ورحم الله ابن رجب؛ كيف لو أدرك زماننا واطلع على غنائه وآلاته، ومن يجادل ليثبت حله!
وبعد كل ما سبق يُسأل الشيخ الكلباني: هل الذي أباحه السلف هو هذا الغناء المعهود اليوم الذي لا ينفك عن المعازف البتة، ولا عن قول الفحش غالبا؟
وهل هذا هو الذي عناه عمر رصي الله عنه -وقد احتججت به- حينما قال: (الغناء زاد الراكب)؟
هل غناء المطربين والمطربات اليوم من أهل الفسق أو الكفر هو الذي سمعه عمر رضي الله عنه من رجل بفلاة من الأرض وهو يحدو بغناء الركبان فقال ما قال؟!
إن حمل الشيخ عادل كلام السلف في الغناء على الغناء المعاصر الذي أباحه (بكل أحواله) هو حمل للنصوص وكلام السلف على اصطلاح حادث؛ وهو مسلك خاطئ موقع في الزلل، بل الضلال.
الوقفة الثانية: من عجيب أمر الشيخ عادل أنه قد ضمّن بعض النقولات التي استشهد بها على حل الغناء ما ينقض مذهبه الذي فتح فيه الباب على مصراعيه حين قال: (الغناء حلال كله، حتى مع المعازف)! وهو خبير بما عليه حال الغناء اليوم، ولا يخفاه كيف طار كثير من الشباب والفتيات بكلامه فرحا وتناقلوه فيما بينهم؛ لأنهم فهموا حل الغناء الذي يعرفونه ويدمنون استماعه، ولا شك أنه مقصود الشيخ عادل؛ فهو ابنُ واقعه ومجتمعه؛ فأين هو عن هذا القيد الذي أورده ضمن ما أورد من نقولات؛ كمثل قول عطاء: (لا أرى به بأسا، ما لم يكن فحشا)، وقول أبي بكر عبد العزيز: (مباح، ما لم يكن معه منكر)؛ فأي فحش أعظم، وأي منكر أشنع مما احتوته الأغاني في حالها المعلوم اليوم لدى الصغار والكبار؛ من إلهاب للغرائز، وتأجيج للكوامن، ونشر للرذيلة، ودعوة للفاحشة، وصد عن ذكر الله، وتعلق بالفسقة، بل الكفرة؟!
ومن نازع في احتواء الغناء على هذه المنكرات فعلى عقله العفاء؛ ثم يأتي الشيخ الكلباني متجاوزا هذا، رافعا صوته بكل ثقة: (فعلى هذا فإن الذي أدين الله تعالى به هو أن الغناء حلال كله، حتى مع المعازف)!
فأين الدين؟ وأين العلم؟ بل أين العقل؟ فلا إخال عاقلا تخفاه مفاسد الغناء الحديث وآثاره القبيحة؛ ودونك مدمني الغناء؛ سلهم عما يجدونه في قلوبهم من قسوة باستماعه، وكيف أنهم يجدون فعله في النفوس أعظم من حُميّا الكؤوس.
ولو لم يرد في الكتاب والسنة دليل واحد على منع هذا الغناء لكانت مقاصد الشرع التي لا يجهلها أحد كافية في الحكم بمنعه.
أفلم يرمق الشيخ عادل يوما مجموعة من الشباب وقد اجتمعوا على استماع "موسيقى" صاخبة، أو أغنية عاطفية مثيرة، وكيف أنهم أصبحوا بفعلها إلى المجانين أقرب منهم إلى العقلاء؛ أفتأتي شريعة محمد عليه الصلاة والسلام بإباحة هذه الحال القبيحة؟ أهكذا أراد الله من عباده المؤمنين أن يكونوا؟
ألا إن من أعضل المعضلات إيضاح الواضحات.
ويا لله العجب؛ نبينا عليه الصلاة والسلام يقول -كما في الصحيحين-: (رويدا يا أنجشة، لا تكسر القوارير) فهو -على ما اختاره البخاري والهروي وعياض والخطابي وابن قتيبة وابن الجوزي وغيرهم في توجيه الحديث- يخاف الفتنة على النساء من سماع نشيد مجرد لحادٍ يحدو إبلا؛ فيأمره بالكف؛ لأن الصوت الحسن يحرك النفوس ويوقع في القلوب الفتنة؛ فكيف بأغاني الخنا المعاصرة وآلاتها الصاخبة؟
الوقفة الثالثة: لا ينازع عاقل في أن شرط من يتصدى للخوض في أحكام الشرع تحليلا وتحريما أمران: الأهلية العلمية، والتحلي بالأمانة والإنصاف.
ولا أظن من قرأ وريقات الشيخ عادل إلا ويجد نفسه في حيرة من أمره تجاه ما يقرأ؛ فهو -أصلحه الله- لم يتحلَّ بالأول، وأخل بالثاني، وهذا ما ستكشفه هذه الوقفة وما بعدها بعون الله.
وسأكتفي هنا بمثال: قال الشيخ عادل: (ومن دلائل إباحته [الغناء] أيضا: أنك لن تجد في كتب الإسلام ومراجعه نصا بذلك، فلو قرأت الكتب الستة لن تجد فيها باب تحريم الغناء أو كراهة الغناء أو حكم الغناء، وإنما يذكره الفقهاء تبعا للحديث في أحكام النكاح وما يشرع فيه ... ).
فيا عجبا؛ هل قرأ هو الكتب الستة -أو تبويباتها على أقل تقدير- قبل أن يصدر هذا الحكم النافي القاطع؟ إن كان لم يقرأ فهي مصيبة، وإن قرأ فالمصيبة أعظم!
فما قوله فيما يأتي: قال أبو داود رحمه الله في سننه (4/ 433): (باب في النهي عن الغناء)
وقال في (4/ 434): (باب كراهية الغناء والزمر).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ابن ماجه رحمه الله في سننه (1/ 611): (باب الغناء والدف) وأورد تحته -ضمن ما أورد- حديث ابن عمر الذي فيه وضع الإصبعين في الأذنين لما سمع صوت طبل.
وأورد في (2/ 733) حديث أبي أمامة: (نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن بيع المغنيات وعن شرائهن وعن كسبهن وعن أكل أثمانهن) تحت باب: (ما لا يحل بيعه).
وقال البخاري في صحيحه (10/ 563 مع الفتح): (باب ما يجوز من الشعر والرجز والحداء وما يكره منه). والحداء نوع من الغناء.
ولو أردت أن أستزيد في النقل الكثير عن كتب الإسلام ودواوين السنة لفعلت.
فماذا سيقول الشيخ عادل بعد هذا؟
وهل هذا هو التحقيق العلمي الذي دفعه لنصرة القول بالإباحة والرجوع عن التحريم؟
الوقفة الرابعة: لعل الشيخ عادلا قد انفرد بمسلك فريد في إثبات الأحكام؛ ألا وهو: جعل تبويبات المحدّثين دليل إثبات الأحكام، وانتفاءها دليل نفيها! كما سبق الحديث عن ذلك.
وليس هذا الخطأ الأصولي الوحيد؛ فإن له أخوات؛ من ذلك أنه ينحى إلى الاحتجاج بالخلاف؛ حيث يقول -أصلحه الله-: (فوجود الخلاف فيه [أي الغناء] دليل آخر على أنه ليس بحرام بيّن التحريم).
وبغض النظر عن عدم التسليم بأن الغناء المعهود ليس محل خلاف، وأنه مجمع عليه ومن خالف فيه فخلافه لا عبرة به - فإنني أقول: إن الاحتجاج بالخلاف وجعله ذريعة إلى التهوين من المسائل مسلك ساقط، ولا دليل عليه، وهل يحتاج الشيخ عادل إلى أن يُسرد له قائمة من المسائل التي وقع فيها خلاف مع أن التحريم فيها بيّن والحجة صريحة؟ أو أن يساق له كلام أهل العلم في عدم اعتبار الخلاف حجة؟
ومن غرائب الشيخ عادل الأصولية أيضا: أنه يجعل حشد النصوص على تحريم الغناء من هنا وهناك من الدلائل على أنه ليس بالمحرم الجلي الواضح!
ويكفي اعترافه بأنها "نصوص"؛ فما العيب على أهل العلم في حشدها بيانا للحق وتقوية لبراهينه؟
وما ذنبهم إذا حالت ضحالة العلم عند بعض الناس دون إدراك جلائها ووضوحها؟
وما حيلتهم إذا لبس زي العلماء من ليس منهم، وأضحى يُلبس على الناس دينهم؛ أليس من واجبهم حشد الأدلة لنصرة الحق وتزييف الباطل؟
ومن غرائب الشيخ عادل أيضا في منهج الاستدلال ما سطره في افتتاح وريقاته، وخلاصته: أن محبة الصوت الحسن من الغريزة الإنسانية التي لا يمكن أن تأتي الشريعة بمحاربتها؛ ويريد أن يفرع على هذا حل الغناء! وغفل -هداه الله- عن أن المنع في الغناء لم يكن كبحا للغريزة، وإنما لوجود معارض أرجح؛ وهو ما يتضمنه هذا الغناء من منكر أو ما يؤدي إليه من منكر.
ولو طرد أحد حجته هذه فقال: رؤية الصورة الحسنة من الغريزة الإنسانية، ومما تستريح له النفس وتنشرح، ولا يمكن أن تأتي الشريعة بمنع مثل ذلك! وفرّع على هذا جواز رؤية صور النساء الأجنبيات الحسان وشعورهن ونحورهن وسائر مفاتنهن؛ فما جوابه عند الشيخ عادل؟ علما بأن كل ما سيجيب به سيُقلب حجة عليه في قوله!
على أن ما ذكره -عفا الله عنه- مغالطة مكشوفة؛ فسماع الأصوات الحسنة لم يمنع مطلقا؛ وإنما المنع من سماع مخصوص -كما جاء المنع من رؤية مخصوصة وشراب مخصوص- حسما لذريعة الشر، وحفظا لسلامة القلب؛ فإن الغناء رقية الزنا.
الوقفة الخامسة: سرد الشيخ عادل قائمة طويلة غريبة ممن زعم أنهم قائلون بجواز الغناء، أو الغناء مع المعازف.
وهذا السرد فيه خلط عجيب، وصاحبه فيه كحاطب ليل يخبط خبط عشواء.
وما أصدق ما قاله الهيتمي في كتابه كف الرعاع (312): (شأن هؤلاء المنتصرين لحل ما حرم الله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم ووارثيه أنهم يكتفون بمجرد حكاية يجدونها في كتاب من غير بحث منهم عمن رواها، ولا عن مدلولها ومعناها ... ولا منكر أقبح ممن يريد أن يحلل ما أجمع العلماء على تحريمه، ويوقع العامة وغيرهم في العمل به وسماعه، غافلا عما يترتب عليه من الإثم والعقاب، عافانا الله من ذلك بمنه وكرمه، آمين).
إن من المتقرر أن من أراد أن يستشهد بكلام أهل العلم فعليه أولا أن ينتقي من يُقتدى به ويُعتد برأيه؛ فإن مسائل الحلال والحرام إنما تؤخذ عن أئمة الاجتهاد المبرزين في علوم الشريعة، مع الديانة والورع.
ثم عليه ثانيا أن يثبت صحة النقل عمن ينقل عنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد أخلّ الشيخ عادل بالأمرين؛ فقد فرح بما وجده في كتب التاريخ والأدب من مادحي الغناء والمعازف أو المشتغلين بذلك، ثم ساق أسماءهم إلى الناس ليقول: هاكم الذين أباحوا الغناء قبلي!
ومتى كانت كتب الأدب والتاريخ مرجعا في مسائل الحلال والحرام؟
ثم إن هؤلاء الذين ساق أسماءهم أصناف:
الأول: أهل سياسة وأدب، أو ندماء الولاة، أو من كان من خاملي الذكر؛ الذين ليسوا من أهل العلم، ولا من الذين يلتفت إلى وفاقهم بله خلافهم، ومهما استكثر الشيخ عادل منهم أو أضفى عليهم ألقاب الثناء والمدح فلن ينفعه ذلك شيئا عند أهل العلم، وإن كان قد يُخدع بذلك الأغمار.
ولو شاء معارضه أن ينقل عن عدد كهؤلاء بل وأضعافهم ممن حُشيت بهم كتب الأدب والتاريخ ممن مدحوا الخمر أو معاشرة المردان لفعل!
أفيريد الشيخ عادل أن ينقض الإجماع الذي نص عليه الراسخون من أهل العلم بأمثال هؤلاء؟!
والصنف الثاني: من يترخص في السماع البدعي ويشارك فيه أهل البدع الذين يتدينون به -كما نقله عن ابن الدجاجي، وأبي مروان القاضي-.
وإني لآسف أن يوقع حبُ الانتصار الشيخَ عادلا في هذا الأمر؛ فهل يوافقهم على ما هم عليه؟
فإن كان الجواب بالإثبات فهي مصيبة، وإن كان بالنفي فما فائدة هذا النقل عنهم إذن؟
والصنف الثالث: علماء أثبات؛ لكنه لم يحقق في شأنهم ثلاثة أمور:
الأول: ثبوت النقل عنهم؛ وهو مطالب بذلك، وإلا فالاستشهاد بهم لا يستقيم.
والثاني: أن يثبت أنهم يبيحون الغناء المحرم لا الحلال؛ إذ الغناء الحلال كما سبق قد نُقل الاتفاق على حله؛ وليس هذا محل البحث.
والثالث: أن يثبت أن ما ينقله عنهم هو مذهبهم؛ فبعض ما ينقله عنهم إنما هو وقائع أعيان لا يثبت بها مذهب العالم؛ كما نقل عن شعبة أنه سمع طنبورا في بيت المنهال بن عمرو! فكان ماذا؟ أين الدليل على أنه كان يرى حل ذلك؟ فهو غير معصوم؛ وقد يفعل المرء المحرم وهو يعلم تحريمه لغلبة هواه، وقد لا يكون المنهال عالما بما حصل في بيته، أو غير موجود فيه أصلا! ولذا لما قال شعبة لوهب بن جرير -كما عند العقيلي في الضعفاء (4/ 236) -: (أتيت منزل المنهال بن عمرو فسمعت صوت طنبور فرجعت ولم أسأله؛ قال له وهب: هلا سألته؛ فعسى كان لا يعلم!). قال ابن القيم تعليقا على هذه القصة في حاشيته على مختصر سنن أبي داود (13/ 64): (وقد يمكن أن لا يكون ذلك بحضوره ولا إذنه ولا علمه). وقال الشيخ الألباني: (ومنه يتبين أنه لا يجوز حشر المنهال هذا في زمرة القائلين بجواز الاستماع لآلات الطرب فضلا عن استعمالها؛ لاحتمال أنه وقع ذلك دون علمه أو رضاه) (تحريم آلات الطرب 104).
وسيأتي عن قريب نماذج لما اشتملت عليه الوريقات من الكذب الملصق بأهل العلم.
الوقفة السادسة: اعتمد الشيخ عادل في كثير مما ساق -أو أكثره- على ابن طاهر المقدسي والأدفوي، وقد نعت الأول بالإمام الحافظ، والثاني بأنه من أئمة الشافعية وفقهائهم.
ولا ينبغي أن يُؤخذ ما دُون في كتابيهما على محمل التسليم بلا تحقيق.
فابن طاهر ظاهري صوفي، وقد ألف في التصوف؛ وكثير من الصوفية يتعبدون بالغناء والعزف؛ فالاعتماد عليه في هذا الباب غير متجه.
ثم إنه كما قال الذهبي في الميزان (3/ 587): (ليس بالقوي، فإنه له أوهام كثيرة في تواليفه، وقال ابن ناصر: كان لُحْنة، وكان يُصحِّف ... قلت: وله انحراف عن السنة إلى تصوف غير مرضى).
ولكثير من أهل العلم قدح شديد فيه؛ قال الأذرعي الشافعي (كما في كف الرعاع 279): (وابن طاهر الذي تبعوه وإن كان مكثرا فليس بظاهر النقل، وفي كتابه صفة التصوف وكتابه في السماع فضائح وتدليسات قبيحة لأشياء موضوعة). وقال الهيتمي في كف الرعاع (308) (وأما ابن طاهر فإن العلماء بالغوا في تضليله وتسفيهه). ثم استطرد في تشديد النكير عليه، وذكر ما ينسب إليه من القبح والأمر الشنيع، ويُنظر في نسبتها إليه أيضا ما جاء في ترجمته في البداية والنهاية والوافي بالوفيات وغيرهما.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويكفي أن يُعلم أن ابن طاهر روى في كتابه في التصوف حديثا مكذوبا عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه تواجد مع أصحابه لسماع إنشاد غزلي واهتز حتى سقط رداؤه عن منكبه. قال الهيتمي: (فإنه أسقط ذكر واضعه ومختلقه وذكر بعض رواته الذين لا مطعن فيهم ليوهم الناس أنه حديث صحيح، ومن وصلت جهالته وسفاهته إلى هذا الحد كيف يعول عليه أو يلتفت إليه من يزعم أن له أدنى مسكة من دين الله فضلا عن ورع). كف الرعاع (308).
وقد صنف أحمد بن عيسى ابن قدامة المقدسي (ت 643هـ) رسالة في الرد عليه في إباحته السماع، كما في الأعلام للزركلي.
وأما الأدفوي فهو تابع لابن طاهر في هذا الباب؛ قال الهيتمي في كف الرعاع (282): (والأدفوي هذا يتابع ابن طاهر في جميع كذباته). وانظر ما نقله (307) من نقد الزركشي له.
ومما يدل على أنه لا يوثق بما يتفردان بنقله: وقوعهما في النقل الخاطئ عن أهل العلم أو المكذوب عليهم؛ كما سيأتي نقله فيما يأتي.
الوقفة السابعة: من أشنع ما في وريقات الشيخ عادل أنه نسب القول بإباحة الغناء والمعازف إلى طائفة كبيرة من الصحابة والتابعين وأهل العلم بعدهم، معتمدا في ذلك على ابن طاهر والأدفوي أو من نقل عنهما؛ ولم يكلف نفسه -هداه الله- عناء البحث والتحقيق في نسبة ما يورد، وكفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع.
قال الهيتمي وهو يرد على رجل كتب كتابة على وزان ما كتب الشيخ عادل (كف الرعاع 307): (وقوله: ونُقل سماعه عن فلان وفلان، وذكر جماعة من الصحابة وجماعة من التابعين وغيرهم؛ جوابه: أن هذا كله نقل باطل، واحتجاج بالتمويهات والتلبيسات ... وأما مجرد قوله: "نُقل" فهذا كلام لغو لا يفيد شيئا إلا في غرضه الفاسد، وهو ترويج أفعاله وأقواله الباطلة الكاذبة على من لا يفرقون بين: "نُقل" و"صَحَّ"، ويعتقدون أن الكل من واد واحد، وهيهات؛ ليس الأمر بالهوينا كما يظن هذا الرجل وأضرابه، بل بينه وبين إثبات الحل عن واحد ممن ذُكر مفاوز تقطع دونها الأعناق، إذ لو أقام طول عمره يفحص ويفتش ما ظفر بنقل الحل من طريق صحيح عن واحد من العلماء فضلا عن هؤلاء الكثيرين الذين عدّدهم).
فهل كان يظن الشيخ عادل أن التحقيق العلمي هو أن يتلقف من هنا وهناك ما يوافق هواه لتثبت له الحجة ويُكتب له الانتصار على من صب جام غضبه عليهم؟
لقد بالغ الشيخ عادل في الانتصار للغناء حتى صوّر للناس الصدر الأول من هذه الأمة -وعلى رأسهم الصحابة الكرام رضي الله عنهم- بأنهم أهل غناء وطرب ومزامير! فشُغلهم الغناء والعزف، في بيوتهم واجتماعاتهم، وفي مكة والمدينة ومِنى، في صورة قاتمة تنفر منها الفطر، ويكذبها كل من عرف طرفا من حالهم، وقد برأهم الله من ذلك وعافاهم؛ فجميع ما يروى عن الصحابة من ذلك إما مكذوب أو ضعيف أو حُرّف عن سياقه؛ فلا دلالة فيه على مراد المفتونين بالعزف والطرب، ولم يصح عنهم إلا ما كان جنس حداء الركاب وترنم المسافر، وهذا ما لا يخالف في جوازه أحد -حتى من وصفهم الشيخ عادل بالإصابة بجرثومة التحريم-.
وليس حب المرء للانتصار لنفسه بمسوغ له أن ينقل ما تلتقطه عيناه من ركام المكذوبات وضعيف الأخبار.
وأعجب مما نقله عن آحاد الصحابة ما نقله عن ابن طاهر من إجماع الصحابة والتابعين على حل الغناء! وهو يعلم ما الذي سيفهمه عامة الناس من كلمة "الغناء"؛ ولعمري إن هذا لمن التلبيس، ومن الإخلال بالأمانة العلمية.
وقد كنت عزمت على تفصيل الرد لما أورده الشيخ عادل مما نسبه للصحابة رضي الله عنهم، ثم آثرت الإعراض عن ذلك؛ لنكارته الظاهرة، ورغبة في الاختصار، واكتفاء بهذه النقول عن أهل العلم.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري (10/ 543): (ونقل ابن طاهر في كتاب السماع الجواز عن كثير من الصحابة؛ لكن لم يثبت من ذلك شيء إلا في النَصْب [شبيه بالحداء] المشار إليه أولا).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الأذرعي ردا على ابن طاهر (كف الرعاع 279): (أما دعواه إجماع الصحابة فمجازفة وتدليس ... وما نُسب إلى أولئك الصحابة أكثره لم يثبت، ولو ثبت منه شيء لم يظهر منه أن ذلك الصحابي يبيح الغناء المتنازع فيه). ثم قال: (فإطلاق القول بنسبة الغناء المتنازع فيه إلى أئمة الهدى تجاسر، ولا يفهم الجاهل منه هذا الغناء الذي يتعاطاه المغنون المخنثون ونحوهم). ومراده بالغناء المتنازع فيه ما بينه الهيتمي في الموضع السابق؛ من الترنم بغزل الشعر مع تلحينه وتقطيعه على النغمات الرقيقة المطربة، وهذا دون أن يصحبه آلة طرب؛ وهذا النوع يختلف عن حداء الأعراب ونحوه، وهو أشبه ما يكون بأداء الأناشيد المعروفة اليوم؛ فهذا ما وقع فيه الخلاف بين مبيح بإطلاق أو بقيد، وحاظر، وكاره، انظر المرجع السابق (277).
فليت شعري أين هذا عما ينتصر الشيخ عادل لتحليله؟!
وقال القرطبي -فيما نقله عنه الهيتمي في كف الرعاع (278) -: (وحكاية أبي طالب المكي لذلك عن جماعة من الصحابة والتابعين، وأن الحجازيين لم يزالوا يسمعون السماع في أفضل أيام السنة -الأيام المعدودات- إن صحت هذه الحكاية؛ فهي من القسم الأول دون الثاني). ومراده بالقسم الأول ما كان كحداء الأعراب بإبلهم، وغناء النساء لتسكين صغارهن، ولعب الجواري بلعبهن، ونحو ذلك. انظر من الكتاب السابق (277).
الوقفة الثامنة: أما التجني على أهل العلم -في هذه الوريقات- وتقويلهم ما لم يقولوه فشيء يطول بيانه؛ وسأقتصر في هذا على أمثلة تكشف عما وراءها.
أولا: نقل الشيخ عادل نقلا مسلَّما عن ابن طاهر: أنه لا خلاف بين أهل المدينة في إباحة العود!
هكذا بلا حياء! ولا شك أن هذا النقل عنهم باطل؛ قال الهيتمي في كف الرعاع (307): (وأما ما حكاه ابن طاهر من إجماع أهل المدينة فهو من كذباته وخرافاته؛ فإنه كما مرّ رجل كذاب، يروي الأحاديث الموضوعة ويتكلم عليها بما يوهم العامة صحتها –كما مر في مبحث الغناء والرقص، وأيضا هو مبتدع ... ومن هذا حاله لا يلتفت إليه ولا يعول عليه، ومن ثم قال الأذرعي عقب حكايته الباطلة الكاذبة عن إجماع أهل المدينة وعن الشيخ أبي إسحاق: وهذا من ابن طاهر مجازفة).
وقد بيّن بطلان ما نُقل عن أهل المدينة في الغناء -لا العود- إمامان من أئمة أهل المدينة؛ وهما مالك بن أنس وإبراهيم بن المنذر؛ فقد أخرج الخلال في كتابه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (86) عن عبد الله بن أحمد عن أبيه قال: (حدثني إسحاق بن عيسى الطباع قال: سألت مالك بن أنس عما يترخص فيه أهل المدينة من الغناء؛ فقال: إنما يفعله عندنا الفساق.
وأخبرني العباس بن محمد الدوري قال: سمعت إبراهيم بن المنذر وسئل فقيل له: أنتم تترخصون في الغناء؟ فقال: معاذ الله، ما يفعل هذا عندنا إلا الفساق). وليلحظ أن نقد هذا المنقول تعلق بالغناء -أي الغناء الممنوع- وهو الذي نُقل خطأً عن أهل المدينة كما في عدة روايات في كتاب الخلال؛ فكيف بالعود؟
بل إن المنقول عن أهل المدينة ضد ذلك -وهو اللائق بهم-؛ فقد قال القرطبي في تفسيره (14/ 55): (وذكر أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري قال: أما مالك بن أنس فإنه نهى عن الغناء وعن استماعه، وقال: إذا اشترى جارية ووجدها مغنية كان له ردها بالعيب، وهو مذهب سائر أهل المدينة، إلا إبراهيم بن سعد فإنه حكى عنه زكريا الساجي أنه كان لا يرى به بأسا).
ثانيا: نقل الشيخ عادل عن الأدفوي إباحة عز الدين بن عبد السلام السماع مع آلة من الآلات المعروفة؛ وهذا غير صحيح؛ فإن ابن عبد السلام قد جزم في كتابه قواعد الأحكام (2/ 224) بحرمة الأوتار والمزمار، وحكى ذلك عن جمهور العلماء.
ثالثا: نقل الشيخ عادل عن الأدفوي عن ابن طاهر إباحة العود عن أبي إسحاق الشيرازي؛ وهذا كذب عليه؛ فقد نص في كتابه المهذب (15/ 488 مع المجموع) على تحريم العود والطبل.
وقد شنع الأذرعي والزركشي والهيتمي على ابن طاهر والأدفوي في نقلهما هذا الكذب على الشيرازي وعز الدين بن عبد السلام، وأغلظوا النكير عليهما في ذلك. انظر: كف الرعاع (307 - 309).
(يُتْبَعُ)
(/)
رابعا: نقل الشيخ عادل عن الأدفوي ما حكاه الإسنوي من إباحة الروياني والماوردي للعود، وظاهر عبارة الشيخ عادل أنهما المبيحان؛ وهو كذب عليهما؛ فالماوردي قد نص في كتابه الحاوي (21/ 207) على تحريم العود والطنبور والمعزفة والطبل والمزمار، بل وصف العود بأنه أكثر الملاهي طربا!
وأما الروياني: فقد قال ابن حجر الهيتمي في كف الرعاع (306) بعد أن حكى رد الماوردي قول من أباح العود: (وتابعه الروياني في البحر في رد هذا وتزييفه)؛ فكيف يكون قائلا به؟
والصواب أن الإسنوي نقل عنهما حكاية الخلاف في العود عن بعض الشافعية؛ وهذا النقل عنهما ليس بدقيق؛ لأن الإسنوي إنما نقل عنهما إباحة بعض الشافعية في حالة مخصوصة قد تجعلها من باب الحاجات؛ على أن الماوردي والروياني قد عقبا على ذلك برد هذا وتزييفه، وبيان أنه لا يعتد به ولا يحكى إلا لرده، انظر: كف الرعاع (306).
ولو صح أن بعض الشافعية قال بذلك؛ فهل الإجماع يُقدح فيه بغير قول مجتهد؟ فكيف بقول مجهول لا يُدرى من هو؟!
خامسا: يبدو أن الشيخ عادلا قد تأثر بابن طاهر والأدفوي؛ فصار يحذو حذوهما! فهو يقول: (ونص على إباحة الغناء: ابن رجب الحنبلي العالم المشهور صاحب الفنون). وهو يوهم بهذا النقل أنه يبيح الغناء الذي أشاد البنيان لإثبات تحليله.
فهل من النصوص التي أفاد منها الشيخ عادل هذه النسبة إلى ابن رجب قوله رحمه الله (فتح الباري 6/ 82): (وأما الغناء المهيج للطباع، المثير للهوى؛ فلا يباح لرجل ولا لامرأة فعله ولا استماعه؛ فإنه داع إلى الفسق والفتنة في الدين والفجور؛ فيحرم كما يحرم النظر بشهوة إلى الصور الجميلة ... ولا خلاف بين العلماء المعتبرين في كراهة الغناء وذمه وذم استماعه، ولم يرخص فيه أحد يعتد به)؟!
فسبحان ربي .. ابن رجب الذي هو من أشد من حمل على الغناء المحرم والمعازف، وقال فيها ما نقلت طرفا منه آنفا، وألف في ذلك رسالته الشهيرة (نزهة الأسماع في مسألة السماع) - يجعله الشيخ عادل من محللي "الغناء"! .. فهلا قليلا من العقل والإنصاف يا عبد الله.
سادسا: ومن أمثلة الأغلاط في النقل عن أهل العلم التي أوردها الشيخ عادل قوله: (وحكى القرطبي في تفسيره جوازه [أي الغناء] عن أبي زكريا الساجي).
والذي في تفسير القرطبي (14/ 55): (وذكر أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري قال: أما مالك بن أنس فإنه نهى عن الغناء وعن استماعه، وقال: إذا اشترى جارية ووجدها مغنية كان له ردها بالعيب، وهو مذهب سائر أهل المدينة، إلا إبراهيم بن سعد فإنه حكى عنه زكريا الساجي أنه كان لا يرى به بأسا). فالذي لا يرى بأسا بالغناء هو إبراهيم بن سعد، والساجي ناقل عنه فقط.
وقد قال ابن رجب في كتابه نزهة الأسماع (60): (وقد حكى زكريا بن يحيى الساجي في كتابه اختلاف العلماء اتفاق العلماء على النهي عن الغناء إلا إبراهيم بن سعد المدني وعبيد الله بن الحسن العنبري قاضي البصرة). ثم قال ابن رجب موضحا: (وهذا في الغناء دون سماع آلات الملاهي؛ فإنه لا يُعرف عن أحد ممن سلف الرخصة فيها، إنما يُعرف ذلك عن بعض المتأخرين من الظاهرية والصوفية ممن لا يعتد به).
وهكذا أضحى من ينقل اتفاق العلماء على النهي عن الغناء قائلا به!
وهكذا فليكن البحث والتحقيق العلمي!
فهذه أمثلة على أوهامهما وأوهامه، ولدي أمثلة أخرى أدعها طلبا للاختصار، وأحيل الشيخ عادلا إلى رسالة (الرد على القرضاوي والجديع) للشيخ عبد الله رمضان ففيها تحقيقات حسنة، وتزييف لما نقله في وريقاته عن بعض السلف وأهل العلم كعبد الله بن جعفر، وإبراهيم بن سعد، وعبد العزيز الماجشون، ويوسف الماجشون، وغيرهم.
وأختم هذه الوقفة بالتنبيه على أن الشيخ عادلا إما أن يكون عالما بعدم صحة هذه المنقولات التي مضت؛ فتدوينها في مقاله إذن إخلال منه بالأمانة العلمية، وخيانة للمسلمين.
أو لا يكون عالما؛ وإنما نقلها دون تحرير -وهذا المظنون به- فإنه يُسأل حينئذ: أين التحقيق العلمي الذي يليق بطالب العلم؟
وهل هذا هو البحث والتمحيص الذي جعله يرجع عن القول بالتحريم إلى الإباحة؟
وإذا لم يكن قادرا على التحقيق العلمي فهلا أراح واستراح؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وهل سيعلن على الملأ أنه قد وقع فيما نعاه على غيره حين قال: (بل إن الحدث كشف عوار أمة تحمل لواء النص وتزعم اتباعه، وتنهى عن التقليد المقيت، ثم هي تقلد أئمتها دون بحث أو تمحيص)!
والله أعلم بمن الذي كُشف عواره في هذا الحدث.
الوقفة التاسعة: مما يدل على أن الشيخ عادلا قد جانب الصواب في اعتماده على ابن طاهر والأدفوي: أن الناظر يجد أنهما ينقلان عن عالم ما يوافق قولهما، ولهذا العالم كلام ينقض هذا القول؛ فيعرضان عن الإشارة إليه؛ من أمثلة ذلك: ما نقله الأدفوي عن الغزالي أنه نقل الاتفاق على حل الغناء -وقد عُلم ما الغناء في لسان المتقدمين- لكنه أعرض عن بيان أن الغزالي نفسه قد نص في إحياء علوم الدين (2/ 272) على تحريم الملاهي والأوتار والمزامير.
فهل يقبل الشيخ عادل أن يُحتج عليه بمن يحتج هو به؟
والأمر نفسه يقال في ابن قدامة؛ فقد نقل الشيخ عادل عنه بيانه لاختلاف الحنابلة في الغناء؛ وابن قدامة نفسه ينص في الكتاب نفسه على الإجماع على تحريم آلات اللهو -كما سبق-.
فهل يقبل الشيخ عادل أن يُحتج عليه بمن يحتج هو به؟
علما أن الخلاف بين الحنابلة ليس في غناء الفجور، وحاشاهم؛ وإنما الأمر كما قال القرطبي في تفسيره (14/ 55): (وإنما أشاروا [أي الحنابلة] إلى ما كان في زمانهما من القصائد الزهديات).
ومما يدل أيضا على أنهما ليسا أهلا للاعتماد أنهما قد يجتزئان من المنقول عن أهل العلم ما يوافق هواهما ويسكتان عن تتمته التي تنقض ما يذهبان إليه.
من أمثلة ذلك: ما نقله الشيخ عادل عن الأدفوي عن الماوردي أنه نقل ترخيص أهل الحجاز في الغناء في أفضل أيام السنة.
وكلام الماوردي في الحاوي (17/ 386) إنما هو في معرض نقْل استدلال من أباح الغناء؛ حيث قال: (ولأنه لم يزل أهل الحجاز يترخصون فيه ويكثرون منه، وهم في عصر الصحابة وجلة الفقهاء، فلا ينكرونه عليهم ولا يمنعونهم منه، إلا في إحدى حالتين: إما في الانقطاع إليه أو الإكثار منه ... وإما أن يكون في الغناء ما يُكره). ومن تأمل هذا الكلام وما تضمنه من القيدين يجد أن ما يُعزى إلى أهل الحجاز لا يخرج عما عليه عامة أهل العلم، كما يُلحظ أن إيراد الكلام كاملا ينتقض به ما أسس له الأدفوي، أو الشيخ عادل.
وقد أتبع الماوردي بعد ذلك بصفحات يسيرة (390) ما يؤكد ما قلته؛ فها هو الماوردي الذي يستشهد به الشيخ عادل ينص على أن من الملاهي المحرمة: العود، والطنبور، والمعزفة، والطبل، والمزمار، وما ألهى بصوت مطرب إذا انفرد.
فهل سيكون كلامه مقبولا عنده؟ أم سيتهمه بالإصابة بجرثومة التحريم؟
هذا ما تيسر تعليقه على ذاك المقال، وقد تجاوزت أشياء عدة، ولعل فيما كُتب كفاية، والقصدُ نصرة الشيخ عادل، والنصح للمسلمين. والله المسئول أن يلهم الشيخ عادلا رشده، وأن يبصره بالحق، ويوفقه للرجوع إليه، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه.
وكتبه: صالح بن عبد العزيز بن عثمان سندي
عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية بالمدينة - 15 رجب 1431هـ
منقول
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=76 881&d=1277671693 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=76 881&d=1277671693)
ـ[القضاعي]ــــــــ[29 - Jun-2010, مساء 02:42]ـ
سبحان من فرق بين العالم وبين الجاهل.
ـ[كارم محمود]ــــــــ[28 - Jul-2010, مساء 03:53]ـ
اللهم متعنا بأسماعنا وابصارنا.
قد تبين الرشد من الغي.
ـ[بحراوي]ــــــــ[28 - Jul-2010, مساء 09:03]ـ
الله أكبر ... ولله الحمد ...
جزى الله فضيلة الشيخ صالح سندي عن المسلمين كل خير حول هذا الرد الصارم على من أراد تحليل القينات والمعازف للمسلمين.
ودعاؤنا للأخ الفاضل أبو ناصر المدني أن يغفر الله لوالدينا ووالديه على هذا النقل الأكثر من رائع.
فإلى الأمام يا جنود محمد نحو فضح كل من تسول له نفسه العبث بمحارم الله بحجة مسايرة العصر ..
ـ[السليماني]ــــــــ[30 - Jul-2010, صباحاً 10:42]ـ
جزاك الله خيراً(/)
لم أفهم الفرق بين الأمرين .. الكل والكلي
ـ[ابو عبدالعزيز]ــــــــ[29 - Jun-2010, مساء 05:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
قيل:
إن صح إخبار بمفرد فذا - تقسيم كلي لجزئي خذا
أو لم يصح فهو كل قد قسم - بغير ياء أي لجزء قد علم
أيها الإخوة:
هل من الممكن شرح هذا البيت؟ لأني منذ زمن أحفظ هذا البيت إلا أني لم أفهم الفرق بين الكلي والكل ..
ومن جهة الوزن .. هل أنطق بالهمزة في قراءتي للشطر الثاني من البيت الثاني أم أن الوزن يختل؟
ـ[محمد عبد العزيز الجزائري]ــــــــ[03 - Jul-2010, مساء 02:27]ـ
قال السجاعي في حاشيته على شرح القطر لابن هشام:
(قوله وهي اسم [وفعل وحرف]) الضّمير راجع للكلمة أي الكلمة من حيث معناها اسم الخ وتقسيم الكلمة إلى ما ذكر من تقسيم الكلّي إلى جزئيّاته بخلاف تقسيم الكلام إليها وقد نظمت ضابط ذلك فقلت:
إنْ صحَّ إخبارٌ بِمُقْسَمٍ فَذَا * تَقْسِيمُ كُلِّيٍّ لِجُزْئِيٍّ خُذَا
أوْ لم يَصِحَّ فَهْو كلٌّ قَدْ قُسِمْ * بِغَيْرِ يَاءٍ أَيْ لأجْزَا قَدْ عُلِمْ
انتهى بلفظه
وذَكَرَ الشّيخ اللّغويّ أحمد الحازميّ -حفظه الله- أنّه يوجد للكلّيّ حدّ، وللجزئيّ حدّ، وللكلّ حدّ، وللجزء حدّ، وللكليّة حدّ، وللجزئيّة حدّ؛ فهذه ستّة مصطلحات.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[03 - Jul-2010, مساء 03:46]ـ
الكليُّ: ما لا يكونُ معناه مشخصا معينا،بل هو معنى عام يصدق على كثيرين كالإنسان، والكثيرون هم أفراده و جزئياته
والكلُّ ما تركب من جزئين فأكثر كالشجرة تتكون من أغصان وجذع وجذور ..
فُرِّق بين الكلُّ و الكليُّ بأنَّ الكليَّ يجوز حمله على أفراده وجزئياته حمل مواطأة ويجوز تقسيمه بأداة التقسيم فيصح أن يقال: الإنسان حيوان والفرس حيوان، أما الكل فلا يجوز حمله على أجزائه حمل المواطأه ولا يجوز تقسيمه بأداة التقسيم فلا يصح (الجذعُ شجرةٌ أو الأغصانُ شجرةٌ) ولا يصح: (الشجرة إما جذع وإما أغصان) وإنما (الشجرة ذاتُ جذعٍ و ذاتُ أغصانٍ)
إذا تقرر ما تقدم فهذا شرح الأبيات:
قوله:
إنْ صحَّ إخبارٌ بِمُقْسَمٍ فَذَا * تَقْسِيمُ كُلِّيٍّ لِجُزْئِيٍّ خُذَا
أوْ لم يَصِحَّ فَهْو كلٌّ قَدْ قُسِمْ * بِغَيْرِ يَاءٍ أَيْ لأجْزَا قَدْ عُلِمْ
أراد أن ما صح الإخبار عن أجزائه بأداة التقسيم فهو الكلي؛لأن الكلي يمكن أن نطلق اسمه على كل جزء من أفراده بحيث يصدق الاسم فيمكننا القول بأن الرجل إنسان والمرأة إنسان، أما الكل فإن أجزاءه أبعاض له لا يمكن أن يصدق عليه الاسم فلا يمكننا القول بأن المحرك سيارة أو المقود سيارة أو الرفرف سيارة ..
فأداة التقسيم تدخل الكلي فنقول: الإنسان إما ذكر وإما أنثى لكن لا تدخل الكل فلا يمكنني أن أقول السيارة إما محرك وإما مقود ..(/)
ما معنى هذه العبارة من كلام شيخ الإسلام؟؟
ـ[محمود الشرقاوي]ــــــــ[29 - Jun-2010, مساء 07:57]ـ
» قال شيخُ الإسلام ابنُ تيميَّةَ في مجموع الفتاوى " ومِن أعظمِ التَّقْصير: نسبةُ الغَلَطِ إلى المتكلِّمِ مع إمكانِ تصحيحِ كلامِه، وجَرَيانهِ على أحسنِ أساليبِ كلام الناَّس؛ ثم يُعْتَبُر أحدُ الموضعَيْن الُمتَعارِضَيْن بالغَلَطِ دونَ الآخَِر"
: (114/ 31) مجموع الفتاوى
ما معنى قو له " ثم يُعْتَبُر أحدُ الموضعَيْن الُمتَعارِضَيْن بالغَلَطِ دونَ الآخَِر "
ـ[محب جبريل]ــــــــ[29 - Jun-2010, مساء 08:52]ـ
المقصود والله أعلم أن يحمل كلام المتكلم على أحسن المحامل فما دام أنه يحتمل وجهاً صحيحاً فلا يذهب إلى احتمال الغلط.
فمعنى قو له " ثم يُعْتَبُر أحدُ الموضعَيْن الُمتَعارِضَيْن بالغَلَطِ دونَ الآخَِر "
أي فيأخذ المعارض بالاحتمال الغلط ويترك الاحتمال الصحيح ...
والله أعلم
ـ[محمود الشرقاوي]ــــــــ[02 - Jul-2010, صباحاً 02:15]ـ
جزاك الله خيرا أخي، وقد فكرت في هذا المعنى قبل أن أكتب ولكني لم أرد أن أتقول على شيخ الإسلام.(/)
صوم سَرَر؟
ـ[أبو لقمان الجزائري]ــــــــ[29 - Jun-2010, مساء 09:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أريد معلومات عن نوع من صيام يسمى؛ صوم سَرَر أو سُرَر أو سِرَر في آخر الشهر القمري. هل هو سنة ثابتة؟ وهل يطبق في خواتيم الأشهر القمرية كلها؟
بارك الله فيكم وفي علمكم.
ـ[محمد عبد العزيز الجزائري]ــــــــ[30 - Jun-2010, مساء 05:29]ـ
بسم الله والحمد لله والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد:
فقد قرأتُ فيما سبق للشّيخ المفيد العلاّمة أبي عبد المعز محمّد علي فركوس -حفظه الله- كتابا من سلسلة فقه أحاديث الصّيام، وهو العدد الثّاني منها، وموضوعه حديث النّهي عن صيام يوم الشّكّ، فقد أورد فيه خلاف العلماء في حكم صيام يوم الشّكّ وحصرَها في مذهبَيْن مشهوريْن وهما مذهب الجمهور ومذهب الحنابلة، وعرض فيه أدلّة الفريقيْن ثم مناقشة الأدلّة ثمّ التّرجيح، فممّا استدلّ به الحنابلة حديث عِمرانَ بنِ حُصَيْن رضي الله عنه أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال له أو لرجل آخر وعِمْران يسمع: «أَمَا صُمْتَ سَرَرَ شَعْبَانَ؟» قال: لا، يا رسول الله، قال: «فَإِذاَ أَفْطَرْتَ فَصُمْ يَوْمَيْنِ» [أخرجه البخاري: 4/ 230، ومسلم: 8/ 53، وأبو داود: 2/ 746، والبيهقي: 4/ 210، من حديث عمران بن الحصين رضي الله عنه.] قالوا: والحديث صريح في إفادةِ صِحّةِ صومِ يومِ الشكِّ لأنّ المراد من " سَرَر الشهر ": آخره، وسمّيت بذلك لاستسرار القمر فيها فلا يظهر، وهي ليلة ثمان وعشرين وتسع وعشرين وثلاثين. ["شرح السنة" للبغوي: 6/ 239، "فتح الباري" لابن حجر: 4/ 231.]؛ ونوقش حديث عمران بن حصين رضي الله عنه بأنّه غير معارِض لأدلّةِ الجمهور، حيث يمكن الجمع بين الحديثين، بحَمْلِ النهي على أنّ الرجل كان قد أوجب صومه على نفسه بنذر فأمره بالوفاء به ["معالم السنن" للخطّابي: 2/ 746.]، أو بحمله على مَن ليست له عادةٌ بذلك، وحَمْلِ الأمر على من له عادة، فأمره النبيّ بقضائها لتستمرّ محافظتُه على تلك العبادة، ولتدوم ملازمتُه للخير حتّى لا ينقطع، ويؤيّد ذلك ما وقع في بعض الروايات بلفظ: «فَصُمْ مَكَانَ ذَلِكَ الْيَوْمِ يَوْمَيْنِ»، فإنّه يفيد اعتياد الرجل صيام آخر الشهر وهذا كلّه إذا ما حُمِل لفظُ السّرَر على آخر الشهر، أمّا إذا حمل على وسطه على ما حكاه أبو داود ["سنن أبي داود": 2/ 748.] ورجّحه بعضهم على معنى أنّ السَّرر جمع سُرّة، وسرّة الشيء وسطه، على أنّ الشرع ندب صيام البيض وهي وسط الشهر، وأنّه لم يرد في صيام آخر الشهر ندب، بل ورد فيه نهي خاص وهو آخر شعبان لمن صامه لأجل رمضان [وهو ما رجّحه النووي في "شرح مسلم" (8/ 53) بأنّ مُسْلِمًا أفرد الرواية التي فيها سرّة هذا الشهر عن بقية الروايات، وأردف بها الروايات التي فيها الحضّ على صيام البيض، وقد تعقّبه الحافظ ابن حجر في "الفتح" (4/ 231) بقوله: "لكن لم أره في جميع طرق الحديث باللفظ الذي ذكره وهو «سرّة»، بل هو عند أحمد من وجهين بلفظ «سرار»، وأخرجه من طرق عن سليمان التيمي في بعضها «سرر»، وفي بعضها «سرار»، وهذا يدلّ على أنّ المراد آخر الشهر".]، فلم يبق متمسّك بالحديث السابق إذا حمل على وسط الشهر أو على أوّله أي مستهلّه على ما جاء في "اللسان" ["لسان العرب" لابن منظور: 6/ 21.].
راجع المسألة في هذه الصّفحة. ( http://vb.islam2all.com/showthread.php?t=16581)
ـ[أبو لقمان الجزائري]ــــــــ[02 - Jul-2010, مساء 04:29]ـ
بارك الله فيك
رزقك الله العلم النافع
ـ[محمد عبد العزيز الجزائري]ــــــــ[03 - Jul-2010, صباحاً 11:58]ـ
آمين، وإيّاك ....(/)
شرح الصدر بفوائد حديث.: {لعلّ الله قد اطلع على أهل بدر ..
ـ[الليبي الأثري]ــــــــ[30 - Jun-2010, صباحاً 01:20]ـ
بسم الله الرّحمن الرّحيم
"فاٍنّ أولى ما صرفت به العناية، وجرى المتسابقون في ميدانه اٍلى أفضل غاية، وتنافس فيه المتنافسون، وشمر اٍليه العاملون، العلم الموروث عن خاتم المرسلين، ورسول ربّ العالمين، والّذي لا نجاة لأحد اٍلاّ به، ولا فلاح له في داريه اٍلاّ بالتعلق بسببه، الذي من ظفر به فاز وغنم، ومن صدف عنه فقد خسر وحرم ..... فالوصول اٍلى الله واٍلى رضوانه بدونه محال، وطلب الهدى من غيره هو عين الضلال، وكيف يوصل اٍلى الله من غير الطريق التي جعلها الله هو سبحانه موصلة اٍليه، ودالّة لمن سلك فيها عليه، بعث رسوله بها مناديّا، وأقامه على أعلامها داعيا، واٍليه هاديا. فالباب عن السالك في غيرها مسدود، وهوعن طريق هداه وسعادته مصدود .. "1"
"فلو أعطيت النصوص حقها لارتفع أكثر النزاع من العالم،ولكن خفيت النصوص وفهم منها خلاف مرادها- وانضاف إلى ذلك تسليط الآراء عليها واتباع ما تقضى به- فتضاعف البلاء وعظم الجهل واشتدت المحنة وتفاقم الخطب، وسبب ذلك كله الجهل بما جاء به الرسول وبالمراد منه، فليس للعبد أنفع من سمع ما جاء به الرسول وعقل معناه، وأما من لم يسمعه ولم يعقله فهو من الذين قال الله فيهم .. :"وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير"} "2"
وقد تنوعت حياة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته، فكان منها الأحكام- فدخل فيها الحدود والمعاملات، ومنها البعوث والغزوات والمراسلات، وكلامي هنا عن شيىء مما تضمنته أول غزوة في الاٍسلام وهي.:"غزوة بدر".
وسأقف وقفة مع قصة حدثت قبل فتح مكة - وهي قصة الصحابي الجليل حاطب بن ابي بلتعة رضي الله عنه، ولعلّ هذه الوقفة قد تطول، فأذكر فوائدها والفصول.
فقد أخرج الشيخان في صحيحهما من حديث عبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَافِعٍ قَالَ سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا وَالزُّبَيْرَ وَالْمِقْدَادَ بْنَ الْأَسْوَدِ قَالَ انْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ فَإِنَّ بِهَا ظَعِينَةً وَمَعَهَا كِتَابٌ فَخُذُوهُ مِنْهَا فَانْطَلَقْنَا تَعَادَى بِنَا خَيْلُنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى الرَّوْضَةِ فَإِذَا نَحْنُ بِالظَّعِينَةِ فَقُلْنَا أَخْرِجِي الْكِتَابَ فَقَالَتْ مَا مَعِي مِنْ كِتَابٍ فَقُلْنَا لَتُخْرِجِنَّ الْكِتَابَ أَوْ لَنُلْقِيَنَّ الثِّيَابَ فَأَخْرَجَتْهُ مِنْ عِقَاصِهَا فَأَتَيْنَا بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا فِيهِ مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى أُنَاسٍ مِنْ الْمُشْرِكِينَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ يُخْبِرُهُمْ بِبَعْضِ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا حَاطِبُ مَا هَذَا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَا تَعْجَلْ عَلَيَّ إِنِّي كُنْتُ امْرَأً مُلْصَقًا فِي قُرَيْشٍ وَلَمْ أَكُنْ مِنْ أَنْفُسِهَا وَكَانَ مَنْ مَعَكَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ لَهُمْ قَرَابَاتٌ بِمَكَّةَ يَحْمُونَ بِهَا أَهْلِيهِمْ وَأَمْوَالَهُمْ فَأَحْبَبْتُ إِذْ فَاتَنِي ذَلِكَ مِنْ النَّسَبِ فِيهِمْ أَنْ أَتَّخِذَ عِنْدَهُمْ يَدًا يَحْمُونَ بِهَا قَرَابَتِي وَمَا فَعَلْتُ كُفْرًا وَلَا ارْتِدَادًا وَلَا رِضًا بِالْكُفْرِ بَعْدَ الْإِسْلَامِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لَقَدْ صَدَقَكُمْ قَالَ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ قَالَ إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَكُونَ قَدْ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ"
وقد قال شيخ الإسلام يرحمه الله .. : "وهذه القصة مما اتفق أهل العلم على صحتها وهي متواترة عندهم معروفة عند علماء التفسير وعلماء الحديث وعلماء المغازي والسير والتواريخ وعلماء الفقه وغير هؤلاء وكان على رضي الله عنه يحدث بهذا الحديث في خلافته بعد الفتنة.)) منهاج السنة 4/ 179
(يُتْبَعُ)
(/)
وإنّي والله لأكتب هذه الكلمات. واعياً بقلبي-مقولة مؤرخ الإسلام- الإمام شمس الدّين الذهبي في ترجمة الصحابي.: " مسطح بن أثاثة"رضي الله عنه، حيث قال .. : {إياك يا جري!، أن تنظر إلى هذا البدري شزراًٍِِ!. لهفوة بدت منه،! فإنها قد غفرت،!! وهو من أهل الجنة.} كما في "السير"1/ 187
وقد تضمنت قصة حاطب بن أبي بلتعة- مسائل عدة، وفوائد جمّة، أنثر شيئا من دررها، وأشير إلى شيىء من فوائدها .. :
فضل وعلو منزلة من شهد بدراً
.
وقد جاءت عدة أحاديث تشير إليه- وتؤكد عليه .. :
عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ عَنْ أَبِيهِ وَكَانَ أَبُوهُ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ قَالَ جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَا تَعُدُّونَ أَهْلَ بَدْرٍ فِيكُمْ قَالَ مِنْ أَفْضَلِ الْمُسْلِمِينَ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا قَالَ وَكَذَلِكَ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنْ الْمَلَائِكَةِ .. " البخاري 3992
عن جابر: أن عبداً لحاطب بن أبي بلتعة جاء رسول الله صلى الله عليه و سلم يشكوا حاطبا فقال يا رسول الله ليدخلن حاطب النار فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم كذبت لا يدخلها فإنه قد شهد بدرا والحديبية" صحيح الترمذي 3864
فعن سعيد بن جبير أنه قال: {ما لم يعرفه البدريون؛ فليس من الدّين} "جامع بيان العلم .. " 1425و1805
قال شيخ الاٍٍسلام إبن تيمية .. :" فَإِنَّهُ قَدْ ثَبَتَ بِأَدِلَّةِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ أَنَّ أَفْضَلَ الْأُمَّةِ أَهْلُ بَدْرٍ ثُمَّ أَهْلُ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ وَالْعَشْرَةُ مُفَضَّلُونَ عَلَى غَيْرِهِمْ وَالْخُلَفَاءُ الْأَرْبَعَةُ أَفْضَلُ الْأُمَّةِ.)) مجموع الفتاوى 2/ 476
وقال أيضا .. : {وذلك أن أهل السنة عندهم أن أهل بدر كلهم في الجنة ........ } منهاج السنة 4/ 166
قوله صلى الله عليه وسلم "لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَكُونَ ........ "
قال الحافظ ابن حجر .. {وهي بشارة عظيمة لم تقع لغيرهم ووقع الخبر بألفاظ منها "فقد غفرت لكم" ومنها "فقد وجبت لكم الجنة" ومنها "لعل الله اطلع " لكن قال العلماء إن الترجي في كلام الله وكلام رسوله الموقوع وعند أحمد وأبي داود وبن أبي شيبة من حديث أبي هريرة بالجزم ولفظه "أن الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم" وعند أحمد بإسناد على شرط مسلم من حديث جابر مرفوعا لن يدخل النار أحد شهد بدرا .. } الفتح 7/ 356 - "3"
يغتفر في الدنيا والأخرة للسابق ما لايغتفر للاحق.
قال الامام ابن القيم .. { .. من قواعد الشرع والحكمة ايضا أنّ من كثرت حسناته وعظمت وكان له في الاسلام تأثير ظاهر، فإنه يحتمل له مالا يحتمل لغيره ويعفي عنه مالا يعفي عن غيره فإن المعصية خبث والماء إذا بلغ قلتين لم يحمل الخبث بخلاف الماء القليل فإنه لا يحمل ادنى خبث ومن هذا قول النبي صلى الله عليه و سلم لعمر وما يدريك لعل الله اطلع على اهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم وهذا هو المانع له صلى الله عليه و سلم من قتل من حس عليه وعلى المسلمين وارتكب مثل ذلك الذنب العظيم فأخبر صلى الله عليه و سلم انه شهد بدرا فدل على ان مقتضى عقوبته قائم لكن منع من ترتب اثره عليه ماله من المشهد العظيم فوقعت تلك السقطة العظيمة مغتفرة في جنب ماله من الحسنات} "مفتاح دار السعادة 1/ 529
وقال أيضا .. {أن الكبيرةَ العظيمَةَ مما دون الشركِ قد تُكَفَّرُ بالحسنةِ الكبيرةِ الماحية، كما وقع الجَسُّ مِن حاطب مكفَّراً بشهوده بدراً، فإن ما اشتملت عليه هذه الحسنةُ العظيمةُ مِن المصلحة، وتضمنتهُ مِن محبة الله لها ورضاه بها، وفرحِه بها، ومباهاتِه للملائكة بفاعلها، أعظمُ مما اشتملت عليه سيئةُ الجسِّ مِن المفسدة، وتضمَّنَتْهُ مِن بغضِ الله لها، فغلب الأقوى على الأضعفِ، فأزاله، وأبطل مقتضاه .. } "زاد المعاد" 3/ 424وقد لا يكون للبدري ذاك في "الدنيا"! .. :
قال العلاّمة ابن القيم .. {فقواعد الشرع تقتضي ان يسامح الجاهل بما لا يسامح به العالم، وانه يغفر له مالا يغفر للعالم فإن حجة الله عليه أقوم منها على الجاهل، وعلمه بقبح المعصية وبغض الله لها وعقوبته عليها اعظم من علم الجاهل،ونعمة الله عليه بما أودعه من العلم اعظم من نعمته على الجاهل .. } "مفتاح دار السعادة 1/ 528
(يُتْبَعُ)
(/)
البدري وإن كان مغفور الذنوب، لايلزم أن يكون معفواً عنه في العقوبات والحدود!.
لذلك قال الإمام الطحاوي .. { .. وليس ذلك بدافع عنهم العقوبات على ذنوبهم التي يذنبونها أن تقام عليهم .. } "شرح مشكل الأثار" 11/ 274
قال الحافظ ابن حجر .. : {واتفقوا على أن البشارة المذكورة فيما يتعلق بأحكام الآخرة لا بأحكام الدنيا من إقامة الحدود وغيرها والله أعلم} الفتح 7/ 356
فهذا قدامة بن مظعون وهو مدني ممن شهد بدرا، وسائر المشاهد، وقد استعمله عمر بن الخطاب رضي الله عنه على البحرين ثم عزله وولى عثمان بن أبي العاص.
وكان عمر بن الخطاب قد حدّه في الخمر!.
فقد أخرج القصة عبدالرزاق في مصنفه قصته، وفيها .. : { ... فأرسل عمر إلى هند ابنة الوليد "زوجة قدامة بن مظعون" ينشدها، فأقامت الشهادة على زوجها فقال عمر لقدامة "إني حادك" فقال "لو شربت كما يقولون ما كان لكم أن تجلدوني" فقال عمر لم؟ قال قدامة .. : قال الله تعالى "ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا .. " فقال عمر.: "أخطأت التأويل إنك إذا اتقيت اجتنبت ما حرم الله عليك ..... "فأمر بقدامة فجلد .... } "2"
قال شيخ الاٍسلام {فقد اتفق الصحابة رضي الله عنهم على استتابة قدامة ابن مظعون وهو من أهل بدر من قول قاله .. } "مختصر الفتاوى المصرية" 1/ 61 للبعلي
وهذا النعيمان بن عمرو بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري. ممن شهد بدراً.
قد حدّه النبي صلى الله عليه وسلم في الخمر.
فقد أخرج البخاري في "الحدود" من حديث عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ جِيءَ بِالنُّعَيْمَانِ أَوْ ابْنِ النُّعَيْمَانِ شَارِبًا فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ كَانَ فِي الْبَيْتِ أَنْ يَضْرِبُوا قَالَ فَكُنْتُ أَنَا فِيمَنْ ضَرَبَهُ فَضَرَبْنَاهُ بِالنِّعَالِ وَالْجَرِيدِ .. }
وهذا مسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب بن عبد مناف،ممن شهد بدراً، وهو ممن تكلم في حادثة الأفك.
عن عائشة رضي الله عنها قالت .. : {لما نزل عذري قام النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر فذكر ذاك وتلا تعني القرآن فلما نزل من المنبر أمر بالرجلين والمرأة فضربوا حدهم} وفي رواية {فأمر برجلين وامرأة ممن تكلم بالفاحشة- حسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة ... ْْ} رواه أبو داود 4474 وحسنه الألباني.
قال الحافظ .. : {وقد استشكلت إقامة الحد على مسطح بقذف عائشة رضي الله عنها كما تقدم مع أنه من أهل بدر فلم يسامح بما ارتكبه من الكبيرة وسومح حاطب وعلل بكونه من أهل بدر!؟
والجواب ما تقدم في باب فضل من شهد بدراً- أن محل العفو عن البدري في الأمور التي لا حد فيها .. } "الفتح " 12/ 310
وهذا مرارة بن الربيع العمري،وصاحبه هلال بن أمية، صاحبا كعب بن مالك- وهما ممن شهدا بدراً.
وقصة تخلّفهما عن غزوة تبوك مشهورة معلومة، وقد هجرهما النبي صلى الله عليه وسلم ونهى الناس عن كلامهم.
قال كعب بن مالك في حديثه الطويل { ... ثُمَّ قُلْتُ لهم " أي للناس" هَلْ لَقِيَ هَذَا مَعِي أَحَدٌ قَالُوا نَعَمْ رَجُلَانِ قَالَا مِثْلَ مَا قُلْتَ فَقِيلَ لَهُمَا مِثْلُ مَا قِيلَ لَكَ فَقُلْتُ مَنْ هُمَا قَالُوا مُرَارَةُ بْنُ الرَّبِيعِ الْعَمْرِيُّ وَهِلَالُ بْنُ أُمَيَّةَ الْوَاقِفِيُّ فَذَكَرُوا لِي رَجُلَيْنِ صَالِحَيْنِ قَدْ شَهِدَا بَدْرًا فِيهِمَا أُسْوَةٌ فَمَضَيْتُ حِينَ ذَكَرُوهُمَا لِي وَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُسْلِمِينَ عَنْ كَلَامِنَا أَيُّهَا الثَّلَاثَةُ مِنْ بَيْنِ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهُ فَاجْتَنَبَنَا النَّاسُ وَتَغَيَّرُوا لَنَا .. ْ}
قال الحافظ ابن حجر .. {واستدل بعض المتأخرين لكونهما لم يشهدا بدرا بما وقع في قصة حاطب وأن النبي صلى الله عليه و سلم لم يهجره ولا عاقبه مع كونه جس عليه، بل قال لعمر لما هم بقتله "وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم" قال وأين ذنب التخلف من ذنب الجس"2"!!
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت .. : وليس ما استدل به بواضح، لأنه يقتضى أن البدري عنده إذا جنى جناية ولو كبرت لا يعاقب عليها وليس كذلك فهذا عمر مع كونه المخاطب بقصة حاطب فقد جلد قدامة بن مظعون الحد لما شرب الخمر وهو بدري كما تقدم وإنما لم يعاقب النبي صلى الله عليه و سلم حاطبا ولا هجره لأنه قبل عذره في أنه إنما كاتب قريشا خشية على أهله وولده وأراد أن يتخذ له عندهم يدا فعذره بذلك بخلاف تخلف كعب وصاحبيه فإنهم لم يكن لهم عذر أصلا والله أعلم} الفتح 12/ 724 - 725
وما أجمل ما قاله شيخ الاٍسلام ابن تيمية يرحمه الله .. {وَمِنْ هَذَا الْبَابِ هَجْرُ الْإِمَامِ أَحْمَد لِلَّذِينَ أَجَابُوا فِي الْمِحْنَةِ قَبْلَ الْقَيْدِ وَلِمَنْ تَابَ بَعْدَ الْإِجَابَةِ وَلِمَنْ فَعَلَ بِدْعَةً مَا؛ مَعَ أَنَّ فِيهِمْ أَئِمَّةً فِي الْحَدِيثِ وَالْفِقْهِ وَالتَّصَوُّفِ وَالْعِبَادَةِ؛ فَإِنَّ هَجْرَهُ لَهُمْ وَالْمُسْلِمِينَ مَعَهُ لَا يَمْنَعُ مَعْرِفَةَ قَدْرِ فَضْلِهِمْ كَمَا أَنَّ الثَّلَاثَةَ الَّذِينَ خُلِّفُوا لَمَّا أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُسْلِمِينَ بِهَجْرِهِمْ لَمْ يَمْنَعْ ذَلِكَ مَا كَانَ لَهُمْ مِنْ السَّوَابِقِ. حَتَّى قَدْ قِيلَ إنَّ اثْنَيْنِ مِنْهُمَا شَهِدَا بَدْرًا وَقَدْ قَالَ اللَّهُ لِأَهْلِ بَدْرٍ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْت لَكُمْ وَأَحَدُهُمْ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ شَاعِرُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَحَدُ أَهْلِ الْعَقَبَةِ فَهَذَا " أَصْلٌ عَظِيمٌ " أَنَّ عُقُوبَةَ الدُّنْيَا الْمَشْرُوعَةَ مِنْ الْهِجْرَانِ إلَى الْقَتْلِ لَا يَمْنَعُ أَنْ يَكُونَ الْمُعَاقَبُ عَدْلًا أَوْ رَجُلًا صَالِحًا كَمَا بَيَّنْت مِنْ الْفَرْقِ بَيْنَ عُقُوبَةِ الدُّنْيَا الْمَشْرُوعَةِ وَالْمَقْدُورَةِ؛ وَبَيْنَ عُقُوبَةِ الْآخِرَةِ وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ أَعْلَمُ.} "الفتاوى10/ 375"
هل قوله صلى الله عليه وسلم " فقد غفرت لكم " يشمل كل ذنب!؟
وهنا كلام جامع شيخ الإسلام ابن تيمية، أنقله لنفاسته!.
قال رحمه الله .. : {في قوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح الذي قال في آخره عن الله تعالى: «قد غفرت لعبدي فليعمل ما يشاء» هذا الحديث لم يجعله النبي - صلى الله عليه وسلم - عاما في كل ذنب من كل من أذنب وتاب وعاد؛ وإنما ذكره حكاية حال عن عبد كان منه ذلك؛ فأفاد أن العبد قد يعمل من الحسنات العظيمة ما يوجب غفران ما تأخر من ذنوبه، وإن غفر له بأسباب أخر.
وهذا مثل حديث حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه الذي قال فيه لعمر: «وما يدريك أن الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم» وما جاء أن غلام حاطب شكاه فقال: والله يا رسول الله ليدخلن حاطب النار، فقال: «كذبت، إنه شهد بدرا والحديبية».
ففي هذه الأحاديث بيان أن المؤمن قد يعمل من الحسنات ما يغفرله بها ما تأخر من ذنبه، وإن غفر بأسباب غيرها. ويدل على أنه يموت مؤمنا، ويكون من أهل الجنة وإذا وقع منه ذنب يتوب الله عليه كما تاب على بعض البدريين كقدامة بن عبد الله رضي الله عنه لما شرب الخمر متأولا واستتابه عمر رضي الله عنه وأصحابه رضي الله عنهم وجلدوه، وطهر بالحد والتوبة، وإن كان ممن قيل لهم: «اعملوا ما شئتم».
ومغفرة الله لعبده لا تنافي أن تكون المغفرة بأسبابها، ولا تمنع أن تصدر منه توبة إذ مغفرة الله لعبده مقتضاها ألا يعذبه بعد الموت، وهو سبحانه يعلم الأشياء على ما هي عليه فإذا علم من العبد أنه سيتوب أو يعمل حسنات ماحية غفر له في نفس الأمر، إذ لا فرق بين من يحكم له بالمغفرة أو بدخوله الجنة.
ومعلوم أن بشارته - صلى الله عليه وسلم - بالجنة إنما هي لعلمه بما يموت عليه المبشر ولا يمنع أن يعمل سببها.
وعلم الله بالأشياء وآثارها لا ينافي ما علقها عليه من الأسباب، كما أخبر أن: «ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة أو النار»، ومع ذلك قال: «اعملوا فكل ميسر لما خلق له» ولأن من أخبره أنه ينتصر على عدوه لا يمنع أن يأخذ أسبابه ولا من أخبره أنه يكون له ولد لا يمنع أن يتزوج أو يتسرى. وكذا من أخبره بالمغفرة أو الجنة لا يمنع أن يأخذ بسبب ذلك مريدا للآخرة وساعيا لها سعيها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن ذلك الدعاء المذكور في آخر سورة البقرة فقد ثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «قد فعلت» ومع ذلك فمن المشروع لنا أن ندعوه.
ومنه قوله تعالى لنبيه سنة ست من الهجرة: " لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ "ومع هذا فما زال - صلى الله عليه وسلم - يستغفر ربه بقية عمره؛ وأنزل عليه في آخر عمره سورة النصر: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا " وكان يتأول ذلك في ركوعه وسجوده: أي يمتثل ما أمره به ربه.
فإذا كان سيد المرسلين - صلى الله عليه وسلم - يستغفر ربه كيف لا يستغفر غيره ويتوب؟ وإن قيل له ذلك أبى وأخذته العزة.
ولهذا ما زال سبحانه يخاطب أهل بدر وبيعة الرضوان بالأمر والنهي والوعد والوعيد ويذكر أنه يتوب عليهم كما قال تعالى: {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} وقد نزلت بعد عام الحديبية بثلاث سنين ... }
وقد كان من شأن «مسطح» الذي كان يصله أبو بكر لرحمه ما كان وهو من أهل بدر رضي الله عنهم وعده الله في قوله: {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ}، قوله: {وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ}، وقوله: {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}، وقد روي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جلدهم. فقد وقع هذا البدري رضي الله عنه المغفور له في هذا الإفك العظيم؛ لكن تاب منه بلا ريب. فتبين أن قوله: «قد غفرت لكم»، لا يمنع أن يعملوا بعد ذلك ذنوبا ويتوبون منها؛ بل لا بد أن يكون لئلا يتكلوا على الأخبار فقط بل لا بد من فعل السبب من التوبة والحسنات الماحية المتقدمة، أو غير ذلك من الأسباب كالمصائب في الدنيا أو في البرزخ أو عرصات القيامة أو يرحمهم.
وهذه الأسباب يشترك فيها من علم أنه قد غفر له ومن لم يعلم لكن قد علم أن الله يغفر للتائب ويدخله الجنة.
وأما الجاهل بحاله فلا يدري حاله عند الله فعلمه بأن الله يغفر الذنب ويأخذ به وإيمانه العظيم الذي في قلبه بذلك أفاده أنه صار عند الله ممن يغفر له لا محالة، فلا بد له من الأسباب فإنه لابد أن يدوم على الإيمان، ودوامه على الإيمان من أعظم الحسنات الماحية وأن يصلي ويتوب ويستغفر، ونحو ذلك من موجبات المغفرة.
ومن كرر التوبة مرات واسترسل في الذنوب وتعلق بهذا الحديث كان مخدوعا مغرورا من وجهين:
أحدها: ظنه أن الحديث عام في حق كل تائب وإنما هو حكاية حال فيدل على أن من عباد الله من هو كذلك.
والثاني: أن هذا لا يقتضي أن يغفر له بدون أسباب المغفرة كما قدمنا.
ومن كرر التوبة المذكورة والعود للذنب لا يجزم له أنه قد دخل في معنى هذا الحديث، وأنه قد يعمل بعد ذلك ما شاء لا يرجى له أن يكون من أهل الوعد، ولا يجزم لمعين بهذا الحكم، كما لا يجزم في حق معين بالوعيد كسائر نصوص الوعد والوعيد فإن هذا كقوله: من فعل كذا دخل الجنة ومن فعل كذا دخل النار، لا يجزم لمعين لكن يرجى للمحسن، ويخاف المسيء.
ومن هذا الباب حديث البطاقة التي قدر الكف فيها التوحيد وضعت في الميزان فرجحت على تلك السجلات من السيئات.
وليس كل من تكلم بالشهادتين كان بهذه المنزلة لأن هذا العبد صاحب البطاقة كان في قلبه من التوحيد واليقين والإخلاص ما أوجب أن عظم قدره حتى صار راجحا على هذه السيئات.
ومن أجل ذلك صار المد من الصحابة رضي الله عنهم أفضل من مثل جبل أحد ذهبا من غيرهم ................ } "4"
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال العلاّمة ابن القيم .. : {فالذي نظن فى ذلك والله أعلم أنّ هذا خطاب لقوم قد علم الله سبحانه أنهم لا يفارقون دينهم بل يموتون على الاسلام،وأنّهم قد يقارفون بعض ما يقارفه غيرهم من الذنوب، ولكن لا يتركهم سبحانه مصرين عليها بل يوفقهم لتوبة نصوح واستغفار وحسنات تمحو أثر ذلك ويكون تخصيصهم بهذا دون غيرهم، لانه قد تحقق ذلك فيهم وأنهم مغفور لهم ولا يمنع ذلك كون المغفرة حصلت بأسباب تقوم بهم كما لا يقتضي ذلك أن يعطلوا الفرائض وثوقا بالمغفرة فلو كانت قد حصلت بدون الاستمرار علي القيام بالأوامر لما احتاجوا بعد ذلك الى صلاة ولا صيام ولا حج ولا زكاة ولا جهاد وهذا محال ومن أوجب الواجبات التوبة بعد الذنب فضمان المغفرة لا يوجب تعطيل اسباب المغفرة ونظير هذا قوله فى الحديث الآخر أذنب عبد ذنبا فقال أى رب أذنبت ذنبا فاغفره لى فغفر له ثم مكث ما شاء الله أن يمكث ثم أذنب ذنبا آخر فقال أى رب أصبت ذنبا فاغفر لى فغفر له ثم مكث ما شاء الله أن يمكث ثم أذنب ذنبا آخر فقال رب أصبت ذنبا فاغفره لى فقال الله علم عبدى ان له ربا يغفر الذنب ويأخذ به قد غفرت لعبدى فليعمل ما شاء فليس فى هذا اطلاق واذن منه سبحانه له فى المحرمات والجرائم وانما يدل على أنه يغفر له ما دام كذلك اذا أذنب تاب واختصاص هذا العبد بهذا لانه قد علم انه لا يصر على ذنب وانه كلما أذنب تاب حكم يعم كل من كانت حاله حاله لكن ذلك العبد مقطوع له بذلك كما قطع به لاهل بدر وكذلك كل من بشره رسول الله بالجنة أو أخبره بأنه مغفور له لم يفهم منه هو ولا غيره من الصحابة اطلاق الذنوب والمعاصى له ومسامحته بترك الواجبات بل كان هؤلاء أشد اجتهادا وحذرا وخوفا بعد البشارة منهم قبلها كالعشرة المشهود لهم بالجنة وقد كان الصديق شديد الحذر والمخافة وكذلك عمر فلهم علموا أن البشارة المطلقة مقيدة بشروطها والاستمرار عليها الى الموت ومقيدة بانتقاء موانعها ولم يفهم أحد منهم من ذلك الاطلاق الاذن فيما شاؤا من الأعمال .. } "الفوائد"صـ14
لماذا قام قائم "العذر والسابقة"" في جانب "حاطب"، ولم يقم في حق "إبليس"!؟ و "ذو الخويصرة"!!؟
قال الإمام اٍبن القيم. {فتأمل قوة إيمانِ حاطب التى حملته على شهودِ بدر، وبذلِه نفسَه مع رسولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإيثارِهِ اللهَ ورسولَه على قومه وعشيرتهِ وقرابتهِ وهم بين ظهرانى العدُوِّ، وفى بلدهم، ولم يَثْنِ ذلكَ عِنَانَ عزمِه، ولا فَلَّ مِن حَدِّ إيمانه ومواجهته للقتال لمن أهلُه وعشيرته وأقاربُه عندهم، فلما جاء مرضُ الجسِّ، برزت إليه هذه القوةُ، وكان البُحرانُ صالحاً، فاندفع المرض، وقام المريض، كأن لم يكن به قَلبَةٌ، ولما رأى الطبيبُ قوةَ إيمانه قد استعلت على مرض جَسِّه وقهرته، قال لمن أراد فصده: لا يحتاجُ هذا العارض إلى فصاد، "ومَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللهَ اطَّلَعَ عَلَى أهل بَدْرٍ، فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُم، فَقَدْ غَفرْتُ لَكُم".
وعكس هذا ذو الخُويصِرَة التميمى وأضرابه مِن الخوارج الذين بلغ اجتهادُهم فى الصلاةِ والصِّيَامِ والقراءة إلى حد يَحْقِرُ أحدُ الصحابة عملَه معه كيف قال فيهم: "لَئِنْ أدْركْتُهُم لأَقْتَلَنَّهُم قَتْلَ عَادٍ"، وقال: "اقْتُلُوهُم فإنَّ فى قَتْلِهِمْ أَجْرَاً عِنْدَ اللهِ لِمَنْ قَتَلَهُمْ". وقال: "شَرُّ قَتْلَى تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ"، فلم ينتفِعُوا بتلك الأعمال العظيمةِ مع تلك المواد الفاسدة المهلكةِ واستحالت فاسدةً.
وتأمَّل فى حال إبليس لما كانت المادةُ المهلكة كامنة فى نفسه، لم ينتفعْ معها بما سَلَف مِن طاعاته، ورجع إلى شاكلته وما هُوَ أولى به، وكذلك الذى آتاه اللهُ آياتِه، فانسلخَ مِنها، فأتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ، فكان مِن الغاوين وأضرابُه وأشكالُه، فالمعوَّلُ على السرائر والمقاصد والنِّياتِ والهِمم، فهى الإكسير الذى يَقْلِبُ نحاسَ الأعمال ذهباً، أو يرُدُّهَا خَبَثَاً ... وبالله التوفيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومَن له لُبٌ وعقل، يعلم قَدْرَ هذِهِ المسألة وشِدَّةَ حاجته إليها، وانتفاعه بها، ويطَّلِعُ منها على باب عظيم من أبواب معرفة الله سبحانه وحكمته فى خلقه، وأمره، وثوابِه، وعِقابه، وأحكامِ الموازنة، وإيصالِ اللَّذة والألم إلى الروح والبدن فى المعاش والمعاد، وتفاوتِ المراتب فى ذلك بأسباب مقتضية بالغة ممن هو قائمٌ على كُلِّ نفس بما كسبت} زاد المعاد 3/ 422
المتأول في التكفير قد يكون معذوراً بل "مأجوراً"!!
قال ابن حزم .. {وقد قال عمر رضي الله عنه بحضرة النبي صلى الله عليه و سلم عن حاطب- وحاطب مهاجر بدري "دعني أضرب عنق هذا المنافق" فما كان عمر بتكفيره حاطبا كافرا بل كان مخطئا متاولاً} "الفصل في الملل .. " 3/ 143
وقال شيخ الإسلام .. : {وَلِهَذِهِ الشُّبْهَةِ "أي موالاة حاطباً" سَمَّى عُمَرُ حَاطِبًا مُنَافِقًا فَقَالَ "دَعْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ أَضْرِبُ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ فَقَالَ "إنَّهُ شَهِدَ بَدْرًا " فَكَانَ عُمَرُ مُتَأَوِّلًا فِي تَسْمِيَتِهِ مُنَافِقًا لِلشُّبْهَةِ الَّتِي فَعَلَهَا .. } الفتاوى " 7/ 523
قال الحافظ ابن حجر. {وأطلق عليه "أي عمر" منافقاً، لكونه أبطن خلاف ما أظهر، وعذر حاطب ماذكر.} الفتح 8/ 634
وقال العلاّمة ابن القيم، ذاكراً فصول القصّة وفوائدها .. { .. وفيها: أن الرجل إذا نَسَبَ المسلم إلى النفاقِ والكُفْرِ متأوِّلاً وغضباً للهِ ورسوله ودينه لا لهواه وحظه، فإنه لا يكفُر بذلك، بل لا يأثمُ به، بل يُثاب على نيِّته وقصده، وهذا بِخِلاف أهل الأهواء والبدع، فإنهم يُكفِّرون ويُبدِّعُون لمخالفة أهوائهم ونحلهم، وهم أولى بذلك ممن كفَّروه وبدَّعوه} زاد المعاد 3/ 423
: هل التعليل بالمانع يحتاج إلى قيام المقتضي .. ؟
قال ابن القيم {وتأمل قوله لعمر وقد استأذنه في قتل حاطب فقال .. :"وما
يدريك أن الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم"
... كيف تجده متضمنا لحكم القاعدة التي اختلف فيها أرباب الجدل والأصوليون وهي .. : أنّ التعليل بالمانع هل يفتقر إلى قيام المقتضي .. ؟ فعلل النبي عصمة دمه شهود بدراً دون الأسلام العام.
فدل علي أن مقتضى قتله كان قد وجد وعارض سبب العصمة وهو الجس على رسول الله.
لكن عارض هذا المقتضي مانع- منع من تأثيره وهو شهوده بدراً، وقد سبق من الله مغفرته لمن شهدها ... } كما في "بدائع الفوائد" 4/ 939
هل صار حاطب موالياً للمشركين .. ؟
إذا علمت فاعلم أن بعض أهل العلم قد اعتبر صنيع حاطب من "الموالاة الخاصّة" غير المكفرة.
لذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية .. : {. وَقَدْ تَحْصُلُ لِلرَّجُلِ مُوَادَّتُهُمْ لرَحِمِ أَوْ حَاجَةٍ فَتَكُونُ ذَنْبًا يَنْقُصُ بِهِ إيمَانُهُ وَلَا يَكُونُ بِهِ كَافِرًا،كَمَا حَصَلَ مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بلتعة لَمَّا كَاتَبَ الْمُشْرِكِينَ بِبَعْضِ أَخْبَارِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ " .. } الفتاوى 7/ 522
هديه صلى الله عليه وسلم فيمن جَسَّ عليه:
بوب البخاري في صحيحه في كتاب "الجهاد" فقال {باب الجاسوس}.
ثم ذكر حديث حاطب بن أبي بلتعة.
قال العلاّمة ابن القيم { .. ،على هذا فالحديث حجة لمن رأى قتل الجاسوس لأنه ليس ممن شهد بدرا وإنما امتنع قتل حاطب لشهوده بدرا .. } بدائع الفوائد 4/ 939
وقال أيضاً .. { .. وفيها: جوازُ قتل الجاسوسِ وإن كان مسلماً، لأن عمر رضى الله عنه سأل رسولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قتلَ حاطب بن أبى بَلتعةَ لما بعثَ يُخبر أهلَ مكة بالخبر، ولم يقل رسولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا يَحِلُّ قتله إنه مسلم، بل قال: "ومَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللهَ قَدِ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ، فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُم" فأجاب: بأن فيه مانعاً من قتله، وهو شهودهُ بدراً، وفى الجواب بهذا كالتنبيه على جواز قتل جاسوسٍ ليس له مِثْلُ هذا المانع، وهذا مذهب مالك، وأحد الوجهين فى مذهب أحمد، وقال الشافعى وأبو حنيفة: لا يُقتل، وهو ظاهر مذهب أحمد، والفريقان يحتجون بقصة حاطب، والصحيح: أن قتله راجع إلى رأى الإمام، فإن رأى فى قتله مصلحة للمسلمين، قتله، وإن كان استبقاؤه أصلحَ، استبقاه .. والله أعلم} زاد المعاد 3/ 423
الخاتمة:
وأخيرا أقول {وأنا أتبرأ لقارئه من التعاطي لما لم أحط به علما، والإغفال عما لا ينفك عنه البشر سهواً ووهماً، وأرغب لمن حقق فيه خللاً أن يصلحه، أو وجد فيه مغفلاً أن يبينه ويفصحه، أو رأى فيه متأولاً أن يحسن تأويله، أو ألقى فيه محتملاً أن يوضح دليله .... وإلى الله أرغب أن يجعلنا ممن انتفع بعلمه، وهدي إلى الصراط المستقيم وألهم.} "6"
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وأله وصحبه أجمعين.
ــــــــــــــــــــــ
"1" "تهذيب السنن" 1/ 92 ط-المعارف
"2" مفتاح دار السعادة 2/ 392
"3""المصنف" برقم 17076، وقال الحافظ في الفتح 13/ 141 "سندها صحيح"
"4" وقد نقله المحدث الألباني في "الصحيحة" 6/ 231 مقرا لّه.
"5" هو ابن القيم كما في "الزاد" 3/ وانظر "الفتح "8/ 120 أيضاً
"6"المستدرك على مجموع الفتاوى1/ 251 - وأصله في "الفروع" 4/ 461 لا بن مفلح.
"7" مقدمة القاضي عياض في "شرح مسلم" 1/ 73
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[30 - Jun-2010, مساء 10:58]ـ
بحث رائع رائع رااائع جزاك الله خيرا
ـ[قادم من بعيد]ــــــــ[30 - Jun-2010, مساء 11:13]ـ
جزاك الله عنا الخير ودفع عنك الشر
كلام قيّم جميل تخلله الدليل
بوركت
ـ[الليبي الأثري]ــــــــ[18 - Nov-2010, مساء 03:39]ـ
بوركتم .....
أسأل الله أن يجعل عملنا صالحاً، ولوجهه خالصاً ..(/)
تفريغ محاضرة ثم يتوبون من قريب للشيخ أبي إسحاق الحويني
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[30 - Jun-2010, صباحاً 06:37]ـ
ِ
إن الْحَمْد لِلَّه تَعَالَى نَحْمَدُه وَنَسْتَعِيْن بِه وَنَسْتَغْفِرُه وَنَعُوْذ بِاللَّه تَعَالَى مِن شُرُوْر أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَات أَعْمَالِنَا مَن يَهْدِى الْلَّه تَعَالَى فَلَا مُضِل لَه وَمَن يُضْلِل فَلَا هَادِى لَه وَأَشْهَد أَن لَا إِلَه إِلَّا الْلَّه وَحْدَه لَا شَرِيْك لَه وَأَشْهَد أَن مُحَمَّداً عَبْدُه وَرَسُوْلُه.
أَمَّا بَعد.
فَإِن أَصْدَق الْحَدِيْث كِتَاب الْلَّه تَعَالَي وَأَحْسَن الْهَدْي هَدْي مُحَمَّدٍ صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم، وَشَّر الْأُمُور مُحْدَثَاتُهَا وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدَعِه وَكِل بِدْعَةٍ ضَلَالَة وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي الْنَّار، الْلَّهُم صَلّى عَلَى مُحَمّدٍ وَعَلَى آَل مُحَمِّد كَمَا صَلَّيْت عَلَى إِبْرَاهِيْم وَعَلَى آَل إِبْرَاهِيْم فِي الْعَالَمِيْن إِنَّك حَمِيْدٌ مَجِيْد، وَبَارِك عَلَى مُحَمدٍ وَعَلَى آَل مُحَمِّد كَمَا بَارَكْت عَلَى إِبْرَاهِيْم وَعَلَى آَل إِبْرَاهِيْم فِي الْعَالَمِيْن إِنَّك حَمِيْدٌ مَجِيْد.
سَأَلَنِي سَائِلٌ فَقَال عَدَد لِي أَنْوَاع الْعُبُوْدِيَّة لِلَّه تَعَالَي.
فَقُلْت لَه: أَنْوَاع الْعُبُوْدِيَّة لِلَّه تَعَالَي كَمَثَل أَنْفَاس الْبَشَر، لِكُل أَمْر وَضِدُّه عُبُوْدِيَّة، لِلْفَرَح عُبُوْدِيَّة وَلِلْحُزْن عُبُوْدِيَّة، ولِلْيَقَظَة عُبُوْدِيَّة وَلِلْنَّوْم عُبُوْدِيَّة، وَلِلْغَضب عُبُوْدِيَّة وَلِلْرِّضَا عُبُوْدِيَّة وَهَكَذَا دَوَالَيْك حَتَّى تَسْتَوْعِب كُلَّ صِفَات الْبَشَر، وَلَابُدَّ لِلْعَبْد أَن يُحَرزَ نَصِيِباً مِن كُل الْعُبُوْدِيَّة،وَالْنَّاس يَتَفَاوِتُون عَلَى حَسب الْهِمَم، فَلَا يَتَسَاوَى الْأَنْبِيَاء مَع غَيْرِهِم، وَلَا يَتَسَاوَى الْأَوْلِيَاء مَع مِن دُوْنَهِم كُلٌ بِحَسَبِه.
وَأَضْرِب لَك مَثَلا: أَنْتُم تَعْرِفُوْن الْفُضَيْل بْن عِيَاض: الْإِمَام الْرَّبََّّانِي وَالْعَلَم الْمُفْرَد، الْزَّاهِد الْعَابِد، الْمُحْدِّث الْكَبِيْر، أَحَد الْثِّقَات الْأَثْبَات مِمَّن لَم يَخْتَلِف أَحَدٌ مِن الْعُلَمَاء عَلَى فَضْلِه وَعِلْمِه وَزُهْدِه، كَان لَه وَلَدٌ يُقَال لَه عَلِي، وَكَان يُحِبُّه غَايَة الْحُب وَكَان عَلِيٌ هَذَا عَلَى صِغَر سِنِّه مَن كْبَار الْأَوْلِيَاء وَمِمَّن شُهِد لَهُم بِالْإِخِبَات لِلَّه، وَكَان عَلِيٌ هَذَا يَقُوْل لِأَبِيْه الْفُضَيْل (يَا أَبَتي سَل الْلَّه الَّذِي وَهَبْنِي لَك فِي الْدُّنْيَا أَن يَهَبَنِي لَك فِي الْآَخِرَة)، وَكَان مِن رِقَّة قلب عَلِيٌ هَذَا أَنَّه كَان إِذَا سَمِع آَيَات الْعَذَاب يُغْشَى عَلَيْه ,فَكَانَت أُمُّه أَعِنِّي (امْرَأَة الْفُضَيْل) تَقُوْل لِلْفُضَيْل إِذَا رَأَيْت عَلَياً خَلْفَك بِالْصَّف فَلَا تَقْرَأ بِآَيَات الْعَذَاب وَذَات مَرَّة نَظَر الْفُضَيْل فَلَم يَجِد عَلِياً فَقَرَأ آَيَات فِيْهَا عَذَاب، جَاء عَلِيٌ مُتَأَخِّراً بَعْدما كَبَّر أَبُوْه، فَلَمَّا وَقَعْت هَذِه الْآَيَات فِي سَمْعِه أُغْشّي عَلَيْه.
كَيْف نَجْمَع بَيْن بُكَاء الْنَّبِي _صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَسَلم_ عِنْد مَوْت ابْنِه و ضحِك الْفُضَيْل بْن عِيَاض عِنْد مَوْت ابْنِه؟
هَذَا الْوَلَد الْبَار الْمَحْبُوْب مَات فِي حَيَاة أَبِيْه، فَمَشَى الْفُضَيْل فِي جِنَازَة ابْنَه وَهُو يَضْحَك فَاسْتَغْرَب بَعْض الْمُتَأَخِّرِيَن مِن هَذَا وَقَالُوْا كَيْف يَبْكِى رَسُوْل الْلَّه- صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- ابْنَه إِبْرَاهِيْم بَيْنَمَا يَضْحَك الْفُضَيْل فِي جِنَازَة ابْنَه، وَأَيُّهُمَا أَوْلَى بِالْرِّضَا ألْنَّبِي- صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- أَم الْفُضَيْل، فَوجَّه هَذَا الْسُّؤَال إِلَى شَيْخ الْإِسْلام بْن تَيْمِيَّه- رَحِمَه الْلَّه نْعَالِي-، لِأَن هُنَا إِشْكَال الْفُضَيْل يَضْحَك أَي رَاضِي، وَالْنَّبِي يَبْكِي أَي كَأَنَّه غَيْر رَاضِي.
(يُتْبَعُ)
(/)
فَقَال شَيْخ الْإِسْلَام- رَحِمَه الْلَّه-: (كَمَا هِي عَادَتْه وَكَان مَفْتُوْحاً عَلَيْه مُوَفِّقاً، قَال: (هُدِي نَبِيِّنَا أَكْمَل، لِأَن نَبِيَّنَا- صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- أَدَّى الْعُبُوْدِيَّة عَلَى وَجْهِهَا، فَهُنَاك عُبُوْدِيَّة الْرَّأْفَة وَالْرَّحْمَة وَهُنَاك عُبُوْدِيَّة الْرِّضَا، فَأَدَّى عُبُوْدِيَّة الْرَّأْفَة وَالْرَّحْمَة فَبَكَى عَلَى ابْنِه، وَأَدى عُبُوْدِيَّة الْرِّضَا فَقَال:" وَلَا نَقُوُل مَا يُغْضِب الْرَّب "، لَكِن ضَاق قَلْب الْفُضِيل بْن عِيَاض عَن اسْتِيْعَاب الْعُبُوْدِيَتَين جَمِيْعاً فَقَدِم عُبُوْدِيَّة الْرِّضَا عَلَى عُبُوْدِيَّة الْرَّأْفَة وَالْرَّحْمَة)
فَهَدَي نَبِيِّنَا أَكْمَل، وَالْبُكَاء لَا يُعَد مِن عَدَم الْرِّضَا، إِنَّمَا الْبُكَاء رَحِمَه وَلِذَلِك قَال- صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم-:" إِن الْلَّه لَا يُعَذِّب بِدَمْع الْعَيْن"
إِذاً الْعُبُوْدِيَّة تَسْتَغْرِق حَيَاتِك كُلَّهَا.
كَمَا قُلْت فِي عَدَد أَنْفَاسِك فَإِذَا كَان الْأَمْر كَذَلِك فَلَا يَجُوْز لِأَحَد أَن يَرْفَع قَدَّمَه أَو يَضَعَهَا إِلَّا بِإِذْن، وَهَذَا هُو مَعْنَى الْعَبْد
الْمُرَاد بِالْعبد. عَبْد أَي لَه سَيِّد آَمِر، وَنَحْن مَعَاشِر الْبَشَر فِيْمَا يَتَعَلَّق بِمَسْأَلَة الْعُبُوْدِيَّة تَعَلَّقَت أَحْكَامٌ بِهَا.
مَا يَتَعَلَّق بِّعُبُوْدِيَّة الْبَشَر مِن أَحْكَام.
مَثَلاً: لَو أَنَّك تِمْتَلِك عَبْداً أَو أَكْثَر ثُم قَسَوْت عَلَى هَذَا الْعَبْد فَهَرَب مِنْك، يَقُوْل الْنَّبِي- صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- فِي هَذَا الْعَبْد الَّذِي هَرَب مِن سَيِّدِه الْقَاسِي لا تُقَبَل لَه صَلَاةٌ وَلَا صِيَامٌ وَلَا أَي طَاعَة حَتَّى يَرْجِع إِلَى سَيِّدِه، وَحَاطِب بْن أَبِي بَلْتَعَة- رَضِي الْلَّه عَنْه- كَان لَه عَبْد وَكَان يَقسُّوْ عَلَيْه، فَذَهَب مَرَّةً إِلَى الْنَّبِي- صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- يَشْتَكِي حَاطِباً، فَقَال: (يَا رَسُوْل الْلَّه وَالْلَّه لَيَدْخُلَن حَاطِبٌ الْنَّار _ بِسَبَب قَسْوَتِه عَلَيْه _فَقَال لَه الْنَّبِي- صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم-:" كَذَّبَت إِنَّه شَهِد بَدْرا) ,وَالْنَّبِي- صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- يَقُوْل:" أَيُّمَا عَبْد تَزَوَّج بِغَيْر إِذْن مَوَالِيْه فَهُو عَاهِر"، أَي زَانِي، هَذَا فِيْمَا يَتَعَلَّق بِنَا كَبَشَر عَبْد مَع عَبْد.
فَلَا يَجُوْز لُإِنْسَان أَن يَنْفَك مِّن الْعُبُوْدِيَّة مُطْلَقاً.
فَمَا بَالُك إِذَا كُنَّا نَحْن مَع رَب الْعَالَمِيْن- تَبَارَك وَتَعَالَى-، فَلَا يَجُوْز لُإِنْسَان أَن يَنْفَك مِّن الْعُبُوْدِيَّة مُطْلَقاً، إِمَّا أَن يَكُوْن عَبْداً بِالِاخْتِيَار وَهَذَا أَرْفَع الْدَّرَجَات، أو أَن يَكُوْن عَبْداً بِالْقَهْر وَالْإِذَلال بِحُكْم الْسُّنَّة الْعَامَّة? إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ إِلا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا ? (مريم:93).
مَنَازِل الْسَّائِرِيْن إِلَى الْلَّه.
طَالَمَا أَن أَنْوَاع الْعُبُوْدِيَّة كَثِيْرَة، وَأَنَّهَا بِعَدَد أَنْفَاس الْبَشَر، فَلَا يَزَال الْمَرْء يَتَقَلَّب فِي عُبُوْدِيَّة بَعْد أُخْرَى وَهُو يَسِيْر إِلَى رَبِّه، هَذِه الْأَنْوَاع مِن الْعُبُوْدِيَّة اسْمُهَا مَنَازِل الْسَّائِرِيْن إِلَى الْلَّه، ينَزِّل فِي مَنْزِلَة، أُصِيْب بِمُصِيْبَة فَنَزَل فِي مَنْزِلَة الْحُزْن، فَلَابُد أَن يَنْظُر مَا الَّذِي يَجِب عَلَيْه فِي هَذَا، تَبَدَّلَت مُصِيبَتَهُ بِفَرَح فَلْيَنْظُر مَا الَّذِي يَجِب عَلَيْه فِي هَذَا؟.
وَلَا يَزَال يَتَقَلَّب كَمَا قُلْت فِي مَنَازِل.
مَنَازِل الْسَّائِرِيْن إِلَى الْلَّه كَمَثَل مَحَطّات الْوَقُوْد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَمَنَازِل الْسَّائِرِيْن إِلَى الْلَّه كَمَثَل مَحَطّات الْوَقُوْد عَلَى الْطَّرِيْق الْطَّوِيْل. فَلَو افْتَرَضْنَا أَن هُنَاك طَرِيْق سِتّمِائَة كِيْلُو وَلَيْس فِي هَذَا الْطَرِيْق مَحَطَّة وَقُوْدٌ وَاحِدَة، أَيُمْكِن أَن تَسْلُك هَذَا الْطَّرِيْق؟ لَا تَسْتَطِيْع، لِمَاذَا؟ لِأَنَّك أَوَّلا تَحْتَاج إِلَى مَاء، تَحْتَاج إِلَى طَعَام، وَالْسَّيَّارَة تَحْتَاج إِلَى وَقُوْد، فَلَا تَسْتَطِيْع أَن تَسْلُك هَذَا الْطَّرِيْق الْطَّوِيْل إِلَا إِذَا كَان فِيْه مَحَطّات وَقُوْد، تَمُر عَلَى الْمَحَطَّة تَتَزَوَّد لِنَفْسِك وَلِلْسَّيَّّارَة ثُم تَمْضِي وَإِذَا كَاد زَادَك أَن يَنَفذ، فِي مَحَطَّة أُخْرَى تُزوِّد الْسَّيَّّارَة بِالْوُقُود وَتَمْضِي حَتَّى تَصِل إِلَى غَايَتِك ,فَمَنَازِل الْسَّائِرِيْن إِلَى الْلَّه- عَز وَجَل- كَمَثَل مَحَطّات الْوَقُوْد.
حَدِيْث الْيَوْم وَمَنْزِلَة الْتَّوْبَة.
الْمَنَزَّلَة الَّتِي أُرِيْد أَن أَتَكَلَّم عَنْهَا الْيَوْم هِي مَنْزِلَة لَا يَنْفَك الْعَبْد عَنْهَا لَا فِي أَوَّل الْطَّرِيْق وَلَا فِي وَسَطِه وَلَا فِي آَخِرِه، وَهِي مُلَازِمَة لَه كَمُلَازَمَة الْنَفَس لهُ أَيْضاً، لَا يَسْتَغْنِي عَنْهَا الْعَبْد مُطْلَقاً، أَلَّا وَهِي مَنْزِلَة الْتَّوْبَة.
لِمَاذَا لَا يَنْفَك الْعَبْد عَنْهَا؟
لِأَن الْنَّبِي- صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- قَال:" كُل بْن أَدَم خَطَّاء " كُلُّنَا أَصْحَاب ذُنُوْب.
أنواع الناس أمام الْتَّوْبَة وَالذَّنْب.
وَالْنَّاس أَمَام الْتَّوْبَة وَالذَّنْب ثَلَاثَة أَنْوَاع مَذْكُوْرَة فِي كِتَاب الْلَّه- سُبْحَانَه وَتَعَالَي-، قَال الْلَّه- عَز وَجَل-:? إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا * وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ? (النساء:18،17)
النوع الأول:? وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ ?.
النوع الثاني:? وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ?
الصِّنْفَان اللذان لَا تُقبَل تَوْبَتُهُم.
الصِّنْفَان اللذان لَا تُقبَل تَوْبَتُهُم، تَوْبَة الْمُعَايِن، وَتَوْبَة الْكَافِر، الْمُعَايِن الَّذِي رَأَى مَلِك الْمَوْت، قَال- صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم-:" تَُقبل تَوْبَة الْعَبْد مَا لَم يُغَرْغِر"
وَالْغَرْغَرَة: (هِي وُصُوْل الْرُّوْح إِلَى الْحُلْقُوْم)، مَا هِي إِلَا كَلَمْح الْبَصَر وَتُخْتَطَف رُوْحُه، الَّذِي يَقُوْل إِنِّي تُبْت الْآَن لَا يُقْبَل مِنْه.
مِثَال لِتَّوْبَة الْمُعَايِن. كَتَوْبَة فِرْعَوْن، مَاذَا قَال فِرْعَوْن لَمَّا دَاهَمَه الْمَوْت وَانْظُر إِل كَبر فِرْعَوْن وَهُو يَغْرَق يَقُوْل:? آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ? (يونس:90)، لَايُرِيد أَن يَقُوْل: إِلَا الْلَّه ? إِلا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ?، الَّذِي آَمَنَت بَنُو إِسْرَائِيْل هُو مِن؟ لِمَا لَا تَنْطِق؟ قُل لَا إِلَه أَلَا الْلَّه، قُل: آَمَنْت أَنَّه لَا إِلَه إِلَّا الْلَّه، حَتَّى التَّكَبُّر وَهُو يَمُوْت أَيْضا ? وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ. ?
فقال الله- عز وجل- له:? آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ ? (يونس:92،91).
هَل تُقَبِّل تَوْبَة الْمُعَايِن وَمَن مَات عَلِي الْكُفْر؟
لَا تُقْبَل تَوْبَة الْمُعَايِن وَكَذَلِك الْكَافِر الَّذِي يَمُوْت وَهُو كَافِر، لِأَن الْلَّه- عَز وَجَل- فِي الْآَيَة الْأُوْلَى يَقُوْل، وَهُو يُبَيِّن لَنَا الْفِرَق بَيْن هَذَيْن الْنَوْعَيْن وَالْنَّوْع الْأَوَّل ? إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ ?
الْمُرَاد بِقَوْلِه مِن قَرِيْب.
كُل مَن تَاب قَبْل الْمَوْت فَقَد تَاب مِن قَرِيْب لَاسِيَّمَا لَا أَنَا وَلَا أَنْت نَعْرِف مَتَى سَنَمُوت، وَإِذَا أَمَََّّل الْعَبْد الْحَيَاة وَتَاب فَقَد تَاب مِن قَرِيْب وَإِذَا مَرِض مَرَضاً يُخْشَى عَلَيْه مِن الْمَوْت وَتَاب فَقَد تَاب مِن قَرِيْب الْمُهَم أَن يَتُوْب قَبْل أَن يُغَرْغِر قَبْل الْغَرْغَرَة هَذَا هُو الْمَعْنِي بِقَوْلِه:? مِنْ قَرِيبٍ ?.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[30 - Jun-2010, صباحاً 06:45]ـ
الْمُرَاد بِقَوْلِه بِجَهَالَة.
? يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ?، بَعْض الْنَّاس قَد يّتَصَوّر أَن الْجَهَالَة هُنَا مَعْنَاهَا الْجَهْل الَّذِي يُسَاوِي عَدَم الْعِلْم، وَنَقُوُل: لَا، عَدَم الْعِلْم بِالْشَّيْء لَا يُؤَاخَذ الْمَرْء بِه، فَعَل شَيْئاً وَّلِا يَعْلَم أَنَّهُ حَرَام فَلَمَّا بَلَغَتْهُ الْحُرْمَة انْتَهَي، هَذَا هُو الْجَهْل الَّذِي يُسَاوِي عَدَم الْعِلْم، وَهَذَا لَيْس هُو الْمَقْصُوْد فِي الْآَيَة، إِنَّمَا قَوْلُه تَعَالَى:? ِبجَهَالَةٍ ? مَعْنَاه بِحُمْق وَكُلُّ مَن عَصَى الْلَّه- عَز وَجَل- إِنَّمَا يَعْصِيَه بِجَهَالَة، لِأَنَّه لَو عَلِم قَدْر رَّبِّه مَا عَصَاه، وَلِذَلِك يَقُوْل الْنَّبِي- صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم-
:" لَا يَزْنِي الْزَّانِي حِيْن يَزْنِي وَهُو مُؤْمِن، وَلَا يَسْرِق حِيْن يَسْرِق وَهُو مُؤْمِن، وَلَا يَشْرَب الْخَمْر حِيْن يَشْرَبُهَا وَهُو مُؤْمِن "لأَنَّه لَو كَان مُؤْمِناً فِي ذَلِك الْوَقْت الَّذِي بَاشَر الْفِعْل فِيْه لَحَجْزِه الْإِيْمَان عَن الْفِعْل.
الإِيْمَان يَزِيْد بِالْطَّاعَة وَيَنْقُص بِالْمَعَاصِي.
لَكِن الإِيْمَان يَزِيْد وَيَنْقُص، يَزِيْد بِالْطَّاعَة وَيَنْقُص بِالْمَعَاصِي، يَزِيْد حَتى يَصِيْر هَكَذَا وَيَنْقُص حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْه شَيْء، فِي حَال انْخِفَاض الْإِيْمَان يَنْسَى الْعَبْد كَثِيْراً مِن مُعْطَيَات الْإِيْمَان وَمَن مَعَانيْه فَيُرْتَكَب الْمَعْصِيَة لِذَلِك الْنَّبِي- صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- قَال:" لَا يَزْنِي الْزَّانِي حِيْن يَزْنِي وَهُو مُؤْمِن "، أَي فِي حَال زِنَاه لَا يَكُوْن مُؤْمِناً.
هَل صَار كَافِراً نَقُوُل لَا، لَيْس مُؤْمِن وَكَافِر، فِيْه مُسْلِم فِي الْمُنْتَصَف َتَخَيَّل مَرَاتِب الْدِّيْن الْثَّلاثَة كَثَلاث دَوَائِر مُتَدَاخِلَة، إِحْسَان ثُم إِيْمَان ثُم إِسْلَام ثَلَاثَة دَوَائِر مُتَدَاخِلَة أَصْغَر دَائِرَة ثُم أُكَبر مِنْهَا ثُم أَكْبَر مِنْهَا فَإِذَا خَرَج مِن الْإِحْسَان كَان فِي الْإِيْمَان وَإِذَا خَرَج مِن الإِيْمَان كَان فِي الْإِسْلَام، وَإِذَا خَرَج مِن الْإِسْلَام كَان فِي الْفَضَاء الْوَاسِع وَهُو الْكُفْر، وَهَذَا الَّذِي لَيْس بَعْدَه ذَنْب.
فَيَكُوْن " لَا يَزْنِي الْزَّانِي حِيْن يَزْنِي وَهُو مُؤْمِن "، أَي لَا يَخْرُج مِن دَائِرَة الْإِيْمَان فَيَقَع فِي دَائِرَة الْإِسْلَام، وَيَقُوْل الْنَّبِي- صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم-:" إِذَا زَنَا الْعَبْد نُزِع مِنْه الْإِيْمَان وَكَان كَالَّظُّلَّة "_ كَالْشَّمْسِيَّة الَّتِي تَضَعُهَا عَلَى رَأْسَك مِن الْشَّمْس أَو الْمَطَر _ فَإِن تَاب رَجَع الْإِيْمَان إِلَيْه وَإِلَا لَم يَعُد ".
الَّذِي يَتُوْب مِن قَرِيْب تُقْبَل تَوْبَتُه.
إِذاً الَّذِي يَتُوْب مِن قَرِيْب قَبْل الْمَوْت تُقْبَل تَوْبَتُه، فَكُل مَن عَصَى الْلَّه عَصَاه بِجَهَالَة، يَسْتَحِيْل أَن يَكُوْن عَالِماً بِالْلَّه وَيَسْتَحْضِر عِلْمَهُ بِاللَّه ثُم يَعْصِيَه، لَا يَسْتَطِيْع، وَانْظُرُوْا إِلَى يُوَسُف- عَلَيْه الْسَّلَام- لِمَا رَاوَدَتُّه امْرَأَة الْعَزِيْز، وَكَانَت كُل مُقْتَضِيَات، الْزِّنَا مَوْجُوْدَة. مَع يُوَسُف.
مُقْتَضَيَات الْزِّنَا الَّتِي كَانَت مُتَوَفِّرَة لِيُوَسُف_عَلَيْه الْسَّلَام_ وَرَد فِعلَه حِيَال ذَلِك.
الْمُقْتَضَى الْأَوَّل: كَان شَاباً عَزَباً لَم يَكُن مُتَزَوِّجَاً، فَهُو فِي كَامِل فَتَوَّتِه الْشَّاب الْعَزَب أَكْثَر انْدِفَاعاً فِي طَلَب هَذَا مِن غَيْرِه.
الْمُقْتَضَى الْثَّانِي: كَان عَبْداً وَالْعَبْد يَفْعَل مَا يَأْنَف الْحُر أَن يَفْعَلَه.
الْمُقْتَضَى الْثَّالِث: كَان غَرِيْباً، وَالْرَّجُل يَفْعَل فِي دَار الْغُرْبَة مَا لَا يَسْتَطِيْع أَن يَفْعَلَه بَيْن أَهْلِه وَإِخْوَانِه.
(يُتْبَعُ)
(/)
الْمُقْتَضَى الْرَّابِع: أَن الْمَرْأَة هِي الَّتِي تطْلَب ذَلِك، أَي رَجُل فَاجِر فِي الْدُّنْيَا يَخْشَى أَن يُرَاوْد امْرَأَة عَلَى نَفْسِهَا رُبّمَا كَانَت عَفِيْفَة فَتَصْرُخ وَتَفْضَحُه، فَلَا يَسْتَطِيْع أَن يُرَاوْد امْرَأَة عَلَى نَفْسِهَا إِلَا إِذَا فتحَت لَه الْمَرْأَة الْبَاب، لَا يُوْجَد امْرَأَة فِي الْدُّنْيَا كُلِّهَا يُمْكِن أَن ترْتَكَب جَرِيْمَة الْزِّنَا إِلَا إِذَا كَانَت هِي الَّتِي فَتَحَت الْبَاب لِلْرَّجُل، وَإِلَا عُد الْرَّجُل مُغْتَصِبِاً، لِأَجْل هَذَا لَمَّا تَنْظُر فِي قَوْلِه تَعَالَي فِيْمَا يَتَعَلَّق بِالْزِّنَا، قَال تَعَالَي:? الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي ? (النور:2) فَقَدِم الْزَّانِيَة عَلَى الْزَّانِي لِأَنَّهَا هِي الْسَبَب، أَمَّا فِي الْسَّرِقَة قَال:? وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ ? (المائدة:38)، لِأَن الْلُّصُوْص رِجَال، تِسْعَة وَتِسْعُوْن فِي الْمِائَة رِجَال، فقدم الْسَّارِق عَلَى الْسَّارِقَة ,هُنَا الْمَرْأَة هِي الَّتِي تَطْلَب ذَلِك فَيَكُوْن أَمِن عَلَى نَفْسِه لِأَن الْمَرْأَة حَرِيْصَة عَلَى أَن تُغْطِّي عَلَى الْأَمْر كُلِّه فسَيَفْعل الْفِعْل وَلَا أَحَد يَعَلِّم، أَرْبَعَة مُقتضيات كُلَّهَا تَقُوْل هَيْت لَك
الْمُقْتَضَى الْخَامِس: أَنهَا سَيِّدَته وَتَهَدِدَه إِذَا لَم يَفْعَل، فَيَكُوْن قَد دَخَل فِي دَائِرَة الْإِكْرَاه، حَتَّى إِن نَجَا مِن الْمُقْتَضَى الْأُوَل وَالْثَّانِي وَالْثَّالِث وَالْرَّابِع مُمْكِن يَقُوْل لِنَفْسِه مَاذَا أَعْمَل؟ أَنَا بَذَلْت كُل قِوَاي، لَكِن مَاذَا أَعْمَل؟ سْتَضَعَنِي فِي الْسِّجْن أَو تَقْتُلَنِي وَأَنَا بِذَلِك مُكْرَه فَلَيْس عَلَي شَيْء ,خَمْس مُقْتَضَيَات كُلَّهَا تَدْعُوَ إِلَى الْفِعْل، وَمَع ذَلِك مَا الَّذِي قَالَه يُوَسُف- عَلَيْه الْسَّلَام -؟،? قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ? (يوسف:23).
فِتْنَة الْنِّسَاء لَا يَنْجُو أَحَدٌ مِنْهَا إِلَا بِاللَّه.
لَا يَقُوْل وَاحِد فِيْهَا أَنَا رَجُل، وَلَا يَفْتَح صَدْرَه فِي هَذِه الْفِتْنَة، تَأْخُذُه مُبَاشَرَة، كُلُّنَا إِلَا أَن يَعْصِمَه الْلَّه، فَيَوْسُف- عَلَيْه الْسَّلَام- مَعْصُوْم لِأَن الْلَّه- عَز وَجَل- قَال فِيْه:? إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ? (يوسف:24).وَلَيْس الْمُخْلِصِيْن، لَا هُنَاك فَرْق بَيْنَهُمَا كَالْفِرْق بَيْن الْقَدَم و الْفَرْق.
الْفَرْق بَيْن الْقَدَم وَالْفَرَق؟
الْقَدَم: أَنْت تَعْرِفُه، وَالْفَرْق: أَي فَرْق الْشِعَر، أَي كَالْفرْق بَيْن الْرَّأْس وَالْقَدَم.
الْفَرْق بَيْن الْمُخْلَصِينَ والْمُخْلِصِيْن.
الْمُخْلَصُون بِفَتْح الْلَّام: أَي الَّذِيْن أَخَلَِّصُهُم الْلَّه لِنَفْسِه وَانْتْقَاهُم وَعَصَمَهُم وَصَانَهُم، وَهَؤُلَاء الَّذِي لَا يَسْتَطِيْع الْشَّيْطَان أَن يُفْعَل مَعَهُم شَيْئاً, لِأَن الْشَّيْطَان قَال:? إِلا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ? (الحجر:40) هَؤُلاء لَا أَسْتَطِيْع أَن أَقْتَرِب مِنْهُم، لِأَنَّهُم فِي حِمَى الْمُلْك.
الْمُخْلِصُوْن بِكَسْر الْلَّام: مَن أَخْلَص نَفْسَه لِلَّه، فَيُمْكِن أن ينزل إِيْمَانِه فيرْتَكِب الْمَعْصِيَة، فَنَجَا يُوَسُف- عَلَيْه الْسَّلَام- وَحَقَّقَّ عُبُوْدِيَّّة الْوَفَاء،?قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي ?
أَقْوَال الْعُلَمَاء فِي رَبِّي.
قَوْلَان:
الْقَوْل الْأَوَّل: هُو رَب الْعَالَمِيْن- تَبَارَك وَتَعَالَي-.
الْقَوْل الْثَّانِي: الْعَزِيْز، أَي الْعَزِيْز رَبَّانِي كَيْف أَخْوَنُه فِي عِرْضِه.
انْتُشِل مِن قَاع الْجُب وَدَخَل فِي قَصْر الْمَلِك، أَيَكُوْن مِن جَزَاء الْرَّجُل الَّذِي آوَانِي وَأَكْرِمْنِي وَأَكْرِم مَثْوَاي أَن أَخْوَنُه فِي عِرْضِه قَانُوُن الْوَفَاء يَأْبَى ذَلِك، فَيَكُوْن يُوَسُف- عَلَيْه الْسَّلَام- هُنَا حُقِّق نُوْعاً مِن أَنْوَاع الْعُبُوْدِيَّة لِلَّه- سُبْحَانَه وَتَعَالَي.
(يُتْبَعُ)
(/)
فَيَكُوْن عِنْدَنَا:" لَا يَزْنِي الْزَّانِي حِيْن يَزْنِي وَهُو مُؤْمِن "، أَي يُنْزِع الْإِيْمَان مِنْه، يُوَسُف- عَلَيْه الْسَّلَام- حقَقَ فِي هَذَا مَرْتَبَة الْإِحْسَان وَأَهْل الْإِحْسَان قَلِيْلُوْن لَيْسُوْا كَثْرَة، يَخرج من الْإِيْمَان وَيُنَزِّل إِلَى الْإِسْلَام ثُم يَخْرُج مِنْه فَيَكُوْن كَفَر بِالْلَّه وَانْتَهَى.
طَالَمَا أَنَّنَا كُلُّنَا مُدَانُوْن بِالْذُّنُوْب فَلَابُد مِن تَوْبَة.
الْتَّوْبَة هِي وَالْأَوْبَة وَالْمَئَاب، كُل هَذَا مَعْنَاه الْرُّجُوْع.
الْتَّوْبَة مَعْنَاهَا: الْتَّرْك وَالْنَّزْع وَالْإِيَاب.
فَضْل مَنْزِلَة الْتَّوْبَة.
مَنْزِلَة الْتَّوْبَة هَذِه أَيُّهَا الْأُخْوَة الْكِرَام كَمَا قُلْت لَا يَسْتَغْنِي عَنْهَا أَحَد إِطْلَاقاً، لَو لَم يَكُن مِن فَضْلِهَا إِلَا أَن يَفْرَح الْلَّه بِك لَكَان كَافِياً قَال- صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- فِي الْحَدِيْث الَّذِي رَوَاه جَمَاعَة مِن الَصَّحَابَة مِنْهُم أَنَس- رَضِي الْلَّه عَنْه وَغَيْرِه وَالْحَدِيْث فِي الْصَّحِيْحَيْن وَالسِّيَاق لِمُسْلِم، قَال- صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم-:" لِلَّهُ أَفْرَح بِتَوْبَة عَبْدِه مِن أَحَدِكُم كَان بِأَرْض فَلَاة " سَيَضْرِب الْمَثَل، وَالْعُلَمَاء يَقُوْلُوْن الْأَمْثَال مِن بَاب الْمُبَيَْن، أَي لَيْس هُنَاك مَثْل يَخْفَى مَعْنَاه عَلَى أَحَد إِلَا إِذَا كَان قَلِيْل الْعَقْل، لَابُد لِلْمَثَل أَن يَكُوْن وَاضِحاً.
" كَرَجُلٍ بِأَرْض فَلَاة " وَأَرْض فَلَاة: أَي الْصَّحْرَاء الَّتِي لَا آخِر لَهَا لَا تَعْرِف فِيْهَا شَيْئاً، هَذَا الْرَّجُل كَان يَرْكَب رَاحِلَتَه وَمَعَه زَاده، فَرَأَى شَجَرَةً فَأَرَاد أَن يَسْتَرِيْح وَيَنَام قَلِيلاً فِي ظِلِّهَا، نَام الْرَّجُل وَاسْتَيْقَظ فَلَم يَجِد رَاحِلَتَه وَعَلَيْهَا طَعَامُه وَشَرَابُه، فَبَحَث عَنْهَا حَتَّى يَأْس مِنْهَا سَيَمُوْت، لِأَن الَّذِي يَمْشِي فِي الْصَّحْرَاء وَلَا يُعْرَف الْخُطُوط فِيْهَا ولَا يَعْرِف طُرُق الْسِيَر فِيْهَا يَضِل وَيَمُوْت ,فَلَمَّا يَأْس مِنْهَا قَال: أَرْجِع إِلَى مَكَانِي، أَمُوْت فِي الْظِّل، فَلَمَّا رَجَع إِلي الْشَّجَرَة لِيَمُوت وَقَد أَيْقَن بِالْهَلاك، إِذَا بِه يَجِد رَاحِلَتَهُ وَعَلَيْهَا طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ تَحْت الْشَّجَرَة فَأَرَاد أَن يَشْكُر رَبَّهُ – تَبَارَك وَتَعَالَي- بِحَرَارَة فَقَال:" الْلَّهُم أَنْت عَبْدِي وَأَنَا رَبُّك، قَال- صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم-:" أَخْطَا مِن شِدَّة الْفَرَح" الْمُفْتَرَض أَن يَقُوْل: الْلَّهُم أَنْت رَبِّي وَأَنَا عَبْدُك، لَكِنه أخطأ.
فَأَنْت عِنْدَمَا تَكُوُن صَاحِب ذَنْب أَنَا وَأَنْت، وَنَعْلَم أَن الْلَّه يَفْرَح بِنَا وَهُو مُسْتَغْن عَنَّا إِذَا رَجَعْنَا إِلَيْه، مَا الَّذِي يَمْنَعُك أَن تَتُوْب؟ لَو لَم يَكُن مِن فَضَائِل الْتَّوْبَة إِلَا هَذَا لَكَان كَافِياً، دَعْك مِن الْنَّار وَعَذَاب الْنَّار أَمَام فَرِح الْلَّه بِك.
فَلِذَلِك الْعُلَمَاء يَقُوْلُوْن كَلِمَة بَعْض الْنَّاس يَفْهَمُهَا خَطَأ.
يَقُوْلُوْن: مِن عِلَل الْتَّوْبَة الالْتِفَات إِلَى الْذَّنْب، وَهَذَا الْكَلَام يَحْتَاج إِلَى تَفْصِيْل.
فَمَا مَعْنَى: (مِن عِلَل الْتَّوْبَة الالْتِفَات إِلَى الْذَّنْب)؟
أَي كُلَّمَا أَرَدْت أَن تَتُوْب تَتَذَكَّر ذُنُوْبُك الْقَدِيْمَة، رَجُل مُتَلَبِّس بِمَعَاصِي زِنا وَشُرْب خَمْر وَقَتَل وَسَرِقَة وَمُخَدِّرَات وَهَذَا الْكَلَام، إِذَا أَرَاد أَن يَتُوْب قَال لَه الْشَّيْطَان: تَتُوب مِن مَاذَا؟ مِن ذَلِك أَو ذَاك أَو ذَلِك، سَنُواتُك كُلَّهَا ذُنُوْب، لَن يَقْبَل مِنْك، كَيْف تَتُوْب؟ أَلَا تُذَكِّر يَوْم كَذَا وَكَذَا فَعَلَت كَذَا وَكَذَا، وَيَوْم كَذَا وَكَذَا فَعَلَت كَذَا وَكَذَا فَهَذَا يَحْمِل الْعَبْد عَلَى أَن يَيْأَس مِن الْتَّوْبَة، وَيَظُن أَنَّه لَن يُقْبَل مِنْه فَيَتَمَادَى فِي الْعُدْوَان ,هَذَا مَعْنَى الْكَلَام.
(يُتْبَعُ)
(/)
مِن عِلَل الْتَّوْبَة الِالْتِفَات عَلَى الْذَّنْب،و لَكِن الْكَلَام كَمَا قُلْت لَكُم فِيْه تَفْصِيْل، بِمَعْنَى مَاذَا؟.
بِمَعْنَى: لَيْس كُل الْنَّاس هَذَا الْرَّجُل، هُنَاك نَاس مِن أَصْحَاب العَزَائِم وَأَصْحَاب الْهِمَم، إِذَا الْتَفَّت إِلَى ذَنَبِه جَدَّ فِي الْعَمَل حَتَّى يَتَخَلَّص مِنْه ثُم يَلْتَفِت فَيَجِد ذَنْبَهُ فَيَجِدُّ فِي الْعَمَل أَكْثَر حَتَّى يَتَخَلَّص مِن الْذَّنْب فَلَا يَزَال يَنْظُر إِلَى ذَنَبِه حَتَّى يَكُوْن مُنْتَهَاه الْجَنَّّة، وَهَؤُلَاء هُم أَصْحَاب الْهِمَم، بخلاف نوع من الناس عِنْدَهَا يَأْس سَرِيْع مجرد أن يَلْتَفِت إِلَى الْذَّنْب فيستكثره،فَلَا يَتُوْب.
الْعُلَمَاء هُنَا يَقُوْلُوْن: فِي الْنَّوْع الْثَّانِي كُلما التفت الْمَرْء إِلَى الْذَّنْب يَجِد فِي الْعَمَل حَتَّى يَتَخَلَّص مِنْه، يَقُوْلُوْن: (رُبَّ مَعْصِيَةٍ أَوْرَثَت ذُلاً وَانْكِسَاراً، وَرُبَّ طَاعَةٍ أَوْرَثَت عِزاً وَاسْتِكْبَاراً).
رُبَّ مَعْصِيَةٍ أَوْرَثَت ذُلاً وَانْكِسَاراً: ذَل الْذَّنْب، فَالَعَبْد عَمِل الْذَّنْب يَظَل مُنْكَسِر، وَلَا يَقْدِر أَن يَرْفَع رَأْسَه، هَذَا الذُّل يُدْخِلْه الْجَنَّة.
وَرُبَّ طَاعَةٍ أَوْرَثَت عِزاً وَاسْتِكْبَاراً: رَب طَاعَة تُدْخِل صَاحِبَهَا الْنَّار وَرُبَّ ذَنْب يَأْخُذ بِنَاصِيَة صَاحِبِه إِلَى الْجَنَّة.
الْعَبْد الْمُطِيع بِصِفَة دَائِمَة قَد يَغْتَر، وَيَقُوْل الْحَمْد لِلَّه أَنَا أعمل كِل شَيْء،أَتَصَدَّق وَأَحْج كُل سَنَة وَأَعْتَمِر وَأَزْوَج الْشَبَاب، وَأَرْصُف الْطُّرُق، وَأَعْمَل مُسْتَشْفَيَات، وَأَعْمَل غَيَّر ذَلِك، هَل هُنَاك مِثْلِي الْحَمْد لِلَّه، وَيُقَبِّل يَدَه ظَهْراً وَبَاطِناً، أَنَا هَكَذَا مِائَة بِالْمِائَة، فَلَا يَزَال يَغْتَر بِأَنَّه لَم يَعْصِ الْلَّه- عَز وَجَل- حَتَّى يَدْخُل الْنَّار بِالْطَّاعَة الَّتِي اغْتَر بِهَا بِخِلَاف الْآَخَر.
إِذاً: عَلَى كُل دَاع إِلَى الْلَّه- سُبْحَانَه وَتَعَالَى- وَهُو يُخَاطِب الْنَّاس فِي مَوَاطِن الْإِجْمَال لَابُد أَن يَفْصِل، فَلَا تَحْقِرَن إِذاً عَمَلاً، طَالَمَا أننا كُلُّنَا عُصَاة لَا تَحْقِرَن مِن الْمَعْرُوْف شَيْئاً، لِأَنَّك لَا تَدْرِي هَذَا الْمَعْرُوْف رُبمَا كَان سَبَباً فِي نَجَاتِك وَلَو كَان قَلِيْلاً.
أَبُو مُوْسَى الْأَشْعَرِي و صَاحِب الْرَّغِيف.
وَهُنَاك قِصَّة صَحِيْحَة عَن أَبِي مُوْسَى الْأَشْعَرِي- رَضِي الْلَّه عَنْه- رَوَاهَا بْن أَبِي شَيْبَة وَغَيْرُه بِإِسْنَاد صَحِيْح، وَأَبُو مُوْسَى الْأَشْعَرِي يَحْتَضَر كَان أَبْنَاؤُه حَوْلَه، فَقَال لَهُم: (يَا بَنِي أُذْكُرُوْا صَاحِب الْرَّغِيف، فَقَالُوَا: يَا أَبَانَا مِن صَاحِب الْرَّغِيف؟) فَحُكِي لَهُم هَذِه الْحِكَايَة.
كَان هُنَاك رَجُل رَاهِب عَبْد الله- عَز وَجَل- سَبْعِيْن سَنَة، وَكَان يَنْزِل عَلَى فَتَرَات إِلَى الْبَلَد، وَأَنْت تَعْرِف الرُّهْبَان اعْتَزَلُوْا الْنَّاس وَعَمِلُوْا صَوَامِع وَكَانُوْا يَحْبِسُون أَنْفُسَهُم فِيْهَا، وَأَنْتُم طَبْعا تَعْرِفُوْن قِصَّة جُرَيْج الْعَابِد، وَكَان لجُرَيْج الْعَابِد صَوْمَعَة،دَوْرَيْن، الدَّوْر الْأَوَّل مُغْلَق لَيْس لَه بَاب وَهُو يَسْكُن فَوْق، فَكَان إِذَا أَرَاد أَن يَنْزِل رَبَط الْحبْل مِن فَوْق وَيَتَدَلَّى عَلَى الْحَبَل وَيَنَزِّل، وَعِنْدَمَا يُرِيْد أَن يصعد إِلَى الْصَّوْمَعَة يُمْسِك بِالْحَبْل وَيَصْعَد ثُم يَأْخُذ الْحَبْل مَعَه حَتَّى لَا يَصْعَد إِلَيْه أَحَد.
(يُتْبَعُ)
(/)
فَالرُهْبَان كَانُوْا يَعْتَزِلُوْن الْنَّاس، فَهَذَا الْرَّاهِب كَان يَنْزِل إِلَى الْبَلَد أَحْيَاناً، فَفِي يَوْم مِن الْأَيَّام لَقِي امْرَأَة جَمِيْلَة فَظَل مَعَهَا سَبْعَة أَيَّام، أَي فِي الْزِّنَا، وَهَذَا عَبْد الْلَّه سَبْعِيْن سَنَة ثُم زَِلْت قَدمُهُ سَبْعَة أَيََّّام، ثُم أَفَاق مِن الْغَيْبِوَبَة الَّتِي حَدَثَت لَه، مَا الَّذِي فَعَلْتَه؟ فَهَام عَلَى وَجْهِه فِي الْأَرْض، لَا يَخْطُو خُطْوَة إِلَّا سَجَد، يُرِيْد أَن يُكَفِّر عَن ذَنْبِه، لَا يَخْطُو خَطْوَة إِلَّا سَجَد، ظَل يَمْشِي، وَيَمْشِي، وَيَمْشِي حَتَّى وَجَد جَمَاعَة مِن الْمَسَاكِيْن، اثْنَي عَشَر مِسْكِيْناً، فَرَّمِي بِنَفْسِه بَيْنَهُم.
وَكَان فِيْه رَاهِب يَأْتِي كُل يَوْم بِاثْنَي عَشَر رَغِيْفاً عَلَى مِقْدَار عَدَد الْمَسَاكِيْن، لَكِن الْيَوْم الْعَدَد صَار ثَلَاثَة عَشَر نَفَراً، فَالرَّاهِب يَأْتِي وَيَرْمِي لِكُل وَاحِد بِرَغيفَه، وَالْضيْف الْجَدِيْد أَخَذ رَغِيْف، وَتَبْقَى وَاحِد بِلَا رَغِيْف، فَقَال هَذَا الْوَاحِد للراهب أَيْن رَغِيْفِي؟ قَال: أَنَا مَا كَتَمْت عَنْك شَيْئاً،هُم اثْنَي عَشَر رَغِيْف أَحْضَرَهُم كُل يَوْم ووَزَعَتِهُم لَا رَغِيْف لَك عِنْدِي، مِّن الَّذِي أَخَذ الْرَّغِيف؟ الْرَّاهِب الْضَّيْف الْجَدِيْد فَهَذَا الْرَّاهِب لَمَّا سَمِع هَذَا الْمِسْكِيْن يَقُوْل: أَيْن رَغِيْفِي؟ قَال: لَا رَغِيْف لَك،رَمَى لَه بِالْرَّغِيف، فَمَات هَذَا الْرَّاهِب، فَوُزِنَت عِبَادَة سَبْعِيْن سَنَة بِسَبْع لَيَال فِي الْزِّنَا فَرَجَحْت الْسَّبْع لَيَالِي، تَُصَوِّر سَبْع لَيَالِي ضَيَّعْت عِبَادَة سَبْعِيْن سَنَة، وَوُضَِعَ الْرَّغِيف فِي مُقَابِل هَذِه الْسَّبْع لَيَالِي فَرَجَح الْرَّغِيف، فَنَجَا لَيْس بِعِبَادَة سَبْعِيْن سَنَة إِنَّمَا بِرَغِيْف كَم يُسَاوِي هَذَا الْرَّغِيف؟ لَا يُسَاوِي شَيْئاً، لَكِنَّه كَان سَبَباً فِي نَجَاتِه.
فَلَا تحَقِرَن مِن الْمَعْرُوْف شَيْئاً.
قَال- صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم-:" بَيْنَمَا امْرَأَة بَغِي مِن بَنِي إِسْرَائِيْل نَزَلَت بِئْراً لِتَشْرَب،صَعَدَت فَإِذَا كَلْب يَلْهَث الْثَّرَى مِن الْعَطَش، فَنَزَعَت مُوْقَهَا - أَي حِذَاءهَا-، َمَلأَتِه بِالْمَاء وَسَقَت الْكَلَب فَشَكَر الْلَّه لَهَا فَغَفَر لَها "
امْرَأَة بَغِي: أَي امْرَأَة تُتَاجِر بِعَرْضِهَا، عَمِلَهَا هَكَذَا تَعْمَل بِالْزِّنَا، مُنْذ عِشْرِيْن سَنَة، أَو مُنْذ ثَلَاثِيْن سَنَة، سُقْي كَلْب تُسقط عَنْهَا كُل هَذِه الْأَوْزَار، نَحْن بَيْنَنَا وَبَيْن أَنْفُسَنَا مُمْكِن نِقُول لَو سَقْت كِلَاب الْدُّنْيَا لَا تَسْقِط مَرَّة وَاحِدَة مِن الْزِّنَا، هَذِه سَقَت كَلْباً فَكَان سَبَباً فِي دُخُوْلِهَا الْجَنَّة، وَالْنَّبِي- صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم-.يَقُوْل: " بَيْنَمَا رَجُل يَمْشِي إِذ وَجَد غُصْن شَوْك فَنَحَّاه جَانِباً فَشَكَر الْلَّه لَه فَغَفَر لَه "
مَاذَا يَعْنِي غُصْن شَوْك؟ سَوْف يَدْخُل فِي قدم أحد، وَأَنْت تَمْشِي فِي الْطَّرِيْق يُمْكِن أن تَجِد بَعْضاً مِّن الْزُجَاج الْمَكْسُوْر، بِطَرِيْقَة لَا إِرَادِيَة تَجِد نَفْسَك انْحَنَيْت وَأَخَذَت الْزُجَاج وَرَكَنْتَهُ عَلَي جَنْب، لَم يَكُن لَك نِيَّة وَ وَلَا غَيْر ذَلِك لَكِن لَا يَدْخُل فِي رَجُل وَاحِد تَجْرَحُه ,تَُصَوِّر أن مَثَل هَذَا الْفِعْل قَد يَغْفِر لَك الْذَّنْب الْكَبِيْر بِسَبَبِه، آَدَم- عَلَيْه الْسَّلَام- خَرَج مِن الْجَنَّة بِذَنْب وَاحِد، وَإِبْلِيْس صَار خَالِداً فِي الْنَّار بِذَنْب وَاحِد، فَمَا يُؤَمِّنُك أَن تؤخذ بِالْذَّنْب الْوَاحِد؟ لَا تَحْقِرَن ذَنْباً تَفْعَلُه، وَلَا تَحْقِرَن مَعْرُوْفاً تَفْعَلُه أَنْت مُحْتَاج إِلَي كُل شَيْء وَأَنْت لَا تَدْرِي الْمَوَازِيْن كَيْف هِي؟.
قِصَّة أَصْحَاب الْغَار.
أَنْتُم تَعْرِفُوْن قِصَّة أَصْحَاب الْغَار، الْثَّلاثَة الَّذِيْن نَزَلَت عَلَيْهِم الْصخرة هَؤُلَاء الْثَّلاثَة فَعَلُوْا أَشْيَاء لَا يَكَاد أَحَد يَفْعَلُهَا.
الْرَّجُل الْأَوَّل: قَال:" الْلَّهُم أَن كُنْت تَعْلَم أنه كَان لِي أَبَوَان شَيْخَان كَبِيْرَان، وَكُنْت لَا أَغْبَق قَبْلَهُمَا أَهْلاً وَلَا مَالاً "
الْغَبوق: شَرَاب الْلَّبِن بِالْلَّيْل.
الْصَّبُوْح: شَرَاب الْلَّبِن بِالْصَّبَاح.
فرَاعِي الْغَنَم يَطْلُب الْمَرْعِي، يَظَل يَمْشِي يَمْشِى حَتَّى يَجِد الْمَرْعَِي فَفِي يَوْم مِن الْأَيَّام لَم يَجِد الْمَرْعِي قَرِيْباً، ابْتَعَد وَمَشْي مَسَافَة طَوِيْلَة جِدا، وَبِالتَّالِي وَهُو رَاجِع قَطَع نَفْس الْمَسَافَة الْطَّوِيْلَة فَلَمَّا رَجَع وَجَد أَبَوَيه قَد نَامَا، قَال: "فَوَقَفْت وَالْإِنَاء عَلَي يَدِي،وَكَرِهْت أَن أُوْقِظَهُمَا فَيُفْسِد نَوْمِهِمَا وَّأَبْنَائِي يَتَضَاغَوْن تَحْت قَدَمَي.
يَتَضَاغَوْن: يَبْكُوْن مِن شِدَّة الْجُوْع، وَكُل وَاحِد يُمْسِك فِي رَجُل أَبُوْه، الَّذِي يُمْسِك فِي قَمِيْصِه، وَالْمَلَابِس، وَالَّذِي يُمْسَك فِي رِجْلَيْه وَيَبَكُوا يُرِيْدُوْن أَن يَشْرَبُوْا، قَال: " وَكَرِهْت أَن يَشْرَب أَحَداً قَبْلَهُمَا فَظَلِلْت هَكَذَا وَاقِفاً حَتَّى بَرَق الْفَجْر، الْلَّهُم إِن كُنْت تَعْلَم أَنَّنِي فَعَلْت هَذَا ابْتِغَاء مَرْضَاتِك فَفَرَّج عَنَّا مَا نَحْن فِيْه، فَانْفَرَجَت الْصَّخْرَة قَلِيْلاً غَيْر أَنَّهُم لَا يَسْتَطِيْعُوْن الْخُرُوْج "
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[30 - Jun-2010, صباحاً 06:47]ـ
مَحَبَّة الْوَالِد لِلْوَلَد مَحَبَّّة فِطْرِيَّة، وَمَحَبَّة الْوَلَد لِلْوَالِد مَحَبَّة مُكْتَسَبَة.
أَوَّلا: لَو سقي الْوَلَد أَبْنَاءَه قَبْل أَبَوَيْه حَرَام عَلَيْه؟ أَبَدا، بِالْعَكْس أَنَا مَازِلْت مُسْتَغْرَباً مِن جَسَارَة قَلْب هَذَا الْوَلَد، لِأَن الْأَب مَنَنَّا لَا يَكَاد يَحْتَمِل بُكَاء وَلَدِه، لِأَن مَحَبَّة الْوَالِد لِلْوَلَد مَحَبَّّة فِطْرِيَّة، وَمَحَبَّة الْوَلَد لِلْوَالِد مَحَبَّة مُكْتَسَبَة، وَالْفَرْق بَيْنَهُمَا كالْفِرَق بَيْن الْسَّمَاوَات وَالْأَرْض الْأَب يُحِب ابْنَه محبة فِطْرِيَّة أَي مَغْلُوْب عَلَي مَحَبََّّة ابْنَه تَجِد الْوَلَد فَاسِد وَيَمْشِي غَلَط، ويأتي بِالْفَضَائِح لِأَبِيْه، كُل يَوْم قَسَم الْشُّرْطَة يُرْسِل لِأَبِيْه، الْوَلَد سَرَق، الْوَلَد عَمل، الْوَلَد شَرِب بِانْجُو، الْوَلَد كَذَا وَأَبُوْه مُمَكِّن أَن يَكُوْن إِنْسَان مُحْتَرَم، وَلَه مَرْكَز اجْتِمَاعِي وَغَيْر ذَلِك
وَمَع ذَلِك يَأْتِينِي مَثَلا يَقُوْل: وَاللَّه يَا عَم الْشَّيْخ الْوَلَد كُل يَوْم تَعِبْنِي وَقَسَم الْشُّرْطَة يُرْسِل لِي، مَاذَا أَفْعَل فِيْه؟ أَقُوْل لَه: اطْرُدُه، يَقُوْل: لَا أَقْدِر اطْرُدُه أَيْن أَرْسَلَه؟ قَلْبِي لَا يُطِيْعُنِي، لَا أَسْتَطِيْع أَن اطْرُد الْوَلَد وَهُو يُتْعِبُه جِداً، يَمْرَض الْوَلَد فَيُنْفِق وَالِده كُل أَمْوَالِه عَلَيْه حَتَّى وَلَو كَان مِلْيُوْنِيْر، مِلْيَارْدِير، تَجِدْه يَطُوْف الْأَرْض، قَارّات الْأَرْض كُلِّهَا يَقُوْلُوْا لَه: الدُّكْتُوْر فُلَان فِي اسْتُرَالِيَا، الدُّكْتُوْر فُلَان فِي أَمْرِيْكَا الدُّكْتُوْر فُلَان فِي أُوْرُوبَّا، فِي رُوْسِيَا، يَأْخُذ وَيُسَافِر، وَفَنَادِق وَإِيْجَار وَغَيْر ذَلِك، وَبَعْد ذَلِك أَطْبِاء الْأَرْض كُلُّهُم يَقُوْلُوْا لَه: يَا فُلَان ابْنِك لَا أَمَل فِي شِفَائه ارْجِع بِه وَأَنْتَظِر الْمَوْت.
الْأَب لا يُسَلِّم أَبَداً، يَقُوْل: لَا، كُل هَؤُلَاء بَشر لَا يَعْرِفُوْن الْحَيَاة مَن الْمَوْت، الْأَعْمَار بِيَد الْلَّه وَيُنْفِق مَاله، وَيُفَلِّس أَيْضاً، وَيَسْتَدِيْن الْأَمْوَال مِن الْنَّاس، وَالْأَطِبَّاء كُلُّهُم قَالُوْا لَه: الْوَلَد لَا أَمَل فِيْه سَيَمُوْت كُل هَذَا وَهُو انْفِق مَالَه، وَاقْتَرَض مِن الْنَّاس، وَبَعْد ذَلِك يَمُوْت الْوَلَد لم يَنْدَم أَبُوْه لِأَنَّه لَم يَسْتَمِع إِلَي نَصِيْحَة الْأَطِبَّاء وَهُو يَدْفِنُه يَبْكِي عَلَيْه الْدَّمْع الْهَتُون، لَا يَقُوْل: يَا لَيْتَنِي سَمِعْت كَلَام الْأَطِبَّاء، وَأَرَحْت نَفْسِي وَوُفرَت فْلُوسِي، وَ لم أقترض مِن الْنَّاس، مَا يَنْدَم الْوَالِد أَبَداً أَنَّه أَنْفَق مَالَه، وَيَدْفِنَه وَيَبْكِي عَلَيْه.
اعْكِس الْصُّوَرَة: الْأَب مِلْيُوْنِيْر، وَالْابْن يَرْعَى فِي مَال أَبِيْه، الْأَب مَرِض، الْابْن بَدَأ يَطَّوف عَلَى الْدُّنْيَا بِأَمْوَال أَبِيْه وَلَيْس بِمَالِه هُو فَيُقَابِلَه وَاحِد وَيَقُوْل لَه: مَا أَخْبَار أَبِيَك؟ يَقُوْل يَا أَخِي أَدْعُوْ لَه رَبِّنَا يُرِيْحُه مَا مَعْنَى يُرِيْحُه؟ أَي يَمُوْت، طَالَمَا هِي كَلِمَة خَرَجَت مِنْك فَقُل أَدْعُو الْلَّه أَن يَشْفِيَه، وَلِذَلِك لا تَجِد وَالِداً يَقْتُل وَلَدَه إِلَا إِذَا جُن، إِنَّمَا الْابْن مُمْكِن يقْتَل أَبُوْه لِيَرِث، أَبُوْه يُهَوِّن عَلَيْه، إِنَّمَا الْأَب لَا يَهُوْن عَلَيْه الْوَلَد أَبَداً، لِأَن مَحَبَّتَه فِطْرِيَّة.
لِذَلِك قَال الْنَّبِي- صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم-:" لَا يُقَاد لِلْوَالِد مِن وَلَدِه "
الشاهد من الحديث: أَي أَن الْأَب لَو قَتَل الْابْن لَا يُقْتَل الْأَب بِه لِأَنَّه فِي هَذِه الْلَّحْظَة يُكَوِّن قَد جُن،إِنَّمَا الْوَلَد يُمْكِن أن يقْتَل أَبِيْه.
يَعَرِّض الْشَّيْخ_حَفِظَه الْلَّه_مُشْكِلَة مِن صُوَر عُقُوْق الْأَبْنَاء لِلْآَبَاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَأَنَا جَاءَت لِي مُشْكِلَة، وَاحِد مِن أَصْحَاب المَلَايِيْن كَان رَأْس مَالُِه حَوَالَي سَبْعِيْن مِلْيُوْن دُوَلَار أَو مِثْل ذَلِك، وَلَه وَلَد وَحَيْد، وَهَذَا الْرَّجُل كَان يَعْمَل فِي الْبِتْرُوْل، عِنْدَه حَفَّارَات بِتْرُول عِمْلَاقَة تسْتَخْرَج الْبِتْرُوْل مِن بَاطِن الْأَرْض، وَهَذَا الْرَّجُل رَزْقَه الْلَّه بِامْرَأَة سُوَء، وَأَخَس الْرِّجَال مِن تُؤَدِّبُه امْرَأَة، الْمَرْأَة عَيْنُهَا فَارِغَة، وَعِنْدَهَا كُل مَا تِتْصَوره تَذْهَب وَتَشْتَرِي فَخَّارَة وَيَقُوْلُوْن هَذِه مِن أيَّام خُوِّفَو، كَم ثَمَن هَذِه الْفَخَّارَة عَشْرَة أَلَاف دُوَلار، فَتَأْتِي بِهَذِه الْفَخَّارَة لِأَن خَوْفُو كَان يَرْكَن عَلَيْهَا، أَو أَي حَاجَة، تَضَعُهَا كَتُحْفَة.
الْبَيْت كُلِّه تُحَف، وَالسَّجَّادَة مَثَلا بِمِائَة أَلْف وَهَذَا الْكَلَام، وَمَع ذَلِك عَيْنُهَا فَارِغَة لَا تَرْضَى، أَنْت تَعْرِف الزوجة عِنْدَمَا تَكُوُن غَاضِبَة مِن زَوْجِهَا تَجْلِس تَبْكِي لِلْأَوْلَاد، وَأَبُوْك عَمِل فِيْه كَذَا وَكَذَا وَاللَّه لَوْلَاك مَا كُنْت جَلَسَت مَعَه ثَانِيَة وَاحِدَة كُنْت طَلَّقْت مِنْه وَاسْتَرَحْت لَكُن الَّذِي جَعَلَنِي أَصْبِر عَلَي الْمُر أَنْت، فَيَشب الْوَلَد شَارِباً مِن أُمِّه كُل فِتْرَة تَبْكِي،شبَّ الْوَلَد كَارِهاً لِأَبِيْه , هذا الْوَلَد الْوَحِيد لَو مات الْأَب هُو الَّذِي سيرث , لكنه اسْتَعْجَل، وَرَفَع عَلَي أَبِيْه قَضَيَّة حَجَر أنه مَجْنُوْن وَلَا يَجُوْز لَه أَن يَتَصَرَّف فِي الْأَمْوَال , اسْتَعْجَل وَذَهَب لِلْقُضَاة وأعْطِي هَذَا عَشَرَة مْلْيُوْن، وَهَذَا ثَلَاثَة مْلْيُوْن، وَهَذَا أَرْبَعَة مْلْيُوْن وَعَملُوْا قَضِيَّة حَجر عَلَي الْوَالِد، الْوَالِد وَجَد نَفْسَه بَعْد المَلَايِيْن هَذِه كُلَّهَا وَلَا ملِيْم، فَكَان لَه دِيْن عِنْد رَجُل آخَر مَن الْعُمَلَاء إِحْدَى عَشَر مَلْيُوْن جِنِيْة، قَال: أَفْضَل، أَطَّلِع بِهِم مِّن الْدُّنْيَا بَدَل مِن أَن أَتَسَول لِأَن هُو عَيْنُه فَارِغَة هُو أَيْضاً، لَا يَأْكُل إِلَّا فِي أَفْخَم الْمَطَاعِم وَالْكَلَام هَذَا، فَإِحْدَى عَشَر مَلْيُوْن هَذِه قَال: حَاجَة قَلِيْلَة أَتَبَلَّغ بِهَا ,فَوَضَع الْإِحْدَى عَشَر مَلْيُوْن فِي حِسَاب أَخِيْه، الَّذِي هُو عَم الْوَلَد، بِحَيْث لَا يَكُوْن لَه أَي حِسَاب بِاسْمِه فِي أَي بَنّك، الْوَلَد يَعْرِف أَن وَالِدِه وضِع هَذِه الْأَمْوَال الْقَلِيْلَة فِي حِسَاب عَمِّه، فَأَخَذ المُسَدس وَذَهَب إِلَي عَمِّه قَال لَه: الْإِحْدَى عَشَر مَلْيُوْن أُرِيْدُهُم حَالِاً، فأَتَوْا لِي يَسْتَفْتُوْنِي فِي مَسْأَلَة الْعَم هَل الْعَم يُعْطِيْه أَم لَا وَغَيْر ذَلِك؟ أَنَا سَمِعْت الْقِصَّة وَأَنَا مَّذْهِوْل، نعْم الْابْن يفْعَل فِي أَبِيْه هَكَذَا لَكِن الْأَب لَا، لِذَلِك كَان نَوْعاً مِن الْبِر لَا يَكَاد يَفْعَلَه أَحَد مِن بَنِي آَدَم، لِذَلِك تحَرِّك الْحَجَر
هَل عَنْدَمَا انْطَبَقَت الْصَّخْرَة هَل هَذَا الْوَلَد جَلَس يَبْحَث وَنَوَى نِيَّة وَغَيْر ذَلِك أَم قَالَهَا بِطَرِيْقَة عَفَوِيَّة؟ قَالَهَا بِطَرِيْقَة عَفَوِيَّة، اخْتَار مِن أَعْمَالِه عَمَلاً خَلْفِه نِية أَنَّنِي عَمِلَت كَذَا وَكَذَا يَوْم كَذَا وَكَذَا، هَذَا حَرَّك الْحَجَر.
الْثَّانِي: هَذَا فِعْل شَيْء لَّا يَكَاد يَفْعَلُهَا إِلَا مُجَاهِد، قَال: الْلَّهُم إِنَّه كَان لِي ابْنَة عَم، وَكُل هَذَا يَا إِخْوَانَنَا تَحْقِيْق لِمَعْنَي، عُبُوْدِيَّة بِر الْوَالِدَيْن لِأَننا نُعَانِي مِن الْعُقُوق، أَوْلَاد لَا يَعْرِفُوْن فَضْل أبائهم وَالْأَيَّام دُوَل رَبَّنَا سَيَرْزُقُه بِوَلَد لَا يفْعَل بِه مَا فَعَل فِي أَبِيْه أطُم مِن هَذَا لِذَلِك أَنَا أَقُوْل لِلْأَبْنَاء الَّذِي وَالِدِه لَا يَزَال حياً، وَأُمَّه مَازَالَت حَيَّة يُقْبَل قَدَمَيْهِمَا أَذْهَب وَقَبْل رِجْلَه، وَأَطْلُب رِضَاه.
(يُتْبَعُ)
(/)
" الْلَّهُم إِن كُنْت تَعْلَم أَنَّه كَان لِي ابْنَة عَم، وَكُنْت أُحِبُّهَا كَأَشَد مَا يُحِب الْرِّجَال الْنِّسَاء"_عَاشِق أَصَابَتْهَا سنة مَجَاعَة، احْتَاجَت إِلَي مَال جَاءَتْنِي تَطْلُب مَالا رَاوَدْتُهَا عَن نَفْسِهَا، لَئِيْم هَذِه ابْنَة عَمِّك يَعْنِي لَحْمُك، كَيْف تُرَاوِدُها عَن نَّفْسِهَا وَهِي ابنة عَمِّك وَهِي لَحْمُك؟ الْمَفْرُوْض أَنْت الَّذِي تُقَاتِل عَن عَرْضِهَا فَأَبَت _ قَال:" ثُم جَاءَتْنِي تَطْلُب ثُم هَذِه لَا تُفِيْد التَّرْتِيْب، إِنَّمَا تُفِيْد التَّرَاخِي، كَلِمَة: (ثُم) هَذِه كَأَنَّهَا ذَهَبَت إِلَي أُنَاس آُخَرِيْن"تَطْلُب مَالا فَلَم تَجِد عِنْدَهُم فَرَجَعْت إِلَي ابْن عَمِّهَا مَرَّة أُخْرَي تَطْلُب مَالا، قَال:" فَرَاوَدْتُهَا عَن نَفْسِهَا فَرَضِيَت وَأَعْطَيْتُهَا سِتِّيْن دِيْنَاراً، قَال: فَلَمَّا قَعَدْت مِنْهَا مَقْعَد الْرَّجُل مِن امْرَأَتِه، قَالَت: يَا عَبْد الْلَّه اتَّق الْلَّه وَلَا تَفُض الْخَاتَم إِلَّا بِحَقِّه _ فِي رِوَايَة أُخْرَي الْحَدِيْث هَذَا رَوَاه بْن عُمَر، وَالْنُّعْمَان بْن بَشِيْر، وَعَلِي بْن أَبِي طَالِب رَضِي الْلَّه عَن الْجَمِيْع، وَجَمَاعَة مِن الْصَّحَابَة _ قَال: فَقُمْت عَنْهَا وَهِي أَحَب الْنَّاس إِلَي، و تَرَكَت لَهَا الْمَال ".
وَفِي الْرِّوَايَة الْأُخْرَى: قَال: "فَلَمَّا قَعَدْت مِنْهَا مَقْعَد الْرَّجُل مِن امْرَأَتِه ارْتَجَفَت، فَقُلْت لَهَا: مَالَك؟ فَقَالَت: إِنِّي أَخَاف الْلَّه، فَقَال لَها: أَنَا أَحَق أَن أَخْشَاه، خِفَّتِي الْلَّه فِي الْشِّدَّة، وَلَم أَخَفْه فِي الْرَّخَاء، فَقُمْت عَنْهَا وَهِي أَحَب الْنَّاس إِلَي، الْلَّهُم إِن كُنْت فَعَلْت هَذَا ابْتِغَاء مَرْضَاتِك فَفَرَّج عَنا مَا نَحْن فِيْه، قَال: فَانْفَرَجَت الْصَّخْرَة قَلِيْلا، وَلَكِنَّهُم لَا يَسْتَطِيْعُوْن الْخُرُوْج " هَذَا مُجَاهِد.
أَكْبَر عقْبَة فِي طَرِيْق الْرَّجُل هِي الْمَرْأَة.
لأن أَكْبَر عَقْبَة فِي حَيَاتِه هِي الْمَرْأَة، قَال- صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- الْكَلَام هَذَا لَيْس كَلَامِي طَبْعا، كَلَام الْنَّبِي- عَلَيْه الْصَّلاة وَالْسَّلام- كَمَا فِي حَدِيْث أُسَامَة بْن زَيْد- رَضِي الْلَّه عَنْه-، قَال: " مَا تَرَكْت بَعْدِي فِتْنَة أَضَر عَلَي الْرِّجَال مِن الْنِّسَاء "، الَّذِي يَقُوْل لَك: أَنَا بَطَل وَوَاحِد آخَر امْرَأَتَه تَعْمَل مَع الْرِّجَال فِي وَظَائِف، وَيَقُوْل لَك: أَنَا امْرَأَتَي لَو زَرَعْتُهَا فِي فَدَّان رِجَالُه هِي رجِل، لِمَاذَا هَل هِي مِلْك كَرِيْم، أَو مَعْصُوْمَة مِن الْخَطَأ؟
أَنَا عِنْدِي حِكَايَات لَو قُلْتَهَا تَضْرِب كَفاً بِكَف، أَكْبَر عَقْبَة هِي عقْبَة الْمَرْأَة فِي طَرِيْق الْرَّجُل، لِذَلِك لَابُد أَن تَحْتَاط لِنَفْسِك بِمِائَة سَد لَيْس سَد وَاحِد، وَلَا اثْنَيْن، وَلَا ثَلَاثَة، وَلَا أَرْبَعَة، بِمِائَة سَد، نَحْن مَازِلْنَا نَقُوُل قِصَّة الْرَّجُل الَّذِي عَبَد الْلَّه سَبْعِيْن سَنَة وَقَع، فَلَا أَحَد فِيْنَا شُجَاع إِلَا إِذَا عَصَمَه الْلَّه- سُبْحَانَه وَتَعَالَي-.
الْرَّجُل الْثَّالِث: قَال:" الْلَّهُم إِن كُنْت تَعْلَم أَنَّه كَان لِي أُجَرَاء، وَبَعْد ذَلِك اشْتَرَط عَلَي الْأُجَرَاء كُل وَاحِد يَعْمَل بِأُجْرَة مِن أَوَّل الْنَّهَار إِلَي آَخِرِه مَثَلا، فَجَاء رَجُل عَمِل بِأُجْرَة لَكِن عَمَل عَمِل رَجُلَيْن، كَان عِنْدَه هِمَّة وَنَشَاط وَهَذَا الْكَلَام، عَمِل عَمَل رَجُلَيْن، فَعِنْدَمَا وُزِّع عَلَيْهِم الْأُجُور فَرَق مِن أَرْز، أَو ذَرَّة أَو غَيَّر ذَلِك فَسَخِط أَجْرُه، قَال: عَمِلَت عَمَل رَجُلَيْن وَتُعْطِيْنِي أَجْر رَجُل وَاحِد؟ قَال: أَنَا أُعْطِيَك مَا اتَّفَقْنَا عَلَيْه، أَنَا قُلْت لَك: اعْمَل بِفَرَق مِن أَرْز، أَنْت عَمِلْت عَمَل رَجُلَيْن، ثَلَاثَة، أَرْبَعَة، هَذِه قُصَّتِك أَنْت لَيْسَت قِصَّتِي، وَلَيْس مَوْضُوُعِي، فَتَرَك الْفَرَق الْأَرْز غَاضِبا وَمَشْي.
(يُتْبَعُ)
(/)
فَعِنْدَمَا أَفَلَس هَذَا الْرَّجُل، جَلَس يَبْحَث فِي دَفَاتِرِه الْقَدِيْمَة، أَنَا لِي فْلُوس عِنْد مَن؟ قَال: لِي فَرَق مِن أَرْز، سَأَذْهَب لِلْرَّجُل وَأَخَذ مِنْه الْمَال، فَذَهَب إِلَيْه فَقَال لَه: يَا عَبْد الْلَّه اتَّق الْلَّه وَلَا تَجَحَدْنِي حَقِّي أَنَا لِي عِنْدَك فَرَق مِن أَرُز أَو ذَرَّة أُعْطِيَه لِي، قَال لَه: تَعَالَي أَصْعَد مَعِي فَوْق هَذَا الْبَيْت، صَعِد فَوْق الْبَيْت وَإِذَا الْرَّجُل يَجِد وَادِي مِن الْأَبْقَار وَالأَغَنَام، وَالْإِبِل، وَغَيْر ذَلِك، قَال: مَاذَا تَرَي؟ قَال لَه: أرِي أَبْقَار وَإِبِل، قَال: كُل هَذَا لَك هَذَا هُو أُجْرَتَك عِنْدِي
قَال: يَا عَبْد الْلَّه اتَّق الْلَّه وَلَا تَسْتَهْزِئ بِي، أَنَا لَم آتِي لَأَمْزَح، أَنَا أُرِيْد فَرّق مِن أَرْز، لَا تَلْعَب بِي وَتَقُوْل الْوَادِي، وَالْإِبِل، وَالْغَنَم وَالْبَقَر وَغَيْر ذَلِك، اتَّق الْلَّه وَلَا تَسْتَهْزِئ بِي، قَال: هُو مَا أَقُوْل لَك مَاذَا فَعَل الْرَّجُل هَذَا؟ بَاع الْفَرَق مِن أَرْز، وَاشْتُرِي بِه غَنَم، وَالْغَنَم يُوْلَد، وَيَبِيْع الْغَنَم وَيَأْتِي بِبَقَر، وَيَأْتِي بِإِبِل وَغَيْر ذَلِك، فَلَمََّّا عَلِم الْرَّجُل أَن كُل هَذَا مُلْكِه أَخَذَه كُلَه، أَنْت يَا أَخِي اسْتِحِي وَأُعْطِي لَه نِصْف الْحَاجَة عَلَي أَسَاس أَنَّه تَعِب فِيْهَا، وَرَبَّاهَا، وَنَمَاهَا، لَا، مَا تَرَك لَه غُنْمُه وَاحِدَة.
الْلَّه- عَز وَجَل- عِنْدَمَا وَصَف الْإِنْسَان قَال:? وَإِنَّه لِحُب الْخَيْر لَشَدِيْد ? (الْعَادِيَات: 8)، كُلُّنَا نُحِب وَسُفْيَان الْثَّوْرِي عَلَي وَرَعُِه وَزُهْدِه، وَعِبَادَتِه، رَأَوْه مُرَّة فِي الْسُّوْق يَشْتَرِي مَعَه دَنَانِيِر، فَقَالُوَا: يَا أَبَا عَبْد الْلَّه أَلَدَيْك هَذَا وَأَنْت زَاهِد، عَابِد وَغَيْر ذَلِك، أَنْت أَيْضا مِّثْلْنا مَعَك فْلُوس وَتَذْهَب لِلْسُّوْق وَتَشْتَرِي، وَتَأْكُل الَّذِي فِي نَفْسِك وَهَذَا الْكَلَام، فَقَال لَه: اسْكُت لَوْلَاهَا، أَي لَوْلَا الْمَال لَتَمَنْدَل بِنَا الْمُلُوْك، كَانُوْا يُعَامِلُونَنا مِثْل الْمَنَادِيْل، الْمِنْدِيْل بَعْدمَا تَنْشَف وَتَمْسَح بِه أَيْن تَضَعُه؟ تَضَعُه عَلَي الْرَف فِي الدُّوَلاب أَم تَرْمِيْه فِي الزُّبَالَة؟ تَرْمِيْه فِي الزُّبَالَة ,فَلَوْلَا هَذَا الْمَال الَّذِي حَفِظ الْلَّه بِه مَاء وُجُوْهَنَا لَتَمَنْدَل بِنَا الْمُلُوْك كُلُّنَا نُحِب الْمَال.
كَيْف تَغَلَّب هَذَا الْرَّجُل عَلِي هَذِه الْأَثَرَة وَحُب الْمَال؟
وَأَعْطَاه الْمَال كُلِّه وَلَم يَأْخُذ مِنْه شَيْئا؟ هَذَا عَبْد حَقَّق عُبُوْدِيَّة الْإِيْثَار كَمَا حقق الْعَبْد الَّذِي قَبْلَه عُبُوْدِيَّة الْعِفَّة فَهَذَا نَوْع مِن الْبَشَر أَنَا فِي فَهْمِي لَا أَظُن أَن الْوَاحِد مِنْهُم تَعِب كَثْيِرا فِي الْبَحْث عَن عَمَل يَقُوْل أَنَا عَمِلْتُه هَكَذَا وَأَخَذ يَبْحَث، إِنَّمَا قَال عَلَى سَجِيَّتِه.
هَذَا الْكَلَام كُلُّه أَنَا أُرْجِعَه إِلَي قَوْلِي لَا تَحْقِرَن مِن الْمَعْرُوْف شَيْئا غُصْن شَوْك مُمْكِن يَكُوْن سَبَب فِي نَجَاتِك، تَرَى أَنَّنَا كُلُّنَا أَصْحَاب ذُنُوْب، قُل أَي شَيْء مُفِيْد، مُر بِأَي مَعْرُوْف وَإِن كَان قَلِيْلاً، إِنَّه عَن أَي مُنْكَر وَإِن كَان قَلِيْلاً، لَا تَتْرُك شَيْئاً إِلَّا وَتَضْرِب فِيْه بِسَهْم، إِمَّا أَن تَقِف عَلَى حُدُوْد رَبُّك فَلَا تَتَجَاوَزُهَا، وَإِمَّا أَن تَفْعَل مَعْرُوْفاً.
فَنَحْن نَكُوْن بِذَلِك حَقَّقْنَا مَنْزِلَة الْتَّوْبَة، وَالْتَّوْبَة تَحْتَاج كَمَا قُلْت لَكُم دَائِما إِلَى عَمَل مُسْتَمِر سَوَاء كَان صَغِيْراً أَم كَبِيْراً، فَأَنْت لَا تَدْرِي أَيُقَبِّل الْلَّه عَمَلُك أَم لَا ,وَلَا تَنْظُر إِلَى عَمَلِك أَبَدا، عَلَى أَسَاس أَنَّك تَأَنَّقَت وَعَمِلَت، وَفِيْه حَدِيْث مَشْهُوْر وَلَكِنَّه ضَعِيْف، أَنَا لَا أْسَوْقُه عَلَى أَنَّه حَدِيْث وَبِه.
ختام الكلام (نَمُوْذَج لِلْعِز وَالاسْتِكْبَار الَّذِي جَاء بِسَبَب الْطَّاعَة)
(يُتْبَعُ)
(/)
أَخْتِم الْكَلَام، وَلَكِن أْسَوْقُه كَحِكايَة مَقْرِبه، وَهَذَا الْحَدِيْث رَوَاه الْحَاكِم وَغَيْرِه، أَن رَجُلاً عَبَد الْلَّه فِي جَزِيْرَة فِي الْبَحْر سِتّمِائَة عَام أَنَبْت الله لَه مِن الْصَّخْر قَحْفاً مِن الْرُّمَّان، شَجَرَة رُمََّّان طَلَعَت فِي الصَّخْر، وَأَخْرَج لَه مِن الْمَاء الْمَالِح بِمِقْدَار الْأُصْبُع مَاء عَذْباً، كَان يَأْكُل الْرُّمَّان وَيَشْرَب الْمَاء وَيُصَلِّي، وَسَأَل الْلَّه أَن يَقْبِضَه وَهُو سَاجِد وَتَحَقَّقَت أُمْنِيَّتِه وَقَبْض وَهُو سَاجِد.
فَقَال الْلَّه- عَز وَجَل-: أَدْخِلُوَا عَبْدِي الْجَنَّة بِرَحْمَتِي، قَال: لَا بِعَمَلِي أَدْخِلُوَا عَبْدِي الْجَنَّة بِرَحْمَتِي، قَال: لَا بِعَمَلِي، بِرَحْمَتِي، لا بِعَمَلِي طَالَمَا أَنَّك تُرِيْد أَن تَدْخُل الْجَنة بِعَمَلِك، قَايِّسُوْا نِعَمِي عَلَى عَبْدِي الْمَسْأَلَة مَسْأَلَة مُوَازِيِن، ضَعُوا نعْمِي عَلَى عَبْدِي فِي كِفَّة وَهَّاتُوْا عِبَادَتِه وَضَعُوْهَا فِي كِفَّة، فبدئوا بِنِعْمَة الْبَصَر، وَضَعُوْهَا فِي كِفَّة وَوَضَعُوَا عِبَادَة سِتَّمِائَة سَنَة فِي كِفَّة أخري لَم يَهْتَز الْمِيْزَان، وَلَو قَلِيْل فَطَاشَت عِبَادَة سِتّمِائَة عَام فِي مُقَابِل نِعْمَة الْبَصَر فَقَط، فَسَحِبُوه إِلَى الْنَّار،فَجَعَل يَقُوْل يَا رَب بِرَحْمَتِك، لَيْس بِعَمَلِي, قَال: أَرْجَعُوه، قَال: عَبْدِي مِن خَلْقَك وَلَم تَك شَيْئا بِرَحْمَتِي أَم بِعَمَلِك؟ قَال: بِرَحْمَتِك يَارَب، قَال: مَن أَخْرَج لَك قحْف رُمَّان مِن الْصَّخْر؟ بِرَحْمَتِي أَم بِعَمَلِك؟ قَال: بِرَحْمَتِك يَارَب، قَال: مَن أَخْرَج لَك الْمَاء الْعَذْب مِن الْمَاء الْمَالِح بِرَحْمَتِي أَم بِعَمَلِك؟ قَال: بِرَحْمَتِك يَارَب قَال مَن قَوَّاك عَلَى عبَادَة سِتّمِائَة عَام بِرَحْمَتِي أَم بِعَمَلِك؟ قَال: بِرَحْمَتِك يَارَب قَال: فَبِرَحْمَتِي أَدْخَل الْجَنَّة يَا عَبْدِي كُنْت نِعْم الْعَبْد
فَلَا يَفْتَخِرَن أَحَد بِعَمَلِه، كَمَا قُلْت قَبْل ذَلِك (رُبَّ طَاعَةٍ أَوْرَثَت عِزاً وَاسْتِكْبَاراً)، وَهَذَا نَمُوْذَج لِلْعِز وَالاسْتِكْبَار الَّذِي جَاء بِسَبَب الْطَّاعَة
وَالْكَلَام عَن مَنْزِلَة الْتَّوْبَة، وَالْكَلَام عَن عَدَم احْتِقَار الْعَمَل، سَوَاء كَان رَدِيْئاً أَو كَان جَيِّداً كَلَام طَوِيْل، إِنَّمَا أَرَدْت أَن أَكُوْن تَذْكِرَة لِنَفْسِي أَوَّلا، ثُم تَذْكِرَة لِإِخْوَانِي.
وَأَسْأَل الْلَّه- تَبَارَك وَتَعَالَى- أَن يَنْفَعُنِي وَإِيَّاكُم بِمَا عَلِمْنَا، وَأَن يُعَلِّمُنَا مَا جَهِلْنَا، وَأَن يَجْعَل مَا قُلْتُه لَكُم زَاداً إِلَى حُسْن الْمَصِيْر إِلَيْه وَعْتَادّاً إِلَى يَمُن الْقُدُوْم عَلَيْه، إِنَّه بِكُل جَمِيْل كَفِيْل وَهُو حَسْبُنَا وَنِعْم الْكَفِيْل، وَصَلَّى الْلَّه وَسَلَّم وَبَارَك عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّد، وَالْحَمْد لِلَّه رَب الْعَالَمِيْن.
تمت بحمد الله نسألكم الدعاء بالإخلاص والقبول. (أختكم أم محمد الظن)
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[30 - Jun-2010, صباحاً 06:50]ـ
http://alheweny.org/aws/play.php?catsmktba=10387 (http://alheweny.org/aws/play.php?catsmktba=10387)
الرابط الصوتي للمحاضرة
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[30 - Jun-2010, صباحاً 11:23]ـ
جزاكم الله خيرا وجعل هذا العمل في ميزان حسناتكم وحفظ الله الشيخ العلامة أبي إسحاق الحويني.
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[30 - Jun-2010, مساء 11:02]ـ
قرأتها كلها و استفدت منها كلها ثم ذكرت بعض فوائدها لصديق فأسال الله أن يكتب لك الأجر و المثوبة
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[30 - Jun-2010, مساء 11:20]ـ
الله يُحسن إليكِ أيتها الحبيبة، كنتُ أبحث عنها ..
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[02 - Jul-2010, صباحاً 02:23]ـ
تقبل الله منا ومنكم صالح العمل ورزقنا واياكم الإخلاص(/)
ساعة حوار - فوضى الفتاوى - مع سماحة المفتي ال الشيخ /مرئي
ـ[ابو اميمة محمد]ــــــــ[30 - Jun-2010, صباحاً 09:02]ـ
ساعة حوار - فوضى الفتاوى - مع سماحة المفتي ال الشيخ /مرئي
http://www.4shared.com/video/w5IooA5E/__-___-______1.html (http://www.4shared.com/video/w5IooA5E/__-___-______1.html)
http://www.4shared.com/file/Xz
السؤال
GU792/__-___-_____2.html (http://www.4shared.com/file/Xz
السؤال
GU792/__-___-_____2.html)
http://www.4shared.com/file/vHMHEk-I/__-___-_____3.html (http://www.4shared.com/file/vHMHEk-I/__-___-_____3.html)
http://www.4shared.com/file/FgFZyKsb/__-___-______4.html (http://www.4shared.com/file/FgFZyKsb/__-___-______4.html)
http://www.4shared.com/file/qXcdkH2n/__-___-____5.html (http://www.4shared.com/file/qXcdkH2n/__-___-____5.html)
http://www.4shared.com/file/jLIJbPUl/__-___-______6.html (http://www.4shared.com/file/jLIJbPUl/__-___-______6.html)
ابو اميمة محمد(/)
[أسبا ب إعراض طلاب العلم الشرعي عن علم عبارة الرؤيا]
ـ[ابومصعب العتيبي]ــــــــ[30 - Jun-2010, صباحاً 10:57]ـ
[أسبا ب إعراض طلاب العلم الشرعي عن علم عبارة الرؤيا]
فإن علم عبارة الرؤيا علم مهم ورد ذكره في الكتاب والسنة، ولكنه في زمننا هذا أغفل وخصوصاً من طلبة العلم الشرعي ولذلك أسباب سوف أذكر بعض منها:
السبب الأول:
الأعتقاد السائد والخاطئ أن هذا العلم أو عبارة الرؤيا، إلهام (وحي من الله) يختص به من يشاء من غير حول منه ولا قوة، أو موهبة لا تكتسب، تولد مع المرء.
وهذا خطأ بل هوعلم يتعلم أهتم به من سلف وأُلفت فيه الكتب، وضبطت فيه قواعد هذا العلم وأُصلت مسائله، وقعدت قواعد تفسير الأحلام فيها، فالتأليف فيه قديم قارب القرن الأول، فأول من صنف فيه الكرماني المتوفى سنة 151 هـ، وكتابه قيد التحقيق عن أحد الأحبة، ومن دلالة اهتمام علماء السلف بهذا العلم أن كتاب الكرماني شُرح في عشرة أجزاء في القرن الرابع الهجري فتأمل، وجاء من بعده الإمام المشهور صاحب التصانيف ابن قتيبة، المتوفى سنة 276هـ،والذي يعتبر أول من قعد وأصل لهذا العلم وكتابه (تعبير الرؤيا) مطبوعاً ومخدوم، وتتابعت التآليف فيه إلى يومنا هذا .. ومن أهمها الألفية الوردية في تفسير الأحلام، لإبن الوردي، وقد حققت وهي قيد الطباعة.
وقد كان من اهتمام أهل العلم به ما ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق: عن أبي المنجي حيدرة الأنطاكي، قال: زدت في هذا على أستاذي أبي القاسم الشهرزوري المالكي بحفظ ثلاث مئة ورقة ونيف وسبعين ورقة، لأنه كان يحفظ من علم الرؤيا عشرة الآف ورقة فقط (فتأمل)
ونسوق بعض الأدلة على أنه علم يتعلم وليس بإلهام، (بإختصار هنا):
أنه ليس خاص بأمة الأسلام بل هو من العلوم القديمة عن العرب وغيرهم وأشتهر أناس يعبرون الرؤى ويسئلون عنها، فهو من علوم الأنبياء قبل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فقصة ملك مصر مع يوسف عليه السلام ورؤياه مشهورة معلومة.
ويعتبر أول من كتب مخطوطاً بطريقة منظمة ومرتبة في تفسير الأحلام العالم اليوناني الجغرافي أرطميدوس، عاش في القرن الثاني قبل الميلاد، فقد قام برحلات متعددة وزار مراكز الأحلام في عدة بلدان وتشاور مع عدد كبير من المفسرين، وجمع كل المخطوطات القديمة عن تفسير الأحلام ثم كتب كتابه " أنيور كريكيتا" أي تفسير الأحلام مقدماً نظاماً دقيقاً لتقسيم الأحلام وأنواعها،وتفسيراتها لا تختلف كثيراً عما هو سائر الآن، وترجم كتابه، حنين بن إسحاق المتوفى سنة 260 هـ، وهو مطبوع.
بل هذا العلم معروف عند العرب قبل الإسلام قال الشهرستاني رحمه الله، في الملل والنحل: النوع الثاني من علوم العرب في الجاهليةعلم الرؤيا وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه ممن يعبر الرؤيا في الجاهليةويصيب فيرجعون إليه ويستخبرون عنه
. وقال ابن خلدون: هذا العلم من العلوم الشرعية وهو حادث في الملة عندما صارتالعلوم صنائع وكتب الناس فيها واما الرؤيا والتعبير لها فقد كان موجودا في السلفكما هو في الخلف وربما كان في الملوك والأمم من قبل وإلا فالرؤيا موجودة في صنفالبشر على الإطلاق ولابد من تعبيرها.
وقد أستدل أهل العلم على أنه علم شرعي بحديث ابن عباس رضي الله عنهما، والذي فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه: ((أصبت بعضاً واخطأت بعضاً)). صحيح البخاري، فلو كان أنه علم لا يتعلم لما أخطا فيه ابا بكر، ولنبه على ذلك النبي صلى الله عليه وسلم.
قال ابن حجر رحمه الله في شرح هذا الحديث: وفيه الحث على تعليم علم الرؤيا وتعبيرها.
وقال القرطبي رحمة الله: ويعلمهم كيفية التعبير.
وقد ذكر ابن العربي المالكي، في عارضة الأحوذي: من فوائد الحديث:
الأولى: أن أبا بكر الصديق قد فسرها، ولا تفسير مثله، ولا مفسر مثله. وقوله ذلك بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم دليل عظم منزلته واستحقاقه لذلك.
الثانية: فيها معرفة أبي بكر بالتعبير، أخذ ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ابن سعد، في الطبقات الكبرى،: قال محمد بن عمر: وكان سعيد بن المسيب من أعبر الناس للرؤيا، وكان أخذ ذلك عن أسماء بنت أبي بكر، وأخذته أسماء عن أبيها أبي بكر. وروى أيضاً: عن سعيد بن المسيب قال: عرضت عائشة على ابيها رؤيا، وكان أعبر الناس.
واخرج الديلمي في مسند الفردوس وابن عساكر عن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. أمرت أن أووّل الرؤيا وأن أعلمها أبا بكر.
قال ابن عبدالبر: مما يدل على شرف علم الرؤيا وفضلها أنه صلى الله عليه وسلمإنما كان يسأل عنها لتقص عليه ويعبرها ليعلم أصحابه كيف الكلام في تأويلها.
وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: عبارة الرؤيا علم صحيح ذكره الله في القرآن ولأجل ذلك قيل: لا يعبر الرؤيا إلاّ من هو من أهل العلم بتأويلها لأنها من أقسام الوحي.
وقال رحمة الله:علم الرؤيا ليس نوعاً من العبث أو ضروباً من الخيال ولكنه نعمة من الله سبحانه تعالى امتن بها على عباده حيث أعطاهم علمها ولم يتركهم بغير إفهام.
وقال العلاّمة ابن سعدي رحمه الله في ذكره للفوائد من سورة يوسف عليه السلام:
ومنها أن علم التعبير من العلوم الشرعية وأنه يثاب الإنسان على تعلمه وتعليمه.
وقال العلامة ابن باز رحمه الله:علم تعبير الرؤيا علم معتبر أصله في الكتاب والسنة ولا إثم على المعبر إذا لم يتعمد خطأ أو مجازفة.
ومن الأدلة على إمكانية تعلمه كذلك:
أن الواقع والتجربة يشهد على تعلمه وتعليمه، وسأذكر مثال واحداً وليس هو لطالب علم شرعي بل لرجل عامي، لا يقرأ ولا يكتب، محب لهذا العلم فتناقشت معه وتدارسنا مراراَ في هذا العلم، وكنت أعرض عليه رؤى ونستبط عبارتها سوياً، وبعد فترة عرضت عليه هذه الرؤى وعبرها ومن دون مساعدة مني، الأولى: رأى أحدهم كأنه في الصباح الباكر جداً وكأنه يسمع صياح الديكة، وكان وقت الرؤيا العشر الأواخر من رمضان، فقال هذا العامي: لعلها ليلة القدر تلك الليلة، قلت كيف؟ قال: معلوم أن الديكة ترى الملائكة وقيل إذا سمعت ديكاً فسأل الله من فضله، فقد رأى ملكاً،وهذه مجموعة ديكة، أي رأت مجموعة ملائكة، فلا تتنزل بهذه الكثرة وفي هذا الوقت إلا في ليلة القدر.
والرؤيا الثانية: قال أحدهم رأيت كأني أرسل ولدي بماء إلى المسجد ويطفئ نار مشتعلة بداخله، وكان وقت الرؤيا الصيف، فقال هذا العامي: صدقة يتصدق بها تنجيه من فتنة او تردها عنه، قلت كيف؟ قال: أكثر مايتصدق به في هذا الوقت الماء، والصدقة تطفئ غضب الرب كما تطفئ الماء النار.
ولو أردت ذكر أمثلة أكثر لطال المقام، ومن أراد تعلم هذا العلم، فنحن نمد له يد العون ولا نرجو إلا دعائه، ولنا في ذلك كتاب سيطبع قريباً، قرأه بعضهم ولا أقول صار معبراً متمكناً بل صار لديه الملكة والفهم، وعبر واستطاع أن يفك كثيراً من الرموز، ومن أراد مسودة الكتاب أرسلتها له .... والله المستعان.
وأقول من أراد خوض غمار هذا العلم، فلابد له من صفات ثلاثة:
الأولى:أن يكون محباً لهذا العلم.
الثانية: السعي في تحصيل طلبه والإجتهاد في ذلك، والطرق كثيرة جدا.
الثالثة:عدم الإستعجال، في تعبير الرؤى، وعدم اليأس، فالذي لا تعرفه اليوم سوف تعرفه غدا.
وقبل ذلك كله اللجوء إلى الله والإطراح بين يديه في الأمور كلها، وضع في نيتك نشر العلم الشرعي ودعوة الناس في هذا المجال.
وإني أحث نفسي وإخواني طلاب العلم الشرعي إلى الالتفات لهذا العلم، فهو لايكلف شيئاً، ابداً، فقد أصبحت الرؤيا باباً من أبواب الدعوة إلى الخير وترك الشر فكم من أناس كانوا على غير هدى فجاءت الرؤيا لتأخذ بنواصيهم إلى طريق الهدى والنور بل كم من أناس كانوا على الكفر والشرك فجاءت إليهم الرؤيا لتكون سبباً في هدايتهم إلى الإسلام، وكم من مريض نفسي فتحت له الرؤيا أبواب الأمل، كيف لا وهي المبشرات الباقيات.
وخصوصاً بعد دخول بعض المندسين على هذا العلم وتصدرهم في الفضائيات، ودجلهم على الناس وأكلهم أموال الناس بالباطل،وإذا ناقشت أحدهم، وقلت كيف تعبر الرؤيا؟. قال لك وبك وقاحة: إلهام! وقع في قلبي! حدثني السر! إيحاءات! مما فتح الباب على مصراعيه لهذه الشعوذة واصطياد الفتيات الساذجات، من مرضى القلوب فإن لله وإنا إليه راجعون، والأمثلة أكثر من أن تحصى.
ثم عليك يا طالب هذا العلم بالتدرج في متونه هذا وهي كالتالي:
1 - الإنارة إلى علم العبارة، (مختصر ابن قتيبة) وقد شرحه الشيخ الفاضل يوسف الحارثي وسجل وسوف ينشر الشرح، وسأرفع الكتاب.
2 - تعبير الرؤيا لإبن قتيبة.
