الحكمة دع الأيام تفعل ما تشاء ..... وطب نفسا إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليالي ..... فما لحوادث الدنيا بقاء
وكن رجلا على الأهوال جلدا ..... وشيمتك السماحة والوفاء
وإن كثرت عيوبك في البرايا ..... وسرك أن يكون لها غطاء
تستر بالسخاء فكل عيب ..... يغطيه كما قيل السخاء
ولا تر للأعادي قط ذلا ..... فإن شماتة الأعدا بلاء
ولا ترج السماحة من بخيل ..... فما في النار للظمآن ماء
ورزقك ليس ينقصه التأني ..... وليس يزيد في الرزق العناء
ولا حزن يدوم ولا سرور ..... ولا بؤس عليك ولا رخاء
إذا ما كنت ذا قلب قنوع ..... فأنت ومالك الدنيا سواء
ومن نزلت بساحته المنايا ..... فلا أرض تقيه ولا سماء
وأرض الله واسعة ولكن ..... إذا نزل القضا ضاق الفضاء
دع الأيام تغدر كل حين ..... فما يغني عن الموت الدواء
إن المحب لمن يحب مطيعتعصي الإله وأنت تظهر حبه ... هذا محال في القياس بديع
لو كان حبك صادقا لأطعته ... إن المحب لمن يحب مطيع
في كل يوم يبتديك بنعمة ... منه وأنت لشكر ذلك مضيع
أبواب الملوك إن الملوك بلاء حيثما حلوا ... فلا يكن لك في أبوأبهم ظل
ماذا تؤمل من قوم إذا غضبوا ... جاروا عليك وإن أرضيتهم ملوا
فاستعن بالله عن أبوأبهم كرما ... إن الوقوف على أبوابهم ذل
فرجت
ولرب نازلة يضيق لها الفتى ..... ذرعا وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها ..... فرجت وكنت أظنها لا تفرج
مناجياً رب العالمين
قلبي برحمتك اللهم ذو أنس ..... في السر والجهر والإصباح والغلس
ما تقلبت من نومي وفي سنتي ..... إلا وذكرك بين النفس والنفس
لقد مننت على قلبي بمعرفة ..... بأنك الله ذو الآلاء والقدس
وقد أتيت ذنوبا أنت تعلمها ..... ولم تكن فاضحي فيها بفعل مسي
فامنن علي بذكر الصالحين ولا ..... تجعل علي إذا في الدين من لبس
وكن معي طول دنياي وآخرتي ..... ويوم حشري بما أنزلت في عبس
دعوة إلى التعلم تعلم فليس المرء يولد عالما ... وليس أخو علم كمن هو جاهل
وإن كبير القوم لا علم عنده ... صغير إذا التفت عليه الجحافل
وإن صغير القوم إن كان عالما ... كبير إذا ردت إليه المحافل
إدراك الحكمة ونيل العلم
لا يدرك الحكمة من عمره ... يكدح في مصلحة الأهل
ولا ينال العلم إلا فتى ... خال من الأفكار والشغل
لو أن لقمان الحكيم الذي ... سارت به الركبان بالفضل
بُلي بفقر وعيال لما ... فرق بين التبن والبقل
الدعاء
أتهزأ بالدعاء وتزدريه ... وما تدري بما صنع القضاء
سهام الليل لا تخطي ... لها أمد، وللأمد، انقضاء
العلم رفيق نافع علمي معي حيثما يممت ينفعني ... قلبي وعاء له لا بطن صندوق
إن كنت في البيت كان العلم فيه معي ... أو كنت في السوق كان العلم في
السوق
تول أمورك بنفسك ما حك جلدك مثل ظفرك ... فتول أنت جميع أمرك
وإذا قصدت لحاجة ... فاقصد لمعترف بفضلك
فتنة عظيمة
فساد كبير عالم متهتك ... وأكبر منه جاهل متنسك
هما فتنة في العالمين عظيمة ... لمن بهما في دينه يتمسك
العيب فينانعيب زماننا والعيب فينا ... وما لزمانا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب ... ولو نطق الزمان لنا هجانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب ... ويأكل بعضنا بعضا عيانا
يا واعظ الناس عما أنت فاعله
يا واعظ الناس عما أنت فاعله ... يا من يعد عليه العمر بالنفس
احفظ لشيبك من عيب يدنسه ... إن البياض قليل الحمل للدنس
كحامل لثياب الناس يغسلها ... وثوبه غارق في الرجس والنجس
تبغي النجاة ولم تسلك طريقتها ... إن السفينة لا تجري على اليبس
ركوبك النعش ينسيك الركوب على ... ما كنت تركب من بغل و من فرس
يوم القيامة لا مال ولا ولد ... وضمة القبر تنسي ليلة العرس
حسن الخلقإذا سبني نذل تزايدت رفعة
وما العيب إلا أن أكون مساببه
ولو لم تكن نفسي على عزيزة
مكنتها من كل نذل تحاربه
من روائع الإمام الشافعيولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي ***** جعلت الرجا منى لعفوك سلما
تعاظمنى ذنبي فلما قرنته ***** بعفوك ربي كان عفوك اعظما
فما زلت ذا عفوعن الذنب لم تزل**** تجود وتعفو منة وتكرما
فلولاك لمايصمد لابليس عابد **** فكيف وقد اغوى صفيك ادما
فلله در العارف الندب انه ***** تفيض لفرط الوجد اجفانه دما
يقيم اذا ما الليل مد ظلامه ***** على نفسه من شدة الخوف مأتما
(يُتْبَعُ)
(/)
فصيحا اذا ماكان في ذكر ربه ***** وفي ماسواه في الورى كان اعجما
ويذكر اياما مضت من شبابه ***** وماكان فيها بالجهالة اجرما
قصار قرين الهم طول نهاره ***** اخا الشهد والنجوى اذا الليل اظلما
يقول حبيبي انت سؤلى وبغيتى *****كفى بك للراجين سؤلا ومغنما
الست الذي غذيتنى وهديتنى ***** ولازلت منانا على ومنعما
عسى من له الاحسان يغفر زلتى ***** ويستر اوزارى وما قد تقدما
إذَا رُمْتَ أَنْ تَحيَا سليمًا مِنَ الرَّدَى
وَدِينُكَ مَوفُورٌ وَعِرْضُكَ صيّنُ
فَلا يَنطِقَن مِنْكَ اللسان بِسَوءةٍ
فَكلكَ سَوْءَاتٌ وللنَّاسِ أَلْسُنُ
وَعَيْنَاكَ إِنْ أَبْدَتْ إِلَيْكَ مَعَايبًا
فَدَعْهَا، وَقُلْ يَا عَيْنُ للنَّاسِ أَعْيُنُ
وَعَاشِرْ بِمَعْرُوفٍ وَسَامِحْ مَنِ اعْتَدَى
وَدَافِعْ وَلَكِنْ بِالَّتِي هِيَ أحْسَنُ
الدَّهْرُ يَومَانِ ذَا أمْنٍ وذَا خَطَرٍ
والعيشُ عيشانِ ذا صفو وذا كدرُ
أَمَا تَرَى البحرَ تَعلُو فوقه جِيَفٌ
وتَسْتَقِرُّ بأقْصَى قاعِهِ الدُّرَرُُ
وفِي السَّمَاءِ نجومٌ لا عدادَ لَهَا
وليس يُكسَفُ إلا الشمس والقمر
من روائع الإمام الشافعي
أحب من الإخوان كل مُوَاتي
وكل غضيض الطرف عن عثراتي
يوافقني في كل أمر أريده
ويحفظني حيًّّا وبعد مماتي
فمن لي بهذا؟ ليت أني أصبته
لقاسمته مالي من الحسنات
تصفحت إخواني فكان أقلهم
على كثرة الإخوان أهلُ ثِقاتي
من روائع الإمام الشافعي
إن الطبيب بِطبه وَدَوائِه
لا يستطيع د ِفَاع مقدُور ِ القضى
ما للطبيب يموت بالداء الذي
قد كان يبرىء مثله فيما مضى
هلك المُدَاوِي والمُدَاوََى والذي
جَلَبَ الدّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّ ّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّ َّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّواء َ وَباعهُ وَمن ِ اشتَرى
الله حسبيأنت حسبي وفيك للقلب حسب ... وبحسبي إن صح لي فيك حسب
لا أبالي متى ودادك لي صح ... من الدهر ما تعرض لي خطب
قلة الإخوان عند الشدائد
ولما اتيت الناس اطلب عندهم *****أخا ثقةٍ عند أبتداء الشدائد
تقلبت في دهري رخاء وشدة*****وناديت في الأحياء هل من مساعد؟
فلم أر فيما ساءني غير شامتٍ***** ولم أر فيما سرني غير جامد
مساءة الظن لا يكن ظنك إلا سيئاً ****إن الظن من أقوى الفطن
ما رمى الإنسان في مخمصةٍ****غير حسن الظن والقول الحسن
دخل المزني على الإمام الشافعي في مرضه
الذي توفي فيه فقال له:كيف أصبحت يا أبا عبدالله؟!
فقال الشافعي: أصبحت من الدنيا راحلا, و للإخوان مفارقا , و لسوء عملي ملاقيا , ولكأس المنية شاربا , و على الله واردا , و لا أدري أروحي تصير إلى الجنة فأهنيها , أم إلى النار فأعزيها
ثم أنشأ يقول: و لما قسا قلبي و ضاقت مذاهبي جعلت رجائي نحو عفوك سلما
تعاظمني ذنبي فلما قرنته بعفوك ربي كان عفوك أعظما
فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل تجود و تعفو منة و تكرما
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[24 - May-2010, مساء 02:53]ـ
جزاكم الله خيراً(/)
قصيدة عن الرهان الخاسر
ـ[علي الفقيه]ــــــــ[23 - May-2010, مساء 05:55]ـ
الرهان الخاسر
يا مَنْ تريدُ الطعنَ في إسلامنا ... مهلاً فإنكَ في الرِّهانِ الخاسرِ
فمحامِدُ الإسلامِ فوقَ رؤوسِنا ... تاجٌ يُضيءُ بكلِّ حُسْنٍ بَاهِرِ
لن تستطيعَ اليومَ طَمْسَ ضيائِها ... بمسلسلٍ ياذَاْ اللئيمِ الفاجِرِ
هم هيَّؤوك لسبِّ دينِ محمدٍ ... لما رأوكَ على الطريقِ الجائرِ
هم ذلَّلوك لكي تُحقِّقَ مأرَباً ... بالمالِ فاخسأْ يا أسيرَ الكافرِ
قد صُرْتَ عبداً للرذائلِ كلِّها ... فََطعنتَ في الدينِ القويمِ الظَّافرِ
شوَّهْتَ شِرعةَ ديننِا بجهالةٍ ... فنسبتها مَكْراً لفكرٍ بائِر
فِكْرُ الخوارجِ لم يكنْ من ديننِا ... يوماً, ولكنْ ذاكَ فِكْرُ الثائِر
وكذلك الإرهابُ ثَوْبُ مذلةٍ ... ما كانَ ثوباً للنبيِّ الطَّاهِرِ
ولقد خدمتَ الكافرينَ جميعَهم ... بالطعنِ في هذا المنارِ الظاهِرِ
ياويلَ مَن يسعى ليضحك أمّة ... بالقدح في هذا الهدى و الناصِرِ
فتراهُ قد أمسى يُمثل عالماً ... في صورة الرجل اللئيم العاهرِ
سيبوءُ بالإثم العظيم مُحملاً ... في ذلك اليوم الطويل الصائر
فالويلُ ياقومي لكلِّ ممثلٍ ... يقتاتُ من هذا الطريق الحائر
فالشيخُ يحيى قد أبان مفاسداً ... في ذلك الفلمِ الخبيثِ الساخرِ
فاسمع هُديتَ لنصحهِ ولقولهِ ... فهو الإمام وذو المقالِ السَّائرِ
وشريطُهُ متوافرٌ ومسجلٌ ... فاحرص فهذا عين قصدِ الشاعرِ
ونصيحتي للمسلمين جميعهم ... أن يحذروا فلم الرهانِ الخاسرِ
قالها:ابو عبدالرحمن عمر صبيح(/)
شروط الصلاة نقلا من شبكة العلوم السلفية
ـ[علي الفقيه]ــــــــ[23 - May-2010, مساء 05:58]ـ
نظم شروط الصلاة
هاك أخي الشروط للصلاة **** نظمتها في سبعة أبيات
أولها الإسلام ثم الثاني **** العقل هذا واضح البرهان
ثالثها التمييز أيضا سطروا **** رابعها رفع الحدث قد أشهروا
خامسها إزالة الأقذار من **** بقعة وثوب أيضا وبدن
والسادس استر عورتك وصلي **** إن لم تجد ثوبا فلا تخلي (1)
سابعها دخول وقت كائن **** ثم استقبال قبلة الثامن
والتاسع النية في ذا العلم **** تم بحمد الله هذا النظم
يوسف القيسي أبو علي.
ـ[أبو سليمان الأسعدي]ــــــــ[23 - May-2010, مساء 06:38]ـ
شَرْطُ الصَّلاة تِسْعَةٌ مَرْوِيَّهْ **** عَقْلٌ ودِينٌ ويَلِيهِ نِيَّهْ
تَمْيِيزُهُ وسَتْرُهُ للعَوْرَةِ **** دُخُولُ وَقْتٍ اسْتِقْبالُ القِبْلَةِ
طُهْرٌ مِنَ الأحْداثِ والأنْجاسِ **** فَاحْفَظْ ولا تَنْسَ تَسُدْ في النَّاسِ(/)
مقال: (فضح جهالات الغامدي)، للشيخ سمير المالكي.
ـ[ريم الغامدي]ــــــــ[23 - May-2010, مساء 06:48]ـ
فضح جهالات الغامدي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فإن من أعظم بلاء المسلمين تصدر أهل الجهل والهوى للعلم والفتوى، ولا أضر على البشرية كلها من ظهور أولئك الشرذمة المتعالمين، الذين نصبوا أنفسهم للكلام في مسائل الدين، ويحسبون أنهم مهتدون، وأنهم يحسنون صنعا بما يقولون وبما يكتبون.
* إن لكل علم و فن ضوابط و قواعد وأسسا يبنى عليها، لا يستقيم إلا بها،
فإذا ما و هنت قاعدة من قواعده، تداعت لها سائر القواعد بالوهن والسقوط.
وإن أعظم العلوم وأشرفها، العلم الشرعي المستمد من الوحي الإلهي، وهو _ بلا شك _ أكثر العلوم انضباطا وتقعيدا و تأصيلا.
ولهذا فإنه لا يصلح لآحاد الناس، مهما بلغت عقولهم من الفطنة والذكاء و الدهاء، ومهما عظمت ثقافاتهم و تنوعت في علوم شتى، أن يتقحموا هذا العلم العظيم المتين، حتى لو كان الكلام في فروعه، لأنها مقيدة بأصولها لا تنفك عنها، و إنما اختص بالكلام فيه، أهله الراسخون فيه، الذين مرسوا عليه، وتلقوه من ينابيعه وإخاذاته، كابرا عن كابر، أخذ كف بكف، ونقل خلف عن سلف.
**********
" قرن الشيطان "
لقد طلع علينا دعي من أدعياء العلم، وما هو من أهل العلم، بل هو من دعاة الفتنة والضلالة، يريد أن ينشر فتنته وضلالاته في هذه الأمة، ويزعم أنه يبتغي الإصلاح، وأنه يريد أن يرفع عن الناس في هذه البلاد الإصر والأغلال التي كانت عليهم، والتي فرضها علماء وشيوخ و قضاة هذه البلاد من عشرات السنين!
ومقتضى كلامه، أن عامة الناس في هذه البلاد، على اختلاف ثقافاتهم ومعارفهم، وعلى رأسهم ولاة السلطة والحكم، كانوا كلهم على جهل وتقليد أعمى لأولئك العلماء، حيث قلدوهم في تحريم الاختلاط ومنعه في ميادين العمل والتعليم.
وقلدوهم كذلك في تحريم الخلوة بالأجنبية، ومصافحتها، وملاصقتها، وجعلوا ذلك كله من الجرائم التي يعاقب عليها بأنواع من التعزير.
وقلدوهم أيضا في الإلزام بإغلاق المحلات التجارية ونحوها أوقات الصلوات، حتى يتسنى للناس أداؤها جماعة في بيوت الله.
إلى غير ذلك مما زعمه ذلك الجاهل الدعي، الذي أظهر للأمة شذوذه وتخليطه في الحكم و الرأي.
* ولقد انبرى له بعض الفضلاء، ودحضوا شبهاته وفضحوا جهالاته، ولكنه أبى إلا العناد والمكابرة.
وقد ظننت في أول الأمر أنه من جملة الباحثين من طلبة العلم، الذين اشتبهت عليهم بعض المسائل، لكني تيقنت بعد، أنه داعية للفتنة، وأنه يقصد إضلال الناس والتلبيس عليهم، ونشر الرذائل بينهم و إبعادهم عن الفضائل التي تقربهم إلى ربهم.
*********
" تخليط .. وتخبيط "
طلع علينا أولا بمقالاته العرجاء عن الاختلاط، لكنه أوغل في الإضلال، حين أباح ما هو أعظم من الاختلاط!
لدرجة أدهشت إخوانه من دعاة الشهوات، وجعلتهم يعرضون عن ذكر تلك الترهات الشاذة، التي اجترأ على ذكرها و نشرها وإذاعتها بين العامة.
ولم نكد نفرغ من الجدال معه في تلك المسائل " المختلطة "، حتى طلع علينا بتخبيط آخر.
قال _ ولبئس ما قال _ إن إلزام البائعين بإقفال محلاتهم ودكاكينهم و مؤسساتهم أوقات الصلوات، ضرب من التشدد والتعنت، من قبل ولاة الأمر، لأن صلاة الجماعة في حق كل الرجال سنة، وليست فرضا من فروض الأعيان، وأن الواجب هو: تغيير تلك السياسة التي ما أنزل الله بها من سلطان!
* و كالعادة، بدأ أولا بإثارة القضية في مقابلة صحفية، ثم أشار إلى بحث " لفضيلته "!
من كذا صفحة، وقد بلغت 200، كبحثه السابق عن الاختلاط!
(ولا أدري ما سر الرقم 200 في بحوث الأستاذ " العلامة ")؟
وكما حصل من لغط في السابق عن الاختلاط، حصل في هذه بلبلة أيضا في وسائل الإعلام، التي تحرص على نشر كل ما فيه إثارة، حتى لو "بالسباحة ضد التيار "!
(يُتْبَعُ)
(/)
وليس " الخلط و التخبيط " في مقالاته لمجرد ذكره الخلاف في حكم " الاختلاط " أو حكم " صلاة الجماعة "، فإن الخلاف في ذلك يظل خلافا فرعيا، لو التزم فيه بآداب الخلاف، وروعيت فيه القواعد العامة الشرعية والأصول المرعية، وهذا لا يتأتى إلا بالعلم الشرعي المبني على أسس صحيحة.
وهذا المتطفل لا حظ له من العلم بتلك الأصول وإدراكها إلا الثرثرة، ولا قدرة له على الجدال فيها إلا بالمكابرة.
ولهذا تراه منفلت الزمام، يتلون عند كل مسألة بلون، و يثبت هنا ما ينفيه هناك، وينقض هنا ما يبنيه هناك، في سلسلة لا تنتهي من الجهالات، والضلالات والتناقضات.
* زعم أن له قدرة على استنباط الأحكام من نصوص الكتاب و السنة، دون الحاجة إلى النظر في فقه من سبق من أهل العلم.
كان هذا شأنه في مقالات الاختلاط، وقد اعترض على كل ما ذكره أئمة الفقه والتفسير و شراح الأحاديث، من توجيه لتلك النصوص التي أوردها وشبه بها.
وصرح بأن كلامهم لا حجة فيه، وأنه مجرد تحكم لا دليل عليه!
* مثال ذلك:
قصة دخول النبي صلى الله عليه وسلم على أم حرام، فقد اتفقت كلمة الأئمة و شراح الحديث على أن تلك كانت حادثة عين لا يصلح أن تعمم في الحكم، واختلفوا في توجيه القصة، فالأكثرون قالوا بأن هناك محرمية بينهما، وبعضهم ذهب إلى أن ذلك من خصوصيات النبي صلى الله عليه وسلم.
وإنما قال الأئمة ذلك لما تقرر عندهم من قواعد كلية في حكم مخالطة الأجنبية، والخلوة بها، والنوم عندها، وملامستها، ونحو ذلك.
وأعرض "الجهول" عن ذلك التوجيه، ولم يرفع به رأسا، ووصف قائليه بالتعنت والتحكم، ومنهم الأئمة الحفاظ: ابن عبدالبر، والنووي، وابن حجر العسقلاني، شراح الموطأ
والصحيحين.
* وقد أجاب الأئمة على بعض الحوادث الأخرى، بأنها كانت قبل الحجاب، فاعترض " المتعالم " على ذلك، بأن الحجاب خاص بأمهات المؤمنين!
ومقتضى كلامه أنه لا يوجد حجاب عام فرض على المؤمنات، وإنما الحجاب كله خاص بأمهات المؤمنين.
ومعلوم _ قطعا _ أن الحجاب منه ما هو مفروض على سائر المؤمنات باتفاق الأمة، كآية النور {وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن .. } الآية.
قالت عائشة رضي الله عنها " يرحم الله نساء المهاجرات الأول، لما أنزل الله {وليضربن بخمرهن على جيوبهن} شققن مروطهن فاختمرن بها ".
رواه البخاري [4758].
فدل الحديث على اختلاف حال النساء
بعد نزول الآية، عن حالهن قبلها.
قال الحافظ (" فاختمرن " أي: غطين وجوههن، وصفة ذلك أن تضع الخمار على رأسها، وترميه من الجانب الأيمن على العاتق الأيسر، وهو التقنع).انظر الفتح [8/ 490].
* وكذلك آية الأحزاب {يدنين عليهن من جلابيبهن}، هي عامة في النساء المؤمنات بالنص والإجماع.
قال ابن رجب " وقد فسر عبيدة السلماني قول الله عز و جل {يدنين عليهن من جلابيبهن}، بأنها تدنيه من فوق رأسها فلا تظهر إلا عينها، وهذا كان بعد نزول الحجاب، وقد كن قبل الحجاب يظهرن بغير جلباب، ويرى من المرأة وجهها و كفاها .. ثم أمرت بستر وجهها وكفيها .. " انتهى باختصار، من فتح الباري لابن رجب [2/ 346].
قال سمير: و المقصود أن قول شراح الأحاديث عن حكم منسوخ بالحجاب يقصد به أحيانا الحجاب العام في كل النساء.
* وأما آية الحجاب الثالثة، وهي قوله تعالى {وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب}، فهذا حجاب آخر، وهو الذي اختلف في كونه خاصا بأمهات المؤمنين، أو عاما لكل المؤمنات.
فعلى فرض أن الحجاب في هذه الآية الأخيرة كان خاصا، فإن هناك حجابا عاما مشتركا في الحكم، قد نسخ ما كان قبله من أحكام، في اللباس و الصلاة، وفي المخالطة مع الرجال أيضا.
* وفي حكم " مصافحة النساء "، لم يأت بحديث واحد يبيح المصافحة، وقد خطأ أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وكذب روايتها الصحيحة الصريحة في نفي مصافحة النبي صلى الله عليه وسلم للنساء، دون أي مستند، سوى الهوى والرأي المجرد!
(يُتْبَعُ)
(/)
* لكنه في مسألة صلاة الجماعة نحى منحى آخر، و عكس القضية رأسا على عقب، وأكثر من النقول من كتب المذاهب، و طعن في دلالة النصوص الصريحة على فرضية صلاة الجماعة، و طعن في صحة بعض الأحاديث، مع ورودها في أحد الصحيحين، مخالفا بذلك إجماع الأمة على قبول أحاديثهما!
فكان في مسألة " الاختلاط "، "ظاهريا " صرفا، يقف عند ظاهر النصوص دون تقييد، ويرفض كل متابعة أو تقليد.
وفي مسألة " صلاة الجماعة "، كان " مقلدا " متعصبا أعمى للرأي والهوى، وليته تعصب لمذهب معين، بل جعل يتنقل في الكتب، و يتقلب في التعصب، لأن ظاهر النصوص في هذه المسألة لا يتمشى مع مراده وهواه!
* ومما يدلك على تخبطه وتناقضه وكيله بمكيالين في القضيتين، أنه جعل أحاديث الاختلاط وتوابعه دالة على العموم، مع كونها حوادث أعيان لا عموم لها، كقصة أم حرام، والمصافحة وقت البيعة (مع عدم ثبوتها)، وقصة الإرداف، وغيرها، وهي محتملة للخصوصية والنسخ والتقييد.
لكنه عكس الأمر في أحاديث صلاة الجماعة، فخصص عمومها من غير دليل، كحديث الهم بإحراق البيوت على المتخلفين عنها، حيث خصها بالمنافقين!!
وطعن في حديث ابن أم مكتوم، مع إخراج مسلم له في صحيحه، ومع ورود ما يشهد له من أحاديث أخرى، ولم يسبقه أحد ممن يعتد بقوله إلى ذلك التضعيف، لكنه أعمل عقله في شيئ لا يحتمله، وتقحم علما لا يحسنه.
وسيأتي مزيد بيان لخلطه وتخبيطه في الأصول بعد قليل إن شاء الله.
**********
" استغلال المنصب "
زعم ذلك النكرة أنه لا يتحدث بصفته الرسمية، بل بصفته الشخصية وبشهرته العلمية فقط!
وقد كذب في دعواه، فإنه لولا منصبه الرفيع في هيئة الأمر بالمعروف، لما التفت إليه أحد، ولوجد نفسه مضطرا إلى عرض مقالاته و بحوثه (المئوية) المختلطة، في " حراج الخردوات "، أو فرشها أمام المساجد عقيب الصلوات، وأظنه سيضطر حينها لتغيير فتواه في حكم صلاة الجماعة، لينفق بضاعته المزجاة على أكبر عدد من المصلين.
* لقد ناح قبل هذا " المخبول "، مئات من دعاة التغرير والفتنة، ممن هو أكثر منه علما و شهرة، و أفصح منه لسانا، وألحن منه حجة، و لم تلق دعواتهم المنكرة مثل ذلك "الصدى" الإعلامي، ولا الاحتفاء الصحفي، الذي حصل له لأجل منصبه.
ولا ريب أن هذا المتشبع بما لم يعط من العلم والفهم، لو كان في منصبه اللائق به والمناسب لتخصصه في الإدارة أو المحاسبة، لما حصل على تلك المزية.
وغاية ما يقال حينذاك: إن في مؤسسة (كذا)، محاسبا " مخبولا " متطفلا على العلم، يرى إباحة ملامسة النساء، وترك صلاة الجماعة في المساجد، وينكر على كل من يخالفه من العلماء والقضاة والأمراء ويعترض على السياسة الموافقة لنصوص الشريعة، المعمول بها من عقود عديدة!
**********
" الافتئات على الأنظمة "
لا ريب أن كل مؤسسات الدولة التي وضعت لها أنظمة وقوانين لسياسة العباد والبلاد، لم يرد فيها نص يصرح باستحبابها، فضلا عن إيجابها.
فلو طلع علينا من ينادي بإلغائها، لأنه لا يوجد نص صريح يدل على وجوبها، أو يحرم مخالفتها، لعد ذلك شذوذا وتنطعا من ذلك القائل.
وأشد منه شذوذا، و أكثر غرابة، لو صدر ذلك الاعتراض من رؤساء تلك الإدارات الذين وكل إليهم أمر تنفيذها!
* ومعلوم أن نظام " الهيئة "، قائم في الأصل على الحسبة في أمور الدين والأخلاق، ورأسها: إقامة الصلاة، وحفظ الأعراض.
فأراد هذا الفتان المضل، بنشره لتلك المقالات (المعارضة)، أن يسعى لتقويض ذلك النظام، الذي وكل بحفظ ذينك الأصلين.
*إن الاختلاط بالنساء، وأكبر منه الخلوة، وأكبر منها الملامسة والملاصقة، من أعظم أسباب الفتنة، لا يشك في هذا عاقل، فلو فرض أنه لم توجد نصوص تحرمها، لكان الواجب منعها، حفظا للأعراض وسدا لذريعة الفساد.
وإن إغلاق المحلات أوقات الصلوات، والأمر بإقامتها في الجماعات، لو فرض أنه ليس من الواجبات، فإنه من أعظم المندوبات، لا خلاف في ذلك عند كل العقلاء، و هو من تعظيم شعائر الله، وفيه من المصالح العامة للعباد والبلاد، وفي تركه من المفاسد ما قد يترتب عليه تضييع الصلاة بالكلية، أو تأخيرها عن أوقاتها.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالعمل بمثل ذلك النظام، في حفظ الصلاة والأعراض، يعد طاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، وفيه متابعة للسياسة الشرعية التي رسمها ولاة الأمور من العلماء ووافقهم عليها الملوك و الأمراء، وقام عليها نظام الحسبة منذ تأسيسه، وهو أولى بالطاعة و الاتباع من كثير من أنظمة الدولة.
* ويقال لهذا " المفتئت "، لماذا لم تعترض على سياسة إغلاق المساجد في غير أوقات الصلوات، مع أن السنة إبقاؤها مفتوحة طوال الليل و النهار؟
ولماذا لا تعترض كذلك، على منع الناس من المقيل و النوم، بل حتى السكن في المساجد، مع أنها مباحة في الأصل، ولا توجد نصوص تمنعها أو تحرمها؟
بل وجدت نصوص تدل على إباحتها، فقد صح عن ابن عمر وغيره أنهم كانوا ينامون في المسجد النبوي.
وبوب البخاري لذلك بقوله: باب نوم الرجال في المسجد.
وذكر الحافظ في شرح الباب أن الجمهور قد أجازوا ذلك.
وقد بوب قبل ذلك البخاري ب: باب نوم المرأة في المسجد.
وساق قصة الوليدة السوداء التي كان لها خباء دائم في المسجد تسكن فيه.
قال الحافظ < وفي الحديث إباحة المبيت والمقيل في المسجد لمن لا مسكن له من المسلمين، رجلا كان أو امرأة، عند أمن الفتنة >.
الفتح [1/ 535].
فإذا كانت الأنظمة و السياسة، أو العرف، قد فرضت إغلاق المساجد، ومنع النوم والسكنى فيها، صيانة لها، ودرءا لمفاسد محتملة، ولم يعترض على ذلك أحد، ولا ذاك "المعترض"، فلأن تقفل المحلات، أوقات الصلوات، محافظة على أدائها في أوقاتها، وتعظيما لها و لشعائر الدين، من باب أولى.
والمقصود: أن الذي أشاعه ذلك الجاهل في مقالاته، يعد افتئاتا سافرا على ولاة الأمر، ومعارضة صريحة، بل ومعاكسة لنظام " الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر "، الذي (كلف) بإدارته و تطبيقه، لا بالسعي لهدمه و تقويضه.
**********
" دعاة على أبواب جهنم "
لقد تأملت كثيرا في تحليل مثل تلك الظاهرة، فألفيتها لا تختلف كثيرا عن مثيلاتها من الظواهر الشاذة في الأمة في كل زمان.
* فدعاة السوء يعمدون في بادئ الأمر إلى إثارة الشبهات في المسائل المتعلقة بالعفة و الاخلاق، ولا يكادون يفرغون من مسألة حتى يخوضوا في غيرها، وقد اتخذوا من إشاعة الخلاف واتباع المتشابه، وسيلة للتشكيك في أصل الدين.
ومعلوم قطعا، أن مسائل الفروع قد حصل فيها خلاف كثير، بعضه سائغ معتبر، وبعضه شاذ خارج عن القواعد، لا حظ له من النظر.
@وليس كل خلاف جاء معتبرا ... إلا خلاف له حظ من النظر @
لكن دعاة الفتنة اتخذوا من ذلك الخلاف في مسائل الفروع، ذريعة للتشكيك في أصل الدين، وسبيلا لإشاعة الفتنة والبلبلة في المسلمين، واختاروا مسائل معينة يدندنون حولها في كل حين.
* وقد وجد دعاة الفتنة والشهوات في المرأة غايتهم، فاخترعوا لها قضية، واحتسبوا في الدفاع عنها، لا صونا لها، ولا حفظا لعرضها، بل لإشاعة الفتنة بها.
بدأوا بقضية الحجاب أولا، لأنها أكبر عائق يعترض طريق دعوتهم، كما حصل في مصر، إذ انبعث أشقاها يدعوهم إلى السفور، حتى قامت تلك المظاهرة المشهورة التي أحرقت فيها "حمالة الحطب" الحجاب أمام الشعب!
وحصل عندنا هنا في بلاد الحرمين موقف مشابه قبل نحو عقدين، و قام دعاة الفتنة، و دعاة تحرير (بل تجرير) المرأة، ودعاة التغريب والتغرير بالأمة، بحملة شرسة على الدين والعفة، لنشر كل رذيلة وقمع كل فضيلة.
لكن فضل الله عظيم ورحمته واسعة، فقد قمعت كثير من تلك التيارات التغريبية وأسكتت وأرغمت على الدخول في جحورها:
@ وإن رغمت أنوف من أناس ... فقل يا رب لا ترغم سواها @
ثم طلع علينا مثل هذا "النكرة"، يريد أن يعيدها جذعة، و أن يتزعم الفتنة، فبدأ دعوته بنفس القضية، "قضية المرأة"، لكنه ارتكب حماقة كبرى، حين جعل "بيضه" كله في سلة واحدة، وأفصح عن مكنون قصده من أول مرة، في أول ظهور له على "مسرح القضية"، و لم يسلك طريقة من سبقه من دعاة الفتنة، في التدرج في الدعوة إلى الانحلال، بل رمى بكل ما في نخالة فكره من فتنة و شبهة، ففضح نفسه في الحال، وكشف عن سوء نيته من أول مقال.
(يُتْبَعُ)
(/)
لم يأت بجديد، فقد اعتمد في مقالاته عن الاختلاط، على بحوث سابقة كتبها أمثاله من المجاهيل النكرات، و أعاد هو صياغتها و نشرها.
**********
" خطوات الشياطين "
ربما كان بعض الشياطين من دعاة "تجرير"!
المرأة، أشد امتعاضا من نشر مقالات ذلك المتعالم، وإن أظهروا تأييدها واحتفوا بها، لأنه فضح _ من حيث لا يشعر _ ذلك المخطط الدنيئ الذي رسموه من عقود عدة، والذي كاد يؤتي ثماره الفجة في هذه البلاد المباركة، التي هي معقل الدين وقبلة جموع المسلمين.
لم تتجاوز دعوة أكثر المستغربين فتنة، و أخبثهم طريقة، أمورا يمكن أن يتقبلها عامة الناس، و يستجيب لهم فيها "صناع القرار"، كالاختلاط، و نزع "بعض" الحجاب، و قيادة النساء للسيارات، ونحو ذلك.
* أما الدعوة إلى إباحة:
1 _ وضوء الرجال والنساء جماعة، و لو اقتضى النظر إلى مواضع الوضوء الأربعة وملامستها!
2 _ و الخلوة الكاملة، بالجلوس والنوم، ولو في البيوت المغلقة!
3 _ وملامسة الأيدي بالمصافحة، والشعور بالتفلية!
4 _ وملاصقة الأبدان بالإرداف في وسائل النقل المختلفة!
إلى غير ذلك مما دعا إليه ذلك "المتهوك"، فقد ترفع عن إشهاره والدعوة إليه عتاة المفسدين في هذه البلاد!
* وقد عهد من صنيع شيخهم الأكبر، "أبي مرة"، التدرج في إضلال بني آدم بخطواته المنظمة المرتبة.
لكن "التلميذ" قد فاق شيخه هذه المرة:
@وكنت امرءا من جند إبليس فارتقى بي الحال حتى صار إبليس من جندي
فإن مات قبلي كنت أحسن بعده طرائق فسق ليس يحسنها بعدي @ **********
" فلما أدركه الغرق .. "
في برنامج "البينة"، عقدت مناظرة بين بعض الفضلاء، وبين هذا المتطفل على العلم، واقتصر على ذكر إباحة الاختلاط، و جبن عن التصريح بإباحة بقية المسائل (الخلوة والنوم والملامسة والملاصقة .. )، التي أيدها بقوة في مقالاته السابقة!
ولما قرئت عليه بعض تلك العبارات الواردة في تلك المقالات، ارتبك ارتباكا ظهر على وجهه الكالح، وسقط في يده، فبادر إلى نفي القول، وأصر على تكذيبه!!
فإما أنه لا يعرف ماذا كتب في تلك المقالات من خرافات ومجازفات، أو أنه فضل أن يكذب نفسه ويتبرأ من مقاله لظهور شناعته ونكارته.
ولهذا فإنه أخذ يتلجلج في الكلام، ولم يجد بدا، بعد أن وجه له سؤال صريح: هل ترى إباحة تلك الأمور؟
إلا أن يتناقض، فكذب بعضها، و قيد إباحة بعضها بقيود (سبق أن أنكر مثلها على مخالفيه)، وأقر بأخرى على تخوف، حتى لا يفتضح على الملأ، لأن الكلام من وراء الكواليس أو في المجالس "الخاصة "، ليس كمواجهة الجماهير الغفيرة أمام "الشاشة"!
وقد سئل هذا المتناقض: هل يبيح من أهله وكرائمه، شيئا مما أباحه من نساء المؤمنين، من خدمة الضيوف من الرجال، والخلوة بهم، والوضوء معهم، ومصافحتهم، وملاصقتهم ... الخ؟
فاضطرب جدا، واسود وجهه من سوء ما سمعه، لأنه لم يجد جوابا لمثل ذلك السؤال، ولا زلنا حتى هذه الساعة، وإلى أن يعلن توبته مما قاله و نشره، نطالبه بالجواب الواضح الصريح بدون حيدة ولا لجلجة!
ولا يحل لمؤمن، ولو كان أميا، أن يستبيح من أعراض المؤمنات ما لا يرضاه هو لأهله، فكيف بمن تصدر للمشيخة والإفتاء و حشر نفسه في زمرة الفقهاء و العلماء؟
**********
" المقاصد و الوسائل "
إن هذا الدين قد شرع لمصالح العباد في الدارين، وقد انتظمت أحكامه التكليفية على أصلين عظيمين: الأمر والنهي.
وقسم الأصلان إلى قسمين: مقاصد و وسائل.
فلما نهى الله عن الزنا، نهى عن وسائله وأسبابه المفضية إليه، كالنظر، والخضوع في القول، والخلوة، والسفر بغير محرم .. إلخ. وقد تفاوتت درجات النهي بحسب خطرها وقربها من مقارفة المقصد الأعظم.
فالاختلاط، مثلا، لما غلب على الظن إفضاؤه إلى الوقوع في المناهي التي هي وسائل أقرب، وربما جر ذلك إلى الوقوع في المنهي الأكبر، منع.
واستثني منه ما كان خطره أقل، وكان لحاجة، كالاختلاط العابر في الأسواق وغيرها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن هنا يعلم خطأ من يطالب بنص شرعي صريح في منع الاختلاط المتنازع فيه، ولا يفطن أن الوسائل لا يشترط أن يرد فيها أدلة تنص على عينها، وإلا لانخرم عقد الدين كله، وقانون السياسة الشرعية، لأن كل مقاصده مناطة بوسائله و أسبابه، ولا يتم تحصيل هذه، أو تكميلها، إلا بتلك.
وعليه، فإننا نحن من يطالب هذا الجاهل وأضرابه بالدليل على الإباحة وليس عندهم إلا التشبيه بنصوص، أكثرها إنما وردت في أحوال خاصة لا يصلح تعميمها، و لا دليل فيها على إباحة الاختلاط المتنازع فيه.
فأين النصوص الواردة في إباحة الاختلاط المرتب، في أوقات معينة يلتقي فيها الرجال والنساء (وأكثرهم في سن الشباب)، ويحصل بينهم من الألفة والمحادثة و الملاطفة، بحكم "الزمالة"، التي قد تتطور إلى صداقة، ثم هي قابلة لأن تتطور، (أو تتدهور) إلى شيئ آخر، بحسب ما فطرت عليه طبائع البشر؟
نحن نتحداهم أن يوردوا نصا واحدا يبيح جلوس الرجال والنساء في مكان واحد يختلطون بالكلام والنظر ويتلاطفون ويتمازحون .. إلى غير ذلك، مما يحصل غالبا في الاختلاط المرتب المنظم، وربما حصل فيه تجاوزات أكبر من ذلك.
فالعبرة إذا في قضية " الاختلاط "، إباحة ومنعا، هي في نوعه وحاله، وما يترتب عليه غالبا من مفاسد، وما يتحصل من وجوده من مصالح.
* وليس ضابط المنع والإباحة في الاختلاط يكون بمجرد الاشتراك في العمل الظاهر، ولا بتقييده بالزمان أو بالمكان، كما قد يظن بعض الجهال، وإنما يكون بحسب النوع والحال.
فوجود الاختلاط في الأسواق، مثلا، إن كان عابرا، وليس فيه إلا وجود رجال ونساء أجانب، كل يسعى في حاجته ومصلحته، وإن حصل كلام، أو حتى نظر، أثناء البيع أو الشراء، فإنه عادة ما يكون عابرا من غير قصد، ثم يقف الأمر عند ذلك، لا يتعداه إلى غيره، ويمضي بعدها كل إلى وجهته.
لكنه لو تطور فصار اختلاطا منظما، متكررا، وأفراده من الجنسين في حكم الأصحاب أو الأصدقاء، قد اتفقوا على الإتيان إلى تلك الأسواق بشكل منتظم، فإن ذلك حينئذ يأخذ حكم الاختلاط المحرم.
*وهذا يرد على من يتكلف فيقول: ما الفرق بين الاختلاط الواقع في التعليم و الوظائف، وبين الاختلاط الحاصل في السفر بالطائرة إلى بلاد بعيدة كأستراليا، مثلا، وهو يستغرق وقتا أطول من ذاك؟
والجواب على ذلك بأن نسأل: هل هذا السفر المختلط، سيجلس فيه الرجال والنساء الأجانب ويحصل بينهم من الكلام و النظر والخلوة والملاطفة التي ستجر إلى أعلى منها، وسيتكرر ذلك في أوقات مرتبة، فتنقلب من مخالطة عابرة إلى زمالة، فصداقة ... الخ، كما هو المظنون والمتوقع في اختلاط التعليم والعمل ونحوهما؟
ولهذا نقول: لو اتفق مجموعة من الفتيان والفتيات على السفر سويا في رحلات منظمة للعمل أو السياحة، أو حتى لأداء النسك، أو لو تواعدوا للطواف بالبيت، كل فتاة بصحبة شاب (وقد يمسك بعضهم بأيدي بعض على مذهب الإمام الغامدي)!
مما قد يفضي إلى أمور كثيرة منكرة، فإن ذلك يخرجه من دائرة المباح إلى حيز المنع.
* وشريعة أحكم الحاكمين تأبى أن تحرم شيئا (قصدا أو وسيلة)، ثم تبيح ما هو مثله أو أشد منه.
فكيف تحرم النظر والخضوع في القول .. الخ، منفردة، ثم تبيحها وهي مجتمعة (أغلب الظن) في حال الاختلاط المنظم؟
بل كيف تبيح ما هو أشد من ذلك مما زعمه ذلك " المنحرف " من ملامسة وملاصقة؟!
* وكذلك أيضا، لما أمر الله بالصلاة وعظم قدرها، كانت وسائل المحافظة عليها مأمورا بها، ووسائل تضييعها والسهو عنها منهيا عنها، ولو لم ينص عليها بعينها.
وقد كره النوم قبل العشاء، لئلا يفضي إلى تضييعها، وكره الحديث بعدها محافظة على صلاة الفجر.
ولما كان الاشتغال بالبيع والشراء والتجارة مما قد يفضي إلى السهو عن الصلاة وتفويت وقتها، ناسب أن يمنع نظاما و سياسة، ولا يفتقر إلى نص بعينه، يقول: أغلقوا المحلات أوقات الصلوات، بل يكتفى بورود النصوص العامة في الأمر بإقامتها في أوقاتها، لأن " مالا يتم الواجب إلا به فهو واجب ".
(يُتْبَعُ)
(/)
فالمسألة إذا ليست مسألة بحث في الخلاف الفقهي (الفرعي) في حكم صلاة الجماعة في المساجد، بل هي سياسة ونظام عام للأمة لحفظ الصلاة وتعظيمها، وحض الرجال على أدائها في أوقاتها على وجه الكمال، ولهذا فإن هذه السياسة الحسنة متبعة في كل المؤسسات الحكومية والأهلية، ولم ينكرها أحد، حتى جاء مثل هذا "المتخلف "، يريد أن يعترض على ذلك المعروف، كما اعترض على سابقه في منع الاختلاط وتوابعه، ويشغل الأمة بإشاعة الخلاف في مسائل فرعية قد أشبعت بحثا وجدالا من قبل أن يولد هو بقرون (!).
**********
" الخلاف في الأصول "
وليس خلافنا مع أمثال هؤلاء الجهال في الفروع فقط، بل هو خلاف في الأصول كبير.
وهناك فرق شاسع بين اختلاف أهل العلم في مسائل الفروع، مهما كثرت، وبين ما يشغب به دعاة الفتنة والشبهات من مسائل، يريدون بها هدم الدين من أصله.
و إن من سنة أهل الزيغ والفتنة، اتباع المتشابه من نصوص الكتاب والسنة، والتلبيس على العوام بها، ولهذا فقد حذرت نصوص الكتاب والسنة من أولئك، الذين هم أعظم الناس فتنة وإضلالا للأمة، وأشدهم هدما للدين و الملة.
قال الله عز وجل { .. فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله}.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم " إذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم". رواه البخاري [4547].
وقال عمر بن الخطاب " ثلاث يهدمن الدين، زلة عالم، وجدال منافق بالقرآن، وأئمة مضلون ".
رواه الدارمي في السنن [1/ 71].
قال الشاطبي " وهذه الأمور حقيق أن تهدم الدين .. " إلى أن قال " وأما الجدال بالقرآن، فإنه _ من اللسن الألد _ من أعظم الفتن، لأن القرآن مهيب جدا، فإن جادل به منافق على باطل أحاله حقا، وصار مظنة للاتباع على تأويل ذلك المجادل .. ".
انظر الموافقات [4/ 90].
و دعاة الفتنة لا يرجعون في أقوالهم إلى أصول العلم، ولا يضبطون مسائل الخلاف بالضوابط المعتبرة عند أهله، ولهذا تجدهم يتخبطون في تقرير المسائل، ولا يحسنون فهم الأدلة ولا الطريقة الصحيحة في الاستدلال بها، لأنهم لا يريدون ذلك، أو ليسوا أهلا لذلك، بخلاف أهل العلم والفهم.
* ولهذا تجد في كلام فقهاء المذاهب عبارة، ترد كثيرا في مسائل الخلاف، وهي " هذا القول لا يستقيم في مذهبنا، وإنما يصح في مذهب كذا ".
وذلك لأن مسائل الفروع عندهم منضبطة، واختلافاتهم مؤصلة، ليست بالتشهي والهوى، بخلاف طريقة أهل الجهل و العمى.
* ومن أظهر سمات أهل الزيغ والضلال، الاحتجاج برخص العلماء، والتنقل من قول لآخر بالتشهي لا بتحري الصواب.
وقد أطال الشاطبي في الموافقات الكلام عن هذه الخصلة، التي هي بريد إلى الزندقة، ونقل عن ابن حزم الإجماع على فسق من تتبع الرخص.
و قال سليمان التيمي " إن أخذت برخصة كل عالم اجتمع فيك الشر كله ". [الموافقات 5/ 135].
وذكر الشاطبي أن ذلك يفضي إلى إسقاط التكليف في كل مسألة مختلف فيها. [الموافقات 5/ 83].
وذكر من مفاسده أيضا إفضاءه إلى الانسلاخ من الدين بترك اتباع الدليل إلى اتباع الخلاف، إذ يصير بهذا الاعتبار سيالا لا ينضبط، وانخرام قانون السياسة الشرعية بترك الانضباط إلى أمر معروف، وإفضائه إلى القول بتلفيق المذاهب على وجه يخرق إجماعهم.
انظر الموافقات [5/ 102].
قال الشاطبي " وقد زاد هذا الأمر على قدر الكفاية، حتى صار الخلاف في المسائل معدودا في حجج الإباحة .. فيجعل الخلاف حجة في الجواز لمجرد كونها مختلفا فيها، لا لدليل يدل على صحة مذهب الجواز، ولا لتقليد من هو أولى بالتقليد من القائل بالمنع، وهو عين الخطأ على الشريعة حيث جعل ما ليس بمعتمد معتمدا، وما ليس بحجة حجة ".
[الموافقات 5/ 92 _ 93].
* ومن أعظم أسباب التخبط في الأحكام، الجهل بمقاصد الدين الكلية والعلل الشرعية التي أنيطت بها تلك الأحكام.
فالمحرمات، مثلا، إنما منع تعاطيها لعلل وأسباب، قد تظهر كلها أو بعضها، وقد يعارضها ما هو أرجح منها وأولى.
وفقه المصالح والمفاسد وتعارضها والترجيح بينها، وقاعدة سد الذرائع، لا يفهمها إلا الراسخون في العلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
*وأما عن تقحم هذا الجاهل وتكلفه في نقد الروايات، فإنه من العجب العجاب، لأنه لا يحسن فهم أبتثيات هذا العلم المتين، ويحشر نفسه في عداد جهابذته والمبرزين فيه، فيضعف ويصحح بجهل فاضح.
وقد غلط كثير من الناس، ومنهم هذا " المتكلف "، حين ظنوا أن نقد الروايات يتأتى لكل باحث في كتب الرجال، وربما اقتصر أكثرهم على المختصرات، كتقريب ابن حجر، فيقرأ عبارة مجملة في الراوي ثم ينقد بها الروايات، ويضعف بها أحاديث الصحاح والسنن المشهورة!!
وهذه بدعة محدثة قد انتشرت في كثير من مؤلفات طلبة العلم وأبحاثهم في هذا الزمان، وقلما يتنبه لها أو يحذر منها.
*إن طريقة أئمة الحديث في تصحيح الروايات و نقدها، مبنية على السبر والانتقاء، فليس كل روايات الثقات مقبولة، ولا كل روايات الضعفاء مردودة.
يقول المعلمي اليماني في مقدمة تحقيقه لكتاب " الجرح والتعديل "
< ليس نقد الرواة بالأمر الهين، فإن الناقد لا بد أن يكون واسع الاطلاع على الأخبار المروية .. خبيرا بعوائد الرواة ومقاصدهم وأغراضهم .. > إلى أن قال < وهذه المرتبة بعيدة المرام عزيزة المنال لم يبلغها إلا الأفذاذ >.
وقد نقل ابن أبي حاتم في مقدمة كتابه" العلل " قول ابن مهدي
< معرفة الحديث إلهام >.
وقوله < إنكارنا الحديث عند الجهال كهانة >.
وقول أحمد بن صالح < معرفة الحديث بمنزلة معرفة الذهب >.
* ومن الجهل والعبث أن يأتي الباحث إلى أسانيد الصحيحين، مثلا، ثم ينقدها بما حكاه ابن حجر في التقريب، فيجد في الراوي مقالا، فيحكم على الحديث بالضعف، وكأن صاحبي الصحيحين يجهلان أحوال الرواة، عجبي!
ومن أين أخذ ابن حجر وغيره أحوال الرجال إلا من كلام المتقدمين من أئمة الجرح و التعديل، ومنهم أصحاب الصحاح والسنن ونحوهم؟
وليس معنى ذلك أن ابن حجر وغيره قصدوا تضعيف الروايات بذكرهم لذلك الوصف المختصر في الرواة، وإنما هو " تهذيب "، و " تقريب "، و" اختصار " لما قيل فيهم فقط.
و المقصود أن المعول عليهم في نقد الروايات والتصحيح والتضعيف هم أولئك الأئمة، و لا يصلح أن يقحم الجهال أنفسهم في هذا الأمر.
والكلام في تفصيل ذلك وشرحه يحتاج إلى مجلدات.
* فقد تبين إذا، أن خلافنا مع أولئك المتعالمين من أمثال هذا المتعالم، ليس في فروع العلم وحدها، بل في أصوله، و لهذا أغلظت في العبارة في هذا الرد، لأن صنيع هؤلاء من أعظم الفتن والإفساد في الأرض.
**********
" الخاتمة "
لم يكن هذا " المتكلف " بدعا ممن سبقه من دعاة الفتنة والضلالة، ولن يكون آخرهم، ولن يقف عند هذا الحد من الإفساد، والله أعلم.
فإن أمثال هؤلاء لا ينفكون عن إحداث البدع في الأمة، إذ كل همهم إثارة البلبلة والتلبيس على العامة، لا النصح لهم في دينهم و دنياهم.
* هذا وأسأل الله العظيم أن يهدينا جميعا لما يحبه ويرضاه من القول والعمل، وأن يجنبنا الفتن، ما ظهر منها وما بطن ... والحمد لله أولا وآخرا.
وكتب: سمير المالكي
3/ 6 / 1431
0591114011
ـ[أبو سعيد الباتني]ــــــــ[25 - May-2010, صباحاً 01:06]ـ
استفسار:
هل الغامدي هو الدكتور الذي تابعنا لقاءه مع تركي الدخيل في حصة إضاءات على قناة العربية؟؟!!
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[25 - May-2010, صباحاً 06:54]ـ
استفسار:
هل الغامدي هو الدكتور الذي تابعنا لقاءه مع تركي الدخيل في حصة إضاءات على قناة العربية؟؟!!
نعم هو نفسه أخي الحبيب.
هذا الرجل شاهدته في حلقات البينة موضوع الإختلاط ولاحظت أن عنده جهل شديد حتى أن الرجل أتى بنصوص قبل الحجاب ولما بين له المشايخ هذا تخبط وظهر تعالمه والله المستعان.(/)
يا أهل الحرمين وعسكر الإسلام للشيخ سلطان العيد
ـ[علي الفقيه]ــــــــ[23 - May-2010, مساء 07:05]ـ
يا أهل الحرمين وعسكر الإسلام (تمهيد// حرمة دم المسلم)
الحمد لله القائل في محكم التنزيل: {مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً} (المائدة: من الآية32) , وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد:
(تمهيد// حرمة دم المسلم)
الحمد لله القائل في محكم التنزيل: {مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً} (المائدة: من الآية32) , وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد:
فاللّهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات, اللّهم اغفر لإخواننا الذين سُفِكَتْ دماؤهم, وأُزْهِقَتْ أرواحُهم, ورُمِّلتْ نساؤهم, ويُتِّمَ أطفالُهم, اللّهم انتقم لهؤلاء المظلومين, وخذ بثأرهم ممن ظلمهم.
يا أمة محمدٍ , يا أهل الحرمين الشريفين, يا أهل التوحيد والسنة: أبشروا وأمِّلوا خيراً, فإنَّ ربَّكم هو الرؤوف الرحيم, وهم الحكيم العليم, له الأمر من قبلُ ومن بعدُ, وله الحكمة البالغة, يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد, لا يقضي للمؤمن قضاءً إلا كان خيراً له , إنْ أصابتْه سراءُ شكر فكان خيراً له, وإنْ أصابتْه ضراءُ صبر فكان خيراً له.
كم هو والله مؤلمٌ ومحزنٌ ما نراه من سفكٍ للدماء, وانتهاكٍ للحرمات, وتعدٍ على عباد الله وظلمٍ عظيمٍ فظيعٍ, ولكنَّ الأمر كما قال ربُّنا وهو أحكم الحاكمين: {لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (النور: من الآية11).
إنَّ هذه الكلمات رسالة إلى عسكر الإسلام حيثما كانوا, رسالة إلى من بذلوا أنفسهم في سبيل الله وحراسة بلاد الإسلام, فهم والله المجاهدون حقاً, جهادٌ على التوحيد والسنة, جهادٌ على هدي رسول الله , لا غدر فيه ولا ظلم ولا عدوان ولا افتيات على ولاة الأمر, إنَّه والله لمن أعظم الطاعات وأجَّل القربات, رباطٌ على حدود بلاد الحرمين الذي أعزَّها الله, وحفظٌ للأنفس والأموال والأعراض, وانتصارٌ للمظلومين, وردٌّ لكيد المفسدين: {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً} (المائدة: من الآية32). قال مجاهدٌ ــ غفر الله له ــ في رواية: (ومن أحياها, أي: نجاها من غرق أو حريق أو هلكة) , قال سعيد بن جُبير: (من استحل دم مسلم فكأنما استحل دماء الناس جميعاً, ومن حرم دم مسلم فكأنما حرم دماء الناس جميعاً) , واستظهره الحافظ ابن كثير ــ غفر الله له ــ وهي أيضاً رسالةٌ إلى كل من يقيم على ثرى بلاد الحرمين لأننا جميعاً جنودٌ لنصرة الدين, وكلنا رجالٌ لحفظ أمن هذه البلاد, وذلك أنَّ أمنها أمنٌ للمسلمين كلهم, إذ كيف يُقام الدين, ويَفِدُ الحجيج إلى بيت الله الحرام إذا فُقِدَ الأمن, يقول رسول الله: "من لا يشكر الناس لا يشكر الله" (1) , أنَّ العاملين لنصرة هذا الدين كُثرٌ ولله الحمد والمنة, ومنهم جنود الإيمان المرابطون على ثغور بلاد الحرمين, الساهرون على أمنها في القرى والبوادي, هجروا أهلهم وأولادهم وأحبابهم وفارقوهم محبةً لله ولرسوله ونصرةً للدين وطاعة لأولي الأمر, كم ينالهم من نصب وتعب؟؟ فاللّهم اجزهم عن أمة محمد خير الجزاء وارفع درجاتهم في المهديين واكتب لهم أجر الشهداء الصادقين.
(فضل من يحمي بلاد الإسلام ويذب عن أهل الإيمان)
(يُتْبَعُ)
(/)
يا عسكر القرآن والإيمان: إنْ أحسنتم النية وسمعتم وأطعتم في العسر واليسر والمنشط والمكره فأبشروا والله أبشروا, فإنَّكم على عمل صالح, وهاكم بعض أحاديث الحبيب المصطفى والخليل المجتبى محمد في فضل الرباط والجهاد في سبيل الله مما أورده العلامة الألباني في صحيح الجامع, لتعلموا فضل من يحمي بلاد الإسلام ويذب عن أهل الإيمان, يقول رسول الله: "تكفل اللهُ لمن جاهد في سبيله لا يخرجه من بيته إلا لجهاد في سبيله وتصديقُ كلماتِه بأنْ يدخله الجنة, أو يُرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه مع ما نال من أجرٍ وغنيمة" (2) , وقال رسول الله: "عينان لا تمسهما النار أبداً, عينٌ بكت من خشية الله وعينٌ باتت تحرس في سبيل الله" (3) , وفي حديث آخر: "وعينٌ باتت تحرس الإسلام وأهله من أهل الكفر" (4) , وقال رسول الله: "قيام ساعة في الصف للقتال في سبيل الله خيرٌ من قيام ستين سنة" (5) , وقال رسولُ الله محمدٌ: "رباطُ شهرٍ خيرٌ من صيام دهر, ومَنْ ماتَ مرابطاً في سبيل اللهِ أَمِنَ من الفزع الأكبر, وغُدي عليه برزقه, وريحاً من الجنة ــ أي: شم رائحتها ــ ويجري عليه أجرُ المرابطِ حتى يبعثه الله " (6) , وقال الحبيب المصطفى محمدٌ: "ما اغْبَرت قدما عبدٍ في سبيل الله إلا حَرَّم اللهُ عليه النار" (7) , وقال أيضاً مُبشراً أهل الجهاد والرباط: "مَوقفُ ساعةٍ في سبيل الله خيرٌ من قيام ليلةِ القدر عند الحجر الأسود" (8). إلى غير ذلك من الأحاديث الثابتة عنه.
فاحمدوا اللهَ على نعمه الظاهرة والباطنة, واشكروا لمن يقوم على حراسة بلاد الإسلام واعرفوا لهم فضلهم, فاللّهم اجْزِهم خيرَ الجزاء, وأَعْظِمْ أُجورَهم يا أرحم الراحمين.
(فضل الدولة السعودية حرسها الله وثناء العلماء عليها)
يا جنود الإسلام وعسكر القرآن: أنتم تحرسون بلاداً تضم بين جنباتها الحرمين الشريفين, أنتم حُراس البيت العتيق, والساهرون على أمن حجاج بيت الله الحرام, كم يدفعُ اللهُ بكم عن أهل الإسلام من شرور ومكايد.
يا عسكر الإسلام والقرآن: أنت حُراس العقيدة في بلادٍ
قال فيها العلامة ابنُ بازٍ ــ غفر الله له ــ: (هذه الدولة السعودية دولةٌ إسلاميةٌ والحمدُ لله, تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر, وتأمرُ بتحكيم الشرع وتُحكمه بين المسلمين). وقال ــ غفر الله له ــ: (العداءُ لهذه الدولةِ عداءٌ للحقِّ, عداءٌ للتوحيد, وأيُّ دولةٍ تقومُ بالتوحيد الآن).
وقال العلامة ابن عثيمين ــ غفر الله له ــ: (البلادُ كما تعلمون بلادٌ تحكمُ بالشريعة الإسلاميةِ ولله الحمد والمنة).
وقال فيها الشيخ الفوزان ــ غفر الله له وأصلح عمله ورفع قدره ــ قال عن الدولة ودعوتها السلفية: (لها أكثر من مائتي سنة, وهي ناجحة لم يختلف فيها أحد وتسير على الطريق الصحيح, دولةٌ قائمةٌ على الكتاب والسنة, ودعوةٌ ناجحةٌ لا شك في ذلك).
وقال العلامة الألباني ــ غفر الله له ــ: (أسألُ اللهَ أن يُديمَ النعمة على أرض الجزيرة وعلى سائر بلاد المسلمين, وأن يحفظَ دولةَ التوحيدِ برعايةِ خادمِ الحرمين الشريفين).
وقال محدث اليمن العلامة مقبلٌ الوادعي: (يجبُ على كل مسلمٍ في جميع الأقطار الإسلامية أن يتعاون مع هذه الحكومةِ ولو بالكلمةِ الطيبة, فإنَّ أعدائها كثيرٌ من الداخلِ والخارجِ, وعلماء السوء يتكلمون بالحكومة السعودية وربما يُكفرونها, وهؤلاء الحزبيون سرّ, هم يُهيئون أنفسهم للوثوب على الدولة متى ما تمكنوا, فينبغي أن لا يُمكنوا من شيءٍ وألا يُساعَدوا على باطلهم).
وقال العلامة حمادٌ الأنصاريُ ــ غفر الله له ــ: (من أواخر الدولة العباسية إلى زمنٍ قريب, والدول الإسلامية على العقيدة الأشعرية أو عقيدة المعتزلة, ولهذا نعتقد أن الدولة السعودية نشرت العقيدة السلفية عقيدةَ السلف الصالح, بعد مدةٍ من الانقطاع والبعد عنها إلا عند ثلةٍ من الناس).
(جهاد الخوارج عبادةٌ وقربةٌ إلى الله)
(يُتْبَعُ)
(/)
يا عسكر الإسلام والقرآن: إنَّ رباطكم وجهادكم وصدَّكم لهؤلاء الظلمة وسعيكم في منع الإفساد في بلاد الحرمين, إنَّ ذلك والله عبادةٌ وقربةُ إلى الله , فأنتم يا عسكر القرآن على الحقِّ والسنة, وهؤلاء العابثون بأمن البلاد المتجرئون على سفك الدم الحرام في بلاد الحرام وغيره, إنَّهم والله على الباطل, أنتم يا عسكر القرآن سلفيون بحمد الله, تنصرون العقيدة السلفية التي قامت عليها هذه البلاد, لمَّا اجتمع المحمدان ابنُ عبد الوهاب وابن سعود, وتبايعا على نشر التوحيد والسنة ومحاربة الشرك والبدعة, فهدى الله من شاء من عباده, وعاد لجزيرة العرب عِزُّها بهذه الدعوة السلفية المباركة, فسلفكم في الجهاد من أجل هذه العقيدة ونصرتها والذبّ عنها بالنفس والمال, سلفكم محمدٌ رسول الله وصحابتُه الكرام ومن تبعهم بإحسان كالإمام أحمد وابن تيمية وابن القيم والإمامين المجددين محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود ومن سار على طريقهما من الأخيار الأبرار من أهل هذه البلاد وغيرها, فهنيئاً لكم عسكر القرآن, فإنَّ الله اختصكم من بين خلقه لنصرة دينه والذب عن العقيدة في زمنٍ اشتدَّت فيه غربة السنة وأهلها, ?"طوبى للغرباء" كما قال رسولُ الله محمدٌ , والغرباءُ هم الذين يصلحون إذا فسد الناس, ويصلحون ما أفسد الناس من السنة فأنتم والله مصلحون, ساعون في حفظ بلاد المسلمين ودماءهم وأعراضهم, بارك الله في أعمالكم وحفظكم من كل سوء.
وأما هؤلاء الذين يُكفروننا, ويستبيحون دماءنا, ويُفجرون في بلاد الإسلام, ويسفكون دماء المسلمين والمعصومين, ويُخيفون الآمنين البُرءاء, فلم يَسْلَمْ من شرهم أحد, وما إفزاعهم لأهل البيت الحرام عنَّا ببعيد, وأما تفخيخ المصاحف فأمرٌ عجيب, إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون.
أنتم يا عسكر الإسلام سلفيون, وهؤلاء ضُلال, أنتم سلفيون ما تلطخت أيديكم بآثامِ وضلالاتِ وحزبياتِ الجماعات الدعوية المعاصرة البدعية, نشأتم بحمد الله على الدعوةِ الإصلاحية التي قام بها الإمامان المجددان, دعوةٌ على منهاجِ النبوة وما كان عليه السلف الصالح, هؤلاء ضلالٌ سلكوا سبيلَ أهل البدع, كما صرحَ علماؤنا الأعلام فأنصتوا وتفقهوا في دينكم لتعلموا عظم الأجر لمن أخلص النية.
(كلام العلماء الأعلام في الخوارج وأصحاب التفجيرات)
قال الشيخ ابن عثيمين ــ رحمه الله ــ في أصحاب تفجير العُلَيَّا والخُبَر: (الواجبُ على طلاب ? العلمِ أنْ يُبَيِّنوا أنَّ هذا المنهجَ منهجٌ خبيث, منهجُ الخوارج الذين استباحوا دماء المسلمين وكفُّوا عن دماء المشركين).
ولمَّا سُئل الشيخ الفوزان ــ حفظه الله ــ عمَّن يُجيزون قتل رجال الأمن, وخاصة رجال المباحث ويعتمدون على فتوى منسوبة لأحدِ طلاب العلم, ويحكمون على رجالِ الأمن بالردة, أجاب ــ حفظه الله ــ بقوله: (هذا مذهب الخوارج, فالخوارج قتلوا عليَّ ابنَ أبي طالب أفضل الصحابة بعد أبي بكرٍ وعمرَ وعثمان, فالذي قتل عليَّ بنَ أبي طالبٍ ألا يقتل رجال الأمن, هذا مذهب الخوارج, والذي أفتاهم يكون مثلهم ومنهم).
ولمَّا سُئل سماحة مفتي الديار السعودية عبد العزيز بن باز ــ غفر الله له ــ عمَّن لا يرى وجوب البيعة لولاة الأمر في هذه البلاد السعودية, أجاب ــ غفر الله له ــ بقوله: (هذا دين الخوارج والمعتزلة الخروج على ولاة الأمور, وعدم السمع والطاعة لهم إذا وُجدت معصية, ولا يجوز لأحدْ أنْ يشق العصا أو يخرج عن بيعة ولاة الأمور, أو يدعو إلى ذلك, لأنَّ هذا من أعظم المنكرات, ومن أعظم أسباب الفتنة والشحناء, والذي يدعو إلى ذلك هذا هو دين الخوارج, يستحق أنْ يُقتل, لأنَّه يُفرق الجماعة فيسُقَ العصا, والواجب الحذر من هذا غاية الحذر, والواجب على ولاة الأمور إذا عرفوا مَنْ يدعو إلى هذا أنْ يأخذوا على يديه بالقوة حتى لا تقع فتنةٌ بين المسلمين).
(يُتْبَعُ)
(/)
ولمَّا قيل للشيخ الفوزان: وهل يوجد في هذا الزمان من يحمل فكر الخوارج, أجاب ــ أعزه الله ــ بقوله: (يا سبحان الله!!! وهذا الموجود أليس هو فعلَ الخوارج؟؟؟ وتكفير المسلمين؟؟؟ وأشد من ذلك قتل المسلمين والاعتداء عليهم, هذا مذهب الخوارج, وهو يتكون من ثلاثة أشياء: أولاً// تكفير المسلمين. ثانياً// الخروج عن طاعة وليِّ الأمر. ثالثاً// استباحة دماء المسلمين. هذه من مذهب الخوارج, حتى لو اعتقد بقلبه ولا تكلم ولا عمل شيئاً, صار خارجياً في عقيدته ورأيه الذي ما أفصح عنه).
وسُئل ــ حفظه الله ــ أيضاً عمَّن يفتي الناس هذه الأيام بوجوب الجهاد, ويقول: لا يُشترط للجهاد إمامٌ ولا راية, فأجاب ــ أحسن الله إليه ــ بقوله: (هذا رأي الخوارج, أما أهل السنة فيقولون: لا بُدَّ من رايةٍ, ولا بُدَّ من إمام, هذا منهج المسلمين من عهد رسول الله , فالذي يُفتي بأنَّه لا إمام ولا راية وكلٌ يتبع هواه, هذا رأي الخوارج).
ولمَّا عُرِضَ على فضيلته قول بعضهم: إنَّ ولاة الأمر والعلماء في هذه البلاد السعودية قد عطلوا الجهاد وهذا الأمر كفرٌ بالله , ردَّ ــ حفظه الله ورعاه ــ بقوله: (هذا كلام جاهل, يدل على أنَّه ليس عنده بصيرة ولا علم, أنَّه يُكَفِّر الناس, وهذا رأي الخوارج, وهم يدورون على رأي الخوارج والمعتزلة, نسأل الله العافية والسلامة).
وجاء في قرار هيئة كبار العلماء برياسة الشيخ ابن باز ــ غفر الله له ــ حول حادث وتفجير العُلَيَّا: (إنَّ الهيئة إذ تقرر تحريم هذا الإجرام, وتُحذر من نزعات السوء, ومالك الجنوح الفكري, والفساد العقدي).
وقالت هيئة كبار العلماء أيضاً في تفجير الخُبر: (هو تصرفٌ من صاحبِ فكرٍ منحرف, عقيدة ضالة, الخوارج يُكفِّرون المسلمين بالكبائر, ثم يستبيحون دماءهم وأموالهم ونساءهم, ويخرجون على السلطان بالسلاح لينكروا عليه ــ زعموا ــ وهم يَرُدُّون السنة بظاهر القرآن, وهم كما ورد شرُّ الخلق والخليقة, وفتنتهم من أعظم الفتن, لأنَّهم يُلبِسونها لباس الدين والعقيدة وإنكار المنكر والغيرة إلى المحارم, فتميل إليهم قلوب حدثاء الأسنان, سفهاء الأحلام, فيريدونهم المهالك, الله أكبر!!! كم جرُّوا على أمةِ الإسلام من المصائب والبلايا, دماءٌ تُسفك, وأشلاءٌ تتناثر, وتفريقٌ للجماعة, وشقٌّ لعصا الطاعة, وإيثارةٌ للفتن, بل وتعطيل الجهاد لانشغال الأمة بهم, فأفسدوا الدين والدنيا, وخربوا البلاد, وروّعوا السلفيين, فاللّهم اكفناهم بما تشاء, إنَّك أنت السميع العليم.
(صفات الخوارج كما وصفتهم السنة النبوية)
يا عسكر القرآن والإيمان, يا أهل التوحيد والسنة: دعونا من أباطيل المخذولين الذين يُهَوِّنون من شأن هذه الأفعال الشنيعة, ويعتذرون لأهلها بأعذارٍ تُنبأك عمَّا في قلوبهم, ويلٌ لهم من قول الله: {وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيماً} (النساء: من الآية105) , وقال: {هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً} (النساء:109). دعونا من هؤلاء الذين يكيلون بمكيالين, ويَزِنون بميزانين, ويريدون إخفاء الحقيقة عن الأمة, لتبقى منساقةً تابعةً لهم, بدعوى أنَّهم هم الذين يغارون على الدين, ويفقهون الواقع, وينطقون بالحقِّ, ولا يخافون لومة لائم, وأنَّهم مظلومون مضطهدون, وأنَّهم مُفكرون إسلاميون, ومشايخ صحوة, ودعاةُ إصلاح وحوارٍ ومطالبةٍ بالحقوق, فيستعطفون عوام المسلمين والأغرار من الشباب بهذه الشعارات, ليصرفوهم عن علماءهم الربانيين وولاة أمورهم, وذلك أنَّهم يُرَبُّون الأمة على أنَّ الحكام طغاةٌ أو علمانيون أو كفار, ولو كانوا يقيمون الصلاة ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر, ثمَّ يُفَرِّعون على ذلك تجريم العلماء الذين يأمرون بطاعة أولي الأمر, فعلماء المسلمين عندهم مداهنون لا يفقهون الواقع, وفي أبراجٍ عاجيةٍ, ولا يلتفون حول الشباب, ولا ينطقون بالحقِّ, وأسكتتهم القلةُ والسيارة, وهيئةُ كبار العلماء مغيبةٌ منذ ثلاثين سنة, أو أنَّ بياناتها تصدر متأخرة مع الاحترام لهيئة كبار العلماء كما يقولون.
(يُتْبَعُ)
(/)
دعونا من هؤلاء فإنَّهم واللهِ خراب السفينة, ولنقف مع أحاديث من لا ينطق عن الهوى صلواتُ ربِّي وسلامُهُ عليه, وأُذكرُك قبلها بأنَّ الخوارج يردُّون سنةَ رسول الله , كما فعل إمامهم ذو الخويصرة حين رأى رسول الله يقسم مالاً, فقال: يا رسول الله اعْدِلْ فإنَّك لم تَعْدِل, فقال رسول الله: "وَيْلَك, ومن يعدل إذا لم أعدِل, قد خِبْتَ وخَسِرْتَ إنْ لم أكنْ أعدل, فقال عمر: يا رسول الله ائذن لي فأضرب عنقَه, فقال: دَعْهُ, فإنَّ له أصحاباً يَحْقِرُ أحدُكم صلاتَه مع صلاتهم, وصيامُه مع صيامِهم, يقرأون القرآن لا يُجاوزُ تراقيهم, يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرَمِيَّة" (*) [خرجاه في الصحيحين].
فماذا قال رسول الله عن الخوارج الذين حذَّر منهم العلماء؟؟؟ وبماذا وصفهم؟؟؟ وبماذا حكم عليهم؟؟؟ وبماذا بَشَّر من يَكُف شرَّهم عن أهل الإسلام؟؟؟
للخوارج صفاتٍ ذكرها الحبيبُ المصطفى محمدٌ نصحاً لأمةِ الإسلام, فمن صفاتهم:
الجرأة على العلماء, بل على رسول الله: كما قال ذلك الرجل: (يا محمدُ اعْدِلْ) , وقال: (يا رسول الله اتقِ الله) , فعندهم جرأةٌ على مَنْ خالفهم, ولو كان من أهل الفضل والعلم, بل ولو كان من أصحاب رسول الله , فقد خَرَّج الإمامُ أحمدُ في مسنده من طريق سعيدٍ قال: (كنَّا مع عبد الله بن أبي أوفى يقاتل الخوارج, وقد لحق غلاماً لابن أبي أوفى بالخوارج, فناديناه: يا فيروز هذا ابن أبي أوفى, فقال فيروز ــ الذي أصبح خارجياً ــ: نِعْمَ الرجل ــ يعني الصحابيَ ابن أبي أوفى ــ لو هاجرَ إلينا ــ يعني: الخوارج ــ قال ابن أبي أوفى: "ما يقولُ عدوُ الله", فقيل: يقول: نِعْمَ الرجلُ لو هاجر , فقال: "هجرةٌ بعد هجرتي مع رسول الله ", سمعتُه يقول: "طوبى لمن قتلهم") (9) [حديث حسن].
فلا تعجبوا من جرأتهم الآن على مشايخنا وعلمائنا, فإنَّهم لا يرضون عن أحدٍ حتى ينزعَ البيعة, ويُهاجر إليهم, وينضم إلى حزبهم, ولو كان صاحبَ رسول الله.
ومن صفاتهم: صلاحُ الظاهر وفسادُ المعتقد والباطن: "تُحقرون صلاتهم مع صلاتهم, وقراءتكم مع قراءتهم, وصيامَكم مع صيامهم", لكنهم والعياذ بالله: "يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم, يمرقون من الدِّين كما يَمْرُقُ السهم من الرَّمِيَّة" (10) , فلا تغتروا بزهدهم المزعوم, وتشددهم في أمور, ودعواهم نصرةَ الدَّين والدعوة والجهاد, فإنَّ العبرةَ بموافقةِ الرجلِ للسنَّة وتمسكِه بالمنهج السلفي, ولهذا قال رسول الله في الخوارج مع شدة عبادتهم وبكائهم: "هم شَرُّ الخلقِ والخليقةِ" (11) [خرَّجه مسلم] , وفي صحيح مسلمٍ أيضاً: "أنَّهم مِنْ أبغضِ خلق الله إليه" (12).
ومن صفاتهم: إظهار شيءٍ من الحق للتوصل إلى باطل: يُظهرون الإصلاح والمطالبة بتحكيم الشريعة, مع أنَّها مُحَكَّمة, ليتوصلوا بذلك إلى حمل السلاح وإسقاط الدولة, في صحيح مسلم من حديث عبيد الله بن أبي رافعٍ مولى رسول الله: "أنَّ الحرورية ــ يعني: الخوارج ــ لمَّا خرجت وهو مع عليّ بن أبي طالبٍ, قالوا: لا حكمَ إلا لله, لا حكمَ إلا لله, فقال عليٌّ: "كلمةُ حقٍّ, أُرِيدَ بها باطل" (13). وصدق رضي الله عنه, وكم من كلمةِ حقٍّ أُرِيدَ بها باطل, فلا تغتروا بمن يزعم أنَّه ينطق بكلمة الحقّ, لكنَّه هواهُ ووجهه ونصرته لغيرِ أهل السنِّة السلفيين حكاماً ومحكومين, الخوارجُ كَفَّروا عليَّاً ومَنْ معه بعد قضية التحكيم, واستباحوا دماءَ أصحابَ رسول الله محمد وأموالهم, وهم في ذلك يحسبون أنَّهم يُنكرون المنكر وينصرون الدِّين, ثم يُلَبِّسون على الناس بذلك, كلمةُ حقٍّ أُرِيْدَ بها باطل.
ومن صفاتهم: الجهلُ بالكتابِ والسنةِ وسوء الفهمِ لمعانيهما: كما قال رسول الله: "يقرأون القرآن يحسبون أنَّه لهم وهو عليهم" (14) , وسبب هذا الجهل زهدُهم في العلماء, وتَرَفُعُهم عن الأخذ منهم وثني الركب في حِلَقِهم, لأنَّهم كما يظنون أوصياءُ على العلماء, هكذا يفعل الجهلُ بصاحبه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن صفاتهم: استباحةُ دماءِ المسلمين والمُعَاهَدين واستحلالُ أعراضهم وأموالهم بل وأولادهم: وفي صحيح مسلمٍ أنَّ عليَّاً حَرَّضَ المسلمين على قتال الخوارج لمَّا نزعوا البيعة, وأفسدوا في الأرض, فقال ــ بعد أنْ ذكر حديث الخوارج ووقوفهم من الإسلام ــ: "أيُّها الناس, تتركون هؤلاء يخلفونكم في ذرَارِيكم وأموالكم, واللهِ إنِّي لأرجو أنْ يكونوا هؤلاء القوم, فإنَّهم قد سفكوا الدَّم الحرام, وأغاروا في سرح المسلمين, فسيروا على اسم الله" (15).
وفي مسند الإمام أحمد أنَّ عائشةَ رضي اللهُ عنها قالت لعبد الله بن شدّاد: "هل قتلهم عليٌّ " ــ تعني الخوارج ــ قال: "والله ما بعث إليهم حتى قطعوا السبيل, وسفكوا الدَّم, واستحلوا أهل الذمة" (16) [حديث حسن] , وهو يدل على خصلةٍ من خصالِ الخوارج وهي استحلال دماء أهل الذمة, لأنَّهم يَرَوْن أنَّ الذي أعطاهم العهد والأمان وليُّ الأمر وهو عند الخوارج كافر, وكان عليُّ قد حذرهم من الإعتداء على الكفار الذين يقيمون في بلاد المسلمين بعهدٍ وأمان, ففي الحديث المتقدم أنَّ عليَّاً بعث إلى الخوارج قبل أنْ يُقاتلهم, فقال: "بيننا وبينكم ألا تسفكوا دماً حراماً, أو تقطعوا سبيلاً, أو تظلموا ذِمَّة, فإنَّكم إنْ فعلتُم فقد نبذنا إليكم الحربَ على سواء, إنَّ الله لا يحبُّ الخائنين" (17).
ومن صفاتهم: أنَّهم كما قال رسول الله: "حدثاءُ الأسنان سفهاءُ الأحلام" [خَرَّجه البخاري]: ومن فضل الله أنَّه لا يكون معهم أحدٌ من أهل العلم والفضل والسنة, أما الذي يُدافعُ عنهم فهو واللهِ منهم ولا كرامة, فقد أورد العلامةُ الوادعيُّ أثراً عن ابن عباسٍ وحسَّن إسناده أنَّه لمَّا جادلَ الخوارج قال لهم: "ما تنقمون على عليٍّ صِهْرِ رسول الله والمهاجرين والأنصار وعليهم نزل القرآن, وليس فيكم منهم أحد وهم أعلم بتأويله".
ومن صفاتِ الخوارج: الطعنُ في العلماء, وصرفُ الشباب عن مجالستهم: لأنَّ الشباب إذا اتصلوا بالعلماء السلفيين والتفوا حولهم رغبةً في العلم كان ذلك سبباً في سلامتهم وبغضهم للخوارج, لأنَّ العلماء يُحذرون من فكرِ هؤلاء الضُّلال, في مسند الإمام أحمد أنَّ عليَّاً بعثَ عبد الله بن عباس إلى الخوارج, فلمَّا توسطَ عسكرهم قام ابنُ الكواءِ ــ وكان آنذاك خارجياً ولمَّا يرجعْ إلى السنةِ بعد ــ قام ابنُ الكواءِ يخطبُ الناس, ويُحذرهم من ابن عباس فقال: "يا حملة القرآن, إنَّ هذا عبدُ الله بنُ عباس فمن لم يكن يعرفُه فأنا أعرفُه, هذا ما نزل فيه وفي قومه {بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} فردُّوه إلى صاحبه, فردُّوه إلى صاحبه ولا تواضعوه كتاب الله" (18) , و [الحديث حسن].
وفي زماننا تُحجب فتاوى العلماء عن الشباب المسلم وعن الفتاة المسلمة, تُحجب فتاواهم في التحذير من هذه الجماعات الضالة, وكتبها وتفسيرها للقرآن, يحجبُها من يربونهم ممن فسدتْ عقائدُهم ومناهجُهم, وتُحجب فتاواهم في أئمةِ الضلالة في زمانِنا ورؤوسِ الحزبية, وكثيرٌ من الناس ما علم بكلام علمائنا وتحذيرهم من هذه الجماعات الضالة التي يدعي بعضُها أنَّها كُبرى الجماعات, ما عَلِمَ بتحذير العلماء منها إلا بعد أنْ وقعت المصيبة وحَلَّتْ البلية, فحسبنا الله على مَنْ يُغَيِّبُ فتاويَ العلماءِ عن الشباب ويُربيهم على الحزبية والعنف والتطرف.
ومن صفاتهم: خِذلانُ الله لهم, وأنَّه يُبطل كيدهم ويقطع دابرهم: فلا يقوم لهم عِزٌّ ولا سلطان لأنَّهم مفسدون مخالفون للسنَّة, ومنْ خالف السنَّة فهو في وحشةٍ وغربةٍ ومآله أنْ يتخلى عنه أحبابُه وأصحابُه, ولله الأمر من قبلُ ومن بعدُ, قال ابن عمر رضي الله عنهما: إنَّ رسول الله قال: "ينشأ نشْئ يقرأون القرآن لا يُجاوز تراقيهم, كلما خرج قرنٌ قُطع" , قال ابن عمر: سمعتُ رسول الله يقول: "كلما خرج قرنٌ قُطع" أكثر من عشرين مرة "حتى يخرج في عِراضِهم الدجال" (19) [خَرَّجه الإمام ابن ماجه].
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن لطف الله بأهل السنَّة, أنَّ الذل مصاحبٌ للخوارج, لأنَّهم أعرضوا عن السنَّة ورضوا بالبدعة, فأهل السنَّة ظاهرون عليهم منصورون بإذن الله, في صحيح مسلم من حديث زيدِ بنِ وهبٍ الجُهني قال: "لمَّا التقينا وعلى الخوارج يومئذٍ عبدُ الله بنُ وهبٍ الراسبيّ, فقال لهم: ألقوا الرماح وسُلُّوا سيوفكم من جُفُونها, فإنِّي أخاف أنْ يُناشدوكم كما ناشدوكم يومَ حروراء, فرجعوا فوَحَّشوا برماحِهم وسَلُّوا السيوف, قال: وشجرهُمُ الناسُ برماحِهم ــ يعني عليَّاً وأصحابَه برماحهم ــ قال وقُتِلَ بعض الخوارج على بعض (20) , وما أصيبَ من الناسَ ــ أهل السنَّة ــ إلا رجلان", ولله الحمد والمِنَّة.
(حكم رسول الله بالخوارج)
وأمَّا حكم رسول الله محمدٍ بالخوارج فقد أفصح عنه بقوله: "لئن أدركتُهم لأقتلنَّهم قتل ثمود" (21) [خرَّجاه في الصحيحين].
وخرَّجا أيضاً من حديث عليٍّ أنَّ رسول الله قال: "أينما لقيتموهم فاقتلوهم فإنَّ في قتلهم أجراً لمن قتلهم يومَ القيامة" (22).
قال عليٌّ بعد أنْ قتل الخوارج هو وأصحابه: لو لا أنْ تَبْطَروا لَحَدّثتُكم بما وَعَدَ اللهُ الذين يقتلونهم على لسان محمدٍ , ثبت عنه أنه قال في الخوارج: "طوبى لمن قتلهم ثم قتلوه" (23) [رواه الإمام أحمد].
وقال أبو غالبٍ: "لمّا أوتيَ برؤوس الأزارقة ــ وهم فرقة من الخوارج أتباعُ نافعِ بن الأزرق ــ لمّا أوتيَ برؤوس الأزارقة ونُصبَتْ على درج دمشق, جاء أبو أمامة فمّا رآهم قال: "كلاب النار, كلاب النار, كلاب النار, هؤلاء شَرُّ قتلى تحت أديم السماء, وخير قتلى قُتلوا تحت أديم السماء الذين قتلهم هؤلاء, فقيل له: أبرأيك قلتَ هؤلاء كلاب النار أو شيءٌ سمعتَه من رسول الله , قال بل سمعتُه من رسول الله غير مرةٍ ولا ثنتين ولا ثلاث, قال: فعدّد مراراً" (24) [رواه الإمام أحمد وقال العلامة الوادعي: حديث حسن].
(حكم حوار الخوارج ومجادلتهم)
وأمّا الحوار مع الخوارج ومجادلتهم: فَمَرَّدُ ذلك إلى السلطان, إنْ رأى المصلحة في مجادلتهم فإنَّه يُرسل إليهم أهل العلم إذا كانوا بمكان معروفين, فأمّا مَنْ كان مختفياً فكيف نحاوره بالله عليكم؟! ثبت عن ابن عباس أنَّه قال: "يا أمير المؤمنين ــ قاله لعليٍّ ــ يا أمير المؤمنين: لَعَلِّي أدخلُ على هؤلاء ــ يعني الخوارج ــ فأُكلمهم, فقال عليٌّ: إنِّي أخافهم عليك, فقال ابن عباس: كلا, وكنتُ رجلاً حسن الخلق لا أوذي أحداً, فأذن له عليٌّ في مجادلتهم". وعند الإمامِ أحمدَ: "أنَّ عليَّاً بعث إليهم ابن عباس ليُجادلهم".
فانظروا كيف أنَّ تُرجمان القرآن ابن عباس رضي الله عنهما ردَّ الأمرإلى السلطان, فلم يُحاورهم إلا بإذنٍ منه فرجع منهم مَنْ رجع, وعليٌّ إنَّما جادل الخوارج قبل أنْ يسفكوا الدَّم الحرام, ويستحلوا محارم الله, فإنَّهم لمّا فعلوا ذلك لم يحاورهم بل استعان بالله وقاتلهم, في المسند: "أنَّ عليَّاً بعث إلى الخوارج فقال: بيننا وبينكم أنْ لا تسفكوا دماً حراماً, أو تقطعوا سبيلاً, أو تظلموا أهل الذمة, فإنَّكم إنْ فعلتُم فقد نبذنا إليكم الحربَ على سواءٍ, إنَّ الله لا يُحب الخائنين" (25).
ثمَّ إنَّ الخوارج زمن عليٍّ كانوا يُظهرون مذهبهم الخبيث ولا يكذبون, أمّا في زماننا فكيف تحاور مَنْ إذا جَدَّت الأمور تَدَثَّر بالتقية؟؟!! وقال: أنا أدين الله بالولاء وأُحب العلماء, ووالله وتالله وبالله نا قلتُ وما فعلتُ وأبرءُ إلى الله من فلانٍ وفلان.
كيف تحاور مَنْ يُوجَهون عبر القنوات الفضائية, فيقال لهم: استعينوا على حوائجكم بالسِّر الكتمان؟؟!!
كيف تحاور مَنْ أضجعك لينحرك والسكين في يده, وهو يقول باسم الله وفي سبيل الله اللهم تَقَبَّل قُرباني؟؟!!
إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون, هكذا يفعل الشيطان ببعض أهل الإسلام.
إنَّ الدعوة إلى الحوار في ظل هذه الظروف دعوةٌ مشبوهة, ثمَّ إنَّ الحوارَ مع الخوارج قبلَ سفك الدماءِ مُمْكِن, فإنْ فعلوا ذلك فسنةُ عليٍّ وليِّ الأمرِ زمنَ ابن عباس الذي جادلهم واضحةٌ جليةٌ, فقد بعث إليهم فقال: "بيننا وبينكم ألا تسفكوا دماً حراماً, أو تقطعوا سبيلاً, أو تظلموا أهل الذمة, فإنَّكم إنْ فعلتُم فقد نبذنا عليكم الحربَ على سواءٍ, إنَّ الله لا يُحب الخائنين" (26).
(يُتْبَعُ)
(/)
ولهذا قالت هيئة كبارِ العلماء بالمملكة العربية السعودية في آخرِ بياناتها حول الأحداث: (إنَّ مجلس هيئة كبار العلماء تُأيد ما تقومُ به الدولةُ أعزها الله مِنْ تتبعٍ لتلك الفئات الضالة والكشف عنهم, ولدرء الفتنة عن ديار المسلمين, وحماية ديرتهم, ويجب على الجميع أنْ يتعاونوا في القضاء على هذا الأمر الخطير, لأنَّ ذلك من التعاون على البرِّ والتقوى الذي أمرنا الله به في قوله: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (المائدة: من الآية2). ويُحذر المجلسُ من التستر على هؤلاء أو إيوائهم, فإنَّ هذا مِنْ كبائر الذنوب وداخلٌ في قوله: "لعن الله من آوى مُحْدِثاً" (27) , فقد فسَّر العلماءَ المُحْدِثَ في هذا الحديث بأنَّه من يأتي بفسادٍ في الأرض, فإذا كان هذا الوعيد الشديد في مَنْ آواهم, فكيف بمن أعانهم وأيَّد فعلهم). ثمَّ صدر تصريح مِنْ ولاةِ الأمرِ بأنَّ نا ادعيَ من حوارٍ مع هؤلاء لا صحة له جملةً وتفصيلاً, وأنَّه لا تُوجَدُ نيَّةٌ لفتحِ حوارٍ مع أيِّ نوع من الإرهابيين.
فاللهم يا حيُّ يا قيوم, يا ذا الجلالِ والإكرام, اللهم احفظ بلادنا مِنْ كلِّ سوء, اللهم مَنْ أرادنا وعلماءنا وولاةَ أمرنا وجنودَنا اللهم مَنْ أرادهم بسوء فَرُدَّ كيده في نحره, واجعل تدبيره تدميراً عليه, يا سميع الدعاء, اللهم اكفناهم بما شئت.
(مَنْ السبب في هذا الفكر المنحرف مِنْ تطرف وتكفير وسفكٍ للدماء)
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحقِّ ليظهره على الدِّين كله وكفى بالله شهيداً, وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقراراً به وتوحيداً, وأشهد أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد:
ففي المِحَنِ مِنَح, إنَّ ممَّا يُعجبُ منه أنَّ بعضَ الناس ما صَدَرَتْ منهم كلمة في تأييد عسكر الإسلام في مقاومتهم للباطل, وأُصيبَ منهم مَنْ أُصيبَ , وقُتِلَ منهم مَنْ قُتِلَ, وفُجِّرَ مَنْ فُجِّر, ورُملتْ نساؤهم, ويُتِّمَ أطفالهم, وفقدهم أباؤهم وأمهاتهم, ومع هذه المآسي كأنَّ شيئاً لم يكن عند بعض الناس, بل قد أَجلبوا بخيلهمورَجِلِهم في الدفاع عن أولئك القتلةِ الضلال, وما مِنْ عُذرٍ إلا أتوا به, ولا تبريرٍ إلا طرحوهُ زوراً بهتاناً, فمرةً يقولون السببُ الحكومة, ومرةً يقولون علماؤنا الأخيار, ومرةً يقولون سببُ هذه الجرائم ضياع الحقوق, ومرةً يقولون سببُها عدمُ تحكيم الشريعة, ومرةً يقولون البطانة, ومرةً يقولون كَبْتُ الحريات, ومرةً يقولون وجودُ القواتِ التي استعنا بها على ردِّ عدوان مَنْ أرادنا بسوء, وقد رحلتْ ولله الحمد والمنة, ومرةً يقولون أنَّكم موالون للكفار هذا السبب, ومرةً يقولون لأنَّكم تحاربون الدعاة, ومرةً يقولون مكرٌ مستورد, ومرةً يقولون شبابٌ مُغَررٌ بهم, ومرةً يقولون لا تطاردوهمولا تلاحقوهم ولا تقبضوا عليهم بل حاوروهم, ومرةً يقولون إنَّهم يريدون التعبير عن إنكار المنكر, إنَّهم يريدون التعبير عن إنكار المنكراتِ بطريقتهم الخاصة, ومرةً يقولون اجلسوا أنتم وهم على مائدةِ المفاوضات, ومرةً يقولون إخواننا وفيهم خيرٌ وحصل منهم مجردُ خطأ, إلى غير ذلك من التبريرات الباطلة التي لا تستباح بها دماء المسلمين والمعصومين والتي لا تُستباح بها بلادُ أهل الإسلام والقرآن, يقول الله: {وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيماً ..... هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً} (النساء:109,105).
ونحن أيضاً سنتكلم هذه المرة ونقول, نقولُ السببُ: السببُ هذا الفكرُ المنحرفُ وهذا التطرف, سببُ هذا الفكرِ المنحرفِ وهذا التطرف والتكفير, السببُ في سفك هذه الدماء باسم الدِّين: هم أولئك الذين شحنوا الشبابَ وهيجوهم عَبْرَ محاضراتهم الصاخبة, وأشرطتهم الملهبة, وإليكم بعض مقولات مَنْ يَدّعون الإصلاحَ الخوارَ والدعوةَ وقيادةَ الصحوة, هذه مقولاتُ مَنْ يُبررون الإرهاب ويضللون الرأيَ العام, ويُثيرون البلبلة بين صفوف أهل الإسلام وجنوده, إنَّهم يًُبررون تلك الأفعالَ المشينةَ لمآربَ أخرى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ها هو أحدكم يقول ــ مهيجاً شبابَنا على بلادِنا ــ يقول: [لقد ظهرَ الكفرُ والإلحادُ في صحفِنا, وفشى المنكرُ في نوادينا, ودُعِيَ إلى الزنا في إذاعتنا وتلفزيوننا واستبحنا الربا .... ] إلى آخر كلامه.
فيا أهل الإسلام هل نحن استبحنا الربا؟! أمّا أكلةُ الربا فموجودون لكنهم مسلمون قد ارتكبوا كبيرةً وليسوا كفاراً كما زعم هذا المُنَظِّر, وأما قوله: [لقد ظهرَ الكفرُ والإلحادُ في صحفِنا] , فأترك التعليق عليه لكم.
وقال غيرُه في شريطٍ له ــ وهو يتحدث عن مجتمعنا ــ: [إنَّ كثيراً مِنْ مجتمعنا استحلوا الربا ــ ثمَّ حذَّر من انتشار المعاصي ــ وقال: إنَّ الكثيرَ قد استحلوا هذه الكبائر].
فهل منكم أحدٌ استحلَ كبائرَ الذنوب؟؟ يا معشر العقلاء, إذا كان مجتمعنا كما يزعم قد استحل الكبائر, فهو مجتمعٌ كافرٌ كما فهم أولئك الشباب, وعليه حملوا السلاحَ ضدَّ مَنْ اعتقدوا كفرهم.
وهذا ثالثٌ يُحَرِّضُ على المظاهراتِ الغوغائيةِ فيقول: [والذي نفسي بيده لقد خرجَ في إحدى الدولِ في يومٍ واحدٍ سبعمائةِ ألفِ امرأةٍ مسلمةٍ متحجبةٍ يُطالبنَ بتحكيم شرع الله].
يا لها مِنْ مصيبة, شيخُ الصحوةِ يُطالبُ النساءَ بالخروجِ في المظاهرات, ومواجهة رجالِ الأمن بصدرهم, فرفقاً رفقاً رفقاً بالقَوارير, ولك أنْ تتصورَ أثرَ هذا التهييجِ على شبابِنا وبناتِنا.
واستمعْ لأحدهم وهو يقول عن حكام المسلمين كلهم ــ كلهم دون استثناء ــ يقول: [إنَّ الرقعةَ الإسلاميةَ أصبحتْ نهباً للمنافقين الذين احتلوها بغيرِ سلاح, ولا بكاءَ ولا دموعَ على هذه الأرضِ الإسلامية, التي أصبحتْ تُحْكَمُ بالمنافقين]. ثمَّ قال: [وهؤلاء المنافقون الذين حكموا في طولِ بلادِ الإسلامِ وعرضها, طالما رفعض هؤلاء شعارَ الدينِ والحكمِ بالإسلامِ وتحكيم الشريعة وعدم الخروج عنها قيدَ أُنملة, فإذا هم يُحكمون القبضةَ مِنْ خلالِ هذا الكلام].
الله أكبر!!! هذا كلامُ مَنْ يُسمُّون بالدعاة من بني جلدتِنا, لكنهم شذوا عن دعوتِنا السلفية المباركة, وأنتم تروْنآثارَ كلامهم وأشرطتهم, قولوا بربِّكم ما أثرُ هذا الكلام على شبابِنا؟؟ وهل العنفُ والتكفيرُ مستوردٌ بعد هذا؟؟
ها هو أحد المبررين للإرهاب يقولُ بعد فتوى ابن بازٍ وابنِ عثيمينَ وهيئةِ كبارِ العلماءِ في جواز الإستعانة بالقوات لحمايةِ بلادِ الحرمين, هذا الذي هو مِنْ جلدتِنا ويتكلمُ بلسانِنا, يقول عن تلك الأحداث: [لقد كشفتْ عن عدم وجود مرجعيةٍ صحيحةٍ موثوقةٍ للمسلمين].
فإذا كان ابنُ بازٍ وابنُ عثيمينَ غيرَ موثوقٍ بهم فمن يُوثَقُ به, وهل سيقبلُ الشباب بمحاورةِ هؤلاء العلماء بعد هذا الإسقاط الفظيع والتجهيل الظالم, تُسقِطُهم ثمَّ تُطالبُ مِنَ الشبابِ أن يحاوروهم, إنَّ هذه الأحداث يستدعي منا النظر في واقعِ ما يُسمى بالصحوة مع التحفظ على هذا المصطلح, وتستدعي النظرَ في بعضِ الرموزِ التي تُغذي هذا الفكر ـــــ؟؟ ـــــ (*) الإسلامية نصحاً لأمةِ محمد.
(نصيحة إلى الشباب الذي تورط في تفجيرات بلاد الحرمين وسفك الدم الحرام)
وأمَّا مَنْ تورطَ في هذه التفجيرات وسفكَ الدماءِ وأعان عليها فيقال لهم: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} (البقرة:281).
يا معاشرَ الشباب ها قد فجرتُم في بلاد الحرمين, وسفكتم الدَّم الحرام, فأُزْهِقَتْ أرواح الأطفال والنساء والعجزائز من المسلمين والمعصومين, فما النتيجة؟؟ هل نُصِرَ الدِّينُ وأهلُه بهذا التفجير؟؟ هل تَحَسَّنَتْ صورةُ المسلمين في دول العالم؟؟ مَنْ المتضرر: دولُ الكفرِ أو نحن؟؟ مَنْ الذي أُخِيفَ وأُفزِعَ ورُوِّعَ نحن أم هم؟؟
يا معاشر الشباب توبوا إلى الله قبلَ الممات, فإنَّ اللهَ يقبلُ توبةَ العبدِ إذا تابَ إليه وأناب, أتظنون إنَّ هؤلاء القتلى لنْ يُطالبوا بحقِّهم بين يدي اللهِ يومَ القيامة؟؟ حين يُنصبُ الصراط, حين يُنصبُ الصراط وتُوضعُ الموازين, ويقالُ لا ظلمَ اليوم, فيُقتصُ للمظلوم مِنْ الظالمٍ, وأوَّلُ ما يُقضى بين يدي الناس في الدماءِ كما أخبرَ رسولُ الله , فيؤخذُ للمقتول حقُّه وما ربُّك بظلامٍ للعبيد.
(يُتْبَعُ)
(/)
يا معاشر الشباب إنَّ رسولَ الله نبيُّ الرحمةِ, وهذه الأمةُ أمةٌ مرحومة, قال الله: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} (الانبياء:107). فأين الشفقةُ والرحمة؟؟ ألا ترحمون آباءكم وأمهاتِكم؟؟ فهم واللهِ منذُ فراقِكم ما بين خوفٍ عليكم وخوفٍ منكم, فتُشقي والديك حيَّاً وميتاً.
يا معاشرَ الشباب توبوا إلى الله واستغفروه, وألقوا السلاح, وكُفُّوا عن الدماء, وتذكروا قصةَ ذلك الرجل الذي قتلَ تسعةً وتسعين نفساً, فسألَ عابداًهل له مِنْ توبةٍ؟؟ فقال: "لا", فقتله وكمَّلَ به المئة, ثمَّ سألَ عالماً ــ وهذا هو الواجبُ أنْ تسألَ العالمَ لا العابدَ الجاهلَ بدينه ــ سأل عالماً هل له مِنْ توبةٍ؟؟ قال: "نعم", ومَنْ يحولُ بينه وبين التوبة, ثمَّ أمره أنْ يرحلَ إلى بلدٍ يعبدُ اللهَ فيه, فهاجرَ إليه, فحضره الأجلُ في الطريق, فقبضته ملائكةُ الرحمةِ لمَّا جاء تائباً نقبلاً إلى الله. قال الله: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (الزمر:53).
ألا ترَوْنَ إلى مَنْ غرَّكم كيف تَبَرَّأ منكم؟؟ فقدتُم صالحَ الإخوان, وواللهِ لنْ تجدوا مِنْ أمرائكم بدلاً.
يا معاشرَ الشباب إنَّ عذابَ الدنيا أهونُ من عذابِ الآخرة, ومَنْ تابَ تابَ الله عليه, فلا يَغرَّنكم مَنْ يريدُ أنْ يُطيلَ مدةَ شقائكم مُطالباً بالحوار, ومبرراً لتزيدوا مِنْ الإثمِ والعدوان, وهو المستفيدُ لا أنتم.
(نصيحة إلى الآباء والأمهات وإلى المعلمين والمعلماتوإلى حملة الأقلام ورجال الإعلام)
وأنتم يا معاشرَ الآباء والأمهات انتبهوا لأبنائكم وانظروا مَنْ يُصاحِبون, وماذا يُملى عليهم في الاستراحاتِ والمخيماتِ البعيدةِ عن الأنظار, وكُتَبَ مَنْ يقرأون وأشرطةَ مَنْ يسمعون.
وأمَّا المعلمون والمعلمات فعليهم واجبٌ عظيم, اتقوا الله وأحسنوا إلى أبناء المسلمين وبناتِهم, علموهم السنةَ, وحذروهم مِنْ الجماعاتِ الدعويةِ الحزبيةِ المُضلَّة, ورَبُّوهم على لزوم السنةِ وبُغضِ البدعة والنازعة, واربطوهم بالعلماءِ الربانيين, أهلِ الفقهِ والأثرِ والفتيا والعقلِ الراجحِ والدعوةِ إلى منهجِ السلف.
وأنتم يا حملةَ الأقلامِ ورجالَ الإعلام, فـ {اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} (الحشر: من الآية18) , ولا تفتحوا البابَ لدعاة الفتنة, ولا تُضخموا مَنْ كان سبباً في هذا الداء, واعلموا أنَّ وضعَ الكلمةِ في هذا الوقتِ أعظمُ مِنْ وقعِ السيف, فتحرُّوا في الأخبار بارك الله فيكم, وتأملوا في مَنْ تُحاورونه وتقدمونه إلى الجماهير, عسى اللهُ أنْ يباركَ في الجهود وينصرَ دينه, ويُعْظِمَ الأجرَ لمن كان مِنْ المصلحين.
فاللهم يا حيُّ يا قيوم, يا ذا الجلال والإكرام, اللهم إنَّا نسألك بأنَّك أنت الله لا إله إلا أنت الأحدُ الصمدُ الذي لم يلدْ ولم يُولد ولم يكن له كفواً أحد, اللهم أعزَّ الإسلامَ والمسلمين, وأذلَّ الشركَ والمشركين, ودَمِّرْ أعداءَ الدِّين, واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائرَ بلادِ المسلمين. اللهم يا حيُّ يا قيوم, يا ذا الجلال والإكرام, اللهم مَنْ سعى في حفظِ أَمْنِ هذه البلاد, اللهم فاجْزِه خيرَ الجزاء, اللهم اكْتُبْ له أجرَ الشهداءِ الصادقين والمرابطين العاملين يا أرحم الراحمين, اللهم مَنْ ماتَ منهم فاغْفِرْ له, اللهم مَنْ قُتِلَ منهم فاغْفِرْ له, ومَنْ أُصيبَ فاشفه يا أرحم الراحمين, اللهم اجزهم عن أمةِ محمدٍ خيرَ الجزاء, اللهم اكفنا شرَّ الأشرار, وكيدَ الفجار, وما يجري في الليلِ والنهار, اللهم أغثنا, اللهم أغثنا, اللهم أغثنا, اللهم اسقنا, اللهم اسقنا, اللهم اسقنا, لا إله إلا أنت سبحانك إنَّا كنَّا من الظالمين, اللهم صلي وسلمْ وباركْ على نبينا محمد وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين.(/)
سؤال،، على استحياء.
ـ[مبتدئة]ــــــــ[23 - May-2010, مساء 08:49]ـ
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه ..
الإخوة الأكارم أعضاء منتدى الألوكة:
لفت نظري أثناء تصفحي للموقع أن بعض الإخوة والأخوات، يستفتي في موضوع ما، ثم نجد من يفتيه من الإخوة الأعضاء .. أنا لا أنقص من قدرهم أو أستهين بإجاباتهم، بل على العكس، لقد استفدت كثيرا ..
ولكن عجبت من هذه المسألة ..
أليس من الأولى أن تُطرح الفتاوى في المواقع المختصة بذلك؟ فيجيب عليها العلماء هناك؟
ـ[تلميذة علم]ــــــــ[23 - May-2010, مساء 11:26]ـ
السلام عليكم:
يبدو أنكِ لم تري الموضوع المعنون ب " المجلس العلمي ليس مكاناً لطلب الفتيا ".
و أما ما ظننتيه أنه فتيا فهو فالغالب طرح لمسألة يذكر كل عضو ما لديه من آراء العلماء فغالبيتهم من طلاب العلم ... و أجد في هذا فائدة كبيرة ...
و أنا على قلة زادي أعتقد أنه لا فائدة من حفظ ما في المتون من دون مناقشة و و تفهم رأي المخالف ...
ـ[مبتدئة]ــــــــ[24 - May-2010, مساء 03:02]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أشكرك أختي على التوضيح وجزاك الله خيرا.(/)
الغش في الامتحان
ـ[خالد م]ــــــــ[23 - May-2010, مساء 10:05]ـ
نحن في المدرسةالعربية اصبحنا نعيش وضعا مزريا أسبابه كثيرة منهال لمعلم الذي ساهم بشكل كبير في هذا الوصع حيث انه يتلاعب في سير الاختبارات فيرى الغش ولايحاربه ثم أنه يضيف النقاط لبعض الفاشلين ليمكنهم من النجاح نحن نعلم ان الغش حرام ولكن ماذا نفعل مع هؤلاء نرجو الافادة
ـ[صلاح بركان الجزائري]ــــــــ[29 - May-2010, صباحاً 02:11]ـ
نعم الغش أصبح كالقلم لتلاميذ في المدارس العربية وكل المعاهد وهذا راجع لأسباب
1 نقص الوعي
2 عدم إهتمام التلاميذ بدراسة بسبب مغريات العصر
3 الجلوس على مقاعد النت وترك مجالس العلم خاويةعلى عروشها
4 الإختلاط الذكوروالإناث في بعض المعاهد
5 كثرة الدروس لأن البرنامج الدراسي السانوي مليئ بدروس
6 كذلك نرجع بعض الأصابع لبعض الأساتذة الذين لايوصلون الفكرة الصحيحة لتلميذ وشرح الدرس ناقص المعنى
7 عدم إستيعاب العقل للحفظ بسسب الذنوب ....
قال الشافعي
شكوت إلى وكيعي سوء حفظي********** فأرشدني إلى ترك المعاصي
فقال إن العلم نور **********ونور الله لايهدي لعاصي
8 البعد عن الله وإتباع الشهوات ........
أما أنت قلت أن الأساتذ يضيف النقاط لبعض الفاشلين ليمكنهم من النجاح وأنا أقول لك هذا صحيح أنت لا تعلم لماذا في رأيك والجواب أنظر وأسمع معي تخيل معي أنت أستاذي تدرسوني العربية وحصلت أنا على معدل 6من 20 ومعي 5تلاميذ أخرين معدلاتهم قريبة من معدلي فأنتى سوف تعطيني 10من 20 لأن مدير المؤسسة عندمايرى النتائج الحقيقية 5من20 .... فسوف يرجع الذنب لك ويقول أن أستاذهم هذا فاشل ضعيف المستوى ولكي لايكتب بك تقريرا ينص على ضعفك في تدريس المادة سوف تقوم بإعطاءنا نتائج فوق المتوسط لكي يرضى عليك الأستاذ ونسيت رضى الله
أما الحل فهو يكمن في حل واحد
1 الرجوع إلى الله تعالى والدعاء لهم بالهداية والحمد لله
ـ[خالد م]ــــــــ[05 - Jun-2010, صباحاً 09:22]ـ
السلام عليكم اخي بركان قد وافقتني الى حد كبير ان المعلم هو من اهم اسباب التدهور الذي نعيشه في مدارسنا وانا اجزم ان ناقوس الخطر يدق على ابوابنا اذا لم نتحرك للحد منه ومحاربته لانني ارى اننا نشي بابنائنا للهاوية والقائد في ذلك هو المعلم نرجو فقط ان تمدوننا ببعض النصائح التربوية لنربي بها معلم اليوم طبعا كل معلم يقرا هذه الكلمات يدرك ان كان معنيا ام لا من خلال مبادئه في اداء اعظم رسالة شرفهالله بها
ـ[مبتسم أبو طلحة]ــــــــ[05 - Jun-2010, صباحاً 09:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نعم فقد انتشرت هذه الظاهرة السلبية بشكل كبير وخصوصا في الأواني الأخيرة وهذا يعود الى التهاون في الرقاية على الطلاب الله المستعان(/)
الثلاثاء 11جمادى الثانية: لمن يرغب في شرف اتصال السند برسول الله صلى الله عليه و سلم
ـ[أمة القادر]ــــــــ[24 - May-2010, صباحاً 12:22]ـ
بسم الله و الحمد لله و صلى الله و سلم و بارك على نبينا و قدوتنا محمد و على آله و صحبه و بعد
السلام عليكم و رحمة الله
هذه بشرى خير لمن يرغب في الحصول على شرف اتصال سنده بالسنة برسول الله صلى الله عليه و سلم، حيث يجيز الشيخ وحيد بالي حفظه الله بالحديث المسلسل بالأولية و هو اول حديث يرويه الشيخ بإسناد متصل برسول الله صلى الله عليه وسلم و كذا بثلاثيات الإمام البخاري رحمه الله أعلى احاديث الامام البخاري إتصالا برسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يكون بين البخاري وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم صحابي وراويين وهي 22 حديث من أحاديث الصحيح.
سيكون ذلك بمشيئة الله يوم الثلاثاء 11 - جمادى الثانية 1431هـ الموافق 25 - 5 - 2010 ميلاديا
و ننوه إلى إمكانية الحصول على الإجازة بالسماع عبر البث المباشر من الانترنت.
للمزيد من الشروح حول هذا الأمر و كذا شروط تحصيل الإجازة يمكنكم الإطلاع على الرابط التالي:
http://alminbr-al3elmy.com/vb/showthread.php?p=17024 (http://alminbr-al3elmy.com/vb/showthread.php?p=17024)
يا باغي الخير أقبل
و الله نسأل التوفيق إلى ما يحبه و يرضاه
ـ[أمة القادر]ــــــــ[24 - May-2010, مساء 08:33]ـ
للرفع(/)
استفسار عن اسم
ـ[ابا اسحاق]ــــــــ[24 - May-2010, صباحاً 09:50]ـ
السلام عليكم
هل يجوز تسمي باسم راحيل و هي زوجة النبي يعقوب عليه السلام ام يوسف عليه السلام
ـ[الجندى السلفى الأثرى]ــــــــ[24 - May-2010, صباحاً 10:06]ـ
و عليكم السلام , و رحمه الله وبركاته ,,
نصيحه من أخ صغير ,, أسماء الصحابيات و أمهات المؤمنين , و الاناث كثيره جدا ً ,, فإبتعد عن غرائب الأسماء ,, و لا تضع نفسك فى محل شبه ,,
((إتقوا الشبهات)) ,, بارك الله فيك
أخوك الصغير ,,(/)
(مؤثر) حي على جنات عدن/للشيخ سلطان العيد حفظه الله/صوتي
ـ[ابو اميمة محمد]ــــــــ[24 - May-2010, مساء 06:55]ـ
حي على جنات عدن
للشيخ سلطان العيد حفظه الله
http://www.mediafire.com/?dimmw13mxy4 (http://www.mediafire.com/?dimmw13mxy4)
ابو اميمة محمد
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[24 - May-2010, مساء 08:52]ـ
أجزل الله مثوبتك أخي أبا أميمة ,ولا حرمنا من جميل مقطعاتك.
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[24 - May-2010, مساء 09:00]ـ
أجزل الله مثوبتك أخي أبا أميمة ,ولا حرمنا من جميل مقطعاتك.
ـ[ابو اميمة محمد]ــــــــ[25 - May-2010, صباحاً 03:31]ـ
بوركت اخي وائل لمرورك العطر
ـ[إبراهيم صالح]ــــــــ[25 - May-2010, صباحاً 09:58]ـ
جزاك الله خير
ـ[محمد الصواعي]ــــــــ[25 - May-2010, مساء 04:52]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابو اميمة محمد]ــــــــ[26 - May-2010, مساء 08:14]ـ
بوركتم اخواني على مروركم الطيب(/)
هل يُشرع للمأموم رفع اليدين حذو المنكبين بعد الركوع؟
ـ[حمد]ــــــــ[24 - May-2010, مساء 07:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
نعلم أنه قد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم رفع يديه الشريفتين إلى حذو منكبيه حين القيام من الركوع ..
لكن هل يُشرع ذلك في حق المأموم إن قلنا بعدم مشروعية قول (سمع الله لمن حمده) للمأموم؟
هل هما متلازمان؟
ـ[عيون الأثر]ــــــــ[24 - May-2010, مساء 10:47]ـ
نعم يُشرع لأن الأصل الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم إلا ما كان
مخصوصا بالإمام بدليل قوله صلى الله عليه وسلم (صلوا كما رأيتموني
أصلي) إلا ما دخله التخصيص ..
وصورتنا هذه لم تُخص وإنما خص منها قول التسميع للإمام والباقي باق على أصله ..
ـ[أم هانئ]ــــــــ[25 - May-2010, صباحاً 06:07]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
نعلم أنه قد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم رفع يديه الشريفتين إلى حذو منكبيه حين القيام من الركوع ..
لكن هل يُشرع ذلك في حق المأموم إن قلنا بعدم مشروعية قول (سمع الله لمن حمده) للمأموم؟
هل هما متلازمان؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
-* جاء في كتاب: (صفة صلاة النبي) للألباني تحت عنوان: (رفع اليدين):
وكان يرفع يديه تارة مع التكبير، وتارة بعد التكبير، وتارة قبل التكبير
وكان يرفعهما مدودة الأصابع [لا يفرج بينها ولا يضمها]
وكان يجعلهما حذو مَنْكِبيه، وربما كان يرفعهما حتى يحاذي بهما [فروع] أذنيه.
- * ثم أورد - رحمه الله - ما يلي تحت عنوان: (الركوع):
ثم كان - صلى الله عليه وسلم - إذا فرغ من القراءة
سكت سكتة (3)، ثم رفع يديد (4) على الوجوه المتقدمة في ((تكبيرة الافتتاح))
وكبر (5) وركع (6).
** ثم علق - رحمه الله - على النقطة السابقة - التكبير في الركوع -
في الحاشية قائلا ما نصه:
{(4، 5، 6) - البخاري ومسلم، وهذا الرفع متواتر عنه
- صلى الله عليه وسلم - وكذلك الرفع عند الاعتدال من الركوع
وهو مذهب الأئمة الثلاثة وغيرهم من جماهير المحدثين والفقهاء،
وهو الذي مات عليه مالك - رحمه الله -كما رواه ابن عساكر:
(15/ 78 / 2) ..... } انتهى بتصرف.
** أما القول بعدم مشروعية قول (سمع الله لمن حمده) للمأموم؟
فهذا ما ننازع فيه ولعلكم تتفضلون بالاطلاع على الرابط التالي.
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=57711
هل ذكر الانتقال وذكر الاعتدال واجبان على الإمام والمأموم؟ ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=57711)
** وأما إجابة سؤال: هل هما متلازمان؟
أي ترك رفع اليدين عند القيام من الركوع لمن كان
مذهبه عدم مشروعية قول (سمع الله لمن حمده) للمأموم
- أما التلازم في الفعل فعليه دليل كما سبق بيانه،
بينما التلازم في الترك فليس عليه دليل.
فيلزم من يقول بهذا التلازم العدمي نقل القول بهذا
عن أحد أهل العلم المعتبرين القائلين بعدم مشروعية قول
(سمع الله لمن حمده) للمأموم.
** علما بأن هذا الإشكال الأخير نتج عن القول:
بعدم مشروعية قول (سمع الله لمن حمده) للمأموم
بالإضافة لإشكال آخر يجدر بنا الإشارة إليه ألا وهو:
خلو ركن القيام من الركوع من الذكر المشروع
بالنسبة للمأموم، وهذا يرجح القول بوجوب ذكر الانتقال
وذكر الاعتدال (التسميع والتحميد) على كل من الإمام والمأموم.
هذا والله تعالى أعلى وأعلم.(/)
ما الحكم الشرعي في هذه المسألة؟
ـ[اوس عبيدات]ــــــــ[25 - May-2010, صباحاً 01:41]ـ
هذه قصة حقيقية
رجل غاب عن زوجته وابنه سنتان فتزوجت زوجته من رجل اخر وانجبت طفلا منه ثم عاد زوجها الاول فتقاضوا الى مختار البلدة فجرى تخيير الزوجة بينهما فاختارت الزوج الثاني وأعطي الزوج الأول ثورا وانصرف فما حكم الزواج؟؟
ـ[برهان الدين اليماني]ــــــــ[26 - May-2010, صباحاً 10:49]ـ
الأخ الكريم
شبيه هذه الحادثة وقع في عهد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وحكم بها
وسئل المشايخ ابن باز وابن عثيمين وغيرهم وأجابوا عليها (راجع مثلا نور على الدرب)
المهم هي مسألة اجتهادية وخاصة إذا كانت الزوجة قد طلقت من قبل القاضي
وطالب العلم يبحث ولا يتكل
ـ[جذيل]ــــــــ[26 - May-2010, صباحاً 11:27]ـ
لو بحثت في باب الهدمى والغرقى من كتب الفرائض لاطلعت على شيء مما تريد ..
لكن هل فسخت نكاحها من الاول .. !
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[26 - May-2010, مساء 12:03]ـ
طالما أن القصة حقيقة فأرجو أن تراسل المشايخ في الفتوى على الرابط التالي:
http://www.alukah.net/Fatawa_Counsels/Fatawa/Post
السؤال
uestion.aspx(/)
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا ... !!!
ـ[جذيل]ــــــــ[25 - May-2010, صباحاً 09:40]ـ
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا
فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ
وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ
فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ
إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ
ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا
فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ
الاعراف 175
لا الاعداء .. ولا المحبين .. ولا غير ذلك .. !
بل هو نفسه
أخذ المشرط وبفن متقن .. سلخ الجلد دون ان يبقي المشرط شيئا من اللحم ملتصقا فيه .. !
بل انتزع بكامل لحمه وشحمه من الايات
دعونا نبكي سويا ايها الاخوة
القرآن الكريم يتكلم عمن (انسلخ) مما اتاه الله من العلم والمعرفة .. !
بعد أن اتاه الله اياها واتاه من الحكمة .. والفهم .. والمنزلة العالية بين المسلمين ..
حتى صار يشار اليه بالبنان
وصار له اتباع وطلاب ومحاضرات
ودروس ..
وتنقّل من بلد الى بلد
حتى وصل الى مرحلة ان ذل تابعه
وفتنه متبوعوه كما في وصف بعض السلف لأحدهم
لكن في الاخير
نسأل الله العافية والسلام
(انسلخ)
ماذا يعني انسلخ .. ؟
اي نزع جلده كما يقول الراغب الاصفهاني .. !
الان الله عز وجل (آتاه) اياته
وتفضل عليه بها .. وصار يدعو بها
ليس من كيسه
بل من الله عز وجل الذي اتاه اياها
لكن هناك (انسلال) , وبتعبير القرآن (انسلاخ) عن شيء الى شيء آخر
وصفه بالسلخ كما ينسلخ جلد (البهيمة) عن لحمه
لكن:
من هو القائم بفعل الانسلاخ.؟
هل هي الايات نفسها انسلخت من هذا العالم .. ؟
او هو الذي انسلخ منها.؟
بتعبير القرآن
الشخص نفسه هو من جنى على نفسه
طيب ماذا حصل بعد ذلك؟
شمه الشيطان بخرطومه حتى لحق به .. فالهمه الخطوة الاولى
فاستلهم هو الثانية .. !!
كما قال الرجل الذي طلع على نصرانية من فوق الحصن وقد رآى جمال حضارتها وبهجتها
فأغرته بذلك فاحبها حتى بلغت من قلبه شغافه
فطلب ان يتزوج بها .. فاشترطت عليه ان يترك دينه الاسلام ..
ويتحول الى (الحضارة) النصرانية .. !
وقد كان حافظا للقرآن
فوافق على ذلك واعلن نصرانيته ..
مالذي حصل .. ؟
لقيه اخوانه الذي نصحوه عن ذلك فقالوا له:
يا فلان ماذا بقي معك من القرآن .. ؟
فقال: والله لم يبقى شيء سوى قوله تعالى:
(ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين) ..
فاصار من (الغاويين) يعني الجهل مع الاعتقاد الفاسد .. !
والسبب انه اخلد الى الارض وزخارفها وحضارتها وجمال شعبها
وغره حسن حدائقها وجمال نسائها
حتى ظن ان هذا هو الاسلوب الامثل لحقيقة المعيشة
التي ارادها الله منا
فاتبع هواه للبحث عن مشتبهات الايات
ليخبر الناس ان انسلاخه جاءت به مدلولات الشريعة
حتى ينفك عن حصار الناس له
انه انت يافلان لماذا تغيرت .. ؟
ليش انتكست؟
قال انا لم انتكس .. بل فعلي هذا قول آخر في المسألة
قال بهذا الامام فلان وفلان
وذكره فلان في كتابه الفلاني .. ؟
نعم .. هو قد يكون انفك من هذه الازمة بتخفيف الوطئ عليه من المطاردة وملاحقة الناس له .. !
لكنه نسي او تناسى ان الله يعلم ما تخفي القلوب
وبعد ان انسلخ من الايات والخير والفضل ولم يعد بقي منه شيئ
ماذا حصل له .. ؟
صار كالكلب
يلهث وراء الدنيا
ولو لفتت اليه ادنى اوساخها وسهل عليه ايجادها
سيلهث ويلهث ويلهت .. حبا وشحا وجشعا
بل (شبقا) بلذائذها
حتى يصبح بهيميا في اكله وشربه ومعيشته
بل ونظرته الى حقيقة هذه الحياة
والتي هو فيها حارس لأموال الناس وقصورهم .. !
في النهاية من هم هؤلاء الذين هم كالكلاب
ممن انسلخوا من ايات الله
ولحقهم الشيطان ينهش من لحمهم ويشتم انتن ما به .. ؟
هم (الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا) ..
بعد أن ساقها اللّه إليهم، فلم ينقادوا لها، بل كذبوا بها وردوها،
لهوانهم على اللّه، واتباعهم لأهوائهم، بغير هدى من اللّه ..
كما يقول السعدي رحمه الله
ولهذا
اقصص مثل هذه القصص على الناس ايها المسلم
ليتاملوا حال من خسروا دينهم بعد ان غرتهم انفسهم ..
ولتنتبه عن ان تفعل مافعلوا
فتصبح كالكلب
الذي يلهثه مالم يقم به حبا وشحا وطمعا ... !!
اللهم انا نسأل الثبات على صراطك المستقيم حتى نلقاك وانت راض عنا
اللهم صل على نبينا محمد وآله
ـ[مبتدئة]ــــــــ[26 - May-2010, صباحاً 07:04]ـ
جزاك الله خير.
ـ[جذيل]ــــــــ[27 - May-2010, مساء 06:31]ـ
وانت كذلك
ـ[سمير الملحم]ــــــــ[14 - Aug-2010, مساء 05:46]ـ
قال الامام ابن كثير في تفسيره وقد ورد في معنى هذه الآية حديث رواه الحافظ أبو يعلى الموصلي في مسنده حيث قال: حدثنا محمد بن مرزوق، حدثنا محمد بن بكر، عن الصلت بن بَهْرام، حدثنا الحسن، حدثنا جُنْدُب البجلي في هذا المسجد؛ أن حذيفة -يعني بن اليمان، رضي الله عنه -حدثه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن مما أتخوف عليكم رجُل قرأ القرآن، حتى إذا رؤيت بهجته عليه وكان رِدْء الإسلام اعتراه إلى ما شاء الله، انسلخ منه، ونبذه وراء ظهره، وسعى على جاره بالسيف، ورماه بالشرك". قال: قلت: يا نبي الله، أيهما أولى بالشرك: المرمي أو الرامي؟ قال: "بل الرامي".
هذا إسناد جيد والصلت بن بهرام كان من ثقات الكوفيين، ولم يرم بشيء سوى الإرجاء، وقد وثقه الإمام أحمد بن حنبل ويحيى بن معين، وغيرهما. تفسير ابن كثير ج3/ص503
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد أبومعاذ البخاري]ــــــــ[14 - Aug-2010, مساء 06:11]ـ
أحسن الله إليك ..
ـ[جذيل]ــــــــ[22 - Aug-2010, صباحاً 03:32]ـ
وإليك ....
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[22 - Aug-2010, صباحاً 04:09]ـ
بوركت يا أخي الحبيب جذيل على ما كتبت
أعاذنا الله وإياكم من مقاربة مثل الكلب المضروب
في الآية العظيمة
ـ[جذيل]ــــــــ[26 - Aug-2010, صباحاً 01:03]ـ
وانت كذلك
اللهم انا نعوذ بك من مضلات الفتن(/)
موسوعة المرئيات الاسلامية
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[25 - May-2010, صباحاً 10:31]ـ
http://img156.imageshack.us/img156/6082/bnr46860.gif (http://mawso3a.islamic-team.com/download)
{ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}
{يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}
التوبة-32
http://mawso3a.islamic-team.com/images/ourl.gif
برنامج موسوعة المرئيات الإسلامية ( http://mawso3a.islamic-team.com/download-with)
http://mawso3a.islamic-team.com/images/now.gif (http://mawso3a.islamic-team.com/download-with)
http://islamic-team.com/mawso3a/images/1.jpg (http://mawso3a.islamic-team.com/download-with)
http://mawso3a.islamic-team.com/images/ourl.gif
لماذا الموسوعة؟
لأنه لا يخفى عليكم الحرب الدائرة التي يشنها أعداء الله في الخارج والداخل على قنوات الخير الإسلامية
تلكم القنوات التي ملأت قلوبنا وبيوتنا رحمة ونورا وعلما وهداية
والموسوعة جاءت الآن
لنعلن فيها شعار قناتنا الحبيبة الرحمة
بأن الرحمةباقية بإذن الله
http://mawso3a.islamic-team.com/images/ourl.gif
بل وكل قنوات الخير الإسلامية نهديها إلى كل قلوب أهل الإيمان
ونغيظ بها قلوب أهل الكفر في شتى البقاع
ونردد بكل ثقة في الله ونصره
لئن لم يكن في الأرض أوس وخزرج ** فلله أوس قادمون وخزرجُ
باقون ... بإذن الله
قادمون ... بإذن الله
أخي/أختي نقدم لك في برنامجنا هذا حوالي 7000 حلقة مسجلة لجميع قنوات الخير الإسلامية
من أهمها
تسجيلات قناة الرحمة الحبيبة منذ تأسيسها
ناهيك عن باقية القنوات من الناس والحكمة والخليجية وغيرها
(ها هو العلم قد جاء إلى بيتك)
http://mawso3a.islamic-team.com/images/ourl.gif
الموسوعة لمن!؟
كلنا يشاهد القنوات الفضائية الإسلامية وكثيرا ما تعجبنا حلقات للشيوخ والعلماء فيها وكم تمنينا لو قمنا بتسجيلها ... وكنا ندور في فضاء الانترنت يمنة ويسرة من محرك لأخر نبحث عن غايتنا وقلما نجد المطلوب كاملا
والآن
هل أنت؟ طالب علم شرعي وتبحث عن شروحات لكتب منهجية ... موسوعة المرئيات هي الحل
هل أنت؟ ممن يبحث عن درر العلماء وعلمهم النافع في هذه الفضائيات ... موسوعة المرئيات هي الحل
هل أنت؟ صاحب موقع وتريد أن تجدد محتويات موقعك يوميا بكل ما هو جديد وحصري ... موسوعة المرئيات هي الحل
هل أنت؟ من رواد المنتديات وتريد أن تشارك في نشر العلم الشرعي بصفة يومية وبمرئيات حصرية ... موسوعة المرئيات هي الحل
هل و هل و هل و هل؟
بصدق أخي
(موسوعة المرئيات هي الحل)
http://mawso3a.islamic-team.com/images/ourl.gif
ما الفرق بين الموسوعة و الكبسولة؟
باختصار شديد
الكبسولة تعطيك الجديد اليومي لكل القنوات
الموسوعة تعطيك كل تراث القناة بالتتابع منذ تأسيسها إن شاء الله
http://mawso3a.islamic-team.com/images/ourl.gif
صور من الموسوعة
http://islamic-team.com/mawso3a/images/mawso3a.png
http://islamic-team.com/mawso3a/images/2.jpg
http://mawso3a.islamic-team.com/images/ourl.gif
http://mawso3a.islamic-team.com/images/download.gif
التحميل .. حفظ البرنامج
http://montadanet.jeeran.com/hit%5B1%5D.gif
تحميل برنامج الموسوعة الإسلامية ( http://mawso3a.islamic-team.com/download)
.. موسوعتك لكل سلاسل العلماء السابقة ( http://mawso3a.islamic-team.com/download)
تحميل برنامج الكبسولة الإيمانية ... ( http://sedra.info/TESTUPDATE/CH/setup.exe)
دليلك اليومي لجديد القنوات الإسلامية ( http://sedra.info/TESTUPDATE/CH/setup.exe)
http://mawso3a.islamic-team.com/images/ourl.gif
ملاحظة
تابع معنا في الكبسولة الإيمانية سلسلة برامج
(الرحمة باقية)
بشكل يومي على مدار الساعة
http://mawso3a.islamic-team.com/images/ourl.gif
الحمد لله كثيرا تم اطلاق الاصدار الاول من موسوعة المرئيات الاسلامية، والتي قام بتصميمها واطلاقها من قبل
الفريق الاسلامي ( http://islamic-team.com/)
متمنين ان ينال البرنامج رضاكم وإعجابكم،
ونسأل الله تعالى بأن يزيدكم علما فب ديننا الحنيف،
مع خالص شكرا نحن الفريق الاسلامي للبرمجة،
ولا نطلب منكم سوى الدعاء لنا بالتوفيق وبتقديم الافضل
ونعدكم ان شاء الله بأننا سنقوم بتسجيل الكثير من المرئيات الاخرى الاسلامية من القنوات المنوعة، ونقوم بتوفيرها على البرنامج،
كما اننا نأمل بإذن الله في توفير الاصدار الثاني من الموسوعة الاسلامية
http://mawso3a.islamic-team.com/images/ourl.gif
http://sedra.info/merathcd/hewinycd/doaa.gif
http://sedra.info/TESTUPDATE/PIC/DOWAA.gif (http://www12.0zz0.com/2010/03/08/00/565736515.gif)
http://sedra.info/merathcd/hewinycd/bye.gif
منقول
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[25 - May-2010, صباحاً 10:32]ـ
إخوتي نرجو إبلاغ المشرفين عن هذه المشكلة المتكررة وهي عدم ظهور الصور في المشاركات مع أن أصل الموضوع هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=211565
ـ[عبد الدايم]ــــــــ[26 - May-2010, صباحاً 08:42]ـ
من لا تظهر عنده الصور يمكنه عمل الأتى حتى تفعل هذه الخاصية لديه:
الضغط على "لوحة التحكم" الخاصة بالعضو الموجودة فى الصفحة الرئيسية ثم من الناحية اليمنى سوف يجد بلوك مكتوب عليه "الاعدادات & الخيارت"
سوف يجد ضمن هذا البلوك "تعديل الخيارات" قم بالضغط عليه ثم الذهاب إلى "خيارات عرض المواضيع" ثم يختار "عرض التواقيع" و "عرض التواقيع" و "عرض الصور (متضمناً والوجوه التعبيرية وروابط الصور الخارجية) "(/)
التصور الإسلامي المنير لمشروع التحرر والتحرير
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[25 - May-2010, مساء 05:24]ـ
من المدونة
التصور الإسلامي المنير لمشروع التحرر والتحرير
أبو يونس العباسي
الحمد لله معز الإسلام بنصره , ومذل الشرك بقهره , ومصرف الأمور بأمره , ومستدرج الكافرين بمكره، الذي قدر الأيام دولا بعدله , وجعل العاقبة للمتقين بفضله , والصلاة والسلام على من أعلى الله منار الإسلام بسيفه , وعلى من سار على دربه واقتفى أثره , واهتدى بهديه واستن بسنته , إلى يوم الدين.
[بأيهما نبدأ أولا بتحرير الإنسان أم بتحرير الأوطان؟]
إن منهج الإسلام في قضية التحرير والتحرر هو البدأ بتحرير الإنسان قبل تحرير الأوطان , ولعل إخفاقنا وفي حقب متتالية في التحرير والتحرر ذلك لأننا بدأنا بتحرير الأوطان قبل أن نحرر الإنسان ...
قال الله تعالى:
{إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ (11)} [الرعد]
بل إن من أهم وظائف الرسل وأتباعهم تحرير الشعوب من كل ما يضرهم في العاجلة والآجلة ...
قال الله تعالى:
{الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157)} [الأعراف]
نعم ...
لقد أنزل الله القرآن والسنة ليحرر الإنسان من أغلال وقيود الظلمات إلى أنوار الهداية والتوحيد ...
قال الله تعالى:
{اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (257)} [البقرة]
ولقد جلى الصحابي الكريم ربعي بن عامر في خطابه لرستم لما قال له:
<< نحن قوم ابتعثنا الله تعالى لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة.>>
[صفات الإنسان عندما يتحرر بالسنة والقرآن]
وللإنسان الذي تحرر بالسنة والقرآن صفات نلخصها فيما يلي:
1ـ يعمل للإسلام دون أن يطلب منه أحد ذلك ...
قال الله تعالى:
{وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ (20) فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (21)} [القصص]
فها هو الرجل المؤمن سعى إلى موسى ـ عليه السلام ـ لينقذه من أهل الكفر دون أن يوجهه أحد إلى ذلك.
2ـ يذود عن الإسلام ويدافع عنه يوم يجبن الجميع ويسكت الجميع ...
قال الله تعالى:
{وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ (28)} [غافر]
فهذا الرجل قام يدافع عن موسى في وقت سكت الجميع , ومثل هذا الرجل مثل أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ الذي قام يدافع عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم حاول المركون قتله ولم يدافع عنه أحد ...
أخرج البخاري في صحيحه عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍوعَنْ أَشَدِّ مَا صَنَعَ الْمُشْرِكُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
(يُتْبَعُ)
(/)
<< رَأَيْتُ عُقْبَةَ بْنَ أَبِي مُعَيْطٍ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي فَوَضَعَ رِدَاءَهُ فِي عُنُقِهِ فَخَنَقَهُ بِهِ خَنْقًا شَدِيدًا فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ حَتَّى دَفَعَهُ عَنْهُ فَقَال: {أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ} >>
ومن أشباه هذا الرجل كذلك الفاروق عمر ـ رضي الله عنه ـ الذي قال عنه ابن مسعود كما في صحيح البخاري:
<< ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر >>
وقال عنه في موضع آخر:
<< كان إسلامه نصرا وهجرته فتحا وإمامته رحمة >>
3ـ لا يلهيه عن الله مله ولا يشغله عن الدين شاغل ولا يصرفه عن الدين صارف ...
قال الله تعالى:
{رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (38)} [النور]
4ـ صادق في وعده وعهده وقوله وفعله ...
قال الله تعالى:
{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23) لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (24)} [الأحزاب]
5ـ يتصف بصفات حميدة وآداب جليلة ...
قال الله تعالى:
{وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66) وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67) وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71) وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72) وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (73) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74) أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (75) خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا} [الفرقان]
وقال أيضا:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54)} [المائدة]
6ـ قوام على النساء ممن يخصونه ...
قال الله تعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (34)} [النساء]
والمعنى أن هؤلاء الرجال الذين تحرروا بالإسلام يقومون النساء ويعدلون من اعوجاجهم ويرعونهم ويتابعونهم على الدوام , ويمنعونهم من أن يكونوا مصادر فساد وإفساد للمجتمع.
[مصير الأوطان إذا ما تحرر الإنسان تحت راية السنة والقرآن]
إن مصير الأوطان إذا ما تحرر الإنسان تحت راية السنة والقرآن أن تتحرر وتفك من أغلال وقيود الاحتلال الوطني والأجنبي ...
قال الله تعالى:
{وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآَلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ (127) قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (128) قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (129)} [الأعراف]
وقال أيضا:
{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55)} [النور]
وقال أيضا:
{إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (51) يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (52)} [غافر]
[نظرة الناس إلى مشروع التحرير والتحرر]
والناس في نظرتهم للتحرير والتحرر على ضربين:
1ـ نظرة قومية قطرية محدودة جغرافية فهم لا يفكرون إلى في تحرير المكان الذي يسكنونه إذا ما احتله الآخرون وهؤلاء يسمون حركاتهم وجماعاتهم في واقعنا المعاصر بحركات التحرر الوطني , وهم في ذلك لا يختلفون عن العرب في الجاهلية قبل أن يغير النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أحوالهم , كانوا لا يهتمون إلا بأنفسهم ومواطنهم وحسب.
2ـ نظرة شمولية تسع كل ما له علاقة بالإسلام , فالمسلم الحقيقي لا بد أن يفكر في تحرير أمته وتحرر كل بلد مسلم , لأن مشروعنا هو مشروع أمة جذورها ممتدة في أعماق التاريخ ...
قال الله تعالى:
{إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92)} [الأنبياء]
وقال أيضا:
{قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (158)} [الأعراف]
[أنواع التحرر الذي نريده ونرضاه]
والتحرر الذي نريده ونرضاه له صور متعددة أفصلها كالتالي:
1ـ التحرر من المناهج الوضعية التي ينتهجها الكثيرون كالديمقراطية والعلمانية والاشتراكية وغيرها ...
قال الله تعالى:
{وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85)} [آل عمران]
2ـ التحرر من الأحكام والقوانين البشرية التي تحكم المسلمين عوضا عن أحكام الشريعة ...
قال الله تعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
{وَيَقُولُونَ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (47) وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (48) وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (49) أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (50)} [النور]
3ـ التحرر من الخضوع والتبعية للمشركين بكافة أنواعهم ...
أخرج البخاري في صحيحه أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
<< لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ فَمَنْ.>>
4ـ التحرر من الأخلاق الرذيلة التي عمت وطمت في مجتمعاتنا كالجبن والخوف والبخل والأنانية وغيرها ...
أخرج البخاري في صحيحه عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ قَالَ:
<< ... وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ ... >>
5ـ التحرر من المنافقين الذين يملئون مجتمعنا المسلم من رأسه إلى قاعه , أولئك الذين يخدمون أجندات الكافرين والمشركين والذين باعوا دينهم وأمتهم بأرخص الأثمان ...
قال الله تعالى:
{فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ (83)} [التوبة]
وقال أيضا:
{وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ (46) لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (47)} [التوبة]
6ـ التحرر من عبودية الهوى وهو: ما تشتهيه النفس في معصية الله تعالى ...
قال الله تعالى:
{أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (43)} [الفرقان]
7ـ التحرر من عبودية المال والدنيا والشهوات والملذات ...
قال الله تعالى:
أخرج البخاري في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
<< تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ وَالْقَطِيفَةِ وَالْخَمِيصَةِ إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ وَإِنْ لَمْ يُعْطَ لَمْ يَرْضَ.>>
8ـ تحرير الأرض والخيرات والموارد والنعم التي أودها الله في بلادنا.
9ـ التحرر في القرار في الدول الإسلامية وعدم الرضوخ لأجندات خارجية.
10ـ التحرر من العادات والتقاليد المخالفة للشرع والملة ...
أخرج أبو داوود في سننه عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
<< مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ.>>
11ـ تحرر الفكر من الخرافات والأوهام وكل ما يخالف منهج الله.
12ـ التحرر من الجاهلية وهي مصطلح يعبر عن كل ما يناقض الإسلام ويخالفه.
[كيف نتحرر من الجاهلية؟]
والتحرر من الجاهلية يكون في عدة مجالات وهي كالتالي:
1ـ التحرر من الجاهلية في مجال الحكم والقضاء ...
قال الله تعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
{وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50)} [المائدة]
2ـ التحرر من الجاهلية في المجال الاقتصادي ...
أخرج البخاري في صحيحه عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:
<< أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ تَحْتَ قَدَمَيَّ مَوْضُوعٌ ... وَرِبَا الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ وَأَوَّلُ رِبًا أَضَعُ رِبَانَا رِبَا عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَإِنَّهُ مَوْضُوعٌ كُلُّهُ ... >>
3ـ التحرر من الجاهلية في المجال الاجتماعي والتي تقوم على التعصب للحزب والعائلة والقبيلة في ما هو باطل ومخالف للشرع ...
قال الله تعالى:
{إذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (26)} [الفتح]
4ـ التحرر من الجاهلية في مجال السلوك , وتبرج المرأة مثال على الجاهلية في السلوك ...
قال الله تعالى:
{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33)} [الأحزاب]
ومن الأمثلة كذلك على الجاهلية في مجال السلوك احتقار الآخرين والتقليل من شأنهم ...
أخرج البخاري في صحيحه عن أَبِي ذَرٍّ قَالَ كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ رَجُلٍ كَلَامٌ وَكَانَتْ أُمُّهُ أَعْجَمِيَّةً فَنِلْتُ مِنْهَا فَذَكَرَنِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِي:
<< أَسَابَبْتَ فُلَانًا قُلْتُ نَعَمْ قَالَ أَفَنِلْتَ مِنْ أُمِّهِ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ ... >>
[التحرر الذي يريده المشركون والكافرون لنا]
إن نوع التحرر الذي يريده الكفار لنا هو تحرر مما يلي:
1ـ تحرر من الدين ...
2ـ تحرر من الأخلاق الإسلامية ...
3ـ تحرر من القيم والمبادئ والثوابت والعادات والتقاليد الإسلامية ...
4ـ تحرر من العفة والطهارة , وهذا النوع يسمى بـ: تحرر المرأة؟ , ومن الأمثلة عليه الحرب التي تشن في هذه الأحايين على الحجاب والنقاب والجلباب ...
والتحرر الذي يدعونا إليه المشركون هو صورة من صور الحرب التي يوقدون أوارها على الإسلام وأهله فيما يمى بالغزو الفكري ...
قال الله تعالى:
{وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217)} [البقرة]
وقال أيضا:
{مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (105)} [البقرة]
[أصناف الناس فيما يتعلق بالتفاعل مع مشروع التحرر والتحرير]
والناس فيما يتعلق بالتفاعل مع مشروع التحرر والتحرير على صنفين:
1ـ راض بالظلم ... مستكين له ... راضخ له وخاضع ... , وهؤلاء لا يهتمون إلا بالمحافظة على الحياة أيا كانت , حتى ولو كانت مذلة مهينة ...
قال الله تعالى:
{وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (96)} [البقرة]
(يُتْبَعُ)
(/)
وهم برضاهم لهذا الحال وعدم تفاعلهم مع مشروع التحرر والتحرير كالأنعام بل أسوأ ...
قال الله تعالى:
{إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ (12)} [محمد]
إن هذا الصنف يعيد دور المنافقين الذين كانوا يقومون بدور المحايد في مشروع التحرير والتحرر الذي كان يقوده النبي وأصحابه ...
قال الله تعالى:
{ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (154)} [آل عمران]
2ـ والصنف الثاني فيما يتعلق بالتفاعل مع مشروع التحرر والتحرير هو صنف الأحرار في زمن العبيد , الذين يموتون ولا يرضون بالظلم والهوان ...
أخرج الحاكم في مستدركه عن عطاء، عن جابر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، ورجل قال إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله»
قال سيد قطب وقد ساومه جمال عبد الناصر على مبادئه وثوابته:
<<إن أصبع السبابة الذي يشهد لله بالوحدانية خمس مرات يأبى أن يرقع لظالم ظلمه أو لباغ بغيه.>>
فهل يستوي الصنفان والفريقان؟
قال الله تعالى:
{مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (24)} [هود]
[الثمن الذي لا بد للأمة أن تدفعه حتى تتحرر]
إن الثمن الذي لا بد للأمة أن تدفعه حتى تتحرر هو الأشلاء والجروح والطعنات والدماء , فالتحرر لا يحصل عليه إلا من ناضل وجاهد وقاتل من أجله ...
ورحم الله أصحاب الأخدود الذين دفعوا حياتهم ثمنا لحريتهم وتحررهم ...
قال الله تعالى:
{قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (9) إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (10)} [البروج]
ورحم الله سحرة فرعون بعد أن آمنوا إذ إنهم دفعوا حياتهم ثمنا رخيصا مقابل حريتهم وتحريرهم ...
قال الله تعالى:
{قَالَ فِرْعَوْنُ آَمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (123) لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (124) قَالُوا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ (125) وَمَا تَنْقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آَمَنَّا بِآَيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ (126)} [الأعراف]
ورحم الله القائل:
<< إن شجرة الإسلام لا تسقى بالماء وإنما تسقى بالدماء. >>
ولقد جرت سنة الله في الشعوب التي تبغي التحرر أن تدفع الضريبة من أرواح أبنائها وأجسادهم , وهذه بعض الأمثلة:
& yacute; فها هي فيتنام تدفع 3 مليون قتيل لتتحرر من أمريكا.
& yacute; وها هي الهند تدفع ملايين القتلى لتتحرر من بريطانيا.
& yacute; وها هي الجزائر تدفع مليون شهيد لتتحرر من فرنسا.
& yacute; وها هم المسلمون في فلسطين والعراق وأفغانستان وغيرها من البلدان يقدمون الشهداء والجرحى والأسرى لينالوا حريتهم الشاملة الكاملة.
والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات
أبو يونس العباسي
غزة المحاصرة
الأحد
9 جمادى الآخرة 1431هـ
23|5|2010م(/)
أحكام العقارات والسمسرة؟
ـ[ابو الفوائد]ــــــــ[26 - May-2010, صباحاً 10:19]ـ
الْعَقَارُ هُوَ: كُل مَا لاَ يُمْكِنُ نَقْلُهُ وَتَحْوِيلُهُ مِنْ مَكَانٍ إِلَى آخَرَ كَالأَْرْضِ وَالدَّارِ كما في الموسوعة الفقهية الكويتية.
تعريف السمسار (المصدر: السَّمْسَرَةُ):
لغة: السِّمْسارُ الذي يبيع البُرَّ للناس أو هو الرجل من الحاضرة الذي يتوكل للبادية فيبيع لهم ما يَجْلبونه وقيل في تفسير قوله ولا يبيع حاضِرٌ لِبادٍ أَراد أَنه لا يكون له سِمسَاراً، قال الليث: السِّمْسَار فارسية معرَّبة والجمع السَّمَاسِرَةُ، وقد سماهم النبي صلى الله عليه وسلم تجارا
اصطلاحا: .. ويسمى أيضا الدلال والوسيط.
وفرق فقهاء الحنفية بين السمسار والدلالة، فالسمسار المتوسط بين البائع والمشتري ليبيع بأجر من غير أن يستأجر، أما الدلال الواسطة بين المتبايعين
.
السؤال: ما حكم بيع ما لم يتم بناؤه؟ كما في المشروعات الكبيرة لبعض الشركات حيث تعلن عن بناء برج وتقوم ببيع الشقق قبل عملية البناء أو أثناء عملية البناء؟ هل يشبه ذلك بيع الطير في الهواء، حيث أنها تبيع الشقق في الهواء؟ أم هو من باب السلم وليس البيع؟
بعض العلماء أجاز هذا البيع بشرط أن يوصف وصفا دقيقا. لكن هل هذا يمكن في الواقع؟ حيث أننا نرى في الغالب أن المبيع يتأخر تسليمه ثم يختلف عن الوصف بعض الشيء؟ هل هناك رأي آخر؟
السؤال الثاني: هل يجوز للمشتري أن يشتري من المالك مباشرة دون علم السمسار مع أن السمسار أو الدلال هو الذي دله على المبيع (العقار)؟(/)
الفوائد الحسان من دروس الشيخ سليمان العلوان
ـ[من خاف أدلج]ــــــــ[26 - May-2010, مساء 04:36]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله (ص) أما بعد:
فهذه سلسلة فوائد دونتها في أوراق ووضعتها هنا لتعم الفائده
_ التسمية يبتدأ بها في اي أمر مهم شرعا كالوضوء والأكل كما في الحديث الصحيح ولذلك أوجب التسمية غير واحد من أهل العلم عند الأكل وهو من ظاهر النصوص.
_روى الحاكم بسنده في مستدركه {بسم الله الرحمن الرحيم} اسم من أسماء الله وسنده باطل.
_أفضل مايستفتح به المصنفات والكتب خطبة الحاجه التي كان يستفتح بها رسول الله (ص) فروى أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن الجارود عن عبدالله ابن مسعود.
_أظهر أقوال العلماء ان الصلاة على النبي (ص) واجبة كما ذُكر فقد روى الترمذي عن أبي هريرة1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: قال رسول الله (ص) {رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصلي علي}
ومعنى رغم أي لصق بالرغام وهو التراب.
_ أجمع العلماء على العمل بالحديث الصحيح والحديث الحسن ولايجوز معارضة الحديث إذا صح قال ابن القيم رحمه الله: لايعرف إمام من أئمة المسلمين البته قال لايعمل بحديث رسول الله (ص) حتى نعرف من عمل به.
وأعدكم بفوائد قادمه والله الموفق
ـ[حنبلي قصيمي]ــــــــ[26 - May-2010, مساء 06:24]ـ
فوائد رائعة جزاك الله خييييييييييييييير. .
ـ[من خاف أدلج]ــــــــ[28 - May-2010, مساء 07:31]ـ
اشكرك على مرورك وجزاكم الله خيرا(/)
هنا تفريغ سلسلة إلي ذُري المجد فارتق (لفضيلة الشيخ أبي إسحاق الحويني) حفظه الله
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[26 - May-2010, مساء 04:58]ـ
الدرس:الأول.
مقدمة:
إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهدى الله تعالى فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالي وأحسن الهدي هدي محمدٍ_ صلي الله عليه وآله وسلم _، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثةٍ بدعه وكل بدعة ٍضلالة وكل ضلالةٍ في النار ,اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.
______________________________ ___________
فإن أكثر الناس يعتبرون قيمة الوظيفة في مردودها، فكلما درَّت الوظيفة ربحًا ومردوداً على صاحبها كانت وظيفة قيِّمة يتنافس الناس من أجلها.
وأشرف الوظائف على الإطلاق هي وظيفة الدعوة إلى الله _سبحانه وتعالي_ فهي وظيفة الأنبياء والرسل، ولا يسلك هذا السبيل إلا أفراد من بني آدم إذا قِيسوا بمجموع الآدميين على وجه الأرض.
دانلوب الإنجليزي وتغييره في حقيقة الوظيفة:
ولتعرف قصة الوظيفة: عندما وضع [دانلوب الإنجليزي] منهج التعليم في مصر، وانتقل هذا المنهج من مصر إلى سائر الدول العربية، لأن مصر هي التي علمت الدول العربية عن طريق ابتعاث المدرسين وغيرهم.
فبدأ هذا الماكر يغير في حقيقة الوظيفة، فأعطى أعلى راتب لمدرس اللغة الإنجليزية، كان يأخذ اثني عشرة جنيهًا، وأعطى له الحصص الأولى، مدرس اللغة العربية كان يأخذ أربعة جنيهات وحصته عادةً في آخر اليوم، ثم ربطوا حصة الدين بمدرس اللغة العربية، عندما يكون مدرس اللغة الإنجليزية يأخذ اثني عشرة جنيهًا فماذا تكون النتيجة؟ أن معظم الناس يتجهون لدراسة اللغة الإنجليزية لزيادة العائد والراتب الكبير، ويتخففون من اللغة العربية لاسيما أن الطالب في الحصص الأولى يكون نشيطًا، حاضر الذهن، وأما في الحصص الأخيرة يريد أن يقفز من على السور، وصل إلى درجة الملل.
ماترتب علي مافعله دانلوب الماكر.
فمن هنا بدأ الناس يتنافسون، اليوم مثلاً يتنافس الناس على دراسة اللغات كانت كلية الألسن في زماني كانت كلية من أواخر الكليات ليس لها قيمة تقريبًا، وكانت خارجه من اسم مدرسة الألسن ولا أحد يعرف قيمتها، الآن كلية الألسن من كليات القمة التي تُنافِس كليات الطب والصيدلة غير ذلك لماذا؟ قالوا لأن الدنيا تغيرت والعالم تغير ويحتاج إلى لغات.
تعلم الكمبيوتر مثلاً هذا يتنافس الناس فيه ويبدعون فيه كلما فزت بدقة التخصص كلما كنت مطلوب أكثر، فهكذا مقياس الناس.
أشرف الوظائف على الإطلاق أن تكون داعيًا لله _عز وجل_:
أما الذين يعيشون في الدنيا بأبدانهم وينظرون إلى الآخرة ببصائرهم فيعلمون أن أشرف الوظائف على الإطلاق أن تكون داعيًا لله عز وجل، أن تدل الناس عليه ونحن نعلم حديث النبي_ صلى الله عليه وسلم_: (وتفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة).
ثلاثٌ وسبعون طريقًًا كُلُها تؤدي إلى النار إلا طريقًا واحدًا، فإذا كنت أنت هذا الحادي الذي يقف على طريق الحق ويجنب الناس هذه الطرق، طرق المهالك والضلال، فالنبي _صلى الله عليه وسلم_ يقول: (الدال على الخير كفاعله)
فكل إنسان انتشلته واجتذبته من هذه الطرق وأوقفته على طريق الحق لك مثل أجره.وأنا أريد أي إنسان مغرم بلغة الحساب يعمل لي حسبة بهذه المسألة ويرى كم من العائد يعود عليه في الدنيا وفي الآخرة.
المراد بالنعمة السالبة.
والناس قِصار النظر لا ينظرون إلا إلى الدنيا، ولا ينظرون إلا إلى المال الإيجابي إذا صحت هذه التسمية، ينظرون إلى الأموال السائلة، لا ينظر إلى ما يُسمى عند بعض أهل العلم بالنعمة السالبة، [والنعمة السالبة التي ليست نقوداً مثل الصحة ,] أنت تعمل وتتحرك في الدنيا وتعمل كل ما تريد بصحتك، فإذا ضاعت الصحة، ماذا يحدث؟ لو عندك ملايين سائلة ستنفقها من أجل أن تسترد هذه الصحة مرة ثانية.
(يُتْبَعُ)
(/)
أي أن الصحة السالبة الكامنة التي لا تدفع لها أموال يوميًا لتستردها.سلامة الأولاد صحة الأولاد، سلامتك، صحتك.
متى تتسيل نعمة الصحة؟
ويمكن أن تتسيل هذه النعمة [أي تكون أموالاً] إذا فقدها صاحبها.
بما يُكافيء الداعي إلي الله_عز وجل_
الداعي إلى الله _عز وجل_ لابد أن يُكافيء في الدنيا ولا يلزم أن تكون المكافأة مال، إنما يُكافأ بنعمة الرضا وبراحة البال، واستقامة الأبناء استقامة الزوجة، محبة الناس محبة الجيران، طيب الثناء والذكر.
ذكر العالم أكثر من ذكر الأب والأم.
ونحن جميعًا نذكر علمائنا أكثر من أبائنا وأمهاتنا.أبي مات وأبوك تتطلب له الرحمة كم مرة، لكن أنت طالب علم تدرس في كتاب قال المصنف_ رحمه الله _، قال أحمد_ رحمه الله_ قال مالك _رحمه الله_، قال البخاري رحمه الله صارت ملازمة للسان أنك تترحم وتترضي على أهل العلم، وهذه ليست مسألة هينة لا يعرفها إلا الموتى عندما يترحم أهل الأرض عليهم ويكون للإنسان لسان صدق في الناس يعرف هذا الميت قدر هذا الذي فعله وبذله في الدنيا.
حقيقة الدعوة، وكيف ندعو الناس إلي الله عز وجل.
كثير من إخواننا الذين أتوا إلى هذا المسجد أتوا بقصد أن يعلموا حقيقة الدعوة، كيف يدعون الناس إلى الله؟ عندما قلت الدعوة إلى الله _عز وجل _وظيفة هذه [مجرد تسمية اصطلاحية]، وإن كان بعض الناس يعترض عليها لكنني قصدت أن أقرب المعنى بها.
إذا تعامل الداعية إلى الله عز وجل بمنطق الموظف فشلت دعوته:
بل لابد أن يتعامل وهو يمضي في طريقه بقلبه الموظف يُمكن أن يذهب ويوقع في المصلحة ويأخذ خط سير ويرجع إلي منزله، بعض من رزقه الله عز وجل حسن الأداء من الخطباء عندما يتجمع عليه الناس يُنقل، لاسيما أن كان من يحمل في صدره حقدا وغيظاً له.
بيته بجوار المسجد أو المسجد في نفس البلد فكان لا يجد مشقة في الذهاب إلى المسجد، فنقلوه إلى أبعد مكان فيغضب، ويحزن وغير ذلك، وأنا أقدر غضبه لأنه سينفق وقتًا في الذهاب والإياب وسيكلفه مصاريف وغير ذلك لأنه ذهب إلى هناك عقوبة.
الذين يعيشون علي ثغر الدعوة بقلوبهم حيثما وقعوا نفعوا.
الذين يعيشون علي ثغر الدعوة بقلوبهم يغتبطون لهذا، يقول أرض بور سأشجرها، لأنه حيثما وقع نفع، تضعه في أي مكان لا يسكت، يزرع فإذا كان أهل بلدي استفادوا من في هذا الموقع واستطعت أن أكون نواة من الشباب الجيد وأبذر فيهم بذرة الدعوة إلى الله _عز وجل _، فأنا ذهبت إلى أرض بور سأشجر في هذه الأرض، جعلوها عقوبة وفقني الله _عز وجل_ أن أجعلها منحة.
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[26 - May-2010, مساء 05:00]ـ
محنة تعرض لها الشيخ الألباني_ رحمه الله_ فكانت منحة:
الشيخ الألباني_ رحمه الله _قص علينا أنه لما سُجن اصطحب معه صحيح مسلم وهو يقول أنه كتابي المحبب لأن مسلم له رونق معين بالنسبة للسياق وترتيب الأحاديث والإتيان بالألفاظ على وجهها وليس كالبخاري.
ففي خلال الثلاثة أشهر التي أُعتِقلَ فيها لخص صحيح مسلم، ويقول كان الإشكال أن اللمبة كانت في السقف، وسقوف السجون تكون مرتفعة جدًا بحيث يكون التنفس إلى حد ما جيد، وهم يعملون فتحة عالية فوق تدخل الهواء ولا أحد يستطيع أن يتسلق ويقفز من الشباك أو غير ذلك تحايل بقدر المستطاع أن يحضر سلك طويل كي ينزل اللمبة إلى تحت حتى يستطيع أن يقرأ في هذا الكتاب، يقول: وهكذا أرادوها محنة فكانت لي منحة.
أي إنسان يحب الدعوة وتكون في دمه هذا لا يضيره أين ذهب.
فنحن نريد الآن أن نكون كالجن في سرعة تلبية النداء بعد أن سمعوا القرآن رجعوا دعاة لله _عز وجل_.
الذين قال الله عز وجل فيهم: ? وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ. قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ * يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ ? [الأحقاف:29 - 31].
(يُتْبَعُ)
(/)
فخبر هؤلاء الجن كما فى صحيح البخاري ومسلم إنهم جماعة من جن نصيبين وكانوا ذاهبين كالعادة يسترقون السمع ليعرفون الأخبار، وأثناء ذهابهم إلى المهمة الرسمية فإذا بالشهب تطاردهم وهذا ليس كالعادة، ما الذي حدث قالوا لابد أن يكون حدث شيء.
فرجعوا إلى قومهم فقالوا لهم لماذا رجعتم؟ قالوا حدث كذا وكذا، قالوا حدث شيء عظيم، طوفوا بمشارق الأرض ومغاربها وأتونا بالخبر ما الذي حدث؟، فلما ذهبوا مرة أخري كان النبي _صلي الله عليه وسلم_يقرأ في صلاة الفجر يصلي بأصحابه ويقرأ، فعندما, وقفوا على قراءة النبي_صلي الله عليه وسلم_ لم يتحركوا، وقالوا أنصتوا، أي استمعوا بأذن أي ألق سمعك أي استسلم، ? فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ ?هم كانوا ذاهبين ليستمعون إلى خبر السماء وكانوا يعملون مع الكهان، الجن , عندما يسترق السمع يسرق الأخبار التي سوف تنزل على الأرض، كأن يقول مثلاً فلان سيموت اليوم في الساعة الثامنة صباحًا.
الأمر نزل سينزل به الملك، ملك الموت _عليه السلام_ أو أحد من يعاونوه الساعة الثامنة تمامًا هذا يكون روحه خرجت، تخرج بأي وسيلة وهو يجلس في بيته، اصطدم في عمود، وقع عليه جدار، وقع تحت سيارة، غرق في البحر، كما يقدر ربنا سبحانه وتعالى كيف سيموت، فيتسمع الجني بأذنه الأخبار فيعرف أن فلان سيموت الساعة الثامنة.
والجن لكي يصلوا إلى السماء يركبون بعضهم علي بعض ,إلى آخر واحد يسترق السمع، و الشهب باستمرار لهم بالمرصاد، الشهاب يحرق هذا وهذا، وهذا، ويقوم أحدهم بنقل الخبر للذي تحته ثم إلى الذي تحته ...... وهكذا إلى أخر واحد يحملهم ,فتكون الشهب حرقت معظم هؤلاء الجن وهذا الذي يفلت بالخبر.
فيذهب إلى الدجال ويقر هذا الخبر في إذنه قر الدجاجة، [الدجاجة عندما تريد أن تبيض و تصدر صوتاً معيناً]، فهذا الجني يعمل هكذا، فالرجل الذي هو كاهن يرسل للجماعة يقول لهم ليس هناك داعي أن يسافر اليوم، اجعلوه يؤجل، كيف يؤجل والتذكرة مقطوعة والحجز مؤكد وإذا لم أذهب سيكون هناك أضرار علي فيصر علي الذهاب فيصرح الكاهن بأنه لو ذهب سيتعرض لحادث, فلا يصدقوه, متهمين إياه بالجنون , لأنه لايعلم الغيب، إلا الله وبالفعل يذهب ويعمل حادثة ويموت فيها، المرة القادمة لو قال له لا تتحرك فلن يتحرك، فهذا كلام عائشة رضي الله عنها لما تقول: (يا رسول الله إن الكهان يحدثوننا بالكلمة فتكون حقًا قال: تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني ثم يخلطونها بمائة كذبة).
فالجن الذين كانوا يذهبون بهذه المهمة بمجرد أن سمعوا القرءان رجعوا دعاة إلى الله سبحانه وتعالي: ? فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ? _ ولى_ معناها [أسرع] أي لم يمشي ببطء أسرع، لماذا لأنه نبأ عظيم كبير.
ولو أننا صرنا بنفس حس الجن في هذا الموقف أعتقد أننا سنطبق الأرض هدى بإذن الله تعالي_ عز وجل_، والفرد الواحد في بلد يستطيع أن يكون كالشمس، والشمس اليوم تخرج فتضيء الكون كله.
أدع إلي الله ودعك من المثبطات وتحقير النفس.
فلا تقلل من قدر نفسك ولا تقول لن أصلح الكون ولا أقدر علي عمل شيء وغير ذلك، دعك من هذا كله، وكلمة ما ترك الأول إلى الأخر شيئًا من المثبطات التي ينبغي أن يطرحها المرء خلف ظهره لعل الله_ عز وجل_ أن يجعل هدى البلد بك، ولا تحقرن موهبتك، ولا تحقرن نفسك ولا تقل أنا كبير في السن والعلم يحتاج إلى بذل وإلى تعلم من الصغر وكل هذا الكلام اطرحه جانبًا.
مغاليق الفهم إنما تفتح بإذن الله.
فإن مغاليق الفهم إنما تفتح بإذن الله،يمكن أن تبذل الأسباب الأرضية ولا تفهم شيئًا، مثل النصر عندما يتنزل على الجيوش المسلمة بدون عدة تُذكر إذا قيس بعدة العدو.
كل مغازي المسلمين من أول بدر إلى أخر غزوة كان عدد المسلمين وعتادهم أقل من المشركين بكثير، ومع ذلك ما غُلِبوا قط أبدًا في غزوة مؤتة كان العدو مائتي ألف وكان المسلمين ثلاثة ألاف، وربنا _سبحانه وتعالى _في الأول فرض عليهم أن الواحد يقاتل عشرة، لم يستطيعوا قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
?الْآَنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا ? [الأنفال:66]، وجعل مقاتل يقابله اثنين، فالذي يفر من اثنين يكون فر من الزحف، إنما الذي يفر من عشرة فهؤلاء كثير عليه، في غزوة مؤتة كانت مقاتل مقابل سبعين وليس واحد إلى اثنين، ومع ذلك نصر الله المسلمين في هذه الغزوة نصرًا مؤزرًا، تقرأها تحس أنها كالأساطير ولولا أن الأخبار صحيحة كان من الممكن أن أحدنا يداخله شيئًا من الريب في ضخامة عدد المشركين مع قلة عدد المسلمين، فلم يتساوى أبدا المسلمين مع المشركين لا في العدد ولا في العدة.
