حدثنا أبو معاوية قال حدثنا الأعمش عن منهال بن عمرو عن زاذان عن البراء بن عازب قال خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولما يلحد فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله وكأن على رءوسنا الطير وفي يده عود ينكت في الأرض فرفع رأسه فقال استعيذوا بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاثا ثم قال إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت عليه السلام حتى يجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان قال فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض قال فيصعدون بها فلا يمرون يعني بها على ملإ من الملائكة إلا قالوا ما هذا الروح الطيب فيقولون فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا فيستفتحون له فيفتح لهم فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهى به إلى السماء السابعة فيقول الله عز وجل اكتبوا كتاب عبدي في عليين وأعيدوه إلى الأرض فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى قال فتعاد روحه في جسده فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك فيقول ربي الله فيقولان له ما دينك فيقول ديني الإسلام فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولان له وما علمك فيقول قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت فينادي مناد في السماء أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة قال فيأتيه من روحها
(يُتْبَعُ)
(/)
وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره
الحديث حسنه الألباني (مشكاة المصابيح: 1630)
ثالثا: وقوع النعيم أو العذاب على البدن و الروح جميعا لقوله "حتى تختلف فيه أضلاعه"
وأما انفراد الروح وحدها فقد ورد بذلك أحاديث أيضا منها:
- عن كعب بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إنما نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة حتى يرجعه إلى جسده يوم يبعثه"
رواه النسائي ورواه مالك والشافعي.
- روى حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكر حديث القبر بطوله في حق المؤمن قال: " ويعاد الجسد إلى ما بدىء منه وتجعل روحه في نسيم طير يعلق في شجر الجنة ". خرجه الطبراني وغيره، وخرجه ابن حبان في صحيحه من طريق معتمر عن محمد بن عمرو به ولفظه، وتجعل نسمته في النسيم الطيب وهو طير يعلق في الجنة، وقد سبق أن غيرهما رواه عن محمد بن عمرو فوقفه على أبي هريرة
- خرج ابن منده أيضاً من رواية عيسى بن موسى عن سفيان الثوري عن ثور بن يزيد
عن خالد بن معدان عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" أرواح المؤمنين كالزرازير تأكل من ثمر الجنة "
ثم قال ابن منده رواه جماعة عن الثوري موقوفاً، يعني علي عبد الله بن عمرو والصواب وقفه.
- وقد سبق أن الإمام ذكره في رواية ابنه عبد الله موقوفاً وكذا رواه وكيع عن ثور بن يزيد
عن خالد بن معدان عن عبد الله بن عمرو قال:
أرواح المؤمنين في أجواف طير خضر كالزرازير يتعارفون فيها ويرزقون من ثمرها. أخرجه الخلال. وخرج أيضاً من حديث أبي هشام عن أبي إسحاق عن الأحوص عن عبد الله بن مسعود فذكر احتضار المؤمن وأن روحه تعاد إلى جسده عند سؤاله في القبر ثم ترفع روحه فتجعل في أعلا عليين. ثم تلا عبد الله الآية {إن كتاب الأبرار لفي عليين. وما أدراك ما عليون. كتاب مرقوم} قال السماء السابعة وأما الكفار فذكر الكلام وتلا (إن كتاب الفجار لفي سجين. وما أدراك ما سجين)
قال: الأرض، وروي مثل هذا المعنى عن أبي هريرة وعبد الله بن عمرو، وذكره ابن عبد البر. وروى سعيد عن قتادة قال: ذكر لنا أن عبد الله بن عمرو كان يقول: سجين هي الأرض السفلى فيها أرواح الكفار.
- وروى ابن المبارك عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب أن منصور بن أبي منصور حدثه قال سألت عبد الله بن عمرو عن أرواح المسلمين حين يموتون قال: ما تقولون يا جهال العراق؟ قلت: لا أدري. قال: فإنها صور طير بيض في ظل العرش.
فتبين من ذلك أن هناك أحاديث تثبت النعيم و العذاب للبدن و الروح معا و أخرى تثبتها للروح فقط
قال شيخ الإسلام بن تيمية:
فقد أخبرت هذه النصوص أن الروح تنعم مع البدن الذي في القبر - إذا شاء الله - وإنما تنعم في الجنة وحدها وكلاهما حق. وقد روى ابن أبي الدنيا في كتاب ذكر الموت عن مالك بن أنس قال: " بلغني أن الروح مرسلة تذهب حيث شاءت " وهذا يوافق ما روي: " أن الروح قد تكون على أفنية القبور " كما قال مجاهد: إن الأرواح تدوم على القبور سبعة أيام يوم يدفن الميت لا تفارق ذلك وقد تعاد الروح إلى البدن في غير وقت المسألة " كما في الحديث الذي صححه ابن عبد البر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {ما من رجل يمر بقبر الرجل الذي كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام}.
ثم قال أيضا:
وقد انكشف لكثير من الناس ذلك حتى سمعوا صوت المعذبين في قبورهم ورأوهم بعيونهم يعذبون في قبورهم في آثار كثيرة معروفة ولكن لا يجب ذلك أن يكون دائما على البدن في كل وقت ; بل يجوز أن يكون في حال دون حال. إنتهى كلامه
(مجموع فتاوى ابن تيمية - العقيدة - كتاب مفصل اعتقاد السلف - العذاب والنعيم على النفس والبدن جميعا – ص 296 - 297)
- و من الروايات التى وردت عن وقائع عينية لبعض الصالحين شوهدوا و هم يصلون أو سمعوا و هم يقرؤن القرآن في قبورهم منها قصة مشهورة لثابت البناني و غيره:
ما أوردها الحافظ ابن رجب في كتابه "أهوال القبور وأحوال أهلها إلى النشور" كما يلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
114 - روى أبو نعيم بإسناده عن محمد بن عبد الله الأنصاري حدثني إبراهيم ابن الصمة المهلبي قال: حدثني الذين كانوا يمرون بالحص بالأسحار قالو ا: كنا إذا مررنا بجنبات ثابت البناني سمعنا قراءة القرآن.