3 - البدر المنير في علم التعبير للشهاب العابر وشرحه للمؤلف نفسه.
4 - الألفية الوردية، والشيخ يوسف وفقه الله سوف يشرحها، وستبث على قناة المجد.
ومن الأسباب في إعراض طلاب العلم الشرعي عن علم عبارة الرؤيا:
عدم وجود علماء تصدوا لهذا العلم ونشره.
ومن الأسباب:
عدم تعلق هذا العلم بضروريات الدين، كالحلال والحرام.
وخامس الأسباب: عدم الإعتراف به كعلم أكاديمي، يمكن تدريسه والحصول على شهادات فيه.
وسادس الأسباب: الكلفة الاجتماعية التي تلازم المعبر من حيث معرفة الناس له، حتى يكاد لاينتفع بشيء من وقته لكثرة تعلق الناس به .. وهذا ملاحظ.
وسابع الأسباب: إحتكار هذا العلم من قبل البعض، فلا ينبغي أن تصل إلى ماوصل إليه، حسداً من عند انفسهم .. فتراه دائماً ينقص من قدر فلان وعلان إن سبقه بشيء في هذا العلم، أو أتى بجديد مما فتح الله عليه .. ووافق الشرع والعقل ... والله المستعان.
أبومصعب / فهد بن شارع العتيبي
ff14301@hotmail.com
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عماد البكش]ــــــــ[23 - Aug-2010, صباحاً 02:14]ـ
لقد كان لي أخي الكريم في هذا العلم برنامج وكان بحمد الله مضبوطا بضوابط شرعية وكان من الناحية الدعوية طيب الثمرة وكنت قد كتبت مذكرة للقناة أذكر فيها خطر هذا العلم كان فيها:
طبيعة النفس البشرية التعلق بالغيب، لمعرفة ما وراءه، واستشراف ما بعده، يظهر ذلك جلياً في عدة صور، منها: التوقان الشديد لمعرفة تعبير الرؤى والأحلام التي تعرض لها في المنام، وما رواج سوق الكهنة والعرّافين إلا برهان على ذلك، وتفسير الأحلام ولجوء الناس له طوفان لا يتوقف، ومطلب أساسي في حياة كثير من المسلمين،فإن الناس لا يتوقفون عن الأحلام،ولا يزالون يطلبون من يعبرها لهم،ولو كانت من حديث النفس، أو عبث الشيطان.
يقول أحد العلماء وهو يذكر بعض مشكلات النساء: «مشكلة أخرى عند النساء أيضاً، أذكرها بالمناسبة، وهي كثرة الاهتمام بالرؤى والأحلام: (90%) من أسئلة النساء رأيت ورأيت، وتأتي بأضغاث أحلام ليس لها قيمة، ومع ذلك تكون منزعجة منها، لا تنام الليل ولا تأكل ولا تشرب، رأيت البارحة كذا وكذا، وفلان الذي مات جاء عندي، وتذكر رؤى وأحلاماً لا قيمة لها، ولو أن النساء يسألن عن أمور دينهن وعن أحكام الشرع، مثلما يسألن عن الرؤى، لأصبحن فقيهات عالمات»
وبدلا من أن نترك الناس إلى من يعبثون بماضيهم، وحاضرهم،ومستقبلهم،وهم لا يدكون خطورة ما يقومون به،
علينا أن نعدل مسار ذلك الطوفان ونرسم له الطريق الذي يسير فيه.وعلى الغيورين على الاسلام بدل من أن يوقفوه - للإسفاف والجهل وتعبير العجائز الحاصل فيه - أن يعدلوا سيره وينهجوا فيه النهج الصحيح من أجل ذلك ومن أجل أن التعبير من أهم الأسباب المستخدمة في الدعوة وهو نهج النبي الكريم يوسف عليه السلام قال أبو بكر الجصاص «كان يوسف عليه السلام فيما بينهم قبل ذلك زمانا فلم يحك الله عنه أنه ذكر لهم شيئا من الدعاء إلى الله وكانوا قوما يعبدون الأوثان وذلك لأنه لم يطمع منهم في الإستماع والقبول فلما رآهم مقبلين إليه عارفين بإحسانه أمل منهم القبول والإستماع فقال: (يا صاحبي السجن ءأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار ... ) الآية وهو من قوله: (تعالى ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) وترقُب وقت الإستماع والقبول من الدعاء إلى سبيل الله بالحكمة وإنما حكى الله ذلك لنا لنقتدي به فيه» ([1] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=382173#_ftn1))
من أجل ذلك وغيره أردت أن يكون لنا برنامج تحت مسمى
«كيف تكون معبر» أو «عبررؤيتك بنفسك» أو «الرؤى والمنامات ضوابط وأحكام»
وهذا الأخير أولاها عندي
فكرة هذا البرنامج: في الأصل محاولة لجمع قواعد التعبير حتى تصير عندنا مضبطة لقواعد ذلك العلم وهي في النهاية مجموعة رسائل تطبع بإذن الله.
وطريقة جمع هذه القواعد تقوم على تتبع جميع كتب تفسيرالرؤي وكتب الشريعة - حسب الطاقة – واستخراج ما فيها من قواعد بطريقة السبر والتتبع والاستقراء وهذه القواعد على ثلاث تقسيمات، التعبير، والمعبر، والقاص.
وذكرت فيها أن:
الناس أصناف في الرجوع إلى الرؤى:
منهم: من يود أن ينهي أمرها من نفسه ولا يرغب في اللجوء إلى المعبرين فسن النبي صلى الله عليه وسلم قانون عام يرجع إليه كل من رأى مناما فذكر مايفعل عند الرؤى من يرى ما يكره، وما يفعل من يرى ما يحب (وهذا يشرح في حلقتين منفصلتين)
ومنهم: من لا يغمض له جفن حتى يقع على تأويل رؤياه وتعبيرها وهذا لم يمنع منه الشرع وقال (إذا عبرتم للمؤمن فاعبروا على خير ولأجل هذا الصنف نصنع البرنامج.
وأن لهذا العلم قواعد كثيرة:
قال صديق بن حسن القنوجي في "أبجد العلوم": علم التعبير: علم بقوانين كلية يبني عليها المعبر عبارة ما يقص عليه وتأويله ... وقال: فيحفظ المعبر هذه القوانين الكلية ويعبر في كل موضع بما تقتضيه القرائن التي تعين من هذه القوانين ما هو أليق بالرؤيا.
من هذه القواعد ما كان
مَثَل لاستخراج القاعدة وطرحها في الحلقة: ((قاعدة))
((تغير الرؤيا بتغيرحال الرائي)) أو
((أصول الرؤيا القديمة لم تتغير ولكن تغيرت حالات الناس))
(يُتْبَعُ)
(/)
قال عبد الملك بن أبي عثمان محمد بن إبراهيم النيسابوري أبو سعيد الواعظ الشافعي المعروف بالخركوشي ت407هـ صاحب الكتاب المنسوب لابن سيرين والشهير بأبي سعيد الواعظ في كتابه البشارة والنظارة المشهور بتفسير ابن سيرين «واعلم: أنه لم يتغير من أصول الرؤيا القديمة شيء، ولكن تغيرت حالات الناس في هممهم وآدابهم وإيثارهم أمر دنياهم على أمر آخرتهم، فلذلك صار الأصل الذي كان تأويله همة الرجل وبغيته وكانت لك الهمة دينه خاصة دون دنياه فتحولت تلك الهمة عن دينه وإيثاره إياه فصارت في دنياه وفي متاعها وغضارتها وهي أقوى الهمتين عند الناس اليوم إلا أهل الدين والزهد في الدنيا، وقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرون التمر فيتأولونه حلاوة دينهم، ويرون العسل فيتأولونه قراءة القرآن والعلم والبر، وحلاوة ذلك في قلوبهم فصارت تلك الحلاوة اليوم والهمة في عامة الناس في دنياهم وغضارتها إلا القليل ممن وصفت». ([1] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=382173#_ftn1))
قال بن قتيبة: «وقد تتغير الرؤيا عن أصلها باختلاف هيئات الناس وصناعاتهم وأقدارهم وأديانهم فتكون لواحد رحمة وعلى الآخر عذاباً.
الغل يراه الرجل في يده، فهو مكروه، لقول الله عز وجل: {غُلت أيديهم ولعنوا بما قالوا} وقوله: {إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا} وقد يراه الرجل البَرُّ فيصرف إلى أن يده تصرف عن الشر ([2] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=382173#_ftn2))
وقال ابن الدقاق: واعلم أن كل علم له حدّ وحقيقة وسبيل يتوصل به إليه خلا الرؤيا فإنها تتغير عن أصولها باختلاف أحوال الناس في حيائهم وضعائعهم وأقدارهم وأديانهم وهممهم وإراداتهم ومذاهبهم ونحلتهم وعاداتهم. ([3] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=382173#_ftn3))
وقال أبو بكر محمد بن عمر الإحسائي: ولا يعجل ولا يعبر حتى يعلم من الرائي واسمه وهل هو ذكر أو أنثى طفل أو بالغ حر شريف أو وضيع وحرفته فإن احتملت الرؤيا تعبيرين يخرجها على ما هو أليف وموافق بالرائي. ([4] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=382173#_ftn4))
وقال: وانما يميز بين رؤية كل أحد بحسب حاله وما يليق به ويناسبه ولا يساوي الناس في ما يرونه. ([5] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=382173#_ftn5))
وقال عبد الغني النابلسي (وقال بعض العلماء) ينبغي أن يعبر الرؤيا المسئول عنها على مقادير الناس ومراتبهم ومذاهبهم وأديانهم وأوقاتهم وبلدانهم وأزمنتهم وفصول سنتهم. ([6] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=382173#_ftn6))
وقال: ويميز بين الشريف والوضيع ويتمهل ولا يعجل في رد الجواب ولا يعبر الرؤيا حتى يعرف لمن هي ويميز كل جنس وما يليق به. ([7] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=382173#_ftn7))
وقال أيضا: ولا يعجل المعبر بتفسير الرؤيا يعرف وجهها ومخرجها وقدرها ويسأل صاحبها عن نفسه وحاله وقومه وصناعته ومعيشته ولا يدع شيئا مما يستدل به على علم مسألته إلا فعله. ([8] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=382173#_ftn8))
وقال أبو سعيد الواعظ: ومنها أن يميز بين أصحاب الرؤيا فلا يفسر رؤيا السلطان حسب رؤيا الرعية فإن الرؤيا تختلف باختلاف أحوال صاحبها. ([9] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=382173#_ftn9))
وقال إبراهيم بن يحيى: فلا تقص رؤيا حتى تعلم لمن هي وتفرق بين كل جنس من الناس وما يليق به. ([10] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=382173#_ftn10)) وقال: وانسب إلى كل شخص راه ما يليق به. ([11] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=382173#_ftn11))
قال أبو عبد الله السالمي: الناس يختلفون في طباعهم وجميع أحوالهم فكذلك تختلف رؤياهم. ([12] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=382173#_ftn12))
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن شاهين: فائدة قال دانيال ان المنام يختلف بأنواع شتى كما تختلف الطباع وكذلك أهواء البدن. ([13] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=382173#_ftn13))
وقال أبو سعيد الواعظ: وأن أقدار الناس قد تختلف في بعض التأويل حسب اختلافها في نقصانها في الحدود والحظوط وإن تساووا في الرؤيا، فلا يجيد تعبي ذلك المرئي الذي يتفقون في رؤيته في المنام إلا واسع المعاني متصرف الوجوه كالرمانة، ربما كانت للسلطان كورة يملكها، أو مدينة يلي عليها يكون قشرها جدارها أو سورها وحبها أهلها، وتكون للتاجر داره التي فيها أهله أو حمامه أو فندقه أو سفينته الموقرة بالناس والأموال في وسط الماء، أو دكانه العامر بالناس، أو كتابه المملوء بالغلمان، أو كيسه الذي فيه دارهمه ودنانيره، وقد يكون للعالم أو للعابد الناسك كتابه ومصحفه وقشرها أوراقه وحبها كتابه الذي به صلاحه. | وقد تكون للأعزب زوجة بمالها وجمالها، أو جارية بخاتمها يلتذ بها حين افتضاضها | وقد تكون للحامل ابنة محجوبة في مشيمتها ورحمها ودمها، وربما كانت في مقادير الأموال بيت مال السلطان، وبدرة للعمال، وألف دينار لأهل اليسار، ومائة دينار للتجار، وعشرة للمتوسط، ودرهماص للفقير، وخروبة للمساكين أو رغيف خبز أو مدّاً من الطعام أو رمانة كما رآها لأنها عقدة من العقد تحل في الاعتبار | والنظر والقياس في الأمثال المضروبة للناس على الأقدار والأجناس. ([14] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=382173#_ftn14))
وقال: فلذلك يحتاج العابر إلى أن يكون كما وصوفا أديباً ذكياً فطناً نقياً تقياً عارفاً بحالات الناس وشمائلهم وأقدارهم وهيئاتهم، يراعي ما تتبدل مرائيه. | وتتغير فيه عبارته عند الشتاء إذا ارتحل، ومع الصيف إذا دخل عارفاً بالأزمنة وأمطارها ونفعها ومضارها، وبأوقات ركوب البحار وأوقات ارتجاجها، وعادة البلدان وأهلها وخواصها، وما يناسب كل بلدة منها، وما يجيء من ناحيتها كقول القتبي في الجاورس: ربما دل على قدوم غائب من اليمين لأن شطر اسمه جا والورس لا يكون إلا من اليمن عارفاً بتفصيل المنامات الخاصية من العامية فيما يراه الإنسان من المرئيات التي تجتمع العالم والخلق في نفعها، كالسماء والشمس والقمر والكواكب والمطر والريح والجوامع والرحاب، فما رآه في منامه في هذه الأشياء خالياً فيه مستبداً به، أو رآه في بيته فهو له في خاصيته. ([15] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=382173#_ftn15))
وقال: وكل ما له في الرؤيا وجهان: وجه يدل على الخير ووجه يدل على الشر، أعطى لرائيه من الصالحين أحسن وجهيه، وأعطى لرائيه من الصالحين أقبحهما. ([16] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=382173#_ftn16))
وقد ذكر الشهاب العابر، بن سرور المقدسي، هذه القاعدة في كتابه "البدر المنير في علم التعبير"
بتفصيل واسع فقال:
«واعتبر أحوال الرائي إن تساوت الرؤيا» ([17] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=382173#_ftn17))
وقال: «المنام الواحد يختلف باختلاف لغتين. كالسفرجل: عز وجمال وراحة، لمن يعرف بلغة الفرس. لأنه بلغتهم: بَهِيَ. وهو للعرب ولمن يعاشرهم دال على: السفر، والجلاء.
ويختلف باختلاف الأديان. كمن يرى أنه يأكل الميتة، الميتة: مال حرام، أو نكد عند من يعتقد تحريمها، وهي رزق وفائدة عند من يعتقد حلها.
ويختلف باختلاف الزمان. فإن الاصطلاء بالنار والتدفي بالشمس، وملابس الشتاء، واستعمال الماء الحار، ونحوه لمن مرضه بالبرودة، أو في الزمن البارد: خير وراحة. وهو في الصيف: أمراض، أو نكد. كما أن استعمال الرفيع من القماش، أو الماء البارد، ونحوه، في الصيف: راحة وفائدة. وفي الشتاء: عكسه.
ويختلف باختلاف الصنائع. فإن لُبَس السلاح، أو العُدَد، للجندي البطال: خدمة. وللمقاتل: نصر. وللرجل العابد: بطلان عبادة. ولغيرهم: فتنة، وخصومة.
ويختلف باختلاف الأماكن. فإن التعري في الحمام، وفي المكان المعتاد فيه: جيد. للعادة. وهو في غيره من مجامع الناس: رديء، وشهرة دونه. خصوصاً إن كان مكشوف العورة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويختلف باختلاف عادات الناس. فإن حلق اللحية، أو الرأس، عند من يستحسن ذلك: خير، وذهاب نكد. كما أن ذلك: نكد، وخسران، عند من يكرهه.
ويختلف باختلاف المعايش، والأرزاق، فإن لبس القماش الوسخ، أو المرقع، أو العتيق، للطباخين، والوقادين، وأمثالهم: دال على إدرار معايشهم؛ لأنهم لا يلبسون ذلك إلا وقت معايشهم. وهو رديء في حق من سواهم. كما أن لبس النظيف: يدل على بطلان معيشتهم. لكونهم لا يلبسونه إلا أوقات بطالتهم،وهو، والرائحة الطيبة، لغيرهم: رفعة، وخير. وطيب قلب، وثناء جميل، في حق من سواهم.
ويختلف باختلاف الأمراض. فإن الحلاوات لأرباب الأمراض الحارة: طول مرض، ونكد. وهو: جيد لأصحاب البرودات. كما أن الحامض، لهم: جيد. ونكد لأصحاب البرودات.
ويختلف بالموت والحياة. فإن لبس الحرير، أو الذهب: مكروه، لمن لا يليق به من الرجال. وهو على الميت: دليل على أنه في حرير الجنة.
ويختلف باختلاف الفصول؛ فإن الشجرة في إقبال الزمان: خير، وفائدة مقبلة. وكذلك ظلها في زمن الحر. ويدل على النكد في غير ذلك.
قال المصنف: الشيء الواحد اعتبره باختلاف حال رائيه. فإن لبس الرفيع في الشتاء، أو لمريض بالبرودة: نكد. وبالضد من ذلك في الصيف. ولأرباب الحرارة وللعزب: تزويج حسن هين لين. ولأرباب البنايات: أماكن حسنة، ويدل على معاشرة من فيه خلق حسن. ولأرباب الأسفار: طريق سهلة. ولأرباب الحوائج: تيسير أمور. ولأرباب الخُرَاجات، والقروح في البدن: عافية. ونحو ذلك. وبالعكس عكسه. فعلمنا بذلك أنه إذا أراه إنسان طرقاً، أو رآه جماعة مختلفو الأحوال، اختلف الحكم باختلاف الحال كما ذكرنا. والله تعالى أعلم. فافهم ذلك.
وإذا اشتركت أشياء في وصف واحد، وتكررت في المنام؛ الغالب أن يكون الحكم واحداً في الأشياء الردية.
واعتبر ألفاظ الناس بالنسبة إلى اصطلاح جنس الرائي. كما إذا دل البطيخ على النكد من بطاط أو خائن لاشتقاق ذلك. وهو عند بعض لغة الحجاز دال على النكد من محبة وعشرة؛ لأنه بلغتهم حب حب. ونحو ذلك فافهم.
وإذا كان لأحد عادة بحلق رأسه أو لحيته وقد طالت في اليقظة - ولم يكن حدث نفسه بزوال ذلك - فهو دال من الخير على ما ذكرنا. ولو كان محلوقاً أو حدث نفسه بزواله فلا حكم له. كما أنها إذا كانت في اليقظة محلوقة ولم يكن أضمر بقاء الشعر دل على الدَّيْن والهموم والأمراض والكلام الردي. ونحو ذلك والعياذ بالله تعالى.
وحلق اللحية أو الرأس عند من يستحسن ذلك: خير وذهاب نكد. كما أن ذلك نكد وخسران عند من يكرهه.
وهذا الحكم أصل كبير. وهو مما يغفل عنه أكثر أرباب هذا الشأن. ولا يجوز إهماله أصلاً، فإن أكثرهم حكم برداءة ذلك، وليس بصحيح، بل اعتبر ما ذكرناه من أحوال أولئك كما تقدم، ولا تغفل عنه تخطئ. والله سبحانه وتعالى أعلم. ([18] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=382173#_ftn18))
وإن كنا قد نقلنا تلك الأقوال من كتب التعبير وتفسير الأحلام فلننظر إلى أقوال أخرى لعلماء تعرضوا لهذا العلم ولهذه القاعدة أو إعتمدوا هذه القاعدة.
قال ابن جزى الكلبى الفقيه المالكى: وقد تعبر الرؤيا الواحدة لإنسان بوجه ولآخر بوجه آخر حسبما يقتضيه حالها. ([19] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=382173#_ftn19))
قال الملا على القاري: «والحاصل أن الرؤيا مختلفة باختلاف الرائي فإنه قد يكون سالكا من مسالك طريق الدنيا وقد يكون سائرا في مسائر صراط العقبى فلكل تأويل يليق به ويناسب بحاله ومقامه وهذا أمر غير منضبط ولذا لم يجعل السلف فيه تأليفا مستقلا جامعا شاملا كافلا لأنواع الرؤيا وإنما تكلموا في بعض ما وقع لهم من القضايا ولذا لم تلق معبرين يكونان في تعبيرهما لشيء متفقين». ([20] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=382173#_ftn20))
قال المناوي: وقال المسيحي الفيلسوف: لكل علم أصول لا تتغير وأقيسة مطردة لا تضطرب إلا تعبير الرؤيا فإنها تختلف باختلاف أحوال الناس وهيئاتهم وصناعتهم ومراتبهم ومقاصدهم ومللهم ونحلهم وعاداتهم. ([21] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=382173#_ftn21))
(يُتْبَعُ)
(/)
قال البغوي: وقد يتغير التأويل عن أصله باختلاف حال الرأي كالغل في النوم مكروه، وهو في حق الرجل الصالح قبض اليد عن الشر، وكان ابن سيرين يقول في الرجل يخطب على المنبر يصيب سلطانا، فإن لم يكن من أهله يصلب، وسأل رجل ابن سيرين قال: رأيت في المنام كأني أؤذن، قال: تحج، وسأله آخر، فأول بقطع يده في السرقة، فقيل له في التأويلين، فقال: رأيت الأول على سماء حسنة، فأولت قوله سبحانه وتعالى (وأذن في الناس بالحج) [الحج: 27] ولم أرض هيئة الثاني، فأولت قوله عز وجل) ثم أذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون. [يوسف: 70] ([22] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=382173#_ftn22))
قال أبو العباس القرطبي: وقد تأوَّل ـ صلى الله عليه وسلم ـ السيف هنا بالقوم الذين كانوا معه، الناصرين له أخذًا من معنى السيف لأنه به ينتصر على الأعداء، ويعتضد في اللقاء، كما يعتضد بالأنصار والأولياء. وقد يُتأوَّل على وجوه متعددة في غير هذا الموضع، فقد يدلّ على الولد، والوالد، والعم، والعصبة، والزوجة، والسلطان، والحجَّة القاطعة، وذلك بحسب ما يظهر من أحوال الرائي والمرئي، ووقت الرؤيا. ([23] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=382173#_ftn23))
فالمعتبر في أعظم أصول العبارة النظر إلى أحوال حوال الرائي واختلافها، فقد يرى الرائيان شيئًا واحدًا، ويدل في حق أحدهما على خلاف ما يدل عليه في حق الآخر. ([24] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=382173#_ftn24))
قال ابن بطال: والعين فى المنام تختلف وجوهها؛ فإذا تعرت من دلائل الهم وكان مأؤها صافيا دلت على العمل الصالح كما فسر النبى، وقد تدل من العمل على مالاينقطع ثوابه كوقف أرض أو غله يجرى ثوابها دائمًا، و علم علمه الناس عمل به من علمه، فإن كان ماؤها غير صاف فهو غم وحزن، وقد تدل على العين الباكية وعلى الفتنة لقوله تعالى: (وفجرنا الأرض عيونًا فالتقى الماء على أمر قد قدر) فكانت فتنة وجرت بهلاكهم ألا ترى قوله تعالى: (ماء غدقًا لنفتنهم فيه) وقد تدل على المال العين، ويستدل العابر على هذه الوجوه بأحوال الرائين وبزيادة الرؤيا ونقصانها. ([25] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=382173#_ftn25))
قال القرافي: ولذلك يقع التقيد بأحوال الرائي فالصاعد على المنبر بلا ولاية إن كان فقيها فقاض أو أميرا فوال أو من بيت الملك فملك إلى غير ذلك ولذلك ينصرف للخير بقرينة الرائي وحاله وظاهرها الشر وينصرف للشر بقرينة الرائي وظاهرها الخير. ([26] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=382173#_ftn26))
قال علي الصعيدي العدوي المالكي: لِأَنَّهَا تَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ الْأَشْخَاصِ وَالْأَحْوَالِ وَالْأَزْمَانِ وَأَوْصَافِ الرَّائِينَ وَلِذَلِكَ سَأَلَ رَجُلٌ ابْنَ سِيرِينَ بِأَنَّهُ رَأَى نَفْسَهُ أَذَّنَ في النَّوْمِ فقال له تَسْرِقُ وَتُقْطَعُ يَدُك وَسَأَلَهُ آخَرُ وقال له مِثْلَ هذا فقال له تَحُجُّ فَوَجَدَ كُلٌّ مِنْهُمَا ما فَسَّرَهُ له بِهِ فَقِيلَ له في ذلك فقال رَأَيْت هذا سُمَيَّتُهُ حَسَنَةٌ وَالْآخَرُ سُمَيَّتُهُ قَبِيحَةٌ. ([27] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=382173#_ftn27))
قال أحمد بن غنيم بن سالم النفراوي المالكي: لانها تَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ الاشخاص والاحوال والازمان واوصاف الرَّائِينَ فَعِلْمُهَا غَوِيصٌ يَحْتَاجُ الى مَزِيدِ مَعْرِفَةٍ بِالْمُنَاسَبَاتِ. ([28] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=382173#_ftn28))
ثم تذكر بعد ذلك أمثلة تدل على القاعدة من كتب التعبير وهذا مثل من كتاب واحد.
(يُتْبَعُ)
(/)
في تعطير الأنام في تعبير المنام لابن شاهين: (خاتم) في المنام أمان وسلطان وزوجة وولد وعمل على قدر جوهره ويدل على الجارية والمال فمن رأى خاتماً من ذهب وكان له حامل ولدت ذكراً والخاتم للسلطان يد ل على ملكه وفصه نفاذ أمره والنقش فيه مراده فمن رأى أنه سقط فص خاتمه مات ولده أو فقد شيئاً من ماله وكسر الخاتم يدل على طلاق الزوجة والخاتم شراء دار أو دابة أو ولاية فإن كان من ذهب فهو للرجل ذل. - (ومن رأى) أنه لبس خاتماً من حديد فإنه يدل على خير يناله بعد تعب لأن تعب الحديد تعب كبير فإن كان من ذهب وله فص فإنه جيد وإذا كان بلا فص فإنه يدل على أن ذلك أعمال ليس فيها منفعة والخواتم من قرن أو عاج محمودة للنساء. - (ومن رأى) أن الملك طبع بطابعه سلطاناً من سلطانه سريعاً لا يخلفه لأن الطابع أقوى من الخاتم
(ومن رأى) أنه لبس خاتماً من فضة فأنفذه حيث أراد وجاز له ذلك فإنه يصيب سلطاناً لأن ملك سليمان عليه السلام كان من اللّه تعالى في خاتمه. - (ومن رأى) أنه تختم بخاتم الخليفة وكان من بني هاشم أو من العرب فإنه ينال ولاية جليلة فإن كان من الموالي وكان له أب فإنه يموت أبوه ويصير خلفاً فإن لم يكن له أب فإنه ينقلب أمره إلى خلاف ما يتمناه ومن وجد خاتماً صار إليه مال من العجم أو ولد له ولد أو تزوج صالحة أو اشترى جارية. - (ومن رأى) فص خاتمه يقلقل أشرف سلطانه على العزل فإن رأى أنه انتزع خاتمه وكان والياً فهو عزله أو ذهاب ملكه أو طلاق امرأته وللمرأة موت زوجها أو أقرب الناس إليها وقيل إن الخاتم إذا لبسه الإنسان دل على أنه يقيد فإن رأى أن الحلقة انكسرت وذهبت وبقي الفص فإنه يذهب سلطانه ويبقى ذكره وجمالهوهيئته فإن كان الخاتم من ذهب فإنه يدخل في سلطانه بدعة ويصيبه مكروه في دينه وخيانة في ملكه ويجور في رعيته وإن كان الخاتم ضيقاً فإنه يستريح من امرأة سليطة أو ملك فيه تعب أو يفرج عنه هم وضيق جاء من قبل ملك فإن استعار خاتماً فإنه يملك شيئاً لا بقاء له. - (ومن رأى) أنه أصاب خاتماً منقوشاً فإنه يصيب شيئاً لم يملكه قط مثل دار أو دابة أو امرأة أو جارية أو ولد فإن رأى خواتم تباع في السوق فإنه ابتياع أملاك رؤساء الناس فإن رأى أن السماء تمطر خواتم فإنه يولد في تلك السنة بنون والأعزب إذا رأى أنه لبس خاتماً فإنه يتزوج امرأة غنية بكراً فإن كان الخاتم من ذهب فهي امرأة قد ذهب مالها فإن تختم في خنصره ثم نزعه عنها وأدخله في بنصره ثم خلعه وأدخله في الوسطى فإنه يقود على امرأته فإن رأى أن خاتمه في خنصره مرة وفي بنصره مرة وفي الوسطى وهو لا يعمل به شيئاً فإن امرأته تخونه فإن باع خاتمه بدراهم أو دقيق أو سمسم فإنه يفارق امرأته بكلام حسن أو مال والفص ولد فإن كان فص خاتمه من جوهر فأنه سلطان مع جاه وبهاء ومال كثير وذكر وعز وأن كان فصه من زبرجد فإنه أن كان سلطاناً فهو سلطان شجاع مهيب قوي وإن كان من الولدفإنه ولد مهذب راجع كيس وإن كان فصه خرزاً فإنه سلطان ضعيف مهين وإن كان الفص ياقوتاً أخضر فإنه يولد له ولد مؤمن عالم فهيم والخاتم من خشب امرأة منافقة فإن أعطيت امرأة خاتماً فإنها تتزوج أو تلد والخاتم من الذهب للنساء إذا نسب إلى الزوج فإنها ترى سروراً وإذا نسب إلى الولد فإنه يكون ولداً عزيزاً وإذا نسب إلى المال يكون ذلك النوع من المال والثياب وغيرهما فيه سيادته ومن تختم من الرجال بخاتم ذهب فإن السلطان يقيده أو يصيبه خوف أو شدة أو هوان أو غم من قبله أو يغضب إنسان على ولده أو امرأته أو تجارته وقيل من نال خاتماً نال امرأة حسناء وخيراً أو سمع خبراً يسره ومن لبس خاتماً وجعل فصع مما يلي راحته فإنه يلوط إن كان الرائي ممن يعلن بالفسق وإلا فهو رجل يتبع سنة النبي صلى اللّه عليه وسلم ومن لبس خاتماً له فصان أحدهما إلى باطن كفه والآخر إلى ظاهر الكف ونقش كل واحد منهما لا يخالف الآخر فإنه يلي ولايتين ظاهرة وباطنة ومن لبس خاتم عقيق ذهب عنه العقر وأخذ الخاتم من الملك دار يسكنها أو فضة ينالها أو امرأة يتزوجها ويكون فصه وجهها وأخذ الخاتم من اللّه عز وجل للزاهد العابد من السوء عند تمام الخاتمة وأخذ الخاتم من النبي صلى اللّه عليه وسلم أو من العالم بشارة بنيل العلم وهذا إن كان الخاتم فضة وإن كان ذهباً فلا خير
(يُتْبَعُ)
(/)
فيه وكذلك إن كان حديد لأنه حلية أهل النار أو نحاساً لما فيه من لفظ نحس والخواتم المفرغة المصمتة هي أبداً خير والمنفوخة التي داخلها حشو تدل على اغتيال ومكر لأن فيها شيئاً خفياً أو تدل على رجاء شيء عظيم ومنافع كثيرة لأن عظمها أكبر من وزنها والخاتم من رصاص سلطان فيه وهن وخاتم سليمان عليه السلام ومن رأى من المملوك أنه في يده على اتساع مملكته وفتحه الأمصار وبلوغه المقاصد وربما خلع من ملكه ثم يعود إليه وإن كان ممن يعيش من استحضار الجان نال من ذلك رزقاً واسعاً. - (ومن رأى) أنه بعث بخاتمه إلى قومه فردوه فإنه يخطب إلى قوم فيردونه. - (ومن رأى) أن خاتمه انتزع منه انتزاعاً شديداً فإنه يذهب عنه سلطانه أو ما ينسب إليه. - (ومن رأى) أنه ضاع فإنه يدخل في سلطانه أو فيما ينسب إليه شيء يكرهه ويصير إليه.
ومنهجنا في التعبير يعلن في كل حلقه وهو منهج ابن سيرين:
((إنما أجيب بالظن، والظن يخطئ ويصيب))
ومنهج التعبير يكون بأخذ الاتصالات في حلقه ثم يجاب عنها في الحلقة التي بعدها وهذه بعض روابط لبعض المواضيع الهامة وغيرها كثير:
http://www.*******.com/user/zeyad35#p/a/u/0/YPawdLe9bhg
http://www.*******.com/watch?v=psbRN36IMA8 (http://www.*******.com/watch?v=psbRN36IMA8)
http://www.*******.com/watch?v=mY1HIF7gGyM (http://www.*******.com/watch?v=mY1HIF7gGyM)
http://www.*******.com/watch?v=szWWIF7LVeU (http://www.*******.com/watch?v=szWWIF7LVeU)
http://www.*******.com/watch?v=KLOB83WRIAc (http://www.*******.com/watch?v=KLOB83WRIAc)
http://www.*******.com/watch?v=PBxv_JFL00M (http://www.*******.com/watch?v=PBxv_JFL00M)
http://www.*******.com/watch?v=CU-NTsWg8cE (http://www.*******.com/watch?v=CU-NTsWg8cE)
[/URL]([1])" منتخب الكلام في تفسير الأحلام" (1/ 392)
( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=382173#_ftnref1)([2]) تعبير الرؤيل لابن قتيبة، ط: دار البشائر
([3]) "الحكم والغايات في تعبير المنامات لابن الدقاق " (1/ 23)
( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=382173#_ftnref3)([4])" جامع تفاسير الأحلام" (تنبيه الأفهام بتأويل الأحلام) (1/ 13)
([5]) "جامع تفاسير الأحلام" (تنبيه الأفهام بتأويل الأحلام) (1/ 13)
( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=382173#_ftnref5)([6])" تعطير الأنام في تفسير الأحلام" (1/ 3)
([7]) "تعطير الأنام في تفسير الأحلام " (1/ 3)
( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=382173#_ftnref7)([8])" تعطير الأنام في تفسير الأحلام " (2/ 349)
([9]) "منتخب الكلام في تفسير الأحلام " (1/ 397)
( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=382173#_ftnref9)([10])" تعبير الرؤيا" لإبراهيم بن يحيى (1/ 4)
([11]) "تعبير الرؤيا" لإبراهيم بن يحيى (1/ 146)
( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=382173#_ftnref11)([12])" الإشارة إلى علم العبارة" لأبي عبد الله السالمي (1/ 16)
([13]) "الإشارات في علم العبارات " (1/ 875)
( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=382173#_ftnref13)([14]) منتخب الكلام في تفسير الأحلام (1/ 387)
([15]) منتخب الكلام في تفسير الأحلام (1/ 387)
( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=382173#_ftnref15)([16])" منتخب الكلام في تفسير الأحلام" (1/ 386)
([17]) البدر المنير في علم التعبير (1/ 28)
( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=382173#_ftnref17)([18])" البدر المنير في علم التعبير"للشهاب العابر (1/ 4)
([19]) القوانين الفقهية (1/ 290)
( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=382173#_ftnref19)([20]) مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (13/ 383)
([21]) "فيض القدير" (4/ 65)
( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=382173#_ftnref21)([22])" شرح السنة"للإمام البغوى (12/ 224)
([23]) "المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم" (18/ 139)
( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=382173#_ftnref23)([24])" المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم" (18/ 127)
([25]) "شرح صحيح البخارى" لابن بطال (9/ 529)
( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=382173#_ftnref25)([26]) الذخيرة (13/ 274)
([27]) "حاشية العدوي" (2/ 660)
( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=382173#_ftnref27)([28])" الفواكه الدواني " (2/ 354)
[ URL="http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=382173#_ftnref1"]([1])" أحكام القرآن" للجصاص (4/ 388)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابومصعب العتيبي]ــــــــ[26 - Aug-2010, مساء 01:46]ـ
بارك الله فيك أخي عماد، كلام جميل ومشروع مبارك، ولعلك تجد نافذة لنشر هذا العلم، ولوتجمع بعض الأحبة ممن لديه الرغبة الصادقة في تعلم هذا العلم، وتتدارسون سوياً وتزداد علماً وتأصيلاً،ولنا مركز على النت سيفتح قريباً بإذن الله، وتسعدنا مشاركتكم فيه ...................... والله يحفظكم.(/)
يا أهل الألوكة: استئذان.
ـ[مبتدئة]ــــــــ[30 - Jun-2010, صباحاً 11:00]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه ..
كلما قرأت موضوعا في موقع الألوكة لا بد وأن أخرج منه بفوائد، فيخطر لي أن أنقلها إلى موقع آخر، أو أطبعها وأنشرها بين الأهل والمعارف .. وأحيانا أحتاج أن أقتبس جزء معين من الموضوع ..
لذا أحببت الإستئذان منكم أيها الإخوة والأخوات في ذلك .. فهل أستطيع النقل بشكل عام أم لا بد من الإستئذان من صاحب الموضوع في كل مرة؟
وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[30 - Jun-2010, صباحاً 11:08]ـ
بارك الله فيك، لا بأس بالاقتباس دون استئذان ما دام الكلام سيُنسب إلى قائله (قال فلان في موقع كذا) ..
وفي العزو إبراء للذمة.
ـ[مبتدئة]ــــــــ[30 - Jun-2010, صباحاً 11:15]ـ
الحمد لله، وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو سعيد الباتني]ــــــــ[01 - Jul-2010, صباحاً 12:04]ـ
الأخت الفاضلة/ بعض من يكتب قي هذا المجلس ينشر في وسائل أخرى
أظن أن الاستئذان من الإخوة الأفاضل، والمشايخ الكرام لن يكلف شيئا.
ـ[ابو بشار الغزاوي]ــــــــ[01 - Jul-2010, صباحاً 05:55]ـ
السلام عليكم هل أأثم ان نقلت دون ان اعلم صاحب الموضوع مع العلم اني انقل في احد المنتديات للاستفادة ولما رأيت من منتدى الالوكة الفائدة التي اتمنى من الله ان يكون جل عملكم في ميزان حسناتكم وشكرا لكم
ـ[مبتدئة]ــــــــ[21 - Jul-2010, صباحاً 10:59]ـ
الأخت الفاضلة/ بعض من يكتب قي هذا المجلس ينشر في وسائل أخرى
أظن أن الاستئذان من الإخوة الأفاضل، والمشايخ الكرام لن يكلف شيئا.
جزاك الله خيرا
لكن تبقى مشكلة انتظار الرد لأن أحيانا يكون الموضوع مستعجل ونريد نشره بسرعة ..
ـ[المصباح المنير]ــــــــ[22 - Jul-2010, صباحاً 11:03]ـ
باركك الله ووفقكِ
الأدب يزين صاحبه ويشين فاقده(/)
بشرى / عاجل دورة الحرم النبوي للشيخ الشنقيطي
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[30 - Jun-2010, مساء 05:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سيقيم فضيلةالشيخ محمد المختاروفقه الله دورة بالمسجدالنبوي يوم غد الخميس الموافق 19 رجب 1431هـ بعد صلاةالفجر.
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[30 - Jun-2010, مساء 05:40]ـ
دورة الموطأ بالمسجد النبوي الخميس 19رجب بعد صلاة الفجر وسيتم رفعه على هذا الموقع
http://www.zadnet.net/ (http://www.zadnet.net/)
بعد انتهاءالدرس بمشيئة الله
ـ[مرثد]ــــــــ[01 - Jul-2010, صباحاً 03:46]ـ
جزاك الله خيراً فقد حفزتني وذكرتني بالشيخ وفقك الله(/)
رأيكم في كتاب (تحرير المرأة في عصر الرسالة)؟
ـ[مرثد]ــــــــ[01 - Jul-2010, صباحاً 03:56]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من المهم من وجهة نظري أخذ آراء أهل العلم في بعض الكتب، نظراً لأنه مما هو مهم ومنتشر على الساحة ..
وهذا الكتاب (تحرير المرأة في عصر الرسالة) لعبد الحليم أبي شقة رحمه الله، قد وجدتُ بعض الدعاة في التلفاز يدعون إليه وينصحون باقتناءه وقراءته، فبحثتُ عنه في الإنترنت، فلم أجده، بل وجدتُ رداً عليه للشيخ الخراشي وفقه الله في بضع وعشرين صفحة وورد.
والحقّ! أني اطلعتُ على كتاب الأستاذ الخراشي، ولم أجد فيه - فيما أظن- رداً علمياً قوياً؛ ذلك أنه أتكأ على مقدمة ذهنية في ذهنه والله أعلم ..
وتذكرتُ حين قرأتُ اسم ابي شقة، أن الشيخ الألباني رحمه الله ذكره في بعض حديثه، وهو كتاب الفتاوى المنهجية لعمرو عبد المنعم سليم - فيما أظن - وقال - أي الألباني- أن أبا شقة جاء ودرس عنده شيئاً من الزمن وانصرف، وذكر العلامة كذا أن لأبي شقة كتاب تحرير المرأة، ولم يذكر الألباني رأيه ..
ولعل ذلك لأن الشيخ كان يتحدث في مسألة رئيسية وهي الانتساب للسلفية ..
والكتاب في 3 مجلدات
فما رأي أهل العلم فيه؟ وهل أصاب الرجل في شيء منه وأخطأ في شيء؟
وأرجو ختاماً أن يكون الرد بأسلوب مهذب وعلمي؛ لئلا يغلق الموضوع، كما فعل بمواضيع سابقة ..
وجزاكم الله خيراً
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو فارس عبد الحميد]ــــــــ[01 - Jul-2010, مساء 08:35]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم.عبد الحليم أبو شقة ,شق بين من يقول بوجوب النقاب وأستحبابه وهذا الكتاب طبل له أصحاب الفرق أخوان وغيرهم لأنه ينصر كشف الوجه.والمسألة ليس في وجوب النقاب أو أستحبابه ولكن الامر أكبر من ذالك فأصحاب المنهج الأخواني لهم أراء مخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة في مسائل كثيرة جدا وعبد الحليم نظر لهم في هذا الكتاب أشياء أعجبتهم من الناحية المنهجية التي هم عليها.هذا الكتاب رد عليه احد الشيوخ في رسالة أسمها عودة حجاب فيما أعلم.وهي في ثلاثة مجلدات لقد نسيت أسم الكاتب أعذرني أخي لانني كنت في ذالك الأيام أتصارع مع من ينتصر لكشف الوجه.مما أدلني أحد الأشخاص على هذا الكتاب عودة حجاب وقال أنه يرد على ابي شقة.
ـ[زين العابدين الأثري]ــــــــ[01 - Jul-2010, مساء 09:52]ـ
كتاب عودة الحجاب:: للشيخ محمد إسماعيل المقدم ( http://gesah.net/vb/vb/showthread.php?t=10111)
السؤال:
فضيلة الشيخ:
رجل متبوع، ويرأس جماعة إسلامية كبيرة يقول لأتباعة: إن النظر إلى المرأة يجوز، وذلك لأن الله سبحانه وتعالى لما قال: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ [النور:30] أن حرف (مِنْ) هنا تبعيضية أي: غضوا بعض أبصاركم، وأطيلوا النظر إلى المرأة، فإذا جاءت أو حصلت الشهوة فغضوا من أبصاركم، فهل يجوز مثل هذا القول؟
الجواب:
هذه مسألة خلافية، والخلاف فيها مشهور، والصحيح: أنه يجب على المرأة أن تغطي وجهها، ولذلك أدلة مذكورة في موضعها، ويحسُن أن تراجع الكتب المؤلفة في هذا، ومن أوسعها كتاب " عودة إلى الحجاب " ففيه بحوث جيدة طيبة ...
" لقاءات الباب المفتوح " (134).
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82955
http://www.saaid.net/book/search.php?do=all&u= محمد%20أحمد%20إسماعيل%20المق دم
ـ[مرثد]ــــــــ[02 - Jul-2010, صباحاً 01:54]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم.عبد الحليم أبو شقة ,شق بين من يقول بوجوب النقاب وأستحبابه وهذا الكتاب طبل له أصحاب الفرق أخوان وغيرهم لأنه ينصر كشف الوجه.والمسألة ليس في وجوب النقاب أو أستحبابه ولكن الامر أكبر من ذالك فأصحاب المنهج الأخواني لهم أراء مخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة في مسائل كثيرة جدا وعبد الحليم نظر لهم في هذا الكتاب أشياء أعجبتهم من الناحية المنهجية التي هم عليها.هذا الكتاب رد عليه احد الشيوخ في رسالة أسمها عودة حجاب فيما أعلم.وهي في ثلاثة مجلدات لقد نسيت أسم الكاتب أعذرني أخي لانني كنت في ذالك الأيام أتصارع مع من ينتصر لكشف الوجه.مما أدلني أحد الأشخاص على هذا الكتاب عودة حجاب وقال أنه يرد على ابي شقة.
جزاك الله خيراً أخي على تفاعلك:)
والذي أعرفه أخي أن الشيخ أبا شقة رحمه الله ذكر مسائل متعددة وكثيرة، ليست فقط قضية كشف الوجه، فقد أباحه أحد كبار علماء
أهل السنة والجماعة
وهو العلامة الشيخ الألباني رحمه الله تعالى
وهذه كما نقل الأخ (زين العابدين الأثري) أن المسألة خلافية ..
ولكن ما أود رأي العلماء فيه هو بقية المسائل في الكتاب، ومنها - كما ينقل المؤيدون - مسألة بقاء الرجال مع النساء بحضور أحد محارمهن، والعمل الاجتماعي والسياسي والدعوي .. إلخ.
وادعاء الخصوصية بالنبي صلى الله عليه وسلم في كل المواقف، فهو رد عام.
والحق! أني لم أقرأ كتاب عودة الحجاب للمقدم وفقه الله تعالى، وسأشرع في بعضه بعد قليل إن شاء الله
وعبد الحليم نظر لهم في هذا الكتاب أشياء أعجبتهم من الناحية المنهجية التي هم عليها.
ويحتج المؤيدون له بأنه درس عند الألباني رحمه الله تعالى
وبأن الطنطاوي رحمه الله يقول من يرد الكتاب قد يرد الصحيحين
أشكرك على كريم كلماتك
نفع الله بك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته:)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مرثد]ــــــــ[02 - Jul-2010, صباحاً 01:55]ـ
كتاب عودة الحجاب:: للشيخ محمد إسماعيل المقدم ( http://gesah.net/vb/vb/showthread.php?t=10111)
السؤال:
فضيلة الشيخ:
رجل متبوع، ويرأس جماعة إسلامية كبيرة يقول لأتباعة: إن النظر إلى المرأة يجوز، وذلك لأن الله سبحانه وتعالى لما قال: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ [النور:30] أن حرف (مِنْ) هنا تبعيضية أي: غضوا بعض أبصاركم، وأطيلوا النظر إلى المرأة، فإذا جاءت أو حصلت الشهوة فغضوا من أبصاركم، فهل يجوز مثل هذا القول؟
الجواب:
هذه مسألة خلافية، والخلاف فيها مشهور، والصحيح: أنه يجب على المرأة أن تغطي وجهها، ولذلك أدلة مذكورة في موضعها، ويحسُن أن تراجع الكتب المؤلفة في هذا، ومن أوسعها كتاب " عودة إلى الحجاب " ففيه بحوث جيدة طيبة ...
" لقاءات الباب المفتوح " (134).
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82955
http://www.saaid.net/book/search.php?do=all&u= محمد%20أحمد%20إسماعيل%20المق دم ( http://www.saaid.net/book/search.php?do=all&u=%d9%85%d8%ad%d9%85%d8%af%20% d8%a3%d8%ad%d9%85%d8%af%20%d8% a5%d8%b3%d9%85%d8%a7%d8%b9%d9% 8a%d9%84%20%d8%a7%d9%84%d9%85% d9%82%d8%af%d9%85)
شكرا أخي المبارك أن ذكرتني به:)
نفع الله بجهودك(/)
التفصيل والبيان للهموم التي تشغل فكر الإنسان
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[01 - Jul-2010, صباحاً 09:44]ـ
التفصيل والبيان للهموم التي تشغل فكر الإنسان
أبو يونس العباسي
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب قيما بلا اعوجاج , وجعله عصمة لمن تمسك يبه واعتمد عليه في الاحتجاج , وأوجب فيه مقاطعة أهل الشرك بإيضاح الشرعة والمنهاج , والصلاة والسلام على محمد الذي مزق الله ظلام الشرك بما معه من النور والسراج , وعلى آله وأصحابه الذين جاهدوا الكفار ونشروا الدين في كل الأصقاع والفجاج ثم أما بعد …
[تمهيد]
في ظل هذه الأوضاع المزرية التي تمر بها أمتنا وفي وقت صارت فيه دماء المسلمين هي أرخص الدماء وأعراضهم هي أهون الأعراض ومقدساتهم أقل المقدسات احتراما بين المقدسات …
في ظل هذا الحال كان يجب على المسلمين ألا يعملوا عملا إلا وهو يصب في إنقاذ هذه الأمة من نير الذل الذي قيدت به …
ولكننا والآلام تعتصر قلوبنا نقول آسفين نقول:
بأن قلوب جل قلوب أبناء الأمة منصرفة عن هموم الأمة وقضاياها إلى هموم دنيوية فترى قلوبهم معلقة بالمسلسلات والأفلام والأغاني والمباريات والتجارات وتقليد الفاسقين والفاسقات.
قال الشاعر:
أتسبى المسلمات بكل ثغر ……… وعيش المسلمينيطيب
أما لله والإسلام حق ………. يدافع عنه شبانوشيب
فقل لذوي البصائر حيث كانوا ………. أجيبواالله ويحكم أجيبوا
[المقصود بالهم]
الهم هو:
قوة باطنية ومحرك داخلي يقف وراء كل عمل ظاهر.
وهموم الناس على ضربين:
1ـ أصحاب هموم دنيوية وهم الأكثر والسواد الأعظم ـ هدانا الله إياهم ـ.
2ـ أصحاب هموم أخروية وهم الغرباء في كل زمان.
ولقد عنف الله في نصوص الوحيين على أصحاب الهموم الدنيوية وأثنى على أصحاب الهموم الأخروية.
قال الله تعالى:
{مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآَخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ (20)} (الشورى)
وقال أيضا:
{مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا (18) وَمَنْ أَرَادَ الْآَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا (19)} (الإسراء)
[كيف نميز الإنسان صاحب الهموم الدنيوية؟]
هو الإنسان الذي لا يعيش إلا لمتع الدنيا وشهواتها ونزواتها , هو إنسان يعيش ليأكل ليشرب لينام لينكح ليسكن القصور ليتابع التلفاز ويجلس على الإنترنت ….
قال الله تعالى:
{زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ (14) قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15)} (آل عمران)
إن من يحيا للدنيا وحسب فقد اتصف بصفة الكفار أو الأنعام وإني أعيذ كل موحد أن يتحلى بمثل هذه الصفات …
قال الله تعالى:
{إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ (12)} (محمد)
أخرج الترمذي عنابْنَ عُمَرَ قَالَ: قَلَّمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُومُ مِنْ مَجْلِسٍ حَتَّى يَدْعُوَ بِهَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ لِأَصْحَابِهِ:
<< … وَلَا تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا وَلَا تَجْعَلْ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا وَلَا مَبْلَغَ عِلْمِنَا وَلَا تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لَا يَرْحَمُنَا.>>
[كيف نميز الإنسان صاحب الهموم الأخروية؟]
إن الإنسان صاحب الهم الأخروي هو:
ذلكم الإنسان الذي يسخر كل ما وهبه الله من نعم في خدمة الدين ونصرته …
هو إنسان يحيا لله ويموت لله …
قال الله تعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
{قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)} (الأنعام)
هو إنسان باع النفس والمال لله تعالى …
قال الله تعالى:
{إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111)} (التوبة)
هو إنسان يتزوج لتحقيق مرضاة الله ومقاصد شرع الله …
أخرج مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي ذَرٍّ أن الرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
<< … وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيَأتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ قَالَ أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلَالِ كَانَ لَهُ أَجْرًا.>>
قال عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ:
<< إني لأكره نفسي على الجماع رجاء أن يرزقني الله نسمة صالحة. >>
هو إنسان يقظته لله وإذا نام فإنما ينام لله …
أخرج البخاري في صحيحه عن أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
<< … فَقَالَ مُعَاذٌ لِأَبِي مُوسَى كَيْفَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ قَالَ قَائِمًا وَقَاعِدًا وَعَلَى رَاحِلَتِي وَأَتَفَوَّقُهُ تَفَوُّقًا قَالَ أَمَّا أَنَا فَأَنَامُ وَأَقُومُ فَأَحْتَسِبُ نَوْمَتِي كَمَا أَحْتَسِبُ قَوْمَتِي.>>
هو إنسان إذا أنفق فإنما ينفق نصرة دين الله قاصدا نيل الأجر من الله …
أخرج أحمد في مسنده أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال له:
<< … َا عَمْرُو نِعْمَ الْمَالُ الصَّالِحُ لِلْمَرْءِ الصَّالِحِ.>>
أخرج البخاري من حديث سعد أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال له:
<< … وَلَسْتَ بِنَافِقٍ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا آجَرَكَ اللَّهُ بِهَا حَتَّى اللُّقْمَةَ تَجْعَلُهَا فِي فِي امْرَأَتِكَ.>>
هو إنسان تلاصق أعماله جميعا النية الصالحة والقصد النبيل المتوافق والشرع المحمدي …
أخرج البخاري من حديث عمر قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
<< إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ.>>
[كيف أعرف الهم الأكبر الذي يشغلني؟]
إذا أردت أن تعرف ما هو الهم الأكبر الذي يشغلك فلا بد أن تجيب على الأسئلة التالية؟
1ـ بماذا تفكر قبل نومك؟
أفي الأموال والتجارات والنساء المليحات وتحصيل مكاسب الأمة أم إنك تفكر في هموم الأمة وقضاياها الشائكة؟
فإن كان تفكيرك في الدنيا فهمك دنيوي وإن كان الثاني فهمك الأخروي.
2ـ بماذا تفكر في أثناء تأديتك للصلاة؟
بعض الناس يأتي ليصلي في المسجد ولكن عقله خارج المسجد في الدنيا فهذا صاحب الهم الدنيوي ,والصنف الثاني هو إنسان يصلي ويستحضر الخشوع ويملأ قلبه شعور الخوف من ألا يقبل الله عبادته فهذا ذو هم أخروي …
قال الله تعالى:
{وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ (61)} (المؤمنون)
3ـ متى تفرح ومتى تحزن؟
كثير من الناس يمتلكه من الفرح على فوز فريقه في مباراة أكثر مما يمتلكه من الفرح إذا ما حقق أولياء الله انتصارا في بقعة من بقاع الأرض , فهذا الصنف من الناس همه هم دنيوي …
وكثير من الناس يمتلكه من الحزن عند خسارة فريقه أو نفوق تجارته ما لا يمتلكه إذا ما نزل بالأمة بلاء من البلاءات فهذا الصنف من الناس همه هم دنيوي …
أما الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقد كان مشفقا على الناس أكثر ما يحزن لأجلهم وبسبب إعراضهم عن منهج الله ـ سبحانه وتعالى ـ ….
قال الله تعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128)} (التوبة)
قال الله تعالى:
{فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آَثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (6)} (الكهف)
4ـ مم تغضب؟
كثير من الناس لا يغضبون إلا على أمور الدنيا , ولم يعرف عنهم غضب لله ـ سبحانه وتعالى ـ فهؤلاء أصحاب همم دنيوية …
وإن من ملك قلبه الهم الأخروي تجده لا يغضب إلا لمحارم الله إذا انتهكت …
أخرج مسلم عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:
<< مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ وَلَا امْرَأَةً وَلَا خَادِمًا إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا نِيلَ مِنْهُ شَيْءٌ قَطُّ فَيَنْتَقِمَ مِنْ صَاحِبِهِ إِلَّا أَنْ يُنْتَهَكَ شَيْءٌ مِنْ مَحَارِمِ اللَّهِ فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.>>
5ـ ما هي أمنياتك؟
لو سألت الكثيرين عن أمنياته لعدد لك أمنيات دنيوية شهوانية , وأما أصحاب الهمم الأخروية فإن أمنياتهم أخروية …
في صفة الصفوة لابن الجوزي أن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ قال لجلسائه تمنوا:
فتمنى كل واحد منهم أمنيته فلما حان دوره قال:
<< أتمنى أن يمتلأ هذا البيت رجالا أمثال أبي عبيدة أمين هذه الأمة. >>
أخرج البخاري في صحيه من حديث علي ـ رضي الله عنه ـ قال:
<< ارْتَحَلَتْ الدُّنْيَا مُدْبِرَةً وَارْتَحَلَتْ الْآخِرَةُ مُقْبِلَةً وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بَنُونَ فَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الْآخِرَةِ وَلَا تَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْيَوْمَ عَمَلٌ وَلَا حِسَابَ وَغَدًا حِسَابٌ وَلَا عَمَلٌ.>>
[صفات من جعل الآخرة همه]
1ـ ملتزمون بالدين ظاهرا وباطنا آمرون بالمعروف ناهون عن المنكر …
قال الله تعالى:
{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71)} (التوبة)
2ـ زاهدون في الدنيا راغبون عنها راغبون في الآخرة …
أخرج الترمذيعَنْ سَلَمَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِحْصَنٍ الْخَطْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
<< مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا.>>
وكان سفيان الثوري يقوم من نومه يقول:
<< النار النار … شغلني ذكر النار عن النوم والشهوات …>>
3ـ دائمو المحاسبة لأنفسهم …
ولنعلم أن محاسبة الإنسان لنفسه عمل صالح والنفس التي تحاسب صاحبها نفس شريفة , وليس أدل على ذلك من أن الله أقسم بها ولا يقسم الله إلا بما كان عظيما …
قال الله تعالى:
{لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1) وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (2)} (القيامة)
وقال الحسن البصري:
" المؤمن لا يرى إلا وهو محاسب لنفسه يقول: ماذ أردت بكلامي؟ ماذا أردت بأفعالي؟ والعاجز لا يحاسب نفسه؟ "
4ـ يقيسون الأمور بمقاييس شرعية …
ويظهر ذلك في الحديثين التاليين:
أخرج الترمذي عَنْ عَائِشَةَ:
<< أَنَّهُمْ ذَبَحُوا شَاةً فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا بَقِيَ مِنْهَا قَالَتْ مَا بَقِيَ مِنْهَا إِلَّا كَتِفُهَا قَالَ بَقِيَ كُلُّهَا غَيْرَ كَتِفِهَ.>>
أخرج البخاري عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
<< قَالَ مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ.>>
5ـ يدافعون عن الإسلام دون أن يطلب منه احد ذلك …
كما فعل الرجل الذي سعى ناصحا لموسى ـ عليه السلام ـ سعى دون أن يطلب منه أحد ذلك …
قال الله تعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
{وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ (20) فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (21)} (القصص)
6ـ لا يلهيهم عن الله مله ولا يصرفهم عن الدين صارف ولا يشغلهم عن الله شاغل …
قال الله تعالى:
{رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (38)} (النور)
أخرج الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
<< مَا رَأَيْتُ مِثْلَ النَّارِ نَامَ هَارِبُهَا وَلَا مِثْلَ الْجَنَّةِ نَامَ طَالِبُهَا.>>
[السبب الذي أوصل الأمة إلى ما هي عليه]
لعل من أبرز الأسباب التي أوصلتنا إلى هذا الحال هو أننا رجحنا همومنا الدنيوية على الأخروية …
أخرج أحمد في مسندهعَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
<< يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ الْأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا قَالَ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ قَالَ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنْ تَكُونُونَ غُثَاءً كَغُثَاءِ السَّيْلِ يَنْتَزِعُ الْمَهَابَةَ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ وَيَجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمْ الْوَهْنَ قَالَ قُلْنَا وَمَا الْوَهْنُ قَالَ حُبُّ الْحَيَاةِ وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ.>>
أخرج أبو داوود في سننه عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
<< إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ.>>
ولنعلم أن من جعل الآخرة همه كفاه الله هموم الدنيا …
أخرج الترمذي في سننه عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
<< مَنْ كَانَتْ الْآخِرَةُ هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ وَمَنْ كَانَتْ الدُّنْيَا هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ وَلَمْ يَأْتِهِ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قُدِّرَ لَهُ.>>
أخرج ابن ماجه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: سَمِعْتُ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
<< مَنْ جَعَلَ الْهُمُومَ هَمًّا وَاحِدًا هَمَّ آخِرَتِهِ كَفَاهُ اللَّهُ هَمَّ دُنْيَاهُ وَمَنْ تَشَعَّبَتْ بِهِ الْهُمُومُ فِي أَحْوَالِ الدُّنْيَا لَمْ يُبَالِ اللَّهُ فِي أَيِّ أَوْدِيَتِهَا هَلَكَ.>>
[أبرز هموم أمتنا ومدى تفاعلنا منهم]
ولعل أبرز هموم أمتنا ما يلي:
1ـ فلسطين والقدس والأقصى.
2ـ سقوط دولة الإسلام التي تحكم الشريعة وتحفظ للمسلمين كرامتهم.
3ـ الغزو الفكري
4ـ جرح الأمة النازف في بلاد الأفغان وباكستان والعراق والشيان والعراق وغيرها من البلدان.
5ـ الحرب على المرأة المسلمة.
6ـ الحرب الأخلاقية على الشباب.
7ـ فرقة المسلمين واختلافهم
8ـ الأسرى
9ـ استيطان المشركين للجزيرة العربية.
ولقد اعترض على صلاح الدين أنه لا يبتسم فكان جوابه:
<< كيف لي أن أبتسم والمسجد الأقصى بين براثن الصليبيين… >>
وأنا هنا أقول لأن الحديث بالحديث يذكر …
كيف لنا أن نبتسم والمسجد الأقصى بين براثن الصهاينة؟!!!
كيف لنا أن ننشغل بالمباريات والمسلسلات والأفلام والأغاني والمسرحيات وأسرانا يملئون سجون الكفار الصهيوصليبيون؟!!!
وكيف لنا أن نغفل أو أن نلهو أو أن نمارس أنواع المتع وهذا هو حال أمتنا …
إن امرأ القيس وقد سمع نبأ مقتل أبيه قال:
<< اليوم لهو وغدا غزو >>
فما بالكم بأمة تذبح بسكين حافية أليس من واجباتنا أن ننتفض لنخرج بها من هذا التيه …
والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات
أبو يونس العباسي
الجمعة
13 رجب 1431هـ
الموافق لـ 25|6 |2010م
غزة المحاصرة(/)
اتصل و قل غيرك يتصل؟؟ مشروع دعوي سهل ورائع .. " لايفوتكم "
ـ[ابن ذكير]ــــــــ[01 - Jul-2010, صباحاً 10:42]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
http://files02.arb-up.com/i/00039/aqnwopuo0jhp.bmp
مشروع 1000 مسلم في 100 يوم. . . .
http://www.dawahsajir.com/d1000.htm
الغنيمة الباردة
جوالات مئات الدعاة ب 10 لغات
لديك عامل أو سائق او خادمة
اتصل على أي داعية ولو كان حتى من غير مدينته. .. لتدعو من يعمل لديك
جرب مع أكثر من داعية. . . حتى يسلم
اللغات
10 لغات (الصيني والانجليزي والبنغالي والسيرلانكي والهندي والنيبالي والفلبيني والاردو)
جاهزون للرد على استفساراتك
بعض الجوالات تعمل 24 ساعة في اليوم
فقط اتصل
http://files02.arb-up.com/i/00039/2lm2hsy9af1d.gif (http://www.gulfup.com/do.php?id=4170522)
http://files02.arb-up.com/i/00039/620avrqig63r.gif (http://www.gulfup.com/do.php?id=4170522)
http://www.gulfup.com/file3/12760609241.gif (http://www.gulfup.com/do.php?id=4170523)
http://files02.arb-up.com/i/00039/jix9rjmg450u.gif (http://www.gulfup.com/do.php?id=4170524)
http://files02.arb-up.com/i/00039/i2pmodaw5vlp.gif (http://www.gulfup.com/do.php?id=4170544)
http://files02.arb-up.com/i/00039/wzl1vkkj6cbc.gif (http://www.gulfup.com/do.php?id=4170545)
http://files02.arb-up.com/i/00039/uuee10mqxglp.gif (http://www.gulfup.com/do.php?id=4170546)
http://files02.arb-up.com/i/00039/aq4ym55rxvv6.gif (http://www.gulfup.com/do.php?id=4170564)
http://files02.arb-up.com/i/00039/q94pn3jbltij.gif (http://www.gulfup.com/do.php?id=4170565)
http://files02.arb-up.com/i/00039/ojhzn3nl447o.gif (http://www.gulfup.com/do.php?id=4170566)
الهد ف
هدفنا أن يسلم 1000شخص في 100 يوم. . . .
ساعدنا لتحقيق هذا الهدف
فإذا كان لديك خادمة أو سائق أو عامل ... أو كان زميلك في العمل غير مسلم
فحاول الاتصال بأحد أرقام الدعاة الموجودين
واقرأ ملف (ماذا أفعل)
الوقت المفضل للإتصال
من 9 صباحاً الى 12 ظهراً
ومن 4 عصراً حتى 10 ليلاً ...
ماعدا الأرقام التي كتب امامها مفتوح 24 ساعة
اقطف ثمرة 1000 مسلم
إن الله يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة
أضرب بسهم في هذا المشروع
ليكون لك أجر نتائج الفكرة واجر كل من سيسلم بإذن الله .....
كيف
انشر في المنتديات وعبر القروبات
أطبع الأوراق وعلقها في المساجد والجوامع
حث الناس على دعوة من يعمل لديهم
طبق الفكرة في الدولة التي تعيش فيها
موقع المشروع (يحدث كل اسبوع)
http://www.dawahsajir.com/d1000.htm
إذا دخلت الصفحة
اضغط على أي رابط لأي جنسية
ستذهب بك الصفحة إلى صفحة تحميل تجد على اليسار زر أخضر للتنزيل
نزل الملف واقرأ كل الملفات الموجودة فيه
تكفون لايوقف ... تكفون لايوقف ... تكون لايوقف
سارع .. انشر .. تؤجر(/)
ما معنى كل هذا؟؟؟ أجيبوني جزاكم الله خيرا ..
ـ[أبو أحمد بن عامرين]ــــــــ[01 - Jul-2010, مساء 07:21]ـ
قال ابن أبي حاتم في تفسيره: حدثنا أحمد بن القاسم بن عطية، حدثني أحمد بن عبد الرحمن، حدثني أبي، حدثنا الأشعث بن إسحاق، عن جعفر -يعني ابن أبي المغيرة-عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: أتت امرأةٌ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقالت: يا نبي الله، للذكر مثل حظ الأنثيين، وشهادة امرأتين برجل، فنحن في العمل هكذا، إن عملت امرأة حسنة كتبت لها نصف حسنة. فأنزل الله هذه الآية: (وَلا تَتَمَنَّوْا) فإنه عدل مني، وأنا صنعته
اسناد الحديث (حدثنا أحمد بن القاسم بن عطية، حدثني أحمد بن عبد الرحمن، حدثني أبي، حدثنا الأشعث بن إسحاق، عن جعفر -يعني ابن أبي المغيرة-عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس)
نبدا اولا باحمد بن القاسم بن عطية: حافظ، وثقه ابن أبي حاتم. الجرح والتعديل (2/ 67 - 68)، وتاريخ الإسلام للذهبي (6/ 275)
ثم نتجه لاحمد بن عبدالرحمن الدشتكي و ابيه فهما صدوقان و لا اعلم فيهما جرحا
و كذلك الاشعث بن اسحاق
اما جعفر بن أبي مغيرة دينار الخزاعي القُمي: صدوق مقبول الرواية، لكنه ليس من أقوى الرواة عن سعيد بن جبير، حتى قال ابن منده في الردّ على الجهمية (15): "ليس بالقوي في سعيد بن جبير"، ومع أن الإمام أحمد هو أجل، وعبارته أجل عبارة في توثيقه، إلا أنه قدَّم أسلم المنقري عليه، وقال في هذا السياق: "جعفر ليس بالمشهور" العلل (5256)، وهو يعني أنه ليس بتامّ الشهرة؛ فهو صدوق مقبول الرواية
فما معنى هذه الرواية؟!؟!؟ هل تأخذ المرأة نصف اجر الرجل ام ماذا؟؟؟
المسألة الثانية: قوله تعالى: {و قرن في بيوتكن} هل يعني ان تبقى المرأة في بيتها لا تخرج الا لضرورة ..... لا يحق لها ان تتنزه او تقابل صديقاتها او تمارس المشي حتى لا تمرض .......... بعض الأئمة يقولون هذا .... فهل هذا صحيح؟؟؟؟؟؟
المسألة الثالثة: عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما مثلكم ومثل أهل الكتابين قبلكم كمثل رجل استأجر أجراء، فقال: من يعمل من غدوة إلى نصف النهار على قيراط. فعملت اليهود. وقال: من يعمل لي من نصف النهار على قيراط؟ فعملت النصارى. ثم قال: من يعمل لي من صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس على قيراطين؟ فعملتم أنتم. فغضبت اليهود والنصارى وقالوا: ما لنا أكثر عملا وأقل عطاء؟ فقال: هل نقصتكم من حقكم شيئا؟ قالوا: لا. قال: فإنما هو فضلي أوتيه من أشاء ... رواه البخاري
ما معنى هذا الحديث؟؟؟؟؟؟ هل عامة المتقين من أهل الكتاب لا يصلون الى اعلى الدرجات في الجنة ام ماذا؟؟؟ و هل هذا الحديث شاهد أن أجر المرأة نصف أجر الرجل؟!؟!!؟
المسألة الرابعة: حديث الكاسيات العاريات: ورد الوعيد فيه ملحوقا مرة بنون النسوة و مرة
بواو الجمع .. فأيهما أصح؟؟؟
الروايات التي ذكر فيها الوعيد ملحوقا بنون النسوة:
1 - مسند أحمد بن حنبل: حدثنا أبو داود الحفري ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=5953)، عن شريك ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=3792)، عن سهيل بن أبي صالح ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=3687)، عن أبيه ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=2840)، عن أبي هريرة ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=4396)، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صنفان من أمتي من أهل النار لم أرهم بعد: نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات على رءوسهن أمثال أسنمة الإبل لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، ورجال معهم أسياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ".
الحكم المبدئي: إسناده حسن رجاله ثقات عدا شريك بن عبد الله القاضي وهو صدوق سيء الحفظ يخطئ كثيرا، رجاله رجال مسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - الاستذكار للقرطبي: وحدثني عبد الرحمن بن يحيى ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=57599)، قال: حدثني الحسن بن الخضر ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=14726)، قال: حدثني أحمد بن شعيب ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=9880)، قال: حدثني إسحاق بن إبراهيم ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=927)، قال: أخبرنا جرير ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=2122)، عن سهيل بن أبي صالح ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=3687)، عن أبيه ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=2840)، عن أبي هريرة ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=4396)، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صنفان من أهل النار: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات، رءوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا كذا ".
3 - صحيح مسلم: حدثني زهير بن حرب ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=3036)، حدثنا جرير ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=2122)، عن سهيل ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=3687)، عن أبيه ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=2840)، عن أبي هريرة ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=4396)، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صنفان من أهل النار، لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رءوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا "
4 - أمثال الحديث للرامهرمزي: حدثنا عبد الله بن أحمد بن موسى ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=21885)، ثنا زاهر بن نوح ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=54701)، ثنا هدبة بن منهال ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=33125)، عن سهيل بن أبي صالح ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=3687)، عن أبي هريرة ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=4396)، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " صنفان من أهل النار لم أرهما، ناس معهم سياط كأنها أذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مائلات مميلات، على رءوسهن مثل أسنمة البخت، لا يرين الجنة، ولا يجدن ريحها ".
الحكم المبدئي: إسناده ضعيف ويحسن إذا توبع.
5 - المعجم الأوسط للطبراني: حدثنا محمد بن عثمان بن سعيد أبو عمر الضرير الكوفي ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=29979)، قال: ثنا أحمد بن يونس ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=465)، قال: نا زهير بن معاوية ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=3044)، عن زياد بن خيثمة ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=3081)، عن سهيل بن أبي صالح ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=3687)، عن أبيه ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=2840)، عن أبي هريرة ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=4396)، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صنفان من أهل النار لم أرهما بعد: رجال معهم أسياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مائلات مميلات، على رءوسهن كأسنمة البخت، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها ". لم يرو هذا الحديث عن زياد بن خيثمة إلا زهير.
الحكم المبدئي: إسناده ضعيف ويحسن إذا توبع.
(يُتْبَعُ)
(/)
6 - الكامل في ضعفاء الرجال لأبي أحمد الجرجاني: ثنا عبد الرحمن بن محمد بن علي القرشي، ثنا أحمد بن يحيى أبو عبد الله السابري ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=40033)، ثنا بكير بن جعفر الجرجاني ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=13079)، عن عمران بن عبيد ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=-10000)، عن سهل ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=-10000)، عن أبيه ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=-10000)، أو عبد الله ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=-10000)، عن أبيه أبي صالح ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=50706)، عن أبي هريرة ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=4396)، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم بأيديهم سياط كأذناب البقر يضربون الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من كذا وكذا ". قال الشيخ: وقوله في هذا الإسناد: عن عبد الله، عن أبيه أبي صالح إنما يريد: عبد الله بن أبي صالح السمان، عن أبيه أبي صالح.
7 - دلائل النبوة لأبي نعيم الأصبهاني: حدثنا أبو عمرو بن حمدان ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=28230)، قال: ثنا الحسن بن سفيان ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=14873)، قال: ثنا عثمان بن أبي شيبة ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=5551)، قال: ثنا جرير ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=2122)، عن سهيل بن أبي صالح ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=3687)، عن أبيه ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=2840)، عن أبي هريرة ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=4396) رض ي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر، فيضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رءوسهن كأمثال أسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها لتوجد من كذا وكذا
8 - التمهيد لابن عبد البر: حدثنا عبد الرحمن بن يحيى ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=57599)، قال: حدثنا الحسن بن الخضر ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=14726)، قال: حدثنا أحمد بن شعيب النسائي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=927)، قال: حدثنا جرير ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=2122)، عن سهيل ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=3687)، عن أبيه ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=2840)، عن أبي هريرة ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=4396)، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صنفان من أهل النار: قوم معهم سياط كأذناب البقر، يضربون بها، ونساء كاسيات عاريات، مائلات مميلات، رءوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا.
الروايات التي ذكر فيها الوعيد ملحوقا بواو الجمع:
1 - المعجم الأوسط للطبراني: حدثنا أحمد ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=43923), قال: نا عبد الله بن صالح العجلي ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=22398), قال: نا زهير بن معاوية ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=3044)، عن زياد بن خيثمة ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=3081)، عن سهيل بن أبي صالح ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=3687)، عن أبيه ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=2840)، عن أبي هريرة ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=4396), قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صنفان من أهل النار لم أرهما بعد: نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات، على رءوسهن كأسنمة البخت، وقوم معهم سياط كأذناب البقر، لا يدخلون الجنة، ولا يجدون
(يُتْبَعُ)
(/)
ريحها "، لم يرو هذا الحديث عن زياد إلا زهير.
2 - صحيح ابن حبان: أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=23046)، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=927)، قال: أخبرنا جرير بن عبد الحميد ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=2122)، عن سهيل بن أبي صالح ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=3687)، عن أبيه ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=2840)، عن أبي هريرة ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=4396)، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " صنفان من أمتي لم أرهما: قوم معهم سياط مثل أذناب البقر يضربون بها الناس , ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات , رؤوسهن مثل أسنمة البخت المائلة , لا يدخلون الجنة، ولا يجدون ريحها، وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا " , المائلة من التبختر , والمميلات من السمن.
هل سمع عبد الله الأزدي من اسحق بن راهويه قبل الاختلاط أم بعده؟؟؟
3 - الأمالي الخميسية للشجري الجرجاني: أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=28387), بقراءتي عليه، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=-10000)، قال: حدثنا إبراهيم بن شريك الأسدي ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=11517)، قال: حدثنا أحمد بن يونس ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=-10000)، قال: حدثنا زهير ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=-10000)، قال: حدثنا زياد بن خيثمة ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=-10000)، عن سهيل ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=-10000)، عن أبيه ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=-10000)، عن أبي هريرة ( http://majles.alukah.net/RawyDetails.php?RawyID=4396)، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط على رءوسهم كأذناب البقر يضربون بها، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات، على رءوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلون الجنة ولا يجدون ريحها " ....
قلت: و رجاله ثقات عدا أبي محمد عبدالله بن محمد بن جعفر ابن حبان .... فمن يكون هذا؟؟؟
و أي الروايتين أصح؟؟
جزى الله خيرا كثيرا من أجاب عن أسئلتي اجابات كافية شافية ....(/)
هل من تكشف عن شعرها كاسية عارية أم ماذا؟
ـ[أبو أحمد بن عامرين]ــــــــ[01 - Jul-2010, مساء 07:36]ـ
بغض النظر عن الخلاف في كشف الوجه .. هل المرأة التي تخرج كاشفة عما يظهر غالبا امام محارمها ... الذراعين الى الكوعين و الوجه و النحر و نصف الساقين ... مع ان ملابسها لا تصف و لا تشف ... هل تعد كاسية عارية أم لا ... هل يجوز وصفها بذلك؟؟؟
أجيبوني مأجورين ..
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Jul-2010, مساء 10:44]ـ
لاشك أن لها من هذا الوصف نصيباً بقدر الحرام الذي تكشفه
لأنها عرّت ما هو متقين وجوب ستره وكست بعضه
فهي كاسية عارية
ـ[أبو أحمد بن عامرين]ــــــــ[02 - Jul-2010, صباحاً 12:21]ـ
هل يشملها الوعيد ............... و هل يكفر ذنبها الاعمال الصالحة ام لا بد من توبة؟؟؟
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[02 - Jul-2010, صباحاً 12:24]ـ
يا أبا القاسم الفاضل .. ,
صاحب الموضوع يقول لك: أمام محارمها؛ فأين ما يجب عليها ستره أمامهم؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[02 - Jul-2010, صباحاً 12:55]ـ
انا فهمت كشف ما تكشفه امام المحارم ولكن بحضرة الاجانب
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[02 - Jul-2010, صباحاً 10:24]ـ
انا فهمت كشف ما تكشفه امام المحارم ولكن بحضرة الاجانب
نعم هذا ظاهر المقصود من السؤال والله أعلم
"هل المرأة التي تخرج كاشفة عما يظهر غالبا امام محارمها "
ـ[أبو أحمد بن عامرين]ــــــــ[03 - Jul-2010, مساء 12:05]ـ
نعم أنا أقصد أمام الاجانب ........ هل ينطبق عليها هذا الوصف؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هل ينطبق عليها الوعيد (لا يدخلون الجنة ولا يجدون ريحها)
ـ[علي سليم]ــــــــ[03 - Jul-2010, مساء 03:53]ـ
فقط يبقى الخلاف قائم عن كشف مواضع الزينة امام المحارم و قول اهل العلم في ذا معلوم و الله الم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[03 - Jul-2010, مساء 05:59]ـ
إذا وقع الوعيد في خطاب الشرع مرتبا على عمل معين ,فلاشك انه يلحق المرء من الوعيد بقدر ما يتلبس به من ذلك الذي توعد عليه(/)
مقال: [ما ألذَّ (ثناء الناسِ)]!
ـ[خليلُ الفوائد]ــــــــ[01 - Jul-2010, مساء 08:01]ـ
يا طالبَ العلمِ: فكِّر في مجالٍ (غيرِ العلمِ) لتُحَقِّقَ النَّجَاحَ والرِّضَا، فما ألذَّ (ثناء النَّاس)!
مَدْخَلٌ:
[يا طالبَ العلمِ:
سَبَقَ المُثَقَّفُون، وأنتَ قاعدٌ بين دَفَّاتِ الكُتُبِ، تراجعُ - يا مِسكينُ - مسائلَ المذهبِ، وتصحيحاتِ ابن رجب، واختيارات ابن تيميَّة، وتعليقات الذهبيِّ، ودُرَرِ ابن القيِّم، وتحقيقات الشاطبيِّ، ترجيحات ابن عثيمين، وتؤرِّقُكَ قضيَّةُ " نَفْعِ النَّاس" بالوعظِ والتعليمِ!
دونَكَ الأسهلُ المفيدُ.
أين زميلُكَ محمَّدٌ؟
قد كانَ معك ذاهباً آيباً إلى حِلَقِ العِلْمِ؛ لكنَّه نشط من عِقَالِه، فقرأ كتابَيْنِ ثقافِيَّيْنِ، وبدأ يكتُبُ في صحيفةٍ، بزاويةٍ مُلْفِتَةٍ، هنئياً له المالُ والشُّهْرَةُ!
أين رفيقُكَ خالدٌ؟
كم قد سمرتَ معه الليلَ، وأنتما تقرآن كتاباً في الآداب، وتتذاكرانِ المحفوظ من المسائلِ؛ لكنَّهُ فاقَك عقلاً؛ وجالسَ غيرَ العلماءِ؛ فأيقنَ أنَّ شيوخَه قد بلغا من التحجُّر غاية، ورفعا للتشدُّدِ راية؛ فراجعَ كلاماً للعلماء، ثمَّ حبَّرْ مسائلَ في العِلمِ غريبَة، وبحثَ أقوالاً تراها مُريبَة، فنامَ طالِباً واستيقظَ مُرَجِّحاً، وأضحى - بين الرُّعاعِ - مُزَكَّى بالعلمِ مُمَدَّحاً؛ لخروجِه عن المألوفِ بأنواعٍ من الأدلِّة، وإشباعِ رغباتِ النَّاسِ بالأقوالِ المُسْتَلَّة، هنئياً له السُّمْعَةُ والشُّهرَةُ!
لولا المشقَّةُ سادَ النَّاسُ كُلُّهُمُ ** [فابحَثْ غَرائبَ عِلْمٍ تَحْظَ بالرُّتَبٍِ]
أرأيتَ كيفَ عَرَفُوا السبيل، وتركوا الثقيل؟!
فالأمرُ لا يحتاجُ سوى كلماتٍ تحفظُها، وأراء تتصوَّرُها؛ فلا تلبث أن تكونَ كاتبَ " منتدى "، فـ" صحيفةٍ إلكترونيَّةٍ "، فـ" صحيفةٍ سيَّارةٍ "، وستكون ذا صِيْتٍ، وذِكْرٍ حَسَنْ عمَّا قريبٍ، فماذا قدَّمتْ لك دراسةُ العلومِ الشَّرعيَّةِ والمسائلِ؟! عناءٌ لا ينقضي!
وإيَّاكَ، وأن تحافظَ على اسمكَ " طالب علمٍ "؛ فقد أضحى لقباً غيرَ مرغوبٍ فيه، ولا مأسوفٍ على استبدالِهِ، وعليكَ بـ " مُثَقَّفٍ "، أو " باحثٍ في الشُّؤون ... "، أو " كاتب "، أو " أستاذ ". هذا إن كنتَ لم تنَلْ لقبَ الدكتوراة، أمَّا إن تَدَكْتَرتَ؛ فلا تَنْمْ حتَّى تعلِّقَ على سريرِ نومِكَ: "سريرُ الدُّكتور".
ولا تنسبْ نفسَكَ لمدرسةٍ أبداً، وإن كنتَ ذا وفاءٍ؛ فادعُ لمن كان له فضلٌ عليك، أما أن تُفْصِحَ عن كونِكَ درستَ على شيوخٍ ليس لهم إلاَّ "حرامٌ " و " حلالٌ " = فنسبةٌ غيرُ مناسبةٍ لما أرشِدُكَ إليه!
والآن ماذا تنتظرُ يا طالبَ العلمِ؟
رصيدُكَ البنكيُّ قليلُ المالِ، عليكَ ديونٌ، لا يأتي آخرُ الشَّهرِ إلاَّ وأنتَ تقترضُ، وإن كنتَ ذا مالٍ؛ فلا تكملُ لذَّةُ المالِ إلاَّ بلذَّةِ الثَّناء!
فدونَكَ ما أوصيتُكَ به.
واجعلْ " النِتَّ " هجِّيراكَ ورفيقَك، وترقَّبْ كلَّ ساعةٍ تعقيباتِ المعقِّبين، وتعليقاتِ القارئين، وانظرْ في ردودِهم؛ فإن وجدَتَ نفسَكَ ممدوحاً، مشهوداً لك بِرُقِّيَ القَلَمِ = فاكتُبْ، واجعلْ بجوارِ ما تكتبُ صورةً لك، مع استحسانِ تهذيبِ اللحيةِ ما استطعتَ؛ لتكونَ أجملَ، وأبعدَ عن وصفكَ بالتديُّنِ المتشدِّدِ.
واحرصْ على الإغرابِ ما استطعتَ، وغُصْ في الأفكارِ، واحفظْ أسماءَ أولادِ "اللوجيا"، أتعرفُهم؟ الآيدلوجيا، والسِّيكولجيا، والأنتولوجيا، وإخوانها وأخواتها، وأتقنْها كإتقانِ جَدَّتِكَ أسماءَ أولادِ "الدُّوْل": الفيفادول، والبندول، والأدُوْل؛ فيَقْبُحُ بكَ أن تكتبَ مقالاً دونَ التعريجِ على أحدِ أولادِ هذه العائلةِ، فتضعف عند قُرَّائكَ الثِّقةُ الثقافيَّةُ بكتاباتِك.
هذا طريقٌ سَلَكَه غيرُ واحدٍ من زملائنا ممن عرفناه طلبَ العلم، قد حقَّقَ ما يريدُ، وتلذَّذَ بثناء النَّاسِ، ومدائحهم؛ فهو الكاتبُ الأديب، والمثقَّفُ اللَّبيبِ؛ فهنئياً له اللذَّةُ والشُّهرَةُ!]
وبَعْدُ:
بهذه الخواطِرِ، أو بوصايا غير الموفَّقينَ جنحَ بعضُ طلبةِ العلمِ إلى هذه السبيلِ الغاويةِ، فأسقطَ نفسَه في الهاويَة، قبل رسوخِ القدم، وهي مِنْ ضُرُوبِ الاستعجال، ونتائج الشَّهوةِ الظَّاهِرَةِ لا الخفيَّةِ.
حقّاً .. ما ألذَّ المدح والثناء!
إنَّ في القَلْبِ ثغرةً لا يسدُّها إلاَّ الثناءُ والمدحُ؛ لكنَّ المحرومَ يتعجَّلُ سدَّ هذه الثغرةِ بطلبِ مدحِ النَّاسِ له، ولو أشركَ باللهِ.
والموفَّقُ مَنْ يدَّخِرُ سدَّها ليومِ الجزاءِ؛ ليسمعها كِفاحاً مِنْ ربِّه، ويطلبُها في الدُّنيا من أبوابِها، وذلكَ بذكرِ اللهِ في نفسِه، فيذكره اللهُ في نفسِه، ويقومُ من الليلِ مصلِّياً؛ فيحظى بمباهاةِ اللهِ له ملائكتَه، ويذكرُ ذنباً فتمطر عينُهُ، فيثني عليه ربُّه ويرضى عنه، وهكذا في تنقُّلٍ بين أصنافِ العباداتِ مستصحباً الإخلاصَ، والصِّدقَ، والصَّبرَ؛ مجاهِداً النَّفْسَ في أن يقعَ في أضدادِها، مُؤثراً لذَّةَ ثناءِ النَّاسِ بما هو أعظمُ لذَّة، وأشرحُ قلباً، وأزكى حياةً، وهو ثناءُ اللهِ، ورضاهُ، ومحبَّتُه. وإذا أردتَ أن ترى مقدارَ الفرقِ بين طمعك فيما عند النَّاس، وطمعك فيما عند اللهِ، فانظرْ حالَكَ حينما تُذَم بما تستحقُّ، كيفَ هو الهمُّ والضَّنكُ الذي يلحقُك؟ وأنتَ تعصي اللهَ، وتسوِّفُ بالتَّوْبَةِ، ولا تدري: آللهُ راضٍ عنكَ أم ساخِطٌ، ولا تسعى لرؤيةِ اللهِ من نفسِكَ خيراً من توبةٍ، ونَدَمٍ، وإصلاحٍ، فكيفَ تدَّعي أنَّكَ تريدُ اللهَ والدَّارَ الآخرَة، ولا يجتمعُ في قلبٍ إخلاصٌ وحُبُّ محمدةِ النَّاسِ إلاَّ غلبَ أحدُهما الآخرَ وأحرقَه، ومَنْ لمْ يَجعِلِ اللهُ له نوراً فماله من نُوْرٍ!
الخميس 19/ 7/1431 هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يعقوب بن مطر العتيبي]ــــــــ[04 - Jul-2010, مساء 07:43]ـ
واحرصْ على الإغرابِ ما استطعتَ، وغُصْ في الأفكارِ، واحفظْ أسماءَ أولادِ "اللوجيا"، أتعرفُهم؟ الآيدلوجيا، والسِّيكولجيا، والأنتولوجيا، وإخوانها وأخواتها، وأتقنْها كإتقانِ جَدَّتِكَ أسماءَ أولادِ "الدُّوْل": الفيفادول، والبندول، والأدُوْل؛ فيَقْبُحُ بكَ أن تكتبَ مقالاً دونَ التعريجِ على أحدِ أولادِ هذه العائلةِ، فتضعف عند قُرَّائكَ الثِّقةُ الثقافيَّةُ بكتاباتِك.
حيّا الله الشيخ الكريم: خليل الفوائد ...
كتبت فأبدعتَ .. ووصفتَ فأحسنت ..
أما (أولاد اللوجيا) هذه فأعجبتني .. !!
ولا تنسَ أن تضيف إليها (واو الضرار) في نحو قولهم: (الإسلامَويون)!! وأخواتها!
ومما يذكر هنا: ما كان يقوله أحد (المتفرنجين) في عقودٍ مضَت وقد مرّ على شيخ يدرّس طلاّبه (الروض المربِع) فقال متهكّما: (الناس وصَلوا القمر وأنتم لا زلتم في (الروض المربِع)!!) فكان جوابُ الشيخ: وأنت لم تذهب إلى القمر ولا جلستَ معنا!
ـ[الفاسي]ــــــــ[05 - Jul-2010, صباحاً 01:18]ـ
أقفُ إجلالاً لك .. أيها الأديب الرائع
ـ[محمد العيسى]ــــــــ[05 - Jul-2010, مساء 12:16]ـ
رائع .. رائع ..
بارك الله فيك
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[05 - Jul-2010, مساء 02:13]ـ
جزاك الله خيرا الجزاء أخانا الكريم وصلت إلى السويداء
أما أنت أخانا الفاسي فأجل إخوانك جالسا فما أغناهم عن قيام الإجلال سلمت لأخيك
ـ[برهان الدين اليماني]ــــــــ[05 - Jul-2010, مساء 07:58]ـ
بارك الله فيك
قولك
هذا إن كنتَ لم تنَلْ لقبَ الدكتوراة، أمَّا إن تَدَكْتَرتَ؛ فلا تَنْمْ حتَّى تعلِّقَ على سريرِ نومِكَ: "سريرُ الدُّكتور".
ماذا تقول في الذي لم يتدكتر (على وزن يتبختر ويتكبر)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[05 - Jul-2010, مساء 08:43]ـ
المقال يحوي مادة إبداعية واضحة-تبارك الله- تليق بالفكرة الشريفة التي يحملها
بوركت يا أخي.,وجعل ما تكتب شاهدا لك عند ربك
ـ[الفاسي]ــــــــ[06 - Jul-2010, صباحاً 12:30]ـ
مرةً ثانيةً أقفُ إجلالاً لكَ أيّها الأديب الرائع.
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[06 - Jul-2010, صباحاً 08:29]ـ
والله وضعت يدك على الجرح فبارك الله فيك
ـ[أبوبكر الذيب]ــــــــ[14 - Sep-2010, مساء 04:51]ـ
أحسنت أحسن الله إليك ..
كما قال الشيخ أبو القاسم في المقال مادة أدبية رائعة ..
ولولا أنك هارب من ثناء الناس لأطنبت في الثناء فأنت تستحقه (ابتسامة)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[14 - Sep-2010, مساء 04:58]ـ
جزاك الله خيرًا ..
ـ[أبو محمد خليل المكي]ــــــــ[17 - Sep-2010, صباحاً 07:56]ـ
وبَعْدُ:
بهذه الخواطِرِ، أو بوصايا غير الموفَّقينَ جنحَ بعضُ طلبةِ العلمِ إلى هذه السبيلِ الغاويةِ، فأسقطَ نفسَه في الهاويَة، قبل رسوخِ القدم، وهي مِنْ ضُرُوبِ الاستعجال، ونتائج الشَّهوةِ الظَّاهِرَةِ لا الخفيَّةِ.
جزاك ربي خيرا يا (خليل الفوائد) اسما ومعنى.
و نسأل الله عز وجل أن لا يجعلنا منهم، و أن يجعل طلبنا للعلم خالصا لوجهه، ويرزقنا العمل به، وأن لا نجعله مطية للشهرة، أو طلبا لمدح الناس.(/)
أرملة كأس العالم.
ـ[أبومالك المقطري]ــــــــ[01 - Jul-2010, مساء 09:43]ـ
أرملة كأس العالم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
فإن الشريعة الإسلامية قد أوصت أتباعها بالرفق بالمرأة , والاهتمام بها , ومراعاة أحوالها.
والنصوص في ذلك كثيرة.
ومما يؤلم القلب , ويحزن له الفؤاد , وتتفطر له الأكباد ما تعيشه كثير من الأسر من المشاكل والخصومات , ومما يزيد الطين بلة , والمرض علة أن يكون أمر تافه , وقضية سخيفة هي السبب الرئيسي في مشاكل بعض الأسر المسلمة في البيوت.
ومن ذلك ويا للأسف!!! التشاجر والتهاجر بين الزوجين من أجل كرة القدم , ومشاهدة كأس العالم.
وذلك له صور تؤخذ منها العظات والعبر:
1 ـ انشغال الزوج عن زوجته , بكرة القدم ومشاهدة أخبارها فتظل المسكينة منتظرة زوجها على شغف لتتحدث معه , ولتفرغ ما في داخلها.
والزوج بكل برودة قد تركها في وحشتها , تصارع أحزانها , وتعاني آلامها.
متنقلاً من مجلس إلى آخر ,وكل ذلك في سبيل الرياضة , ومن أجلها.
2 ـ ومما تسببه الحالة الأولى , وتجره على الأسرة حنق المرأة ونشوزها , ورحيلها إلى بيت أهلها , بسبب الانشغال التام للزوج بكأس العالم ومبارياته , وفي بعض الإحصائيات في بعض بلدان المسلمين عشر حالات من هذا القبيل بسبب كأس العالم , وما خفي كان أعظم.
3 ـ ومن العجيب والغريب , والمبكي المضحك أن تسمع عن حوادث طلاق بين الرجل وزوجته من أجل كرة القدم.
فلربما وقفت المرأة مع فريق , والرجل مع الفريق الآخر , ويحدث من التعصب , والجهالة ما يجر إلى الطلاق والفراق فإنا لله وإنا إليه راجعون!!!
وفي إحصائية أخرى أربع حالات طلاق في هذا العام من أجل كأس العالم , ومازال كأس العالم في أوجه فماذا سنسمع بعدها.
وفي الختام انظروا يا كرام إلى أين أخذت تلك الكرة المنفوخة بعض المسلمين , وإلى أي حد أوصلتهم.
وكيف سينصر الله قوماً هذا حالهم , وتلك أهدافهم.
وأي أسرة مباركة ترجو منها أن تتخرج من تحت أيدي المهووسين بكرة القدم , والعاشقين لكأس العالم.
فيا حسرتاه على أمة الإسلام , وياآآآسفاه على أتباع محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأين وصل ببعضهم الحال , تمكن منهم اليهود بحبالهم , واصطادوهم بشباكهم.
فكانوا لقمة سائغة لم يتكلف الصياد كثيراً لخداعها.
فهذه بعض الكلمات في الأرملة التي أرملت وزوجها حي بين يديها بسبب كأس العالم.
وكتبه الفقير إلى عفو ربه / أبومالك عدنان المقطري
اليمن ـ تعز
20رجب 1431هـ
ـ[الشرح الممتع]ــــــــ[02 - Jul-2010, صباحاً 12:03]ـ
جزاك الله خير على ماسطرت ..
وربما الاثنين مشغولين بالكأس
وربما الزوجة لوحدها مشغولة أصبحت موضة عند الكثير والله المستعان,,,,
ـ[أبو سعيد الباتني]ــــــــ[02 - Jul-2010, مساء 06:27]ـ
بوركت أخي الفاضل
هي أيام قليلة إن شاء الله ونخلص من هذه الفتنة التي أتت على الأخضر واليابس
ـ[ابو بشار الغزاوي]ــــــــ[03 - Jul-2010, صباحاً 04:51]ـ
اخواني السلام عليكم والله من هول ما رأيت اليوم رجعت الي بيتي والغم والنكد كان سمتي لهذ ا اليوم واسفاه ان اري اعلام الدول الغربية ترفرف في بلدي ومن بينها علم الدنمارك والامريكان وبريطانيا والبرازيل و خلافه والمأسف انها كانت في اكثر من مكان على شاطئ البحر بحجة كأس العالم ومتابعة مبارياته الهذا الحد وصلت بنا الامور وانا اعيش في في مكان تشتد به الازمات والفرقة بين الاخوة واعتقد من لقبي تعرف اين اعيش واسكن والله هدا ما رأيته بأم عيني وفي موعد صلاة العشاء العشرات من الشباب مصطفيين للمتابعة (ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم) كل الاحترام لكم يا وجدت بهم ضالتي
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[06 - Jul-2010, مساء 02:12]ـ
قال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم:
(لتتبعن سنن من كان قبلكم، شبرا بشبر وذراعا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم). قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: فمن.(/)
نصيحة مهمة لهؤلاء.
ـ[أبومالك المقطري]ــــــــ[01 - Jul-2010, مساء 10:51]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نصيحة مهمة لهؤلاء.
إن مما يشكر عليه بعض إخواننا الكرام المشاركين في عدد من المواقع الإسلامية نشاطهم المستمر , وعملهم المتواصل في نشر المواد العلمية , والوعظية , المرئية , والمسموعة , والمقروءة.
ومن خلال متابعتي للمواقع التي يحيل عليها بعضهم رأيت أنه من الواجب التنبيه على قضية مهمة , وهي أن الإحالة تتم إلى مواقع غربية أجنبية.
وهذه المواقع لا تعرف حدوداً , ولا تحترم قيوداً.
فبعض من يُحال على هذه المواقع إن لم يكن الكثير منهم , يجد مايُسيئه , ويحزنه من ظهور روابط لمواقع منحرفة , أو في نفس موقع التحميل المحال إليه , لربما ظهرت له صورة خليعة , تُنكد عليه سلاه , وتوجع قلبه , وتهز أركانه.
فما يملك المؤمن القوي إلا أن يستغفر ربه , ويحرف بصره مسارعاً في الإغلاق , متعجلاً في البعد عنها.
فهذا موقف من عنده غيرة على دينه , ومن هو خائف على إيمانه.
ولكن المصيبة العظمى , والبلية الكبرى , أن تقع مثل هذه المواقف مع ضعيف الإيمان , ومن ربما هو جديد عهد باستقامة , فتزعزع ثباته , وتهز إيمانه , وترده إلى الماضي البغيض , وتجعله يحن إلى جاهلية أنقذه الله منها , وخلصه من شرها.
ويكون السبب في هذا كله من أراد الخير للآخرين, ولكنه أخطأ الطريق بالدلالة على مواقع كهذه.
ومن ثم فهناك البديل الذي يغنينا عن الوقوع في هذا كله , ويجعلنا نسد باب الشر , ولا نكون سبباً في إعانة الشيطان على إخواننا.
فمواقع التحميل الإسلامية والعربية النظيفة , والتي هي أحسن حالاً , بل بعضها لا وجه للمقارنة بينها , وبين من ذكرنا كثيرة والحمد لله , والتي تسعد حين تقرأ شروطها , وتنظر في قوانينها.
وكتبه الفقير إلى عفو ربه / أبومالك عدنان المقطري
اليمن ـ تعز
20 رجب 1431هـ.
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[01 - Jul-2010, مساء 11:57]ـ
حكم تصفح موقع اليوتيوب؟
32919
2/ 9/1430 هـ -- 2009 - 08 - 23
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
شيخنا الكريم أتمنى أن تكون بأتم صحة وعافية ونبلغكم حبنا لكم في الله تعالى:
السؤال: يوجد عبر الشبكة العنكبوتية موقع يسمى بموقع (اليوتيوب) وهو موقع مختص بمقاطع الفيديو ويوجد به بعض الفوائد من دروس ومحاضرات غير أن المتصفح له لابد أن يفاجأ عند تصفحه ببعض المناظر السيئة جداً من صور النساء العاريات ومناظر أدهى من ذلك أستحيي من ذكرها هنا، وكذلك يحوي الموقع على بعض الشبه التي يلقيها بعض أهل البدع ويروجون لها، فهل من نصيحة توجهونها شيخنا الكريم بهذا الصدد وهل يجوز للمسلم الحريص على دينه أن يتصفح مايريد في هذا الموقع؟
وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
قال الله عزوجل {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً} الإسراء32 فالله عزوجل لم يقل في هذه الآية ولا تزنوا، وإنما قال ولا تقربوا الزنا ففي هذا النهي عن الزنا وكذلك النهي عن كل طريق ووسيلة تؤدي إلى الوقوع فيه، ووقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن قال: (من سمع بالدجال فلينأى عنه) أي فليبتعد عنه، ومن قواعد الشريعة المقررة قاعدة سد الذرائع،
فنصيحتي للمسلم الحريص على دينه ألا يقرب مثل هذه المواقع التي تعرض الأفلام والمناظر السيئة وأن يتجنب كل الطرق التي تؤدي من خلالها إلى أمر محرم سواء تعلق ذلك بشهوات كمشاهدة النساء وسماع الغناء أو تعلق ذلك بشبهات في الدين كأقوال أهل البدع فإذا كان هذا سيجره إلى مثل هذه الأشياء فإن الوسائل التي تؤدي إلى محرم تكون محرمة.
فعلى من كان يدخل لمثل هذا الموقع (اليوتيوب) أن يتوب من ذلك وأن يعاهد نفسه بعدم الدخول إليه وذلك لما يعرض فيه من الأشياء المحرمة، وأن يقتصر على الدخول على المواقع المحافظة مثل موقع اليوتيوب الإسلامي، وكذلك موقع مشاهد، ونحوها ففيها الخير الكثير.
والله أعلم.
http://www.almoshaiqeh.com/index.php?option=com_ftawa&task=view&id=32919
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[02 - Jul-2010, مساء 11:30]ـ
نصيحةٌ صادقةٌ جليلة ..
أعانك الله ووجدت صداها بين قلوب الخلق ..(/)
هل هذا الفعل من البدعة؟
ـ[الشرح الممتع]ــــــــ[01 - Jul-2010, مساء 11:58]ـ
اذا كان شخص يلقي كلمة وكل برهة يأمر المستمعين بالصلاة على النبي
هل هذا من البدع؟ حيث يقولوا لهم صلوا على محمد!
ـ[محمد العيسى]ــــــــ[02 - Jul-2010, صباحاً 12:09]ـ
القول المطلق بأنها بدعة .. فلم لا!!
يقصد بهذا لفت الاننتباه وإنما قد يشتت الذهن ويذهب بعقل السامع .. والله المستعان
سئل العلامة ابن باز عن هذا فأجاب
"هذا غير مشروع، هذا ليس بمشروع، لا يقول سمعونا، بل الواجب عليهم الإنصات في الخطبة، الواجب على الجماعة الإنصات للخطيب حتى يستفيدوا من خطبته، وإذا صلى على النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين نفسه عند سماع ذكره صلى الله عليه وسلم، هذا سنة، لا يرفع صوته، بينه وبينه نفسه حتى لا يشوش على غيره" انتهى.
http://www.binbaz.org.sa/mat/16424 (http://www.binbaz.org.sa/mat/16424)
ـ[الشرح الممتع]ــــــــ[03 - Jul-2010, صباحاً 02:15]ـ
جزاكم الله خير أخي محمد العيسى
ـ[محمد عبد العزيز الجزائري]ــــــــ[03 - Jul-2010, مساء 12:04]ـ
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
سألْتُ الشّيخ محمّد علي فركوس عن قول المدرّس أو الخطيب: صلّوا على رسول الله؟
فأجاب بأنّه بدعة، ولا يصلّي على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في ذلك الموطن، لأنّ ما بُنِيَ على باطل فباطل.
ـ[الشرح الممتع]ــــــــ[05 - Jul-2010, مساء 05:52]ـ
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
سألْتُ الشّيخ محمّد علي فركوس عن قول المدرّس أو الخطيب: صلّوا على رسول الله؟
فأجاب بأنّه بدعة، ولا يصلّي على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في ذلك الموطن، لأنّ ما بُنِيَ على باطل فباطل.
جزاك الله خير اخي محمد
ـ[محمد عبد العزيز الجزائري]ــــــــ[06 - Jul-2010, مساء 12:16]ـ
آمين، وإيّاك ...
ـ[جذيل]ــــــــ[06 - Jul-2010, مساء 02:50]ـ
قد يقول قائل انتم تمنعون من الصلاة على (الحبيب) عليه الصلاة والسلام .. !!!
فيقال لهؤلاء النبي عليه الصلاة والسلام نهى عن اعظم من هذا اذا كان على صفة غير مشروعة
فقد نهى عن الصلاة النافلة في الاوقات المنهي عنها
ونهى عن الصيام في حالات معينة كإفراد يوم السبت
ونهى عن النذر لله تعالى في الاماكن التي اقيم فيها اعياد للمشركين او عبادة للاوثان
ونهى عن اطراءه في المدح
وغير ذلك
والقاعدة في ذلك ان العبادات لا تصح الا بدليل
لقوله تعالى (ام لهم شركاء شرعوا من الدين مالم يأذن به الله)
وقوله عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها:
من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد ... اي مردود
والله تعالى اعلم(/)
حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج
ـ[أبو حفص الشافعي]ــــــــ[02 - Jul-2010, صباحاً 12:42]ـ
أجمع السلف الصالح على أن اتخاذ موسم غير المواسم الشرعية من البدع المحدثة التي نهى عنها صلى الله عليه وسلم بقوله: «إياكم ومحدثات الأمور, فإن كل محدثة بدعة, وكل بدعة ضلالة» , وبقوله صلى الله عليه وسلم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» , وبقوله صلى الله عليه وسلم: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد».
فالاحتفال بليلة الإسراء والمعراج بدعة محدثة لم يفعلها الصحابة والتابعون, ومن تبعهم من السلف الصالح, وهم أحرص الناس على الخير والعمل الصالح.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "ولا يعرف عن أحد من المسلمين أنه جعل لليلة الإسراء فضيلة على غيرها, لا سيما على ليلة القدر, ولا كان الصحابة والتابعون لهم بإحسان يقصدون تخصيص ليلة الإسراء بأمر من الأمور ولا يذكرونها, ولهذا لا يعرف أي ليلة كانت".
وإن كان الإسراء من أعظم فضائله صلى الله عليه وسلم ومع هذا فلم يشرع تخصيص ذلك الزمان ولا ذلك المكان بعبادة شرعية, بل غار حراء الذي ابتدئ فيه بنزول الوحي, وكان يتحراه قبل النبوة, لم يقصده هو ولا أحد من الصحابة بعد النبوة مدة مقامه بمكة, ولا خصَّ اليوم الذي أنزل فيه الوحي بعبادة ولا غيرها, ولا خص المكان الذي ابتدئ فيه بالوحي ولا الزمان بشيء.
ومن خص الأمكنة والأزمنة من عنده بعبادات لأجل هذا وأمثاله كان من جنس أهل الكتاب الذين جعلوا زمان أحوال المسيح مواسم وعبادات كيوم الميلاد, ويوم التعميد, وغير ذلك من أحواله.
وقد رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه جماعة يتبادرون مكانًا يصلون فيه فقال: ما هذا؟ قالوا: مكان صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أتريدون أن تتخذوا آثار أنبيائكم مساجد؟! إنما هلك من كان قبلكم بهذا, فمن أدركته فيه الصلاة فليصل, وإلا فليمض.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وأما اتخاذ موسم غير المواسم الشرعية كبعض ليالي شهر ربيع الأول التي يقال: إنها ليلة المولد, أو بعض ليالي رجب, أو ثامن عشر ذي الحجة, أو أول جمعة من رجب, أو ثامن من شوال الذي يسميه الجهال عيد الأبرار, فإنها من البدع التي لم يستحبها السلف ولم يفعلوها, والله سبحانه وتعالى أعلم".
وقال ابن الحاج: "ومن البدع التي أحدثوها فيه أعني في شهر رجب ليلة السابع والعشرين منه التي هي ليلة المعراج .... ".
ثم ذكر كثيرًا من البدع التي أحدثوها في تلك الليلة من الاجتماع في المساجد, والاختلاط بين النساء والرجال, وزيادة وقود القناديل فيه, والخلط بين قراءة القرآن وقراءة الأشعار بألحان مختلفة, وذكَر الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج ضمن المواسم التي نسبوها إلى الشرع وليست منه.
وقال الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله في رده على دعوة وجهت لرابطة العالم الإسلامي لحضور أحد الاحتفالات بذكرى الإسراء والمعراج, بعد أن سئل عن ذلك: "هذا ليس بمشروع, لدلالة الكتاب والسنة والاستصحاب والعقل:
أما الكتاب: فقد قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً} [المائدة:3]، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} [النساء:59]، والرد إلى الله هو الرد إلى كتابه, والرد إلى الرسول هو الرجوع إليه في حياته, وإلى سنته بعد موته, وقال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران:31] , وقال تعالى: {فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور:63].
وأما السنة:
فالأول: ما ثبت في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد»، وفي رواية لمسلم: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد».
(يُتْبَعُ)
(/)
الثاني: روى الترمذي وصححه, وابن ماجه, وابن حبان في صحيحه عن العرباض بن سارية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إياكم ومحدثات الأمور, فإن كل محدثة ضلالة ... ».
وأما الاستصحاب: فهو هنا استصحاب العدم الأصلي.
وتقرير ذلك أن العبادات توقيفية, فلا يقال: هذه العبادة مشروعة إلا بدليل من الكتاب والسنة والإجماع, ولا يقال: إن هذا جائز من باب المصلحة المرسلة, أو الاستحسان, أو القياس, أو الاجتهاد؛ لأن باب العقائد والعبادات والمقدرات كالمواريث والحدود لا مجال لذلك فيها.
وأما المعقول: فتقريره أن يقال: لو كان هذا مشروعًا لكان أولى الناس بفعله محمد صلى الله عليه وسلم.
هذا إذا كان التعظيم من أجل الإسراء والمعراج, وإن كان من أجل الرسول صلى الله عليه وسلم وإحياء ذكره كما يفعل في مولده صلى الله عليه وسلم فأولى الناس به أبو بكر رضي الله عنه ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم، ثم من بعدهم الصحابة على قدر منازلهم عند الله, ثم التابعون ومن بعدهم من أئمة الدين, ولم يعرف عن أحد منهم شيء من ذلك فيسعنا ما وسعهم".
ثم ساق رحمه الله كلام ابن النحاس في كتابه تنبيه الغافلين حول بدعة الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج, جاء فيه: "إن الاحتفال بهذه الليلة بدعة عظيمة في الدين, ومحدثات أحدثها إخوان الشياطين".
وذكر الشيخ محمد بن إبراهيم في فتوى أخرى: "إن الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج أمر باطل, وشيء مبتدع, وهو تشبه باليهود والنصارى في تعظيم أيام لم يعظمها الشرع, وصاحب المقام الأسمى رسول الهدى محمد صلى الله عليه وسلم هو الذي شرع الشرائع, وهو الذي وضح ما يحل وما يحرم، ثم إن خلفاءه الراشدين وأئمة الهدى من الصحابة والتابعين لم يعرف عن أحد منهم أنه احتفل بهذه الذكرى", ثم قال: "المقصود أن الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج بدعة, فلا يجوز ولا تجوز المشاركة فيه".
وأفتى رحمه الله: "بأن من نذر أن يذبح ذبيحة في اليوم السابع والعشرين من رجب من كل سنة فنذره لا ينعقد, لاشتماله على معصية, وهي أن شهر رجب معظم عند أهل الجاهلية, وليلة السابع والعشرين منه يعتقد بعض الناس أنها ليلة الإسراء والمعراج, فجعلوها عيدًا يجتمعون فيه, ويعملون أمورًا بدعية, وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوفاء بالنذر في المكان الذي يفعل فيه أهل الجاهلية أعيادهم, أو يذبح فيه لغير الله فقال صلى الله عليه وسلم للذي نذر أن ينحر إبلاً ببوانة: «هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد؟» قالوا: لا, قال: «فهل كان فيها عيد من أعيادهم؟» قالوا: لا، فقال صلى الله عليه وسلم: «أوّف بنذرك؛ فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله, ولا فيما لا يملك ابن آدم».
وقال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله: "وهذه الليلة التي حصل فيها الإسراء والمعراج لم يأت في الأحاديث الصحيحة تعيينها, وكل ما ورد في تعيينها فهو غير ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم عند أهل العلم بالحديث, ولله الحكمة البالغة في إنساء الناس لها, ولو ثبت تعيينها لم يجز للمسلمين أن يخصوها بشيء من العبادات، ولم يجز لهم أن يحتفلوا بها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم لم يحتفلوا بها, ولم يخصوها بشيء, ولو كان الاحتفال بها أمرًا مشروعًا لبينه الرسول صلى الله عليه وسلم للأمة إما بالقول أو الفعل, ولو وقع شيء من ذلك لعرف واشتهر, ولنقله الصحابة رضي الله عنهم إلينا فقد نقلوا عن نبيهم صلى الله عليه وسلم كل شيء تحتاجه الأمة, ولم يفرطوا في شيء من الدين, بل هم السابقون إلى كل خير, فلو كان الاحتفال بهذه الليلة مشروعًا لكانوا أسبق الناس إليه, والنبي صلى الله عليه وسلم هو أنصح الناس للناس, وقد بلَّغ الرسالة غاية البلاغ, وأدى الأمانة, فلو كان تعظيم هذه الليلة والاحتفال بها من دين الإسلام لم يغفله النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكتمه, فلما لم يقع شيء من ذلك علم أن الاحتفال بها وتعظيمها ليسا من الإسلام في شيء, وقد أكمل الله لهذه الأمة دينها, وأتم عليها النعمة, وأنكر على من شرع في الدين ما لم يأذن به الله, قال سبحانه وتعالى في كتابه المبين من سورة المائدة: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً}
(يُتْبَعُ)
(/)
[المائدة:3] , وقال عز وجل في سورة الشورى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنْ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [الشورى:21]، وثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة التحذير من البدع, والتصريح بأنها ضلالة تنبيها للأمة على عظم خطرها, وتنفيرًا لهم من اقترافها".
ثم أورد رحمه الله تعالى بعض الأحاديث الواردة في ذم البدع مثل قوله صلى الله عليه وسلم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» , وقوله صلى الله عليه وسلم: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد» , وقوله صلى الله عليه وسلم: «أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله, وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم, وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة» , وقوله صلى الله عليه وسلم: «فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها, وعضوا عليها بالنواجذ, وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة, وكل بدعة ضلالة».
فما ذُكر من كلام العلماء وما استدلوا به من الآيات والأحاديث فيه الكفاية ومقنع لمن يطلب الحق في إنكار هذه البدعة, بدعة الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج, وأنها ليست من دين الإسلام في شيء, وإنما هي زيادة في الدين, وشرع لم يأذن به رب العالمين, وتشبه بأعداء الله من اليهود والنصارى والمشركين في زيادتهم في دينهم, وابتداعهم فيه ما لم يأذن به الله, وأن لازمها التنقص للدين الإسلامي, واتهامه بعدم الكمال, ولا يخفى ما في ذلك من الفساد العظيم, والمنكر الشنيع, والمصادمة لقوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} , والمخالفة الصريحة لأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم المحذرة من البدع. ومما يؤسف له أن هذه البدعة قد فشت في كثير من الأمصار في العالم الإسلامي, حتى ظنها بعض الناس من الدين, فنسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين جميعًا, ويمنحهم الفقه في الدين, ويوفقنا وإياهم للتمسك بالحق, والثبات عليه, وترك ما خالفه, إنه ولي ذلك والقادر عليه, وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المصدر: موقع المنبر(/)
طلب مساعدة لمن يقدر
ـ[مروان العشيري]ــــــــ[02 - Jul-2010, مساء 04:43]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا مروان العشيري من المغرب سني هو 19 سنة أدرس في السنة الثالثة ثانوي أي ما يعادل مستوى الباكالوريا و هذا العام درست في معهد التكوين المهني في شعبة التركيب المعدني.
وأنا الآن أود التوجه إلى مكة المكرمة لألتحق بالمعهد العلمي أو بدار الحديث وذلك من أجل طلب العلمي الشرعي وحفظ القرآن الكريم. لكن والله المستعان الأحوال
المادية حالت دون أن أحقق رغبتي و والله إني لأشتاق إلى بلاد الحرمين الشريفين التي أعزها الله بالعلم وشرفها بقادة مسلمين يذبون عن الدين وأهله ويحبون الخير للمسلمين.
وذلك واضح من خلال ما وفرته وتوفره للعلم وأهله.
فبارك الله فيكم هذا طلب مني لكم بأن تساعدونني فإنني في فتنة لا يعلمها إلا الله سبحانه.
وجزاكم الله خيرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(/)
من أجمل ما قرأت عن الشيخ العلامة ابن غديان رحمه الله
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[02 - Jul-2010, مساء 07:20]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
زكاء يتلظى ذكاء
الشيخ د. عبد الوهاب بن ناصر الطريري - وفقه المولى -
كالنقش في الحجر ما حفظت في الصغر من أحاديثه قبل صلاة العشاء، فهو إمام مسجد حينا يتحدث قبل صلاة العشاء حديثاً يطول قرابة الساعة في التفسير والحديث والوعظ، وكانت تلك الأحاديث نقلة عما اعتدنا عليه قبلها من قراءات طويلة مملة لنا نحن الصبية، أما حديثه فكان يشعر المستمعين جميعاً أنه يعني كل واحد منهم، و كنا نجتمع أطفالاً في المدرسة الابتدائية فأتحدث أنا وزميلي محمد القصير في الصباحات عن حديث الشيخ مساء البارحة، ثم كبرنا وكبرت معرفتنا بالشيخ، وكلما كبرنا ازددنا إكباراً له، واكتشفنا مساحات واسعة من الإعجاب به.
كان مما يلفت نظرنا في الشيخ مهابة شديدة لم يكن يتكلف رسومها، وحدة ذكاء تتلظى في نظراته بحيث نرى في لحظ عينيه مثل بارقة السيف، مع بساطة في المظهر، فكان بسيطاً في مظهره إلى درجة البذاذة، كان طبيعياً إلى أقصى حد، وكأنما كان يتكلّف ألاّ يتكلّف.
كان الشيخ شخصية علمية استثنائية في النمط العلمي المتتابع، ولم يوجد له نظير في الشخصيات العلمية المعروفة حيث اختط طريقاً غير مسلوك؛ فقد كان النمط العلمي خلال العقود المتعاقبة قبله معتنياً بالعقيدة والفقه ومشاركاً في غيرها.
أما الشيخ فكان إضافة نوعية من حيث التعمق في الأصول والقواعد الفقهية ومقاصد الشريعة، مع الإتقان لعلوم المنطق والجدل ونحوها من العلوم التي لم تكن رائجة في المحيط العلمي آنذاك.
كان الشيخ استثنائياً في ذلك؛ كما كان الشيخ ابن باز -رحمه الله- استثنائياً من حيث توجهه إلى الصناعة الحديثية والاجتهاد الفقهي.
درس الشيخ على علماء كثر، ولكنه احتفى بشخصيتين علميتين وافدتين على المنطقة هما: الشيخ محمد الأمين الشنقيطي والشيخ عبد الرزاق عفيفي، فتميز من بين كل من أخذ عنهما بامتصاصه أخص علومهم وهو العمق المعرفي للأصول والمنطق والجدل، حتى إن الشيخ عبد الرزاق عفيفي قال: لم يستفد أحد مني مثله، وقال مثلها الشيخ الأمين الشنقيطي.
وقد تجاوزت علاقته بالشيخ الأمين الشنقيطي علاقة الطالب بشيخه على مقاعد الدارسة إلى زيارات منتظمة إلى الشيخ الأمين في بيته، ويظهر مما يحكيه عنها أن الشيخ كان حفياً به، فقد كان الشيخ الشنقيطي متقلّلاً من الدنيا، وكان له وطاء يجلس عليه في بيته، فإذا أتاه من يختصه مدّ له طرف الوطاء، وقد كان الشيخ ممن يمدّ له هذا الوطاء، ويقرب في الجلوس عليه.
ولم يكن يتردد على الشيخ الأمين للقراءة في كتاب، ولكنه يزوره للمذاكرة في مسائل يختارها، ويبدو أن الشيخ الأمين أدرك من هذه المذاكرة إشراق عبقرية علمية أغرته أن يفتح للشيخ خزائنه العقلية.
تميز الشيخ بهذا التكوين العلمي الفريد واستوعبه وتفاعل معه، وظهر أثر ذلك في أدائه العلمي فلم يكن في دروسه شارحاً يعرض المسائل، ولكن فارس يفترع حقائقها، ويظهر ذلك في أناته في الكلام إذا تحدث، بحيث تشعر أنه يمضغ الكلمة في عقله قبل أن يلفظها إلى مستمعيه، ويظهر ذلك من تسلسل الفكرة إذا عرضها، فيعرض المسألة أو الفتوى متدرجاً من القاعدة الكلية إلى القاعدة الجزئية، إلى أن يصل إلى النتيجة الحكمية، ثم إنه كرس هذه المنهجية حين شارك في التدريس، واستطاع إحلالها بعد ذلك في الحياة العلمية في الدراسات العليا في كلية الشريعة، فكانت مشاركته إضافة نوعية أوجدت مساراً متميزاً للدراسات الأصولية الفقهية، وأصبحت هذه العلوم حاضرة في التكوين العلمي للمتخصصين في الدارسات الفقهية والأصولية فحضرت علوم تخريج الفروع على الأصول، والأشباه والنظائر، والجدل على طريقة الفقهاء، ومقاصد الشريعة، وكان هذا أحد منجزاته العلمية المباركة.
عاش الشيخ محباً للعلم مدمناً للعطاء العلمي، فلم يكن زخم العمل الوظيفي المرهق في رئاسة الإفتاء يعوقه عن المشاركة في التدريس في الدراسات العليا في كلية الشريعة، ثم يضيف إلى ذلك التدريس لنخبة متميزة من الطلبة في المسجد، ثم يضيف إلى ذلك التدريس عبر الهاتف للمراكز الإسلامية في أوروبا.
لقد كان يؤدي التدريس بلياقة عالية وكأنما يجد نفسه في هذا العمل، ويجدّد طاقته في هذا العطاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
لم أشرف بالتتلمذ المنتظم على الشيخ، ولكني سعدت بالاستماع إلى دروسه في المسجد، ولا أزال أذكر بامتنان مبادراته وهو يراني شاباً صغيراً أشدو في طلب العلم فدعاني يوماً وقال: أراك تقرأ عند فلان وعند فلان، ولكني أرى أن هذا لا يؤسس منهجية علمية، ثم وجهني إلى التركيز وليس التشتت، وإلى التعمق وليس التوسع.
بل كان يبادر إلى أكثر من ذلك؛ فقد دعاني يوماً وقال: أرى فلاناً يحدثك وليس ممن يصلح لك الجلوس معه، ولقد استجبت للشيخ حينها بدافع الحب والإجلال له، وعرفت بعد حين من الدهر المعنى الذي حذرني من أجله.
وبقيت لقاءاتي بالشيخ بعد أفاويق متباعدة، فُيذَكِّرني في كل مرة ألقاه بأيام الصبا قبل أن ألبس الغترة على الرأس، وكان يسأل باهتمام عما يهمه وهو العلم، وعندما علم أني اخترت تخصصاً في السنة النبوية اقترح عليّ بحثاً في إيضاح السنة بالسنة على نحو إيضاح القرآن بالقرآن.
كان اللقاء الأخير معه في الإفتاء لقاء مؤثراً؛ فقد التقيت به وهو خارج للصلاة، فأمسك بيدي، واحتضنها على صدره، ولقد شعرت بهزة وجدانية؛ لأني أعرف أن الشيخ مقتصد في العطاء العاطفي. احتضن يدي ثم جعل يتحدث عن الدنيا وتحوّلها وتغيرها، وأنها لا تدوم لأحد، حدثني عن قصر فخم من القصور التي كانت في الرياض، وكان يتساءل: أين أهله؟ أين عماره؟ أين حرسه؟ وكان حديثاً وجدانياً مؤثراً تمنيت لو طالت بنا المسافة إلى المسجد.
كان يتحدث عن الحياة حديث المودع للحياة، كان يتحدث وكأنما ينعى نفسه، وكان هذا من آخر أيامه في رئاسة الإفتاء.
ثم زرته في المستشفى، فوافيته جام القوة، رائق النفس، تحدثنا قرابة الساعة، واستروح في الحديث، وتحدث عن الشخصيات التي أعجب بها. كانوا ثلاثة: الشيخ الأمين الشنقيطي، والشيخ عبد الرزاق عفيفي، والشيخ محمد بن إبراهيم، وكان القاسم المشترك بينهم رجاحة العقل وسطوع الذكاء.
وكان إذا تحدث عن أحدهم قال: كان عقله يسبق لسانه.
سألته: كيف كان بدء تحوّله إلى التعمق في المنطق والأصول؟
فقال: كنت في أيام الدراسة أمعن النظر في مسائل التصور والتصديق حتى صار لي عناية بهذا العلم.
سألني عن شيخي الشيخ سلمان العودة فأخبرته أنه في سفر فقال: أقرئه مني السلام، ثم وضع يده على صدره وقال: هو سلام من هنا، ثم رفع يده إلى فمه وقال: وليس من هنا.
كان من وصاته لي وأن أبلغها للشيخ سلمان العناية بعلم المآلات، وأوصاني برسالة: (مآلات الأفعال) للدكتور وليد الحسين، وأخبر أنها رسالة متميزة أو حسب تعبيره: (زينة بالحيل).
وكان الشيخ نهماً في جمع الكتب واقتنائها ومتابعة ما يجد منها، بحيث أحسب أن مكتبته من أكبر المكتبات العلمية الخاصة.
لم يؤلف الشيخ كتباً، ولكن ربّى طلبة نجباء أعطاهم بسخاء أثمن ما عنده .. عمره وعلمه، ثم تركهم زينة لحياتنا العلمية، علمهم امتداد لعلمه وعطاؤهم امتداد لعطائه.
كان مدمناً للعلم بحيث قضى من عمره المبارك ثلاثاً وستين سنة في بلاغ العلم قضاء وإفتاء وتعليماً.
وكان عاشقاً للعلم بحيث لم يدع المذاكرة فيه والوصاة به وهو على سرير المرض وفراش الموت.
رحم الله شيخنا الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الغديان رحمة واسعة، وجمعنا وإياه في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
http://islamtoday.net/nawafeth/artshow-43-135325.htm (http://islamtoday.net/nawafeth/artshow-43-135325.htm)
ـ[فتح البارى]ــــــــ[02 - Jul-2010, مساء 07:50]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابو محمد الجزائري]ــــــــ[07 - Jul-2010, مساء 02:00]ـ
جزاك الله خيرا الاخ فريد ورحم الله الشيخ الغديان.
ولكن وجدت في الموقع صورة الشيخ مع ان الشيخ لا يرى بالتصوير(/)
مفهو السلفية للعلامة المحدث محمد ناصر الدين الالباني رحمه الله
ـ[ابوسعيد عبد الله]ــــــــ[03 - Jul-2010, مساء 02:07]ـ
تفضل الرابط التالي:
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=786(/)
العورة المغلظة للمرأة؟
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[03 - Jul-2010, مساء 02:31]ـ
ما هي حدود العورة المغلظة للمرأة عند النساء، هل هي السوأتان أم السرة إلى الركبة؟
ـ[أبو محمد سَعد]ــــــــ[03 - Jul-2010, مساء 11:33]ـ
الحمدُ لله/
عَورةُ المرأة مع المرأة هي كعورةِ المرأة مع محارمها, أي: يجوزُ لها إظهارُ مواضع الزينة فقط. وأمَّا القول بأن عورة المرأة مع المرأة هي كعورة الرَّجل مع الرَّجل فهو مِن أبطل الباطل كما قال شيخنا الألباني -رحمه الله-, وهذا مفهومُ الأية (31) مِن سورة النور:
قال الله تعالى: (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن .. ) الآية.
وبالله التوفيق
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[04 - Jul-2010, مساء 03:54]ـ
بارك الله فيك
ما قصدته العورات أنواع ودرجات فمنها العورة المغلّظة (السوأتان: القُبُل والدُّبُر) والعورة المخففة كفخذي الرّجل أمام الرّجل.
أحيانا أقرأ بعض فتوى المرأة في العورة المغلظة - على على حسب فهمي القاصر- بأنها القبل والدبر و أحيانا أخرى أقرأ فتوى أخرى بأنه العورة المغلظة هي من السرة إلى الركبة.
سؤالي: ما المراد بالعورة المغلظة عند المرأة أمام المرأة هل هي القبل والدبر أم السرة إلى الركبة؟
ـ[أبو محمد سَعد]ــــــــ[05 - Jul-2010, صباحاً 01:57]ـ
العَورة المغلّظة هيَ (الفَرْجان) فقط سواءً بالنسبة للرَّجل أو المرأة, وزيادة (المغلَّظة) للتفريق بين العَورة التي تختلف مِن حال إلى حال, كحال الصلاة وحال غيرها, وبين العَورة المُجْمَعِ على أنها عَورة وهي (الفرْجان).
ـ[محمد العيسى]ــــــــ[05 - Jul-2010, صباحاً 02:13]ـ
السلام عليكم،،
يُنظر هنا
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=41606 (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=41606)
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[05 - Jul-2010, مساء 01:21]ـ
جزاكم الله خيرا .. ونفع الله بكم الأمة(/)
مقال رائع لشيخنا الدكتور إبراهيم السكران-حفظه الله تعالى-موسوم بـ (منازل الأشعريين)
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[03 - Jul-2010, مساء 05:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وبعد،،
حادثةٌ حكاها لي مرةً أحد الأقارب قبل زهاء خمس عشرة سنة .. كان يتحدث لي بشكل عرضي لم يلقِ هو بالاً وهو يتحدث .. لكن قصته تلك لازالت تتناوب على ذهني بين فينة وأخرى .. قريبي هذا يسكن قرية محدودبة في عالية نجد، ويروي لي أنه في الأيام العليلة من السنة يغلق أجهزة التكييف وينام قريباً من النافذة .. ويعلم عن دخول الثلث الأخير من الليل عبر صوت أحد الكهول في القرية يدخل المسجد مع الهزيع الأخير من الليل، وفي فناء المسجد يفترش طرفاً من السجادة الطويلة ويبدأ يرتل القرآن في صلاته بطريقة كبار السن المعهودة .. وهذه عادته كل ليلة ..
منذ حكى لي قريبي تلك القصة وأنا أتحين ذلك الكهل لأرى صلاته الشفافة .. ياليتك تراه وهو يقبض لحيته بين حين وآخر .. ثم يسترسل في قراءته .. لقد كاد يأخذ بأنحاء قلبي ..
قراءته تلك ليست بتجويد مصقول .. ولا حتى بصوت أنيق .. ولكنها -وعزة جلال الله- فيها صدق ويقين أحس أن حوله هالة نور وهو يقرأ ويرتل ..
صحيح أن القرآن بعامة يحمل طاقة تأثيرية تخلب لب المستمع .. ولكن هناك أمرٌ إضافي صرت ألمسه أخيراً .. وهو أن القرآن إذا خيم سكون الليل يكون عالماً آخر .. ثمة قدر إضافي في جلال القرآن لحظة سكون الليل ..
ذلك الكهل القرآني .. توفي قبل سنيات قلائل رحمه الله رحمة واسعة .. ولكن مالذي بعث قصته من مرقدها في ذهني؟ الحقيقة أن الذي أيقظ هذه القصة القديمة قصة مماثلة مرّت بي وأنا أتصفح صحيح البخاري .. وأنا واثق أنك منذ أن تقرأ هذه القصة في البخاري فلن تخطئ عينك وجه العلاقة ..
فقد ورى البخاري عن النبي -صلى الله عليه وسلم – أنه قال (إني لأعرف أصوات رفقة الأشعريين بالقرآن حين يدخلون بالليل، وأعرف منازلهم من أصواتهم بالقرآن بالليل، وإن كنت لم أر منازلهم حين نزلوا بالنهار) [البخاري4232]
لاحظ كيف لم ير النبي منازلهم بالنهار .. ثم استطاع أن يحدد موقعها لما خيم الليل بسبب مابدأ يتسرب منها من حنين المرتلين .. إنها "منازل الأشعريين" ..
يا ألله .. بالله عليك ألا تلمس في كلمات رسول الله حرارة الإعجاب لذلك الترتيل الذي يتهادى من منازلهم بالليل؟! واضح أن النبي –صل الله عليه وسلم- لم يكن يخبر عن مجرد سماعه مصادفة لتلاوتهم الليلية .. بل تكاد تتحسس كيف كان مأخوذاً بذلك الصوت القرآني لدرجة تعيين موقعه في الليل، ثم الإخبار بذلك نهاراً ..
هكذا يكشف مشاعره صلى الله عليه وسلم: (وأعرف منازل الأشعريين من أصواتهم بالقرآن بالليل، وإن كنت لم أر منازلهم حين نزلوا بالنهار) ..
هل تصدق أنني شعرت بحب جارف لأولئك الأشعريين الذين كانت أصواتهم بالقرآن بالليل تستثير مكامن نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم .. بل لقد دفعني ذلك الحب أن أبحث عن شئ من أخبارهم في كتب التراجم والسير .. صحيح أنني وجدت لهم بعض الفضائل، لكنها لم تشفِ نفسي إلى الآن عن خبرهم، وخبر ليلهم الذي كانوا يسهرونه مع كتاب الله .. فاللهم ارض عن الأشعريين ..
النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يسمع القرآن بالنهار قطعاً، فلماذا جذبته قراءة الأشعريين وصار يتلفت إلى منازلهم إذن؟ لا أدري .. لكنني أميل إلى أنها أسرار القرآن بالليل .. فآيات القرآن إذا هبطت غيوم المساء صارت تتدفق بروحانية خاصة ..
انبعاث صوت القارئ بالقرآن بين أمواج الليل الساكن قصة تنحني لها النفوس ..
وقد مرت بي شواهد أخرى لاحظت فيها هذا الحنين النبوي لصوت القرآن بالليل .. ففي صحيح الإمام مسلم أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال مرة لأبي موسى (لو رأيتنى وأنا أستمع لقراءتك البارحة) [مسلم 1887].
يبدو أن رسول الله –صل الله عليه وسلم- لايملك نفسه حين يسمع قارئاً يقرأ القرآن وسط ظلام الليل .. حتى أنه إذا أصبح أخبر أصحابه بتلك القراءات القرآنية الليلية ..
وقوله "لو رأيتني وأنا أستمع" يدل على أن النبي أعار الأمر اهتمامه .. وأخذ ينصت .. تذكر معي هاهنا أن رسول الله يحفظ القرآن بإحفاظ الله له .. ومع ذلك ينصت لمصدر الصوت بالقرآن مهتماً .. ثم يخبر أصحابه بعد ذلك ..
(يُتْبَعُ)
(/)
لماذا؟ إنها أسرار روحانية القرآن حين تستحوذ على سكون الليل البهيم ..
ليس البشر فقط .. بل حتى الملائكة خرجت عن استتارها يوماً حين انبعث صوت الصحابي بالقرآن .. ففي صحيح البخاري عن أسيد بن حضير قال: (بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة، فرفعت رأسي إلى السماء، فإذا مثل الظلة فيها أمثال المصابيح، فخرجت حتى لا أراها، قال رسول الله "وتدري ما ذاك؟ " قال: لا قال رسول الله "تلك الملائكة دنت لصوتك، ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى منهم") [البخاري5018].
كلما سمعت قارئاً يتلوا شيئاً من سورة البقرة .. ومرت بي بعض المواضع المثيرة للعقل البشري .. وفي البقرة مواضع تهز النفوس هزاً أعظمها آية الكرسي التي كلها في أوصاف الجلال الإلهية، وقصة تقلب وجه الرسول في السماء تهفو نفسه لتغيير القبلة، وقصة ابتلاء ابراهيم الخليل بالكلمات وإمامته في الدين، وقصة الملأ من بني اسرائيل الذين طلبوا القتال ثم أخذوا يتساقطون على مراحل، ومواضع عجيبة أخرى .. والمراد أنني كلما سمعت قارئاً يتلوا شيئاً من البقرة تذكرت تنزل الملائكة بأنوارهم حين أخذ أسيد بن الحضير يرتل البقرة وسط جنح الظلام ..
لماذا تنزلت الملائكة كأنها المصابيح تتلألأ وخرجت عن استتارها؟ إنها عجائب كتاب الله حين يهيمن فوق سكون الليل ..
بل تأمل في خبر أعجب من ذلك كله، وهو أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يحث أصحابه بشتى الطرق -المباشرة وغير المباشرة- على تلاوة القرآن بالليل .. كان رسول الله يبعث رسائل ضمنية أثناء تحدثه مع أصحابه تغرس فيهم مركزية تلاوة القرآن إذا لفّ المساءُ المدينة ..
ومن تلك القصص أنه ذُكِر مرة في مجلس النبي الصحابي الجليل "شريح الحضرمي" فأثنى النبي –صلى الله عليه وسلم- عليه بطريقة ليس من الصعب بتاتاً فهم الرسالة الضمنية فيها .. فقد روى النسائي وغيره بسند صحيح أن (شريحاً الحضرمي ذُكِر عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال رسول الله "ذاك رجل لا يتوسد القرآن") [النسائي3/ 256]
دعني أعترف لك أولاً أنني حين قرأت هذا الحديث أول مرة لم يستبن لي وجهه؟ مامعنى "لا يتوسد القرآن"؟ وهل هناك أحد أصلاً يجعل القرآن وسادة لاسمح الله؟ وإذا بالمعنى أنه لاينام بالليل ويترك حزبه من القرآن، لكن البلاغة النبوية العظيمة صورت من ينام عن القرآن كأنه اتخذ القرآن وسادة!
والنص له وجهان، إما أن يكون الرسول يمدح من لا يتوسد القرآن، أو يذم من يتوسد القرآن، ورجح ابن الجوزي في غريبه والسندي في حاشيته الوجه الأول، وعلى كلا التقديرين فالحاصل هو تنبيه الرسول بطريقة بلاغية مثيرة على مكانة تلاوة القرآن بالليل ..
إذا كان النوم عن القرآن شبهه الرسول باتخاذه "وسادة"، فيبدو أن وسائدنا تهتكت من كثرة النوم عليها! فاللهم ارحم الحال ولا تجعلنا ممن يتوسد القرآن ..
وفي كتاب الله إشارات إلى ذلك الجمال الأخاذ لقراءة الوحي بالليل .. منها أن الله تعالى أثنى مرة على قوم بذلك .. فقال تعالى في وصفهم (أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ) [آل عمران113].
هل تستطيع أن تمنع الشجوى حين تتخيل هؤلاء القوم الذين أحب الله فيهم التغني بآيات الوحي إذا أوى الناس إلى فرشهم؟ الله جل جلاله يثمن منهم هذا الموقف ويخلده في كتابه العظيم ..
أخذت مرة أتأمل مثل هذه الأخبار القرآنية النبوية عن جلال القرآن في الليل .. وأخذت أتساءل: ماسبب ذلك ياترى؟ هل هناك تفسير علمي لذلك؟ لم أصل لنتيجة حاسمة، لكن بدت لي بعض الإشارات في كتاب الله ..
فقد أشار القرآن في غير موضع إلى كون الليل موضع للسكن كما قال تعالى (فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا) [الأنعام 96]، وقال تعالى (أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ) [النمل 86] .. ففي أصل التكوين البشري يحتاج الإنسان إلى السكينة بالليل .. وتكون النفس مهيأة بما يعتريها من هذا الهدوء ..
والوحي الإلهي من أعظم أسباب السكينة .. ومن هذا الباب كانت أحد الوجوه في تفسير مافي التابوت في قوله تعالى (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ) .. ولذلك فإن المعرض عن القرآن يصاب بالآلام النفسية كما قال تعالى (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا) [طه124] .. فالحياة الطيبة الحقيقية لاتكون إلا لأهل الإيمان كما قال تعالى (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً) [النحل97] ..
والمراد أن من تأمل لهفة النبي –صلى الله عليه وسلم- على القرآن بالليل حين قال (إني لأعرف منازل الأشعريين بالليل من أصواتهم بالقرآن) .. وحين قال لأبي موسى (لو رأيتني وأنا أستمع لقراءتك البارحة) .. ومدح النبي لشريح الحضرمي بأنه (رجل لايتوسد القرآن) .. وتنزل الملائكة كأنها المصابيح حين أخذ أسيد بن حضير يرتل سورة البقرة بالليل .. ومدح الله لأولئك القوم بأنهم (أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل) .. الخ من تأمل ذلك كله .. فهل سيبقى ليله يتصرم في سهرات ترفيهية مع الأصدقاء، أو تصفح الترهات الفكرية ومقاطع اليوتيوب على شبكة الانترنت؟! هاهو العمر يمضي والناس من حولنا لايمضي أسبوع إلا ويقال "أحسن الله عزاءك في فلان" .. فهل ياترى سيفنى العمر هكذا في الفضول والترفيه ونحن لم نتذوق حلاوة كتاب الله آناء الليل؟ انتهى المقال ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[07 - Jul-2010, صباحاً 09:57]ـ
///تعليقا على مقال شيخنا أبي عمر حفظه الله تعالى ... أقول:
نحن اليمانيون ياطه تطير بنا** إلى روابي العلا أرواح أنصار
إذا تذكرتَ عمار وسيرته**فافخر بنا إننا أحفاد عمار
(البردوني)
الأشاعر:
قبيلة مشهورة تسكن جبل راس وزبيد والسهول الموازية لشرعب ومقبنه، ومن بطون هذه القبيلة: الجماهر، ناجيَّه، الحتيك،برع، .... راجع كتاب معجم البلدان والقبائل اليمنية لإبراهيم أحمد المقحفي ص67الطبعة الأولى 1422 - 2002،وقد صدرت الطبعة الثانية في نحو ست مجلدات رأيتها في مكتبة الرشد،والكتاب مرجع معاصر في معرفة القبائل اليمنية ...
**ذكرني بعض كلام الشيخ الرائع حول ليلنا وليل السلف بكلمة لأحد الإخوة حيث كان يقول: ليلُ السلفِ كان يسمعُ له أنينٌ وليلنا يسمعُ له طنينٌ-يشير إلى المكيفات-(/)
مسألة علمية؛؛؛
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[03 - Jul-2010, مساء 10:26]ـ
من قال بجواز لبس الذهب للرجل من أهل العلم
ـ[اوس عبيدات]ــــــــ[03 - Jul-2010, مساء 10:31]ـ
على حد علمي القاصر لم يقل به أحد لأن المسألة ورد فيها الكثير من الأحاديث التي تنهى عن لبس الذهب والحرير للرجال والله أعلم(/)
الوسواس القهري
ـ[سمير عبد الخالق]ــــــــ[04 - Jul-2010, صباحاً 01:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
رب اشرح لي صدري ويسّر لي أمري
ما هو الوسواس القهري؟
يقول المولى تبارك وتعالى في محكم تنزيله الكريم في سورة الأعراف 200
وامَّا يَنزغنَّكَ مِنَ الشيطانِ نَزْغٌ فاستعذْ بالله , انه سميعٌ عليمٌ
جاء في تفسير ابن كثير رحمه الله عن قوله تعالى الكريم واما ينزغنّك: أي واما يُغضبنّك من الشيطان غضبٌ يصدُّكَ عن الاعراض عن الجاهل ويحملك على مجازاته, فاستعذ بالله: أي فاستجير بالله عزوجل من نزغ الشيطان, فالله سميع لجهل الجاهل عليك, عليم بما يُذهبُ عنك نزغ الشيطان وغير ذلك من أمور خلقه عزوجل, وأصل النزغ هنا هو الفساد, والفساد اما يكون بالغضب أو بغيره, واليعاذ بالله يكون: باللجوء الى الله عزوجل, والاستجارة بالله عزوجل من شر شياطين الانس والجن, كقول الشاعر رحمه الله:
الهي بك أستجير ومن يجير سواك .... ارحم ضعيفا يحتمي بحماك
يا رب! قد أخطأتُ فاغفر زلتي ... أنت المجيبُ لكلّ من ناداك
وأما الملاذ فدوما يكون في طلب الخير, كقول الحسن بن هانيء رحمه الله
يا من ألوذُ به فيما أُؤمله,,,ومن أعوذ به ممّا أحذره
لا يُجيرُ الناس عظماً أنت كاسره ... ولا يهيضون عظما أنت جابره
من خلال ما تقدّم نستطيع القول بأنّ الوسواس القهري هو وسواس شيطاني قهري فوق ارادة الانسان , ولا يأتيه الا عند نيته بآداء طاعة ما سواءً كانت صلاة او صيام أو وضوء أو طهارة أو غسل, وما يُعرض للمسلم في وضوءه وصلاته
فلا يدري كم توضأ ولا كم صلى: فمصدره من الشيطان، فإن استعاذ بالله من الشيطان كفاه الله إياه، وإن استسلم له واستجاب لأوامره تحكَّم فيه الشيطان، وتحول من وسوسة عارضة إلى مرضٍ مهلك، وهو ما يسمى الوسواس القهري.
والوسواس القهري هو علة مرضية تصيب بعض الناس كما تصيبهم أية أمراض أخرى، وهي أفكار أو حركات أو خواطر أو نزعات متكررة ذات طابع بغيض يرفضها الفرد عادة ويسعى في مقاومتها، كما يدرك أيضاً بأنها خاطئة ولا معنى لها، لكن هناك ما يدفعه إليها دفعاً، ويفشل في أغلب الأحيان في مقاومتها، وتختلف شدة هذه الوساوس حتى إنها لتبدو – لغير المتخصصين – عند زيادة شدتها وكأن المريض مقتنع بها تماماً، ويعتري هذا النوع من الوساوس الإنسان أيضاً في عباداته وكذلك في شؤون حياته الدنيوية.
وفيما يتعلق بالوضوء يشعر أنه لم يغسل العضو بشكل صحيح بعد قضاء الحاجة, أو يشك أن ملابسه أصابها شيء من البلل وأن هناك شيء من النجاسة قد أصاب ثيابه. وعندما يتوضأ، يشعر أنه لم يغسل أعضاء الوضوء بشكل صحيح. ويحاول تجاهل هذه الوساوس، لكنه يخاف إن تجاهلها وكان مخطئا، فإن صلاته سوف لن تقبل. وقد يصل به الحال إلى أن الصلاة الواحدة قد تستغرق منه الساعة تقريبا أو أكثر من ذلك، وأصبح يؤدي الصلاة وكأنها مجرد شعيرة عادية لا خشوع فيها بسبب تلك الوساوس. وعندما ينتهي من تأدية إحدى الصلوات، يبدأ في التخوف من كيفية إنهائه للصلاة التي تليها.
المهم في مشاكل من هذا النوع ألا يشعر أحدنا بعقدة الذنب والعقوبة, والوسواس في عدد ركعات يبني على أنه صلى الأقل ويكمل صلاته ثم قبل السلام يسجد سجدتين السهو, وبخصوص شكه في العضو ان كان قد غسله أم لا, أن يبني على أنه غسله, وهكذا يكون الحل في كل مشكلة وسواسية تعترض أحدنا يتغلب على الشيطان ووساوسه القهرية
وسنورد اليكم بعض الأحاديث النبوية الشريفة والتي تبين مدى حرص الشيطان على إغواء بني آدم، وصده اياهم عن عبادة ربهم جلّ وعلا، وذلك عن طريق الوساوس التي يلقيها في صدورهم. وسنبيّنُ طرق النجاة من هذه الوساوس الشيطانية. والتي قد تؤدي ببعض الناس الى أن يرتابوا في كل عبادة يقومون بها، هل فعلوها أم لا؟ وما يبعث في النفس الطمأنينة من هذه الوساوس , انّ المبتلى بها يثاب عليها, هذا ما ذكره كل من الآئمة ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله
(يُتْبَعُ)
(/)
روى الامام مسلم رحمه الله عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلُوهُ إِنَّا نَجِدُ فِي أَنْفُسِنَا مَا يَتَعَاظَمُ أَحَدُنَا أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ. فقال صلى الله عليه وسلم: وَقَدْ وَجَدْتُمُوهُ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: ذَاكَ صَرِيحُ الإِيمَانِ.
وقد بيّن شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله بأنّ معنى عبارة صريح الإيمان أي كالمجاهد الذي جاءه العدو فدافعه حتى غلبه فهذا أعظم الجهاد , والصريح الخالص كاللبن الصريح وإنما صار صريحا لما كرهوا تلك الوساوس الشيطانية ودفعوها فخلص الإيمان فصار صريحا, وهذه الوسوسة هي مما يهجم على القلب بغير اختيار الإنسان فإذا كرهه العبد و نفاه كانت كراهته صريح الإيمان , وقال كثير من العلماء: فكراهة ذلك وبغضه وفرار القلب منه هو صريح الإيمان والحمد لله الذي كان غاية كيد الشيطان الوسوسة، فإن شيطان الجن إذا غُلِبَ وسوس، وشيطان الإنس إذا غُلِبَ كَذَبَ. والوسواس يعرض لكل من توجه إلى الله تعالى بذكر أو غيره لابد له من ذلك فينبغي للعبد أن يثبت ويصبر ويلازم ما هو فيه من الذكر والصلاة ولا يضجر فانه بملازمة ذلك ينصرف عنه كيد الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا وهذا الوسواس يزول بالاستعاذة وانتهاء العبد وأن يقول إذا قال لم تغسل وجهك: بلى قد غسلت وجهي. وإذا خطر له أنه لم ينو ولم يكبر يقول بقلبه: بلى قد نويت وكبرت. فيثبت على الحق ويدفع ما يعارضه من الوسواس، فيرى الشيطان قوته وثباته على الحق فيندفع عنه، وإلا فمتى رآه قابلا للشكوك والشبهات مستجيبا إلى الوساوس والخطرات أورد عليه من ذلك ما يعجز عن دفعه وصار قلبه موردا لما توحيه شياطين الإنس والجن من زخرف القول وانتقل من ذلك إلى غيره إلى أن يسوقه الشيطان إلى الهلكة اهوعلى هذا يمكن أن يقال: يثاب المرء على إعراضه عن هذه الوساوس ومجاهدته للشيطان لأمور:1 - مدح النبي صلى الله عليه وسلم كراهة هذه الوسوسة المتعلقة بالتشكيك في العقيدة بقوله: ذاك صريح الإيمان
. ومن لوازم كراهة هذه الوسوسة الإعراض عنا، وعدم الاسترسال معها.2
- امتثال أمر النبي صلى الله عليه وسلمب قوله: ولينته.
.3 - قوله صلى الله عليه وسلم في سجدتي السهو: كَانَتَا تَرْغِيمًا لِلشَّيْطَانِ ففيه الحث على ترغيم الشيطان وإذلاله، وترغيمه هنا إنما هو بالإعراض عن هذه الوساوس وعدم الالتفات إليها مع ما أرشد الله ورسوله إليه من الاستعاذة بالله من الشيطان وغير ذلك
.4 - ما يصيب المؤمن من ضيقٍ وهمٍّ من هذه الوساوس قد يدخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم: مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلا وَصَبٍ وَلا هَمٍّ وَلا حُزْنٍ وَلا أَذًى وَلا غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ , وما قوله كالمجاهد الذي جاءه العدو فدافعه حتى غلبه فهذا أعظم الجهاد. فتشبيهه ذلك بالمجاهد ووصفه بأنه أعظم الجهاد.
وروى الامام مسلم رحمه الله أَنَّ ععثمان بن أبي العاص رضي الله عنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! انّ الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها عليّ, فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ذَاكَ شَيْطَانٌ يُقَالُ لَهُ خَنْزَبٌ، فَإِذَا أَحْسَسْتَهُ فَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْهُ، وَاتْفِلْ عَلَى يَسَارِكَ ثَلاثًا. قَالَ: فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَذْهَبَهُ اللَّهُ عَنِّي.
ومن أساليب الشيطان في الإضلال إلقاء الشكوك والوساوس في قلوب العباد وقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعض ما يلقيه فقد جاء في الحديث الذي رواه الامام
البخاري ومسلم رحمهما الله في صحيحهما من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: قَالَ رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يأتِي الشَطَانُ أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ كَذَا؟ مَنْ خَلَقَ كَذَا؟ حَتَّى يَقُولَ: مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ؟ فَإِذَا بَلَغَهُ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ وَلْيَنْتَهِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
فأرشد صلى الله عليه وسلم هنا إلى أمرين هامين: أولهما: اللجوء الى الله عزوجل والاعتصام بحبله المتين وهو القرآن الكريم , وان نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم امتثالا لقوله تعالى في نهاية سورة الاعراف 200
وامَّا يَنزغنَّكَ مِنَ الشيطانِ نَزْغٌ فاستعذْ بالله , انه سميعٌ عليمٌ
وثانيهما: الانتهاء والإعراض عن هذا الأمر والاشتغال بغيره من الأمور النافعة.
وعنهما رحمهما الله من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا نُودِيَ بِالصَّلاةِ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ وَلَهُ ضُرَاطٌ حَتَّى لا يَسْمَعَ الأَذَانَ فَإِذَا قُضِيَ الأَذَانُ أَقْبَلَ، فَإِذَا ثُوِّبَ بِهَا أَدْبَرَ، فَإِذَا قُضِيَ التَّثْوِيبُ أَقْبَلَ حَتَّى يَخْطِرَ بَيْنَ الْمَرْءِ وَنَفْسِهِ يَقُولُ: اذْكُرْ كَذَا وَكَذَا مَا لَمْ يَكُنْ يَذْكُرُ حَتَّى يَظَلَّ الرَّجُلُ لا يَدْرِي كَمْ صَلَّى فَإِذَا لَمْ يَدْرِ أَحَدُكُمْ كَمْ صَلَّى ثَلاثًا أَوْ أَرْبَعًا فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ.
وروى الامام مسلم رحمه الله من حديث أَبِي سَعِيدٍ الخدرِي رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلاتِهِ فَلَمْ يَدْرِ كَمْ صَلَّى ثَلاثًا أَمْ أَرْبَعًا فَلْيَطْرَحْ الشَّكَّ وَلْيَبْنِ عَلَى مَا اسْتَيْقَنَ ثُمَّ يَسْجُدُ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ, فَإِنْ كَانَ صَلَّى خَمْسًا شَفَعْنَ لَهُ صَلاتَهُ, وَإِنْ كَانَ صَلَّى إِتْمَامًا لأَرْبَعٍ كَانَتَا تَرْغِيمًا لِلشَّيْطَانِ.
وعلينا أن ندرك جيدا أنّ الشيطان لا يوسوس الا لأهل الايمان, اما الكافر فلا يوسوس الشيطان له لكثرة مداخله اليه يأتيه منها من حيث يشاء دون أن يجد مقاومة أو موانع, فيتلاعب به الشيطان كما يشاء, والاعتقاد الذي لا شك فيه ولا ريب أن الكون كله علويه وسفليه مدبرّ ومربوب لله سبحانه لا يملك أحد فيه شيئاً، لقوله تعالى في سورة سبأ 22 - 23: قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن آذن له
كقوله تعالى في آية الكرسي: من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه
فلنكن متأهبين على الدوام لهذا العدو الشرس الماكر والحريص كل الحرص على الإضلال والتشكيك , وبقدر استعانتك بالله وعلمك بعدوك واستعدادك له , تنتصر عليه باذن الله, وطالما أنك عرفت عدوك الحقيقي فقيده وسلسله بالأسلحة الفتاكة التالية التي وباذن الله عزوجل سوف تعينك على دفع هذه الوساوس ونسأل الله العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يعيذنا من همزات الشياطين ونزغاتهم ووساوسهم والحمد لله رب العالمين.
وأولها: الالتزام بالكتاب والسنة ايمانا واحتسابا وقولا وعملا, والاعتصام بحبل الله المتين كتاب الله الكريم, وتجنب مسالك الشيطان ما أمكنك الى ذلك سبيلا عملا بقوله تعالى: واتقوا الله ما استطعتم.
وتذكر دوما أنّ من ترك شيئا من الإسلام فقد اتبع بعض خطوات الشيطان, وانّ كثرة السجود لله تعالى تثبط عمل الشيطان وتغيظه , كما في الحديث الذي رواه الامام مسلم رحمه الله من حديث أبي هريرة رضي الله عنه , عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال::إذا قرأ ابن أدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي يقول يا ويلتي أمر ابن أدم بالسجود فسجد فله الجنة وأمرت بالسجود فعصيت فلي النار.
ثانيها: المداومة على الاستعاذة بالله من جميع الشرور والالتجاء إليه سبحانه وتعالى، وقد نبه الشرع على مزيد العناية بالاستعاذة بالله تعالى في مواضع وأحوال معينة أهمها: عند قراءة القرآن, وعند دخول الخلاء وعند الغضب, وعند الجماع, وعند نزول المكان, وعند سماع نهيق الحمار, وبعد تكبيرة الاحرام للصلاة وقبل الشروع بالاستفتاح, ولكلّ منها دعاء مخصوص كما جاء في الهدي النبي الشريف.
فعند قراءة القرآن نقول: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم.
وعند دخول الخلاء نقول: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث.
وعند الغضب وسماع نهيق الحمار نقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعند الجماع نقول: بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا
وعند نزول مكان ما نقول: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق.
وبعد تكبيرة الاحرام للصلاة نقول: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه.
وخير ما تعوّذ به المتعوذون سورتي الفق والناس لحديث رواه الامام مسلم رحمه الله عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ألم تر آيات أنزلت عليّ الليلة لم ير مثلهن قط: قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس.
ثالثها: المداومة على ذكر الله عزوجل, والاشتغال به ما امكننا الى ذلك سبيلا, فالذكر أعظم ما ينجي العبد من وساوس الشيطان, وفي الحديث: أن الله تعالى أمر يحيى عليه الصلاة والسلام أن يأمر بني إسرائيل بخمس خصال منها: وآمركم أن تذكروا الله تعالى، فإن مثل ذلك مثل رجل خرج العدو في أثره سراعاً حتى إذا أتى إلى حصن حصين فأحرز نفسه منهم، كذلك العبد لا يحرز نفسه من عدوه إلا بالذكر
رابعها: لزوم جماعة المسلمين بأن يعيش الإنسان في ديار الإسلام ويختار لنفسه الفئة الصالحة التي تعينه على الخير, لما رواه الامام الترمذي رحمه الله, قال صلى الله عليه وسلم: من أراد منكم بحبوحة الجنة فليلزم جماعة المسلمين فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد.
خامسها: مخالفة الشيطان في كل أحوالك ووسوساته, كما جاء في صحيح الجامع في الحديث الذي رواه أبو نعيم رحمه الله باسناد صحيح: فإنه يأتي في صورة ناصح فالواجب مخالفته فإنه لو كان ناصحاً لنصح نفسه فقد أوقع نفسه في النار، فإذا جاءك وأنت تصلي فقال لك أنت مُراءٍ , فزدها طولاً , وإذا قال لك: أحدثت , فقل كذبت , وإذا قال لك الموتى يسمعون وينفعون أو يضرون, فقل له كذبت , وإذا أكلت فخالفه فكل بيمينك وأشرب بها وخذ بها بل حتى في القيلولة كما في الحديث قيلوا فإن الشياطين لا تقيل.
بل حتى في اللقمة التي تقع في الأرض , روى الامام مسلم رحمه الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: فليأخذها ولا يدعها للشيطان.
سادسها: المداومة على التوبة ولزوم الاستغفار, لما رواه الامام أحمد رحمه الله في مسنده صحيح الجامع وصححه الالباني رحمه الله: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الشيطان لرب العزة: وعزتك يا رب لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم فقال الرب: وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني.
فحال الإنسان دائماً التوبة والإنابة إلى الله سبحانه ولهم أسوة في أبيهم أدم عليه الصلاة والسلام كما في قوله تعالى في سورة الاعراف 23: ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين
ويجب أن لا يغيب عن بالنا أبداً بأنّ الهموم والغموم التي تصيبنا ما هي الا جملة ما يكفّر عنه بها من سيئاتنا ويخفف عنا من ذنوبنا، فإذا صبرنا واحتسبنا أثابنا الله عزوجل على ذلك, ودواء هذه الأمراض باللجوء الى الأدعية المأثورة في الكتاب والسنة, فمن الكتاب الكريم نذكر على سبيل المثال لا الحصر: دعاء سيدنا يونس عليه الصلاة والسلام قوله تعالى: لا اله الا أنت سبحانك اني كنت من الظالمين .. وقوله تعالى: انا لله وانا اليه راجعون ... وقوله تعالى: وأفوض أمري الى الله انّ الله بصير بالعباد .. وقوله تعالى: ربّ أعوذ بك من همزات الشياطين * وأعوذ بك ربّ أن يحضرون ... وعلى مستوى السنة على سبيل المثال لا الحصر ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابن مسعود رضي الله تعالى عنه حيث قال: أنه ما من مؤمن يصيبه همّ أو غمّ أو حزن فيقول: اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض فيًّ حكمك عدلٌ فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سمَّيت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علّمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور بصري، وجلاء حزني، وذهاب همِّي وغمِّي، إلا فرَّج الله عنه.
ومنها الرقية الشرعية بأن يرقي الإنسان نفسه كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يُرقي نفسه عند نومه بالمعوِّذات وينفث بيديه، فيمسح بهما وجهه وما استطاع من جسده الشريفين. أو يذهب إلى من يوثق في دينه فيرقيه.
انّ الوسواس الذي يصيبنا نحن البشرليس كله على درجة واحدة, فالوسواس الذي يدعو
(يُتْبَعُ)
(/)
الإنسان لسماع المحرمات كالأغاني والموسيقى والغيبة والنميمة وما الى ذلك من المحرمات , او اقتراف الفواحش ما ظهر منها وما بطن, أو رؤيتها منبعها من ثلاثة مصادر: النفس الأمَّارة بالسوء، وشياطين الانس، وشياطين الجن., ولعلّ شياطين الانس أشدُّ خطراً على الانسان من شياطين الجن كما ورد في الحديث الصحيح.
والنفس البشرية ثلاثة أنفس: النفس المطمئنة, والنفس الخبيثة, والنفس الأمارة بالسوء, النفس الأمارة في السوء قال عنها المولى تبارك وتعالى في سورة ق 16: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ.
وشياطين الانس هم الوسواس الخناس الذين أمرنا الله عزوجل أن نتعوذ منهم في سورة الناس: قل أعوذ بربّ الناس * ملك الناس * اله الناس * من شرِّ الوسواس الخناس * الذي يوسوس في صدور الناس * من الجِنَّةِ والناس.
وهذه الوساوس قد تكون من الجن , وقد تكون من بني آدم
وشياطين الجن , كابليس حين وسوس لآدم عليه الصلاة والسلام وأخرجه من الجنة كما في قوله تعالى في سورة طه 120: فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلّكَ عَلَىَ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لاّ يَبْلَىَ.
ان وسوسة الشيطان عادة تزول بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم, ووسوسة النفس
تحتاج الى جانب الاستعاذة الى تقوية الصلة بين العبد وربه, من خلال المداومة على فعل الطاعات باخلاص النية لله عزوجل بيعيدا عن الرياء, وترك المنكرات.
وأما الوسواس القهري فهو في أغلب أحواله حالة مرضية.
والفرق بين وسوسة النفس ووسوة الشيطان فنستطيع تلخيصها بايجاز بما يلي:
وسوسة الشيطان هي تزيين المعصية في نفس العبد حتى يقع فيها, فان تاب عنها انتقل به الى معصية أخرى, فان عصاه فيها انتقل به الى معصية ثالثة, وهكذا يبقى الشيطان يصارع الانسان في الوسوسة حتى يوقعه فيها حتى وان تمكن منه بترك نافلة, المهم عنده أن يعصي الانسان ربه عزوجل ولو بترك نافلة.
أما وسوسة النفس فهي التي تحث صاحبها على معصية بعينها وتكررالنفس طلبها.
ورحم الله شيخ الاسلام ابن تيمية حيث قال في الفرق بين وسوسة النفس والشيطان:
ما كرهتْه نفسُك لنفسِك فهو من الشيطان فاستعذ بالله منه، وما أحبَّته نفسُك لنفسِك فهو من نفسك فانْهَها عنه
أي أن النفس غالباً توسوس فيما يتعلق بالشهوات التي يرغب فيها الناس عادةً.
والشيء الذي يبعث في النفس الطمأنينة الى حد ما أننا لا نؤاخذ ان شاء الله تعالى على وساوس النفس والشيطان، ما لم نتكلم أو نعمل بها, وهذا لا يعني أننا لسنا مأمورون بتجنها ودفعها عن أنفسنا؟ بل اذا استرسلنا بها قد نحاسب عليها, لذا كان وجوباً علينا محاولة دفعها ما أمكن حتى لا نسترسل بها فنقع فيها.
فقد أُمرنا بعدم الالتفات لوساوس الشياطين، وأن يبني على الأقل في الصلاة عند الشك فيها، وأُمر بالاستعاذة من الشيطان والنفث عن يساره ثلاثاً إذا عرضت له وساوس الشيطان في الصلاة، وأُمر بمصاحبة الأخيار والابتعاد عن الأشرار من الناس، فمن فرَّط في شيء من هذا فوقع في حبائل نفسه الأمارة بالسوء أو الاستجابة لشياطين الجن والإنس فهو مؤاخذ.
وأما الوسواس القهري: فلأنه حالة مرضية فأغلب رأي العلماء المبني على ما رواه كل من الامام بخاري ومسلم رحمهما الله في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لأُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ يَتَكَلَّمُوا أَوْ يَعْمَلُوا بِهِ
اننا لا نؤاخذ عليه لخروجه عن ارادتنا, يقول الله عزوجل في سورة التغابن 16: فّاتَّقٍوا اللّهّ مّا اسًتّطّعًتٍمً
ويقول عزوجل في سورة الطلاق 7
لا يٍكّلٌفٍ اللّهٍ نّفًسْا إلاَّ مّا آتاها
وعلى من ابتلي بمثل هذا الوسواس أن يداوم على قراءة القرآن والأذكار الشرعية صباحا ومساء، وعليه أن يُقوي إيمانه بالطاعات والبعد عن المنكرات، كما عليه أن يشتغل بطلب العلم، فإن الشيطان إن تمكَّن من العابد فلن يتمكَّن من العالم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد يأتي الشيطان ويوسوس للمسلم أشياء منكرة في حق الله تعالى، أو رسوله صلى الله عليه وسلم، أو شريعته، يكرهها المسلم ولا يرضاها، فمدافعة هذه الوساوس وكراهيتها دليل على صحة الإيمان، فينبغي أن يجاهد نفسه، وألا يستجيب لداعي الشر.
قال ابن كثير رحمه الله:
وكما قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره لقوله تعالى في خواتيم سورة البقرة: وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ
هو وإن حوسب وسُأل , لكن لا يعذب إلا بما يملك الشخصُ دفعَه، فأما ما لا يملك دفعه من وسوسة النفس وحديثها: فهذا لا يكلَّف به الإنسان، وكراهية الوسوسة السيئة من الإيمان
وقال فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في هذا الأمر ما يشفي الصدر فقال:
قد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحيحين وغيرهما أنه قال: إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم
وفيما رواه الامام مسلم رحمه الله ن الصحابة رضي الله عنهم حين سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عما يخطر لهم من هذه الوساوس , فأجابهم صلى الله عليه وسلم بقوله: ذاك صريح الإيمان , وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق عليه: لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال هذا خلق الله الخلق فمن خلق الله فمن وجد من ذلك شيئا فليقل آمنت بالله ورسله
وفي رواية أخرى في صحيح مسلم: فليستعذ بالله ولينته.
وقبل أن أختم هذا البحث أودّ أن أُذكّر الأخوة والأخوات في الله, أنّ الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم في العروق, أو كما قال عليه الصلاة والسلام, وهذا يعني أنه يتدخل في كل صغيرة وكبيرة من حياتنا على كافة المستويات التي يكون فيها معصية أو منكر أو خطأ ولو كان من اللمم, وعلينا أن نتنبه الى أنّ الشيطان لا يستقوي الا على كل ذو نفسٍ ضعيفة, ولولا هذا لما حذرنا الله تعالى منه كما في قوله تعالى في محكم تنزيله الكريم في سورة يس: ألم أعهد اليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان انه لكم عدوٌّ مبين
اذن ضعف ايمان العبد من أوليات سيطرة الشيطان عليه, فاذا اجتمع الشيطان مع نفس العبد الأمارة بالسوء أحكم الشيطان سيطرته على الانسان , لأجل ذلك علينا جميعا أن نُبقي ألسنتنا رطبة بذكر الله تعالى على أي جنب كان عسى أن نكون من اولوا اللالباب الذين قال فيهم المولى تبارك وتعالى في خواتيم سورة آل عمران:
الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض
والله عزوجل وحده أعلم بغيبه
ـ[بايزيد]ــــــــ[04 - Jul-2010, صباحاً 05:38]ـ
جزاك الله خير موضوع نفيس ولكن لماذا لم تذكر السبب الطبي والعلاج رغم أن علاج الوسواس القهري معروف سببه في الأوساط الطبيّة وأدويتها فعّالة جدا بعد التوكل على الله عز وجل.
وسبب الوسواس القهري نقص في هرمون السيروتونين ( serotonin ) وأدويتها فعّالة جدا حيث أنها تزيد إفراز هذا الهرمون ويشعر الإنسان بعدها بالراحة وإتزان العقل. والله أعلم
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[04 - Jul-2010, صباحاً 11:22]ـ
الكفار نسوا العامل الغيبي عداء للكنيسة، وبعض المسلمين نسوا الجانب الطبي السببي عداء للغرب!
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[04 - Jul-2010, مساء 05:19]ـ
ولكن من الملاحظ أن الوسواس القهري قد ازداد في هذا العصر!
والأمراض النفسية كذلك، تفاجأت منذ فترة ليست بالبعيدة أن من الأقرباء مرضى،و كنت قد لاحظت فيهم كثرت الضحك المبالغ فيه لأي موقف أو حكايه طريفة أو محزنه، فقيل لي أن سبب ضحكهم المبالغ هو من الحبوب والأدوية النفسية!!(/)
لطيفة: الشيخ ابن عثيمين رحمه الله يستدل بكلام للشيخ القرضاوي و شلتوت
ـ[أبو مشاري]ــــــــ[04 - Jul-2010, مساء 02:51]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و بعد
فهذه لطيفة قراتها من كتاب الشيخ محمد الصالح العثيمين رحمه الله، في رسالة له بعنوان:" الربا طريق التخلص منه في المصارف"، و لفت نظري استدلال الشيخ -رحمه الله - على ما يقرر بكلام لكل من الشيخ محمد صديق الضرير، و الشيخ علي السالوس، و الشيخ يوسف القرضاوي، و الشيخ شلتوت.
فتذكرت حال بعض ممن بنتسب إلى الشيخ و هو يأنف الاطلاع على كتب بعض ممن ذكرت، أو حتى الأتيان بأسمائهم. و الله المستعان
انظر المرفقات:
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=51 52&stc=1&d=1278240929http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=51 52&stc=1&d=1278244149
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=51 53&stc=1&d=1278244149
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=51 54&stc=1&d=1278244149
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=51 55&stc=1&d=1278244149
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=51 56&stc=1&d=1278244149
http://majles.alukah.net/attachment.php?attachmentid=51 56&stc=1&d=1278240782
ـ[محمد عبد العزيز الجزائري]ــــــــ[06 - Jul-2010, مساء 11:39]ـ
بسم الله الرّحمن الرّحيم
"الحكمة ضالّة المؤمن حيث وجدها فهو أحقّ بها" إسناده ضعيف إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ولكنّ معناه صحيح.
لا يعني ذِكْرُ الشّيخ ابن عثيمين -رحمه الله- لفلان من النّاس أنّه يزكّيه، بل قد تجدُه ردّ عليه في موطن آخر، وسبب الاستدلال بكلامه لأجل كونه موافقا أو قد يكون مِنْ باب أنّه يوجد أناس لا يأخذون عنه، وذلك ربّما لشيء في صدورهم فيأتي بأقوال مَنْ يأخذون عنهم حتّى ينقذهم مِنْ مغبّة الوقوع في ما نهى الله عنه، وقد يكون لأشياء أخرى.
ولا يعني وقوع إمام في بدعة أنّه لا يؤخذ منه العلم مطلقا، فتجد أهل السّنّة يردّون على فرقة ما بكلام صائب من فرقة أخرى، ويأخذون الكلام الصّائب من الفرقة الأخرى ويردّون على الفرقة الأولى، فيأخذون ما صفى ويذرون ما كدر.
ـ[أبو فؤاد الليبي]ــــــــ[07 - Jul-2010, صباحاً 02:39]ـ
على هذا يلزم أن تنصح طلبة العلم بكشاف الزمخشري أو حتى تفسير الرازي وذلك ?ن بعض اكابر العلماء مثل بن كثير يذكر أقوالهم!!!
عجيب هذا المنهج , ياأخي طالب العلم المتقدم الذي تشبع بعقيدة السلف لديه القدرة على التمييز ولايضره - إن شاء الله - لاالقرضاوي ولامن هو فوقه أو دونه في الشر , ولكن المسألة فيمن لايميز , يعني طالب العلم المبتدئ فكتب القرضاوي أقل مايقال عنها أنها مهلكة , ومع ذلك كله فطالب العلم لم يخسر شيئا إذا لم يقرأ للقرضاوي ولم يخسر شيئا إذا لم يقرأ لكل من ذكرت , ولو يستفرغ جهده للعلماء الربانيين الذي علموا فعملوا وانتهجوا سبيل السلف , فيقرأ مؤلفاتهم وآثاراهم لمضى العمر ولما ينتهي فما حاجته للزغل , والله المستعان.
ـ[أبو مشاري]ــــــــ[13 - Jul-2010, مساء 01:13]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
وبعد ...
لست في هذا المقام في صدد التحدث عن منهج العلماء في الجرح و التعديل، أو طرق التعامل مع المخالف، أو منهج الموازنة، فكل ذلك فيما أحسب قد تبين لكل ذي عينين الحق فيه لمن ألقى السمع و هو شهيد.
والذي أردته في النقل السابق أن أبين استدلال الشيخ -رحمه الله - و تقرريره كلام بعض ممن تحمر الوجه بمجرد ذكر اسمه، و أما من اقتنى كتبهم فيرجح أن قد خرج من منهج أهل السنة و الجماعة.
كم سمعنا عن أناس تمت مقاطعتهم و التنفير منهم لمجرد ذكر بعض الأسماء عرضا ضمن كلامهم (سيد قطب، سلمان العودة ... الخ القائمة)، لأنهم -زعموا- استدلوا بكلام من قد يغتر العامة بالاستدلال بكلامهم.
واللبيب بالإشارة يفهم
والله الموفق(/)
من فوائد الاستغفار (للشيخ عبد الله بن محمد العسكر)
ـ[محمد الوجيه]ــــــــ[05 - Jul-2010, صباحاً 10:10]ـ
من فوائد الاستغفار (للشيخ عبد الله بن محمد العسكر)
فوائد الاستغفار:
أيها المؤمنون أن للاستغفار فوائد عظيمة يصعب حصرها ولكن أذكر لكم سبعاً من فوائده.
أولاً- أن الاستغفار من أجل ما يحبه الله من العبد:
وجاء في الآثار: (إن العبد إذا دعا ربه وهو يحبه قال يا جبريل لا تعجل بقضاء حاجة عبدي فإني أحب أن اسمع صوته).
ثانياً - راحة القلب وتسهيل الصعب وتفريج الكرب:
هل تريد راحة البال. وانشراح الصدر وسكينة النفس وطمأنينة القلب والمتاع الحسن؟ عليك بالاستغفار: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعاً حَسَناً} [هود: 3]. في الحديث الصحيح: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب).
كان ابن تيمية يقول كما يحدث عنه أحد تلامذته: " إنه ليقف خاطري في المسألة أو الشيء أو الحالة التي تشكل علي فأستغفر الله تعالى ألف مرة أو أكثر أو أقل حتى ينشرح الصدر، وينحل إشكال ما أشكل. وأكون إذ ذاك في السوق أو المسجد أو الدرب أو المدرسة، لا يمنعني ذلك من الذكر والاستغفار إلى أن أنال مطلوبي ".
وقد حكى عنه ذلك تلميذه ابن القيم (إعلام الموقعين) فقال:" وشهدت شيخ الإسلام _ قدس الله روحه _ إذا أعيته المسائل واستصعبت عليه فرَّ منها إلى التوبة والاستغفار , والاستغاثة بالله واللجوء إليه , واستنزال الصواب من عنده , والاستفتاح من خزائن رحمته , فقلما يلبث المدد الإلهي أن يتتابع عليه مدا , وتزدلف الفتوحات الإلهية إليه بأيتهن يبدأ , ولا ريب أن من وفق هذا الافتقار علما وحالا , وسار قلبه في ميادينه بحقيقة وقصد فقد أعطي حظه من التوفيق , ومن حرمه فقد منع الطريق والرفيق , فمتى أُعِين مع هذا الافتقار ببذل الجهد في درك الحق فقد سلك به الصراط المستقيم , وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم".
ثالثاً - قوة البدن: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ}
قال مجاهد: شدة على شدتكم. وقال الضحاك: خصبا إلى خصبكم. وقال علي بن عيسى: عزا على عزكم. وقال عكرمة: ولدا إلى ولدكم.
رابعاً - دفع العقوبات والمصائب: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} قال أبو موسى –رضي الله عنه-: " كان لنا أمانان، ذهب أحدهما – وهو كون الرسول صلى الله عليه وسلم فينا -، وبقي الاستغفار معنا، فإذا ذهب هلكنا "
خامساً - نزول الغيث والرزق بالذرية الطيبة والولد الصالح والمال الحلال والرزق الواسع.
{اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً} [نوح:10ـ12].
جاء رجلُ إلى الحسن البصري يشكو إليه الجذب والقحط فأجابه قائلاً: " استغفر الله "، ثم جاءه رجلُ آخر يشكو الحاجة والفقر فقال له: " استغفر الله "، ثم جاءه ثالثُ يشكو قلة الولد فقال له: " استغفر الله "، فعجب القوم من إجابته فأرشدهم إلى الفقه الإيماني والفهم القرآني والهدي النبوي وتلا قول الحق جل وعلا: {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموالِ وبنين يجعل لكم جناتِ ويجعل لكم أنهاراً}.
قالت امرأة: مات زوجي وأنا في الثلاثين من عمري .. وعندي منه خمسة أطفال بنين وبنات ..
فأظلمت الدنيا في عيني وبكيت حتى خفت على بصري .. وندبت حظي، ويئست، وطوقني الهم فأبنائي صغار وليس لنا دخل يكفينا،وكنت أصرف باقتصاد من بقايا مال قليل تركه لنا أبونا ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وبينما أنا في غرفتي فتحت المذياع على إذاعة القران الكريم .. وإذا بشيخ يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب).فأكثرت بعدها الاستغفار، وأمرت أبنائي بذلك .. وما مرّ بنا والله ستة أشهر حتى جاء تخطيط مشروع على أملاك لنا قديمة فعوضت فيها بملايين!! وصار ابني الأول على طلاب منطقته .. وحفظ القران كاملاً، وصار محل عناية الناس ورعايتهم، وامتلأ بيتنا خيراً وصرنا في عيشه هنيئة .. وأصلح الله لي كل أبنائي وبناتي وذهب عني الهم والحزن والغم وصرت أسعد امرأة.
سادساً - كثرة الاستغفار تجعل هناك ارتباطا قويا بالله سبحانه وتعالى.
روى الترمذي وحسنه الألباني عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه نكتة فإن هو نزع واستغفر صقلت فإن عاد زيد فيها حتى تعلو قلبه فذلك الران الذي ذكره الله تعالى {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون} ".
- سئل ابن تيميه- رحمه الله- أيهما أنفع للعبد الاستغفار أم التسبيح؟
فأجاب: إذا كان الثوب نقيا فالبخور و ماء الورد أنفع، وإن كان دنسا فالصابون والماء أنفع، فالتسبيح بخور الأصفياء، والاستغفار صابون العصاة!!
سابعاً - تكفير السيئات وزيادة الحسنات ورفعة الدرجات:
{وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ}
عن عليِ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه قال:كان الرجل يحدثني فأستحلفه على حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحدثني أبو بكرِ - رضي الله عنه - وصدق أبو بكرِ قال أبو بكرِ سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"ما من رجلِ يذنب ذنباَ ثم يقوم فيتطهر فيحسن الوضوء، ثم يقوم فيصلي ركعتين ثم يستغفر الله - عز وجل - إلا غفر له ثم تلا - عليه الصلاة والسلام - قول الحق جل وعلا: {والذين إذا فعلوا فاحشةَ أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون} ".
وفي حديث أبي سعيدِ الخدري - رضي الله عنه - وهو عند الحاكم والطبراني بسندٍ حسنه الألباني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:" يقول إبليس لله - عز وجل - بعزتك وجلالك لا أبرح أغويهم ما رأيت الأرواح فيهم ". فيقول الحق جل وعلا: " فبعزتي وجلالي لا أبرح أغفر لهم ما استغفروني ".
قد ورد في الصحيح عند الإمام مسلم: (أن عبداً أذنب ذنباً فقال يا رب أذنبت ذنباَ فاغفر لي فقال الله - عز وجل - لملائكته: علِمَ عبدي أن له رب يغفر الذنب ويؤاخذ به فاستغفرني أشهدكم أني قد غفرت له، ثم أذنب ذنباَ فقال يا رب أذنبت ذنباَ فاغفر لي فقال الله - عز وجل -: علم عبدي أن له رب يغفر الذنب ويؤاخذ بالذنب أشهدكم أني قد غفرت له، ثم ثالثةَ فيعاد القول فليعمل عبدي ما شاء فإني أغفر له)
وروي عن ابن عمر مرفوعا: يأتى الله بالمؤمن يوم القيامة فيقربه حتى يجعله فى حجابه من جميع الخلق فيقول له: أقرأه فيعرفه ذنبا ذنبا أتعرف؟ أتعرف؟ فيقول: نعم نعم، ثم يلتفت العبد يمنة ويسرة. فيقول الله تعالى: " لا بأس عليك يا عبدي أنت في سترى من جميع خلقي، ليس بيني وبينك أحد يطلع على ذنوبك غيري غفرتها لك بحرف واحد من جميع ما أتيتنى به. قال: ما هو يا رب؟ قال: كنت لا ترجو العفو من أحد غيري ".
وفي صحيح الترغيب والترهيب عن الزبير رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" من أحب أن تسره صحيفته فليكثر فيها من الاستغفار ".