وأنا أقول لكم لو جلس الإنسان جلسة متأمل فيما يتعلق بمصر بلدنا الذين رجعوا إلى الله _سبحانه وتعالي_ من خلق الله الذين هم بالملايين،عندما تري الذين كانوا يدعون إلى الله عز وجل , الذي أقوله بمجهودهم الفردي لا تظاهرهم دولة ولا تعطيهم مرتبات ولا أي شيء،حتى أنتم كلكم عندما تذهبون تدعون إلى الله _عز وجل_، تسافرون علي حسابكم وتقطعون المسافات الطويلة وغير ذلك.
دون أن يُحرككم أحد أو يعطيكم شيء، وعندما تنظر إلى هذه الثلة وهي كثيرة والحمد لله،بحساب المكسب الذي نراه، هم أم خطباء الأوقاف وطبعًا لا يفهم أحد من كلامي أن خطباء الأوقاف ليس لهم دور، لا، هناك منهم أناس أفاضل، وأناس مجيدون، وأناس محبون، مثلما عندنا ناس يلعبوا وناس ليسوا جيدون،، هذا موجود وهذا موجود وحتى لا يتصور أحد أنني أحط من قدر أحد.
الناتج الخاص بالناس الذين عملوا وحدهم أو الذين يعملون تابعين للوزارة من غير تفكير تعرف أن الناتج الذي تحصل عليه من الذين انطلقوا إلى الدعوة إلى الله عز وجل محبة لهذا الدين أعظم بكثير جدًا من الطرف الأخر.
فأنا أريد أن أقول لا نريد أن نكون موظفين ونحن ندعوا إلى الله _عز وجل والدعوة إلى الله _عز وجل_ لها ثلاثة أركان لابد أن تكون واعيًا تمامًا لكل ركن ونجاح دعوتك مرهون بقدر معرفتك بكل ركن.
فأنا إن شاء الله تعالى لن أسهب كثيرًا ضرب في الأمثلة، ولكن سأضع الخطوط العريضة أمام إخواننا من الدعاة الشباب.
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[26 - May-2010, مساء 05:01]ـ
والدعوة إلى الله عز وجل ثلاثة أركان:-
الركن الأول: الدعوة نفسها، إلى ما تدعوا؟ إلى أي منهج تدعوا.
الركن الثاني: الداعية الذي سيبلغ هذه الدعوة.
الركن الثالث: المدعو الذي سيتلقى هذه الدعوة.
الركن الأول:الدعوة نفسها هذا لب الموضوع كله كما سمعتم أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (وتفترق أمتي على ثلاثة وسبعين فرقة) كل فرقة من هذه الفرق لها أصول ولها فروع، الخلاف الأصلي بين هذه الفرق ليس في جزئيات الفقه مثلاً، إنما هي في مسائل الإيمان والتوحيد، أي في عصب الإسلام، اختلفوا مثلاً في صفات الله _عز وجل_.
الجميع يتفقون على التنزيه حتى المبتدعة، يقول أنا أنفي الصفة أنزه ربي، أن يكون كالخلق، فيدعوه هذا إلى تعطيل الصفة، يقول أحدهم, أن العقل قبل النقل لأنه لا يفهم النقل إلا بعقل صحيح، فهذا الكلام في الحقيقة مضاد لما جاء به الرسول وما علمناه الصحابة رضي الله عنهم، فيبدأ بتضبيط أصول لنفسه حتى يقاوم أصول أهل السنة والجماعة الذين يمثلهم القرون الثلاثة الأول، الصحابة ومن بعدهم.
فيبدأ يقول مثلاً أنً خبر الواحد لا يُنقل به عقيدة ويأت من الأحاديث بأشياء تعضد هذا، يقول لك مثلا عمر بن الخطاب لما كان مشغولاً ودخل أبو موسى الأشعري، لم يدخل وقف على الباب فدق الباب والحديث في الصحيحين على عمر بن الخطاب كان مشغولاً، المهم ثلاث مرات وانصرف أبو موسى الأشعري، عرف عمر بن الخطاب صوته فقال بعدما انصرف من مشاغله عبدالله بن قيس كان بالباب؟ قالوا نعم.
قال: ائتوني به، فلما جيء به قال: ما الذي جعلك تنصرف؟ قال لخبر سمعناه عن النبي صلى الله عليه وسلم (إذا استأذن أحدكم ثلاثًا فلم يؤذن له فليرجع)، قال: لتأتيني بمن يشهد معك أو لأوجعنك، قال هذا يدل على أن خبر الواحد لا يصح بمفرده، لابد أن يعضد بواحد مثله، أو يعضد بقرين فيأتي بالأحاديث التي تشبه هذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
و في آخر الكلام يرد علي هذا، أن عمر بن الخطاب_ رضي الله عنه_ عندما قال هذا لأبي موسى لما قال لأوجعنك أي سيضربه، فذهب أبو موسى منتقع اللون يبحث في الحلق ويرى هل في الصحابة من يشهد معه أو هناك احد سمع هذا الخبر معه فلما ذهب إلي جماعة من الأنصار وحكي لهم الحكاية تعجبوا جدًا أن تكون سنة الاستئذان تغيب علي عمر، فقالوا والله لا يقوم معك إلا أصغرنا، فقام أبو سعيد ألخدري_ رضي الله عنه_ وكان أصغرهم آنذاك وذهب فشهد مع أبي موسى الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك.
فعقب عمر بن الخطاب وعلق على ذلك فقال لأبي موسى [أما إني لم أتهمك ولكن الحديث عن رسول الله شديد]، وهذا كان مذهبًا لعمر خاص، رأى رآه،فعندما يقول له أما إني لم أتهمك، هذا واضح وهذا يتناسب مع مذهب عمر، فيأت بمثل هذه الأحاديث ليضرب بها الأدلة الكثيرة.
كي لا يحدث خلط بين المناهج بعضها البعض.
فكل واحد من أهل البدع جعل له أصولاً، وكي لا يحدث خلط بين المناهج بعضها البعض ,قبل أن أدعوا الناس إلى الله لابد أن يكون هذا المنهج مُعتَقد بالنسبة لي، وليس أن تقرأ كلمتين وتبلغهم, و ليس معني هذا أن إخواننا الذين تجاوزوا هذه المرحلة وصار لهم سنوات يدعون إلى الله _عز وجل _في الوعظ وغير ذلك أن يتوقفوا.
نصيحة لمن يتمني أن ينال أشرف الوظائف.
أولاً:تدرس مذهبك إبتداءًا في الاعتقاد، لا تذهب إلى أي مذهب مبتدع لأن لهم شبهات خطافة تخطف القلب، لا تضمن أن تدخل على أي منهج ولا تخرج منه وتدافع عن هذا المذهب المبتدع، فعليك أولاً أن تدرس كتب الاعتقاد، اعتقاد أهل السنة والجماعة التي تتدين بها لربك سبحانه وتعالى وتتمني أن تنجو يوم القيامة ويكون هذا هو شاغلك الشاغل.ثم تترقي من كتاب إلي آخر, وعليك بالمصادر الأصلية في الاعتقاد، الكتب الأولى التي يغترف منها كل من جاء من المتأخرين، وعليك بالكتب المختصرة في مسائل الاعتقاد وتترقى شيئًا فشيئًا.
من المصادر الأصلية في الاعتقاد:
ولكن لابد أن تعلم أن مردودك في النهاية إلى كتب المصادر الأصلية التي يغترف منها العلماء الكبار كشيخ الإسلام بن تيمية_ رحمه الله _ ومن جاء بعده، الكتب الأصلية مثل 1 - كتاب الإيمان لابن منده 2 - والتوحيد لابن منده أيضًا 3 - وكتاب التوحيد لابن خزيمة، 4 - وكتاب السنة لعبد الله بن أحمد بن حنبل 5 - وكتاب الشريعة للأجوري 6 - وكتاب الإيمان لابن بطه.
7 - ومن أجود هذه الكتب المتأخرة عن هؤلاء كتاب اللالكائي الذي هو شرح اعتقاد أصول أهل السنة والجماعة، كتاب رائع جدًا ومرتب بطريقة جميلة وأنت لو حذفت الأسانيد واختصرت هذا الكتاب لنفسك ربما لا تحتاج إلى أي كتاب من كتب المتأخرين إلا إذا أحببت أن تعرف تفصيل المسألة هذا يعطيك الاعتقاد الصحيح، ويعطيك أسماء من اعتقدوا هذا الاعتقاد قبلك أسماء الصحابة والتابعين والأئمة المتبوعين بالأسانيد أيضا، وأحيانًا يحذف الإسناد ويقول هذا قول فلان وقول فلان وغير ذلك.
فمثلاً لو قلت لك من اعتقاد أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد وينقص سمي لي من قال بهذا الكلام قبلك، ستقف متعجباً ليس معك ولا اسم، لأنك لم تدرس إلا من كتب المتأخرين الذين يجعلون العنوان ثم يبدءون المدافعة عنه ويردون على شبهات المخالفين،.
أنا أحتاج أولاً أن أكون معتقدًا ابتداءًا، ثم بعدما أحصل العلم أبدأ أعلم الناس، أشحن الأول ثم أفرغ للناس.
فثلاثة وسبعون فرقة، اثنين وسبعون منهم كما قلت فرق مبتدعة ولها أصول ولها ضوابط في الفهم والفكر والتشغيب على أهل السنة والجماعة، كل هذه الفرق بينها مشاكل، لكن كلهم اتفقوا على أهل السنة والجماعة.
المعتزلة مع الأشعرية يتخبطون بعضهم في بعض، الماتردية مع الجبرية يتخبطون بعضهم في بعض، مثلا ً، لكن كلهم في الأخر واقفين لأهل السنة والجماعة المذهب الحق.
إذن قبل أن تدعو الناس لابد أن تتحقق بحقيقة الدعوة قرءاناً وسنة.
وهذا سيدخلك في دراسة الأصول ولابد، ستدرس أصول العربية وتدرس أصول الفقه وتدرس أصول الحديث، هذه الثلاثة ولن نطالب بأكثر من هذا
(يُتْبَعُ)
(/)
أصول العربية: النحو والصرف ومعاني البيان وغير ذلك، وهذا يجعلك انك تحتاج ثانية أن تأتي بكتاب قواعد النحو الأساسية الذي كنا نأخذه في ثانوي كتاب يجمع كل المنهج أو أي كتاب بسيط سهل من كتب النحو، أو أي أستاذ لغة عربية تذهب إليه ليدرس لك النحو، والنحو ممتع وجميل، مثل الأصول عندما تدرس الأصول تشعر أنك أبصرت بعد العمى.
لأن المرء إذا درس المسائل الجزئية لا يستطيع أن يثبت على قدم الحق ما لم يدافع عنها بالأصول.
فلو أردت أن نقول في أي مسألة من مسائل الفقه حلال أو حرام أو مكروه أنت حفظت هكذا من كتب الفقه التي تشتهر بالجزئيات أي الفقه العملي ممكن أنا كرجل دارس أصول أوقفك لماذا حرام؟ فين الصارف وغير ذلك وكلما قلت لي شيئاً أوقفتك، أقول لك لماذا مباح؟ ولماذا مستحب؟ فلان يقول واجب وأنت تقول مستحب، ما الصارف وما الدليل على كذا وكذا وكذا؟ فعند عدم المعرفة من الممكن أن يتوقف. .
إذن دراسة الأصول هي التي تجعلك ثابتًا.
عندنا ظاهرة حاجة يريدون أن ينشئوها الآن يسمونها بالصوفية العلمية الصوفية في كثير من بلاد المسلمين انهزمت هزيمة منكرة أمام هذا التيار الجارف من الشباب المتسنن المتعلم، درسوا أصول حديث، وأصول فقه على الأقل متنورين حتى وإن لم يكونوا متخصصين أصبحوا فاهمين.
الصوفية كان طول عمرها طعام ورقص ومزمار وموالد وغير ذلك، خرج جماعة الآن نبهوا وقالوا لن يُوقِف هذا المد السلفي المبارك إلا أن نجادلهم بأصولهم الذين تعلموها، ندرس أصول حديث مثلهم وندرس أصول فقه مثلهم تمامًا وندرس أصول العربية وننتمي ونكون أفضل منهم،.
الصوفية لا يستطيعون الحياة بدون الأحاديث الضعيفة والموضوعة:
ولذلك تجد أغلب المتأخرين متساهلين في التصحيح والتضعيف لأن الكثير منهم كان ينتمي إلى الصوفية، وهذا الحديث جميل وحلو وأنا أريده لأنه سيحل لي إشكال فيبدأ يُشاكِل، حتى وصل الأمر بالسيوطي رحمه الله أن بن الجوزي يذكر حديثًا في الموضوعات، ويقول فلان الفلاني متروك الحديث فيقول السيوطي روى له بن ماجة، وما يعني أن روى له بن ماجه، بن ماجة لم يسلم من الأحاديث الموضوعة، عنده أكثر من أربعين، خمسين حديثًا مكذوبًا أو باطلاً، وعشرات المئات التي قد تصل إلى نحو ألف وخمسمائة إلى ألفين حديث ضائع، فابن ماجة لم يكن له شرط حتى تقول روي له بن ماجه كأنك تقول روى له البخاري، وحتى لو روى له البخاري، الراوي المُتَكلم فيه الذي تكلم العلماء فيه إذا روى له البخاري ليس معناه أن كل رواياته خارج البخاري أخذ بها، إنما انتقى البخاري من رواياته ما لم يغلط فيه، فأنا لا أقدر في الراوي المُتَكلم فيه داخل البخاري أساوي بين روايته خارج البخاري وروايته داخل البخاري، لأن البخاري هذا إمام خريج ماهر فاهم فيعرف أن الراوي غلط في هذا، ويعرف انه لم يخطئ في هذا.
الذي تبين له كإمام كبير أنه لم يخطئ فيه يأخذه ويضعه في الصحيح، فالبخاري، أتى بالراوي قال يهن في الأحاديث قال أنا أعرف الذي غلط فيه والذي لم يغلط فيه، فكيف عرف؟ مقاييس كثيرة الأصول هي التي تُعلمها لك، تدرس علم الحديث تعرف حقيقة الأمر، فالبخاري ينتقي.
وأنا لا أستطيع أن أسوي بين رواية لراوي مُتَكَلم فيه داخل البخاري وبين رواية أخري خارج البخاري، وحتى لو قال لي روى له البخاري فأنا لن أسلكها أيضا، سفيان بن عيينه ومالك, لهم أحاديث شاذة كثير من العلماء والبخاري ومسلم, لم يخرجوها في الصحيح والعلماء تكلموا فيها بالشذوذ وغير ذلك وهذا سفيان ومالك ومعمر.
الصوفية لا يستطيعون الحياة ولا ممارسة هذا الدين إلا بالأحاديث الضعيفة والموضوعة فيريدون الوقوف لنا وذلك بدارسة الأصول، فعندما نضعف حديثاً يجادلوننا والهدف تعطيل المسيرة ,
فأنا الآن مشهور أنني اعمل بالحديث، عندما أقول هذا الحديث صحيح أو ضعيف فأنت تثق في كلامي وتأخذه كلامًا مسلمًا، وممكن واحد يكون لسانه أفصح من لساني ويعرض الحجة أفضل مني يقول بالعكس هذا في أعلى درجات الصحيح، أنا وضعته أسفل وأنت تضعه على القمة، اختلفنا نحن الاثنين، والثاني ممكن يكون مشهود له بالحديث أيَضا، سيخرج الذي يشهد له ويقول هذا ماهر في الحديث، فصار نحن الاثنين مهرة في الحديث، فماذا يفعل السائل؟
سيأتي ليستفتيني فيقول والله إذا اختلف عالمان في تصحيح حديث أو تضعيف ماذا أفعل؟ أقول له يا بني اجتهد في أن تقلد الأفضل عندك، وهذا من المكن أن يكون عنده نزعة صوفية فلمن سيذهب، وأنا من أعطيته الرخصة وقلت له اجتهد في أن تقلد الأفضل عندك والأدين والأعلم، فأكون قد فرطت في السائل، وجعلته هو الذي يختار
الخطر القادم خطر علمي:
الصوفية انهزموا أمام المد العلمي المبارك، ونريد أن نؤسس نواة وهذا كائن الآن تُبنى له مدارس وتُبنى له معاهد لكي أعرفك الخطر القادم الخطر القادم خطر علمي، ناس مبتدعة تعلموا العلم.
أبو القاسم البغوي_ رحمه الله_ وعلم الحديث.
وأنا قلت قبل ذلك أكثر من مرة وأعيد لأنه جاء موعد الاحتجاج به أبو القاسم البغوي_ رحمه الله_ أحد مشايخ الدار قطني وهو إمام ثقة كبير، جده أحمد بن منيع أحد مشايخ البخاري وغيره، أحد مشايخ هذه الطبقة وهو من الأئمة الكبار الثقات، ويُقال عن أبي قاسم البغوي هذا ابن بنت منيع ساعات بعد الشباب المشتغل عندما يجد الدار قطني يقول حدثنا ابن بنت منيع فيقول من هو ولا يعرفه، لا، هو أبو القاسم البغوي عبد الله بن عبد العزيز وكان تلميذًا للإمام احمد وأراد أن يذهب إلى شيخ ما، وأحب أن يأخذ وساطًا من الإمام أحمد، ورقة يقول له قادم لك فلان الفلاني اهتم به غير ذلك.
ذهب أبو القاسم البغوي إلى الإمام أحمد وقال إني أريد أن أذهب إلى فلان فاكتب لي إليه، فكتب له الإمام أحمد ورقة قادم لك رجل يكتب الحديث فقال أبو القاسم يا أبا عبد الله هلا قلت له قادم إليك رجل صاحب حديث يريد أن يغير يكتب الحديث إلى صاحب حديث، فقال له الإمام أحمد صاحب الحديث عندنا من يعمل بالحديث.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[26 - May-2010, مساء 05:03]ـ
المبتدعة لا يعملون بالحديث إنما يشتغلون بالحديث كصنعة:
إذن هؤلاء المبتدعة هل يعملون بالحديث، لا، إنما يكتبون الحديث يشتغلون بالحديث، صارت صنعة، مثل أي واحد، نجار يعمل مكتب، يعمل منبر حداد مسلح يعمل عمود، يعمل سقف، صارت صنعة.
بعض علماء أصول الفقه كتابه مثل قبة الفلك هكذا، لا يوجد أصولي لا يمر عليه، لابد أن يمر عليه وكان لا يصلي وأنتم تتعجبون جدًا منها، كان لا يصلي والذهبي ترجم له في الميزان، وكيف عرفوا أنه لا يصلي؟
قيل أنه لا يصلي وأرادوا أن يختبروا أن كان يصلي أم لا، فجعلوه نائم ووضعوا الحبر على قدمه من أسفل على بطن رجله، ثم جاءوا بعد ثلاثة أيام وجدوا الحبر كما هو فقالوا كان لا يصلى.
وهناك أحدهم من أعلى الناس إسنادًا والدنيا كلها تتهافت عليه تهافت الفراش على النار وكان لا يصلى، وأنا أريد أن أقول لك هذا عمل بتحصيل الأسانيد الحديثية والأسانيد العالية ولم يتدين بالحديث.
أهل البدع لا يتدينون بالحديث:
لو تدينوا به لأقامهم الله عز وجل على قدم السنة وأنهم يدافعون عنها، لكن الإشكال أنه أخذ صنعة ويوقف مسيرتك.
الصوفية العلمية ومصر:
فتكون القصة القادمة التي ستحدث في مصر على الأقل في منظوري وحسب المعلومات التي عندي، أن هناك صوفية علمية ستكون في مصر، تقف ضد هذه القصة، فمهما حفظت من كتب الفروع لا تستطيع أبدًا أن تثبت فرعًا إلا إذا كنت عالمًا على أي أصل أصلت، فلابد من دراسة الأصول دراسة جادة وواعية، فإذا أخذت درساً عند شيخ , الشيخ إنما يفتح لك الباب، لا يوجد شيخ يجعل طالب العلم عالمًا أبدًا، المعلومات الذي يأخذها من الشيخ لا تجعله عالمًا حتى يبذل قصارى جهده في مراجعة ما يقول العالم.
لأن العالم يعطي عناوين ويختصر لك العمر، يعرفك المغاليق يقول لك اعمل في هذا الطريق ولا تعمل في هذه، هذه معقدة ,تعمل في هذا الطريق تجد الدنيا فتحت لك، ولو أنت اجتهدت بنفسك ممكن تجد نفسك في الدنيا لا تستطيع أن تتقدم ولا أن تتأخر.
فالشيخ ضروري جدًا بالنسبة للطالب، لكنه يفتح الباب له الطالب على قدر قوة قدمه في السعي والمشي.
فلابد من دراسة الأصول الثلاثة [أصول العربية و والفقه والحديث] مع الفروع.
إذن أول ما ندرسه الأصول الثلاثة [أصول العربية أصول الفقه، أصول الحديث]، مع دراسة كتب الفروع، وتكون جادًا جدًا، والعلم شاق جدًا (لا يُستطاعُ العلم براحة الجسد) كما رواه مسلم في صحيحه، وانتبه لهذا الكلام [العلم لا يُعطيك بعضه حتى تعطيه كلك].
نصيحة الشيخ_حفظه الله_ لمن أراد أن يكون داعية إلي الله عز وجل.
فإخواننا الذين جاءوا يقولون نريد أن ندعوا إلى الله والقرى عندنا والمدن ليس فيها دعاة إلى الله وليس فيها أحد يدعوا إلى السنة وغير ذلك، فأنا أقول لك عليك أن تواصل الليل بالنهار وترضي بالقليل في مرحلة الطلب، أنت شاب تريد أن تتزوج وتريد مسكن وتريد عمل وغير ذلك، لك أحد الخيارين إما أن تعمل ليل نهار كي تستطيع أن تتزوج وتحصل على شقة وغير ذلك، وإما ترضى بالقليل والحمد لله إنك تأكل وتشرب وتسكت كلب الجوع وتنخرط في التعلم، ليس لها حل، وياليتها كان لها حل كنا نستطيع أن نوزن مابين المسألة، لكنك مضطر لهذا.والمضطر يركب أسنة الرماح، وبقدر ما يكون في قلبك من القناعة بهذا الطريق وشرف هذه الوظيفة أنت تتصرف من خلال هذا الكلام.
مرحلة الخمول من أصعب المراحل:
فنقول إذن الدعوة نفسها لابد أن تتحقق بها ابتداءًا، وهذه هي مرحلة التلمذة، وهذه المرحلة هي أصعب المراحل جميعًا التي يسميها بعض العلماء علماء السلوك مرحلة الخمول، أنك أنت خامل الذكر لا أحد يعرفك وهذه من أجل نعم الله _عز وجل _علي العالم.
البذرة عندما تبذرها في الأرض وتظل تراقبها، ماذا يحدث لها؟ تجدها في الأخر أخرجت ورقة أو ورقتين هكذا، مرحلة الجذر ألم تسبق نبات الورق هذا الجذر ألم يكن في الخفاء تحت يضرب بإذن الله في الأرض حتى ثبت، ثم طلع الفرع فوق،.
مرحلة الخمول هذه هي مرحلة بناء الجذر، مرحلة بناء الشخصية العلمية
ضرب الشيخ_ حفظه الله_ مثلا لطالب العلم في مرحلة التحصيل ,بالبرج في مراحل إنشائه حتى يتم الانتهاء منه ..
(يُتْبَعُ)
(/)
بالنسبة لك، مثل أي برج أنت تبنيه، لكي يبلغ مائة دور فلابد كلما طلعت تنزل، لابد أن تعمل أساس.
هذا الأساس معروف كم يظلون في مرحلة القاع هذه حتى تنتهي , فمرحلة الجذر لا ينتبه إليك أحد فيها مطلقًا، ثم يبدأ بإنشاء العظم الخاص بالعمارة، هل ينظر أحد؟ نعم بعض الناس، الأول لا ينظر أحد لأنه لا يلزمه الأساس ثم بدأ يبني الأعمدة وغير ذلك فبعض الناس ينظر ليرى كيف صار طول العمارة وغير ذلك وحجمها الضخم.
قليل من الناس هو الذي ينظر، انتهي بناء الطوب أيضًا قليل من الناس ينضم إلينا، انتهينا من البرج وتم تشطيب الواجهة وصارت الواجهة جميلة ورخام وغير ذلك يبدأ الناس يقفون على الباب يقولون كم سعر الشقة؟ يدخل العمارة بعدما عملنا الشقة وديكور وغير ذلك , ومن ثم عرض ثمنها. ويبدأ يأخذ البرج شهرة كل هذا بعد التشطيب، كم مرحلة أخذها حتى تم التشطيب؟
هل هناك أحد ينظر بعد إتمام تشطيب العمارة إلى عمود من الأعمدة، لا، متى يحضرون المهندس الذي أقام القواعد؟ عندما يحدث شرخاً في العمود لكن لا أحد يسأل من الذي أقام هذا البرج وجعله شاهق البناء هكذا، لكن يقول من الذي عمل هذا الديكور؟.
فطالب العلم مثل البرج:
يظل في مرحلة الخمول يملأ ويملأ وتجده يمل، درس كتاب واثنين وسيمل يريد أن يخرج ليدعو، مثل الرجل الفلاح عندما يتعب في الأرض ويبذر البذر ويروى وينتقي الحشائش وغير ذلك ويتعهد الزرع حتى يكبر الأرز أو الفول فيبدأ يحصده، فمتى يسعد هذا الرجل؟ عندما يجمع المحصول في جوالات ويحضر التجار ويقفون ويقول الطن سعره كذا، هنا ينسى كل مراحل تعبه وهو يقوم بزراعة الأرض.
من أصعب المراحل التي تواجه طالب العلم مرحلة التخزين:
أصعب مرحلة علي طالب العلم هي المرحلة الأولى، لأنه يخزن، يخزن
ولا مردود، لكن إذا صبر واستعان بالله_ سبحانه وتعالى _ثم قراءة حياة الصحابة حياة العلماء الذين كانوا يطلبون العلم كيف كانوا يفعلون؟ هذا يعطيه نوع من الحماس ونوع من النشاط حتى يواصل الخروج من هذه الشرنقة التي هي مرحلة الخمول، وللكلام بقية إن شاء الله تعالى
______________________________ ___________
هذا جهد شخصي وتفريغي فما وجدتم من صواب فمن الله وما وجدتم من خطأ فمن نفسي ولكن إجتهدت قدر إستطاعتي فأسألكم الدعاء إذا استفدتم بالإخلاص وأن يستعلمنا ولا يستبدلنا
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[26 - May-2010, مساء 05:04]ـ
يتبع ان شاء الله للسلسة ثلاث دروس متبقية
ـ[عماد الجيزى المصرى الأثرى]ــــــــ[26 - May-2010, مساء 10:26]ـ
جزاكِ اللهُ خيرًا .. وحفظ شيخنا أبا إسحاق.
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[26 - May-2010, مساء 10:38]ـ
وجزاكم مثله
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[05 - Jun-2010, صباحاً 03:26]ـ
الدرس الثاني:
_______________
ذكرنا في المجلس الماضي أن الدعوة أي دعوة سواءٌ كانت إلى الله سبحانه وتعالي أو إلى أي شيء لابد أن تتركز على ثلاثة أركان:-
الركن الأول:- هو الدعوة ذاتُها.
الركن الثاني:- هو الداعي إلى هذه الدعوة.
الركن الثالث:- هو المدعو أي الذي يستقبل الدعوة.
وذكرنا في المرة الماضية أن الدعوة نفسها التي ندعوا الناس جميعًا إليها هي كتاب الله_عزَّوجلّ_ وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم بهدي السلف الصالح وهذا القيد الثالث في غاية الأهمية، فكل الفرق التي تنتسب إلى الإسلام ويقال عنها الفرق الإسلامية مع بدعتها، كلها تدعوا إلى كتاب الله عز وجل وإلى سنة النبي _صلي الله عليه وسلم _بفهمها وليس بفهم السلف الصالح
فهم السلف الصالح هو:
البيان العملي للأدلة، فلا يجوز أن نعتقد دينًا ما لم يكن دينًا حتى ولو كانت عموم الأدلة تدل عليه.
فإن أهل البدع مثلاً يحتجون بالعمومات التي لم يعمل السلف بها:
نحن في شهر رمضان وعادة كثير من المساجد في صلاة القيام أن يبتدعوا أشياء وهي متنوعة، فمنهم مثلاً بعد الركعتين الأوليين يقول أبو بكر وبعد الأربع ركعات يقول عمر وبعد ست ركعات يقول عثمان وبعد ثماني ركعات يقول علي.
وهناك مساجد تقرأ قل هو الله أحد ثلاث مرات بعد كل ركعتين، وهناك من ينادى صلاة القيام أثابكم الله، حتى في الحرم يقول صلاة القيام أثابكم الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
أنا أريد أن أعرف ما أصل هذا الكلام؟ أولاً كل الذين في المسجد يعلمون أنهم يصلون صلاة القيام، لا يلتبس على واحد أنه يصلى ظهر ولا عصر ولا مغرب أو يصلي فرض ولا نفل، لا يلتبس عليه أبدًا، إنما يعلم أن هذه صلاة القيام، وهذا شي ما عهدناه أبدًا ولا قرأناه في الكتب أي كتب تنسب إلى السلف الصالح بإسناد يدل على أن هذا كان موجودًا، فعندما يقول صلاة القيام أثابكم الله أو أي فعل من الأفعال التي يفعلها بعض المسلمين الآن وإن كانت بحمد الله قلت ولم تعد موجودة بكثرة كما كانت من قبل.
لماذا قرأ قل هو الله أحد بين الركعات؟، يقول لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: (قل هو الله أحد ثلث القرءان) قل هو الله أحد ثلث القرءان فعلاً، لكن قال اقرأها في هذا الموضع؟ لا، ما قال لك اقرأها، ما مستندك في هذا الفعل؟ ليس لديه مستند.
ولذلك وأنت تجادل المبتدع لابد أن تعلم حقيقة هي أنك تنكر عليه الوصف فيحتج عليك بالأصل.
والأصل أنا وأنت لا نختلف فيه، والمثل الذي يضربه أهل العلم في كتبهم مثل سائر، في هذا المسجد أو في غيره قبل صلاة الفريضة عند دخولك المسجد ماذا تفعل؟ تصلي ركعتين تحية المسجد، وقفت أنا الجماعة وقلت نصلي ركعتين تحية المسجد جماعة، ما الدليل؟ عندي أدلة، يد الله مع الجماعة وهذا دليل.
وقال صلي الله عليه وسلم: (صلاة الجماعة تعدل صلاة الفذ بسبع وعشرين ولم يقل صلاة الجماعة المفروضة، إنما قال صلاة الجماعة وأطلقها فهي تشمل النفل، وقال صلي الله عليه وسلم: (إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية) وأحضر الأدلة لمثل هذا.
وهذه كلها عمومات لاسيما: (صلاة الجماعة تعدل صلاة الفذ بخمس وعشرين) وهذه رواية أغلب الصحابة، ورواية سبع وعشرين في حديث عمر وأيضًا حديث أبو هريرة مع اختلاف اللفظ على الرواة بسبع وعشرين لكن الصحيح أو الأشهر في حديث أبو هريرة وغيرة خمس وعشرين وهذا عموم.
السؤال: هل فهم السلف من الصحابة والتابعين الذين نقلوا إلينا هذا الكلام وما عرفناه إلا من طريقهم، هل فهموا من هذا العموم الذي نفعله نحن الآن؟ س: هل مر بنا مثلا في أثر من الآثار أن الصحابة كانوا يصلون تحية المسجد جماعة؟ فهذا العموم الذي أنت فهمته لماذا لم يفهمه السلف الأولون؟.
المبتدع يحتج بالدليل العام:
فتنكر عليه الوصف، وما الوصف؟ هو أن تصلى تحية المسجد جماعة، وهذا هو الوصف الجديد، فتنكر عليه الوصف يحتج لك بالأصل يقول لك: (صلاة الجماعة تعدل صلاة الفذ بخمس وعشرين)، لا، أنا لا خلاف بيني وبينك في الأصل، لكن خلافي معك في الوصف الجديد الذي أتيت به.
كان بن عمر _رضي الله_عنه ذات مره عطس رجل بجانبه فقال الرجل الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، فقال له بن عمر وأنا أقول مثلك الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله لكن ما هكذا علمنا رسول الله _صلي الله عليه وسلم _، إنما قال: (إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله أو الحمد لله على كل حال).
فنفهم من فعل بن عمر أشياء:-
الأول: أنه أنكر عليه أن يذكر الصلاة على النبي_ صلي الله عليه وسلم _في العُطاس، الذي يصلى علي النبي في العُطاس يقول النبي _صلى الله عليه وسلم_ قال: (من صلي علي مرة صلي الله عليه بها عشرًا) هل تُنكر علي أن أصلي علي النبي، لا، أنا لا أنكر علي أن تصلى على النبي_ عليه الصلاة والسلام_ لكن أنكر عليك أن تجعل الصلاة على النبي في هذا الموضع، لو كان دينًا لبينه رسول الله _صلي الله عليه وسلم_، ونحن نعلم أن النبي صلي الله عليه وسلم ما مات حتى تم الدين وكمل النعمة بفضل الله وليس لأحد أن يضيف شيئًا عليها مطلقًا.
فلو كان دينًا أكان النبي يقصر في بيانه وهو القائل: (ما تركت شيئًا يقربكم من الله يقربكم من الجنة يباعدكم من النار إلا أمرتكم به، وما تركت شيئًا يباعدكم من الله يباعدكم عن الجنة يقربكم من النار إلا نهيتكم عنه)، فليس لأحد أن يضيف شيئًا، فلو كان هذا مما يتدين به لبينه رسول الله صلي الله عليه وسلم وهذه أول حاجة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانياً: طريقة بن عمر وهذا الدليل ممكن يضاف إلى صفات الداعية وهو الحكمة قال له وأنا أقول مثلك الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، لكي لا يخرج الرجل إلى الخارج ويقول بن عمر يُنكر الصلاة على النبي_ صلي الله عليه وسلم _، وهذا الكلام نحن وُجِهنا به قديمًا عندما كان المؤذن يؤذن يقول الابتهالات بعد الأذان، الصلاة والسلام عليك يا بحر جاري في علوم الله الصلاة والسلام عليك يا أشرف خلق الله، ويقول أشياء أخري، ويأخذ وقت دقيقتين مثل الأذان تقريبًا.
فعندما نقول له لا يجوز أن تصلي على النبي بعد الأذان، فيقول أنتم تُنكرون الصلاة على النبي ويُشهِر و يقول أننا ننكر الصلاة على النبي وأننا نكره النبي والتهم المعلبة التي كانوا يقذفوننا بها قديما.
فابن عمر _رضي الله عنهما_ عنده فقه في هذه المسألة، فقال للرجل وأنا مثلك أقول وأصلي على البني صلى الله عليه وسلم، لكن لم يأمرنا النبي _صلي الله عليه وسلم_ أن نصلي عليه في هذا الموضع.
الابتداع سوس الإتباع.
إذن الابتداع الذي هو سوس الإتباع، لأنه يقلب السنة يجعلها بدعة
مفهوم البدعة:
والبدعة ما أضيف إلى الدين وليس من الدين، سواء كانت بدعة حقيقة أو كانت بدعة إضافية.
البدعة إما أن تكون حقيقية وإما أن تكون إضافية.
البدعة الحقيقية:هي التي ليس لها أصل إطلاقًا، كأن يقول إذا دخل شهر رجب فصلي العبد عشرين ركعة في أول يوم من رجب بني الله له بيتًا في الجنة وهذا مخترع لم يقل به أحد من قبل، هذا البدعة الحقيقية وهذه كثيرة أيضا لكن الأكثر منها البدعة الإضافية.
الإضافية: ما أضيفت إلى الدين بدليل عام، مثل صلاة تحية المسجد جماعة هو لما صلاها جماعة احتج بالدين أم لا؟ احتج بالأدلة، أضافها للدين بدليل عام
مما يجب أن تتحقق أنت به أن تعرف السنة وأن تعرف البدعة:
كما كان حذيفة بن اليمان يقول كما فصحيح البخاري وغيره [كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني]:
وقال الشاعر:-
عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيه * ومن لا يعرف الخير من الشر يقع فيه
وقال الشاعر:-[وبضدها تتميز الأشياء].
وأنت تدرس وكما قلت لكم في الدرس الماضي أصعب شيء يمر على الطالب هو الدراسة النظرية، الذي يحصل فيه ويخزن وغير ذلك فهو يتعب جدًا لكنه سيعلم قيمة هذا بعد ذلك.
اليوم بكل أسف كثير من الشباب يرتكن على الأسطوانات المدمجة والمكتبة الألفية والمكتبة المليونية وألف كتاب وغير ذلك، ولأنه متعجل، لكونه دخل في الدعوة قبل أن يتمتن، فيذهب على الاسطوانة إذا أراد أن يحضر موضوع معين، يضرب الكلمة التي يحتاجها ويخرج الموضوع، ثم يلقي الموضوع في محاضرة أو محاضرتين أو ثلاثة ثم هذا أخر عهده بالكتاب.
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[05 - Jun-2010, صباحاً 03:30]ـ
العلاقة الحميمية بين طالب العلم والكتاب:
لا أن أقول لك طالب العلم بينه وبين الكتاب علاقة حميمة ولا أتصور طالب علم لا ينظر في الكتاب ولا يهتم بالكتاب لأن الكتاب سيتثنى لك أ، تصحح الأخطاء الواردة فيه، وممكن تكتب على حاشية الكتاب تعليقات العلماء على هذا الموضع، وهذا شيء أنا فعلته وانتفعت به كثيرا جدا، لا يمر بي مثلاً موضع انتقده العلماء سواء كان بحق أو بباطل، بخطأ أو بثواب إلا وأتي على هذا الموضع وأقول أنظر كتاب كذا رقم كذا صفحة كذا.
بعد سنوات أكون مثلاً أُحقق موضعاً من المواضع أحرر مسألة فرعية أفتح الكتاب لكي أستفيد أجدني كاتب هذه الحواشي التي نسيتها، فأرجع إلى الكتب التي دونتها، فيزيد الموضوع ثراءً، وأكتشف أنني لو لم أكن كتبت هذه التعليق كنت سأقلد المصنف على خطئه.
ومن المواضع التي أذكرها: أن بن القيم رحمه الله في زاد المعاد في غزوة بدر أو أحد لا أذكر عهدي بعيد، قال وكان للمسلمين خمسون فارسًا، الحافظ بن حجر العسقلاني ذكر هذا الكلام في يفتح الباري وقال هذا غلط بين، بل ما كان معه إلا فرس واحد، وهو فرس المقداد بن الأسود، فابن القيم عندما يقول خمسون وأنا بحضر في غزوة بدر أو غزوة احد وأقرأ في بن القيم لأن ابن القيم هذا بحر لا تكدره الدلاء، ترمي فيه الدلو لا يصل إلى قاعه أبدًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
لذلك لا تكدره الدلاء، لأنه لو كدرته الدلاء فيكون الماء قليل دلوك يصل إلى الطين تحت فيعكر الماء كله، لكن أنت كلما رميت دلوك لا يصل إلى القاع، بن القيم بحر رحمة الله عليه، فأنت تأخذ من ابن القيم والأئمة المحررين الذين كانوا يكتبون الكلام محررًا، لا يكتب فقط، فتنقل وأنت مُسَلم لما يقول، فأكتب التنبيه في فتح الباري الموضع الخاص بابن القيم واكتب التنبيه في زاد المعاد في نفس الوقت.
وهكذا لا تزال تهتم بالكتاب حتى يصير لك قيمة علميةٌ، أنا عندما أقرأ في مصنفاتك بعد ذلك وفي كتبك أجدك بذلت جهد ومصحح أخطاء العلماء فمن أين أتيت بها؟ تعبت عليها.
نصيحة الشيخ_حفظه الله _لطالب العلم في حالة صدوده عن الطلب.
كثير من طلبة العلم يضيعون أوقات كثيرة عندما يكون عنده صدود عن المذاكرة، عنده أي مشكلة نفسية أو تعب أو غير ذلك،يخرج مع أصحابه يتحادثون لكي يذهب بما عنده من حموضة، أنا أقول لك، المفترض أن تعمل شيئاً آخر, لو عندك مثلاً كتب السنن أبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجة أو مسند أحمد أو الدار قطني، الحاكم بن حبان، بن خزيمة أي كتاب من هذه الكتب.
تأخذ الكتب التي عندك كلها ولنفترض مثلاً فتح الباري للحافظ بن حجر تفتح فتح الباري تجد الحافظ بن حجر تقريبًا استخدم في شرحه قرابة أربعة ألاف خمسة ألاف حديث، حكم على كثير منها يقول ورواه أبو داود ورجاله ثقات، رواه بن ماجة بسند صحيح، رواه الترمذي وسنده ضعيف حكم علي كثير منها، تقوم.
أنت تأخذ كل أحكام الحافظ بن حجر وتنقلها على الكتاب الذي حكم على إسناده، يقول لك رواه الترمذي وسنده ضعيف، فتأتي على الحديث في الترمذي وتكتب تحته قال الحافظ في الفتح جزء كذا صفحة كذا إسناده ضعيف، وتمسك فتح الباري كله وتفرق أحكام الحافظ بن حجر على كل الكتب التي عندك، ثم بعد ذلك كتب بن تيمية، وبن القيم، وبن كثير وغير ذلك، في أوقات الفراغ عندما يكون عندك صدود.
وهذا لا يحتاج أن تأتي بالكتاب ولا تحتاج لتفكير، ولا ذهن خالي ولا غير ذلك، فيما بعد عندما تأتي لتحتج بحديث من الأحاديث ستُفاجئ أنه تحت الحديث الواحد عشرة أو خمسة عشر حكماً، واحد يقول صحيح، وواحد يقول ضعيف، وواحد يقول موضوع، وواحد يقول منكر، وواحد يقول لا بأس به، تجد العلماء مختلفين في الحكم، وقُدِرَ لك أن تحقق هذا الموضع سيكون عندك أقوال العلماء.
لو أنك صححت الحديث ستتكثر وتتقوى بالذين صححوا الحديث قبلك يكون عندك مادة علمية خصبة أنك تستطيع أن ترد على الذين يخالفون وجهة نظرك، كالعلماء الكبار الذين قالوا سنده ضعيف إلى أخره، وهذا سيحفزك أن تنظر إلى موضع الضعف، لماذا ضعفوا، وسيعطيك نوع من الثراء في المادة العلمية، فأنت وأنت فارد ولا تستطيع أن تذاكر استطعت أنك تخدم الكتب التي تستند إليها في بحثك.
عندما أدخل على طالب علم في المكتبة وأفتح الكتاب أجده نظيفاً فهذا طالب فاشل من وجهة نظري، لأنه لا يسجل ويقول أنا أريد أن يكون كتابي نظيفاً، المفروض أن تكتب كل ما يعن لك، فتكون حتى في أوقات فراغك استفدت.
عندك كتب الأدب والشعر وغير ذلك لابد أن يكون عندك مكتبة تتريض فيها، بدلا من أن تخرج لتشم الهواء في الخارج وتضيع وقتك، طالب العلم الهواء خاصته الذي يغير المادة العلمية، قرأ في الفقه حتى أحس أنه لا يستوعب، يدخل في الحديث حتى إذا تعب يدخل في التفسير، زاد التعب يدخل فى الأدب، الشعر وكتب الأمثال وغير ذلك، فأكون قد ضمنت أنه لا يضيع شيئًا من وقته مطلقًا، ويدرب نفسه على هذا فيستطيع أن يجمع كل العلوم لفكرته.
الذين يحضرون عندي باستمرار يجدونني أحضر أشعار وأمثال وممكن أحضر طرائف وغير ذلك لكي تخدم الفكرة التي أريدها، مثلاً الرجل الذي يقول الله في كل مكان وهو من أهل النحو، ممكن يوظف النحو لعقيدته ويقول إعراب يا بني الله في كل مكان، فيكون قد وضع المثال الذي يريده، لكن قال أعربه لكنه لو تكلم به كنوع من أنواع الاعتقاد، أنت ممكن توقفه، لكن أنت ممكن لا تأخذ بالك وتقعد تعرب الله في كل مكان، ونفس المثال ستعطيه إلى تلاميذك، ولا يزال هذا المثال ينتقل من جيل إلى جيل ومن طالب إلي طالب إلي أن يصير كأنه حقيقة واقعة.
الدعوة التي هي رأس المال لابد أن تكون صحيحة وكثيرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
إذن الدعوة نفسها التي هي رأس المال الذي أنت ستأخذه وتتاجر به لابد أن يكون صحيحًا ولابد أن يكون كثيرا،.
كلما كبُرَ رأس المال كُلَما زادت الأرباح:
لو عندك محل به وعنك بمبلغ عشرة أو خمسة عشر بضاعة هذه المبالغ كم سيدخلون عليك من المال في الشهر؟ ولاشيء، لكن لو عندي، خمسة عشر مليوناً، تفرق معاك تصول وتجول ولا يوجد من يوقفك، مثل ما كان العلماء قديما.
يقولون مثلا شيخ الإسلام بن تيمية كان عالمًا موسوعيًا يتكلم في اللغة فيقول القائل لا يفهم إلا في اللغة، فإذا تكلم في الحديث يقول لا يفهم إلا في الحديث، تكلم في الفقه يقول لا يفهم إلا في الفقه، لأنه أتقن كل علم من هذه العلوم إتقانًا كبيرًا حتى أنه إذا تكلم مع أهل التخصص جرى في مضمارهم، إذا جلس مع أصحاب اللغة الذين يعملون إلا باللغة تجده أيضا له مكان واسع ويحترمون قوله، يجلس مع الفقهاء الذين لا يعملون إلا بالفقه فيقولون كما سبق مع غيرهم، رأس المال لابد أن تنميه ولابد أن يكون صحيحًا.
لابد من فهم الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح.
فعندنا الكتاب والسنة لابد من القيد الثالث بفهم السلف الصالح.
قال مالك رحمه الله: [ما لم يكن يومئذ دينًا فلا يكون اليوم دينًا]، ما لم يكن عند السلف، ما لم يكن تدينوا بهذا الشيء , لا يكون اليوم دينًا أبدًا، لأنه لا يجوز لأحد أن يخترع في الدين ما ليس منه.
إذن أول شيء الدعوة نفسها التي هي رأس المال، بعدما تعتقد وتذاكر على سبيل الاعتقاد، أن تلقى الله بهذا الاعتقاد، وقرأت الكتب وتدرجت حتى وصلت إلى أعاليها وهي كتب الأصول كلها، نشرع في معرفة أقوال أهل البدع، أنت عندك في البلد أكثر من فرقة، أنا لا أقصد هنا ولا في مصر، في بلدك قد يكون أكثر من فرقة،.
متى تُسمي الفرقة بهذا الاسم؟
والفرقة إنما، تُسمى فرقة إذا فارقت أهل السنة والجماعة في أصل من أصول الاعتقاد، وليس أي واحد تبنى رأيًا دعويًا مخالفًا يكون اسمه فرقة، لا، لابد أن يخالفك في شيء من مسائل الاعتقاد لكي يسمى هكذا.
بعد القراءة و التدين والتمكن من عقيدتنا نرى، أهل البدع كثيرون، فأي بدعة منهم ستدرسها، البدعة التي تجاورك، لا أبحث عن بدعة ميتة لا أصل لها ولا وجود لها وأجلس أقرأ، لاسيما في هذا الزمان الذي ضعفت فيه الهمم والتفرغ وغير ذلك وماذا تعمل؟ وتجد اليوم لا شيء، وعلى ما تعمل خمس ست ساعات لتكف وجهك عن السؤال، تذهب إلى البيت حتى تحضر كلمتين لأنك عندك درس هنا ودرس هنا وعندك أولاد وعندك زوجة وعندك علاقات اجتماعية، أصهارك عندهم شيء لابد أن تذهب وتواسيهم، حصل فرح لابد أن تكون أول الحضور، ولن تجد وقتًا لتتنفس فيه.
في هذه الحالة أنا أقدم الأهم، أنا في هذه البلد عندي جماعة من الأشاعرة عندي جماعة من الماتردية، عندي جماعة من الجهمية، عندي جماعة من المرجئة أنظر من له الشوكة الأول، عندي ثلاث جماعات، ثلاث فرق، من الذي أقدمه الأول؟، النشيط الذي يقف لي، الذي ينافسني، الذي يريد أن يأخذ مني الذين علمتهم، الذي يسير الشبهات، ممكن لا يكون فرقة، ممكن يكون رجل علماني لا يريد الدين، ويذهب على كتب العلماء ويُخرج مواضع الاختلاف فيها وينثرها على الناس، والناس لا تقرأ
وهل تعتقد أن الجماعة الذين يتكلمون في الجرائد والمجلات وما يقولونه من كلام لم يُقَل قبل ذلك؟ قيل، والعلماء ردوا عليه، وأتوا ببنيانهم من القواعد لكن ليس هناك أحد يقرأ، يقولون كيف ذلك.
توضيح فضيلة الشيخ _حفظه الله_لإدعاء البعض بكون النبي _صلي الله عليه وسلم كان سينتحر.
عَمِلَ أحدهم مقالة كاملة يقول لك هل السراج المنير _صلي الله عليه وسلم الذي نعته الله _عز وجل_في القرءان بذلك هو النبي الذي في كتب الحديث
هل النبي الذي في القرءان هو النبي الذي يوجد في الأحاديث؟.
ويأتي بالحديث ويقول هذا حديث البخاري أن النبي_صلي الله عليه وسلم كان سينتحر، والحديث في البخاري فعلاً، لكنه لا يفهم شيء، الحديث، حديث الرؤية الصالحة عندما كان النبي صلي الله عليه وسلم في غار حراء وجاءه جبريل عليه السلام وفاجأه الوحي وقال اقرأ قال ما أنا بقارئ إلى أخر الحديث الذي تعرفونه جميعًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
البخاري في كتاب التعبير:1 - أتى برواية معمر بن راشد عن الزهري، وأتى 2 - برواية عقيل بن خالد فيما أظن أيضا، لكن كان اللفظ في كتاب التعبير لفظ معمر أما سائر أصحاب الزهري لفظهم ليس كلفظ معمر، إنما مختصر على حسب ما يكون الاختصار قليلا, أو شديداً.
ففي هذا الحديث [أن النبي صلي الله عليه وسلم لما فتر الوحي كان يأتي قمم الجبال يريد أن يلقي نفسه من علي قمم الجبال فيتبدى له جبريل عليه السلام فيقول إنك على الحق فيكف].
فيقول كيف والمنتحر كافر؟ كيف والنبي الذي جاء ليعلم الناس الهدى لما عندما في مثل هذه المحنة لا يجد إلا أنه ينتحر ويرمي نفسه من على قمة الجبل
البخاري عندما ذكر هذه القصة روى الحديث بإسناده [عن الزهري عن عروة عن عائشة،] إسناد ذهب خالص، يرويه يونس بن يزيد وعقيل بن خالد ومعمر بن راشد، وجماعة من أصحاب الزهري عن الزهر عن عروة عن عائشة، الحديث كله.
عندما جاء البخاري في هذا الموضع، فلما فتر الوحي كان يأتي كل شواهق الجبال ويريد أن يتردى.
ماذا قال البخاري؟ قال: [قال الزهري: وبلغنا أن النبي صلي الله عليه وسلم لما فتر الوحي كان يأتي كل شواهق الجبال ويريد أن يتردى]
فيكون البخاري ميز أم لا؟
في الحديث الأول قال: الزهري عن عروة عن عائشة، فعندما يأتي في هذا الموضع خاصة، هذه الكلمة خاصة ويقول [وقال الزهري وبلغنا.]
هل الزهري صحابي؟ الزهري من صغار التابعين الذين أدركوا من الصحابة قلة مثل أنس بن مالك وغيره،فعندما يقول الزهري وبلغنا، فنحن عندما نحب تخريج هذا الموضع [نقول ورواه الزهري بلاغًا]، ومعنى بلاغًا أي قال وبلغنا، مابين الزهري وبين الرسول صلي الله عليه وسلم في هذا الحديث واسطتين [عروة وعائشة.]
فمن أين أتى الزهري بهذا الحديث؟ فيكون المفترض أن هذا الحديث ليس على شرط البخاري أصلا، لأن شرط البخاري الحديث المتصل الإسناد، إنما هذا منقطع،الزهري بينه وبين الرسول واستطين فمن أين له هذا؟، لذلك [العلماء يضعفوا هذه الزيادة ويقولون لم تثبت.]
هو يأتي يهلل، والعالم كله يقول افتح البخاري واقرأ، هذا موجود في البخاري، فيقول كيف يأتي البخاري بشئ كهذا، لكن هذه فيها صنعة لذلك ليس هناك أفسد على الكتب إلا من دخول غير أهلها فيها، لأن كل واحد من أصحاب الكتب له اصطلاح وله طريقة في تصنيف الكتاب، فلما يأتي إنسان لا يعرف شيئًا عن شرط صاحب الكتاب قطعًا سيخطئ ويقول هذا الكلام.
ثم ضرب الشيخ حفظه الله مثلاً لما يقول من الدنيا:
اليوم حتى في الدنيا أنت عندما تكون داخل على مصنع لا تعرف شيئاً فيه ووجدت سكينا فقمت بتنزيلها ظنًا منك أنها ليس لها معنى فقمت بتنزيلها حتى تتساوى بالحائط، ماذا يحدث للمصنع؟ سيحترق من الذي جعلك تفعل ذلك؟ والله أنا رأيتها شاردة ومنظرها سيء فقلت أسويها بالحائط، هل عرفت أولاً كيف يعمل هذا المصنع.؟
لو أن هناك إنساناً يحترم نفسه لا يفضح نفسه عند أهل العلم بهذه الطريقة وخذ معظم الاعتراضات تكون بهذه الطريقة لا يعرفون شرط صاحب الكتاب ويدخل يلزم صاحب الكتاب بأشياء هي لا تلزمه.
الحث علي دراسة البدعة للرد عليها من كتب أهلها وليس من كتب من يردون عنهم؟
فيكون ما أجعله بداية عندي البدعة القريبة، أو الفرقة المعاكسة لي، أرى ما هي عدته وأدرسها وتدرس البدعة من كتب أهلها وليس من كتب من يردون عليهم، وانتبه لهذا الكلام، لأن هذا الكلام نفيس.
المرجئة مثلاً، شيخ الإسلام بن تيمية مثلاً يرد على المرجئة، يأتي بالشبهة ويرد عليها، فلا تأخذ كلام المرجئة من كتب شيخ الإسلام، إنما تأخذها من كتب المرجئة أنفسهم،لأن عادة من يرد لا يستوفي أنما يعطيك خلاصة الكلام فكلما تأتي وتقول لهم أنتم تقولون كذا يقولون نحن لا نقول هذا الكلام، نحن قلنا في المسألة كذا وكذا وكذا وكون أنت إنما أخذت الشبهة من كتاب أحد من أهل السنة يرد، و لم تدخل في كتب أهل البدع إلا بعد أن تقويت عقيدتك.
لاتناظر المبتدعة إلا بعد أن تقوي عقيدتك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا تكون كورد النيل ليس له جذر وتناظر الفرق المبتدعة، لا سيسرقوك ويأخذوك مثل مالك بن دينار،قفز لص من علي الجدار في البيت عنده ليسرق،، مالك رأس ماله الإفلاس، لا يوجد عنده شيء من الدنيا نهائياً فصار اللص يلف ويلف فلم يجد شيئًا., فرآه مالك،يريد أن يقفز مرة أخري ويخرج فناداه مالك، قال له لم تجد شيئًا من الدنيا فهل لك في شيء من الآخرة، قال له نعم، فقال له تعالي، فأخذه وذهب ليصلي الفجر ولم يكن من عادة مالك بن دينار أن يصطحب أحداً معه، كان دائمًا يأتي بمفرده فقالوا له من هذا؟ قال: جاء ليسرقنا فسرقناه.
أبو المعالي الجويني والبدعة.
فعندما لم تكن متمتناًً في عقيدتك يشككونك في عقيدتك، ويوجد من أذكياء العالم من وقعوا في البدعة، أبو المعالي الجويني غيره من أذكياء العالم ومع ذلك في أخر حياته ندم على عمره الذي أنفقه في الصد ضد أهل السنة والجماعة، وقال [ليتني أموت على عقائد عجائز نياسبور]، أكون مثل جدتي الأمية التي لا تفهم شيئًا، التي تعرف أن ربنا في السماء فقط ولا تعرف شقشقات المتكلمين.
ومن شقشقات المتكلمين.
ربنا عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا،هل يخلو منه العرش، إذا نزل، هل جسمه كالأجسام؟ و إذا نزل من على العرش فمن سيكون على العرش؟ لا يلزمنا هذا الكلام، إنما هذه خصائص الأجسام، أنا الآن أجلس على الكرسي، تركت الكرسي صار الكرسي فارغاً، الله_ سبحانه وتعالي_ ليس كمثله شيء، فلا يلزمني هذا السؤال أصلاً.
يقولون أيضاً أن الله _عز وجل _ينزل في الثلث الأخير،و الدنيا كلها ليل ونهار، إذن لن يصعد ليجلس على الكرسي نهائيًا، لماذا؟ نحن عندنا الثلث الأخير عند الأمريكان بالنهار، ونحن عندنا النهار عند الأمريكان بالليل فيقول سيظل في الثلث الأخير , من أدخلك في هذه القضايا أصلاً؟
أهل السنة والجماعة يعتقدون بنزول الله إلي السماء الدنيا في الثلث الأخير.
والمبتدع لا يري إلا صورة الجسم.
نحن نعتقد أن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير، لكن أنت لا يوجد في رأسك أيها المبتدع إلا صورة الجسم،.
فيتمنى أبو المعالي في أخر عمره أن يكون مثل جدته الأمية مع أنه كان رجلاً كما قلت لكم من أذكياء العالم، لكن الذي لا يتبع الطريق الصحيح، طريق السلف الصالح، يشقيه الله عز وجل بذكائه.
فأنا إذن سأدرس بعدما أتمتن في عقيدتي ومنهجي وغير ذلك، أدرس أية نحلة هناك شباب فقير لم يدرس ولم يعرف أي شيء في العقيدة ويدخل على النت لكي يناظر النصارى، من النصارى الذي تريد أن تناظرهم، وماذا تعرف أنت في دينك أصلا لكي تذهب وتناظر، ومن تناظر، واحد لا تعرفه، ما هي قيمة هذا، يقول أناظر الشيعة، فماذا تعرف في عقيدتك؟ وماذا تعرف في عقيدة الشيعة؟ هل قرأت مثلاً عقيدتهم الكتب الأصلية وغير ذلك حتى تدينهم بالكلام الذي هو في مراجعهم، لا، ليس عنده فكرة عن هذه القصة فتحدث مشاكل.
ابن حزم والأشاعرة:
بن حزم عندما كان يرد على الأشاعرة وقع في بعض المسائل، الأشاعرة قالوا لا نقول بهذا، بن حزم أخذها من كتب الذين ردوا على الأشاعرة فقالوا له نحن لا نقول بهذا.
إذن بعد أن تقوي تنظر في بلدك من الذي أرد عليه، الذي يقف حجر عثرة في سبيلي، لا يقف حجر عثرة، اكسب أرض طالما أنه ساكت، اكسب أرض واجمع الناس حتى يكون فيه رأي عام.
الشيخ_حفظه الله_ وسنوات الدعوة الأول. وحكمته في الدعوة.
وأنا جربت شيئًا من هذا في بعض سنوات الدعوة الأولى، في بداية مجيئي إلى هنا فوقعت في خطأ ما فتعلمت منه، فلما كنت أُدعي إلى أي بلد من البلدان أسأل من القائم علي الدعوة في هذه البلد، يقولون جماعة كذا هي التي تطفوا على السطح وجماعة كذا هي التي تطفوا على السطح.
(يُتْبَعُ)
(/)
فأنا اضبط حالي بحيث أنني لا أصطدم بهؤلاء الجماعة في بداية عهدي بالبلد لأن أحد إخواني الفضلاء المشايخ ذهب إلى هناك ولم يهتم بهذه القصة فمنعوه من البلد، وقيلت لي هذه الحكاية على سبيل الحكاية, فاستوقفتني عندما دعاني الأخوة في هذه البلد، وظللت نحو أربع أو خمس سنوات لا أذكر كلمة السلف الصالح،لأن الجماعة الموجودين في البلد آنذاك لا يحبون السلفيين إنما كنت أقول القرون الثلاثة الأولي فلم يعارضوا, ونحن أيضا مثلك نحن لا نتنكر عنهم هم أصل الإسلام وكنا متفقين على ذلك، وعملنا خمس سنين تقريبا ثم حدث، مشكلة دعوية ما بين هؤلاء الذين في البلد وبين إخواننا الذين يسمعونني، وكان لابد من التسمية، إلي أي جماعة تنتمي، قلت لهم جماعة المذهب الذي دعوتكم إليه منذ خمس سنوات ماذا ترون أن نسميه؟ تريد أن تسميه الدعوة الإسلامية، سمه أي شيء يعجبك،فلت لهم مهما اختلفنا في التسمية ممكن نختلف في المنهج؟ قالوا لا، قلت جميل، فلنسمه باسم عريق قديم مشهور ألا وهو الدعوة السلفية، ولا فيه احد يحب أن يبدل الاسم كما تشاءون ,لكن عندما يكون اسم قديم لا يحتاج المستمع أن يقول لك من أنت وتتبع من، أنا عندما أقول الدعوة الإسلامية تدعوكم إلى حضور كذا، يقول البعض من الدعوة الإسلامية , الجميع دعوة إسلامية لكن مثلاً أقول الدعوة السلفية تدعوكم إلي كذا منطبع في كل الأذهان أن الدعوة السلفية ما هي، فأنا عندما أخذ مصطلح أو أخذ اسم معروف لدى الجماهير لن أحتاج أن أعمل مذكرة تفصيلية للاسم وأنت عرفت القصة من العنوان فنكون بذلك استرحنا.
قلت لهم يا جماعة هل عندكم اعتراض على الدعوة السلفية؟ قالوا لا يوجد اعتراض، قلت لهم الذي كنت أدعوكم إليه منذ خمس سنين هي الدعوة السلفية، هل يوجد من يريد الخروج منها؟ قالوا لا، لا أحد يريد أن يخرج منها، وانتهت الفوضى في البلد ولم يعد هناك سوى الدعوة السلفية.
فلو كنت دخلت من أولها وأحمل الراية الدعوة السلفية، كانوا سيقفون لى ولم يكن لي رصيد آنذاك ولا أحد يعرف حقيقة الدعوة، فأنا يمكنني أن أؤخر وهذا المثل يضاف إلى حكمة، الداعية إلى المذهب.
ثم سرد فضيلته قصة حقيقية لأحد العلماء تدل علي فقه الدعوة والحكمة.
عندما ذهب هذا العالم الفاضل الحكيم ليعالج في تركيا، فخُير بين انجلترا وما بين تركيا فقال أذهب إلى تركيا فيها مساجد وفيها أذان وغير ذلك فنزل في مستشفى وكان جانب المستشفى مسجد كبير، وعادة أهل الخليج يلبس الغطرة وفوقها العقال ونزل أول مرة صلى في المسجد وإذا الإمام يشتم في شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، أحذروا الوهابين ,غير ذلك، مثل القصة التي تحدث اليوم في بعض الجرائد، يقول لك الجماعة المشايخ أنا وإخواني من المشايخ نقلنا الإسلام السعودي إلى مصر، لأن الإسلام عندنا أزهري في مصر.ويرميك بالتهم، فلما رآه يشتم محمد بن عبد الوهاب قرر في نفسه أنه لن ينزل بالعقال ولا بالغطرة وينزل حاسراً رأسه، وبدأ يقترب من الإمام ويتحبب إليه ويقول له أنا جئت لأستشفي هنا وأحببتك وقلبي انفتح لك وكلام من هذا القبيل.
فيمكن أن يُقال هذا كذب، فأقول يجوز الكذب في الحرب، وهذا نوع من أنواع الحرب، نوع من أنواع الجهاد، المهم ظل يسأله أسئلة والرجل يجيبه ولا يهم أنه أجاب صح أو خطأ ليست هذه المشكلة، بعد مضي بضعة أسابيع أحضر كتاب التوحيد لمحمد بن عبد الوهاب وقطع الجلدة الأولى والأخيرة وجعل الكتاب بلا عنوان، وقال له أنا في الحقيقة واحد أعطاني هذا الكتاب وقال لي اقرأ فيه، فانا قلت أعطيه لك لأنك أنت شيخي وأريد أن تؤكد لي صحة المعلومات، وهل الكلام الذي يقال فيه صحيح أم غير صحيح، إذا قلت لي اقرأه سأقرئه، وإذا قلت لي ارميه سأرميه، وطبعًا كتاب التوحيد لا يوجد فيه غير الآية والحديث وما يؤخذ من الآية وما يؤخذ من الحديث.
(يُتْبَعُ)
(/)
الرجل قرأ الكتاب وبعد عدة أيام قال له هذا جميل جدًا، لا توجد فيه أي مخالفات، وهنا فجر الرجل قنبلته وقال له يا سيدي هذا كتاب التوحيد لمحمد بن عبد الوهاب الذي أنت تشتم فيه وتقول احذروا الوهابية واحذروا كذا وكذا، هذا الكتاب أنت نفسك قلت عليه أنه لا توجد عليه أي ملاحظات فأُسقِطَ في يد الرجل لأنه ورث العداوة، لم يتحقق، إنما ورث العداوة، مثل كثير من الناس يرثون العداوة للمنهج الحق لمجرد إن الجريدة هذه ضد والجريدة هذه ضد والمجلة ضد والقناة الفضائية ضد، فهو يسمع لكل هؤلاء المقاومين ولا يعرف شيئًا عن المنهج الحق.
الرجل قال له حيث أنت كذلك أنت فتحت عيني وأنا لا يمكن أن أتركك أنت لابد أن ترشدني وأن تعلمني، فأرسله هناك تعلم ورجع داعية إلى الله _سبحانه وتعالي_، هذا تصرف حكيم، لأن هو اليوم عندما يعطيه الكتاب هكذا ومكتوب عليه العنوان والاسم سيرميه في وجهه احذروا هذا الوهابي، احذروا كذ وكذا.
لابد من تقييم البلد والبدع دون تعصب وتشنج.
فيكون إذن لابد أن أنظر إلى البلد التي أنا فيها وأنظر إلى البدع وأقيمها تقييمًا صحيحًا بدون تشنج ولا تعصب لكي أعرف من الذي يستحق الرد، واحد ساكت، ساكت لا يعمل أي شيء أتركه، لم يأتي عليه الدور، لم أقل أتركه أي أتركه لكن لم يأتي دوره، أنا أخذ صاحب اليد الطويلة الأول، ثم أخذ وراءه واحد وراءه واحد وأبدأ أخلص البلد كلها، وطبعًا تحتاج إلى كياسة وتحتاج إلى حكمة، وهذا الذي سنتكلم فيه فيما يتعلق بالداعية وصفات الداعية.
الداعية والرفق:
النبي عليه الصلاة والسلام قال: (أيها الناس إن منكم منفرين)، يوجد أبناء كثيرون كرهوا أبائهم في الالتزام، ويأتي ويقول أبي فعل كذا وكذا لم أعد أصدق الشباب، أقول يا بني أنت سفير سيء لهذا الدين، تصور أنه عندما التزم صار هو وأبيه متساويان، ويريد أن يعلم أبوه، يعلمه الدين وتعالي اعمل كذا، لا، لا تنسي أنك في أي مرحلة من المراحل بالنسبة لأبيك طفل أنت ابنه، فلا تأت وتصير معلم عليه وتعمل عليه أستاذ، فيه بعض الآباء يستنكفون من هذا غاية الاستنكاف حتى لو كنت أنت شيخ الإسلام.
الجينات التي بداخله وركائز شخصيته ترفض هذا الكلام، فأنت لابد أن تكون حكيمُا، ولا يلزم أن تقولها أنت، ممكن تعطيها لصاحب لك الذي يحبه أباك بشدة، هو الذي يتكلم نيابة عنك مثلاً، فهذه تكون مقبولة قليلاً.
أبوك قال مثلاً رأيًا خطأ في مجلس لا تصحح له في المجلس لأن هذا يعتبر سوء أدب عند أبيك فلا يقبلها، أبوك يقول لك شيء مباح تعالى يا بني قف معي في المحل بعض الوقت، لأن أنا صحتي تعبانه، أنا علمتك وكبرتك، يترك أباه لأجل أن يطلب العلم لابد من طلب العلم، فلائم ظروفك، ترضي أباك لأن دعوة منه ستفتح لك الطرق.
إياك أن تتصور أنك عندما تذهب لتطلب علم النحو والصرف وغير ذلك وأبوك ساخط عليك ويطلب منك شيئًا في استطاعتك وهو مباح أنه سيبارك لك، الكلام للأب والأم، فكثير من الشباب كان منفرًا،.
الداعية وتبني الدعوة.
وفي نفس الوقت كثير من الشباب لم يتبن هذه الدعوة، أي واحد فيكم يسكن في عمارة فلماذا لا تجعل هذه العمارة هي جهدك وهي حياتك كلها.
قل أنا لن ادعوا أحدًا إلا العمارة التي أنا فيها، لو كل واحد استطاع أن يدعوا العمارة التي هو فيها كانت الدنيا امتلأت التزام، لكن تارك جاره والذي فوقه والذي تحته وغير ذلك،.
التحبب للآخرين والهدية من الوسائل الناجحة في الدعوة:
لماذا لا تتحبب إليه بأي وسيلة من الوسائل، أنت رجل تتصدق مثلاً تصدق على الذين يسكنون معك في العمارة رجل يسكن معك في العمارة تأخذ له قطعة قماش أو زجاجة عطر أو غير ذلك، تقابله وتسلم عليه باحترام وحضرتك وسيادتك وغير ذلك من الكلام، وأنا الحقيقة أردت أن أحضر عطر وقلت أعطيه لمن، أعطيه لمن، والحقيقة أنا بحبك ودخلت صدري وهذه هديه مني لك واقبلها مع قلتها وأنا أعلم أن مقامك أكبر من ذلك.
فعندما تقول هاتين الكلمتين أخذت قلبه ثم هديه بعدها هديه أجعل هذه العمارة عملي، وبعد ما أنتهي من العمارة الذي أنا فيها؟ أذهب إلى العمارة التي بجوارها، أعمل هكذا حتى أنتهي من الشارع.
الدعوة الساكنة.
هذا الشارع أغلق علي صار لي، فتكون بذلك نجحت نجاحًا باهرًا، ودعوة ساكنة، حتى لا يقول واحد أصل أنا كلما ذهبت يقبضون على ويرجعوني كلما ذهبت ينزلوني في الكمين ولم أستطيع أن أحضر الدرس وغير ذلك.
أنت إذا كنت خائف فالعمارة أمامك ي والشارع الذي تعيش فيه وهذه دعوة ساكنة ولطيفة وجارك يعرفك ويعرف أنت ابن من وغير ذلك فلا يوجد عندنا خطة، نمشي بلا تخطيط بالبركة.
أي واحد في قرية من القرى كيف لا يأخذ القرية كلها معه، لو عنده زكوات، لو عنده صدقات، لو عنده وسع على المساكين والفقراء وكما سنذكر إن شاء الله تعالى في المجلس القادم قصة يوسف عليه السلام نأخذ منها لمحة، كيف صار على قُبة الخزانة في مصر، وهذا درس لابد أن نستفيده
أهمية الالتزام بالدين وحدود الله.
أنت متهم على كل التربيزات في العالم بالإرهاب، كلما عملوا مؤتمراً حتى الدول الثمانية الذين يعملون في الصناعة وغير ذلك عند اجتماعهم ملف الإرهاب من الإرهابي؟ أنت ولو كنت عظاماً على سرير طالما أنك ملتزم بدينك أنت إرهابي، والعالم كله مصنفك هكذا، فطالما أنت مصنف هكذا فلتعمل، التزم بدينك والتزم بحدود ربك سبحانه وتعالى، ولا تتجاوز حدود الله عز وجل في شيء من هذا وهو ناصرك، فلماذا تخبئ لحيتك فأنت تم تصنيفك ولقد علمنا تصنيفك.
اجعل همك الأوحد هو الدين.
فلو كل واحد الدين عند عبارة عن هم كأنما نزل له وحده وقيل له انشر هذا الدين، لو اعتقدت في هذه الجزئية، واعتقدت أن الدين نزل لك وحدك والمفترض أن تنشره في العالمين أنت لن تكف عن الدعوة، ستجد لك قضية كلما وجهت وجهك لابد أن تجد لك قضية، وسنتكلم أن شاء الله تبارك وتعالي في المجلس القادم عن بعض صفات الداعية.
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم
انتهي الدرس الثاني (أسألكم الدعاء أم محمد الظن)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[05 - Jun-2010, صباحاً 06:27]ـ
أحسن الله إليكِ، وزادكِ من لدنه توفيقًا وهمّة ..
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[05 - Jun-2010, مساء 12:27]ـ
ولكم بمثل مادعوتم وتقبل الله منا ومنكم صالح العمل
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[12 - Jun-2010, مساء 11:37]ـ
انتهينا في المجلس الماضي من تسليط الضوء على الركن الأول من أركان الدعوة إلى الله_ سبحانه وتعالي_ ألا وهو الدعوة نفسها.
والآن نتكلم عن الركن الثاني ألا وهو الداعية إلى هذه الدعوة.
الداعية حصل العلم وهذا هو المفترض أنه حصل العلم الشرعي الصحيح سواء كان في باب الاعتقاد، أو كان في باب السلوك أو في باب الحلال والحرام، الأحكام الشرعية، تصورنا أنه هضم هذا، هذا الذي مضى اسمه العلم، ويبقى الجناح الأخر الذي يحلق به الداعية في أجواء الحياة والعلم والدعوة ألا وهو سياسة العلم.
سياسة العلم وما تحتاج إليه من ركائز ..
سياسة العلم، أصعب من تحصيل العلم، لأن سياسة العلم تحتاج إلى ركائز بعضها يكون جبليًا وبعضها يكون مكتسبًا،.
الركائز التي يحتاج إليها العلم بعضُها يكون جبلِياُ وبعضُها مكتسباً.
ومن الصفات الجبلية الحلم:
الحلم صفة يُخلق المرء بها فيزيدها الإسلام بهاءً، في حديث أشج عبد القس رجل كان سيد قومه، فأرادوا أن يفدوا على النبي صلى الله عليه وسلم فانطلق هو وقومه يركبون الدواب حتى وصلوا إلى النبي_ عليه الصلاة والسلام _من الذي يحظى بالقرب منه عليه الصلاة والسلام؟ أول من يترك ظهر دابته وينطلق إلي الرسول، هذا هو الذي سيجلس بجانب النبي _عليه الصلاة والسلام_، فكان كل الوفد حريصين على أن يكون مجلسهم بالقرب منه عليه الصلاة والسلام، فما أن وصلوا حتى تركوا ظهور دوابهم وأخذ كل واحد مكانه، ظل الأشج، يعقل الركايب دابةً دابة. ثم ذهب إلى رحله غير ملابسه ولبس ملابس لها هندام ثم جاء فقعد حيث انتهي به المجلس ولم يتخطى الرقاب ثم سلم وجلس، فقال النبي _صلى الله عليه وسلم_ وهو يراقب هذا لم يفوته هذا المنظر، كل الناس جريت إلا رجل واحد هو الذي يعقل الركايب وغير ذلك، فسأل الوفد قال: يا بني عبد القيس من هذا فيكم؟ قالوا يا رسول الله هذا سيدنا فقال له (يا أشج إن فيك لخصلتين الحلم والأناة).
في مسند الإمام أحمد قال: (يا رسول الله أهذا جبلني الله عليه؟ قال: له نعم، فقال: الحمد لله لذي جبلني على ما يحب).
كثير من الدعوات طاشت سهامها بسبب العجلة وقلة الصبر:
لذلك ينبغي للداعية إلى الله عز وجل أن يتحلى بالحلم، والحلم حتى يتم له ثلاثة أركان كما قال تعالي (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} آل عمران134)
أركان الحلم:
1 - كظم الغيظ.
2 - العفو عن الناس
3 - الإحسان.
من أراد أن يكون حليمًا لابد أن يتوفر فيه هذه الصفات وهذه كلها أتت متتابعة، لأن معنى أن تكون حليمًا أي أن هناك من يجهل عليك من يسبك من يتعدى عليك، من يسفهك.
النفس بداخلها سبع مفترس متوحش، فعندما يسُبُني أحد أمام الناس وغير ذلك، فنفسي لا تحتمل هذا وأنا أريد أن أكون حليمًا،أولاُ أكظم الغيظ (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ) ممن أغتاظ؟ من رجل تعدى علي.
[كظم] الحرف الذي يرن في أذنك في هذه الكلمة كلها حرف الظاء وحرف الظاء (منتفخ) وهو من حروف الاستعلاء والتفخيم مثل الطاء، و من جمال اللغة عندنا أن الحرف يخدم المعنى، فتصور مثلاً أن الظاء ذال فتكون الكلمة كذيم، فلا تحس أنها تعطيك أنني ممتلئ بالغيظ وسأنفجر، إنما حرف الظاء يعطيك هذه الصورة.
فأول شيء والكاظمين أنا كظمت، ولكن أرد الوحش الذي بداخلي حتى لا أنطلق وانفجر في الذي تعدى عليه.
أول درجات الحلم أن تتحمل الأذى مهما بلغ.
وتسمع من يسُبك بأذنك ولا ترد، إما أن تقف صح وإما أن تبعد وتترك مجال الدعوة ولا تسبب كل يوم لنا في مشكلة , إن لم تكن على قدر الدعوة أتركها، لا يوجد أشرف من النبي عليه الصلاة والسلام، ماذا قيل فيه؟ وماذا فعل به، ثم في الأخر اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون.
كل إنسان يدعو إلى الله هو سفير في الحقيقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
إما أن تأخذ أخلاقه _عليه الصلاة والسلام_ وتأسِر قلوب الناس وتسترق هذه القلوب وإما تترك الدعوة، كل إنسان يدعو إلى الله هو سفير في الحقيقة لهذا الدين.
أنظر إلى السفراء الذين ترسلهم الدول كسفراء في دول أخرى تراه يتكلم كلام دبلوماسي، ودبلوماسي أي لا تعرف هو يريد نعم أم لا تطلع في الأخر يتكلم ساعة وتسأل نفسك ماذا كان يريد أن يقول؟ لماذا؟ قال حتى لا يورط الدولة، لا يعطي قرارات، يعطي كلام يحتمل عشر معاني كلما أردت أن تمسك عليه من هنا يقول لا أنا كنت أقصد هذه، من هنا لا أقصد، هذه الدبلوماسية أنك لا تقول حاجة، تظل تتكلم ولا تقول شيء
هذه موهبة أنا أتمنى أن يكون عندي هذه الموهبة فعلاً، أنا أرى ناس في الفضائيات يتكلم ساعتين ثم أقول ماذا كان يريد أن يقول؟ فكيف ذلك وأنا لست قادر أن أفهم، أنا إن لم أعط معنى معين فلا أستطيع أن أتكلم، لا هذا يتكلم ساعتين ولا تعرف ماذا يريد أن يقول، هذه موهبة الحقيقة يختص بها ناس من خلق الله سبحانه وتعالي.
مما يدل علي حسن خُلُق النبي _صلي الله عليه وسلم_
الرسول عليه الصلاة والسلام شُثِم ورُجِم وتعدوا عليه، وحتى عبد الله بن أبي سلول هذا المنافق والحديث في الصحيحين، حديث أسامة بن زيد، كان سعد بن عبادة سيد الخزرج مريضاً، فالنبي _صلي الله عليه وسلم _ذهب ليزوره فأخذ وراءه أسامه بن زيد وذهبا ليزورا سعد بن عبادة رضي الله عنه وهما يسيران مرا على مجلس فيه أخلاط من المسلمين واليهود والمشركين.
الرسول عليه السلام أرسله الله _عز وجل _داعيًا إليه، لا يترك مكانًا فيه بشر إلا ويدعو إلى الله لأن هؤلاء هم البضاعة، مثل أي تاجر يريد أن يدخل السوق لابد أن يكون معه مال كي يستطيع أن يشتري، وبضاعة الداعية الناس، عندما يدخل كل مجتمع يخسر له عشرة، خمسة عشر بسبب العجلة مثلما يكون تاجر يدخل يخسر له ألف جنيه في كل سوق يوشك أن يفلس
النبي عليه الصلاة والسلام في أي وقت يجد بشر يستأنف الدعوة إلى الله عز وجل، فلما اقترب من المجلس، وأنت تعرف الدابة وهي تمشي في الأرض الذي بها تراب تخرج غبارًا فنزل من على دابته وبدأ يدعوا الناس إلى الله سبحانه وتعالي، عبد الله بن أبي بن سلول يجلس وأول ما رأى الغبار غطى وجهه بكمامة , من غبار الدابة، فدعاهم النبي_ صلي الله عليه وسلم_ إلى الله عز وجل، فعبد الله بن أبي بن سلول قال للنبي أيها المرء فهذه الكلمة فيه [ليس فيها حشمة] والنبي _صلى الله عليه وسلم_ كان صاحب حشمة كاملة في قومه، [أيها المرء لا أحسن مما تقول كلامك، لكن لا تغشنا في مجالسنا لكن من أتاك عظه].
فعبد الله بن رواحة كان يجلس فقال يا رسول الله [إنا نحب أن تغشانا في مجالسناٍ فاختلفوا فالنبي_ صلى الله عليه وسلم_ سكنهم وركب الدابة ومضى إلي سعد بن عبادة، فلما دخل عليه وهو مريض قال له أي سعد، أنظر إلى ما يقول أبوحُبَاب، [عبد الله بن أبي بن سلول]، يكنيه والمعروف أن الواحد لا يكني واحد إلا إذا كان بينك وبينه نوع من التوقير.
يقول لسعد ويسميه باسمه يقول: أي سعد وعندما يأتي ذكر عبد الله بن أبي بن سلول يقول أنظر إلى ما يقول أبوحُبَاب، قال يا رسول الله إنه شرق أن الله اصطفاك بهذه النبوة، وكان أهل هذه البحيرة سيعصبونه العصابة، والعصابة كالشارة، فلما أتاك الله ما أتاك من النبوة شرق بها أي كأن شيئاً وقف في حلقه، فإنما قال هذا من الحسد والبغي وغير ذلك.
فالنبي _عليه الصلاة والسلام _تكلموا فيه كثيرًا ومع ذلك أسرهم جميعًا بخلقه، أنظر إلى عبد الله بن أبي بن سلول هذا الذي قال: (لا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا) [المنافقون:7]، وقال: (لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ) [المنافقون:8] حديث زيد بن الأرقم في الصحيحين، سمع زيد هاتين الكلمتين هو وعمه وذهب إلى النبي _صلى الله عليه وسلم_وقال: قال إن عبد الله بن أبي بن سلول قال كذا وكذا وعم زيد قال للنبي كذلك، فلما بلغ هذا بن سلول وجعل يحلف بالأيمان الغلاظ أنه لم يقل ذلك، قال زيد: فكذبني رسول الله_ صلى الله عليه وسلم _وأخذ الكلام من عبد الله بن أبي، فكبر ذلك على زيد بن أرقم وتكدر خاطره جدًا حتى نزل قوله تعالى،
(يُتْبَعُ)
(/)
فأرسل الرسول _صلى الله عليه وسلم _إلى زيد بن الأرقم وقال: (إن الله قد صدقك)
عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول وحبه للنبي_ صلي الله عليه وسلم_
عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول كان من أفاضل الصحابة لما عرف أن أباه قال هذه الكلمة في حق النبي _عليه الصلاة والسلام _وقف له على باب المدينة وهو راجع وقال له: والله لا يؤيك ظلها إلا إذا أذن لك النبي_عليه الصلاة والسلام _وهذا ابنه، يقول له لن تستظل لا بجدار ولا بسقف ولا بشجرة حتى يأذن لك النبي أن تدخل المدينة.
وبلغ عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول أن بعض المسلمين سيقتلون أباه فذهب إلى النبي_ عليه الصلاة والسلام _وقال يا رسول الله بلغني أن بعض المسلمين يريدون قتل أبي، مرني أقتله أنا لأنني لا أريد قاتل أبي فقال له لا ولكن بر أباك وأحسن صحبته، هذه أخلاق في السماء، ربنا سبحانه وتعالي قال له: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيم) [القلم:4].
أي مسلم أسوته النبي عليه الصلاة والسلام.
أي داعية إلى الله عز وجل أسوته النبي عليه الصلاة والسلام وليس أي داعية فقط بل كل مسلم {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21]
وصف الأسوة بالحسنة لأن فيه أسوة سيئة، فلابد أن توصف الأسوة كما نحن نقول: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) النحل:125]
السبب في خلو الحكمة من الوصف ووصف الموعظة بالحسن والجدال بالتي هي أحسن.
خلت الحكمة من الوصف: لأنه لا تكون حكمة أبدًا حتى تكون حسنة في ذاتها، فإذا خلت من الحسن فلا تكون حكمة، لذلك الحكمة لا تحتاج إلى وصف إذ وصفها ذاتي.
ووصِفت الموعظة بالحسن: لأنه يوجد أسوة سيئة الموعظة ممكن أن تكون خشنة،أقول ما أقول ولا تستطيع أن ترد علي.
وصِفَ والجدال بالتي هي أحسن.
لأن الجدال يمكن أن يكون أكثر خشونة لأنه فيه ملاحاة، أنا أتكلم وأنت تتكلم فنحتاج شيئاُ زائداً لكي نتحمل هذا الأمر.
النبي عليه الصلاة والسلام أفضل من كظم غيظه عليه الصلاة والسلام،
2 - والعافين عن الناس: العفو: الترك، أنت كظمت الغيظ أولاً ثم لم تعاقبه لأن معنى العفو: ترك المعاقبة ,، وكلما كَبُرَ محل الإنسان كلما تكون الصفة فيه أجمل ولذلك ورع الكبار جميل.
مما يدل علي ورع عمر بن عبد العزيز.
عمر بن عبد العزيز_ رضي الله عنه ورحمه الله _ عنده بئر يستقي منه في بيته يشرب منه الماء، فاطمة بنت عبد الملك امرأته بنت أمير المؤمنين وزوجة أمير المؤمنين وأخت أمراء المؤمنين، عندما تزوجها عمر بن عبد العزيز ودخل بها قال لها كل ذهبك يدخل بيت المال، مع العلم أن ذهبها هذا قد يصل ما يصل, فاستجابت، وكانت نعم الزوجة، لأنه أحس بالمسئولية ,كان قبل
أن يكون خليفة كان عندما يحب يشترى ثياباً يشتري بأربعمائة دينار أي أربعة ألاف درهم ويحب الناعم وغير ذلك
عندما ولي خلافة المسلمين أرسل أحد حاشيته المقربين يشتري له ثيابًا فأحضر له ثياب بعشر دنانير، من أربعمائة، فلما مسه قال هذا ناعم جدًا، مع أنه كان أخشن ما يكون، تغير الوصف، لم يعد عمر بن عبد العزيز الذي كان مسئولا عن نفسه وعن بيته، صار مسئولاً عن أمة كاملة فبدأ صاحب إرادة قوية ملؤها الإيمان، الإيمان هو الذي كان يدفعه إلى هذا فكان في حياته العادية، عنده بئر ويرمي الدلو ويخرج الماء، فكانت امرأة تجلس مع فاطمة بنت عبد الملك، فهو كان يرمي الدلو وينظر إلى فاطمة فالمرأة التي مع فاطمة فقالت لها هذا الرجل عينه جريئة جدًا كل مرة ينظر إليك قولي له يغمض عينيه ولا يلفت نظره، قالت لها هذا أمير المؤمنين ,الذي يستقى بنفسه
عندما كانت تأتيه الزكاة فكانت تأتيه زكاة عطر عندما كان يدخل العطر بيته يغلق أنفه، فيقولون له يا أمير المؤمنين هذا ريح، أنت لم تأخذ زجاجة ولم تأخذ جرم، فكان يقول: هل يُنتفع منه إلا بريحه، هذه الأشياء تؤثر فيك تدخل على قلبك مثل الرصاص، لأنه عمر بن عبد العزيز
ورع عمر بن الخطاب رضي الله عنه
(يُتْبَعُ)
(/)
عمر بن الخطاب رضي الله عنه أحضر عبد الله بن عمر ولده في يوم من الأيام وورع عبد الله بن عمر يضرب به المثل، فكان يكون عنده مكاسب من الغنائم، نحن ذهبنا وغزونا غزوة، فكل واحد من المجاهدين جزء من الغنائم عندما كان يذهب ليبيع فمن الممكن أن يزيد الناس له, لأنه ابن أمير المؤمنين فلما رأى عمر رضي الله عنه هذا الأمر , أرسل إلى عبد الله فجاءه فقال: له يا عبد الله، قال: نعم قال: أرأيت إن عُرِض َأبوك على النار أكنت تفتديه بأربعين ألفًا؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، قال له: الغنائم التي عندك وغير ذلك بعها والباقي ضعه في بيت المال.
وهذا ليس فرض على عبد الله بن عمر ولا فرض على _عمر بن الحطاب هذه الأشياء البسيطة ترفع من قدر أمير المؤمنين عندك، فإذا أمر أمير المؤمنين بأمر أنت لا تستطيع أن تخالفه لو لوحدك عندما ترى الأمر يسير هكذا.
الأسوة والقدوة يأتي على مسائل هي حلال له فيتورع عنها فأنت نفسك لا تستطيع وأنت وحدك وفي بيتك أن تخالف.
كلما عظُمَ قدر الإنسان ينبغي أن يرتفع إلى مستوى هذا القدر.
رجل أخطأ في فلم أرد عليه بالمثل ثم عفوت عنه، وأنا عندي الشوكة أستطيع إيذائه ومع ذلك أنا لم أفعل، ليس هذا فقط بل أرسل إليه هديه.
3 - الله يحب المحسنين: [الإحسان] كف الأذى وبذل الندى.
أخطأ في كانت النتيجة النهائية أني أرسلت له هديه، المحصلة أنه يحبني
يُسمي الشيخ _حفظه الله_ سورة يوسف بسورة الإحسان.
سورة يوسف، أنا بيني وبين نفسي أسميها سورة الإحسان، لفظ أحسن والإحسان والمحسنين أكثر سورة فيها هذا اللفظ سورة يوسف عليه السلام وتصور هذا المنظر لا يملك من أمر نفسه شيئًا يرمى في قاع جب لا يستطيع الخروج منه حتى لو حاول أن يتشبث ممكن الحجارة تنزل به، وفي الخلاء أي أن هذا البئر لا يشرب منه إلا الذئاب مثلاً وبمفرده، والليل جاء عليه، ولا يملك من أمر نفسه شيئًا.
يأتي الرجل خادم القوم يلقي الدلو فيمسك فيه فيجد واحد تبارك الذي خلق ذهب بنصف، حسن الدنيا كلها، رجالاً ونساءً أخذوا نصف الحسن ويوسف عليه السلام أخذ نصف الحسن لوحده.
التمكين الحقيقي ليوسف عليه السلام عندما دخل بيت العزيز.
الرجل عندما رآه فرفع يديه وقال يا بشرى هذا غلام، فهذا الحر يباع بثمن بخس ولا يدبر من أمر نفسه شيئًا، يدخل بيت العزيز، فيدخل قلب العزيز فورًا وقلب امرأته، وهذا هو التمكين، وليس التمكين أن تكون وزيراً أو تكون رئيساً، لكن لو دخلت قلوب الناس يضعونك تحت رموش العين تحت الجفن، أي يرفع جفنه هكذا ويخبئك وهذا الكلام إذا دخلت قلبه لذلك كان التمكين الحقيقي ليوسف عليه السلام عندما دخل بيت العزيز ولذلك قال تعالي: (وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ) [يوسف:21] هذا التمكين وهذا صغير ولا حول له ولا قوة وليس عنده أي حاجة، قال التمكين أنه دخل قلبه.
لب الدعوة الحقيقية أن تجعل الناس يحبوك.
وهذا هو لب الدعوة الحقيقية أن تجعل الناس يحبوك، بذل الندى وكف الأذى، الذي يأتي إليك تعطي لإخوانك وتكف أذاك عنهم وتحمل حالتهم على الصدق وعلى الإغضاء، أكون فاهمها وعارفها جيد جدًا ومع ذلك أدعي أنني لم أعرف.
لابد أن تتحلى بشيء من التغافل،:
إياك أن تعتقد أنك ذكي وتظهر للآخرين أنك ذكي، يقول جملة فتكملها له هذا خطأ،المفروض أنك تختبئ فيما يسمي بالتغافل، وهذا التغافل سنفترض أنه جسم كهذا العمود تختبئ فيه، لأنه سيأتي إليك فترات أنت لست فاهماً بالفعل، فيقول لك لماذا هذه الذي لا تفهمها؟ طوال عمرك، تُكمِل لي الكلام فيضع عليك المسألة وأنت لست فاهم فعلاً, لأن هذا التغافل يعطيك مساحة تقدر أن تتحرك فيها وتُعذر، تكون فاهمها جيدًا وتقول له ماذا تقصد؟ فهمني أكثر، فيفهمك، تقول له زده وضوحًا، فهذه تسمح لك بفرصة للهرب، منها بدعوى هذا التغافل.لابد أن تتحلى بشيء من التغافل،:
مثل الكلام الذي أقوله دائمًا وأنت تحفظونه، قيل لأعرابي من العاقل؟ [قال الفطن المتغافل] أي يمررها بمزاجه،.
هذا التغافل أصل من الأصول الذي أخذناها من النبي عليه الصلاة والسلام
(يُتْبَعُ)
(/)
في صحيح البخاري وغيره كان المشركون إذا أرادوا أن يسبوا النبي عليه الصلاة والسلام يقلبون اسمه ويسبونه، فالنبي_ صلى الله عليه وسلم_ اسمه [محمد] عكس محمد [مذمم]، فكانوا لكي يضايقوه وينالوا منه فكانوا يقلبون اسمه ويشتمون الاسم المقلوب، قاتل الله مذممًا، فعل الله بمذمم وفعل وفعل.
فالنبي عليه الصلاة والسلام قال لأبي هريرة أنظر كيف يصرف الله عني شتم قريش، إنهم يشتمون مذممًا وأنا محمد أي لست أنا، مع أنه يعلم أنهم يقصدونه، لكن كيف النبي _صلي الله عليه وسلم_ كيف قالها عليه الصلاة والسلام
فأنا عندما أحب أخذ أوصاف الحليم فلابد أن أمر بهذه المراحل الثلاثة (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}
أول صفة من الصفات التي ينبغي أن يتحلى بها من يدعوا إلى الله أن يكون حليمُا.
الحلم يتقدمه صبر ثم عفو ثم إحسان، فمن حقق هذه الآية يكون قد حقق الأركان الثلاثة للحلم.
ونحن قلنا كظم، و هذا الكظم صبر والصبر مأخوذ من اسمه مر، فيكون عندي والكاظمين الغيظ، هذا صبر، ولأني أقول لك أن الحلم يسبقه أشياء قال الله عز وجل وهو يذكر لنا وصية لقمان لابنه (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأمُورِ) [لقمان:17].
الناس كالفاكهة فيه منها الحلو ومنها الحامض، منها الذي تستطعمه ومنها الذي يلدع.
فتصور وأنت تعامل الألوف المؤلفة كل واحد له مذهب وكل واحد له طريقة ومع ذلك تطلع من الدنيا محمود السيرة، كيف لم تجرح ولم تصاب؟ كيف أثنى عليك الكل، طبعًا هذا يكون لخبيئة عمل، ونحن قلنا العلم المتقدم لأن المتقدم الذي تعلمته أنت الآن تتكلم بسياسة العلم.
نحن عندنا آيات وعندنا أحاديث، العدل واحد ضربك بالقلم تضربه قلم وهذا هو العدل، ومع ذلك أنت لا تلجأ إلى هذا العدل أذاك، لا تؤذه لذلك أنا أريك المنظومة.
الدعوة إلى الله حمل ثقيل.
قال الله عز وجل: (إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلا ثَقِيلا) [المزمل:5].
وكان زيد بن ثابت رضي الله عنه كاتبًا للنبي _صلى الله عليه وسلم_ فنزلت آية وكانت فخذ النبي _صلى الله عليه وسلم_ على فخذ زيد، عندما نزلت الآية قال زيد كادت فخذ النبي_صلى الله عليه وسلم_أن ترض فخذي تمزقها من ثقل ما يوحى إليه.وكان إذا أوحي إليه وهو يركب الناقة كانت تبرك على الأرض، لا تستطيع أن تحمله أبدًا وهو يوحى إليه تضرب بجرانها على الأرض من ثقل يوحى إليه. يمكن أن تطير رقبتك وتدفع رقبتك ثمنًا لهذا الدين.
القابض على دينه كالقابض على الجمر
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (القابض على دينه كالقابض على الجمر)
هل من الممكن أن يمسك أحدُنا جمرةً في يده أم سيلقيها على الفور، فهذه جمرة في يدك وأنت لا تستطيع أن تلقيها، تحرق الجلد، تحرق اللحم، تحرق العصب، تصل إلى العظم ولا تستطيع أن ترميها، هذا هو الإسلام، تُهان وتُعاقب وتُشتم ويُقطع راتبك وغير ذلك، ويذهبوا بك إلى أي مكان إلى السجون ومع ذلك أنت مصر، هذه هي الجمرة التي لا تستطيع أن تلقيها وهي تأكل اللحم والجلد والعصب وغير ذلك وأنت لا تستطيع أن تلقيها لأن حياتك فيها.
معاملة الناس كلها مشاكل ويُساء بك الظن مع أنك واقفٌ منتصبٌ لخدمتهم ثم ضرب الشيخ _حفظه الله_ مثالاً بنفسه فيما يتعرض له الداعي, من إساءات من الغير.
ولنضرب أي مثل، وأمثل بنفسي لتقريب المعني، من يوم أن فتحت عينيك وأنت تراني على المنبر أقول خطب وعلى المكتب أقول دروس وأجمع من أموال الزكوات وأعطيك وأعطي فلان، يريد أحدُهم مستشفى، يريد دكتور وغير ذلك، أذهب بك هنا وأذهب بك هنا. فظهر عدد من المجلات تشهر بجميع أنواع التشهير , من سرقة و وسوء أخلاق واغتصاب إلي آخره من أنواع التشهير, فتجد البعض من الذين يسمعونني يظنون بي السوء فما الدليل عندك؟ علي ماقِيلَ علي وصدقته, أن هؤلاء الحاقدين قاموا بوضع صورة لي في المجلة.
فدعنا لنتكلم بالعدل وليس بالإحسان، أنا بالنسبة لك معروف، معروف بطهارة الذيل ومعروف بالسمعة الجيدة ولم يصل مني إليك أي أذى مطلقًا ولا تكلم أحد عني في حاجة، فالمفترض أني لك معروف.
(يُتْبَعُ)
(/)
الصحفي الذي كتب عني هذه المقالة، هل أنت تعرفه، هل قابلته؟ هل تعرف من يكون أصلاً؟ فهو مجهول العين، مجهول العدالة، مجهول كل شيء بالنسبة لك، لكن أنا معروف بالنسبة لك، فكيف يُقبل خبر المجهول وخبر المعروف يُرد؟ بالعقل دون أن ندخل في التفاصيل، كيف نقلتني من العدالة؟ وعن كل الصفات الحميدة لخبر رجل مجهول وليسس مجهول فقط بل وحاقد علي، و على دعوتي ويرفض كل ما هو دين إلا ما يتعلق بهواه.
يأخذ من الإسلام ما يعجبه فقط، والذي لا يعجبه يكون هذا إرهاب وتشدد وتطرف وإلى أخره. فجانب العداوة موجود.
لا تُقبل شهادة المحب ولا نقد الساخط:
ومعروف أنه في الشهود لا يقبل شهادة المحب ولا نقد الساخط، أي أن القاضي وهو يقضي في مسألة من مسائل الدنيا عندما يكون المذنب الابن ويتقدم الأب بالشهادة لتبرئة ساحة الابن , فلا تُقبل في هذه الحالة شهادة الأب. لأن ثناء المحب وقدح الساخط كلاهما لا يقبل.
ومن التهم التي أُتُهِمَ بها الشيخ _حفظه الله_ حقده على الغرب بعد فشله في أسبانيا.
لأنه ذهب إلي أسبانيا بعد تخرجه ولما فشل هناك رجع ناقمًا على الغرب.
رد الشيخ علي هذه الفرية.
أولاً: أنا لم أذهب إلى أسبانيا بعد تخرجي.
ثانياً: أنا ذهبت إلى أسبانيا وأنا طالب، الثلاثة الأوائل على الكلية ذهبوا بهم إلى القسم الثقافي الأسباني الموجود في مصر وعمل منحة دراسية لمدة الأجازة الصيفية في الصيف سنة ثمانية وسبعين وكنت أنا من بين الثلاثة الذين سافروا
ذهبت إلى هناك على أساس أنني أمارس اللغة وسبحان الله لا أدري ما الذي حصل، انفتح قلبي للقرءان وأنا في أسبانيا على غير العادة، فصرت أجلس في الفندق ولم أعد أستطيع النزول بعد عشرة أيام من السفر، لا أستطيع النزول إلى الشارع، الشارع كله سوء وفي الحدائق وغير ذلك، فكنت أجلس في الفندق أقرأ قرءان ولا أستطيع أن أعمل أكثر من ذلك، ولما أحب أنزل المركز الثقافي أو أحاول أن أري أحد من إخواننا وأول مرة أعفي لحيتي كان في أسبانيا، ثاني مرة، أعفيتها ثم حلقتها لظروف ثم وأنا في أسبانيا قررت إن أنا أعفي لحيتي.
وذهبت وأنا هناك حاولت أعتصم بأي شيء من الأشياء التي تشد من إيماني وحتى لا أنفلت، وظللت أبحث عن مسجد في مدريد أنني أجد مسجد أو أجد رفقة إيمانية فلم أجد فظللت أبحث حتي هُديت لمكانه، ووجدت الجماعة الشوام الذين يعيشون في أسبانيا، وكل هذا وأنا أبحث عن أحد أكون بجواره ليس لها علاقة بالحقد على الغرب أو غير ذلك.
رد الشيخ علي كرهه للغرب.
أنا ما كرهت الغرب إلا بعدما قرأت ماذا يفعلون في المسلمين، هم خصومنا شئنا أم أبينا وربنا سبحانه وتعالي يقول: (وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا) [البقرة:217]، وهذه هي المحصلة النهائية، هذا ليس كلامي هذا كلام رب العالمين (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) [البقرة:120]
عندما يكون خصمي ينكل بي في كل مكان في العالم، وكل محجمة دم في جنبات العالم دم مسلم يُراق، فكيف لا أكره خصمي؟ أنا لو كرهت خصمي وبالغت في كراهيته فأنا معذور.
فقصة كراهية الغرب ,جاءتني بعدما عرفت ديني وعرفت خصومي لكن وأنا في ذلك الزمان لم تكن عندي هذه القصة، بالعكس أسبانيا كانت بالنسبة لي كنت أقول بلدي الثاني. لعاطفتي لها لأن المسلمين كانوا في الأندلس والفردوس المفقود ولهذا الكلام فهذا يعطيني محبة لأسبانيا، وأحببت اللغة فعلاً وكنت أوطن نفسي لأن أكون عضوًا في مجمع اللغة الأسباني، ولذلك من أول سنة وهذه الفكرة تدخل في رأسي لما أحببت أن أكون عضواً في مجمع اللغة، وأنا أعلم مجمع اللغة الأسباني لا يضم له إلا واحد قوي جدًا في اللغة.
فكنت أقرأ الأشعار وأترجم وكنت أكتب الشعر، وأبدلني الله خير من الشعر الحديث،عندما بدأت أدرس علم الحديث كأنما الشعر مٌحيَ من قلبي، وأنا كنت أكتب الشعر من السنة السادسة، بداية من الشعر الغير منضبط إلى أعلي ودخلت في مسابقات وكسبت، على أساس إني كنت أصغر متسابق وأذكر وأنا في ثانية ثانوي كنت أصغر متسابق ما بين كفر الشيخ والمتصورة وقلت قصائد وكتبت ثمانية دواوين من الشعر موجودة حتى الآن، كلها في الموناليزا وهذا الكلام، لماذا؟ هذا كان شعر زماننا ولم يكن فيه التزام.
عندما كنت أهيئ نفسي لأكون عضو في المجمع الأسباني فكيف أكره البلد وأنا أريد أن أصل إلى هذه المرتبة، فيأتي ويؤلف هذه القصة.
وأنا جعلت الله وكيلاً لي، وأنا مستريح البال جدًا في هذه المسألة، وهناك ميزان عدل الله يوم القيامة كل واحد سيقف عريان لا يستطيع أن يتكلم ولا كلمة.وأنا يسرني أن أخذ حسناته أو يأخذ من سيئاتي،، لو جاء وتحلل مني واعتذر وقال أنا أخطأت في حقك، اجعلني في حل أنا لن أتردد أن أقول له أنت في حل، لكن هؤلاء خصومنا ويفترون علينا وغير ذلك.
إشكال:
الإشكال كما قلت لكم، قد يتصور كثير من الناس أن كلام هؤلاء حق عنا ويتصور إذ أنني لم أتكلم أن الكلام حق بدليل أنني لم أتكلم فلماذا لم تتكلم؟ أنا ذكرت لكم قبل ذلك لماذا نحن نحجم عن الكلام أمام هذا الطوفان.
تسمع من يشتمك بأذنك وتصمت، ممكن يسُبك فترد بالسلام وعليكم السلام فيستخف بك, هذا لأنه أخرج الإيمان من المسألة، أخرج مراقبة الله عز وجل للعبد من المسألة وتصور أنه هكذا أهانك.
لذلك نقول: أي رجل يتصدر إلى الدعوة إلى الله عز وجل لابد أن يكون واسع الحلم، وقلنا الحلم يتقدمه صبر ثم عفو ثم إحسان، فمن حقق هذه الآية يكون قد حقق الأركان الثلاثة للحلم، وللحديث بقية إن شاء الله.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
انتهي الدرس الثالث (أسألكم الدعاء أم محمد الظن)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[20 - Jun-2010, صباحاً 02:23]ـ
يرفع للفائدة
ـ[رضا الحملاوي]ــــــــ[13 - Oct-2010, صباحاً 02:05]ـ
اللهم احفظ شيخنا الحويني
بارك الله فيكم
ـ[أبو محمد حمادة سالم]ــــــــ[13 - Oct-2010, صباحاً 02:53]ـ
سلمت يمينك يا أم محمد , وجزاك الله ألف خير
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[13 - Oct-2010, صباحاً 09:53]ـ
ولك بمثل مادعوت
http://www.alheweny.org/aws/play.php?catsmktba=5468
وهذا رابط السلسلة في موقع الشيخ حفظه الله(/)
درس لمدة يومين في مسائل الزكاة المعاصرة
ـ[معالم السنن]ــــــــ[27 - May-2010, مساء 01:14]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
بمشيئة الله سيقوم فضيلة الشيخ اديب السويري بشرح لاهم مسائل الزكاة المعاصرة يومي السبت والاحد القادم في مسجده مقابل جيان بالسويدي
بعد صلاة المغرب
ـ[معالم السنن]ــــــــ[29 - May-2010, صباحاً 07:15]ـ
للتذكير اليوم(/)
الذات والآخر
ـ[السيد أحمد عبد اللطيف]ــــــــ[27 - May-2010, مساء 05:13]ـ
في زمان أصبح التشدق بالكلمات دون العمل وأصبحنا ننظر إلى الغرب على أنهم دعاة الحضارة ودعاة المدنية والديموقراطية نسينا الهوية الأسلامية التي تقبل بالآخر وتجعله جزءا أصيلا من المجتمع المسلم، نسينا أن التجانس هو الأصل في إظهار الجمال وأنه لايمكن بأي حال من الأحوال ان يكون هناك شيئ ذا قيمة إلا إذا تجانس مع غيره،أقول هذا الكلام وأنا أرى الأمة قد أصبحت أحزابا وشيعا وأصبح الخلاف هو السمة المميزة لها وأصبح عدم قبول الآخر سواء من قطر مع قطر أو من قطر مع رعاياه هو الذي يهيمن على الذات ويجعل هذه الذات هي الصواب وماعداها هو الخطأ،وأصبح من يوافقني الرأي هو صديقي ومن يخالفني فهو عدوي،أصبحت العادات والتقاليد والعصبية والقبلية هي التي تشرع وهي التي تقنن أصبح الهوى هو الإله وتركت تعاليم الإسلام وهدي خير الأنام عليه الصلاة والسلام،إن القرآن الكريم وضح المعالم التي ينبغي أن تكون عليها الأمة من خلال الآيات ووضع الأطر التي لو سرنا عليها لتحققت المدينة الفاضلة كما كانت في عهد المصطفي صلى الله عليه وسلم وأقتدى بنا العالم بأسره فهل من مدكر
السيد أحمد عبد اللطيف
دار علوم المنيا(/)
الفوائد الحسان من دروس الشيخ سليمان العلوان 2
ـ[من خاف أدلج]ــــــــ[27 - May-2010, مساء 05:16]ـ
{_الفرق بين الحديث المنقطع والحديث المقطوع
المنقطع:فيما يتعلق بالسند.
المقطوع:فيما يتعلق بالمتن.
_هناك حالات ثلاث لقول التابعي:
أ-مثال لقول التابعي أمراً غيبياً عن سعيد بن جبير قال: {من قطع تميمة من إنسان كان كعدل رقبه} رواه ابن أبي شيبه
هل له حكم الرفع؟ قولان لأهل العلم رحمهم الله أظهرهما عندنا إنه ليس له حكم الرفع.
ب_أما قول التابعي بما ليس أمراً غيبياً فهو كقول محمد ابن سيرين {إن هذا العلم دين فاانظروا عن من تأخذون دينكم} رواه مسلم في مقدمة الصحيح.
جـ-أن يخبر التابعي انهم كانوا يفعلون مثال ذلك مارواه ابن أبي داود عن إبراهيم النخعي قال: {كانوا يحبون ان يقرأو هؤلاء السور في كل ليله ثلاث مرات قل هو الله أحد والمعوذتين}
إسناده صحيح.
_ الإسناد من خصائص هذه الأمه المحمديه وهذا من حفظ الدين ولذلك كانت الأمم السابقه ليس لها إسناد فبُدلت شريعتهم وغُيرت.أما هذه الأمه فحفظ لها دينها فإذا صح الإسناد وهو الغايه فإن لم يصح فلا يجوز عزوه إلى النبي (ص) لأنه من جملة الكذب عليه.
_من الآداب التي يجب أن تراعى عند رواية الحديث أن يُروى الحديث الصحيح بضيغة الجزم لأنها تقتضي صحة الحديث وإن كان الحديث ضعيفاً فيجب أن يرويه بضيغة التمريض لأنها تقتضي بضعف الحديث ,أما الموضوع فلا يجوز ذكره بحال إلا مع بيان ضعفه وهذا الأدب أخل به الكثير من الفقهاء.
نصيحه من الشيخ فعلى كل طالب علم ان يراعي المصطلحات العلميه التي وضعها المحدثون لأن من قال في الحديث الضعيف قال النبي (ص) بضيغة الجزم فقد كذب.
وأعدكم بفوائد قادمه والله الموفق.
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[27 - May-2010, مساء 05:35]ـ
جزاكم الله خيرا وحفظ الله هذا الشيخ العلامة المحدث سليمان العلوان.
درر رائعة وننتظر المزيد.
ـ[من خاف أدلج]ــــــــ[28 - May-2010, مساء 07:09]ـ
اشكرك على مرورك وجزاكم الله خيرا
ـ[علي ابن عمر]ــــــــ[28 - May-2010, مساء 08:48]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
عندما يصبح المفتي (أبو اعرفوني) يضيع الدين
ـ[فرحان بن سميح العنزي]ــــــــ[27 - May-2010, مساء 08:05]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روي عن علي - رضي الله عنه - أنه رأى قاصا يقص في مسجد الكوفة وهو يخلط الأمر بالنهي والإباحة بالحظر، فقال له: أتعرف الناسخ من المنسوخ؟ قال: لا، قال: هلكت وأهلكت، ثم قال له: أبو من أنت؟ قال: أبو يحيى، قال: أنت أبو اعرفوني، ثم أخذ أذنه ففتلها، وقال: لا تقص في مسجدنا بعد.
عندما يصبح العلم والفتيا استعراض معلومات وعلى طريقة (أبو اعرفوني) و (أنا هنا) يصبح الدين ملعبة لمن هب ودب، ويتجرأ السفهاء على السنة الثابتة عن المعصوم صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وعندما تصبح الفتوى بهذه المثابة، يتهم العلماء- الذين هم ورثة الأنبياء في سياسة الناس- بكتم شيء من العلم وإخفاء شيء من السنة خصوصا عندما تنشر هذه الفتاوى على منابر مشبوهة أو معروفة بعدائها للسنة وأهلها.
ليس العلم بكثرة المحفوظات وإلا لأغنتنا التقنية عن كل عالم، وإنما العلم خشية الله وسلوك طريق النجاة بالمستفتي وعدم شراء الآخرة بالثمن القليل.
يقول ابن رجب رحمه الله في أول كتابه الجليل (فضل علم السلف على علم الخلف): (وقد ابتلينا بجهلة من الناس يعتقدون في بعض من توسع في القول من المتأخرين انه أعلم ممن تقدم).
إن الفتيا سياسة وفن ودربة لا يستطيعها كل من حفظ، وإنما تأتي الفتيا بالتجربة ولزوم أهل العلم وطول المران وتقوى الله قبل كل شيء. ولهذا جاء في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم: (البركة مع أكابركم) صححه الألباني رحمه الله، وانظر تخريجه كاملا في السلسلة الصحيحة، طبعة مكتبة المعارف 1415 هـ ورقم الحديث (1778)، 4/ 380.
إن لزوم الأكابر هو الخير وهو والبركة مهما كثر المتكلمون وتشدق المتشدقون وادعى المدعون.
روى الطبراني في المعجم الكبير برقم (8591) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (لن يزال الناس بخير ما أتاهم العلم من قبل أكابرهم وذوى أسلافهم فإذا أتاهم من قبل أصاغرهم هلكوا).
إن الأكابر يسيرون على منهج الفتيا الذي يقوم على مرتكزات ضرورية من أهمها أنه (ليس كل ما يعلم يقال) وإنما يعطى المستفتي ما يحتاجه فحسب، دون إدخاله في أغوار لا يدرك أبعادها بحكم عدم التخصص.
قال ابن مسعود رض الله عنه: (ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة). رواه مسلم في المقدمة.
لم يكن الخلاف في مسألة إرضاع الكبير ومسألة الأغاني وغيرها من المسائل خافية على الكبار، ولكن أولئك الكبار كانوا يقدمون مصلحة الناس في أديانهم على كل غرض، وكانوا يتكلمون لله ولا يتكلمون للناس.
إن حرمة الدين أمانة في عنق كل مسلم يخشى الله ويرجوه ولا يمكن أن تصان هذه الحرمة إلا برد العلم إلى أهله وأخذه من مصدره. فأين المسلمون الناصحون لدينهم وأنفسهم!!
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
والسلام(/)
الكلام القيم من العلامة ابن القيم
ـ[من خاف أدلج]ــــــــ[28 - May-2010, مساء 07:28]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله (ص)
هذة فوائد من العلامة ابن القيم رحمه الله:
_ لو نفع العلم بلا عمل لما ذم الله أحبار أهل الكتاب ولو نفع العمل بلا إخلاص لما ذم المنافقين.
_لما كان أكثر الناس إنما يتكلم بالحق في رضاه فإذا غضب اخرجه غضبه إلى الباطل وقد يدخله أيضاً رضاه في الباطل , سأل النبي (ص) الله عز وجل أن يوفقه لكلمة الحق في الغضب والرضى ولهذا قال بعض السلف: {لاتكن مما إذا رضي أدخله رضاه في الباطل وإذا غضب أخرجه غضبه من الحق. إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان
-النفس ذواقة تواقة فإذا ذاقت تاقت ولهذا إذا ذاق العبد طعم حلاوة الإيمان وخالطت بشاشته قلبه رسخ فيه حبه ولم يؤثر عليه شيء أبدا. مفتاح دار السعاده
_العمل بغير إخلاص ولا إقتداء كالمسافر يملأ جرابه رملاً يثقله ولاينفعه.
_لاتستصعب مخالفة الناس والتحيز إلى الله ورسوله (ص) ولو كنت وحدك فإن الله معك وانت بعينه وكلاءته وحفظه لك وإنما امتحن بيقينك وصبرك.(/)
خطبة المسجد النبوي - 14 جمادى الآخرة 1431 - عقوق الوالدين - الشيخ صلاح البدير/صوتي
ـ[ابو اميمة محمد]ــــــــ[29 - May-2010, مساء 09:28]ـ
خطبة المسجد النبوي - 14 جمادى الآخرة 1431 - عقوق الوالدين - الشيخ صلاح البدير
روابط التحميل
http://www.4shared.com/audio/vedY9Oml/__-___.html
http://www.mediafire.com/?1mmjyymy2m5
http://www.archive.org/download/Akok...AkokBenHmid.rm (http://www.archive.org/download/AkokBenHmid/AkokBenHmid.rm)
ابو اميمة محمد(/)
خطبة المسجد الحرام - 14 جمادى الآخرة 1431 - الرفق وأثره - الشيخ صالح بن حميد/صوتي
ـ[ابو اميمة محمد]ــــــــ[29 - May-2010, مساء 09:29]ـ
خطبة المسجد الحرام - 14 جمادى الآخرة 1431 - الرفق وأثره - الشيخ صالح بن حميد/صوتي
روابط التحميل
http://www.4shared.com/audio/SwgGdoOC/__-____.html
http://www.mediafire.com/?xtwkzhylyzq
http://www.archive.org/download/Rifk...RifkBenHmid.rm (http://www.archive.org/download/RifkBenHmid/RifkBenHmid.rm)
ابو اميمة محمد(/)
رسالة قوية من إحدى الطالبات إلى وزير التربية والتعليم
ـ[مقدام الاحساء]ــــــــ[29 - May-2010, مساء 11:41]ـ
رسالة قوية من إحدى الطالبات إلى وزير التربية والتعليم
http://www.harfnews.org/contents/newsm/1287.jpg بدلاً من الصالات الرياضية نريد مختبرات علمية
أرسلت طالبة في المدارس السعودية رسالة لوزير التعليم، " حرف " تضع لكم نص الرسالة:
كنا ننتظر مع توليكم معالي وزير التربية والتعليم إصلاحاً وتطويراً إلا أننا صُدمنا بقرارات غريبة متوالية متسارعة
فمن دمج الصفوف الأولية بين الذكور والإناث إلى إقحام الطالبات في المدرجات لمشاهدة سباقات الفروسية إلى إنشاء صالات رياضية في مدارس البنات الجديدة , ثم تقليص المواد الشرعية إلى إقحامنا بالكشافة النسائية باسم " المرشدات " لنشارك في معسكرات برية ومؤتمرات مختلطة خارج المملكة!!! ولا ندري يا ترى أين ستحط رحال هذه القرارات العجيبة؟!!
معالي الوزير: مدارسنا تعاني من خللٍ كبير يجب أن يعالج بدلاً من هذه القرارات التي تهدم الأخلاق، ولا تنمي العقول , وبين أيديكم مطالب وملاحظات آمل تأملها:
:
مدارسنا بحاجة إلى مختبرات علمية واسعة جديدة مجهزة بأحدث الوسائل العلمية والتقنية ومواد جديدة كافية تُغذى باستمرار وتكون تحت المتابعة ضمن تقارير ترفع للوزارة باستمرار
.
مدارسنا بحاجة إلى وسائل تعليمية حديثة وكافية فهل يُعقل أن مجمعاً تعليمياً في العاصمة الرياض لا يوجد لبعض المواد وسائل تعليمية وبعضها لا يوجد بها إلا وسيلة واحدة!!!.
مدارسنا بحاجة إلى توفير مواد كافية للتدبير المنزلي تُغذى بها المدارس باستمرار بدلاً من أن ترهق الطالبة بطلبات لا تنتهي.
تجهيزات المدارس قديمة جداً فكثيرٌ من المكيفات تسمع لها جعجعةً ولا ترى لها طحنا، وقل مثلها في البرادات الملوثة التي أكل عليها الدهر، وهكذا السبورات ما بين قديمة وتالفة، وزجاج مكسر، وأبوابٌ وجدران متهالكة.
الصيانة الضعيفة فالأسلاك الكهربائية المكشوفة والمجرحة، والإضاءة الضعيفة والمعدومة غالباً، والتهريبات المستمرة، والحمامات القديمة التي تُصدم حينما تدخلها وأنت في العاصمة الرياض فكيف هي في المناطق الأخرى وفي الإشارة غنية عن إطالة العبارة.
نقص المعلمات في أغلب التخصصات وإرهاقهن بـ 24 حصة لا تستطيع معها تقديم المادة العلمية كما ينبغي , وكأنها آلة كهربائية لا إنسانة لها كيان وإحساس وشعور فأين حقوق المرأة يا معالي الوزير؟!!.
لا يوجد للقرآن الكريم معملاً خاصاً ولا مقرأة في الوقت الذي نشاهد فيه للغة الإنجليزية معملاً ووسائل متنوعة وكتب نشاط مساعدة، بل نجد للتربية الفنية حصتان وللقرآن حصة واحدة في الأسبوع وربما كانت السابعة!!!.
تعملون على تقليص المواد الشرعية في الوقت الذي كنا ننتظر دعمها وتقويتها فالطالبة تصل إلى الجامعة وهي لا تحسن التلاوة بسبب قلة حصص القرآن وقلة الوسائل فهل يعالج هذا الخلل الكبير بتقليص المواد الشرعية ودمجها!!!.
أدخلتم الكشافة النسائية باسم " المرشدات " وتعلمون ما يتطلب ذلك من سفرٍ متكرر ومعسكرات بريه ولقاءات ومؤتمرات مختلطة خارج المملكة!!!.
دمجتم الصفوف الأولية من الذكور والإناث وفي ذلك من الأضرار ما أثبتته الدراسات الحديثة بل في وقتنا الحاضر يسعى الغرب للفصل بين الجنسين لما وجدوا من الأضرار والأخطار، وإعاقة التعليم.
معالي الوزير: نريد لتعليمنا إصلاحاً وتطويراً لا تدهوراً وانهيارا.
معالي الوزير: أناشدكم بالله إعادة النظر في مثل هذه القرارات المتسارعة التي لا يدعمها الشرع وأذكركم بأن حياة الإنسان قصيرة بعدها سكرات وحشرجات وزفرات يهال بعدها التراب، ثم حشر ونشر وأهوال يشيب لها الرضيع وترى الناس فيها سكارى وما هم بسكارى لا ينفع مالٌ ولا جاه، إلى أن تقف بين يدي الجبار: (فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون) والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الطالبة / أفنان السدحان(/)
اليوم العلمي الثاني - بجامع الراجحي بحي شبرا
ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[30 - May-2010, صباحاً 08:15]ـ
http://ibn-jebreen.com/0200.jpg
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[30 - May-2010, مساء 12:52]ـ
جَزَاكُم اللَّهُ خَيْرًا، وباركَ في جُهُودِكُم، وحَفِظَ شَيخَنا العلَّامةَ عبدَ العزيزِ الرَّاجِحِيَّ، ورَحِمَ شيخَنا الإمامَ ابنَ جِبْرِينٍ. آمين.
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[31 - May-2010, صباحاً 03:26]ـ
جزاكم المولى خيرا
ـ[المدلج]ــــــــ[31 - May-2010, صباحاً 03:49]ـ
نفع الله بكم جمعيآ وجزاكم الله خيرآ
ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[31 - May-2010, صباحاً 08:40]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم وجزاكم خير الجزاء(/)
العين حق// للشيخ سلطان العيد حفظه الله
ـ[ابو اميمة محمد]ــــــــ[30 - May-2010, مساء 02:35]ـ
العين حق للشيخ سلطان العيد حفظه الله
روابط التحميل
http://www.4shared.com/audio/Tkw2WsTN/_____.html
http://www.archive.org/download/Alay...nHakSoltan.mp3 (http://www.archive.org/download/AlaynHakSoltan/AlaynHakSoltan.mp3)
ابو اميمة محمد
ـ[جذيل]ــــــــ[30 - May-2010, مساء 04:45]ـ
هل فيه ملف وورد لو تكرمت .. ؟(/)
كلام معجب ومفيد لابن قتيبة حول رضاع الكبير، لا أجد بعضه في كلام المعاصرين ...
ـ[محب الأدب]ــــــــ[30 - May-2010, مساء 05:57]ـ
قالوا (أي أهل الأهواء): رويتم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لا رضاع بعد فصال" وقال: " انظرن ما إخوانكن فإنما الرضاعة من المجاعة"، يريد ما رضعه الصبي فعصمه من الجوع.
ثم رويتم عن ابن عيينة عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: "جاءت سهلة بنت سهيل بن عمرو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: إني أرى في وجه أبي حذيفة من دخول سالم علي كراهة، فقال: أرضعيه، قالت: أرضعه وهو رجل كبير، فضحك ثم قال: ألست أعلم أنه رجل كبير".
وقلتم قال مالك عن الزهري: إن عائشة رضي الله عنها كانت تفتي بأن الرضاع يحرم بعد الفصال حتى ماتت، تذهب إلى حديث سالم.
قالوا: وهذا طريق عندكم مرتضى صحيح لا يجوز أن يرد ولا يدفع.
قال أبو محمد (ابن قتيبة): ونحن نقول إن الحديث صحيح، وقد قالت أم سلمة وغيرها من أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه كان لسالم خاصة، غير أنهن لم يبين من أي وجه جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا لسالم.
ونحن مخبرون عن قصة أبي حذيفة وسالم والسبب بينهما إن شاء الله.
أما أبو حذيفة: فهو بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف، وكان من مهاجرة الحبشة في الهجرتين جميعا، وهناك ولد له محمد بن أبي حذيفة، وقيل في خلافة أبي بكر رضي الله عنه يوم اليمامة، ولا عقب له.
وأما سالم مولى أبي حذيفة فإنه بدري، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي بكر، وكان خيرا فاضلا ولذلك قال عمر رضي الله عنه عند وفاته: لو كان سالم حيا ما تخالجني فيه الشك. يريد تقدمته للصلاة بالناس إلى أن يتفق أصحاب الشورى على تقديم رجل منهم، ثم قدم صهيبا.
وكان سالم عبدا لامرأة أبي حذيفة من الأنصار، واختلفوا في اسمها فقال بعضهم: هي سلمى من بني خطمة، وقال آخرون: هي ثبيتة، وكلهم مجمع على أنها أنصارية، فأعتقته، فتولى أبا حذيفة وتبناه فنسب إليه بالولاء، واستشهد سالم يوم اليمامة، فورثته المعتقة له لأنه لم يكن له عقب ولا وارث غيرها.
وهذا الذي أخبرتُ به دليل على تقدم أبي حذيفة وسالم في الإسلام، وجلالتهما، ولطف محلهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما ذكرت له سهلة بنت سهيل ما تراه في وجه أبي حذيفة من دخول سالم عليه، وكان يدخل على مولاته المعتقة له، ويدخل عليها كما يدخل العبد الناشئ في منزل سيده ثم يعتق، فيدخل أيضا بالإلف المتقدم والتربية، وهذا مالا ينكره الناس من مثل سالم وممن هو دون سالم، لأن الله عز وجل رخص للنساء في دخول من ملكهن عليهن، ودخول من لا إربة له في النساء كالشيخ الكبير والطفل والخصي والمجبوب والمخنث، وسوى بينهم في ذلك وبين ذوي المحارم فقال تعالى: ((ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن)) يعني المسلمات ((أو ما ملكت أيمانهن)) يعني العبيد ((أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال)) يعني من يتبع الرجل ويكون في حاشيته كالأجير والمولى والحليف وأشباه هؤلاء.
وليس يخلو سالم من أن يكون من التابعين غير أولي الإربة في النساء، ولعله كان كذلك لأنه لم يعقب، أو يكون بما جعله الله عليه من الورع والديانة والفضل وما خصه به حتى رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك أهلا لأخوة أبي بكر رضي الله عنه، مأمونا عنده، بعيدا عن تفقد النساء وتتبع محاسنهن بالنظر.
وقد رخص للنساء أن يسفرن عند الحاجة إلى معرفتهن للقاضي والشهود وصلحاء الجيران، ورخص للقواعد من النساء وهن الطاعنات في السن أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة.
وقد كان سالم يدخل عليها، وترى هي الكراهة في وجه أبي حذيفة ولولا أن الدخول كان جائزا ما دخل ولكان أبو حذيفة ينهاه، فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم بمحلها عنده وما أحب من ائتلافهما ونفي الوحشة عنهما أن يزيل عن أبي حذيفة هذه الكراهة ويطيب نفسه بدخوله فقال لها: أرضعيه، ولم يرد ضعي ثديك في فيه كما يفعل بالأطفال، ولكن أراد احلبي له من لبنك شيئا ثم ادفعيه إليه ليشربه، ليس يجوز غير هذا، لأنه لا يحل لسالم أن ينظر إلى ثدييها إلى أن يقع الرضاع، فكيف يبيح له ما لا يحل له، وما لا يؤمن معه من الشهوة، ومما يدل على هذا التأويل أيضا أنها قالت: يا رسول الله أرضعه وهو كبير، فضحك وقال: ألست أعلم أنه كبير. وضحكه في هذا الموضع دليل على أنه تلطف بهذا الرضاع لما أراد من الائتلاف ونفي الوحشة من غير أن يكون دخول سالم كان حراما، أو يكون هذا الرضاع أحل شيئا كان محظورا أو صار سالم لها به ابنا ...
انظر كتاب (تأويل مختلف الحديث)، طبعة (دار ابن عفان)، تحقيق (سليم الهلالي)(/)
تفريغ محاضرة أيها التائه قف من بروكسيل للشيخ أبي إسحاق الحويني حفظه الله
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[30 - May-2010, مساء 10:36]ـ
كلمة الشيخ من بروكسيل أيها التائه قف.
إن الحمد لله تعالى نحمدهُ ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرورِ أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهدى الله تعالى فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أنَّ لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبدهُ ورسوله
أما بعدِ.
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالي وأحسن الهدي هدي محمدٍ صلي الله عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتُها وكلَّ محدثةٍ بدعه وكلَّ بدعةٍ ضلالة وكلَّ ضلالةٍ في النار، اللهم صلى على محمدٍ وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنَّك حميدٌ مجيد.
سبب اختيار الشيخ _حفظه الله_ لهذا العنوان.
درسنا هذا المساء بعنوان أيها التائه قف أو قلّ هي صرخةٌ إلى تائه، والذي حذا بي أن أختار هذا العنوان أنَّ أكثر أهل الأرض تائهون، أكثرهم لا يعلم لماذا خُلِق ولا إلى أين المصير؟ فأبدأ بتقرير حقيقةٍ قرآنيةٍ في وصف أصل الإنسان فهذا الإنسان له صفتان رئيستان مذكورتان في قول الله تعالي:
الصفتان اللتان للإنسان في القرآن الكريم.
قال تعالي?إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا? (الأحزاب:72)، فكل إنسان في مبدئه ظلومٌ وجهول.
أما أنه ظلوم: فلأن حقيقة الظلم أن تضع الشيء في غير موضعه، وهذا يحتاج إلى علمٍ وحكمة.
وأما جهول: فالله عز وجل قال:? وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا? (النحل:78)، فالعلم كسبي، بمعنى يولد المرء لا يعرف شيء مطلقًا، فلا يموت حتى تُعقد عليه الخناصِر ويقال هذا أعلم الناس.
للمرء صفات كسبية و وجبلّيَة.
فصفة العلم صفة كسبية يكتسبها المرء، كما أنَّ للمرء صفاتٌ جبلية، يجبل حليمًا، يجبل كريمًا، سخيًا، أو يجبل لئيمًا، خسيسًا، فهناك صفات جبلية وهناك صفات كسبية، إذًا أصل الإنسان أنه ظلوم وجهول.
فكيف يخرج المرء من ظلمه وجهله؟
لا يخرج المرء من ظلمه وجهله إلا بإتباع الوحي قرءانًا وسنة، لذلك أنزل الله الكتب وأرسل الرسل ليخرج المرء من هاتين الصفتين، لأن المرء لابد أن يسلك طريقًا من اثنين لا ثالث لهما كما قال تعالي:?وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ? (البلد:10) على أحد التفاسير أي طريقي الخير والشر، فإمَّا أن يتبع الوحي وإمَّا أن يتبع ضده وهو الهوى قال تعالي:?فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ? هذا هو الوحي، ?فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ ? (القصص:50)، فهذه هي الجهة المقابلة للوحي ألا وهي الهوى، وقال تعالى:? وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا? هذا هو الوحي ? وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا? (الكهف:28) وقال تعالي:? يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ? هذا هو الوحي ? وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ? (ص:26).إذًا ما ثمَّ إلا وحيٌ أو هوي.
فإذا اتبع المرء الوحي خرج من ظلمه وجهله وإذا اتبع الهوى بقيَّ على أصل خلقته.
كيف يمكن للمرء أن يجتاز هذه الحياة ويلقى الله- عز وجل- بوجهٍ أبيض؟ يوم تبيض وجوه وتسود وجوه، تبيض وجوه أهل السنة والجماعة، وتسود وجوه أهل الفُرقَة والبدعة كما نصَّ على ذلك جماعة من العلماء كسفيان الثوري وغيره من أهل العلم.
لا يستطيع المرء أن يتخلص من ظلمه وجهله إلا بإتباع الوحي.
ولذلك الإمام البخاري- رحمة الله عليه- لما صنَّفَ كتابه الصحيح الذي هو أصح كتابٍ بعد كتاب الله – عز وجل- بإجماع أهل العلم، ليس هناك كتاب أعلى من كتاب البخاري، لا في شرطهِ ولا في تبويبهِ، ولا في فقههِ ثم يتلوه كتاب مسلمٍ- رحمه الله-.
(يُتْبَعُ)
(/)
الإمام البخاري سمى كُتب صحيحه كعادة أهل العلم الذين صنَّفوا كتب الأحاديث، يقول كتاب الطهارة، كتاب الصلاة، كتاب الزكاة، كتاب الصيام، كتاب الحج، كتاب الطلاق كتاب النكاح، يقسمون كتب الأحاديث إلى كتب مسماه.
بم بدأ البخاري رحمه الله صحيح البخاري وبما أنهاه؟
البخاري- رحمه الله- بدأ كتابه الجامع الصحيح بكتاب سماه كتاب بدأ الوحي وآخر كتاب في صحيح البخاري اسمه كتاب التوحيد، البخاري سمى أول كتاب في صحيحه كتابَ بدأ الوحي ثم كتاب الإيمان، ثمَّ كتاب العلم، ثمَّ كتاب الطهارة، وعندك الغسل والحيض وغير ذلك ثمَّ تدخل على الصلاة لكن أول كتاب اسمه بدء الوحي، وآخر كتاب في صحيحه اسمه كتاب التوحيد.
ماذا يريد البخاري بهذا؟
أراد البخاري أن يقول: من أراد أن يُختم له بالتوحيد فعليه بالوحي، لابد أن يبدأ كلَّ حياتهِ بالوحي قرءانًا وسنة، لأنَّ الوحي ليس قرءانًا فقط، ? إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ? (الحجر:9)، أجمع أهل العلم على أن الذكر هو القرءان والسنة معًا وليس القرءان وحده.
فالذي يريد أن يُختم له بالتوحيد في آخر حياته فليلزم في كل أموره الوحي المنزَّل من الله- عز وجل- وهو القرءان، والموحى إلى النبي- صلي الله عليه وسلم- إلا وهو السنة.
إن استطعت ألا تحك رأسك إلا بأثر فافعل.
ترجم الإمام الزاهد الكبير العلَم سفيان الثوري- رحمه الله- هذا الكلام بكلمةٍ جميلةٍ قال فيها: (إن استطعت ألا تحك رأسك إلا بأثر فافعل) ,لا تفعل هذا إلا إذا كان مأذونًا لك، لأن الله – عز وجل- لما خلقنا وصمنا بصفة العبودية، فأنت عبد إما بالاختيار أو بالقهر والاضطرار.
أكثر الخلق يقعون تحت مظلة عبودية القهر.
عبودية القهر التي يقع تحت مظلتها أكثر الخلق كما في قوله تعالي:? إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ إِلا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا? (مريم:93)، هو عبدٌ رغمًا عن أنفه، لأنه يمرض بغير اختياره، ويموت بغير اختياره أيضًا، فهو موصوم بالذل الأصلي.
أجمل تعريف للذل قرأهُ الشيخ _حفظه الله_.
وأجمل كلمة قرأتها في تعريف الذل وهي كلمة جامعة مانعة في التعريف ولله در قائلها.قال: (كلَّ عزيزٍ دخل تحت القدرةِ فهو ذليل)
الفرد الذي لا يدخل تحت القدرة هو الله- عز وجل- وحده.
أما كلُّ عزيزٍ في الأرض سواء كان ملكًا مُطاعًا متوجًا أو رئيسًا في قومه فهو داخلٌ تحت القدرة، إذ أنه يموت ويمرض وقد يذهب ملكه، قد يستولي على ملكه من هو أقوى منه , ولقد قرأنا التاريخ وعلمنا كم من ملوك ذلّوا ودخلوا السجن وماتوا فيه وكانوا أعزة قبل ذلك، لا يُداس لهم على طرف ولا تسقط لهم كلمة ,فكل عزيز دخل تحت القدرة فهو ذليل.
مايدلُّ علي تمام عز الله_ تبارك وتعالي_.
وكما قلت لكم الفرد الذي لا يدخل تحت قدرة أحد هو الله- عز وجل-، قال تعالي:? وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ ? (المؤمنون:88)، وقال تعالى:? وَاللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ? (الرعد:41)، وقال تعالي:?إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ? (هود:107)، وقال تعالي:? وَلا يَخَافُ عُقْبَاهَا? (الشمس:15).
كل هذا يدلُّ على تمام عزه- تبارك وتعالي- له الأسماء الحسنى والصفات العلي، نحن خُلِقنا كما قلت ووصِمنا بصفة العبودية.
المراد بالعبودية.
معنى أن تكون عبدًا باختصار وبساطة شديدة أن يكون لك سيدٌ آمر، وهذه طبيعة العبد له سيدٌ آمر، السيد الآمر هو الله – عز وجل-، فإن استطعت كما يقول سفيان الثوري ألا تحك رأسك إلا بأثر فافعل، فمن أراد أن يُختم له في أخر حياته بالكلمة المباركة لا إله إلا الله محمد رسول الله، من أراد أن يُختمُ له بالتوحيد، فعليه أن يبدأ كل حياتهِ بالوحي.
شرط العبُودية.
إذا أردت أن ترفع قدمك سل نفسك هل أنت مأذونٌ لك أن ترفعها أم لا تريد أن تضع قدمك في أي مكان تضع هذا القدم، إذا وضعت قدمك ها هنا فهل أنت مأذونٌ لك أن تضعها ها هنا أم لا، وهذا الكلام إذا أردت أن تحقق شرط العبودية، إنما الكلمة الفاجرة التي انتشرت على ألسنة كثير من المسلمين في بلاد العالم أن يفعل الشيء ثم يقول: أنا حر
المراد بالحرية المزعومة.
(يُتْبَعُ)
(/)
أنا حر: هذه الكلمة معناها أنا منفلت معناها أنني خلعت رداء العبودية أفعل ما أريد، عاد إلى أصل خلقته وأنه ظلوم وجهول، إن لم يستضيء بنور الوحي رجع إلى أصل خلقته.
المسلمون أولى الناس بالحق والهدى.
نحن معاشر المسلمين أولى الناس بالحق والهدى، كتابنا هو الكتاب الوحيد على ظهر الأرض صحيح النسبة إلى الله، ليست هناك أمةٌ لها هذا الشرف إلا أمتنا وحدها، كتابها صحيح النسبة إلى الله، أما بقية الكتب فهي محرفةٌ بشهادة الكتاب المهيمن على هذه الكتب كلها، وكذلك نبينا- صلي الله عليه وسلم- هو خاتم الأنبياء ليس بعده نبي، كان أنبياء بني إسرائيل قديمًا إذا جاء النبي بوحيٍ إلى بني إسرائيل، لا يلبث أن يحرفوا هذا الوحي، فيرسل الله نبيًا آخر يصحح ما أفسده الخلق وما بدلوه من كلامه – تبارك وتعالي- فلا يلبث أن يحرِّف الناس هذا الكلام أيضًا فيرسل رسولًا آخر.
أكثر الأمم الذي جاءها الأنبياء بنو إسرائيل.
فلما قضى الله- عز وجل- أن يكون القرءان آخر الكب جعلهُ مهيمنًا علي ما سبقه من الكتب، وقاضيًا عليها، ولما كان نبينا – صلى الله عليه وسلم- آخر الأنبياء عصم الله- عز وجل- كلامه من التحريف بأن لم يعهد حفظ الكلام إلى العباد كما كان يعهد في بني إسرائيل، إنما تولى حفظ القرءان بنفسه، لأن الله- عز وجل- لو وكل إلينا حفظ القرءان إلينا لوجد فينا من يحرفه.
حفظ الله _عز وجلَّ_ لكتابه.
فقال تعالي:? إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ?، فلم يجعل حفظ كتابه لأحدٍ من البشر، إن بين المسلمين ومن يتسمون بأسماء المسلمين بينهم زنادقة وبينهم من أكثر من اليهود والنصارى، هؤلاء يُمكن أن يحرفوا القرءان فلما كما قلت لكم كان القرءان آخر الكتب تولى الله- عز وجل- حفظه بنفسه فنحن أمة شريفة لنا منقبة ليست لأمةٍ أخرى ألا وهي كتابنا.
لو أن رجلًا خطر بباله أن يحرِّف حرفًا من القرءان، أو أن يضع نقطةً على حرف لرد عليه ألوف الصبيان في جنبات العالم، وهذا لا يُعرف لأمةٍ من الأمم، الصبية الصغار يحفظون كلام الله عن ظهر قلب، لا يجرؤ أحدٌ على تحريف حرف من كتاب الله لأنه محفوظ، فالوحي قرءاناً محفوظٌ بحمد الله والسنة محفوظةٌ بحمد الله- عز وجل- بشهادة أكثر الناس عداءًا للإسلام.
لأن السنة حُفِِِِِِِِظّت بعلم مصطلح الحديث، وهو تصحيح نقل الأخبار، قوانين قبول الأخبار، والله- عزَّ وجل- هدى هذه الأمة إلى هذا العلم الذي لا يعرف لأمة من الأمم عشر معشاره.
ينبغي أن تبدأ كلَّ حياتك بالوحي.
إذًا الوحي ينبغي أن تبدأ به كل حياتك، ولا تنسي يومًا من الأيام أنك عبد لو أردت أن تخرج من صفة العبودية لا تستطيع، اليوم موتور المصعد من صفته الشد إلى أعلى، ممكن تأتي بموتور المصعد وتركبه وتجعله سيارة، أنت لا تستطيع، لماذا؟ لأن هذا المصعد خُصِّص للشد إلى أعلى الذي صنعه صَنعه لذلك، فأنت لا تستطيع أن تستخدمه في غير ذلك.
موتور السيارة لما صنعه صانعه صنعه ليمشي إلى الأمام أو يرجع إلى الخلف هل تستطيع أن تأتي بموتور السيارة وأن تضعه مكان المصعد ليشد إلى أعلى الكابينة إلى أعلي، طبعًا لا، لأن صانعه ما صنعه لغير ذلك
لا تستطيع أن تخرج من صفة العبودية ولو أردت.
كذلك خالقك خلقك لتكون عبدًا لا تستطيع أن تخرج من صفة العبودية ولو أردت، كما قلت لك: إن لم يأت المرء بعبودية الاختيار سيأتي بعبودية القهر والاضطرار.
عبودية الاختيار: أن ترضى بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمدٍ- صلي الله عليه وسلم- نبيًا ورسولًا.
نداء الشيخ_ حفظه الله _للمسلمين في جنبات الأرض.
أيها المسلم: لا يكون الجماد أفضل منك، قال الله – عزَّ وجل للسماوات والأرض?اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ? (فصلت:11)، هذا الجماد يأتي طائعًا ولا يأتي المرء مختارًا، لأجل هذا ولأننا عبيدٌ لابد أن نرجع إلى معنى العبودية، بكل أسف كثيرٌ من الناس لا يعرف معنى العبودية.
والعبودية ترتكز على ركنين أساسيين لا تتحقق عبودية عبد إلا بهما.
الركن الأول: كمال الحب.
الركن الثاني: كمال الذل.
أما الحب: فهو مَركَبُ لا يضلُّ راكبه، لا يرى المرء مع الحب مشقة، وقانون الحب ثابتٌ مركوزٌ عند كل بني آدم سواء كان كافرًا أم مسلمًا.
قانون الحب يقول:
1 - أنه لا إرادة لك مع حبيبك.
2 - أنك لا تستطيع أن ترى عيبًا في حبيبك.
من أمثالنا العامية نقول: (الحب أعمي)،ومعنى الحب أعمى: انك لا ترى في حبيبك عيبًا، فلو رأيت فيه عيبًا كان النقص في محبتك على قدر ما رأيت من العبد.
ولذلك الفرد الذي يستحق الحُبَّ لذاته هو الله- سبحانه وتعالى- وحده لا شريك له في ذلك.
وكل مخلوق بعد ذلك سواء كان ملكًا مقربًا أو نبيًا مرسلًا إنما نحبه لأن الله اصطفاه وأحبه , ولأن الله قرَّبه، أما يُحَبُّ لذاته فهو الله وحده له الأسماء الحسنى والصفات العلى.
مفهوم الحبّ.
فالحب ألاَّ يكون لك إرادة مع حبيبك، أي مسحوب، مهما قال لك افعل لا تستطيع أن تقول له: لا، وهذا كما قلت لكم ليس في الشرع، إنما هو في الطبع، الجماعة المحبين الذين يحبون بعض، الرجال والنساء وغير ذلك كله هكذا، إذا كلف المرء بحب امرأة يصير عبدًا لها، وإذا أحبت المرأة رجلًا صارت أمةً له.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[30 - May-2010, مساء 10:40]ـ
ماسرّ إضافة العباد إلي الله (عزَّ وجلّ _في هذه الآية؟
بعض الواعظين سئل في مجلس وعظه عن سر الإضافة في قوله تعالي:? قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ? (الزمر:53).
الإضافة إضافة العباد إلى الله:? قُلْ يَا عِبَادِيَ ?، قال له: سُئِلَ عن سر إضافة العباد إلى الله في هذه الآية؟ فأجابه ببيتين من الشعر ضج المجلس بالبكاء بعد سماع هذين البيتين، قال له ذلك الواعظ:
وهان عليَّ اللومُ في جنبِ حُبِّها
وقولُ الأعادي إنَّهُ لخليعُ
أصمُّ إذا نوديتُ باسمي وإنني
إذا قيل لي يا عبدَها لسميعُ
هذان البيتان تحتهما معنىً كبير، يقول:
أصمُّ إذا نوديتُ باسمي وإنني
إذا قيل لي يا عبدَها لسميعُ
إذا قلت له يا فلان لا يسمع ,هذا يدل على تمام عبوديتها لها، وطبعًا هذا الواعظ قصد معنىً آخر، حتى الشعراء في هذا الباب الذين يتكلمون في المحبة وغيره، إنما يقصدون محبة الله، إنما يضربون المثل بالكلام عن بين آدم.
إذا قيل لي يا عبدَها لسميعُ.
كأنما يريد أن يقول أنا تركت حظ نفسي لهواها، تريد أن تفعل الشيء الذي تحبه أنت، لكن حبيبك يكرهه، قانون الحب يأبى عليك أن تفعل ضد ما يريد حبيبك، وكما قلت هذا قانون إنما رُكز في الطبع.
أنظر مثلًا سِنون بن احمد الذي يسمى سِنون المحب، لكثرة كلامه في المحبة قال بيتين من الشعر في منتهى الجمال في هذا المعني، يقول:
ولو قِيل طأ في النار أعلمُ أنه
رضًا لك أو مدنٍ لنا من وصالك
لقدمت رجلي نحوها فوطأتها
سرورًا لأني قد خطرتُ ببالك
يقول: ولو قِيل طأ في النار أعلمُ أنه: أي ضع قدمك في النار، أنا على استعداد بشرط أن يكون ما أفعله رضًا لك، أو على الأقل يقربني منك، أو مدنٍ لنا من وصالك
لقدمت رجلي نحوها فوطأتها
سرورًا لأني قد خطرتُ ببالك
مجرد أن يخطر اسمي على بالك هذا كافٍ عندي أن أضع قدمي في النار، وهو يريد بهذا معنيً أكبر من هذا طبعًا.
يريد أن يقول: يا ربي لو أنني أعلم أنني مذكورٌ عندك في الملأ الأعلى وقلت لي ضع قدمك في النار لوضعتها، شريطةَ أن أضمن أنني مذكور عندك، وقد ورد هذا في كلام الله- سبحانه وتعالي-:? وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا * وَإِذًا لآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ? (النساء:66 - 68).
الشاهد من الآية: يقول ربنا - عز وجل- في هذه الآية ولو أني قلت لواحد من هؤلاء العباد أقتل نفسك، أو اخرج من دارك لم يستجيب لأمري إلا قليلٌ من البشر ولو أن واحدًا منهم استجاب لما أقول لكان خيرًا له وأشد تثبيتًا، وإذًا لأتيته من لدني أجرًا عظيمًا، ولهديته صراطًا مستقيمًا، فجعل الخروج من الدار مساويًا للقتل، أقول هذا لتعلموا فضل الصحابة الأوائل الذين تركوا ديارهم وأموالهم وملاعب صباهم وهاجروا إلى الله ورسوله.
فضل الصحابة الأوائِل.
في آية في سورة النساء قال الله- عز وجل-:? وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا? (النساء:100)،
سبب نزول الآية: رجلٌ كبير في السن كان يسكن في مكة بعد هجرة النبي- عليه الصلاة والسلام- إلي المدينة، ونحن نعلم أن الله – عز وجل – قد وضع وجوب الهجرة عن الرجال الكبار وعن النساء وعن الصبيان وأوجبها على كل قادر، فهذا رجل معذور، عذره الله لكبر سنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
لكنه لم يتحمل برودة الكفر في مكة ويتخيل الصحابة وكيف يصلون خلف النبي- صلي الله عليه وسلم- وكيف يصافحون وجهَهُ كل يوم، لم يتحمل أن يعيش في مكة، فخرج من مكةَ إلى المدينة، ومن مكةَ إلى المدينة قرابة أربعمائة وخمسين كيلو متر، وهي مسافة طويلة وكثير منكم ذهب إلى الحج أو ذهب إلى العمرة ويعلم المسافة من مكة إلى المدينة، وبينما هذا الرجل يسير في الطريق بعدما قطع مرحلةً منه إذ أدركته الوفاة سيموت، وشعر بدنو منيته، فماذا فعل هذا الرجل؟ ضرب كفًا بكف، لم يضرب كفًا بكف ندمًا على ما فعل كما نفعل نحن مثلًا إذ لم يعجبنا شيئًا نضرب كف بكف أي ضاعت أو راحت.
لا، ضرب كفًا بكف، ضرب الكف الأولى هكذا وقال: اللهم هذه بيعتي لك، وضرب كفه الأخرى وقال: اللهم هذه بيعتي لنبيك، فنزلت الآية:
ملحوظة: هنا بكي شيخنا حرَّم الله عينك علي النار ياشيخنا وأدخلك الجنة بلا حساب ولا سابقة عذاب.
? وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ? لم يعين له جزاءًا ولا أجرًا، أنما قال: أجره عليَّ أنا.
إبهام الأجر دلالة على عظم الجزاء.
كما قال- صلي الله عليه وسلم-:" إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل أمريء ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها ".
لم يقل فهجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، إنما قال:" فهجرته إلى ما هاجر إليه " للدلالة على تحقير ما هاجر إليه، بخلاف الشطر الأول " فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله " لم يقل فجزاؤه جنات عدن أو جنة الفردوس لم يعين له جزاءًا، اتحد الشرط والجزاء للدلالة على عظم الجزاء مبهم.
? وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ?، لا تضع رقمًا، لا تضع جزاءًا، فهذا الرجل إنما خرج من مكة إلى المدينة ليلتحق بركب المؤمنين.
أرجع فأقول الركن الأول من أركان المحبة من أركان العبودية هو: تمام الحب الحب يعطيك قوة ويعطيك ثقة.
ألم تري إلى عنترة بن شداد وكان مشهوراً بالشجاعة والجرأة والإقدام، لما أراد أن يستلهم قدرةً على القتال والجلد فيه ذكر حبيبته في ميدان القتال يقول عنترة:
ولقد ذكرتُكِ والرماحُ نواهلٌ مني
وبيضُ الهندِ تقطُرُ من دمي
فودِدتُ تقبيلُ السيوفِ لأنها
بَرِقت كبارقِ ثغركِ المتبسمِ
أخذ قوة بذكر من يحب، هذا المعني الذي هو في طبع بني آدم مذكور في القرءان، ذُكِر في كلام الله- تبارك وتعالي-، قال الله- عز وجل-:? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ ? (الأنفال:45)
لأن ذكر الله- عز وجل- في موطن الخوف هو عز الأمن.
فالإنسان إذا ذكر من يحب اكتسب قوةً ذاتية، وإذا عرف كما قال القائل: (من عرف شرف ما يطلب هان عليه ما يبذل)
يسرد الشيخ حفظه الله قصة لقائه بأحد علماء طاجستان.
أنا التقيت برجل من علماء طاجسكتان في مكة عام ستة وتسعين، هذا الرجل كان عمره فوق التسعين، وكان معه مجموعة من تلاميذه، وجرى ذكر ما فعله الروس في المسلمين، وأنهم كانوا يقتلون علماء المسلمين وهكذا فأنا سألت بعض تلاميذه قلت له إذا كان الروس يقتلون علماء المسلمين فكيف نجا هذا؟ فسأله هذا السؤال فقال له فلان يعنيني يقول كذا وكذا وكذا فتكلَّم الرجل وكان كلامه عجبًا من العجب، هذا الرجل يا إخواني رضي بالحبس الاختياري ستين سنة، حبس نفسه اختيارًا، لم يُقبض عليه ووضع في السجن، لا، كيف ذلك؟.
لما رأي هذه الهجمة على علماء المسلمين وخشي أن تجف منابع اللغة وهي المدخل إلى القرءان والسنة، عزم بينه وبين نفسه أن يكون جنديًا يحمل هم الإسلام، فكان يتفق مع أهل قرية ما أنه سيدخل هذه القرية، ويستأجرون له بيتًا، ويظلُّ في هذا البيت شهر، اثنين، سنة، سنتين، ثلاثة، أربعة، ويظلُّ في هذا البيت لا يخرج من البيت ولا يشعر به أحد، وبالليل أهل القرية يسرّبون إليه الأطفال يعلمهم العربية ويحفظهم القرءان والسنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا قضى مهمته في هذه القرية بعد سنة أو سنتين، يتفق مع أهل قرية أخري ويتخذ الليل جملًا ويمشي ليلًا ويدخل هذه القرية ويحبس نفسه اختيارًا في بيت من هذه البيوت ويعلِّم أطفال القرية اللغة والقرءان والسنة، فإذا قضى مهمته ذهب إلى أهل قرية أخرى وهكذا، قضى ستين سنة من عمره، لو عندنا مائة مثل هذا الرجل لفتحنا الدنيا، لماذا؟ لأنه كان يحمل همًا، لم ينظر إلى مجده الشخصي، إنما كان ينظر إلى محنة أمته، لذلك هان عليه أن يحبس نفسه في الوقت الذي يستمتع فيه الملايين بالحياة، لا يفعل هذا إلا الحب، ,أنظر إلى أبي الشيص وهو أحد الشعراء المجيدين في الكلام في الحب يقول:
وقف الهوى بي حيث أنتَ
فليس مُتَأَخرٌ عنهُ ولا متقدمُ
وأهنتني فأهنتُ نفسيَ جاهدًا
ما من يهون عليك ممن يُكرَمُ
أشبهتَ أعدائي فصِرتُ أُحِبهم
إذ كان حظي منك حظي منهمُ
أجدُ الملامة في هواك لذيذةً
حبّاً لذكرك فليلمني الّلوَمُ
يقول: وقف الهوى بي حيث أنتَ.
أي أنت منتهي أملي ليس لي أمل بعدك، فليس مُتَأَخرٌ عنهُ ولا متقدمُ.
وأهنتني فأهنتُ نفسيَ جاهدًا.
يقول له: أنت يا حبيبي أهنتني ولأنني أحبك رأيت أهانتك لي عزًا لي، فأهنت نفسي أنا الآخر، وأهنتني، طبعًا لم يغضب لأن المحب إذا غضب من حبيبه نقصت محبته، حتى يرى كل فعل حبيبه جيدًا.
أشبهتَ أعدائي فصِرتُ أُحِبهم
إذ كان حظي منك حظي منهمُ
العدو يهينك، عدوك لا يكرمك إنما يجدَّ في إهانتك، فيقول له: أهنتني وصرت مثل أعدائي، فمن حبي لك أحببت أعدائي، تجد حبًا أكثر من هذا
أشبهتَ أعدائي فصِرتُ أُحِبهم
إذ كان حظي منك حظي منهمُ
وهو الإهانة.
أجدُ الملامةَ في هواك لذيذةً
حبّاً لذكرك فليلمني الّلوَمُ
يلومونني أنني ملتزم هذا شرف لي، هذا ليس بعار، والحجاج بن يوسف الثَقفي زمان لأما أرسل إلى أسماء بنت أبي بكر الصديق ذات النطاقين، أرسل إليها فلم تذهب إليه، وأنتم طبعًا أكيد قرأتم الفتنة التي حدثت بين عبد الله بن الزبير، وبين عبد الملك بن مروان، والقصة التي حدثت قتل عبد الله بن الزبير وصلبه الحاج بن يوسف الثقفي على مدخل المدينة، فكان الحجاج إذا أراد أن يُعيَّر بن الزبير وأن يشتمه، فكان يقول له: يا ابن ذات النطاقين، هل هذه حاجة بها عار، هذا شرف، فكان عبد الله بن الزبير يقول له: (تلك شكاةٌ ظاهرٌ عنك عارُها)، أي مثل هذا لا يُعيَّر به، مثل هذا شرف أن تكون أمي هي ذات النطاقين.
من الشرف أن تنتسب إلي السنة.
قديماً كانت اللحية غريبة في بلاد المسلمين، كنا نمشي في الشوارع عندما يريد أحدُهم أن يستهزئ بنا ينادي ويقول: يا سني، فهل يا سني عيب؟ هذا شرف أن ينسبك إلى السنة، لما يقول لك يا سني كأنه يستهزئ بك كما كان الحجاج يُعيِّر عبد الله بن الزبير ويقول له: (يا ابن ذات النطاقين).
فأنا أريد أن أقول: الحبّ أول ركائز العبودية.
ركيزة العبودية الثانية: أن تَذل، وكلاهما مرتبط ببعض ارتباطًا وثيقًا لا انفكاك منه إطلاقًا، لأن المحب ذليل بطبعه، وتعرف كلما ازداد حبك كلما استطعمت الذل،أشرف ما فيك هذا أي _الأنف_ أبرز ما في الوجه ومأخوذ منه الأنفة.
والأنفة: الكِبر والعز، وأنت لما تريد أن تقول أنك أذللت أحد تقول أنا أنزلت أنفه إلى الأرض، أنفك هذا الذي هو أشرف ما في الوجه وكذلك الجبهة، أنت عندما تسجد تضع أشرف ما فيك مكان نعلك ونعال الناس أنت عندما تسجد في المسجد، والمسجد هذا وطأته الأقدام، أعلى ما فيك وأشرف تضعه في الأرض مكان نعال الناس.
حقيقة الذلّ.
وهذا هو حقيقة الذل ولذلك ربنا- سبحانه وتعالي- قال:? وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ? (العلق:19)، أي كلما ذللت كلما اقتربت، وقال- صلى الله عليه وسلم-:" أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد "، وكما قلت لكم هذا عنوان الذل، أنظر كيف رفعك إلى أسمى مقامات الحب. ? وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ?، أي كلما نزلت علوت.
فالذلّ والحبّ يتناسبان تناسبًا عكسيًا.
كلما نزلت إلي أسفل كلما ارتفعت , وكلما ارتفع المرء إلى فوق كان مذكورًا في الملأ الأعلى، كما في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه- الذي يرويه سهيل بن أبي صالح عن أبيه أبي صالح واسمه زكوان.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول سهيل كما في صحيح مسلم: "كنا في موسم الحج فمرَّ أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز- رضي الله عنه- فإذا الناس وقوف يقولون هذا عمر، هذا عمر، هذا عمر، فقال سُهيل فقلت لأبي يا أبي ألا تنظر إلى محبة الناس عمر ,فقال له أبوه أبو صالح: أي بني إني سمعت أبو هريرة- رضي الله عنه- يقول: قال رسول الله – صلي الله عليه وسلم-:" إذا أحبَّ الله عبدًا نادي جبريل، فقال يا جبريل: إني أحبُّ فلانًا فأحبَّه "، يا له من عبد أن يكون مذكورًا عند الملك فلان بن فلان، عبد يمشي على الأرض بقدميه مذكور عند الملك، هذا شرف باذخ.
" يا جبريل: إني أحبَّ فلانًا فأحبَّه، فيحبَّهُ جبريل، ثم ينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحبُّ فلان بن فلان فأحبّوه، فيحبَّهُ أهل السماء ثم يوضع له القَبول في الأرض "، يحبه حصى الأرض الذي يمشي عليه.
ممن أحبّهم الله _عز وجلّ_.
سعد بن معاذ، تدرون كم قدر سعد بن معاذ؟ سعد بن معاذ سيد الأوس اهتز له عرش الرحمن يوم مات تبارك وتعالى، وعرش الرحمن هذا شيءٌ لا يدخل تحت الوصف، السماوات والأرض، السموات السبع والأراضين السبع كحلقةٍ في فلاه بالنسبة للعرش.
العبد بالاختيار هو المحبوب عند الله _عزَّ وجلّ_.
إذًا ركنا العبودية كمال الحب مع تمام الذل، إذا استطاع العبد أن يحقق هذين صار عبدًا بالاختيار، العبد بالاختيار، هذا هو العبد المحبوب عند الله
- تبارك وتعالي-، وهذا هو الذي يترقي أعلى درجات الجنان.
فنحن نريد أن نعيد للعبودية رونقها مرة أخري معاشر المسلمين، نحن حملة مشاعل الهدي إلى البشرية، لقد خسر العالم كثيرًا وكثيرًا جدًا بانحطاط المسلمين وتخلفهم عن دورهم، أيمكن لو كان المسلمون الذين يحكمون العالم أيمكن أن يُلقى بالقمح في المحيط، ويُلقى باللبن والجبن والزبد في المحيط حفاظًا على السعر العالمي وثلث الكرة الأرضية يموت جوعًا، هل المسلمون يفعلون ذلك؟.
في ديننا نحن نعامل الحيوانات أفضل معاملة.
حفاظًا على السعر العالمي أرمي القمح في المحيط وأترك البشر يموتون جوعًا في جنبات الأرض، في ديننا نحن نعامل الحيوانات أفضل معاملة، قال- صلي الله عليه وسلم-:" إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتل أحدكم فيحن القِتلة وإذا ذبح فليحسن الذِبحة وليحدّ أحدُكُم شفرَته وليرح ذبيحتَه"، وقال- صلي الله عليه وسلم-:" لا تتخذوا الدواب كراسي " أنت تركب على الحمار أو على الفرس، تركبه وهو يمشي، لكن لا تركبه وهو يقف لأن هذا متعب عليه، يقول-:" لا تتخذوا الدواب كراسي ".
وقال- صلي الله عليه وسلم-:" بينما امرأة بغي تمشي إذ وجدت كلبًا يلهث ويلعق الثرى من العطش، فنزعت موقها فسقت الكلب فشكر الله لها فغفر لها بسقيا كلب، وامرأة بغي: أي تتاجر بعِرضها، لو سقت كلاب الدنيا وتتاجر بعِرضها عشرين سنة، ثلاثين سنة، أربعين سنة ن فما يفيد أن تسقي كلاب الدنيا، لا هي لم تسقي كلاب الدنيا، هي سقت كلبًا واحدًا، فشكر الله لها فغفر لها, لأجل هذا أقول:
مناشدة وسؤال:
ينبغي أن نرجع إلى ذوات أنفسنا، وننظر لماذا لم نمكن؟ لماذا نعيش على حواشي الدنيا وحواشي الأرض؟ لماذا نستذل وكتابنا هو الكتاب الوحيد صحيح النسبة إلى رب العالمين؟ ونبينا سيد الأنبياء وخاتمهم، وأمرنا.
يقول أحمد شوقي:
بأيمانهم نورانِ ذكرٌ وسنةٌ
فما بالهم في حالكِ الظلماتِ
رجل معه كشاف، واثنين، كلما وجد حفرة سقط فيها، ما الموضوع؟ أريد أن أفهم، ما هو الموضوع؟ الموضوع باختصار أن الذي يحمل الكشاف أعمي، لأنه لم ينتفع بهذا الضوء.
فهل نرضى أيها الأخوة الكرام أن نكون ثلة منن العميان في العالم؟، والضوء نحن الذي نملكه وينبغي أن يقبس الناس من هذا الضوء فينقلون إلى أهلهم وأوطانهم.لأجل هذا أقول:
سر مجدنا وعزنا وطريق التمكين أن نرجع مرة أخري عبيدًا لله، فإذا كنا عبيدًا لله جعلنا سادة الأمم.
أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين.
تمت بحمد الله فما كمان من صواب فمن الله وما كان من زلل أو نقصان فمن نفسي أسألكم الدعاء بظهر الغيب أن يرزقني وإياكم الإخلاص في القول والعمل (أختكم أم محمد الظن)
* * * *
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[30 - May-2010, مساء 10:51]ـ
رضي الله عنك و جزاك الله خيرا و المعذرة لقد تم نقله لموقع آخر و نسبتُ العمل لك
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[30 - May-2010, مساء 11:16]ـ
بل أنا من أشكرك جزاك ربي الفردوس العلي من الجنة أنشر كما تشاء ليتك تنشر في العالم كله باسمي لعله تصيبني دعوة صادقة نسأله الإخلاص في القول والعمل
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[30 - May-2010, مساء 11:16]ـ
http://center.jeddahbikers.com/do.php?id=747097
هذا رابط التحميل
ـ[محمد العسقلاني]ــــــــ[29 - Jun-2010, مساء 01:34]ـ
جزاك الله خيرا
لكن سؤال لو سمحتوا أين أجد كل محاضرات الشيخ أبي اسحاق الحويني مفرغة
زودوني بالرابط أكرمكم الله ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[30 - Jun-2010, صباحاً 03:20]ـ
انتظر علي مدة أسبوع فقط وان شاء الله أرسلها لك علي الخاص عندي ظروف الآن ولكن ذكرتي بعد أسبوع وان شاء الله أرفعها لك
ـ[محمد العسقلاني]ــــــــ[01 - Jul-2010, مساء 07:27]ـ
جزاك الله خيرا أختي أم محمد الظن
ننتظر إلى ذلك الوقت
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[02 - Jul-2010, مساء 01:15]ـ
http://alheweny.org/aws/catplay.php?catsmktba=228
هذا الرابط في موقع الشيخ أبي إسحاق الحويني حفظه الله(/)
المحقق في اختيار شيخ الإسلام في مسألة رضاع الكبير ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[31 - May-2010, صباحاً 12:48]ـ
الحمد لله وحده ..