115 - وبإسناده عن يسار بن حبيش عن أبيه قال: أنا والذي لا إله إلا هو أدخلت ثابت البناني في لحده ومعي حميد ورجل غيره فلما سوينا عليه اللبن سقطت لبنة فإذا به يصلي في قبره فقلت للذي معي: ألاتراه؟ قال: اسكت فلما سوينا عليه وفرغنا أتينا ابنته فقلنا لها: ما كان عمل ثابت؟ قالت: وما رأيتم؟ فأخبرناها فقالت: كان يقوم الليل خمسين سنة فإذا كان السحر قال في دعائه: اللهم إن كنت أعطيت أحداً الصلاة في قبره فأعطينيها، فما كان الله ليرد ذلك الدعاء.
116 - وقال أبو بكر الخلال: وأخبرني أحمد بن محمد بن بشر حدثنا سلمة بن شبيب حدثنا حماد الحفار قال: دخلت المقابر يوم الجمعة فما انتهيت إلى قبر إلا سمعت فيه قراءة القرآن.
117 - وروى أبو الحسن في كتاب الروضة عن عبد الله به محمد عن منصور حدثني إبراهيم الحفار قال: حفرت قبراً فبدت لبنة فشممت رائحة المسك حين انفتحت اللبنة فإذا شيخ جالس في قبره يقرأ القرآن. إنتهى
قد يسأل سائل:
و لماذا إذن لا يرى ذلك كثيرا و هناك مقابر تفتح أكثر من مرة و الحديث فيه أن المؤمن سيطلب الصلاة و سيفعلها فكان مقتدى ذلك أن يكون من المعتاد مشاهدة مثل ذلك؟
أجيب:
الحديث يثبت القيام بالصلاة لكن ليس شرطا أن تدوم إلى يوم القيامة فهذا ثبت للأنبياء لكنه ليس بالضرورة في غيرهم فقد يصلى الصالح صلاة واحدة أو ما شاء الله له أن يصلى أو يقرأ القرآن ثم يعود لما كان عليه و الله تعالى أعلم.
نستخلص مما سبق أن:
- سماع الموتى للأحياء عن قرب ثابت بالسنة الصحيحة الصريحة.
- الأنبياء يصلون في قبورهم صلاة حقيقية فيها قيام و ركوع و سجود.
- الروح بعد الموت الأصل فيها أنها تفارق الجسد لكنها تعود إليه عند سؤال الملكين و كذلك تتصل به من حين لآخر و ربما كما قال الإمام مالك أن الروح مرسلة تذهب حيث شاءت.
- في غير هذه الأوقات التي تعود فيها للجسد فهى إما في عليين في حالة المؤمن أو في سجين في حالة الكافر.
- ولا يمنع أن تكون متصلة بالجسد في وقت ما من ناحية و مفارقة له من ناحية أخرى مثل النائم فروحه من جهة في الملكوت بها قد يرى الرؤى و الأحلام و هى متصلة بجسده من ناحية أخرى بها يشعر إذا أيقظه أحد و ربما تكلم أو قام بحركات أثناء النوم
قال تعالى "اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" - (الزمر: 42).
- من المؤمنين من يكتب له أن يصلي أو يقرأ القرآن في قبره كرامة و فضلا من الله تعالى لهم نسأل الله أن يجعلنا منهم إنه تعالى جواد كريم.
و لله الحمد و المنة
ـ[الصفوري]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 08:27]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الأخ عماد
لماذا لا يكون نفي سماع الموتى بموجب الآيات القرآنية الدالة على ذلك نفي عام قد خص بمواضع معينة مثل مخاطبة النبي - صلى الله عليه وسلم - لأهل القليب، و سماع قرع النعال و السلام على الموتى من المؤمنين عند زيارة القبور (مواضع ثلاثة جاء فيها التخصيص) بدلا من إلغاء دلالة نص الآيات الصريحة التي تنفي سماع الموتى و تكون المواضع التي جاء فيها مخاطبة النبي - صلى الله عليه و على آله و سلم - لهم تخصيص و استثناء، و نكون بذلك جمعنا بين الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية.
هذا من جهة و من جهة أخرى فإنك جئت باحاديث من كتاب ابن ابي الدنيا دون ذكر درجة هذه الأحاديث،كحديث:""ما من رجل يزور قبر أخيه ويجلس عنده إلا استأنس به ورد عليه حتى يقوم" و كذا رواية "إذا مر الرجل بقبر أخية يعرفه .... " و أظن أن فيها كلام.
و أما قولك:"فالأدلة هنا تضافرت على أن الميت يسمع الحي سماعا حقيقيا في النطاق الذي حوله , و هذا هو الذي عليه السلف و جمهور أهل السنة.".أظن أن هذه المقولة بحاجة لمراجعة خصوصا إذا علمنا أن أحاديث ابن أبي الدنيا ضعيفة، و جمعا بين الآيات و الأحاديث
(يُتْبَعُ)
(/)