وعند ابن ماجه بسندِ صحيح وعند النسائي في عمل اليوم والليلة بسندِ صحيح أيضاً عن عبد الله بن بسر - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراَ كثيرا ".
إن الاستغفار باب الرحمة الأكبر وطريقها الأوسع لم أراد النجاة من عذاب الله.قال علي رضي الله عنه: " العجب ممن يهلك ومعه النجاة، قيل: وما هي؟ قال: الاستغفار ".(/)
أحكام اللعن
ـ[أبا محمد]ــــــــ[05 - Jul-2010, صباحاً 10:21]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلاٌ الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله المبعوث رحمة للعالمين صلى الله عليه وعلى أزواجه الطاهرات وآله وأصحابه أجمعين. أما بعد
فمن أعظم نعم الله تعالى على عباده نعمة اللسان التي بها يبين ما يحب وما يكره وبه يعبر عن مشاعره وأحاسيسه ويبث همومه ويشكو غمومه وبه يتصل بالآخرين فاللسان من أعظم وسائل الاتصال بالآخرين ولا يمكن لرسالة أن تعبر بمثل ما يعبر به اللسان وهي وسيلة من الوسائل التي يتقرب بها العبد إلى ربه بطلب جلب خير أو دفع شر فاللسان أشد فتكاً في أحياناً من السيف ومنه الدعاء على الأعداء ولعنهم. فنجد الله سبحانه وتعالى لعن في كتابه الكريم ونجد مادة (ل ع ن) ذكرت فيه
(37) مرة وفقط مرةً واحدة على لسان أهل النار {فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين}.الأعراف (44)
وللعن موجبات تستوجبه هي:.
أولاً: الكفر وقد دل عليه قوله تعالى {إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا}. الأحزاب (64)
ثانياً: الفسق ودل عليه قوله صلى الله عليه وسلم: " لعن الله السارق والسارقة يسرق البيضة فتقطع يده ويسرق الحبل فتقطع يده ". متفق عليه
ثالثاً: البدعة ودل عليه قوله صلى الله عليه وسلم: " المدينة حرم من عائر إلى كذا من أحدث فيها حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدل ". متفق عليه
وهذا خلاصة بحوث وأجوبة لعلمائنا الأفاضل عن اللعن و أحكامه جمعتها ونسقتها فجعلتها في هذا المبحث راجياً من الله السداد والمغفرة والرضوان لي ولأخوتي المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات.
أحكام اللعن
تعرضت في هذا البحث لمسألتان هما:.
الأولى: لعن بالأوصاف.
وهي نوعان:
أ – لعن الأوصاف العامة.
ب – لعن الأوصاف الخاصة.
الثانية: لعن الأعيان.
وهي على أنواع ثلاثة:
أ - المسلم المصون.
ب - المسلم الفاسق.
ج – الكافر المعين.
وهو على أنواع ثلاثة:
1 – من مات على الكفر.
2 – من لم يظهر لنا خاتمة حياته.
3 - الحي
وهو على نوعان:
أ – من هو من عامة الكفار وضرره غير متعدي على الإسلام والمسلمين.
ب – رؤوس الكفار المتسلطين على الإسلام والمسلمين.
.......................
الأولى: لعن بالأوصاف.
أ – لعن الأوصاف العامة.
كـ لعن (الكافرين _ الفاسقين _ الظالمين _ الكاذبين _ اليهود _ النصارى)
وحكمه: جائز بلا خلاف.
وذلك لوروده في القرآن الكريم
قال تعالى: {إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا}. الأحزاب (64).
ولوروده في السنة
من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: " لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ". متفق عليه
ب – لعن الأوصاف الخاصة.
كـ لعن (آكل الربا _ الواشمة _ المصورين _ من لعن والديه _ الذابح لغير الله _ من غير منار الأرض)
وحكمه: جائز بلا خلاف.
عن جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لعن الله آكل الربا ومؤكله وشاهديه وكاتبه قال وهم فيه سواء ". رواه مسلم
الثانية: لعن الأعيان.
وهي على أنواع ثلاثة:
أ - المسلم المصون.
وحكمه: يحرم لعنه بلا خلاف
عن ثابت بن الضحاك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لعن المسلم كقتله ". متفق عليه
ب _ المسلم الفاسق.
وحكمه: هناك خلاف دائر بين (عدم الجواز) و (الجواز)
فمن يرى عدم الجواز استدل بالحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رجلاً اسمه عبدالله وكان يلقب (حماراً) وكان يضحك النبي صلى الله عليه وسلم وكان رسول الله قد جلده في الشراب فأتي به يوماً فأمر به فجلد. فقال رجل من القوم اللهم العنه ما أكثر ما يؤتى به؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تلعنوه فو الله ما علمت إلا يحب الله ورسوله ".
ويرد المجيزين بأن الحديث دليل على الجواز فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن لعنه بسبب محبة الله ورسوله .. فقط .. فالذي لا يحب الله ورسوله يلعن.
(يُتْبَعُ)
(/)
واستدل المجيزين بحديث جاء في الأدب المفرد للبخاري وسنن أبي داوود وغيرهِما وصححه الألباني: " أن رجلاً جاء إلى النبي – صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم – فقال: يا رسولَ الله جاري ظلمني، جاري ظلمني، فقال لهُ صلى الله عليه وسلم: " أخرِج متاعك فاجعله في قارعة الطريق " فكان الناس يمرون والمتاع الملقى في الطريق يُلفت نظرهم، والرجل واقف بجانب متاعه يُشعرهم بأنه كأنَّ أحداً أخرجه من دارِه وطرَده منه، فيقولون له: ما لك يا فُلان؟ فيقول: جاري هذا ظلمني، فما يكونُ منهم إلا أن يسبّوه ويقولون: قاتّلهُ الله، لعَنهُ الله، و الظالم يسمع بأذنيه مسبة الناس ولعن الناس له، فكان ذلك أقوى رادع له عن ظلمه لأنه سار إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ليقولَ: يا رسولَ الله، مُر جاري بأن يعيد متاعه إلى دارِه، فقد لعنني الناس، فكان جوابه عليهِ الصلاةُ والسلام: " لقد لعنك من في السماء، قبل أن يلعَنك من في الأرض ".
* يتبين لنا أن المُسلم الذي يرتكب معصية من المعاصي لاسيما إذا كان مُصرّ على ذلك وليست زلة قدم منه وكان ضرره متعدي على غيره فهذا أيضاً يجوزُ في الإسلام لعنُه كما جاء في الحديث.
* كذلك يتبين جواز لعن الفاسق من باب تأديبه سواء كان ذلك في وجهه أو في غيبته.
* أن النبيَّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم أقرّ الناس الذين لعنوا هذا الظالم، وما أنكر ذلك عليهم حينما وصله خبرهم من هذا الظالم.
واستدل المجيزين بحديث جاء عند مسلم .. عن عائشة رضي الله عنها: " دخل على النبي صلى الله عليه وسلم رجلان فكلماه بشيء فأغضباه فلعنهما ". فلما خرجا قلت: يا رسول الله! من أصاب من الخير شيئا ما أصابه هذان. قال "وما ذاك" قالت قلت: لعنتهما وسببتهما. قال "أو ما علمت ما اشترطت على ربي؟ فقلت: إنماأنا بشر أرضى كما يرضى البشر وأغضب كما يغضب البشر. فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن تجعلها له طهوراً وزكاةً وقربة يقربه منه بها يوم القيامة ".
* دل الحديث على وقوع اللعن من النبي صلى الله عليه وسلم لبعض المعينين من المسلمين تعزيراً وزجراً لهم لينتهوا عن ما هم عليه.
* أن لعنه صلى الله عليه وسلم لهم كان بالاجتهاد " إنما أنا بشر ". واللعن لم يقع بنص يؤكده قوله " ليس لها بأهل ". كذلك يفهم منه عدم رفع اللعنة والدعاء على من كان مستوجب للعنة بدليل قوله " ليس لها بأهل " مما يدل على بقاء الحكم دون النسخ.
والراجح: الجواز
* لما تقدم من الأدلة.
* ولأن اللعن من جنس نصوص الوعيد الداخلة تحت المشيئة , فاللعنة شيء والعفو شيء آخر.
ج – الكافر المعين.
وهو على أنواع ثلاثة:
1 – من مات على الكفر.
حكمه: الجواز
قال تعالى {إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين}. البقرة (161)
2 – من عاش كافراً ولم يظهر لنا خاتمة حياته.
حكمه: يجوز بشرط الدعاء عليه بخاتمته
كقولك (لعنة الله عليه إن مات على الكفر)
3 - الحي
وهو على نوعان:
أ – من هو من عامة الكفار وضرره غير متعدي على الإسلام والمسلمين.
ب – رؤوس الكفار المتسلطين على الإسلام والمسلمين.
حكمه: هناك خلاف دائر بين (عدم الجواز) و (الجواز)
فمن يرى عدم الجواز استدلوا بقوله تعالى: {إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين}. البقرة (161)
ويرد المجيزين على استدلالهم أن الآية الكريمة ليست دلالة على تخصيص اللعنة بهم فقط بل هي ممن تشملهم لعنة الله والملائكة والناس ومما يدل على ذلك ما جاء في السلسلة الصحيحة عن عبدالله بن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ". حسنه الألباني. فيتبين أن الكافر الذي مات على الكفر ليس هو فقط من يلعن بل حتى الأحياء الذين يسبون أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم تلعنهم الناس جميعاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن يرى عدم الجواز استدلوا بما أخرجه البخاري ومسلم من حديث عبدالله بن عمر قال: " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الركعة الأخيرة من الفجر بعد أن يقول سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد. يقول " اللهم العن فلاناً وفلاناً " فأنزل الله {ليس لك من الأمر شيء} ".وفيه كان يدعو على صفوان بن أمية والحارث بن هشام وسهيل بن عمرو وأبو سفيان بن حرب.
وحديث رواه البخاري عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم " كان إذا أراد أن يدعو على أحد أو يدعو لأحد قنت بعد الركوع. فربما قال: إذا قال سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد" اللهم انج الوليد بن الوليد، و سلمة بن هشام، و عياش بن أبي ربيعة، والمستضعفين من المؤمنين. اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسني يوسف " قال يجهر بذلك ويقولها في بعض صلاته وفي صلاة الفجر "اللهم العن فلانًا وفلانًا" حيين من أحياء العرب " حتى أنزل الله تعالى: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون}.
ويرد المجيزين على استدلالهم:
* بأن سبب نزُول هذه الآية أنه كان سَبَقَ في عِلم اللهِ - عزّ وجلّ- أن أولئك المشركين أنهم سيؤمنون باللهِ ورسولِه و يكونون من أصحابِ الرسول، وفي هذه الصورة جاء الحديث الصحيح: " إن الله – عزّ وجلّ - يعجبُ من قاتلٍ يَقْتُلُ مُسلماً ثم يُسلم القاتل فيدخلان معاً الجنّة ". الكافر يقتُل مسلماً فمصيرُه النار بطبيعة الحال لكن هذا الكافر يؤمن بالله و رسوله، والتوبة والإسلامُ يجبُّ ما قَبلَهُ، فإذاً هذا القاتل يدخل مع المقتول كلاهما الجنَّة) إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (. الحجر (47).
* كذلك القصة التي وقعت في حديث ابن عمر كانت في شهر شوال من السنة الثالثة في معركة أحد.
* والقصة التي وقعت في حديث أبي هريرة كانت في مقتل القراء السبعين في شهر صفر من السنة الرابعة
* فلو كانت الآية الكريمة تدل على النهي لكان النبي صلى الله عليه وسلم أبعد ما يكون من الوقوع في اللعن في القصة الأخرى لتباين تاريخ وقوع القصتين.
* كذلك ليس هناك نهي صريح في الآية عن اللعن بل إن قوله تعالى {ليس لك من الأمر شيء}.فسرت كلمة (لك) بـ (إليك). وهنا يتبين معنى الآية وهو ليس إليك هداهم فالله هو الذي إن شاء أخرجهم من الظلمات وإن شاء أبقاهم في غيهم. وهي بمعنى الآية التي نزلت بعمه أبي طالب. قال تعالى: {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين}. القصص (56)
ومن يرى الجواز استدل بما جاء في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: استأذن رهط من اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: السأم عليكم. فقالت عائشة رضي الله عنها: عليكم السأم واللعنة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" يا عائشة إن الله يحب الرفق في الأمر". قالت: ألم تسمع ما قالوا؟ قال:" قد قلت وعليكم ".
* فلم ينهى النبي صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها عن اللعن بل بين حب الله للرفق في الأمر.
واستدل المجيزين بحديثابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يكون في آخر الزمان رجال يركبون على سرج كأشباه الرحال ينزلون على أبواب المساجد، نساؤهم كاسيات عاريات على رؤوسهم كأسنمة البختالعجاف العنوهن فإنهن ملعونات لو كان وراءكم أمة من الأمم خدمتهن نساؤكم كما خدمكم نساء الأمم قبلكم". رواه ابن حبان واللفظ له والحاكم وحسنه الألباني
و هو عند أحمد بلفظ " سيكون في آخر أمتيرجال يركبون على السروج كأشباه الرجال ينزلون على أبواب المسجد نساؤهم كاسياتعاريات على رؤوسهم كأسنمة البخت العجاف العنوهن فإنهن ملعونات لو كانت ورائكم أمةمن الأمم لخدمن نساؤكم نساءهم كما يخدمنكم نساء الأمم قبلكم ".
* هذا الجنس من النساء المتبرجات الكاسيات العاريات يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: " لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها لتوجد من مسيرة مائة عام ".
* أمر النبي صلى الله عليه وسلم بلعنهن لأنهن ملعونات فمن يكون مستحقاً للعنة يلعن.
واستدلوا بحديث أخرجه أبو داود عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن العبد إذا لعن شيئاً صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق أبواب السماء دونها ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها ثم تأخذ يميناً وشمالاً فإذا لم تجد مساغاً رجعت إلى الذي لُعن فإن كان أهلاً لذلك وإلا رجعت إلى قائلها ".
* تبين من الحديث أن اللعن لا حرمة فيه إذا وقع على من يستحقه لقوله صلى الله عليه وسلم:
" فإن كان لها أهلاً ". والكفار بلا شك يستحقون اللعن لظاهر حالهم فالكفر ملة واحدة.
* كذلك يلعن لعموم دخوله في لعنة الله على الكافرين.
* والكافر يجوز قتاله و يجوز قتله و تجب البراءة منه فكيف لا تجوز لعنته.
*********
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شعاع نور]ــــــــ[05 - Jul-2010, صباحاً 11:07]ـ
أبا محمد
بارك الله فيك وجوزيت الفردوس الأعلى ومشكور على الجهد المبارك
وحياك الله
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[05 - Jul-2010, مساء 01:37]ـ
نفع الله بك الأمة ...
إن أمكن ما هي مصادر ومراجع موضوعك؟(/)
(حكم قتل الحشرات التي توجد في البيت مثل النمل والصراصير) العلامة عبدالعزيز بن باز
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[05 - Jul-2010, مساء 03:27]ـ
حكم قتل الحشرات التي توجد في البيت مثل النمل والصراصير وما أشبه ذلك
الحشرات التي توجد في البيت مثل النمل والصراصير وما أشبه ذلك هل يجوز قتلها بالماء أو بالحرق، وإن لم يجز فماذا نفعل؟
هذه الحشرات إذا حصل منها الأذى تقتل لكن بغير النار من أنواع المبيدات، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((خمس من الدواب كلهن فواسق يقتلن في الحل والحرم الغراب والحدأة والفأرة والعقرب والكلب العقور)) وجاء في الحديث الآخر الصحيح ذكر الحية.
وهذا الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم يدل على شرعية قتل هذه الأشياء المذكورة وما في معناها من المؤذيات كالنمل والصراصير والبعوض والذباب والسباع دفعا لأذاها، أما إذا كان النمل لا يؤذي فإنه لا يقتل؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل النملة والنحلة والهدهد والصرد، وذلك إذا لم يؤذ شيء منها.
أما إذا حصل منه أذى فإنه يلحق بالخمس المذكورة في الحديث. والله ولي التوفيق.
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء السابع.(/)
هل اثم الامتناع عن فراش الزوج أعظم من الزنا؟
ـ[أبو أحمد بن عامرين]ــــــــ[05 - Jul-2010, مساء 06:03]ـ
قال تعالى - في حق الملاعنة -: {و الخامسة أن غضب الله عليها ان كان من الصدقين}
و روى مسلم عن يزيد ابن كيسان عن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن النبي (ص): (ما من رجل يدعوا امرأته الى فراشه فتأبى عليه الا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى) ..
هل الامتناع عن فراش الزوج أعظم من الزنا ....... لأن السخط هو أشد الغضب؟؟؟!!؟
و لماذا أورد البخاري بن كيسان في كتاب الضعفاء؟؟!؟!؟ 1
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[05 - Jul-2010, مساء 08:01]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..
-لا ريب أن الزنى فاحشة عظيمة لا يقرن بشناعتها إثم إباء الزوجة عن الفراش دون سبب وجيه
-السخط ضد الرضى ,وتعريفك إياه بأنه أشد الغضب ليس بمنضبط ولا دقيق
-وحتى على التسليم بأنه أشد الغضب ,فلا يلزم من ذلك أن يكون تأبي الزوجة أشد من الزنى لأن هذه الألفاظ حمّالة معان بحسب سياقاتها وما تقترن به .. فما يأتي منها مقترنا بشبيهِه ,له دلالة مختلفة عما لو انفرد,
-والغضب أعم من السخط إذ السخط حالة خاصة من الغضب تفيد معنى انتفاء الرضى خاصة ,بخلاف اسم الغضب فهو أشمل, ولهذا كان حظ اليهود من غضب الله وافرا"غير المغضوب عليهم"
-أما يزيد بن كيسان فلا يخفى عليك أن شرط البخاري في الرجال أشد من شرط مسلم ولهذا كان الذين انتقدوا في البخاري أقل بكثير من الذين انتقدوا في كتاب مسلم, ويزيد بن كيسان وإن كان ثقة إلا أنه يخطيء بما جعل مرتبته عندالبخاري تضعف
ومع هذا ,فالحكم النهائي على رجل شيء والتخريج له شيء آخر ,فقد يكون الرجل ضعيفا عند البخاري نفسه ويخرج له لمعرفته أنه أصاب في هذا الحديث بعينه
وربما ضعف الحافظ الناقد رجلاً مخالفا بذلك جماهر النقاد بحيث لا تقع معه على سبب معروف
فيكون أشبه بالتعنت أحيانا
والله الموفق
ـ[أبو أحمد بن عامرين]ــــــــ[06 - Jul-2010, مساء 05:49]ـ
و بناء على هذا هل يكون الحديث ضعيفا ....... خاصة و أنه خالف رواية الأئمة الأثبات ..... لعنتها الملائكة حتى ترجع .... ؟؟!؟!؟!؟!
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[06 - Jul-2010, مساء 07:24]ـ
عفا الله عنك .. لست أفهم كيف فهمت هذا عني!؟
بل هو صحيح بلاشك
وإنما غلظ الشارع في امتناع الزوجة عن فراش زوجها
لما في ذلك من مفاسد محققة تدلي إلى قربان الزنى والانحراف وإن على قبيل الخطرات ونحو ذلك
والمقصود في هذا الوعيد حين يكون إباء الزوجة غير مشفوع بسبب وجيه معقول
ـ[أبو أحمد بن عامرين]ــــــــ[07 - Jul-2010, صباحاً 02:43]ـ
و ماذا عن مخالفة الثبتين الحافظين: قتادة و الأعمش؟؟؟!!؟!؟
راو حسن الحديث خالف راويين ثبتين حافظين امامين ..... فما حكمه؟!؟!!؟!؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[07 - Jul-2010, مساء 03:23]ـ
أخي الكريم .. هل أنت سائل؟
إن كان المراد أصل الوعيد فقد أخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ: (
إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجيء لعنتها الملائكة حتى تصبح)
وهذه هي طريق الأعمش عن أبي حازم عن أبي هريرة
وبهذا لا تضر هذه المخالفة في تحصيل أصل معنى الحديث لثبوت شدة الوعيد في الحديثين(/)
الضبط الصحيح لاسم الإمام الشوكاني - رحمه الله تعالى -
ـ[أشرف السلفي]ــــــــ[05 - Jul-2010, مساء 07:56]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
قال الباحث عبد العزيز بن فيصل الراجحي معلقا على اسم الإمام الشوكاني " محمد " - رحمه الله -: [هو] بضم الميم والحاء معا، وهو خلاف الشائع بين الناس اليوم في ضبط اسمه، وقد ذكر هذا الضبط القاضي إسماعيل بن علي الأكوع في كتابه " هجر العلم " (4/ 2251) وذكر أنه سمع ذلك من بعض شيوخه عن شيوخهم المعاصرين له، ثم قال: (وهذا الاستعمال شائع في نجد اليمن، ويستعمل بعض القبائل في نجد اليمن هذا الاسم أحيانا بكسر الميم) اهـ.
وسمعت ذلك – أيضا – منه – حفظه الله -، وكتب لي نحوه بخطه، وقال: إنه سمع ذلك من والده، وبعض مشايخه.
كما ذكر لي ذلك – أيضا – العلامة الكبير الشيد محمد بن محمد بن إسماعيل المنصور، والعلامة القاضي محمد بن إسماعيل العَمْراني، والعلامة القاضي محمد بن أحمد الجرافي، وكتبوا ذلك لي بخطوطهم – حفظهم الله -.
وسمعت العلامة مفتي اليمن السيد أحمد بن محمد زباره – رحمه الله -، وذكر لي قصة فيها أن جدة الشوكاني نادته فقالت: (يا مُحُمد) ولفظها بضم الحاء.
قلت: مُحُمد (بضم الحاء) عندهم في اليمن، وفي جنوب المملكة – أيضا -، غير مُحَمد (بفتح الحاء)، وهما عندهم اسمان، يسمون بهذا وذاك، وقد يسمي أحدُهم ابنين بهذا وذاك، ولا يرجع لفظهم بضم الحاء إلى لهجة محلية، فليتنبه لذلك. انتهى من (هدي الساري) حاشية ص (659 - 660).
والله الموفق
.(/)
من يجيبني عن هذا السؤال؟
ـ[سليمان أحمد]ــــــــ[05 - Jul-2010, مساء 10:24]ـ
أرجو من الإخوة الفقهاء الجواب عن هذا السؤال مع الدليل
هل زوج أختي الشقيقة محرم (تأبيداً) على زوجة جدي؟
ـ[أم هانئ]ــــــــ[06 - Jul-2010, صباحاً 05:26]ـ
أرجو من الإخوة الفقهاء الجواب عن هذا السؤال مع الدليل
هل زوج أختي الشقيقة محرم (تأبيداً) على زوجة جدي؟
*- لا ليست زوجة الجد محرمة على زوج الحفيدة تأبيدا
((حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَآئِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا)).
سورة النساء الاية 23
أنواع هذا التحريم على التأبيد:
أولا:- المحرمات بسبب قرابة الدم وصلة النسب
((حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ))
وليست زوجة الجد بالأم ولا في حكمها كالجدة (الأم العليا)
ثانيا:- التحريم بسبب الرضاعة:
لا محل له هنا.
ثالثا:- التحريم بسبب المصاهرة:
زوجة الجد تحرم على الابن وإن نزل لأنها تصير في منزلة الأم أو الجدة
وليس الأمر كذلك في حق زوج البنت أو زوج الحفيدة.
إذن الدليل عدمي أي: إنها ليست داخلة في أي نوع من الأنواع السابقة.
هذا والله تعالى أعلى وأعلم.(/)
رجل نفيس .. كُتب بقلم نسخ عتيق،وفيه خرم، وبآخره نقص،وفي أطرافه آثار أرضة ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[06 - Jul-2010, صباحاً 05:57]ـ
رجل نفيس .. كُتب بقلم نسخ عتيق،وفيه خرم، وبآخره نقص،وفي أطرافه آثار أرضة ..
بسم الله والحمد لله ..
قال أبو بنان:
((الرجل المهذب هو الذي يألف ويؤلف، والذي يتكلم فيضع الكلمة موضعها، فلا تجرح السمع، ولا تُحرج السامع، والذي لا يفعل إلا ما يليق بمثله أن يفعله، والذي لا يُنكر الناس من سلوكه شيئاً، ولا يحسون له على قلوبهم ثقلاً = هذا الرجل كالنسخة المطبوعة الطبعة الأنيقة من الكتاب .. ورقها ثقيل، وجلدها جميل، ولكن مثلها في السوق مئات أو آلاف.
وإن من الرجال ما هو كالنسخة المخطوطة، ربما كانت ناقصة،أو مخرومة، أو مس الزيت أطرافها فأفسدها، ولكنها أثمن وأغلى؛ لأنها واحدة لا ثانية لها)).
قلتُ:
وهذا المعنى الذي أصابه أجل أدباء المعاني المعاصرين،هو حقاً معنى جليل حسن كجلال وحسن بيان صاحبه.
وليس يغفلُ عن هذا المعنى واحد من الناس إلا فاته الشيء الكثير من ثمار معرفة الناس وحسنات مخالطتهم، ولم يكن أبداً ممن يُحسنُ أن يَروزَ الرجال فيبلو أخبارهم، ويقطف من ثمارهم،ويميز بين خصالهم،ويعرف أقدارهم،ويمتحن مذاهبهم، ويتدبر أحوالهم، بل لا يكون الجاهل بهذا المعنى إلا عامي المعرفة فقير التجربة يزهده في الشهد ما يرى من إبر النحل.
وبيان المعنى الذي قصده ذلك الأديب = أن من الرجال – والنساء شقائق الرجال- من هو كالصفحة المستوية خُلقاً وخَلقاً تراه دائماً كأنما هو ليلة عرسه، هادئ الطبع .. لا يسوؤك ولا ينوؤك .. حركاته مضبوطة .. ألفاظه موزونة .. رزين .. رصين .. وقور .. جاد = لكنه بعد كل ذلك فقير المواهب ليس له أثر في دنياه،نهر رتيب، ونسخة مكررة .. لا يُحلي ولا يُمِر.
ويشبهه من هو كالأظافير المقلمة .. جميلة الشكل .. مستوية المظهر .. نقية من الوسخ، لكنها إذا أردتَها على شيء مما يَنتفع فيه الناس بأظفارهم = تخلت عنك وخذلتك أحوج ما تكون إليها.
ومن نفس الخزانة مهذب الفصل المدرسي الذي لا تخلو منه مدرسة في الشرق أوالغرب، صموت، مستواه الدراسي متوسط أو فوق المتوسط بقليل، يحبه المعلمون، ويحبه الطلبة المشاكسون قبل غيرهم،يبقى بالسنين لا تصدر منه مشكلة ولا يشتكي منه أحد،ليست له عداوة مع واحد من الخلق وليس له نصرة لشيء من الحق .. لا يقول الباطل .. لكنه يسكت عن إبطاله .. لا يظلم .. لكنه لا يعدل .. بل يفر من المواجهة ويخنس عند مواقف المفاصلة يُسر برأيه ويعلن بحياده ..
هذه ثلاث درجات أحسنها وأسلمها الأولى .. لكنه كما قال أديبنا: نسخة مكررة ..
أما النادر النفيس حقاً فهو ما كان على صورة لا تشبهها صورة .. نسخة واحدة وحيدة .. نادرة فريدة .. نسيج وحدها وواحدة أيامها .. إن حسناً وإن قبحاً .. المهم أنه ليس لها نظير ..
فمنهم ذلك الجنس من الرجال الذي تراه صاخب الموهبة متوقد النفس تحس لروحه ضجيجاً يصم الآذان .. يحل بالمكان فكأنما حلت به خلية نحل أو سرية جيش .. يهزل ويجد يطرح الكلفة ويُطَّلق الرصانة ربما سقط بلفظة ولكنه يُسرع الأوبة .. نسيج وحده لا يشبهه شيء ..
أو ذلك الجنس الذي يغلبه خلق من الأخلاق على نفسه حتى تراه كأنه أنموذج لذلك الخلق يسير على قدمين وحتى إنك لتستطيع أن تضع اسمه محل ذلك الخلق فكأنما بات هو شعاره ورايته ..
أو ذلك الجنس الذي يحمل بين جنبيه مزيجاً من الطباع والعناصر ليس هو مما تألفه في تراكيب نفوس الخلق وحتى تحس لهذا المزيج طعماً ليس هو مما اعتدته وحتى لترى بعينك نفسه وكأنها إسناد غريب لا يدرى ما وجهه وكيف كان ..
نعم. تلك نسخ خطية نادرة نفيسة ليست مقلمة ولا مهذبة ولا تخلو من عيب هنا وخرم هناك وأرضة لم تنفع معها (كيبج)،ولكنك تنتفع بمعرفتها وتأملها والخبرة بأحوالها أكثر مما تنتفع بتلك النسخ المهذبة المصقولة؛ذلك أن تلك النماذج الغريبة والتراكيب العجيبة والنسخ النادرة النفيسة قد استودع الله فيها غرائباً من الخلق والتصوير حرية بأن يطال النظر فيها وإليها ..
في مواهبها وكيف تصخب وتضج ..
في عيوبها وكيف يجلو العيب في بعضها حتى إنك لتكاد تمسكه بيدك وتقبض أطراف ببنانك وحتى لتشير فتقول: لا يبلغ ذلك العيب أن يكون أبلغ من هذا ..
(يُتْبَعُ)
(/)
في محاسن أخلاقها والتي قد ترى في بعض تلك النسخ الخلقَ الحسن في أبلغ صوره التي قد تشهدها في حياتك كلها ..
في أخلاط طبائعها والتي قد تختلط في بعض تلك النسخ اختلاطاً تكثر ألوانه كثرة تعجز عن الإحاطة بها أو عن حتى إطاقة تصور أن تُجمع تلك الألوان في رجل ..
وإن عصمة أمر الإفادة من التجارِب، والخبرة بالمذاهب هي في البصر بهذا الصنف من الرجال المتفردين في صورهم وقلوبهم الذين لم يؤلف نظيرهم ولم يعهد شبيههم، وليس يفيد من مخالطة الناس من لم يطلب معرفة هذا الصنف إلا كما يفيد الجائع من رائحة الشواء فهل له فيها غناء؟
وإنك لتقرأ عن الخلق القبيح أياماً،ولكنك لا تستطيع أن تبلغ من تقبيحه في نفسك ما يبلغ بك تأمل نفس مشوهة حاضرة بين يديك قد استولى عليها هذا الخلق القبيح حتى صارت منه بمنزلة الآية والعلامة ..
وإنك لتقرأ عن الخلق الحسن أياماً،ولكنك لا تتمثل روعته على ما هي إلا أن تراه مخلوقاً بين جنبي نفس حية تسعى بين يديك ..
وإذا كان في البر والبحر وألوان الزهر وأشكال الدر ما يروع النفس انبهاراً لصنعة المليك الجليل= فإن في الخلق ونفوسهم وقلوبهم واختلاف ألوانهم ما تحملق له الأعين وتنفرج له الأفواه فيطلب خبره ويروى أثره ويقول القائلون: لله في خلقه شؤون.
ألا من أوقفته الأيام على نسخة نفيسة كيف كان وجه نفاستها = فليقبض عليها وليُطل النظر متأملاً فتلك نادرة عتيقة لا يدري متى يجد مثلها،وبتأمل تلك النوادر والبصر بها يُشذب المرء طباع نفسه ويصلح أحوال قلبه ويزداد فقهاً بالناس ولا يكون الرجل فقيهاً بشيء أي شيء حتى يكون فقيهاً بالناس ..
وإياك أن يحول بينك وبين أن تنتفع برجل عظيم الموهبة جليل القدر = ما تراه منه من نقص أو خرم أو آثار أرضة، بل اطلب أبواب الخير والنفع فيه، واملأ كفك من نفاسة روحه وجلال موهبته وحلاوة نفسه،وأعرض وتولى واغتفر ما بقى فلست بمستبق أخاً لا تلمه على شعث أي الرجال المهذب ..
ـ[أبو أدهم السلفي]ــــــــ[06 - Jul-2010, صباحاً 06:40]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته, شيخنا الحبيب, جزاك الله خيرا, و أتم عليك نعمته.
من هو (أبو بنان)؟ فما نقلته عنه, و وصفك له بـ (أجل أدباء المعاني المعاصرين) مشوق للمزيد, فهل من مزيد.
ـ[أبو أدهم السلفي]ــــــــ[06 - Jul-2010, صباحاً 06:47]ـ
وإن عصمة أمر الإفادة من التجارِب، والخبرة بالمذاهب هي في البصر بهذا الصنف من الرجال المتفردين في صورهم وقلوبهم الذين لم يؤلف نظيرهم ولم يعهد شبيههم، وليس يفيد من مخالطة الناس من لم يطلب معرفة هذا الصنف إلا كما يفيد الجائع من رائحة الشواء فهل له فيها غناء؟
ألا من أوقفته الأيام على نسخة نفيسة كيف كان وجه نفاستها = فليقبض عليها وليُطل النظر متأملاً فتلك نادرة عتيقة لا يدري متى يجد مثلها،وبتأمل تلك النوادر والبصر بها يُشذب المرء طباع نفسه ويصلح أحوال قلبه ويزداد فقهاً بالناس ولا يكون الرجل فقيهاً بشيء أي شيء حتى يكون فقيهاً بالناس ..
وإياك أن يحول بينك وبين أن تنتفع برجل عظيم الموهبة جليل القدر = ما تراه منه من نقص أو خرم أو آثار أرضة، بل اطلب أبواب الخير والنفع فيه، واملأ كفك من نفاسة روحه وجلال موهبته وحلاوة نفسه،وأعرض وتولى واغتفر ما بقى فلست بمستبق أخاً لا تلمه على شعث أي الرجال المهذب ..
أبو فهر الذهبي السلفي, لا فض فوك.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[06 - Jul-2010, صباحاً 06:56]ـ
بارك الله فيك أبا أدهم ..
وأبو بنان هو شيخ الشام وثمرة مصر وفخر الحجاز فقيه الأدباء القاضي الفاضل علي الطنطاوي رحمه الله ..
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[06 - Jul-2010, مساء 10:43]ـ
أترى حتى ولو كان المخطوط هو مخطوط الأغاني أو علم النجوم، مولانا أبا فهر؟
ألا يكون قد جمع حشفا وسوء كيلة؟
ـ[أبو جهاد الأثري]ــــــــ[06 - Jul-2010, مساء 10:52]ـ
نسيت أن أقدم بالدعاء لك أن لا يكسر الله لقلم من أقلامك سنا يا أبا فهر .. وأن يرزقنا وإياكم الإخلاص أيها الفاضل.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[07 - Jul-2010, صباحاً 11:01]ـ
بارك الله فيك أبا جهاد ..(/)
تفريغ "ساعة حوار: فوضى الفتوى" - لقاء مع سماحة المفتي
ـ[محمد عبد الحميد شانوحة]ــــــــ[06 - Jul-2010, مساء 02:34]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة الكرام وفقنا الله وإياكم لكل خير ..
مشاركة أخرى أقدمها لكم وأيضا ودائماً مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي المملكة العربية السعودية في لقاء على قناة المجد وفي برنامج "ساعة حوار".
تكلم فيه سماحة المفتي عن "فوضى الفتوى" وما يحدث من مشاكل على الساحة الإسلامية والإعلامية بسبب المفتين الذين لا يلتزمون بقواعد الإفتاء وتعدي بعض طلاب العلم إلى مجالات ليسوا أهلاً لها، كما رد على المخالفين بأسلوب الأب الراعي لأبناءه المشفق عليهم فجزاه الله خير الجزاء.
أترككم مع قراء الحلق مفرغة من اجتهادي وأرجو أن تكون مفيدة لكم وشكراً.
((علماً أن الملف الصوتي أخذته من منتدى برنامج "ساعة حوار"))
----------------------
ساعة حوار
تقديم:
د. فهد بن عبد العزيز السنيدي
ضيوف الحلقة:
سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء
الدكتور سعد بن مطر العتيبي
عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء بجامعة الإمام محمد بن سعود
بسم الله الرحمن الرحيم
مشاهدي الكرام سلام الله عليكم ورحمته وبركاته، طابت أوقاتكم جميعاً بكل خير وأهلاً وسهلاً بكم إلى ساعة حوار.
في هذه الأزمنة المتأخرة انتشرت فتاوى غريبة عارض أصحابها أقوال كبار العلماء، وليست الخطورة هنا؛ بقدر أن تنقل إلى الناس دون آلياتٍ أو معرفة للمآلات.
مسألةٌ أخرى تسببت في إحراجٍ شديد للرأي العام وقد كانت في السابق قد عصفت بالرأي العلمي في الأزهر إلا أنه تصدّى لها.
هناك أيضاً من يفتي وآخر يحل المعضلات وثالث يعبث بالثوابت في ظاهرةٍ عجيبةٍ أصابت الناس بالذهول والاستغراب!
لما هذا العبث؟ ما أسبابه وكيف نتصدى له؟ هل من الخلق الشرعي أن يواجَهَ عالمٌ مجتهد أو طالب علمٍ أو حتى مخطئ ومتسرّع؛ هل من الأخلاق أن يواجه بهذا الهجوم والعبث اللفظي الذي لا يعرف في أخلاق الإسلام وليس من تعامل أبناءه؟
ما موقف سماحة المفتي؛ ومفتي السماحة من المخالف؟ ألا يمكن لؤلئك العابثين في كتاباتهم ورسائلهم أن يتعلموا منه الخلق؟
دعونا نعيش معه؛ فإذا خالف مخالفٌ وأفتى بفتوى لا تناسبنا؛ أو حتى لا نحبها، كيف نتعامل معه؟ هل التعامل الصحيح ما شهدناهُ من قراءاتٍ لا تمت إلى أخلاق الإسلام بصلة؟ ورسائل وصلت للبرنامج تنم عن مستوى تفكير قلّة؛ ولكنهم مع الأسف الشديد ربما يكون الواحد منهم مؤثر!
هذه الأخلاق هي المهمة قبل أن نتعرض لخطر الفتاوى، يسرنا أن يكون معنا سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ المفتي العام، لنعيش وإياكم معه حول هذا الحوار، ثم نعود بإذن الله لنعلق على آليات هذا الحوار وبعض النقاط الهامة فيه مع ضيفنا في الأستوديو الدكتور سعد بن مطر العتيبي عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء أهلاً بك.
د. سعد العتيبي: أهلاً بكم.
د. فهد السنيدي: أنا أشرُف أن أكون في ضيافة سماحة المفتي العام وأجزم أنك معي.
د. سعد العتيبي: كلنا نشرف بضيافته جزاه الله.
د. فهد السنيدي: إذاً اسمح لي أن أنتقل وإياك لمشاهدة اللقاء مع سماحته ونعود. تابعونا أرجوكم وعيشوا مع أخلاق سماحته حتى تتعاملوا مع المخطئ بمثل هذه الأخلاق، تابعونا.
[ينتقل اللقاء إلى سماحة المفتي والمقدم فهد السنيدي في غرفة تحيطها مكتبة جدارية من كل جانب بعلو متر ونصف]
بسم الله الرحمن الرحيم؛ الحمد لله رب العالمين؛ وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
د. فهد السنيدي: أيها الإخوة والأخوات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلاً ومرحباً بكم إلى هذا اللقاء الطيب المبارك الذي نسعد وإياكم فيه باستضافة سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، باسمكم جميعاً نرحب بسماحته ونشكر له قبول دعوة البرنامج.
أهلاً ومرحباً بكم سماحة الشيخ.
سماحة المفتي: حياكم الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
د. فهد السنيدي: حياكم الله، سماحة الشيخ أنا أرجع وإياك بالذاكرة قليلاً إلى أكثر من موضع في خطبة عرفة، رصدّت خطبة عرفة على مدى سنوات وكنتم في كل عام تحذرون من التسرّع في الفُتيا وخطر ذلك على الأمّة.
تحدثتم مثلاً في العام الماضي والذي قبله عن مخاطر هذا الأمر هل تشعرون بهذا الخطر هل ينبغي أن نؤكد على هذا الأمر أكثر من مرة؟ أحسن الله إليكم.
سماحة المفتي: بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم ومبارك على سيد الأولين والآخرين وإمام المتقين محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه أبداً دائماً إلى يوم الدين.
خطبة عرفة هي خطبة جامعة موجهة إلى العالم الإسلام من عرفة زادها تشريفاً وتعظيما هذه الخطبة لابد أن تعالج مشاكل الأمة، وأن تبحث المشاكل التي تقع الأمة فيها لعلاجها والتحذير من الخطأ والتحذير من الانحراف عن المنهج في ذلك.
فلما كان الحج فيه فتاوى أحياناً يفتي بعض قاصر العلم في مناسك الحج بفتوى تخالف جمهور الأمة بل ما عليه الإجماع، فكان من المناسب تحذير المُفْتُون في الحج .. تحذير المُفتين في الحج أن يلزموا الحد ويتقوا الله ربهم.
وفي ضمن ذلك تنبيه عموماً أن يتقوا الله بشأن الفتوى، حتى نقل لنا منذ عامين نقله أحد طلاب العلم، أن إنسانً سُئل عمن ترك طواف الإفاضة وذهب إلى بلده: قال طواف الإفاضة سنةٌ من أتى به أثيب ومن تركه فلا شيء عليه. مع أن هذا قول خاطئ لأن جمهور المسلمين على أن الطواف ركن من أركان الحج.
الطواف ركن من أركان الحج، فأركان الحج: نية الإحرام لدخول النسك، والوقوف بعرفة والطواف والسعي. فالذين زعموا أن الطواف في البيت سنةٌ؛ الطواف يعني طواف الإفاضة، من أداه فقد أدى الحج ومن تركه فلا شيء عليه؛ هذا خطير.
يعني يأتي مفرد أو قارن ولم يأتي البيت إلا يوم النحر نقول يعني إذا وقفت بعرفة وبت في مزدلفة اذهب ولا شيء عليك فلا طواف عليك ولا سعي عليك.
د. فهد السنيدي: الله المستعان
سماحة المفتي: هذا قول يهدم أركان الحج كلها ويقضي عليها، فلهذا نوصي في الحج أن لا يفتي في المناسك إلا في ما يعلمه يقيناً ويترك عنه الفتوى في شواذ المسائل التي وإن قال فيها بعض العلماء إلا أنه لا ينبغي أن نشهر مسألة مهجورة عند العلماء ونرفع لواءها لكي نغير مناسك الحج.
وما ابتلي المسلمون في عباداتهم ومعاملاتهم إلا بالفتاوى الخارجة عن المنهج القويم.
د. فهد السنيدي: أحسن الله إليكم معنى ذلك أن الأمة الآن تشعر بمشكلة؛ مشكلة التسرّع في الفتيا وتصدي من ليس أهلاً للفتيا؛ للفتيا. هذا خطأ؟
سماحة المفتي: بلا شك، تشكو الأمة من تسرع الفتوى ومن تصدي من لا علم عنده ولذلك جاء في الأثر عن ابن عمر: "يهدم الإسلام زلة العالم وجدال المنافق في القرآن". زلة العالم! فالعالم الذي يستفتى يتقي الله في نفسه ويراقب الله ويتضرع بين يدي الله وإذا سئل عن مسألة يعلمها يعلم دليلها من الكتاب والسنة أفتى بها، وإن كان يجهل ذلك أو الأمر ملتبسٌ عليه أو لا يحيط بقضية المسألة فليتق الله وليمسك عما لا يعلم. فليس ذلك عيباً وإنما كمالٌ ورفعةٌ له.
د. فهد السنيدي: قبل أيام أحسن الله إليكم، تحدثتم عن الفتيا وقلتم: "الجرأة على الفتيا أمر خطير جداً على دين الله، ذلك الذي تجرأ على الله وتكلم بغير علمٍ أو بهوى وهي خطيرةٌ أيضاً على المجتمع المسلم إذ تكون سبباً في تفككه وبعده عن الدين".
اللي حاصل الآن أحسن الله إليكم، أن بعض الفتاوى حققت ما حذرتم منه؟ سبب تشكك؛ سبب تفتت في المجتمع المسلم!
سماحة المفتي: نسأل الله أن يهدي المخطأ ويردُه إلى الصواب، ولا شك إن شاء الله أن المفتي قد لا يكون قصده سيئاً يعني قصده حسن، لكن مع حسن قصده يقصره النظر البعيد للمسائل، فإن هناك أمران: هناك يعني مآلات الأمور وعواقبها وما يترتب على ذكرها من آثار، وهناك ذات الفتوى.
فقد تكون ذات الفتوى صحيحة في نفسها لكن وقتها غير مناسب وزمنها غير مناسب، أو الأشخاص الذين سألوا عنها ليس الأمر من صالحهم وليس لهم ضرورة في ذلك، فالمفتي ينظر إلى مآلات الأمور وعواقب الأمور ولعله في ذلك أن يوفق للصواب.
د. فهد السنيدي: المفتي تقصد المؤهل للفتوى سماحة الشيخ؟
سماحة المفتي: نعم المؤهل للفتوى.
د. فهد السنيدي: طيب إذا خرج لنا من ليس مؤهلاً للفتوى؟
(يُتْبَعُ)
(/)
سماحة المفتي: إذا خرج لنا مَن ليس مؤهلاً للفتوى نوقفه عند حده ونمنعه من التجرؤ على الله، ونوقفه عند حده، حتى لا يحسن الظن به فيقلد في خلاف الشرع، قال ابن القيم رحمه الله: "إذا كان الطبيب الجاهل يُمنع من العلاج؛ فكيف بالعالم الجاهل .. فكيف بالمفتي الجاهل الذي يفتي الناس بغير علم؟ هذا أحق أن يمنع".
د. فهد السنيدي: يمنع كيف أحسن الله إليك
سماحة المفتي: يعني يحجر عليه ويمنع من الفتيا ويقال له: قف عن حدك أنت لست مؤهلاً، قف عند حدك.
د. فهد السنيدي: هل سيصدر شيء عن المرجع الأعلى؛ مؤسسة الفتوى المملكة بحق هؤلاء يا شيخ؟
سماحة المفتي: هيئة كبار العلماء عالجوها بعدة وسائل، ولعل الله أن ييسر أمراً ينفع الله به، وهو أن يكون المفتون تحت رأي وسمع .. تحت عين وأذن الإفتاء، بمعنى أن لا يتقدم إلا مؤهلٌ يعلم أهليته للفتوى.
ليس القصد تحجر على الناس وليس منعاً والتحكم والحجر عليهم كلا، ولا اعتقاد الكمال لجهة دون جهة ليست واردة، وإنما الهدف التنظيم ومنع استمرار الفتاوى غير المؤصلة. وإلا فمن عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم الكل يفتي، فالمسائل الفردية تسأل .. يسأل عنها أي عالم فيفتي؛ ((فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)).
لكن المسائل ذات الشأن الكبير والتي جرى الخلاف فيها قديماً وحديثاً والتي يعني .. لم يتفق يعني .. الجمهور على خلاف كثير منها، فلا ينبغي تجاهل جمهور العلماء وكبار العلماء وجمهور أهل العلم ونفتي في مسائل الجمهور على خلافها ونستخف باتفاقهم، ونجعل أنفسنا في مصافّهم، بمعنى أن نتسرّع إلى شيءٍ هم يرون خلافه.
د. فهد السنيدي: كان في مشروع أحسن الله إليكم، أشير إلى إعداد مفتين في المناطق يتبعون لسماحة المفتي العام، هل ما زال فكرة هذا المشروع قائمة؟
سماحة المفتي: والله لا تزال ونرجو أن يحقق ما فيه الخير.
د. فهد السنيدي: نعم
سماحة المفتي: إلا أن الإفتاء والحمد لله، فيه اتصالات هاتفية موجودة والإخوان في الإفتاء موجودون وأرقام منازلهم موجودة، وفي برامج نور على الدرب وفي التلفزيون السعودي وقناة المجد والدليل الشيء الكثير الذي ينفع وإني أوصي إخواني طلاب العلم جميعاً أن يتقوا الله في أنفسهم. نحن وإياهم جميعاً ينبغي أن نتقي الله في أنفسنا وأن لا نقدم إلا على شيء نعلم أنه حق لا غبار عليه.
يجب علينا أن نتزود لأنفسنا وأن لا نتكامل أنفسنا ((وفوق كل ذي علم عليم))، ((وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً)).
يا إخواني أحياناً يعرض للإنسان مسألةٌ في الطهارة أو في الصلاة يحارُ فيها ويحتاج إلى المراجعة وتذكير معلوماته. الأمر صعب، كل من يتكامل نفسه ويدّعي أنه أي مسألة من أهل العلم هو سيفتي فيه، بحق أو بباطل هذه مصيبة عظيمة. يجب على طلاب العلم أن يتقوا الله في أنفسهم وأن يكون الرقيب عليهم رب العالمين، لا يهمهم يعني أي راقب عليهم ولكن يجب على أهل العلم أن يتصورا عظمة الله واطّلاعه عليهم وعلمه بسرائرهم وعلانيتهم ويتذكروا قوله: ((ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)).
د. فهد السنيدي: ألا ترون أنه يا سماحة الشيخ إذا ظهرت فتوى سببت بلبلة عند الناس والعامة وخالفت ما عليه جمهور الأمة، أن يصدر فتوى من سامحة المفتي أو من اللجنة الدائمة لصد هذا وأمثاله؟
سماحة المفتي: هو الأمر هذا قد يكون، ولكن التصدي دائماً لمن أفتى وهو غير عالم وغير مؤهل قد يعطيه أحياناً مكانة أكبر من حجمه، ولهذا تصدر الفتاوى من اللجنة في نور على الدرب وعبر البرامج وفي فتاوى الهاتف ما يبطل هذا الشيء. ولو أن كل من تكلم رُدّ عليه أخشى أن يأخذ حجماً أكثر من حجمه وهو ليس أهلاً لذلك.
د. فهد السنيدي: نعم، ولكن أحياناً الناس في الخارج يعتقدون أن هذا تابع لمؤسسة في المملكة وهم لا يعرفون فلان وفلان؟
سماحة المفتي: الواقع يا شيخ أن الإفتاء تواجه من خلال الهاتف أسئلة من أنحاء العالم الإسلامي ومن العالم كله، نُسأل أحياناً من أقطار الدنيا فالإفتاء وأعضاء الإفتاء يفتون دائماً وأبدا، لا تنقطع هواتفهم بالاتصالات في المنزل أو في المكتب ولله الحمد أدّوا قسماً كبيراً، وفتاويهم مطبوعة الآن وتوزع بصفةٍ عامة وهذا مما أثرى الناس وأعطاهم تصوراً صحيحاً عنهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وموقع الإفتاء الإلكتروني الآن ينشر المعلومات وبإمكان السائل وطالبي الفتوى السؤال وأخذ الرأي منه.
د. فهد السنيدي: ما ترون أحسن الله إليكم إذاً حسب كلامكم أنه إذا صدرت فتوى، يبين الموقف الشرعي ويبين أيضاً الموقف من الشخص أنه ليس أهلاً للفتوى وليس من أهل العلم، ألا ترون هذا؟
سماحة المفتي: لا .. لا .. لا يلزم ذلك، إنما إذا صدرت فتوى فالعلماء يجيبون عليها في جميع الميادين؛ في المسجد في الهاتف في نور على الدرب ونحو ذلك؛ يعني يخففوا المسألة ويصوروا للناس الخطأ.
د. فهد السنيدي: الأزهر؛ لما أفتى أحدهم بالرضاعة، كان موقف الأزهر رفض الفتوى ورفض الشخص؛ أنه لا يتبع للأزهر، لأنهم يرون أن المساس بالأزهر عند عامة الناس في العالم الإسلامي قد يشكك في موقفه. فأنتم لا ترون مثلاً تقولون أن فلان وفلان مثلاً لا يتبع لهيئة الإفتاء وليس من العلماء المعتبرين، ما ترون هذا يا سماحة الشيخ؟
سماحة المفتي: الظاهر أن هذا معروف عند الجميع.
د. فهد السنيدي: معروف .. يعني ما يحتاج؟
سماحة المفتي: نعم
د. فهد السنيدي: الاحتساب على الفتيا أو على المفتين كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، الناس يتساؤلون: الذي أفتى بجواز الغناء بكل صوره وأشكاله وقال: "أن بعض العلماء مفتون بالمنع وإغلاق الباب على الناس ويحب التحريم دائماً". الاحتساب على هذا كيف يكون؟
سماحة المفتي: والله هذه كلمة خطيرة؛ لأن العلماء لا يحرّمون بأهوائهم ولا بآرائهم، ويحرمون ما يحرمون بالدليل من الكتاب والسنة. فلما رأوا أن نصوص السنة على ذم الغناء وما يدخل في مسائل الغناء، والقرآن في ظاهره كذلك، كما قال ابن مسعود: "والله الذي لا إله غيره إن لهو الحديث الغناء"، والسنة في معاقبة الله لهؤلاء المغنون؛ مستحلي الغناء، هذه أمور واضحة وجلية.
فالعلماء الذين حرّموا الغناء ما حرّموه رأياً، ولكن معتمدين على أدلة، ولابن قيم الجوزية في إغاثة اللهفان أصول متعددة ذكر فيها شبهة المبيحين والمحرمين وأدلتهم جميعاً وبيّن الحق من الباطل، ولا يعني .. المسلم الذي يؤمن بالله يسمع بعض الأغاني التي ألفاظها وقحة شنيعة فيها من الفحش والقبح ما يصد الإنسان عن سماعها، فالإنسان إذا تأمل الأغاني وألفاظها لا يتصور .. لعلم حقاً أن الإسلام لا يجيز هذا.
د. فهد السنيدي: نعم، سماحة الشيخ خلينا ندخل أيضاً في تفاصيل لكن دون الأشخاص، عندما يأتي طالب علم أو قارئ أو داعية من الدعاة ويتصدر للفتوى أليس هناك صفات ينبغي أن توجد في أمثال هؤلاء ليقال بأن له حق في الفتوى شرعاً؟
سماحة المفتي: هو المسلم الذي يخاف الله ويتقيه هو الذي يناقش نفسه ويعلم آليته، هل هو مؤهل أم لا، لكن مِن الناس مَن يتجاوز ذلك ويعلم مِن نفسه العجز وعدم العلم، لكن لا يبالي، يُقحم نفسه فيما ليس هو أهل له، ويرى أن هذه شجاعة وجرأة وقدرة وأنه يستطيع أن يأتي بهذا، وهذا كله خطأ، لابد لطالب العلم أن يتأدب ويتربى أن يراقب الله فيما يقول ويعمل.
د. فهد السنيدي: الله المستعان، بعضهم يقول: إذا كان الدليل محتملاً فإن للمفتي أن يأخذ بأسهل الأقوال من باب التسهيل، هل هذا صحيح؟
سماحة المفتي: يا أخي من أراد هذا قد يجعل كل دليل يفهم منه ما يؤيد كلامه وقوله ولو كان خطأً. العلماء السابقون وشُرَّاح الحديث أدرك وأعلم منا وأدرى منا بمحتملات الألفاظ وقرروا ذلك وبينوه فلا ينبغي أن نتجاهلهم لابد أن نرجع إليهم.
د. فهد السنيدي: الله المستعان، سماحة الشيخ موقف الهيئة واللجنة أيضاً بالذات اللجنة الدائمة، ألا ترون أن في مثل هذه النوازل أن يصدر أو تصدر فتوى تفصيلية للآراء الشاذّة التي يتأولها أولئك تجمع و ...
سماحة المفتي: [مقاطعاً] هو فتاوى اللجنة المطلوبة لو اجتهد الطالب السؤال لرأى ... ولرأى الجواب الصحيح والشبه الخاطئ وكلام الجمهور عنها.
د. فهد السنيدي: الموقف الأسلم أحسن الله إليك مع من يخالف الإجماع أو من يشذ بالفتوى سواء كان موقف الأفراد أو موقف العلماء من .. مع مثل هؤلاء؟
(يُتْبَعُ)
(/)
سماحة المفتي: والله الموقف الطيب: أن الذين تصدر عنهم الفتاوى الشاذة لا دليل عليها ولا اعتماد عليها من كتاب ولا سنة، أن يمنع. لكن إن شاء الله أن طلاب العلم أرجو أن يكون عندهم بصيرة في أمرهم وتفكر في واقعهم وأن يحالوا أن يتقوا الله ويحذروا من تضليل الأمة
د. فهد السنيدي: لكن يمنع ممن أحسن الله إليك؟ الوالي؟
سماحة المفتي: المانع لا شك أنه من الوالي، وهناك وفقهم الله يعني أهل خيرٍ وصلاح وتمسكٌ بهذه العقيدة وحمايةً لها، زادهم توفيقاً وهداية.
د. فهد السنيدي: هل في شيء منكم سماحة الشيخ لأشخاص معينين، نقول والله أنه بالتحرك لإيقاف بعضهم!
سماحة المفتي: والله هو الإفتاء عندهم تنظيم للفتوى بأن يكون المفتي لابد أن يعرف حاله لدى الإفتاء ولعل هذا الشيء سيساهم في تصحيح هذه الأمور.
وإن كنا نثق أن طلاب العلم على بصيرة ومستوى ما يحتاج للشيء هذا.
د. فهد السنيدي: الله المستعان، سماحة الشيخ النصيحة لأولئك الذين تصدّروا للفتوى أمر مهم أيضاً، هم إخواننا وهم أبناء هذه البلاد ..
سماحة المفتي: [مقاطعاً] والله نحبهم ونحب الخير لهم ولسنا قادحين ولا متشمتين فيهم، ولا فرحين بالزلات، لكن يسيئنا ما يصدر، والإصرار على الخطأ، وإلا كل إنسان يخطئ ما في أحد ما يخطئ، يفتي ويخطئ هذا ما فيه إشكال، لكن كونه يستمر في الخطأ ويدافع عن الخطأ ويتهم من خالف قوله المخطئ بكذا وكذا هذه مصيبة، وإلا الإنسان يخطئ ويخطئ هذا ما فيها أمل .. ما فيها عقاب، عمر -رضي الله عنه- قال أخطأ ... "أصابت امرأةٌ وأخطأ عمر".
ما فيه شك الخطأ منا يقع، وكل العلماء يتراجعون عن أخطائهم، لكن المصيبة إذا أخطأ وصمّ أذنيه عن سماع الحق ودافع عن باطله واستمر عليه، هذه مصيبة. وإلا الخطأ موجود من الإنسان ما أحد منا معصوم كنا خطّاء وخير الخطّائين التوابون.
نخطئ دائماً لكن يجب على من أخطأ إذا ذُكّر بالخطأ وبُصّر بالخطأ ونُبّه عن الخطأ أن يقف عند حدّه ويحمد الله على ذلك.
د. فهد السنيدي: هل في تواصل أحسن الله إليك؟ هل تبعث .. سماحتكم يبعث أحد لمناصحة هؤلاء، سبق شيء من هذا؟
سماحة المفتي: والله نتصل أحياناً بهم، ونستدعيهم ولكن أرجو من الله أن يمُنّ على الجميع بالهداية.
د. فهد السنيدي: اللهم آمين. أنتقل إلى موضوع آخر، صدر لسماحتكم فتوى مسموعة قبل أيام حول إرضاع الكبير فقلتم: إنها قضية عينٍ لا عموم لها وحذّرتُم من عاقبة الفتوى وليس الفتوى، وقلتم مآلات الفتوى ينبغي للمفتي أن ينظر إلى مآلاتها ومقصود الشارع بها، لعلنا نتحدث عن هذه القضية التي سببت ضجة في الخارج والداخل.
سماحة المفتي: يا إخوان هي قضية قديمة ما هي بحديث اليوم، ففي عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن الرسول لامرأة أبي حذيفة -سهلة- أن ترضع سالم مولى أبي حذيفة، لكونهم كانوا متبنينه في الجاهلية وأنه أصبح واحدّ منهم؛ أُذِن بإرضاعه في هذه الحاجة الضرورية بالذات، وسالم هذا ممن حفظ القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وممن قال فيهم عمر: "لو كان سالم مولى أبي حذيفة حياً لاستخلفته"، وهو معروف بصلاحه وتقواه.
وهذه فتوى خاصة لشخص معين ولظروف معينة، وطالب العلم إذا .. يعني بحث الموضوع لا ينبغي أن يعلن للعموم، وإنما هذه قضايا خاصة، والجمهور على خلافه، زوجات النبي ما عدا عائشة كلهم على خلاف ذلك، وجمهور العلماء على خلافه، وهي قضية خاصة انتهت بانتهاء وقتها وقد تطبق على مثلها، ولكن أين التطبيق ومتى التطبيق وتحقيق المناط لذلك الأمر ليس بالسهل.
فكوني لا أرى .. أنا ما أقول: إن هذه الفتوى باطلة من أصلها فهي موجودة، لكن التطبيق على الجميع هي قضية الوقت، فينبغي على طالب العلم أن يتحرّى ذلك وأن يحذر من أن تفسر الأمور على غير ما هو يريد وإن كان يريد خيراً، لكن قد يفسرها الآخرون على أمور كثيرة مثل ما حصل الآن من بعض الكاريكاتوريات وأمثالها والتصويرات التي لا داعي لها.
كل هذا لأن عقول الناس لم تتحملها، فأرجو من إخواني طلاب العلم، وإن اقتنعوا بمسألة ألا يعلنوها إعلاناً يسبب البلبلة وأن يحتفظوا بها لظروفٍ خاصة، والمسائل ينبغي تقوى الله في ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
د. فهد السنيدي: أحسن الله إليك أنت أشرت إلى الكاريكاتير، رصدنا قبل أن نأتي إلى سماحتكم أكثر من مئة كاريكاتير حول هذه القضية في الصحف العربية ليس في الخليجية فحسب بل حتى العربية التي تقدح في هذه البلاد وبخروج هذه الفتوى. ألا ترون أن هذه الفتوى أيضاً أحرجت المملكة وعلمائها؟
سماحة المفتي: بلا شك أنها أوقعت بلبلة، لا شك في ذلك، ونحن لا نتهم المفتي بسوء القصد ولا نتهمه كطالب علم لا حاجة لأن نتهمه بذلك، لكن أقول: هذه الفتوى لما صدرت وأُصِرَّ عليها وتكاثر القول عليها، لم تحقق الغرض المقصود بل للأسف الشديد أنها سبباً في السخرية بالشرع والسخرية بأحكام الشريعة وقدح من لا علم عنده بالشريعة وأنها تأتي بالعجائب، وأن شخصاً ابن أربعين سنة يمكن أن يُمكّن من ثدي امرأة ليرضع منها، وإن كان قال قائل قد يقول: لا أنه يرضع في إناءٍ إلى آخره. والمهم أن العقول ما تحملتها ولا استساغتها.
لهذا قال ابن مسعود: "ما أنت محدث قوم حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان عليهم فتنة"، ويقول علي رضي الله عنه: "حدثوا الناس بما يعرفون أتريدون أن يُكَذّبَ الله ورسوله".
د. فهد السنيدي: الله المستعان، عامة الناس أحسن الله إليك ربما يكون بعضهم وقع في بعض المنكرات ولكن عندما تصدر فتوى تجيز له شيئاً من هذه المنكرات يتعلق بالقول الفلاني، وقد صدر يعني بعض البيانات من منظمات .. يعني هيئات ومنظمات ومؤسسات غنائية تشكر لمن أفتى بإباحة الغناء بكل صوره.
وأصبح الناس يتناقلون الآن سنسمع فلان وفلانة ولا حرج ونشغل المسجل لـ .. المهم حتى العاهرات المعروفات بالعهر، ألا ترون أن هذا خطر حتى على المفتي نفسه؟
سماحة المفتي: هو بلا شك أنه إذا لم يُحتط لها ضرت ضرراً عظيما، والناس مستعدون لقبول بهذا في هذا الزمن، وهذا زمن ضعف الإيمان، كل شيء يحتاج .. كل شيء يعني يؤثر عليهم، فينبغي على طلاب العلم عموماً أن يتقوا الله في أنفسهم وأن لا يتسرّعوا في الأمور ولا .. ويعني كما قال الله تعالى: ((وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منعهم)).
فترك الأمور لأهل العلم والفضل أولى من أن ننشر رأياً لا نستشير فيه عالماً ولا فقيهاً وإنما ننخدع بأنفسنا فنجعل دوي هذه القضية على الأمة وتراثها هذا لا يصح.
د. فهد السنيدي: بعضهم يقول أن سماحتكم تتحدثون عن الفتاوى التي تتعلق بشأن الأمة أن يرجع فيها للهيئة ويجتمع لها أشخاص، أما الفتاوى البسيطة مثل الغناء لا دعوى للأمة بها ...
سماحة المفتي: [مقاطعاً] لا ..
د. فهد السنيدي: [متابعاً] هل هذا صحيح؟
سماحة المفتي: لا مو بصحيح، كوني أبيح أمراً جمهور العلماء على تحريمه وأن أُحلّه هذا .. هذا خطر عظيم.
د. فهد السنيدي: الله المستعان، سماحة الشيخ أيضاً الإعلام بكل صوره، الصحافة ربما تتناقل شيء من هذا وتسعى للإثارة وتفرح بمثل بعض البيانات أو التهكم ببيانات أخرى، ألا ترون أن الصحافة ينبغي أن تُسهم في رأب الصدع في المجتمع وجمعه على كلمةٍ سواء؟
سماحة المفتي: المصيبة عندنا والمشكلة عندنا أن الصحافة تتجارى أو تتسابق للإثارة وأنها ترى أن كل قضية فيها إثارة تجعلها في مقدمة العنوان، ويرون أن الإثارة تسوق الصحيفة، فالصحيفة اللي فيها إثارة لها سوق رائج وتسوق أعداد كثيرة فيفرحون لهذه القضية أو أي قضية ما يكون فيها اختلاف ويكون حولها مشاكل، فيفرحون بها ليبرزوها ويستفيدوا منها مادياً ويعلو قدر الصحيفة ويكون لها شأن.
هذه مشكلة والواجب علينا خلاف ذلك، الواجب أن تكون الصحافة تخدم التحام الكلمة وجمع الصف ووحدة .. والهدف وألا نتسارع في .. ينعي ما يسبب تصدع في بنائنا.
د. فهد السنيدي: الله المستعان، سماحة الشيخ تأخر الفتوى منكم في نازلةٍ معينة كما فهمت منكم أنكم تقولون لا نريد أن نعطي بعض الأشخاص أكبر من حجمهم، الفتاوى موجودة قديماً وهذا ليس أمر جديد فممكن يرجع لفتاوى اللجنة؛ لفتاوى سماحتكم موجودة، ولكن لا يمكن أن نرد على كل شخص كلما أثار قضية. هذا الفهم صحيح؟
(يُتْبَعُ)
(/)
سماحة المفتي: نعم، لأنه أنا ما أقول يعني .. الفتاوى موجودة كل شيء موجود الحمد لله، لكن كون الشخص الذي سيقتحم أمراً خلاف ذلك ما .. يعني ليس من المصلحة أن يكون هناك دائماً ردود لأن الشيء موجود والأمر واضح.
د. فهد السنيدي: لكن لو رد عليه طلبة العلم المعروفين والمقربين من سماحتكم
سماحة المفتي: [مقاطعاً] ما فيه شيء .. نحن لا .. لا تحجر واسعاً، لكن أقول ينبغي لطلاب العلم أن يكون .. التعاون على البر والتقوى ونتناصح فيما بيننا وإذا أخطأ واحد منا نتصل به ونناقشه، لكن المشكلة أن البعض لا يقبل منك نصيحةً ولا يقبل منك مناقشةً ولا يقبل منك مباحثة، وإنما يصر على رأيه، وهذه مصيبة .. مصيبة.
د. فهد السنيدي: الله المستعان، الفتوى في الهيئة أيضاً ألا ترون أنه نموذج فريد ينبغي أن يطبق كون أنه يجتمع مجموعة ويبحثون ولا تصدر الفتوى إلا بالأغلبية وبالدراسة!
سماحة المفتي: ولله الحمد نظام الهيئة؛ نظام فريد، وبالهيئة داخلها من التعاون بين أفراد الهيئة ومناقشة المسائل، يعني أحياناً تجلس مسألة أياماً في الجلسة نقاشاً هادفاً، كلٌ يبدي رأيه من غير تحفّظ، لأن الهدف هو الوصول إلى الحق .. الوصول إلى الحق فالهيئة ولله الحمد من ثقلها وثقل أعضاءها وتماسكهم وتعاونهم واهتمامهم؛ لا تخرج فتوى منهم إلا محققة منقّحة مدروسة دراسةً علمية ومقدمٌ لها بحوث قبل، ومعدّة إعداداً ولله الحمد، حتى لا تصدر الفتوى من الهيئة إلا على المنهج القويم, فلا ترى تناقضاً ولا اضطراباً في فتاويها بل ولله الحمد هي على خطة نظامية جيدة. غفر الله لمن مضى وعصم من بقي.
د. فهد السنيدي: اللهم آمين. هل جاءكم تساؤلات من جهات في العالم الإسلامي، من جهات فتوى بسبب إحراجات الفتاوى الأخيرة يا شيخ؟
سماحة المفتي: قد يصلني هاتف ..
د. فهد السنيدي: جاءكم شي يعني
سماحة المفتي: نعم جا، ونجيبه بإجابة معتدلة لا نتّهم أحدا، لكن نقول هذا رأيه والحق كذا وكذا.
د. فهد السنيدي: يعني إذا .. إذا هي حتى سببت بلبلة في الخارج.
سماحة المفتي: لا شك أنها من المشكلات، ولكن إن شاء الله أن الأمور بتتسهل.
د. فهد السنيدي: هل ترون أن يتصدى مجموعة للكتابة إلى جهات معينة لإيقاف فلان أو فلان من الفتوى أو لا ترون هذا؟
سماحة المفتي: لا، إن شاء الله أرجو من طلاب العلم أن ينتبهوا من أنفسهم، وأن يكون الحاجز من ضمائرهم، لا من غيرهم.
د. فهد السنيدي: إذا استمر طالب العلم هذا وأخذ يرد على كبار العلماء فرد على أحد أعضاء هيئة كبار العلماء بشكل لا يليق؟
سماحة المفتي: هذا لا يضير ذلك العالم، إذا جاء الرد ممن ليس عنده علم فهذا لا يضير العالم، إذا جاء الرد ممن ليس عنده علم فهذا رفعة للعالم، ولا بد يا أخي من المخالفة، يعني الزمن .. يعني والإعلام الآن مفتوح لا بد من حصول خلاف فالإنسان .. يعني يروض نفسه أنه سيخالف, ما هو .. لن تستطيع في خضم هذا الإعلام المنفتح أن تسيطر على الكل، لكن على الإنسان بذل الجهد قدر الاستطاعة.
د. فهد السنيدي: اللجنة الدائمة يا شيخ هل ما زالت تجتمع مع قلة أعضاءها؟
سماحة المفتي: هي الآن .. نحن قريب الستة أشخاص نجتمع كل أحد وثلاثاء من الساعة التاسعة حتى الساعة الثانية عشر والنصف ونحو ذلك، نستعرض فيها مسائل اللجنة من الأفراد أو من المحاكم ونحو ذلك والحمد لله اتخذوا فيها حلول مناسبة. ولجنة الطلب تجتمع كل سبت واثنين وأربعاء لحل هذه المشاكل بين أفراد المجتمع.
ولله الحمد أعمال الإفتاء في الأمانة العامة ومسائل الطلاق كلها سائرة على نظامٍ دقيقٍ نسأل الله الإخلاص له في القول والعمل.
د. فهد السنيدي: أختم سماحة الشيخ بنصيحة توجهونها لعدم التسرّع في الفتوى وأن يتقي الله أولائك في الأمة الإسلامية.
سماحة المفتي: أنا أقول يا إخواني الطلاب، أنا وغيري علينا أن نتقي الله في أنفسنا وأن نحرص على موافقة الحق وإذا أخطأنا فلينصح بعضنا بعضا، وإذا علمنا الخطأ فنتراجع عنه ولا نُصرُّ على باطلٍ ونحن نعلم أنه باطل.
إذا أخطأ .. إذا واجهتنا فتوى وأخطأنا فيها فلا عيب علي أن أقول تراجعت عما قلته بالأمس وأخطأت فيما قلته بالأمس، هذا أمر لابد منه، حتى نكون على بصيرة .. على علم.
وأرجو على الإخوان التواصل فيما بينهم وأن يتعاونوا فيما بينهم وأن نتصل بعضنا بالبعض وأن لا ندع أخاً لنا تنهشه سهام الناس نقف معه في تأييده في الحق وتحذيره من الخطأ. هذا مطلوب منا نسأل الله التوفيق والسداد.
د. فهد السنيدي: إذاً نحن نخلص إلى أن: القول الذي عليه الجمهور وتفتون به في المملكة هو تحريم المعازف ..
سماحة المفتي: [مقاطعاً] بلا شك.
د. فهد السنيدي: [متابعاً] بأشكالها وصورها، والغناء المصاحب لها محرم؟
سماحة المفتي: بلا شك.
د. فهد السنيدي: شكراً لكم أنت أيها الإخوة والأخوات على طيب المتابعة كنا مع سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ؛ تحدثنا عن الفتوى وخطرها وأسدى سماحته نصيحة لجميع من يتصدون للفتوى في عالمنا الإسلامي.
أسأل الله تعالى للجميع التوفيق والسداد والعون كما أسأله سبحانه وتعالى أن يصلح أحوالنا وأحوالكم ونياتنا ونياتكم وأقوالنا وأقوالكم إنه جوادٌ كريم.
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
[ينتقل المشهد عائداً إلى الأستوديو]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عبد الحميد شانوحة]ــــــــ[06 - Jul-2010, مساء 02:37]ـ
أهلاً ومرحباً بكم أيها الإخوة والأخوات مرةً أخرى، كُنّا في لقاءٍ مع سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ؛ تحدثنا معه عن العبث والفوضى التي تحدث أحياناً في عالمنا العربي والإسلامي حول الفتوى، ووجه سماحته نصائحه الأبوية الرائعة.
يسرنا أن يكون معنا للتعليق حول هذه الكلمات النيّرة فضيلة الدكتور سعد بن مطر العتيبي عضو هيئة التدريس في المعهد العالي للقضاء؛ جامعة الإمام محمد بن سعود.
د. سعد العتيبي: أهلاً وسهلاً ومرحباً بكم
د. فهد السنيدي: دكتور أنا سجلت بعض النقاط السريعة في كلام سماحته أرجو أن نمر عليها مروراً سريعاً لنأخذ رأيكم حولها.
تكلم أن العلماء لا يحرمون من عند أنفسهم، هناك اتهامات بأنهم رجال كهنوت كما يزعم البعض وأنهم يريدون منع الناس من كل شيء. هذه لفتة توقف عندها سماحته قبل قليل، تفضل ..
د. سعد العتيبي: بدايةً؛ بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
العجيب يعني في القضية التي طرحتموها وهي قضية مهمة جداً، أن الآن الذي يتكلم هو سماحة المفتي، وله منصبه ومكانته عند الأمة ومكانته الرسمية. يعني هل هذا المنصب منصب عبثي أو منصب كهنوتي كما كان في أوروبا.
العجيب أنهم يطرحون هذا الطرح المستورد وهو ليس لهم الحقيقة حتى بين أبناء المسلمين ليس جديداً، هذا تقريباً له أكثر من 250 سنة، لكن عندنا عادةً يلوكون ما انتهى الآخرون منه.
فهذه القضية لا يمكن أن تطبّق، قد تطبق في دول الديانة فيها المحرفة النصرانية المحرفة ويراد أن تطبق على أهل الإسلام هذا أمر يعني .. لا يمكن أن يكون ولذلك الشيخ لما قال أنهم لا يحرّمون من عند أنفسهم لأن الله عز وجل جعل منزلة العلماء بمنزلة الأنبياء ولذلك يقول العلماء أن منصب الفتيا هو وراثة للمنصب النبوي ولقول الله عز وجل: ((وأنزلنا إليك الكتاب ذكرى لتبين للناس))، وقول النبي صلى الله عليه وسلم أن العلماء ورثة الأنبياء، وأن الأنبياء لم يورِثوا ديناراً ولا درهماً وإنما ورثوا العلم، فمن أخذ به أخذ بحظٍ وافر.
فالواضح أن العلماء يبينون ذلك؛ قضية حلال وحرام؛ قضية أحكام، وهذه الأحكام حتى عند الغرب، ليتهم أخذوا هذه الفكرة من الغرب، قضية أن تقول للشيء يجوز أو لا يجوز هذه تسمى قانون. فإذاً هو رجل قانون في النهاية ليس رجل كهنوت كما يظنون، ليس واعظاً ولذلك نجد بعض الكُتّاب السُذجّ أو الذين يتأثرون بالكتابات الغربية؛ يكتب الواعظ فلان، يتكلم عن عالم فقيه.
فهذا يدل على أنه أخذ المصطلح ولا يعرف حقيقة الأمر الذي عنده، بل ونجد أن الغربيين أنفسهم يتحدّث عن الفقه الإسلامي وعن فقهاء المسلمين ومنصب الفتيا حتى في مؤلفات خاصة بمنصب شيخ الإسلام اللي هو مفتي الدولة العثمانية. فهذا للأسف شيء؛ محاولة إسقاط الثقافات الأخرى على الثقافة الإسلامية جهل في النهاية.
د. فهد السنيدي: سماحته دائماً يمكن؛ ولحظت أنا سجلت ست أو سبع مواقف قال نحن ونحوه ونحن وإياهم نخطئ والخطأ وارد والخطأ وارد، الصراحة اللفتة الجميلة أنه قد يقع الخطأ في الفتوى هذا أمر وارد وله أسباب. لكن التعامل مع هذا الخطأ هو الأهم!
د. سعد العتيبي: هذا فعلاً ملاحظة .. الشيخ حفظه الله يقول علينا نحن وإياهم يقدم علينا بأن نراقب الله عز وجل ..
د. فهد السنيدي: نعم صحيح
د. سعد العتيبي: وهذا يؤكد أن القضية قضية ديانة وليست القضية هكذا .. يعني الإنسان عندما يتحدث؛ يتحدث مبلغاً عن الله، عندنا نحن أهل السنة والجماعة ليس عندنا شخصية معصومة أو ممكن لا تخطأ ..
د. فهد السنيدي: وليّ أو مثل هذا .. ؟
د. سعد العتيبي: المعصوم هو الوحي
د. فهد السنيدي: نعم
د. سعد العتيبي: لكن لا يمكن أن يكون الأشخاص معصومين، ولذلك عندنا يعتبر المرجعية العليا هي الآن؛ هرم المرجعية الرسمية عندنا في الفتوى هو سماحة المفتي ويقول: "علينا نحن وإياهم"، يعني بعض الذين نتحدث عنهم من طلاب طلابه فهذه نظرته الجميلة وهذا علم بالوحي يفقهه من يفقهه ..
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن يرد الخطأ، إذا لم يكن هناك عصمة سيكون هناك خطأ، هذا الخطأ ما أسبابه؛ الحقيقة إذا رجعنا إلى شروط المفتي؛ المفتي منصب شرعي لا يحتاج أن يرسم فيه شخص بسلطة أو بغيرها، ولذلك حتى لدى الأقليات يوجد مفتي، في أي مكان في العالم يوجد مفتي، لا يشترط له المنصب الرسمي. المنصب الرسمي هذا تأكيد لمنهج الدولة، لديانة الدولة، هذا ظاهر ..
د. فهد السنيدي: نعم، صحيح.
د. سعد العتيبي: لكن الأمر أن المنصب يحدده العلم الشرعي؛ مكانته في العلم الشرعي، ثم الأمة تصادق عليه، كأن القضية أشبه إن صح التعبير؛ بُمخْرَج انتخابي حُر، وهو قضية الأمة ترى هذا الشخص. هذا الشخص إذا كان غير معصوم .. يعني سنجد أن الخطأ له أسباب تعود إلى شروط المنصب ومدى توفر شروط المنصب.
منصب الفتيا وأي منصب في الدين؛ في الشريعة والمناصب الشرعية والولايات الدينية؛ يُشترط له شرطان رئيسيان:
الشرط الأول: القوة، ذكر هذا شيخ الإسلام ابن تيمية.
الشرط الثاني: الأمانة.
د. فهد السنيدي: [مقاطعاً] ((إن خير من استأجرت القوي الأمين))
د. سعد العتيبي: نعم، شرط القوة؛ سنجد أن القوة يراد بها العلم بالشيء .. بموضوع الولاية .. يعني العلم بالأحكام الشرعية ..
د. فهد السنيدي: جميل، ((خذ الكتاب بقوة))
د. سعد العتيبي: العلم بالنسبة للمفتي له ثلاثة عناصر:
العنصر الأول: معرفة الأحكام الشرعية.
العنصر الثاني: معرفة الوقائع والمسائل التي يحكم فيها والتي يُسأل عنها ومعرفة واقعها.
العنصر الثالث: القدرة على تنزيل الحكم الذي يعلمه على الواقعة التي أمامه.
الخلل يأتي في إحدى هذه الأمور؛ إما أن المفتي .. الشخص الذي يتصدى للفتيا لم يكن لديه علم بالأحكام الشرعية أو علمه في هذه الجزئية لم يكن وافياً، ولما يقال العلم بالأحكام يُقصد به معرفة؛ ويشترط له العلماء معرفة الآيات ... :
1 - آيات الأحكام وتفسيرها
2 - أحاديث الأحكام وشروحها
3 - القواعد الأصولية والفقهية والمقاصدية
د. فهد السنيدي: نعم، جميل
د. سعد العتيبي: فهذه قد تنقص الشخص، إما عموماً فيكون ليس من أهل الفتيا أصلاً، أو جُزئياً فيقع ..
د. فهد السنيدي: [مقاطعاً] فيقع الخطأ في هذه الجزئية؛ نعم.
د. سعد العتيبي: أحياناً يكون الحكم .. لديه معرفة في الأحكام ويعني مستعد أن يبين ويشرح، ولكن عندما يأتي للوقائع قد لا يكون عنده تصور كامل للواقعة التي يحكم فيها.
د. فهد السنيدي: آه .. نعم ..
د. سعد العتيبي: فيكون هناك إشكالية .. خلل في موضوع، هو عالم لا شك في ذلك، لكن لم يستوعب القضية ..
د. فهد السنيدي: لم يحقق المآل ..
د. سعد العتيبي: أحياناً قد يستوعب القضية وقد يستوعب الحكم ..
د. فهد السنيدي: طيب ..
د. سعد العتيبي: ولكن لم يستطع أن يُنزّل الحُكم المناسب على الواقعة التي أمامه.
د. فهد السنيدي: كما قال سماحة الشيخ قبل قليل في مسألة الرضاعة، أشار إلى جُزءٍ منها: "أنها واقعة عين معينة".
د. سعد العتيبي: لأن معرفة الواقعة يشترط فيها معرفة .. لها أكثر من شرط، معرفة الواقع زماناً ومكاناً.
في قضية مهمة التفريق بين فقه المسألة وفقه الفُتيا في المسألة. فقه المسألة: معرفة حكمها، لكن فقه الفُتيا بها؛ متى نفتي بها؛ متى تتحقّق؛ هل يتحقق الحكم في الصورة هذا من فقه الفُتيا.
أحياناً قد يكون الحكم صحيح وبالإمكان تنزيل الواقع على الحكم لكن من الصعب أن يُفتى بها لسبب من الأسباب، لظرف مكاني؛ ظرف زماني.
مثل فقه الأقليات لا يمكن أن يفتى ببعض الفتاوى الموجودة عندنا في المملكة في بعض بلاد الأقليات؛ يختلف الأمر.
د. فهد السنيدي: جميل، طيب خليني آخذ اتصالات سريعة أيضاً لأن الحلق فقط للتعليق على ما تفضل به سماحة الشيخ.
معي اتصال أول: الشيخ محمد صالح المنجد مرحباً بك شيخ محمد تفضل.
الشيخ محمد صالح المنجد: حياكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
د. فهد السنيدي: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الشيخ محمد صالح المنجد: يأتي تناول هذا الموضوع من زاوية معينة وهي قضية العلاقة بين الطعن في الدين كهدف لأهل النفاق وأعداء الدين مع هذه الحملة المتتابعة من الفتاوى الشاذّة والغريبة في عملية تحريف وتغيير وتبديل، بل وصلة إلى مرحلة السخرية بالأحكام الشرعية.
تميزت الحملة الأخيرة:
(يُتْبَعُ)
(/)
أولاً: حاجة أهل الباطل إلى سند شرعي لأن أسمائهم وأشكالهم لا تساعدهم في ترويج الباطل.
ثانياً: جاءت الحملة بعد رحيل ثُلّة من العلماء الذين كان لهم رسوخ القدم في الأمة وشورى وفضل وتلقّت الأمة فتاويهم بالقبول.
ثالثاً: جاءت الحملة منظّمة في نسق متوالي يُشعِرُك بمدى التخطيط ويستعمل فيها ابن شيخ وابن عم شيخ وأخو شيخ واحد من عائلة المشايخ.
رابعاً: يرافقها إذاعة وشيوع بواسطة الوسائل الحديثة صورةً وصوتاً ونصاً وعبر الأقلام والزوايا والمقالات.
طبعاً آثار هذه العملية، نعم نشأ عنها بعض التشكيك عند بعض الناس وصاروا يقولون أن ما .. يعني الشيء الذي كان حراماً كيف أصبح حلالاً؟ عمن نأخذ الفتوى؟ اضطربنا في الأحوال! هل الفتوى نابعة من السائد الاجتماعي أم ماذا؟.
طبعاً بعض الناس كانوا يعصون وهو يعلم أنه حرام، وهذا قريب من التوبة، لكن المؤامرة الآن في نزع تأنيب الضمير حتى لا يكون حراماً أصلاً.
زعزعة مصدر الفتوى بين جيلين، يعني صار الابن يقول لأبيه يا أبي أنت شيخك ابن باز وابن عثيمين أنا الآن عندي مشايخ آخرين فأنا هؤلاء بالنسبة لي هم المفتون فماذا تقول لي.
طبعاً شرعنة الباطل قضية كبيرة، الناس الذي ذهبوا إلى الخارج قطعاً سيعودون أيضاً بأشياء. هناك بعض الإيجابيات:
أولاً: استعادة الوعي بالحكم الشرعي نتيجة هذه الهجمة. يعني بعض الناس كان مقلداً صار الآن عنده فهم؛ بصيرة نتيجة تعرّض الحكم لهجوم ومعرفة الأدلة.
ثانياً: مزيد من الإطلاع على الحكم الشرعي.
ثالثا: إنعاش الذاكرة بتذُّكر أدلة لأحكام هذا الحُكمْ وترسيخ القضية.
رابعاً: ظهور طلبة علم جُدد وعلماء المستقبل.
وأخيراً: صار هناك وعي عند كثير من الناس بالفتاوى الرخيصة وهذا واضح لدي من خلال التعليقات في المواقع الإخبارية وغيرها، وصرت ترى حتى في بعض مواقع هؤلاء المفتين من أهل الشذوذ والغرائب ردوداً قوية من عامة الناس غيرةً على الدين وهذا في الحقيقة من الإيجابيات الطيبة.
أشكركم على الموضوع وعلى إتاحة الفرصة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
د. فهد السنيدي: جميل، شكراً .. وعليكم السلام ورحمة الله، الشيخ محمد صالح المنجد شكراً جزيلاً لك. أستاذ هاشم الشايع في دقيقتين أيضاً تفضل.
هاشم الشايع: نعم، بسم الله الرحمن الرحيم أقول حفاظاً على وقتكم بارك الله فيكم أقول مصدراً لهذه المداخلة بكلام جميل لمعاذٍ رضي الله عنه في تصوير وتحذير من هذه الظاهرة ومعالجةً لها؛ يقول رضي الله عنه: "أحذركم زيغة الحكيم فإن الشيطان قد يقول كلمة الضلال على لسان الحكيم وقد يقول المنافق كلمة الحق"، فقيل لمعاذ: وما يدرينا أن الحكيم قد يقول كلمة الضلال وأن المنافق قد يقول كلمة الحق، قال: "اجتنب من كلام الحكيم المشتهرات التي يقال ما هذه ولا يثنيك ذاك عنه، فإنه لعله أن يراجع؛ وتلقى الحق إذا سمعته فإن على الحق نورا".
وأقول من أسباب بروز هذه الظاهرة ما ابتلي به بعض الدعاة من كثرة التحدُّث مع جودة البيان فتهافت عليهم أضواء الفضائيات وتسابقوا إليهم فاستجابوا لها وانساقوا، غافلين عن منهج السلف من الإقلال إلا لحاجة.
قال عمر رضي الله عنه: "من كثر حديثه كَثُر سقطُه"؛ وكثرت أخطائه. ويقول الشعبي: "كره الصالحون الأولون الإكثار من الحديث ولو استقبلت من أمري ما استدبرت ما حدّثتُ إلا بما أجمع عليه أهل الحديث".
السبب الثاني في نظري؛ أصيبت مقاتل كثير من الدعاة عن التثاقُل عن قول: لا أدري ولا أعلم، وإن .. فترى كثير منهم الإجابة في كل شيء وابن مسعود يقول رضي الله عنه: "إن الذي يفتي الناس في كل ما يسألون إنه لمجنون". وكان ابن عمر يقول .. يقول: "ها" ثم يقول: "يريدون أن يجعلوا ظهورنا جسراً لجهنم".
سببٌ ثالثٌ هو عندما ظنّ بعض الدعاة انبهاراً عاماً بدينهم ورأوا أن ذلك شهادةً لهم بالجودة بمجال الفتوى وليس ذاك بصحيح بل شهادةُ أهل العِلمِ لهم هي علامة الجودة، كما قال مالك رضي الله عنه ورحمه: "ما جلست للفتوى حتى شهد لي سبعون من علماء المدينة".
فلا نخلط بين الفُتيا وتعليم العامة ودعوتهم من الدعاة من تمّيز بالموعظة والبيان ولكنه في الفتوى ليس مبنياً على التأصيل العلمي والحجة والبرهان.
د. فهد السنيدي: طيب، شكراً الأستاذ هاشم الشايع، شكراً جزيلاً انتهت الدقيقتين شكراً لك.
(يُتْبَعُ)
(/)
أعود إليك إذا كان لك تعليق على ما تفضل به الشيخ محمد المنجد.
د. سعد العتيبي: والله جزاه الله خير؛ هو أشار إلى قضية سبق أن تحدث عنها في سلسلة مقالات عن آليات تقرير راند لمحاولة توظيف مجموعات معيّنة؛ وهذا ظهر خارج المملكة بشكل كبير جداً، خرج أناس يفتون بفتاوى كثيرة وثبت أن لهم صلات بجهات أجنبية تعطيهم مبالغ في سبيل التحدث عن الثوابت ومحاولة التقليل من شأنها وبث هذا الفكر في أماكن أخرى.
أيضاً محاولة تحريك أو توظيف بعض الخيّرين في نفس المشروع إذا عجزوا أن يصلوا بشخصياتهم كما أشار الشيخ ..
د. فهد السنيدي: يحتاجون إلى سند شرعي
د. سعد العتيبي: نعم، فيدخلون من خلالهم ويوظفون أشخاص ليسوا قاصدين لما يقصده أولئك طبعاً لكن استطاعوا أن ..
د. فهد السنيدي: يشرعنوا البعض
د. سعد العتيبي: يراقبوا ويمسحوا ما عندهم من معلومات وأفكار سابقة ويُثيروها بطريقة أو بأخرى ويحدثوا نوع من الخلل أنا من الأشياء التي كنت سأتحدث عنها وكفانا مؤنتنا الشيخ محمد المنجد حفظه الله، قضية الآثار الإيجابية أيضاً، أنا في ظنّي ..
د. فهد السنيدي: [مقاطعاً] في آثار إيجابية .. طيب خلينا نؤخرها قليلاً، أنا بكون أكثر صراحةً معك لأدخل في الشق الثاني الذي أشار إليه سماحة المفتي وهو موقف الدعاة وطلبة العلم بل بعض كبار طلبة العلم من القضية.
سب وشتم وكتابات في المنتديات ورسائل الحقيقة محزنة، خليني أقول وأكون أكثر صراحة؛ ما جاءنا في هذه الحلقة من رسائل هي لا تمثل؛ أنا أقول لا تمثل شريحة مشاهدينا نعم، ولا تمثل طلبة علم نعم، لكنها تُمثّل شريحة مع الأسف.
كيف يمكن أن نقبل أن هؤلاء يتكلمون على إخوانهم، أخطأ الشيخ فلان وأخطأ فلان، تأتي أنت تقول الموبوء كيف تستضيف الموبوء كيف تستضيف المدري إيش، والمفتي قبل قليل قال نحن لا نشك في نياتهم؛ إخواننا نتعامل معهم بالحق، فما قولك في هذه القضية أما أحزنتك؟
د. سعد العتيبي: هذه تحصل يعني، أنا أقطع أنه حصل، أنتم مثلاً استضفتم أشخاص مثلاً قد لا يرضى عنهم فئة قليلة.
د. فهد السنيدي: هذا صحيح.
د. سعد العتيبي: لكن لا يحق لهم أن يقولوا هذا القول، يعني في قضية مهمة جداً؛ إذا كان حديثنا عن قضية خطأ في فتوى فما يفعله هؤلاء خطأ في قضية قطعية.
د. فهد السنيدي: صح
د. سعد العتيبي: الله عز وجل يقول: ((والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبينا))
د. فهد السنيدي: يا سلام
د. سعد العتيبي: ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن دمائكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا .. " الحديث.
د. فهد السنيدي: يا سلام
د. سعد العتيبي: يعني قضية المسلم وحرمته قضية خطيرة وقطعية لا يُختلف فيها، فالذي يتجاوز؛ تُشكر لهذا الشخص غيرته لكن لا تصل به إلى تجاوز الحد أيضاً والقدح والسب ومحاولة شخصنة القضية وإثارة قضايا عن الأشخاص.
في الحقيقة قضية التعامل إن أردت أن أدخل بها الآن في التعامل مع المفتي مباشرةً أو الخطأ لما يُخطئ، هناك عدّة وسائل، في وسائل تصحيح وفي وسائل تعامل في حالة الإصرار على الخطأ.
د. فهد السنيدي: تمام
د. سعد العتيبي: للتصحيح استخدموا العلماء السابقون قضية المناصحة قضية المناقشة والمحاورة، قضية عقد جلسات حوار.
د. فهد السنيدي: يا سلام، جميل
د. سعد العتيبي: يُشرف عليها علماء كبار، بل في الدولة العثمانية كان في شيء اسمه الحضرة، يأتي الخليفة بنفسه ويأتي بالعلماء الذين اختلفوا أمامه وكل فريق يقول ما عنده من الأدلة ..
د. فهد السنيدي: ويردون على بعضهم .. يا سلام
د. سعد العتيبي: ثم يُخلَص بقول واحد هو الذي يتجه إليه الجمهور وهذه قضية رائعة جداً من تاريخ الدولة الإسلامية.
القضية .. طبعاً هناك قضية تفنيد الفتوى الخاطئة وهذه واضحة جداً، أما التعامل معها في حالة الإصرار ذكر العلماء عدة أشياء. الإمام النووي ذكر مقاطعة هذا الشخص، ما يستفتى.
د. فهد السنيدي: تمام
د. سعد العتيبي: يقول الإمام النووي رحمه الله: "لا يجوز للمفتي أن يتساهل في فتواه ومن عُرِفَ في ذلك لم يجز أن يُستفتى" هذه قضية، وتكلم عنها أكثر من عالم. أيضاً قضية عدم اعتماد فتوى خاطئة وأنه لا تبرأ الذمّة بتقليد المفتي المخطئ في خطأه مع العلم بتخطئته من أهل العلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
الإمام الشاطبي له كلام جميل جداً ليجمع القضيتين يقول: "زلّة العالم لا يصح .. "؛ هذا العالم طبعاً نحن لا نتكلم الآن عن الذي يفتي بغير علم.
د. فهد السنيدي: طبعاً
د. سعد العتيبي: نحن نتكلم عن العالم؛ "زلة العالم لا يصح اعتمادها من جهة ولا الأخذ به تقليلاً له وذلك لأنها موضوعةٌ على المخالفة للشرع ولذلك عُدّت زلة وإلا فلو كانت مُعتداً بها لم يُجعل لها هذه الرتبة ولا نُسب إلى صاحبها الزلل فيها، كما أنه لا ينبغي أن ينسب صاحبها إلى التقصير ولا أن يُشنّعَ عليه بها ولا يُنتَقصْ من أجلها أو يعتقد فيه الإقدام على المخالفة بحتاً، فإن هذا كله خلاف ما تقضي رتبته في الدين".
د. فهد السنيدي: يا سلام
د. سعد العتيبي: كلام جميل جداً، أيضاً من الأشياء الأخرى في التعامل معها؛ لا يصح الاعتداد بها علمياً، يقول الشاطبي رحمه الله: "لا يصح اعتمادها خلافاً في المسائل الشرعية، لأنها لم تصدر في الحقيقة عن اجتهاد، و لا هي من مسائل الاجتهاد، و إن حصل من صاحبها اجتهاد فهو لم يصادف فيه محلاً، فصارت في نسبتها إلى الشرع كأقوال غير المجتهد , و إنما يُعد في الخلاف الأقوال الصادرة عن أدلة معتبرة في الشريعة، كانت مما يقوى أو يضعف، و أما إذا صدرت عن مجرد خفاء الدليل أو عدم مصادفته فلا، فلذلك لا يصح أن يعتد بها في الخلاف، كما لم يعتد السلف الصالح بالخلاف في مسألة ربا الفضل .. " إلى آخره
د. فهد السنيدي: على كل حال أنا أشكر لك إتاحة الفرصة واللقاء بك وأتمنى لك التوفيق شكراً جزيلاً.
د. سعد العتيبي: شكراً لكم وجزاكم الله خيرا وإن شاء الله في موضوعات أخرى لعلها يسمح لها الفرصة.
د. فهد السنيدي: كانت هذه الحلقة أيها الإخوة والأخوات مع سماحة مفتي عام المملكة تحدث عن العبث بالفتاوى وعلّق معنا في الأستوديو فضيلة الدكتور سعد بن مطر العتيبي عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء، شكراً لطيب متابعتكم.
كانت خاتمة المسيرة مسك، من خلال اللقاء بسماحة مفتي عام المملكة؛ أعلن توقف هذا البرنامج خلال الفترة القادمة، كانت هذه آخر حلقة من حلقات هذا البرنامج في هذه الدورة.
أسأل الله تعالى أن يُيَسّر لي ولكم ولفريق البرنامج اللقاء بعد شهر رمضان المبارك بإذن الله تعالى إن أمدّ الله في العُمر.
تحية طيبة من فريق البرنامج ومن أعضاء منتدى ساعة حوار؛ سلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
ـ[سعيد الموصلي]ــــــــ[06 - Jul-2010, مساء 11:53]ـ
جزاك الله خيرا يا أخي
ـ[أبو فؤاد الليبي]ــــــــ[07 - Jul-2010, صباحاً 03:17]ـ
بارك الله فيك , كنت قد شاهدت طرفا من الحوار وأمتعنا الشيخ عبد العزيز كعادته بكلامه الهادئ , البعيد عن اللهجة الفظة والتشنجات الكلامية فجزاه الله خيرا , فهو - إن شاء الله - الرجل المناسب في المكان المناسب.
ـ[محمد عبد الحميد شانوحة]ــــــــ[07 - Jul-2010, صباحاً 11:09]ـ
جزاكم الله خيراً ووفقنا الله وإياكم ونسأله تعالى أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ..(/)
السراج الوهاج في حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج
ـ[أبومالك المقطري]ــــــــ[06 - Jul-2010, مساء 08:52]ـ
السراج الوهاج في حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج
الحمد لله والصلاة على رسول الله وعلى آله وصحبة ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين و بعد.
فلا ريب أن الإسراء والمعراج من آيات الله العظيمة الدالة على صدق رسوله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعلى عظيم منزلته عند الله عزوجل كما أنها من الدلائل على قدرة الله الباهرة , وعلى علوه سبحانه على جميع خلقه , وتواتر عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه عرج به إلى السماوات , وفتحت له أبوابها حتى جاوز السماء السابعة فكلمه ربه بما أراد , وفرض عليه الصلوات الخمس. ومع ما لهذه الليلة من المزيه , والفضائل إلا أنه لم يأت في الأحاديث الصحيحة تعيينها , وكل ما ورد في تعيينها فهو غير ثابت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عند أهل العلم بالحديث.
قال ابن القيم رحمه الله في الزاد وهو يتحدث عن ليلة الإسراء والمعراج (1/ 58): (ولم يقم دليل معلوم لا على شهرها , ولا على عشرها , ولا على عينها بل النقول في ذلك منقطعة مختلفة ليس فيها ما يُقطع به , ولا شرع للمسلمين تخصيص الليلة التي يظن أنها ليلة الإسراء بقيام ولا غيره بخلاف ليلة القدر , فإنه قد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان , وفي
الصحيحين عنه صلى الله عليه و سلم أنه قال: من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه , وقد أخبر سبحانه أنها خير من ألف شهر وأنه أنزل فيها القرآن).
وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في الفتح (7/ 242) في معرض ذكره خلاف العلماء في تحديد هذه الليلة (فإن في ذلك اختلافاً كثيراً يزيد على عشرة أقوال).
1 - فقيل: كان الإسراء في السنة التي أكرمه الله فيها النبوة اختاره الطبري.
2 - وقيل بعد المبعث بخمس سنين رجح ذلك النووي والقرطبي.
3 - وقيل كان ليلة السابع والعشرين من شهر رجب سنة 10 من النبوة , واختاره العلامة المنصورفوي.
4 - وقيل قبل الهجرة بستة عشر شهراً أي:في شهر رمضان سنة 12 من النبوة.
5 - وقيل قبل الهجرة بسنة وشهرين أي في المحرم سنة 13 من النبوة.
6 - وقيل قبل الهجرة بسنة أي في ربيع الأول سنة 13 من النبوة (انظر الرحيق المختوم ص 134).
فهكذا اختلف العلماء في تحديد هذه الليلة , ولله الحكمة البالغة في إنساء الناس لها , وإن المشهور أن هذه الليلة كانت في شهر رجب , وقد ضعف هذا القول الإمام الحافظ ابن كثير رحمه الله في (البداية والنهاية) ص (89/ 3) قال: (وقد أورد الحافظ عبد الغني المقدسي في سيرته – حديثاً لا يصح سنده ذكرناه في فضائل شهر رجب وهي ليلة الرغائب التي أحدثت فيها الصلاة المشهورة , ولا أصل لذلك والله أعلم).
وبعد إيرادنا لهذه الأقوال نقول للذين يحتفلون بليلة الإسراء والمعراج في السابع والعشرين من شهر رجب – ثبت العرش ثم انقش – فمن أين لكم دليل على هذا التحديد؟.بل ذكر ابن كثير أن تحديد هذه الليلة بشهر رجب قول ضعيف لا يصح , ولا أصل له.
ومع هذا فإنه لم يشرع لأحد من المسلمين تخصيص هذه الليلة بشيء من العبادات قال ابن القيم رحمة الله تعالى في الزاد (1/ 59): (ولا شرع للمسلمين تخصيص الليلة التي يظن أنها ليله الإسراء بقيام ولا غيره إلى أن قال: ولا يعرف عن أحد من المسلمين انه جعل لليلة الإسراء بأمر من الأمور ولا ذلك المكان بعبادة شرعية بل غار حراء الذي ابتدئ فيه بنزول الوحي , وكان يتحراه قبل النبوة لم يقصدة هو ولا أحد من أصحابة بعد النبوة مدة مقامة بمكة , ولا خص المكان الذي ابتدئ فيه بالوحي , ولا الزمان بشيء , ومن خص الأمكنة والأزمنة من عنده بعبادات لأجل هذا وأمثاله كان من جنس أهل الكتاب الذين جعلوا زمان أحوال المسيح مواسم وعبادات كيوم الميلاد ويوم التعميد وغير ذلك من أحواله).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الإمام ابن باز رحمة الله تعالى (1/ 183) من مجموع الفتاوى: (وهذه الليلة التي حصل فيها الإسراء والمعراج لم يأت في الأحاديث الصحيحة تعيينها، وكل ما ورد في تعيينها فهو غير ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم عند أهل العلم بالحديث، ولله الحكمة البالغة في إنساء الناس لها، ولو ثبت تعيينها لم يجز للمسلمين أن يخصوها بشيء من العبادات، فلم يجز لهم أن يحتفلوا بها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم لم يحتفلوا بها، ولم يخصوها بشيء، ولو كان الاحتفال بها أمراً مشروعاً لبينه الرسول صلى الله عليه وسلم للأمة؛ إما بالقول، أو بالفعل، ولو وقع شيء من ذلك لعرف واشتهر، ولنقله الصحابة رضي الله عنهم إلينا، فقد نقلوا عن نبيهم صلى الله عليه وسلم كل شيء تحتاجه الأمة، ولم يفرطوا في شيء من الدين، بل هم السابقون إلى كل خير، فلو كان الاحتفال بهذه الليلة مشروعا لكانوا أسبق الناس إليه، والنبي صلى الله عليه وسلم هو أنصح الناس للناس، وقد بَلَّغ الرسالة غاية البلاغ , وأدى الأمانة، فلو كان تعظيم هذه الليلة والاحتفال بها من دين الإسلام لم يغفله صلى الله عليه وسلم ولم يكتمه، فلما لم يقع شيء من ذلك علم أن الاحتفال بها وتعظيمها ليسا من الإسلام في شيء، وقد أكمل الله لهذه الأمة دينها , وأتم عليها النعمة، وأنكر على من شَرَّع في الدين ما لم يأذن به الله).
وقال رحمه الله: (وهكذا ليلة سبع وعشرين من رجب التي يعتقد البعص أنها ليلة الإسراء والمعراج لا يجوز تخصيصها بشئ من العبادات كما لا يجوز الاحتفال بها للأدلة السابقة هذا لو عُلمت فكيف والصحيح من أقوال العلماء أنها لا تعرف وقول من قال أنها ليلة سبع وعشرين من رجب قول باطل لا أساس له في الأحاديث الصحيحة)
ولقد أحسن من قال:
وخير الأمور السالفات على الهدى وشر الأمور المحدثات البدائع
وقال الشيخ العلامة صالح الفوزان في الخطب المنبرية (2/ 84):
(إن من البدع المحدثة ما يعمل في بعض الأقطار في ليلة السابع والعشرين من شهر رجب من إحياء ذكرى الإسراء والمعراج بالاحتفالات وأنواع العبادات , فتخصيص هذه الليلة بالذكر والعبادة والأدعية بدعه لا أصل له , والإسراء والمعراج حق لكنة لم يقم دليل على تحديد ليلته , ولا على شهره ولوكان في تحديد ذلك الشهر أو تلك الليلة مصلحة لنا لبينه الله ورسوله , ولكان التعبد في تلك الليلة مشروعاً لفعله نبي الله وخلفاؤه وصحابته فهم أحرص على الخير , وأسبق إليه منا).
وسئل شيخنا العلامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى عن الاحتفال بالمولد والمعراج والرجبية بدعة أم سنة حسنة؟ فأجاب رحمه الله قائلاً كما في إجابة السائل عن أهم المسائل: (بدعة كل هذا لم يكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ورب العزة في كتابة الكريم يقول: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) والرسول صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبة يقول كما في الصحيحين: (من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهورد) فكل هذه منها محدثة لعله في القرن السادس ومنها ماهو أٌقل من ذلك وعلى كل فليس في الإسلام بدعة حسنة , والرسول صلى الله عليه وسلم يقول"كل بدعة ضلالة " ويقول: " إن الله حجب التوبة عن كل صاحب بدعة حتى يدع بدعته").
وإن من المحدثات التي تلحق بهذه المسألة إقامة المحاضرات , و الندوات , بهذه المناسبة وقد سمعت أقوال الأئمة في بدعية الاحتفال بهذه الليلة مطلقاَ بأي عبادة كانت , وأزيدك فائدة فقد سئلت اللجنة الدائمة المكونة من الشيخ الإمام عبدالعزيز بن باز , والشيخ العلامة / عبدالرازق عفيفي , و العلامة / عبدالله الغديان , والعلامة / عبدالله قعود.
(يُتْبَعُ)
(/)
عن حكم الوعظ في يوم المولد النبوي – وقس على ذلك الوعظ في يوم الإسراء والمعراج أو في يوم بدر أو غيرها من المناسبات – فكانت الإجابة بما يلي: (وليس مولد النبي صلى الله عليه وعلى اّله وسلم في يوم من مقتضيات تخصيص ذلك اليوم بقربة من القرب , أو وعظ , وإرشاد , أو قراءة قصة المولد لأن النبي صلى الله عليه وعلى أله وسلم لم يخصه بذلك , ولو كان في تخصيصه بذلك خير لكان صلى الله عليه وسلم أولى به وأحرص عليه لكنه لم يفعل فدل على أن تخصيصه بالوعظ , أو بقراءة قصة المولد , أو بأي عبادة من البدع , وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " وفي رواية "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " وكذا أصحابة لم يفعلوا ذلك , وهم أعلم بالسنة وأحرص على العمل بها رضي الله عنهم جميعاً) فتاوى اللجنة (3/ 32).
فدلك هذا على بدعية هذه المحاضرات , والندوات التي تقام بهذه المناسبة حتى ولو قصد القوم بذلك الدعوة وإظهار شعائر الإسلام , ففي فتاوى اللجنة (3/ 24)
س:ما حكم الاحتفال بالمولد النبوي , وبليلة الإسراء والمعراج بقصد الدعوة الإسلاميةوشعار الإسلام؟.
الجواب: قد دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام بالقول والعمل والجهاد في سبيل الله , وهو أعرف بطريق الدعوة إليه ونشرها إظهار شعائره , ولم يكن من هديه في الدعوة وإظهار شعائر الإسلام الاحتفال بمولده ولا الاحتفال بالإسراء والمعراج , وهو الذي يعرف قدر ذلك , ويقدره وقدره وسلك أصحابة طريقه , واهتدوا بهدية في الدعوة إلى الإسلام ونشره , فلم يحتفلوا بذلك , ولا بنظائره من الأحدث الكبار , ولا عرف الاحتفال بذلك عن أئمة الإسلام رحمهم الله , وإنما عرف ذلك عن المبتدعة في الدين , والغلاة من الرافضة وسائر فرق الشيعة , وغيرهم ممن قل علمه بالشرع المطهر , فالاحتفال بما ذكر بدعه منكرة لمخالفته لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم , والخلفاء الراشدين , وأئمة السلف الصالح في القرون المفضلة رضي الله عنهم).
وفي لقاءات الباب المفتوح - (208/ 7) للعلامة الفقيه ابن عثيمين رحمه الله تعالى (السؤال: هل الاحتفالات وإلقاء المحاضرات عن النبي صلى الله عليه وسلم يعتبر من البدع؟
الجواب: لا, يقول: إذا خطب الخطيب خطبة الجمعة وذكر فيها مبدأ بعث الرسول عليه الصلاة والسلام وشيئاً من حياته، هل يعتبر بدعة؟ الجواب: لا. لماذا؟ لأن هذه خطبة الجمعة موجودة وثابتة من قبل, أما أن يحدث محاضرة في نفس اليوم فهذا من وسائل البدعة, بالنسبة للعام هذا لا توافق الجمعة الثاني عشر, الجمعة هي الحادي عشر, فعلى كل حال إذا كان أصل الخطبة مشروعة كخطبة الجمعة وذكر فيها الإنسان بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام فلا بأس؛ لأن هذا ذكر تاريخ لحياته بمناسبة مبعثه عليه الصلاة والسلام ومولده, أما أن يحدث محاضرة في هذه الأيام فهذا من البدع, فإن لم يكن من البدع فهو حجة لأهل البدع)
وقس على ذلك مايفعل في يوم الإسراء والمعراج من محاضرات وندوات بهذه المناسبة.
وقال شيخنا المحدث مقبل الوادعي رحمه الله تعالى كما في إجابة السائل (يجب أن يبتعد المسلمون عن هذه الموالد التي باعدتهم عن كتاب الله , وعن سنة رسول الله , ولا يجوز أن تقول أنا أغتنم الفرصة وأحضر وأعظ الناس بموعظة لا , إن كنت ستقول لهم أنهم على بدعة ضلالة فاتقوا الله , واتركوا هذه البدعة فذاك , أما أن تذهب وتبارك لهم بدعتهم فلا , أنت تكثر سوادهم , وتكون مشاركاً لهم في الإثم).
وسئل سماحة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى عن إظهار الفرح والسرور بليلة السابع والعشرين من رجب؟ فأجاب أنه لا أصل له , وينهي عنه , ولا يحضر الإنسان أذا دعي إليه لقول النبي صلى الله عليه وعلى وسلم: (إياكم ومحدثات والأمور فأن كل بدعة ضلالة). انظر البدع والمحدثات وما لا أصل له ص: 606.
وفي الختام يتضح لك أيها الأخ الكريم أن الاحتفال بهذه الليلة , بشتى أنواع الاحتفالات كإقامة الموالد , والسهر إلى الفجر على الذكر الجماعي المبتدع , وقراءة مولد الديبعي , أو قصيدة البردة , وكالذبح في هذه الليلة واجتماع الناس على الطعام والشراب فرحاً بها , أو صيام يومها , وكذلك إقامة المحاضرات , والندوات بهذه المناسبة هو من مخالفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم , ومن الإحداث في دين الله , والتقول على الشريعة بالزور والبهتان.
وبعد هذا فلا يبقى لذي لب حازم , ورأي جازم شك في بدعية هذا كله ومضاد ته لشريعة الله تعالى , وفيما أوردناه من أقوال الأئمة الإعلام , ومشايخ الإسلام من السابقين والمتأخرين , وحكمهم على الاحتفال بهذه الليلة أنه من البدع التي نهى عنها الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كفاية , وإرشاد وهداية.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
وكتبه أبومالك عدنان المقطري
اليمن ـ تعز.
تحميل الملف على صيغة ورد
http://www.rofof.com/dw.png (http://www.rofof.com/7pfhea6/Al-sraj_alwhaj.html)
تحميل الملف على صيغة بي دي إف
http://www.rofof.com/dw.png (http://www.rofof.com/7bxomf6/Al-sraj_alwhaj.html)(/)
نريد فتوى عن الموضوع باكستان قاطعوا الويندوز والهوت ميل والياهو
ـ[سيد المصرى]ــــــــ[07 - Jul-2010, صباحاً 09:59]ـ
نريد فتوى بخصوص هذا الموضوع وجزاكم الله خيرا
قامت مواقع باكستانية بعمل حملات مقاطعة لبرنامج التشغيل الشهير ويندوز التابع لشركة ميكروسوفت لان المواقع التابعة لشركة ميكروسوفت بها اساءات للاسلام وايضا الياهو وغيره وقالوا ان هذه المواقع بها اساءات لله وللنبى محمد فى كثير من صفحات هذه المواقع مثل الاخبار سواء فى الام اس ان التابع لميكروسوفت او الياهو يوجد بعض الاخبار التى تتكلم عن النبى محمد او الاسلام وهذه الاخبار غير محايدة فالياهو والام اس ان يقوموا بأضافة كلام به سخرية سواء من الله او الاسلام او النبى محمد وهذه السخرية ليست من كتابة الزوار وليس لها علاقة بالخبر بل هى من كتابة هذه الشركات فهى ليست محايدة
بالاضافة الى تعليقات الزوار المسيئة جدا للأسلام والنبى محمد
وبالاضافة الى الجروبات والصفحات الشخصية المسيئة للأسلام وللنبى محمد
وايضا محركات بحث هذه المواقع تحتوى على مواد مسيئة للأسلام والنبى محمد
وقامت باكستان رسميا بالطلب من هذه المواقع حذف هذه الاساءات كلها فقامت هذه المواقع بالرفض
ومعلوم ان هذه المواقع ليست محايدة لأنها تقوم بحذف اى اساءة لليهود بشكل تلقائى
فقامت مجموعة من باكستان بتكليف محامى برفع قضية لحظر هذه المواقع فى باكستان
وطالبت هذه المجموعة بمقاطعة هذه المواقع المسيئة للأسلام
وهى
الام اس ان التابع لميكروسوفت
و برنامج الويندوز التابع لشركة ميكروسوفت
hotmail.com
yahoo.com
google.com
amazon.com
bing.com
ebay.com المالكلة لبرنامج سكاى بى
ومواقع اخرى
اقراء ايضا
محكمة باكستانية تأمر بإغلاق ثمانية مواقع على الإنترنت أشهرهم ياهو وهوتمايل ... ( http://www.tanseerel.com/main/articles.aspx?article_no=7767&menu_id=3)
ـ[سيد المصرى]ــــــــ[08 - Jul-2010, صباحاً 12:23]ـ
اين الردود
ـ[سيد المصرى]ــــــــ[10 - Jul-2010, صباحاً 02:12]ـ
ارجوا الرد جزاكم الله خيرا
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[10 - Jul-2010, صباحاً 03:50]ـ
بارك الله فيك هل من توضيح وتوكيد
ـ[سيد المصرى]ــــــــ[11 - Jul-2010, صباحاً 01:15]ـ
اخى يرحمك الله الموضوع موجود وانا واضح رابط فى اسفل الموضوع ذات صلة وقام محامى باكستانى برفع قضية لغلق هذه المواقع
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[11 - Jul-2010, صباحاً 01:44]ـ
أنت قلت أخي بارك الله فيك "نريد فتوى عن الموضوع " فلو وضحت أكثر فتوى في ماذا بالظبط؟
ـ[سيد المصرى]ــــــــ[12 - Jul-2010, صباحاً 02:35]ـ
اخى اولا اشكرك على ذوقك
انا اريد فتوى عن حكم هذه المقاطعة
ـ[الشرح الممتع]ــــــــ[12 - Jul-2010, مساء 12:00]ـ
الاخ يسأل هل نقاطع أو لا
من كان عنده شيء يدلو به
ـ[سيد المصرى]ــــــــ[13 - Jul-2010, صباحاً 01:43]ـ
ننتظر الرد
ـ[اوس عبيدات]ــــــــ[13 - Jul-2010, صباحاً 01:57]ـ
أخي الحبيب حتى لو أفتى أحد بالمقاطعة لن يكون هنالك استجابة لأن هذه المواقع مما لا يستغني عنها أحد ومن يقول بالمقاطعة فعليه بالبديل والبديل معدوم فكم من العلماء أفتى بمقاطعة الماركات الفلانية والبضائع الفلانية ليس هنالك فائدة فالمقاطعة ليست وسيلة ناجعة والله أعلم
ـ[سيد المصرى]ــــــــ[13 - Jul-2010, صباحاً 02:14]ـ
نشكرك على مرورك ننتظر ردود الاخوة
ـ[سيد المصرى]ــــــــ[14 - Jul-2010, صباحاً 05:47]ـ
اين طلبة العلم والمشايخ من نسأل(/)
عندما أظلم قلب الإمام النووي ... كيف شعر بذلك؟؟؟
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[07 - Jul-2010, صباحاً 11:49]ـ
/// (وخطر لي الاشتغال بعلم الطب فاشتريت كتاب القانون فيه، وعرضت على الاشتغال فيه فاظلم على قلبي، وبقيت لا أقدر على الاشتغال بشيء ففكرت في أمري، ومن أين دخل عليَّ الداخل، فألهمني الله تعالى أن سببه اشتغالي بالطب فبعت في الحال الكتاب، وأخرجت من بيتي كلَّ ما يتعلق بعلم الطب فأستنار قلبي، ورجع إلى حالي، وعدت على ما كنت عليه أولاً)
... هكذا قال الإمام النووي-رحمه الله تعالى- كما في تحفة الطالبين
قلت: لقد شدَّني في هذا النص كيف عرف الإمام أن قلبه أظلم؟؟؟
فلا ريب أن قلبه الطاهر قد استنار بنور الله تعالى أولاً فلما ذهب النور عرف ذلك وشعر به ...
فقلي بربك كيف حال من لم يستنر قلبه بنور الله تعالى كيف يشعر بظلام قلبه وهو أصلا لم يعرف النور؟؟؟
والله وتالله إنه لمن نعم الله علينا أن نعرف متى تظلم قلوبنا ... لأنك فور إظلامه ستعرف أن قلبك ليس على العهد وقد بات قلبا ليس مرشحا لنظر الرب تعالى اسمه وتقدست اسمائه ...
ويا ربِّ إنَّ القلبَ ملكك إن تشأ**جعلتَ محيلَ القلبِ ريَّان مُخْصبا
فلنحاول أن ننير قلوبنا بطاعة الله تعالى ليتسنى لنا -إن وفقنا الله تعالى- معرفتها إذا أظلمت ...
والله من وراء القصد
ـ[الباحث النحوي]ــــــــ[07 - Jul-2010, مساء 12:01]ـ
جزاكم الله خيرا، النووي رجل كان يعرف من نفسه نور قلبه وإظلامه، بصرنا الله بالحق ونفعنا بما نعلم وعلمنا بما ينفعنا، وأذكر هنا شيئا قرأته قديما في كتاب فيض نشر الانشراح من روض طي الاقتراح، وهو أن الفاسي صاحب هذا الشرح روى عن شيوخه أن ابن مالك رحمه الله عنى النووي - إذ كان عنده في بيته وقتها - بقوله في ألفيته:
وهل فتًى فيكم، فما خِلٌّ لنا (ورجل من الكرام عندنا)
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[07 - Jul-2010, مساء 12:26]ـ
يا نحوي، كل يغني على ليلاه!
هل صار أكبر مآثر الإمام النووي - رحمه الله - عندكم أن يقول فيه صاحب الألفية: ورجل من الكرام عندنا.
أين أنت من بيتي السبكي الأب:
وفي دار الحديث لطيفُ معنًى /// /// /// على بُسُطٍ لها أصبو وآوِي
عسى أنِّي أمسُّ بحُرِّ وجهي /// /// /// مكانًا مسَّه قدَمُ النَّواوي
ـ[الباحث النحوي]ــــــــ[07 - Jul-2010, مساء 12:40]ـ
ما شاء الله! أبيات رائقة، واختيار بهيج من قارئ مليج، وليس هذا أكبر مآثر النووي رحمه الله عندي، بل إنه رحمه الله ممن تعقد عليه الخناصر ولا يطاوله الأكابر، لكنها مجرد ملحة ذكرتها، وفي النووي ومآثره كتب، بوركت.
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[08 - Jul-2010, صباحاً 12:06]ـ
ترجمة شيخ الإسلام محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف النووي رحمه الله
أسمه: الشيخ: يحيى بن شرف بن مري بن حسن بن حسين بن محمد بن جمعة بن حزام، الفقيه، الحافظ، الزاهد، أحد الأعلام. شيخ الإسلام محيي الدين أبو زكريا الحزمي بحذف الألف؛ ويجوز إثباتها. الدمشقي.
مولده: ولد في المحرم سنة إحدى وثلاثين وستمائة.
طلبه للعلم: قرأ القرآن في بلده، وختم وقد ناهز الاحتلام. قال ابن العطار
(654 ـ 724هـ) قال لي الشيخ: فلما كان لي تسع عشرة سنة، قدم بي والدي إلى دمشق، سنة تسع وأربعين، فسكنت المدرسة الرواحية، وبقيت نحو سنتين لم أضع جنبي إلى الأرض، وكان قوتي فيها جراية المدرسة لا غير، وحفظت التنبيه في نحو أربعة أشهر ونصف، قال: وبقيت أكثر من شهرين أو أقل لما قرأت: يجب الغسل من إيلاج الحشفة في الفرج، أعتقد أن ذلك قرقرة البطن وكنت أستحم بالماء البارد، كلما قرقر بطني. قال: وقرأت حفظاً ربع المهذب في باقي السنة، وجعلت أشرح وأُصحح على شيخنا كمال الدين إسحاق المغربي (المتوفى650هـ) ولازمته فأعجب بي وأحبني، وجعلني أعيد لأكثر جماعته. فلما كانت سنة إحدى وخمسين، حججت مع والدي ... إلى أن قال: وذكر لي الشيخ: أنه كان يقرأ كل يوم اثني عشر درساً على المشايخ شرحاً وتصحيحاُ: درسين في الوسيط، ودرساً في المهذب، ودرساً في الجمع بين الصحيحين، ودرساً في صحيح مسلم، ودرساً في اللمع لابن جني، ودرساً في إصطلاح المنطق لابن السكِّيت، ودرساً في التصريف، ودرساً في أصول الفقه؛ تارة في اللمع لأبي إسحاق، وتارة في المنتخب لفخر الدين
(يُتْبَعُ)
(/)
، ودرساً في أسماء الرجال، ودرساً في أصول الدين. وكنت أعلق جميع ما يتعلق بها من شرح مشكل، ووضوح عبارة وضبط لغة، وبارك الله لي في وقتي، وخطر لي الاشتغال بعلم الطب؛ فاشتريت كتاب القانون فيه، وعزمت على الاشتغال فيه فأظلم عَلَيَّ قلبي وبقيت أياما لا أقدر على الاشتغال بشيء، ففكرت في أمري، ومن أين دخل عَلَيَّ الداخل فألهمني الله أن سببه اشتغالي بالطب، فبعت القانون في الحال فاستنار قلبي.
شيوخه: وقد سمع الحديث الكثير، وأخذ علم الحديث على جماعة من الحفاظ فقرأ كتاب الكمال لعبد الغني، على أبي البقاء خالد النابلسي (المتوفى 663هـ) وشرح مسلم، ومعظم البخاري، على أبي إسحاق المرادي، واخذ أصول الفقه، عن القاضي أبي الفتح التفليسي. وتفقه على الكمال إسحاق المغربي، وشمس الدين عبد الرحمن بن نوح المقدسي، وعزّ الدين عمر بن أسعد الإربلي (المتوفى 654هـ) وكمال الدين سلار الإربلي (المتوفى670 هـ)، وقرأ على ابن مالك كتابا من تصانيفه، وعلق عنه أشياء.
حرصه على الوقت: ثم قال ابن العطار أيضاً: ذكر لي شيخنا أنه كان لا يُضَيِّعُ له وقتاً في ليل أو نهار؛ إلا في وظيفة من الاشتغال بالعلم، حتى في ذهابه في الطريق، يكرر أو يطالع، وأنه بقي على هذا ست سنين، ثم اشتغل بالتصنيف، والاشتغال بالنصح للمسلمين وولاتهم، مع ما هو عليه من المجاهدة لنفسه، والعمل بدقائق الفقه، والحرص على الخروج من خلاف العلماء، والمراقبة لأعمال القلوب وتصفيتها من الشوائب؛ يحاسب نفسه على الخطوة بعد الخطوة.
مكانته العلمية: وكان محققا في علمه وفنونه، مدققاً في عمله وشئونه، حافظاً لحديث رسول الله r عارفاً بأنواعه؛ من صحيحه وسقيمه وغريب ألفاظه، واستنباط فقهه، حافظاً للمذهب وقواعده وأصوله وأقوال الصحابة والتابعين، واختلاف العلماء ووفاقهم، سالكاً في ذلك طريقة السلف.
وضعه الاجتماعي: قد صرف أوقاته كلها في أنواع العلم والعمل بالعلم، وكان لا يأكل في اليوم والليلة إلا أكلة بعد عشاء الآخرة، ولا يشرب إلا شربة واحدة عند السَّحَر، ولم يتزوج.
مؤلفاته؛ ومن تصانيفه: الروضة وشرح المهذب، وصل فيه إلى أثناء الربا، وقال الذهبي: وصل فيه إلى باب المصرَّاة وهو غلط، سماه: المجموع، والمنهاج، وشرح مسلم، وكتاب: الأذكار، وكتاب: رياض الصالحين وكتاب: الإيضاح في مناسك الحج وهو الكتاب الذي هذا هو مختصره، والذي قام باختصاره فضيلة شيخنا العلامة الشيخ: محمد هاشم المجذوب. حفظه الله والإيجاز في المناسك أيضا، وله أربع مناسك أخر والخلاصة في الحديث؛ لخَّص فيه الأحاديث المذكورة في شرح المهذب، وكتاب: الإرشاد في علم الحديث، وكتاب: التقريب والتيسير في مختصر الإرشاد، وكتاب: التبيان في آداب حملة القرآن، وكتاب: المبهمات، وكتاب: التحرير في ألفاظ التنبيه، ونكت التنبيه في مجلد، والعمدة في تصحيح التنبيه؛ وهما من أوائل ما صنف؛ ولا ينبغي الاعتماد على ما فيهما من التصحيحات المخالفة للكتب المشهورة والفتاوى؛ وقد رتبها تلميذه ابن العطار. والتحقيق؛ وصل فيه إلى أثناء صلاة المسافر، وذكر فيه غالب ما في شرح المهذب من الأحكام، ومهمات الأحكام وهو قريب من التحقيق في كثرة الأحكام، إلا أنه لم يذكر خلافاً، وقد وصل فيه إلى أثناء طهارة البدن والثوب، وشرح مطول على التنبيه وصل فيه إلى الصلاة، سماه: تحفة طالب التنبيه، ونكت على الوسيط في مجلدين، وشرح على الوسيط سماه: التنقيح وصل فيه إلى كتاب شروط الصلاة. قال الإسنوي: وهو كتاب جليل من أواخر ما صنف جعله مشتملاً على أنواع متعلقة بكلام الوسيط، ولم يتعرض فيه لفروع غير فروع الوسيط. وشرح قطعة من البخاري. وتهذيب الأسماء واللغات وطبقات الفقهاء الملخصة من طبقات ابن الصلاح، والمنتخب في مختصر التذنيب للرافعي، ورؤوس المسائل، وتصنيف في الاستسقاء؛ وفي نسخة في الاستثناء؛ وفي استحباب القيام لأهل الفضل ونحوهم؛ وفي قسمة الغنائم؛ واختصره والأصول والضوابط ـ وهو مشتمل على كثير من قواعده وضوابطه ـ ألَّفَ منه أوراقَ قلائل. وكتاب على الروضة كالدقائق على المنهاج سماه: الإشارات إلى ما وقع في الروضة من الأسماء والمعاني واللغات، وهو كثير الفائدة وصل فيه إلى أثناء الصلاة.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الإسنوي: وينسب إليه تصنيفان ليسا له أحدهما مختصر لطيف يسمى النهاية في اختصار الغاية، والثاني أغاليط على الوسيط مشتملة على خمسين موضعاً، بعضها فقهية وبعضها حديثية، وممن نسب هذا إليه: ابن الرفعة في شرح الوسيط؛ فاحذره فإنه لبعض الحمويين، ولهذا لم يذكره ابن العطار حين عدد تصانيفه واستوعبها. وهناك كتاب قد انتشر حفظه عند المبتدئين من طلبة العلم وهو كتاب: متن الأربعين النووية، ويشتمل على أربعين حديثا عليها مدار الإسلام. [ومما قيل فيه رحمه الله من الأشعار:
لقيت خيرا يا نوى .... ووقيت من ألم الجوى
ولقد نشا بك عالم ......... لله أخلص ما نوى
وقال السيوطي عندما زار دار الحديث النووية بدمشق، بعد وفاة النووي رحمهما الله تعالى:
وفي دار الحديث لطيف معنىً ..... إلى بسط لها أصبو وآوي
لعلي أن أنال بحر وجهي ............. مكانا مسه قدم النواوي
وفاته: لقد ولي (رحمه الله رحمة واسعة) دار الحديث الأشرفية، بعد موت أبي شامة () (متوفى 665هـ) إلى أن توفي ـ رحمه الله ـ، ولم يأخذ لنفسه شيئا من معلومها، وترجمته طويلة، أفردها تلميذه ابن العطار بالتصنيف. مات في بلده نوى (من أرض حوران في بلاد الشام) وذلك بعدما زار القدس والخليل في رجب سنة سبع وسبعين وستمائة، ودفن فيها ـ تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جنَّته ـ والله تعالى الموفق، والهادي إلى سواء السبيل. (1).
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
(1) آخر من نعرف ممن ولي دار الحديث هذه هو شيخنا العلامة الشيخ: أحمد بن أحمد سليم قويدر (صما دية) المعروف بالشيخ: أحمد العربيني رحمه الله، وكان إمامها من زمن شيخه الشيخ: بدر الدين رحمه الله ثم وليها من بعده الشيخ: محمود الرنكوسي (رحمه الله) وهذا مبلغ علمي. وكان من قبلهما الشيخ بدر الدين الحسني محدث الشام (رحمة الله تعالى عليه) يقدم الشيخ: أحمد للإمامة كما روى لي ذلك الشيخ ياسين المالح رحمه الله. إ. هـ: صلاح كرنبه.
ـ قال صلاح: نقلته بتصرف بسيط ـ وفيه بعض إضافاتي ـ عن كتاب طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة [ورقم الترجمة 454 (ج3: 9 - 13)]. ـ وهذه الترجمة أيضا كنت قد ضمنتها في كتابي: تهذيب السيرة للإمام: النووي (رحمه الله). إ. هـ ..
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[12 - Jul-2010, مساء 07:10]ـ
///جزاكم الله خيرا يا إخواني وبارك فيكم
أخوكم الأصغر
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[12 - Jul-2010, مساء 10:57]ـ
لقد وُفّقت ـ وفقك ربي ـ في هذا الانتقاء الثمين .. !
أحسن الله إليك، ورحم الإمام النووي، وطهّر الله قلوبنا وسرائرنا من الزيغ والضلال ..
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[12 - Jul-2010, مساء 11:42]ـ
/// بارك الله فيكم
رحم الله الإمام النووي
وبارك الله فيك أخي العطاب
لكن لماذا أظلم قلبه من هذا الكتاب
فإنه في علم الطب وهو علم جليل مرغب فيه شرعا وعقلا
والقانون كتاب مشهور في الطب أثنى عليه أهل الفن كثيرا
فلعلها حالة خاصة بالإمام النووي لا غير
والله أعلم
ـ[أبو حفص الشافعي]ــــــــ[13 - Jul-2010, صباحاً 12:26]ـ
قال الإمام السبكي في مقدمة تكملته للمجموع شرح المهذب للشيرازي:-
(أما بعد) فقد رغب إلى بعض الاصحاب والاحباب * في أن أكمل شرح المهذب للشيخ الامام العلامة علم الزهاد * وقدوة العباد * واحد عصره * وفريد دهره * محيى علوم الاولين * وممهد سنن الصالحين * أبى زكريا النووي رحمه الله تعالى * وطالت رغبته لى * وكثر إلحاحه علي * وأنا في ذلك أقدم رجلا وأؤخر أخرى * وأستهون الخطب وأراه شيئا إمرا * وهو في ذلك لا يقبل عذرا * وأقول قد يكون تعرضى لذلك مع تقعدى عن مقام هذا الشرح إساءة إليه * وجناية منى عليه * وانى انهض بما نهض به وقد أسعف بالتأييد * وساعدته المقادير فقربت منه كل بعيد * ولا شك ان ذلك يحتاج بعد الاهلية إلى ثلاثة أشياء (أحدها) فراغ البال واتساع
الزمان وكان رحمه الله تعالى قد أوتى من ذلك الحظ الاوفى * بحيث لم يكن له شاغل عن ذلك من نفس ولا أهل (والثاني) جمع الكتب التى يستعان بها على النظر والاطلاع على كلام العلماء وكان رحمه الله قد حصل له من ذلك حظ وافر لسهولة ذلك في بلده في ذلك الوقت (والثالث) حسن النية وكثرة الورع والزهد والاعمال الصالحة التى أشرقت أنوارها وكان رحمه الله قد اكتال بالمكيال الاوفى * فمن يكون اجتمعت فيه هذه الخلال الثلاث أنى يضاهيه أو يدانيه من ليس فيه واحدة منها * فنسأل الله تعالى أن يحسن نياتنا وأن يمدنا بمعونته وعونه *أهـ
رحم الله الإمامين رحمة واسعة
ـ[ابونصر المازري الجزائري]ــــــــ[13 - Jul-2010, صباحاً 12:38]ـ
هذا مما لا اصدقه بتاتا اذ لعل الامر متعلق بامر اخر خفي عن الامام النووي رحمه الله، اما ان يكون الطب والقانون خاصة هو السبب فمحال؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[13 - Jul-2010, صباحاً 12:46]ـ
يا نحوي، كل يغني على ليلاه!
هل صار أكبر مآثر الإمام النووي - رحمه الله - عندكم أن يقول فيه صاحب الألفية: ورجل من الكرام عندنا.
أين أنت من بيتي السبكي الأب:
وفي دار الحديث لطيفُ معنًى /// /// /// على بُسُطٍ لها أصبو وآوِي
عسى أنِّي أمسُّ بحُرِّ وجهي /// /// /// مكانًا مسَّه قدَمُ النَّواوي
هذا من الغلو المذموم الذي يعاب على السبكي
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[13 - Jul-2010, صباحاً 12:56]ـ
/// بارك الله فيكم
رحم الله الإمام النووي
وبارك الله فيك أخي العطاب
لكن لماذا أظلم قلبه من هذا الكتاب
فإنه في علم الطب وهو علم جليل مرغب فيه شرعا وعقلا
والقانون كتاب مشهور في الطب أثنى عليه أهل الفن كثيرا
فلعلها حالة خاصة بالإمام النووي لا غير
والله أعلم
علم الطب الصحيح أشرف العلوم بعد علم الشرع عند جماعة كثر من العلماء منهم الشافعي
لكن كتاب القانون لابن سينا فيه وفيه وليس يصح أن يرجع إليه كمادة موثوقة بل فيه تخليط كثير وليس بغريب في الجملة ان تكون الكتب القديمة في هذا الشأن موسومة بذلك ,وبهذا يعلم أن لا غرابة في إظلام قلب الإمام النووي بقراءته
والله أعلم
ـ[ابونصر المازري الجزائري]ــــــــ[13 - Jul-2010, صباحاً 01:01]ـ
قرات لابن رشد الطبيب و لابن البيطار ولغيرهم ولائمتنا الاندلسيين والمغاربة الذين عرفوا بالطب فلم اعثر على كلمة واحد تحذر مما في القانون؟
فمن اين لك هذا ام انك تفتري على ابن سينا وكتابه؟
ـ[اوس عبيدات]ــــــــ[13 - Jul-2010, صباحاً 01:31]ـ
على رسلكم أيها الإخوة كتاب القانون في الطب كتاب لا غبار عليه ظل يدرس في المعاهد الغربية عدة قرون والذي حصل مع إمامنا النووي طيب الله ثراه إنما هو من ثمرات الإيمان عندما تخالط بشاشته القلوب ومن نتاج العلم الذي استنار به قلب النواوي حتى استفاض عن اليمين والشمال فلم يعد في قلبه متسع لعلوم الدنيا بعد أن جعل قلبه وقفا لله تعالى وكما قال أحد الإخوة هذه حالة خاصة بالنواوي وأمثاله من العلماء العاملين ما إن تخالط قلوبهم مادة غريبة حتى يشعروا بضيق وكرب اللهم اجعلنا منهم وعلى دربهم سائرين
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[13 - Jul-2010, مساء 12:41]ـ
/// ما هو التخليط الكبير عند أهل الطب في كتاب القانون؟!
/// وهل بعض الأخطاء في الطب القديم التي اكتشفت في العصر الحديث سبب في ظلمة القلب؟
/// وليس في بيت التقي السبكي رحمه الله غلو ولا شيء من ذلك
إذا فهمنا الكلام على وجهه والأقرب لظاهره
فإنه لا يعقل أن ينسب للسبكي أنه يرجو أن يكون أثر قدم النووي باق إلى زمنه فيتبرك به؟!!!
ولا بأس بتقبيل يد العالم وقدمه إن كان حيا
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[13 - Jul-2010, مساء 12:57]ـ
-بل هو من الغلو يا أخي ,ونفيك لايفيد عكس ذلك .. فالأصل فهم الألفاظ على ظاهرها لاسيما مع معرفة عقيدة السبكي في التبرك بالمقبورين وله في ذلك كلام معروف ولسنا متعبدين باقتحام باطنه لاسيما والكلام في نقد القول لا في قائله أصالة .. إن شت جلبته لك
-أما الاخطاء الطبية في كتابه وما أكثرها فلن اجادلك فيها ولكن اعلم اني اطلعت على بعض كلامه الطبي وعرفت غلطه مع كوني غير طبيب
فأدعوك لعرض كتابه على أي طبيب معاصر إن شئت
وأما تعلق ظلمة القلب فربما لايكون واضحا إلا عند من جرب والقلب مستودع رهيف فإذا نقص فيه ما يودع فيه من الوحي نقص فيه من الضياء بقدر ذلك فكيف حين تودع فيه مادة غلط
لاغرابة أن يقدر الله ظلمته من جراء ذلك
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[13 - Jul-2010, مساء 01:00]ـ
-أما الاخطاء الطبية في كتابه وما أكثرها فلن اجادلك فيها
بارك الله فيك
لن أجادلك فيها
ولكن أذكرها لنا
فأنا أرغب في معرفتها للفائدة؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[13 - Jul-2010, مساء 01:07]ـ
أبشر إن شاء الله سآتيك بنماذج مع ان هذا امر مشهور وهو أن الكتب الطبية القديمة خاصة دون علوم الحساب والهندسة والرياضيات ,مليئة بالمضحكات
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[13 - Jul-2010, مساء 01:07]ـ
/// وابتعادا عن صغير النقاش واهتماما بكبيره ومقصوده
لا يفهم من هذه الحكاية عن الإمام النووي ذم لكتاب القانون لابن سينا
لأنه حتى لو سلما ما ذهبت إليه من تفسير لسبب ظلمة قلبه
لا يدل ذلك على ذم الكتاب
لأن المعنى الذي ذكرت لا يدل على ذم المادة المنقصة
وإلا لذمت مواد كثيرة لا يذمها أحد من أهل العلم
/// كما أننا لا نختلف في عدم خلو الكتاب من أخطاء كغيره من الكتب
لكن نحب أن نعرف ما هو التخليط الكبير الموجود في هذا الكتاب
مع التدليل على ذلك من كلام أهل الطب
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[13 - Jul-2010, مساء 01:12]ـ
الأولى ان يقال لا يفهم منه ذم علم الطب
أما القانون فمن يدري؟
لاسيما ومؤلفه زنديق
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[13 - Jul-2010, مساء 01:19]ـ
بارك الله فيك
/// كونه زنديق لا يلزم منه أن كتابه فيه تخليط كثير لأن الرجل قد يكون مبرزا في علمه أو في تصنيفه مع ما يحمله من كفر أو إلحاد
خاصة إذا كان العلم دنيويٌ يعتمد على الذكاء وكثرة المعلومات والتجربة
وجل اعتماد الطب الحديث على علماء كفار غربيين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[13 - Jul-2010, مساء 01:24]ـ
وفيك بارك الله تعالى
-لم أقل إن كونه زنديقا يلزم منه ذلك
-الكتب الطبية المعاصرة شيء آخر ومع هذا إذا خاضوا في فلسفتها وما وراءها تبدى الكفر
وفقك الله
ـ[عراق الحموي]ــــــــ[13 - Jul-2010, مساء 01:50]ـ
يكفي لهدم كتاب ابن سينا .. أنَّه بناهُ على (الاسطقسات الأربع)، الثابت غلطها. و هذه الأخيرة هي أساس الطب قديماً، و إن هُدم الأساس لم يبقَ شيء.
ـ[اوس عبيدات]ــــــــ[13 - Jul-2010, مساء 01:54]ـ
عجبا من الأخ أبو القاسم كيف يعير ابن سينا بأخطاء طبية في كتابه يعني بالتأكيد سيكون هنالك أخطاء لأنه من أوائل من صنف في هذا العلم ولا نتوقع ان يكون كتابه شاملا شافيا وافيا مع الأخذ بعين الإعتبار قلة الإمكانات والأجهزة المتوفرة بين يديه خذ مثلا الرامهرمزي أو من صنف في علم الحديث استدركوا عليه فيما بعد مالا يعد ولا يحصى, أنا متأكد إذا قرأ أي عامي كتابه سوف يكتشف الأخطاء بسهولة ولكن يبقى الكتاب مرجع أساسي ودليل على تقدم الحضارة الإسلامية في ذلك الوقت مهما كانت عقيدة المؤلف لا تهمنا لأن هذا علم دنيوي ولا يضره العقيدة وإلا فلنضرب صفحا عن علوم الفيزياء والكيمياء لأن جلها تلقينها من الغرب والله تعالى أعلم
ـ[عراق الحموي]ــــــــ[13 - Jul-2010, مساء 01:59]ـ
ودليل على تقدم الحضارة الإسلامية في ذلك الوقت
فيها دليل على: (لتتبعنَّ سنن من كان قبلكم ... ) -حتى في الطبِّ-، فهذه سنة يونانية، لا تدل على تقدم الحضارة!، فأين التجريب الذي نتغنى به؟ -حتى على مقاييس ذاك العصر-.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[13 - Jul-2010, مساء 02:04]ـ
/// لا شك أن الطب القديم إذا ما حوكم للطب الحديث بانت أخطاؤه
لكن المعروف أن الطب الحديث ما وصل إلى ما وصل إليه إلا بكتب ابن سينا والرازي ونحوهم
والعلم ليس كتلة جامدة لا يقبل التطوير
ومن لم يفهم ذلك ظلم علمائه الأقدمين وكتبه العريقة
ـ[عراق الحموي]ــــــــ[13 - Jul-2010, مساء 02:11]ـ
- ابن سينا .. : زنديق! نعم.
- ثم بعد (نعم) نقول: ابن سينا .. : حبيبنا و من حضارتنا -و إمامنا في الطبِّ-، إنه من دعائم الحضارة الإسلامية! إنه من عباقرة المسلمين!
رحمَ الله ابن الفارض، عندما يقول:
فاعجب لهاجٍ، مادحٍ عُذّالهُ --- في حبِّه بلسانِ شاكٍ شاكر.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[13 - Jul-2010, مساء 02:15]ـ
فيها دليل على: (لتتبعنَّ سنن من كان قبلكم ... ) -حتى في الطبِّ-، فهذه سنة يونانية، لا تدل على تقدم الحضارة!، فأين التجريب الذي نتغنى به؟ -حتى على مقاييس ذاك العصر-.
وحتى لو كان مؤخود من ذلك
لا حرج على صناع الحضارات أن يستفيدوا من حضارات وعلم غيرهم ولو كانوا مخالفين لهم في الديانة
قال ابن تيمية:وعلم القوم _يعني الفلاسفة_ الذي كانوا يعرفونه هو الطب والحساب فلهم في الطبيعيات كلام كثير جيد والغالب عليه الجودة ...
ومن ذهب يرفض ويذم كتب المسلمين في علم الطب والحساب والفلك وغيره من الطبيعيات
لمجرد كونه مبنيا على علوم اليونان
فالكلام معه ساقط
وهو فضيحة من قائله.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[13 - Jul-2010, مساء 02:18]ـ
شكرا للأخ عراق على الإضافة
للفائدة: الاسطقسات الأربعة هي الماء والنار والهواء والتراب
والاسطقس المادة البسيطة غير المركبة
وهذه تشبه فكرة التولد عن العقل الاول
وكله حديث خرافة يا أم عمرو ..
أخي عبيدات: لقد قلت في كلامي إنه من الطبعي أن الكتب الطبية القديمة مليئة بالمضحكات
ولخصوص كون ابن سينا زنديقا فيلسوفا لايسلم الأمر من تعلق ما يكتب بالفلسفات وإن كانت في علم تجريبي
لاسيما في تفسير الظواهر
ـ[عراق الحموي]ــــــــ[13 - Jul-2010, مساء 02:23]ـ
وحتى لو كان مؤخود من ذلك
لا حرج على صناع الحضارات أن يستفيدوا من حضارات وعلم غيرهم ولو كانوا مخالفين لهم في الديانة
قال ابن تيمية:وعلم القوم _يعني الفلاسفة_ الذي كانوا يعرفونه هو الطب والحساب فلهم في الطبيعيات كلام كثير جيد والغالب عليه الجودة ...
ومن ذهب يرفض ويذم كتب المسلمين في علم الطب والحساب والفلك وغيره من الطبيعيات
لمجرد كونه مبنيا على علوم اليونان
فالكلام معه ساقط
وهو فضيحة من قائله.
كلام ابن تيمية ليسَ بحُجة هنا، فهو ساقط كسقوط كلام ابن القيم في: الطب النبوي، أتى ليثبت أنَّ الباذنجان غير جيّد، فاعتمد على جالينوس -الذي لم يخطئ-، ثم قال: و فيه حديث لا يصح .. ، لأنهُ: يزيد البلغم الذي يرفع السوداء!!!
و الفرق بيْن هذا و هذا.
أنَّ اليونان أهلُ تنظير، و العربَ أهلُ تجريب، فكيف أعتمد على التنظير الذي ثبت خطأه في الطبيعيات و أُبعد التجريب؟، التجريب الذي نقوله قولاً، ثم يأتي الغربُ، فيستفيدوا: عملياً .. دون جعجعة.
هنا الفضيحة يا إمام.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[13 - Jul-2010, مساء 02:28]ـ
-كلام ابن تيمية يصدق على الهندسة والرياضيات (وهي الطبيعيات في كلامه) أكثر لأنها قوانين قطعية يمكن إثباتها وقد ثبت لنا صحة جملة حسنة مما قالوه في ذلك
-وكونه قال كلام جيد كثير لاينفي وجود الباطل الكثير الذي عيب علي أني قلته
أكتفي بهذا القدر من الجدال الذي يُظلم القلب ويقسيه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[13 - Jul-2010, مساء 02:45]ـ
/// كل يقول ما يريده ويخطر على باله الكليل الضعيف بلا رقابة
هكذا سنن الحياة وسنة العلم على مرّ العصور
وليس ذلك بدعا ولا هو وليد عصرنا وإن كان كثر فيه
ثم:
كناطح صخرة لم يضرها
عافنا الله وإياكم من الفضائح.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 - Jul-2010, مساء 03:11]ـ
/// إظلام القلب وتنوره في كلام النووي رحمه الله لا علاقة له في نظري بأخطاء القانون لابن سينا؛ بل لعدم ملائمة قلبه لمثل هذه العلوم الدنيوية، وهذا يحسُّ به من باشرت حلاوة الإيمان قلبه.
/// فلا أخطاء القانون في الطب كشفت في زمن النووي حتى يقال مثل هذا.
/// ولا أن كتاب القانون فيه ملاحظات عقدية مثلاً تتسبب في إظلام القلب.
/// ولا أن دراسة الطب مطلقًا تظلم القلب.
/// ومن باشر الإيمان قلبه فإن حواسه (سمعه وبصره ولسانه) تتأذى بسماع كلام العامة وأهل الدنيا، ثم الناس في ذلك متفاوتون .. ولا يلزم من ها التأذى أن يكون محرمًا
/// تنبيهٌ: التعبير عن كلام الأئمة بأنَّه ساقطٌ وفضيحةٌ .. الخ! مخالف للأدب معهم!
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[13 - Jul-2010, مساء 03:37]ـ
-هذا رأيك وهو محترم ولكني أقول لو كان سالما من الخطا فلا غرابة أن يظلم قلبه فكيف وفيه مادة فلسفية ممزوجة بالطب
مثل كلامه عن الكيفيات الأول وغيرها ,فهذه أدعى أن ينكرها قلب المؤمن ولولم يعرف خطأها من جنس ما ينكره بفراسته وينفر منه طبعه دون سبب ظاهر
والله أعلم
ـ[عراق الحموي]ــــــــ[13 - Jul-2010, مساء 03:41]ـ
-هذا رأيك وهو محترم ولكني أقول لو كان سالما من الخطا فلا غرابة أن يظلم قلبه فكيف وفيه مادة فلسفية ممزوجة بالطب
مثل كلامه عن الكيفيات الأول وغيرها ,فهذه أدعى أن ينكرها قلب المؤمن ولولم يعرف خطأها من جنس ما ينكره بفراسته وينفر منه طبعه دون سبب ظاهر
والله أعلم
نهاية القول .. أأصبح "قلبُ النووي" حاكماً على الصواب و الخطأ؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 - Jul-2010, مساء 07:41]ـ
/// والترحُّم على الزِّنديق ابن الفارض ليس أقل نكارة من الترحُّم على مثيله ابن سينا أوابن عربي الحاتمي أوغيرهما!
ـ[اوس عبيدات]ــــــــ[13 - Jul-2010, مساء 08:13]ـ
فيها دليل على: (لتتبعنَّ سنن من كان قبلكم ... ) -حتى في الطبِّ-، فهذه سنة يونانية، لا تدل على تقدم الحضارة!، فأين التجريب الذي نتغنى به؟ -حتى على مقاييس ذاك العصر-.
لا يجوز الاستدلال بالحديث الى ما ذهبت إليه فمراد رسول الله (ص) من هذا الحديث إنما هو اتباعهم في امور دينهم وشعائرهم الدينية وإلا فأنت تلزم الأمة بمقاطعة جميع أوجه الحضارة الغربية الحديثة ثم ما العيب من الإستفادة من نتاج الحضارات الأخرى فالمسلمون ترجموا كتب اليونان واستفادوا منها ولكنهم لم يبقوها كما هي بل زادوا عليها وأخذوا منها ثم استقلوا بأنفسهم نحن لا ننكر ذلك وهذا شيئ طبيعي جدا والتجريب الذي نتغنى به كان موجودا حتى عند ابن سينا والفارابي وابن الهيثم ولا ينكر ذلك إلا جاهل أو متجاهل
ـ[عراق الحموي]ــــــــ[13 - Jul-2010, مساء 08:32]ـ
لا يجوز الاستدلال بالحديث الى ما ذهبت إليه فمراد رسول الله (ص) من هذا الحديث إنما هو اتباعهم في امور دينهم وشعائرهم الدينية وإلا فأنت تلزم الأمة بمقاطعة جميع أوجه الحضارة الغربية الحديثة ثم ما العيب من الإستفادة من نتاج الحضارات الأخرى فالمسلمون ترجموا كتب اليونان واستفادوا منها ولكنهم لم يبقوها كما هي بل زادوا عليها وأخذوا منها ثم استقلوا بأنفسهم نحن لا ننكر ذلك وهذا شيئ طبيعي جدا والتجريب الذي نتغنى به كان موجودا حتى عند ابن سينا والفارابي وابن الهيثم ولا ينكر ذلك إلا جاهل أو متجاهل
لم أستدل بالحديث، فهو اقتباس، نُقل من سوقه إلى سوقي!
أما .. الاستفادة من الحضارات، و هو الحاصل و المعلوم عبر تطور تاريخ العلوم، فلا ينكره أحد، لكنَّ المستهجن المستقبح في حالتنا هذه أنَّ الطب المبنْي على: (الاسطقسات الأربع) هو مسألة عقليّة محضة لا تمتُّ إلى التجريب -الذي نفخر بأنَّنا أسوده- من قريبٍ و لا بعيد.
و لو كانت الحالة هذه عكس ما نقول، لم يكُن حال الأمَّة هكذا -في عصر الموت و ما قبلها-، فالواقع يقول أنَّ الأمة قالت بالتجريب ثم وقفت ْ -تتغنى به- نتيجة تأثرها بالتنظير اليوناني -حتى في الطبيعيات-، و المثال هنا: (الاسطقسات الأربع).
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 - Jul-2010, مساء 08:41]ـ
الطب القديم أكثره حديث خرافة، وأكثر صوابه هو في الجانب الوصفي، ومن قال إن الطب الحديث مبني عليه أو ما كان ليصل لولاه = فهو يتكلم فيما لا يُحسنه ..
وليُبين لنا إن استطاع كيف أخذ الطب الحديث أعظم اكتشافاته (التخدير التام والبنسلين) من الطب القديم؟
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[13 - Jul-2010, مساء 08:52]ـ
من ينكر تأثر التقدم الحضاري _ومنه الطبي_ الأوروبي بعلوم المسلمين وكتبهم فهو الذي يتكلم بما لا يحسنه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[13 - Jul-2010, مساء 08:55]ـ
لم أقصد ما أردت
أردت أن العلم تراكمي
ومنه علم الطب
ولولا الأول لما وصل الآخر لما وصل إليه
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 - Jul-2010, مساء 09:04]ـ
ليبين لنا من يدعي حجته:
الطب الحديث ما وصل إلى ما وصل إليه إلا بكتب ابن سينا والرازي
كيف لم يكن الطب الحديث سيصل إلى ما وصل إليه إلا إذا بناه على طب الاسطقسات والصفراء والسوداء والبلغم؟
نريد حجة لا خطابة ودعاوى ..
بل الذي لا نزاع فيه: أن أكثر واقع الطب الحديث ليس تراكمياً ولم يُبن على الطب القديم ولا شأن له به ..
وباستثناء الجوانب الوصفية التشريحية (والتي أخذها المسلمون من غيرهم) وأشياء قليلة أخرى فإنه لا يوجد أي صلة بين الطب الحديث والقديم ..
وقد وصل الآخرون في الطب لم لَم يحلم به ولا حتى بمقدماته الأولون ..
نعم. كان الطب القديم عند المسلمين فتحاً بالنسبة لطب العصور الوسطى وعصر النهضة، أما بالنسبة للطب الحديث فهو لا شيء ..
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[13 - Jul-2010, مساء 09:17]ـ
فإنه لا يوجد أي صلة بين الطب الحديث والقديم ..
هذه هي الخطابة والدعاوى ...
لقد ترجم كاتب ابن سينا وكتب الرازي والزهرواي وغيرهم إلى اللاتينية وغيرها عدة مرات
ودرس كتاب القانون في الجامعات الأوربية سنوات طويلة
وعلى ما وصلوا إليه في تلك الأزمان
قام الطب الحديث
ولولا الأول لما وصل الآخر لما وصل إليه
قد أسلم أن في عبارتي نوع تجوز
لكن لا يقال: لا توجد صلة بين الطب القديم والحديث بتاتا!!!
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[13 - Jul-2010, مساء 10:16]ـ
بارك الله فيكم .. لا أظن أن مثل الإمام النووي رحمه الله قد يعرض عن علم الطب كله لاستنكاره ما وجد في ذلك الكتاب، والظن بمثله - رحمه الله - أنه أوسع عقلا من هذا .. وعبارته يظهر منها أنه أعرض عن الكتاب وعن غيره من كتب الطب جميعا، فكيف يكون السبب في هذا كراهته ما وجد في كتاب القانون بالذات؟
فالذي يظهر لي - والله أعلم بالصواب - أن الإمام النووي رحمه الله لم ينشرح صدره لذلك العلم ولم ير في نفسه قبولا له لسبب طبعي خاص، كما يحدث لأحدنا عندما يرى أنه لا يناسبه علم الأحياء - مثلا - ويفضل المجال الهندسي الرياضي أو العكس .. فمثل هذا إن ضغط على نفسه وأصر على تعلم ذاك العلم الدنيوي، فإن قلبه قد يتأذى من ذلك، وقد يرجع عليه بالخسارة لا النفع. وإلا فالتاريخ مشحون بأسماء أئمة كبار جمعوا زمام العلم الشرعي والدنيوي معا، وبرعوا فيهما جميعا، ولم يؤثر ذلك في إيمانهم، والله أعلم.
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[13 - Jul-2010, مساء 10:23]ـ
///أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يحفظكم يا إخواني ...
وأسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء ...
واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية ... أشكر جميع المشايخ الذين أدلوا بآرائهم ...
فوائد قيمة .... تستحق العناية
وما أجمل ما رقمتم يا أبا الفداء
أخوكم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 - Jul-2010, مساء 10:50]ـ
لكن لا يقال: لا توجد صلة بين الطب القديم والحديث بتاتا!!! الاستثناء موجود في صدر عبارتي ولم أنطق (ببتاتاً) هذه ..
ولولا الأول لما وصل الآخر لما وصل إليه
تقدم أن هذا لا حجة عليه وأكثر الطب الحديث وصل إليه الغرب بداية من أوائل القرن التاسع عشر ولم يبنوه على شيء من الطب القديم ..
وهذا نفي مبني على العلم، فمن ادعى أن الغرب وصل للجراثيم والبكتيريا والفيروسات والمضادات الحيوية وطرق انتقال العدوى بناء على الطب القديم = فليُتحفنا بأصول ذلك في الطب القديم ..
ـ[حسام الدين حامد]ــــــــ[13 - Jul-2010, مساء 10:54]ـ
(فألهمني الله تعالى أن سببه اشتغالي بالطب) كذا قال النووي رحمه الله، ولم يتعرض لكتاب القانون ولا لصاحبه بانتقاص في هذا المقام، والأخ كاتب الموضوع وضعه لعظةٍ تحرك القلوب، وهي القدرة على الإحساس بإظلام القلب وتحري سبب ذلك، فلم يكن ثم داعٍ لتغيير مسار الموضوع إلى ما لم يقصد له واضعه ولا النووي رحمه الله، والأولى أن تتوجه أقلام الناصحين إلى إثراء هذه العظة!
(يُتْبَعُ)
(/)
أما لماذا أظلم قلب النووي رحمه الله، فهذا يعانيه كثيرٌ منا حين يترك القراءة في الكتاب والسنة وأقوال السلف الصالح عليهم الرضوان، ثم يذهب إلى الطب ينظر في الأمراض الجسدية وأسبابها وعلاجها واستئصال كذا وفعل كذا، فشتان بين هذا وهذا! ثم إن بناء علم الطب في كثير من مسائله ليس كبناء علوم الشرع، فلا تجد هذه الحلاوة التي في علوم الشرع من البحث عن الدليل ومراتبه، والعلم بالخلاف والترجيح، ففي الطب ربما تجد سبب المرض غير معروف وهي نظريات ومازالت تنتظر البحث، وتجد علاج المرض مذاهب شتى لا تدري كيف ترجح بينها إلا أن تجرب هذا وهذا، والتجربة لا تظهر نتيجتها إلا بعد آلاف الحالات التي تقارن بينها، وفي النهاية فالنتيجة ليست على نفس درجة اليقين الذي تصل إليها في مباحث الشرع، هذا في الطب الحديث فكيف بالطب القديم!! فلا غرو أن يحس النووي رحمه الله بما شعر به، دون أن يكون هذا انتقاصا من الطب أو تنفيرا منه!
وكتاب ابن سينا لا غبار عليه بالنسبة للطب القديم، والطب الحديث بني على أطلال الطب القديم لا على أصوله إلا في مسائل قليلة كالتشريح العيني Gross anatomy وبعض آلات الجراحة وما شابه، حتى كان تنكر أهل الطب الحديث للطب للقديم دافعا لبعض الباحثين للكتابة في تاريخ الطب محاولين ربط الحديث بالقديم، لكنه كان ربطًا زمنيا لا سببيا.
والقول بالأخلاط الأربعة في الطب القديم لا يعني أن استفادة المسلمين من طب اليونان كان على غير الجادة في الاستفادة بما عند القوم من علم الدنيا، لأن المسلمين لم يأخذوا الحطب بما فيه من ثعابين، وإنما أخذوا من هذا "العلم" في هذا الوقت ما ينفعهم، ولا يقول أحد إن المسلمين وافقوا أن الأخلاط الأربعة اجتمعت بقوة الحب أو بالصدفة كما كان يقول بعض فلاسفة اليونان وخالفهم بعضٌ آخر منهم، ومن يقول إن المسلمين أخذوا الطب بما بني عليه من وثنيات فعليه بالدليل الصريح من كلام المسلمين، ولا ينفع هنا أن ينحل المسلمين لازم القول لأنه - في الحقيقة - ليس بلازم، خل عنك أنهم ما التزموه!
ولم أفهم الداعي للتصريح بسقوط كلام ابن القيم رحمه الله في الطب في حين يرى المصرِّح بذلك أن الطب كله كان ساقطًا! وكيف يقال عن قول ابن تيمية رحمه الله (وعلم القوم _يعني الفلاسفة_ الذي كانوا يعرفونه هو الطب والحساب فلهم في الطبيعيات كلام كثير جيد والغالب عليه الجودة ... ) أنه ساقط كسقوط كلام ابن القيم رحمه الله!! بأي معيار يحكم على كلام الشيخين بالسقوط! أبمعيار الطب الحديث الذي لم يسمعا به؟!!
ليت الموضوع يعود إلى غرض صاحبه وهو العظة، والله الهادي إلى سواء السبيل.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 - Jul-2010, مساء 11:03]ـ
والطب الحديث بني على أطلال الطب القديم لا على أصوله
أحسنتَ العبارة ..
ـ[عراق الحموي]ــــــــ[13 - Jul-2010, مساء 11:28]ـ
# حذفت المشاركة كلها لترك كاتبها الأدب مع الأئمة والمشايخ في الكلام
ونحن نحذّره من العود لمثل هذا اللّمز والهمز لنكتفي بهذا #الإشراف#
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[13 - Jul-2010, مساء 11:30]ـ
بارك الله فيكم يا دكتور حسام، ومرحبا بك في المجلس العلمي، نفع الله بك. (ابتسامة)
فقط أحببت التنبيه على أن الاستدلال في علوم الشرع لا يفضي إلى القطع بالضرورة كما قد يوحي به كلامكم، بل ليس الترجيح - في أصل معناه - إلا ظنا في الحقيقة (وهو ظن موجب للعمل)، ولكن مهما يكن من أمر، فكما تفضلتم: لا يستوي ترجيحٌ مادته قال الله وقال رسوله، بترجيح مادته ظن هذا وذاك من البشر.
ـ[أحمد أبو الغيث]ــــــــ[14 - Jul-2010, صباحاً 10:19]ـ
الإمام النووي ولي الله بلا نزاع، ومحرر المذهب الشافعي بالإجماع
يكفي أن يقال فيه: رجل نور الله قلبه.
((ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور)).
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[23 - Jul-2010, مساء 04:57]ـ
جزاكم الله خيرا ...
بارك الله فيكم ... نفع الله بكم
وتكرُّماً لا أمراً أن نهتم بأصل الموضوع(/)
يكتب هذا في مكارم الأخلاق!!
ـ[أبو معاذ المنفلوطي]ــــــــ[07 - Jul-2010, مساء 01:11]ـ
قال ابن الجوزي في المنتظم:
ومن الحوادث العجيبة فى هذه السنة ... - وساق بسنده - عن أبي عبدالله محمد بن أحمد بن موسى القاضي، قال: حضرت مجلس موسى بن إسحاق القاضي بالري سنة ست وثمانين، فتقدمت امرأة فادعى وليُّها على زوجها خمسمائة دينار مهرًا، فأنكر، فقال القاضي: شهودك، قال: قد أحضرتهم، فاستدعى بعض الشهود أن ينظر إلى المرأة ليشير إليها في شهادته، فقام الشاهد وقال للمرأة: قومي، فقال الزوج: تفعلون ماذا؟! قال الوكيل: ينظرون إلى امرأتك وهي مسفرة؛ لتصح عندهم معرفتها، فقال الزوج: فإني أُشهد القاضي أن لها عليَّ هذا المهر الذي تدَّعيه، ولا تسفر عن وجهها، فأُخبرت المرأة بما كان من زوجها، فقالت: فإني أُشهد القاضي أنْ قد وهبتُه هذا المهر وأبرأته منه في الدنيا والآخرة، فقال القاضي: يكتب هذا في مكارم الاخلاق!
ـ[الباحث النحوي]ــــــــ[07 - Jul-2010, مساء 05:09]ـ
رحم الله أصحاب الديانات والمروءات والورع!
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[08 - Jul-2010, صباحاً 08:02]ـ
كيف لو أدركوا زماننا ورأوا ديوثي عصرنا .. والله المستعان(/)
الصلاة ذكر لله
ـ[ابو محمد الجزائري]ــــــــ[07 - Jul-2010, مساء 02:23]ـ
قال تعالى {واقم الصلاة لذكري} -طه: 14 -
اي: اقم الصلاة لاجل ذكر الله جل وعلا وفي هذا تنبيه على عظيم قدر الصلاة اذ هي تضرع الى الله تعالى وقيام بين يديه وسؤال له تبارك و تعالى واقامة لذكره و على هذا فالصلاة هي الذكر وقد سماها الله ذكرا وذلك في قوله تعالى: {ياايها الذين امنوا اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله} -الجمعة:9 -
فسمى الصلاة هنا ذكرا لان الذكر هو روحها ولبها وحقيقتها واعظم الناس اجرا في الصلاة اقواهم واشدهم واكثرهم فيها ذكرا لله تعالى
ـ[شعاع نور]ــــــــ[07 - Jul-2010, مساء 03:18]ـ
أبو محمد الجزائرى
لكل كل الشكر على هذى المعلومة القيمة فالصلاة بالفعل هى العبادة وذكر لله تعالى كما وأن الصلاة هى عامود الدين من أقامها فقد أقام الدين ومن هدمها فقد هدم الدين والعياذ بالله اللهم إجعلنى مقيم الصلاة ومن ذريتى واجعلنى محافظا عليها فى مواقيتها ومن الذاكرين الله كثيرا. كما أن الصلاة هى صلة الإنسان بربه
ك كل تحية وبارك الله فيك
ـ[ابو محمد الجزائري]ــــــــ[07 - Jul-2010, مساء 09:08]ـ
بارك الله فيك شعاع نور واسال الله عزوجل ان يجعلك نورا في الدنيا والاخرة(/)
كلمة شهريّة لفضيلة الشّيخ محمّد علي فركوس -حفظه الله-: ضوابطُ الأسماء المنهي عنها.
ـ[محمد عبد العزيز الجزائري]ــــــــ[07 - Jul-2010, مساء 06:05]ـ
http://www.ferkous.com/image/gif/M.gif
ضوابطُ الأسماء المنهي عنها ( http://www.ferkous.com/rep/M51.php)
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على منْ أرسلَه اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آلهِ وصحبهِ وإخوانهِ إلى يوم الدِّين، أمَّا بعدُ:
فالمعلومُ أنّ الأسماءَ والألقابَ والكنى تدخلُ في بابِ العاداتِ والمعاملاتِ، والأصلُ فيها الحِلُّ والجوازُ، ولا يُنتقل عن هذا الأصلِ إلاَّ إذا قام الدليلُ على المنع والتحريم، ومن ضوابط الأسماء المستثناة من الأصل التي تندرج تحت حكمِ التحريم أو الكراهة ما يلي:
- ما كان فيه شركٌ كالتعبيدِ لغير الله تعالى: ک «عبد العزى»، «عبد الكعبة»، «عبد هبل»، «عبد الرسول» و «عبد الزهير».
- وما كان خاصًّا بالله تعالى ولا تليقُ إلاَّ به: مثل «الرحمن» و «القدوس» و «المهيمن» و «الخالق»، ويلحق بها «ملك الأملاك» (1) و «قاضي القضاة».
- وما كان من أسماءِ الشياطين: ک «إبليس» و «شيطان» و «الأعور» و «الولهان» و «خنزب».
- وما كان من أسماءِ الفراعنةِ والجبابرة: مثل «فرعون» و «هامان» و «قارون».
- وما كان خاصًّا بأسماء القرآن: ک «فرقان».
- وما كان من الأسماء خاصًّا بالكفَّار: ک «جورج» و «بولس» و «بطرس» و «يوغرطة» و «ماسينيسا».
- وما كان من الأسماء فيه تزكية: ک «برَّة» (2) و «إيمان» و «إسلام» و «أبرار» و «تقوى»، ومن الألقاب: «محيي الدين» و «عماد الدين» و «ركن الدين» لأنّ فيه تزكيةً وكذبًا. ومن ذلك -أيضًا- الألقابُ الحادثة التي يقصد بها آيةٌ خارقةٌ للعادة مثل: «حُجَّة الله» و «آية الله» و «برهان الدين» و «حُجَّة الإسلام» لأنَّه لا حجَّة لله على عباده إلاَّ الرسل، ومن هذا القبيل -أيضا- التسمي ب «سيِّد الناس» أو «سيِّد العرب» أو «سيِّد العلماء» أو «سيِّد القضاة».
- وما كان من الأسماء فيه ذمٌّ وقُبح وذِكرٌ سيءٌ مثل: «حَزَن» و «شِهاب» و «ظالم» و «ناهد» (3) و «غادة» (4)، و «كاهن» أو «كاهنة»، و «عاصية» (5) و «جهنَّم» و «سعير» و «سَقَر» و «حُطَمة» و «الأعور» و «الأبرص» و «الأجرب» و «الأعمش» ونحو ذلك.
- وما كان من الأسماء التي يُحتمَل فيها التشاؤمُ بنفيها مثل: «نجيح» و «بركة» و «أفلح» و «يسار» و «رباح» (6).
- ويُكره التسمي بأسماءِ الملائكةِ مثل: «جبريل» و «مكائيل» و «إسرافيل» لكونها أسماءً خاصَّة بهم، ويرتقي الحكم إلى الحرمة إذا سُمِّيت البناتُ بأسماء الملائكةِ مثل: «ملاك» و «مَلَكَة» لما فيها من مضاهاة المشركين في جعلهم الملائكةَ بناتِ الله.
فإذا خلت الأسماء من جملة ضوابط الأسماء المندرجة تحت حكم التحريم والكراهة السالفة البيان فلا أعلم ما يُخْرِجُ التسميةَ بالشهور والمناسبات الدينية أو الفَصْليةِ عن الأصلِ المبيح إذا قُصد بها تمييزُ شخصٍ عن غيره لحدوثِ التزامنِ والتطابق، اللهمّ إلاّ إذا تعلّقت بها عادةٌ منكرةٌ أو اعتقادٌ فاسدٌ فيُمنع من أجله، وقد كان من شأنِ العرب في تسميةِ أولادها بأسماءِ الجمادِ والحيوانِ وبعضِ الشهور مثل: «جبل» و «صفوان» و «صخر» و «جعفر» و «بدر» و «قمر» و «نجم» و «ثريا» ومن أسماءِ الحيوان مثل: «أسد» و «ليث» و «فهد» و «ثعلب» ومن الشهور مثل «الربيع» (7) ومنه «سعد بن الربيع» (8) و «أبو العاص بن الربيع» (9) حيث كانوا يقصدون من وراء هذه الأسماءِ تمييزَ شخصٍ عن غيره أولاً، والتطلعَ -ثانيا- إلى تحقيقِ الملازمةِ الوصفيةِ الكامنةِ في الاسمِ مستقبلاً في سلوكِ الولد وسيرته، تلك الوصفيةُ التي تدلُّ على معانٍ جميلةٍ وجليلةٍ كالقوَّة والشجاعةِ والعلوِ والتدبيرِ والتفكيرِ والوفاءِ والصلابةِ والشهامةِ والأمانةِ، ونحو ذلك مما يحتاج إليه في مواقف العزَّة والحروبِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا المعنى من التلازم الحقيقي أو الوصفي مراعًى في كلام النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، فقد قيل أنّه كنَّى عبدَ الرحمن بن صخر الدوسي بأبي هريرة رضي الله عنه، والمشهور عنه أنه كُنِّيَ بأولاد هرة برِّيَّة وجدها فأخذها في كمِّه فكُنِّيَ بها (10). ولَقَّب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم خالدَ بنَ الوليدِ رضي الله عنه بأنَّه «سَيْفٌ مِنْ سُيوفِ اللهِ» (11) من إضافة المخلوق إلى الخالق لملازمته الجهاد في سبيل الله ونحو ذلك.
هذا، وإن كان الأصلُ في هذه الأسماء الحلّ والإباحة إلاَّ أنَّ المطلوبَ من الآباء تحسينُ أسماء أولادهم لأنهم يُدْعَون يوم القيامة بأسمائهم وأسماءِ آبائهم كما صحَّ عن ابنِ عمرَ رضي الله عنه أنَّ النبي صلَّى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ الغَادِرَ يُرْفَعُ لَهُ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُقَالُ: هَذِهِ غَدْرَةُ فُلاَنِ بْنِ فُلاَنٍ» (12)، وقد بوّب له البخاري رحمه الله: «باب ما يدعى الناس بآبائهم»، ولا شك أنّ: «أَحَبّ الأَسْمَاءِ إِلَى اللهِ عَبْدُ اللهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ» (13) وكلّ ما أضيف إلى الله سبحانه فهو أولى وأفضل.
والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلم تسليمًا.
الجزائر في: 9 من صفر 1431ه
الموافق ل: 24 يناير 2010م
1 - وفي حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم قال: «أَغْيَظُ رَجُلٍ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَخْبَثُهُ وَأَغْيَظُهُ عَلَيْهِ رَجُلٌ يُسَمَّى مَلِكَ الأَمْلاكِ، لاَ مَلِكَ إلاَّ اللهُ». [أخرجه البخاري في «الأدب»: (6205)، ومسلم في «الآداب»: (5610)]
2 - وفي الصحيحين: «أَنَّهُ غَيَّرَ اسْمَ برَّةٍ إلى اسْمِ زَيْنَبَ» -وهي زينبُ بنتُ جحش رضي الله عنها. [أخرجه البخاري في «الأدب»: (6192)، ومسلم في «الآداب»: (2141) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه].
3 - «ناهد»: «هي المرأة التي كعب ثديها وارتفع عن الصدر فصار لها حجم» [انظر «المعجم الوسيط»: (2/ 957)].
4 - «غادة»: «هي المرأة الناعمة اللينة البينة الغَيَدِ» [انظر: «المعجم الوسيط»: (2/ 667)، و «فتح الباري» لابن حجر: (10/ 576)].
5 - وصحَّ من حديث ابن عمر رضي الله عنهما «أنَّ النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم غيّر اسم عاصية وقال: «أَنْتِ جَمِيلَةُ»» [أخرجه مسلم في «الآداب» (2139)].
6 - وقد ثبت من حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال: «لاَ تُسَمِّ غُلاَمَكَ رَبَاحًا وَلاَ يَسَارًا وَلاَ أَفْلَحَ وَلاَ نَافِعًا» [أخرجه مسلم في «الآداب»: (2139)، وأبو داود في «الأدب»: (4938)، والترمذي في «الأدب»: (2836)].
7 - من «أربعت الأرض» إذا أخصبت لأنّه شهرُ العنب والخضار والمطر، كانوا يقيمون فيه عمارة ربعهم.
8 - هو الصحابي سعدُ بن الربيع الأنصاري الخزرجي البدري النقيب رضي الله عنه الذي آخى النبيُ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم بينَه وبين عبد الرحمن بن عوف، ومات يوم أحد شهيدًا. [انظر: «الاستيعاب» لابن عبد البر: (4/ 145)، «سير أعلام النبلاء» للذهبي: (1/ 318)، «الإصابة» لابن حجر: (4/ 144)].
9 - هو أبو العاص بن الربيع القرشي صهرُ النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وزوجُ ابنته زينب، وهو والد أمامة التي كان يحملها النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم في صلاته، وهو ابنُ أخت أمِّ المؤمنين خديجةَ بنتِ خويلد وأمُّه هالةُ بنتُ خويلد توفي سنة (12ھ). [انظر ترجمته في: «سير أعلام النبلاء» للذهبي: (1/ 330)].
10 - انظر: «سير أعلام النبلاء» للذهبي: (2/ 579)، و «تهذيب التهذيب» لابن حجر: (12/ 263) وقد أخرج الترمذي في «المناقب» (5/ 686) باب مناقب أبي هريرة رضي الله عنه، عن عبد الله بن رافع قال: «قلت لأبي هريرة: «لم كُنيت أبا هريرة؟» قال: «أمَا تفرق مني؟»، قلت: «بلى والله إني لأهابك»، قال: «كنت أرعى غنمَ أهلي وكانت لي هريرة صغيرة فكنت أضعها بالليل في شجرة فإذا كان النهار ذهبت بها معي فلعبت بها فكنوني أبا هريرة» والحديث حسّنه الألباني في «صحيح الترمذي» (3840).
11 - أخرجه البخاري كتاب «المناقب»، مناقب خالد بن الوليد رضي الله عنه: (2/ 278)، من حديث أنس رضي الله عنه.
12 - أخرجه البخاري كتاب «الأدب»، باب ما يدعى الناس بآبائهم: (3/ 253)، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
13 - أخرجه مسلم كتاب «الآداب»: (2/ 1023)، رقم: (2133)، وأبو داود كتاب «الأدب»، باب في تغيير الأسماء: (4949)، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.(/)
التفسير القيم للإمامين ابن تيمية وابن القيم
ـ[خادم الكتاب والسنة]ــــــــ[07 - Jul-2010, مساء 07:48]ـ
تفسير سورة الفاتحة
(هذا اللون) للدلالة على كلام الإمام ابن القيم
(هذا اللون) للدلالة على كلام الإمام ابن تيمية
بسم الله الرحمن الرحيم
الفاتحة سبع آيات بالاتفاق .. وقد كان كثير من السلف يقول البسملة آية منها، وكثير من السلف لا يجعلها منها وكلا القولين حق:فهي منها من وجه وليست منها من وجه .. الفاتحة سبع آيات من وجه تكون البسملة منها فتكون آية ومن وجه لا تكون منها فالآية السابعة (أنعمت عليهم)
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
الحمد هو الإخبار بمحاسن المحمود مع المحبة له، فالحمد إخبار عن محاسن المحمود مع حبه وإجلاله وتعظيمه
"الله " هو الإله المعبود .. ولهذا كان القول الصحيح: أن" الله " أصله الإله، وأن اسم " الله " تعالى هو الجامع لجميع معاني الأسماء الحسنى .. " الرب "هو المربي الخالق الرازق الناصر الهادي .. والعالم كل ما سواه
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الرحمة صفة تقتضي إيصال المنافع والمصالح إلى العبد .. و"الرحمن"هو الموصوف بالرحمة .. (فبناء فعلان للسعة ألا ترى أنهم يقولون غضبان للممتليء غضبا؟) .. و"الرحيم"هو الراحم برحمته ..
ملك يَوْمِ الدِّينِ
وهو يوم الجزاء .. يَوْم يدين الله الْعباد بأعمالهموَذَلِكَ يتَضَمَّن جزاءهم وحسابهم ..
والجزاء بالثواب والعقاب والجنة والنار من صفة الملك .. وخصهبيوم الدينلتفرده بالحكم فيه ..
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ
لا نعبد غيرك ولا نستعين بسواك .. العبادة اسم جامع لغاية الحب لله وغاية الذل له .. والعبادةتجمع أصلين غاية الحب بغاية الذل والخضوع .. والعرب تقول طريق معبد أي مذلل .. والإستعانةتجمع أصلين الثقة بالله والإعتماد عليه ..
اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ
"الصراط المستقيم " أن تفعل في كل وقت ما أمرت به ولا تفعل ما نهيت عنه .. وهذا "الصراط المستقيم" هو دين الإسلام المحض .. فسمى سبحانه طريقه صراطا .. الصراط في لغة العرب هو الطريق ..
صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضالون) وذلك أن اليهود عرفوا الحق ولم يتبعوه والنصارى عبدوا الله بغير علم .. فمن لم يعرف الحق كان ضالا، ومن عرفه ولم يتبعه كان مغضوبا عليه، ومن عرفه واتبعه فقد هدي إلى الصراط المستقيمفهو منعم عليه.
انتهى بحمد الله.
وبعد،
قال الإمام المؤرخ عماد الدين بن كثير صاحب التفسير المشهور:
"في يوم الاثنين ثاني المحرم درس الشيخ الامام تقي الدين بن تيميةالحراني بدارالحديث وكان درسا هائلا، وقد كتبه الشيخ تاج الدين الفزاري بخطه لكثرة فوائده، وكثرة ما استحسنه الحاضرون.
وقد أطنب الحاضرون في شكره على حداثة سنه وصغره، فإنه كان عمره إذ ذاك عشرين سنة وسنتين، ثم جلس الشيخ تقي الدين يوم الجمعة عاشر صفر بالجامع الاموي بعد صلاة الجمعة على منبر قد هيئ له لتفسير القرآن العزيز، فابتدأ من أوله في تفسيره".
وفي هذاقال مؤرخ الإسلام الذهبي رحمه الله:"وخضع العلماء لحسن درسه، وحضره قاضي القضاة بهاء الدين، والشيخ تاج الدين، ووكيل بيت المال زين الدين، وزين الدين المنجا، وجماعة، وجلس بجامع دمشق على كرسي أبيه، يوم الجمعة عاشر صفر، وشرع في تفسير القرآن من الفاتحة".