هذه هي النصوص الدالة على إن اختيار الشيخ في هذه المسألة هو الجواز للحاجة، وليست الحاجة هاهنا هي التبني ونحوه؛ إذ لم تعد تلك حاجة تصلح لإلحاق غيره به؛لقصورها على زمن إباحة التبني ولا معنى لأن يجوز الشيخ إلحاق غير سالم به إن كان هذا هو مناط الحكم عنده، وإنما المناط عنده هو أن يكون الكبير المراد إرضاعه قد تربى في البيت بحيث لا يحتشمون منه ويشق على المرأة الاحتجاب منه؛ كيتيم كَفله أهل بيت زمناً ونحوه، هذا هو تنقيح المناط عند الشيخ فلا هو التبني فقط ولا هو مطلق الحاجة ومشقة الاحتجاب فقط، أما ضبط تلك الحاجة وتحقيق مناطها فيرجع لاجتهاد المجتهد الذي قد يسوغ أحياناً ولا يسوغ أحياناً أخرى ..
قال الشيخ: ((وأما قوله إن الفسخ لا يجوز إلا لذلك الوفد خاصة فغير صحيح لوجوه:
أحدها: أن ما ثبت في حق الواحد من الأحكام ثبت في حق جميع الأمة وهذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام،وحيث ما خص الواحد بحكم فلا بد أن يكون اختصاصه بذلك الحكم لعلة اختص بها لو وجدت في غيره لكان حكمه حكمه ولا بد من دليل على التخصيص كما قال لأبي بردة بن نيار في الأضحية تجزؤك ولا تجزؤ عن أحد بعدك لأنه كان قد ذبح قبل أن يسن وقت الأضحية وكما خص سالما مولى أبي حذيفة بأن يرضع كبيرا لأنه قد تبني قبل أن يحرم .. )).
وهذا نص من الشيخ في أنه في حالة ثبوت التخصيص بدليل فإن هذا التخصيص لابد أن يكون لمعنى من شركه فيه =لحق به ..
قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في ((الاختيارات الفقهية-البعلي)): ((وَيَثْبُتُ حُكْمُ الرَّضَاعِ عَلَى الصَّحِيحِ وَرَضَاعُ الْكَبِيرَةِ تَنْتَشِرُ بِهِ الْحُرْمَةُ بِحَيْثُ لَا يَحْتَشِمُونَ مِنْهُ لِلْحَاجَةِ لِقِصَّةِ سَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَهُوَ مَذْهَبُ عَائِشَةَ وَعَطَاءٍ وَاللَّيْثِ وَدَاوُد مِمَّنْ يَرَى أَنَّهُ يَنْشُرُ الْحُرْمَةُ مُطْلَقًا)).
وقال في ((الاختيارات الفقهية-البرهان ابن القيم)): ((وأن ارتضاع الكبير تنتشر به الحرمة بحيث يبيح الدخول والخلوة إذا كان قد تربى في البيت بحيث لا يحتشمون منه - كقصة سالم مولى أبي حذيفة - رضي الله عنه - وهو بعض مذهب عائشة رضي الله عنها فإنها تقول: إن ارتضاع الكبير ينشر الحرمة مطلقاً)).
وشرحه الشيخ محمد الحمد بقوله: ((وأما شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم فسلكوا مسلك ثالثاً: وهو أن هذا الحديث فيه خصوصية وصف , فمن كانت حاله وكان وصفه كوصف سالم فإن إرضاعه وهو كبير يؤثر , كاللقيط مثلاً في أهل البيت يكون عند أهل البيت لقيط أو يربون في بيتهم ابن عم لهم أو نحو ذلك , ويكبر ولا يحصل له رضاع فإن إرضاعه وهو كبير يؤثر وهذا هو أصح الأقوال وهو اختيار شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم)).
وقال ابن القيم: ((أن حديثَ سهلة ليس بمنسوخ، ولا مخصوصٍ، ولا عامٍ فى حقِّ كُلِّ أحد، وإنما هو رخصةٌ للحاجة لمن لا يَستغنى عن دخوله على المرأة، ويَشقُّ احتجابُها عنه، كحال سالم مع امرأة أبى حُذيفة، فمثل هذا الكبير إذا أرضعته للحاجَةِ أَثَّر رضاعُه، وأما مَنْ عداه، فلا يُؤثِّر إلا رضاعُ الصغير، وهذا مسلكُ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، والأحاديثُ النافية للرضاع فى الكبير إما مطلقة، فتقيَّد بحديث سهلة، أو عامة فى الأحوال فتخصيصُ هذه الحال من عمومها، وهذا أولى من النسخ ودعوى التخصيص بشخص بعينه، وأقرب إلى العمل بجميع الأحاديثِ من الجانبين، وقواعدُ الشرع تشهد لهُ، والله الموفق)).
وقال الصنعاني " والأحسن في الجمع بين حديث سهلة وما عارضه: كلام ابن تيمية , فإنه قال: إنه يعتبر الصغر في الرضاعة إلا إذا دعت إليه الحاجة كرضاع الكبير الذي لا يُستغنى عن دخوله على المرأة وشق احتجابها عنه، كحال سالم مع امرأة أبي حذيفة، فمثل هذا الكبير إذا أرضعته للحاجة أثّر رضاعه. وأما من عداه , فلا بد من الصغر. انتهى. فإنه جمع بين الأحاديث حسن، وإعمال لها من غير مخالفة لظاهرها باختصاص , ولا نسخ , ولا إلغاء لما اعتبرته اللغة ودلت له الأحاديث))
قلت: وهذا هو المناسب لأصول الشيخ فهو لا يرى اختصاص شخص بحكم لمجرد شخصه كما بيناه من قبل في موضوع مستقل.
تنبيه: ليس للشيخ قول آخر في المسألة، وغاية ما يذكره الناس في هذا إنما هو حكايته لقول الأئمة الأربعة وليس قولاً صريحاً له، ولو كان له قول آخر = لحكاه الأئمة العارفون باختياراته الذين لم يذكروا عنه سوى هذا القول الذي قررناه ..
والحمد لله وحده.
ـ[محماس بن داود]ــــــــ[29 - Sep-2010, صباحاً 12:11]ـ
شيخنا الكريم
ما تقول في ما نقله البعلي تحت الكلام الذي نقلته من كتابه ""والإرتضاع بعد الفطام لا ينشر الحُرمة، وإن كان دون الحول، وقاله ابن القاسم صاحب مالك"
قال الشيخ ابن عثيمين في الحاشية: لعله الحولين!
ألا يُحتمل أن يكون هذا رأياً آخر!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[29 - Sep-2010, صباحاً 12:35]ـ
بارك الله فيك ..
بل هذا تقرير للأصل الذي لا يخرج عنه إلا للحاجة ...
ولو كان للشيخ قولان = لنبه على ذلك ابن القيم والبعلي ..
ـ[أم معاذة]ــــــــ[29 - Sep-2010, مساء 12:00]ـ
وإنما هو رخصةٌ للحاجة لمن لا يَستغنى عن دخوله على المرأة، ويَشقُّ احتجابُها عنه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يمكن إيراد أمثلة أخر غير التي ذُكرت في الموضوع، لأن الحاجة هنا تختلف من شخص لآخر.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[29 - Sep-2010, مساء 04:31]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يمكن إيراد أمثلة أخر غير التي ذُكرت في الموضوع، لأن الحاجة هنا تختلف من شخص لآخر.
هو أن يكون الكبير المراد إرضاعه قد تربى في البيت بحيث لا يحتشمون منه ويشق على المرأة الاحتجاب منه؛ كيتيم كَفله أهل بيت زمناً ونحوه، هذا هو تنقيح المناط عند الشيخ فلا هو التبني فقط ولا هو مطلق الحاجة ومشقة الاحتجاب فقط، أما ضبط تلك الحاجة وتحقيق مناطها فيرجع لاجتهاد المجتهد الذي قد يسوغ أحياناً ولا يسوغ أحياناً أخرى ..(/)
مواقف وذكريات من حياتي مع شيخي السدحان
ـ[سلطان العمري]ــــــــ[31 - May-2010, صباحاً 09:14]ـ
مواقف وذكريات من حياتي مع شيخي ووالدي د عبدالعزيز السدحان غفر الله له
في تلك الثانوية " ثانوية تحفيظ القرآن " في الرياض في حي " عليشة " كان لقائي الأول بالشيخ الفاضل عبد العزيز السدحان رفع الله قدره.
- كان الشيخ يدرسنا في الصف الأول ثانوي في مادة " علوم القرآن " وكان قد جمع مذكرة وزعت علينا فيها منهج المادة , وفي الصف الثاني ثانوي درسنا (مصطلح الحديث) وفي الثالث الثانوي درسنا (الفرائض).
- كان يفيدنا كثيراً فوائد خارجية كمسائل فقهية وأحاديث ضعيفة وكنا نكتبها في الجانب الأيمن من المذكرة، وكان يسرد علينا قصصاً في همة السلف في طلب العلم.
- في اليوم التالي يبدأ بأسئلته المعتادة مراجعة للمنهج السابق، وكان يسألنا عن الفوائد التي كتبناها أكثر من المواد التي ندرسها لحرصه على تثبيت الفوائد، وكنت أشتاق إلى رؤيته في كل يوم وأحب سماع صوته في إفادته وتعليمه.
- كان يعاتبني أحياناً بطريقة ذكية يقول: قم يا سلطان، ثم يقول: في الآية (الله الصمد). ما معنى الصمد؟!
وأنا لا أعرف الإجابة، فيقول معاتباُ: طالب في التحفيظ ولا يعرف معنى " الصمد " وهي سورة نقرأها دائماً، يا حسرتاه عليك.
وفي الحقيقة أن الشيخ كرر ذلك الموقف أكثر من مرة معي شخصياً، وكان الخجل يقطعني كثيراً عندما لا أعرف الإجابة , ولكن كان هذا العتاب مفيداُ جداً.
- مما يلفت الانتباه أن الشيخ كان يتابع ما يلقى في الإذاعة المدرسية، فإن رأى خيراً قام بالشكر والتعليق المفيد، وإن رأى خللاً أو خطأ قام ونبه مباشرة بعد فراغ المتحدث حتى لو كان أحد الأساتذة.
- كنت أصعد للمكتبة في الفسحة وأجد الشيخ يبحث أو يجالس الطلاب , فأقوم بطرح الأسئلة عليه، وكنت أكتب بعض الأسئلة في ورقة ثم أتصل على الشيخ وكان يجيبني عليها بكل محبة وتعليم.
- في أحد الأيام اتصلت عليه فلم يرد وقد وضع مسجلاً في الهاتف الثابت وفيه: الرجاء ضع رسالتك ورقمك وسأتصل عليك لاحقاً، وفعلاً وضعت رسالتي واسمي ورقمي، فتفاجأت باتصال الشيخ الساعة التاسعة مساء، فقال: سلطان؟ قلت: نعم. قال: هل تريد شيئاً؛ لأني وجدت اتصالك عصر اليوم؟ قلت: نعم.
قال: هل تستطيع الحضور الآن؟!.
قلت: نعم، يناسبني، فركبت السيارة واتجهت لبيته وجلسنا سوياً وكان قد أعد الشاي والقهوة، وطرحت عليه موضوعي ثم أهداني كتابين تناسب الموضوع الذي طرحته عليه , وكان ذاك الموقف وأنا في مرحلة أولى ثانوي (17) عاماً.
- كان الشيخ يكثر علينا من سرد القصص المؤثرة من حياة العلماء والصالحين، وفي بعض الأحيان يخبرنا بطرف القصة ثم ينتهي وقت المادة، فيؤجل بقية القصة إلى اليوم الثاني ليشوقنا لها.
- كان ينكر على الطلاب ما يقع منهم من مخالفات ويقوم بتفتيش مفاجئ على الطلاب لمراقبة ما يكون معهم أو عليهم من مظاهر لا تليق بطالب التحفيظ.
- في أحد الليالي اتصلت عليه لآخذ موعداً معه، فقال: صل معي الفجر، وفعلاً صليت معه وسلمت عليه ولكنه اعتذر لي وقال: أنا لم أنم وأشعر بإرهاق ولعلك تأتيني فجر غد، قلت: حسناً , فأتيته فجر اليوم الثاني، فاعتذر بنفس العذر السابق، وقال: تعال فجر غد، وفعلاً أتيت إليه فجر اليوم الثالث ولكنه لم يعتذر، بل قال: تعال إلى البيت، ودخلت وفرغت من أسئلتي ثم جاء بالقهوة وبعض الحلويات ثم أعطاني ثلاثة كتب هدية وقال: هذه كفارة عن الأيام السابقة التي اعتذرت فيها.
- كنت في زيارة له , فسألني: هل تخطب جمعة؟ قلت: نعم. قال: كم مدة الخطبة؟ قلت: نحو 25 دقيقة , فقال: إن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أوصاني أن لاتتجاوز خطبتي 13 دقيقة.
- كانت للشيخ دروس بعد صلاة العشاء في بعض الأيام، وكانت على طريقة سؤال وجواب، أو فوائد متفرقة، وكان لا يطيل على الناس، وكان الطلاب يحضرون ويكتبون الفوائد.
- كانت للشيخ دروس في منزله بعد صلاة المغرب في ثلاثة أيام، وكنت أحضر باستمرار وكانت دروسه مليئة بالفوائد والفرائد وكان الطلاب يتوافدون عليه حتى إن مجلسه يمتلئ ثم يجلس الطلاب بين يديه.
- أتيته فجر أحد الأيام وشربت القهوة وتناولنا بعض الحلويات فلما قمت من عنده أعطاني باقي الحلويات، وقال: هذه هدية.
(يُتْبَعُ)
(/)
- كان يوصيني كثيرة بأشرطة الفتاوى لأسمعها أثناء ذهابي للجامعة وفعلاً رأيت فيها الفائدة الكبيرة.
- أصبتُ بحادث في قدمي وكنت أمشي بصعوبة ولم أخبر الشيخ بذلك فلطب مقابلتي فحضرت فلما رآني غضب، وقال: لماذا لم تخبرني، ولماذا تحضر وأنت هكذا؟! قلت: الأمر عادي، ولم أكن لأعتذر عن طلبك.
ضبط المواعيد:
اتصلت عليه لآخذ موعداً فقال: تعال الساعة السادسة بعد العصر , ولكني جئت السادسة وخمس دقائق، فطرقت الباب فقال: من؟ قلت: سلطان. قال: متى كان موعدنا؟ قلت: السادسة.
قال: وكم الساعة الآن؟ قلت: السادسة وخمس.
قال: عقوبة لك انتظر خمس دقائق أخرى عند الباب , وقبلت العقوبة وانتظرت خمس دقائق ثم فتح لي.
فلما دخلت وتحدثت معه أذكر أنه كرر علي هذه العبارة أكثر من خمس مرات " يا سلطان كن شحيحاً بوقتك ".
- كان يساعدني كثيراً في أموري المالية , وتأمل هذا الموقف: أتيت له في أحد الأيام ومعي ورقة فيها مجموعة من الأسئلة، فقلت: يا شيخ أريد أن أستفيد، فقال: اجعلها في وقت آخر، ولكن هل تحتاج إلى كتب؟ قلت: نعم , فأخرج ورقة عنده عليها اسمه، وقال: اذهب إلى دار طيبة وأعطهم هذه الورقة، وكتب فيها: أرجو إعطاء الأخ سلطان العمري كتباً بقيمة ألف ريال وتسجيل ذلك في حسابي، ففرحت لذلك كثيراً، وذهبت للمكتبة وأخذت الكتب ثم أتيته بالفاتورة، ووضعتها في صندوق الأسئلة عند باب بيته وكان عمري آنذاك (19) سنة.
معالم في شخصية شيخنا رفع الله منزلته:
- مما عُرف عن الشيخ عنايته بطلاب العلم وإكرامهم ودعمهم مادياً ومعنوياً والثناء عليهم وشحذ الهمة لديهم، وكان لهذا أثراً كبيراً على كثير من الطلاب , ولقد تخرج عليه كثيراً من الدعاة وطلاب العلم , وما ذاك إلا نتيجة رعايته لهم وتوجيهه لهم بعد توفيق الله.
- من منهج الشيخ رفع الله قدره: حرصه على ربط الناس بالدليل والاعتماد على الوحي لا على العادات والأذواق، وكثيراً ما يتمثل بقول الأول:
والشرع ميزان الأمور كلها وشاهد لفرعها وأصلها
- يعتبر الشيخ مرجعاً في التوجيه لطلب العلم، وكان الطلاب يفدون عليه كثيراً يسألونه، فلما كثر ذلك عليه جمع من أسئلتهم واستشاراتهم ما أفاده في إخراج كتاب " معالم في طريق طلب العلم " الذي أعتقد أنه أبان فيه كثيراً مما يفيد طالب العلم.
- يتميز الشيخ رعاه الله بحرصه على تيسير العلم لعموم الناس فانظر كتيب " الدليل العلمي " تجد الفوائد والفرائد ذات القوة العلمية مع سهولة العبارة والترقيم حتى إنك لا يكاد يصعب عليك فهم شيء منه بل كله سهل بين.
- عنايته بصحيح الأخبار، والدفاع عن السنة بتمييز الصحيح من الضعيف، وهذا ظاهر في منهج الشيخ أعلى ذكره، ومن ذلك كتابه في " الزيادات الضعيفة على الأحاديث الصحيحة ".
- كثيراً ما يعتني بالتنبيه على المخالفات والأخطاء المشتهرة في العبادات والعادات، وكان من أوائل تصانيفه " مخالفات في الطهارة والصلاة " ثم " مخالفات في الصيام " " مخالفات عند النساء " " مخالفات في الحج والعمرة" وألقى محاضرات كثير في هذا الباب.
- عشقه الكبير للعلم وللفائدة وتقديره لها ومن يطالع كتب الشيخ الخاصة في مكتبته يجد أنواع الفوائد والكنوز المتناثرة على غلاف الكتب.
- التعلق بالقراءة والسهر عليها , وهذا رأيته كثيراُ في حياته , وكم من مرة أتيته فجراً للجلوس معه فيعتذر بأنه لم ينم بسبب القراءة والبحوث.
تقديره للعلماء:
وهذا ظاهر لمن لازم الشيخ، فهو دائماً يترحم عليهم عندما يذكرهم، وكان ولا يزال يعظم العلماء الذين درس عليهم ويذكرهم بالجميل والدعاء، ومنهم الأئمة الأعلام: ابن باز وابن عثيمين وابن جبرين والألباني وبكر أبو زيد رحمهم الله تعالى، وكان يحرص على الكتابة أو الحديث عنهم في الأشرطة، ومن ذلك هذه الكتب:
1. الإمام ابن باز دروس وعبر.
2. حياة الألباني ومواقف منها.
3. شريط عن حياة ابن جبرين وبعض العبر.
4. شريط عن الشيخ بكر أبو زيد وبعض العبر.
من صور التواضع في حياة شيخنا:
1. زيارته لصغار لطلابه في منازلهم.
2. رأيته في إحدى اللقاءات لما جلس رأى بعض كبار السن أمامه في الصف الأول فقام من كرسيه , وسلم عليهم ثم رجع وجلس وبدأ في محاضرته، وكان ذلك الموقف مؤثراً على الكثيرين.
3. تواضعه في " ابتسامته " وأريحيته مع الناس وسهولته، ويذكرك هذا الخلق بحديث: (حرم على النار كل هينٍ لينٍ سهل قريب من الناس) [صحيح الجامع: 3135].
4. الزيارات الدعوية " عبر إجابته للدعوات التي تطلب منه في المناسبات والاستراحات وغيرها , ومعروف عند عامة الناس بهذا، ووضع الله له القبول بين الناس.
5. من تواضع الشيخ: حرصه على زيارة للمرضى، وهذا ظاهر بيّن في حياته، سواء كانوا في البيوت أو المستشفيات، وهو قدوة في هذا الباب غفر الله له.
وليسمح لي بعض طلاب العلم أن أعاتبهم على تقصيرهم في زيارة المرضى بحجة الانشغال بطلب العلم والدروس العلمية، فأقول: هذا لا ينبغي، بل لا بد من ترتيب أوقات لزيارتهم والتلطف بهم.
موقف مؤثر:
في شهر ربيع الأول عام 1420هـ كان موعد زواجي، وكنت في تبوك فطلبت من الشيخ الحضور فوعدني مع أنه كان مرتبط بدورة علمية في جامع شيخ الإسلام في الرياض ولكنه خرج بعد درس العصر وأقلعت الطائرة مغرب ذلك اليوم وحضر بهدية معه، وعاد في صباح اليوم التالي الساعة التاسعة صباحاً لكي لا يتأخر عن دروسه في الدورة.
وكان حضوره هدية كبيرة بالنسبة لي مع كثرة الارتباطات لديه، ولكنه التواضع ومحبته الصادقة لطلابه.
ختاماً: هذه بعض الذكريات والمواقف مع والدي الثاني وشيخي الفاضل د. عبد العزيز السدحان رفع الله قدره وأعلى في الجنان مكانه، فهو من ساهم في تربيتي ورفع همتي.
وإني لأهمس لكل طالب استفاد من شيخه أن يكتب بعض ما جرى له مع شيخه مما يبرز جانب القدوة للأجيال.
ولعل هذا نوع من البر بهم، وإسداء بعض الشكر لهم.
وفي حياة السلف مع شيوخهم نماذج كثيرة في هذا الباب.
اللهم اغفر لمشائخنا وعلمائنا وأساتذتنا واجعل ما قدموه لنا في ميزان حسناتهم.
ومضة: هناك موقع للشيخ بعنوان (معالم إسلامية) تجدون فيه كل نتاج الشيخ سدده الله
http://www.a-alsadhan.com/
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن سعود]ــــــــ[31 - May-2010, مساء 02:44]ـ
ما شاء اللهُ!!
الشيخ: سلطان العمري معنا في الملتقى، ألف أهلًا وسهلًا.
ـ[عبد الوهاب آل غظيف]ــــــــ[31 - May-2010, مساء 05:03]ـ
بارك الله فيكم شيخنا، وما دام شيخكم على قيد الحياة: فأظنه بإمكانك - مع كثرة مشاغله - أن تتوسط لتلاميذك عنده كي يفيدوا منه ويقرأوا عليه ..
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[31 - May-2010, مساء 05:45]ـ
ما شاء الله
بارك الله فيك و في شيخك الكريم و حفظكما الله و بارك الله فيكما
ـ[أبو زيد المدني]ــــــــ[02 - Jun-2010, مساء 07:15]ـ
جزاك الله خيراً.
شكرا جزيلا ياشيخ سلطان
ـ[سلطان العمري]ــــــــ[09 - Jun-2010, مساء 10:00]ـ
مما أطرحه لبعض أحبابي: اكتبوا مواقفكم مع الشيوخ , ولو أن كل واحد بدأ في التدوين للقصص المؤثرة التي رآها من شيخه لاجتمع لنا تراثا كبيرا من حياة الشيوخ.
ـ[إبراهيم صالح]ــــــــ[09 - Jun-2010, مساء 11:04]ـ
أنا عن نفسي لم ألتقي بالشيخ عبدالعزيز السدحان
ولكن استفدت من كتبه ومؤلفاته ومحاضراته الشيء الكثير
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[10 - Jun-2010, مساء 12:13]ـ
ما شاء الله , بارك الله في الشيخ الكريم / السدحان وفي تلميذه / سلطان.
حقيقة لك محبة في قلبي يا شيخ سلطان , لمحاضرة لك سمعتها قبل سنتين , وكانت مفيدة.
ـ[يعقوب بن مطر العتيبي]ــــــــ[10 - Jun-2010, مساء 03:11]ـ
أخي الفاضل الشيخ سلطان العمري
هل ذكرتَ أستاذي وشيخي الفاضل: عبد العزيز السدحان؟!
ألا إنني أشهد لقد درّسَني في المرحلة الثانوية في المدرسة إيّاها فما رأيت مثل عنايته بالطلاّب وكريم أخلاقه ولطيف تعامله، وقد ذكرتَ شيئا من ذلك فأمتعت وأفدتَ بارك الله فيك ....
كان الشيخ ـ ولا يزال حرس الله مهجتَه ـ حريصا على إفادة الطالب وعلى أن ينسب الفائدة إلى صاحبها .. وكثيرا ما سمعته يردّد:
إذا أفادك إنسان بفائدة .... من العلوم فأكثِر شكرَه أبدا
وقل: فلانٌ جزاه الله صالحة .... أفادنيها، وخلّ الحقد والحسَدا
وذلك خُلُقٌ عزيز ...
كثيرا ما كان يوصينا بالقراءة، ويختار من الكتب ما هو قريب مناسب لتلك المرحلة .. وإن أنسَ فما أنا بِناسٍ وصيّته لنا بكتب الشيخ المحدّث ناصر الدين الألباني رحمه الله .. وقد كلّفَنا بتتبّع أحاديث فضائل القرآن في (السلسة الصحيحة) وجمعِها .. وفي ذلك مأخذ علمي وملمح تربوي راقٍ ... ناهيك عما كان يختاره لنا من الروايات النافعة كـ (تدابير القدر) و (عدالة السماء) للواء الأديب محمود شيت خطّاب رحمه الله ...
أما في التعليم .. فقد كان يكرر المعلومة حتى ترسخ وإن رغِم أنف الطالب!! ولا يقتصر على المنهج .. بل يتحفنا من أبحاثه وكتاباته ما يتضمّن المفيد المتجدّد ... ولا زلت أحفظ بعض علل الأحاديث التي يأمرنا بتقييدها حينذاك ...
يخرج معنا للنزهة فنرى من اللطف والتبسّم والأريحيّة ما لا يتنافى مع وقار العلم، وذلك مزيجٌ من الصعب تكوينه إلا على من يسّره الله عليه ..
أنا مقصّر مع شيخي .. فقد مرّ زمن لم أرَه .. بيد أنني لن أنساه من دعاء في سجود، أو ذكرِ حسن في مجلس ... ولعل سلاما يبلغه عربونَ لقاء قريب بإذن الله ... وقد قلت له مرّة: يا شيخ نحن مقصّرون .. قال: لا، ولا محلّقون!!
أخي الفاضل الشيخ سلطان .. لقد ذكّرتنا بتلك العهود .. يا سقاها الله من أيّام ..(/)
دليل قاعدة: قول المجتهد دليل العامّي
ـ[أبوعبدالله العاصمي]ــــــــ[01 - Jun-2010, صباحاً 01:29]ـ
قال الشاطبي:" فتاوى المجتهدين بالنسبة إلى العوام كالأدلة الشرعية بالنسبة إلى المجتهدين. و الدليل عليه أنّ وجود الأدلة بالنسبة إلى المقلدين وعدمها سواء. إذ كانوا لا يستفيدون منها شيئا فليس النظر في الأدلة و الاستنباط من شأنهم و لا يجوز ذلك لهم ألبتة و قد قال تعالى: [فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون]. و المقلد غير عالم فلا يصح له إلا سؤال أهل الذكر و إليهم مرجعه في أحكام الدين على الإطلاق فهم إذا القائمون له مقام الشرع و أقوالهم قائمة مقام أقوال الشارع. " الموافقات 5 - 336.(/)
مطوية - أجعلتني لله نِدّاً؟ ومن صورها كتابة لفظ الجلالة مع اسم النبي (الله - محمد)
ـ[إبراهيم رضوان زاهده]ــــــــ[01 - Jun-2010, صباحاً 05:57]ـ
مطوية - أجعلتني لله نِدّاً؟
ومن صورها كتابة لفظ الجلالة مع اسم النبي صلى الله عليه وسلم هكذا (الله - محمد)
http://www.pdfshere.com/up/index.php?action=viewfile&id=2945 (http://www.pdfshere.com/up/index.php?action=viewfile&id=2945)
أرجو نشرها لأن هذا الأمر منتشر بين الناس كثيراً
حيث أن البعض يعلق صوراً لمساجد ومكتوب في أعلاها (الله - محمد)(/)
نصائح للمتخرجين من كلية العلوم الإسلامية بالجزائر
ـ[أبوعبدالله العاصمي]ــــــــ[03 - Jun-2010, صباحاً 12:47]ـ
السلام عليكم
هذه نصائح تفضل بها بعض مشايخ في الجزائر للطلبة المتخرجين من كلية الشريعة وهي نصائح تهم كثيرا الطلبة المتخرجين: كيف يوفق الطالب بين العمل و مواصلة الطلب. كيف يدعو إلى الله عزوجل. ماهي أهم الصعوبات التي يواجهها الالب المتخرج من كلية الشريعة ... وغيرها من النصائح. وأترككم مع الروابط:
http://www.4shared.com/account/audio/IPe
السؤال
FlzZ/______-___6___1429.html?sId=quyKVWdkd LLgXZRZ
http://www.4shared.com/account/audio/B5cBZuvi/________.html?sId=quyKVWdkdLLg XZRZ
http://www.4shared.com/account/audio/E0kthGt9/________-__.html?sId=quyKVWdkdLLgXZRZ
http://www.4shared.com/account/audio/qGiUuFOW/________-___-11__1429.html?sId=quyKVWdkdLLg XZRZ
ـ[أبو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[04 - Jun-2010, مساء 12:44]ـ
جزاك الله خيرا
ان كان هناك المزيد فأتحفنا به(/)
وتتوالى البشائر المفرحات،الشيخ عبد الرزاق البدر بالجزائر
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[03 - Jun-2010, صباحاً 12:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
حصريا ... حمل محاضرة الشيخ عبد الرزاق التي ألقاها اليوم في قسنطينة
منقول من منتديات أهل الحديث السلفية بالجزائر
المحاضرة بعنوان ..... تزكية النفوس.
قسنطينة غصت بالاخوة السلفيين من كل حدب وصوب.
يوم مشهود للسلفيين.
حمل من الرابط
http://www.plunder.com/REC004-WAV-do...22d3b75d46.htm (http://www.plunder.com/REC004-WAV-download-22d3b75d46.htm)
أخوكم ابوسارية
ـ[أبو موسى الجزائري]ــــــــ[03 - Jun-2010, صباحاً 07:16]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا أخي
ـ[أبو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[03 - Jun-2010, مساء 02:04]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو عبد المهيمن السلفي]ــــــــ[03 - Jun-2010, مساء 02:20]ـ
هل للشيخ محاضرات أخرى في ولايات أخري اخي العزيز ومن الذي استضافه بارك الله قيك سمعت أن الشيخ بوشامة حفظه الله هو من كان سببا أسأل الله أي يجازي كل من كان سببا في ذلك وبارك الله فيك على الرابط.
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[03 - Jun-2010, مساء 08:49]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
يسر الله لي لحضور محاضرة واحدة وأظنها وحيدة هناك بقسنطينة وسمعت أن اليوم له محاضرة في مدينة باتنة والله أعلم
أما بخصوص من الذي إستدعاه فلا أعلم بضبط لكثرة الكلام منهم من يقول اللجنة الدينية لاحد المساجد هناك ومنهم من يقول جمعية خيرية،،الله أعلم
وفقكم الله(/)
تفريغ عطر الكلام اللقاء الخاص مع الشيخ أبي إسحاق من ألمانيا
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[03 - Jun-2010, صباحاً 06:03]ـ
المحاور: بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله سيدنا محمد _صلي الله وسلم علي آله و صحبهِ أجمعين , من هنا من ألمانيا, وبالتحديد في قرية من قري مدينة (نُيفيد) علي مسافة مائة وعشرون كيلو متر تقريباً. من مدينة فران فورد شرَّفنا الله_ عزَّ وجلّ _ وأكرمنا, بلقاء فضيلة الشيخ العالم المُحدِّث فضيلة الشيخ أبو إسحاق الحويني في مقر علاجه, نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيهُ, وكانت فرصه طبعاً لغياب فضيلة الشيخ فترة, عن المسلمين وعن المشاهدين, و عن المتابعين أن نلتقيه لنزف لهم بُشري, قُرب شفائه بإذن الله عزَّ وجل فكان لنا معه هذا اللقاء الطّيب الموفق, شيخنا مرحباً بكم في ألمانيا.
الشيخ حفظه الله: الله يحفظك
المحاور: شيخنا مرحباً بك في ألمانيا ويبارك في حضرتك, ونسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك, وأن تعود إلي مِصر وإلي المسلمين بإذن الله سالماً وغانماً.
الشيخ حفظه الله: اللهم آمين.
المحاور: ليظلّ نفعُكَ دائماً ومُستمراً بإذن الله.
الشيخ حفظه الله: اللهم آمين جزاك َ الله خيراً.
المحاور: شيخنا الحبيب ماذا تقول للمسلمين, بعد فترة غياب رُبما ما تعودتُها, أن تغيب عن النَّاس بهذه الصورة.؟
الشيخ حفظه الله: الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام علي نبينا سيد المرسلين وعلي آله وأصحابه أحمعين, أنا رُبما أكون غبت في بعض السفرات, مثل هذا لكن لم أتعود, أن أغيب في مثل هذه البلاد, فأنا الحقيقة مفتقد جداً صوت الآذان, ومُفتقد الوجوه التي كنت أُصافِحُها في مصر.
فائدة: صحيح الدعوة لا تقتصر علي مكان دون مكان, لكن التشجير في الأراضي البور أمر والتشجير في الأراضي القابلة أمرٌ آخر, فأنا أشعُر بوحشةٍ بيني وبين نفسي, في هذه البلاد.
المحاور: إن شاء الله تعالي يعيدك الله قريباً للمسلمين.
الشيخ حفظه الله: اللهم آمين.
المحاور: فضيلة الشيخ حفظك الله طالما حدثتنا فضيلتُكَ, عن المرض كابتلاء يُبتلي به المسلم حدثتنا, وصبرتنا لكن أنت الآن باعتبار أنَّ فضيلتُك, تعيش هذه الأجواء, ما هو انطباعُك؟ إحساسُك؟ شُعورُك؟
الشيخ حفظه الله: لا والله أنا قلبي مُفعمٌ بالرضا, راضي الحمد لله تماماً,
أمنية الشيخ حفظه الله:و الذي أتمناه فقط أن أموت واقفاً, تعودت علي العطاء وأن أدعو إلي الله _سبحانهُ وتعالي_ وطبيعة الإنسان طمّاع عندي مشاريع كثيرة, أتمني أن أُنهيها كذلك الدعوةَ أتمني أن أموت وأنا أدعو إلي الله _عزَّ وجلّ_
المحاور: الله يبارك في عُمرك.
الشيخ حفظه الله: الله يبارك فيك. الله يكرمك, المرض في حد ذاته نوع من العطاء, كما كان يقول بعض السلف أظن عطاء بن أبي رباح, أو غيره قال:
(كان أحدَهُم بالبلاء أشدُّ فرحاً منه بالعطاء.)
وصحَّ أن النبي _صلي الله عليه وسلم_ أنّهُ قال:"إذا سبقت للعبد من الله منزله لم يبلُغُها بعملهِ ابتلاه."
والحقيقة نحنُ ضِعاف, عملُنا قليل, ولسنا من سادة العلم والعمل, كما كنا نقرأ عن السلف, فأرجو أن يكون مثل هذا البلاء اليسير في الميزان.
المحاور: ربنا يجعله في ميزان حسناتِك.
الشيخ حفظه الله: أسألُ الله أن يكون كذلك.
المحاور: فضيلتك لو أحببت الآن من ألمانيا, أن تُوجه مجموعة من الرسائل السريعة, رسالة للأهل في مِصر, الرسالة الخاصة بالأهل في البيت عندكم, والله أنا دائماً لما أُكلمَهُم أُوصيهم بتقوى الله_ سبحانهُ وتعالي_, وأُوصي أولادي دائماً بالحِرص علي صلاة الجماعة, وأن يكونوا في الصّف الأول ِ دائماً في المسجد, وهذا الذي يعنيني في المقَام الأول, وأطمئن علي أحوالهم بخير الحمد لله, الذي يعنيني في المَقام الأول ماعشتُ أنا لهُ, دائماً أَبُثُّ في أولادي هذا, تقريباً لا يكاد يمُرّ بِضعة أيام, إلا أجمع أولادي الكِبار طبعاً, في كلية الشريعة وكلية أُصول الدين,.
المحاور: نعلم أن جميعَهُم يدرسون في الأزهر.
(يُتْبَعُ)
(/)
الشيخ حفظه الله: كُلُهم يدرسون في الأزهر فعلاً, وثلاثة أربعة منهم في الجامعات الشرعية, فأنا دائماً أقولُ لهم عِشتُ حياتي كُلِها مُحِباً لديني, فعلاً لم يملأ قلبي شيء إلا محبة هذا الدين, وأحكي لهم شطراً من حياتي التي حَفِظوها ربما أحياناً أقولُ لهم: مللتُ من كثرةِ ما أُكررُ عليكُم هذه المعاني, وأنا في عِزّ شبابي لم أنظرُ إلي الدُنيا, وما كان همي يوماً من الأيام أن أجمعُ مالاً ولا أن أسكُن في مكان متميز, ولا أن يكون عندي سيارة فارهة, ولا فيلا ولا هذا الكلام أبداً ولا خطر ببالي هذا الكلام أبداً, بال الذي كان يعنيني في المقام الأول, هو أنَّهُ عندنا أُلوف الأطباء عندنا أُلوف الصيادلة, عندنا أُلوف الزراعيين, فعندما أنظرُ إلي أهل العلم المفترض أن المرء الذي يعيشُ لدعوتِهِ ودينهِ, أن يُجيِّش أولادهُ وأن أقول لهم مكتبتي ليست قيمتُها في الكِتاب في حد ذاتهِ بل في تعليقاتي علي الكُتِبِ وتعبي عليها.
يسرد الشيخ _حفظه الله_ قصة شرائه لألفية السيوطي.
وأذكُرُ مرَّةً كنتُ في مطلعِ حياتي العِلمية, اشتريت كتاب ألفية السيوطي في المصطلح بتحقيق الشيخ أحمد شاكر,_ رحمة الله عليه_ وكانت طبعة بيروت,
وكانت فاخرةً جداً وكانت بثلاث جنيهات, فكان فيه تاجر كُتب قديمة اسمُهُ خربوش, فوجدت عندهُ ألفية السيوطي لكن من غير جلد, نفس النُسّخة التي اشتريتُها بالضبط, فسألتُهُ كم ثمنُها؟ قال لي بثلاثين جنيهاً, فقلت له كيف ذلك وأنا معي طبعة بيروت تجليد فاخر وطباعة فاخرة, وورق أصفر جميل بثلاث جنيهات, وهذه النُسّخه من غير جلد, معيبة, فقال لي أُنظر علي الصفحةِ الأوُلي, فنظرتُ إلي الصفحةِ الأولي فوجدتُ إهداء إلي الأُستاذ الكبير عباس محمود العقاد, توقيع أحمد محمد شاكر القاضي الشرعي, فقال لي أنا أبيع النُسخة بثلاثين جنيهاُ من أجل توقيع أحمد شاكر, فكنت أقول لأولادي تعليقاتي علي الكتب وتعبي عليها, علي مدار ثلاثين عاماً فأنا لا أُريد المكتبة تُباع لبائع الروبابيكيا يُباع فيه ترمس, أو يأخذها خربوش آخر, فكنت أقول
الثروة الكبيرة الحقيقية, تعليقاتي الدائمة علي الكُتُب, وتنبيهاتي عليها.
وهذا الكلام. فأُحُضُهُم دائماً, أنهم لا يفوتون هذه الفرصة., فأنا الحقيقة, هذا المعني الذي يشغَلَني أطلع علي المنبر أقول اتقوا الله عيب لما يري الناس أولادي ليسوا علي مستوي كلامي, يقولون هذا الرجل, ما استطاع أن يُرَّبي, فأنا مع أولادي لا أتكلَّمُ في دُنيا, ولا ماذا تعمل عندما تصير كبيراُ, ولا من أين تأتي بالأموال.
يقول الشيخ حفظه الله: أنا الذي يعنيني في المقام الأول هو ديني وأن يكون أولادي فعلاً من حرس الحدود,.
المحاور: في إطار الرسائل السريعة, لو قلت حضرتك توجه رسالة للمسلمين من ألمانيا الآن.
الشيخ حفظه الله: والله أقولُ للمسلمين في بلاد المسلمين, أنتُم في عافيةٍ لا تشعرون بها, والذي أنتُم فيه تاجٌ علي رؤوسِكُم, لايراهُ إلا المرضي الذين يعيشون في غير بلاد المسلمين.
المحاور: هل حضرتُكَ في الفترة الوجيزة, كونت أي انطباع عن ألمانيا عن أوروبا, مع أنَّ المدة التي قضيتها هنا أيام.
الشيخ حفظه الله: واللهِ المدَّه أيام قليلة لكني قرأتُ كثيراً عن أحوال المُسلمين, في أوروبا وفي الغرب عموماً, هُم في حالةٍ يُرثي لها, كان قديماً الذين فتحوا ونقلوا الإسلام إلي بلاد الأعاجم, هم التُجار , كانت مُهمة التاجر الأولي نقل الإسلام, ومُهمتهُ الثانية أن يكسب, يُتاجِر بكل أسف كل الذين أتوا لبلاد الغرب, لم يكُن مُهمتَهُم قط أن ينشروا الإسلام, ثُمَّ إنني أُريد أن أقول أنه يوجد فلان الفُلاني هنا, ناجح في البلد الفلاني وفلان الفلاني ناجح في حفظ القرآن, الإعانة تعطيه ألف وسبعمائة فلماذا يعمل؟ لو اشتغل يأخذ ألف وستمائة, بُشحعونهم علي عدم العمل, هم حتى في المجتمع ليسوا متميزين منهم من يعمل سائق تاكسي, ومنهم من يعمل في بَقالة, ليسوا متميزين وليس لهم دور فاعل والقوانين هنا تُحيطُ بِِِِِِِهم, هم خُصوصاً عن سائر الملل والنحل, ممكن القانون يكون نائماً تماماً ثمَّ يستيقظ, من أجل أن هناك مسلِماً في مُقابل هذا القانون.
نصيحة وجهها الشيخ حفظه الله للذين ليس لهم دورٌ فاعِِِِل.
(يُتْبَعُ)
(/)
في بلاد المسلمين بدلاً أن يذوبوا هذا الذوبان أن يرجعوا إلي هويتهِِم مرَّةً أخري.
المحاور: لا مازال جمهرة كبيرة من الشباب في بلاد المسلمين يتصورون أن أُوروبا جنة الله في الأرض, ومازال يخططون , ويرتبون للمجيء, يمكن حضرتك تقرأ كثيراً, لكن لما عشت عن قرب.
الشيخ حفظه الله: مأساة والله.
المحاور: ماذا تقول للذين يقفون أمام السفارات بالأيام والليالي,.
الشيخ حفظه الله: أنا أُحذرهم وأقولُ لهم كما يقول ُ النذير العُريان: أنتم قادمون علي مهلَكةٍ ,أنتم لا تعرِفون حقيِقتِها, بكل أسف ينظرون إلي القِشرة الخارجية فقط.
وأنا قرأتُ كثيراً للمصلحين في إيطاليا, وفي بريطانيا, وفي إسبانيا, قرأتُ لهم كانوا يقولون (نريدُ الشرق بتخلفهِ, لكن بأخلاقهِ, وخذوا ما عندنا من تقدُم, وبانحلالنا) هم لا يعرفون الحقيقة, وأنا أقولها صريحة أنا نذيرٌ عُريان أقولها صراحةً, إلي أمثال هؤلاء الذين يسعون إلي المجيء إلي هُنا وإلي الإستيطان إلي هنا,. أنتم تأتون إلي جَهنم الأرض وليست جنة الأرض
المحاور: كنا نتمنى أن نسترسل أكثر و لكن لا نريد ُأن نشُقُ عليك,
الشيخ حفظه الله: حفظك الله.
المحاور: والأمر الثاني رزات المطر بدأت تنزل.
الشيخ حفظه الله: ألمانيا كلُها تقريباً شتاء,
المحاور: ربنا يبارك لك لكني أحس من الأمور التي فُزتُ بها في ألمانيا أنني التقيت بفضيلتك.
الشيخ حفظه الله: الله يحفظك,
المحاور: وأتمنى أن نلتقي في مصر إن شاء الله وتعود سالماً غانماً إلي أهلك أولاً وللمسلمين ثانياً.
المحاور: أو للمسلمين أولاً الذين لهم حق عليك, ونسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك , وهذه كانت فرصه طيبة, أن التقينا بشيخنا وعالمنا الشيخ أبو إسحاق وهي علي الرفع دائماً, وحتى لو سبقت حروف الجر, نسأل الله أن يعود إلي مصر في أقرب فرصه وفي أحسن حال, سالماً غانماً ومازلنا نطلب من المسلمين جميعاً, مواصلة الدُعاء حتى نراهُ مباشر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ حفظه الله: الله يبارك فيك الله يحفظك.
تمت كلمة الشيخ حفظه الله نسألكم الدعاء (أختكم أم محمد الظن)
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[04 - Jun-2010, صباحاً 11:45]ـ
في هذا اللقاء الطيب إشارات نافعة لمن تأملها.
نسأل الله لهذا الشيخ المبارك الشفاء والمعافاة ,وأن يبارك لنا في علمه وينفعنا به ,فوالله لقد أحببناه -على البعد- منذ أمد بعيد وكنت أمني النفس بلقائه وأسأل الله أن يحقق لي ذلك.
بارك الله فيك أختنا الفاضلة ام محمد ونفع بك أبدا.
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[05 - Jun-2010, صباحاً 03:19]ـ
وجزاكم مثله أخي الكريم وللعلم لدينا سلاسل كاملة مفرغة لشيخنا ولو أردت أي شيء من شيخنا حفظه الله ممكن أوصله له(/)
فتوى معالي الشيخ الدكتور عبدالكريم بن عبدالله الخضير , في الدي جيه:
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[03 - Jun-2010, صباحاً 09:29]ـ
فتوى معالي الشيخ الدكتور عبدالكريم بن عبدالله الخضير , في الدي جيه:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=76 299&stc=1&d=1275542152
نرجو نشر الفتوى في المواقع بما أنها جديدة .. حتى يتبصر المسلمون.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=212819
ـ[الوايلي]ــــــــ[03 - Jun-2010, مساء 12:43]ـ
بارك الله فيك لو نقلت الفتوى
لأن ما فتح معي الرابط
جزاك الله خير
ـ[خير العين]ــــــــ[05 - Jun-2010, صباحاً 10:21]ـ
لم استطع فتح الرابط فهل نقلتها لنا
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[07 - Jun-2010, مساء 10:22]ـ
جزاك الله خيرا ... لو يتم نقل الفتوى على المنتدى لكان أفضل مع بقاء نسخة الفتوى(/)
ما اللطيفة ....... !!!
ـ[أم هانئ]ــــــــ[03 - Jun-2010, مساء 07:52]ـ
باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد:
فى القرآن الكريم من اللطائف ما لا يحيط به إلا الله تعالى
إلا أنه - سبحانه - قد يمتن على بعض عباده، فينتبهون للقليل منها
ومن هذه اللطائف لطيفة أردت أن أنقلها إليكم لتتأملوها:
قال تعالى فى سورة النحل / 126:
[وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عُوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين]
* واللطيفة فى هذه الآية الكريمة تجدونها في قوله تعالى:
(بمثل ما عوقبتم به)
فلو تأملنا السياق سنجد أن المعنى الذى كان راسخًا فى أذهاننا جميعا- إلا من رحم ربي-
عند قراءة هذه الآية هو: إن عاقبتم فعاقبوا بمثل ((ما أُعْتُدى عليكم به))
مثال:
كأن أحدا جالس، ثم جاءه معتدٍ واعتدى عليه بالسب -مثلا-
دونما سبب من المُعْتدَى عليه يحرض به المعتدي.
*- أليس هذا المعنى هو ما استقر عندنا؟
- إذا كانت الإجابة ببلى؛ فأين اللطيفة؟
فى الآية الكريمة إشارة إلى أن هذا الاعتداء إنما هو عقاب من الله
للمعتدَى عليه بسبب ذنب اقترفه؛ فأراد الله أن يعاقبه عليه
علّه يُكَفر عنه فى الدنيا، فسلط الله عليه من ينفذ عقاب الله فيه.
وهذا ما فهمه السلف الصالح وعملوا بمقتضاه،
فقد كان أحدهم إذا اعتدى عليه رجلٌ من السوقة
بالسب الشديد - وهو من هو من أهل العلم -
سكت ولم يرد عليه عدوانه.
فإذا تعجب الناس وقالوا: ألا ترد عليه؟
يذهب و يأخذ ترابا من الأرض و يمسحه فى وجهه
و هو يقول للمعتدي: [زد من سلطتك ذنوبه عليه]
انظروا كيف فهم العالم أن هذا عقاب من الله على ذنوبه
وإن كان الظاهر للعامة أنه اعتداء من مفترٍ غاشم ..
... ومن نافلة القول أن الله - سبحانه وتعالى - لما استعمل المعتدي
ليعاقب به المعتدَى عليه، هو أيضا - سبحانه - يعاقب المعتدِي
على ذنب له بتيسيره للعسرى وتمكينه من إيذاء الناس عدوانا وظلما
ليزداد طغيانا وإثما ...
فكلاهما معاقب من الله، إلا أن المعتدى عليه أهون مصابا
من المعتدِي.
ثم إن في قوله تعالى: (ولئن صبرتم لهو خير للصابرين)
لطيفة لها تعلق باللطيفة الأولى فما هي؟
نسأل الله الهدى للرشاد.
ـ[أبو عبد الله المصري]ــــــــ[12 - Nov-2010, صباحاً 08:16]ـ
في لسان العرب - مادة (عدا):
وقوله تعالى: فمن اعْتَدَى عَلَيكم فاعْتَدُوا عليه بمِثْلِ ما اعْتَدَى عَليكم؛ سَمَّاه اعْتِداء لأَنه مُجازاةُ اعْتِداءٍ بمثْل اسمه، لأَن صورة الفِعْلين واحدةٌ، وإِن كان أَحدُهما طاعةً والآخر معصية؛ والعرب تقول: ظَلَمني فلان فظلَمته أَي جازَيْتُه بظُلْمِه لا وَجْه للظُّلْمِ أَكثرُ من هذا، والأَوَّلُ ظُلْم والثاني جزاءٌ ليس بظلم، وإن وافق اللفظُ اللفظَ مثل قوله: وجزاءُ سيِّئةٍ سيئةٌ مثلُها؛ السيئة الأُولى سيئة، والثانية مُجازاة وإن سميت سيئة، ومثل ذلك في كلام العرب كثير. يقال: أَثِمَ الرجلُ يَأْثَمُ إِثْماً وأَثَمه اللهُ على إِثمه أَي جازاه عليه يَأْثِمُه أَثاماً. قال الله تعالى: ومن يَفعلْ ذلك يَلْق أَثاماً؛ أَي جزاءً لإِثْمِه.
ـ[أبوعبدالعزيزالتميمي]ــــــــ[12 - Nov-2010, مساء 03:07]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر ابن كثير رحمه الله في تفسيره قال:
قال عبد الله بن الإمام أحمد في مسند أبيه: حدثنا هدِيَّة (10) بن عبد الوهاب المروزي، حدثنا الفضل بن موسى، حدثنا عيسى بن عبيد، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبي بن كعب قال: لما كان يوم أحد، قتل من الأنصار ستون رجلا ومن المهاجرين ستة، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: لئن كان لنا يوم مثل هذا من المشركين لَنُرْبِيَنَّ عليهم. فلما كان يوم الفتح قال رجل: لاتعرف (1) قريش بعد اليوم. فنادى مناد: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم آمن الأسود والأبيض إلا فلانا وفلانا -ناسا سماهم-فأنزل الله تبارك وتعالى: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ} (2) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نصبر ولا نعاقب" (3).
وهذه الآية الكريمة لها أمثال في القرآن، فإنها مشتملة على مشروعية العدل والندب إلى الفضل، كما في قوله: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا} ثُمَّ قَالَ {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} [الشورى: 40]. وقال {وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ} ثُمَّ قَالَ {فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ} [المائدة: 45]، وقال في هذه الآية الكريمة: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ} ثُمَّ قَالَ {وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ}
وقوله: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلا بِاللَّهِ} تأكيد للأمر بالصبر، وإخبار بأن ذلك إنما ينال بمشيئة الله وإعانته، وحوله وقوته.
اللطيفة الأخرى أن الأنسان يحب غرائب الأشياء دون أن يرجع الى سبب النزول ليستفيد منها الدروس والعظات وجزاك الله خيرا.(/)
وقفات مع بعض المصطلحات
ـ[أبوعبدالله العاصمي]ــــــــ[03 - Jun-2010, مساء 08:40]ـ
السلام عليكم أيها الإخوة الكرام. أقدم لكم المجموعة الأولى من التعريف ببعض المصطلحات لأئمة أهل السنة و الجماعة:
1 - الأبد: قال ابن تيمية:"الدوام في المستقبل " {العقل و النقل 2 - 225}. وقال:" الأبد ما ليس له آخر " {16 - 330}.
2 - الإثم: قال ابن القيم: " كلمة جامعة للشرور و العيوب التي يذم العبد عليها " {التبوكية ص 15}
3 - الإخبات: قال ابن القيم: " سكون الجوارح على وجه التواضع و الخشوع لله " {الشفاء ص 106}
4 - الإخلاص: قال ابن القيم:" قصد المعبود وحده بالتعبد " {التفسير 1 - 565}
5 - الاستحلال:قال ابن تيمية:" هو اعتقاد أنها حلال له و ذلك يكون:تارة باعتقاد أن الله أحلها. و تارة باعتقاد أن الله لم يحرمها. و تارة بعدم اعتقاد أن الله حرمها." {الصارم المسلول 3 - 971}.
6 - الاقتصاد: قال الخطابي:" سلوك القصد في الأمر و الدخول برفق على سبيل يمكن الدوام عليه " {معالم السنن 4 - 99}
7 - التأسي: قال ابن تيمية:" أن يفعل مثل مافعل على الوجه الذي فعل لأجل أنه فعل " {المجموع 10 - 149. 17 - 467. الاقتضاء 753}.
و إلى الملتقى مع مجموعة ثانية بإذن الله تعالى.(/)
الرحمة تحارب و الشعب هارب
ـ[عابد الغفار]ــــــــ[03 - Jun-2010, مساء 09:21]ـ
الرحمة تحارب و الشعب هارب بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته احبائي في الله والله اني احبكم في الله ولله احييكم اجمل تحيه مباركة من عند الله سبحانه وتعالى داعيا العلي القدير ان يمن علينا بالايمان ويثبت الايمان في قلوبنا ويحسن ختامنا انه القادر على ذلك سبحانه واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله خاتم الانبياء والرسل صلوات الله عليه واله وصحبه وسلم اشتقت لكم كثيرا. ارجو انكم بخير خاصة الايمان ارجو انه بازدياد دائم موضوع اليوم على قناة الرحمة عسى بالرحمة نزد ايمانا للاسف كثير منا الان ينتظر في كاس العالم بكل شغف وشوق ويحضر في نفسه اليه او ننتظر في اخر حلقة من ذلك المسلسل التركي او ننتظر في سماع الاغنية الجديدة لتلك المراة .... وفي نفس هذا الوقت توجد قناة تحارب من كل جهة قناة هدفها فقط مصلحتنا ورفع قدرنا وان تكون سبب في دخولنا الجنة و مرضاة الله قناة بعون الله باقية ولكن نحن للاسف لم نقف معها كما يجب وارجو منك يا قارئ الموضوع ان تفعل ولو شئ بسيط تجاه هذه القناة. لا تكن مثل الدمية او المخمور يفعل بك اي شئ يريدونه حسب راي البسيط حوربت القناة عكس غيرها من الفضائيات لان كان لها تاثير كبير على المسلمين وخاصة الشباب و المغتربين فكثير الان من الشباب رغم ان الفضل في توبتهم هو الله ولكن القناة كانت سبب كبير في ذلك تثقيف كثير من المسلمين بامور دينهم وامور كانوا تغيب عنهم تقريب كثير من العباد الى الله والدعوة لاتباع طريق السنة والجماعة و تبين البدع والشبهات بطريقة سهلة ومحببة توحيد امتنا والدور الفعال جدا والمؤثر على الشعوب العربية المسلمة في نفس الوقت لم تحارب القنوات الاخرى بل دعمت صهيونيا وغربيا ككثير من القنوات العربية الغنايئة و تيع الافلام وحتى الاخبارية منها لان تلك القنوات تلبي لهم ما يرغبون به وهي ان تزدنا ضياع على الضياع الذي نحن فيه فمثلا لا اظن ستكون هجمة شرسة على قناة روتانا او ميلودي ... / مستحيل. ان افلست سيتم دعمها لان تلك القنوات كالخمور للشعب المسلم تجعلنا نفكر فقط في المتعة وننسى ما نحن فيه وماذا يجب ان نفعله. لذلك ان كنا نحب الله ضروري ندعم هذه القناة لدور تلك القناة الفعال في معرفة طريق الحق وايضا من اجل ابنائنا. فان ضعنا نحن على الاقل تلك القنوات ربما تربي لنا اطفال يكونون افضل منا لا يشاهدون ستار اكادمي و غزة محاصرة ولا ينتظرو كاس العالم والرحمة تحارب لا يكون كلامهم كله حول الاناقة والطبخ والاعداء يكيدون لنا طرق الدعم الدعم عبر نشر تردد القناة الحديد الدعم عبر ارسال الرسائل القصيرة للقناة الدعم عبر التحويل لحساباتهم البنكية الدعم عبر الاعلان لديهم في الموقع او القناة الدعم عبر الدعاء لهم في سجودكم الدعم عبر كتابة مواضيع في المنتديات والمدونات الدعم عبر تثبيت المواضيع المهتمة بالتردد الجديد للقناة ان كنت مشرف على قسم او صاحب منتدى الاعلان للقناة ان كان عندكم موقع او مدونة استعمال توقيع شخصي يهم القناة هنا ستجد بعض التواقيع و المرئيات وبعض الافكار الاخرى استعن بها للاعلان للقناة http://www.nahne-kawm.com/alrahma/ رغم ان حال المسلمين مزري صراحة. هذا ان قلنا مسلمين لان الكثير منا ابتعد عن الاسلام فاذلنا الله بذلك ولكن بخير ان شاء الله. كفى ان الله معنا. رغم وجود شعور بالياس عندما نرى امة تحارب من كل جهة وهي مخدرة لا تحس بما يدور حولها. لو مثلا هوجمت قناة اسرائلية ستجد حتى طفل اسرائيلي عمره 10 سنوات له دور ومهتم بالامر ولكن نحن للاسف كثير منا مشغول باشياء اخرى تافهة اللهم ارحم اصحاب القناة وكل من ساعد فيها وارحم كل من قرا موضوعي وكل من ساعد في نشر تررد القناة وارحم كل صاحب منتدى ثبت موضوع حول الرحمة او وضع اعلان للقناة وارحمنا وارحم كل المسلمين والمؤمنين الاحياء منهم والاموات دمتم بحفظ الرحمان - من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة. ومن يسر على معسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة. ومن ستر مسلما، ستره الله في الدنيا والآخرة. والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه. ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما، سهل الله له به طريقا إلى الجنة. وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده. ومن بطأ به عمله، لم يسرع به نسبه. غير أن حديث أبي أسامة ليس فيه ذكر التيسير على المعسر. الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2699 خلاصة حكم المحدث: صحيح قال الله - عز وجل -فى سورة الصف {يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متمُّ نورهِ ولو كره الكافرون(/)
قد تثاب على ترك المعصية من أجل الناس، خوفاً منهم ...
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[04 - Jun-2010, صباحاً 12:00]ـ
وذلك في أحوال ذكرها ابن القيّم رحمه الله، قال:
"فإن قيل كيف يعاقب على ترك المعصية حياء من الخلق وإبقاء على جاهه بينهم وخوفا منهم أن يتسلطوا عليه والله سبحانه لا يذم على ذلك ولا يمنع منه؟
قيل: لا ريب أنه لا يعاقب على ذلك وإنما يعاقب على تقربه إلى الناس بالترك ومراءاتهم به وأنه تركها خوفا من الله ومراقبة وهو في الباطن بخلاف ذلك فالفرق بين ترك يتقرب به إليهم يرائيهم به وترك يكون مصدره الحياء منهم وخوف أذاهم له وسقوطه من أعينهم فهذا لا يعاقب عليه [1] بل قد يثاب عليه إذا كان له فيه غرض يحبه الله من حفظ مقام الدعوة إلى الله وقبولهم منه ونحو ذلك".
شفاء العليل: جـ 2، ص 488.
= = = = = = = = = = = = = = =
[1] قلت: لو كلّف الله العباد مقاومة هذه الأحوال النفسية وجعل ذلك شرطاً للثواب لكان فيه من المشقة العظيمة ما لا يخفى، فالإنسان بطبعه هكذا، والله رؤوف بعباده.
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[04 - Jun-2010, صباحاً 12:02]ـ
جزيتم خيرا على الفائده
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[04 - Jun-2010, صباحاً 12:09]ـ
أحسنت بارك الله فيك وفي علمك ونفع بك.(/)
أهمية خطبة الجمعة في الإسلام للشيخ عبدالمحسن العباد
ـ[مكاوي]ــــــــ[07 - Jun-2010, مساء 06:42]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد، فهذا مقال لفضيلة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد البدر حفظه الله تعالى بعنوان: ((أهمية خطبة الجمعة في الإسلام)) وهذا نصه:
الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
وبعد، فإن شأن خطبة الجمعة في الإسلام عظيم، لها أهمية كبرى وفائدتها كبيرة ونفعها عميم، وتتبين أهميتها من وجوه:
الأول: أن من شروط صلاة الجمعة أن يتقدمها خطبتان، فالخطبة فيها لازمة والإتيان بها متعين.
الثاني: أن يوم الجمعة يوم عيد الأسبوع والخطبة فيه خطبة عيد تتكرر كل أسبوع، ومن أدلة ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((قد اجتمع في يومكم عيدان، فمن شاء أجزأه من الجمعة وإنا مجمِّعون)) رواه أبو داود (1073) بإسناد حسن عن أبي هريرة، وفي صحيح البخاري (5572) عن أبي عبيد مولى ابن أزهر قال: ((شهدت العيد مع عثمان بن عفان وكان يوم الجمعة، فصلى قبل الخطبة، ثم خطب فقال: يا أيها الناس إن هذا يوم قد اجتمع لكم فيه عيدان، فمن أحب أن ينتظر الجمعة من أهل العوالي فلينتظر، ومن أحب أن يرجع فقد أذنت له))، وفي سنن ابن ماجة (1098) بإسناد حسن لغيره عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن هذا يوم عيد جعله الله للمسلمين، فمن جاء إلى الجمعة فليغتسل، وإن كان من طيب فليمس منه، وعليكم بالسواك)).
الثالث: أن الحضور لأداء صلاة الجمعة وسماع الخطبتين قبلها واجب؛ لقول الله عز وجل: چ? ? ? ? ? پ پ پ پ ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ٹچ، فهي الخطبة التي تكون في شيء السعي إليه واجب، بخلاف غيرها من الخطب التي لا يكون حضورها في أصل الشرع واجباً ولا الاستماع لها متعيناً.
الرابع: أن حال المسلم عند خطبة الجمعة كحاله في الصلاة لا يتكلم ولا يكلم غيره ولا يتشاغل بأي شيء عن سماع الخطبة والإنصات لها، ومن أدلة ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: ((إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة أنصت والإمام يخطب فقد لغوت)) رواه البخاري (934) ومسلم (1965)، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((من توضأ فأحسن الوضوء، ثم أتى الجمعة فاستمع وأنصت غُفر له ما بينه وبين الجمعة وزيادة ثلاثة أيام، ومن مس الحصى فقد لغا)) رواه مسلم (1988).
وأما أهميتها بالنسبة للخطيب فلكون حضورها لازماً والاستماع لها متعيناً فإن ذلك يتطلب منه الاهتمام البالغ والعناية التامة بخطبته، فيبذل جهده في وقت مبكر لإعدادها الإعداد الذي يستوفي فيه جوانب الموضوع مع الاختصار ومع استشعاره أيضاً عموم نفعها وعظيم أجرها وثوابها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً)) رواه مسلم (6804) عن أبي هريرة رضي الله عنه، ومن المناسب أن تكون محررة؛ لما في تحريرها من جمع شتات الموضوع والاطمئنان إلى الإحاطة به والسلامة من ذهاب بعض المعاني والأدلة المهمة التي قد تندُّ عن ذهنه إذا ألقيت دون تحرير، ومن المهم جداً العناية بإيراد الأدلة من الكتاب والسنة وآثار السلف والرجوع إلى الكتب التي تُعنى بجمع الآثار عن السلف في مختلف الموضوعات لاسيما الكتابات الحديثة التي تعنى باستخراج تلك الآثار من الكتب الواسعة مثل سير أعلام النبلاء للذهبي وتاريخ بغداد للخطيب البغدادي وغيرهما.
وخطبة الجمعة هي بمثابة درس أسبوعي حضوره لازم لكل مسلم يتفقه في هذا الدرس في دينه فيعرف العقيدة ويتعلم الأحكام الشرعية، وهذا هو هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمل أصحابه من بعده رضي الله عنهم، ومن أمثلة تعليم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أمور الدين في الخطب ما يلي:
(1): حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب على المنبر فقال: ((من جاء إلى الجمعة فليغتسل)) رواه البخاري (919) ومسلم (1925).
(يُتْبَعُ)
(/)
(2): حديث زينب بنت جحش رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر يقول: ((لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر تُحدُّ على ميت فوق ثلاث إلا على زوج أربعة أشهر وعشراً)) رواه البخاري (1282) ومسلم (3725).
(3): أول حديث في صحيح البخاري رواه بإسناده إلى علقمة بن وقاص الليثي قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه على المنبر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى)) الحديث.
(4): حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنه سمع عمر رضي الله عنه يقول على المنبر: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبده، فقولوا: عبد الله ورسوله)) رواه البخاري (3445)، ورواه أيضاً مطوَّلاً (6830) وفيه النص على أنه في خطبة جمعة، ورواه مسلم (4418) مطوَّلاً وليس فيه: ((لا تطروني ... )).
(5): الأثر الذي رواه مالك في الموطأ (1/ 90) بإسناد صحيح عن عبد الرحمن بن عبد القاري أنه سمع عمر بن الخطاب وهو على المنبر يعلم الناس التشهد، يقول: ((قولوا: التحيات لله)) الحديث.
(6): الأثر الذي رواه مسلم (1345) بإسناده إلى أبي الزبير قال: ((سمعت عبد الله بن الزبير يخطب على هذا المنبر يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا سلّم في دبر الصلاة أو الصلوات)) ثم ذكر الحديث في الأذكار في أدبار الصلوات.
(7): الحديث في وصل الشعر الذي رواه البخاري (3468) بإسناده عن حميد بن عبد الرحمن أنه سمع معاوية بن أبي سفيان عام حج على المنبر، فتناول قُصَّة من شعر كانت في يدي حرسي فقال: ((يا أهل المدينة! أين علماؤكم؟! سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن مثل هذه، يقول: إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذها نساؤهم)).
وقال ابن القيم في زاد المعاد (1/ 188): ((وكان مدار خطبه صلى الله عليه وسلم على حمد الله والثناء عليه بآلائه وأوصاف كماله ومحامده، وتعليم قواعد الإسلام وذكر الجنة والنار والمعاد، والأمر بتقوى الله، وتبيين موارد غضبه ومواقع رضاه، فعلى هذا كان مدار خطبه صلى الله عليه وسلم)).
وموضوعات خطبة الجمعة ينبغي أن تكون بإيضاح عقيدة السلف المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه أصحابه الكرام رضي الله عنهم ومن سار على نهجهم، وتكون في بيان الأحكام الشرعية في العبادات والمعاملات، وتكون في العظات التي تحرك القلوب وتؤثر في النفوس، فتثمر الخوف من عذاب الله ورجاء ثوابه، مع العناية باشتمالها على الأدلة من الكتاب والسنة وآثار السلف.
ومن أهم ما يعالج في خطب الجمعة ما ابتلي به بعض الشباب في بلاد الحرمين وغيرها من بلاد المسلمين من الفهوم الخاطئة للأحكام الشرعية نتيجة لبعدهم عن أهل العلم والاستفادة من توجيههم وإرشادهم وتسديدهم وتبصيرهم بالحق، فتشتمل خطب الجمعة على إيضاح الحق إلى هؤلاء الشباب وغيرهم حتى يسلموا من الوقوع في الفهوم الخاطئة وارتكاب المنكرات نتيجة لهذه الفهوم من قتل وتفجير وتدمير وترويع للآمنين بدعوى أن ذلك من الجهاد وهو في الحقيقة جهاد في سبيل الشيطان، وبأي عقل ودين يكون قتل المسلمين والمستأمنين وتدمير الممتلكات جهاداً؟! فببيان الحق وإيضاحه في خطب الجمعة وغيرها تحصل الفائدة بإذن الله والسلامة من الشرور التي تنشأ عن سوء الفهم وركوب الرؤوس نتيجة لذلك، وما أحسن الفائدة التي حصلت لبعض الذين فكروا في الدخول في رأي الخوارج عندما استمعوا لجابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما وهو يحدث بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم في مسجده صلى الله عليه وسلم! ففي صحيح مسلم (191) بإسناده إلى يزيد الفقير قال: ((كنتُ قد شَغَفَنِي رأيٌ من رأي الخوارج، فخرجنا في عِصابةٍ ذوي عدد نريد أن نحجَّ، ثمَّ نخرجَ على الناس، قال: فمررنا على المدينة فإذا جابر بن عبد الله يُحدِّث القومَ ـ جالسٌ إلى ساريةٍ ـ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فإذا هو قد ذكر الجهنَّميِّين، قال: فقلتُ له: يا صاحبَ رسول الله! ما هذا الذي تُحدِّثون؟ والله يقول: چھ ھ ھ ے ے ? ?چ، و چ? ? ? ? ? ? ?چ،ما هذا الذي تقولون؟ قال: فقال: أتقرأُ القرآنَ؟ قلتُ: نعم! قال: فهل سمعت بمقام محمد عليه السلام، يعني الذي يبعثه فيه؟ قلتُ: نعم! قال: فإنَّه
(يُتْبَعُ)
(/)
مقام محمد صلى الله عليه وسلم المحمود الذي يُخرج اللهُ به مَن يُخرج. قال: ثمَّ نعتَ وضعَ الصِّراط ومرَّ الناس عليه، قال: وأخاف أن لا أكون أحفظ ذاك. قال: غير أنَّه قد زعم أنَّ قوماً يَخرجون من النار بعد أن يكونوا فيها، قال: يعني فيخرجون كأنَّهم عيدان السماسم، قال: فيدخلون نهراً من أنهار الجنَّة فيغتسلون فيه، فيخرجون كأنَّهم القراطيس. فرجعنا، قلنا: وَيْحَكم! أَتَروْنَ الشيخَ يَكذِبُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! فرجعنا، فلا ـ والله! ـ ما خرج منَّا غيرُ رَجل واحد، أو كما قال أبو نعيم)). وأبو نعيم هو الفضل بن دكين أحد رجال الإسناد، وقد أورد ابن كثير في تفسيره عند قوله تعالى من سورة المائدة: چ? ? ? ? ? پ پ پ پچ حديث جابر هذا عند ابن أبي حاتم وابن مردويه وغيرهما، وهو يدلُّ على أنَّ هذه العصابةَ ابتُليت بالإعجاب برأي الخوارج في تكفير مرتكب الكبيرة وتخليده في النار، وأنَّهم بلقائهم جابراً رضي الله عنه وبيانه لهم صاروا إلى ما أرشدهم إليه، وتركوا الباطلَ الذي فهموه، وأنَّهم عدلوا عن الخروج الذي همُّوا به بعد الحجِّ، وهذه من أعظم الفوائد التي يستفيدها المسلم برجوعه إلى أهل العلم، وقد كتبت في ذلك رسالتين إحداهما بعنوان: ((بأيِّ عقل ودين يكون التفجير والتدمير جهاداً؟! وَيحَكم أفيقوا يا شباب!!)) طبعت في عام 1424هـ، والثانية بعنوان: ((بذل النصح والتذكير لبقايا المفتونين بالتكفير والتفجير)) طبعت عام 1427هـ وطبعتا معاً ضمن مجموع كتبي ورسائلي (6/ 225 ــ 279) عام 1428هـ.
ومن أهم ما يعالج أيضاً في خطب الجمعة ما ابتلي به بعض الناس من الدعوة إلى قتل الأخلاق والوقوع في الشهوات الذين يريدون بدعوتهم أن تميل هذه البلاد ميلاً عظيماً فيَنحرف الشباب والشابات فيها عما كانوا عليه من قبل من الالتزام بالأخلاق الكريمة والأعمال الصالحة، فتشتمل خطب الجمعة على التحذير من فتنة أعداء هذه البلاد قتلة الأنفس وقتلة الأخلاق، ومن المعلوم أن ما حصل من الابتلاء بقتل الأنفس نتيجةً للابتلاء بقتل الأخلاق؛ كما قال الله عز وجل: چ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?چ، قال شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله كما في مجموع فتاواه (4/ 127): ((فما يصيب الأمة أو الأفراد من فتن أو صد عن سبيل الله أو أوبئة أو حروب أو غير ذلك من أنواع البلاء فأسبابه ما كسبه العباد من أنواع المخالفات لشرع الله؛ كما قال الله تعالى:: چ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?چ، وقد بين الله جل وعلا ما حصل لبعض الأمم السابقة من العذاب والهلاك بسبب مخالفتهم لأمره ليتبّينه العاقل ويأخذ من ذلك عظة وعبرة)).
وأسأل الله عز وجل أن يوفق كل خطيب لأداء خطبته على الوجه الذي يرضي الله وينفع عباده، وأن يوفق سامعي الخطب للاستفادة منها والأخذ بكل ما فيه سعادتهم في الدنيا والآخرة، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
لتحميل المقال بصيغة doc اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/algomaa/algomaa.doc?attredirects=0)
ولتحميل المقال بصيغة pdf اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/algomaa/algomaa.pdf?attredirects=0)
ـ[طالب فائدة]ــــــــ[07 - Jun-2010, مساء 06:43]ـ
جزاك الله خيرا(/)
نقد الإمام الصنعاني للألقاب المذهبية المحدثة
ـ[رشيد]ــــــــ[08 - Jun-2010, صباحاً 03:41]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تفضلوا، يا إخواني في الله - فائدة نفيسة نادرة لا تجد إلا عند من لا يخاف في الله لومة لائم.
نقد الإمام محمد بن إسماعيل الصنعاني رحمه الله - صاحب "سبل السلام" - للألقاب المذهبية المحدثة
مع اختصار يسير
http://www.scribd.com/doc/32622748/
انقر على الزر الأخضر إذا أردت التحميل
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[08 - Jun-2010, مساء 06:09]ـ
أظن أن الكتاب غير مكتمل وينقصه صفحات
ـ[رشيد]ــــــــ[08 - Jun-2010, مساء 06:35]ـ
بارك الله فيكم. هو اقتباس من ذلك الكتاب مع اختصار وتنسيق من قِبلي.
والكتاب في موضوع الإيمان بالقدر فليس مظناً لمثل هذه الفائدة، ولذلك أخرجتها حتى يستفيد الجميع بإذن الله تعالى.
والكتاب الكامل مرفوع على الرابط التالي:
http://www.archive.org/download/anfassanaani/anfas_sanaani.pdf
وتجد الكلام بكامله في ص191 - 212.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[08 - Jun-2010, مساء 06:42]ـ
بارك الله فيكم
ونسأل الله لكم المزيد والمزيد من التوفيق والإخلاص بحوله وقوته(/)
ساعة كل يوم فقط .. !!
ـ[بنت ابوها]ــــــــ[08 - Jun-2010, صباحاً 10:55]ـ
ساعة كل يوم فقط ( http://vb.m3m7.com/15741-%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D8%A9-%D9%83%D9%84-%D9%8A%D9%88%D9%85-%D9%81%D9%82%D8%B7.html)
1. قراءة سورة الواقعة،، قال الرسول صلى الله عليه وسلم (من قرأ سورة الواقعةكل ( http://vb.m3m7.com/15741-%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D8%A9-%D9%83%D9%84-%D9%8A%D9%88%D9%85-%D9%81%D9%82%D8%B7.html) ليلة لم تصبه فاقه ابدا)،،، الفاقه: الفقر،، الوقت: (8) دقائق.
2. قراءة سورة تبارك،،قال الرسول صلى الله عليه وسلم (من القران سورة ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له وهي تبارك الذي بيده الملك)،،،الوقت: (5) دقائق.
3. قراءة سورة يس،،قال الرسول صلى الله عليه وسلم (يس قلب القران يقرأها رجل يريد الله تعالى والدار الاخرة إلا غفر له واقرؤوها على موتاكم)،، الوقت: (10) دقائق.
4. اداء (12) ركعة نافلة في اليوم والليلة،،قال الرسول صلى الله عليه وسلم (من صلى في اليوم والليلة اثنى عشر ركعة تطوعا بنى الله له بيتا في الجنة)،،الوقت: (16) دقيقة.
5. صلاة ركعتين في جوف الليل،، قال الرسول صلى الله عليه وسلم (ينزل ربنا عزوجلكل ( http://vb.m3m7.com/15741-%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D8%A9-%D9%83%D9%84-%D9%8A%D9%88%D9%85-%D9%81%D9%82%D8%B7.html) ليلة الى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الاخير فيقول من يدعوني فاستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له)،، الوقت: (10) دقائق.
6. قول سبحان الله وبحمدة 100 مرة،، قال الرسول صلى الله عليه وسلم (من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة)،، الوقت: (3) دقائق.
7. قول استغفر الله 100 مرة،، قال الرسول صلى الله عليه وسلم (من لزم الاستغفار جعل الله له منكل ( http://vb.m3m7.com/15741-%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D8%A9-%D9%83%D9%84-%D9%8A%D9%88%D9%85-%D9%81%D9%82%D8%B7.html)
ضيق مخرجا ومنكل ( http://vb.m3m7.com/15741-%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D8%A9-%D9%83%D9%84-%D9%8A%D9%88%D9%85-%D9%81%D9%82%D8%B7.html) هم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب)،، الوقت: (3) دقائق.
8. صلاة الضحى،، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (يصبح علىكل ( http://vb.m3m7.com/15741-%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D8%A9-%D9%83%D9%84-%D9%8A%D9%88%D9%85-%D9%81%D9%82%D8%B7.html) سلامي من أحدكم صدقة فكل
تسبيحة صدقه وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وكل تكبيرة صدقة وامر بالمعروف صدقة ونهي عن
المنكر صدقة ويجزئ عن ذلك ركعتان يركعهما من الضحى)،، الوقت: (5) دقائق.
... دع شعارك دائما: لن يسبقني الى الله احد ...
اخواتي والله ان هذه الاعمال بسيطة جدا ولكن اجرها عظيم عظيم جدا فحآفظوآ عليهآ.
</ I>
ـ[أحمد السكندرى]ــــــــ[08 - Jun-2010, صباحاً 11:20]ـ
سبب كتابة هذه المشاركة هو الأحاديث الغير صحيحة، و ما دام في الصحيح غنية عن الضعيف، فلما الاشتغال بالضعيف و السقيم.
(من قرأ سورة الواقعة كل ( http://vb.m3m7.com/15741-%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D8%A9-%D9%83%D9%84-%D9%8A%D9%88%D9%85-%D9%81%D9%82%D8%B7.html) ليلة لم تصبه فاقه ابدا) فهو حديث لا يصح، و يرجى قراءة هذا الرابط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=21984
( يس قلب القران يقرأها رجل يريد الله تعالى والدار الاخرة إلا غفر له واقرؤوها على موتاكم)
لا يصح في فضل سورة يس حديث
(من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ( http://vb.m3m7.com/15741-%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D8%A9-%D9%83%D9%84-%D9%8A%D9%88%D9%85-%D9%81%D9%82%D8%B7.html) ضيق مخرجا ومن كل ( http://vb.m3m7.com/15741-%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D8%A9-%D9%83%D9%84-%D9%8A%D9%88%D9%85-%D9%81%D9%82%D8%B7.html) هم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب) هذا الحديث ضعيف، فيه الحكم بن مصعب و هو مجهول و أحاديثه مناكير لا يتابع عليها.
فالحذر الحذر من رسائل الايميلات التى ليس لها خطام و لا زمام،
و جزاكم الله خيرا(/)
(الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه)
ـ[أشرف السلفي]ــــــــ[08 - Jun-2010, مساء 04:41]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين؛ والصلاة والسلام على رسوله محمد بن عبد الله الأمين الذي أرسله الله - تبارك وتعالى - رحمة للعالمين؛ وبعد: فقد قرأت في هذه الأيام تعليقة كتبها أحد الإخوة في بعض الشبكات، وفي هذه التعليقة جملة لم يستسغها بعض أهل العلم؛ فأحببت أن أنقل له كلامَ بعض أهل العلم في ذلك؛ لعله يتنبه لخطأ هذه العبارة – أو ينبه لها –، وهذه الجملة التي وجدتها هي (الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه)، ولن أطيل في الحديث والكلام؛ لأترككم مع كلام أهل العلم؛ فدونكموه:
قال الشيخ العثمين – رحمه الله – في (شرح رياض الصالحين) (1/ 189طبعة دار الوطن): والله عز وجل يحمد على كل حال، وكان النبي - عليه الصلاة والسلام - إذا أصابه ما يُسَرُّ به قال: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وإذا أصابه سوى ذلك قال: الحمد لله على كل حال، ثم إن ها هنا كلمة شاعت أخيراً عند كثير من الناس؛ وهي قولهم: الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه؛ هذا الحمد ناقص؛ لأن قولك على مكروه سواه تعبير يدل على قلة الصبر، أو - على الأقل - على عدم كمال الصبر، وأنك كاره لهذا الشيء، ولا ينبغي للإنسان أن يعبر هذا التعبير، بل ينبغي له أن يعبر بما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعبر به؛ فيقول: الحمد لله على كل حال، أو يقول: الحمد لله الذي لا يحمد على كل حال سواه.
أما أن يقول: على مكروه سواه؛ فهذا تعبير واضح على مضادة ما أصابه من الله – عز وجل – وأنه كاره له.
وأنا لا أقول: إن الإنسان لا يكره ما أصابه من البلاء، فالإنسان بطبيعته يكره ذلك، لكن لا تعلن هذا بلسانك في مقام الثناء على الله، بل عبر كما عبر النبي – صلى الله عليه وسلم -: الحمد لله على كل حال.
وقال في (5/ 456 - 457 طبعة دار الوطن): كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أتاه ما يسره قال: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وإذا أتاه ما يخالف ذلك قال: الحمد لله على كل حال، وما يقوله بعض الناس اليوم: الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه؛ فهو خطأ غلط؛ لأنك إذا قلت: الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه = فهو عنوان على إنك كاره لما قدر عليك، ولكن قل كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: الحمد لله على كل حال، هذا هو الصواب، وهو السنة التي جاءت عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وقال – كذلك - في (3/ 550 - 551 - طبعة دار البصيرة):وكان النبي – صلى الله عليه وسلم – إذا أتاه ما يسره قال: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وإذا أتاه ما لا يسره قال: الحمد لله على كل حال؛ وأما ما يقوله بعض الناس: الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه؛ فهذه كلمة خاطئة، لم ترد، ومعناها غير صحيح، وإنما يقال: الحمد لله على كل حال.
وقال – كذلك - في (6694 - 695 طبعة دار الوطن): وكان من هدى النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه إذا أصابه ما يسره قال: الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات، وإذا أصابه خلاف ذلك قال: الحمد لله على كل حال، هذا هدى النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ وأما ما يقوله بعض الناس: الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه؛ فهذه عبارة لا ينبغي أن تقال؛ لأن كلمة " على مكروه " تنبئ عن كراهتك لهذا الشيء، وأن هذا فيه نوعا من الجزع، ولكن قل كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: الحمد لله على كل حال.
وسئل الشيخ في (شرح صحيح البخاري) شريط رقم (5/أ) عند الدقيقة (23:21) هذا السؤال: نسمع كثيرا – بعض الناس يقول: الحمد لله الذي لا يحمد مكروه سواه؛ هذا صحيح؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فأجاب: لا؛ غير هذا؛ كان النبي – عليه الصلاة والسلام – إذا أصابه ما يكره قال: الحمد لله على كل حال؛ لأن نسبة المكروه إلى الله؛ كأنه يعطي التضجر؛ فإذا قلت: على كل حال شمل؛ ولذلك يقول العلماء: من سوء الأدب أن تقول: إن الله خالق الحمير، وخالق الكلاب، وخالق الأقذار، لكن تقول: الله هو خالق كل شيء، أو تجيب من سألك – واحد يسألك يقول: من خلق الحمار؟ تقول: الله، أم أن تنص على شيء من هذه الأشياء المستقبح ذكرها – تنسبها إلى الله؛ فهذا فيه شيء من سوء الأدب؛ فإذا قلت: الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه = صار المعنى أنك ضجر من تقدير الله – عز وجل -.
كما قال النبي – عليه الصلاة والسلام – قل: الحمد لله على كل حال، وإذا أصباه ما يُسَرُّ به يقول: الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات، نعم؛ هذا هدي النبي – عليه الصلاة والسلام -.
وقال في فتاوى (نور على الدرب) الشريط (280/ب) عند (12:14): وقد كان من هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه إذا أصابه ما يسره قال: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وإذا أصابه خلاف ذلك قال: الحمد لله على كل حال، وهذا هو الذي ينبغي أن يقوله الإنسان؛ أما ما اشتهر على لسان كثيرٍ من الناس حيث يقول - إذا أصيب بمصيبة - الحمد لله الذي لا يحمد على مكروهٍ سواه؛ فهي عبارةٌ بشعة، ولا ينبغي للإنسان أن يقولها؛ لأن هذا يعلن إعلاناً صريحاً بأنه كارهٌ لما قدر الله عليه، وفيه شيء من التسخط - وإن كان غير صريح -؛ ولهذا نقول: ينبغي لك أن تقول ما كان النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقوله، وهو: الحمد لله على كل حال.
وسئل كما في شرح (عقيدة أهل السنة والجماعة) شريط (16/ب) عند (12:27): الذين يقولون: الحمد لله الذي لا يحمد مكروه سواه؛ يقولون – شيخ! – نحن لا نقصد المعارضة، بل نقصد أن المخلوقين لا يحمدون على المكروه، بل يعاقبون؟
فأجاب: لا؛ لا، هذا غلط، هذا غلط، ما تقال هنا، بل يقال كما قال النبي – عليه الصلاة والسلام - الحمد لله على كل حال، أما أنك (كلمة غير واضحة) على مكروه، معنى أنك أعلنت – الآن – أنك كاره ما حصل، وفيه نوع من الاعتراض، وإن كان يقول: لا نقصد – وإن شاء الله هو ظننا فيمن فيه الخير - لكن نقول: عدل العبارة إلى ما قاله الرسول – عليه الصلاة والسلام -: الحمد لله على كل حال.
وقال في تفسير (سورة البروج) عند (10:50): وقوله: {الحميد} بمعنى المحمود؛ فالله - سبحانه وتعالى - محمود على كل حال، وكان من هدي النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه إذا جاءه ما يُسَرُّ به قال: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وإذا جاءه خلاف ذلك قال: الحمد لله على كل حال، وهذا هو الذي ينبغي للإنسان - أن يقول عند المكروه: الحمد لله على كل حال، أما ما نسمعه من بعض الناس يقول: الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه؛ فهذا خلاف ما جاءت به السنة، بل قل كما قال النبي - عليه الصلاة والسلام -: الحمد لله على كل حال، أما أن تقول: الذي لا يحمد على مكروه سواه؛ فكأنك الآن تعلن أنك كاره ما قَدَّرَ الله عليك، وهذا لا ينبغي، بل الواجب أن يرضى الإنسانُ بما ما قدر الله عليه مما يسوءه أويسره؛ فإن الذي قدره عليك مَن؟ الله - عز وجل - هو ربك، وأنت عبده، هو مالكك، وأنت مملوك له؛ فإذا كان الله هو الذي قدر عليك ما تكره؛ فلا تجزع، يجب عليك الرضا والصبر، وأن لا تتسخط؛ لا بقلبك، ولا بلسانك، ولا بجوارحك. اصبر وتحمل، والأمر سيزول، دوام الحال من المحال.
قال النبي - عليه الصلاة والسلام -: واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً.انتهى.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال في سلسلة (لقاء الباب المفتوح) الشريط (37/أ) عند (3:22): وكان من هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه إذا جاءه ما يسر به قال: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وإذا جاءه خلاف ذلك قال: الحمد لله على كل حال؛ وهذا هو الذي ينبغي للإنسان - أن يقول عند المكروه: الحمد لله على كل حال؛ أما ما نسمعه من بعض الناس يقول: الحمد لله الذي لا يُحمد على مكروه سواه؛ فهذا خلاف ما جاءت به السنة، بل قل كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: الحمد لله على كل حال، أما أن تقول: الحمد لله الذي لا يُحمد على مكروه سواه؛ فكأنك - الآن - تعلن أنك كاره ما قدر الله عليك، وهذا لا ينبغي، بل الواجب أن يرضى الإنسان بما قدر الله عليه مما يسوءه أو ما يسره؛ لأن الذي قدره عليك من؟ الله - عز وجل - هو ربك، وأنت عبده، هو مالكك، وأنت مملوك له؛ فإذا كان الله هو الذي قدر عليك ما تكره؛ فلا تجزع! يجب عليك الرضا، والصبر، وأن لا تتسخط، لا بقلبك، ولا بلسانك، ولا بجوارحك، اصبر وتحمل والأمر سيزول؛ دوام الحال من المحال. قال النبي – عليه الصلاة والسلام -: واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً. انتهى.
وسئل الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك – وفقه الله – كما في موقع طريق الإسلام - هذا السؤال: ما حكم قول: الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه" لأنني سمعت أنه منهي عنه بسبب أنَّ فيه سوء أدب مع الله يتضمن إعلاناً تاماً أنك تكره ما قضى الله، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا أصابه مكروه يقول: "الحمد لله رب العالمين على كل حال؟
فأجاب: الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فأما قول القائل: "الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه" فكذلك ليس هو من الحمد المشروع، بل الحمد ينبغي أن يكون مطلقاً فيقول المسلم: الحمد لله رب العالمين، الحمد لله على كل حال، الحمد لله على السراء والضراء، ثم إنَّ قوله: إنه تعالى لا يحمد على مكروه سواه ليس بمستقيم، فإن الذي يؤدب ولده بالضرب ونحوه يحمد على ذلك وإن كان الضرب مكروهاً بموجب الجبلة فالولد يحمد والده على تأديبه، وكذلك من يفعل ما يوجب حداً أو تعزيراً إذا أقيم عليه الحد الذي يردعه، فإن الذي يفعل ذلك يحمد وإن كان إقامة الحد والتعزير موجع ومؤلم، ولكن الذي فعل هذا المكروه يحمد على ذلك لأنه محسن ومصلح وفاعل لما أمر به، والحاصل أنَّ هذه العبارة لا ينبغي ذكرها في الدعاء أو الحمد، بل يحمد الإنسان ربه بالصيغ الشرعية المأثورة، وعلى الوجه المشروع، والله أعلم.
أشرف السلفي
والله الموفق
.
ـ[الساري]ــــــــ[11 - Jun-2010, مساء 05:35]ـ
جزيت خيرا على هذه الإفادات عن العبارة.
ربما كنت سأقع بها لولا هذه الإفادات
ـ[أبو عمير الكريمي]ــــــــ[11 - Jun-2010, مساء 09:42]ـ
جزيت خيرا
خطأ لطالما وقعنا فيه
نسأل الله المغفرة والتوفيق للخير والسداد.
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[12 - Jun-2010, صباحاً 01:26]ـ
بارك الله فيكم
فائدة قيمة ..
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[12 - Jun-2010, صباحاً 04:29]ـ
جزاكم الله خيرا عند قراءتي العنوان دخلت بسرعة لأرد بماقاله شيخنا رحمه الله وأسكنه الفردوس العلي من الجنة فوجدتك ماشاء الله بسطت الرد فرحم الله سيخنا وجعله في ميزانه ورفع به قدرك(/)
خَمْسونَ فائدة ً وفائدةًٌ من شرح ِ الطَّحاوية ِ للشَّيخ / عبدِ الرَّحمنِ البرَّاكـ
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[08 - Jun-2010, مساء 09:27]ـ
خمْسونَ فائدة ً وفائدةًٌ من شرح ِ الطَّحاوية ِ للشيخ / عبد الرحمن البراك
بسم الله الرحمن الرحيم , ثم الصلاة ُ والسلام ُ على أشرف ِ الأنبياء ِ والمرسلين.
وبعد.
فإني بدأتُ معتصما ً بالله مستهديا ً في شرح الطحاوية لابن أبي العز الحنفي , ثم ذكّرني أخ ٌ فاضلٌ لي , بشرح الشيخ عبد الرحمن البراك للطحاوية.
فرأيت الأفضل أن أقرأُ شرح َ الشيخ ِ البراك ليكونَ مقدمة ً لي على كتاب ِ ابن أبي العز – رحمه الله – فأنتقي من شرح العلامة ِالبراك الفوائد قبل انتقائي من ابن أبي العز الفرائد.
وقد قرأتُ شرحَ الشيخ ِ كاملا ً , فألفيته كتابا رائعا ً لمن بدأ في فنِّ العقيدة تبصرةً له , تذكرة ً لمن انتهى , مفيدا ً للعامة وطلاب العلم المبتدئين.
فقد سبك الشيخُ عبارات الطحاوية سبكا سهلا ً سلسا ً , وأسأل الله أن يشرحه الشيخ ثانية ً بسهولة الشرح هذا لكن بتوسع في شوارد المسائل والخلاف ِ فيها.
ترجمةُ الإمام ِ الطحاوي:
اسمه: أحمدُ بنُ محمد ٍ سلامة َ بن ِسلمة بن عبد الملك ِ الأزدي المصري أبو جعفر الطحاوي نسبة ً لقرية ِ " طحا" في صعيد ِ مصر.
َ
من شيوخِه: يونسُ بنُ عبد ِ الأعلى * والربيع بن سليمانَ المرادي * وخاله إسماعيل المزني.
رحلته: رحل إلى الشام سنة 268هـ، ولقيَ القاضي أبا خازم عبد الحميد بن عبد العزيز ِ , وتفقه عليه , وتنقل بين مدن الشام وسمع من جماعة ٍ من المحدِّثين.
مذهبه الفقهي: كان شافعيّا ثم تحول إلى مذهب أبي حنيفة َ , وسببه: أنه كان يقرأ على خاله ِ المزني الشافعي , فمرت مسألة دقيقة لم يعقِلها أبو جعفر , فبالغ المزني في تقريبها , فلم يتفق ذلك , فغذب المزني وقال " لا والله جاء منك شيء " فغضب أبو جعفر وانتقل إلى مجلس القاضي الحنفي ابن أبي عمران.
من مؤلفاته: 1_ شرح ُ مشكلِ الآثار 2_ شرح معاني الآثار 3_ شرح الجامع ِ الكبير 4_ شرح الجامع الصغير 5_ الوصا 6_ أحكام القرآن 7_ الفرائض وغيرها.
من تلاميذه: أبو القاسم الطبراني * أحمد بن عبد الوارث الزجاج * يوسف بن القاسم الميانجي
كان –رحمه الله- ثبتا ً فقيها ً عاقلا ً حافظا ً جهبذا ً جليلَ القدر , فقيه البدن , بصير بالتصنيف , عالماً بالحديث ِ واختلاف العلماء , وفي مذهب أبي حنيفة وكان شديد العصبة فيه.
وفاته: توفي –رحمه الله – بمصر ليلة الخميس مستهل ذي القعدة سنة 321هـ
فوائدُ الشرح:
هذا ذكرُ بيان ِ عقيدة ِ أهل ِ السنّة والجماعة
1_ المرادُ بالعقيدة ِ أو الاعتقاد ِ: نفسُ عقد ِ القلب , وجزمه ويقينه , وتارة ً يُطلقُ الاعتقاد ُ على الشيء المعتقَد المعلوم , فيقال في الأول (اعتقادُه قويٌّ وسليم) وفي الثاني (اعتقاد أهل السنة والجماعة في الإيمان بالله ِ وملائكتِه).
على مذهب ِ فقهاء ِ الملة ِ أبي حنيفة .....
2_ لو قال " على مذهب فقهاء الملة منهم: أبو حنيفة .. " لكان أولى , لأنَّ الإمامةَ ليست محصورةً فيهم. ولكنه نظرَ إلى كونِه منْتمِيا ً إلى فقه أبي حنيفة , وتفقه على فقهِه.
وما يعتقدون من أصول الدين , ويدينون به ربّ العالمين.
3_ مسائلُ الدّين نوعان ِ 1_ مسائلُ علميّة وله أصولٌ وفروعٌ 2_ مسائلُ عمليّة وله أصولٌ وفروعٌ كما حرَّرَ ذلك شيخُ الإسلام ِ ابن تيمية , وأنكر على من يجعل جميع مسائل الاعتقاد من أصول الدين.
إنَّ الله واحد ٌ لا شريك َ له
4_ الكافرُ الأصليُّ أو اليهوديُّ أو المشرك أو المرتد يدخلون في الإسلام بالإقرار ِ في الشهادتين ِ (شهادة ِ أن لا إله إلا الله وأنّ محمدا ً رسول الله) والالتزام ِ بالشرائع ِ الأخرى كالصلاة ِ والزكاة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال بعضُ أهل ِ الكلام " إن أولَ واجبٍ هو النظر " وبعضهم تنطع فقال " بل أوّلُ واجبٍ هو القصدُ إلى النظر ِ " وأقبحُ من ذين من قال " إن أولَ واجب ٍ هو الشكُّ " أي أن يشكَّ الإنسانُ في وجود ِ الإله ثم ينظرُ بعدُ في الأدلة. وبئسَ ما قالوا وهي أقوال ظاهرةُ الفساد ِ والبطلان ِ " والنظرُ مشروعٌ لكن لا يقال " أول واجب "! بل النظر من الأسباب ِ التي يقوى بها إيمانُ المؤمن , وأثنى اللهُ على أوليائه المتفكرين في المخلوقات " ويتفكرون في خلق ِ السموات والأرض ربنا ما خلقتَ هذا باطلا ً سبحانك فقنا عذاب النار "
لا شيءَ مثلَه ..
5_ يجبُ الإيمان بأن الله َ تعالى موصوفٌ بالكمال ِ , وإثابتُها التي وصفه بها نفسَه , ليستْ منَ التشبيه ِ في شيء ٍ خلافا ً للمعتزلة ِ والجهميَّة ِ ومن وافقهم , من زعم أنَّ إثباتَ الصفات ِ تشبيهٌ , وأصلُ هذه الشبهة ِ قولهم " المخلوقُ يوصَفٌ بأنه عليمٌ وسميع وبصير فلو أثبتْناها إلى الله ِ لكان مماثلاً للمخلوق ِ "
وردَّ عليهمْ أهلُ السنةِ فقالوا " يلزمكم أن تقولوا إنَّ وصفه تعالى بالوجودِ تشبيهٌ ,فالله تعالى موجود ٌ , والمخلوق موجود , ولكلٍّ منهما وجودٌ يخصه , وليس الموجودُ كالموجود ".
ولا شيء يُعجزه ..
6_ ودليلُه قولُه تعالى " وما مسّنا من لغوب " وقوله " ولا يؤوده حفظُهما " وكلُّ ما يوصَف اللهُ به من النّفيِ فإنه متضمنٌ لإثبات ِ كمال , هذه قاعدة , فاللهُ تعالى لا يوصفُ بنفي ٍ محض ٍ لا يدلُّ على ثبوت ٍ , فإنَّ النفيَ المحضَ ليس فيهِ مدحٌ , وإنما المدحُ في النفي المتضمِّنِ للكمال , فاللهُ موصوفٌ بالنفي والإثبات.
فنفيُ السَّنَةِ والنوم ِ متضمنٌ لكمال ِ حياتِه وقيّوميّته , وقوله " لا يعزُب عنه مثقال ذرة " يتضمن كمال العلم ِ وقولُه " ولا يظلمُ ربّك أحدا " يتضمن العدل , وأما المعطلةُ فإنهم يصفونه بالنفي المحض ِ كقولهم " إن الله لا يجهلُ " وقد يقولون " إن الله َ لا يعجز " لكنهم لا يُثْبِتُونِ الأضداد.
قديمٌ بلا ابتداء ٍ , دائمٌ بلا انتهاء ٍ , لا يفنى ولا يَبيد ..
7_ القديمُ في اللغة: ضدُّ الحديث ِ كقوله " قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون* أنتم وآباؤكم الأقدمون " وأصلُ القديم ِ المتقدِّم على غيره فيشمل " التقدم المطلق *و * التقدم النسبي " أما التقدُّمَ المطلقُ فهو لله تعالى سابقٌ في وجوده كلَّ شيء , ولا بداية لوجوده لذا قال المؤلف " بلا ابتداء " ويقال أزلي وهو الماضي لا حدّ له.
فالله أزلي أبدي , وليسا من أسمائه الحسنى التي يُثنى عليه بهما ويدعى بهما , فلم يردا في الكتاب ِ ولا السنة , إنما يصحُّ الإخبار بهما عن الله فتقول " الله موجود وشيءٌ وله ذاتٌ وقديم ٌ ودائمٌ "
ولكن ورد " الأول " والآخر" في القرآن الكريم (هو الأول والآخر والظاهر والباطن)
وغلبَ على أهل ِ الكلام ِ إطلاق لفظ (القديم) على الله تعالى فيقولون: هذا يجوزُ على القديم ِ وهذا لا يجوز على القديم وهذا من أغلاطهم.
وأما التقدّم النسبي فهو للمخلوقاتِ " فبضعها متقدِّم على بعض "
ولا يكونُ إلا ما يريد ..
8_ الإرادةُ المضافةُ إلى الله ِ نوعان: 1_ إرادةٌ كونيَّةٌ 2_ إرادةٌ شرعيّةٌ. فمن شواهد الإرادة ِ الكونيَّة قوله تعالى (ومن يردْ أن يضلَّه) (فمن يرد الله ُ أن يهديه) وبمعنى المشيئة تماما (إن الله يفعل ما يشاء)
ومن شواهد ِ الإرادة ِ الشرعية قوله تعالى (يريدُ الله ُ بكم اليُسْرَ ولا يريدُ بكم العسر) (يريدُ اللهُ ليبيِّنَ لكم)
والفرق بين الإرادتين من وجهين:
1_ أن الإرادة َ الكونية: عامةٌ لكل ما يكونُ , لا يخرجُ عن شيء ٍ , فيشمل ما يحبه الله وما يبغضه
2_ أن الإرادة َ الشرعية: مختصةٌ بما يحبّه الله عزوجل فالكونية لا تستلزم المحبة بخلاف الشرعية
3_ أن الإرادة َ الكونيّة: لا يتخلّف مرادُها أبدا ً
4_ أن الإرادةَ الشرعية: لا يلزمُ منها وقوع المراد
فتجمتع الإرادتان ِ في إيمان ِ المؤمن , وتنفرد الكونيةُ في كفر الكافر , فلا نقول " إن اللهَ شاء من أبي جهل ٍ الإيمان ِ " لا , لأن الشرعية لا تفسر بالمشيئة ِ بل نقول " إن الله أرادَ منه الإيمان " فالمشيئةُ كونيةٌ فقط
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي هذا ردٌّ على المعتزلة ِ , فإنهم ينفونَ الإرداة َ الكونية , ومن أصولهم الباطلة ٍ ما يسمّونه بالعدل ِ ويدرجونَ فيه القدر , ومن نفيهم القدر: نفيهم عموم ُ المشيئة ِ فكلُّ أفعال ِِالعبادِ عندهم ليستْ بمشيئةِ الله
لا تبلغُه ُ الأوهامُ , ولا تدْركُه الأفهامُ ..
9_ فلا يبلغُ اللهَ الظنونُ والخيالاتُ , ولا يمكن للعباد ِ أن يُدركوا حقيقة ذات ِ الرب , ولا تدركه الأفهام: الإدراكُ فيه من معنى الإحاطة ِ ولم يقل " لا تعرفه الأفهام " لا , العباد يعرفونه لكنهم لا يُحيطون به علما ً
ويقول بعضُ المتكلمين: كلُّ ما خطرَ ببالك , فاللهُ تعالى بخلاف ذلك , وهذا من الألفاظ المبتدعة المجملة فلو أراد " كل ما خطر ببالك " الكيفيات فصحيح والله بخلاف ِ ذلك وليس كمثله شيء.
أما ما خطرَ ببالك من أنه فوق السماوات فهذا علمٌ وحقٌّ , وليس بخاطرٍِ , بل يجبُ الإيمانُ به.
لا شيءَ مثله , ولا يشبهُ الإنام َ ..
10_ الصواب هذه " ولا يشبِهُ الأنام " ولو كانت " ولا يُشبِهه الأنام " لم تختلف عن " ولا شيء مثله "
فالتمثيل الذي يحبُ نفيُه عن الله ِ نوعان ِ:
1_تمثيلُ الخالق ِ بالمخلوق , كما وصف اليهود اللهَ بالفقر والبخل فهما من خصائص المخلوق شبهوها بالخالق.
2_ تمثيل المخلوق ِ بالخالق ِ , كما فعل المشركون َ فقد اتخذوا مع الله آلهة ً أخرى ,فجعلوا للمخلوق ِ ما هو من خصائص الرب.
إذا ً فقول المؤلف " ولا شيء مثله " نفيٌ لتمثيل ِ المخلوق ِ بالخلف وقوله " ولا يشبه الأنام " نفي للماثلة الخالق ِ بالمخلوق ِ , وأفادت ِ الجُمْلتان ِ نفي التشبيه ِ أو التمثيل بنوعيه , وهو الظاهر من كلام المؤلف.
أنواع الصفات وموقف المعطلة منها
11_صفاتُ الله ِ نوعانِ: صفات ذاتية ,وهي: اللازمة لذات ِ الرب –التي لا تنفكُّ عن الذاتِ- كالعلم , والسمع والعزة والقيومية , وصفاتُ فعلية مثل: الاستواء على العرش ِ والنزول ِ والمجيئ ِ والغضب ِ , فكلُّ ما تستطيعُ أن تقولَ فيه
" ما زال " فهي ذاتية , وهناك صفات ذاتية فعلية مثل: الكلام والخلق ِ والزرق ِ
وضابطُ الصفاتِ الذاتية والفعلية (أن الذاتية لا تتعلق بها المشيئة خلاف الفعلية) ونفى الجهمية كلَّ الصفات ِ , ولم يثبتوا إلا ذاتاً مجردةً , وتبعهم المعتزلة في ذلك.
وهناك َ طوائف لفقوا واضطربوا أخذوا من هذا في جانب , ومن هذا في جانب مثل: الكلابية الذين ينفون الصفات الفعليى وهي المتعلقة بالمشيئة , وكذلك الأشاعرة ينفون كثيرا من الصفات ِ- الذاتية والفعلية- فيقولون إنه تعالى لا تقومُ به الأفعال الاختيارية.
12_ الأفعال الاختيارية هي: المتعلقةُ بالمشيئة ِ مثل: النزول –فعل اختياري- يفعلهُ الله بمشيئته , والاستواء –فعل اختياري – وكذا الغضب والرضا والحب , ونفاة الأفعال ِ الاختيارية بنو على مذهبهم شبهةٌ باطلةٌ فقالوا (إنه تعالى منزه عن حلول الحوادث) فيقال لهم هذا لفظ ليس موجودا في القرآن ولا السنة , وهو لفظٌ مجملٌ يحتملُ حقاً وباطلا ً , فإن قصد َ " أن الله منزّه أن يحلَّ فيه شيء من المخلوقاتِ فهو حق " وإن قصد " أن الله منزه أن تقوم به الأفعال الحادثة التي تكون بالمشيئة " فباطل.
13_ في تسلسل ِ الحوادث ِ (يعني هل يمكن أن يكونَ ما من مخلوق ٍ إلا قبلَه مخلوق , وقبله مخلوق , وقبله مخلوق إلى ما لا نهاية َ له فهل هذا ممتنع؟) ثلاثةُ مذاهب:
1_ قال جهم ٌ: بامتناع ِ دوامِ الحوادث ِ في الماضي والمستقبل ِ , فجنسُ الحوادث ِ عنده له بدايةٌ , ويمتنعُ دوامها في المستقبل , ولهذا قال بفناء ِ الجنة والنار.
2_ جمهورُ المتكلِّمين قالوا: بامتناع ِ دوام ِ الحوادث ِ في الماضي , وجوازه في المستقبل.
3_ الصواب هو: جواز دوام الحوادث في الماضي والمستقبل لأنه ممكن لا مانعَ منه , فإذا كان الرب لم يزل على كلِّ شيء ٍ قديرا ً , فلم يزل ِ الفعلُ ممكنا ً , ومن يقول: إنه لم يخلق في الأزل ِ فعليه بالدليل.
خلقَ الخلق َ بعلمه , وقدر لهم أقدارا ً , وضربَ لهم آجالاً , ولم يخفَ عليه شيءٌ قبل أن يخلقهم , وعلم ما هم عاملون قبل أن يخلقهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
14_ العلمُ من صفات ِ الله تعالى , أما الجهمية فإنهم ينفون أسماءَ اللهِ وصفاتِه , ويقول " إضافتها إلى الله مجاز " , والمعتزلةُ ينفون الصفات ويقولون " اسمه عليمٌ بلا علم ٍ " فليس العلمُ صفةً قائمةً به , والحق الذي عليه أهل السنة والجماعة ِ ومن اتبعهم بإحسان ٍ أنه عليمٌ بعلم ٍ , وأن العلم صفته سبحانه وتعالى , قال تعالى " أنزله بعلمه " وقال " ولا يحيطون به علما ً " وعلمه تعالى علمٌ أزليٌّ لا يتجدد
ومعنى قوله " وضرب لهم آجالاً " أي أن الله ضرب لعباده آجالاً يموتون , فالمقتولُ ميت بأجله , هذا عند أهل ِالسنة.
وعند المعتزلة " إن القاتلَ قد قطع َ على المقتول ِ أجلَه , فيمكن أنه سيعيشُ مائة سنةً , لكن اعتدى القاتِلُ فقتله وهو ابنُ عشرين سنة ً , فضيَّع عليه القاتل ثمانين سنة " نعوذ بالله ِ من الجهل والضلالة , بل المقتولُ ميّت بأجله , وجعل الله لانقضاء الآجال ِ أسبابا ً فمن الناس ِ من يموتُ بأسباب ٍ سماوية ٍ لا دخلَ لأحد ٍ من الناس , ومنها ما له سبب كالقتل!!.
فالآجال والأعمار مقدرة بيد الله ِ , وقد تطولُ وقد تنقص , لأسباب ٍ كوينة وشرعية فأما الشرعية: كبر الوالدين وصلة ِ الرحم , ويكون البر والصلة مكتوباً عند الله عزوجل , فيطيلُ الله عمره , وفي الحديث " من أحب أن ... وينسأ له في أثره فليصل رحمه " وفي الحديث " ولا يزيدُ في العمر ِ إلا البر "
وجوبُ الإيمان ِ بالقدر
وأمرهم بطاعتِه , ونهاهم عن معصيتِه ....
15_ قول المشركين " لو شاءَ الله ُ ما أشركْنا " يتضمن أنهم يقرون بالقدر وبمشية ِ الله , لكنها –كلمةُ حقٍّ أريدَ بها باطلٌ -! فهم يقولون ذلك معارضة ً لما جاءت به الرسل من الأمر بعبادة ِ الله , ونهيهم عن الشِّرك.
والجبريّة –المنستبون للمسلمين- يقال لهم " مشركية " لأنهم بمنهجهم شابهوا المشركين الذين قالوا " لو شاء الله ما أشركنا"
16_ الهدايةُ المضافةُ إلى الله ِ المتعلِّقة ِ بالمكلف ِ نوعان:
1_ هدايةٌ عامة –للمؤمن والكافر- وهي:هدايةُ الدلالة والبيان ِ والإرشاد ِ لسبيل ِ الخير والشر كما قال تعالى " وهديناه النجدين " وقال " وأما ثمود فهديناهم " أي دلهم.
2_ هدايةُ التوفيق: لقبول ِ الحق , وإلهامِ الرشد , وشرح الصدر قال تعالى " فمن يريد اللهُ أن يهديَه يشرح صدره للإسلام فهاتان ِ هدايتان ِ: الأولى (هداية عامة) والثانية (هدايةٌ خاصة) وهي التي لا يملكها إلا الله , وأما الأولى فقد جعلها الله للرسل ِ , كما قال تعالى " وإنك لتهدي إلى صراط ٍ مستقيم ٍ "
وأنكرت ِ المعتزلةُ (هداية التوفيق) لأنهم أخرجوا أفعال العباد ِ عن مشيئة ِ الرب سبحانه وتعالى , وإنما أثبتوا الهداية العامة.
الفرق بين النَّبيِّ والرسول:
17_ الفرق المشهور " أن النبي أوحي إليه بشرع ٍ جديد ولم يؤمر بتبليغه " والرسول " من أوحي إليه بشرع ٍ جديد ٍ وأمر بتبليغه " وهي غير مستقيم , لأنه يشعر أن النبيَّ الموحى إليه بشرع ٍ جديد هو المكلَّف فقط! وهذا خلاف قوله تعالى " إنا أنزلنا التوراة َ فيها هدى ً ونورٌ , يحكم بها النبيون الذين أسلموا "
والصواب: أن كلَّ نبيٍّ رسولٌ مأمورٌ بالتبليغ ِ , لكن الإرسال على نوعين:
1_ الإرسالُ إلى قوم ٍ مؤمنين ,بتعليمهم , وفتواهم , والحكم بينهم , وهذه وظيفةُ الأنبياء.
2_ الإرسالُ إلى قوم ٍ كفار مكذبين , لدعوتهم إلى الله , وهذه وظيفة ُ الرسل.
وهو الذي اعتمده شيخ الإسلام ِ في " النبوات ".
وقالت ِ المعتزلة: إن النبوّة لا تثبتُ إلا بالمعجزات ِ , مثل: عصا موسى ويده , وانشقاق ِ القمر لمحمد عليه الصلاة والسلام. وهذا باطل , فإن من الأنبياء لم تذكر آياتُهم وقال النبي عليه الصلاة والسلام " ما من الأنبياء ِ نبيٌّ إلا أعطيَ ما مثله آمنَ عليه ِ البشر " فالنبوة تثبتُ بغير ِ المعجزات ِ.
هل من الجنِّ رسلٌ؟
18_ اختلف أهلُ العلم في ذلك , فجمهورُ أهل ِ العلم ِ أنَّ الرسلَ من البشر ِ , وأما الجنُّ فمنهمْ دعاةٌ ونذرٌ , وقال تعالى
(وما أرسلنا من قبلكَ إلا رجالاً نوحي إليهم من أهلِ القرى)
واستدلَّ أهلُ القول ِ الثاني بقوله (يا معشر َ الجنِّ والإنس ِ ألم يأتكم رسلٌ منكم يقصّون عليكم ءاياتي وينذرونكم لقاء َ يومِكم هذا) فخاطب الجميع: الجنَّ والإنسَ بقوله (ألم يأتكم رسلٌ). وقال الجمهور: إن الآية محتملة, وليس صريحةً
والأمر في هذا سهلٌ , والمقصود: أن الجن والإنس مكلفون ,وخلقهم الله لعبادته , وأقام الحجة عليهم , منهم الصالح والطالح. ومن أنكرَ وجودَ الجنِّ فقد كفر!!!
19_ فائدة لغوية: يشترطُ في كونِ المصدر ِ مؤكِّدا ً , أن يكون من لفظ ِ الفعل ِ كـ قمت قياماً , أو بمعناه كـ قمت وقوفا ً.
وإنَّ القرآنَ كلامُ الله ِ , منه بدا لا كيفيَّة ٍ قولا ً .... وكلام الله تعالى بالحقيقة ِ ليس بمخلوق ٍ ..
20_ القول بخلق ِ القرآن ِ قولٌ مبتدع باطلٌ مبنيٌّ على باطل , فهو مبني أن الله لا يقومُ به كلامٌ , وهذا قولُ الجهيمة والمعتزلة ِ.
وأما الأشاعرةُ فمذهبهم في القرآنِ ملفقٌ , فيثبتونَ الكلامَ لله ِ , ويقولون: إنه تعالى متكلمٌ , والكلام يقومُ به , وهو معنى واحدٌ قديمٌ قائم به لازمٌ لذاتِه , لا تتعلق به المشيئة , لا بحروف وأصوات , ولا يسمع من الله , هذا تحريرُ مذهبِهم.!
وهم يقتربون من الجهمية والمعتزلة ِ , فليسَ بينهم كبيرُ فرق ٍ.
وأهلُ السنَّة ِ والجماعة ِ عندهم: أنَّ القرآن كلامُ الله ِ على الحقيقة ِ كيف ما تصرف: مكتوباً , ومحفوظاً ,ومسموعاً , ومتلوّا ً.
فإن سمعتَ حديث " إنما الإعمال بالنيات " قلتَ: هذا قول رسول الله , وإن سمعت بيتا لامرئ القيس قلتَ: هذا كلامُ امرئ ِ القيس.
\
يتبع ... !!
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=213355
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[18 - Jun-2010, مساء 09:11]ـ
إثباتُ رؤية ِ المؤمنين لربهم في الآخرة.
21_ الآية ُ الأولى (وجوهٌ يومَئِذ ٍ ناضرةٍ * إلى ربِّها ناظرة) وقال (كلَّا إنَّهم عن ربهمْ لمحْجُوبون) أي الكفار فلم يستوِ المؤمنونَ معهم!! ... وفي الحديث (فإنكم ترون ربَّكم يومَ القيامة ِ كذلك) وفي دعاء النبيِّ عليه الصلاة والسلام (أسْألكَ لذَّة َ النظرِ إلى وجهك) ومع هذا قد عميَ الجهمية والمعتزلةُ ومن وافقهم في إثباتِ ذلك , لأن نفيَ الصفاتِ مستلزمٌ لنفيِ الذات! ومن شبهاتِهم عن هذا بقوله تعالى (لا تدركُهُ الأبصار) أي لا تراه!
وأجيب: بأن قوله (لا تدركُه الأبصار) نفيٌ للإحاطة ِ , ونفيُ الأخصِّ لا يَسْتَلْزمُ نفيَ الأعمِّ!!
وقيلَ في تفسيرِ هذه الآية " لا تدركه أبصارُ الكفار " وقيل " لا تدركه الأبصار في الدنيا " وهما مرجوحان لسببين:
1_ أن الإدراكَ أخصُّ من مطلق ِ الرُّؤية ِ , وليسَ المنفيَّ الرؤيةُ
2_ على هذا التفسير ِ لا بدَّ من التقييد والتخصيصِ ,أما على التفسيرِ الأوَّل فالآية ُ على إطلاقِها.
معانيْ " نظر"ِ
22_نظر في اللغة العربيَّة ِ يأتي على وجوه ٍ:
1_ متعدياً بنفسهِ , فيكونُ بمعنى الانتظار ِ قال تعالى (هل ينْظُرونَ إلا تأوِيْلَه) أي: هل يَنْتظرُونَ إلا تأويله.؟!
2_يأتي متعدِّيا ً بـ " في " فيكونُ بمعنى التفكر قال تعالى (أوَلمْ يَنْظروا في مَلكُوتِ السماوات ِ والأرضِ)؟!
3_ يأتي متعدِّيا ً بـ"إلى " فيرادُ به نظرُ العين ِ قال تعالى (أفلا يَنْظُرونَ إلى الإبل ِ كيفَ خُلِقَت)؟!
قاعدةٌ مهمةٌ
23_ قاعدة (النفيُ الذي منْ صفات ِ الله ِ تعالى , لا بدَّ أنيتضمَّن ثبوتا ً،فأمَّا النَّفيُ الَّذي لا يتضمَّنُثبوتا ً , فلا يدخلُ في صفاتِه تعالى , بل كلُّ نفي ٍ فيصفاتِه فإنَّه متضمِّنٌ لإثبات ٍ , فنفيُ إدْراك ِالأبصار ِ له يتضمَّنُ إثباتَ كمال عظمته سبحانه , فلكمال ِ عظمته لا تدركُهالأبصار) وقال شيخُ الإسلام –رحمه الله- (ومعلومٌ أنَّ كونَ الشيءِ لا يُرى ليس صفةَ مدح ٍ , لأنَّ النفيَ المحضَ لا يكونُ مدحا ً إن لمْ يَتضمَّنْ أمراً ثبوتيَّا ً , ولأنَّ المعدومَ لا يُرى , والمعدومُ لا يُمدحُ , فعُلِمَ أنَّ مجرَّدَ نفي ِالرُؤية ِ لا يكونُ مدحاً!!
معاني التأويل لشيخِ الإسلام!
لا ندخلُ في ذلك متأوِّلينَ بآرائنا , ولا متوهمين بأهوائنا
24_ قال الإمامُ ابنُ تيمية –رحمه الله -: فإن التأويلَ صارَ مستعمَلاً في ثلاثة ِ معان ٍ:
1_ التأويلُ في اصطلاحِ كثير ٍ من المتأخرين المتكلمين في الفقه ِ وأصوله: صرفُ اللفظ ِ الاحتمال الراجح ِ إلى احتمال ٍ مرجوح ٍ لدليل ٍ يقترنُ به.
2_ التأويل بمعنى: التفسير ِ , وهذا هو الغالب في على اصطلاحِ المفسرين. قلتُ "وأكثرَ من ذلك ابنُ جرير الطبريَّ"
3_ التأويلُ بمعنى: الحقيقةُ التي يؤولُ إليها الكلام.اهـ
مذهبُ أهل ِ السنَّة ِ في إثبات ِ الصفات ِ
وسطٌ بين المعطلة والمشبِهة!! 138
25_
الحدودُ والغاياتُ والأركانُ
والأعضاءُ والأدواتُ 142
26_
هل كانَ الإسراءُ والمعراجُ
بجسدِ النبي أم بروحه؟! 149
27_
هل لفظُ " مخيَّر , ومسيّر "
صحيحانِ إطلاقاً؟ 165
28_
ما العلم الموجود؟
وما العلمُ المفقود؟
29_
التقادير الأربع!! 180
30_
أنواعُ علوِّ الله ِ
جلًّ وعلا!! 193
31_
من هم أهلُ القبلة؟ 207
32_
لمن نشهدُ بالجنة؟
وذكر المذاهب الثلاثة!! 219
33_
طرقُ القرآن الأربع في تقرير
ِ إمكان البعث!! 242
ومن ينكر البعث؟ 301
34_
ما تعريفُ الكبيرة؟
وما تكفيرها؟ 254
35_
الحب على ثلاثة ِ أقسام!! 276
36_
ما حقيقةُ الروح؟
والأقوال فيه! 290
37_
الاستطاعةُ نوعان! 326
38_
هل أفعالُ العباد مخلوقة؟ 330
39_
هل ينتفعُ الأمواتُ بالأحياء؟
أم أن ليس للإنسانِ إلا ما سعى؟ 342
40_
لوازمُ من يُدْعى؟
ويستجيب الدعاء! 347
41_
هل يغضبُ اللهُ ويرضى؟ 352
42_
هل هناكَ تلازمٌ بين المحبة
والمشيئة؟ 355
43_
هل الصحابةُ متساويون في الفضل؟
أما متفاتون؟ 385
44_
من الأفضل؟ عثمان أم علي؟
رضي الله عنها 368
45_
من الأفضل؟ خديجةُ أم عائشة؟
رضي الله عنهما 376
46_
أقسام الشيعة! 379
47_
انقسامُ الناس ِ في العلماء!
إلى ثلاثة 384
48_
أقسامُ أقوال ِ الأئمة!
في قبولها وردِّها 386
49_
الرد على الملاحدة ِ والصوفية!
وطبقتا أولياء ِ الله 392
وإثبات ِ كرماتهم
50_
أصولُ المعتزلة ِ الخمسة!! 420
51_(/)
لا يدخل هنا إلا من له الهمة ويريد صدقة جارية له بعد الممات
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[09 - Jun-2010, صباحاً 01:23]ـ
لا يدخل هنا إلا من له الهمة ويريد صدقة جارية له بعد الممات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
باختصار شديد جديد نريد تفريغ كتب شيخنا أبي إسحاق الحويني ملفات ورد فمن رأي في نفسه الرغبة فليسجل اسمة و وأنا أضع له الرابط ولو اتفقنا سننتقي كتاب معين ونقسمة لو فرضنا أن تنبيه الهاجد ستة عشر مجلدا ولو أخذنا المجلد الأول نحتاج مثلا لكتابته ست مشتركين كل منا يأخذ خمسين صفحة يقوم بكتابتها ومراجعتها مائة بالمائة ونعطيه النسخة التي يكتب منها بي دي إف في انتظار الهمم العالية وإن شاء الله أعرف أن الملتقي عامر بهم اللهم زد وبارك وتقبل منا ومنكم واجمعنا في كل مايرضيك عنا في انتظار المسارعة
_________________________
قال الشيخ حفظه الله:
لا يستطيع إنسان ناجح أن يمضي في الدنيا إلا ببصيرة.
ولا يستطيع أن يصل إلى الآخرة بسلام إلا ببصيرة، فالبصيرة هي منتهى هذه الأربع التي بها تأتي كل المنازل الذي ينزل فيها العبد وهو سائر إلى الله- عز وجل-.
ـ[الحارث]ــــــــ[09 - Jun-2010, صباحاً 01:41]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزيتم خيرا على هذا الطرح
العبد الفقير رغم شواغل الدنيا مستعد إن شاء الله تعالى
والله المستعان وعليه التكلان
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[09 - Jun-2010, صباحاً 02:27]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الحارث ىاذا ان شاء الله لك الأجر في كل من سيأتي بعدك وأضم اسمي معك باقي لك ثلاثة كي نقسم المجلد الأول في تنبيه الهاجد ب ربي ييسر ماعسر من أمرك
ـ[الحارث]ــــــــ[09 - Jun-2010, صباحاً 02:38]ـ
وجزاكم الله خيرا أختاه حفظك المولى
نسأل الله أن يكون العمل خالصا لوجهه وأن يحسن نوايانا وأن ينفع به
وأن في الانتظار
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[09 - Jun-2010, صباحاً 03:40]ـ
ابشر بكل خير بشرك الله بالرضا والرضوان ورب غير غضبان ان لم نجد تفاعل من الأخوة والأخوات نبدأعلي بركة الله
ـ[الحراشي]ــــــــ[09 - Jun-2010, مساء 01:02]ـ
السلام عليكم:
جزى الله القائمين على العمل وعلى بركة الله أرشدونا ومدونا بالكتاب.
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[09 - Jun-2010, مساء 10:53]ـ
أبشر أخي جزاك الله خيرا في انتظار المزيد معنا
ـ[عبد الله الفقيه]ــــــــ[13 - Jun-2010, مساء 10:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
أنا أخوكم عبد الله من اليمن، مستعد أن أشارك في الخير معكم. وأيضاً فأنا سريع في الطباعة ولله الحمد، وعندي خبرة جيدة .. ولكن المشكلة أني في اليمن ..... فكيف التواصل؟
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[13 - Jun-2010, مساء 10:41]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الكرام: الحارث والحراشي والفقيهه جزاكم الله خيرا وتفع بكم
حملوا من هذا الرابط المجلد الخامس من كتاب تنبيه الهاجد لما وقع في كتب الأماجد
http://alheweny.org/aws/play.php?catsmktba=692
لما يتم تحميل الدرس ان شاء الله ابلغوني كي نقسم العمل بيننا ان شاء الله عل الله يرزقنا بمشارك خامس
أخي الفقيه الأمرسهل جدا لماتنتهي من القدر الذي تكتبه ان شاء الله ترفعه علي رابط وتتركه علي الخاص ان شاء الله الله يجزك الجنة كم تستطيع تكتب معنا لو فرض ان المجلد 500 صفحة كم تستطيع ونفس السؤال لأخوي الحارث والحراشي كي لا أثقل علي أحد كذلك الوقت أريده في أسرع وقت في انتظار الرد ان شاء الله تعالي
ـ[عبد الله الفقيه]ــــــــ[15 - Jun-2010, صباحاً 11:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله خيراً على هذا المشروع.
أنا سآخذ إن شاء الله مائتين صفحة وباستطاعتي أكثر إن شاء الله, ولكن يجب أن يوحَّد العمل، وأرجو الرد بسرعة لأني أريد أن أبدأ، وسآخذ إن شاء الله مائتين صفحة. وجزاكم الله خيراً.
ـ[عبد الله الفقيه]ــــــــ[15 - Jun-2010, صباحاً 11:30]ـ
ومن أين أبدأ؟ من أي صفحة؟ أرجو الرد هذا اليوم إن شاء الله.
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[15 - Jun-2010, مساء 11:45]ـ
جزاك الله خيرا أم محمد الظن، أريد المشاركة إن أمكن ومعرفة ما هو العمل الذي سأقوم به؟
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[16 - Jun-2010, صباحاً 01:39]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي عبد الله الله يبارك لنا فيك ان شاء الله هذا هو كتاب لؤلؤ الأصداف بترتيب المنتقي علي الأطراف - الجزء الأول
http://alheweny.org/aws/play.php?catsmktba=919
اخي عبد الله ابدأ علي بركة الله من أول الكتاب بنفس الصفحات والتشكيل خلي بالك وراجع جيدا (200) صفحة الأول وشوف متي تسلمنا
أخي الحارث: لم يرد شوف كم تستطيع ان تكتب:
الحراشي: شوف كم تستطيع ان تكتب
اختي ام علي نفس الامر في انتظار الرد ولكن انت إبدأ علي بركة الله أخي عبدالله حتي يرد الباقين
ـ[عبد الله الفقيه]ــــــــ[17 - Jun-2010, مساء 01:37]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
الآن أي كتاب نكتب: تنبيه الهاجد لما وقع في كتب الأماجد أم كتاب لؤلؤ الأصداف بترتيب المنتقي علي الأطراف، أريد الرد اليوم ضروري.
وأيضاً: إذا كان كتاب لؤلؤ الأصداف ... فهل نكتبه بالتشكيل؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله الفقيه]ــــــــ[18 - Jun-2010, مساء 05:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله.
أرجو الرد بسرعة حتى لا يضيع الوقت، أرجو الرد هذا اليوم الجمعة.
أي كتاب أكتب: تنبيه الهاجد لما وقع في كتب الأماجد أم كتاب لؤلؤ الأصداف بترتيب المنتقي علي الأطراف؟
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[19 - Jun-2010, صباحاً 12:41]ـ
اخي عبد الله كان عندي ظروف سامحني ان شاء الله اللؤلؤ والأصداف اكتب كمافي النسخة البي دي اف بالضبط وارسله لي هذا الاميل لماتنتهي ارسله علي الخاص
وبما أن لم يدخل احد انا سابدا بعد المائتين ان شاء الله
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[19 - Jun-2010, صباحاً 08:10]ـ
أختي الشريفة / أم محمد ..
أنا معكم بإذن الرحمن ..
مِنْ أين أبدأ؟
ـ[أبو إلياس الرافعي]ــــــــ[19 - Jun-2010, مساء 01:13]ـ
لي سؤال أخي لو تسمح: لماذا تريد تفريغ مثل هذا الكتب، وهذا فيه ما فيه من ضياع مجهود الشيخ - حفظه الله - رجاء أبن لنا وجهة نظرك في مثل هذا العمل الشاق؟
ـ[عبد الله الفقيه]ــــــــ[19 - Jun-2010, مساء 02:37]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حياك الله أبو إلياس.
أنا لا أعرف لماذا، وإنما هذا هو مشروع أم محمد الظن، وأنا رغبت في المشاركة في فعل الخير إن شاء الله فقط.
ـ[عبد الله الفقيه]ــــــــ[19 - Jun-2010, مساء 02:44]ـ
وأيضاً فهذا الشيء يرجع إلى أم محمد، فلعلها من طلاب الشيخ، والله أعلم.
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[19 - Jun-2010, مساء 09:08]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الكتاب موجود بموقع شيخنا بي دي أف ولكننا نعيد كتابته من نفس النسخة ورد ليتسني للحميع الإستفادة من الكتاب لانه مايخفي عليك أخي الكريم أبو إلياس نسخة البي دي إف مايمكنك الإستفادة منها لان الكتاب مصور وإين ضياع جهد شيخنا حفظه الله من كل سوء وهل معني ذلك وضع كتب علمائنا في مواقعهم ضياع للجهد أم نشر له أترك لك الإجابة جزاكم الله خيرا أخي عبد الله لقد قام أخوات كريمات بتولي العمل بعد المائتي صفحة فالكتاب ليس بالكبير ى350 صفحة في انتظار متي تسلمنا ان شاء الله وفق الله الجميع للخير
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[19 - Jun-2010, مساء 09:12]ـ
أختي ربوع الإسلام حياك الله اعلك تحملين من هنا ان شاء الله الجزء الثاني من نفس الكتاب من هنا ولكن عرفيني كم تستطيعين كتابته وماهي المدة الله يرضي عليك ولعل أخي أبو إلياس يشاركنا في انتظار ردك
ـ[أبو إلياس الرافعي]ــــــــ[21 - Jun-2010, مساء 12:41]ـ
ولكن أختنا هذا لا يجوز إلا بعد موافقة الشيخ لأنك بذلك ستضعين أموال الشيخ، فمثل هذه الاعمال الشيخ يأخذ أجرًا عليها نتيجة البيع، وإن فعلت ذلك ضيعت على الشيخ كثيرا من الأرزاق. فأولا خذي رأي الشيخ إن أمكن، وإن لم يمكن فلا يجوز لك هذا. والله أعلم.
ـ[أبو إلياس الرافعي]ــــــــ[21 - Jun-2010, مساء 12:48]ـ
الكتب تعتبر من الأملاك وكون المرء يفرغها وينشرها يتسبب هذا في قلة بيعها أو عدم بيعها، وتتسبب في سرقة ما فيها من أبحاث قد لا تنسب إلى الشخص نفسه، كما هو الحادث في من أراد أن يكتب بحثا فإنه يأخذ كوبي وبست ويقوم بعمل أفضل بحث، فقُتلت الهمة
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[21 - Jun-2010, مساء 04:32]ـ
أخي الكريم أبو إلياس هذه الكتب ستفرغ وتوضع في موقع الشيخ وأعتقد أن الرؤية غير متضحة لك حفظك الله وزادك حرصاً علي حرصك ونفع بك
ـ[عبد الله الفقيه]ــــــــ[21 - Jun-2010, مساء 07:34]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
أشكركم جميعاً.
وأقول: أنا أوافق أبو إلياس. يجب أن نأخذ الإذن من الشيخ أو من الدار التي نشرت هذا الكتاب، لأن عملنا هذا غير مقبول، لأنه الحقوق محفوظة، ولكن يجب أخذ الإذن من الشيخ. ولا يجوز أخذ حقوق الناس.
وأرجو يا أم محمد أن تتصلي بالشيخ وتخبريه، أو تسألي أحداً من أهل العلم عن هذا العمل. أما بالنسبة لي أنا فأستطيع كتابتة المائتين صفحة ولله الحمد في أيام بسيطة.
وأرجو الرد قريباً، وجزاكم الله خيراً.
ـ[عبد الله الفقيه]ــــــــ[21 - Jun-2010, مساء 07:37]ـ
ولكن أختنا هذا لا يجوز إلا بعد موافقة الشيخ لأنك بذلك ستضعين أموال الشيخ، فمثل هذه الاعمال الشيخ يأخذ أجرًا عليها نتيجة البيع، وإن فعلت ذلك ضيعت على الشيخ كثيرا من الأرزاق. فأولا خذي رأي الشيخ إن أمكن، وإن لم يمكن فلا يجوز لك هذا. والله أعلم.
حتى وإن لم يأخذ رزقه منها، فقد يأتي من يزيد فيها وينقص ويحرف، ولكن عند أن تكون الحقوق محفوظة لا يستطيع أحد عمل أي شيء ضار.
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[21 - Jun-2010, مساء 08:39]ـ
حيّاالله فيك-أختنا الفاضلة امَّ محمد-وفي جميع الاخوة المشاركين في هذا المشروع-هذه الهمةَ العالية, ومع ذلك فسندخل صفحتكم هذه مراراً لمتابعتكم وكلنا -ان شاء الله- نحب الصدقات الجارية بعد الممات, ولكن اكره-شخصيا-الدخول في أمر لا ألتزم فيه بالشرط لأجل كثرة الشواغل والصوارف, فيُؤتَى باقي الاخوة من قِبلي فأكون سبباً في تثبيطهم وفتورهم وبالتالي فشل المشروع الخيري.
فأسأل الله لكم التوفيق ,واتركونا ندخل إلى هذه الصفحة أحسن الله إليكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله الفقيه]ــــــــ[21 - Jun-2010, مساء 10:09]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
أسأل الله أن يكتب أجركِ يا أم محمد. وإن لم ينفذ هذا المشروع فانظري أي مشروع غيره مأذون في كتابته، ونحن مستعدون إن شاء الله.
ـ[أبو إلياس الرافعي]ــــــــ[22 - Jun-2010, مساء 12:49]ـ
جزاكم الله خيرا، وأنا لا أقصد أن أثبط الهمة أخي في الله، ولكن كل الأمر هل الشيخ نفسه يعلم هذا أو لا؟
ثانيًا: الموضوع ليس في أن الكتاب سيوضع على موقع الشيخ أو لا، فهذا أمر آخر، ولكن الأمر على خلاف ذلك تماما، فأنا كعضو ربما آخذ هذا الكتاب وأنشر منه جزءا باسمي، ولا يعرف أحد عنه أي شيء، والتلبيسات كثيرة، عفانا الله منها.
ثالثا: فضيلة الشيخة الجليلة تجعل الإخوة تعمل، ولكن ما الهدف؟!!!! فلو اشترك الإخوة بهذه الهمة في عمل كتاب جديد، يساهم فيه أحبابنا في الألوكة لكان خيرا، ولكن ما هدفك أختنا في هذا، هل الهدف أن يوضع الكتاب على موقع الشيخ؟ فما هدفه أيضا، فالكتاب مكتوب ورد عند الشيخ، فلو أراد ذلك لوضعه قبل أن نولد!!
والسلام ختام.
ـ[الصفطاوي]ــــــــ[22 - Jun-2010, مساء 03:08]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما شاء الله تبارك الله جزاكم الله خيرًا على هذا الجهد المبذول، جعله الله في موازين حسناتكم، وأثابكم عليه.
الإخوة الكرام:
أرى أن ثمة نقاش بينكم حول الهدف من تفريغ كتب الشيخ بصيغة ورد، والجواب أراه في موقع الشيخ، فلو ذهبنا إلى موقع الشيخ لوجدنا الأخوة القائمين على الموقع يعملون في إعداد موسوعة حديثية من خلال كتب الشيخ، وبالتأكيد هذا العمل (تفريغ الكتب المصورة) يساعد في إنجاز المهمة بالنسبة للأخوة القائمين على موقع الشيخ،
رابط الموسوعة:
http://www.alheweny.org/aws/catplay.php?catsmktba=269
http://www.alheweny.org/aws/catplay.php?catsmktba=296
ولعل الأخت توضح لنا ما إذا كان هذا العمل بخصوص الموسوعة الحديثية أم لا.
وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم إلى ما يحب ويرضى هو ولي ذلك والقادر عليه.
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[22 - Jun-2010, مساء 05:56]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الكريم نعم هو كذلك من أجل الموسوعة ولكن لما دار الجدال وطال لم أحب أعقب ومع ذلك انتهي الأمر ان شاء الله أكتفي بالعمل بيدي ان شاء الله أحيببت أن لا أحرم الحميع الأجر ولكن بتقدير الله كفانا الله وإياكم المؤنة في الدين والدنيا وشاكرة لكل من أراد المساهمة والشكر الجزيل لكل من تدخل في الأمر وإلي هنا انتهي الكلام في هذا الأمر
ـ[عبد الله الفقيه]ــــــــ[22 - Jun-2010, مساء 09:30]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون.
لماذا التسرع يا أم محمد؟
نحن كنا نريد أن نتأكد في الموضوع فقط، هل يعني أن تعليقاتنا خاطئة؟ فقط أردنا التثبت لأن انتهاك الحقوق لا يجوز أصلاً، وأيضاً أردنا نصحكِ، ونريد أن يُستأذن في هذا المشروع حتى نشارك كلنا في هذا الخير إن شاء الله. أرجو أن يتضح الأمر، والرد قريباً إن شاء الله.
ـ[عبد الله الفقيه]ــــــــ[22 - Jun-2010, مساء 09:31]ـ
وأيضاً فأنا مستعد أن أشارك في أي مشروع إن شاء الله.
ـ[صهيب الجواري]ــــــــ[23 - Jun-2010, صباحاً 11:27]ـ
حياكم الله تعالى على هذه الفكرة الطيبة والعمل الرائع امضوا على بركة الله.(/)
أخطأ العبيكان فلا تخطئوا أنتم!!
ـ[أبو صخر الغامدي]ــــــــ[09 - Jun-2010, مساء 08:02]ـ
أخطأ العبيكان فلا تخطئوا أنتم!!
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
كلنا تابع ويتابع القضايا الساخنة التي اندلعت في الوقت القريب , ومازال ضجيج تداعياتها يُسمع دويه في قنوات الفضاء وجرائد الأخبار وساحات الانترنت , فضلا عن مجالس الناس وتناقلهم تفاصيلها وإصدار الأحكام عليها ...
من تلك القضايا فتوى الشيخ عبدالمحسن العبيكان في مسألة رضاع الكبير, وأنا وإن كنت مختلفا مع الشيخ فيما ذهب إليه , إلا أني أقول: إن هذه المسألة ليست ببدعا من القول , والخلاف فيها من قديم , وخطأ الشيخ عبدالمحسن ليس فيما وصل إليه باجتهاده –وإن كنت مخالفا له في ذلك- , وإنما خطؤه في إذاعته له أمام الملأ , وعلى رؤوس الأشهاد , خصوصا وإن المسألة حساسة ,وقد تفهم بأفهام معوجة تفسر الفتوى بتفسير خاطئ , إضافة إلى مخالفة هذا الرأي لمذهب الجمهور , وما عليه المشهور من رأي مشايخنا الكرام.
حقيقة هالتني تلك الردود العنيفة –على القول نفسه لا على إذاعة الشيخ الحكم للناس- من أناس (ذبحوووونا) بحرية الرأي , وإعادة قراءة النص , والتسامح مع المخالف -حتى وإن خالفنا في المعتقد- , وتعددية الآراء , واتساع الأفق , والحوار, وغيرها من تلك الكلمات التي يلوكونها بألسنتهم لخداع السذج.
خلاف فقهي , قال به أجلاء سواء من الصحابة أو ممن دونهم , وله دليل قوي , ورجحه أئمة , يُتهكم به هذا التهكم التافه , من قبل أناس يعدون أنفسهم مثقفين, ومنفتحين , ومتقبلين للآراء , ومتحاورين ومتسامحين .... إلى غير ذلك من تلك الشعارات الكاذبة؟!
بل وزادوا على ذلك –والله حسيبهم- فجور في الخصومة , وافتراضات ما سبقهم بها أحد من العالمين , وهم على يقين من أن الشيخ يمنعها , ولكنها الخسة إذا سرت في عروق أحدهم ,, كيف يتوقف؟!
والأدهى والأمر: أنْ سقط في هذا الوحل بعض المنتسبين للعلم الشرعي , ففرح الصحفيون بذلك أشد الفرح , فأخذوا يضربون طلاب العلم بعضهم ببعض , شعارهم: اللهم اضرب السلفيين بالسلفيين وأخرجنا من بينهم سالمين غانمين!!
وهكذا هم الليبراليون , كذابون أفاكون متناقضون أشد التناقض
فإذا تكلم مشايخنا -مثلا- عن العقيدة , وأهمية المحافظة عليها , والولاء لها والبراء مما وممن خالفها , خرج علينا أولئك القوم يطنطون حول الحرية , وتعدد الآراء , والتسامح ......... الخ
ثم يأتون بغبي من الأغبياء ممن يوصف بأنه (شيخ) يتباكى من ضيق العطن , وعدم قبول الرأي الآخر , و تشدد السلفيين , داعيا لهم إلى أن ينقعوا أنفسهم من الليل حتى الصباح في الماء رجاء أن يلينوا قليلا!!
وإن أخطأ سلفي في مسألة من مسائل الفروع , ضاق الأفق عند القوم , بل أطبق سماؤه على أرضه حتى أن رأس الإبرة تعجز عن الدخول , ويستحضر أولئك قاموس القذارة والدناءة , فيبثونه في كتاباتهم , غير آبهين بأدبيات البحث العلمي , أو أقدار أهل العلم.
ثم يأتون بذلك الغبي مرة أخرى, فيجعل هذه المسألة قضية العصر , وعجيبة الدهر , ويشنع ويلطم , فيضرب الرأس ويشق الجيب.
فياعجبي لأولئك الليبراليون ومن تبعهم من السذج:
بالأمس واسعوا الأفق , أما اليوم فلا أفق!!
بالأمس يقبلون تعدد الآراء , واليوم متحجرون!!
بالأمس متسامحون مع المخالف , واليوم سبابوا المخالف!!
بالأمس يبررون محبة الكافر!! والجلوس مع المبتدع!! والتقريب بين المذاهب والتيارات!!
واليوم يضيقون بفتوى في مسألة من مسائل الفروع قال بها أجلاء , ويصفونها وصاحبها بأقذع الأوصاف.
في الختام أقول: إن التعامل الصحيح مع فتوى الشيخ العبيكان , هو التنبيه على خطأ هذا القول ومجانبته للدليل بالحسنى , إن لم يكن لاحترام الشيخ العبيكان فاحتراما لأم المؤمنين عائشة , وابن حزم وشيخ الإسلام والشوكاني والالباني وغيرهم من اهل العلم الأكابر.
والتنبيه أيضا لمن رأى الأخذ بهذا القول عند الحاجة إلى الحكمة والتريث , والنظر في كل قضية بعينها , وعدم إشاعة الحكم على الناس ففيهم الجاهل والمريض والسفيه
أما ما زاد على ذلك فظلم نعوذ بالله من أن نقع فيه , والله المستعان وعليه التكلان وصلى الله وسلم على نبينا محمد
عبدالله الغامدي - كلية الشريعة بالرياض
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد بن عبد الرحمن]ــــــــ[10 - Jun-2010, مساء 07:36]ـ
خطأ هذا ### ليس في هذه الفتوى وحسب بل في فتاوى شاذة كثيرة تعرفها أو تعرف بعضها والذين ينكرون عليه إنما فعلوا ذلك بعد أن طفح الكيل!
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[12 - Jun-2010, مساء 12:07]ـ
خطأ هذا ### ليس في هذه الفتوى وحسب بل في فتاوى شاذة كثيرة تعرفها أو تعرف بعضها والذين ينكرون عليه إنما فعلوا ذلك بعد أن طفح الكيل!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم أرى بأن تتجنب مثل هذه الألفاظ عند كلامك عن أهل العلم فهو أدعى لقبول نصحك إن كنت من الناصحين فالشيخ حفظه الله وسدد خطاه عالم من علماء الإسلام مشهود له بالفقه وحب الخير للناس وخطؤه ليس في الرأي الذي تبناه اتباعا لما أوصله إليه اجتهاده متبعا في ذلك ما دلّ علبه الدليل من الكتاب والسنة وعمل الصحابة رضوان الله عليهم فهذا مما هو دائر في حيز المسائل الإجتهادية ولا يعد اجتهادا متفلتا خارجا عن قواعد الشريعة ضوابطها كما هو معروف عن مدرسة التيسير المعاصرة بل خطأ الشيخ هو في إعلانه عن رأيه في مقام عام مصادما بذلك عوام المسلمين -كما أشار إليه صاحب المقال- مخالفا بذلك ما اشتهر من فتاوى علماء بلده القائمة على الدليل ولعله لم يتفطن إلى الطريقة المثلى في التعاطي مع مثل هذه القضية وعدم تقديره لما قد تثيره من ردود أفعال بعضها -قطعا- ستكون في غير صالح المشروع الذي يدعوا إليه سواء من التيار العلماني أو غيره من التيارات السياسية التي تنشط في الساحة السعودية ولهذا يحسن أن أذكر نفسي أولا وغيري من القراء ثانيا بكلمة نورانية للعلامة ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين قال فيها:
إذا كان الحكم مستغربا جدا مما لم تألفه النفوس وإنما ألفت خلافه فينبغي للمفتي أن يُوَطّئ قبله ما كان مُؤذنا به كالدليل عليه والمقدمة بين يديه،
فتأمل ذكره سبحانه قصة زكريا وإخراج الولد منه بعد انصرام عَصْر الشبيبة وبلوغه السن الذي لا يولد فيه لمثله في العادة، فذكر قصته مقدمة بين يدي قصة المسيح عليه السلام وولادته من غير أب؛ فإن النفوس لما آنست بولد من بين شيخين كبيرين لا يُولد لهما عادةً سهُل عليها التصديق بولادة ولد من غير أب،
وكذلك ذكر سبحانه قبل قصة المسيح مُوَافاة مريم رزقها في غير وقته وغير إبِّانه، وهذا الذي شجع نفس زكريا وحركها لطلب الولد وإن كان في غير إبانه، وتأمل قصة نسخ القِبْلَة لما كانت شديدة على النفوس جدا كيف وَطَّأ سبحانه قبلها عدة موطئات، منها ذكر النسخ، ومنها أنه يأتي بخير من المنسوخ أو مثله، ومنها أنه على كل شيء قدير، وأنه بكل شيء عليم؛ فعموم قدرته وعلمه صالح لهذا الأمر الثاني كما كان صالحا للأول. ومنها تحذيرهم الاعتراض على رسوله كما اعترض من قبلهم على موسى بل أمَرَهم بالتسليم والانقياد. ومنها تحذيرهم من الإصغاء إلى اليهود، وأن تستخفهم شُبَههم، فإنهم يَوَدُّون أن يَرُدُّوهم كفارا من بعد ما تبين لهم الحق. ومنها إخباره أن دخول الجنة ليس بالتهوُّدِ ولا بالتنصُّرِ، وإنما هو بإسلام الوجه والقصد والعمل والنية لله مع متابعة أمره. ومنها إخباره سبحانه عن سَعَته، وأنه حيث ولّى المصلى وجهه فثم وَجْه ربك تبارك وتعالى، فإنه واسع عليم، فذكر الإحاطتين الذاتية والعلمية، فلا يتوهمون أنهم في القبلة الأولى لم يكونوا مستقبلين وجهه تبارك وتعالى ولا في الثانية، بل حيثما توجهوا فثم وجهه تبارك وتعالى. ومنها أنه سبحانه وتعالى حَذَّر نبيه صلى الله عليه وسلم من اتباع أهواء الكفار من أهل الكتاب وغيرهم، بل أمره أن يتبع هو وأمته ما أوحى إليه فيستقبلونه بقلوبهم وحدها. ومنها أنه ذكر عظمة بيته الحرام، وعظمة بانيه وملته، وسَفَهَ من يرغب عنها، وأمر باتباعها، فنوَّه بالبيت وبانيه وملته،
وكل هذا توطئة بين يدي التحويل، مع ما في ضمنه من المقاصد الجليلة والمطالب السنية، ثم ذكر فضل هذه الأمة وأنهم الأمة الوسط العدل الخيار، فاقتضى ذلك أن يكون نبيهم صلى الله عليه وسلم أوسَطَ الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم وخيارهم، وكِتَابهم كذلك، ودينهم كذلك، وقبلتهم التي يستقبلونها كذلك، فظهرت المناسبة شرعا وقدرا في أحكامه تعالى الأمرية والقدرية، وظهرت حكمته الباهرة، وتجلَّتْ للعقول الزكية المستنيرة بنور ربها تبارك وتعالى.
والمقصود أن المفتي جدير أن يذكر بين يدي الحكم الغريب الذي لم يؤلف مقدمات تؤنِسُ به، وتدل عليه، وتكون تَوْطئة بين يديه، وبالله التوفيق .... عن اعلام الموقعين
ـ[برقة]ــــــــ[12 - Jun-2010, مساء 12:43]ـ
أحسنت أخي عبدالله
ـ[أبو حفص الشافعي]ــــــــ[13 - Jun-2010, مساء 02:56]ـ
جزاك الله خبرا أخي العاصمي وهذا الذي ينبغي مع اهل العلم
ـ[أبو أروى الدرعمي]ــــــــ[17 - Jun-2010, مساء 09:55]ـ
الله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عبد العزيز الجزائري]ــــــــ[18 - Jun-2010, مساء 11:02]ـ
بسم الله الرّحمن الرّحيم
أريد إفادة إخواني الفضلاء حول مسألة رضاع الكبير بفتوى شيخنا العلاّمة أبي عبد المعز محمّد علي فركوس -حفظه الله-:
الفتوى رقم: 645
الصنف: فتاوى الزواج
في صفة رضاع الكبير الذي تثبت به الحرمة ( http://www.ferkous.com/rep/Bk91.php)
السؤال:
أنا شابٌّ تربّيت في بيت أحد المحسنين، من أمٍّ لا أعرف غيرَ اسمها وأبٍ مجهول، وبعد مُدّة من الزمن عَلِمت أنّ هذه المرأة التي رعتني لا يجوز لي الخلوة بها، ولا أن تكشف لي زينتها، ثمّ اطلعت على فتوى في حكم رضاع الكبير، فقمت بشرب مقدار كوب تقريبًا من حليب بنت أخيها قسمته على خمس جرعات في مجلس واحد، ثمّ طلبت كوبًا آخر خوفًا من أن لا يكفي الأوّل فشربته على خمس جرعات في مجلس واحد أيضًا، فهل هذا الرضاع محرّم وكيف أتعامل مع مرضعتي وهل لهذين المحسنَين حقّ الوالدين في البر والصلة؟ وهل يحلّ لزوجتي أن تبديَ زينتَها لأبي علمًا أني أعيش اليوم معهما في بيت واحد؟ أرجو التفضّل بالإجابة حتى يذهب عني القلق والحيرة.
الجواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:
فالأصل الراجحُ من مذاهب العلماء أنّ الرضاعَ المعتبرَ والمؤثّرَ هو خمسُ رضعات في الحولين الأَوَّلَين من عُمُر الرضيع، غيرَ أنّ الحاجةَ إذا دَعَت إلى إرضاع الكبير الذي لا يستغني عن دخوله على المرأة، ويشقّ احتجابُها منه، فإنّ الحُرمة تثبت بالرضاع كالحاجة التي دعت سهلةَ بنت سهيل زوج أبي حذيفة إلى إرضاع سالم مولى أبي حذيفة وهو كبير بأمر النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم حيث قال لها: «أَرْضِعِيهِ خَمْسَ رَضَعَاتٍ» (1)، وما سوى ما دعت إليه الحاجة لا يجوز إرضاع الكبير، وهو مذهب ابن تيمية وابن القيم واختاره الشوكاني –رحمهم الله-، وهو المذهب الذي تجتمع فيه كافة الأدلةّ وتتوافق.
هذا، ولا يشترط –عند جمهور العلماء- التقام ثدي المرضعة وإنما كما يتحقّق التحريم بالمصِّ يتحقّق بما إذا حُلب له في إناء وشربه منه بأي صفة كانت سواء وَجُورًا [وهو ما وضع له في الفم] أو سعوطًا [وهو ما وضع له بالأنف]، وتتحقّق المحرمية بالرضاع في جانب المصاهرة -أيضًا- وهو مذهب الجمهور وقول الأئمة الأربعة، خلافًا لابن تيمية وابن القيم لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «يُحْرَمُ مِنَ الرَّضَاعِ مَا يُحْرَمُ مِنَ النَّسَبِ» (2)، وعليه فإنّ المحرمية تتحقّق مع عمّته من الرضاع بسبب رضاعه من بنت أخيها، أما زوجة الرضيع فأجنبية على زوج عمّته من الرضاع فلا يجوز إبداءُ مواضعِ الزينة أمامه.
هذا، ويلتزم اتجاه مَن قام بتربيته ورعايته بنفس الآداب والحقوق التي يلتزم بها مع والديه خصوصًا ومع أهل الإسلام عمومًا، لأنهما بمنْزِلة والديه، تربيةً وتعليمًا ورعايةً وإنفاقًا، فالواجب صِلَتُهُما وبِرُّهما والإحسانُ إليهما، قال تعالى: ?إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي القُرْبَى? [النحل: 90]، وقال تعالى: ?فَآتِ ذَا القُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ? [الروم: 38].
والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.
الجزائر في: 5 من ذي القعدة 1427ه
الموافق ل: 25 ديسمبر 2006م
1 - أخرجه مالك: (1265)، وابن حبان: (4215)، وأحمد: (25122)، من حديث عروة بن الزبير. قال الألباني في «الإرواء» (6/ 263): «وظاهر إسناده الإرسال، ولكنّه في حكم الموصول فإنّه عند الآخرين عن عروة عن عائشة، وزاد أبو داود: «وأم سلمة»، وصحح إسناده الحافظ (9/ 122)» أهـ.
?- أخرجه البخاري في «الشهادات»: (2502)، والنسائي في «النكاح»: (3306)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. وأخرجه النسائي في «النكاح»: (3301)، وابن ماجه في «النكاح»: (1937)، وابن حبان: (4223)، وأحمد: (24191)، من حديث عائشة رضي الله عنها.
ـ[محمد عبد العزيز الجزائري]ــــــــ[18 - Jun-2010, مساء 11:09]ـ
وفتوى أخرى للشيخ الدّكتور محمّد علي فركوس -حفظه الله ورعاه-:
الفتوى رقم: 696
الصنف: فتاوى الزواج
في مراعاة استمرار الحرج في رضاع الكبير ( http://www.ferkous.com/rep/Bk96.php)
السؤال:
قرأت فتواكم الموسومة ب: «في صفة رضاع الكبير الذي تَثبُتُ به الحُرمة»، رقم: (645)، ولي صورة تشبهها، وهي كالتالي: أنا أُمٌّ لبنتين، أسكن وزوجي في بيت والديه المكوَّنِ من أربعِ غُرَفٍ مع إخوته الذكور الأربعة غيرِ المتزوجين، منذ ثماني سنوات، وزوجي يعمل معلِّمًا بالمستوى الابتدائي، ولا يسمح له دخلُه بشراء شقّة، ولا بكرائها، وقد لحقتني مشقّة وحرجٌ كبيران من جراء ستري لجميع بدني -ما عدا الوجه والكفين- في البيت، مع وجود خُلوة أثناء غياب الزوج وخروج والديه، فهل يجوز لي إرضاعُ إخوة زوجي، دفعًا للمشقَّة؟ وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فلا تتحقَّق المحرميةُ بإرضاع الكبيرِ الأجنبيِّ في الصورة المذكورةِ في السؤال؛ لأنّ المشقَّةَ والحرجَ مؤقَّتان من جهة السائلة أوّلاً، ومن جهة إخوة الزوج ثانيًا، وأحكامُ التأبيدِ مختلفةٌ على أحكامِ التأقيت فافترقَا وزالتْ صورةُ التشابه.
والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
الجزائر في: 11 جمادى الأولى 1428ه
الموافق ل: 28 ماي 2007م
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم الفضل]ــــــــ[20 - Jun-2010, صباحاً 08:38]ـ
شكر الله لك على هذا البيان
مثل هذه يستفيد منها أهل الأهواء ويؤثرون على العامة، فقد أحزنني وصف نطق به العامة إثر ذلك.
فينبغي تكثيف مثل هذه التنبيهات لما ينبغي أن يتعامل به مع العلماء
وإذا كان بعض العلماء ممن أخطأ في بعض مسائل الأصول يعذر فكيف بمسألة فرعية لها أصل كما ذكرتم، فالعالم الكبير الذي له آثار حسنة في الإسلام لايكون كغيره
وأوصي بمراجعة كتاب (المسائل العقدية التي تعددت فيها آراء أهل السنة والجماعة) فهو نافع في مثل هذه الأحوال
على هذا الرابط مكتوبا
http://www.alukah.net/Sharia/0/36/
ـ[خالد بن عبد الرحمن]ــــــــ[20 - Jun-2010, مساء 11:59]ـ
هناك من العلماء الصادقين الذين يخطئون في مسألة أو مسألتين مع تحريهم الحق ومع ورعهم وهؤلاء يستحقون أن يقال عنهم أئمة وأعلام ويستحقون أن يطلق على أحدهم وصف العلامة! ولكن هناك من لا تحتاج إلى ذكاء لترى أنه يتحرى الشاذ من الفتوى وما لم يسبق إليه لأسباب غامضة لا نعلمها تماماً وربما تكون طلب الشهرة!
لماذا لا نتذكر الأئمة الأعلام الذين جمعوا القلوب حولهم مثل الإمام ابن باز والإمام ابن عثيمين رحمة الله عليهما؟ ولماذا لا نتذكر أن هذه الفتاوى الشاذة لم تظهر إلا بعدهما؟! لماذا لم يقل أحد عن هذين الإمامين إن هذه الفتوى التي صدرت عن أحدهما أو تلك إنها شاذة؟
ـ[التبريزي]ــــــــ[21 - Jun-2010, مساء 09:27]ـ
هناك من العلماء الصادقين الذين يخطئون في مسألة أو مسألتين مع تحريهم الحق ومع ورعهم وهؤلاء يستحقون أن يقال عنهم أئمة وأعلام ويستحقون أن يطلق على أحدهم وصف العلامة! ولكن هناك من لا تحتاج إلى ذكاء لترى أنه يتحرى الشاذ من الفتوى وما لم يسبق إليه لأسباب غامضة لا نعلمها تماماً وربما تكون طلب الشهرة!
كلامك في محله أخي خالد، والعلماء الأعلام يحدثون الناس بما تستوعبه عقولهم!! فما الداعي إلى فتوى رضاع الكبير حتى صارت صحف الغرب والشرق وحتى صحف السعودية والدول الإسلامية تتندر على رضاع الكبير؟ وصار يُستهزأ بالدين؟
العبيكان له فتاوى شاذة، وفتوى السحر ليست ببعيد!! فماذا يقصد من وراء هذه الإثارات؟ لماذا يُمَارس الإختلاط المحرم، ثم نأتي بالإرضاع لحل المعضلة؟ أوليس الرضاع المحرم هو ما كان أقل من حولين؟ فما الداعي لإثارة مثل هذه الفتاوى الشاذة؟ ثم هذا السائق المولود حديثا من الرضاع!! هل سيقدر الأمومة؟ أم تتفتح الشهية لما هو أعظم؟
يقول أحدهم في الرد على العبيكان:
الحكم على الشرع فرع عن تصوره، فلم تكن الفتوى لأهل المدينة، ولم تكن لعموم المجتمع المسلم آنذاك، ولم تكن القصة مما علم واشتهر تكرارها بين الصحابة في بيوتهم، مع ما جاء على ضرورة التثبت من اخوانهن بالرضاعة وإن كان ارضاع المرأة للرجل في حالة الحاجة كسالم وسهلة قد دل عليه النص النبوي فإن الاستدلال بالفتوى على جواز هذا الأمر لا بد أن يكون لحالة خاصة حادثة بعينها كحالة سالم وسهلة يفتي له بها أهل العلم عند عرضها عليهم، وجوابها يكون خاصا ومتوقفا على السائل فقط الذي يريد حكم المسألة مع توخي المصالح والمفاسد والتثبت من الحاجة الملحة لفتوى كهذه لشخص معين لا أن يكون الاستدلال بالقصة وإنزالها على الواقع العام ولعموم الناس وعامة المجتمع ..
ما الذي سيحدث نتيجة للفتوى؟
السكرتيرة ترضع المدير، والموظفة ترضع زميلها وصاحبة المنزلة ترضع السائق، والخادمة ترضع ربّ المنزل، والصديقة ترضع صاحبها، فإذا نظرنا إلى فتوى العبيكان وزمنها والظروف الملازمة والمتزامنة معها ينبغي علينا أن نفهم حينئذ حقيقة الفتوى وعليه يمكننا أن ننظر إلى المسألة من ناحية أصولية وننزل عليها القاعدة الأصولية: "تغير الفتوى بتغير الزمن" فلو كان العمل جاريا بهذه الفتوى فيما سبق، كان من الواجب التوقف عن العمل بها لما يصاحب هذا الأمر من مفاسد عظيمة، فكيف وإن كان العمل بها ضيقا لأبعد الحدود ومن أهل العلم من جعله على حالة سالم وسهلة؟
وإذا نظرنا إلى فتوى ارضاع الكبير في هذا الزمن، وجدنا أنها مصاحبة للدعوة إلى الإختلاط بين الرجال والنساء في المدارس والجامعات وأماكن العمل والمجالس الخ،والغاية من فتاوى كهذه تمرير مصالح فاسدة كالدعوة إلى الإختلاط بحجة الدين، ولعلمنا أن هذه الفتوى في هذا الزمن أنها في زمن الإنحلال وفساد الأخلاق وقلة الحياء ورقة الدين، وإذا نظرنا إلى هذا المجتمع في هذا الزمان لننزل عليها الفتوى وجدنا أن كثيرا من البيوت يوجد فيها السائق والخادم والمدرس الخصوصي، وحينئذ سنعلم خطورة تنزيل الفتوى هذه على مجتمع كهذا، وفي زمن كهذا، ومدى خدمتها لأجندات مشبوهة، ومصالح فاسدة تريد النيل من الدين والمجتمعات الإسلامية، وستزيد الفاحشة وستكون سبيلا في زيادة الإختلاط، وفتح المجال لمرضى النفوس وضعفاء الإيمان، ليكون طريقا لنيل مآربهم واستغلال هذه الفتوى لأمور وأشياء دنيئة وخبيثة ..
وعليه ........
فلا يجوز العمل بها ولا الدعوة إلى الأخذ ممن أفتى بها ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد بن عبد الرحمن]ــــــــ[23 - Jun-2010, صباحاً 12:44]ـ
أحسنت وشكر الله لك ..
ـ[أبوعبد الله الغريب]ــــــــ[24 - Jun-2010, مساء 02:44]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
ـ[التبريزي]ــــــــ[24 - Jun-2010, مساء 04:23]ـ
فتوى الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله حول رضاع الكبير والقول الفصل:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وصلى وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فقد اختلف أهل العلم في رضاع الكبير هل يؤثر أم لا، والسبب في ذلك أنه ورد في الحديث الصحيح عن عائشة - رضي الله عنها- أن النبي - صلى الله عليه وسلم- أمر سهلة بنت سهيل أن ترضع سالم مولى أبي حذيفة وكان كبيراً، وكان مولىً لدى زوجها، فلما كبر طلبت من النبي - صلى الله عليه وسلم- الحل لهذا الأمر، فأمرها أن ترضعه خمس رضعات، فاختلف العلماء في ذلك، والصحيح من قولي العلماء أن هذا خاص بسالم وبسهلة بنت سهيل، وليس عاماً للناس، بل هذا خاصٌ بهما كما قاله غالب أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم-، وقاله جمعٌ غفير من أهل العلم، وهذا هو الصواب لقوله - صلى الله عليه وسلم-: (لا رضاع إلا ما فتق الأمعاء وكان قبل الفطام)، ولقوله النبي - صلى الله عليه وسلم-: (إنما الرضاعة من المجاعة)، رواه الشيخان في الصحيحين، ولقوله - صلى الله عليه وسلم-: (لا رضاع إلا في الحولين)، فهذه الأحاديث تدل على أن الرضاع يختص بالحولين ولا يؤثر الرضاع بعد ذلك، وهذا هو الصواب، والله جل وعلا ولي التوفيق.
الرابط:
http://www.binbaz.org.sa/mat/11795 (http://www.binbaz.org.sa/mat/11795)(/)
الحملة العالمية لنصرة خير البرية ((المرحلة الأولى))
ـ[صهيل الفرس]ــــــــ[10 - Jun-2010, صباحاً 01:58]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الهجوم الإعلامي على الإسلام ذو جذور قديمة بقدم الإسلام، وهو أحد أساليب الكفار للصد عن سبيل الله تعالى، بدءاً من كفار قريش وحتى عصرنا الحاضر. ولقد فوجئ المسلمون بحفنة من الحاقدين النصارى الذين أعمى بصيرتهم شعاعُ الحق الظاهر من دين الإسلام، الدين الذي رضيه الله - تعالى - لعباده ولم يرض ديناً سواه، فذهب هؤلاء المنكوسون يفرغون حقدهم وضلالهم في العيب والذم لرسول الله - تعالى - الذي أرسله ربه ليخرج الناس من الظلمات إلى النور. ولكن عظمة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -، ومنزلته الجليلة، لا يستطيع الجُهَّال والضُلاَّل أن يفقهوها، ولا يقدر الأغمار من الكفار أن يعوها ويفهموها؛ كيف وهم الذين لم يعرفوا لرب الكون الذي أرسل محمداً قَدْراً، ولم يعظموه سبحانه أو يوحدوه وهو الذي خلقهم ورزقهم، وملك ضرهم ونفعهم، وبيده حياتهم ومماتهم.