قال ابن كثير:"وكان يجتمع عنده الخلق الكثير، والجم الغفير، من كثرة ما كان يورد من العلوم المتنوعةالمحررة، مع الديانة والزهادة والعبادة، سارت بذكره الركبان في سائرالأقاليم والبلدان، واستمرعلى ذلك مدة سنين متطاولة! ".
ولقد قال ابن رجب رحمه الله:" فكان يورد من حفظه في المجلس نحو كراسين أو أكثر، وبقي يفسر في سورة نوح عدة سنين" ..
لقد كان الشيخ الجليل بحق، آية من آيات الله في التفسير. قال ابن سيد الناس رحمه الله:" لم تر عين من رآ مثله، ولا رأت عينه مثل نفسه، كان يتكلم في التفسير، فيحضر مجلسه الجم الغفير، ويردون من بحر علمه العذب النمير، ويرتعون من ربيع فضله في روضة وغدير".
ولقد كان هذا هو الهدف المنشود بإذن الله تبارك وتعالى، من هذا التفسير المبارك: وهو أن أرتوي منه ويرتوي معي كل ظامىء إلى علم هذا الحبر البحر؛ وإلى علم تلميذه العلامة المفيد ابن القيم، الذي كان أيضا بحق مفسرا فذا، قل نظيره ..
ولذلك عزمت، مستعينا بالله، وعليه توكلت، أن أجمع ما تفرق في ثنايا كتبهما من التفاسير القيمة، مع العلم أن هذا العمل يحتاج، ولا شك، الى جهد ووقت كبيرين، ولكن يهونه عليناإن شاءالله تبارك وتعالى، أن أحب العمل الى الله أدومه وإن قل ..
ولذلك فلن يفت في عضدنا ضخامة هذا العمل، مادمنا في ما يحبه الله، وسنقوم مرة بعد مرة، بإذن الله تعالى، بعرض مايسره الله عز وجل من تفاسيرهما، ولواستمر الأمر على ذلك مدة سنين متطاولة!.
وقد رأيت أن يكون أول ما أخطه في هذا العمل هو تفسير فاتحة الكتاب وأم القرآن تبركا بهذه السورة المباركة مع العلم أن ذلك مسبوق بحديث الإمامين عن فضائلها كما لهما مباحث قيمة حول هذه السورة سندرجه بإذن الله في الوقت المناسب كما أنه لابد أن نتعرف على مكانة هذين المفسرين في هذا العلم، كما بينها العارفون المعتمد على كلامهم، والمرجوع الى أقوالهم في هذاالشأن، وهو نقد الرجال، سواء منهم من كان معاصرا لهما، أو قريبا من عصرهما، أوكان بعيدا.
والله أسأل أن يعين على إخراجه على الوجه الأكمل ويجعله خالصا لوجه
(ملحوظة: من طبيعة هذا الموضوع أنه متجدد باستمرار وستنضاف اليه المزيد من المباحث والتفسيرات كلما يسر الله ذلك)(/)
ماذا قال ابن تيمية عن جبل لبنان؟!!
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[08 - Jul-2010, مساء 04:26]ـ
قال شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله:
فهذه السواحل الشامية كانت ثغوراً للإسلام إلى أثناء المائة الرابعة، وكان المسلمون قد فتحوا [قبرص] في خلافة عثمان ـ رضي الله عنه ـ فتحها معاوية، فلما كان في أثناء المائة الرابعة اضطرب أمر الخلافة، وصار للرافضة والمنافقين وغيرهم دولة وملك بالبلاد المصرية والمغرب، وبالبلاد الشرقية وبأرض الشام، وغلب هؤلاء على ما غلبوا عليه من الشام؛ سواحله وغير سواحله، وهم أمة مخذولة ليس لهم عقل ولا نقل، ولا دين صحيح ولا دنيا منصورة، فغلبت النصارى على عامة سواحل الشام، بل وأكثر بلاد الشام، وقهروا الروافض والمنافقين وغيرهم، وأخذوا منهم ما أخذوا، إلى أن يسر / الله تعالى بولاية ملوك السنة مثل [نور الدين] و [صلاح الدين] وغيرهما، فاستنقذوا عامة الشام من النصارى.
وبقيت بقايا الروافض والمنافقين في جبل لبنان وغيره، وربما غلبهم النصارى عليه حتى يصير هؤلاء الرافضة والمنافقون فلاحين للنصارى. وصار جبل لبنان ونحوه دولة بين النصارى والروافض، ليس فيه من الفضيلة شيء، ولا يشرع، بل ولا يجوز المقام بين نصارى أو روافض يمنعون المسلم عن إظهار دينه. [مجموع الفتاوي ج 27]
عندما قرات كلام ابن تيمية تذكرت مقولة الهدلق: كاد صاحب المعرفة أن يكون عرّافًا(/)
سننُ العمرةِ ... للتذكيرِ
ـ[الروض الأنف]ــــــــ[08 - Jul-2010, مساء 05:31]ـ
السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه ...
يكثرُ في هذه الأيامِ أداءُ العمرةِ، فأحببْتُ أن أذكرَ نفسي وإخواني بسننِ العمرةِ، ومن عندَه زيادةٌ أو ملاحظةٌ فليسعفْنا بها مشكوراً ...
سننُ العمرةِ
1 - مراعاةُ آدابِ السفرِ من الاستخارةِ، والدعاءِ وغيرِها.
2 - الاغتسالُ، والتنظفُ، والتطيّبُ للإحرامِ.
3 - لبسُ إزارٍ ورداءٍ أبيضينِ نظيفينِ.
4 - يذكرُ نسكَه فيقولُ "لبيكَ اللهمّ عمرةً".
5 - إن خافَ عدمَ الإتمامِ قالَ "فإن حبسني حابسٌ فمحِلّي حيثُ حبستني".
6 - إذا عقدَ النيةَ بدأَ بالتلبيةِ، فيقولُ "لبيكَ اللهم لبيك، لبيك لا شريكَ لك لبيكَ، إنّ الحمدَ والنعمةَ لك والملكَ، لا شريكَ لك".
7 - يرفعُ الرجلُ صوتَه بالتلبيةِ وتخفيها المرأةُ.
8 - تتأكّدُ التلبيةُ إذا علا مرتفعاً، أو هبطَ وادياً، أو سمعَ ملبياً، وفي أدبارِ الصلواتِ، وفي الأسحارِ، وإقبالِ الليلِ والنهارِ.
9 - عدمُ قطعِ التلبيةِ إلا إذا شرعَ في الطوافِ.
10 - المبيتُ بذي طُوى، والاغتسالُ فيه إن كانتْ في طريقِه، وإن لم تكنْ في طريقِه يبيتُ ويغتسلُ في أيِّ مكانٍ، ثمّ يدخلُ مكةَ نهاراً.
11 - يدخلُ مكةَ من أعلاها من الثنيةِ العليا ثنيةِ كداءَ (الحجونِ)، ويخرجُ من الثنيّةِ السفلى كدى إذا كانَ أرفقَ له.
12 - دخولُ المسجدِ الحرامِ من بابِ بني شيبةَ إن تيسّرَ.
13 - دخولُ المسجدِ برجلِه اليمنى، ويقولُ "أعوذُ باللهِ العظيمِ وبوجهِه الكريمِ وسلطانِه القديمِ من الشيطانِ الرجيمِ، بسمِ اللهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، اللهمّ افتحْ لي أبوابَ رحمتِك"، ويخرجُ برجلِه اليسرى، ويقولُ "بسمِ اللهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، اللهمّ إني أسألُك من فضلِك، اللهمّ اعصمني من الشيطانِ الرجيمِ".
14 - يبدأُ المعتمرُ بالطوافِ، لأنه تحيةُ البيتِ.
15 - يطوفُ مضطبعاً، ويزيلُه إذا فرغَ من الطوافِ.
16 - يحاذي الحجرَ الأسودَ بكلّ بدنِه.
17 - يقولُ عندَ ابتداءِ الطوافِ "بسمِ اللهِ، واللهُ أكبرُ، اللهمّ إيماناً بكَ، وتصديقاً بكتابِك، ووفاءً بعهدِكَ، واتّباعاً لسنةِ نبيِّكَ محمدٍ e" ، وفي بقيةِ الأشواطِ يكبرُ، ويستلمُ.
18 - يستلمُ الحجرَ الأسودَ في كلِّ شوطٍ، وله أربعُ مراتبَ: الأولى: يستلمُه ويقبّلُه ويسجدُ عليه، الثانيةُ: يستلمُه بيدِه ويقبّلُ يدَه، الثالثةُ: يستلمُه بشيءٍ ويقبّلُه، الرابعةُ: يشيرُ إليه بيدِه، ولا يقبّلُ يدَه.
19 - يرمُلُ الأفقيُّ ثلاثاً ويمشي أربعاً، والرّمَلُ: هو المشيُ بقوّةٍ ونشاطٍ بحيثُ يسرعُ، لكن لا يمدُّ خطوَه، ولا يثِبُ وثْباً.
20 - كلّما حاذى الركنَ اليمانيَّ استلمَه دونَ تقبيلٍ ولا تكبيرٍ، وإذا لم يستلمُه لا يشيرُ إليه.
21 - يقولُ بينَ الركنِ اليمانيِّ والحجرِ الأسودِ "ربّنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرةِ حسنةً، وقنا عذابَ النارِ".
22 - قراءةُ القرآنِ والذكرُ والدعاءُ في جميعِ الأشواطِ في الطوافِ والسعي.
23 - تركُ الكلامِ وكلِّ ما ينافي الخشوعَ كالالتفاتِ وفضولِ النظرِ في الطوافِ والسعي.
24 - الطوافُ والسعيُ على طهارةٍ كاملةٍ من الحدَثِ والنجَسِ.
25 - المشيُ في الطوافِ والسعي.
26 - صلاةُ ركعتينِ بعدَ الطوافِ خلفَ المقامِ قريباً منه.
27 - الموالاةُ بينَ الطوافِ وركعتيه.
28 - إذا تقدّمَ لصلاةِ ركعتي الطوافِ قرأَ قولَه تعالى "واتخذوا من مقامِ إبراهيمَ مصلَّى".
29 - يقرأُ في ركعتي الطوافِ في الأولى "الكافرونَ" وفي الثانيةِ "الإخلاصَ".
30 - يستلمُ الحجرَ بعدَ ركعتي الطوافِ لمن أرادَ السعيَ، ولا يسنُّ تقبيلُه ولا الإشارةُ إليه.
31 - الموالاةُ بينَ الطوافِ والسعي.
32 - يتوجّه إلى الصفا وهو يقرأُ "إن الصفا والمروةَ من شعائرِ اللهِ .. " أبدأُ بما بدأَ اللهُ به.
33 - يرقى الصفا حتى يرى البيتَ، ويستقبلُه، ويكبّرُ ثلاثاً وهو رافعٌ يديه، ويقولُ "لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، له الملكُ، وله الحمدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، لا إله إلا اللهُ وحدَه أنجزَ وعدَه، ونصرَ عبدَه، وهزمَ الأحزابَ وحدَه، ثم يدعو" يفعلُ ذلك ثلاثَ مراتٍ، ويفعلُ ذلك أولَ كلِّ شوطٍ على الصفا والمروةِ.
34 - شدّةُ السعي بينَ العلمينِ الأخضرينِ.
35 - حلقُ الشعرِ.
36 - طوافُ الوداعِ.
دمتم في حفظِ اللهِ(/)
فكلما كانت أمينة كانت ثمينة .. فلما خانت هانت
ـ[خالد أبو عبد الله الجزائر]ــــــــ[08 - Jul-2010, مساء 07:29]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مدخل:
لا يوجد في السنة المشرفة الصحيحة تعارض ..
ولكن هناك فهم خاطئ إلى معنى الحديث ..
يؤدي بصاحبة إلى التعارض ..
وهذا من تلبس الشيطان به ..
صلب الموضوع:
الحديث الأول:
قال صلى الله عليه وسلم: {لا قطع إلا في ربع دينار}
يعني تقطع اليد في شيء يساوي ربع دينار
الحديث الثاني:
الذي يبين فيه أن من قطع إصبع الأخر ففيه عشر الدية وهي عشر من الإبل
والابل في وقتنا تقريبا تساوي بألف .. فلو قطعت اصابع الكف الواحده فتكون الدية تقريبا ربع مليون تقريبا
فلو قطعت اصابع الكف الواحده ففيه خمسين من الابل .. يعني قيمتها خمسون ألف ما يعادل ربع مليون
وهذا شيء عظيم ..
هذين الحديثن اشكلت عن الشاعر أبو العلاء المعري فقال:
ماالحكمة في ان دية اليد 500 دينار ذهبي 100 لكل اصبع
وتقطع يد السارق في ربع دينار؟؟!!!
فتعارض عنده الدليلان
قيمتة رخيصة في الحديث الاول .. أي انه يقطع على ربع دينار!!
وقيمته غاليه في الحديث الثاني .. أي ان دية الخمسة الاصابع في الكف ربع مليون!!!
((دية اليد غاليه وفي السرقة تقطع بربع دينار!!!))
فقال هذه الأبيات:
يد بخمس مئين عسجد فديت***** ما بالها قطعت في ربع دينار
تناقضٌ ما لنا إلا السكوت له*****ونستجير بمولانا من العار
فلو أن ابوو العلاء المعري أوكل هذا الأمر إلى عالمه لارتاح ...
في كتاب التمهيد لابن عبد البر مقوله تساوي الذهب قال فيها:
((فكلما كانت أمينة كانت ثمينة .. فلما خانت هانت))
وقد أجاب ابن القيم في مسألة القطع والدية بقوله:
وأما قطع اليد في ربع دينار وجعل ديتها خمسمئة دينار فمن أعظم المصالح والحكمة؛ فإنه احتاط في الموضعين للأموال والأطراف، فقطعها في ربع دينار حفظاً للأموال، وجعل ديتها خمسمئة دينار حفظاً لها وصيانة.
فرد احدهم على ابو العلاء المعري:
قل للمعريّ عار أيما عار
جهل الفتى وهو عن ثوب التقى عارِ
لا تقدحن زناد الشعر عن حكم
شعائر الشرع لم تقدح بأشعار
فقيمة اليد نصف الألف من ذهب فإن تعدت فلا تسوى بدينار
مخرج:
كل فن له رجاله ..
فأوكل ما أشكل عليك الى عالمه
..
قال ابن خزيمة:
لا يوجد نصان صحيحان متعارضان .. ومن وقف على ذلك فليأتيني به أوفق له بينهم.
قال هذه القصة الشيخ أبو اسحاق الحويني في برنامجه حرس الحدود
وانا هنا صغتها بأسلوبي وبعض المنقولات من منتدى المجلس اليمني
منقول
http://www.aljanh.net/vb/showthread.php?p=761536(/)
التكميلات لكتاب المجموع للنووي من يعرف؟؟؟؟؟
ـ[طالب علم ومحب]ــــــــ[08 - Jul-2010, مساء 08:08]ـ
من المعروف أن الإمام النووي رحمه الله وافته المنية قبل اتمام كتاب المجموع ثم وردت تكميلات عليه من الشيخ السبكي, والمطيعي, والعقبي.
فهل هناك من يعرف من أي كتاب ـ أقصد الكتاب الفقهي ككتاب الجنايات , الديات وهكذا ولا أقصد المجلد ـ بدأ السبكي وإلى أيها انتهى, وكذلك من أي كتاب بدأ المطيعي, ومن أيها بدأ العقبي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو حفص الشافعي]ــــــــ[09 - Jul-2010, مساء 11:25]ـ
من المعلومأن كتاب المجموع شرح المهذب من أمتع الشروحات الفقهية و لكن حكمة الله وقدره أن توفي النووي قبل إتمامه، وصل فيه إلي كتاب البيوع باب الربا ثم أكمل السبكي الشرح و قدم له مقدمة ماتعة،وصل فيها إلي (بيع المصراة) ثم أتمه المطيعي رحمه الله والفرق واسع و البون شاسع بين شرح النووي وشرح من بعده(/)
ابن عقيل الظاهري - أعزه الله - و فتوى الكلباني - هداه الله -
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[09 - Jul-2010, مساء 02:21]ـ
هذه فريدة من كلام الشيخ أبي عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري - حفظه الله تعالى - نقلته لكم فأرجو أن تستمتعوا ببلاغته و تفيدوا من حجاجه و تغرفوا من معين تجربته الحياتية ... و الله الموفق،،،
قال الشيخ:
بعضُ الغناء جميلٌ .. ولكنَّ غداً أجملُ
قال أبو عبدالرحمن: لا أجملَ ولا أرقَّ من ثوب الحرير: برودةً على الجسم، ونعومةً، وجمالاً .. ولكن الله عوَّضنا بالطيبات من الرزق، وحرَّم علينا لبس الحرير اتباعاً لمرضاته، وتقديماً لرضاه - سبحانه - على أهوائنا .. وهناك تعويض أُخروي أبديٌّ للمؤمنين؛ إذ يكون لباسهم حريراً .. واللحية - وإكرامها في تهذيبها - وقار وجمال، ولكن الأمرد أجمل، وهو لا ينوء بعبء اللحية ترجيلاً وتطييباً وتهذيباً، وجزاء من قضى الله دخوله الجنة بَدْءاً أو بعد تطهير أن يدخل الجنة وهو أمرد .. ولا أجمل ولا أمتع من الذهب والفضة: أساورَ كثيرة في اليدين، وخواتمَ مرصوصة في الأصابع، ودناديش تتدلَّى من الرقبة حتى ليكاد يغطس بها السباح الماهر .. ومثل ذلك في المتعة آنية الذهب والفضة، ولكنَّ الله حرم علينا ذلك، وعَوَّضنا عاجلاً بالطيبات من الرزق، وحرَّم علينا ذلك حِلْيَةً وآنيةً، وأباح الحلية للنساء، وحرَّم عليهنَّ إلجاء المال باسم الحلية فراراً من الزكاة، وأما ما كان حلية على الحقيقية فلا زكاة فيه على أصح الأقوال .. وحرَّم علينا كنز الذهب والفضة بلا زكاة، وحث على توظيف المال في المنافع كي لا تقرضه الزكاة، ولكي يُحقِّقوا عمارة الأرض .. وفي لبس الذهب والفضة واستعمال آنيتهما كسر لخواطر الفقراء .. ثم العوض الأخروي الأبدي لمَن دخل الجنة بدءاً أو بعد تطهيرٍ الجمالُ والمتعةُ بالذهب والفضة والأحجار الكريمة لباساً وآنية .. والخمر والميسر ليسا خالصين للمنفعة والمتعة، والخمرة بالذات زادت الآن داء يتلف الكبد، وهو السبيرتو، وكان القدماء لا يعرفون ذلك الداء، وكانوا يُعتِّقونها، وكانت كعين الديك تتطاير شعاعاً في الكأس، ولكنْ فيها إنزاف وضياع عقل ثم فساد سلوك، وفيهما متعة .. قال الله سبحانه وتعالى:
((َيسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ)) [سورة البقرة/219]؛ فأما الخمر فعوَّضنا الله في الدنيا بشراب الصالحين من الطيبات من الرزق، وفي الآخرة كما مر عن التعويضات الأخروية الأبدية هناك خمرة مفرحة ليس فيها صداع ولا نزيف ولا سلوك مَهين .. والغناء الذي حرَّمه الله - سبحانه وتعالى - بوضعيَّته المحدَّدة شرعاً فيه جمال ومتعة وفرح ونشاط، ولكننا نترك استماعه مرضاة لله وإن كنا نحبه، والعوض الدنيوي يكون بتكوين عبادةٍ قد تكون صعبة أول الأمر، وهي الاستمتاع بكلام الله متغنِّياً به على عادة العرب في التجويد والنظم محاولاً تحسين الصوت لتجارب كثيرة، واستماعه من مقرئ جيد حلو الصوت أعظم حبوراً؛ فهذا ليس تعويضاً وحسب، ولكنه يملأ القلب فرحاً وأشواقاً ليست كالأتراح والضيق التي تعقب سويعات الاستمتاع بالغناء، وهذه تجربة صادقة مارستها في حياتي .. هذا بالإضافة إلى الاستمتاع بالمباح من شدو الأطيار، وحفيف الأشجار، وخرير المياه، مع الترنم بالأشعار .. على أن من التذَّ باستماع الذكر الحكيم بالتغني لا بالغناء لن يحتاج إلى متعة سماعيَّة أخرى .. وهكذا كل ما حرمه الله علينا من هذا النوع الذي فيه جمال ومتعة؛ ففيه تعويض دنيوي وأخروي مع قدرة المسلم على إتقان التوازن بين نوازعه من منطلق قلبه المفعم بالإيمان، وعقله المميز للأحق والأجمل وما هو أكثر خيراً، والعوض الأخروي عن المحرم من الغناء استمتاعهم بالأصوات الجميلة من المعازف والقيان، ولست أدري ما العوض عن الميسر، ولكن الذي أعلمه أن أهل الجنة في نعيم لا يطلبون عليه مزيداً إلا رؤيتهم لربهم سبحانه.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أبو عبدالرحمن: أثار شجوني هذه المقرئُ ذو الصوت الجميل عادل الكلباني الذي أفتى بحل الغناء بإطلاق، وكنت عظيم الخشية وكثيراً ما تماطرت دموعي لسماعي إحدى تلاواته لسورة يوسف، وهو - حفظه الله - مصرحٌ بأنه لا يسمع الغناء، ولكنه أباحه بإطلاق؛ لأنه مقتنع بأدلة التحليل من الشرع على الإطلاق، ولست أدري لماذا تأخرت فتوى حبيبنا إلى هذا الوقت، فلعلَّ التجاذب الروحي بينه وبين حبيب الجميع فضيلة الشيخ الدكتور عايض القرني أوحى له بالاهتمام بهذه المسألة بحثاً وفتوى؛ لأن قصيدة الدكتور عايض غُنيت برضاه .. على أنني عارضته هاتفياً، ودفعني الحب الأخوي المكين إلى الحماس في النبرة، ولو غُنِّيت هذه القصيدة بغير علمه، ولو غناها مثل محمد عبدالوهاب أو رياض السنباطي لأوحيتُ له بعذر أتحمَّل بعض وِزْره وهو: (لم آمر بها ولم تسؤني)؛ فكيف والمطرب صوت (الله يديم الفضل والنعمة؟) .. ولست أدري لماذا تأخرت هذه الفتوى عن الوقت الذي أُهين فيه الشيخ محمد الغزالي - رحمه الله - في السعودية كثيراً لأسباب منها إباحته الغناء، وكان يومها قد انشق عن حزب الإخوان؟.
قال أبو عبدالرحمن: مارستُ الغناء استماعاً لا سماعاً حقبة ليست بقليلة من عمري، وأصحاب هذه الممارسة يُسَمِّيهم أخوال بعض أولادي: (الصُّيَّع الضُّيَّع)، ولكنني تفاديت ذلك بأن يكون استماعي في سويعات ليست مهيأة لقراءة أو كتابة أو عبادة، وأكثر ما يكون ذلك مع بعض السامرين، أو في بعض الردهات، أو بالاستماع من الراديو، ولا أُضَيِّع عزائمي الدنيوية والشرعية بالانمياع مع الغناء؛ وإنما آخذ منه مقدار ما أنشط للعمل الجاد، وعندما أنشب في كتابة بحث وأحس بخمول أستمع إلى التسجيل بصوت خافت .. وهناك سويعات صرفتها للغناء مستمعاً ودارساً وملتقطاً ما يُفاد منه للجماليات ولا سيما العَروض، وذلك عندما كنت مراقباً في التلفاز، وفي إجازاتي التي أمضيتها بكفر أبو صير .. وكنت محتفياً بأجمل الجميل مما يؤدِّيه أساطين الطرب العربي الأصيل منذ جيل الطرب الشرقي إلى جيل عبدالوهاب ورياض .. ومع انهماكي في الاستماع بالطرب فلو خلصتْ تلك الحقبة لهذا لكنت في ترح ما بعده ترح، ولكنني أتحيَّف من تلك الحقبة أُويقات لتزكية الروح والقلب مع جدٍّ في البحث والكتابة والقراءة لم يمنع منه استماعي الغناء .. وما كان هذا في بداية الأمر اختياراً مني، ولكنني تورطتُ معرفةً باستدلالات الإمام ابن حزم على إباحة الغناء مع تصريحه بأن ترك سماعه أفضل، وتورطتُ ممارسةً بمجالسة الظرفاء .. وعندما اتبعتُ الإمام ابن حزم، رحمه الله تعالى، وكنت في حيوية الشباب ومنتهى الحماس للإعجاب بالإمام ابن حزم رحمه الله تعالى - ولا يزال إعجابي باقياً -: أخذتُ قوله تقليداً، ولخصت في كتابي (تحرير بعض المسائل على مذهب الأصحاب) ما كنت أزعمه من أن النصوص الشرعية في الغناء:
1 ـ إما قطعية الدلالة والثبوت على التحريم، وأن هذا لا يُوجد، وإما نصوص قطعية الدلالة والثبوت على التحليل، وأن هذا وُجِد.
2 ـ وإما نصوص قطعية الدلالة على التحريم غير قطعية الثبوت وهذه لا يُعتدُّ بها إذا عورضت بما هو أثبت، وضربت أمثلة بالأحاديث الضعيفة الواردة في ذلك.
3 ـ وإما نصوص قطعية الثبوت غير قطعية الدلالة على التحريم، وزعمت أن من هذا الباب قوله تعالى: ?وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ? [سورة لقمان/6]، وزعمت أن الغناء ليس حديثاً، وزعمت أن لهو الحديث أعم من الغناء كالتشبيب بالمساتير.
4 - وإما نصوص قطعية الثبوت غير قطعية الدلالة على التحليل، ولم أذكر أمثلة؛ لأن المثال الافتراضي جائز هنا كما أن القسم الافتراضي جائز في حَصْر القِسْمة فالأمثلة والتقسيمات تحتمل الفرضيَّات .. ثم ذكرت فيما بعد حديث المعارف الذي أعله الإمام ابن حزم - رحمه الله تعالى - بالانقطاع؛ فرأيت أنه صحيح الثبوت غير قطعي الدلالة؛ لأن الوعيد في هذا الحديث ليس على الغناء والمعازف وحدهما بل في السياق ما هو محرم بتعيين كالزنا والخمر.
5 - وإما نصوص غير قطعية الدلالة وغير قطعية الثبوت؛ فهذه لا يُعتدُّ بها وإن لم أذكر لها أمثلة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعندما عزفت عن استماع الطرب - ومنه ما هو أقبح من مواء القطط، ومنه ما هو في منتهى الجمال يحرك وجداني - مرضاةً لربي لم أكن بعدُ اجتهدت في تحقيق النصوص الواردة في الغناء، ولا ريب أن اجتهاد من بلغ سن الورع، وأيقن بقرب الرحيل غير اجتهاد من كان في فوعة الشباب محكوماً بالإلف والعادة والتقليد لمن يحب .. نعم لم أكن اجتهدت بعد في ذلك، ولكن الأمر كان مني عزوفاً نفسياً؛ لأنني لم أستمتع بالقرآن الكريم في تذوُّق أسلوبه، وفهم معانيه واستنباط براهينه، والتفاعل مع ما فيه من أشواق القلب والروح وإن كنت أُدندن من خلال المذياع (بتفسير التفاسير)؛ فذلك جدل عقلي علمي لم أُحسّ قط أنه لامس قلبي مع ما فيه من جهد، وكانت النية غير خالصة؛ لأنني أتقاضى من الإذاعة أجراً مالياً، وكان دافعي للبرنامج الحاجة، ولأن السمعة وبعد الصيت مما لا أكرهه .. وما وجدتُ لتلاوتي للقرآن، ولا بمراجعتي كتب التفسير، ولا لممارستي بعض العبادات لذة كهذه اللذة التي وجدتها بعد أن هجرت الغناء .. بل ثبَّت الله يقيني وله الفضل والمنة؛ فكان خبر ربي المُغيَّب كالحقيقة العيانية أمام ناظري بلا ريب، وكان كمال الله المطلق وتنزُّهه المطلق أمرين يجيشان في قلبي ولا يقدر عقلي على إحصاء ذلك أو تصوره إلا بالتقديس المطلق و التحميد المطلق كما قال المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: (لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك)، ثم جمَّعت الرسائل والمؤلفات والبحوث في الغناء، وعهدت بتحقيق بعضها إلى عدد من الزملاء بإشرافي، وأدمنت التصفح في أزمان متوالية لهذه المصادر ولا سيما كتاب الإمتاع للأدفوي؛ فتبين لي من الناحية الشرعية ما يلي:
1 - أن هذه المسألة الخلافية لم يقل فيها أحد من العلماء بإباحة الغناء على الإطلاق، بل لكل عالم استثناءاته، فمنهم من يبيح السماع من جاريته ولا يبيحه من غيرها، وهكذا كان صنيع الإمام أبي محمد ابن حزم مع جاريته ضُنى العامرية - رحمهما الله تعالى -؛ فقد كانت تجيد العزف على العود يوم كان العود زريابياً على أربعة أوتار.
2 - أن أسباب حدَّتي في النقاش لما كنتُ أبيح بعض الغناء ولا سيما مع الشيخ حمود التويجري - رحمه الله تعالى - أنني وجدت يبوسة وتضييقاً على المسلمين في أشياء من الغناء لم يرد نص شرعي بتحريمها؛ فهذه لا تُعالج بالتحريم، وإنما تُعالج بالوعظ الفكري عما هو أولى وأحمد عقبى .. وكنت أُلح على أن ما حرَّمه الله من الغناء فقد حرَّمه لغيره؛ فإذا سَلِمْنا من الغيريات المحرمة كمصاحبة الخمر والزنا ومجون الكلمة وتجديفها فلا نُحرِّم من الغناء إلا ما قطعنا بتحريمه دلالة وثبوتاً .. وأما غناء الدراويش فهو مرفوض جملةً وتفصيلاً، وفيه افتيات على الله بتسميته ذِكراً، وفيه تهويمات صوفية قد تصل إلى الحلول والاتحاد والتوسلات المحرمة والغلو مع التمايل العنيف والهياج المثير للغثيان، والانتقال من (الله حقاً) إلى (هو هو) إلى (أو أو) إلى (آ آ)؛ فهكذا أصبح التلاعب باسم الجلالة إلى هذا الحد.
3 - حديث هشام بن عمار - رحمه الله تعالى - لا شك في صحة ثبوته .. رواه البخاري في صحيحه؛ فقال: (وقال هشام بن عمار)؛ فهشام شيخ البخاري - رحمهما الله تعالى -، وقد ثبت سماعه منه؛ فإذا قال البخاري عن شيخه: (قال فلان) ولم يقل: (حدثني) فقد أخذه عنه مناولةً أو عرضاً أو مذاكرةً، وكل هذا من الإسناد الصحيح المتصل، وقد رُوي بأسانيد صحيحة ليس فيها تعليق؛ وإنما حملتُ الحديث دلالة لا ثبوتاً على قاعدة صحيحة، وغفلت عن علاقة صحيحة أيضاً؛ فالقاعدة الصحيحة أن كل جريمة أكبر من العقوبة الشرعية في الدنيا؛ فالقاتل عمداً يُقْتل قصاصاً؛ فهذه مُعادلة ومماثلة .. على أن القاتل اجترم أكثر من ذلك بمخالفته أشياء نهى الله عنها كثيرةً؛ فقد نهى عن الغضب، وأمر بالصبر والعفو، ونهى عن هوشة الأسواق، وعن حمل السلاح مازحاً أو جاداً .. إلخ؛ فما سوَّلت له نفسه القتل عمداً بغير حق إلا بعد تخطِّيه كل هذه الحُجَز .. وعقوبة قوم لوط ليست من أجل اللواط وحده، وعقوبة قوم شعيب - عليهما السلام - ليست من أجل نقص الميزان وحده، بل كفرهم ومحادَّتُهم لله، وإيذاؤهم لوطاً وشعيباً - عليهما وعلى نبينا محمد وعلى جميع أنبياء الله ورسله أفضل الصلاة والسلام - كل ذلك هو الجريمة التي أوجب الله بها العقوبة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وهكذا حديث هشام بن عمار نصُّه: (ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الحِرَ [الفرج المحرَّم] والحرير والخمر والمعازف .. ) .. إلخ، ثم كان الوعد بالعقوبة: (فَيُبَيِّتهُم الله) .. وسياق الحديث دال على أن ذلك آخر الزمان عند ارتفاع العلم، وقرب الساعة، وشيوع الإباحية، وقِلَّة الخير .. وبغض النظر عن هذا فالعقوبة لكل هذه الأشياء وفيها كبائر موبقة كالزنى والخمر؛ فليست العقوبة للغناء والمعازف وحدها؛ فهذه قاعدة صحيحة .. وأما العلاقة الصحيحة التي غفلتُ عنها فهي ارتباط الغناء والمعازف بمحرمات، ولم تكن هي من الكبائر، فهي من المحرمات حرمة دون ما ذكر في السياق إلا ما استثناه نص، وهي في حكم حرمة الحرير .. وتنبغي الإفادة من مثل كتاب (تحريم آلات الطرب) للألباني - رحمه الله تعالى - من ناحية الصنعة الحديثية لا الفقهية، مع أنه أضعف كتبه في التوثيق، وقد جاء بكل جهده .. وأما مثل كتاب (ذم الملاهي) لابن أبي الدنيا فلا يُعْتَدُّ به؛ لأنه كُنَّاشةٌ لكل رواية سقيمة.
4 - الآية الكريمة من سورة لقمان لم يظهر لي إلى الآن بتوثيق دلالي أن {لَهْوَ الْحَدِيثِ} عُرْفٌ على الغناء، ولا أن الشعر الذي يُغَنَّى به يكون حديثاً .. ثم إن السياق يمنع من تخصيص {لَهْوَ الْحَدِيثِ} بالغناء أو دلالته عليه وهذا هو السياق ?وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ، وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ? [سورة لقمان/6 - 7]؛ لهذا حديث اتخذه الكافر للصد عن سبيل الله واتخاذها هزواً، ودلَّ لحن السياق على أن {سَبيلِ اللّهِ} هنا هي القرآن؛ فقال تعالى: ?وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ?؛ فكل هذا كفر وعيده عذاب مهين أليم، ولم يرد في الغناء هذا الوعيد الشديد، بل كل ما صُدَّ به عن سبيل الله، واتُّخِذَ هزواً بآيات الله - من حديث نثري، أو غناء بالشعر إن دخل في لهو الحديث - فهو كفر، ولكن وُجد غير هذه الآية الكريمة في صفة الغناء المحرم، وهو قوله تعالى مخاطباً الشيطان الرجيم: ?وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً? [سورة الإسراء/64]؛ ولدقة استنباط أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - قال: (أمزمار الشيطان عند رسول الله) - صلى الله عليه وسلم - .. والحديث الصحيح - بتعدُّد طرقه الحسنة والصحيحة - في تحريم كل ذات زَمْرٍ، وهو شامل لكل آلات الطرب إلا ما استُثني كالدَّف: حديثُ عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما - .. قال نافع - رحمه الله تعالى -: كنت أسير مع عبدالله بن عمر في طريق، فسمع زمَّارة [هي البوق]؛ فوضع أصبعيه في أذنيه، ثم عدل عن الطريق؛ فلم يزل يقول يا نافع أتسمع؟ .. قلت: لا .. فأخرج أصبعيه من أذنيه، وقال: هكذا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. إلا أن الدلالة فيه على الكراهية؛ لأنه لم يذكر عن رسول - صلى الله عليه وسلم - البحث عن الزامر لنهيه .. والكراهية تشمل ما هو فوق أنغام البوق من الآلات المتناوحِة؛ فهذا هو برهان الأولوية حقاً.
5 - نهيق السِّمِّيعة لا شك في حرمته لحديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - الصحيح بإسناده وشواهده: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة: مزمار عند نعمة، ورنَّة عند مصيبة.
وبالدلالة يدخل في هذا النهي الضجيج الهائج عند دخول الكرة التافهة في الملعب.
6 - ما ورد في الغناء المحرَّم المصحوب بالمعازف لا يخلو كل سند من أسانيده من مقال، ولكن النصوص تضافرت وتظاهرت؛ فكان إهمالها هو المرجوح، وإعمالها هو الرجحان، وهو الموافق للسيرة العملية قبل الاختلاف، والسيرة العملية هي قمة الإجماع.
(يُتْبَعُ)
(/)
7 - المباح الذي صحت به النصوص إنما هو غناء الركباني وليس معه آلة، ويصحبه الدف مع النساء بمثل (أتيناكم أتيناكم)؛ فقد روت عائشة - رضي الله عنها - الرخصة فيه لنساء الأنصار، وهو في عاميتنا ألحان الهجيني بلا آلة .. ومثل الدف في العرس كما في حديث الرُّبَّيِّع بنت مُعَوِّذ - رضي الله عنها -، ومثل غناء الحماس في الحرب - والدف دائماً غير لائق بالرجال -؛ فهو الحداء عند العرب ببحر الرجز، وهو في عاميتنا حداء وألحان عرضة، ويصحبها الطبل المُصْمَت للرجال، وهو غير الدف، ويُسمى (الكُبَه) وفي تحريمه نص، ولكن توارث الإلف والعادة جعله حلالاً في العرضة والسامر .. ومثل الغناء الساذَج بلا آلة لإقامة وزن الشعر.
قال أبو عبدالرحمن: وخلاصة هذه العناصر أنه لا يجوز إباحة المعازف عموماً؛ لأن أقل أحوالها الكراهية، وليس المكروه من المباح، والمستثنى الدف للنساء في العرس .. وكراهيةُ المزمارِ المسمى بوقاً وشبَّابة ويراعاً وقصبة الراعي كراهيةٌ لما هو أخص من المعازف المحرَّمة كما مر من رواية هشام بن عمار رحمه الله تعالى .. وليس كل محرم يصل إلى حد الكبيرة، ومن ضعفت عزيمته واستمتع بسماع هذه المعازف المحرَّمة مثلي فيما سلف من عمري فلا يحل له أن يفتي بحل ما هو راجح التحريم؛ فإن ذلك يجرح العقيدة، وإنما يُقِرُّ ويعترف بضعف نفسه وأنه استمتع بسماعٍ محرَّم لا يستبيحه عقيدةً، وأنه مُسَوِّف بالتوبة .. والشيخ الكلباني منَّ الله عليه بحفظ القرآن بهذا التجويد الرائع وبهذا الصوت الجميل، وقد عصمه الله بإقراره من استماع المعازف؛ فهما نعمتان ما أكبرهما لم يتمتع بهما ابن عقيل الظاهري؛ فما باله - حفظه الله - يتحمَّل عن غيره - وهو في عافية - مؤونة الفتوى بالحل، والأمر كما أسلفتُ، ولقد كفاه مؤونة هذا الوزر سالم بن علي الثقفي في كتابه الخاسر (أحكام الغناء والمعازف، وأنواع الترفيه الهادف)، ومن هذا الترفيه الهادف عنده الرقص!! .. وإذْ رجَّحتُ أن حديث هشام بن عمار عن آخر الزمان قرب قيام الساعة، وأن مع الغناء غيريَّات، ونحن الآن في ذنب الدنيا: فعلينا أن نشفق على أنفسنا من ملهى تتناوح فيه المعازف، ثم تأتي فنون الغناء، ثم يتهافت كل خنفس وهيفاء وعِرِّيٌ عِنْتِيت، ثم الصَّفير، ثم تتوافد الغيريَّات الأخرى؛ فيأخذنا الله بياتاً عياذاً بالله ولياذاً به سبحانه .. هذا من ناحية الخلاف الفقهي، وأما من ناحية تجربتي فقد كان يهزنا الحماس إذا سمعنا مثل (أيها العربي الأبي) بصوت مطرب العرب محمد عبدالوهاب؛ لأن لنا سمعةً فوق القِشَّة تَعِدَ بوحدة عربية من المحيط إلى الخليج؛ وهكذا قصيدة السودان بصوت السِّت. ونستمتع بالصوت الجميل وبعض المعاني الملامسة لأشواق الروح في مواضع من (حديث الروح) و (إلى عرفات الله) , و (ولد الهدى) و (ريم على القاع)، ثم تشمئز نفوسنا عند سماع الغلوِّ والتوسُّل المحرَّم، ونتعاطف مع مشاعر العُشَّاق إذا سمعنا مثل (عندما يأتي المساء) و (ساعة ما بشوفك جنبي)، وكلاهما لعبدالوهاب .. ولم نجترم من (الإثم) ثّمَّ إلا سماع المعازف .. ثم جاءت العثرات التي لا (لعاً) لها عندما جاء عشق الصورة، والهيام مع الأوهام، واستعباد القلب بمثل (الصوت الدافئ)، وما أشبه ذلك من مُكرِّسات التعبيد؛ وبهذه التجربة المخذولة - بحمد الله - علمت أن مثل هذا الغناء بَريدُ الفاحشة أو أنه تمنٍّ لها، وقد سجلتُ ذلك على نفسي بقولي:
وفي ضَيْعةِ الأوهام همتُ مُخَدَّراً
بصوتٍ حنون ذي شجون وتصفيدِ
يجيش بأنات الجوى مُتمظْهراً
ولم يشكُ حرماناً ولا كَرْبَ مفؤود
فصفَّق قلبي في حنايا جوانحي
دهاه وداد ظِلُّه غير ممدود
أُعلِّل نفساً في سراديب ظُلْمة
بكذب الأماني أو بأضباع تجعيد
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلمت أن الغناء ينبت النفاق في القلب، وقد صح ذلك عن ابن مسعود من كلامه - رضي الله عنه -، وليس كل نفاق هو نفاق أهل الدرك الأسفل من النار، ولكنه من خصالهم التي قد يعفو الله عنها برحمته، وقد يعذب عليها بعدله؛ فأول علامات النفاق أننا نخفي استمتاعنا عن الصلحاء، وأننا نتظاهر بأننا نُروِّح عن قلوبنا، ونكتم ما في تلك القلوب من حب محرم ولو أتيح بالحلال فهو لا يليق لفساد ذلك الوسط المحبوب .. وأن قلوبنا مشحونة بالأماني المحرمة، وأن قلوبنا مستعبَدة، وأن ذلك صدنا عما حرم الله علينا هجره، وهو القرآن والذكر الحكيم .. وأتحدى أن يوجد هائم مع الطرب وله صلاة تهجد تدوم له أسابيع في العام غير شهر رمضان .. وأتحدى أن يوجد هائم مع الطرب يصح له بعض الانتظام مع تلاوة القرآن إلا في رمضان أو بعض الجمع إن ذهب مبكراً، أو في نفحات يشعر فيها بِبُعْدِه عن ربه .. وفي كلمات الغناء مجون وتجديف وهز وغمز؛ فكيف يكون مباحاً بإطلاق .. وأما غناء هذا العصر - عصر الأصباغ والطقطوقة والكلمة العامية المتلعثمة والصور والأزياء - فهو قبل استفتاء الشرع محرَّم فنياً وجمالياً؛ لقبحه، وناهيك عن دعوى خُلُوِّه من العناصر الجمالية؛ فيكون حينئذ بارداً لا قبيحاً؛ فالحمد لله شكراً شكراً الذي أسرع بفيئتي قبل لقائي له، ومنحني التمييز بين مواضع الإحسان والإساءة في تأرجحات عمري المضطربة، فأسأل الله الثبات حتى الممات، وحسن الخاتمة، وأسأله جلت قدرته برحمته وبجميع أسمائه الحسنى ما علمت منها وما لم أعلم أن يعفو عني وعن إخواني المسلمين، وأن يخفف حسابنا، وأن يستر علينا عند لقائه؛ إذ يكون حياؤنا منه عن قبائحنا أشد إن وجدت عندنا مِسْحة من الحياء منه سبحانه في دنيانا، ونسأله أن لا يفضحنا بقبائحنا يوم يقوم الأشهاد ولا سيما عند من نستحيي منهم ونرجو أن نحشر في زمرتهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً .. إنه عفو غفور، رحيم وودود.
قال أبو عبدالرحمن: ومما يلاحظ أن ما أبيح من الغناء كان إذناً أو إقراراً من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولم يكن ممارسة له ولا للمقدَّمين من أصحابه - رضي الله عنهم -؛ لأن محياهم ومماتهم لله رب العالمين: ?قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ? [سورة الأنعام/162]، ولنا فيه - عليه الصلاة والسلام - وفيهم - رضي الله عنهم - أسوة حسنة .. ويلاحظ أن ما جرى عليه العرف في أجيالنا كفحيح الدَّحة والقفز والتصفيق والرمي بالكوفية (الطاقيَّة) وما فوقها والصفير والصياح .. كل ذلك لا يصل إلى سهولة الإباحة، وأقل أحواله الكراهية؛ لأنه بَطَرٌ بمقابل النعمة، ويعارضه مثل قوله سبحانه وتعالى: ?وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً? [سورة الإسراء/37]، وقوله سبحانه وتعالى: ?وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ? [سورة لقمان/19] .. ويلاحظ أغلوطة المزج بين الغناء والتغني؛ فالتغني في هذا الباب معنيان:
الأول: تكلُّف الغناء من غير محترف له؛ من أجل إقامة وزن الشعر كما في قول حسان - رضي الله عنه -:
تَغَنَّ بالشعر إما كنتَ قائلَه
إن الغناء لهذا الشعر مضمارُ
فجعل الغناء تفسيراً للتغني، وهو غناء ساذَج من غير آلة، ويقوم مقامه في عاميتنا الحورية والهوبلة والهينمة .. وقد رأيت عبدالله اللويحان في المَلْعبة إذا بحث عن لحن كالشيباني مثلاً يقول: (هَهَا ها ها) ويُردِّدها أربع مرات للشطر الواحد.
والثاني: تكلُّف حسن الصوت، وحسن الأداء وَفْق العادة العربية التي هي (علم التجويد) الآن، وما أُثر عن العرب من تغيُّر نغمات النطق بين التعجب والإنكار والتوبيخ .. وما زاد عن ذلك من نغمات تُسلك في سمط أنغام منظَّمة مسافة ومكاناً، والتلاعب بالمدِّ فوق ست حركات؛ فذلك الغناء المحرم قراءة كلام الله به، والثاني هو التغني الواجب تعلُّمه والتطبع عليه، والتمرن على أكثر من صوت حتى يستقر له صوت يكون هو أقصى ما عنده من تحسين الصوت؛ فيستمر عليه، والله المستعان.
وكتبه لكم: أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري
- عفا الله عنه -.اهـ
ـ[أبو عبد المهيمن السلفي]ــــــــ[09 - Jul-2010, مساء 05:32]ـ
حفظ الشيخ العلامة ورزقني الله والشيخ وإياكم الجنة.
ـ[محمد بن سعود]ــــــــ[10 - Jul-2010, صباحاً 03:48]ـ
الأولى والأجمل بنا الأدب مع العلماء .. وسبحان الله صار النقد والكلام في الناس بحق أو بغيره = هو الغالب في الواقع، وما أدري ما الذي جدد شهوة الكلام في الناس؟!.
فرق بين النصيحة والتعيير، وفرق بين الإصلاح والإفساد ..(/)
الْلِّقَاء الْأَوَّل لِمُشَرِّف مَوْقِع الشيخ أبي إسحاق الحويني مع الدَّاعِيَة فوجل
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[09 - Jul-2010, مساء 09:02]ـ
ِ
إنَّ الْحَمْد لِلَّه تَعَالَى نَحْمَدُه وَنَسْتَعِيْن بِه وَنَسْتَغْفِرُه وَنَعُوْذ بِاللَّه تَعَالَى مِن شُرُوْر أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَات أَعْمَالِنَا مَن يَهْدِى الْلَّه تَعَالَى فَلَا مُضِل لَه وَمَن يُضْلِل فَلَا هَادِى لَه وَأَشْهَد أَن لَا إِلَه إِلَّا الْلَّه وَحْدَه لَا شَرِيْك لَه وَأَشْهَد أَن مُحَمَّداً عَبْدُه وَرَسُوْلُه.
أَمَّا بَعد.
فَإِن أَصْدَق الْحَدِيْث كِتَابُ الْلَّه تَعَالَي وَأَحْسَن الْهَدْي هَدْي مُحَمَّدٍ صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم، وَشَّر الْأُمُور مُحْدَثَاتُهَا وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدَعِه وَكِلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَة وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي الْنَّار، الْلَّهُم صَلّى عَلَى مُحَمّدٍ وَعَلَى آَل مُحَمِّد كَمَا صَلَّيْت عَلَى إِبْرَاهِيْم وَعَلَى آَل إِبْرَاهِيْم فِي الْعَالَمِيْن إِنَّك حَمِيْدٌ مَجِيْد، وَبَارِك عَلَى مُحَمدٍ وَعَلَى آَل مُحَمِّد كَمَا بَارَكْت عَلَى إِبْرَاهِيْم وَعَلَى آَل إِبْرَاهِيْم فِي الْعَالَمِيْن إِنَّك حَمِيْدٌ مَجِيْد.
الْشَّيْخ مُحَمَّد سَعْد: كثيرٌ من هذه الأسئلة يتعلق بفضيلة الشيخ أبي إسحاق الحويني، وخاصة السؤال على صحته ومتى يعود إلى أهله ومحبيه، وأيضًا هناك استفسارات كثرة جدًا من إخواننا الأفاضل وأخواتنا الفضليات تذكرني أنا وتنبهني بضرورة الاعتناء الشديد بصحة فضيلة الشيخ وجزاهم الله خيرًا على ذلك وهناك رسائل كثيرة ومتنوعة سأنقل لكم بعضًا منها.
وقبل أن أبدأ أحب أن أنبه جميع الأخوة المستمعين أن معنا الليلة ضيف حبيب أخونا الفاضل الداعية الألماني بيير فوجل، وبإذن الله تعالى بعد أن أنتهي من الرد على الرسائل والاستفسارات سوف نتحدث معه قليلًا عن رحلة الشيخ إلى ألمانيا وبعد الأسئلة التي سأعلن عنها بعد ذلك إن شاء الله تعالى.
هناك أخ فاضل أرسل إلينا رسالة يقول فيها: فضيلة الشيخ أبو إسحاق الحويني أحبك كثيرًا في الله، الشيخ الحبيب محمد سعد أتمنى متابعة يومية للشيخ لكل ما يحدث منه وله، بل أتمني أن تكون المتابعة خطوة خُطوة لأنني والله أحب الشيخ جدًا وأتمنى أن أطمئن عليه، لأننا لا نعرف أخباره إلا عن طريق هذا الموقع , وهذه الأخبار بالنسبة لي لا تكفي، ثم ختم الأخ الفاضل بالدعاء للشيخ حيث قال: (نسأل الله أن يشفي سيدنا الإمام العلامة المحدِّث).
وهناك أيضًا رسالة تقول: (السلام عليكم، أما بعد تنتشر شبهات حول الحالة الصحية لفضيلة الشيخ أبا إسحاق الحويني، فأرجو منك أن توضح الحالة الصحية للشيخ بالضبط وجزاكم الله خيرًا وأرجو إرسال سلامي إلى الشيخ شفاه الله وعافاه).
وهناك أيضًا أخ سائل يستفسر عن موعد عودة الشيخ إلى بلده:،وهذا المستفسر من محافظة كفر الشيخ موطن فضيلة الشيخ، حيث يقول أن ألمانيا وما جاورها سرقت نور وضياء وبركة محافظتنا كفر الشيخ، أي يقصد فضيلة الشيخ أبي إسحاق، وأقول له شكر الله لك أخانا الكريم عن اهتمامك واستفسارك، وموعد العودة لم يتحدد بدقة بعد، وفي الغالب بإذن الله تعالي سيكون في منتصف شهر يوليو أو قبل ذلك بقليل، والله أعلم.
وهناك أيضًا سائل يستفسر عن أخبار تقدم العلاج بالنسبة لفضيلة الشيخ وأيضًا يقول أليست تلك المحاضرات التي يلقيها الشيخ تضر بصحته؟
ونحن نرجوا له الراحة لكي يعود إلينا فنحن به أولى، نفعنا الله بعلمه ومتعنا بعمره، وفي نفس الوقت يقول هذا الأخ الكريم،ولكن للحق تلك المحاضرات التي ألقاها فضيلة الشيخ من أمتع المحاضرات التي سمعتها في حياتي وجزاكم الله خيرًا،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الْشَّيْخ مُحَمَّد سَعْد: وأقول له بارك الله فيك أخي الكريم.
أولًا: الحمد لله هناك تقدم في حالة الشيخ الصحية ويحتاج إلى إكمال العلاج في مصر، تقريبًا من ستة أشهر إلى عشرة أشهر في مصر ثم يعود مرة أخرى إلى ألمانيا لمتابعة البرنامج العلاجي، نسأل الله – تبارك وتعالي- أن يشفيه شفاءً لا يغادر سقمًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانيًا: أحب أن أنبه أخونا الكريم أن العلاج يتوقف يومي السبت والأحد من كل أسبوع حيث أن هناك أجازة عامة في البلاد، والشيخ بطبيعته لا يستريح إلا إذا مارس الحياة، والحياة عنده أن يكون كالنذير العريان ينادي قومه (هَلُمُّوا إِلَى رَبِّكُم، هَلُمُّوا إِلَى دِيَنِكُم، هَلُمُّوا إِلَى الْقُرْءَان، هَلُمُّوا إِلَى الْسُّنَة هَلُمُّوا إِلَى الْسَّلَف الْصَّالِح)،فهذا نداءه الذي لا يستطيع أن يتوقف عنه وبدون ذلك يشعر بأنه بلا حياة، أسأل الله العظيم أن يحفظه وإخوانه من العلماء والدعاة والله المستعان.
وهناك أخت فاضلة من المغرب: أرسلت رسالة أقل ما يُقال عنها أنها رسالة محب تقول فيها، وهذه الرسالة توجه إلى مرافقي الشيخ، تقول: سيدي على قدر ما أفرح بفضيلة شيخنا في محاضراته على قدر ما أقلق من احتمال تعبه وتأثر صحته في السفر، فأرجوكم سيدي أن تحاولوا بكل ما أوتيتم من قوة من إثناء شيخنا عن إرهاق نفسه، اقترحوا عليه مثلًا أن ينظم المحاضرات في المدينة التي يقيم فيها ولا يسافر، ومن أراد أن يسمع كلام الله وسنة رسوله- صلى الله عليه وسلم – فليسافر هو ,فالعلم يؤتي إليه، ولا يأتي لأحد سيدي الفاضل إن عجزتم عن إثناء شيخنا عن السفر وكان ولابد، فاحملوا عنه مشاق السفر وأريحوه،وحاولوا ألا تجعلوه يحس بالتعب، وكونوا يقظين بارك الله فيكم، وشيخنا في الطائرة قد تتأثر الأوعية الدموية والأذنين مع الارتفاع وصحته لا تتحمل ذلك، ثم قالت: سيدي الفاضل أنتم بمرافقة الشيخ تكونون على ثغر من ثغور الإسلام فلا يؤتين من جهتكم، سيدي الفاضل أحسنوا صحبة شيخنا أحسن الله إليكم، وخففوا عنه ما هو فيه من مرض وغربة وبعد عن الأهل خفف الله عنكم.
سيدي الفاضل: أنا أعلم لا أحتاج أن أوصيكم على شيخنا وأستسمح منكم أن جاوزت قدري،ولكن ماذا بوسع ابنة أن تفعل أو أن تقول لمن يرافق أباها سيدي الفاضل: أنا أتخيل حجم المجهود الجبار الذي تقومون به وحجم المسئولية الملقاة علي عاتقكم، وأسأل الله العظيم أن ييسر لكم طريقًا للجنة كما يسرتم لنا طريقًا لشيخنا عبر الموقع الإلكتروني، وأخيرًا سيدي الفاضل اقرأ مني السلام لشيخي وأبي وقدوتي، وقل له: أن لديه ابنه في المغرب تدعو له بظهر الغيب والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
الْشَّيْخ مُحَمَّد سَعْد: وأنا أقول لهذه الأخت الكريمة: والتي أشعر بأن الكلام الذي قالته ينبه عن مشاعر صادقة محبة تخاف علي فضيلة الشيخ، وتذكرني بواجبي نحوه في هذه الرحلة، وفي نفس الوقت يذكرني هذا الكلام بحديث النُعمان بن بشير عن النبي صلي الله عليه وسلم:" مَثَلُ الْمُؤْمِنِيْن فِي تَوَادِّهِم، وَتَرَاحُمِهِم وَتَعَاطُفِهِم كَمَثَل الْجَسَد الْوَاحِد إِذَا اشْتَكَي مِنْه عُضْو تَدَاعِي لَه سَائِر الْأَعْضَاء أَو الْجَسَد بِالْسَّهَر وَالْحُمَّى "، وَفِي رِوَايَة لِمُسْلِم:" الْمُسْلِمُوْن كَرَجُلٍ وَاحِد إِن اشّتَكِي عَيْنِه اشّتَكِي كُُّلّه، وَإِن اشّتَكِي رَأْسُه اشّتَكِي كُلّه".
أختي الكريمة شكر الله لكي هذا الحرص علي صحة شيخنا، وأنت بما قلتيه قد بلغتي رسالةً إلي بقاع الأرض كلها، أن المحبة ليس لها وطن لأنها في الله ولله وأن بعد المكان ليس حائلًا بين وصول المشاعر والمعاني بل أقول لكي أن فضيلة الشيخ عندما تلوت عليه هذه الرسالة تأثر تأثرًا شديدًا بها، لأنه والله أعلم شعر بأن معاني الإيمان تسري في جسد هذه الأمة، وهو يعلم تمامًا بأن هذه أمة لن تموت، فيا أيتها الأخت الكريمة الفاضلة لا أملك إلا أن أقول لكي: جزاكم الله خير الجزاء، وجعل الله هذه الرسالة في ميزان حسناتك.
هناك أيضًا أخ يسأل عن موعد محاضرة مدينة ميونيخ الألمانية.
الْشَّيْخ مُحَمَّد سَعْد: وأقول له: أنها إن شاء الله تعالي ستكون بعد غدًا في الساعة الخامسة بتوقيت القاهرة الرابعة بتوقيت ألمانيا.
سائل يقول: السلام عليكم ورحمه الله وبركاته جزاكم الله خيرًا علي مرافقة الشيخ لهذه الرحلة المباركة، جعل الله هذا العمل في ميزان حسناتك، وسرك به الله يوم العرض عليه اللهم آمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
سعدنا جدًا بالبث المباشر من القاعات دروس الشيخ وعلمنا الفرق بين البث المباشر من المسجد أو القاعة، وبين سماع الدرس المسجل، فهل نطمع أن يستمر هذا البث أيضًا في مصر، حتى أني أقترح أن تكون دروس الشيخ في الفضائيات كلها منقولة من المسجد، ثم قال كلامًا آخر وفي نهاية النصيحة قال: وأسألكم بالله أن توصلوا هذا الاقتراح بألفاظه إلي الشيخ، وأرجو الله الذي بيده نواصي العباد أن يلقي عنده قبولًا، وان يشفيه، ويشرح صدره وأن يجعل أولاده قرة عين له وللمسلمين اللهم آمين.
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[09 - Jul-2010, مساء 09:27]ـ
الْشَّيْخ مُحَمَّد سَعْد: أقول لأخينا الفاضل جزاك الله خيرًا، أولًا: هذه رحلة مباركة، وكثير من إخواننا وأخواتنا يشعرون بذلك، ورغم ذلك أقول: ليس الْمُخْيَر كَالْمُعَايِن فإن تيسر وقت سواء الشيخ أو لإخواننا الموجودين في ألمانيا سنخبركم عن بعض ما رأي في هذه الرحلة العجيبة،والتي أسأل الله - سبحانه وتعالي- أن يجعلها في موازين شيخنا الحبيب، وفي ميزان كل من ساهم فيها من إخواننا في ألمانيا فجزاهم الله خيرًا خير الجزاء.
أما بالنسبة لمسألة البث المباشر من المساجد علي الفضائيات: فهذا أمر عسير تقنيًا، ومكلف ماليًا، وفي نفس الوقت له بديل نوعي وهو البث المباشر بالصوت والصورة عن طريق موقعنا المبارك موقع فضيلة الشيخ أبي إسحاق الحويني، وجزاكم الله خيرًا.
سائل يقول: هل سيقوم الشيخ أبي إسحاق بزيارة بريطانيا ضمن سلسلة المحاضرات في أوروبا؟
الْشَّيْخ مُحَمَّد سَعْد: أقول لأخينا الشيخ لن يتمكن من زيارة بريطانيا والله أعلم.
وهناك أخ كريم من هولندا يقول: أتمني من الله العلي القدير أن يحفظ شيخنا وأشهد الله أني أحبه في الله، وأقول للأخ المشرف علي الموقع أن يبلغ الشيخ أن المحاضرة التي ألقاها هنا في هولندا تركت أثرًا طيبًا هنا، وكثير من الشباب لم يكونوا علي معرفة واسعة بالشيخ، أصبح الآن يسألون عنه، وعن أوقات محاضراته، هذا ما شاهدته في هذه البلاد، وبالشفاء لشيخنا العلامة والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
هناك أخ أيضًا يقول: السلام عليكم ورحمه الله وبركاته، إني لا أدري بما أبدأ ولكني أريد أن أقول: أني منذ علمت بهذا الشيخ الجليل وسمعت دروسه وأنا أحبه، ولكني أصبت بالصمم التام منذ سنتين تقريبًا، ودعوت الله أن يرد علي سمعي من أجل أن يستعملني لنصرة ديني، ومن أجل أن أسمع دروس هذا الشيخ الجليل، وقد استجاب الله لدعائي، وأذن لي أن أعمل عملية زرع قوقعة، وها أنا ذا الآن أسمع بفضل الله، وأسمع دروس الشيخ، ولكن الأمنية التي لم تتحقق أني تمنيت أن أكون ابنًا للشيخ، أو أحد أقربائه، أو أحد تلاميذه، ولكن هذا شيء صعب المنال، ولكني لا أترك درسًا للشيخ إلا وأنسخه علي أسطوانات وأوزعه في جميع الأمكنة بمصر.
فإذا وصلت هذه الرسالة إليكم فأرجوكم بلغوا سلامي للشيخ ومحبتي له وقولوا له: إني أحبه أكثر من أولادي، وقولوا له أيضًا: أني قد بعت نفسي لربي بعدما سمعت درس المحبة، وقولوا له: أن يدعو الله لي أن يتقبل مني نفسي وإن كانت بضاعة كاسدة، ولكني أسأله - سبحانه وتعالي- أن يستعملني وإياكم لنصرة دينه، والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
الْشَّيْخ مُحَمَّد سَعْد: وأنا أقول لك يا أخي الكريم نسأل الله عز وجل أن يستعملنا وإياك لنصرة دينه، وجزاك الله خيرًا علي هذه الرسالة الطيبة
وحتى لا أطيل عليكم نحن الآن معنا أخينا الفاضل بيير فوجل وهو من الدعاة إلي الله- سبحانه وتعالي- في ألمانيا، فأحب أن أسأله بعض الأسئلة والتي أيضًا ورد بعضها علي موقعنا نقول له: حيث أنك من الذين ولدوا وترعرعوا في هذه البلاد، فهل تحدثنا عن رأيك أولًا، ثم رأي من تعرفهم حول وجود فضيلة الشيخ أبي إسحاق الحويني في ألمانيا، وفي أوروبا، وما هي صدي المحاضرات التي ألقاها هناك؟ فليتفضل.
(يُتْبَعُ)
(/)
الْدَّاعِيَة بْيِير فوجل: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام علي رسول الله نعم , رأيي من وجود الشيخ هنا في ألمانيا أو أفضل أن قلت في أوروبا أن لمحاضراته أثرٌ كبيرٌ عند المسلمين و عند غير المسلمين، لأن كما سمعتم كثير من الناس أسلم الآن، ونحن نتمنى ونرجوا أن يكون في يوم الأحد في ميونخ يسلم أُناس آخرون إن شاء الله، هذا رأيي وخصوصًا وأنا أحبه جدًا، وأتعجب بما عند الشيخ من حرصٍ شديد، وطموح كبير في الدعوة إلي الله.
سبحان الله هو أتصل بي في شهر فبراير، وهو أراد أن يأتي إلي ألمانيا للعلاج أولًا، في مكالمتنا الثانية قال لي: ولكن يعني مطابق المعني، ولكن إذا جئت إلي أوروبا أريد أن أدعو أريد الدعوة هناك، أنا قلت له:صحتك أولي سنري ماذا يحدث، ولكن هو قال: لا، هذا بالنسبة لي أهم شيء لي أريد أن أعيش للدعوة، وأنا أقول لك بكل صراحة في الماضي أنا ألماني مسلم، أنا أسلمت قبل تسع سنوات، وأنا كنت أتأسف كثيرًا لأني أعرف جُهد المبشرين مثلًا في البلدان العربية، مثلًا نحن نعرف من ألمانيا يوجد خمسة آلاف مبشر في البلدان الإسلامية ,وهم يبذلون جهوداً كبيرة، وكنت أتساءل هل أعرف أحدًا مثلًا جاء إلي ألمانيا للدعوة لغير المسلمين؟ ممكن يوجد ولكن أنا لا أعرف ذلك والآن سبحان الله بعد ذلك، الحمد الله جاء الآن الشيخ أبو إسحاق، وكما قلت لكم عنده حرص شديد في الدعوة إلي الله هنا، وأن الآخرون يرون هذا وبكل صراحة أنا أخاف عليه لأنه كما تعرفون أَن فضيلته مريض جدًا ولكن مع ذلك هو لا يريد أن يعيش دقيقة بدون دعوة، وبدون خدمة هذا الدين ونسأل الله أن يدخله الجنة، وطبعًا كما قلت أن أُناس آخرون يعني مثلًا الذين نشئوا هنا في ألمانيا، الناشطون في الدعوة هنا يرون نفس الشيء نفس الرأي أن الشيخ الحمد لله عنده طموح كبير، وحرص كبير والآن الحمد لله له أثر كبير في هذا المجتمع.
الْشَّيْخ مُحَمَّد سَعْد: مجموعة الشباب الذين أسلموا، كان لهم تأثير عجيب علي فضيلة الشيخ،وفي نفس الوقت كان لهم تأثير كبير علي المسلمين في سائر البلاد سواء كان في البلاد الإسلامية أو غير الإسلامية، هل تحدثنا عن مدي انتشار الإسلام في أوروبا وخصوصًا في ألمانيا، لكي نبشر المسلمين بما يسرهم وبما يفرحهم في هذه الأيام؟
الْدَّاعِيَة بْيِير فوجل: الحمد لله الإسلام منتشر جدَا الآن في أوروبا، أضرب لكم بعض الأمثلة في جريدة مشهورة جدًا في ألمانيا كتبت فيها في سنة ألفان وسبعة، أن عدد الذين أسلموا في عام ألفان وأربعة ألف وفي عام ألفان وخمسة أربعة آلاف، وفي عام ألفان وستة أربعة عشر ألفاً هذا كما قلت لكم وجدنا هذا مكتوبًا في جريدة ألمانية، ونحن طبعًا نشعر هذا أيضًا أي كل أسبوع، كل يوم الناس يسلمون هنا، وطبعًا هناك أسباب أولاً: الدعوة وثانيًا: أن الناس هنا لا يجدون سعادة في حياتهم، هم قد ذاقوا الدنيا
وكثيرٍ من الناس في البلدان العربية ينظرون إلى الغرب نظرة الاستحسان والإعجاب، ويظنون الدجاج يطير في السماء وكثير إلى أفواه الناس ويظنون بسبب التلفاز يظنون أن الناس يعيشون في سعادة ولكن العكس يحدث في ألمانيا، نجد في إحصائيات ألمانية أن كل ثمانية وأربعين دقيقة انتحار والناس لا يعيشون في سعادة، نحن نشهد هذا ولذلك هم يبحثون عن غاية في حياتهم، وطبعًا نحن كمسلمين نؤمن بأن من لا يعيش ويعرض عن ذكر الله بأنه يعيش معيشة ضَنْكًا، كما قال الله تعالي:? وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ? (طه:124).
ونعرف أن من يطبق الإسلام يعيش حياته في سعادة، وأنا كنت كما قلت أنفًا كافرًا أعوذ بالله والحمد لله أسلمت وأنا ذاك لو سئلت، هل تعيش في سعادة؟ ممكن ربما قلت نعم طبعًا عندي سيارة، وعندي كذا وعندي كذا ولكن كل شخص علي غير ملة الإسلام يجد في قلبه شيئًا كأن هناك فراغ كأن هناك شيئًا مفقود، هذا هو الإيمان، هذا هو حبل الله المتين القرءان والسنة الإسلام، والحمد لله ولذلك الناس يبحثون الآن عن الحق والمسألة الثانية هنا في الدعوة أن الناس يعيشون في حيرة ليس عندهم عقيدة أغلبية الناس ليس عندهم عقيدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
العَقِيْدَة فِي الِاصْطِلَاح الْعَام: (الإيمان الجازم الذي لا يتطرق إليه الشك) لا لمعتقد بصرف النظر أنه اعتقاد حق أو باطل، إذًا إذا وجدنا الناس ليس عندهم عقيدة، مثلًا هو يقول: يبحثون عن الحق، وطبعًا الآن كما قال الشيخ محمد سعد أو سألني كيف نرى الناس الآن يسلمون، أنا أفضل السؤال الأول لماذا آنفًا في هذه الأربعين سنة لماذا لم يكن عدد الذين أسلموا لم يكن كعدد الذين يسلمون الآن؟
وأنا أقول لأنه مع الأسف الشديد المسلمون طبعًا وليس كل شخص ولكن كثيرٍ منهم اختبئوا في المساجد، ولم يظهروا الإسلام جيدًا، مثلًا لو راعينا تاجرًا له بقاله، وهو يغلق البقالة ,لا أحد يشتري منه، بل التاجر يأتي أمام البقالة ويقول للناس تعالوا عندي كذا وكذا وَكذا وكذا، وعلينا نحن المسلمون علينا أن نذهب إلي الناس وأن نبلغ الرسالة وهذا يوجد الآن عندنا مثلًا في ألمانيا في مدينة بوست ما يسمى بالمنضدة الدعوية،منضدة كبيرة وعليها آيات والناس يمرون بهذه المنضدة، وهناك إشارة من يرد أن يعرف شيئًا علي الإسلام فليتفضل عندنا معلومات، هل عندكم أي أسئلة؟
والناس يأتون الأخوة يوزعون آيات عن الإسلام؟، ثانيًا طبعًا مواقع في الانترنت مثلًا الناس ينظرون إلي هذا، ودروس باللغة الألمانية الآن عندنا ونحن نقول دائمًا لكل شخص تعالوا لغير المسلمين والحمد لله أنا أفرح جدًا لأن الشيخ أبي إسحاق يقول نفس الشيء يقول: أنا أريد أن أنقذ هؤلاء من النار أريد أن أدخلهم الجنة، أريد أنهم يخرجون من ظلمات الكفر إلي نور الإسلام
والحمد لله الآن في ألمانيا مثلًا سنضرب لك المثال عن ألمانيا كل مسلم أصبح داعية، لعلكم تتساءلون أليست الدعوة وظيفة العلماء والشيوخ وكذا والذين درسوا؟ بل أنا أقول لكم أن النبي- عليه الصلاة والسلام - قال: " بَلِّغُوْا عَنِّي وَلَو آَيَة " إي إذا عرفت شيئًا عن الإسلام أدعو إليه ولا إشكال أبدًا، أي لا يجوز لك أن تتكلم عن شيء وأنت لا تعرفه.
والآن أنا أضرب لكم مثالًا في يوم من الأيام أسلمت عندنا امرأة وهي قصت بعد ذلك القصة كيف أسلمت، كيف تعرفت علي الإسلام؟ القصة لا يتصور عندكم في ذهنكم، هي قال: أنا كنت في مرقص أي ديسكو وشربت الخمر أي سكري فالتقت برجل مغربي، وهي ما عرفت كيف ترجع إلي بيتها وقالت له: هل تستطيع أن توصلني إلي البيت؟ هذا الشاب المغربي في المرقص ويوصلها إلي البيت، طبعًا أن لا أقول لكم الآن اذهبوا إلي المراقص وادعوا إلي هناك ولكن أريد أن أقول هذا الرجل آنذاك يعني عنده فسق يذهب إلي المرقص ولكن وهو يوصلها إلى البيت ويقول لها في أثناء الطريق،تكلم عن الخمر، وقال: أنا لا أشرب الخمر، والحمد لله، علي الأقل يذهب إلي المرقص، ولكن لا يشرب الخمر أفضل من لا شيء، وقال لها: ونحن كمسلمين نؤمن بأن كل إنسان سواء نصراني، أو يهودي، أو يتدين بأي دين وهو يموت علي غير ملة الإسلام فهو في الآخرة في النار خالدًا في النار
فقالت هي: لا، أنا لا أريد أن أدخل النار، فقال لها: ارفعي يديك إلي السماء في هذه الليلة، وأدعو الليل كله "الْلَّهُم أَرِنِي الْحَق حَقاً وَارْزُقْنِي إِتِّبَاعَه وَأَرِنِي الْبَاطِل بَاطِلاً وَارْزُقْنِي اجْتِنَابَه "، ففعلت هذا وقالت: في هذه الليلة ما استطعت أن أنام، كنت أفكر في الإسلام، وفي اليوم التالي نفس الشيء فبحثت عن هذا الرجل، وقد جاء بأخواته فذهبنا إلي دروس وشاهدنا دروس في الانترنت وفي النهاية جاءت أمها وقالت لها: إذًا أنت تريدين أن تسلمي الآن إذا أنا أعين موعد مع القسيس.
فجاءت أمها بالقسيس مناقشة، وهي قبل هذه المناقشة وهي عمياء لا تعرف أشياء كثيرة عن الإسلام، وطبعًا القسيس أعلم بالنصرانية منها لأنه درس النصرانية، فهي في هذه الليلة قبل هذا اللقاء شاهدت بعض الدروس فيها مقارنة النصرانية والإسلام، كتبت أسئلة، فقالت:
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[09 - Jul-2010, مساء 09:30]ـ
فسألت القسيس هذه الأسئلة فما استطاع أن يجيب عليها، فبعد هذه المناقشة كنت أكثر يقيناً أن الإسلام هو دين الحق، وفي النهاية الحمد لله هي أسلمت.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأنتم تجدون هذه القصة الآن في موقع الشيخ أبي إسحاق حفظه الله، كريم كيف أسلم؟ جاءت امرأة متبرجة وترجمت لمعاني القرآن وفي النهاية هو أسلم ,فيكون كل شخص يستطيع أن يفعل شيئًا لهذا الدين والحمد الله وكما قلت لكم آنفًا أري أن كثير من المسلمين الآن خصوصًا من الشباب يريدون أن يبذلوا جهودًا في الدعوة إلى الله مثلًا الشباب أربعة عشر سنة يذهب إلى المدرسة ويدعوا أصحابه في المدرسة يقول لهم تعالوا إلي المسجد ,ولكن في بعض البلدان الأخرى ممكن في أوروبا المسلمون ممكن هذا الكلام شديد قليلًا، بل فأنهم يتصرفون كاليهود، لأن اليهودي يقول: الدين لي والآخرون لا يدخلون هذا الدين، وعند بعض المسلمين مع الأسف الشديد كأن الإسلام للعرب للأتراك، للباكستانيين نحن نعرف هذا خطأ، ولكن يتصرفون هكذا وهذا إشكال كبير هنا.
الْشَّيْخ مُحَمَّد سَعْد: للأسف الشديد يظن الناس أن الدعوة ملقاة علي عاتق الدعاة وفقط وخصوصًا أمثال الشيخ أبي إسحاق الحويني وكلهم يطلبون من فضيلة الشيخ أن يدعو إلي الله، وأن يستمر في الدعوة وأن يبارك الله له في وقته إلي آخره من هذه الدعوات فنحن نقول: هل الدعوة مقصورة علي هؤلاء الأفاضل أم المفروض من كل إنسان أن يصبح داعية؟
الْدَّاعِيَة بْيِير فوجل: طبعًا علي كل إنسان علي كل مسلم الدعوة ميزة هذه الأمة ? كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ? (آل عمران:110)، وأن النبي- عليه الصلاة والسلام - ذكر غير مقيدًا بالأشخاص: " بَلِّغُوْا عَنِّي وَلَو آَيَة "إذًا إذا عرفنا شيئًا عن الدين لابد أن نبلغ هذا، وأنا أخاف وعلي المسلمين أن يخافوا إذا سمعوا قول الله تعالي:? إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ ? (البقرة: 159) إذا سمع هذه الآية سبحان الله أنا أتساءل إذا عاش المسلم خصوصًا هنا في أوروبا بين أي كفار يعني الجيران كلهم نصارى، وكلهم ملحدون وهو يعيش هنا ويتكلم معهم عشرين سنة، أو أربعين سنة ولا يتكلم مرة عن الإسلام حتى لو ما أستطاع أن يدعو بكلامه، لأنه ممكن لا يتمكن من اللغة الألمانية أو اللغة الفرنسية، فإنه يستطيع أن يأتي بهدية مثلًا ويقول له: تفضل هذا كتاب عن الإسلام، وهذا شريط عن الإسلام، تفضلوا نحن نحب لكم الخير فإذًا كل إنسان يستطيع أن يفعل هذا.
أنا مثلًا عندما كنت أدرس في مكة قال لي صديق لا يجوز الدعوة في أوروبا إلا للعلماء، قلت له أخي هذا الكلام خطأ أولاً:ليس هناك دليل على ذلك
ثانيًا: لو افترضنا الآن أن الدعوة مقصورة على العلماء كيف ندعوا في ألمانيا وأنا لا أعلم عالمًا واحدًا في أوروبا، ممكن يأتي، فكيف نقول الآن لا يجوز الدعوة إلا بهؤلاء؟ هذا يعنى أنني إذا ذهبت إلى الشارع أو ذهبت إلى العمل وأنا أرى مسلمًا لا يصلي فلا يجوز لي أن أقول له صل، والصلاة واجبة وهكذا، هذا الكلام في الواقع صعب جدًا.
الدعوة ليست صعبة مع هؤلاء، بعض الناس يحتاجون فقط إلى بعض الأفكار إلى بعض الكلمات، نحن رأينا ناس أسلموا لأنهم سمعوا الآذان وآخرين أسلموا لأنهم رأوا مسلمًا يسجد، وبعض الناس يأتي المسلم العامي ويقول لهم ما غايتك في حياتك؟ إذا عبدت الله الذي خلقك لعبادته، قال الله تعالي:? وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلا لِيَعْبُدُون ِ? (الذاريات:56).
إذًا إذا كنت عابدًا لله أنت تدخل الجنة وهذا الكلام يؤثر عليه، هذا الكلام قد يدخل القلب وهذا أمر سهل إن شاء الله.
الْشَّيْخ مُحَمَّد سَعْد: من وجودك في ألمانيا وعندما جاء فضيلة الشيح أبي إسحاق إلى ألمانيا وجلس مع كثيرين يحكون له عن طبيعة ألمانيا وعن طبيعة أوروبا على وجه العموم، هل وجدت منه أنه خبيرًا بواقع البلد أم كأنه لأول مرة يعرف هذه الأسرار عن واقع هذه البلدان.
(يُتْبَعُ)
(/)
الْدَّاعِيَة بْيِير فوجل:سبحان الله أنا تعجبت جدًا عندما سمعت الشيخ يتكلم عن أوروبا لأنه قبل إتيانه أنا ما عرفت كيف أسلوبه عن هذه الأمور، عن أوروبا كيف يتفكر بهذه الأشياء، وطبعًا أنا عرفت أن عنده علم، أنا هذا عرفت قبل ذلك، لكن أنا ما عرفت شيء من فقه الواقع عجيب جدًا سبحان الله ولكن في نفس الوقت مع خبرته ونحن استفدنا منه كثيرًا خصوصًا من خبرته وكيف ينظر إلى الأمور مع ذلك رأيت عنده تواضعًا عجيبًا أنه يستمع لكل شخص، ونحن نشعر أنه يفكر ماذا قال هذا الرجل، ولا نشعر هناك أنه العالم والأخ، العامي والشاب وهكذا، هو يتكلم مع كل شخص في ألمانيا على نفس المستوى، وسبحان الله عنده فقه للواقع هنا ويستطيع أن يتميز ويميز الأمور التي تحدث هنا والحمد لله.
الْشَّيْخ مُحَمَّد سَعْد: هناك طلب من بعض الأخوة والأخوات الذين يدخلون على موقعنا أن يسمعوا منك عن قصة إسلامك؟
الْدَّاعِيَة بْيِير فوجل: هذا السؤال يأتي دائمًا، وقصة إسلامي هي في الواقع قصة طويلة جدًا، ولكن طبعًا لعلكم تستخرجون منها بعض الفوائد،وبعض الحجج التي حملتني على الدخول في الإسلام، ولعلكم تستعملون هذه الحجج أيضًا في الدعوة إلى الله ,كنت نصرانيًا بروتستانيًا ونشأت أيضًا مع المسلمين وعندما كنت صغيرًا تكلم الأخوة المسلمون عن جهنم، وأنا ابن عشر سنوات كنت أخاف خوفاً شديدًا، فذهبت إلى البيت، وجعلت في صلاتي أبي الذي في السماء، هذه هي الصلاة عند النصرانية، لأني ما عرفت شيئًا، أنا ظننت أن الإسلام هو نصرانية للعرب مثل ذلك، لا أعرف شيئًا، لكن أنا أذكر هذا المثال الآن لأني أظن هذا الكلام في طفولتي أثر علي، لأن الدعوة أحيانًا مثل البذر ممكن نحن ننثر البذر في الأرض وبعد سنوات تنبت.
أنا أذكر هذا الكلام لأن كثيرًا من الناس يرون شخص، هذا الشخص بعيدًا جدًا لا يريد شيئًا، ولكن الأمر ليس هكذا، ونرى هذا في السيرة ونرى هذا في تجربتنا مثلاً: عمر بن الخطاب كان بعيدًا جدًا عن الإسلام، ولكن في النهاية أسلم، اليوم ممكن يكون أناس بعيدون جدًا عن الإسلام، يحاربون الإسلام ولكن في النهاية يسلمون، لذلك لا نيأس من هؤلاء.
إذًا وعندما كنت أربعة عشر سنة، كما قال الله تعالي:? إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ ? (يس:11)، ولكن نحن لا نعرف من يخشى الرحمن بالغيب، ولما كنت أربعة عشر سنة ذهبت إلى الكنيسة لدروس خاصة فتكلمت مع القسيس عن شيء ظهر لي فيه تناقض في العهد الجديد، فإنه اعترف بأن هناك أخطاء وأشياء محرفة في المسمى بالكتاب المقدس، وطبعًا أنا كنت أنا آنذاك أربعة عشر سنة، فقلت لنفسي كيف تستطيع أن تؤمن بكتاب والقسيس يعترف بأن هناك أخطاء.
وطبعًا بعد ذلك في وقت بعد ذلك بحثت عن الحق، وأجد مثلاً في إنجيل متى بعد سبع وعشرون آية أربعة، أن يهوذا الذي يقال أنه خان عيسي انتحر وفي نفس الكتاب في قصص الرسل باب واحد آية ثماني عشر أنه ما انتحر بل سقط على الأرض وبسبب السقوط مات، وأنا طبعًا تركت هذا الدين ووصلت إلى الإلحاد وكنت في شك هل هناك إله، ليس هناك إله؟ لأن أنا فكرت ونحن نعرف أن الإنسان خلق بهذه الأسئلة وبهذا الوعي، من أين جئنا وأين نذهب وما الغاية من حياتنا؟
إذًا إذا خلقنا على ذلك وكان هناك خالق لابد أن يتصل بخلقه وأن يجيب على كل هذه الأسئلة، فتركت الدين، وتركت كل شيء وما عرفت بديلًا للنصرانية آنذاك لأني كما قلت لكم آنفًا ظننت أن الإسلام نموذج نصرانية للعرب، فعشت فترة في حياتي كنت ملاكمًا محترفًا، ملاكم والمنتخب الوطني وسبحان الله عندما تخرجت من الثانوية وحصلت على الشهادة التي أستطيع أن أدخل بها الجامعة في ألمانيا، وبعد التخرج في الثانوية على كل رجل في ألمانيا أن يذهب تقريبًا لمدة سنة إما لخدمة عسكرية أو خدمة مدنية، فاخترت الخدمة المدنية ,ففي هذه الفترة كنت أقدم الطعام للعجائز، الناس كبار السن وفي هذه الفترة كل يوم كنا نتجول من بيت فلان إلى بيت فلان إلى بيت فلان ودائمًا عندنا وجبة ونقدم الوجبة للشخص الكبير، وفي هذه الفترة رأيت كثيرًا من الناس يموتون، طبعًا هم ثمانون سنة سبعون سنة، كنت أسمع كل أسبوع مات فلان، مات فلانة، فطبعًا أنا كنت أفكر إذًا،
(يُتْبَعُ)
(/)
فسبحان الله في يوم من الأيام ممكن أن تكون مثلهم، وهذا نموذج عن الحياة في أوروبا، لأن هؤلاء يعيشون في عزلة لا يسأل عنهم أحد، لأن الأسرة هنا تتكون من أربعة أشخاص، الأب والأم البنت أو الولد والكلب.
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[09 - Jul-2010, مساء 09:35]ـ
يكبر في السن وليس عنده أطفال يعيشون في مكان بعيدٍ جدًا عنه، لذلك أنا كنت أفكر لابد أن أتزوج ولابد أن يكون عندي أطفال كثيرين وفي هذه الفترة التقيت برجل وهو في حزب نصراني متشدد وهم يكرهون الإسلام وأنا سألته ما هدفكم في حزبكم؟ فقال لي: هدفنا نريد أن ندمر الإسلام في أوروبا لأن الإسلام يخالف الحضارة الأوربية، والإسلام دين الإرهاب ودين كذا وكذا، وأنا كنت أدافع عن الإسلام لأني كما قلت كان لي أصدقاء كثيرين، ودافعت عن الإسلام وأنا ما أحببت هذا الرجل، لذلك كنت أجادل معه، ولا أعرف شيئًا عن الإسلام إلا ورقة واحدة عن الإسلام، معلومات عن الإسلام التي حصلت عليها تقريبًا أسبوع قبل هذا اللقاء.
الْشَّيْخ مُحَمَّد سَعْد: قبل أن تكمل، من أراد منكم أن يتواصل مع هذا اللقاء إذا أحب أحدكم أن يرسل رسالة فليرسلها
عبر الإميل: ( alheweny@ yahoo.com )، من أراد أن يسأل سؤالًا خاصًا بأخونا الداعية بيير فوجل أو أي شيخ خاص بالشيخ فليرسل لنا الآن عبر هذا الإميل المذكور وجزاكم الله خيرًا ونكمل مع أخينا أبي حمزة.
الْدَّاعِيَة بْيِير فوجل:في هذه الفترة أنا رأيت رجلًا تركيًا في مركز في المدينة كان يوزع لآيات الإسلام، فقرأت هذه الورقة، وهذا نموذج لكم، مثلًا في البلدان الأوربية ممكن أنتم توزعون معلومات عن الإسلام، وممكن هذه المعلومات تدخل في قلب شخص وأنت لا تدري وأنا أضرب لكم مثالًا رأيته في يوم من الأيام جاء إلي رجل في قاعة وهو أسلم عمره ثلاثة وأربعون سنة سألته كيف أسلمت؟ قال في يوم من الأيام وجدت في صندوق البريد ورقة عن الإسلام،ووجدت في هذه الورقة عنوانًا في الانترنت موقع في الانترنت فدخلت الموقع وتفرجت على المحاضرات عن الإسلام باللغة الألمانية فأسلمت ثم عرفت أن امرأة تركية هي التي أدخلت هذه الورقة في صندوق البريد سبحان الله، إذًا أنتم لا تعرفون، ممكن أنتم توزعون مائة ألف هذه الدعوة هذا في حياتكم وفي النهاية أنتم تموتون وما فعلتم إلا الواجبات إلا المكتوبات وما حججت إلا مرة واحدة وما صمت إلا رمضان وفي هذا اليوم يأتي ألوف من الناس أسلموا وكل هذا الأجر تأخذه مثل ما يأخذون لا ينقص ذلك من أجرهم شيئًا سبحان الله.
لذلك هذا درس لكم حتى في البلاد العربية، الناس الذين يأتون إليكم يريدون أن يتكلموا معكم، طبعًا باللطف، وأنا كنت كما قلت لكم كافرًا ولذلك أنا أقول لكم كيف تستطيعون أن تتكلموا معهم، ونحن نرى هذا النموذج في القرءان أيضًا? وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالأحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلا تَعْبُدُوا إِلا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ? (الأحقاف:21)، والآن يأتي المقطع ?َ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ? (الأحقاف:21).
إذًا علينا أن نبين لهم أننا نحب لهم الخير، لا ننذرهم لانتقام أو لنحذرهم، بل نحن نريد لكل إنسان الخير كما قال هود:?َ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ?، وأيضًا مثلًا في قصة إبراهيم في سورة مريم? يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا? (إبراهيم:42)، وهو يقول أنه يخاف عليه، وهذا فقط مثال ونصيحة لكم، وطبعًا أنا كما قلت لكم أنا كنت داخل الإسلام فلما كنت، فلما كنت أناقش معه ما عرفت أشياء كثيرة نويت أن أقرأ ترجمة لمعاني القرءان باللغة الألمانية، نويت هذا، فلما رجعت إلى بيتي، فوجدت ترجمة لمعاني القرءان الكريم باللغة الألمانية.
(يُتْبَعُ)
(/)
كيف أنا أنوي هذا والله يأتي مباشرة بالترجمة، لا حاجة لي أن أذهب إلى المكتبة، لا الترجمة جاءت إلي فقرأتها من سورة الفاتحة إلى سورة الناس وترجمة لواحد من المستشرقين اسمه وودي بارد، ولكنها ليست جيدة، ولكن مع ذلك أمسكني هذا الكتاب لأنني وجدت الإجابة على هذه الأسئلة، من أين جئنا وإلى أين نذهب؟ وما الغاية في حياتنا إذًا من أين جئنا وإلى أين نذهب؟ إنا لله وإنا إليه راجعون، وما الغاية في حياتنا؟ ? وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلا لِيَعْبُدُون ِ? (الذاريات:56)، وإذا عبدنا الله ندخل الجنة، إذا عبدناه بالإخلاص إن شاء الله، وإذا تركنا العبادة وتركنا الإسلام وما آمنا بالله والعياذ بالله، المصير إلى نار جهنم، سبحان الله سهل جدًا، وأين السؤال وكثير من النصارى في هذه البلاد يرتدون عن النصرانية لأنهم لا يجدون جوابًا على هذا السؤال.
لِمَاذَا يُوْجَد الْظُّلْم، وَلِمَاذَا يُوْجَد كَذَا وَلِمَاذَا كَذَا؟ والله يشرح لنا هذه بعبارات بسيطة، فهو يقول:? الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا ? (الملك:2)، ويشير أن هذه الحياة الدنيا ليس لإقامة العدل ويقول:? فَالْيَوْمَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلا تُجْزَوْنَ إِلا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ? (يس:54)، إذًا في هذا اليوم إذًا في يوم القيامة لا يوجد ظلم ولكن الآن يوجد ظلم لأن هذا الحياة امتحان، سبحان الله إذًا هذا الكتاب أوثقني، وأنا وجدت هنا شيئًا آخر أننا لا نجد وهذا مهم جدًا جِدًا في الدعوة إلي الله، لا نجد كتابًا علي وجه الأرض يوصف الخالق فيه كما يوصف في القرآن.
مثلًا وجدت في العهد القديم والعهد الجديد أن الله موصوف بالعجز موصوف بالجهل، مثلًا في كتاب التكوين في العهد القديم أول كتاب هنا، مكتوب هناك في السورة الأولي في المسمى بالكتاب المقدس مكتوب أن الله صارع يعقوب وانهزم هذا في التكوين بعض اثنين وثلاثون وفي واحد وثلاثون، وفي التكوين ستة، آية ستة مكتوب أن الله خلق الإنسان وتأسف أنه خلق الإنسان أي هذا يدل علي الجهل وفي التوراة مثلًا في العهد الجديد يقولون: عيسي إله وولد، ومات وصرخ، ونادي النجدة النَّجدة. كيف هذا؟.
إذا قارنا هذا مع القرآن نجد في القرآن سبحان الله:? لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الأرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ? (المائدة:17)، أنا أقول هذه الآية تكفي للدعوة إلي الله من له قلب، ويريد الحق، ويستمع إلي هذه الآية، ويقارن هذه الآية مع مسائل الكتب يقال أن أنزلت من عند الله سواء الآن تدين وعهد جديدًا أو أي كتاب فإنه يسلم.
ولكن طبعًا ما أسلمت مباشرة لأن الشيطان وسوس في صدري، لأني وجدت هناك مثلًا الذي يرتد عن الدين عقابه في الآخرة أشد من الذي لا يسلم فكنت أخاف، إذًا لا تسلم مباشرة ممكن تجد بعض ذلك تناقضًا كما وجدت تناقضًا في العهد القديم والعهد الجديد، كأن الشيطان قال لي وسوس في صدري لا تسلم لا تسلم الآن، فقرأت الكتاب المقدس المسمى بالكتاب المقدس من البداية للنهاية , بعد ذلك مرة أخري القرآن ترجمة أخري، بعد ذلك العهد الجديد مرة أخري بعد ذلك ترجمة أخري للقرآن الكريم، بعد ذلك صحيح البخاري.
ولكن وجدت هناك حكم، ووجدت صدق النبي- عليه الصلاة والسلام - أنه يصدق، أنه كان شخصًا عظيمًا مثلًا الآن المكذبون يقولون: أن النبي- عليه الصلاة والسلام- أراد ببعثته، برسالته حظًا من الدنيا، ولكن إذا نظرنا طبعًا إلي حياته.
أنا أضرب لكم مثالًا ما عجبني مثلًا العرب آنذاك كانوا يؤمنون إذا ولد شخص عظيم، أو مات شخص عظيم تنكسف الشمس والقمر ففي اليوم الذي مات فيه إبراهيم ولد محمد- صلي الله عليه وسلم- انكسفت الشمس. فقال الناس: انكسفت الشمس لموت إبراهيم، إذاً النبي- عليه الصلاة والسلام - لو كان كاذبًا والعياذ بالله فقال لهم: انظروا انكسفت الشمس له لما مات.
ولكن هو صادق قال: " إِن الْشَّمْس وَالْقَمَر آَيَتَان مِن آَيَات الْلَّه لَا يَنْخَسِفَان لِمَوْت أَحَد وَلَا لَحَيَائِه "،وطبعًا أشياء كثيرة نستطيع أن نتكلم عنها عشر ساعات فقط مثالًا واحد، ممكن تستعملون هذه الأمثال وسبحان الله بدأت أن أصلي.
الْدَّاعِيَة بْيِير فوجل: قبل أن أسلم، قبل أن أنطق بالشهادتين , ولكن سأعمل الصلاة جيداً، حتى في الإنجيل مثلًا نجد في إنجيل متى بعض ستة وعشرون آية ستة وثلاثون أن عيسي سجد لله، ما صلي كما يصلون النصارى الآن، بل سجد لله، فبدأت أن أصلي صلاة المسلمين خمس مرات في اليوم طبعًا في البداية ممكن جمعت كل الصلوات في نهاية اليوم صليت الفجر بينما استيقظت الساعة عشرة ممكن، لأني ما عرفت.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[09 - Jul-2010, مساء 09:36]ـ
الْشَّيْخ مُحَمَّد سَعْد: قبل أن تتم كلامك أحب أن أبشرك، فيه أخ من, الإسكندرية في مصر يقول: إني أحبكم في الله، وأحب هذا الأخ الألماني بمجرد رؤيته، فهذه الرسالة أتت إليك عبر موقعنا، هناك رسائل كثيرة ولكن أحب الآن أن أقرأ بعض هذه الرسائل عليك.
الْدَّاعِيَة بْيِير فوجل: أحبك الذي أحببتني له، وجزاك الله خيرًا، فبدأت أن أصلي خمس مرات في اليوم، وسبحان الله شعرت أن هذا هو الحق، ولكن الشيطان كما قلت وسوس في صدري لا لَا تدخل الإسلام لَا لا انتظر انتَظر انتظر انتَظر وفي النهاية في يوم من الأيام وهذا ستة عشر من مايو في سنة ألفين وواحد اتصل بي صديق لي اسمه جند سكوتش وكان عضو في المنتخب الوطني للملاكمة، وكنت آنذاك ملاكم محترف في ألمانيا، وجاء ملاكم من أمريكا اسمه خالد جونسون وكان بطل العالم في وزنه مرة، واحد مسلم وهو أراد أن يذهب إلي المسجد لصلاة الجمعة، فجند سكوتش صديقي ذهب معه إلي المسجد في يوم الجمعة.
الْشَّيْخ مُحَمَّد سَعْد: دون أن يسلم.
الْدَّاعِيَة بْيِير فوجل: لا لا، جند سكوتش ذهب مع هذا الرجل الأمريكي إلي المسجد وفي هذا اليوم ما استطاع أن يذهب إلي صلاة الجمعة كانت له ظروف فقال لي: يا بيير: من فضلك وصله إلي المسجد فوصلته إلي المسجد فدخلت المسجد معه، فصليت ركعتين تحية المسجد لأني قد عرفت كيف أصلي فجلست هناك وأخذت المسبحة وقلت سبحان الله، والحمد لله وأنا عرفت هذا أيضًا، فجاء رجل مغربي فقال لي: هل أنت المسلم الوحيد في أسرتك؟.طبعًا هو يظن أنا إني قد أسلمت، فكنت أجلس فقال: أنت المسلم الوحيد في أسرتك؟ والحمد لله في هذه اللحظة طرد الله الشيطان عني فقلت له: نعم أنا المسلم الوحيد في أسرتي (أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمد رسول الله)
الْشَّيْخ مُحَمَّد سَعْد: الله أكبر.
الْدَّاعِيَة بْيِير فوجل: أسلمت في هذه اللحظة والحمد لله، وممكن هذا الرجل حتى الآن لا يعرف أني أسلمت في هذه اللحظة، طبعًا أول صلاتي صلاة الجمعة.
الْشَّيْخ مُحَمَّد سَعْد: في رسالة من أخ يقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أسأل الله - عز وجل - أن يثبتكم، ويؤيدكم، وطلبي منكم أن يتم التسجيل مع من أنعم الله عليهم بالإسلام، وبث هذا الأمر علي مواقع النت، وخاصة موقع الشيخ حتى يبين للناس فضل الله ونعمته، وأخيرًا أسألكم الدعاء بالهداية والمغفرة، وحسن التبليغ عن الله- عز وجل- والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ونحن نقول للأخ الكريم أو الأخت الكريمة التي أرسلت إلينا هذا السؤال أنه والحمد لله قد تم التسجيل مع عدد مع الأشخاص الذين أسلموا سواء كان علي يد فضيلة الشيخ، أو أسلموا قبل ذلك سواء كان بسنة أو أكثر وذلك مع فضيلة الشيخ أبي إسحاق الحويني، وستأتي هذه الأشياء سواء علي موقعنا أو على الفضائيات بإذن الله تعالى.
نستمر الآن مع أخينا الفاضل الداعية بيير فوجل وكنت اسأله قبل انقطاع البث ما هو الشعور الذي تمكن منه خاصة في اليوم الأول عندما نطق الشهادتين في المسجد على سؤال هذا المغربي الذي قال له: أأنت الشخص الوحيد المسلم في أسرتك أم لا؟ فليتفضل.
الْدَّاعِيَة بْيِير فوجل: نعم، طبعاً كما قلت هذا قبل تسع سنوات، ولكن أنا أتذكر أنى شعرت بالحرية، وشعرت بأني أبدأ الآن بحياة جديدة، وأنا اعرف الآن وأتذكر أنني أردت مباشرة أن أسافر البلدان العربية الإسلامية فالأسبوع التالي سافرت إلى المغرب، وبعد ذلك سافرت إلى مصر لأني أردت أن أرى المساجد وأنا كنت هناك واستمعت إلى الآذان، وسبحان الله رأيت مثلًا الصلاة في المسجد خصوصًا في مصر ,ومما أعجبني كثيراً , أنهم يصرخون شديدًا بآمين , الحمد لله أحببت هذا سبحان الله، مثلًا عندما كنت في المغرب كنت في صلاة الجمعة في مسجد كبير وكل الناس، والمسجد ممتلئٌ بالناس وكلهم يسجدون عند تكبير الانتقال الحمد لله هذا أثر كثيرًا، هذا صعب لي أن أصفه، كيف شعرت هناك؟، ولكن أستطيع أن أقول شعرت بالسعادة ما استطعت أن أشعر بها في جاهليتي.
الْشَّيْخ مُحَمَّد سَعْد: بعدما أسلامك بفترة، عرفت انك ذهبت إلي المملكة العربية السعودية، (مكة) فلتحدثنا عن هذه الفترة، ولماذا أصًلا ذهبت إلى هناك؟
(يُتْبَعُ)
(/)
الْدَّاعِيَة بْيِير فوجل: أردت أن أحج في سنة ألفان وأربعة و استطعت أن أحج بثمن قليل لأنني تركت الملاكمة آنذاك سنة ألفان واثنين، تقريبًا سنة ونصف بعد إسلامي تركت الملاكمة، وكان هناك بعض المسلمين الجدد يستطيعون أن يحجوا بثمن قليل، فذهبت إلى مكة لأني أردت أن أقوم بهذا الواجب علي وهذا تقريبًا ببعد ثلاث سنوات بعد إسلامي ,طبعًا أنا لما كنت هناك أنا شعرت بشيء لا يشعر به كثير من الناس، لأنني لما ذهبت إلى مكة ودخلت إلى مكة كأني أعرف هذه المدينة، سبحان الله، كأنني عرفت أنني كنت هناك، كل إنسان في ملابس الإحرام كأننا في يوم القيامة كل الناس والزحمة والشمس والحرارة، والناس في ملابس الإحرام ليس لهم شيء، كان بالنسبة لي أنا كان يشيه شيئًا ما يوم القيامة.
الْشَّيْخ مُحَمَّد سَعْد: هناك رسالة أخونا عبدالله من كندا يقول أنت شيخي المرافق لحبيبي أبا إسحاق وجليسك الحبيب بيير فوجل حبيب أحبائي، جزاك الله خيرًا وأحبك الذي أحببتنا فيه.
وهناك أيضًا أخ لنا من ألمانيا يقول: الشيخان الكريمان محمد سعد وأبي حمزة بيير فوجل جزاكم الله خيرًا وحفظ الله شيخنا أبا إسحاق في رحلته ومُقامِه وأحب أن أسأل بعض الأسئلة، هل الشيخ سيلقي بعض محاضرتي ميونخ وتركيا؟
الْشَّيْخ مُحَمَّد سَعْد::أظن أنهما سيكونان آخر محاضرتين في رحلة الشيخ والله أعلم ,ويسأل ويقول الشيخ أبا حمزة كيف حال المساجد في ألمانيا وهل هناك تواصل بين المسلمين في ألمانيا وأوروبا في الدعوة والحياة عمومًا؟، ونسأل الله أن يجعل هذا اللقاء في ميزان حسناتكما جزاكم الله خيرًا واحبك الله الذي أحببتنا فيه، ومعنا أخونا أبو حمزة ليجيب عن هذا السؤال.
الْدَّاعِيَة بْيِير فوجل: إن شاء الله، طبعًا الحمد لله الآن بسبب إتيان الشيخ إلى هنا بيننا وبين الأخوة في هولندا وأسبانيا وبلجيكا تواصل، ونريد أن ألتقي أيضًا والأخوة في هولندا قد دعاني إلى هناك لألقى درسًا باللغة الإنجليزية لغير المسلمين هناك، وقد كنت في هولندا في أوتراخت في بداية السنة، ولكن أيضًا وهم في بلجيكا يريدون الآن أن يركزوا أكثر على دعوة غير المسلمين وحتى في أسبانيا الناس قالوا ممكن تأتي إلينا وتتكلم هنا عن الدعوة في أوروبا وكيف نستطيع أن ندعوا الإسبانيين إلى الدين، والحمد لله يوجد بيننا تواصل
والسؤال الآخر عن المساجد وأحوال المساجد عمومًا في أوروبا؟
هذا يختلف من مسجد إلى مسجد وهناك مساجد فيها نشاط كبير،ومع الأسف الشديد هناك مساجد ليس فيها نشاط ونحن ندعوا للذين يبذلون جهودًا في الدعوة إلى الله أن يبارك الله في جهدهم، ونسأل الله أن يهدي الآخرين إلى مثل هذا الجهد حتى نستطيع أن ندعوا سويًا إلي الصراط مستقيم
الْشَّيْخ مُحَمَّد سَعْد: هناك رسالة تقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بارك الله في القائمين على الموقع وبارك الله في الشيخ الحويني وأسأل الله له الشفاء التام شفاءً لا يغادر سقمًا، اللهم بارك في الداعية الكبير بيير فوجل جزاه الله خيرًا وعن المسلمين خيرًا، وقد رأيت له مقطعًا وهو يدافع عن الإسلام ما شاء الله ونسألكم الدعاء بالهداية وجزاكم الله خيرًا، وأرجو أن تطمئنونا على صحة الشيخ العلامة أبي إسحاق الحويني، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الْشَّيْخ مُحَمَّد سَعْد: جزاكم الله خيرًا أيها الأخ الكريم وبارك الله فيك، وأحب أن أسأل أخينا الداعية بيير فوجل عن بركة محاضرة درتموند، فأنا بما أني رافقت الشيخ في هذه الرحلة والشيخ والحمد لله المحاضرات كلها كانت ماتعة وخصوصًا بالنسبة لمحاضرة بلجيكا، ولكن في محاضرة درتموند كانت هناك سبحان الله سكينة عجيبة للحاضرين، وفي نفس الوقت كان التأثر واضحًا جدًا على وجه الشيخ، حتى أنه بكي، هذا الأمر ظهر على الشاشات أنه بكى في هذه المحاضرة، وبكى عندما دخلنا ولم يلحظ أحد ذلك، عندما دخلنا وبدأ الإخوة يكبرون هنا الله أكبر لقد ذرف الشيخ شيئًا من دمعه ولكنه أخفاه ,وعندما سألته عن ذلك قال: لقد شعرت أن هؤلاء الأخوة كاليتامى هؤلاء المسلمون في ألمانيا شعرت أنهم كاليتامى، فكان هذا الشعور مؤثرًا جدًا على الشيخ، وعندما بدأت المحاضرة كان هناك سبحان الله كما قلت لك سكينة عجيبة في المحاضرة، والشيء الذي جعل لهذه المحاضرة هذه
(يُتْبَعُ)
(/)
البركة وأنا أقول الآن ذلك إسلام أخونا الكريم ياسين، وياسين بعدما أسلم وكان معنا بالأمس وقد سجل معه فضيلة الشيخ حلقة عن ماذا بعد إسلامه، العجيب أن هذا الأخ الكريم الفاضل نسأل الله – عز وجل- أن يثبته على الحق والدين بعدما أسلم فورًا حلق شعره كله ثم اختتن، ثم يصلى الصلاة في المسجد وفي نفس الوقت كان يبحث عن أي شركة سياحية عن طريقها يصل إلى المملكة العربية السعودية ليؤدي العمرة، ولا يسبل ثيابه وأطلق لحيته فورًا، وفي نفس الوقت هو الآن اليوم سافر من مطار فرانكفورت في الحادية عشر صباحًا إلى مكة لكي يعتمر، فأنا أرى أن هذا من بركات هذه المحاضرة، فهل أنت مر عليك في يوم من الأيام مثل هذا الشخص؟
الْدَّاعِيَة بْيِير فوجل: أنا لا أتذكر أني رأيت شخصًا فخورًا بدون أي تردد يفعل كل شيء، لا يسبل ويقصر ثيابه ولا يحلق لحيته ويحلق شعره ويختتن، ويعتمر كل شيء في خمسة وثلاثين يوماً، سبحان الله، عندما سمعت هذا فرحت جدًا قال: أنه يريد أن يقوي إيمانه الآن، لذلك هو يريد أن يعتمر الحمد لله نسأل الله أن يدخله الجنة آمين، وكما قال الشيخ محمد سعد، والله أعلم هذا قد يكون من بركة المحاضرة، سبحان الله، وقد قال أيضًا الأخ قال: أن المحاضرة أثرت عليه تأثيرًا.
الْشَّيْخ مُحَمَّد سَعْد: أيضًا في هذه المحاضرة أنت قد رأيت السكون الذي كان على الحاضرين، وكان هناك فرحًا شديداً بقدوم الشيخ إلى درتموند، فكيف لك أن تعبر عن هذا الموقف؟
الْدَّاعِيَة بْيِير فوجل: لما جاء الشيخ إلى ألمانيا ولما عرفنا أن الشيخ يأتي إلى ألمانيا نحن كنا ندخل في الموقع ونبث كل أسبوع محاضرة عنه،ولما جاء إلى ألمانيا ووصل ألمانيا وقلنا سيقوم بمحاضرة بعد فترة إن شاء الله وتابعوا الموقع، ونظمنا هذه المحاضرة، وكان لنا فقط مدة أسبوع للإعلان وهذا في الواقع قليل، ولكن لما أعلنا هذا كل الناس كانوا فرحين جدًا وأرادوا أن يأتوا، وأرادوا أن يتعرفوا على هذا الرجل حتى الذين ما عرفوه قبل ذلك وسبحان الله الشيخ نور درتموند في هذا اليوم، وهذا ما رأيت أنا والحمد لله ونحن كنا فرحين جدًا بحضوره وكل المسلمين كانوا يتكلمون عن هذه المحاضرة، وما زالوا متكلمين عنها عن هذه المحاضرة.
الْشَّيْخ مُحَمَّد سَعْد: أيضًا هناك بعض الرسائل، السلام عليكم أرجو إبلاغ السلام لشيخنا الجليل أبي إسحاق الحويني وأسأل الله العظيم أن يشفيه، وأرجو أن يدعوا لي ولزوجي بالهداية، وهذا الأخ الألماني المسلم، مثالاً يحتذي به المسلمون في الدعوة وخاصة مسلمي أوروبا، وتقول هل محاضرة ميونخ سوف تبث مباشرة على الموقع؟ والآن نبشر المسلمين في كل مكان أن المحاضرة بإذن الله سوف تبث مباشرةً على قناتي الحكمة والناس، يوم الأحد القادم الساعة الخامسة بتوقيت القاهرة، الرابعة بتوقيت ألمانيا.
أخ أخر يقول: أخي الفاضل أبو حمزة كيف حال المسلمين العرب في ألمانيا مع الدعوة؟
أيضًا هناك أخت تقول نحن نعيش في ألمانيا فهل يمكن التواصل مع أخونا بيير فوجل في ألمانيا عن طريق الهاتف، نقول إن شاء الله سنرسل لها الهاتف على الإميل التي أرسلت إلينا عن طريقه الرسالة، وعن طريق موقعه أيضًا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياكم الله وبياكم وجعل الجنة مثواكم وأسأل الله _سبحانه وتعالي_ بالشفاء العاجل لشيخي أبا إسحاق الحويني وأرجو من الشيخ الداعية الألماني بيير فوجل ما الصعوبات التي تواجه الدعوة إلى الإسلام في ألمانيا وأوروبا؟،وكيف يمكن مواجهتها من وجه نظركم؟ وجزاكم الله خيرًا ونفع بكم.
الْدَّاعِيَة بْيِير فوجل الأخ تكلم عن أحوال العرب في الدعوة هنا، طبعًا هذا يختلف من شخص إلى شخص، بعض الناس ناشطٌ في الدعوة وبعض الناس كما قلت أنفًا يختبئون ولا يتحركون شيئًا، ونسأل الله أن يهديهم وأن يجعلهم ناشطين في الدعوة إلى الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
الصُّعُوْبَات الَّتِي نُوَاجِهُهَا هُنَا:، الآن كُتِبَ في جريدة أن ألمانية تسلم، وطبعًا الناس يخافون من الإسلام ولذلك هم يريدون أن يضيقوا على الأمور ويحاولون أن يحرضوا على دين الإسلام، وهذا عين السبب في قتل مروة الشربيني هنا، لأننا نجد هنا تحريضًا ضد الإسلام، يقولون المسلمون كذا والمسلمون سيئين، والمسلمون يفعلون، والمسلمون يصفون الإسلام ويسبون النبي خصوصًا في مواقع الانترنت، ويدعون حتى للقتل في بعض المواقع ,هناك موقع عندنا في ألمانيا، الناس كارهون للإسلام بصورة لا تصدق وهذا مشكل كبير ونحن نعرف الآن في هولندا أن هذا يات فيلدس يتقدم هناك وكثير من الناس يدعمونه الآن، ولذلك بدئوا الآن في فرنسا بمنع النقاب، وهذه فقط هي الخطوة الأولي، وفي سويسرا منع المئذنة , وفي بلجيكا يمنعون النقاب وطبعًا هذه الصعوبات الآن وخصوصًا هنا في ألمانيا الصعوبة في المدارس مثلًا السباحة فنجد الولد والبنت يسبحان معًا، وطبعًا هذا لا يجوز في الإسلام وكذلك نجد الموسيقى في المدارس ويتكلمون أشياء عن الفواحش، وهذه هي المشاكل عندنا ,إذًا هناك مشكل من حيث الحكومة، الحكومات الآن بعض الأحزاب يحرضون ضد الإسلام، و في المدارس هذا مشكل كبير، ولذلك في الواقع أنا أقولها بكل صراحة طبعًا أنتم تفرحون الآن أن الدعوى متقدمة هنا، لكن في الواقع من له أطفال لا يستطيع أن يعيش هنا، لأن الولد أو البنت التي تذهب إلى المدرسة لابد أن تفعل أشياء ضد الإسلام، أشياء محرمة وهذا لا يجوز لذلك هذا مشكل كبير، والآن نحن نخاف.
الْشَّيْخ مُحَمَّد سَعْد: هل يوجد محاولات من المسلمين في أوروبا لبناء مدارس إسلامية ليس فيها اختلاط بين البنين والبنات، أو بناء بعض المساجد التي فيها حضانات حتى لا يختلط أولاد المسلمين بغير أولاد المسلمين.
الْدَّاعِيَة بْيِير فوجل:يوجد بعض المحاولات ولكنهم يمنعون هذه المحاولات خصوصًا في ألمانيا، توجد حوالي خمسون مدرسة إسلامية في هولندا وفي بلجيكا وأيضًا في فرنسا، لكن في ألمانيا لا توجد إلا مدرسة واحدة مع علمي في النمسا توجد مدارس إسلامية، ولكن يمنعونها هذا العام، لأن هذا تخطيط عندهم، يريدون أن يضيقوا على المسلمين الملتزمين حتى يخرجوا من أوروبا وحتى تتوقف الدعوة هنا، والمشكلة أيضًا ونحن نخاف أنهم يريدون أن يمنعوا الحجاب في المدارس والنقاب في الشوارع، وماذا نفعل الآن، كيف نستطيع أن نواجه وندافع عن الحجاب وعن النقاب.
إذًا علينا أن نرجع ولماذا هم يقولون ويريدون أن يحرموا وأن يمنعوا الحجاب وطبعًا هم يقولون نحن نريد أن ندافع عن المرأة لأن هؤلاء الرجال يجبرون المرأة على النقاب والحجاب، ولذلك هم إذا فعلوا هذا يستطيعون أن يمنعوا هذا لأنهم يقولون أنظر في منع الرجال مصلحة، إذًا فعلينا أولًا أن نبين للشعب لأن في الشعب ناس طيبون، لا يعرفون شيء فعلينا أن نبين لهم أن هذا كذب بل العكس في ألمانيا كثيرًا من النساء يجبرن على نزع الحجاب والنقاب مثلًا في الشغل في المدرسة ,حتى بعض الآباء هنا يوصلون بناتهم إلى العمل، ويقولون لهم العمل مهم واتركي الحجاب، واتركي النقاب وهذه مصيبة، فعلينا أن نبين لهم أن هذا كذب، بل أن نساءنا يحببن الحجاب.
ثانيًا: يأتون بشخص يزعم أنه مسلم ويقول الحجاب والنقاب هذا ليس في القرءان وهذا لم يرد، وهذا الآن واجب علينا نحن الدعاة أن نبين لهم هذا الأمر وهذا الواجب مبين وواضح جدًا في القرءان ولا نقاش في ذلك وإجماع المسلمين أن الحجاب واجب، إنما الاختلاف فقط ما بين النقاب والحجاب ولكن هذا لا نقاش في ذلك، ومن يقول أن الإسلام لا يأمر بالحجاب فإنه كذاب ,.
الْشَّيْخ مُحَمَّد سَعْد: كثير من الناس يقولون أن الغرب متسامح وأن المسلمين إرهابيون وأنهم متعصبون ومتشددون إلى غير هذه الأقاويل التي اصطنعها بعض المسلمين أو بعض الصحفيين أو غيرهم من الإعلاميين، وأنا بنفسي رأيت في ألمانيا على أعمدة الإنارة يرسم مسجد ثم عليه علامة أكس خطر على ألمانيا
(يُتْبَعُ)
(/)
الْدَّاعِيَة بْيِير فوجل:أنا أريد أن أكون عدلًا في ذلك، طبعًا عندنا ناس عندهم تسامح وهم متقاربون إلى الإسلام ولكن في الواقع هذا الكلام منتشر في الغرب هذا كلام فاضي وأقول هذا بكل صراحة، لأن التسامح وإن كان موجودًا لأن المسلمين ما استطاعوا أن يغيروا شيئًا إذًا هذا لا يضرك ولكن الآن إنما ينظر هؤلاء إلى المستقبل ويقولون المسلمون ينتشرون ونحن ممكن بعد ثلاثين سنة نقل عنهم، الأسرة المسلمة فيها أربع بنات وخمسة أولاد ومثل ذلك، أما الأسرة الكافرة وهم طبعًا كما قلت وليست كل أسرة ولكن عمومًا ثلاثة أو أربع أشخاص فقط ,إذًا بعد ثلاثين سنة المسلمون كثيرون جدًا وإذًا هم يستطيعون أن يغيروا شيئًا، وشيئًا، ولذلك هم يريدون الآن أن يوقفوا هذا الموج، موج الدعوة وموج انتشار الإسلام، ولذلك يخططون تخطيطًا، يقولون إذًا المسلمون الملتزمون هم المشكلة، فنمنع النقاب فالمسلمون الملتزمون يخرجون ولا يتحركون والآخرون يخافون ولا يرفعون أصواتهم، إذا الإسلام يموت، وأنا أعتقد أنهم نظروا إلى أحوال المسلمين في جنوب أمريكا، آنذاك هاجروا مسلمون كثيرون إلى جنوب أمريكا، وبعد فترة بدون دعوة تقريبًا كلهم ارتدوا وأنا أظن أنهم ظنوا أن نفس الشيء يحدث هنا في أوروبا ,ولكن على العكس بل هؤلاء الذين جاءوا لينالوا الدنيا كثيرٍ من أولادهم الآن يرجعون إلى الدين، ولا أريد أن أصور صورة خاطئة قلت الآن كثيرًا من أولاد المسلمين يرجعون إلى الدين، وطبعًا في نفس الوقت كثيرًا من أولاد المسلمين يفسقون وقد يرتدون عن الإسلام.
الْشَّيْخ مُحَمَّد سَعْد: لأن الواقع الموجود واقع حزين، واقع صعب عليهم.
الْدَّاعِيَة بْيِير فوجل:طبعًا نحن تكلم دائمًا عن الدعوة وقلنا أن الدعوة متقدمة والحمد لله كثير من الناس يسلمون، ولكن كما قلت لك أنا لا أريد أن أبشر فقط، و لابد أن يكون في كلامنا العدل، أنا أقول: تسعين في المائة من المسلمين هنا في هذا البلد ممكن لا يصلون وحتى الآباء ولكن طبعًا هذا كل شيء، هذا الموج موج الدعوة الآن جديدة لا نستطيع أن نعرف كيف نتقدم الآن، ولكن ما حدث في السنوات الأخيرة أنا أقصد هذه الثلاثين سنة عندما جاء المسلمون إلي أوروبا إلي الآن هذه السنوات محزنة، وفي غاية الخسارة للمسلمين ,موج الدعوة بدأت الآن ممكن قبل خمس أو ستة سنوات أو ثمانية سنوات الموج في الدعوة طبعًا، وجدنا دائمًا الناس فردًا فَردًا يدعون ولكن الآن نري موجًا خصوصًا أنا لا أستطيع أن أتكلم كثيرًا عن الناس في هولندا وبلجيكا، وأتكلم عن ألمانيا لأن الآن في ألمانيا موج الدعوة وكثير من الناس يسلمون وحتى الكفار لاحظوا هذا، وكتبوا عن هذا في الجرائد وفي كل مكان، وفي المجالات، وجدنا هذا في التلفاز، وفي الراديو وفي وسائل الاتصال عمومًا.
الْشَّيْخ مُحَمَّد سَعْد: أيضًا هناك بعض الرسائل التي وصلتنا، إلي أخونا الفاضل محمد سعد نريد أن نسألك عن صحة شيخنا، وهل يوجد تقدم ملحوظ؟ ولي عندك رجاء أسألك بالله أن تحققه لي وهو أن تطلب من الشيخ أبي إسحاق أن يدعو الله لي بأن يحرمني علي النار، وأن يجعلني الله- سبحانه وتعالي- من خدام دينه وأن يرزقني الله- سبحانه وتعالي- زوجًا صالحًا خادمًا لدين الله عاجلًا وأستحلفك بالله أن توصل للشيخ طلبي، وتستحلفه بالله أن يخصني بهذا الدعاء وخصوصًا في سجوده، أسأل الله - عز وجل - أن يحرمني وإياكم علي النار، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,اللهم آمين وبأذن الله سنوصل هذا إلي فضيلة الشيخ.
أيضًا يقول أخ كريم: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات السلام عليكم بعثه الخير إن شاء الله، والله اشعر أن هذه الرحلة كلها خير والحمد لله كنت أتصفح بالأمس بغرض الترتيب المواد التي نقلتها من موقع فضيلة الشيخ وكان من ضمن من فتح آخر خطبة جمعه قبل سفر الشيخ إلي ألمانيا، وكم أدهشني الفرق الشاسع بين هذه الصورة وبين آخر محاضره للشيخ من أسبانيا فقلت علم الله- سبحانه وتعالى- بحاجتنا لوجود الشيخ وأمثاله من العلماء في عالمنا العجيب فألقاه لنا لطفًا بنا، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,جزاك الله أخي عن هذا والحمد لله الشيخ في تقدم وبإذن الله سبحانه وتعالى عندما يعود إلى مصر ستكون
(يُتْبَعُ)
(/)
هناك عدة مفاجآت لا
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[09 - Jul-2010, مساء 09:37]ـ
الْشَّيْخ مُحَمَّد سَعْد: أخت كريمة من تونس صديقة الموقع تقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أولًا: جزاكم الله خيرًا علي هذا اللقاء الماتع الذي أسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم.
ثانيًا: أسأل الله أن يتم علي الشيخ الحويني عافيته.
ثالثًا: أود سؤالكم عن إمكانية استغلال المسلمين المتقنين للغات الأجنبية في الدعوة لدين الله- عز وجل- عن طريق النت، وأين يمكن لهم أن يجدوا المراجع المترجمة الثقة في دعوتهم بارك الله فيكم ونفع بكم
الْشَّيْخ مُحَمَّد سَعْد: أيضًا في هناك أخ من ألمانيا أخونا أحمد يقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نحن جميعًا نحب الأخ بيير فوجل لأن له باعًا في حقل الدعوة إلي الله وقد أسلم علي يديه الكثير من غير المسلمين في ألمانيا لذلك أسأل الله العظيم أن يجعلهم جميعًا في ميزان حسناته، كما أسأل الله العظيم أن يشفي فضيلة الشيخ أبي إسحاق شفاًء لا يغادر سقمًا، وأن يبارك فيك يا شيخ محمد نحن تحدثنا سابقًا في الهاتف، وأشهد الله تعالي أني أحبكم في الله، وأسأل الله - عز وجل- أن يجمعنا في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله إنه ولي ذلك والقادر عليه والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته , جزاك الله خيرًا أخي وأحبك الله الذي أحببتنا فيه, الآن الأخت من تونس سألت سؤال مهم، السؤال أنا أرى أن له وجهان:
الوجه الأول: استغلال المسلمين المتقنين للغة سواء كانوا في بلاد العرب، لأنه ممكن يوجد في بلاد العرب مواقع باللغة العربية، وطبعًا أحب أن أبشر المسلمين في كل مكان أن موقعنا موقع فضيلة الشيخ أبي إسحاق الحويني سيكون له نسخة أخرى باللغة الإنجليزية بعد قليل، أي بعد أيام قليلة، وذلك بإذن الله تعالي حتى تنتشر الدعوة لمن يتقن اللغة الإنجليزية، وبإذن الله تعالى من البشريات لإخواننا في ألمانيا الذين يتحدثون الألمانية أن هناك مقاطع كثيرة لفضيلة الشيخ ستترجم باللغة الألمانية وتبث أيضًا على موقع فضيلة الشيخ وأيضًا على موقع أخونا بيير فوجل بإذن الله تعالي ستكون في الأيام القادمة ونسأل الله تعالي أن تكون لدينا الإمكانيات بأن نترجم الموقع، والمواقع الكثيرة التي تعتني بالدعوة إلى الإسلام وإلى السنة باللغات الأجنبية.
لأننا والله نرى أن كثيرًا من الناس في الغرب هم ملحدون وليسوا نصارى ولا يهود ولا غير ذلك، كثيرٌ منهم ملحدون لا يعتنقون شيئًا إلا الكفر بالله عز وجل، ومنهم من يرق قلبه لمجرد أن يسمع بعض الكلمات عن دين الله سبحانه وتعالي، فالآن كما قلنا السؤال الأول عن استغلال المسلمين المتقنين للغات الأجنبية.
ثانيًا: وهذا مهم جدًا نفترض أنه الآن يسمعنا كثيرٌ من الناس في البلاد الغربية ويريدون أن يجدوا مراجع مترجمة يثقون بها، فهل تقول لهم شيئًا عن ذلك؟
الْدَّاعِيَة بْيِير فوجل:أولاً جزاك الله خيرًا على هذا السؤال وأريد أن أقول أولًا شيئًا هو نصيحة للمسلمين في البلدان الإسلامية والعربية وأبدأ وأريد أن أقول لكم أن النصارى يبذلون جهودًا كثيرة، كثيرٌ من النصارى العلمانيين يدرسون العربية هنا ليذهبوا إلى البلدان العربية ويدعون هناك إلى النصرانية أنا قرأت أن عدد المنصرين في أندونيسيا فقط عشرين ألفًا،درسوا الاندونيسية ويذهبون إلى هذه البلدان ,كم من المسلمين في المغرب والجزائر وتونس يتمكنون من اللغة الفرنسية ويعرفون شيئًا عن الإسلام، سبحان الله أنا أقول لكم اذهبوا إلى هذه البلدان الأفريقية، خذ مثلًا في العطلة الصيفية أنتم تذهبون مثلاً إذا كان عندكم حظ من علم، اذهبوا إلى هذه البلدان الإفريقية التي تنتشر فيها النصرانية مثلًا ويذهب إليهم المنصورون، كيف نحن نترك المنصورون يدعون إخواننا إلى النصرانية ونحن لا نفعل شيئًا؟
كل هذه البلدان في أفريقيا تتكلم فيها اللغة الفرنسية أو اللغة الإنجليزية تقريبًا كل بلد ,إذًا أنتم اذهبوا إلى هناك، أدعوا إلى الله وبين لهم، وكثيرٌ من المسلمين هناك على جهل كبيرٍ لا يعلمون شيئًا، اذهبوا إلي هناك وعلموهم مثلًا الصلاة، علموهم التوحيد، علموهم أن التمائم لا تجوز وهذه الأشياء
(يُتْبَعُ)
(/)
سبحان الله وأنا أتعجب وقلت هذا سابقًا انظروا النصارى يبذلون جهودًا وفي يوم من الأيام طرق الباب عندي، فقام على بابي رجل من بريطانيا ورجل من استراليا ورجل من أمريكا، كلهم منصرون درسوا اللغة الألمانية في فترة قصيرة للذهاب إلى ألمانيا ودعوتهم إلى النصرانية.
أنا أسألهم أنا لا أعرف شخصًا واحدًا جاء إلى ألمانيا درس الألمانية قبل ذلك لدعوة غير المسلمين إلى الإسلام، أنا أعرف شخصٌ واحد ممكن يكون هناك آخرون جاءوا إلى ألمانيا لدعوة غير المسلمين والمسلمين هو أبو إسحاق الحويني الآخرون الذين التقيت بهم جاءوا خاصة للمسلمين، ولكن هو جاء لدعوة المسلمين وغير المسلمين، وعنده حرص شديد يقول دائمًا تعالوا لغير المسلمين نريد أن نخرجهم من الظلمات إلى النور.
لذلك نحن نحتسب الآن النصارى يبذلون جهودًا للدعوة إلى عبادة غير الله إلى عبادة الإنسان , ونحن نجلس، أيها الأخوة عندنا إمكانيات، ممكن أنت لا تستطيع أن تدعو في بلدك، ممكن لا يجوز لك، اذهب في العطلة الصيفية إلى السنغال، خذ بعض الكتب معك باللغة الفرنسية ووزعه وتكلم مع الناس واذهب إلى هناك ووصل إلى الشوارع إن شاء الله، ومثلًا تصور نصراني يذهب إلى هذه القرية، وبعد ذلك أنتم تأتون إلى هذه القرية، ممكن ثلاثة أسابيع، ممكن أسبوعين، ممكن أسبوع.
اذهبوا إلى هناك إلى هذه البلدان من مثلًا جنوب أفريقيا،كل هذه البلدان سبحان الله، هذه فرصه، الآن الترجمات باللغة الألمانية، الحمد لله عندنا في الموقع نحن عندنا الآن نشر الكتب ونترجم كل شهر تقريبًا كتابًا، الآن آخر كتاب صفة صلاة النبي للشيخ ناصر الدين الألباني، هذا الكتاب ترجم ثابتًا ونحن الآن نبيع هذا الكتاب وكتب أخرى عن العقيدة وعن السلوك وهذه الأشياء ,إذًا من يريد كتب باللغة الألمانية، لكن كما قلت لكم عندنا في الموقع كتب لأني طبعًا أنا لا أعرف كل الناس، مثلًا في بلجيكا توجد هناك في بروكسل كلية إسلامية وفيها مكتبة أسلامية وفيها كتب كثيرة باللغة الفرنسية هذا ما أعرفه، في أمستردام يوجد مكان للشيخ نشر التوحيد، وفيها أيضًا كتب باللغة الهولندية كما أعرف هذا للذين يريدون كتبًا باللغة الأجنبية طبعًا بالنسبة للغة الألمانية أنا أعرف نشرنا
الْشَّيْخ مُحَمَّد سَعْد: الحمد لله أجد تواصلًا جيدًا جدًا من الأخوة على موقع الإميل، وهناك أخ بشرنا من ألمانيا، قال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بارك الله فيكم عندنا مجموعة كتب إسلامية باللغة الألمانية، والإنجليزية والفرنسية والصينية والأوردو، وابتداءًا من ترجمة معاني القرءان الكريم إلى آخره، هل تحتاجونها؟ طبعًا نحتاجها فوراً والحمد لله وكما نرى الآن كثيرًا من الأخوة الآن بدأ يتجاوب معنا على الموقع ونقول لأخينا واسمه عمر من ألمانيا جزاكم الله خيرًا وبإذن الله سنتصل بك،واترك لنا رقمك وسنتصل بك بعد انتهاء اللقاء بإذن الله تعالي.
أيضًا هناك رسائل من ضمن هذه الرسائل ,السلام عليكم أود أن أشكر الشيخ أبو حمزة بيير فوجل على حرصه الشديد عل الدعوة ودفاعه عن الإسلام، فقد تأثرت بحماسة الشيخ كثيًرا وشعرت بمدى تقصيرنا في الدعوة أسأل الله- عز وجل- أن يستخدمنا ولا يستبدلنا جزاك الله خيرًا.
وهناك أيضًا رسائل أخرى منها: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، والله يا إخواني أحبكم في الله، أحبك الله الذي أحببتنا فيه، الأخ الألماني لك مني سلام خاص مع خالص المحبة والتقدير، ومن أروع المواقف التي رأيتك بها وأعجبتني واستقرت بذاكرتي حتى أني أستذكرها بيني وبين نفسي وترسل السعادة إلى قلبي، هي عندما سلمت على أخينا المسلم الجديد كريم وضممته بقوة وحين كبرت بصوت خافت، وكنت تمتلئ بالفرحة والسعادة، جزاك الله خيرًا وبارك الله فيك.
وأيضًا أخ أرسل رسالة وقال أتمنى منكم إخواني الأفاضل رفع هذا اللقاء الماتع بأسرع وقت إلى موقعكم ليتم نشره بإذن الله تعالي.
(يُتْبَعُ)
(/)
الْشَّيْخ مُحَمَّد سَعْد: أخونا أبو حمزة إسلام كريم أيضًا قد أثر في شخصيًا وقد أثر في الشيخ لأن كريم عندما سألته هذه المرأة المسلمة لم تكن تلبس الحجاب فاستشارته كأنها تكلم صديقًا لها في العمل، فتقول له: ما رأيك وأنا لا أتذكر أسمه باللغة الألمانية، المهم فقالت له يا فلان أريد أن ألبس الحجاب، وهذا الحجاب في دين الإسلام واجب، فشجعها تشجيعًا حارًا أن تلبس الحجاب مع أنه ليس مسلمًا، ثم لبست الحجاب، وبمناسبة ذلك في مرة من المرات أتت بترجمة باللغة الألمانية لمعان القرءان الكريم وأعطته هدية لأخينا كريم، فالعجيب أنه أخذ الكتاب الترجمة لمعاني القرءان الكريم وذهب إلى البيت.
وظل طوال الليل يقرأ في القرءان وهو يتعجب والذي أثار إعجابه أنه كلما قرأ شيئًا عن شيءٍ محرم قال: سبحان الله هذا الشيء ليس فيه فائدة بل فيه ضرر، وعندما يقرأ شيئًا عن شيء أحله الله يقول سبحان الله هذا فيه نفع هذا الكتاب ليس من عند البشر، المهم الإسلام لم يدخل قلبه كاملاً بعد لكن العجيب أنه أيضًا عندما قرأ الآيات التي تحرم الربا، وطبعًا هو كان يعمل في بنك، والبنوك في البلدان الأوربية كلها بنوك ربوية، قرر أن يترك هذا البنك لأنه علم أن فيه ضرر على أي إنسان مع أنه محرم في الدين الإسلامي مع أنه ليس بمسلم، في اليوم التالي ذهب إلى مدير البنك ثم كتب الاستقالة أي إنسان يفكر في شيء كهذا يقولون عنه أنه به مس من جنون، شيء غريب وعجيب حقًا، سبحان الله.
فعندما فعل ذلك شعر أن قلبه في راحة عجيبة مع أنه لم يسلم بعد، ثم أصبح عاطلًا عن العمل وفي ألمانيا العاطل يموت، هم يدعمونه أي نعم ولكن ليس بمبلغ كافٍ يكفيه هو وأسرته، ثم أراد بعد ذلك أن يبحث عن عمل آخر فذهب إلى مكان آخر وعرض عليهم أنه يريد أن يعمل معهم، الشروط لم تكن تتوفر فيه، فقالوا له: أنت لست بصاحب خبرة فلتذهب الآن ونحن إذا احتجنا إليك سنتصل بك، بعدها بأيام قليلة يتركون كل من تقدم وهم جميعًا تقع عليهم الشروط ثم يتصلون بأخينا كريم ويقولون له أنت لا تنطبق عليك الشروط ولكن نحن اخترناك.
فسبحان الله كأن حديث النبي- صلي الله عليه وسلم-:" مِن تَرْك شَيْئاً لِلَّه عَوَّضَه الْلَّه خَيْراً مِنْه " فأرسلوا إليه تعالى اعمل عندنا، ثم قال: بدأ حب الإسلام ينبت في قلبي نبتة وراء نبتة ويكبر شيئًا فشيئًا، حتى عندما علم أن الشيخ أبو إسحاق موجود في ألمانيا وسمع عما يحدث، ومحاضرة درتموند وأخونا أبو جبريل يعرفه جيدًا، فقال: أنا أريد أن أسلم، فهذا اليوم الشيخ كان عنده علاج وعنده محاليل ,فقلت أنا نفسي قلت لأبي جبريل إلا يمكن أن يكون هذا الأمر غدًا، فقال له: لا أريد أن أسلم الآن، أنا لا أريد أن أنتظر إلى غدٍ، كيف أنتظر لغدٍ وأنا تعجبت من نفسي كيف لي أن أقول ذلك؟ ولكن أنا كنت أريد أن أحرص على صحة الشيخ وأن عنده علاج.
فانتهينا من العلاج الطبيعي وذهبنا فورًا إلى بيت أخ لنا كريم أخونا منصف وأتى كريم إلى هناك ونحن نريد أن نصور، هو يريد أن يسلم ولا يريد أن ينتظر التصوير، ونحن نقول له رويدًا رُويدًا، سبحان الله إقبال عجيب، قلت في نفسي سبحان الله إنك لا تدري متى يُفتح لك فهذا الإنسان فُتِحَ له بواسطة بنت مسلمة أرادت الحجاب فسألته ثم أعطت له الكتاب.
الْدَّاعِيَة بْيِير فوجل:فتح لي بسبب شخص يكره الإسلام، ? يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ? (الصف:8)، سبحان الله وكما قلت لك قبل ذلك الأخت التي أسلمت وهي في مرقص سكري شربت الخمر سبحان الله، الحمد لله الله يهدي من يشاء.
الْشَّيْخ مُحَمَّد سَعْد: ما رأيك في قصة إسلام كريم هل تأثرت بها كما تأثرنا نحن
الْدَّاعِيَة بْيِير فوجل: طبعًا هذه قصة عجيبة ولكن نحن والحمد لله نسمع قصصاً كثيرة مثلًا في يوم من الأيام جاء رجل وهو كان مدمن للمخدرات فقرأ سورة البقرة فقال: هذا هو الحق وأسلم فورًا،والحمد لله،ولكن طبعًا هذه القصة ممتازة وأنا أعرف هذا من نفسي، أنا مثلًا في بداية إسلامي في الواقع أنا كنت ملاكماً محترفًا، واكتسبت مالًا كثيرًا وعندما أقلعت عن الملاكمة ما استطعت أعيش،حتي جاءت المساعدة من حيث لم أحتسب، وطبعًا هذا شيء عجيب
(يُتْبَعُ)
(/)
في يوم من الأيام، كنت مدعواً إلى حفلة لواحد ولد عند النصارى وطبعًا هذا لا يجوز في الإسلام ولكن طبعًا كنت ممكن أن أذهب إلى هناك مع زوجتي متحجبة وإن شاء الله نستطيع أن ندعوا، سبحان الله استخرت الله وركبتُ السيارة، وبعد خمس كيلو متر تعطلت السيارة وما استطعت أن أذهب إلى هذا المكان، وعندي عذر، إذا قال لي لما لم تأت قلت له: أخي عندي عذر السيارة معطلة، ونحن نسمع هذا إن شاء الله يسهل الأمور، ما شاء الله والحمد لله.
الْشَّيْخ مُحَمَّد سَعْد: هناك أحد المستفسرين يسأل يقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هل كنت متزوجًا قبل الإسلام، وإن كان ذلك هل أسلمت زوجتك؟
الْدَّاعِيَة بْيِير فوجل:ما كنت متزوجًا قبل الإسلام، وبالتالي ما أسلمت الزوجة.
الْشَّيْخ مُحَمَّد سَعْد: أخونا بيير فوجل عنده ثلاثة من الأولاد ومتزوج أخت مسلمة من المغرب، بارك الله له في أولاده وأهله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أسأل الله رب العرش العظيم أن يشفي شيخنا وأن لا يحرمنا من علمه وأن يبارك في عمره، وأود أن أوجه كلمة إلى أبي حمزة أقول له: والله لقد أدخلت علينا البشرى بتكبيرك في كل درس فقولك الله أكبر في مفتتح كل درس يذكرنا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:" الإسلام يعلو ولا يعلي عليه " ووالله لقد استفدنا كثيرًا من قصة إسلامك، أسأل الله لنا ولكم الثبات نصركم الله وأيدكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخ آخر يقول جزاكم الله خيرًا، أدخل الله السرور على قلوبكم كما أدخلتم السرور على قلوب المسلمين بهذا اللقاء.
أيضًا تقول أخت من مصر أرجو من الداعية بيير فوجل أن يبلغ سلامنا إلى كل الأخوات في ألمانيا وأننا نحبهن في الله وندعوا لهن بالثبات ونسأل الله أن يجعلنا وإياهن سببًا في نصرة الإسلام والمسلمين وأن يستعملنا ولا يستبدلنا ونكون من الذين وصفهن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- طوبي للغرباء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حيا الله الشيخ محمد سعد والداعية الكبير بيير فوجل الذي بلغت شهرته الآفاق وأسأل الله أن يشفي شيخنا العلامة أبي إسحاق الحويني، أنا لست بشيخ وأخونا بيير فوجل لا يسمى نفسه داعية كبيرًا بل هو يدعو إلى الله- عز وجل- بما نستطيع
أرجو الرد من الشيخ بيير ما هو أول أو أكثر شيء الذي يمس قلب غير المسلم عندما نحدثه عن الإسلام ويقول فعلًا أن هذا الدين حق وجزاكم الله خيرًا.
الْشَّيْخ مُحَمَّد سَعْد: طبعًا هذا سؤال مهم، أنا أراه سؤالًا مهمًا،كثيرٌ من المسلمين سواء كان في البلاد العربية أو في البلاد الإسلامية قد يجلس مع إنسان غير مسلم قد يكون بوذياً، مثلًا يعبد البقر، يعبد صنماً فيحتاج إلي بعض الوقت كيف يدخل إلى قلب إنسان لا يؤمن بالله، أو كيف يدخل إلى قلب إنسان يعبد غير الله سبحانه وتعالي وهذا سؤال مهم نحتاج منك إلى بيان هذا؟
الْدَّاعِيَة بْيِير فوجل:جزاك الله خيرًا لهذا السؤال، لأنه مهم جدًا وطبعًا أولًا: كل إنسان يختلف عن آخر، وأنا أقول لك من البداية أن بعض المسلمين يقولون لا تتكلم عن هذا، ولا تتكلم عن هذا، ولا تتكلم عن هذا أنا أقول أفضل شيء تكلم عن أي شيء من الإسلام، لأن الإسلام هو دين الفطرة وقد يؤثر شيئًا في فطرته وأنت لا تحتسب ذلك
أنا أضرب لكم مثالًا في يوم من الأيام أسلم شخصٌ يزني سُئِلَ لماذا أسلمت؟ قال: استمعت محاضرة عن الزنا، وفي هذه المحاضرة يذكر أن الزنا حرام وأن الزاني يُعاقب في الدنيا والآخرة، المرأة والرجل وسبحان الله، نحن نتصور أن الزنا منتشر هنا جدًا وهذا عادي الرجل الذي يبلغ السن مع الأسف الشديد إذا ما زنا هم يعتبرونه شاذًا ولكن هو أسلم لما استمع إلى هذا لذلك أنا أقول كل شيء يجوز إذا قلت الحق، لأن كل شيء قد يؤثر عليه، ولكن أفضل شيء كما قال النبي- عليه الصلاة والسلام – خصوصًا في الغرب إذ تكلمنا مع النصارى، قال النبي- عليه الصلاة والسلام- لمعاذ:" إنك لتأتي قومًا أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه أن يوحدوا الله " أي التوحيد هذا هو أهم شيء، ولكن علي أي شيء تتكلم، وأنا أري مهمًا جدًا الإنذار وما علينا كما يقول الله تعالي في القرآن:? وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ? (يس:17).
(يُتْبَعُ)
(/)
كثيرٌ من المسلمين يخطئون في هذا ويظنون أن الإنذار بالنار ليس من الحكمة بل هو الحكمة الإنذار من النار، نحن نري هذا في القرآن يعني الأمر الثاني في القرآن الكريم بعدما قال الله تعالي:? اقْرَأْ ? (العلق:1) قال:? يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ? (المدثر:2،1)، ويقول الله تعالي:? رُسُلا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ? (النساء: 165)، إذًا لابد من ذكر الجنة والنار، لابد من البشري والإنذار هذا أهم شيء إذا تكلمت مع شخص حاول أن تتكلم معه عن هذه الأشياء.
وهذه الحكمة الآن كيف أتكلم معه أنا؟ هل أقول له: يا أنت يا أيها الكذا كذا أنت كذا أنت تدخل؟ لا أنا أري من الحكمة كما قال الله تعالي في القرآن وأنا ذكرت هذا آنفًا كما قال هود قال:? إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ? (59) أن نبلغ لهم أننا نحب لهم الخير، والإنذار بالجنة والنار لذلك أنزل القرآن أيضًا الله يقول في القرآن:? فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا ? (مريم: 97).
إذًا الدعوة دائمًا بين البشري والإنذار هذا مهم جدًا، إذا تكلم عن الجنة والنار، تكلم عن الآخرة، وأنا عندي مدخل هو مفيد جدًا خصوصًا في الغرب اسأله عن الغاية في حياته؟ إذا سألت شخصًا ما الغاية في حياتك؟ لهم أربعة أجوبة والله أقول لكم أنا أحتسب لا تجدون إلا هذه الأربعة أجوبة.
الجواب الأول: لا أدري.
الجواب الثاني: الفرح.
الجواب الثالث: السعادة،وأن أعمل كذا كذا.
الجواب الرابع: أحقق ذاتي.
إذا قال لا ادري: أنا أٌقول له شخص لا يدري لماذا يعيش لا يستطيع أن يعيش في سعادة وهم يعترفون بذلك.
وهذه الأشياء، أقول نحن نريد هذا أيضًا، ولكن هذه ليست غاية إذا ذهبت إلى المدرسة الغاية أن تحصل على شهادة و تحصل على تربية ليست الغاية أن تذهب وتقول عندك فرح، والسعادة جميلة ولكن ليست هي الغاية نحن تكلم هكذا، وأنا أقول له إذًا كل هذه الأجوبة سخيفة لأنها ليست فيها غاية، وأنا أسألهم لماذا هذا؟
لو سألتك لماذا تأكل، لماذا تشرب، لماذا تتنفس، كل إنسان في كل بلد يجيب بنفس الجواب تقريبًا، يقول أنا أكل لأن البدن يحتاج لهذا أنا أتنفس لأن البدن يحتاج الأكسجين، أنا أشرب لأن البدن يحتاج إلى هذا، أنا أتزوج لأجل كذا، كل إنسان في كل بلد يجيب بنفس الجواب، لماذا إذًا أنا إذا سألت عن الغاية في حياتك أنت لا تعرف الجواب.
فَعَدَم مَعْرِفَة الْجَوَاب لِسَبَبَيْن:
أولًا: أنت لا تؤمن بالله.
ثانيًا: ليس عندك رسالة تعتمد عليها.
ونبدأ هكذا، إذا قال أنا لا أؤمن بالله، أقول لك أنظر إذا ذهبت مثلًا إلى مكان وأنت تجد كاميرا على الأرض، هل تظن أن هذه الكاميرا تكونت صدفةً من التراب وهي الآن هكذا، أكيد هو يقول لا، إذًا أقول له فما بكاميرا العين أن تستطيع بهذه الكاميرا تصور صورة في ذهنك، كيف هذا هل تظن هذه صدفة، هذا مثال واحد وتوجد أمثلة كثيرة جدًا وهذا مثال بسيط ,أكيد هو يقول بعد ذلك، هذه المحاضرة ممكن تزيد عن ساعة، وأنا الآن أقولها مختصرًا.
مثلًا إذا تكلم عن القرءان، إذا لم تكن عنده رسالة يعتمد عليها لذلك لا يعرف الغاية من حياته، لذلك من يجعل لك غاية الذي خلقك، ? أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ? (الملك:14)، إذًا عليك أن تعتمد على هذا الكتاب وأنا مثلًا أتكلم عن إعجاز القرءان مثلًا:? أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ? (الأنبياء:30) أو? مرج البحرين يلتقيان. بينهما برزخ لا يبغيان ? (الرحمن:20،19) أو? وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ? (الذاريات:47).
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه إعجاز القرءان علينا أن نحفظها، لدعوة غير المسلمين ونتكلم معهم نتكلم على صدق النبي- عليه الصلاة والسلام- وهل نحن نبين لهم البديل نقول لهم أنظر البديل أنت تدخل الإسلام وتتكلم معه بثقة ذاتك، تقولُ له هذا هو الإسلام ومن يقتدي بالنبي- عليه الصلاة والسلام- فإنه يعيش في سعادة، ولا تستطيع أن تحصل على السعادة إلا بالإسلام، لابد أن تتكلم هكذا، والله لما الأخوة كانوا لا يعرفون هذا.
لما كنا في برلين، نحن كنا نتكلم هناك لأنهم لا يرون هذه الثمرة، قلنا لهم هذا هو الطريق، لابد أن نقنعهم ونقول لهم، وأنا أقول لكل شخص أنا كنت كافرًا أعوذ بالله، أنا الآن مسلم ويا أيها المسلمين أنا أتأسف إذا نظرت إلى هذه الحالة النفسية لكثيرٍ من المسلمين الذين يتشبهون بالكفار وينظرون إلى الغرب نظرة الاستحسان والإعجاب ويريدون أن يتكلموا بلغة أجنبية مع العرب.
وهناك بعض الأمهات يتكلمن مع الأطفال باللغة الأجنبية، ويستحيون من اللغة العربية سبحان الله هذا مؤسف، وأنا كما قلت لكم التمهيد وكل هذه الأشياء البشرى والإنذار، وقد أنا عندي محاضرة باللغة العربية سبحان الله الدعوة في الغرب، ممكن هذه وكلها مفقودة وممكن أن ألقي هذه المحاضرة مرة أخرى إن شاء الله.
الْشَّيْخ مُحَمَّد سَعْد: أخ كريم يقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا ممن حضر محاضرة درتموند وأنا كنت أدعو الله أن أحضر أي, محاضرة لفضيلة الشيخ أبي إسحاق الحويني شفاه الله وعافاه وشعرت أجمل شعور لي في حياتي قبل وأثناء المحاضرة وبعدها أيضًا، سؤالي للشيخ الداعية أبو حمزة،كيف أحب أو اختار الشيخ الحويني دون غيره ليضع الدروس الخاصة به على موقعه على النت.
أخ أخر يقول هل أخونا بيير فوجل كان مصارعًا فعلًا وأخبره بالله عليك أني أحبه في الله وإني كلما أراه ينشرح صدري، وقل له لا ينساني في دعائه.
أخ يقول الأخوة الأفاضل هل البث فقط صوتي لأن الصورة للأسف لا تظهر لديه ,والله نحن قلنا أن يكون البث صوتي، ومن الممكن أن يكون البث صوتًا وصورة، ولكن علمنا أن الصورة في بعض الأحيان تكون ثقيلة على النت فيحدث نوع من الانقطاع.
يقول أخ كريم جزاكم الله خيرًا وجعله الله في ميزان حسناتكم ونفع الله بكم نرجوا دعوة الأخ الحبيب بْيِير فوجل, لزيارة مصر ونراه على قناة الحكمة والرحمة ويكلمنا عن حياته وإسلامه لما في ذلك من خير كثير، فما سمعته منه الليلة مؤثرٍ جدًا وانتفعت به كثيرًا وجزاكم الله خيرًا.
الْشَّيْخ مُحَمَّد سَعْد: بإذن الله إن شاء الله تعالي سنفعل ذلك بإذن الله
أيضًا يقول أخ من ألمانيا جزاكم الله خيرًا أنا طالب مسلم من ألمانيا وأريد أن أعلم كيف نتعامل مع أبناء المسلمين الذين لا يهتمون كثيرًا بأمور دينهم وكيف نجعلهم يحبون الإسلام ويلتزمون بتعاليمه، وأضف إلى ذلك تقصير الآباء في هذه الأمور؟
السؤال الثاني: أين تعلم أبو حمزة العلم الشرعي؟ وطبعًا هناك أسئلة بصراحة أسئلة كثيرة جدًا.
أخت تقول بلغوا شيخي أن له ابنةٌ تدعوا له ولكم بكندا، ولذا أشعر بحقارة أنفسنا وتقصيرنا وأنا أشاهد حواره مع كريم، أي تتكلم عن فضيلة الشيخ، وأوقفت الدرس وأنا أبكي بشدة لتقصيري وأنا بكندا فقمت وكان جاري كافرًا فرفعت صوت قراءة القرءان عسى أن يسمع فيسلم وهذا كل ما استطعت فعله، وأشكر أبو حمزة تعلمت منه ذلك وسأقوم إن شاء الله تعالي بتسليمه كتب تنفع في مثل هذه المواقف.
أقول للأخت الكريمة جزاكم الله خيرًا ولا تحقرن من المعروف شيئًا لعل الله- سبحانه وتعالى بأقل شيء تفعليه ممكن أن يهدي الله على يديك رجل أو امرأةً كانت، والنبي- صلى الله عليه وسلم- قال:" لِأَن يَهْدِي الْلَّه بِك رَجُلاً وَاحِداً خَيْر لَك مَن الْدُّنْيَا وَمَا فِيْهَا ".
أيضًا أخ ظريف جدًا يقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بداية أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي الشيخ أبي إسحاق وأن يرده إلينا سالمًا غانمًا، ثانيًا: أريد الزواج من إحدى بنات الأخ أبي حمزة
أخونا أبو حمزة ابنته ثلاث سنوات، وأربع سنوات والأخرى ثلاثة أسابيع بارك اله فيك ولا أمزح في ذلك، وأشهد الله أني أحبه في الله وأريد من الله أن يجمعني به في الدنيا والآخرة، أرجو الرد على الهواء بارك الله فيك وجزاك الله خيرًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
السلام عليكم بارك الله فيكم جميعًا وشفا الله الشيخ شفاءً لا يغادر سقمًا كنت أريد أن أعرف هل للداعية بيير فوجل محاضرات هناك في مساجد في ألمانيا لأن لي أقارب هناك وأريد أن أدلهم عليه فكيف ذلك
الْشَّيْخ مُحَمَّد سَعْد: جزاك الله خيرًا على حرصك الشديد على مثل خير، وأخونا بيير سيقول لك الآن.
الْدَّاعِيَة بْيِير فوجل:المحاضرات في أماكن مختلفة ونحن نتجول من مكان إلى مكان، وإذا أردت أن تعرف أين المحاضرة التالية، عليك أن تدخل إلى الموقع المسلم دل وهذا أسهل بالنسبة لك Muslimgube@dle ، وهناك دائمًا المحاضرات وليس لي فقط بل لمجموعة من الدعاة الذين يتكلمون ويدعون باللغة الألمانية.
الْشَّيْخ مُحَمَّد سَعْد: إن شاء الله تعالي على موقعنا سيكون موقع أخينا أبو حمزة موقع من المواقع الصديقة، من أراد أن يدخل موقعه فليدخل إلى موقعنا في المنك الخاص بالمواقع الصديقة سيكون موجود عليه قريبًا بإذن الله.
أخ يقول: السلام عليكم والله من قديم وأنا أتمني أن ألتقي مع شيخنا وحبيبنا أبي إسحاق مع أخي الداعية أبي حمزة، شفا الله شيخنا الحبيب ونفع الله به الإسلام والمسلمين، يقول أخي محمد سعد إسلام أخينا كريم ما هو إلا درس للعرب المسلمين في أوروبا ولنا كذلك وأنا أحبك في الله وحفظ الله الإمام العلامة أبو إسحاق الحويني، أستحلفك بالله أن توصل رسالتي لفضيلة الإمام أحبك في الله كثيرًا يقول للشيخ أبي إسحاق أولًا: أحبك الله الذي أحبتني فيه
ثم يقول هذا الأخ الكريم للشيخ أبي إسحاق الحويني، أحبك في الله كثيرًا وأتمنى دائمًا أن أراك وحلمي أن أسلم عليك فقط، وأتمنى من الله أن يأخذ من صحتي ويعافيك أسأل الله- عز وجل- أن يشفيك شفاءًا عاجلًا وأرجو منك أن تدعوا لي بالهداية، وجزاك الله خيرًا أخونا الكريم محمد سعد حفظك الله وشيخنا أخونا من القاهرة الأخ عمر من القاهرة.
أولًا: جزاك الله خيرًا على هذا الكلام، ولو سمعك الشيخ لقال لك لا تدعو له بهذا الدعاء فادعوا الله أن يعافيك بارك الله فيك.
أيضًا هناك أخ كريم يقول أنا أقترح تكوين مكتبة الكترونية شاملة لكتب العقيدة الإسلامية الصحيحة والدين الإسلامي، حيث أنه توجد كثير من الكتب المطبوعة ولكنها غير مرفوعة على الانترنت، أنا شخصيًا عندي كتب بالروسية والإندونيسية والفرنسية فاقترح أن يتم إنشاء مؤسسة خاصة للإشراف على النشر والترجمة، وأخونا الكريم وضع أميله على الموقع.
جزاك الله خيرًا على هذا الشعور، وأنا والله أقول لمن يسمعوننا الآن هناك تجاوب رائع مع هذه الحلقة، وإحساس كبير بالمسئولية الملقاة على عاتق المسلمين في كل مكان،وكما قلنا في أول الحلقة أن الدعوة ليست مقصورة على الدعاة، الدعوة لجميع الناس، وكما قلت أن النبي- صلي الله عليه وسلم-:" لِأَن يَهْدِي الْلَّه بِك رَجُلاً وَاحِداً خَيْرٌ لَك مَن الْدُّنْيَا وَمَا فِيْهَا " ونقول للمسلمين في كل أنحاء العالم لا تظن بنفسك سوءًا، ولا تظن بنفسك شرًا، ولا تظن بنفسك أنك صغيرًا،ولكن اعمل وتعلم وادعوه لعل الله- عز وجل- أن يهدي على يديك رجل واحد، أو عدد كبير من الرجال.
ونقول أخي الكريم تواصل مع أخينا أبي حمزة عن طريق موقعه وبإذن الله سبحانه وتعالى ستجد خيرًا كثيرًا.
أخ يقول نريد أن نطمئن على صحة فضيلة الشيخ أبي إسحاق وهل ممكن أن يزور الشيخ بيرموس، نقول أن شاء الله تعالى بإذن الله تعالي لعله يكون قريبًا
السلام عليكم شفا الله شيخنا الحبيب ونفع به الإسلام والمسلمين أخي الحبيب أبو حمزة ما ردك على قول المسلمين العرب في أوروبا نحن محصورون في تبليغ الدعوة ليس مثل المسلمين الغير العرب، يقول: أن فيه من المسلمين العرب في أوروبا هم كأنهم مضيق عليهم، أو أنهم لا يستطيعون أن يتكلموا بحرية كما يتكلم الأخوة الألمان، فهل هذا الكلام عندك عليه تعليق؟
(يُتْبَعُ)
(/)
الْدَّاعِيَة بْيِير فوجل: هو يقصد بهذا أن الألمانيين، المسلم الألماني يستطيع أن يتكلم بحرية أكثر، هذا حسب النظام ليس كذلك، بل للأسف الشديد كثير من المسلمين يظنون ذلك، يظنون أن لا يجوز لهم أن يتكلموا في الدين وأن يدعوا الناس ولكن الأمر ليس كذلك، بل الحرية هنا لكل إنسان، الآن طبعًا المسمي بالحرية، ولكن عندنا أشياء نحن نستطيع أن نفعل هذا، أنا أستطيع أن أقوم هنا في الشارع وأيضًا العربي وأن يوزع الكتب عن الإسلام، ونحن نعرف هذا، في أي مدينة في ألمانيا الآن نوزع الكتب، وأنا أستطيع الآن أن أرفع صوتي وأقول الإسلام هو دين الحق ولا أحد يستطيع أن يفعل شيئًا حتى لو كنت عربيًا الجنسية، هذا لا مشكلة.
الْشَّيْخ مُحَمَّد سَعْد: أخ كريم يقول: السلام عليكم ورحمة الله، الشيخ الكريم الفاضل محمد سعد أسأل الله الشفاء للشيخ أبي إسحاق الحويني أسأل الله أن يوفقه للدعوة إلى الله – سبحانه وتعالى- وأسأل الله أن يهدي كل الألمان أحب الشيخ أبي حمزة كثيرًا، والله لقد زاد حبي لألمانيا لما علمت أن فيها رجل مثل الشيخ الكريم أبي حمزة، نرجوا من الإخوة الكرام كما قلت لكم نحن نسأل الله أن يسترنا في الدنيا والآخرة.
أخونا عبد الرحمن من مصر يسكن في مصر الجديدة، يقول جزاكم الله خيرًا عن هذا اللقاء الماتع، والله إني أشعر بالحياء لتقصيري إلى الدعوة إلى الله- سبحانه وتعالي-، وأنا في أمريكا وقد أثر في كثيرًا لقاء الشيخ مع الأخ كريم أسأل الله أن يمتعنا بشيخنا أبي إسحاق وجزاكم الله كل خير،وأرجو أن يفيدنا الأخ أبو حمزة عن بعض الخطوات التي أبدأ بها دعوة جيراني علمًا بأنني لم أتعامل معهم قط؟ وأيضًا أريد أن أعرف كيف يمكن أن أحصل على مطويات وكتيبات مجانًا وجزاكم الله عنا كل خير.
الْشَّيْخ مُحَمَّد سَعْد: أخونا كريم جزاك الله خيرًا ونحن سعداء أنك تأثرت أنت وغيرك بهذا اللقاء،ونسأل الله- سبحانه وتعالى- أن يكون هذا اللقاء في ميزان حسناتنا، وأنا بصراحة هناك رسائل كثيرة
عشرات الرسائل موجودة على الموقع، وأنا لا أستطيع أن أرد على كل هذه الرسائل، ولكن بإذن الله تعالي الأسبوع القادم سيكون لنا لقاء آخر بإذن الله تعالي أيضًا على الهواء مباشرة عن طريق الموقع وسنعلن عنه إن شاء الله في خلال أيامٍ قليلة.
وأحب أن أذكر الإخوة أن محاضرة الشيخ الحويني ستكون بإذن الله تعالي يوم الأحد القادم في مدينة ميونخ الساعة الخامسة بتوقيت القاهرة الرابعة بتوقيت ألمانيا،وأخينا أبي حمزة يقول لكم ولكل من يستمع إلينا خاصة من إخواننا في ألمانيا تعالوا لغير المسلمين، الشيخ إنما أتى إلى هنا ليدعوا المسلمين وغير المسلمين.
أيضًا هناك أخ يقول أبشرك أخي أبو حمزة أنك إن كنت مشهورًا في ألمانيا كداعية، فقد أصبحت الآن مشهورًا ومحبوبًا جدًا في العالم العربي لدرجة أن ابنتي ثلاثة سنوات تقلد طريقتك الحنفية في التكبير والسؤال الأخير: هل هناك إمكانية في حضورك إلى مصر وعمل لقاء بقناة الحكمة أو أي قناة إسلامية أو عربية، وجزاكم الله خيرًا.
طبعًا هناك أيضًا رسائل مكتوبة باللغة الانجليزية وغيرها، وهناك سؤال كان أخ يقول لماذا اخترت الشيخ أبو إسحاق والأخ أبو حمزة سيجيب لكم عن هذا السؤال؟
الْدَّاعِيَة بْيِير فوجل: أولًا: هو سأل كما أتذكر لماذا أنا اخترت الشيخ أبي إسحاق ولماذا باللغة العربية توجد فقط دروس للشيخ أبو إسحاق أظنه هكذا، ولكن أنا عندي دروس باللغة العربية لشيوخ آخرين مثل محمد حسان ومحمد حسين يعقوب وكل علماء السلفيين محبوبون عندنا، ولكن أنا ما اخترت الشيخ أبو إسحاق بل الأمر ممكن يجعلكم تبكون.
أنا كنت دائمًا أدعو الله أن يرشدني إلى عالم يرشدني إلى السنة، لأن هناك قول عظيم للشافعي يقول: من أكبر نعم الله علي الشاب أن يرشده الله إلى عالم من علماء السنة، وأنا كنت دائمًا أدعوا الله أن يرشدني إلى عالم من علماء السنة الذي يرشدني إلى السنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي يوم من الأيام وصل إلي رسالة قالت امرأة أنا في مصر وهي من ألمانيا وأنها تعرف زوجات الشيخ أبي إسحاق، قالت هو مريض،وهو يريد أن يأتي إلى العلاج إلى بلد مثل ألمانيا، فقلت لها هذا رقمي وما عرفت ولا أدري، وفي يوم من الأيام وصل إلى رسالة كتب عليها أنا أبو إسحاق الحويني، وهذا لا يصدق، وأنا عرفته، وأنا اتصلت به وكنت مسرورًا جدًا وتكلمت معه ولاحظت هذا، سبحان الله ولذلك أنا ما اخترت أبا إسحاق الحويني بل الله اختاره لنا، والحمد لله وجزاكم الله خيرًا.
الْشَّيْخ مُحَمَّد سَعْد: نعم الإخوة هنا في ألمانيا مسرورون بشدة من وجود فضيلة الشيخ شيخي وأستاذي فضيلة الشيخ أبي إسحاق، ويعلم الله- عز وجل- أنهم يريدون فعل أي شيء للشيخ، بل هنا جنود مجهولون جزاهم الله خيرًا عنا خير الجزاء، ولا أستطيع أن أتكلم الآن باستفاضة عن هذا الموضوع ولكن إن شاء الله المرة القادمة سأذكر لكم بعضًا من ذلك.
أيضًا هناك أخ يقول: ثلاثة تشرق الدنيا بطلعتها شمس الضحى وأبو إسحاق والقمر، أسأل الله أن يشفي شيخنا الحويني وأن يبارك في عمره وأن يمتعنا ببقائه وعلمه.
يقول أخ كشفت تقارير صحفية أن خطيبة لاعب المنتخب الألماني الذي سجل هدفه الوحيد في مرمى غانا في مباراة الأربعاء بكأس العالم في جنوب إفريقيا مسعود أوزيل قد اعتنقت الدين الإسلامي في احتفال بسيط أقيم في جوهانسبرج قبل انطلاق المونديال.
أيضًا أخ يقول: من أين لي بمصحف مترجم إلى الألمانية، أكيد فيه مصحف مترجم إلى الألمانية.
الْدَّاعِيَة بْيِير فوجل:، إذا كان يعيش في ألمانيا يستطيع أن يتصل بنا وعندنا مصاحف كثيرة ونوزعها مجانًا وإذا عاش في مصر هناك أناس في أسكندرية وعندهم مصاحف كثيرة باللغة الألمانية.
الْشَّيْخ مُحَمَّد سَعْد: يقول أخ كريم إني أحبكم في الله، أحبك الله الذي أحببتنا فيه، شفا الله شيخنا الحبيب المحدث أبي إسحاق الحويني، الأخ الحبيب أبي حمزة ما شعورك وأنت تجلس أمام شيخنا الحبيب؟
الْدَّاعِيَة بْيِير فوجل:هناك خصوصًا في البداية أني رأيته في التلفاز واستمعت لمحاضراته، فإذا به أمامي، طبعًا هذا شيء عجيب وسبحان الله الشيخ أبو إسحاق طبعًا أنا ما عرفته كما أعرفه الآن، هو شخص متواضع جدًا،إذا تكلمت معه كأني أتكلم مع أبي، كأني أعرفه منذ زمان وهكذا وهو ينصحنا وهو كما قلت لكم أيضًا هو دائمًا لا يرفض أحدًا، هو أراد حتى وهو لا يستطيع هو يريد أن يساعد الناس ما شاء الله جزاه الله خيرًا ونسأل الله أن يدخله الجنة
الْشَّيْخ مُحَمَّد سَعْد: يقول: السلام عليكم فضيلة الشيخ محمد سعد وكما قلت لست بفضيلة الشيخ وسلامي للأخ أبي حمزة،كيف حال شيخنا الإمام أبي إسحاق والله كم اشتقنا إليه في مصر، ولكن في مقابل هذا فرحنا كثيرًا بهذه الفتوحات والبشريات، ويا حبذا لو يفكر شيخنا في تكرار هذه الرحلة الدعوية ويجوب سائر دول العالم لأني أرى أن الله قد وضع له القبول في الأرض.
جزاك الله خيرًا وهناك رسائل كثيرة وأنا في الحقيقة كنا متفقين على أن تكون هذه الحلقة لمدة ساعة واحدة، والآن أصبحت ساعتين ونصف، فأعرف أن الحمد لله أن فضيلة الشيخ أبي إسحاق محبوب من الكثير من إخواننا وأخواتنا في بلاد العالم الإسلامي وأعلم أنكم جميعًا تريدون أن تطمئنوا عليه وأن تعرفوا كل أخباره، وأن تعرفوا أيضًا أخبار الذين أسلموا وأخبار أخينا أبى حمزة وغير ذلك من الأخبار التي تهمكم جميعًا ولكن كما قلت لكم بإذن الله تعالي سنعاود هذه الحلقة مرة أخرى في الأسبوع القادم إن شاء الله تعالي، وإلى أن يحين هذا اللقاء أتوجه بالشكر إلى أخي الحبيب أبي حمزة بيير فوجل وأشكر أيضًا كل من ساهم في نقل هذا البث المباشر عبر موقعنا، وأشكر أيضًا الذين تجاوبوا معنا عن طريق الموقع، وأسأل الله رب العرش العظيم أن يشفي شيخنا وأن يبارك في عمره وأن يحسن في عمله وأن يختم له بخير، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
تَم بحَمْد الْلَّه الْلِّقَاء الْأَوَّل لِشَيْخِنَا مُحَمَّد سَعْد حَفِظَه الْلَّه مَع الدَّاعِيَة بْيِير فوجل فَمَا كَان مِن صَوَاب فَمِن الْلَّه وَمَا كَان مِن خَطَأ أَو تَقْصِيْر فَمِن أَنْفُسَنَا وَسَامِحُوْنَا إِذَا وَجَدْتُم بَعْض الْأَلْفَاظ غَيْر صَحِيْحَة وَذَلِك لصُعُوْبَة مَعْرِفَتِهَا انْتَظِرُوْنَا فِي تَفْرِيْغ اللِقَاءَين الْثَّانِي وَالْثَّالِث إِن شَاء الْلَّه نَسْأَلُكُم الْدُّعَاء (أُخَتُكُم أَم مُحَمَّد الْظَّن)
انتهى اللقاء الأول
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[09 - Jul-2010, مساء 09:38]ـ
http://alheweny.org/aws/play.php?catsmktba=10386
الرابط الصوتي
ـ[رضا العربي]ــــــــ[09 - Jul-2010, مساء 10:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكر الله لك أختنا الكريمة وبارك فيك وثقله في ميزان حسناتك
وشفى الله شيخنا الأغر الأحب، وعفا عنه وعافاه وبارك لنا في عمره وعلمه وزاده علما وفضلا ونفعا للأمة .... آمين
بقيت إشارة أن توقيعك-أختاه- فيه أخطاء مطبعية من العجلة: فهو
اللهم إرزقنا الإخلافي القول والعمل في السر والعمل
وصحتها: اللهم ارزقنا الإخلاص ............. والعلن
شكر الله لكِ ودمتِ بفضل منه ونعمة،
ونسألكم دعوة صالحة بظهر الغيب http://majles.alukah.net/majimgs/buttons/quote.gif (http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&p=385528)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[09 - Jul-2010, مساء 10:45]ـ
جزاكم الله خيرا نعم هو للعجلة نفع الله بكم ورزقنا واياكم الإخلاص في القول والعمل(/)
جواب محقق للشيخ الطريفي عن مسألة الغناء
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[09 - Jul-2010, مساء 09:39]ـ
على الألوكة الأم:
http://www.alukah.net/Sharia/0/23267/
بالنسبة لسؤال الأخ عمر في هذه المسألة، وهي ما تتعلق بمسألة الغناء وكثر الكلام حولها في الزمان المتأخر.
أولاً: هذه المسألة من المسائل الواضحة البينة:
والحقيقة أن الإنسان يعجب ويحتار من كثير من الأطروحات التي تطرح في وسائل الإعلام.
ومن نظر إلى النصوص لم يجد مناصا ولا مفرا من القول والقطع والجزم بتحريم الغناء ويكفي في ذلك ما جاء في صحيح البخاري من حديث أبي مالك وأبي عامر الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف".
فذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم المعازف، وهذا الخبر خبر صحيح لا إشكال في صحته، وقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسناد صحيح كالشمس، ولم يستطع أحد من المتأخرين أن يتكلم عليه بإعلال.
وقد جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام من حديث أبي عامر وأبي مالك الأشعري، وجاء أيضاً من غير هذا الوجه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنص بتحريم شيء من آلات الطرب؛ كما جاء عند الإمام أحمد في كتابه المسند من حديث علي بن بديمة عن قيس عن عبدا لله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله حرم علي الخمر والميسر والكوبة"؛ قال علي بن بديمة: "الكوبة الطبل".
وكذلك أيضا ما ظهر في كلام الله سبحانه وتعالى ? وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ? [لقمان: 6] قال غير واحد من المفسرين من الصحابة كعبد الله بن عباس وجابر بن عبد الله وكذلك عبد الله بن مسعود عليهم رضوان الله تعالى القول بتحريم الغناء بناء على هذه الآية وأن لهو الحديث هو الغناء.
وقد جاء هذا بإسناد صحيح عن عبد الله بن عباس وجاء أيضا عن عبد الله بن مسعود كما روى ابن جرير الطبري في كتابه التفسير عن عبد الله بن مسعود عليه رضوان الله تعالى قال: "والله الذي لا إله إلا هو إن لهو الحديث لهو الغناء".
وعبد الله بن مسعود عليه رضوان الله تعالى هو من أئمة القراءة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح خذوا القرآن عن أربعة، وذكر منهم عبد الله بن مسعود عليه رضوان الله تعالى.
وهو من هو في هذا المقال، بل قد جاء عن عبد الله بن عباس عليه رضوان الله تعالى أنه سأل أصحابه أي القراءة عندكم أقوى، قالوا: قراءة عبد الله، يعني عبد الله بن مسعود عليه رضوان الله تعالى، وهذا عبد الله بن عباس شاهد عن أصحابه.
وكذلك جاء عن جابر بن عبد الله كما رواه ابن جرير الطبري عن جابر بن عبد الله أنه قال: "لهو الحديث في هذه الآية هو الغناء".
وكذلك أيضا جاء عن عبد الله بن عباس عليه رضوان الله تعالى وعن غيره من السلف من كبار المفسرين كعكرمة وكذلك قتادة وسعيد بن جبير وميمون بن مهران وعلي بن بديمة وكذلك عطاء وغيرهم من أئمة السلف، ولا أعلم في هذا خلافاً عندهم في أن المراد بهذه في هذا الموضع أن المراد به الغناء.
ويكفي في هذا أن عبد الله بن مسعود -عليه رضوان الله تعالى- الذي أقسم أن المراد بهذا اللهو هو الغناء هو الذي قد قال كما جاء في البخاري ومسلم: "والذي نفسي بيده لا أعلم سورة في كتاب إلا وأنا أعلم فيم نزلت، ولا أعلم آية في كتاب الله إلا وأنا أعلم فيم نزلت، ولو كنت أعلم أحداً أعلم مني بكلام الله تبلغه الإبل لأتيت إليه".
والمراد من هذا أن لديه من العلم والكمال في هذا الباب ما لم يتحقق عند كثير من الناس.
والعجب في ظهور هذه الأقوال الشاذة مع ظهور هذه الأدلة.
كذلك أيضا إجماع كثير من الأئمة من السلف؛ فمن نظر إلى الغناء يبدو لي أن هذه المسألة هي بالظهور والأمر الواضح البين حتى إن كثيرا من العلماء يحكون الإجماع.
وأذكر أني وقفت على أكثر من خمسين عالماً لا ينص على التحريم بل يحكي الإجماع.
فمسألة الإجماع، يعني أن العلماء قد تتبعوا المسائل وعرفوا الشاذ منها وغير الشاذ المعتبر وغير المعتبر، وهذا في سائر المذاهب الفقهية الأربعة كالإمام أحمد ومالك والشافعي وأبي حنيفة وغيرهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
بل إن بعض العلماء من الأئمة الكبار من المحققين من المذاهب الأربعة من وضوح المسألة عنده قال بأن من قال باستحلال الغناء إذا اقترن بمعازف أنه ربما يصل -إن كان مستحلا لذلك على يقين وقامت عليه الحجة - إلى التكفير.
وهذا القول - وإن كان قد قال به من الأئمة الكبار الحفاظ- لا أميل إليه، وقد ذهب إلى هذا شيخ الإسلام ابن تيمية عليه رحمة الله كما في كتابه بيان تلبيس الجهمية، كذلك أيضا ابن قدامة عليه رحمة الله كما نقله القاضي ابن أبي يعلي في كتابه الطبقات، وكذلك أيضاً قاله القاضي عياض، وكذلك أيضا جماعة من الفقهاء من الحنفية كالبزاز وغيره، وهؤلاء من أساطين الفقه والدراية والمعرفة حيث أنهم قطعوا بمثل هذا القطع.
إن من يتكلم على مسألة الغناء ويثير جملة من المسائل يظهر لي -والله أعلم- أن الشبهات التي تطرأ على كثير من الناس بسبب جهلهم بلغة العرب، ويظنون أن الكلام الذي يرد في كلام بعض السلف من إطلاق هذه اللفظة -لفظة الغناء- أنهم يريدون بها المعازف، فيخلطون بين المعازف من آلات الطرب واللهو من الموسيقى والمزمار وغيرها مع كلمة الغناء التي ترد في بعض استعمالاتهم.
كلمة الغناء عند العرب في الجاهلية وكذلك ربما إلى زمن قريب يريدون بذلك الغناء هو تلحين ذلك الكلام الذي يتلفظ به الإنسان بين وقت وآخر إذا كان مسجوعاً يقال فلان يغني، أو دخلت عليه وهو يغني، إذا كان يترنم. وهذا معلوم.
فيجدون بعض النصوص المشتبهة في كلام بعض السلف فيقولون أنهم يقولون بجوازه، وهذا لاشك أنه من أكثر ما يوقع أهل الجهل في مخالفة أمر الله سبحانه وتعالى، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية عليه رحمة الله أن من أكثر ما يوقع كثير من غير أهل الاختصاص في مخالفة أمر الله عز وجل عدم فهم المصطلحات في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتنزيلها على زمنهم بعد تغييرها. وهذا ينبغي أن يحمل عليه.
ولهذا يعلم أن في لغة العرب وما جاء عن النبي عليه الصلاة و السلام من سماعه لبعض أغاني الجواري فالمراد بذلك هو الأناشيد في زماننا، وذلك إنما تغير المصطلح، فالمصطلح يتغير، ولهذا الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العظيم ? وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ ? [يوسف: 19] فالمراد بالسيارة هي ليست السيارة المعتادة في زماننا، وهذا قطعاً معلوم، فهل نقول أن هذه هذه.
ثمة مصطلح يضعه أهل عصر على حال يختلف عن الحال أخرى لاشتراك بينها بعلة من العلل جاء أو ساغ أن يلحق هذا بهذا، أو لوجود أصل لغوي يجوز للإنسان أن يلحق هذين المعنيين بأصل سائغ وجائز من أمور المصطلحات.
كذلك من الأمور التي أشار إليها الأخ عمر وهي مسألة الاستفتاء والفتوى إلى من؟
العقل يقتضي والنظر أن الإنسان إذا أصيب بعي في جسده أنه يلتمس في ذلك أدق الناس من أهل الطب، وكذلك ربما ارتحل وسأل وبحث عن أهل الخبر، فإذا أصيب بعي أو جهالة في دينه يبحث عن ماذا؟ والعجب من كثير من الناس أنه يلتمس قال فلان، ويظن بهذا، ولو كان جسده يضعه بين جراح لا يعلم أو سمع باسمه ونحو ذلك لاستكبر هذا واستثقله وعده أهل الناس من أهل الاستعجال وكذلك الإلقاء بنفسه للتهكلة، فكيف بإنسان يضع دينه عند من لا يفقه من كلام الله سبحانه تعالى ولا كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً.
من الأمور التي ينبغي أن تعلم أن كثير من العامة يخلط بين القارئ ويخلط بين الصالح المتدين وبين إمام المسجد وبين من كان مظهره كمظهر أهل الصلاح ونحو ذلك، وهذا لم يكن في السابق، في السابق كان جملة الناس على هيئة واحدة، ولكن لما فرط كثير من الناس في المظاهر؛ لانسياقات متنوعة أو لأهواء أو نحو ذلك أو قناعات متنوعة - انفصلت كثير من المظاهر فوقع اللبس عند كثير من الناس، فأصبح إمام المسجد يسمى عالماً، وأصبح القارئ يسمى عالماً ونحو ذلك.
ولهذا لو نظرنا إلى القراءة في كلام الله عز وجل وإجادتها فإنها في ذاتها لا تعني شيئاً.
يقول عبد الله بن عباس عليه رضوان الله تعالى كما رواه ابن جرير الطبري وغيره من حديث الضحاك عن عبد الله ابن عباس قال في قول الله تعالى: ? يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ ? [البقرة: 269] قال: الحكمة هي معرفة تفسير كلام الله، وليست قراءته، فإن قراءته يجيدها أو يحسنها البر والفاجر.
(يُتْبَعُ)
(/)
والمراد من هذا أن يُعلم أن مجرد التلفظ بشيء من كلام الله عز وجل أو حسن الصوت ونحو ذلك، وكذلك انسياق كثير من العامة لأمثال هذه التنغمات أو هذه التحسينات في الصوت أنه هذه أمور قدرية، هذه توجد مع الإنسان كمسألة جمال الخلقة ونحو ذلك ينبغي أن لا يكون هذا الأمر هو مما يدور عليه مسألة الفقه في دين الله عز وجل.
من الأمور والقضايا المهمة أن كثيراً من الناس من يتكلم على هذه المسألة يتشبث بأقوال بعض الأئمة الذين هم من أهل الإمامة والفقه في دين الله عز وجل، ولكن لديهم من الأقوال والشذوذ ما ينبغي أن يقف عنده طالب العلم وكذلك عنده أيضا المتعلم.
كثير من الناس من يتكلم على مسألة الغناء يورد مثلا كلاماً لابن حزم الأندلسي، ابن حزم الأندلسي مع جلالته وإمامته وحفظه إلا أن لديه أصولاً لا تستقر عند أهل العلم، كذلك أيضاً لديه جملة من المسائل ما يتعلق بمسائل وقضايا العقائد فهو مما يوافق الجهمية في بعض المسائل وليس في كلها فيما يتعلق في صفات الله سبحانه وتعالى وفي أسمائه.
كذلك أيضاً هؤلاء الذين يوردون كلام ابن حزم عليه رحمة الله في مسألة الغناء ونحو ذلك ما يقولون مثلا في كلامه إذا تكلم في مسائل الحكام، وكذلك كفرهم فيما يتعلق بمسائل إطلاق الكفر على من والى كافراً، كذلك أيضا ما يتعلق بمسألة التكفير على من أعان مشركا ولو بجزء يسير من الإعانة، وتكفيره وعدم قبول إسلامه إلا بتوبة ناصحة. وهذه من الأصول التي يجري عليها ابن حزم، كثيرٌ ممن يتعلق بها هل يقال أن من قلده في مثل هذا أنه مقلد مجتهد معذور، أم أنه من الخوارج المارقين؟
يقال أنه ينبغي الإنصاف والعدل أن تؤخذ المسألة بالرجوع إلى الكتاب والسنة، والرجوع إلى كلام السلف الصالح من الصحابة والتابعين لا نلتفت لقول فلان ولا لقول فلان حتى يسلم لنا الدين؛ لأن الله جل وعلا ائتمننا على الأجساد والأبدان، ائتمننا كذلك على الدين أن نقوم بالحفاظ على هذا الدين وألا نضع أجسادنا وأبداننا وكذلك أدياننا بين يدي أي جراح نراه، بحيث أن الإنسان يحلل ويحرم، كذلك أيضا يضع مبضعه في جسد الإنسان وكذلك في دينه كيفما شاء، ونظن أننا معذورون بهذا الفعل، نقول ما تريد أن تتحرى به لبدنك فتحر به لدينك والله جل وعلا خصيمك ويتولاك
ـ[أبو العباس آل حسن]ــــــــ[09 - Jul-2010, مساء 10:37]ـ
جزاك الله خيرا.(/)
خطبة جمعة ألقاها عادل الكلباني عام 1411هـ يحرم فيها الغناء بالأدلة
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[10 - Jul-2010, صباحاً 12:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كنت أتابع ردود أهل العلم على رسالة " تشييد البناء في إثبات حل الغناء "
فوجدت خطبة جمعة عن حبائل الشيطان ألقاها فضيلة الشيخ عادل الكلباني عام 1411هـ
وقد ذكر الشيخ فيها الأدلة على تحريم الغناء من الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة،
أترككم مع هذا الخطبة وأتمنى من الشيخ عادل أن يستمع إليها ويراجع نفسه وأقسم بالله العظيم أن تراجعه لايزيده عند الله وعند الناس إلا رفعة.
حبائل الشيطان للشيخ عادل الكلباني عام 1411هـ
.
للمشاهدة
هنا ( http://www.naqatube.com/view_video.php?viewkey=bd57ae5 f268e8a2270c4)
للأخ مصابيح السنة من موقع بناء الفكر والثقافة(/)
مراتب الجهاد
ـ[العوضي]ــــــــ[10 - Jul-2010, صباحاً 11:18]ـ
مراتب الجهاد
للإمام ابن قيّم الجوزية رحمه الله
الجهادُ أربع مراتب:
جهادُ النفس،
وجهادُ الشيطان،
وجهادُ الكفار،
وجهادُ المنافقين.
فجهاد النفس أربعُ مراتب أيضاً:
إحداها: أَنْ يُجاهِدَها على تعلُّم الهُدى، ودين الحق الذي لا فلاح لها، ولا سعادة في معاشها ومعادها إلا به، ومتى فاتها عِلمُه، شقيت في الدَّارين.
الثانية: أن يُجاهدها على العمل به بعد علمه، وإلا فمجرَّدُ العلم بلا عمل إن لم يَضُرَّها لم ينفعْها.
الثالثة: أن يُجاهدها على الدعوة إليه، وتعليمِهِ مَنْ لا يعلمهُ، وإلا كان مِن الذين يكتُمون ما أنزل الله مِن الهُدى والبينات، ولا ينفعُهُ علمُهُ، ولا يُنجِيه مِن عذاب الله.
الرابعة: أن يُجاهِدَها على الصبر على مشاقِّ الدعوة إلى الله، وأذى الخلق، ويتحمَّل ذلك كله لله. فإذا استكمل هذه المراتب الأربع، صار من الربَّانِيينَ، فإن السلفَ مُجمِعُونَ على أن العَالِمَ لا يَستحِقُّ أن يُسمى ربَّانياً حتى يعرِفَ الحقَّ، ويعملَ به، ويُعَلِّمَه، فمَن علِمَ وَعَمِلَ وعَلَّمَ فذاكَ يُدعى عظيماً في ملكوتِ السموات.
وأما جهادُ الشيطان، فمرتبتان:
إحداهما: جهادُه على دفع ما يُلقى إلى العبد مِن الشبهات والشُّكوكِ القادحة في الإيمان.
الثانية: جهادهُ على دفع ما يُلقى إليه من الإرادات الفاسدة والشهواتِ.
فالجهادُ الأول يكون بعده اليقين، والثاني يكون بعدَه الصبر. قال تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُواْ، وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة: 24]، فأخبر أن إمامة الدين، إنما تُنال بالصبر واليقين، فالصبر يدفع الشهواتِ والإرادات الفاسدة، واليقينُ يدفع الشكوك والشبهات.
وأما جهادُ الكفار والمنافقين، فأربع مراتب:
بالقلب، واللِّسان، والمالِ، والنفسِ،
وجهادُ الكفار أخصُّ باليد (1)، وجهادُ المنافقين أخصُّ باللسان.
"وجهادُ المنافقين أصعبُ مِن جهاد الكفار، وهو جهادُ خواصِّ الأمة، وورثةِ الرُّسل، والقائمون به أفرادٌ في العالَم، والمشارِكُون فيه، والمعاونون عليه، وإن كانوا هُم الأقلين عدداً، فهم الأعظمون عند الله قدراً".
وأما جهادُ أرباب الظلم، والبِدعِ، والمنكرات، فثلاث مراتبَ:
الأولى: باليدِ إذا قَدَرَ،
فإن عَجَزَ، انتقل إلى اللِّسان،
فإن عَجَزَ، جاهد بقلبه،
فهذِهِ ثلاثةَ عشرَ مرتبةً من الجهاد، و"مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ، وَلَمْ يُحَدِّثْ نَفْسَهُ بِالغَزْوِ، مَاتَ عَلَى شُعْبَةٍ مِنَ النَّفَاقِ" رواه مسلم.
____________
(1) قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين: لابد فيه من شرط وهو أن يكون عند المسلمين قدرة وقوة يستطيعون بها القتال، فإن لم يكن لديهم قدرة فإن إقحام أنفسهم في القتال إلقاء بأنفسهم إلى التهلكة، ولهذا لم يوجب الله سبحانه وتعالى على المسلمين القتال وهم في مكة، لأنهم عاجزون ضعفاء فلما هاجروا إلى المدينة وكونوا الدولة الإسلامية وصار لهم شوكة أُمروا بالقتال، وعلى هذا فلابد من هذا الشرط، وإلا سقط عنهم كسائر الواجبات لأن جميع الواجبات يشترط فيها القدرة لقوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} وقوله: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلا وُسْعَهَا} ا. هـ[الشرح الممتع (8/ 9)]
نقله لكم
www.aborashed.com (http://www.aborashed.com/)
من كتاب زاد المعاد في هدي خير
ـ[الوايلي]ــــــــ[11 - Jul-2010, صباحاً 10:40]ـ
اشكرك على هذا الموضوع
ونادراً ما نجد مثل هذه المواضيع التي هي اساس الإسلام وذروة سنامه كما اخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثم هل من المعقول ان العرب والدول الإسلامية لم يكن لديها قدرة على حرب الكفرة الفجرة كالذي حاصل الآن في فلسطين .. ؟
نسئل الله أن يرحمنا برحمته وأن يحيي قلوبنا طبعاً الحديث واضح الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم إذا تبايعتم بالعينة واخذتم اذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم الحديث.
والمقصود في دينكم هو الجهاد كما ذكر كثير من أهل العلم وفعلاً نحن في ذلة لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى لترك النساء في فلسطين والعراق والشيشان يجاهدن في سبيل الله بدلاً من الرجال
انا ذهبت إلى هذا الجانب لأنه مهم جداً واسئل الله لك الأجر والمثوبة على هذا الطرح
ونصر الله المسلمين اجمعين في كل مكان
تقبل مروري،،،(/)
طلب صحة هذه الابيات
ـ[ابو محمد الجزائري]ــــــــ[10 - Jul-2010, مساء 12:41]ـ
ما صحة هذه الابيات:
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع
وانها قيلت عند مقدم النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة؟
ـ[أم هانئ]ــــــــ[10 - Jul-2010, مساء 03:11]ـ
ما صحة هذه الابيات:
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع
وانها قيلت عند مقدم النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة؟
سمعت بعض أفاضل أهل العلم يقولون: إن سلمنا بثبوت تلك الأبيات
إلا أننا ننازع في توقيت مقالها حيث قالوا: إن هذه الأبيات
قد تكون قيلت عند عودة النبي - صلى الله عليه وسلم - من غزوة
تبوك على تخوم بلاد الشام ... واستدلوا على صحة ذلك بقولهم:
إن (ثنيات الوداع) اسم علم على مكان شمال المدينة المنورة
بينما مكة جنوب المدينة فلا يعقل أن يكون رسول الله
-صلى الله عليه وسلم - مر بثنيات الوداع حال هجرته.
هذا والله تعالى أعلى وأعلم بالصواب
وعلّ أحد الأفاضل يتكرم علينا بزيادة إيضاح و توثيق.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[10 - Jul-2010, مساء 04:02]ـ
راجع الكلام عليها في "زاد المعاد" لابن القيم.
فهو صاحب القول الذي ذكرته الأخت الكريمة.
مع أن الشهرة عندي لها اعتبار.
وهي ليست مسألة عقدية، ولا يحسن إجراء قواعد الجرح والتعديل عليها بصرامة،، والله أعلم.
ـ[ابو محمد الجزائري]ــــــــ[10 - Jul-2010, مساء 10:59]ـ
بارك الله فيكما.
لقد وجدت كلاما عند بعض الافاضل مفاده: ان الحافظ ابن حجر في فتح الباري حكم عليها بالاعضال
عبيدالله بن ابي عائشة يذكر القصة وهو تابع تابعي(/)
تهذيب القول المفيد
ـ[أبو القاسم الحنبلي]ــــــــ[10 - Jul-2010, مساء 06:14]ـ
من يرفع لنا كتاب تهذيب المفيد لصالح العصيمي بصيغة zip وليس بصيغة rar(/)
ما حكم قولهم (صاحب الجلالة - جلالة (الملك أو الرئيس) - المعظم)؟؟
ـ[خالد أبو عبد الله الجزائر]ــــــــ[10 - Jul-2010, مساء 07:21]ـ
ما حكم إطلاق هذه الألقاب على رؤساء ووزراء الدول
(صاحب الجلالة - جلالة (الملك أو الرئيس) - المعظم)؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد:
فقد سئل مثل هذا السؤال المحقق الشيخ العثيمين:
هل يصح أن يقال لبعض الوجهاء هذه الألفاظ: "
جلاله "، " صاحب الجلالة "، " صاحب السمو
" ... ؟
فأجاب:
" لا بأس بها إذا كان من قيلت فيه أهلا لذلك، ولم
يخش منه الترفع والإعجاب بالنفس ".
"مجموع فتاوى ابن عثيمين" 3/ 69.
والله اعلم.
كتبه
أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي
الأربعاء 25/ 7/1431هـ.
ـ[الوايلي]ــــــــ[12 - Jul-2010, صباحاً 11:38]ـ
ابن عثيمين عالم فقيه
اسئل الله ان يجعل قبرة روضة من رياض الجنان
اللهم امين(/)
أحاديث صحيحة عن الصيام
ـ[سمير عبد الخالق]ــــــــ[10 - Jul-2010, مساء 09:09]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري
السلام عليكم أخوتي وأخواتي في الله ,
لا يجمعني بكم الا الاسلام الذي ارتضاه الله لعباده , هذا الدين العظيم الذي يجمعنا جميعا في مشارق الأرض ومغاربها, وبمناسبة دنو شهر رمضان الكريم والذي بتنا على أعتابه, نسأل الله تعالى أن يُحيينا ويبلغنا ايّاه, ولنا في رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة , ولنا من بعده عليه الصلاة والسلام, هؤلاء الثلة الذين رضي الله تعالى عنهم ورضوا عنه, والذين اختارهم الله عزوجل لصحبة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم ورضي الله تعالى عنهم أجمعين , والذين كانوا يُقسمون السنة الى قسمين , كل فسم ستة شهور , وكانوا رضوان الله عنهم اذا دخل عليهم رمضان ولست أشهر بعده يسألون الله عزوجل أن يتقبّل منهم رمضان , حتى اذا انقضت الست شهور وبقي لرمضان القادم الذي يليه ست شهور يسألون الله عزوجل أن يُبلغهم رمضان لما في رمضان من نفحات ايمانية على اعتباره شهر الصبر وشهر العتق من النار, ونحن بدورنا نسأل الله تعالى أن يُبلغنا هذا الشهر الفضيل والمبارك, ويهدينا برحمته الى سواء السبيل لنكون من المقبولين عنده سبحانه وتعالى في هذا الشهر المبارك.
وبهذه المناسبة الكريمة والمباركة يطيب لي احبابي في الله أن أدعوكم لتعيشوا معي نفحات الهدي المبارك هديه صلى الله عليه وسلم في فضائل شهر الصوم خصوصا , والصوم عموما بسلسة من الأحاديث النبوية الصحيحة ان شاء الله تعالى.
أبدؤها بعون الله عزوجل برواية الشيخان رحمهما الله من حديث
أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من صام رمضان إيمانا واحتسابا، غُفر له ما تقدم من ذنبه.
وروى الامام مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
إذا جاء رمضان فُتّحت أبواب الجنة، وغُلّقت أبواب النار، وصُفّدت الشياطين.
وروى الامام البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة.
وروى كل من الأئمة بخاري ومسلم من حديث ا بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لامرأة من الأنصار يُقال لها أم سنان:
عمرة في رمضان تقضي حجة أو حجة معي , وفي رواية تعدل حجة أو حجة معي.
وفي الحديث المتفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه.
وفي رواية أخرى: من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً، غُفر له ما تقدم من ذنبه.
وروى الامام مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال، كان كصيام الدهر.
وروى الامام النسائي من حديث أبي أمامة رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: مرني بأمر آخذه عنك، فقال عليه الصلاة والسلام: عليك بالصوم فإنه لا مثل له
وروى كل من الأئمة بخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال الله عزوجل:
كل عمل بن آدم له إلا الصيام؛ فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنّة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابّه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه.
وفي الحديث المتفق عليه من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره، تكّفرها الصلاة والصوم والصدقة، والأمر والنهي.
وروى الامام ابن حبان وأحمد رحمهما الله من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
السحور أكله بركة؛ فلا تدعوه ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء؛ فإن الله عز وجل وملائكته يصلون على المتسحّرين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وروى الامام ابن ماجة رحمه الله من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
الصيام جنّة من النار، كجنّة أحدكم من القتال.
وروى الامام أحمد رحمه الله من أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
الصيام جنّة وحصن حصين من النار.
وروى كل من الأئمة بخاري ومسلم رحمهما الله من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
إنك لتصوم الدهر وتقوم الليل، فقلت: نعم، قال: من ذلك، قال:إنك إذا فعلت ذلك هجمت له العين، ونفهت له النفس
لا صام من صام الدهر، صوم ثلاثة أيام صوم الدهر كله، قلت: فإني أطيق أكثر من ذلك، قال: فصم صوم داود عليه السلام، كان يصوم يوما ويفطر يوما.
وفي الحديث المتفق عليه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من صام يوما في سبيل الله، باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً.
وروى الامام النسائي رحمه الله من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صام الأبد فلا صام ولا أفطر.
وعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صام ثلاثة أيام من الشهر فقد صام الدهر كله، ثم قال: صدق الله في كتابه: من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها - الأنعام: 160.
وروى الامام البخاري رحمه الله من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: في الجنّة ثمانية أبواب، فيها باب يُسمى الريّان، لا يدخله إلا الصائمون وزاد عليه النسائي رحمه الله: فإذا دخل آخرهم أُغلق، من دخل فيه شرب، ومن شرب لم يظمأ أبدا.
وروى الامام الترمذي رحمه الله عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن في الجنة غرفاً تُرى ظهورها من بطونها، وبطونها من ظهورها، فقام أعرابي فقال: لمن هي يا رسول الله؟ فقال عليه الصلاة والسلام: لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وأدام الصيام، وصلى لله بالليل والناس نيام.
وروى الامام أحمد رحمه الله من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب، منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، فيشفعان.
وروى الامام الترمذي رحمه الله من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهنّ: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده.
وروى الامام أحمد رحمه الله من حديث الحارث الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله عز وجل أمر يحيى بن زكريا عليه السلام بخمس كلمات أن يعمل بهنّ، وأن يأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهنّ، فكاد أن يبطئ، فقال له عيسى: إنك قدُ أمرت بخمس كلمات أن تعمل بهنّ، وأن تأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهنّ، فإما أن تبلغهنّ، وإما أبلغهنّ. فقال له: يا أخي، إني أخشى إن سبقتني أن أُعذّب أو يُخسف بي، قال: فجمع يحيى بني إسرائيل في بيت المقدس، حتى امتلأ المسجد، وقعد على الشُرَف، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إن الله عز وجل أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهنّ وآمركم أن تعملوا بهنّ , وذكر منهنّ , وآمركم بالصيام، فإن مثل ذلك كمثل رجل معه صرّة من مسك في عصابة، كلهم يجد ريح المسك، وإن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.
وفي الحديث المتفق عليه من حديث علقمة والأسود رضي الله عنهما قالا: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم شباباً لا نجد شيئا، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلميا معشر الشباب، من استطاع الباءة فليتزوج؛ فإنه أغضّ للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء.
وروى ابن خزيمة رحمه الله من حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: بينما أنا نائم، إذ أتاني رجلان فأخذا بضبعيّ، فأتيا بي جبلا وعرا فقالا: اصعد، فقلت: إني لا أطيقه، فقالا: إنا سنسهّله لك، فصعدتُ، حتى إذا كنت في سواء الجبل، إذا بأصوات شديدة، قلت: ما هذه الأصوات؟ قالوا: هذا عواء أهل النار. ثم انطلق بي، فإذا أنا بقوم معلّقين بعراقيّبهم، مشققة أشداقهم، تسيل أشداقهم دماً، قلت: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يفطرون قبل تحلّة صومهم.
وروى الامام أبو داوود رحمه الله عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يزال الدين ظاهرا ما عجّل الناس الفطر؛ لأن اليهود والنصارى يؤخّرون.
روى الامام مسلم رحمه الله من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر.
وروى الامام ابن حبان رحمه الله من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله وملائكته يصلّون على المتسحّرين. وفي رواية أخرى: تسحّروا ولو بجرعة من ماء
وروى الامام النسائي رحمه الله من حديث المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: عليكم بغداء السحور؛ فإنه هو الغداء المبارك.
وروى الامام الطبراني من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ثلاث من أخلاق النبوة: تعجيل الإفطار، وتأخير السحور، ووضع اليمين على الشمال في الصلاة.
سبحان ربك ربّ العزة عمّا يصفون * وسلام على المرسلين * والحمد لله ربّ العالمين(/)
كناطح صخرة فلم يضرها!! .... (منقول).
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[11 - Jul-2010, مساء 01:12]ـ
كاتب المقال: أبو مالك العوضي
أصل المقال هنا على الألوكة الأم:
http://www.alukah.net/Culture/0/22963/
سؤال:
ماذا يفعلُ من أراد أن يهدم بناءً شامخًا متطاولا لا تكاد العينُ تبلغ ذروتَه، ولا يكاد الصاعدُ المُجِدُّ يصل إلى قمته؟!
الجواب:
أنه لكي يصل إلى مبتغاه في ذلك ليس أمامه إلا أن يضرب في أصل البناء دون ذروته، ويطعن في أساسه دون قمته؛ لأنه حتى إن استطاع أن يصل إلى أعلاه، فلن يجد أفضلَ من أن يتربع على مثل هذا العرش الشامخ، ويعتلي شرف هذا الصرح السامق! الذي قلما تجد من يصل إلى قمة من قممه!
وأما إن حاول ضربَ الأساس، وأعمل معولَ الهدم في أصل البناء، فقد تُسوّل له نفسُه أن باستطاعته الإتيان على مثل هذا البنيان الشامخ من القواعد حتى يخر سقفه على أصحابه!!
والعجيبُ أنك تجد مثل هذا الذي يبتغي هدم البناء لا يحملُ من أدوات الهدم إلا معولا من ورق، وقدومًا من قش، وقبضة من ريش!
ويظن أن في استطاعته بمثل هذه الأشياء أن يأتي على هذا البناء، مع أنه لن يستطيع أن يزحزحه قِيسَ أَنْمَلة، فضلا عن هدمه!
أعجبتَ من الكلام السابق؟!
أستغربتَ من وجود مثل هذا الإنسان؟!
لعلك لا تعجبُ إن علمت أن مثل هذا في عصرنا كثير بل كثير جدا!
• رجل أراد هدم البناء الشامخ لعلم النحو فألف كتابا يطعن في سيبويه!
• رجل أراد هدم البناء السامق لعلم الحديث فألف كتابا يطعن في البخاري!
• رجل أراد هدم البناء العالي لعلم الأصول فألف كتابا يطعن في الشافعي!
• رجل أراد هدم علم البلاغة فألف كتابا يطعن في عبد القاهر!
• رجل أراد هدم علم الأدب فألف كتابا يطعن في الجاحظ!
وفي سبيل هذه الأمور يستعمل القش والورق والريش! من أمثال هذه الحجج:
• كل شيء لا يعجبه فلا بد أن يكون مأخوذًا من الفلاسفة!
• كل شيء ليس على مزاجه فلا بد أن يكون من وضع المعتزلة!
• كل شيء ليس على هواه فلا بد أن يكون من التأثر بالنصارى!
• كل شيء لا يناسبه فلا شك في كونه مستحدثا بعد القرون المفضلة!
ومن المضحكات المبكيات في القضايا السابقة أن مثل هذا المؤلف يتهم من يخالفه بأن ضعيف النظر، أو مقلد، أو واقع في الرأي المتسرع!
• ولا أدري أي رأي متسرع هذا الذي يستكمل آلته في ألف سنة!
• ولا أدري أي بادي رأي ذاك الذي يستوفي بناءه في مئات السنين؟!
• ولا أدري أي ضعف في النظر يتناوب عليه عشرات العلماء في مئات المصنفات؟!
إن كان ولا بد من وجود ضعف في النظر فهو ولا شك لمن تفرد بقوله عن باقي العلماء.
وإن كان لازمًا وجودُ رأي متسرع فهو ولا بد لمن خالف عقلاء العالم.
وإن كان ولا بد من بادي رأي فهو حتمًا لمن حسب نفسه العاقل الوحيد في الدنيا.
أما صحيح البخاري:
فهو في كتب السنة كالشامة وكالغرة، بل كالدرة على نحر الحرة!
فهو أصح كتاب بعد كتاب الله في قول أهل العلم متقدمهم ومتأخرهم، حتى صار العامة يحلفون عليه ويضربون بالغلط فيه الأمثال!!
/// فماذا يفعل من أراد إسقاط السنة النبوية؟!
يأتي إلى مثل صحيح البخاري فيتتبعه ويلتقط منه ما يحسب أنه أخطاء أو ملاحظات، ثم يستنبط من ذلك أن مثل هذا الكتاب لا يمكن أن يوثق به وفيه مثل هذه الأخطاء الفاحشة!!
ثم يترقى درجة فيسقط باقي كتب السنة؛ لأنه إذا كان هذا حال صحيح البخاري وهو أفضلها، فكيف بالبقية؟!
وقد يترقى درجة أخرى فيتهم أبا هريرة بالكذب، لكثرة مروياته، ثم يتبعه بغيره من الصحابة، ومن ثم يسقط السنة جميعًا.
وأما كتاب سيبويه:
فهو في كتب النحو إمام، وبين النحاة مرجع وبرهان، حتى صار الناس يسمونه قرآن النحو، وصار معوّل الناس عليه لفظًا ومعنى، واستدلالا واحتجاجا، وأصلا وفرعا، وله منة على كل من جاء بعده من علماء النحو.
/// فماذا يفعل من يريد هدم علم النحو؟!
يأتي إلى مثل كتاب سيبويه فيطعن فيه! برميه بمخالفة القرآن تارة، وبالتأويل الفاسد تارة، وبمخالفة العرب تارة، وبالتحكم تارة، وقد يترقى درجة فيطعن في صحته وأنه لم ينقل إلينا بالسند الصحيح، أو حتى يطعن في علم سيبويه نفسه!! إذ كيف نأخذُ عربيتَنا عن مثل هذا الفارسي الذي كان أول أمره لحنا!
/// وأما عبدالقاهر الجرجاني:
فماذا يفعل من أراد هدم علوم البلاغة؟!
يأتي إلى مثل عبدالقاهر، إمام أهل الفن، وباري قوس هذا العلم، وناحِتِ أصوله، ومبين فصوله، فيصفه بالجهل والحماقة؛ لماذا؟!
• لأنه خلط علوم العربية بالكلام!
• وأنه لم يفرق بين كلام العرب والمولدين!
• ولأنه تأثر بأرسطو وعلوم اليونان!
وأمثال هذا الكلام الذي هو بكلام المُبَرْسَمين أشبهُ، ولخفاف العقول أقرب!
إذ لا يقول هذا إلا من هو موصوف بالتخليط، جامع بين الزيف والتخبيط، لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا إلا ما أشرب من هواه!
ويحسب المسكين أنه بمثل هذا الكلام قد أسقط علومَ القوم أجمع؛ إذ على عبد القاهر اعتمادُهم وإليه مرجعُهم في الكبير والصغير، فإذا سقط الكبير خاف الصغير!
وقد سَوَّل له رأيُه أنه بذلك قد حمل فَزَّاعةً وأخاف بها من حوله فتفرقوا حتى خلا له المقام!
وإذا ما خلا الجبانُ بأرض http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
طلب الطعنَ وحده والنزالا http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وأما الشافعي:
فهذا أطرف من كل ما مضى وأظرف!!
إذ لا يختلف اثنان من المنتسبين للعلم في فضل الشافعي وعلمه، وفي منته على أهل السنة وانتصاره لأصحاب الحديث، فكيف صار بين عشية وضحاها مؤسسًا لأحد علوم الضلالة، قَيّمًا على أصول اليونان، مُرسخًا لقواعد أرسطو؟!
وهل يقول مثل هذا الكلام إلا من خولط في عقله أو أصابته الحمى في رأسه؟!
ولا والله لا إخال المحمومَ يقول مثل هذا!
فأمثال هذه الدعاوى والأقوال، صارت ممقوتة ممجوجة مكررة، لا تروج إلا عند العامة أو ضعاف الطلبة، أو عند أصحاب الهوى ومحبي الظهور!
والله المستعان، وعليه التكلان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[11 - Jul-2010, مساء 01:14]ـ
/// يغفل كثير من رواد المجلس _حفظهم المولى_ عن مقالات الألوكة الأم
مع أنها تحوي على مقالات نفيسة وجوابات محررة لبعض أهل العلم وطلابه
كالشيخ الحميد والطريفي وبكار وغيرهم كثير.
ـ[أبو العباس آل حسن]ــــــــ[11 - Jul-2010, مساء 06:00]ـ
جزاكم الله خيرا. مقال طيب.
/// يغفل كثير من رواد المجلس _حفظهم المولى_ عن مقالات الألوكة الأم
حفظك الله.
ذلك للفصل الموجود بينهما.
والأعضاء يعتبرون المجلس العلمي هو الأم وليس الموقع.
فإن كتبت جميع المقالات في المجلس العلمي، لكان أفضل، وإن استحسن موضوع فيتم نسخه إلى الموقع الأم.
وبالتالي من أراد أن يقرأ أفضل الموضوعات فيدخل على الألوكة الأم. ومن أراد الاطلاع على جميع الموضوعات فيدخل المجلس العلمي.
بارك الله فيكم.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[13 - Jul-2010, مساء 02:50]ـ
وفي سبيل هذه الأمور يستعمل القش والورق والريش! من أمثال هذه الحجج:
• كل شيء لا يعجبه فلا بد أن يكون مأخوذًا من الفلاسفة!
• كل شيء ليس على مزاجه فلا بد أن يكون من وضع المعتزلة!
• كل شيء ليس على هواه فلا بد أن يكون من التأثر بالنصارى!
• كل شيء لا يناسبه فلا شك في كونه مستحدثا بعد القرون المفضلة!
ولا حق إلا ما أراه ولا باطل إلا ما عداه ولو خالفني أهل الأرض جميعا
فقد قال ابن مسعود: الجماعة ما وافق الحق وإن كنت وحدك!(/)
دوري كأس «المذاهب» الإسلامية العالمية!!!!
ـ[كويتي أخ العراق]ــــــــ[11 - Jul-2010, مساء 01:25]ـ
دوري كأس «المذاهب» الإسلامية العالمية!!!!
بعد هذا التوجه العجيب الغريب من غالبية المجتمعات العالمية حول متابعتها مونديال كأس العالم، وبين رأي هذا وذاك، فمنهم من يقول ان كرة القدم خير علينا إذ إنها تشغل الناس بالرياضة وآخر يحرمها ولربّما يكفر من يشاهدها، وهناك من ينتقد، وهناك من يؤيد، طبعاً كل هذا بجهة والرياضة في الكويت بجهة أخرى.
الآن هناك رأي «طريف» يدور في مواقع الإنترنت، وهو: لماذا لا يكون هناك دوري عالمي لكرة القدم بين المذاهب الإسلامية التي تنقسم لستة وستين ألف فرقة! والفائز منها يحصل على المذهب الصحيح وتتفق حينها الأمة الإسلامية «الممزقة» على هذا المذهب، بدلاً من تلك النقاشات والمباحثات .. !!!
بصراحة قرأتُ هذا الرأي الذي أعتقد أن صاحبه يود المزاح .. ولكن بعد الذي رأيناه وسنراه .. بدأت بالخوف من تطبيق هذا الرأي فأقول ((لا أرانا اللهُ ذلك اليوم الذي يحدثُ فيه هذا الأمر .. إذ إننا سنهزم حتماً لاننا لا نمتلك «لاعبين» نعتمد عليهم ... !!!!!
كنتُ في يوم من الايام أجلس مع احد علماء الدين الافاضل يتحدث لي يقول .. كيف هذه الكرة أخذت مجالاً واسعاً في العالم، لدرجة أنّ أحد الأشخاص اتصل بي وهو في حالة طارئة، استعجلت له الموعد وأتى لي وهو يشهق بالبكاء، قلت له تكلم ما بك .. ؟ قال يا شيخنا ارجوك ادعيلنا أرجوك .. قلت له عسى ماشر ما بك .. قال شيخنا اليوم مباراة مانشستر .. عليك الله ادعيلنا يا شيخ .. !!!
يتحدث لي الشيخ يقول .. لو دعا هذا الشخص لحاجة مسلم لقضيت بنفس الوقت على هذا البكاء .. !!
في الحقيقة «كرة القدم» رياضة جميلة كنت أعشقها سابقاً .. لا بل كنت أبالغ بعشقي لها لدرجة أنني أتكلم مع الكرة وكأنها صديقٌ حميم .. إلى أن كبرت فرأيت أن هناك مسؤوليات أولى لأن يعشق الانسان الوصول إليها .. فرأيت و ((مؤسِفٌ هوَ ما رأيتْ)) .. أن حتى تلك الرياضة التي كنت أراها جميلة .. باتت تدخل الآن في سياسات الدول .. حتى وصلت لتفريق المجتمع! حقيقة ً .... لن أستغرب!!!
الكاتب: علي المهاجر
11/ 7 / 2010
يوم الأحد
ـ[العاشقة للجنة]ــــــــ[11 - Jul-2010, مساء 05:10]ـ
:) شك1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - اً:)
ـ[أبو سعيد الباتني]ــــــــ[13 - Jul-2010, مساء 07:28]ـ
شكرا أخي الفاضل على روحك، وطرقة عرضك
بورك فيك
ـ[أبو حفص الشافعي]ــــــــ[13 - Jul-2010, مساء 07:49]ـ
بورك فيك
ـ[برهان الدين اليماني]ــــــــ[15 - Jul-2010, مساء 02:12]ـ
بدل ما يكون دوري عالمي في كرة القدم
يكون دوري عالمي في البحث والجدل والمناظرة واحقاق الحق
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[15 - Jul-2010, مساء 03:35]ـ
بدل ما يكون دوري عالمي في كرة القدم
يكون دوري عالمي في البحث والجدل والمناظرة واحقاق الحق
كلا يا أخي - رعاك الله - ..
البدل الصحيح، أن يكون هناك دوري (((إسلامي))) كبير في الرياضات التالية:
1) ركوب الخيل: فتزال ملاعب الكرة، ويوضع مكانها اصطبلات للخيول، وهكذا يتيسر على الناس، وتقل التكاليف الباهظة لهذه الرياضة .. ويألفها صغير المسلمين وكبيرهم ..
2) السباحة: يُربّى الناشؤون على الذهاب إلى البحر والتدرب على السباحة فيه .. وهكذا ..
فيتشجع الغلام على خوض غِماره، ويرى فيهالشاعر الناشئ طيفًا من وحي الأدب , فينمّي الإبداع ..
3) ...
والله المستعان ..
اللهم أصلح أحوال المسلمين، وهيأ للولاة البطانة الناصحة ..
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[15 - Jul-2010, مساء 03:47]ـ
وآخر يحرمها ولربّما يكفر من يشاهدها،.
أما تحريمها فقد قال به جمع من أهل العلم وبعضهم قال أن أصلها حلال لكن تحرم إذا أقترنت بحرام أو ترك واجب.
ولم يقل أحد من أهل العلم بكفر من يشاهدها فهذا الكلام لا طائل منه.
ـ[عصام الحازمي]ــــــــ[15 - Jul-2010, مساء 07:44]ـ
كلا يا أخي - رعاك الله - ..
البدل الصحيح، أن يكون هناك دوري (((إسلامي))) كبير في الرياضات التالية:
1) ركوب الخيل: فتزال ملاعب الكرة، ويوضع مكانها اصطبلات للخيول، وهكذا يتيسر على الناس، وتقل التكاليف الباهظة لهذه الرياضة .. ويألفها صغير المسلمين وكبيرهم ..
2) السباحة: يُربّى الناشؤون على الذهاب إلى البحر والتدرب على السباحة فيه .. وهكذا ..
فيتشجع الغلام على خوض غِماره، ويرى فيهالشاعر الناشئ طيفًا من وحي الأدب , فينمّي الإبداع ..
3) ...
والله المستعان ..
اللهم أصلح أحوال المسلمين، وهيأ للولاة البطانة الناصحة ..
(إبتسامة)
المشاركة الوحيدة التي وقفت عندها متأملاً!!
ولم لم تكمل الرياضة الثالثه (الرمي)!!
وهي في نظري أهم من السباحة وركوب الخيل
أم أنَّ فيها خلاف!
وشكر الله لك يا صاحب الموضوع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوصلاح الدين]ــــــــ[15 - Jul-2010, مساء 08:29]ـ
أرى أن يكون هناك دروي عالمي للرياضات العسكرية والاختراعات والإبداع
لقدغزونا وسيطروا علينا من هاته الأبواب
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[30 - Jul-2010, مساء 03:48]ـ
(إبتسامة)
المشاركة الوحيدة التي وقفت عندها متأملاً!!
ولم لم تكمل الرياضة الثالثه (الرمي)!!
وهي في نظري أهم من السباحة وركوب الخيل
أم أنَّ فيها خلاف!
وشكر الله لك يا صاحب الموضوع
ومن قال: إن فيها خلافًا؟
وقد وضعتُ أمام الرقم 3: ... ، فافهمها - رحمك الله - ..
ربما نحن بحاجة إلى (الإجبار) على التجنيد (ابتسامة) ..(/)
كلمات يسيرة تتعلق بشهر شعبان للشيخ بن عثيمين -رحمه الله-
ـ[أبو عمر بن سالم]ــــــــ[11 - Jul-2010, مساء 03:18]ـ
كلمات يسيرة تتعلق بشهر شعبان
للشيخ محمد بن صالح بن عثيمين - رحمه الله
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين المعتدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له رب العالمين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الأمين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلَّم تسليماً كثيراً .. أما بعد: فهذه كلمات يسيرة في أمور تتعلق بشهر شعبان.
الأمر الأول: في فضل صيامه.
ففي الصحيحين عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: «ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صياماً منه في شعبان» البخاري (1969)، ومسلم (1156). وفي البخاري (1970) في رواية: «كان يصوم شعبان كله». وفي مسلم في رواية: «كان يصوم شعبان إلا قليلاً». وروى الإمام أحمد (21753)، والنسائي (2357) من حديث أسامة بن زيد ـ رضي الله عنهما ـ قال: «لم يكن (يعني النبي صلى الله عليه وسلم) يصوم من الشهر ما يصوم من شعبان»، فقال له: لم أرك تصوم من الشهر ما تصوم من شعبان قال: «ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين عز وجل فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم» قال في الفروع (ص 120 ج 3 ط آل ثاني): والإسناد جيد.
الأمر الثاني: في صيام يوم النصف منه
فقد ذكر ابن رجب - رحمه الله تعالى - في كتاب اللطائف (ص 341 ط دار إحياء الكتب العربية) أن في سنن ابن ماجة (1388) بإسناد ضعيف عن علي ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها، وصوموا نهارها، فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا فيقول: ألا من مستغفر لي فأغفر له، ألا مسترزق فأرزقه، ألا مبتلى فأعافيه، ألا كذا، ألا كذا حتى يطلع الفجر».
قلت: وهذا الحديث حكم عليه صاحب المنار بالوضع، حيث قال (ص 226 في المجلد الخامس من مجموع فتاويه): والصواب أنه موضوع، فإن في إسناده أبا بكر بن عبد الله بن محمد، المعروف بابن أبي سبرة، قال فيه الإمام أحمد ويحيى بن معين: إنه كان يضع الحديث.
وبناء على ذلك فإن صيام يوم النصف من شعبان بخصوصه ليس بسنة، لأن الأحكام الشرعية لا تثبت بأخبار دائرة بين الضعف والوضع باتفاق علماء الحديث، اللهم إلا أن يكون ضعفها مما ينجبر بكثرة الطرق والشواهد، حتى يرتقي الخبر بها إلى درجة الحسن لغيره، فيعمل به إن لم يكن متنه منكراً أو شاذًّا.
وإذا لم يكن صومه سنة كان بدعة، لأن الصوم عبادة فإذا لم تثبت مشروعيته كان بدعة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «كل بدعة ضلالة» أخرجه مسلم (867) من حديث جابر – رضي الله عنه -.
الأمر الثالث: في فضل ليلة النصف منه
وقد وردت فيه أخبار قال عنها ابن رجب في اللطائف بعد ذكر حديث علي السابق: إنه قد اختلف فيها، فضعفها الأكثرون، وصحح ابن حبان بعضها وخرجها في صحيحه. ومن أمثلتها حديث عائشة - رضي الله عنها - وفيه: "أن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى سماء الدنيا، فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب". خرجه الإمام أحمد (26018) والترمذي (739) وابن ماجة (1389)، وذكر الترمذي أن البخاري ضعَّفه، ثم ذكر ابن رجب أحاديث بهذا المعنى وقال: وفي الباب أحاديث أخر فيها ضعف. اهـ
وذكر الشوكاني أن في حديث عائشة المذكور ضعفاً وانقطاعاً.
وذكر الشيخ عبدالعزيز بن باز ـ حفظه الله تعالى ـ أنه ورد في فضلها أحاديث ضعيفة لا يجوز الاعتماد عليها، وقد حاول بعض المتأخرين أن يصححها لكثرة طرقها ولم يحصل على طائل، فإن الأحاديث الضعيفة إذا قدر أن ينجبر بعضها ببعض فإن أعلى مراتبها أن تصل إلى درجة الحسن لغيره، ولا يمكن أن تصل إلى درجة الصحيح كما هو معلوم من قواعد مصطلح الحديث.
الأمر الرابع: في قيام ليلة النصف من شعبان وله ثلاث مراتب:
المرتبة الأولى: أن يصلى فيها ما يصليه في غيرها، مثل أن يكون له عادة في قيام الليل فيفعل في ليلة النصف ما يفعله في غيرها من غير أن يخصها بزيادة، معتقداً أن لذلك مزية فيها على غيرها، فهذا أمر لا بأس به، لأنه لم يحدث في دين الله ما ليس منه.
(يُتْبَعُ)
(/)
المرتبة الثانية: أن يصلى في هذه الليلة، أعني ليلة النصف من شعبان دون غيرها من الليالي، فهذا بدعة، لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر به، ولا فعله هو ولا أصحابه.
وأما حديث علي ـ رضي الله عنه ـ الذي رواه ابن ماجة: «إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها». فقد سبق عن ابن رجب أنه ضعَّفه، وأن محمد رشيد رضا قال: إنه موضوع، ومثل هذا لا يجوز إثبات حكم شرعي به، وما رخص فيه بعض أهل العلم من العمل بالخبر الضعيف في الفضائل، فإنه مشروط بشروط لا تتحقق في هذه المسألة، فإن من شروطه أن لا يكون الضعف شديداً، وهذا الخبر ضعفه شديد، فإن فيه من كان يضع الحديث، كما نقلناه عن محمد رشيد رضا رحمه الله تعالى.
الشرط الثاني: أن يكون وارداً فيما ثبت أصله، وذلك أنه إذا ثبت أصله ووردت فيه أحاديث ضعفها غير شديد كان في ذلك تنشيط للنفس على العمل به، رجاء للثواب المذكور دون القطع به، وهو إن ثبت كان كسباً للعامل، وإن لم يثبت لم يكن قد ضره بشيء لثبوت أصل طلب الفعل. ومن المعلوم أن الأمر بالصلاة ليلة النصف من شعبان لا يتحقق فيه هذا الشرط، إذ ليس لها أصل ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكره ابن رجب وغيره. قال ابن رجب في اللطائف (ص 541): فكذلك قيام ليلة النصف من شعبان لم يثبت فيها عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه شيء. وقال الشيخ محمد رشيد رضا (ص 857 في المجلد الخامس): إن الله تعالى لم يشرع للمؤمنين في كتابه ولا على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ولا في سنته عملاً خاصًّا بهذه الليلة اهـ.
وقال الشيخ عبدالعزيز بن باز: ما ورد في فضل الصلاة في تلك الليله فكله موضوع. اهـ
وغاية ما جاء في هذه الصلاة ما فعله بعض التابعين، كما قال ابن رجب في اللطائف (ص 441): وليلة النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام يعظمونها ويجتهدون فيها في العبادة، وعنهم أخذ الناس فضلها وتعظيمها، وقد قيل: إنهم بلغهم في ذلك آثار إسرائيلية، فلما اشتهر ذلك عنهم في البلدان اختلف الناس في ذلك: فمنهم من قبله ووافقهم على تعظيمها، وأنكر ذلك أكثر علماء الحجاز، وقالوا: ذلك كله بدعة. اهـ
ولا ريب أن ما ذهب إليه علماء الحجاز هو الحق الذي لا ريب فيه، وذلك لأن الله تعالى يقول: "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلاَمَ دِيناً" [المائدة:3] ولو كانت الصلاة في تلك الليلة من دين الله تعالى لبيَّنها الله تعالى في كتابه، أو بيَّنها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله أو فعله، فلما لم يكن ذلك علم أنها ليست من دين الله، وما لم يكن منه فهو بدعة، وقد صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «كل بدعة ضلالة».
المرتبة الثالثة: أن يصلى في تلك الليلة صلوات ذات عدد معلوم، يكرر كل عام، فهذه المرتبة أشد ابتداعاً من المرتبة الثانية وأبعد عن السنة. والأحاديث الواردة فيها أحاديث موضوعة، قال الشوكاني في الفوائد المجموعة (ص 15 ط ورثة الشيخ نصيف): وقد رويت صلاة هذه الليلة، أعني ليلة النصف من شعبان على أنحاء مختلفة كلها باطلة وموضوعة.
الأمر الخامس: أنه اشتهر عند كثير من الناس أن ليلة النصف من شعبان يقدر فيها ما يكون في العام
وهذا باطل، فإن الليلة التي يقدر فيها ما يكون في العام هي ليلة القدر، كما قال الله تعالى: "حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْراً مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ * رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ " [الدخان –6] وهذه الليلة التي أنزل فيها القرآن هي ليلة القدر، كما قال تعالى: "إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ " وهي في رمضان، لأن الله تعالى أنزل القرآن فيه، قال تعالى: "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ " [البقرة:185] فمن زعم أن ليلة النصف من شعبان يقدر فيها ما يكون في العام، فقد خالف ما دل عليه القرآن في هذه الايات.
الأمر السادس:
أن بعض الناس يصنعون أطعمة في يوم النصف يوزعونها على الفقراء ويسمونها عشيات الوالدين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا أيضاً لا أصل له عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيكون تخصيص هذا اليوم به من البدع التي حذَّر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال فيها: «كل بدعة ضلالة».
وليعلم أن من ابتدع في دين الله ما ليس منه فإنه يقع في عدة محاذير منها:
المحذور الأول: أن فعله يتضمن تكذيب ما دل عليه قول الله عز وجل: "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ " [المائدة:3]، لأن هذا الذي أحدثه واعتقده ديناً لم يكن من الدين حين نزول الآية، فيكون الدين لم يكمل على مقتضى بدعته.
المحذور الثاني: أن ابتداعه يتضمن التقدم بين يدي الله ورسوله، حيث أدخل في دين الله تعالى ما ليس منه. والله سبحانه قد شرع الشرائع وحدّ الحدود وحذَّر من تعديها، ولا ريب أن من أحدث في الشريعة ما ليس منها فقد تقدم بين يدي الله ورسوله، وتعدى حدود الله، ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون.
المحذور الثالث: أن ابتداعه يستلزم جعل نفسه شريكاً مع الله تعالى في الحكم بين عباده، كما قال الله تعالى: "أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُواْ لَهُمْ مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ" [الشورى:21].
المحذور الرابع: أن ابتداعه يستلزم واحداً من أمرين، وهما: إما أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم جاهلاً بكون هذا العمل من الدين، وإما أن يكون عالماً بذلك ولكن كتمه، وكلاهما قدح في النبي صلى الله عليه وسلم، أما الأول فقد رماه بالجهل بأحكام الشريعة، وأما الثاني فقد رماه بكتمان ما يعلمه من دين الله تعالى.
المحذور الخامس: أن ابتداعه يؤدي إلى تطاول الناس على شريعة الله تعالى، وإدخالهم فيها ما ليس منها، في العقيدة والقول والعمل، وهذا من أعظم العدوان الذي نهى الله عنه.
المحذور السادس: أن ابتداعه يؤدي إلى تفريق الأمة وتشتيتها واتخاذ كل واحد أو طائفة منهجاً يسلكه ويتهم غيره بالقصور، أو التقصير، فتقع الأمة فيما نهى الله عنه بقوله: "وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ" [آل عمران:105]، وفيما حذر منه بقوله: "إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيءٍ إِنَّمَآ أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ" [الأنعام: 159].
المحذور السابع: أن ابتداعه يؤدي إلى انشغاله ببدعته عما هو مشروع، فإنه ما ابتدع قوم بدعة إلا هدموا من الشرع ما يقابلها.
وإن فيما جاء في كتاب الله تعالى، أو صح عن رسوله صلى الله عليه وسلم من الشريعة لكفاية لمن هداه الله تعالى إليه واستغنى به عن غيره، قال الله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ * قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ َ". وقال الله تعالى: "فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَاي فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى " [طه:123].
أسأل الله تعالى أن يهدينا وإخواننا المسلمين صراطه المستقيم، وأن يتولانا في الدنيا والا?خرة إنه جواد كريم، والحمد لله رب العالمين.(/)
هل هناك ما يسمى بعام الحزن؟
ـ[خالد أبو عبد الله الجزائر]ــــــــ[11 - Jul-2010, مساء 07:07]ـ
هل هناك ما يسمى بعام الحزن؟
قال الإمام الألباني رحمه الله رحمة واسعة في كتابه الرائع الماتع: (دفاع عن الحديث النبوي و السيرة في الرد على جهالات الدكتور البوطي في كتابه فقه السيرة) صفحة 18:
[الرابع: قال * (1/ 101) بعد أن ذكر وفاة خديجة وعمه أبي طالب في العام العاشر من بعثته صلى الله عليه و سلم: (ولقد أطلق النبي صلى الله عليه وسلم على هذا العام اسم (عام الحزن) لشدة ما كابد فيه من الشدائد في سبيل الدعوة)
قلت: من أي مصدر من المصادر الموثوقة أخذ الدكتور هذا الخبر وهل إسناده - إن كان له إسناد - مما تقوم به الحجة؟ فإني بعد مزيد البحث عنه لم أقف عليه وإنما أورده الشيخ الغزالي في كتابه (فقه السيرة) بدون عزو ولعل الدكتور قلده في ذلك مع أن الغزالي حفظه الله تعالى ** لم يدع ما ادعاه الدكتور: (أنه اعتمد على (صحاح السنة) و (على ما صح من أخبار كتب السيرة) فلا يرد عليه ما يرد على الدكتور.
وإن كان من المنهج العلمي الصحيح يوجب الاعتماد على ما صح من الأخبار وإلا فعلى الأقل ذكر الخبر مع المصدر الذي يمكن الباحث من التحقق منه وهذا ما يصنعه المحققون من أهل العلم بطرق التخريج والنقد مثل الحافظ ابن كثير وغيره خلافا للدكتور وأمثاله من المؤلفين النقلة القماشين الجماعين فهو مع جزمه بصحة هذا الخبر بقوله: (ولقد أطلق. . .) لا يذكر على الأقل مصدره فمن أين عرف صحته؟
إذن هذه الصحة وغيرها مجرد دعوى أو هوى من الدكتور ليس إلا، ومما يدل على ذلك أن المصدر الوحيد الذي رأيته قد أورده إنما هو القسطلاني في (المواهب اللدنية) فلم يزد على قوله: (فيما ذكره صاعد)
و صاعد هذا هو ابن عبيد العجلي كما قال الزرقاني في شرحه عليه (1/ 244)
فما حال صاعد هذا؟
إنه مجهول لا يعرف ولم يوثقه أحد بل أشار الحافظ إلى أنه لين الحديث إذا لم يتابع كما هو حاله في هذا الخبر
على أن قول القسطلاني: (ذكره صاعد) يشعر أنه ذكره معلقا بدون إسناد فيكون معضلا فيكون الخبر ضعيفا لا يصح حتى ولو كان صاعد معروفا بالثقة والحفظ وهيهات هيهات] ا. هـ
ملاحظات:
* يعني البوطي هو القائل، فالإمام الألباني ينقل كلام البوطي و يعزوه لمصدره ثم يتبعه بالرد عليه ...
** أنبه الإخوة الكرام: أن كتاب الإمام الألباني المنقول منه قديم بعض الشيء و أنا أملك الطبعة الأولى منه، و عليه فهذا الثناء من الإمام الألباني على الغزالي قبل أن يتكلم فيه! و إلا فإن الإمام الألباني قد تكلم فيه وجرحه جراحاً لا تندمل، و انظر مقدمة صفة صلاة النبي للألباني أنموذجاً من هذا ...
فلتنتبه لهذا ...
http://sahab.net/forums/showthread.php?t=379815
ـ[أبو فؤاد الليبي]ــــــــ[11 - Jul-2010, مساء 10:23]ـ
جزاك الله خيرا أخي خالد على الفائدة وقد ذهب فكري إلى بعيد حيث أني ظننت ان الكلام سيكون حول السنين التي أطلق عليها هذا بسبب كثرة الوفيات من العلماء فيها والله المستعان.
ـ[خالد أبو عبد الله الجزائر]ــــــــ[11 - Jul-2010, مساء 10:49]ـ
جزاك الله اخي فؤاد وبارك الله فيك على النصائح التي ارسلتها لي
فاشكرك كثيرا مرة اخرى
ـ[أبو فؤاد الليبي]ــــــــ[12 - Jul-2010, صباحاً 02:34]ـ
العفو منك.
ـ[عبدالله ابورغد]ــــــــ[12 - Jul-2010, مساء 11:37]ـ
عام الحزن
هذه التسمية لم تثبت عن النبي صلى الله وعليه وسلم وانما جاءت هذه التسمية من المؤرخين الذين كتبوا في السيرة
ـ[المقدسى]ــــــــ[14 - Jul-2010, مساء 12:31]ـ
بارك الله فيكم ورحم شيخنا الألبانى وتجاوز عن سيئاته وأجزل مثوبته ... اللهم آمين(/)
أربعة مسائل في صيام رمضان
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[11 - Jul-2010, مساء 08:45]ـ
عرض الأدلة:
القرآن:
1) قوله تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)) البقرة [183]
2) قوله تعالى: ((شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون)) البقرة [185]
الحديث الأول:
عَنِ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ، لَا نَكْتُبُ وَلَا نَحْسُبُ، الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا " وَعَقَدَالْإِبْهَامَ فِي الثَّالِثَةِ " وَالشَّهْرُ هَكَذَا، وَهَكَذَا، وَهَكَذَا " يَعْنِي تَمَامَ ثَلَاثِينَ
رواه مسلم
الحديث الثاني:
عَنِ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَوْ قَالَ: قَالَ أَبُو القَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُبِّيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلاَثِينَ " *
رواه البخاري
الحديث الثالث:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " تَرَاءَى النَّاسُ الْهِلَالَ، فَأَخْبَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِّي رَأَيْتُهُ، فَصَامَ وَأَمَرَ النَّاسَ بِالصِّيَامِ "
رواه البيهقي في معرفة السنن و الآثار و الحاكم في المستدرك و الطبراني في الأوسط و الدارقطني في السنن و ابن حبان في صحيحه و أبو داود و الدارمي
كلهم من طريق مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدِّمَشْقِيُّ , ثنا ابْنُ وَهْبٍ , ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَالِمٍ , عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ نَافِعٍ, عَنْ أَبِيهِ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ
و هو صحيح رجاله كلهم ثقات
قال الدارقطني:
تَفَرَّدَ بِهِ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنِ ابْنِ وَهْبٍ وَهُوَ ثِقَةٌ
و قال البيهقي:
وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ , قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ: تَفَرَّدَ بِهِ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ وَهُوَ ثِقَةٌ قَالَ الشَّيْخُ: هَذَا الْحَدِيثُ يُعَدُّ فِي أَفْرَادِ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الدِّمَشْقِيِّ، رَوَاهُ عَنْهُ الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَقَدْ أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ، ثنا هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَيْلِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يَحْيَى، فَذَكَرَهُ بِمِثْلِهِ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: فَصَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَمَرَ النَّاسَ بِالصِّيَامِ
الحديث الرابع:
مُصَنَّفُ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ >> كِتَابُ الصِّيَامِ >> مَنْ كَانَ يُجِيزُ شَهَادَةَ شَاهِدٍ عَلَى رُؤْيَةِ الْهِلَالِ >>
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، قَالَ: " شَهِدْتُ الْمَدِينَةَ فِي هِلَالِ صَوْمٍ أَوْ إِفْطَارٍ، فَلَمْ يَشْهَدْ عَلَى الْهِلَالِ إِلَّا رَجُلٌ، فَأَمَرَهُمْ ابْنُ عُمَرَ، فَقَبِلُوا شَهَادَتَهُ " *
و هو صحيح
الحديث الخامس:
عَنْأَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ , عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَارِثِ الْجَدَلِيِّ جَدِيلَةَ قَيْسٍ أَنَّ أَمِيرَ مَكَّةَ قَالَ: " عَهِدَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَنْسُكَ لِلرُّؤْيَةِ فَإِنْ لَمْ نَرَهُ , وَشَهِدَ شَاهِدَا عَدْلٍ نَسَكْنَا بِشَهَادَتِهِمَا ". فَسَأَلْتُ الْحُسَيْنَ: مَنْ هُوَ؟ , قَالَ: الْحَارِثُ بْنُ حَاطِبٍ أَخُو مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ , وَقَالَ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَشَارَ إِلَى رَجُلٍ خَلْفَهُ , قُلْتُ: مَنْ هُوَ؟ , قَالَ: ابْنُ
(يُتْبَعُ)
(/)
عُمَرَ , فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: بِذَلِكَ أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ لَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ: سَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ الْحَرْبِيَّ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ , فَقَالَ: حَدَّثَنَا بِهِ سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ , ثُمَّ قَالَ: إِبْرَاهِيمُ هُوَ الْحَارِثُ بْنُ حَاطِبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ خُبَيْبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ جُمَحٍ كَانَ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ
رواه أبوداود و الدارقطني في سننه و البيهقي في السنن الكبرى بلفظ
عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، ثنا حُسَيْنُ بْنُ الْحَارِثِ الْجَدَلِيُّ جَدِيلَةُ قَيْسٍ , أَنَّ أَمِيرَ مَكَّةَ خَطَبَ ثُمَّ قَالَ: " عَهِدَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَنْسُكَ لِلرُّؤْيَةِ، فَإِنْ لَمْ نَرَهُ وَشَهِدَ شَاهِدَا عَدْلٍ نَسَكْنَا بِشَهَادَتِهِمَا " , فَسَأَلْتُ حُسَيْنَ بْنَ الْحَارِثِ: مَنْ أَمِيرُ مَكَّةَ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي، ثُمَّ لَقِيَنِي بَعْدَ ذَلِكَ , فَقَالَ: هُوَالْحَارِثُ بْنُ حَاطِبٍ أَخُو مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ، ثُمَّ قَالَ الْأَمِيرُ: " إِنَّ فِيكُمْ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ مِنِّي، وَشَهِدَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى رَجُلٍ، قَالَ الْحُسَيْنُ: فَقُلْتُ لِشَيْخٍ إِلَى جَنْبِي: مَنْ هَذَا الَّذِي أَوْمَئَ إِلَيْهِ الْأَمِيرُ؟ قَالَ: هَذَا عَبْدَ اللَّهِ بْنُ عَمْرَ، وَصَدَقَ، كَانَ أَعْلَمَ بِاللَّهِ مِنْهُ , فَقَالَ: بِذَلِكَ أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنبأ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، قَالَ: قَالَ لَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ: سَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ الْحَرْبِيَّ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، فَقَالَ: حَدَّثَنَا بِهِ سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثُمَّ قَالَ إِبْرَاهِيمُ: هُوَ الْحَارِثُ بْنُ حَاطِبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحٍ، كَانَ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ. قَالَ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ: هَذَا إِسْنَادٌ مُتَّصِلٌ صَحِيحٌ
و رواه البيهقي كذلك في معرفة السنن و الآثار و رواه ابن قانع في معجم الصحابة و هو صحيح
الحديث السادس:
عَنْ حُسَيْنِ بْنِ الْحَارِثِ الْجَدَلِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ، أَنَّهُ خَطَبَ النَّاسَ فِي الْيَوْمِ الَّذِي يُشَكُّ فِيهِ، فَقَالَ: أَلَا إِنِّي جَالَسْتُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَاءَلْتُهُمْ، وَإِنَّهُمْ حَدَّثُونِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَانْسُكُوا لَهَا فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا ثَلَاثِينَ، فَإِنْ شَهِدَ شَاهِدَانِ فَصُومُوا، وَأَفْطِرُوا "
رواه النسائي في الصغرى و الكبرى و أبو نعيم الأصبهاني في معرفة الصحابة و هو صحيح
الحديث السابع:
عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ الْهِلَالَ، فَقَالَ: " أَتَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: " يَا بِلَالُ، نَادِ فِي النَّاسِ، فَلْيَصُومُوا غَدًا " *
رواه الدارمي و هذا لفضه و الترمذي و ابن ماجه و أبو داود و النسائي في الكبرى و ابن خزيمة في صحيحه و ابن حبان في صحيحه و الحاكم في المستدرك و ابن الجارود في المنتقى و الدارقطني في السنن و أبوبكر الشافعي في الغيلانيات
و هو ضعيف
قال الترمذي:
(يُتْبَعُ)
(/)
" حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ فِيهِ اخْتِلَافٌ " " وَرَوَى سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَغَيْرُهُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلًا، " " وَأَكْثَرُ أَصْحَابِ سِمَاكٍ رَوَوْا، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلًا "
قال الحاكم:
" قَدِ احْتَجَّ الْبُخَارِيُّ بِعِكْرِمَةَ، وَاحْتَجَّ مُسْلِمٌ بِسِمَاكٍ " " وَهَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ مُتَدَاوَلُ بَيْنَ الْفُقَهَاءِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ " *
و قال في موضع
" قَدِ احْتَجَّ الْبُخَارِيُّ بِأَحَادِيثَ عِكْرِمَةَ، وَاحْتَجَّ مُسْلِمٌ بِأَحَادِيثِ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ وَحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، وَهَذَا الْحَدِيثُ صَحِيحٌ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ "
و قال الدارقطني:
وَرَوَاهُ شُعْبَةُ , عَنِ الثَّوْرِيِّ مُرْسَلًا *
و روى في السنن قال حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ , ثنا أَبُو الْعَالِيَةِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْهَيْثَمِ بْنِ عُثْمَانَ الْعَبْدِيُّ , ثنا أَبُو قُتَيْبَةَ , ثنا حَازِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ سِمَاكٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ: تَمَارَى النَّاسُ فِي هِلَالِ رَمَضَانَ , فَقَالَ بَعْضُهُمُ: الْيَوْمَ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: غَدًا , فَجَاءَ أَعْرَابِيُّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَزَعَمَ أَنَّهُ قَدْ رَآهُ , فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ؟ " , قَالَ: نَعَمْ , فَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَالًا فَنَادَى النَّاسَ: صُومُوا , ثُمَّ قَالَ: " صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَعُدُّوا ثَلَاثِينَ ثُمَّ أَفْطِرُوا , وَلَا تَصُومُوا قَبْلَهُ يَوْمًا ".
تَابَعَهُ الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي ثَوْرٍ , وَزَائِدَةُ , وَالثَّوْرِيُّ , مِنْ رِوَايَةَ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى عَنْهُ , وَقِيلَ عَنْ أَبِي عَاصِمٍ. وَأَرْسَلَهُ إِسْرَائِيلُ , وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , وَابْنُ مَهْدِيٍّ , وَأَبُو نُعَيْمٍ , وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ , عَنِ الثَّوْرِيِّ
حازم بن إبراهيم البجلي بصري عن سماك بن حرب
قال ابن حجر في اللسان
ذكره ابن عدي فساق له أحاديث ولم يذكر لأحد فيه قولا ولا مطعنا ثم قال أرجو أنه لا بأس به انتهى وذكر ابن أبي حاتم أنه روى عنه حماد بن زيد وسلم بن قتيبة ولم يذكر فيه جرحا وكذا البخاري ذكره ابن حبان في الثقات وذكره الطوسي وعلي بن الحكم في رجال الشيعة وقال كان ثقة كثير العبادة
سماك بن حرب بن أوس بن خالد بن نزار بن معاوية بن حارثة بن ربيعة بن عامر بن ذهل بن ثعلبة الذهلي البكري أبو المغيرة الكوفي أخو محمد بن حرب وإبراهيم بن حرب
الذهبي في الكاشف
ثقة ساء حفظه، أحد علماء الكوفة
يعقوب بن شيبة
روايته عن عكرمة خاصة مضطربة، وهو فى غير عكرمة صالح، وليس من المتثبتين. ومن سمع من سماك قديما مثل شعبة وسفيان فحديثهم عنه صحيح مستقيم، والذى قاله ابن المبارك إنما يرى أنه فيمن سمع منه بأخرة.
أحمد بن عبد الله العجلي
سماك بن حرب بكرى جائز الحديث، إلا أنه كان فى حديث عكرمة ربما وصل الشىء عن ابن عباس، وربما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. وإنما كان عكرمة يحدث عن ابن عباس وكان الثورى يضعفه بعض الضعف، وكان جائز الحديث لم يترك حديثه أحد، ولم يرغب عنه أحد، وكان عالما بالشعر وأيام الناس، وكان فصيحا
فالحديث ضعيف لإضطراب سماك عن عكرمة و الراجح فيه الإرسال سواء كان الترجيح بالكثرة أم بالأحفظ
الحديث الثامن:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " " الصَّوْمُ يَوْمَ تَصُومُونَ، وَالفِطْرُ يَوْمَ تُفْطِرُونَ، وَالأَضْحَى يَوْمَ تُضَحُّونَ " "
(يُتْبَعُ)
(/)
رواه الترمذي و قال: " " هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ " "، " " وَفَسَّرَ بَعْضُ أَهْلِ العِلْمِ هَذَا الحَدِيثَ، فَقَالَ: إِنَّمَا مَعْنَى هَذَا أَنَّ الصَّوْمَ وَالفِطْرَ مَعَ الجَمَاعَةِ وَعُظْمِ النَّاسِ "
صححه الألباني في الإرواء و السلسلة الصحيحة (224)
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " الْفِطْرُ يَوْمَ تُفْطِرُونَ، وَالْأَضْحَى يَوْمَ تُضَحُّونَ " *
رواه الشافعي في المسند و غيره
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا , قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَرَفَةُ يَوْمَ يُعَرِّفُ الْإِمَامُ , وَالْأَضْحَى يَوْمَ يُضَحِّي الْإِمَامُ , وَالْفِطْرُ يَوْمَ يُفْطِرُ الْإِمَامُ "
رواه البيهقي في الكبرى و أبو نعيم في أخبار أصبهان
و رواه الترمذي بلفظ
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " " الفِطْرُ يَوْمَ يُفْطِرُ النَّاسُ، وَالأَضْحَى يَوْمَ يُضَحِّي النَّاسُ " "
ثم قال سَأَلْتُ مُحَمَّدًا: قُلْتُ لَهُ: مُحَمَّدُ بْنُ المُنْكَدِرِ سَمِعَ مِنْ عَائِشَةَ؟ قَالَ: " " نَعَمْ، يَقُولُ فِي حَدِيثِهِ، سَمِعْتُ عَائِشَةَ " ".: " " هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ صَحِيحٌ مِنْ هَذَا الوَجْهِ " " *
آثار الصحابة و التابعين:
مُصَنَّفُ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ >> كِتَابُ الصِّيَامِ >> مَنْ كَانَ يَقُولُ: لَا يَجُوزُ إِلَّا بِشَهَادَةِ رَجُلَيْنِ >>
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: أَتَانَا كِتَابُ عُمَرَ وَنَحْنُ بِخَانِقِينَ: " إِنَّالْأَهِلَّةَ بَعْضُهَا أَكْبَرُ مِنْ بَعْضٍ، فَإِذَا رَأَيْتُمُ الْهِلَالَ نَهَارًا، فَلَا تُفْطِرُوا حَتَّى يَشْهَدَ رَجُلَانِ مُسْلِمَانِ أَنَّهُمَا أَهَّلَاهُ بِالْأَمْسِ " *
حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، فِي الْهِلَالِ قَالَ: " إِذَا شَهِدَ رَجُلَانِ ذَوَا عَدْلٍ عَلَى رُؤْيَةِ الْهِلَالِ فَأَفْطِرُوا " *
حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي الرَّجُلِ يَرَى الْهِلَالَ وَحْدَهُ قَبْلَ النَّاسِ، قَالَ: " لَا يَصُومُ إِلَّا مَعَ النَّاسِ وَلَا يُفْطِرُ إِلَّا مَعَ النَّاسِ " *
حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي رَجُلٍ شَهِدَ عَلَى رُؤْيَةِ الْهِلَالِ وَحْدَهُ، قَالَ: " لَا يُلْتَفَتُ إِلَيْهِ " *
حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ يُوسُفَ، عَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ: " كَانُوا يَنْظُرُونَ إِلَى الْهِلَالِ إِنْ رَأَوْهُ صَامُوا، وَإِنْ لَمْ يَرَوْهُ أَنْظَرُوا مَا يَقُولُ: إِمَامُهُمْ " *
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ سُوَيْدٍ الْفِهْرِيَّ، أَفْطَرَ أَوْ ضَحَّى قَبْلَ النَّاسِ بِيَوْمٍ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: " مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ أَفْطَرْتَ قَبْلَ النَّاسِ؟ " فَكَتَبَ إِلَيْهِ مُحَمَّدٌ: أَنَّهُ شَهِدَ عِنْدِي حِزَامُ بْنُ حَكِيمٍ الْقُرَشِيُّ أَنَّهُ رَأَى الْهِلَالَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ: " أَوَ أَحَدُ النَّاسِ أَوَ ذُو الْيَدَيْنِ هُوَ؟ " *
مُصَنَّفُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ الصَّنْعَانِيِّ >> كِتَابُ الصِّيَامِ >> بَابُ كَمْ يَجُوزُ مِنَ الشُّهُودِ عَلَى رُؤْيَةِ الْهِلَالِ>>
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّيْمِيِّ، أَنَّ رَجُلًا جَاءَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَقَالَ: رَأَيْتُ هِلَالَ شَهْرِ رَمَضَانَ، فَقَالَ: " هَلْ رَآهُ مَعَكَ آخَرُ؟ " قَالَ: لَا قَالَ: " فَكَيْفَ صَنَعْتَ؟ " قَالَ: صُمْتُ بِصِيَامِ النَّاسِ، فَقَالَ عُمَرُ: " يَا لَكَ فِقْهًا " *
(يُتْبَعُ)
(/)
عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَمَّنَ، سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ: " لَا يَجُوزُ عَلَى الصَّوْمِ، وَالْفِطْرِ،وَالنَّحْرِ إِلَّا رَجُلَانِ " *
عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ: " كَانَ يُجِيزُ عَلَى رُؤْيَةِ الْهِلَالِ بِالصَّوْمِ رَجُلًا وَاحِدًا، وَلَا يُجِيزُ عَلَى الْفِطْرِ إِلَّا رَجُلَيْنِ " *
عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: " لَا يَجُوزُ عَلَى رُؤْيَةِ الْهِلَالِ إِلَّا رَجُلَانِ " *
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا رَأَى هِلَالَ رَمَضَانَ قَبْلَ النَّاسِ بِلَيْلَةٍ، أَيَصُومُ قَبْلَهُمْ، وَيُفْطِرُ قَبْلَهُمْ؟ قَالَ: " لَا، إِلَّا إِنْ رَآهُ النَّاسُ أَخْشَى أَنْ يَكُونَ شُبِّهَ عَلَيْهِ حَتَّى يَكُونَا اثْنَيْنِ " قَالَ: قُلْتُ: لَا، إِلَّا رَآهُ، وَسَايَرَهُ سَاعَةً قَالَ: " وَلَوْ حَتَّى يَكُونَا اثْنَيْنِ " *
تَهْذِيبُ الْآثَارِ لِلطَّبَرِيِّ >> ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ أَوْ حَكَمَ بِهِ >>
حَدَّثَنِي ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ السُّلَمِيِّ فِي أُنَاسٍ بِالْجَبَلِ، فَرَأَيْنَا هِلَالَ شَوَّالٍ نَهَارًا، فَأَفْطَرْنَا، وَكُتِبَ إِلَى عُمَرَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ، فَكَتَبَ عُمَرُ: " إِنَّ الْأَهِلَّةَ بَعْضُهَا أَعْظَمُ مِنْ بَعْضٍ، فَإِذَا أَصْبَحْتُمْ صِيَامًا، فَلَا تُفْطِرُوا حَتَّى تُمْسُوا، إِلَّا أَنْ يَشْهَدَ رَجُلَانِ مُسْلِمَانِ يَشْهَدَانِ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكُ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَنَّهُمَا أَهَلَّاهُ بِالْأَمْسِ عَشِيًّا " *
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، أَنَّ رَجُلَيْنِ رَأَيَا الْهِلَالَ، وَهُمَا بِطَرِيقِ مَكَّةَ، فَتَعَجَّلَا، فَقَدِمَا الْمَدِينَةَ، فَإِذَا النَّاسُ صِيَامٌ، فَأَتَيَا عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهِ عَنْهُ، فَأَخْبَرَاهُ أَنَّهُمَا قَدْ رَأَيَا الْهِلَالَ، فَقَالَ لِأَحَدِهِمَا: " أَصَائِمٌ أَنْتَ أَمْ مُفْطِرٌ؟ "، فَقَالَ: مُفْطِرٌ، قَالَ: " وَمَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ؟ "، قَالَ: إِنِّي لَمْ أَكُنْ لِأَصُومَ وَقَدْ رَأَيْتُ الْهِلَالَ، فَسَأَلَ الْآخَرَ فَقَالَ: أَنَا صَائِمٌ، قَالَ: " وَلِمَ؟ "، قَالَ: رَأَيْتُ النَّاسَ صِيَامًا، فَلَمْ أَكُنْ لِأُخَالِفَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ عُمَرُ: " لَوْلَا هَذَا لَأَوْجَعْتُ لَكَ رَأْسَكَ "، ثُمَّ أَمَرَ النَّاسَ، فَخَرَجُوا بَعْدَمَا ارْتَفَعَ الضُّحَى *
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْأَبِي رَجَاءٍ، مَوْلَى أَبِي قِلَابَةَ: أَنَّ رَجُلَيْنِ قَدِمَا الْمَدِينَةَ، وَقَدْ رَأَيَا الْهِلَالَ، وَقَدْ أَصْبَحَ النَّاسُ صِيَامًا، وَلَمْ يَرَوَا الْهِلَالَ، فَأَتَيَا عُمَرُ، فَذَكَرَا ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ لِأَحَدِهِمَا: " أَصَائِمٌ أَنْتَ أَمْ مُفْطِرٌ؟ "، فَقَالَ: بَلْ مُفْطِرٌ، فَقَالَ: " مَا حَمَلَكَ عَلَى ذَاكَ؟ " قَالَ: لَمْ أَكُنْ لِأَصُومَ وَقَدْ رَأَيْتُ الْهِلَالَ، وَقَالَ لِلْآخَرِ: " فَمَا أَنْتَ؟ " قَالَ: أَنَا صَائِمٌ، قَالَ: " فَمَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ تَصُومَ وَقَدْ رَأَيْتَ الْهِلَالَ؟ "، فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ النَّاسَ صِيَامًا، فَلَمْ أَكُنْ لِأُفْطِرَ وَالنَّاسُ صِيَامٌ، فَقَالَ لِلَّذِي أَفْطَرَ: " لَوْلَا مَكَانُ هَذَا لَأَوْجَعْتُ رَأْسَكَ "، ثُمَّ نُودِيَ فِي النَّاسِ أَنِ اخْرُجُوا *
(يُتْبَعُ)
(/)
حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُدْرِكٍ الطَّحَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى الثَّعْلَبِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، أَنَّ عُمَرَ خَرَجَ يَطْلُبُ الْهِلَالَ فَإِذَا رَاكِبٌ مُقْبِلٌ، فَقَالَ: " مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ؟ " قَالَ: مِنَ الشَّامِ، قَالَ: " أَهْلَلْتَ؟ " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: " اللَّهُ أَكْبَرُ، يَكْفِي الْمُسْلِمِينَ أَحَدُهُمْ " *
عَبْدِ الْأَعْلَى الثَّعْلَبِيِّ هو ابن عامر مختلف فيه و له أوهام و حسن له الترمذي و صحح له الطبراني و الحاكم
أَخْبَارُ أَصْبَهَانَ لِأَبِي نُعَيْمٍ الْأَصْبهَانِيِّ >> عُتْبَةُ بْنُ فَرْقَدَ السُّلَمِيُّ >>
وَهُوَ مَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مَنْدَهْ، ثنا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، ثنا مَنْصُورٌ: أَنَّ عُتْبَةَ بْنَ فَرْقَدٍ كَانَ بِأَرْضٍ أَحْسَبُهَا أَرْضَ أَصْبَهَانَ فَرَأَوُا الْهِلَالَ نَهَارًا، فَأَفْطَرُوا، فَبَلَغَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: " إِنَّ بَعْضَ الْأَهِلَّةِ يَكُونُ أَعْظَمَ مِنْ بَعْضٍ، فَإِذَا أَصْبَحْتُمْ صِيَامًا، فَأَتِمُّوا صَوْمَكُمْ، إِلَّا أَنْ يَشْهَدَ رَجُلَانِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّهُمَا رَأَيَا الْهِلَالَ الْبَارِحَةَ " *
المسائل:
كيف يثبت دخول الشهر؟
هل يقبل شهادة الواحد في الصيام؟
هل يقبل شهادة الواحد في الإفطار؟
هل الإمام و الجماعة في صوم رمضان شرط واجب أو مستحب؟
الفقه الموازن:
المسألة الأولى:
كيف يثبت دخول شهر رمضان؟
يثبت دخول الشهر برؤية الهلال أولا ثم بإكمال العدة ثانيا أو برأي الإمام ثالثا
المسألة الثانية:
هل يقبل شهادة الواحد في الصيام؟
قال الترمذي:
" وَالعَمَلُ عَلَى هَذَا الحَدِيثِ عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ العِلْمِ قَالُوا: تُقْبَلُ شَهَادَةُ رَجُلٍ وَاحِدٍ فِي الصِّيَامِ، وَبِهِ يَقُولُ ابْنُ المُبَارَكِ، وَالشَّافِعِيُّ، وَأَحْمَدُ، وَأَهْلِ الْكُوفَةِ " "، قَالَ إِسْحَاقُ: " " لَا يُصَامُ إِلَّا بِشَهَادَةِ رَجُلَيْنِ " "، " " وَلَمْ يَخْتَلِفْ أَهْلُ العِلْمِ فِي الإِفْطَارِ أَنَّهُ لَا يُقْبَلُ فِيهِ إِلَّا شَهَادَةُ رَجُلَيْنِ " "
قَالَ الرَّبِيعُ فِي كِتَابِ " الصِّيَامِ ": قَالَ الشَّافِعِيُّ: وَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا: لَا أَقْبَلُ عَلَيْهِ إِلَّا شَاهِدَيْنِ، وَهَذَا الْقِيَاسُ عَلَى كُلِّ مَغِيبٍ اسْتُدِلَّ عَلَيْهِ بِبَيِّنَةٍ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: جَمَاعَةً قَالَ أَحْمَدُ: مُتَابَعَةُ الْآثَارِ أَوْلَى
قال الشوكاني في نيل الأوطار:
و الحديثان (الثالث و السابع) المذكوران في الباب يدلان على أنها تقبل شهادة الواحد في دخول رمضان , و إلى ذلك ذهب ابن المبارك و أحمد بن حنبل و الشافعي في أحد قوليه. قال النووي: و هو الأصح و به قال المؤيد بالله
و قال مالك و الليث و الأوزاعي و الثوري و الشافعي في أحد قوليه و الهادوية إنه لا يقبل واحد بل يعتبر إثنان.
و قال شمس الدين ابن قدامة في الشرح الكبير:
مسألة: (و يقبل في هلال رمضان قول عدل واحد و لا يقبل في سائر الشهور إلى عدلان)
المشهور عن أحمد أنه يقبل في هلال رمضان قول عدل واحد و يلزم الناس الصوم بقوله و هو قول عمر و علي و ابن عمر و ابن المبارك و الشافعي في الصحيح عنه و روي عن أحمد أنه قال إثنين أعجب إليّ و قال أبو بكر إن رآه وحده ثم قدم المصر صام الناس بقوله على ما روي في الحديث و إن كان الواحد في جماعة الناس فذكر أنه رآه دونهم لم يقبل إلا قول اثنين لأنّهم يعاينون ما عاين و روي عن عثمان رضي الله عنه لا يقبل إلا شهادة إثنين و هو قول مالك و الليث و الأوزاعي و إسحاق لما روى عبد الرحمان بن زيد بن الخطاب أنه خطب الناس في اليوم الذي يشك فيه فقال إني جالست أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم و سألتهم و إنهم حدثوني أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
(يُتْبَعُ)
(/)
صوموا لرؤيته و أفطروا لرؤيته و انسكوا لها فإن غم عليكم فأتموا ثلاثين و إن شهد شاهدان ذوا عدل فصوموا و أفطروا
رواه النسائي و لأن هذه شهادة على رؤية الهلال أشبهت الشهادة على هلال شوال
و قال أبو حنيفة في الغيم كقولنا و في الصحو: لا يقبل إلا الإستفاضة لأنه لا يجوز أن ينظر الجماعة إلى مطلع الهلال و أبصارهم صحيحة و الموانع منتفية فيراه واحد دون الباقين و لنا ما روى ابن عباس قال جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال رأيت الهلال قال " أتشهد أن لا إله إلا الله و أن محمد رسول الله؟ " قال نعم قال:" يا بلال إذن في الناس فليصوموا غدا " رواه أبوداود و النسائي و الترمذي و روى ابن عمر قال تراءى الناس الهلال فأخبرت رسول الله صلى الله عليه و سلم أني رأيته فصام و أمر الناس بصيامه رواه أبو داود و لأنه خبر عن وقت الفريضة فيما طريقه المشاهدة فقبل فيه قول واحد كالخبر بدخول وقت الصلاة , و لأنه خبر ديني يشترك فيه المخبِر و المخبَر فقبل من عدل واحد كالرواية. و خبرهم إنما يدل بمفهومه و خبرنا يدل بمنطوقه و هو أشهر منه فيجب تقديمه و يفارق الخبر عن هلال شوال فإنه خروج من العبادة و هذا دخول فيها و يتَّهم في هلال شوال بخلاف مسألتنا و ما ذكره أبو بكر و أبو حنيفة لا يصح لأنه يجوز إنفراد الواحد به مع لطافة المرئيِّ و بعده و يجوز أن تختلف معرفتهم بالمطالع و مواضع قصدهم و حدَّة نظرهم و لهذا لو حكم حاكم بشهادة واحد جاز و لو شهد شاهدان وجب قبول شهادتهما عند أبو بكر و لو كان ممتنعا على ما قالوه لم يصح فيه حكم حاكم و لا يثبت بشهادة اثنين و من منع ثبوته بشهادة اثنين رد عليه الخبر الأول و قياسه على سائر الحقوق و سائر الشهور و لو أن جماعة في محفل و شهد منهم اثنان على رجل أنه طلق زوجته , أو أعتق عبده قبلت شهادتهما , و لو أنّ اثنين من أهل الجمعة شهدا على الخطيب أنّه قال على المنبر في الخطبة شيئا , لم يشهد به غيرهما , لقبلت شهادتهما , و كذلك لو شهدا عليه بفعل , و إن كان غيرهما يشاركهما في سلامة السمع , و صحة البصر , كذا ههنا.
قال أبو إسحاق الشيرازي في المهذب في فقه الإمام الشافعي:
فصل و في الشهادة التي يثبت بها رؤية هلال شهر رمضان قولان:
قال في البويطي لا تقبل إلا من عدلين لما روى الحسين بن حريث الجدلي جديلة قيس قال خطبنا أمير مكة الحرث بن حاطب فقال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن ننسك لرأيته , فإن لم نره فشهدا شاهدا عدل نسكنا بشهادتهما و قال في القديم و الجديد: يقبل من عدل واحد و هو الصحيح لما روى عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال تراءى الناس الهلال فأخبرت النبي صلى الله عليه و سلم أني رأيته فصام رسول الله صلى الله عليه و سلم و أمر الناس بصيامه , و لأنه إيجاب عبادة فقبل من واحد إحتياطا للفرض
في المحلى لابن حزم في كتاب الصيام
و من صح عنده بخبر من يصدقه من رجل واحد , أو امرأة واحدة عبد أو حر أو أمة أو حرة فصاعدا أن الهلال قد رؤي البارحة في آخر شعبان ففرض عليه الصوم , صام الناس أو لم يصوموا و كذلك لو رآه هو وحده و لو صح عنده بخبر واحد أيضا كما ذكرنا فصاعدا أن هلال شوال قد رؤي فليفطر , فأفطر الناس أو صاموا و كذلك لو رآه هو وحده فإن خشي في ذلك أذى فليستتر بذلك
و قال
و اختلف الناس في قبول خبر الواحد في ذلك
فقال ابو حنيفة و الشافعي بمثل قولنا في هلال رمضان و لم يجيزا في هلال شوال إلا رجلين عدلين
قال ابو محمد: و هذا تناقض ظاهر
و قال مالك لا يقبل في كليهما إلا رجلين عدلين
قال ابو محمد أما في الفرق بين الهلالين فما نعلم لهم حجة و أما قول مالك فإنهم قاسوه على سائر الأحكام
قال ابو محمد و القياس كله باطل ثم لو كان حقا لكان هذا منه باطلا لأن الحقوق تختلف فمنها عند المالكية ما يقبل فيها شاهد و يمين و منها ما لا يقبل فيه إلا رجلان أو رجل و امرأتان و منها ما لا يقبل فيه إلا رجلان فقط و منها ما لا يقبل فيه إلا أربعة و منها ما يسمح فيه حتى يجيز فيه النصراني و الفاسق كالعيوب في الطب فمن اين لهم أن يخصوا بعض هذه الحقوق دون بعض بقياس الشاهد في الهلال عليه؟ و نسألهم عن قرية ليس فيها إلا فساق أو نصارى أو نساء و فيهم عدل يضعف بصره عن رؤية الهلال؟
قال ابو محمد فأما نحن فخبر الكافر مقبول في ذلك و إن كانوا كفارا أو فساقا لأنه يوجب العلم ضرورة
فإن قالوا قد أجمع الناس على قبول عدلين في ذلك
قلنا لا بل أبو يوسف القاضي يقول إذا كان الجو صائفا لم أقبل في رؤية الهلال أقل من خمسين
فإن قالوا كلام ساقط
قلنا نعم و قياسكم أسقط
فإن قالوا فمن أين أجزتم فيهما خبر الواحد؟
قلنا لأنه من الدين و قد صح في الدين قبول خبر الواحد فهو مقبول في كل مكان إلا حيث أمر الله تعالى بان لا يقبل إلا عدد سماه لنا
الخلاصة:
أقول:
القولين يتجوزان على طريقة الترجيح و الأولى الجمع بين الأدلة و الأقوال
فيحمل فعل النبي صلى الله عليه و سلم على الأستحباب و قوله المبين على الوجوب
المسألة الثالثة:
هل يقل شهادة الواحد في الإفطار؟
قال الشوكاني في نيل الأوطار:
و اختلف أيضا في شهادة خروج رمضان فحكي في البحر عن العترة جميعا و الفقهاء أنه لا يكفي الواحد في هلال شوال و حكي عن أبي ثور أنه يقبل قال النووي في شرح مسلم: لا تجوز شهادة عدل واحد على هلال شوال عند جميع العلماء إلا أبو ثور فجوزه بعدل. انتهى.
ثم قال فالظاهر ما قاله ابو ثور
المسألة الرابعة:
هل الإمام و الجماعة في صوم رمضان شرط واجب أو مستحب؟
لم أرى من تكلم على هذه المسألة و لعلي أتقدم بالجواب فأقول:
لو قلنا بتخريج الأقوال من المذاهب في الصيام على الصلاة المفروضة فالخلاف في وجوب الجماعة مشهور في كتب الفقه و الكلام على الصلاة هو نفسه الكلام على الصيام و الله أعلم.(/)
هل يجوز السلام على الجالسين في المسجد قبل تحية المسجد؟
ـ[خالد أبو عبد الله الجزائر]ــــــــ[11 - Jul-2010, مساء 10:50]ـ
السؤال: هل يجوز السلام على الجالسين في المسجد قبل تحية المسجد؟
جواب فضيلة الشيخ: نعم إذا دخل و أتى الصف يقول: السلام عليكم قبل أن يبدأ بالصلاة , السلام عليكم على الحاضرين و لو كان يصلي و المصلي يرد بالإشارة , يشير بيده كالمصافح , يرد بالإشارة كما فعله النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ , ثم يكبر بتحية المسجد , يصلي تحية المسجد.
منقول من موقع فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ـ رحمه الله ـ(/)
كيف تختار الزوجة .. ؟
ـ[خالد أبو عبد الله الجزائر]ــــــــ[11 - Jul-2010, مساء 10:57]ـ
الزوجة .. صديق العمر، ولا بد لهذا الصديق أن يكون وفياً إن كتب الله وأكمل الدرب أو تفرقا أن يستر العيب، فلا بد أن تحسن الاختيار لهذا الصديق الذي سيشاركك أدق تفاصيل حياتك، حلوها ومرها، طويلها وقصيرها، فرحها وحزنها، وحين تفكر في الارتباط بامرأة ما، ضع أمام عينك هذا السؤال: لو حصل وحدث لك عائق من العوائق المليئة بالمفاجآت، هل ستكون عوناً لك أم أنها تتخلى عنك للوهلة الأولى؟
وضع أمام ناظريك سؤالاً آخر: لو لم يحصل بينكما الوفاق وطلقتها، فما نوعية المجتمع الذي سيعيش فيه أولادك؟
ومما يعينك على الاختيار أن تنظر إلى سلوك والدة المرأة التي ترغب في الارتباط بها، فإنه ومن خلال التجارب الطويلة، تبين أن الغالب في البنت أنها تكتسب سلوك والدتها مهما كان مستوى البنت جامعية او دكتورة أو غير متعلمة أو .... أو ... وأمها على عكس ذلك، ولذا اسأل جيداً عن والدتها ..
فإن كانت طويلة اللسان .. أو غير نظيفة في طبخها ومنزلها .. أو نمامة أو كثيرة الكلام فغالباً ما تكتسب ابنتها هذا السلوك، وقد ينجو القليل النادر.
ولذا فإن إطلاق التعليقات الساخرة والاستهزاءات المنفرة من قبل أناس على والدات زوجاتهم لأنهم ابتلوا (بحموات سيئات)، ومن الخطأ أن نعمم هذا الحكم، فإن من الحموات من كانت عوناً للرجل على ابنته، تكتم السر وتبني البيوت ولا تهدم، وتجعل القليل من زوج ابنتها الكثير كعظم الجبال، وهذا الصنف من أعقل النساء فهي بهذا تبني بيت ابنتها، وتخفف الحمل عن زوجها، بل ويصل الزوج إلى درجة من الراحة أنه لو ترك زوجته عند والدتها سنة كاملة لم يُبال بذلك، لأنه يعرف أنها سترجع بعد ذلك أفضل حالاً مما كانت عفة وحياء وديانة ونظافة وخبرة في الحياة.
وإننا نقول هذا إنصافاً لبعض الحموات، ممن يتمتعن بصفات الخير، ولذا انتبه جيداً إلى والدة زوجتك فإنها المؤثر الفعلي ـ في الغالب ـ على سلوك زوجتك التي ستضمها بين جدران بيتك.
قال شريح القاضي: "خطبت امرأة من بني تميم فلما كان يوم بنائي بها أقبلت نساؤها يهدينها حتى دخلت علي، فقلت: إنه من السنة إذا دخلت المراة على زوجها أن يقوم ويصلي ركعتين، ويسأل الله تعالى من خيرها ويتعوذ من شرها، فتوضأت، فإذا هي بوضوئي، وصليت فإذا هي بصلاتي، فلما خلا البيت دنوت منها، فمددت يدي إلى ناحيتها فقالت: على رسلك يا أبا أمية.
ثم قالت: الحمد لله أحمده أستعينه وأستغفره، وأصلي على محمد وآله، أما بعد: فإني امرأة غريبة لا علم لي بأخلاقك فبيّن لي ما تحب فآتيه، وما تكره فأجتنبه، فإنه قد كان لك منكح في قومك ولي في قومي مثلك، ولكن إذا قضى الله أمراً كان مفعولاً، وقد ملكت فاصنع ما أمرك الله تعالى به {إما إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان}.
فقلت: الحمد لله أحمده وأستعينه، وأصلي وأسلم على محمد وآله وصحبه، أما بعد .. فإنك قلت كلاماً إن ثبت عليه يكن ذلك حظاً لي، وإن تدعيه يكن حجة عليك، أحب كذا وأكره كذا، وما رأيت من حسنة فبثيه، وما رأيت من سيئة فاستريها، فقالت: كيف محبتك لزيارة الأهل؟
قلت: ما أحب أن يملني أصهاري، قالت: فمن تحب من جيرانك أن يدخل دارك آذن له، ومن تكره أكرهه؟ قلت: بنو فلان قوم صالحون، وبنو فلان قوم سوء، قال: فبت معها بأنعم ليلة ومكثت معي حولاً لا أرى منها إلا ما أحب، فلما كان رأس الحول، جئت من مجلس القضاء، وإذا أنا بعجوز تأمر وتنهى، فقلت: من هذه؟، قالوا: أم فلانة حليلتك، قلت: مرحباً وأهلاً وسهلاً، فلما جلست أقبلت العجوز، فقالت: السلام عليك يا أبا أمية، فقلت: وعليك السلام ومرحباً بك وأهلا، قالت: كيف رأيت زوجتك؟ قلت: خير زوجة وأوفق قرينة، لقد أدّبت فأحسنت الأدب، وريضت فأحسنت الرياضة، فجزاك الله خيراً، فقالت: يا أبا أمية، إن المرأة لا يرى منها أسوأ حالاً منها في حالتين: إذا ولدت غلاماً، أو حظيت عند زوجها، فإن رابك مريب فعليك بالسوط، فوالله ما حاز الرجال في بيوتهم أشر من الروعاء المدللة.
قالت: كيف تحب أن يزورك أصهارك؟ قلت: ماشاءوا، فكانت تأتيني في رأس كل حول فتوصيني بتلك الوصية، فمكثت معي عشرين سنة لم أعب عليها شيئاً" أ هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
فأين الحماة (والدة الزوجة) التي تكون كوالدة التي هي كوالدة زينب، خلقاً وسلوكاً .. وبعد نظر .. كما أن تختار في زواجك البيت الطيب ذا السمعة الطيبة والذكر الحسن فإنهم سيكونون أخوالاً لأولادك ..
وأول خبث الماء خبث ترابه وأول خبث الماء خبث المناكح
فتأمل جيداً في خالة أولادك التي ستدخل على أختها متى شاءت، وانظر إلى أخوال أولادك كيف هي أخلاقهم ..
فلعل من الضروري بعد السمعة الطيبة: ديناً ودنيا أن يكونوا أقوياء الشخصية حتى لو قدر وحصل نزاع أن تجد أمامك (رجالاً) تستطيع أن تخاطبهم لا يعملون بعقول النساء ولا يملكون خياراً، فكم كان لرجل قوي الشخصية موقف تجاه ابنته او اخته حين يحصل بينهما خلاف أدى إلى عودة المياه إلى مجاريها، وقد كان الطلاق قريباً جداً ..
أما بالنسبة للصفات الذاتية للفتاة التي سترتبط بها، فيجب أن تسأل عنها أدق الأسئلة من جميع الجوانب لأنك سترتبط بها ارتباطاً وثيقاً، الأصل أنه سيبقى إلى حين رحيلكما عن الدنيا، فابحث عن المراة العفيفة في دينها ونفسها؛ لأنها ستكون مستودع أسرارك ورجولتك، والعفة مما يشتهر خبرها بين الناس، فتجد الثناء عليها على كل لسان. وأول العفة اللباس الساتر، واللسان الطاهر، والباطن يدل عليه الظاهر والله يتولى السرائر.
فلا تبحث عن الساقطة .. ومن كان ظاهرها الانحراف وأمام عينيك الأفواج المتكاثرة من الحرائر العفيفات، فأنت تريد زوجة لا عشيقة.
واعلم أنك بإعراضك عن العفيفة المتدينة وذهابك المتردية، قد فوت عليها الفرصة، وعرضت نفسك للهلكة، فبيتك رأس مال فانظر في يد من تضعه.
وابحث عن المرأة التي ستكون على طريقك في جميع أحوالك ـ في طاعة الله ـ فما أقبحه بالمرأة أن تفرح وزوجها حزين ولا تكون عوناً له على المحن والملمات، "قيل لأعرابي: صف لنا شر النساء .. فقال: شرهن النحيفة الجسم، القليلة اللحم، المحياض الممراض، لسانها كأنه حربة، تبكي من غير سبب وتضحك من غير عجب، عرقوبها حديد، منتفخة الوريد، كلامها وعيد، صوتها شديد، تدفن الحسنات وتغشي السيئات، تعين الزمان على زوجها ولا تعين زوجها على الزمان، إن دخل خرجت، وإن خرج دخلت، وإن ضحك بكت، وإن بكى ضحكت، تبكي وهي ظالمة، وتشهد وهي غائبة، وقد دلى لسانها بالزور وسال دمعها بالفجور، ابتلاها الله بالويل والثبور وعظائم الأمور، هذه هي شر النساء " أهـ.
إن للمراة ـ في بعض الأوقات ـ دوراً لا يملؤه غيرها، ولا ينبغي لها الانصراف عن زوجها إلى أي شاغل يشغلها عنه.
انظر كيف كانت خديجة رضي الله عنها مع النبي صلى الله وسلم، لقد كانت رأس الوفاء والمروءة .. والكرم والعفة، فقد صدقته حين كذبه الناس وأطاعته حين عصاه الناس، وواسته بمالها إذ حرمه الناس، ولذا لم ينسها صلى الله عليه وسلم حتى بعد وفاتها، فكان إذا جاءت بعض النساء في حاجة يهش ويقول صلى الله عليه وسلم، "لقد كانت تأتينا زمان خديجة"، فتغار عائشة وتقول: "ما زلت تذكر خديجة، وقد أبدلك الله خيراً منها؟ " فيقول: "لا والله ما أبدلني خيراً منها". فأي وفاء بعد هذا، وأي مروءة، بعد هذه المروءة، ولكن لامرأة تستحق رضي الله عنها وأرضاها.
بعض النساء غليظات القلب، قاسيات الطبع، وبعض الرجال كذلك يتعاملون وكأن الزواج شركة ستنتهي يوماً من الأيام بالربح أو الخسارة، دون إحياء المشاعر في قلوبهم، ولذا كان حقيقياً بهؤلاء أن تبقى حياتهم جافة ليس لدفء المشاعر فيها مكان، قال صلى الله عليه وسلم: "الدنيا متاع وخير متاعها الزوجة الصالحة". وورد عن علي رضي الله عنه أنه قال: "إن من سعادة الرجل أن تكون زوجته صالحة وأولاده أبراراً وأخوانه شرفاء وجيرانه صالحين ورزقه في بلده .. " فهل يعي هؤلاء الأزواج هذه الحقيقة؟!
ومن تمام العفة وعنوان السعادة ألا يفتح قلب الفتاة لأحد قبل أن يفتح لزوجها حتى تستطيع أن تعيش معه بعد ذلك سعيدة هانئة تتمتع بحياة زوجية مستقرة، ولابد أن يعرف أنه مهما سعى إلى الكمال في الحياة الزوجية فلابد من وجود النقص، ولكن العاقل هو الذي يغض الطرف عن بعض الأمور التي ليس من شأنها تعدي حدود الدين أو الأخلاق أو جرح الرجولة.
فيا أيها الرجل ..
اعلم أن الزواج من أعظم أسس السعادة، فإياك والتفريط في الاختيار فتجني بعد ذلك الندامة والأكدار.
http://www.salemalajmi.com/main/play-25.html
ـ[اوس عبيدات]ــــــــ[12 - Jul-2010, صباحاً 12:45]ـ
جزاك الله خير(/)
(ميراث الصَّمت والملَكوت) لعبدالله الهدلق، هل يعجز أحدكم أن يكون مثل هذا؟!
ـ[الجسور]ــــــــ[11 - Jul-2010, مساء 11:02]ـ
ميراث الصَّمت والملكوت
هل يعجز أحدُكم أن يكون مثلَ هذا؟!
كُلَّما أَخَذَكَ العَجَبُ مِن بعضِ أدعياءِ المعرفةِ ومتثيقفِةِ العَصْر، وهم في كل واد يَهيمون، وإلى كُلِّ مسألةٍ يُهْطِعون –كثير مِمَّا يكتبه هؤلاء هو مقدماتٌ لأفكارٍ لم تنضجْ وخواطرُ عابرةٌ، أملاها عفوُ الخاطر وطرفُ القلم- أقولُ: كُلَّما أخذكَ العجبُ منهم ومن تهالُكِهِم على البَتِّ في كلِّ القضايا؛ أَجِلْ بَصَرك الواهنَ كرَّتين فلن تخطئَ عينُك لونا زاهيا بين الألوانِ الباهِتَة، ولن تفقد "نغمةً شَجيَّةً" بين الأصوات المتشابِكة؛ سيلوحُ لك قلمٌ يبلغُ منك دونَ ضَجيج، ويذهبُ ويجيءُ في مختلف القضايا دون أن يتورطَ في لغةٍ فُسطاطية، ودون أن تعلق "قدمه" في فخ أفعال الأمر، على حَدِّ: (عندما تصرخ في أذني لا أسمعك جَيِّدا)؛ بلُغَةٍ محلِّقة وثقافةٍ عاليةٍ وروحٍٍ شفافةٍ؛ يقفزُ الكاتب القدير عبدالله الهدلق في كتابِهِ الجديد (ميراث الصَّمت والملكوت) -الصادر هذا السنة 1431هـ-، بين حقولِ المعرفةِ المختلفَةِ، ويَتَنَقَّلُ في رياضِهَا النَّضِرة، وفي (مائة وثمانين صفحة) يتسلل فيها إليك الإعجاب إزاء قامته السَّامقة وعباراته الشائقة، ويستحوذُ عليك ما يُشبه الطمأنينة بوجود مُثَقَّفٍ حقيقي؛ بوجود رجلٍ في عامِهِ الحادي والعشرين (دخل المكتبة وأغلق باب الدنيا وراءه)، ليس من هؤلاءِ المتشوِّفينَ للنِّزالِ، المصطرعين على الفتاتِ، ودلالة العنوان (ميراث الصمت والملكوت) أبلغُ من كلِّ ما يقال عنه؛ فما بين دفَّتي الكتابِ "كلامٌ" وَرِثَهُ الهدلقُ عن "الصَّمت"، و"ميراثٌ" قَسَمَه على قُرَّائِهِ؛ ستصلك من بين سطورِ الكِتاب رسالةً -غير مباشرةٍ- عَبَّرَ عن مضمونِها في المقدِّمة: (قد كان من أسمى مقاصدي .. أن أكشف لكثير من القراء عما لمنهج التفكير، والتنوع المعرفي، والبيان والوضيء؛ من أثر بالغٍ على بنية العقل، ونوع الخطاب .. ). وحتما سيقف قارئ الهدلق على أشباه هذا الإمتاع: (ذهبت أرود المكتبات لا أعرف أكثر هذا الذي على رفوفها، وكنت أتألَّمُ لألمِ الجهل، ما زلتُ أذكرُ حيرَتي يوما وقفتُ فيه عند عنوان غريبٍ على الرَّف: ما هذا؟ ما معناه؟ وبكيت .. لم يكن ثمة أحد يُعَلِّمُني .. )،
ولم يَكُن يوما مُتَكَثِّرا بغيرِ ما يملك، كان وقفَ على المظانِّ العالية، ومكثَ سنواتٍ يخصفُ على نفسِهِ من ورقِ المعرفة، حتى (أحس طعم الروح المر رويدا رويدا مع أنفاسه القديمة فيرتعش لخفق الروح الجديد بين الموت والحياة)،
وفي كتابِهِ هذا تَقِفُ على قاماتٍ شامِخةٍ، من نحو "حمد الجاسر" و"بكر أبو زيد" إلى جوار عبدالوهاب المسيري" و"أبي عبد الرحمن بن عقيل"، وقبلَهم تأملاتٌ في شخصيةِ ابنِ تيميةَ الذي أحبَّه الهدلق، وقال عنه: (إنه ليمرُّ بي اسم العالم والعالم فلا أكاد آبه .. ثم يمر ذكر ابن تيمية فيأخذني شيء لا أكاد أتبين مأتاه .. )،
إلى "ثنتي عشرة فقرة فيها ابن دقيق العيد وكافكا وفتيات بسمارك"، إلى حديث ماتع عن "هتلر"،
إلى تعليقٍ عابرٍ عن "الشعور بالنقص الحضاري" في كثيرٍ كثير .. ،
وستقفُ على أطوارٍ من نموِّ قلمه، فهنا مقالةٌ قال فيها: (أنا فتى غرير أدرج في خطوات واسعة نحو السادسة والعشرين من سني حياتي .. )، ولن تخطئَ عينُكَ موهبة القلم التي شَبَّتْ مع الهدلقِ من بداياتِه، لكنه لم يصمدْ إليها، ففي كتابه يسوق كلمة جيته: (ما ورثته عن والديك حاول أن تكتسبه من جديد إذا أردت أن تمتلكه .. ).
هذا الكاتبُ الموهوبُ، رغمَ قراءاته المتنوعة، واطلاعه الواسع، وصمته الطويل؛ لم يَرِثْ –فيما وَرِثَه- الانهزاميةَ والنكوصَ على العَقِبِ، لم يتنكَّرْ لجِلْدِه، ويجنِّدْ ذاتَهُ لتلقُّطِ عثراتِ مَنهجِنا السَّلفي، تلك المعادلةُ الصَّعبة التي نَجَحَ في حَلِّها أبو أحمد، وأخفقَ فيها المتعالمون، فهل يَعْجِزُ أحدُكم أن يكونَ مثلَ هذا؟!
</ i>
ـ[أبو زيد المدني]ــــــــ[12 - Jul-2010, صباحاً 09:23]ـ
أجدت وأفدت أيها الجسور في وصف أسلوب الشيخ وقلمه.
نعم , أنا قرأت لأدباء ومفكرين كثيرين، لكن وجدت نفسي عند مقالات الشيخ عبدالله أني أتشوق لها بين الفينة والأخرى، وأشعر بلذة عجيبة وأنا أقراها.
ومقالات الشيخ تتميز بأسوب ساحر أخاذ، يتخللها فوائد ولطائف يطرب لها القارئ من أنفس الفوائد.
والشكر لك أيها الجسور على هذا العرض الشيق، وهذا القلم السيال والبيان المشرق.
همسة في أذن الجسور " لم تخفي عنا هذا القلم المبدع، فنحن في هذا المجلس بشوق كبير لمقالاتك، فلا تبخل علينا "
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[12 - Jul-2010, مساء 12:08]ـ
رائع أيها الجسور
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معترك النظر]ــــــــ[13 - Jul-2010, مساء 03:37]ـ
وأنت أيضا أيها الجسور صاحب قلم مبدع
زادك الله توفيقا
ـ[أبو زيد المدني]ــــــــ[13 - Jul-2010, مساء 06:47]ـ
هل هذا الكتاب موجود الآن في المكتبات؟
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[15 - Jul-2010, صباحاً 11:40]ـ
نعم
التدمرية، نادي الكتاب، الصميعي
ـ[أبو زيد المدني]ــــــــ[15 - Jul-2010, مساء 09:10]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[17 - Oct-2010, مساء 12:26]ـ
حمل الكتاب من هنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=415320#post41 5320(/)
هل من أبحاث أو دراسات في أحكام الخلوة للسجين
ـ[فوزى محمد أمين ملطان]ــــــــ[12 - Jul-2010, مساء 11:50]ـ
الإخوة الأفاضل
هل من أبحاث أو دراسات في أحكام الخلوة للسجين
أو حقوق السجين في الخلوة بزوجته
جزاكم الله كل خير(/)
تسؤل مبارك إن شاء الله: وهو لماذا نطوف عكس عقارب الساعة؟؟؟
ـ[شعاع نور]ــــــــ[13 - Jul-2010, صباحاً 12:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنل محمد رسولنا الكريم
أما بعد:
لماذا نطوف عكس عقارب الساعة؟؟؟
مع أننا فى جميع عبادتنا نبدأ باليمين دوما ... نسلم باليمين .. ندخل المسجد باليمين نأكل باليمين نرتدى ملابسنا مبتدئين باليمين .... نبدأ كل أمورنا باليمين ...
فما الحكمة من ذلك؟؟؟
********************
يقول أهل العلم بأن القلب فى الناحية اليسرى فنحن حين نطوف عكس عقارب الساعة فيكون القلب أقرب ما يكون للكعبة ولذلك أثبت العلم ... الحديث أشياء تؤكد أهمية الطواف عكس عقارب الساعة ... فإذا خرجنا خارج نطاق الأرض وجدنا القمر يدور عكس عقارب الساعة والكواكب تدور حول الشمس عكس عقارب الساعة ... والمجراتبأكملها تدور عكس عقارب الساعة أى أنه عندما نطوف حولالكعبة نطوف مع الكون كله نسبح الله فى إتجاه واحد وتتوحد جميع مخلوقات الله بتسبيح الله جل شانه ... وعندما نطوف بالكعبة فإننا نكون بذلك قد طفنا
فى الأرض التى طاف بها أنبياء الله جميعا من آدم عليه السلام إلى سيدنا محمد عليه الصلاة وأزكى التسليم ... يا سبحان الله!!! ...
ـ[أبو حفص الشافعي]ــــــــ[13 - Jul-2010, صباحاً 12:51]ـ
جزاك الله خيرا، ولكن عندي سؤال وهو: هل لما شرع الله الطواف كان هناك ساعة؟
(ابتسامة)(/)
مقال جيد للشيخ الدكتور عبد العزيز الفريح، كتبه عن الشيخ ابن غديان رحمه الله.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[13 - Jul-2010, صباحاً 02:30]ـ
رحيل العالم الرباني
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..
فإنَّ مِن الصواعقِ التي تقرَع المسامعَ، والفواجعِ التي تقضُّ المضاجعَ موتَ العلماء الربانيِّين الذين هم ورثةُ الأنبياء، ومثلهم كالنجوم في السماءِ يُهتَدَى بها في ظلماتِ البرّ والبحر، فهم حملةُ الشريعة وحماة الدّين، حياتُهم غنيمَة، وموتهم مُصيبة، بهم يُحفَظ الدين، ويُعْرَف الحلال من الحرام، يَنفون عن دين الله انتحالَ المبطلين، وتأويلَ الجاهلين.
وقد بُليت أمَّتنا في السنوات الأخيرة بتتابُع موتِ العلماء، حيث انفرَط عِقدهم، وتوالت حلَقاتهم، فلا يكاد يرقأ لنا دَمعٌ إلَّا ونُفجَع برحيل أحدِ أعلامنا، فيعتصر الفؤاد كمدًا لفَقدهم، ويهتزُّ الكيان وَجْدًا على رحيلهم.
وإنَّ موتَ العلَماء فاجعةٌ عظيمة، وقاصمة كبيرة؛ فقد بدَأت مصابيح الأمّة تنطفِئ واحدةً تلوَ الأخرى، ونجومهم أخذَت في الأفول تترَى، وإنَّ مِن علامات الساعة ذهابَ العِلم، وكثرةَ الجهل، وذهابُ العلم إنما يكون بذهابِ أهله، ففي الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
((إنَّ الله تعالى لا يقبِض العلم انتزاعًا ينتزعه من العلماء، لكن يقبض العلم بقبض العلماء ... )) البخاري: كتاب العلم، ومسلم: كتاب العلم.
وقد أُصِبْنا في يوم الثلاثاء 19/ 6/1431هـ بمصابٍ جلَل، ورُزِئنا بخسارةٍ فادِحة، عِندما نُعِي إلينا العلامّة التقيّ النقيّ الخفِيّ عبد الله بن عبد الرحمن ابن غديّان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، فهزَّني ذلك النّبأ الأليم، وانقضَّ عليَّ حزنٌ عَظيم، وعجزت الكلماتُ في وصف الأشجان، ولا تُجدي العبارات في التعبير عن العَبَرات، بل ولا تنصاع الجُمَل لتصوّر الأمر الجَلل.
فقد رحل العلامَة ابن غديان وترك جرحًا غائرًا في النفوس، وثلمةً كبيرةً في جسدِ الأمة، وأنا إذ أشاطر أهلَه وطُلابه ومحِبّيه الألمَ والحزن، وأقاسِمهم اللَّوعة والأسَى على فراقِه لأسألَ الله جلَّت قدرتُه أن يحسنَ عزاءَنا فيه، وأن يتغمَّده بواسع رحمتِه، ويرفَعَ درجته في المهديِّين، فقد كان -رحمه الله- من القِلَّة القليلة الذين نذَروا حياتهم لخدمةِ هذا الدين، ونفَع الله بهم الإسلامَ والمسلمين، فهو الفقيه المتمكِّن، والأصولي المتقِن، ذو النظر الفَسيح، وصاحب التدقيقِ والتصحيح، كانت له في علوم الشريعة قدَمٌ راسخة، وفي علوم الآلَة قامَة شامخة، سَليم الصّدر، عفيفُ اللسان، قويّ الحجة، واضح البيان، حبِّب إليه العلم ومُصاحبةُ الكتب، يمتاز بالتأني والدّقّة في التعبير، والتثبّت والتحرير، آتاه الله قدرةً فائقةً في استحضار المسائل، وموهبةً فذّة في استخراج الأحكام.
نأى بنفسه عن استشرافِ الدنيا، وعزَف عن الشّهرة، وأعرض عن الظهورِ وتسليط الأضواء رَغم ما كان عليه من العلم والفضل، ورغم ما كان يجده من إقبال الناس عليه، وتوقيرهم له، إلا أنه لم يُغْره ذلك؛ لأنه لم يكن من خُطَّاب المناصب والشّهرة، بل كان بسيطًا يحبّ عدَمَ الظهور، طويل الصمت، كثير الفكرَة، وإذا تكلَّم تدفَّقت الحكمة من كلامِه، مدعومةً بالبرهان الساطِع والدليل القاطِع.
ولد الشيخ عبد الله في مدينة الزّلفي عام 1345هـ، وتلقّى مبادئ العلوم على شيوخها، وبعد أن تعلّم الكتابةَ والقراءة ومبادئ الفنون أخذ يطلب الرزقَ فارتحل إلى الرياض باحثًا عن عمل، وذلك عام 1345هـ.
ومضَت سنوات ونفسُه تراوِده في العودة إلى رياضِ العِلم وميادين المعرفة، ولم تزل تحدِّثه نفسُه بذلك حتى عادَ إلى التعليمِ من جديد، والتحق بالمدرسة الابتدائية السعودية عام 1366هـ، وأظهر موهبةً جيّدةً، فلم تمض سنتان حتى تخرّج فيها عام 1368هـ، وبذَّ أقرانَه، وظهر عليهم؛ ولذلك تمَّ تعيينُه مدرِّسًا في المدرسة العزيزيّة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي عام 1371هـ التحَق بالمعهد العلميّ في الرياض، وحظِي بالدراسة على العلماء الأعلام، فقرأ على سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، والشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم، والشيخ سعود بن رشود (قاضي الرياض) وغيرهم، وجدَّ في طلبه واجتهد، وحفظ القرآن، وفاق الأقران، وبرَّز في العلوم حتى تخرّج في كلية الشريعة عام 1376هـ.
ونظرًا لما كان يتمتَّع به -رحمه الله- من علمٍ وفَهمٍ عُيِّن رئيسًا لمحكمة الخبر، ثم نُقل مدرِّسًا بالمعهد العلمي.
وفي عام 1380هـ عُيِّن مدرِّسًا بكلية الشريعة بالرياض، فتولَّى التدريس فيها بكلّ اقتدار، وأظهر موهبةً فذَّةً في عرض المسائل، وكانت له طريقةٌ متميِّزة في التدريس (ولا أنسى ما أشار به عليَّ من نصائح في طريقة ومهارات التدريس).
وفي عام 1386هـ تمَّ تعيينه عضوًا للإفتاء، ثم في عام 1391هـ عُيِّن للجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالإضافة إلى عضويّة هيئة كبار العلماء، وبقِي فيها إلى أن وافوه الأجل.
فهذه أبرزُ محطّات حياته الحافلة بالعلم والعطاء، وإنّه من الصّعب جدًّا الإتيان على تفاصيل حياتِه في هذا الحيِّز الزمني والمكاني.
أمّا صفاته -رحمه الله- فقد كان وقورًا صبورًا، متأنّيًا في كلامه، صادقًا في لهجته، تعلوه هيبةُ العلم، ويزينه تواضعُ العالم، تحلَّى بالعلم، وتسربَل بالأدب، كريم الشِّيَم، مجمَع كنز الأخلاق الحسَنة، والصفات المستظرفة المستحسنة، قويٌّ في دين الله، رحيمٌ بعباد الله، لا يخاف في الله لومةَ لائم، ولا يستنكف أن يقول: "لا أعلم" بتجرُّدٍ كبير، ويحترز دائمًا أن تصدرَ عنه كلمة نابية، أو عبارة ناشزة، يعيد السؤال ليستوثق من السائل، ويحمد الله ويثني عليه قبل كلِّ إجابة، ثم يأتي بالجزل من الكلام، والفصل من الأحكام.
واليوم وقد اخترمته المنيّة، لا نملك إلا أن نعدِّد بعض مآثره، وأعبِّر عمّا يمللأ فؤادي من لوعَة ابنٍ بارٍّ على فَقد والده لأشارِك المشجين المكلومين ألمهم وأقول:
عزاؤنا فيه أن الموتَ حقٌّ، وأنه وإن رحل عنّا بجسده فسيظلّ حبُّه خالدًا في شغافِ قلوبنا، وستظلّ ذكراه الحميدةُ في ألسنِنا ومخيّلات أفكارنا، وستبقى سيرته العطِرة حيّةً بيننا.
بل وسيبقى نور علمه ساطعًا في أرجائِنا، وصدى فتاويه يجلجِل في مسامعنا.
ستذكُرك -يا شيخَنا- عويصاتُ المسائل كلّما حارت الأفهام، وستذكُرك مجالس الدروس كلّما تحلَّق حولها الطلاب، وسيذكرُك "نور على الدرب" مدى الأيام، وسيبكيكَ طلابُك ومحبّوك الذين كادَت قلوبهم تنماع حسرةً على فِراقك، وتقاطروا من كلِّ صوب لشهود جنازتك وألسنتُهم تلهج دعاءً وأعينُهم تفيض من الدّمع حزنًا على فَقدك.
إنها العِزّة الحقّة والله! مشهد عجيب اكتظَّ به المكان على الرغم من قِصَر الزمان، فتنادى المحبون لتشييع حبيبِهم، ولم يحدهم في ذلك طَمع ولا خوفٌ، بل إجلالٌ للعلم وإكبارٌ للعالم وكما قيل: وعند الجنائز تظهَر الحقائق.
فإلى الله نحتسب علماءَنا، ونسأله تعالى أن يعوِّضنا في فقدهم خيرًا، ويجبر كسرَنا في فراقهم، ويبارك لنا في عمر من بقي منهم، ويمتِّعنا بحياتهم، فإنَّ رَحِم العلم وِلادة، ولا يزال الخير في أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-، وصدق القائل:
نجوم سماء كلّما انقض كوكب ... بدا كوكب تأوي إليه الكواكب
كتبه/ أ. د عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن الفريح
أستاذ الحديث ورئيس قسم فقه السنة بكلية الحديث الشريف بالجامعة الإسلامية
المدينة المنورة 2/ 7/1431هـ(/)
هل العقل في القلب أم في الدماغ, وكيفية حل مشكلة عملية زرع القلوب
ـ[أبو حفص الشافعي]ــــــــ[13 - Jul-2010, صباحاً 03:54]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد:
فقد استشكل بعض الناس ما يحصل في هذا الزمن من تغيير بعض أعضاء الجسم وزرع أعضاء أخرى ومن ذلك تغيير قلب إنسان بقلب إنسان آخر وقد يكون القلب المزروع قلب كافر وقد يبدل القلب بقلب صناعي فكيف يكون عقل الإنسان في قلبه ولا يتأثر بتغييره بقلب آخر والله عزوجل قال في محكم التنزيل: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا) [سورة الحج، الآية: 46] , وقد شاهدت برنامج بالقناة الأولى عرض فيه طبيب القلب المعروف الدكتور خالد الجبير هذا الإشكال ونوقش هذا الموضوع وجرى الاتصال بفضيلة العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله – فأجابهم بأن العقل في القلب واستدل –رحمه الله- بالآية المذكورة ولكنه لم يحل الإشكال, ثم إنه ولله الحمد ظهر لي بعد تأمل أن ليس هناك إشكال ولا تعارض سواء قلنا إن العقل في القلب أو الدماغ , لأن أعضاء الجسم لا تتحرك ولا تعمل أي عمل إلا بوجود الروح التي تحرك هذه الأعضاء , فلا يمكن للقلب أن يعقل إلا بوجود الروح فهي الأصل وهي التي تجعله يعقل أو لا يعقل , فهو مجرد آله تحركها الروح.
إذن فلا عبرة بتغير العضو مثل القلب مادامت الروح موجودة وهي روح هذا الإنسان فهي التي ينسب إليها الفعل حقيقة فتحرك كل عضو لعمل معين , فالرجل للمشي واللسان للنطق والعين للبصر والأذن للسمع إلى غير ذلك , ولا قيمة لهذه الأعضاء بدون وجود الروح , فإذا نقل قلب إنسان إلى آخر أصبح قلب ذلك الإنسان المنقول إليه ولا يمكن أن يقال هذا زيد وقلبه قلب عمرو , ولا يقال هذا رجل قلبه يعقل , بل يقال هذا رجل عاقل وهذا رجل مجنون , فينسب العقل إلى الرجل لا إلى عقله.
ثم بعد ذلك أطلعت على كلام لشيخ الإسلام بن تيمية – رحمه الله – قد يفهم منه ذلك فنسوقه للقراء الكرام وكذلك ما ذكره أهل العلم في الخلاف في كون العقل في الدماغ أو القلب.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في الفتاوى: "وَأَمَّا قَوْلُهُ: أَيْنَ مَسْكَنُ الْعَقْلِ فِيهِ؟ فَالْعَقْلُ قَائِمٌ بِنَفْسِ الْإِنْسَانِ الَّتِي تَعْقِلُ وَأَمَّا مِنْ الْبَدَنِ فَهُوَ مُتَعَلِّقٌ بِقَلْبِهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا} وَقِيلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: بِمَاذَا نِلْت الْعِلْمَ: قَالَ: " بِلِسَانِ سَئُولٍ وَقَلْبٍ عَقُولٍ " لَكِنَّ لَفْظَ " الْقَلْبِ " قَدْ يُرَادُ بِهِ الْمُضْغَةُ الصَّنَوْبَرِيَّةُ الشَّكْلِ الَّتِي فِي الْجَانِبِ الْأَيْسَرِ مِنْ الْبَدَنِ الَّتِي جَوْفُهَا عَلَقَةٌ سَوْدَاءُ كَمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إذَا صَلَحَتْ صَلَحَ لَهَا سَائِرُ الْجَسَدِ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ لَهَا سَائِرُ الْجَسَدِ}. وَقَدْ يُرَادُ بِالْقَلْبِ بَاطِنُ الْإِنْسَانِ مُطْلَقًا فَإِنَّ قَلْبَ الشَّيْءِ بَاطِنُهُ كَقَلْبِ الْحِنْطَةِ وَاللَّوْزَةِ وَالْجَوْزَةِ وَنَحْوِ ذَلِكَ وَمِنْهُ سُمِّيَ الْقَلِيبُ قَلِيبًا لِأَنَّهُ أَخْرَجَ قَلْبَهُ وَهُوَ بَاطِنُهُ وَعَلَى هَذَا فَإِذَا أُرِيدَ بِالْقَلْبِ هَذَا فَالْعَقْلُ مُتَعَلِّقٌ بِدِمَاغِهِ أَيْضًا وَلِهَذَا قِيلَ: إنَّ الْعَقْلَ فِي الدِّمَاغِ. كَمَا يَقُولُهُ كَثِيرٌ مِنْ الْأَطِبَّاءِ وَنُقِلَ ذَلِكَ عَنْ الْإِمَامِ أَحْمَد وَيَقُولُ طَائِفَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ: إنَّ أَصْلَ الْعَقْلِ فِي الْقَلْبِ فَإِذَا كَمُلَ انْتَهَى إلَى الدِّمَاغِ. وَالتَّحْقِيقُ أَنَّ الرُّوحَ الَّتِي هِيَ النَّفْسُ لَهَا تَعَلُّقٌ بِهَذَا وَهَذَا وَمَا يَتَّصِفُ مِنْ الْعَقْلِ بِهِ يَتَعَلَّقُ بِهَذَا وَهَذَا لَكِنَّ مَبْدَأَ الْفِكْرِ وَالنَّظَرِ فِي الدِّمَاغِ وَمَبْدَأَ الْإِرَادَةِ فِي الْقَلْبِ. وَالْعَقْلُ يُرَادُ بِهِ الْعِلْمُ وَيُرَادُ بِهِ الْعَمَلُ فَالْعِلْمُ وَالْعَمَلُ الِاخْتِيَارِيُّ أَصْلُهُ الْإِرَادَةُ وَأَصْلُ الْإِرَادَةِ فِي
(يُتْبَعُ)
(/)
الْقَلْبِ وَالْمُرِيدُ لَا يَكُونُ مُرِيدًا إلَّا بَعْدَ تَصَوُّرِ الْمُرَادِ فَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ الْقَلْبُ مُتَصَوِّرًا فَيَكُونُ مِنْهُ هَذَا وَهَذَا وَيَبْتَدِئُ ذَلِكَ مِنْ الدِّمَاغِ وَآثَارُهُ صَاعِدَةٌ إلَى الدِّمَاغِ فَمِنْهُ الْمُبْتَدَأُ وَإِلَيْهِ الِانْتِهَاءُ وَكِلَا الْقَوْلَيْنِ لَهُ وَجْهٌ صَحِيحٌ. وَهَذَا مِقْدَارُ مَا وَسِعَتْهُ هَذِهِ الْأَوْرَاقُ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ".اهـ[الفتاوى 9/ 303].
وقال النووي في شرحه على صحيح مسلم ج11/ص29 في شرحه لحديث ((ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب)) قال ((واحتج بهذا الحديث على أن العقل في القلب لا في الرأس وفيه خلاف مشهور مذهب أصحابنا وجماهير المتكلمين أنه في القلب وقال أبو حنيفة هو في الدماغ وقد يقال في الرأس وحكوا الأول أيضاً عن الفلاسفة والثاني عن الأطباء. قال المازري واحتج القائلون بأنه في القلب بقوله تعالى: (أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها) وقوله تعالى: (إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب) وبهذا الحديث فإنه - صلى الله عليه وسلم - جعل صلاح الجسد وفساده تابعاً للقلب مع أن الدماغ من جملة الجسد فيكون صلاحه وفساده تابعاً للقلب فعلم أنه ليس محلاً للعقل. واحتج القائلون بأنه في الدماغ بأنه إذا فسد الدماغ فسد العقل ويكون من فساد الدماغ الصرع في زعمهم. ولا حجة لهم في ذلك لأن الله سبحانه وتعالى أجرى العادة بفساد العقل عند فساد الدماغ مع أن العقل ليس فيه ولا امتناع من ذلك. قال المازري لا سيما على أصولهم في الاشتراك الذي يذكرونه بين الدماغ والقلب وهم يجعلون بين رأس المعدة والدماغ اشتراكاً والله أعلم)).ا. هـ شرح النووي على صحيح مسلم ج11/ص29
وقال ابن عثيمين – رحمه الله - قال بعض الناس في القلب وقال بعض الناس: في الدماغ، وكل منهم له دليل، الذين قالوا: إنه في القلب قالوا: لأن الله تعالى يقول: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [سورة الحج، الآية: 46].
قال: قلوب يعقلون بها ثم قال: تعمى القلوب التي في الصدور. إذًا العقل في القلب، والقلب في الصدر فكان العقل في القلب.
وقال بعضهم: بل العقل في الدماغ لأن الإنسان إذا اختل دماغه اختل تصرفه ولأننا نشاهد في الزمن الأخير نشاهد الرجل يزال قلبه ويزرع له قلب جديد ونجد عقله لا يختلف، عقله وتفكيره هو الأول. نجد إنسانا يزرع له قلب شخص مجنون لا يحسن يتصرف، ويبقى هذا الذي زرع فيه القلب عاقلا فكيف يكون العقل في القلب؟ إذًا العقل في الدماغ لأنه إذا اختل الدماغ اختل التصرف، اختل العقل.
ولكن بعض أهل العلم قال: إن العقل في القلب ولا يمكن أن نحيد عما قال الله - عز وجل - لأن الله تعالى وهو الخالق وهو أعلم بمخلوقه من غيره كما قال تعالى: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} ولأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا» «فسدت فسد الجسد كله». فالعقل في القلب والقلب في الصدر لكن الدماغ يستقبل ويتصور ثم يرسل هذا التصور إلى القلب، لينظر أوامره ثم ترجع الأوامر من القلب إلى الدماغ ثم ينفذ الدماغ. إذًا الدماغ بمنزلة السكرتير ينظم المعاملات ويرتبها ثم يرسلها إلى القلب، إلى المسؤول الذي فوقه. هذا القلب يوقع، يمضي، أو يرد ثم يدفع المعاملة إلى الدماغ، والدماغ يأمر الأعصاب وتتمشى، وهذا القول هو الذي تطمئن إليه النفس وهو الموافق للواقع وقد أشار إليه شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في كتبه، والإمام أحمد أشار إليه إشارة عامة فقال: محل العقل القلب وله اتصال بالدماغ. لكن التفصيل الأول واضح جدا، الذي يقبل الأشياء ويتصورها ويمحصها هو الدماغ ثم يرسل النتيجة إلى القلب ثم القلب يأمر إما بالتنفيذ وإما بالمنع لقول الرسول عليه الصلاة والسلام: «إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله».ا. هـ
وفيما ذكرناه كفاية والله أعلم بالصواب وهو الموفق والهادي إلى سواء السبيل وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أملاه الفقير إلي ربه المنان
عبدالمحسن بن ناصر العبيكان(/)
شرح كتاب النكاح من زاد المستقنع: لفضيلة الشيخ أبي عبد الله محمد سعيد رسلان حفظه الله
ـ[- أبو عبد الرحمن -]ــــــــ[13 - Jul-2010, مساء 10:25]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شرح كتاب النكاح
من الشرح الممتع على زاد المستقنع
جديد => (20 محاضرة بالصوت والصورة) <= جديد
http://www.rslan.com/vad/items.php?chain_id=178 (http://www.rslan.com/vad/items.php?chain_id=178)
http://www.rslan.com/images/index/KetabNeka7.jpg (http://www.rslan.com/vad/items.php?chain_id=178)
نبذة عن السلسلة: فهذا شرح: «كتاب النكاح» من «الشرح الممتع على زاد المستقنع» للعلامة الشيخ: محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالى -, نسألُ اللهَ تعالى أن ينفع به من أَرْشَدَ إليه ومَنْ أُرْشِدَ إليه, ومَنْ دَلَّ عليه ومَنْ دُلَّ عليه, ومَنْ قرأه أو سَمِعَهُ, وأنْ يجعلَ هذا العلمَ شائِعًا ذائِعًا في أبناء المسلمين.
انظر عناصر كل محاضرة لمزيد من البيان
(المحاضرات متوفرة صوتيًا rm & mp3 ومرئيًا wmv )
لتحميل ملف (عناصر أشرطة السلسلة) اضغط هنا ( http://www.rslan.info/chains/KetabNeka7/notes.pdf)
أشرطة السلسلة:
م
عنوان المحاضرة
1
بداية من «كتاب النكاح» إلى قول المُصَنِّف «وله نظر ما يظهر غالبًا, مِرارًا, بلا خَلوة» ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2951)
2
قول المُصَنِّف «ويحرم التصريح بخِطبة المعتدة من وفاة, والمُبانة» إلى فصل: في أركان النكاح ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2952)
3
تتمة «فصل: في أركان النكاح» إلى فصل: في شروط النكاح ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2953)
4
من شروط النكاح: رضاهما, وقول المُصَنِّف «فصل: الثاني: رضاهما» إلى قوله «فصل: الثالث: الولي, وشروطه ... » ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2954)
5
من شروط الولي: العدالة, وقول المُصَنِّف «والعدالة فلا تزوج امرأة نفسها ولا غيرها» ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2955)
6
قول المُصَنِّف «فصل: الرابع: الشهادة» إلى باب: المحرمات في النكاح ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2956)
7
المحرمات بالرَّضاع وبالمُصاهرة ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2957)
8
المحرمات إلى أمد, وقول المُصَنِّف «فصل: وتَحْرُم إلى أمد ... » ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2958)
9
تتمة «باب: المحرمات في النكاح» إلى باب: الشروط والعيوب في النكاح, وقول المُصَنِّف «وإن تزوجها بشرط ... » ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2959)
10
النكاح المعلق وصوره, وقول المُصَنِّف «أو قال: زوجتك إذا جاء رأس الشهر» إلى «فصل: وإن شرط أن لا مهر لها, ... » ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2960)
11
في العيوب في النكاح, وقول المُصَنِّف «فصل: ومن وجدت زوجها مجبُوبًا» إلى نهاية باب: الشروط والعيوب في النكاح ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2961)
12
باب: نكاح الكفار, وباب: الصَّداق, وقول المُصَنِّف «وإن وجدت المباح مَعِيبًا» ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2962)
13
قول المُصَنِّف «وإن تزوجها على ألف لها وألف لأبيها» إلى «فصل: يصح تفويض البُضْع» ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2963)
14
قول المُصَنِّف «فصل: يصح تفويض البُضْع» إلى نهاية باب: الصَّداق ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2964)
15
بداية من «باب: وليمة العُرس» إلى قول المُصَنِّف «وإن حضر ثم عَلِمَ به ... » ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2965)
16
قول المُصَنِّف «وكُرِه النِّثار» إلى نهاية باب: وليمة العُرس, وتتمة في آداب الأكل والشرب ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2966)
17
تتمة في آداب الأكل والشرب, وباب: عِشرة النساء, وقول المُصَنِّف «ويحرُم وطؤها في الحيض والدبر» ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2967)
18
قول المُصَنِّف «وأخذ ما تعافه النفس من شعر» إلى «وإن تزوج بِكْرًا» ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2968)
19
تتمة «باب: عِشرة النساء» إلى باب: الخُلع ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2969)
20
تتمة «باب: الخُلع» إلى نهاية كتاب النكاح ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2970)(/)
حكم كتابة النبي (ص) في الموضوعات لابن عثيمين.
ـ[محب الهدى]ــــــــ[13 - Jul-2010, مساء 11:47]ـ
حكم كتابة النبي (ص) في الموضوعات لابن عثيمين.
هذه فتوى مهمة لأصحاب المواقع والكتاب في المنتديات والكتب وغيرها ..
سئل فضيلة الشيخ محمد صالح العثيمين رحمه الله:
بعض الناس يكتبون حرف "ص" بين قوسين ويقصدون به الرمز لجملة - صلى الله عليه وسلم -، فهل يصح استعمال حرف "ص" رمزًا لكلمة
صلى الله عليه وسلم؟
فأجاب فضيلته بقوله:
من آداب كتابة الحديث كما نص عليه علماء المصطلح ألا يرمز إلى هذه الجملة بحرف "ص" وكذلك لا يعبر عنها بالنعت مثل "صلعم".
ولا ريب أن الرمز أو النعت يفوت الإنسان أجر الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - فإنه إذا كتبها ثم قرأ الكتاب من بعده وتلا القارئ هذه الجملة صار للكاتب الأول نيل ثواب من قرأها، ولا يخفى علينا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -قال فيما ثبت عنه: "أن من صلى عليه صلى الله عليه وسلم مرة واحدة صلى الله عليه بها عشرًا".
فلا ينبغي للمؤمن أن يحرم نفسه الثواب والأجر؛ لمجرد أن يسرع في إنهاء ما كتبه.
كتاب العلم للشيخ العثيمين .. رحمه الله تعالى ..
ـ[أبو حفص الشافعي]ــــــــ[14 - Jul-2010, صباحاً 12:19]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[14 - Jul-2010, صباحاً 02:21]ـ
بسم اللهالرحمن الرحيم
الحمدلله وحده؛ والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبهوبعد،
جزاك الله خير، ولإتمام الفائدة؛
قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:
المشروع عند ذكر النبى صلى الله عليه وسلم هو أن نكتب جملة " صلى الله عليه وسلم "، ولا ينبغي الاكتفاء باختصاراتها، مثل"صلعم " أو " ص ".
وبما أن الصلاة على النبي صلى الله عليهوسلم مشروعة في الصلوات في التشهد، ومشروعة في الخطب والأدعية والاستغفار، وبعد الأذان وعند دخول المسجد والخروج منه وعند ذكره وفي مواضع أخرى: فهي تتأكد عند كتابة اسمه في كتاب أو مؤلف أو رسالة أو مقال أو نحوذلك.
والمشروع أن تكتب كاملةً تحقيقاً لما أمرنا الله تعالى به، وليتذكرها القارئ عند مروره عليها، ولا ينبغي عند الكتابة الاقتصار في الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم علىكلمة (ص) أو (صلعم) وما أشبهها من الرموز التي قد يستعملها بعض الكتبة والمؤلفين، لما في ذلك من مخالفة أمر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز بقوله: {صلُّوا عليهِوسلِّموا تسْليماً} [الأحزاب:56]، مع أنه لايتم بها المقصود وتنعدم الأفضلية الموجودة في كتابة (صلى الله عليهوسلم) كاملة.
وقد لا ينتبهلها القارئ أو لا يفهم المراد بها، علما بأن الرمز لها قد كرهه أهل العلم وحذروا منه.
فقد قال ابن الصلاح في كتابه علوم الحديث المعروف بمقدمة ابن الصلاح في النوع الخامس والعشرين من كتابه: " في كتابة الحديث وكيفية ضبط الكتاب وتقييده " قال ما نصه:
التاسع: أن يحافظ على كتابة الصلاة والتسليم على رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذكره، ولايسأم من تكرير ذلك عند تكرره فإن ذلك من أكبر الفوائد التي يتعجلها طلبة الحديث وكتبته، ومن أغفل ذلك فقد حرم حظا عظيما، وقد رأينا لأهل ذلك منامات صالحة، ومايكتبه من ذلك فهو دعاء يثبته لا كلام يرويه فلذلك لا يتقيد فيه بالرواية. ولايقتصر فيه على ما في الأصل.
وهكذا الأمرفي الثناء على الله سبحانه عند ذكر اسمه نحو عز وجل وتبارك وتعالى، وما ضاهى ذلك،إلى أن قال: ثم ليتجنب في إثباتها نقصين:
أحدهما: أن يكتبها منقوصةً صورةً رامزاً إليها بحرفين أونحو ذلك، والثاني: أن
يكتبهامنقوصةً معنىً بألا يكتب (وسلم).
وروي عنحمزة الكناني رحمه الله تعالى أنه كان يقول:
كنت أكتبالحديث، وكنت أكتب عند ذكر النبي (صلى الله عليه) ولا أكتب (وسلم) فرأيت النبيصلى الله عليه وسلم في المنام فقال لي: ما لك لا تتم الصلاة عليَّ؟ قال: فما
كتبت بعدذلك (صلى الله عليه) إلا كتبت (وسلم) ...
إلى أن قال ابن الصلاح:
قلت: ويكره أيضا الاقتصار على قوله: (عليه السلام) والله أعلم. انتهى
المقصود من كلامه رحمه الله تعالى ملخصاً.
وقال العلامة السخاوي رحمه الله تعالى في كتابه " فتح المغيث شرح ألفية الحديث للعراقي " ما نصه:
(واجتنب أيها الكاتب (الرمز لها) أي الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيخطك بأن تقتصر منها على حرفين ونحو ذلك فتكون منقوصة - صورة - كما يفعله (الكتاني) والجهلة من أبناء العجم غالبا وعوام الطلبة، فيكتبون بدلا من صلى الله عليه وسلم (ص) أو (صم) أو (صلعم) فذلك لمافيه من نقص الأجر لنقص الكتابة خلاف الأولى).
وقال السيوطي رحمه الله تعالى في كتابه " تدريب الراوي فيشرح تقريب النواوي:
" ويكره الرمز إليهما في الكتابة بحرف أو حرفين كمن يكتب (صلعم) بل يكتبهما بكمالها " انتهى المقصودمن كلامه رحمه الله تعالى ملخصا.
هذا ووصيتي لكل مسلم وقارئ وكاتب أن يلتمس الأفضل ويبحث عما فيه زيادة أجره وثوابه ويبتعد عما يبطله أو ينقصه.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا جميعا لما فيه رضاه، إنه جواد كريم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
" مجموعفتاوى الشيخ ابن باز " (2/ 397 - 399)
الحمدلله الذى بنعمته تتمالصالحات
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محب الهدى]ــــــــ[14 - Jul-2010, صباحاً 02:35]ـ
بسم اللهالرحمن الرحيم
الحمدلله وحده؛ والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبهوبعد،
جزاك الله خير، ولإتمام الفائدة؛
قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:
المشروع عند ذكر النبى صلى الله عليه وسلم هو أن نكتب جملة " صلى الله عليه وسلم "، ولا ينبغي الاكتفاء باختصاراتها، مثل"صلعم " أو " ص ".
وبما أن الصلاة على النبي صلى الله عليهوسلم مشروعة في الصلوات في التشهد، ومشروعة في الخطب والأدعية والاستغفار، وبعد الأذان وعند دخول المسجد والخروج منه وعند ذكره وفي مواضع أخرى: فهي تتأكد عند كتابة اسمه في كتاب أو مؤلف أو رسالة أو مقال أو نحوذلك.
والمشروع أن تكتب كاملةً تحقيقاً لما أمرنا الله تعالى به، وليتذكرها القارئ عند مروره عليها، ولا ينبغي عند الكتابة الاقتصار في الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم علىكلمة (ص) أو (صلعم) وما أشبهها من الرموز التي قد يستعملها بعض الكتبة والمؤلفين، لما في ذلك من مخالفة أمر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز بقوله: {صلُّوا عليهِوسلِّموا تسْليماً} [الأحزاب:56]، مع أنه لايتم بها المقصود وتنعدم الأفضلية الموجودة في كتابة (صلى الله عليهوسلم) كاملة.
وقد لا ينتبهلها القارئ أو لا يفهم المراد بها، علما بأن الرمز لها قد كرهه أهل العلم وحذروا منه.
فقد قال ابن الصلاح في كتابه علوم الحديث المعروف بمقدمة ابن الصلاح في النوع الخامس والعشرين من كتابه: " في كتابة الحديث وكيفية ضبط الكتاب وتقييده " قال ما نصه:
التاسع: أن يحافظ على كتابة الصلاة والتسليم على رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذكره، ولايسأم من تكرير ذلك عند تكرره فإن ذلك من أكبر الفوائد التي يتعجلها طلبة الحديث وكتبته، ومن أغفل ذلك فقد حرم حظا عظيما، وقد رأينا لأهل ذلك منامات صالحة، ومايكتبه من ذلك فهو دعاء يثبته لا كلام يرويه فلذلك لا يتقيد فيه بالرواية. ولايقتصر فيه على ما في الأصل.
وهكذا الأمرفي الثناء على الله سبحانه عند ذكر اسمه نحو عز وجل وتبارك وتعالى، وما ضاهى ذلك،إلى أن قال: ثم ليتجنب في إثباتها نقصين:
أحدهما: أن يكتبها منقوصةً صورةً رامزاً إليها بحرفين أونحو ذلك، والثاني: أن
يكتبهامنقوصةً معنىً بألا يكتب (وسلم).
وروي عنحمزة الكناني رحمه الله تعالى أنه كان يقول:
كنت أكتبالحديث، وكنت أكتب عند ذكر النبي (صلى الله عليه) ولا أكتب (وسلم) فرأيت النبيصلى الله عليه وسلم في المنام فقال لي: ما لك لا تتم الصلاة عليَّ؟ قال: فما
كتبت بعدذلك (صلى الله عليه) إلا كتبت (وسلم) ...
إلى أن قال ابن الصلاح:
قلت: ويكره أيضا الاقتصار على قوله: (عليه السلام) والله أعلم. انتهى
المقصود من كلامه رحمه الله تعالى ملخصاً.
وقال العلامة السخاوي رحمه الله تعالى في كتابه " فتح المغيث شرح ألفية الحديث للعراقي " ما نصه:
(واجتنب أيها الكاتب (الرمز لها) أي الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيخطك بأن تقتصر منها على حرفين ونحو ذلك فتكون منقوصة - صورة - كما يفعله (الكتاني) والجهلة من أبناء العجم غالبا وعوام الطلبة، فيكتبون بدلا من صلى الله عليه وسلم (ص) أو (صم) أو (صلعم) فذلك لمافيه من نقص الأجر لنقص الكتابة خلاف الأولى).
وقال السيوطي رحمه الله تعالى في كتابه " تدريب الراوي فيشرح تقريب النواوي:
" ويكره الرمز إليهما في الكتابة بحرف أو حرفين كمن يكتب (صلعم) بل يكتبهما بكمالها " انتهى المقصودمن كلامه رحمه الله تعالى ملخصا.
هذا ووصيتي لكل مسلم وقارئ وكاتب أن يلتمس الأفضل ويبحث عما فيه زيادة أجره وثوابه ويبتعد عما يبطله أو ينقصه.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا جميعا لما فيه رضاه، إنه جواد كريم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
" مجموعفتاوى الشيخ ابن باز " (2/ 397 - 399)
الحمدلله الذى بنعمته تتمالصالحات
جزيت خيرا والاضافة قيمة فبوركت ايها الاثري
ـ[عصام الحازمي]ــــــــ[14 - Jul-2010, مساء 11:31]ـ
شكر الله لكم هذا النقل الموفق
ولا حرمكم الله الأجر ..
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[14 - Jul-2010, مساء 11:58]ـ
نفع المولى بكم(/)
مسألة العدوى بين التوكل والتحفظ
ـ[محمود داود دسوقي خطابي]ــــــــ[14 - Jul-2010, صباحاً 01:53]ـ
مسألة ([1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn1)) العدوى ([2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn2)) بين التوكل والتحفظ
الحمد لله العليم الغفار، الحكيم القهار، مكور الليل والنهار، بيده – وَحْدَه ُ– فناء الخلق وانقضاء الأعمار ? ? ٹ ٹ ? ([3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn3))، ولا تغيره الأعصار ولا تتوهمه الأفكار،? ? ? ? ([4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn4)) ، سبحانه لا يخفى عليه شئ مِنْ ? گ گ گ ? ? ? ? ? ? ? ? ں ? ([5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn5)) ، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمدٍ النبى المختار خيرِ مَنْ أظلته سماءٌ، وتعاقب عليه ليلٌ ونهارٌ، وعلى آله الأكرمين الأطهار وصحبه الصالحين الأخيار.
وبعد
فإن المؤمن الحق الذى يحمد الله - تعالى- دوماً؛لأنه يتقلب فى نعمائه، ويرنو بمطامحه إلى رضوانه، فيجب عليه أن يكون مخلصاً فى عبادته- وَحْدَهُ لا شريك له- قولاً وعملاً واعتقاداً، ويتحلى بعد ذلك بالاستغفار والصبر؛ حتى ينال عُنوان السعادة فى الدارين ويكون" ممن إذا أُنعم عليه شكر وإذا ابتُلي صبر وإذا أَذنب استغفر؛ فإن هذه الأمور الثلاثة عُنوان سعادة العبد وعلامةُ فلاحه في دنياه وأخراه ولا ينفك عبد عنها أبداً؛ فإن العبد دائم التقلب بين هذه الأطباق الثلاث" ([6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn6)). فما كان ظاهره بلاءً فإنه على المسلم في الدنيا؛فإنه من حُلْوَةِ الآخرة كما بين ذلك رسولنا الكريم r بقوله: «حُلْوَةُ الدُّنْيَا مُرَّةُ الآخِرَةِ، وَمُرَّةُ الآخِرَةِ حُلْوَةُ الدُّنْيَا» [7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn7). من
وإن ثمرة ذلك إيمانُ المسلم بأن ما يشاؤه الله -جلت قدرته- كان، وما لم يشأ لا يكون، وأن للعباد مشيئةًولكنها لاتنفذ إلا بعد مشيئة الله- سبحانه- كما قال أحكم الحاكمين في مُحكم التنزيل:
? ? چ چ چ چ? ? ? ? ? ? [8] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn8) فختم الله - تعالى- الآية الكريمة بكمال علمه وكمال حكمته أي: أنه سبحانه عليم وحكيم بما يصلح به عباده.
وقال فى موضع آخر: ? ? ? ? ? ? ? ? [9] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn9) وختم الآية الكريمة هنا بأنه رب للعالمين أي: أن مشيئتهم لا تنفذ إلا بعد مشيئة ربهم وهو الذي خلقهم ورزقهم و ... فلا تكون أفعاله إلا بما فيها الخير والحكمة؛لأن الرب يخلق ويرزق ويحفظ وينصرو ... وهذا توحيد الربوبية الذي أقر به وثنيو العرب ولم يدخلهم في الإسلام، وقد طبَّق الرسول صلى الله عليه وسلم هذا المعتقد فى كل أحيانه، ومن ذلك قوله r فى أذكارالصباح: «ما شئت كان و ما لم تشأ لا يكون و لا حول و لا قوة إلا بك إنك على كل شيء قدير» [10] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn10).
فهو خلقهم وحفظهم ورعاهم، ولم يتركهم سداً بل قال تبارك وتعالى: ? ? ? ? ں [11] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn11).
ولم يخلقهم عبثاً تبارك وتعالى، كما قال الجليل- سبحانه- فى محكم التنزيل: ے ے ? ? ? ? ? ?: [12] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn12) وقد حكى الله –تعالى- قول المؤمنين الصادقين: ? ? ? ? ? ہ ہ ہ ہ [13] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn13)
وقال سبحانه: ? ? ? ? ? پ پپ پ ? ? ?? ? ? ? ? ? [14] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn14)
كما أنه-تعالى-لم يخلق السماء والأرض لعباً، كما قال عز وجل: ? ? ? ? ? ? ?: [15] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn15) وقال: ? ? ? ? ? ? ? [16] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn16).
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلَّم نبيُّنا محمدٌ - صلى الله عليه- وسلم ابن عباس -رضي الله عنهما- وسائر الأمة المعتقد السليم بقوله: «وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَىْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَىْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَىْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَىْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتِ الأَقْلاَمُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ» [17] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn17).
وهذا الأمر صُلبُ مُعتقدِ المُسلمِ؛ إذ هو ركن من أركان الإيمان، ولا يصح إيمان العبد بدونه مع سائر الأركان.
كما في جوابه r، لما سأله جبريل u عن الإيمان فقال: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ» [18] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn18). وفي رواية: «حُلْوِهِ ومُرِّهِ» [19] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn19).
كيف لا؟! وقد قال الله تعالى: ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? [20] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn20)
وقال: ? ? ? ? ? پ پ پ پ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ٹ ٹٹ ٹ ? ? [21] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn21)
فكل من السموات والأرض مخلوقة بِحِكْمَهٍ وَلِحِكْمَةٍ،والله- وَحْدَهُ- الذى يمسكهما، كما قال جل فى علاه: ک گ گ گ گ ? ?? ? ? ? ? ? ں ں ?? ? ? ? ? [22] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn22)
فما خلق الله -عز وجل - شيئاً إلا لحكمة طَهُرَ أم خَبُثَ، وهذامعتقد كل مسلم، كما حكى ذلك شيخُ الإسلام ابنُ تيميَّة بقوله: "وَالرَّبُّ تَعَالَى لَا تُقَاسُ أَفْعَالُهُ بِأَفْعَالِ عِبَادِهِ. فَهُوَ يَخْلُقُ جَمِيعَ مَا يَخْلُقُهُ لِحِكْمَةٍ وَمَصْلَحَةٍ وَإِنْ كَانَ بَعْضُ مَا خَلَقَهُ فِيهِ قُبْحٌ كَمَا يَخْلُقُ الْأَعْيَانَ الْخَبِيثَةَ كَالنَّجَاسَاتِ وَكَالشَّيَاطِينِ لِحِكْمَةِ رَاجِحَةٍ " [23] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn23). وقال: "فَلَمْ يَكُنْ فِي الْمَوْجُوداتِ الَّتِي خَلَقَهَا اللَّهُ مَا هُوَ شَرٌّ مُطْلَقاً عاماً. فَعُلِمَ أَنَّ الشَّرَّ الْمَخْلُوقَ الْمَوْجُودَ شَرٌّ مُقَيَّدٌ خَاصٌّ وَفِيهِ وَجْهٌ آخَرُ هُوَ بِهِ خَيْرٌ وحسن وَهُوَ أَغْلَبُ وَجْهَيْهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ? ? ہ ہ ہہ ھ ھ ھ ھ ے [24] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn24) وَقَالَ تَعَالَى: ? ? ? ? ? ?? [25] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn25) وَقَالَ تَعَالَى: ? ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھھ [26] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn26) وَقَالَ:
? ? ں ں ? ? ? ? ? ? [27] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn27) . وَقَدْ عَلم الْمُسْلِمُونَ أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقْ شَيْئًاً مَّا إلَّا لِحِكْمَةٍ؛ فَتِلْكَ الْحِكْمَةُ وَجْهُ حُسْنِهِ وَخَيْرِهِ وَلَا يَكُونُ فِي الْمَخْلُوقَاتِ شَرٌّ مَحْضٌ لَا خَيْرَ فِيهِ وَلَا فَائِدَةَ فِيهِ بِوَجْهٍ مِنْ الْوُجُوهِ؛ وَبِهَذَا يَظْهَرُ مَعْنَى قَوْلِهِ: " وَالشَّرُّ لَيْسَ إلَيْك " [28] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn28) وَكَوْنُ الشَّرِّ لَمْ يُضَفْ إلَى اللَّهِ وَحْدَهُ؛ بَلْ إمَّا بِطْرِيقِ الْعُمُوم أَوْ يُضَافُ إلَى السَّبَبِ أَوْ يُحْذَفُ فَاعِلُهُ" [29] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn29) وهذا من الأدب مع الله-تعالى- وله نظائر كثيرة في القرآن الكريم [30] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn30).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال:" فَإِنَّ الْمَوْجُودَ خَلَقَهُ اللَّهُ - تَعَالَى- وَاللَّهُ لَمْ يَخْلُقْ شَيْئاً إلَّا لِحِكْمَةٍ وَتِلْكَ الْحِكْمَةُ وَجْهُ خَيْرٍ بِخِلَافِ الْمَعْدُومِ فَإِنَّهُ لَا شَيْءَ" [31] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn31).
- خلقهم لعبادته - وَحْدَهُ- لا شريك، يعمرون الأرض موحدين، كما قال سبحانه: ? ? ? ? ? ? ? چ چ چ چ ? ? ? ? ? [32] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn32) لأنه الوحيد حقاً رب العالمين، كما في قوله تعالى پ پ پ پ [33] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn33)
وهو الذى يحفظهم كما فى قوله ں ? ? ? ? ? ?ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ [34] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn34)
ولا يوجد في السموات والأرض إله حق غير الله- تعالى-، كما فى قوله سبحانه ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? [35] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn35)
وهو الخالق العظيم أدرى بمن خلق، كما فى قوله تعالى ? ? ? ? ? ? ? [36] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn36)
وهو أدرى بما يصلح عباده، كما فى قوله تعالى: ? ? ? ? ? ?? [37] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn37)
ولقد حذرنا ربنا -تبارك وتعالى-بذكره أحوال المفترين فى قرآنه المجيد؛ إذ حكى عن قوم مسرفين بقوله: ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ٹ ٹ ٹ ٹ ? ? ? ? [38] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn38)
ولقد بين سبحانه أن ظهور البلاء إنما هو بما كسبته أيدى الناس، عقوبة لهم، كما فى قوله: ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? [39] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn39)
وهذا نتيجة لظهور الفساد، كما قال سبحانه ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? [40] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn40)
وهذا ما أخبر به الصادق المصدوق الذى لا ينطق عن الهوى r؛ حيث قال: «لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِى قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلاَّ فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ [41] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn41) وَالأَوْجَاعُ الَّتِى لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِى أَسْلاَفِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا» [42] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn42). و بيَّن rأنه عذاب وعقوبة لمن قبلنا فقال: «إِنَّ هَذَا الْوَجَعَ أَوِ السَّقَمَ رِجْزٌ عُذِّبَ بِهِ بَعْضُ الأُمَمِ قَبْلَكُمْ ثُمَّ بَقِىَ بَعْدُ بِالأَرْضِ فَيَذْهَبُ الْمَرَّةَ وَيَأْتِى الأُخْرَى فَمَنْ سَمِعَ بِهِ بِأَرْضٍ فَلاَ يَقْدَمَنَّ عَلَيْهِ وَمَنْ وَقَعَ بِأَرْضٍ وَهُوَ بِهَا فَلاَ يُخْرِجَنَّهُ الْفِرَارُ مِنْهُ» [43] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn43)...
هذا ومما نحن بصدد الكلام عنه مما له تعلق بهذا المعنى بعد ظهور وباء [44] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn44) معين عافانا الله- تعالى القادر- وجميع عباده الموحدين،
وقد سمَّى رسول الله rالفواحش سواء كانت أقوالاً أو أفعالاً،وكل ما نهى الله تعالى عنه بالقاذورات، كماقال النبي r بعد فاحشة الزنا، وهي المقصودة فى الحديث، حيث قال رسول الله r:« اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله –تعالى- عنها، فمن ألمَّ بشيءٍ منها فليستتر بستر الله وليتب إلى الله، فإنه من يُبْدِ لنا صَفْحَتَهُ نُقِمْ عليه كتاب الله». [45] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn45) ... بالمرفقات
(يُتْبَعُ)
(/)
[1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref1) - من السؤال: وهي ما يبرهن عنه في العلم (ويكون الغرض من ذلك معرفتها أوِاستدعاء معرفتها أو ما يؤدي إليها وتُطلق على القضية المطلوب بيانها في العلم).حاشية الرَّوْضِ المُرْبِعِ شَرْحِ زادِ المُسْتَقْنَعِ للشيخ العلامة عبد الرحمن بن قاسم، جـ 1ص 50\ 2وفيه جـ 1 ص9\ 1:"إثبات المسألة بدليلها تحقيق وبدليل آخر تدقيق والتعبيرعنها بفائق العبارة ترقيق وبمراعاة علم المعاني والبديع في تركيبها تنميق والسلامة فيها منِ اعتراض الشرع توفيق".
[2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref2) -" أَعداه الداءُ يُعديه إعداءً جاوزَ غيره إليه وقيل: هو أَن يصيبَه مثلُ ما بصاحبِ الداءِ وأَعداهُ من علَّته وخُلُقِه وأَعداهُ به جوّزه إليه والاسم من كل ذلك العَدْوى وفي الحديث لا عَدْوى ولا هامَة ولا صَفَر ولا طيرَةَ ولا غُولَ أَي لا يُعْدي شيء شيئاً وقد تكرر ذكر العَدْوى في الحديث وهو اسمٌ من الإعداء كالرَّعْوى والبَقْوَى من الإرْعاءِ والإبْقاءِ والعَدْوى أن يكون ببعير جَرَب مثلاً فتُتَّقى مُخالَطَتُه بإبل أُخرى حِذار أَن يَتعَدى ما به من الجَرَب إليها فيصيبَها ما أَصابَه فقد أَبطَله الإِسلامُ لأَنهم كانوا يظُنُّون أَن المرض بنفسه يتَعَدَّى فأَعْلَمَهم النبيُّ rأَن الأَمر ليس كذلك وإنما الله تعالى هو الذي يُمرض ويُنْزلُ الداءَ ولهذا قال في بعض الأَحاديث وقد قيل له صلى rإِن النُّقْبة تَبْدُو وبمشْفر البعير فتُعْدي الإِبل كلها فقال النبيُّ rللذي خاطبه فمَن الذي أَعدَى البعيرَ الأَول أَي من أَين صار فيه الجَرَب؟ قال الأَزهري العَدْوَى أَن يكون ببعير جَرَبٌ أَو بإنسان جُذام أَو بَرَصٌ فتَتَّقيَ مخالطتَه أَو مؤاكلته حِذار أَن يَعْدُوَه ما به إِليك أَي يُجاوِزه فيُصيبك مثلُ ما أَصابه ويقال إِنَّ الجَرَب ليُعْدي أَي يجاوز ذا الجَرَب إلى مَنْ قاربه حتى يَجْرَبَ وقد نَهى النبيُّrمع إنكاره العَدْوى أَن يُورِدَ مُصِحٌّ على مُجْرِب لئلا يصيب الصِّحاحَ الجَرَبُ فيحقق صاحبُها العَدْوَى والعَدْوَى اسمٌ من أَعْدَى يُعْدِي فهو مُعْدٍ ومعنى أَعْدَى أَي أَجاز الجَرَبَ الذي به إِلى غيره أَو أَجاز جَرَباً بغيره إِليه وأَصله مِنْ عَدا يَعْدُو إِذا جاوز الحدَّ وتعادَى القومُ أَي أَصاب هذا مثلُ داء هذا والعَدْوَى طَلَبُك إِلى والٍ ليُعْدِيَكَ على منْ ظَلَمك أَي يَنْتَقِم منه قال ابن سيده العَدْوَى النُّصْرَة والمَعُونَة وأَعْداهُ عليه نَصَره وأَعانه واسْتَعْداهُ اسْتَنْصَره واستعانه واسْتَعْدَى عليه السلطانَ أَي اسْتَعانَ به فأَنْصَفه منه وأَعْداهُ عليه قَوَّاه وأَعانه عليه".لسان العرب لابن منظور جـ15 ص39،باب:عدا
[3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref3) - الأنعام 103
[4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref4) - الرعد 8
[5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref5) - الرعد 10
[6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref6) - الوابل الصيب ورافع الكلم الطيب للإمام ابن القيِّم، ص 11.
[7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref7) - رواه الإمام أحمد في مسنده (5/ 342) والحاكم في مستدركه (4/ 310) والطبراني في مُعجمه الكبير (3/ 291) رقم (3438) والبيهقي في شُعب الإيمان (7/ 287) رقم (10336) والحديث صححه الحاكم ووافقه عليه الذهبي وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير (1/ 603) رقم (3155).
[8] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref8) - الإنسان30
[9] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref9) - التكوير29
[10] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref10) - رواه الإمام أحمدفى مسنده (5/ 191) وابن السُّنِّيِّ ص (47) وصححه الحاكم (1/ 516)،وحسنه الشيخ الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (660).
[11] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref11) - القيامة36
(يُتْبَعُ)
(/)
[12] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref12) - المؤمنون115
[13] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref13) - آل عمران191
[14] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref14) - ص27
[15] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref15) - الأنبياء16
[16] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref16) - الدخان38
[17] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref17) - رواه الإمام أحمدفى مسنده (1/ 293) والترمذي (4/ 667) رفم (2521) والحاكم (3/ 541) وصححاه.
[18] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref18) - رواه الإمام مسلم في صحيحه (1/ 36) رقم (8).
[19] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref19) - في كتاب الإيمان للإمام ابن مَنْدَهْ (1/ 113) رقم (7) ورواه ابن حبان في صحيحه (1/ 389) رقم (168) و الطبراني في الكبير (12/ 430) رقم (13615).
[20] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref20) - الأنعام17
[21] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref21) - يونس107
[22] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref22) - فاطر41
[23] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref23) - مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيميَّة، جـ16 ص 451
[24] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref24) - السجدة 7
[25] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref25) - النمل 88 و ثَبَتَ فى المستدرك (1/ 31) والبخاري فى خلق أفعال العباد ص (73) وابن أبي عاصم في السنة (1/ 159) رقم (357) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إن الله يصنع كل صانع وصنعته ". والحديث صححه الحاكم ووافقه الذهبي وصححه الألباني في الصحيحة (2/ 381) رقم (1637).
[26] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref26) - الحجر 85
[27] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref27) - آل عمران 191
[28] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref28) - رواه مسلم في صحيحه (1/ 5341) رقم (201).
[29] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref29) - مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيميَّة، (14/ 21).
[30] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref30) - منها: * الكهف 63 و 79. * الأنبياء 83 * الشعراء 80 * ص 41 * الجن 10
[31] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref31) - مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيميَّة، (20/ 117).
[32] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref32) - الذاريات56 - 57.
[33] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref33) - الفاتحة2
[34] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref34) - الأنبياء42
[35] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref35) - الأنبياء22
[36] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref36) - الملك14
[37] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref37) - البقرة140
[38] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref38) - الأنبياء 13 - 12
[39] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref39) - الشورى30
[40] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref40) - الروم41
(يُتْبَعُ)
(/)
[41] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref41) - قال الحافظ في الفتح (15/ 591) " َالطَّاعُون بِوَزْنِ فَاعُول مِنْ الطَّعْن، عَدَلُوا بِهِ عَنْ أَصْله وَوَضَعُوهُ دَالًا عَلَى الْمَوْت الْعَامّ كَالْوَبَاءِ، وَيُقَال: طَعَنَ فَهُوَ مَطْعُون وَطَعِين إِذَا أَصَابَهُ الطَّاعُون، وَإِذَا أَصَابَهُ الطَّعْن بِالرُّمْحِ فَهُوَ مَطْعُون، هَذَا كَلَام الْجَوْهَرِيّ، وَقَالَ الْخَلِيل: الطَّاعُون الْوَبَاء. وَقَالَ صَاحِب " النِّهَايَة ": الطَّاعُون الْمَرَض الْعَامّ الَّذِي يَفْسُد لَهُ الْهَوَاء، وَتَفْسُد بِهِ الْأَمْزِجَة وَالْأَبْدَان. وَقَالَ أَبُو بَكْر بْن الْعَرَبِيّ: الطَّاعُون الْوَجْه الْغَالِب الَّذِي يُطْفِئ الرُّوح كَالذَّبْحَةِ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِعُمُومِ مُصَابه وَسُرْعَة قَتْله. وَقَالَ أَبُو الْوَلِيد الْبَاجِيّ: هُوَ مَرَض يَعُمّ الْكَثِير مِنْ النَّاس فِي جِهَة مِنْ الْجِهَات، بِخِلَافِ الْمُعْتَاد مِنْ أَمْرَاض النَّاس، وَيَكُون مَرَضهمْ وَاحِدًا بِخِلَافِ بَقِيَّة الْأَوْقَات فَتَكُون الْأَمْرَاض مُخْتَلِفَة. وَقَالَ الدَّاوُدِيّ: الطَّاعُون حَبَّة تَخْرُج مِنْ الْأَرْقَاع وَفِي كُلّ طَيّ مِنْ الْجَسَد وَالصَّحِيح أَنَّهُ الْوَبَاء. وَقَالَ عِيَاض: أَصْل الطَّاعُون الْقُرُوح الْخَارِجَة فِي الْجَسَد، وَالْوَبَاء عُمُوم الْأَمْرَاض، فَسُمِّيَتْ طَاعُونًا لِشَبَهِهَا بِهَا فِي الْهَلَاك، وَإِلَّا فَكُلّ طَاعُون وَبَاء وَلَيْسَ كُلّ وَبَاء طَاعُونًا. قَالَ: وَيَدُلّ عَلَى ذَلِكَ أَنَّ وَبَاء الشَّام الَّذِي وَقَعَ فِي عَمَوَاس إِنَّمَا كَانَ طَاعُونًا، وَمَا وَرَدَ فِي الْحَدِيث أَنَّ الطَّاعُون وَخْز الْجِنّ. وَقَالَ اِبْن عَبْد الْبَرّ: الطَّاعُون غُدَّة تَخْرُج فِي الْمَرَاقّ وَالْآبَاط، وَقَدْ تَخْرُج فِي الْأَيْدِي وَالْأَصَابِع وَحَيْثُ شَاءَ اللَّه. وَقَالَ النَّوَوِيّ فِي " الرَّوْضَة ": قِيلَ: الطَّاعُون اِنْصِبَاب الدَّم إِلَى عُضْو. وَقَالَ آخَرُونَ: هُوَ هَيَجَان الدَّم وَانْتِفَاخه. قَالَ الْمُتَوَلِّي: وَهُوَ قَرِيب مِنْ الْجُذَام، مَنْ أَصَابَهُ تَأَكَّلَتْ أَعْضَاؤُهُ وَتَسَاقَطَ لَحْمه. وَقَالَ الْغَزَالِيّ: هُوَ اِنْتِفَاخ جَمِيع الْبَدَن مِنْ الدَّم مَعَ الْحُمَّى أَوْ اِنْصِبَاب الدَّم إِلَى بَعْض الْأَطْرَاف، يَنْتَفِخ وَيَحْمَرّ؛ وَقَدْ يَذْهَب ذَلِكَ الْعُضْو. وَقَالَ النَّوَوِيّ أَيْضًا فِي تَهْذِيبه: هُوَ بَثْر وَوَرَم مُؤْلِم جِدًّا، يَخْرُج مَعَ لَهَب، وَيَسْوَدّ مَا حَوَالَيْهِ أَوْ يَخْضَرّ أَوْ يَحْمَرّ حُمْرَة شَدِيد بَنَفْسَجِيَّة كَدُرَّةٍ، وَيَحْصُل مَعَهُ خَفَقَان وَقَيْء، وَيَخْرُج غَالِبًا فِي الْمَرَاقّ وَالْآبَاط، وَقَدْ يَخْرُج فِي الْأَيْدِي وَالْأَصَابِع وَسَائِر الْجَسَد. وَقَالَ جَمَاعَة مِنْ الْأَطِبَّاء مِنْهُمْ أَبُو عَلِيّ بْن سِينَا: الطَّاعُون مَادَّة سُمَيَّة تُحْدِث وَرَمًا قِتَالًا يَحْدُث فِي الْمَوَاضِع الرَّخْوَة وَالْمَغَابِن مِنْ الْبَدَن؛ وَأَغْلَب مَا تَكُون تَحْت الْإِبْط أَوْ خَلْف الْأُذُن أَوْ عِنْد الْأَرْنَبَة. قَالَ: وَسَبَبه دَم رَدِيء مَائِل إِلَى الْعُفُونَة وَالْفَسَاد يَسْتَحِيل إِلَى جَوْهَر سُمِّيّ يُفْسِد الْعُضْو وَيُغَيِّر مَا يَلِيه وَيُؤَدِّي إِلَى الْقَلْب كَيْفِيَّة رَدِيئَة فَيُحْدِث الْقَيْء وَالْغَثَيَان وَالْغَشْن وَالْخَفَقَان، وَهُوَ لِرَدَاءَتِهِ لَا يَقْبَل مِنْ الْأَعْضَاء إِلَّا مَا كَانَ أَضْعَف بِالطَّبْعِ، وَأَرْدَؤُهُ مَا يَقَع فِي الْأَعْضَاء الرَّئِيسِيَّة، وَالْأَسْوَد مِنْهُ قَلَّ مَنْ يَسْلَم مِنْهُ، وَأَسْلَمه الْأَحْمَر ثُمَّ الْأَصْفَر. وَالطَّوَاعِين تَكْثُر عِنْد الْوَبَاء فِي الْبِلَاد الْوَبِئَة، وَمِنْ ثَمَّ أُطْلِقَ عَلَى الطَّاعُون وَبَاء وَبِالْعَكْسِ، وَأَمَّا الْوَبَاء فَهُوَ فَسَاد جَوْهَر الْهَوَاء الَّذِي هُوَ مَادَّة الرُّوح وَمَدَده.
(يُتْبَعُ)
(/)
قُلْت: فَهَذَا مَا بَلَغَنَا مِنْ كَلَام أَهْل اللُّغَة وَأَهْل الْفِقْه وَالْأَطِبَّاء فِي تَعْرِيفه ".انتهى. وقال الإمام ابن القيِّم (3/ 75):" الطاعون - من حيث اللغة - نوع من الوباء قاله صاحب الصحاح وهو عند أهل الطب: ورم رديء قتال يخرج معه تلهب شديد مؤلم جدا يتجاوز المقدار في ذلك ويصير ما حوله في الأكثر أسود أو أخضر أو أكمد ويؤول أمره إلى التقرح سريعا وفي الأكثر يحدث في ثلاثة مواضع: في الإبط وخلف الأذن والأرنبة وفي اللحوم الرخوة
وفي أثر عن عائشة أنها قالت للنبي r: الطعن قد عرفناه فما الطاعون؟ قال: [غدة كغدة البعير يخرج في المراق والإبط]
قال الأطباء: إذا وقع الخراج في اللحوم الرخوة والمغابن وخلف الأذن والأرنبة وكان من جنس فاسد سمي طاعونا وسببه دم رديء مائل إلى العفونة والفساد مستحيل إلى جوهر سمي يفسد العضو ويغير ما يليه وربما رشح دما وصديدا ويؤدي إلى القلب كيفية رديئة فيحدث القئ والخفقان والغشي وهذا الإسم وإن كان يعم كل ورم يؤدي إلى القلب كيفية رديئة حتى يصير لذلك قتالا فإنه يختص به الحادث في اللحم الغددي لأنه لردائته لا يقبله من الأعضاء إلا ما كان أضعف بالطبع وأردؤه ما حدث في الإبط وخلف الأذن لقربهما من الأعضاء التي هي أرأس وأسلمه الأحمر ثم الأصفر والذي إلى السواد فلا يفلت منه أحد".انتهى. .
هذاو لاتقاس أحكام الطاعون على سائر الأوبئة العامة؛ وذلك لأمور منها:=
=أ- كل طاعون وباء،وليس العكس، كما حقق ذلك الإمام ابن القيم في زاد المعاد (3/ 75).نقلاً عن صاحب الصحاح حيث قال: " الطاعون من حيث اللغة نوع من الوباء". انتهى.
وقال الإمام ابن القيِّم (3/ 75).: " .... ولما كان الطاعون يكثر فى الوباء وفى البلاد الوبيئة عبر عنه بالوباء كما قال الخليل: الوباء الطاعون.
وقيل: هو كل مرض يعم، والتحقيق أن بين الوباء والطاعون عموماً وخصوصاً، فكل طاعونٍ وباءٌ، وليس كل وباءٍ طاعونأً .. قلت: هذه القروح والأورام والجراحات هى آثار الطاعون، وليست نفسه، ولكن الأطباء لما لم تدرك إلا الظاهر جعلوه نفس الطاعون، والطاعون يعبر به عن ثلاثة أمور:
أحدها – هذا الأثر الظاهر، وهو الذى ذكره ألأطباء.
الثانى- الموت الحادث عنه، وهو المراد بالحديث الصحيح فى قوله r:" الطاعون شهادة لكل مسلم ".
الثالث- السبب الفاعل لهذا الداء، وقد ورد فى الحديث الصحيح أنه بقية رجز أرسل على بنى إسرائيل، وورد فيه أنه وخز الجن، وجاء أنه دعوى نبى.
وهذه العلل والأسباب ليس عند الأطباء ما يدفعها، كما ليس عندهم ما يدل عليها، والرسل تخبر الأمور الغائبة". انتهى.
ب- أن الطاعون إذا كان بأرض يحرم الخروج منها أو الدخول إليها-كما في صحيحي: البخاري (18/فتح467) رقم (6974) و (15/فتح595) رقم (5728) ومسلم (4/ 1737) رقم (2218) بخلاف غيره من الأوبئة.
جـ - أن الموت بسببه شهادة فى سبيل الله تعالى، كما فى مسند الإمام أحمد (6/ 64)، وصحيح الإمام البخاري (15/ 607 فتح) رقم (5732).
د- أن الفرار منه كالفرار من الزحف كما فى مسند الأمام أحمد (6/ 82و145و255) و مسند أبى يعلى (8/ 125) رقم (4664) ومعجم الطبرانيالأوسط رقم (5661)، وحسنه الإمامان::المنذري في الترغيب والترهيب (4/ 204) وابن حجر في الفتح (/) وصححه الشيخ الألباني في كتبه كصحيح الجامع الصغير (2/ 732 و 788و789) رقم (3948 و 4276و4277و4282).
هـ - أنه وخز أعدائنا من الجن كما فى مسند الإمام أحمد (4/ 395و417)، وصححه الحاكم ووافقه الذهبى (1/ 50)، وقواه الحافظابن حجر في الفتح (15/ 593) والألبانى وأما لفظ:"وخز إخوانكم من الجن". وحسنه الشيخ الألباني في صحيح الجامع الصغير (2/ 731 و732) رقم (3946 و3951).
و- انه كان رجزاً على بنى إسرائيل ورحمة للمسلمين كما فى المسند (6/ 64) والبخاري (18/ 467فتح) رقم (6974) ومسلم (4/ 1737) رقم (2218).
ز- أنه دعوة النبي r لحصول المسلمين على الشهادة من أعدائهم من الجن والإنس، كما فى المسند (6/ 64و133) وصححه الحاكم (1/ 50) وقواه الحافظ في الفتح (15/ 594) وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع الصغير (1/ 270) رقم (1258).
(يُتْبَعُ)
(/)
ح - أن الطاعون لا يدخل المدينة المنورة كما فى صحيح البخارى (15/ 605 فتح) رقم (5731)،وأما ما ورد فى صحيح البخارى (18/ 184) رقم (2643) عن عن أبي الأسود قال:" أتيت المدينة وقد وقع بها مرض وهم يموتون موتا ذريعا فجلست إلى عمر رضي الله عنه ... " فأجاب عنه العلماء كالحافظ فى الفتح (15/ 593) بقوله: " أن من أطلق على كل وباء طاعوناً فبطريق المجاز".
[42] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref42) - رواه ابن ماجَهْ (2/ 1332) رقم (4019) وأبو نُعيم في الحلية (8/ 333و334) والبيهقى (3/ 347) و (9/ 231) والحاكم (4/ 540) وصححه ووافقه الذهبي والحديث صححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع الصغير (2/ 1321) رقم (7978).
[43] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref43) - رواه البخاري (18/ 467 فتح) رقم (6974) ومسلم (4/ 1737) رقم (2218).
[44] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref44) - الوباء، مهموز: الطّاعون، وهو أيضاً كلّ مَرَض عامّ، تقول: أصاب أهل الكورة العام وباء شديد .. وأرضٌ وَبِئة، إذا كثر مَرْضُها، وقد استوبأتها وقد وَبُؤَت تَوْبُؤُ وَباءةً، إذا كَثُرت أمراضها. الوَبَاء بالقَصْر والمَدّ مَرَضٌ عامٌ وجَمْعُ المَقْصُور أوْبَاء بالمَدّ وجَمْع المَمْدُود أَوْبِئَة. الوباء: بفتح الواو مصدر وبؤ ووبئ ج أوبئة، المرض الذي تفشى وعم الكثير من الناس، كالجدري والكواليرا وغيرهما ... الْوَبَاءُ بِالْهَمْزِ مَرَضٌ عَام يُمَدُّ وَيُقْصَرُ وَيُجْمَعُ الْمَمْدُودُ عَلَى أَوْبِئَةٍ مِثْلُ متاعٍ وَأَمْتِعَةٍ وَالْمَقْصُورُ عَلَى أَوْبَاءٍ مِثْلُ سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَقَدْ وَبِئَتِ الْأَرْضُ تَوْبَأُ مِنْ بَابِ تَعِبَ وَبْئًا مِثْلُ فَلْسٍ كَثُرَ مَرَضُهَا فَهِيَ وَبِئَةٌ وَوَبِيئَةٌ عَلَى فَعِلَةٍ وَفَعِيلَةٍ وَوُبِئَتْ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ فَهِيَ مَوْبُوءَةٌ أَيْ ذَاتُ وَبَاءٍ الوباء فساد يعرض لجوهر الهواء لأسباب سماوية وأرضية. وروى الإمام مسلم عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُما- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ rيَقُولُ: «غَطُّوا الإِنَاءَ وَأَوْكُوا السِّقَاءَ فَإِنَّ فِى السَّنَةِ لَيْلَةً يَنْزِلُ فِيهَا وَبَاءٌ لاَ يَمُرُّ بِإِنَاءٍ لَيْسَ عَلَيْهِ غِطَاءٌ أَوْ سِقَاءٍ لَيْسَ عَلَيْهِ وِكَاءٌ إِلاَّ نَزَلَ فِيهِ مِنْ ذَلِكَ الْوَبَاءِ».وفي الصحيحين أَنَّ عُمَرَ َ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- خَرَجَ إِلَى الشَّأْمِ، فَلَمَّا كَانَ بِسَرْغَ بَلَغَهُ أَنَّ الْوَبَاءَ قَدْ= = وَقَعَ بِالشَّأْمِ، فَأَخْبَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ rقَالَ: «إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلاَ تَقْدَمُوا عَلَيْهِ وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلاَ تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ».فكل طاعون وباء ولاعكس وسيأتي.
[45] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftnref45) - رواه البيهقى (8/ 326) رقم (330) والحاكم (4/ 244و383) وصححه "وقال الذهبى: إسناده جيد والحديث صححه ابن السَّكَن كما في فيض القدير للإمام المُناوي (1/ 155) تحت الحديث رقم (175 اجتنبوا ... )، والحديث صححه الألباني في صحيح الجامع الصغير (1/ 93) رقم (149).(/)
رسالة قلبية بين العلامين الربانيين ابن باز وابن عثيمين
ـ[خالد أبو عبد الله الجزائر]ــــــــ[14 - Jul-2010, صباحاً 10:05]ـ
رسالة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
بسم الله الرحمن الرحيم
من عنيزة في 1/ 10/1394هـ
من محبكم محمد الصالح العثيمين إلى الشيخ المكرم عبدالعزيز بن عبدالله بن باز حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نهنئكم بما من الله به من القيام بالصيام والقيام في شهر رمضان وإدراك عيد الفطر، ونسأل الله -تعالى- أن يتقبل من الجميع، ويعيده علينا وعليكم وعلى المسلمين في خير وعافية.
هذا والله يحفظكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرسلت لكم تهنئة بدخول شهر رمضان نرجو أنها وصلتكم ما أدري ماذا كان على موضوع خلط البنين بالبنات في المراحل الأولى من الدراسة عسى أنه قضي عليه نهائياً، وبلغت الوزارة والرئاسة بذلك؛ لأني ما سمعت خبراً يطمئن به القلب، وأنا حضرت للرياض في أول النصف الثاني من شعبان، وزهمت على بيتكم مرتين أرتقب رجوعكم من الطائف فلم يكن؛ لذا أرجو أن تخبروني بما حصل.
نسأل الله إصلاح الأمور، وإصلاح ولاة الأمور.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فكرت أجيء للرياض للسلام عليكم، وعلى بعض المشائخ لكن خفت إذا جئت ما وجدتك، حيث إن بدء الدراسة قريب؛ فأرجو إن كان دربك على القصيم أن يحصل اللقاء، ولو في المحطة -إن شاء الله- هذا ما لزم والسلام عليكم.
جواب الشيخ عبدالعزيز بن باز:
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم فضيلة الشيخ محمد الصالح العثيمين وفقه الله لكل خير آمين
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بعده يا محب وصل إلي كتابكم الكريم المؤرخ 1/ 10/1394هـ وصلكم الله برضاه، وأشكركم على تهنئتكم بإكمال الصيام، والقيام، وإدراك العيد، وأبادلكم التهنئة بذلك، وأسأل الله أن يتقبل من الجميع، وأن يعيد هذه المناسبة المباركة علينا وعليكم أعواماً كثيرة على حال خير واستقامة وعز للإسلام وأهله؛ إنه خير مسؤول.
أما موضوع خلط البنين بالبنات في المراحل الدراسية الأولى؛ فقد بذلت جهود كبيرة في الموضوع مني، ومن غيري من المشايخ مع الملك, ووزير المعارف, ورئيس تعليم البنات والظاهر أن الموضوع المذكور قد انتهى ببقاء الأمور على حالها الأولى، ونسأل الله أن يثبتنا وإياكم على الحق، وأن يوفق ولاة الأمور إلى ما فيه صلاح العباد، والبلاد؛ إنه جواد كريم.
أما سفرنا فسيكون بالطائرة إلى المدينة رأساً في 17 منه -إن شاء الله- ونسأل الله أن يمن بالاجتماع في طيبة على خير حال، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
11/ 10/1394هـ
http://www.lojainiat.com/index.cfm?do=cms.con&contentid=42554(/)
كلمة شهريّة لفضيلة الشّيخ محمّد علي فركوس: مفهوم الستر من حجاب المرأة المسلمة.