ومن هذا المنطلق يتشرف منتدى المسيح عبد الله أن يعيد إحياء المرحلة الأولى من الحملة العالمية لنصرة خير البرية صلى الله عليه وسلم مع شروعه فى إكمال المرحلة الثانية منها قريبا إن شاء الله ..
http://dc04.arabsh.com/i/01578/krxofr4myu4y.gif (http://www.jesusabdallah.com/vb/showthread.php?p=3734#post3734 )
نتمنى من الجميع بذل الجهد والنصح لنا حتى تخرج المرحلة الثانية من الحملة العالمية لنصرة خير البرية على الوجه المرجو وجزاكم الله خيرا وتقبل الله منا ومنكم.
((منقول))
رحاء التثبيت
ـ[خالد بن عبد الرحمن]ــــــــ[10 - Jun-2010, مساء 07:03]ـ
جزاكم الله خيراً ..
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=74387(/)
ما هو حكم هذه المقاطعات التجارة دعوة للنقاش لمن يملك علم شرعى
ـ[عبد الرحمن احمد عبده]ــــــــ[10 - Jun-2010, صباحاً 03:47]ـ
السلام عليكم ما هو حكم المقاطعات التجارية للدول
مثلا لو ان دولة سخرت من النبى محمد صلى الله وعله وسلم مثل الدنمارك هل يجب على كل مسلم عمل مقاطعة تجارية لها؟
هل لو اعتذرت الدنمارك نقوم بألغاء المقاطعة؟
لو ان رجل من دولة معينة سخر من الاسلام هل يلزمنا مقاطعة هذه الدولة بالكامل؟
هل يأثم المسلم الذى لا يقوم بعمل مقاطعة؟
هل لو قامت دولة بعمل سخرية من الاسلام وانت تتعامل مع شركة هناك وهذه الشركة قالت لك اننا غير مسئولون عن ما تفعله الدولة ونعتذر لكم هل تتعامل معها ام لا؟
ارجوا الرد بالادلة
ـ[خالد بن عبد الرحمن]ــــــــ[10 - Jun-2010, مساء 06:57]ـ
من المعلوم لدى كل مسلم يعلم دينه أن الكفار ينقسمون إلى ذميين ومستأمنين ومحاربين، وأن المحارب في الإسلام ليس له إلا السيف إلا إذا شهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله
ومن المعلوم أن المحارب هو من يعتدي على المسلمين
ويتحقق الاعتداء بأمور معروفة؛ تعود كلها إلى ثلاثة أمور رئيسة:
1 - الاعتداء على الدين: وذلك بأمور منها: سب الله تعالى أو سب الرسول صلى الله عليه وسلم أو الاستهزاء به ... الخ
2 - الاعتداء على مسلم من المسلمين: إما بقتله أو ضربه أو أخذ ماله أو الاعتداء على حريته بحبسه أو سجنه أو الاعتداء على عرضه، كنزع الحجاب عن المسلمة مثلاً أو منعها من ذلك أو منع المسلم من إقامة دين الله تعالى أو الدعوة إليه ... الخ
3 - الاعتداء على أرض من أرض المسلمين: حتى لو كان شبراً لا أكثر!
فكل من يفعل ذلك فهو معتد على المسلمين محارب لهم وبذلك يكون حلال المال والدم والعرض ويجب على المسلمين قتله وقتال كل من يحميه أو يؤيده .. بأي شكل من أشكال الحماية .. ومن البدهيات أنه لا يجوز نفعه بشيء ولا إعانته بشيء مهما كان يسيراً ..
ومن ذلك إعانة هؤلاء الكفار في اقتصادهم بشراء منتجاتهم أو خدماتهم أو أخذ امتيازات علاماتهم التجارية ..
وينطبق هذا الذي قلناه على كل الكفار المحاربين سواءً كانوا فرداً أو جماعة أو مجموعة أو تجمعاً أو مجتمعاً أو دولة ... الخ
وكل كافر يتبع لهذه الدولة التي يعتدي فيها أي كافر على الإسلام فهو تابع لهم في الحكم ..
وقبل أن أنهي أقول: لا يجوز وضع أفكار متخيلة عن الكفار وتصويرهم بأن منهم من لا يقبل بما تفعله دولهم حتى نثبت ذلك بالدليل وإلا فإننا لم نر دولة من دول الكفر قد أسقط رئيسها بسبب اعتدائه على الإسلام أو استنكر أصحابها ما فعله ويفعله بعضهم من استهزاء برسول الله صلى الله عليه وسلم!
إن من يشعر مجرد شعور بالرأفة بالكفار وهم قد سبوا سيد الخلق صلى الله عليه وسلم لهو منافق خالص النفاق!
وأذكر بأمر مهم يخفى على أكثر المسلمين -لأنهم تبع لوسائل الإعلام سماعون لها مع الأسف! - أن جميع دول الكفر أنظمة وشعوباً مقرون لكل صور الاعتداء على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، والدليل العلمي المحسوس الذي لا ينكره إلا مكابر أعمى البصر والبصيرة هو تلك القنوات الفضائية والمحلية والإذاعات والمواقع الرقمية التي لا تحصى ومثلها الصحف والمجلات اليهودية والنصرانية واللادينية التي تطفح بالبرامج والمقالات والأكاذيب حول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والتي تبث وتطبع تحت سمع الأنظمة والشعوب؛ مما يدل على إقرارهم لها بدعوى خبيثة خسيسة تسمى الديمقراطية وحرية التعبير!! مع أنهم يمنعون بقوة (القانون)! وتحت طائلة السجن والطرد والترويع والسلب أي حديث عن اليهود! وعن دولتهم المسخ! مما يدل على أنهم يكيلون بمكيالين! وأنهم يكذبون علينا وأنهم كلهم عدو وأنهم كما أخبر الله تعالى عنهم "بعضهم أولياء بعض" ...
وأؤكد هنا مرة أخرى أن معظم المسلمين قد مسخت عقولهم وسحرت أبصارهم وسكرت بسبب استسلامهم لوسائل الإعلام وعدم بحثهم عن الحقائق فهم قد ظنوا أن الصورة الوحيدة التي اعتدي فيها على رسول الله صلى الله عليه وسلم هي تلك الرسوم التي قام بها الحقير الدانماركي الشائه! وهذا لعمري من عمى البصر والبصيرة الذي ابتلي به أكثر المسلمين!
ـ[عبد الرحمن احمد عبده]ــــــــ[14 - Jun-2010, مساء 04:39]ـ
اخى الحبيب اريد ان افهم لو ان رجل قام بسب الاسلام فى دولة معينة ماذنب كل الدولة فى ان اقطاعها؟؟؟؟
ـ[خالد بن عبد الرحمن]ــــــــ[17 - Jun-2010, مساء 03:32]ـ
إذا سلمت الدولة هذا الشخص وتبرأت منه فلا شيء عليها ولا تعد محاربة .. ولكن إذا ادعت أن هذا السب من الديمقراطيةوأن من حقه أن يفعل ذلك فماذا تقول فيها أليست مقرة؟ أليس هذا اعتداءً على الإسلام والمسلمين؟
ثم ماذا تقول في الشعوب التي تسكت ولا تعترض مع أن لديها الحرية الكاملة في الاعتراض؟
فالمقر هو كالفاعل فكلاهما مشتركان في الجرم!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابوسعيد الذرحاني]ــــــــ[18 - Jun-2010, صباحاً 07:52]ـ
من المعلوم لدى كل مسلم يعلم دينه أن الكفار ينقسمون إلى ذميين ومستأمنين ومحاربين، وأن المحارب في الإسلام ليس له إلا السيف إلا إذا شهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله
ومن المعلوم أن المحارب هو من يعتدي على المسلمين
ويتحقق الاعتداء بأمور معروفة؛ تعود كلها إلى ثلاثة أمور رئيسة:
1 - الاعتداء على الدين: وذلك بأمور منها: سب الله تعالى أو سب الرسول صلى الله عليه وسلم أو الاستهزاء به ... الخ
2 - الاعتداء على مسلم من المسلمين: إما بقتله أو ضربه أو أخذ ماله أو الاعتداء على حريته بحبسه أو سجنه أو الاعتداء على عرضه، كنزع الحجاب عن المسلمة مثلاً أو منعها من ذلك أو منع المسلم من إقامة دين الله تعالى أو الدعوة إليه ... الخ
3 - الاعتداء على أرض من أرض المسلمين: حتى لو كان شبراً لا أكثر!
فكل من يفعل ذلك فهو معتد على المسلمين محارب لهم وبذلك يكون حلال المال والدم والعرض ويجب على المسلمين قتله وقتال كل من يحميه أو يؤيده .. بأي شكل من أشكال الحماية .. ومن البدهيات أنه لا يجوز نفعه بشيء ولا إعانته بشيء مهما كان يسيراً ..
ومن ذلك إعانة هؤلاء الكفار في اقتصادهم بشراء منتجاتهم أو خدماتهم أو أخذ امتيازات علاماتهم التجارية ..
وينطبق هذا الذي قلناه على كل الكفار المحاربين سواءً كانوا فرداً أو جماعة أو مجموعة أو تجمعاً أو مجتمعاً أو دولة ... الخ
وكل كافر يتبع لهذه الدولة التي يعتدي فيها أي كافر على الإسلام فهو تابع لهم في الحكم ..
وقبل أن أنهي أقول: لا يجوز وضع أفكار متخيلة عن الكفار وتصويرهم بأن منهم من لا يقبل بما تفعله دولهم حتى نثبت ذلك بالدليل وإلا فإننا لم نر دولة من دول الكفر قد أسقط رئيسها بسبب اعتدائه على الإسلام أو استنكر أصحابها ما فعله ويفعله بعضهم من استهزاء برسول الله صلى الله عليه وسلم!
إن من يشعر مجرد شعور بالرأفة بالكفار وهم قد سبوا سيد الخلق صلى الله عليه وسلم لهو منافق خالص النفاق!
وأذكر بأمر مهم يخفى على أكثر المسلمين -لأنهم تبع لوسائل الإعلام سماعون لها مع الأسف! - أن جميع دول الكفر أنظمة وشعوباً مقرون لكل صور الاعتداء على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، والدليل العلمي المحسوس الذي لا ينكره إلا مكابر أعمى البصر والبصيرة هو تلك القنوات الفضائية والمحلية والإذاعات والمواقع الرقمية التي لا تحصى ومثلها الصحف والمجلات اليهودية والنصرانية واللادينية التي تطفح بالبرامج والمقالات والأكاذيب حول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والتي تبث وتطبع تحت سمع الأنظمة والشعوب؛ مما يدل على إقرارهم لها بدعوى خبيثة خسيسة تسمى الديمقراطية وحرية التعبير!! مع أنهم يمنعون بقوة (القانون)! وتحت طائلة السجن والطرد والترويع والسلب أي حديث عن اليهود! وعن دولتهم المسخ! مما يدل على أنهم يكيلون بمكيالين! وأنهم يكذبون علينا وأنهم كلهم عدو وأنهم كما أخبر الله تعالى عنهم "بعضهم أولياء بعض" ...
وأؤكد هنا مرة أخرى أن معظم المسلمين قد مسخت عقولهم وسحرت أبصارهم وسكرت بسبب استسلامهم لوسائل الإعلام وعدم بحثهم عن الحقائق فهم قد ظنوا أن الصورة الوحيدة التي اعتدي فيها على رسول الله صلى الله عليه وسلم هي تلك الرسوم التي قام بها الحقير الدانماركي الشائه! وهذا لعمري من عمى البصر والبصيرة الذي ابتلي به أكثر المسلمين!
أخي الكريم: بارك الله فيك وفي مجهودك الرائع.
كلام طيب لكن يا حبذا أخي الكريم لوكان هذا الكلام مدعم بل أدله من الكتاب والسنه.
او على الاقل أقوال علماء الأمه الكبار.
فهم المرجع لنا جميعا في مثل هذه الامور كما هو معلوم.
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[18 - Jun-2010, مساء 05:42]ـ
اخى الحبيب اريد ان افهم لو ان رجل قام بسب الاسلام فى دولة معينة ماذنب كل الدولة فى ان اقطاعها؟؟؟؟
تدبر اخي حادثة بني قريظه و ما فعل بهم الرسول عليه الصلاة و السلام و كذلك تامل سبب فتح مكه تجد الاجابه باذن الله
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[18 - Jun-2010, مساء 08:03]ـ
هل لي أن أضيف سؤالا:
هل المقاطعة لهذه الدولة المعتدية تكون على المستوى الفردي الشخصي أم لابد إذن ولي الأمر في حال المقاطعة الجماعية ودعوة المسلمين لها؟
(يُتْبَعُ)
(/)
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((اسمعوا وأطيعوا، وإن استعمل عليكم عبد حبشي، كأن رأسه زبيبة)) رواه البخاري
ـ[عبد الرحمن احمد عبده]ــــــــ[19 - Jun-2010, صباحاً 02:36]ـ
يا اخوة كلكم تستخدموا الكمبيوتر ومعلوما ان برامج الكمبيوتر امريكية
يا اخوة كلكم تستخدمون قطع الكمبيوتر وكلها صينية والصين قامت بالسخرية من النبى محمد فى تلفزيونها وكذلك الصين تحتل بلد اسلامى وتقتل اهلها هى تركستان
ارجوا افادتى هل المقاطعة يجب ان تتم تحت اشراف ولى الامر ام لا
ـ[محمد عبد العزيز الجزائري]ــــــــ[19 - Jun-2010, مساء 01:25]ـ
أرشيف كلمات الشّيخ الشّهريّة
http://www.ferkous.com/image/gif/M15.gif (http://www.ferkous.com/rep/M15.php)
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أما بعد:
فالأصل المقرر في عموم التعامل مع الكفار جوازه مطلقًا سواء كانوا أهل ذمة أو مستأمنين أو محاربين، ويستثنى من ذلك ماكان الحرام في ذات المتعامل فيه كالعوض المحرم مثل: الخمر ولحم الخنزير والميتة، أو كالمنفعة غير المباحة مثل: الفوائد الربوية، والعين غير المباحة مثل: العنب يتخذ خمرًا، أو ملك العين، أو إجارتها لغاية محرمة، وكذلك يحرم التعامل في الوسائل التي يستعين بها أهل الحرب على أهل الإسلام أو يستعينون بها في إقامة دينهم، وأعيادهم، ولا بيع مصحف ولا العبد المسلم للكافر مطلقًا، فما عدا هذا فمعاملتهم جائزة إجماعًا (1)، ويدل عليه ما ثبت وقوع معاملة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه أهل مكة قبل الهجرة، ومن يرد عليها من طوائف الكفار، كما عامل مع من وفد إلى المدينة من الأعراب الباقين على الشرك، وبعد هجرته صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة عامل هو صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه اليهود من أهل المدينة وممن حولها من الأعراب، وكانت معاملة الصحابة لهم -أيضا- بمرأى منه ومسمع، ولم ينقل على كثرة معاملاتهم التجارية والمالية، وطول مدتها، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم منع معاملة الكافر مهما كانت صفة كفره عنادًا أو جهلاً أو نفاقًا، بل أحاديث كثيرة ثبت فيها تعامل النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه مع يهود المدينة بالبيع، والشراء، والقرض، والرهن، وغير ذلك من المعاملات المالية والتجارية المباحة في ملتنا، وقد بوَّبَ البخاري- رحمه الله- لهذا المعنى" باب الشراء والبيع مع المشركين وأهل الحرب" (2).
هذا، وليس جواز معاملة الكفار من الركون المنهى عنه، فقد انتفى بما ثبت من حديث عائشة رضي الله عنها "أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اشترى من يهودي طعامًا ورهن درعًا من حديد" (3)، ولا يستفاد من الحديث جواز بيع السلاح للكفار، لأنَّ الدرع ليس من السلاح، والرهن ليس بيعًا، واليهودي كان من المستأمنين تحت الحماية والحراسة فلا يخشى منه سطوة، أما إعانة أعداء الله بالأسلحة فقد تقدم تحريم التعامل فيها إجماعًا، بل هي معدودة من الخيانة العظمى.
وعليه فمن تمسك بمبدأ جواز معاملة الكفار، وخاصة ما للمسلمين فيه حاجة، فإنه لا يقدح أصلاً في عقيدة الولاء والبراء التي هي من أوثق عرى الإسلام، ما دام يبغض الشرك والكفر وأهله، ولا يرضى به ولا يقر عليه، ولا يتخذ الكفار أولياء يلقي إليهم بالمودة، ولا يناصرهم ويمدحهم، ولا يعينهم على المسلمين، ولا يتشبه بهم فيما هو من خصائصهم دنيا ودينًا، ولا يتخذهم بطانة له يحفظون سره، ويتولون أهم أعماله، ولا يتحاكم لهم، أو يرضى بحكمهم، ويترك حكم الله ورسوله، ولا يعظم الكافر بلفظ، أو فعل، ولا يشاركهم في أعيادهم، وأفراحهم، ولا يهنئهم عليها، ولا يواليهم في كل شيء في الظاهر والباطن، ولا يداهنهم ويجاملهم على حساب الدين، تلك هي بعض حقوق البراء التي يلتزم بها المسلم عقيدة وعملاً، وبها تحصل مخالفة أصحاب الجحيم، وتتحقق له الشخصية الذاتية المستقلة، سيرًا على الهدي القويم، والصراط المستقيم، وهي أعظم من مقاطعة السلع والبضائع، إذ هي من لوازم الشهادة، ومكملات الإيمان لقوله صلى الله عليه وآله وسلم:" مَنْ أَحَبَّ فِي اللهِ، وَأَبْغَضَ فِي اللهِ، وَأَعْطَى للهِ، وَمَنَعَ للهِ، فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الإِيمَانَ" (4).
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا، وأما مقاطعة البضائع والمنتجات لبعض الدول الكافرة فإن حكمها يختلف باختلاف طبيعة المجتمع المسلم، وقوة شوكته، وانعكاسات المقاطعة عليه، ذلك لأن المعلوم أن الدولة التي يعتمد اقتصادها وصناعتها على استيراد المنتوجات التجارية، والمواد المصنعة من الدول الكافرة، فهي مرهونة بها لضعفها، والكفر ملة واحدة، والكفار على قلب رجل واحد على أهل الإسلام، فلو قوطعت بعض البلدان الكافرة، فإنَّ الارتباط بغيرها يبقى مستمرًّا على الدوام لانتفاء قيام الأمة بنفسها، ولو تنازلت هذه الدول لحساب المقاطعين، فإنها لا تعود على مصلحة الإسلام ومنافعهم لهوانهم وضعف شوكتهم.
وهذه النظرة المآلية تقديرية، غير أنَّ ولي الأمر المسلم -في مراعاته لمصالح المسلمين وتقديره للمفاسد- إنْ حكَّم سلطته التقديرية، بمشورة أهل الرأي والسداد، واختار المقاطعة الجماعية لأي بلد كافر، كحل مناسب، يعلي به راية الدين، وينصر به المسلمين، ويخزي به الكافرين، فإن طاعته فيما حكَّم لازمة لارتباط هذا الاختيار بالشئون الأمنية والعسكرية للبلاد التي تناط مهامها بولي الأمر دونما سواه، جريًا على قاعدة:"تصرف الحاكم يناط بالمصلحة" إذ أنَّ:"منزلة الإمام من الرعية منزلة الولي من اليتيم" كما قال الشافعي رحمه الله (5)، وعلى هذا المعنى تحمل الأحاديث الصحيحة الواردة في حصاره صلى الله عليه وآله وسلم لبني النضير، وتحريق نخيلهم، وفي منع ثمامة بن أثال، فقال لأهل مكة:" وَاللهِ لاَ يَأْتِيكُمْ مِنَ اليَمَامَةِ حَبَّةُ حِنْطَةٍ حَتَّى يَأْذَنَ فِيهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ" (6) وغيرها من الوقائع الكثيرة الدالة على الجهاد بالمال وغيره من أنواع الجهاد، المبنية على درء المفاسد وجلب المصالح فهي محمولة على تقدير إمام المسلمين وإذنه.
ومما تقدم تقريره، فيمكن ترتيب الحاصل منه على الوجه التالي:
أولا: إنَّ الأصل في التعامل التجاري والمالي مع الكفار جائز مطلقًا مالم يكن التعامل فيه محرما سواء كان عينًا أو عوضًا أو منفعة أو إجارة، كما لا يجوز أن يكون فيه إعانة على أهل الإسلام، أو ما يستعينون به على إقامة دينهم.
ثانيا: لاحرج فيمن يتمسك بالأصل السابق، فإنه لا يقدح أبدًا في عقيدة الولاء والبراء ما دام يلتزم بحقوق البراء السالفة البيان، وبشرط أن لا يتعمد ترك الشراء من المسلم مطلقًا بإيثار الكافر عليه من غير تبرير صادق.
ثالثا: ولا حرج- أيضا- فيمن سلك سبيل المقاطعة الفردية إن أراد سبيل إضعاف اقتصاد أهل الكفر، وإظهار براءته منهم، وعدم الرضا عنهم، لكن بشرط أن لا تصدر منه تصرفات الفساد والإفساد: إما بتضليل المخالف فيها، ورميه بموالاة أعداء الله، والتعاون معهم على باطلهم، وإتلاف الأموال، وإضاعة السلع والمنتجات بتحريقها وتكسيدها، فإنَّ ذلك ضرر بالمسلم وعدوان على ماله وعرضه: ?وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ? [البقرة: 205]، قال صلى الله عليه وآله وسلم:" كُلُّ المُسْلِمِ عَلىَ المُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ" (7) وقال صلى الله عليه وآله وسلم: "إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ حَرَامٌ عَلَيكْمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا" (8)، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: "لاَضَرَرَ وَلاَضِرَارٍ" (9).
ومن جهة أخرى لا يجوز أذية الكافر في دمه وماله وعرضه إن لم يكن محاربًا لقوله صلى الله عليه وآله وسلم يقول الله تعالى:"يَاعِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلىَ نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلاَ تَظَالَمُواْ" (10)، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: " أَلاَ مَنْ ظَلَمَ مُعَاهَدًا أَوْ انْتَقَصَهُ حَقَّهُ أَوْ كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهُ أَوْ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ. فَأَنَا حَجِيجُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ " (11) فالواجب التعامل معهم بالعدل، وخطأ الواحد منهم لايلزم به الجميع لقوله تعالى: ?وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى? [الأنعام: 164]، ولقوله تعالى:? وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى? [المائدة: 8]، وإذا كان لهم مع أهل الإسلام عهود، أو كان لهم على المسلمين ديون، فلا يجوز لمن اتخذ من المقاطعة
(يُتْبَعُ)
(/)
سبيلا أن لا يفي بعهدهم، أو يحرمهم من ديونهم، فالواجب الوفاء بها إليهم لقوله تعالى: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ? [المائدة: 1]، ولقوله تعالى: ?وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً? [الإسراء: 34]، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "أَدِّ الأَمَانَةَ إِلىَ مَنْ ائْتَمَنَكَ وَلاَ تَخُنْ مَنْ خَانَكَ (12).
رابعا: في حالة ما إذا تولى ولي الأمر أو الحاكم مسؤلية اختيار منع التعامل مع بلد كافر، تحقيقا لمصلحة المسلمين، فإنه تجب طاعته في المقاطعة الجماعية بما تقرر في القواعد العامة، وتحمل الأحاديث الواردة في هذا الشأن على هذا المعنى.
هذا ما ندين به الله ربَّ العالمين في هذه المسألة، نسأل الله أن يعزَّ دينه، ويعلي كلمته، وينتصر لنبيه ودينه، وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلاً، ويرزقنا اجتنابه، اللهم وفِّق هذه الأمة للتمسك بالعقيدة فيك، والرجوع إلى دينك، والاعتزاز به، إنَّك سميع قريب مجيب.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرًا.
الجزائر في: 14 محرم 1427ه
الموافقل: 13 فبراير 2006م
1 - المجموع للنووي: (11/ 40)
2 - صحيح البخاري: 4/ 410 (2216)
3 - متفق عليه: أخرجه البخاري: (4/ 302) رقم: (2068)، ومسلم: (11/ 40) من حديث عائشة رضي الله عنها
4 - أخرجه أبو داود في السنة: (4683)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (6/ 16/ 2، 9/ 396/ 2)، من حديث أبي أمامة رضي الله عنه. وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة: (380)، وفي صحيح الجامع: (5965)
5 - انظر: المنثور للزركشي: (1/ 183)
6 - أخرجه البخاري في المغازي: (4372)، ومسلم في الجهاد والسير: (4688)، وأحمد: (10088)، والبيهقي: (13215)، من حديث أبي هريرة رضي الله
7 - أخرجه مسلم في البر والصلة والآداب: (6706)، وأبو داود في الأدب: (4884)، والترمذي في البر والصلة: (2052)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
8 - أخرجه البخاري في العلم: (67)، ومسلم في القسامة: (4477)، وأحمد: (2923)، والدارمي: (1968)، والبيهقي: (9894)، من حديث أبي بكرة رضي الله عنه
9 - أخرجه ابن ماجه في الأحكام: (2341)، وأحمد: (3/ 267)، وصححه الألباني في الإرواء: (3/ 408) رقم: (896)، وفي غاية المرام: (68)
10 - أخرجه مسلم في الآداب والصلة: (6737)، وابن حبان: (621)، وأحمد: (20960)، والبيهقي: (11837)، والبزار: (885)، من حديث أبي ذر رضي الله عنه
11 - أخرجه أبو داود في الخراج: (3054) والبيهقي: (19201)، من حديث صفوان بن سليم عن عدة من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والحديث حسنه ابن حجر في موافقة الخبر الخبر: (2/ 184)، وقال السخاوي في المقاصد الحسنة: (459) "إسناده لا بأس به"، وصححه الألباني في الصحيحة: (1/ 807) ومشكاة المصابيح: (4047)
12 - أخرجه الترمذي في البيوع: (1264) و أبو داود في الإجارة: (3535)، والدارمي في البيوع: (2652). من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. والحديث صححه السخاوي في المقاصد الحسنة: (51)، والألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم: (424)
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[19 - Jun-2010, مساء 05:22]ـ
من مشاركه سابقه لي في موضوع مشابه
اقول ان كثير ممن افتى بحرمة المقاطعه فهم ان من يدعوا اليها يقول باثم من لا يقاطع و انه يحرم ما احل الله و هذا غير صحيح و لو استفصل و تبين لوجد ان المسألة تهدف لامرين:
الاول هي الحاق الضرر بالعدو المقاطع
الثاني هي بيان موقف العامه و عدم رضاهم و المقاطعه انما هي وسيله لاتخاذ موقف لتاكيد هذا الامر
ثم الرد على من قال ان المقاطعه لا تضرهم من وجوه:
الاول ان الضرر متحقق و قد اعترف الاعداء بذلك و بياناتهم تصرح بذلك ثم ان السوق الاستهلاكيه في منطقة الشرق الاوسط ليست بالصغيره و لا بالقليلة التاثير كما يزعمون فكثير من الاقتصادات تعتمد بنسب كبيره على هذه السوق هذا اذا استثنينا المسلمين من بقية انحاء العالم
الثاني يوجد في علم الادارة و الاقتصاد نوعين من الخساره:
الاولى الخساره المحاسبيه و هي الخسارة المعروفه للناس حيث تكون تكاليف اكثر من الربح
الثانيه الخسارة الاقتصاديه هي باختصار ان المشروع رصدت له نسب معينه من الربحيه كهدف لهذا المشروع فاذا لم تتحقق يعتبر المشروع خاسرا حتى لو حقق ارباحا محاسبيه لا الاقتصاديين يرون ان هذا المشروع تم اختياره او العمل به بسبب انه يحقق الربح المعين في هذه المده المعينه و تم ترك غيره من المشاريع التي تحقق نسب ارباح معينه اقل في نفس المده في حال تم الاستثمار فيها و هو ما يعرف بنظريه الفرصه البديله
فالحاصل ان المقاطعه حتى لو سلمنا انها لا تحقق خسائر من الناحيه المحاسبيه فانه تحقق خسائر من الناحيه الاقتصاديه و هذا امر مؤثر لان كثير من الشركات و الاقتصادات الغربيه تبني خططها و قراراتها على اساس تحقق نسب معينه من الارباح و عدم تحققها يؤدي الى مشاكل كثيره من تسرح للعمال و الغاء بعض المشاريع القائمه او تاخيرها و ايقاف بعض الابحاث الخاصه لتطوير منتجات الشركه و غير ذلك من الامور التي تؤخرهم عن منافسة اقرانهم في دول اخرى
كتبت هذا على عجاله و ارجوا ان تكون الفكره قد وصلت(/)
بشرى للإخوة وإلى أهل اليمن خاصة هارد 1000 جيجا يشتمل على موسوعة ضخمة من المواد
ـ[أبو عبد الله ريدان الأثري]ــــــــ[10 - Jun-2010, صباحاً 07:19]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .... أما بعد
شبه انتهيت والحمد الله من تجهيز هارد كامل 1000 جيجا يشمل على الكثير من المواد العلمية والبرمجية وغيرها لطلاب العلم والدعاة وغيرهم
وقد جعلت له شاشة إترون خاصة مقسمة إلى أربعة صفحات رئيسية:
1 - المسموعات
2 - المقروءات
3 - برامج الحاسوب والجوال
4 - موسوعة الصور والأيقونات
هذا وقد استفدت كثيرا من الموسوعة الذهبية الدعوية وموسوعة طالب العلم بالإضافة إلى كمٍ كبير من المواد التي جمعتها وأعدتها بنفسي مع تنقية جزء كبير مما لا يصلح شرعاً
وإن شاء الله أرفق ملف وورد خاص بالتفاصيل وكذلك بعض الصور للموسوعة.
والله الموفق.
فمن أحب التواصل معي فيراسلني على الإميل
وهذا العنوان إن كان الموقع لا يمانع
raiden.1980@hotmail.com
ـ[أبو عبد الله ريدان الأثري]ــــــــ[10 - Jun-2010, مساء 11:33]ـ
وهذا رابط لصفحة الموضوع في منتديات المكتبة الشاملة
وفيه ملف للرفع فيه تفاصيل الموسوعة مع صور لها
http://www.shamela.ws/forum/viewtopic.php?f=19&t=1222&p=3806#p3806
ـ[أبو عبدالله الكُحلاني]ــــــــ[10 - Jun-2010, مساء 11:38]ـ
أين نجد هذا الهارد في صنعاء؟؟
ـ[أبو عبد الله ريدان الأثري]ــــــــ[11 - Jun-2010, صباحاً 08:58]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
حي الله بإخوننا في اليمن
والهارد أخي سأضعه بعد أيام في محل للحاسوب في عدن إن شاء الله تعالى
وهو سيقوم بنسخ الهارد في هاردات جديدة بحسب الطلب وسيقوم بإرسالها إلى أصحابه في أي مكان إن شاء الله في اليمن
فراسلني على الخاص إن أردت التفاصيل والله الموفق
ـ[أبو عبد الله ريدان الأثري]ــــــــ[29 - Jun-2010, صباحاً 05:45]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
حي الله بإخوننا في اليمن
والهارد أخي سأضعه بعد أيام في محل للحاسوب في عدن إن شاء الله تعالى
وهو سيقوم بنسخ الهارد في هاردات جديدة بحسب الطلب وسيقوم بإرسالها إلى أصحابه في أي مكان إن شاء الله في اليمن
فراسلني على الخاص إن أردت التفاصيل والله الموفق
لقد تم وضع الهارد في المحل المطلوب
وبقي وضع العنوان والتفاصيل الإيصال
والله الموفق(/)
حرام عليكم هذا الزي
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[11 - Jun-2010, صباحاً 02:04]ـ
أيها الإخوة و الأخوات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لاشك أننا في زمن كثرت فيه الفتن
وتضاربت بين جوانبه الحقائق
يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -
لا يأتي زمن إلا و الذي بعده شر منه
قاله النبي - صلى الله عليه وسلم - في زمن نظن به خيرا (ولاشك)
هي نصيحة من مشفق شديد الغيرة على إخوانه (أن يقعوا في شباك الأشرار)
أحكي عن نفسي (و أنتم عمموا القاعدة)
أنا شخص لي صلة قوة (بالمجتمع)
اختلطت (بالصالح) و (الطالح)
سمعت منهم ورأيت ما يستوجب الحيرة
يظن بي كثيرا من الناس أني شاب (احتله الوسواس و الشك)
ينظر إلى الناس بعين الشك ولا يثق فيهم
بئس ظنهم بي
أيها المباركون كما قلت لكم (أني شاب شديد الصلة بالمجتمعات) و هذه الصلة أكسبتني خبرة (أحمد الله عليها)
لا أريد التكلم عن العامة لأن أمرهم واضح لا إشكال فيه، وخصوصا أن أغلبهم تغلب عليه النفس المنافقة
أتلكم عن المتدينين أو المتمسكين بالإسلام في معناه الخاص
من المفترض على المتدين أن يكون على الأقل في تعامله مع الناس أو أقرانه متبعا للسنة
لايخدع ولا يغش ولا يكذب ولا ينافق
وهذا كي يعطي صورة جميلة لشكله الذي يرمز للدين
لكن للأسف هناك طائفة من المنتسبين للسنة مكنوا أعداء السنة بالدرجة الأولى و أعداء الإلتزام بالدرجة الثانية مكنوهم منهم
وفتحوا لهم المجال ببابه الواسع لأن يطعنوا في أهل السنة و الجماعة
عندما تجد المنتسب للسنة يكذب و ينافق ويخون العهد و الأمانة
بأي عين تنظر إليه؟
عندما تجد المنتسب للسنة شره في أكله ومشربه
بأي عين تنظر إليه؟
عندما تجد المنتسب للسنة عاق لوالديه يؤذي جيرانه
بأي عين تنظر إليه؟
عندما تجد المنتسب للسنة خبيث السريره أعوج في سلوكه
بأي عين تنظر إليه؟
عندما تجد المنتسب للسنة بخيل يعبد الدينار و الدرهم
بأي عين تنظر إليه؟
عندما تجد المنتسب للسنة متكبر متجبر
بأي عين تنظر إليه؟
وهذا كله يشترك فيه النساء أيضا
من كثرت ما رأيت من مناكير من بني منهجي واعنقادي لم أعد أثق في أحد حتى أعاينه و أختبره
أعتذر للإخوة على هذا الكلام
لكني متأثر ببعض تصرفات بعض الإخوة اليوم
ـ[ابو عبد الله عمر]ــــــــ[11 - Jun-2010, صباحاً 02:23]ـ
نعم اخي صدقت واقع مرير زد عليه الجهل بالدين
نسال الله ان يردنا الى ديننا مردا جميلا لكن يوجد خير كثير
والحمد لله(/)
ما الحكم الشرعي في إمام يترك عمله للإمامة؟ وما حكم صلاة الناس خلفه؟
ـ[سالم سليمان سلامة]ــــــــ[11 - Jun-2010, مساء 12:13]ـ
ايها الاخوة في هذا المنتدى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما حكم إمام مسجد يترك عمله منذ صلاة الظهر لغرض المحافظة على الإمامة ولا يعود لعمله حتى بداية يوم العمل التالي له عند الساعة السابعة صباحا بحجة انه ليس لديه ما يعمل في علمه حتى الساعة الثالثة بعد الظهر و هو نهاية يوم العمل في الدولة االتابع لها .. وما حكم المصلين وراءه و هم على علم بذلك.
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[11 - Jun-2010, مساء 07:34]ـ
ضع سؤالك هنا وفقك الله
http://www.alukah.net/Fatawa_Counsels/Fatawa/Post
السؤال
uestion.aspx
ـ[سالم سليمان سلامة]ــــــــ[12 - Jun-2010, صباحاً 10:09]ـ
ضع سؤالك هنا وفقك الله
http://www.alukah.net/fatawa_counsels/fatawa/postquestion.aspx
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك وجزالك عنا خيرا شيخنا الفاضل وفقك الله(/)
دورة حفظ أحاديث الأحكام .. الرياض 1431هـ
ـ[هشام بن سعد]ــــــــ[11 - Jun-2010, مساء 05:39]ـ
بسم الله والحمد لله
http://majles.alukah.net/http://img684.imageshack.us/img684/4928/15892590.png
دورة حفظ أحاديث الأحكام 1431هـ .. بمسجد الشهداء بشبرا.
في الفترة من 21/ 7 إلى 3/ 8، لمدة 12 يوماً.
في الفروع التالية:
1. بلوغ المرام.
أ/ المستوى الأول: من أول البلوغ إبى نهاية باب الجمعة. معدل الحفظ: 6 أوجه يومياً.
ب/ المستوى الثاني: من باب صلاة الخوف إلى نهاية كتاب البيوع. معدل الحفظ: 7 أوجه يومياً.
ج/ المستوى الثالث: من كتاب النكاح إلى نهاية البلوغ.
(*) تنبيهان:
الأول: قُوبلت نسخة البلوغ على الطبعات التالية: طبعة حامد الفقي، وطبعة سمير الزهيري، وطبعة طارق بن عوض الله ابن محمد، فإن وُجد اختلاف بين الطبعات أُثْبتَ ما اتفقت عليه طبعتان، وإن وُجد اختلاف بين الطبعات الثلاث –وهو يسيرٌ جداً- أُثبت ما كان موافقاً للأصول.
الثاني: سعياً لتذليل الصعاب لراغبي حفظ بلوغ المرام، فقد طُبعت المذكرة بالألوان التالية:
اللون الأسود: ويشير إلى ما أخرجه البخاري ومسلم، أو أحدهما.
اللون الأزرق: ويشير إلى ما أخرجه أصحاب السنن الأربع، أو أحدهم.
اللون الأحمر: ويشير إلى ما لم يخرّجه الستة.
2. عمدة الأحكام.
أ/ المستوى الأول: العمدة كاملة. معدل الحفظ: 10 أوجه يومياً.
ب/ المستوى الثاني: نصف العمدة، من أول العمدة إلى نهاية كتاب الصيام. معدل الحفظ: 5 أوجه يومياً.
3. الأربعون النووية. معدل الحفظ: وجهان يومياً.
المذكرات توزع مجاناً .. للإستفسار: 0503194925
ـ[أبو البراء القحطاني]ــــــــ[14 - Sep-2010, صباحاً 02:24]ـ
أخي هشام جزاك الله خيراً
هل تقام الدورة أثناء أيام الدراسة؟
بمعنى من أراد الحفظ توفر له المذكرات و يتم التسميع له
أم أنها خاصة بالصيف فقط؟(/)
قاعدة " العادة محكمة "
ـ[أبويوسف البدر]ــــــــ[12 - Jun-2010, مساء 05:05]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى صحبه ومن ولاه أما بعد
فقد أحببت أن أضع بين أيديكم قاعدة فقهية مهمة وهي من أجل قواعد الشرع
وهي من القواعد الكبرى , وهي ذي أثر واسع في أحكام الفقه
وهي قاعدة: ((العادة محكمة))
وأول من ذكر هذه القاعدة بهذه الصيغة هو السيوطي
وأن كثير من مسائل الفقه يرجع لها وهي (العرف) ويقصدون بها العادة
وموضوع هذه القاعدة يعتبر موضوعا غضا طريا يستجيب لحل كثير من المسائل والحوادث الجديدة, ذلك لأنه يتضمن كثير من المسائل التي تتمتع بسعة ومرونة بجانب كونها محيطة بكثير من الفروع والمسائل, فمن أمعن النظر في هذه القاعدة, ولم ينكر "تغير الأحكام المبنية على الأعراف والمصالح بتغير الزمان" أدرك سعة آفاق الفقه الإسلامي وكفاءته الفاعلة الكاملة لتقديم الحلول الناجحة للمسائل والمشاكل المستحدثة, وصلاحيته لمسايرة ركب الحياة ومناسبته لجميع الأزمنة والأمكنة, وذلك بأن الإسلام دين صالح لكل زمان ومكان لكنه ليس خاضع لكل زمان ومكان.
يقول ابن عابدين في رسائله:
والعرف في الشرع له اعتبار لذا عليه الحكم يدار
ويقول أيضا رحمه الله تعالى:
وأعلم أن اعتبار العرف والعادة رجع إليه في مسائل كثيرة حتى جعلوا ذلك أصلا فقالوا في الأصول في باب ما تترك به الحقيقة " تترك الحقيقة بدلالة الاستعمال والعادة".
في شرح الأشباه للبيري قال: {الثابت بالعرف ثابت بدليل شرعي}.
وفي المبسوط للسرخسي قال: {الثابت بالعرف كالثابت بالنص}.
ونبه بعضهم إلى أهميتها بقوله: {من مهمات القواعد اعتبار العادة والرجوع إليها وكل ما شهدت به العادة قضي به وما يعاف في العادات يكره في العبادات}
ومن أدلة القاعدة:
وقد أمرنا الله بذلك في أكثر من آية فمن ذلك قوله تعالى: {وعاشروهن بالمعروف} فرد معاشرة الزوج لزوجه إلى العرف ويدخل تحت ذلك النفقة عليها وكسوتها والإتيان لها بخادم ونحو ذلك، كل ذلك يدخل تحت كلمة (المعروف).
ومن ذلك قوله تعالى: {وأمر بالعرف} فسرها بعض العلماء بذلك، ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم -: (خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف). إذا عرفت هذا فاعلم أن هذا الحكم المبني على التحديد العرفي يختلف باختلاف الأعراف ولا يعد هذا من تغيير الشريعة أو تحريفها البتة
والعرف لا بد له من شروط حتى نعمله، وشروط العرف أربعة شروط:
أولها: إن يكون العرف مطردًا غالبًا بحيث لا يكون مضطربًا؛ لأنه إذا كان مضطربًا غير غالب، فلا يقال له عرف، وهذا ما يعبرون عنه بقولهم: العبرة للغالب الشائع دون النادر.
والشرط الثاني: أن يكون العرف غير مخالف للشريعة، فالمخالف للشريعة لا عبرة به، ومقال ذلك: ما لو كان في العرف بناء البيوت على شكل مفتوح، بحيث لا يستتر النساء في البيوت، فإن هذا العرف مخالف للشريعة، ومن، ثم لا يلتف إليه، ولا تقيد به العقود.
الشرط الثالث: أن يكون العرف سابقا غير لاحق، ومن هنا فإننا نعمل بالعرف السابق المقارب دون العرف اللاحق، ومثال ذلك: لو اشترى إنسان من غيره بستين ريالًا قبل مائة سنة، فإننا لا نحكم على ذلك بالريالات الموجودة بيننا الآن بل بما يسمى ريالًا في ذلك الزمان، كان الريالات في ذلك الزمان من فضة، والآن من ورق فيعمل بحكم العرف السابق.
والشرط الرابع: ألا يوجد تصريح يخالف العرف، فإذا وجد تصريح يخالف العرف فالعبرة بالتصريح لا بالعرف، ومن أمثلة ذلك: أنه إذا وضع الطعام أمام الإنسان، فإنه في العرف يجوز الأكل من ذلك الطعام؛ لأن هذا يعتبر إذنًا في العرف، ولكن لو وضع الطعام، ثم قيل لا تأكل من هذا الطعام، فهنا وجدت في مقابلة العرف قرينة تدل على أن ما تعارف عليه الناس ليس مرادًا.
ومن أمثلته أيضًا: لو كان العرف أن الإجارة يسلم نصف إجارة البيت في أول السنة، والنصف الآخر في وسط السنة فاتفق المستأجر والمؤجر على تسليم الدفعة الأولى في وسط السنة، فهنا العرف لا يعمل به؛ لأنه وجد تصريح يخالف العرف.
وقد عبر الفقهاء عن هذه القاعدة، قاعدة إعمال العرف بعدد من الألفاظ: منها قولهم: العادة محكمة. منها قولهم: الحقيقة تتدرك بدلالة العادة. ومنها قولهم: المعروف عرفًا كالمشروط شرطًا. ومنها قولهم: المعروف بين التجار كالمشروط بينهم.
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد(/)
عاجل جدا من هو ابن المحدّث - نقوم بالرد على شبهة
ـ[عبد الرحمن احمد عبده]ــــــــ[12 - Jun-2010, مساء 05:32]ـ
عاجل جدا من هو ابن المحدّث - نقوم بالرد على شبهة
من هو ابن المحدّث؟
هل هو من اهل العلم الثقات؟
هل حميع رواياته صحيحة؟
هل يوجد له كتاب لسيرة النبى محمد صلى الله وعليه وسلم؟
ارجوا الرد سريعا بارك الله فيكم
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[13 - Jun-2010, صباحاً 01:04]ـ
إبراهيم بن عبد الرزاق بن أبي بكر بن رزق الله بن خلف الرسعني أبو إسحاق عرف بابن المحدث سمع بالموصل من والده الإمام عز الدين وتفقه عليه وكان فقيها عالما فاضلا ذكره البرزالي فى معجم شيوخه وقال كتبت عنه وفاق أبناء جنسه معرفة وذكاء وكان نبيها نبيلا فاضلا عالما متنكسا ورعا حسن الأخلاق وله منظوم و منثور و شرح القدوري ولم يتمه وكتب الإنشاء بديوان الموصل أنشدني من شعره كثيرا فى كل فن مولده فى جمادي الأولى سنة اثنتين
طبقات الحنفية - (1/ 41)
وفي معجم المؤلفين - (1/ 47)
قال عنه
ولد بالموصل، وتوفي بدمشق.
له منظوم ومنثور، وشرح القدوري ولم يتمه.
ولا يزال البحث جاري
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[13 - Jun-2010, مساء 12:30]ـ
أخي الكريم بالنسبة للرسالتك التي أرسلتها إلي
فارجع إلى هذا الرابط فستجد الجواب عن الشبهة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=199134
وأسأل الله أن يعينكم على مقصودكم من الرد على صاحبكم
ـ[عبد الرحمن احمد عبده]ــــــــ[14 - Jun-2010, صباحاً 04:29]ـ
اخى هذا الرابط لا يوجد فيه رد على موضوعى
ارجوا منكم يا اخوة مساعدتى
ـ[محمد كالو]ــــــــ[14 - Jun-2010, صباحاً 07:28]ـ
أبو إسحاق الرسعني الحنفي 642 - 695 هـ، 1244 - 1295م
إبراهيم بن عبد الرزاق بن أبي بكر بن عبد الرزاق بن خلف، الشيخ الإمام أبو إسحاق الرسعني الحنفي، المعروف بابن المحدث.
سمع بالموصل من والده الإمام عز الدين وتفقه عليه غيره، وبرع في الفقه والعربية والأصول، ذكره الحافظ البرزالي في معجم شيوخه وقال: كتبت عنه وقد فاق أبناء جنسه معرفة وذكاء، وكان نبيها فاضلا، نبلا متمكنا، ورعا، حسن الأخلاق وله منظوم ومنثور، وشرح القدوري ولم يتمه، وكتب الإنشاء بديوان الموصل.
أنشدني من شعره كثيراً في كل فن.
مولده في جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعين وستمائة بالموصل، وتوفي رحمه الله في شهر رمضان سنة خمس وتسعين وستمائة بدمشق، ودفن بسفح قاسيون، انتهى كلام البرزالي برمته.
رحمه الله.
اهـ المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي
المؤلف: ابن تغري بردي
مصدر الكتاب: الوراق
فابن المحدث هذا هو ابن الإمام الحافظ عز الدين عبد الرازق بن رزق الله الرسعني الحنبلي.
وقد ذكر الدكتور عبد الملك بن دهيش المحقق لتفسير (رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز) لعبد الرازق الرسعني الحنبلي، في ترجمة المؤلف مايلي:
المفسر أبو محمد عز الدين عبد الرازق بن رزق الله بن أبي بكر بن خلف بن أبي الهيجاء الرسعني الأصل (نسبة إلى رأس عين مدينة بالجزيرة الفراتية على نهر الخابور) الموصلي المنشأ.
له أربعة من الأولاد ثلاثة ذكور وأنثى:
1 ـ محمد شمس الدين بن عبد الرازق (ت 689 هـ)، الفقيه الشاعر، الأديب، المعدل، المحدث الحنبلي، نزيل دمشق، وهو أكبر أولاده وبه يكنى، ذكره أبوه في تفسيره مراراً.
2 ـ ولده إبراهيم بن عبد الرازق أبو إسحاق (642 ـ 295 هـ) كان حنفي المذهب، ويعرف بابن المحدث، وقد ذكره والده الإمام الرسعني في بيت من شعره فقال:
تقول عرسي وبي أضعاف ما وجدت * يوم الفراق ودمع العين منحدر
أتترك ابنك إبراهيم منفرداً * طفلاً وتُؤْتِمُه حيّاً وتصطبر
3 ـ ولده أحمد أبو صالح، ذكره والده في تفسيره أيضاً.
4 ـ ابنته أمة الرحمن بنت عبد الرازق (ت 695 هـ) ست الفقهاء، فاضلة عالمة. اهـ ملخصاً.
ـ[عبد الرحمن احمد عبده]ــــــــ[14 - Jun-2010, مساء 04:32]ـ
اخى شكرا على ردك ارجوا ذكر اسم كتاب سيرة النبى محمد صلى الله وعليه وسلم يكون لأبن المحدث
ـ[عبد الرحمن احمد عبده]ــــــــ[14 - Jun-2010, مساء 04:39]ـ
السلام عليكم
كتبت موضوع هنا ولم اجد رد
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=376522
ارجوا ذكر اسم كتاب سيرة النبى محمد صلى الله وعليه وسلم لأبن المحدث
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[14 - Jun-2010, مساء 05:34]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم عبد الرحمن حفظه الله ورعاه.
اعلم وفقني الله وإياك أن مثل هذا اللقب (ابن المحدث) قد يطلق مع التقييد، وقد يطلق بلا قيد؛ فيقال: ابن المحدث فلان، أو ابن المحدث فقط.
وفهمتُ من كلامك أنك تقصد الثاني.
وإلقاؤك للسؤال هكذا فيه وجه من وجوه التعمية على القارئ، فلعلك تزيد في التوضيح لتقرب المسؤول عنه.
فمثلا: السياق (النص) الذي وجدت فيه ابن المحدث منسوبا له كتاب السيرة، والكاتب الذي نقل عنه في أي العصور؟ وهل الناقل ثقة أم غير مأمون؟ وهكذا
هذه أمور علمية ينبغي مراعاتها حال البحث عن رجل أو نسبة كتاب لصاحبه.
فالاستشكال ما زال قائمًا في فهم سؤالك؟ فنرجو التريث فما صنعت العجلة شيئا في رد شبهة؛ فالشبهات ينبغي التأني البالغ لمعرفة مراد صاحب الشبهة!
بارك الله فيكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن احمد عبده]ــــــــ[14 - Jun-2010, مساء 10:09]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم عبد الرحمن حفظه الله ورعاه.
اعلم وفقني الله وإياك أن مثل هذا اللقب (ابن المحدث) قد يطلق مع التقييد، وقد يطلق بلا قيد؛ فيقال: ابن المحدث فلان، أو ابن المحدث فقط.
وفهمتُ من كلامك أنك تقصد الثاني.
وإلقاؤك للسؤال هكذا فيه وجه من وجوه التعمية على القارئ، فلعلك تزيد في التوضيح لتقرب المسؤول عنه.
فمثلا: السياق (النص) الذي وجدت فيه ابن المحدث منسوبا له كتاب السيرة، والكاتب الذي نقل عنه في أي العصور؟ وهل الناقل ثقة أم غير مأمون؟ وهكذا
هذه أمور علمية ينبغي مراعاتها حال البحث عن رجل أو نسبة كتاب لصاحبه.
فالاستشكال ما زال قائمًا في فهم سؤالك؟ فنرجو التريث فما صنعت العجلة شيئا في رد شبهة؛ فالشبهات ينبغي التأني البالغ لمعرفة مراد صاحب الشبهة!
بارك الله فيكم.
اخى بارك الله فيك انا حاولت ان ارسل لك النص على رسالة خاصة ويبدوا ان الرسائل الخاصة لا تعمل عندك
ـ[محمد كالو]ــــــــ[15 - Jun-2010, صباحاً 07:37]ـ
اخى شكرا على ردك ارجوا ذكر اسم كتاب سيرة النبى محمد صلى الله وعليه وسلم يكون لأبن المحدث
أخي الفاضل
ذكر الزركلي صاحب الأعلام في ترجمته ما يلي:
" الرسعني (642 - 695 ه = 1244 - 1296 م) إبراهيم بن عبد الرزاق الرسعني، أبو اسحاق: فقيه حنفي.
ولد بالموصل وتوفي بدمشق.
كان نبيلا فضلا، له منظوم ومنثور، وكتب الانشاء بديوان الموصل.
له (شرح القدوري) لم يتمه.
نسبته إلى رأس العين بالجزيرة الفراتية ".اهـ
ولم أجد إلى الآن في ترجمة ابن المحدث من ذكر له كتاباً بهذا الاسم
ولا زال البحث جار ....
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[15 - Jun-2010, صباحاً 09:55]ـ
اخى بارك الله فيك انا حاولت ان ارسل لك النص على رسالة خاصة ويبدوا ان الرسائل الخاصة لا تعمل عندك
الرسائل الخاصة فعالة عندي.
إذا لم تستطع أن ترسل عبرها؛ فاستحدث موضوعا جديدا في الشكاوى والاقتراحات، وهذا يطلع العضو فقط والمشرفون.(/)
تنكيس الهامة .. من آهات النفس اللوامة!
ـ[خليلُ الفوائد]ــــــــ[12 - Jun-2010, مساء 08:15]ـ
تَنْكِيْسُ الهَامَةِ
مِنْ آهَاتِ النَّفْسِ اللَّوَّامَةِ!
1 -
الحمدُ للهِ أحمدُه حمداً كثيراً أنْ مَدَّ في العُمُرِ حتى كتابةِ هذه الأحرفِ؛ لعلي أتداركُ الزَّمنَ بتَوْبة، وأغسلُ أثرَ الحَوْبَة، وبعدُ:
فاللهُ أجَلُّ مِنْ أن يُعْصى، بل أن يُشغل العبدُ بسواه، لكنَّه كَتبَ على عبدهِ الخطئيةَ؛ علَّه ينكسرُ عَقِبَها انكسارةً هي خيرٌ من رجزه بالتسبيحِ!
فكمْ قد تلاشتْ صَوْلَةُ الطاعةِ من قلبِ عبدٍ موفَّقٍ بسببِ الذنب؟!
وكم قد غابَ إدلالهُ بالإحسانِ، وإزراؤه بالعُصَاةِ بسببِ الإثم؟!
يعلمُ حقّاً افتقارَه، وتعبَّدَه بأسماءِ اللهِ: العَفُوِّ، الغَفُورِ، الرَّحِيمِ، اللطِّيفِ، الرؤوفِ، الحَلِيم، .... إلخ.
وقد قال النبيُّ http://ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/sallah.gif - كما في حديثِ أبي هريرةَ http://ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/radia.gif في صحيح مسلمٍ -: (والذي نفسي بيده، لو لم تذنبوا لذهبَ اللهُ بكم، ولجاء بقومٍ يذنبون فيستغفرونَ اللهَ فيغفر لهم).
اللهُ أكبرُ! ما أرحمه بعبادِه، وقد قال: http://ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/start.gif اللهُ لَطِيْفٌ بِعِبَادِهِ http://ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/end.gif.
ولكنَّ الذَّنْبَ ذَنْبٌ، والجِنايةَ جنايةٌ، وإن غَفَرَها الله وتجاوزها عنها.
فإنَّ الوقوفَ بينَ يدي اللهِ غداً، وتقريرَهُ عبدَه بما اقترفَ - مع ستره عليه في الدنيا، ومغفرته له في الأخره - لحَرِجٌ وليسَ بالسَّهْلِ، ولذلكَ كان يقولُ سَيِّدُ العارفينَ الفضيلُ: (واسوأتاه منكَ وإن عفوتَ!).
فاللهمَّ سلِّمْ سلِّمْ.
___________
وهذهِ - إخوتي الفضلاء - بعضُ الخواطرِ والآهاتِ أكتبُها مُنَجَّمةً؛ لعلَّ اللهَ ينفعُ بشيءٍ منها، أُحَبِّرُها بمدادِ النَدَمِ - وما أكثرَ ما أدَّعي النَّدمَ فيبينُ نَدَمَ وقتٍ فحسب -، وأُخْرِجُها من قَلِبٍ طالما تجرَّأ؛ فتجرَّعَ، وكُلِّي رجاءٌ أن تأخذوا العِبْرَةَ، ولا تكونوا ككاتِبِ هذه الأسطر، فما أفلحَ من تشبَّهَ بمتمرِّد!
_________
إنْ تغفرِ اللهمَّ تغفرْ جَمّاً ** وأيُّ عَبْدٍ لكَ ما ألمَّا؟!
السبت 29/ 6/1431 هـ
ـ[خليلُ الفوائد]ــــــــ[12 - Jun-2010, مساء 08:15]ـ
2 -
لا أرى حالي إلاَّ كما وصفَ أبو المظفَّرِ ابنُ البَلِّ [ت: 611] نَفْسَهُ؛ فقال:
يَتُوبُ عَلَى يَدِي قَوْمٌ عُصَاةٌ * أَخَافَتْهُم مِنَ البَارِي ذُنُوبُ
وَقَلْبِي مُظْلِمٌ مِنْ طٌولِ مَا قَدْ * جَنَى فَأَنَا عَلَى يَدِ مِنْ أَتُوبُ؟
كَأَنِّيْ شَمْعَةٌ مَا بَيْنَ قَوْمٍ * تُضِيءُ لَهُم وَيَحْرِقُهَا اللَّهِيبُ
كَأَنِّيْ مِخْيَطٌ يَكسُو أُنَاساً * وَجِسْمِي مِنْ مَلاَبِسِه سَليبُ
اللهمَّ ارزقني توبةً نصوحاً.
ـ[خليلُ الفوائد]ــــــــ[13 - Jun-2010, صباحاً 12:30]ـ
3 -
ومن العجيبِ أنْ يحتاجَ الإنسانُ للتذكيرِ بحقِّ والدَيْهِ، وهما أصلُ وجودِهِ!
اللهمَّ اغفر لي عُقُوْقِي وتقصِيري مع والدَيَّ، وارزقني بِرَّهما على الوجهِ الذي يرضيكَ عنِّي.
ـ[خليلُ الفوائد]ــــــــ[13 - Jun-2010, صباحاً 12:57]ـ
4 -
أيْ خَلِيْلُ:
أتضحكُ أيُّها العاصي ** ومثلُك بالبكا أحرى؟!
وبالحزنِ الطويلِ على الَّ **ذي قدمتَه أولى
نسيتَ قبيحَ ما أسلفـ ** تَ، والرحمنُ لا يَنْسَى
فبادِرْ أيُّها المسكينُ ** قَبْلَ حُلولِ ما تخشى
بإقلاعٍ وإخلاصٍ ** لعلَّ اللهَ أن يَرضى
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[13 - Jun-2010, صباحاً 01:00]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
زدنا يا شيخ زادكم الله من فضله(/)
من البلية مشيخة الصحفية
ـ[محمد العيسى]ــــــــ[12 - Jun-2010, مساء 10:54]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد:
فهذه خطبة بعنوان
من البلية مشيخة الصحفية
للشيخ: مقبل بن حمد المقبل
إمام جامع الخضير في محافظة رياض الخبراء
الخطبة الأولى:
الحمد لله رب العالمين، ولي المتقين، ونصير المؤمنين الصادقين، أحمده تعالى وأشكره على فضله المبين، وأتوب إليه وأستغفره كل حين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يحب المقسطين، ويضل الظالمين، وأشهد أن محمدا عبدالله ورسوله البشير النذير والهادي الأمين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا ..
أما بعد: فاتقوا الله عباد الله .. (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين).
إخوة الإسلام: ثمت بلية من البلايا، ورزية من الرزايا ظهرت في الأمة، وانتشرت في الناس في زمن الانفتاح الفضائي والتقني، والتحرر الصحفي .. حتى صار الناس معها مشتتين لا يقر لهم قرار .. ولا يخلص لهم رأي .. إنها بلية تمشيخِ الصحفيين .. وترؤسِ الجهال .. إنها بلية تصدر ذوي الأهواء للفتوى .. أو الترجيح بين الأقوال، أو تنميقِ الأقوال الشاذة و الرفع من شانها لتكون هي الحاكمَ على أدلة الكتاب والسنة .. حتى التبس الأمر على كثير من العامة فصاروا لا يعرفون الحق من الباطل .. والخطأ من الصواب .. ويا لها من كبيرة يوم أن يقول المرء على الله ما لا يعلم فيَضِلُ ويُضل. (وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُون). وفي المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال عليَّ ما لم أقُل فليتبوَّأ بيتًا من جهنم، ومن أُفتِيَ بغير علمٍ كان إثمُه على من أفتاه".
عباد الله:
إن الأمور إذا الأحداث دبرها دون الشيوخ ترى في سيرها الخللا
ذكر أبو عمر أن مالكا دخل على ربيعة فوجده يبكي فقال: ما يبكيك وارتاع لبكائه. فقال له: أمصيبة دخلت عليك؟ قال: لا ولكن استفتي من لا علم له، وظهر في الإسلام أمر عظيم!. قال ربيعة: وبعض من يفتي ههنا أحق بالسجن من السُرَّاق.
قال ابن الصلاح المتوفى في منتصف القرن السابع بعد أن نقل هذا الخبر: "رحم الله ربيعة كيف لو أدرك زماننا؟ " ونحن نقول: رحمهم الله جميعا كيف لو رأوا صحافتنا وكمَّ المتعالمين الوالغين في الدين.
إن هذا المنهج الذي بدت فينا متاهاته وظلماته واقصد بذلك منهج الإفتاء كيفما اتفق والقولِ في الدين من غير أهله، أو ممن يدعي العلم، أو يعلم ولكنه يحابي السلطان أو الناس أو ذوي المصالح بفتواه .. إن هذا المنهج ليفسد ولا يصلح ويهدم ولا يبني .. قال عمر رضي الله عنه: " (يهدِمُ الإسلامَ زلةُ العالم، وجدال المنافق بالكتاب، وحكم الأئمة المُضلين).
وروى ابن وضاح بسنده عن مسروق قال:قال عبدالله ابن مسعود: " ليس عام إلا والذي بعده شر منه لا أقول عام أمطر من عام، ولا عام أخصب من عام،ولا أمير خير من أمير، لكن ذهاب علمائكم وخياركم، ثم يحدث أقوام يقيسون الأمور بآرائهم فيهدم الإسلام ويثلم ".
إخوة الإسلام: لقد ترك متفيهقو الصحافة والفضائيات تركوا أدلة الكتاب والسنة وأقوال العلماء الربانيين الراسخين في العلم .. وتشبثوا بآراء شاذة أو مغلوطة يريدون بذلك خدمة أغراضهم وصرف الناس عن العلم الرباني بدعوى التيسير وتغير العصر وضرورة الزمن .. وهؤلاء أولى بأن يحجر عليهم لأنهم سفهاء، وقد قيل: " الحجر لاستصلاح الأديان أولى من الحجر لاستصلاح الأموال والأبدان ".
فلننتبه أيها المسلمون من هذه الحرب الخفية التي نراها تلوح في الأفق، والتي يحاول من خلالها بعض السفهاء بحكم مواقعهم الصحفية أو الإعلامية أن يقرروا بعض الفتاوى التي صدرت من أناس بعضهم يوصفون بالمفتين وهم أبعد الناس عن صفات العلماء الربانيين .. كمنع الحجاب أو النقاب، أو تجويز الاختلاط وتبديع هذا المصطلح والادعاء بحداثته أو نحو ذلك من الآراء التي وقف منها علماؤنا الربانيون وهيئاتنا الإفتائية الرسمية موقف الحازم الذي لا يخاف في الله لومة لائم. وإن العجب كل العجب أن لا يتكلم في الطب إلا طبيب ولا في الهندسة إلا مهندس ولكن الشرع والدين يتكلم فيه ويفتي به كل من شاء بلا خوف ولا خجل ولا استحياء. وصدق الله: (وَلاَ تُطِعْ مَن أَغفَلنَا قَلبَهُ عَن ذِكرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمرُهُ فُرُطًا).
أقول ما تسمعون وأستغفر الله ...
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين ..
إخوة الإسلام: انتشرت في الناس عبارة عندما يشكل عليهم أمر .. جعلتهم يبادرون في السؤال والاستفتاء كلَّ من رأوه يحفظ حديثا أو حديثين أو آية أو آيتين .. وهي قولهم: اجعل بينك وبين النار مطوعا ... والحقيقة أن هذه العبارة ليست بمستقيمة لأن هذا المفتي الذي ترى أنه سيحجزك عن النار إن سألته لن يفعل ما لم يكن أهلا للفتوى .. وهل من العقل أن تذهب إلى عامل نظافة لتستشيره في أمر هندسي يتعلق بعمارتك التي تنشؤها .. أو على الأقل إلى طالب هندسة في سنته الأولى .. والأمر الحق في هذا الباب أن يقال كما قال ابن سيرين رحمه الله: " إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم ".
فإذا أشكل عليكم شيء من أمر الدين فلا تبحثوا عن المتساهلين الذين يرجحون بأهوائهم ووفق متغيرات الزمن .. بل اسألوا العلماء الربانيين المتمكنين الذين يظهر أثر العلم على سمتهم وكلامهم وورعهم وتقواهم لرب العالمين ... اسأل الله أن يهدينا لكل حق وأن يعصمنا من الباطل وأهله إنه سميع مجيب .. هذا وصلوا وسلموا ..(/)
أربع مسائل في الرضاع,,, الشيخ محمد المشيطي
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[13 - Jun-2010, صباحاً 05:51]ـ
مما يُحمدُ لطالب العلم بُعده عما يثير الناسَ وتستنكره أفهامُ العوام، لاسيما ما لا تدعو إليه الحاجة ولا تعم به البلوى وليس هو من ضرورات الدين.
وهذا من الحكمة التي تميزُ طالبَ العلم عن غيره، وهو مما دعا إليه سالِفو هذه الأمة وخيارُها، كما قال الإمامُ عليٌّ رضي الله عنه:
حدثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يُكذَّب اللهُ ورسولُه؟ رواه البخاري موصولاً.
وقال عبدُالله بن مسعود رضي الله عنه: ما أنت بمحدِّثٍ قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة. رواه مسلم في مقدمة صحيحه.
قال شيخُ الإسلام رحمه الله في درء تعارض العقل والنقل (4 - 82):
ومن المعلوم أنه في تفاصيل آيات القرآن من العلم والإيمان ما يتفاضل الناسُ فيه تفاضلاً لا ينضبط لنا، والقرآنُ الذي يقرأه الناسُ بالليل والنهار يتفاضلون في فهمه تفاضلاً عظيماً، وقد رفع اللهُ بعضَ الناس على بعضٍ درجات كما قال تعالى: ?يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ? بل من الأخبار ما إذا سمعه بعضُ الناس ضرَّهم ذلك، وآخرون عليهم أن يصدقوا بمضمون ذلك ويعلموه، فمثلُ هذه الأحاديث التي سُمعت من الرسول صلى الله عليه وسلم أو ممن سمعها منه وعلم أنه قالها يجب على من سمعها أن يصدق بمضمونها، وإذا فَهم المراد كان عليه معرفته والإيمانُ به، وآخرون لا يصلح لهم أن يسمعوها في كثيرٍ من الأحوال، وإن كانوا في حالٍ أخرى يصلح لهم سماعها ومعرفتها ا. هـ كلامه.
ولا يقل قائلٌ إن هذا من الصدع بالحق وبيانِه وإن ترتب عليه ما ترتب! ..
فإن هذا يكون فيما لابد من بيانه مما يترتب على تركه الفتنةُ وضياعُ الحق، أما إذا كان العكسُ فليس من هذا الباب، ولا يُحمد من أثار جدل الناس وأحدث بسببه فتنة.
وإن مما يتميز به العالمُ عن غيره كونه أفهمَ للنصوص الشرعية من ناحية الجمع بينها ومن ناحية الحكمة في تطبيقها، وإلا فلو كان الأمر مجرد قراءةٍ للنصوص لما كان للعالم على غيره فضل.
فإن قيل إن إخفاء ذلك هو من كتمان العلم الذي جاءت النصوصُ بذمِّ فاعله ..
قيل: نعم! جاءت النصوصُ الشرعية بالوعيد الشديد لمن كتم علماً، ولكن العلم الذي يحرم كتمُه هو ما تتوقف عليه معرفةُ الحلال والحرام مما حاجةُ الناس إليه ماسة، أو من أمور العقائد التي لا يسَعُهم جهلُها، أما كون العالم يسكتُ عما يُخشى من عواقبه لدى العوام بسبب قصور أفهامهم عنه مع عدم حاجة عمومهم إليه؛ فليس هو من كتمان العلم في شيء، بل دلت النصوص على أن هذا من الحكمة، فقال الإمامُ البخاري في صحيحه: باب من خص بالعلم قوماً دون قومٍ كراهية أن لا يفهموا، ثم روى بإسناده عن أنسٍ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ومعاذٌ رضي الله عنه رديفه على الرحل قال: يا معاذ بن جبل. قال: لبيك يا رسول الله وسعديك. قال: يا معاذ. قال: لبيك يا رسول الله وسعديك - ثلاثاً - قال: ما من أحدٍ يشهدُ أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صدقاً من قلبه إلا حرمه اللهُ على النار. قال يا رسول الله أفلا أخبر به الناس فيستبشروا؟ قال إذاً يتَّكلوا. وأخبر بها معاذٌ عند موته تأثماً.
قال ابن رجب رحمه الله فيما نقله عنه الحافظُ في الفتح (11 - 348):
قال العلماء: يؤخذ من منع معاذٍ من تبشير الناس لئلا يتكلوا أن أحاديث الرخص لا تشاع في عموم الناس لئلا يقصر فهمهم عن المراد بها ا. هـ
وقال البخاري رحمه الله:
باب من ترك بعض الاختيار مخافة أن يقصر فهمُ بعض الناس عنه فيقعوا في أشد منه ..
ثم ساق بسنده عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا عائشةُ لولا قومك حديثٌ عهدهُم بكفرٍ لنقضت الكعبة فجعلت لها بابين بابٌ يَدخل الناسُ وبابٌ يخرجون» متفقٌ عليه، قال الحافظُ ابنُ حجر في فتح الباري (1 - 271):
(يُتْبَعُ)
(/)
في الحديث معنى ما ترجم له لأن قريشاً كانت تُعظِّم أمر الكعبة جداً، فخشي صلى الله عليه وسلم أن يظنوا لأجل قُرب عهدهم بالإسلام أنه غيَّر بناءها لينفرد بالفخر عليهم في ذلك، ويُستفاد منه تركُ المصلحة لأمن الوقوع في المفسدة، ومنه تركُ إنكار المنكر خشية الوقوع في أنكر منه، وأن الإمام يسوس رعيته بما فيه إصلاحهم ولو كان مفضولاً ما لم يكن محرماً. ا.هـ
وهذا حافظُ الأمة أبو هريرة رضي الله عنه كان يرى فضيلة إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء، غير أن من فقهه رضي الله عنه أنه كان يخفي ذلك عن الناس، كما أخرج مسلمٌ في صحيحه (250) عن أبى حازمٍ قال: كنت خلف أبي هريرة رضي الله عنه وهو يتوضأ للصلاة، فكان يمدُّ يده حتى تبلغ إبطه، فقلتُ له يا أبا هريرة ما هذا الوضوء؟ فقال يا بني فَرُّوخ أنتم ها هنا؟ لو علمتُ أنكم ها هنا ما توضأتُ هذا الوضوء، سمعت خليلي صلى الله عليه وسلم يقول: «تبلغُ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء»، قال القاضي عياض في إكمال المُعلِم (2 - 53):
وإنما أراد أبو هريرة رضي الله عنه بكلامه هذا أنه لا ينبغي لمن يُقتدى به إذا ترخص في أمرٍ لضرورة، أو تشدد فيه لوسوسة، أو لاعتقاده في ذلك مذهباً شذَّ به عن الناس أن يفعله بحضرة العامة الجهلة، لئلا يترخصوا برخصته لغير ضرورة. ا.هـ
وقال الشاطبي رحمه الله في الموافقات (4 - 189):
ومن هذا يُعلم أنه ليس كل ما يُعلم مما هو حق يُطلب نشره، وإن كان من علم الشريعة ومما يفيد علمًا بالأحكام، بل ذلك ينقسم، فمنه ما هو مطلوب النشر، وهو غالب علم الشريعة، ومنه ما لا يُطلب نشره بإطلاق، أو لا يُطلب نشره بالنسبة إلى حالٍ أو وقتٍ أو شخص ... قال رحمه الله:
وقد فرض العلماءُ مسائلَ مما لا يجوز الفتيا بها وإن كانت صحيحةً في نظر الفقه ..
ثم ذكر رحمه الله أمثلةً مما لا يسوغ ذكرها للعوام وقال: إلى غير ذلك مما يدل على أنه ليس كل علمٍ يُبث ويُنشر وإن كان حقًا، وقد أخبر مالكٌ عن نفسه أن عنده أحاديث وعلمًا ما تكلم فيها ولا حدَّث بها، وكان يكره الكلام فيما ليس تحته عمل، وأخبر عمن تقدمه أنهم كانوا يكرهون ذلك. ا.هـ
وقد قرر أهلُ العلم مسائل كثيرةٍ تتعلق بالفتيا وآدابها، فإن الإفتاء لا ينحصرُ بحفظ النصوص الشرعية مجردةً عن الحكمة في تنزيلها منازلها اللائقة بها، ومن ذلك أن لا تكون سبباً في إثارة الناس في الأمور التي يسع المفتي السكوت عنها.
ومنها ترك إجابة السائل إذا سأل عما لا يعنيه، فإن كثيراً من الناس اليوم يسألُ عما لا يعنيه ولا يحتاج إليه، فمثلُ هذا يُسلك معه أسلوب التربية وذلك بتوجيهه إلى السؤال عما ينفع وترك ما لا ينفع، وقد نزل من القرآن ما فيه تربيةٌ لأصحابِ رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك كقوله تعالى: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ?.
وقد أخرج ابنُ سعدٍ في حِلية الأولياء (3 - 327) عن التابعي الجليل عكرمة رحمه الله قال: قال لي ابنُ عباسٍ رضي الله عنه: انطلِق فأفتِ الناس، فمن سألك عما يعنيه فأفتِه، ومن سألك عما لا يعنيه فلا تُفتِه. ا.هـ
ومن ذلك أيضاً ترك الجواب إذا خاف المفتي فتنةً يدبرها المستفتي، أو خاف أن يستغلها الفسقةُ لمآربهم، فإنه مع وجود الإفتاء المباشر الذي يراه ويسمعه الملايين من الناس قد يسأل من لا يريد حقاً وإنما هو طالبٌ للتشغيب على أهل العلم والكيدِ للدين، فيجب على من ابتلاه الله بالإفتاء المباشر أن يكون حذراً يقظاً مستصحباً قول: الله أعلم، أو: تبحث هذه المسألة، أو: هذا الجواب يحتاج إلى اتصالٍ خاص، وما أشبه هذه العبارات التي لابد منها في بعض الأحيان.
فالمفتي الحكيمُ هو الذي يراعي مخاطبة الناس بما يفهمونه، ويترك ما لا يفهمونه مما لا تحتمله عقولهم، أو بما يخاف عليهم من تحريفه إذا أرادوا نقله والتعبيرَ عنه لعدم قدرتهم على ذلك.
كما أنه من الحكمة في بعض الفتاوى أن تُفرد بالشخص الذي يحتاج إليها دون تعميمها لمن لا يحتاج إليها، وذلك بالنظر إلى حاله فإن كانت مطابقةً أو مشابهةً لما وردت فيه الرخصةُ أفتي وإلا مُنع، يقول الشاطبي رحمه الله في الموافقات (4 - 191):
(يُتْبَعُ)
(/)
وضابطه أنك تعرض مسألتك على الشريعة، فإن صحت في ميزانها، فانظر في مآلها بالنسبة إلى حال الزمان وأهله، فإن لم يؤد ذكرُها إلى مفسدةٍ فاعرضها في ذهنك على العقول، فإن قبلَتها فلك أن تتكلم فيها إما على العموم إن كانت مما تقبلها العقول على العموم، وإما على الخصوص إن كانت غير لائقة بالعموم، وإن لم يكن لمسألتك هذا المساغ، فالسكوت عنها هو الجاري على وفق المصلحة الشرعية والعقلية. ا. هـ كلامه.
وهذا الشيخ الفقيه ابنُ عثيمين رحمه الله لما رجح حجية القراءة الشاذة إذا صح سندُها قال:
لكن لا نقرأ بها أمامَ العامَّة؛ لأننا إذا قرأنا بها أمامَ العامَّة حصل بذلك فتنةٌ وتشويش، وقِلَّةُ اطمئنانٍ إلى القرآن الكريم، وقِلَّةُ ثقةٍ به، وهذا لا شَكَّ أنه مؤثِّرٌ ربما على العقيدة فضلاً عن العمل، لكن الكلام فيما بين الإنسان وبين نفسِه، أو فيما بينه وبين طَلَبَةِ العِلم الذين يفهمون حقيقة هذا الأمر ... قال:
والحاصلُ: أنه ينبغي لطالب العِلم أن يكون معلِّماً مربياً، والشيءُ الذي يُخشى منه الفتنة؛ وليس أمراً لازماً لا بُدَّ منه؛ ينبغي له أن يتجنَّبه. ا. هـ من الشرح الممتع (3 - 116).
وثمة دقيقةٌ خفيةٌ يجب على المفتي أن يتفطن لها ويحذر منها وهي حب الشهرة، وهو داءٌ كم أفسد من نفوسٍ وأمرض من قلوب، لاسيما من عُرف بكثرة المخالفة والإغراب في الفتاوى، أو من لم يُعرف بعلمٍ أصلاً فإذا برز كان بروزه سبباً في الفتنة والتشغيب.
ثانياً: ليس كلُّ من اشتهر بشيءٍ يتعلق بأمرٍ من أمور الدين يكون أهلاً للفتيا، وهذا مما اختلط على كثيرٍ من الناس، فهناك من يشتهرُ بالخطابة والوعظ، وهناك من يشتهرُ بالرقية الشرعية، ومنهم من تكون شهرته بتأويل الرؤى، ومنهم من عُرف بعلاج المشاكل الاجتماعية، فاستفتاءُ من هذه حاله دون النظر إلى أهليته؛ خللٌ أورث اللبس على الناس واختلطت عليهم الأحكامُ وظهر في نفوسهم التناقضُ وكثر فيهم الخلاف، وقد قال القرطبي في المفهم (5 - 298):
لو سكت الجهالُ قل الخلاف.
ثالثاً: الوقوع في عِرض من صدر منه مثلُ هذا القول والتنقصُ منه لا يحل شرعاً، وهو من الغيبة التي هي من كبائر الذنوب، والمنهج الشرعي مناقشة القول دون التنقص من قائله إن كان من أهل العلم، وما منا إلا رادٌّ ومردودٌ عليه، هذا بالنسبة لمن كانت لديه الأهليةُ لذلك من طلاب العلم، أما إن كان عامياً فيسأل من يثق بدينه وعلمه عما أشكل عليه، مع وجوب الإمساك عن الكلام في الأعراض وتنقص الذوات.
كما أن هذا المجتهد إن كان من أهل العلم فهو مأجورٌ وإن أخطأ، ففي حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا حكم الحاكمُ فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر) متفقٌ على صحته.
والأمر كما قال الإمامُ ابنُ القيم رحمه الله في زاد المعاد (5 - 590):
هي مسألة اجتهاد، وأحدُ الحزبين مأجورٌ أجراً واحداً والآخرُ مأجورٌ أجرين، وأسعدهما بالأجرين من أصاب حكمَ الله ورسوله في هذه الواقعة، فكلٌّ من المُدخِل للستر المصون بهذه الرضاعة والمانعِ من الدخول فائزٌ بالأجر، مجتهدٌ في مرضاة الله وطاعة رسوله وتنفيذ حكمه، ولهما أسوةٌ بالنبيَّين الكريمين - داود وسليمان اللذَّين أثنى اللهُ عليهما بالحكمة والحُكم، وخص بفهم الحكومة أحدَهما. ا. هـ
رابعاً: وأما مسألةُ رضاع الكبير هل يكون معتبراً أو لا؟ فهي مسألةٌ مبثوثةٌ في كتب العلماء فليست جديدة ولا وليدة، والنصوص تدل على أنه لا يُعتبر إلا ما أنبت اللحم وأنشز العظم، بمعنى أن الجسم تغذى عليه وكان سبباً في نشوئه كما كان ماءُ الرجل سبباً في خلقه، وما ذهب إليه بعضُ العلماء من الاستدلال بحديث عائشة رضي اللهُ عنها أن سالماً مولى أبي حذيفة رضي الله عنه كان مع أبى حذيفة وأهله في بيتهم فأتت - تعنى ابنة سهيل زوجته - النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إن سالماً قد بلغ ما يبلغ الرجال وعقل ما عقلوا، وإنه يدخل علينا وإني أظن أن في نفس أبي حذيفة من ذلك شيئاً. فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: «أرضعيه تحرمي عليه ويذهب الذي في نفس أبي حذيفة». فرجعتْ فقالت إني قد أرضعته فذهب الذي في نفس أبي حذيفة. رواه مسلم.
وأخرج البخاري في صحيحه أن أبا حذيفة تبنى سالماً.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن هذا المذهب قد قال به بعضُ العلماء رحمهم الله، ولكن هل كلُّ قولٍ قيل به يكون صواباً؟ الجواب: لا، فإن الحق لا يمكن أن يتعدد، كما أنه لا يجوز للعامي أن يجعل أيَّ قولٍ قيل به ذريعةً إلى الترخص، فإنه مما ابتلينا به في هذه الأزمنة أن بعض الناس يتصيد مثل هذه الأقوال، فإذا عثر على ما يوافق هواه من الأقوال الغريبة أو الشاذة فكأنه وقع على كنز، يطيرُ به فرحاً وينشره قدر استطاعته في وسائل الإعلام ظاناً أن هذا من العلم الذي يجب تبليغه، متهماً أهل العلم بتعمد إخفاءه والظن به على الناس ..
ومن المعلوم أن كثيراً من مسائل الفقه لا تخلو من خلافٍ بين الفقهاء، والعبرة في العمل بالحكم الشرعي ما وافق الدليل، ومثلُ هذا لا يمكن للعامي أن يعرفه وإنما يلزمه أن يسأل من يثق بدينه وعلمه، سؤال إبراء للذمة لا سؤال هوىً وشهوة
?فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ?.
ومسألة الرَّضاع شأنها شأن غيرها من المسائل التي وقع فيها الخلاف، ليس في رضاع الكبير فحسب، فإن من العلماء من ذهب إلى أنه يكفي في التحريم رضعةٌ واحدة، كما هو مذهب أبي حنيفة ومالكٍ ورواية عن أحمد، والصواب الذي عليه الجمهور أنه لا يُحرِّمُ أقل من خمس رضعات، وحديث عائشة رضي الله عنها الذي رواه مسلم (كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعاتٍ معلوماتٍ يُحرِّمن، ثم نُسخن بخمسٍ معلومات) صريحٌ في هذا الحكم ومقيِّدٌ لمطلق النصوص.
وكثيراً ما يكون سببُ مثل هذا الخلاف خفاء النص على من قال بخلافه، أو تأويله تأويلاً يؤجرُ عليه وإن كان مخطئاً باعتباره أهلاً للاجتهاد.
فرضاع الكبير ورد لمناسبةٍ خاصةٍ لها ظروفُها ولم يأتِ ابتداءً، وإذا تظافرت النصوصُ في بيان مسألةٍ من المسائل، ثم ورد عليها نصٌّ لم يرد ابتداءً وإنما ورد بعد سؤالٍ فجاء الحكمُ على خلاف الأصل؛ كان هذا مستنداً قوياً لتضييق هذا الحكم وحصره بأحد أمرين: إما خصوصية العين أو خصوصية الوصف، وليس من منهج أهل العلم ترك الأصل لحكمٍ طاريءٍ مطلقاً، بل الواجب الاستمساك بالأصل حتى يرد عليه ما يعلوه أو يساويه من النصوص دون ما هو أدنى منه.
فإذا سلمنا بعدم خصوصية العين وأن الأصل تساوي الأمة في الأحكام؛ وأخذنا بخصوصية الوصف فحينئذٍ لابد من بيان القدر الذي يمكن أن تُضبط به مثلُ هذه المسألة.
والمُلجئ لهذا الضبط هو أن إطلاق المصطلحات للناس (كمصطلح الحاجة والضرورة) يسبب الفوضى في تنزيل الأحكام على الأعيان، إذ إن تحديد مقدار الحاجة أو الضرورة مما تتفاوت فيها الأفهامُ تفاوتاً كبيراً، وهي مما تختلفُ زماناً ومكاناً، فكما أن عوام الناس بحاجةٍ إلى بيان الأحكام الشرعية بياناً يزيل اللبس ويرفع الجهل؛ فهم بحاجةٍ إلى ضبط هذه المصطلحات الواردة على خلاف الأصل، وكما أن الله تبارك وتعالى ما جعل علينا في الدين من حرج؛ فكذلك يلزم العالم ألا يجعل على المستفتي حرجاً في سؤاله، من ناحية إقحامه في مصطلحاتٍ لا يستطيع ضبطها ضبطاً يتوافق مع النصوص، أو يكون قريباً منها قرباً ينفي عنه الوقوع في الحرج والإثم، لاسيما وأن الناس قد فتحوا على أنفسهم أبواباً من الرخص التي يبعد أن تكون مرادة من الشارع الحكيم، والتي كان من أسبابها إقحامهم بمصطلحاتٍ تعجز أذهانُهم عن معرفة كيفية تنزيلها على الواقعة.
فعلى من أفتى بمثل هذه الفتيا وقرنها بالحاجة أن يبين ذلك بأمثلةٍ توضح هذه الحاجة، إذ لا يخلو بيتٌ من أبيات المسلمين إلا وله حاجةٌ لمثل هذا الحكم، فيكون إطلاقُ مصطلح الحاجة - والحالةُ هذه - لاغياً لا قيمة له ولا طائل تحته، فإذا كان هذا في وقتنا الذي تتوفر فيه كافة الإمكانات وتتيسر فيه كثيرٌ من الأمور؛ فكيف الحالُ في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم الذي هم أحوج منا إلى مثل هذا الحكم، فإنهم كانوا يسافرون للغزو والحج والعمرة، فيحتاجون إلى من يخلفهم في أهلهم ويقوم بشؤونهم ويحفظهم من ورائهم، وفيهم كذلك الضعيف الذي يحتاج إلى من يَدخل عليه ويَخدمه ممن ليس بينه وبين امرأته محرميةٌ تخوِّل له الدخول عليها، وكانت النساءُ بحاجةٍ إلى من يصحبهن في السفر إما للمناسك أو للهجرة أو لغير ذلك، ومع ذلك لم نجدهم توسعوا في ذلك، وهذا من أبين الأدلة على أن هذا الحكم محصورٌ بخصوصية العين أو الوصف المنضبط.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن الحاجة التي يسوغ قياسها على هذا الحديث في هذا الزمن مثلاً ما يوجد عند بعض الناس من اللقطاء الذين تربوا عندهم سنين طويلة، وعاشوا عندهم على أنهم أبناء لهم، فإن مصارحتهم بحقيقة حالهم قد يترتبُ عليها ضررٌ نفسيٌّ كبير، ومن القواعد المقررة في الشريعة أن الأمر إذا ضاق اتسع، ففي هذه الحالة النادرة الوقوع قد يُلجأ إلى مثل هذا القول.
ومن الأمثلة كذلك ما لو أسلم كافرٌ قد تبنى ولداً ليس له، مما كان عليه أهلُ الجاهلية وكان في صدر الإسلام - كما في حال سالمٍ مع حذيفة - ففي هذه الصورة يمكن الأخذ بها لكونها مطابقةً للحال التي رخص فيها النبيُّ صلى الله عليه وسلم لسهلة رضي الله عنها.
أما إطلاق الحاجة دون ضبطٍ فهذا يورث ما يورث عند العوام من إشكالاتٍ ترتب عليها القصور في فهم المراد، مما سبب الغلط في كيفية تنزيل الواقعة وتطبيقها.
وقد اتفق الأئمةُ الأربعة رحمهم الله على أن رضاع الكبير غير معتبر، وقال سماحة شيخنا ابنُ بازٍ نور الله ضريحه في مجموع فتاواه (22 - 263):
الصحيح من قولي العلماء أن هذا خاص بسالم وبسهلة بنت سهيل وليس عاماً للأمة، قاله غالبُ أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وقاله جمعٌ غفيرٌ من أهل العلم وهذا هو الصواب؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «لا رضاع إلا ما فتق الأمعاء وكان قبل الفطام»، ولقوله عليه الصلاة والسلام: «إنما الرضاعة من المجاعة» رواه الشيخان في الصحيحين، ولقوله أيضا عليه الصلاة والسلام: «لا رضاع إلا في الحولين»، فهذه الأحاديث تدل على أن الرضاع يختص بالحولين ولا يؤثر الرضاع بعد ذلك، وهذا هو الصواب. ا.هـ
وقال الشيخ الفقيه ابنُ عثيمين قدس الله روحه:
أما خصوصية الوصف فالأمر فيها قريب، وقد اختار ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وقال: إنه إذا كان المقصود بالإرضاع التغذية فإنه لا يكون إلا في زمن الرضاع، وإذا كان المقصود بالرضاع دفع الحاجة جاز ولو للكبير، وعندي أن هذا - أيضاً - ضعيف، وأن رضاع الكبير لا يؤثر مطلقاً، إلا إذا وجدنا حالاً تشبه حال أبي حذيفة من كل وجه.
ويرى بعض العلماء أن مطلق الحاجة تبيح رضاع الكبير، وأن المرأة متى احتاجت إلى أن ترضع هذا الإنسان وهو كبيرٌ أرضعته وصار ابناً لها، ولكننا إذا أردنا أن نحقق قلنا: ليس مطلق الحاجة، بل الحاجة الموازية لقصة سالم، والحاجة الموازية لقصة سالم غير ممكنة؛ لأن التبني أُبطل، فلما انتفت الحالُ انتفى الحكم، ويدل لهذا التوجيه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قال: «إياكم والدخول على النساء» قالوا: يا رسول الله، أرأيت الحمو - وهو قريب الزوج كأخيه مثلاً - قال: «الحمو الموت» متفقٌ عليه، والحمو في حاجة أن يدخل بيت أخيه إذا كان البيت واحداً، ولم يقل عليه الصلاة والسلام: الحمو ترضعه زوجةُ أخيه، مع أن الحاجة ذُكرت له، فدل هذا على أن مطلق الحاجة لا يبيح رضاع الكبير؛ لأننا لو قلنا بهذا لكان فيه مفسدة عظيمة، وكانت المرأة تأتي كل يوم لزوجها بحليب من ثديها، وإذا صار اليوم الخامس صار ولداً لها، وهذه مشكلة، فالقول بهذا ضعيفٌ أثراً ونظراً، ولا يصح ... قال:
والخلاصة أنه بعد انتهاء التبني نقول: لا يجوز إرضاع الكبير، ولا يؤثر إرضاع الكبير، بل لا بد إما أن يكون في الحولين، وإما أن يكون قبل الفطام، وهو الراجح. ا. هـ
أسأل الله أن يفقهنا في دينه وأن يصلح قلوبنا ويرزقنا حسن الاتباع ..
ـ[الشرح الممتع]ــــــــ[24 - Jun-2010, مساء 02:04]ـ
جزاكم الله خير(/)
وهذا رابط المحاضرة الصوتي اللحظة الفارقة للشيخ أبي إسحاق الحويني من برلين
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[13 - Jun-2010, مساء 11:02]ـ
http://alheweny.org/aws/play.php?catsmktba=10183
وهذا رابط المحاضرة الصوتي اللحظة الفارقة
انتظرونا في تفريغ المحاضرة ان شاء الله(/)
الفرقة الكروية (!)
ـ[أبو الحزم]ــــــــ[14 - Jun-2010, مساء 02:25]ـ
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و سلم .. ثم أما بعد
فإن خير الحديث كتاب الله و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم و إن شر الأمور محدثاتها و إن كل محدثة في الدين بدعة و إن كل بدعة ضلالة و إن كل ضلالة في النار
فإن المعصية ينضم إلى دنسها نجس البدعة إذا تزرع المرء لفعلها بتأويلات فاسدة و أقوال مرجوحة كاسدة لإباحتها و تسويغها واعتقاد أن ذلك جائز دينا من عند الله و يزداد الأمر سوءً إذا أضيف إلى ذلك إقامة هذا الدين ولاءً عليه و اعتقاداً فيه و بث الفرقة به بين الناس، بل و رمي أهل الحق بالتشدد و الغلو لمخالفتهم هذه الآراء المحدثة فتجتمع ثلاث ضلالات في أمر واحد يظنه الغافل هيناً وهو عند الله عظيم ألا وهي المعصية و البدعة و الفرقة،،
و لعلي سأضربُ مثالاً عملياً كثر فيه المراء على أمر واضح و بين (ألا وهو لعبة كرة القدم)
و إنما اخترتها ليست لمجرد أنها لعبة باطلة أو حتى لمجرد أنها معصية
لكنها مظهر لداء خبيث مستشري بشكل مريع من التشبه بأحوال الأعداء و أوضاع و أخلاقيات فاسدة دخيلة لم يسمع عنها قط في أمة الإسلام
و يبلغ به حد عجيب حتى أنه ليستحوذ على عامة فكر الناس – إلا ما رحم ربي -
فهو مظهر لباطل عام مستشري يأكل عقول الشباب و لم يدخل عليهم إلا بعد دخول الاستعمار السرطاني لبلاد المسلمين
و مثال حي للتمسخ و التبعية و لا أقول تشبها بالأعداء فقط و لكنه تقليدٌ أعمى لا يدل إلا على باطن خطير خاوي من الحق أو يكاد فملئ بالباطل و ازداد
وإني بهذا الموضوع لا أخاطب شباب غارق في سكرة الباطل و ممتلئ عقله فراغ كالكرة التي يشجعونها
فقد هاج الفراغ عليه شغلا ## و أسباب البلاء من الفراغ
فإن هذه الطبقة من الشباب التائه لها خطب آخر
أستهدف بموضوعي هذا طبقة من الشباب المتدين
لأنه من المفترض أن يكون هؤلاء الشباب مدرك و واعي و متيقظ لما فيه خطر على أنفسهم و على أممهم
لا أن يكونوا هم الأداة التي يستخدمها الأعداء لتسويغ الباطل و إلباسه ثوب الحق
فإن المتدين إذا رأى هذا الباطل و استساغه و مارسه كان خطره أشد من فعل ألف رجل لا يأخذ هذا الفعل تديناً منه
لأنه إذا رأي أهل الدين حوله لا ينكرون ما فيه من منكر بل يسوغونه لظن أنه مباحا لا بأس به
لا أن يظن أن فعله معصية و مخالفة ...
لتحميل البحث
اضغط هنا
http://www.islamsons.ucoz.com/frka_kroya.doc(/)
الطلاق وخطورة التساهل فيه/ للشيخ محمد بن أحمد الفيفي./صوتي
ـ[ابو اميمة محمد]ــــــــ[14 - Jun-2010, مساء 07:53]ـ
الطلاق وخطورة التساهل فيه للشيخ محمد بن أحمد الفيفي.
http://www.4shared.com/audio/iGbGb17l/_________.html (http://www.4shared.com/audio/iGbGb17l/_________.html)
ابو اميمة محمد
ـ[الهاشمي]ــــــــ[14 - Jun-2010, مساء 09:41]ـ
بارك الله فيك أخي محمد
وجزى الله الشيخ محمد الفيفي خير الجزاء
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[14 - Jun-2010, مساء 09:57]ـ
؛؛؛؛؛؛
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[14 - Jun-2010, مساء 10:03]ـ
كيف طريقة التحميل الله يبارك فيك؟؟ أي أيقونة أضغط عليها؟
شكرا لك
ـ[ابو اميمة محمد]ــــــــ[15 - Jun-2010, صباحاً 02:53]ـ
اضغط على ايقونة (تنزيل الان) من موقع شارد فور وسيبدا التحميل
اتمنى لك التوفيق
ـ[مسلمة فلسطينية]ــــــــ[19 - Jun-2010, مساء 05:01]ـ
الموقع بيطلب مني كلمة مرور
ـ[ابو اميمة محمد]ــــــــ[20 - Jun-2010, صباحاً 02:05]ـ
الله المستعان(/)
الإحرام من أقرب ميقات
ـ[الشرح الممتع]ــــــــ[14 - Jun-2010, مساء 10:23]ـ
لو أن ميقاتي الاصلي الجحفة وأنا عزمت على العمرة بعد أن أذهب لجدة وحاذيت ميقات
يلملم لأني كنت برحلة بتلك الجهات ثم رجعت لأقرب ميقات وهو السيل الكبير وأحرمت من هناك هل علي شيء؟ ولو فعلت ذلك مرات عديدة يعني ناوي أن أحرم من أقرب ميقات ..
ـ[أم هانئ]ــــــــ[15 - Jun-2010, صباحاً 06:02]ـ
قال ابن حجر في (فتح الباري بشرح صحيح البخاري):
قوله: (فمن حيث أنشأ)
أي فميقاته من حيث أنشأ الإحرام إذ السفر من مكانه إلى مكة وهذا متفق عليه إلا ما روي عن مجاهد أنه قال: ميقات هؤلاء نفس مكة , واستدل به ابن حزم على أن من ليس له ميقات فميقاته من حيث شاء ولا دلالة فيه لأنه يختص بمن كان دون الميقات أي إلى جهة مكة كما تقدم , ويؤخذ منه أن من سافر غير قاصد للنسك فجاوز الميقات ثم بدا له بعد ذلك النسك أنه محرم من حيث تجدد له القصد ولا يجب عليه الرجوع إلى الميقات لقوله " فمن حيث أنشأ ". انتهى.
http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=9&ID=28691&Search****= من%20حيث%20أنشأ& SearchType=exact&Scope=all&Offset=0&SearchLevel=Allword
إذا تجددت له نية حج أو عمرة بعد أن تجاوز الميقات فمن أين يحرم؟
السؤال: ما حكم من خرج من الرياض إلى مكة ولم يقصد لا حجا ولا عمرة ثم بعد وصوله مكة أراد الحج فأحرم من جدة قارناً فهل يجزئه الإحرام من جدة أم عليه دم لابد من ذهابه إلى المواقيت المعلومة؟
الجواب: إذا تجاوز الإنسان الميقات وهو لا يريد حجاً ولا عمرة فليس عليه شيء وإذا تجددت له النية بعد أن تجاوز المواقيت فإنه يحرم من المكان الذي تجددت له به النية لقوله صلى الله عليه وسلم: ((ومن كان دون ذلك فمن حيث أنشأ. [فتاوى الحرم للعثيمين]
التعليق: المذكور في الفتوى هو رواية عن أحمد، وظاهر كلام الخرقي، وبه يقول مالك والثوري، والشافعي، وصاحبا أبي حنيفة.
وعن أحمد رواية أخرى، وهي أنه يرجع إلى الميقات الذي مر عليه، وبه قال إسحاق، ويحمل على من تجاوز الميقات، وهو يريد النسك. [المغني 3/ 267]
http://www.saaid.net/mktarat/hajj/0014.htm
أما باقي السؤال الحق أنه يحتاج لإيضاح.
ـ[الشرح الممتع]ــــــــ[07 - Nov-2010, صباحاً 12:34]ـ
بورك بكم(/)
تفريغ محاضرة اللحظة الفارقة ببرلين لشيخنا أبي إسحاق الحويني
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[15 - Jun-2010, صباحاً 03:19]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
إنَّ الحمدَ لله تعالى نحمده ونستعينُ به ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرورِ أنفسنا وسيئاتِ أعمالِنا من يهدى اللهُ تعالى فلا مضلَّ له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أنَّ لا إله إلا الله وحدهُ لا شريك له وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُه ورسوله.
أما بعدِ
فإن أصدق الحديثِ كتاب الله تعالي وأحسنَ الهدي هدي محمدٍ صلي الله عليه وآله وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها وكلَّ محدَثةٍ بدعه وكلَّ بدعةٍ ضلالة وكلَّ ضلالةٍ في النار، اللهم صلى على محمدٍ وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنَّك حميدٌ مجيد
درسنا هذا المساء بعنوان: (اللحظة الفارقة).
توضيح لعنوان المحاضرة.
واللحظة: هي طائفةٌ قصيرةٌ من الزمن قد تكون كلمح البصر وقد تزيد قليلًا ولأن الإنسان لا يمتلك إلا اللحظة التي يعيش فيها، فإن أيام الإنسان ثلاثة يومٌ مضى، ويومٌ يأتي، واليوم الذي يعيش فيه.
فأما اليوم الذي مضى فلا يملكه، وأما اليوم الذي يأتي فلا يملكه أيضًا لأنه قد يكون من جملة الأموات، وأما اليوم الذي يعيشه فهو لا يملك منه إلا اللحظة التي يتنفس فيها، لأنه قد يموت بعد دقيقة أو بعد دقيقتين.
إذًا فحياة المرء هي اللحظة التي يعيش فيها.
كما نقول مثلًا ما مدة استمتاعك بالطعام، قد يشتهي المرء نوعًا معينًا من الأكل، وله ثمن غالٍ نفترض رجل يريد أن يأكل أكلة بمائة يورو مثلًا، فبدأ يدخر يورو مع يورو حتى جمع المال، ثم دخل إلى المطعم وجلس يأكل، المائة يورو لو أنا ترجمتها إلى ساعات عمل ربما يكون هذا الرجل يكون قد أنفق يوم أو يومين أو ثلاثة بما يساوي مائة يورو علي حسب ساعات العمل.
ثم جلس يأكل الطعام الذي يشتهيه، مدة استمتاعه بالطعام هي مدة بقاء اللقمة في فمه فقط، أي ثلاثون ثانية مثلًا، لأن الإنسان إذا مضغ الطعام، ثم مضغ الطعام وينعم الطعام في الفم، إما أن يبلعه أو يطرحه في خارج فمه، لا يستطيع أن يبقيه، فتكون مدة استمتاعه الحقيقي بالطعام ثلاثون ثانية، هذه الثلاثون ثانية كم قابلها كم ساعة التي هي المائة يورو، كم ساعة؟ ممكن يكون ثمانية وأربعون ساعة، ممكن يكون خمسون ساعة أو أكثر.
ينفق من جهده وعرقه خمسين ساعة لثلاثين ثانية وهي مدة بقاء الطعام في فمه، لأن هذا هو الاستمتاع فقط بالطعام، بعد بلع الإنسان الطعام انتهت المسألة.
الحياة كلها لحظة وهذه قد تكون فارقة.
إذن حتى استمتاعه بالطعام لحظة، إذن حياتنا كلها لحظة، وهذه اللحظة قد تكون فارقة بين الهدى والضلال، بين السعادة والشقاء وقديمًا حدث شيئُا من هذا ونزلت سورة بسبب هذا الحدث، ألا وهي سورة البروج، قصة أصحاب الأخدود، وقصة أصحاب الأخدود كما رواها الإمام مسلم في صحيحه من حديث صُهيبٍ الرومي- رضي الله عنه-، أن ملكًا من الملوك كان له ساحر، وهذا الساحر لما كبر قال للملك: إني كبرت فأريد غلامًا نجيبًا أعلمه السحر، لأن السحر قديمًا كان يشبه المخابرات العامة الآن.
الملك إذا أراد أن يفعل شيئًا في الخفاء كان يستخدم السحرة، كما تفعل الدول إذا أرادت أن تبث شيئًا أو أن تفعل شيئًا، فالمخابرات هي التي تتدخل في هذه المسألة.
قال: إني أريد غلامًا نجيبًا أعلمه السحر فإني أخشى أن أموت وليس فيكم من يتعلمه، وبالفعل اختاروا له غلامًا نجيبًا وذكيًا لماحًا، فهذا الغلام وهو يذهب إلى الساحر كان في الطريق صومعة راهب، وكان الرهبان آنذاك كانوا مسلمين، لأنهم كانوا على دين عيسى– عليه السلام- ولم يكن بعث النبي- صلى الله عليه وسلم-.
بيان مكانة كلام الله _عز وجل_.
في مرة من المرات مر هذا الغلام على صومعة الراهب فسمع كلامه فأعجبه الكلام وهذا هو الفرق بين كلام الله- عز وجل- وبين كلام البشر، تجد لكلام الله- عز وجل- طريقًا إلى القلب، حتى ولو لم تفهمه تشعر أن عليه طلاوة وفخامة وجلالة، ويدخل إلى القلب كالسحر حتى وإن لم تفهمه.
(يُتْبَعُ)
(/)
بدأ الغلام يميل إلى الراهب ويسمع الكلام ويعجبه الكلام، ويذهب إلى الساحر يسمع طلاسم ولا يفهم شيئاً، سحر معقد مركب، المهم أنه بدأ يتأخر عند الراهب وينسى نفسه، وينسى أنه ذاهب إلى الساحر، فينسى نفسه، وإذا ذهب متأخرًا إلى الساحر ضربه الساحر وإذا رجع إلى أهله ضربه أهله لأنه يتأخر أيضًا عن الموعد.
فشكا ذلك إلى الراهب، قال إذا ضربك الساحر فقل حبسني أهلي وإذا ضربك أهلك فقل حبسني الساحر، يقول للساحر أهلي أخروني وعند أهله يقول الساحر هو الذي أخرني.
حتى جاء يوم خرج فيه أسد، دابة عظيمة، في سنن الترمذي هذه الدابة كانت أسدًا، هذا الأسد وقف على طريق الناس وكل الناس خافوا أن يمشوا في هذا الطريق، فالملك يستخدم الساحر في هذه المسألة، لابد أن يمشي الأسد،حني يعيش الناس ويمارسون حياتهم فالساحر لأنه كبير أرسل الغلام، فقال له: عليك بهذا الأسد أقتله أو أعمل له سحر، المهم يترك طريق الناس، الغلام أمسك بحجر، ثم قال اليوم أعلم، وهذه هي اللحظات الفارقة، وهذا هو الشاهد من الحديث كله.
قال:" الْيَوْم أَعْلَم أُأْمُر الْرَّاهِب أَحَب إِلَى الْلَّه أَم أَمْر الْسَّاحِر، الْلَّهُم إِن كَان أَمْر الْرَّاهِب أَحَب إِلَيْك فَاقْتُل هَذِه الْدَّابَّة "، ثم رماها بحجر فقتلها ومات الأسد.
لما قُدِمَ أمر ُ الراهب في الذكر علي أمر الساحر؟
بدا للغلام في هذه اللحظة الفارقة التي أراد أن يعرف فيها الحق من الضلال، أن يعرف الظلام من النور، بدا له أن يعرف خط سيره وأن يعرف حياته فرجا، ولذلك أنظر قدم أمر الراهب في الذكر على أمر الساحر، قال: إِن كَان أَمْر الْرَّاهِب أَحَب إِلَيْك فَاقْتُل هَذِه الْدَّابَّة "، وهذا يوضح أنه كان يميل إلى الراهب ولذلك قدمه في الذكر.
المهم لما قتلت الدابة انتشر صيت الغلام وعُرف بين الناس، وكان مغمورًا لأنه كان تلميذًا يتعلم، المعروف كان الساحر الكبير، فبدأ الناس يذكرون الغلام، فلما دخل الغلام على الراهب المسلم، قال له الراهب:" أَي بُنَي إِنَّك الْيَوْم صِرْت أَفْضَل مِنِّي،وَإِنَّك سَتَبْتُلي، فَإِن ابْتُلِيْت فَلَا تَدُل عَلَي "، لا أعرفك ولا تعرفني، إذا قبض عليك وقيل من علمك؟ فنحن لا نعرف بعض، وبدأ يتوافد الناس علي الغلام وصار مشهورًا.
فكان يداوي الناس من سائر الأدواء، يأتي الأعمى ويقرأ عليه أي حاجة يبصر، والعاجز عن المشي، والأصم يسمع، كل واحد عنده عاهة مستديمة كان يأتي لهذا الغلام، فكان هذا الملك له جليس جليس نبيل يحبه الملك ويقربه، وأنت تعرف في التاريخ يقول مهرج الملك رجل صاحب كوميديا، الملك الرعية يتعبونه في حياته ويريدون كذا وكذا وكذا، فيريد أن يضحك ويبتسم أحيانًا، فلا بد أن يكون هناك واحد مهرج للمك، يأتي له بالنكت وغير ذلك وقعد الملك يضحك ويبتسم لكي يستطيع أن يمارس حياته، فهذا كان نديمًا للملك.
نديم: أي من أخص الناس به، أي يحبه، وهذا الرجل كان قد عمي فلما سمع بأمر الغلام فذهب إلى الغلام وقال له:" اشْفِنِي "وهنا بدأ الغلام يبث عقيدته التي يعتقدها، فقال له:" أَنَا لَا أَشْفِي أَحَدا وَلَكِن يَشْفِي الْلَّه تَعَالَي، فَإِن آَمَنْت بِه دَعْوَتِه فَشَفَاك،"
هنا درس لكل من يبلغ كلام الله أن يكون دقيقًا في الكلام، حتى لا ينسب شيئًا يجب لله ينسب للبشر.
الرسول- عليه الصلاة والسلام- كما في حديث أنس في الصحيحين "بَيْنَمَا هُو يَخْطُب الْجُمُعَة إِذ وَقَف أَعْرَابِي عَلَى بَاب الْمَسْجِد، فَقَال يَا رَسُوْل الْلَّه: هَلَك الزَّرْع وَالْضَّرْع وَنَفَقَت الْمَاشِيَة_ أَي مَاتَت_ فَادْعُوا الْلَّه أَن يَسْقِيَنَا "،
ماحكم رفع الإمام يديه وهو علي المنبر مع الدليل؟
كان النبي- صلي الله عليه وسلم- يقف على المنبر فرفع أصبعه السبابة وهو على المنبر، لأن الإمام على المنبر لا يجوز له أن يرفع يديه أبدًا، الذي يرفع يديه المأموم إنما الإمام لا.
الدليل: كما في صحيح مسلم من حديث عمارة بن روبية- رضي الله عنه- أنه رأى بعض خلفاء بني أمية يرفع يديه على المنبر، فقال:" قَبَّح الْلَّه هَاتَيْن الْيَدَيْن، مَا كَان الْنَّبِي- صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- يَرْفَع يَدَيْه إِنَّمَا كَان يُشِيْر بِالسَّبَّابَة إِشَارَة إِلَى الْتَّوْحِيْد "
لما قال له: الأعرابي:" هَلَك الزَّرْع وَالْضَّرْع وَنَفَقَت الْمَاشِيَة، فَادْعُو الْلَّه أَن يَسْقِيَنَا فَرَفَع أُصْبُعَه السَّبَّابَة- عَلَيْه الْصَّلاة وَالْسَّلام وَقَال الْلَّهُم اسْقِنَا، الْلَّهُم اسْقِنَا، الْلَّهم اسْقِنَا."
قال أنس:" فَمَا نَزَل مِن عَلَى الْمُنْبَر إِلَا وَالْمَطَر يَتَحَدَّر مِن عَلَى لِحْيَتِه- عَلَيْه الْصَّلاة وَالْسَّلام- وَخَرَجْنَا إِلَى بُيُوَتِنَا نَخُوْض فِي الْمَاء، وَظَلَّت تُمْطِر جُمُعَة كَامِلَة "
في الجمعة التي تليها جاء الأعرابي نفسه ووقف على باب المسجد وقال:" يَا رَسُوْل الْلَّه هَلَك الزَّرْع وَالْضَّرْع وَنَفَقَت الْمَاشِيَة فَادْعُو الْلَّه أَن يَحْبِس عَنَّا الْمَاء،_ أَي مَاتُوْا فِي الْأَوَّل مِن قِلَّة الْمَاء، وَالْآن يَمُوْتُوْن مِن كَثْرَة الْمَاء _، فَهُنَا تَبَسَّم الْنَّبِي- صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- ثُم قَال: أَشْهَد أَنِّي عَبْد الْلَّه وَرَسُوْلُه ".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[15 - Jun-2010, صباحاً 03:22]ـ
لماذا ذكر العبودية ها هنا؟
حتى لا ينسب أحدًا إليه إنزال المطر، لا يجوز، الداعية إلى الله – عز وجل- لابد أن يكون دقيقًا في اختيار كلامه، لما قال نديم الملك للغلام اشفني، لم يقل له سأشفيك، إنما قال إني لا أشفي أحدًا، فخلع حوله وقوته من المسألة كلها، ولكن يشفي الله تعالي، فإن آمنت به دعوته، أنظر بين ما له هو ليس له إلا أن يدعو، فإن دعوته شفاك فآمن جليس الملك بالله- عز وجل- فرد الله- عز وجل- البصر إلى جليس الملك.
و كان جليس الملك في السابق يدخل يتحسس، لأنه أعمى، أو يعتمد علي أحد أو غير ذلك، الآن دخل مبصراً ويدخل على الملك وحده، فالملك قال له ما الموضوع "، هَل بَلَغ مِن سِحْر الْغُلَام أَن يَرُد عَلَيْك بَصَرَك؟ " فقال له جليس الملك لأنه لم يكن دبلوماسيًا قال:" لَا الَّذِي رَد عَلَي بَصَرِي هُو الْلَّه "، فالملك قال له: " أَوِّلَك رَب غَيْرِي قَال الْلَّه رَبِّي وَرَبُّك رَب الْعَالَمِيْن " قالها مباشرة، فما زال يعذبه أنظر الصداقة راحت، لم يعد نديم الملك ولا صديق الملك، ولا غير ذلك المسألة إذا جاءت على الكرسي يكون فيها نسف مباشرة، ولو حتى أخوه شقيقه.
من أجل الملك يقتل الأخ أخيه ومثال ذلك.
وأنتم تذكرون الأمين والمأمون، ما الذي حدث بين الأمين والمأمون؟ المأمون قتل الأمين، أخاه للملك، وهؤلاء أخوة أشقاء ظل كل منهما في بطن واحدة تسعة أشهر، ورضع من ثدي واحد حولين كاملين وأكلا من طبق واحد يمكن خمسة عشر سنة، حتى تزوج كل واحد منهما وانفرد ببيت، ومع ذلك مع كل هذا التاريخ، في بطن واحدة وثدي واحد وطبق واحد، ومع ذلك يقتل أحدهما الآخر من أجل الملك، هو لا جليس ولا نديم " وَلَا زَال يُعَذِبُه حَتَّى دَل عَلَى الْغُلَام ".
لماذا لم يعذب الملك الغلام كما عذب نديمه؟
الغلام الملك يحتاج إليه، لأن الساحر كبر في السن وسيموت والغلام شباب ويؤمل دائمًا أن الشباب يعيش، وهو يحتاج إلى الغلام لأنه أثبت ذكاء وأثبت قوة لما قتل الأسد وغير ذلك، فعندما أتى الغلام لم يعذبه مثلما عذب نديم الملك، لأن نديم الملك لا يساوي شيئًا, لكن هذا الغلام الملك يحتاج إليه فلم يعذب الغلام، إنما بدأ يمشي معه بطريقة دبلوماسية، فقال له:" أَي بُنَي بَلَغ مِن سِحْرِك مَا أَرَى، تُبَرِّئ الْأَكْمَه وَالْأَبْرَص، وَتُدَاوِى الْنَّاس مَن سَائِر الْأَدْوَاء _ فَدَخَل الْغُلام إِلَيْه مُبَاشَرَة، لَيْس دِبْلُومَاسِي_ قَال:" إِنِّي لَا أَشْفِي أَحَدا، الَّذِي يَشْفَى هُو الْلَّه تَبَارَك وَتَعَالَي، قَال: أَو لَك رَب غَيْرِي؟ قَال: الْلَّه رَبِّي وَرَبِّك وَرَب الْعَالَمِيْن، فَلَا زَال يُعَذِبُه حَتَّى دَل عَلَى الْرَّاهِب "، انتبه أن الراهب قال له:"إِن ابْتُلِيْت فَلَا تَدُل عَلَي ".
هل خالف الغلام وصية الراهب لما دل عليه؟
لا، لكن تنفسخ العزائم، ممكن الإنسان يكون في الأول متجلد لكن حجم العذاب عليه كبير فيضطر أن يقول شيئًا حتى يستريح من العذاب، وهذا هو الذي حدث للغلام، عذبه الملك حتى يعترف فاعترف على الراهب، وجئ بالراهب، فقال له الملك كلمة واحدة: "ارْجِع عَن دِيْنِك؟ " هذه هي اللحظات الفارقة، ممكن عزمه ينفسخ فيرجع، أبي الراهب أن يرجع عن دينه الملك لم يساومه لأن هذا هو أصل الفساد في المملكة من وجهة نظر الملك ,كما كان فرعون يرى موسى- عليه السلام- هو أصل الفساد? إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأرْضِ الْفَسَادَ ? (غافر:29)، فهل موسى هو الذي سيظهر في الأرض الفساد، ولأن هذا هو أصل الفساد فلا يوجد تفاهم معه، فدعا بمنشار وشقه نصفين، شق الراهب نصفين حتى قال النبي- صلي الله عليه وسلم-:" حَتَّى سَقَط شِقَّاه "، نصف ذهب هكذا ونصف ذهب هكذا، والنديم جليس الملك، قال له الملك ارجع عن دينك؟ قال له: لا فشقه نصفين هو الآخر.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الملك للغلام: ارجع عن دينك، قال له: لا، فلم يشقه نصفين لأنه يحتاج إليه، فلابد أن نستخدم اللغة الدبلوماسية إلى آخر مدى بدأ يهدده الأول، ودعا فوج من الشرطة وقال خذوه على أعلى قمة جبل فإن رجع وإلا فاطرحوه من على الجبل، فالمساومة إلى آخر لحظة لأنه خسارة كبيرة أن يخسر هذا الغلام، وهو محتاج إليه، وطلع الغلام مع الشرطة إلى أعلى الجبل، فقالوا له: ترجع عن دينك أم نلقيك من على هذا الجبل؟ فقال الغلام "رَبِّي أَكْفِنِيِهم بِمَا شِئْت فَارُتَحف بِهِم الْجَبَل فَسَقَطُوا هُم وَرَجَع إِلَى الْمَلِك "
لماذا رجع الغلام إلي الملك مع علمه أنه سيعذبه من جديد؟
ولم يهرب، ولم يطلب لجوء سياسي، ولا ذهب إلى دولة أخرى ولا هذه القصة، بل رجع إلى الملك ,لأن الله- عز وجل- سيفك عرى هذه المملكة بهذا الغلام.
فلما رآه الملك قال:" وَيْحَك مَا فَعَل أَصْحَابُك؟ قَال: كَفَانِيْهِم الْلَّه بِمَا شَاء " وكان هذا كافيًا أن يرتدع الملك ويعرف أن هناك قوة أكبر من قوته فيرجع، لكن إنما يملي ليزدادوا إثمًا.
فدعا فوجًا من الشرطة أخذوه على البحر، قال" خُذُوْه فِي قُرْقُور فَإِن آَمَن وَإِلَا فَنْجَّجُوا بِه "، ألقوه في البحر، وهو يركب المركب معهم قالوا ترجع وإلا سمك القرش جاهز سيأكلك على طول قال:" رَبِّي أَكْفِيْنِيْهُم بِمَا شِئْت، فَانْكَفَأ بِهِم الْقَارِب فَغَرِقُوا جَمِيْعا وَرَجَع هُو" إلي آخر القصة التي تعرفونها.
اللحظات الفارقة في القصة.
اللحظة الأولى: لما قال لجليس الملك:" إِنِّي لَا أَشْفِي أَحَدا،" هذه كانت فارقة بين الضلال الذي كان يعيش هذا النديم مع الملك الكافر وبين الهدى.
اللحظة الأخرى: لما ساومه الملك.
فهناك لحظات فارقة ينبغي أن يتخذ المرء فيها قرارًا مصيريًا، وإلا ضاعت حياته كلها.
مثالاً آخر للحظات الفارقة.
المثال الآخر الذي هو أقرب لنا من هذا المثل، لما خير النبي- صلى الله عليه وسلم- نساءه، و حدثت مشكلة النفقة، واجتمعن نساء النبي- صلى الله عليه وسلم- يردن منه النفقة، وغضب النبي- صلى الله عليه وسلم- منهن، ونزلت الآية? يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلا * وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا ? (الأحزاب: 29،28).
تخيير إذا كنتم تريدون ذهب وكما يحب النساء وغير ذلك، أطلقك وأعطيك المؤخر وأعطيك نفقة متعة وغير ذلك وتشتري الذهب وتعيشين حياتك، إنما إذا كنت تريدين الله- عز وجل- ورسوله والدار الآخرة فهذه قصة أخرى، فالنبي- صلي الله عليه وسلم- بدأ بعائشة قال: يَا عَائِشَة إِنِّي مَخْبَرَك بِأَمْر لَاعَلَيْك أَن لَا تَعْجَلِي حَتَّى تَسْتَشِيْرِي أَبَوَيْك، وَتَلَا عَلَيْهَا آَيَة الْتَّخْيِيْر، فَقَالَت: يَا رَسُوْل الْلَّه أَفِيَك اسْتُشِير أَبَوَيَّا؟ بَل اخْتَار الْلَّه وَرَسُوْلَه وَالْدَّار الْآَخِرَة
وهذه لحظة من اللحظات الفارقة، إنسانة مؤمنة، المسائل بالنسبة لها واضحة، في اللحظات الفارقة تأخذ ما يسعدها في الدنيا والآخرة.
في زماننا هذا، أناس يختارون أخسّ ما يمكن من الحظوظ.
ويذكرني بحديث هو ضعيف أنا لا أذكره كحديث، ولكن لطيف فيه مثل، يقول الحديث:" مثل الذي يسمع الكلمة فيأخذ بشرها كمثل رجل أتي راعي غنم، رجل طماع، أتى راعي غنم عنده حظيرة غنم، قال يا راعي الغنم أعطني شاة ناوية، شاة كلها لحمة سمينة وضخمة فالراعي شعر بأن عينه فارغة ومهما اختار له أسمن غنمة فهو لن يعجب بها ويقول هذه جلد على عظم ,فالراعي لكي يستريح وريح رأسه قال له: دونك الغنم واختار ما تريد فذهب فأخذ بأذن كلب الغنم فتصور ترك حظيرة الغنم كلها ووجد السمين الضخم الذي مملوء باللحم هو الكلب، فأخذ الكلب،يوجد ناس هكذا من أخس الناس حظوظًا، يكون هناك هدى واضح وضلال واضح، يأخذ الضلال.
يسرد الشيخ _حفظه الله _ قصة أحد العرب الذي تزوج بألمانية.
عُرِضت عليَّ مشكلة هنا في الأيام الماضية، رجل عربي متزوج بامرأة ألمانية، المرأة تعمل وهو ليس عنده عمل قاعد، فلما ضجت منه وهو يجلس في البيت ليل نهار لا يعمل شيئًا، قالت له: لا الحياة لا تمشي بهذا النظام، فطلب منها أن تأتي له بعمل، قالت له: تفسح الكلب هل هذا عمل أن أفسح الكلب، نعم هذا عمل تفسح الكلب طالما تريد أن تعمل، الغريب أنه رضي أن يفسح الكلب على أساس أنَّ المرأة هي التي تنفق وتأتي بمشتريات البيت وعير ذلك.
لا، ألزمته أن يفسح الكلب الساعة الثانية ليلًا، لماذا؟ لأن الساعة الثانية بالليل الجو نقي والهواء جيد، وحتى لا يصاب الكلب بنزلة شعبية، أو يصاب بالتهاب رئوي أو مثل هذا الكلام،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[15 - Jun-2010, صباحاً 03:24]ـ
سؤالي أنا ما الذي جاء به أصلًا؟
أتي ليأخذ بحبل الكلب، حتى أنا قلت لرفيقي أنا لما أرجع إن شاء الله سأعمل محاضرة بعنوان (من ترك حبل الله أمسك حبل الكلب)، قلت له لا ينفع إلا أن تكون هذه عنوان محاضرة، لكي نبين الحظوظ الخسيسة هذا الإنسان لو كان الذي يجري في عروقه دم، وأنا لا أقول دم بل لو كان الذي يجري في عروقه ماء لثار هذا الماء من الغليان
فهناك ناس كما قلت في اللحظات الفارقة يعرض عليه الهدي ويعرض عليه الضلال يختار الضلال، هذا توضيح لعنوان المحاضرة، وأدخل في صلب المحاضرة، وإن كان التوضيح طال قليلًا لكن أدخل في
صلب المحاضرة.
كل أمنية لك أعقبها بسؤال ثم ماذا؟
نحن معاشر المسلمين نعلم أن المرء في النهاية لابد أن يموت، كل أمنية لك أعقبها بسؤال ثم ماذا؟ ونريد جوابًا، أنت لماذا أتيت إلى هنا أو إلى هناك؟ لأجل كذا وكذا، ثم ماذا؟، سأترقى في عملي وأصير كذا وكذا، ثم ماذا؟ وأصير مترقيًا إلى كذا وكذا، ثم ماذا؟ فلا تزال تقول له ثم ماذا بعد كل أمنية حتى تنقطع به الأماني، لم يعد ينفع أن يتكلم، إلا أن يقول: ثم أموت.
هل بعد الموت يمكن أن يُطرح سؤال ثم ماذا؟
نعم ليس كما يتصور بعض الناس خطأ لما يموت إنسان يقول ذهب إلى مثواه الأخير ,لا، القبر ليس هو المثوى الأخير، المثوى الأخير إما في الجنة وإما في النار، حتى بعد القبر ثم ماذا؟ هذا السؤال لا نستطيع الجواب عنه طبعًا، لأنه صار غيبًا بالنسبة لنا.
لكن علي الأقل في الدنيا بعد كل أمنية قل ثم ماذا؟ حتى تنقطع الأماني.
فنحن معاشر المسلمين ومعنا أهل الكتاب الذين يعلمون أنهم سيموتون وأنهم سيبعثون مع قطع النظر من أنهم يعتقدون أنهم أهل الجنة والباقي أغلي بضاعة نملكها هي الحياة.
هم أهل الضلال، هذه قصة محتلفة, فتعالوا أيها الأخوة لننظر نحن إلى أغلى بضاعة في الدنيا كلها يمتلكها الإنسان، ولن أتكلم عن الإيمان سأتكلم عن شيء محسوس، أغلى بضاعة نملكها أنا وأنت هي الحياة مجموع السنوات التي نعيشها على الأرض رأس المال، كل الناس يغدو كما قال- عليه الصلاة والسلام-:" كُل الْنَّاس يَغْدُو فَبَائِع نَفْسَه فَمُوْبِقُهَا أَو مُعْتِقُهَا " أول ما تقوم في الصباح أنت داخل في سوق الحياة ستبيع نفسك، إما أن تبيعها وتربح، وإما أن تبيعها وتخسر.
دراسة جدوى لحياة الإنسان.
فتعالوا نُقِّيم تحت عنوان دراسة الجدوى حياة إنسان، طالما أن العمر بضاعة أي سلعة، قال- صلي الله عليه وسلم- كما في الحديث الذي رواه الترمذي وغيره بسند حسن، قال:" أَعْمَار أُمَّتِي مَا بَيْن الْسِّتِّين إِلَى الْسَّبْعِيْن وَأَقَلُّهُم مَن يَتَجَاوَز ذَلِك ". الوفيات في الغالب ما بين ستين إلى سبعين، أكثر نسبة وفيات، الذي يزيد بعد السبعين حتى الثمانين والتسعين أقل من الذين يموتون مابين الستين والسبعين فلنأخذ إنسانًا سيعيش ستين سنة، عنكم سنة يحاسب، إذا وقف بين يدي الله قال- صلي الله عليه وسلم-:" رُفِع الْقَلَم عَن ثَلَاث عَن الْصَّغِيْر حَتَّى يَحْتَلِم "، من أول ما يولد حتى اثني عشر سنة لا يحاسب الذي هو البلوغ لو نفترض أن البلوغ اثني عشر سنة وممكن يمتد إلى خمسة عشر سنة ,ممكن يكون قبل ذلك بسنة، لكن سنأخذ متوسط اثني عشر سنة ينام ثماني ساعات في اليوم في ستين فيكون الناتج عشرون سنة أيضًا ونأخذ من الإثنى عشر سنتين لأنه وهو قبل أن يبلغ ينام أيضًا، فقد تصل في النهاية أنه سيحاسب عن ثلاثين سنة فقط في حياته، أنا أريد أي واحد يعمل بلغة الأرقام، واحد زائد واحد يساوي اثنين، أيفضل أحدنا أن يعيش ملكًا مطاعًا متوجًا يمتلك الأرض كلها.
كما قلت إنسان يعيش ثلاثين سنة فقط يمتلك الأرض كلها بما عليها والأرض كلها بما عليها لا يستطيع أحد أن يقدر الأرض بثمن، نحن الآن في بَرلين، هل أحد يقدر أن يقول لي بالحساب برلين هذه كم تساوي؟ هذه القاعة التي نحاضر فيها لو هي أرض تباع، كم يكون ثمن المتر فيها؟ بمبلغ معين مثلًا، لو عليها برج كبير،أنظر البرج وكم تكلف الشقة، والتشطيب وغير ذلك، هذا في حدود برلين ممكن تدخل في تريليونات لا تستطيع أن تعدها.
(يُتْبَعُ)
(/)
لم تأخذ ألمانيا كلها،وتأخذ أوروبا ثم تأخذ العالم كله وتحسبه بالأرقام لا تستطيع أن تصل إلى رقم، لو سلمنا أن إنسانًا يمتلك الأرض كلها خاصته، وعقدت عليه الخناصر لا يُعصى أبدًا وكل الناس خدم بالنسبة له، ما مرض قط،وما أذله أحد، ومتمتع بكل أنواع المتع وعاش ستين سنة ثم مات وهو لا يؤمن بالله، فما مآل هذه القصة كلها؟.
قال - صلي الله عليه وسلم-:" يُؤْتَى بِأَنْعَم أَهْل الْأَرْض فَيُغْمَس فِي الْنَّار غَمْسَة وَاحِدَة , ثُم يُقَال لَه هَل مَر بِك نَعِيْم قَط، يَقُوْل لَا وَعِزَّتِك مَا مَر بِي نَعِيْم قَط،وَيُؤْتِي بِأَبْأَس أَهْل الْدُّنْيَا _ الَّذِي مَا ذَاق حُلْوا فِيْهَا قَط،" فَيُغْمَس فِي الْجَنَّة غَمْسَة وَاحِدَة، ثُم يُقَال لَه: هَل مَر بِك بُؤْس قَط؟ يَقُوْل لَا وَعِزَّتِك مَا مَر بِي بُؤْس قَط ".
الحياة لحظة.
سل الذين يرقدون على الأسرَّة في المستشفيات وهم عجزة الذي كان ملاكماً، والذي كان مصارعاً، والذي كان يلعب كمال أجسام، ثم مرض وصار طريح الفراش ,قل له: هل تذكر شيئًا من صحتك الماضية؟ أبدًا إطلاقًا، هو يعيش اللحظة فقط، إذا بريء وقام من على سريره وذهب ليلعب ملاكمة مرة ثانية، هل تتذكر أيام المستشفى لما كنت راقدًا، إطلاقًا، لا يذكر شيئًا من هذا، فلما أنا آتي على جدوى حياة إنسان يعيش ستين سنة، يحاسب على ثلاثين سنة فقط من حياته
ما الذي يستقبله الإنسان في مقابل الثلاثين سنة التي يعيشها؟
أولًا: سيدفن لا ندري متى يبعث، أين القبور من عهد عاد، كلهم تحت الأرض ومر ألوف السنوات الذي يعذب يُعذب، والذي ينعم يُنعمن فهذا أول شيء، متى تبعث؟ الله أعلم ألف سنة، ألفين سنة ثلاثة ألاف سنة، الله أعلم، ثم يُنفخ في الصور فيبعث فيقف خمسين ألف سنة، واقف على رجله ينظر وكما قال تعالى:? وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ ? (إبراهيم:43)، هؤلاء الظلمة، يرون ناس يذهبون إلى الجنة وآخرون يذهبون إلى النار وهو مرعوب، لماذا؟ لأن أرحم الراحمين في ذلك اليوم استوفي غضبه.
لماذا لم يستوف الله عزَّ وجلّ غضبه في الدنيا؟
إن الله_ عزَّ وجلّ_ لم يستوف غضبه في الدنيا، ولو استوفي غضبه في الدنيا ما قبل توبة تائب، ? وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ ? (النحل:61)،ولذلك العبد يكون مجرم من المجرمين ويقبله ويجعله من أولياءه، فلم يستوفي غضبه في الدنيا.
الله عزَّ وجلّ يستوفي غضبه يوم القيامة.
إنما يستوفي غضبه يوم القيامة، كما في حديث الشفاعة الطويل الذي رواه أبو هريرة وأبو سعيد وأنس وغيرهم من الصحابة- رضي الله عنهم-، لما البشر كلهم يتوجهون إلى الأنبياء بعد الكرب العظيم والوقوف في الشمس ,كل نبي من الأنبياء يقول:" نَفْسِي نَفْسِي، إِن الْلَّه غَاضِب الْيَوْم غَضَبا مَا غَضَبِه قَبْل ذَلِك قَط، وَلَا يُغْضِبُه بَعْد ذَلِك قَط،"فلا يوجد أحد يستطيع أن يتكلم لا تسمع إلا همسًا، فلما يكون واحد واقف لكي يستمتع بثلاثين سنة فقط على هذه الحياة الدنيا يقف ويعاين كل هذه الأهوال، من أول ما يموت إلى أن يبعث يوم القيامة، ثم هو مرعوب ولا يعرف إن كان سيأخذ كتابه بيمينه أم بشماله، وسيذهب إلى الجنة أم إلى النار، وفي الآخر يسحب إلى النار هذا كله لأجل ماذا؟ ثلاثين عامًا.
أنا أريد أي إنسان في الدنيا يعمل لي دراسة جدوى بهذه الطريقة، هذا هو المغبون الخاسر حقيقة، لأن حتى لو ثلاثين سنة سيعيشها منعم في مقابل ثلاثين سنة من العذاب، فلا يوجد بني آدم في الدنيا يختار أن يكون فيه معادلة، لأن العذاب لا يتحمل، هذا الذي يعيش في الدنيا بلا هدف يمسك حبل الكلب، ويعيش حياة ذليلة خسيس ما لها قيمة على الإطلاق، ليس هذا، وليكن أفضل إنسان مثلما قلت لكم يمتلك الأرض كلها ,ثم يكون مآله أغلى النار، أين دراسة الجدوى؟ أين الرأس؟ أين العقل؟ يضحي بالجنة وما فيها لشهوة ساعة وتذهب اللذات وتبقى التبعات، الجماعة الذين عملوا في الزنا وهذا الكلام أين المتع؟ أين ما تمتعوا به من الخمر والزنا والقتل وهذا الكلام، أين هو الآن؟ انتهت القصة، فيضحي بالجنة وما فيها لشهوة ساعة والنبي- صلي اله عليه وسلم- يقول كما في حديث سهل بن
(يُتْبَعُ)
(/)
سعد الساعدي- رضي الله عنه-:" لَمَوْضِع سَوْط أَحَدُكُم فِي الْجَنَّة خَيْر مِن الْدُّنْيَا وَمَا فِيْهَا ".موضع سوط، والسوط الذي هو عبارة عن كم في كم، عبارة عن اثنين سم في متر، والسوط أي العصا
للمحاضرة بقية جاري تفريغها
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[15 - Jun-2010, صباحاً 07:13]ـ
موضع سوط في الجنة لو ربحته خير لك من أن تمتلك الأرض كلها، موضع هذا السوط هل تستطيع أن تقف عليه، تضع قدمك عليه؟ لا تستطيع إلا إذا كنت تعمل في السيرك، يمشي على الحبل، ويمشي على العصا وهذا الكلام فقط، حتى لا يساوي موضع قدم.
آخر من يخرج من النار ويدخل الجنة.
أنظر آخر واحد يخرج من النار ويدخل الجنة، طبعًا فيه ناس أول ما ينفخ في الصور مباشرة، هؤلاء الذين يدخلون قبل الناس جميعًا الصابرون، ? إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ? (الزمر:10) فهذا آخر واحد والحديث في الصحيحين ن حديث بن مسعود – رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله – صلي الله عليه وسلم-:" إِنِّي لَأَعْلَم آَخِر رَجُل يَخْرَج مَن الْنَّار وَيُدْخَل الْجَنَّة، رَجُل يَكْبُو مَرَّة (أَي يَقَع عَلَى وَجْهِه)، وَتَسْفَعُه الْنَّار مَرَّة، فَلَمَّا خَرَج مِنْهَا الْتَفَت إِلَيْهَا هَذَا الْرَّجُل ظَل يَدْعُو رَبَّه قَال: رَبِّي قَد قَشَبَنِي رِيْحُهَا، (قَشَبَنِي رِيْحُهَا رِيْح الْنَّار أَعاذَتا الْلَّه وَإِيَّاكُم مِنْهَا، تَسْلَخ الْجِلْد، تَسْوَدُّه وَتَجْعَلُه يَتَفَحَّم الْرِّيح فَقَط) " قَد قَشَبَنِي رِيْحُهَا وَأَحْرَقَنِي ذَكَاؤُهَا فَأَخْرِجْنِي مِنْهَا ,وَيَظَل يَدْعُو رَبَّه- تَبَارَك وَتَعَالَي- حَتَّى يَخْرُج مِن الْنَّار، فَلَمَّا يَخْرُج مِنْهَا يَلْتَفِت إِلَيْهَا وَيَقُوْل: تَبَارَك الَّذِي نَجَّانِي مِنْك لَقَد أَعْطَانِي الْلَّه شَيْئا مَا أَعْطَاه أَحَدا مِن الْأَوَّلِيْن وَلَا الْآَخِرِين " (لِأَنَّه لَا يَعْرِف أَن هُنَاك نَاس سَبَقُوْه مِن زَمَان، لَكِنَّه كَوْنِه يَخْرُج مِن الْنَّار هَذِه هِي الْغَنِيمَة الْبَارِدَة) "فَلَمَّا خَرَج مِن الْنَّار رُفِعَت لَه شَجَرَة، وَتَحْت هَذِه الْشَّجَرَة صَوْت مَاء،"وأنت تعرف أن أهل النار يتمنون قطرة ماء ? أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ ? (الأعراف:50)، لأن الماء الذي بالداخل الذين يشربونها في النار مغلية بالحميم، قال تعالى:? وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ ? (محمد:15) ,لأنه يأكل حنظل وغسلين وصديد أهل النار يريد أن يبرد نار الحنظل والغسلين ? وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ ? (الكهف:29)، يستغيث ويريد أن يشرب ماء يعطيه ماء يغلى في جهنم،:? وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ ?، فهذا الماء هو الفاكهة التي يتمناها أهل النار
هو أول ما خرج ووجد شجرة، ظل شجرة، كان في النار، لو طلع في أحر ما يكون من الدنيا يتجمد، إذا خرج من النار يتجمد مباشرة فلما وجد ظل الشجرة وسمع صوت الماء لم يتحمل، قال:" رَبِّي أَدْنِنِي مِن هَذِه الْشَّجَرَة فَلِأَسْتَظِل بِظِلِّهَا، وَأَشْرَب مِن مَائِهَا، قَال الْلَّه- عَز وَجَل – لَه: لَعَلِّي إِن أَدْنَيْتُك مِنْهَا تَسْأَلُنِي غَيْرَهَا، قَال لَه: لَا وَعِزَّتِك لَا أُرِيْد غَيْرَهَا، فَيُدْنِيه مِنْهَا (,أول ما يشرب الماء ويستريح في الظل ترفع له شجرة هي أحسن من هذه، قال:" رَبِّي أَدْنِنِي مِن هَذِه لِأَسْتَظِل بِظِلِّهَا، وَأَشْرَب مِن مَاءِهَا، قَال: مَا أَغْدَرَك يَا بْن أَدَم، أَوَلَم تُعَاهِدْنِي عَلَى أَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْء بَعْد ذَلِك، وَرَبُّه يَعْذِرُه لِأَنَّه يَرَى مَا لَا صَبْر لَه عَلَيْه، يَقُوْل: لَعَلِّي إِن أَدْنَيْتُك مِنْهَا تَسْأَلُنِي غَيْرَهَا، يَقُوْل لَا: وَعِزَّتِك، لَا أَسْأَلُك فَيُدْنِيه مِنْهَا "شجرة ظلها أبرد وأحسن والماء أجمل وهذا الكلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
أول ما يقعد تحتها تفتح أبواب الجنة، فينظر يجدهم يضحكون مع بعضهم البعض، وهو يجلس لوحده، وهم على سرر متقابلين، ولماذا متقابلين؟ لأن الواحد لما يغضب من الثاني يعطيه ظهره، لكن لأنهم يحبون بعض وجههم لبعض دائمًا، على سرر متقابلين، لماذا؟ ? وَنزعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ ? (الأعراف:43)، مستمتعين بالأخوة، وهذا يجلس لوحده ويرى أهل الجنة يتضاحكون وغير ذلك
فلم يتحمل.
وفي بعض الروايات، قال:" فسكت قليلًا،" لأنه غدر مرتين يقول: "لَعَلِّي إِن أَدْنَيْتُك مِنْهَا تَسْأَلُنِي غَيْرَهَا، قَال لَه: لَا وَعِزَّتِك "،ثم يغير الكلام فهو يريد أن يقول له أدخلني الجنة، لكن عنده كسوف وخجل، فسكت قليلًا ثم غلبه ما يجد، فقال: " رَبِّي أَدْخِلْنِي الْجَنَّة قَال: مَا يَصْرِيْنِي مِنْك يَا بْن أَدَم؟ "ما الذي يقطع حاجتك مني، كل مرة تعطيني عهدًا ثم تغدر" مَا الَّذِي يَصْرِيْنِي مِنْك؟ أُدْخِل الْجَنَّة وَلَك مِثْل الْدُّنْيَا "، وهذا آخر واحد، والدنيا ليس فيها فقير ولا غير ذلك، والجنة ليس فيه فقير ولا غير ذلك، لكن نحن لو أحببنا أن نبين أفقر واحد في الجنة، إذا جاز هذا التعبير له مثل الدنيا.
الجماعة المتكلمين على الدنيا، لكي يأخذ حفنة خسيسة ليس لها قيمة آخر واحد يدخل الجنة له مثل الدنيا، فلم يصدق أذنيه، لي نصف الدنيا، فقال لله- عز وجل- "، أَتَسْتَهْزِئ بِي وَأَنْت رَب الْعَالَمِيْن؟ " أنا لي مثل الدنيا، معقول" فَضَحِك بْن مَسْعُوْد رَاوِي الْحَدِيْث، فَقَال: أَلَا تَسْأَلُوْنِي مِمَّا ضَحِكَت ن قَالُوْا مِمَّا ضَحِكْت يَا أَبَا عَبْد الْرَّحْمَن، قَال مَن ضَحِك رَسُوْل الْلَّه- صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- لِمَا رَوَى هَذَا الْمَقْطَع مِن الْحَدِيْث: قَوْل الْرَّجُل لِرَبِّه- تَبَارَك وَتَعَالَى-:" أَتَسْتهْزِي بِي وَأَنْت رَب الْعَالَمِيْن، قَال فَضَحِك رَسُوْل الْلَّه- صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم-، وَقَال: أَلَا تَسْأَلُوْنِي مِمَّا ضَحِكَت، قَالُوْا مِمَّا ضَحِكْت يَا رَسُوْل الْلَّه؟ قَال مِن ضِحْك رَب الْعِزَّة.لما قَال لَه هَذَا الْرَّجُل: أَتَسْتَهْزِئ بِي وَأَنْت رَب الْعَالَمِيْن؟ قَال لَه الْلَّه- عَز وَجَل-: أَمَا إِنِّي لَا أَسْتَهْزِئ بِك، وَلَكِنِّي عَلَى مَا أَشَاء قَادِر، أُدْخِل الْجَنَّة وَلَك عَشْرَة أَمْثَالِهَا "
لم يصدق أذنه أن له مثل الدنيا فقط، قال له: لا " لك عشرة أمثالها" من الذي يضحي بالجنة وما فيها لشهوة ساعة، وكل شيء في الدنيا مكدر، لا يوجد نعيم في الدنيا غير مكدر، كل شيء مكدر في الدنيا أنظر حتى شربة الماء، وأنت عارف الواحد لم يزور من الأكل يشرب الماء لكي يساعد علي ابتلاع الطعام، هذا الماء ممكن أن يموت المرء منه يشرق، يموت، وهذا اسمه ماء فرات، عذب ممكن يموت منه وربنا- سبحانه وتعالى- لما ذكر ماء الدنيا، أو سقيا الدنيا وسقيا الآخرة، أنظر في القرءان وتأمل الفرق، لأن اللغة العربية أثرى لغة على وجه الأرض.
اللغة العربية أثري لغة علي وجه الأرض.
لا يوجد لغة مثلها أبدًا، لا في مفرداتها ولا في معانيها، ممكن تقول كلمة بالعربية، وأنت بالألمانية أو بغيرها تتكلم ثلاث دقائق لكي تأتي بالمعنى الذي أنا قلته في كلمة واحدة، من أجل إخواننا الذين ضيعوا العربية، وضيعوا هويتهم حتى يرجعوا مرة أخري إلى العربية لغة القرءان ,عندنا الألفاظ قوالب المعاني.
القاعدة (الألفاظ قوالب المعاني، وإذا زاد المبني زاد المعني.)
مثلًا: صبر، صاد، باء، راء، والصبر مفهوم احتمال النفس الكبت ثبات باعث الدين في مقابل باعث الشهوات، عندما تقول: اصطبر فأنا عندي صبر، واصطبر، اصطبر زادت ألف وطاء، المعني مثل بعضه؟ لا، الحرف الذي يزيد في الكلمة لابد أن يقابله معنى زائد
? وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ? (طه:132)، انظر حرف الطاء، ومنفوخ، تحس أنك ستنفجر من جوانبك، حرف الطاء شكل الحرف في العربية يخدم المعنى، وهذا لا يعرفه كثير من الناس شكل الحرف يخدم المعني.
ذكر الله عز وجل الماء الفرات العذب السلسبيل في معرض الامتنان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ربنا- عز وجل- لما ذكر الماء الفرات العذب السلسبيل، وذكره في معرض الامتنان يمتن على الناس، يقول ربنا- عز وجل- في سورة الجن:? وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا * لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ? (الجن:17،16)
الشاهد من الآية: أي لو استقام العباد على طريق الله لأسقاهم الماء الغدق الفرات، فيكون الماء هنا جاء في عرض الامتنان عليهم، لو أمنوا يعطيهم هذه النعمة.
الفرق بين أسقى وسقى.
أنظر كلمة (لأسْقَيْنَاهُمْ) الهمزة التي قبل السين واقفة كالعود في الحلق بالرغم من أنه ماء:? وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأسْ ? أنظر الألف كيف هي واقفة، ? لأسْقَيْنَاهُمْ ?، إنما أنظر شراب أهل الجنة ربنا- عز وجل يقول:? وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا ? (الإنسان:21) الشاهد من الآية: أن هناك سهولة في كلمة سقاهم، سقاهم بسيطة سهلة، الفرق بين أسقى وسقى، أنظر الفرق، أسقى تجد أن فيها اختناق، بالرغم من أنه ماء فرات،لأنه ممكن أن يموت من الماء الفرات ,بخلاف نعيم الجنة، فحتى أسهل نعيم فيها يجعلك تموت
ليس في الدنيا نعيم خالص.
لابد أن يكون مكدراً، كل نعمة تكدر ولد فاسد يكدر الأسرة كلها جار فاسد يجعلك تريد أن تهرب من البلد وتترك المكان، زوجة نكدية تريد أن تراها مبتسمة، تريد أن تهرب من الدنيا كلها لو ابنك صالح وجارك صالح وامرأتك صالحة رئيسك في العمل يريد أن يجعلك تهرب من الدنيا كلها، أي ليس هناك نعيم خالص، لذلك الآية التي في سورة الأعراف لابد أن نقف وقفةً لنبين معنىً معينًا، قال الله- عز وجل-:
وقفة مع آية.
? قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ? (الأعراف:32) لما نحب نبين هذا المعنى نقف على كلمة الدنيا، ونبدأ القراءة بكلمة خالصة، فيستقيم المعنى من جهة المعنى ويظهر لأن عشرات النصوص تنصر هذا الفهم.
فنقرأ الآية: ? قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ?، وتقف ثم تبدأ وتقول:? خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ?، لماذا لأنه ليس في الدنيا نعيم خالص.
قصة رغيف الخبز.
رغيف الخبز هذا الذي هو الحد الأدنى الذي يحتاجه الناس، أنت تأكل الكيس كله فيه عشرة أرغفة في ربع ساعة، تعرف رغيف هذا كيف أتاك ووصلك إلى المنضدة التي تأكل عليها؟ تحقيقًا لقول الله- عز وجل-:? لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي كَبَدٍ ? (البلد:4)، تأتي بالبذرة ترميها في الأرض ثم تبدأ تتعاهد بالماء والمبيدات وهذا الكلام حتى تبدأ تطلع البذرة وتتعاهدا الزرع حتى يطلع، ثم ينضج، ثم تحصده، وتحمله لكي بالماكينة تفصل العصف عن الحب، ثم تأخذ الحي وتضعه في أكياس، ثم تغسله وتنشره في الشمس لكي يجف جيدًا، ثم تذهب به إلى ماكينة الطحن ويطحن حتى يصير دقيقًا، ثم تأتي به وتضع عليه ماء وملح لكي يكون عجين،وتضع عليه خميرة لكي يتخمر، ثم تقوم بالخبز، ثم تضعه في الفرن، ثم تأكله، هذه قصة رغيف الخبز.
وهذا هو الحد الأدنى الذي لا يمكن لأحد أن يستغني عنه فيكون كبد أم لا، طبعًا كبد،ولست وحدك الذي يعمل في هذا بل عمل فيه ألوف، حتى وصل رغيف الخبز إليك , بخلاف الجنة.
الجنة لا سؤال فيها.
الذي تتمناه يجيئك، لأن السؤال من جملة الذل، والأصل في السؤال الحرمة، لكن أبيح للضرورة، لأنك لازم تسأل، لأنه لا يوجد إنسان يعرف كل حاجة، وخلق الله الناس يتفاوتون في المعرفة وفي الفهم وفي الحفظ وهذا الكلام، فيحتاج بعضهم إلى بعض، فأبيح السؤال لأجل هذا، وإلا فأصل المسألة محرمة، لا تسأل إلا ربك- سبحانه وتعالي-
فيقوم الإنسان ويضحي بالجنة وما فيها من أجل ستين سنة وقلنا أنه سيحاسب فيه عن ثلاثين سنة فقط.
ذكر طرف من نعيم أهل الجنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأنظر إلى حديث المغيرة بن شعبة – رضي الله عنه- في صحيح مسلم قال:" سَأَل مُوْسَى رَبَّه،قَال رَبِّي مَا أَدْنَي أَهْل الْجَنَّة مَنْزِلَة، فَقَال: رَجُل قِيَل لَه أَدْخِل الْجَنَّة، فَذَهَب فَنَظَر فِيْهَا ثُم رَجَع (وَفِي بَعْض الرِّوَايَات الْأُخْرَى مِن غَيْر حَدِيْث الْمُغِيرَة بْن شُعْبَة،) قَال: "رَبِّي وَجَدْتُهَا مَلْأَى، فَقَال لَه: أَتَرْضَى أَن يَكُوْن لَه مِثْل مُلْك مَلِك مِن أَهْل الْدُّنْيَا، قَال: رَبِّي رَضِيْت، قَال: لَك ذَلِك وَمِثْلُه، وَمِثْلَه، وَمِثْلَه، وَمِثْلَه، فَلَمَّا كَان فِي الْخَامِسَة، يَقُوْل وَمِثْلُه فِي الْخَامِسَة قَال: رَضِيْت" كفاية خالص هكذا.
في حديث لأبي سعيد ألخدري، قال:"وجعل ربه يذكره "، وأنت تعرف أن الإنسان لا يتمنى شيء إلا إذا وقعت تحت الحواس الخمس وربنا- عز وجل- يذكره، يقول له وتريد كذا، هي لم تأتي على باله لأنه لم يراها، يقول له: نعم، وكذا يقول له نعم، يقول: له وكذا يقول نعم، وربنا –سبحانه وتعالى – هو الذي يذكره، وتحتاج إنك أنت يكون عندك كذا أيضًا؟ يقول نعم، وكذا أيضًا يقول " حَتَّى إِذَا انْقَطَعَت بِه الْأَمَانِي"، لَم يَعُد عِنْدَه أُمَنيّة إِطْلَاقا، قَال:" وَعَشَرَة أمثاله معه.فَمُوْسَى- عَلَيْه الْسَّلَام- قَال: رَبِّي إِذا فَمَا أَعْلَاهُم؟، قَال الْلَّه- عَز وَجَل- أُوْلَائِك الَّذِيْن أَرَدْت غَرَسْت كَرَامَتَهُم بِيَدِي وَخَتَمْت عَلَيْهَا فَلَا عَيْن رَأَت وَلَا أُذُن سَمِعَت وَلَا خَطَر عَلَى قَلْب بَشَر"، ثم تلا قال: ومصداق ذلك في كتاب الله عز وجل:? فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ? (السجدة:17)
لابد أن تختار الآن.
فنحن هنا في لحظة فارقة، ذكرت لك الدنيا بالمختصر الذي أرجو أن يكون مفيدًا، وذكرت لك شيئًا من أحوال الجنة وأهلها وأنت في لحظة لابد أن تختار الآن قبل أن تخرج من باب هذه القاعة، لابد أن تختار الآن في هذه اللحظة الفارقة بين الدنيا وبين الآخرة.
إن كنت تريد الآخرة فالآخرة لها عدتها لأبد أن تأخذ بأسبابها أخذًا صحيحًا كما أمر الله- عز وجل-، وكما أمر النبي- صلي الله عليه وسلم-، ونهي الله- عز وجل-، ونهى النبي- صلي الله عليه وسلم- أما من كان يريد الدنيا فهذا له شأن آخر، وما أظن عاقلًا بعد هذا الذي سمعه يقول أنا أختار الدنيا.
المقصود من تحريم الله _عز وجل_ بعض الأشياء.
إن الله- عز وجل- أيها الأخوة وأختم كلمتي لما حرم علينا أشياء كان المقصود من التحريم أن تكون حياتك بهيجة، وهذا لا يعرفه إلا قليل من أهل العلم، هل التحريم يعطي لحياتك بهجة وسرور، هذا اسمه تحريم، يحرمك.
من خساسة الدنيا كل نعمها مبنية على الحرمان.
لما تشتري سيارة فارهة بمبلغ مثلًا نصف مليون تكون فرحاً بها جدًا للأنك كنت محروماً منها قبل ذلك ,هذا هو سر سعادتك بها أنك كنت محرومًا، كنت تسكن في شقة، الآن عندك فيلا بحديقة، عندك قصر، فأنت فرح به،لأنك كنت محرومًا، فكل متعها مبنية على الحرمان فإذا وصلت إلى غاية متعتك في الدنيا تفقد بهجة الدنيا.
حفلة انتحار جماعي في أمريكا.
من عدة سنوات أنا قرأت أنه في أمريكا مجموعة شباب عملوا حفلة انتحار جماعي، لأنهم فعلوا كل شيء يخطر على بالك، ثم جلسوا يفكرون ما الذي تبقي في الدنيا لم نفعله، لم يجدوا شيئًا، قالوا: ما قيمة الحياة وقد انتهت المتعة؟، أنت حياتك تستمتع بها طول ما أنت تكون لك رغبة أنك تصل، يكون عندك هدف وتبذل من أجله الجهد وأول ما تصل تفرح، وبعدما تفرح تريد أن تصل لما فوقها، وأن تبذل الجهد وفرحان وتقول ما تبقى إلا شبر وأصل، وتكون فرحان ومبسوط، فيه أمل مستمر في حياتك كلها.
فلما وجدوا أنهم فعلوا كل شيء في الحياة، لم يجدوا للحياة متعة فقالوا: نعمل حفل انتحار جماعي، وجاءوا بعصير البرتقال المسموم ووضعوا عليه السم، وذهبوا إلى غابة من الغابات وظلوا يرقصون ثم شربوا البرتقال المسموم وماتوا جميعًا، وكانوا أكثر من ثلاثين شابًا.
إذًا من حكم التحريم: أن تظل حياتك بهيجة، تتمني أن تفعل هذا الشيء لكن الشرع يقول لا،وعندك شيطان افعل والله غفور رحيم أدخل اعملها ثم تب، فتقول: لا، لا أفعل، افعل؟، لا أفعل، افعل لا أفعل، أنظر القصة جاءت من هنا، ثم إذا ربنا- سبحانه وتعالى- نصرك على شيطانك تشعر بمتعة أنك انتصرت وأرضيت ربك، تحس أن الحياة لها بهجة ولها قيمة.
فمن جملة فوائد التحريم: أن تظل حياتك بهيجة، فلما حرم الله- عز وجل- علينا كذا وكذا، القصد، أن نستمتع بالطيبات التي أحلها لنا لأن الدنيا كما قلت لكم من خساستها أن كل متعها مبنية على الحرمان، فأنا أرجو في هذه اللحظة الفارقة وبعد أن أظهرنا هذا وهذا وكما يقول الشاعر: وبضدها تتميز الأشياء، أن يكون الصورة قد وضحت تمامًا، وأن المرء إذا كان رُكِبَ فيه آلة العقل،والعقل في القلب كما هو معروف، فإنه لا يمكن أن يختار الدنيا على الآخرة.
قال الفضيل بن عياض: (لو كانت الدنيا ذهبًا يفنى، والآخرة خزفًا يبقى، لكان على العاقل أن يختار الخزف الباقي على الذهب الفاني).
أسأل الله _ تبارك وتعالي_أن يبصرنا وإياكم،وأن يهدينا وإياكم وأن يتقبل منا وإياكم، وأن نخرج من هذه الدنيا علي خير، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم وصلي اللهم وبارك على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين.
أسألكم الدعاء بالإخلاص في القول والعمل (أختكم أم محمد الظن)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[15 - Jun-2010, صباحاً 10:16]ـ
جزاكم الله خيرا، وأحسن إليكم، وأعاد إلينا فضيلة الشيخ الحويني سالما غانما محفوظا من كل مكروه.
لفتة: لو أدرجتم الروابط الصوتية مع التفريغ فسيكون في ذلك فائدة لمن أراد الأمرين، النص الصوتي، أو النص المقروء.
دمتم بحفظ الله
http://www.alheweny.org/alheweny2010.gif (http://alheweny.org/aws/)
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[15 - Jun-2010, صباحاً 11:54]ـ
جزاكم الله خيرا ...
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[15 - Jun-2010, مساء 01:26]ـ
وجزاكم مثله أبشر مشرفنا(/)
نظرات وخطرات حول كأس العالم.
ـ[أبومالك المقطري]ــــــــ[15 - Jun-2010, صباحاً 11:08]ـ
نظرات وخطرات حول كأس العالم
تتوجه اليوم أنظار الملايين في شتى دول العالم إلى الحدث الكبير، ألا وهو ما يسمى بكأس العالم.فانطلاقاً من هذا الحدث أحببنا أن نشارك المحبين لهذا الحدث ببعض الخطرات وإلقاء النظرات.
وبهذه المناسبة نقول: يجب أن نعترف أن الرياضة، وخاصةً كرةَ القدم، أصبحت تشكل اهتماماً عالمياً عند أكثر شعوب العالم، ومنها الشعوب الإسلامية، وهذا واقع لا مفر منه، ولا جدال فيه.
ولكن السؤال الذي يهمنا في هذا المقام هو: هل الإسلام ضد الرياضة؟ وهل حرم الإسلام الرياضة ,
أقول مستعيناً بالله: اعلم أخي الكريم أنه قد جاء في بعض النصوص الشرعية ما يشير إلى الحث على ممارسة بعض أنواع الرياضة كوسيلةٍ للصِّحَّةِ والقوةِ ... ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: (الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ ... ).
ومنْ وسائلِ اكتسابِ القوةِ، ممارسةُ بعضِ الأنشطةِ الرياضيةِ التِي تُنمِّي الجسمَ وتقوِّيهِ، كالرمايةِ، والسِّباحةِ، والمصارعةِ، والعدْوِ، ونحْوِ ذلكَ ... وبهذا جاءتْ توجيهاتُ الرسولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصحابَتِهِ الأبرارِ ... وروى البخاري عن سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه - قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى نَفَرٍ مِنْ أَسْلَمَ يَنْتَضِلُونَ فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ارْمُوا بَنِي إِسْمَاعِيلَ فَإِنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِيًا ارْمُوا وَأَنَا مَعَ بَنِي فُلَانٍ. قَالَ فَأَمْسَكَ أَحَدُ الْفَرِيقَيْنِ بِأَيْدِيهِمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: مَا لَكُمْ لَا تَرْمُونَ؟ قَالُوا: كَيْفَ نَرْمِي وَأَنْتَ مَعَهُمْ؟ قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ارْمُوا فَأَنَا مَعَكُمْ كُلِّكُمْ.
وكانَ الصَّحابةُ رضيَ اللهُ عنهمْ يتسابقونَ على الأقدام، والنبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقِرُّهُمْ عليهِ، ويُرْوَى أنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صارعَ رجُلاً معروفاً بقوَّتهِ يسمى رُكانةَ، فصَرَعَهُ النَّبِيُّ أكْثَرَ من مرَّةٍ، والحديث عند الترمذي وأبوداود وصححه الألباني , كما شَهِدَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احتفالاتِ المبارزةِ، فقدْ رَوَتْ عَائِشَةُ زوجُ النبيِّ الكريمِ: (كَانَ الْحَبَشُ يَلْعَبُونَ بِحِرَابِهِمْ فَسَتَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَنْظُرُ، فَمَا زِلْتُ أَنْظُرُ حَتَّى كُنْتُ أَنَا أَنْصَرِفُ) رواه البخاري.
فهذه ألوانٌ من اللعب، وأنواعٌ من الرِّياضَةِ كانتْ معروفةً عندَهُم، شرَعَها النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للمسلمينَ، للفُرجَةِ، وترفيهاً عنهُمْ، وترويحاً لَهُمْ، وهي في الوقتِ نفسِهِ تُهَيِّءُ نُفُوسَهُم للإقبالِ على العباداتِ والواجباتِ الأُخْرَى، ليكونوا أكْثرَ نشاطاً وأشَدَّ عزيمةً.
ومن هنا نقول: إنَّ الإسلامَ يُقِرُّ ويَحُضُّ على الرِّياضةِ الهادفةِ النَّظيفةِ، التي تُتَّخَذُ وسيلةً لا غايةً، وتُلْتَمَسُ طريقاً إِلىَ إيجَادِ الإنْسانِ الفاضِلِ المتميِّزِ بجِسْمِهِ القوِيِّ، وخُلُقِهِ النَّقِيِّ، وعَقْلِهِ الذَّكِيِّ، فمن حقِّنا أن نتمتَّعَ بالرياضةِ، إذا كانت وسيلةً لا غايةً، واسْتِمْتاعاً لا تَعَصُّباً، وإنما المحظور الواقع في بعض أنواع الرياضات اليوم ما يشوبها من المحظورات الشرعية.
وقال شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية، رحمه الله تعالى:" و لعب الكرة إذا كان قصد صاحبه المنفعة للخيل والرجال، بحيث يستعان بها على الكر والفر، والدخول والخروج، ونحوه في الجهاد، وغرضه الاستعانة على الجهاد، الذي أمر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم، فهو حسن؛ وإن كان في ذلك مضرة بالخيل والرجال، فإنه ينهى عنه ". انتهى.
ومن هذه المحذورات , والتنبيهات:
(يُتْبَعُ)
(/)
أولا: أن ننتبه إلى سياسة الإلهاء بالرياضة إلى أن تصبح هدفاً أسمى , ومقصداً أعلى لاحديث للناس إلا عنها وفي الوقت الذي يعرف الناس دقائق الأمور والتفصيلات عن الرياضة والرياضيين لا يكادون يعرفون شيئاً من دينهم , وفي الوقت الذي يحفظ فيه بعض شبابنا أسماء الرياضيين وأرقام فنائلهم لا يحفظ قصار السور من القرآن الكريم.
وسياسة إلهاء الأمة بالرياضة مخطط يهودي , ومصنع صهيوني
ففي البروتوكول الثالث عشر من بروتوكولات حُكَمَاء صهيون قالوا: (
إنما نوافق الجماهير على التخلي والكف عما تظنه نشاطاً سياسياً إذا أعطيناها ملاهي جديدة، ...
ولكي نبعدها عن أن تكشف بأنفسها أي خط عمل جديد سنلهيها أيضاً بأنواع شتى من الملاهي , والألعاب ومزجيات للفراغ والمجامع العامة وهلم جرا. وسرعان ما سنبدأ الإعلان في الصحف داعين الناس إلى الدخول في مباريات شتى في كل أنواع المشروعات: كالفن والرياضة وما إليهما
هذه المتع الجديدة ستلهي ذهن الشعب حتماً عن المسائل التي سنختلف فيها معه،
وحالما يفقد الشعب تدريجاً نعمة التفكير المستقل بنفسه سيهتف جميعاً معنا لسبب واحد:
هو أننا سنكون أعضاء المجتمع الوحيدين الذين يكونون أهلاً لتقديم خطوط تفكير جديدة ... (
وفعلاً لقد أصبح شبابنا وكبارنا وصغارنا ـ ألا من رحمشغولون بهذه الكرة , بل ومن النساء وياللعجب تتخاصم امرأتان من سيفوز الفريق الفلاني أم الفريق الفلاني , وإذا اجتمع نقصان العقل مع العصبية فماذا تتوقع. وليت شعري ماذا تفعل العوائل والبنات والنساء وربات البيوت بشأن الكرة؟!
- وفي الوقت الذي يموج فيه العالم بالقلاقل والفتن، ويضطرب بالدواهي والمحن، .. وفي الوقت الذي يلقى فيه إخواننا على أرض فلسطين أبشع ألوان الجوع والحصار، وتسلط الأعداء الفجار، وبينما يئن العراق تحت وطأة الفوضى والاحتلال .. في هذا الوقت الساخن نرى المسلمين قد شغلوا بالرياضة والكرة وهذا مايهدف إليه اليهود
- ومن شدة انشغال بعضهم بالرياضة والكرة أنه يرى في منامه المباريات، والكرة وبعضهم يصيح في منامه، يقول أحدهم: إن امرأته قامت في الليل فزعة؛ لأن زوجها رأى دخول الكرة في الفريق الثاني، فصاح وما زال يصيح؛ لأنه رأى رؤية عاش عليها فنام عليها،
- هذه الكرة التي يلعب بها، بلغ حال بعضهم أن عبدها من دون الله، واتخذها إلهاً قال تعالى (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} الجاثية23
فترك الصلاة من أجلها، وأخر الصلاة من أجلها، وبعضهم يجمع من أجلها الصلاة على المدرجات، فأفتى نفسه من أجل ألا تفوته المباراة، وبعضهم يسئل إذا حان الأذان، وخاف أن يذهب إلى المسجد فيفوته الشوط والمباراة؟؛وآخر فرش غترته أمام شاشة التلفزيون وقام يصلي وهو ينظر إلى المباراة! وهذا حدث، وكان يركع سريعاً ويسجد سريعاً؛ حتى يجمع بين الحسنيين. بزعمه فأي حب بعد هذا الحب؟!.
- ومما يندى له الجبين أنك تسمع موت فلان لأجل ماذا ياهذا؟ هل لانتكاسة المسلمين هل لاحتلال أرضهم هل لذهاب هيبتهم لا إنما لهزيمة الفريق الفلاني يصاب بسكتة قلبية , ويفارق على إثرها الحياة. فإنا لله وإنا إليه راجعون.
2 - الحذر من التعصب المقيت والجاهلية العمياء:
في الحديث الذي رواه أبو داود عن جبير بن مطعم: (ليس منا من دعا إلى عصبية , وقاتل على عصبية , وليس منا من مات على عصبية)
فالرياضة السليمة لا تؤدي إلى هذا بل ينبغي للإنسان أن يضبط أعصابه في حال فوزه أو خسارته.
ويحدثنا التاريخ عن قصة حرب داحس والغبراء بين قبيلتي عبس وذبيان بسبب سباق بين فرسيْن وهما داحس والغبراء، وكان التنافس على حراسة القوافل هو السبب الرئيسي لتلك الحرب التي استمرت لقرابة الأربعين سنة، واشتركت فيها العديد من القبائل العربية الأخرى مثل طيء وهوازن بسبب الثارات القديمة، وهي الحرب التي برزت فيها بطولة عنترة بن شداد العبسي وقصائده الشهيرة التي سارت بها الركبان.