ـ[محمد عبد العزيز الجزائري]ــــــــ[14 - Jul-2010, مساء 01:28]ـ
http://www.ferkous.com/image/gif/M.gif
مفهوم الستر من حجاب المرأة المسلمة ( http://www.ferkous.com/rep/M52.php)
السؤال:
يقول بعضُ من تصدَّر لإرشادِ النّاسِ في هذه الأيّامِ: إنَّ مفهومَ الحجابِ راجعٌ إلى العُرفِ، والمقصودُ منه تحقيقُ السِّترِ، وعلى هذا، فإنَّ الجلبابَ أوِ الثّوبَ الذي يستوعب جميعَ البدنِ ليس نموذجَ الحجابِ الواجبِ في هذا الزّمانِ، وإنّما فَرَضه عُرْفُ الصّحابةِ، ولسنا مُلْزَمين باتّباعِ أعرافِهم، فلو لَبِسَتِ المرأةُ تَنُّورَةً وقميصًا أو فستانًا أو غيرَ ذلك ممَّا يُعَدُّ ساترًا فإنّها تكون مرتديةً للحجابِ الذي أوجبه اللهُ فما مدى صِحَّةِ هذا الكلامِ؟
الجواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فقد اعتمد صاحبُ المقالةِ في تأسيسِ مفهومِ الحجابِ على السِّترِ المطلقِ وربَطه بعُرْفِ الصّحابةِ رضي الله عنهم، وهذه النّظرةُ التّأسيسيّةُ لا تنتهض للاستدلالِ من جهتين:
الأولى: أنَّ المفهومَ الشّرعيَّ للسّترِ المتوخَّى من وراءِ فرضِ الحجابِ إنّما هو السِّترُ المقيَّدُ بجملةٍ منَ الشّروطِ اللاّزمةِ له، مستوحاةً من نصوصِ الكتابِ والسُّنَّةِ حتّى تُضْفِيَ على لباسِ المرأةِ المسلمةِ الصّفةَ الشّرعيّةَ المطلوبةَ، فمِنَ الشّروطِ الشّرعيّةِ التي ينبغي مراعاتُها في لباسِ المرأةِ ما يأتي:
- أن يستوعبَ اللّباسُ جميعَ ما هو عورةٌ من بدنِها فتسترُه عنِ الأجانبِ، ولذلك سُمِّيَ حجابًا لأنّه يحجب شخْصَه أو عيْنَه عنِ الأجانبِ (1)، وأمَّا محارمُها فلا تكشف المرأةُ لهم سوى مواضعِ الزّينةِ. والاستيعابُ يشمَل:
* الخمارَ الذي تُغَطّي به رأسَها وعُنُقَهَا وأُذُنيها وصدْرَها سَدْلاً وإرخاءً وَلَيًّا لقولِه تعالى: ?وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ? [النور: 31].
* الجلبابَ أوِ الرّداءَ أوِ المِلْحفةَ وهو المُلاءة التي تشتمل بها المرأةُ فتلبَسُها فوقَ خِمارِها ودِرعِها أو قميصِها لتغطِّيَ بها جميعَ ما هو عورةٌ من بدنِها من رأسِها إلى قدميها، ويدلُّ عليه قولُه تعالى: ?يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأََزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا? [الأحزاب: 59].
وتفريعًا عليه، فإنَّ المقدارَ الشّرعيَّ لطولِ ثوبِ المرأةِ يُرَاعى فيه حالان: حالُ استحبابٍ وهو يزيد على الكعبين بقدرِ شِبْرٍ، وحالُ جوازٍ بقدرِ ذراعٍ (2)، ويدلُّ عليه حديثُ أمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها أنّها قالت لرسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم حين ذكر الإزارَ: «فَالْمَرْأَةُ يَا رَسُولَ اللهِ؟»، قال: «تُرْخِي شِبْرًا»، فقالت أمُّ سلمةَ: «إِذَنْ يَنْكَشِفُ عَنْهَا»، قال: «فَذِرَاعًا لاَ تزِيدُ عَلَيْهِ» (3).
- أن يكونَ اللّباسُ واسعًا فضفاضًا لئلاًّ يَصِفَ شيئًا من بدنِها، ذلك لأنَّ اللّباسَ الضَّيِّقَ المحجِّمَ لا يحقِّق السَّترَ المطلوبَ شرعًا، فهو يُحدِّد تفاصيلَ الجسمِ ويُبرزه للنّاظرين، وقد ورد النّهيُ الشّرعيُّ عنِ اللّباسِ الضّيِّقِ في حديثِ أسامةَ بنِ زيدٍ رضي الله عنه، قال: «كَسَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قُبْطِيَّةً كَثِيفَةً كَانَتْ مِمَّا أَهْدَى لَهُ دِحْيَةُ الْكَلْبِيُّ، فَكَسَوْتُهَا امْرَأَتِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «مَا لَكَ لاَ تَلْبَسُ القُبْطِيَّةَ؟» فَقُلْتُ: «يَا رَسُولَ اللهِ! كَسَوْتُهَا امْرَأَتِي»، فَقَالَ: «مُرْهَا أَنْ تَجْعَلَ تَحْتَهَا غِلاَلَةً (4)، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ تَصِفَ حَجْمَ عِظَامِهَا» (5)، والمعلومُ أنَّ الثّوبَ ولو كان كثيفًا فلا تمنع كثافتُه من وصفِ حجمِ الجسدِ أو أعضائِه ما دام ضَيِّقًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
- أن يكونَ اللّباسُ كثيفًا غيرَ شفَّافٍ لئلاَّ يصِفَ لونَ بَشَرةِ المرأةِ، فقَدْ ورد النّهيُ عنه في حديثِ أبي هريرةَ رضي الله عنه مرفوعًا: «صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا: قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ البَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ، وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلاَتٌ مَائِلاَتٌ رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ، لاَ يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلاَ يَجِدْنَ رِيحَهَا» (6).
ففي الحديثِ دلالةٌ ظاهرةٌ على تحريمِ لُبْسِ الثّوبِ الرّقيقِ الذي يَشِفُّ ويَصِفُ لونَ بدنِ المرأةِ، قال ابنُ عبدِ البرِّ -رحمه الله-: «أراد (النّساءَ) اللّواتي يَلْبَسْنَ مِنَ الثّيابِ الشّيءَ الخفيفَ الذي يصِفُ ولا يستر، فهنَّ كاسياتٌ بالاسمِ عارياتٌ في الحقيقةِ» (7). وقال ابنُ تيميّةَ -رحمه الله-: «وقد فُسِّرَ قوله: «كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ» بأنْ تكتسِيَ ما لا يسترها، فهي كاسيةٌ وهي في الحقيقةِ عاريةٌ، مثلَ مَنْ تكتسي الثّوبَ الرّقيقَ الذي يصِفُ بَشَرَتَها، أو الثّوبَ الضّيِّقَ الذي يُبْدي تقاطيعَ خَلْقِها مثلَ عَجِيزَتِها وساعدِها ونحوِ ذلك، وإنّما كسوةُ المرأةِ ما يسترها فلا يُبْدي جسمَها ولا حجمَ أعضائِها لكونِه كثيفًا واسعًا» (8).
- وأن لا يكونَ لباسُ المرأةِ لباسَ شهرةٍ سواء بالنّفيسِ أو الخسيسِ لقولِه صلّى الله عليه وآله وسلّم: «مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ أَلْبَسَهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ ثَوْبًا مِثْلَهُ، ثُمَّ تُلْهَبُ فِيهِ النَّارُ» (9). قال ابن تيميّةَ -رحمه الله-: «وتُكْرَهُ الشُّهرةُ من الثّيابِ، وهو المترفِّعُ الخارجُ عن العادةِ والمنخفِضُ الخارجُ عن العادةِ، فإنَّ السّلفَ كانوا يكرهون الشّهرتين: المترفِّعَ والمنخفِضَ، وفي الحديث: «مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ أَلْبَسَهُ اللهُ ثَوْبَ مَذَلَّةٍ» (10)، وخيارُ الأمورِ أوساطُها» (11).
- ومن هذا القبيلِ -أيضًا- ألاَّ يكونَ لباسُ المرأةِ زينةً تَلْفِتُ الأنظارَ وتَجْلِبُ الانتباهَ سواء في هيئةِ لباسِها أوِ الألوانِ الفاتحةِ أو البرَّاقةِ اللاّمعةِ، أو المادّةِ المصنوعِ منها، أو النّقوشِ والوشيِ التي عليه، تفاديًا أن تكونَ من المتبرِّجاتِ بزينةٍ. قال الألوسيُّ -رحمه الله-: «ثمَّ اعلمْ أنَّ عندي ممَّا يُلْحَقُ بالزّينةِ المنهيِّ عن إبدائِها ما يلبَسه أكثرُ مُتْرَفَاتِ النّساءِ في زمانِنا فوق ثيابِهنَّ ويتستَّرْنَ به إذا خرجْنَ من بيوتِهنَّ، وهو غطاءٌ منسوجٌ من حريرٍ ذي عدّةِ ألوانٍ، وفيه من النّقوشِ الذّهبيّةِ أو الفضيّةِ ما يَبْهَرُ العيونَ، وأرى أنّ تمكينَ أزواجِهنَّ ونحوِهم لهنَّ من الخروجِ بذلك ومَشْيِهنّ به بين الأجانبِ من قِلَّةِ الغَيْرَةِ، وقد عمَّتْ البلوى بذلك» (12).
- أن لا يكونَ اللّباسُ شبيهًا بلباسِ الرّجلِ فقَدْ: «لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ الْمُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ وَالْمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ» (13)، كما «لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ الرَّجُلَ يَلْبَسُ لِبْسَةَ المَرْأَةِ وَالمَرْأَةَ تَلْبَسَ لِبْسَةَ الرَّجُلِ» (14)، و «لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ الرَّجُلَةَ مِنَ النِّسَاءِ» (15). والمقصودُ بالتّشبُّهِ المنهيِّ عنه بين الرّجالِ والنّساءِ التّشبُّهُ في اللّباسِ والزّينةِ والكلامِ والمشيِ، وهو حرامٌ للقاصدِ المختارِ قولاً واحدًا. قال ابنُ حجرٍ -رحمه الله-: «وتَشَبُّهُ النّساءِ بالرّجالِ والرّجالِ بالنّساءِ مِنْ قاصدٍ مختارٍ حرامٌ اتّفاقًا» (16).
- أن لا يكونَ اللّباسُ شبيهًا بلباسِ أهلِ الكفرِ وأزيائِهم وعاداتِهم لقولِه صلّى الله عليه وآله وسلّم: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» (17).
ولا يخفى أنَّ جملةَ شروطِ لباسِ المرأةِ وضوابطِه أُخِذَ من نصوصٍ شرعيّةٍ صحيحةٍ تُفْصِحُ عن حقيقةِ السّترِ المطلوبِ شرعًا، وإطلاقُ مفهومِ السّترِ من غيرِ ملاحظةٍ لهذه الشّروطِ خطأٌ بَيِّنٌ ظاهرُ الفسادِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثانية: أنّ ربْطَ صاحبِ المقالةِ مفهومَ الحجابِ بعُرْفِ الصّحابةِ رضي الله عنهم يحتاج إلى تفصيلٍ: فإنْ كان مقصودُه أنَّ هذا اللّباسَ -ممَّا اعتاده الصّحابةُ رضي الله عنهم في ألبستِهم وأزيائِهم وعادتِهم- لا يُوجَدُ في نفيِه ولا في إثباتِه دليلٌ شرعيٌّ كما هو شأنُ العرفِ في الاصطلاحِ فلا شكَّ في بطلانِ هذا القولِ، يردُّه ما تقدَّم بيانُه مِنَ النّصوصِ الشّرعيّةِ والإجماعِ وعملِ الصّحابةِ رضي الله عنهم، فقَدْ ذكرتْ أمُّ سلمةَ رضي الله عنها أنّه: «لَمَّا نَزَلَتْ ?يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلاَبِيبِهِنَّ? [الأحزاب: 59]، خَرَجَتْ نِسَاءُ الأَنْصَارِ كَأَنَّ عَلَى رُؤُوسِهِنَّ الْغِرْبَانَ مِنَ الأَكْسِيَةِ» (18)، وقالتْ عائشةُ رضي الله عنها: «يَرْحَمُ اللهُ نِسَاءَ الْمُهَاجِرَاتِ الأُوَلِ، لَمَّا أنزل اللهُ: ?وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ? [النور: 31]، شَقَقْنَ مُرُوطَهُنَّ فَاخْتَمَرْنَ بها» (19)، وهذا وغيرُه يدلُّ على أنّهم كانوا في عوائدَ جاريةٍ فانقلبوا -استجابةً لنداءِ الشّرعِ- إلى عوائدَ شرعيّةٍ.
أمَّا إنْ كان مقصودُه أنَّ مفهومَ الحجابِ فَرَضَه عُرْفُ الصّحابةِ رضي الله عنهم مِنْ مُنْطَلَقِ عوائدَ شرعيّةٍ أقرَّها الدّليلُ الشّرعيُّ الصّحيحُ فهذا حقٌّ، لكنْ يجب اتّباعُه في وصْفِه وشرْطِه.
والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
الجزائر في: 12 ربيع الثاني 1431ه
الموافق ل: 28 مارس 2010م
1 - «التّعريفات الفقهيّة» للبركتي: (76).
2 - «فتح الباري» لابن حجر: (10/ 259).
3 - أخرجه أبو داود في «اللّباس»، باب في قدر الذّيل: (4117)، والنّسائيّ في «الزّينة»، باب ذيول النّساء: (5339)، وابن ماجه في «اللّباس»، باب ذيل المرأة كم يكون: (3580)، وأحمد في «مسنده»: (6/ 293)، من حديث أمّ سلمة رضي الله عنها، والحديث صحّحه الألبانيّ في «السّلسلة الصّحيحة»: (1/ 227).
4 - الغلالة: شعار يُلْبَسُ تحت الثّوبِ وتحت الدّرع أيضًا. [«مختار الصّحاح» للرّازيّ: (479)].
5 - أخرجه أحمد في «مسنده»: (5/ 205)، والبيهقيّ في «السّنن الكبرى»: (2/ 234)، من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه. قال الهيثميّ في «مجمع الزّوائد» (5/ 240): «فيه عبد الله بن محمد بن عقيل، وحديثه حسن وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات»، وحسّنه الألبانيّ في «جلباب المرأة المسلمة»: (131).
6 - أخرجه مسلم: (2/ 1021) في «اللّباس والزّينة» رقم (2128)، وأحمد في «مسنده»: (2/ 355)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
7 - «التّمهيد» لابن عبد البرّ: (13/ 204).
8 - «مجموع الفتاوى» لابن تيميّة: (22/ 146).
9 - أخرجه أبو داود في «اللّباس» باب في لبس الشّهرة: (4029)، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
10 - أخرجه أبو داود: (4030)، وابن ماجه في «اللّباس» باب مَنْ لَبِسَ شهرة من الثّياب: (3606)، وأحمد في «مسنده»: (2/ 92). والحديث حسّنه السّخاويّ في «المقاصد الحسنة»: (427)، والألبانيّ في «جلباب المرأة المسلمة»: (213).
11 - «مجموع الفتاوى» لابن تيميّة: (22/ 138).
12 - «روح المعاني» للألوسيّ: (18/ 146).
13 - أخرجه البخاريّ كتاب «اللّباس»، باب المتشبّهون بالنّساء والمتشبّهات بالرّجال: (3/ 194)، من حديث ابن عبّاس رضي الله عنهما.
14 - أخرجه أبو داود كتاب «اللّباس» باب لباس النّساء: (4098)، وأحمد: (2/ 325)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. والحديث صحّحه الألبانيّ في «صحيح الجامع»: (5095).
15 - أخرجه أبو داود في «اللّباس» باب لباس النّساء: (4099)، من حديث عائشة رضي الله عنها. والحديث صحّحه الألبانيّ في «صحيح الجامع»: (5096).
16 - «فتح الباري» لابن حجر: (9/ 336).
17 - أخرجه أبو داود كتاب «اللّباس»، باب في لباس الشّهرة: (4033)، وأحمد في «مسنده»: (2/ 50)، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما. والحديث صحّحه العراقيّ في «تخريج الإحياء»: (1/ 359)، وحسّنه ابن حجر في «فتح الباري» (10/ 288)، والألبانيّ في «الإرواء»: (5/ 109).
18 - أخرجه أبو داود كتاب «اللّباس»، باب في قول الله تعالى ?يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلاَبِيبِهِنَّ?: (4101)، من حديث أمّ سلمة رضي الله عنها. والحديث صحّحه الألبانيّ في «غاية المرام»: (282).
19 - أخرجه البخاريّ في «التّفسير» باب ?وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ? (2/ 561)، من حديث عائشة رضي الله عنها.(/)
أفيدونا:ما هي ضوابط التواصل بين الجنسين في المنتديات
ـ[مبتسم أبو طلحة]ــــــــ[14 - Jul-2010, مساء 02:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخواني أفيدوني جزاكم الله خير
ما هي ضوابط التواصل بين الجنسين في المنتديات؟
حتى يتم توعية المنتديات الأخرى بذلك
وحبذا لو كان هناك فتاوى للعلماء في هذه المسألة
وجزاكم الله خير
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[14 - Jul-2010, مساء 03:44]ـ
في كلمة للشيخ محمد صالح المنجد حفظه الله في هذه المسألة وأيضا محاضرة أخرى ألقيت في غرفة صوتية حول هذا الموضوع لو أردت أرفعهم لك
ـ[ابو الفيصل]ــــــــ[14 - Jul-2010, مساء 04:20]ـ
تفضل يا أخي:
حكم مشاركة المرأة في المنتديات و مناقشة الرجال
http://www.islam-qa.com/ar/ref/82196/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%AA %D8%AF%D9%8A%D8%A7%D8%AA
من مفاسد مشاركة المرأة في المنتديات
http://www.islam-qa.com/ar/ref/92824/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%AA %D8%AF%D9%8A%D8%A7%D8%AA
وفقك الله
ـ[مبتسم أبو طلحة]ــــــــ[19 - Jul-2010, مساء 02:01]ـ
جزاكم الله خير ونفع بكم(/)
(حكم وفوائد ومواعظ ووصايا ينبغي الاعتناء بها) الشيخ عبدالعزيز السلمان رحمه الله
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[14 - Jul-2010, مساء 03:47]ـ
حكم وفوائد ومواعظ ووصايا ينبغي الاعتناء بها
أجلُّ السرور رضى الرب جلَّ وعلا وتقدَّس.
أغنى الغنا صحةُ العقيدة والفقه في الدين.
القلوب الفارغة من طاعة الله مُوكلةٌ بالشهوات.
أفضل أمر الدين والدنيا وأشرفه العلم النافع والعمل الصالح والعلم النافع ما جاء عن النبي r.
أفضل ما في الآخرة رضى الله ورؤيته وسماع كلامه.
ومما أوصى به بعضهم ما يل:
لا تمل مع الهوى وحلاوة الدنيا فإنهما يصُدَّانكَ عن الشغل بمعادكَ وتكون كالغريق المشتغل عن التدبير لخلاص نفسه بحملِ بضاعةٍ ثقيلة قد اغتر بحسنها وهي سبب عطبه.
وقال: أبعدوا عن مُخالطة الخونة والفسقة ومُبتغي الملاهي والضلال وأصحاب البدع كالأشاعرة والرافضة والمعتزلة والجهمية والصوفية المنحرفة.
واحذر أن تغترَّ بقول المُغفلين نُخالطُهْمَ لنجذبَهُم إلى الاستقامة وهذا غلط.
أهل البدع والفسقة وأصحاب الملاهي كأصحاب الكورة والتلفاز والفيديو مجالستهم تضر وهم مرضاء عقول.
والصحيح هو الذي يتضرر بمخالطة المريض، وأما المريض فلا يبرأ بمخالطة الصحيح، وقديمًا قيل:
وما ينفع الجرباء قُربُ صحيحةٍ= إليها ولكنَّ الصحيحة تُجْرَبُ
يبقى الصالح صالحًا حتى يُصاحب فاسدًا، فإذا صاحبهُ فسد مثل مياه الأنهار تكونُ حُلوةً عذبةً حتى تُخالِطَ ماء البحر، فإذا خالطته ملُحتْ وامترتْ وفسدتْ.
ولكن الدعاية إلى مخالطة أهل المنكر لجذبهم عنه خِدْعَة من إبليس وأتباعه لِسُخَفَاءِ العُقول.
فكم أوقعوا في هذه الشبكة من مُغفَّل زعم أنه يجذبهم فجذبوه وأغرقوه وبقي في الحسرة والندامة.
وقال: اعلموا واستيقنوا أن تقوى الله سبحانه وتعالى هي الحكمة الكبرى والنعمة العُظمى والسببُ الداعي إلى الخير والفاتح لأبواب الفهم والعقل والخير.
كَيْفَ الرَّحيلُ بلا زادٍ إلى وطن =من لم يكن زادُه التقوى فليس له
ما ينفعُ المرء فيه غيرُ تقواهُ= يوم القيامة عُذْرٌ عند مولاهُ
وقال: استشعروا الحكمة، وابتغوا الديانة، وعودُوا أنفسكم الوقارَ والسكينة، وتحلوا بالآداب الحسنة الجميلة، وتروَّوْا في أموركم، ولا تعجلوا ولاسيما في مُجازاة المُسيء.
واجعلوا خشية الله حشو جنوبكم في الحكم، واحذروا النِّفاق والرياء ولا تُزكوا الخونة ولا تُخونوا الأزكياء.
وقال: إذا جادلكم المخالفُون لكم في الدين بالفضاضَة والغلظة وسُوء القول فلا تقابلوهُم بمثل ذلك، بل قابلُوهُم بالرفقِ واللين واللطف والدلالة والهداية.
قال الله جل وعلا لنبيه r: ] ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِوَالْمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِوَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [.
وقال جلا وعلا وتقدس:] ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَوَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُوَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُواوَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ [.
وقال عز من قائل في صفة أهل العبودية الخاصة:] وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًاوَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا [، وقال:] وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا [، وقال جل وعلا وتقدس:] وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ [، وقال عز من قائل:] وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُوَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَاوَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لاَ نَبْتَغِي الجَاهِلِينَ [.
إذا نطقَ السفيهُ فلا تجبهُ= سَكَتُّ عن السفيهِ فظنَّ أني
فخيرٌ من إجابَتِهِ السُكُوت=عييتُ عن الجواب وما عييتُ
وقال حكيم: أكثروا من الصمت في المحافل ولا تطلقوا ألسنتكم بحضرة المتحفظين عليكم بِمَا عَسَى أن يجعلوه سلاحًا يضربونكم به وأقلوا المراء والهذْر والفضلَ من القول.
واحذروا مصاحبة الأشرار، وأصحاب البدع في الدين، والحساد، والمشتغلين على العداوة والأحقاد والجهال.
وإذا هممتم بالخير فقدموا فعله لئلا يعارضكم سواه فتوقفوا عنه، قال الشاعر:
وإذا هممت بأمر سوءٍ فاتئدْ= وإذا هممت بأمر خير فاعْجَل
وقال: اتفقوا، وتحابوا في الله، وثابروا على الأعمال الصالحة من صيام وصلاة مع الجماعة وزكاة وحج ببصائر صافية ونية نقية صالحة غير متقسمة ولا مشوبة، وتوادوا على طاعة الله عز وجل والتقوى له، واسعوا للخير، وافعلوا له، واجتهدوا فيه، والله أعلم، وصلى الله على محمد وآله وسلم.
إيقاظ أولي الهمم العالية ص 8,9.
ـ[السليماني]ــــــــ[22 - Jul-2010, مساء 01:17]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[02 - Aug-2010, صباحاً 01:34]ـ
وفيك بارك الله.(/)
للمشاركة (هل يشترط في محرم المرآة المسافرة البلوغ؟)
ـ[أبو حفص الشافعي]ــــــــ[15 - Jul-2010, صباحاً 12:51]ـ
هل يشترط البلوغ في المحرم؟ نرجو من الإخوة المشاركة مع ذكر الأدلة
ـ[أم هانئ]ــــــــ[15 - Jul-2010, صباحاً 04:59]ـ
جاء في المغني:
[وَيُشْتَرَطُ فِي الْمَحْرَمِ أَنْ يَكُونَ بَالِغًا عَاقِلًا.
قِيلَ لِأَحْمَدَ: فَيَكُونُ الصَّبِيُّ مَحْرَمًا؟ قَالَ: لَا، حَتَّى يَحْتَلِمَ؛ لِأَنَّهُ لَا يَقُومُ بِنَفْسِهِ، فَكَيْفَ يَخْرُجُ مَعَ امْرَأَةٍ.)
وَذَلِكَ لِأَنَّ الْمَقْصُودَ بِالْمَحْرَمِ حِفْظُ الْمَرْأَةِ، وَلَا يَحْصُلُ إلَّا مِنْ الْبَالِغِ الْعَاقِلِ، فَاعْتُبِرَ ذَلِكَ.]
انتهى: المغني / ج6: / ص: 302 /الموسوعة الشاملة.
حج المرأة في رفقة نساء دون محرم
امرأة تقول: إنني مقيمة في المملكة بحكم عملي بها، وقد ذهبت للحج العام الماضي، وكان معي اثنتان من زميلاتي وليس معنا محرم. فما هو الموقف من ذلك؟.
الحمد لله
قال الشيخ محمد ابن عثيمين – رحمه الله -: " هذا العمل وهو الحج بدون مَحرم: مُحرَّم لحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو يخطب: لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم، فقام رجل فقال: يا رسول الله، إن امرأتي خرجت حاجة، وإنني قد اكتُتِبتُ في غزوة كذا وكذا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: انطلق فحج مع امرأتك " رواه البخاري (3006) ومسلم (1341).
فلا يجوز للمرأة السفر بدون محرم، والمحرم: من تحرم عليه على التأبيد بنسب أو سبب مباح، ويشترط أن يكون بالغا عاقلا، وأما الصغير فلا يكون محرما، وغير العاقل لا يكون محرما أيضا، والحكمة من وجود المحرم مع المرأة حفظها وصيانتها، حتى لا تعبث بها أهواء مَن لا يخافون الله عز وجل ولا يرحمون عباد الله.
ولا فرق بين أن يكون معها نساء أو لا، أو تكون آمنة أو غير آمنة، حتى ولو ذهبت مع نساء من أهل بيتها وهي آمنة غاية الأمن، فإنه لا يجوز لها أن تسافر بدون محرم؛ وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما أمر الرجل بالحج مع امرأته لم يسأله ما إذا كان معها نساء وهل هي آمنة أم لا، فلما لم يستفسر عن ذلك دل على أنه لا فرق، وهذا هو الصحيح.
وقد تساهل بعض الناس في وقتنا الحاضر فسوَّغ أن تذهب المرأة في الطائرة بدون محرم، وهذا لا شك أنه خلاف النصوص العامة الظاهرة، والسفر في الطائرة كغيره تعتريه الأخطار.
فإن المسافرة في الطائرة إذا شيعها محرمها في المطار فإنه ينصرف بمجرد دخولها صالة الانتظار، وهي وحدها بدون محرم وقد تغادر الطائرة في الوقت المحدد وقد تتأخر. وقد تقلع في الوقت المحدد فيعتريها سبب يقتضي رجوعها، أو أن تنزل في مطار آخر غير المطار المتجهة إليه، وكذلك ربما تنزل في المطار الذي تقصده بعد الوقت المحدد لسبب من الأسباب، وإذا قُدِّر أنها نزلت في وقتها المحدد فإن المحرم الذي يستقبلها قد يتأخر عن الحضور في الوقت المعين لسبب من الأسباب، إما لنوم أو زحام سيارات أو عطل في سيارته أو لغير ذلك من الأسباب المعلومة، ثم لو قدر أنه حضر في الوقت المحدد واستقبل المرأة فإن من يكون إلى جانبها في الطائرة قد يكون رجلا يخدعها ويتعلق بها وتتعلق به.
والحاصل أن المرأة عليها أن تخشى الله وتخافه فلا تسافر لا إلى الحج ولا إلى غيره إلا مع محرم يكون بالغًا عاقلا. والله المستعان " انتهى.
http://www.islam-qa.com/ar/ref/34380 (http://www.islam-qa.com/ar/ref/34380)
ـ[أبومنصور]ــــــــ[15 - Jul-2010, صباحاً 06:57]ـ
تفضل:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=16146
ـ[أبو حفص الشافعي]ــــــــ[15 - Jul-2010, صباحاً 07:24]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
بشرى سارة-دورة في الفقه على سماحة الشيخ. عبدالله بن عقيل في منزله بالرياض
ـ[ابوعبدالله البدارين]ــــــــ[15 - Jul-2010, صباحاً 12:53]ـ
ستقام دورة للعلامة الشيخ. عبد الله بن عقيل حفظه الله.
في دراسة كتاب أخصر المختصرات، في الفقه الحنبلي (شرح، إجازة)
ثلاث فترات يومياً بعد العصر وبعد المغرب وبعد العشاء.
ابتداءً من عصر الخميس3/ 8/1431هـ، ولمدة خمسة أيام.
في منزله العامر بمدينة الرياض -حي الهدى-مقابل حي السفارات-
شارع الصحابي الجليل: عبد الله بن حذافة السهمي رضي الله عنه.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/misc/progress.gif
ـ[أبو حفص الشافعي]ــــــــ[15 - Jul-2010, صباحاً 12:59]ـ
يالتني كنت معكم فأفوز فوزا عظيما(/)
بيان نصرة وتأييد للشيخ العلامة البراك حفظه الله من 38 عالما وداعية
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[15 - Jul-2010, صباحاً 09:59]ـ
تأييد ونصرة
الحمد لله الذي يقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله الذي أذل الله به كل مشرك ومنافق، أما بعد:
فقد اطلعنا على ما تناقلته بعض الصحف من تطاول على سماحة شيخنا العلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك حفظه الله، حين وصف سماحتُه بعضَ الصحفيين بأنهم جنود الشيطان، وتعرضت تلك الصحف كعادتها لسماحته ـ أيده الله ـ بكلمات سيئة وعبارات غير مؤدبة، وإن أهل العلم والدعاة إذ اطلعوا على ذلك، فإنهم يبينون للأمة مايأتي:
أولا: أن كثيرا من صحفنا دأبُها الوقيعةُ في العلماء، وتنقصُّهم، والسخرية بفتاواهم التي لا تجري مع أهوائهم وتخالف فكرهم السيئ، مع التصريح بأسمائهم، ولم يسلم منهم حتى العلماء الأموات، دون خوف ولا حياء، وطعنهم هذا هو طعن فيما يحملونه من الحق والمنهج السليم الذي يدعون إليه، وهو مصداق قوله تعالى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا وقوله تعالى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ فهذه الآيات في حق الأنبياء والعلماء هم ورثة الأنبياء، فلا بدع أن يتسلط عليهم هؤلاء المجرمون، ليرفع الله درجات العلماء، ويعلي ذكرهم، وهؤلاء المجرمون لا يضرون إلا أنفسهم.
ثانياً: أن سماحة شيخنا حفظه الله لم يعمم في حكمه، وإنما أراد طائفة من الصحفيين بأنهم جنود الشيطان، ونضيف نحن بأن هذه الطائفةَ ليست قليلة، وهم بحق ينطبق عليهم هذا الوصف، مع تقديرنا ودعائنا بالتوفيق والتسديد والثبات على الحق لمن يكتب مصلحاً ومدافعاً عن الحق.
ثالثاً: أن الذين عناهم الشيخ بجنود الشيطان هم معروفون للأمة بحمد الله، وكتاباتهم مرصودة، وهم الذين يطعنون في الدين، ويسخرون بسنة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم؛ ويدعون إلى الرذائل، ومن هؤلاء:
1. مَن وصف القرون العشرة الإسلامية الأولى بأنها عصور ظلام. ((مقال: التنوير .. صراعٌ ضد التخلفِ)،نُشِرَ في جريدةِ الرياضِ بتاريخ:13ربيع الآخرِ 1427هـ- العدد (13835).
2. مَن وصف الفتوحات الإسلامية بأنها استرقاق للإنسان بلا حياء ولا عقل. (مقال: نحن .. والإنسان)،نُشِرَ في جريدة الرياض، بتاريخ: الخميس 4 ربيع الآخر 1426هـ - العدد (13471).
3. مَن سخِر بتفسير كلمة التوحيد بأنها لا معبود بحق إلا الله، وجعل هذا التفسير تشويها للدين، مصححا بذلك جميع الأديان. "مقال: إسلام النص وإسلام الصراع"، جريدة الرياض: الاثنين 29 ذي الحجة 1428هـ (حسب الرؤية) – العدد: (14441).
4. مَن طعن في عقيدة الولاء والبراء، وجعلها تشويها للإسلام. (مقال: فلسفة الولاء والبراء في الإسلام)،نُشرَ في جريدة الرياض، بتاريخ: الثلاثاء 20جمادى الآخرة 1426هـ العدد: (13546).
5. من طعن في الأحكام الشرعية كالجلد و التعزير، وجعلها بدائية وهمجية. (مقال جلد الإعلاميين والصحفيين، جريدة الجزيرة الأحد 13 ذو القعدة 1430هـ- العدد 13545)
6. من طعن في قضائنا الشرعي، ووصفه بأنه ظالم للمرأة، وأنه يدار بعقلية القرون الوسطى. (مقال: لماذا الازدواجية؟ صحيفة الرياض الاثنين 15 ربيع الأول 1431هـ - العدد 15225)
7. من أشاد بالاختلاط وجعله من كرائم الأخلاق، ووصف الحجاب بأنه سجن يلتف على المرأة. (مقال: أعذب كذبة في تاريخ الرياض جريدة الرياض: الإثنين 15محرم 1430هـ -العدد 14812).
8. من طعن في هيئة الأمر بالمعروف ورجال الحسبة، ووصفهم بالسوء، واستطال في أعراضهم. (مقال: رئيس هيئة الأمر بالمعروف .. ما رأيك أن تبدأ من هنا؟ جريدة الوطن /الثلاثاء 29 صفر 1430هـ العدد 3070 السنة التاسعة).
9. من اتهم السعوديين بالتشدد وأنهم منطلق الإرهاب. (مقال: السعودية أمام أعداء سعوديين، جريدة الوطن /الثلاثاء 25 ربيع الآخر 1430هـ العدد 3126 ـ السنة التاسعة).
(يُتْبَعُ)
(/)
إلى غير ذلك من الكتابات المنحرفة، وما سقناه غيضٌ من فيض، وقُلٌّ من كُثْر، فأصحاب هذه الكتابات على الحقيقة هم جنود الشيطان وأعوان إبليس، وهم الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون، وهم الشر الأنكد، والبلاء الماحق في الأمة، وهم ـ إن لم يُردعوا ـ من أعظم الأسباب الجالبة للعقوبات على العباد والبلاد، قال الشيخ العلامة عبد الرحمن السعدي عند قوله تعالى:
وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا قال: "يدخل فيه كلُّ راكب وماش في معصية الله، فهو من خيل الشيطان ورجله".
رابعاً: أن على المسؤولين عن الإعلام والثقافة في بلاد الحرمين المملكة العربية السعودية أن يتقوا الله ويلتزموا بأحكام هذا الدين الذي قامت عليه هذه البلاد ـ حرسها الله ـ، وأن يعملوا بالسياسة الإعلامية الرسمية للبلاد، وأن يظهروا الصورة الحقيقية للمملكة، وما هي عليه من الخير، ونطالبهم بإحالة الصحفيين المنحرفين أصحابِ المقالات الضالة إلى القضاء الشرعي للنظر فيهم، قمعاً للمفسدين، وصيانة لأعراض المسلمين، ورعاية للفضيلة. نسأل الله أن ينصر دينه وأولياءه، وأن يذل أعداءه.
وصلى الله وسلم على محمد.
الموقعون:
1. الشيخ/ عبدالله بن محمد الغنيمان، رئيس قسم الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية سابقاً
2. الشيخ / د. محمد بن ناصر السحيباني، عميد كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة سابقاً ومدرس بالمسجد النبوي
2. الشيخ/ د. عبدالله بن حمود التويجري، رئيس قسم السنة وعلومها بكلية أصول الدين بجامعة الإمام سابقاً
3. الشيخ/ د. عبدالرحمن الصالح المحمود، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
4. الشيخ/ أ. د. ناصر بن سليمان العمر، المشرف العام على موقع المسلم
5. الشيخ/ عبدالرحمن بن حماد العمر، المدرس في المعهد العلمي بالرياض والداعية المعروف
6. الشيخ/ سعد بن سعيد الحجري، مدرس بالمعهد العلمي
7. الشيخ/ أ. د.سعد بن عبدالله الحميد، الأستاذ بجامعة الملك سعود
8. الشيخ/ أحمد بن عبدالله آل شيبان العسيري، مستشار تربوي
9. الشيخ/ د. محمد بن سليمان المسعود، القاضي بالمحكمة العامة
10. الشيخ/ عثمان بن عبدالرحمن العثيم، متقاعد من التعليم
11. الشيخ/ د. يوسف بن عبدالله الأحمد. عضو هيئة التدريس في كلية الشريعة بجامعة الإمام
12. الشيخ/ أ. د.علي بن سعيد الغامدي، عضو هيئة التدريس بالمسجد النبوي وجامعة الإمام، والمحامي والمستشار
13. الشيخ/ د. عبدالله بن ناصر الصبيح، عضو هئية التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
14. الشيخ/ د. عبد المحسن بن عبد العزيز العسكر، الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
15. الشيخ/ د/خالد بن عبدالله الشمراني،أستاذ الفقه المشارك بجامعةأم القرى
16. أحمد بن حسن بن محمد آل بن عبدالله، متقاعد من التعليم
17. الشيخ/ فهد بن سليمان القاضي، مستشار تعليمي
18. الشيخ/ د. عبدالله بن عبدالرحمن الوطبان، وزارة التربية والتعليم
19. الشيخ/ د. وليد بن عثمان الرشودي، رئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية المعلمين
20. الشيخ / بدر بن ابراهيم الراجحي، القاضي بالمحكمة العامة بمكة المكرمة.
21. الشيخ/ فيصل بن عبدالله الفوزان، القاضي بالمحكمة العامة ببريدة
22. الشيخ/ د. محمد بن عبدالله الهبدان، المشرف العام على شبكة نور الإسلام
23. الشيخ/ د. إبراهيم بن محمد عباس، استشاري طب أطفال
24. الشيخ عبدالعزيز بن عبدالرحمن العجلان،مدير المعهد العلمي بمكة سابقًا
25. الشيخ/ عبدالرحمن بن رشيد الوهيبي، الداعية الإسلامي
26. الشيخ/ حمود بن ظافر الشهري، مشرف تربوي بوزارة التربية والتعليم
27. الشيخ/ إبرهيم بن عبدالله الحماد، أستاذ مشارك في جامعة الإمام
28. الشيخ/ سعد بن علي العمري، متقاعد من التعليم
29. الشيخ/ د. عبدالعزيز بن محمد العبداللطيف، أستاذ مشارك بجامعة الإمام
30. الشيخ/ د. عبدالله بن عبدالعزيز الزايدي، عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
31. الشيخ/ د. أحمد بن عبدالله الزهراني، عميد كلية القرآن بالجامعة الإسلامية سابقاً
32. الشيخ/ عبدالله بن علي الغامدي، أمين لجنة الشباب بالطائف والمدرس بالمعهد العلمي.
33. الشيخ/ د. محمد بن سليمان البراك، عضو هيئة التدريس بكلية الدعوة وأصول الدين في جامعة أم القرى
34. الشيخ/ د. ناصر بن يحيى الحنيني، المشرف العام على مركز الفكر المعاصر، عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام.
35. الشيخ سعد بن ناصر الغنام، داعية إسلامي
36. الشيخ/ د. عبدالله بن عمر بن سليمان الدميجي، عضو هيئة التدريس بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى
37. الشيخ د. أحمد بن سعد غرم الغامدي، الأستاذ بكلية المعلمين بالباحة سابقاً
38. الشيخ/ عبدالله بن فهد السلوم، المشرف العام على مركز نور البصيرة للاستشارات
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عالي السند]ــــــــ[15 - Jul-2010, مساء 01:41]ـ
الذب عن أعراض العلماء ورثة الأنبياء واجب على كل مسلم ومسلمة، أما أهل النفاق والذندقة من الكتاب فهم طابور خامس نجس، ينفذ توجيهات خارجية لضرب الحق وأهله، ليتمكنوا من تغريب المجتمع، ولكن هي كرات والعاقبة للمؤمنين شريطة مواصلة تعرية الفكر التغريبي وكشف مؤامراتهم، وعدم الصمت. والرد المتواصل عليهم.
قبح الله وجوه أهل النفاق والضلال، وحفظ الله شيخنا الإمام الفقيه، عبدالرحمن البراك وبارك في عمره وعلمه.
ـ[عصام الحازمي]ــــــــ[15 - Jul-2010, مساء 07:46]ـ
شكر الله لكم ..
ـ[البناخي]ــــــــ[16 - Jul-2010, صباحاً 12:28]ـ
جرائم صحفنا اكير من ان تختزل في هذه النقاط التسع .. لكن ... الملاحظ من خلال هذه الأمثلة ... خبث ولؤم جريدة الرياض فنصيبها 6 من 9 مما يدل على المنهجية الخبيثة التي تسير عليها الجريدة في حربها للفضيلة وحراستها للرذيلة .. وللتذكير فان هذه الجريدة هي من اتهمت الخليفة الراشد الصديق بأنه هو أول من رفع راية التكفير في الأمة
والسؤال الذي يجب ان يطرح أمام العلماء ... ماحكم شراء وقراءة هذه الصحف
ـ[محبة الفضيلة]ــــــــ[16 - Jul-2010, صباحاً 03:39]ـ
ذبَّ الله عنهم كما تصدوا للذبِّ عن العلامة البرّاك.(/)
كلام نفيس ورائع لابن الحاج المالكي حول الغناء
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[15 - Jul-2010, صباحاً 10:33]ـ
قال إبن الحاج المالكي في المدخل وهو يتكلم عن الغناء وألات اللهو:
فإن قيل: أليس قد روي عن جماعة من الصالحين أنهم سمعوه قلنا؟ ما بلغنا أن أحدا من السلف الصالح سمعه، ولا فعله، وهذه مصنفات أئمة الدين، وعلماء المسلمين مثل مصنف مالك بن أنس، وصحيح البخاري، ومسلم، وسنن أبي داود، وكتاب النسائي رضي الله عنهم إلى غيرها خالية من دعواكم، وهذه تصانيف فقهاء المسلمين الذين تدور عليهم الفتوى قديما وحديثا في شرق البلاد وغربها فقد صنف المسلمون على مذهب مالك بن أنس تصانيف لا تحصى، وكذلك مصنفات علماء المسلمين على مذهب أبي حنيفة والشافعي وأحمد بن حنبل، وغيرهم من فقهاء المسلمين، وكلها مشحونة بالذب عن الغناء، وتفسيق أهله فإن كان فعله أحد من المتأخرين فقد أخطأ، ولا يلزمنا الاقتداء بقوله، ونترك الاقتداء بالأئمة الراشدين، ومن هاهنا زل من لا بصيرة له.
نحتج عليهم بالصحابة، والتابعين، وعلماء المسلمين، ويحتجون علينا بالمتأخرين سيما وكل من يرى هذا الرأي الفاسد عار من الفقه عاطل من العلم لا يعرف مأخذ الأحكام، ولا يفصل الحلال من الحرام، ولا يدرس العلم، ولا يصحب أهله، ولا يقرأ مصنفاته، ودواوينه، وقد قال: النبي صلى الله عليه وسلم {من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم {ما استرذل الله عبدا إلا حظر عليه العلم} فمن هجر أهل الفقه، والحكمة، وانقضى عمره في مخالطة أهل اللهو والبطالة كيف يؤمن على هذه المسألة وغيرها؟، {وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله} فيا من رضي لدينه، ودنياه، وتوثق لآخرته ومثواه باختيار مالك بن أنس، وفتواه إن كنت على مذهبه، وباختيار أبي حنيفة والشافعي وأحمد بن حنبل إن كنت ترى رأيهم كيف هجرت اختيارهم في هذه المسألة، وجعلت إمامك فيها شهواتك وبلوغ أوطارك ولذاتك {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}.
ـ[عصام الحازمي]ــــــــ[15 - Jul-2010, مساء 09:47]ـ
أحسنت في هذا النقل ..
ومسألة الغناء محسومه ولا ادري كيف يسوغ لمن يتكلم فيه أن يقول بإباحته!!
اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ..
ـ[ابو الفيصل]ــــــــ[16 - Jul-2010, مساء 08:14]ـ
جزاك الله خيرا على هذا النقل الموفق.
و الذي أظنه أن هذا الإرجاء في الفقه ما تغلغل لدينا إلى بعد أن تشرب الفقهاء الآراء الكلامية في التعامل مع النصوص، و الله المستعان.
ـ[يوسف رزق]ــــــــ[17 - Jul-2010, مساء 07:50]ـ
كلام جميل جداً .. ونقل يكتب بماء لذهب .. بارك الله فيك وكتب أجرك
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[19 - Jul-2010, صباحاً 11:11]ـ
أحسنت في هذا النقل ..
ومسألة الغناء محسومه ولا ادري كيف يسوغ لمن يتكلم فيه أن يقول بإباحته!!
اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ..
آمين جزاكم الله خيرا
جزاك الله خيرا على هذا النقل الموفق.
و الذي أظنه أن هذا الإرجاء في الفقه ما تغلغل لدينا إلى بعد أن تشرب الفقهاء الآراء الكلامية في التعامل مع النصوص، و الله المستعان.
جزاكم الله خيرا
كلام جميل جداً .. ونقل يكتب بماء لذهب .. بارك الله فيك وكتب أجرك.
وفيكم
نفع الله بكم جميعا
ـ[صلاح السعيد]ــــــــ[19 - Jul-2010, مساء 05:33]ـ
جزاك الله خيرا على هذا النقل الموفق.
و الذي أظنه أن هذا الإرجاء في الفقه ما تغلغل لدينا إلى بعد أن تشرب الفقهاء الآراء الكلامية في التعامل مع النصوص، و الله المستعان.
وكذلك العناد وحب المخالفة وترك (لاأدري) وقلة الورع.
والله المستعان
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[20 - Jul-2010, صباحاً 02:35]ـ
جزاك الله خيرًا أخي المكرم ..
ـ[أبو عبد الرحمن العتيبي]ــــــــ[20 - Jul-2010, صباحاً 11:03]ـ
جزاك الله خيرا، و بارك فيك.
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[21 - Jul-2010, مساء 05:42]ـ
وكذلك العناد وحب المخالفة وترك (لاأدري) وقلة الورع.
والله المستعان
صدقت جزاكم الله خيرا
جزاك الله خيرًا أخي المكرم ..
وإياكم
جزاك الله خيرا، و بارك فيك.
وإياكم أخي نفع الله بكم جميعا(/)
الشيخ صالح الفوزان: المفتي بإباحة الغناء لا تجوز الصلاة خلفه
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[15 - Jul-2010, مساء 10:46]ـ
الشيخ صالح الفوزان: المفتي بإباحة الغناء لا تجوز الصلاة خلفه
الخميس 15, يوليو 2010
لجينيات ـ خرج عضو هيئة كبار العلماء الشيخ صالح الفوزان بفتوى لا تجيز الصلاة خلف من يفتي بإباحة الغناء. وقال الفوزان - خلال أحد الدروس الصيفية لهيئة كبار العلماء في الطائف - بعد سؤاله عن جواز الصلاة خلف من يبيح الغناء «إن الصلاة لا تجوز خلفه، معتبراً إياه «مجاهراً بالمعصية».
وأضاف: «لو أنه يسمعها ولا يدري عنه أحد، أسهل من أنه يجاهر، ويقول المعازف حلال والغناء حلال مطلقاً فلا شك هذا مجاهر».
(الحياة)
http://groups.google.com.sa/group/ch905/browse_thread/thread/920d1a529183406b
ـ[اسد الال والاصحاب]ــــــــ[16 - Jul-2010, صباحاً 01:20]ـ
الله يحفظ فقيه الامة الشيخ صالح الفوزان
ـ[عمرو الحداد]ــــــــ[16 - Jul-2010, صباحاً 02:10]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،، لو تفضل الأخوة الكرام بذكر الأدلة الشرعية التي تنص على منع الصلاة خلف المجاهر بالمعصية
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[16 - Jul-2010, صباحاً 02:31]ـ
عفوآ
أيها الاخوة يعني معناه لا نصلي خلف عادل الكلباني!!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - Jul-2010, صباحاً 03:08]ـ
بارك الله فيك ..
من قال بهذا القول عن اجتهاد يُعذر فيه في الجملة= لا يكون فاسقاً من هذه الجهة ولا نزاع بين السلف من هذه الجهة، وهل يقول عاقل فضلاً عن فقيه أن الصلاة خلف ابن حزم لا تصح؟
قال الشافعي: ((و المستحل لنكاح المتعة و المفتي بها و العامل بها ممن لا ترد شهادته و كذلك لو كان موسرا فنكح أمة مستحلا لنكاحها مسلمة أو مشركة لأنا نجد من مفتي الناس و أعلامهم من يستحل هذا و هكذا المستحل الدينار بالدينارين و الدرهم بالدرهمين يدا بيد و العامل به لأنا نجد من أعلام الناس من يفتي به و يعمل به و يرويه و كذلك المستحل لإتيان النساء في أدبارهن فهذا كله عندنا مكروه محرم و إن خالفنا الناس فيه فرغبنا عن قولهم و لم يدعنا هذا إلى أن نجرحهم و نقول لهم: إنكم حللتم ما حرم الله و أخطأتم لأنهم يدعون علينا الخطأ كما ندعيه عليهم و ينسبون من قال قولنا إلى أنه حرم ما أحل الله عز و جل)).
قال شيخ الإسلام: ((الصَّحِيحُ: أَنَّ الْمُتَأَوِّلَ الْمَعْذُورَ لَا يَفْسُقُ؛ بَلْ وَلَا يَأْثَمُ)).
وقال الشيخ: ((ولكن من ذهب إلى القول المرجوح ينتفع به في عذر المتأولين؛ فإن عامة ما حرمه الله مثل قتل النفس بغير حق ومثل الزنا والخمر والميسر والأموال والاعراض قد استحل بعض أنواعه طوائف من الأمة بالتأويل، وفي المستحلين قوم من صالحي الأمة وأهل العلم والإيمان .. لكن المستحل لذلك لا يعتقد أنه من المحرمات، ولا أنه داخل فيما ذمه الله ورسوله؛ فالمقاتل في الفتنة متأولا لا يعتقد أنه قتل مؤمنا بغير حق، والمبيح للمتعة والحشوش ونكاح المحلل لا يعتقد أنه أباح زنا وسفاحا، والمبيح للنبيذ المتأول فيه ولبعض أنواع المعاملات الربوية وعقود المخاطرات لا يعتقد أنه أباح الخمر والميسر والربا ... ولكن وقوع مثل هذا التأويل من الأئمة المتبوعين أهل العلم والإيمان، صار من أسباب المحن والفتنة؛ فإن الذين يعظمونهم قد يقتدون بهم في ذلك، وقد لا يقفون عند الحد الذي انتهى إليه أولئك، بل يتعدون ذلك ويزيدون زيادات لم تصدر من أولئك الأئمة السادة، والذين يعلمون تحريم جنس ذلك الفعل قد يعتدون على المتأولين بنوع من الذم فيما هو مغفور لهم ويتبعهم آخرون فيزيدون في الذم ما يستحلون به من أعراض إخوانهم وغير أعراضهم ما حرمه الله ورسوله، فهذا واقع كثير في موارد النزاع)).
وقال الشيخ: ((قَوْلُ السَّلَفِ وَأَئِمَّةِ الْفَتْوَى كَأَبِي حَنِيفَةَ وَالشَّافِعِيِّ؛ وَالثَّوْرِيِّ ودَاوُد بْنِ عَلِيٍّ؛ وَغَيْرِهِمْ لَا يؤثمون مُجْتَهِدًا مُخْطِئًا فِي الْمَسَائِلِ الْأُصُولِيَّةِ وَلَا فِي الفروعية كَمَا ذَكَرَ ذَلِكَ عَنْهُمْ ابْنُ حَزْمٍ وَغَيْرُهُ؛ وَلِهَذَا كَانَ أَبُو حَنِيفَةَ وَالشَّافِعِيُّ وَغَيْرُهُمَا يَقْبَلُونَ شَهَادَةَ أَهْلِ الْأَهْوَاءِ إلَّا الْخَطَابِيَّة وَيُصَحِّحُونَ الصَّلَاةَ خَلْفَهُمْ. وَالْكَافِرُ لَا تُقْبَلُ شَهَادَتُهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَلَا يُصَلَّى خَلْفَهُ وَقَالُوا: هَذَا هُوَ الْقَوْلُ الْمَعْرُوفُ عَنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانِ وَأَئِمَّةِ الدِّينِ: أَنَّهُمْ لَا يُكَفِّرُونَ وَلَا يُفَسِّقُونَ وَلَا يؤثمون أَحَدًا مِنْ الْمُجْتَهِدِينَ الْمُخْطِئِينَ لَا فِي مَسْأَلَةٍ عَمَلِيَّةٍ وَلَا عِلْمِيَّةٍ)).
وقال الشيخ: ((المتأول الذي قصده متابعة الرسول لا يكفر بل ولا يفسق إذا اجتهد فأخطأ وهذا مشهور عند الناس في المسائل العملية وأما مسائل العقائد فكثير من الناس كفر المخطئين فيها وهذا القول لا يعرف عن أحد من الصحابة والتابعين لهم بإحسان ولا عن أحد من أئمة المسلمين)).
لكن للنظر جهتان:
الأولى: من لم يكن أهلاً للاجتهاد = فمثل هذا يأثم،ولا شك ولا تُجرى عليه أحكام المجتهدين في الإعذار وعدم ترتيب الأحكام، ولكن هل يبلغ به إثمه درجة الفسق؟
الذي عندي: أن هذا يتفاوت باعتبار الخلل في الأهلية وما يظهر من قرائن حسن القصد والاجتهاد.
وهل يُشترط أن يقرن فتياه بالعمل (بعد ثبوت كون ما أفتي بحله هو من المُفسقات أصلاً) أم قد يبلغ الإفتاء من غير المتأهل أن يكون فسقاً؟
الصواب: الثاني.
الثانية: منع الصلاة خلف المفتي بالقول الشاذ زجراً وهجراً،وهذا له وجه من الاجتهاد قوي، وهو أصح ما يُبنى عليه هذا الباب وأسلمه، ولكن الشيخ لم يبن عليه كما هو ظاهر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عبدالعزيز]ــــــــ[16 - Jul-2010, مساء 01:49]ـ
الذي يظهر أن الشيخ قال ذلك حين يكون هناك غيره كما هو الحال الآن. فالمساجد تملئ الأرض ولله الحمد. فلا يقصد انسان ركوب سيارته والذهاب للكلباني, زجرا له عما قال. وكون الصلاة لا تجوز لا يعني انها باطلة. وهذا من ففقه الشيخ حفظه الله.
ـ[أبو فراس السلفي]ــــــــ[16 - Jul-2010, مساء 02:06]ـ
الله يحفظ فقيه الامة الشيخ صالح الفوزان. هل الغناء في زمن ابن حزم كالغناء في هذه الايام الله المستعان وحفظ الله الشيخ الفوزان ورزقنا الفقه والبصيرة في الدين والخوف من الله
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - Jul-2010, مساء 02:07]ـ
وهذا جواب على من زعم اختصاص العذر بالتأويل بمسائل الاجتهاد دون المسائل القطعية ..
بارك الله فيك ..
التأويل يدخل مسائل الاجتهاد ويدخل المسائل القطعية أيضاًَ
• قال شيخ الإسلام: ((فمن قال إن المخطىء في مسألة قطعية أو ظنية= يأثم فقد خالف الكتاب والسنة والإجماع القديم، قالوا وأيضا فكون المسألة قطعية أو ظنية هو أمر إضافي بحسب حال المعتقدين ليس هو وصفا للقول في نفسه فإن الإنسان قد يقطع بأشياء علمها بالضرورة أو بالنقل المعلوم صدقه عنده وغيره لا يعرف ذلك لا قطعا ولا ظنا وقد يكون الإنسان ذكيا قوي الذهن سريع الإدراك علما وظنا فيعرف من الحق ويقطع به ما لا يتصوره غيره ولا يعرفه لا علما ولا ظنا فالقطع والظن يكون بحسب ما وصل إلى الإنسان من الأدلة وبحسب قدرته على الإستدلال، والناس يختلفون في هذا وهذا فكون المسألة قطعية أو ظنية ليس هو صفة ملازمة للقول المتنازع فيه حتى يقال كل من خالفه قد خالف القطعي بل هو صفة لحال الناظر المستدل المعتقد وهذا مما يختلف فيه الناس فعلم أن هذا الفرق لا يطرد ولا ينعكس)).
• قال شيخ الإسلام: ((وَالصَّوَابُ الَّذِي عَلَيْهِ الْأَئِمَّةُ أَنَّ مَسَائِلَ الِاجْتِهَادِ لَمْ يَكُنْ فِيهَا دَلِيلٌ يَجِبُ الْعَمَلُ بِهِ وُجُوبًا ظَاهِرًا، مِثْلُ حَدِيثٍ صَحِيحٍ لَا مُعَارِضَ مِنْ جِنْسِهِ فَيَسُوغُ لَهُ - إذَا عَدِمَ ذَلِكَ فِيهَا - الِاجْتِهَادُ لِتَعَارُضِ الْأَدِلَّةِ الْمُتَقَارِبَةِ.أَوْ لِخَفَاءِ الْأَدِلَّةِ فِيهَا.وَلَيْسَ فِي ذِكْرِ كَوْنِ الْمَسْأَلَةِ قَطْعِيَّةً طَعْنٌ عَلَى مَنْ خَالَفَهَا مِنْ الْمُجْتَهِدِينَ كَسَائِرِ الْمَسَائِلِ الَّتِي اخْتَلَفَ فِيهَا السَّلَفُ)).
• قال شيخ الإسلام: ((إن القول بتحريم الحيل قطعي ليس من مسائل الاجتهاد كما قد بيناه وبينا إجماع الصحابة على المنع منها بكلام غليظ يخرجها من مسائل الاجتهاد واتفاق السلف على أنها بدعة محدثة وكل بدعة تخالف السنة وآثار الصحابة فإنها ضلالة وهذا منصوص الإمام أحمد وغيره، وحينئذ فلا يجوز تقليد من يفتي بها ويجب نقض حكمه ولا يجوز الدلالة لأحد من المقلدين على من يفتي بها مع جواز ذلك في مسائل الاجتهاد وقد نص أحمد على هذه المسائل في مثل هذا وإن كنا نعذر من اجتهد من المتقدمين في بعضها وهذا كما أن أعيان المكيين والكوفيين لا يجوز تقليدهم في مسألة المتعة والصرف والنبيذ ونحوها)).
• وقال الشيخ: ((وَالْخَطَأُ الْمَغْفُورُ فِي الِاجْتِهَادِ هُوَ فِي نَوْعَيْ الْمَسَائِلِ الْخَبَرِيَّةِ وَالْعِلْمِيَّةِ)).
فالخمر والزنا ونحوها من المسائل المعلومة بالضرورة التي لا يدخلها التأويل السائغ، ولذلك تقام الحجة على من استحلها بتأويل غير سائغ فإن رجع= وإلا ضربت عنقه كما فعل الفاروق عمر مع قدامة بن مظعون رضي الله عنه.
أما المسائل القطعية التي يمكن أن يدخلها التأويل السائغ كبعض أفراد الخمر (النبيذ) وكنكاح المتعة وبعض أفراد الربا ونكاح التحليل والمعازف ومسائل الاعتقاد كنفي بعض الصفات = فكل ذلك لا تكفير فيه بل يقضى على المخالف فيه بشذوذ قوله ويمنعه التأويل السائغ من الكفر ..
ولذلك قال الشيخ عن مسألة المعازف: ((((وَمَعْلُومٌ فِي كُلِّ عَمَلٍ تَنَازَعَ الْمُسْلِمُونَ فِيهِ هَلْ هُوَ مُحَرَّمٌ أَوْ مُبَاحٌ لَيْسَ بِقُرْبَةِ أَنَّ مَنْ جَعَلَهُ قُرْبَةً فَقَدْ خَالَفَ الْإِجْمَاعَ وَإِذَا فَعَلَهُ مُتَقَرِّبًا بِهِ كَانَ ذَلِكَ حَرَامًا بِالْإِجْمَاعِ كَمَا لَوْ تَقَرَّبَ بِلَعِبِ النَّرْدِ وَالشَّطْرَنْجِ وَبَيْعِ الدِّرْهَمِ بِالدِّرْهَمَيْنِ وَإِتْيَانِ النِّسَاءِ فِي الْحُشُوشِ وَاسْتِمَاعِ الْغِنَاءِ وَالْمَعَازِفِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا لِلنَّاسِ فِيهِ قَوْلَانِ التَّحْرِيمُ وَالْإِبَاحَةُ لَمْ يَقُلْ أَحَدٌ إنَّهَا قُرْبَةٌ.))
فجعلها الشيخ من جنس مسائل الخلاف التي ذكر هو أنه يُعذر المتأول فيها، ولم يجعل المخالف فيها كافراً ..
ولذلك لم يقل أحد من أهل العلم بكفر ابن حزم ..
ولا كفر أحد من المعاصرين من قال بحل المعازف من المعاصرين، بل خاطب الشيخ الفوزان نفسه بعضهم بألفاظ التشييخ والعلم.
أخي الكريم: يمكنك القول بحرمة المعازف وبعدم سواغ الخلاف فيها وبجواز معاقبة المخالف،فكل ذلك من جنس أقوال أهل العلم، أما الخلط المذكور في مسائل التكفير فهو أضر وأبعد عن الحق من قول من قال بحل المعازف ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فراس السلفي]ــــــــ[16 - Jul-2010, مساء 02:17]ـ
يا اخي الحبيب الشيخ دائما ينصح ان يرد كلامه المجمل الى المفصل والشيخ يخشى ان يتبع هذا الرجل ويحصل اففتتان به خصوصا في زمن عم الجهل فيه وطم وانتشر الفيديو كليب وغيره والله المستعان
ـ[أبو فراس السلفي]ــــــــ[16 - Jul-2010, مساء 02:20]ـ
وما شاء الله فقد اوتيت نصيب من العلم فإن كنت طالب حق كلم الشيخ واستفصل منه وادع له وبين الحق وحفظ قيمة الشيخ ومكانته
ـ[عالي السند]ــــــــ[16 - Jul-2010, مساء 02:20]ـ
يجب التفريق بين المستحل وبين المجتهد، ثم بيان من هو المجتهد ومن يعد مجتهداً؟ رحم الله أهل العلم.
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[16 - Jul-2010, مساء 02:24]ـ
وهذا جواب على من زعم اختصاص العذر بالتأويل بمسائل الاجتهاد دون المسائل القطعية ..
بارك الله فيك ..
التأويل يدخل مسائل الاجتهاد ويدخل المسائل القطعية أيضاًَ
• قال شيخ الإسلام: ((فمن قال إن المخطىء في مسألة قطعية أو ظنية= يأثم فقد خالف الكتاب والسنة والإجماع القديم، قالوا وأيضا فكون المسألة قطعية أو ظنية هو أمر إضافي بحسب حال المعتقدين ليس هو وصفا للقول في نفسه فإن الإنسان قد يقطع بأشياء علمها بالضرورة أو بالنقل المعلوم صدقه عنده وغيره لا يعرف ذلك لا قطعا ولا ظنا وقد يكون الإنسان ذكيا قوي الذهن سريع الإدراك علما وظنا فيعرف من الحق ويقطع به ما لا يتصوره غيره ولا يعرفه لا علما ولا ظنا فالقطع والظن يكون بحسب ما وصل إلى الإنسان من الأدلة وبحسب قدرته على الإستدلال، والناس يختلفون في هذا وهذا فكون المسألة قطعية أو ظنية ليس هو صفة ملازمة للقول المتنازع فيه حتى يقال كل من خالفه قد خالف القطعي بل هو صفة لحال الناظر المستدل المعتقد وهذا مما يختلف فيه الناس فعلم أن هذا الفرق لا يطرد ولا ينعكس)).
• قال شيخ الإسلام: ((وَالصَّوَابُ الَّذِي عَلَيْهِ الْأَئِمَّةُ أَنَّ مَسَائِلَ الِاجْتِهَادِ لَمْ يَكُنْ فِيهَا دَلِيلٌ يَجِبُ الْعَمَلُ بِهِ وُجُوبًا ظَاهِرًا، مِثْلُ حَدِيثٍ صَحِيحٍ لَا مُعَارِضَ مِنْ جِنْسِهِ فَيَسُوغُ لَهُ - إذَا عَدِمَ ذَلِكَ فِيهَا - الِاجْتِهَادُ لِتَعَارُضِ الْأَدِلَّةِ الْمُتَقَارِبَةِ.أَوْ لِخَفَاءِ الْأَدِلَّةِ فِيهَا.وَلَيْسَ فِي ذِكْرِ كَوْنِ الْمَسْأَلَةِ قَطْعِيَّةً طَعْنٌ عَلَى مَنْ خَالَفَهَا مِنْ الْمُجْتَهِدِينَ كَسَائِرِ الْمَسَائِلِ الَّتِي اخْتَلَفَ فِيهَا السَّلَفُ)).
• قال شيخ الإسلام: ((إن القول بتحريم الحيل قطعي ليس من مسائل الاجتهاد كما قد بيناه وبينا إجماع الصحابة على المنع منها بكلام غليظ يخرجها من مسائل الاجتهاد واتفاق السلف على أنها بدعة محدثة وكل بدعة تخالف السنة وآثار الصحابة فإنها ضلالة وهذا منصوص الإمام أحمد وغيره، وحينئذ فلا يجوز تقليد من يفتي بها ويجب نقض حكمه ولا يجوز الدلالة لأحد من المقلدين على من يفتي بها مع جواز ذلك في مسائل الاجتهاد وقد نص أحمد على هذه المسائل في مثل هذا وإن كنا نعذر من اجتهد من المتقدمين في بعضها وهذا كما أن أعيان المكيين والكوفيين لا يجوز تقليدهم في مسألة المتعة والصرف والنبيذ ونحوها)).
• وقال الشيخ: ((وَالْخَطَأُ الْمَغْفُورُ فِي الِاجْتِهَادِ هُوَ فِي نَوْعَيْ الْمَسَائِلِ الْخَبَرِيَّةِ وَالْعِلْمِيَّةِ)).
فالخمر والزنا ونحوها من المسائل المعلومة بالضرورة التي لا يدخلها التأويل السائغ، ولذلك تقام الحجة على من استحلها بتأويل غير سائغ فإن رجع= وإلا ضربت عنقه كما فعل الفاروق عمر مع قدامة بن مظعون رضي الله عنه.
أما المسائل القطعية التي يمكن أن يدخلها التأويل السائغ كبعض أفراد الخمر (النبيذ) وكنكاح المتعة وبعض أفراد الربا ونكاح التحليل والمعازف ومسائل الاعتقاد كنفي بعض الصفات = فكل ذلك لا تكفير فيه بل يقضى على المخالف فيه بشذوذ قوله ويمنعه التأويل السائغ من الكفر ..
ولذلك قال الشيخ عن مسألة المعازف: ((((وَمَعْلُومٌ فِي كُلِّ عَمَلٍ تَنَازَعَ الْمُسْلِمُونَ فِيهِ هَلْ هُوَ مُحَرَّمٌ أَوْ مُبَاحٌ لَيْسَ بِقُرْبَةِ أَنَّ مَنْ جَعَلَهُ قُرْبَةً فَقَدْ خَالَفَ الْإِجْمَاعَ وَإِذَا فَعَلَهُ مُتَقَرِّبًا بِهِ كَانَ ذَلِكَ حَرَامًا بِالْإِجْمَاعِ كَمَا لَوْ تَقَرَّبَ بِلَعِبِ النَّرْدِ وَالشَّطْرَنْجِ وَبَيْعِ الدِّرْهَمِ بِالدِّرْهَمَيْنِ وَإِتْيَانِ النِّسَاءِ فِي الْحُشُوشِ وَاسْتِمَاعِ الْغِنَاءِ وَالْمَعَازِفِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا لِلنَّاسِ فِيهِ قَوْلَانِ التَّحْرِيمُ وَالْإِبَاحَةُ لَمْ يَقُلْ أَحَدٌ إنَّهَا قُرْبَةٌ.))
فجعلها الشيخ من جنس مسائل الخلاف التي ذكر هو أنه يُعذر المتأول فيها، ولم يجعل المخالف فيها كافراً ..
ولذلك لم يقل أحد من أهل العلم بكفر ابن حزم ..
ولا كفر أحد من المعاصرين من قال بحل المعازف من المعاصرين، بل خاطب الشيخ الفوزان نفسه بعضهم بألفاظ التشييخ والعلم.
أخي الكريم: يمكنك القول بحرمة المعازف وبعدم سواغ الخلاف فيها وبجواز معاقبة المخالف،فكل ذلك من جنس أقوال أهل العلم، أما الخلط المذكور في مسائل التكفير فهو أضر وأبعد عن الحق من قول من قال بحل المعازف ..
أخي الكريم أبا فهر السلفي سلمك الله
لقد استفدت كثيرا من نقولاتك الماتعة في هذه المسألة
لكن كلامك الأخير لا أعلم من تقصد به لأن المشاركين في الأعلى لم يقل أحد منهم بكفر من أفتى بإباحة المعازف ولم يفهم كذلك من إجابة الشيخ صالح الفوزان وفقه الله، وإنما الكلام في الصلاة خلفه وفي تفسيقه فقط والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - Jul-2010, مساء 02:41]ـ
بارك الله فيك ..
ليس المقصود به أحد المشاركين هنا، بل مشارك في منتدى آخر، وإنما وضعتُ المشاركة هنا؛ لتعميم الفائدة بما فيها ..
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[16 - Jul-2010, مساء 04:09]ـ
قد يكون النقل عن الشيخ الفوزان فيه تمويه و إثارة للفتن، لأن إجماع أهل السنة و الجماعة على إباحة الصلاة خلف الأيمة أبرارا و فجارا، هذا شيء يعرفه كل سلفي - بحمد الله تعالى - و المبيح للغناء و للمعازف بل و المغني و العازف و الموسيقار لا يخرجون عن هذه الجملة إلا إذا كفروا من وجه آخر، و بالله التوفيق ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - Jul-2010, مساء 04:17]ـ
بارك الله فيك ..
المقصود بالأئمة هم الأمراء والحكام،أما أئمة الصلاة في زماننا فليسوا مقصودين بهذا الأصل العقدي،خاصة مع توفر الأئمة العدول ..
ـ[القضاعي]ــــــــ[16 - Jul-2010, مساء 06:19]ـ
رد الدكتور صالح سندي وفقه الله يبين حال فتوى الكلباني أصلحه الله وأنها مبنية على القول في دين الله بلا علم وهذا فسق وهو من كبائر الذنوب.
وهو من المناط لفتوى الشيخ صالح الفوزان حفظه الله كما هو ظاهر , والمقصود الهجر والتنفير.
ومن القبيح أن يساوى بين الأئمة المجتهدين كابن حزم وغيره , وبين المتجرئين على شريعة رب العالمين كالكلباني والغامدي أصلحهما الله.
ـ[أبو عمر بن سالم]ــــــــ[17 - Jul-2010, مساء 08:01]ـ
بارك الله فيك ..
المقصود بالأئمة هم الأمراء والحكام،أما أئمة الصلاة في زماننا فليسوا مقصودين بهذا الأصل العقدي،خاصة مع توفر الأئمة العدول ..
لو بينت بشيء من الأدله و أقوال أهل العلم أن هؤلاء هم المقصودون و نفي العموم بارك الله فيك؟
ـ[ابو عبدالعزيز]ــــــــ[17 - Jul-2010, مساء 08:17]ـ
رد الدكتور صالح سندي وفقه الله يبين حال فتوى الكلباني أصلحه الله وأنها مبنية على القول في دين الله بلا علم وهذا فسق وهو من كبائر الذنوب.
وهو من المناط لفتوى الشيخ صالح الفوزان حفظه الله كما هو ظاهر , والمقصود الهجر والتنفير.
ومن القبيح أن يساوى بين الأئمة المجتهدين كابن حزم وغيره , وبين المتجرئين على شريعة رب العالمين كالكلباني والغامدي أصلحهما الله.
كلام من ذهب .. جزاك الله خير يا قضاعي
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 - Jul-2010, مساء 08:59]ـ
بارك الله فيك أبا عمر ..
مسألة الصلاة خلف كل بر وفاجر ليست من الأمور المنصوصة في الوحي؛ لذا فمرجع تحقيق مناطها ومعناها هو لتقريرات علماء أهل السنة ..
وعليه:
فتأمل النقولات القادمة عن شيخ الإسلام، وتأمل المواضع الملونة منها ..
وَسُئِلَ:
عَنْ رَجُلٍ اسْتَفَاضَ عَنْهُ أَنَّهُ يَأْكُلُ الْحَشِيشَةَ وَهُوَ إمَامٌ فَقَالَ رَجُلٌ: لَا تَجُوزُ الصَّلَاةُ خَلْفَهُ فَأَنْكَرَ عَلَيْهِ رَجُلٌ وَقَالَ: تَجُوزُ وَاحْتَجَّ بِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {تَجُوزُ الصَّلَاةُ خَلْفَ الْبَرِّ وَالْفَاجِرِ} فَهَذَا الَّذِي أَنْكَرَ مُصِيبٌ أَمْ مُخْطِئٌ؟ وَهَلْ يَجُوزُ لِآكِلِ الْحَشِيشَةِ أَنْ يَؤُمَّ بِالنَّاسِ؟ وَإِذَا كَانَ الْمُنْكِرُ مُصِيبًا فَمَا يَجِبُ عَلَى الَّذِي قَامَ عَلَيْهِ؟ وَهَلْ يَجُوزُ لِلنَّاظِرِ فِي الْمَكَانِ أَنْ يَعْزِلَهُ أَمْ لَا؟.
فَأَجَابَ:
لَا يَجُوزُ أَنْ يُوَلَّى فِي الْإِمَامَةِ بِالنَّاسِ مَنْ يَأْكُلُ الْحَشِيشَةَ أَوْ يَفْعَلُ مِنْ الْمُنْكَرَاتِ الْمُحَرَّمَةِ مَعَ إمْكَانِ تَوْلِيَةِ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ.
كَيْفَ وَفِي الْحَدِيثِ: {مَنْ قَلَّدَ رَجُلًا عَمَلًا عَلَى عِصَابَةٍ وَهُوَ يَجِدُ فِي تِلْكَ الْعِصَابَةِ مَنْ هُوَ أَرْضَى لِلَّهِ فَقَدْ خَانَ اللَّهَ وَخَانَ رَسُولَهُ وَخَانَ الْمُؤْمِنِينَ} وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ {اجْعَلُوا أَئِمَّتَكُمْ خِيَارَكُمْ فَإِنَّهُمْ وَفْدُكُمْ فِيمَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ اللَّهِ}. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ {إذَا أَمَّ الرَّجُلُ الْقَوْمَ، وَفِيهِمْ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ لَمْ يَزَالُوا فِي سَفَالٍ} وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ. فَإِنْ كَانُوا فِي
(يُتْبَعُ)
(/)
الْقِرَاءَةِ سَوَاءً فَأَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَّةِ فَإِنْ كَانُوا فِي السُّنَّةِ سَوَاءً فَأَقْدَمُهُمْ هِجْرَةً فَإِنْ كَانُوا فِي الْهِجْرَةِ سَوَاءً فَأَقْدَمُهُمْ سِنًّا} فَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتَقْدِيمِ الْأَفْضَلِ بِالْعِلْمِ بِالْكِتَابِ ثُمَّ بِالسُّنَّةِ ثُمَّ الْأَسْبَقِ إلَى الْعَمَلِ الصَّالِحِ بِنَفْسِهِ ثُمَّ بِفِعْلِ اللَّهِ تَعَالَى. وَفِي سُنَنِ أَبِي دَاوُد وَغَيْرِهِ: {أَنَّ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ كَانَ يُصَلِّي بِقَوْمِ إمَامًا فَبَصَقَ فِي الْقِبْلَةِ فَأَمَرَهُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَعْزِلُوهُ عَنْ الْإِمَامَةِ وَلَا يُصَلُّوا خَلْفَهُ فَجَاءَ إلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ هَلْ أَمَرَهُمْ بِعَزْلِهِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ إنَّك آذَيْت اللَّهَ وَرَسُولَهُ} فَإِذَا كَانَ الْمَرْءُ يُعْزَلُ لِأَجْلِ إسَاءَتِهِ فِي الصَّلَاةِ وَبُصَاقِهِ فِي الْقِبْلَةِ فَكَيْفَ الْمُصِرُّ عَلَى أَكْلِ الْحَشِيشَةِ لَا سِيَّمَا إنْ كَانَ مُسْتَحِلًّا لِلْمُسْكِرِ مِنْهَا كَمَا عَلَيْهِ طَائِفَةٌ مِنْ النَّاسِ فَإِنَّ مِثْلَ هَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُسْتَتَابَ فَإِنْ تَابَ وَإِلَّا قُتِلَ إذْ السُّكْرُ مِنْهَا حَرَامٌ بِالْإِجْمَاعِ وَاسْتِحْلَالُ ذَلِكَ كُفْرٌ بِلَا نِزَاعٍ.
وَأَمَّا احْتِجَاجُ الْمُعَارِضِ بِقَوْلِهِ: {تَجُوزُ الصَّلَاةُ خَلْفَ كُلِّ بَرٍّ وَفَاجِرٍ} فَهَذَا غَلَطٌ مِنْهُ لِوُجُوهِ: أَحَدُهَا: أَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ لَمْ يَثْبُتْ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَلْ فِي سُنَنِ ابْنِ مَاجَه عَنْهُ {لَا يَؤُمَّنَّ فَاجِرٌ مُؤْمِنًا إلَّا أَنْ يَقْهَرَهُ بِسَوْطِ أَوْ عَصًا}. وَفِي إسْنَادِ الْآخَرِ مَقَالٌ أَيْضًا. الثَّانِي: أَنَّهُ يَجُوزُ لِلْمَأْمُومِ أَنْ يُصَلِّيَ خَلْفَ مَنْ وُلِّيَ وَإِنْ كَانَ تَوْلِيَةُ ذَلِكَ الْمُولَى لَا تَجُوزُ فَلَيْسَ لِلنَّاسِ أَنْ يُوَلُّوا عَلَيْهِمْ الْفُسَّاقَ وَإِنْ كَانَ قَدْ يَنْفُذُ حُكْمُهُ أَوْ تَصِحُّ الصَّلَاةُ خَلْفَهُ. الثَّالِثُ: أَنَّ الْأَئِمَّةَ مُتَّفِقُونَ عَلَى كَرَاهَةِ الصَّلَاةِ خَلْفَ الْفَاسِقِ لَكِنْ اخْتَلَفُوا فِي صِحَّتِهَا: فَقِيلَ لَا تَصِحُّ. كَقَوْلِ مَالِكٍ وَأَحْمَد فِي إحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ عَنْهُمَا. وَقِيلَ: بَلْ تَصِحُّ كَقَوْلِ أَبِي حَنِيفَةَ وَالشَّافِعِيِّ وَالرِّوَايَةُ الْأُخْرَى عَنْهُمَا وَلَمْ يَتَنَازَعُوا أَنَّهُ لَا يَنْبَغِي تَوْلِيَتُهُ. الرَّابِعُ: أَنَّهُ لَا خِلَافَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ فِي وُجُوبِ الْإِنْكَارِ عَلَى هَؤُلَاءِ الْفُسَّاقِ الَّذِينَ يَسْكَرُونَ مِنْ الْحَشِيشَةِ .. وَإِذَا كَانَتْ صَلَاتُهُ تَارَةً بَاطِلَةً وَتَارَةً غَيْرَ مَقْبُولَةٍ فَإِنَّهُ يَجِبُ الْإِنْكَارُ عَلَيْهِ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ فَمَنْ لَمْ يُنْكِرْ عَلَيْهِ كَانَ عَاصِيًا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ. وَمَنْ مَنَعَ الْمُنْكَرَ عَلَيْهِ فَقَدْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ)).
فهنا ذكر الشيخ أن ترك الصلاة خلفه هو من الإنكار الذي لا يُنهى عنه، وأن غاية هذا الأصل العقدي هو جواز الصلاة خلفه ومع ذلك فقد اختلف في هذا الجواز ثم تأمل ما بعده لتعلم موضع استعمال هذا الأصل العقدي:
وَسُئِلَ:
عَنْ خَطِيبٍ قَدْ حَضَرَ صَلَاةَ الْجُمُعَةِ فَامْتَنَعُوا عَنْ الصَّلَاةِ خَلْفَهُ؛ لِأَجْلِ بِدْعَةٍ فِيهِ فَمَا هِيَ الْبِدْعَةُ الَّتِي تَمْنَعُ الصَّلَاةَ خَلْفَهُ؟.
فَأَجَابَ:
(يُتْبَعُ)
(/)
لَيْسَ لَهُمْ أَنْ يَمْنَعُوا أَحَدًا مِنْ صَلَاةِ الْعِيدِ وَالْجُمُعَةِ وَإِنْ كَانَ الْإِمَامُ فَاسِقًا. وَكَذَلِكَ لَيْسَ لَهُمْ تَرْكُ الْجُمُعَةِ وَنَحْوِهَا لِأَجْلِ فِسْقِ الْإِمَامِ بَلْ عَلَيْهِمْ فِعْلُ ذَلِكَ خَلْفَ الْإِمَامِ وَإِنْ كَانَ فَاسِقًا وَإِنْ عَطَّلُوهَا لِأَجْلِ فِسْقِ الْإِمَامِ كَانُوا مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ وَهَذَا مَذْهَبُ الشَّافِعِيِّ وَأَحْمَد وَغَيْرِهِمَا. وَإِنَّمَا تَنَازَعَ الْعُلَمَاءُ فِي الْإِمَامِ إذَا كَانَ فَاسِقًا أَوْ مُبْتَدِعًا وَأَمْكَنَ أَنْ يُصَلَّى خَلْفَ عَدْلٍ. فَقِيلَ: تَصِحُّ الصَّلَاةُ خَلْفَهُ وَإِنْ كَانَ فَاسِقًا. وَهَذَا مَذْهَبُ الشَّافِعِيِّ وَأَحْمَد فِي إحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ وَأَبِي حَنِيفَةَ. وَقِيلَ: لَا تَصِحُّ خَلْفَ الْفَاسِقِ إذَا أَمْكَنَ الصَّلَاةَ خَلْفَ الْعَدْلِ وَهُوَ إحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ عَنْ مَالِكٍ وَأَحْمَد. وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
قلت:فظهر جلياً موضع كون الصلاة خلف الفاسق لا ينهى عنها بل يكون تاركها من أهل البدع وهو في الإمامة العامة التي يلزم من ترك الصلاة خلف الفاسق فيها ترك الجمع والأعياد، وما بعده أوضح:
وقال:
((وَأَمَّا " الصَّلَاةُ خَلْفَ الْمُبْتَدِعِ " فَهَذِهِ الْمَسْأَلَةُ فِيهَا نِزَاعٌ وَتَفْصِيلٌ. فَإِذَا لَمْ تَجِدْ إمَامًا غَيْرَهُ كَالْجُمُعَةِ الَّتِي لَا تُقَامُ إلَّا بِمَكَانِ وَاحِدٍ وَكَالْعِيدَيْنِ وَكَصَلَوَاتِ الْحَجِّ خَلْفَ إمَامِ الْمَوْسِمِ فَهَذِهِ تُفْعَلُ خَلْفَ كُلِّ بَرٍّ وَفَاجِرٍ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ وَإِنَّمَا تَدَعُ مِثْلَ هَذِهِ الصَّلَوَاتِ خَلْفَ الْأَئِمَّةِ أَهْلِ الْبِدَعِ كَالرَّافِضَةِ وَنَحْوِهِمْ مِمَّنْ لَا يَرَى الْجُمُعَةَ وَالْجَمَاعَةَ إذَا لَمْ يَكُنْ فِي الْقَرْيَةِ إلَّا مَسْجِدٌ وَاحِدٌ فَصَلَاتُهُ فِي الْجَمَاعَةِ خَلْفَ الْفَاجِرِ خَيْرٌ مِنْ صَلَاتِهِ فِي بَيْتِهِ مُنْفَرِدًا؛ لِئَلَّا يُفْضِي إلَى تَرْكِ الْجَمَاعَةِ مُطْلَقًا. وَأَمَّا إذَا أَمْكَنَهُ أَنْ يُصَلِّيَ خَلْفَ غَيْرِ الْمُبْتَدِعِ فَهُوَ أَحْسَنُ وَأَفْضَلُ بِلَا رَيْبٍ لَكِنْ إنْ صَلَّى خَلْفَهُ فَفِي صَلَاتِهِ نِزَاعٌ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ. وَمَذْهَبُ الشَّافِعِيِّ وَأَبِي حَنِيفَةَ تَصِحُّ صَلَاتُهُ. وَأَمَّا مَالِكٌ وَأَحْمَد فَفِي مَذْهَبِهِمَا النِّزَاعُ وَتَفْصِيلٌ))
والحمد لله وحده ..
ـ[القضاعي]ــــــــ[18 - Jul-2010, مساء 11:08]ـ
يقول أبو فهر على الرابط ( http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=394891&page=2): ولكن الذنب الذي عليه مناط الحكم بالفسق ساعتها لن يكون هو استحلال المحرم بالهوى الخالص، وإنما ذنبه الذي يعاقب عليه هو عدم أهلية الفتوى،ولذلك ذكرنا أن هذا وإن كان احتمالاً لفتوى الفوزان إلا أن عبارات الشيخ غير دقيقة في التعبير عنه؛ لأنه جعل المناط هو المجاهرة باستحلال المعازف، وهذا لا يكون مناطاً منضبطاً إذا حمل على الكلباني؛ لأن الكلباني ليس مجاهراً بما يراه معصية،وفي نفس الوقت ليس عدم رؤيته ما يراه أنه ليس بمعصية بمخرجه من الإثم لمكان عدم الأهلية ..
وهذا هو مدخل الخلل في فتوى الشيخ .. انتهى!!
يقول القضاعي أعانه الله: يتجلد أبو فهر أصلحه الله في بيان الخلل في فتوى الشيخ الفوزان زعم , وللأسف أنه لا يظهر حقيقة فعله, بتسويغ الخلاف الشاذ , وجعل صاحبه متأولًا هكذا مطلقًا.
ثم في أخريات المقال يقدقد في ذكر أن الجاهل غير المتأهل ليس من أصحاب العذر بالتأويل غير جازمًا به!!
والظاهر أن وراء الأكمة ما وراءها , فهذا الدكتور سلمان العودة يهب بمخالفة فتوى الفوزان , ومن قبله الشيخ العبيكان صاحب الشذوذات الغريبة , وأبو فهر يؤصل لبيان خلل فتوى الشيخ الفوزان , فهل بعد هذا المنكر من منكر , يا سبحان الله؟!
أصبح الخلل عند الفوزان , في مقابل مستحل المعازف!!!
وأقول لهدم تأصيلات أبي فهر:
الشيخ الفوزان لا يرى الكلباني إلا عاميًا , والعامي لو أشاع بين الناس أن المعازف حلال , فهو فاسق مجاهر بالمعصية ولاشك , ولو لم يفعلها , زد على ذلك , تصدره للفتوى وهو جاهل وهذا فسق مستقل , وإشاعة الفتنة في المجتمع المسلم وهذه ثالثة.
فهل تحتاج إلى أكثر من هذا المبني يا أبا فهر , وهل المجاهر بالمعصية تصح الصلاة خلفه بلا كراهة؟ والمكروه لا يجوز فعله إلا لحاجة , فضلًا عما جاء عن الأئمة من بطلان الصلاة خلف الفاسق في بعض الروايات عنهم , وحملها الأصحاب على الهجر والتنفير دون تصريح من الأئمة.
عجبًا لك تسعى في كل منتدى لإظهار التهوين من شأن المسألة , وتلمح لوجود الخلاف , وتنفي الإجماع وتحاول الرد على الشيخ صالح السندي , مع ظهور حال الكلباني من خلال رد الدكتور السندي سلمه الله فأقصر يا رجل ولن ينفعك من تكتب له إن صدق ظني!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[19 - Jul-2010, صباحاً 01:20]ـ
الذي يظهر أن الشيخ قال ذلك حين يكون هناك غيره كما هو الحال الآن. فالمساجد تملئ الأرض ولله الحمد. فلا يقصد انسان ركوب سيارته والذهاب للكلباني, زجرا له عما قال. وكون الصلاة لا تجوز لا يعني انها باطلة. وهذا من ففقه الشيخ حفظه الله.
أحسنت بارك الله فيك، وحفظ الله فقيهنا العلامة الفوزان.
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[19 - Jul-2010, مساء 10:40]ـ
سئل -شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله:
عن رجلين أحدهما حافظ للقرآن وهو واعظ يحضر الدف والشبابة والآخر عالم متورع فأيهما أولى بالإمامة
فأجاب:
ثبت فى صحيح مسلم عن أبى مسعود البدرى أن النبى ((قال (يؤم القوم أقرأهم لكتاب الله فان كانوا
كتاب مجموع الفتاوى، الجزء 23، صفحة 340.
فى القراءة سواء فأعلمهم بالسنة فان كانوا فى السنة سواء فأقدمهم هجرة فان كانوا فى الهجرة سواء فأقدمهم سنا فاذا كان الرجلان من أهل الديانة فأيهما كان أعلم بالكتاب والسنة وجب تقديمه على الآخر متعينا فان كان أحدهما فاجرا مثل أن يكون معروفا بالكذب والخيانة ونحو ذلك من أسباب الفسوق والآخر مؤمنا من أهل التقوى فهذا الثانى أولى بالامامة اذا كان من أهلها وان كان الأول اقرأ وأعلم فان الصلاة خلف الفاسق منهى عنها نهى تحريم عند بعض العلماء ونهى تنزيه عند بعضهم وقد جاء فى الحديث (لا يؤمن فاجر مؤمنا الا أن يقهره بسوط أو عصا (ولا يجوز تولية الفاسق مع امكان تولية البر والله أعلم
كتاب مجموع الفتاوى، الجزء 23، صفحة 341.
http://arabic.islamic.com/Books/taim...k=381&id=11998 (http://arabic.islamic.com/Books/taimiya.asp?book=381&id=11998)
وقال شيخ الإسلام
(فصل)
وأما الصلاة خلف أهل الأهواء والبدع وخلف أهل الفجور ففيه نزاع مشهور وتفصيل ليس هذا موضع بسطه
لكن أوسط الأقوال فى هؤلاء أن تقديم الواحد من هؤلاء فى الامامة لا يجوز مع القدرة على غيره فان من كان مظهرا للفجور أو البدع يجب الانكار عليه ونهيه عن ذلك وأقل مراتب الانكار هجره لينتهى عن فجوره وبدعته ولهذا فرق جمهور الأئمة بين الداعية وغير الداعية فان الداعية أظهر المنكر فاستحق الانكار عليه بخلاف الساكت فانه بمنزلة من أسر بالذنب فهذا لا ينكر عليه فى الظاهر فان الخطيئة اذا خفيت لم تضر الا صاحبها ولكن اذا أعلنت فلم تنكر ضرت العامة ولهذا كان المنافقون تقبل منهم علانيتهم وتوكل سرائرهم الى الله تعالى بخلاف من أظهر الكفر
كتاب مجموع الفتاوى، الجزء 23، صفحة 342.
فاذا كان داعية منع من ولايته وامامته وشهادته وروايته لما فى ذلك من النهى عن المنكر لا لأجل فساد الصلاة أو اتهامه فى شهادته وروايته فاذا أمكن لانسان الا يقدم مظهرا للمنكر فى الامامة وجب ذلك لكن اذا ولاه غيره ولم يمكنه صرفه عن الامامة أو كان هو لا يتمكن من صرفه الا بشر أعظم ضررا من ضرر ما أظهره من المنكر فلا يجوز دفع الفساد القليل بالفساد الكثير ولا دفع أخف الضررين بتحصيل أعظم الضررين فان الشريعة جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها بحسب الامكان ومطلوبها ترجيح خير الخيرين اذا لم يمكن أن يجتمعا جميعا ودفع شر الشرين اذا لم يندفعا جميعا
فاذا لم يمكن منع المظهر للبدعة والفجور الا بضرر زائد على ضرر امامته لم يجز ذلك بل يصلى خلفه ما لا يمكنه فعلها الا خلفه كالجمع والأعياد والجماعة اذا لم يكن هناك امام غيره ولهذا كان الصحابة يصلون خلف الحجاج والمختار بن أبى عبيد الثقفى وغيرهما الجمعة والجماعة فان تفويت الجمعة والجماعة أعظم فسادا من الاقتداء فيهما بامام فاجر لا سيما اذا كان التخلف عنهما لا يدفع فجوره فيبقى ترك المصلحة الشرعية بدون دفع تلك المفسدة ولهذا كان التاركون للجمعة والجماعات خلف أئمة الجور مطلقا معدودين عند
كتاب مجموع الفتاوى، الجزء 23، صفحة 343.
السلف والأئمة من أهل البدع
واما اذا أمكن فعل الجمعة والجماعة خلف البر فهو اولى من فعلها خلف الفاجر وحينئذ فاذا صلى خلف الفاجر من غير عذر فهو موضع اجتهاد للعلماء
منهم من قال انه يعيد لأنه فعل ما لا يشرع بحيث ترك ما يجب عليه من الانكار بصلاته خلف هذا فكانت صلاته خلفه منهيا عنها فيعيدها
(يُتْبَعُ)
(/)
ومنهم من قال لا يعيد قال لأن الصلاة فى نفسها صحيحة وما ذكر من ترك الانكار هو أمر منفصل عن الصلاة وهو يشبه البيع بعد نداء الجمعة
وأما اذا لم يمكنه الصلاة الا خلفه كالجمعة فهنا لا تعاد الصلاة واعادتها من فعل أهل البدع وقد ظن طائفة من الفقهاء أنه اذا قيل ان الصلاة خلف الفاسق لا تصح أعيدت الجمعة خلفه والا لم تعد وليس كذلك بل النزاع فى الاعادة حيث ينهى الرجل عن الصلاة فاما اذا أمر بالصلاة خلفه فالصحيح هنا أنه لا اعادة عليه لما تقدم من أن العبد لم يؤمر بالصلاة مرتين
كتاب مجموع الفتاوى، الجزء 23، صفحة 344.
وأما الصلاة خلف من يكفر ببدعته من أهل الأهواء فهناك قد تنازعوا فى نفس صلاة الجمعة خلفه ومن قال انه يكفر أمر بالاعادة لأنها صلاة خلف كافر لكن هذه المسألة متعلقة بتكفير أهل الأهواء والناس مضطربون فى هذه المسألة وقد حكى عن مالك فيها روايتان وعن الشافعى فيها قولان وعن الامام أحمد أيضا فيها روايتان وكذلك أهل الكلام فذكروا للأشعرى فيها قولان وغالب مذاهب الأئمة فيها تفصيل
وحقيقة الأمر فى ذلك ان القول قد يكون كفرا فيطلق القول بتكفير صاحبه ويقال من قال كذا فهو كافر لكن الشخص المعين الذى قاله لا يحكم بكفره حتى تقوم عليه الحجة التى يكفر تاركها
وهذا كما فى نصوص الوعيد فان الله سبحانه وتعالى يقول (ان الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما انما يأكلون فى بطونهم نارا وسيصلون سعيرا (فهذا ونحوه من نصوص الوعيد حق لكن الشخص المعين لا يشهد عليه بالوعيد فلا يشهد لمعين من أهل القبلة بالنار لجواز أن لا يلحقه الوعيد لفوات شرط أو ثبوت مانع فقد لا يكون التحريم بلغه وقد يتوب من فعل المحرم وقد تكون له حسنات عظيمة تمحو عقوبة ذلك المحرم وقد يبتلى بمصائب تكفر عنه وقد يشفع فيه شفيع مطاع
كتاب مجموع الفتاوى، الجزء 23، صفحة 345.
وهكذا الأقوال التى يكفر قائلها قد يكون الرجل لم تبلغه النصوص الموجبة لمعرفة الحق وقد تكون عنده ولم تثبت عنده أو لم يتمكن من فهمها وقد يكون قد عرضت له شبهات يعذره الله بها فمن كان من المؤمنين مجتهدا فى طلب الحق وأخطأ فان الله يغفر له خطأه كائنا ما كان سواء كان فى المسائل النظرية أو العملية هذا الذى عليه أصحاب النبى (صلى الله عليه وسلم (وجماهير أئمة الاسلام
وما قسموا المسائل الى مسائل أصول يكفر بانكارها ومسائل فروع لا يكفر بانكارها
فأما التفريق بين نوع وتسميته مسائل الأصول وبين نوع آخر وتسميته مسائل الفروع فهذا الفرق ليس له اصل لا عن الصحابة ولا عن التابعين لهم باحسان ولا أئمة الاسلام وانما هو مأخوذ عن المعتزلة وأمثالهم من أهل البدع وعنهم تلقاه من ذكره من الفقهاء فى كتبهم وهو تفريق متناقض فانه يقال لمن فرق بين النوعين ما حد مسائل الأصول التى يكفر المخطىء فيها وما الفاصل بينها وبين مسائل الفروع فان قال مسائل الأصول هى مسائل الاعتقاد ومسائل الفروع هى مسائل العمل قيل له فتنازع الناس فى محمد ((هل رأى ربه أم لا وفى أن عثمان افضل من على أم على افضل وفى كثير من معانى القرآن وتصحيح بعض الأحاديث هى من المسائل الاعتقادية العلمية ولا كفر فيها بالاتفاق
كتاب مجموع الفتاوى، الجزء 23، صفحة 346.
ووجوب الصلاة والزكاة والصيام والحج وتحريم الفواحش والخمر هى مسائل عملية والمنكر لها يكفر بالاتفاق
وان قال الأصول هى المسائل القطعية قيل له كثير من مسائل العمل قطعية وكثير من مسائل العلم ليست قطعية وكون المسألة قطعية أو ظنية هو من الأمور الاضافية وقد تكون المسألة عند رجل قطعية لظهور الدليل القاطع له كمن سمع النص من الرسول ((وتيقن مراده منه وعند رجل لا تكون ظنية فضلا عن أن تكون قطعية لعدم بلوغ النص اياه أو لعدم ثبوته عنده أو لعدم تمكنه من العلم بدلالته
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ثبت فى الصحاح عن النبى (صلى الله عليه وسلم (حديث الذى قال لأهله (اذا أنا مت فاحرقونى ثم اسحقونى ثم ذرونى فى اليم فوالله لئن قدر الله على ليعذبنى الله عذابا ما عذبه أحدا من العالمين فامر الله البر برد ما أخذ منه والبحر برد ما أخذ منه وقال ما حملك على ما صنعت قال خشيتك يا رب فغفر الله له (فهذا شك فى قدرة الله وفى المعاد بل ظن أنه لا يعود وأنه لا يقدر الله عليه اذا فعل ذلك وغفر الله له وهذه المسائل مبسوطة فى غير هذا الموضع
كتاب مجموع الفتاوى، الجزء 23، صفحة 347.
ولكن المقصود هنا أن مذاهب الأئمة مبنية على هذا التفصيل بين النوع والعين ولهذا حكى طائفة عنهم الخلاف فى ذلك ولم يفهموا غور قولهم
فطائفة تحكى عن أحمد فى تكفير أهل البدع روايتين مطلقا حتى تجعل الخلاف فى تكفير المرجئة والشيعة المفضلة لعلى وربما رجحت التكفير والتخليد فى النار وليس هذا مذهب أحمد ولا غيره من أئمة الاسلام بل لا يختلف قوله أنه لا يكفر المرجئة الذين يقولون الايمان قول بلا عمل ولا يكفر من يفضل عليا على عثمان بل نصوصه صريحة بالامتناع من تكفير الخوارج والقدرية وغيرهم وانما كان يكفر الجهمية المنكرين لأسماء الله وصفاته لأن مناقضة اقوالهم لما جاء به الرسول ((ظاهرة بينة ولأن حقيقة قولهم تعطيل الخالق وكان قد ابتلى بهم حتى عرف حقيقة أمرهم وأنه يدور على التعطيل وتكفير الجهمية مشهور عن السلف والأئمة
لكن ما كان يكفر أعيانهم فان الذى يدعو الى القول أعظم من الذى يقول به والذى يعاقب مخالفه أعظم من الذى يدعو فقط والذى يكفر مخالفه أعظم من الذى يعاقبه ومع هذا فالذين كانوا من ولاة الأمور يقولون بقول الجهمية ان القرآن مخلوق وأن الله لا يرى فى الآخرة وغير ذلك ويدعون الناس الى ذلك كتاب مجموع الفتاوى، الجزء 23، صفحة 348.
ويمتحنونهم ويعاقبونهم اذا لم يجيبوهم ويكفرون من لم يجبهم حتى أنهم كانوا اذا أمسكوا الأسير لم يطلقوه حتى يقر بقول الجهمية ان القرآن مخلوق وغير ذلك ولا يولون متوليا ولا يعطون رزقا من بيت المال الا لمن يقول ذلك ومع هذا فالامام أحمد رحمه الله تعالى ترحم عليهم واستغفر لهم لعلمه بأنهم لمن يبين لهم أنهم مكذبون للرسول ولا جاحدون لما جاء به ولكن تأولوا فأخطأوا وقلدوا من قال لهم ذلك
وكذلك الشافعى لما قال لحفص الفرد حين قال القرآن مخلوق كفرت بالله العظيم بين له أن هذا القول كفر ولم يحكم بردة حفص بمجرد ذلك لأنه لم يتبين له الحجة التى يكفر بها ولو اعتقد أنه مرتد لسعى فى قتله وقد صرح فى كتبه بقبول شهادة أهل الأهواء والصلاة خلفهم
وكذلك قال مالك رحمه الله والشافعى وأحمد فى القدرى ان جحد علم الله كفر ولفظ بعضهم ناظروا القدرية بالعلم فان أقروا به خصموا وان جحدوه كفروا
وسئل أحمد عن القدرى هل يكفر فقال
ان جحد العلم كفر
وحينئذ فجاحد العلم هو من جنس الجهمية وأما قتل الداعية الى البدع فقد يقتل لكف ضرره عن الناس كما يقتل المحارب وان لم يكن فى نفس الأمر كافرا فليس كل من أمر بقتله يكون قتله لردته وعلى هذا قتل غيلان القدرى وغيره قد يكون على هذا الوجه وهذه المسائل مبسوطة فى غير هذا الموضع وانما نبهنا عليها تنبيها
http://arabic.islamic.com/Books/taim...k=381&id=12000 (http://arabic.islamic.com/Books/taim...k=381&id=12000)
= بجمع فتاوى العالم يفهم مراده, ويرد المتشابه إلى المحكم!
وبهذا يعلم فقه الامام الفوزان وجهل وعدم أمانة المخالفين, لا سيما أن الفتاوى التي نقلت غلطا عن شيخ الاسلام رحمه الله كانت في نفس المجلد, بل ... ؟!
ـ[بندر العنزي]ــــــــ[20 - Jul-2010, صباحاً 12:27]ـ
هل كل من خالفنا في الفروع الفقهية نحكم عليه بالفسق؟ ولا نصلي خلفه.
ـ[بندر العنزي]ــــــــ[20 - Jul-2010, صباحاً 12:35]ـ
قال الشافعي: ((و المستحل لنكاح المتعة و المفتي بها و العامل بها ممن لا ترد شهادته و كذلك لو كان موسرا فنكح أمة مستحلا لنكاحها مسلمة أو مشركة لأنا نجد من مفتي الناس و أعلامهم من يستحل هذا و هكذا المستحل الدينار بالدينارين و الدرهم بالدرهمين يدا بيد و العامل به لأنا نجد من أعلام الناس من يفتي به و يعمل به و يرويه و كذلك المستحل لإتيان النساء في أدبارهن فهذا كله عندنا مكروه محرم و إن خالفنا الناس فيه فرغبنا عن قولهم و لم يدعنا هذا إلى أن نجرحهم و نقول لهم: إنكم حللتم ما حرم الله و أخطأتم لأنهم يدعون علينا الخطأ كما ندعيه عليهم و ينسبون من قال قولنا إلى أنه حرم ما أحل الله عز و جل)).
الشافعي لم يحكم بفسق المستحل لنكاح المتعة مع أن الخلاف فيها أضعف من الخلاف في مسألة الغناء
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[20 - Jul-2010, صباحاً 12:50]ـ
هل كل من خالفنا في الفروع الفقهية نحكم عليه بالفسق؟ ولا نصلي خلفه.
إذا خالف في أمر مجمع على تحريمه نعم والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[20 - Jul-2010, مساء 01:13]ـ
الشافعي لم يحكم بفسق المستحل لنكاح المتعة مع أن الخلاف فيها أضعف من الخلاف في مسألة الغناء
كيف لك أن تجعل الخلاف في المتعة أضعف من الخلاف في الغناء؟ .. لقد أجاز ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - نكاح المتعة، ورأى أن تحريم الرسول (ص) له لم يكن تحريماً مطلقاً، والكلام على ذلك مشهور. بينما الغناء لا تجد أحداً من السلف الصالح استجازه لغير الجويريات صغيرات السن.
هذا، والله أعلم
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[20 - Jul-2010, مساء 09:31]ـ
بارك الله فيك ..
من قال بهذا القول عن اجتهاد يُعذر فيه في الجملة= لا يكون فاسقاً من هذه الجهة ولا نزاع بين السلف من هذه الجهة، وهل يقول عاقل فضلاً عن فقيه أن الصلاة خلف ابن حزم لا تصح؟
قال الشافعي: ((و المستحل لنكاح المتعة و المفتي بها و العامل بها ممن لا ترد شهادته و كذلك لو كان موسرا فنكح أمة مستحلا لنكاحها مسلمة أو مشركة لأنا نجد من مفتي الناس و أعلامهم من يستحل هذا و هكذا المستحل الدينار بالدينارين و الدرهم بالدرهمين يدا بيد و العامل به لأنا نجد من أعلام الناس من يفتي به و يعمل به و يرويه و كذلك المستحل لإتيان النساء في أدبارهن فهذا كله عندنا مكروه محرم و إن خالفنا الناس فيه فرغبنا عن قولهم و لم يدعنا هذا إلى أن نجرحهم و نقول لهم: إنكم حللتم ما حرم الله و أخطأتم لأنهم يدعون علينا الخطأ كما ندعيه عليهم و ينسبون من قال قولنا إلى أنه حرم ما أحل الله عز و جل)).
قال شيخ الإسلام: ((الصَّحِيحُ: أَنَّ الْمُتَأَوِّلَ الْمَعْذُورَ لَا يَفْسُقُ؛ بَلْ وَلَا يَأْثَمُ)).
وقال الشيخ: ((ولكن من ذهب إلى القول المرجوح ينتفع به في عذر المتأولين؛ فإن عامة ما حرمه الله مثل قتل النفس بغير حق ومثل الزنا والخمر والميسر والأموال والاعراض قد استحل بعض أنواعه طوائف من الأمة بالتأويل، وفي المستحلين قوم من صالحي الأمة وأهل العلم والإيمان .. لكن المستحل لذلك لا يعتقد أنه من المحرمات، ولا أنه داخل فيما ذمه الله ورسوله؛ فالمقاتل في الفتنة متأولا لا يعتقد أنه قتل مؤمنا بغير حق، والمبيح للمتعة والحشوش ونكاح المحلل لا يعتقد أنه أباح زنا وسفاحا، والمبيح للنبيذ المتأول فيه ولبعض أنواع المعاملات الربوية وعقود المخاطرات لا يعتقد أنه أباح الخمر والميسر والربا ... ولكن وقوع مثل هذا التأويل من الأئمة المتبوعين أهل العلم والإيمان، صار من أسباب المحن والفتنة؛ فإن الذين يعظمونهم قد يقتدون بهم في ذلك، وقد لا يقفون عند الحد الذي انتهى إليه أولئك، بل يتعدون ذلك ويزيدون زيادات لم تصدر من أولئك الأئمة السادة، والذين يعلمون تحريم جنس ذلك الفعل قد يعتدون على المتأولين بنوع من الذم فيما هو مغفور لهم ويتبعهم آخرون فيزيدون في الذم ما يستحلون به من أعراض إخوانهم وغير أعراضهم ما حرمه الله ورسوله، فهذا واقع كثير في موارد النزاع)).
وقال الشيخ: ((قَوْلُ السَّلَفِ وَأَئِمَّةِ الْفَتْوَى كَأَبِي حَنِيفَةَ وَالشَّافِعِيِّ؛ وَالثَّوْرِيِّ ودَاوُد بْنِ عَلِيٍّ؛ وَغَيْرِهِمْ لَا يؤثمون مُجْتَهِدًا مُخْطِئًا فِي الْمَسَائِلِ الْأُصُولِيَّةِ وَلَا فِي الفروعية كَمَا ذَكَرَ ذَلِكَ عَنْهُمْ ابْنُ حَزْمٍ وَغَيْرُهُ؛ وَلِهَذَا كَانَ أَبُو حَنِيفَةَ وَالشَّافِعِيُّ وَغَيْرُهُمَا يَقْبَلُونَ شَهَادَةَ أَهْلِ الْأَهْوَاءِ إلَّا الْخَطَابِيَّة وَيُصَحِّحُونَ الصَّلَاةَ خَلْفَهُمْ. وَالْكَافِرُ لَا تُقْبَلُ شَهَادَتُهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَلَا يُصَلَّى خَلْفَهُ وَقَالُوا: هَذَا هُوَ الْقَوْلُ الْمَعْرُوفُ عَنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانِ وَأَئِمَّةِ الدِّينِ: أَنَّهُمْ لَا يُكَفِّرُونَ وَلَا يُفَسِّقُونَ وَلَا يؤثمون أَحَدًا مِنْ الْمُجْتَهِدِينَ الْمُخْطِئِينَ لَا فِي مَسْأَلَةٍ عَمَلِيَّةٍ وَلَا عِلْمِيَّةٍ)).
وقال الشيخ: ((المتأول الذي قصده متابعة الرسول لا يكفر بل ولا يفسق إذا اجتهد فأخطأ وهذا مشهور عند الناس في المسائل العملية وأما مسائل العقائد فكثير من الناس كفر المخطئين فيها وهذا القول لا يعرف عن أحد من الصحابة والتابعين لهم بإحسان ولا عن أحد من أئمة المسلمين)).
لكن للنظر جهتان:
الأولى: من لم يكن أهلاً للاجتهاد = فمثل هذا يأثم،ولا شك ولا تُجرى عليه أحكام المجتهدين في الإعذار وعدم ترتيب الأحكام، ولكن هل يبلغ به إثمه درجة الفسق؟
الذي عندي: أن هذا يتفاوت باعتبار الخلل في الأهلية وما يظهر من قرائن حسن القصد والاجتهاد.
وهل يُشترط أن يقرن فتياه بالعمل (بعد ثبوت كون ما أفتي بحله هو من المُفسقات أصلاً) أم قد يبلغ الإفتاء من غير المتأهل أن يكون فسقاً؟
الصواب: الثاني.
الثانية: منع الصلاة خلف المفتي بالقول الشاذ زجراً وهجراً،وهذا له وجه من الاجتهاد قوي، وهو أصح ما يُبنى عليه هذا الباب وأسلمه،
ولكن الشيخ لم يبن عليه كما هو ظاهر.
= جزاك الله خيرا
ولكن أين هو الظاهر الذي إستنطبت منه هذا الحكم في الشيخ بارك الله فيك؟
(مع أن المنقول الظاهر -كما تقول - مختصر جدا بحيث لا يمكن أن يحكم على قائله بمجرد هذا النقل كما هو معلوم)
= بل الظاهر أخي الحبيب هو:
أن الشيخ صاحب قدم صدق
وعلم راسخ
-نحسبه والله حسيبه ولا نزكي على الله أحدا-
واستقراء لفتاوى العلماء الأكابر
وقد أوصى به إمام العصر العلامة عبدالعزيز ابن باز رحمه الله لمن سأله من نسأل من بعدك ,
وهذا متواتر عن الامام رحمه الله,
ولا يخفى عليك قدر هذه التوصية,
فلذلك وافقت فتواه- المنقولة مختصرا-
كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله بأنها:
(أوسط الأقوال فى هؤلاء أن تقديم الواحد من هؤلاء فى الامامة لا يجوز مع القدرة على غيره فان من كان مظهرا للفجور أو البدع يجب الانكار عليه ونهيه عن ذلك وأقل مراتب الانكار هجره لينتهى عن فجوره وبدعته).
راجع مشاركتي السابقة للزيادة والمصدر
= وفقك الله أخي الغالي, وأرجوا أن لا تزعل علينا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي فهر]ــــــــ[21 - Jul-2010, مساء 08:49]ـ
الحمد لله والصلاة ة والسلام على رسول الله وعلى ءاله وصحبه الكرام
امابعد:
ضعاف النفوس من العامة دوما يبحثون على ما يبررون به افعالهم المخالفة للشرع فيجدون هذه الفتاوي المبيحة للغناء فتفتح بابا لاطالما كان مغلوقا
كما يجب علينا احترام العلماء ولا ينزل قدرهم نتيجة فتوى او موقف سياسي لان بهم يحفظ هذا الدين والله المستعان
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه و على من تبعهم باحسان الى يوم الدين
ـ[بدرالسعد]ــــــــ[21 - Jul-2010, مساء 09:34]ـ
نقولات مفيدة وحوار جميل
لكن الافضل عدم الجزم بتشخيص فتوى الفوزان على الكلباني
وعدم الدفاع عن الكلباني
خلوها عامة في حكم الصلاة خلف الفاسق او مستحل الحرام بدون تشخيص
حتى لا نأثم ونثير فتنة في انفسنا وفي المنتدى
ـ[الطائفي ابو عمر]ــــــــ[24 - Jul-2010, مساء 06:26]ـ
عن أبي سهلة السائب بن خلاد: ان رجلا أم قوما فبسق في القبلة ورسول الله صلى الله عليه و سلم ينظر فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم حين فرغ "لا يصل لكم" فأراد بعد ذلك أن يصلي لهم فمنعوه وأخبروه بقول رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال "نعم" وحسبت انه قال: "آذيت الله ورسوله" رواه احمد وأبو داود وصححه الألباني في مشكاة المصابيح , وقال الأرنأوط حسن لغيره
وعن مرثد ابن ابي مرثد الغنوي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن سركم أن تقبل صلاتكم فليؤمكم خياركم فإنهم وفدكم فيما بينكم وبين ربكم" قال ابن الملقن صحيح أو حسن (1/ 455)
قال الإمام مالك رحمه الله: "لا يُنكح أهل البدع , ولا ينكح إليهم , ولا يسلم عليهم , ولا يصلى خلفهم , ولا تشهد جنائزهم"انظر المدونه رواية سحنون , ومعها مقدمات ابن رشد (1/ 82)
قال الزهري رحمه الله:"لا نرى أن يصلى خلف المخنث إلا من ضرورة لا بد منها"البخاري (2/ 171)
سئل الإمام أحمد رحمه الله:عن الصلاة خلف من يشرب الخمر , ومن يربي , فقال "لا يصلى خلفه" مسائل الإمام أحمد رواية ابن هانىء (1/ 59)
وسئل عمن يقول لفظي بالقرآن مخلوق , أيصلى خلفه؟
قال: لا يصلى خلفه , ولا يجالس , ولا يكلم , ولا يسلم عليه"
وسئل عن الذي يشتم معاوية رضي الله عنه , أيصلي خلفه؟
قال:"لا يصلى خلفه ولا كرامة" المرجع السابق (1/ 60)
قال ابن رشد:" إن كان فسقه مقطوعا به أعاد المصلي الصلاة وراءه أبدا " بداية المجتهد (1/ 174)
وقال خليل:"وبطلت (الصلاة) بقتداء بمن بان كافرا وفاسقا بجارحة"مختصر خليل ص (40)
قال ابن رشد: "قال مالك: إذا علمت أن الإمام من أهل الأهواء فلا تصل خلفه"المدونه الكبرى ومعها مقدمات ابن رشد (1/ 83)
وللمزيد من الفائدة ينظر كتاب الشيخ ذياب بن سعد الغامدي "أحكام المجاهرين بالكبائر"
ـ[عبدلية تميمية]ــــــــ[27 - Jul-2010, صباحاً 03:50]ـ
إذا خالف في أمر مجمع على تحريمه نعم والله أعلم
وهل الغناء مجمع على تحريمه؟
وما مفهوم الإجماع عندك؟
وهل معنى ذلك أن من صلى خلف ابن حزم بطلت صلاته لعدم جوازها؟
وما معنى عدم الجواز؟
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[27 - Jul-2010, صباحاً 06:45]ـ
مقصد الشيخ انه لايجوز ان يقدم للإمامه من أباح الغناء والمعازف بكافة أشكالها
والأدله من أحاديث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم سبق الإشاره اليها في الموضوع
ـ[أبو مالك الحنبلي]ــــــــ[27 - Jul-2010, صباحاً 08:58]ـ
لأخوة السلام عليكم
هناك كتاب جامع نافع للشيبخ ذياب الغامدي حفظه الله فصل فيه القول عن حكم الصلاة خلف المجاهر بالكبائر تحت عنوان "أحكام المجاهرين بالكبائر" فعل بعض الأخوة ينقل لنا ما قاله هناك.
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[27 - Jul-2010, صباحاً 09:01]ـ
وهل الغناء مجمع على تحريمه؟
وما مفهوم الإجماع عندك؟
وهل معنى ذلك أن من صلى خلف ابن حزم بطلت صلاته لعدم جوازها؟
وما معنى عدم الجواز؟
الغناء الذي أباحه الكلباني هداه الله مجمع على تحريمها ونقل أكثر من عشرون عالما ذلك ولم يشذ إلا إبن حزم وإبن طاهر وبعض العلماء المتأخرين ممن عرف بمنهجه المتساهل.
وراجع كتاب زجر المتهاونين ببيان تحريم المعازف بإجماع المسلمين للشيخ حمد العتيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومسألة الصلاة خلف الفاسق تكلم فيها أهل العلم وتشبيه إبن حزم بالكلباني من أبطل الباطل ففرق كبير جدا هذا مجتهد والأخر ليس بعالم أصلا فضلا أن يكون مجتهد.
ـ[عبدلية تميمية]ــــــــ[27 - Jul-2010, مساء 03:44]ـ
الكلباني نقل آراءهم ولم يأت بشيء من عنده!!
ماذا عن القرضاوي أليس عالما؟
هل تبطل الصلاة خلفه أيضا؟
ـ[عبدلية تميمية]ــــــــ[27 - Jul-2010, مساء 03:49]ـ
ذكر العلامة الكتاني في كتابه القيم (التراتيب الإدارية) طائفة لا بأس بها ممن ألفوا في الغناء قال:
1 - الإمام ابن قتيبة (ت:276 هـ) حيث ألف كتاب " الرخصة في السماع ".
2 - الإمام أبو منصور التميمي البغدادي (ت:429 هـ) واسمه عبد القاهر.
3 - الإمام أبو محمد بن حزم الأندلسي (ت: 456 هـ).
4 - الإمام أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن حبيب العامري البغدادي.
5 - وفي الميزان الكبرى للشعراني بعد كلام: صنف الإمام الحافظ أبو الفضل محمد بن طاهر بن علي المقدسي (ت:507 هـ) كتابا نقض فيه أقوال من قال بتحريم السماع وجرح النقلة للحديث الذي أوهم التحريم وذكر من جرحهم من الحفاظ واستدل على إباحة السماع واليراع والدف والأوتار بالأحاديث الصحيحة وجعل الدف سنة. ومؤلفه وصف بأنه واسع البحث وقد تداوله أجلاء.
قال الشيخ ابن غفار القوصي: وقد قرأت ذلك على الحافظ شرف الدين الدمياطي وأجازني به الحافظ أبي طاهر السلفي الأصبهاني بسماعه من المصنف. وقال: لا فرق بين سماع الأوتار وسماع صوت الهزار والبلبل وكل طير حسن الصوت فكما أن صوت الطير مباح سماعه فكذلك الأوتار. أ. هـ
وكتاب المقدسي المذكور تأليف عجيب نادر الوجود واسع البحث وقفت على نسخة منه بزاوية الهامل ببوسعادة من القطر الجزائري.
6 - الإمام محمد بن عمر بن محمد البستي المعروف بالدرَّاح ومؤلفه سماه: " الكفاية والغناء في أحكام الغناء ".
7 - الإمام المؤرخ المطلع أبو الفضل كمال الدين جعفر الأدفوى الشافعي (ت:748 هـ)، ومؤلفه سماه: " الإمتاع بأحكام السماع " وهو نفيس.
وقد قال الإمام الأسنوي في طبقات الشافعية عن كتاب الأدفوي: كتاب نفيس أنبأ فيه إطلاع كثير. أ. هـ
وقال عنه الحافظ الشوكاني: لم يؤلف مثله في بابه.
ويقول الكتاني: لم أر له نظيرا فيما ألف في المسألة ولا أعلى نقلا وأجود بحثا. أ. هـ
وقد لخصه الحافظ الذهبي في رسالة مختصره نشرت أخيرا بعنوان (الرخصة في الغناء والطرب) بتعليق وتخريج د. كمال الجمل دار الكلة بالمنصورة بمصر.
ومخطوطة الإمتاع توجد في مكتبة الإسكوربال وتوجد مصورة منها في مكتبة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة رقم (3704) فيلم ولعله يوجد في المغرب فقد نوه به الكتاني ولعله رآه في بلده.
مؤلفات أخرى:
8 - الإمام أبو القاسم القشيري (ت: 465 هـ).
9 - الإمام تاج الدين الفزارى.
10 - الإمام العز بن عبدالسلام سلطان العلماء.
11 - الإمام تقي الدين ابن دقيق العيد (ت:703 هـ) له تأليف في الجواز مسميا كتاب الأخير ب (اقتناص السوانح).
12 - الإمام أبو المواهب التونسي (محمد الشاذلي)، وقد سمي مؤلفه " فرح الإسماع برخص السماع ". وهو الذي رد عليه ابن حجر الهيتمي بكتابه "كف الرعاع".
13 - الإمام أبو الفتوح أحمد الغزالي، وقد سمي مؤلفه " بوارق الإجماع في تكفير من يحرم مطلق السماع ".
14 - الحافظ محمد بن على الشوكاني (ت:1250 هـ)، ومؤلفه هو " بطلان الإجماع على تحريم مطلق السماع "
15 - القاضي أبو عيسى عبد الرحيم الكجراتي أحد شارحي خطبة القاموس.
16 - الأستاذ عبدالغني النابلسي، وقد سمى مؤلفه: " إيضاح الدلالات في سماع الآلات ".
17 - الإمام أبو زيد عبد الرحمن بن مصطفى العيدروس اليمني، وقد سمى مؤلفه: " تشنيف الأسماع ببعض أسرار السماع ".
18 - الإمام الحافظ ابن رجب الحنبلي، وقد سمي مؤلفه: " نزهة الإسماع في مسألة السماع ".
19 - الأستاذ جعفر بن إدريس الكتاني، ومؤلفه في مجلد،واسمه (مواهب الأرب المبرأة من الجرب في السماع وآلات الطرب)
20 - وله مختصر لأبي العباس أحمد بن الخياط الزكاري الفاس.
انتهى ما ذكره العلامة الكتاني بتصرف.
ونزيد على هؤلاء الذين ذكرهم صاحب (التراتيب الإدارية) أخرين منهم:
21 - الحافظ الذهبي في رسالة (رسالة الرخصة في الغناء والطرب بشرطه) وقد طبع أخيرا محققا وقد أشرنا إليه سابقا.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهل أجمع على تحريم الغناء؟
ـ[ابو اميمة محمد]ــــــــ[27 - Jul-2010, مساء 05:51]ـ
رابط فتوى الشيخ الفوزان حفظه الله الصوتية:
http://www.4shared.com/audio/I9zmMNM0/_online.html (http://www.4shared.com/audio/I9zmMNM0/_online.html)
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[27 - Jul-2010, مساء 06:46]ـ
ذكر العلامة الكتاني في كتابه القيم (التراتيب الإدارية) طائفة لا بأس بها ممن ألفوا في الغناء قال:
1 - الإمام ابن قتيبة (ت:276 هـ) حيث ألف كتاب " الرخصة في السماع ".
2 - الإمام أبو منصور التميمي البغدادي (ت:429 هـ) واسمه عبد القاهر.
3 - الإمام أبو محمد بن حزم الأندلسي (ت: 456 هـ).
4 - الإمام أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن حبيب العامري البغدادي.
5 - وفي الميزان الكبرى للشعراني بعد كلام: صنف الإمام الحافظ أبو الفضل محمد بن طاهر بن علي المقدسي (ت:507 هـ) كتابا نقض فيه أقوال من قال بتحريم السماع وجرح النقلة للحديث الذي أوهم التحريم وذكر من جرحهم من الحفاظ واستدل على إباحة السماع واليراع والدف والأوتار بالأحاديث الصحيحة وجعل الدف سنة. ومؤلفه وصف بأنه واسع البحث وقد تداوله أجلاء.
قال الشيخ ابن غفار القوصي: وقد قرأت ذلك على الحافظ شرف الدين الدمياطي وأجازني به الحافظ أبي طاهر السلفي الأصبهاني بسماعه من المصنف. وقال: لا فرق بين سماع الأوتار وسماع صوت الهزار والبلبل وكل طير حسن الصوت فكما أن صوت الطير مباح سماعه فكذلك الأوتار. أ. هـ
وكتاب المقدسي المذكور تأليف عجيب نادر الوجود واسع البحث وقفت على نسخة منه بزاوية الهامل ببوسعادة من القطر الجزائري.
6 - الإمام محمد بن عمر بن محمد البستي المعروف بالدرَّاح ومؤلفه سماه: " الكفاية والغناء في أحكام الغناء ".
7 - الإمام المؤرخ المطلع أبو الفضل كمال الدين جعفر الأدفوى الشافعي (ت:748 هـ)، ومؤلفه سماه: " الإمتاع بأحكام السماع " وهو نفيس.
وقد قال الإمام الأسنوي في طبقات الشافعية عن كتاب الأدفوي: كتاب نفيس أنبأ فيه إطلاع كثير. أ. هـ
وقال عنه الحافظ الشوكاني: لم يؤلف مثله في بابه.
ويقول الكتاني: لم أر له نظيرا فيما ألف في المسألة ولا أعلى نقلا وأجود بحثا. أ. هـ
وقد لخصه الحافظ الذهبي في رسالة مختصره نشرت أخيرا بعنوان (الرخصة في الغناء والطرب) بتعليق وتخريج د. كمال الجمل دار الكلة بالمنصورة بمصر.
ومخطوطة الإمتاع توجد في مكتبة الإسكوربال وتوجد مصورة منها في مكتبة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة رقم (3704) فيلم ولعله يوجد في المغرب فقد نوه به الكتاني ولعله رآه في بلده.
مؤلفات أخرى:
8 - الإمام أبو القاسم القشيري (ت: 465 هـ).
9 - الإمام تاج الدين الفزارى.
10 - الإمام العز بن عبدالسلام سلطان العلماء.
11 - الإمام تقي الدين ابن دقيق العيد (ت:703 هـ) له تأليف في الجواز مسميا كتاب الأخير ب (اقتناص السوانح).
12 - الإمام أبو المواهب التونسي (محمد الشاذلي)، وقد سمي مؤلفه " فرح الإسماع برخص السماع ". وهو الذي رد عليه ابن حجر الهيتمي بكتابه "كف الرعاع".
13 - الإمام أبو الفتوح أحمد الغزالي، وقد سمي مؤلفه " بوارق الإجماع في تكفير من يحرم مطلق السماع ".
14 - الحافظ محمد بن على الشوكاني (ت:1250 هـ)، ومؤلفه هو " بطلان الإجماع على تحريم مطلق السماع "
15 - القاضي أبو عيسى عبد الرحيم الكجراتي أحد شارحي خطبة القاموس.
16 - الأستاذ عبدالغني النابلسي، وقد سمى مؤلفه: " إيضاح الدلالات في سماع الآلات ".
17 - الإمام أبو زيد عبد الرحمن بن مصطفى العيدروس اليمني، وقد سمى مؤلفه: " تشنيف الأسماع ببعض أسرار السماع ".
18 - الإمام الحافظ ابن رجب الحنبلي، وقد سمي مؤلفه: " نزهة الإسماع في مسألة السماع ".
19 - الأستاذ جعفر بن إدريس الكتاني، ومؤلفه في مجلد،واسمه (مواهب الأرب المبرأة من الجرب في السماع وآلات الطرب)
20 - وله مختصر لأبي العباس أحمد بن الخياط الزكاري الفاس.
انتهى ما ذكره العلامة الكتاني بتصرف.
ونزيد على هؤلاء الذين ذكرهم صاحب (التراتيب الإدارية) أخرين منهم:
21 - الحافظ الذهبي في رسالة (رسالة الرخصة في الغناء والطرب بشرطه) وقد طبع أخيرا محققا وقد أشرنا إليه سابقا.
فهل أجمع على تحريم الغناء؟
أختي هل تقصدين بهذا كله الإجماع على حرمة الغناء أم المعازف؟
ـ[العمطهطباوي]ــــــــ[01 - Aug-2010, صباحاً 01:03]ـ
و1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ركت
ـ[الأشرم]ــــــــ[03 - Aug-2010, مساء 10:48]ـ
حفظ الله علماء المسلمين (ولكل مجتهد مصيب)
والذي يعرف مناط الفتوي ** وموقع الإجتهاد ** يمكن أن يعذر المجتهد ** ويتخير القول الذي تطمئن له نفسه
ولكن ** ماذا نقول للعامي والجاهل؟(/)
وظائف شهر شعبان (1)
ـ[أبو صخر الغامدي]ــــــــ[16 - Jul-2010, مساء 02:38]ـ
وظائف شهر شعبان (1)
الوظيفة الأولى: صيامه
في الصحيحين عن عائشة قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان , وما رأيته في شهر أكثر صياما منه في شعبان
وخرج الإمام أحمد و النسائي من حديث أسامة بن زيد قال: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصوم الأيام يسرد حتى نقول لا يفطر , و يفطر الأيام حتى لا يكاد يصوم , إلا يومين من الجمعة إن كانا في صيامه و إلا صامهما , و لم يكن يصوم من الشهور ما يصوم من شعبان , فقلت: يا رسول الله , إنك تصوم حتى لا تكاد تفطر و تفطر حتى لا تكاد تصوم إلا يومين إن دخلا في صيامك و إلا صمتهما؟ , قال: أي يومين , قلت: يوم الاثنين و يوم الخميس قال: ذانك يومان تعرض فيهما الأعمال على رب العالمين, و أحب أن يعرض عملي و أنا صائم. قلت: و لم أرك تصوم من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب و رمضان و هو شهر ترفع الأعمال فيه إلى رب العالمين عز و جل فأحب أن يرفع عملي و أنا صائم (حديث صحيح)
ووجه صيام النبي صلى الله عليه وسلم لشعبان دون غيره من الشهور:
1) أنه شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان , فأشار صلى الله عليه وسلم إلى أنه لما أكتنفه شهران عظيمان –الشهر الحرام وشهر الصيام- اشتغل الناس بهما , فصار مغفولا عنه!!
بل ظن كثير من الناس أن صيام شهر رجب أفضل من صيامه , لأنه شهر حرام , وليس كذلك
2) أن صيامه بالنسبة لرمضان كالسنة الراتبة القبلية للصلاة , وصيام ست من شوال كالراتبة البعدية له , فيكون صومها تكملة نقص صوم الفريضة برمضان.
وعندئذ , يتبين أن أفضل صوم التطوع = هو ما تعلق برمضان قبلا وبعدا , كما أن أفضل نوافل الصلاة ما تعلق بالفرائض قبلا وبعدا , وهي السنن الرواتب
أما حديث النبي صلى الله عليه وسلم (أفضل الصلاة بعد رمضان المحرم , وأفضل الصلاة بعد المكتوبة قيام الليل) فهو محمول على التطوع المطلق بالصلاة والصوم , وقد ذهب جمهور العلماء إلى تفضيل قيام الليل –لهذا الحديث- على التطوع المطلق دون السنن الرواتب , لتعلقها بالفرائض , فتلتحق بها من جهة الفضل.
3) أنه تنسخ فيه الآجال , وجاء في ذلك أحاديث ضعيفة –بل ذكر عامر ياسين محقق اللطائف بأنها ضعيفة جدا- كما روي عنه صلى الله عليه وسلم (تُقطع الآجال من شعبان إلى شعبان , حتى إن الرجل لينكح , ويُولد له , ولقد خرج اسمه في الموتى)
4) أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم من كل شهر ثلاثة أيام , وربما أخر ذلك حتى يصوم شعبان. رواه الطبراني –بسند ضعيف , كما قال المحقق- ورواه غيره وزاد (قالت عائشة: فربما أردت أن أصوم فلم أطق , حتى إذا صام صمت معه) –قال المحقق: لم أقف عليه بهذا اللفظ, لكن معناه مخرج في الصحيحين-.
والنبي صلى الله عليه وسلم عمله ديمة , وكان إذا فاته شيء من نوافله قضاه , كما كان يقضي مافاته من سنن الصلاة , ومافاته من قيام الليل قضاه بالنهار , وكان إذا دخل عليه شعبان وعليه بقية من صيام تطوع لم يصمه = قضاه في شعبان , فكانت عائشة حينئذ تغتنم قضاءه لنوافله فتقضي ماعليها من فرض رمضان حينئذ لفطرها فيه بالحيض , وكانت في غيره من الشهور مشتغلة بالنبي صلى الله عليه وسلم ,فإن المراة لا تصوم وبعلها شاهد إلا بإذنه.
فمن دخل عليه شعبان وقد بقي عليه من نوافل صيامه في العام , استحب له قضاؤها فيه حتى يكمّل نوافل صيامه بين الرمضانين.
ومن كان عليه شيء من قضاء رمضان = وجب عليه قضاؤه مع القدرة , ولا يجوز له تأخيره إلى مابعد رمضان آخر لغير ضرورة.
5) وقيل: أن صيام كالتمرين على صيام رمضان , لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة , بل يكون قد تمرن على الصيام واعتاده , ووجد بصيام شعبان قبله حلاوة الصيام ولذته , فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط.
ولما كان شعبان كالمقدمة لرمضان , شُرع فيه مايشرع في رمضان من الصيام وقراءة القرآن , ليحصل التاهب لتلقي رمضان وترتاض النفوس بذلك على طاعة الرحمن.
· يا من فرط في الأوقات الشريفة وضيعها, وأودعها الأعمال السيئة وبئس ما استودعها!
مضى رجب وما أحسنت فيه وهذا شهر شعبان المبارك
فيا من ضيّع الأوقات جهلا بحُرْمتِها أفِقْ واحْذرْ بوارك
فسوف تفارق اللذات قهرا ويُخلي الموت كَرْها منك دارك
تداركْ ما استطعت من الخطايا بتوبة مخلصٍ واجعل مدارك
على طلب السلامة من جحيم فخيرُ ذوي الجرائمِ من تدارك
· الاختصار من كتاب (لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف) للحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله
· عبدالله الغامدي – كلية الشريعة بالرياض(/)
ما أشمل تعريف لمصطلح: (شيخ الإسلام) ?
ـ[مؤمل عفو الغفور]ــــــــ[16 - Jul-2010, مساء 03:20]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
الإخوة و الأخوات الأفاظل:
أحب أن أسأل عن أشمل و أجود تعريف لمصطلح:
(شيخ الإسلام)
و على من تطلق هذه الصفة من العلماء
وبارك الله فيكم أجمعين.
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[17 - Jul-2010, مساء 07:43]ـ
///هناك كلام ماتع للشيخ العلامة ابن عثيمين-رحمه الله تعالى- في شرحه لكتاب التوحيد ... راجعه وستستفيد منه ولعلك لو راجعت موقع الشيخ على الشبكة ستجد ما تريد ...
ـ[مؤمل عفو الغفور]ــــــــ[18 - Jul-2010, مساء 10:48]ـ
///هناك كلام ماتع للشيخ العلامة ابن عثيمين-رحمه الله تعالى- في شرحه لكتاب التوحيد ... راجعه وستستفيد منه ولعلك لو راجعت موقع الشيخ على الشبكة ستجد ما تريد ...
بارك الله فيك أخي و نفع الله بك(/)
مفهوم الستر من حجاب المرأة المسلمة
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[16 - Jul-2010, مساء 05:22]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من درر كلام شيخنا العلامة أبي عبد المعز محمد علي فركوس العاصمي - أعزه الله تعالى - في دفاعه عن لباس المرأة الإسلامي الذي شرعه الله في كتابه و دعا إليه النبي (ص) نساء المؤمنين - آنذاك - و هن الفاضلات العفيفات السيدات النجيبات - رضي الله عنهن جميعا - و فيه ردّ أيضا على بعض أنصاف الفقهاء الذين يفسدون و لا يصلحون - كشرار الناس عياذا بالله - زعم هذا (النِصْفُ) أن الجلباب الذي تلبسه الملتزمات في يومنا هذا: ليس أنموذجا للحجاب العصري الذي يتصوره هذا (النصف) مجرد لباس يعم غالب البدن دون الشروط الشرعية الثابتة كعدم شفافيته و عدم شبهه بلباس الكوافر و الفاسقات و لا لباس الرجال، وصف للحجاب يبيح للفتاة أن تكون ممن قال فيهم نبيها الكريم (ص):" كاسيات عاريات لا يدخلن الجنة و لا يَرَحْنَ ريحها " و الله المستعان على حوادث الزمان ...
قال السائل:
يقول بعضُ من تصدَّر لإرشادِ النّاسِ في هذه الأيّامِ: إنَّ مفهومَ الحجابِ راجعٌ إلى العُرفِ، والمقصودُ منه تحقيقُ السِّترِ، وعلى هذا، فإنَّ الجلبابَ أوِ الثّوبَ الذي يستوعب جميعَ البدنِ ليس نموذجَ الحجابِ الواجبِ في هذا الزّمانِ، وإنّما فَرَضه عُرْفُ الصّحابةِ، ولسنا مُلْزَمين باتّباعِ أعرافِهم، فلو لَبِسَتِ المرأةُ تَنُّورَةً وقميصًا أو فستانًا أو غيرَ ذلك ممَّا يُعَدُّ ساترًا فإنّها تكون مرتديةً للحجابِ الذي أوجبه اللهُ فما مدى صِحَّةِ هذا الكلامِ؟
فأجاب شيخنا - في كلمته الشهرية لشهر شعبان -:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فقد اعتمد صاحبُ المقالةِ في تأسيسِ مفهومِ الحجابِ على السِّترِ المطلقِ وربَطه بعُرْفِ الصّحابةِ رضي الله عنهم، وهذه النّظرةُ التّأسيسيّةُ لا تنتهض للاستدلالِ من جهتين:
الأولى: أنَّ المفهومَ الشّرعيَّ للسّترِ المتوخَّى من وراءِ فرضِ الحجابِ إنّما هو السِّترُ المقيَّدُ بجملةٍ منَ الشّروطِ اللاّزمةِ له، مستوحاةً من نصوصِ الكتابِ والسُّنَّةِ حتّى تُضْفِيَ على لباسِ المرأةِ المسلمةِ الصّفةَ الشّرعيّةَ المطلوبةَ، فمِنَ الشّروطِ الشّرعيّةِ التي ينبغي مراعاتُها في لباسِ المرأةِ ما يأتي:
- أن يستوعبَ اللّباسُ جميعَ ما هو عورةٌ من بدنِها فتسترُه عنِ الأجانبِ، ولذلك سُمِّيَ حجابًا لأنّه يحجب شخْصَه أو عيْنَه عنِ الأجانبِ (1 ( http://java******:AppendPopup%28this, %27pjdefOutline_1%27%29))، وأمَّا محارمُها فلا تكشف المرأةُ لهم سوى مواضعِ الزّينةِ. والاستيعابُ يشمَل:
* الخمارَ الذي تُغَطّي به رأسَها وعُنُقَهَا وأُذُنيها وصدْرَها سَدْلاً وإرخاءً وَلَيًّا لقولِه تعالى: ?وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ? [النور: 31].
* الجلبابَ أوِ الرّداءَ أوِ المِلْحفةَ وهو المُلاءة التي تشتمل بها المرأةُ فتلبَسُها فوقَ خِمارِها ودِرعِها أو قميصِها لتغطِّيَ بها جميعَ ما هو عورةٌ من بدنِها من رأسِها إلى قدميها، ويدلُّ عليه قولُه تعالى: ?يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأََزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا? [الأحزاب: 59].
وتفريعًا عليه، فإنَّ المقدارَ الشّرعيَّ لطولِ ثوبِ المرأةِ يُرَاعى فيه حالان: حالُ استحبابٍ وهو يزيد على الكعبين بقدرِ شِبْرٍ، وحالُ جوازٍ بقدرِ ذراعٍ (2. ( http://java******:AppendPopup%28this, %27pjdefOutline_2%27%29))، ويدلُّ عليه حديثُ أمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها أنّها قالت لرسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم حين ذكر الإزارَ: «فَالْمَرْأَةُ يَا رَسُولَ اللهِ؟»، قال: «تُرْخِي شِبْرًا»، فقالت أمُّ سلمةَ: «إِذَنْ يَنْكَشِفُ عَنْهَا»، قال: «فَذِرَاعًا لاَ تزِيدُ عَلَيْهِ» (3 ( http://java******:AppendPopup%28this, %27pjdefOutline_3%27%29)).
(يُتْبَعُ)
(/)
- أن يكونَ اللّباسُ واسعًا فضفاضًا لئلاًّ يَصِفَ شيئًا من بدنِها، ذلك لأنَّ اللّباسَ الضَّيِّقَ المحجِّمَ لا يحقِّق السَّترَ المطلوبَ شرعًا، فهو يُحدِّد تفاصيلَ الجسمِ ويُبرزه للنّاظرين، وقد ورد النّهيُ الشّرعيُّ عنِ اللّباسِ الضّيِّقِ في حديثِ أسامةَ بنِ زيدٍ رضي الله عنه، قال: «كَسَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قُبْطِيَّةً كَثِيفَةً كَانَتْ مِمَّا أَهْدَى لَهُ دِحْيَةُ الْكَلْبِيُّ، فَكَسَوْتُهَا امْرَأَتِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «مَا لَكَ لاَ تَلْبَسُ القُبْطِيَّةَ؟» فَقُلْتُ: «يَا رَسُولَ اللهِ! كَسَوْتُهَا امْرَأَتِي»، فَقَالَ: «مُرْهَا أَنْ تَجْعَلَ تَحْتَهَا غِلاَلَةً (4 ( http://java******:AppendPopup%28this, %27pjdefOutline_4%27%29))، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ تَصِفَ حَجْمَ عِظَامِهَا» (5 ( http://java******:AppendPopup%28this, %27pjdefOutline_5%27%29))، والمعلومُ أنَّ الثّوبَ ولو كان كثيفًا فلا تمنع كثافتُه من وصفِ حجمِ الجسدِ أو أعضائِه ما دام ضَيِّقًا.
- أن يكونَ اللّباسُ كثيفًا غيرَ شفَّافٍ لئلاَّ يصِفَ لونَ بَشَرةِ المرأةِ، فقَدْ ورد النّهيُ عنه في حديثِ أبي هريرةَ رضي الله عنه مرفوعًا: «صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا: قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ البَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ، وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلاَتٌ مَائِلاَتٌ رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ، لاَ يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلاَ يَجِدْنَ رِيحَهَا» (6 ( http://java******:AppendPopup%28this, %27pjdefOutline_6%27%29)).
ففي الحديثِ دلالةٌ ظاهرةٌ على تحريمِ لُبْسِ الثّوبِ الرّقيقِ الذي يَشِفُّ ويَصِفُ لونَ بدنِ المرأةِ، قال ابنُ عبدِ البرِّ -رحمه الله-: «أراد (النّساءَ) اللّواتي يَلْبَسْنَ مِنَ الثّيابِ الشّيءَ الخفيفَ الذي يصِفُ ولا يستر، فهنَّ كاسياتٌ بالاسمِ عارياتٌ في الحقيقةِ» (7 ( http://java******:AppendPopup%28this, %27pjdefOutline_7%27%29)). وقال ابنُ تيميّةَ -رحمه الله-: «وقد فُسِّرَ قوله: «كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ» بأنْ تكتسِيَ ما لا يسترها، فهي كاسيةٌ وهي في الحقيقةِ عاريةٌ، مثلَ مَنْ تكتسي الثّوبَ الرّقيقَ الذي يصِفُ بَشَرَتَها، أو الثّوبَ الضّيِّقَ الذي يُبْدي تقاطيعَ خَلْقِها مثلَ عَجِيزَتِها وساعدِها ونحوِ ذلك، وإنّما كسوةُ المرأةِ ما يسترها فلا يُبْدي جسمَها ولا حجمَ أعضائِها لكونِه كثيفًا واسعًا» (8. ( http://java******:AppendPopup%28this, %27pjdefOutline_8%27%29)).
- وأن لا يكونَ لباسُ المرأةِ لباسَ شهرةٍ سواء بالنّفيسِ أو الخسيسِ لقولِه صلّى الله عليه وآله وسلّم: «مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ أَلْبَسَهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ ثَوْبًا مِثْلَهُ، ثُمَّ تُلْهَبُ فِيهِ النَّارُ» (9 ( http://java******:AppendPopup%28this, %27pjdefOutline_9%27%29)). قال ابن تيميّةَ -رحمه الله-: «وتُكْرَهُ الشُّهرةُ من الثّيابِ، وهو المترفِّعُ الخارجُ عن العادةِ والمنخفِضُ الخارجُ عن العادةِ، فإنَّ السّلفَ كانوا يكرهون الشّهرتين: المترفِّعَ والمنخفِضَ، وفي الحديث: «مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ أَلْبَسَهُ اللهُ ثَوْبَ مَذَلَّةٍ» (10 ( http://java******:AppendPopup%28this, %27pjdefOutline_10%27%29))، وخيارُ الأمورِ أوساطُها» (11 ( http://java******:AppendPopup%28this, %27pjdefOutline_11%27%29)).
- ومن هذا القبيلِ -أيضًا- ألاَّ يكونَ لباسُ المرأةِ زينةً تَلْفِتُ الأنظارَ وتَجْلِبُ الانتباهَ سواء في هيئةِ لباسِها أوِ الألوانِ الفاتحةِ أو البرَّاقةِ اللاّمعةِ، أو المادّةِ المصنوعِ منها، أو النّقوشِ والوشيِ التي عليه، تفاديًا أن تكونَ من المتبرِّجاتِ بزينةٍ. قال الألوسيُّ -رحمه الله-: «ثمَّ اعلمْ أنَّ عندي ممَّا يُلْحَقُ بالزّينةِ المنهيِّ عن إبدائِها ما يلبَسه أكثرُ مُتْرَفَاتِ النّساءِ في زمانِنا فوق ثيابِهنَّ ويتستَّرْنَ به إذا خرجْنَ من بيوتِهنَّ، وهو غطاءٌ منسوجٌ من حريرٍ ذي عدّةِ ألوانٍ، وفيه من النّقوشِ الذّهبيّةِ أو الفضيّةِ ما يَبْهَرُ العيونَ، وأرى أنّ تمكينَ أزواجِهنَّ
(يُتْبَعُ)
(/)
ونحوِهم لهنَّ من الخروجِ بذلك ومَشْيِهنّ به بين الأجانبِ من قِلَّةِ الغَيْرَةِ، وقد عمَّتْ البلوى بذلك» (12 ( http://java******:AppendPopup%28this, %27pjdefOutline_12%27%29)).
- أن لا يكونَ اللّباسُ شبيهًا بلباسِ الرّجلِ فقَدْ: «لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ الْمُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ وَالْمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ» (13 ( http://java******:AppendPopup%28this, %27pjdefOutline_13%27%29))، كما «لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ الرَّجُلَ يَلْبَسُ لِبْسَةَ المَرْأَةِ وَالمَرْأَةَ تَلْبَسَ لِبْسَةَ الرَّجُلِ» (14 ( http://java******:AppendPopup%28this, %27pjdefOutline_14%27%29))، و «لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ الرَّجُلَةَ مِنَ النِّسَاءِ» (15 ( http://java******:AppendPopup%28this, %27pjdefOutline_15%27%29)). والمقصودُ بالتّشبُّهِ المنهيِّ عنه بين الرّجالِ والنّساءِ التّشبُّهُ في اللّباسِ والزّينةِ والكلامِ والمشيِ، وهو حرامٌ للقاصدِ المختارِ قولاً واحدًا. قال ابنُ حجرٍ -رحمه الله-: «وتَشَبُّهُ النّساءِ بالرّجالِ والرّجالِ بالنّساءِ مِنْ قاصدٍ مختارٍ حرامٌ اتّفاقًا» (16 ( http://java******:AppendPopup%28this, %27pjdefOutline_16%27%29)).
- أن لا يكونَ اللّباسُ شبيهًا بلباسِ أهلِ الكفرِ وأزيائِهم وعاداتِهم لقولِه صلّى الله عليه وآله وسلّم: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» (17 ( http://java******:AppendPopup%28this, %27pjdefOutline_17%27%29)).
ولا يخفى أنَّ جملةَ شروطِ لباسِ المرأةِ وضوابطِه أُخِذَ من نصوصٍ شرعيّةٍ صحيحةٍ تُفْصِحُ عن حقيقةِ السّترِ المطلوبِ شرعًا، وإطلاقُ مفهومِ السّترِ من غيرِ ملاحظةٍ لهذه الشّروطِ خطأٌ بَيِّنٌ ظاهرُ الفسادِ.
الثانية: أنّ ربْطَ صاحبِ المقالةِ مفهومَ الحجابِ بعُرْفِ الصّحابةِ رضي الله عنهم يحتاج إلى تفصيلٍ: فإنْ كان مقصودُه أنَّ هذا اللّباسَ -ممَّا اعتاده الصّحابةُ رضي الله عنهم في ألبستِهم وأزيائِهم وعادتِهم- لا يُوجَدُ في نفيِه ولا في إثباتِه دليلٌ شرعيٌّ كما هو شأنُ العرفِ في الاصطلاحِ فلا شكَّ في بطلانِ هذا القولِ، يردُّه ما تقدَّم بيانُه مِنَ النّصوصِ الشّرعيّةِ والإجماعِ وعملِ الصّحابةِ رضي الله عنهم، فقَدْ ذكرتْ أمُّ سلمةَ رضي الله عنها أنّه: «لَمَّا نَزَلَتْ ?يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلاَبِيبِهِنَّ? [الأحزاب: 59]، خَرَجَتْ نِسَاءُ الأَنْصَارِ كَأَنَّ عَلَى رُؤُوسِهِنَّ الْغِرْبَانَ مِنَ الأَكْسِيَةِ» (18 ( http://java******:AppendPopup%28this, %27pjdefOutline_18%27%29))، وقالتْ عائشةُ رضي الله عنها: «يَرْحَمُ اللهُ نِسَاءَ الْمُهَاجِرَاتِ الأُوَلِ، لَمَّا أنزل اللهُ: ?وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ? [النور: 31]، شَقَقْنَ مُرُوطَهُنَّ فَاخْتَمَرْنَ بها» (19 ( http://java******:AppendPopup%28this, %27pjdefOutline_19%27%29))، وهذا وغيرُه يدلُّ على أنّهم كانوا في عوائدَ جاريةٍ فانقلبوا -استجابةً لنداءِ الشّرعِ- إلى عوائدَ شرعيّةٍ.
أمَّا إنْ كان مقصودُه أنَّ مفهومَ الحجابِ فَرَضَه عُرْفُ الصّحابةِ رضي الله عنهم مِنْ مُنْطَلَقِ عوائدَ شرعيّةٍ أقرَّها الدّليلُ الشّرعيُّ الصّحيحُ فهذا حقٌّ، لكنْ يجب اتّباعُه في وصْفِه وشرْطِه.
والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
الجزائر في: 12 ربيع الثاني 1431ه
الموافق ل: 28 مارس 2010م
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
1 - «التّعريفات الفقهيّة» للبركتي: (76).
2 - «فتح الباري» لابن حجر: (10/ 259).
3 - أخرجه أبو داود في «اللّباس»، باب في قدر الذّيل: (4117)، والنّسائيّ في «الزّينة»، باب ذيول النّساء: (5339)، وابن ماجه في «اللّباس»، باب ذيل المرأة كم يكون: (3580)، وأحمد في «مسنده»: (6/ 293)، من حديث أمّ سلمة رضي الله عنها، والحديث صحّحه الألبانيّ في «السّلسلة الصّحيحة»: (1/ 227).
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - الغلالة: شعار يُلْبَسُ تحت الثّوبِ وتحت الدّرع أيضًا. [«مختار الصّحاح» للرّازيّ: (479)].
5 - أخرجه أحمد في «مسنده»: (5/ 205)، والبيهقيّ في «السّنن الكبرى»: (2/ 234)، من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه. قال الهيثميّ في «مجمع الزّوائد» (5/ 240): «فيه عبد الله بن محمد بن عقيل، وحديثه حسن وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات»، وحسّنه الألبانيّ في «جلباب المرأة المسلمة»: (131).
6 - أخرجه مسلم: (2/ 1021) في «اللّباس والزّينة» رقم (2128)، وأحمد في «مسنده»: (2/ 355)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
7 - «التّمهيد» لابن عبد البرّ: (13/ 204).
8 - «مجموع الفتاوى» لابن تيميّة: (22/ 146).
9 - أخرجه أبو داود في «اللّباس» باب في لبس الشّهرة: (4029)، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما. والحديث حسّنه الألباني في «صحيح الجامع» (6526).
10 - أخرجه أبو داود: (4030)، وابن ماجه في «اللّباس» باب مَنْ لَبِسَ شهرة من الثّياب: (3606)، وأحمد في «مسنده»: (2/ 92). والحديث حسّنه السّخاويّ في «المقاصد الحسنة»: (427)، والألبانيّ في «جلباب المرأة المسلمة»: (213).
11 - «مجموع الفتاوى» لابن تيميّة: (22/ 138).
12 - «روح المعاني» للألوسيّ: (18/ 146).
13 - أخرجه البخاريّ كتاب «اللّباس»، باب المتشبّهون بالنّساء والمتشبّهات بالرّجال: (3/ 194)، من حديث ابن عبّاس رضي الله عنهما.
14 - أخرجه أبو داود كتاب «اللّباس» باب لباس النّساء: (4098)، وأحمد: (2/ 325)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. والحديث صحّحه الألبانيّ في «صحيح الجامع»: (5095).
15 - أخرجه أبو داود في «اللّباس» باب لباس النّساء: (4099)، من حديث عائشة رضي الله عنها. والحديث صحّحه الألبانيّ في «صحيح الجامع»: (5096).
16 - «فتح الباري» لابن حجر: (9/ 336).
17 - أخرجه أبو داود كتاب «اللّباس»، باب في لباس الشّهرة: (4033)، وأحمد في «مسنده»: (2/ 50)، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما. والحديث صحّحه العراقيّ في «تخريج الإحياء»: (1/ 359)، وحسّنه ابن حجر في «فتح الباري» (10/ 288)، والألبانيّ في «الإرواء»: (5/ 109).
18 - أخرجه أبو داود كتاب «اللّباس»، باب في قول الله تعالى ?يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلاَبِيبِهِنَّ?: (4101)، من حديث أمّ سلمة رضي الله عنها. والحديث صحّحه الألبانيّ في «غاية المرام»: (282).
19 - أخرجه البخاريّ في «التّفسير» باب ?وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ? (2/ 561)، من حديث عائشة رضي الله عنها.
ـ[أفكار]ــــــــ[18 - Jul-2010, صباحاً 09:55]ـ
السلام عليكم شكرا لموضوعكم الذي أوضح لنا بالأدلة القاطعة مفهوم الحجاب وجزاكم الله خير الجزاء
ـ[عائشة س ب ع]ــــــــ[21 - Jul-2010, مساء 10:43]ـ
ما رأيكم في التي تضع الجوارب والقفازات وتغطي وجهها كله باللون الأسود؟ هل هذا ما دعا اليه الاسلام؟
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[23 - Jul-2010, مساء 07:38]ـ
لا يختلفون في جوازه أي: تغطية الكفية و الوجه بالسواد، أما أنه واجب و فريضة على نساء المسلمين تغطية هذه المواضع فلا، بل مضى عمل سيدات هذه الأمة المكرمة: نساء الصحابة و التابعين على كشف هذه المواضع و هو شيء معروف للناظر في التاريخ الإسلامي.
و بالله التوفيق،،،
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[23 - Jul-2010, مساء 08:00]ـ
لا يختلفون في جوازه أي: تغطية الكفية و الوجه بالسواد، أما أنه واجب و فريضة على نساء المسلمين تغطية هذه المواضع فلا، بل مضى عمل سيدات هذه الأمة المكرمة: نساء الصحابة و التابعين على كشف هذه المواضع و هو شيء معروف للناظر في التاريخ الإسلامي.
و بالله التوفيق،،،
عن عائشة رضي الله عنها قالت: رحم الله تعالى نساء الأنصار، لما نزلت: (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك) الآية شَقَقن مُرُوطهن، فاعتجرن بها، فصَلَّين خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما على رءوسهن الغربان. رواه ابن مردويه.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: يرحم الله نساء المهاجرات الأول، لما أنزل الله (وليضربن بخمرهن على جيوبهن) شققن مروطهن فاختمرن بها. رواه البخاري في صحيحه.
والاعتجار: هو الاختمار، فمعنى: فاعتجرن بها، واختمرن بها: أي غطين وجوههن.
وقال الشيخ بكر أبو زيد في حراسة الفضيلة:
الوجه الأول: لما نزلت هذه الآية -آية الحجاب- حجب النبي صلى الله عليه وسلم نساءه، وحجب الصحابة نساءهم، بستر وجوههن وسائر البدن والزينة المكتسبة، واستمر ذلك في عمل نساء المؤمنين، هذا إجماع عملي دال على عموم حكم الآية لجميع نساء المؤمنين.
و قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله تعالى - في " الفتح ": (9/ 224): لم تزل عادة النساء قديما وحديثا أن يسترن وجوههن عن الأجانب " انتهى.
فمعلوم أن النساء إستمررن على تغطية النساء وجوههن وما عرف أن النساء كشفن وجوههن إلا بعد دخول الإحتلال الصليبي لدول المسلمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[23 - Jul-2010, مساء 08:03]ـ
ما رأيكم في التي تضع الجوارب والقفازات وتغطي وجهها كله باللون الأسود؟ هل هذا ما دعا اليه الاسلام؟
أجمع العلماء على جوازه - مع إختلافهم بين الإستحباب والوجوب- ولا عبرة لمن يقول أنه عادة جاهلية وبدعة وغيرها من التهرات.
ـ[أبو عبد المهيمن السلفي]ــــــــ[23 - Jul-2010, مساء 08:13]ـ
جزاك الله خيرا كثيرا عبد الرحمن التونسي وأنصح أخونا الصياد عدم التسرع في اصدار مثل هذه الاحكام والانسان يدوا دائما لما هو أحسن بغض النظر عن الصواب والخطأ فمسألة ستر الوجه مشروع بالإجماع ولم يخاف فيها لا بعض الناس من الشيعة وأعداء الاسلام ووقع الاختلاف في الوجوب والسنية والله أعلم.*
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[23 - Jul-2010, مساء 09:42]ـ
أجمع العلماء على جوازه - مع إختلافهم بين الإستحباب والوجوب- ولا عبرة لمن يقول أنه عادة جاهلية وبدعة وغيرها من التهرات.
بوركت يا أخانا التونسي،،
أما قول أخينا أبي عبد المهيمن السلفي إن الاعتجار هو الاختمار و الاختمار هو تغطية الوجوه فمن أين له هذه النتيجة؟ بل الاعتجار في اللغة هو تغطية الرأس كما في الصحاح و التاج، و بنحوه الاختمار، و معروف أن الخمار هو ما تغطي به المرأة رأسها لا غير، و أسأله سؤالا: هل يسمى النقاب خمارا؟
و أما الضرب بالخُمُر على الجيوب فهو إسدالها على الصدور و الجيب هو فتحة اللباس في صدر المرأة فيجب عليها تغطيته و إسدال خمارها عليه، اما قول الشيخ الفقيه الإمام اللغوي بكر بن عبد الله - عليه رحمة الله - بأن ستر نساء الصحابة كان بستر الوجوه فأين دليله؟
بوركتم جميعًا؟
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[23 - Jul-2010, مساء 10:17]ـ
بوركت يا أخانا التونسي،،
أما قول أخينا أبي عبد المهيمن السلفي إن الاعتجار هو الاختمار و الاختمار هو تغطية الوجوه فمن أين له هذه النتيجة؟ بل الاعتجار في اللغة هو تغطية الرأس كما في الصحاح و التاج، و بنحوه الاختمار، و معروف أن الخمار هو ما تغطي به المرأة رأسها لا غير، و أسأله سؤالا: هل يسمى النقاب خمارا؟
و أما الضرب بالخُمُر على الجيوب فهو إسدالها على الصدور و الجيب هو فتحة اللباس في صدر المرأة فيجب عليها تغطيته و إسدال خمارها عليه، اما قول الشيخ الفقيه الإمام اللغوي بكر بن عبد الله - عليه رحمة الله - بأن ستر نساء الصحابة كان بستر الوجوه فأين دليله؟
بوركتم جميعًا؟
القول أنا نقلته عن الشيخ بكر حفظه الله
ومما يدل على أن قصد عائشة رضي الله عنها بالإختمار هو تغطية الوجه أنها هي نفسها قالت في قصة الإفك لما رأت صفوان بن المعطل " فأقبل عليَّ فعرفني حين رآني وكان قد رآني قبل أن يفرض الحجاب فاستيقظت باسترجاعه حين رآني، قالت: فلما صحوت خمرت وجهي بجلبابي"
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[30 - Jul-2010, مساء 04:56]ـ
هذا فعل السيدة عائشة رضي الله عنها و أرضاها، و هو حق أكيد و لكن ليس حجة في الإيجاب ...
ـ[عبدلية تميمية]ــــــــ[02 - Aug-2010, صباحاً 08:18]ـ
القول أنا نقلته عن الشيخ بكر حفظه الله
ومما يدل على أن قصد عائشة رضي الله عنها بالإختمار هو تغطية الوجه أنها هي نفسها قالت في قصة الإفك لما رأت صفوان بن المعطل " فأقبل عليَّ فعرفني حين رآني وكان قد رآني قبل أن يفرض الحجاب فاستيقظت باسترجاعه حين رآني، قالت: فلما صحوت خمرت وجهي بجلبابي"
أخي الفاضل ليس دليلا هذا على أن الخمار تغطية الوجه
فالعبارة كمن يقول: فخمرت وجهي بشماغي فهل الشماغ للوجه
الخمار في اللغة تغطية الرأس لا الوجه
بالمناسبة: لماذا لا نرى هذه التسميات بدلا من الحجاب؟
لماذا لا نقول جلباب وخمار بدلا من حجاب وعباءة!!
فحجاب وعباءة لم ترد لا في القرآن ولا في السنة!
لماذا نغيّر المسمّيات؟
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[02 - Aug-2010, صباحاً 10:32]ـ
قال الشيخ بكر أبو زيد حفظه الله في حراسة الفضيلة:
الخمار: مفرد جمعه: خُمُر، ويدور معناه على: السَّتر والتغطية، وهو: ما تغطي به المرأة رأسها ووجها وعنقها وجيبها.
فكل شيءٍ غطَّيْتَه وستَرْتَهُ فقد خَمَّرته.
ومنه الحديث المشهور: (خمِّروا آنيتكم) أي: غطُّوا فُوَّهتها ووجهها.
ومنه قول النميري: يُخَمِّرنَ أطرافَ البَنَان من التُّقى ** ويَخْرجُنَ جنح اللَّيل معتجرات. إنتهى
أما قولكم "فحجاب وعباءة لم ترد لا في القرآن ولا في السنة! "
العباءة ما أعلمه ورد في الكتاب والسنة وأما الحجاب فقد ورد وعجبت من قولكم هذا
قال تعالى http://audio.islamweb.net/audio/s
السؤال
oos.gif وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعَاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ http://audio.islamweb.net/audio/e
السؤال
oos.gif[ الأحزاب:53]
قال الشيخ بكر رحمه الله
الحجاب: مصدر يدور معناه لغة على: السَّتر والحيلولة والمنع. وحجاب المرأة شرعًا: هو ستر المرأة جميع بدنها وزينتها، بما يمنع الأجانب عنها من رؤية شيء من بدنها أو زينتها التي تتزين بها، ويكون استتارها باللباس وبالبيوت. إنتهى
أما السنة فقد ورد في الصحيحين أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: يا رسول الله، احجب نساءك. قالت عائشة: فأنزل الله آية الحجاب. وفيهما أيضاً: قال عمر: يا رسول الله، لو أمرتَ أمهات المؤمنين بالحجاب. فأنزل الله آية الحجاب.
وأيضا في قصة الإفك لما قالت عائشةرضي الله عنها عن صفوان رضي الله عنه " و كان قد رآني قبل أن يفرض الحجاب".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد المهيمن السلفي]ــــــــ[03 - Aug-2010, مساء 06:02]ـ
أنا لم أقصد الإعتجار والأمور الذين ذكرتهم يا أيها الطيب.
أسأل الله أن تكون دائما طيبا.
ـ[محمد بن صالح السليم]ــــــــ[04 - Aug-2010, صباحاً 12:27]ـ
أذكر من خلال اطلاعي قديما
بأن الألباني استدل على سنية تغطية الوجه بعشرين دليلا
واستدل على إباحة كشف الوجه بخمس أدلة
هذه مقدمة لما أرمي إليه وهو
قول الشيخ حمود التويجري في ثنايا رده على الألباني رحم الله الجميع وأنقله بالمعنى
يقول
"" عجبت من الألباني يستدل بخمسة أدلة لا تثبت ويترك عشرين حديثا من الأحاديث الثابتة التي تدل على عمل الصحابة في تغطية الوجه""
أو قريبا من هذا المعنى
فالعجيب أن الأحاديث في تغطية الوجه كثيرة وهي تدل على تغير عادة عند نساء الصحابة من حالة قبل الحجاب الى حالة بعد الحجاب
فإذا جمعت هذا مع فهم أدلة الوجوب التي قال بها عدد لا يستهان به من العلماء ممن لهم قدرهم ووزنهم بالعلم والربانية
اطمئن قلبك للقول بالوجوب أكثر منه للقول بالاباحة
والله يهدي للصواب
عموما الذي أعرفه أن جميع العلماء يقول بوجوب تغطية الوجه عند الفتنة فأي فتنة بالنظر لوجه شابة جميلة أو إمرأة فيها نضارة الشباب فأين هذا من عمل من يتحمس للقول بالاباحة ويرد على من يقول بالوجوب مع أن حال الناس يستوجب لحملهم على الوجوب أكثر منه عن فتح الباب لهم بالقول بالاباحة والله الهادي للصواب
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[07 - Aug-2010, مساء 05:57]ـ
ليس حمل الناس على وجوب أو إباحة أو تحريم مما يُتشَهَّى و يؤخذ بطيب النفس، و لكنه بالبرهان الصحيح القاطع للدعاوى لا غيرُ، و ليس في الأدلة الصحيحة ما يدل على إيجاب تغطية الوجه - و إن كان في جملة منها أنه عمل السالفات فإظهار الوجه أيضا من عمل السالفات - رضي الله عنهن جميعا - و عمل الناس ليس بحجة في ندْب فكيف في فرض؟
و كثير مما يقال في هذا الموضع مكرر، غير أن بعض الإخوة نزع إلى مأخذ آخر و هو: كثرة الأدلة في حكم كذا و قلتها في حكم كذا! و هذا عجبٌ ما شئتَ! لأن حكم الله تعالى يثبت بخبر الواحد الثقة المتصل سنده كذلك إلى النبي عليه السلام، فلا يجوز أن يطرح مقتضاه إلا بناسخ يقيني مبطل لحكم الأول، و ما عداه من الاختلاف بين ظواهر الأدلة الصحيحة فإنما يقوَّم بالجمع حسب نوع التعارض و آلة المجتهد ...
و مثال ذلك: أن السحور قد وردت فيه كثير من الأحاديث الدالة على الوجوب و لكن جماهير أهل العلم إنما قالوا باستحبابه و تفضيله فحسبُ ... - من باب التمثيل فقط -،
ـ[محمد بن صالح السليم]ــــــــ[11 - Aug-2010, صباحاً 05:27]ـ
قلت ""و ليس في الأدلة الصحيحة ما يدل على إيجاب تغطية الوجه""
هذا عندك وإلا نتيجة تخطيء فيها كل من يرى وجوبا في تلك الأدلة؟(/)
فصلٌ: في الحثِّ على التزويج
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[16 - Jul-2010, مساء 05:37]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
/// قال الإمام أبو بكر أحمد بن محمد المروزي - رحمه الله -:
= {وسمعتُ أبا عبد الله يقول: (ليس للمرأة خير من الرجل، ولا للرجل خير من المرأة، قال طاووس: المرأة شطر دين الرجل).
سمعت أبا عبد الله يقول: (ليس العزوبة من أمر الاسلام في شيء؛ النبي (ص) تزوج أربعة عشر، ومات عن تسع) ثم قال: (لو كان بشر بن الحارث تزوج لكان قد تم أمره كله، لو ترك الناس النكاح لم يغزوا ولم يحجوا ولم يكن كذا ولم يكن كذا).
فقال: (كان النبي [(ص)] يصبح وما عندهم شيء ويمسي وما عندهم شيء، ومات عن تسع وكان يختار النكاح ويحث عليه).
وسمعت أبا عبد الله يقول: (نهى النبي (ص) عن التبتل فمن رغب عن فعل النبي (ص) فهو على غير الحق، ومن رَغِبَ عن فعل أصحاب النبي رضي الله عنهم والمهاجرين والأنصار فليس هو من الدين في شيء!. قال النبي (ص): «إني مكاثر بكم الأمم» ويَعقوبُ [عليه السلام] في حُزنِه قد تزوج وولد له.
والنبي (ص) قال: «حبب إليَّ النساء».
وأصحاب الرسول تزوجوا).
قلتُ: إنهم يقولون قد ضاق عليهم الكسبُ من وجهه.
فقال: (إن النبي (ص) قد زَوّجَ على خاتم لمن ليس عنده شيءٌ).
قلتُ: وعلى سورَةٍ. قالَ: (دع هذا). قلتُ: أَو ليسَ هو صحيحًا؟ قال: (دعهُ إذا نهيتك عن شيء فانتهِ، ينبغي أن يتزوجَ الرجلُ، فإن كان عنده أنفق عليها، وان لم يكن عنده صبَرَ).
قلتُ: أنتم تقولون لي إن لم أجد ما أُنفق أُطلّق، وقع لي عمل، وكان مهرها ألف درهم وليس عندي شيء!.
فضحك، ثم قال: (تزوج على خمسة دراهم؛ ابن المسيب زوج ابنتَه على درهمين).
قلت: لا يرضى أهلُ بيتي أن أتزوج على خمسة دراهم.
قال: (ها! جئتني بأمر الدنيا، فهذا شيءٌ آخر).
قلتُ: إن إبراهيم ابن ادهم يُحكى عنه أنه قال لروعة: صاحب عيال ... فما قدرت أن أتِمّ الحديثَ حتى صاح بي، وقال: (وقعنا في بنيات الطريق، انظر - عافاك الله - ما كان عليه محمد [(ص)] وأصحابه).
قلت لأبي عبد الله: إن الفضيل يروي عنه أنه قالَ: لا يزال الرجل في قلوبنا حتى اذا اجتمع على مائدته جماعة زل عن قلوبنا؟. قال: (دعني من بنيات الطريق، العلم هكذا يؤخذ؟!، انظر - عافاك الله - ما كان عليه محمد [(ص)] وأصحابه)، ثم قال: (هو ذا أهل زمانك الصالحون هل تجد فيهم إلا من هو متزوج)؟! ثم قال: (ليتق الله العبد ولا يُطعِمهم الا طَيِّبًا، لبُكاء الصبي بين يدي أبيه متسخطًا يطلب منه خُبزًا أفضل من كذا وكذا، يراه الله بين يديه)، ثم قال: (هو ذا عبد الوهاب، كن مثل هؤلاء لو ترك الناس التزويج من كان يدفع العدو).
وقال لي أبو عبد الله: (صاحب العيال إذا تسخط ولده بين يديه يطلب منه الشيء أين يَلحقُ به المتعبدُ الأعزبُ)؟!} اهـ.
من كتابه (الورع ص 116 - 119).
---
/// تأملتُ هذا الكلام من الإمام، فوجدت فيه فوائد، منها:
1) الحرصُ على حفظ سنة النبي (ص).
2) الاحتجاجُ بما كان عليه النبيُّ (ص) وأصحابه الكرام، وهذا هو الفقه.
3) أن من رغب عن سنة النبي (ص) وما كان عليه أصحابه فليس على الحق.
4) الإحاطة بأحوال الأنبياء السابقين، وذلك في قوله - رحمه الله -: (ويَعقوبُ في حُزنِه قد تزوج وولد له).
5) الإحاطة بأقوال السلف، وذلك في قوله: (قال طاووس: المرأة شطر دين الرجل).
6) إصلاحٌ وتربيةٌ لحالة اجتماعية تفشو في المجتمعات، وهي قلة ذات اليد، وكيف قالَ - رحمه الله -: (ليتق الله العبد ولا يُطعِمهم الا طَيِّبًا، لبُكاء الصبي بين يدي أبيه متسخطًا يطلب منه خُبزًا أفضل من كذا وكذا، يراه الله بين يديه).
حقًّا: من يتق الله يجعل له مَخرَجًا.
رحمك الله يا أبا عبد الله، كيف لو رأيتَ المُخنّثين (المتسمين بالرجال) زَماننا من الذُّكران، وهم يَبْلَعون الرّبا بَلْعًا وبدون ماءٍ!! لِيتَمتعوا في الإِجازات بالرحَلات العالمية، وليزوروا أغلى الفنادق، وليَشْتَروا من مِتاجرِ الفِرنسيسِ والنّصارى كلَّ ثَمينٍ وَباهظٍ!!.
(يُتْبَعُ)
(/)
7) التربية على الإعراض عن التوغل في الجدل، والاقتصار على المهم في المناظرات، وذلك في أقواله: (وقعنا في بنيات الطريق ... ).
و: (دعني من بنيات الطريق، العلم هكذا يؤخذ؟!، انظر - عافاك الله - ما كان عليه محمد [(ص)] وأصحابه).
و: (ها! جئتني بأمر الدنيا، فهذا شيءٌ آخر).
8) فضل التزويج في الإسلام، وآثار التساهل والتشديد في أمره في مجتماعاتنا، حتى انقلبت علينا العزوبة جحيمًا لا يُطاق!.
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[16 - Jul-2010, مساء 06:25]ـ
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (أكثروا من العيال فإنكم لا تدرون بمن ترزقون).
وقال عمر لأبي الزوائد: (إنما يمنعك من التزوج عجز أو فجور).
وقال ابن عباس: (لا يتم نسك الناسك حتى يتزوج).
وقال الإمام أحمد بن حنبل: (لو كان بشر تزوج لتمّ أمره). ويقصد الإمام بشر بن الحارث أبا نصر المروزي.
وقيل لأحمد: مات بشر، قال: (مات والله وما له نظير، إلا عامر بن قيس، فإنّ عامراً مات ولم يترك شيئاً)، ثم قال أحمد: (لو تزوج).
قال: فوائد النكاح خمسة: الولد، وكسر الشهوة، وتدبير المنزل، وكثرة العشيرة، ومجاهدة النفس بالقيام بهن.
وقال في الإحياء: (الخصال المطيبة للعيش التي لا بدّ من مراعاتها في المرأة ليدوم العقد وتتوفر مقاصده ثمانية: الدين، والخلق، والحسن، وخفة المهر، والولادة، والبكارة، والنسب، وأن لا تكون قرابة بعيدة).
قال ابن القيّم: (محبة النساء من كمال الإنسان، قال ابن عباس: خير هذه الأمة أكثرها نساء) [الداء والدواء:29].
عن طاووس قال: (لا يتمّ نسك الشاب حتى يتزوج) [نزهة الفضلاء].
قالت هند بن عتبة بن ربيعة، أم معاوية بن أب سفيان: (إنما النساء أغلال، فليختر الرجل غلا ليده) [أعلام النساء:5250].
وكان يقال: (البكر كالذرة تطحنها وتعجنها وتخبزها، والثيّب عجالة راكب تمر وسويق) [عيون الأخبار:47].
لقد تزوج الإمام أحمد بن حنبل في اليوم الثاني من وفاة أم ولده عبدالله، وقال: (أكره أن أبيت عزبا!).
وقال الإمام الشافعي: (إن الزواج مباح لأنه قضاء لذة، ونيل شهوة، فهو كالأكل والشرب) [عيون الأخبار:28].
وقالت هند بنت المهلب: (ما رأيت لصالحي النساء وشرارهن خيرا من الحاقهن بمن يسكنّ اليه من الرجال، ولرب مسكون إليه غير طائل والسكن على كلّ حال أوفق) [روضة المحبين].
يقول الغزالي: (ومن بدائع ألطافه أن خلق من الماء بشرا، فجعله نسبا وصهرا، وسلّط على الخلق شهوة اضطرهم بها إلى الحراثة جبرا، واستبقى بها نسلهم إقهارا وقسرا .. وندب إلى النكاح وحثّ عليه استحبابا وأمرا .. فإنّ النكاح معين على الدين، ومهين للشيطان، وحصن، دون عدو الله حصين وسبب للتكثير الذي به مباهاة سيد المرسلين لسائر النبيين .. ).
ـ[عصام الحازمي]ــــــــ[17 - Jul-2010, مساء 04:57]ـ
وكان يقال: (البكر كالذرة تطحنها وتعجنها وتخبزها، والثيّب عجالة راكب تمر وسويق) [عيون الأخبار:47].
(إبتسامة)
/// اعجبتني هذه , فأضحك الله سنَّك!
/// والله يا احبيتي الكرام الزواج في نظري في هذا الزمن أصبح من الضرورات, بسبب كثرة ما يعترض الشاب من الفتن والشهوات,,
/// أسأل الله أن يعصمنا منها وإياكم, وأن يهيئأ لنا العلم النافع والعمل الصالح ..
/// حيل والله بيننا وبين الزواج بسبب غلاء المهور, وكثرة التكاليف ..
/// وما فَقه هؤلاء قول النبي صلى الله عليه وسلم - والحديث عند الترمذي - (أعظم النساء بركةً, أيسرُهنَّ مؤنة).
/// فبالله من يزوجك اليوم بما كان عليه الناس في عهدِ النبوة!!
/// إلى الله المُشتكى ..
/// وأعاننا والله وإياكم على حر جمر العزوبية (إبتسامة)
ـ[السليماني]ــــــــ[30 - Jul-2010, صباحاً 10:47]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[30 - Jul-2010, مساء 12:53]ـ
لا فض الله فاك يا أبا بكر!
فكيف لو رأى أبو عبد الله أولياء زماننا و هم يغلون المهور، و يتعلقون بالدثور، و يؤذون كريماتهم بحبسهنَّ في حبس العنوسة، و يرضون منهنَّ بالعفة المدسوسة، ثم يتركونهنَّ في مسالك التدرج إلى عفن التبرج، اعترافا - بلسان الفعل - منهم أنَّ القِدْرَ تريد أن تتنفس الصُعَداء، و أن الجبين قد عَلَتْهُ الرحضاء و الربضاء، و أن الشرف - حقًّا - في إحصان الأبكار، بما أمر به العليم الجبَّار حيث قال في آية الإسراع:" فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى و ثلاث و رباع "، و ربك يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ...
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[24 - Oct-2010, مساء 07:32]ـ
وللفائدة: وجدت الإمام ابن قيم الجوزية - رحمه الله - نقل هذا النص - بتصرف - في كتابه: [روضة المحبين ونزهة المشتاقين ص313] ط. دار عالم الفوائد.
اللهم ارزق الأخ عصام الحازمي زوجة صالحة مؤمنة قانتة، وارزقه منا بذرية يكونون قرة عين لهما .. وجميع شباب المسلمين ..(/)
شعبان .... شهر يغفل الناس عنه
ـ[محمد جمعة الحلبوسي]ــــــــ[16 - Jul-2010, مساء 09:25]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
http://majles.alukah.net/[IMG]http://www.iraqup.com/up/20100716/865Lt-YUcf_811492228.jpg[/IMG
هلال شعبان
ها قد مضى شهر رجب الأصم،وأهلَّ علينا شهر مبارك، شهرٌ أحبَّه رسول الله صلى الله عليهوسلم، وفضَّله على غيره من الشهور، شهر تُرفع فيه أعمالنا إلى الله , هذا الشهر أيها المسلم كان الصالحون من هذه الأمة يستعدون فيه ويتسابقون فيه على طاعة الله ,وكان يراجع فيه العاصون أنفسهم ,ليتوب الله عليهم، شهر قال عنه رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: (ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان .. ) .. انه شهر شعبان المعظم.
حال النبي (صلى الله عليه وسلم) في شعبان
تعال أخي الكريم لنستمع سوية إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وهي تحدثنا عن حال النبي صلى الله عليهوسلم في شهر شعبان ... روى البخاري ومسلم عن أم المؤمنين عائشة رضيالله عنها قالت: "ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا شهررمضان، وما رأيته في شهر أكثر صيامًا منه في شعبان"، وفي رواية لأبي داود قالت: "كان أحب الشهورإلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصومه شعبان، ثم يصله برمضان"
وروىالترمذي والنسائي عن أُسَامَة بْن زَيْدٍ قَال: قُلتُ: يَا رَسُول اللهِ .. لمْأَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنْ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ، قَال: "ذَلكَ شَهْرٌ يَغْفُل النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَال إِلى رَبِّ العَالمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْيُرْفَعَ عملي وَأَنَا صَائِمٌ"
إن النبي صلى الله عليه وسلم من خلال جوابه لأسامة أراد أن يقول لكل مسلم: يا مسلم لا ينبغي لك أن تغفل عن الله حين يغفل الناس، بل لا بد أن تكون متيقظا لربك سبحانه وتعالى غير غافل ... فأنت المقبل حال فرار الناس، وأنت المتصدق حال بخلهم وحرصهم، وأنت القائم حال نومهم، وأنت الذاكر لله حال بعدهم وغفلتهم، وأنت المحافظ على صلاتك حال إضاعتهم لها.
فليحرص المسلم على عِمارة أوقات غفلة الناس بالطاعة، وهذا ما كان يفعله سلفنا الصالح فلقد كانوا يستحبون إحياء ما بين العشائين بالصلاة، ويقولون: هي ساعة يغفل الناس عن طاعة الله.
حال سلفنا الصالح في شعبان
لو نظرت إلى واقع الصحابة والتابعين (رضي الله عنهم) لرايتهم يستعدون لشعبان كما يستعدون لرمضان، فعن لؤلؤة - مولاة عمار- قال: "كان عمار -رضي الله عنه- يتهيأ لصوم شعبان كما يتهيأ لصوم رمضان."
لقد كانوا يهتمون بهذا الشهر اهتمامًاخاصًّا لِمَا عرفوا من نفحاته وكرماته، فكانوا ينكبُّون على كتاب الله يتلونهويتدارسونه، ولذلك قال سلمةبن كهيل الحضرمي الكوفي التابعي- رحمه الله تعالى- عندما رأى قومه إذا اقبلعليهم شهر شعبان تفرغوا لقراءة القرآن الكريم،: (شهر شعبان شهر القُرَّاء) ... وكان عمرو بن قيس إذا دخل شهر شعبان أغلق حانوته وتفرغ لقراءة القران.
بل كانوا يقولون: شهر رجب هو شهر الزرع، وشهر شعبان هو شهر سقي الزرع، وشهر رمضان هو شهر حصاد الزرع، ومن لم يزرع ويغرس في رجب، ولم يسق في شعبان فكيف يريد أن يحصد في رمضان.
تعال لنتعاهد في شعبان
ها قد مضى رجب فما أنت فاعل في شعبان إن كنت تريد رمضان، هذا حال نبيك وحال سلف الأمة في هذا الشهر المبارك، فما هو موقعك من هذه الأعمال والدرجات ... فتعال معي لنتعاهد على أن نعمر أوقات الغفلة بطاعة الله وبقدر استطاعتنا كما عمروها سفلنا الصالح (رضي الله عنهم) تعال لكي أذكرك بأعمال بسيطة غفل الناس عنها في هذه الأيام، وحثك على تطبيقها في شعبان كي تسهل عليك في رمضان فما شهر شعبان إلا دورة تأهيلية لرمضان، تعالوا لنحافظ على الصيام كما كان يفعله النبي (صلى اللّه عليه وسلم) في شهر شعبان، ونحن لا نريد أن نقول لكم صوموا كل الشهر ولا نصفه، ولكن صم الاثنين والخميس، أو على الأقل صيام الأيام البيض ... ولنحافظ على الصلاة في المسجد، هذا العمل تهاون به الكثير من المسلمين في دنيا اليوم، وليسمع كل من غفل وتهاون وفضل الصلاة في بيته عن المسجد ماذا يقول ابن مسعود صاحب رسول الله (صلى اللّه عليه وسلم): (مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللَّهَ غَدًا مُسْلِمًا فَلْيُحَافِظْ عَلَى هَؤُلاَءِ الصَّلَوَاتِ حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ فَإِنَّ اللَّهَ شَرَعَ لِنَبِيِّكُمْ -صلى الله عليه وسلم- سُنَنَ الْهُدَى وَإِنَّهُنَّ مِنْ سُنَنِ الْهُدَى وَلَوْ أَنَّكُمْ صَلَّيْتُمْ فِى بُيُوتِكُمْ كَمَا يُصَلِّى هَذَا الْمُتَخَلِّفُ في بَيْتِهِ لَتَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ وَلَوْ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ لَضَلَلْتُمْ) .. لنحافظ على قراءة القران لو نصف جزء يوميا،ولنعود أنفسنا على قيام الليل ..
ونهاية أقول لك أخي المسلم وأختي المسلمة:
مضى رجب وما أحسنت فيه ……وهذا شهر شعبان المبارك
فيا من ضيع الأوقات جهلا ……بحرمتها أفق واحذر بوارك
فسوف تفارق اللذات قهرا……ويخلى الموت قهرا منك دارك
تدارك ما استطعت من الخطايا ……بتوبة مخلص واجعل مدارك
على طلب السلامة من جحيم ……فخير ذوي الجرائم من تدارك
نسأل الله العلي القدير أن يتوب علينا وأن يجعلنا من أهل الطاعات وأن يرزقنا الجنة وما يقرب إليها من قول وعمل ويباعدنا عن النار وما يقرب إليها من قول أو عمل ... وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حفص الشافعي]ــــــــ[17 - Jul-2010, صباحاً 03:31]ـ
جزاك ( http://saaid.net/bahoth/130.doc) الله خيرا
ـ[الشرح الممتع]ــــــــ[17 - Jul-2010, صباحاً 06:49]ـ
جزاكم الله خير(/)
كتاب الصلاة من زاد المستقنع للشيخ محمد سعيد رسلان
ـ[أبومليكة]ــــــــ[16 - Jul-2010, مساء 10:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا شرح كتاب الصلاة من كتاب الشرح الممتع على زاد المستقنع للشيخ محمد سعيد رسلان حفظه الله
أسأل الله أن ينفع بها من سمعها وأن يجعل عملنا خالصا لوجهه الكريم إنه على كل شىء قدير وهو حسبنا ونعم الوكيل
1
كتاب الصلاة, وقول المُصَنِّف «تجب على كل مسلم ... » ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2937)
2
قول المُصَنِّف «تجب على كل مسلم مُكَلَّف» إلى قوله «ويَحْرُمُ تأخيرها عن وقتها» ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2938)
3
قول المُصَنِّف «ويَحْرُمُ تأخيرها عن وقتها إلا لناوي الجمع, ولمشتغل بشرطها ... » إلى قوله «ومن جحد وجوبها كفر: مسألة تارك الصلاة وحُكْمُه» ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2939)
4
تتمة أقوال الأئمة في حكم تارك الصلاة ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2940)
5
بداية من «باب الأذان والإقامة» إلى قول المُصَنِّف «يُقَاتَلُ أهل بلد تركوهما» ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2941)
6
من «باب الأذان والإقامة» إلى بيان ألفاظ الأذان, وقول المُصَنِّف «قائلًا بعدهما في أذان الصبح ... » ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2942)
7
قول المُصَنِّف «وهي إحدى عشرة يحدرها» إلى الدعاء بعد الأذان, وقول المُصَنِّف «اللهم رب هذه الدعوة التامة, والصلاة القائمة» ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2943)
8
تتمة «باب الأذان والإقامة» إلى باب شروط الصلاة, وقول المُصَنِّف «ويليه وقت الفجر إلى طلوع الشمس» ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2944)
9
قول المُصَنِّف «وتُدْرَك الصلاة بتكبيرة الإحرام في وقتها» إلى قوله «ومنها: ستر العورة فيجب بما لا يصف البشرة» ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2945)
10
قول المُصَنِّف «وعورة رجل, و ... » إلى قوله «ويكون إمامهم وسطهم» ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2946)
11
قول المُصَنِّف «ويكون إمامهم وسطهم» إلى التصوير والحرير, واستعمال كل منهما, وقول المُصَنِّف «ولضرورة أو حِكَّة» ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2947)
12
قول المُصَنِّف «أو مرض, أو قَمْل, ... » إلى قوله «ولا تصح الصلاة في ..... » ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2948)
13
قول المُصَنِّف «ولا تصح الفريضة في الكعبة ولا فوقها» إلى قوله «ويجتهد العارف بأدلة القبلة لكل صلاة» ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2949)
14
قول المُصَنِّف «ومنها: النية» إلى نهاية باب شروط الصلاة ( http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2950)(/)
(التأمين على دعاء في شريط) اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[17 - Jul-2010, صباحاً 01:22]ـ
(التأمين على دعاء في شريط) اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
التأمين على دعاء في شريط
السؤال الخامس من الفتوى رقم (21675)
س 5: هل إذا سمعت شريطا صدر قبل سنة أو سنتين فيه شيخ يدعو، هل أؤمن على دعائه؟
ج 5: الدعاء والتأمين عليه عبادة، والمشروع هو التأمين على دعاء الداعي الحاضر، أما الدعاء المسجل على الأشرطة فلا يشرع التأمين عليه؛ لأنه ليس هناك شخص يدعو له على الحقيقة.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو: بكر أبوزيد, عضو:صالح الفوزان, عضو: عبدالله بن غديان, الرئيس:عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ.
المجلد رقم 24 كتاب الجامع رقم 1.
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[17 - Jul-2010, صباحاً 02:05]ـ
جزاكم الله خيرا وهذه المسألة إجتهادية فقد أفتى الشيخ إبن جبرين رحمه الله فيها بالجواز وهذا نص الفتوى.
السؤال: ما حكم التأمين خلف دعاء في شريط تسجيل أو في التلفزيون؟
الاجابة: معنى قولك آمين: اللهم استجب فهو سنة بعد كل دعاء تسمعه ولو من إذا شريط أو من تلفاز.
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
http://ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=7167&parent=786(/)
حتى تكون متميزا في رمضان، دونك برنامج قصير جدا وفعال، ابدأ من الآن
ـ[فرحان بن سميح العنزي]ــــــــ[17 - Jul-2010, صباحاً 11:44]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فمن المعلوم المتفق عليه أن الإنسان الذي يمارس العبادة على علم بما يجب لها وبما يجب فيها يستفيد من هذه العبادة الفائدة الكبرى بعد توفيق الله سبحانه وتعالى ويشعر بلذة لعبادته ويتجدد نشاطه فيها ولا يتطرق إليه الفتور غالبا، بخلاف الإنسان الذي تكون عبادته مجرد عادة تمارس بلا روح.
وبما أننا مقبلون على شهر عظيم فيه عبادات متنوعة، أحببت أن أطرح بين أيدكم تجربة شخصية عملت بها من العام الماضي ونفعني الله بها نفعا كبيرا ولله الحمد.
التجربة هي عبارة عن برنامج علمي مكون من 14 مقطعا صوتيا (كل مقطع لا يتجاوز في الغالب نصف ساعة).
ميزة هذا البرنامج أنه يمكن تنفيذه في البيت وعلى الفراش وفي السيارة وفي العمل وفي الطريق.
هذا البرنامج عبارة عن محاضرات للعلامة ابن عثيمين رحمه الله ألقاها عام 1411هـ، وتناول فيها أحكام الصيام والتهجد والزكاة بطريقة لا تكاد تجد ما يضاهيها.
لقد سمعت - بحمد الله- دروس علمية كثيرة وقرأت كتب أكثر فلم أجد أنفع من هذه المجموعة المباركة أسأل الله أن يجعلها في ميزان شيخنا وأن يجزل له المثوبة ويسكنه الفردوس الأعلى من الجنة، وجرب تجد ما وجدت إن شاء الله.
طريقتي (لمن أراد الاستفادة منها): أني وضعت هذه المقاطع القصيرة على جهاز جوالي وذاكرته 8 جيجا، ثم أخذت بالاستماع لهذه الدروس وقت الفراغ إما في طريقي للعمل أو للبيت أو على الفراش أو في أماكن الانتظار.
طلب أخير: برا بشيخنا رحمه الله وتفضلا على أخيكم، من لم يتمكن من الاستفادة من هذه المجموعة فليرسلها إلى غيره فإن الدال على الخير كفاعله.
لتحميل البرنامج تفضل - مأجورا- هنا:
http://www.ibnothaimeen.com/publish/cat_index_220.shtml
أسأل الله أن يسلمنا لرمضان وأن يتسلمه منا متقبلا، وأن يجعلنا هداة مهتدين.
والسلام
ـ[مرثد]ــــــــ[18 - Jul-2010, صباحاً 03:52]ـ
جزيت خيرا
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[18 - Jul-2010, صباحاً 09:00]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[فرحان بن سميح العنزي]ــــــــ[20 - Jul-2010, صباحاً 01:15]ـ
جزيت خيرا
وإياك أخي الكريم ........... وفقك الله
ـ[معلمة لغة عربية]ــــــــ[22 - Jul-2010, صباحاً 01:04]ـ
جزاك الله كل خير اخي الفاضل ..
ونسأل الله ان يكون هذا الموضوع في ميزان حسناتك ومن قرأه
ـ[أم نور الهدى]ــــــــ[10 - Aug-2010, صباحاً 12:48]ـ
جزاكم الله خيرا ..(/)
الامور المعينة على ترك المعاصي
ـ[ابو محمد الجزائري]ــــــــ[17 - Jul-2010, مساء 01:56]ـ
الأمور المعينة على ترك المعاصي
لابن قيم الجوزية -رحمه الله-
أحدهما: إجلال الله تبارك وتعالى أن يعصى وهو يرى ويسمع ومن قام بقلبه مشهد إجلاله لم يطاوعه قلبه لذلك البتة.
الثاني: مشهد محبته سبحانه فيترك معصيته محبة له فإن المحب لمن يحب مطيع وأفضل الترك ترك المحبين كما أن أفضل الطاعة طاعة المحبين فبين ترك المحب وطاعته وترك من يخاف العذاب وطاعته بون بعيد.
الثالث: مشهد النعمة والإحسان فإن الكريم لا يقابل بالإساءة من أحسن إليه وإنما يفعل هذا لئام الناس فليمنعه مشهد إحسان الله تعالى ونعمته عن معصيته حياء منه أن يكون خير الله وإنعامه نازلا اليه ومخالفاته ومعاصيه وقبائحه صاعدة إلى ربه فملك ينزل بهذا وملك يعرج بذاك فأقبح بها من مقابلة.
الرابع: مشهد الغضب والانتقام فإن الرب تعالى إذا تمادى العبد في معصيته غضب وإذا غضب لم يقم لغضبه شيء فضلا عن هذا العبد الضعيف.
الخامس: مشهد الفوات وهو ما يفوته بالمعصية من خير الدنيا والآخرة وما يحدث له بها من كل اسم مذموم عقلا وشرعا وعرفا ويزول عنه من الأسماء الممدوحة شرعا وعقلا وعرفا ويكفي في هذا المشهد مشهد فوات الإيمان الذي أدنى مثقال ذرة منه خير من الدنيا وما فيها أضعافا مضاعفة فكيف أن يبيعه بشهوة تذهب لذاتها وتبقى تبعتها تذهب الشهوة وتبقى الشقوة وقد صح عن النبي أنه قال: "لا يزنى الزانى حين يزنى وهو مؤمن" قال بعض الصحابة ينزع منه الإيمان حتى يبقى على رأسه مثل الظلة فإن تاب رجع اليه وقال بعض التابعين ينزع عنه الإيمان كما ينزع القميص فإن تاب لبسه ولهذا روى عن النبي في الحديث الذى رواه البخارى: "الزناة في التنور عراة" لأنهم تعروا من لباس الإيمان وعاد تنور الشهوة الذى كان في قلوبهم تنورا ظاهرا يحمى عليه في النار.
السادس: مشهد القهر والظفر فان قهر الشهوة والظفر بالشيطان له حلاوة ومسرة وفرحة عند من ذاق ذلك أعظم من الظفر بعدوه من الآدميين وأحلى موقعا وأتم فرحة وأما عاقبته فأحمد عاقبة وهو كعاقبة شرب الدواء النافع الذى أزال داء الجسد وأعاده إلى صحته واعتداله.
السابع: مشهد العوض وهو ما وعد الله سبحانه من تعويض من ترك المحارم لأجله ونهى نفسه عن هواها وليوازنه بين العوض المعوض فأيهما كان أولى بالإيثار اختاره وارتضاه لنفسه.
الثامن: مشهد المعيةوهو نوعان معية عامة ومعية خاصة:
فالعامة اطلاع الرب عليه وكونه بعينه لا تخفي عليه حاله وقد تقدم هذا والمقصود هنا المعية الخاصة كقوله (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) وقوله (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) وقوله (وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) فهذه المعية الخاصة خير وأنفع في دنياه وآخرته ممن فضى وطره ونيل شهوته على التمام من أول عمره إلى آخره فكيف يؤثر عليها لذة منغصة منكدة في مدة يسيرة من العمر انما هى كأحلام نائم أو كظل زائل.
التاسع: مشهد المغافصة والمعاجلة وهو أن يخاف أن يغافصه الأجل فيأخذه الله على غرة فيحال بينه وبين ما يشتهى من لذات الآخرة فيا لها من حسرة ما أمرها وما أصعبها لكن ما يعرفها الا من جربها وفي بعض الكتب القديمة يامن لا يأمن على نفسه طرفة عين ولا يتم له سرور يوم الحذر الحذر.
العاشر: مشهد البلاء والعافية فان البلاء في الحقيقة ليس الا الذنوب وعواقبها والعافية المطلقة هي الطاعات وعواقبها فأهل البلاء هم أهل المعصية وان عوفيت أبدانهم وأهل العافية هم أهل الطاعة وان مرضت أبدانهم وقال بعض أهل العلم في الأثر المروى إذا رأيتم أهل البلاء فاسألوا الله العافية فإن أهل البلاء المبتلون بمعاصى الله والأعراض والغفلة عنه وهذا وإن كان أعظم البلاء فاللفظ يتناول انواع المبتلين في أبدانهم وأديانهم والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
الحادي عشر: أن يعود باعث الدين ودواعيه مصارعة داعى الهوى ومقاومته على التدريج قليلا قليلا حتى يدرك لذة الظفر فتقوى حينئذ همته فإن من ذاق لذة شئ قويت همته في تحصيله والاعتياد لممارسة الأعمال الشاقة تزيد القوى التى تصدر عنها تلك الأعمال ولذلك تجد قوى الحمالين وأرباب الصنائع الشاقة تتزايد بخلاف البزاز والخياط ونحوهما ومن ترك المجاهدة بالكلية ضعف فيه باعث الدين وقوى فيه باعث الشهوة ومتى عود نفسه مخالفة الهوى غلبه متى أراد.
الثانى عشر: كف الباطل عن حديث النفس واذا مرت به الخواطر نفاها ولا يؤويها ويساكنها فإنها تصير أمانى وهى رءوس أموال المفاليس، ومتى ساكن الخواطر صارت أمانى ثم تقوى فتصير هموما ثم تقوى فتصير ارادات ثم تقوى فتصير عزما يقترن به المراد فدفع الخاطر الأول أسهل وأيسر من دفع أثر المقدور بعد وقوعه وترك معاودته.
الثالث عشر: قطع العلائق والأسباب التى تدعوه إلى موافقة الهوى وليس المراد أن لا يكون له هوى بل المراد أن يصرف هواه إلى ما ينفعه ويستعمله في تنفيذ مراد الرب تعالى فإن ذلك يدفع عنه شر استعماله في معاصيه فإن كل شيء من الانسان يستعمله لله فإن الله يقيه شر استعماله لنفسه وللشيطان وما لا يستعمله لله استعمله لنفسه وهواه ولا بد فالعلم ان لم يكن لله كان للنفس والهوى والعمل ان لم يكن لله كان للرياء والنفاق والمال ان لم ينفق في طاعة الله أنفق في طاعة الشيطان والهوى والجاه ان لم يستعمله لله استعمله صاحبه في هواه وحظوظه والقوة ان لم يستعملها في أمر الله استعملته في معصيته فمن عود نفسه العمل لله لم يكن عليه أشق من العمل لغيره ومن عود نفسه العمل لهواه وحظه لم يكن عليه أشق من الاخلاص والعمل لله وهذا في جميع أبواب الأعمال فليس شيء أشق على المنفق لله من الإنفاق لغيره وكذا بالعكس.
الرابع عشر: صرف الفكر إلى عجائب آيات الله التى ندب عباده إلى التفكر فيها وهى آياته المتلوة وآياته المجلوة فإذا استولى ذلك على قلبه دفع عنه محاظرة الشيطان ومحادثته ووسواسه وما أعظم غبن من أمكنه أن لا يزال محاظرا للرحمن وكتابه ورسوله والصحابة فرغب عن ذلك إلى محاظرة الشيطان من الانس والجن فلا غبن بعد هذا الغبن والله المستعان.
الخامس عشر: التفكر في الدنيا وسرعة زوالها وقرب انقضائها فلا يرضى لنفسه ان يتزود منها إلى دار بقائه وخلوده أخس ما فيها وأقله نفعا إلا ساقط الهمة دنيء المروءة ميت القلب فإن حسرته تشتد إذا عاين حقيقة ما تزوده وتبين له عدم نفعه له فكيف اذا كان ترك تزود ما ينفعه إلى زاد يعذب به ويناله بسببه غاية الألم بل اذا تزود ما ينفعه وترك ما هو أنفع منه له كان ذلك حسرة عليه وغبنا.
السادس عشر: تعرضه إلى من القلوب بين أصبعيه وأزمة الأمور بيديه وانتهاء كل شيء اليه على الدوام فلعله أن يصادف أوقات النفحات كما في الأثر المعروف: "ان لله في أيام دهره نفحات فتعرضوا لنفحاته واسألوا الله أن يستر عوراتكم ويؤمن روعاتكم" ولعله في كثرة تعرضه أن يصادف ساعة من الساعات التى لا يسأل الله فيها شيئا الا أعطاه فمن أعطى منشور الدعاء أعطى الاجابة فإنه لو لم يرد اجابته لما ألهمه الدعاء كما قيل:
لو لم ترد نيل ما أرجو وأطلبه ..... من جود كفك ما عودتنى الطلبا
ولا يستوحش من ظاهر الحال فإن الله سبحانه يعامل عبده معاملة من ليس كمثله شيء في أفعاله كما ليس كمثله شيء في صفاته فإنه ما حرمه الا ليعطيه ولا أمرضه الا ليشفيه ولا أفقره الا ليغنيه ولا أماته الا ليحييه وما أخرج أبويه من الجنة الا ليعيدهما اليها على أكمل حال كما قيل:"يا آدم لا تجزع من قولى لك واخرج منها فلك خلقتها وسأعيدك اليها".
فالرب تعالى ينعم على عبده بابتلائه ويعطيه بحرمانه ويصحبه بسقمه فلا يستوحش عبده من حالة تسوؤه أصلا الا اذا كانت تغضبه عليه وتبعده منه.
(يُتْبَعُ)
(/)
السابع عشر: أن يعلم العبد بأن فيه جاذبين متضادين ومحنته بين الجاذبين جاذب يجذبه إلى الرفيق الأعلى من أهل عليين وجاذب يجذبه إلى أسفل سافلين فكلما انقاد مع الجاذب الأعلى صعد درجة حتى ينتهى إلى حيث يليق به من المحل الأعلى وكلما انقاد إلى الجاذب الاسفل نزل درجة حتى ينتهى إلى موضعه من سجين ومتى أراد أن يعلم هل هو مع الرفيق الأعلى أو الأسفل فلينظر أين روحه في هذا العالم فإنها اذا فارقت البدن تكون في الرفيق الأعلى الذى كانت تجذبه اليه في الدنيا فهو أولى بها فالمرء مع من أحب طبعا وعقلا وجزءا وكل مهتم بشئ فهو منجذب اليه وإلى أهله بالطبع وكل امرئ يصبو إلى ما يناسبه وقد قال تعالى (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِه) فالنفوس العلوية تنجذب بذاتها وهمها وأعمالها إلى أعلى والنفوس السافلة إلى أسفل.
الثامن عشر: أن يعلم العبد أن تفريغ المحل شرط لنزول غيث الرحمة وتنقيته من الدغل شرط لكمال الزرع فمتى لم يفرغ المحل لم يصادف غيث الرحمة محلا قابلا ينزل فيه وان فرغه حتى أصابه غيث الرحمة ولكنه لم ينقه من الدغل لم يكن الزرع زرعا كاملا بل ربما غلب الدغل على الزرع فكان الحكم له وهذا كالذى يصلح أرضه ويهيئها لقبول الزرع ويودع فيها البذور وينتظر نزول الغيث فإذا طهر العبد قلبه وفرغه من ارادة السوء وخواطره وبذر فيه بذر الذكر والفكر والمحبة والإخلاص وعرضه لمهاب رياح الرحمة وانتظر نزول غيث الرحمة في أوانه كان جديرا بحصول المغل وكما يقوى الرجاء لنزول الغيث في وقته كذلك يقوى الرجاء لإصابة نفحات الرحمن جل جلاله في الأوقات الفاضلة والأحوال الشريفة ولا سيما اذا اجتمعت الهمم وتساعدت القلوب وعظم الجمع كجمع عرفة وجمع الاستسقاء وجمع أهل الجمعة فإن اجتماع الهمم والأنفاس أسباب نصبها الله تعالى مقتضية لحصول الخير ونزول الرحمة كما نصب سائر الأسباب مقتضية إلى مسبباتها بل هذه الأسباب في حصول الرحمة أقوى من الأسباب الحسية في حصول مسبباتها ولكن العبد بجهله يغلب عليه الشاهد على الغائب الحسن وبظلمه يؤثر ما يحكم به هذا ويقتضيه على ما يحكم به الآخر ويقتضيه ولو فرغ العبد المحل وهيأه وأصلحه لرأى العجائب فإن فضل الله لا يرده الا المانع الذى في العبد فلو زال ذلك المانع لسارع اليه الفضل من كل صوب فتأمل حال نهر عظيم يسقى كل أرض يمر عليها فحصل بينه وبين بعض الأرض المعطشة المجدية سكر وسد كثيف فصاحبها يشكو الجدب والنهر إلى جانب أرضه.
التاسع عشر: أن يعلم العبد أن الله سبحانه خلقه لبقاء لافناء له ولعز لا ذل معه وأمن لا خوف فيه وغناء لا فقر معه ولذة لا ألم معها وكمال لا نقص فيه وأمتحنه في هذه الدار بالبقاء الذى يسرع اليه الفناء والعز الذى يقارنه الذل ويعقبه الذل والأمن الذى معه الخوف وبعده الخوف وكذلك الغناء واللذة والفرح والسرور والنعيم الذى هنا مشوب بضده لأنه يتعقبه ضده وهو سريع الزوال فغلط أكثر الخلق في هذا المقام إذ طلبوا النعيم والبقاء والعز والملك والجاه في غير محله ففاتهم في محله وأكثرهم لم يظفر بماطليه! من ذلك والذى ظفر به انما هو متاع قليل والزوال قريب فإنه سريع الزوال عنه والرسل صلوات الله وسلامه عليهم انما جاءوا بالدعوة إلى النعيم المقيم والملك الكبير فمن أجابهم حصل له ألذ ما في الدنيا وأطيبه فكان عيشه فيها أطيب من عيش الملوك فمن دونهم فإن الزهد في الدنيا ملك حاضر والشيطان يحسد المؤمن عليه أعظم حسد فيحرص كل الحرص على أن لا يصل اليه فإن العبد اذا ملك شهوته وغضبه فانقادا معه لداعى الدين فهو الملك حقا لأن صاحب هذا الملك حر والملك المنقاد لشهوته وغضبه عبد شهوته وغضبه فهو مسخر مملوك في زى مالك يقوده زمام الشهوة والغضب كما يقاد البعير فالمغرور المخدوع يقطع نظره على الملك الظاهر الذى صورته ملك وباطنه رق وعلى الشهوة التى أولها لذة وآخرها حسرة والبصير الموفق يعير نظره من الاوائل إلى الأواخر ومن المبادئ إلى العواقب وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
العشرون: أن لا يغتر العبد باعتقاده أن مجرد العلم بما ذكرنا كاف في حصول المقصود بل لا بد أن يضيف اليه بذل الجهد في استعماله واستفراغ الوسع والطاقة فيه وملاك ذلك الخروج عن العوائد فإنها أعداء الكمال والفلاح فلا أفلح من استمر مع عوائده أبدا ويستعين على الخروج عن العوايد بالهرب عن مظان الفتنة والبعد عنها ما أمكنه وقد
قال النبي: "من سمع بالدجال فلينأ عنه" فما استعين على التخلص من الشر بمثل البعد عن أسبابه ومظانه.
وههنا لطيفة للشيطان لا يتخلص منها إلا حاذق وهى أن يظهر له في مظان الشر بعض شيء من الخير ويدعوه إلى تحصيله فإذا قرب منه ألقاه في الشبكة والله أعلم.
عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين
[/ size](/)
حكم وفوائد ومواعظ ووصايا
ـ[ابو محمد الجزائري]ــــــــ[17 - Jul-2010, مساء 02:04]ـ
حكم وفوائد ومواعظ ووصايا ينبغي الاعتناء بها
أجلُّ السرور رضى الرب جلَّ وعلا وتقدَّس.
أغنى الغنا صحةُ العقيدة والفقه في الدين.
القلوب الفارغة من طاعة الله مُوكلةٌ بالشهوات.
أفضل أمر الدين والدنيا وأشرفه العلم النافع والعمل الصالح والعلم النافع ما جاء عن النبي r.
أفضل ما في الآخرة رضى الله ورؤيته وسماع كلامه.
ومما أوصى به بعضهم ما يل:
لا تمل مع الهوى وحلاوة الدنيا فإنهما يصُدَّانكَ عن الشغل بمعادكَ وتكون كالغريق المشتغل عن التدبير لخلاص نفسه بحملِ بضاعةٍ ثقيلة قد اغتر بحسنها وهي سبب عطبه.
وقال: أبعدوا عن مُخالطة الخونة والفسقة ومُبتغي الملاهي والضلال وأصحاب البدع كالأشاعرة والرافضة والمعتزلة والجهمية والصوفية المنحرفة.
واحذر أن تغترَّ بقول المُغفلين نُخالطُهْمَ لنجذبَهُم إلى الاستقامة وهذا غلط.
أهل البدع والفسقة وأصحاب الملاهي كأصحاب الكورة والتلفاز والفيديو مجالستهم تضر وهم مرضاء عقول.
والصحيح هو الذي يتضرر بمخالطة المريض، وأما المريض فلا يبرأ بمخالطة الصحيح، وقديمًا قيل:
وما ينفع الجرباء قُربُ صحيحةٍ= إليها ولكنَّ الصحيحة تُجْرَبُ
يبقى الصالح صالحًا حتى يُصاحب فاسدًا، فإذا صاحبهُ فسد مثل مياه الأنهار تكونُ حُلوةً عذبةً حتى تُخالِطَ ماء البحر، فإذا خالطته ملُحتْ وامترتْ وفسدتْ.
ولكن الدعاية إلى مخالطة أهل المنكر لجذبهم عنه خِدْعَة من إبليس وأتباعه لِسُخَفَاءِ العُقول.
فكم أوقعوا في هذه الشبكة من مُغفَّل زعم أنه يجذبهم فجذبوه وأغرقوه وبقي في الحسرة والندامة.
وقال: اعلموا واستيقنوا أن تقوى الله سبحانه وتعالى هي الحكمة الكبرى والنعمة العُظمى والسببُ الداعي إلى الخير والفاتح لأبواب الفهم والعقل والخير.
كَيْفَ الرَّحيلُ بلا زادٍ إلى وطن =من لم يكن زادُه التقوى فليس له
ما ينفعُ المرء فيه غيرُ تقواهُ= يوم القيامة عُذْرٌ عند مولاهُ
وقال: استشعروا الحكمة، وابتغوا الديانة، وعودُوا أنفسكم الوقارَ والسكينة، وتحلوا بالآداب الحسنة الجميلة، وتروَّوْا في أموركم، ولا تعجلوا ولاسيما في مُجازاة المُسيء.
واجعلوا خشية الله حشو جنوبكم في الحكم، واحذروا النِّفاق والرياء ولا تُزكوا الخونة ولا تُخونوا الأزكياء.
وقال: إذا جادلكم المخالفُون لكم في الدين بالفضاضَة والغلظة وسُوء القول فلا تقابلوهُم بمثل ذلك، بل قابلُوهُم بالرفقِ واللين واللطف والدلالة والهداية.
قال الله جل وعلا لنبيه r: ] ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِوَالْمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِوَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [.
وقال جلا وعلا وتقدس:] ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَوَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُوَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُواوَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ [.
وقال عز من قائل في صفة أهل العبودية الخاصة:] وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًاوَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا [، وقال:] وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا [، وقال جل وعلا وتقدس:] وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ [، وقال عز من قائل:] وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُوَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَاوَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لاَ نَبْتَغِي الجَاهِلِينَ [.
إذا نطقَ السفيهُ فلا تجبهُ= سَكَتُّ عن السفيهِ فظنَّ أني
فخيرٌ من إجابَتِهِ السُكُوت=عييتُ عن الجواب وما عييتُ
وقال حكيم: أكثروا من الصمت في المحافل ولا تطلقوا ألسنتكم بحضرة المتحفظين عليكم بِمَا عَسَى أن يجعلوه سلاحًا يضربونكم به وأقلوا المراء والهذْر والفضلَ من القول.
واحذروا مصاحبة الأشرار، وأصحاب البدع في الدين، والحساد، والمشتغلين على العداوة والأحقاد والجهال.
وإذا هممتم بالخير فقدموا فعله لئلا يعارضكم سواه فتوقفوا عنه، قال الشاعر:
وإذا هممت بأمر سوءٍ فاتئدْ= وإذا هممت بأمر خير فاعْجَل
وقال: اتفقوا، وتحابوا في الله، وثابروا على الأعمال الصالحة من صيام وصلاة مع الجماعة وزكاة وحج ببصائر صافية ونية نقية صالحة غير متقسمة ولا مشوبة، وتوادوا على طاعة الله عز وجل والتقوى له، واسعوا للخير، وافعلوا له، واجتهدوا فيه، والله أعلم، وصلى الله على محمد وآله وسلم.
إيقاظ أولي الهمم العالية ص 8,9.(/)
اشيرو على في التخصص
ـ[العازمي]ــــــــ[17 - Jul-2010, مساء 04:48]ـ
هام
السلام عليكم
هذه اول مشاركة لي "
انا طالب في كلية الشريعة، ومحتار في اختيار التخصص،ارجو من من كان له دراية ان يشير على وله الدعاء مني.
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[17 - Jul-2010, مساء 05:54]ـ
حياك الله اخي العازمي ونسأل الله لك التوفيق والسداد
ولكن ماهي التخصصات المهيئة اولاً حتى نعرف على ماذا نشير؟
ثم انت ما هو اكثر تخصص قريب إلى قلبك وترى انك تبدع فيه؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[17 - Jul-2010, مساء 06:08]ـ
أخي العزيز .. إنما يختار التخصص أنت
ولا أحد في الناس أعرف بميولك وقدراتك وما يصلح لك من العازمي نفسه
لكن نصيحتي لك إذا تخصصت في شيء ألا ينصرف كل اهتمامك لكتب التخصص الصرف البحت
مهملا بذلك النظر في علوم الشريعة الأخرى فلابد أن يكون تخصصك منطلقا من قاعدة علمية واسعة
وبقدر ما تكون هذه القاعدة أوسع بقدر ما يتحقق الرسوخ في العلم ولا معارضة لهذا مع التخصص
والله أسأل أن يوفقك وينفع بك الأمة
ـ[العازمي]ــــــــ[19 - Jul-2010, صباحاً 01:23]ـ
اشكر الاخوان ماجد العتيبي والاابوالقاسم على النصح والتوجية
ولكم مني الدعاء.(/)
(الأرجوزة الميئية في ذكر حال أشرف البرية) مصححة
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 - Jul-2010, مساء 05:10]ـ
(الأرجوزة الميئية في ذكر حال أشرف البرية)
لابن أبي العز
< نسخة مصححة >
كما وعدتكم فهذه هي النسخة المضبوطة بالشكل من هذه المنظومة النفيسة جدا في السيرة، وقد ضبطتها من رأسي لأنها لم تطبع إلا طبعة وحيدة فيها أغلاط واضحة، وأرجو من أهل العلم والفضل أن يؤدوا حق العلم بالتنبيه على ما أخطأتُ فيه، ورحم الله من أهدى إلي عيوبي.
تتميز هذه المنظومة بأنها محتوية على أهم أحداث السيرة قبل الهجرة وبعد الهجرة، وبأنها سهلة الحفظ عذبة الألفاظ، وبأنها مختصرة تناسب المبتدئ، ولا تحتاج إلى شرح في الأعم الأغلب.
ولم يكن مرادي من ضبطها النشر أو التحقيق، وإنما فعلت ذلك اضطرارًا لحفظها.
أخوكم ومحبكم/ أبو مالك العوضي.
ـ[عصام الحازمي]ــــــــ[17 - Jul-2010, مساء 05:24]ـ
شكر الله لكَ جهودك
وجعل ذلك في ميزان حسناتك ..
أحبكَ الله ورضي عنك وبارك فيك
ـ[فتح البارى]ــــــــ[18 - Jul-2010, صباحاً 11:01]ـ
حفظكم الله أخي الكريم وبارك فيكم.
ـ[طلحة بن عبيد الله]ــــــــ[18 - Jul-2010, صباحاً 11:13]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الكريم و نفع بكم
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[18 - Jul-2010, مساء 12:51]ـ
جزاكُم اللَّهُ خيرًا أبا مالِكٍ.
في المرفقات نسخة من موقع شيخنا عبد الرزاق البدر.
ـ[فتح البارى]ــــــــ[21 - Jul-2010, مساء 07:29]ـ
السلام عليكم أخي الكريم ..
أشعر أن في البيت ثقلا:
16 - وَوِلْدُهُ مِنْهَا خَلاَ إِبْرَاهِيمْ .......... فَالْأَو َّلُ الْقَاسِمُ حَازَ التَّكْرِيمْ
واعذروني فأنا مبتدئ في العروض
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[21 - Jul-2010, مساء 07:31]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفقك الله وسدد خطاك
انظر ما ذكر هنا:
http://www.tafsir.net/vb/t20789.html
المشاركة السابعة وما بعدها.
ـ[أبو سليمان الأسعدي]ــــــــ[21 - Jul-2010, مساء 11:29]ـ
أبا مالك أبدَعْتَ في ضبط نظمها****برفع وإسكان وفتح وبالخفضِ
ووزنٍ فجاءت مثل زهراءَ حرةٍ****حنانيك بعض الخير أحسن من بعضِ
ننتظر المزيد مما هنالك كذلك يا أبا مالك ..
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - Jul-2010, مساء 01:05]ـ
جُزيتَ كثيرَ الخير، لكن جعلتني .......... حياءً -لِمدح لا يناسبني- أُغضِي
فلا تَعتمدْ ما قد ذكرتُ، فلا غنى ........... -على متقني أهل العلوم- عن العَرضِ
ـ[أبو سليمان الأسعدي]ــــــــ[30 - Jul-2010, صباحاً 03:39]ـ
بل أنت أهل لذلك وزيادة ..
تصحيح:
أبا مالك أبدَعْتَ في ضبط نظمها****بضم وتسكين وفتح وبالخفضِ
ووزنٍ فجاءت مثل زهراءَ حرةٍ****حنانيك بعض الخير أحسن من بعضِ
وأحب أن تنظر في هذه المواضع وتفيد بما تراه:
_ البيت السادس عشر: "وَوِلْدُهُ" ..
قال في اللسان: "والوِلْد بالكسر كالوُلْد لغة وليس بجمع، لأن فَعَلاً ليس مما يكسّر على فِعْل"،
وهو في البيت جمع، فالأولى إذن أن تكون: "وَوُلْدُهُ" بالضم ..
_ البيت التاسع والأربعون: "إِلَى بُوَاطَ" .. لم مُنعت من الصرف مع أن صرفها لا يخل بالوزن .. ؟
_ البيت التاسع والثمانون"يطوفُ"، أليس الفعل هنا منصوباً بالعطف على "يحُجَّ" المذكور قبله ..
وليتك تتبنى مشروعاً لضبط المنظومات، وتتحفنا بشيء من ذلك بين وقت وآخر ..
ـ[جمال الجزائري]ــــــــ[30 - Jul-2010, صباحاً 04:41]ـ
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم وزادكم من فضله
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[30 - Jul-2010, مساء 04:00]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك.
_ البيت السادس عشر: "وَوِلْدُهُ" ..
قال في اللسان: "والوِلْد بالكسر كالوُلْد لغة وليس بجمع، لأن فَعَلاً ليس مما يكسّر على فِعْل"،
وهو في البيت جمع، فالأولى إذن أن تكون: "وَوُلْدُهُ" بالضم ..
كلاهما صواب يا أخي الكريم، ولا أدري لم قطعت بأنه في البيت جمع، فإن اسم الجمع والجمع يتعاقبان ولم أر في البيت ما يقطع بالثاني، وقد يقال إن الوِلْد بمعنى الوَلَد كالمِثْل والمَثَل والشِبْه والشَبَه وغيرها، ويقال: (وَلَد فلان) بمعنى أولاده كذلك.
_ البيت التاسع والأربعون: "إِلَى بُوَاطَ" .. لم مُنعت من الصرف مع أن صرفها لا يخل بالوزن .. ؟
كلامك صحيح وأنا أخطأت في هذه؛ ظننتها ممنوعة من الصرف، والصواب أنها مصروفة.
_ البيت التاسع والثمانون"يطوفُ"، أليس الفعل هنا منصوباً بالعطف على "يحُجَّ" المذكور قبله ..
هذا صحيح يا أخي الكريم، وعلى ذلك حفظتها، ولكنه من سهو القلم.
وليتك تتبنى مشروعاً لضبط المنظومات، وتتحفنا بشيء من ذلك بين وقت وآخر ..
هذا ما أفعله وأنا مستمر فيه إن شاء الله، ولعلك تفيدنا بتعليقاتك في عقود الجمان هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=211787
أو هنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=59715
ـ[الحامدي]ــــــــ[31 - Jul-2010, مساء 05:57]ـ
جزاك الله خيرا، وبارك فيك شيخَنا أبا مالك ..
لدي بعض الملحوظات أعرضها عليك:
17 - وَزَيْنَبٌ رُقَيَّةٌ وَفَاطِمَةْ
وَأُمُّ كُلْثُومٍ لَهُنَّ خَاتِمَةْ
25 - ثُمَّ مَضَتْ عِشْرُونَ يَوْمًا كَامِلَةْ
فَرَمَتِ الْجِنَّ نُجُومٌ هَائِلَةْ
لم أبقيت تاء التأنيث في الروي ساكنة، أليس الأولى قلبها هاءً كما تُنطَق؟
وَقِيلَ كُلُّ اسْمٍ لِفَرْدٍ زَاهِي
أليست "زاه" بدون الياء وفقا لقواعد الرسم والكتابة العربية؟
- جاء في البيت الثامن والخمسين:
وَأُمُّ كُلْثُومَِ
بضبطين؛ أما الكسرُ فلا إشكال فيه، وأما الفتح فلا يكون إلا على وجه منعه من الصرف لو جاز، مع خلوه من علة المنع في رأيي.
فما علة منعه من الصرف عندكم شيخَنا الفاضل؟
- ورد في البيت الرابع والستين:
ثُمَّ بَدْرِ الْمَوْعِدِ
بكسر الراء في "بدر"، فلمَ جرُّها؟ وهل له وجه نحوي يجيزه؟ أليس الأولى رفعها عطفا على "نكاحُ" في عجز البيت المتقدم عليه:
وَبَعْدَهُ نِكَاحُ أُمِّ سَلَمَةْ
ذلك ما عنَّ لي أستاذي الفاضل، ولك التحية والتقدير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[31 - Jul-2010, مساء 06:03]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخنا الفاضل على هذه التنبيهات النفيسة.
أما (وبدر الموعد) فكلامك صحيح فيها، وهي سهو مني وأستغفر الله.
وكذلك (لفرد زاهي) كلامك صحيح أيضا.
وأما (وأم كلثوم) فحذف التنوين ضرورة وكذلك المنع من الصرف ضرورة كما في (يفوقان مرداسَ في مجمع)، قال ابن مالك:
ولاضطرار أو تناسب صرف ............ ذو المنع والمصروف قد لا ينصرف
فالبيت لا يخلو من ضرورة، وكذلك في قول الناظم (مات أبو طالبَِ ذو كفالته) ضبطته بالوجهين.
وأما إبقاء التاء مع الوقف بالهاء، فلا أنكر أن كتابتها بالهاء هو المشهور عند المحققين؛ إلا أني أميل إلى كتابتها بالتاء لأن الوقف على التاء لا يكون إلا بالهاء وهذا معروف لا يشكل على أحد، بخلاف الاشتباه بين التاء والهاء فقد يشكل ولا سيما على المبتدئ.
والأمر في مسائل الرسم يسير لأنه اصطلاحي في الأغلب.
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[31 - Jul-2010, مساء 06:19]ـ
أسأل اللهَ الكريمَ أن يبارك في جهودك ..
وأن يَهَبَك بركةً في وقتك ..
05 - وَوَافَقَ الْعِشْرِينَ مِنْ نَيْسَانَا ... وَقْبَلَه حَيْنُ أَبِيهِ حَانَا
- صوابها: وقَبْلَه.
وبيّنٌ أنه سبق قلم ..
79 - وَالرُّسْلَ فِي مُحَرَّمِ الْمُحَرَّمِ ... أَرْسَلَهُمْ إِلَى الْمُلُوكِ فَاعْلَمِ
- ألا يَتَرَجَّحُ الرَّفعُ هنا؟
39 - مِنْ طَيْبَةٍ فَبَايَعُوا ثُمَّ هَجَرْ ... مَكَّةَ يَوْمَ اثْنَيْنِ مِنْ شَهْرِ صَفَرْ
- لم صُرِفت؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[31 - Jul-2010, مساء 06:31]ـ
أسأل اللهَ الكريمَ أن يبارك في جهودك ..
وأن يَهَبَك بركةً في وقتك ..
آمين وإياك يا أخي الكريم.
05 - وَوَافَقَ الْعِشْرِينَ مِنْ نَيْسَانَا ... وَقْبَلَه حَيْنُ أَبِيهِ حَانَا
صوابها: وقَبْلَه.
وبيّنٌ أنه سبق قلم ..
بارك الله في سمعك وبصرك.
79 - وَالرُّسْلَ فِي مُحَرَّمِ الْمُحَرَّمِ ... أَرْسَلَهُمْ إِلَى الْمُلُوكِ فَاعْلَمِ
ألا يَتَرَجَّحُ الرَّفعُ هنا؟
لعله هنا يستوي الرفع والنصب من جهة النحو، والله أعلم.
ولكني اخترت النصب من جهة رفع الإيهام؛ ولكي يظهر للسامع شيء من المراد؛ لأن الرفع قد يُتوهم منه بادي الرأي أن (الرسل) مبتدأ و (في محرم) خبر، بخلاف النصب فلا يمكن أن يتوهم فيه هذا.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[31 - Jul-2010, مساء 06:34]ـ
39 - مِنْ طَيْبَةٍ فَبَايَعُوا ثُمَّ هَجَرْ ... مَكَّةَ يَوْمَ اثْنَيْنِ مِنْ شَهْرِ صَفَرْ
- لم صُرِفت؟
الصرف هنا لا بد منه للضرورة الشعرية؛ لأن تركه يلزم منه (الكف) وهو حذف السابع الساكن، وهو قبيح جدا في الرجز، بخلاف قوله (من أهل طيبةَ كما قد ذكرا) فلا يلزم منه ذلك ولذلك ضبطتها فيها بالفتح.
ـ[الحامدي]ــــــــ[31 - Jul-2010, مساء 11:04]ـ
الصرف هنا لا بد منه للضرورة الشعرية؛ لأن تركه يلزم منه (الكف) وهو حذف السابع الساكن، وهو قبيح جدا في الرجز، بخلاف قوله (من أهل طيبةَ كما قد ذكرا) فلا يلزم منه ذلك ولذلك ضبطتها فيها بالفتح.
أستاذي وشيخي أبا مالك، بارك الله فيك.
(مستفعلن) التي في الرجز تتكون من سببين خفيفين ووتد مجموع، فلا يدخل الكف سابعها؛ لأنه ليس ثانيَ سبب، والكف زحاف، والزحاف لا يكون إلا في ثواني الأسباب.
وإنما يدخل الكف "مستفع لن" التي في الخفيف والمجتث، وهي تتكون من سبب خفيف فوتد مفروق فسبب خفيف، فسابعها الساكن يمكن كفه، لأنه ثاني سبب.
وقولك في صرف (طيبة) صحيح؛ ومنعها يؤدي إلى حذف السابع الساكن الذي هو ثالث وتد مجموع، ولا يوجد هذا التغيير في العروض، لا زحافا ولا علة.
ـ[الحامدي]ــــــــ[31 - Jul-2010, مساء 11:20]ـ
بل أنت أهل لذلك وزيادة ..
_ البيت التاسع والأربعون: "إِلَى بُوَاطَ" .. لم مُنعت من الصرف مع أن صرفها لا يخل بالوزن .. ؟
أخي أبا سليمان الأسعدي، بارك الله فيك.
ألا يجوز منع "بواط" إن أردنا دلالتها على بقعة أو ناحية؟
ومثلها في ذلك الأعلام العربية الدالة على مواضع، فهي تتردد في دلالتها بين التذكير والتأنيث؛ فيجوز إطلاقها على البلدة والناحية (وهما مؤنثان)، فتمتنع من الصرف بانضمام علة التأنيث إلى العلمية.
ويجوز إطلاقها على الموضع والمكان (وهما مذكران)، فتنصرف؛ لافتقارها إلى علة ثانية تنضم إلى العلمية.
فلذلك لا أرى أن أستاذنا أبا مالك أخطأ في منع "بواط"؛ لجواز الوجهين فيها: الصرف والمنع.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[31 - Jul-2010, مساء 11:24]ـ
هذا تواضع منكم يا شيخنا الجليل، وشكرا على الفائدة.
وقد كنت أظنه ممكنا في الرجز مع قبحه؛ لأني رأيته في بعض المنظومات.
ـ[لاقط الدرر]ــــــــ[16 - Sep-2010, صباحاً 12:22]ـ
جزاكم الله خيرا
http://www.al-badr.net/web/index.php?page=ebook&action=book&book=48
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=20789
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=61599
http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=14539
http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=14956
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - Sep-2010, صباحاً 12:27]ـ
أما (وبدر الموعد) فكلامك صحيح فيها، وهي سهو مني وأستغفر الله.
ثم تذكرت الآن ما جعلني أضبطها بالكسر ابتداء، وذلك أن تكون معطوفة على (بني النضير) ويؤيده قوله في البيت الذي يليه (ثم بني قريظة)، وعليه فينبغي ضبط (الأحزاب) بالكسر أيضا.
فلكل من الضبطين وجه يصح به إن شاء الله.
ـ[لاقط الدرر]ــــــــ[16 - Sep-2010, صباحاً 01:20]ـ
الميئية قراءة الشيخ عبد العزيز الخزيم. MP3 (http://www.4shared.com/audio/
السؤال
D7SU3A2/_____.html)
http://www.4shared.com/audio/
السؤال
D7SU3A2/_____.html
ـ[لاقط الدرر]ــــــــ[20 - Sep-2010, صباحاً 02:19]ـ
هل من جديدفي الأرجوزة الميئية في ذكر حال أشرف البرية(/)
صيام شعبان، وحكم قيام لية النصف منه.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[18 - Jul-2010, صباحاً 12:19]ـ
يستحب إكثار الصيام في شهر شعبان. أخرج النَّسَائِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ اِبْن خُزَيْمَةَ عَنْ أُسَامَة بْن زَيْدٍ قَالَ: (قُلْت: يَا رَسُول اللَّه، لَمْ أَرَك تَصُومُ مِنْ شَهْر مِنْ الشُّهُور مَا تَصُوم مِنْ شَعْبَان , قَالَ: ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاس عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَان , وَهُوَ شَهْر تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَال إِلَى رَبّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ) اهـ حسنه الألباني في صحيح النسائي (2221).
وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم شعبان كله. روى أحمد (26022) , وأبو داود (2336) والنسائي (2175) وابن ماجه (1648)، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَامَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ إِلا أَنَّهُ كَانَ يَصِلُ شَعْبَانَ بِرَمَضَانَ. فظاهر هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم شهر شعبان كله.
لكن ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم شعبان إلا قليلاً. روى مسلم (1156) عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنْ صِيَامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: كَانَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ قَدْ صَامَ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ قَدْ أَفْطَرَ، وَلَمْ أَرَهُ صَائِمًا مِنْ شَهْرٍ قَطُّ أَكْثَرَ مِنْ صِيَامِهِ مِنْ شَعْبَانَ، كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ، كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلا قَلِيلا.
فاختلف العلماء في التوفيق بين هذين الحديثين:
(1) فذهب بعضهم إلى أن هذا كان باختلاف الأوقات، ففي بعض السنين صام النبي صلى الله عليه وسلم شعبان كاملاً، وفي بعضها صامه النبي صلى الله عليه وسلم إلا قليلاً. وهو اختيار الشيخ ابن باز رحمه الله. انظر: مجموع فتاوى الشيخ ابن باز (15/ 416).
(2) وذهب آخرون إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يكمل صيام شهر إلا رمضان، وحملوا حديث أم سلمة على أن المراد أنه صام شعبان إلا قليلاً، قالوا: وهذا جائز في اللغة إذا صام الرجل أكثر الشهر أن يقال: صام الشهر كله. قال الحافظ: هو الصواب. يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يصوم شعبان كاملاً. لماذا؟
أ. ما رواه مسلم (746) عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: وَلا أَعْلَمُ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ الْقُرْآنَ كُلَّهُ فِي لَيْلَةٍ، وَلا صَلَّى لَيْلَةً إِلَى الصُّبْحِ، وَلا صَامَ شَهْرًا كَامِلا غَيْرَ رَمَضَانَ.
ب. ما رواه البخاري (1971) ومسلم (1157) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: مَا صَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهْرًا كَامِلا قَطُّ غَيْرَ رَمَضَانَ.
النهي عن الصيام في النصف الثاني من شعبان
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِذَا انْتَصَفَ شَعْبَانُ فَلا تَصُومُوا). رواه أبو داود (3237) والترمذي (738) وابن ماجه (1651) وصححه الألباني في صحيح الترمذي (590).
قال الشيخ ابن باز – رحمه الله –: والمراد به النهي عن ابتداء الصوم بعد النصف، أما من صام أكثر الشهر أو الشهر كله فقد أصاب السنة اهـ مجموع فتاوى الشيخ ابن باز (15/ 385).
وعن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قالت: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ، يَصُومُ شَعْبَانَ إِلا قَلِيلا) متفق عليه. وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لا تَقَدَّمُوا رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ وَلا يَوْمَيْنِ إِلا رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمًا فَلْيَصُمْهُ) متفق عليه.
فهذا يدل على أن الصيام بعد نصف شعبان جائز لمن كانت له عادة بالصيام، كرجل اعتاد صوم يوم الاثنين والخميس، أو كان يصوم يوماً ويفطر يوماً. . ونحو ذلك.
وذهب جمهور العلماء إلى تضعيف حديث النهي عن الصيام بعد نصف شعبان، وبناءً عليه قالوا: لا يكره الصيام بعد نصف شعبان.
ليلة النصف من شعبان
ما ورد في فضل الصلاة والصيام والعبادة في النصف من شعبان هو من قسم الموضوع والباطل من الأحاديث، وهذا لا يحل الأخذ به ولا العمل بمقتضاه لا في فضائل الأعمال ولا في غيرها.
وقد حكم ببطلان الروايات الواردة في ذلك جمعٌ من أهل العلم، منهم ابن الجوزي في كتابه " الموضوعات " (2/ 440 - 445)، وابن قيم الجوزية في " المنار المنيف " رقم 174 – 177)، وأبو شامة الشافعي في " الباعث على إنكار البدع والحوادث " (124 - 137)، والعراقي في " تخريج إحياء علوم الدين " (رقم 582)، وقد نقل شيخُ الإسلام الاتفاق على بطلانها في " مجموع الفتاوى " (28/ 138)
وقال الشيخ ابن باز – رحمه الله - في " حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان ":
إن الاحتفال بليلة النصف من شعبان بالصلاة أو غيرها وتخصيص يومها بالصيام: بدعة منكرة عند أكثر أهل العلم، وليس له أصل في الشرع المطهر.
وقال – رحمه الله -:
ليلة النصف من شعبان ليس فيها حديث صحيح، كل الأحاديث الواردة فيها موضوعة وضعيفة لا أصل لها، وهي ليلة ليس لها خصوصية لا قراءة ولا صلاة خاصة ولا جماعة، وما قاله بعض العلماء أن لها خصوصية: فهو قول ضعيف، فلا يجوز أن تُخصَّ بشيءٍ، هذا هو الصواب، وبالله التوفيق.
" فتاوى إسلامية " (4/ 511).
والله أعلم.
بتصرف من فتاوى موقع الإسلام سؤال وجواب(/)
هل يحق لقدوات الأمة أن يتراشقوا؟!
ـ[مرثد]ــــــــ[18 - Jul-2010, صباحاً 03:38]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من المحزن صدقاً أن تتحول الأجواء العلمية " العالية " هذه الأيام إلى حروب «ضارية» بين كبار العلماء على مسألة درست وأشبعت بحثاً!
إن هذا الحزن - والذي ربما يحق لي أن أعتبره شرعياً - أن يتراشق "قدوات الأمة" بالسباب وسيل الشتائم على مسألة ليس لها في أكثر كتب الفقه من بضع صفحات!
إنها مسألة (الغناء والمعازف)!!
لقد قامت في هذا العام (1431هـ) حرب شعواء حينما قام بعض من أمّ الناس في بيت الله المحرم في الشهر المحرم بإصدار فتوى شرعية تخالف الآراء العلمية التي يتبناها كثير من العلماء في هذا البلد!
وأكبر ما ساءني في الأمر ليس رأيه؛ فالمسألة خلافية، إنما ساءني أنه هذا المفتي فتح على نفسه باباً ليتجرأ عليه العامة بكلمات مبكية والله، والأكثر إيلاماً هو تفاعله مع هذه الرسائل، وليته - وفقه الله لهداه - أهمل الرد على تلك الرسائل، خصوصاً التي تحمل نَفَساً سوقياً.
إن للفقه - يا سادة - أهله، وليس على كل من قرأ بضعة كتب في الفقه والحديث أن يقول أرى ويلزم الناس بآراءه.
ولننظر إلى الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى حينما سئل: أيفتي صاحب الـ 100,000 حديث؟ (أي: من يحفظ ويفقه هذا العدد من الأحاديث).
قال: لا.
قالوا: وصاحب الـ 200,000 حديث؟
قال: لا.
قالوا: وصاحب الـ 300,000 حديث؟
قال: لعله!
محدثكم من بين فئام الناس الذين قرأوا في المسألة، لجميع الأطراف، مبيحين ومحرمين ومتوسطين، وجعلتُ أفكر ذات مرة: هل من الحكمة الكتابة في مدونتي عن المسألة؟!
وجعلتُ أقول: لو أن كل شخص - من أمثالي - قرأ في المسألة، ثم جعل يكتب بحثاً! ويؤصل تأصيلاً! ما الفائدة؟ ومن أنا حتى أكتب؟
- إذا لم يتبع الناس ابن حزم وابن تيمية رحمهما الله، وابن عثيمين والألباني والقرضاوي، فهل ستكون كتابتي هي المنقذة والمصححة والفاصلة في المسألة!!
أنا لا أنكر بحث المسألة، بل بحثها واجب على العلماء (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ) ولكن الخلل كل الخلل أن تختزل كل قضايا الأمة في مسألتين أو ثلاثة.
والذي يجعلني أقول هذا الكلام، هو قناعتني التامة بأن الرأيين سيضلان إلى أن يشاء الله تعالى، خصوصاً أن الأدلة ليست
صريحة وصحيحة 100?، وإذا كان بقاء الرأيين حتماً عقلاً، فمن المناسب أن نتجاوزه -فرضاً لا نفلاً- إلى ما هو أهم وأكثر نفعاً.
ثم ما الأثر الكبير الذي سيكون من جرّاء كل هذه الدعايات والحروب التي تحمل اسم "العلمية"؟
أن يتحول 2 أو 3? من أحد الفريقين إلى الرأي الاخر؟! هذا كل ما في الأمر؟!
إن كان عن قناعة، فله ذلك (وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم).
وإن كان عن هوى (ومَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ).
وأحب أن أكرر - دائماً -: فليعذر كل منا الآخر؛ ما دام أن الكل يبذل جهده في البحث عما ينجيه عند الله تعالى.
والجميع متفق - بحمد الله - تعالى، على أنه لا يجوز استخدام الوسائل - ومنها هذه - في كلمات فاحشة، واختلفوا في أمر أو أمرين: الإباحة والتحريم لجزئية من الجزئيات، فلماذا لا نعذر بعضنا؟!
يذكرني هذا بقصة "لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريضة" حيث علق أحد الدعاة قائلاً: (لو حدث هذا اليوم، لوقف الفريقان " من العلماء " يتناقشون أين نصلي العصر؟ وسيمضي الوقت في المناقشات، ثم تشتد النقاشات حتى يقوم الفريقان بالخصام والشقاق، وتقوم حرب شعواء بينهما، وينسوا أمر بني قريضة).
هذا تماماً ما يحدث اليوم! الأمة تغرق في قضايا خطيرة جداً، ونحن لازلنا نتراشق بألفاظ التفسيق والتبديع! في مسائل لم يحسمها النص 100?!
وإني لا أكتب في رسالتي هذه حُكْماً شرعياً، لا بإباحة ولا بتحريم، فقد تكلم فيها جهابذة قبلي؛ كالأربعة وابن حزم وغيرهم، ومن عساه يتبع رأيي ويترك هؤلاء الأعلام؟!
وكتبتُ هذا عمداً ليتريث الأصدقاء والإخوان، فإنَّ بعضهم ما أن ينتهي من كتاب الألباني أو أو القرضاوي أو الجديع إلا ويسطر ((((رأيه)))) في مدونته، ويسهب في شرح الأدلة! من عند نفسه!! وكأن مدونته هو موقع الألباني أو القرضاوي في عدد زواره!!
? إلى ساداتنا العلماء: لكم قدركم في نفوس الناس! وافتوا بما يرضاه رب الناس!
? إلى قدواتنا المثقفين - أنصار أحد الرأيين -: احترموا الآراء المخالفة، واعلموا أن هناك ما هو أكثر أهمية ولا تشغلونا بقضايا جزئية!
? إلى المتميزين (القراء): اقرأوا كتاب فقه الرد على المخالف للسبت ..
? إلى كل مسلم: (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ).
هذه قصاصات فكر، ونفحات نفس، علّي أتأدب بها، وأسير على نهجهاً، هداني الله - وإياكم - سواء الصراط .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرثد
(أبو عبد الله)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله العربي]ــــــــ[31 - Jul-2010, صباحاً 04:35]ـ
أوجزت وأفدت، بارك الله فيك.
ـ[عالي السند]ــــــــ[31 - Jul-2010, صباحاً 04:52]ـ
بارك الله فيك، نصيحة موفقة من محب ناصح ......
لكن عفواً ماهو وجه الخلاف في مسألة الغناء؟! وهل كل خلاف في مسألة يسمى خلافاً؟! وكم عدد من خالف في هذه المسألة بالتحديد؟؟
والتراشق الذي حصل ليس بين العلماء بل بين متشنجة ومتحمسة ومندفعة تلقي بالكلام على عواهنه بدون أدب للشخص المقابل، فأين التراشق إما إذا كنت تقصد من دَاخَلَ الكلباني في موقعه فهؤلاء لا يعدون من القدوات، وهم مجاهيل لا يعرف أكثرهم، والعتب على الشيخ الكلباني كيف انساق في الردود على من سخر أو لمز به، بل إن ردوده إن ثبت أنه هو الذي كتبها لا يليق أن تصدر من مثله، فالحق أننا نحتاج جميعاً لكثير من الأدب مقابل قليل من العلم.
بصرنا الله بعيوبنا وهدانا لسواء السبيل .... ونشكر لك نصحك
ـ[مرثد]ــــــــ[03 - Aug-2010, مساء 04:14]ـ
أوجزت وأفدت، بارك الله فيك.
جزاك الله خيراً ونفع بك أخي
:)
ـ[مرثد]ــــــــ[03 - Aug-2010, مساء 04:19]ـ
جزيت خيرا أخي على مشاركتك
لكن عفواً ماهو وجه الخلاف في مسألة الغناء؟! وهل كل خلاف في مسألة يسمى خلافاً؟! وكم عدد من خالف في هذه المسألة بالتحديد؟؟
لم أفهم السؤال! فالخلاف في مسألة الغناء والمعازف لا يجهله أحد من طلبة العلم.
ولستُ هنا - في مقالتي - قاصداً تحرير المسألة أو الكلام عليها، بل ما أردته أننا كيف نضخم قضايا، ونعطيها أكثر مما حجمها الذي أعطاها الشرع.
والتراشق الذي حصل ليس بين العلماء بل بين متشنجة ومتحمسة ومندفعة تلقي بالكلام على عواهنه بدون أدب للشخص المقابل، فأين التراشق
بل يكون أخي أحيانا من علماء تدفعهم الغيرة وتحفزهم حب الدين
وصدقتَ إذا قلتَ:
فالحق أننا نحتاج جميعاً لكثير من الأدب مقابل قليل من العلم.
بصرنا الله بعيوبنا وهدانا لسواء السبيل .... ونشكر لك نصحك
أشكرك لك مشاركتك النيرة
:)
ـ[محبة الفضيلة]ــــــــ[03 - Aug-2010, مساء 05:01]ـ
جزاكم الله خيراً.
لا أجدني إلا تذكرت هذا الموقف لابن حنبل رحمه الله وهو بحق عالم الآخرة وهو يُخبر ابن الشافعي ويقول إن والده من الذين يدعي لهم في السَحَرْ كل يوم , انظروا إلى التواد بين علماء الآخرة وحق لنا أن نقتدي بهم.
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم ** إن التشبه بالكرام فلاح
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[06 - Aug-2010, صباحاً 03:41]ـ
سبحان الله قدراً كنت أراجع سلسلة لشيخنا ابي إسحاق الحويني وهي في صميم هذا لموضع (الحسبه) في ضوابط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقلت اريح ناظري وكي أستعد نشاطي فوجدت ان شاء الله هاهنا مكانها المناسب فانتظرونا في خلال ساعات يستفيد منها الجميع بحق نفع الله بنا وبكم وانار ابصارنا بما يرضيه عنا وفقهنا في أمور ديننا اللهم آمين
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[06 - Aug-2010, صباحاً 10:13]ـ
جزاكم الله خيرا مقال رائع والغناء مختلف فيه لكن المعازف مجمع على تحريمه ولم يشذ إلا إبن حزم وممن تبعه.
قال ابن رجب:سماع آلات الملاهي لا يعرف عن أحد ممن سلف الرخصة فيه، وإنما يعرف ذلك عن بعض المتأخرين من الظاهرية والصوفية ممن لا يعتد به، ومن حكى شيئاً من ذلك فقد أبطل. [نزهة الأسماع 69]
قال ابن حجر الهيتمي: الأوتار والمعازف، كالطنبور، والعود، والصنج ذي الأوتار، والرباب، والحنك، والكمنجه، والسنطير، والدريج، وغير ذلك من الآلات المشهورة عند أهل اللهو والسفاهة والفسوق، كلها محرمة بلا خلاف، ومن حكى فيها خلافاً فقد غلط أو غلب عليه هواه حتى أصمه وأعماه ومنعه من هداه، وزل به عن سنن تقواه.ا. هـ[كف الرعاع 124]
وليس معنى أن المسألة من فروع المسائل يعني أنه لا يجوز الرد على المخالف لكن الرد يكون بأدب.
ـ[مرثد]ــــــــ[06 - Aug-2010, مساء 01:24]ـ
سبحان الله قدراً كنت أراجع سلسلة لشيخنا ابي إسحاق الحويني وهي في صميم هذا لموضع (الحسبه) في ضوابط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقلت اريح ناظري وكي أستعد نشاطي فوجدت ان شاء الله هاهنا مكانها المناسب فانتظرونا في خلال ساعات يستفيد منها الجميع بحق نفع الله بنا وبكم وانار ابصارنا بما يرضيه عنا وفقهنا في أمور ديننا اللهم آمين
جزاكم الله خيرا
ونحن ننتظر ما ستسطيرينه
ـ[مرثد]ــــــــ[06 - Aug-2010, مساء 01:33]ـ
جزاكم الله خيرا مقال رائع والغناء مختلف فيه لكن المعازف مجمع على تحريمه ولم يشذ إلا إبن حزم وممن تبعه.
قال ابن رجب:سماع آلات الملاهي لا يعرف عن أحد ممن سلف الرخصة فيه، وإنما يعرف ذلك عن بعض المتأخرين من الظاهرية والصوفية ممن لا يعتد به، ومن حكى شيئاً من ذلك فقد أبطل. [نزهة الأسماع 69]
قال ابن حجر الهيتمي: الأوتار والمعازف، كالطنبور، والعود، والصنج ذي الأوتار، والرباب، والحنك، والكمنجه، والسنطير، والدريج، وغير ذلك من الآلات المشهورة عند أهل اللهو والسفاهة والفسوق، كلها محرمة بلا خلاف، ومن حكى فيها خلافاً فقد غلط أو غلب عليه هواه حتى أصمه وأعماه ومنعه من هداه، وزل به عن سنن تقواه.ا. هـ[كف الرعاع 124]
وليس معنى أن المسألة من فروع المسائل يعني أنه لا يجوز الرد على المخالف لكن الرد يكون بأدب.
جزاكم الله خيرا على تفاعلكم
ولي ملاحظات على ما ذكرت من كلام حول المسألة، إلا أنني لن أكتبه لأمرين:
? لأنه خارج الموضوع.
? لأنه في ظني سيوصلنا إلى إغلاق الموضوع
وليس معنى أن المسألة من فروع المسائل يعني أنه لا يجوز الرد على المخالف لكن الرد يكون بأدب.
أضحك الله سنك! وهل أحد اليوم يرد فيها بأدب!
كثيرون - إن لم يكن أكثر - من يكتبون في المسألة من الفريقين ينعتنون الآخر بنعوت لا يصح أن نقولها لكافر فكيف بمسلم!
والأدب ما نحتاجه
جزاك الله خيراً على المشاركة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[06 - Aug-2010, مساء 01:59]ـ
جزاكم الله خيرا على تفاعلكم
ولي ملاحظات على ما ذكرت من كلام حول المسألة، إلا أنني لن أكتبه لأمرين:
? لأنه خارج الموضوع.
? لأنه في ظني سيوصلنا إلى إغلاق الموضوع
أضحك الله سنك! وهل أحد اليوم يرد فيها بأدب!
كثيرون - إن لم يكن أكثر - من يكتبون في المسألة من الفريقين ينعتنون الآخر بنعوت لا يصح أن نقولها لكافر فكيف بمسلم!
والأدب ما نحتاجه
جزاك الله خيراً على المشاركة
أنا كتبت هذا حتى لا يظن أي شخص أن قولك أن هناك خلافا في المعازف قول غير مسلم به.
وأما كلامك الثاني فأوافقك عليه أغلب الردود التي تكتب اليوم في مسألة المعازف وغيرها من المسائل تفتقر إلى الأدب قبل العلم فترى ألفاظ شنيعة مثل "المتهور" "الجاهل" ...
ـ[مرثد]ــــــــ[06 - Aug-2010, مساء 02:10]ـ
أنا كتبت هذا حتى لا يظن أي شخص أن قولك أن هناك خلافا في المعازف قول غير مسلم به.
وأما كلامك الثاني فأوافقك عليه أغلب الردود التي تكتب اليوم في مسألة المعازف وغيرها من المسائل تفتقر إلى الأدب قبل العلم فترى ألفاظ شنيعة مثل "المتهور" "الجاهل" ...
جزيت خيرا على التبيين
وأسعدك الله:)
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[06 - Aug-2010, مساء 04:58]ـ
لَبَعضُ التَّلميحِ أبلغُ وأشَدُّ ضرراً من التَّصريحِ , وقد أتعبَ الكاتبُ وفقه الله تعالى نفسَهُ حينَ صرَّح فلمَّحَ فصرَّح فقال (حينما قام بعض من أمّ الناس في بيت الله المحرم في الشهر المحرم) فليتهُ اختصرَ هذه الجملةَ في قوله (الشيخ عادل الكلباني) وهذا أوفر لأصابعهِ ولأعيننا وللشبكة العنكبوتية عموماً.
ـ[مرثد]ــــــــ[06 - Aug-2010, مساء 05:26]ـ
لَبَعضُ التَّلميحِ أبلغُ وأشَدُّ ضرراً من التَّصريحِ , وقد أتعبَ الكاتبُ وفقه الله تعالى نفسَهُ حينَ صرَّح فلمَّحَ فصرَّح فقال (حينما قام بعض من أمّ الناس في بيت الله المحرم في الشهر المحرم) فليتهُ اختصرَ هذه الجملةَ في قوله (الشيخ عادل الكلباني) وهذا أوفر لأصابعهِ ولأعيننا وللشبكة العنكبوتية عموماً.
جزاك الله خيراً على مشاركتك ..
? ولنا في سلفنا عبرة (ما بال أقوام)، وهذا أسلوب قرآني معروف، وهو عدم ذكر الاسم إذا لم يكن فيه فائدة.
? ليس قصدي من المقال الأشخاص، بل القصد فيها الفكرة، وتوضيح كيف تكون ساحتنا العلمية في حال وجود أقوال أخرى ..
نفع الله بك أخي وجزاك الله خيرا
:)
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[06 - Aug-2010, مساء 06:08]ـ
قد قامت في هذا العام (1431هـ) حرب شعواء حينما قام بعض من أمّ الناس في بيت الله المحرم في الشهر المحرم بإصدار فتوى شرعية تخالف الآراء العلمية التي يتبناها كثير من العلماء في هذا البلد!
أحسن الله إليك ...
ليست فتوى شرعية بارك الله فيك، وإنما كذبة صلعاء على الشرع!!
ـ[عبدالله العربي]ــــــــ[09 - Aug-2010, مساء 05:50]ـ
أحسن الله إليك ...
ليست فتوى شرعية بارك الله فيك، وإنما كذبة صلعاء على الشرع!!
شكرا على الحذف.
ـ[أبو حسن الفلاحي]ــــــــ[09 - Aug-2010, مساء 06:22]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد ابكاني طرحكم فرحا وسرورا والله ... فحين كنت اقرأ المناوشات التي لاتليق بالمسلمين في كافة طبقاتهم الفكرية ومستوياتهم العلمية فعجبي لمن ينتقد التعصب الفكري عند فئة ما ويتظاهر بالوسطية ولاعتدال وحينما يجد امرا ما فيه فسحة ولو بسيطة من النقاش تجده جهبذا في الخلاف وليس في فقه المسألة وعنيدا ذو مراس في رأيه وليس له من شئ في المنازعة العلمية فجل ماعنده صراخ وشتيمة في فضيحة لئيمة فأين هؤلاء من معرفة مراحل الجدل وأنواعه وحقوقه ومتى يكون الجدل نزاعا وهل النزاع في مسائل مجتراة ذو جدوى؟
ـ[مثنى الزيدي]ــــــــ[09 - Aug-2010, مساء 11:50]ـ
جزى الله خيرا الكاتب وفقه الله
وجزى الله الشيخ (ابو الحسن او ابو سارة الفلاحي) وفقه الله على مداخلته النيرة ونسأل الله ان نوفق لما فيه النفع والصلاح
ـ[مرثد]ــــــــ[10 - Aug-2010, صباحاً 01:38]ـ
أحسن الله إليك ...
ليست فتوى شرعية بارك الله فيك، وإنما كذبة صلعاء على الشرع!!
وإليك أحسن الله
وأخوك في حقيقة الأمر لا يهمه مناقشة الفتوى أو قائلها بل القصد مناقشة كيف تكون أجوائنا العلمية في حال وجود أقوال مخالفة
بورك فيك
ـ[مرثد]ــــــــ[10 - Aug-2010, صباحاً 01:42]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد ابكاني طرحكم فرحا وسرورا والله ... فحين كنت اقرأ المناوشات التي لاتليق بالمسلمين في كافة طبقاتهم الفكرية ومستوياتهم العلمية فعجبي لمن ينتقد التعصب الفكري عند فئة ما ويتظاهر بالوسطية ولاعتدال وحينما يجد امرا ما فيه فسحة ولو بسيطة من النقاش تجده جهبذا في الخلاف وليس في فقه المسألة وعنيدا ذو مراس في رأيه وليس له من شئ في المنازعة العلمية فجل ماعنده صراخ وشتيمة في فضيحة لئيمة فأين هؤلاء من معرفة مراحل الجدل وأنواعه وحقوقه ومتى يكون الجدل نزاعا وهل النزاع في مسائل مجتراة ذو جدوى؟
أسعدك الله أخي الكريم وأحسنت
أخي الكريم! إن مثل هذه الأوضاع تدعونا لنتأمل في التداعيات التي من أجلها قيلت الفتوى ..
إن كثيرين ممن المشايخ (أو ممن ينتسبون للعلم) يخفون أقوالاً يعتقدونها ثم إذا مات العالم فلان تشجع وقال قوله.
نحن بحاجة إلى شجاعة علمية من جهة، وإلى مناخ علمي صحي يتقبل الآراء مهما كانت "مظلمة" من وجة نظرنا
والخلل أخي لا يمكن في (المتطفل) أو (آلمخطئ) بل الخطأ خطأنا (أو علينا نسبة خطأ) حيث لم نسمع منه ونصحح له
هدانا الله سواء السبيل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلوصي]ــــــــ[13 - Aug-2010, صباحاً 10:00]ـ
أخي الكريم أبا عبدالله:
بارك الله فيكم.
ـ[مرثد]ــــــــ[19 - Oct-2010, مساء 11:47]ـ
أخي الكريم أبا عبدالله:
بارك الله فيكم.
وبارك فيك أخي العزيز
:)
وتشرفنا بمرورك(/)
هل تراجع او اعتذر ابن تيمية في بعض فتاويه
ـ[المهدي العربي]ــــــــ[18 - Jul-2010, مساء 12:19]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ارجوا من الاخوة الافاضل ان يردوا عن سؤالي هذا المتمثل في و كما هو جاء في العنوان.
"هل تراجع او اعتذر ابن تيمية في بعض فتاويه " و بارك الله فيكم و في منتداكم.
و السلام عليكم و رحمة الله
ـ[الباحث النحوي]ــــــــ[19 - Jul-2010, مساء 03:41]ـ
"مجموع الفتاوى" (2/ 464): ((وهؤلاء موهوا على السالكين التوحيد الذى أنزل الله تعالى به الكتب وبعث به الرسل بالاتحاد الذى سموه توحيدا وحقيقته تعطيل الصانع وجحود الخالق.
وإنما كنت قديما ممن يحسن الظن بابن عربى ويعظمه لما رأيت في كتبه من الفوائد مثل كلامه في كثير من الفتوحات والكنة والمحكم المربوط والدرة الفاخرة ومطالع النجوم ونحو ذلك ولم نكن بعد اطلعنا على حقيقة مقصوده ولم نطالع الفصوص ونحوه وكنا نجتمع مع إخواننا في الله نطلب الحق ونتبعه ونكشف حقيقة الطريق فلما تبين الأمر عرفنا نحن ما يجب علينا فلما قدم من المشرق مشايخ معتبرون وسألوا عن حقيقة الطريقة الإسلامية والدين الإسلامى وحقيقة حال هؤلاء وجب البيان وكذلك كتب الينا من أطراف الشام رجال سالكون أهل صدق وطلب أن أذكر النكت الجامعة لحقيقة مقصوده)).
ـ[الباحث النحوي]ــــــــ[19 - Jul-2010, مساء 04:27]ـ
ولا أظن أنك تقصد ما يدندن به الدحيم والكوثري والشيعة المغفلين! فهذا باطل! وراجع: هل ثبت تراجع شيخ الإسلام ابن تيمية كما ذكر الكوثري ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=75047)، و: بيان غلط محمد الدحيم على ابن تيمية وجهله بكتبه ( http://www.saaid.net/Doat/sudies/52.htm).
ـ[جذيل]ــــــــ[19 - Jul-2010, مساء 04:39]ـ
نعم ابن تيمية تراجع عن بعض الامور
لكن تراجع عن ماذا ... !
هذا السؤال الذي يحتاج اجابة
له كتيب عن الحج تراجع عنه
صنفه حينما كان على المذهب وكان يعتقد بعض الامور
ذكر ذلك في اول منسكه المشهور
وتراجع عن ما ذكره الباحث النحوي
بينما الدحيم والبقية يرون انه تراجع الى ما يريدونه هم(/)
بشرى سارة-دورة في قراءة الشمائل المحمدية على سماحة الشيخ. عبدالله بن عقيل في منزله بال
ـ[ابوعبدالله البدارين]ــــــــ[18 - Jul-2010, مساء 12:59]ـ
ستقام دورة للعلامة الشيخ. عبد الله بن عقيل حفظه الله.
في دراسة كتاب الشمائل المحمدية-للإمام الترمذي رحمه الله (تعليق، إجازة)
ثلاث فترات يومياُ بعد العصر وبعد المغرب وبعد العشاء.
ابتداءً من عصر الإثنين7/ 8/1431هـ، ولمدة يومين.
في منزله العامر بمدينة الرياض -حي الهدى-مقابل حي السفارات-
شارع الصحابي الجليل: عبد الله بن حذافة السهمي رضي الله عنه.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/misc/progress.gif
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[18 - Jul-2010, مساء 01:04]ـ
جزاكُم اللَّهُ خيرًا ـ أبا عبد اللَّهِ ـ، وجعلكم مباركينَ أينما كُنتُم، وحَفِظَ شيخَنا الحبيب العَلَّامة الإمامَ عبدَ اللَّهِ بنَ عَقِيلٍ، ونفعَ بِعلومه. آمين.(/)
الفرق بين ما يفعله صلى الله عليه وسلم للتشريع وما يفعله عادة وجبلّة
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[18 - Jul-2010, مساء 01:18]ـ
السؤال: السنة والاستحسان هل يمكن التمييز بين سنة النبي صلى الله عليه وسلم وبين ما أحبه وكرهه حيث أنه كان إنسان في المقام الأول، أم أنهما نفس الشيء والدرجة فإن كان هناك فارقا بينهما فكيف يكون التمييز بينهما؟
الجواب:
الحمد لله
الأصل في أقواله صلى الله عليه وسلم أنها للتشريع، لأنه مبلغ عن ربه، مرسل لهداية الخلق، مأمور بالبيان، كما قال تعالى: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) النحل/44، وقال: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ) المائدة/67.
ويدل على أن الأصل في أقواله صلى الله عليه وسلم أنها للتشريع: ما روى أبو داود (3646) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ كُنْتُ أَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ أَسْمَعُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُرِيدُ حِفْظَهُ، فَنَهَتْنِي قُرَيْشٌ، وَقَالُوا: أَتَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ تَسْمَعُهُ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَشَرٌ يَتَكَلَّمُ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا؟ فَأَمْسَكْتُ عَنْ الْكِتَابِ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَوْمَأَ بِأُصْبُعِهِ إِلَى فِيهِ فَقَالَ: (اكْتُبْ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا يَخْرُجُ مِنْهُ إِلَّا حَقٌّ).
وقد يقول صلى الله عليه وسلم القول لا يريد به التشريع، وهذا خلاف الأصل، ولابد من دليل يبين أنه لغير التشريع، كما في قصة تأبير النخلة المشهورة، وقد رواها مسلم (2361) عن طَلْحَةَ قَالَ: مَرَرْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْمٍ عَلَى رُءُوسِ النَّخْلِ، فَقَالَ: مَا يَصْنَعُ هَؤُلَاءِ؟ فَقَالُوا: يُلَقِّحُونَهُ، يَجْعَلُونَ الذَّكَرَ فِي الْأُنْثَى فَيَلْقَحُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَا أَظُنُّ يُغْنِي ذَلِكَ شَيْئًا) قَالَ: فَأُخْبِرُوا بِذَلِكَ فَتَرَكُوهُ، فَأُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ، فَقَالَ: إِنْ كَانَ يَنْفَعُهُمْ ذَلِكَ فَلْيَصْنَعُوهُ، فَإِنِّي إِنَّمَا ظَنَنْتُ ظَنًّا، فَلَا تُؤَاخِذُونِي بِالظَّنِّ، وَلَكِنْ إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ اللَّهِ شَيْئًا فَخُذُوا بِهِ فَإِنِّي لَنْ أَكْذِبَ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ).
ورواه مسلم (2363) عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِقَوْمٍ يُلَقِّحُونَ فَقَالَ: (لَوْ لَمْ تَفْعَلُوا لَصَلُحَ) قَالَ فَخَرَجَ شِيصًا فَمَرَّ بِهِمْ فَقَالَ: مَا لِنَخْلِكُمْ، قَالُوا: قُلْتَ كَذَا وَكَذَا قَالَ: (أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِأَمْرِ دُنْيَاكُمْ).
والشيص: البسر الرديء، الذي إذا يبس صار حشفا.
فقد أخبر صلى الله عليه وسلم أنه قال ذلك ظنا، فخرج بهذا عن أن يكون تشريعا.
وأما أفعاله صلى الله عليه وسلم فقد تصدر منه على وجه التشريع، وقد تكون من أفعال الجبلة والعادة التي هي مقتضى البشرية، كالأكل والشرب والقيام والقعود، وقد يكون الفعل خاصا به صلى الله عليه وسلم.
" فهذه ثلاثة أقسام:
? القسم الأول: الأفعال الجبلية: كالقيام، والقعود، والأكل، والشرب، فهذا القسم مباح؛ لأن ذلك لم يقصد به التشريع ولم نتعبد به، ولذلك نسب إلى الجبلّة وهي الخلقة. لكن لو تأسى به متأسٍ فلا بأس، وإن تركه لا رغبة عنه ولا استكبارًا فلا بأس.
? القسم الثاني: الأفعال الخاصة به - صلى الله عليه وسلم - التي ثبت بالدليل اختصاصه بها كالجمع بين تسع نسوة، فهذا القسم يحرم فيه التأسي به.
? القسم الثالث: الأفعال البيانية التي يقصد بها البيان والتشريع، كأفعال الصلاة والحج، فحكم هذا القسم تابع لما بيّنه؛ فإن كان المبين واجبًا كان الفعل المبين له واجبًا، وإن كان مندوبًا فمندوب ".
(يُتْبَعُ)
(/)
" وهناك قسم رابع وهو المحتمل للجبلي والتشريعي. وضابط هذا القسم: أن تقتضيه الجبلة البشرية بطبيعتها، لكنه وقع متعلقًا بعبادة بأن وقع فيها أو في وسيلتها، كالركوب إلى الحج ودخول مكة من كَداء، فهذا قد اختلفوا فيه: هل هو مباح أو مندوب ".
ومن أمثلة التأسي به في الأفعال الجبلية: ما " ورد أن ابن عمر رضي الله عنهما كان يلبس النعال السبتية، ويصبغ بالصفرة، فسئل عن ذلك فقال: " ... وأما النعال السبتية فإني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يلبس النعال التي ليس فيها شعر ويتوضأ فيها فأنا أحب أن ألبسها، وأما الصفرة فإني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصبغ بها فأنا أحب أن أصبغ بها .... ". رواه البخاري (1/ 267) برقم (166).
وورد عن الإمام الشافعي أنه قال لبعض أصحابه: اسقني، فشرب قائمًا، فإنه - صلى الله عليه وسلم - شرب قائمًا.
وورد أيضًا عن الإمام أحمد أنه قال: ما بلغني حديث إلا عملت به حتى أعطى الحجام دينارًا " انتهى من "معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة" للدكتور محمد حسين الجيزاني، ص 128.
ومن أمثلة القسم الرابع: وهو ما احتمل أن يكون للتشريع أو للجبلة: نزول صلى الله عليه وسلم المحصّب بعد الحج (وهو اسم موضع بين مكة ومنى وإلى منى أقرب، ويسمى الأبطح)، فاختلف الصحابة في هذا النزول: هل هو تشريع أو ليس كذلك، فكان عبدالله بن عمر رضي الله عنهما يراه سنة، وكان عبدالله بن عباس رضي الله عنهما يقول: " ليس التحصيب (أي: نزول المحصب) بشيء، إنما هو منزل نزله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"، وكانت عائشة رضي الله عنها توافق ابن عباس فتقول: " نزول الأبطح ليس بسنة، إنما نزله رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه كان أسمح لخروجه إذا خرج ".
وينظر: صحيح البخاري (1765)، (1766)، صحيح مسلم (1310).
وبهذا يتبين أن ما أحبّه صلى الله عليه وسلم من الأطعمة أو الأشربة أو الألبسة ونحو ذلك، الأصل فيه أنه من العادات التي تفعل بمقتضى البشرية، ولا يراد بها التشريع، ككونه يحب الدباء، ويعاف الضب، ويلبس العمامة والرداء والإزار والقميص، ما لم يدل دليل على التشريع، كأن يأمر أو يرغّب في بأمر يتعلق بهذه الأشياء، كالتسمية عند الأكل، وعدم التنفس في الإناء، والأكل باليمين، وعدم الأكل من وسط القصعة، ومنع الإسبال أسفل من الكعبين، فالتشريع في ذلك واضح، ويكون لهذه الأفعال حكمها من الإيجاب أو الندب أو التحريم أو الكراهة، بحسب الأدلة الواردة فيها.
والله أعلم.
http://www.islam-qa.com/ar/ref/149523(/)
من آداب الأكل والشرب: لفضيلة الشيخ أبي عبد الله محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى
ـ[- أبو عبد الرحمن -]ــــــــ[18 - Jul-2010, مساء 02:01]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من آداب الأكل والشرب
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2934 (http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2934)
http://www.rslan.com/images/index/AklShorb.jpg (http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2934)
نبذة مختصرة عن المحاضرة: (المادة متوفرة صوتيًا rm & mp3 ومرئيًا wmv )(/)
هل كانت غزوة بدر خاصة، وغزوات الرسول عامة أمراً من الله أم اجتهاداً منه؟
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[18 - Jul-2010, مساء 04:31]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
سؤالي هو في العنوان، وأقصد به: هل أمره الله - عز وجل - تحديداً أن يخرج إلى بدر ويغير على قافلة قريش؟ وهل أمره تحديداً أن يقاتلهم في أُحُد؟ أم أن أمره له كان أمراً عاماً بالجهاد والقتال، وتحديد الغزوات واختيارها كان على النبي - صلى الله عليه وسلم - اجتهاداً منه؟
أرجو الإجابة بالدليل .. وجزاكم الله خيراً.(/)
ملخص أحكام النكاح (الجزء الثالث)
ـ[أبو حذيفة هشام الجزائري]ــــــــ[19 - Jul-2010, صباحاً 12:41]ـ
3) الصداق:
من حسن رعية الإسلام للمرأة واحترامه لها أن أعطاها حقها في التملك، إذ كانت في الجاهلية مهضومة الحقوق، مهينة الجناح، حتى إن وليها كان يتصرف في خالص مالها، لا يدع لها فرصة التملك ولا يمَكّنها من التصرف.
فكان أن رفع الإسلام عنها هذا الإصر، وفرض لها المهر وجعله حقا على الرجل لها، وليس لأبيها ولا لأقرب الناس إليها أن يأخذ شيئا منه، إلا في حال الرضا والاختيار.
والمهر اسم للمال الواجب للمرأة على الرجل بالنكاح أو الوطء وقد سمّاه الله في كتابه: صداقا و أجرا وفريضة، وهو واجب لقول الله تعالى:) و آتوا النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فخذوه هنيئا مريئا (أي و آتوا النساء مهورهن عطاء مفروضا، لا يقابله عوض، فإن أعطين شيئا من المهر بعدما ملكن من غير إكراه و لا حياء ولا خديعة فخذوه سائغا، لا غصة فيه ولا إثم معه. [فقه السنة 2/ 424]
و أقوى من النص السابق في الدلالة على الوجوب قوله تعالى:) فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة ([النساء 24]
فقد أمر الله تعالى في هذه الآية بإيتاء الزوجات أجورهن، والأجور المهور، والأمر للوجوب ما لم يصرفه عنه صارف، ويدل على الوجوب قوله " فريضة " و ما جعله كذلك إلا للزوجة، وعدم جواز إبطاله و إهداره. [أحكام الزواج للأشقر ص 255]
وعن سهل بن سعد الساعدي " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءته امرأة فقالت يا رسول الله: إني قد وهبت نفسي لك، فقامت قياما طويلا، فقام رجل فقال: يا رسول الله زوجنيها إن لم تكن لك بها حاجة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل عندك شيء تصدقها إياه؟ فقال ما عندي إلا إزاري هذا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: التمس ولو خاتما من حديد، فالتمس فلم يجد شيئا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل معك شيء من القرءان؟ فقال: نعم، معي سورة كذا وسورة كذا لسور سمّاها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد أنكحتكها بما معك من القرءان " [البخاري ومسلم ومالك]
وجاء في بعض الروايات الصحيحة: (علّمها من القرءان) [مسلم، كتاب النكاح رقم: 77]
وفي رواية أبي هريرة:" أنه قدّر ذلك بعشرين آية " [أبو داود 2111] وقد دلّ هذا الحديث على جواز أن يكون المهر شيئا قليلا، وعلى جواز جعل المنفعة مهرا، و أن تعلم القرءان من المنفعة
قدر المهر:
قدّر المالكية أقل الصداق بربع دينار ذهبا (1.06 غ) (1) أو ثلاثة دراهم فضة (ما يقارب 9 غ) (2) خالصة من الغش، وقالوا لا يجزئ أقل من ذلك وقدّر الأحناف أقله بعشرة دراهم.
لكن " هذا التقدير لا يستند إلى دليل يُعوّل عليه، و لا حجة يُعتّد بها ".
قال الحافظ: " وقد وردت أحاديث في أقل الصداق لا يثبت منها شيء "
وقال ابن القيم: فإن الصداق شُرع في الأصل حقا للمرأة تنتفع به، فإذا رضيت بالعلم والدين وإسلام الزوج وقراءته القرءان، كان هذا من أفضل المهور، وأنفعها و أجلها، فما خلا العقد عن مهر، و أين الحكم بتقدير المهر بثلاثة دراهم، أو عشرة من النص؟! والقياس إلى الحكم بصحة كون المهر ما ذكرنا نصا أو قياسا ... إلا من جهة صاحب الشرع [فقه السنة 2/ 426]
أما أكثر المهر: فإنه لا حدّ له، فعن عمر أنه نهى وهو على المنبر أن يُزاد في الصداق فاعترضته امرأة من قريش، فقالت: أما سمعت الله يقول:) و آتيتم إحداهن قنطارا ([النساء 20] فقال اللهم عفوا! كل الناس أفقه من عمر، ثم رجع فركب المنبر، فقال: إني كنت قد نهيتكم أن تزيدوا في صدقاتهن على أربعمائة درهم، فمن شاء أن يعطي من ماله ما أحب [رواه سعيد بن منصور و أبو يعلى بسند جيد]
كراهة المغالاة في المهور:
(يُتْبَعُ)
(/)
يحرص الإسلام على إتاحة فرص الزواج لأكثر عدد من الناس رجالا ونساء، ليستمتع كلٌّ بالحلال الطيّب، وذلك لا يكون إلا إذا كانت وسائله مذللة وطرقه ميسرة، بحيث يقدر عليه الفقراء الذين يجهدهم بذل المال الكثير، لأجل ذلك كره الشارع الحكيم المغالاة في المهور، و أخبر أن المهر كلما كان قليلا، كان الزواج مباركا، وأن قلة المهر من يمن المرأة، فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن أعظم النكاح بركة أيسرُه مؤنة) [أحمد والحاكم]
وقال صلى الله عليه وسلم: (يمن المرأة خفة مهرها ويسر نكاحها، وحسن خلقها، وشؤمها غلاء مهرها و عسر نكاحها وسوء خلقها) [الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم]
وهذه النصوص تدل على أن السنة تخفيف المهور، وما من عاقل يرى عزوف الشباب عن الزواج وما يعانيه بعضهم في جمع الأموال، ويشاهد ما عليه الشباب والفتيات من التبرج والفساد، إلا واقتنع بتخفيف المهور وتيسيرها إلى أبعد حد ممكن، وينبغي للآباء أن لا يتركوا الأمر للنساء، فالمسؤولية الكبرى تقع على عاتق الآباء والأولياء.
تعجيل المهر و تأجيله:
يجوز تعجيل المهر و تأجيله، أو تعجيل البعض و تأجيل البعض الآخر، ويصح أيضا أن يكون منجما، كيفما اتفق الزوجان فلا حرج عليهما، لكن يستحب تعجيل جزء منه، فإن حدّدا المهر ولم يذكرا أجلا فهو معجل [أحكام الزواج للأشقر ص 262]
فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم منع علياًّ أن يدخل بفاطمة حتى يعطيها شيئا، فقال: ما عندي شيء، فقال: أين درعك الحُطمية؟ فأعطاه إياها [أبو داود والنسائي]
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: " أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أُدخِل امرأة على زوجها قبل أن يعطيها شيئا " [أبو داود وابن ماجة]
قال سيد سابق: فهذا الحديث يدل على أنه يجوز دخول المرأة قبل أن يُقدّم لها شيئا من المهر، وحديث ابن عباس يدل على أن المنع كان سبيل الندب [فقه السنة 2/ 428]
قال الأوزاعي: كانوا يستحسنون ألا يدخل عليها حتى يقدم لها شيئا.
وقال الزهري: بلغنا في السنة ألا يدخل بامرأة حتى يقدم لها نفقة أو يكسو كسوة، ذلك مما عمل به المسلمون.
متى تستحق المرأة كامل المهر؟
تستحق الزوجة كامل المهر في حالتين:
الأولى: إذا دخل بها الدخول الحقيقي: وحصل الوطء فلا خلاف بين أهل العلم في استحقاقها جميع المهر لقوله تعالى:) و إن أردتم استبدال زوج مكان زوج و آتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا أتأخذونه بهتانا و إثما مبينا، وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض و أخذن منكم ميثاقا غليظا ([النساء 20 - 21]
فقد نهت الآية الزوج عن أخذ شيء مما أعطاه لزوجته إذا طلقها مهما كان الذي أعطاها إياه عظيما، وعدّ أخذ شيء منه من البهتان و الإثم المبين.
الثانية: إذا مات أحد الزوجين قبل الدخول: ففي هذه الحالة تستحق الزوجة كامل المهر إذا كان المهر قد سمي، وهذا مجمع عليه، ولها مهر المثل إن لم يكن قد سمي.
ودليل ذلك ما رواه الترمذي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه سئل عن رجل تزوج امرأة ولم يفرض لها صداقا ولم يدخل بها حتى مات، فقال ابن مسعود: " لها مثل صداق نسائها، ولا وكس ولا شطط، وعليها العدة ولها الميراث "، فقام معقل بن سنان الأشجعي، فقال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بروع بنت واشق، امرأة منا مثل الذي قضيت به، ففرح ابن مسعود.
مهر المثل:
مهر المثل، هو المهر الذي تستحقه المرأة مثل مهر من تماثلها وقت العقد في السنّ والجمال والمال والعقل والدين والبكارة والثيوبة والبلد، وكل ما يختلف لأجله الصداق، كوجود الولد أو عدم وجوده، إذ أن قيمة المهر للمرأة تختلف عادة باختلاف هذه الصفات والمعتبر في المماثلة من جهة عصبتها كأختها وعمتها وبنات أعمامها.
وقال أحمد: هو معتبر بقرابتها من العصبات وغيرهم من ذوي أرحامها و إذا لم توجد امرأة من أقربائها من جهة الأب متصفة بأوصاف الزوجة التي نريد تقدير مهر المثل لها، كان المعتبر مهر امرأة أجنبية من أسرة تماثل أسرة أبيها.
متى يجب مهر المثل؟:
يجب مهر المثل في الحالات التالية:
1 - في حالة عدم تسمية المهر:
(يُتْبَعُ)
(/)
تسمية المهر في العقد مجمع عليه بين أهل العلم، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " أجمع العلماء على جواز عقد النكاح بدون مهر، وتستحق مهر المثل إذا دخل بها بإجماعهم، وتستحقه أيضا إذا توفي عنها، وهذا ما ذهب إليه فقهاء الحديث و أهل الكوفة، و هو أحد قولي الشافعية "
2 - إذا تزوج رجل امرأة على أنه لا مهر لها:
ووجب مهر المثل في حالة اشتراط سقوط المهر وهو مذهب أبي حنيفة والشافعي ورواية عن أحمد، فهم يرون بطلان هذا الشرط ووجوب مهر المثل.
وذهب الإمام مالك و أحمد في رواية عنه أخرى إلى أن الشرط يبطل العقد، يقول الدردير: " والاتفاق على إسقاطه مفسد للعقد ".
3 - إذا كان المهر المسمى فاسدا:
ويجب مهر المثل في ما إذا كان المهر المسمى فاسدا كأن يكون خمرا أو خنزيرا أو غير مملوك كالسمك في الماء والطير في الهواء، لأن هذا المهر وجوده كعدمه شرعا.
وهذا مذهب جمهور العلماء، ومنهم الحنفية والحنابلة والشافعية، وذهب مالك في رواية إلى فساد العقد ووجوب فسخه مطلقا، سواء أكان قبل الدخول أو بعده، وهذا قول أبي عبيد، وذهب مالك في الرواية الأخرى إلى أنه إذا دخل بها ثبت لها صداق المثل.
4 - إذا كان العقد فاسدا:
إذا وقعت الفرقة قبل الدخول في العقد الفاسد فلا يلزم المهر أبدا، أما إذا وقت بعد الدخول فله حالتان:
الأولى: أن يكون المهر قد سمي، فهنا يجب على الزوج الأقل من المهر المسمى ومهر المثل، وهذا ما ذهب إليه الحنفية، والذي نص عليه عبد الله بن مودود أن الواجب في النكاح الفاسد مهر المثل فحسب.
الثانية: أن لا يكون المهر قد سمي، أو كان قد سمي، ولكن التسمية فاسدة فإن الواجب في هذه الحالة مهر المثل.
والقول بوجوب مهر المثل في حال فساد المهر المسمى في العقد الفاسد مذهب زفر من الحنفية، وهو مذهب الشافعية والحنابلة. [أحكام الزواج للأشقر ص 268 - 269]
وجوب نصف المهر المسمى:
إذا وقع الطلاق قبل الوطء والخلوة الصحيحة لزم نصف المهر المسمى وهذا لا خلاف فيه بين أهل العلم، وفي ذلك يقول رب العزة:) و إن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم إلا أن يعفون أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح ([البقرة 237]
سقوط المهر كله:
يسقط المهر كلّه إذا جاءت الفرقة من قبل الزوجة قبل الدخول بها كأن ارتدت عن الإسلام أو فسخت العقد إعساره أو عيبه أو فسَخَهُ هو بسبب عيبها.
ولا يجب لها المثل لأنها أتلفت العوض قبل تسليمه، فسقط البدل كله، ويسقط المهر كذلك، إذا أبرأته قبل الدخول بها، أو وهبته له فإنه في هذه الحالة يسقط بإسقاطها له، وهو حقٌّ خالص لها. [فقه السنة 2/ 432 - 433 و انظر أيضا أحكام الزواج للأشقر ص 267]
4) الشهود:
اتفق أهل العلم على بطلان النكاح الذي يتم بغير شهود ولا إعلان، قال ابن تيمية (33/ 158): " نكاح السر الذي يتواصون بكتمانه ولا يشهدون عليه أحدا باطل عند عامة العلماء وهو من جنس السفاح ".
واتفق أهل العلم على صحة النكاح الذي شهد عليه رجلان فصاعدا وتمّ الإعلان عنه، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية (32/ 130): " إذا اجتمع الإشهاد والإعلان فهذا لا نزاع في صحته ". [أحكام الزواج للأشقر ص 163] (1)
ودليل ذلك ما روته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل) [رواه ابن حبان في صحيحه والدارقطني والبيهقي وصححه الألباني، وهو و إن كان مرسلا فإن له متابعات و طرق عند الدارقطني يتقوى بها، أنظر إرواء الغليل 6/ 235 – 6/ 258]
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (لا نكاح إلا بشاهدي عدل وولي مرشد)
وعن أبي الزبير المكي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أَتي بنكاح لم يشهد عليه إلا رجل وامرأة، فقال: " هذا نكاح السّر و لا أجيزه ولو كنت تقدمتُ فيه لرجمت ُ " [مالك في الموطأ]
قال الترمذي: والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم من التابعين، وغيرهم، قالوا: لا نكاح إلا بشهود، لم يختلف في ذلك من مضى منهم إلا قوم من المتأخرين من أهل العلم. إهـ[فقه السنة 2/ 339 - 340]
الشروط التي يجب توفرها في الشهود:
1 - 2) العقل والبلوغ:
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا مما اتفق عليه أهل العلم لأن فاقدهما فاقد للأهلية، وعليه لو شهد على العقد صبيٌّ أو مجنون فإن الزواج لا يصح إذ أن وجودهما كعدمه.
3) الإسلام: ولا خلاف بين أهل العلم في اشتراط الإسلام إذا كان الزوجان مسلمين، أما إذا كانت الزوجة ذمية فأجاز أبو حنيفة و أبو يوسف شهادة الذي في هذه الحال، ورفض ذلك الشافعية والحنابلة ومحمد بن زفر من الحنفية، واحتج المشترطون لإسلام الشاهد مطلقا بقوله صلى الله عليه وسلم: (لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل) ووجه الاستدلال أن غير المسلم ليس بعدل.
4) الذكورة: ذهب الشافعية والحنابلة إلى اشتراط الذكورة في الشهادة، فإن عُقد الزواج بشهادة رجل وامرأتين لا يصح، لما رواه أبو عبيد عن الزهري قال: " مضت السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ألاّ يجوز شهادة النساء في الحدود ولا في النكاح ولا في الطلاق " [مصنف ابن أبي شيبة برقم 8763 و أخرجه الزيلعي في نصب الراية 4/ 79]
واستدلوا أيضا بأمر الله بإشهاد الرجال على الرجعة في العدة بقوله:) وأشهدوا ذوي عدل منكم ([الطلاق 02]
والأحناف لا يشتطون هذا الشرط ويرون أن شهادة رجلين أو رجل وامرأتين كافية لقول الله تعالى:) واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء ... ([البقرة 282] و لأنه مثل البيع في أنه عقد معاوضة، فينعقد بشهادتهن مع الرجال.
5) العدالة:
وقد ذهب إلى اشتراطها الشافعية والحنابلة للحديث المتقدم (لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل)
وذهب الحنفية إلى أنها لا تشترط فيصح العقد بشهادة الفاسقين، وقالوا: كل من يصلح أن يكون وليا في زواج يصلح أن يكون شاهدا فيه.
6) أن يكونا سامعين للإيجاب والقبول:
فاهمين المقصود بهما، فلا تُقبل شهادة الأصم، كما لا تُقبل شهادة الحاضر الذي كان نائما أو كان بعيدا لا يسمع ما يُقال، ولا تقبل شهادة السامع الذي لا يفقه اللغة التي عُقد بها.
يقول ابن قدامة في المغني (1/ 350): " ولا ينعقد بشهادة أصمين لأنهما لا يسمعان، ولا أخرصين لعدم إمكان الأداء منهما ".
ـــــــــــــــــــــ
الهوامش:
(1)، (2) نقلا عن العجالة في شرح الرسالة لفضيلة الشيخ بن حنفية العابدين حفظه الله تعالى.
(3) واختلفوا في النكاح الذي شهد عليه الشهود ولكنهم لم يعلنوه للناس وتواصوا بكتمانه، كما اختلفوا في النكاح الذي أُعلن عنه ولم يحضر العقد أحد من الشهود.
فذهب مالك رحمه إلى أن الإشهاد ليس بشرط، والشرط هو الإعلان عن النكاح.
يقول ابن عبد البر في الاستذكار (16/ 214): " ليس الشهود في النكاح عند مالك من فرائض النكاح، ويجوز عقده بغير شهود، وإنما الفرض الإعلان والظهور لحفظ الأنساب "
ويرى الإمام مالك و أصحابه – كما ينقل عنهم ابن عبد البر – أن النكاح الذي يشهد عليه الشهود، ويستكتم الشهود بقصد السر وعدم الإعلان فهو نكاح سرّ، ويرى الإمام مالك أن يجب التفريق بين الزوجين بتطليقة، ولا يجوز مثل هذا النكاح، بينما يرى صحة النكاح من غير إشهاد على العقد إذا كان من غير استسرار.
وذهب متأخروا المالكية إلى أن الإشهاد ركن في عقد النكاح، لا يصح النكاح بدونه، يقول ابن أبي زيد في متن الرسالة (ص 102): " ولا نكاح إلا بولي وصداق وشاهدي عدل، فإن لم يشهدا في العقد فلا يبني بها حتى يشهدا ".
وعدّ خليل في (الشرح الصغير 2/ 236) الشهادة من الشروط لا من الأركان، فأجاز العقد من غير شهادة، ويجري الإشهاد على النكاح بعد العقد.
وعزا ابن رشد في بداية المجتهد (2/ 17) إلى مالك القول باشتراط الشهود في النكاح، والتحقيق في مذهب هو عدم اشتراطه الإشهاد وكل ما يشترطه هو الإعلان وعدم الإسرار.
والقول بوجوب الإعلان وعدم وجوب الإشهاد ليس قصرا على الإمام مالك وأصحابه، فقد عزاه ابن عبد البر في الاستذكار (16/ 212 – 216 – 218) إلى ابن شهاب وأكثر أهل المدينة والليث بن سعد، ونصر شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (32/ 35) هذا القول وعزاه إلى مالك و أحمد في إحدى الروايتين عنه. إهـ نقلا عن أحكام الزواج للأشقر ص 163 – 165 بتصرف يسير.(/)
استخدام الكحول"النجس"في العطور و الماكولات والمشروبات والادوية ومواد التنظيف وغيرها
ـ[أبومنصور]ــــــــ[19 - Jul-2010, مساء 12:51]ـ
هل من الممكن أن نفتح نقاشًا حول حكم استخدام الكحول في العطور و الماكولات والمشروبات والادوية ومواد التنظيف وغيرها كثير.
أعلم أن أساس النقاش ينبني على مسألة: هل الخمر نجسة أم لا؟
ولا أظن أنه يخفى على طالب علم أن السواد الأعظم من أهل العلم, وعلى رأسهم الأئمة الأربعة, وابن حزم , وشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهم الله ذهبوا جميعًا الى القول بنجاسة الخمر , بل حكى ابن عبدالبر والغزالي الإجماع على ذلك, وإن كان في هذا الاجماع نظر لمخالفة ربيعة شيخ الامام مالك والمزني حيث قالا بطهارة الخمر وكذلك بعض المتأخرين.
وأريد أن يبدا النقاش من هذه النقطة .. لأن من يقول بطهارة الخمر , لا مشكلة له في الاشكال الذي سوف أطرحه .. وإنما الحديث عمن يقول بنجاستها ... والإشكال هو: كيف يتعامل المسلم مع ما يدخل فيه الكحول كالعطور والمأكولات .. الخ لاسيما وإن دخول الكحول في كثير مما يستهلكه المسلمون اليوم قد عمت به البلوى , ولا يكاد يسلم منه أحد لاسيما أولئك الذين يعيشون في غير ديار الإسلام.
فهل يقال له: تجنب كل ذلك بالكلية وان كان في ذلك مشقة كبيرة لا تخطيها العين المبصرة ... أم نجوز له استعمالها اذا دعت الحاجة الى ذلك والا لا .. ويبقى السؤال: وما هو ضابط الحاجة؟ .. أم نجعل نسبة الكحول الداخلة في تركيب المواد هي الفيصل .. وان ذلك كذلك فما هي هذه النسبة وكيف تم معرفتها وتحديدها؟
أرجو إثراء هذا الموضوع في هذا الاطار, مع علمي أن البعض سوف يعترض بأن الخمر طاهرة وبالتالي فلا مجال لطرح مثل هذا الاشكال ... وأقول لهولاء الأحبة .. أعلم حجة من قال بذلك .. لكنني هنا أريد نقاش استعمالات الكحول على القول بنجاسته.
أتمنى ذكر المراجع في حال تم الاشارة الى نقل عن اي واحد من أهل العلم ... وأفضل معرفة آراء الأوائل فقد اطلعت على كثير من أقوال المعاصرين.
ـ[أبو عمر الفهيدي]ــــــــ[19 - Jul-2010, مساء 02:57]ـ
في هذا الرابط تجد بغيتك بإذن الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=111786
ـ[أبومنصور]ــــــــ[19 - Jul-2010, مساء 05:14]ـ
في هذا الرابط تجد بغيتك بإذن الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=111786
بارك الله فيك على هذا الرابط الذي اطلعتُ عليه سابقًا .. لكنه لم يشف غليله.
ـ[أبو محمد سَعد]ــــــــ[20 - Jul-2010, صباحاً 02:21]ـ
الحمدُ لله/
القولُ الراجح أن الخمر ليست بنجسة, فلو كانت كذلك لَمَا أقرَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المسلمين على إراقتها في الأسواق والطرقات, ومعلومٌ النهي عن إلقاء النجاسة في طريق المسلمين.
هذا, ولم يأمر النبي -عليه السلام- بغسل الأواني والجرار التي كانت فيها الخمر, بخلاف لحم الحُمُر الأهلية فقد أمر -عليه الصلاة والسلام- بغسل الأواني منها.
وأما مسألة استعمال العطور التي تحوي نسبة من الكُحُول ففيها تفصيلٌ ولو على القول بطهارة الخمر.
والله أعلم, وبالله التوفيق ..
ـ[أبو عبد المهيمن السلفي]ــــــــ[20 - Jul-2010, صباحاً 03:17]ـ
هل التفريق بين الكحول السام والمسكر له ثمرة.
ـ[أبومنصور]ــــــــ[20 - Jul-2010, مساء 12:03]ـ
القولُ الراجح أن الخمر ليست بنجسة
يبدو أنك اخي الكريم لم تقرا الموضوع جيدا .. فقد تجازونا هذه النقطة .. ومحل النقاش هو: نقاش استعمالات الكحول على القول بنجاسته.
أما عن نجاسة الخمر فقد بحثت فيها طويلا , وظهر لي أن كلا أدلة الطرفين غير حاسمة وصريحة في تقرير ما يقرره كل منهما سؤاء بالطهارة ام النجاسة اللهم الا الدليل الاول من ادلة القائلين بالطهارة وهو ان الاصل في الاشياء الطهارة. واذا كان لديك بعض الوقت فارجو أن تقرا رد الطرف الاخر على ما سقته من ادلة:
http://www.alifta.com/Fatawa/FatawaChapters.aspx?View=Page&PageID=5268&PageNo=1&BookID=2
وأما مسألة استعمال العطور التي تحوي نسبة من الكُحُول ففيها تفصيلٌ ولو على القول بطهارة الخمر.
هذه التي حولها ندندن.
ـ[أبومنصور]ــــــــ[20 - Jul-2010, مساء 12:10]ـ
مكررة
ـ[أبو محمد سَعد]ــــــــ[21 - Jul-2010, صباحاً 01:31]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
يبدو أنك اخي الكريم لم تقرا الموضوع جيدا .. فقد تجازونا هذه النقطة .. ومحل النقاش هو: نقاش استعمالات الكحول على القول بنجاسته.
الحمدُ لله/
على القول بنجاسة الكحول, فلا يجوز استعماله قولاً واحداً, وهل تصح الصلاة بالنجاسة إذا تعطَّرَ به مثلاً؟؟
أم هل يجوز التداوي بالنجس؟؟
والقاعدتان: (كل نجس حرام) , و (ليس كل حرام نجساً) , فتأمل.
وبالله التوفيق ..
ـ[أبومنصور]ــــــــ[21 - Jul-2010, صباحاً 02:21]ـ
على القول بنجاسة الكحول, فلا يجوز استعماله قولاً واحداً
هل أنت متأكد من هذا الإطلاق؟؟ أرجو أن تتمهل قليلا في مثل هذه الاطلاقات.
وأرجو أن تتأمل فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالسعودية .. مع العلم أنهم يعتبرون الخمر نجسة:
هل ينطبق على الكلونيا تعريف الخمر أو لا؟
وما حكم شربها واستعمالها على كل من التقديرين؟
وهل يحكم بنجاستها على تقدير أنها خمر أو لا؟
كل أنواع الكلونيا تحتوي على كحول فيما نعلم ولكن نسبة هذا الكحول متفاوتة وليس كل ما فيه كحول يسكر شاربه، وعلى هذا إذا بلغت نسبة الكحول في نوع من أنواعها حدا يجعل كثيرها مسكرا فإنه ينطبق عليها تعريف الخمر عند جمهور الفقهاء فتسمى خمرا أيضا، ويحرم شرب قليلها وكثيرها، ويحد شاربها، ويجري فيها الخلاف في نجاستها، ولا ينطبق عليها تعريف الخمر عند أبي حنيفة ومن يوافقه من أهل العلم فلا تسمى خمرا ولكن يحرم شرب الكثير منها دون القليل.
وإذا لم تبلغ درجة أن يسكر شرب كثيرها فلا ينطبق عليها تعريف الخمر عند جميع الفقهاء ولا تسمى خمرا ولا يحرم شربها ولا استعمالها للتطهير ولا لطيب رائحتها ولا يحكم بنجاستها.
وتقدير النسبة التي إذا بلغتها يكون كثيرها مسكرا يتوقف على تحليلها ويرجع إلى رأي أهل الخبرة في ذلك هذا ما تيسر ذكره.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(/)
من وحي القلم
ـ[عمار سليمان]ــــــــ[19 - Jul-2010, مساء 03:01]ـ
http://alfaris.net/up/60/alfaris_net_1279540491.gif (http://alfaris.net/up/)
من وحي القلم ..
العلم يُسلي و يبني:
فالعلم يُسلي الفكر و ينقيه و يُعلي الشخص و يزكيه
في لزومه رفعة و البعد عنه ذلة و اقتفاء اثره نعمة
و الاعراض عنه نقمة .....
القراءة مفتاح:
القراء مفتاح لبابين بها يفتح باب العلم و تتفح ازهر
المعرفة و تنضج ثمار الحكمة في لزومها تقويم لنفس
و تهذيب للفكر و تنقيح للعقل وو بها يغلق باب الجهل ,
و فيها سياحة الفكر و أعمال للعقل من
خلالها تتنقل بين واحة العلم لتقطف من كل بستان
زهرة و من كل شجرة ثمرة ....
المرض داء و دواء:
هو داء لمن لم يعرف حكمته و مضى في تتبع شهوته
فغاب في ظلام الالم, لا تجد له ونيسا ليس له الا الاهات
و الانات ..
و دواء لمن عرف مقتضاه و لفهو دواء للنفوس به
تتهذب
و هو معقم من الكبر و منقي من الذنوب فبه ترفع
الدرجات
و الصبر عليه من أعظم الهبات ....
الحكمة:
و الحكمة هي الاستخدام الامثل للعلم في الوقت
و الزمان المناسب و هي ضاله المؤمن و ريحانة قلبه
أين ما وجدها أخذ بها و لزمها و سار على التعلق
بصاحبه فنزل عند ركبه و تضرع من علمه ففاد
و أفاد و من العلم استفاد ...
الصبر و اليقين:
أن اقتران الصبر و اليقين من اهم اسباب التمكين
فما أعطي عبد عطاء أفضل من الصبر و أن
تبعه اليقين نال بهذه الدنيا الرفعة و النصر ,
فكل عمل خلا روحه من الصبر ما اكتمل و ان لم يتبعه
اليقين في نور هذا الدين ما انعدل .....
هذا و ما كان من خير من الله وحده و ما كان من شر
فمني و من الشيطان و الله منه براء
الحلم
و الحلم ملين لقلوب البشر معطر لسيرة صاحبه
ما حازه احد الا رفع في اعين البشر و جعله الله بين الناس كالقمر .....
العفة
و العفة زينة الصالحين و مطلب المريدين بمائها ارتوت ربات الخدور فرسمت وقارهم واعلت اقدارهم وجملت أخلاقهم
القيام
القيام نور يقذفه الله في وجه العباد تره فتميزه و من نظارة وجه صاحبه تعرفه و تتمنى صحبته عل ذاك النور يلامس قلبك فتسير على خطاه و تتمنى في الجنة لقياه ......
الصيام
الصيام حارس للشباب و ساد عليه كثير من الابواب فهو مغلق لباب الشهوة فاتح لباب الخلوة خلوة البطن و خلوة الفكر
ما كان لله
ما كان لله دام و نفع و ما كان لغيره زال و انقطع و مثل هذا كالماء الذي انزل على جرداء الارض فأما ما نفع الناس مكث فيها و انبت حبها و اما ما كان دون ذلك تبخر اثره و زال معلمه و قل مغرمه ..
كتبه راجي عفو الله عمار سليمان في تاريخ 5/ 8/1431
من هجرة الرسول الاعظم روحي و اهلي و نفسي له فداء
ـ[البناخي]ــــــــ[19 - Jul-2010, مساء 06:38]ـ
جزاك الله خيرا يأخ عمار على هذا البوح الجميل
ولكن يأخي .. ماتقول في الخشية ... و الذكر ... الطمأنينة
ـ[عمار سليمان]ــــــــ[20 - Jul-2010, صباحاً 12:00]ـ
جزاك الله خيرا يأخ عمار على هذا البوح الجميل
ولكن يأخي .. ماتقول في الخشية ... و الذكر ... الطمأنينة
جزاك الله خيرا و بارك الله فيك و نفع بك ...
الخشية نور قذفه الله في القلوب و يتعين بها العبد على صعب الدروب بها تقترب الى الرب و تبتعد عن خوف من العبد و ترتقي الى جنة الخلد .....
و الذكر ترطيب للسان و ضياء في الجَنان , و الذكر لصاحبه عطر و زهر فهو كواحة النخيللا يعرفه البخيل من بخل على نفسه في تطهير قلبه بلسانه فسار في همه و اسقامه ...
و الطمأنينة شعور في الرضا عن رب العبيد و استشعار العزة بدينه و قربه من العبد فيأنس خوفه و يهدء ورعه و بزهر عنره و يبيض وجهه .....
جزاكم الله خيرا ......(/)
سؤال حول تقنية تحديد جنس المولود
ـ[الفضي]ــــــــ[19 - Jul-2010, مساء 08:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إمرأة تسأل:
أرجوا منكم في هذا المنتدى المبارك و من لديه إتصال بأحد المشايخ أو طلبة العلم الفضلاء نقل سؤالي إليهم وهو إفادتنا بحكم استخدام ما يسمى تقنية تحديد جنس المولود و الريجيم الذي تقوم به المرأة قبل الحمل بأشهر إذ أنه تقوم بأخذ فقط بعض المأكولات يقال أنها تساعد في إنجاب الذكر – في حالة أنها تريد إنجاب ذكر- وكذلك عمل دش مهبلي قبل الجماع بالماء و بيكاربونات الصوديوم بحيث يقال أن هذا الأخير يقوم بقتل الحيوانات المنوية الأنثوية والحفاظ فقط على الحيوانات المنوية الذكرية التي يفرزها ماء الرجل وكذلك يمتنع الزوجان عن الجماع بعد الدورة الشهرية للمرأة لمدة 14 إلى 17 يوم مع العلم أنه يوجد كذلك تقنية لإنجاب الأنثى.
ما هو الحكم الشرعي في ذلك؟؟؟ حيث أن الطب أثبت نجاح هذه الطرق بنسبة 65 بالمئة.
وجزاكم الله خيرا(/)
هل الغل المذكور في الآية موجود في صدور كل الناس مؤمنهم وفاجرهم وفي الجنة لايوجد؟؟
ـ[منبع الخير]ــــــــ[19 - Jul-2010, مساء 08:32]ـ
""" ونزعنا ما في صدورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين" ( http://forums.naseej.com/showthread.php?p=876355)
هل الغل المذكور في الآية موجود في صدور كل الناس مؤمنهم وفاجرهم في الدنيا وفي الجنة لايوجد؟؟
وضحولي الإجابة بارك الله فيكم .. :)
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[20 - Jul-2010, صباحاً 02:54]ـ
لعلك أخي الكريم تجد بغيتك عند الامام الشنقيطي-رحمه الله- صاحب تفسير"أضواء البيان" في هذا المقطع الصوتي النادر من مجالسه في التفسير يفسر قول الله تعالى: "ونزعنا ما في صدورهم من غل ... "الاعراف 43
اليك هذا الرابط المباشر:
http://sohari.com/nawader_v/doroos/shenqi6i-tafsir-wanaza3na.ram(/)
رأي الشيخ الطريفي في الصلاة خلف مستحل الغناء
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[19 - Jul-2010, مساء 09:07]ـ
هذا سؤال وجه للشيخ المحدث عبد العزيز بن مرزوق الطريفي حفظه الله على قناة الأسرة قمت بتفريغه للحاجة.
وهذا رابط المادة لمن أراد المشاهدة
http://www.mashahd.net/view_video.php?viewkey=05f29d8 af78244463f7d
-------------------------------------------------------------------------------
السائل: أريد أعرف رأيكم في فتوى صدرت ألا وهي لا تجوز الصلاة خلف من يستبيح الغناء؟
الشيخ: أولا هذه المسألة هي فرع عن مسألة يتكلم عليها العلماء وهي مسألة الصلاة خلف الفاسق الإئمة الأربعة وهذا محل إتفاق عندهم وقد حكي الإجماع على ذلك على أن سامع الغناء وكذلك من أباحه فاسق وقد ذهب الإمام أحمد عليه رحمة الله إلى أنه لا يفرق بين فاسق العمل وفاسق الإعتقاد ولو لم يعمل إذا قال بشىء يخالف النص الظاهر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الإئمة الأربعة يفسقون - وكذلك حكي الإجماع على هذا- سامع الغناء و معنى تفسيقه معناه أنه خرج عن الطاعة ولازم هذا الأمر ولو كانت صغيرة فإنه يقول أنه قد فسق أي خرج عن الطاعة والإئمة يتفقون على أن تعريف الفاسق هو من فعل كبيرة ولو مرة أو من فعل صغيرة وأصر عليها وأستدامها والمراد بذلك هو الحياطة للصلاة وهذا موضوع خلاف عند العلماء من جهة الأصل: هل تصح الصلاة خلف الفاسق أم لا؟ ويندرج تحتها مسائل كثيرة من بينها ما يتكلم عليها العلماء من الصلاة مثلا خلف المغني أو آكل الربا وكذلك أيضا بذىء اللسان ونحو ذلك هذه هي فروع مسائل كثيرة جدا تدخل تحتها هذه المسألة.
إختلف أهل العلم في هذه المسألة على قولين:
1 - ذهب الإمام أحمد وكذلك الإمام مالك إلى عدم صحة الصلاة خلف الفاسق.
2 - وذهب الإمام الشافعي وأبو حنيفة إلى صحة الصلاة خلفه وهذا هو الصواب ولكن تكره وهذا الذي يتفق عليه الإئمة الأربعة والذين قالوا بصحتها قالوا أنها تكره أيضا فيتفق الإئمة الأربعة إلى كراهة الصلاة خلف الفاسق ومعنى الكراهة أي أن الأجر فيها أقل من ذلك مع صحتها.
والذي أراه والله أعلم أن صحة الصلاة خلف الفاسق مع الكراهة وأنه ينبغي للإنسان أن يقدم صالحا في صلاته وينبغي أن يفرق أيضا بين ما يتكلم عليه العلماء من مسألة الصلاة خلف الإمام الفاسق وهذه مسألة أخرى تختلف , إتفق الإئمة الأربعة على جواز الصلاة وصحتها حتى الإمام أحمد والإمام مالك وذلك لجمع لكلمة المسلمين وهو مقصد أعظم , من ذلك أنه جاء عن جماعة من الصحابة أنهم صلوا خلف الجماعة من الإئمة من الفسقة كجابر بن عبد الله وعبد الله بن عمر فإنهما صلا خلف الحجاج وكذلك جماعة من المسلمين ما يدل على جواز ذلك في الإمام الأعظم لمصلحة الأمة أما بالنسبة لما دون ذلك حتى تصح عبادة الناس كذلك حثا للناس على الإستقامة والإنظباط والسلوك ونحو ذلك ألا يصدر للناس إلا من كان من أهل الصلاح والديانة والإستقامة والكمال ولن تعدم الأمة خيرا.
ـ[بدرالسعد]ــــــــ[20 - Jul-2010, صباحاً 03:59]ـ
فتاوى عامة لم تخصص شخص بعينه, جزاك الله خيرا لحرصك ونفعك لنا
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[21 - Jul-2010, مساء 05:40]ـ
فتاوى عامة لم تخصص شخص بعينه, جزاك الله خيرا لحرصك ونفعك لنا
وإياكم
نفع الله بكم.(/)
الإنسان يتصدق من أجل الدعاء له، نقص في الإخلاص
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[19 - Jul-2010, مساء 11:46]ـ
الإنسان يتصدق من أجل الدعاء له، نقص في الإخلاص
في لقاء الباب المفتوح مع فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله –.
سئل الشيخ – رحمه الله تعالى -:
فضيلة الشيخ: لقد فهمت من ظاهر كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: أن من عمل خيراً لطلب الشكر، أو الدعاء؛ فإن العمل غير خالص لوجه الله؟.
فما توجيهكم؟
الجواب:
نعم هذا صحيح، الإنسان الذي يعمل عبادة لا تكون إلا لله، فإذا أشرك فيها مع الله أحداً فهذا مبطل للعبادة، فلو صلى من أجل أن يشكره الناس على الصلاة ويثنون عليه بذلك، فلا شك أنه أراد بعمله غير الله، ثم إما أن يكون شركاً أكبر أو أصغر حسب ما يكون بالقلب.
وأما إذا صلى لله ثم أثني عليه بتلك الصلاة فهذا لا بأس به، وربما يكون هذا من عاجل بشرى المؤمن، لكن يجب على الإنسان أن يخص ما لله لله لا يشرك به أحداً، والناس لا يغنونك من الله شيئاً، والله يغنيك من كل الناس، فلم لا تتقرب إلى الله بما يُتقرب إلى الله به، تتقرب إلى الناس بالصلاة وهي لله؟!!
السائل:
ولكن الإشكال يا شيخ قوله: (أو الدعاء) مثلاً: يتصدق إنسان من أجل أن يدعو له هذا الإنسان؟
الشيخ:
حتى هذا أيضاً نقص في الإخلاص، قال الأبرار: (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً) [الإنسان9] والدعاء من الجزاء، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (من صنع إليكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا له) ولا شك أن هناك فرقاً بين الإنسان يعطي لله - عز وجل - يريد التقرب إلى الله - عز وجل -، وبين إنسان يقول: أعطيه من أجل أن يدعو لي.
فرق بعيد.
ـ[أبو عبد المهيمن السلفي]ــــــــ[20 - Jul-2010, صباحاً 02:49]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا كثيرا فتوة أصابت الصميم إذ كثير من الناس واقعة فيها(/)
نصيحة للأباء في تربية الأبناء - لفضيلة الشيخ محمد عبد المقصود
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[20 - Jul-2010, صباحاً 03:54]ـ
http://www.hor3en.com/image/m2.png
( نصيحة للآباء في تربية الأبناء)
لفضيلة الشيخ: محمد عبد المقصود - حفظه الله -
لتحميل الدرس بصيغة rm
http://www.hor3en.com/doros/koktel/nasiha.rm
لتحميل الدرس بصيغة mp3
http://www.hor3en.com/doros/koktel/nasiha.mp3(/)
إنما الأعمال بالنيات و حق الإختلاف
ـ[الحياة قوة]ــــــــ[20 - Jul-2010, صباحاً 07:31]ـ
السلام عليكم
الإختلاف شيء ضروري حصل بين الصحابة في العهد النبوي (كما في صلاة العصر في بني قريضة) و حصل بين الصحابة في العهد السلفي و مع تغير البيئة و الثقافات تغير الإختلاف و ربما اتسع أكثر بين التابعين و تابعي التابعين.
إذا عرفنا أن الأعمال بالنيات فإن أي نوع من الإختلاف يبقى إجتهاد إسلامي إذا أسس على بحث خالص من أجل الحقيقة.
نحن في الإسلام ليس عندنا بابا و لا قساوسة و لا هيئة يحق لها أن تتكلم بإسم الإسلام أو بإسم جميع المسلمين فالسلطة للشرع فقط لكن إذا كنت أنا جاهل في مسألة معينة و قررت أن أسأل عالما فهل أنا أعبد هذا العالم الذي يحدد لي ما هو إسلامي أو لا إسلامي على أساس إجتهاده أم أعبد الله؟
هب أنا بحثت بنفسي ففتحت الكتب و قرأت و بحثت في التاريخ و السياق و كل شيء فوصلت إلى نتيجة تختلف عن نتيجة الذي يقولون أنه عالم, فهل نتيجي إسلامية إذا صحت النية و كانت الأعمال بالنيات و من بين الينة إستمرار طلب العلم من المهد إلى اللحد.
مثال واقعي
على قناة كندية استضافوا في حلقة ثلاث مسلمات واحدة تلبس النقاب و الثانية تلبس الحجاب فقط أي تكشف الوجه و الثالثة لا تلبس الحجاب أي لا تلبس ما يستر الشعر و الوجه, فهل هذه إجتهادات كلها إسلامية إذا كان وراء كل رأي نية صالحة؟ يبدوا أن كل واحدة تتكلم عن حجج و أسباب فالأولى ترى أن كل شيء عورة و الثانية لا تعتبر الوجه و اليدين عورة و الثالثة ترى أن لا عورة و لا حجاب فالمسألة تفهم بالتاريخ و واقع الحجاب كان مفروضا على الحرائر فقط من المسلمين كي يعرفن و لا يؤذين و ليس وراءه أي شيء آخر يتعلق بالحياء أو الفتنة و إلا لفرض أيضا على المسلمات بغض النظر هل هي حرة أم عبدة ..
المهم ما هي الحدود التي يمكن أن تفصل بين الإجتهاد الإسلامي و الرأي الغير الإسلامي في مثل هذه الحالة؟ و شكرا.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[20 - Jul-2010, صباحاً 11:11]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..
#عفا الله عنك , أخطأت يا أخي في خاطرتك كما أخطأت في عرض المثال
#أما الفكرة فلأن النية الصالحة لا تكفي دائما في الإعذار -على فرض ثبوت هذه النية لكل متكلم في الشرع وهيهات! -فقد ينبعث الزيغ والضلال من التقصير في العلم وفي تحصيل أدوات النظر وشروطه فليس من حق كل واحد كما يفهم من مقالك أن ينظرويرجح ويفتي نفسه .. إلخ ,وتارى من الهوى والبغي ونحوها من آفات القلب
ولهذا حذرنا الله تعالى من سلوك هذين السبيلين فقال"غير المغضوب عليهم ولا الضالين"وهما سبيلا اليهود والنصارى
وقال"وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا" أي ويحصل للمرء من الإخلال بامانة الدين بقدر تفريطه في طلب العلم أو تفريطه في الاتباع العاصم من التفرق, وتزكية النفس ,ولايعني ذلك مطالبة الجميع بالتضلع في علوم الشريعة ولكن قد أرشد الرب الجليل إلى معالجة النقص في العلم بالإحالة إلى سؤال أهل الذكر وهم أهل العلم الربانيون
وأما مثالك فقد وضح مرامك بما يقطع ببطلانه لأن الحد الأدنى من الستر الذي اتفق عليه علماء الإسلام أن تكفر المرأة جميع جسدها ماعدا الوجه الكفين مالم تكن هناك فتنة بكشفها لذلك ,فما زاد عن الوجه والكفين كان القول به ضلالا مبينا يسفه قائله وأقل ما يرمى به=الجهل
وإذا كنت لا تقبل أن يفتي في شؤون الطب التي تتعلق بها سلامة الأبدان من لم يستكمل دراسة علم الطب
فمن باب أولى أن تنهج المبدا نفسه حين يتعلق الأمر بسلامة الدين
والله الموفق للحق
ـ[الحياة قوة]ــــــــ[21 - Jul-2010, صباحاً 05:09]ـ
لكن الدين جاء للجميع و ليس للعلماء أو العرب فقط, فإذا كانت النية صادقة و صالحة في البحث فيجب أن يكون الدين مفتوح للجميع و لذلك لا نقارن الطب بالدين فالمقارنة غير صحيحة في نظري, لكن السؤال طبعا شيء آخر تماما و ليس له علاقة بموضوع معين فالمسلمين في كل العالم و من أندونيسيا و في أوروبا الشرقية و في أفريقيا فهل هؤلاء الذين لا يرون أن الحجاب مثلا من الإسلام واجب فاسقين و لا يفهمون الإسلام و أقل ما يقال فيهم جهلاء؟
ما معنى طاعة أمر الله إذا لم تكن الطاعة بنية صادقة و بحرية؟ و هل يمكن أن تكون هناك نية صادقة و حرية إذا وضعت مسلمة غطاء على رأسها مثلا في طاجكستان لأن أباها أو زوجها أمرها أو لأن أحدا من المسلمين يسمى عالما أو فقيها قال لها أنه هو كذلك في حين أن هي في نفسها غير مقتنعة بالكلام أصلا و تعتقد إعقتادا جازما في نظريتها التي تخالف النظريات الأخرى و أن الله لم يأمر بالحجاب من أجل الحجاب أو الفتنة أو الإغراء الجنسي أو المسؤولية الأخلاقية و إنما أمر الحرائر فقط كي يعرفن و لا يؤذين؟
هذا الموضوع ناقشته مع الكثير من المسلمين و غير المسلمين في الغرب و لم أجد جوابا صريحا فكل يدعي أن مذهبه في ذلك حق لكن أين حق الإختلاف؟ من يحدد الحدود التي يبدأ عندها حرية التأويل و حق التأويل و أين الحدود التي يقف عندها و من يحدد كل هذا؟
و شكرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[21 - Jul-2010, صباحاً 08:58]ـ
أخي .. فهم تفصيلات الدين والقدرة على الفتوى والترجيح بين الأقوال مفتوح لمن يأخذ بأسباب ذلك
وهي دراسة هذه الشريعة وعلوم الآلة كاللغة وغيرها
قال تعالى"ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم"
ولم يقل لعلمه جميع الناس أو جميع المسلمين
وهذا لا يجادل فيه عاقل ,حتى أهل الاستشراق لما أرادوا الهجوم على الدين اقتضاهم هذا دراسته
دراسة مطولة
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[21 - Jul-2010, صباحاً 10:37]ـ
النية الصالحة وحدها لا تكفي وإنما يجب أن يكون معها العلم ولا يكون ذلك إلا على أيدي العلماء العارفين وإلا أنا وأنت وغيرنا ممكن نخطأ في فهم الدليل بنية صالحة ومن هنا ضل من لا بصيرة له ولو تلاحظ في المدة الأخيرة كثرت الطعون في الإسلام من الحجاب وغيرها من الأمور ماهو السبب في رأيك؟ لا شك ان السبب هو أنه تكلم في الدين ممن هو ليس من أهله أي من العلماء ومن تكلم في غير فنه أتى بالعجائب والله أعلم.
ـ[الحياة قوة]ــــــــ[22 - Jul-2010, صباحاً 01:56]ـ
نعم اللغة لابد منها لفهم الاسلام لكن اللغة وحدها لا تكفي فالتاريخ أيضا مهم ليعرف الانسان اسباب و سياق النص.
لكن الذي أتسائله هنا (ليس بلازم هو ما أفكره أنا شخصيا): مسلمة قرأت فوجدت أن من يملك الآلاة كاللغة و العلم و كل شيء يقول لها أن الحجاب أو النقاب إسلامي بينما هي في قناعتها لا تقتنع بهذا الكلام فهي تعتقد أنها فهمت تاريخ الحجاب و أنه ليس بلازم, فإذا احتجبت فهل هل هي مسلمة في هذه الحالة؟ أنا ما أعرفه أن الاسلام استسلام لله بالحرية و المسؤولية الشخصية, فهل اذا هي احتجبت تكون تستسلم لله أم لهذا العالم؟
مشكلة أخرى أعرف مسلمات في الغرب يلبسن الحجاب لكن عندما يخرجن من البيت وراء أعين أزواجهن أو آبائهم يخلعن الحجاب فهن لا يقتنعن, فهل هي و الحالة هذه تستسلم لله أم لأهل بيتها؟
ما أسأله هنا أو أكتبه ليس بالضروري ما أعتقده أنا فمثل هذه الحوارات دائما ما أتعرض لها مع الناس من مختلف الأفكار و المعتقدات.
و شكرا.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[22 - Jul-2010, مساء 10:33]ـ
أخي الكريم
هذه المسلمة لم يكلفها الله إلا أن تسأل العالم الرباني فلا تكون باتباعها لقوله إلا مطيعة لله
فإنه سبحانه قال"فاسألوا أهل الذكر"
وليست اللغة وحدها هي المطلوبة لصناعة العالم أو الفقيه بل لابد من قدر واسع من الأصول
والحديث وغير لك
ـ[الحياة قوة]ــــــــ[23 - Jul-2010, صباحاً 01:12]ـ
أخي أولا ما أقوله هنا أو أسأله ليس بلازم ما أعتقده أنا أو أسأله أنا لكن أريد أن أحيط بالموضوع من زوايا مختلفة حتى تتشكل عندي صورة كبيرة كاملة. المهم أن هذا الموضوع هو محور كثير من الحوارات مع كثير من الزملاء و الأصدقاء, فأرجو أن يكون هذا الأمر واضح حتى لا تخاطبني مرة أخرى "أنت وضعت .. و أنت تقول و أنت تفكر" إلا إذا كنت تقصد هذا مجازا.
هذه المسملة سألت ما في نظرها أهل العلم و أبوها أو أخوها أو زوجها تطيعهم كلهم و تغطي الرأس و العنق و الأذن و كل شيء ما عدا الوجه و اليدين. هي آستسلمت و لكن في نفس الوقت هي مقتنعة أنها فهمت حكم الحجاب تاريخيا و أنه ليس بحكم إسلامي للجميع في كل وقت و لكل ثقافة. إذن هي تستسلم في موضوع هي تعتقد أنها تعلمه و أن إجتهادها هو الصحيح, فهل عندما تستسلم و تلبس تكون تستسلم للعالم أو الأب, أم لله؟
ففي النهاية الأعمال بالنيات و الأهم هو النية, كيف تلبس الحجاب و هي نيتها ليس الاستسلام لله و لكن للزوج, مثلا؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[23 - Jul-2010, صباحاً 01:47]ـ
لايوجد مسلمة تستعمل عقلها ولا تقتنع
فإما أنها غير مسلمة وإما أنها في غاية الجهل
ففي الحالة الاولى لا اشكال
وفي الثانية تعلّم حتى تقتنع فإن بذل معها وسائل التعليم
والحجة الصحيحة ثم لم تقتنع فليست بمسلمة
وهناك أمر آخر:
لا يشترط في اتباع التفاصيل الجزئية أن يفهم المرء الحكمة منها ويقتنع
فمادام أنه عرف صحة الإسلام دون غيره من الأديان فمقتضاه
أن يلتزم به وبكل مافيه من فرائض
قال الله"وماكان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من امرهم"
ـ[محمد بن صالح السليم]ــــــــ[25 - Jul-2010, مساء 11:38]ـ
في تقديري
إن مسار النقاش حاد عن ما يقصده صاحب الموضوع
ولذلك نقول نعم حق لكل يأخذ من الكتاب والسنة
ولكن
بأمرين
الأول: ـ أن يأتي بكل الأدلة من الكتاب والسنة التي تحكم ما يدرسه من أمور دينه أو دنياه
الثاني: ـ أن يمتلك هذا الدارس أدوات العلم بهذه الأدلة وهذه الأدوات مطروحة في صفات المجتهد
أحيل الأخ لكتاب "التقليد والاجتهاد" للشيخ سعد الشثري ففيه الغنية المختصرة لهذا المبحث
وأسأل الله أن يدلنا وإياك للحق
وأذكر أخي بأننا محكومون بالكتاب والسنة على مراد الله ومراد رسوله وليس على فهومنا وعقولنا بالطبع فهومنا وعقولنا تدلنا على مراد الله ورسوله
ومراد الله ورسوله لن يدلك عليه إلا حملة الكتاب والسنة من علماء الصحابة وتابعيهم وتابعين تابعيهم ممن تبعهم باحسان
لن التاريخ النص على ما قلت الذي يعرفه ليس من قرأ التاريخ فقط لا الذي يعرفه هو من نقل ملابسات نزول النص وفهم السلف لهذا النص أما الاحالة لكل أحد على مدار التاريخ فهذا في تقديري من العبث الذي لا يقوله عاقل يعرف معنى الاتباع والاستسلام لله عزوجل
فالاستسلام لله واتباع ما أمر به هو من خلال التنزيل والتنزيل له حفظته على مدار تاريخ الأمة وهم العلماء الربانيين والنظر في ما سطروا واعمال عقولنا في تراثهم الشرعي كابرا عن كابر
وهم أهل الذكر الذي أشار له الكتاب الكريم
وفق الله الجميع لكل خير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن صالح السليم]ــــــــ[26 - Jul-2010, صباحاً 12:33]ـ
صاحب الموضوع راجع هذا الرابط
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=62049
لتدرك شيئا من معنى العلماء الربانيين الذين هم أهل الذكر؟
ـ[محمد بن صالح السليم]ــــــــ[26 - Jul-2010, صباحاً 12:38]ـ
أخي لعل في هذا الموضوع أو المقال شيء مما ترمي أن تصل له
الفتوى ومسألة الحرية
الثلاثاء 20, يوليو 2010
الدكتور محمد بن إبراهيم السعيدي ( http://www.lojainiat.com/index.cfm?do=cms.author&authorid=161)
لجينيات ـ الحرية بدلالتها المصطلحية ماسونية الأصل غربية الولادة والمنشأ , وقد وردت إلينا مثقلة بدلالاتها العقدية والاجتماعية والسياسية بحيث أصبح نقلها إلى دلالات أخر لم يجمعها بها أصل ولا منشأ شبه متعذر إلا إذا قبلنا تشويه المدلولات المعهودة لنا بحشرها تحت مظلة هذا المصطلح الغريب في دلالته على ثقافتنا , وإن لم يكن غريبا من حيث تكوينه اللغوي.
جاء إلينا هذا المصطلح كالزيت الساخن الذي يشوه كل ما يغمس فيه , ورغم ذلك فقد سارعنا إلى غمس أجمل ما لدينا داخله دون أن نلتفت إلى حجم ما يلحقه ذلك فيها من أضرار.
أصبحنا نكرر دون أن ندرك تماما ما نقول: حرية العقيدة ,حرية الفكر, حرية التعبير, حرية الرأي , حرية المرأة , حرية الاقتصاد.
حاول بعض المفكرين منذ مطلع القرن الحديث استغلال هذا البريق المنطلق من هذا المصطلح للدعوة إلى الإسلام فنادوا لأجل ذلك بأن الإسلام دين الحرية أو أن الإسلام جاء بالحرية , لكن هذا النداء لم يكتب له الرواج كأسلوب للدعوة إلى الإسلام , لأن المستهدف بهذه الدعوة يفهم هذا المصطلح على وجه لا يمكن أن ينطبق على الإسلام أبدا.
لن ينطبق على الإسلام حتى لو أضفنا اشتراط الضوابط لتكون الحرية إسلامية , لأن تلك الضوابط سوف تكثر وتكثر حتى لا يمكننا أن نصدق إلا مجاملة لأنفسنا أن الحرية تتفق مع الإسلام.
وصل تشويه مصطلح الحرية إلى الفتوى التي هي في الأصل اجتهاد في الإخبار عن مراد الله تعالى من أحكام تكليفية على أفعال العباد , ومع ذلك أصابتها في أيامنا الأخيرة آفة الحرية , فأصبحنا نسمع عن حرية الفتوى , أي حرية القول على الله تعالى , وحرية التقدم بين يدي الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم , وكنت أسمع مثل هذه الدعوى من بعض الكتاب في صحافتنا والصحافة العربية ولم أكن أقابلها بأكثر من زم الشفتين والدعاء لهم بالهداية , لكنني اليوم أصبحت أقرؤها في بعض الكتابات التي تنحوا منحى العلمية والتأصيل ,وفي كثير من تفاعلات القراء على ما يكتبه العديد ممن ينادون بضبط الفتوى في أيامنا هذه.
من هنا بدا لي أن مصطلح الحرية بحمولته الماسونية وصل في فكرنا المعاصر إلى حد ينبغي أن ينتبه إليه , فقد وصل إلى حيث لا ينبغي أن يصل.
إن الحرية لم ترد في مصادر الإسلام إلا في مقابل الرق ولم ترد أبدا في معناها الذي نروجه اليوم لها , بل إن هذا المعنى الذي ندعمه جميعا اليوم للحرية لا يمكن أن ينسجم مع ما جاء به الدين من تفاصيل تقيد حياة العبد من حين يستيقظ إلى أن ينام مرة أخرى , بل حتى في أثناء نومه ربما نقول إن أحكام الشريعة لا تفك مرتبطة به.
فالإنسان مستعبد لله تعالى اضطرارا والمسلم مستعبد له اختيارا , هذا هو المعنى الذي ينبغي أن نقرره وننطلق في فهمنا للحياة من خلاله , فالمسلم عبد لله في عقيدته وفكره ورأيه , رجلا كان أم امرأة , لا فكاك للرجل عن عبودية المولى عز وجل كما لا فكاك للمرأة.
والفتوى أخص من ذلك فهي في ذاتها عبادة لله عز وجل كالصلاة والزكاة والصوم والحج , وهي فرض عين على من تعينت عليه وفرض كفاية على من تأهل لها وحرام على من ليس كذلك.
إن شأن العبادات أن تستكمل شرائطها وهي لوازم صحتها التي تسبقها , وأركانها وهي لوازم صحتها التي تصاحبها , وواجباتها وهي أجزاؤها التي تتكون منها , ومن تعمد أداء العبادة دون تحصيل الشرائط وإقامة الأركان والواجبات فقد ارتكب إثما ووطئ حراما , كما أن للعبادة أيضا أوقاتها التي لا تصح في غيرها.
ولا تختلف الفتوى عن أخواتها من العبادات في شئ من ذلك أبدا , فلها شرائط وأركان وواجبات وسنن وآداب يعرفها كل من درس الفتوى واتقى الله في أدائها.
(يُتْبَعُ)
(/)
فمن أداها ولم يستكمل شرائطها فهو كالمصلي على غير طهارة أو الصائمة في وقت العذر لا يحصلان مما فعلا إلا معصية لا يلغيها عنهما إقامتهما لتلك العبادة صحيحة الظاهر في أعين الناظرين.
وكل تلك القيود تنافي مقالة اللاهجين بحرية الفتوى , المستطيلين عليها دون قيود أو حدود.
بل ثمة قيد مهم قد يخفى على بعض المحصلين لشيء من مقومات الفتوى , ألا وهو الحكمة في بيان العلم وحساب مآلات الخطاب ولوازمه , فإذا كان الناس على خير واجتماع على فتوى صحيحة فليس من الحكمة بل ليس من الدين أن تفرق جمعهم وتشيع الفوضى بينهم من أجل رأي رأيته يخالف ما انطوت عليه صدورهم وتقبله سائرهم إلا عند من اختصك بالسؤال وطلب منك المشورة فلك أن تحيله إلى رأي الكافة ولك أن تخبره بما توصل إليه اجتهادك إن كنت من أهل الاجتهاد , دون أن تتكلف إشاعة الفوضى ومصادمة الناس , هذا فيمن استكمل شرائط الفتوى وأركانها , وللسلف في ذلك أخبار عجيبة لعلي أفرد لسردها مقالا خاصا , وقد بلغ من عنايتهم بهذا الملحظ أن يقول علماؤهم: قد يكون من السنة ترك السنة , وقد شرح ذلك ابن تيمية رحمه الله في القواعد النوارنية بأن ترك بعض السنن أولى من فعلها إن رأى المفتي أن في إظهارها شئ من مفاسد الفرقة والضوضاء , قال رحمه الله عند حديثه عن خلاف العلماء في البسملة في الصلاة: (ويستحب للرجل أن يقصد إلى تأليف القلوب بترك هذه المستحبات , لأن مصلحة التأليف في الدين أعظم من مصلحة فعل مثل هذا , كما ترك النبي تغيير بناء البيت لمارأى في إبقائه من تأليف القلوب , وكما أنكر ابن مسعود على عثمان إتمام الصلاة في السفر , ثم صلى خلفه متما وقال: الخلاف شر).
وكما أن الخلاف شر في نص ابن مسعود رضي الله عنه , فإن استبدال الحديث عن تمحيض الاستعباد لله تعالى بالحديث عن الحرية والتغني بها شر أيضا والله المستعان.
محمد بن إبراهيم السعيدي
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[26 - Jul-2010, صباحاً 12:59]ـ
شكر الله لك أخي محمد
ولا أرى أن الكلام حاد عن الموضوع
وإنما كنت أجيب بحسب ما يثير من إشكالات
ومشاركتك أخي الفاضل ليس فيها زيادة على ما قلت
لكنها اختصار مفيد
ـ[محمد بن صالح السليم]ــــــــ[26 - Jul-2010, صباحاً 01:17]ـ
جزيت خيرا
لعلها سبق حصل بالخطأ
فعذرا(/)
قواعد رمضانية ... !
ـ[أبوبكر الذيب]ــــــــ[20 - Jul-2010, مساء 04:39]ـ
قواعد رمضانية ... !
بقلم: منيب بن أحمد بن مقبل
من عناية الله سبحانه وتعالى بالعباد أنه لا يدع أثواب إيمانهم تبلى بل لا يزال سبحانه يجدد لهم فيها ويطهرها من أدرانها مرة بعد مرة ويمنّ بالفرصة بعد الأخرى مع تعاقب الليل والنهار وعلى مدار العمر كله وهذا المقصد يأتلف من جزئين:
- أحدهما أن هذا التجديد يشتمل على منحة ربانية محضة هي كالغنيمة الباردة وفي هذا المعنى روى الإمام مسلم وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر"
- والثاني أنه تحفيز للعبد ليسارع في تغيير عوائد إلفِه فيجاهد في الانقلاب على ما كان سلف منه من قصور عن درك أهل السرور وما اثّاقلت عنه نفسه في ماضيه ليكون بعد التوبة مولوداً جديداً ذا صفحة بيضاء , ثم هو لا يرضى بالدون بعد ذلك فيعمد إلى ما تيسّر له من مركوب ينافس به أصحاب الخيل المضمّرة في ميدان الله الذي نصبه سوقا كبيرة مفتوحة للتجارة الرابحة فلا يغلق بابه إلا حين تبلغ الروح الحلقوم أو ينفضّ بالقيامة.
فهذا حال الظالم لنفسه إذا كانت لديه أثارة من يقظة القلب حين يقدُمُ إليه رمضان فكيف بالمقتصد فضلاً عن السابق بالخيرات, وإنما بعث الله رمضان رسولاً لينبه من هذه اليقظة غافلاً! وكي لا يكون الكلام مرسلاً بلا خطام فدونك "قواعد رمضانية" مستلة من كتاب الله وسنة نبيه وسير الأماجد في هذه الأمة الخالدة:
- القاعدة الأولى: الزهد في السلع في موسم رواجها ودنو ثمنها مع الضرورة البالغة إليها حمقٌ مركب وسفاهة في العقل يتنزه عنها الهوام-كالنمل مثلا- .. يدلك على هذا المعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم "رغم أنف امريء أدرك رمضان ولم يغفر له" (أخرجه الترمذي وأبوداود وأصله عند مسلم) كأنه يقول:إذا لم يغفر له في شهر مشرعة أبوابه للتوبة والإقبال مع ترتيب عظيم المنال فمتى؟!
- القاعدة الثانية: رب النهار هو رب الليل ورب رمضان هو نفسه رب بقية الشهور قال الله عز وجل"إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض" وإن أهل المروءة تعف نفوسهم عن أن تبش لك في النهار وتقلب ظهر المجن في الليل بل هم على أخلاقهم قولاً واحداً, فما أقبح سوء الأدب مع الله عز وجل (رب العالمين!) حين يمسك أحدنا عن معصيته نهاراً ويبارزه المعصية ليلاً!!
- القاعدة الثالثة: تلاوة القرآن والقيام والجود بالصدقات من أهم أركان أعمال البر في هذا الشهر المبارك فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة) متفق عليه.
ومن فهم السلف لفقه "أولى لك فأولى "كان إمام دار الهجرة مالك بن أنس إذا دخل رمضان يفر من الحديث ومجالسه أهل العلم ويقبل على تلاوة القرآن وهذا درس بليغ في فقه المفاضلة بين العبادات.
وأما ماورد من ختم البخاري القرآن في كل نهار من رمضان ختمة وأن الشافعي كان يختمه في الشهر ستين ختمة وأمثال هذه الروايات فقد يُتوهم أنه مخالف لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من ختمه في أقل من ثلاث, وفي هذا يقول الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى: قال ابن رجب الحنبلي: وإنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداومة على ذلك فأما في الأوقات المفضلة كشهر رمضان خصوصا الليالي التي يطلب فيها ليلة القدر أو في الأماكن المفضلة كمكة لمن دخلها من غير أهلها فيستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن اغتناما للزمان والمكان وهذا قول أحمد وإسحاق وغيرهما من الأمة وعليه يدل عمل غيرهم. انتهى
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن سألت عن أفضل القيام فقيام رسول الله القائل:" أحب الصلاة إلى الله عز وجل صلاة داود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سُدسه" (متفق عليه) واختلفت مذاهب السلف في تقسيم القيام على الليل فمنهم من كان يقومه كله ومنهم من يقوم نصفه .. ومنهم من يقوم ماشاء الله له أن يقوم حتى يغلبه التعب والنوم -على أن في الليل خصوصية ينبغي أن تستحث أهل الكسل فكيف بأهل العمل؟ فإن في الليل " لساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيراً إلا آتاه وذلك كل ليلة" (أخرجه الإمام مسلم وغيره) وهذا غير مختص برمضان كما ترى.
- القاعدة الرابعة: شهر رمضان مقياس دقيق لسمو النفس ودناءتها يدلك على هذا حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين) متفق عليه.
وإذا كان مردة الشياطين - كما ورد في روايات أخرى- هي الموثقة وصغار الشياطين هي المطلقة وليس للصغار كبير مكر أو تأثير فهذا يقتضي أن من يكون ملازما للمعصية حتى وهو في رمضان فبضعف نفسه وهزال همته
- القاعدة الخامسة: المبالغة في جلب المطعومات يناقض الغاية السامية من شرعة الصيام ويحول الشهر من موسم عبادة إلى شيء كالعادة في البذخ والتخمة "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون" وأنى لغاية التقوى أن تتحقق والعبد في فضول المباحات معلّق؟
- القاعدة السادسة: شهر رمضان محطة للأمل ومنطلق للفأل إذ هو شهر الانتصارات التي صنعت التاريخ كما ينبيك التاريخ نفسه من بدر وفتح مكة إلى الزلاقة وعين جالوت وشقحب وغير هؤلاء وهنا تلمح بارقة تلمع في أفق الفكر تُبِين عن عظمة الإسلام فالشهر الذي قد يظنه بعضهم مدعاة للخمول والنوم والأكل كان حافلا بهذه الأمجاد المؤثلة حتى غدا اسمه لصيقا بالجهاد في حس المؤمن وكأن الصيام الذي هو إمساك عن شهوتي الفرج والطعام إلى الغروب كان في حد ذاته شروقا في ضمير المؤمن الحي فلم يكن كابحاً عن المعاصي فحسب بل حافزاً له لارتقاء ذرى المجد بالهمة العالية.
- القاعدة السابعة: شهر رمضان شهر تغيير وإن من شأن الله تعالى أنه لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم فكان من عظيم لطفه أن أوقفهم على أيام معدودات أوجب عليهم فيها ما يفترض أن يكون عائدا عليهم بإصلاح ذواتهم من طريق رفع هممهم بدروس الصبر عما هو حلال أصالة فذلك أحرى أن تشتمل الدروس على الدربة على ترك مواقعة الحرام, فيتعاهد الله بهذا عباده وهو من جميل لطفه بهم كما قررنا في طليعة المقال.
- القاعدة الثامنة: في هذا الشهر ليلة هي خير من عُمر فأي الفريقين أفدح خسارة .. ؟ مَن جمع المال و قد تجشم في سبيل جمعه النفيس وبذل في طريقه الغالي من وقته وصحته وجهده فأصاب ثروته التباب أم من ضيع هذه الليلة المباركة وقصاراها عكوف بضع ساعات أو أكثر وهي في عين الله خير من مئات الأشهر .. ؟ كما قال سبحانه "ليلة القدر خير من ألف شهر" وليس هذا الفضل بفائت مؤمنا قط إن كان عقد العزم عليه فلتهنأ بذلك نفسا كل من ألم به عارض كأخواتنا الحيّض-مثلا- ودليل هذه البشارة بعد عظيم فضل الله قول النبي صلى الله عليه وسلم "إن بالمدينة لرجالا ما سرتم ما مسيرا ولا قطعتم واديا إلا حبسهم المرض" وفي رواية "إلا شركوكم في الأجر" (رواه أحمد ومسلم وغيرهما) .. فمفاد هذه القاعدة إذن: لا تفرط في هذه الليلة ولو اقتطعت إجازة من عملك وارتحلت ما أمكنك ذلك.
- القاعدة التاسعة: اجعل رمضان فرصة لغفران أحقادك أو معاتبك إخوانَك ممن آذوك أو قصّروا في حقك واعلم أنك أول رابح بهذا الصنيع الذي يجلو القلب بما لا يجلوه قيام ليل طويل وإنها لكبيرة إلا على النبلاء الذين يبيعون أعراضهم لله عز وجل.
- القاعدة العاشرة: هذا الشهر شهر عفة المنطق فإن الذي حرم على اللسان لعق الطعام في نهاره وهو حلال في غيره إنما شرع ذلك لتحقيق غاية ينتظمها معنى التقوى ومما يندرج فيها يقينا: الوقاية من آفات اللسان المحرمة أبد الدهر ,من غيبة ونميمة وشتيمة وكذب وغيرها فلَتحريم هذه في رمضان أولى ولهذا قال عليه الصلاة والسلام:"الصوم جُنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم"رواه البخاري ومسلم وفي قوله عليه الصلاة والسلام:إني امرؤ صائم توجيه شريف فيه تذكير للشاتم بقداسة الشهر وزجر للنفس من أن تطلب النصر مبارك علينا وعليكم الشهر وأعاننا الله وإياكم على اغتنام ما فيه من خيرات هائلة على أكمل وجه والله المستعان وعليه التكلان.
ـ[حامد الأنصاري]ــــــــ[21 - Jul-2010, صباحاً 12:16]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[21 - Jul-2010, صباحاً 08:44]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبوبكر الذيب]ــــــــ[03 - Aug-2010, مساء 04:56]ـ
جزاكما الله خيرا ..(/)
حلقة نقاش حول ظاهرة (العزوف عن طلب العلم)
ـ[باخريصة]ــــــــ[20 - Jul-2010, مساء 06:01]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حلقة نقاش حول ظاهرة (العزوف عن طلب العلم)
ضمن أنشطة مخيم الدعاة الثاني عشر التابع لجمعية الحكمة فرع حضرموت
من الملاحظات في الآونة الأخيرة عزوف طلاب العلم والدعاة عن طلب العلم الشرعي وتلقيه وتبليغه والصبر عليه والتحمل من أجله وهذه الظاهرة سرت وانتشرت ووصلت إلى أهل العلم وصروحه ونحن في هذه الحلقة نناقش هذه الظاهرة في ثلاثة محاور:
(الأسباب)
1) الانشغال بالدنيا وأمور الحياة
2) الاختلافات الدينية بين العلماء وطلاب العلم والجماعات الإسلامية.
3) الفوضوية وعدم المنهجية.
4) انشغال العلماء والمشايخ الكبار.
5) الحياء.
6) الترويج الإعلامي ضد العلماء وطلبة العلم وحلق العلم.
7) المشقة في طلب العلم وضعف الصبر.
8) الاختلافات السياسية التي تعرقل طلاب العلم وتبعدهم عن العلم والعلماء.
9) ضعف الروحانية وضعف الإيمان.
10) الاهتمام بسفاسف الأمور.
11) الكسل والزهد في طلب العلم.
12) وجود وسائل التقنية الحديثة.
13) الدفع بطلاب العلم الصغار إلى الدعوة إلى الله في بداية الطريق.
14) الجفوة والبعد بين طلاب العلم والمشايخ.
15) ضعف التحفيز المادي والمعنوي.
16) ضعف المتابعة للطلاب من قبل المشايخ.
17) قلةالتعظيم للعلم الشرعي وعدم إنزاله منزلته.
18) غياب القدوات الموجودة.
(المظاهر)
1) تخلي بعض طلاب العلم عن العلم وإنشغالهم بأمور أخرى.
2) الاكتفاء ببعض العلم والاقتصار على الأبواب المتقدمة من كل فن.
3) عدم الثقة في العلماء من قبل بعض طلاب العلم.
4) كثرة الجهل بأهمية العلم وأبوابه المتعمقة.
5) التنطع والتشدد والغلو في المسائل العلمية.
6) عدم الرجوع إلى العلماء.
7) قلة الذخيرة العلمية لدى الكثير من طلبة العلم.
8) ضعف استشعار الثواب لطلب العلم.
9) ضعف الصبر على طلب العلم.
10) قلة القراءة والإطلاع.
11) قلة الدورات الشرعية والمراكز المفتوحة.
12) انشغال أغلب المشايخ عن تدريس العلم.
13) تقديم العلوم الدنيوية على العلوم الشرعية.
14) العزوف عن حضور الدورات الشرعية والدورات المكثفة.
15) اهتمام الشباب بالجانب الترفيهي.
16) انتشار المعاصي بين طلبة العلم.
17) غربة الإسلام وأحكامه بين الناس.
18) الاغترار بالماديات والتفاخر فيها.
(العلاج)
1) الالتفاف حول العلماء وطلبة العلم الكبار.
2) تفريغ العلماء وتفرغهم للطلاب.
3) ترتيب المنهجية في طلب العلم.
4) الكفالات التامة للطلاب النابغين في أمور حياتهم ومعاشهم.
5) فتح مراكز قوية ومستمرة لطلب العلم.
6) تعلم الإيمان قبل القرآن.
7) استضافة مشايخ من خارج اليمن بشكل مستمر.
8) استشعار أهمية العلم وعظم أجره وثوابه.
9) الإخلاص في طلب العلم والاستعانة بالله وحده.
10) تنويع الطرح العلمي من قبل القائمين على الأعمال العلمية.
11) إنشاء المراكز العلمية القريبة من أماكن تواجد طلاب العلم.
12) دمج المواد التقنية مع المواد الشرعية.
13) قراءة سير السلف الصالح مع طلب العلم.
14) جمع كلمة العلماء ووضع حلول للخلافات الموجودة.
15) إزالة الهوة بين طلاب العلم والمشايخ.
16) القيام بالزيارت المتكررة والمحاضرات المستمرة في جميع المساجد.
17) الوقوف على هذه القضية من قبل العلماء ودراستها من جميع جوانبها.
18) التشجيع المستمر.
نرجوا من الإخوة إثراء الموضوع بآرائهم(/)
الشذوذ الجنسي, تحديد النسل و الإجهاض
ـ[الحياة قوة]ــــــــ[21 - Jul-2010, صباحاً 05:51]ـ
هذه بعض الأسئلة من بعض الزملاء غير مسلمين.
1) هل في الفقه الإسلامي أحكاما تتعلق بمن يمارس الشذوذ أي رجل مثلا يحس أو يشعر بأنه وُلد في جسم غير صالح له فكيون رجل المظهر لكن أنثوي الهوى و الشهوة, أو العكس أي إمرأة هي إمرأة في المظهر لكن شهواتها و رغابتها رجولية؟ و كيف يفرق الإسلام بين هذه الحالة من جهة و من يمارس اللواط أو السحاق من جهة أخرى؟
2) ماذا يقول الفقه الإسلامي في تحديد النسل بالحبوب أو العزل؟ ( Contraception)
3) ماذا يقول الفقة الإسلامي في عملية الإجهاض؟ ( Abortion)
سأعرض أجوبتي التي أملكها و لكن لن أقول لهم حتى أستمع إلى الآراء و الأجوبة القانونية من ذوي الخبرات و البحث, أما ما توصلت إليه أنا فالشذوذ في الإسلام حرام و يعاقب عليه لكن من يمارسه ليس له حق في أن يجهر بذلك في المجتمع. تحديد النسل لا مشكلة فيه لكن لا ينبغي أن يقترن بإعتقاد كالخوق من نقص الرزق .. الإجهاض مسموح به داخل 120 يوما قبل أن يصير الجنين إنسانا كاملا.
و شكرا.
ـ[الحياة قوة]ــــــــ[22 - Jul-2010, صباحاً 02:05]ـ
أعتذر على رفع الموضوع فهو مهم للغاية.(/)
حكم وضع الحشوة داخل الرأس للمرأة (فتوى للشيخ ابن عثيمين)
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[21 - Jul-2010, صباحاً 09:39]ـ
(حكم بروز شعر الرأس):
سئل فضيلة الشيخ (محمد بن صالح العثيمين) - رحمه الله -:
(أيضا من الطرق التي تعملها المرأة للجمال والزينة قيامها بوضع الحشوى داخل الرأس بحيث يكون الشعر متجمعا فوق الرأس ـ فما حكم هذا العمل)؟
ج: (الشعر إذا كان على الرأس على فوق فإن هذا داخل في التحذير الذي جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: ((صنفان من أهل النار لم أرهما بعد)) وذكر الحديث: وفيه ((نساء كاسيات عاريات، مائلات مميلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة)) رواه مسلم كتاب اللباس، باب النساء الكاسيات العاريات رقم (2128)
فإذا كان الشعر فوق الرأس ففيه نهي، أما إذا كان على الرقبة مثلا فإن هذا لا بأس به إلا إذا كانت المرأة ستخرج إلى السوق، فإنه في هذه الحال يكون من التبرج، لأنه سيكون له علامة من وراء العباءة تظهر، ويكون هذا من باب التبرج ومن أسباب الفتنة فلا يجوز) انتهى كلامه.
http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_16956.shtml (http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_16956.shtml)
ـ[معلمة لغة عربية]ــــــــ[22 - Jul-2010, صباحاً 01:08]ـ
جزاك الله خيرا اخي الفاضل
ـ[أبو أسماء الحنبلي النصري]ــــــــ[22 - Jul-2010, صباحاً 10:02]ـ
جزاك الله خيرا اخي الفاضل
!!!
هي أخت وليست أخا!
فجزاها الله خيرا.(/)
كيف نرد على من يقول: الفتاوى كثيرة!
ـ[مبتدئة]ــــــــ[21 - Jul-2010, صباحاً 10:54]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
بعض الناس إذا أنكرنا عليه المنكر؛ قال: الفتاوى كثيرة!
ويقول: ألا يوجد من يفتي غير علماؤكم!
قلنا لهم: العبرة بالدليل.
قالوا: وكذلك الفريق الآخر لهم أدلتهم!
----------------------------------
فهل من طريقة للرد عليهم؟ أم أن كلامهم صحيح ولا يحق لنا مناقشتهم؟
ـ[بدرالسعد]ــــــــ[21 - Jul-2010, صباحاً 11:43]ـ
انقل تعليق الشيخ سفر الحوالي:
لمَّا قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة}
بعضهم قال كما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا أصلي العصر إلا في بني قريظة ولو غربت الشمس، ولا أبالي أنني لم أصلها في وقتها، لأن هذا أمر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فما علي من حرج، فهذا اجتهاد، وقال الآخرون: إنما أراد منا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن نتعجل فلنصل الصلاة في وقتها، ولنتعجل إلى بني قريظة، لأن المقصود هو أن نذهب إلى بني قريظة لنقاتلهم، وليس المقصود أداء الصلاة في بني قريظة أو في المدينة، أو في مكان قريب منهم أو بعيد عنهم، ثم لما بلغه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك، ما عنف إحدى الطائفتين.
المقصود:
أي: أن هذا مأجور على اجتهاده، وهذا مأجور على اجتهاده، وهؤلاء صلوا، وهؤلاء صلوا
ولم يقل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لهؤلاء أخرتم، ولم يقل لهؤلاء قدمتم، إذاً قد يستوي الأمران،
وقد يكون أحدهما له أجران والآخر له أجر،
والشاهد -وهو الذي يهمنا- أن كلاهما لا يستحق اللوم والذم والتعنيف والتشهير وإطلاق اللسان بالطعن والقذف والنيل منه،
لأن الأمر في دائرة النظر والاجتهاد والفهم، فمن تعدى ذلك وتجاوز وبغى فقد أساء إلى نفسه وجمع وساء الظن بغيره،
وربما جمع إلى سوء الظن الحسد، فزاد على سوء الظن الحسد والبغي والعدوان. انتهى من موقع الشيخ
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[21 - Jul-2010, صباحاً 11:51]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأمر يختلف والله أعلم حسب المسألة نفسها فإن كانت مما يسع فيها الخلاف مثل ما ذكره الأخ بدر وفقه الله نقلا عن الشيخ سفر فهذا لا إنكار فيه وأما إن كانت مما لا يسع فيها الخلاف وقتها ينكر عليهم واما قولهم " وكذلك الفريق الآخر لهم أدلتهم! " فالجواب عن هذا قول الله "فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ" وقوله عزل وجل "قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ" فتناقشهم بالدليل والله أعلم.
ـ[مبتدئة]ــــــــ[14 - Sep-2010, مساء 06:58]ـ
جزيتم خيرا لكن المشكلة تتعلق بحكم صلاة الجماعة في المسجد للرجل .. هل صحيح أن وجوبها مختلف فيه؟(/)
أيها الزوج المسلم .. هل وعيت واجبك تجاه زوجتك؟
ـ[مبتدئة]ــــــــ[21 - Jul-2010, مساء 12:05]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..
من الأمور المحزنة التي كثيرا ما أشاهدها أن كثيرا من النساء تقع في مخالفات شرعية، كالتهاون في الحجاب، أو الصلاة، أو الغسل في وقته، وغيره من شرائع الدين .. ومع أن زوجها أو أبيها رجل صالح وملتزم بالدين، لكنه لا ينتبه لمخالفات موليته ...
فهل هو تقصير من جهة الزوج أو الأب فيما يتعلق بتوعية المرأة بأمور دينها؟
أو هو ضعف منه؟ أو عدم شعور بمسؤولية: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)؟
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[14 - Sep-2010, مساء 10:18]ـ
نسأل الله السلامة وهذا شيء مشاهد حتى نك ترى العجب العجاب عند نساء بعض الملتزمين وهذا بسبب التهاون وعدم الاستشعار بعظمة المنكر فيتهاونون في بعض المنكرات بل تجد من نساء بعض الملتزمين من ابتليت بالغيبة والنميمة والقيل والقال والحسد وغير ذلك من المنكرات.
ـ[مبتدئة]ــــــــ[16 - Sep-2010, مساء 03:10]ـ
نسأل الله السلامة وهذا شيء مشاهد حتى نك ترى العجب العجاب عند نساء بعض الملتزمين وهذا بسبب التهاون وعدم الاستشعار بعظمة المنكر فيتهاونون في بعض المنكرات بل تجد من نساء بعض الملتزمين من ابتليت بالغيبة والنميمة والقيل والقال والحسد وغير ذلك من المنكرات.
وإن لم يحمل الملتزم هم أهله وتوجيههم؟ فمن الذي يحمله؟ خاصة أن بعض الرجال يحرص على تطبيق مفهوم القوامة في الأمور التي يحبها!
جزاك الله خير أخانا الفاضل على هذه المداخلة .. وأسأل الله أن يهدينا جميعا لما يحب ويرضى ..(/)
أبحث عن بعض المواضيع فهل من مساعد
ـ[المهدي العربي]ــــــــ[21 - Jul-2010, مساء 12:27]ـ
بارك الله فيكم جميعا
انا خبير كمبيوتر و لدي صديق معلم قران و لا يجيد علم انترنت او الحاسوب
و يطلب مني ان ابحث له في النت عن بعض المواضيع.
و شكرا على الاجوبة. و السلام عليكم الى استفسار اخر ان شاء الله
بارك الله في منتداكم
ـ[بدرالسعد]ــــــــ[21 - Jul-2010, مساء 12:49]ـ
ما هي المواضيع يا المهدي المغربي؟ (ابتسامة)(/)
مباحث جديدة في المقاصد
ـ[الأخضر الأخضري]ــــــــ[21 - Jul-2010, مساء 06:29]ـ
الحمد لله حلا و ترحالا، و الشكر له حالا و مآلا، و الصلاة و السلام على محمد إدبارا
و إقبالا، و على آله و صحبه أقوالا و أفعالا.
أما بعد: فهذه مباحث جديدة في مقاصد الشريعة أبتغي منها النفع و الأجر إلى يوم القيامة.
و أستجيب فيها إلى طلب الموفق أبي نافع.
إليكم الحلقة الأولى
ـ[المصباح المنير]ــــــــ[22 - Jul-2010, صباحاً 10:48]ـ
جزاك الله خيرا
المقدمة:
الحمد لله ذي القصد والنعم، والشكر له موصول ومعتصم، والصلاة والسلام على محمد وآله وصحبه وذريته وأمته أفضل الأمم.
أما بعد: فإنَّ المقاصد فن مخصوص المسمى، وهو يحوي طائفةً من المباحث الشرعية على وجه الاستبداد و الاستئثار في مقابلة الفنون الأخرى.
يتجلى استقلال علم المقاصد من حيث مناهجه وغاياته ومسالكه، و مصطلحاته، وضوابطه .. ، وينحصر إجمالا في عبارة حاوية لأحكام المقاصد، ومقاصد الأحكام، وأوصاف الشريعة الإسلامية.
وتنتظم حقيقته وفق المراد الشرعي الذي تُحمل عليه النصوص القرآنية والنبوية من حيث الظاهر والباطن، على أن يشهد لذلك شواهد بالاعتبار وإن كانت مرسلة.
على معنى:أن المقاصد لا تبحث في الأحكام ولكن في ثمرات الأحكام ومآلاتها الشَّرعية.
وقد تعددت مناهج العلماء في تدوين هذا العلم على أنحاء توزعت بين:
أولاً: الاهتمام بالأحكام المقصودة للشارع الحكيم، وترجموا ذلك تحت ما يسمى بإيقاع المأمورات واجتناب المنهيات على سبيل اللزوم أو الندب أو الإباحة.
ثانيا: الاهتمام بمقاصد الفروع أو الأبواب الفقهية ..
ثالثا: الاشتغال بالجانب التنظيري الفلسفي دون رعي لتنزيل أو إعمال.
رابعا:تحصيل المحصل على وجه يعيد فيه النظر مقولات من سلف دون تحقيق وتمحيص.
خامسا: معالجة مباحث المقاصد معالجة أصولية.
والناظر لهذه المناهج يلامس الحقائق ملامسةً تضمنيةً، فلا يظفر إلا بقدر بسيط من المعرفة في هذا التخصص.
بيان ذلك: أن الاهتمام بأحكام المقاصد من وجوب أو ندب أو حرمة أو كراهة أو إباحة ممدوح،وهو متشوف حسن، ولكن درك مقاصد هذه الأحكام وتحصيل الثمرات المتمثلة في المصلحة المأمور جلبها، والمفسدة المطلوب درؤها أو رفعها, حال التوقع أو الوقوع, أشوف منه.
-وأن الوقوف عند أسرار التفريع- فقها وأبوابا - محمود شرعاً ,وأكثره حمداً الارتقاء بهذه المقاصد من الظن إلى القطع بالطرق التي وقتها أربابها, على أن يُجلب منها القدر المشترك ليكون مقصدا عاما يحتكم إليه المتخاصمان مع ضرورة الاعتناء بالقرآن والسنة.
- كما أن الاعتكاف على التنظير الفلسفي لا يحقق الغاية المرجوة من هذا العلم،ويخالف المآل الذي يرمي إليه البحث المقاصدي من خلال عدم الالتزام بالتفعيل والاستثمار.
وهذا التنظير هو أكثر ما اشتغل به الفقه المعاصر , حتى أضحت المقاصد عسيرة على اللبيب الألمعي. وجُعل في ثنايا ذلك الإبداع الشاطبي دريئة لكل رامٍ إيهاماً بمزية مقام التخصيص.
ثُّم إنَّ الاقتصارَ على الحديث المعاد،تعطيلٌ لفيض المقاصد التي ما لها من نفاد،وتحصيل الحاصل عبث تأنفه العقول الراجحة ,لأن فيه هدر الأوقات ,و صرف الطاقات فيما لا يجوز.
وأن مناهج الأصوليين لا تورِّث إلاَّ ظنّا في حقل المقاصد، وتوسع الخرق على الراقع، والعدل الوسط الذي ينجبر به الكسر، هو أن نعمد إلى المباحث الأصولية فنعيد صهرها في وعاء جامع لخاصية التواتر , ومنهج التمالأ القائم على ترقية الظنون , والعدول من التوصيف إلى الاستدلال على وجه نفصله قريبا.
وعليه: فإنا اليوم بأمس الحاجة إلى إعادة ترتيب علم المقاصد وفق منهج جديد يعيد الاعتبار لحقائقه ومسالكه ومدارسه ,تربصا بمواقع التنزيل والتوظيف ,على أن نهذب من مصطلحاته و نيسِّر سُبَلَ الوصول إليه , ليستغرق أهل التكليف.
ـ[الأخضر الأخضري]ــــــــ[23 - Jul-2010, مساء 09:11]ـ
آمين و الله أسأل لكم السداد في القول و التوفيق في العمل
ـ[أبو نافع البجمعوي]ــــــــ[30 - Jul-2010, مساء 06:28]ـ
جزاك الله خيرا أستاذنا الفاضل وأحسن الله اليك في الدنيا والاخرة على سعيك الحثيث لتجلية مباحث المقاصد.
أما آن للنظر الاعتكاف على تهذيب الموافق وتنقيحه.
ـ[الأخضر الأخضري]ــــــــ[30 - Jul-2010, مساء 10:43]ـ
السلام عليكم: أشكرك أبا نافع، و أحثك على الاعتناء بالمرفقات على فقه الشاطبي. علم المقاصد منهج قبل أن يكون فنا، إذا أعطيته كلك أعطاك بعضه، و الساري فيه سار على الأين و الحيات محتفيا، نفسي فداؤك من سار على ساق. وفقك الله
ـ[أبو نافع البجمعوي]ــــــــ[02 - Aug-2010, مساء 08:06]ـ
آمين بارك الله فيك أستاذنا الكريم
أرجوا توضيح هذا القيل:
و أحثك على الاعتناء بالمرفقات على فقه الشاطبي.
ـ[الأخضر الأخضري]ــــــــ[03 - Aug-2010, صباحاً 11:18]ـ
السلام عليكم: قصدت من العبارة السابقة أن تشمر على سواعد الجد لتهذيب حواشي الموافقات؛ فإن فيها الخير العميم. و مرادي من الحواشي كل دراسة جمعت لتجلية فقه الشاطبي. و لا يحمل هذا القول الثقيل إلا طلبة العلم. و الاعتناء بهذا المهم من علم المقاصد هو اعتناء بالتشريع، لأني قلت: علم المقاصد منهج كامل و ليس فنا مستقلا، بل إن كل العلوم تندرج تحته. وفقكم الله لما يحب و يرضى، و جعلكم ممن حازوا هذا الشرف.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو نافع البجمعوي]ــــــــ[05 - Aug-2010, مساء 01:42]ـ
السلام عليكم: قصدت من العبارة السابقة أن تشمر على سواعد الجد لتهذيب حواشي الموافقات؛ فإن فيها الخير العميم. و مرادي من الحواشي كل دراسة جمعت لتجلية فقه الشاطبي. و لا يحمل هذا القول الثقيل إلا طلبة العلم. و الاعتناء بهذا المهم من علم المقاصد هو اعتناء بالتشريع، لأني قلت: علم المقاصد منهج كامل و ليس فنا مستقلا، بل إن كل العلوم تندرج تحته. وفقكم الله لما يحب و يرضى، و جعلكم ممن حازوا هذا الشرف ..
آمين أسأل الله التوفيق والسداد.(/)
وظائف شهر شعبان (2)
ـ[أبو صخر الغامدي]ــــــــ[21 - Jul-2010, مساء 06:43]ـ
الوظيفة الثانية: فضل ليلة النصف من شعبان
خرج ابن ماجه من حديث أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله ليطلع ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن) –حسنه الألباني , وقال عامر ياسين محقق اللطائف: صحيح بشواهده-
وفي فضل ليلة النصف من شعبان أحاديث أُخر, منها ماهو موضوع , ومنها ماهو واه , ومنها ماهو ضعيف بعلة يسيرة , قال عامر ياسين بعد الكلام على عدد من الأحاديث التي ذكرها ابن رجب , وذكْره لشواهد تجبر هذا الضعف (فهذه أسانيد عدة , لا يخلو شيء منها من ضعف بانقطاع أو إرسال أو جهالة أو سؤ حفظ , وبعضها واه , لكنها سليمة من المتروكين والمتهمين إلا حديث علي الأخير , فحري باجتماعها أن يشدها وينتشلها من ضعفها ويصححها أو يحسنها على الأقل.
وقد مال العقيلي والدارقطني وابن الجوزي إلى أنه لا يثبت في الباب حديث , وهو حق كما رأيت , لكن هذا لا يعني أن اجتماع الضعاف غير ثابت , وقد قوى الرواية في هذا الباب البزار وابن حبان والبيهقي والمنذري والهيثمي والألباني. والله أعلم) ا. هـ
قال الشافعي رحمه الله: بلغنا أن الدعاء يستجاب في خمس ليال , ليلة الجمعة والعيدين وأول رجب ونصف شعبان. قال: وأستحب كل ماحكيت في هذه الليالي.
وليلة النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام كخالد بن معدان ومكحول ولقمان يعظمونها ويجتهدون فيها في العبادة.
فينبغي للمؤمن أن يتفرغ في تلك الليلة لذكر الله تعالى ودعائه بغفران الذنوب وستر العيوب وتفريج الكروب , وأن يقدم على ذلك التوبة , فإن الله يتوب فيها على من يتوب.