فكم يتقاتل كثير من السفهاء , ويتخاصمون ويتهاجرون من أجل كرة قدم
(يُتْبَعُ)
(/)
فبدلا من أن تكون العصبية للدين أو العقيدة، أصبحت العصبية الآن على كرة القدم التي أصبح لها دولة وسلطان وأشياع وأحلاف، عليها توالي وتعادي الشعوب، فمباراة الكرة بين الجزائر ومصر كشفت حجم المأساة التي يعيشها كثير من أبناء الشعوب المسلمة الفارغة التي لم تجد من قضاياها الكبيرة على كثرتها ما يشغل بالها ويوحد صفها؛
- يقولون: أن رجلاً كان هلالياً وامرأته كانت نصراوية، فتبارى الفريقان فانتصر أحدهما على الآخر، فاحتدم البيت، وقام الخصام حتى طلق الرجل زوجته، إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم، فأي تربية وأي ولاء هذا؟.
أرى خلال الرماد وميض نار ... وأخشى أن يكون لها ضرام
فإن النار بالعودين تزكى ... وإن الحرب مبدؤها كلام
فقلت من التعجب ليت شعري ... أأيقاظ أمية أم نيام
- فليس هناك فائدة واضحة من مشاهدة مباراة كرة القدم إلا حرق الأعصاب، وتضييع الأوقات، والتعصب للجاهلية.
3 - ضياع مفهوم الولاء والبراء بسبب الرياضة:
أدى حب كرة القدم عند بعض الناس إلى اختلاط المفاهيم في الولاء والبراء فأصبح يعادي الشخص لكونه يلعب في الفريق الفلاني ويحبه لذلك.
- ففي كثير من الأندية يكون الولاء والبراء للنادي ولا عبيه، حتى يوالي ويعادي عليه أكثر من ولائه لله القهار , ومن عدائه لأعداء الله، الولاء والبراء عقيدة من عقيدة أهل السنة والجماعة, وصح عنه صلى الله عليه وسلم، أنه قال: {من أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله، فقد استكمل الإيمان}.
أصبحت حياة الكثير للرياضة والكرة، يموت لها ويعيش من أجلها، يقول: أنا صقراوي أو هلالي حتى الموت، وهذا ليس بصحيح، أنت مسلم أنت مؤمن، أنت تحمل رسالة , أحفاد خالد بن الوليد والمثنى بن الحارثة وسعد بن أبي وقاص يموتون من أجل الكرة ويحيون في سبيلها ويا للأسف نوالي ونعادي على الكرة.
- والأكبر من هذا كله أن يحب اللاعبين من الكفار وترى في قلبه مكانة لهم ليس إلا لأنه لاعب يلعب الكرة وماهر في التصرف معها. ويسأل أحد شباب المسلمين من هو مثلك الأعلى؟ فبماذا تراه أجاب هل مثله الأعلى هو رسول الله صلى الله عليه وسلم؟.ولكن اسمعوا ماذا قال: قال إن مثلي الأعلى هو لاعب الكرة (ماردونا).
نعم هذه حقائق تنطق بين أظهرنا وبين جنباتنا، هذا إعجاب بالغرب أوصلنا إلى ما وصلنا إليه، أعتبرهم الكثير أنهم هم القدوة الصالحة.
بل ووصل الحال إلى تقليدهم في مشطتهم وملبسهم ومشيتهم ... وكل هذا من الإعجاب والانبهار وعلى ماذا لا ندري
- بل ويستقدم المحترفون إلى بلدان المسلمين بغض النظر عن دينه وعدائه للإسلام.
4 - السرف والبذخ وإنفاق الأموال الطائلة من أجل الرياضة:
إن المسلم مسئول ولا شك عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه , والش ريعة الغراء تنهى عن إضاعة المال (إن الله كره لكم قيل وقال وإضاعة المال وكثرة السؤال).
وكم هي مظاهر السرف والبذخ في سبيل الرياضة فترى الرياضة تعطى من الاهتمام مالا تعطاه مدرسة تحفيظ , أو معهد علمي. فالمرتبات والمكافآت وفتح النوادي ودعمها بالملايين , وتزويدها بالباصات وكل ماتحتاج إليه.
- شراء المحترفين بالأموال الباهضة , والتي تصل إلى الملايين
- شراء الكروت للقنوات المشفرة بالآلاف
وبعض الناس في بعض البلدان لما ضاقت بهم الأموال شيئاً ما , وجاء موسم الحج، قالوا: لا يجتمع عندنا المونديال والحج، فقرروا تأخير الحج، وقالوا: هذا المال المتوفر سنذهب به إلى المونديال، أخروا فريضة الله تعالى لأجل الكرة.
كذلك فإننا إذا قرأنا التاريخ سنجد مساوئ للرياضة كانت موجودة في زمان مضى ومن ذلك مثلاً ما يذكر عن بعض الملوك والسلاطين أنه عمل حفلاً مهماً عظيماً بالميدان تحت القلعة، وسببه أن السلطان لعب بالكرة مع أحد الأمراء فغلبه، فقال: لا بد ما دام أني غلبتك أن تعمل وليمة عظيمة، قال من كرمه: أنا أتولى عنك النفقات، فعملت الوليمة العظيمة؛ فنصبت الخيم بالميدان، وكان فيها من اللحم عشرون ألف رطلٍ، ومائة زوج أوز، وألف طائرٍ من الدجاج، وثلاثون قنطاراً من السكر استعملت في صنع الحلويات، وثلاثون قنطاراً من الزبيب، وستون إردباً دقيقاً، وعملت المسكرات في جنان من الفخار، ونزل السلطان سحر يوم السبت وأمرهم بأن يعاقروا الشراب، ثم سمح للعامة في انتهاب الأكل بعدما أكل هو ومقربوه.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال المؤرخون: فكان يوماً في غاية القبح والشناعة؛ أبيحت فيه المسكرات، وتجاهر الناس بالفواحش بما لم يعلم مثله قط، ومن يومئذٍ انتهكت الحرمات بتلك الديار، عقب انتصارٍ في مباراة كرة حصلت، وكانوا في القديم يلعبون الكرة على الفرس يضربونها بشيء.
المهم انظر الآن ما يحصل أيضاً بعد حصول المباريات الرياضية أو الانتصارات بزعمهم.
من رقص وخروج إلى الشوارع وتفحيط وربما وصلت إلى المضاربة
إذاً يوجد كثيرٌ من هذه المفاسد ولا زالت موجودة في القديم والحديث، ونحن لا بد أن نتعظ ونعلم تماماً بأن الله سبحانه وتعالى لا يرضى عن هذه الأمور.
4 - منكر التصفيق والتصفير:
وهذا المنكر من لوازم الرياضة التي لا تنفك عنها ويفعلونها على سبيل التشجيع قال تعالى {وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاء وَتَصْدِيَةً فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ} الأنفال35
والمكاء التصفير , والتصدية التصفيق
قال القرطبي: وذلك كله منكر يتنزه عن مثله العقلاء , ويتشبه فاعله بالمشركين فيما كانوا يفعلونه عند البيت ا. هـ.
وقد جعل الشرع في الصلاة التصفيق للنساء والتسبيح للرجال فعن جابر (التسبيح للرجال و التصفيق للنساء) رواه أحمد.
5 - كشف العورات في الرياضة:
وهذه صارت السمة البارزة في الرياضة للرجال والنساء , والنساء اشد تعرياً من الرجال في هذا المجال والتي ينبغي أن تكون أكثر تحشما , وعلى كل (فالمرأة عورة) كلها عورة لا يجوز للأجانب أن يرو منها شيئا ً فضلاً عما وصلت إليه في مجال الرياضة.
وعورة الرجل من السرة الى الركبة والنبي يقول (أحفظ عورتك إلا من زوجتك وما ملكت يمينك) رواه ابوداود عن معاوية بن حيدة
ويقول (الفخذ عورة) رواه الترمذي عن ابن عباس
فلم تعر القوانبن الرياضية وأعرافها هذا الجانب أي اهتمام فترى من التكشف في المصارعة والسباحة والتنس ... ما يهتك الحياء , ويخدش الرجولة.
وكل ماحرم الشرع فعله تحرم مشاهدته والمساعدة عليه.
6 - ما في اللعب بها من اعتياد وقاحة الوجوه، وبذاءة الألسن،؛ مما يقع فيه هذه المباريات كثرة الصخب والتخاطب بالفحش، ورديء الكلام، وتسمع بعضهم يقذف بعضا، ويلعن بعضهم بعضا، وما أدى إلى هذا أو بعضه، فهو حرام بلا ريب. ذكر الخطابي رحمه الله تعالى: أن من لعب بالشطرنج وقامر به (وكذلك الكرة) فهو فاسق، ومن لعب به على غير قمار، وحمله الولوع بذلك على تأخير الصلاة عن وقتها، أو جرى على لسانه الخنا والفحش، إذا عالج شيئا منه فهو ساقط المروءة، مردود الشهادة. انتهى
- أصبحت الكرة وثناً من الأوثان العصرية، وإذا كانت بنو إسرائيل فتنتهم في العجل؛ فُفتنت هذه الأمة في هذه الكرة.
إن جلد الحمار المنفوخ فتن الناس شيبهم وشبابهم، رجالهم ونساءهم، كبارهم وصغارهم، حتى غدت أمتنا حقيقة أمة الكرة لا أمة القرآن ولا أمة السيف والجهاد، وانشغال طلبة العلم بها، والاهتمام بها، والاهتمام الذي يحدث يدل على ضعف اليقين، وعلى ضعف الإيمان بالله عز وجل، ولا ينبغي للمؤمن أن ينشغل بهذه التراهات والحماقات التي هي أصلاً ليست وليدة المجتمعات الإسلامية، إنها وليدة المجتمعات الضالة التي لا هدف لها ولا رسالة، ولا دور في قيادة البشرية، وإنما مجتمعات كافرة ضالة أوجدت مثل هذه اللعب لتشتغل بها، ثم نقلتها إلينا نحن المسلمين واشتغلنا بها، وظلت هي تشتغل بما هو أهم، فلاينبغي للمسلم أن يعطي من وقته لهذه الأمور و التفاهات
عربات تدفقت تشبه الهائج الخضم
وعليها تكومت زمرٌ طيشها احتدم
ماجت الأرض بالورود وداء الضجيج عم
فتساءلت والأسى ينبض القلب الألم
هل فلسطين حررت وقطاف العناء تم
أم بـ كشمير دمرت قوة الغاصب الأذم
قيل لا بل فريقنا فاز في لعبة القدم
أي سخف مدمر عن فساد الشعوب نم
وإلى أي خيبة هبطت هذه الأمم
ألف مليون أصبحوا كغثاء بشط يم
ومصلى نبيهم بيد اللص يقتسم
أنا أقسمت بالذي برأ الكون من عدم
وكسا ثوب عزة كل من بالهدى اعتصم
إن ركنا لعزنا وقنعنا بالنعم
فخطى الخصم ماضيات من القدس للحرم
عندها يندم الجميع يوم لا ينفع الندم
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن العجب أن هذا اللعب الباطل، قد جعل في زماننا من الفنون التي تدرس في المدارس، ويعتنى بتعلمه وتعليمه، أعظم مما يعتني بتعلم القرآن، والعلم النافع، وتعليمهما. وهذا دليل على اشتداد غربة الإسلام في هذا الزمان، ونقص العلم فيه، وظهور الجهل بما بعث الله به رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم حتى عاد المعروف عند الأكثرين منكرا، والمنكر معروفا، والسنة بدعة، والبدعة سنة , وهذا من مصداق الحديث المتفق على صحته، عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من أشراط الساعة، أن يرفع العلم، ويظهر الجهل ... » الحديث , واللعب بالكرة، والاعتناء بتعلمه وتعليمه في المدارس وغيرها، من ظهور الجهل بلا شك، عند من عقل عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم , وما أشبه المفتونين باللعب بالكرة، بالذين قال الله تعالى فيهم: {وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} , وقد قال شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية، رحمه الله تعالى:" إن العلوم المفضولة إذا زاحمت العلوم الفاضلة، وأضعفتها، فإنها تحرم " انتهى , وإذا كان الأمر هكذا في العلوم المفضولة مع العلوم الفاضلة، فكيف باللعب بالكرة، إذا زاحم العلوم الفاضلة وأضعفها، كما هو الواقع في زماننا؟! مع أن اللعب بالكرة ليس بعلم،
واختتم بما بدأت به وهو أننا لا نقول بحرمة الرياضة مالم تخالف الشريعة الغراء. وتكون الغاية والمقصد لا أن تكون وسيلة تضبطها الشريعة.
وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة
ما حكم مشاهدة المباراة الرياضية، المتمثلة في مباراة كأس العالم وغيره؟ فأجابت اللجنة: " مباريات كرة القدم التي على مال أو نحوه من جوائز حرام؛ لكون ذلك قمارا؛ لأنه لا يجوز أخذ السبق وهو العوض إلا فيما أذن فيه الشرع، وهو المسابقة على الخيل والإبل والرماية، وعلى هذا فحضور المباريات حرام، ومشاهدتها كذلك، لمن علم أنها على عوض؛ لأن في حضوره لها إقرارا لها. أما إذا كانت المباراة على غير عوض ولم تشغل عما أوجب الله من الصلاة وغيرها، ولم تشتمل على محظور: ككشف العورات، أو اختلاط النساء بالرجال، أو وجود آلات لهو - فلا حرج فيها ولا في مشاهدتها. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم ". عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ ... صالح بن فوزان الفوزان ... بكر بن عبد الله أبو زيد" انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (15/ 238).
أعده /أبو مالك عدنان بن عبده بن أحمد المقطري
اليمن – تعز
الأول من شهر رجب 1431هـ(/)
أرجوا الإجابة من إخواني المشايخ وطلبة العلم: هل ترك الدعاء على الظالم يعتبر من الحِلم
ـ[أبو شوق]ــــــــ[15 - Jun-2010, مساء 06:14]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني في الله لقد أشكلت عليّ مسألة بين الدعاء على الظالم، وبين الحِلم؟
على حسب علمي أن الدعاء على الظالم جائز لقول الله تعالى: لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعاً عَلِيماً [النساء: 148]
ولقول النبي صلى الله عليه وسلم:" ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن دعوة المظلوم ودعوة المسافر ودعوة الوالد على ولده".
ولقول النبي صلى الله عليه وسلم عندما بعث معاذ بن جبل إلى اليمن فقال:" اتق دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب".
وغيرها من الأدلة
والسؤال: هل ترك الدعاء على الظالم يعتبر من الحِلم؟
وجزاكم الله خيراً
وصلى الله على نبينا وحبيبنا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
ـ[أبو عبد الله الرياني]ــــــــ[16 - Jun-2010, صباحاً 01:06]ـ
والسؤال: هل ترك الدعاء على الظالم يعتبر من الحِلم؟
لا شكّ في هذا ...
على حسب علمي أن الدعاء على الظالم جائز
وأخذ المظلمة منه جائز أيضا وتركه حِلم
فما الإشكال؟؟؟(/)
فائدة تيمية على حديث " من مات ولم يغز ... "
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[15 - Jun-2010, مساء 10:06]ـ
عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق" رواه مسلم
قال شيخ الاسلام المجاهد المرابط بن تيمية رحمه الله:
وذلك إن الجهاد فرض على الكفاية, فيخاطب به جميع المؤمنين عموماً, ثم إذا قام به بعضهم سقط عن الباقين. ولا بد لكل مؤمن من أن يعتقد أنه مأمور به, وأن يعتقد وجوبه وأن يعزم عليه إذا أحتيج إليه, وهذا يتضمن تحديث نفسه بفعله فمن مات ولم يغز أو لم يحدث نفسه بالغزو نقص من إيمانه الواحب عليه بقدر ذلك, فمات على شعبة نفاق.
[من رسالة: مسالة في المرابطة بالثغور أفضل أم المجاورة بمكة شرفها الله تعالى] الناشر دار السلف وهذه الرسالة يا اخوان صغيرة الحجم عظيمة الفائدة ولا تقدر بثمن
ـ[أحمد الصوابي]ــــــــ[21 - Jun-2010, صباحاً 02:21]ـ
بارك الله فيك، و رحم الله شيخ الإسلام.
ـ[أبوعبد الله الغريب]ــــــــ[24 - Jun-2010, مساء 02:55]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم
ولا حرمنا أجر الجهاد في سبيل الله
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[24 - Jun-2010, مساء 03:20]ـ
بارك الله فيك اخي الكريم على هذا النقل, وان كنت أستبعد غاية البعد أن نحدث أنفسنا -العاجزة غاية العجز- ذلاّ وهوانا وركونا الى الدنيا بالجهاد والغزو في سبيل الله, كيف وقد أميت ذكره موتا, وذُبح بغير سكين, وعُلّق الحديث عنه بالارهاب, ففرَّت من ذكره نفوس حتى لا توصم بعاره!!! وفرّ من الحديث عنه آخرون حتى ننال شهادة التزكية وحسن السلوك والسيرة من أعداء الله ورسوله.
فالى الله المشتكى من ذُلنا ومن الهوان المُلقى في نفوسنا, والى الله المشتكى من زمان كفّت الايدي عن الجهاد بالمال ونصرة المستضعفين من المؤمنين به, فكيف لو كان الامر-بالله عليكم- جهادا بالنفس وبذلا للارواح.(/)
الفَوَائِدُ والعبَرُ المَجْمُوعَةُ مِنْ "صَلاحِ الأُمَّةِ فِي عُلُوِّ الهِّمَّةِ" ..
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[16 - Jun-2010, صباحاً 12:31]ـ
الفَوَائِدُ والعبَرُ المَجْمُوعَةُ مِنْ "صَلاحِ الأُمَّةِ فِي عُلُوِّ الهِّمَّةِ" لِلسيِّد العَفَّانِي.
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن واله ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم أن نلقاهُ , وبعدُ:
فإني أشرعُ في مقدمتي هذه بذكر المنهج المسار عليه –بمشيئةِ الله- في ذكر الفوائد والدرر والحكم والملح والغرر العلميةِ العملية من كتاب جليل القدر عظيم في النفس وهو كتاب "صلاح الأمة في علو الهمة" لأحدِ زهاد العصرِ وهو الشيخ الدكتور "سيد بن حسين العفاني" –جزاه الله خيراً- التي جمعتها خلالَ مطالعتي لهذا السفر الجليل –ولما أكمله-.
والمنهج هو: ترتيب الفوائد على ترتيب الكتابِ بسردِ (الأقوالِ والأفعالِ والقصصِ والعبرِ ومقتطفاتٌ من حياة الأئمة السابقين) على ما سترونه –بإذن الملك الجليل-.
وقد أختصرُ الفوائدَ بعدم نسبةِ القولِ إلى صاحبها إذ إنه يستغرق مني وقتا طويلا أنا في غنيةٍ عنه.
وسأضيف الفوائد أول أول على فتراتٍ معينةٍ –بإذن الله عزوجل- على ما سودته بين دفتي الكتاب.
والله أسأله التوفيق في اليسير والتيسير في المسير.
(الفوائد من المجلَّدِ الأول)
(1)
قال أهل اللغة: الهمة: فعلة من الهم وهو مبدأ الإرداةِ , ولكن خصوها بنهايةِ الإرداةِ , والهم مبدؤها , والهمة نهايتها.
(2)
قال ابن القيم الجوزية: كمال الإنسان بهمة ترقيه وعلم يبصره ويهديه.
(3)
كمال السعادةِ والهمةِ إنما تكونُ في طلب العلم.
(4)
قال بعضهم: إني لا أنظر إلى كلام الحكيم وإنما أنظر إلى همته.
(5)
قال تعالى [إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة .... ] فجمعَ الله في ذلكَ أشياءاً (سلعة وثمن ومشترٍ, ومنادٍ) فإذا كانَ المشتري عظيما, وإذا كان الثمن خطيراً, والمنادي جليلاً, كانتِ السلعة " نفيسة ".
(6)
قال ابن سيرين: ساعة السوق ساعة غفلةِ الناس.
(7)
قال بعض السلف: تعذيبُ الجسدِ في طاعةِ الله تكريمٌ لها.
(8)
قال عمر بن عبد العزيز: لما تاقت نفسي للخلافةِ تاقتْ نفسي للآخرة.
(9)
قال بعض السلف: من لم تبكِ الدنيا عليه لم تضحكِ الآخرةُ إليهِ.
(10)
قال بعض السلف: الداعيةُ المسلم وقف للهِ تعالى لا تسوغة إجازة واستراحة.
(11)
قال شعبةُ: لا تقعدوا فراغاً فالموت يطلبكم.
(12)
سئل الإمام أحمد: متى يجد العبد طعم الراحة؟ قال: عند أول قدم تضعها في الجنةِ
طرْ بجناحِ الجد من وكلِ الكسل ... تابعاً آثارَ الأحبابِ تصل
(13)
ما يحصل برد العيشِ إلا بحر التعب , مالعزِّ إلا بحتِّ ثوبِ الكدِّ , فعلى قدر الاجتهاد تعلو الرتب.
(14)
قلبُ عاليَ الهمةِ: دائما الثأر من الشيطانِ , ولا يرتضي لنفسه الذل
ومن لا يحبِّ صعود الجبال ... يعش أبدَ الدهرِ بينَ الحُفرِ
على قدر أهل العزمِ تأتي العزائم ... وتأتي على قدر الكرام المكارم.
(15)
ما ارتفع صوت الحادي يوما ما لرفقة أولي الصمم , ولا ارتفع الفلك الأعلى غيرِ أهل الشموخِ.
(16)
- آياتٌ في علو الهمةِ –
قال تعالى/ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا.
قال تعالى/ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ.
قال تعالى/ يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6) إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا (7) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8)
قال تعالى/ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5) وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (7)
قال تعالى/ يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (12)
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى/ وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِها
قال تعالى/ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69)
قال تعالى/ ثمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32)
فالظالم من غلبت زلاته, والمقتصد من استوت حالاته, والسابق من ازدادت حسناته.
قال تعالى/ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133)
قال تعالى/ سابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (21)
(من طلب المنزلة العليا في الجنة فعليه بعلو الهمة)
(17)
- أحاديثٌ في علو الهمة –
قال –عليه الصلاة والسلام-: إن الله كريم يحب الكرماء جواد يحب الجودة يحب معالي الأخلاق و يكره سفسافها.
قال –عليه الصلاة والسلام-: «بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِى كَافِرًا أَوْ يُمْسِى مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا».
قال –عليه الصلاة والسلام-: ايهٍ يا ابن الخطاب وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ قَطُّ سَالِكًا فَجًّا إِلاَّ سَلَكَ فَجًّا غَيْرَ فَجِّكَ.
قال –عليه الصلاة والسلام-: إن أهل الدرجات العلى ليراهم من تحتهم كما ترون النجم الطالع في أفق السماء وإن أبو بكر و عمر منهم وأنعما.
ومنها:
أ- الأحاديث التي توجبُ محبة الله للعبدِ:
قال –عليه الصلاة والسلام-: إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلاَنًا فَأَحْبِبْهُ فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلاَنًا فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الأَرْضِ.
قال –عليه الصلاة والسلام-: مهْلاً يَا عَائِشَةُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ.
(فليسَ الشأنُ أن تحِب! إنما الشأن أن تحَب)
ب- الأعمال التي شهد لها رسول الله بالخيرية وتفاضل الناس فيها:
قال –عليه الصلاة والسلام-: خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ قَالَ وَأَقْرَأَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي إِمْرَةِ عُثْمَانَ حَتَّى كَانَ الْحَجَّاجُ قَالَ وَذَاكَ الَّذِي أَقْعَدَنِي مَقْعَدِي هَذَا.
قال –عليه الصلاة والسلام-: «إِنَّ مِنْ خِيَارِكُمْ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلاَقًا»
قال –عليه الصلاة والسلام-: «خِيَارُكُمْ أَلْيَنُكُمْ مَنَاكِبَ فِى الصَّلاَةِ».
قال –عليه الصلاة والسلام-: «خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ».
قال –عليه الصلاة والسلام-: أفضل المؤمنين إسلاما من سلم المسلمون من لسانه و يده و أفضل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا و أفضل المهاجرين من هجر ما نهى الله تعالى عنه و أفضل الجهاد من جاهد نفسه في ذات الله عز و جل.
ج- الحرص على أعمالٍ تظله في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال –عليه الصلاة والسلام-: سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ الإِمَامُ الْعَادِلُ وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ وَرَجُلاَنِ تَحَابَّا فِي اللهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ أَخْفَى حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ.
قال –عليه الصلاة والسلام-: من أنظر معسرا أو وضع له أظله الله يوم القيامة تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله.
(علو الهمة في الإخلاص)
(18)
قال الفضيل: أدركنا الناس وهم يراءونَ بما يعملونَ, فصاروا الآن يراءون بما لا يعملون.
(19)
قال ابن أدهمْ –رحمه الله-: يرحمُ الله العلماءَ, كانوا إذا عَلموا عَملوا, فإن عملوا شُغلوا, فإن شُغلوا فُقدوا, فإن فقدوا طُلبوا, فإن طُلبوا هَربوا.
(20)
قيلَ لحمدون: ما بالُ كلامُ السلفِ أنفع من كلامنا؟ قال: لأنهم تكلموا لعزِّ الإسلامِ, ونجاةِ النفوسِ, ورضا الرحمن, ونحن نتكلم لعزِّ النفوسِ, وطلبِ الدنيا, ورضا الخلق.
(21)
قال أبو حنيفةَ: الكلامُ عن العلماءِ ومحاسنهمْ أحبُّ إليَّ من كثيرٍ من الفقهِ, لأنها آدابُ القومِ وأخلاقهم.
(22)
قال أهلُ المدينةِ: ما فقدنا صدقة السرِّ حتَّى ماتَ عليُّ بن الحسينِ.
(23)
كانَ النخعيُّ إذا قرأ في المصحفِ فدخَل الدَّاخلُ غطَّاه.
(24)
وكانَ السلفُ يوعِظونَ فيبكونَ فيقولون: ما أشدَّ الزَّكام!
(25)
قال الإمام الشافعي –رحمهُ الله-: وددتُ أنَّ الخلقَ تعلموا هذا –يعني علمه- على أن لا ينسبَ إليَّ حرفٌ منه.
(26)
وجاءَ عن الإمام الماوردي شيخ الشافعيةِ أنه لم يظهر شيئاً من تصانيفه في حياته وجمعها كلها في مكان، ولما دنت وفاته قال لشخص يثق إليه: إن كتبي لم أظهرها لأني لم أجد نية خالصة لله تعالى لم يشبها كدر، فإذا أنا وقعت في النزع وعاينت الموت، اجعل يدك على يدي، فإن قبضت عليها وعصرتها فاعلم أنه لم يقبل مني شيء منها، واعمد إلى الكتب وألقها في دجلة، وإن بسطت يدي ولم أقبضها على يدك فاعلم أنها قد قبلت وأني قد ظفرت بما كنت أرجوه. قال: فلما وقع النزع وضع يده في يده فبسطها ولم يقبضها، فعلم أنه قبل فأظهرت كتبه.
(27)
قال رجلٌ لعلاء العدوي: رأيتُ كأنكَ في الجنةِ! قال له: ويحكَ! أما وجدَ الشيطانُ أحداًً يسخرُ بهِ غيرِي وغيركَ.
(28)
قال سفيانُ –رحمه الله-: قلَّ عالمٌ تكبُرُ حلقةُ درسِهِ إلاَّ ويدخلهُ العجْبُ .. وقالَ: إنَّ أقبحَ الرغبةِ أن تطلبَ الدُّنيا بعملِ الآخرةِ.
(29)
قال الحسنُ –رحمهُ الله-: من ذمَّ نفسهُ في الملأِ فقد مدحَها .. وذلكَ من علامَاتِ الرياءِ.
(30)
قال الإمامُ مالكَ –شيخ المدينة رحمه الله-: إذا ذُكرَ الصَّالحونَ فأفٍّ لي وتفٍّ.
(31)
قال الطوسي –رحمه الله-: لو كانتْ للذنوبِ ريحٌ ما قدرتُمْ أن تدنوا منَّي من نتنِ ريحي.
قال دواد الطَّائي: تركتنا الذنوب وإنَّا لنستحي كثيراً من مجالسةِ النَّاسِ.
(32)
قال الفضيل –رحمه الله-: تريد الجنَّةَ مع النبيين والصديقين وتريد أن تقف الموقف مع نوح وإبراهيم ومحمد عليهم الصلاة والسلام بأي عمل وأي شهوة تركها لله عز وجل وأي قريب باعدته في الله وأي بعيد قربته في الله .. وقال .. لا يترك الشيطان الانسان حتى يحتال له بكل وجه فيستخرج منه ما يخبر به من عمله لعله يكون كثير الطواف فيقول ما كان أجلى الطواف الليلة او يكون صائما فيقول ما أثقل السحور أو ما أشد العطش فان استطعت أن لا تكون محدثا ولا متكلما ولا قارئا إن كنت بليغا قالوا ما أبلغه وأحسن حديثه وأحسن صوته فيعجبك ذلك فتنتفخ وإن لم تكن بليغا ولا حسن الصوت قالوا ليس يحسن يحدث وليس صوته بحسن أحزنك وشق عليك فتكون مرائيا وإذا جلست فتكلمت ولم تبال من ذمك ومن مدحك من الله فتكلم.
(33)
(يُتْبَعُ)
(/)
جاءَ في "حليةِ الأولياء": لما استخلف المهدي بعث إلى سفيان فلما دخل خلع خاتمه فرمى به إليه فقال يا أبا عَبْد الله هذا خاتمي! فاعمل في هذه الامة بالكتاب والسنة فأخذ الخاتم بيده! وقال تأذن في الكلام يا أمير المؤمنين؟ قال عبيد قلت لعطاء يا أبا مخلد قال له يا أمير المؤمنين قال نعم. قال أتكلم على أني آمن قال نعم قال لا تبعث الي حتى آتيك ولا تعطني شيئا حتى أسألك قال: وغضب من ذلك وهم به فقال له كاتبه: أليس قد أمنته يا أمير المؤمنين قال بلى فلما خرج حف به أصحابه فقالوا ما منعك اأبا عَبْد الله وقد أمرك أن تعمل في هذه الأمة بالكتاب والسنة قال فاستصغر عقولهم ثم خرج هاربا الى البصرة.
عُلُوُّ الهمَّةِ في العِلْمِ ونشرهِ
(34)
قال الله تعال شهد الله انه لا إله إلا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم.
قال ابن القيم –رحمه الله- مختصَراً: استشهد سبحانه بأولى العلم على اجل مشهود عليه وهو توحيده فقال شهد الله انه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط وهذا يدل على فضل العلم واهله من وجوه:
احدها: استشهادهم دون غيرهم من البشر.
والثاني: اقتران شهادتهم بشهادته.
والثالث: اقترانها بشهادة ملائكته.
والرابع: أن في ضمن هذا تزكيتهم وتعديلهم فان الله لا يستشهد من خلقه الا العدول
الخامس: انه وصفهم بكونهم أولى العلم وهذا يدل على اختصاصهم به وأنهم اهله واصحابه ليس بمستعار لهم.
السادس: انه سبحانه استشهد بنفسه وهو اجل شاهد ثم بخيار خلقه وهم ملائكته والعلماء من عباده ويكفيهم بهذا فضلا وشرفا.
السابع: انه استشهد بهم على اجل مشهود به وأعظمه وأكبره وهو شهادة أن لا إله إلا الله والعظيم القدر انما يستشهد على الأمر العظيم أكابر الخلق وساداتهم
الثامن: انه سبحانه جعل شهادتهم حجة على المنكرين فهم بمنزلة آدلته وآياته وبراهنيه الدالة على توحيده.
التاسع: انه سبحانه أفرد الفعل المتضمن لهذه الشهادة لصادرة منه ومن ملائكته ومنهم ولم يعطف شهادتهم بفعل آخر غير شهادته وهذا يدل على شدة ارتباط شهادتهم بشهادته.
العاشر: انه سبحانه جعلهم مؤدين لحقه عند عباده بهذه الشهادة فإذا أدوها فقد أدوا الحق المشهود به فثبت الحق المشهود به فوجب على الخلق الإقرار به وكان ذلك غاية سعادتهم في معاشهم ومعادهم وكل من ناله الهدى بشهادتهم واقر بهذا الحق بسبب شهادتهم فلهم من الأجر مثل أجره وهذا فضل عظيم لا يدرى قدره الا الله وكذلك كل من شهد بها عن شهادتهم فلهم من الأجر مثل أجره ايضا.
(فهذه عشرة اوجه في هذه الاية على فضل العلم والعلماء)
(35)
كان المنصور في شبيبته يطلب العلم من مظانه والحديث والفقه فنال جانبا جيدا وطرفا صالحا، وقد قيل له يوما: يا أمير المؤمنين هل بقي شئ من اللذات لم تنله؟ قال: شئ واحد، قالوا: وما هو؟ قال: قول المحدث للشيخ من ذكرت رحمك الله.
فاجتمع وزراؤه وكتابه وجلسوا حوله وقالوا: ليمل علينا أمير المؤمنين شيئا من الحديث، فقال: لستم بهم، إنما هم الدنسة ثيابهم، المشققة أرجلهم، الطويلة شعورهم، رواد الآفاق وقطاع المسافات، تارة بالعراق وتارة بالحجاز، وتارة بالشام، وتارة باليمن.
فهؤلاء نقلة الحديث.
(36)
قال ابن جرير لأصحابهِ: هل تنشطونَ لكتابةِ التاريخ من عهدِ آدمَ إلى وقتنَا بنحوِ 30 ألفَ ورقة؟! فقالوا: هذا مما تفنى الأعمارُ قبلَ تمامِهِ!! فقال/ ماتتِ الهِمَم!!.
37)
قال الإمام أحمد –رحمه الله-: النَّاسُ بحاجةٍ إلى الطَّعامِ أكثر من الطَّعامِ والشَّرابِ, لأنَّ العلمَ تحتاجهُ عددَ الأنفاسِ , والطعامُ والشراب تحتاجُهُ مرةً أو مرتينِ في اليومِ.
(38)
قال –عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ-: موتُ العالمِ مصيبةٌ لا تجبَرْ, وثلمةٌ لا تسدُّ, ونجمٌ طمسَ, وموتُ قبيلةٍ أيسرُ من موتِ عالمٍ. اهـ.
لعمركُ بالرَّزيَّةُ فقد مالٍ ... ولا شاةٍ تموتُ ولا بعيرُ
ولكنَّ الرَّزيَّةَ فقدُ شخصٍ ... يموتُ بموتِهِ خلقٌ كثيرُ
(39)
قال ابن القيِّم –رحمه الله-: العلماءُ باللَّهِ وأمره فهم حياة الموجود وروحه ولا يستغنى عنهم طرفة عين فحاجة القلب إلى العلم ليست كالحاجة إلى التنفس في الهواء بل اعظم وبالجملة فالعلم للقلب مثل الماء للسمك إذا فقده مات فنسبة العلم إلى القلب كنسبة ضوء العين إليها.
(40)
قال الشيخُ النحويُّ أبو الأسودِ الدؤلي:
العلم زين وتشريف لصاحبه ... فاطلب هديت فنون العلم والأدبا
لا خير فيمن له أصل بلا أدب ... حتى يكون على ما زانه حدبا
كم من كريم أخي عي وطمطمة ... فكم لدى القوم معروفا
إذا انتسبا في بيت مكرمة آباؤه نجب ... كانوا الرؤوس فأمسى بعدهم ذنبا
وخامل مقرف الآباء ذي أدب ... نال المعالي بالآداب والرتبا
أمسى عزيزا عظيم الشان مشتهرا ... في خده صعر قد ظل محتجبا
العلم كنز وذخر لا نفاد له ... نعم القرين إذا ما صاحب صحبا
قد يجمع المرء مالا ثم يسلبهُ ... عما قليل فيلقى الذل والحدبا
وجامع العلم مغبوط به أبدا ... ولا يحاذر منه الفوت والسلبا
يا جامع العلم نعم الذخر تجمعه ... لا تعدلن به درا ولا ذهبا
(41)
قال بعضهُمْ: من طلبَ الرَّاحةَ تركَ الرَّاحةَ, وإنَّ العلمَ لراحةٌ.
فيا وصْلَ الحبيبِ أما إليهِ ... بغيرِ مشقةٍ أبداً طريقُ
(42)
قال أبو الأسود الدؤلي: الحكامُ ملوكٌ على النَّاسِ, والعلماءُ ملوكٌ على الحكَّامِ.
(43)
أهلاً وسهلاً بالذين أودهم ... وأحبهم في الله ذي الآلاء
أهلاً بقوم صالحين ذوي تقى ... خير الرجال وزين ملاء
يسعون في طلب الحديث بعفة ... وتوقر وسكينة وحياء
لهم المهابة والجلالة والتقى ... وفضائل جلت عن الإحصاء
ومداد ما تجري به أقلامهم ... أزكى وأفضل من دم الشهداء
(44)
والعلمُ يجلو العمى عن صاحبِهِ ... كما يجلي سواد الظمةِ القبرُ
وليس ذو العلم بالتقوى كجاهلها ... ولا البصيرُ كأعمى ما لهُ بصرُ
(45)
أحسنُ شيءٍ ما قالهُ القائلُ:
فقل لمرجِّي معالي الأمورَ ... بغيرِ اجتِهادٍ رجوتَ المُحالا
يتبعُ إن شاءَ اللَّهُ تعالى ............(/)
لقاء مفتوح مع الشيخ عبدالله الغديان رحمه الله 26 - 2 - 1425/صوتي
ـ[ابو اميمة محمد]ــــــــ[16 - Jun-2010, صباحاً 08:47]ـ
لقاء مفتوح مع الشيخ عبدالله الغديان رحمه الله 26 - 2 - 1425
http://www.4shared.com/audio/RKNDstjW/______26-2-1425.html (http://www.4shared.com/audio/RKNDstjW/______26-2-1425.html)
ابو اميمة محمد(/)
وقف الجدال المحتدم في حكم لعب و مشاهدة كرة القدم
ـ[أبو الحزم]ــــــــ[16 - Jun-2010, صباحاً 11:58]ـ
وقف الجدال المحتدم في حكم لعب و مشاهدة كرة القدم
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و سلم ... و بعد
فقد جاء عن النبي الأمين رسول رب العالمين صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم – فيما صح عنه – أنه قال:-
"لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب خرب لدخلتموه"قلنا يا رسول الله: اليهود والنصارى ( http://www.kalemasawaa.com/vb/t4249.html)؟
قال: فمن؟
و إذا راجعنا تاريخ لعبة كرة القدم وجدنا استنتاجات هامة
فإرجاع أصل الكرة إلى الجزر البريطانية حيث تقول القصة: أن الدانماركيين احتلوا إنجلترا من عام 1016م إلى 1042م بالتأريخ الصليبي و بما يعادل 450 هجريا، وإن الإنجليز كافحوا لإجلائهم عن أراضيهم، وفي المعركة الحاسمة قطع الإنجليز رأس القائد الدانماركي وداسوه بأقدامهم كما لو كانت كرة، وصارت هذه الفعلة تقليداً قومياً يدل على الثأر والانتقام، ثم تحول الأمر مع الأيام إلى لعبة كرة القدم، ولهذا يميل بعض المؤرخين إلى اعتبار المدة من 1050م إلى 1075م هي فجر ظهور اللعبة
وفي منتصف القرن التاسع عشر تفرعت اللعبة، قسم يريد استخدام اليد وقسم آخر لا يريد، فأدى ذلك إلى ظهور لعبتين إحداهما كرة القدم السائدة اليوم، والثانية لعبة (الروجبي)، فاعتمدت المدن الإنجليزية أمثال: كمبردج وشفيلد ولندن وغيرها وضع قوانين لعبة كرة القدم.
و بالرغم من انتشار هذه اللعبة في أوربه تقريبا بما يعادل القرن الخامس هجريا وقت الحملات الصليبية التي استلت سيوفها في تلك الفترة على بلاد الإسلام –حرسها الله - لمدة ثلاثة قرون تقريبا وهناك اطلاع متبادل بين المجتمعات إلا أن الواضح أن بداية نشوءها بين المسلمين قبل الاستعمار كان كنوع من التلهي و بشكل غير موسع لكنها لم تقتبس بشكلها الحالي و يتوسع فيها بشكل مغالبات و منافسات عامة و تنقل أساليب لعبها الأوربية و لم يسمع عن ذلك في تاريخ المسلمين إلا بعد فترة الاستعمار السرطانية الخبيثة مع أن هذه اللعبة موجودة لدي الأوربيين بمفاسدها قبل ذلك بمئات السنين
واليوم هناك أكثر من 130 دولة أعضاء في الاتحاد العالمي لفرق كرة القدم الذي تأسس في 21 أيّار عام 1904م بالتاريخ الصليبي بمدينة باريس تحت اسم (فيفا) تلك المنظمة المسئولة عن وضع و تنفيذ قوانين اللعبة دوليا و على جميع الدول الالتزام بها لتستطيع المشاركة في المسابقات الدولية سواء كانت هذه القوانين موافقة أو مخالفة للشرع و لو فيها كشف للعورات و لعب على عوض و مسابقاتلا يقرها الإسلام كما سيأتي بيان ذلك
و الغريب أن الناظر في تاريخ الكرة يرى أموراً عجيبة فقد حرمها ملوك في الدولة الإنجليزية نفسها قبل ذلك لما رأوه من إثارة هذه اللعبة للفساد في مجتمعاتهم و كان كل من الملوك: إدوارد الثاني عام 735 هـ 1314م، وإدوارد الثالث عام 785هـ، 1365م،
وريتشارد الثاني، وهنري الرابع، والملكة إليزابيت الأولى. على تحريمها و منعها
وجاء في المرسوم الذي أصدره الملك إدوارد الثاني عام 1314م 735 هـ: "لما كان ضجيج وأصوات كثيرة تملأ البلاد بسبب التشاجر والتدافع خلف كرات كبيرة، ولما كانت شرور كثيرة تحدث بسبب هذا، ولما كان الله يحرم كل هذه الشرور ... لذلك فإني آمر وأمنع بأمر الملك الاشتراكَ في مثل هذه الألعاب مستقبلاً، ومن يخالف ذلك تكون عقوبته السجن"
وينبغي ألا نكون أقل غيرة على ديننا من غيرة ملوك الإنجليز على مصالحهم عندما حرموا تلكم اللعبة على شعوبهم، لِما كانت تتسم به من خشونة ووحشية، مع ما تثيره من ضجيج وعراك ينتهي كثيراً إلى مراكز الشرطة
و رحم الله الإمام ابن القيم رحمه الله إذ يقول: "إذا تأملت أحوال هذه المغالبات رأيتها في ذلك كالخمر قليلُها يدعو إلى كثيرها، وكثيرُها يصدُّ عن ما يحبه الله ورسوله، ويوقع فيما يبغضه الله ورسوله، فلو لم يكن في تحريمها نصٌّ لكانت أصولُ الشريعة وقواعدها وما اشتملت عليه من الحكم والمصالح وعدم الفرق بين المتماثلين توجب تحريم ذلك والنهي عنه"، هذا في زمانه فكيف لو رأى رحمه الله منافسات و مغالبات هذا الزمان على لعبة مثل كرة القدم؟!!
(يُتْبَعُ)
(/)
و يقول العلامة حمود التويجري رحمه الله تعالى في رسالته الموسومة بالإيضاح والتبيين لما وقع فيه الأكثرون من مشابهة المشركين
فصل
النوع الثامن والعشرون: من التشبه بأعداء الله تعالى اللعب بالكرة على الوجه المعمول به عند السفهاء في هذه الأزمان وذلك لأن اللعب بها على الوجه مأخوذ عن الإفرنج وأشباههم من أعداء الله تعالى.
وقد رأيت عمل الأمريكان في أخشاب الكرة ومواضع اللعب بها ورأيت عمل سفهاء المسلمين في ذلك فرأيته مطابقا لعمل الأمريكان أتم المطابقة.
وقد تقدم حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من تشبه بقوم فهو منهم".
وتقدم أيضًا حديث عبد الله بن عمرو رضي عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ليس منا من تشبه بغيرنا".
إذا علم هذا فاللعب بالكرة على الوجه الذي أشرنا إليه من جملة المنكر الذي ينبغي تغييره. وبيان ذلك من وجوه:
أحدها: ما فيه من التشبه بالإفرنج وأضرابهم من أعداء الله تعالى.
وأقل الأحوال في حديث عبد الله بن عمر وحديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهم أنهما يقتضيان تحريم التشبه بأعداء الله تعالى في كل شيء من زيهم وأفعالهم ففيها دليل على المنع من اللعب بالكرة.
ويدل على المنع من اللعب بها أيضا قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "خالفوا المشركين" متفق عليه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما. ويدل على المنع منه أيضا قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "هدينا مخالف لهدي أهل الأوثان والشرك" رواه الشافعي مرسلاً والحاكم موصولاً من حديث المسور بن مخرمة رضي الله عنهما. "
و قد ذكر العلامة التوجري سبعة أوجه لمفاسد هذه اللعبة بالصورة التي هي عليها الآن و الرسالة بكاملها قد ألحقتها في آخر المقالة لمن أراد أن يطالعها و يستفيد منها
فمن أعجب العجاب و ما يحير الألباب أن تترك فئام من الناس عظيم تراثها و نهج أجدادها لتتبع عادات قوم ضالين و ثقافات حثالة سفهاء دهماء موتورين كانوا و لازالوا همج رعاع و أكثرهم فاسقين و تتشبه بأمم البربر السفلية و تقتبس عادتها الهمجية و تنقطع عن تراث أجدادها أعظم رجال التاريخ و أشرفهم سيرة و أعظمهم شأنا بعد الأنبياء
أيكون هذا في أمة أتم الله نعمته عليها بتمام الدين و كمال الرسالة و عظائم الأخلاق و أفضل الهدي و أقوم السبل و المنهج التام العام و الصراط المستقيم و أمثلة قرون العزة و السيادة و الريادة التي لم تبلغها أمة في التاريخ؟!
كما قال رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
(خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)
لقد دخل الاستعمار البغيض بعد قرون طويلة لم يفلح فيها سيف و لا رمح و لا نعرات و لا ثورات و ظلت أمة الإسلام عظيمة شامخة أبية رغم ما كان من كبوات و هفوات
و لكن دخول الاستعمار الأخير كان في جعبته سلاح آخر جديد و خبيث و خطير طعنه بكل ما أوتي من قوه في منفذ واهن و ثغر ضعيف
فدس السم الخبيث و انتشر
لقد نجحت جراثيم الاستعمار الخبيث في نقل عاداتها المنحطة و أفكارها السراطانية الخبيثة في منابت الفساد
و من هذه العادات التي نرفضها كرة القدم بشكلها الأوربي (!)
وللأسف يأبى كثير من شبابنا إلا و أن يشربوا السم حتى آخر قطرة
و مع أن الصورة واضحة و المصيبة لا تخفى على العيان
إلا أنه لا يزال كثير من المخدوعين يظنون أنه لا شيء عليهم من تلقف و تقليد و امتثال هذه العادة- المتمثلة في كرة القدم - و أنهم يجنون من ورائها الإيجابيات زعموا و يتركون السلبيات
و لا محظور شرعي البتة في مشاهدتها بل و احتراف اللعب فيها و التكسب من ورائها و أكل المال من عوضها المحرم (!)
و زين ذلك الشيطان لهم من زخرف القول غرورا كسراب يحسبه الظمآن ماءً
و من واجب النصح علينا لله و رسوله و للعامة المسلمين و أئمتهم
أن نبرز قول الحق في هذه المسألة الخطيرة و الطامة الشريرة
التي يعاين مفاسدها كل ذي عقل
فإن المنكر إذا فشى و لم ينكره أحد يوشك أن يعمنا الله بعذاب من عنده
و نظهر قول العلماء الأكابر حتى لا يغتر أحد بهذيان الأصاغر و سبيل المغرورين
فإن الكبير إذا تكلم تبعه الصغير فاهتدى
و أما من يصر على ما هو عليه فيه فليتولى ما تولى
و ليحيى من حي على بينة وليهلك من هلك عن بينة
و إن الكلام في هذا الموضوع عن لعبة كرة القدم
ليس هو من حيث كونها كرة ممتلئة بالهواء تتلقفها الرؤوس و تركلها الأقدام و يلهى بها بعض الناس فرادى أو مجتمعين بدون فرقٍ و بدون مغالبات
فهذا ليس مبحث الموضوع و لا تلك هي القضية التي نبحثها
فأرجوا ألا يتم خلط الأوراق حتى لا يلتبس علينا الباطل و يخفى الحق بتزرعات بعيدة كالذي يبيح الخمر لأنه ليس إلا عنبا (!)
فلا يدعي الداعي هزلا و صدا عن الحق أننا نحرم الكرة مجردة هكذا فلا يلعب بها الأطفال و تمزق كما تكسر الأصنام
فالكلام هنا عن حكم لعب و احتراف كرة القدم بالقوانين و التشريعات الغربية التي يلزمها اللعب الدول و المحلي و التزمت لمن احترفها و فيها كثير من المخالفات الشرعية الواضحة و التشبه بالأعداء
و حكم الاحتراف و التكسب من وراء هذه اللعبة
و حكم إجراء المسابقات عليها و إجراء الجوائز و العوض من إحدى الفريقين أو كليهما أو جهة ثالثة
و حكم إجراء المغالبات و المنافسات العامة عليها،
و حكم حضور هذه المباريات و مشاهدتها على ما فيها من زور و باطل و مخالفات و إجراء المغالبات العامة عليها بتلك الصورة و إجراء جوائز عليها .. إلخ
و أعتذر لكم على هذه المقدمة الطويلة
و إليكم أقوال العلماء ففيها حجج و بينات لمن كان له عقل و فؤاد
فلا يشك قلب فيه إيمان أو عقل فيه رجحان بلا طول نظر أو مطالعة أن واقع هذا المرض المستشري في النفوس و العقول و البلدان من الاهتمام بهذه اللعبة اللقيطة و ما يحوي كثير من الباطل و وبيل من الشرور و الفساد
بما جرته علينا ثقافات تالفة و عادات تافهة ليس فيها من أمتنا أصل و لا وجود
و هذه فتاوى لسبعة من كبار علماء العصر تكفي واحدة منها لتسد أمام الباطل كل مسد و ختمتها بالمسك في رسالة العلامة أسد السنة حمود التوجري – رحمه الله و أجزل له الثواب فقد كفى ووفى -
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الحزم]ــــــــ[16 - Jun-2010, مساء 12:01]ـ
فتوى اللجنة الدائمة للبحوث و الإفتاء
مباريات كرة القدم التي على مال أو نحوه من جوائز حرام؛ لكون ذلك قمارا
السؤال الثاني من الفتوى رقم (18951)
س2: ما حكم مشاهدة المباراة الرياضية، المتمثلة في مباراة كأس العالم وغيره؟
(الجزء رقم: 15، الصفحة رقم: 239)
ج2: مباريات كرة القدم التي على مال أو نحوه من جوائز حرام؛ لكون ذلك قمارا؛ لأنه لا يجوز أخذ السبق وهو العوض إلا فيما أذن فيه الشرع، وهو المسابقة على الخيل والإبل والرماية، وعلى هذا فحضور المباريات حرام ومشاهدتها كذلك، لمن علم أنها على عوض؛ لأن في حضوره لها إقرارا لها، أما إذا كانت المباراة على غير عوض ولم تشغل عما أوجب الله من الصلاة وغيرها، ولم تشتمل على محظور: ككشف العورات، أو اختلاط النساء بالرجال، أو وجود آلات لهو - فلا حرج فيها ولا في مشاهدتها. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو بكر بن عبد الله أبو زيد عضو / ( http://www.alifta.com/Search/MoftyDetails.aspx?Type=Mofty§ion=tafseer&ID=9) صالح بن فوزان الفوزان نائب الرئيس / ( http://www.alifta.com/Search/MoftyDetails.aspx?Type=Mofty§ion=tafseer&ID=7) عبد العزيز بن عبد الله آل شيخ / الرئيس الشيخ ( http://www.alifta.com/Search/MoftyDetails.aspx?Type=Mofty§ion=tafseer&ID=8) عبد العزيز بن عبد الله بن باز ( http://www.alifta.com/Search/MoftyDetails.aspx?Type=Mofty§ion=tafseer&ID=2)
و من مناكير هذه اللعبة
أن هذه الفرق التي تلعبها و تحترف لعبها تقيمها على جوائز و عوض
و هذا لا يجوز في شرعنا
فلو فرضنا أن هذه اللعبة تنزلا مباحة فينبغي ألا تكون على مال، لا من الفريقين ولا من أحدهما ولا من طرف ثالث؛ لأن العوض أو السبَق لا يجوز دفعه إلا في السباقات المعينة على الجهاد؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا سَبَقَ إِلا فِي نَصْلٍ أَوْ خُفٍّ أَوْ حَافِرٍ) رواه الترمذي (1700) والنسائي (3585) وأبو داود (2574) وابن ماجه (2878) وصححه الألباني في صحيح أبي داود.
والسبق: العوض أو الجائزة.
والنصل: السهم. والخف: المقصود به البعير (الإبل). والحافر: الخيل.
وألحق بعض أهل العلم بهذه الثلاثة كل ما يعين على الجهاد ونشر الدين، كمسابقات القرآن والحديث والفقه، فيجوز أن تدفع فيها الجوائز.
وعليه فالجوائز التي تعطى لمن يفوز في مباريات كرة القدم بين فريقين أو أكثر، لا يجوز دفعها، ولا أخذها، وهي تدخل في الرهان المحرم.
ـ[أبو الحزم]ــــــــ[16 - Jun-2010, مساء 12:08]ـ
(2) فتوى العلامة محمد بن إبراهيم آل شيخ – رحمه الله-
رئيس هيئة كبار العلماء و المفتي العام سابقا
" اللعب بالكرة الآن يصاحبه من الأمور المنكرة ما يقضي بالنهي عن لعبها، هذه الأمور نلخصها فيما يأتي:
أولاً: ثبت لدينا مزاولة لعبها في أوقات الصلاة مما ترتب عليه ترك اللاعبين ومشاهديهم للصلاة أو للصلاة جماعة أو تأخيرهم أداءها عن وقتها، ولا شك في تحريم أي عمل يحول دون أداء الصلاة في وقتها أو يفوت فعلها جماعة ما لم يكن ثَمَّ عذر شرعي.
ثانياً: ما في طبيعة هذه اللعبة من التحزبات أو إثارة الفتن وتنمية الأحقاد، وهذه النتائج عكس ما يدعو إليه الإسلام من وجوب التسامح والتآلف والتآخي وتطهير النفوس والضمائر من الأحقاد والضغائن والتنافر.
ثالثاً: ما يصاحب اللعب بها من الأخطار على أبدان اللاعبين بها نتيجة التصادم والتلاكم، فلا ينتهي اللاعبون بها من لعبتهم في الغالب دون أن يسقط بعضهم في ميدان اللعب مغمى عليه أو مكسورة رجله أو يده، وليس أدل على صدق هذا من ضرورة وجود سيارة إسعاف طبية تقف بجانبهم وقت اللعب بها.
رابعاً: الغرض من إباحة الألعاب الرياضية تنشيط الأبدان والتدريب على القتال وقلع الأمراض المزمنة، ولكن اللعب بالكرة الآن لا يهدف إلى شيء من ذلك فقد اقترن به مع ما سبق ذكره ابتزاز المال بالباطل، فضلاً عن أنه يعرض الأبدان للإصابات وينمي في نفوس اللاعبين والمشاهدين الأحقاد وإثارة الفتن، بل قد يتجاوز أمر تحيز بعض المشاهدين لبعض اللاعبين إلى الاعتداء والقتل كما حدث في إحدى مباريات جرت في إحدى المدن منذ أشهر ويكفي هذا بمفرده لمنعها، وبالله التوفيق " انتهى.
" فتاوى ابن إبراهيم " (8/ 116، 117).
( http://www.sahab.net/forums/newreply.php?do=newreply&p=777226)
ـ[أبو الحزم]ــــــــ[16 - Jun-2010, مساء 12:08]ـ
فتوى فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله
سئل الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين- رحمه الله-: ما حكم رؤية مباراة كرة القدم التي تعرض في التلفاز؟
فأجاب:
"الذي أرى أن مشاهدة الألعاب التي تعرض في التلفاز أو في غيره من المشاهدات، أنها مضيعة للوقت، وأن الإنسان العاقل الحازم لا يضيع وقته بمثل هذه الأمور التي لا تعود عليه بفائدة إطلاقا.
هذا إن سلمت من شر آخر، فإن اقترن بها شر آخر بحيث يقوم في قلب المتفرج تعظيم اللاعب الكافر مثلا، فإن هذا حرام بلا شك، لأنه لا يجوز لنا أن نعظم الكفار أبدا مهما حصل لهم من التقدم فإنه لا يجوز لنا أن نعظمهم، أو كانت هذه المباراة قد ظهرت فيها أفخاذ شباب يحصل بها فتنة، فإن الراجح عندي أنه لا يجوز للشباب حين لعبهم بالكرة أن يخرجوا أفخاذهم؛ لما في ذلك من الفتنة، حتى على القول بأن الفخذ ليس بعورة، فلا أرى أن الشاب يخرج فخذه أبدا، أما إذا قلنا بأن الفخذ عورة كما هو المشهور من مذهب الإمام أحمد، فالأمر في هذا واضح: أنه لا يجوز على كل حال.
فالذي أنصح به إخواننا أن يحرصوا على أوقاتهم فإن الأوقات أغلى من الأموال " انتهى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الحزم]ــــــــ[16 - Jun-2010, مساء 12:24]ـ
لتحميل الرسالة كاملة
http://www.islamsons.ucoz.com/kadam_7ram22.doc
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[16 - Jun-2010, مساء 02:03]ـ
الاخ / أبو الحزم حفظكم الله على نقولكم الطيبة
ـ[المشهداني]ــــــــ[16 - Jun-2010, مساء 02:30]ـ
الاخ ابو الحزم
جزاك الله خير الجزاء
ـ[أبو الحزم]ــــــــ[16 - Jun-2010, مساء 03:49]ـ
الأخ حمدان الجزائري
الأخ المشهداني
أقول و جزاكما مثله و خيراً منه و أجزل لكم المثوبة و العطاء و رزقكما الجنة بلا سابقة عذاب أو عناء(/)
جديد الموسوعة الحديثية كتاب إقامة الدلائل علي عموم المسائل لشيخنا أبي إسحاق الحويني
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[17 - Jun-2010, صباحاً 12:52]ـ
كتاب إقامة الدلائل علي عموم المسائل
http://www.alheweny.org/images/table_01.jpg
( 1 )
إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام ( http://alheweny.org/aws/play.php?catsmktba=10301)
فهذا القدر من الحديث: " حياتي خير لكم ... إلخ " منكر ليس بثابت
القراءة: 0التفاصيل ( http://alheweny.org/aws/play.php?catsmktba=10301)***** ****
( 2 )
كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا رفع يديه في الدعاء، لم يحطهما حتى يمسح بهما وجهه. ( http://alheweny.org/aws/play.php?catsmktba=10302)
قلت: ضعفه أحمد، وأبو خاتم، والدارقطني وغيرهم
القراءة: 0التفاصيل ( http://alheweny.org/aws/play.php?catsmktba=10302)***** ****
( 3 )
" إذا دعوت الله فادع بباطن كفيك، ولا تدع بظهورهما، فإذا فرغت فامسح بهما وجهك". ( http://alheweny.org/aws/play.php?catsmktba=10303)
قلت: وهذا سند واه.وآفته صالح بن حسان
القراءة: 0التفاصيل ( http://alheweny.org/aws/play.php?catsmktba=10303)***** ****
( 4 )
أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا دعا فرفع يديه، مسح وجهه بيديه. ( http://alheweny.org/aws/play.php?catsmktba=10304)
قال الحافظ في "آمالي الأذكار": "فيه ابن لهيعة، وشيخه مجهول"، وخولف قتيبة في سياقه وفي إسناده
القراءة: 0التفاصيل ( http://alheweny.org/aws/play.php?catsmktba=10304)***** ****
( 5 )
أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا سأل جعل باطن كفيه إليه، وإذا استعاذ جعل ظاهرهما إليه ( http://alheweny.org/aws/play.php?catsmktba=10306)
حديث ضعيف
القراءة: 0التفاصيل ( http://alheweny.org/aws/play.php?catsmktba=10306)***** ****
( 6 )
إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها، وإن الله عز وجل ينورها بصلاتي عليهم ( http://alheweny.org/aws/play.php?catsmktba=10307)
حديث صحيح
القراءة: 0التفاصيل ( http://alheweny.org/aws/play.php?catsmktba=10307)***** ****
( 7 )
أن أسود كان ينظف المسجد فمات، فدفن ليلا، وأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبر. . . . ألخ ( http://alheweny.org/aws/play.php?catsmktba=10308)
إسناده جيد
القراءة: 0التفاصيل ( http://alheweny.org/aws/play.php?catsmktba=10308)***** ****
( 8 )
ناولوني صاحبكم" فإذا هو الرجل الذي كان يرفع صوته بالذكر ( http://alheweny.org/aws/play.php?catsmktba=10309)
سنده لا بأس به في الشواهد
القراءة: 0التفاصيل ( http://alheweny.org/aws/play.php?catsmktba=10309)***** ****
( 9 )
ما علمنا بدفن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى سمعنا صوت المساحي من آخر ليلة الأربعاء ( http://alheweny.org/aws/play.php?catsmktba=10310)
وقع اضطراب في إسناده
القراءة: 0التفاصيل ( http://alheweny.org/aws/play.php?catsmktba=10310)***** ****
( 10 )
في كم كفنتم النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قالت: في ثلاثة أثواب بيض سحولية، ليس فيها قميص ولا عمامة ( http://alheweny.org/aws/play.php?catsmktba=10311)
إسناده صحيح.
القراءة: 0التفاصيل ( http://alheweny.org/aws/play.php?catsmktba=10311)***** ****
ـ[مصطفى مدني]ــــــــ[17 - Jun-2010, صباحاً 11:54]ـ
جزاك الله خيرا ............... هل هذا الجزء الاول أم الثاني؟ .................. وهل صدر الجزء الثاني من هذا الكتاب ام لا؟
ـ[أبو الفضل المراكشي]ــــــــ[18 - Jun-2010, مساء 02:26]ـ
ما شاء الله. لأهل المغرب محبة خاصة للشيخ الفاضل أبي إسحاق الحويني
كيف لا وهو من صفوة تلاميذ شيخ شيوخنا الإمام العلامة ناصر الدين الألباني رحمه الله
وأسكنه فسيح جنانه.
بوركت أختنا الفاضلة على هذه الهدية القيمة.
ـ[مسلمة فلسطينية]ــــــــ[19 - Jun-2010, مساء 04:57]ـ
بارك الله فيك،،
وجزاك الله خيرا
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[19 - Jun-2010, مساء 09:02]ـ
http://alheweny.org/aws/play.php?catsmktba=5469
هذا رابط الكتاب الجزء الأول تقبل الله منا ومنكم صالح العمل(/)
أعظم المعاقبة أن لا يحسَّ المعَاقَبُ بالعقوبة
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[17 - Jun-2010, مساء 01:57]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين .... أما بعد:
قال الإمام القدوة أبي الفرج بن الجوزي: ((أعظم المعاقبة أن لا يحسَّ المعَاقَبُ بالعقوبة، وأشد من ذلك أن يقع السرور بما هو عقوبة!
كالفرح بالمال الحرام، والتمكُّن من الذنوب؛ ومن هذه حاله لا يفوز بطاعةٍ.
وإني تدبَّرت أحوال أكثر العلماء والمتزهِّدين فرأيتهم في عقوباتٍ لايحسُّون بها، ومعظمها من قِبَل طلبهم للرياسة.
فالعالم منهم يغضب إن رُدَّ عليه خطؤُهُ، والواعظ متصنِّعٌ بوعظه!، والمتزهِّدُ منافقٌ أو مراءٍ.
فأوَّلُ عقوباتهم إعراضهم عن الحق؛ اشتغالاً بالخلق.
ومن خفيِّ عقوباتهم: سلب حلاوة المناجاة ولذَّة التعبُّد.
إلاَّ رجالٌ مؤمنون ونساءٌ مؤمنات = يحفظ الله بهم الأرض؛ بواطنهم كظواهرهم؛ بل أجلى، وسرائرهم كعلانيتهم؛ بل أحلى، وهممهم عند الثريَّا؛ بل أعلى، إنْ عُرِفُوا تنكَّروا، وإن رُئيت لهم كرامةٌ أنكروا.
فالناس في غفلاتهم، وهم في قطع فلواتهم!
تحبُّهم بقاع الأرض، وتفرحُ بهم أملاك السماء.
نسألُ الله - عزوجل - التوفيق لاتباعهم، وأن يجعلنا من أتباعهم)) إهـ. آآآآآآميييييين.
صيد الخاطر (ص/22)
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[18 - Jun-2010, مساء 08:51]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين .... أما بعد:
قال الإمام القدوة أبي الفرج بن الجوزي: ((أعظم المعاقبة أن لا يحسَّ المعَاقَبُ بالعقوبة، وأشد من ذلك أن يقع السرور بما هو عقوبة!
كالفرح بالمال الحرام، والتمكُّن من الذنوب؛ ومن هذه حاله لا يفوز بطاعةٍ.
الله المستعان رأيت أناس يدعون الله أن يحصول على المال - الحرام -، وأقصد بذلك ما تقوم به بعض البنوك الربوية من مسابقات اليانصيب.(/)
و آخيرا .. موقع محدث الديار السودانيه (أبو عبد الله صادق بن عبد الله)
ـ[أبو أحمد السوداني]ــــــــ[17 - Jun-2010, مساء 02:46]ـ
يسرني أن أعلن عن بدء (البث التجريبي) لموقع المحدث السوداني و الفقيه الجليل أبو عبد الله صادق بن عبد الله الهاشمي.
و الشيخ كما هو معلوم من كبار طلاب الشيخ المحدث سليمان العلوان و ترجمته مليئة بما يسر الناظرين.
و هو من المشهود لهم بعلو الكعب في العلم و قوة الطرح العلمي و له العديد و العديد من المؤلفات المطبوعة و المخطوطة.
و الشيخ - حفظه الله - قد فرغ نفسه لبذل العلم فلا يرى و إلا و حلقة من الطلاب تحفه ينهلون من علمه ما يسره الله له ولهم وله العديد من الرحلات العلمية في مدن السودان، كما أن له قافله دعوية يومين في الأسبوع يقوم فيها بالتجوال في المجمعات العامة مع طلابه إحياءا لشعيرة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر.
رابط الموقع: الحكمة و الأثر
http://www.hekma.net
ـ[مسلمة فلسطينية]ــــــــ[19 - Jun-2010, مساء 04:58]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو حذيفة الليبي]ــــــــ[28 - Jun-2010, مساء 02:40]ـ
جزاكم الله خيرا
ونسأل المولى ان يفرج كرب الشيخ المحدث العلوان وينفع الامة بعلمه ويفك اسر كافة المسلمين
ـ[محب جبريل]ــــــــ[28 - Jun-2010, مساء 04:52]ـ
سرك الله كما سررتنا ...
بارك الله في جهودكم(/)
العقبات التي تعترض بناء الأمة الإسلامية
ـ[المشهداني]ــــــــ[17 - Jun-2010, مساء 11:03]ـ
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
وبعد،،،
فإن الرسالة الإسلامية تهدف فيما تهدف إلى بناء الإنسان الصالح والأمة الصالحة كما قال تعالى: {هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم، ويعلمهم الكتاب والحكمة، وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين، وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم} ( java******:openquran(61,2,4)) ( الجمعة: 2 - 4)
ومعلوم أن الأميين هم العرب أهل هذه الجزيرة الذين بعث فيهم محمد صلى الله عليه وسلم وكانوا أمة أمية، ولم يكن يحسن القراءة والكتابة منهم إلا عدد قليل عند نزول الوحي.
وأما الآخرون الذين شاء الله أن يلتحقوا بالأمة المسلمة فهم كل مسلم اهتدى إلى دين الإسلام إلى قيام الساعة كما يشير بذلك النبي صلى الله عليه وسلم حيث يقول: [لا تزال طائفة من أمتي على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك] (متفق عليه)
وهذه الأمة الإسلامية منذ الداعي الأول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى آخر فرد فيها وصفهم الله بأنهم خير أمة ظهرت في الأرض حيث يقول سبحانه وتعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله} ( java******:openquran(2,110,11 0)) ( آل عمران: 110)، ومعلوم أن {كان} تفيد الاستمرار كقوله تعالى: {وكان الله غفوراً رحيماً} ( java******:openquran(3,96,96) ) ( النساء) {وكان الله سميعاً عليماً} ( java******:openquran(3,148,14 8)) ( النساء: 148)، وخيرية هذه الأمة مرده إلى إيمانها بالله وحملها لشريعته، ودعوتها إليه قال تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله} ( java******:openquran(2,110,11 0)) ، ثم لوراثة هذه الأمة كتاب الله. قال تعالى: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد، ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله، ذلك هو الفضل الكبير جنات عدن يدخلونا يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤاً ولباسهم فيها حرير} ( java******:openquran(34,32,33 )) ( فاطر: 32 - 33) فهم الذين اصطفاهم الله أي اختارهم لوراثة كتابه الكريم.
وقد جعل الله هذه الأمة ثلاث طبقات في الصلاح والتقوى: فمنهم {ظالم لنفسه}، وهو الذي خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً.
ومنهم {مقتصد} وهو الذي لازم الطاعة الواجبة وابتعد عن المعصية، ولم يكن له باع في الفضائل.
ومنهم {سابق بالخيرات بإذن الله} ( java******:openquran(34,32,32 )) وهو الذي انتهى عن المحرمات وجاوز ذلك إلى الانتهاء أيضاً عن المكروهات والشبهات. وفعل الواجبات وأضاف إلى ذلك المندوبات وسارع في الخيرات.
وهؤلاء جميعاً (الظالم لنفسه، والمقتصد، والسابق بالخيرات) قد وعدهم الله الجنة على اختلاف مستوياتهم وطبقاتهم في الخير والفضل، والحمدلله على نعمائه.
http://www.al-eman.com/islamlib/images/up.gif (http://www.al-eman.com/islamlib/viewchp.asp?BID=305&CID=1#TOP) مفهوم الإنسان الصالح والأمة الصالحة
لا شك أن الإنسان الصالح الذي تهدف الرسالة الإسلامية إلى بنائه ليس هو الإنسان الغني المترف، الذي يتمتع بطيبات الحياة، ويحيا في العيش الرغيد، ويتفنن في العلوم الدنيوية. . ثم هو بعد ذلك جاهل بربه، جاهل بالغاية التي خلق من أجلها على هذه الأرض، فمثل هذا الإنسان عند الله أحط قدراً من الأنعام. . كما قال عز وجل: {ولقد ذرأنا لجنهم كثيراً من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها، ولهم أعين لا يبصرون بها، ولهم آذان لا يسمعون بها، أولئك كالأنعام بل هم أضل، أولئك هم الغافلون} ( java******:openquran(6,179,17 9)) ( الأعراف: 179)، وقال تعالى: {والذين كفروا يأكلون ويتمتعون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم} ( java******:openquran(46,12,12 )) .
(يُتْبَعُ)
(/)
ونفي الله لسمع هؤلاء وبصرهم وعقولهم ليس على إطلاقه، بل هم أهل بصر وسمع وعلم، ولكن ذلك كله محصور في أمر الدنيا. . كما قال تعالى عنهم {ولكن كثيراً من الناس لا يعلمون* يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون} ( java******:openquran(29,6,7)) ( الروم) وقال عن عاد وثمود {وعاداً وثمود وقد تبين لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين} ( java******:openquran(28,38,38 )) ( العنكبوت: 38) أي ذوي بصيرة وخبرة بالحياة الدنيا فهم أهل بصر بالزراعات والصناعات والبناء وشئون الحياة والمعاش كما قال صالح لقومه (ثمود): {أتتركون فيمنا ها هنا آمنين، في جنات وعيون وزروع ونخل طلعها هضيم، وتنحتون من الجبال بيوتاً فارهين، فاتقوا الله وأطيعون} ( java******:openquran(25,146,1 50)) ( الشعراء: 146 - 150)
فالذين عاشوا خلال جنات وعيون وزروع ونخيل طلعها هضيم ونحتوا الجبال بيوتاً {جابوا الصخر بالواد} ( java******:openquran(88,9,9)) ، لا شك أنهم كانوا على علم بالحياة وبصرفيها. فإن كل ذلك لا يتأتى إلا بعلوم دنيوية فائقة متقدمة.
وكذلك أيضاً قال هود لقومه (عاد): {أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون وإذا بطشتم بطشتم جبارين، فاتقوا الله وأطيعون واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون. . أمدكم بأنعام وبنين، وجنات وعيون إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم} ( java******:openquran(25,128,1 35)) ( الشعراء: 128 - 135).
فالذين بنوا بكل سفح من سفوح جبالهم بناءاً فخماً كان آية في الجمال والدقة، واتخذوا المصانع كأنهم مخلدون أبداً أو ليخلدوا أبداً، وبطشوا بأعدائهم بغير رحمة، وحازوا الأموال والأولاد، وعاشوا في الجنات والبساتين، لا شك أن هؤلاء كانوا يتمتعون بالبصيرة الدنيوية والعلم المادي الذي أهلهم لذلك، ولكن كل ذلك لم يخرجهم عند الله من دائرة الإجرام، ولم يرفعهم من مرتبة الحيوانات. . كما قال تعالى عنهم {ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا وجاءتهم رسلهم بالبينات، وما كانوا ليؤمنوا، كذلك نجزي القوم المجرمين} ( java******:openquran(9,13,13) ) ( يونس: 13)
بل إن الله سبحانه وتعالى مدح نفسه على إهلاكهم وإزالتهم من وجه الأرض حيث يقول سبحانه: {ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون، فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا، ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون، فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين} ( java******:openquran(5,42,45) ) . ( الأنعام: 42 - 45)
وإهلاك الله للقرى الظالمة والدول الجائرة الكافرة قد يكون بالدمار الشامل وترك ديارهم خراباً وأرضهم يباباً (خراباً لا شيء فيها)، كما قال تعالى: {فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها وبئر معطلة وقصر مشيد} ( java******:openquran(21,45,45 )) ( الحج: 45) أي بئر معطلة عن السقي مع امتلائها بالماء وقصر مشيد لا يسكنه أحد!!
وقد يكون الهلاك بتسليط غيرهم عليهم من أهل الإيمان تارة، أو من أمثالهم من أهل الكفر أخرى، كما سلط الله هذه الأمة الإسلامية على الأمم التي كفرت به من أهل الكتاب الذين بدلوا شرائع الله وانحرفوا عن هديه سبحانه. . قال تعالى بعد أن أورث المسلمين أرض اليهود في المدينة يهود بني قريظة {وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضاً لم تطئوها، وكان الله على كل شيء قديراً} ( java******:openquran(32,45,45 )) ( الأحزاب: 45) وقال عن أمثالهم يهود بني النضير: {يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار} ( java******:openquran(58,2,2)) ( الحشر: 2)
وبشر الله نبيه قبل موته أن أمته سترث الأمم وتملك العالم شرقه وغربه. كما قال صلى الله عليه وسلم: [إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوى لي منها]. (رواه الترمذي)
(يُتْبَعُ)
(/)
وقرأ سعد بن أبي وقاص عندما دخل إيوان كسرى بعد فتح فارس قوله تعالى: {كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم، ونعمة كانوا فيها فاكهين، كذلك وأورثناها قوماً آخرين} ( java******:openquran(43,25,28 )) ( الدخان) فبكى وبكى الناس وراءه.
وقد يهلك الله الظالمين بالظالمين، ويؤدب المؤمنين بالكافرين. . كل ذلك وفق حكمته التامة، وعلمه المحيط.
المهم هنا أن نعلم أن الأمة الصالحة، والمجتمع الصالح في ميزان الله، ليسا هي الأمة والدولة التي تعيش في بيوت جميلة وشوارع واسعة، وحدائق غناء، وملاعب حديثة. . وبل قد يكون هذا كله موجوداً وتكون هذه الأمة ملعونة في ميزان الله موصوفة بالظلم والطغيان، والكفر والعصيان.
وكذلك الحال أيضاً في الأفراد، فليس الفرد الصالح أو الإنسان الصالح هو الغني المترف المنعم، العليم بشؤون دنياه، الظريف المنمق، الجميل المتأنق، بل قد يكون الإنسان موصوفاً بهذه الصفات جميعها، وهو لا يزن عند الله جناح بعوضة، كما قال صلى الله عليه وسلم: [يأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة]. (متفق عليه)
وقال تعالى عن قارون الذي افتخر بماله وزينته وثروته وسلطانه: {أو لم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعاً ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون} ( java******:openquran(27,48,48 )) ( القصص: 48). وقال صلى الله عليه وسلم: [وأهل النار كل جعظري جواظ مستكبر] (رواه أحمد وأبو داود). . والجعظري: هو الغليظ الشديد المنيع في قومه وسربه.
وهنا نأتي إلى السؤال: إذاً ما صفات المجتمع الصالح والأمة الصالحة في ميزان الله وما صفات الفرد الصالح أو الإنسان الصالح الذي يحبه الله ويتولاه؟؟
والجواب:
أن الأمة الإسلامية الصالحة هي الأمة التي يكون تجمعها والتئامها وترابطها على أساس الإيمان بالله ورسالاته والعمل وفق محبته ورضوانه فتكون بذلك علاقة أفرادها قائمة على أساس الأخوة في الله، وما تقتضيه هذه الأخوة من التراحم والتعاطف والتعاون والنصرة والموالاة، ويكون تعاملها مع غيرها من أمم الأرض قائما على أساس من هذه العقيدة أيضاً. فهي داعية للناس جميعاً أن يكونوا إخوة في رحاب الإسلام. وهي تعادي في سبيل عقيدتها وتحارب في سبيلها، وتسالم وتصالح وتعاهد وتهادن وفق هذه العقيدة أيضاً، ومصالحها الدنيوية لإيمانها ودينها.
والفرد الصالح لبنة في هذا المجتمع وعضو في هذه الأمة. يؤمن بالله ويسخر حياته كلها من أجل دينه. . كما قال تعالى: {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين} ( java******:openquran(5,162,16 2)) ( الأنعام: 162) وهو مع جعله حياته لله ومماته لله يحب الخير للناس جميعاً ويحمل الهداية للناس كافة، ولا يدخر وسعاً في إسعاد الآخرين من قضاء حقوق العباد التي ألزمه الله بها، فهو بار بوالديه. . وأصل لأرحامه. . نافع لجيرانه. . متعاون مع إخوانه. . كاف شره عن الناس، قد سلم الناس من لسانه ويده، وائتمنوه على حرماتهم وأموالهم، وهو مع ذلك يغضب لله ويرضى له، ويعادي في الله ويحب فيه، يعادي في الله أعداء الله ولو كانوا أقرب الناس إليه، ويحب في الله أحباب الله ولو كانوا أبعد الناس عنه، ويقاتل في سبيل الله من كفر واعتدى ولو كانوا من الآباء والأبناء والأخوة والعشيرة، هذا في جانب الخلق.
أما أخلاقه مع الخالق فهي أكمل الأخلاق فهو شاهد لله بما شهد سبحانه لنفسه من أنه الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم، الملك القدوس، السلام المؤمن المهيمن، العزيز الجبار المتكبر، الخالق البارئ، المصور الذي له الأسماء الحسنى والصفات العلى القائم على كل نفس بما كسبت، مؤمن برسالات الله.
ومثل هذا الإنسان الصالح محبوب عند الله ولو كان في أسمال بالية، وبيت متواضع، وبطن جائع. وذلك المجتمع والأمة التي تضم أمثال هذا هي خير الأمم ولو عاشت في صحارى قاحلة، وشوارع ضيقة، وبيوت رثة بالية!!
(يُتْبَعُ)
(/)
وها نحن نقرأ في القرآن عن بني إسرائيل أن الله اختارهم لحمل رسالة، وفضلهم على العالمين في زمانهم، وكانوا شعباً مشرداً مطروداً يسامون الخسف ويصبحون ويمسون في الذل والإهانة، يعيشون مع الفراعنة يستحيون نساءهم، ويقتلون أبناءهم ويسومونهم سوء العذاب فيسخرونهم في البناء وفلاحة الأرض، وتنظيف الطرقات، وخدمة البيوت، ومع ذلك نقرأ في القرآن ثناء الله عليهم واجتباءه لهم وتفضيلهم على العالمين في زمانهم، لما قاموا برسالة الله وعبدوه. قال تعالى: {يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين} ( java******:openquran(1,47,47) ) ( البقرة: 47)، وهذا في موضعين من القرآن، وفي موضع ثالث قال تعالى: {ولقد اخترناهم على علم على العالمين} ( java******:openquran(43,32,32 )) ( الدخان: 32) أي على علم بأنهم أصلح الناس في زمانهم ومن الله عليهم بأن نصرهم على عدوهم، وأنجاهم من بطشه وأورثهم مشارق الأرض ومغاربها. كما قال تعالى عنهم: {وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها، وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون} ( java******:openquran(6,137,13 7)) ( الأعراف: 137)
ولكنهم بعد أن تجاوزوا حدود الله، وعصوا رسله، وشرعوا يقتلون أنبيائهم ويديرون ظهورهم لشريعة ربهم ويدعون في الدين ما لم ينزل عليهم زاعمين أنهم أبناء الله وأحباؤه، وأن الجنة خالصة لهم من دون الناس، وأنهم شعبه المختار، وتطاولوا على الله بالجحود والنكران، واصفين إياه سبحانه بأبشع الصفات كقولهم (استراح في اليوم السابع) (يد الله مغلولة) ( java******:openquran(4,64,64) ) ( إن الله فقير ونحن أغنياء) ( java******:openquran(2,181,18 1)) ، ومجاوزين حدود شريعته، مستحلين للحرام ظالمين أنفسهم.
لذلك كله وغيره من المعاصي والذنوب لعنهم الله وطردهم من رحمته وسلط عليهم وإلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب، بل وشتت شملهم في الأرض وقوض دولتهم وأنهى من الأرض فضلهم وسبقهم، وجعل اللعنة ملازمة لذكرهم حيث ذكروا كما قال تعالى: {لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم، ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون، كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه، لبئس ما كانوا يفعلون، ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما كانوا يفعلون، ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا، لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون} ( java******:openquran(4,78,80) ) ( المائدة: 78 - 80)
وقال عنهم أيضاً: {وترى كثيراً منهم يسارعون في الإثم والعدوان وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يعملون لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون، وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا، بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء، وليزيدن كثيراً منهم ما أنزل الله إليك من ربك طغياناً وكفراً، وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة، كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله، ويسعون في الأرض فساداً والله لا يحب المفسدين} ( java******:openquran(4,62,64) ) ( المائدة: 62 - 64)
وقال عنهم أيضاً: {فلما عتوا عما نهوا قلنا لهم كونوا قردة خاسئين، وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب، إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم، وقطعناهم في الأرض أمماً منهم الصالحون ومنهم دون ذلك وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون} ( java******:openquran(6,166,17 8)) ( الأعراف: 166 - 168)
وإذا تركنا بني إسرائيل، وبعد أن صاروا ملعونين مطرودين من رحمة الله، وجدنا أن الله قد أقام بعدهم أمة عظيمة مدحها في القرآن وأثنى على نبيها حيث يقول سبحانه وتعالى: {فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله؟ قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله وأشهد بأنا مسلمون} ( java******:openquran(2,52,52) ) ( آل عمران: 53)
(يُتْبَعُ)
(/)
ونجد أن هؤلاء الأنصار الذين جعلهم الله مثلاً لهذه الأمة في الفداء والتضحية لم يكونوا إلا مجموعة قليلة من صيادي الأسماك يتبعون رسولهم من بلدة إلى بلدة، ومن قرية إلى قرية في قرى فلسطين فراراً من طغيان الرومان ووشايات اليهود الذين جعلوا جهدهم وجهادهم القضاء على دعوة عيسى عليه السلام.
أقول: نجد أن الله يطلب من أتباع محمد نصره والقيام معه كما نصر أتباع عيسى نبيهم صلى الله عليه وسلم، حيث يقول تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى بن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله؟ قال الحواريون نحن أنصار الله فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة، فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين} ( java******:openquran(60,14,14 )) ( الصف: 14)
ونفهم من هذا الثناء أن هذه الأمة المهتدية كما أسلفنا كان روادها قليلي العدد، تركهم عيسى ورفعه الله وهم اثنا عشر رجلاً فقط، فقاموا من بعده بنشر الدين، وإعلاء كلمة التوحيد، فنصرهم الله وأعزهم ودمر اليهود على أيديهم، ثم أن الروم المكذبين بالأمس دخلوا بعد ذلك في النصرانية، إلا أنهم بعد مدة وجيزة أفسدوا هذه الرسالة عقيدة وشريعة فأدخلوا عبادة الأصنام، واستحلوا أكل كل حرام، وتغالوا في رسولهم حتى جعلوه الله، أو ابناً لله، جعلوا تلاميذ عيسى رسلاً، ورهبانهم أرباباً ووسائط بينهم وبين الله.
وبالرغم من أنهم بنوا الكنائس العظيمة والأديرة الأنيقة الجميلة، وجعلوا للدين أعظم الإتاوات والمخصصات، وأنزلوا رهبانهم وعلماء دينهم منازل القادة والعظماء، وأججوا الحروب التي سموها مقدسة، ففتحوا العالم شرقاً وغرباً حتى أصبحت روماً كعبة العالم، وأم القرى في زمانها، حتى قال الناس (كل الطرق تؤدي إلى روما). . ونشروا النصرانية الضالة في أوروبا وشمال أفريقيا وغرب آسيا حتى أصبح البحر الأبيض بحيرة رومية نصرانية.
أقول: وبالرغم من كل ذلك إلا أن الله سبحانه وتعالى استغنى عن خدماتهم، ولم يأبه لجهادهم وجهودهم، بل حكم عليهم بالضلال والكفر لغلوهم في عيسى واستحلالهم المحرمات، واستعبادهم الشعوب الضعيفة، وجعلهم الدين كهانة وميراثاً، ولذلك لم تكن أمة النصارى بعد صدرها الأول أمة صالحة، ولا كان رجالها رجالاً صالحين بمفهوم الصلاح الذي يحبه الله ويرضاه، وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم: [إن الله نظر قبل مبعثي إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب] (رواه مسلم وأحمد).
وهؤلاء البقايا الذين عناهم النبي صلى الله عليه وسلم كانوا رهباناً في الفلوات لا يأبه أحدهم لوجودهم ولا يهتم أحد برأيهم. . في وقت كانت نصرانية الشرك في أوجها وعظمتها.
واستخلف الله من بعد ذلك رسولاً من العرب، وقد كانوا ذاك الوقت أفقر العالمين داراً، وأقل الناس أمناً وقراراً. . فقد كانوا إما تجاراً يجوبون الأرض بين الشام واليمن، أو بدوا رحلاً يجوبون الجزيرة وراء العشب والمطر، وبدأت الأمة الجديدة الصالحة التي اختارها الله لرسالتها الخاتمة تخرج من بين صخور هذه الصحراء، وتُبنى في سهولها ووديانها، ويتبع دين الله حر وعبد وامرأة وصبي، يلوذون بالحبشة تارة، لأن فيها ملكاً لا يستباح جواره، وبأهلهم من الكفر تارة، ثم يتوجهون إلى المدينة فيبنون عريشاً لا يقيهم المطر، وينامون ويقومون في السلاح من الخوف وقد تربص الأعداء بهم من كل صوب.
يقول أبو سعيد الخدري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم: [استهلت السماء في ليلة إحدي وعشرين يعني من شهر رمضان فوكف المسجد في مصلى النبي صلى الله عليه وسلم، فبصرت عيني نظرت إليه صلى الله عليه وسلم انصرف من الصبح ووجه ممتلئ طيناً وماءاً] (متفق عليه)
ويقول أبو هريرة: [ولقد رأيتنا في صفة مسجد رسول الله نحواً من سبعين، ما منا من له إزار ورداء جميعاً] (رواه أبو داود والنسائي وغيرهم)
وقال جابر بن عبدالله الأنصاري: [ومن منا كان يجد ثوبين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟] (رواه البخاري). أي أن عامتهم لم يكن لأحدهم إلا ثوب واحد إما إزار فقط، وإما رداء فقط.
وتقول عائشة رضي الله عنها وعن الصحابة أجمعين: [ما شبع آل محمد منذ قدم المدينة من طعام البر ثلاث ليال تباعاً حتى قبض] (متفق عليه). . والبر هو القمح.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقالت أيضاً رضي الله عنها: [ما شبع آل محمد يومين من خبز بر إلا وأحدهما تمر] (متفق عليه).
وقالت أيضاً: [إن كنا لننظر إلى الهلال ثم الهلال. . ثلاثة أهلة في شهرين وما أوقدت في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نار] (متفق عليه).
ومع تلك الحال التي كان عليها رسول الله وأصحابه فإننا نقرأ ثناء الله عليهم، ورضاه عنهم، ومحبته لهم، ونعلم يقيناً أن ذلك كان المجتمع الصالح، بل المجتمع المثالي، الذي لم يوجد في الأرض خير منه لا قبله ولا بعده، تصديقاً لقوله تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس} ( java******:openquran(2,110,11 0)) ، وقوله صلى الله عليه وسلم: [خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم] (رواه البخاري).
ويمن الله سبحانه وتعالى على هذه الأمة الصالحة فيفتح لها أبواب العالم ومغاليق القلوب، وكنوز الأرض. . فتجبى إليها الثمرات من كل أرض، ويخافها أهل الأرض جميعاً الأحمر والأبيض والأسود، ويأمن الناس في رحابها حتى تخرج المرأة من بصرى الشام إلى صنعاء اليمن وحدها لا تخاف إلا الله، ويفيض المال في يدها فلا يقبله أحد!!
وتقوم هذه الأمة بدعوة الله في الأرض فيحقق الله فيها وعده {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم، وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم، وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً} ( java******:openquran(23,55,55 )) ( النور: 55)
ولكن الأمة يتقادم بها العهد فتنسى كثيراً مما ذكرت به وتتفرق بأبنائها السبل، وتتبع سنن من كان قبلهم في الطغيان والتجبر، والإفراط والتفريط، والبعد عن عقيدة الإسلام وشريعته، فيحل بها أيضاً ما يحل بالأمم السابقة من تسليط أعدائها عليها، وهلاك بعضها ببعض، ولا تزال إلى اليوم تقرعها كل يوم قارعة. . وتفقد كل صباح جزءاً مما كان بيدها بالأمس.
وها نحن أبناء هذه الأمة نجابه الواقع الأليم الذي نعيشه، ولا يحتاج منا إلى كثير شرح وبيان، والكل منا يحياه ويراه، وإن كان بعضنا أشد إحساساً بوطأته من بعض. .
نعيش فرقة شديدة مزقت أمة الإسلام شيعاً وأحزاباً ودولاً وممالك قام بينها التناحر والخلاف والشقاق، وسفك الدماء وانتهاك الأعراض، ومن خلال هذا الخلاف دخل العدو الكافر، وحدث الفساد الكبير الذي حذرنا الله منه بقوله تعالى: {إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق والله بما تعلمون بصير* والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير} ( java******:openquran(7,72,73) ) ( الأنفال: 72 - 73).
والآن نأتي إلى السؤال الذي قدمنا هذه المقدمة الطويلة من أجله: ما الأسباب التي أوصلتنا إلى تلك الحال؟؟ وكيف الخروج من المشكلات التي تجابه أمتنا وتعترض سبيل تربيتنا؟؟
كيف الطريق إلى المجتمع الصالح والأمة الصالحة؟؟ وما المنهاج الذي على أساسه نبني الإنسان الصالح؟؟
وللجواب على هذه الأسئلة. . نقول: هناك مشكلات كثيرة تعترض سبيلنا، وتحول بيننا وبين الوصول إلى هذه الغاية، ولكن أهمها ما يلي:
http://www.al-eman.com/islamlib/images/up.gif (http://www.al-eman.com/islamlib/viewchp.asp?BID=305&CID=1#TOP) المشكلات تحول بيننا وبين الوصول إلى هذه الغاية
http://www.al-eman.com/islamlib/images/up.gif (http://www.al-eman.com/islamlib/viewchp.asp?BID=305&CID=1#TOP) أولاً: ضياع الهدف والغاية
إن أمة الإسلام هي أمة الله، وحاملة رسالته إلى العالمين، بدءاً من جيل الصحابة والتابعين ونهاية بمن يجاهدون الدجال مع عيسى بن مريم من المؤمنين الموحدين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولقد كان أول أسباب الفشل والضياع الذي أصاب أمتنا، وشتت شملها هو ضياع الهدف والغاية التي من أجلها برزت هذه الأمة إلى الوجود. . وكانت خير أمة أخرجت للناس، فالأمة الإسلامية أمة العقيدة. . أمة الدعوة، أو أمة الإيمان. . والرابطة التي جمعت هذه الأمة ليست فكرة أرضية بشرية، ولكنها كلمة إلهية ربانية. إنها كلمة لا إله إلا الله، محمد رسول الله، كلمة تملأ القلوب والوجدان وتغذي الفكر والعاطفة، وهي تعني باختصار: أن الله خالق هذا الكون ومدبره، وأنه الإله الواحد الذي يجب على جميع الخلائق توحيده وعبادته، والخضوع لسلطانه وتشريعه، والسعي لبلوغ مرضاته ورضوانه، وأن كل ما يعبد من دونه باطل، وأن محمداً صلى الله عليه وسلم هو المختار المصطفى للدلالة على هذا الرب العظيم، ودعوة الناس جميعاً إلى مرضاته، وتحذير العالمين من معصيته، وعلى أساس هذه الكلمة اجتمع الأسود والأحمر، والعربي والأعجمي.
لقد كان للعرب دورهم الفريد في نصر الدين ولا يزال، ولكن الكلمة والدعوة لم تكن خاصة بهم، ولا حكراً عليهم، وإنما اختص الله العرب لمميزات فيهم ولم تكن لغيرهم من حب للبذل والتضحية، وشجاعة فائقة، وشهامة ومروءة ونجدة وإيثار للمتع النفسية والروحية على المتع الحسية والجسدية، فقد كان أحدهم يهب ماله في سبيل بيت من الشعر، ويعرض نفسه وأهله للخطر في سبيل حماية غريب يلوذ به. وكانت صفاتهم هذه مع ما كانوا يتصفون به من الأمانة والصدق والشجاعة مؤهلاً عظيماً لحمل رسالة الإسلام، والله أعلم حيث يجعل رسالته.
ومع ذلك فإن الشعوب التي حملت الإسلام بعد ذلك كان لكثير منها بلاء عظيم في حمل الرسالة ونشر الإسلام، ولكن هذا الهدف الأسمى، والغاية العظمى قد نافستها في أرضنا غايات تافهة تحولت بها الأمة إلى أمم، فقد زاحمت هذه الغاية غايات دنيوية هزيلة، وذلك بعد أن قسمت بلاد المسلمين إلى دويلات صغيرة، وقام في كل إقليم منها حكم ضعيف أصبح همه أن يحمي كرسيه فأصبحت غايته أن يرتقي بشعبه في سلم الماديات والحياة، فيعيش الناس في مساكن جميلة وشوارع نظيفة، وحدائق غناء، وفي سبيل ذلك نسى الهدف الأسمى للأمة، والغاية العظمى التي أخرجت من أجلها. قال تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف، وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله} ( java******:openquran(2,110,11 0)) ( آل عمران: 110).
وإذا كان الناس في عمومهم على دين ملوكهم. . فإن غاية الحكام أصبحت غاية للشعوب والأفراد أيضاً. . فتجد الفرد منهم يقضي نهاره شطراً من ليله سعياً في هذه الدنيا، وكدحاً فيها، واستمتاعاً بها، وليس وراء ذلك من شيء!! وأصبحنا بذلك على حال يهرم عليها الكبير ويشب عليها الصغير، فما يكاد الوليد فينا يعقل حتى يكون أول درس نلقنه إياه: ماذا ستكون؟؟. . طبيباً أو مهندساً أو طياراً؟؟ وفي سبيل ذلك نمنعه الصلاة إن كانت معطلة له عن الهدف الذي رسمناه له، ونزجره عن الدين خوفاً عليه من القصور أو التقصير في حياته الدنيا.
وباختصار لقد ضاع الهدف الذي كان لنا حيث كنا أمة لها رسالة وغاية في الوجود، وضاع منا الهدف أيضاً كأفراد خلقوا لغاية، واستخلفوا في الأرض لعبادة ربهم وخالقهم. . وعلاج هذه المشكلة أن نعود من جديد إلى أول الطريق، ونمسك مرة ثانية بطرف الحبل، فنوجه الأفراد الوجهة التي خلقهم الله من أجلها، ونعلن في الأمة الغاية التي أخرجهم الله لها لتكون خير أمة أخرجت للناس.
http://www.al-eman.com/islamlib/images/up.gif (http://www.al-eman.com/islamlib/viewchp.asp?BID=305&CID=1#TOP) ثانياً: التفرق والخلاف هو الذي أذهب ريح هذه الأمة
المشكلة الثانية التي يواجهها مجتمعنا وأمتنا. . هي التفرق والاختلاف، وذلك لضياع الهدف أولاً ثم لضياع حقيقة الدين أو بالأحرى للاختلاف على حقيقة الدين الذي يريد الله منا. . ونعني بحقيقة الدين، نموذجه الأسمى، وصورته الصحيحة، فعقيدة التوحيد التي لا يقبل الله أحداً دون أن يعتقدها قد أصبح عليها جدل طويل. . فحقيقة الألوهية والربوبية وأصول الإيمان، كل ذلك وقع فيه بين المسلمين خلاف يفرقهم إلى مسلم وكافر، وموحد ومشرك، ومتبع ومبتدع.
(يُتْبَعُ)
(/)
وحقيقة الشريعة كذلك أضحى فيها الخلاف بين المسلمين ليس في فرعيات بعينها فقط، بل أيضاً وفي الأصول التي يرجع إليها عند الاختلاف، فالمسلمون اليوم بين متبع يرى لزاماً عليه اتباع الكتاب والسنة، وكذلك رد كل خلاف إليهما، وملفق يستبيح لنفسه تلفيق دينه من الإسلام ومن غير الإسلام، ومناهج التربية والتهذيب. . امتد إليها الاختلاف والتفرق، فنشأت التربية الصوفية بكل ما جرت على المسلمين من ويلات الانحراف عن العقيدة الخالصة، والانزواء عن مقارعة الباطل، وإدخال شعائر الكفار والزنادقة إلى دين الإسلام. . ونشأت أيضاً التربية الحزبية الدينية الضيقة، التي جعلت كل مجموعة من المسلمين أمة برأسها، وحزباً منفرداً يوالي أهل حزبه وجماعته فقط، ويعادي ما دون ذلك، ولا يرى حقاً إلا مع نفسه وجماعته، ولو أعطى ألف دليل، ونشأت التربية الوطنية والإقليمية الضيقة، فعمقت الاختلاف والتفرق، وزرعت الفتنة والبغضاء، وللأسف إن كان الفكر المسموع لهذه التربية الإقليمية كثيراً من الفكر المكتوب والمقروء.
ولقد جاوزت التربية الإقليمية والوطنية التحزب للوطن كجزء من العالم العربي والأمة الإسلامية إلى الاعتزاز بماضي هذه الأوطان قبل الإسلام، فمجدت لذلك الجاهلية الفرعونية، الآشورية والبابلية والفينيقية، واليعربية الجاهلية، فأصبحت أصنام هذه الجاهليات وآثارها جزءاً من التراث المقدس المعتز به.
ونشأت كذلك الحزبية السياسية، فاخترعت أيضاً عقائد خاصة، ومناهج خاصة في التربية والموالاة والتشريع.
وتفرق المسلمون في حقيقة الدين. . فكانوا شيعاً وأحزاباً، وافترقوا كذلك بأسباب الدنيا تعصباً للوطن أو الجنس أو الحزب الذي يخترع عقيدة مناهضة للإسلام وبعيدة عنه، وهذه في الحقيقة مشكلة المشاكل أمام الأمة الإسلامية، والمجتمع الإسلامي، مشكلة المشاكل التي هدت قوى هذه الأمة، وأذهبت ريحها، وشتت شملها. ولا نتصور أن يقوم للمسلمين قائمة في الأرض، أو تبنى لهم أمة صالحة إلا بعلاج هذه المشكلة، ولا علاج لها إلا بالتنادي للالتفاف من جديد حول الكلمة التي وحدتهم، والتشريع الذي جمعهم، ولا شك أن الوصول لذلك مستحيل إلا بالرجوع إلى مصادر الدين الأساسية. . الكتاب والسنة وفهمهما على المنهاج الذي فهمه السلف الأول الصالحون من الصحابة ومن سار على دربهم وطريقهم، وكذلك فلا بد من محاربة العصبية والحزبية أيا كان لونها وشكلها، عصبية للوطن أو القوم أو المذهب أو جماعة الدعوة، أو أي مسمى من المسميات الجاهلية أو الإسلامية، وقديماً ذم الرسول صلى الله عليه وسلم التعصب للأنصار عندما نادى منادي المنافقين ليحزبهم ضد المهاجرين. فقال: [دعوها فإنها منتنة] (متفق عليه).
ولذلك فالمسلم الصالح هو الذي يكون تمسكه بالكتاب والسنة، وتعصبه للحق أيا كان، وللدليل أين وجد منصفاً من نفسه، شاهداً بالحق ولو على نفسه، قائماً بالقسط عاملاً به، ولا شك أن هذه التربية تقتضينا أن نبحث عن حقيقة العقيدة والإيمان. . الذي يريده الله، الشريعة، والصراط الذي يحبه الله ويرضاه. . وحقاً أن هذا المضمن في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولكنه يحتاج منا تعلقاً به، وتحركاً له، واستنباطاً منه وأن نستصغر كل قول يخالف ذلك مهما كان صاحب هذا القول قريباً منا، حبيباً إلينا.
ولا شك أيضاً أن الجهاد ليكون هذا المنهج في التربية معمولاً به في جامعاتنا ومدارسنا، ومحاضننا الفكرية والتربوية، هو بداية الطريق للتأسيس والبناء، وذلك لينشأ لنا بعد زمن الجيل الموحد الذي يتناسق ويتفق في توجهاته وأفكاره، بدلاً من هذا الجيل الضائع المشتت بين هذه الأنماط المختلفة والأشكال المتباينة من العقائد والأفكار والآراء.
وبذلك أيضاً تختفي أو تقل مظاهر الاغتراب التي يعاني منها كثير من شبابنا ورجالنا الذين يشعرون أنهم يعيشون في مجتمع لا يفهمهم، ولا يدرك مقاصدهم وأهدافهم. . أو لا يفهمونه ولا يستطيعون الانسجام معه، ومشاركة آلامهم وآمالهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتختفي أيضاً مظاهر الانفصام والتذبذب الفكري، وازدواج الشخصية، والانتقال من النقيض إلى النقيض دون شعور بالفرق والنقلة. . وهذا المرض بات يهدد معظم شبابنا ورجالنا ونسائنا، حيث التربية المزدوجة والمناهج المختلطة، والحشو الزائف، والتقليد الأعمى لكل ناعق بخير أو بشر حتى فقدنا لذلك الشخصية المستقلة، والفكر الناقد.
وبالتربية الإسلامية ستختفي أيضاً قوافل التقليد، وجحافل الدهماء التي باتت تفرزها هذه المناهج العمياء التي تقوم على فكر القطيع.
http://www.al-eman.com/islamlib/images/up.gif (http://www.al-eman.com/islamlib/viewchp.asp?BID=305&CID=1#TOP) ثالثاً: غلبة أهل الكفر على أهل الإسلام
المشكلة الثالثة التي تعترض سبيل أمتنا وتحول بين عودة مجتمعاتنا إلى الدين القويم، هي وقوع أوطان المسلمين تحت سيطرة دول الكفر زماناً طويلاً. . هذه الدول التي مزقت أوطان المسلمين، وجعلتهم دولاً، وغرست في كل وطن مشكلات تستعصي على الحل، فقد أقامت تشريع الكفر مكان تشريع الله، ووضعت منهاج للتعليم والتربية لا تخرج إلا اتباعاً وأذناباً لكفر الكافر المستعمر، وربت مجموعات من العملاء والموالين. . لا يزالون يتولون أفضل المناصب في توجيه الأمة، وأقامت بذلك واقعاً جدياً من الحكومات السياسية، والأحزاب، والحدود السياسية، والقوانين الاقتصادية، والاجتماعية، وغرست أنماطاً من السلوك والتقاليد والعادات والميول تتفق مع أخلاق الكفار. . واستطاعت أيضاً تحويل طائفة عظيمة من المسلمين عن عقائدهم الراسخة في الإيمان بالله، ووجوب حمل رسالة الإسلام إلى الإيمان بالحياة الدنيا وحدها هدفاً وغاية وسعياً.
والخلاصة. . أنه قد نشأ في أرض الإسلام واقع جديد يناهض الإسلام ويعاديه ويناقضه، وهذا الواقع يتمثل في القوانين الوضعية، والمناهج التربوية، والفكر الثقافي الموالي لدول الكفر، وكذلك يتمثل هذا الواقع في كثير من آداب السلوك والعادات والتقاليد.
ولا شك أن الجهاد لتغيير هذا الواقع يحتاج إلى جهود كبيرة في كل تلك الميادين حتى ينشأ واقع جديد ينبع من الإسلام. . فتعديل القوانين الوضعية في المجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي يحتاج إلى جهود علماء ومتخصصين ودعاة بعد أن ركدت حركة الاجتهاد الفقهي زماناً طويلاً. . وأصبح من يتصدر للعلم والدعوة والفتيا، لا يحملون من علوم الإسلام إلا شيئاً قليلاً. . وهذا القليل مختلط بغيره من الفكر الدخيل على الإسلام.
وكذلك فالجهاد لتحويل آداب السلوك والعادات والتقاليد، والأخلاق بوجه عام لتتفق مع الشريعة الإسلامية. . يحتاج أيضاً إلى جهود هائلة، من التوعية والتوجيه، وضرب المثال، وإبراز أخلاق الإسلام وآدابه. . في الطعام والشراب واللباس والزينة، والأفراح، والأحزان، والمناسبات الخاصة والعامة، وذلك حتى ينشأ جيل جديد يعتز بتراثه الإسلامي. . وبذلك تمحي الآثار العقائدية والفكرية والثقافية والاجتماعية، التي خلفها الاستعمار.
http://www.al-eman.com/islamlib/images/up.gif (http://www.al-eman.com/islamlib/viewchp.asp?BID=305&CID=1#TOP) رابعاً: الغزو الفكري والثقافي الدائم
يعيش العالم اليوم وكأنه قرية واحدة. . فما يقع في أقصى الأرض من أحداث يتأثر بها من يعيش في أدناها. . وما يبتدع من لباس أو زينة أو عادة أو فكر أو عقيدة ينتقل في وقت قصير لتعم شرق الأرض وغربها، وذلك عبر وسائط ومنافذ لا يكاد يخلو منها قطر اليوم أو بلد. . فالمحطات الفضائية والتلفزيون والراديو، والشريط المسجل. . مرئياً ومسموعاً. . الصحيفة والكتاب والسياحة، والمؤتمرات العامة. . كل ذلك جعل الناس يتأثر بعضهم ببعض، وينقل بعضهم عن بعض.
وكل ذلك يحتاج -إذا أردنا حماية مجتمعنا الإسلامي- وناشئتنا الإسلامية إلى جهود هائلة. . ليس لمجرد المنع وإغلاق المنافذ والأبواب، فقد أضحى هذا مستحيلاً، وإنما للتوجيه والبيان والإرشاد، والرد على الشبهات والأفكار الواردة، والعقائد المسمومة، وكل هذا ولا شك يحتاج إلى علماء ومتخصصين، على مستوى الحدث، فهماً له، ومعرفة بجذوره، وإدراكاً لمغازيه ومراميه، وقدرة على الرد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ونأسف إذا قلنا أن أمتنا لا تملك أمام الغزو الثقافي والإعلامي بجيوشه الجرارة، وأسلحته الفتاكة إلا مقاومة قليلة، ولا تملك أيضاً من وسائل القوة والعلم للتصدي لمثل هذا الغزو إلا شيئاً يسيراً جداً.
http://www.al-eman.com/islamlib/images/up.gif (http://www.al-eman.com/islamlib/viewchp.asp?BID=305&CID=1#TOP) خامساً: أخطاء في مناهج الإصلاح
بالرغم من هذا الواقع الاجتماعي والفكري والثقافي الجديد الذي تعيشه أمتنا. . فإن هناك من يظن أو يعتقد أنه يستطيع تغيير هذا الواقع بمجموعة من القوانين، يصدرها حاكم، أو زعيم ما. . أو كما يقولون: يمكن تغيير هذا الواقع بجرة قلم وهذا بعيد جداً عن الصواب. . لأن الإسلام ليس امتثالاً لظاهر من الأعمال فقط بل هو قبل ذلك. . إيمان يملأ القلب، ويجعل العمل الظاهري ثمرة لذلك الإيمان القلبي والإيمان لا يفرض بقانون.
نعم. . الإيمان يحمي بقانون ونحن في الحقيقة نحتاج أولاً إلى وجود الحقيقة الإيمانية في عامة الشعب أو جمهوره. . وذلك حتى يلاحق القانون الشواذ والقلة، ولا يوضع القانون لملاحقة الكثرة والعامة، فإن القانون إذا لاحق الكثرة استحال تطبيقه إلا عن طريق الإرهاب والإكراه. . وهذا بحد ذاته منفر من الإيمان والإسلام.
وكذلك هناك من يظن أن التربية كالصناعة المادية حيث تصنع الخامة من المعدن أو القطن أو الصوف في جانب من المصنع لتتلقاه سيارة وثلاجة وقماشاً في الجانب الآخر. . وهذا خطأ كبير لأن التربية الإنسانية الفعلية بطيئة بطء النمو الجسماني. . فتربية الأفكار والعقائد وآداب السلوك يحتاج من الزمن ما يحتاجه النمو الجسماني.
ومثل المستعجلين في التربية. . كمثل من يريد جنيناً بشرياً في أقل من تسعة أشهر، ومن يريد إخراج رجل كامل في أقل من السنين التي تستلزم ذلك، والحال أننا نحتاج لنعيد الأمة إلى جادة الحق وصراط الله. . إلى عدد من السنين يناسب الوقت الذي في مثله يتربى الجيل.
والخلاصة: أننا نحتاج أن نلقي البذرة وأن ننتظر النمو الطبيعي الفطري لنباتها، ثم نتعهدها بالسقي والرعاية، وإبعاد الأذى والآفات عنها، حتى تشب وتقوى، وتصبح شجرة باسقة تقوى على مقاومة الريح وهضم الآفات. . والبذرة التي نزرعها هي الكلمة الطيبة. . فلنطرق بها كل أذن. . ولننتظر حتى تعمل عملها في القلب والنفس. . ولنتعهدها حيث ألقيناها بدوام التذكير، ولنحميها من الآفات والسموم، ولنصبر منها على الضعف الذي يعتريها حتى تصل إلى الكمال الذي قدره الله لها.
وكذلك الأمر مع المجتمع والأمة. . نحتاج إلى غرس الفضيلة، ونشر الوعي، والانتقال خطوة نحو الكمال والإصلاح.
http://www.al-eman.com/islamlib/images/up.gif (http://www.al-eman.com/islamlib/viewchp.asp?BID=305&CID=1#TOP) سادساً: التصور الخاطئ للمجتمع الصالح والإنسان الصالح
يقوم هناك تصور خاطئ، وخاصة في عقول بعض المربين والدعاة، إذ يظنون أن المجتمع الصالح، مجتمع بلا جريمة، ولا شرور. . والإنسان الصالح إنسان بلا خطيئة.
وهذا التصور الخاطئ جعل المجتمع المطلوب مجتمعاً مثالياً، مثالية خيالية لا وجود لها في عالم الواقع. . والإنسان المطلوب أو المرتجي إنساناً مثالياً ملائكياً لا وجود له، وهذا التصور الخاطئ أوصل كثيرين من الدعاة والمربين والعلماء والمصلحين إلى اليأس أو الإحباط وذلك عندما شاهدوا البون الشاسع بين ما يطمحون إليه ويظنون أنهم بالغوه، وأنه ممكن التحقيق، وبين الواقع الذي يصلون إليه بالفعل في التربية والإصلاح.
وتصحيحاً لهذا المفهوم الخاطئ. . نقول: إن إصلاح المجتمع الإنساني كله، وهداية الناس جميعاً. . أمر مستحيل، بل هو أصلاً مخالف لسنة الله تبارك وتعالى فقد شاء أن يكون في الأرض مؤمن وكافر، وأن يكون جنة ونار، وأن تمتلئ هذه وتلك. . وهذا الأمر جار وفق حكمته ومشيئته سبحانه وتعالى. . قال تعالى: {ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة، ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين} ( java******:openquran(10,118,1 19)) ( هود: 118 - 119).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال تعالى مسلياً رسوله صلى الله عليه وسلم ومهوناً عليه: {وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغي نفقاً في الأرض أو سلماً في السماء فتأتيهم بآية، ولو شاء الله لجمعهم على الهدى، فلا تكونن من الجاهلين} ( java******:openquran(5,35,35) ) ( الأنعام: 35)
ولذلك فإن الكفر لن يمحى من الأرض ما دام الإنسان عليها، بل سنة الله أن يبتلي المؤمنين بالمجرمين، كما قال تعالى: {وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً من المجرمين، وكفى بربك هادياً ونصيراً} ( java******:openquran(24,31,31 )) ( الفرقان: 31). هذا في الدوائر الإنسانية العامة.
وأما في الدائرة الإسلامية. . أعني دائرة أهل الإيمان فإن الخطيئة والجريمة لم تنقطع من مجتمع المؤمنين مطلقاً، فولدي آدم قتل أحدهما أخاه، وكتب الله القصاص في القتلى بين المؤمنين من أجل ذلك. كما قال تعالى: {واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قرباناً فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر. قال لأقتلنك، قال إنما يتقبل الله من المتقين. . لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك، إني أخاف الله رب العالمين. إني أريد أن تبوأ بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار. وذلك جزاء الظالمين. فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله، فأصبح من الخاسرين} ( java******:openquran(4,27,30) ) ( المائدة: 27 - 30).
وقد عقب الله على ذكر هذه الجريمة بتذكيرنا أن الأخ الشقيق يقتل شقيقه ظلماً إذا قدر على ذلك. . عقب الله على ذلك بقوله: {من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض، فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً، ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيراً منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون، إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا، أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض، ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم} ( java******:openquran(4,32,33) ) ( المائدة: 32 - 33).
وكذلك كان مع نوح ابنه وزوجته يتظاهران بدينه وليسا كذلك، وفي بني إسرائيل يوم كانت أمة مهتدية قائمة بأمر الله في الأرض كان فيها آنذاك من عبد العجل، ورفض الانصياع لأحكام التوراة، وطلب من موسى عبادة الأصنام، واتهم موسى بقتل هارون، ومن آذى موسى، ومن نكل عن الجهاد والغزو وجبن أمام الأعداء، ومن سرق فقطع، ومن قتل واتهم الأبرياء بأنهم قتلوا قال تعالى عنهم: {وإذ قتلتم نفساً فادارأتم فيها} ( java******:openquran(1,72,72) ) ( البقرة: 72) أي درأ كل منكم التهمة عن نفسه، واتهم غيره وكل ذلك ونبيهم معهم ورسولهم بين ظهرانيهم. . وكل ذلك أيضاً صدر من المؤمنين الذين يعيشون في رحاب الوحي، بل ويشاهدون المعجزات كل يوم أمام أعينهم. . فقد شاهد هؤلاء انشقاق البحر، وتحول العصا إلى حية، وخروج يد موسى من جيبه بيضاء من غير سوء، وضرب آل فرعون بالسنين، وتسليط القمل والضفادع عليهم، وإحياء القتيل بضربة من قطعة من لحم بقرة مذبوحة. . كما قال تعالى: {فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون} ( java******:openquran(1,73,73) ) ( البقرة: 74)
ولكنهم مع ذلك كانوا كما ذكر الله: {ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة* وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار، وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء، وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون} ( java******:openquran(1,74,74) ) ( البقرة: 74)
وكذلك كان في تلاميذ عيسى عليه السلام من وشى به ودل الحكام الظلمة عليه، وهو يعلم أنهم يطلبونه للقتل!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
وبالرغم أيضاً من أن مجتمع المسلمين أتباع محمد صلى الله عليه وسلم كان خير مجتمع، وأصحابه كانوا خير الأصحاب، وإلا أنه كان فيهم أيضاً من شرب الخمر فجلد، ومن زنى فرجم، ومن سرق فقطعت يده، ومن أصابه ضعف فأفشى سر الرسول لأعدائه، ومن اتهم زوجة النبي -برأها الله- بالزنا ثم جلد، وكان منهم أيضاً من ترك الرسول في يوم جمعة وهو قائم يخطب عندما سمع أنه قد جاءت تجارة. . وكذلك كان فيهم البدوي الجلف الذي يبول في المسجد، ومن يجذب الرسول صلى الله عليه وسلم بحاشية ردائه حتى تؤثر في رقبته. . وكل هؤلاء كانوا من المؤمنين الصالحين، وأما المنافقون فقد كان مجتمع المدينة مليئاً منهم، وهو خير مجتمع وجد على سطح الأرض، وفي عهد النبي صلى الله عليه وسلم وقد تمالئوا مع اليهود والمشركين، وخانوا النبي صلى الله عليه وسلم، وتآمروا على قتله، وكادوا أن يقتلوه غير مرة، وسبوا الرسول والمهاجرين. . وقالوا: {لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا} ( java******:openquran(62,7,7)) ( المنافقون: 7). وقالوا: {لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل} ( java******:openquran(62,8,8)) ( المنافقون: 8). . وقالوا أيضاً عن المهاجرين: {ما نرانا وهؤلاء إلا كما قال القائل: سمن كلبك يأكلك} (قالها رأس النفاق عبدالله بن أبي في غزوة بني المصطلق. . راجع البداية والنهاية ج4 ص/157. . وتفسير سورة المنافقين). . ومع ذلك فقد كانوا يصلون مع النبي، ويحجون معه، ويجاهدون الكفار، ويخرجون في الغزو معه، ويتكلمون فيعجب السامع لكلامهم ويسمع لهم من حلاوة منطقهم وحلو حديثهم.
وكان فيهم كذلك الجاهل الأحمق الذي قال: اعدل يا محمد فهذه قسمة منا أريد بها وجه الله.
ولا شك أن الآفات والجرائم والأخطاء والضعف التي كانت بعد ذلك في مجتمع الراشدين، ومن بعدهم، كانت أعظم من هذا بكثير، والمقصود من كل ذلك. . التنبيه على أن المجتمع الصالح ليس مجتمعاً تختفي منه الجريمة، ويمحي منه الشر، وتزول منه الأثرة والطمع والشح والبخل زولاً كاملاً. . كلا. . فإن مثل هذا المجتمع لا وجود له في عالم الواقع.
ولكن المجتمع الصالح هو الذي لا يقر هذا الباطل، ويعمل على تلافيه وعلاجه، فالجريمة مسيطر عليها، نافذ حكم الله في أصحابها. . والضعف يعالج بما يناسبه. . شدة ولينا، ومسامحة وتنكيلاً. حسب ما تقتضيه المصلحة الشرعية، ويتطلبه الموقف.
والمقصود من سرد ذلك كله أن نبين الجانب الآخر من الصورة. وذلك أن عرض المواقف الحسنة والجوانب المثالية الطيبة. . وذلك أن عرض ينظرون إلى المجتمعات الفاضلة نظرة غير واقعية، وغير صحيحة، ولذلك فقدوا الأمل في إصلاح مجتمعاتنا المعاصرة التي تعج بالفساد، واعتقدوا أنه يستحيل الوصول إلى الصورة التي تخيلوها. . فانصرفوا عن الدعوة والعلاج، بل وقعت طوائف منهم عن الإيمان وهلكت أيضاً عندما رأوا أن أشخاصهم وذواتهم لا يمكن أن ترتقي للمستوى الذي تخيلوه للفرد الصالح. . ولو عرف هؤلاء حقيقة النفس البشرية لم ييأسوا من علاج أنفسهم وغيرهم. قال تعالى: {ولله ما في السموات وما في الأرض ليجزي الذين أساءوا بما عملوا، ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى* الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم، إن ربك واسع المغفرة، هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض، وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى} ( java******:openquran(52,31,32 )) ( النجم: 31 - 32).
فجعل الله الذين أحسنوا هم الذين يجتنبون الكبائر وتقع منهم الصغائر التي يغفرها الله، وهذا هو المحسن وكذلك أدخل الله في جملة المتقين من يفعل فاحشة ثم يتوب منها. . كما قال سبحانه وتعالى: {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين} ( java******:openquran(2,133,13 3)) ( آل عمران: 133).
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم وصف الله سبحانه هؤلاء المتقين فقال: {الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، والله يحب المحسنين، والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم، ومن يغفر الذنوب إلا الله، ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون، أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها، ونعم أجر العالمين} ( java******:openquran(2,134,13 6)) .
http://www.al-eman.com/islamlib/images/up.gif (http://www.al-eman.com/islamlib/viewchp.asp?BID=305&CID=1#TOP) خاتمة هذه هي أهم العقبات التي تعترض سبيلنا وتحول بين المصلحين وبين إعادة بناء هذه الأمة من جديد، وهي عقبات ليست مستعصية على الحل وذلك إذا عرفنا هدفنا وغايتنا جيداً، واتخذنا الطريق المناسب لذلك، واتبعنا سنن الله في خلقه التي لا تتبدل ولا تتغير واتخذنا السياسة الشرعية التي سار فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه. فقد عرفوا غايتهم قبل أن يسيروا خطوة واحدة على الدرب. . عرفوا أن غايتهم هي عبادة الله الواحد لا شريك له، وتكوين أمة على هذه الغاية تقوم بأمر الله، وتجاهد بسبيله، ومن ثم وحدوا كلمتهم ونسوا أحقادهم القديمة، وتركوا كل ما تفتخر به الجاهلية من الأحساب والأنساب، واعتصموا بحبل الله جميعاً وواسى كل فرد منهم أخاه، وفاداه بروحه ونفسه ثم عرفوا من هم أعداؤهم على الحقيقة واتخذوا السياسة الشرعية في حرب هؤلاء الأعداء، ولم يحاربوهم جميعاً دفعة واحدة، وإنما حاربوا من حاربهم واعتدى عليهم، حتى قويت شوكتهم وعظم أمرهم وأقاموا أعظم أمة عرفتها الأرض، وشهدتها هذه الجزيرة، ثم توجهوا بعد ذلك خارج هذه الجزيرة ينشدون الخير للناس جميعاً والهداية للبشر كلهم فأعلوا كلمة الله في الأرض، ونشروا الإسلام في العالمين، وحافظوا في كل ذلك على نقاء عقيدتهم ونظافة فكرهم، وأقاموا بعد ذلك المجتمع الكامل الذي يعلو فيه الخير، ويقل فيه الشر، وكانوا بذلك خير أمة أخرجت للناس واليوم نحن مطالبون أن نقتفي أثرهم، ونتبع سبيلهم متوكلين في كل ذلك على الله وحده سبحانه وتعالى. وقد تكفل الله لكل مجاهد في سبيله أن يهديه السبيل وينير له الدرب كما قال تعالى: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين} ( java******:openquran(28,69,69 )) فلنكن كما كان سلفنا الصالح ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز.
تأليف فضيلة الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق ( http://www.al-eman.com/islamlib/viewauthor.asp?AuthorID=113) جزاه الله خير(/)
الصَّفَحاتُ المُضِيَّة من ترجمة الإمام ِ ابنِ تيميَّة كتبها محمود داود دسوقي خطابي
ـ[محمود داود دسوقي خطابي]ــــــــ[17 - Jun-2010, مساء 11:12]ـ
الصَّفَحاتُ المُضِيَّة
من ترجمة الإمام ِ ابنِ تيميَّة
شيخِ الإسلامِ أحمدَ بنِ عبدِ الحليمِ بنِ عبدِ السلامِ بنِ تيميَّةَ الحرَّاني (661 - 728هـ) رحمه الله تعالى
كتبها محمود داود دسوقي خطابي
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، و من يضلل فلا هادي له، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أشهد أن محمداً عبده و رسوله أما بعد
فهذه صَّفَحات مُضِيَّة من ترجمة الإمام ِ ابنِ تيميَّة
حياة هذا الإمام مليئة بالأمور الجليلة القدر كثيرة المعارف متشعبة المسالك بحيث يصح أن تفرد كل مرحلة من مراحل حياته أو يفرد كل جانب من جوانب شخصيته بمصنف مستقل ودراسة فاحصة لها تبحث عن الدر المكنون بين صدفاتها لكن هذه إطلالة على بعضها - كما هو دأب الباحثين – وسيكون ذلك خلال ما يلي:
اسمه ولقبه وكنيته ([1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn1)):
هو الإمام الرباني الفقيه المجتهد المجدد بحر العلوم العقلية والنقلية شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس أحمد بن الشيخ الإمام شهاب الدين أبي المحاسن عبد الحليم بن الشيخ الإمام مجد الدين أبي البركات عبد السلام بن أبي محمد عبد الله بن أبي القاسم الخضر بن محمد بن تيمية بن الخضر بن علي بن عبد الله النميري.
لقبه: لقب بشيخ الإسلام ([2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn2)) وبابن تيمية ([3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn3)) وغالباً ما يجمع بينهما فيقال: شيخ الإسلام ابن تيمية.
كنيته: كني بأبي العباس مع أنه لم يتزوج ([4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn4))؛ ذلك أنه من السنة أن يكنى المسلم ولو لم يولد له أو كان صغيراً لحديث عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله كل نسائك لها كنية غيري فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اكتني بابنك عبد الله [يعني ابن الزبير] أنت أم عبد الله" ([5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn5)) ولقول أنس رضي الله عنه إن النبي صلى الله عليه وسلم دخل فرأى ابناً لأبي طلحة يقال له: أبو عمير، وكان له نغير يلعب به فقال: "يا أبا عمير ما فعل النغير؟ " ([6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn6))
ولادته وأسرته ونشأته:
ولادته ([7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn7)) ولد الإمام ابن تيمية في يوم الإثنين 10 ربيع الأول سنة 661 هـ في حران.
أسرته: وهي أسرة معروفة بالعلم والصلاح إذ إنهم يتوارثون العلم فيما بينهم وكانت لهم الصدارة في المسجد الجامع ومن هذه الأسرة الطيبة الإمام مجد الدين بن عبد السلام وولده الإمام الشيخ عبد الحليم والد الإمام أحمد بن تيمية وكانت هذه الأسرة تسلك في التدليل على المسائل العقدية والفقهية مسلك الحنابلة فشرب الإمام العلم منذ نعومة أظفاره في حجر أبيه فكان للعلم تقدير خاص لديه بسبب إجلال أسرته للعلم وشهرتها به فدرس علوم الشريعة المختلفة منذ صغره حيث كان يحضر المحافل العامة فكان يناقش ويرد ويفتي وهو في ريعان الشباب حتى إنه تولى الدرس بعد موت أبيه وحضر له كبار أئمة ذلك العصر وأعجبوا من علمه وسرعة استحضاره مما يشهد ببراعته منذ صغره.
نشأته: لقد أثرت فيه بيئته أيما تأثير؛ ذلك أن البيئة المحيطة به بيئة علم وصلاح "فنشأ بها أتم إنشاءٍ وأزكاه وأنبته الله أحسن النبات وأوفاه وكانت مخايل النجابة عليه في صغره لائحة ودلائل العناية فيه واضحة .. [وقد أثرت فيه هذه النشأة أيما تأثير وجعلته منذ] صغره مستغرق الأوقات في الجد والاجتهاد فختم القرآن صغيراً ثم اشتغل بحفظ الحديث و [دراسة] الفقه والعربية حتى برع في ذلك مع ملازمة مجالس الذكر وسماع الأحاديث والآثار ([8] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn8)) فنموه في تلك البيئة
(يُتْبَعُ)
(/)
جعلته من المنهومين بطلب العلم والناهلين من منابع المعرفة بعين فاحصة متخصصة ثم ظهر ذلك من خلال كتاباته وتآليفه ومواقفه دفاعاً عن الشريعة الغراء بكل ما يستطيع من جهد وبكل ما أوتي من قوة، وهذه ثمرات نشأته الأولى وبيئته وأسرته إذ اكتحلت عيناه برؤية كبار علماء عصره وشنفت أذناه بسماع الحديث والآثار من أئمة عصره فارتشف العلم منذ نعومة أظفاره مما كان له أكبر الأثر في تكوين ملكته العلمية والتي أهلته للإمامة عبر العصور.
شيوخه وتلاميذه:
إن نفساً عملاقة كنفس الإمام ابن تيمية تنبئ عن تعدد مناهل المعرفة وتنوع روافد أصول العلم التي تلقى ثقافته ومعرفته من خلالها وهذا بدوره يؤكد أن الإمام ابن تيمية قد تلقى العلم على أيدي كثير من الشيوخ والشيخات وتعدد الشيوخ والشيخات راجع إلى تعدد روافده وتنوع العلوم التي درسها والمعارف التي تلقاها واستوعبتها ذاكرته الحديدية وأدركها بعقله الكبير، وطبيعي أن من هذه أحواله إضافة إلى ترجمته الحافلة بأنواع شتى من جهاد وتعليم وأمر بمعروف ونهي عن منكر ولهج بذكر الله وحسن عشرة ومعاملة وزهد في منصب وفي دنيا ... أن يكون له تلاميذ يحملون عنه علمه الغزير وهؤلاء الذين تلقوا عنه أصبح كل واحد منهم إماماً.
أما شيوخه: وهم الذين تلقى على أيديهم أصول العلم والمعرفة منذ صغره بل ظل كذلك يستفيد من أهل العلم في كبره من الأئمة من شيوخ عصره وشيخاته "وشيوخه الذين سمع منهم أكثر من مائتي شيخ" ([9] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn9)) كما سمع من أربع شيخات ([10] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn10)) فسمع الحديث من الإمام ابن عبد الدايم ([11] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn11)) ومن شيوخه والده الإمام شهاب الدين أبو المحاسن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية ومنهم الإمام عبد الرحمن بن محمد بن قدامة ([12] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn12)) والشيخ علي الصالحي ([13] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn13)) والشيخ عفيف الدين عبدالرحمن بن فارس البغدادي ([14] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn14)) والشيخ المنجا التيوخي ([15] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn15)) والشيخ محمد بن عبد القوي ([16] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn16)) والشيخ شرف الدين المقدسي ([17] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn17)) والشيخ الواسطي ([18] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn18)) والشيخ محمد بن إسماعيل الشيباني ([19] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn19)) ومن الشيخات فعمتُهُ ست الدار ([20] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn20))، والشيخة أم الخير الدمشقية ([21] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn21))، والشيخة أم العرب ([22] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn22))، والشيخة أم أحمد الحرانية ([23] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn23))، والشيخة أم محمد المقدسية ([24] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn24)) فهؤلاء الشيوخ والشيخات وغيرهم تلقى على أيديهم وتعلم وكان لهم أبرز الأثر في علمه وسلوكه ونبوغه وعبقريته وألمعيته.
تلاميذه: إن شخصية كشخصية الإمام ابن تيمية لابد وأن يكون لها آثار بارزة؛ لهذا فقد تأثر به وبمنهاجه الكثير كما لازمه كثيرون وأصبحوا من خواصه وتتلمذوا على يديه ونهلوا من معينه الصافي بحيث أصبح الواحد منهم بعد ذلك إماماً في فنه ومشكاة يضيء للآخرين بما أوتي من فهم ثاقب وعلم غزير ... ومن هؤلاء التلاميذ: الإمام ابن قيم الجوزية والإمام الذهبي والإمام ابن كثير والحافظ البزار والإمام ابن عبد الهادي ([25] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn25)) والشيخ الواسطي ([26] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn26)) والشيخ ابن
(يُتْبَعُ)
(/)
الوردي ([27] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn27)) والشيخ ابن رُشَيِّق ([28] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn28)) والإمام ابن مُفلح ([29] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn29)) وغيرهم الكثير والكثير والذين قد حملوا علمه وسلكوا منهاجه في تبليغ الشريعة.
وبالنظر إلى تلاميذ هذا الإمام العملاق تظهر منزلته ويبين قدره، فإذا كان تلاميذه أئمة ولهم من العلم ما لهم من تآليف وتولٍّ لقضاء أو إصلاح ... فكيف يكون قدر أستاذهم وشأنه؟! إنه بحر لا ساحل له وموسوعة علمية ومكتبية متنقلة مع العلم والعمل والزهد وترك المناصب واللهج بذكر الله عز وجل والدعوة إلى نصرة شرعه بنفسه وروحه وماله كله وهذا معروف وواضح من أحواله بما ترجم له من رآه أو رأى من رآه وبما تواترت أخباره بين ناقليها من جميع فئات شعبي دمشق ومصر وبما ترك خلفه من آثار: سواء في تلاميذ أو كتب أو إصلاح.
عقيدته ومذهبه:
عقيدته: عقيدة الإمام ابن تيمية التي يعتقدها هي عقيدة السلف الصالح: أهل السنة والجماعة المتمثلة في القرون الثلاثة الأولى على ما كان عليه النبي محمد صلى الله عليه وسلم بقوله: "خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" ([30] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn30)) فلا علاقة لمعتقده بشخص معين ولا بمذهب معين لا حنبلي ولا غيره بل بما جاء في كتاب الله عز جل وبما ثبت في صحيح السنة النبوية المطهرة وتفسير لما فيها بما ثبت عن الصحابة الكرام وعن تابعيهم بإحسان من تلك القرون الثلاثة الفاضلة. ومع أن إمامه في الفقه هو الإمام أحمد بن حنبل ([31] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn31)) فإن الإمام ابن تيمية لم يَدْعُ أحداً قط إلى التزام العقيدة على منهج الحنابلة بل كان يدعو إلى التزام معتقد السلف الصالح وقد أبان ذلك هو بنفسه إذ قال: "أما الاعتقاد فإنه لا يؤخذ عني ولا عمن هو أكبر مني بل يؤخذ عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وما أجمع عليه سلف الأمة فما كان في القرآن وجب اعتقاده وكذلك ما ثبت في الأحاديث الصحيحة مثل صحيحي البخاري ومسلم ... وكان يرد عليَّ من مصر وغيرها من يسألني عن مسائل في الاعتقاد أو غيره فأجيبه بالكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة" ([32] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn32)) وقد كتب الإمام ابن تيمية هذه العقيدة التي يدين الله بها حينما طلب منه أن يكتبها فكتبها فيما بين الظهر والعصر ([33] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn33)) وهذه العقيدة هي:
الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت والإيمان بالقدر خيره وشره وإثبات معية الله لخلقه وأنها لا تنافي علوه فوق عرشه ومن رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة ومن الإيمان بالله تعالى الإيمان بكل الأسماء والصفات الواردة في الكتاب وصحيح السنة ثم الإيمان بالقرآن الكريم وأنه كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود وأن الله تكلم به حقيقة وأن هذا القرآن الذي أنزله على محمد صلى الله عليه وسلم هو كلام الله حقيقة لا كلام غيره ثم الإيمان باليوم الآخر وما يكون فيه من أمور بعد هذه الفتنة إما نعيم وإما عذاب إلى أن تقوم القيامة الكبرى فتعاد الأرواح إلى الأجساد ثم تقوم القيامة فيقوم الناس من قبورهم لرب العالمين حفاة عراة غرلاً وتدنو منهم الشمس ويلجمهم العرق وتنصب الموازين فتوزن بها أعمال العباد وتنشر الدواوين ثم الإيمان بالحساب والإيمان بحوض النبي صلى الله عليه وسلم الذي من شرب منه شربة لا يظمأ بعدها أبداً والإيمان بالصراط وهو منصوب على متن جهنم: وهو الجسر الذي بين الجنة والنار: يمر الناس على قدر أعمالهم فمن مر على الصراط دخل الجنة فإذا عبروا عليه وقفوا على قنطرة بين الجنة والنار فيقتص لبعضهم من بعض فإذا هُذبوا ونُقوا أُذن لهم في دخول الجنة وأول من يستفتح باب الجنة محمد صلى الله عليه وسلم وأول من يدخل الجنة من الأمم أمته صلى الله عليه وسلم وله صلى الله عليه وسلم في القيامة ثلاث شفاعات:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأولى: يشفع في أهل الموقف حتى يقضى بينهم بعد أن يتراجع الأنبياء عنها آدم فمن بعده حتى تنتهي إليه صلى الله عليه وسلم.
الثانية: يشفع في أهل الجنة أن يدخلوها.
الثالثة: يشفع فيمن استحق النار وهذه الشفاعة له ولسائر النبيين والصديقين وغيرهم فيشفع فيمن استحق النار أن لا يدخلها ويشفع فيمن دخلها أن يخرج منها.
كما يعتقد أن الإيمان قول وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وهو متبع لمعتقد أهل السنة والجماعة: الفرقة الناجية في عدم تكفير أهل القبلة بمطلق المعاصي والكبائر بل الأخوة الإيمانية ثابتة مع المعاصي ومما يعتقده وجوب سلامة القلب واللسان لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ويتولى آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحبهم كما يتولى أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين وأنهن أزواجه في الدنيا وفي الآخرة كما إنه يمسك عما شجر بين الصحابة رضي الله عنهم؛ لأن الآثار المروية في مساويهم منها ما هو كذب ومنها ما قد زيد فيه ونقص وغُير عن وجهه والصحيح منه هم فيه معذورون: إما مجتهدون مصيبون وإما مجتهدون مخطئون مع الاعتقاد بأن كل واحد من الصحابة ليس بمعصوم عن كبائر الإثم وصغائره لكن لهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر منهم إن صدر حتى إنهم يغفر لهم من السيئات ما ليس لمن بعدهم أو بتوبة أو شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم الذي هم أحق الناس بشفاعته أو ابتلي ببلاء في الدنيا كفر به عنه فإذا كان هذا في الذنوب المحققة فكيف بالأمور التي كانوا فيها مجتهدين وأنهم خير الخلق بعد الأنبياء لا كان ولا يكون مثلهم وأنهم الصفوة من قرون هذه الأمة التي هي خير الأمم وأكرمها على الله. كما يؤمن بكرامات الأولياء وما يجري الله على أيديهم من خوارق العادات في أنواع العلوم والمكاشفات إضافة إلى إيمانه بوجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على ما توحيه الشريعة وكذلك يرى إقامة الحج والجهاد والجمع والأعياد مع الأمراء أبراراً كانوا أو فجاراً وهو تابع لأهل السنة بأنهم يدينون بالنصيحة للأمة والصبر عند البلاء والشكر عند الرخاء والرضى بمر القضاء ويدعون إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال والعفو عمن ظلم ويدعون إلى بر الوالدين وصلة الأرحام وحسن الجوار والإحسان إلى اليتامى والمساكين والبعد عن الأخلاق السيئة كل ذلك اتباعاً للكتاب والسنة وتطبيقاً للشريعة التي بعث بها محمد صلى الله عليه وسلم.
وأما مذهبه: فقد نشأ وتربى وتعلم على أصول المذهب الحنبلي فأبوه وجده بل أسرته أعلام الحنابلة في دمشق والشام ولكنه لم يقتصر في دراسته على المذهب الحنبلي بل درس المذاهب الفقهية الأخرى ثم آل أمره في آخر حياته إلى عدم التقيد بمذهب معين بل كان يفتي بما يترجح له دليله ومع ذلك فلم يكن يتعصب لإمام أو شيخ أو مذهب بل يرى أنه من اليسر اتباع الناس لأي رأي من آراء العلماء؛ لهذا لما سأله تلميذه الحافظ البزار تأليف نص في الفقه يجمع اختياراته وترجيحاته ليكون عمدة في الإفتاء فقال له ما معناه: "الفروع أمرها قريب ومن قلد –المسلم- فيها أحد العلماء المقلدين جاز له العمل بقوله ما لم يتيقن خطأه" ([34] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn34)) وكان يذكر أن اختلاف العلماء رحمة واسعة فقال: "ولهذا كان بعض العلماء يقول: إجماعهم حجة قاطعة واختلافهم رحمة واسعة" وكان عمر بن عبد العزيز يقول ([35] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn35)): ما يسرني أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يختلفوا؛ لأنهم إذا أجمعوا على قول فخالفهم رجل كان ضالاً وإذا اختلفوا فأخذ رجل بقول هذا ورجل بقول هذا كان في الأمر سعة وكذلك قال غير مالك من الأئمة: ليس للفقيه أن يحمل الناس على مذهبه [ثم نقل عن بعض الشافعية قول بعضهم:] وليس لأحد أن يلزم الناس باتباعه فيها ولكن يتكلم فيها بالحجج العلمية فمن تبين له صحة أحد القولين تبعه ومن قلد أهل القول الآخر فلا إنكار عليه" ([36] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn36)) ومع هذا هو مجل للأئمة فيحترمهم ويدافع عنهم وينهى عن الطعن فيهم وأنهم وإن اختلفوا في مسائل فهذا الخلاف إنما نشأ عن اجتهاد كل واحد منهم ثم أرجع أسباب الاختلاف إلى أعذار ثلاثة هي: ([37]
(يُتْبَعُ)
(/)
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn37))
الأول: عدم اعتقاده [أي العالم] أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله.
الثاني: عدم اعتقاده إرادة تلك المسألة بذلك القول.
الثالث: اعتقاده أن ذلك الحكم منسوخ. ثم فصل القول على هذه الأعذار الثلاثة في رسالته: رفع الملام عن الأئمة الأعلام.
أخلاقه وسجاياه وبعض أقواله:
الكلام على أخلاق الإمام ابن تيمية وسجاياه إنما هو كلام على الآداب الإسلامية التي تجلت في شخصه وبرزت أخلاقه خلال اتباعه وتمسكه بالكتاب والسنة فكان يطبق ما فيها حتى ظهر عليه في معاملاته وحسن عشرته. والكلام على سجاياه يشمل الخَلْقية والخُلقية أما سجاياه الخلقية فيصفه مؤرخ الإسلام الإمام الذهبي بقوله: "كان أبيض أسود الرأس واللحية، قليل الشيب جهوري الصوت شعره إلى شحمة أذنيه فصيح اللسان، أعين كأن عينيه ناطقتان، ربعة من الرجال بعيد ما بين المنكبين تعتريه حدة لكن يقهرها بالحلم" ([38] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn38)) وأما سجاياه الخُلقية فكثيرة كثيرة يصعب حصرها في بحث واحد والأمر كما قال الإمام ابن الزَّمْلكاني: ... بالمرفقات
[1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref1)- الإمام ابن كثير، البداية والنهاية، جـ13 ص241، الإمام الذهبي، تذكرة الحفاظ، جـ4 ص1496، الإمام ابن الوردي، تتمة المختصر، جـ2 ص406، الحافظ البزار، الأعلام العلية، ص 14، الإمام ابن حجر العسقلاني، الدرر الكامنة، جـ1 ص144، الإمام الكتبي، فوات الوفيات، جـ1 ص164، الإمام ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب، جـ6 ص80، الإمام مرعي الكرمي، الكواكب الدرية، ص 51 - 52، الإمام الشوكاني، البدر الطالع، جـ1 ص63، الشيخ صديق حسن خان، التاج المكلل، ص 420، الإمام الألوسي، غاية الأماني، 154، الأستاذ الزركلي، الأعلام، جـ1 ص144، الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، العلماء العزاب، ص164، الإمام ابن تيمية، مجموع الفتاوى، مقدمة جامع الفتاوى، جـ1 ص (أ)، د. بكر بن عبد الله أبو زيد، المداخل إلى آثار شيخ الإسلام ابن تيمية، ص 15.
[2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref2)- هذا اللقب قد "أطلقه العلماء السابقون على كل من حاز درجة كبيرة عالية في العلم بالكتاب والسنة وفي الفضل والصلاح والقدوة وكان مرجع المسلمين في العلم وشؤون الدين وهو بهذا المعنى دار في كتب المحدثين والمؤرخين والرجال والتراجم "الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، العلماء العزاب، ص 46 تعليق (1)، وينظر أيضاً كتاب الردالوافرللإمامابن ناصر الدين الدمشقي،تحقيق الشيخ زُهير الشاويش،ص 51 - 56 ,.المدخل إلى مذهب الإمام احمد ‘للعلامة ابن بدران الدمشقي الحنبلي ص 223،وللإمامالسخاوي كتابله سماه»: الجواهر «تكلم فيه على لقب شيخ الإسلام فليراجع.
[3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref3)- إن لقب تيمية: إنما هو لجده محمد بن الخضر وسببه قولان: "فقيل: إن جده محمد بن الخضر حج على درب تيماء [بلدة بين الشام ووادي القرى في طريق حجاج الشام] فرأى هناك طفلة فلما رجع وجد امرأته قد ولدت له بنتاً فقال: يا تيمية – يا تيمية .. وقيل: إن جده محمداً كانت أمة تسمى تيمية وكانت واعظة فنسب إليها وعرف بها" الإمام مرعي الكرمي، الكواكب الدرية، ص 52 بتصرف.
[4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref4)- ص32 الكلام مفصلاً عن أسباب عزوفه عن الزواج.
[5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref5)- صحيح. رواه الإمام أحمد في مسنده (6/ 151، 186)، وصححه الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، جـ1 ص 45، رقم (132)،.
[6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref6)- رواه البخاري، (16/ 479 – 480 فتح) رقم (6203) وبوب عليه الإمام البخاري في كتاب الأدب باباً بعنوان: الكنية للصبي وقبل أن يولد للرجل، ورواه مسلم (4/ 1692 - 1694) رقم (2150).
(يُتْبَعُ)
(/)
[7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref7)- الإمام ابن كثير، البداية والنهاية، جـ13 ص241، جـ14 ص136، الإمام ابن الوردي، تتمة المختصر، جـ2 ص408، الإمام ابن حجر، الدرر الكامنة، جـ1 ص144، الإمام الشوكاني، البدر الطالع، جـ1 ص63، الإمام صديق حسن خان، التاج المكلل، ص 240،، الحافظ البزار، الأعلام العلية، ص 17الإمام الذهبي، تذكرة الحفاظ، جـ4 ص1496، الإمام محمد بن شاكر الكتبي، فوات الوفيات والذيل عليها، تحقيق د. إحسان عباس جـ1 ص74، الزركلي، الأعلام، جـ1 ص 144، د. بكر بن عبد الله أبو زيد، آثار شيخ الإسلام، ص 15
[8] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref8)- الحافظ البزار، الأعلام العلية، ص 17، 19بتصرف.
[9] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref9)- الإمام ابن عبد الهادي، العقود الدرية، ص6.
[10] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref10)- ينظر، الإمام ابن تيمية، الأربعون التيمية، شرح وتصحيح وتخريج صلاح أحمد السامرائي، ص 55، 57، 58، 59، ينظر الإمام ابن تيمية، مجموع الفتاوى، جـ18 ص76 – 121.
[11] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref11)- الإمام الشيخ زين الدين أبو العباس أحمد بن عبد الدايم بن نعمة بن أحمد المقدسي، أحد شيوخ الحنابلة ومن علماء الحديث، توفي سنة 668هـ.
[12] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref12)- الإمام الشيخ الزاهد الخطيب قاضي القضاة شيخ الإسلام عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي الجماعيلي، انتهت إليه رئاسة العلم في زمانه، توفي سنة 682هـ.
[13] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref13)- الإمام الفقيه المحدث سند الوقت فخر الدين أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد السعدي المقدسي الصالحي، كان إماماً فاضلاً مجتهداً ديناً صالحاً خيراً عَّلم الأكابر، توفي سنة 690هـ.
[14] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref14)- الفقيه المحدث الأثري الزاهد عفيف الدين أبو محمد عبد الرحيم بن محمد بن أحمد بن فارس العلثي ثم البغدادي، كان ذا علم وصلاح وأفاد خلقاً كثيراً، توفي في طريق مكة سنة 685هـ.
[15] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref15)- الشيخ الفقيه زين الدين أبو البركات المنجا بن عثمان بن أسعد بن أسعد بن المنجا بن بركات التيوخي الدمشقي، كان ذا معرفة وعلم بالفقه والأصول والتفسير والنحو، من تصانيفه شرح المقنع وتفسير للقرآن الكريم، توفي سنة 695هـ.
[16] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref16)- الفقيه المحدث النحوي شمس الدين أبو عبد الله محمد بن عبد القوي بن بدران بن عبد الله المقدسي المداوي برع في العربية واللغة، وكان حسن الديانة كثير الإفادة، توفي سنة 699هـ.
[17] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref17)- الشيخ الفقيه شرف الدين أحمد بن الشيخ كمال الدين أحمد بن نعمة بن أحمد المقدسي الشافعي، كان خطيب دمشق ومفتيها وشيخ الشافعية فيها، برع في الفقه والأصول والعربية، كان متواضعاً ناسكاً ثاقب الذهن، توفي سنة 694هـ
[18] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref18)- الفقيه العابد الزاهد تقي الدين أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن أحمد بن فضل الواسطي الصالحي الحنبلي، روى عنه خلق كثير، توفي سنة 692هـ.
[19] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref19)- الشيخ العالم الأديب شمس الدين أبو عبد الله بن محمد بن إسماعيل بن أبي سعد بن علي بن منصور الشيباني الآمدي ثم المصري، كان فاضلاً وذا معرفة بالحديث والتاريخ والسير والنحو واللغة توفي سنة 704هـ.
[20] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref20)- الشيخة الصالحة ست الدار بنت عبد السلام بن أبي محمد بن تيمية، عمة شيخ الإسلام حيث روى عنها الحديث، توفيت سنة 686هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
[21] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref21)- الشيخة الصالحة أم الخير ست العرب بنت يحيى بن قايماز بن عبد الله التاجية الدمشقية، روى عنها الحديث، توفيت سنة 684هـ.
[22] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref22)- الشيخة الجليلة الأصيلة أم العرب فاطمة بنت أبي القاسم بن عساكر، روى عنها الحديث توفيت سنة 683هـ.
[23] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref23)- الصالحة العابدة المجتهدة الشيخة أم أحمد زينب بنت مكي بن علي بن كامل الحرانية، يزدحم الطلبة عليها لعلمها وصلاحها، روى عنها الحديث، ت 688 هـ
[24] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref24)- الشيخة الصالحة أم محمد زينب بنت أحمد بن عمر بن كامل، تفردت وارتحل إليها الطلبة، روى عنها الحديث، ت 722 هـ
[25] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref25)- الإمام الشيخ محمد بن أحمد بن عبد الهادي بن قدامة، كان عالماً صالحاً، له مؤلفات منها: الصارم المنكي والعقود الدرية، توفي سنة 724هـ.
[26] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref26)- الشيخ الزاهد والعالم العامل عماد الدين أبو العباس أحمد بن إبراهيم الواسطي، كان ذا صلاح وعبادة قال عنه شيخه ابن تيمية: جنيد وقته، له مصنفات منها: ملخص السيرة النبوية، وشرح منازل السائرين، ورسالة ينصح فيها أصحاب الإمام ابن تيمية، توفي سنة 711هـ.
[27] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref27)- الأستاذ الشيخ زين الدين عمر بن المظفر بن أبي الفوارس بن الوردي، كان على علم وصلاح وبلغ الذروة العليا والطبقة القصوى في الشعر، ينتهي نسبه إلى الصديق رضي الله عنه. له مصنفات منها، تتمة المختصر، توفي سنة 749هـ.
[28] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref28)- الشيخ أبو عبد الله بن رشيق المغربي، كان على معرفة تامة بخط الإمام ابن تيمية وكتاباته، حتى إنه يشكل عليه أحياناً فيدعو تلميذه أبا عبد الله لحله؛ لأنه كان أبصر من الشيخ بخطه، نسخ كثيراً من كتب شيخه، توفي سنة 749هـ.
[29] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref29)- الإمام الفقيه العلامة الشيخ محمد بن مفلح بن مفرح المقدسي، كان واسع العلم ذا عبادة ومن أعلم الناس بمذهب الإمام أحمد في زمانه وكان يقول له شيخه ابن تيمية: أنت مفلح. له مؤلفات قيمة منها، الفروع والآداب الشرعية، توفي سنة 763هـ
[30] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref30)- رواه البخاري، (10/ 517 – 518 فتح)، رقم (3650)، ومسلم (4/ 1962– 1964) رقم (2533–2535).
[31] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref31)- الإمام المبجل إمام أهل السنة والجماعة الزاهد الصابر الإمام أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل، إليه ينسب المذهب الحنبلي، له فتاوٍ متعددة قيمة منها المسند والزهد والورع والأشربة، توفي سنة 241هـ.
[32] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref32)- الإمام ابن عبد الهادي، العقود الدرية، ص 170 بتصرف، الإمام ابن تيمة، مجموع الفتاوى، جـ3 ص 161.
[33] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref33)- الإمام ابن تيمية، مجموع الفتاوى، جـ 3 ص194.
[34] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref34)- الحافظ البزار، الأعلام العلية، ص 33 بتصرف.
[35] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref35)- الإمام ابن قدامة المقدسي في مقدمة كتابه المغني جـ، 1 ص64 وفي لمعة الاعتقاد، ص 178.
[36] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref36)- الإمام ابن تيمية، مجموع الفتاوى، جـ30 ص80 بتصرف.
[37] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref37)- الإمام ابن تيمة، مجموع الفتاوى، جـ21 ص290.
[38] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref38)- الشيخ محمد بن شاكر الكتبي، فوات الوفيات، جـ1 ص75، الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، العلماء العزاب، ص 171، الإمام ابن حجر العسقلاني، الدرر الكامنة، جـ1 ص 151، الإمام ابن الوردي، تتمة المختصر، ص 408، 412، الإمام ابن كثير، البداية والنهاية، جـ14 ص 137،.(/)
لماذا أية الكرسي أعظم آية ?!
ـ[محمد العيسى]ــــــــ[18 - Jun-2010, مساء 12:14]ـ
السؤال: س – لماذا كانت آية الكرسي أعظم آية في كتاب الله تعالى؟!
ج – أية الكرسي تشتمل على التوسع في صفات الله تعالى وتوحيده وإثبات ما يليق به وما ينزه عنه من صفات النقص ولا يوجد ذلك مجمتمعا في مثلها فلذلك ورد في فضلها أحاديث، وفي قراءتها بعد الصلوات وعند النوم ونحو ذلك. وأنها تطرد من الشيطان، وفي قراءتها فضل كبير.
الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين-رحمه الله(/)
كلمة شهريّة للشّيخ الدّكتور محمّد علي فركوس -حفظه الله-: أحكامُ القيامِ ...
ـ[محمد عبد العزيز الجزائري]ــــــــ[18 - Jun-2010, مساء 10:12]ـ
http://www.ferkous.com/image/gif/M.gif
أحكامُ القيامِ بينَ استحكامِ العادةِ ( http://www.ferkous.com/rep/M50.php)
ومحاذيرِ الوقوعِ في العبادةِ ( http://www.ferkous.com/rep/M50.php)
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على منْ أرسلَه اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آلهِ وصحبهِ وإخوانهِ إلى يوم الدِّين، أمَّا بعدُ:
فإنّ من أهمّ أسباب ظهور مُحْدَثاتِ الأمور وبِدَعِها: الجهلَ بأحكام الدّين الحاجبَ عن معرفة الحقّ، والمانعَ من التّبصّر بسنن الهدى والجارفَ في الضّلال والضّياع، ومن آثاره السّيّئة التّمسّكُ بتقليد الآباء والتّعصّبُ لآراء الرّجال والاستسلامُ للعاطفة والهوى، وتحكيمُ العادات الموروثة عنهم، كلُّ ذلك ولّد حائلاً مانعًا بين المرء واتّباع الدّليل ومعرفة أمور الدّين وشرائعِه، ولا يخفى أنّ تقليدَ الآباء والأسلاف من الرّجال من منطلَقِ الهوى والعاطفة شبهةٌ قديمةٌ احتجّ بها الكفّار على دعوة الرّسل والأنبياء؛ كما أخبر الله تعالى عن ذلك بقوله: ?وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ? [البقرة: 170].
ومن آثاره السّيّئة: الغلوُّ في الدّين والإطراءُ المبالَغُ فيه للذّوات والأشخاص بالْتماسِ البركة في الأحياء، ثمَّ مجاوزةِ الحدّ فيهم بالْتماسها في الجماداتِ بعد وفاتهم بإقامة التّماثيل والنُّصْب التّذكاريّة والقباب والأضرحة والمشاهد، والعكوفِ عندها والتّمسّحِ بها وتقبيلها والتّنافس في تعظيمها بكل غلوٍّ مُهْلِكٍ نهى عنه النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بقوله: «إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ، فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ» (1).
وهذا الأثر السيّئ انعكس سلبًا على غالب عوامّ المسلمين، فقلّدوا الكفّار في غلوّهم في الأنبياء والصّالحين، وفي الاحتفال بالموالد والأعياد ومراسيم الجنائز والعادات، وكذا في المناسبات الدّينيّة والذّكريات، واتّخاذِ القبورِ مساجدَ ومشاهدَ وتشييدِِ البناء عليها وتعظيمِها والتّبرّك بها، كلُّ ذلك ممّا حذّر منه النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أمّتَه وبالغ في التّحذير.
ومنشأ هذا الأثر الضّارّ يرجع إلى التّشبّه بالكفّار والتّقليد الأعمى لمن كان قبلنا من المغضوب عليهم والضّالّين، وقد أخبر النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم عن وقوع هذه المشابهة للكفّار وذمّ مَن يفعلها حيث قال: «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ كان قَبْلَكُمْ شِبْرًا شِبْرًا وَذِرَاعًا ذِرَاعًا حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ»، قلنا: «يَا رَسُولَ اللهِ! اليَهُودَ وَالنَّصَارَى؟»، قَالَ: «فَمَنْ؟» (2).
هذا، ودواعي التّشبّه بالكفّار وتقليدِهم في عاداتهم وعباداتهم تتلخّص: إمّا في مُساكَنَتِهم والاختلاط بهم ومجاوَرتِهم، وهي مقتضِيَاتُ مشاكَلتِهم والتّأثّر بهم، وإمّا في الشّعور بالضّعف والهوان أمامهم نتيجةَ قوّةِ شوكتهم وتفوُّقهم في ميادين الحياة، فيتجسَّد -نتيجةَ ذلك- الشعورُ بالانهزام في صورة الانقياد إليهم جريًا على قاعدة «تبعيّة الضّعيف للقويّ»، وإمّا فيهما معًا، وقد ورد التّصريح النّبويّ في تحريم التّشبّه بالكفّار فيما هو من خصائص دينهم ودنياهم، فقال صلّى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» (3).
وقد ضلّ كثيرٌ ممّن تأثّر بمناهجِ حياةِ الكفّار عن سواء السّبيل، لاسيّما الطّبقة العلمانيّة المثقَّفة -زعموا-، حيث ساقهم ضلالُهم إلى الاعتقاد بأنّ أسباب العزّة والقوّة تكمن في التّخلّي عن شعائر الإسلام ومظاهر السّنّة التي يعبّرون عنها ب «القشور» أو «شكليّات التّخلّف»، في حين يُحاكون اليهودَ والنصارى في شكليّاتهم وأزيائهم ومراسيمهم وأعيادهم والتّكلّم بِلُغَاتِهِمْ، بل وفي جميع أنماط حياتهم ظنًّا منهم أنّ سرّ التّقدّم والْتماسَ أسباب العزّة والقوّة يتحقّق –تبعًا لهم- في التّشبّه بهم في عاداتهم وعباداتهم، نعوذ بالله من الخذلان.
(يُتْبَعُ)
(/)
وضمنَ هذا السّياق من معاني الخذلان صورةٌ من التّشبّه بالكفّار وَرَدَتْ عن طريق سؤالٍ من بعض إخواننا من «تركيا»، يسألون عن حكم القيام الإجباريّ لتمثالٍ منصوب لكمال أتاتورك في وسط المؤسّسات التّربويّة، تفرض السّلطةُ القيامَ له لزومًا قبل الدّخول إلى الأقسام الدّراسيّة ويَشْمَلُ الحكم الطّلبة والمدرِّسين، واللهُ المستعانُ.
وقد اقتضى المقامُ أن أحرِّرَ لهم جوابًا مفصّلاً، أضعُه في هذه الكلمة تحقيقًا لفائدةِ المسألةِ وتعميمًا لنظائرها، فأقول -وبالله التوفيقُ-:
القيام –في جملته- له أنواعٌ يختلف حكمُه فيها باختلاف المعنى الذي يناسبه، وهي على ما يأتي:
- القيام الجائز: وهو ما يكون القيام إليه بالتّوجّه والقصد، كالقيام إلى القادم من السّفر ليعانِقَه فرحًا بقدومه، أو تلقّي المرأةِ زوجَها بالقيام والخدمة، أو التّوجّهِ إلى الضّيف بالقيام إليه لينزلَه من مركبه أو ليُعينَه على الجلوس أو يحملَ عنه ما يُثْقِلُهُ، أو القيامِ إلى منكوبٍ ليُواسيَه ويُعزِّيَه بمصابه، ونحو ذلك من آداب التعامل وأنواع الإكرام، ويدلّ على هذا النّوع من القيام حديثُ عائشةَ رضي الله عنها في قصّة نزول قُرَيْظَةَ على حكم سعدِ بْنِ معاذٍ رضي الله عنه وفيه: «بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إِلَى سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فَأُتِيَ بِهِ عَلَى حِمَارٍ عَلَيْهِ إِكَافٌ مِنْ لِيفٍ، قَدْ حُمِلَ عَلَيْهِ وَحَفَّ بِهِ قَوْمُهُ .. فَلَمَّا طَلَعَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ فَأَنْزِلُوهُ»، فَقَالَ عُمَرُ: «سَيِّدُنَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ»، قَالَ: «أَنْزِلُوهُ»، فَأَنْزَلُوهُ» (4)، كما يدلّ عليه أيضًا ما كان من قيامِه صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى ابنته فاطمةَ رضي الله عنها إذا دخلت عليه، وقيامِها رضي الله عنها إلى أبيها صلّى الله عليه وآله وسلّم إذا دخل عليها، فعن عائشةَ رضي الله عنها أنّ فَاطِمَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا: كَانَتْ إِذَا دَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ «قَامَ إِلَيْهَا فَأَخَذَ بِيَدِهَا وَقَبَّلَهَا وَأَجْلَسَهَا في مَجْلِسِهِ، وَكَانَ إِذَا دَخَلَ عَلَيْهَا قَامَتْ إِلَيْهِ فَأَخَذَتْ بِيَدِهِ فَقَبَّلَتْهُ وَأَجْلَسَتْهُ في مَجْلِسِهَا» (5).
- القيام المكروه: وهو ما يكون القيام له بالإجلال والتّبجيل والتّعظيم عنايةً بشأنه واهتمامًا بأمره، كالقيام للدّاخل تبجيلاً لمن خُلُقُه التّواضعُ ولا يحبّ أن يُقَامَ له، وهذا النّوع يُكْرَهُ للمَقُومِ له والقائم، ويدلّ عليه حديثُ أنسِ بْنِ مالكٍ رضي الله عنه قال: «مَا كَانَ شَخْصٌ أَحَبَّ إِلَيْهِمْ رُؤْيَةً مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وَكَانُوا إِذَا رَأَوْهُ لَمْ يَقُومُوا لِمَا يَعْلَمُونَ مِنْ كَرَاهِيَتِهِ لِذَلِكَ» (6)، وعلّةُ الكراهة تكمن في خشية الفتنة بتغيير نفس المَقُومِ له، لأنّ النّبيَّ صلّى الله عليه وآله وسلّم -ونفسُه معصومةٌ من نَزَغَاتِ الشّيطان- كان يَكره القيامَ لنفسه، فمن بابٍ أولى أن يَكرهه غيرُ المعصوم لإمكان تعرُّضِ نفسِه للفتنة، وتظهر العلّة -من جهةٍ أخرى- في ترك التّشبّه بالأعاجم وسدِّ الذّريعة إلى فعل الجبابرة؛ لحديث أبي أمامةَ رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: «لاَ تَقُومُوا كَمَا تَقُومُ الأَعَاجِمُ يُعَظِّمُ بَعْضُهَا بَعْضًا» (7)، والحديث -وإن ضعّفه بعضُ المحدِّثين- إلاّ أنّ معناه صحيحٌ لدلالةِ الحديث السّابق على كراهية القيام للرّجل إذا دخل، كما يشهد له حديثُ جابرِ بْنِ عبدِ اللهِ رضي الله عنهما –في متابعة الإمام في الصّلاة- أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قال: «إِنْ كِدْتُمْ آنفا لتَفْعَلُون فِعْلَ فَارِسَ وَالرُّومِ يَقُومُونَ عَلَى مُلُوكِهِمْ وَهُمْ قُعُودٌ، فَلاَ تَفْعَلُوا» (8).
(يُتْبَعُ)
(/)
- القيام المحظور: وهو ما يكون القيام له بالإكبار والتّعظيم كسابقه إلا أنّ المَقُومَ له يحبّ ذلك من القائمين له بحيث لا يجلسون حتى يجلس، ويسخط إذا لم يتمثّلوا له قيامًا ويعدُّها إهانةً، على وجه الكبرياء والتّجبّر، فهذا النّوع يحرم على المَقُومِ له ويُكْرَهُ للقائم، ويدلّ عليه حديثُ أبي مِجْلَزٍ –رحمه الله- قال: «دَخَلَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بَيْتًا فِيهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عَامِرٍ، فَقَامَ ابْنُ عَامِرٍ وَثَبَتَ ابْنُ الزُّبَيْرِ وَكَانَ أَرْزَنَهُمَا، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: «اجْلِسْ يَا ابْنَ عَامِرٍ! فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَمْثُلَ لَهُ النَاسُ قِيَامًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» (9).
وأنكر هذا القيامَ مالكٌ –رحمه الله- وطائفةٌ من أهل العلم (10)، ونقل القرافيّ –رحمه الله- عن مالك –رحمه الله- أنّه قيل له: «فالمرأة تلقى زوجَها تبالِغُ في برّه وتنزع ثيابَه ونعلَيْه وتقف حتّى يجلسَ»، قال: «ذلك حسنٌ غيرَ قيامِها حتّى يجلسَ، وهذا فِعْلُ الجبابرة، وربّما كان النّاس ينتظرونه فإذا طلع قاموا، ليس هذا مِنْ فِعْلِ الإسلام، وفُعِلَ هذا لعُمَرَ بنِ عبدِ العزيز أولَّ ما وَلِيَ حين خرج إلى الناس فأنكره وقال: «إِنْ تَقُومُوا نَقُمْ، وَإِنْ تَقْعُدُوا نَقْعُدْ، وَإِنَّمَا يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العَالَمِينَ» (11).
قلت: والفرق بين القيام إلى الشّخص والقيام له ظاهرٌ، فإنّ الأوّل يدلّ على التّوجّه والقصد المنتهي إلى الشّروع في الأمر نحو قوله تعالى: ?إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ? [المائدة: 6]، بينما «القيام له يدلّ على الاعتناء بشأنه ويَلْزَمُه التّجلّدُ والتّشمّرُ، فأطلق القيامَ على لازمه» (12).
هذا، ومن قبيل القيام المحظور –شرعًا- الوقوفُ للجماداتِ من التّماثيل والأوثان (13) على مُختلَفِ أنواعها وشتّى أشكالها، فيدخل في النّهي منحوتةُ الصّورةِ من ذواتِ الأرواح كالأصنام، وغيرُ الصّورة الحيوانيّة من بقيّة الجماداتِ الأخرى كالقيام للصّليب أو للنّصب التّذكاريّة أو للنّار المشتعلة أو للعَلَم أو للمدفع أو للضّريح ونحو ذلك، سواء كان القيام مصحوبًا بالتّحيّة والإنشاد أو بقراءة القرآن ووَضْعِ الورود والأزهار، أو الْتزم الواقفون الصّمتَ لدقيقةٍ أو دقائقَ، فإنّ هذا القيامَ يُعَدُّ مظهرًا وثنيًّا منافِيًا لجناب التّوحيد، وحكمُه على التَّفصيل التّالي:
-1 - إن كان القيام لهذه الجمادات بِنيّة العبادة كالدّعاء والرّكوع والسّجود لها على وجه الخضوع والذّلّ والتّعظيم ونحوها من أعمال العبادة ممّا ينبغي أن تكونَ خالصةً لله تعالى؛ فإنّ هذا الفعل يناقض التّوحيد وينافيه مطلقًا، ويُخْرِجُ فاعلَه عن مسمّاه، لأنّ صرْفَ العبادة التي هي من خصائص الله تعالى إلى غيره سبحانه مع مطلق التّسوية بينهما شركٌ في الإلهيّة والعبادة، قال تعالى: ?وَقُومُوا للهِ قَانِتِينَ? [البقرة: 238]، وقال تعالى: ?أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا? [الزمر: 9]، وقال تعالى: ?قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. لاَ شَرِيكَ لَهُ? [الأنعام: 162 - 163].
-2 - وإن كان بِنيّة العبادة لله تعالى وقام عند هذه الجمادات لا لها، أو قبّلها كتقبيله للعَلَم أو المدفع أو التّراب الموجود في مكانِ المَقُومِ له؛ أو تَمَسَّحَ بها، أو رفعَ الأيدي بدعاء الله تعالى عند النّصب التّذكاريّة أو بقراءة فاتحة الكتاب عند موضع اشتعال النار على وجه التّبرّك عندها، فإنّ هذا الفعلَ يناقض كمال التّوحيد ولا ينافيه مطلقًا ولا يُخْرِج فاعله عن مسمّى التّوحيد، وإنّما يُنْقصه بحيث لا يستحقّ المتّصفُ به مسمّى التّوحيد الكامل؛ لأنّه لم يقصدْ أن يعبدَ تلك الجماداتِ أو أن يطلبَ منها ما يطلبه القبوريّون من أهل القبور، غيرَ أنه بمنزلة طلبِ آلهةٍ غيرِ الله تعالى (14)، قال ابن تيميّة –رحمه الله-: «فمَنْ قَصَدَ بقعةً يرجو الخيرَ بقصدها ولم تستحبَّ الشريعةُ ذلك فهو من المنكراتِ، وبعضُه أشدّ من بعض، سواء كانت البقعةُ شجرةً أو عينَ ماء أو قناةً جاريةً أو جبلاً أو مغارةً،
(يُتْبَعُ)
(/)
وسواء قصدها ليصلِّيَ عندها أو ليدعُوَ عندها أو ليقرأَ عندها أو ليذكرَ اللهَ سبحانَه عندها أو ليتنسّكَ عندها، بحيث يخص تلك البقعةَ بنوعٍ من العبادة الّتي لم يُشْرَعْ تخصيصُ تلك البقعة به لا عينًا ولا نوعًا» (15).
وأمّا تقبيل الأرض والتّراب والمدفع والعَلَم ونحوها أو التّمسّحُ بها على وجه التّبرّكِ والعبادة فلا يُشْرَعُ ذلك إلا لبعض أجزاء الكعبة، فلا يشاركها فيه شيءٌ من الجمادات الأخرى ف «ليس في الدنيا من الجماداتِ ما يُشْرَعُ تقبيلُها إلاّ الحجر الأسود» (16)، كما أنّ المسحَ لا يُشْرَعُ إلاّ في الحجر الأسود والرّكن اليماني باتّفاق العلماء، قال ابن القيم -رحمه الله-: «ليس على وجه الأرض موضعٌ يُشْرَعُ تقبيلُه واستلامُه، وتُحَطُّ الخطايا والأوزارُ فيه غير الحجر الأسود والركن اليماني» (17)، ومع ذلك ينتفي المقصودُ الشرعيُّ بالْتماس البَرَكَةِ بالتّقبيل والمسح عليهما، وإنّما المقصودُ بهذا الفعل هو التّعبّدُ لله واتّباعُ شرعه ابتغاءَ الأجر والثّواب الأخرويّ، ولذلك نبّه عمرُ بْنُ الخطّاب رضي الله عنه على ذلك لمّا جاء إلى الحجر الأسود فقبّله فقال: «إِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لاَ تَضُرُّ وَلاَ تَنْفَعُ، وَلَوْلاَ أَنِّي رَأَيْتُ النَبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُكَ مَا قَبَّلْتُكَ» (18).
-3 - فإن خلا القيامُ للجماداتِ من نيّة العبادة والتّذلّل والتّعظيم لا لها ولا عندها، فإنّ هذا القيامَ مخالِفٌ لما عليه رسولُ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وصحابتُه الكرام رضي الله عنهم ومن بعدهم من السّلف الصّالح، بل هو بدعةٌ محدثةٌ مردودةٌ بقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ» (19).
وَصِفَةُ القيام وما يقترن به من استعدادٍ وتحيّةٍ ووَضْعِ باقةٍ من الزّهور على النّصب التّذكاريّ أو تحت النّار المُشْتَعِلَةِ ونحو ذلك من المظاهر الرسميّة فقدِ استلّها بنو جلدتنا من عاداتِ اليهود والنّصارى القائمةِ على غلوِّهم في صالحيهم ورؤسائهم وقادتهم، وقلّدوهم في مراسيمهم ومُجْمَلِ عاداتِهم، وتشبّهوا بهم فيما هو من خصائص دينهم ودنياهم ليظفروا بنصيبٍ من رضا اليهود والنّصارى عنهم، ولا شكّ أنّ اتّباعَ أهواء المغضوب عليهم والضّالّين بعد حصول العلم تَرَدٍّ وخسرانٌ، لِفَقْدِ النّصرة والوَلاية من الله الغنيّ العزيز الحكيم، قال تعالى: ?وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ اليَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ? [البقرة: 120].
والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصَلَّى الله على نبيِّنا محمَّد، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسَلَّم تسليمًا.
الجزائر في: 20 جمادى الأولى 1431هـ
الموافق ل: 04 مايو 2010 م
1 - أخرجه أحمد في «مسنده» (1/ 347)، والنسائي في «مناسك الحج» (3057) باب التقاط الحصى، وابن ماجه في «المناسك» (3029) باب قدر حصى الرمي، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. والحديث صححه أحمد شاكر في تحقيقه ل «مسند أحمد» (3/ 257)، والألباني في «السلسلة الصحيحة» (3/ 278).
2 - أخرجه البخاري في «الاعتصام بالكتاب والسنة» (3/ 527) باب قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم «لتتبعن سنن من كان قبلكم»، ومسلم في «العلم» (2/ 1230) رقم (2669)، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
3 - أخرجه أحمد في «مسنده» (2/ 50)، أبو داود في «اللباس» (4033) باب في لباس الشهرة، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما. وصححه العراقي في «تخريج الإحياء»: (1/ 359)، وحسنه ابن حجر في «فتح الباري»: (10/ 288)، والألباني في «الإرواء»: (5/ 109).
4 - أخرجه البخاري في «الجهاد والسير» (2/ 97) باب إذا نزل العدو على حكم رجل، ومسلم في «الجهاد والسير» (2/ 846) رقم (1768)، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. واللفظ لأحمد في «مسنده» (6/ 141)، من حديث عائشة رضي الله عنها.
(يُتْبَعُ)
(/)
5 - أخرجه أبو داود في «الأدب» (5217) باب ما جاء في القيام، والترمذي في «المناقب» (3872) باب فضل فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم، من حديث عائشة رضي الله عنها. والحديث جوّد إسناده الألباني في «المشكاة» (3/ 1329).
6 - أخرجه أحمد في «مسنده» (3/ 132)، والترمذي في «الأدب» (2754) باب ما جاء في كراهية قيام الرجل للرجل، من حديث أنس رضي الله عنه. والحديث صححه الألباني في «المشكاة» (3/ 1331).
7 - أخرجه أحمد في «مسنده» (5/ 253)، وأبو داود في «الأدب» (5230) باب في قيام الرجل للرجل، من حديث أبي أمامة رضي الله عنه. انظر: «السلسلة الضعيفة» للألباني (1/ 521).
8 - أخرجه مسلم في «الصلاة» (1/ 195) رقم (413)، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.
9 - أخرجه أحمد في «مسنده» (4/ 93)، وأبو داود في «الأدب» (5229) باب في قيام الرجل للرجل، والترمذي في «الأدب» (2755) باب ما جاء في كراهية قيام الرجل للرجل، بألفاظ متقاربة، والحديث صحّحه الألباني في «السلسلة الصحيحة» (1/ 694).
10 - انظر «فتح الباري» لابن حجر: (11/ 50).
11 - «الذخيرة» للقرافي: (13/ 299).
12 - «الكليات» لأبي البقا: (731).
13 - قال الجوهري: «الصنم هو الوثن»، وقال غيره: «الوثن ما له جثة والصنم ما كان مصورا»، «الصحاح» للجوهري: (6/ 2212)، «لسان العرب» لابن منظور: (12/ 349)، وانظر «سبل السلام» للصنعاني: (3/ 11).
14 - «الدر النضير» للشوكاني: (9).
15 - «اقتضاء الصراط المستقيم» لابن تيمية: (2/ 158).
16 - «مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (27/ 79).
17 - «زاد المعاد» لابن القيم: (1/ 48)، وانظر «مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (26/ 97).
18 - أخرجه البخاري في «الحج» (1/ 389) باب تقبيل الحجر، ومسلم في «الحج» (1/ 578) رقم (1270)، من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
19 - أخرجه البخاري في «الصلح» (2/ 4) باب إذا اصطلحوا على صلح جور فالصلح مردود، ومسلم في «الأقضية» (2/ 821) رقم (1718)، من حديث عائشة رضي الله عنه.(/)
الصلاة خلف من أنكر صفة العلو لله سبحانه وتعالى
ـ[قادم من بعيد]ــــــــ[18 - Jun-2010, مساء 11:16]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
صفة العلو لله سبحانه، والصلاة خلف من أنكر هذه الصفة
جواب لأهل الكويت
فضيلة الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
ما هو مذهب أهل السنة والجماعة في صفة علو الله على خلقه, واستوائه على عرشه، وما حكم من نفى علو الله واستوائه على عرشه، وهل تصح إمامته في الصلاة، أفتونا وجزاكم الله خيرا .. ونأمل أن يكون الجواب مدعما بالأدلة من الكتاب والسنة ..
الجواب ..
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد ..
فإن أهل السنة والجماعة رحمة الله عليهم مجمعون على اعتقاد أن الله سبحانه وتعالى مستوٍ على عرشه عالٍ على جميع خلقه علوا بذاته، ولم يخالف في ذلك إلا من طمس الله بصيرته من جهمية ومعتزلة وغيرهم من فرق الضلال الذين أعرضوا عن كتاب الله وسنة نبيه وحكموا عقولهم وآراء شيوخهم.
وعلو الله سبحانه ثابت في الكتاب والسنة والعقل والفطرة:
أما كتاب الله: فهو مملوء بالنصوص الدالة على علوه سبحانه وتعالى بذاته فوق جميع مخلوقاته بأساليب مختلفة وصيغ متعددة .. أولا: التصريح باستوائه على عرشه جاء ذلك في سبعة مواضع في القرآن العزيز .. ثانيا: التصريح بلفظ العلي والأعلى، قال تعالى {وهو العلي العظيم} [النساء]. وقال تعالى {له ما في السموات وما في الأرض وهو العلي العظيم} [الشورى]. وقال تعالى {سبح اسم ربك الأعلى} [الأعلى]. وقال تعالى {إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى} [الليل]. ثالثا: التصريح بلفظ الفوقية في عدة مواضع .. قال تعالى {وهو القاهر فوق عباده} [الأنعام]. وقال تعالى {يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون} [النحل]. رابعا: التصريح بصعود الأشياء إليه سبحانه .. قال سبحانه وتعالى {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} [فاطر]. وقال تعالى {وإذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلى} [آل عمران]. وقال تعالى {بل رفعه الله إليه} [النساء]. وقال تعالى {تعرج الملائكة والروح إليه} [المعارج]. خامسا: التصريح بنزول الأشياء من عنده. قال تعالى {حم * تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم} [غافر]. وقال تعالى {حم * تنزيل من الرحمن الرحيم} [فصلت] .. ووجه الاستدلال بهذين النوعين الرابع والخامس أنه لا يعقل الصعود والرفع إلا من أسفل إلى أعلى، ولا يعقل النزول والتنزيل إلا من أعلى إلى أسفل .. سادسا: التصريح بأنه سبحانه وتعالى في السماء .. قال تعالى {ءأمنتم من في السماء} إلى قوله سبحانه {أم أمنتم من في السماء} الملك.
أما السنة: فهي طافحة بالأحاديث الدالة على علو الله على خلقه .. منها أولا: إخباره صلى الله عليه وسلم أن الله في السماء، قال عليه الصلاة والسلام: ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء. وقال عليه والصلاة والسلام للجارية: أين الله؟ قالت في السماء، قال من أنا؟ قالت: أنت رسول الله، قال اعتقها فإنها مؤمنة .. وجه الاستدلال من هذا الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد لها بالإيمان لما قالت الله في السماء .. ثانيا: قال عليه الصلاة والسلام في رقية المريض: ربنا الله الذي في السماء .. ثالثا: لما خطب صلى الله عليه وسلم في المجمع العظيم في الحج قال: هل بلغت؟ قالوا نعم. فرفع إصبعه إلى السماء فقال: اللهم اشهد.
أما العقل: فإنه يدل على أن الله سبحانه وتعالى في العلو وذلك عن طريق السبر والتقسيم، بأن يقال لمنكر علو الله: إما أن يكون الله سبحانه موجودا وإما أن يكون غير موجود - تعالى الله عن ذلك - وعلى كلا التقديرين يُلزم منكر العلو ببطلان قوله، لأنه لا يخلو إما أن يكون الله في العلو أو في السُفل، وكونه في السُفل باطل لأنه يلزم منه أن يكون الله حالا في مخلوقاته وهذا كفر بإجماع السلف، فلم يبقى إلا القسم الثاني وهو كونه سبحانه وتعالى في العلو، فيتعين اعتقاد العلو .. ثانيا: عن طريق السبر والتقسيم أيضا: بأن يقال لا يخلو الحال من أن يكون الله فوق أو تحت أو يمين أو يسار أو أمام أو خلف فينظر عند السبر أي الجهات أشرف فنجد أن العلو هو الأشرف والله سبحانه وتعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
مستحق للأشرف، فيتعين كونه في جهة العلو ..
أما الفطرة: فإن العقلاء جميعهم مفطورون على التوجه إلى العلو عند الدعاء واللّجاء والاضطرار، مما يدل قطعا على أن الله في العلو، يشهد لذلك ما جرى بين الهمذاني والجويني حيث جاء الهمذاني إلى مجلس الجويني وهو يدرس تلامذته ويقرر مسألة نفي علو الله على خلقه، فقال الهمذاني للجويني: يا أستاذ أخبرنا عن هذه الضرورة التي نجدها في نفوسنا فإنه ما توجه إنسان إلى الله قط إلا ويجد ضرورة في نفسه أن الله في جهة العلو .. فنزل الجويني عن كرسيه وضرب على رأسه وقال: حيرني الهمذاني حيرني الهمذاني.
أما الحكم على من أنكر علو الله: فإنه يكفر بذلك إذا لم يكن جاهلا بالنصوص الشرعية الدالة على صفة العلو، وقد حكم بكفر منكر العلو كثير من العلماء، فمنهم الإمام أبو حنيفة حينما سأله أبو مطيِع البلْخي عمن ينفي استواء الله على عرشه وعلوه على خلقه فقال: هو كافر، قال أبو مطيع، قلت له: فإن كان يقول الله مستوي على العرش ولا أدري عرشه في السماء أم في الأرض، قال: هو كافر .. وقال إمام الأئمة محمد ابن خزيمة عمن ينفي علو الله على خلقه فقال: هو كافر يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه وألقيت جثته في المزابل مع جيف الميتات.
أما حكم إمامة من ينكر علو الله: فهي باطلة ولا يصح الائتمام به ولا تنصيبه إماما في الصلاة لما تقدم من أقوال العلماء في تكفيره ..
هذا ما تيسر ذكره في هذه المسألة الخطيرة ولو استقصينا الكلام على بطلان مذهب هؤلاء الجهمية الذين ينفون علو الله على خلقه وعرضنا لتزييف شبههم لطال بنا الكلام وفيما ذكرناه كفاية لمن أراد الهداية .. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
أملاه
أ. حمود بن عقلاء الشعيبي
الأستاذ سابقا بجامعة الإمام محمد بن سعود
الإسلامية فرع القصيم
28/ 4/1421هـ(/)
التسويف والغفلة
ـ[الغنية بالله]ــــــــ[19 - Jun-2010, صباحاً 12:22]ـ
قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (احذروا التسويف فإن الموت يأتي بغتة ولا يغرن احدكم حلم الله عنه والنار اقرب الى احدكم من شراك نعله و الجنة مثل ذلك.
فالواجب علينا اخواتي الأحباب ألا نقول سوف التزم، سوف اصلي: سوف ابر والدي، سوف اصل رحمي، وقد يحول الموت بيننا وبين افعال المستحبات والواجبات بسسب التأجيل. نسأل الله لنا ولكم اليقظة من الغفلة وهي الداء النعضل في هذا العصر.(/)
الصدق
ـ[الغنية بالله]ــــــــ[19 - Jun-2010, صباحاً 12:53]ـ
روي عن أنس أن عمه أنس بن النضر لم يشهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فشق ذلك على قلبه وقال اول مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم غبت عنه أما والله لئن أراني الله مشهدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليرين الله ما أصنع قال: فشهد احد في العام القابل فاستقبله سعد بن معاذ فقال: يا أبا عمرو الى أين؟ فقال واها لريح الجنة إني أجد ريحها دون أحد فقاتل حتى قتل فوجد في جسده بضع وثمانون ما بين رمية وضربة وطعنة فقالت اخته بنت النضر ما عرفت اخي إلا ببنانه فنزلت هذه الآية:" رجال صدقوا ما عاهدوا الله علية" فيا له من وفاء بالعزم فالصدق هو المجاهدة ومن علاماته كتمان المصائب والطاعات جميعا وكراهة اطلاع الخلق عليها.
ـ[مسلمة فلسطينية]ــــــــ[19 - Jun-2010, مساء 04:56]ـ
بارك الله فيك أخيتي(/)
الإجتباء
ـ[الغنية بالله]ــــــــ[19 - Jun-2010, صباحاً 01:01]ـ
أوحى الله تعالى الى موسى عليه السلام: إني إذا أحببت عبدا ابتليته ببلايا لا تقوم لها الجبال لأنظر كيف صدقه فإن وجدته صابرا اتخذته وليا وحبيبا وإن وجدته جزوعا يشكوني إلى خلقي خذلته ولا أبالي. فاللهم اجعلنا من المصطفين الأخيار " هو اجتباكم"(/)
كيف تصمم إعلان قوقل في موقعك
ـ[خاطر]ــــــــ[19 - Jun-2010, مساء 08:43]ـ
السلام عليكم.
اعلانات قوقل يتم استخدامها من قبل كثير من اصحاب المواقع.
ولكن لا بد من تصميمها بشكل جميل لتكون جذابة للزائر ويقوم بالنقر عليها.
يمكن الاطلاع على شرح حول طريقة التحكم بتصميم الإعلان من خلال زيارة الرابط التالي:
http://www.orioncities.com/arabic/odn/adsense-format
وبالتوفيق.(/)
بشرى سارة لطلاب العلم جدول دورة إمام دار الهجرة العاشرة 1431
ـ[العوضي]ــــــــ[19 - Jun-2010, مساء 08:44]ـ
http://www.maktaiba.net/index.htm(/)
هم رجال ونحن رجال!
ـ[عصام البشير]ــــــــ[20 - Jun-2010, صباحاً 12:39]ـ
هم رجال ونحن رجال!
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعدُ:
فإن للشيطان مداخلَ عجيبة ينفذ بها إلى بواطن النفس البشرية، ليصرفها عن حق، أو يرميها في حضن باطل.
وهو – عياذا بالله منه – منذ أن تبوأ مقعد عمل الغواية والإضلال، الذي وُكل به، يصد لكل نوع من النفوس ما يلائمها من أسباب الإعراض عن الحق، فيعد للصالحين غير ما يعد للطالحين، ويُغوي أهل العلم بغير ما يغوي به أهل الجهل، وهلم جرا.
إنها معركة قديمة، جمع لها إبليس جراميزه منذ زمن بعيد، ثم هو بعدُ ماض في مهمته لا يغره نصر يحصله، ولا تُكرثه هزيمة يتردى بها. أما خصومه في هذه المعركة، فما بين معد للأمر عدته، وجامع له أهبته؛ وبين غافل عما يراد به، مترد في الأحابيل التي ينصبها له عدوه.
ولستُ أعرف في الشراك التي ينصبها إبليس لأهل العلم، أشد نكاية فيهم، وأعظم أثرا في طبائع نفوسهم، من الغرور الذي يزينه لهم، فينتفخون به انتفاخ الكرة التي يلعب بها الصبي، لا تزال معه حالَ انتفاخها في محنة من الضرب بين الأرجل العابثة.
وأي محنة هي أعظم من محنة ذاك المنتفخ بغير ما ينفع، المزهو بغير ما يملك، المتشبع بما لم يعط، حين يتقدم الصفوف، ويتصدر المجالس، والعيون محدقة في سحنته البهية، والأسماع مصيخة إلى ما سيفوه به من الكلمات الشجية، والقلوب متعلقة بما سيأتي به من البراهين الجلية؛ وهو جالس أمام القوم، يخترع الكلام اختراعا، ويبتدع الأفكار ابتداعا، ويصول في حمى العلم ويجول، وهو يعلم في قرارة نفسه أنه أفرغ من فراغ، وأذل من فقع قرقرة بقاع!
هذه محنته ..
أما محنة السامعين – إن كانوا ممن بقي لهم بقية من فهم أو صبابة من فطنة – فكمحنة المسجون حين يلقى به في زنزانة مظلمة، فهو ينتظر موعد الخروج بأقصى ما يكون من الشوق!
...
وآفة الغرور لا تقوم في النفس إلا على ركن من الجهل ركين. فالعلم ينفي الغرور كما ينفي الكير خبث الحديد. وقد قيل قديما: العلم ثلاثة أشبار، من دخل في الشبر الأول: تكبر، ومن دخل في الشبر الثاني: تواضع، ومن دخل في الشبر الثالث: علم أنه ما يعلم.
وقد أحسن من قال:
العلم حرب للفتى المتعالي = كالسيلِ حرب للمكان العالي
فالعلم والكبر ندّان لا يجتمعان، وما دخل العلم قلبا إلا خرج منه من الكبر بمقدار ما دخل من العلم.
والسبب في التعارض بين هذين واضح كوضوح الشمس في رابعة النهار. فإن العلم يُري صاحبه من أحوال العلماء السابقين، وسعة دائرة علومهم، وعجيب دقة فهومهم، ما يجعله ينزل من برجه الذي كان يتأهب للصعود عليه، ويحثه على ملازمة منزلته التي تلائمه حقا، وحفظ منزلة هؤلاء العلماء المتقدمين، كما يكون البقل في أصول النخل الطوال.
وإن العلم أيضا ليتشعب بصاحبه، فلا يكاد يتقن فرعا حتى يعرض له غيره، ولا يكاد يفهم أصلا حتى يواجهه سواه. ولا يزال متنقلا في حياض العلم، من ساقية إلى نهر، ومن نهر إلى بحر، حتى يوقن أن إدراك الغاية القصوى من هذا العلم الذي هو بصدده، حلم لا سبيل إليه؛ وإنما قصاراه السير في الطريق، وجمع ما أمكنه من الثمار.
فكيف يغتر بعد ذلك من خاض هذا الخضم؟
وما أشبه حال المتعلم بحال المغامر الذي يتلمس سبيله في وسط غابة كثيرة الأشجار، ملتفة النباتات، وبيده مدية كبيرة يفتح بها الطريق أمامه. لكنه لا يقطع غصنا إلا ظهرت أمامه أغصان لا تتناهى كثرة، فمتى يقول إنه وصل غايته؟!
...
والغرور يحمل صاحبه على وقف مسيرة التعلم، والاكتفاء بما حصله من العلم – ولو كان قليلا.
وإذا كان – بحسب ما يدعيه – قد وصل إلى هذه المرتبة العلمية المنيفة، وتسنم هذه المكانة الفكرية الباذخة، ففيم يجهد نفسه في التحصيل العلمي، الذي لا يليق بزعمه إلا بالمبتدئين؟
وكم تضيع على هؤلاء المغرورين من العلوم والمعارف!
وأعرف منهم من لا يفتح الكتاب إلا لماما، ولا يثني ركبته في مجلس علم مطلقا؛ وهو بعدُ دائم التنقل من محاضرة إلى ندوة، ومن برنامج إذاعي إلى لقاء بقناة تلفزية، يجتر الكلام نفسه، ويتلفظ معادا من القول مكرورا.
فهي دائرة مغلقة إذن: جهل يجر إلى غرور، وغرور يجر إلى جهل!
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم إن الغرور يقطع على صاحبه طريق الأوبة إلى الحق، ويهون عليه الاستمرار في الباطل، مع علمه بأنه باطل. أما المتواضع الذي يعرف قدر نفسه، فأسهل شيء عليه أن يقول: أخطأتُ في كذا، وأنا عنه راجع من ساعتي هذه!
...
والغرور عند المنتسبين إلى العلم ليس من مبتدعات هذا العصر الذي نحن فيه، فقد كان موجودا – على قلة – عند بعض المتقدمين. ودليل وجوده كثرة إنكار العلماء الربانيين على أهله، وما كانوا لينكروا أمرا لا وجود له في الواقع.
لكن ما أتى هذا العصر حتى اتسع الخرق على الراقع، فازداد الغرور بمقدار ما نقص من العلم.
وأكثر ما ضخم هذه الظاهرة في عصرنا، تلك الشهادات الأكاديمية التي تمجّها الجامعات الإسلامية (الدكتوراه فما دونها). وهي شهادات تحمل – في الغالب - على كثير من الكبر، وتصرف عن كثير من التعلم.
وصاحب الشهادة الجامعية – إن كان لم يأخذ علمَه إلا من الجامعة - من أسرع الناس تساقطا في مهاوي الغرور، لا ينقذه منه إلا أن يبادر إلى نهل العلم من مصادره الأصيلة. لكنه إن لم يفعل، غلبه ما شحن به ذهنه خلال دراسته الجامعية من السطحية التي تلامس عناوين المسائل، ولا تخوض في غمار التفصيلات العلمية الدقيقة، التي تنمي الملكة العلمية الراسخة.
والنتيجة الحتمية لهذه السطحية في التحمل، أن الطالب – الذي سرعان ما صار أستاذا يشار إليه بالبنان – يتعامل مع كل المسائل العلمية التي تواجهه بسطحية في الأداء أيضا.
فإن أشكل عليه أمر فزع إلى المقاصد الكبرى، والمصالح العامة، وإلى نتف من هنا وهناك، وشذرات عامة يجمّعها من كل حدب وصوب، وينثرها كيفما اتفق.
...
وصاحبنا المغرور له في كل فن حيلة يجعلها شعارا لكلامه ودثارا، فتغنيه عن كثير من العلم، وتظهره – عند الأغمار والعوام - في صورة المحقق المتمكن!
فإذا أعياه تفسير آية من كتاب الله تعالى، لم يعسر عليه أن يقول: يبدو لي أن المعنى كذا. فإن ظهر أنه خالف إجماع المفسرين قال بلهجة الواثق: كلام المفسرين ليس وحيا منزلا، وقد جدّت أمور وأوضاع، فلنا أن نقول كما قالوا، ونرى كما رأوا!
وإذا خالف هواه حديثا من أحاديث البشير النذير صلى الله عليه وسلم، فزع إلى تضعيفه بكلام تستحي العنكبوت أن تنسج مثله. ثم احتمى ببعض الدعاوى العريضة التي تجعل له مخرجا من الدهليز الذي دلف إليه.
وإذا اعترضته مسألة فقهية أو فتوى شرعية، أغناه عن تكلّف بحثها تفصيلا، الاتكاء على مقاصد الشريعة كما يفهمها، ونظرية المصالح والمفاسد كما يتصورها. وإن عصمه الله بشيء من الورع، تفكر قليلا، ثم قال بلهجة من أحاط بالمسألة من كل جوانبها: (في المسألة خلاف!).
وإذا أشكلت عليه دقائق علم النحو والصرف، قال: (ما لنا وللخليل وسيبويه؟! فلنرجع إلى الظواهر اللغوية الأصلية لنجدد هذا العلم .. ). فكأن نحاة العربية كانوا يرجعون في تأصيل قواعدهم إلى دراسة ظواهر الألمانية أو الروسية!
وإذا صعب عليه فهم مسألة بلاغية، قال: (اتركونا من عجمة المتأخرين، وأرجعونا إلى فصاحة الأوائل). ثم ما هو من أهل الأولى ولا الثانية!
وإذا عسر عليه شيء من علم العروض والقوافي، قال: (ما أثقله من علم! وما أسمجها من مصطلحات! علينا تجديد هذا الفن، وإلغاء تعقيدات الخليل ومن شايعه .. ).
وهكذا قل في سائر الفنون: دعاوى ووصايا تخفي جهلا وكبرا.
...
هكذا حال كثير من هؤلاء المتكبرين المنتسبين إلى العلوم الشرعية.
دخلوا الميدان من غير بابه، فاختلطت عليهم الأمور، وصاروا يخبطون في العلم خبط عشواء. وقصارى جهد الواحد منهم أن يقول:
- لست ملزما بقول الإمام الفلاني ..
- ولي عقل حر، يمكنني من أن آخذ ما أشاء، وأدع ما أشاء ..
- ولا تحجر على تفكيري، فلست من المقلدين
وإذا ذكر أمامه السلف والأئمة المتقدمون قال:
(هم رجال .. ونحن رجال).
ونحن نقول:
أما الأولى، فلا شك في صحتها ..
وأما الثانية، فما أبعدها عن الصواب.
البشير عصام
7 رجب 1431
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[20 - Jun-2010, صباحاً 12:58]ـ
بارك الله فيكم يا شيخ .. و لكن ألا تعتقد أن خلو هذا العصر من وجود الرجال .. هو الذي فسح المجال لغير الرجال؟ من جهة أخرى و ان كان حقا طغيان التعالم حتى لا يكاد يسلم منه أحد .. فان قلة العلم أيضا مشكلة .. صار لنا زمان ما نرى فيه عالما يستطيع الوصول الى العمق المطلوب لمعالجة مشاكلنا .. كما كان يفعل ابن خزيمة او الغزالي او ابن حزم او ابن تيمية .. يبدو كما لو أن ماكينة العلوم توقفت او كادت عن انتاج معادن الرجال المطلوبة .. و القليلون الموجودون و القادرون - و لعلك بلا شك تعرف بعضهم- ينؤون بأنفسهم عن أتون الصراع و مظنة الشهرة و منزوون جانبا .. يعني شيء يحير أحيانا
ـ[فكري العجوز]ــــــــ[20 - Jun-2010, صباحاً 01:10]ـ
أريد أن أسأل:
هل هناك فرق بين العلم والتفكير؟.
من أين يأتي العلم؟.أي ما هي منابع العلم؟ , أو من أين يأتي العلماء بالعلم؟.
متى نقبل العلم ومتى نرفضه؟ , أي إذا شككنا أحد في علم أحد العلماء, فكيف نحكم على صوابه أو خطئه؟.
متى نحكم على العالم بأنه عالم ونأخذ منه العلم؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عراق الحموي]ــــــــ[20 - Jun-2010, صباحاً 01:10]ـ
وفق الله الشيخ، و أحسن إليه، و أثابه.
و أظنُّ أنَّ الشيخ يتحدث ُ عن فئة ٍ من طلاب العلم.
و أذكرُ أنْ خرج مرةً طالبٌ من الطلاب عندما قال الشيخ محمد بن عثيمين - رحمة ُ الله عليه -: و هذا ترجيحُ شيخ الإسلام!
و نطَّ، و قال: و أنا أقول خلافه ُ!
فغضبَ الشيخ، و قال: ليست المخالفة أو الموافقة هي الصواب، إنَّما الوصول إلى الحق، مع عدم التطاول عند نقص الأدوات.
هذه واحدة!
و لكنْ - في المقابل - لا يصحّ قول من قال عنده أيضاً: لو لم يبعث الله ُ محمّداً نبياً لبعث شيخ الإسلام.
لا بدَّ من الموازنة بيْن: "هم رجال"، "لكنَّهم غير معصوميْن و لا متبوعيْن".
- على مقولة ابن الرومية: في الحقيقة هناك العمق - لا أتحدث عن الصواب -، أتحدث عن عمق التحليل و سبر الأغوار، و في الحقيقة، و لا يغضبنَّ أحد، وقفتُ على أحد الفلاسفة - و لنْ أذكر اسمه - من يُحطِّم هذه الهالة الضخمة حول عبقرية ابن تيميّة و الغزالي.
و مرة ً أخرى: لا أتحدُث عن الصواب.
إنَّما المعدوم هو: غزارة الانتاج، مع التجديد، في زمنٍ مليئٍ بالأمراض المعرفيّة.
أعتذر من الشيخ للخروج عن الموضوع.
و لكنه تعليقٌ على تعليق، لا علاقة له به (ابتسامة خجولة).
ـ[أبو فؤاد الليبي]ــــــــ[20 - Jun-2010, صباحاً 03:06]ـ
بارك الله فيكم يا شيخ .. و لكن ألا تعتقد أن خلو هذا العصر من وجود الرجال .. هو الذي فسح المجال لغير الرجال؟ من جهة أخرى و ان كان حقا طغيان التعالم حتى لا يكاد يسلم منه أحد .. فان قلة العلم أيضا مشكلة .. صار لنا زمان ما نرى فيه عالما يستطيع الوصول الى العمق المطلوب لمعالجة مشاكلنا .. كما كان يفعل ابن خزيمة او الغزالي او ابن حزم او ابن تيمية .. يبدو كما لو أن ماكينة العلوم توقفت او كادت عن انتاج معادن الرجال المطلوبة .. و القليلون الموجودون و القادرون - و لعلك بلا شك تعرف بعضهم- ينؤون بأنفسهم عن أتون الصراع و مظنة الشهرة و منزوون جانبا .. يعني شيء يحير أحيانا
وفقك الله لعلك تعدل عبارة ((خلو هذا العصر من وجود الرجال)) فهم موجودون لاشك في ذلك , وهو معارضة صريحة لحديث النبي (ص) ((يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ..... )) الحديث , ولااظن ذلك يخفاك ولكن العبارة في ظني خانتك فكنت تريد قلتهم فعبرت بخلو الزمان منهم والله المستعان.
ـ[أبو فؤاد الليبي]ــــــــ[20 - Jun-2010, صباحاً 03:07]ـ
بارك الله في الكاتب, كلام قيم وتأمل دقيق في واقع أليم والله المستعان.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - Jun-2010, صباحاً 09:19]ـ
وصاحبنا المغرور له في كل فن حيلة يجعلها شعارا لكلامه ودثارا، فتغنيه عن كثير من العلم، وتظهره – عند الأغمار والعوام - في صورة المحقق المتمكن!
فإذا أعياه تفسير آية من كتاب الله تعالى، لم يعسر عليه أن يقول: يبدو لي أن المعنى كذا. فإن ظهر أنه خالف إجماع المفسرين قال بلهجة الواثق: كلام المفسرين ليس وحيا منزلا، وقد جدّت أمور وأوضاع، فلنا أن نقول كما قالوا، ونرى كما رأوا!
وإذا خالف هواه حديثا من أحاديث البشير النذير صلى الله عليه وسلم، فزع إلى تضعيفه بكلام تستحي العنكبوت أن تنسج مثله. ثم احتمى ببعض الدعاوى العريضة التي تجعل له مخرجا من الدهليز الذي دلف إليه.
وإذا اعترضته مسألة فقهية أو فتوى شرعية، أغناه عن تكلّف بحثها تفصيلا، الاتكاء على مقاصد الشريعة كما يفهمها، ونظرية المصالح والمفاسد كما يتصورها. وإن عصمه الله بشيء من الورع، تفكر قليلا، ثم قال بلهجة من أحاط بالمسألة من كل جوانبها: (في المسألة خلاف!).
وإذا أشكلت عليه دقائق علم النحو والصرف، قال: (ما لنا وللخليل وسيبويه؟! فلنرجع إلى الظواهر اللغوية الأصلية لنجدد هذا العلم .. ). فكأن نحاة العربية كانوا يرجعون في تأصيل قواعدهم إلى دراسة ظواهر الألمانية أو الروسية!
وإذا صعب عليه فهم مسألة بلاغية، قال: (اتركونا من عجمة المتأخرين، وأرجعونا إلى فصاحة الأوائل). ثم ما هو من أهل الأولى ولا الثانية!
وإذا عسر عليه شيء من علم العروض والقوافي، قال: (ما أثقله من علم! وما أسمجها من مصطلحات! علينا تجديد هذا الفن، وإلغاء تعقيدات الخليل ومن شايعه .. ).
(يُتْبَعُ)
(/)
وهكذا قل في سائر الفنون: دعاوى ووصايا تخفي جهلا وكبرا.
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل.
ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه، وأن يستعملنا وإياكم في طاعته.
رابط ذو صلة:
أسهل طريقة لتحصيل العلم ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22493/)
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[20 - Jun-2010, صباحاً 10:36]ـ
جزاكم الله خير الجزاء.
من كلام أبي مالك في مقاله الذي أشار "أحال" إليه:
[
من الصعب جدًّا أن تحفظ كتابًا في علم من العلوم!
ومن الصعب كذلك أن تجرد مطولات هذا العلم!
ومن الصعب جدًّا أيضا أن تحيط علما بأكثر ما صنف في هذا الفن!
ومن الصعب جدًّا جدا أن تستحضر جل مسائل الفن بأقوالها ومناقشاتها!
ولكن من السهل جدًّا أن تقول: كل هذه الكتب لا فائدة فيها؛ لأنها مبنية على التقليد!!
ومن السهل جدًّا أن تقول: كلام هؤلاء لا حجة فيه، والعبرة بالدليل!!
ومن السهل أن تقول: كل كلام هؤلاء مبني على الفلسفات والمنطق الأرسطي والكلام الفاسد!! وقد أفسد هؤلاء العلم بمثل هذه المصنفات!!
ومن السهل جدًّا أن تقول: لم يؤلف في هذا الفن كتاب واحد جيد!! (مع أنك لم تقرأ فيه كتابا واحدا كاملا!!)
ومن السهل جدًّا أن تقول: الصواب في المسألة كذا وكذا، وكل ما قاله هؤلاء ألقه في الحش!!
ومن السهل جدًّا أن تقول: ليس المهم هو الفروع!! المهم الأصول!! وأين أنت من هذه الأصول وكيف حصلتها بغير فروع؟!!
من السهل جدًّا أن يأتي معاصر فيقول: جناية سيبويه على النحو!!
ومن السهل جدًّا أن يأتي فيقول: جناية البخاري على الحديث!!
ومن السهل أيضًا أن يقال: جناية عبد القاهر على البلاغة!!
ومن السهل كذلك أن يقال: الأصوليون أفسدوا علوم المسلمين!
ومن السهل كذلك أن يقال: المفسرون أفسدوا علم التفسير!!
]
أقول:
قد ظهر فيمن يهتمون بعلم القراءات الآن مَن جعلوا همَّهم ووكْدَهم الطعن على "علم التحريرات" والحطَّ من جهود المحرِّرين، والقول بأن منهجهم غير منضبط!
مع أن أدنى نظرٍ في كتب المحررين كالأزميري والمتولي وغيرهما - يبين أن هؤلاء بذلوا جهودًا مضنية في تحرير الطرق، وبيان الصَّحيح من الضعيف وغير ذلك، وأن عملهم لم يكن عبثًا.
ولذلك فإن مَن يحمل راية الحطِّ من عمل "المحرِّرين" ويسير بها في أهل العلم، فإنَّ له في كل منزلة من يصدُّه ويرد عليه [مع احترامنا لأهل العلم برغم الاختلاف] ولن يسلِّم له إلاَّ المجاملون أو مَن لا اطلاع لهم.
يراجع هذا الرابطان:
= مسألة في التحريرات ( http://qiraatt.com/vb/showthread.php?t=185)
= خاص لأهل التحريرات ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=6001)
مع رجائي أن يطول نفسكم لقراءة ما في الرابطين إلى آخر قطرة مداد.
ـ[عراق الحموي]ــــــــ[20 - Jun-2010, مساء 03:04]ـ
عجيب .. صاحب أبي مالك، يريد العلم "شوربة"، و لا أظنُّك يا شيخ إلا مغالياً.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[20 - Jun-2010, مساء 03:32]ـ
هاهنا موضوع بنفس العنوان ....
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=56518
للأخ الكريم: "أبو حاتم بن عاشور" ..
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[20 - Jun-2010, مساء 04:52]ـ
بارك الله فيكم يا شيخ عصام
وهذا مقال لأبي مالك يمس الواقع الذي نعيشه وله صلة بالموضوع فهو كنظيره السابق:
لا تستمع لهؤلاء!! ( http://www.alukah.net/Sharia/0/20486/)
ومما جاء فيه:
هم المنتسبون إلى السنة وهم أجهل الناس بها، وهم الداعون إلى الأخذ مباشرة من الكتاب والسنة وهم أبعد الناس عن فهمهما، وهم المنادون بالعودة إلى القرون المفضلة وهم أضل الناس عن سلوك جادتها!!
يزعمون أنه لا يوجد أحد على الحق سواهم!
وأن الله حجب الهدى والصلاح عن جميع الناس غيرهم!
وأن العليم جل في علاه منع الناس العلم وخصهم به!
وأن الحكيم الخبير عز وجل اختصهم بالعقل دون جميع الخلق!
لسان حال الواحد منهم: أنا أنا، وما أدراك ما أنا! لا تستمع إلا لي أنا! ولا تأخذ إلا عني أنا! ولا تقتنع إلا بكلامي أنا! لأنه لا يوجد في الوجود من يفهم إلا أنا! ولا يوجد في العالم من يعلم إلا أنا! ولا يوجد في الكون من يعقل إلا أنا!
يأخذون من الكتب ما يشاءون، ثم يرمون أصحابها في باقي كلامهم بأفحش الأغاليط!
يلتقطون من الروايات ما يشتهون، ويكذبون منها ما لا يرتضون!
يرفضون الشيء ويقبلون نظيره؛ لأنهم أعقل العقلاء!
يسلكون المسلك وينكرون على غيرهم سلوكه؛ لأنهم أفهم الفهماء!
يقولون في كل شيء: لا دليل عليه، وهم أبعد شيء عن فهم معنى الدليل!
يتجرءون على الإطلاقات الكبار، وهم أجهل الناس بالمسائل الصغار!
يكثرون من قول: لم يَرِد، ولا يُعرف، ولا يُوجد، وإذا فتشت عن جميع ما اطلعوا عليه وجدته لا يبلغ معشار ما قرأه طويلب علم في فنه!
يتكثّرون بما لا يعرفون أصله، ويتشبعون بما لا يحسنون فصله، ويتجملون بانتحال عبارات الكبار، وهم أبعد الناس عن مراتبهم ومناهجهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[20 - Jun-2010, مساء 05:14]ـ
بارك الله فيك أبا محمد ..
ومن مفاسد ومضار الفئة التي سميتَ = أنه يستطيل بها وبعجزها من يضع رأسه في التراب وينفي ما دخل على العلوم الإسلامية من فساد عقدي وقذر فلسفي وخلل منهجي ..
فلما رأى هذا الصنف أن ضعف أولئك العلمي ظاهر مشاهد لا يناسب ضخامة ما يدعون = ظن أن ليس في أهل الإسلام من يقول بفساد تلك العلوم فساداً يستوجب الكشف إلا هم ..
فكانوا بمنزلة الفلاسفة الذين لا يعرفون إلا أقوال المتكلمين،فلما رأوا ضعفها وتناقضها = طعنوا فيما جاءت به الرسل والأنبياء ظانين أن هذه من تلك ..
فلا انتقاد العلوم الإسلامية انتقاد العاجز الجاهل صواب، بل هو ضعف في المنة وقول بغير علم وعبارات تُتلقف يُعلل بها العجز وتُنصر بها الهمة القعيدة ..
ولا اطمئنان الساكن لها المتغافل عن أوجه فسادها صواب بل هو غفلة ظاهرة، وخطل في القول، وزلل في الرأي،وسطحية في النظر، يستعين بها صاحبها على إرواء شجرة التعظيم والتقديس التي في قلبه، وعلى تسكين وإماتة نبتة الاجتهاد في نفسه، ولو صنع أئمة المجددين صنيعهم لما راوحوا أماكنهم ولما كانوا ما كانوا ..
وكلا الفريقين معه حق ولكن شابه ضغث من باطل فكان بعضهم لبعض فتنة ..
والله الهادي إلى سواء السبيل ..
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[20 - Jun-2010, مساء 05:46]ـ
بارك الله فيكم
تنظير وتقسيم صحيح رائع
لكن أين الفاهمون له على وجهه المطبقون له على حرفه؟
قليل ما هم
ولذلك كان المجدد على رأس كل مائة سنة.
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[20 - Jun-2010, مساء 10:18]ـ
أحسن الله إلى الشيخ عصام البشير ..(/)
مؤسسة علمية سعودية بحاجة إلى باحثين متخصصين
ـ[عبد الرحمن الطوخي]ــــــــ[20 - Jun-2010, مساء 01:54]ـ
مؤسسة علمية سعودية بحاجة إلى باحثين متخصصين في مجالات:
(الفكر الإسلامي، الجماعات الإسلامية، مفاهيم الوسطية والاعتدال ونبذ الغلو، الإدارة، التطوير، الشريعة)
للبحث والعمل في مشاريع علمية وموسوعات طويلة الأجل
- الأجر: بنظام القطعة.
- طبيعة العمل: إعداد البحوث، الدراسات، مقالات، تأليف كتب، جمع مواد.
- المهارات المطلوبة: التميز في الصياغة وجودة المادة وسلامة اللغة.
- ترسل السير الذاتية والخبرات إلى البريد الإلكتروني: tanabet.u@gmail.com
ـ[عبد الله الفقيه]ــــــــ[21 - Jun-2010, مساء 10:11]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
حتى وإن كانوا غير سعوديين؟
ـ[حسن الحضري]ــــــــ[21 - Jun-2010, مساء 10:43]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
راجع البريد الإلكتروني من فضلك.(/)
نظرات عابرة تنتهي بي في سرور، كثّرها الله من نظرات.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[20 - Jun-2010, مساء 03:24]ـ
نعم، وجدت كتاب "جامع الرسائل" على طاولة المكتب فقلت دعني أقلّب كيفما اتفق، وفي كل مرة تنكشف درة، فرحم الله أبي العباس وأجزل مثوبته، فكم له من الأفضال.
يقول رحمه الله ورحم محقق كتابه: " ... وهذا يتبين بأصلين أحدهما أن حصول النصر وغيره من أنواع النعيم لطائفة أو شخص لا ينافي ما يقع في خلال ذلك من قتل بعضهم وجرحه ومن أنواع الأذى وذلك أن الخلق كلهم يموتون فليس في قتل الشهداء مصيبة زائدة علي ما هو معتاد لبنى آدم فمن عد القتل في سبيل الله مصيبة مختصة بالجهاد كان من أجهل الناس بل الفتن التي تكون بين الكفار وتكون بين المختلفين من أهل القبلة ليس مما يختص بالقتال فإن الموت يعرض لبني آدم بأسباب عامة وهي المصائب التي تعرض لبني آدم من مرض بطاعون وغيره ومن جوع وغيره وبأسباب خاصة فالذين يعتادون القتال لا يصيبهم أكثر مما يصيب من لا يقاتل بل الأمر بالعكس كما قد جربه الناس". (جـ2: 335).
" ... لكن تذكر هنا نكتة نافعة وهو أن الإنسان قد يسمع ويرى ما يصيب كثيرا من أهل الإيمان والإسلام في الدنيا من المصائب وما يصيب كثيرا من الكفار والفجار في الدنيا من الرياسة والمال وغير ذلك فيعتقد أن النعيم في الدنيا لا يكون إلا لأهل الكفر والفجور وأن المؤمنين ليس لهم في الدنيا ما يتنعمون به إلا قليلا وكذلك قد يعتقد أن العزة والنصرة قد تستقر للكفار والمنافقين علي المؤمنين وإذا سمع ما جاء في القرآن من أن العزة لله ورسوله وللمؤمنين وأن العاقبة للتقوى وقول الله تعالى وإن جندنا لهم الغالبون وهو ممن يصدق بالقرآن حمل هذه الآيات علي الدار الآخرة فقط وقال أما الدنيا فما نري بأعيننا إلا أن الكفار والمنافقين فيها يظهرون ويغلبون المؤمنين ولهم العزة والنصرة والقرآن لا يرد بخلاف المحسوس ويعتمد علي هذا فيما إذا أديل أديل عليه عدو من جنس الكفار والمنافقين أو الظالمين وهو عند نفسه من أهل الإيمان والتقوى فيرى أن صاحب الباطل قد علا على صاحب الحق فيقول أنا علي الحق وأنا مغلوب وإذا ذكره إنسان بما وعده الله من حسن العاقبة للمتقين قال هذا في الآخرة فقط وإذا قيل له كيف يفعل الله بأوليائه مثل هذه الأمور قال يفعل ما يشاء وربما قال بقلبه أو لسانه أو كان حاله يقتضى أن هذا نوع من الظلم وربما ذكر قول بعضهم ما علي الخلق أضر من الخالق لكن يقول يفعل الله ما يشاء وإذا ذكر برحمة الله وحكمته لم يقل إلا أنه يفعل ما يشاء فلا يعتقدون أن صاحب الحق والتقوى منصور مؤيد بل يعتقدون أن الله يفعل ما يشاء وهذه الأقوال مبنية علي مقدمتين إحداهما حسن ظنه بدين نفسه نوعا أو شخصا واعتقاد أنه قائم بما يجب عليه وتارك ما نهي عنه في الدين الحق واعتقاده في خصمه ونظيره خلاف ذلك أن دينه باطل نوعا أو شخصا لأنه ترك المأمور وفعل المحظور والمقدمة الثانية أن الله قد لا يؤيد صاحب الدين الحق وينصره وقد لا يجعل له العاقبة في الدنيا فلا ينبغى الاغترار بهذا". (جـ2: 324 - 325)
" ... وأما الأصل الثاني فإن التنعم إما بالأمور الدنيوية وإما بالأمور الدينية فأما الدنيوية فهي الحسية مثل الأكل والشرب والنكاح واللباس وما يتبع ذلك والنفسية وهي الرياسة والسلطان فأما الأولي فالمؤمن والكافر والمنافق مشتركون في جنسها ثم يعلم أن لتنعيم بها ليس هو حقيقة واحدة مستوية في بنى آدم بل هم متفاوتون في قدرها ووصفها تفاوتا عظيما فإن من الناس من يتنعم بنوع من الأطعمة والأشربة الذي يتأذى بها غيره إما لاعتياده ببلده وإما لموافقته مزاجه وإما لغير ذلك ومن الناس من يتنعم بنوع من المناكح لا يحبها غيره كمن سكن البلاد الجنوبية فإنه يتنعم بنكاح السمر ومن سكن البلاد الشمالية فإنه يتنعم بنكاح البيض وكذلك اللباس والمساكن فإن أقواما يتنعمون من البرد بما يتأذى به غيرهم وأقواما يتنعمون من المساكن بما يتأذى به غيرهم بحسب العادة والطباع وكذلك الأزمنة فإنه في الشتاء يتنعم الإنسان بالحر وفي الصيف يتنعم بالبرد وأصل ذلك أن التنعم في الدنيا بحسب الحاجة إليها والانتفاع بها فكل ما كانت الحاجة أقوي والمنفعة أكثر كان التنعم واللذة أكمل والله قد أباح للمؤمنين الطيبات فالذين يقتصدون في المآكل نعيمهم بها أكثر من نعيم المسرفين فيها فإن أولئك إذا أدمنوها وألفوها لا يبقي لهذا عندهم كبير لذة مع أنهم قد لا يصبرون عنها وتكثر أمراضهم بسببها". (جـ2: 340).(/)
(هذا رأيي في الشيخ الألباني) العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[20 - Jun-2010, مساء 07:46]ـ
هذا رأيي في الشيخ الألباني
لدينا شيخ رزقه الله علماً، لكنه يسب المشايخ الذين يخالفونه القول، ويخص بالذكر الشيخ ناصر الدين الألباني، حيث يحذر منه كل ليلة تقريباً في أحاديثه، في شهر رمضان، ويدعي بأن هذا رأي كل الأفاضل في الألباني، وأنه مجرد تاجر كتب، فما جوابكم ورأيكم يا سماحة الشيخ في الألباني لنطلعه عليه؟ ونطلع عليه رواد الدرس الكثر [1] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/3330#_ftn1).
بسم الله والحمد لله ..
الشيخ ناصر الدين الألباني من خواص إخواننا الثقات المعروفين بالعلم والفضل والعناية بالحديث الشريف تصحيحاً وتضعيفاً، وليس معصوماً بل قد يخطئ في بعض التصحيح والتضعيف، ولكن لا يجوز سبه ولا ذمه ولا غيبته، بل المشروع الدعاء له بالمزيد من التوفيق وصلاح النية والعمل، ومن وجد له غلطاً واضحاً بالدليل فعليه أن يناصحه ويكتب له في ذلك؛ عملاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((الدين النصيحة)) [2] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/3330#_ftn2) الحديث رواه مسلم، ولقوله صلى الله عليه وسلم: ((المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه)) [3] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/3330#_ftn3) الحديث، وقول جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه: ((بايعت النبي صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لك مسلم)) [4] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/3330#_ftn4) متفق على صحتهما.
ومعلوم أن المؤمنين والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ولاسيما أهلا لعلم؛ لقول الله سبحانه: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [5] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/3330#_ftn5).
فالواجب على الجميع التناصح والتواصي بالحق، وتنبيه المخطئ إلى خطئه، وإرشاده إلى الصواب حسب الأدلة الشرعية، وفق الله الجميع.
[1] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/3330#_ftnref1) نشر في مجلة الدعوة العدد 1449، بتاريخ 6 صفر 1415هـ، وفي كتاب فتاوى إسلامية، من إعداد محمد المسند ج4 ص122.
[2] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/3330#_ftnref2) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب بيان أن الدين النصيحة، برقم 82.
[3] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/3330#_ftnref3) أخرجه البخاري في كتاب المظالم والغصب، باب لا يظلم المسلم المسلم ولا يسلمه، برقم 2262، ومسلم في كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم الظلم، برقم 4677.
[4] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/3330#_ftnref4) أخرجه البخاري في كتاب الإيمان، باب الدين النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين، برقم 55، ومسلم في كتاب الإيمان، باب بيان أن الدين النصيحة، برقم 83.
[5] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/3330#_ftnref5) سورة التوبة الآية 71.
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد الخامس والعشرون(/)
هل مخالف السنةالتركية مبتدع؟
ـ[حافظ رضوان]ــــــــ[20 - Jun-2010, مساء 08:53]ـ
هل مخالف السنةالتركية مبتدع؟
ـ[مصطفى مدني]ــــــــ[21 - Jun-2010, صباحاً 11:06]ـ
إن ثبت أن الترك سنة فمخالفها مبتدع لاريب في ذلك وذلك كأن يكون هناك داع للفعل ولم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا يدل على أن الفعل لا يجوز فيكون الترك سنة واجبة التباع وخالفها مبتدع .......... والله أعلم
ـ[حافظ رضوان]ــــــــ[22 - Jun-2010, مساء 04:36]ـ
هذاالجواب غير كاف للبحث
اخبروني عن الكتب المتعلقة لهذاالموضوع
جزاكم الله
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[22 - Jun-2010, مساء 06:29]ـ
http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=657
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - Jun-2010, مساء 08:12]ـ
إن لم يكن هذا مبتدعا، فهل يوجد مبتدع؟
ـ[أبو سعيد الباتني]ــــــــ[22 - Jun-2010, مساء 08:21]ـ
إن لم يكن هذا مبتدعا، فهل يوجد مبتدع؟
غريب جواب مثل هذا، أخي الفاضل!!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - Jun-2010, مساء 08:30]ـ
ما الغريب فيه يا أخي الفاضل؟
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[22 - Jun-2010, مساء 08:50]ـ
ما الغريب فيه يا أخي الفاضل؟
لعلّ الشيخ سعيدا - حفظه الله - قد فاته قيد (التركية) في سؤال صاحب الموضوع وهذا ما أثار إشكاله ..
ـ[أبو معاذ السني]ــــــــ[23 - Jun-2010, مساء 12:35]ـ
ترك النبي صلى الله عليه وسلم في العبادات مع وجود مقتضى الفعل يدل على المنع من الفعل كما في حديث الثلاثة في الصحيحين حيث قال أحدهم أما أنا فلا آكل اللحم وقال الآخر أما أنا فلا أنام الليل وقال الثالث وأنا لا أتزوج النساء فحتج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله (من رغب عن سنتي فليس مني) فالتعبد بشيء تركه رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجوز.
أما إذا كان مقتضى الفعل غير موجود في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم جاز الفعل بعده كجمع القرآن والآذان الثاني للجمعة , ذكر شيخ الإسلام في القواعد النورانية أن جمع القرآن لم يكن مقتضاه موجود في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما مات أكثر القراء وخشي عليه من الضياع جُمع.
أما تركه صلى الله عليه وسلم في العادات فلا يدل على المنع كما في حادثة أكل الضب وحديث ميمونة حيث ترك تنشيف أعضائه بعد الغسل وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[أبو الحارث المغربي]ــــــــ[23 - Jun-2010, مساء 04:42]ـ
السلام عليكم و رحمة الله.
بعد قراءتي لسؤالك، تذكرت بحثا لشيخي سعيد بن الحسن البحراوي. فأحببت إحالتك عليه.
و هذا نصه:
"ّقاعدة قيام المقتضى وزوال المانع مع عدم الفعل"
النفي والإثبات فرع التصور، فلا يجوز نفي أمر أو إثباته إلا بعد تصوره لأنه يكون حينئذ تخرصا أو تقليدا بغير علم، فهذا بيان لها.
أقول وبالله التوفيق:
القاعدة المذكورة آنفا تدخل في قاعدة الترك ولها نظائر والمقصود بالترك: ترك النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة من بعده، وهي أصل من الأصول المعتمدة في معرفة البدع وعمل السلف.
حقيقتها:
سنة الترك دليل خاص يقدم على الأدلة العامة.
قال شيخ الإسلام في الاقتضاء (280): "الترك سنة خاصة، مقدمة على كل عموم وكل قياس". اهـ
الترك بيان لما لم يجر عليه العمل في زمن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة من بعده، وهو سنة مثل فعل النبي صلى الله عليه وسلم، فالواجب تنزيل الترك منزلة السنة القائمة.
وقال ابن القيم رحمه الله تعالى في إعلام الموقعين: "فإن تركه صلى الله عليه وسلم سنة كما أن فعله سنة، فإذا استحببنا فعل ما تركه، كان نظير استحبابنا ترك ما فعله ولا فرق"
وقال ابن السمعاني: "إذا ترك الرسول شيئاً وجب علينا متابعته فيه".
أصلها:
أصل هذه القاعدة من قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" [رواه البخاري ومسلم].
ومن أقوال سلف هذه الأمة كثير منه:
قال حذيفة رضي الله عنه: "كل عبادة لم يتعبد بها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تتعبدوا بها، فإن الأول لم يدع للآخر مقالا، فاتقوا الله يا معشر القراء، خذوا طريق من كان قبلكم".
قال سعيد بن جبير: "ما لم يعرفه البدريون فليس من الدين".
مرد القاعدة:
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه القاعدة ترجع إلى ما ذكره الشاطبي في الاعتصام (1/ 363): "السكوت عن حكم الفعل أو الترك هنا إذا وجد المعنى المقتضى له، إجماع من كل ساكت على أن لا زائد على ما كان إذ لو كان ذلك لائقا شرعا أو سائغا لفعلوه فهم كانوا أحق بإدراكه والسبق إلى العمل به".
قلت: وهذا ضابط دقيق في المسكوت عنه وحقيقة مخالفته استدراك على الشرع.
شرطها:
اشترط أهل العلم شرطين للعمل بها:
الأول: قيام المقتضي للفعل أو المظنة:
والمقصود وجود الداعي أو السبب المحوج للفعل في زمن النبي صلى الله عليه وسلم مثل قيام رمضان، فقد كان المقتضى للخروج إلى الناس قائما، لكنه لم يفعل خوف الافتراض.
أما بعده صلى الله عليه وسلم فلا يعتبر قيام المقتضي بسبب التفريط الذي يقع من الناس مثل تقديم الخطبة على الصلاة في العيدين.
ودون هذا الأمر يعتبر ما قيل في ترك النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الشاطبي في الاعتصام (1/ 363): "وقد ظهر من العادات الجارية فيما نحن فيه أن ترك الأولين لأمر ما من غير أن يعينوا فيه وجها مع احتماله في الأدلة الجملية ووجود المظنة دليل على أن ذلك الأمر لا يعمل به وأنه إجماع منهم على تركه".
وقال ابن رشد الجد في البيان والتحصيل: "واستدلاله على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك ولا المسلمون بعده بأن ذلك لو كان لنقل صحيح إذ يصح أن تتوفر الدواعي على ترك نقل شريعة من شرائع الدين وقد أمر بالتبليغ".
الثاني: انتفاء المانع:
والمقصود ما يمنع من الفعل مع وجود سبب الفعل في زمانه أو زمن الصحابة مثل قيام رمضان، فالمانع الخشية من أن يفرض، وقد زالت بموته صلى الله عليه وسلم، فجمع عمر رضي الله عنه الناس على مقتضى سنته.
ففعل الصحابة رضوان الله عليهم بعد الوفاة دليل على وجود المانع في زمنه صلى الله عليه وسلم.
وهنا مبحث يذكره أهل العلم ليس هذا محلا للنظر فيه وهو: هل يستوي علمنا أو جهلنا بفعل النبي صلى الله عليه وسلم في اعتبار فعل الصحابة؟ الصحيح اعتباره على تفصيل.
إذا علم هذا فالقاعدة لا تجرى إلا بالشرطين، وتكون حينئذ حجة معتبرة، لكن لابد أن نعلم أن مناط القاعدة قيام الشرطين، فغالب خلاف أهل العلم فيهما، فإنهم يختلفون في وجود السبب أو عدمه وفي انتفاء المانع، بل إن ذلك مطية أهل البدع، وما دخلوا إلا منهما.
هذا لنعلم خطورة وجلل الكلام في هذه القاعدة تأصيلا وتفريعا، وأن الأمر ليس مبذولا لجميع الناس بل لأهل العلم خاصة، فالواجب:
أولا: فهم القاعدة فهما سليما
ثانيا: تصور المسألة تصورا معتبرا
ثالثا: نفي أو إثبات الفعل وفق القاعدة.
على ماذا تحمل القاعدة؟
هذه القاعدة شأن نظيراتها من قواعد الترك تحمل على العبادات لأن الإحداث المذموم شرعا لا يكون إلا فيها، فلا يجوز حملها على العادات لتعلقها بمصالح الدنيا، واختلافها وتغيرها زمانا ومكانا.
قال الشاطبي في الاعتصام (1/ 343): "إن عدوا كل محدث العادات بدعة فليعدوا جميع ما لم يكن فيهم من المآكل والمشارب والملابس والكلام والمسائل النازلة التي لا عهد بها في الزمان الأول بدعا وهذا شنيع فإن من العوائد ما تختلف بحسب الأزمان والأمكنة والاسم فيكون كل من خالف العرب الذين أدركوا الصحابة واعتادوا مثل عوائدهم غير متبعين لهم هذا من المستنكر جدا".اهـ
ووجه ذلك أن: "الأصل في العبادات أن لا يشرع منها إلا ما شرعه الله والأصل في العادات أن لا يحظر منها إلا ما حظره الله".
قلت: فهي على أصلها في الإباحة، فإن أريد بها طاعة الله تعالى صارت عبادة وقربة.
قال الشاطبي في الاعتصام (1/ 262): "فإن الأصل الشرعي أن كل مطلوب هو من جملة ما يتعبد به إلى الله تعالى ويتقرب به إليه، فالعبادات المحضة ظاهر فيها ذلك والعادات كلها إذا قصدت بها امتثال أمر الله عبادات إلا أنه إذا لم يقصد بها ذلك القصد ويجيء بها نحو الحظ مجردا فإذا ذاك لا تقع متعبدا بها ولا مثابا عليها وإن صح وقوعها شرعا".اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وهنا أحب بيان أمر قد يشكل على بعض الناس وهو عدم حملي القاعدة على العادات، فليعلم أن ذلك مقيد بإرادة التعبد، فالابتداع يقع في العبادة ويقع في العادة بهذا الاعتبار، وقد بين هذا الشاطبي في الاعتصام (1/ 60) فقال: " .. أن الأمور العادية داخلة ضمن الخطاب الشرعي، وضمن المعنى العام للعبادة. ولذلك فإن المباح أحد أقسام الحكم التكليفي، لأنه إنما ثبت كونه مباحاً بالدليل الشرعي. وقد تكرر أن كل ما يتعلق به الخطاب الشرعي يتعلق به الابتداع" اهـ.
وقال أيضا في الاعتصام (2/ 570): "أفعال المكلفين إما أن تكون من قبيل التعبديات، وإما أن تكون من قبيل العادات والمعاملات. وقد تقرر بالأدلة الشرعية أنه لابد في كل عادي من شائبة تعبدٍ لكونه مقيداً بأوامر الشرع إلزاماً أو تخييراً أو إباحة. وعليه: فالبدع تدخل في الأمور العادية من الوجه العبادي المتعلق بها" اهـ.
وكذلك قرر هذا شيخ الإسلام في الفتاوى (11/ 450 ـ 452): "فهذا أصل عظيم تجب معرفته والاعتناء به: وهو: أن المباحات إنما تكون مباحة إذا جعلت مباحاتٍ. فأما إذا اتخذت واجباتِ والمستحبات منها بمنزلة جعل ما ليس في المحرمات منها.
فلا حرام إلا ما حرمه الله، ولا دين إلا ما شرعه الله، ولهذا عظم ذم الله في القرآن لمن شرع ديناً لم يأذن الله به، ولمن حرم ما لم يأذن الله بتحريمه، فإذا كان هذا في المباحات فكيف بالمكروهات والمحرمات؟ .. وبإهمال هذا الأصل غلط خلق كثير من العلماء والعباد يرون الشيء إذا لم يكن محرماً لا ينهى عنه، بل يقال أنه جائز.
ولا يفرقون بين اتخاذه ديناً وطاعة وبراً وبين استعماله كما تستعمل المباحات المحضة.
ومعلوم ان اتخاذه ديناً بالاعتقاد أو الاقتصاد، أو بهما، أو بالقول أو بالعمل، أو بهما: من أعظم المحرمات، وأكبر السيئات. وهذا من البدع المنكرات التي هي أعظم من المعاصي التي يعلم أنها معاصى وسيئات" اه. ـ
وقال ابن الشاط المالكي صاحب التعليقات النفيسة على الفروق (1/ 34): "إذا قصد بالمباحات القوة على الطاعات، أو التوصل إليها كانت عبادة، كالأكل والنوم واكتساب المال" اهـ.
ومما يدل على ذلك ما أخرجه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنه قال: "بينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب إذا هو برجل قائم، فسأل عنه فقالوا: أبو إسرائيل نذر أن يقوم ولا يقعد، ولا يستظل ولا يتكلم، ويصوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: مره فليتكلم، وليستظل، وليقعد، وليتم صومه".
قال شيخ الإسلام (11/ 200): "فأما الصمت الدائم فبدعة منهي عنها، وكذلك الامتناع عن أكل الخبز واللحم وشرب الماء: فذلك من البدع المذمومة أيضاً"
ومن آثار الصحابة ما أخرجه البخاري عن قيس بن أبي حازم قال: "دخل أبو بكر على امرأة من أحمس يقال لها زينب، فرآها لا تتكلم. فقال ما لها لا تتكلم؟ قالوا: حجت مصمتة قال لها: تكلمي فهذا لا يحل فهذا من عمل الجاهلية".
قال الشاطبي في الاعتصام (2 534/): "فتأمل كيف جعل القيام في الشمس، وترك الكلام ونذر المشي إلي الشام أو مصر معاصي ... مع أنها في أنفسها أشياء مباحات، لكنه لما أجراها لما يتشرع به ويدان الله به صارت عند مالك معاصي لله" اهـ.
وهكذا في كلام كثير لهذين العلمين في بيان هذا الأمر، فما أجمل في قولي السابق:"فهي على أصلها في الإباحة، فإن أريد بها طاعة الله تعالى صارت عبادة وقربة" فصل في اللاحق لإزالة الالتباس، وحتى لا يحمل كلامي على غير وجهه، فليعلم حفظكم الله!. اهـ
و هذا رابط الموضوع.
http://www.manzila.net/site/maqalat/39-minhaj/701-701.html
ـ[أبو الحارث المغربي]ــــــــ[23 - Jun-2010, مساء 04:53]ـ
و هذا بحث آخر لشيخي أبي أويس الإدريسي.
"شبهة في باب الابتداع و الجواب عنها"
شبهة في باب الابتداع والجواب عنها
(يُتْبَعُ)
(/)
عند الإنكار على كثير من الناس بعض ما أحدثوا من البدع في باب التعبد، باعتبار أن ذلك لم ينقل فعله عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته الكرام رضوان الله عليهم من بعده مع أن مقتضى الفعل قائم، والدواعي متوفرة للنقل ولا مانع يمنع ذلك، يحتجون عليك بأن "الترك وحده إن لم يصحبه نص على أن المتروك محظور لا يكون حجة في ذلك" كما قاله عبد الله بن الصديق في كتابه "حسن التفهم والدرك لمسألة الترك"، بل جعلوا هذا المعنى من الأمور المقررة عند علماء الأصول حيث يوردون القاعدة التي نصها: "ترك الشيء لا يدل على تحريمه".
فنقول نعم، هذا الكلام جرى على لسان العلماء، وهو مسطور في كتب الفقهاء (1)، وممن قال ذلك الإمام ابن دقيق العيد رحمه الله في "إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام" 1/ 205، وقال في موضع آخر منه: "ليس الترك بدليل الامتناع" 1/ 188.
فالقاعدة صحيحة، لكن وضعت في غير موضعها حتى أحدث بسبب الاعتماد عليها جملة من المحدثات والبدع، ذلك أن مجال استعمالها -عند عموم العلماء- العادات لا العبادات، لأن الأصل في العادات الإباحة، فالترك في باب العادات لا يدل على التحريم، كترك النبي صلى الله عليه وسلم أكل الضب فتنبه، وفي مثل هذا المثال يقال: من مقاصد التروك: "الترك للكراهية في الطبع".
ولذلك الإمام الشاطبي رحمه الله عند حديث الضب وهو حديث خالد بن الوليد رضي الله عنه قال: "أتي النبي صلى الله عليه و سلم بضب مشوي فأهوى إليه ليأكل فقيل له إنه ضب، فأمسك يده فقال خالد أحرام هو؟ قال: لا، ولكنه لا يكون بأرض قومي فأجدني أعافه" متفق عليه، قال: "فهذا ترك للمباح بحكم الجبلة، ولا حرج فيه" الموافقات 4/ 60 ..
أما العبادات فعلى خلاف ذلك، لأن الأصل فيها المنع والتوقف كما هو مقرر معلوم، وفي ذلك قال ابن عاشر رحمه الله في المرشد المعين:
ويوقف الأمور حتى يعلما ... ما الله فيهن به قد حكما
ومصادقه قول النبي عليه الصلاة والسلام: "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد" رواه البخاري ومسلم واللفظ له.
يقول الشيخ صالح الفوزان: "فالأصل في العادات الإباحة، فالترك في باب العادات لا يدل على التحريم. فمثلا النبي عليه الصلاة والسلام لم يأكل الضب، هل هذا يدل على تحريمه؟ .. لا، لأن الترك لا يدل على التحريم، هذا في باب العادات ..
وأما العبادات فالأصل فيها التحريم إلا إذا ورد الإذن .. " انظر كتابه شبهات وردود.
ومن أمثلة الترك في العبادات:الأذان في العيدين.
فقد أخرج البخاري رحمه الله في صحيحه باب: المشي والركوب إلى العيد بغير أذان ولا إقامة: عن عطاء أن ابن عباس أرسل إلى ابن الزبير في أول ما بويع له: إنه لم يكن يؤذن بالصلاة يوم الفطر، وإنما الخطبة بعد الصلاة.
قال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله في التمهيد 24/ 239: "وهو أمر لا خلاف فيه بين العلماء، ولا تنازع بين الفقهاء أنه لا أذان ولا إقامة في العيدين ولا في شيء من الصلوات المسنونات والنوافل، إنما الأذان للمكتوبات".
وقال شيخ الإسلام رحمه الله: " .. فلما أمر (أي النبي عليه الصلاة والسلام) بالأذان للجمعة، وصلى العيدين بلا أذان ولا إقامة، دل تركه على أن ترك الأذان هو السنة، فليس لأحد أن يزيد في ذلك بل الزيادة فيه كالزيادة في أعداد الصلوات وأعداد الركعات، أو زيادة أيام الصوم المفروضة، أو شعائر الحج المطلوب ونحو ذلك" الإقتضاء134.
ومن الأمثلة كذلك الاحتفال بما يسمى بالمولد النبوي.
قال العلامة ابن الحاج المالكي - رحمه الله - في "المدخل" (2/ 312) "فإن خلا - أي عمل المولد- منه - أي من السماع - وعمل طعاماً فقط، ونوى به المولد ودعا إليه الإخوان، وسلم من كل ما تقدم ذكره - أي من المفاسد- فهو بدعة بنفس نيته فقط، إذ أن ذلك زيادة في الدين ليس من عمل السلف الماضين، وإتباع السلف أولى بل أوجب من أن يزيد نية مخالفة لما كانوا عليه، لأنهم أشد الناس إتباعا لسنة رسول الله r، وتعظيماً له ولسنته r، ولهم قدم السبق في المبادرة إلى ذلك، ولم ينقل عن أحد منهم أنه نوى المولد، ونحن لهم تبع، فيسعنا ما وسعهم ... الخ".
(يُتْبَعُ)
(/)
و قال العلامة أبو عبد الله الحفَّار المالكي: "وليلة المولد لم يكن السلف الصالح وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعون لهم يجتمعون فيها للعبادة، ولا يفعلون فيها زيادة على سائر ليالي السنة،لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعظم إلا بالوجه الذي شرع به تعظيمه، و تعظيمه من أعظم القرب إلى الله، لكن يتقرب إلى الله جل جلاله بما شرع، والدليل على أن السلف الصالح لم يكونوا يزيدون فيها زيادة على سائر الليالي أنهم اختلفوا فيها، فقيل إنه صلى الله عليه وسلم ولد في رمضان وقيل في ربيع، واختلف في أي يوم ولد فيه على أربعة أقوال، فلو كانت تلك الليلة التي ولد في صبيحتها تحدث فيها عبادة بولادة خير الخلق صلى الله عليه وسلم، لكانت معلومة مشهورة لا يقع فيها اختلاف ولكن لم تشرع زيادة تعظيم ... ولو فتح هذا الباب لجاء قوم فقالوا: يوم هجرته إلى المدينة يوم أعز الله فيه الإسلام فيجتمع فيه ويتعبد، ويقول آخرون: الليلة التي أسري به فيها حصل له من الشرف ما لا يقدر قدره، فتحدث فيها عبادة، فلا يقف ذلك عند حد، والخير كله في إتباع السلف الصالح الذين اختارهم الله له، فما فعلوا فعلناه وما تركوا تركناه، فإذا تقرر هذا ظهر أن الاجتماع في تلك الليلة ليس بمطلوب شرعا، بل يؤمر بتركه". المعيار المعرب للونشريسي "7/ 99ـ 100"
فتبين أن ما تركه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضي الله عنهم في باب التعبد مع وجود المقتضى للفعل (2)، والدواعي متوفرة للنقل، ولا مانع يمنع ذلك كان فعله بدعة وتركه سنة، وهذا الذي يعرف بالسنة التركية، فالاتباع للسنة في التعبدات يكون بترك ما ورد تركه وفعل ما ورد فعله كما قال الشافعي رحمه الله: "ولكننا نتبع السنة فعلا أو تركا" الفتح 3/ 475.
قال الشيخ علي محفوظ رحمه الله: "اعلم أن سنة النبي عليه الصلاة والسلام كما تكون بالفعل تكون بالترك، فكما كلفنا الله تعالى باتباع النبي عليه الصلاة والسلام في فعله الذي يتقرب به إذا لم يكن من باب الخصوصيات، كذلك طالبنا باتباعه في تركه، فيكون الترك سنة.
وكما لا تتقرب إلى الله تعالى بترك ما فعل لا تتقرب إليه بفعل ما ترك، فلا فرق بين الفاعل لما ترك والتارك لما فعل" الإبداع في مضار الإبتداع 43.
وهذا هو صفوة الكلام في هذه المسألة، وقد بين ذلك غير واحد من أهل العلم كابن تيمية رحمه الله في الفتاوي 21/ 317، وتلميذه ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين 2/ 371، والشاطبي رحمه الله في الاعتصام 1/ 360، وانظر الحوادث والبدع 74 للطرطوشي رحمه الله، والتعليق على الروضة الندية 1/ 72 للعلامة أحمد شاكر رحمه الله.
ومما يؤكد ما بينوه أن سنة النبي عليه الصلاة والسلام التي أمرنا باتباعها: قول وفعل وتقرير، وقد قرر جمهور (3) علماء الأصول رحمهم الله أن الترك يدخل في الفعل كما قال صاحب المراقي رحمه الله:
فكلنا بالنهي مطلوب النبي ... والترك فعل في صحيح المذهب
والدليل على ذلك اللغة والكتاب والسنة والآثار.
أما في اللغة فقد أورد العلماء ما جاء عن قائل من المسلمين من الأنصار والنبي عليه الصلاة والسلام يعمل بنفسه في بناء مسجده من شعر:
لئن قعدنا والنبي يعمل ... لذاك منا العمل المضلل
قال الشنقيطي رحمه الله: "فمعنى قعدنا: تركنا الاشتغال ببناء المسجد، وقد سمى هذا الترك عملا في قوله: لذاك منا العمل المضلل" مذكرة في أصول الفقه 39، وانظر طبقات الشافعية الكبرى للسبكي رحمه الله 1/ 99.
ومن القرآن قوله تعالى: {كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ}.
قال العلامة الشنقيطي رحمه الله: "فقد سمى جل وعلا في هذه الآية الكريمة تركهم التناهي عن المنكر فعلا .. ، وصراحة دلالة هذه الآية .. على ما ذكر واضحة كما ترى" أضواء البيان 6/ 256.
ومن السنة قوله عليه الصلاة والسلام: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" رواه البخاري.
قال الشنقيطي رحمه الله في المذكرة 39: "فسمي ترك الأذى إسلاما، وهو يدل على أن الترك فعل".
ومن الآثار قول أبي هريرة رضي الله عنه لمروان: "أحللت بيع الربا يا مروان" وهو عند مسلم.
قال الزرقاني رحمه الله: "وفيه أن الترك فعل، لأنه لم يحل الربا، وإنما ترك النهي .. " شرح الزرقاني على الموطأ 3/ 369.
وعليه كان التأسي بالنبي عليه الصلاة والسلام في باب العبادات يشمل الفعل والترك على السواء.
قال الشوكاني رحمه الله: "تركه صلى الله عليه وسلم للشيء كفعله في التأسي به فيه" إرشاد الفحول 83.
وقال ابن مفلح رحمه الله في الأصول1/ 335 - 336: "والتأسي: أن تفعل مثل فعله على وجهه لأجل فعله وكذلك الترك".
.......................
1 - يقول الحافظ رحمه الله:" فعل الرسول عليه الصلاة والسلام إذا تجرد عن القرائن وكذا تركه لا يدل على وجوب ولا تحريم " الفتح 8/ 629، وانظر سبل السلام 3/ 306، ونيل الأوطار 2/ 7، ومفتاح الوصول للتلمساني 86.
2 - يقول الصنعاني رحمه الله: "ما وجد سببه في عصره صلى الله عليه وسلم ولم يفعله ففعله بعد عصره بدعة" سبل السلام 1/ 227، وانظر التنصيص على ذلك كذلك في الفتاوى الحديثية للهيثمي رحمه الله 307، و الإبداع لعلي محفوظ 43 فما بعدها، وأحسن الكلام فيما يتعلق بالسنة والبدعة من الأحكام للشيخ بخيت المطيعي رحمه الله 13، ورسائل الإصلاح للشيخ الخضر حسين رحمه الله 2/ 166، ومقاصد الشريعة لعلال الفاسي رحمه الله 182.
3 - وهو الصواب، انظر: "دليل الترك بين المحدثين والأصوليين" لأحمد كافي 139 و144 فما بعدها. اهـ.
و هذا رابط الموضوع:
http://www.manzila.org/forum/index.php?showtopic=6600
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[18 - Sep-2010, مساء 11:52]ـ
جزاكم الله خيرا
للمتابعة(/)
الفتاوى المغتصبة
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[20 - Jun-2010, مساء 11:01]ـ
إثارة مسائل الخلاف والحرص على نَثَّها، والقول بالمرجوح منها:
لماذا تثار هذه المسائل الشاذة وتقويتها في هذا الوقت بالذات؟!
وممن؟
من الذين ليس لهم قدم راسخة في العلم - حتى عرفوا به – مع التقوى والصلاح والفضل والدعوة إلى الله.
فيتصدر الكلام في قضايا شرعية وهو غير مؤهل، وينشغل عن إصلاح نفسه وتزكيتها وترقيتها وتدارك ما فاتها من خير.
إنها أقوال شاذة، وفتاوى مغتصبة، ليست بأقوال ملزمة بإظهارها.
لو أخذ أحدنا بهذه المسائل الشاذة، أو الفتاوى المغتصبة، ماذا يمكن أن يقال عن هويته؟
هل هي هوية المسلم الذي يدين بكتاب الله، وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومنهج السلف الصالح للأمة؟
خذوا مثلاً:
1 ـ الصلاة في المسجد غير واجية.
2 ـ الصلاة لا يكفر تاركها.
3 ـ اللحية وجواز حلقها.
4 ـ إسبال الثوب لغير المخيلة.
5 ـ سماع الأغاني حلال بجميع أنواع المعازف.
6 ـ حجاب المرأة والكشف عنه.
7 ـ جواز الاختلاط.
8 ـ التعامل مع الفوائد الربوية، وجواز ذلك.
9 ـ التقارب مع الروافض وزيارتهم والتودد لهم.
10 ـ و غير ذلك ..
تصوروا رجلاً، لا يصلي، وقد حلق لحيته، وأسبل ثيابه، ويستمع للأغاني، ويختلط بالنساء دون حياء، ويتعامل بالفوائد الربوية، وامرأته لا حجاب عليها، و .... ، و ..... ، و ....
أليست هذه هي الغربة الحقيقية للدين؟
بلى، والله.
فيا أيها الناس:
ذكر مسائل الدين ذكر رعاية، لا ذكر رواية؛ فإن رواة العلوم كثير، ورعاتها قليل.
إنها الدعوة إلى تطوير الإسلام لكي يوافق الأمر الواقع في حياتنا العصرية من خلال: فتح باب الاجتهاد على مصراعيه؛ حتى دخل منه القادر وغير القادر، وصاحب الورع وأصحاب الهوى؛ فظهرت الفتاوى الشاذة من جراء ذلك و أصبح الناس الآن في فوضى حقيقية من الفتاوى الشاذة التي يطلقها من ليس من أهل العلم الراسخين، أو ممن يقوم بفعلها، ممن لا يقتدى بفعله.
وصدق أبو الطيب المتنبي:
وَوَضْعُ النَّدى في مَوْضِعِ السَّيْفِ بِالعُلى ... مُضِرٌّ كَوَضْعِ السَّيْفِ في مَوْضعِ النَّدى
«ولم يفلح من جعل هذا النوع من الخلاف سبيلاً إلى النيل من هذا الدِّين وإلى علمائه المجتهدين.
ولم يفلح من جعل من هذا الخلاف سبيلاً إلى تتبع رخص المذاهب، ونادر الخلاف، وندرة المخالف، والتقاط الشواذ، وتبني الآراء المهجورة، والغلط على الأَئمة ونصبها للناس ديناً وشرعاً ..
ومنها: إصدار الفتاوى الشاذة الفاسدة، مثل: الفتوى بجواز الفوائد الربوية، وشهادات الاستثمار وسندات الخزينة، وفتوى إباحة
التأمين، وفتوى إِباحة السفور، وفتوى إِباحة الاختلاط.
وكلها فتاوى شاذة فاسدة تُمالئ الرغبات، وبعض التوجهات، وقد رفضها المسلمون، وبقيت في دفاتر مصدريها يحملون مسؤليتها، نسأل الله السلامة والعافية، وهي حقيقة أَن تُلقب باسم: " الفتاوى المغتصبة "، و للشاطبي- رحمه الله تعالى- في: " الموافقات (4/ 259 - 260) كلام نفيس في أَن تتبع الخلاف، والقول الشاذ؛ من اتباع الهوى. والله أعلم.
وكل هذه أذايا يُحَارِبُ بها المسلمون أَنفسهم، ويَصْدَعُوْنَ بها صَفَّهم، ويَسْتَعْدُوْنَ بها الكافرين عليهم!!».
المدخل المفصل لمذهب الإمام أحمد وتخريجات الأصحاب (1/ 107)، للعلامة بكر بن عبد الله أبو زيد المتوفى: 1429هـ ـ رحمه الله ـ
فإنا لله وإنا إليه راجعون، ووا أسفاء على غربة الدين وأهله في طلاب العلم خاصة - والذي ينبغي أن يكونوا أبعد الناس عما يخالف شريعة الإسلام -، وإفشاء البدع والجهالات بين الناس عامة.
وهذا زمان الصبر من لك بالتي ... كقبض على جمر فتنجو من البلا
ولو أن عيناً ساعدت فتأكفت ... سحائبها بالدمع ديما وهطّلا
ولكنها لقسوة القلب أقحطت ... فيا ضيعة الأعمار تمشي سبهللا
فهذه نصيحة مني لكل إنسان، دعاني إليها غربة الدين - مع أن الأمر أجل وأكبر من الغربة -، وقلة المعرفة، وقلة الأنصار.
أقول: مع أن الأمر أجل وأكبر من الغربة؛ لأن أكثر أصول الدين وشعبه معدومة في الخواص، فكيف بعامة الناس، ومن لا علم لهم في معرفة ما جاءت به الرسل،كالغيرة لله ولحرماته، وتعظيم أوامره، ومجاهدة أعداء دينه، والبراءة من موالاة المشركين، وأعداء رب العالمين، والتحيز إلى أهل الإيمان، وموالاتهم ونصرهم، ولزوم جماعة المسلمين، وغير ذلك من حقائق الدين، وشعب الإيمان.
وهذه أوشكت أن تكون معدومة في الناس إلا من رحم الله، نسأل الله الثبات على دينه، والتمسك به عند فساد الزمان.
فأي غربة توازي هذه الغربة؟!
ومرارة الغربة في حبّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم، والإسلام.
فإن الغربة لا تكون إلا مع فقد الأهل أو قلتهم، وذلك حين يصير المعروف منكراً، والمنكر معروفاً، وتصير السنة بدعة، والبدعة سنة، فيقام على أهل السنة بالتثريب والتعنيف.
فيا من وضعت يدك في يد الرافضي أقول لك، ماذا تقول غداً لمحمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ عندما يقول لك: كيف تضع يدك فيمن يتهم زوجتي بالزنا، ويلعنها ويلعن أباها، ويلعن صاحبي عمر، ويلعن أصحابي، ويترضى على أعدائي؟!!
رحماك ربي رحماك.
وأخيراً:
قال الإمام العلامة ابن القيم ـ رحمه الله ـ في مدارج السالكين (3/ 196 - 197).
«غربة أهل الله، وأهل سنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين هذا الخلق، وهي الغربة التي مدح رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أهلها .. هذه الغربة لا وَحشة على صاحبها، بل هو آنس ما يكون إذا استوحش الناس، وأشد ما تكون وحشته إذا استأنسوا، فوليه الله ورسوله والذين آمنوا، وإن عاداه أكثر الناس وجفوه».
أرجو عدم المؤاخذة في شدة اللفظة، وأسلوب العبارة؛ فإنها غيرة مصدور رضي بالله رباً، وبمحمد نبياً ورسولاً، وبالإسلام ديناً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[21 - Jun-2010, مساء 10:53]ـ
هذه مسؤولية من؟
للمشاركة .. جزاكم الله خيراً
ـ[أبوعبد الله الغريب]ــــــــ[24 - Jun-2010, مساء 02:52]ـ
أخي إنها مسؤولية الراعي
حسبنا الله ونعم الوكيل(/)
كاس العالم كاس الضياع
ـ[عابد الغفار]ــــــــ[21 - Jun-2010, صباحاً 02:54]ـ
كاس العالم كاس الضياع بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل وسلم وبارك على اشرف الخلق سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد ارجو ان الجميع بخير خاصة في هذا الجو الحار كم شخص شاهد كؤس عالم من قبل و اين هم الان. انا مثلا لدي اخ رحمه الله شاهد معي كاس فرنسا وكاس كوريا واليابان ولكن منذ سنتين توفي رحمه الله. انا اظن لو الله يخرجه من قبره لن يعد يشاهد اي مقابلة ولن يضيع لحظة في غير عبادة المولى./ نسال الله ان يرحمه ويرحم كل المسلمين / فاعتبر اخي انك انت الذي مت. ماذا ستقول لله. استقول له اني احرقت اعصابي واضعت وقتي ومالي في وقت يموت فيه اخ لي في النيجر موتا من الجوع واخ لي في غزة قتلا تشجيعا لمنتخب الدنمارك او هولندا او فرنسا / اعداء الله/ انا ايضا كنت اشاهد الكرة كثيرا واستمتع بها ولكن والله توجد اشياء بها حلاوة افضل من كرة القدم بمليارات المرات وهي اعمال بسيطة ترغب بها وجه الله نسال الله ان يهدينا ويهدى شباب المسلمين الى ما يحبه ويرضاه ونتوسل لله ان يقويى رجال الامة على عدم مشاهدة كاس الضياع وعلى عدم حرق اعصابهم او اضاعة مالهم ووقتهم و هروبهم من الواقع في وقت الامة بامس الحاجة لهم وان تجعلهم من يقود العالم عبادة وعلما واخلاقا و لا تتبع الهالكين اخوي ولو كثروا و اصبر وتصبر واصطبر وصابر لانه يوجد غيرك من شاهد اكثر من 5 كؤؤس عالم و لكن الان لا حول ولا قوة له في قبر ضيق يرجو انه استثمر وقته في جمع الحسنات وليس لمشاهدة رونالدو او ماردونا هنا ستجد بعض نجوم الكرة الاروبية الذين اسلمو وبعض الصوتيات والفتاوي حول كرة القدم وكاس العالم http://www.nahne-kawm.com/kas2010/ نرجو من الله ان تكون بها فائدة لكم ولنا دمتم في حفظ الرحمن أفيون الشعوب ... تخدير للشباب ... تضييع للصلوات .. اهتمامات زائفة ... مقامرة وحرمات ... فما الذي نجنيه وشبابنا فيما نفنيه!!؟ حكم التشجيع الرياضي قال فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد من علماء المملكة العربية السعودية (من أصول سورية) أن على المسلم أن يكون جاداً في حياته مشتغلا بما خُلِق من أجله وهو عبادة الله وحده، قال تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) وأن يربأ بنفسه عن مثل هذه الأمور التي تضرّه في دينه ودنياه وتشغله عن مصالحه الدنيوية والأخروية. والقاعدة المقررة عند أهل العلم في المباحات أن ما شغل عن الواجبات، أو صار وسيلة إلى ارتكاب محرم فإنه يكون حينئذ حراما، وأما ما شغل عن المستحب ولا يكون وسيلة إلى محرم فإنه يكون حينئذ مكروها، وما لا يشغل عن هذا ولا ذاك فإنه يكون مباحا على الأصل، ومن نظر في أحوال المشجعين وجدهم قد انهمكوا في التشجيع، وغفلوا عن كثير من الواجبات ومن ذلك ترك الصلاة في الجماعة وتأخيرها عن وقتها وغير ذلك مما لا يخفى، فإذا وصل الأمر إلى هذا الحد فلا شك في التحريم حينئذ، إضافة إلى ما يصاحب ذلك من تعلق القلب وانشغاله، والحب والبغض من أجلها، والموالاة والمعاداة بسببها. اللهو في ثلاث: تأديب فرسك، و رميك بقوسك، و ملاعبتك أهلك الراوي: أبو الدرداء المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 5498 خلاصة حكم المحدث: صحيح {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} الأنعام32 {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ} آل عمران185
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[21 - Jun-2010, صباحاً 04:59]ـ
أحسنت بارك الله فيك .. ،،،،،،،(/)
تفريغ محاضرة فاسمع إذاً من أسبانيا للشيخ أبي إسحاق الحويني
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[21 - Jun-2010, مساء 04:36]ـ
إنَّ الحمدَ لله تعالى نحمده ونستعينُ به ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرورِ أنفسنا وسيئاتِ أعمالِنا من يهدى اللهُ تعالى فلا مضلَّ له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أنَّ لا إله إلا الله وحدهُ لا شريك له وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُه ورسوله.
أما بعدِ
فإن أصدق الحديثِ كتاب الله تعالي وأحسنَ الهدي هدي محمدٍ صلي الله عليه وآله وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها وكلَّ محدَثةٍ بدعه وكلَّ بدعةٍ ضلالة وكلَّ ضلالةٍ في النار، اللهم صلى على محمدٍ وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنَّك حميدٌ مجيد
دَرَسْنَا هَذَا الْمَسَاء بِعُنْوَان (فَاسْمَع إِذاً).
وَأَبْدَأ كَلَامِي بِذِكْر مَقْطَع مِن حَدِيْث بَدَأ بِه الْإِمَام مُسْلِم مِن كِتَاب الْطَّهَارَة مِن صَحِيْحِه وَفِي آَخِر هَذَا الْحَدِيْث يَقُوْل رَسُوْل الْلَّه- صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم-:" كُلُّ الْنَّاس يَغْدُو فَبَائِعٌ نَفْسَه فَمُوْبِقُهَا أَو مُعْتِقُهَا "
الشاهد من الحديث: شِبْه الْدُّنْيَا بِسُوْق وَالْبِضَاعَة الَّتِي تُبَاع فِي هَذَا الْسُّوْق أَنَا وَأَنْت، فَإِذَا خَرَجَت مِن بَيْتِك صَبَاحا، فَأَنَا أَو أَنْت أَحَد رَجُلَيْن،كِلَانَا يَبِيْع نَفْسَه، يَبِيْع نَفْسَه بِأَعْمَالِه الَّتِي يَعْمَلُهَا فِي هَذَا الْيَوْم إِن كَانَت الْأَعْمَال خَيْراً فَهَذَا بَائِع نَفْسَه فَمُعْتِقُهَا (أَي مَن الْنَّار)، وَإِن عَملاً طَالِحاً وَعَمِل سُوَء فَهَذَا بِائِع نَفْسِه فَمُوْبِقُهَا (أَي مُهْلِكُهُا).
مَا مِن إِنْسَان مِنَّا إِلَا وَهُو أَحَد هَذَيْن الرَجُلَيْن.
رَجُل عَمِل صَالِحاً فَرَبِح وَرَجُل آَخَر عَمَل غَيْر ذَلِك فَخَسِر.
الْدُّنْيَا مَزْرَعَة الْآَخِرَة.
فَلَا شَك أَن الْدُّنْيَا مَزْرَعَة الْآَخِرَة، فَهَل تُرِيْد أَن تَتَجَاوَز عقْبَة الْدُّنْيَا لِتَصِل إِلَى الْلَّه بِسَلَام؟ إِن كُنْت تُرِيْد أَن تَسْمَع هَذَا فَاسْمَع إِذاً مَا سَأَقُوْلُه لَك.
مَّعْلُوْم لَدَى كُل الْعُقَلَاء أَنَّه إِذَا أَرَاد أَن يَصِل إِلَى غَايَة وَكَانَت الْطَّرِيْق مُهْلِكَة فِيْهَا وُحُوْش وَفِيْهَا قِطَاع طُرُق، أَنَّه لَا يَسْلُك هَذَا الْطَّرِيْق إِلَا بِحِرَاسَة، أَو عَلَيْه أَن يَسْلُك طَرِيْقا آَمِناً حَتَّى يَصِل إِلَى غَايَتِه، حَب الْدُّنْيَا رَأْس كُل خَطِيَّة فَالَدُّنْيَا مَزْرَعَة الْآَخِرَة فَمَن اسْتَثَمْرَهَا اسْتِثْمَارا حَقِيْقِياً كَانَت رَأْس مَال جَيِّد لَكِن حُب الْدُّنْيَا رَأْس كُل خَطِيَّة، وَهَذَا بَعْض الْنَّاس يَرْوِيْه حَدِيْثاً عَن رَسُوْل الْلَّه- صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم-، وَهَذَا لَا يَصِح عَنْه إِنَّمَا نَحْن نَقُوْلُه قَوْلَا (حَب الْدُّنْيَا رَأْس كُل خَطِيَّة)
مُعَالَجَة الْنَّبِي_صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم لِطَّرِيْق الْدُّنْيَا الْمُوَحِّش.
أَنْت لَابُد وَأَنْت بْن الْدُّنْيَا رَضِعَت مِن لِبَانِهَا وَلَم تُفْطَم بَعْد، الْمَوْلُوْد عِنْدَمَا يُوْلَد يُفْطَم بَعْد عَامَيْن، أَمَّا نَحْن فَلَا نُفَطَم عَن الْدُّنْيَا حَتَّى نَمُوْت إِلَا إِذَا كُنَّا مِن أَهْل الْيَقَظَة، طَرِيْق الْدُّنْيَا مُوَحِّش، عَالَجَه الْنَّبِي- صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- فِي حَدِيْث مَشْهُوْر رَوَاه الْإِمَام الْبُخَارِي فِي صَحِيْحِه مِن حَدِيْث بْن عُمَر –رَضِي الْلَّه عَنْهُمَا قَال- صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم-:" كُن فِي الْدُّنْيَا كأنكَ غَرِيْبٌ أَو عَابِرُ سَبِيِل ".
(أَو) فِي هَذَا الْحَدِيْث لَيْسَت لِلْتَّخْيِيْر, كَمَا لَو قُلْت لَك خُذ هَذَا أَو ذَاك فَأَنْت مُخَيَّر أَن تَأْخُذ هَذَا أَو هَذَا, بَل لَمَّا يُسَمِّيْه عُلَمَاء الْبَيَان لِلْإِضْرَاب.
مَا مَعْنَى (أَو) لِلْإِضْرَاب؟
(يُتْبَعُ)
(/)
إِذَا جَاءَت (أَو) بِمَعْنَى الْإِضْرَاب فَتَكُوْن بِمَعْنَى بَل،وَسُمِّي إِضْرَابَا لِأَنَّك أَضْرَبْت عَن الْكَلَام الَّذِي قَبْلَهَا وَأَثْبَت الْكَلَام الَّذِي بَعْدَهَا، وَهَذَا كَقَوْلِه تَعَالَي:? وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ? (النحل:77).
(أو) هنا بمعنى بل، ? وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ ? كَأَنَّه قَال: لَا، لَا، أَضْرِب عَن هَذَا الْكَلَام، أُتْرُكَه بَل هُو أَقْرَب مِن لَمْح الْبَصَر، فَنَكُوْن أَثْبَتْنَا مَا بَعْد أَو، وَتَرَكْنَا مَا قَبْلَهَا، وَهَذَا كَقَوْلِه تَعَالَى أَيْضا? وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ? (الصافات:147)، أَي بَل يَزِيْدُوْن فَهُنَا فِي هَذَا الْحَدِيْث:" كُن فِي الْدُّنْيَا كأنكَ غَرِيْبٌ أَو عَابِرُ سَبِيِل"
وَجْه الْدَّلَالَة: كَأَنَّمَا قَال لَه: لَا، لَا لَا تَكُن غَرِيْبا، رَجَعَت عَن هَذَا الْكَلَام بَل كُن عَابِر سَبِيِل حَتَّى تَنْجُو مِنْهَا, لِأَن الْغَرِيْب قَد يَأْنَس فِي دَار الْغُرْبَة وَأَنْتُم جَمِيْعا غُرَبَاء،لَيْس هَذَا هُو مَوْطِنُكُم الْأَصْلِي، وَمَع ذَلِك أَنِسْتُم، وَجَدْتُم أَصْدِقَاء جُدُدا وَجِيْرَاناً وَأَحْبَابّاً أَنْسَوْكُم أَحْبَابَكُم فِي بِلَادِكُم الْأَصْلِيَّة،تَعِيْشُوْن فِي أُنْس وَسَلَام وَوَدَاع، بَل قَد يَكُوْن بَعْضُكُم أَسْعَد حَالاً هُنَا فِي دِيَار الْغُرْبَة مِن حَالِه فِي بِلَادِه الْأَصْلِيَّة.
الْأُنْس فِي الْدُّنْيَا وَمَضَارِّه عَلَي الْإِنْسَان وَالْمَخْرَج مِن ذَلِك.
وَالْأِنْس فِي الْدُّنْيَا مَمْنُوْع لِأَنَّك إِذَا أَنِسَت رَكَنَت، وَإِذَا رَكَنَت هَلَكْت
الْمَخْرَج: لَا تَكُن غَرِيْبا فَتَأْنَس فِي دَار الْغُرْبَة، بَل كُن عَابِر سَبِيِل عَابِر الْسَّبِيل رَجُل لَا وَطَن لَه وَلَا بَلَد، وَلَا بَيْت، يَحْمِل خَيْمَتِه عَلَى كَتِفِه، وَيحْمَل زَادَه عَلَى كَتِفِه الْآَخِر، وَلَه غَايَة يُرِيْد أَن يَصِل إِلَيْهَا فَيَمْشِي طِيْلَة الْنَّهَار فَإِذَا جَاء الْلَّيْل عَرَّس وَنَصَب خَيْمَتَه وَنَام، فَإِذَا أَصْبَح الْصَّبَاح جَمْع خَيْمَتِه وَحَمَلَهَا عَلَى كَتِفِه وَحَمَل زَادَه عَلَى الْكَتِف الْأُخْرَى وَوَاصَل الْسِيَر إِلَى غَايَة هُو يُرِيْدُهَا.
فَيَا تُرَى أَيأنَس عَابِر الْسَّبِيل بِشَيْء؟
لَا يَأْنَس بِشَيْء أَبَدا إِلَا إِذَا وَصَل إِلَى مَوْطِنِه الْأَصْلِي الَّذِي يُرِيْدُه، أَو هَدَفُه الَّذِي يُرِيْدُه ,إِذَا أَرَدْت أَن تَصِل إِلَى الْجَنَّة بِسَلَام فَلَا بُد أَن تَتَجَاوَز عَقْبَة الْدُّنْيَا.
نَحْن مَعَاشِر الْمُسْلِمِيْن مَا الَّذِي نُرِيْدُه فِي نِهَايَة الْشَّوْط؟
نُرِيْد أَن نَدْخُل الْجّنة إِذَا أَرَدْت أَن تَصِل إِلَى الْجَنَّة بِسَلَام فَلَا بُد أَن تَتَجَاوَز عقْبَة الْدُّنْيَا، وَلَا يُمْكِن لَك أَن تَتَجَاوَز هَذِه الْعَقَبَة إِلَا إِذَا كُنْت مِن أَهْل الْيَقَظَة، وَدَعُوْنِي أُفَسِّر لَكُم مَا مَعْنَى الْيَقْظَة؟
الْنَّاس أَمَام الْيَقَظَة نَوْعَان:-
نَوْع يَقِظ فِي الْدُّنْيَا: أَزَال الْلَّه عَن عَيْنَيْه غِشَاوَة حَب الْدُّنْيَا فَهُو يَعِيْش فِيْهَا لَكِنَّه يَنْظُر إِلَى الْآَخِرَة.
وَرَجُل آَخَر يَسْتَيْقِظ فِي الْوَقْت الْضَّائِع: حَيْث لَا تَنْفَعُه الْيَقَظَة، كَمَا قَال تَعَالَي فِي هَذَا الْصِّنْف:? لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ? (ق:22)، وَهَذَا يُقَال لِأَهْل الْغَفْلَة فِي الْدُّنْيَا الَّذِيْن عَاشُوْا لِمُتَع الْدُّنْيَا، فَإِذَا مَات أَبْصَر الْحَقِيقَة وَعَرَف أَنَّه كَان مُغَفَّلاً وَكَان أَعْمَى ? لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا ? الَّذِي تَرَاه الْآَن، مُنْكَر وَنَكِيْر وَعَذَاب الْقَبْر إِلَى آَخِرِه، فَكَشَفْنَا عَنْك غِطَاءَك لَمَّا تَرَكَت الْدُّنْيَا، ? فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ?
(يُتْبَعُ)
(/)
حديد: أَي فِي غَايَة الْقُوَّة وَأَصْبَحَت تَرَى الْأَشْيَاء عَلَى حَقَّيْقَتِهَا وَهَؤُلَاء الْمُغَفَّلُون كَمَا قُلْت لَك يَسْتَيْقِظُوْن فِي الْوَقْت الْضَّائِع الَّذِي لَا يُجْدِي كَمَا قَال تَعَالَى:? وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ? (الأنعام:28،27).
الْشَّاهِد مِن الْآَيَة. رَب ارْجِعُوْن سَأَعْمَل صَالِحا، وَلَوَرَد مَرَّة أُخْرَى لِعَمَل مِثْلَمَا كَان يَعْمَل قَبْل ذَلِك مِن مُخَالَفَة الْلَّه تَعَالَى.
مِن هُم أَهْل الْيَقَظَة فِي الْدُّنْيَا؟
أَهْل الْيَقَظَة فِي الْدُّنْيَا هُم الَّذِيْن يَعِيْشُوْن فِي الْدُّنْيَا بُأَبْدَانِهِم وَيَرَوْن الْآَخِرَة بِبَصَائِرِهِم، وَلَكِنَّه بِرُغْم ذَلِك لَا يعْرَف قَدْر الْجَنَّة، يَقْرَأ عَنْهَا نَعَم، يَتَخَيَّل مَا فِي الْجَنَّة مَن الْنَّعِيم، نَعَم، وَلَكِنَّه لَا يَسْتَطِيْع أَن يَصِل إِلَى حَقِيْقَة هَذَا الْنَّعِيم أَبَدا، كَمَا قَال- صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- فِي الْحَدِيْث الَّذِي رَوَاه الْشَّيْخَان وَالْإِمَام أَحْمَد وَالْتِّرْمِذِي وَبِن حِبَّان وَالْحَاكِم وَأَبُو يَعْلَى وَغَيْرُهُم، عَن أَبِي هُرَيْرَة- رَضِي الْلَّه عَنْه- عَن الْنَّبِي- صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم-قَال:" إِن لِلَّه مَلَائِكَةً فُضُلاً عَن كُتَّاب الْنَّاس" فَكُل وَاحِد مِنَّا لَه مَلَائِكَة يَكْتُبُوْن حَسَنَاتِه وَيَكْتُبُوْن ذُنُوْبِه، هَذَا الْنَّوْع مِن الْمَلَائِكَة زِيَادَة لَيْس الَّذِيْن يَكْتُبُوْن أَعْمَال الْنَّاس،" يَلْتَمِسُوْن مَجَالِس الْذِّكْر " كهذا المجلس " فَيَسْأَلُهُم الْلَّه- عَز وَجَل- عِنَدَمّا يَصِلُو?ا إِلَى مَجْلِس مِن مَجَالِس الْذِّكْر يَطُوْفُوْن بِهَؤُلَاء الَّذِيْن يَسْتَمِعُوْن الْذِّكْر، وَيَمْلَئُوْن مَا بَيْن الْسَّمَاء وَالْأَرْض وَيُنَادِي بَعْضُهُم عَلَى بَعْض وَيَقُوْلُوْا "هَلُمُّوا بُغْيَتِكُم،"أي هذه البغية وهذا الذي تبحثون عنه.
" فَيَسْأَلُهُم الْلَّه- عَز وَجَل- وَهُو أَعْلَم بِهِم كَيْف رَأَيْتُم عِبَادِي، يَقُوْلُوْن يَا رَبِّي: يُمَجِّدُونَك، وَيُسَبِّحُوْنَك،وَيُهَلِّلُونَك، وَيُكَبِّرُونَك، فَيَقُوْل لَهُم: هَل رَأَوْنِي؟ فَيَقُوْلُوْن: لَا، فَيَقُوْل لَهُم: كَيْف لَو رَأَوْنِي؟ " أَي يُمَجِّدُونَه وَيُسَبِّحُوْنَه وَيُكَبِّرُونَه، وَيُعَظِّمُونَه وَلَم يَرْوِه.قَال: كَيْف لَو رَأَوْنِي؟، قَالُوْا لَو رَأَوْك لَكَانُوْا أَشَد لَك تَمْجِيْداً وَتَعْظِيْماً وَتَحْمِيْداً وَتَّهْلِيْلاً، فَقَال لَهُم: مَا يَطْلُبُوْن؟ قَالُوْا يَطْلُبُوْن الْجَنّة، فَقَال لَهُم: هَل رَأَوْهَا؟، قَالُوْا لَا يَا ر بَّنَا مَا رَأَوْهَا، فَقَال لَهُم: كَيْف لَو رَأَوْهَا؟ قَالُوْا لَو رَأَوْهَا كَانُوْا أَشَد عَلَيْهَا حِرْصاً وَأَعْظَم طَلَباً، قَال: مِمَّا يَتَعَوَّذُون؟ قَالُوْا: رَبَّنَا يَتَعَوَّذُون مِن الْنَّار، قَال: هَل رَأَوْهَا؟ قَالُوْا: لَا يَا رَبَّنَا مَا رَأَوْهَا، قَال: كَيْف لَو رَأَوْهَا؟ قَالُوْا: لَو رَأَوْهَا لَكَانُوْا أَشَد فِرَاراً وَهَرَباً مِنْهَا، فَقَال الْلَّه- عَز وَجَل- أُشْهِدُكُم أَنَّنِي غَفَرْت لَكُم، وَأُعْطِيَت لَهُم مَّا يَسْأَلُوْن، قَالُوْا رَبُّنَا إِن فِيْهِم فُلَانا مَا جَاء يَطْلُب ".
مَا جَاء يَذْكَر وَلَا يَجْلِس فِي مَجَالِس الْذِّكْر، إِنَّمَا أَرَاد رَجُلاً مِن الْمَجِلس كَان لَه حَاجَة " وَهُو رَجُل خَطَّاء، لَه ذُنُوْب، فَقَال الْلَّه- عَز وَجَل- غَفَرَت لَه هُم الْقَوْم لَا يَشْقَى بِهِم جَلِيْسُهُم "، فَغَفَر لَه بِالْرَّغْم مِن أَنَّه لَم يَأْتِي لِلْذِّكْر إِكْرَاما لِعِبَادِه الُمْتَّقِيْن الَّذِيْن جَلَسُوْا يَذْكُرُوْن الْلَّه.
(يُتْبَعُ)
(/)
الشاهد من الحديث: " قَال: مَا يَطْلُبُوْن؟ قَالُوْا يَطْلُبُوْن الْجَنّة، فَقَال: هَل رَأَوْهَا؟،قَالُوْا لَا مَا رَأَوْهَا،َقَال: كَيْف لَو رَأَوْهَا "، إِذا نَحْن نَطْلُب الْجَنَّة وَلَا نَدْرِي حَقِيْقَتُهَا، كَمَا قَال بِن عَبَّاس- رَضِي الْلَّه عَنْهُمَا-:" لَيْس فِي الْجَنَّة مِن الْدُّنْيَا إِلَّا الْأَسْمَاء "
قال تعالى عن الجنة مثلًا:? فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ ? (الرحمن:68) أَنْت مَاذَا تَعْرِف عَن الْرُّمَّان، تَعْرِف هَذِه الثَّمَرَة الَّتِي طَعِمْتُهَا
كُل شَيْء فِي الْدُّنْيَا وَهُو فِي الْجَنَّة يَتَشَابَه فِي الْأَسْمَاء فَقَط.
الْرُّمَّان الَّذِي فِي الْجَنَّة لَا تَسْتَطِيْع أَن تَتَصَوَّر مَذَاقُه وَلَا حَلَاوَتُه، لَكِن عَرَفْت أَن فِي الْجَنَّة رُمَّانا، لِأَنَّه فِي الْدُّنْيَا، فَكُل شَيْء فِي الْدُّنْيَا وَهُو فِي الْجَنَّة يَتَشَابَه فِي الْأَسْمَاء فَقَط، فِي الْجَنَّة لَبَن و خَمْر،وَلَكِن أَنْت لَا تَدْرِي حَقِيْقَة الْخَمْر وَلَا مُتْعَة الْشَّارِب لَهَا فِي الْجَنَّة، إِذاً لَيْس فِي الْدُّنْيَا مِن الْجَنَّة إِلَّا الْأَسْمَاء، أَمَّا الْحَقِّيَّقَة فَأَنْت لَا تَعْرِفُهَا, فَأَهْل الْيَقَظَة الَّذِيْن يُدَاوِمُوْن عَلَى مَعْرِفَة أُمُوْر الْآَخِرَة سَيَعْرِفُوْن إِذَا دَخَلُوْا الْجَنَّة أَنَّهُم لَم يُقَدِّرُوْهَا حَق قْدِرَهَا كَمَا قَال الْقَائِل وَكَان يُحِب امْرَأَة وَتَصَوّرِهَا أَجْمَل امْرَأَة فِي الْدُّنْيَا، وَلَم يُصَل عَقْلِه إِلَى أَجْمَل مِنْهَا أَبَدا فَأَنْشَد قَائِلا:
وَكَنْت أَرَى أَن قَد تَنَاهَى بِي الْهَوَى
إِلَى غَايَة مَا بَعْدَهَا لِي مَطْلَبُ
فَلَمَّا تَلَاقَيْنَا وَعَايَنْت حُسْنَهَا
تيقنتُ أني إنما كنتُ ألعبُ
الْشَّاهِد مِن الْكَلَام: قَال كُنْت أَتَصُوُرهَا تَصَوُّراً مُعَيَّناً، وَلَكِن لَمَّا رَأَيْتُهَا عَلَى حَقَّيْقَتِهَا تَبَيَّن أَنَّنِي كُنْت سَاذِجاً جِداً، وَكُنْت أَلْعَب لَأَنّنِي مَا قَدَرْت أَن تَكُوْن بِمِثْل هَذَا الْجَمَال.
وَالْمُحِب عَادَة يَبْذَل حُشَاشَة نَفْسِه، وَثَمَرَة فُؤَادُه لِمَن يُحِب ثُم يَرَى فِي الْنِّهَايَة أَنَّه مَا قَدَّّم شَيْئاً لِحَبِيْبِه، مَهْمَا بَذَل.
كَمَا قَال الْقَائِل:.
يَا رَاحِلاً وَجَمِيْل الْصَّبْر يَتَّبِعه
هَل مِن سَبِيِل إِلَى لُقْيَاك يَتَفقُ
مَا أَنْصَفَتْك دُمُوْعِي وَهْي دَامِيَة
وَلَا وَفَى لَك قَلْبِي وَهْو يَحْتَرِقُ
يَقُوْل: أَيُّهَا الْرَّاحِل الَّذِي تَرَكْتَنِي وَأَخَذَت الْصَّبْر مَعَك وَأَنْت رَاحِل فَصَار لَا صَبْر لِي، وَذَرَفْت عَلَيْك دُمُوْعِي كُلُّهَا حَتَّى انْبَجَس الْدَّم بَعْد الْدَّّمْع، أَي عَيْنَيْه قُذِفَت دَما،بَكَى حَتَّى انْتَهَت دُمُوْعِه ثُم جَاء الْدَّم، يَقُوْل عَيْنَي مَا أَنْصَفَتْك بِالْرَّغْم مِن أَنَّه يَبْكِي دَما.
وَلَا وَفَى لَك قَلْبِي وَهْو يَحْتَرِق: وَأَنَا مَا أَدَّيْت حَق الْوَفَاء لَك بِالْرَّغْم مِن أَن قَلْبِي يَحْتَرِق لِفِرَاقِك، فَهَكَذَا الْمُحِب يَبْذَل كُل شَيْء لِحَبِيْبِه ثُم يَرَى فِي الْنِّهَايَة أَنَّه مَا وَفَّاه حَقَّه.
فَإِذَا كُنْت مُحِبا تَطْلُب الْجَنَّة فَاسْمَع إِذا.
مَا سَأَقُوْلُه لَك فِي هَذَا الْحَدِيْث الَّذِي رَوَاه الْإِمَام الْتِّرْمِذِي وَأَحْمَد وَغَيْرِهِمَا مِن حَدِيْث النَّوَّاس بْن سَمْعَان- رَضِي الْلَّه عَنْه- قَال: قَال رَسُوْل الْلَّه- صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم-، الْحَدِيْث الَّذِي سَأَذْكُرُه مَثْل وَأَنْت تَسْمَعُنِي تَخَيَّل هَذَا الْمَثَل حَتَّى تفهَم الْحَدِيْث، قَال- صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم-:" ضَرَب الْلَّه مَثَلاً صِرَاطاً مُسْتَقِيْماً "، هذا هو الصراط: أي الطريق، " وَعَلَى جَنْبَتَي الْصِّرَاط سُوَرَان " فِيْهِمَا _ أَي فِي هَذَيْن الْسُّوْرَيْن _ " أَبْوَابٌ مُّفَتَّحَة، وَعَلَى الْأَبْوَاب سُتُوْر مُرْخَاة "_ أي على كل باب ستارة مشدودة _ " وَعَلَى رَأْس الْصِّرَاط دَاعٍ يَدْعُوَا يَقُوْل يَا أَيُّهَا الْنَّاس أَدْخِلُوَا الْصِّرَاط جَمِيْعاً وَلَا تَتَعَوَّجُوا،
(يُتْبَعُ)
(/)
وَدَاعٍ يَدْعُوَ مِن فَوْق الْصِّرَاط " _ أَي مَكَانَه عَالِي _" كُلَّمَا أَرَاد رَجُلٌ أَن يَفْتَح بَاباً مِن هَذِه الْأَبْوَاب الَّتِي فِي الْسُّوْر قَال لَه وَيْحَك لَا تَفْتَحْه فَإِنَّك مَتَى فَتَحْتُه وَلَجْتُه " أي دخلت فيه.
قَال - صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- مُوَضِّحا هَذَا الْمَثَل:
قال:" الْصِّرَاط: هُو الْإِسْلَام، وَالْسُّوْرَان: حُدُوْد الْلَّه، وَالْأَبْوَاب الْمُفَتَّحَة: مَحَارِم الْلَّه، وَالْدَّاعِي الَّذِي يَدْعُوَ عَلَى رَأْس الْصِّرَاط: كِتَاب الْلَّه، وَالْدَّاعِي الَّذِي يَدْعُوَ مِن فَوْق الْصِّرَاط: هُو وَاعِظ الْلَّه فِي قَلْب كُل مُؤْمِن ".
الْأَمْثَال عَادَة تَكُوْن مِن بَاب الْمُبِيْن.
لِأَن الْكَلَام إِمَّا أَن يَكُوْن مُجْمَلَاً، وَإِمَّا أَن يَكُوْن مُبَيِّناً، الْكَلَام الْمُجْمَل تَخْتَلِف فِيْه الْأَنْظَار، وَاحِد يَقُوْل مَعْنَاه كَذَا وَالْثَّانِي يَقُوْل: مَعْنَاه كَذَا وَالْثَّالِث يَقُوْل: بَل مَعْنَاه كَذَا، أَي تَخْتَلِف الْأَنْظَار فِي فَهْم كَلِمَة مُجْمَلَه، كَقَوْل الْلَّه- عَز وَجَل- مَثَلا فِيْمَا يَتَعَلَّق بِالْقُرْء? وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ ? (البقرة:228) الْمَرْأَة إِذَا طُلِقَت ُتَنْتَظِر ثَلَاثَة قُرُوَء الْقَرْء هُنَا حَيْض، أَم طُهْر؟ أَي تَبْدَأ تُعَد الْعِدَّة مِن أَوَّل مَا تَحِيْض وَتَأْخُذ ثَلَاث حَيْضَات، تَحِيَض ثُم َتطْهُر ثُم تَحِيَض ثُم تَطْهُر ثُم تَحِيَض الْحَيْضَة الثَّالِثَة ثُم تَكُوْن خَرَجَت مِن زَوْجِهَا، أَما الْقَرْء: طُهْر، تَطْهُر ثُم تَحِيَض، ثُم تَطْهُر ثُم تَحِيَض ثُم تَطْهُر و َتَنْفَك مَن زَوَّجَهَا.
هَل الْقَرْء حَيْض أَم طُهْر، وَبِأَي شَيْء تَبْدَأ الْمَرْأَة فِي عَد الْعِدَّة؟
الْعُلَمَاء لَهُم مَذْهَبَان فِي هَذَا:
أَهْل الْكُوْفَة يَقُوْلُوْن: الْقَرْء: حَيْض.
وَأَهْل الْحِجَاز يَقُوْلُوْن: الْقَرْء: طُهْر.
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[21 - Jun-2010, مساء 04:43]ـ
فَيَكُوْن الْلَّفْظ هُنَا اخْتَلَفَت فِيْه الْأَنْظَار، لَكِن الْمُبِيْن لَا تَخْتَلِف فِيْه الْأَنْظَار وَكُل الْأَمْثَال الَّتِي وَرَدَت فِي الْقُرْءَان لَا تَخْتَلِف فِيْهَا الْأَنْظَار لِأَن الْمَثْل فِي الْأَصْل يُبَيِّن كَلَاماً مُجْمَلاً.
قَال تَعَالَي:?وَتِلْكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلا الْعَالِمُونَ ? (العنكبوت:43)
وقال:? وَتِلْكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ? (الحشر:21)
رَوَى بْن أَبِي حَاتِم فِي تَفْسِيْرِه بِسَنَد صَحِيْح عَن عُمَر بْن مُرَّة- رَضِي الْلَّه عَنْه وَرَحِمَه الْلَّه- عُمَر بْن مُرَّة تَابِعِي، قَال:" إِذَا قَرَأْتُ مَثَلاً فِي كِتَاب الْلَّه وَلَم أَفْهَمْه بَكَيْت عَلَى نَفْسِي، لِأَن الْلَّه- عَز وَجَل- يَقُوْل:? وَتِلْكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلا الْعَالِمُونَ ?".
فَحَدِيثَنا الْيَوْم عِبَارَة عَن مَثْل فِلَابِد أَن يَكُوْن وَاضِحاً، ضَرَب الْلَّه مَثَلاً صِرَاطاً مُسْتَقِيْماً وَهُو الْإِسْلَام.
مَيِّزّة الْإِسْلام أَنَّه مُّسْتَقِيْم.
كما قال تعالي:? وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ? (الأنعام:153)، الْنَّبِي- صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم_ لَمَّا قَرَأ هَذِه الْآَيَة مِن سُوْرَة الْأَنْعَام، رَسْم عَلَى الْأَرْض خَطاً طَوِيْلاً، وَعَلَى جَانِب هَذَا الْخَط مِن جِهَة الْيَمِيْن رَسْم خُطُوْطاً قِصَّاراً، وَعَلَى جَنْبِه مِن جِهَة الْيَسَار رَسْم خُطُوْطاً قِصَار أَيْضاً، ثُم قَال:" هَذَا صِرَاط الْلَّه " الَّذِي هُو الْطَّوِيْل، ? وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا ?، وَأَشَار إِلَى الْطُّرُق الْصُّرَط الَّتِي عَلَى جَانِبَي الْصِّرَاط مِن الْيَمِيْن وَالْيَسَار وَقَال:" هَذِه صُِرَط الْشَّيَاطِيْن عَلَى كُل صِرَاط شَيْطَان يَدَعُوْا إِلَيْه ".
مَيِّزّة الْطَّرِيْق الْمُسْتَقِيْم:
(يُتْبَعُ)
(/)
أَغْمِض عَيْنَيْك وَأَمْشِي، سَتَصِل حَتَّى لَو أَغْمَضْت عَيْنَيْك سَتَصِل لَكِن الْطُّرُق الْأُخْرَى مُتَعَرِّجَة وَمُلْتَوِيَة لَابُد أَن تَكُوْن بَصِيْرا حَتَّى لَا تَسْقُط فَيَكُوْن هَذَا صِرَاط الْلَّه، (ضَرَب الْلَّه مَثَلا صِرَاطا مُسْتَقِيْما وَعَلَى جنبتَي الْصِّرَاط سُوَرَان) هَذَا هُو الْسُّوْر الْأَوَّل وَالَّذِي فِي الْمُنْتَصَف الْطَّرِيْق الَّذِي بَعْد الْسُّوْر مِن هَذِه الْنَّاحِيَة ,الْكُفْر، الْفَضَاء الْوَاسِع أَنْت مُحَدَّد بِطَرِيْق إِذَا خَرَجْت مِن خَارِج هَذَا الْطَّرِيْق فَتَكُوْن الْدُّنْيَا كُلُّهَا صَارَت طَرِيْقاً لَك تَمْشِي حَيْث تُحِب، لَكِن الْإِسْلَام مَحْصُوْر بَيْن هَذَيْن الْسُّوْرَيْن، طَالَمَا أَنْك تَمْشِي فِي هَذَا الْصِّرَاط لَا تُخْرِج مِن هُنَا وَلَا مِن هُنَا فَأَبْشِر، هَذَا صِرَاط الِلَّه (ضَرَب الْلَّه مَثَلا صِرَاطا مُسْتَقِيْما، وَعَلَى جنبتَي الْصِّرَاط سُوَرَان.)
هَذَا الْسُّوْر وَهَذَا الْسُّوْر فِيْهِمَا أَبْوَاب مُّفَتَّحَة، لِمَا تَخْرُج مِن هَذَا الْبَاب إِلَى أَيْن تَذْهَب؟ إِلَى الْفَضَاء الْوَاسِع، أَبْوَاب مُّفَتَّحَة، عَلَى هَذِه الْأَبْوَاب سُتُوْر مُرْخَاة، سِتَارَة مَشْدُوْدَة عَلَى الْبَاب، مِثْل الْنَّافِذَة أَنْت تَشَد عَلَيْهَا سِتَارَة لِمَاذَا؟ حَتَّى لَا يَرَاك الْجِيْرَان، وَحَتَّى تَكُوْن بِحُرِّيَّتِك وَلَا يَرَاك أَحَد، فَعَلَى كُل بَاب سِتَارَة مَشْدُوْدَة، الْرَّسُوْل- عَلَيْه الْصَّلاة وَالْسَّلام- لَمّا بَيْن لَنَا هَذَا الْمَثَل قَال:" الْأَبْوَاب مَحَارِم الْلَّه "، أَي لَو دَخِلَت مِن الْأَبْوَاب فَتَكُوْن دَخَلَت فِي مَحَارِم الْلَّه، إِيَّاك.
فَمَا فَائِدَة الْسِّتَارَة الْمَشْدُوْدَة عَلَى هَذَا الْبَاب؟
الْسِّتَارَة: هِي الْنَّص الْشَّرْعِي الَّذِي يَنْهَاك عَن دُخُوْلِك إِلَى الْمُحَرَّم وَهُنَاك بَعْض الْنَّاس يَتَغَافَلُون، يَمْشِي وَجَد الْبَاب مَفْتُوْحاً وَلَيْس هُنَاك سِتَارَة مُمْكِن يَدْخُل، مَا الَّذِي أَدْخَلَك يَقُوْل: وَالْلَّه أَنَا لَم أَنْتَبِه لِذَلِك لَكِن لَو أَرَاد أَن يَدْخُل لَابُد أَن يَشُد الْسِّتَارَة، فِيِكَوْنِه مُتَعَمَّد أَم لَا قَطْعا مُتَعَمَّد، لِأَنَّه شَد الْسِّتَارَة بِخِلَاف ما لَو كَان الْبَاب لَيْس عَلَيْه سِتَارَة مُمْكِن يَدْخُل وَهُو نَاسِي مُمْكِن يَدْخُل وَهُو لَم يَنْتَبِه، لَكِن إِذَا شَد الْسِّتَارَة مِن عَلَى الْبَاب فَهُو يَعْلَم أَنَّه يُرِيْد الْدُّخُوْل، إِذا فَهُو مُتَعَمَّد، فَمَن رَحْمَة الْلَّه- تَبَارَك وَتَعَالَي- أَن جَعَل الْسِّتَارَة عَلَى هَذَا الْبَاب حَتَّى لَا تَلِجْه وَلَا تدَخَلَه.
وَالْمُحَرَّم عِنْدِنَا قِسْمَان:
1 - مَحْرَّم لِذَاتِه: أَي مَا أَبَاحَه الْلَّه يَوْما مِّن الْأَيَّام لِأَحَد.
كَالْشَّرَك، وَالْقَتْل، وَالْزِّنَا , مَا أَبَاح الْلَّه الْشِّرْك أَبَدا، وَلَا أَبَاح الْقَتْل لِأَحَد أَبَدا بِغَيْر حَق طَبْعا، وَلَا أَبَاح الْزِّنَا أَبَدا لِأُمَّة مِن الْأُمَم.
2 - َ مُحَرَّم لْغَيْرَة: لَيْس حَرَاماً فِي ذَاتِه، وَلَكِن انْضَم إِلَيْه شَيْء آَخَر نَقَلَه مَن الْحَل إِلَي الْحُرْمَة.
مثال ذلك: أَنَا عِنْدِي مَثَلا مُزَارِع مِن الْعِنَب و الْخَمْر تُصْنَع مِن أَشْيَاء عَلَي رَأْسِهَا الْعِنَب،قد يَكُوْن الْخَمْر مِن الْعِنَب وقد يَكُوْن مِن الْتَّمْر وقد يَكُوْن مِن الْشَّعِيْر، ويوجد أَنْوَاع أُخْرَي نَُسْتَخْلِص مِنْهَا خَمْراً فلَو بِعْت هَذَا الْعِنَب لَتُجَّار الْفَاكِهَة حَلَال، لكن لو جَاءَنِي رَجُل مُصَنَّع خَمْر وَقَال: أُرِيْد أَن أَشْتَرِي كُل هَذِه الْمَزَارِع حَرَام.
وَهَذَا هُو الْمُحَرَّم لِغَيْرِه،أَي أَصْل زِرَاعَة الْعِنَب وَبِيَعه كَعِنَب حَلَال لَكِن لَمَّا أَرَاد أَن يَشْترِي مِنِّي الْمُصَنَّع الْعِنَب قُلْت لَه: حَرَام أَنْضَم إِلَي هَذَا شَيْء آخَر نَقَلَه مَن الْحَل إِلَي الْحُرْمَة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فَعِنْدَنَا حَرَام لِذَاتِه: أَي لِمَا فِيْه مِن الْقَبَائِح وَمَا أَحَلَّه الْلَّه يَوْما مِّن الْأَيَّام وَحَرَام لِغَيْرِه: وَهُو أَن يَكُوْن حَرَام إِذَا أَنْضَم إِلَيْه شَيْء آخَر.
اسْتِقَامَتَك عَلَي الْطَّرِيْق وَأَنْت مَاضِي إِلَي الْلَّه (ضَرَب الْلَّه مَثَلاً صِرَاطاً مُسْتَقِيْماً) آخر هَذَا الْصِّرَاط؟ الْجَنَّة، أَنْت حَتَّى تَصِل إِلَي الْجَنَّة لاتَدْخُل مِن هَذِه الْأَبْوَاب إِنَّمَا تَوَاصُل الْسِيَر عَلَي الْطَّرِيْق الْمُسْتَقِيْم لِأَن نِهَايَتِه الْجَنَّة وَأَنْت تَمْشِي فِي هَذَا الْطَرِيْق عِنْدَك مُشْكِلَتَان لَأَبَد أَن تَتَجَنَّب هَذِه وَتِلْك.
المِشَكِلَتَان الْلَّتَان تُوَاجَهَان الْإِنْسَان فِي سَيْرِه إِلَي الْطَّرِيْق الْمُسْتَقِيْم.
1 - الْعَقَبَة الْأَوَّلِي: الْذَّنْب. إِذَا أَرَدْت أَن تَصِل وَكِلَاهُمَا مَذْكُوْر فِي الْقُرْآَن قَال الْلَّه- عَز وَجَل - لِلْنَّبِي- صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم-، ثُم لَنَا تَبَعا لِأَن مَا أُمِرَ بِه الْنَّبِي- صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- وَلَم تَثْبُت فِيْه الْخُصُوْصِيَّة فَنَحْن مَأْمُوْرُوْن بِه قَال تَعَالَي:?فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا ? (هود: 112)، فَأَمَرَه أَن يَمْشِي عَلَي الْطَّرِيْق الْمُسْتَقِيِم ثُم قَال لَه:? وَمَنْ تَابَ مَعَكَ ? مِن أَي شَيْء يَتُوْب الْمَرْء؟ يَتُوْب مِن الْطَّاعَة أَم مَن الْذَّنْب؟ يَتُوْب مِن الْذَّنْب فَيَكُوْن أَوَّل عُقْبَة الْذَّنْب لِأَجْل هَذَا قَال: ? وَمَنْ تَابَ مَعَكَ ? فيكون أذنب فلابد أن يتوب هذا هو المعوق الأول
? وَلا تَطْغَوْا ?
2 - الْعَقَبَة الْثَّانِيَة الْبِدْعَة: (الطُّغْيَان) مُجَاوَزَة الْحَد، وَهَذِه هِي الْبِدْعَة أَنْت مَا بَيْن الْمِطْرَقَة وَالْسِّنْدَان كَمَا يُقَال، وَالَّذِي يَقْدَح فِي الِاسْتِقَامَة الْذَّنْب وَالْبِدْعَة، نَحْن لَسْنَا مَعْصُوْمِيْن حَتَّى يُقَال لَك لَا تُقْتَرَف ذَنْباً وَسَيَقْتَرّف الْمَرْء الْذَّنْب مُهِمَّا اجْتَهَد أَلَّا يُذْنِب.
كَمَا قَال- صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم-:" كُل بَنِي أَدَم خَطَّاء"، وَقَال- صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم-:" لَو لَم تُذْنِبُوا لَخَسَف الْلَّه بِكُم الْأَرْض ثُم أَتَى بِأَقْوَام يُذْنِبُون فَيَسْتَغْفِرُوْن فَيَغْفِر الْلَّه لَهُم " إِيَّاك أَن يَتَصَوَّر أَحَدُكُم أَن هَذَا حَض عَلَى الْذَّنْب، وَيَقُوْل طَالَمَا أَن الْذَّنْب مُلَازِم لِبَنِي آدَم فَأَذْنَب لَا،أَنْت سَتُذْنِب رُغْما عَنْك، لِمَاذَا؟ عِنْدَك الْشَّيْطَان الْرَّجِيْم وَعِنْدَك الْنَّفْس الْأَمَارَة بِالْسُّوْء، وَعِنْدَك شَيَاطِيْن الْإِنْس وَالْجِن يَؤُزُّونَك أَزاً عَلَى الْمَعْصِيَة، وَالْإِيْمَان يَزِيْد وَيَنْقُص.
مُمْكِن فِي حَال نَقُص الْإِيْمَان تَمَاماً يدعوك أحدهم للذهاب للمرقص أَو لَبَيْت الْدَّعَارَة،أَو لِشْرَب الخمر، يَقُوْل لَه تَعَالَي لِنَشْرَب كَأْسَيْن وَنُنْسِي الْدُّنْيَا وَالْهُمُوْم، أَو اشْرَب حَشِيْش وَكُوَكَايِين وَبانْجو وَغَيْر ذَلِك، بَعْد أَن يَعْمَل الْذَّنْب يَنْدَم، مَا هَذَا الَّذِي فَعَلْتَه؟ الْلَّه اغْفِر لِي الْلَّهُم اسْقُط عَنِّي ذَنْبِي، الْلَّه لَا تُؤَاخِذْنِي، أَذْنَبْت لَكِن يَجِب عَلَيْك أَن تَتُوْب.
وُجُوْب الْتَّوْبَة عَلَي كل مِن أذنب.
وَلِذَلِك قَال الّه – عَز وَجَل- لِلْنَّبِي- صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- فِي هَذِه الْآَيَة:? وَمَنْ تَابَ مَعَكَ ?، أَي وَالَّذِي يَتُوْب مِن الْذَّنْب يُكَوِّن قَد رَجَع إِلَى الْصِّرَاط مَرَّة أُخْرَى بَعْدَمَا خَرَج مِنْه، فَعِنْدَنَا الْذَّنْب مُشْكِلَة إِذَا أَذْنَبْت تُب إِلَى الْلَّه- عَز وَجَل-.
الْشَّيْء الْآَخَر الَّذِي يَقْدَح فِي الِاسْتِقَامَة الْبِدْعَة:? وَلَا تَطْغَوْا ?، أَي لَا تُخْتَرَع عُبَادَة تَتَقَرَّب بِهَا إِلَى الْلَّه- عَز وَجَل- بِهَا، أَي الْجَمَاعَة الَّذِيْن يَرْقُصُوْن فِي مَجَالِس الْذِّكْر بَعْدمَا يَأْكُلُوْن وَيَمْلَئُوْن بُطُونَهم ,
(يُتْبَعُ)
(/)
َأهَذَا هُو الَّذِي أَمَر الْلَّه- عَز وَجَل- بِه، أَهَذَا فَعَلَه الْنَّبِي- صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم-، أَهَذَا فَعَلَه الْصَّحَابَة وَالْتَّابِعُوْن وَالْأَئِمَّة الْمتبعُوْن يُمَسِّكُوْن بِأَيْدِي بَعْضُهُم و يْتَمايَلُوْن يَمْنَة وَيَسْرَة، أَنْت اخْتُرِعَت شَيْئاً تَتَقَرَّب بِه الْلَّه لَم يَأْذَن بِه الْلَّه، فَهَذَا هُو الطُّغْيَان وَمُجَاوَزَة الْحَد الَّذِي نُسَمِّيْه الْبِدْعَة.
وَأَنَا أَقُوْل لَكُم بِصَرَاحَة لَمَّا وَاحِد يَقِف وَيَتَمَايَل، وَسَاعَات تَأْخُذُه الْجَلَالَة وَيَتَمَايَل حَتَّى تَكَاد تصَل رَأْسَه إِلَى الْأَرْض، لَو أَن هَذَا الْرَّجُل ذَهَب لِقصَر مَلْك مِن الْمُلُوْك اسْمُه عَبْدِه مَثَلا وَوَقَف عَلَى الْبَاب وَقَال: يَا عَبْده , وكررها عدة مرات فَيَكُوْن هَذَا أَشْبَه بِالْمُسْتَهْزِئ كَيْف يَقِف بَيْن يَدَي الْلَّه- عَز وَجَل - وَيَفْعَل مِثْل هَذِه الْحَرَكَات وَيتَصَوَّر أَنَّه يعْبَد رَبِّه - سُبْحَانَه وَتَعَالَي - فَهَذَا ارْتَقِي وصِل إِلَي دَرَجَة الطُّغْيَان وَرَكِب سُلَِم الْحِرْمَان، فالَّذِي يَقْدَح فِي الِاسْتِقَامَة هذان الْشَّيْئَان قَال تَعَالَي:? فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ ?
? وَمَنْ تَابَ مَعَكَ ?: أي خرج عن المعاصي وبعد ذلك رجع مرة ثانية إلي الاستقامة.
شِعَار الْعُبُوْدِيَّة.
? وَلا تَطْغَوْا ?: أَي تَتَجَاوَزُوْا الْحَد عَن أَمْرِي، وَلَا تُنْقَل قَدَمَك إِلَا إِذَا كَان مَأْذُوْنا لَك أَن تَنْقُل قَدَمَك، لِأَن هَذَا هُو شِعَار الْعُبُوْدِيَّة كَثِيْرا مِن الْنَّاس يَعْمَلُوْن فِي الْتِّجَارَة، أَي رِجَال أَعْمَال، يَذْهَب ويَعَقد صَفْقَة فِي أَي بَلَد مِن بِلَاد الْدُّنْيَا، وَنَحْن كَبِلَاد مُسْلِمَة بِكُل أَسَف صِرْنَا سَوْقاً وَإِنِتَاجِنا قَلِيْل، مُعْظَم مَا نَسْتَعْمِلُه فِي حَيَاتِنَا مُسْتَوْرَد وَمُسْتَوْرِد مَن الَّذِيْن لَا يَدِيْنُوْن بِدِيْن الْإِسْلَام، أَهُم شَيْء عِنْد الْرَّجُل الْمُنْتَج هَامِش الرِّبْح، يَبِيْع الْبِضَاعَة هَذِه بِأَعْلَى سِعْر يَكُوْن.
فَطَبَعا لِكَي تَفْعَل صَفْقَة بَيْع بَيْنَك وَبَيْن رَجُل لَا يَدِيْن بِدَيْنِك يَضَع شُرُوْطاً قَد يَكُوْن فِيْهَا مَا يُخَالِف الْقُرْآَن وَالْسُّنَّة هُو رَجُل لَا يَدِيْن بِدَيْنِك فَيَعْمَل الْشُّرُوْط الَّتِي تُحَقِّق لَه أَعْلَي مُعدَّل رَبِح، مَع قَطْع الْنَّظَر عَن حَلَال وَحَرَام، وَهُم لَيْس عِنْدَهُم حَلَال وَحَرَام، كُلُّه حَلَال حَلَال حَلَال، الْمَذْهَب الْثُّلاثِي الْمَعْرُوْف.
ما يَدُل عَلَى هَوَان الْدِّيْن.
أَنْت كَتَاجِر رَجُل أَعْمَال كَبِيْر عِنْدَك مُحَاسِب يَرْأَس مَجْمُوْعَة مِن الْمُحَاسِبِيْن، أَي شَرِكَة لَا يَكُوْن لَهَا مُحَاسِب تَكُوْن شَرِكَة خَاسِرَة للَك مُسْتَشَار قَانُوُنِي لِأَنَّه لَو حَدَث مُشْكِلَة قَانُوْنِيَّة هَذَا الْمُسْتَشَار الْقَانُوْنِي يَحُلُّهَا لَك، هَذَا الْمُحَاسِب يَعْمَل عِنْدَك مَجَّاناً أَم تُعْطِيَه أَجْراً؟ تُعْطِيَه أَجْراً، هَذَا الْمُسْتَشَار الْقَانُوْنِي تُعْطِيَه أَجْراً أَم يَعْمَل مَجَّاناً؟ تُعْطِيَه أَجْراً, قَبْل أَن تَعْقِد هَذِه الْصَّفْقَة كَرَجُل مُسْلِم تُرِيْد أَن تَأْكُل حَلَالا.
الْسُّؤَال: هَل عِنْدَك مُفْتِي عرِّضَت عَلَيْه هَذَا الْعَقْد وَقُلْت لَه: أَُنْظُر فِيْه هَل فِيْه شَيْء يُخَالِف دِيْنِي أَم لَا؟
الْجَوْاب: لَا ثُم لَا ثُم لَا، عِنْدَك مُسْتَشَار قَانُوُنِي، وَعِنْدَك مُحَاسِب وَلَيْس عِنْدَك مُفْتِي يُفْتِيَك يَقُوْل هَذَا حَلَال وَهَذَا حَرَام، الْمُفْتِي عِنَدَمّا يَعْمَل عِنْدَك يَعْمَل مَجَّاناً.
(يُتْبَعُ)
(/)
عِنَدَمّا يَتَّصِل بِي أَحَد يُرِيْد يَسْأَلُنِي فِي شَيْء مَا، وَيَأْخُذ مَعِي سَاعَة عَلَى الْتَّلِيْفُوْن، وَأَخَذ يَقُوْل لِي وَالْلَّه أَنَا أُرِيْد أَن أَقْرَأ عَلَيْك الْشُّرُوْط الْفُلَانِيَّة أَنَا سَأُحْضِر الْبِضَاعَة مَن الْبَلَد الْفُلَانِي، وَالْشُّرُوْط يَشْتَرِط عَلَي الْمُنْتَج كَذَا وَكَذَا وَكَذَا وَكَذَا، هَل فِيْه شَرْط مِن هَذِه الْشُّرُوْط يُخَالِف نَصاً مِن الْقُرْءَان وَالْسُّنَّة؟ ,أظلّ أَسْأَلُه وَأَخَذ وَأَرُد مَعَه وَهَذَا الْكَلَام مُمْكِن يَأْخُذ مِنِّي عَشْر دَقَائِق، نِصْف سَاعَة، سَاعَة، وَمُمْكِن يَسْأَل عَشْر مَرَّات، كُل مَرَّة يَأْخُذ رُبْع سَاعَة، أَنَا كَمُفَتِي مَا الَّذِي أَخَذَتْه مِنْه هَل قُلْت لَه نَظِيْر أَنَّنِي أَنْفَقْت مَعَك سَاعَة أَو سَاعَتَيْن، أَو ثَلَاثَة، أَعْطِنِي أُجْرَة الْفَتْوَى ,فَكَيْف تُحَضِّر مُسْتَشَار قَانُوُنِي، وَتُحَضَّر مُحَاسِب وَتُعْطِي لَه فُلُوْس وَالْمُفْتِي الَّذِي يَعْمَل مَجاناً لَا تُكَلِّف نَفْسَك وَتَرْفَع سَمَاعَة الْهَاتِف، أَو حَتَّى تَذْهَب إِلَيْه.
هَذَا يَدُل عَلَى هَوَان الْدِّيْن، وَهَوَان تَحَرِّي الْحَرَام وَالْحَلَال عَلَى هَذَا الْتَّاجِر، وَهَذَا مَوْجُوْد عِنْد تِسْعَة وَتِسْعين بِالْمَائَة مِن تُجَّار الْمُسْلِمِيْن لَيْس لَهُم مُفْتِي يَقُوْل لَهُم هَذَا حَلَال وَهَذَا حَرَام، فَهَذِه لَا تَكُوْن عُبُوْدِيَّة.
الْعُبُوْدِيَّة: أَن تَنْظُر مَاذَا يُرِيْد سَيِّدُك؟ الَّذِي خَلَقَك وَأَمْرُك وَنَهَاك، قَبْل أَن تَرْفَع قَدَمَك، أَنْت تُرِيْد أَن تَمْشِي، فَأَوَّل فَعَل لَّك هُو أَن ترْفَع قَدَمَك الْأولي ثُم تَضَعُهَا، ثُم تَرْفَع الْأُخْرَى وَتَضَعُهَا، قبُل أَن ترْفَع قَدَمَك سَل نَفْسَك أَنَا كَعَبْد هَل مَأْذُوْنٌ لِي أَن أَرْفَع قَدَمَي أَم لَا؟ فَأَنْظُر مَاذَا قَال لِي سَيِّدِي؟ قَال لِي سَيِّدِي: ارْفَع قَدَمَك فَأَرْفَعُهَا وَبَعْد أَن رَفَعَتْهَا أَيْن أَضَعُهَا، أَضَعُهَا هُنَا أَم هُنَا أَم هُنَا.
أَسْأَل سَيِّدِي يَا سَيِّدِي أَيْن تُرِيْد أَن أَضَع قَدَمَي، لِأَن هُنَا مُمْكِن يَكُوْن حَلَال، وَهْنَا حَرَام، أَو مَكْرُوْه، فَيَقُوْل لَك ضَع قَدَمَك هُنَا وَلَا تَضَعْهَا هُنَا وَل هَا هُنَا، رِجْلَك الْأُخْرَى تُرِيْد أَن تَرْفَعُهَا، سَيِّدِي أَرْفَع قَدَمَي أَم لَا؟ قَال: ارْفَعَهَا، أَو قَال لَك لَا تَرْفَعُهَا تَضَعُهَا وَتَقِف حَيْث أَنْت، فَهَذِه هِي الْعُبُوْدِيَّة، وَلَيْسَت الْكَلِمَة الَّتِي انْتَشَرَت بَيْن الْمُسْلِمِيْن كُلَمَا أَمْرِه أَحَد بِشَيْء قَال لَه: أَنَا حُر.
فَمَا مَعْنَي أَنَا حُر؟.
أَنَا حُر: مَعْنَاهَا أَنَا مُنْفَلِت، أَنَا مُتَسَيِّب، أَنَا أَفْعَل مَا أُرِيْد، وَمَا يُمْلِيْه عَلَي الْهَوَى،فَهَذَا مَعْنَى كَلِمَة أَنَا حُر، يَا بُنَيَّتَي تَحْجَبِي، تَقُوْل: أَنَا حُرَّة، حُرِّيَّتِي الْشَّخْصِيَّة مِزَاجِي، لَا، هَذَا خَرَج مِن حَظِّيْرَة الْعُبُوْدِيَّة طَالَمَا قَال: أَنَا حُر وَأَفْعَل مَا أُرِيْد لَم يَعُد عَبْدا.
الْعَبْد َإِن لَم يَأْتِي بِالْعُبُوْدِيَّة أَتَى بِّعُبُوْدِيَّة الْقَهْر وَالْإِذَلال.
الْعَبْد إِمَّا أَن يَأْتِي طَوَاعِيَة إِلَى الْعُبُوْدِيَّة فَيُمْدَح بِذَلِك، فَإِن لَم يَأْتِي بِالْعُبُوْدِيَّة أَتَى بِّعُبُوْدِيَّة الْقَهْر وَالْإِذَلال، لِأَنَّه عَبْد، عَبْد شَاء أَم أَبِي.
أَمَّا عُبُوْدِيَّة الْقَهْر وَالْإِذَلال وَهِي الْعُبُوْدِيَّة الْمُسَيْطِرَة عَلَى الْبَشَر كُلِّهِم وَالَّتِي ذُكِرَت فِي قَوْلِه تَعَالَي:? إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ إِلا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا ? (مريم:93)، غَصَب عَنْه لِأَنَّه مَرْبُوْط وَمَقْهُور بِالْمَرَض وَمَقْهُور بِالْمَوْت، حَتَّى مُلُوْك الْدُّنْيَا، أَلَيْس مِن الْمُمْكِن أَن الْوَاحِد يَكُوْن مِلْك الْبَلَد وَفَجْأَة يُحَدِّث انْقِلَاب عَلَيْه وَيُؤْخَذ هَذَا الْمَلِك وَيُوْضَع فِي الْسِّجْن؟ أَلَيْس كَذَلِك؟ فَيَكُوْن مَقْهُوْر، مُمْكِن يُقْهَر، وَلَا يَكُوْن
(يُتْبَعُ)
(/)
مِلْكا مِن سَاعَة مَا يَأْخُذ الْمَلَك حَتَّى يَمُوْت، لَا مُمْكِن أَن يَكُوْن سَجِيْن وَيُمَوِّت فِي الْسِّجْن أَيْضا.
لِمَاذَا تُعْرَض نَفْسَك إِلَى هَذَا أَن تَكُوْن عَبْداً رُغْما عَنْك؟ وَتَأْتِي بِالْقَهْر وَالْإِذَلال، فَلَمَّا لَا تَأْتِي طوعاً؟
الْسَّمَاوَات وَالْأَرْض تَكُوْنَان أَفْضَل مِن الْعَبْد الَّذِي أَرْسَل الله إِلَيْه الْرُسُل وَأَنْزَل الْكُتُب، فِيْه إِنْسَان يَقْبَل مِثْل هَذَا، قَال الْلَّه- عَز وَجَل- لِلِسَّمَاوَات وَالْأَرْض:? طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ? (فصلت:11) فَأَنْت أَوْلَى أَن تَقُوْل هَذَا، إأتِي إِلَى رَبِّك طَوْعا أَو كَرْها، سَتَأْتِي طَوْعا أَو كَرْها، فالْأَفْضَل لَك وَالْأَشْرَف لَك وَالْأَكْرَم لَك أَن تَأْتِي طَوْعاً، لَا تَأْتِي كُرْهاً مِنْك ,لَا تَتَجَاوَز إِطْلَاقاً حُدُوْد الْعُبُوْدِيَّة، أَذْنَبْت فَارْجِع، وَلَا تَبْتَدِع فِي دِيَن الْلَّه مَا لَيْس مِنْه.
فهمنا الْآَيَة:? فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا ? نَحْن نَمْشِي عَلَى الْصِّرَاط، وَاحِد يُرِيْد أَن يَخْرَج مِن بَاب مَن الْأَبْوَاب الْنَّبِي- صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- قَال:" وَهَذِه الْأَبْوَاب مَحَارِمُ الْلَّه ".
لَابَد أَن يَكُوْن الْقُرْءَان أَمَامَك وَإِمَامِك.
هُنَاك دَاعِيَان الْدَّاعِي الْأُوَل عَلَى رَأْس الْصِّرَاط، وَالْدَّاعِي الْثَّانِي فَوْق يُرَاقِب، َالْدَّاعِي الَّذِي هُو عَلَى رَأْس الْصِّرَاط هُو الْقُرْءَان، لَابَد أَن يَكُوْن الْقُرْءَان أَمَامَك وَإِمَامِك،كَمَا قَال أَبِي مُوْسَى الْأَشْعَرِي- رَضِي الْلَّه عَنْه- قَال: (مَن جَعَل الْقُرْءَان أَمَامَه قَادَه إِلَى الْجَنَّة، وَمَن جَعَلَه خَلْفَه زَخَّ فِي قَفَاه إِلَى الْنَّار)
إِن كَان جِهَاز الِاسْتِقْبَال عِنْدَك جَيِّداً سَتَتَلَقِّى الْقُرْءَان وَتَنْتَفِع بِه، إِذَا كَان غَيْر جَيِّدٍ يَزِيْدُه الْقُرْءَان ضَلَالَاً.
قَال تَعَالَي:? وَنُنزلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا ? (الإسراء:82) وقال تعالي:? قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ? (فصلت:44) يَسْمَع الْقُرْءَان يَزْدَاد كُفْرا، لِأَن جِهَاز الِاسْتِقْبَال عَندْه مُعَطَّل أَو رَدِيْء
حَتَّى لَا تَتَعِوّج فَلَا بُد أَن تَمْشِي خَلْف إِمَامَك أَلَا وَهُو الْقُرْءَان.
هَذَا الْقُرْءَان كِتَاب الْلَّه- عَز وَجَل- يَقُوْل لِّلِسَّائِرِين خَلَفَه عَلَى الْصِّرَاط مَا بَيْن الْسُّوْرَيْن، أَيُّهَا الْنَّاس أُدْخِلُوَا الْصِّرَاط جَمِيْعا وَلَا تَتَعَوَّجُوا، لَا تَذْهَب يَمِيْن وَلَا تَذْهَب شَمَال، تَذْهَب يَمِيْن سَتَخْرُج مِن الْبَاب عَلَى الْمُحَرَّمَات، تَذْهَب شَمَال سَتَخْرُج مِن الْبَاب عَلَى الْمُحَرَّمَات، حَتَّى لَا تَتَعِوّج وَتَذْهَب يَمِيْن أَو شِمَال فَلَا بُد أَن تَمْشِي خَلْف إِمَامَك أَلَا وَهُو الْقُرْءَان.
الْنَفَس اللَّوَّامَة الْلَّه فِي قَلْب كُل مُؤْمِن.
الْدَّاعِي الَّذِي فَوْق الْصِّرَاط قَال الْنَّبِي- صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- هُو وَاعِظ الْلَّه فِي قَلْب كُل مُؤْمِن، أَنْت تَعْرِف هَذَا الْوَاعِظ هُو الْضَّمِيْر الْنَفَس اللَّوَّامَة، تَفْعَل الْشَّيْء لَا تَسْتَطِيْع أَن تَنَام مِنْهَا، أُوُل مَا تَذْهَب لِتَنَام تَقُوْل لَك لِمَاذَا فَعَلْت هَذَا، وَلِمَاذَا فَعَلْت هَذَا، فَتَأْخُذ حُبُوْب مُنَوِّمَة لِكَي تَسْتَرِيْح، لِمَاذَا؟ لِأَنَّهَا تؤنِّبك دَائِما إِذَا خَالَفْت الْدِين أَو خَالَفَت الْمُرُوءَة ,تَظَل تَلُوْمُك.
أَنْوَاع الْنُّفُوْس.
الْنُّفُوْس ثَلَاثَة، الْنَّفْس الْمُطْمَئِنَّة، نَسْأَل الْلَّه أَن يَجْعَلَنَا مِن أَهْلِهَا وَالْنَّفْس اللَّوَّامَة نَسْأَل الْلَّه أَن يَجْعَلَنَا مِن أَهْلِهَا، وَالْنَّفْس الْأَمَّارَة بِالْسُّوْء وَنَعُوْذ بِالْلَّه مِنْهَا، فَتَكُوْن الْنُّفُوْس ثَلَاثَة:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - الْنَّفْس الْمُطْمَئِنَّة ? يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً ? (الفجر:28:27)
2 - الْنَّفْس اللَّوَّامَة ? لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ? (القيامة:2،1).
3 - الْنَّفْس الْأَمَّارَة ? وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأمَّارَةٌ بِالسُّوءِ ? (يوسف:53).
فَتَكُوْن الْنُّفُوْس ثَلَاثَة، وَاعِظ الْلَّه فِي قَلْب كُل نَفْس هِي النَّفْس اللَّوَّامَة تِّلُوْمَه دَائِما، إِذَا خَالَف الْدِّيْن أَو خَالَف الْمُرُوءَة، إِذَا خَالَف الْدِّيْن وَاضِح، إِذَا خَالَف الْمُرُوءَة.
فَمَا هِي الْمُرُوءَة؟
الْمُرُوءَة: كَلِمَةٌ جَامِعَةٌ لِمَكَارِم الْأَخْلَاق.
هَل الْمُرُوْءَة تَكُوْن لِّأَصْحَاب الْدِّيْن فَقَط (لِلْمُسْلِمِيْن)؟
الْمُرُوءَة لَا بَلَد لَهَا وَلَا دِيَن لَهَا، وَانْتَبِه لِهَذَا الْكَلَام لِأَنَّه كَلَام مُهِم الْمُرُوءَة، الْنَّجْدَة وَالشَّجَاعَة وَالْكَرَم، لَا دِيَن لِهَذَا وَلَا وَطَن، كَان الْعَرَب فِي الْجَاهِلِيَّة كُفَّاراً كَمَا تَعْلَمُوْن وَمَع هَذَا كَانُوْا أَصْحَاب نَجْدَة وَمُرُوْءَة وَكَرُم وَشَهَامَة، وَأَظَنْكُم كُلُّكُم تَعْرِفُوْن حَاتِم الْطَّائِي لِمَا وَاحِد يَعْمَل وَلِيَمَة يَقُوْلُوْن هَذَا كَرَم حَاتِمِّي، حَاتِم الْطَّائِي مَات كَافِراً
وَكَان أَكْرَم الْنَّاس لِدَرَجَة أَنَّه يَوْما رَأَى ابْناً لَه يُضْرَب كلْبَةً لَه وَأَنْت تَعْرِف قَدِيْما الْتَّائِه فِي الْصَّحْرَاء كَان يَهْتَدِي إِمَّا بِنُبَاح الْكَلْب أَو بِالْنَّار الَّتِي يُشْعِلُهَا الْرَّجُل لَكَرِيْم عَلَى قِمَّة الْجَبَل، فالْضَّال فِي الْصَّحْرَاء الَّذِي سَيَمُوْت وَلَا يُعْرَف أَيْن سَيَذْهَب إِمَّا يَتَّبِع نُبَاح الْكَلْب لِأَن مَعْنَى أَن كَلْبا يَنْبَح أَنَّه يوجد نَاس، وَمَعْنَى أَن يوجد نَار عَلَى قِمَّة جَبَل أَنَّه فِيْه نَاس، فَإِمَّا أَن يَذْهَب إِلَى الْنَّار، وَإِمَّا أَن يَتَّبَع نُبَاح الْكَلْب
فَحَاتِم الْطَّائِي: وَجَد وَلَدِه يَضْرِب كلْبَةً لَه، قَال لَه: (يَا بُنَي لَا تَضْرِبْهَا فَإِن لَهَا عَلَي جَمِيْلا، إِنَّهَا تَدُل الْضِّيْفَان عَلَي) رَجُل عِنْدَه مُرُوْءَة بِرَغْم أَنَّه كَافِر، وَلِذَلِك تَجِدُوْن مِن الْكُفَّار نَاس شُجْعَان وَتَجِدُه كَرِيْم وَيُدَافِع عَنْك بِرَغْم أَنَّه لَا يَدِيْن بِدَيْنِك، وَيَقُوْل أَن أَقِف مَع الْمَظْلُوْم وَمُنَظَّمَات حُقُوْق الْإِنْسَان وَهَذَا الْكَلَام، فَهَذَا كُلُّه يَدْخُل فِي بَاب الْمُرُوْءَة أَنَّه لَا يقْبَل الْظُّلْم.
فَالْمَرَوْءَة يَدَين بِهَا الْمُسْلِم وَغَيْر الْمُسْلِم.
وَلِذَلِك الْنَّبِي- صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- قَال حَدِيْثا أَخْتُم بِه، يُمْكِن قَلِيْل مِن الْنَّاس الَّذِي يَسْتَحْضِر مَعْنَى هَذَا الْحَدِيْث وَهُو مَشْهُوْر وَالْدُّنْيَا كُلُّهَا تَقَوَّلَه، قَال- صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم-:" إِنَّمَا بُعِثْت لِأُتَمِّم صَالِح الْأَخْلَاق "، وَفِي رِوَايَة " مَكَارِم الْأَخْلاق "، أَنَّمَا بُعِثْت لِأُتَمِّم لَمَّا تَأْتِي لِتُتَمِّم حَاجَة فِلَابِد أَن يَكُوْن هُنَاك بِدَايَة وَأَنْت تُتَمِّمَهَا.
مَا الَّذِي تَمَّمَه رَسُوْل الْلَّه- صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- فِي مَكَارِم الْأَخْلَاق
أَنَّه قَال لَك: اجْعَلْهَا لِوَجْه الْلَّه، لْأَنِك إِذَا كُنْت صَاحِب مُرُوْءَة فِي الْدُّنْيَا وَلَا تَبْتَغِي وَجْه الْلَّه سَتَدْخُل الْنَّار فِي الْنِّهَايَة، وَلَن يَنْفَعَك مَا فَعَلْت مِن الْمُرُوْءَة، وَحَاتِم الْطَّائِي هَذَا الَّذِي نَتَكَلَّم عَنْه، ابْنَه عَدِي بْن حَاتِم أَسْلَم، كَان مِن الْصَّحَابَة الْفُضَلَاء، فَأَرَاد أَن يَطْمَئِن عَلَى مُسْتَقَر أَبِيْه كَان رَجُل يَذَبِّح وَيُطْعِم وَيَسْقِي وَهَذَا الْكَلَام، فَقَال يَا رَسُوْل الْلَّه إِن حَاتِما كَمَا تَعْلَم كَان يَقْرِي الْضَّيْف، وَيُضَيِّف الْضِّيْفَان وَيَعْمَل، وَيَعْمَل، وَيَعْمَل، هَل ذَلِك نَافِعُه عِنْد الْلَّه، هَذَا
(يُتْبَعُ)
(/)
الْكَرْم الَّذِي عَمِلَه وَالْمَال الَّذِي يُعْطِيْه لِلْنَّاس هَكَذَا، هَل ذَلِك نَافِعُه عِنْد الْلَّه قَال:" إِن أَبَاك أَرَاد شَيْئا فَنَالَه ".
كَان يُرِيْد أَن الْدُّنْيَا كُلَّهَا تَقُوْل كَرَم حَاتِمِّي، حَاتِم الْطَّائِي، لَكِن لَيْس لَه فِي الْآَخِرَة شَيْئا نِهَائِيا،فَهَذَا خَسِر الْخُسْرَان الْمُبِيْن أَم لَا؟ الْمَال الَّذِي أَنْفَقَه فِي الْدُّنْيَا لَم يَنْتَفِع بِه.
المراد بقوله صلي الله عليه وسلم "إِنَّمَا بُعِثْت لِأُتَمِّم مَكَارِم الْأَخْلاق"
فَلَمَّا يَأْتِي الْنَّبِي- صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- وَيَقُوْل:" إِنَّمَا بُعِثْت لِأُتَمِّم مَكَارِم الْأَخْلاق "يَقُوْل لَك يَا صَاحِب الْمُرُوءَة اجْعَل عَمَلَك لله تُنْال الْذِّكْر الْحَسَن فِي الْدُّنْيَا، وتنَال الْجَائِزَة الْكُبْرَى بِدُخُوْل الْجَنَّة أي أَجَعَل مَكَارِم الْأَخْلاق لِلَّه- تَبَارَك وَتَعَالَي-.
نَحْن هُنَا أَيُّهَا الْأُخْوَة الْكِرَام أَمَام هَذَا الْمَثَل الْكَبِيْر، وَالْحَدِيْث الْحَقِيقَة فِيْه فَوَائِد كَثِيْرَة جِداً،مُمْكِن تُحْتَمَل مُحَاضَرَة،وَاثْنَيْن، وَثَلَاثَة وَأَرْبَعَة، لَو تَكَلَّمْنَا في الْمُحَرَّم لِوَحْدِه، لَو تَكَلَّمْنَا عن الْصِّرَاط الْمُسْتَقِيْم لِوَحْدِه، لَو تَكَلَّمْنَا عن حُدُوْد الْلَّه لِوَحْدِهَا، لَو تَكَلَّمْنَا عَن كِتَاب الْلَّه كَإِمَام لَنَا وَحْدَه، لَو تَكَلَّمْنَا عَن الْضَّمِيْر وَالْمُرُوْءَة وَحْدَهَا كُل وَاحِدَه مِن هَذِه مُمْكِن تحْتَمَل مُحَاضَرَة، أَو اثْنَيْن، أَو ثَلَاثَة لَكِنَّنِي أَرَدْت أَن أَلْقَي ضَوْءاً عَاماً عَلَى هَذَا الْحَدِيْث، لِمَاذَا؟
الْسَّبَب الَّذِي مِن أَجْلِه أُلْقِي الْشَّيْخ_ حَفِظَه الْلَّه_ الْضَّوْء عَلِي هَذَا الْحَدِيْث.
لِأَن آَفَة الْدُّنْيَا أَصَابَت كَثِيْراً مِنَّا وَنَسِيَنَا كَثِيْراً مِّن هَذَا الْهَدْي الْنَّبَوِي الَّذِي مَن تَمَسَّك بِه وصِل إِلَى الْغَايَة وَالْمُنْتَهِي أَلَّا وَهِي الْجَنَّة، وَالْجَنَّة يَا إِخْوَانَنَا مَع مُتَعِهَا، نَخْل وَرُمَّان وَمُتْعَة، وَغَيْر هَذَا الْكَلَام، هَذَا أَقَل شَيْء فِيْهَا، لَكِن أَعْظِم مَا فِي الْجَنَّة أَن تَرَى رَبِّك الَّذِي كُنْت تَعْبُدُه- سُبْحَانَه وَتَعَالَي -.
أَسْأَل الْلَّه- عَز وَجَل- أَن يَنْفَعُنِي وَإِيَّاكُم بِمَا قُلْنَا وَأَن يَجْعَل مَا قُلْتُه لَكُم زَاداً إِلَى حُسْن الْمَصِيْر إِلَيْه، وَعْتَادّاً إِلَى يَمُن الْقُدُوْم إِلَيْه، إِنَّه بِكُل جَمِيْلٍ كَفِيْل، وَهُو حَسْبُنَا وَنِعْم الْوَكِيْل، وَصَلَّي الْلَّه وَسَلِم وَبَارِك عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّد، وَالْحَمْد لِلَّه رَب الْعَالَمِيْن.
تمت بحمد الله نسألكم الدعاء (أختكم أم محمد الظن)
* * * *
وهذا رابط المحاضرة الصوتي.
http://alheweny.org/aws/play.php?catsmktba=10314
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[21 - Jun-2010, مساء 07:50]ـ
بارك الله فيك و جزاك الله خيرا
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[22 - Jun-2010, صباحاً 11:18]ـ
ولكم بمثل مادعوتم(/)
التحذير من منهج الإقصاء
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[22 - Jun-2010, صباحاً 02:10]ـ
«ولو أنّا كلّما أخطأ إمام في اجتهاده في آحاد المسائل خطأ مغفورًا له، قمنا عليه، وبدّعناه، وهجرناه، لما سلم معنا لا ابنُ نصر، ولا ابنُ منده، ولا من هو أكبرُ منهما، والله هو هادي الخلق إلى الحقّ، وهو أرحمُ الراحمين، فنعوذُ بالله من الهوى والفظاظة»
[الذهبي «سير أعلام النبلاء»: (14/ 40)]
ـ[أبو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[22 - Jun-2010, صباحاً 02:42]ـ
بوركت
ـ[أبو عبد المهيمن السلفي]ــــــــ[22 - Jun-2010, مساء 04:36]ـ
ملاحظة:
كثير من الناس يفهمون هذه العبارة على غير ما أرادها الذهبي رحمه الله.