الوظيفة الثالثة: ماجاء في النهي عن صوم مابعد النصف من شعبان , وبيان ضعف ذلك.
خرج الإمام أحمد وأبو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم من حديث العلاء بن عبدالرحمن عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا انتصف شعبان فلا تصوموا حتى رمضان) وصححه الترمذي وغيره
وهذا الحديث منكر , ذهب إلى ذلك عبدالرحمن بن مهدي والإمام أحمد وأبو زرعة الرازي والأثرم.
قال الإمام أحمد: لم يرو العلاء حديثا أنكر منه.
وقال الأثرم: الأحاديث كلها تخالفه. يشير إلى أحاديث صيام النبي صلى الله عليه وسلم شعبان كله ووصله برمضان ونهيه عن التقدم على رمضان بيومين , فصار الحديث حينئذ شاذا مخالفا للأحاديث الصحيحة
ومن صححوا الحديث اختلفوا في العمل به:
فقال الطحاوي: هو منسوخ. وحكى الإجماع على ترك العمل به. قال ابن رجب:وأكثر العلماء على أنه لا يعمل به.
وقد أخذ به آخرون –منهم الشافعي - ونهوا عن ابتداء التطوع بالصيام بعد النصف من شعبان لمن ليس له عاده.
أما صيام يوم النصف منه , فغير منهي عنه , فإنه من جملة أيام البيض الغر المندوب إلى صيامها من كل شهر, وقد روى ابن ماجه –بإسناد ضعيف- عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم (إذا كان ليلة نصف شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها , فإن الله تعالى ينزل فيها لغروب الشمس إلى السماء الدنيا فيقول: ألا من مستغفر فأغفر له , ألا من مسترزق فأرزقه , ألا مبتلى فأعافيه , ألا كذا ألا كذا , حتى يطلع الفجر) –قال عامر ياسين محقق اللطائف: موضوع , ونقل عن العراقي بأنه قال: باطل , والألباني بأنه قال: موضوع السند-
* الاختصار من كتاب (لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف) للحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله
* عبدالله الغامدي – كلية الشريعة بالرياض
ـ[بدرالسعد]ــــــــ[22 - Jul-2010, صباحاً 12:54]ـ
نقل موفق في زمان موافق ....
نفع الله بك(/)
هل كان الرسول محتاجا إلى عداس للثبات على الحق؟؟؟!!
ـ[عمرو الكرمي]ــــــــ[22 - Jul-2010, صباحاً 12:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل ايام وفي ذكرى الاسراء والمعراج وقف نائب في المجلس التشريعي بعد صلاة الظهر وتحدث عن بعض الدروس المستوحاة من معجزة الاسراء والمعراج
وذكر من بين ذلك ان الرسول محمدا صلى الله عليه وسلم عندما عاد من الطائف جلس عند البستان جلسة (حيرة وألم) ودعا بالدعاء المشهور على الالسنة"اللهم اشكو اليك ضعف قوتي" وهو بهذا الدعاء يظهر انه كان في حيرة من امره الى اين يتوجه!!!!
حتى جاءه عداس واخبره انه من نينوى فتذكر يونس عليه السلام فكان وجود عداس سببا في صبره وثباته على الحق
واننا اليوم بحاجة الى عداس كي يذكرنا بالصبر على الشدائد التي يمر بها الشعب الفلسطيني ....
فهل وصف الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا يجوز؟؟؟؟؟؟؟
ـ[ابراهيم النخعي]ــــــــ[22 - Jul-2010, مساء 10:52]ـ
أرى ان الأمر سهل (وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك) والله أعلم.
ـ[اوس عبيدات]ــــــــ[23 - Jul-2010, صباحاً 12:49]ـ
هذا الدعاء مع ضعفه فهو منتشر بين الناس ضعفه الشيخ الألباني رحمه الله أحببت أن أنبه على ذلك وما أدري هل قصة عداس هذا تصح أصلا أم ماذا
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[24 - Jul-2010, مساء 06:21]ـ
لا أدري هل أنا الذي يفهم الحكم على الحديث بالضعف فهمًا خاطئًا أم غيري ....
الحديث - فيما أذكر - أخرجه الإمام البخاري في "الأدب المفرد"، والحاكم في "المستدرك".
والحكم على إسناده بالضعف لا يعني النفي الجازم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال هذا الدعاء أو دعاء قريبًا منه.
ولا ينفي السياق الذي ورد فيه هذا الدعاء أو غيره.
وكذلك لا ينفي وجود "عداس" من أساسه.
وعليه؛ فقولك: وما أدري هل قصة عداس هذا تصح أصلا أم ماذا
خطوة واسعة لا يؤدي إليها تضعيف الحديث الذي فيه الدعاء.
والله أعلم.
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[24 - Jul-2010, مساء 07:30]ـ
ينظر
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=20048
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[25 - Jul-2010, صباحاً 11:31]ـ
الحديث - فيما أذكر - أخرجه الإمام البخاري في "الأدب المفرد"، والحاكم في "المستدرك".
لا.
ليس فيهما، وأنا لست أهلا للتخريج من الذاكرة.
بل يشتبه علي هذا الدعاء ودعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - لما انكفأ المشركون يوم أحد، فقال: استووا حتى أثني على ربي.(/)
اجترار الماضي بنفسية المراهق!
ـ[محمد بن صالح السليم]ــــــــ[22 - Jul-2010, صباحاً 02:31]ـ
اجترار الماضي بنفسية المراهق!
المراقب للمشهد الثقافي لأمتنا في عصرها الحرج والحساس في ظل صحوة الأمة الدينية وحرب الغرب المتغلب يلاحظ بأن حراكه ينبع من حماس أطياف ذات مشارب متعددة وأهمها الطيف الإسلامي والطيف الهلامي إن صح التعبير "الذي يصدق عليه أنه طيف تغريبي مهزوم".
فهذا الطيف الهلامي متعدد الأوجه متقلب الأطوار فهو حين يظهر بطعم لبرالي وحين بطعم علماني وحين آخر بطعم حداثي ومرة بطعم مزاجي ومرة بطعم شخصي وهكذا لا تركيبة تعطيه قواما متميزا بل مادة هلامية لا قوام لها ويبدو أن هذا أثر التحولات في المبادئ من اشتراكية وقومية وناصرية وبعثية إلى لبرالية وحداثية وعلمانية في محطة من محطات التحولات المعاصرة.
وعلى العكس الطيف الإسلامي المؤصل الذي ينطلق من تحكيم الكتاب والسنة وإن تجاذبته الخلافات والإخفاقات والنجاحات فله تميزه وقوامه الواضح المعالم والتركيبة صلبها وأسها تعبيد الناس لله على ضوء الكتاب والسنة.
أما الطيف الهلامي فعجيب أمره تراه حينا يُنظر برؤية معينة وحين آخر برؤية مغايرة فمثلا حينما ينظر بلبرالية إنسانية ومن ثم يواجهه الطيف الإسلامي بالرؤية الإسلامية من الكتاب والسنة تراه يغير تنظيره من لبرالي إنساني إلى لبرالي إسلامي إسلامية بكليشة "على الطريقة الإسلامية" أو "وفق شريعتنا السمحة".
هذه الكليشة التي تشبه نظيرتها المطبوعة على المنتجات البحرية بعلامة "حلال مذبوح على الطريقة الإسلامية" بالطبع على السمك والخارج من البحر!
وهكذا تقلبات لا نهاية ولا خطام ولا زمام لها تقلبات صارخة وعقيمة وفارغة وهزيلة ولك أن تصفها بعدد من الأوصاف على حسب الحالة النفسية والعقدية التي تدفع هذه التقلبات لسطح المشهد الثقافي.
العجيب في هذا الطيف الهلامي على كثرة تقلباته وعدم بنائه على قواعد ثابتة لقوام مميز إلا انك تجده دائم الاجترار للماضي الذي تجاوزه الزمن المتسارع للمشروع الإسلامي الذي يمثل الأمة والدولة والشعب المرتكز على تاريخ مديد وتاريخ مجيد ويرتكز أيضا على حاضر زاهر متجدد يتجاوز العقبات والإخفاقات إلى نجاحات رغم الكيد والمكر المحلي والإقليمي والدولي مشروع يرتكز أيضا على مستقبل متحقق بإذن الله لأن موعود الله عزوجل له ثابت في العقيدة راسخ في الخبر وفي القلب والضمير.
قد يكون المشروع الإسلامي وقع ببعض الإخفاقات من بعض أطرافه التي لا تمثل الصلب والمحور والقلب ومع ذلك تجد ذلك الطيف الهلامي المعارض للتوجه الإسلامي على طول الخط يطنطن باجترار دائم يبعث على الملل لتلك الإخفاقات التي تجاوزها الزمن أو تجاوزها المشروع الإسلامي بعمق الرؤية وبشمول العطاء وببسطة الحضور وإن تجددت بعض الإخفاقات من أطرافه الواسعة التي لا تمثل الصلب والمحور والقلب المرتكز على الكتاب والسنة فإنك تجد هذا الطيف الهلامي يصر على ربط المشروع الإسلامي بهذه الإخفاقات كيدا ومكرا أو حسدا أو جهلا أو غفلة على اختلاف عمق العقيدة اللبرالية الإنسانية لدى أفراد ذلك الطيف الهلامي المجتر لتلك الإخفاقات بهدف إعاقة المشروع الإسلامي وإحلال المشروع اللبرالي المهزوم المستمد انهزاميته من فراغه الروحي والعقدي أو الكائد الماكر المستمد كيده من الغرب المتغلب شراكة طمع مستمدة من عقيدة دهرية بأن الحياة الدنيوية هي الفرصة الوحيدة وفق العقيدة الإنسانية الطبيعية وأن الحياة سباق مع أمم دهرية عصرية.
اجترار دائم أسير للماضي والذي يتجدد ويبدو أنه سيتجدد باستمرار من فترة لأخرى ليتعرى أمام المراقبين للمشهد الثقافي.
ونحمد الله الذي رد هذه النفسية المهزومة إلى هذا الاجترار الذي يمثل نفسية مراهق عبث في شبابه وصار في شبابه أسير ثقافة دخيلة وشهوة ذاتية فأصبحت مراهقته العبثية الأسيرة المهزومة طبع من طبائعه على كثرة ما خط الشيب في عارضيه وإن لمعه بصبغة مصنعة من الأمم التي هزمت نفسيته وأسرت عقيدته ونظرته للحياة.
(يُتْبَعُ)
(/)
المشروع الإسلامي بكل ثقله الحاضر والماضي والمتطلع بكل ثقة وثبات للمستقبل الموعود في كل مجالات الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية والدعوية وغيرها الذي يمثل مشروع دولتنا المباركة التي بنيت على العقيدة الإسلامية المرتكزة على الكتاب والسنة المتمثلة في الحركة الإصلاحية والتي يمثلها الشعب السعودي الصادق في انتمائه لتلك الدعوة الاصلاحية وثمراتها في العباد والبلاد تلك الدعوة التي تأسست على الشراكة المباركة بين الإمامين محمد بن سعود ومحمد بن عبدالوهاب رحم الله الجميع واستمرت بعطاء ورثة هاذين الإمامين الجليلين بحمد الله ومنته.
فالرؤية الإسلامية التي ما زالت حاضرة في عطاء علمائنا الأجلاء حفظهم الله وسددهم ورثة تلك الشراكة المباركة تراها هي محط القدح والذم من خلال اجترار الماضي من زاوية واحدة هي إخفاقات أطراف المشروع الإسلامي وليس الصلب والمحور والقلب.
فها هي المرأة السعودية تعلمت وخاضت غمار العلم بإشراف القلب والصلب والمحور لهذا المشروع الإسلامي وفق ما رسم لها من خلال هذا الإشراف الإسلامي العريق.
ومع هذا كله تلاحظ أن هذا الطيف الهلامي يحاول جر المشروع الإسلامي لإخفاق طرف من أطراف وقف ضد نمط جديد للحياة المدنية المتمثل بتنظيم تعليم المرأة وقف كأي بشر من البشر الذي بطبعه يستوحش من كل جديد ولكن هذه الوحشة تجاوزها ذلك الطرف الإسلامي بثقته بقيادة صلبه ومحوره وقلبه تجاوزر هذا النمط المدني الجديد فركب مع قيادته الصلبة والراسخة في رؤيتها الإسلامية في مركب هذا النمط المدني الجديد بكل أمان ولكن هذا الطيف الهلامي التغريبي المهزوم يريد أن يُظهر المشروع الإسلامي بأنه معيق للمدنية من خلال اجترار ماضي تجاوزه المشروع الإسلامي أو ركوب موجة تعليم المرأة من خلال مؤسسات تقلد هذا التيار زمام إدارتها أو توجيهها.
واجتراره لتلك المواقف اجترار ممجوج يستجلب الحمد لله على نعمة العقل والدين ومن الصور التي يجترها اجتراره للموقف من الدراجة "السيكل" التي تشبه في الأعم الأغلب "ظاهرة الجيب الربع" عند الشباب المراهق المعاصر الذي يريد أن يعبث كما عبث المراهق الكبير الذي خط الشيب عارضيه يريد أن يعبث أو أن يدور في دوائر العبث شعر أم لم يشعر علم أم لم يعلم جهل أو تجاهل يريد أن يعبث ولا أحد يقول له قف نحن أمة لها شرعها وأخلاقها فإن كنت عابثا فنحن لك بالمرصاد نصحا وإرشادا إن رضخت للحق أو حزم وجهاد إن عاندت وتكبرت أو إن كنت دائرا في دوائر العابثين بدون أن تشعر فنحن نصحة لك نحميك من غفلتك وبساطتك.
ولكن مع هذا كله تجد صدى المراهقة الماضية ما زالت يجترها الهلامي التغريبي المهزوم حنينا لرغبته في حرف الأمة لثقافته الآسرة للبه أيام شبابه في دوامة مكانك سر والمشروع الإسلامي متسارع في ركب الدولة والأمة والشعب وهو ما زال في أحلام الشباب يجترها صباح مساء.
وقل مثلها في الغترة أو الكرة أو الراديو أو أو في دوائر العبث ....... الخ كما هي الآن صرخات أولياء الأمور والبيوت من آثار اللابتوب وأمثاله من المظاهر العصرية المتجددة والتي استخدمت استخداما في غير محلها كما استخدم السيكل وغيره من المستجدات سابقا في دوائر شبابية مشبوهة مهزومة هذا اللابتوب بما يوصل إليه من ثقافة قد سرق شبابنا وشابتنا وجعلهم أسرى ثقافة تغريبة عجيبة بسبب الاستخدام الخاطئ لهذه التقنية العصرية الجديدة لغياب الرؤية الشرعية التي يزاحمها هذا الطيف الهلامي بثقافته التغريبة المهزومة بكل ألوان مكره وعبثه من خلال مراكزه التي تسنمها في وطننا ودولتنا الغاليتين والتي حل فيها مديرا وقياديا خصوصا في مجال الإعلام منها أو ما أتيح له من منافذ أخرى لا تشرف عليها دولتنا أشرافا مباشرا.
فلعل هذا المراهق الشيبة المجتر لماضيه المهزوم يعي حجم الكارثة التي يقف في وجهها بعض رجالات المشروع الإسلامي المعاصرين من مثل وقفتهم ضد السحر والشعوذة بتقنياتها الحديثة وضد التحلل والجنس الثالث .... الخ من آثار مكر الغرب المتغلب ومكر تخريبات وخروقات هؤلاء المراهقين الكبار التي يمارسونها من خلال تسنمهم للمراكز المؤثرة كتسنمهم لزمام إعلامنا بمختلف أنواعه حتى صار مجتمعنا يئن من انهزامية هؤلاء المراهقين الكبار المصرين على جر أمتنا للتغريب وإعاقة سير مشروعها الإسلامي الرشيد.
هذا الاجترار والجر لأمتنا التي تمثل بتسطير الروايات الشخصية والمحلية والمقالات اليومية وغيرها من ألوان وأشكال الطرح التغريبي المهزوم التي تحكي حقيقة ورغبة هؤلاء المراهقين وحنينهم لمراهقتهم الماضية والحاضرة بكل شهواتها المقيتة التي وقف ويقف المشروع الإسلامي ضدها سواء بصورتها العصرية أو بصورتها الماضوية التي يجترونها.
فالنصيحة لهؤلاء المراهقين الكبار أن يعترفوا بمشكلتهم النفسية المهزومة وينطرحوا عند ركب قيادات المشروع الإسلامي الذي يمثل الأمة والدولة والشعب بكل رجالاتهم الكبار الراشدين برشد المنهج الإسلامي ليتم علاجهم من هذا المرض القديم والذي تظهر عوارضه من خلال هذا الاجترار الماضوي المراهق فليس للمراهق إلا أيد أبوية راشدة تمسك بيديه وتدله على الرشاد لتوصله إلى بر الأمان الإسلامي الرشيد فهو ماضي وحاضر ومستقبل أمتنا أما التغريب والانهزامية فهما جسر الغرب المتغلب فحذاري أن تكونوا جسورا للعدو المتغلب.
بأدمغتكم البهيمية التي أخذتم منها عادة الاجترار المقيت!(/)
((مناهجنا الدراسية بريئة من التهم ومتهمها هو المتهم)) للشيخ عبدالمحسن العبَّاد
ـ[السليماني]ــــــــ[22 - Jul-2010, مساء 01:20]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد، فهذا مقال لفضيلة الشيخ الوالد عبد المحسن بن حمد العباد البدر حفظه الله تعالى بعنوان:
((مناهجنا الدراسية بريئة من التهم ومتهمها هو المتهم))
ولتحميل المقال بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif doc اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/almanahj/AlManahj.doc)
ولتحميل المقال بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif pdf اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/almanahj/AlManahj.pdf)
...
وفي المقال إشارة إلى رسالة الشيخ: ((بأيِّ عقل ودين يكون التفجير والتدمير جهاداً؟! وَيحَكم أفيقوا يا شباب!!))
ولتحميل الرسالة بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif doc اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/bay_aql.doc)
ولتحميل الرسالة بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif pdf اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/bay_aql.pdf)
...
وإشارة إلى رسالة الشيخ: ((بذل النصح والتذكير لبقايا المفتونين بالتكفير والتفجير))
ولتحميل الرسالة بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif doc اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/badl_alnosh.doc)
ولتحميل الرسالة بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif pdf اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/badl_alnosh.pdf)
...
وهذا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/almanahj/AlManahj.txt) رابط لملف نصي فيه التنسيقات والأكواد لهذا المقال .. لمن أراد نشره في المنتديات وما عليه سوى نسخ ما في الملف ولصقه في المكان المخصص لإدراج المواضيع الجديدة في المنتديات.
http://sites.google.com/site/oalbadr/almanahj/AlManahj4-1.jpg
...
http://sites.google.com/site/oalbadr/almanahj/AlManahj4-2.jpg
...
http://sites.google.com/site/oalbadr/almanahj/AlManahj4-3.jpg
...
http://sites.google.com/site/oalbadr/almanahj/AlManahj4-4.jpg
...
ـ[السليماني]ــــــــ[23 - Jul-2010, مساء 10:31]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مناهجنا الدراسية بريئة من التهم ومتهمها هو المتهم
الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن ولاه.
وبعد، فإن المناهج الدراسية في المملكة العربية السعودية وُضعت وفقاً للمنهج الذي قامت واستمرت عليه الدولة السعودية، وهو اتباع الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة، وذلك منذ نشأتها قبل ثلاثة قرون تقريباً على يد الإمام محمد بن سعود رحمه الله بتأييد من الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، وبعد مرور أكثر من مائة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية على يد الملك عبد العزيز رحمه الله بدأ الكلام من بعض الذين في قلوبهم مرض في المناهج الدراسية والنيل منها، وذلك عندما حصل في هذه البلاد من تكفير وتفجير من بعض الشباب أهل السفه والطيش، وكان لذلك آثار سيئة من وجوه مختلفة، ومنها اتهام المناهج الدراسية، وقد ذكرت بعض هذه الآثار في آخر الرسالة التي كتبتها بعنوان: ((بذل النصح والتذكير لبقايا المفتونين بالتكفير والتفجير)) طبعت في عام 1427هـ، وطبعت أيضاً في عام 1428هـ ضمن مجموع كتبي ورسائلي (6/ 225ــ279) مع رسالة أخرى قبلها بعنوان: ((بأي عقل ودين يكون التفجير والتدمير جهاداً؟! ويحكم أفيقوا يا شباب!!))، وكانت الطبعة الأولى لهذه الرسالة في عام 1424هـ، وهذا نص ما قلته حول اتهام بعض من في قلوبهم مرض للمناهج الدراسية:
((3 ـ اتِّهام مناهج التعليم في المملكة العربية السعودية بأنَّها سبب التكفير وما تبعه من تفجير في هذه البلاد، وهذا من مكايد الشيطان لإخلاء المناهج مِمَّا فيها من الخير، وهذا النعيق بالاتِّهام جاء من الخارج ومِمَّن في قلوبهم مرض من الداخل، والمناهج ـ بحمد الله ـ بريئة من التُّهم، ومتهمها هو المتَّهَم، والذين ابتُلوا بالتكفير والتفجير في هذه البلاد لم يحصل ذلك لهم من المناهج الدراسية، بل دخل عليهم من أبواب شرٍّ لا صلة لها بالمناهج البتة، وقد اعترف بذلك بعض الذين قُبض عليهم منهم، والذي حصل من هؤلاء
(يُتْبَعُ)
(/)
الشباب هو كالذي حصل من أهل التكفير والتفجير في الجزائر من قبل، لا صلة ولا علاقة لشذوذ وانحراف هؤلاء وهؤلاء بالمناهج الدراسية، ومناهج التعليم وُضعت في عهد الملك عبد العزيز رحمه الله، ولم يحصل لدارسيها إلا الخير، ولم تُتَّهم بشيء، فلماذا تأخَّر الاتِّهام إلى هذا الوقت؟! وكان للتعليم قبل إنشاء وزارة المعارف مديرية عامة، مقرُّها مكة المكرمة، وكان مديرها العام الشيخ العلامة محمد بن عبد العزيز بن مانع رحمه الله، وهو من أهل العلم والفضل، وقد وُضعت مناهج التعليم في ذلك الوقت، ولمَّا أُنشئت وزارة المعارف بعد وفاة الملك عبد العزيز رحمه الله في عهد الملك سعود رحمه الله، كان خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز ـ حفظه الله ـ أول وزير للمعارف، فأقرَّ مناهج التعليم، ثم تتابع على الوزارة بعده أربعة وزراء والمناهج التعليمية على ما هي عليه، لم يُوجَّه إليها تهمة في هذه العهود المتتابعة، وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وما حصل بعدها من تفجير في بلاد الحرمين وغيرها، وُلد هذا الاتِّهام الذي كان قبل ذلك في عالم الأموات، وليست المصيبة في هذا الاتِّهام نفسه، وإنَّما المصيبة في أن يجد قبولاً وأن يُفكَّر في تغييرها)).
وقد اطلعت على هذيان نشرته صحيفة الحياة بتاريخ 14/ 5/1431هـ بعنوان: ((ملاحظات على مادة التوحيد)) لشخص وصف نفسه أو وصفته الصحيفة بأنه باحث في الشؤون الإسلامية، لا ينتهي عجب الواقف على هذا الهذيان من وصف صاحبه بأنه باحث في الشؤون الإسلامية، ويكفي أن أشير إشارات يسيرة تبين تناهي هذا الناقد للمناهج الدراسية في الجهل.
فقد قال في مطلع هذيانه: ((إن أغلب أبناء المسلمين يخرجون من بطون أمهاتهم موحدين بالفطرة، ومن هؤلاء الأبناء من يولد في هذا البلد الكريم، أو يقدم إليها مرافقاً لوالده المقيم، فيدخل مدارس المملكة ليتعلم، ومن المواد التي ترافقه من سنته الأولى حتى الثانوية مادة التوحيد، فيخرج حين يشب، بانطباع أن كل من يعيش خارج المملكة خارج عن الملة، وبخاصة أن هذه المادة لا تدّرس مطلقاً في أي بلد عربي أو إسلامي)).
فقد قصر الولادة على الفطرة على أغلب أبناء المسلمين، ومعنى هذا أن بعض أبناء المسلمين لا يولدون على الفطرة! ومن المعلوم أن بني آدم جميعاً يُولدون على فطرة التوحيد، سواء كانوا من أبوين مسلمين أو كافرين؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهوِّدانه أو ينصِّرانه أو يمجِّسانه ... )) الحديث رواه البخاري (1385) ــ واللفظ له ــ ومسلم (2658) عن أبي هريرة رضي الله عنه، وفي صحيح مسلم (2865) من حديث عياض بن حمار المجاشعي رضي الله عنه: (( ... وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرَّمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً)) الحديث، فهذان الحديثان يدلان على أن الناس جميعاً مفطورون على التوحيد، وأن الخروج عنه إلى الشرك يحصل بواسطة الأبوين المشركين وغيرهما من الشياطين، أفمن يجهل هذا ويقصر الولادة على الفطرة على أغلب أبناء المسلمين ويزعم أن من يدرس مادة التوحيد في المملكة يخرج بانطباع أن كل من يعيش خارج المملكة خارج عن الملة؟!
أقول: أيكون من يجهل هذا الأمر الواضح ويزعم هذا الزعم الباطل باحثاً في الشؤون الإسلامية مؤهلاً لنقد المناهج الدراسية؟!
ومن هذيانه قوله: ((في مقابل هذا التصنيف في من هو مشرك وخارج عن الملة نجد في الكتاب نفسه في ((باب ما جاء في الرقى والتمائم)) شرحاً مطولاً لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم بأن من استنجى برجيع دابة أو عظم فقد أشرك، والسؤال يكمن في: هل هناك الآن من يخرج إلى الخلاء من دون ماء؟ وهل يعقل ــ ونحن في القرن الـ21 ــ أن نخيف الطالب الصغير ألا يقرب من العظم وروث الدواب لأنها من طعام الجن؟)).
(يُتْبَعُ)
(/)
أقول لا ينتهي العجب أيضاً من وصف قائل هذا الكلام الساقط البارد بأنه باحث في الشؤون الإسلامية، فإن مجرد حكاية هذا الكلام كاف في ظهور سقوطه وسقوط صاحبه، والحديث الذي أشار إليه ليس فيه وصف المستنجي بالعظم وبرجيع الدابة بالشرك، بل هذا الوصف بالشرك من الكذب الذي ليس في كتاب مادة التوحيد ولا في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحديث رواه النسائي (5067) بإسناد صحيح عن رويفع رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يا رويفع! لعل الحياة ستطول بك بعدي، فأخبر الناس أنه من عقد لحيته أو تقلد وتراً أو استنجى برجيع دابة أو عظم فإن محمدا بريء منه))، وفي مقرر مادة التوحيد للسنة الأولى المتوسطة في شرح هذا الحديث: ((وهذه المنهيات السابقة من كبائر الذنوب، لما ورد فيها من الوعيد الشديد (فإن محمدا بريء منه)، فعلى المسلم أن يكون حذراً من الوقوع فيها))، وفرق بين جملة: ((فقد أشرك)) المكذوبة وجملة: ((فإن محمدا بريء منه))، فإن اللفظ في الحديث لا يفيد الشرك، بل إن مثل هذا اللفظ يدل على أنه من الكبائر، ونظيره ما ثبت في صحيح البخاري (1296) ومسلم (287) عن أبي موسى رضي الله عنه قال: ((أنا بريء مما برئ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم برئ من الصالقة والحالقة والشاقة))، والصالقة: التي ترفع صوتها، والحالقة: التي تحلق شعرها، والشاقة: التي تشق ثوبها وذلك عند المصيبة، فبراءة الرسول صلى الله عليه وسلم من الصالقة والحالقة والشاقة من الكبائر وليس من الشرك، والعجب أن الصحيفة أعجبها من هذيان باحثها القطعة من الحديث المشتملة على الجملة المكذوبة والتعليق البارد عليها، فقد أبرزت بالحروف المكبَّرة هذه العبارة: ((في كتاب التوحيد أن من استنجى برجيع دابة أو عظم فقد أشرك! هل يُعقل في القرن الـ21 أن نخيف الطالب ألا يقرب من العظم وروث الدواب لأنها من طعام الجن؟!))، وليس في تعليم الطلاب النهي عن الاستنجاء برجيع الدابة والعظم إخافة للطلاب لكونها من طعام الجن كما زعم، بل لأن في الاستنجاء بهما تقذيراً لهذا الذي جعله الله طعاماً للجن، وهو من الإيمان بالغيب، والتصديق بذلك من الغيب الذي لا يعرف إلا بالوحي، وقد جعل الله الإيمان بالغيب أول صفات المتقين التي ذكرها في قوله: چ???پپپپ????????????ٹٹٹٹ?????? ??????????چچچ، والدليل على أن ذلك من الغيب الذي عرف بالوحي ما رواه مسلم في صحيحه (1007) عن ابن مسعود رضي الله عنه في قصة مجيء الجن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه: ((وسألوه الزاد، فقال: لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحماً، وكل بعرة علف لدوابكم))، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فلا تستنجوا بهما؛ فإنهما طعام إخوانكم))، وفي آخر هذا الحديث بيان الحكمة في النهي عن الاستنجاء بالعظم والبعر.
ومن هذيانه قوله: ((وربما عمل بني آدم (كذا) ــ ليس على ملة الإسلام ــ عملاً أدخله تعالى الجنة بسببه، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة عن النبي قال: (إن امرأة بغياً رأت كلباً في يوم حار يطيف ببئر، فنزعت له بموقها، فغُفر لها)، فإذا كان الرحيم قد غفر لامرأة يهودية عاهر، أفلا يغفر لأهل الإسلام الذين يفعلون بما يعتقدون بصحته من توسل واستغاثة بالرسول صلى الله عليه وسلم؟))!
أقول: كل ذنب دون الشرك فهو تحت مشيئة الله، إن شاء عذب صاحبه وإن شاء غفر له، وإن عذبه لا يخلِّده في النار، وأما الشرك فهو الذنب الذي لا يُغفر ومآل صاحبه إلى النار والخلود فيها؛ قال الله عز وجل: چ????ہہہہھھھھےچ في آيتين من سورة النساء، وقال: چچچچچ?????????? چ، وقال: چہہہہھھھھےے?????????چ، وما يعمله الكافر من أعمال حسنة لا يفيده عند الله شيئاً؛ كما قال الله عز وجل: چ????????چچ، وفي صحيح مسلم (518) عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((قلت: يا رسول الله! ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ويُطعم المسكين، فهل ذاك نافعه؟ قال: لا ينفعه؛ إنه لم يقل يوما: رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين)).
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما المرأة البغي من بني إسرائيل التي غُفر لها بسقي الكلب كما في صحيح البخاري (3321) ومسلم (5860) فليست المغفرة لشرك؛ لأن الشرك لا يغفر، بل المغفرة لذنب البغاء، والأصل أنها على دين صحيح اتُّبع فيه بعض أنبياء بني إسرائيل، وبعد نسخ الشرائع السابقة بشريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فإن المتعين على كل إنسي وجني الإيمان به واتباعه وإلا كان من أصحاب النار؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفس محمد بيده! لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي أو نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أُرسلت به إلا كان من أصحاب النار)) رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه (386).
وأما ما أشار إليه من تجويز التوسل بالرسول صلى الله عليه وسلم والاستغاثة به ومغفرة ذلك ففيه تفصيل، وهو أن التوسل بالأنبياء والصالحين بمعنى سؤال الله بهم فهو من البدع التي لم يدل عليها دليل، وأما الاستغاثة بالأنبياء والملائكة والصالحين فهو من الشرك؛ لأن الاستغاثة نوع من أنواع الدعاء وقد قال الله عز وجل: چ???چچچچ?چ، وقد ذكر شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله هذا التفصيل في آخر منسكه ((التحقيق والإيضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة على ضوء الكتاب والسنة)) بعد أن ذكر بعض ما يُفعل عند زيارة القبور من أمور منكرة، قال: ((وهذه الأمور المذكورة تجتمع في كونها بدعة، ولكنها مختلفة المراتب، فبعضها بدعة وليس بشرك كدعاء الله سبحانه عند القبور وسؤاله بحق الميت وجاهه ونحو ذلك، وبعضها من الشرك الأكبر كدعاء الموتى والاستعانة بهم ونحو ذلك)).
وهذه التعقيبات إنما هي على بعض هذيان هذا الناقد للمناهج الدراسية وهي كافية للتنبيه على بيان جهله، وأن المناهج الدراسية سالمة من اتهامه، ويصدق عليه وعليها قول الشاعر:
وإذا أتتك مذمتي من ناقص
فهي الشهادة لي بأنيَ كامل
والمأمول من المسئولين عن التعليم عدم الالتفات إلى جهل الجاهلين ونعيق الناعقين في النيل من مناهج التعليم بغية إخلائها من بعض الخير الذي فيها.
وأسأل الله عز وجل أن يحفظ بلاد الحرمين حكومةً وشعباً من كل سوء، وأن يقيها كيد الكائدين ومكر الماكرين وأن يوفق المسئولين عن التعليم للمحافظة على ما في المناهج الدراسية من خير للعباد والبلاد، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
6/ 8/1431هـ،
عبد المحسن بن حمد العباد البدر
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[03 - Aug-2010, صباحاً 09:22]ـ
الأخ الغالي الحبيب / السليماني:
جزاكُم اللَّهُ خَيرًا، وباركَ فيكُم، وحَفِظَ شيخِنا عبدَ المُحسن.
ـ[السليماني]ــــــــ[04 - Aug-2010, مساء 01:49]ـ
بارك الله فيك(/)
التسديد في (فهرسة) فوائد فتح المجيد!
ـ[الأمين]ــــــــ[22 - Jul-2010, مساء 03:24]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، أما بعد ..
فإن الله عزوجل قد خلق الخلق لأمر عظيمِ، وخطب جسيم، ألا وهو عبودية الله وحده لا شريك له، قال عز اسمه: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)، ومن المصنفات النافعة في هذا الباب -[توحيد العبادة]-؛ ما صنفه الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله باسم كتاب التوحيد، وهو أشهر من أن يعرّف به، وهذا العمل الذي تراه ماهو إلا تقريبٌ وإدناء للدُّرر والفوائد والتقاسيم وما حُكي فيه الإجماع، من شرحه المسمى (فتح المجيد) للشيخ عبد الرحمن بن حسن بن عبد الوهاب، والذي هو تهذيب و وإكمالٌ لكتاب (تيسير العزيز الحميد) للشيخ سليمان بن عبد الله رحمهم الله تعالى. وإفادة طالب العلم من هذه الفهرسة لرؤوس المسائل والفوائد تكمن في مراجعة الكتاب بين الفينة والأخرى والنظر فيه، وذلك بعد أن تمت قراءته مسبقاً وهي أشبه بأن تكون عناوين جانبية تدوّن في هوامش الصفحات. هذا ومن المعلوم اعتماد الشراح على كتب الشيخين ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله في ذلك، إذ كثيرٌ من التقاسيم والضوابط هي من كلامهما وقد أشيرُ لذلك، وقد لا أشير.
ولا بد من التنبه إلى أن الطبعة المعتمدة هي طبعة دار عالم الفوائد (في مجلدين) بتحقيق الشيخ الدكتور الوليد الفريان، مع العلم أنها تحوي فهارس جيدة (للآيات والأحاديث، والمسائل الفقهية والأصولية) ولا يوجد فيها فهرس تفصيلي للأبواب أو المسائل.
وسأضعه هنا سردا، في المرفقات أيضا بملف وورد إن شاء الله تعالى.
ـ[ابن سعدهم الحنبلى]ــــــــ[22 - Jul-2010, مساء 09:26]ـ
أين المرفق أخى؟!!!!!!!!!!!
ـ[بدرالسعد]ــــــــ[23 - Jul-2010, صباحاً 02:38]ـ
نفع الله بك
ولعل بعض طلبة العلم يفهرس فوائد شرح ابن عثيمين رحمه الله
ـ[الأمين]ــــــــ[23 - Jul-2010, مساء 02:13]ـ
اعتذر عن التأخير، لتعذر الوصول إلى الشبكة ..
و الملف في المرفقات ..(/)
علاقة الإنسان بقلبه - الشيخ سليمان الدريع العازمي حفظه الله
ـ[بو فوزي الكويتي]ــــــــ[22 - Jul-2010, مساء 05:17]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مقابلة على تلفزيون دولة الكويت - القناة الاولى - برنامج علاقات.
http://www.archive.org/download/TheHumanRelationWithHisheart/3laqatalinsanbiqalbihVideoH
السؤال
.g if (http://www.archive.org/download/TheHumanRelationWithHisheart/3laqatalinsanbiqalbihVideoH
السؤال
.g if)
بعنوان: علاقة الإنسان بقلبه.
لفضيلة الشيخ: سليمان بن دريع العازمي حفظه الله.
http://img413.imageshack.us/img413/3300/21112938.png
جودة عالية WMV
http://www.archive.org/download/TheHumanRelationWithHisheart/3laqatalinsanbiqalbihVideoH
السؤال
.w mv
جودة جيدة أقل من عالية RMVB
http://www.archive.org/download/TheHumanRelationWithHisheart/3laqatalinsanbiqalbihVideo.rmv b
http://img715.imageshack.us/img715/7344/50718985.png
جودة عالية 128 MP3
http://www.archive.org/download/TheHumanRelationWithHisheart/3laqatalinsanbiqalbihaudioMP3. mp3
جودة جيدة أقل من عالية RM
http://www.archive.org/download/TheHumanRelationWithHisheart/3laqatalinsanbiqalbihaudio.rm
للمشاهدة المباشرة:
http://bofawzi.blogspot.com/2010/07/blog-post_22.html
طريقة التحميل:
اضغط على الرابط يمين الفأرة ثم اختر
حفظ بإسم
أو
Save Link As
أو
Save Target As
وفقكم الله.
http://4.bp.blogspot.com/_NAmB1YJhtI4/S7ERB-Ov6ZI/AAAAAAAAAJI/T57erNzcDIU/s320/Untitled-1.png (http://4.bp.blogspot.com/_NAmB1YJhtI4/S7ERB-Ov6ZI/AAAAAAAAAJI/T57erNzcDIU/s1600/Untitled-1.png)(/)
الموعظة في المقبرة بدعة مطلقا؟
ـ[همام العرب]ــــــــ[22 - Jul-2010, مساء 10:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سئل عنها الألباني فقال لابأس أحيانا
وقال بن باز" جائز ولم يذكر كلمة أحيانا
فهل من يفصل لي في المسألة بارك الله فيك
لأنه كثير من الإخوة يقولون انه بدعة
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[22 - Jul-2010, مساء 10:53]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=143
وهذه فتوى الشيخ العثيمين رحمه الله فيها تفصيل جيد
http://www.islamqa.com/ar/ref/12833
والله أعلم.
ـ[محبة الفضيلة]ــــــــ[22 - Jul-2010, مساء 11:03]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته , حسب ما قرأت من فتاوى فإنها تكون بدعة إذا حملت صفة الخطبة.
إليك هذه الفتوى
السؤال: س55
هل تشرع الموعظة والتذكير عند الدفن في المقبرة؟
الجواب:-
نعم يشرع ذلك، فقد ثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما جيئ بالميت ولما يلحد له، جلس وجلسوا حوله، فأخذ يقص عليهم عذاب القبر ونعيمه في حديث طويل مشهور ولأن الموضوع يناسب فيه ذكر الموت وما بعده، والحاضرون يشاهدون القبور، ومعهم هذا المتوفى، فهم بحاجة إلى ما يرقق القلوب، ويذكر بالآخرة، ويزهد في الدنيا، فالتذكير يؤثر فيهم غالبا، وقد ذكروا عن بعض السلف أنه حضر جنازة تدفن، فأبصر بعض الحاضرين يهرب من الشمس والغبار فأنشد قوله:
من كان حين تصيب الشمس جبهته
أو الغبار يخاف الشين والشعثا
ويألف الظل كي تبقى بشاشته
فسوف يسكن يوما راغما جدثا
قفراء موحشة غبراء مظلمة
يطيل تحت الثرى في غمها اللبثا
تجهزي بجهاز تبلغين به
يا نفس قبل الردى لم تخلقي عبثا
http://ibn-jebreen.com/book.php?cat=6&book=67&toc=3998&page=3597&subid=2226
ـ[همام العرب]ــــــــ[23 - Jul-2010, صباحاً 12:56]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته , حسب ما قرأت من فتاوى فإنها تكون بدعة إذا حملت صفة الخطبة.
إليك هذه الفتوى
السؤال: س55
هل تشرع الموعظة والتذكير عند الدفن في المقبرة؟
الجواب:-
نعم يشرع ذلك، فقد ثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما جيئ بالميت ولما يلحد له، جلس وجلسوا حوله، فأخذ يقص عليهم عذاب القبر ونعيمه في حديث طويل مشهور ولأن الموضوع يناسب فيه ذكر الموت وما بعده، والحاضرون يشاهدون القبور، ومعهم هذا المتوفى، فهم بحاجة إلى ما يرقق القلوب، ويذكر بالآخرة، ويزهد في الدنيا، فالتذكير يؤثر فيهم غالبا، وقد ذكروا عن بعض السلف أنه حضر جنازة تدفن، فأبصر بعض الحاضرين يهرب من الشمس والغبار فأنشد قوله:
من كان حين تصيب الشمس جبهته
أو الغبار يخاف الشين والشعثا
ويألف الظل كي تبقى بشاشته
فسوف يسكن يوما راغما جدثا
قفراء موحشة غبراء مظلمة
يطيل تحت الثرى في غمها اللبثا
تجهزي بجهاز تبلغين به
يا نفس قبل الردى لم تخلقي عبثا
http://ibn-jebreen.com/book.php?cat=6&book=67&toc=3998&page=3597&subid=2226
نعم،،،لكن حديث البراء بن عازب كان عليه الصلاة والسلام يخبر بما تؤول إليه الروح الطيبة او الخبيثة إلى اخر الحديث الشاهد ان الحديث كان عند قبر الميت
ومسألتي هي بعد القبر
فقد إتخذ الناس هذا الأامر وكانه دينا يتقرب به إلى الله
ـ[محبة الفضيلة]ــــــــ[23 - Jul-2010, صباحاً 02:14]ـ
أولاً أنا لست بفقيهه لأميز بين البدعة و غيرها لكن أقول لك ما فهمت من قراءة الفتاوى التي بهذا الشأن.
أن الرسول صلى الله عليه وسلم ما فعل ذلك غير مرة ولأجل أن الميت لم يُنته من تلحيده بعد فهذا أمر عارض , فالرسول صلى الله عليه وسلم حضر جنائز كثيرة لكن لم يعظ فيها إلا التي في حديث البراء بن عازب, والمظنون أنه لو كان الميت جاهزاً لما فعل ذلك صلاة الله وسلامه عليه , ولو أراد أحد فعل ذلك فيكون بعد حين و آخر و يقوم به أثناء تلحيد الميت وليس بعد الدفن حتى ينشغل الناس بعد الدفن بالإستغفار والدعاء للميت , وأن لزوم الوعظ دائماً وكأنه سنة و أمر راتب لا يجوز.
وإليك التالي
حكم الموعظة عند القبر بعد الدفن
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم بعد أن يلحد الميت يغلق باب اللحد على الميت ويهال عليه التراب. وفي كثير من البلاد يقف بعد الدفن شخص يلقي موعظة على القبر، ويظن ذلك سنة راتبة بل آكدة، فبعد أن يدفن الميت يقف يقول للميت: اعلم يا عبد الله! ويا ابن عبده وأمته! أنك تركت الدار الفانية وانتقلت إلى الدار الباقية، وأنك الآن بين يدي ربك، وسيأتيك بعد قليل ملكان رحيمان على من أطاع الله، غليظان على من عصى الله، فإن سألاك وقالا لك: من ربك؟ فقل لهما بلسان ذلق طلق: الله ربي حقاً ومحمد نبيي صدقاً، ويظل هذا المسكين يملي كلامه على الميت، وما درى أن الذي يفعل هذا مبتدع، وأن هذه بدعة ما ثبتت عن نبينا صلى الله عليه وسلم، وإنما الثابت عنه قوله: (استغفروا لأخيكم؛ فإنه الآن يسأل). هذا والدعاء الجماعي أيضاً لا يجوز، وإنما يدعو للميت كل واحد في نفسه، ويدعو بما شاء للميت. وإذا قام رجل يذكر الحضور بالموت فلا بأس، شريطة ألا يكون ذلك راتباً، والنبي صلى الله عليه وسلم إنما وعظ مرة واحدة كما في حديث البراء بن عازب ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000224&spid=912) ، ولم يفعلها بعد ذلك، فعل ذلك مرة وتركها مرات. فإذا وجدت الناس أعرضوا عن الموت وعظته فيمكنك أن تذكرهم، فالموعظة للأحياء، والبعض ينتظر حتى ينتهي الناس من دفن الميت رغم أن الحديث في مسند أحمد ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000008&spid=912) : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم قام يعظهم ولما يلحد)، يعني: لم ينتهوا من اللحد، فقد تكلم وهم يلحدون، فإن أردت أن تعظ فعظ الناس وهم يلحدون الميت، بحيث إذا انتهوا من إهالة التراب عليه لا يكون هناك شغل للحضور إلا الدعاء والاستغفار، ومن العجب أن الميت بعد أن يدفن يقف المتحدث ويعظ الأحياء، فما أشبه الميت بغريق يحتاج إلى من ينقذه ونحن نجادل في مسألة على شاطئ البحر، فالغريق يقول: أنقذوني، ونحن نجادل الذي سينزل هل سينزل بالملابس العادية أم القصيرة؟ فلا ينبغي أبداً أن ننشغل بعد موت الميت إلا بالاستغفار له، (استغفروا لأخيكم؛ فإنه الآن يسأل).
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=FullContent&audioid=208851
فضيلة الشيخ:
السؤال ما حكم الشرع فى الموعظة التي يقدمها الإمام بعد الانتهاء من الدفن؟ وهل ثبت في ذلك شيء؟
الجواب
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد.
فأما التزام الوعظ عند القبر بشكل مستمر،وعند كل جنازة فلا شك أن هذا ليس من السنة،ولا من هدي السلف الصالح؛ ذلك أن القبر والموت يكفيان للوعظ لمن كان في قلبه حياة، والمعروف عن السلف هو السكوت،والتأمل في هذا المصير، كما روى عبدالرزاق في مصنفه 3/ 453 عن الحسن البصري رحمه الله تعالى قال: قال أدركت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحبون خفض الصوت عند الجنائز، وعند قراءة القرآن،وعند القتال، وبه نأخذ.
وروى ابن أبي شيبة 2/ 474 نحوه عن قيس بن عُبَاد ـ وهو أحد كبار التابعين ـ قال: كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يستحبون خفض صوت عند ثلاث: عند القتال،وعند القرآن،وعند الجنائز.
ويروى نحو هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعاً،ولكنه لا يصح.
ويقول الإمام إبراهيم النخعي رحمه الله تعالى كما رواه عبد الرزاق في مصنفه 3/ 453: كانوا ـ أي أصحاب عبدالله بن مسعود ـ إذا شهدوا الجنازة عرف ذلك فيهم ثلاثاً.
ونحن نعلم يقيناً أن نبينا عليه الصلاة والسلام حضر عدداً كبيراً من الجنائز،ولا نعلم أنه كان يمارس الوعظ بشكل مستمر،بل غاية ما ورد في ذلك: أنه عليه الصلاة والسلام انتهى إلى قبر ولمّا يلحد ـ أي: لم يُنته بعد من تلحيده ـ فهذا السبب في وعظه فجلس،وحوله أصحابه رضوان الله عليهم،فوعظهم من دون أن يجعل تلك الموعظة على هيئة خطبة ـ كما يفعله البعض ـ.
والمظنون أنه صلى الله عليه وسلم لو وجد القبر جاهزاً لما تكلم بهذه الكلمات كما هو هديه صلى الله عليه وسلم، والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
http://almoslim.net/node/69738
السؤال:
الموعظة بصفة دائمة على القبر ما حكمها؟
الجواب:
[الذي أرى أنها خلاف السنة؛ لأنها ليست على عهد النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو أنصح الخلق للخلق، وأحرصهم على إبلاغ الحق، ولم نعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم وعظ على قبر قائماً يتكلم كما يتكلم الخطيب أبداً، إنما وقع منه كلمات، مثل: ما وقع منه حين انتهوا إلى القبر ولما يلحد، فجلس عليه الصلاة والسلام وجلس الناس حوله، فجعل ينكُتُ بمخصرة معه بالأرض ويحدثهم ماذا يكون عند الموت.
هذه واحدة، وهذه ليست خطبة، ما قام خطيباً في الناس يعظهم ويتكلم معهم أبداً.
ثانياً: حينما كان قائماً على شفير القبر قال صلى الله عليه وسلم: (ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة أو النار، فقالوا: يا رسول الله، أفلا ندع العمل ونتكل؟ قال: اعملوا، فكل ميسر لما خلق له).
وأما أن يُتَّخَذ هذا عادة، كلما دُفِن ميتٌ قام أحد الناس خطيباً يتكلم، فهذا ليس من عادة السلف إطلاقاً، وليُرْجَع إلى السنة في هذا الشيء، وأخشى أن يكون هذا من التنطُّع؛ لأن المقام في الحقيقة مقام خشوع وسكون وليس مقام إثارة للعواطف، ومواضع الخطبة هي المنابر والمساجد كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفعل هذا، ولا يمكن أن نستدل بالأخص على الأعم؛ فلو قال قائل: سنجعل حديث علي حينما وقف على شفير القبر، وكذلك الحديث الآخر حينما جلس ينتظرون أن يلحد القبر وتحدث إليهم، لو قال قائل: نريد أن نجعله أصلاً في هذه المسألة، قلنا: لا يصح هذا الأصل؛ لأنه لو كان أصلاً في هذه المسألة لاستعمله النبي صلى الله عليه وسلم في حياته، فلما تركه كان تركه هو السنة].
الشيخ العلامة ابن عثيمين " لقاء الباب المفتوح " شريط (3).(/)
بر الوالدين
ـ[فاقده ابوها]ــــــــ[22 - Jul-2010, مساء 11:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على اشرف الخلق نبينا محمد
**بر الوالدين**
كان إسماعيل -عليه السلام- غلامًا صغيرًا، يحب والديه ويطيعهما ويبرهما. وفي يوم من الأيام جاءه أبوه إبراهيم -عليه السلام- وطلب منه طلبًا عجيبًا وصعبًا؛ حيث قال له: {يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى} [الصافات: 102] فرد عليه إسماعيل في ثقة المؤمن برحمة الله، والراضي بقضائه: {قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين}
[الصافات: 102].
وهكذا كان إسماعيل بارًّا بأبيه، مطيعًا له فيما أمره الله به، فلما أمسك إبراهيم -عليه السلام- السكين، وأراد أن يذبح ولده كما أمره الله، جاء الفرج من الله -سبحانه- فأنزل الله ملكًا من السماء، ومعه كبش عظيم فداءً لإسماعيل، قال تعالى: {وفديناه بذبح عظيم} [الصافات: 107].
يحكي لنا النبي صلى الله عليه وسلم قصة ثلاثة رجال اضطروا إلى أن يبيتوا ليلتهم في غارٍ، فانحدرت صخرة من الجبل؛ فسدت عليهم باب الغار، فأخذ كل واحد منهم يدعو الله ويتوسل إليه بأحسن الأعمال التي عملها في الدنيا؛ حتى يفرِّج الله عنهم ما هم فيه، فقال أحدهم: اللهم إنه كان لي أبوان شيخان كبيران، وكنت أحضر لهما اللبن كل ليلة ليشربا قبل أن يشرب أحد من أولادي، وتأخرت عنهما ذات ليلة، فوجدتُهما نائمين، فكرهت أن أوقظهما أو أعطي أحدًا من أولادي قبلهما، فظللت واقفًا -وقدح اللبن في يدي- أنتظر استيقاظهما حتى طلع الفجر، وأولادي يبكون من شدة الجوع عند قدمي حتى استيقظ والدي وشربا اللبن، اللهم إن كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاء وجهك ففرِّج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة، وخرج الثلاثة من الغار.
[القصة مأخوذة من حديث متفق عليه].
ما هو بر الوالدين؟
بر الوالدين هو الإحسان إليهما، وطاعتهما، وفعل الخيرات لهما، وقد جعل الله للوالدين منزلة عظيمة لا تعدلها منزلة، فجعل برهما والإحسان إليهما والعمل على رضاهما فرض عظيم، وذكره بعد الأمر بعبادته، فقال جلَّ شأنه: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا} [الإسراء: 23].
وقال تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا وبالوالدين إحسانًا}
[النساء: 36]. وقال تعالى: {ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنًا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلى المصير} [لقمان: 14].
بر الوالدين بعد موتهما:
فالمسلم يبر والديه في حياتهما، ويبرهما بعد موتهما؛ بأن يدعو لهما بالرحمة والمغفرة، وينَفِّذَ عهدهما، ويكرمَ أصدقاءهما.
يحكي أن رجلا من بني سلمة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، هل بقي من بر أبوي شيء أبرُّهما به من بعد موتهما؟ قال: (نعم. الصلاة عليهما (الدعاء)، والاستغفار لهما، وإيفاءٌ بعهودهما من بعد موتهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما) [ابن ماجه].
وحثَّ الله كلَّ مسلم على الإكثار من الدعاء لوالديه في معظم الأوقات، فقال: {ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب} [إبراهيم: 41]، وقال: {رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنًا وللمؤمنين والمؤمنات}
[نوح: 28].
فضل بر الوالدين:
بر الوالدين له فضل عظيم، وأجر كبير عند الله -سبحانه-، فقد جعل الله بر الوالدين من أعظم الأعمال وأحبها إليه، فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي العمل أحب إلى الله؟ قال: (الصلاة على وقتها).
قال: ثم أي؟ قال: (ثم بر الوالدين). قال: ثم أي؟ قال: (الجهاد في سبيل الله) _[متفق عليه]. ومن فضائل بر الوالدين:
رضا الوالدين من رضا الله: المسلم يسعى دائمًا إلى رضا والديه؛ حتى ينال رضا ربه، ويتجنب إغضابهما، حتى لا يغضب الله. قال صلى الله عليه وسلم: (رضا الرب في رضا الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد) [الترمذي]، وقال صلى الله عليه وسلم: (من أرضى والديه فقد أرضى الله، ومن أسخط والديه فقد أسخط الله) [البخاري].
(يُتْبَعُ)
(/)
الجنة تحت أقدام الأمهات: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يريد الجهاد، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يرجع ويبر أمه، فأعاد الرجل رغبته في الجهاد، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يرجع ويبر أمه. وفي المرة الثالثة، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: (ويحك! الزم رِجْلَهَا فثم الجنة) [ابن ماجه].
الفوز بمنزلة المجاهد: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني أشتهي الجهاد، ولا أقدر عليه. فقال صلى الله عليه وسلم: (هل بقي من والديك أحد؟). قال: أمي. قال: (فاسأل الله في برها، فإذا فعلتَ ذلك فأنت حاجٌّ ومعتمر ومجاهد) [الطبراني].
وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنه في الجهاد، فقال صلى الله عليه وسلم: (أحي والداك؟). قال: نعم. قال صلى الله عليه وسلم: (ففيهما فجاهد) [مسلم].
وأقبل رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أبايعك على الهجرة والجهاد؛ أبتغي الأجر من الله، فقال صلى الله عليه وسلم: (فهل من والديك أحد حي؟). قال: نعم. بل كلاهما. فقال صلى الله عليه وسلم: (فتبتغي الأجر من الله؟). فقال: نعم. قال صلى الله عليه وسلم: (فارجع إلى والديك، فأَحْسِنْ صُحْبَتَهُما) [مسلم].
الفوز ببرِّ الأبناء: إذا كان المسلم بارًّا بوالديه محسنًا إليهما، فإن الله -تعالى- سوف يرزقه أولادًا يكونون بارين محسنين له، كما كان يفعل هو مع والديه، روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (بِرُّوا آباءكم تَبرُّكم أبناؤكم، وعِفُّوا تَعِفُّ نساؤكم) [الطبراني والحاكم].
الوالدان المشركان:
كان سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- بارًّا بأمه، فلما أسلم قالت له أمه: يا سعد، ما هذا الذي أراك؟ لتدعن دينك هذا أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت فتُعَير بي، فيقال: يا قاتل أمه. قال سعد: يا أمه، لا تفعلي، فإني لا أدع ديني هذا لشيء. ومكثت أم سعد يومًا وليلة لا تأكل ولا تشرب حتى اشتد بها الجوع، فقال لها سعد: تعلمين -والله- لو كان لك مائة نَفْس فخرجت نَفْسًا نَفْسًا ما تركتُ ديني هذا لشيء، فإن شئتِ فكُلِي، وإن شئتِ فلا تأكلي.
فلما رأت إصراره على التمسك بالإسلام أكلت. ونزل يؤيده قول الله تعالى: {وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفًا} [لقمان: 15]. وهكذا يأمرنا الإسلام بالبر بالوالدين حتى وإن كانا مشركين.
وتقول السيدة أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنها-: قدمت على أمي وهي مشركة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستفتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: إن أمي قَدِمَتْ وهي راغبة (أي طامعة فيما عندي من بر)، أفَأَصِلُ أمي؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (نعم، صلي أمَّكِ) [متفق عليه].
عقوق الوالدين:
حذَّر الله -تعالى- المسلم من عقوق الوالدين، وعدم طاعتهما، وإهمال حقهما، وفعل ما لا يرضيهما أو إيذائهما ولو بكلمة (أف) أو بنظرة، يقول تعالى: {فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريمًا} [الإسراء: 23]. ولا يدخل عليهما الحزن ولو بأي سبب؛ لأن إدخال الحزن على الوالدين عقوق لهما، وقد قال الإمام علي -رضي الله عنه-: مَنْ أحزن والديه فقد عَقَّهُمَا.
جزاء العقوق:
عدَّ النبي صلى الله عليه وسلم عقوق الوالدين من كبائر الذنوب، بل من أكبر الكبائر، وجمع بينه وبين الشرك بالله، فقال صلى الله عليه وسلم: (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين ... ) [متفق عليه].
والله -تعالى- يعَجِّل عقوبة العاقِّ لوالديه في الدنيا، قال صلى الله عليه وسلم: (كل الذنوب يؤخِّر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين، فإن الله يعجله لصاحبه في الحياة قبل الممات) [البخاري].
ــــــــــــــــــــ
قصه عن بر الوالدين
يقول أحد الدعاة: أذكر رجلاً كان في ضعف وضيق حال , كان يذهب ويسعى لوالده فإذا جاء بالأجرة في يومه جاء ووضعها على الطاولة ويستحي أن يمد يده لأبيه .. فلما سألته عن ذالك، قال: أستحي أن ارفع يدي على يد أبي فتكون منّة على والدي ..
(يحكي لي وهو عالم من العلماء) ويقول كنت لما أضع المال بين يديه يَدْعُ الله لي ويقول: اللهم ارزق ابني القرآن واجعله من أهله .. فجلس سنين طوال وهو تائه في الأعمال حتى شاء الله يوماً وهو راجع من عمله أن يلتقي بعالم كان عمدة للفتوة في بلده، فقال: أي بني ما هذا الذي أنت فيه؟
قال: ما ترى، أسعى للرزق، قال: هل لك أن تجعل لي يوما من أسبوعك .. قال: نعم ونعمت عيني بذلك، فما زال يتردد على ذالك العالم حتى جاء اليوم الذي يناقش فيه رسالة في الدكتوراه في تفسير القرآن العظيم .. فلما دعي للمناقشة وجلس، إذا بشيخه وأستاذه يقوم له مهابة وإجلالا ًلما كان فيه من العلم والخشية ..
وقال: تفضل يا شيخ فلان .. فجلس يبكي فقال له تبكي ونحن نريد أن نُجِلَّك، فقال تذكرت دعوت أبي رحمه الله.
من فوائد القصة: ـ
ـ بر الوالدين من أسباب سعادة وفلاح الإنسان في الدنيا والآخرة.
ـ دعاء الوالد لولده مستجاب.
ـ بالعلم يرتفع قدر الإنسان ويعلو شأنه.
(منقول للفائده)
هنيئآ له في بره بوالده نصيحه مني من له اب والا ام على قيد الحياة
اذكره قبل ينام يروح لهم ويطلب السماح لو مافعل شي لاننا فعلا مهما فعلا مانرجع ولو جزء من حقهم علينا ومن تعبهم علشاننا الله يرحم ابوي واخواني وجميع موتى المسلمين
الحمد لله توفى ابوي وهو راضي عني ولله الحمد لاتنسون نصيحتي جزاكم الله كل خير الله يوفقكم ويساعدكم على البر فيهم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمة القادر]ــــــــ[23 - Jul-2010, صباحاً 12:09]ـ
جزاك الله خير و وفقك ربنا لما يحبه و يرضاه
ـ[فاقده ابوها]ــــــــ[24 - Jul-2010, صباحاً 12:03]ـ
جزاك الله خير و وفقك ربنا لما يحبه و يرضاه
اللهم امين الله يسمع منك و جزاكي الله كل خير يارب(/)
اغتنموا ليلة المغفرة
ـ[محمد جمعة الحلبوسي]ــــــــ[23 - Jul-2010, مساء 05:27]ـ
يقول ربنا جل جلاله في محكم كتابه الخالد: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (الزمر:53)
أيها المسلم:
بعد أيام ستمر علينا ليلة من الليالي الفاضلة، ليلة يتجلى الله فيها على عباده بالمغفرة وبالرحمة فيغفر للمستغفرين ويجيب دعاء السائلين، الليلة التي ينزل الحق فيها إلى السماء الدنيا فيغفر لجميع خلقه إكراما منه وتفضلا، إنها ليلة المغفرة،إنها ليلة النصف من شعبان.
فينبغي على كل مسلم أن يغتنم هذه الليلة لأنها فرصة ربما ستدركها في هذا العام ولكن ربما لا تدركها في العام القادم لذلك قال الإمام علي رضي الله عنه: (اغتنموا الفرص فإنها تمر مر السحاب) ... وتصور معي أيها المسلم لو أن احدنا وقع في شدة وقالوا له لن تتخلص من شدتك هذه إلا بعد أن تفعل كذا وكذا .. ألا يسارع إلى انجاز ما أمر به ...
وكذلك أنت أخي المسلم إذا ما أردت الرحمة والمغفرة من الله، وإذا ما أردت أن تنال نفحة من النفحات التي لا تشقى بعدها أبدا، وإذا ما أردت أن يكون دعاؤك مستجابا، ما عليك إلا أن تجيب نداء الله تعالى حين ينزل في الثلث الأخير من الليل ... فعن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (يَنْزِلُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا كُلَّ لَيْلَةٍ لِنِصْفِ اللَّيْلِ الْآخِرِ أَوْ لِثُلُثِ اللَّيْلِ الْآخِرِ فَيَقُولُ مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ أَوْ يَنْصَرِفَ الْقَارِئُ مِنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ) سنن الدرامي
فأنت ما عليك إلا أن تقف وتقول يا رب: ها أنا واقف ببابك، يا رب: جئتك تائبا ومستغفرا من ذنوبي فتب علي يا ارحم الراحمين، وحاشا الله أن يخيب من ناداه
قف بالخضوع ونادى يا الله ....... ان الكريم يجيب من ناداه
واطلب بطاعته وضاه فلميزل ...... بالجود يرضى طالبين رضاه
واسأله مغفرة وفضلا انه ............ مبسوطتان للسائلين يداه
واقصده منقطعا إليه فكلمن ........... يرجوه منقطعا إليه كفاه
شملت لطائفه الخلائقكلها .............. مال الخلائق كافل إلا هو
ها هو النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم – يقول فيما يحكِي عن ربهِ تبارك وتعالى: ((أذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْباً، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، فَقَالَ الله تَبَاركَ وَتَعَالَى: أذنَبَ عبدي ذَنباً، فَعَلِمَ أنَّ لَهُ رَبّاً يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بالذَّنْبِ، ثُمَّ عَادَ فَأذْنَبَ، فَقَالَ: أيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبي، فَقَالَ تبارك وتعالى: أذنَبَ عبدِي ذَنباً، فَعَلِمَ أنَّ لَهُ رَبّاً، يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بالذَّنْبِ، قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي فَلْيَفْعَلْ مَا شَاءَ)) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ ... وقوله تَعَالَى: ((فَلْيَفْعَلْ مَا شَاءَ)) أيْ: مَا دَامَ يَفْعَلُ هكذا، يُذْنِبُ وَيَتُوبُ أغفِرُ لَهُ، فَإنَّ التَّوْبَةَ تَهْدِمُ مَا قَبْلَهَا.
فينبغي على كل واحد منا أن يغتنم هذه الليلة في طاعة الله تعالى ... والله إنها فرصتنا جميعا لننال المغفرة من الله تعالى .. إنها ليلة المغفرة ... إنها ليلة النصف من شعبان ..
عَنْ مُعَاذِ بن جَبَلٍ، عَن ِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:"يَطَّلِعُ اللَّهُ الى خَلْقِهِ في لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ) رواه ابن حبان قال شعيب الأرنؤوط: حديث صحيح بشواهده
عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: إِذَا كَانَ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ اطَّلَعَ اللَّهُ إِلَى خَلْقِهِ، فَيَغْفِرُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَيُمْلِي لِلْكَافِرِينَ، وَيَدَعُ أَهْلَ الْحِقْدِ لِحِقْدِهِمْ حَتَّى يَدَعُوهُ [البيهقي، وحسنه الألباني في صحيح الجامع:771].
فكيف حالك أخي الحبيب مع زوجتك ومع أبنائك ومع والديك وأقاربك؟! وكيف حالك مع جيرانك وأصدقاء العمل؟ بل كيف حالك مع الناس جميعًا؟ هل في قلبك شيء لأحد؟ هل في قلبك غلٌّ لأحد؟ هل بينك وبين أخيك خصومة؟ سَل نفسَك، وإن وجدت شيئًا من ذلك فطهِّر قلبك واذهب إلى خصيمك وصالحْه حتى وإن كان هو المخطئ، فابدأ أنت، واعفُ حتى يعفوَ الله عنك، فأنت في أشدِّ الحاجة إلى عفْوِ ربك ومغفرته، وتذكر:وخيرهما الذي يبدا بالسلام
فهذه دعوة لكل المسلمين انه من أراد مغفرة الله في هذه الليلة فليتب إلى الله وليصطلح مع خصمائه وليكن شعار كل واحد منا يا رب إني سامحت كل الناس من اجل أن تغفر لي ... وليستغل هذه الليلة بالدعاء والاستغفار وصلاة القيام وتلاوة كتاب الله.
وان اقل القيام ان يحافظ المسلم على صلاة العشاء والفجر بجماعة فمن صلى العشاء والفجر بجماعة فكأنما قام الليل كله.
ملاحظة: ليلة النصف من شعبان ستكون في ليلة الثلاثاء 14/ شعبان /1431
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود داود دسوقي خطابي]ــــــــ[23 - Jul-2010, مساء 05:31]ـ
جزاك الله خيراً وغفر الله تعالى لي ولك ولسائر المؤمنين. آمين.
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[23 - Jul-2010, مساء 05:35]ـ
الاحتفال بهذه الليلة بدعة ..
ـ[محبة الفضيلة]ــــــــ[23 - Jul-2010, مساء 05:37]ـ
جزاك الله كل خير لكن كل الخير في اتباع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وكل الشر في مخالفة أمره وليس في تخصيص تلك الليلة بالقيام والصيام أصل.
وخير الأمور السالفات على الهدى ... وشر الأمور المحدثات البدائع
طالع هنا لمزيد فائدة
http://www.khayma.com/kshf/B/Neusf-Sh3ban.htm
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[23 - Jul-2010, مساء 05:40]ـ
قال الشيخ ابن باز – رحمه الله -: في " حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان "
إن الاحتفال بليلة النصف من شعبان بالصلاة أو غيرها وتخصيص يومها بالصيام: بدعة منكرة عند أكثر أهل العلم، وليس له أصل في الشرع المطهر.
وقال – رحمه الله -:
ليلة النصف من شعبان ليس فيها حديث صحيح، كل الأحاديث الواردة فيها موضوعة وضعيفة لا أصل لها، وهي ليلة ليس لها خصوصية لا قراءة ولا صلاة خاصة ولا جماعة، وما قاله بعض العلماء أن لها خصوصية: فهو قول ضعيف، فلا يجوز أن تُخصَّ بشيءٍ، هذا هو الصواب، وبالله التوفيق.
" فتاوى إسلامية " (4/ 511).
ـ[محمد جمعة الحلبوسي]ــــــــ[23 - Jul-2010, مساء 05:49]ـ
عفوا اخي القيام مشروع سواء كانت ليلة النصف او غيرها ... ثم ليلة النصف من شعبان ورد فيها حديث القيام وان كان ضعيفا لكن يؤخذ به في فضائل الاعمال .. فالمفروض ان نشجع الناس على القيام بدلا من السهر على الافلام والمسلسلات نعلمهم على الصلاة وقراءة القران في الليل استعدادا لرمضان، ما دام لا يوجد هناك نهي عن قيام ليل النصف فلنترك الناس يقومون ليلهم لله رب العالمين
ففي الحدبث الذي يرويه ابن ماجه
عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ فَقَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَخَرَجْتُ فَإِذَا هُوَ بِالْبَقِيعِ رَافِعٌ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ لِي أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ قَالَتْ قُلْتُ ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لِأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعَرِ غَنَمِ كَلْبٍ
فليت الذي لم يكن بالحق مقتنعا .... يخلي الطريق لمن كان بالحق مقتنعا
ـ[محمد جمعة الحلبوسي]ــــــــ[23 - Jul-2010, مساء 06:02]ـ
هذه اقوال اهل العلم فيها:
الشافعية
قال الشافعي) وبلغنا أنه كان يقال: إن الدعاء يستجاب في خمس ليال في ليلة الجمعة وليلة الاضحى وليلة الفطر وأول ليلة من رجب وليلة النصف من شعبان أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا إبراهيم بن محمد قال رأيت مشيخة من خيار أهل المدينة يظهرون على مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ليلة العيد فيدعون ويذكرون الله حتى تمضى ساعة من الليل، وبلغنا أن عمر كان يحيى ليلة جمع وليلة جمع هي ليلة العيد لان صبيحتها النحر (قال الشافعي) وأنا أستحب كل ما حكيت في هذه الليالى من غير أن يكون فرضا
الام للشافعي ج 1 ص 264
(ويستحب استحبابا متأكدا إحياء ليلتي العيد بالعبادة قلت (النووي) وتحصل فضيلة الإحياء بمعظم الليل وقيل تحصل بساعة وقد نقل الشافعي رحمه الله في الأم عن جماعة من خيار أهل المدينة ما يؤيده ونقل القاضي حسين عن ابن عباس أن إحياء ليلة العيد أن يصلي العشاء في جماعة ويعزم أن يصلي الصبح في جماعة والمختار ما قدمته قال الشافعي رحمه الله وبلغنا أن الدعاء يستجاب في خمس ليال. ليلة الجمعة والعيدين وأول رجب ونصف شعبان قال الشافعي وأستحب كل ما حكيته في هذه الليالي))) روضة الطالبين للنووي
ومثله في المجموع وغيره من كتب الشافعية
المالكية
نص في منح الجليل شرح مختصر خليل على ندب احياء ليلة العيد والنصف من شعبان في باب صلاة العيد وكذا في الفواكه الدواني
وكذا في شرح مختصر خليل للخرشي في صلاة العيد
وكذا في حاشية الدسوقي على الشرح الكبير للدردير
لكنهم صرحوا بان هذا الاحياء مندوب للفرادى اما الجماعة فيها فانها مكروهة
(يُتْبَعُ)
(/)
وقالوا ينبغي للائمة المنع منه كما في حاشية الدسوقي ومواهب الجليل وغيرها
وخلاصة مذهبهم: كمافي منح الجليل شرح مختصر خليل
(و) كره (اجتماع للدعاء) وذكر وصلاة ونحوه (يوم عرفة) وليلة نصف شعبان وسبعة وعشرين من رجب ورمضان بمسجد أو غيره إن قصد به التشبيه بالحجاج أو أنه سنة في ذلك الوقت وإلا فيندب
الاحناف
قال في رد المحتار على الدر المختار:
من المندوبات ركعتا السفر والقدوم منه .... وإحياء ليلة العيدين، والنصف من من شعبان، والعشر الأخير من رمضان، والأول من ذي الحجة، ويكون بكل عبادة تعم الليل أو أكثره .... ثم قال
وفي الإمداد: ويحصل القيام بالصلاة نفلا فرادى من غير عدد مخصوص، وبقراءة القرآن، والأحاديث وسماعها، وبالتسبيح والثناء، والصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم الحاصل ذلك في معظم الليل وقيل بساعة منه.
[تتمة] أشار بقوله فرادى إلى ما ذكره بعد في متنه من قوله ويكره الاجتماع على إحياء ليلة من هذه الليالي في المساجد.
وقال في مراقي الفلاح:
ويندب الاغتسال في ستة عشر شيئا) .... و) ندب (في ليلة براءة) وهي ليلة النصف من شعبان لإحيائها وعظم شأنها إذ فيها تقسم الأرزاق والآجال
الحنابلة
قال في كشاف القناع:
ولايقومه كله (أي الليل) الا ليلة عيد .... وفي معناها ليلة النصف من شعبان كما ذكره ابن رجب في اللطائف
وقال في مطالب اولي النهى: ولا يقومه) أي: الليل (كله) لحديث عائشة: ما علمت {رسول الله صلى الله عليه وسلم قام ليلة حتى الصباح} وظاهره حتى ليالي العشر، واستحبه الشيخ تقي الدين (يقصد ابن تيمية)، وقال: قيام بعض الليالي كلها؛ مما جاءت به السنة، (إلا ليلة عيد) فطر أو أضحى، وفي معناها ليلة النصف من شعبان، للخبر.
ومثله في شرح منتهى الارادات
وقال في الروض المربع: ولا يقومه كله إلا ليلة عيد ويتوجه ليلة النصف من شعبان
قول ابن تيمية في المسالة:
(ومن هذا الباب ليلة النصف من شعبان فقد روى في فضلها من الأحاديث المرفوعة والآثار ما يقتضي أنها ليلة مفضلة وأن من السلف من كان يخصها بالصلاة فيها وصوم شهر شعبان قد جاءت فيه أحاديث صحيحة ومن العلماء من السلف من أهل المدينة وغيرهم من الخلف من أنكر فضلها وطعن في الأحاديث الواردة فيها كحديث إن الله يغفر فيها لأكثر من عدد شعر غنم بني كلب وقال لا فرق بينها وبين غيرها
لكن الذي عليه كثير من أهل العلم أو أكثرهم من أصحابنا وغيرهم على تفضيلها وعليه يدل نص أحمد لتعدد الأحاديث الواردة فيها وما يصدق ذلك من الآثار السلفية وقد روى بعض فضائلها في المسانيد والسنن وإن كان قد وضع فيها أشياء أخر فأما صوم يوم النصف مفردا فلا أصل له بل إفراده مكروه). اقتضاء الصراط المستقيم
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[23 - Jul-2010, مساء 06:13]ـ
عفوا اخي القيام مشروع سواء كانت ليلة النصف او غيرها ...
القيام مشروع لا نشك في هذا بل هو مستحب لكن حديثنا عن تخصيص ليلة بعبادة فأنت عندما تقوم ليلة النصف من شعبان على أساس أنها سنة فهذه بدعة والنبي صلى الله عليه وسلم يقول من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد.
ثم ليلة النصف من شعبان ورد فيها حديث القيام وان كان ضعيفا لكن يؤخذ به في فضائل الاعمال ..
الصحيح من أقوال المحققين أن الحديث الضعيف لا يعمل به حتى في فضائل الأعمال
راجع إن شئت ضعيف الجامع (1/ 49) للشيخ الألباني رحمه الله ففيه تفصيل جيد.
فالمفروض ان نشجع الناس على القيام بدلا من السهر على الافلام والمسلسلات نعلمهم على الصلاة وقراءة القران في الليل استعدادا لرمضان، ما دام لا يوجد هناك نهي عن قيام ليل النصف فلنترك الناس يقومون ليلهم لله رب العالمين.
ليست المسألة في صلاتهم أو في قراءة القرأن وإنما في تخصيصهم هذه الليلة بالذات بالعبادة وإعتقادهم فضل ذلك على غيرها من الليالي.
ففي الحدبث الذي يرويه ابن ماجه
عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ فَقَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَخَرَجْتُ فَإِذَا هُوَ بِالْبَقِيعِ رَافِعٌ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ لِي أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ قَالَتْ قُلْتُ ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لِأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعَرِ غَنَمِ كَلْبٍ
هذا الحديث ضعفه الشيخ الألباني في المشكاة (1299) والله أعلم وليس فيه تخصيص الليلة بعبادة
ـ[محبة الفضيلة]ــــــــ[23 - Jul-2010, مساء 06:15]ـ
عفوا اخي القيام مشروع سواء كانت ليلة النصف او غيرها ... ثم ليلة النصف من شعبان ورد فيها حديث القيام وان كان ضعيفا لكن يؤخذ به في فضائل الاعمال .. فالمفروض ان نشجع الناس على القيام بدلا من السهر على الافلام والمسلسلات نعلمهم على الصلاة وقراءة القران في الليل استعدادا لرمضان، ما دام لا يوجد هناك نهي عن قيام ليل النصف فلنترك الناس يقومون ليلهم لله رب العالمين
قال عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة)
إن كنت تقصد هذا الأثر (إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها) فهو شديد الضعف لا يعمل به حتى عند الذين يرون جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال لأن من شروطهم الأ يشتد ضعفه , ولـ?كن إن كان الإنسان قد اعتاد أن يقوم الليل، فليقم ليلة النصف كغيرها من الليالي، وإن كان لم يعتد ذ?لك فلا يخصها بقيام
وهنا الكلام للألباني رحمه الله:
ومن العبرة في ه?ذه المناسبة: أن نجد عامة الناس مع الأسف الشديد يهتمون ببعض العبادات التي لم تصح لارواية ولا دراية ما لا يهتمون بالعبادات التي صحت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا خلاف بين علماء المسلمين في شرعيتها؛ فيهتمون بما لا يجوز الاهتمام به، ويعرضون عن ما ينبغي الاهتمام به؛ وهذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين إن شاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد جمعة الحلبوسي]ــــــــ[23 - Jul-2010, مساء 06:57]ـ
اسمعي اختي الفاضلة الى كلام اهل العلم ماذا قالوا عن احياء ليلة النصف من شعبان:
قال الأمام الحافظ ابن الصلاح شيخ الامام النووي وشيخ الأمام الحافظ ابو شامه:
واما ليله النصف من شعبان فلها فضيله وأحياؤها بالعباده مستحب ولكن على انفراد من غير جماعه ووافقه على ذلك سلطان العلماء العز بن عبد السلام
الامام الاوزاعي امام اهل الشام
وقد استحب الامام الأوزاعي امام اهل الشام من التابعين في احياء ليله النصف من شعبان ان يصلي الرجل فيها لخاصه نفسه
واما اهل الشام من التابعين كأمثال خالد بن معدان ومكحول ولقمان بن عامر وغيرهم فقد كانوا يلبسون فيها احسن الثياب ويتبخترون وكتحلون ويحيون ليلتهم في المسجد تلك
و وافقهم الأمام الجليل اسحاق بن راهويه (وهو شيخ البخاري) على ذلك كما وافقهم طائفه من عباد اهل البصره
ذكر ابن تيميه في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم ص 302
قال: (ومن هذا الباب ليله النصف من شعبان فقد روي في فضلها من الأحاديث المرفوعه ما يقتضي انها ليله مفضله وأن من السلف من كان يخصها بالصلاه فيها الى ان فال لكن الذي عليه كثير من اهل العلم او اكثر هم من اصحابنا وغيرهم علىتفضيلها وعليه يدل نص احمد لتعدد الأحديث الوارده فيها ما يصدق ذالك من الاثار السلفيه وقد روي بعض فضائلها في المسانيد والسنن وان كان قد وضع فيها اشياء اخر)
وسئل ابن تيميه في مجموع فتاوي ابن تيميه
: عن صلاة نصف شعبان:
فأجاب: إذا صلى الإنسان ليلة النصف وحده، أو في جماعة خاصة كما كان يفعل طوائف من السلف، فهو أحسن
ـ[محبة الفضيلة]ــــــــ[23 - Jul-2010, مساء 07:21]ـ
نعم ليس بجديد أعرف أن هناك من يخصها بالصيام والقيام وخصوصاً في بلاد الشام وأنكر عليهم ذلك أهل الحجاز وقالوا لا نُعظم تلك الليلة إلا بدليل صحيح ,الأخ الكريم الإعتبار كله بورود دليل صحيح لأن العبادات توقيفية.
أسأل الله أن يوفقنا جميعاً لأن نكون وقّافين على الحق , سائرين على دربه.
ـ[محمد جمعة الحلبوسي]ــــــــ[23 - Jul-2010, مساء 10:20]ـ
هناك الكثير يقولون إذا لم يثبت عن النبي r انه فعل فعلاً أو لم يفعله أحد من أصحابه أراد أحد أن يفعله فهو بدعة وضلالة.
وهذا القول باطل من وجهين:
الوجه الأول:
ان عدم فعله لا يدل على مشروعية الفعل ولا على مشروعية الترك، بل يترك الأمر على الإباحة الأصلية، فعدم الفعل كما لا يقوم دليلاً على مشروعيته كذلك لا يقوم دليلاً على المنع من فعله ما دام الفعل لم يحصل نهي عنه ثم بعد ذلك ينظر: فان دخل تحت قاعدة من القواعد أو تمكنا من قياسه على أمر منصوص فيه قلنا بمشروعيته، وان رفضته القواعد أو خالف النصوص قلنا ببدعته.
الوجه الثاني:
إن قول القائل لو كان خيراً لفعله من هو خير منا قول بتجميد الشريعة الإسلامية وحصر لشموليتها في القرن الأول من هذه الأمة وواقعها خلاف ذلك، فإنها ليست عاجزة عن إعطاء حكمها لكل عمل يحدث اعتماداً على قواعد الإسلام ومبادئه سواء في المعاملات أو بعض العبادات الي لم يرد تحديد وحصر فيها من الشارع.
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[23 - Jul-2010, مساء 10:41]ـ
هناك الكثير يقولون إذا لم يثبت عن النبي r انه فعل فعلاً أو لم يفعله أحد من أصحابه أراد أحد أن يفعله فهو بدعة وضلالة.
وهذا القول باطل من وجهين:
الوجه الأول:
ان عدم فعله لا يدل على مشروعية الفعل ولا على مشروعية الترك، بل يترك الأمر على الإباحة الأصلية، فعدم الفعل كما لا يقوم دليلاً على مشروعيته كذلك لا يقوم دليلاً على المنع من فعله ما دام الفعل لم يحصل نهي عنه ثم بعد ذلك ينظر: فان دخل تحت قاعدة من القواعد أو تمكنا من قياسه على أمر منصوص فيه قلنا بمشروعيته، وان رفضته القواعد أو خالف النصوص قلنا ببدعته.
الوجه الثاني:
إن قول القائل لو كان خيراً لفعله من هو خير منا قول بتجميد الشريعة الإسلامية وحصر لشموليتها في القرن الأول من هذه الأمة وواقعها خلاف ذلك، فإنها ليست عاجزة عن إعطاء حكمها لكل عمل يحدث اعتماداً على قواعد الإسلام ومبادئه سواء في المعاملات أو بعض العبادات الي لم يرد تحديد وحصر فيها من الشارع.
اخي ماهو تعريف البدعة عندك وماهو ضابطها؟ طبعا أي كلام تقوله تخبرنا من سلفك فيه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز الحربي]ــــــــ[23 - Jul-2010, مساء 11:01]ـ
هذا من كلام العلامة ابن باز رحمه الله في المسألة:
السؤال:
يحتفل الكثير من المسلمين بليلة النصف من شعبان، بل ويخصها البعض بالقيام والصيام والدعاء، فما حكم ذلك العمل؟
المفتي: عبدالعزيز بن باز
الإجابة:
الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وأتم علينا النعمة، والصلاة والسلام على نبيه ورسوله محمد نبي التوبة والرحمة.
أما بعد:
فقد قال الله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً} المائدة /3، وقال تعالى: {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله} الشورى /21.
وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) ..
وفي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في خطبة يوم الجمعة: (أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة).
والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
وهي تدل دلالة صريحة على أن الله سبحانه وتعالى قد أكمل لهذه الأمة دينها، وأتم عليها نعمته ولم يتوف نبيه عليه الصلاة والسلام إلا عندما بلّغ البلاغ المبين، وبيّن للأمة كل ما شرعه الله لها من أقوال وأعمال، وأوضح صلى الله عليه وسلم: أن كل ما يحدثه الناس بعده وينسبونه للإسلام من أقوال وأعمال، فكله مردود على من أحدثه، ولو حسن قصده، وقد عرف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الأمر، وهكذا علماء الإسلام بعدهم، فأنكروا البدع وحذروا منها كما ذكر ذلك كل من صنف في تعظيم السنة وإنكار البدعة، كابن وضاح والطرطوشي، وابن شامة وغيرهم.
ومن البدع التي أحدثها بعض الناس: بدعة الاحتفال بليلة النصف من شعبان، وتخصيص يومها بالصيام، وليس على ذلك دليل يجوز الاعتماد عليه، وقد ورد في فضلها أحاديث ضعيفة لا يجوز الاعتماد عليها، وما ورد في فضل الصلاة فيها فكله موضوع، كما نبّه على ذلك كثير من أهل العلم، وسيأتي ذكر بعض كلامهم إن شاء الله.
وورد فيها أيضاً آثار عن بعض السلف من أهل الشام وغيرهم، والذي عليه جمهور العلماء: أن الاحتفال بها بدعة، وأن الأحاديث الواردة في فضلها كلها ضعيفة، وبعضها موضوع، وممن نبه على ذلك الحافظ ابن رجب في كتابه لطائف المعارف وغيره، والأحاديث الضعيفة إنما يعمل بها في العبادات التي ثبت أصلها بأدلة صحيحة، وأما الاحتفال بليلة النصف من شعبان فليس له أصل صحيح حتى يستأنس له بالأحاديث الضعيفة.
وقد ذكر هذه القاعدة الجليلة الإمام أبو العباس شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
وقد أجمع العلماء رحمهم الله على أن الواجب رد ما تنازع فيه الناس من المسائل إلى كتاب الله عز وجل، وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما حكما به أو أحدهما فهو الشرع الواجب الاتباع، وما خالفهما وجب اطّرَاحه، وما لم يرد فيهما من العبادات فهو بدعة لا يجوز فعلها، فضلاً عن الدعوة إليها وتحبيذها، كما قال الله سبحانه وتعالى: {يا أيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً} النساء/59، وقال تعالى: {وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله} الشورى /10، وقال تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم} آل عمران /31.
وقال عز وجل: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً} النساء /65.
والآيات في هذا المعنى كثيرة، وهي نص في وجوب رد مسائل الخلاف إلى الكتاب والسنة، ووجوب الرضى بحكمهما، وأن ذلك هو مقتضى الإيمان، وخير للعباد في العاجل والآجل: {وأحسن تأويلاً} أي: عاقبة.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى في كتابه: لطائف المعارف في هذه المسألة - بعد كلام سبق -: "وليلة النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام، كخالد بن معدان، ومكحول، ولقمان بن عامر، وغيرهم يعظمونها ويجتهدون فيها في العبادة وعنهم أخذ الناس فضلها وتعظيمها، وقد قيل: أنهم بلغهم في ذلك آثار إسرائيلية، .. وأنكر ذلك أكثر علماء الحجاز، منهم عطاء، وابن أبي مليكة، ونقله عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن فقهاء أهل المدينة، وهو قول أصحاب مالك وغيرهم، وقالوا: ذلك كله بدعة .. ولا يعرف للإمام أحمد كلام في ليلة النصف من شعبان، .. ) إلى أن قال رحمه الله: قيام ليلة النصف لم يثبت فيها شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه .. " انتهى المقصود من كلام الحافظ ابن رجب رحمه الله.
وفيه التصريح منه بأنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه رضي الله عنهم شيء في ليلة النصف من شعبان.
وكل شيء لم يثبت بالأدلة الشرعية كونه مشروعاً؛ لم يجز للمسلم أن يحدثه في دين الله سواء فعله مفرداً أو في جماعة، وسواء أسرّه أو أعلنه لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) وغيره من الأدلة الدالة على إنكار البدع والتحذير منها.
وقال الإمام أبو بكر الطرطوشي رحمه الله، في كتابه الحوادث والبدع ما نصه: "وروى ابن وضاح عن زيد بن أسلم قال: ما أدركنا أحداً من مشيختنا ولا فقهائنا يلتفتون إلى النصف من شعبان، ولا يلتفتون إلى حديث مكحول، ولا يرون لها فضلاً على ما سواها، وقيل لابن أبي مليكة: إن زياداً النميري يقول: إن أجر ليلة النصف من شعبان كأجر ليلة القدر، فقال: لو سمعته وبيدي عصاً لضربته. وكان زياداً قاصاً" انتهى المقصود.
وقال العلامة الشوكاني رحمه الله في الفوائد المجموعة ما نصه: "حديث: يا علي من صلى مائة ركعة ليلة النصف من شعبان، يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب، و (قل هو الله أحد) عشر مرات، إلا قضى الله له كل حاجة ... الخ " وهو موضوع [أي مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم]، وفي ألفاظه - المصرحة بما يناله فاعلها من الثواب - ما لا يمتري إنسان له تمييز في وضعه، ورجاله مجهولون، وقد روي من طريق ثانية كلها موضوعة، ورواتها مجاهيل.
وقال في المختصر: حديث صلاة نصف شعبان باطل، ولابن حبان من حديث علي: (إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها) ضعيف.
وقال في اللآلئ: مائة ركعة في نصف شعبان بالإخلاص عشر مرات ... موضوع وجمهور رواته في الطرق الثلاث، مجاهيل وضعفاء، قال: واثنتا عشرة ركعة بالإخلاص ثلاثين مرة، موضوع وأربع عشرة موضوع.
وقد اغتر بهذا الحديث جماعة من الفقهاء، كصاحب الإحياء وغيره، وكذا من المفسرين، وقد رويت صلاة هذه الليلة - أعني: ليلة النصف من شعبان - على أنحاء مختلفة كلها باطلة موضوعة، .. انتهى المقصود.
وقال الحافظ العراقي: "حديث: صلاة ليلة النصف، موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذب عليه".
وقال الإمام النووي في كتاب المجموع: "الصلاة المعروفة بـ: صلاة الرغائب، وهي: اثنتا عشرة ركعة بين المغرب والعشاء ليلة أول جمعة من رجب، وصلاة ليلة النصف من شعبان مائة ركعة، وهاتان الصلاتان بدعتان منكرتان، ولا يُغتر بذكرهما في كتاب قوت القلوب و إحياء علوم الدين، ولا بالحديث المذكور فيهما، فإن كل ذلك باطل، ولا يغتر ببعض من اشتبه عليه حكمهما من الأئمة فصنف ورقات في استحبابهما، فإنه غلط في ذلك"
وقد صنف الشيخ الإمام أبو محمد عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي كتاباً نفيساً في إبطالهما، فأحسن وأجاد، وكلام أهل العلم في هذه المسألة كثير جداً، ولو ذهبنا ننقل كل ما اطّلعنا عليه من كلامهم في هذه المسألة لطال بنا الكلام، ولعل في ما ذكرنا كفاية ومقنعاً لطالب الحق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما تقدم من الآيات والأحاديث وكلام أهل العلم يتضح لطالب الحق: أن الاحتفال بليلة النصف من شعبان بالصلاة أو غيرها، وتخصيص يومها بالصيام، بدعة منكرة عند أكثر أهل العلم، وليس له أصل في الشرع المطهر، بل هو مما حدث في الإسلام بعد عصر الصحابة رضي الله عنهم، ويكفي طالب الحق في هذا الباب وغيره قول الله عز وجل: (اليوم أكملت لكم دينكم) وما جاء في معناها من الآيات.
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) وفي ما جاء في معناه من الأحاديث، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي، ولا تخصوا يومها بالصيام من بين الأيام، إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم).
فلو كان تخصيص شيء من الليالي بشيء من العبادة جائزاً، لكانت ليلة الجمعة أولى من غيره، لأن يومها هو خير يوم طلعت عليه الشمس، بنص الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما حذر النبي صلى الله عليه وسلم من تخصيصها بقيام من بين الليالي، ذل ذلك على أن غيرها من الليالي من باب أولى لا يجوز تخصيص شيء منها من العبادة إلا بدليل صحيح يدل على التخصيص.
ولما كانت ليلة القدر وليالي رمضان يشرع قيامها والاجتهاد فيها، نبه النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك وحث الأمة على قيامها، وفعل ذلك بنفسه كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه)، (ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه).
فلو كانت ليلة النصف من شعبان، أو ليلة أول جمعة من رجب، أو ليلة الإسراء والمعراج بشرع تخصيصها باحتفال أو شيء من العبادة لأرشد النبي صلى الله عليه وسلم الأمة إليه أو فعله بنفسه ولو وقع شيء من ذلك لنقله الصحابة رضي الله عنهم إلى الأمة ولم يكتموه عنها، وهم خير الناس وأنصح الناس بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ورضي الله عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرضاهم.
وقد عرفت آنفاً من كلام العلماء: أنه لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه رضي الله عنهم شيء في فضل ليلة أول جمعة من رجب، ولا في فضل ليلة النصف من شعبان فعلم أن الاحتفال بهما بدعة محدثة في الإسلام، وهكذا تخصيصهما بشيء من العبادة بدعة منكرة، وهكذا ليلة سبع وعشرين من رجب التي يعتقد بعض الناس أنها ليلة الإسراء والمعراج، لا يجوز تخصيصها بشيء من العبادة، كما لا يجوز الاحتفال بها للأدلة السابقة، هذا لو عُلمت فكيف والصحيح من أقوال العلماء أنها لا تعرف؟! وقول من قال: أنها ليلة سبع وعشرين من رجب، قول باطل لا أساس له في الأحاديث الصحيحة.
والله المسؤول أن يوفقنا وسائر المسلمين للتمسك بالسنة والثبات عليها والحذر مما خالفها إنه جواد كريم.
وصلى الله على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
انتهى بتصرّف واختصار من مجموع فتاوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز 2/ 882
ـ[محمد جمعة الحلبوسي]ــــــــ[24 - Jul-2010, مساء 11:23]ـ
البدعة في اللغة:
إحداث شيء لانظير له سابقاً قال تعالى: (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) أي خلقهن دون سبق نظير لها.
وفي الاصطلاح:
إحداث فعل أو اعتقاد أو قول لم يرد به إذن من الشارع في كتاب أو سنة أو إجماع ولم يدخل تحت القواعد والمبادئ العامة للإسلام أو إحداث ما يعارض ذلك ويخالفه.
وعلى هذا فان أي حدث يحدث ينظر فيه فان دل عليه دليل من كتاب أو سنة أو إجماع أو قياس فهو مشروع، وان لم يدل عليه دليل من مصادر التشريع السابقة نظر هل يدخل تحت قاعدة من قواعد الإسلام وعمومياته أم لا فإن دخل تحتها فهو مشروع أيضا وليس بدعة، وان لم يدخل فهو بدعة وضلالة.
وبهذا التعريف يمكننا أن نوفق بين النصوص المحذرة من الأحداث والناهية عن البدع.
مثل قوله r: ( أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وان تأمر عليكم عبدٌ وانه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضّوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فان كل بدعة ضلالة) رواه أبو داود.
مثل قوله r: ( من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة) رواه مسلم.
وإذا نظرنا إلى التقسيم وجدنا أن شقه الأول يرغب في إحداث السنن الحسنة، لأنها من الإسلام وتقبله مبادئه، وان الشق الثاني يذم من يحدث سنة سيئة يترتب عليها الوزر والاثم فهي البدعة والضلالة المقصودة من الحديث الأول.
وهذا التعريف والتقسيم استمد من قوله r في حديث البدعة (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) رواه البخاري، وفي رواية (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) رواه مسلم، حيث أشار إلى أن الأحداث سيكون لا محالة، ولكنه ينقسم إلى أجدى اثنتين:
1.أحداث مردود: وهو ما يخالف الدين آخذا بمنطوق الحديث.
2.أحداث مقبول: وهو ما يوافقه: آخذا بمفهوم المخالفة من الحديث إذ مفهوم الحديث (من عمل عملاً عليه أمرنا أو احدث في أمرنا هذا ما هو منه فهو مقبول)
والمراد بالأمر في قوله (أمرنا) الدين كله ويستوي فيه العبادات والمعاملات.
والمراد بلفظ (سُنّة) الطريقة: وهي أيضاً تشمل العبادات والمعاملات فأي عمل يحدث موافقاً للقواعد الشرعية فهو سنة حسنة، وأي عمل يحدث يتنافى مع النصوص أو القواعد الشرعية فهو بدعة وسنة سيئة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد جمعة الحلبوسي]ــــــــ[24 - Jul-2010, مساء 11:27]ـ
.ابن حجر العسقلاني (رحمه الله):
جاء في فتح الباري لشرح البخاري عند شرح قول سيدنا عمر t ( نعمت البدعة هي) (والبدعة أصلها ما أحدث على غير مثال سابق ويطلق في الشرع في مقابل السنة فتكون مذمومة، والتحقيق انها أن كانت مما تندرج تحت مستحسن في الشرع فهي حسنة، وان كانت مما يندرج تحت مستقبح في الشرع فهي مستقبحة وإلا فهي من قسم المباح، وقد تنقسم إلى الأحكام الخمسة).
2.الإمام ابن تيمية (رحمه الله):
جاء في منهاج السنة النبوية بعد أن تحدث عن اجتماع الصحابة في صلاة التراويح على جماعة واحدة خلف أبى بن كعب وقال سيدنا عمر: (نعمت البدعة هي)، قال: وهذا الاجتماع العام لما لم يكن قد فعل سمّاه بدعة لان ما فعل ابتداء يسمى بدعة في اللغة وليس ذلك بدعة شرعية كاستحباب ما لم يحبه الله وإيجاب ما لم يوجبه الله وتحريم ما لم يحرمه الله، فلا تدفع الفعل من اعتقاد يخالف الشريعة وإلا فلو عمل إنسان فعلاً محرماً يعتقد تحريمه لم يقل له أنه فعل بدعة.
3.الإمام ابن رجب الحنبلي (رحمه الله):
(المراد بالبدعة ما احدث ما لا أصل له في الشريعة يدل عليه، أما ما كان له أصل من الشرع يدل عليه فليس ببدعة شرعاً وان كان بدعة لغة)
4.الأمام الغزالي (رحمه الله):
جاء في إحياء علوم الدين بعد أن تحدث عن الآكل على المائدة قال: (واعلم أنا وان قلنا الآكل على السفرة أولى فلسنا نقول الأكل على المائدة منهي عنه نهي كراهة أو تحريم، إذ لم يثبت فيه نهي.
وما يقال: انه أبدع بعد رسول الله r فليس كل ما أبدع منهياً عنه. بل المنهي عنه بدعة تضاد سنة ثابتة وترفع أمرا من أمر الشرع مع بقاء علته، بل الابتداع فيه يجب في بعض الأحوال إذا تغيرت الأسباب وليس في المائدة ألا رفع الطعام عن الأرض لتيسير الأكل).
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[25 - Jul-2010, صباحاً 10:27]ـ
اللهم اهدناالصراط المستفيم
وثبتناعلى الدين الصحيح
واحفظنامن البدعةوالضلالة
آمين يارب العالمين
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[25 - Jul-2010, صباحاً 11:17]ـ
طيب أخي لو أن شخصا أتخذا يوما وليكن مثلا 20 من جمادى الأولى وخرج يحث الناس على صيامه وقيامه وأن فيه أجرا عظيما على غيره من الأيام بدعوى أن هذا خير من مشاهدة المسلسلات فما يكون حكم هذا؟
هذا بعمله يدل على شيئين لا ثالث لهما إما أنه يعتقد أن النبي صلى الله عليه وسلم ما أكمل الرسالة وأنه ما دلنا على فضل هذا اليوم الذي يفوق أجر العبادة فيه على غيره من الأيام وإما أنه يعتقد أنه وقف على خير عظيم ما عرفه النبي صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة ولا من بعدهم وهذا ضلال وإنحراف لأن الله يقول "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا " والنبي صلى الله عليه وسلم يقول " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" أي فهو مردود على صاحبه.
وهذا مثله في النصف من شعبان أنت تقول نحث الناس على العبادة فيه وأن فيه أجرا أكثر من سائر الأيام ونحن نطالبك بدليل صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم فإن لم تأتي لنا فهي بدعة ضلالة و لا شك في هذا ولا ريب.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[25 - Jul-2010, مساء 01:41]ـ
أخي محمد جمعة - بارك الله فيه -:
البدعة تنقسم إلى قسمين: بدعة حقيقية، وبدعة إضافية.
البدعة الحقيقية: إذا أُحدث شيء لا أصل له.ومثاله واضح.
والإضافية: أن نُحدِث للعبادة المشروعة وقتاً، أو صفة لم يشرعها الله ورسوله.
قال الشيخ علي محفوظ عند ذكره لأمثلة البدعة الإضافية: " تخصيص يوم لم يخصه الشارع بصوم، أو ليلة لم يخصها الشارع بقيام. فالصوم في ذاته مشروع، وقيام الليل كذلك، وتخصيصهما بيوم أو بليلة بدعة ". الإبداع في مضار الابتداع (ص59).
فلو قلنا: ليلة النصف من شعبان يصلون النّاس ويتهجّدون، أو نصوم النصف من شعبان.
فالصيام مشروع، وقيام الليل مشروع، لكن إذا حدّدناه بوقت لا دليل عليه فهذا بدعة إضافية، لأن أصل العبادة مشروع، ولكن تقييدها بوقت محدّد، منه إضافة إلى العبادة وهي غير مشروعة، فهذه بدعة تسمى إضافية.
ذكر الله مشروع؛ التسبيح والتهليل والتكبير، لكن إذا قلنا للناس: سبِّحوا ألف تسبيحة، كبروا ألف تكبيرة، قولوا: كذا ألف مرة بدون دليل. فهذا يُعتبر بدعة إضافية.
وبتوضيح آخر:
البدعة الحقيقية: هي التي لم يدل عليها دليل شرعي؛ لا من كتاب، ولا سنة، ولا إجماع، ولا قياس، ولا استدلال معتبر عند أهل العلم؛ لا في الجملة ولا في التفصيل، ولذلك سميت بدعة؛ لأنها شىء مخترع على غير مثال سابق.
وإن كان المبتدع يأبى أن ينسب إليه الخروج عن الشرع، إذ هو مدع أنه داخل بما استنبط تحت مقتضى الأدلة، لكن تلك الدعوى غير صحيحة، لا في نفس الأمر، ولا بحسب الظاهر، أما بحسب نفس الأمر؛ فبالعرض، وأما بحسب الظاهر؛ فإن أدلته شُبَه ليست بأدلة إن ثبت أنه استدل، وإلا فالأمر واضح.
وأما البدعة الإضافية؛ فهي التي لها شائبتان:
فلما كان العمل الذي له شائبتان لم يتخلص لأحد الطرفين؛ وضعنا له هذه التسمية، وهي " البدعة الإضافية ".
أي أنها بالنسبة إلى إحدى الجهتين سنة؛ لأنها مستندة إلى دليل، وبالنسبة إلى الجهة الأخرى بدعة؛ لأنها مستندة إلى شبهة لا إلى دليل، أو غير مستندة إلى شيء.
والفرق بينهما من جهة المعنى: أن الدليل عليها من جهة الأصل قائم، ومن جهة الكيفيات أو الأحوال أو التفاصيل لم يقم عليها، مع أنها محتاجة إليه؛ لأن الغالب وقوعها في التعبديات لا في العاديات المحضة.
انظر الاعتصام للشاطبي (1/ 367،368).
فعليك يا أخي بهذا التقسيم فإنه مفيد جداً في بابه، وبه يتضح الجواب عما نحن بصدد ذكره.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[راجية العفو والإخلاص]ــــــــ[25 - Jul-2010, مساء 02:13]ـ
ذكر ابن تيميه في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم ص 302
قال: (ومن هذا الباب ليله النصف من شعبان فقد روي في فضلها من الأحاديث المرفوعه ما يقتضي انها ليله مفضله وأن من السلف من كان يخصها بالصلاه فيها الى ان قال لكن الذي عليه كثير من اهل العلم او اكثر هم من اصحابنا وغيرهم علىتفضيلها وعليه يدل نص احمد لتعدد الأحاديث الوارده فيها ما يصدق ذلك من الاثار السلفيه وقد روي بعض فضائلها في المسانيد والسنن وان كان قد وضع فيها اشياء اخر)
وسئل ابن تيميه في مجموع فتاوي ابن تيميه
: عن صلاة نصف شعبان:
فأجاب: إذا صلى الإنسان ليلة النصف وحده، أو في جماعة خاصة كما كان يفعل طوائف من السلف، فهو أحسن
السلام عليكم جميعاً،
أسأل الله تعالى أن يبارك لنا أقوالنا وأعمالنا في هذا الشهر المبارك، ويبلغنا شهر رمضان المبارك على خير وسلامة.
بدايةً، أوضح وأؤكد بأني لا أخصص ولا أنوي تخصيص أي عبادة لنصف شعبان، فضلاً عن القيام بأي احتفال من أي نوع (بصراحة، ممكن أستغفر زيادة شوي إذا خطر ببالي هذا الموضوع في تلك الليلة ولا أدري إن كان سيتفاقم الوضع أكثر ويزيد عن الاستغفار إلى التهليل أو ربما .. ركعتين زيادة! أم برأيكم لو حصل هذا أمنع نفسي من عمل أي استغفار زائد وأتعوذ بالله من الشيطان الرجيم وأتلهى بأي شيء عدا العبادة-إن كانت زيادة عن المعتاد-!!)! لذا فلنتجاوز رجاء أي استنكار مباشر أو مبطَّن بارك الله فيكم، إلى السؤال التالي:
هل يخبرني أحدكم إن كان المقتبس فعلاً كلام لشيخ الإسلام -رحمه الله تعالى- أم لا، فإن كان فعلاً كلامه فعلى أي نحوٍ تفهمونه؟
هذا، وأليس أحرى بكم الإنكار على أهل العلم الذي نقل الأخ عنهم أمثال الشافعي رحمه الله تعالى بدل الإنكار على الناس المقلدين للعلماء؟
أسلوب استنكاركم يوحي للقارئ وكأن الناس الذين خصصوا عبادة في نصف شعبان ابتدعوا الأمر كله من عند أنفسهم، أو أخذوا في هذه المسألة بآراء علماء ليسوا بذي شأن .. وهذا كما يبدو لي غير صحيح، إلا أن تكون النصوص التي نقلها الأخ مُفتراة!.
فكأنّ المسألة يا إخوتي فيها خلاف لا يستدعي التشنيع على من يجتهدون بأداء العبادات المشروعة في تلك الليلة، والله تعالى أعلم؟
أود أن أفهم، من فضلكم.
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[25 - Jul-2010, مساء 02:30]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أختي بارك الله فيكي لو أردنا أن نأتي لكم بأقوال لعلماء أيضا يعارض أقوال من نقل الأخ عنهم لما صعب ذلك إذا ماهو السبيل إلى معرفة الحق في المسألة وقد تعارضت الأقوال؟
السبيل إلى ذلك هو قول الله " فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا"
نحن نقول هل ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم خصص النصف من شعبان بعبادة؟ إن كان كذلك فأنا أول العابدين
الذين نقل عنهم الأخ كلهم قالوا "إذا ثبت الحديث فهو مذهبي" وقالوا " لا يجوز لاحد أن يقول قولنا من غير أن يعرف دليلنا " فالعبرة عندهم بالدليل.
وراجعوا مشاركة الأخ ضيدان وفقه الله فهي نفيسة جدا في باب البدعة.
ـ[راجية العفو والإخلاص]ــــــــ[25 - Jul-2010, مساء 02:43]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أختي بارك الله فيكي لو أردنا أن نأتي لكم بأقوال لعلماء أيضا يعارض أقوال من نقل الأخ عنهم لما صعب ذلك إذا ماهو السبيل إلى معرفة الحق في المسألة وقد تعارضت الأقوال؟
.
تأتون لنا؟!
لا تأتوا لي بشيء أخي الفاضل، "أنا معاكم مش معاهم"!!
يبدو أني لم أفلح في توضيح مقصدي، فلا عليك.
أتفق معك.
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[25 - Jul-2010, مساء 02:46]ـ
هذا، وأليس أحرى بكم الإنكار على أهل العلم الذي نقل الأخ عنهم أمثال الشافعي رحمه الله تعالى بدل الإنكار على الناس المقلدين للعلماء؟
أسلوب استنكاركم يوحي للقارئ وكأن الناس الذين خصصوا عبادة في نصف شعبان ابتدعوا الأمر كله من عند أنفسهم، أو أخذوا في هذه المسألة بآراء علماء ليسوا بذي شأن .. وهذا كما يبدو لي غير صحيح، إلا أن تكون النصوص التي نقلها الأخ مُفتراة!.
فكأنّ المسألة يا إخوتي فيها خلاف لا يستدعي التشنيع على من يجتهدون بأداء العبادات المشروعة في تلك الليلة، والله تعالى أعلم؟
أود أن أفهم، من فضلكم.
أنا كان قصدي الرد على الكلام المسطر وأن المسألة ليست نقل عن أهل العلم فقط هم أجتهدوا لكن العبرة بالدليل.
ـ[راجية العفو والإخلاص]ــــــــ[25 - Jul-2010, مساء 02:57]ـ
هل يخبرني أحدكم إن كان المقتبس فعلاً كلام لشيخ الإسلام -رحمه الله تعالى- أم لا، فإن كان فعلاً كلامه فعلى أي نحوٍ تفهمونه؟
طيب هل من جواب على سؤالي؟
ما معنى كلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، وهل تحدث من عند نفسه بدون دليل، ولم ينتبه إلى مسألة البدعة في العبادة، أم ماذا؟
أود -بعد إذن المجيب- أن أسمع جواب محدد لا عام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد جمعة الحلبوسي]ــــــــ[25 - Jul-2010, مساء 07:53]ـ
اليكم اخواني واخواتي ما قاله العلامة الشيخ محمد علوي المالكي بشان ليلة النصف من شعبان وهو يتحدث عن اعتناء السلف بليلة النصف:-
قال ابن رجب الحنبلي: وليلة النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام كخالدبن معدان ومكحول ولقمان بن عامرو غيرهم يعظمونها ويجتهدون فيها في العبادة، وعنهم أخذ الناس فضلها وتعظيمها، وقدقيل إنه بلغهم في ذلك آثار
إسرائيلية فلما اشتهر ذلك عنهم في البلدان اختلف الناس في ذلك،
فمنهم من قبله منهم ووافقهم على تعظيمها، منهم طائفة من عُبّاد
أهل البصرة وغيرهم.وأنكر ذلك أكثر علماءأهل الحجاز منهم عطاء وابن أبي مليكة
ونقل عبدالرحمن بن زيدبن أسلم عن فقهاءأهل المدينة وهو قول أصحاب مالك وغيرهم
وقالوا: ذلك كله بدعة، لطائف المعارف لابن رجب الحنبلي ص161
ونحن لاننكر على من يرى أن الاجتماع بدعة، فهذا رأيه وفكره بحسب اجتهاده ونظره
وبحثه وهو من حقه أن يرى وينظر ويفكر ويقرر كما يشاء مادام أنه يسعى في الخير
ويجتهد في الوصول إليه لكن المصيبة الكبرى التي يقع فيها كثير من هؤلاء المنكرين
هو حجب الحقائق عن الناس وإبراز أقوالهم فقط بأدلتها
أو جهة الاستنباط والاستظهار فيها وبهذا يوهمون العامة والمثقفين البسطاء أنه
ليس في الباب إلا هذا القول وأن ماسواه باطلأ وكذب وهذا في الحقيقة هو
عين التدليس والكذب. وأقول لهم: اجتهدوا كماشئتم وأيدوا ماشئتم وقولوا ما شئتم
بعدبيان الخلاف الوارد في المسألة وإثبات ماجاء كما جاءمهما كان هذا الخلاف ولو كان مخالفاً لأقوالكم ثم أيدوا ماشئتم وردّوا ما شئتم.
وانظر أخي الكريم إلى ابن رجب
وأمانته فيما قال فقد بدأ كلامه بذكر الخلاف فقال: اختلف علماء الشام في
صفة إحيائها على القولين. أحدهما: أنه يستحب إحياؤهاجماعةفي المساجد.
والثاني: أنه يكره في المساجد ولا يكره أن يصلي الرجل فيها لخاصة نفسه
إلى آخر كلامه. ثم رجح وصحّح مايراه فقال: وهذا هو الأقرب.
الله أكبر! ماأعظم هذه الأمانة وياليت أصحابنامن الدعاة والوعاظ يلاحظون هذا المنهج
الراقي العقلاني الصافي في كلامهم وهجومهم على العلم والعلماء والمتعبدين
والعاملين بهذه الفضائل.
وانا اقول:
ليت الذي لم يكن بالحق مقتنعا ... يخلي الطريق لمن كان بالحق مقتنعا
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[25 - Jul-2010, مساء 08:50]ـ
ليت الذي لم يكن بالحق مقتنعا ... يخلي الطريق لمن كان بالحق مقتنعا
هذا يعتمد على نوعية الحق المدعى!!
أهو حق مطلق أم حق من وجهة نظر صاحبها؟
فإذا كان البعض يرى أن هذا ليس حقا بل هو باطل فهل يسكت ويدع من كان مقتنعا به يثبت عليه؟
ورأيي أن تعطي أنت نفسك فرصة لقراءة الرأي المخالف وقراءة ما كتبه المشاركون أعلاه خصوصا المشاركة رقم 19
وعامة إذا أنت أنهيت كل السنن الثابتة في الصحيح فعملت بها ودعوت إليها ووجدت وقتا فانتقل إلى السنن التي لم تثبت فاعمل بها، أليس على الإنسان أن يبدأ بالأقوى أولا؟! على الأقل هذا لكي تتفق الأمة وتتوحد على الصحيح الذي لا يختلف فيه اثنان بدلا من الاختلاف على الضعيف الذي يسميه البعض - وأنا منهم - بدعة
والله أعلم
ـ[محمد جمعة الحلبوسي]ــــــــ[25 - Jul-2010, مساء 09:31]ـ
اختي سارة المحترمة شكرا على الرد اولا ............
ثم والله اني لاتعجب لماذا نحارب من يريد ان يقدم طاعة لله .. يعني الذي يريد ان يقوم الليل بقراءة القران او بصلاة او باستغفار وتسابيح وخصص ليلة النصف من شعبان باعتبار ان انها ليلة يغفر الله تعالى لجميع خلقه الا من استثناهم فاذا كان الله قد خصص هذه الليلة فلماذا لا نخصصها ...
ولنسمع الى العلماء:
ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة إلى ندب إحياء ليلة النصف من شعبان في (مراقي الفلاح ص218 , وحاشية ابن عابدين 1/ 460 , شرح المنهاج 2/ 127).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال البهوتي في (الروض المربع 1/ 225): ولا يقومه - الليل - كله إلا ليلة عيد ويتوجه ليلة النصف من شعبان. ويقول صاحب (إعانة الطالبين 2/ 270) - الشافعي المذهب -: إن الأعمال تعرض على الله تعالى ليلة النصف من شعبان وهذا قوله: والمراد عرضها - الأعمال - على الله تعالى أي إجمالاً سواء كان عرض الأثنين والخميس أو ليلة النصف أو ليلة القدر , فالفرق إنما هو في الإجمال والتفصيل , فعرض الأثنين والخميس على الله تعالى إجمالي وكذا عرض ليلة النصف من شعبان.
استدل الجمهور بما يلي:
قوله عليه الصلاة والسلام: (إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى السماء الدنيا فيقول: ألا من مستغفر فأغفر له , ألا مسترزق فأرزقه , ألا مبتلى فأعافيه ... كذا ... كذا ... حتى يطلع الفجر). [رواه ابن خزيمة]. وقوله http://www.islamdor.com/vb/images/smilies/sala.gif : ( إن الله يطلع ليلة النصف من شعبان , فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن). [رواه ابن ماجة 1/ 445 , وحسنه الشيخ الألباني ورواه ابن حبان في صحيحه 12/ 418].
وعن معاذ بن جبل أن رسول الله http://www.islamdor.com/vb/images/smilies/sala.gif قال: (يطلع الله عز وجل إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لعباده إلا لاثنين مشاحن وقاتل نفس). [رواه ابن حبان في صحيحه 5665 , قال الشيخ شعيب الأرناؤوط: حديث صحيح بشواهده].
قال صاحب (تحفة الأحوذي 3/ 367): فهذه الأحاديث بمجموعها حجة على من زعم أنه لم يثبت في فضيلة ليلة النصف من شعبان شيء.
الاجتماع لإحياء النصف من شعبان:
ذهب جمهور الفقهاء إلى كراهة الاجتماع لإحياء ليلة النصف من شعبان , نص على ذلك الحنفية والمالكية (مراقي الفلاح ص219 , مواهب الجليل 1/ 74) وصرحوا بأن الاجتماع عليها بدعة , وعلى الأئمة المنع منه , وهو قول عطاء بن أبي رباح وابن ملكية وذهب الأوزاعي إلى كراهة الاجتماع لها في المساجد للصلاة لأن الاجتماع على إحياء هذه الليلة لم ينقل عن الرسول http://www.islamdor.com/vb/images/smilies/sala.gif ولا عن أحد من أصحابه
كما تعلمون انه يجوز بالعمل بالاحاديث الضعيفه في فضائل الاعمال
قال ابن حجر الهيتمي في الدر المنضود وقد اتفق الائمة من المحدثين والفقهاءوغيرهم كما ذكره النووي وغيره على جواز العمل بالحديث الضعيف في الفضائل والترغيب والترهيب لا في الاحكام ونحوها مالم يكن شديد الضعف ....
ثم هناك الكثير يقولون إذا لم يثبت عن النبي r انه فعل فعلاً أو لم يفعله أحد من أصحابه أراد أحد أن يفعله فهو بدعة وضلالة.
وهذا القول باطل من وجهين:
الوجه الأول:
ان عدم فعله لا يدل على مشروعية الفعل ولا على مشروعية الترك، بل يترك الأمر على الإباحة الأصلية، فعدم الفعل كما لا يقوم دليلاً على مشروعيته كذلك لا يقوم دليلاً على المنع من فعله ما دام الفعل لم يحصل نهي عنه ثم بعد ذلك ينظر: فان دخل تحت قاعدة من القواعد أو تمكنا من قياسه على أمر منصوص فيه قلنا بمشروعيته، وان رفضته القواعد أو خالف النصوص قلنا ببدعته.
الوجه الثاني:
إن قول القائل لو كان خيراً لفعله من هو خير منا قول بتجميد الشريعة الإسلامية وحصر لشموليتها في القرن الأول من هذه الأمة وواقعها خلاف ذلك، فإنها ليست عاجزة عن إعطاء حكمها لكل عمل يحدث اعتماداً على قواعد الإسلام ومبادئه سواء في المعاملات أو بعض العبادات الي لم يرد تحديد وحصر فيها من الشارع.
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[25 - Jul-2010, مساء 10:00]ـ
سبحان الله والله ما أرى إلا أنك تصف الكلام على بعضه ولو تدبرت كلام الأخ ضيدان لما قلت كلامك الأخير.
نسأل الله أن يهدينا جميعا إلى الحق وأن يعصمنا من إتباع الهوى أعتذر عن مواصلة الحوار.
ـ[محبة الفضيلة]ــــــــ[25 - Jul-2010, مساء 10:19]ـ
لحظة!
العلامة الشيخ محمد علوي المالكي
هل هو هذا أم غيره ?! سؤال لا يحتاج إلى إجابة.
http://saaid.net/feraq/sufyah/sh/1.htm
ـ[محمد جمعة الحلبوسي]ــــــــ[25 - Jul-2010, مساء 10:37]ـ
اخي الفاضل كلام الاخ ضيدان غير صحيح مع احترامي له ... يعني اني لو قمت ليلة النصف من شعبان مثلا بصلاة وقراءة قران واستغفار فعلى كلام الأخ ضيدان انا مبتدع والنبي (صلى الله عليه وسلم) اخبرنا ان كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ..
تصور معي اخي الكريم لو اني اثناء القيام مت وفارقت الحياة ماذا سيكون مصيري؟ على كلام الاخ ضيدان انا من اهل النار باعتبار اني مت على البدعة كما يعتقد .. ساذهب الى النار، اهل النار يسال بعضهم بعضا كما قال القران
: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ. قَالُواْ لَمْ نَكُ مِنَ المصلين. وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ المسكين. وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الخآئضين. .} فعندما يسالني اهل النار ما سبب دخولك الى النار؟ ساقول لهم لاني قمت ليلة النصف من شعبان بصلاة وقراءة قران وصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم) .. وهل يعقل هذا الكلام!!!!!!
ثم هل يعقل ان الائمة الاربعة الشافعي ومالك ابو حنيفة واحمد لايفهمون فيقولون بان احياء ليلة النصف من شعبان مندوب .. ايهم اقرب الى عهد النبوة نحن ام هم .. خير القرون قرني الى اخر الكلام ..
فعلى المسلمين جميعا: ان يسبروا على ما سار عليها خير القرون فانهم اقرب لفهم الحديث والحكم على الحدبث ....
وانا اعذروني كذلك لن ارد بعد ذلك .. واشكر كل من كان حريصا على شريعة الاسلام والله اسال ان يجعل عملنا وعملكم خالصا لوجه الكريم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو برهومي]ــــــــ[25 - Jul-2010, مساء 11:49]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين
اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخرج عبد الرزاق في مصنفه أن سعيد بن المسيب رحمه الله رأى رجلاً يكرر الركوع بعد طلوع الفجر فنهاه.
فقال: يا أبا محمد أيعذبني الله على الصلاة؟
قال: لا، ولكن يعذبك على خلاف السنة.
قال الشيخ العلامة الألباني رحمه الله تعالى: وهذا من بدائع أجوبة سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى، وهو سلاح قوي على المبتدعة الذين يستحسنون كثيرا من البدع باسم أنها ذكر وصلاة، ثم ينكرون على أهل السنة إنكار ذلك عليهم ويتهمونهم بأنهم ينكرون الذكر والصلاة!! وهم في الحقيقة إنما ينكرون خلافهم للسنة في الذكر والصلاة ونحو ذلك.
إرواء الغليل (2/ 236) /منقول
تامل فقه سعيد بن المسيب رحمه الله في الرد على اهل البدع حيث انه جاء هنا في امر الصلاة بعد طلوع الفجر لان النبي صلى الله عليه و سلم نهى عن الصلاة بين اذان الفجر الى طلوع الشمس الا ركعتين و ذلك الرجل صلى اكثر من ركعتين فخالف السنة و قس على ذلك في كل بدعة محدثة و لو كان اصل العمل مشروعا -و الله اعلم.
فنسال الله أن يجعلنا من أهل السنة المتمسكين والعاملين بها، ومن الذابين عنها.
وأن يجنبنا البدع والفتن ما ظهر منها وما بطن
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
منقوووووول للفائدة
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[26 - Jul-2010, صباحاً 12:35]ـ
اختي سارة المحترمة شكرا على الرد اولا ............
ثم والله اني لاتعجب لماذا نحارب من يريد ان يقدم طاعة لله .. يعني الذي يريد ان يقوم الليل بقراءة القران او بصلاة او باستغفار وتسابيح وخصص ليلة النصف من شعبان باعتبار ان انها ليلة يغفر الله تعالى لجميع خلقه الا من استثناهم فاذا كان الله قد خصص هذه الليلة فلماذا لا نخصصها ...
ولنسمع الى العلماء:
ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة إلى ندب إحياء ليلة النصف من شعبان في (مراقي الفلاح ص218 , وحاشية ابن عابدين 1/ 460 , شرح المنهاج 2/ 127).
وقال البهوتي في (الروض المربع 1/ 225): ولا يقومه - الليل - كله إلا ليلة عيد ويتوجه ليلة النصف من شعبان. ويقول صاحب (إعانة الطالبين 2/ 270) - الشافعي المذهب -: إن الأعمال تعرض على الله تعالى ليلة النصف من شعبان وهذا قوله: والمراد عرضها - الأعمال - على الله تعالى أي إجمالاً سواء كان عرض الأثنين والخميس أو ليلة النصف أو ليلة القدر , فالفرق إنما هو في الإجمال والتفصيل , فعرض الأثنين والخميس على الله تعالى إجمالي وكذا عرض ليلة النصف من شعبان.
استدل الجمهور بما يلي:
قوله عليه الصلاة والسلام: (إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى السماء الدنيا فيقول: ألا من مستغفر فأغفر له , ألا مسترزق فأرزقه , ألا مبتلى فأعافيه ... كذا ... كذا ... حتى يطلع الفجر). [رواه ابن خزيمة]. وقوله http://www.islamdor.com/vb/images/smilies/sala.gif : ( إن الله يطلع ليلة النصف من شعبان , فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن). [رواه ابن ماجة 1/ 445 , وحسنه الشيخ الألباني ورواه ابن حبان في صحيحه 12/ 418].
وعن معاذ بن جبل أن رسول الله http://www.islamdor.com/vb/images/smilies/sala.gif قال: (يطلع الله عز وجل إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لعباده إلا لاثنين مشاحن وقاتل نفس). [رواه ابن حبان في صحيحه 5665 , قال الشيخ شعيب الأرناؤوط: حديث صحيح بشواهده].
قال صاحب (تحفة الأحوذي 3/ 367): فهذه الأحاديث بمجموعها حجة على من زعم أنه لم يثبت في فضيلة ليلة النصف من شعبان شيء.
الاجتماع لإحياء النصف من شعبان:
(يُتْبَعُ)
(/)
ذهب جمهور الفقهاء إلى كراهة الاجتماع لإحياء ليلة النصف من شعبان , نص على ذلك الحنفية والمالكية (مراقي الفلاح ص219 , مواهب الجليل 1/ 74) وصرحوا بأن الاجتماع عليها بدعة , وعلى الأئمة المنع منه , وهو قول عطاء بن أبي رباح وابن ملكية وذهب الأوزاعي إلى كراهة الاجتماع لها في المساجد للصلاة لأن الاجتماع على إحياء هذه الليلة لم ينقل عن الرسول http://www.islamdor.com/vb/images/smilies/sala.gif ولا عن أحد من أصحابه
كما تعلمون انه يجوز بالعمل بالاحاديث الضعيفه في فضائل الاعمال
قال ابن حجر الهيتمي في الدر المنضود وقد اتفق الائمة من المحدثين والفقهاءوغيرهم كما ذكره النووي وغيره على جواز العمل بالحديث الضعيف في الفضائل والترغيب والترهيب لا في الاحكام ونحوها مالم يكن شديد الضعف ....
ثم هناك الكثير يقولون إذا لم يثبت عن النبي r انه فعل فعلاً أو لم يفعله أحد من أصحابه أراد أحد أن يفعله فهو بدعة وضلالة.
وهذا القول باطل من وجهين:
الوجه الأول:
ان عدم فعله لا يدل على مشروعية الفعل ولا على مشروعية الترك، بل يترك الأمر على الإباحة الأصلية، فعدم الفعل كما لا يقوم دليلاً على مشروعيته كذلك لا يقوم دليلاً على المنع من فعله ما دام الفعل لم يحصل نهي عنه ثم بعد ذلك ينظر: فان دخل تحت قاعدة من القواعد أو تمكنا من قياسه على أمر منصوص فيه قلنا بمشروعيته، وان رفضته القواعد أو خالف النصوص قلنا ببدعته.
الوجه الثاني:
إن قول القائل لو كان خيراً لفعله من هو خير منا قول بتجميد الشريعة الإسلامية وحصر لشموليتها في القرن الأول من هذه الأمة وواقعها خلاف ذلك، فإنها ليست عاجزة عن إعطاء حكمها لكل عمل يحدث اعتماداً على قواعد الإسلام ومبادئه سواء في المعاملات أو بعض العبادات الي لم يرد تحديد وحصر فيها من الشارع.
أخي الكريم محمد جمعة – وفقنا الله وإياه للحق والصواب، وهدنا جميعاً للعلم النافع والعمل الصالح -.
قولك:
" ثم والله اني لاتعجب لماذا نحارب من يريد ان يقدم طاعة لله .. يعني الذي يريد ان يقوم الليل بقراءة القران او بصلاة او باستغفار وتسابيح .. ".
لا، ياأخي الكريم، نحن لا نحارب من يريد أن يقدم طاعة لله .. ولكن نحارب الطريقة التي يقدم فيها هذه الطاعة، هل هذه الطريقة مشروعة، هل وردت هذه العبادة بهذه الطريقة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أو عن الخلفاء الراشدين الذين أمرنا باتباعهم؛ لأننا في هذا الفعل ينطبق علينا قوله – صلى الله عليه وسلم -: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردّ» أخرجه مسلم (1718) من حديث عائشة – رضي الله عنها -
وانظر – أخي الكريم – إلى قوله – صلى الله عليه وسلم – في هذه الرواية «ليس عليه أمرنا» يعني: هدنا، «فهو رد» أي مردود. وهذا قَلَّ من يتنبه له.
فرواية هذا الحديث عن أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – جاءت بلفظين يدلان دلالة صريحة في محاربة البدعة الحقيقية، والبدعة الإضافية التي سبق بيانها.
فالفظ الأول: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد»، واللفظ الثاني: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد». فلفظ فيه إحداث، ولفظ فيه عمل.
فقيام ليلة النصف من شعبان، عمل، والقيام مشروع، لكن أسألك بالله هل هو من أمر الرسول، أي من هديه؟
الجواب: بلا شك، لا. فإذن، كيف يطمئن الإنسان بقبول هذا العمل وقد اجتهد فيه، وهو على غير هديه – صلى الله عليه وسلم -.
فهذا الإمام مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ – رحمه الله - مِنْ أَشَدِّ عُلَمَاءِ السَّلَفِ تَشْدِيدًا فِي اتِّبَاعِ السُّنَّةِ، وَتَدْقِيقًا فِي إِنْكَارِ الْبِدَعِ وَالْمُحْدَثَاتِ فِي الدِّينِ، حَتَّى إِنَّهُ أَنْكَرَ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ - وَنَاهِيكَ بِعِلْمِهِ وَهَدْيِهِ - وَضْعَ رِدَائِهِ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْحَرِّ وَالصَّلَاةِ عَلَيْهِ. وَأَنْكَرَ عَلَى مَنِ اسْتَشَارَهُ فِي الْإِحْرَامِ مِنْ مَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عِنْدِ قَبْرِهِ وَنَهَاهُ عَنْ ذَلِكَ وَأَمْرَهُ بِالْإِحْرَامِ مِنَ الْمِيقَاتِ، فَلَمَّا أَلَحَّ الرَّجُلُ قَالَ لَهُ: " لَا تَفْعَلْ فَإِنِّي أَخْشَى عَلَيْكَ الْفِتْنَةَ "
(يُتْبَعُ)
(/)
فَقَالَ الرَّجُلُ: وَأَيُّ فِتْنَةٍ فِي هَذَا؟
إِنَّمَا هِيَ أَمْيَالٌ أَزِيدُهَا. قَالَ: وَأَيُّ فِتْنَةٍ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ تَرَى أَنَّكَ قَدْ سَبَقْتَ إِلَى فَضِيلَةٍ قَصَّرَ عَنْهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ إِنِّي سَمِعْتُ اللهَ يَقُولُ: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) وَمِنْ أَجَلِّ كَلَامِهِ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -: مَنْ أَحْدَثَ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ شَيْئًا لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ سَلَفُهَا، فَقَدْ زَعَمَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَانَ الدِّينَ ". وَفِي رِوَايَةٍ: الرِّسَالَةَ؛ لِأَنَّ اللهَ يَقُولُ: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) فَمَا لَمْ يَكُنْ يَوْمَئِذٍ دِينًا لَا يَكُونُ الْيَوْمَ دِينًا ". اهـ.
نَقَلَ ذَلِكَ الْعَلَّامَةُ الشَّاطِبِيُّ فِي عِدَّةِ مَوَاضِعَ مِنْ كِتَابِ الِاعْتِصَامِ (1/ 167)، (2/ 198).
وقولك – بارك الله فيك -:
ولنسمع الى العلماء:
ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة إلى ندب إحياءليلة النصف من شعبان في (مراقي الفلاح ص218 , وحاشية ابن عابدين 1/ 460 , شرحالمنهاج 2/ 127)
وقال البهوتي في (الروض المربع 1/ 225): ولا يقومه - الليل-كله إلا ليلة عيد ويتوجه ليلة النصف من شعبان. ويقول صاحب (إعانة الطالبين2/ 270) الشافعي المذهب -: إن الأعمال تعرض على الله تعالى ليلة النصف من شعبانوهذا قوله: والمراد عرضها - الأعمال - على الله تعالى أي إجمالاً سواء كان عرضالأثنين والخميس أو ليلة النصف أو ليلة القدر , فالفرق إنما هو في الإجمال والتفصيل، فعرض الأثنين والخميس على الله تعالى إجمالي وكذا عرض ليلة النصف من شعبان.
استدل الجمهور بما يلي:
قوله عليه الصلاة والسلام: (إذا كانت ليلةالنصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلىالسماء الدنيا فيقول: ألا من مستغفر فأغفر له , ألا مسترزق فأرزقه , ألا مبتلىفأعافيه ... كذا ... كذا ... حتى يطلع الفجر). [رواه ابن خزيمة]. وقوله: (إن الله يطلعليلة النصف من شعبان , فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن). [رواه ابن ماجة 1/ 445 , وحسنه الشيخ الألباني ورواه ابن حبان في صحيحه 12/ 418].
وعن معاذ بنجبل أن رسول اللهقال: (يطلع اللهعز وجل إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لعباده إلا لاثنين مشاحن وقاتل نفس). [رواه ابن حبان في صحيحه 5665 , قال الشيخ شعيب الأرناؤوط: حديث صحيح بشواهده].
قال صاحب (تحفة الأحوذي 3/ 367): فهذه الأحاديث بمجموعها حجة على من زعم أنهلم يثبت في فضيلة ليلة النصف من شعبان شيء
أقول لك:
أن تعلم أن إحياء هذه الليلة كانت في في سنة 448 هـ:
قال الشاطبي في الاعتصام (1/ 218): ومثاله ما حكى الطرطوشي في أصل القيام ليلة النصف من شعبان عن أبي محمد المقدسي:
قال: " لم يكن عندنا ببيت المقدس صلاة الرغائب هذه التي تصلى في رجب، وشعبان، وأول ما أحدثت عندنا في سنة ثمان وأربعين وأربعمائة، قدم علينا رجل في بيت المقدس يعرف بابن أبي الحمراء، وكان حسن التلاوة، فقام، فصلى في المسجد الأقصى ليلة النصف من شعبان، فأحرم خلفه رجل، ثم انضاف إليهما ثالث ورابع، فما ختمها إلا وهو في جماعة كبيرة، ثم جاء في العام القابل، فصلى معه خلق كثير، وشاعت في المسجد، وانتشرت الصلاة في المسجد الأقصى وبيوت الناس ومنازلهم، ثم استمرت كأنها سنة إلى يومنا هذا ". وانظر الباعث على انكار البدعوالحوادث (124 - 125) للمقدسي.
فهو أمر حاصل بعد القرون المفضلة.
وهب أن المسألة خلافية فالحق في مسائل الخلاف – كما تعلم - عند بعض أهل العلم الرجوع فيها إلى الكتاب وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم -، كماقال - تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) (النساء 59).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد صح عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردّ» أخرجه مسلم (1718) من حديث عائشة – رضي الله عنها -.
فهذه من المسائل التي ينبغي البحث فيها عن الدليل الشرعي الصحيح دون متابعة من غير دليل ولا حجة، والحق أحق أن يتبع، ولذلك أنكر كثيرٌ من علماء السلف تخصيصَ هذه الليلةِ بعبادةٍ، وقولهم أقربُ للسنةِ والدليل.
ثم إذا نظرت إلى قول ابن رجب – رحمه الله – في اللطائف ص (263) فيما تحته خط: " وليلةُ النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام، كخالدِ بن معدان، ومكحول، ولقمانَ بنِ عامر وغيرِهم يُعظّمونها ويجتهدون فيها في العبادة، وعنهم يأخذ الناس فضلها وتعظيمها، وقد قيل: إنه بلغهم في ذلك آثار إسرائيلية، فلما اشتُهر ذلك عنهم في البلدان اختلف الناس في ذلك، فمنهم من قبله منهم ووافقهم على تعظيمها منهم طائفةٌ من عُبّاد أهل البصرة وغيرهم، وأنكر ذلك أكثرُ العلماء من أهل الحجاز: منهم عطاءٌ وابنُ أبي مُليكة، ونقله عبد الرحمنُ بنُ زيدِ بنِ أسلم عن فقهاءِ أهل المدينة، وهو قولُ مالكٍ وغيرهم، وقالوا: ذلك كلّه بدعة ".
علمت أن مرجع تعظيم هذه الليلة إلى الإسرائليات فإن مكحولاً الشامي (وهو مرجعُ أكثرِ طرقِالحديث في فضل هذه الليلة) قد رُوي هذا الحديث عنه في بعض الوجوه عن كعب الأحبار!! كما تراه في كتاب النزول للدارقطني (162،164، 168 رقم 88)، وانظر لطائف المعارف أيضاً ص (264).
فهذا إمام أهل السنة أحمد بن حنبل، يقول عنه ابن رجب في لطائف المعارف (264) أنه: " لا يُعرف للإمام أحمد كلام في ليلة النصف من شعبان ".
ولو كان فيها حديث ثابت ما خفي أمرها على هذا الإمام المحدث إمام أهل السنة والحديث.
، ومتى يا أخي الكريم نأخذ ديننا من الأحاديث الإسرائيلة.
أما الأحاديث التي ذكرتها في فضل هذه الليلة:
فاقول لك:
فعلى فرَض صحةِ حديثِ فضلِ ليلة النصف من شعبان، فإن الذيأخبرنا بفضلها وهو النبي – صلى الله عليه وسلم -لم يخصها بعبادة معينة، فلو كان ذلك مشروعاً لكان هو - صلى الله عليه وسلم - أحرصَ على فعلِهِ وبيانِهِ للناس.
فإن لفظ الحديث عند من قال بصحته بمجموع طرقه: «يطّلع الله عزوجل إلى خَلْقه ليلة النصف من شعبان، فيغفرُ لعباده إلا: لمشرك أو مشاحن» ففيه الدعوة إلى نبذِ الشركِ بالله صغيرِهِ وكبيرِهِ، وتركِ الشحناء والبغضاءِ بين المسلمين، فأقل الأحوال أن تنامَ تلك الليلة (ليلةِ النصف من شعبان) خالصاً قلبَك من الشرك والشحناء على المسلمين.
أما قولك:
الاجتماع لإحياء النصف من شعبان:
ذهب جمهور الفقهاء إلى كراهة الاجتماع لإحياء ليلة النصف من شعبان , نص على ذلك الحنفية والمالكية (مراقي الفلاح ص219،مواهب الجليل 1/ 74) وصرحوا بأن الاجتماع عليها بدعة , وعلى الأئمة المنع منه , وهوقول عطاء بن أبي رباح وابن ملكية وذهب الأوزاعي إلى كراهة الاجتماع لها في المساجد للصلاة لأن الاجتماع على إحياء هذه الليلة لم ينقل عن الرسول ولا عن أحد من أصحابه
كما تعلمون انه يجوز بالعمل بالاحاديث الضعيفه في فضائل الاعمال
قال ابن حجر الهيتمي في الدر المنضود وقد اتفق الائمة منالمحدثين والفقهاء وغيرهم كما ذكره النووي وغيره على جواز العمل بالحديث الضعيف في الفضائل والترغيب والترهيب لا في الاحكام ونحوها مالم يكن شديدالضعف ...
فاقول لك:
الأحاديثُ الضعيفةُ إنما يعملُ بها في العباداتِ التي قد ثبت أصلُها بأدلةٍ صحيحة، أما الاحتفالُ بليلةِ النصف من شعبان، فليس له أصلٌ صحيحٌ حتى يُستأنسَ له بالأحاديثِ الضعيفة. وقد ذكر هذه القاعدةَ الجليلةَ الإمامُ: أبو العباس شيخُ الإسلام ابنُ تيميةَ - رحمه الله -.
وهذه المقولة (جواز العمل بالحديث الضعيف فيالفضائل والترغيب والترهيب لا في الاحكام ونحوها مالم يكن شديدالضعف) من أخطر ما رأيت في إدخال البدع في دين الله، كل يدندن عليها، ولا يفهمون معنى قول الأئمة في ذلك.
ولتوضيح الأمر أقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
قول الأئمة: إذا جاء الحلال والحرام شددنا في الأسانيد، وإذا جاء الترغيب والترهيب تساهلنا في الأسانيد، دون أن يعرف مدلول هذه العبارة من هؤلاء الأئمة وهذه العبارة هي: منسوبة إلى الإمام أحمد ابن حنبل، وعبد الرحمن بن مهدي، وعبد الله بن المبارك، ولو عرف هؤلاء مدلول هذه العبارة لما سولت لهم أنفسهم أن يحتجوا بهذا في إثبات حجتهم في العمل بالحديث الذي لا تقوم به حجة، حتى ولو في فضائل الأعمال، دون أن يدققوا النظر في معنى الضعيف عند هؤلاء الأئمة، والذين قالوا بالتساهل فيه في فضائل الأعمال إذا شئت أن تعرف مدلول هذه العبارة عندهم فإليك أقوال بعض المحققين من العلماء في مدلولها لدى أولئك الأئمة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - في الفتاوى (ج18ص65):
" قول أحمد: " إذا جاء الحلال والحرام شدّدنا في الأسانيد وإذا جاء الترغيب والترهيب تساهلنا في الأسانيد "، وكذلك ما عليه العلماء بالعمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال ليس معناه إثبات الاستحباب بالحديث الذي لا يحتج به، فإن الاستحباب حكم شرعي، فلا يثبت إلا بدليل شرعي، ومن أخبر عن الله أنه يحب عملاً من الأعمال من غير دليل شرعي فقد شرع من الدين ما لم يأذن به الله كما لو أثبت الإيجاب أو التحريم ". أهـ
وقال ابن القيم – رحمه الله - في إعلام الموقعين (ج1ص31):
"ليس المراد بالضعيف عند أحمد الباطل، ولا المنكر، ولا ما في روايته متهم لا يسوغ الذهاب إليه والعمل به، بل الحديث الضعيف عنده قسم من الصحيح وقسم من أقسام الحسن ولم يكن يقسم الحديث إلى صحيح، وحسن، وضعيف بل إلى صحيح وضعيف، وللضعيف عنده مراتب ".
وقال طاهر الجزائري في كتابه " توجيه النظر إلى أصول الأثر " ص (292):
"قال شيخ الإسلام ابن تيميه في كتاب منهاج السنة النبوية – إن قولنا إن لحديث الضعيف خير من الرأي ليس المراد به الضعيف المتروك، لكن المراد به الحسن كحديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده. وحديث إبراهيم الهجري ممن يحسن الترمذي حديثه أو يصححه. وكان الحديث في اصطلاح من قبل الترمذي، إما صحيح وإما ضعيف، والضعيف نوعان: ضعيف متروك، وضعيف ليس بمتروك، فتكلم أئمة الحديث بذلك الاصطلاح، فجاء من لا يعرف اصطلاح الترمذي فسمع قول بعض أئمة: " الحديث الضعيف أحب إلي من القياس "، فظن أنه يحتج بالحديث الذي يضعفه مثل الترمذي ".
وقال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على اختصار علوم لحديث لأبن كثير (ص92):
"وأما ما قاله أحمد بن حنبل، وعبد الرحمن بن مهدي، وعبد الله بن المبارك " إذا روينا في الحلال والحرام شددنا وإذا روينا في الفضائل ونحوها تساهلنا"، فإنما يريدون به فيما أرجح - والله أعلم - أن التساهل إنما هو في الأخذ بالحديث الحسن الذي لم يصل إلى درجة الصحة فإن الاصطلاح في التفرقة بين الصحيح والحسن لم يكن في عصرهم متقرراً واضحاً بل كان أكثر المتقدمين لا يصف الحديث إلا بالصحة أو الضعف فقط ".
ويكفي هذا النقل في بيان أن المراد بالحديث الضعيف عند هؤلاء الأئمة هو الحسن.
قولك:
ثم هناك الكثير يقولون إذا لم يثبت عن النبيrانه فعل فعلاً أو لم يفعله أحد من أصحابه أراد أحد أن يفعله فهو بدعة وضلالة.
وهذا القول باطل من وجهين:
الوجه الأول:
ان عدم فعله لا يدل على مشروعية الفعل ولا على مشروعيةالترك، بل يترك الأمر على الإباحة الأصلية، فعدم الفعل كما لا يقوم دليلاً علىمشروعيته كذلك لا يقوم دليلاً على المنع من فعله ما دام الفعل لم يحصل نهي عنه ثمبعد ذلك ينظر: فان دخل تحت قاعدة من القواعد أو تمكنا من قياسه على أمر منصوص فيه قلنا بمشروعيته، وان رفضته القواعد أو خالف النصوص قلناببدعته.
هذا الكلام ليس بصحيح في باب العبادات؛ لأن الأصل فيها مبني على التوقف وعلى ما ورد به الدليل، وقد نقلت لك فيما سبق قول الإمام مالك. (فَمَا لَمْ يَكُنْ يَوْمَئِذٍ دِينًا لَا يَكُونُ الْيَوْمَ دِينًا).
وهذه القاعدة أخي الكريم يصلح في باب المعاملات، لا في باب العبادات.
وقولك عمن نقلت عنه:
الوجه الثاني:
إن قول القائل لو كان خيراً لفعله من هو خير منا قول بتجميدالشريعة الإسلامية وحصر لشموليتها في القرن الأول من هذه الأمة وواقعها خلاف ذلك، فإنها ليست عاجزة عن إعطاء حكمها لكل عمل يحدث اعتماداً على قواعد الإسلام ومبادئهسواء في المعاملات أو بعض العبادات الي لم يرد تحديد وحصر فيها منالشارع.
يا أخي والله هذا كلام خطير:
هل العبادات تحتاج إلى تحديد، وهل إذا اقتصرنا على الدليل في العبادات أن في هذا تجميد للشريعة وقصرها وحصر شموليتها على القرن الأول؟
عجيب قول هذا القائل، وعجيب خلطه واستدلاله، هذا الكلام يا أخي يقال في باب المعاملات، حيث أن أحوال الناس ومعاملاتهم في تجديد وتطوير والشريعة صالحة لهذا التجديد والتطوير في كل زما ومكان ن لأنم الأصل في هذا الباب الإباحة إلا ما نص الدليل على حظره وتحريمه / فتنبه.
وفي الختام:
قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم (وهو من أتباعِالتابعين من أهل المدينة): " لم أدرك أحداً من مشيختنا ولا فقهائِنا يلتفتون إلىليلة النصف من شعبان، ولم ندركْ أحداً منهم يذكرُ حديثَ مكحولٍ ولا يرى لها فضلاً علىسواها من الليالي ". أخرجه ابن وضاح بإسناد صحيح في ما جاء في البدع (رقم 119).
وقال ابن أبي مُليكة (وهو من جِلّة التابعين وفقهائِهم بالمدينة)، وقيل له: إنزياداً النُّميري يقول: إن ليلةَ النصف من شعبان أجْرُها كأجرِ ليلةِ القدر، فقال: لوسمعتُه يقول ذلك وفي يدي عصاً لضربته بها ". أخرجه عبد الرزاق في المصنف (رقم 7928)، وابن وضاح في ما جاء في البدع (رقم 120) بإسناد صحيح.
ولما سئل عبد الله بن المبارك عن النزول الإلهي ليلة النصف من شعبان قال للسائل: " يا ضعيف! ليلةُ النصف؟! ينزلُ في كل ليلةٍ " أخرجه أبو عثمانَ الصابوني في اعتقاد أهل السنة (رقم 92).
أسأل الله لنا ولكم العلم النافع والعمل الصالح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن صالح السليم]ــــــــ[26 - Jul-2010, صباحاً 12:42]ـ
فتوى للشيخ حامد العلي بشأن هذه الليلة
السؤال:
فضيلة الشيخ لدي ثلاثة أسئلة بارك الله فيك:
1ـ ما حكم إحياء ليلة النصف من شعبان لوحدي أو في المسجد مع الجماعة .. ؟
2ـ هل يستحب الإكثار من صيام شعبان وهل يجوز صيامه كله؟
3ـ هل صح النهي عن الصيام بعد النصف من شعبان وما هي الحكمة؟!
جواب الشيخ:
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
قد ورد في فضل ليلة النصف من شعبان بعض الأحاديث من أقربها ما رواه ابن حبان والبيهقي من حديث أبي موسى الأشعري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن، روه البيهقي من حديث أبي موسى الاشعري ..
وفي ما يدل على استحباب إحياء تلك الليلة بالطاعات، والأعمال الصالحات، غير أنه لايُشرع أن يكون ذلك جماعيا، كما:
قال شيخ الإسلام: (وأما ليلة النصف فقد روي في فضلها أحاديث وآثار ونقل عن طائفة من السلف أنهم كانوا يصلون فيها فصلاة الرجل فيها وحده قد تقدمه فيه سلف وله فيه حجة فلا ينكر مثل هذا.
وأما الصلاة فيها جماعة فهذا مبني على قاعدة عامة في الاجتماع على الطاعات والعبادات فإنه نوعان أحدهما سنة راتبة إما واجب وإما مستحب كالصلوات الخمس والجمعة والعيدين. وصلاة الكسوف والاستسقاء والتراويح فهذا سنة راتبة ينبغي المحافظة عليها والمداومة. والثاني ما ليس بسنة راتبة مثل الإجتماع لصلاة التطوع مثل قيام الليل أو على قراءة قرآن أو ذكر الله أو دعاء.
فهذا لا بأس به إذا لم يتخذ عادة راتبة. فإن النبي صلى الله عليه وسلم صلى التطوع في جماعة أحيانا ولم يداوم عليه إلا ما ذكر وكان أصحابه إذا اجتمعوا أمروا واحدا منهم أن يقرأ والباقي يستمعون.
وقد روي في الملائكة السيارين الذين يتبعون مجالس الذكر الحديث المعروف. فلو أن قوما اجتمعوا بعض الليالي من غير أن يتخذوا ذلك عادة راتبة تشبه السنة الراتبة لم يكره.
لكن اتخاذه عادة دائرة بدوران الأوقات مكروه لما فيه من تغيير الشريعة وتشبيه غير المشروع بالمشروع.
ولو ساغ ذلك لساغ أن يعمل صلاة أخرى وقت الضحى أو بين الظهر والعصر أو تراويح في شعبان أو أذانا في العيدين أو حجا إلى الصخرة ببيت المقدس وهذا تغيير لدين الله وتبديل له.
وهكذا القول في ليلة المولد وغيرها)
إلى أن قال: (وما لم يشرعه الله ورسوله. فهو بدعة وضلالة: مثل تخصيص مكان أو زمان باجتماع على عبادة فيه كما خص الشارع أوقات الصلوات وأيام الجمع والأعياد.
وكما خص مكة بشرفها والمساجد الثلاثة وسائر المساجد بما شرعه فيها من الصلوات وأنواع العبادات كل بحسبه؛ وبهذا التفسير يظهر الجمع بين أدلة الشرع من النصوص والإجماعات فإن المراد بالبدعة ضد الشرعة وهو ما لم يشرع في الدين فمتى ثبت بنص أو إجماع في فعل أنه مما يحبه الله ورسوله خرج بذلك عن أن يكون بدعة وقد قررت ذلك مبسوطا في قاعدة كبيرة من القواعد الكبار؟)
أما استحباب الإكثار من صيام التطوع في شعبان، فقد ورد فيه:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان وما رأيته أكثر صياما منهفي شعبان رواه البخاري
قال الإمام ابن حجر رحمه الله: (زاد حديث يحيى بن أبي كثير " فإنه كان يصوم شعبان كله "
زاد ابن أبي لبيد عن أبي سلمة عن عائشة عند مسلم " كان يصوم شعبان إلاّ قليلا "
ورواه الشافعي من هذا الوجه بلفظ " بل كان يصوم .. إلخ "
وهذا يبين أن المراد بقوله في حديث أم سلمة عند أبي داود وغيره " أنه كان لا يصوم من السنة شهرا تامّا إلاّ شعبان يصله برمضان " أي كان يصوم معظمه ,
ونقل الترمذي عن ابن المبارك أنه قال: جائز في كلام العرب إذا صام أكثر الشهر أن يقول صام الشهر كله , ويقال قام فلان ليلته أجمع ولعله قد تعشى واشتغل ببعض أمره , قال الترمذي: كأن ابن المبارك جمع بين الحديثين بذلك ,
وحاصله أن الرواية الأولى مفسرة للثانية مخصصة لها وأن المراد بالكل الأكثر وهو مجاز قليل الاستعمال ,
(يُتْبَعُ)
(/)
واستبعده الطيبي قال: لأن الكل تأكيد لإرادة الشمول ودفع التجوز , فتفسيره بالبعض مناف له , قال: فيحمل على أنه كان يصوم شعبان كله تارة ويصوم معظمه أخرى لئلا يتوهم أنه واجب كله كرمضان ,
وقيل المراد بقولها " كله " أنه كان يصوم من أوله تارة ومن آخره أخرى ومن أثنائه طورا فلا يخلي شيئا منه من صيام ولا يخص بعضه بصيام دون بعض.
إلى أن قال: (والأول هو الصواب ـ يعني صيام أكثر شعبان وليس كله ـ ويؤيده رواية عبد الله بن شقيق عن عائشة عند مسلم وسعد بن هشام عنها عند النسائي ولفظه " ولا صام شهرا كاملا قط منذ قدم المدينة غير رمضان).
أما النهي عن الصيام بعد النصف من شعبان:
فنعم، قد صح من حديث أبي هريرة قال صلى الله عليه وسلم إذا انتصف شعبان فلاتصوموا حتى يكون رمضان رواه أصحاب السنن الاربعة
قال في تحفة الأحوذي شرح الترمذي: (وفي رواية أبي داود وغيره: إذا انتصف شعبان , وفي رواية: فلا صيام حتى يكون رمضان.
قال القاري في المرقاة: والنهي للتنزيه رحمة على الأمة أن يضعفوا عن حق القيام بصيام رمضان على وجه النشاط.
وأما من صام شعبان كله فيتعود بالصوم ويزول عنه الكلفة ولذا قيده بالانتصاف أو نهى عنه لأنه نوع من التقدم والله أعلم.
قال القاضي: المقصود استجمام من لا يقوى على تتابع الصيام فاستحب الإفطار كما استحب إفطار عرفة ليتقوى على الدعاء , فأما من قدر فلا نهي له , ولذلك جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين الشهرين في الصوم انتهى)
هذا ويمكن ان يجمع بين صيام النبي صلى الله عليه وسلم بعد النصف من شعبان، كما تقدم في حديث عائشة، وبين النهي الوارد في حديث أبي هريرة هذا، على نهي الصائم أن لايصوم شيئا من شعبان إلاّ بعد النصف منه يتقصّده.
وعلة النهي حتى لايزيد الناس في رمضان شيئا فشيئا فيُبدأ بصيامه قبل حلوله كالاحتياط له، فيبتدعون في الشريعة، ويتعدون حدود الله تعالى فيما افترض عليهم
ولهذا أيضا حُرّم صيام يوم العيد حتى يحافظ على الحد الشرعي للفريضة، ويُوضّح الفرق بينها وبين النافلة، ومن هذا أيضا نهي المصلّي للفريضة أن يصلي بعدها النافلة مباشرة من غير أن يغير المكان أو يفصل بكلام كما ورد في الحديث.
وقد ذكر العلماء أن أهل الكتاب كان قد افتُرض عليهم صيام شهر، فمازالوا يزيدون فيه حتى صار اربعين يوما،
فحذرنا الله تعالى ان نسلك سبيلهم.
ويدل ذلك كله على أن الصائم إذا كان يصوم من أول شعبان فاستمر إلى آخره ولو بعد النصف منه أن ذلك جائز لاشيء فيه،
وكذلك إذا كان معتادا صوم يوم الاثنين والخميس أو صيام يوم وفطر يوم، فلامانع أن يتم ذلك إلى آخر شعبان، وإنما النهي لمن يدع الصيام من اول شعبان ولايبتديء الصيام إلا بعد النصف الثاني منه والعلة في النهي ما ذكرته آنفا والله أعلم
ـ[راجية العفو والإخلاص]ــــــــ[26 - Jul-2010, مساء 12:38]ـ
شكراً للأخ (ضيدان) على المداخلة النافعة (درس مختصر ومفيد)، وشكر الله تعالى لك حسن أدبك ولينك مع أخيك في الله المخالف، بارك الله فيك.
إنما عندي تعليق على كلامك هنا:
فاقول لك:
فعلى فرَض صحةِ حديثِ فضلِ ليلة النصف من شعبان، فإن الذي أخبرنا بفضلها وهو النبي – صلى الله عليه وسلم -لم يخصها بعبادة معينة، فلو كان ذلك مشروعاً لكان هو - صلى الله عليه وسلم - أحرصَ على فعلِهِ وبيانِهِ للناس.
فإن لفظ الحديث عند من قال بصحته بمجموع طرقه: «يطّلع الله عزوجل إلى خَلْقه ليلة النصف من شعبان، فيغفرُ لعباده إلا: لمشرك أو مشاحن» ففيه الدعوة إلى نبذِ الشركِ بالله صغيرِهِ وكبيرِهِ، وتركِ الشحناء والبغضاءِ بين المسلمين، فأقل الأحوال أن تنامَ تلك الليلة (ليلةِ النصف من شعبان) خالصاً قلبَك من الشرك والشحناء على المسلمين.
عندما أقرأ هذا الحديث أفهم منه -بدون تكلف- بأنّ الله تعالى في تلك الليلة يتفضل بالمغفرة على عباده (إلا مشرك أو مشاحن)، وهذا يستدعي الشكر لله عز وجل. وهو مختلف عما يحصل كل ليلة من نزول ربنا العظيم للسماء الدنيا، حيث أنّ المغفرة في الليالي الأخرى مرهونة بمن يستغفر ربه عز وجل فيغفر له.
ما أريد قوله هو أن هذا الحديث يعتبر باعث مقبول وقوي عندَ من صحّ عنده ليجتهد في العبادة -منفرداً-، لا ليخصص عبادة معينة ولا أجد عندئذ مَن أنكر عليه محقاً في إنكاره، وربما هذا يفسر قول ابن تيمية رحمه الله تعالى على من اجتهد في العبادة المشروعة تلك الليلة، والله أعلم.
الأخ (ضيدان)
إذا كنت ستفترض صحة الحديث فيلزمك أن لا تنكر على من اجتهد في العبادة تلك الليلة، بل يلزمك أن تجتهد أنت بنفسك، إذ عليك ان تذهب لأبعد من مجرد تفسير الحديث بالدعوة لعدم الشحناء والبغضاء! فبحسب هذا الحديث المغفرة وجبت لكل مؤمن ما لم يكن مشركا أو مشاحنا، وهذا الفضل قطعاً يستلزم الشكر من العبد، وكيف يشكر المؤمن ربه الكريم إلا بالذكر والعبادة؟!.
المختصر:
الحديث عند من صحّ فيه دعوتان للمؤمنين:
1 - دعوة لترك الشرك وترك المشاحنة ليكونوا ممن ينالهم فضل المغفرة في تلك الليلة.
2 - دعوة للشكر على فضل المغفرة، وهذا لا يتأتى إلا بالتعبد لله تعالى بشتى أنواع الذكر والعبادة.
بالتالي اجعلوا كلامكم في الحديث الوارد والأحاديث الأخرى التي تشد بعضها بعضاً بحسب قول المخالف، وأفهمونا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[27 - Jul-2010, صباحاً 10:54]ـ
عندما أقرأ هذا الحديث أفهم منه -بدون تكلف- بأنّ الله تعالى في تلك الليلة يتفضل بالمغفرة على عباده (إلا مشرك أو مشاحن)، وهذا يستدعي الشكر لله عز وجل. وهو مختلف عما يحصل كل ليلة من نزول ربنا العظيم للسماء الدنيا، حيث أنّ المغفرة في الليالي الأخرى مرهونة بمن يستغفر ربه عز وجل فيغفر له.
ما أريد قوله هو أن هذا الحديث يعتبر باعث مقبول وقوي عندَ من صحّ عنده ليجتهد في العبادة -منفرداً-، لا ليخصص عبادة معينة ولا أجد عندئذ مَن أنكر عليه محقاً في إنكاره، وربما هذا يفسر قول ابن تيمية رحمه الله تعالى على من اجتهد في العبادة المشروعة تلك الليلة، والله أعلم.
الأخ (ضيدان)
إذا كنت ستفترض صحة الحديث فيلزمك أن لا تنكر على من اجتهد في العبادة تلك الليلة، بل يلزمك أن تجتهد أنت بنفسك، إذ عليك ان تذهب لأبعد من مجرد تفسير الحديث بالدعوة لعدم الشحناء والبغضاء! فبحسب هذا الحديث المغفرة وجبت لكل مؤمن ما لم يكن مشركا أو مشاحنا، وهذا الفضل قطعاً يستلزم الشكر من العبد، وكيف يشكر المؤمن ربه الكريم إلا بالذكر والعبادة؟!.
.
بارك الله في أختنا الفاضلة ونفعنا بعلمها:
أختي الفاضلة:
أعظم شكر وأعظم استجابة، أن يلتزم الإنسان بحدود الله وبما شرعه الله في كتابه و سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وهل هناك أعظم من العمل على توحيد الله تعالى، فتوحيد الله أعظم شيء أمر الله به، والشرك به أعظم شيء نهى الله عنه، فإذا أقام الإنسان توحيد الله في جميع أنواع العبادة لله، وأفرد ذلك كله لله، فقد تقرب إلى الله بأعظم ما أمر الله به، ولذا قال أهل العلم: من حقق التوحيد دخل الجنة، والأدلة على هذا كثيرة جدا، ومنها هذا الحديث. فإذا أضيف إلى ذلك ترك الشحناء والبغضاء لعباد الله، فقد حقق ما أوجب الله عليه تلقاء إخوانه المسلمين، فقد أتى بشيء عظيم وعبادة يتقرب بها إلى الله.فإذا كانت الليالي الأخرى غير ليلة النصف من شعبان المغفرة مرهونة بمن يقوم ويسأل ويستغفر، فكذا هذه الليلة مرهونة المغفرة فيها لمن حقق التوحيد، وترك المشاحنة، فلا حاجة أن نحدث فيها عبادة مخصوصة عن سائر الليالي. وهل نحن أفضل شكراً لله من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ أو أفضل شكراً من أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وسائر الصحابة - رضي الله عنهم -؟
لا، والله.
ومع ذلك لم يحدثوا عبادة لهذه الليلة على دعوى الشكر لله على المغفرة والرحمة. فشكر الله يستلزم أن نعبد الله بما شرع.
أنا أعلم قولكم في هذه المسألة، ولكن أحببت التنبيه والبيان لمن قد يلتبس عليه القول.
والله ولي التوفيق.
ـ[راجية العفو والإخلاص]ــــــــ[27 - Jul-2010, مساء 03:04]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل (ضيدان) ونفعنا بعلمك. يسرني أنك فهمت مداخلتي بالشكل الصحيح، هذا فاجأني حقيقةً.
أحييك أخي الفاضل، أحييك لا لشيء إلا لأنني قلما أرى من يسمع ما يقوله الآخر بقلب سليم، في موقف كهذا عادةً سيُساء الظن بي وبأني من الطرف الآخر (منهم) ويبدأ التشنيع، وربما إساءة الأدب والحط من القدر والازدراء! وتكاد تحلف قائلاً (واللهِ أنا معاكم) وهم ينبشون في نواياك ليقولوا لا بل أنت (معاهم هم)!! فتدرك بأنهم لا يقرؤون ما تقول .. لا يسمعون .. فقط يتكلمون .. فلا يعود تسطير الكلام حقيقةً يُجدي!
شيء مثير للشفقة حقيقةً.
نحتاج .. كثيراً .. أن نعي ما نفعل!
كي لا نغرق في تفاصيل المسائل .. وننسى أهم ما يميزنا كمسلمين بأخلاقنا، وأدبنا، ونظرتنا للمخالف .. وحرصنا على أن ناخذ بأيدي الخلق للحق! طبعاً كلامي هذا يُعتبر عاطفي وغريب ولا محل له في "مجلس علمي"! وهذه هي المصيبة .. أؤلئك يريدون فصل الدين عن الدولة والدنيا، و"نحن" نريد فصل العلم عن الأخلاق والروح والقلب .. عافانا الله تعالى.
ـ[محمد ال سالم]ــــــــ[30 - Jul-2010, صباحاً 02:23]ـ
وانا أقول بارك الله فيكما ونفع بعلمكما وجزى الله الجميع كل خير
ـ[أبو عزام بن يوسف]ــــــــ[31 - Jul-2010, مساء 01:36]ـ
لما قرأت هذه المشاركات لم أستطع إلا التعبير بقولي
(كلام جميل وأدب أجمل وروح عالية في الحوار لا سيما من الأخ ضيدان الذي نضد الفوائد وجمع الفرائد)
رزقني الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح والأخلاق الفاضلة(/)
ماضابط متابعة الإمام في المسائل الخلافية؟
ـ[الاثر]ــــــــ[23 - Jul-2010, مساء 09:10]ـ
ماضابط متابعة الإمام في المسائل الخلافية؟ هل كل مسألة خلافية أم فيه تفصيل؟ بارك الله فيكم
ـ[أبو حفص الشافعي]ــــــــ[24 - Jul-2010, صباحاً 12:00]ـ
الأصل أن أن المأموم يتبع إمامه لقوله (إنما جعل الإمام ليؤتم به) فإذا كانت المسألة من المسائل الخلافية الاجتهادية وكان الإمام ممن له اجتهاد فيها وجب اتباعه وإن لم يكن من أهل الإجتهاد كحال كثير من أئمة المساجد فعل ما يكون أقرب للسنة في نظره لأنه مقلد - أي الامام - لا يتبع علي قوله ......... والله تعالي أعلم
ـ[الاثر]ــــــــ[24 - Jul-2010, صباحاً 09:51]ـ
بوركت أخي الكريم لو ترفق أقوال العلماء في تفصيل المسألة بارك الله فيكم
ـ[العبد العاصى]ــــــــ[24 - Jul-2010, مساء 01:04]ـ
ماذا تقصد بالمسائل الخلافية يا أخى؟ أى نوع من أنواع الخلافيات؟
إن كنت تقصد ما يخالف به الإمام السنن , فهل عليك فعل هذه السنن عندما يتركها الإمام؟
فالجواب عن هذا: أن هذه السنن أقل مرتبة من الفريضه , فإذت ترك الإمان السنن , عليك أن باتباعه , لقوله (إنما جعل الإمام ليؤتم به) صلى الله عليه و سلم.
وإن كان مقصودك بالمسائل الخلافية , ما نص عليه بعض العلماء أنه بدعة أو أنه لا أصل له
فالجواب على هذا أن هذا الإمام سواء كان مجتهد أو مقلد , فعليك باتباعه فى الصلاة , و من ثمَّ تنصحه بينك و بينه , فالدين النصيحة , أما عن اتباعه فى الصلاة , فلأنه لا يخلو أن يكون مجتهداً فلها أجره أو مقلد لأمام مجتهد أيضاً , فعليك بنصحه و تبين الحق له , فإن رضخ للحق , و إلا فلا تصل خلف مبتدع إن كان بإمكانك الصلاة خلف غيره.
هذا ما أعلم و الله تعالى أعلى و أعلم(/)
وصايا الآباء الى أولادهم ... عبرة وخلاصة تجربة ...
ـ[السليماني]ــــــــ[23 - Jul-2010, مساء 10:24]ـ
(1)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
فإن الوصية والنصيحة من الرجل العاقل الصالح مهمة ولها فائدة عظيمة
فهي خلاصة تجربة وثمرة من ثمرات العمر
فلهذا ذكرها الله عزوجل في القرآن العظيم حيث ذكر وصية إبراهيم الخليل لبنيه ويعقوب عليهم الصلاة والسلام
ووصية لقمان الرجل الصالح لابنه وموعظته البليغة الجامعة لخير الدنيا والآخرة فينبغي لكل مسلم أن يوصي بها ابنه أو ابنته.
ووصايا الرسول صلى الله عليه وسلم في السنة المطهرة جامعة للخير كله.
------------------------
وسأذكر هنا بعض وصايا الآباء لابنائهم لأنها تصدر في الغالب حين يستشعر قائلها دنو أجله واقتراب رحيله
فهي تفوح بالصدق وعمق التجربة تشوبها مسحة من الحزن.
*****************************
وصية الصحابي الجليل عمير بن حبيب لبنيه:
قال رضي الله عنه:
((يابني إياكم ومخالطة السفهاء فإن مجالستهم داء
وإن من يحلم عن السفيه يسر بحلمه ومن يجبه يندم
ومن لايقر بقليل مايأتي به السفيه يقر بالكثير
وإذا أراد احدكم أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فليوطن قبل ذلك على الأذى
وليوقن بالثواب من الله عزوجل إنه من يوقن بالثواب من الله عزوجل لايجد مس الأذى))
(وصايا الآباء لأبنائهم ص76)
****************************** ******************
وصية عمربن هبيرة لبعض بنيه:
قال:
((لاتكونن أول مشير وإياك والرأي الفطير
وتجنب إرتجال الكلام
ولاتشر على مستبد ولاعلى وغد ولاعلى متلون ولاعلى لجوج
وخف الله في موافقة هوى المستشير
فإن التماس موافقته لؤم وسوء الإستماع خيانة)) (ص90)
ـ[السليماني]ــــــــ[23 - Jul-2010, مساء 11:01]ـ
(2)
وقال المهلب ابن أبي صفرة لابنه عبد الملك:
((إياك والسرعة عن المسألة بنعم
فإن أولها سهل في مخرجها وآخرها ثقيل في فعلها
واعلم أن (لا) وإن قبحت فربما روحت
وإن سئلت أمراً فقدرت عليه فأجب
وإن عرفت ان لاسبيل إليه فاعتذر منه
فإنه من لم يعد معتذراً فقد ظلم))
(وصايا الآباء إلى أولادهم ص 9)
****************************** ...
قال ابو الأسود الدؤلي يوصي ابنه:
((يابني إن كنت في قوم
فلاتتكلم بكلام من هو فوقك فيمقتوك
ولابكلام من هو دونك فيزدروك))
*************************
وأوصى عبد الله بن شداد ابنه محمداً:
((أرى داعي الموت لايقلع وأرى من مضى لايرجع
عليك بتقوى الله وليكن أولى الأمور بك شكر الله وحسن النية في السر والعلانية فإن الشكور يزداد
والتقوى خير زاد
ولاتزهدن في معروف فإن الدهر ذو صروف
والأيام ذات نوائب على الشاهد والغائب
فكم من راغب قد كان مرغوباً إليه وطالب أصبح مطلوباً مالديه
واعلم ان الزمان ذو ألوان ومن يصحب الزمان يرى الهوان
وكن جواداً بالمال في موضع الحق بخيلاً بالأسرار عن جميع الخلق
فإن أحمد جود المرء الإنفاق في وجه البر وإنه أحمد بخل الحر الضن بمكتوم السر.
وإن غلبت يوماً على المال فلاتدع الحيلة على حال فإن الكريم يحتال والدنيء عيال
وكن أحسن ماتكون في الظاهر حالاً أقل ماتكون في الباطن مالاً فإن الكريم من من كرمت طبيعته وظهرت عند الإنفاذ نعمته.
وإن سمعت كلمة من حاسد فكن كأنك لست بالشاهد
فإنك إن أمضيتها حيالها رجع العيب على من قالها
وكان يقال الأريب العاقل هو الفطن المتغافل
ولاتواخ إمرأً حتى تعاشره وتتفد موارده ومصادره
فإذا استطبت العشرة ورضيت الخبرة
فواخه على إقالة العثرة والمواساة على العسرة
وإذا أحببت فلاتفرط وإذا أبغضت فلاتشطط فإنه قد كان يقال:
أحبب حبيبك هوناً ما عسى ان يكون بغيضك يوماً ما
وأبغض بغيظك هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما
وعليك بصحبة الأخيار وصدق الحديث
وإياك وصحبة الأشرار فإنه عار)) ا. هـ (أمالي القالي ص25)
فهذه نصيحة نفيسة من إمام من أئمة التابعين رحمه الله.
ـ[السليماني]ــــــــ[24 - Jul-2010, مساء 12:06]ـ
(3)
وصية عبد الله بن مسعود رضي الله عنه لابنه
عن الشعبي قال لما حضر عبدالله بن مسعود الموت دعا إبنه فقال: يا عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود , إني أوصيك بخمس خصال , فإحفظهن عني:
أظهر اليأس للناس , فإن ذلك غنى فاضل.
و دع مطلب الحاجات إلى الناس , فإن ذلك فقر حاضر.
و دع ما تعتذر منه من الأمور , و لا تعمل به.
و إن إستطعت ألا يأتي عليك يوم إلا و أنت خير منك بالأمس , فافعل.
و إذا صليت صلاة فصل صلاة مودع , كأنك لا تصلي بعدها.)
(وصايا العلماء ص51) (وصايا الأنبياء والسلف ص63)
ـ[السليماني]ــــــــ[26 - Jul-2010, مساء 03:11]ـ
(4)
وصية عبادة بن الصامت رضي الله عنه لابنه
قال عطاء بن أبي رباح سألت ابن عبادة ابن الصامت: كيف كانت وصية أبيك حين حضره الموت؟
قال: جعل يقول: يابني اتق الله واعلم أنك لن تتقي الله عزوجل ولن تبلغ العلم حتى تعبد الله عزوجل وحده وتؤمن بالقدر خيره وشره.
قلت: ياأبة كيف لي أن أؤمن بالقدر خيره وشره؟
قال: تعلم أن ماأصابك لم يكن ليخطئك وماأخطأك لم يكن ليصيبك
فإن مت على غير هذا دخلت النار سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
((إن اول ماخلق الله القلم فقال الله عزوجل له: اكتب. فقال: ماأكتب. فقال الله عزوجل: القدر. فجرى تلك الساعة بماكان وماهو كائن إلى الأبد)) (رواه أحمد وأبوداود والترمذي)
(وصايا العلماء عند حضور الموت للربعي ص 50)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السوادي]ــــــــ[27 - Jul-2010, صباحاً 02:34]ـ
جزاك الله خير
ـ[السليماني]ــــــــ[27 - Jul-2010, مساء 01:52]ـ
بارك الله فيك.
-----------
(5)
وصية سعيد بن العاص رحمه الله لابنه سعيد
(لما حضرت الوفاة سعيد ابن العاصي قال: يا بني، أيكم يكفل عني ديني؟
قال عمرو بن سعيد: علي دينك يا أبه. كم هو؟
قال: ثمانون ألف دينار.
قال: وفيم استدنتها؟ قال: في كريم سددت خلله، أو لئيم اشتريت عرضي منه،
ثم قال سعيد: هذه خصلة وبقيت خصلتان. قال: ما هما يا أبه؟ قال: يا بني لا تزوجن بناتي إلا من الأكفاء ولو بفلق خبز الشعير. قال: أفعل.
قال: يا بني، ذهبت خصلتان وبقيت خصلة. قال: وما هي يا أبه؟ قال: يا بني، إن فقد إخواني وجهي فلا يفقدوا معروفي.
قال: أفعل يا أبه. قال: يا بني ما زلت أعرف الكرم في حماليق عينيك وأنت يحرك بك في مهدك حتى بلغت ما أرى.
يا بني، ما شاتمت رجلاً مذ كنت رجلاً، ولا زاحمت ركبتاي ركبته ولا كلفت من يرتجيني أن يسألني فيبذل وجهه ويرشح جبينه رشح السقاء، إذن، والله، فما وصلته.
يا بني، أخزى الله المعروف إذا لم يكن ابتداءً عن غير مسألة.
فأما إذا أتاك تكاد ترى دمه في وجهه مخاطراً، لا يدري أتعطيه أم تمنعه، فوالله لو خرجت له من جميع ما تملكه ما كافأته، ولا الذي بات يتململ على فراشه يعقب بين شفتيه أيجدني موضعاً لحاجته أم لا، لهو أعظم علي منةً مني عليه، إذا قضيتها له))
(البداية والنهاية , التعازي والمراثي)
ـ[زهيرة]ــــــــ[27 - Jul-2010, مساء 02:22]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك على هذه الوصايا القيمة
تحياتي
ـ[السليماني]ــــــــ[28 - Jul-2010, مساء 11:12]ـ
بارك الله فيكم
ووصايا السلف الصالح جامعة لخير الدنيا والآخرة ....
ـ[السليماني]ــــــــ[30 - Jul-2010, مساء 02:37]ـ
(5)
وصية مروان بن الحكم لابنه
عن عبد العزيز بن مروان قال:
أوصاني مروان (لاتجعل لداعي الله عزوجل عليك حجة
وإذا وعدت ميعاداً فأنزل عنده وإن ضربت به على حد السيف
وإذا رأيت أمراً فاستشر فيه أهل العلم بالله عزوجل وأهل مودتك
فأما أهل العلم فيهديهم الله عزوجل إن شاء
وأما أهل مودتك فلايألونك نصيحة.)
(وصايا العلماء عند حضور الموت ص104)
ـ[السليماني]ــــــــ[31 - Jul-2010, مساء 04:32]ـ
(6)
وصية عبد الله بن الحسين لابنه
قال عبد الله بن الحسين لابنه
((أي بني إني مؤد إليك حق الله في حسن تأديبك فأد إلي! حق الله في حسن الاستماع.
أي بني كف الأذى وارفض البذاء
واستغن عن الكلام بطول الفكر في المواطن التي تدعوك نفسك فيها إلى القول
فإن للقول ساعات يضر فيها خطؤه ولاينفع صوابه.
إحذر مشورة الجاهل وإن كان ناصحاً
كما تحذر مشورة العاقل إذا كان غاشاً
فإنه يوشك أن يورطاك بمشورتهما فيسبق إليك مكر العاقل وتوريط الجاهل)
(تاريخ الوصايا ص 145)
ـ[السليماني]ــــــــ[01 - Aug-2010, مساء 03:00]ـ
(7)
وصية علي بن الحسين رحمه الله لابنه محمد
عن أبي جعفر محمد بن علي قال: أوصاني أبي فقال:
(لاتصحبن خمسة ولاتحادثهم ولاترافقهم في طريق.
قال: قلت: جعلت فداك ياأبه من هؤلاء الخمسة؟
قال: لاتصحبن فاسقاً فإنه بائعك بأكلة ومادونها.
قال: قلت ياأبه فمادونها؟
قال: يطمع فيها ثم لاينالها.
قال: قلت: ياأبه ومن الثاني؟ قال:
لاتصحبن البخيل فإنه يقطع بك في ماله أحوج ماكنت إليه.
قال: قلت: ياأبه ومن الثالث؟
قال: لاتصحبن كذاباً فإنه بمنزلة السراب يبعد عنك القريب ويقرب منك البعيد.
قال: قلت ياأبه ومن الرابع؟
قال: لاتصحبن أحمقاً فإنه يريد أن ينفعك فيضرك.
قال قلت:ياأبه ومن الخامس؟
قال: لاتصحبن قاطع رحم فإني وجدته ملعوناً في كتاب الله في ثلاثة مواضع)
(وصايا الأنبياء والسلف ص 91 نقلاًُ عن حلية الأولياء 183/ 3)
ـ[السليماني]ــــــــ[11 - Aug-2010, مساء 06:07]ـ
(8)
وصية سعيد بن المسيب رحمه الله لابنه
عن زرعة بن عبد الرحمن قال: دخلت على سعيد بن المسيب وهو يجود بنفسه فدعا ابنه محمداً
فقال: يامحمد إني موصيك بثلاث لاتعملن بعد موتي شيئاً منها اشهد عليها يازرعة
لاتتبعوني بنار فبئس المشيع للجنازة
ولايؤذنن بالمسجد رحم الله من شهد سعيد بن المسيب حسبي من يحملني إلى ربي عزوجل ولو أربعة.
ولاتخلين بيني وبين باكية علي لاحاجة لي فيها
تكذب علي وتقول: كان وكان)
(وصايا الأنبياء والسلف ص92, وصايا العلماء ص 80)
ـ[السليماني]ــــــــ[20 - Aug-2010, مساء 11:41]ـ
(9)
وصية العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه لابنه عبد الله
قال عبد الله بن عباس رضي الله عنه
قال لى أبي:
((يا بني، إن عمر يدنيك فاحفظ عني ثلاثاً
لا تفشين له سرا، ولا تغتابن عنده أحداً و لا يجربن عليك كذباً))
(سير أعلام النبلاء 346/ 3 , المعرفة والتاريخ للفسوي 533/ 1)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السليماني]ــــــــ[30 - Aug-2010, مساء 05:51]ـ
(10)
وصية عبد الملك بن مروان لبنيه:
قال عبد الملك بن مروان يوصي بنيه:
(كفوا الأذى وابذلوا المعروف
واعفوا إذا قدرتم
ولاتبخلوا إذا سئلتم
ولاتلحفوا إذا سألتم
فإنه من ضيق ضُيق عليه)
(تاريخ الوصايا ص153 نقلاً عن العقد 99/ 3)
ـ[السليماني]ــــــــ[04 - Oct-2010, مساء 04:07]ـ
(11)
وصية المنصور لابنه المهدي
قال المنصور لابنه المهدي:
(ياأباعبد الله
لاتجلس مجلساً إلا ومعك من أهل العلم من يحدثك
فإن محمد بن شهاب الزهري قال: الحديث ذكر ولايحبه إلا ذكور الرجال
ولايبغضه إلا مؤنثوهم وصدق أخو زهرة)
(تاريخ الوصايا ص165 عن تاريخ الطبري 72/ 8)
ـ[السليماني]ــــــــ[19 - Oct-2010, مساء 08:00]ـ
(12)
وصية علقمة بن لبيد العطاردي لابنه
(يا بني!
إذا نزغتك إلى صحبة الرجال حاجة؛ فاصحب منهم من: إن صحبته؛ زانك،
وإن خدمته؛ صانك،
وإن أصابتك خصاصة (الفقر والحاجة) مانك (أي أنفق عليك واحتمل مؤونتك وقام بكفايتك)،
وإن قلتَ؛ صدَّق قولك، وإن صُلتَ؛ شد صولك، وإن مددت يدك بفضل؛ مدَّها،
وإن رأى منك حسنة؛ عدَّها، وإن سألته؛ أعطاك،
وإن سكتَّ عنه؛ ابتداك، وإن نزلت بك إحدى الملمات؛ آساك،
من لا يأتيك منه البوائق، ولا تختلف عليك منه الطرائق، ولا يخذُلك عند الحقائق،
إن حاول حوِيلاً؛ آمرك، وإن تنازعتما مُنفِساً: آثرك.
(حاول الشيء: أراده، وآمر: شاور، والمنفِس: عظيم القيمة).
منقول
(عيون الأخبار لابن قتيبة عن تاريخ الوصايا ص 156)(/)