فاللهم إرزقنا الفهم الصحيح.
هل توافقني يا أبا عبد الرحمن.
ـ[ابو عبدالعزيز]ــــــــ[22 - Jun-2010, مساء 07:11]ـ
كلام جميل للذهبي رحمه الله كعادته .. وأؤيد أبا المهيمن فيما قال ..(/)
أصول الخطايا
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[22 - Jun-2010, صباحاً 02:24]ـ
«أصول الخطايا كلُّها ثلاث: الكِبر وهو: الذي أصار إبليسَ إلى ما أصاره؛ والحرص وهو: الذي أخرج آدم من الجنَّة؛ والحسد وهو: الذي جرّأ أحد ابني آدم على أخيه. فمن وُقِيَ شرَّ هذه الثلاث فقد وقي الشرَّ، فالكفر من الكبر، والمعاصي من الحرص، والبغي والظلم من الحسد».
[«الفوائد» لابن القيم: (1/ 58)].(/)
ردع المُجازفِ المُفتري على الأئمةِ تجويزِ المعازف
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[22 - Jun-2010, مساء 03:03]ـ
الحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وصحبه ومن والاه ,,,, أما بعد
قيل لمحمد بن كعب القرظي – رحمه الله – " ما علامة الخذلان؟ قال أن يستقبح الرجل ما كان عنده حسنا , ويستحسن ما كان عنده قبيحا "
حلية الأولياء 3/ 214.
ما كدنا نخرج من دوامة مجنون غامد حتى أثار لنا مستشارنا دوامة رضاع الكبير فما أن هدأت حتى خرج لنا الكلباني بدوامة الغناء!!!
وأنا هنا لا أشبّه هذه الأحداث إلا بزوبعة في أرض سبخة , لا تحرك ماء ولا تثير ترابا , وإن حركت شيئا عاد ما حُرك على رأس مثيره!!!
وصدق بنفسي وأهلي صلى الله عليه وسلم حين قال: " ... إن عافية هذه الأمة في أولها وسيصيب آخرها بلاء وفتن يرقق بعضها بعضا ... "
أخرجه الإمام أحمد 2/ 191 وهو صحيح الإسناد.
ترددت كثيراً في طرح هذا الموضوع لأنه قد أشبع بحثاً ولم يكن لمثلي كلام مع ما قاله العلماء كابراً عن كابر , لكن ما أثارني وأستفز حفيظتي ما قاله الكاتب الكلباني في هذه المسألة في حق علمائنا الأكارم , وما وصفهم به من وصف يأنف عن وصفهم به من عنده أدنى مروءة وحفظ للجميل.
ولذا سيكون كلامي هنا على نسق كلامه وإن كنت سأترفّع عن بعض الألفاظ التي لم يترفع عنها ووصف علمائنا ودعاتنا بها.
فأقول مستعينا بالله وحده صائلا بحوله وقوته متبرأ من حولي وقوتي.
إن مما يقرره علماء الأصول:
" أن العبرة في الحكم الشرعي بالحقائق والمعاني لا بالألفاظ والمباني "
فالشريعة كاملة من كل نقص , سالمة من كل عيب , ولذا لو نزلت نازلة بالمسلمين لوجدوا في أصول الشرع ما يقيسونها عليه , فلا يأتي أحد عاقل فضلاً عن أنه يعدُ نفسهُ من طلبة العلم ثم يقول أنا أريد نصاً صريحاً في الغناء أو الإختلاط أو حتى المخدرات , لأن القاعدة كما تقرر تقول " أن العبرة في الحكم الشرعي بالحقائق والمعاني لا بالألفاظ والمباني ".
فإذا تقرر هذا هدمت قاعدة " أأتني بنصٍ صريحٍ صحيح " في بعض القضايا التي لم يرد بمسماها المتعارف عليه عندنا نص صريح , ولكنها تُخرّج على أصولها وتُلحق بنظائرها.
وأنا هنا لن أتطرق لمسألة الغناء , وسأحاول فيما يقدم من الأيام أن أنقل كل ما تقع عليه عيني في المسألة ليعلم الجميع أنه ليس لكل أحد أن يخوض غمار بحر متلاطم وهو لا يحسن كتم أنفاسه لدقائق فضلاً عن أن يجابهه بعكس موجه!!!
ولكني أريد أن أقف وقفات يسيرة مع ما ذكره الكاتب من نقول بعضها افتراء على الأئمة وكذب وبعضها منقول عن كتب الأدب " المخل " ككتاب الأغاني والمستطرف وغيرها , وحَسِب الكاتب أن البحث العلمي وأقوال السادة العلماء تؤخذ من كتب القُصاص والأشعار!!!
فإن كان قد حَسِب ذلك فقد أبان عن جهلٍ لا يخوّل صاحبه بمسك القلم فضلاً عن بحث المسائل الشرعية.
وسأبدأ بقول الكاتب ثم نقلي وتعليقي عليه.
قال الكاتب في مقدمة كلامه:
" ... ولكني أشير إلى نكتة ينبغي أن يتنبه لها المسلم، ولو قلت إنها من قواعد الدين لمن تأمل فلعلي لا أخالف الحق، فإنك لو نظرت في الكتاب والسنة النبوية ستجد أن كل ما أراد الله تحريمه قطعا نص عليه بنص لا جدال فيه، وهكذا كل ما أوجبه الله، نص عليه نصا لا جدال فيه، وكل ما أراد أن يوسع للناس ويترك لهم المجال ليفهموا من نصوص كتابه، أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم جاء بنص محتمل لقولين أو أكثر ... "
أقول: هذا النكتة لا يقولها من شم رائحة العلم , أو حتى من سمع بأن هناك مبتدعةً وضّلال!!!
وهل أهلك الفرق الضالة سوى فهومهم للنصوص وإعمالهم الآراء في مقابل ما يرونه محتملا , ما الذي أخرج الجهمية من الإسلام سوى إعمالهم العقل في آيات الصفات , وبعض أقوالهم لهم فيها مستند من كلام العرب , ومع ذلك كفّرهم أشياخ الإسلام!!!
وأنظر أخي المبارك لهذه الفقرة من كلامه الآنف الذكر في قوله:
" ... وكل ما أراد أن يوسع للناس ويترك لهم المجال ليفهموا من نصوص كتابه، أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم جاء بنص محتمل لقولين أو أكثر ... "
(يُتْبَعُ)
(/)
نسأل الله السلامة والعافية , من إنتكاس الفهم , وأنا هنا اتسائل هل يعي هذا الكاتب ما يقول , هل يعتقد أن فهوم الناس مصدر ثالث من مصادر التشريع , إن قصد هذا فقد جعل إسلامه على محك , وإن لم يقصد ذلك فقد أوتي من قبل جهله المرّكب بهذا العبارة الخرقاء!!!
ثم تطرق الكاتب في مقاله إلى أن من أدلته على جواز الغناء أن التاريخ حفظ لنا أسماء كثير من المغنين!!!
والعجيب أن الكاتب الكلباني يجهل كثيراً من القواعد الشرعية والتي قدّمت عقله للعالم على أنه عقل قابل للتجارب!!!
بالله عليكم هل يُظن أن طالب علم أو مثقف أو حتى مدعيهما يريد أن ينصر قوله يستشهد بالتاريخ وأنه حفظ لنا أسماء المغنين مثل فلان وفلان!!!
إذن على هذه الاستشهادات (المفحمة) سيقول قائل بأن السحر (حلال) لأن التاريخ حفظ لنا أسماء السحرة العظام , وكذلك إدعاءالنبوة والتاريخ مليء بهما!!!
ثم تطورت بهذا الكاتب جرأته حتى نال من الصحابي الجليل عبد الله بن جعفر بن أبي طالب – رضي الله عنه وعن أبيه – فقال بأنه ممن أشتهر بالغناء وذاع صيته فيه!!!
أعوذ بالله من الخذلان أأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يسوّق للمنكرات بأسمائهم , هذا الكاتب الذي لا أظن أنه يعرف شيئا سوى صف الكلام , أنظروا عن أي كتاب ينقل هذا القول الشنيع عن هذا الصحابي الجليل لتأييد مذهبه الباطل في حل الغناء ينقل عن كتاب الفجور كتاب الأغاني 8/ 325.
ليتأكد لك النقل العلمي المؤصل الذي نقل منه هذه الفرية , وقد تتبعت ترجمة هذا الصحابي الجليل في دواوين الإسلام والتراجم فلم أجد ما يشير إلى ما أشار إليه هذا الكاتب!!!
والعجيب أنه دبّج مقالته التي يزعم أنها علمية , بأسماء ألبسها لبوس الصلاح والإمامة والتقى وسأقف مع بعض من ذكرهم وخاصة من ذكرهم بكثير الثناء وأطراهم حتى يخيّل إلى القارئ أنهم أئمة بررة , ليتضح لك أخي القارئ الكريم أن هذا الكاتب إما انه جاهل جهلاً مركباً أو أنه صاحب هوى نسأل الله العافية وسأترك سقط المتاع الذين ذكرهم في ثنايا كلامه عن المعروفين بالغناء وفيهم رافضة وصوفية وباطنية وزنادقة!!
ولأن لكل ساقطة لاقطة , فالمغنيين لهم شأو عنده , ولا كرامة لهم عندي فسأصفح عن ذكرهم , قال:
( ... وإسحاق بن إبراهيم أبو صفوان المغني المشهور، وكان ثقة عالما كبير القدر يعظمه المأمون ... )!!!
ولو علم هذا الكاتب من الذين يعظمهم المأمون لما ذكر أسمه ولكنه مع جهله في العلم , جاهل في التاريخ , فهل يرى أن المأمون يعظّم أهل السنة؟؟؟ وهو الذي حمل الناس على القول بخلق القرآن وفتن عليه العالمين ولاقى من لاقى من العلماء العناء والعنت بسبب هذه الفتنة , والتي ما زال بعض دول الإسلام يذوق ويلاتها , ومع ذلك كله لم يشتهر هذا الموصلي إلا بالغناء لا أكثر , فكيف وصل إليه بحثه بأنه ثقة عالم كبير القدر!!!
ثم عد ممن عُرف بالغناء فقال:
( ... والحسن بن أحمد المعروف بابن الحويزي، وكان يقرئ القرآن والآداب ويعلم الصبيان الغناء ... )
ذكر الصفدي أن هذا الحويزي " صوفي " , وهنا لا نعجب من كونه مغنيا , ويسقط كلامه والثناء عليه مع هذه البدعة!!!
الوافي بالوفيات 4/ 117.
ثم قال:
( ... واشتهر به إبراهيم بن سعد الزهري أحد الأئمة الأثبات، وكان يضرب بالعود ... )
ولا أعلم كيف حكم عليه بأنه يضرب بالعود فقد قال الذهبي – رحمه الله – في ترجمته لإبراهيم بن سعد الزهري: " قلت: كان ممن يترخص في الغناء على عادة أهل المدينة، وكأنه ليم في ذلك، فانزعج على المحدثين، وحلف أنه لا يحدث حتى يغني قبله، فيما قيل "
سير أعلام النبلاء 8/ 306.
فمن أين أستنبط أن إبراهيم بن سعد الزهري كان يضرب بالعود؟؟؟
ويبدو فيما وقفت عليه في بعض من ذكرهم أن القاعدة المطردة عنده أن كل من يرى السماع يصبح عنده ضاربا بالعود ويكون مغنيا ولا بد!!!
وقد وجدت هذه القاعدة في كثير ممن عدهم مغنين؟؟؟
ثم قال هذا الكاتب:
( ... وشهر بن حوشب، وكان فقيها قارئا عالما، أحد المشاهير برواية الحديث، كان يسمع الغناء بالآلات ... )
(يُتْبَعُ)
(/)
و يكفي لدحض هذه الفرية ما ذكره المؤرخ ابن عساكر – رحمه الله - بسنده عن عثمان بن نويرة، قال: دعي شهر بن حوشب إلى وليمة وأنا معه، فدخلنا، فأصبنا من طعامهم، فلما سمع شهر المزمار، وضع أصبعيه في أذنيه، وخرج!!!
تاريخ ابن عساكر 8/ 71.
فأي أمانة علمية يتمتع بها هذا الكاتب!!!
ثم قال:
( ... والمحدث الشهير سويد بن سعيد وصف بأنه مولع بالغناء ... )
وهذا الكلام يدل على ما كررته مرارا أن الكاتب فيه جهالة إن لم يكن غشا , فسويد بن سعيد ضعيف جدا , فيكف يصفه بالمحدث؟؟؟
قال الناقد البصير في الرجال أبو زكريا يحيى بن معين – رحمه الله – فيه " سويد حلال الدم "
وقال البخاري – رحمه الله - فيه: " منكر الحديث "
وهذه اللفظة من البخاري من أشد أنواع الجرح عنده.
المختلطين للعلائي 1/ 51.
ومع هذا قد حاولت جاهدا أن أجد شيئا مما نسبه له هذا الكاتب من أنه مولع بالغناء فلم أجده لا في كتب الرجال ولا التراجم والتواريخ ولا حتى كتب الأدب والتي لا تخلو من كذب على الأعلام!!!
ثم قال:
( ... وسعد الله بن نصر المعروف بابن الدجاجي الفقيه، الواعظ، المقرئ كان يحضر مع الصوفية ويسمع الغناء معهم ... )
يحضر مع الصوفية , ثم يستشهد به في حل المعازف!!!
فهو غفر الله لنا وله يحتاج إلى تبرئة من التصوف فضلا عن أن يستشهد به في أمر ديني.
قال صاحب الوافي بالوفيات:
" وكان يخالط الصوفيّة ويحضر معهم السماعات .. "
5/ 56.
وقال هذا الكاتب:
( ... ونص على إباحة الغناء ابن رجب الحنبلي العالم الشهير صاحب الفنون ... )
قلت نص على تكذيب هذه الفرية نسأل الله الستر في الدنيا والآخرة.
فقال العلامة بن رجب الحنبلي – رحمه الله -: " وما كانَ محرماً حرم استماعه والانصات إليه، ووجب التشاغل عنه كسماع الغناء والآت اللهو، ونحو ذلك "
كما في شرحه فتح الباري في كتاب الصلاة باب الإنصات يوم الجمعة والإمام يخطب 5/ 503.
وقال أيضا – رحمه الله -:
" وأدخلوا في هذا الطريق (أي التصوف) أشياء كثيرة ليست من الدين في شيء , فبعضها زعموا أنه يحصل به ترقيق القلوب كالغناء والرقص , وبعضها زعموا أنه يراد لرياضة النفوس لعشق الصور المحرمة ونظرها ... "
فضل علم السلف على علم الخلف ص 6.
فأين نص الإمام ابن رجب على ما ذكره من إباحته للغناء؟؟؟
ثم قال:
( ... وحكى الأستاذ أبو منصور والفوراني عن مالك جواز العود ... )
وقد نقل أيضا ابن رجب رحمه الله تكذيب هذه الفرية أيضا!!!
فقال – صب الله على ضريحه شآبيب الرحمة –
" ومن يحرم الغناءَ كأحمد ومالك، فإنَّهما يقولان: إذا بيعت الأمةُ المغنية، تُباع على أنَّها ساذجةٌ، ولا يُؤخذُ لغنائها ثمنٌ ... "
جامع العلوم والحكم 415.
ثم قال هذا الرجل موهما القارئ بأن الصحابة كانوا يسمعون الغناء الذي يتعارف عليه الناس اليوم وهو ما كان مصحوباً بالمعازف والموسيقى وغيرها من المنكرات!!!
" وقد روي الغناء وسماعه عن جماعة من الصحابة والتابعين .... ثم عدد جمعا من الصحابة والتابعين وتابعيهم من الأئمة الأعلام والسادة الكرام , موهما أنهم يجيزون الغناء الفاجر , وهذا من قلة الأمانة العلمية والغش والتدليس البيّن , فالغناء الذي كانوا يسمعونه ويقرونه هو ما نسميه اليوم بالحداء وهو إنشاد الأشعار بلا آلات وعلى لحون العرب , فأين هذا مما يريد تجويزه هذا وغيره من الأغاني الخليعة الماجنة!!!
وفي هذا القدر كفاية لمن أراد أن يقف على حقيقة ودعوى البحث العلمي الذي يدعيه كثير من الناس , وكفاية ليعرف الناس أن هذا الكاتب ليس عنده من الأمانة العلمية ما يخوله بأن يتكلم في مسائل الشرع , نسأل الله لنا وله ولجميع المسلمين الهداية.
خاتمة:.
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – عند ذكر بعض فوائد: " وفيه حماية جانب العلم، وصيانته عن مثل هؤلاء الجهال الذين لا يعلمون، ولا يعلمون أنهم لا يعلمون؛ فإن صيانة العلم عن تخبيط الجاهلين أمر لا بد منه .... وهذا الضرب من الناس أفسدوا بدعواهم العلم على كثير من العامة دينهم، لما قلدوهم لهواهم وأحسنوا بهم الظن وفاقا لدنياهم، فتأمل تجد ما ذكرته واقعاً ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم "
الدرر السنية 11/ 321.
ولعل الله ييسر لي جمع أدلة القائلين بالتحريم , والقائلين به في جميع الأعصار من أئمتنا الأبرار , في أقرب فرصة تسنح وأسأل الله التيسير والمعونة.
أخوكم / موسى الغنامي.
ـ[أبو عبد الرحمن العتيبي]ــــــــ[23 - Jun-2010, صباحاً 09:33]ـ
جزاك الله خيرا، و بارك فيك.
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[23 - Jun-2010, مساء 11:37]ـ
أخي الكريم أبو عبد الرحمن العتيبي سدد الله قلمك ونفع بك
شرفتني بمرورك العاطر الكريم.
ـ[أبوعبد الله الغريب]ــــــــ[24 - Jun-2010, مساء 01:40]ـ
بارك الله فيك أخي
وجعلها الله في ميزان حسناتك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معالم السنن]ــــــــ[24 - Jun-2010, مساء 01:56]ـ
اخي الشيخ موسى الغنامي
امل التكرم باكمال نقدك لكلام الكلباني في مقاله المملوء بالمغالطات كما فعلت انفا
لانني لاحظت ان الكلباني ينقل احيانا عن كتب معاصرة او مجلات لتحقيق المسألة وهذا امر خطير
اذ كيف يحرر مسالة دون الرجوع للمصادر الاصيلة!
الى الامام اخي موسى
ـ[جذيل]ــــــــ[24 - Jun-2010, مساء 05:33]ـ
جزيت خيرا يا شيخ موسى
وللفائدة فإن الاخ الكلباني يقول ومن دلائل إباحته أيضا أنك لن تجد في كتب الإسلام ومراجعه نصا بذلك، فلو قرأت الكتب الستة لن تجد فيها باب تحريم الغناء، أو كراهة الغناء، أو حكم الغناء، وإنما يذكره الفقهاء تبعا للحديث في أحكام النكاح وما يشرع فيه ..
وكلام الكلباني في الحقيقة جهل وتعالم
فقد جاء في سنن ابي داود: باب في النهي عن الغناء .. وباب في كراهة الغناء والزَّمر
وابن ماجة ذكر باب المخنثين وتحته حديث في الغناء
بل عند ابن ابي شيبة ابعد من هذا
فقد قال في احدى تبويباته: من كره الدف .. والكراهة في عرفهم تعني التحريم
ثم ساق فعل اصحاب ابن مسعود انهم يستقبلون الجواري في الازقة معهن الدف فيشقونها
وذكر البيهقي قوله:
باب في شهادة اهل الغناء
ثم ذكر رد الشافعي شهادة من عرف بذلك.
مع ان البيهقي في الصغرى ذكر ان الشافعي قصد من الغناء مالم يكن مصاحبا للعود , فقال: وأما الغناء بغير عود فقد قال الشافعي رضي الله عنه في الرجل يغني فيتخذ الغناء صناعته، يؤتى عليه، ويأتي له، ويكون منسوباً إليه مشهوراً به معروفاً، أو المرأة: فلا تجوز شهادة واحد منهما، وذلك أنه من اللهو المكروه الذي يشبه الباطل، وأن من صنع هذا كان منسوباً إلى السَّفَه، وسَقاطة المروءة، ومن رضي هذا لنفسه كان مستخفاً، وإن لم يكن محرماً بيِّن التحريم .. !
وذكر ايضا الكلباني قوله:
فليس في شرع الله تعالى أن لا يستمتع الإنسان بالصوت الندي الحسن، بل جاء فيه ما يحث عليه ويشير إليه، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: علمها بلالا، فإنه أندى منك صوتا .. اهـ
والذي اذكره ان الفعل الرباعي لا يصاغ منه فعل التعجب ..
واهل اللغة ذكروا ان اندى صوتا اي ابعد واقوى صوتا ...
قال الأصمعي الندى بعد ذهاب الصوت , يقال مر فلانا يناد فإنه أندى منك صوتا، وأنشد الاصمعي [لمدثار بن شيبان النمري] فقلت ادعي وأدع فإن أندى لصوت أن ينادي داعياني
والله اعلم
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[24 - Jun-2010, مساء 05:52]ـ
مَن لَم يُشَافِه عَالِمًا بِأُصُولِهِ ... فَيَقِينُهُ فِي المُشكِلَاتِ ظُنُونُ
---
وقال هذا الكاتب: ( ... ونص على إباحة الغناء ابن رجب الحنبلي العالم الشهير صاحب الفنون ... )
قلت نص على تكذيب هذه الفرية نسأل الله الستر في الدنيا والآخرة.
فقال العلامة بن رجب الحنبلي – رحمه الله -: " وما كانَ محرماً حرم استماعه والانصات إليه، ووجب التشاغل عنه كسماع الغناء والآت اللهو، ونحو ذلك "
كما في شرحه فتح الباري في كتاب الصلاة باب الإنصات يوم الجمعة والإمام يخطب 5/ 503.
إنصافًا أقول:
لعل هذا المتعالِمَ يقصد ابنَ عقيل .. ولذا قال بعده: "صاحب الفنون"
---
وفي مقاله من التخبيط والتخليط ما ينبو عن كتابته صغارُ الطلبة ..
ومن المناسب في الرد عليه -إن كان يرقى لذلك (1) - أن يُنظرَ في ما آب إليه من مصادرَ، ويُنظرَ في كيفيةِ استقائه منها، وهل زاد أو نقص؟، ثم تُحرَّرُ أحوالُ من ذكرَهم، كما صنع طرفًا من ذلك أخونا الغناميُّ، وأن تُبحث المصطلحاتُ بحثًا يجلِّي حقيقتَها في أصلِ وضعها، وما اعتراها في المراحل الزمنيَّةِ المتلاحقة، إلى ماصارت إليه في زماننا، وعدمُ تحرير ذا البابِ هو آفةُ الكلباني وأمثاله -من المتسلِّقين على أكتاف السلفية- والتي أدّته إلى هذا التخليط ..
----
(1) ذُكر أن أبا المعالي الجويني حين قدم بغداد وأراد بعضهم أن يمتحنه ببعض المسائل، سألهم مسألة في الفروق اللغوية، فلم يعرف منهم أحد، فقال: (إذا كان مقامكم في هذه المسألة هذا، فما ظنكم بدقائق العلوم؟!)
انظر: فقه الرد على المخالف للشيخ خالد السبت/280
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[24 - Jun-2010, مساء 08:20]ـ
أشكر أخي موسى الغنامي على هذا الرد وكذا بقية الإخوة ـ حفظهم الله جميعاً ـ
والله ما رأيت مثل هذا الخلط والتخبيط والافتراء، والفهم والتوثيق لكلام الناس مثل ما كتب الكلباني والذي لم يعرف عنه طلبه للعلم، ولا يشم ذلك في قوله ولا فيما كتب. حتى خرج علينا بهذه الفتوى المغتصبة في إباحة الغناء بجميع أنواع المعازف، نسأل الله السلامة والعافيه
يقضى على المرء في أيام محنته ... حتى يرى حسناً ما ليس بالحسن
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 - Jun-2010, مساء 08:25]ـ
رحم الله الشيخ ابن باز ..
نصيحة مكللة برحمة وعلم محوط بحلم ..
وقد رد على من هو أضل = فكان أهدى وأرفق وأظهر بالحجة وأرحم ..
وكنتُ أود من تلاميذه أن يندبوا الناس لمثل سبيله ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الاثر]ــــــــ[24 - Jun-2010, مساء 09:30]ـ
جزيت خيرا يا شيخ موسى
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[24 - Jun-2010, مساء 11:11]ـ
رحم الله الشيخ ابن باز ..
نصيحة مكللة برحمة وعلم محوط بحلم ..
وقد رد على من هو أضل = فكان أهدى وأرفق وأظهر بالحجة وأرحم ..
وكنتُ أود من تلاميذه أن يندبوا الناس لمثل سبيله ..
لو كان اقتصرَ على تِبيان رأيِه، وما يدينُ اللهَ به، دون تعدٍّ وجهالةٍ بلغتِ القلتين= لكان له شأنٌ آخر ..
لكن أن يجمعَ بين الجهلِ، والتخليطِ، والتعريضِ بمن هم أجدر أن يعلموا حدودَ ما أنزل الله على رسولِه فهذا تعدٍّ وظلمٌ، يستحقُّ لأجله أن يجاوَزَ به حد الجدال إلى الجِلاد ..
---
كان مما قاله:
(فسبحان الله كيف تعارض مثل هذه النصوص بالمشتبهات من نصوص التحريم، ثم يعاب على المتمسك بالنص الواضح الصريح، الصحيح، ويرمى بالشذوذ والجهل، وينصح بالتوجه إلى سوق الخضار، ويتمنى أن يسجن ويقطع لسانه، وكل من قرأ القرآن وتدبره، علم أن أصحاب الباطل، ومن لا يملك دليلا أو حجة يدمغ بها الحجة الواضحة الدامغة لا بد له أن يلجأ إلى التفرعن، {ما أريكم إلا ما أرى}، {لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين}، فدليل عجز فرعون مقارعة موسى عليه السلام في الحجة، ووضح حجة موسى، ألجأ فرعون إلى التهديد بالسجن والقتل)
دعني أُغمِضْ عيناي ولْأخمِّر عقلي قليلًا، ثم لْأقل: لا يعني به أحدًا من العلماء القائلين بالتحريم ..
خذ أيضًا:
(بل إن الحدث قد كشف عوار أمة تحمل لواء النص، وتزعم اتباعه، وتنهى عن التقليد المقيت، ثم هي تقلد أئمتها دون بحث أو تمحيص، وتقف من النص موقف المخصص، والمتحكم، لأنه لم يوافق هواها!)
وهل توقف عند هذا الافتراء المقيت البشع ..
بالطبع: لا .. فثمَّ أمرٌ يكاد "ينفجر" فيه إن لم يُظهره وهو البادي في قوله:
(وكشف الحدث)
ماذا كشف ياترى؟؟
(وكشف الحدث أيضا أن هناك فئة كبيرة من علمائنا وطلبة العلم منا مصابون)
بماذا؟
(مصابون بجرثومة التحريم، فلا يرتاح لهم بال إلا إذا أغلقوا باب الحلال، وأوصدوه بكل رأي شديد، يعجز عن فكه كل مفاتيح الصلب والحديد، لأنه يغلق العقول فلا تقبل إلا ما وافقها، ولا تدخل رأيا مهما كان واضحا جليا، ومهما كان معه من نصوص الوحيين، لأنها اعتقدت واقتنعت بما رأت)
كذبة صلعاء ..
طائفة كبيرة!!!
ثم ماذا؟: من علمائنا!!
أعظم بها من صفاقة ..
---
ثم يقول:
(ولكني أضغط منبها على أن بعض العلماء عندنا، وبعض طلبة العلم إنما هم صحف سطرت فيها معلومات لا تمحوها الحقيقة، ولا يغيرها الدليل، منطلقة من قول السابقين: {إنا وجدنا آباءنا على أمة}. وحاملة شعار أبي جهل: أترغب عن ملة عبدالمطلب)
فقل لي بالله عليك .. أمِثلَ هذا يستعمل معه اللين والحلم ..
ثم ماذا بعد؟
يقول:
(فسبحان الله كيف تعمى القلوب فتبصر تحريم الغناء)
تأمل في "القلوب" قليلا ..
أتأملتَ؟ ظني أنك فطنت مرادَه، لكن لا تعتب عليه، فلعل ذلك من طغيان القلم وشِرَّته ..
(فسبحان الله كيف تعمى القلوب فتبصر تحريم الغناء وتحشد أدلة لذلك وتتجاهل العمل بما نص الكتاب والسنة على تحريمهما دون ارتياب، وما ذاك غلا لأن القوم يتبعون أهواءهم، ومن أضل ممن اتبع هواه بغير علم؟)
-----
لست أنكر أن في أوساطنا العلمية أخطاءً لا بد من علاجها ..
لكن ليست سلاطةُ الهَذَرِ سبيلًا إلى ذلك ..
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[25 - Jun-2010, صباحاً 01:12]ـ
أخي الكريم أبو عبد الله الغريب نفع الله بك وبارك فيك
شرفني مرورك الكريم.
ـــــــــــــ
أخي المسدد معالم السنن نفع الله بك وزادك من فضله
لقد أردتُ ذلك فوجدتُ أن المقام لا يحتمل زيادة فأقتصرتُ على بعض
الأعلام الذين ذكرهم وأثنى عليهم ليعلم القارئ أن الرجل لم يرد الحجة إنما أراد
الإستكثار وليته وثق ما كتب ولو فعل ذلك لما أحتاج أحدٌ أن يسمع كلامه حتى مؤيديه
ولقد وقفت على بحث لرجل مصري قد جمع أسماء الذين ذكرهم الكلباني في بحث له ليدلل على
حل الغناء بجميع أصنافه , والغريب أن فيه قواسم مشتركة بينه وبين كلام الكلباني مما يضع علامات
أستفهام حول أمانة المقال بكامله!!!
والله المستعان , وأسأل الله أن يسترنا وإياكم والمسلمين بستره الجميل وأن لا يفضحنا بين خلقه.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[25 - Jun-2010, صباحاً 06:53]ـ
بارك الله فيك أبا عبد العزيز ..
قد رد الشيخ على من هو أضل بيقين فلم يستعمل هذا ..
وقد اقتصر غيره على بيان رأيهم=فتم استعمال الشدة في غير محلها بل والبغي مهم وصفقت الجماهير، فالنَفَس الباغي يغلب على أنفس الناس -إلا من رحم الله-والعالم الطبيب يراعي هذا فلا يزيد في ريه بالماء، وفي موقف الشيخ-رحمه الله-مع الغزالي عبرة لقوم يوقنون ..
وليس كل من نازع نزاعاً غير سائغ = استحق الجلاد، بل تقدير هذا للمجتهد يراعي فيه المصلحة، ولذلك فمن تصدر من غير المجتهدين لتلك الأبواب = كان الأحسن إرشاده إلى اللين مراعاة لشهوة النفوس للبغي ..
ولسنا نمنع الشدة في محلها،ولكنا نمنع أن تُستعمل في غير محلها وحيث ينفع الندى، ونمنع الظلم الذي هو حرام على كل أحد أن يستعمله مع كل أحد ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[25 - Jun-2010, مساء 03:20]ـ
أخي الكريم جذيل نفع الله بك وسددك
مداخلتك أخي الكريم فيها فوائد جمة على قصرها
نفع الله بك أينما حللت.
ــــــــــــ
أخي الغالي أبو عبد العزيز الشثري سدد الله قلمك
ربما كان يقصد أبن عقيل في كلامه , وربما كان يقصد بالفنون التصانيف المنوعة!!!
وعلى العموم هو ذكر أن له سنوات وهو يبحث المسألة , فإن قصد بكلامه ابن عقيل فهذا
يدل على غفلة , وإن قصد ابن رجب فهذا يدل على عدم أمانة علمية!!!
وشكر الله لك سعيك في نقل كلام الكلباني الذي أتهم أعلام الإسلام بسيل من التهم
ليتبين بعض من عنده نوع من الورع البارد مدى جنايته على أهل العلم!!!
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[25 - Jun-2010, مساء 03:52]ـ
بارك الله فيك أبا عبد العزيز ..
قد رد الشيخ على من هو أضل بيقين فلم يستعمل هذا ..
وقد اقتصر غيره على بيان رأيهم=فتم استعمال الشدة في غير محلها بل والبغي مهم وصفقت الجماهير، فالنَفَس الباغي يغلب على أنفس الناس -إلا من رحم الله-والعالم الطبيب يراعي هذا فلا يزيد في ريه بالماء، وفي موقف الشيخ-رحمه الله-مع الغزالي عبرة لقوم يوقنون ..
وليس كل من نازع نزاعاً غير سائغ = استحق الجلاد، بل تقدير هذا للمجتهد يراعي فيه المصلحة، ولذلك فمن تصدر من غير المجتهدين لتلك الأبواب = كان الأحسن إرشاده إلى اللين مراعاة لشهوة النفوس للبغي ..
ولسنا نمنع الشدة في محلها،ولكنا نمنع أن تُستعمل في غير محلها وحيث ينفع الندى، ونمنع الظلم الذي هو حرام على كل أحد أن يستعمله مع كل أحد ..
أحسن الله إليكم شيخنا ...
على أن الغزالي رحمه الله أفضل من هذا المتعالم بمراحل ...
وفي مقاله المشبوه من المغالطات والتدليس الشيء الكثير .... والله المستعان
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[25 - Jun-2010, مساء 04:41]ـ
بارك الله فيك ..
لا أعلم جميع حال الرجل المراد هاهنا ..
أما الشيخ محمد الغزالي -رحمه الله-فقد قال بما هو أضل من قول هذا الرجل كماً وكيفاً ..
ومرة أخرى: لسنا نمنع الشدة، وإنما نمنعها في غير موضعها ونمنع الظلم، وكل تلك أبواب تحوج المتصدر لها لأن يكون حسن الفقه حسن الدين حسن الأدب تام الورع، فلا نرد باطلاً بباطل ولا بدعة ببدعة ولا نبغي بالحق على من بغى بالباطل ..
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[25 - Jun-2010, مساء 08:35]ـ
ولسنا نمنع الشدة في محلها،ولكنا نمنع أن تُستعمل في غير محلها وحيث ينفع الندى، ونمنع الظلم الذي هو حرام على كل أحد أن يستعمله مع كل أحد ..
هذا كلامٌ عليه مسحةُ السدادِ والقصدِ في الرأي ..
ومع ذلك فلا إخالني بما مضى مجاوزًا العدلَ، وإن يكن فأستنزِلُ اللهَ رحماتِه ..
---
و قد خبرتُ هذا الضربَ من الآراءِ، وعلمتُ أن أصحابَه لا يقنعون بأثفيَّة، بل حتى يبلغوا العاشرة وأزيد، وإنَّ وراء الأكمةِ ماوراءها ..
(رب اغفر لي ولأخي)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[25 - Jun-2010, مساء 08:41]ـ
بارك الله فيك ..
لم تتجاوزه -إن شاء الله- وإنما المؤمن مرآة أخيه، وبمثلك يصوب مثلي، وإنما نشير إلى مقصود واحد ..
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[25 - Jun-2010, مساء 11:52]ـ
كتبتُ ردا مطولا ولكن للأسف لم ينزل ومُسح ولم أنشط لإعادته , وإن كان أغلبه تعقيبا على كلام أخي
الكريم المسدد أبو فهر السلفي نفع الله به وبجميع الأخوة الأكارم.
شكر الله لكم أخوتي المباركون
ضيدان بن عبد الرحمن اليامي
الأثر
أسامة بن الزهراء
أبو فهر السلفي
وشرفني مروركم الكريم العاطر.
ـ[عراق الحموي]ــــــــ[26 - Jun-2010, صباحاً 02:23]ـ
رحم الله الشيخ ابن باز ..
نصيحة مكللة برحمة وعلم محوط بحلم ..
وقد رد على من هو أضل = فكان أهدى وأرفق وأظهر بالحجة وأرحم ..
وكنتُ أود من تلاميذه أن يندبوا الناس لمثل سبيله ..
صدقت َ و بوركت.
فما هذه إلا جعجعة على سفسطة!
لكنَّها كانت مع الغزالي مجازفة، فهذه بتلك، رحمك الله.
ـ[السليماني]ــــــــ[04 - Oct-2010, مساء 10:38]ـ
الجهل داء قاتل
نعوذ بالله من الأهواء المردية(/)
الاستعداد لرمضان بالدورة الصيفية لعام 1431هـ لمدة عشرة ايام فقط
ـ[المبتديء]ــــــــ[22 - Jun-2010, مساء 07:48]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شرح كتاب الصيام والزكاة من زاد المستقنع
الدورة الصيفية العلمية لعام 1431 هـ
في الفترة من 12/رجب/1431 - 22/رجب/1431هـ
للشيخ الدكتور: أحمد بن محمد الخليل
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فإلى كل أخ كريم، وكل أخت مسلمة:
قبل دخول شهر رمضان أهدي لكم هذه الدورة المباركة، التي جاءت في وقت فاقة لها!! فكما تعلمون أنه ينبغي على المؤمن أن يستعد للعبادة قبل دخول وقتها، رافعا (وعجلت إليك رب لترضى)، ليهيأ نفسه لعبودية ربه.
ولأجل هذا جاءت (الدورة الصيفية لعام 1431هـ) لتكون عونا للمؤمنين على تصحيح عبادتهم، حيث يدرس فيها شرح كتاب الصيام من متن "زاد المستقنع"، ليس هذا فحسب بل يدرس كتاب الزكاة وذلك لفضيلة الشيخ الدكتور أحمد بن محمد الخليل [حيث لازم الشيخ ابن عثيمين 14 عاما وهذا رابط ترجمته http://www.alkhlel.com/modules/wfchannel/index.php?pagenum=3 (http://www.alkhlel.com/modules/wfchannel/index.php?pagenum=3) ]
وذلك في عشرة أيام فقط في الفترة من 12/رجب/1431 - 22/رجب/1431هـ
و بعد دروس كل ليلة مباشرة ـ إن شاء الله تعالى ـ يجدها الطالب / الطالبة في قسم: (دروس الدورة الصيفية العلمية لعام 1431 هـ).
في موقع الشيخ الدكتور: أحمد بن محمد الخليل
http://www.alkhlel.com (http://www.alkhlel.com/)
وكل هذا من باب مواصلة الخير، والحرص على المشاركة في رفع الجهل عن الأمة، وحفظ شريعتها الغراء،
وأرجو من الإدارة المكرمة تثبيت الموضوع فترة الدورة
وأرجو من الأخوة الكرام، والأخوات الكريمات أن يشاركوا في نشر الدورة في أقصى عدد ممكن من المنتديات فالدال على الخير كفاعله
فهلم إلى إعلان الدورة:
http://www.alkhlel.com/images/banners/dwraa_syfya_1431.jpg(/)
لقاء علمي مع فضيلة الشيخ إرشاد الحق الأثري
ـ[أشرف السلفي]ــــــــ[23 - Jun-2010, مساء 05:01]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
لقد استمعت اليوم إلى لقاء علمي أجراه بعض الإخوة – جزاهم الله خيرا - مع فضيلة الشيخ إرشاد الحق الأثري؛ فأحببت - من باب التعاون على الخير - أن أذكر فهرسا للأسئلة التي وجهت للشيخ مع شيء من إجابات الشيخ؛ فهاكموها:
(00:00) كلمة المقدم.
(1:23) كلمة الشيخ إرشاد الحق.
(2:15): فضيلة الشيخ بودنا لو تحدوثنا عن إخواننا من أهل الحديث في جمهورية باكستان؛ من هم أبرز أهل العلم المستغلين بالدعوة إلى الله – تعالى - فيها، وما هي جهودهم في نشر الاعتقاد الصحيح؛ سواء بالمحاضرات، والتأليف، والمناظرة، ونحو ذلك؟
ذكر الشيخ بعض الجامعات كالجامعة السلفةى بفصيل آباد، وتعد مركزا رئيسا، وهي معترف بها من قبل الحكومة الباكاستنية.
وذكر الجامعة المحمدية بخانفور للشيخ عبد الوكيل الصديق حفظه الله
وذكر مركز المودة للشيخ الحافظ عبد الكريم، وهو أمين العام مركز جمعية أهل الحديث ببكاستان.
وذكر الجامعة الأصلية للشيخ عبد الحميد عامر، وكان رئيسها سابقعا الشيخ محمد المدني.
ثم ذكر بعض أهل العلم في ذلكم الأقليم؛ ومنهم:
عبد الرشيد الحجازي مشرف قسم الدعوة والتبليغ في لجميعة أهل الحديث المركزية.
الدكتور عبد الرشيد أزهر مفتي في مركز الدعوة والإرشاد في إسلام آباد.
وذكر منهم: فضل إلهي، والشيخ محمد حنيف رباني، ومحمد عبد الله قرضاس بوري، وحافظ مسعود عالم مدرس بالجامعة السلفية، وعابد مجيد المدني المدرس المعهد الشرعي بمدينة خشاب، وغيرهم من المشايخ والدعاة.
وذكر بعض من يقوم بالتأليف؛ ومنهم:
سيد طالب الرحمان.
وفضل إلهي.
وعبد المنان النورفوري.
وبرق توحيدي.
وحافظ ثاناء الله الزاهدي.
وحافظ صلاح الدين آل يوسف.
وميا محمد جميل، وغيرهم.
وذكر بعض من يقوم بمناظرة المخلفين، ومنهم:
عبد الرشيد.
وسيد طالب الرحمان شاه.
دواد أل شت.
ومحمد ناصر وغيرهم.
وذكر أنهم يناظرون جميع الخرافيين، ولهم دعوة جيدة.
(8:05) كثير من الإخوة يسأل عن آخر مشاريعكم العلمية، فحبذا لو حدثمونا عنها؟
ذكر أنه ألف قبل أيام من هذا التسجيل كتابا باسم (مشاجرات الصحابة وموقف السلف في الأردية)، وذكر أنه جمع فيه نصوص السنة من القرن الأول إلى القرن الرابع عشر.
وذكر أن له كتابا بعنوان (منزلة الصحابة في ضوء الكتاب والسنة) سوف يطبع قريبا إن شاء الله.
(9:10) الحديث أيضا يتجه شيخنا عن تحقيكم لكتاب (غاية المقصد في زوائد المسند) ماهي مميزات الكتاب، وما الذي وقفتم عليه من الفوائد اعلمية الهامة فيه؟
وذكر أن الهيثمي يعتمد كثيرا على توثيق ابن حبان.
وذكر أن الهيثمي يقول في كثير من الأسانيد (رجاله ثقات)، ومع ذلك فهو غير صحيح.
وذكر أن فيه أحاديث غير موجودة من الطبعة الميمنية من مسند الإمام أحمد.
وذكر أن نسخة الهيثمي من المسند غير نسخة الحافظ ابن حجر.
وذكر أنه من خلال التحقيق تبين له أن كثيرا من التراجم في مسند الإمام أحمد لم يذكره ابن حجر في (تعجيل المنفعة).
وذكر أن هذه التراجم ستطبع مستقلة.
(12:34) متى تتوقعون طباعة الكتاب؟
إن شاء الله سيطبع في هذه السنة.
وذكر أنه ربما يكون في خمسة مجلدات.
وذكر أن أكثرهم في باكستان يقرأون بالأردية، ووهو يريد أن يطبعه بالعربية كما طبع مسند أبي يعلى في السعودية.
(14:32) سمعنا عن ردكم – حفظكم الله - على القطعة الموضوعة التي أخرجها بعض المتصوفة من مصنف الإمام عبد الرزاق، وسمعنا أن لكم نقضا على هذه القطعة بالغة الأردية، ولعلنا يا شيخ نتشوق يعني ونتحرق لقراءة هذه القطعة بعد ترجمتها؛ فما تقولون وفقكم الله؟
طبع بالأردية، وطبع في مجلة الاعتصام بلاهور، وسيطبع باللعة العربية.
(17:36) يا شيخ ردكم على الجزء كان من ناحية السند، أو من ناحية المتن فقط؟
ذكر أن تكلم عليه من ناحية السند، وأن في هذا الجزء أسانيدَ مكذوبةً مزورةً، وذكر أشياء أخر.
(17:57) يعني ترون – حفظكم الله - أن الدافع لطباعة هذا الجزء هو حديث النور فقط؟
سببه هو هذا الحديث.
(18:40) وأنا – هنا – أشجعكم شيخنا الكريم من أجل يعني طباعة هذا الجزء وترجمته إلى اللغة العربية؛ فهذا – والله – من أهم المهمات.
(18:52) شيخنا نتكلم عن أبرز لقاءاتكم مع أهل العلم الكبار؛ لابد أنه كان لكم لقاءات مع أمثال الشيخ ابن باز، الشيخ الألباني، وغيرهم من أهل العلم؛ فحبذنا لو تحدثونا عن تعاونكم معهم في مجال الدعوة، ونشر العلم الشرعي؟
ذكر أن التقى الشيخ ابن باز، وذلكم منذ قريب من (23) سنة.
وذكر أنه التقى الشيخ ابن عثمين.
وذكر أنه التقى الشيخ حمادًا الأنصاري.
وذكر أنه ما تشرف بلقي الشيخ الألباني.
وذكر أنه ما كان له - معهم - علاقة علمية أو دعوية.
ذكر أنه زار الشيخ مكتبة الشيخ حماد الأنصاري، ووصفها بأتها مكتبة قيمة.
وذكر أن الشيخ حمادًا قال له: مكتبتي حل لك، أي كتاب شئت صورته لك، وذكر أنه ذكر هذا الكلام لابن الشيخ عبد البارئ الأنصاري - حفظه الله - بعد وفاة الشيخ فقال: أنا على موعد والي.
وذكر أنه نال من مكتبته بعض الكتب.
(22:30) بودنا شيخنا الكريم لو توجهون نصيحة عامة لطلبة العلم؟
ذكر نصيحة للعامة والخاصة
وإلى هنا انتهى اللقاء؛ فرحم الله أهل العلم، وجمعنا بهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
وتقبول تحيات أخيكم أبي عبد الخالق
المادة الصوتية موجودة في موقع (المحجة العلمية السلفية).
والله الموفق
.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[25 - Jun-2010, مساء 09:28]ـ
بارك الله فيك أخي أشرف وهذا رابط الملف الصوتي لهذا اللقاء العلمي:
http://www.mahaja.com/library/lectures/lecture/1251(/)
[كيف يتخلَّصُ الإنسانُ مِنْ ذُنوبِ الخلَوَاتِ .. ؟!]
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[23 - Jun-2010, مساء 05:56]ـ
- ما المقصود بـ " ذنوب الخلوات "؟ وكيف يستطيع الإنسان التخلص منها؟
- ولدي استفسار: حديث (الإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس) المفهوم من الحديث: أن الإنسان بفطرته يخجل من الإثم، ويخفيه عن الناس، فكيف الرابط بين كون الإثم مجرد إثم يرتكبه الإنسان وهو غير معصوم، وكون هذا الإثم يعدُّ من ذنوب الخلوات؟
الجواب:
الحمد لله
أولاً:
المسلم في هذه الدنيا معرَّض للوقوع في الذنب، والمعصية , والواجب عليه – إن وقع فيهما - أن يسارع إلى التوبة، والاستغفار، قال تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) الزمر/ 53،
وقال تعالى: (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا) النساء/ 110،
وقال تعالى: (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا. يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا. إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا. وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا) الفرقان/ 68 – 71.
والله تعالى يفرح بتوبة عبده إذا تاب إليه، كما جاء في الحديث عن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ مِنْ أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فَلاَةٍ فَانْفَلَتَتْ مِنْهُ وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ فَأَيِسَ مِنْهَا فَأَتَى شَجَرَةً فَاضْطَجَعَ في ظِلِّهَا قَدْ أَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذَا هُوَ بِهَا قَائِمَةً عِنْدَهُ فَأَخَذَ بِخِطَامِهَا ثُمَّ قَالَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ: اللَّهُمَّ أَنْتَ عبدي وَأَنَا رَبُّكَ. أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ) رواه البخاري (5950) ومسلم (2747) - واللفظ له -.
ثانياً:
الواجب على المسلم أن يحذر من ذنوب الخلوات , فالله تعالى قد ذم من يستخفي بذنبه من الناس، ولا يستخفي من الله، قال تعالى: (يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً) النساء/108.
وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ذنوب الخلوة والسر، كما جاء في الحديث عَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: (لأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا) قَالَ ثَوْبَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا، جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لاَ نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لاَ نَعْلَمُ، قَالَ: (أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا) رواه ابن ماجه (4245)، وصححه الألباني في "صحيح ابن ماجه".
ثالثاً:
أما كيف يتخلص الإنسان من ذنوب الخلوات، فيكون ذلك بـ:
1 - الالتجاء إلى الله تعالى بالدعاء , والتضرع إليه، أن يصرف عنه الذنوب والمعاصي، قال تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) البقرة/ 186.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - مجاهدة النفس، ودفع وسوستها، ومحاولة تزكيتها بطاعة الله، قال تعالى: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا. فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا. قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا. وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) الشمس/7 – 10، وقال تعالى: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) العنكبوت/69.
3 - تأمل الوعيد الشديد الوارد في حديث ثَوْبَانَ السابق ذِكره، وخشية انطباقه على فاعل تلك الذنوب في خلواته.
4 - استشعار مراقبة الله تعالى، وأنه رقيب، ومطلع على المسلم في كل حال.
قال ابن كثير رحمه الله:
وقد ذُكر عن الإمام أحمد رحمه الله أنه كان ينشد هذين البيتين، إما له، أو لغيره:
إذَا مَا خَلَوتَ الدهْرَ يَومًا فَلا تَقُل ... خَلَوتُ وَلكن قُل عَليّ رَقيب
وَلا تَحْسَبَن الله يَغْفُل ساعةً ... وَلا أن مَا يَخْفى عَلَيْه يَغيب
"تفسير ابن كثير" (6/ 219).
5 - أن يتخيل المسلم من يجلهم، ويحترمهم، ينظرون إليه وهو يفعل ذلك الذنب!
ويستشعر استحياءه من الله أكثر من استحيائه من الخلق , وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: (واستحي من الله استحياءك رجلاً مِنْ أهلكَ) صححه الألباني رحمه الله في "السلسلة الصحيحة" (3559)، وعزاه للبزار، والمروزي في "الإيمان".
6 - تذكر الموت لو أنه جاءه وهو في حال فعل المعصية، وارتكاب الذنب , فكيف يقابل ربه وهو في تلك الحال؟!.
7 - تذكر ما أعده الله لعباده الصالحين من جنة عرضها السموات والأرض , والتفكر في عذاب الله تعالى، قال تعالى: (أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ) فصلت/40.
رابعاً:
أما حديث النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ الأَنْصَارِىِّ رضي الله عنه قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْبِرِّ وَالإِثْمِ فَقَالَ: (الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ، وَالإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ): فقد رواه مسلم (2553)، وهو ميزان يدل على معرفة الذنب، والمعصية، عند الاشتباه في أمرهما.
قال النووي رحمه الله في شرح الحديث:
وَمَعنَى (حَاكَ فِي صَدْرك) أَي: تَحَرَّكَ فِيه، وَتَرَدَّدَ، وَلَمْ يَنشَرح لَهُ الصَّدر، وَحَصَل في القَلب مِنه الشَّكّ، وَخَوْف كَونه ذَنبًا.
"شرح مسلم" (16/ 111).
وقال ابن رجب رحمه الله:
إشارةٌ إلى أنَّ الإثم: ما أثَّر في الصدر حرجاً، وضيقاً، وقلقاً، واضطراباً، فلم ينشرح له الصَّدرُ، ومع هذا: فهو عندَ النَّاسِ مستنكرٌ، بحيث ينكرونه عند اطلاعهم عليه، وهذا أعلى مراتب معرفة الإثم عندَ الاشتباه.
"جامع العلوم والحكَم" (ص 254).
وقال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله:
"وهذه الجملة (الْإِثْمُ مَا حَاك فِي صَدْرك) إنما هي لمن كان قلبه صافياً سليماً، فهذا هو الذي يحوك في نفسه ما كان إثماً، ويكره أن يطلع عليه الناس.
أما المتمردون الخارجون عن طاعة الله الذين قست قلوبهم فهؤلاء لا يبالون ـ بل ربما يتبجحون بفعل المنكر والإثم، فالكلام هنا ليس عاماً لكل أحد، بل هو خاص لمن كان قلبه سليماً طاهراً نقياً، فإنه إذا هم بإثم وإن لم يعلم أنه إثم من قِبَلِ الشرع تجده متردداً يكره أن يطلع الناس عليه، وهذا ضابط وليس بقاعدة، أي علامة على الإثم في قلب المؤمن" انتهى.
شرح الأربعين النووية" (ص294).
وعلى هذا، فليس في الحديث إقرار العبد على فعل المعصية في الخلوة، وإنما هذا الميزان الدقيق لما يشتبه أمره على المسلم بالقلب هل هو معصية أم لا؟
فإن كان يستحي من فعله أمام الناس فهو معصية، وإن كان لا يستحي منه فهو جائز ولا حرج فيه.
ونسأل الله أن يحفظنا وإياكم من الذنوب والمعاصي، وأن يعيننا على أنفسنا.والله أعلم
المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب ..
ـ[أم سلمة هويدي]ــــــــ[23 - Jun-2010, مساء 07:31]ـ
جزاكِ الله خيرا ونفعنا بكِ
فما الظن بمن يجاهر بمعاصيه؟!
ـ[الياس الهاني]ــــــــ[23 - Jun-2010, مساء 09:23]ـ
جزاك الله خبرا و بارك فيك
ـ[إبراهيم صالح]ــــــــ[23 - Jun-2010, مساء 10:54]ـ
جزاك الله خير
ـ[أم نور الهدى]ــــــــ[23 - Jun-2010, مساء 11:30]ـ
جزاك الله خير الجزاء، في ميزان حسناتك إن شاء الله ..
ـ[أبوعبد الله الغريب]ــــــــ[24 - Jun-2010, مساء 01:42]ـ
بارك الله فيك أخي
وجعلها الله في ميزان حسناتك
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[26 - Jun-2010, مساء 05:04]ـ
* الإخوة والأخوات الكرماء الأفاضل /
أم سلمة هويدي ..
إلياس الهاني ..
إبراهيم صالح ..
أم نور الهدى ..
أبو عبد الله الغريب ..
أحسن الله إليكم جميعًا، وبارك لكم المرور الكريم ..(/)
الإمام النووي يكشف أبليس وهو في شعار الصالحين؟؟؟ -موقف عجيب-
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[23 - Jun-2010, مساء 07:55]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
///جاء في تحفة الطالبين-وهي رسالة نفيسة في ترجمة الإمام النووي- لابن العطار: (قال لي شيخي يحيى بن شرف النووي رضي الله عنه: كنت مريضا بالمدرسة الرواحية فبينما أنا في بعض الليالي في الضفة الشرقية و فيها والدي و أخوتي و جماعة من أقاربي - نائمون إلى جانبي، إذ نشطني الله وعافاني من ألمي، فاشتاقت نفسي للذكر، فجعلت أسبح، فبينما أنا كذلك بين الجهر و الإسرار إذ شيخ حسن الصورة جميل المنظر فتوضأ على حافة البركة، وقت نصف الليل أو قريباً منه، فلما فرغ من وضوئه أتاني وقال -: يا ولدي لا تذكر الله تعالى وتشوش على والدك وأخوتك وأهلك ومن في هذه المدرسة. فقلت: يا شيخ من أنت؟ قال: أنا ناصح لك، و دعني أكون من كنت، فوقع في نفسي أنه إبليس، فقلت أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ورفعت صوتي بالتسبيح فأعرض و مشى إلى ناحية باب المدرسة، فانتبه والدي والجماعة على صوتي، فقمت إلى باب المدرسة، فوجدته مغلقاً، و فتشتها فلم أجد فيها أحداً غير من كان فيها. فقال والدي: ما خبرك؟ فأخبرته الخبر فجعلوا يتعجبون، و قعدنا كلنا نسبح و نذكر، أعاذنا الله من شره و مكره) انتهى
قلت: هذا كان في عهد الإمام النووي والمستهدف من هذا الإغواء إمام في العبادة والعلم، أما اليوم فقد باتت لإبليس مؤسساته الإعلامية سواء في الشبكة أو في الفضائيات التي غزت كل بيت، فأبليس اليوم ليس كأبليس الأمس؟؟ فاليوم قد بات له موقع على الشبكة وصفحة على الفيس بوك و قناة على اليوتيوب وغير ذلك من وسائل الإتصال الحديث، بل لقائل أن يقول إن أبليس قد يستفيد ويتعلم من بعض أصحاب وسائل الإتصال الحديث والقنوات الفاجرة التي يعتبر الراعي الرسمي لكثير منها؟؟ فالتلميذ قد يتفوق على تلميذه في بعض الحالات، حتى أن أحدنا ليتمثل بقول القائل حين يرى بعض الناس:
وإذا رأى أبليس طلعة وجهه**حيا وقال فديت من لا يفلح
نسأل الله السلامة والعافية ...
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[24 - Oct-2010, مساء 04:04]ـ
يرفع ...
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[24 - Oct-2010, مساء 04:25]ـ
أحسن الله إليكم.
فالتلميذ قد يتفوق على تلميذه في بعض الحالات
كأنك تعني: على معلمه!
ـ[رضا الحملاوي]ــــــــ[24 - Oct-2010, مساء 04:26]ـ
سبحان الله وبحمده ... سبحان الله العظيم
اللهم ارحم الشيخ النووي
جزاك الله خيرا الشيخ العطاب الحميري
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[24 - Oct-2010, مساء 08:11]ـ
أحسن الله إليكم.
كأنك تعني: على معلمه!
لله درُّك أبا محمد ...
جزاكم الله خيرا
وقد أحسنت بقولك (على معلمه) ... لأن ما أعلمه هو أن كلمتا (التلميذ) (والإستاذ) فارسيتان-والعلم عند الله-
على العهد يا ابن الأكرمين
ودارهم ما دمتَ ... :)
ـ[المتبع للوحيين]ــــــــ[27 - Oct-2010, صباحاً 02:46]ـ
كلام جميل جدا وصحيح
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[29 - Nov-2010, صباحاً 11:31]ـ
///أشكركم أخي الدكتور رضا حملاوي
وأشكركم أخي (متبع الوحيين)
والله يرعاكم(/)
على عتبات الزواج فهل من نصيحة؟
ـ[أبو زيد محمد بن علي]ــــــــ[24 - Jun-2010, مساء 03:07]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الكرام
أخوكم على عتبة الزواج بعد أيام قلائل
(إن شاء الله)
فهل من دعوة مباركة أونصيحة صادقة
وأكن لكم من الشاكرين
ولا تنسوا الدعاء بظهر الغيب
والله الموفق لا رب سواه
أخوكم
محمد أبو زيد
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[26 - Jun-2010, صباحاً 12:32]ـ
ما شاء الله., بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما بخير.,
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=289500#post28 9500
الرد رقم 4 و 6
ـ[أبو مروان الشبيلي]ــــــــ[26 - Jun-2010, صباحاً 02:30]ـ
النساء في الغالب:
يحببن/
المدح.
والثناء على الحسن والجسم واللباس والحلي.
والدخول في اهتماماتهن.
ويحببن خفة الدم (بس لا تكثر مرة).
ويحببن المداعبة.
يحببن أن تُجمع لهن صفاة الرجولة في زوج واحد.
يحببن السخاء (أقصد من جيبك).
يحببن التنزه.
وجبلن على حب الأزياء والملابس حتى لكأنهن في المحل كالمولع بالكتب في مكتبة وودّ لو اطلع على كل كتاب.
يكرهن/
الانتقاد في لبس أو حسن أو طبع أو .... ولكن أدخل الملحوظة بأسلوبك بعد فهمك العميق لشخصيتها.
ويكرهن طول الكبت في المنازل.
يتضايقن من فراق أهلن في البداية فلتكن مسليًا لها حتى ما تلبث أن ترى أنك كل أهلها.
أخيرًا: يرهبن آلام الدّخلة فارفق وكن حكيمًا.
أرجو أن لا أكون قد أخطأت في أي ملحوظة , واسأل من تثق بهم من المقربين إلى قلبك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[26 - Jun-2010, صباحاً 02:31]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
///عليك بهدي نبينا محمد (ص) في هذا الأمر ... وعليك أيضا بكتاب تحفة العروس للاستانبولي رحمه الله تعالى فهو كتاب جيد في بابه،واعلم أن الزواج مشروع حياة وليس مشروع قضاء وطر فحسب، وتجنب الإنفاق الزائد على تكاليف العرس وكن عواناً بين ذلك تجد غبَّ ذلك خيرا وبركة في أهلك ومالك ونفسك ...
وأرى أن تحدد مع أهلك في الأيام الأولى أهدافكم المشتركة ...
ولعلي لا أخيفك أخي محمد أني قد كنت قبل الزيجة أقول:اللهم اغثنا واجعل لنا من لدنك وليا ... وكنت أرى ما حولي محيلا مجدبا .... ثم لما أثقلت تبعات الزيجة كاهلي بتُّ بعد ذلك ممن يقول: اللهم حوالينا ولا علينا:)
وفقك الله تعالى
ـ[أبو زيد محمد بن علي]ــــــــ[28 - Jun-2010, صباحاً 02:23]ـ
جزاكم الله خير الجزاء
ـ[أبو زيد محمد بن علي]ــــــــ[28 - Jun-2010, صباحاً 02:25]ـ
النساء في الغالب:
يحببن/
المدح.
والثناء على الحسن والجسم واللباس والحلي.
والدخول في اهتماماتهن.
ويحببن خفة الدم (بس لا تكثر مرة).
ويحببن المداعبة.
يحببن أن تُجمع لهن صفاة الرجولة في زوج واحد.
يحببن السخاء (أقصد من جيبك).
يحببن التنزه.
وجبلن على حب الأزياء والملابس حتى لكأنهن في المحل كالمولع بالكتب في مكتبة وودّ لو اطلع على كل كتاب.
يكرهن/
الانتقاد في لبس أو حسن أو طبع أو .... ولكن أدخل الملحوظة بأسلوبك بعد فهمك العميق لشخصيتها.
ويكرهن طول الكبت في المنازل.
يتضايقن من فراق أهلن في البداية فلتكن مسليًا لها حتى ما تلبث أن ترى أنك كل أهلها.
أخيرًا: يرهبن آلام الدّخلة فارفق وكن حكيمًا.
أرجو أن لا أكون قد أخطأت في أي ملحوظة , واسأل من تثق بهم من المقربين إلى قلبك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الله المستعان
هذا يحتاج مذاكرة ومراجعة
الموضوع شكله مش سهل
هههههه
ربنا يسترها
جزاكم الله خيرا
ـ[خالد الهاشمي]ــــــــ[30 - Jun-2010, مساء 02:24]ـ
وفقك الله ويسّر أمرك، وجمع بينكما بخير ..
1 - عامل زوجتك كما تعامل أقرب صديق لك، فاستودعها سرك، وبح لها بمكنونات نفسك.
2 - تذّكر أنها آدمية، ولها أحاسيس ومشاعر، وليست آلة! فساعدها عند حاجتها، ولا تكلفها فوق طاقتها.
3 - دلّلها على قدر استطاعتك، وأشعرها بذلك.
4 - أعطها الثقة.
5 - حاول أن ترقي همتها الدينية والدنيوية، فتطلعها على مباديء العلوم الشرعية والآداب والفكر، فهي مستشارك و أم أولادك.
والأهم من هذا كله أن تتذكر أنك أنت الرجل، وأنك لابد وأن تصبر عليها وتترفع عن الغلط عليها؛ لو وقع بينكما شيءٌ -كعادة كل زوجين- ..
والوصايا طويلة، ولكن النوم باغتني! وبرأيي: هذه من أهمها ..
ـ[ابو بشار الغزاوي]ــــــــ[01 - Jul-2010, صباحاً 05:58]ـ
السلام عليكم جزاكم الله كل الخير لما قدمتوه من نصائح غالية
ـ[محمد عبد الغنى السيد]ــــــــ[01 - Jul-2010, صباحاً 09:18]ـ
فى فترة الخطوبة اضبط نفسك عن المحرمات من خلوة وغيرة ..... وتجنب منكرات الأفراح وان أصرت هى على ذلك لأنك -بعد رضى الله تعالى-ستكبر فى عينيها لأنها هى نفسها ستندم بعد ذلك حين لا يجدى الندم. وستلومك على طاعتك لها. نصيحة مجرب
وفقك الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محب اهل الحديث]ــــــــ[01 - Jul-2010, مساء 02:47]ـ
بارك الله لك وعليك وجمع بينكما فى خير
ـ[أبو إلياس الرافعي]ــــــــ[12 - Oct-2010, مساء 02:09]ـ
أما أنا فأقول - بعد أن علمت بزواجك -: زوجا هنيئا يا شيخ محمد، صرت تأكل بموعد، وتنام بموعد، وتشرب بموعد، وتأتي بموعد، وتذهب بموعد، لو كنت في الجيش المصري، لكان الأمر هينًا (ابتسامة!!)
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[12 - Oct-2010, مساء 02:34]ـ
صرت تأكل بموعد، وتنام بموعد، وتشرب بموعد، وتأتي بموعد، وتذهب بموعد، لو كنت في الجيش المصري، لكان الأمر هينًا (ابتسامة!!)
يعني إيه؟ ما نفعت معاه النصائح؟!
لو أدركته قبل ذلك لنصحته:
(((لا تضَع عصاكَ عن أهلِك، وأنصِفْهم من نفسك، وأخِفْهم في الله))):)
ـ[يس رحيق]ــــــــ[12 - Oct-2010, مساء 02:47]ـ
بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما في خير
عليك بليلة البناء
نعم ليلة البناء فتعلم اداب ليلة البناء
1 - تضع يدك على ناصيتها وتدعو: اللهم إني اسالك خيرها وخير ما جبلتها عليه واعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه
2 - تصلي ركعتين انت وهي من خلفك حتى لو كانت بثياب الفرح لتضع عليها ما يسترها (لكن كن انت وهي على وضوء قبل الشروع بلبس ملابس العرس والزينة حتى تضمن الظهارة) لاتنسى اخبرها بذلك قبل الزفاف.
3 - قدم لها اي شي تفاحة شراب منعش كيك لاتجعل الجو يكون محرج.
وما يزيد الامر طيب ان تمسك بكلتا يديها قليلا وتخبرها انها ستكون في عيونك فلا تخاف وتقبلها من راسها
4 - ثم لا تنتسى الدعاء عندما تاتي اهلك فتقول: بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا
وربما الامر ياخذ منك وقت فلا تستعجل
وربما يصيبك انت او هي او كليكما شيء من البرود البرود العاطفي و؟؟؟؟ فلا تقلق ابدا وعليك بالهدوء
حتى يفتح الله عليكما
هذا ملخص سنن يوم الزفاف
ليلة البناء
ـ[أبو زيد محمد بن علي]ــــــــ[13 - Oct-2010, صباحاً 12:07]ـ
أما أنا فأقول - بعد أن علمت بزواجك -: زوجا هنيئا يا شيخ محمد، صرت تأكل بموعد، وتنام بموعد، وتشرب بموعد، وتأتي بموعد، وتذهب بموعد، لو كنت في الجيش المصري، لكان الأمر هينًا (ابتسامة!!)
جزاك الله خيرا
ولكن،
مفيش أحسن من النظام
وليس الخبر كالمعاينة
ـ[أبو زيد محمد بن علي]ــــــــ[13 - Oct-2010, صباحاً 12:11]ـ
يعني إيه؟ ما نفعت معاه النصائح؟!
لو أدركته قبل ذلك لنصحته:
(((لا تضَع عصاكَ عن أهلِك، وأنصِفْهم من نفسك، وأخِفْهم في الله))):)
لا؛
نفعت والله نصائحكم
وبها أنار الله بها طريقنا
وموضوع العصا هي فقط لمن عصا (وفقط) وربنا يستر
وهم منصوفين إحنا اللى عاوزين حد ينصفنا الله المستعان
ونحسبهم والله حسيبهم ممن يخافون الله المهم إحنا
(سترنا الله وإياك)
أسأل الله ان يرزق كل شاب مسلم العفة والعفاف والزوجة الصالحة والولد الصالح الذي يقر به عينه
آميييييين
ـ[أبو زيد محمد بن علي]ــــــــ[13 - Oct-2010, صباحاً 12:18]ـ
بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما في خير
عليك بليلة البناء
نعم ليلة البناء فتعلم اداب ليلة البناء
1 - تضع يدك على ناصيتها وتدعو: اللهم إني اسالك خيرها وخير ما جبلتها عليه واعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه
2 - تصلي ركعتين انت وهي من خلفك حتى لو كانت بثياب الفرح لتضع عليها ما يسترها (لكن كن انت وهي على وضوء قبل الشروع بلبس ملابس العرس والزينة حتى تضمن الظهارة) لاتنسى اخبرها بذلك قبل الزفاف.
3 - قدم لها اي شي تفاحة شراب منعش كيك لاتجعل الجو يكون محرج.
وما يزيد الامر طيب ان تمسك بكلتا يديها قليلا وتخبرها انها ستكون في عيونك فلا تخاف وتقبلها من راسها
4 - ثم لا تنتسى الدعاء عندما تاتي اهلك فتقول: بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا
وربما الامر ياخذ منك وقت فلا تستعجل
وربما يصيبك انت او هي او كليكما شيء من البرود البرود العاطفي و؟؟؟؟ فلا تقلق ابدا وعليك بالهدوء
حتى يفتح الله عليكما
هذا ملخص سنن يوم الزفاف
ليلة البناء
الحمد لله على نعمه الغزيرة
لقد مرت ليلتنا والحمد لله بسلام (ابتسامة)
وتم ماقلتم وأسأل الله القبول
وأسأل الله أن يتمم لنا نعمته بالولد الصالح وأن يجعله الله قرة عين لي ولزوجي(/)
جامع الردود على من أحل المعازف والغناء.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[24 - Jun-2010, مساء 09:31]ـ
الحمد لله وحده, والصلاة والسلام على من لا نبي بعده, أما بعد:
فهذا تلخيص ميسر لمحاضرة الشيخ عبد العزيز الطريفي عن الغناء وحكمه, لخصتها لأن الحاجة تدعو لهذا الموضوع, خاصة في مثل هذه الأوقات, مع تفتح كثير من العوام على الفضائيات والصحف, وتلقفهم لكل ما ينشر فيها من فتاوى ومقالات, ليكون طالب العلم على دراية بأدلة القوم واحتجاجاتهم, وقد لخصتها على عجل, وجعلتها على نقاط, وقد نقلت نص كلام الشيخ بلا أدنى تصرف, وعذراً على عدم الإجادة, وشيءٌ أفضل من لاشيء, والله نسأله التوفيق في الدنيا والآخرة,,,
التلخيص:
1 - من نظر إلى النصوص من أفعال الصحابة وكذلك أشعار العرب وجد أنهم يطلقون الغناء ويريدون به الشعر والحداء، حتى اشكل ذلك على كثير من المتأخرين، وظنّوا أن ما يطلق من أقوالهم يراد به الغناء باصطلاح المتأخرين، وهذا غاية الجهل وسوء الفهم، فإن هذا لم يكن عندهم مطلقاً. وقد طرأ سوء الفهم عند بعضهم في إطلاقات بعض السلف، وما جاء في النصوص من كلام النبي- صلى الله عليه وسلم- , وكلام الصحابة عند بعض الأئمة من الفقهاء، ولذلك؛ لما ذكر ابن رجب رحمه الله في" ذيل طبقات الحنابلة " عند ترجمته لعبد الرحمن بن نجم الشيرازي المشهور بـ (ابن الحنبلي) وهو من كبار الفقهاء في مذهب الإمام أحمد، حتى لما قدِم إلى ابن قدامة عليه في العام الذي توفي فيه، قال له ابن قدامة: لقد سررت بمقدمك، فإني خشيت أن أموت فيقع وهَنٌ بالمذهب ويقع الخلافٌ بالأصحاب.
لما استشكل وخلط بين الغِناء والحداء– أي الغناء الذي وقع عند المتأخرين وبين الحداء الذي جاء عن بعض السلف والصحابة وغيرهم – وكتب ابن الحنبلي في ذلك كتاباً عنّف عليه ابن قدامة بقوله: (وشرع بالاستدلال لمدح الغناء بذكر الحداء، وهذا صنيع من لا يفرق بين الحداء والغناء ولا قول الشعر على أي وجهٍ كان، ومن كان هذا صنيعه فليس أهلاً للفتيا).
والذي قال هذا القول هو نفسه الذي قد ذكر في كتابه " المغني " أن الغناء محلُّ خلاف عند العلماء من الأصحاب، فأي غناءٍ أراد؟
الجواب: أراد الحداء، فإنه قبل وفاته بعامٍ قد شنّع على ابن الحنبلي وذكر اتفاق العلماء على تحريم الغناء.
2 - قال الإمام ابن الجوزي: " كان الغناء في زمانهم إنشادَ قصائدَ الزهدِ إلا أنهم كانوا يُلحِّنونها ".
3 - قال بعض الفقهاء بحضرة الرشيد لابن جامع: الغناء يفطر الصائم, فقال: ما تقول في بيت عمر بن أبي ربيعة إذ أنشد: أمِن آل نُعْمٍ أنتَ غادٍ فمُبْكِرُ ** غداة غد أم رائح فمهجر!
أيفطر الصائم؟
قال: لا. قال: إنما هو أن أمد به صوتي, وأحرك به رأسي.
4 - لم يظهر الغناء باستعمال آلات الطرب واللهو إلا في أواخر القرن الثالث.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (لم يكن في القرون الثلاثة المفضلة؛ لا في الحجاز ولا في الشام ولا في اليمن ولا في مصر ولا في العراق ولا في المغرب ولا في خرسان عند أهل الصلاح ,وأهل الزهادة, وأهل العبادة الاجتماع على مثل المكاء والتصدية، إنما نشأ ذلك في أواخر المائة الثانية).
5 - ما يطلق من أقوال بعض الصحابة وأشعار العرب من ذكر الغناء, فالمراد به الأشعار, وما يسمى في وقتنا بالأناشيد.
وقد نص على هذا التعريف غير واحد من الأئمة؛ من أئمة اللغة وغيرهم؛ كأبي عبيد القاسم بن سلاّم، بل نص عليه الإمام الشافعي.
6 - روى الإمام البخاري في " الصحيح " فقال: قال هشام بن عمّار: حدثنا صدقة بن خالد، قال: حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال: حدثنا عطية بن قيس، عن عبد الرحمن بن غَنْمٍ، قال: حدثني أبو مالك أو أبو عامر، ووالله ما كذبني أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ)).
يقول ابن قدامة وغيره: آلة اللهو كالطنبور والمزمار والشبابة آلة للمعصية بالإجماع. وقد أعلّ ابن حزم الأندلسي, وكذلك ابن طاهر ابن القيسراني هذا الحديث وحكما عليه بالضعف، وذلك أنه في حكم المعلّق في " صحيح الإمام البخاري ".
(يُتْبَعُ)
(/)
فيقال: أن هذا فيه نظر, ولا يجري على قاعدة ابن حزم بنفسه، وذلك أن ابن حزم قد صرّح في غير ماموضع من كتبه – منها في كتاب " الإحكام " – أن الراوي إذا حّدث عن راوٍ عدلٍ مثله- وكان قد سمعه_ بأي صيغة كانت سواء بالتحديث, أو بإنباء, أو قوله (عن فلان) أو قوله (قال فلان) , أن ذلك محمول على السماع، وهذا منها.
إضافةً إلى ذلك أن هشام بن عمّار من شيوخ الإمام البخاري المعروفين، وقوله: (قال) لا يُردُّ إلا إن كان البخاري من أهل التدليس، وليس كذلك.
وعلى القول بأنه معلّق وأن البخاري لم يسمعه منه، فقد جاء موصولاً عن هشام بن عمّار من طُرقٍ عدّه، رواها نحو عشرة من الرواة عن هشام بن عمّار موصولةً.
فقد رواه أبو ذرّ – راوِيَةُ " صحيح البخاري " – فقال: حدثنا العباس بن فضل، قال: حدثنا الحسين بن إدريس، قال: حدثنا هشام بن عمّار، وساقه بتمامه.
وكذلك رواه الحسن بن سفيان - ومن طريقه: أبو بكر الإسماعيلي في" مستخرجه " - عن هشام بن عمار به.
وكذلك قد رواه الطبراني في " معجمه " من حديث جعفر بن محمد الفريابي، وموسى بن سهل الجوني عن هشام بن عمّار عن صدقه بن خالد به.
وكذلك قد رواه أبو نعيم في " مستخرجه " من حديث أبي بكر الباغندي وعبدان بن محمد المروزي عن هشام بن عمّار به.
وكذلك قد رواه ابن حبان في " الصحيح " من حديث الحسين بن عبد الله القطان عن هشام بن عمّار به.
وكذلك قد رواه الطبراني في " مسند الشاميين " من حديث محمد بن يزيد بن عبد الصمد عن هشام بن عمار به.
وكلّها أسانيد صحيحة عن هشام بن عمار، وهذا الحديث صحيح بلا ريب.
وأما من أعلّه بـ صدقة بن خالد فيجاب عنه بأنه قد تابعه (بشر بن بكر) عند أبي داود في " سننه " عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن عطية بن قيس عن عبد الرحمن بن غَنْمٍ عن أبي مالك أو أبي عامر.
وقد رواه البيهقي والإسماعيلي في " الصحيح " من حديث بشر بن بكر بتمامه, كما رواه الإمام البخاري.
وإن كان أبو داود قد رواه في " سننه " مختصراً، إلا أنه بتمامه, وتمام سياقه قد جاء عند البيهقي، وعند أبي بكر الإسماعيلي بذكر (المعازف).
وقد أعلّه ابن حزم أيضاً بالاضطراب في إسناده، وذلك أن الراوي قال: حدثني أبو مالك أو أبو عامر الأشعري.
قال: ولم يضبط اسمه، مما يدل على أنه مجهول، فهو مردود.
ومنهج ابن حزم الأندلسي أنه لا يقبل المجاهيل ممن لم يسمَّ من الصحابة، وهذا قول مردود، ولا حجّة به، ولا أعلم أحداً من المعتبرين من الأئمة النّقاد من ردَّ مجاهيل الصحابة، بل هم مقبولون قاطبة.
ومازال العلماء قاطبة يحتجّون بمجاهيل الصحابة، كيف وقد سُمّو وعُرِفُوا؛ فأبو مالك الأشعري: صحابي مشهور.
والصواب أن الإسناد إليه، وأن الوهم من عطية بن قيس، ولذلك أخرج الحديث الإمام أحمد في " مسنده " وابن أبي شيبة في " مصنفه "، والبخاري في " التاريخ الكبير " من حديث مالك بن أبي مريم عن عبد الرحمن بن غَنْمٍ عن أبي مالك الأشعري عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((ليشربنّ أُناس من أُمتي الخمر يسمونها بغير اسمها، تغدو عليهم القيان وتروح عليهم المعازف)).
وجزم بذلك الإمام البخاري- رحمه الله- كما في " التاريخ " وقال: (إنما يُعْرف عن أبي مالك الأشعري) أي: من غير شك وهو الصواب.
وعلى كلٍّ فردُّ ابن حزم الأندلسي لهذا الحديث بجهالة الصحابي وعدم الجزم به ليس في محله.
وابن حزم الأندلسي رغم جلالته وفضله وعلمه وحفظه وسعةِ إدراكه؛ إلا أنّه كثير الوهم والغلط في الرواة، ولذلك رد بعض الأحاديث الصحيحة، وحكم بالوضع على بعض الأحاديث في الصحيحين، وله رسالة ذكر فيها حديثين، وجعلهما موضوعَين، وحكم عليهما بالكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهما في الصحيحين.
وقد نص الأئمة على وهم ابن حزم وغلطه في هذا الباب, كما نص عليه ابن عبد الهادي في كتابة " طبقات علماء الحديث ".
وكذلك قد نص عليه الحافظ ابن حجر رحمه الله في كتابة " التهذيب " وكذلك في " اللسان " وكذلك في " الفتح ".
ولما ترجم الحافظ ابن حجر للإمام الترمذي في كتابه " تهذيب التهذيب " قال: (قال ابن حزم: محمد بن عيسى بن سَورَة الترمذي مجهول).
قال ابن حجر: (وأما ابن حزم فقد نادى على نفسه بعدم الاطلاع).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد يقول قائل أنه لم يعرفه ولم يطّلع على شيء من كتبه، ولا على سعة حفظه، فإن ابن حزم قد حكم بالجهالة على أُناسٍ من الأئمة معروفين، كأبي القاسم البغوي، وإسماعيل بن محمد الصفار، وابي العباس الأصم وغيرهم.
ومن قاعدة ابن حزم الأندلسي- رحمه الله-: أن من لم يعرفه بداهة يحكم عليه بالجهالة، وقد حكم على رواةٍ كُثُرٍ، وقد تتبّعها بعض الأئمة في مصنّف, وهو الحافظ قطب الدين الحلبي ثم المصري من (المحلى)، ولا أعلم أهو مطبوع أم لا؟
ومن نظر في كتاب " المحلّى " ونظر إلى من حكم عليه بالجهالة من الرواة المعروفين عرف ذلك، بل حتى من الصحابة، فقد حكم على يعلى بن مرّه أنه مجهول، وهو صحابي معروف.
ولذلك قال الزيلعي رحمه الله- حينما علّق على أوهام بن حزم في ردّه للأحاديث الصحيحة الصريحة عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وحكمه على أحاديث بأنها معلولة وهي ظاهرة الصحة- قال الزيلعي: (ولابن حزم من ذلك مواضع كثيرة جداً من الوهم والغلط في أسماء الرواة).
يقول ابن القيم في كتابه "الفروسية": (تصحيحه للأحاديث المعلولة، وإنكاره لتعليلها نظير إنكاره للمعاني والمناسبات، والأقيسة التي يستوي فيها الأصل والفرع من كل وجه، والرجل يصحح ما أجمع أهل الحديث على ضعفه, وهذا بين في كتبه لمن تأمله).
وقول ابن القيم هذا ظاهر جلي لكل منصف، عرف كتب ابن حزم، وما أعلّ به ابن حزم الأندلسي هذا الحديث فإنه ليس بمعتبر مطلقاً، مع ظهور الأدلة، ووضوح الإسناد، ونقاوته، فهو كالشمس صحةً عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-.
7 - من أحلّ المعازف والغناء المحرم فقد نص بعض الأئمة على تكفيره. نص بعض أصحاب أبي حنيفة على تكفيره فقالوا: إن سماع الغنى فسوق، والتلذّذ به كفر.
وكذلك القاضي عياض، وكذلك إمام الحنابلة ابن قدامة حكاه عنه ابن الحنبلي، حكم بكفر من أباح الغناء، ومن حكم بكفر مستحل الغناء كذلك البزازي وزين الدين الكرماني من الحنفية.
وقد تعقّب ابن الحنبلي- رحمه الله- كما في " ذيل طبقات الحنابلة " ابن قدامه، وذكر أنه غلوّا.
* وحمل بعضهم الاستحلال في حديث أبي مالك الأشعري- رضي الله عنه- على المبالغة فيه بالسماع حتى يُظن أنه ممن يرى إباحته.
* وحمله بعضهم – وممن نص على هذا شيخ الإسلام ابن تيمية – على أن المراد بالاستحلال: الأخذ بالتأويل وبالشبهات لإباحة الغناء، كمن يقول إن الغناء إنما هو أصوات وألحان, كأصوات الطير وأصوات الريح وأصوات الإنسان، حينما يمشي في الأرض، وكطرق الأبواب والضرب على الحديد، فإنما هي تُجمع ويؤلف بينها لا غير، فهي أصوات من الطبيعة.
8 - ومما جاء عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من النص على تحريم الغناء: ما رواه الإمام أحمد في " مسنده " وأبو داود في " سننه " من حديث عبد الكريم الجزري, عن قيس بن حبتر عن عبد الله بن عباس-رضي الله عنهما- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: ((إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ الْخَمْرَ وَالْمَيْسِرَ وَالْكُوبَةَ)).
والكوبة: قيل: هي الطبل، وقيل: نوع من أنواع المعازف، وقيل: إنها اسم يطلق على سائر أنواع المعازف.
و إسناده صحيح.
وفي إسناده عبد الكريم الجزري، وقد تابعه علي بن بذيمه عند الإمام أحمد في " مسنده "؛ عن قيس عن عبد الله بن عباس.
وجاء في ذلك: ما رواه أبو عبيد القاسم بن سلاّم والبيهقي أيضاً من حديث حبيب بن الشهيد وهشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة: ((أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن كسب الزمارة)).
وإسناده صحيح.
ومن نظر إلى هذه النصوص وجدها صريحة في تحريم المعازف.
9 - جاء عن عبد الله بن عمر-رضي الله عنه- كما رواه أبو داود في "سننه" من حديث نافعٍ, عن عبد الله بن عمر: ((أنه سمع مزماراً فوضع أصبعيه في أذنيه، فقال لابنه نافع: أتسمع صوتاً؟ فقال: لا، فقال: إني كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ففعل ما فعلت)). وإسناده قد تكلم فيه، وصححه ابن رجب -رحمه الله- في رسالته " السماع".
10 - لا يزال العلماء على مرِّ العصور ينقلون إجماع السلف والخلف على تحريم الغناء وآلات اللهو والطرب، فمن نظر إلى العلماء في كل قرن وجد أنهم يتتابعون على نقل الإجماع مقرين له. ولا أعلم قرناً من القرون خلا من عالمٍ ينقل إجماع العلماء على تحريم الغناء والمعازف.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولذلك قد نقله زكريا بن يحي الساجي في كتابه "اختلاف العلماء" في القرن الثالث إذ جل حياته فيه. ونقله الآجري رحمه الله في القرن الرابع. ونقله أبو الطيب الطبري وابن عبد البر في القرن الخامس. ونقله ابن قدامة وأبو القاسم الدولعي الشامي الشافعي في القرن السادس.
ونقله ابن الصلاح والقرطبي والعز بن عبد السلام في القرن السابع. ونقله شيخ الإسلام ابن تيمية والسبكي وابن رجب وابن القيم وابن مفلح وغيرهم في القرن الثامن. ونقله العراقي والبزازي الحنفي في القرن التاسع. ونقله ابن حجر الهيتمي في القرن العاشر. ونقله الآلوسي وأحمد الطحطاوي في القرن الثالث عشر. ونقله الغماري في القرن الرابع عشر.
ولا يزال العلماء على شتى مذاهبهم؛ من المالكية والحنفية والشافعية والحنابلة مطبقين على تحريم الغناء والمعازف.
ولذلك فمن نظر إلى من حكى الإجماع وجد اختلاف بلدانهم، وتباين مذاهبهم.
فمن المالكية: ابن عبد البر في " التمهيد "، والقرطبي في " تفسيره "، وابن القطان الفاسي في كتابه " الإقناع في مسائل الإجماع ".
ومن الشافعية: جماعة وخلق كثير كابن الصلاح، والعز بن عبد السلام، وابن حجر الهيتمي، والعراقي، والطرطوسي وغيرهم.
ومن الحنابلة": ابن قدامة، وابن رجب، وابن تيمية، وابن القيم، وابن مفلح، وغيرهم.
ومن الحنفية: الفقيه الحنفي محمد البزازي في "المناقب"، وزين الدين الكرماني، وشيخ الحنفية أحمد الطحطاوي في مصر في "حاشيته على مراقي الفلاح".
وكذلك أئمة المذاهب بأنفسهم: قد نصوا على التحريم، وحكى الإجماع من أهل المذاهب على اختلاف بلدانهم.
* فابن عبد البر والقرطبي في الأندلس.
* وابن القطان الفاسي والغماري في المغرب.
* وابن قدامة وابن الحنبلي وابن تيمية والعز بن عبد السلام وابن رجب وابن القيم في الشام.
* وابن حجر الهيثمي والطحطاوي الحنفي في مصر.
* والعراقي والآلوسي في العراق.
* وفي بلاد الترك والبلغار: الفقيه الحنفي محمد البزازي الكردي، في "الفتاوى البزازية". وغيرهم خلق كثير على اختلاف بلدانهم.
ومن حكى خلافاً في هذه المسألة فقد غلب عليه هواه.
يقول ابن حجر الهيتمي: في كتابه " كف الرعاع ": (ومن حكى خلافاً في الغناء فإنه قد وهِمَ وغَلِط، وغلب عليه هواه حتى أصمّه وأعماه).
ومن نظر إلى الأئمة الأربعة وجد نصوصهم متضافرة على تحريم الغناء بالنص.
فالإمام مالك: قد روى الإمام أحمد في كتاب " العلل " والخلال في " الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " من حديث إسحاق بن عيسى الطبّاع، قال: (سألت مالكاً عن سماع الغناء؟ فقال: إنما يفعل ذلك عندنا الفسّاق).
وأما الإمام أحمد: فقد نقل عنه ابنه عبد الله في كتابه " المسائل " قال: (سألت أبي عن الغناء؟ فقال: ينبت النفاق في القلب، لا يعجبني)، ثم نقل قول الإمام مالك رحمه الله: (إنما يفعل ذلك عندنا الفسّاق).
قال أبو حنيفة رحمه الله: (وأما الغناء فهو محرّم عند سائر الأديان). ورد شهادة المغنّي الأئمةُ من أتباع مذهبهِ.
وأما الإمام الشافعي- رحمه الله- فقال: الغناء لهوٌ مكروه، ويشبه الباطل والمحال، وقد نص في كتابه " أدب القضاء " وكذلك في كتابه " الأم " على أن المغنّي ترد شهادته.
وأعْجَبُ مِنْ قول من يقول: إن رد الشافعي لشهادة المغني مع قوله" لهو مكروه يشبه الباطل" ليس بصريح في التحريم. وإن قول الإمام مالك: (إنما يفعل ذلك عندنا الفسّاق) ليس بصريح في التحريم.
وإن قول الإمام أحمد: (ينبت النفاق في القلب) ليس بصريح بالتحريم!! فأي تحريم يثبت في الشرع عنهم حينئذٍ إن لم يكن هذا القول صريحاً بالتحريم؟؟
وإن كنا نعلم بل نتيقن أن أقوال الأئمة من الأئمة الأربعة وغيرهم ليست نصوصاً من الوحي، وأن كلامهم ليس بحجه، وأنه بحاجة إلى أن يحتج له لا أن يحتج به، ولكن تساق أقوال الأئمة- رحمهم الله- ليُعْلم الإجماع والإطباق، فإن الإجماع معتبر، ولا يكون إلا على نص.
ونقل تكفير من أباح الغناء عن أئمة من ثلاثة مذاهب متبوعة.
قال بعض أصحاب أبي حنيفة: (سماع الغناء فسق، والتلذذ به كفر)، والتصريح بكفر مستحل الغناء قال به من الحنفية: حافظ الدين الفقيه محمد البزازي في "الفتاوى البزازية"، وزين الدين الكرماني.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال البزازي في "فتاويه": ولما عُلِمَ أنّ حرمَتَهُ بالإجماع لزم أن يكفّر مُسْتَحِلَّه.
وقال به القاضي عياض المالكي، بل حكى الإجماع على كفر مستحله.
وحكاه ابن الحنبلي، كما نقله ابن رجب- رحمه الله- في كتابه " ذيل طبقات الحنابلة " عن ابن قدامه.
وإن كان هذا القول ليس على الصواب، بل أن فيه تشدداً، وذلك أن الكفر بعيد، وإنما هو هوى وجرمٌ وذنبٌ، وقد عدّه غير واحد من الأئمة من كبائر الذنوب كابن النحّاس في كتابه " تنبيه الغافلين "، وابن حجر الهيتمي في كتابه " الزواجر " عدّوا سماع الغناء من الكبائر.
11 - ينقل العلماء أن السماع هو مذهب أهل الحجاز، فأي سماع أرادوا؟ الجواب: أرادوا السماع الذي قد أطبق عليه الناس الآن في وقتنا عامّة، من المبالغة بسماع الحداء والأناشيد وغيرها.
وقد سُئِل الإمام مالك- رحمه الله- عن الغناء فقال: (إنما يفعل ذلك عندنا الفسّاق).
وسُئِل الإمام الشافعي- رحمه الله–: حيث سأله يونس، فقال: سألت الشافعي عن السماع الذي أراده أهل المدينة؟ فقال الشافعي - وهذا نقل نفيس عنه -: (لا أعلم أحداً من أهل المدينة كره السماع إلا ما كان على الأوصاف، وأما ما كان من إنشاد الشعر والحداء وذكر المرابع، فإنه مباح)، إذاً المراد بذلك كلّه لا يخرج عن الكلام الملحّن.
ويوهم كثير من النقلة أن المراد بالسماع عند أهل المدينة هو المعازف وآلات الطرب، وهذا جهل شنيع، فما قال بذلك أحدٌ معتبر.
بل قال ابن حجر الهيتمي في كتابه " كف الرعاع ": (لم يحفظ عن أحد ولم يرو عن أحد من الصحابة ولا من التابعين ولا من الأئمة المجتهدين من قال بإباحة المعازف).
وقد لبس – أولُبِّس على - كثير ممن صنّف في إباحة اللهو والغناء حيث أدخلوا عن هوى أو شبهة مسألة المعازف والموسيقى فيها، ولا علاقة لها فيه.
وقد نظرت في المصنفات التي صنّفت في هذا الباب، فرأيت أن من ذكر الموسيقى فيها لا دليل في كتابه كلّه على شيء من ذلك، وأنه يستدل ببعض الألفاظ التي جاء فيها ذِكر الغناء، وذلك لا يعدو كونه شعراً وحداءً، ومن نظر إلى أشعار العرب وكتب اللغة وجد ذلك ظاهراً.
12 - يستدل المجيزون ببعض الأحاديث التي جاءت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فمنها ما جاء في الصحيح من حديث عائشة- رضي الله عنها- أنها قالت: دخل عليَّ النبي- صلى الله عليه وسلم- وعندي جاريتان تغنيان بغناءٍ بعاث، فدخل أبو بكر الصديق- رضي الله عنه- فقال: أمزمار الشيطان عند رسول الله- صلى الله عليه وسلم-؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: ((دعهما)). مغنيتان تغنيان: المراد بالغناء هو الحداء، وهذا معلوم ولا ريب فيه، ولم يخالف في ذلك أحد من أهل اللغة، وإنما خالف فيه من جَهِل الاصطلاح ممن تأخر.
فيقال أولاً: إن ذلك ليس فيه دليل، فليس ثمّة آلة لهوٍ؛ لا مزمار ولا طبل ولا غيرها.
الأمر الثاني: أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان سامعاً، ولم يكن مستمعاً، ومعلوم أن ثمّة فرق بين السماع والاستماع.
فالسماع: هو أن ينفذ إلى سمع الإنسان شيء من غير اختياره ومن غير إنصات.
فإن الله عز وجل قد حرّم الغيبة والنميمة وحرّم الاستماع إليها، والجلوس عند من يخوض في كلام الله عز وجل استهزاءاً، وقد ينفذ إلى مسَامِعِهِ شيء من الحرام ولا يأثم بذلك.
وهذا نظير المُحرم حينما يأتي إليه من رائحة الطيب مما لا يتعمّده شمّاً، ولا يلحق في ملابسه فليس عليه شيء.
ويقول ابن قدامة رحمه الله: (ومن لا يفرّق بين السماع والاستماع فإن ذلك جاهل، وليس أهلاً للفتيا).
13 - سماع عائشة للمغنيتين اللتين تغنيان عندها بغناء بعاث ليس المراد بذلك المعازف بالإطلاق، وذلك أن عائشة تنكر الزيادة في الإطراب بالقول، فكيف بالمعازف أيضاً؟ فقد روى البيهقي – كما تقدم – من حديث بكير بن الأشج عن أم علقمة: (أن عائشة قد خُفِضت بنات أخيها– القاسم بن محمد – فتألمنَ، فقيل: نأتي بمغني يلهيهنَّ، فقالت: ائتوا بفلان، فجيء به فأخذ يغني، فرأته عائشة وهو يهز رأسه وشعره طويل، فقالت: أخرجوه! شيطان شيطان).
14 - وحينما يستدل البعض ببعض المرويات مما جاء عن بعض السلف كعبد الله بن عمر، أو عبد الله بن أبي جعفر بن أبي طالب، أنه كان يستمع الغناء ونحو ذلك، فيقال: ما المراد بالغناء هنا؟ نص القشيري في رسالته: (أن ما روي عن عبد الله بن عمر وعبد الله بن أبي جعفر بن أبي طالب من جملة سماع الأشعار بالألحان).
ليس المراد بذلك –قطعاً - الغناء المحرم والمعازف.
ولذلك يقول ابن رجب في رسالته في " السماع " ((وقد روي عن بعض السلف من الصحابة وغيرهم ما يوهم عند البعض إباحة الغناء، والمراد بذلك هو الحداء والأشعار)).
وابن قدامة- رحمه الله- قد عنّف على ابن الحنبلي إذ فَهِمَ منه غير ذلك الفهم.
هذا ما تيسر تلخيصه, والله أسأل التوفيق والسداد في الدارين,,,
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جذيل]ــــــــ[24 - Jun-2010, مساء 10:10]ـ
جزاك الله خيرا
هل هي محاضرة مسجلة او مكتوبة.؟
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[24 - Jun-2010, مساء 10:22]ـ
أهلاً أخي الفاضل.
مسجلة.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[25 - Jun-2010, مساء 05:57]ـ
اللهم ارفع مقام هذا الشيخ.
تجد الملف في المرفقات
ـ[أبو فؤاد الليبي]ــــــــ[26 - Jun-2010, صباحاً 02:51]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم وقع ناظري وأنا أزور موقع الشيخ الفاضل عبد العزيز السدحان- حفظه الله - هذه الكليمات في نصيحة عادل الكلباني - أعاده الله إلى رشده _ فأحببت أن أنشرها هنا لما فيها من ا?سلوب الجميل في النصيحة وإن كنت لم أتحمل هذا التلطف صراحة ولكن لعلي بنقلها هنا أستفيد شيئا من أدب الشيخ السدحان - وفقه الله - فمع النصيحة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد فهاتان رسالتان خاصة وعامة.
أما الخاصة فللشيخ عادل الكلباني سلمه الله تعالى وقد أرسلتها إليه منذ سنتين أو ثلاث حسب ظني – ولم يأتني جواب منه ورأيت إعادة نشرها للمصلحة المرجوة. لأن من السياسة الشرعية أن ما شاع واشتهر يكون جوابه بمثله من إشاعته وإشهاره
وأما الرسالة العامة ـ وقد كتبتها هذه الأيام ـ فهي إلى الذين يكتبون ردودا وتعاليق على بعض ما يصدر من الفتاوى والآراء.
الرسالة الخاصة:
فضيلة الشيخ / عادل بن سالم الكلباني ... حفظه الله تعالى ورعاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , وبعد:
فيا أخي الكريم ... أحببتُك في الله قبل أن أراك؛ لما سمعتُ عنك من حُسن تلاوة وقبل ذلك حُسن أدب , وقد زاد حُبِّي لك بعد رؤيتي لك ومعرفتي بك , فقد لمستُ من شخصك الكريم تواضعاً ورحابة صدر , زادكم الله تعالى توفيقاً وسداداً.
ثم أخي الكريم الشيخ عادل زاد حُبِّي لك لحرصك على اقتفاء السنّة في صلاة التراويح من حيث الترتيل بتأنّ مع طول نسبيّ , خلافاً لكثير – بل لأكثر – الأئمة وفقهم الله تعالى.وقد ذكرتُ في أثناء كلمة ألقيتُها في مسجدكم بعد التراويح أنّ صلاتكم للتراويح من أقرب الصلاة إلى السنّة , وقد بلغني أن فضيلة الشيخ ابن جبرين – أثابه الله تعالى – قد أشار إلى ذلك. وهذا من فضل الله تعالى عليك.
أخي الحبيب الشيخ عادل ... ليقيني بمحبتك لي ومحبتي لك , ولعلمي بسعة صدرك ومن باب زكاة ثمرة الأخوة والمحبة في الله ... كتبتُ لك هذه الرِّسالة التي اللهَ أسأل أن تلاقي مكاناً في قلبك الواسع , وأحسب أنها ستكون كذلك.
فضيلة الشيخ عادل ... ترامى إلى مسامعي خبرٌ مفاده أنكم ترون جواز آلات الغناء , بل إنّ الخبر تلقته الألسنة ولاكته الأفواه حتى كاد يكون مضغة في لسان بعضهم.
ولقد عنفتُ على بعض النقَلَة من جهتين:
الأولى: التثبت في صحّة النقل على مراد المنقول عنه.
والثانية: لزوم المسلك الشرعيّ في النصح لمن أراد المناصحة.
فضيلة الشيخ ... في خطابي هذا لن أباحثكم في أدلة تحريم الغناء ومن خالف فيه, لكن مرادي – بعد دعائي لكم سابقاً ولاحقاً – أن أذكر لكم أموراً لعلّ شخصكم الكريم يتأمَّلها , واللهَ أسأل أن يرزقنا وإياكم التقوى في القول والعمل في السرِّ والعلَن:
أولاً: أن فضيلتكم قد عُرف بالقراءة والإقراء , وهذا ليس من باب الشهرة بل من باب التواتر , جعلكم الله تعالى ممَّن يشملهم قوله ?: ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه)) أخرجه الإمام البخاري عن عثمان بن عفّان رضي الله تعالى عنه , وأنعِمْ بهذا الوصف من كرامة وشرف تفوق النسب والحسَب.
ثانياً: من ضوابط المروءة التي أشار إليها أهلُ العلم أن يحرص المرء على ترك ما يُذمُّ به من قول أو فعل , وهذا الأمر يفتح باباً من الذمّ والنقد.
(يُتْبَعُ)
(/)
فضيلة الشيخ ... لك أن تقول: وليكن ذلك منهم. ولكن لي أن أقول – لمحبَّتي لك –: شخصُك أغلى من أن يكون سهاماً للذمّ , وهذا الأمر – أخي الكريم – لا يلزمك شرعاً – بل ولا عقلاً – إظهارُه بين الناس , وفي ذِكره مضرَّة عليك دون منفعة لك , وبخاصة – كما أشرت لكم سابقاً – أنّ مقامكم عند الناس من الثلّة المقدَّمة في القراءة , وهذا – فضيلةَ الشيخ – مما يجعل هذا القول منكم مستهجناً ليس عند المانعين للغناء فحسب , بل حتى عند سواد الناس عموماً من المستمعين للغناء – هداهم الله تعالى – وغيرهم.
واجعل نصب عينيك – أخي رعاك الله تعالى – قولَه ?: ((إياك وما يُعتذَر منه)). وقد ورد عن عليّ رضي الله تعالى عنه مقولة بهذا المعنى: ((إياك وما يسبق إلى القلوب إنكارُه وإن كان عندك إعتذارُه)).
ثالثاً: فضيلة الشيخ ... لا يخفاكم – رعاكم الله تعالى – ما يواجهه المجتمع من عداء متنوِّع , فحصوننا مهدّدة من داخلها وخارجها , والهجمة الشرسة على ثوابت الإسلام وآدابه وأخلاقه مستمرة آناء الليل وأطراف النهار , حتى أصبحت الأقلام المعادية تتبارى وتتنافس في الطعن في الثوابت والتشكيك في حٍكَم الشريعة وأحكامها.
ولا يقال هذا من باب اليأس والقنوط ... معاذ الله , حاشا وكلاّ
ولكن يذكر ذلك من باب قوله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى). فمثل الشيخ عادل ومحرابه ومنبره واجتماع الآلاف للصلاة خلفه وإلقاء الكلمات التعليمية والوعظية في أولئك الجموع سببٌ عظيمٌ للتكاتُف والترابط بين أهل الخير والفضل.
رابعاً: فضيلة الشيخ ... والحاذق من اعتبر بغيره , فَتْوَاكم بجواز آلات الغِناء سيجعلها بعض أهل الأهواء مطيةً له في تحسين صورة شبهاته وشهواته تارةً من طرفٍ خفيّ , وتارةً من طرفٍ جليّ.
خامساً: فضيلة الشيخ تأمَّل في هذه النصوص النبوية:
1 - لما شفى الله نبيَّه ? من أثر السِّحر وأراد بعض أصحابه – رضي الله تعالى عنه – منه ? أن ينتقم من الساحر اليهوديّ ويُعاقبه قال ? - فيما معناه -: أكره أن أثير على الناس شرَّا.
ذكر بعض الشرَّاح أن مراد النبي ? من ذلك: أنّ الله تعالى قد عافاه من
مرض السِّحر وهذا هو المراد , وأمَّا عقوبة الساحر اليهوديّ فقد تفتح باباً
من الشرّ بين الصحابة واليهود , فترك ذلك أولى لمراعاة المصلحة العامّة,
وانظر – رعاك الله تعالى – كم تفتح مثل تلك الأقوال من الشرّ على
أصحابها؟!
2 - قول معاذ رضي الله تعالى عنه: يا رسول الله , أفلا أبشر الناس؟ قال: ((لا تبشرهم فيتكلوا)). مع أنّ عصر المجتمع النبوي هو العصر الذهبي للأمّة , لوجود النبيِّ ? معهم. مع أن الأمر عقديّ , ولكن خشية النبيّ ? كانت أن يفهم سواد الناس هذا الحديث على ظاهره دون لوازمه , ثم أخبر بذلك معاذاً خشية كتم العلم وقد رسخ في الناس فهم معنى الحديث.
أخي الشيخ عادل ... إني – والله شاهد – لك محبّ ولك ناصح وعلى نفسي وعليك مشفق , تأمّل في هذه المسألة ثم تأمّل كتب مقاصد الشريعة – مبحث المصالح والمفاسد – , وكذا انظر بتمعُّن في مسألة المعازف وكلام أهل العلم الذي يكاد أن يكون واحداً في ذمِّها والتشنيع عليها شرعاً وعقلاً؛ لما يترتّب على مقدِّماتها من نتائج وخيمة.
ختاماً ... أخي الحبيب الشيخ عادل ... اللهَ أسأل بأسمائه الحسنى وصفاته العُلى أن يجعلنا وإياك مبارَكين أينما كنّا , إنه تعالى سميعٌ مجيب.
والحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الرسالة العامة
أما الرسالة العامة فهي كما سبق آنفاً إلى الذي يكتبون ردودا وتعاليق على بعض ما يصدر من الفتاوى والآراء.
أولاً: أن يكون مقصدُ صاحب الرد مرضاةَ الله تعالى.
ثانياً: لغة العلم والنصح لا مكان في محيطها للألفاظ النابية والمبتذلة.
ثالثاً: من قبيح ما يكون في بعض الردود والتعاليق التعرض للأنساب والأقاليم قدحاً وتهكماً وازدراءً وهذا فيه لوثة من خصال أهل الجاهلية.
رابعاً: لا يلزم من صلاح النية صلاح العمل فقد يكون الراد سليم القصد لكنه ضعيف التحصيل العلمي فمثل هذا لا يشفع له صلاح نيته وسلامة قصده في أن يتكلم في مباحث العلم فعليه أن يمسك لسانه ويكسر قلمه وأن يسأل أهل العلم.
خامسا: الرد على قسمين: رد إجمالي ورد تفصيلي.
الرد الإجمالي: أن يحكي قول من يثق بعلمه ولا يزيد فيقول مثلاً: الشيخ فلان من العلماء المعتبرين وهو يفتي بخلاف ما تقول.
الرد التفصيلي: ويكون ذلك بمناقشة حجج القول الآخر وتفنيد تلك الحجج بعلم , ثم سياق أدلة القول الذي انتصرت له , مع مراعاة الأدب والنقاش وظهور قوة الحجة في الرد على أدلة القول الآخر.
أخوكم ومحبُّكم
عبدالعزيز بن محمد بن عبدالله السدحان
ـ[التبريزي]ــــــــ[26 - Jun-2010, مساء 12:15]ـ
الحل ليس في الرسائل، جربها الكثير مع العبيكان والكلباني فما أفلحت، الحل كما قال الشيخ السديس في خطبة الجمعة بالأمس:
( ... ياله مِن وعيد يدكُّ صلد الصعيد، وهو عام يشمل الراعي مع رعيته، وربُّ البيت مع أسرته، والمسؤول في وظيفته، تحذيرا من كلِّ غشٍّ وتقصير مُنتاب، وحثًّا لهم على الطُّموح الوثاب، وكذا غش الأمة دينها ومصادر تلقيه في وقت كثر فيه المتعالمون والمنتقون لصهوة القول على الله بغير علم والمتقحمون لمقامات الفتيا وهم ليسوا منها في قليل ولا كثير غافلين عن آثار آرائهم في المجتمع ومآلاتها في الأمة في حل سحرا ورضاعا وغناءا واختلاطا وسواها متناسين أثر عبدالله بن مسعود رضي الله عنه (ما أنت بمحدث قوماً بحديث لم تبلغه عقولهم الا كان لبعضهم فتنة) ولعل من الحزم الحجر على امثال هؤلاء فالحجر لاستصلاح الأديان أولى من الحجر لاستصلاح الأبدان).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فؤاد الليبي]ــــــــ[26 - Jun-2010, مساء 03:04]ـ
بارك الله فيك والله أثرت في كلمات الشيخ السديس أمس الجمعة وكان لها أشد الوقع فلاأدري عن المخاطبين , فضلا هل لديك رابط خطبته أمس.
ـ[ابوناصرالحليفي]ــــــــ[26 - Jun-2010, مساء 04:52]ـ
يا عادل الكلباني (آَللهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللهِ تَفْتَرُونَ) (يونس:59)
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
ليس الكلباني أول من تكلم بإباحة الغناء، هو مسبوق من غيره من المتقدمين والمتأخرين، ومن سبقه لا يخرج من أحد رجلين:
(1) إما عالمٌ متأول اتفق أهل العلم والتحقيق على بطلان قوله.
(2) وإما جاهل فاسق قلبه مفتون بالغناء ونغم المعازف.
والكلباني أعيذه بالله من أن يكون من الفريق الثاني.
ومع ذلك لم يُعرف عند أهل العلم في ميدان الفريق الأول –ميدان العلماء- فهو في منزلة بين المنزلتين!
فلو كان فاسقاً ماجناً لقلنا: مفتون يعبر عن رأيه.
ولو كان من أهل العلم المحققين لقلنا: عالم تزاحمت الأمة على باب بيته ومسجده، فعاد إلى الكتاب والسنة، وجمع كلام أهل العلم، وصدر بهذا الرأي بعد نظر واجتهاد.
ولكن الواقع خلاف هذا كله، فما الذي حمل الكلباني على إصدار هذا القول؟
وهو في سعة قد كفاه الله تعالى بغيره؟
يا عادل الكلباني وأمثاله (آَللهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللهِ تَفْتَرُونَ) (يونس:59) فهل أذن الله تعالى لك بالتصدر والفتوى وليس لك قاعدة علمية راسخة تؤهلك للتصدر في بيان الحلال والحرام؟
ما نسبك العلمي؟
لا نسألك عن القرآن وإقرائه وأنعم بذلك وأكرم، ولكن للحلال والحرام رجال، وللقراءات رجال، وكم من عالمٍ بارز في باب، وهو ضعيف في باب آخر، فعاصم بن أبي النجود إمام في القراءات مضعف في الحديث، والواقدي أخباري شهير وهو ساقط في الحديث.
قال الحافظ الذهبي في "تذكرة الحفاظ": فكم من إمام في فن مقصر عن غيره كسيبويه مثلًا إمام في النحو ولا يدري ما الحديث، ووكيع إمام في الحديث ولا يعرف العربية، وكأبي نواس رأس في الشعر عري من غيره، وعبد الرحمن بن مهدي إمام في الحديث لا يدري ما الطب قط، وكمحمد بن الحسن رأس في الفقه ولا يدري ما القراءات، وكحفص إمام في القراءة تالف في الحديث، "وللحروب رجال يعرفون بها" انتهى.
فلست من أهل الشأن ولا من فرسان هذا الميدان، فيا ليتك اشتغلت بما يعود نفعه عليك في دينك ودنياك وآخرتك.
وقد أنصفك شيخنا اللحيدان حينما نصحك بالتفرغ إلى ما أنت عليه من إمامة وقراءة للقرآن، وصادق القلب يعلم مراد شيخنا من نصيحته، فقد أرشدك إلى ما هو خير لك، لأن شيخنا إمام عالم كالطبيب الذي يرشدك إلى ما ينفعك، وقد أرشدك إلى ما ينفعك لأنه أعلم بدينك منك بنفسك!
أما تعلم يا عادل الكلباني أن العالم كما قال محمد بن المنكدر: بين الله وبين خلقه فلينظر كيف يدخل بينهم؟
فأنت الآن بين الله وبين خلقه، فماذا أنت صانع؟ ونحن نرى أبناء وبنات المسلمين وغرقهم في حب المعازف، والهيام بنار الغرام تحت غناء الماجنين والماجنات؟
فهل ستكون بينهم وبين الله؟
ألا ترى أمة كان شعارها الله أكبر، وذكرها التكبير والتهليل، ولذتها بالقرآن الكريم، وعزة مجدها في الجهاد في سبيل الله، ثم اليوم نرى شبابها يتمايلون في حفلات الغناء، ومراقص الخنا، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
يكفيك دلالة على بطلان هذا القول أنه قد طار به هنْ بن منْ، وهيَّان بن ميَّان، فلو كان القائلُ بحلّ الغناء فاسقاً ماجناً ما تناقلته وسائل الإعلام بهذه القوة، ولكن يكفيك دلالة على فساد قولك، أنهم طاروا به وظهر منهم من حيث لم يشعروا غرابة صدور هذا القول من رجل صالح، ظهر بحب القرآن وقراءته والإجازة به!
وأنت -ولله الحمد- محجوج بالقرآن الكريم وما فيه من الترهيب من اللهو واللعب، والاشتغال بكل ما يضل عن سبيل الله، وعن المكاء والتصدية.
ومحجوج بصريح السنة النبوية الصحيحة الدالة على تحريم المعازف والغناء، والسماع إلى القينة.
ومحجوج بإجماع الصحابة على الترهيب من الغناء والمعازف.
ومحجوج بما أجراه الله تعالى من عادة الفضلاء وابتعادهم عن سفاسف المعازف، وغثاء الغناء.
ومحجوج بمقاصد الشريعة في الفتوى، وأن بعض الأقوال تطوى ولا تروى عند انفلات زمام المراقبة، وإقبال الأمة على المنكرات، وتهاونهم في أداء الواجبات، فكأنك تزيد نار المنكرات إضراماً، وغاية الإجرام إجراماً، فقد أنف عقلاء الفنانين -إن كان فيهم عاقل- من الغناء المعاصر، وما فيه من فجر وقبحٍ وبعدٍ عن معنى (الطرب الذي يسعون إليه) إلى الاتجاه إلى معنى (الدعارة) والفسق والمجون، وعرض العاهرات، والدعوة إلى العلاقات المحرمة، والانسلاخ من الأخلاق، ومن كافة المبادئ والقيم.
فوالله لو كان هذا القول قولاً معتبراً ولكنه مرجوح ما جاز لك شرعاً بثّه بين الناس وهم على هذا الحال الساقط، كيف وهو قول شاذٌ مردود؟!
فأسأل الله تعالى أن يمنّ عليك بتوبة تنجو بها بين يدي الله تعالى، وتعود بها إلى رشدك، وتسلك جادة الحق، خشية عليك من أن تكون ممن قال الله تعالى فيهم: (لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ القِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ) (النحل:25)، والذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: (فَطُوبَى لِعَبْدٍ جَعَلَهُ اللَّهُ مِفْتَاحاً لِلْخَيْرِ مِغْلاَقاً لِلشَّرِّ وَوَيْلٌ لِعَبْدٍ جَعَلَهُ اللَّهُ مِفْتَاحاً لِلشَّرِّ مِغْلاَقاً لِلْخَيْرِ) وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من أفتى بفتيا غير ثبت فإنما إثمه على من أفتاه)، والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله.
كتبه
بدر بن علي بن طامي العتيبي
عضو الدعوة والإرشاد بمحافظة الطائف
الخميس 12 رجب 1431هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[26 - Jun-2010, مساء 04:56]ـ
جزاك الله خيرا.
وجزى الله تعالى الشيخ بدرا خيرا على ما بين وعلى ما نصح.
ـ[ابوناصرالحليفي]ــــــــ[26 - Jun-2010, مساء 05:19]ـ
وأنت كذالك اخي أبو أحمد المهاجر
واشكرك على الزيارة المباركة
ـ[عالي السند]ــــــــ[26 - Jun-2010, مساء 05:32]ـ
مقال جيد وهادف والله يفتح قلب الكلباني لمثل هذا النصح كما فتح قلبه لحفظ القرآن
مشكلة البعض أنه إذا رأى رأياً ولو كان مخطئاً شنع على مخالفيه بأنهم مصابون بجرثومة
التحريم كما حصل من الشيخ عادل وهذا دليل الضعف؟!
ـ[عالي السند]ــــــــ[26 - Jun-2010, مساء 05:46]ـ
الشيخ عبدالعزيز السدحان مدرسة في أدب طلاب العلم، جمع بين العلم والأدب، ولا غرابة فهو تلميذ كبار المشايخ سماحة الإمام عبدالعزيز بن باز، وسماحة العلامة عبدالله بن جبرين وغيرهما ولهذا استفاد الأدب قبل العلم.
وأتمنى من الشيخ عادل أن ينهج هذا النهج في بحثه ونقاشه، أصلحه الله ودله على اتباع الحق.
وكفاه شر نفسه وشر المحيطين به!
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[27 - Jun-2010, صباحاً 12:36]ـ
الحل ليس في الرسائل، جربها الكثير مع العبيكان والكلباني فما أفلحت، الحل كما قال الشيخ السديس في خطبة الجمعة بالأمس:
.
مقارنة الشيخ العبيكان بالقارئ الكلباني أو الدكتور في المحاسبة الغامدي = خطأ.
فالأول (العبيكان) أهل للفتوى ومعروف بدروسه ومؤلفاته، والآخران ليسا كذلك.
والأول أفتى بحل السحر وإرضاع الكبير للحاجة وله سلف في هذا، والمسألة اجتهادية،
أما الغناء بالمعازف وكثيرا مما ذكره الغامدي في مقاليه عن الاختلاط فخطأ قطعًا، والمسألة إجماعية، فالكلباني والغامدي خالفا الإجماع فيما ذكراه، بخلاف الشيخ العبيكان.
ـ[عراق الحموي]ــــــــ[27 - Jun-2010, صباحاً 01:09]ـ
مقارنة الشيخ العبيكان بالقارئ الكلباني أو الدكتور في المحاسبة الغامدي = خطأ.
فالأول (العبيكان) أهل للفتوى ومعروف بدروسه ومؤلفاته، والآخران ليسا كذلك.
والأول أفتى بحل السحر وإرضاع الكبير للحاجة وله سلف في هذا، والمسألة اجتهادية،
أما الغناء بالمعازف وكثيرا مما ذكره الغامدي في مقاليه عن الاختلاط فخطأ قطعًا، والمسألة إجماعية، فالكلباني والغامدي خالفا الإجماع فيما ذكراه، بخلاف الشيخ العبيكان
عجيبٌ هو الزمان!
احلال السحر أصبح مسألة اجتهاديّة، و الغناء مسألة إجماعيّة، يا أخي ما لقيت مثل يومي هذا!!
ـ[ابو محمد الطائفي]ــــــــ[27 - Jun-2010, صباحاً 11:00]ـ
اخي بدر بن طامي ناقش الرجل مناقشة علمية محكمة بالديل من القران ومن السنة ةبدون رسائل لافائدة منها حتى يستفيد المتابع اما الكلام الارتجالي فهذا لايسمن ولا يغني من جوووع
وفق الله الجميع للخير
ـ[التبريزي]ــــــــ[27 - Jun-2010, مساء 06:06]ـ
عجيبٌ هو الزمان!
احلال السحر أصبح مسألة اجتهاديّة، و الغناء مسألة إجماعيّة، يا أخي ما لقيت مثل يومي هذا!!
إي والله عجيب!!
السحر فيه قولان!!
وتحريم الغناء مسألة مجمعٌ عليها،
ورضاع السائق (الذي لا يقدر الأمومة) لا بأس به، حتى تأخذ كفيلته راحتها في الحديث والخلوة!!
من قال إن العبيكان ليس أهلا للفتوى فهو محق، فهو يتتبع الإثارة، ويفتي بما يثير الفتنة ..
أليس رأي مشايخ السعودية أن الرضاع لأكثر من حولين غير مؤثر في الحكم حسب الدليل الصريح الصحيح؟
ليس لمثله إلا الحجر، ونرجو أن تنفذ كلمة الشيخ السديس في مثيري فتاوي الشغب
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[27 - Jun-2010, مساء 11:11]ـ
وقفات مع الكلباني في رسالته في الغناء، للشيخ جلال بن علي بن حمدان السلمي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه وبعد، فقد طلب مني بعض الإخوة الفضلاء أن أعلق على الرسالة الموسومة بـ تشييد البناء في إثبات حل الغناء، والتي كتبها الكاتب عادل الكلباني وفقه الله، وذهب فيها إلى إباحة الغناء مطلقا، فأجبته إلى ذلك رجاء حصول النفع، وبيناً لما أعتقده من الحق، فأقول مستعيناً بالله:
لي مع هذه الرسالة عدة وقفات:
(يُتْبَعُ)
(/)
الوقفة الأولى: وهي مع عنوان هذه الرسالة: تشييد البناء في إثبات حل الغناء، فهذا العنوان لا يتلاءم مع المقصود منها، إذ إن الظاهرَ من العنوان يدل على أن الكاتبَ يهدف من رسالته إلى العملِ على إثبات الحلِ للغناء، وجاء في تضاعيف سطورها ما يناقض ذلك، ونصه: ((ولكني أردت فقط الإشارة إلى أن القول بإباحته ليس بدعا من القول، ولا شذوذا، بل وليس خروجا على الإجماع)). اهـ.
الوقفة الثانية: لم يعمل الكاتب على توضيح المراد بالغناء في مقدمة رسالته، وهذا الأمر قد أوقع كثيرا من العامة في الفهم الخاطئ، فهم في الغالب لا يعرفون من لفظ الغناء، إلا ما كان مصحوبا بشيء من المعازف، والأمر على خلاف ذلك، فالغناء في اللغة يطلق على: الصوت المطرب الملحن، ومنه النشيد، وغناء الأعراب المسمى بالحداء، وكان المتعين على الكاتب البيان، ولا سيما أنه قد عمل على نشر رسالته في وسائل الإعلام، وهو بهذا يخاطب شريحة كبيرة من المجتمع، والحال أنه على غير دراية بصحة فهمهم، وقد وقفت على بعض العامة ممن قرأ الرسالة، وهو يقول: أن عمر رضي الله عنه يرى جواز الغناء، فلما سألته عن ذلك فسره بالموسيقى، وقبل ثلاث سنوات اتصل عليّ أحد العامة يسألني عن حكم الغناء، فأجبته في ذلك، وذكرت له أن الغناء غير المصحوب بشيء من المعازف حكمه الجواز، إذ هو من أمور العادات، والقاعدة في الفقه: [أن الأصل في العادات الإباحة]، أما إذا كان مصحوبا بشيء من ذلك فلا يجوز، وذكرت له حديث المعازف الذي سوف يأتي ذكره إن شاء الله تعالى، فلما فرغت من الجواب ذكر لي ذلك العامي أن الشيخ الكلباني يقول بالجواز مطلقا، فطلبت منه رقم الشيخ فاتصلت به، وعرفته بنفسي، وسألته عن الغناء فقال: هو جائز، فقلت: يا شيخ ولو كان مصحوبا بشيء من المعازف، قال: لا، لا يجوز إذا كان كذلك، فقلت له: يا شيخ اتصل علي أحد العامة، وذكرت له القصة، وأنه قد فهم منك الجواز، فقال: هذا بسبب فهمه الخاطئ، فقلت له يا شيخ: هذا فهم أغلب العامة، فقال لي: ماذا أفعل لهم، قلت له: يا شيخ هذا الكلام غير مقبول، فأنت ما مقصدك عندما تصديت لإفتائهم، ألا تقصد هدايتهم؟!، قال: بلى، قلت: فإن هذا لن ولم يحصل، بل قد حصل نقيض قصدك، وأشرت إلى كلام الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه، وهو أن المفتي لا بد أن يكون على دراية بألفاظ العامة التي يستعملونها حتى لا يقع الخطأ في الفهم، ثم انتقلنا إلى بحث مسألة الدف وحكمه، فلما طال الكلام طلب مني أن أزوره في مسجده، فقلت له: أنا أسكن بمكة. اهـ.
الوقفة الثالثة: قال الكاتب في مقدمة رسالته: ((فليس في شرع الله تعالى أن لا يستمتع الإنسان بالصوت الندي الحسن)).
وهذا الكلام فيه نظر: فالصوت الندي الحسن الذي يكون من امرأة، أو يخشى منه عدم أطهرية القلوب فإن الشريعة جاءت بمنعه، والنهي عن استماعه، قال تعالى: ((وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ))، فقد علل الحكم - أي الوجوب - في الآية بكونه أطهر لقلوب الرجال والنساء، والقاعدة في الأصول: [أن العلة تعمم معلولها أي الحكم]، فكل ما ينافي أطهرية القلوب فهو محرم، وكل ما يحصلها ويحققها فهو واجب.
الوقفة الرابعة: قال الكاتب -وفقه الله-: ((بل جاء فيه ما يحث عليه ويشير إليه، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: علمها بلالا، فإنه أندى منك صوتا)).
وهذا الكلام فيه نظر: فليس في هذا الحديث ما يدل على الحث على سماع الصوت الندي كما ذكر، بل غاية ما فيه: أن تحسين الصوت بالأذان مقصود، وأنه يشرع اتخاذ المؤذن المتصف بحسن الصوت.
الوقفة الخامسة: قال كتاب الرسالة: ((وإنما عاب الله تعالى نكارة صوت الحمير، {إن أنكر الأصوات لصوت الحمير}، ومن المثير للتأمل أن الإشارة إلى نكارة صوت الحمار جاء في نفس السورة التي يَسْتَلُّ منها المحرمون للغناء دليل تحريمه! ومن غير المعقول أن يطلب الله من الإنسان بعد أن أودع فيه هذه العاطفة نزعها أو إماتتها من أصلها)).
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا الكلام فيه نظر من جهة الأسلوب والمعنى: أما من جهة الأسلوب فلأنه قال: عاب الله نكارة صوت الحمير على أن هذا هو مدلول الآية، والصحيح أن يقال: عاب الله صوت الحمير إذ وصف صوتها بأنه أنكر الأصوات، وعيبه سبحانه مستفاد من إقراره للعبد الصالح لقمان، وأما من جهة المعنى: فلأنه ليس في الآية ما يثير التأمل على الوجه الذي ذكر الكاتب، فالله سبحانه لم يقل ليس من الأصوات ما ينكر إلا الحمير حتى يعتمد عليها في هذا الموطن، وإنما أخبر أنه أنكرها، فقد يكون ثمة ما ينكر غيره، والأمر كذلك، ثم إن قوله تعالى: (إن أنكر الأصوات لصوت الحمير) تعليل لقوله: (واغضض من صوتك)، ويؤخذ من هذا أن نكارة صوت الحمير حاصلة من جهة منافاتها لغض الصوت أي خفضه، ومن الغناء ما هو على هذا الوصف.
ثم إن كلامه يوهم بأن من قال بالتحريم (أي تحريم الغناء المصحوب بالمعازف) إنما يستدل فقط بدليل واحد مذكور في هذه السورة، وليس الأمر كذلك على ما سوف يأتي بيانه إن شاء الله تعالى.
الوقفة السادسة: قال كتاب الرسالة: ((وقد ذكر الأطباء منذ القدم أن الصوت الحسن يجري في الجسم مجرى الدم في العروق فيصفو له الدم وتنمو له النفس ... )).
هذا الكلام فيه نظر من جهتين: الجهة الأولى: خطأ منهجي في الكتابة: فإنه من غير المناسب ذكر مثل هذا الكلام في رسالة قصيرة لا تتجاوز عشرة صفحات مقصودها وما ينادي به عنوانها إثبات الحل للغناء مطلقا.
الجهة الثانية: أن الصوت الحسن قد يؤدي إلى نقيض ما ذكر الكاتب، فقد يجلب الهم، ويشرد الذهن، ويضعف الهمة ... إلخ، ولا سيما إذا كان مصحوباً بالمعازف، وشواهدُ الواقع قاضية بذلك.
الوقفة السابعة: قال كاتب الرسالة: ((وقد صح عن عمر رضي الله عنه، أنه قال: الغناء من زاد الراكب، وكان له مغني اسمه خوات ربما غنى له في سفره حتى يطلع السحر)).
هذا الكلام فيه نظر: الأثر الأول ضعيف، أخرجه ابن أبي شيبة والبيهقي عن عمر رضي الله عنه، وفي إسناده: أسامة بن زيد بن أسلم، وهو ضعيف، ضعفه يحي بن معين وأحمد والنسائي وجماعة، وضعفه حاصل من جهة سوء حفظه، والقاعدة في الأصول: [أن سوء حفظ الراوي يقتضي رد خبره].
وأما الأثر الثاني: فهو ضعيف أيضا، أخرجه البيهقي عن خوات بن جبير رضي الله عنه، وفي إسناده: قيس بن أبي حذيفة مجهول، والقاعدة في الأصول: [أن جهالة الراوي تقتضي رد خبره]، وفي إسناده فليح بن أبي سليمان سيء الحفظ، والقاعدة في الأصول: [أن سوء حفظ الراوي يقتضي رد خبره].
وليس في الأثر أن خواتاً كان مغنياً، بل غاية ما فيه أنهم طلبوا ذلك منه، ولا تلازم بين الأمرين.
ثم إن كل ما ثبت عن الصحابة في الغناء فالمراد به النشيد والحداء، وهذا جائز كما تقدمت الإشارة إليه، ولا يصح سحبه على كل غناء، لأنها من الأفعال، والقاعدة في الأصول: [أن الفعل لا عموم له].
الوقفة الثامنة: قال كاتب الرسالة: ((ومن أكبر دلائل إباحته أنه مما كان يفعل إبان نزول القرآن، وتحت سمع وبصر الحبيب صلى الله عليه وسلم، فأقره، وأمر به، وسمعه، وحث عليه، في الأعراس، وفي الأعياد)).
وفي هذا الكلام نظر:
1/ لم يبين المعنى المراد بالغناء.
2/لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أقر الغناء المصحوب بالمعازف.
3/ ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه أقر الغناء من غير معازف أي النشيد.
4/ لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر بالغناء مطلقاً.
5/ لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمع غناءً مصحوباً بمعازف.
6/لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه حث على الغناء في الأعراس.
7/ لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه حث على الغناء في الأعياد، بل غاية ما في الأمر أنه أقرهم عليه، وفرق بين الإقرار والحث، فمقتضى الحث أَنَّ مَنْ فَعَلَهُ فهو مثاب، ومعنى الإقرار أن من فعله فلا إثم عليه.
الوقفة التاسعة: قال كاتب الرسالة: ((ومن دلائل إباحته أيضا أنك لن تجد في كتب الإسلام ومراجعه نصا بذلك، فلو قرأت الكتب الستة لن تجد فيها باب تحريم الغناء، أو كراهة الغناء، أو حكم الغناء، وإنما يذكره الفقهاء تبعا للحديث في أحكام النكاح وما يشرع فيه)).
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا الكلام فيه نظر من جهة أن الحجة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم لا في تراجم المحدثين، وجعل هذه التراجم حاكمة على النصوص الواردة في الباب ضرب من التقليد الذي حذر منه وأعلن النكير على أربابه، ثم ما هو الفرق عندك بين تراجم المحدثين وبين كلام الفقهاء؟!، كلاهما قول صادر من غير معصوم فيطلب له الدليل، ولا يجعل دليلاً.
الوقفة العاشرة: قال كاتب الرسالة: ((وهكذا جاء الحديث عنه في أحكام العيدين وما يسن فيهما، ولهذا بوب البخاري رحمه الله تعالى: باب سنة العيدين لأهل الإسلام، ثم ذكر حديث عائشة رضي الله عنها وأرضاها، أعني حديث الجاريتين وغنائهما بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم وفي بيته)).
هذا الكلام فيه نظر من جهة أن السنة تطلق ويراد بها الطريقة، أي الجادة المسلوكة، وهذا قدر صادق على الواجب والمندوب (السنة بالاصطلاح الخاص) والمباح، والمراد هنا بالترجمة أن هذا - أي الغناء من غير معازف - من الجائز المباح.
الوقفة الحادية عشر: قال كاتب الرسالة: ((وكل ما أراد أن يوسع للناس ويترك لهم المجال ليفهموا من نصوص كتابه، أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم جاء بنص محتمل لقولين أو أكثر ... واختلفوا في كل تفصيلاتها تقريبا، فاختلفوا في تكبيرة الإحرام حتى التسليم، ... حتى إنهم اختلفوا في النطق بالشهادتين! وليس هذا إلا من توسعة الله تعالى على عباده)).
هذا الكلام فيه نظر من وجوه:
1/ أن دلالة النصوص على الأحكام دلالة واضحة، بمعنى أنها كافية في الإفهام الصحيح، ومؤدية لغرض البيان، وهي متفاوتة، منها ما لا احتمال فيه، وهذا ما يسمى عند الأصوليين بالنص، ومنها ما فيه احتمال مرجوح، وهذا ما يسمى عند الأصوليين بالظاهر، وأما ما فيه احتمال مساو، وهو ما يسمى بالمجمل فلا وجود له في مجموع النصوص، بمعنى أنه قد يوجد في نص، لكن يرد نص آخر يوضحه ويبينه، وهو أمر فيه شيء من النسبية، وذلك بسبب اختلاف الفهوم، وتفاوت العلوم.
إذا تقرر هذا فالاحتمال الموجود ليس على التساوي على ما يوهم كلام الكاتب، بل الاحتمال راجح ومرجوح، والعمل بالراجح واجب لا راجح.
2/وجود المآخذ اللطيفة في تضاعيف نصوص الشريعة أمر لا ينكر، وقد تلمس علماء الأصول الحكمة من ذلك فقالوا: ليستفرغ المجتهد وسعه في درك الحكم الشرعي فيعظم أجره، ويمكن أن يضاف وجه آخر لعله يكون مقصوداً، وهو الامتحان والابتلاء فإن المسائل الخالية من الدليل القاطع قد يتساهل بعض الناس في امتثالها.
وأنا لا أنكر بأن العامي من أهل الفهم، لكن ليس له أن يتفهم النصوص كيفما اتفق من غير ضوابط، وعليه أن يراجع العلماء فيما يشكل، وظاهر كلام الكاتب يوهم خلاف ذلك.
3/القول بأن الخلاف وقع في كل تفاصيل الصلاة كلام غير مقبول، أين اتفاقهم على وجوب الركوع والسجود والترتيب بين الأركان ... إلخ؟!.
4/قوله بأن الخلاف يقتضي التوسيع على العباد يوهم القول بجواز التخيير بين الأقوال، وهذا كلام باطل؛ إذ الخلاف حصل بعد الشرع، وما كان كذلك فلا يصلح أن يكون دليلا، ومن المعلوم المتقرر أن الحق في مسائل الخلاف واحد قال تعالى: ((فما ذا بعد الحق إلا الضلال))، وفي الصحيحين عن عمر بن العاص رضي الله عنه مرفوعا: ((إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر واحد))، وطلب الحق واجب.
الوقفة الثانية عشر: قال كاتب الرسالة: ((فلو كان تحريم الغناء واضحا جليا لما احتاج المحرمون إلى حشد النصوص من هنا وهناك، وجمع أقوال أهل العلم المشنعة له، وكان يكفيهم أن يشيروا إلى النص الصريح الصحيح ويقطعوا به الجدل، فوجود الخلاف فيه دليل آخر على أنه ليس بحرام بين التحريم، كما قرر الشافعي، وقد قال ابن كثير رحمه الله، إذ تكلم عن البسملة واختلافهم في كونها من الفاتحة أم لا، قال ما نصه: ويكفي في إثبات أنها ليست من الفاتحة اختلافهم فيها وإني أقول مثل ذلك يكفي في إثبات حل الغناء أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحرمه نصا)).
هذا الكلام فيه نظر فكلام الكاتب صريح في أنه يستدل بالخلاف على الجواز، وقد تقدم بطلان ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الإمام أبو عمرو ابن عبد البر رحمه الله في جامع بيان العلم وفضله (2/ 80): ((و الواجب عند اختلاف العلماء طلب الدليل من الكتاب والسنة والإجماع والقياس على الأصول على الصواب منها وذلك لا يعدم فإن استوت الأدلة وجب الميل مع الأشبه بما ذكرنا بالكتاب والسنة، فإذا لم يبن ذلك وجب التوقف ولم يجز القطع إلا بيقين)).
وقال الإمام أبو إسحاق الشاطبي -رحمه الله - في الموافقات (4/ 141): ((وقد زاد هذا الأمر على قدر الكفاية؛ حتى صار الخلاف في المسائل معدودا في حجج الإباحة، ووقع فيما تقدم وتأخر من الزمان الاعتماد في جواز الفعل على كونه مختلفا فيه بين أهل العلم، لا بمعنى مراعاة الخلاف؛ فإن له نظرا آخر، بل في غير ذلك، فربما وقع الإفتاء في المسألة بالمنع؛ فيقال: لم تمنع والمسألة مختلف فيها، فيجعل الخلاف حجة في الجواز لمجرد كونها مختلفا فيها، لا لدليل يدل على صحة مذهب الجواز، ولا لتقليد من هو أولى بالتقليد من القائل بالمنع، وهو عين الخطأ على الشريعة حيث جعل ما ليس بمعتمد متعمدا، وما ليس بحجة حجة)).
وقال أيضا: ((والقائل بهذا راجع إلى أن يتبع ما يشتهيه، ويجعل القول الموافق حجة له ويدرأ بها عن نفسه، فهو قد أخذ القول وسيلة إلى اتباع هواه، لا وسيلة إلى تقواه، وذلك أبعد له من أن يكون ممتثلًا لأمر الشارع، وأقرب إلى أن يكون ممن اتخذ إلهه هواه، ومن هذا أيضًا جعل بعض الناس الاختلاف رحمة للتوسع في الأقوال، وعدم التحجير على رأي واحد، ويحتج في ذلك بما روي عن القاسم بن محمد وعمر بن عبد العزيز وغيرهما مما تقدم ذكره، ويقول: إن الاختلاف رحمة، وربما صرح صاحب هذا القول بالتشنيع على من لازم القول المشهور أو الموافق للدليل أو الراجح عند أهل النظر والذي عليه أكثر المسلمين، ويقول له: لقد حجرت واسعًا، وملت بالناس إلى الحرج، وما في الدين من حرج، وما أشبه ذلك. وهذا القول خطأ كله، وجهل بما وضعت له الشريعة، والتوفيق بيد الله)).
الوقفة الثالثة عشرة: قال كاتب الرسالة: ((ولم يستطع القائلون بالتحريم أن يأتوا بهذا النص المحرم له، مع وجود نصوص في تحريم أشياء لم يكن العرب يعرفونها، كالخنزير، وتحدث عن أشياء لم يكونوا يحلمون بها كالشرب من آنية الذهب والفضة، ومنعوا من منع النساء من الذهاب إلى المساجد مع كثرة الفتن في كل زمان)).
هذا الكلام غير صحيح إن كان المقصود الغناء المصحوب بشيء من المعازف، فقد قام الدليل الصحيحُ الواضحُ على تحريمه، وأعني بذلك ما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، قال رحمه الله: وقال هشام بن عمار: حدثنا صدقة بن خالد، حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، حدثنا عطية بن قيس الكلابي، حدثنا عبد الرحمن بن غنم الأشعري، قال: حدثني أبو عامر أو أبو مالك الأشعري، والله ما كذبني: سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " ليكونن من أمتي أقوام، يستحلون الحر والحرير، والخمر والمعازف، ولينزلن أقوام إلى جنب علم، يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم - يعني الفقير - لحاجة فيقولون: ارجع إلينا غدا، فيبيتهم الله، ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة ".
فهذا حديث صحيح، إسناده متصل، ورجاله ثقات، وقد أعل هذا الحديث بعدة علل:
1 - التعليق: بمعنى أنه سقط بعض رواته مما يلي صاحب الكتاب الذي هو البخاري، ومأخذ ذلك: أنه قال: قال فلان، والبخاري في صحيحه لم يذكر هذه الصيغة إلا تعليقا، إذا تقرر ذلك فهو مردود لأنه منقطع، والقاعدة في الأصول: [أن الانقطاع في الخبر يقتضي رده]، ومأخذ هذه القاعدة: أنه لا يعلم حال من سقط من جهة العدالة والضبط.
ويجاب عن هذا: أن هشام بن عمار شيخ للبخاري، لقيه وسمع منه، وقد خرج له في الصحيح من غير واسطة حديثين اثنين غير هذا، الأول في كتاب البيوع من حديث أبي هريرة: ((كان رجل يداين الناس ... )) الحديث، والثاني في كتاب فضائل الصحابة، باب فضل أبي بكر، من حديث أبي الدرداء وفيه: ((أما صاحبكم فقد غامر)).
انظر: هدي الساري للحافظ ابن حجر.
وقول الراوي: "قال فلان" في معنى "عن فلان" و"أن فلانا" من حيث كونها محتملة للسماع، والقاعدة في الأصول: [أن رواية الحديث بالصيغة المحتملة محمول على السماع إذا كان الراوي غيرَ مدلس]، وهذا هو حال البخاري فيكون متصلاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
والقول بأن الصيغة صيغة تعليق لا يسلم بها من جهة أنه لا دليل على ذلك من كلام البخاري، وعمله في الصحيح لا يدل على ذلك إذ يحتمل أنه لم يقصد ذلك، على أنه أي البخاري استعمل هذه الصيغة كثيرا في كتابه التاريخ الكبير في روايته عن شيوخه في الأسانيد المتيقن اتصالها.
وجواب آخر: أن هشاماً لم يتفرد به، بل تابعه على ذلك جماعة من الثقات، منهم:
- الحسين بن عبد الله القطان، أخرجه عنه ابن حبان في الصحيح.
- موسى بن سهل الجوني، أخرجه عنه الطبراني في الكبير.
- عبدان بن محمد المروزي، أخرجه عنه أبو نعيم في مستخرجه على البخاري، هكذا في الفتح، وعنه الذهبي في السير.
والحديث لم ينفرد به هشام فقد أخرجه البيهقي عن عبد الرحمن بن إبراهيم دُحيم، وابن عساكر عن عيسى بن أحمد العسقلاني كلاهما عن بشر بن بكر به.
2 - أن في إسناده صدقة بن خالد، وقد جاء عن ابن معين أنه ليس بشيء، وعن أحمد أنه ليس بمستقيم، ولم يرضه.
ويجاب عن هذا: أن أحمد وابن معين يقصدان صدقة بن عبد الله السمين، وهو أقدم من صدقة بن خالد، وقد شاركه في كونه دمشقيا، وفي الرواية عن بعض شيوخه، كزيد بن واقد، أما صدقة بن خالد فقد قال عنه أحمد فيما رواه عنه ابنه عبد الله: ثقة ثقة، ليس به بأس، أثبت من الوليد بن مسلم، وقال عنه ابن معين ثقة، نقله عنه معاوية بن صالح.
انظر: الفتح لا بن حجر.
وجواب آخر: أن صدقة بن خالد لم يتفرد به بل تابعه عليه بشر بن بكر التنيسي كما عند أبي داود في السنن، وهو ثقة وثقه أبو زرعة وغيره.
3 - أن الحديث جاء بالشك أبو مالك أو أبو عامر الأشعري، وأبو عامر لا يدرى من هو؟ قاله ابن حزم رحمه الله.
ويجاب عنه: بأن أبا عامر صحابي، ومأخذ ثبوت الصحبة له أنه أخبر بسماعه من النبي صلى الله عليه وسلم، وزكاه عبد الرحمن بن غنم بقوله: ((والله ما كذبني)).
4 - أن الحديث جاء عند أبي داود بغير ذكر المعازف، وهذا يدل على عدم ثبوتها.
ويجاب عنه بجوابين:
-أن الإمام أبا داود قد اختصر الحديث، واقتصر على الشاهد، وهو ذكر الخز لأنه أورده في باب: ما جاء في الخز، وقد أشار إلى الحذف بقوله: ((وذكر كلاماً)).
- على فرض عدم إشارة الإمام أبي داود للحذف فإن القاعدة في الأصول: [أن زيادة الثقة مقبولة].
إذا تقرر ثبوت هذا الحديث، فإنه يدل على تحريم الغناء المصاحب بالمعازف، ومأخذ الحكم من الحديث من جهتين:
1 - أنه قال: يستحلون، والاستحلال بمعنى استباحة الممنوع، وتصييره حلالاً، فيدل على تحريم الفعل، فالقاعدة في الأصول: [أن اللغة معتبرة في تفسير كلام الشارع].
وأجيب: أن هذا يطلق في المباح أيضا، ودليله حديث المقدام بن معدي كرب مرفوعا: ((فما وجدناه حلالا استحللناه)) أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجه فيكون مشتركاً، والاشتراك من أسباب الإجمال، والقاعدة في الأصول: [يجب التوقف في المجمل إلى أن يرد البيان].
ونوقش من وجهين:
- أنه حديث ضعيف، في إسناده: الحسن بن جابر اللخمي مجهول، والقاعدة في الأصول: [أن جهالة الراوي تقتضي رد خبره].
وردت المناقشة: بأن الحسن بن جابر توبع، تابعه عبد الرحمن بن أبي عوف الجُرشي كما عند أحمد وأبي داود وابن حبان، وهو ثقة.
-أن سياق الحديث يبين أن المراد هو المعنى الأول، والقاعدة في الأصول: [أن دلالة السياق معتبرة].
2 - أنه ذكر في سياق الذم، وأنه سيحصل ذلك في آخر الزمان مع تحريمه، ولو كانت المعازف غير محرمة لما كان لذكرها معنى، بل يكون ذكرها نوعاً من اللغو والعبث، وكلام الشارع ينزه عن ذلك، والقاعدة في الأصول: [أن دلالة السياق على هذا الوجه معتبرة في إثبات الأحكام].
الوقفة الرابعة عشرة: قال كاتب الرسالة: ((وهذا دليل من أقوى الأدلة على إباحته حيث كان موجودا ومسموعا، ومنتشرا، حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة: هذه قينة بني فلان، أتراه يعلم أنها مغنية ولم ينهها عن الغناء، ولم يحذر من سماعها، بل على العكس من ذلك فقد قال لعائشة: أتحبين أن تغنيك؟!)).
هذا الكلام فيه نظر من جهة أن الكاتب لم يبين ما المراد بالغناء هنا، فالمراد به هنا الخالي من المعازف، وتقدم أنه جاء بدليل الأصل، وأدلة أخرى منها هذا الحديث، فهو حديث صحيح أخرجه النسائي وغيره بسند صحيح من حديث السائب بن يزيد.
(يُتْبَعُ)
(/)
الوقفة الخامسة عشرة: قال كاتب الرسالة: ((ولهذا سأبدأ مقالتي هذه بذكر المجيزين على طريقة الإجمال، ليتبين المنصف أني لست منفردا بهذا القول)).
عجيب أمره انتصف في مقالته، ويقول سأبدأ!!.
الوقفة السادسة عشرة: قال كاتب الرسالة: ((إن كثيرا من أئمة الدين المشهود لهم بالعلم والديانة المشهورين بالورع والصيانة قد أباحوا الغناء، وكانت صناعة الغناء مشهورة عند أسلافنا عبر كل القرون , فقد حفظ لنا التاريخ أسماء كثيرة ممن كانت لهم شهرة ذائعة في صناعة الغناء وتطريبه والبراعة في صياغة ألحانه , حتى صار الغناء من أشهر النوادر والملح التي لا يخلو منها كتاب من كتب الأدب والتأريخ!، فممن اشتهر به وذاع صيته , عبد الله بن جعفر بن أبي طالب وكانت له صحبة ورواية ... )).
هذا الكلام يدل على عدم وجود تلاءم بين عنوان الرسالة ومضمونها، فتقدم أن العنوان في إثبات الحل، وهو هنا يريد الاعتذار عن نفسه، وأنه لم ينفرد بهذا القول، وهذا يؤكد ما سبق من الاستعجال، وعدم المنهجية في الكتابة، ثم إنه خلط بين من يرى جواز مطلق الغناء وهم قلة، وبين من يرى جوازه إذا لم يكن مصحوبا بشيء من المعازف، وهذا فيه إيهام للقارئ العامي.
الوقفة السابعة عشرة: قال كاتب الرسالة: ((بل إن الحدث قد كشف عوار أمة تحمل لواء النص، وتزعم إتباعه)).
هذا الكلام فيه مبالغة، ولعله من باب ردود الأفعال، فإضافة العوار إلى الأمة بسبب جماعة قليلة تكلمت فيه أو نالت منه ليس من الإنصاف.
الوقفة الثامنة عشرة: قال كاتب الرسالة: ((وكشف الحدث أيضا أن هناك فئة كبيرة من علمائنا وطلبة العلم منا مصابون بجرثومة التحريم)).
هذا الكلام فيه نظر، ولا يليق بمسلم فضلا عن طالب علم، فالتحريم حكم شرعي، ولا يجوز أن يضاف إليه مثل هذا اللفظ، ثم في الكلام شيء من المبالغة، وذلك في وصف هذه الفئة بالكبيرة.
الوقفة التاسعة عشرة: قال كاتب الرسالة: ((وكل حديث استدل به المحرمون إما صحيح غير صريح، وإما صريح غير صحيح، ولا بد من اجتماع الصحة والصراحة لنقول بالتحريم)).
هذا الكلام فيه نظر، وغاية أمره أنه دعوى يُحتاج في إثباتها إلى دليل، وتقدم إبطالها بتثبيت حديث المعازف، وبيان دلالته.
الوقفة الأخيرة: الموقف من صاحب الرسالة: ينبغي على المسلم أن يكف لسانه عن الإساءة إلى المسلمين، ولاسيما العلماء وطلبة العلم منهم، و إذا حصل من أحدهم أن قال قولاً يُرى أن الحق على خلافه، فيجب على المسلم العمل على مناصحته بالحجة والبيان، مع تعاطي الرفق، وأن يحذر من سلوك منهج التجريح والشتم والتجهيل والطعن في العرض، فإن هذه الأفعال مخالفة للشرع، مبيانة له. والله تعالى أعلم.
كتبه / جلال بن علي حمدان السلمي
مكة المكرمة
الأحد: 15/ 7 / 1431 هـ
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[28 - Jun-2010, صباحاً 04:49]ـ
جزاك الله خيرا.
وجزى الله السلمي خيرا.
وهنا سؤال:
ألا تدل الآية: ((ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله ... )) على تحريم الغناء الخالي من المعازف؟!
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[28 - Jun-2010, صباحاً 09:09]ـ
إي والله عجيب!!
السحر فيه قولان!!
وتحريم الغناء مسألة مجمعٌ عليها،
ورضاع السائق (الذي لا يقدر الأمومة) لا بأس به، حتى تأخذ كفيلته راحتها في الحديث والخلوة!!
من قال إن العبيكان ليس أهلا للفتوى فهو محق، فهو يتتبع الإثارة، ويفتي بما يثير الفتنة ..
أليس رأي مشايخ السعودية أن الرضاع لأكثر من حولين غير مؤثر في الحكم حسب الدليل الصريح الصحيح؟
ليس لمثله إلا الحجر، ونرجو أن تنفذ كلمة الشيخ السديس في مثيري فتاوي الشغب
صدقت!
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[28 - Jun-2010, صباحاً 09:58]ـ
كشف الغطاء عن أخطاء الشيخ الكلباني في إباحته الغناء.
الشيخ الدكتور صالح سندي:
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=215564
النص الرباني في تحريم الأغاني! [الرد على القارئ الكلباني]
الشيخ بدر بن بدر آل بدر:
http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=379221
يا عادل الكلباني (آَللهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللهِ تَفْتَرُونَ)
الشيخ بدر بن علي بن طامي العتيبي:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=60342
وقفات مع الكلباني في رسالته في الغناء.
الشيخ جلال بن علي بن حمدان السلمي:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=60432
ردع المُجازفِ المُفتري على الأئمةِ تجويزِ المعازف
الشيخ موسى الغنامي:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=60120
الشيخ عبد العزيز السدحان يوجه نداء حارا لعادل الكلباني:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=60317
ردود العلماء على الكلباني:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1317156#post1 317156
لا نحرم الغناء بأهوائنا بل من خلال نصوص الكتاب والسنة.
سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية:
http://www.sabq.org/sabq/user/news.do?section=5&id=11888
الخطوط العريضة في نقد رأي الكلباني في إباحة الغناء.
أبو عمر الطائي:
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=215490
هدم ما شيده الكلباني في حل المعازف والأغاني.
الشيخ سعد بن ضيدان السبيعي:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1317163
مِعْوَلُ هَدْمِ بِنَاء مُحِلِّ الغِنَاء.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1313947
زجر المتهاونين ببيان تحريم المعازف بإجماع المسلمين.
الشيخ حمد بن عبد العزيز بن حمد ابن عتيق:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=214832
###
حكم المعازف والغناء.
الشيخ علي الفضلي:
http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=379230
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن سعدهم الحنبلى]ــــــــ[28 - Jun-2010, مساء 12:51]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[28 - Jun-2010, مساء 01:14]ـ
تشييد البناء في إثبات حل الغناء
الحمد لله، أكرم جباهنا بالسجود لعظمته، ونور قلوبنا بالإيمان به، ومعرفته، وأرغم أنوفنا بالتسليم لحكمته.
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، شهادة أرجو بها نيل مرضاته، والفوز بالدرجات العلى من جنته.
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، شهادة مصدق به، متبع لسنته، راجيا شربة هنية من حوضه، ودخولا في شفاعته.
صلى الله عليه وعلى آله وأزواجه وصحابته، ومن سلك سبيلهم، واتبع نهجهم، والصالحين من أمته. وسلم تسليما.
أما بعد، فإن الله عز وجل خلق الإنسان بغريزة يميل بها إلى المستلذات والطيبات التي يجد بها في نفسه أطيب الأثر , فتسكن جوارحه وترتاح نفسه وينشرح صدره , هذه فطرة الله التي فطر الناس عليها، يميلون إلى كل ما هو جميل في الكون فيسرون برؤيته ويطربون لسماعه وبنيله تكمل لذتهم وسعادتهم. ولا جرم فإن الله تعالى جميل يحب الجمال، وهذا ما علل به الحبيب صلى الله عليه وسلم شعور الإنسان برغبته أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنا، ومظهره حسنا!
وهذه الأحاسيس والمشاعر التي خلقها الله لا يمكن لأحد أن ينفك منهانينفك منها نبنبىرنتىنبحبنم , لأنها من لوازم كونه إنسانا , ومحاولة التغلب على الوجدان إنما هو مقاومة لنواميس هذا الكون وقوانين الحياة.
ولعل قيام الإنسان بمهمته في هذه الحياة ما كانت لتتم على الوجه الذي لأجله خلقه الله إلا إذا كان ذا عاطفة غريزية توجهه نحو المشتهيات والمتع التي خلقه الله معه في الحياة فيأخذ منها القدر الذي يحتاجه وينفعه.
ومن نظر في أحكام الشريعة الإسلامية لاح له أن الله تعالى في كل ما شرعه لم يجعل فيه ما يحارب الغرائز، أو يطلب من الإنسان أن يخالف ما أودعه الله فيه، وإنما جاءت النصوص بتهذيب الغريزة، وتوجيهها، وتقويمها، حتى لا تطغى، فيتحول الإنسان بهذا الطغيان إلى البهيمية، فليس في شرع الله تعالى أن لا يستمتع الإنسان بالصوت الندي الحسن، بل جاء فيه ما يحث عليه ويشير إليه، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: علمها بلالا، فإنه أندى منك صوتا. وإنما عاب الله تعالى نكارة صوت الحمير، {إن أنكر الأصوات لصوت الحمير}، ومن المثير للتأمل أن الإشارة إلى نكارة صوت الحمار جاء في نفس السورة التي يستل منها المحرمون للغناء دليل تحريمه! ومن غير المعقول أن يطلب الله من الإنسان بعد أن أودع فيه هذه العاطفة نزعها أو إماتتها من أصلها , وموقف الشرائع السماوية من الغرائز هو موقف الاعتدال، لا موقف الإفراط ولا موقف التفريط , وهو موقف التنظيم لا موقف الإماتة والانتزاع.
فكل صغير أو كبير، يميل إلى سماع الصوت الحسن، والنغمة المستلذة إنما هو نتيجة طبيعية لهذه الغريزة التي خلقها الله وأداء لحقها.
وقد ذكر الأطباء منذ القدم أن الصوت الحسن يجري في الجسم مجرى الدم في العروق فيصفو له الدم وتنمو له النفس ويرتاح له القلب وتهتز له الجوارح , وتحن إلى حسن الصوت الطيور والبهائم , ولهذا يقال إن النحل أطرب الحيوان كله على الغناء , وقال الشاعر:
والطير قد يسوقه للموت إصغاؤه إلى حنين الصوت
وذكر الحكماء قديما أن النفس إذا حزنت خمدت نارها فإذا سمعت ما يطربها ويسرها اشتعل منها ما خمدت.
فالصوت الحسن مراد السمع، ومرتع النفس، وربيع القلب، ومجال الهوى، ومسلاة الكئيب، وأنس الوحيد، وزاد الراكب؛ لعظم موقع الصوت الحسن من القلب، وأخذه بمجامع النفس.
وقد صح عن عمر رضي الله عنه، أنه قال: الغناء من زاد الراكب. وكان له مغني اسمه خوات ربما غنى له في سفره حتى يطلع السحر. ويعلم كل أحد من عمر؟
وقد تنازع الناس في الغناء منذ القدم , ولن أستطيع في رسالة كهذه أن أنهي الخلاف، وأن أقطع النزاع، ولكني أردت فقط الإشارة إلى أن القول بإباحته ليس بدعا من القول، ولا شذوذا، بل وليس خروجا على الإجماع، إذ كيف يكون إجماع على تحريمه وكل هؤلاء القوم من العلماء الأجلاء أباحوه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن أكبر دلائل إباحته أنه مما كان يفعل إبان نزول القرآن، وتحت سمع وبصر الحبيب صلى الله عليه وسلم، فأقره، وأمر به، وسمعه، وحث عليه، في الأعراس، وفي الأعياد.
ومن دلائل إباحته أيضا أنك لن تجد في كتب الإسلام ومراجعه نصا بذلك، فلو قرأت الكتب الستة لن تجد فيها باب تحريم الغناء، أو كراهة الغناء، أو حكم الغناء، وإنما يذكره الفقهاء تبعا للحديث في أحكام النكاح وما يشرع فيه، وهكذا جاء الحديث عنه في أحكام العيدين وما يشن فيهما، ولهذا بوب البخاري رحمه الله تعالى: باب سنة العيدين لأهل الإسلام. ثم ذكر حديث عائشة رضي الله عنها وأرضاها. أعني حديث الجاريتين وغنائهما بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم وفي بيته.
والرد على أدلة المحرمين ومناقشتها يطول، ولكني أشير إلى نكتة ينبغي أن يتنبه لها المسلم، ولو قلت إنها من قواعد الدين لمن تأمل فلعلي لا أخالف الحق، فإنك لو نظرت في الكتاب والسنة النبوية ستجد أن كل ما أراد الله تحريمه قطعا نص عليه بنص لا جدال فيه، وهكذا كل ما أوجبه الله، نص عليه نصا لا جدال فيه، وكل ما أراد أن يوسع للناس ويترك لهم المجال ليفهموا من نصوص كتابه، أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم جاء بنص محتمل لقولين أو أكثر، ولهذا اتفق الناس في كل زمان ومكان على عدد الصلوات، وأوقاتها – أصل الوقت – وعلى ركعات كل صلاة، وهيئة الصلاة، وكيفيتها، واختلفوا في كل تفصيلاتها تقريبا، فاختلفوا في تكبيرة الإحرام حتى التسليم، والمذاهب في ذلك معروفة مشتهرة. وهكذا في الزكاة، وفي الصيام، وفي الحج!
فإذا كان الخلاف في أركان الإسلام، مع اتفاقهم على تسميتها، فكيف بغيره، حتى إنهم اختلفوا في النطق بالشهادتين! وليس هذا إلا من توسعة الله تعالى على عباده.
فلو كان تحريم الغناء واضحا جليا لما احتاج المحرمون إلى حشد النصوص من هنا وهناك، وجمع أقوال أهل العلم المشنعة له، وكان يكفيهم أن يشيروا إلى النص الصريح الصحيح ويقطعوا به الجدل، فوجود الخلاف فيه دليل آخر على أنه ليس بحرام بين التحريم، كما قرر الشافعي. وقد قال ابن كثير رحمه الله، إذ تكلم عن البسملة واختلافهم في كونها من الفاتحة أم لا، قال ما نصه: ويكفي في إثبات أنها ليست من الفاتحة اختلافهم فيها.
وإني أقول مثل ذلك يكفي في إثبات حل الغناء أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحرمه نصا، ولم يستطع القائلون بالتحريم أن يأتوا بهذا النص المحرم له، مع وجود نصوص في تحريم أشياء لم يكن العرب يعرفونها، كالخنزير، وتحدث عن أشياء لم يكونوا يحلمون بها كالشرب من آنية الذهب والفضة،، ومنعوا من منع النساء من الذهاب إلى المساجد مع كثرة الفتن في كل زمان.
وهذا دليل من أقوى الأدلة على إباحته حيث كان موجودا ومسموعا، ومنتشرا، حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة: هذه قينة بني فلان. أتراه يعلم أنها مغنية ولم ينهها عن الغناء، ولم يحذر من سماعها، بل على العكس من ذلك فقد قال لعائشة: أتحبين أن تغنيك! فسبحان الله كيف تعارض مثل هذه النصوص بالمشتبهات من نصوص التحريم، ثم يعاب على المتمسك بالنص الواضح الصريح، الصحيح، ويرمى بالشذوذ والجهل، وينصح بالتوجه إلى سوق الخضار، ويتمنى أن يسجن ويقطع لسانه، وكل من قرأ القرآن وتدبره، علم أن أصحاب الباطل، ومن لا يملك دليلا أو حجة يدمغ بها الحجة الواضحة الدامغة لا بد له أن يلجأ إلى التفرعن، {ما أريكم إلا ما أرى}، {لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين}، فدليل عجز فرعون مقارعة موسى عليه السلام في الحجة، ووضح حجة موسى، ألجأ فرعون إلى التهديد بالسجن والقتل.
وهكذا كل من لا يملك حجة، ولا دليلا يقارع به البينات لا بد أن يلجأ إلى الحيدة، والتركيز على شخصية حامل الدليل، لا على الدليل نفسه، وانظر ذلك في كل قصص الأنبياء، كل من كفر وعاند لم يأت ببنية واحدة على عناده واستكباره سوى اتهام الرسول بالجنون أو السحر والكذب والكهانة، {كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون، أتواصوا به، بل هم قوم طاغون}.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولهذا سأبدا مقالتي هذه بذكر المجيزين على طريقة الإجمال، ليتبين المنصف أني لست منفردا بهذا القول، بل قد قال به من لا يمكن لأي كان أن يصفهم بجهل، أو يزعم أنهم لم يعرفوا الناسخ والمنسوخ، والمطلق والمقيد، وتلك الشنشنة التي نعرفها من أخزم!
فأقول مستعينا بالله: إن كثيرا من أئمة الدين المشهود لهم بالعلم والديانة المشهورين بالورع والصيانة قد أباحوا الغناء، وكانت صناعة الغناء مشهورة عند أسلافنا عبر كل القرون , فقد حفظ لنا التاريخ أسماء كثيرة ممن كانت لهم شهرة ذائعة في صناعة الغناء وتطريبه والبراعة في صياغة ألحانه , حتى صار الغناء من أشهر النوادر والملح التي لا يخلو منها كتاب من كتب الأدب والتأريخ!
فممن اشتهر به وذاع صيته , عبدالله بن جعفر بن أبي طالب وكانت له صحبة ورواية , و محمد بن الحسن بن مصعب أحد الأدباء العلماء بالألحان , وابن الفصيح المغني , وإسحاق بن إبراهيم أبو صفوان المغني المشهور، وكان ثقة عالما كبير القدر يعظمه المأمون , وإبراهيم بن محمد أبو إسحاق أمير المؤمنين ابن المهدي العباسي، وكان بارعا إلى الغاية في الغناء ومعرفة الموسيقى , والبردان، مغني أهل المدينة، وكان مقبول الشهادة ويتولى السوق بالمدينة , وأبو طاهر الكتامي المعروف بقمر الدولة , والمغني المشهور سباط وكان مشهورا بالعفة والمروءة , والأمير عبدالله بن طاهر الخزاعي، وكان نبيلا شهما عالي الهمة طريفا جيد الغناء وكان واليا على الدينور, ودحمان الأشقر المغني من فحول المغنين وكان فاضلا عفيفا , وعبدالعزيز بن عبدالرحمن المرواني وكان أديبا شاعرا حنفي المذهب مولعا بالغناء قال له أخوه: لو تركت الغناء. فقال: والله لن أتركه حتى تترك الطيور تغريدها. والحسن بن أحمد المعروف بان الحويزي، وكان يقرئ القرآن والآداب ويعلم الصبيان الغناء , واشتهر به إبراهيم بن سعد الزهري أحد الأئمة الأثبات، وكان يضرب بالعود , وشهر بن حوشب، وكان فقيها قارئا عالما، أحد المشاهير برواية الحديث، كان يسمع الغناء بالآلات , ويعقوب بن أبي سلمة الماجشون، أوحد زمانه في الغناء واختراع الألحان , والمحدث الشهير سويد بن سعيد وصف بأنه مولع بالغناء , وسعد الله بن نصر المعروف بابن الدجاجي الفقيه، الواعظ، المقرئ كان يحضر مع الصوفية ويسمع الغناء معهم , وعبدالعزيز بن عبدالله بن الماجشون مفتي المدينة وعالمها وصف بالمولع بسماع الغناء.
وممن اشتهر بصنعة الغناء أبو دلف العجلي الجواد الشجاع, ومعبد بن محمد البيروتي, وجحظة البرمكي نديم الملوك و الخلفاء العباسيين, وأبو إسحاق النديم نديم هارون الرشيد وصاحبه , وعبيد بن سريج المغني الشهير ذائع الصيت , وابن محرز، وابن الفضل بن الربيع، غنى لهارون الرشيد فكافأه , وغيرهم كثير من المتعاطين للغناء المشهورين به مع المروءة والتدين.
قال الأصمعي: لما حرم خالد بن عبد الله الغناء، دخل إليه ذات يوم حنين بن بلوع مشتملا على عوده. فلما لم يبق في المجلس من يحتشم منه قال: أصلح الله الأمير، إني شيخ كبير السن ولي صناعة كنت أعود بها على عيالي وقد حرمتها. قال: وما هي؟ فكشف عوده وضرب وغنى من الخفيف:
أيها الشامت المعير بالشيـ ب أقلن بالشباب افتخارا
قد لبسنا الشباب غضا جديدا فوجدنا الشباب ثوبا معارا
فبكى خالد حتى علا نحيبه ورق وارتجع وقال: قد أذنت لك ما لم تجالس معربدا ولا سفيها.
وكانت مجالس الخلفاء تجمع الأدباء والفقهاء والشعراء والقراء والمغنين , وأخبارهم في هذا كثيرة جدا.
وممن أباحه وأفتى بجوازه مع الأوتار الإمام الحافظ أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي, والأدفوي أحد أئمة الشافعية وفقهائهم , وألف كل منهما مصنفا ردا فيه على من حرمه , ونص على إباحة الغناء ابن رجب الحنبلي العالم الشهير صاحب الفنون.
(يُتْبَعُ)
(/)
ونقل أبوطالب المكي إباحة الغناء عن عبدالله بن جعفر وابن الزبير والمغيرة بن شعبة , وقال: وقد فعل ذلك كثير من السلف صحابي وتابعي. قال: ولم يزل الحجازيون عندنا بمكة يسمعون السماع في أفضل أيام السنة وهي الأيام المعدودات التي أمر الله عز وجل عباده فيها بذكره كأيام التشريق. ولم يزل أهل المدينة ومكة مواظبين على السماع إلى زماننا هذا، فأدركنا أبا مروان القاضي وله جوار يسمعن الناس التلحين قد أعدهن للصوفية. قال: وكان لعطاء جاريتان تلحنان وكان إخوانه يستمعون إليهما. قال: وقيل لأبي الحسن بن سالم: كيف تنكر السماع وقد كان الجنيد وسري السقطي وذو النون يسمعون! فقال: كيف أنكر السماع وأجازه وسمعه من هو خير مني. وقد كان عبد الله بن جعفر الطيار يسمع. وإنما أنكر اللهو واللعب في السماع.
ونقل الترخيص به عن طاووس بن كيسان صاحب ابن عباس, وعبدالملك بن جريج , وحكى الأستاذ أبو منصور والفوراني عن مالك جواز العود.
وذكر أبو طالب المكي في قوت القلوب عن شعبة أنه سمع طنبورا في بيت المنهال بن عمرو المحدث المشهور.
وحكى أبو الفضل بن طاهر في مؤلفه في السماع أنه لا خلاف بين أهل المدينة في إباحة العود.
قال ابن النحوي في العمدة: قال ابن طاهر: هو إجماع أهل المدينة قال ابن طاهر: وإليه ذهبت الظاهرية قاطبة.
قال الأدفوي: لم يختلف النقلة في نسبة الضرب إلى إبراهيم بن سعد المتقدم الذكر، وهو ممن أخرج له الجماعة كلهم., وحكى الماوردي إباحة العود عن بعض الشافعية , وحكاه أبو الفضل بن طاهر عن أبي إسحاق الشيرازي , وحكاه الإسنوي في المهمات عن الروياني ,و الماوردي ورواه ابن النحوي عن الأستاذ أبي منصور, وحكاه ابن الملقن في العمدة عن ابن طاهر, وحكاه الأدفوي عن الشيخ عز الدين بن عبد السلام , وحكاه صاحب الإمتاع عن أبي بكر بن العربي.
هؤلاء جميعا قالوا بتحليل السماع مع آلة من الآلات المعروفة.
وأما مجرد الغناء من غير آلة فقال الأدفوي في الإمتاع: إن الغزالي في بعض تآليفه الفقهية: نقل الاتفاق على حله , ونقل ابن طاهر إجماع الصحابة والتابعين عليه , ونقل التاج الفزاري وابن قتيبة إجماع أهل الحرمين عليه, ونقل ابن طاهر وابن قتيبة أيضا إجماع أهل المدينة عليه.
وقال الماوردي: لم يزل أهل الحجاز يرخصون فيه في أفضل أيام السنة المأمور فيه بالعبادة والذكر.
قال ابن النحوي في العمدة: وقد روي الغناء وسماعه عن جماعة من الصحابة والتابعين، فمن الصحابة عمر , كما رواه ابن عبد البر وغيره , وعثمان كما نقله الماوردي وصاحب البيان والرافعي , وعبد الرحمن بن عوف كما رواه ابن أبي شيبة، وأبو عبيدة بن الجراح كما أخرجه البيهقي، وسعد بن أبي وقاص كما أخرجه ابن قتيبة، وأبو مسعود الأنصاري كما أخرجه البيهقي , وبلال وعبد الله بن الأرقم , وأسامة بن زيد كما البيهقي أيضا، وحمزة كما في الصحيح، وابن عمر كما أخرجه ابن طاهر، والبراء بن مالك كما أخرجه أبو نعيم، وعبد الله بن جعفر كما رواه ابن عبد البر.
وعبد الله بن الزبير كما نقله أبو طالب المكي وحسان كما رواه أبو الفرج الأصبهاني، وعبد الله بن عمر كما رواه الزبير بن بكار، وقرظة بن بكار كما رواه ابن قتيبة، وخوات بن جبير ورباح المعترف كما أخرجه صاحب الأغاني، والمغيرة بن شعبة كما حكاه أبو طالب المكي، وعمرو بن العاص كما حكاه الماوردي، وعائشة والربيع كما في صحيح البخاري وغيره.
وأما التابعون فسعيد بن المسيب وسالم بن عمر وابن حسان وخارجة بن زيد وشريح القاضي وسعيد بن جبير وعامر الشعبي وعبد الله بن أبي عتيق وعطاء بن أبي رباح ومحمد بن شهاب الزهري وعمر بن عبد العزيز وسعد بن إبراهيم الزهري.
وأما تابعوهم فخلق لا يحصون، منهم الأئمة الأربعة وابن عيينة وجمهور الشافعية.
انتهى كلام ابن النحوي.
وحكى القرطبي في تفسيره جوازه عن أبي زكريا الساجي. و أخرج البيهقي عن ابن جريج قال سألت عطاء عن الغناء بالعشر فقال لا أرى به بأسا ما لم يكن فحشا.
قال ابن قدامة: واختلف أصحابنا في الغناء؛ فذهب أبو بكر الخلال، وصاحبه أبو بكر عبد العزيز، إلى إباحته.
قال أبو بكر عبد العزيز: والغناء والنوح معنى واحد، مباح ما لم يكن معه منكر، ولا فيه طعن.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان الخلال يحمل الكراهة من أحمد على الأفعال المذمومة، لا على القول بعينه.
وروي عن أحمد، أنه سمع عند ابنه صالح قوالا، فلم ينكر عليه، وقال له صالح: يا أبت، أليس كنت تكره هذا؟ فقال: إنه قيل لي: إنهم يستعملون المنكر.
وممن ذهب إلى إباحته من غير كراهة، سعد بن إبراهيم، وكثير من أهل المدينة، والعنبري، وعن عمر رضي الله عنه أنه قال: الغناء زاد الراكب.
واختار القاضي أنه مكروه غير محرم. وهو قول الشافعي، قال: هو من اللهو المكروه.أهـ
وأجازه من المتأخرين ولو مع المعازف, الشيخ حسن العطار , والشيخ محمود شلتوت، والشيخ على الطنطاوي , وقال رشيد رضا: والتحقيق أن الأصل فيها الإباحة , وأنها تعرض لها أحوال تكون فتنة , وذرائع لمفاسد تكون بها محرمة أو مكروهه.
وقال الشيخ البيحاني: والحق أن الغناء والآلات لا تحرم إلا إذا شغلت عن ذكر الله وعن الصلاة ,أو جرت إلى شيء لا تحمد عقباه.
قال أبو عبد الإله: فبهذا يتبين لك أنه حين كثر الجدل في هذه الأيام حول ما أبديته من رأي في حل الغناء، أني لم آت بما لم تأت به الأوائل، بل إن الحدث قد كشف عوار أمة تحمل لواء النص، وتزعم اتباعه، وتنهى عن التقليد المقيت، ثم هي تقلد أئمتها دون بحث أو تمحيص، وتقف من النص موقف المخصص، والمتحكم، لأنه لم يوافق هواها!
وكشف الحدث أيضا أن هناك فئة كبيرة من علمائنا وطلبة العلم منا مصابون بجرثومة التحريم، فلا يرتاح لهم بال إلا إذا أغلقوا باب الحلال، وأوصدوه بكل رأي شديد، يعجز عن فكه كل مفاتيح الصلب والحديد، لأنه يغلق العقول فلا تقبل إلا ما وافقها، ولا تدخل رأيا مهما كان واضحا جليا، ومهما كان معه من نصوص الوحيين، لأنها اعتقدت واقتنعت بما رأت، ولست أسعى في هذا المقال إلى أن أقنعهم برأيي، ولكني أريد أن أثبت للمنصف أني لم أقل ما قلت عن هوى، ولم أبح حراما كما زعم المخالفون، ولست مبتدعا قولا أخالف به إجماع الأئمة والعلماء!
يقول الإمام محمد بن علي الشوكاني رحمه الله بعد في رسالته "إبطال دعوى الإجماع على تحريم مطلق السماع": إذا تقرر هذا تبين للمنصف العارف بكيفية الاستدلال، العالم بصفة المناظرة والجدال أن السماع بآلة وغيرها من مواطن الخلاف بين أئمة العلم، ومن المسائل التي لا ينبغي التشديد في النكير على فاعلها.
وهذا الغرض هو الذي حملنا على جمع هذه الرسالة؛ لأن في الناس من يزعم لقلة عرفانه بعلوم الاستدلال، وتعطل دوابه عن الدراية بالأقوال، أن تحريم الغناء بالآلة وغيرها من القطعيات للجمع على تحريمها، وقد علمت أن هذه فرية ما فيها مرية، وجهالة بلا محالة، وقصر باع بغير نزاع، فهذا هو الباعث على جمع هذه المباحث لما لا يخفى على عارف أن رمي من ذكرنا من الصحابة والتابعين وتابعيهم، وجماعة من أئمة المسلمين بارتكاب محرم قطعا من أشنع الشنع، وأبدع البدع، وأوحش الجهالات، وأفحش الضلالات، فقصدنا الذب عن أعراضهم الشريفة، والدفع عن هذا الجناب للعقول السخيفة. أهـ
فعلى هذا فإن الذي أدين الله تعالى به، هو أن الغناء حلال كله، حتى مع المعازف، ولا دليل يحرمه من كتاب الله ولا من سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وكل دليل من كتاب الله تعالى استدل به المحرمون لا ينهض للقول بالتحريم على القواعد التي أقروها، واعتمدوها، كذا لم يصح من سنة نبينا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم، بأبي هو وأمي شيء يستطيع المرء أن يقول بأنه يحرم الغناء بآلة أو بدون آلة، وكل حديث استدل به المحرمون إما صحيح غير صريح، وإما صريح غير صحيح، ولا بد من اجتماع الصحة والصراحة لنقول بالتحريم.
ثم أنبه إلى أني قد قرأت أقوال المحرمين قبل، وبعد، وكنت أقول به، ولي فيه خطبة معروفة، ورجعت عن القول بالتحريم لما تبين لي أن المعتمد كان على محفوظات تبين فيما بعد ضعفها، بل بعضها موضوع ومنكر، وعلى أقوال أئمة، نعم نحسبهم والله حسيبهم من أجلة العلماء، ولكن مهما كان قول العالم فإنه لا يملك التحريم ولا الإيجاب، إنما ذلكم لله تعالى ولنبيه صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم أنبه إلى أني لا أريد من الناس أن يغنوا ويتركوا القرآن والسنة، كما يشغب بعضهم، حاشا لله أن آمر بذلك أو أحث عليه، ولكني أقول قولي هذا ديانة وبيانا لحكم سئلت عنه فأبديت رأيي.
ولكني أضغط منبها على أن بعض العلماء عندنا، وبعض طلبة العلم إنما هم صحف سطرت فيها معلومات لا تمحوها الحقيقة، ولا يغيرها الدليل، منطلقة من قول السابقين: {إنا وجدنا آباءنا على أمة}. وحاملة شعار أبي جهل: أترغب عن ملة عبدالمطلب.
ولست متهما كل من خالفني بذلك، أبرا إلى الله تعالى، ولكني أشير على من حكر القول فيما يراه، وظن أنه يحمل الحق وحده، وأن كل من خالفه فإنه جاهل بالناسخ والمنسوخ، والمطلق والمقيد، متناسيا أن الله تعالى وهو الذي لم يشر إلى الغناء ولو إشارة بتحريم، قد حرم الهمز واللمز بل توعد عليهما بالويل، والنار، دلالة على شدة تحريمهما وأنهما من كبائر الذنوب، فسبحان الله كيف تعمى القلوب فتبصر تحريم الغناء وتحشد أدلة لذلك وتتجاهل العمل بما نص الكتاب والسنة على تحريمهما دون ارتياب، وما ذاك غلا لأن القوم يتبعون أهواءهم، ومن أضل ممن اتبع هواه بغير علم؟
هذا ما تيسرت كتابته في هذا المقام، والله اسأل أن يريني الحق حقا، ويرزقني اتباعه، والباطل باطلا ـ ويرزقني اجتنابه، وأن يهديني لما اختلف فيه من الحق بإذنه، إنه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على حبيبنا ونبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
وكتبه الفقير إلى رحمة الكريم المنان
عادل بن سالم الكلباني
السبت 7/ 7/1431
لايوجد دليل يؤيد سوى (قالوا) وتجاهل لأدلة التحريم
حكم سماع الأغاني الدينية والوطنية
السؤال:
سبق أن استفسرنا من فضيلتكم عن سماع الأغاني وأجبتمونا بأن الأغاني الماجنة حرام سماعها، لهذا ما حكم سماع الأغاني الدينية والوطنية وأغاني الأطفال وأعياد الميلاد، علما بأنها تكون دائما مصحوبة بعزف سواء في الراديو أو التلفزيون؟
الجواب:
العزف حرام مطلقا، وجميع الأغاني إذا كانت مصحوبة بالعزف فهي محرمة، وأما أعياد الميلاد فهي بدعة، ويحرم حضورها والمشاركة فيها لقول الله سبحانه: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ} [1] الآية قال أكثر المفسرين - لهو الحديث- هو الغناء ويلحق به أصوات المعازف، قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: الغناء ينبت النفاقفي القلب كما ينبت الماء الزرع، وفي صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون
الحر والحرير والخمر والمعازف) والحر: بالحاء المهملة والراء الفرج الحرام، والحرير: معروف، والخمر: كل مسكر، والمعازف: الغناء وآلات اللهو، وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد) والاحتفال بالموالد من المحدثات: لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك ولا أمر به وهو أنصح الناسللأمة وأعلمهم بشرع الله. وأصحابه رضي الله عنه لم يفعلوه، وهم أحب الناس للنبي صلى الله عليه وسلم، وأحرصهم على
اتباع السنة ولو كان خيرا لسبقونا إليه، والأدلة في هذا كثيرة والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
ابن باز
س: ما حكم الغناء، والاستماع إليه؟
الغناء: هو التلحين بالأشعار، والتطريب بإلقائها، سيما إذا اشتملت على الحب، والغرام، ووصف الخدود والقدود، فمثل هذا محرم؛ لأنه يدفع إلى فعل الفواحش، واقتراف المُحرمات، وفي الحديث: إن الغناء ينبت النفاق في القلب، كما ينبت الماء الزرع، فلا يجوز إنشاده على تلك الصفة، ولا يجوز الاستماع إليه، لأنه فتنة. والله أعلم.
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
فلا حول ولا قوة الا بالله
ـ[أبو فهد]ــــــــ[28 - Jun-2010, مساء 01:51]ـ
الشيخ الكلباني ليس هو أول من أباح الغناء بالمعازف ولا أظن أنه سيكون الأخير , والمسألة في النهاية مسألة اجتهادية قال بحرمتها جمهور العلماء من السلف والخلف وقلة قالوا بجوازها أو كراهتها ولكل دليله.
والله أعلم
ـ[ابوناصرالحليفي]ــــــــ[28 - Jun-2010, مساء 02:01]ـ
بارك الله فيك وفيما جمعت
ـ[ابوناصرالحليفي]ــــــــ[28 - Jun-2010, مساء 03:25]ـ
اخي عالي السند بارك الله فيك واشكرك على مرورك وتعليقك
ابو محمد الطائفي لعل الشيخ اكتفى بردود غيره من اهل العلم وقد كثرت والحمدلله
وكتب نصيحة للكلباني لعلها تنفع التي تسميها انت هداك الله الكلام الارتجالي فهذا لايسمن ولا يغني من جوووع
وهل النصيحة لعباد الله لاتسمن ولاتغني من جوع
ـ[أبو فؤاد الليبي]ــــــــ[28 - Jun-2010, مساء 03:59]ـ
ملحوظة:
*****نداءا = خطأ إملائي شنيع *****
*****نداء = الصواب *****
**نبهتني على ذلك إحدى الأخوات الكريمات على الخاص أجزل الله لها المثوبة **
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[28 - Jun-2010, مساء 06:17]ـ
الأخوين الفاضلين ابن سعدهم الحنبلي،وأبا ناصر الحليفي باركـ الله فيكما.
أخي أبا فهد -سددك الله تعالى-:
في كل المسائل الشرعية التي أجمع عليها العلماء لابد وأن تجد من خرم إجماع الناس وتتبع الشواذ،وخالف النصوص! فهذه سنة الله الكونية ....... تحريم المعازف فيه إجماعات!! وليس كما تقول جمهور! فالذي يريد أن يرد ردا علميا،ويثبت أن المعازف حلال فيلزمه أن يأتي بمن أحل المعازف من قبل هذه الإجماعات! وليس إلى ذلك سبيل فدونه خرط القتاد ...
فما بالك ومعك حديث صريح صحيح في الصحيح!
إنه حديث أبي مالك الأشعري،ومن ضعفه عند أهل الاختصاص فتضعيفه ضعيف لا يقوم على عكاز فضلا عن أن يقوم على قدميه.
والله الموفق.
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[28 - Jun-2010, مساء 06:19]ـ
رد الشيخ سعود الفنيسان على فتوى الكلباني:
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=215602
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[28 - Jun-2010, مساء 06:34]ـ
هذا رد لفضيلة الشيخ المقرئ،وهو أحد أعضاء ملتقى أهل الحديث،وعضو في المجلس العلمي، رده رد رائق أديب على الكتاب الذي اعتمد عليه الكلباني-هداه الله تعالى- واتكأ عليه في فتواه،ولم أر -على حسب علمي- ردا سهلا ممتنعا على كتاب الجديع مثل هذا الرد فأسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يجزي الشيخ الفاضل المقرئ خير الجزاء،وأن يجمعني به في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
والرد في المرفق:
ـ[عراق الحموي]ــــــــ[28 - Jun-2010, مساء 08:51]ـ
رده رد رائق أديب على الكتاب
أدب .. !، لا و الله ما شمَّ ريحها و لا عرف طبيعتها، و إنْ أردتَ أتيتُ لك بنقولات، ثم يبدو لي في عصر نكران البديهيات أنني سأحتاج إلى تعريف البديهة .. ما هي؟
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[28 - Jun-2010, مساء 09:34]ـ
أدب .. !، لا و الله ما شمَّ ريحها و لا عرف طبيعتها، و إنْ أردتَ أتيتُ لك بنقولات، ثم يبدو لي في عصر نكران البديهيات أنني سأحتاج إلى تعريف البديهة .. ما هي؟
لا أدري هل قرأت الرد أم لم تقرأه!! ولعلك لا تعني رد الشيخ المقرئ! ربما رد آخر!
على كل حال إن كان هو هو!:
فهات البدهيات المزعومة!!
شخص يرى أن الحلق أولى من إطلاق اللحية!،ويرى بقاء المسلمة مع الكافر بعد إسلامها! وكلامه في العورات من أقبح الكلام! وحلّل المعازف! وهناك طامة جديدة من كتبه كثير من الإخوة ما يدري عنها وخلاصتها الانصهار في المجتمعات الكافرة،فلا هجرة ولا هم يحزنون! وهو كتابه:
(تقسيم المعمورة وأثره في الفقه الإسلامي)!
فرد الشيخ المقرئ عليه بمثل هذا الأسلوب الراقي الأديب قمة في الأدب والأخلاق،وكم بودي لو ترجع إلى الدرر السنية لترى أسلوب علماء الدعوة النجدية في الرد على أهل الضلال والبدع! بل ارجع إلى الوراء وانظر كيف يرد علماء السلف على أهل الزيغ والضلال لترى قمة الغيرة على دين الله تعالى والذود عنه.
والله الهادي.
ـ[عراق الحموي]ــــــــ[28 - Jun-2010, مساء 11:36]ـ
لا أدري هل قرأت الرد أم لم تقرأه!! ولعلك لا تعني رد الشيخ المقرئ! ربما رد آخر!
على كل حال إن كان هو هو!:
فهات البدهيات المزعومة!!
شخص يرى أن الحلق أولى من إطلاق اللحية!،ويرى بقاء المسلمة مع الكافر بعد إسلامها! وكلامه في العورات من أقبح الكلام! وحلّل المعازف! وهناك طامة جديدة من كتبه كثير من الإخوة ما يدري عنها وخلاصتها الانصهار في المجتمعات الكافرة،فلا هجرة ولا هم يحزنون! وهو كتابه:
(تقسيم المعمورة وأثره في الفقه الإسلامي)!
فرد الشيخ المقرئ عليه بمثل هذا الأسلوب الراقي الأديب قمة في الأدب والأخلاق،وكم بودي لو ترجع إلى الدرر السنية لترى أسلوب علماء الدعوة النجدية في الرد على أهل الضلال والبدع! بل ارجع إلى الوراء وانظر كيف يرد علماء السلف على أهل الزيغ والضلال لترى قمة الغيرة على دين الله تعالى والذود عنه.
والله الهادي
- فترة علماء الدعوة النجديّة ذهبت، و ليست فترة يقاس عليها في العلم و الأدب، فإنْ كان فيهم قسوة فرحمةُ الله على الجميع، يجب الالتزام بالحلم مهما يكن المخالف، هذه واجبة من واجبات الجدل و المناظرة و الردود العلميّة -و كل هذه الآداب لم تُلحظ في الردِّ على الكلباني و الجديع و من نحى نحوهم-، و على قانون العاقبة لم يفلح ما فعلوا.
- كل التي ذكرتها من آراء، يجب العودة بها إلى الجذور، و لتكن بمواقف:
1 - تكلم الأصوليون عن التصويب و التخطئة.
2 - على ما سبق تُبنْى مسألة: متى يشنَّع على المخالف؟ - ليست الردود في أصلها، بل متْى يُرى أنه مخالف يستحق الاثم-.
3 - فرق بيْن: المخالف مستحق الاثم، و المخالف غير المستحق للاثم.
- قضيّة: تقسيم المعمورة قضيّة طويلة عريضة، و تكلم عنها شيخنا الأستاذ الدكتور عبد الله بن بيّه -حفظهُ الله- بما لا مزيد عليه، لكن ْ كما قلتُ: رأي الجديع فيه حكمة و رأيُ عالم لا جاهل متجاهل.
كُل ما سبق، هي نتف لا ريش لها -لأنني لا أُريد الاطالة-.
لكن ْ، أنا تكلمتُ عن الأدب في الرد - لا على الموافقة -، و ما تتبعتهُ في كلام الأخ كان وصماً بالهوى و الصمم، و ما هذه بطريقة خاصة مع رجلٍ فاضل، كان الشيخ بن عثيمين ينصح ببعضِ كتبه - على فكرة، لا أحب أن أستشهد بالرجال، و لكن في المجتمع المريض الاستشاد بالرجال أولى من الاستشاد بالأفكار و الأدلّة-.
و الله مع المؤمنين المتقيّن!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الراغب الأصفهاني]ــــــــ[29 - Jun-2010, صباحاً 01:17]ـ
ليس التخبط في مسائل الاعتقاد كالتخبط في غيرها من المسائل!
و لا يقارن الذهاب الى السحرة و التقرب لهم من اجل حل السحر مثل مسألة الغناء.
الرجاء التنبه لمثل هذا؟؟؟؟
وكل من خالف الدليل يقال له مخطئ وان كان من كان.
اللهم ثبتنا على الحق المبين الى ان نلقاك.
ولا بد ان ينتبه المسلم لتسارع الفتاوى الغريبة و الشاذة في هذه الايام و دور الاعلام في بثها بين الناس من اجل كسر حاجز الرجوع الى هيئة كبار العلماء و توجيه الناس لأخذ الفتوى منهم.
ويتذكر قول الرسول (ص) الذي روى ابن ماجة وأحمد وغيرهما:
عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة قال انتهيت إلى عبد الله بن عمرو ابن العاص وهو جالس في ظل الكعبة. والناس مجتمعون عليه. فسمعته يقول بضينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر. إذ نزل منزلا. فمنا من يضرب خباءه. ومنا من ينتضل. ومنا من هو جشره. إذ نادى مناد به. الصلاة جامعة. فاجتمعنا. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطبنا
: فقال (إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على ما يعلمه خيرا لهم. وينذرهم ما يعلمه شرا لهم. وإن أمتكم هذه جعلت عافيتها في أولها. وإن آخرهم يصيبهم بلاء وامور ننكرونها. ثم تجيء فتن يرقق ( http://www.7ora.net/vb/showthread.php/15350- فتن-يرقق-بعضها-بعضا?) بعضها ( http://www.7ora.net/vb/showthread.php/15350- فتن-يرقق-بعضها-بعضا?) بعضا ( http://www.7ora.net/vb/showthread.php/15350- فتن-يرقق-بعضها-بعضا?). فيقول المؤمن هذه مهلكتي. ثم تنكشف. ثم تجي فتنة فيقثول المؤمن. هذه مهلكتي. ثم تنكشف. . فمن سره أن يزجزح عن النار ويدخل الجنة فلتدركه موتته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأت إلى الناس الذي يحب أن يأتوا إليه ومن يايع إماما فأعطاه يمينه وثمرة قلبه فليطعه ما استطاع. فإن جاء آخر ينازعه. فاضربوا عنق الآخر)
قال فأدخلت رأسي من بين الناس فقلت أنشدك الله أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال فأشار بيده إلى أذنيه فقال سمعته أذنأي ووعاه قلبي
صححه الشيخ الالباني والارنؤوط رحمهما الله.
و ينبغي للمسلم ان يتخلق بأخلاق العلماء في مسائل الرد.
وحفظ الله الشيخ السدحان بحفظه.
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[29 - Jun-2010, صباحاً 04:29]ـ
- فترة علماء الدعوة النجديّة ذهبت، و ليست فترة يقاس عليها في العلم و الأدب، فإنْ كان فيهم قسوة فرحمةُ الله على الجميع، يجب الالتزام بالحلم مهما يكن المخالف، هذه واجبة من واجبات الجدل و المناظرة و الردود العلميّة -و كل هذه الآداب لم تُلحظ في الردِّ على الكلباني و الجديع و من نحى نحوهم-، و على قانون العاقبة لم يفلح ما فعلوا.
- كل التي ذكرتها من آراء، يجب العودة بها إلى الجذور، و لتكن بمواقف:
1 - تكلم الأصوليون عن التصويب و التخطئة.
2 - على ما سبق تُبنْى مسألة: متى يشنَّع على المخالف؟ - ليست الردود في أصلها، بل متْى يُرى أنه مخالف يستحق الاثم-.
3 - فرق بيْن: المخالف مستحق الاثم، و المخالف غير المستحق للاثم.
- قضيّة: تقسيم المعمورة قضيّة طويلة عريضة، و تكلم عنها شيخنا الأستاذ الدكتور عبد الله بن بيّه -حفظهُ الله- بما لا مزيد عليه، لكن ْ كما قلتُ: رأي الجديع فيه حكمة و رأيُ عالم لا جاهل متجاهل.
كُل ما سبق، هي نتف لا ريش لها -لأنني لا أُريد الاطالة-.
لكن ْ، أنا تكلمتُ عن الأدب في الرد - لا على الموافقة -، و ما تتبعتهُ في كلام الأخ كان وصماً بالهوى و الصمم، و ما هذه بطريقة خاصة مع رجلٍ فاضل، كان الشيخ بن عثيمين ينصح ببعضِ كتبه - على فكرة، لا أحب أن أستشهد بالرجال، و لكن في المجتمع المريض الاستشاد بالرجال أولى من الاستشاد بالأفكار و الأدلّة-.
و الله مع المؤمنين المتقيّن!
!!!
الحمد لله ريحتني!
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[29 - Jun-2010, صباحاً 04:38]ـ
الرد الشافي على من أباح المعازف والأغاني:
الشيخ عبد العزيز القنام:
حملها من المرفق:
ـ[بايزيد]ــــــــ[29 - Jun-2010, صباحاً 07:31]ـ
الكلباني يقول قال ابن رجب وقال ابن حزم وقال فلان ... والعلماء يقولون قال الله وقال رسوله. والمجتمع أفسده الأغاني والطرب
(يُتْبَعُ)
(/)
زمن الرويبضات
ـ[صالح العواد]ــــــــ[29 - Jun-2010, صباحاً 11:45]ـ
أخي عبد الكريم هي فعلاً محاضرة مسجّلة ولكنها قد فُرّغت وطُبعت في كتيب لطيف ..
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[29 - Jun-2010, مساء 03:29]ـ
أخي عبد الكريم هي فعلاً محاضرة مسجّلة ولكنها قد فُرّغت وطُبعت في كتيب لطيف ..
أعرف هذا أخي صالح, وأزيدك أن الكتاب موجود أيضاً في مكتبة صيد الفوائد ...
ـ[أبو فهد]ــــــــ[30 - Jun-2010, مساء 10:57]ـ
الأخوين الفاضلين ابن سعدهم الحنبلي،وأبا ناصر الحليفي باركـ الله فيكما.
أخي أبا فهد -سددك الله تعالى-:
في كل المسائل الشرعية التي أجمع عليها العلماء لابد وأن تجد من خرم إجماع الناس وتتبع الشواذ،وخالف النصوص! فهذه سنة الله الكونية ....... تحريم المعازف فيه إجماعات!! وليس كما تقول جمهور! فالذي يريد أن يرد ردا علميا،ويثبت أن المعازف حلال فيلزمه أن يأتي بمن أحل المعازف من قبل هذه الإجماعات! وليس إلى ذلك سبيل فدونه خرط القتاد ...
فما بالك ومعك حديث صريح صحيح في الصحيح!
إنه حديث أبي مالك الأشعري،ومن ضعفه عند أهل الاختصاص فتضعيفه ضعيف لا يقوم على عكاز فضلا عن أن يقوم على قدميه.
والله الموفق.
أهلاً وسهلاً بك أخي العزيز أبا أحمد
إن الإجماعات التي تُذكر هي من قبيل الإجماع السكوتي ولا أعتقد أنه انعقد الإجماع حقيقة على حرمة المعازف , وأبسط ما يمكن أن نُسقط به هذا الإجماع هو وجود خلاف بين العلماء على ثبوته من عدمه.
أما بالنسبة لحديث أبي مالك الأشعري فهو حديث صحيح ولكنه غير صريح في التحريم لمن تأمل , لعدة اعتبارات منها:
1 - أن العلماء لا يأخذون حرمة الخمر والزنا والحرير من هذا الحديث ولا يذكرونه حتى من ضمن النصوص الدالة على الحرمة , بل يأخذون أحكام هذه المسائل من نصوص أخرى. ولو كان هذا الحديث صريحاً في التحريم , لذكروه واستندوا عليه.
2 - أن المسائل الأربع المذكورة في الحديث (الزنا والخمر والحرير والمعازف) تختلف أحكامها مفردةً , فالزنا والخمر محرمان على المسلمين جميعاً بينما الحرير فجائز للنساء ومحرم على الرجال في الأصل , ولو كان الحديث صريحاً في التحريم لقيل بأن حكم جميع هذه الأربعة مسائل واحد.
3 - أن الحديث فيه إخبار من النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن أقوام معينين يأتون في آخر الزمان , وأحاديث الأخبار ليست صريحة في التحريم بدليل حديث: " يكون في آخر الزمان أقوام لهم حواصل كحواصل الطير يصبغون بالسواد لا يدخلون الجنة ولا يجدون ريحها "
ولا أعلم أحداً من العلماء قال بهذا الوعيد لمن يصبغ بالسواد.
والشاهد من كل هذا أن حديث أبي مالك رضي الله عنه صحيح ولكن لا يُسلّم بأنه صريح في التحريم بل هو قابل للأخذ والرد.
والله أعلم.
ـ[ابوقيس]ــــــــ[01 - Jul-2010, صباحاً 02:23]ـ
ردا على الكلباني .............. في نقاط
1 - هل الكلباني من اهل الفتوى والاجتهاد وهل كل من تصدر الفتوى مجتهد
2 - اين الكلباني من حديثه صلى الله عليه وسلم (يأتي قوم ستحلون الحر والحرير والمعازف)
3 - ان قال الكلباني بأن المعازف حرام فماذا هذه البلبلة والمساهمة في فساد شباب الائمة
وهل هناك مصطلح غناء في عصرنا الا وصاحبه عزف وطرب ماجن
بل زاد على ذلك فساد ما بعده فساد ما سموه (فديوكليب)
ـ[مرثد]ــــــــ[01 - Jul-2010, صباحاً 03:45]ـ
تحريم المعازف فيه إجماعات!! وليس كما تقول جمهور! فالذي يريد أن يرد ردا علميا،ويثبت أن المعازف حلال فيلزمه أن يأتي بمن أحل المعازف من قبل هذه الإجماعات!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم، الإجماع دعوى ..
وقد قال الشيخ العلامة أحمد شاكر رحمه الله -في تعليقه على مسند أحمد أو أحد كتب الشافعي-: (وبعض الفقهاء كلما أعياهم الدليل، قالوا إجماع) ..
وأنا لا أزعم أن الدليل ضعيف في هذه المسألة، فهو قوي وله وجه ..
ولكنني أؤكد على أن نتسرع في كل مسألة ونقول: فيها إجماع
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[01 - Jul-2010, صباحاً 10:06]ـ
أكثر من عشرون عالما نقلوا الإجماع في المسألة وقد أختلفت أزمانهم وأقطارهم فليس كل إجماع يقال فيه من إدعى الإجماع فهو كاذب وإلا لن نبقى على إجماع واحد وهذا ظاهر البطلان.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
أخي الكريم، الإجماع دعوى ..
وقد قال الشيخ العلامة أحمد شاكر رحمه الله -في تعليقه على مسند أحمد أو أحد كتب الشافعي-: (وبعض الفقهاء كلما أعياهم الدليل، قالوا إجماع) ..
وأنا لا أزعم أن الدليل ضعيف في هذه المسألة، فهو قوي وله وجه ..
ولكنني أؤكد على أن نتسرع في كل مسألة ونقول: فيها إجماع
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[01 - Jul-2010, صباحاً 10:18]ـ
لا يوجد خلاف بين العلماء في ثبوته إلا من الشوكاني رحمه الله وهو يطعن في الإجماع ولهذا نجد في كلام الإئمة إنكارا على من ينقل خلاف في المسألة
قال ابن حجر الهيتمي: الأوتار والمعازف، كالطنبور، والعود، والصنج ذي الأوتار، والرباب، والحنك، والكمنجه، والسنطير، والدريج، وغير ذلك من الآلات المشهورة عند أهل اللهو والسفاهة والفسوق، كلها محرمة بلا خلاف، ومن حكى فيها خلافاً فقد غلط أو غلب عليه هواه حتى أصمه وأعماه ومنعه من هداه، وزل به عن سنن تقواه.ا. هـ[كف الرعاع 124]
قال ابن رجب:سماع آلات الملاهي لا يعرف عن أحد ممن سلف الرخصة فيه، وإنما يعرف ذلك عن بعض المتأخرين من الظاهرية والصوفية ممن لا يعتد به، ومن حكى شيئاً من ذلك فقد أبطل. [نزهة الأسماع 69]
وغيرها كثير جدا فالإجماع في مسألة المعازف ثابت ولا إشكال في ذلك.
ومن يقول أن المعازف حلال فعليه أن يأتي لنا بعالم واحد من السلف يقول بحلها بشرط ثبوت السند إلى قائله ولن يجد لذلك سبيلا.
أهلاً وسهلاً بك أخي العزيز أبا أحمد
إن الإجماعات التي تُذكر هي من قبيل الإجماع السكوتي ولا أعتقد أنه انعقد الإجماع حقيقة على حرمة المعازف , وأبسط ما يمكن أن نُسقط به هذا الإجماع هو وجود خلاف بين العلماء على ثبوته من عدمه.
أما بالنسبة لحديث أبي مالك الأشعري فهو حديث صحيح ولكنه غير صريح في التحريم لمن تأمل , لعدة اعتبارات منها:
1 - أن العلماء لا يأخذون حرمة الخمر والزنا والحرير من هذا الحديث ولا يذكرونه حتى من ضمن النصوص الدالة على الحرمة , بل يأخذون أحكام هذه المسائل من نصوص أخرى. ولو كان هذا الحديث صريحاً في التحريم , لذكروه واستندوا عليه.
2 - أن المسائل الأربع المذكورة في الحديث (الزنا والخمر والحرير والمعازف) تختلف أحكامها مفردةً , فالزنا والخمر محرمان على المسلمين جميعاً بينما الحرير فجائز للنساء ومحرم على الرجال في الأصل , ولو كان الحديث صريحاً في التحريم لقيل بأن حكم جميع هذه الأربعة مسائل واحد.
3 - أن الحديث فيه إخبار من النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن أقوام معينين يأتون في آخر الزمان , وأحاديث الأخبار ليست صريحة في التحريم بدليل حديث: " يكون في آخر الزمان أقوام لهم حواصل كحواصل الطير يصبغون بالسواد لا يدخلون الجنة ولا يجدون ريحها "
ولا أعلم أحداً من العلماء قال بهذا الوعيد لمن يصبغ بالسواد.
والشاهد من كل هذا أن حديث أبي مالك رضي الله عنه صحيح ولكن لا يُسلّم بأنه صريح في التحريم بل هو قابل للأخذ والرد.
والله أعلم.
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[01 - Jul-2010, مساء 03:06]ـ
بارك الله فيكم أخي التونسي.
وأنا بودي لو أن الأخ المعترض على هذه الإجماعات بأنها سكوتية أن يبين لي ولإخوانه الفرق بين السكوتي وغيره ..
ـ[جذيل]ــــــــ[01 - Jul-2010, مساء 09:32]ـ
و لكن في المجتمع المريض الاستشاد بالرجال أولى من الاستشاد بالأفكار و الأدلّة
صدقت ... !
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[01 - Jul-2010, مساء 09:43]ـ
صدقت ... !
صدق والإجماع تلو الإجماع ينقل وفيهم فطاحل العلماء! إنّ هذا لشيء عجاب!
صدق لو كان فطاحل العلماء هؤلاء، وهم -نحسبهم ولا نزكيهم- أهل تقوى وديانة، كل هؤلاء حكّموا عقولهم دون نصوص!! إنّ هذا لشيء عجاب!!
السنّي يكفيه دليل واحد،وصاحب الهوى لو حشدت له أدلة الدنيا!! ما ترك هواه!
وما يريد هؤلاء في دفاعهم عن الجديع؟!! أما كان الأولى أن تدافعوا عن عقول علماء بالمئات خالفوا عقل الجديع؟!!! أليس هؤلاء أولى؟!! أم أنني ما صدقت؟!!
والله الهادي.
ـ[أبو فهد]ــــــــ[02 - Jul-2010, صباحاً 04:44]ـ
سؤالي لأخوتي الأعزاء الذين يصرّون على وجود إجماع في المسألة:
ما حكم من يردّ هذا الإجماع؟!
وقبل أن تجيبوا على هذا السؤال , ضعوا في ذهنكم أن هناك علماء وطلبة علم يقرّون بوجود خلاف في المسألة.
أما كثرة عدد القائلين بالإجماع , فلا عبرة بعددهم برأيي لأنهم ينقلون عمن سبقهم. وعليه فلا عبرة بالعدد وإنما يكفينا أول من نقل الإجماع لإثبات الإجماع كما يكفينا أن نجد عالماً سبقه لا يرى التحريم لينقض هذا الإجماع
والله أعلم
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[02 - Jul-2010, صباحاً 10:13]ـ
ليست مسألتنا ما حكم من يرد هذا الإجماع وإنما في ثبوته وهو ثابت بلا شك وأنت قلت أنه يوجد من يقر بوجود خلاف فهلا ذكرت لنا من خالف الإجماع قبل إنعقاده؟؟
الغريب أن البعض يتمسك بقول عالم واحد أو أثنين ويرد علماء المذاهب الأربعة وغيرهم
سؤالي لأخوتي الأعزاء الذين يصرّون على وجود إجماع في المسألة:
ما حكم من يردّ هذا الإجماع؟!
وقبل أن تجيبوا على هذا السؤال , ضعوا في ذهنكم أن هناك علماء وطلبة علم يقرّون بوجود خلاف في المسألة.
أما كثرة عدد القائلين بالإجماع , فلا عبرة بعددهم برأيي لأنهم ينقلون عمن سبقهم. وعليه فلا عبرة بالعدد وإنما يكفينا أول من نقل الإجماع لإثبات الإجماع كما يكفينا أن نجد عالماً سبقه لا يرى التحريم لينقض هذا الإجماع
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ناصر الكاتب]ــــــــ[02 - Jul-2010, مساء 03:05]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد؛
فإنَّ المسلم مأمور باتباع الحق، والأخذ بالدليل، والبعد عن الخوض فيما لا يعلم حقَّه من باطله. ولقد كثرت في هذه الأيام الكتابات الخائضة في أمور الدين؛ بلا علمٍ يسند أصحابها، ولا بصيرة تدل كتابها على منهج الاستدلال والنقاش في المسائل الشرعيَّة. فترى الأديبَ يعالج أصولا شرعية كما يعالج قضية أدبية، وتجد الكاتب في الاجتماع والسياسة وغيرهما يطالب باستصدار فتوى كما يُطالَب مدير الدائرة بإقرار قرار!
هذا مما تطالعنا فيه الصحف ومنتديات الإنترنت كثيرا!.
والمفتي مطالبٌ بقول ما يعلم أنه الحق. لا بما يمليه الناس عليه، أو تقتضيه نتائج دراسةٍ اجتماعية أو تحليل سياسيّ.
ولقد كان لمنتدانا (أعني غير هذا المنتدى) نصيب من النقاشات في مسائل الدين، فنجد من يتوخى الكلام فيما يعلم، ويتوقف عن ما لا يعلم موقعه من الشريعة. ومن يورد ما بلَغَه من العلم.
ونرى من يخوض بلا تثبت مما يدعي، ولا علم بما يتعرض له، ولا منهج سليم في الاستدلال. ولكلٍّ وجهة هو موليها، ولا تخفى على الله خافية.
وقد كان مما دار: النقاش في أمر الغناء، وكنتُ قد طالعتُ أشياء، وسمعتُ أشياء تدفعني إلى تبليغ فوائد علميَّة أخذتُها من كلامِ أهل العلم المدوَّنِ في كتبهم العامرة بالخير والبصائر.
وإنَّ مما رأيتُه في تلك النقاشات عبارة لبعضهم نقلا عن آخرين: «الهدي النجدي»! يريدون بها «أهل الفتوى» في هذه البلاد .. بلادِ التوحيد! وزعم بعضهم أن في فتاوى علمائنا «حدَّة»، وجعل ما زعمه علةً لذلك التعبير!
والقول بأن هذه الفتوى متشددة وهذه متساهلة: لا بد أن يوزن بميزان؛ فالحاكم في الأقوال وقائليها أهي من الشدة أو اللين هو الشرع المطهر، لا استحسان فلان أو تقبيح علان.
وأحب هنا أن أبلِّغ شيئا من العلم الذي حوته بعض كتب أهله في مسألة «الغناء»؛ ليستبين الحق من الباطل -إن شاء الله-.
وسأتعرض لمسائل، ألخصها بما يلي:
- حديثُ الجاريتين حجَّةٌ على مبيحي الغناء.
- السلف مجمعون على تحريم الغناء وذمه، وليس خلاف من خالف معتبرا.
ـ[ناصر الكاتب]ــــــــ[02 - Jul-2010, مساء 03:07]ـ
1 - غناء الجاريتين:
عن عائشة رضي الله عنها قالت «دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان [من جوار الأنصار]، (وفي راية: قينتان) [في أيام منى، تدففان وتضربان]، تغنيان بغناء، (وفي رواية: بما تقاولت، وفي أخرى: تقاذفت) الأنصار يوم بُعَاث، [وليستا بمغنيتين]، فاضطجع على الفراش، وحوّل وجهه، ودخل أبو بكر [والنبي صلى الله عليه وسلم متغَشٍّ بثوبه] فانتهرني، (وفي رواية: فانتهرهما) وقال: مزمارة (وفي رواية: مزمار) الشيطان عند (وفي رواية: أمزامير الشيطان في بيت) رسول الله صلى الله عليه وسلم [(مرتين؟!)].
فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، (وفي رواية: فكشف النبي صلى الله عليه وسلم عن وجهه) فقال: دعهما [يا أبا بكر! [فـ] إن لكل قوم عيدا، وهذا عيدنا]، فلما غفل غمزتُهُما فخرجتا». (1)
وقد استدل شيخ الإسلام ابن تيميَّة، وابنُ القيم، وابن حجر العسقلاني، ومحمد المنبجي (2)، ومن المعاصرين: ابن باز، والألباني (وما هو من نجد، ولا هو حنبلي!)، وحمود التويجري، وإسماعيل الأنصاري (وهو ليس من نجد وأستبعد أن يكون حنبليا) وغيرُهم بهذا الحديث على أنَّ حرمةَ (الغناء) وأنه من مزامير الشيطان: متقررةٌ عند الصحابة. وعليه جرى إنكار أبي بكر –رضي الله عنه، ولم ينكر عليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم هذا الوصف؛ لكنه أمره بتركهما -أي الجاريتين- «معللا ذلك بأنَّه يوم عيد، والصغار يرخَّص لهم اللعب في الأعياد» (3).
ولذلك عدَّ العلماءُ هذا الحديث ردًّا على من أجاز الغناء بآلات العزف -مطلقا-.
وقد ردَّ العلماء على المستدلين بهذا الحديث على جواز الغناء مطلقا؛ من وجوه عديدة انظر: «تنبيه اللاهي على تحريم الملاهي» للعلامة إسماعيل الأنصاري رحمه الله: [22 – 27]، و «تحريم آلات الطرب» للعلامة الألباني رحمه الله: [106 – 116]. و «فصل الخطاب في الرد على أبي تراب» للعلامة حمود التويجري رحمه الله: [241 – 248].
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - الإجماع على تحريم المعازف:
تمهيد في حجيَّة الإجماع:
لقد استدل العلماء بقوله تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً} [النساء: 115].
وحديث: «لا تجتمع أمتي على ضلالة» (4).
وغيره من الأدلة (5) على حجيَّة الإجماع.
قال الجويني في «الورقات»: «وإجماع هذه الأمَّة حجة دون غيرها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «لا تجتمع أمتي على ضلالة»، والشرع ورد بعصمة هذه الأمَّة». اهـ.
وإذا انعقد الإجماع في عصر كان حجة على العصر الذي بعده. (6).
وقال الإمام الزركشي: «فهو -أي الإجماع- حُجَّةٌ شرعيَّة، ولم يُخالِف فيه غير النظَّاميَّة، والإماميَّة. قال إمام الحرمين: أول من باحَ بردِّه النظَّامُ، ثم تابعَه الروافض» اهـ. (7).
وقد عقد عبد الله بن موسى في كتابه «الرد على القرضاوي والجديع»، بابا مفيدا وحافلا في الرد على الطاعنين في حجيَّة الإجماع. انظره في [81 – 127].
إجماع العلماء على تحريم الغناء:
- قال ابن القيم رحمه الله تعالى: «وقد حكى أبو عمرو ابن الصلاح الإجماعَ على تحريم السماع الذي جمع الدف والشبابة والغناء» اهـ (8).
- قال الحافظ ابن رجب –رحمه الله-: «لا يُعرفُ عن أحدٍ ممن سلفَ الرخصةُ فيه، وإنما يُعرَف ذلك عن بعض المتأخرين من الظاهريَّة والصوفيَّة ممن لا يعتد به» اهـ (9).
3 - هل قال الإمام مالك بجواز «الغناء»؟
قال الحافظ ابن رجب –رحمه الله-: «ومن حكى شيئا من ذلك عن مالك فقد أبطل». (10).
سئل الإمام مالك بن أنس رحمه الله عما يترخَّص فيه أهلُ المدينة من الغناء؟ فقال: «إنما يفعله عندنا الفساق». [صحح سندَه العلامة الألباني -رحمه الله-] (11).
وقد ردَّ العلامة الألباني رحمه الله تعالى ما نسبه العلامة الشوكاني إلى مالك وأهل المدينة، وكشفَ عن ما روي عنهم وتعرض لسندها ومتنها، وانتهى إلى أن العلماء والفقهاء -وفيهم الأئمة الأربعة- متفقون على تحريم آلات الطرب اتباعاً للأحاديث النبوية، والآثار السلفيَّة، وإن صحَّ عن بعضهم خلافه؛ فهو محجوج بما ذُكر (وقد ذكر رحمه الله الأدلة الواضحة والحجج الساطعة على تحريم المعازف)، والله عزَّ وجلَّ يقول: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [النساء: 65]. اهـ (12).
ناصر الكاتب
ليلة الخميس 12/ 3 / 1429هـ.
________
(1) هذا الحديث في الصحيحين، وقد ورد بروايات مختلفة، وأورده العلامة الألباني ضامًّا إليه الزيادات من كل رواية، وهذه الأقواس والمعكوفات في الحديث من صنع الألباني رحمه الله، انظر: «تحريم آلات الطرب» للشيخ الألباني –رحمه الله-: 106، 107،ط/ دار الصديق.
(2) في رسالته: «السماع والرقص»، وقد توفي في: 785
(3) من كلام ابن تيمية: انظر: «رسالة في السماع والرقص» جمع: محمد بن محمد المنبجي: 27، ط2/ دار ابن حزم.
(4) قال الزركشي: اعلم أنَّ طرقَ هذه الحديث كثيرة، ولا يخلو طريق منها من علة، ولكنها يقوي بعضها بعضا. (بواسطة حاشية «روضة الناظر» لابن قدامة: «نزهة الخاطر العاطر» لابن بدران، 1/ 414 ط/مكتبة العبيكان).
(5) قال د. سعد الشثري: «كتاب الله وسنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم دالان على حجيَّة الإجماع» (من تعليقه على «نزهة الخاطر العاطر»: 1/ 415).
(6) راجع الورقات للجويني.
(7) بواسطة «الرد على القرضاوي والجديع» لعبد الله بن موسى: 82، ط: دار المؤيد.
(8) بواسطة: فصل الخطاب في الرد على أبي تراب، للشيخ حمود التويجري –رحمه الله-: 159
(9) بواسطة «فصل الخطاب»: 158
(10) بواسطة «فصل الخطاب»: 158
(11) انظر: «تحريم آلات الطرب» للألباني: 99
(12) تحريم آلات الطرب: 105
ـ[مروان العشيري]ــــــــ[02 - Jul-2010, مساء 03:19]ـ
و يظهر في حديث (ليكونن من أمتي قوم يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف) في البخاري أية ومعجزة للنبي صلى الله عليه وأله سلم
فقد أخبر بغيب سيكون في المستقبل وهذا ما قاله صلى الله عليه وسلم يتحقق ويظهر
فهذه المعازف استحلوها
وهذا الزنا استحلوه بما يسمى (الزواج بنية الطلاق) وفتراهم وحدانا وزرافات الى اندونيسيا يزنون بغطاء ابليسي جديد جعلهم يستحلون الحر
أليس هذا معجزة اليست هذه المعجزة تزيد المؤمن إيمانا فالحمد لله الذي جعل معجزات نبيه صلى الله عليه وسلم تظهر في كل حين ليزداد الذين امنو إيمانا
ـ[أبو فهد]ــــــــ[02 - Jul-2010, مساء 04:23]ـ
ليست مسألتنا ما حكم من يرد هذا الإجماع وإنما في ثبوته وهو ثابت بلا شك وأنت قلت أنه يوجد من يقر بوجود خلاف فهلا ذكرت لنا من خالف الإجماع قبل إنعقاده؟؟
الغريب أن البعض يتمسك بقول عالم واحد أو أثنين ويرد علماء المذاهب الأربعة وغيرهم
يعقوب بن أبي سلمة وإخوته وابن أخيه عبدالعزيز بن عبدالله بن أبي سلمة وغيرهم بل أهل المدينة كانوا يترخصون في الغناء.
ولكن السؤال:
متى انعقد الإجماع على تحريم الغناء؟!
وكيف ثبت؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهد]ــــــــ[02 - Jul-2010, مساء 04:33]ـ
حديث غناء الجاريتين ليس فيه دليل قطعي على التحريم بل هو أقرب إلى أن يكون دليلاً على الإباحة منه إلى التحريم وهو ظاهر من إقرار النبي صلى الله عليه وآله وسلم له.
أما انتهار أبي بكر الصديق رضي الله عنه للجاريتين واستنكاره لغنائهما , فليس بالضرورة أن يكون لسابق علمه بتحريم ذلك الأمر بل قد يكون لأن الغناء مذموم عرفاً وهو فعلاً كذلك.
والله أعلم
ـ[مروان العشيري]ــــــــ[02 - Jul-2010, مساء 04:38]ـ
أباح القارئ السعودي الشهير الشيخ عادل الكلباني الغناء؛ جملة وتفصيلًا، وبأي صوت كان، بعدما كان يقتصر فقط في إجازته على الغناء الشعبي مثل "العرضة والهجيني والسامري".
لكن الكلباني قال إنه لا يسمع الغناء، ليس بسبب التحريم، وإنما للورع، وقال: "لا أسمعه ولا أسمح لأهلي بسماعه، ولكن ليس إيمانًا بتحريمه، وإنما من باب الورع. والفقهاء في الماضي كانوا يوسعون على الناس، ويضيقون على أنفسهم، عكس بعض فقهائنا اليوم".
ونقلت صحيفة الحياة اللندنية -الأحد الـ 20 من يونيو/حزيران- عن الكلباني قوله: إنه عندما اشتد النكير عليه في إباحته ألوانًا من الغناء، قرر إعلان كل ما في جعبته.
وأكد -في سياق بحث جديد حرره- أنه لا يوجد دليل يحرم الغناء من كتاب الله ولا من سنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- وقال: كل حديث استدل به المحرمون إما صحيح غير صريح، وإما صريح غير صحيح، ولا بد من اجتماع الصحة والصراحة لنقول بالتحريم.
وقال الكلباني: إن الآراء السابقة له في تحريم الغناء لا تمثله، مضيفا: "رجعت عن القول بالتحريم لمّا تبين لي أن المعتمد كان على محفوظات، تبين في ما بعد ضعفها، بل بعضها موضوع ومنكر، وعلى أقوال أئمة -نعم نحسبهم والله حسيبهم من أجلة العلماء- ولكن مهما كان قول العالم، فإنه لا يملك التحريم ولا الإيجاب".
ولم يبد الكلباني تخوفا من ردود الفعل تجاه إعلانه إباحة الغناء، وقال "ليس ثمة ما أخسره، فقد كُفّرت، ونصحْت بالذهاب إلى سوق الخضار، وغيرها من التهم؛ ولذلك فأنا أقول ما أدين الله به، ولا أبالي"
ـ[بايزيد]ــــــــ[02 - Jul-2010, مساء 04:41]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
فقد تعالت أصوات عدد من المتعالمين الذين ينادون باللهو واللعب والغناء والطرب غير ملتفتين إلى نص يمنع أو دليل يحرم فطلب مني بعض الإخوة ذكر شيء مما ورد في هذا الباب ولا سيما ما يستند إليه في تحريم المعازف وآلات اللهو بأنواعها المتعددة وها أنا أذكر شيئا قليلا مما جاء في هذا الباب بلا قصد الاستيعاب لما ورد في هذا الموضوع والله المسئول أن يهدي جميع المسلمين لما يرضيه وأن يعينهم على ذكره وشكره وحسن عبادته , وأن يجنبهم ما يصد عن القرآن العظيم ويوجب قسوة القلب ويسبب سخط الرب أنه سميع الدعاء.
الأدلة على تحريم الغناء:
* من الأدلة على تحريم المعازف والغناء قول الله جل وعلا: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ} (6) سورة لقمان
صح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (نزلت في الغناء وأشباهه) أخرجه البخاري في الأدب المفرد وابن جرير في تفسيره.
* وصح عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أنه سئل عن هذه الآية فقال: (هو الغناء والذي لا إله إلا هو) يرددها ثلاثا أخرجه ابن أبي شيبه وابن جرير والبيهقي في شعب الإيمان والحاكم وصححه ووافقه الذهبي وصححه ابن القيم.
* أخرج البخاري في التاريخ وابن جرير أن عكرمة سئل عن لهو الحديث فقال: (هو الغناء)
* قال ابن عباس رضي الله عنهما: (الدف حرام والمعازف حرام والكوبة حرام والمزمار حرام). أخرجه البيهقي 10/ 222 قال الألباني (إسناد صحيح)
* وقال ابن مسعود رضي الله عنه: (الغناء يُنبت النفاق في القلب) أخرجه ابن أبي الدنيا بسند صحيح.
* قال الواحدي – المفسر – في الوسيط 3/ 441 (أكثر المفسرين على أن المراد) بـ (لَهْوَ الْحَدِيثِ) الغناء , قال أهل المعاني: ويدخل في هذا كل من اختار اللهو والغناء والمزامير والمعازف على القرآن ... ) انتهى
* تنبيه:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء 21/ 158 المعازف: (اسم لكل آلات الملاهي التي يعرف بها كالمزمار والطنبور والشبابة والصنوج) انتهى
* وجاء في مسند أحمد وسنن أبي داود (4924) عن سليمان بن موسى عن نافع قال: سمع ابن عمر مزمار قال: فوضع إصبعيه في أذنيه ونأى عن الطريق (أي أبعد) وقال لي: يا نافع هل تسمع شيئا؟ قال فقلت: لا فرفع إصبعيه من أذنيه وقال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فسمع مثل هذا فصنع مثل هذا) قال الألباني صحيح. وقال تابع سليمان بن موسى المطعم بن المقدام فرواه عن نافع أيضا.
* وروى البيهقي بسند صحيح 10/ 223 من طريق عبدالله بن دينار قال: (مر ابن عمر بجارية صغيرة تغني فقال: لو ترك الشيطان أحداً ترك هذه)
* عن أبي عامر – أو أبي مالك- الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ولينزلن أقوام إلى جنب علم (أي جبل) يروح عليهم بسارحة لهم يأتيهم لحاجة (أي طالب حاجة) فيقولون: ارجع إلينا غدا فيبيتهم الله ويضع العلم ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة) علقه البخاري في صحيحه بصيغة الجزم محتجاً به فتح الباري الأشربه (10 – 51/ 5590) وقد جاء موصولا من طرق جماعة من الثقات وصححه البخاري وابن حبان وابن الصلاح وابن القيم وابن كثير وابن تيميه وابن حجر والسخاوي وابن الوزير والصنعاني و الإسماعيلي.
* عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة: مزمار عند نعمة ورنة عند مصيبة) أخرجه البزار في مسنده (1/ 377/795) كشف الأستار والضياء في المختارة وصححه الألباني في تحريم آلات الطرب ص (52) ورجاله ثقات قاله المنذري والهيثمي وله شاهد من حديث جابر بن عبدالله عن عبدالرحمن بن عوف أخرجه الحاكم (4/ 40) والبيهقي وابن أبي الدنيا بلفظ: (إني لم انه عن البكاء ولكني نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نعمة لهو ولعب ومزامير الشيطان وصوت عند مصيبة ولطم وجوه وشق جيوب ورنة شيطان) قال ابن تيميه في كتاب الاستقامه (هذا الحديث من أجود ما يحتج به على تحريم الغناء كما في اللفظ المشهور عن جابر بن عبدالله (صوت عند نعمة: لهو ولعب ومزامير الشيطان فنهى عن الصوت الذي يفعل عند النعمة كما نهى عن الصوت الذي يفعل عند المصيبة, والصوت الذي عند النعمة هو صوت الغناء) 1/ 292 - 293.
* عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله حرم عليَّ – أو حرم- الخمر والميسر والكوبة وكل مسكر حرام) أخرجه أبو داود – 3696 - والبيهقي – 10/ 221 , وأحمد في المسند 1/ 274 وغيرهم (و الكوبة الطبل كما في المعجم الكبير للطبراني
12/ 101 - 1 - 2 - عن علي بن بذيمه) وصححه الألباني وأحمد شاكر.
* وقال احمد بن حنبل: (وأكره الطبل وهي الكوبة التي نهى عنها رسول الله) رواه الخلال في الأمر بالمعروف – ص26 - والكراهة كراهة تحريم.
* عن عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله – عز وجل – حرم الخمر والميسر والكوبة والغبيراء وكل مسكر حرام) أخرجه أبو داود (3685) والطحاوي والبيهقي وأحمد وغيرهم وصحح الحديث الألباني.
* عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يكون في أمتي قذف ومسخ وخسف قيل: يا رسول الله ومتى ذاك؟ قال (إذا ظهرت المعازف, وكثرت القيان, وشربت الخمور)) أخرجه الترمذي -2213 - وابن أبي الدنيا في ذم الملاهي وغيرهم وله شواهد , راجع تحريم آلات الطرب ص67.
* قال الأوزاعي رحمه الله: كتب عمر بن عبدالعزيز رحمه الله إلى عمر بن الوليد كتابا فيه: ( ... وإظهارك المعازف , والمزمار بدعة الإسلام , ولقد هممت أن ابعث إليك من يجز جمتك جمة سوء) أخرجه النسائي وأبو نعيم بسند صحيح.
* وكتب عمر بن عبدالعزيز إلى مؤدب ولده. يأمره أن يربيهم على بُغض المعازف (ليكن أول ما يعتقدون من أدبك: بغض الملاهي التي بدؤها من الشيطان , وعاقبتها سخط الرحمن فإنه بلغني عن الثقات من أهل العلم: أن حضور المعازف , واستماع الأغاني واللهج بها , ينبتُ النفاق في القلب كما ينبت الماء العشب ... ) أخرجه ابن أبي الدنيا وغيره.
* حكى جمع من أهل العلم: الإجماع على تحريم الغناء منهم: الآجري والقاضي أبو الطيب الطبري, وأبو العباس القرطبي , وزكريا بن يحيى الساجي وأبو عمرو بن الصلاح وقال: (من نسب إباحته إلى أحد من أهل العلم يجوز الاقتداء به في الدين فقد أخطأ).
وتحريم الغناء هو قول الأئمة الأربعة أبو حنيفة ومالك والشافعي و أحمد قال شيخ الإسلام ابن تيميه (فمذهب الأئمة الأربعة أن آلات اللهو كلها حرام) الفتاوى 11/ 576.
وتفصيل أقولهم وأقوال أتباعهم من الفقهاء موجودة في إغاثة اللهفان والكلام على مسألة السماع كلاهما لابن القيم وكذلك نزهة الأسماع لابن رجب وكذلك تحريم الشطرنج والنرد والملاهي للآجري وفصل الخطاب للتويجري وغيرها.
* عقوبة السامع:-
1) العذاب المهين - قال تعالى {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ} (6) سورة لقمان.
2) ينبت النفاق في القلب (والنفاق صاحبه متوعد بالعذاب).
3) أن مستمع الغناء استحوذ عليه الشيطان.
4) صاحب الغناء المحل له متوعد بأن يمسخ قردة وخنازير.
5) صوت الغناء ملعون صاحبه , واللعن هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله.
6) إذا ظهرت المعازف فسيكون هناك قذف ومسخ وخسف.
وليعلم أن هذا في غناء ذلك الوقت فماذا يقال في غناء هذا الزمن الذي اشتد قبحه وعظم خبثه وتفنن في عرضه على الناس أهل الفسق وصار من دواعي الفجور وعظائم الأمور والله المستعان هذا ما تسير إيراده وما تركته أكثر من أقوال العلماء والفقهاء من كافة المذاهب ولقد حرصت أن لا اذكر إلا ما صح سنده , وفيما ذُكر مُقنع لطالب الحق أما من اتبع هواه فلا حيلة فيه والله المستعان.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
كتبه
صالح بن عبدالرحمن الخضيري
في 10/ 2/1426هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ناصر الكاتب]ــــــــ[03 - Jul-2010, صباحاً 01:34]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا رد على من ضعف حديث ((ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف)) أو أنكر دلالته على تحريم الغناء، وقد أخذته من كتاب: (السيف اليماني على من أباح الأغاني).
1
http://files02.arb-up.com/i/00090/oz55tp8cabz4.gif
2
http://files02.arb-up.com/i/00090/7ajlc672o9jd.gif
3
http://files02.arb-up.com/i/00090/673l3ulgmarp.gif
4
http://files02.arb-up.com/i/00090/4xwzw4w0inrp.gif
ـ[ابو بشار الغزاوي]ــــــــ[03 - Jul-2010, صباحاً 04:41]ـ
جزاك الله عنا خيرا
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[03 - Jul-2010, صباحاً 08:55]ـ
أولا أنت تقع في نفس الخطأ الذي وقع فيه غيرك وهو عدم التفريق بين الغناء مطلقا عند السلف والغناء الذي يحتوي المعازف
ثم أثبت لنا صحة السند إلى من ذكرتهم بأنهم يترخصون الغناء وأنه الغناء المصاحب أو ألات اللهو
ثم أنا أعجب إمام المدينة مالك بن أنس يقول إنما يفعله عندنا الفساق ثم يأتي من يقول مذهب أهل المدينة الترخيص في ذلك!!!
يعقوب بن أبي سلمة وإخوته وابن أخيه عبدالعزيز بن عبدالله بن أبي سلمة وغيرهم بل أهل المدينة كانوا يترخصون في الغناء.
ولكن السؤال:
متى انعقد الإجماع على تحريم الغناء؟!
وكيف ثبت؟!
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[03 - Jul-2010, صباحاً 09:05]ـ
العجيب أخي والمضحك في نفس الوقت أن مستحلي الأغاني المعاصرين ممن غلب عليهم هواهم عرفوا أن تضعيف هذا الحديث الأن لا سبيل إليه وأنه رد على كل الشبهات في ذلك فأصبحوا يقولون بل هو صحيح ولكن غير صريح ويطلقون شبهات أوهى من بيت العنكبوت ويستطيع أصغر طالب علم أن يأتي على بنيانهم من الأساس والله المستعان
ـ[جذيل]ــــــــ[03 - Jul-2010, صباحاً 10:25]ـ
هذا الحديث بين اهواء بعض المنتسبين لطلب العلم ممن يجيز الغناء .. !
فرحمة الله على البخاري
فقد صار سببا لبيان ذلك ... !
ـ[أبو فهد]ــــــــ[03 - Jul-2010, مساء 12:57]ـ
أولا أنت تقع في نفس الخطأ الذي وقع فيه غيرك وهو عدم التفريق بين الغناء مطلقا عند السلف والغناء الذي يحتوي المعازف
ثم أثبت لنا صحة السند إلى من ذكرتهم بأنهم يترخصون الغناء وأنه الغناء المصاحب أو ألات اللهو
ثم أنا أعجب إمام المدينة مالك بن أنس يقول إنما يفعله عندنا الفساق ثم يأتي من يقول مذهب أهل المدينة الترخيص في ذلك!!!
طيب ولماذا تقعون أنتم في نفس الخطأ فتستدلون على تحريم الغناء بآلة بكلام للسلف يذكرون فيه الغناء - هكذا - مطلقاً؟!
تقولون إن السلف إذا أطلقوا كلمة الغناء فهم يقصدون الحداء وترفضون استدلال من يستدل بأي أثر فيه لفظة غناء , ثم بعد ذلك مباشرة تستدلون أنتم بكلامٍ للسلف يذكرون فيه كلمة الغناء مطلقة على تحريم الغناء بآلة كالاستدلال - مثلاً - بتفسير ابن مسعود رضي الله عنه حينما أقسم بالله إنه الغناء!!
ألا ترى في ذلك تناقض أخي العزيز؟!
ـ[أبو فهد]ــــــــ[03 - Jul-2010, مساء 01:13]ـ
هذا الحديث فيه خبر عن أقوام يأتون في آخر الزمان هذه صفتهم , ومثل هذه الأخبار لايؤخذ منها الأحكام استقلالاً , والله أعلم.
ومثل هذا الحديث , حديث: يكون قوم في آخر الزمان يخضبون بالسواد كحواصل الحمام لا يريحون رائحة الجنة
إذ أن هذا الحديث لم يأخذ العلماء منه تحريم الخضاب بالسواد.
يقول المباركفوري في تحفة الأحوذي: " إن الوعيد الشديد المذكور في هذا الحديث: ليس على الخضب بالسواد، بل على معصية أخرى لم تُذْكَر - كما قال الحافظ ابن أبي عاصم -، ويدل على ذلك قوله: ((يكون قوم يخضبون في آخر الزمان بالسواد)) وقد عُرفتْ وجود طائفة قد خضبوا بالسواد في أول الزمان وبعده من الصحابة والتابعين وغيرهم رضي الله عنهم. فظهر أن الوعيد المذكور ليس على الخضب بالسواد، إذ لو كان الوعيد على الخضب بالسواد لم يكن لذِكْر قوله (في آخر الزمان) فائدة , فالاستدلال بهذا الحديث على كراهة الخضب بالسواد ليس بصحيح "ا. هـ.
والله أعلم.
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[03 - Jul-2010, مساء 01:49]ـ
طيب ولماذا تقعون أنتم في نفس الخطأ فتستدلون على تحريم الغناء بآلة بكلام للسلف يذكرون فيه الغناء - هكذا - مطلقاً؟!
تقولون إن السلف إذا أطلقوا كلمة الغناء فهم يقصدون الحداء وترفضون استدلال من يستدل بأي أثر فيه لفظة غناء , ثم بعد ذلك مباشرة تستدلون أنتم بكلامٍ للسلف يذكرون فيه كلمة الغناء مطلقة على تحريم الغناء بآلة كالاستدلال - مثلاً - بتفسير ابن مسعود رضي الله عنه حينما أقسم بالله إنه الغناء!!
ألا ترى في ذلك تناقض أخي العزيز؟!
يا أخي الكريم:
أولا: أنا أستغرب للذي يحاول بشتى الطرق أن يضعف الإجماعات المنقولة بمثل هذا الكلام.
ثانيا: طلبت منك أن تفرق لي بين الإجماعين ولم تفعل!
ثالثا: أستغرب أن تقول: إن الذي حرم المعازف استدل بأدلة الغناء!! أين من حكم بحرمتها واستدل فقط بأدلة الغناء؟!! اذكر لي عالما واحدا! ثم أين أين أدلة تحريم الغناء المزعومة؟!! ما عندنا إلا الآية وبها استدل طائفة، ولكن الكلام على المعازف سواء صاحبها غناء أو ما صاحبها،فالنصوص فيها كالشمس في رابعة النهار،وليست دليلا واحدا بل عدة أدلة.
رابعا: الطريقة العلمية التأصيلية في نقض الإجماع وهو موجود واقع ليست بالتشكيك! وإنما الذي يقول: إنه يوجد المخالف،فليأت بمن أجاز المعازف قبل انعقاد الإجماع، وهذا دونه خرط القتاد.
خامسا: إنكار من أنكر إنما هو منصب على من أباح المعازف مستدلا بآثار في الغناء!!! فالقضية على عكس ما تقول يا أخي الكريم!
والله الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ناصر الكاتب]ــــــــ[03 - Jul-2010, مساء 02:33]ـ
فرق بين (يستحلون) و (يخضبون)؛ فالاستحلال يكون للحرام كما قال الشيخ. والله أعلم.
________
وحياكم الله جميعا، وبارك فيكم.
ـ[أبو فهد]ــــــــ[03 - Jul-2010, مساء 02:48]ـ
فرق بين (يستحلون) و (يخضبون)؛ فالاستحلال يكون للحرام. والله أعلم.
________
وحياكم الله جميعها، وبارك فيكم.
نعم أخي العزيز هناك فرق بين اللفظتين , ولكن هناك اتفاق أيضاً بين الحديثين وهو أن كليهما يحكيان واقعاً ويخبران بأمر سيكون (لأقوام) في آخر الزمان.
أما معنى الاستحلال الذي أشرتَ إليه حفظك الله وأنه يكون للحرام , فأسأل:
وهل النساء إذا لبسن الحرير يكنّ قد استحللن الحرام؟!
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[03 - Jul-2010, مساء 02:58]ـ
وهل النساء إذا لبسن الحرير يكنّ قد استحللن الحرام؟!
يا أبا فهد:
لم أر كاليوم عجبا، فالمرأة خرجت من هذا النص بالنصوص الأخرى،وهذا أظهر من عين الشمس، فسبحان الله تعالى!!!
ثم ألا ترى اقترانها بهذه المحرمات؟!!!
ثم ألا ترى في لغة العرب معنى أقوام:
قال في اللسان:
((والقَوْمُ الجماعة من الرجال والنساء جميعاً وقيل هو للرجال خاصة دون النساء ويُقوِّي ذلك قوله تعالى لا يَسْخَر قَوم من قوم عسى أَن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أَن يَكُنَّ خيراً منهن أَي رجال من رجال ولا نساء من نِساء فلو كانت النساء من القوم لم يقل ولا نساء من نساء وكذلك قول زهير وما أَدرِي وسوفَ إخالُ أَدري أَقَوْمٌ آلُ حِصْنٍ أَمْ نِساء؟ وقَوْمُ كل رجل شِيعته وعشيرته وروي عن أَبي العباس النَّفَرُ والقَوْم والرَّهط هؤُلاء معناهم الجمع لا واحد لهم من لفظهم للرجال دون النساء وفي الحديث إن نَسَّاني الشيطان شيئاً من هلاتي فليُسبِّح القومُ وليُصَفِّقِ النساء قال ابن الأَثير القوم في الأصل مصدر قام ثم غلب على الرجال دون النساء ولذلك قابلن به وسموا بذلك لأَنهم قوّامون على النساء بالأُمور التي ليس للنساء أَن يقمن بها الجوهري القوم الرجال دون النساء لا واحد له من لفظه قال وربما دخل النساء فيه على سبيل التبع لأَن قوم كل نبي رجال ونساء)) اهـ.
ـ[أبو فهد]ــــــــ[03 - Jul-2010, مساء 03:36]ـ
يا أخي الكريم:
أولا: أنا أستغرب للذي يحاول بشتى الطرق أن يضعف الإجماعات المنقولة بمثل هذا الكلام.
ثانيا: طلبت منك أن تفرق لي بين الإجماعين ولم تفعل!
ثالثا: أستغرب أن تقول: إن الذي حرم المعازف استدل بأدلة الغناء!! أين من حكم بحرمتها واستدل فقط بأدلة الغناء؟!! اذكر لي عالما واحدا! ثم أين أين أدلة تحريم الغناء المزعومة؟!! ما عندنا إلا الآية وبها استدل طائفة، ولكن الكلام على المعازف سواء صاحبها غناء أو ما صاحبها،فالنصوص فيها كالشمس في رابعة النهار،وليست دليلا واحدا بل عدة أدلة.
رابعا: الطريقة العلمية التأصيلية في نقض الإجماع وهو موجود واقع ليست بالتشكيك! وإنما الذي يقول: إنه يوجد المخالف،فليأت بمن أجاز المعازف قبل انعقاد الإجماع، وهذا دونه خرط القتاد.
خامسا: إنكار من أنكر إنما هو منصب على من أباح المعازف مستدلا بآثار في الغناء!!! فالقضية على عكس ما تقول يا أخي الكريم!
والله الموفق.
أولاً: أنا لا أضعف الإجماعات فحسب , بل أستبعد تماماً أن يكون هناك إجماع حقيقي على حرمة الغناء.
نعم جمهور العلماء يرون التحريم ولكن أن يكون هناك إجماع قطعي , فمستبعد.
والله أعلم
ثانياً: الإجماع يا أخي نوعان , قطعي وظني كما ذكر ذلك الشيخ ابن عثيمين رحمه الله.
ثالثاً: أرجو أن تذكر لي هذه النصوص الواضحة أو هذه العدة أدلة على تحريم المعازف بذاتها.
رابعاً: الذي أعلمه أن البينة على من ادعى , وأنت أخي العزيز ادعيت أن هناك إجماع على تحريم الغناء , فهات البينة التي تثبت وقوع إجماع قطعي على التحريم.
خامساً: أعتقد أن من العدل أننا إذا أنكرنا على من يستدل على الإباحة بآثار في الغناء , أن ننكر في نفس الوقت على من يستدل على التحريم بآثار في الغناء.
والله أعلم.
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[03 - Jul-2010, مساء 06:48]ـ
بارك الله فيكم أخي التونسي.
وأنا بودي لو أن الأخ المعترض على هذه الإجماعات بأنها سكوتية أن يبين لي ولإخوانه الفرق بين السكوتي وغيره ..
يا أبا فهد:
أنا كنت أتوقع أن تكتب لي هذه القسمة!! فيصدق عليك قول الآخر:
سارت مشرقة وسرت مغربا ......
أظن كلامي المقتبس واضحا وأنا بانتظارك.
ـ[أبو عبد الله الرياني]ــــــــ[03 - Jul-2010, مساء 07:28]ـ
هناك حلقة مع الشيخ العلامة محمد الحسن ولد الددو الشنقيطي ... وهو يرى التحريم ... لكنه يقول أنها قضية خلافية ...
### حرره المشرف ###
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[03 - Jul-2010, مساء 08:49]ـ
نعم الحديث يحكي واقعا لكن ظاهر جدا معنى كلمة يستحلون أي أنه حرام في الأصل أما مسألة الحرير فمعلوم أن ما أطلق فإنه يشمل الرجل والمرأة إلا إذا جاء دليل مخصوص والحرير عندنا أدلة أخرى أنه جائز للنساء فخصص تحريم الحرير هنا على الرجال جمعا بين الأدلة فلا يرد هذا الحديث بهذه الشبهة الواهية والحمد الله رب العالمين.
نعم أخي العزيز هناك فرق بين اللفظتين , ولكن هناك اتفاق أيضاً بين الحديثين وهو أن كليهما يحكيان واقعاً ويخبران بأمر سيكون (لأقوام) في آخر الزمان.
أما معنى الاستحلال الذي أشرتَ إليه حفظك الله وأنه يكون للحرام , فأسأل:
وهل النساء إذا لبسن الحرير يكنّ قد استحللن الحرام؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[03 - Jul-2010, مساء 09:13]ـ
أكثر من عشرون عالما نقلوا الإجماع رغم بعد الأماكن والأزمان ولا يخلو قرن لم ينقل فيه إجماع فقولك مستبعد بدون حجة ودليل لا يدل إلا إتباع الهوى والله المستعان.
ثم إستدلال العلماء على تحريم الغناء بالمعازف بآية لقمان واضح وصحيح.
الغناء ينقسم إلى قسمين الأول ما يسمى الحداء ليس فيه معازف ولا كلام فاحش وهذا لا إشكال في جوازه وقد ثبت عن عبد الله بن رواحة وغيره فعل ذلك.
القسم الثاني هو ماكان فيه دعوة إلى الفحش مثل وصف النساء أو الخمر أو تضمن آلة لهو فهذا ما يستدل في تحريمه بآية لقمان "و من الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين" واللام في ليضل هي لام التعليل فليس الذي أقسم عليه إبن مسعود أنه الغناء من القسم الأول بل هو من القسم الثاني وتحريم المعازف فيه أدلة أخرى غير هذا فلتراج إغاثة اللهفان ففيه الكفاية في هذا الباب إن شاء الله.
ومازلت أنتظر ردك على السؤال هل عندك نقل لعالم واحد من السلف الصالح يقول بحل المعازف؟؟ وشرطي هو صحة نسبة الكلام لقائله
أولاً: أنا لا أضعف الإجماعات فحسب , بل أستبعد تماماً أن يكون هناك إجماع حقيقي على حرمة الغناء.
نعم جمهور العلماء يرون التحريم ولكن أن يكون هناك إجماع قطعي , فمستبعد.
والله أعلم
ثانياً: الإجماع يا أخي نوعان , قطعي وظني كما ذكر ذلك الشيخ ابن عثيمين رحمه الله.
ثالثاً: أرجو أن تذكر لي هذه النصوص الواضحة أو هذه العدة أدلة على تحريم المعازف بذاتها.
رابعاً: الذي أعلمه أن البينة على من ادعى , وأنت أخي العزيز ادعيت أن هناك إجماع على تحريم الغناء , فهات البينة التي تثبت وقوع إجماع قطعي على التحريم.
خامساً: أعتقد أن من العدل أننا إذا أنكرنا على من يستدل على الإباحة بآثار في الغناء , أن ننكر في نفس الوقت على من يستدل على التحريم بآثار في الغناء.
والله أعلم.
ـ[ابوناصرالحليفي]ــــــــ[04 - Jul-2010, صباحاً 12:10]ـ
يا عادل الكلباني أنت فقط من ذاق تلك المعاناة!
قال حذيفة رضي الله عنه:
(اعلم إن الضلالة حق الضلالة أن تعرف ما كنت تنكر وأن تنكر ما كنت تعرف وإياك والتلون في دين الله تعال فإن دين الله واحد)
نعم؛ قال الله تعالى في محكم التنزيل (وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ) (الأنعام:110)، لقد قرأتُ ما كتبه عادل الكلباني في صحيفة الوطن يوم السبت 21 رجب 1431هـ، ولا عجب أن تفرح خضراء الدِّمن وداعية الفتنة بمثل مقاله! ولكن العجب أن تبدأ خطوات الانحراف بالكلباني من قولٍ منحرف إلى ما هو أشد انحرافاً، والأيام حبلى بعجائب الدهور، وفجائع العصور! وذلك لما زعم في مقاله السيئ (أننا) -ولا يريد بذلك إلا مجتمع أهل العلم السلفيين في المملكة العربية السعودية- عانينا! في منهج تلقيناه من مشايخنا لا يعرف إلا الرأي الواحد، وأن كلّ خالفنا على خطأ، وأن هذا هو سبب تفريخ الإرهاب! بل وزعم أن السلفيين (لم يعالجوا أمراض القلوب، فهم ينظرون إلى الثوب واللحية وطول السواك بغض النظر عما في قلبك).
وهذا كلام رجلٍ مفتون –نسأل الله العافية- وفيه اتهام خطير لخيرة أهل العلم في العصور المتأخرة، وعلى رأسهم المشايخ الأعلام، ودعاة الإسلام عبدالعزيز بن باز ومحمد بن عثيمين وعبدالرزاق عفيفي وغيرهم كثير، فباتهام الكلباني المشين يصف هؤلاء بأنهم ألحقوا العناء بطلاب العلم وعامة الناس بعدهم، وأنهم لم يحسنوا دعوة الناس إلى الإسلام، وأنهم هم الذين غرسوا بذور الإرهاب!
بينما غارس بذور الإرهاب –حقيقة- معلوم من هو؟ وكيف كانت خطبه الخارجية التهييجية تثير سواكن قلوب الغوغاء بالتحريش والتهييج ضد هذه البلاد حكاما وعلماء.
وإلا فالعلماء الأكابر هم أبعد الناس عن طرائق الإرهابيين المستحلين للدماء المعصومة بغير حق، وقد حذروا من هذه الأمور والكلباني لا يزال يعمه في غيّه وحزبيته الممقوتة.
آلآن يا كلباني؟
هل صدق فيك المثل السائر: (رمتني بدائها وانسلت).
(يُتْبَعُ)
(/)
علماؤنا –عليهم رحمة الله- ومصادرهم التي تلقوا منها أصول الدين وفروعه، من نصوص الوحيين: الكتاب والسنة، وكلام الأئمة الأعلام كلهم ضد هذه الطرائق الحزبية البدعية الخارجية، وأبعد الناس عن التكلف، وأيسرهم طرحاً للدين، وأبعدهم عن فضاضة الألفاظ، وقسوة المعاملة، مع ما هم عليه من زهد وديانة، وتقى وأمانة، وكفى دعوتهم شرفاً ورفعة أن ضربت مشارق الأرض ومغاربها، وحمل عنهم الدعوة السلفية الصادقة العربي والعجمي، والأبيض والأسود، ومضى عليهم زمنٌ لا يأمن المسلم العادي البسيط في مشارق الأرض ومغاربها على دينه فتوى كفتوى ابن باز أو ابن عثيمين أو الألباني ونحوهم من علماء السنة.
إن مدرسة سعد بن حمد بن عتيق وعبدالله بن عبداللطيف ومحمد بن عبداللطيف خرّجت لنا مثل محمد بن إبراهيم وعبدالرحمن بن سعدي وعبدالله بن حميد، وهؤلاء خرجوا لنا من عبدالعزيز بن باز وابن عثيمين وعبدالرزاق عفيفي وصالح اللحيدان وصالح الفوزان وأمثالهم.
وهؤلاء من خيرة من عرفهم الناس في القرن الماضي ديانة وعلماً وأدباً وغيرة على الإسلام ونصرة له.
فأي معاناة تلحق الآخذين عنهم، وهم كذلك؟
فـ (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ) (المطَّففين:1) وجل الله تعالى حيث يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ للهِ شُهَدَاءَ بِالقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (المائدة:8).
أمن أجلِ كرمتك التي تسببت في إلحاق الأذى بها تطاولتَ على كبار العلماء ومنهجيتهم في التعليم والتربية؟
إن الخلل لم يكن في أولئك الأئمة الأعلام، وإنما الخلل فيمن لم يُعرف بمثافنة العلماء، ومزاحمة الطلاب في مجالس الشرف والإباء، وتلقى ثقافته من الصحف والمجلات، وكتب أدعياء الفكر والثقافة! فلا نعجب لمثل هذا النتاج أن يصف حمل الناس على تعظيم محارم الله، وترك المنكرات، بأن يقول بأن هؤلاء عندهم (جرثومة التحريم)؟
جرثومة التحريم يا كلباني؟
أهذا ما عرفته في قول الله تعالى: (تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (البقرة:229)؟
أهذا ما حفظته في قول الله تعالى: (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى القُلُوبِ) (الحج:32)؟
فليس التحريم (جرثومة) فهو حكم الله تعالى في الواضحات، واجتهاد أولياء الله في الخفيات، وإنما الجراثيم في هز الرؤوس على طرب الأنغام، والتراقص في حفلات الغناء والإجرام.
إنما الجرثومة: الفتنة بحب المال والشرف، وقد قال تعالى: (وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لَا يُحِبُّ الفَسَادَ) (البقرة:205)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَا ذئبان جَائِعَانِ أُرسِلاَ في غَنَمٍ بأفسَدَ لها مِنْ حِرصِ المرء على المال والشَّرَف لدينهِ». أخرجه الترمذي وغيره.
إن الجرثومة: هي فتنة القلب عندما ينكر ما كان يعرف، ويعرف ما كان ينكر، فهذا هو الله القلب المفتون المتلون! ورضي الله عن حذيفة عندما قال: (اعلم إن الضلالة حق الضلالة أن تعرف ما كنت تنكر وأن تنكر ما كنت تعرف وإياك والتلون في دين الله تعال فإن دين الله واحد) رواه أبو نعيم في "الفتن " وغيره.
إنّ من أنفت نفسه من الخمول، والسلامة من الظهور لا عجب أن يُفتن في طلب الشرف والشهرة ولو بأسوأ الأقوال، وأقبح المذاهب؟
فما تعلمنا من مشايخنا هو الأدب مع أهل العلم لا عقوقهم واتهامهم بأنهم ألحقوا العناء بالمجتمعات.
إن ما تعلَّمناه من علمائنا هو تعظيم محارم الله، وأن ما أفتوا بتحريمه إنما هو لنص في كتاب الله، وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا نقول بأن هذا جرثومة التحريم.
يا كلباني .... بالحق عرفناك فقربناك، وبالمنكر هجرناك ورددناك، فإن تبت كففنا، وإن عدت عدنا (فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ) (البقرة:193).
كتبه
بدر بن علي بن طامي العتيبي
عضو الدعوة والإرشاد بمحافظة الطائف
21 رجب 1431هـ
الطائف
ـ[أبو فهد]ــــــــ[05 - Jul-2010, مساء 03:27]ـ
من يستدل على التحريم يستدل بالإجماع وببعض النصوص , وأنا الآن أسأل:
أعطونا نصاً صريحاً يذكر الإجماع على حرمة الغناء قبل تصريح ابن حزم رحمه الله بالجواز.
وأرجو أن يكون النص واضح وصريح في ذكر الإجماع على (حرمة) الغناء , لأن العشرين إجماعاً التي ذكرها الشيخ عبدالله رمضان بن موسى فيها من التكلف وليّ أعناق معانى الكلام ما لا يمكن الاعتماد عليه.
أما النصوص , فنرجئ الحديث عنها حالياً.
والله أعلم
ـ[محمد جاسم]ــــــــ[06 - Jul-2010, صباحاً 04:15]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
لكي تعقل معنى الإجماع المدعى في مسألة المعازف أو أي مسألة أخرى، يجب أن تطبق القواعد الحديثية في نقد الآثار المنقولة، فعندما يدعي مدع إجماعا ما، قم بالبحث عن الإسناد بين المدعي والمنقول عنه، ثم بارك الله فيك أثبت أن هذا القول قد قال به علماء الأمة كلهم بالإسناد المتصل، فإن فعلت فأثبت عدم وجود العالم المخالف، وتأكد بارك الله فيك من أن المنقول عنهم لم يعتمد كل منهم عن الآخر ....... إلخ.
هذا لا يتحقق إلا في المعلوم من الدين بالضرورة، كالظهر أربع وتحريم الخمر والزنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[06 - Jul-2010, صباحاً 04:58]ـ
يكفي في إثبات حل الغناء أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحرمه نصا، ولم يستطع القائلون بالتحريم أن يأتوا بهذا النص المحرم له،
هذا الذي قاله الكلباني لاينتمي بنسب لمن غذي معرفة علم الشريعة
فليس كل ما حرمه الله من قبيل المقطوع به نصا كما لايخفى على صغار طلبة العلم
وإلا لزم أن نطّرح كل قول بالتحريم في أي مسألة لمجرد نماء الخلاف فيها إلينا
دون نظر في أدلة ولا مراتبها ولاوجوه ترجيح
وهذا الرد هو على التسليم الجدلي بخلو الباب من نص
والله الموفق
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[06 - Jul-2010, صباحاً 08:29]ـ
مسألتنا في إجماع المعازف وليست في الغناء مطلقا
أول هذه الإجماعات الصريحة مارواه النساء عن الأوزاعي أنه قال " كتب عمر بن عبد العزيز إلى عمر بن الوليد كتاباً فيه: .. «وإظهارك المعازف والمزمار بدعة في الإسلام، ولقد هممت أن أبعث إليك من يجز جمَّتك جمّة السوء»."
قول عمر بن عبد العزيز "بدعة في الإسلام" واضح وصريح في أن المعازف محرمة من عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى عهده رحمه الله ولم يعرف الرخصة فيه
هل في هذا لي للأعناق وتكلف؟
والله النصوص واضحة جدا في تحريم المعازف لكن من يريد الهوى ولي أعناقها فيمكنه ذلك
من يستدل على التحريم يستدل بالإجماع وببعض النصوص , وأنا الآن أسأل:
أعطونا نصاً صريحاً يذكر الإجماع على حرمة الغناء قبل تصريح ابن حزم رحمه الله بالجواز.
وأرجو أن يكون النص واضح وصريح في ذكر الإجماع على (حرمة) الغناء , لأن العشرين إجماعاً التي ذكرها الشيخ عبدالله رمضان بن موسى فيها من التكلف وليّ أعناق معانى الكلام ما لا يمكن الاعتماد عليه.
أما النصوص , فنرجئ الحديث عنها حالياً.
والله أعلم
ـ[القضاعي]ــــــــ[06 - Jul-2010, مساء 12:02]ـ
أما انتهار أبي بكر الصديق رضي الله عنه للجاريتين واستنكاره لغنائهما , فليس بالضرورة أن يكون لسابق علمه بتحريم ذلك الأمر بل قد يكون لأن الغناء مذموم عرفاً وهو فعلاً كذلك.
وهل يسوغ لأبي بكر رضي الله عنه أشد الناس التزامًا للغرز , أن يستنكر العرف بنسبته إلى الشيطان بقوله (أمزمار الشيطان) وكل ما يُنسب إلى الشيطان حكمه التحريم.
فجعلت من خير الأمة بعد نبيها مصاب بجرثومة التحريم؟!
سبحان الله , لا أضر على الإنسان من هوى متبع!
ـ[أبو فهد]ــــــــ[06 - Jul-2010, مساء 01:18]ـ
مسألتنا في إجماع المعازف وليست في الغناء مطلقا
أول هذه الإجماعات الصريحة مارواه النساء عن الأوزاعي أنه قال " كتب عمر بن عبد العزيز إلى عمر بن الوليد كتاباً فيه: .. «وإظهارك المعازف والمزمار بدعة في الإسلام، ولقد هممت أن أبعث إليك من يجز جمَّتك جمّة السوء»."
قول عمر بن عبد العزيز "بدعة في الإسلام" واضح وصريح في أن المعازف محرمة من عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى عهده رحمه الله ولم يعرف الرخصة فيه
هل في هذا لي للأعناق وتكلف؟
والله النصوص واضحة جدا في تحريم المعازف لكن من يريد الهوى ولي أعناقها فيمكنه ذلك
لا يسلم بهذا بارك الله فيك لأن وصف عمر بن عبدالعزيز بالبدعة لم يكن المقصود به المعازف بحد ذاتها بل كان المقصود به إظهار المعازف والفرق واضح بين الأمرين لمن تأمل.
ثم إن وصفه لذلك بالبدعة يعني به أنه لم يكن موجوداً وليس معناه أنه لم يكن مرخصاً به , وهناك فرق بين الأمرين أيضاً لمن تأمل.
وعليه فاعتبار كلام عمر بن عبدالعزيز صريحاً بوجود إجماع على تحريم المعازف بذاتها غير صحيح.
والله أعلم.
ـ[أبو فهد]ــــــــ[06 - Jul-2010, مساء 01:33]ـ
وهل يسوغ لأبي بكر رضي الله عنه أشد الناس التزامًا للغرز , أن يستنكر العرف بنسبته إلى الشيطان بقوله (أمزمار الشيطان) وكل ما يُنسب إلى الشيطان حكمه التحريم.
فجعلت من خير الأمة بعد نبيها مصاب بجرثومة التحريم؟!
سبحان الله , لا أضر على الإنسان من هوى متبع!
عفواً أخي العزيز
لا أتفق معك بقولك إن كل ماينسب إلى الشيطان حكمه التحريم , بدليل الحديث الذي رواه السائب بن يزيد " أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لعائشة: تعرفين هذه؟ قالت لا يا نبي الله. قال: هذه قينة بني فلان، تحبين أن تغنيك؟ قالت: نعم فأعطاها طبقا فغنتها، فقال قد نفخ الشيطان في منخريها "
وها هو النبي صلى الله عليه وآله وسلم ينسب غناء المرأة إلى الشيطان ومع ذلك أقره.
ثم كيف تقولون إن كل ما ينسب إلى الشيطان حكمه التحريم (وتقصدون به المعازف) , وفي نفس الوقت تبيحونها في العيد والعرس وغيرهما؟
هل المعازف (ومنها الدف) لا تُنسب إلى الشيطان في العيد والعرس , وتُنسب إليه في غيرهما؟!
مع العلم أن انتهار أبي بكر رضي الله عنه للجاريتين كان في عيد , وهذا يؤكد أنه رضي الله عنه وأرضاه استنكره من باب أنه مذموم ولا يليق أن يحدث في حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القضاعي]ــــــــ[06 - Jul-2010, مساء 03:12]ـ
عفواً أخي العزيز
لا أتفق معك بقولك إن كل ماينسب إلى الشيطان حكمه التحريم , بدليل الحديث الذي رواه السائب بن يزيد " أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لعائشة: تعرفين هذه؟ قالت لا يا نبي الله. قال: هذه قينة بني فلان، تحبين أن تغنيك؟ قالت: نعم فأعطاها طبقا فغنتها، فقال قد نفخ الشيطان في منخريها "
وها هو النبي صلى الله عليه وآله وسلم ينسب غناء المرأة إلى الشيطان ومع ذلك أقره.
هداك الله وألهمك رشدك , ومن انت حتى تتفق معي أو أتفق أنا معك , فالامر دين يا رجل وليس آراء وأهواء!
أنا لم أقل أن ما ينسب للشيطان حكمه التحريم وهذا رأي رايته حتى تتفق أو تختلف معي هداك المولى!!
ولكني ناقل عن أهل العلم المصرح لهم بالكلام في دين الله , فهل لديك من كلام من يوازيهم من أهل العلم من لا يتفق مع هذا الذي نقلته لك عن أهل العلم؟
ثم كيف تقولون إن كل ما ينسب إلى الشيطان حكمه التحريم (وتقصدون به المعازف) , وفي نفس الوقت تبيحونها في العيد والعرس وغيرهما؟
هل المعازف (ومنها الدف) لا تُنسب إلى الشيطان في العيد والعرس , وتُنسب إليه في غيرهما؟!
مع العلم أن انتهار أبي بكر رضي الله عنه للجاريتين كان في عيد , وهذا يؤكد أنه رضي الله عنه وأرضاه استنكره من باب أنه مذموم ولا يليق أن يحدث في حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يا رجل ألهمك الله رشدك وعلمك ما ينفعك.
أليس النبي صلى الله عليه وسلم قد أقر عائشة والجاريتين على ما أسماه أبوبكر بمزمار الشيطان وقد أقره على التسمية وإنما علل الجواز وهو المبلغ للشرع بأن اليوم عيد؟؟
وألا تعلم يا أخي بان المحرمات تحرم لذواتها وتحرم لغيرها , فما كان من الأول فلا يباح إلا للضرورات المبيحة للحرام البين , وما كان من الثاني فهو يباح للحاجة المعتبرة كما أباح النبي صلى الله عليه وسلم للنساء هذه المعازف في العيد والأعراس.
فأنت للأسف مع علمك القاصر هذا وتريد أن تستدرك على أهل العلم في صيغ التحريم فالله المستعان.
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[06 - Jul-2010, مساء 09:31]ـ
سبحان الله كنت متوقع كلامك هذا قبل ما تقوله
أولا ممكن توضح الفرق بين إظهار المعازف والمعازف في حد ذاتها؟؟
ثانيا قولك أنه لم يكن موجودا هذا لايقوله من قرأ أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم منها حديث أبي بكر أمزمار الشيطان وغيرها ولو سلمنا أنه لم يكن موجودا فهذا دليل ضدك على حرمته وإلا يمكن أن يكون حلالا ولا ينقل أنه فعل ولو مرة؟؟
ثم ما يؤكد أنه يقصد البدعة الشرعية لا اللغوية قوله "ثم لقد هممت أن أجز جمتك جمة السوء" فهذا إنكار شديد لا يكون إلا شىء محرم شرعا
لا يسلم بهذا بارك الله فيك لأن وصف عمر بن عبدالعزيز بالبدعة لم يكن المقصود به المعازف بحد ذاتها بل كان المقصود به إظهار المعازف والفرق واضح بين الأمرين لمن تأمل.
ثم إن وصفه لذلك بالبدعة يعني به أنه لم يكن موجوداً وليس معناه أنه لم يكن مرخصاً به , وهناك فرق بين الأمرين أيضاً لمن تأمل.
وعليه فاعتبار كلام عمر بن عبدالعزيز صريحاً بوجود إجماع على تحريم المعازف بذاتها غير صحيح.
والله أعلم.
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[06 - Jul-2010, مساء 11:25]ـ
سؤال:
نبينا صلى الله عليه و سلم لمَّا استمع إلى غناء الجاريتين و معه أبو بكر و ابنته عائشة: ما معنى استماعهم له؟ أعني: هل ارتكبوا محرما أو مكروها أو مباحا؟
فمن قال: إنهم ارتكبوا محرما فقد كفر بالله تعالى و هو مع ذلك فاقد العقل مدخول
و من قال: إنهم ارتكبوا مكروها فقد ادعى أن النبي صلى الله عليه و سلم تعنَّى ارتكاب فعل ليس فيه أجر، بل و أنكر على أبي بكر أنه اعترض على فعل المكروه - و هو سماع الغناء -؟ بل و أنكر على أبي بكر اعتراضه على فعل الحرام - و هو فعل الغناء من قبل الجاريتين - و من زعم هذا فقد أعظم على الله الفرية و اتهم النبي صلى الله عليه و سلم بأنه يقر المنكر، و هذا عظيم جدا.
فلم يبق إلا أن النبي صلى الله عليه و سلم فعل مباحا و أقر مباحا و بين لأبي بكر الصديق حل الغناء و حل الاستماع إلى الغناء، بل و حل سماع صوت الجاريتين و بالله التوفيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
حديث:" يستحلون الحر و الحرير و الخمر و المعازف " صريح في تحريم الموسيقى بشتى آلاتها ما عدا الدف للنساء.
حل الغناء لا يوجب بالضرورة أن يغني المسلم و لا يوجب سماعه أصلا، بل من فعله فقد أحسن و من تركه فقد أحسن " و ما على المحسنين من سبيل ".
فمن ادعى الإجماع فقد خالف إجماعّهُ: النبي صلى الله عليه و سلم و أبو بكر و ابنته و الجاريتان و كفى بهؤلاء مخالفا للدعاوى ...
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[07 - Jul-2010, صباحاً 08:04]ـ
لم يقل أحد أن الغناء مطلقا مجمع على تحريمه بل مسألتنا في المعازف والفرق لا يخفى على أمثالكم إن شاء الله فكلامك هذا مكانه ليس هنا.
سؤال:
نبينا صلى الله عليه و سلم لمَّا استمع إلى غناء الجاريتين و معه أبو بكر و ابنته عائشة: ما معنى استماعهم له؟ أعني: هل ارتكبوا محرما أو مكروها أو مباحا؟
فمن قال: إنهم ارتكبوا محرما فقد كفر بالله تعالى و هو مع ذلك فاقد العقل مدخول
و من قال: إنهم ارتكبوا مكروها فقد ادعى أن النبي صلى الله عليه و سلم تعنَّى ارتكاب فعل ليس فيه أجر، بل و أنكر على أبي بكر أنه اعترض على فعل المكروه - و هو سماع الغناء -؟ بل و أنكر على أبي بكر اعتراضه على فعل الحرام - و هو فعل الغناء من قبل الجاريتين - و من زعم هذا فقد أعظم على الله الفرية و اتهم النبي صلى الله عليه و سلم بأنه يقر المنكر، و هذا عظيم جدا.
فلم يبق إلا أن النبي صلى الله عليه و سلم فعل مباحا و أقر مباحا و بين لأبي بكر الصديق حل الغناء و حل الاستماع إلى الغناء، بل و حل سماع صوت الجاريتين و بالله التوفيق.
حديث:" يستحلون الحر و الحرير و الخمر و المعازف " صريح في تحريم الموسيقى بشتى آلاتها ما عدا الدف للنساء.
حل الغناء لا يوجب بالضرورة أن يغني المسلم و لا يوجب سماعه أصلا، بل من فعله فقد أحسن و من تركه فقد أحسن " و ما على المحسنين من سبيل ".
فمن ادعى الإجماع فقد خالف إجماعّهُ: النبي صلى الله عليه و سلم و أبو بكر و ابنته و الجاريتان و كفى بهؤلاء مخالفا للدعاوى ...
ـ[القضاعي]ــــــــ[07 - Jul-2010, صباحاً 09:51]ـ
سؤال:
نبينا صلى الله عليه و سلم لمَّا استمع إلى غناء الجاريتين و معه أبو بكر و ابنته عائشة: ما معنى استماعهم له؟ أعني: هل ارتكبوا محرما أو مكروها أو مباحا
يا أخي أرشدك الله لهداه في الشريعة ما يسمى بالرخصة , والرخصة إنما تكون استباحة لأمر محظور , أي أن أصله التحريم ولكن أُبيح في وقت دون وقت بتشريع من الشارع الحكيم.
لذلك تجد أهل العلم إذا ذكروا الغناء بالمعازف إنما يذكرونه بقولهم الرخصة في الغناء وضرب الدف أو وأُبيح ضرب الدف والغناء في العرس والعيد للنساء , فقولهم أُبيح أو رّخص , يعني أن أصله محرم.
لأن المباح بالاستصحاب لا يقال فيه رخص فيه أو اُبيح فاعلم.
فالأكل والشرب لا يقال فيهما رخص فيهما أو أٌبيحا وإنما هما مباحان أصلًا.
بوب الإمام النسائي في سننه فقال: (الرخصة في الاستماع إلى الغناء وضرب الدف يوم العيد).
ثم أورد حديث عائشة والجاريتين رضي الله عنهن.
==================
وقال الإمام ابن حبان في صحيحه:
فصل في السماع
باب: ذكر خبر قد يوهم في الاحتجاج به من لم يتفقه في صحيح الآثار ولا أبلغ المجهود في طرق الإخبار
فأورد حديث عرس الأنصار
باب: ذكر خبر ثان تعلق به غير المتبحر في صناعة العلم فأباح الغناء الذي يبعد عن الله جل وعلا.
ثم أورد حديث عائشة والجاريتين رضي الله عنهن.
==============
ـ[الوايلي]ــــــــ[07 - Jul-2010, صباحاً 10:44]ـ
ابا فهد
اتق الله ولا تتبع الهوى الاية صريحة
اعتقد يكفي هذا الدليل على تحريم المعازف والغناء قول الله جل وعلا: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ} (6) سورة لقمان
صح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (نزلت في الغناء وأشباهه) أخرجه البخاري في الأدب المفرد وابن جرير في تفسيره.
ولا اعتقد انك تقر أن ابن احزم اعلم من الصحابيين الجليلين ابن عباس وابن مسعود
هداك الله وأرشدك إلى الصواب
ـ[أبو فهد]ــــــــ[07 - Jul-2010, مساء 01:12]ـ
هداك الله وألهمك رشدك , ومن انت حتى تتفق معي أو أتفق أنا معك , فالامر دين يا رجل وليس آراء وأهواء!
أنا لم أقل أن ما ينسب للشيطان حكمه التحريم وهذا رأي رايته حتى تتفق أو تختلف معي هداك المولى!!
ولكني ناقل عن أهل العلم المصرح لهم بالكلام في دين الله , فهل لديك من كلام من يوازيهم من أهل العلم من لا يتفق مع هذا الذي نقلته لك عن أهل العلم؟
سبحان الله!
أنقل لك كلام المعصوم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم , ثم تطلب مني أن آتيك بكلام من أهل العلم؟!
ما هذا الكلام يا أخي غفر الله لك؟!
أقول لك إن النبي صلى الله عليه وسلم سمع غناء المرأة ونسبه إلى الشيطان , فهل مازلتَ تصر على أن (كل) ما يُنسب إلى الشيطان محرم؟!
يا رجل ألهمك الله رشدك وعلمك ما ينفعك.
أليس النبي صلى الله عليه وسلم قد أقر عائشة والجاريتين على ما أسماه أبوبكر بمزمار الشيطان وقد أقره على التسمية وإنما علل الجواز وهو المبلغ للشرع بأن اليوم عيد؟؟
بلى , وأنت بهذا الكلام ترد على نفسك!
إذ أنك تقول إن النبي صلى الله عليه وسلم سمع غناء الجاريتين وفي نفس الوقت أقر تسمية أبي بكر بمزمار الشيطان , أي أن النبي عليه السلام أقرّ شيئاً منسوباً إلى الشيطان , فهل يقرّ النبي عليه الصلاة والسلام محرماً؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القضاعي]ــــــــ[07 - Jul-2010, مساء 03:30]ـ
سبحان الله!
أنقل لك كلام المعصوم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم , ثم تطلب مني أن آتيك بكلام من أهل العلم؟!
ما هذا الكلام يا أخي غفر الله لك؟!
أقول لك إن النبي صلى الله عليه وسلم سمع غناء المرأة ونسبه إلى الشيطان , فهل مازلتَ تصر على أن (كل) ما يُنسب إلى الشيطان محرم؟!
لا يا أبا فهد أنت لم تعارض كلام أهل العلم بقول للنبي صلى الله عليه وسلم , ولكنك عارضته بما فهمته من هذا الحديث النبوي , وفهمك لا يعتد به أمام فهم أهل العلم.
فهل تستطيع أن تأتي بأحد من أهل العلم أنكر أن ما يُنسب إلى الشيطان يكون محرمًا؟
بلى , وأنت بهذا الكلام ترد على نفسك!
إذ أنك تقول إن النبي صلى الله عليه وسلم سمع غناء الجاريتين وفي نفس الوقت أقر تسمية أبي بكر بمزمار الشيطان , أي أن النبي عليه السلام أقرّ شيئاً منسوباً إلى الشيطان , فهل يقرّ النبي عليه الصلاة والسلام محرماً؟!
نعم الشريعة تقر الحرام في مواطن الضرورات والحاجات.
أليس الشريعة التي بلّغها لنا نبينا صلى الله عليه وسلم , أقرت أكل الميتة عند الضرورة وهي حرام بيّن , فإذا انتهت الضرورة عاد التحريم؟!
كذلك الشريعة التي بلّغها لنا نبينا صلى الله عليه وسلم , أقرت الدف المحرم للنساء يوم العيد وفي الأعراس , فإذا انتهى العرس أو يوم العيد عاد التحريم.
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[07 - Jul-2010, مساء 06:29]ـ
لم يقل أحد أن الغناء مطلقا مجمع على تحريمه بل مسألتنا في المعازف والفرق لا يخفى على أمثالكم إن شاء الله فكلامك هذا مكانه ليس هنا.
أحسن الله إليك!
و لكنه مكتوب في عنوان الموضوع ما يلي:" جامع الردود على من أحل المعازف و الغناء " فكلام الإخوان حول كل من: المعازف و الغناء، و مشاركتي قد تضمنت كلا الأمرين.
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[07 - Jul-2010, مساء 06:37]ـ
ابا فهد
اتق الله ولا تتبع الهوى الاية صريحة
اعتقد يكفي هذا الدليل على تحريم المعازف والغناء قول الله جل وعلا: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ} (6) سورة لقمان
صح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (نزلت في الغناء وأشباهه) أخرجه البخاري في الأدب المفرد وابن جرير في تفسيره.
ولا اعتقد انك تقر أن ابن احزم اعلم من الصحابيين الجليلين ابن عباس وابن مسعود
هداك الله وأرشدك إلى الصواب
بارك الله فيك أخي الوايلي!
أين صراحة الآية في شأن المعازف - الموسيقى - و الغناء؟
و إن كنت تقصد تفسير الصحابي فهو قول عالم ليس حجة أصلا و لم يكلفنا الله يوما بوجوب اتباع قول عالم - كائنا من كان - إلا النبي (ص)، و هذا إجماع من الصحابة رضي الله عنهم،
ثم قولك:" و لا أعتقد أنك تقر أن ابن حزم أعلم من الصحابيين الجليلين ابن مسعود و ابن عباس "اهـ، أقول: هذه المشكلة التي ينكرها أهل السنة و العلم على المتعصبين ###الذين إذا ناظرتهم قالوا لك: هل تزعم أن شيخك أعلم من مالك بن أنس - أو الشافعي أو أبي حنيفة أو أحمد أو ابن حزم أو غيرهم -؟ و هذه شبهة واهية لا ينطق بها أهل الحق.
و لا شك أن أبا بكر الصديق و عمر بن الخطاب أعلم من ابن عباس و قد يخطئان و يصيب،
و لا شك أن ابن عباس أعلم من مجاهد بن جبر المكي و قد يخطئ الصحابي و يصيب ابن جبر،
و لا شك أن أبا زرعة أحفظ و أوسع و أتقن ممارسة لعلم الحديث و قد يخطئ و يصيب الألباني،
و لا شك و لا شك ......
وفقك الله.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[07 - Jul-2010, مساء 07:23]ـ
/// ما أحق المخالف في حرمة الغناء هنا وفي كثير من المنتديات بوصف فقيه النفس والبدن أبي عبد الله ابن القيم رحمه الله إذ قال:
"فلم ينكر رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي بكر تسمية الغناء مزمار الشيطان، وأقرهما لأنهما جاريتان غير مكلفتين تغنيان بغناء الأعراب الذي قيل في يوم حرب بعاث من الشجاعة والحرب، وكان اليوم يوم عيد، فتوسع حزب الشيطان في ذلك إلى صوتِ امرأةٍ جميلة أجنبيةٍ، أو صبي أمرد صوته فتنة، وصورته فتنة، يغني بما يدعو إلى الزنى والفجور وشرب الخمور مع آلات اللهو التي حرمها رسول الله في عدة أحاديث كما سيأتي، مع التصفيق والرقص وتلك الهيئة المنكرة التي لا يستحلها أحد من أهل الأديان فضلا عن أهل العلم والإيمان، ويحتجون بغناء جويريتين غير مكلفتين بنشيد الأعراب ونحوه في الشجاعة ونحوها في يوم عيد بغير شبابة ولا دف ولا رقص ولا تصفيق
ويدعون المحكم الصريح لهذا المتشابه
وهذا شأن كل مبطل، نعم نحن لا نحرم ولا نكره مثل ما كان في بيت رسول الله (على ذلك الوجه، وإنما نحرم نحن وسائر أهل العلم والإيمان السماع المخالف لذلك وبالله التوفيق".ا. هـ
/// ويتمسكون في رد عشرات ومئات الحكايات والنقول الإجماعية المتفق على صحتها إلى أصحابها بحكاية خلاف واحد أو اثنين
لا يكاد إسنادها يقوم من كثرة النقد وشدة الطعن وقوة التأويل
كالمتمسك بالقشة خوفا من الغرق
/// ولو أن المخالف في حرمة الغناء نشأ نشأة علمية صحيحة لما أشغلنا بنازعه في حكاية الإجماع
لأن تحليل الغناء من شواذ المسائل
فيكفيه _ لو كان يفهم قانون العلم وسنن أهله_ لكي ينصرف عن هذه المراوغات والعبث في الأدلة لتحليل الغناء وصفُ أهل العلم للمخالف وقوله بالشذوذ
ولكن من يضرب بقول الصاحب والصاحبين رضي الله عنهم أجميعن الحائط بدعوى أن لا حجة إلا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم
ومن يشمئز قلبه من حكاية الإجماع الذي هو سياج الدين وحرزه
لا يرجى منه أن يفهم قانون العلم وسنن أهله
والله الهادي من يشاء إلى طريق مستقيم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[07 - Jul-2010, مساء 07:56]ـ
جزاكم الله خيرا اخي أمجد وصدق من قال "طالب الحق يكفيه دليل واحد وطالب الهوى لا يكفيه ألف دليل"والله أنا أعجب كل العجب في مسألة المعازف ممن يرد إجماع عشرين عالما ممن يعتد بنقله للإجماع ويرد قبله حديث البخاري في المعازف بشبهات واهية أوهى من بيت العنكبوت.
وأنا أتمنى أن يراجح من يرى حل المعازف العلماء الجهابذة قديما وحديثا ممن حرموا المعازف ثم لينظر من أحلها أيضا قديما وحديثا هل هو ممن يعتد بخلافه لهؤلاء أم لا؟ فالله المستعان.
ـ[الوايلي]ــــــــ[08 - Jul-2010, صباحاً 12:59]ـ
بارك الله فيك أخي الوايلي!
أين صراحة الآية في شأن المعازف - الموسيقى - و الغناء؟
و إن كنت تقصد تفسير الصحابي فهو قول عالم ليس حجة أصلا و لم يكلفنا الله يوما بوجوب اتباع قول عالم - كائنا من كان - إلا النبي (ص)، و هذا إجماع من الصحابة رضي الله عنهم،
ثم قولك:" و لا أعتقد أنك تقر أن ابن حزم أعلم من الصحابيين الجليلين ابن مسعود و ابن عباس "اهـ، أقول: هذه المشكلة التي ينكرها أهل السنة و العلم على المتعصبين ###الذين إذا ناظرتهم قالوا لك: هل تزعم أن شيخك أعلم من مالك بن أنس - أو الشافعي أو أبي حنيفة أو أحمد أو ابن حزم أو غيرهم -؟ و هذه شبهة واهية لا ينطق بها أهل الحق.
و لا شك أن أبا بكر الصديق و عمر بن الخطاب أعلم من ابن عباس و قد يخطئان و يصيب،
و لا شك أن ابن عباس أعلم من مجاهد بن جبر المكي و قد يخطئ الصحابي و يصيب ابن جبر،
و لا شك أن أبا زرعة أحفظ و أوسع و أتقن ممارسة لعلم الحديث و قد يخطئ و يصيب الألباني،
و لا شك و لا شك ......
وفقك الله.
بارك الله فيك سأعطيك دليل عقلي دائماً لا نقدم الدليل العقلي على النقل
ولكن هذا دليل واضح وصريح بالنسبة لأخذ العلم من اناس ثقة وأعلم ان الجميع يخطي
هل ستأخذ مني فتوى وأنت لا تقدر علمي على سبيل المثال أم تأخذ الفتوى من ابن باز وابن عثيمين ... ؟؟
جاوب بارك الله فيك .. ؟
ـ[عبد العليم الأثري]ــــــــ[08 - Jul-2010, صباحاً 02:18]ـ
السلام عليكم
سبحان الله التلون مذموم والتبرؤ من شئ ثم الدفاع عنه وتبنيه عجيب أذكر ان احد الكتاب في الساحات قبل اكثر من سنة اتهم الكلباني هداه الله بتحليل الأغاني وأنه يفتي الشباب بذلك فدافع الشيخ الفاضل سليمان الخراشي عنه وذب عن عرضه وقال إنه اتصل به ونفى ذلك ودعى على من كذب عليه ثم بعد ذلك قال الكلباني في لقاء معه بحل الخبيتي والسامري (وفرح الكاتب المذكور بذلك ونشره نفياً عن نفسه تهمة الكذب) ثم لما عوتب ونوصح قال بأنه لم يفهم كلامه ثم بعد ذلك قال ماقال؟؟
وكذلك الجديع اتهم بتهم شنيعة حسب قولة (منها الغناء و ..................... ) عدة تهم وتبرأ منها كلها في رسالة بعنوان أبرأ إلى الله مما يقولون؟! ثم مرت الايام وإذا به يقول بما تبرأ منه أذاع بعضه واشتهر عنه البعض الأخر وله فيه رسالة يوعد بها والله المستعان يقول ثم يتبرأ ثم يؤلف ويصنف فيما كان تبرأ منه.
ولذلك يجب أن لاتهمل اخبار الثقات (وقد كثرت في هذه الأزمنة الاعترافات بما كان يعد سابقا من المنكرات ويقابل من المعترف بالنفي والحوقلات) والمؤمن لايلدغ من جحر مرتين. وختاماً أسأل الله لي ولإخواني التوبة والمغفرة.
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[09 - Jul-2010, مساء 01:43]ـ
بارك الله فيك سأعطيك دليل عقلي دائماً لا نقدم الدليل العقلي على النقل
ولكن هذا دليل واضح وصريح بالنسبة لأخذ العلم من اناس ثقة وأعلم ان الجميع يخطي
هل ستأخذ مني فتوى وأنت لا تقدر علمي على سبيل المثال أم تأخذ الفتوى من ابن باز وابن عثيمين ... ؟؟
جاوب بارك الله فيك .. ؟
الجواب: لا آخذ الفتوى إلا عمن يسندها إلى رسول الله (ص) و لا يسندها إلى رأيه، سواء وجد من هو أعلم أم لم يوجد - ما دام أني سألتُ مسلما صاحب علم و حديث و سنة تقيا ليس ذا مداهنة غير متعصب لمذهب و لا بدعة و لا يفتي بالرأي أصلا، و لو لم يفتِ إلا من أحاط بالدين علما: لم يفت إلا رسول الله (ص) - كما ذكر ذلك ابن حزم في آخر النبذ - و هذا واضح بحمد الله.
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[09 - Jul-2010, مساء 02:00]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
/// ما أحق المخالف في حرمة الغناء هنا وفي كثير من المنتديات بوصف فقيه النفس والبدن أبي عبد الله ابن القيم رحمه الله إذ قال:
"فلم ينكر رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي بكر تسمية الغناء مزمار الشيطان، وأقرهما لأنهما جاريتان غير مكلفتين تغنيان بغناء الأعراب الذي قيل في يوم حرب بعاث من الشجاعة والحرب، وكان اليوم يوم عيد، فتوسع حزب الشيطان في ذلك إلى صوتِ امرأةٍ جميلة أجنبيةٍ، أو صبي أمرد صوته فتنة، وصورته فتنة، يغني بما يدعو إلى الزنى والفجور وشرب الخمور مع آلات اللهو التي حرمها رسول الله في عدة أحاديث كما سيأتي، مع التصفيق والرقص وتلك الهيئة المنكرة التي لا يستحلها أحد من أهل الأديان فضلا عن أهل العلم والإيمان، ويحتجون بغناء جويريتين غير مكلفتين بنشيد الأعراب ونحوه في الشجاعة ونحوها في يوم عيد بغير شبابة ولا دف ولا رقص ولا تصفيق
ويدعون المحكم الصريح لهذا المتشابه
وهذا شأن كل مبطل، نعم نحن لا نحرم ولا نكره مثل ما كان في بيت رسول الله (على ذلك الوجه، وإنما نحرم نحن وسائر أهل العلم والإيمان السماع المخالف لذلك وبالله التوفيق".ا. هـ
/// ويتمسكون في رد عشرات ومئات الحكايات والنقول الإجماعية المتفق على صحتها إلى أصحابها بحكاية خلاف واحد أو اثنين
لا يكاد إسنادها يقوم من كثرة النقد وشدة الطعن وقوة التأويل
كالمتمسك بالقشة خوفا من الغرق
/// ولو أن المخالف في حرمة الغناء نشأ نشأة علمية صحيحة لما أشغلنا بنازعه في حكاية الإجماع
لأن تحليل الغناء من شواذ المسائل
فيكفيه _ لو كان يفهم قانون العلم وسنن أهله_ لكي ينصرف عن هذه المراوغات والعبث في الأدلة لتحليل الغناء وصفُ أهل العلم للمخالف وقوله بالشذوذ
ولكن من يضرب بقول الصاحب والصاحبين رضي الله عنهم أجميعن الحائط بدعوى أن لا حجة إلا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم
ومن يشمئز قلبه من حكاية الإجماع الذي هو سياج الدين وحرزه
لا يرجى منه أن يفهم قانون العلم وسنن أهله
والله الهادي من يشاء إلى طريق مستقيم
يا أخي!
قد سمع النبي (ص) غناء جاريتين - لا جويريتين - في أشرف بيت على الإطلاق، فمن ذا أتقى من نبيه (ص)؟؟؟
فإذ ذاك كذلك فجائز سماع الغناء ما لم يكن لفظه محرما: كالشرك بالله و الكفر بالأنبياء و دعوى علم الغيب و عصمة الأولياء و النطق بالبدعة و التحريض ضد الأيمة و الرؤساء و الدعاية للحزبية المقيتة و الجهاد المنكر و قتال الفتنة و نحوها من المحرمات كالتغزل بالمحرمات و الخمريات و الهجاء المحرم و غيرها، أما الكلام الحلال و الحكمي و العلمي و المتضمن للتوحيد و نشر السنة و طاعة الوالدين و تحبيب النبي (ص) و صحابته إلى القلوب فمن أراد بهذا الترويح عن النفس و النشاط إلى عبادة ربه و العمل الصالح: فله به أجر و حظ من الخير إن شاء الله،
و إنكار الاحتجاج بخبر الجاريتين غير ناهض و لا وجه له أصلا، و إذ صح الخبر فلا يعترض عليه بإجماع و لا بتزاع ألبتة، و كما قلتُ: قد سمع الغناء: أبو بكر الصديق و ابنته عائشة الصديقة في البيت النبوي الشريف، و هذا أوضح من رائعة النهار بحمد الله و فضله.
فالذي ينبغي علينا جميعا: أن لا نحرم و لا نكره مثل ما كان في بيت رسول الله (ص)، بل نحبه و نسمعه كما سمعه صاحب الدعوة (ص) و هو أتقى الناس و أخشاهم لربه تعالى و أعرفهم به و بعظمته و بحدوده و أنصحهم للناس و أشدهم تحذيرا لما يفسد القلوب و يبطل التقوى و الورع.
فقول أمجد:" ما أحق المخالف في حرمة الغناء ... " لا يصح و قد ثبت سماع النبي (ص) له، و حاشا لرسول الله إمام المتقين و سيد الصالحين و أقرب الناس لرب العالمين: حاشا له من أن يسمع الحرام في بيته و لا ينكره بل يرضاه و ينكر على من ينكره! هذا لا يقوله مسلم أصلا، فينبغي التحفظ في إطلاق العبارات و عدم الميول مع التقديس و الغلو في الصالحين حتى يمس جناب النبوة المبجلة، و الله المستعان و عليه التكلان.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[09 - Jul-2010, مساء 02:36]ـ
/// يعني يا أخ صياد هل تقول أن محمد بن عبد الله النبي المرسل صلى الله عليه وسلم كان يسمع الغناء ويحبه؟.
هل تجرأ على نسبة هذا للمصطفى صلى الله عليه وسلم؟!.
/// أرجو أن لا يؤول الكلام ومحل النزاع إلى سماع الحداء والأشعار والأناشيد المختلف فيها بين المعاصرين
فإنها لم تذكر أصلا في الموضوع
والموضوع أصلا كتب وسيق للكلام على الغناء المعروف المشهور.
ـ[الوايلي]ــــــــ[10 - Jul-2010, صباحاً 09:36]ـ
صياد
اسئلك بالله هل تسمع الغناء
سأعرف من أين اخذت هذا العلم من خلال إجابتك .. !!
ـ[الوايلي]ــــــــ[10 - Jul-2010, صباحاً 09:58]ـ
سائله تسئل ابن باز رحمه الله تعالى عن سماع الأغاني
ننصحك بألا تسمعي الأغاني مطلقا لأنها شر ولأنها تفضي إلى فساد كبير في القلوب وننصحك بسماع إذاعة القرآن فإن فيها الخير الكثير، وسماع برنامج نور على الدرب، وسماع الأحاديث النافعة المفيدة، أما سماع الأغاني فاتركيها واحذريها لأن شرها كبير وقد قال الله سبحانه: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [1] الآية. قال (((أكثر أهل العلم)))) إن لهو الحديث هو الغناء وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (إن الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل) وعبد الله بن مسعود رضي الله عنه هو من أصحاب الرسول رضي الله عنه ومن علمائهم رضي الله عنهم أجمعين وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ليكونن من أمتي أقواما يستحلون الحر والحرير والمعازف) فأخبر أنه يكون في آخر الزمان قوم يستحلون المعازف وهي الملاهي والأغاني. فنسأل الله أن يحمينا وإياكم وجميع المسلمين من شرها، وأن يثبت الجميع على الهدى إنه سميع قريب.
[1]- سورة لقمان الآية 6.
المصدر:
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء الرابع
انتبه لا تكون من الذين قال الرسول عليه الصلاة والسلام فيهم (ليكونن من أمتي أقواما يستحلون الحر والحرير والمعازف)
ثم ما هو رأيك في هذا الحديث ليكونن < بإعتقادك انت ماهو المقصود من المعازف .... ؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[10 - Jul-2010, مساء 10:12]ـ
سبحان الله كل الذين يحلون الغناء في هذا العصر يشتركون في شىء وهو عدم التفريق بين الغناء الذي كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وهو رفع الصوت بالشعر وغناء اليوم فينزلون حكم الغناء الأول على الثاني وهذا جهل شنيع
ـ[الوايلي]ــــــــ[11 - Jul-2010, صباحاً 10:32]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله
ـ[القضاعي]ــــــــ[11 - Jul-2010, مساء 02:35]ـ
و إن كنت تقصد تفسير الصحابي فهو قول عالم ليس حجة أصلا و لم يكلفنا الله يوما بوجوب اتباع قول عالم - كائنا من كان - إلا النبي (ص)، و هذا إجماع من الصحابة رضي الله عنهم،.
هذا كلام شنيع وخطره على صاحبه عظيم!
والمتفق عليه بين أهل التفسير أن تفسير الصحابي الذي لا مخالف له , هو في حكم المرفوع , أي أنه يعامل معاملة الحديث الثابت عن نبينا صلى الله عليه وسلم , فكيف إذا أقسم هذا الصحابي على صحة هذا التفسير قسمًا مغلظًا , وهم أتقى وأورع الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم , فإذا كنا نستبعد على أتقى رجل منا أن يُقسم على حكم في الدين وهو غير متيقن بصحته , فكيف بأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.
فالله المستعان على أهل هذا الزمان.
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[11 - Jul-2010, مساء 03:09]ـ
هذا كلام شنيع وخطره على صاحبه عظيم!
والمتفق عليه بين أهل التفسير أن تفسير الصحابي الذي لا مخالف له , هو في حكم المرفوع , أي أنه يعامل معاملة الحديث الثابت عن نبينا صلى الله عليه وسلم , فكيف إذا أقسم هذا الصحابي على صحة هذا التفسير قسمًا مغلظًا , وهم أتقى وأورع الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم , فإذا كنا نستبعد على أتقى رجل منا أن يُقسم على حكم في الدين وهو غير متيقن بصحته , فكيف بأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.
فالله المستعان على أهل هذا الزمان.
جزاكم الله خيرا أخي القضاعي وقول البعض قول الصحابي هو مجرد قول عالم فيه تهوين من قدرهم والله أعلم كأن قول إبن مسعود مثلا كقول أي عالم في القرون المفضلة فضلا عن القرون التي تليها وهو القائل "والذي نفسي بيده لا أعلم سورة في كتاب إلا وأنا أعلم فيم نزلت، ولا أعلم آية في كتاب الله إلا وأنا أعلم فيم نزلت، ولو كنت أعلم أحداً أعلم مني بكلام الله تبلغه الإبل لأتيت إليه" و قول الصحابي حجة إذا لم يخالف وأيضا ياخذ حكم المرفوع أحيانا.
ـ[أبو فهد]ــــــــ[11 - Jul-2010, مساء 03:40]ـ
سبحان الله كنت متوقع كلامك هذا قبل ما تقوله
أولا ممكن توضح الفرق بين إظهار المعازف والمعازف في حد ذاتها؟؟
ثانيا قولك أنه لم يكن موجودا هذا لايقوله من قرأ أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم منها حديث أبي بكر أمزمار الشيطان وغيرها ولو سلمنا أنه لم يكن موجودا فهذا دليل ضدك على حرمته وإلا يمكن أن يكون حلالا ولا ينقل أنه فعل ولو مرة؟؟
ثم ما يؤكد أنه يقصد البدعة الشرعية لا اللغوية قوله "ثم لقد هممت أن أجز جمتك جمة السوء" فهذا إنكار شديد لا يكون إلا شىء محرم شرعا
أولاً: قد يتضح لك الفرق بين إظهار المعازف والمعازف بذاتها بالمثال.
فمثلاً: قيادة المرأة للسيارة جائزة بذاتها , ولكن إظهارها لا يجوز عند بعض أهل العلم. أي أن الذين لا يجيزون إظهار قيادة المرأة للسيارة , لا يرون بأساً في ذات المسألة ولكنهم يحرّمون إظهارها.
أرجو أن يكون المثال قد وضح لك الفرق.
ثانياً: عندما أقول " لم يكن موجوداً " فأنا أعني إظهار المعازف وليس المعازف بذاتها , فتأمل.
أما ما يتعلق بمقصد عمر بن عبدالعزيز رحمه الله هل هو البدعة اللغوية أم الشرعية , فليس هذا هو مبحثنا لأننا نتحدث عن وجود إجماع حقيقي من عدمه على حرمة الغناء.
وأياً كان المقصود هنا بالبدعة , يظل تحقق الإجماع الحقيقي على تحريم المعازف بذاتها متعذر لأننا ذكرناه أن حديثه أصلاً عن (الإظهار) للمعازف وليس عن المعازف بذاتها.
والله أعلم.
ـ[أبو فهد]ــــــــ[11 - Jul-2010, مساء 03:50]ـ
ابا فهد
اتق الله ولا تتبع الهوى الاية صريحة
اعتقد يكفي هذا الدليل على تحريم المعازف والغناء قول الله جل وعلا: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ} (6) سورة لقمان
صح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (نزلت في الغناء وأشباهه) أخرجه البخاري في الأدب المفرد وابن جرير في تفسيره.
ولا اعتقد انك تقر أن ابن احزم اعلم من الصحابيين الجليلين ابن عباس وابن مسعود
هداك الله وأرشدك إلى الصواب
أولاً: الآية ليست صريحة الله يحفظك
ثانياً: ما المقصود هنا بكلمة " الغناء "؟
هل المقصود به المعازف؟!
أم أن المقصود به الحداء والنشيد؟
لقد ذكر العلماء أن كلمة " الغناء " عند السلف تعني " الحداء " , فهل تقول بتحريم الحداء؟!
إن قلتَ: لا , فأعيد عليك كلامك أخي العزيز مع استبدال عبارة " أبا فهد " إلى " الوايلي ":)
أما إن قلتَ: نعم أنت ترى تحريم الحداء , فحينئذ يختلف النقاش وتتحول دفة الحوار
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهد]ــــــــ[11 - Jul-2010, مساء 04:04]ـ
لا يا أبا فهد أنت لم تعارض كلام أهل العلم بقول للنبي صلى الله عليه وسلم , ولكنك عارضته بما فهمته من هذا الحديث النبوي , وفهمك لا يعتد به أمام فهم أهل العلم.
فهل تستطيع أن تأتي بأحد من أهل العلم أنكر أن ما يُنسب إلى الشيطان يكون محرمًا؟
طيب , أعطني فهمك أنت لكلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم فضلاً لا أمراً , أو ائتني بفهم أهل العلم له.
النبي عليه الصلاة والسلام سمع المرأة تغني وفي نفس الوقت نسب غناءها إلى الشيطان , فكيف نجمع بين فعل النبي صلى الله عليه وسلم وبين قولك بأن (كل) ما يُنسب إلى الشيطان محرم؟!
نعم الشريعة تقر الحرام في مواطن الضرورات والحاجات.
أليس الشريعة التي بلّغها لنا نبينا صلى الله عليه وسلم , أقرت أكل الميتة عند الضرورة وهي حرام بيّن , فإذا انتهت الضرورة عاد التحريم؟!
كذلك الشريعة التي بلّغها لنا نبينا صلى الله عليه وسلم , أقرت الدف المحرم للنساء يوم العيد وفي الأعراس , فإذا انتهى العرس أو يوم العيد عاد التحريم.
يا أخي هداني الله وإياك
قياسك غير صحيح أبداً.
فالشريعة عندما تجيز الميتة مثلاً , تجيزها دون أن تغير من حقيقتها شيئاً. فلحم الميتة فاسد ومستقبح والشريعة حينما تجيز أكله فهي تجيزه للضرورة مع بقاء حقيقته دون تغيير.
أما أنت فتقول إن الغناء محرم بدليل أنه منسوب إلى الشيطان!
ونحن نقول لك: كيف تعتبركونه منسوب إلى الشيطان دليلاً على التحريم والنبي صلى الله عليه وسلم سمعه ونسبه إلى الشيطان في نفس الوقت؟!
إن مجرد أن يسمعه النبي عليه السلام وينسبه إلى الشيطان دليل واضح وصريح على أن هناك شيء منسوب إلى الشيطان وهو ليس بمحرم. وبالتالي يسقط استدلالك على حرمة الغناء بكونه منسوب إلى الشيطان.
والله أعلم ,,
ـ[الوايلي]ــــــــ[11 - Jul-2010, مساء 04:26]ـ
اخي الكريم
ما رأيك بقول النبي صلى الله عليه وسلم تغنوا بالقران ... ؟ < هل هذا يعني أن نأتي بالات الموسيقى والمعازف .. ؟؟
لنتغنى به
ـ[أبو فهد]ــــــــ[11 - Jul-2010, مساء 04:35]ـ
/// يعني يا أخ صياد هل تقول أن محمد بن عبد الله النبي المرسل صلى الله عليه وسلم كان يسمع الغناء ويحبه؟.
هل تجرأ على نسبة هذا للمصطفى صلى الله عليه وسلم؟!.
/// أرجو أن لا يؤول الكلام ومحل النزاع إلى سماع الحداء والأشعار والأناشيد المختلف فيها بين المعاصرين
فإنها لم تذكر أصلا في الموضوع
والموضوع أصلا كتب وسيق للكلام على الغناء المعروف المشهور.
ألم يسمع النبي صلى الله عليه وسلم الدف (وهو من المعازف)؟!
إن كان قد ثبت أنه عليه الصلاة والسلام سمع الغناء (بآلة) كما في حديث الناذرة , فالكل سيجرؤ على نسبة سماعه عليه الصلاة والسلام للغناء.
أما مسألة حبه عليه الصلاة والسلام للغناء , فلا أظن أن أحداً سيجرؤ على قول ذلك.
والله أعلم.
ـ[أبو فهد]ــــــــ[11 - Jul-2010, مساء 04:41]ـ
سبحان الله كل الذين يحلون الغناء في هذا العصر يشتركون في شىء وهو عدم التفريق بين الغناء الذي كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وهو رفع الصوت بالشعر وغناء اليوم فينزلون حكم الغناء الأول على الثاني وهذا جهل شنيع
كذلك أخي العزيز كثير ممن يحرمون الموسيقى اليوم ويبيحون الأناشيد يشتركون في شيء وهو استدلالهم بكلام السلف عن الغناء مع أنه معروف أن المقصود بالغناء عند السلف هو الحداء (أي الأناشيد)
فسبحان الله!
يحرمون الموسيقى ويستدلون على ذلك بآثار عن السلف تذم الغناء مع أن الغناء عند السلف المقصود به الأناشيد التي يبيحها أصحابنا!
ـ[الوايلي]ــــــــ[11 - Jul-2010, مساء 04:53]ـ
من قال لك ان جميع السلف يقصد به الحداء .. ؟
إذاً إرجع إلى هذا الرابط
وقرأه كاملاً فضلاً وليس امرا
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=60058
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[11 - Jul-2010, مساء 08:00]ـ
ألم يسمع النبي صلى الله عليه وسلم الدف (وهو من المعازف)؟!
إن كان قد ثبت أنه عليه الصلاة والسلام سمع الغناء (بآلة) كما في حديث الناذرة , فالكل سيجرؤ على نسبة سماعه عليه الصلاة والسلام للغناء.
أما مسألة حبه عليه الصلاة والسلام للغناء , فلا أظن أن أحداً سيجرؤ على قول ذلك.
والله أعلم.
/// الأصل في سماع المعازف الحرمة للنصوص الصحيحة الصريحة والإجماع
واستثنت نصوصٌ أخرى الدف في المناسبات كالأعياد والأفراح
فيبقى ما عدا الدف محرما وهذا واضح لا خفاء فيه
فلا يستدل عاقل على حلية سماع جميع المعازف لأن النبي صلى الله عليه وسلم سمع الدف!!
/// تقول: قالكل سيجرؤ على نسبة سماعه صلى الله عليه وسلم للغناء
فمن هؤلاء (الكل) سمهم لنا؟ أم أنت فقط
/// وسؤالي هو: هل تزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسمع الغناء المعروف بآلة أو غير آلة وكان يغنى به في بيته وهو غير منكر له؟
لا أتكلم عن الحداء وإنشاد الأشعار
نحن نتكلم عن الغناء الذي حكى أكثر من واحد من أهل العلم الإجماع على حرمته
والذي طرح الموضوع من أجله ردا على يعض المشايخ؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[11 - Jul-2010, مساء 08:05]ـ
تقسيمك هذا لم يقل به أحد وأنا أطالبك بمن قال بهذا التفريق
المحرم ينقسم إلى محرم لذاته ومحرم لغيره فيقال قيادة المرأة للسيارة محرم لغيره -عند من يحرمها- ولم أسمع من يسمي هذا إظهار.
فلا فرق بين إظهار المعازف والمعازف وهي محرمة لذاتها.
أولاً: قد يتضح لك الفرق بين إظهار المعازف والمعازف بذاتها بالمثال.
فمثلاً: قيادة المرأة للسيارة جائزة بذاتها , ولكن إظهارها لا يجوز عند بعض أهل العلم. أي أن الذين لا يجيزون إظهار قيادة المرأة للسيارة , لا يرون بأساً في ذات المسألة ولكنهم يحرّمون إظهارها.
أرجو أن يكون المثال قد وضح لك الفرق.
ثانياً: عندما أقول " لم يكن موجوداً " فأنا أعني إظهار المعازف وليس المعازف بذاتها , فتأمل.
أما ما يتعلق بمقصد عمر بن عبدالعزيز رحمه الله هل هو البدعة اللغوية أم الشرعية , فليس هذا هو مبحثنا لأننا نتحدث عن وجود إجماع حقيقي من عدمه على حرمة الغناء.
وأياً كان المقصود هنا بالبدعة , يظل تحقق الإجماع الحقيقي على تحريم المعازف بذاتها متعذر لأننا ذكرناه أن حديثه أصلاً عن (الإظهار) للمعازف وليس عن المعازف بذاتها.
والله أعلم.
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[11 - Jul-2010, مساء 08:07]ـ
هذا خطأ كبير وعدم دراية بأدلة من يحرمون الموسيقى وإلا فهم لديهم والحمد الله أدلة صحيحة صريحة في تحريمها يسلم لها كل طالب للحق ويتكلف في تأويلها كل طالب هوى.
كذلك أخي العزيز كثير ممن يحرمون الموسيقى اليوم ويبيحون الأناشيد يشتركون في شيء وهو استدلالهم بكلام السلف عن الغناء مع أنه معروف أن المقصود بالغناء عند السلف هو الحداء (أي الأناشيد)
فسبحان الله!
يحرمون الموسيقى ويستدلون على ذلك بآثار عن السلف تذم الغناء مع أن الغناء عند السلف المقصود به الأناشيد التي يبيحها أصحابنا!
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[11 - Jul-2010, مساء 10:31]ـ
قال إبن قدامة في المغني
فصل: في الملاهي: وهي على ثلاثة أضرب ;
محرم، وهو ضرب الأوتار والنايات، والمزامير كلها، والعود، والطنبور، والمعزفة، والرباب، ونحوها، فمن أدام استماعها، ردت شهادته ; لأنه يروى عن علي ( http://majles.alukah.net/showalam.php?ids=8) رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {إذا ظهرت في أمتي خمس عشرة خصلة، حل بهم البلاء}. فذكر منها إظهار المعازف والملاهي إنتهى.
سبحان لله إتهمت الشيخ رمضان موسى بلي أعناق النصوص والتكلف فيها وما رأيت شخصا يلوي أعناق النصوص ويتكلف فيها غيرك.
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[11 - Jul-2010, مساء 11:08]ـ
أولاً: الآية ليست صريحة الله يحفظك
ثانياً: ما المقصود هنا بكلمة " الغناء "؟
هل المقصود به المعازف؟!
أم أن المقصود به الحداء والنشيد؟
لقد ذكر العلماء أن كلمة " الغناء " عند السلف تعني " الحداء " , فهل تقول بتحريم الحداء؟!
إن قلتَ: لا , فأعيد عليك كلامك أخي العزيز مع استبدال عبارة " أبا فهد " إلى " الوايلي ":)
أما إن قلتَ: نعم أنت ترى تحريم الحداء , فحينئذ يختلف النقاش وتتحول دفة الحوار
والله أعلم
كلامك هذا فيه خلط كبير ومنشأه والله أعلم ظنك أن الغناء هو الحداء وهذا جهل شنيع وما أوقع المحلون للمعازف ما وقعوا فيه إلا لجهلهم في هذا الباب ولهذا قال إبن قدامة رحمه الله في معرض رده على ابن الحنبلي "وشَرَع بالاستدلال لمدح الغناء بذكر الحداء، وهذا صنيعُ من لا يفرق بين الحداء والغناء ولا قول الشعر على أي وجهٍ كان، ومن كان هذا صنيعه فليس أهلاً للفتيا."
قال القرطبي في كشف القناع بعد تعريفه الغناء:"
إذا فهمت هذا فاعلم أن ما يطلق عليه غناء علي ضربين:
أحدهما: ضرب جرت عادة الناس باستعماله عند معاونتهم أعمالهم وحملهم أثقالهم، وقطع مفاوز أسفارهم، يسلون بذلك نفوسهم، وينشَطُون به على مشقات أعمالهم، ويستعينون بذلك على شاق أشغالهم كحداء الأعراب بإبلهم، وغناء النساء لتسكين صغارهن، ولعب الجواري بلعبهن، وما شاكل ذلك.
فهذا النحو إذا سلم المغني به من ذكر الفواحش، والمحرمات، كوصف الخمور والقينات فلا شك في جوازه، ولا يختلف فيه ....
والضرب الثاني: غناء ينتحله المغنون العارفون بصنعة الغناء، المختارون لمارق من غزل الشعر، الملحنون له بالتلحينات الأنيقة المقطوعة على النغمات الرقيقة التي تهيج النفوس، وتطربها كحمنات الكؤوس، فهذا هو الغناء المختلف فيه على أقوال ثلاثة …" إنتهى
و القسم الثاني والله أعلم أنزل الله فيه " [وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ] [لقمان: 6] والصحابة مجمعون قاطبة أن المقصود بلهو الحديث أنه الغناء
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القضاعي]ــــــــ[13 - Jul-2010, صباحاً 10:21]ـ
جزاكم الله خيرا أخي القضاعي وقول البعض قول الصحابي هو مجرد قول عالم فيه تهوين من قدرهم والله أعلم كأن قول إبن مسعود مثلا كقول أي عالم في القرون المفضلة فضلا عن القرون التي تليها وهو القائل "والذي نفسي بيده لا أعلم سورة في كتاب إلا وأنا أعلم فيم نزلت، ولا أعلم آية في كتاب الله إلا وأنا أعلم فيم نزلت، ولو كنت أعلم أحداً أعلم مني بكلام الله تبلغه الإبل لأتيت إليه" و قول الصحابي حجة إذا لم يخالف وأيضا ياخذ حكم المرفوع أحيانا.
بارك الله فيك.
ولا تتعب نفسك مع أبي فهد وأمثاله هدانا الله وإياهم , فمن لا يأخذ بفه العلماء وبالمقابل يعتد بفهمه فلا ترجه!
فالرجل الذي لا يعرف قدر ابن مسعود رضي الله عنه ولا قدر إقسامه بالله في بيان حكم من أحكام الله فلا ترجه!
والرجل الذي لا يعرف قدر أبي بكر رضي الله عنه وشدة لزومه لغرز نبينا صلى الله عليه وسلم , ومع ذلك يفتي رضي الله عنه بحضرته صلى الله عليه وسلم , فلا ترجه!
والرجل لما عجز أن يأتي بكلام أحد من أهل العلم يُنكر تحريم ما يُنسب إلى الشيطان وعاد بخفي حنين , رجع يجادل بالباطل , والله حسيبه.
ولا حيلة فيمن قال فيه القائل:
إن الهوى لهو الهوان بعينه ** وصريع كل هوى صريع هوانِ.
عافانا الله وأبا فهد من إتباع الهوى , بل لو أنه يتبع هواه في سماع المعازف دون أن ينسبها إلى قانون الشريعة لكان خير له لو فقه في دين الله , ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
فهذه موعظة لأخي أبي فهد والله من وراء القصد.
ـ[الوايلي]ــــــــ[14 - Jul-2010, صباحاً 10:44]ـ
احذرك اخي الكريم ابا فهد
إذا اخطأ ابن حزم نخطئ خلفه سبحان الله .. ؟ ثم إن الحديث الذي ذكره النبي علية الصلاة والسلام " ليكونن اقوام من امتي يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف في صحيح البخاري
وأقسم ابن مسعود على ذلك في الاية انه الغناء وبينوا لك الأخوة الافاضل جزاهم الله عنا خير الجزاء فلا تكابر بارك الله فيك واتبع الحق
حقيقتاً تعجبت من قول الكلباني بقوله منهم من مبتلى بجرثومت التحريم يا سلام على هذا الاسلوب ثم انه قارئ وليس عالم او مفتي مجرد قارئ
ثم ارشدك ان تقرأ ما بالأسفل
الدعاة على ابواب جهنم الذين أخبرنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عنهم , والذي وصفهم بأنهم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا , سيخرجون في فترة من التاريخ الاسلامي , كما بينه الحديث الصحيح الذي رواه الشيخان البخاري ومسلم: عن حذيفة بن اليمان – رضي الله عنه – قال: " كان الناس يسألون رسول الله عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يُدركني.فقلت يا رسول الله:إنّا كنّا في جاهلية وشرّ، وجاء الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم
قلتُ: وهل بعد هذا الشر من خير؟ قال: " نعم، وفيه دخن " قلت: وما دخنه؟ قال: قوم (يستنون بغير سُنَّتي)، ويهدون بغير هدي، تعرف منهم وتنكر ". قلت: فهل بعد ذلك من شر؟ قال: نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها قلت: يارسول الله صِفهم لنا قال: (هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا) قلت: فم تأمرني إنْ أدركني ذلك؟ قال: (تلزم جماعة المسلمين وإمامهم) قلت: فإنْ لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: (فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو تعض بأصل شجرة، يدركك الموت وأنت على ذلك؟)
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[14 - Jul-2010, صباحاً 11:55]ـ
جزاكم الله خيرا أخي القضاعي وأخي الوايلي والحمد الله أن الحق عليه نور لا يخفى إلا على الجاهل أو صاحب هوى وأنا أربأ بأخونا الكريم أبو فهد أن يكون من أحدهما هدانا الله وإياه للحق والعمل به.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[14 - Jul-2010, مساء 03:00]ـ
طيب .. وسماع المعازف دون غناء هل هي محرمة؟؟
رجاء ردوا باختصار وبدليل غير حديث البخاري.
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[14 - Jul-2010, مساء 08:05]ـ
السؤال: ما حكم سماع الموسيقى والمعازف؟
الجواب: إن الأدلة على تحريم ذلك كثيرة، أكتفي بدليلٍ واحدٍ صحيحٍ صريح فيها، فيه كفاية للمكتفي، وغُنية لطالب الحق، وقناعة للمتجرد، ولا تغني كثرة الأدلة المجادلَ بالباطل، المتعامي عن الحق، المتغافلَ عن الصواب؛ شيئاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد أخرج البخاري في صحيحه (5590) قال: قال هشام بن عمار ثنا صدقة بن خالد ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ثنا عطية بن قيس الكلابي ثنا عبد الرحمن بن غنم الأشعري قال حدثني أبو عامر -أو أبو مالك- الأشعري، والله ما كذبني: سمع النبي r يقول: (ليكونن من أمتي أقوام يستحلّون الحِرَ، والحرير، والخمر، والمعازف).
قال ابن القيم ([1]): (ووجه الدلالة منه: أن المعازف هي آلات اللهو كلها، لا خلاف بين أهل اللغة في ذلك، ولو كانت حلالاً لما ذمهم على استحلالها، ولما قَرَن استحلالها باستحلال الخمر)، والفرج المُحرّم، والحرير.
والحديث صحيحٌ متصلٌ، ولم يوفق للصواب من تكلم في انقطاعه؛ لوجوه:
الأول: أن البخاري قد لقي هشام بن عمار وسمع منه، فإذا قال: (قال هشام) فهو بمنزلة قوله: (عن هشام).
الثاني: أنه لو لم يسمع منه، فهو لم يستجز الجزم به عنه، إلا وقد صحّ عنه أنه حدّث به، وهذا كثيراً ما يكون لكثرة من رواه عنه عن ذلك الشيخ وشهرته، فالبخاري أبعد خلق الله من التدليس.
الثالث: أنه أدخله في كتابه الصحيح مُحتجاً به، وهو أصح كتاب بعد كتاب الله عز وجل.
الرابع: أنه علّقه بصيغة الجزم دون صيغة التمريض، فإنه إذا توقف في الحديث أو لم يكن على شرطه؛ يقول: (ويُروى عن رسول الله) و (يُذكر عنه) ونحو ذلك، فإذا قال: (قال رسول الله) فقد جزم وقطع بإضافته إليه.
الخامس: أنا لو أضربنا عن هذا كله صفحاً، فالحديث صحيح متصل عند غيره بأسانيد متعددة ([2]):
فقد رواه جمع عن هشام بن عمار موصولاً، وقد توبع هشام وكذا شيخه صدقة بن خالد؛ فقد أخرج أبو بكر الإسماعيلي ومن طريقه البيهقي في الكبرى (3/ 272) قال: أخبرني الحسن عن عبد الرحمن بن إبراهيم عن بشر بن بكر عن ابن جابر به.
وهذا إسناد صحيح؛ وقد جاء من وجه آخر عن بشر بن بكر به.
بل جاء بنحوه من وجه آخر عن عبدالرحمن بن غنم به.
وتوبع ابن غنم فقال البخاري في التاريخ الكبير (1/ 304): قال لي سليمان بن عبد الرحمن قال: حدثنا الجراح بن مليح الحمصي، قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الحميد بن ذي حماية عمن أخبره عن أبي مالك الأشعري أو أبي عامر سمعت النبي r في الخمر والمعازف ([3]).
هذا والله تعالى أعلم, وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد, وعلى آله وصحبه والتابعين.
([1]) إغاثة اللهفان (1/ 260) ط. الفقي، وينظر: تهذيب السنن ().
([2]) ينظر: إغاثة اللهفان (1/ 260) بتصرف.
([3]) وقد توسعت في الكلام على هذه المسألة, والجواب عن بعض الشبه حولها في مكان آخر.
ـ[عصام الحازمي]ــــــــ[14 - Jul-2010, مساء 11:13]ـ
شكر الله لك هذا النقل أخي الغالي ..
وحفظ الله شيخنا السعد ..
بالمناسبة (هل من أخبار جديده عن الشيخ؟؟)
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[15 - Jul-2010, مساء 03:55]ـ
/// يعني يا أخ صياد هل تقول أن محمد بن عبد الله النبي المرسل صلى الله عليه وسلم كان يسمع الغناء ويحبه؟.
هل تجرأ على نسبة هذا للمصطفى صلى الله عليه وسلم؟!.
/// أرجو أن لا يؤول الكلام ومحل النزاع إلى سماع الحداء والأشعار والأناشيد المختلف فيها بين المعاصرين
فإنها لم تذكر أصلا في الموضوع
والموضوع أصلا كتب وسيق للكلام على الغناء المعروف المشهور.
الجواب: نعم سمع النبي (ص) غناء الجاريتين، و أجرؤ على نسبته ما دام أنه قد صح به الخبر،،،
ثم إني سائلك: ما هو الفرق بين الغناء الذي سيق من أجله الموضوع و بين الحداء و الأشعار و الأناشيد المختلف فيها بين المعاصرين؟ و أرجو أن لا تذكر أن الفرق هو نوعية الكلام لأن الكلام المحرم: محرم دائما في الغناء و في غيره ...
فاذكر - بارك الله فيك - الفرق بين الغناء و الأناشيد و الحد الفاصل بينهما ...(/)
سياسات السفهاء من الخلق في إسكات صوت الحق
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[24 - Jun-2010, مساء 11:15]ـ
سياسات السفهاء من الخلق في إسكات صوت الحق
أبو يونس العباسي
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب قيما بلا اعوجاج , وجعله عصمة لمن تمسك يبه واعتمد عليه في الاحتجاج , وأوجب فيه مقاطعة أهل الشرك بإيضاح الشرعة والمنهاج , والصلاة والسلام على محمد الذي مزق الله ظلام الشرك بما معه من النور والسراج , وعلى آله وأصحابه الذين جاهدوا الكفار ونشروا الدين في كل الأصقاع والفجاج ثم أما بعد …
الفكر الاستعلائي
ويعرف الفكر الاستعلائي بأنه:
مذهب فكري ذو اتجاه واحد ورأي واحد يرفض الرأي الآخر ويقصيه ويحاربه مع ادعائه بحرية الرأي الجميع.
ولعل الفكر الاستعلائي المتجذر في قلوب كثير من الناس هو السبب فيما نراه في هذا الكون من قمع لكل من يقول حقا وكبت لكل من يقول صدقا وطرد لكل من يعري الباطل وسجن لكل من رفض أن يسير في تيار الضلال ….
والفكر الاستعلائي ليس حكرا على وقتنا المعاصر بل هو قديم قدم التاريخ , فها هو فرعون يقص الله لنا عنه فيقول:
{قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ (29)} (غافر)
وهام هم الكفار يقولون لرسلهم:
{وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (13) إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (14) قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ (15) قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (16) وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (17) قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18) قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (19)} (يس)
إن الفكر الاستعلائي يطبق المقولة التي سارت في الناس:
<< أنا حق مطلق وغيري باطل مطلق >>
[تهمة الإرهاب العلة الأساس في تكميم أفواه الناس]
وإذا ما انتُقد أصحاب سياسة تكميم الأفواه عن سياستهم عللوا ذلك بأن
المكممة أفواههم إرهابيون أصوليون متشددون غلاة فاشيون خوارج …
فالتحالف الصهيوصليبي وأزلامه وموافقوه لهم نظرتهم الخاصة لمفهوم الإرهاب فعندهم وعند أعوانهم:
من دافع عن دينه فهو إرهابي …
ومن دافع عن وطنه فهو إرهابي …
ومن طالب وجاهد دون حقوق أمته فهو إرهابي …
ومن دعا لدين وذاد عن عرضه فهو إرهابي …
ومن جهر بالحق وعرى الباطل فهو إرهابي …
ومن تمسك بهويته الإسلامية ومظهره وثقافته وسلوكه الإسلامي فهو إرهابي…
ولعلي أذكر هنا بأن الإرهاب صفة لكل موحد مؤمن بالله تعالى ولكننا إرهابيون على أعدائنا الكفار الحربيون ….
قال الله تعالى:
{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60)} (الأنفال)
ولله در من قال:
أنا مسلم بدمي سأروي رايتي ... إن جففوا الآبار والأنهارا
وعلى جدار السجن سوف أخطها ... إن صادروا الأقلام والأحبارا
بدمي أخط براءتي من كفرهم ... علنا وإن قد حاكموا الأسرارا
نقموا علي بأنني لم أحرف ... عن شرع رب يحفظ الأبرارا
نقموا علي بأنني لم أرتضي ... قانون كفر ينصر الفجارا
هذه حقيقة تهمتي لن أنثني عنها ... وإن سالت دماي مرارا
وهنا لا بد من أن نلتزم مبدأ يريحنا في خضم هذه الحياة ألا وهو:
لا تهتم برأي الناس فيك فليقولوا ما شاءوا ولا تلتفت إلا إلى نظرة الله إليك ورأيه فيك …
قال الشاعر:
ليتك حلو والحياة مريرة ... وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامر ... وبيني وبين العالمين خراب
إذا صح منك الود فالكل هين ... وكل الذي فوق التراب تراب
[صور الحرب على الإسلام والمسلمين]
(يُتْبَعُ)
(/)
إن إغلاق القنوات الإسلامية على يد التحالف الصهيوصليبي تذكرنا إن نسينا بشمولية الحرب ضد الإسلام والمسلمين وهذه صور الحرب على الإيمان وأهله:
1ـ حربا دينية 2ـ حربا تربوية أخلاقية 3ـ حربا سياسية 4ـ حربا عسكرية 5ـ حربا اقتصادية 6ـ حربا اجتماعية 7ـ حربا تعليمية 8ـ حربا ثقافية 9ـ حربا إعلامية …. إلخ
[الحرب بين الإسلام والكفر ليست وليدة العصر]
إن الصراع بين الإسلام والكفر ليس وليد زمننا المعاصر , فهذا الصراع كان مبدأه يوم رفض إبليس السجود لآدم – عليه السلام –
قال الله تعالى عل لسان إبليس – لعنه الله -:
{قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا} (الإسراء:62)
هذا الصراع كان أيضا بين فرعون راعي الكفر , وبين موسى – عليه السلام – رسول الإسلام ….
قال الله تعالى:
{وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ} (غافر:62)
هذا الصراع كان بين مدين وبين شعيب - عليه السلام – ….
قال الله تعالى:
{قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ} (الأعراف:88)
هذا الصراع كان بين أهل الكفر وأهل الإيمان وعلى مر العصور والأزمان ….
قال الله تعالى:
{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ} (إبراهيم:13)
وسيستمر هذا الصراع إلى ما قبيل يوم القيامة بقليل … سيستمر إلى أن يقاتل المسلون اليهود …
أخرج مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال:
<< لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر أو الشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود.>>
سيستمر القتال حتى يقاتل المسلمون الدجال…
أخرج أبو داوود في سننه من حديث عمران بن الحصين أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال:
<< لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال >>
وأحب أن أنبه:
إلى أن الحديث سالف الذكر يدل على استمرارية الجهاد وعدم انقطاعه , وأنه قدر الطائفة المنصورة , لا كما يروج أذناب العلمانية من المشايخ والدعاة ـ هداهم الله ـ.
[سياسة تكميم الإعلام الهادف]
ونعني بالإعلام بالهادف:
هو ذلكم الإعلام المسلم الذي يسهم في توعية المسلمين وتجنيدهم لخدمة الإسلام والذود عنه والذود عن حقوق المسلمين.
وهذا الإعلام لا شك أنه يضاد ويعارض ويصارع الإعلام الصهيوصليبي الفاجر أجنبيا كان أم عربيا مأجورا , فالإعلام من أكبر المؤثرات على الإنسان في هذا العصر والإعلام الذي يريده لنا التحالف الصهيوصليبي هو إعلام الفجور والانحلال والسفر والعري وكل ما هو ضار مضر بأمة الإسلام …
لذلك فالغرب يحارب الإعلام الهادف سواء أكان مسموع أم مقروء أم مرئي حتى إنه ليحارب المواقع الإسلامية الجهادية على الشبكة العنكبوتية …
قال الله تعالى:
{وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (64)} (المائدة)
ولقد أولى الإسلام الإعلام أهمية كبيرة وفي أكثر من مجال …
ـ فالخطابة إعلام …
قال تعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67)} (المائدة)
ـ والحج إعلام …
قال تعالى:
{وَأَذَان مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (3)} (التوبة) ٌ
ـ والجهاد يحقق غاية إعلامية للإسلام والمسلمين …
ـ والمسجد وما يقوم به من مهام يحقق غاية إعلامية جد مهمة …
والشعر الهادف يحقق غاية إعلامية …
وقد كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول لحسان:
<< اهجهم وروح القدس معك. >>
ـ والرسائل التي كان الرسول يرسلها للملوك والأمراء تحقق غاية إعلامية …
[سجناء الكلمة]
إن سجناء الكلمة هم:
أولئك الأحرار من أبناء هذه الأمة الذين أبو إلا أن يتكلموا بالحق ويجهروا به , ويعروا الباطل ويفضحوه.
وإن من صفات الرجال الذين يحبهم الله أنهم يقولون الحق لا يخافون في الله لومة لائم …
قال الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54)} (المائدة)
بل إني أحب أن أعلمك أن الله ما أنزل القرآن إلا لنجاهد به الكفار جهاد الخجة والبيان ذلكم الجهاد الذي أسماه الله جهادا كبيرا …
قال الله تعالى:
{فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا (52)} (الفرقان)
ولقد سوى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين شهادة حمزة ـ رضي الله عنه ـ وبين شهادة من جهر بالحق فقتل بسببه …
أخرج الترمذي في سننه من حديث جابر أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:
<< سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، ورجل قال إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله >>
وفي رواية:
<< أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر >>
ولقد أخذ الله الميثاق على الذين أوتوا الكتاب ليبينن الحق لا يخافون في الله لومة لائم…
قال الله تعالى:
{وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ (187)} (آل عمران)
فأين علماء السلطان من هذه الآية ومن فتاويهم المعلبة وخطبهم التي تخرج من وزارة الداخلية.
[هل في مقدور الكافرين وأنصارهم إسكات صوت الحق]
والجواب:
ليس في مقدور الكافرين وأنصارهم أن يسكتوا صوت الحق لأن الذي يساند هذا الصوت وينصره ومن تكفل بحفظه هو الله …
قال الله تعالى:
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)} (الحجر)
وقال أيضا:
{إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (51)} (غافر)
وإن الكفار وعلى مر الأزمنة حاولوا وبإلحاح إسكات صوت الحق فلم ينجحوا بل فشلوا فشلا ذريعا ومريعا …
فها هو آزر حاول أن يسكت صوت ابنه إبراهيم فما نجح بل سكت صوت آزر ومن معه وتخلد صوت إبراهيم …
قال الله تعالى:
{قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آَلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا (46)} (مريم)
وها هم قوم نوح حاولوا إسكات صوت نوح فهل نجحوا؟!!!
قال الله تعالى:
{قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ (116)} (الشعراء)
وها هم قوم لوط يحاولون إسكات صوت نبي الله لوط فهل وفقوا؟!!!
قال الله تعالى:
{قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ (167) قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ (168)} (الشعراء)
(يُتْبَعُ)
(/)
ولقد نظرنا في نصوص الوحي وتجارب التاريخ فوجدنا أن الحق يزيد انتشارا وقوة وعنفوانا وصلابة يوم يتعرض للضغوط والأذى من أعداء الله تعالى …
قال الشاعر:
تالله ما الدعوات تهدم بالأذى ... وفي التاريخ بر يميني
ضع في يدي القيد ألهب أضلعي ... بالسوط ضع عنقي على السكين
لن تستطيع حصار فكري ساعة ... أو نزع إيماني ونور يقيني
النور في قلبي وقلبي في يدي ... وربي حافظي ومعيني
سأظل معتصما بحبل عقيدتي ... وأُقتل باسما ليحيا ديني
[أساليب الطغاة في إسكات صوت الحق]
1ـ إخراس الحق بقتل صاحبه …
وكلنا يعرف أن الرجل الذي وردت قصته في سورة ياسين ما قتله قومه المشركون إلا لأنه جهر بينهم بكلمة الحق …
قال الله تعالى:
{وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ (21) وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22) أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ (23) إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (24) إِنِّي آَمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (25) قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (27)} (يس)
وفرعون عزم على أن يسكت صوت الحق في زمنه بقتل موسى ـ عليه السلام ـ …
قال تعالى:
{وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ (26)} (غافر)
2ـ السجن ...
وها نحن نرى سجون الطغاة عربا وعجما مليئة بالرجال الأحرار الذي ما كان جرمهم إلا لأنهم جهروا بكلمة الحق …
وها هي امرأة العزيز تقرر أن تسجن يوسف لا لشيء إلا لأنه ثبت على موقفه الحق …
قال الله تعالى على لسان امرأة العزيز …
{لَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آَمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَنْ مِنَ الصَّاغِرِينَ (32) قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ (33) فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34) ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآَيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ (35)} (يوسف)
3ـ التهجير والتغريب والتسفير من الوطن …
ومن أساليب الطغاة في إسكات الحق تهجير من يقوله ويصدح به …
قال الله تعالى:
{وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا (76)} (الإسراء)
وقال أيضا:
{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُم مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ (13) وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ (14)} (إبراهيم) ْ
4ـ الإغراء بمتع الدنيا ومغرياتها …
وهذا ما فعله كفار قريش مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أرادوا إسكاته وإغرائه بأمتعة الدنيا …
روى البيهقى من طريق يونس، عن ابن إسحاق: حدثنى يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الاخنس، أنه حدث:
<< أن قريشا حين قالت لابي طالب هذه المقالة بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال له:
يا ابن أخى إن قومك قد جاءوني وقالوا كذا وكذا، فأبق على وعلى نفسك ولا تحملني من الأمر مالا أطيق أنا ولا أنت، فاكفف عن قومك ما يكرهون من قومك.
فظن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قد بدا لعمه فيه، وأنه خاذله ومسلمه، وضعف عن القيام معه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يا عم لو وضعت الشمس في يمينى والقمر في يسارى ما تركت هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك في طلبه "
ثم استعبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكى , فلما ولى قال له حين رأى ما بلغ الأمر برسول الله صلى الله عليه وسلم:
يا ابن أخى… فأقبل عليه، فقال امض على أمرك وافعل ما أحببت، فو الله لا أسلمك لشئ أبدا.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن إسحاق: ثم قال أبو طالب في ذلك:
والله لن يصلوا إليك بجمعهم * حتى أوسد في التراب دفينا
فامضي لأمرك ما عليك غضاضة * أبشر وقر بذاك منك عيونا
ودعوتني وعلمت أنك ناصحا* فلقد صدقت وكنت قدم أمينا
وعرضت دينا قد عرفت بأنه * من خير أديان البرية دينا
لولا الملامة أو حذار سبة * لوجدتني سمحا بذاك مبينا
5ـ إسكات صوت الحق بتنفيره في أعين الناس لتدخل من بعد في معركة مع أهل الحق يسكتوهم …
وهذا ما فعله المشركون مع الرسول فوصوهم بما تقشعر به الأبدان بل وصوفوهم بأنهم أصحاب نوايا فاسدة وأهداف أفسد …
قال الله على لسان فرعون:
{وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ (26) وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ (27)} (غافر)
فواعجباه من فرعون كيف جعل من نفسه صالحا مصلحا وجعل من موسى فاسدا مفسدا!!!
وهذا ما فعلته قريش مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم …
<< وهنا نذكر قصة الطفيل بن عمروا الدوسي وكان سيدا مطاعا شريفا في دوس، وكان قد قدم مكة …
فاجتمع به أشراف قريش وحذروه من رسول الله ونهوه أن يجتمع به أو يسمع كلامه …
قال:
فوالله ما زالوا بي حتى أجمعت ألا أسمع منه شيئا ولا أكلمه، حتى حشوت أذنى حين غدوت إلى المسجد كرسفا (قطنا) فرقا (خوفا) من أن يبلغني شئ من قوله، وأنا لا أريد أن أسمعه.
قال:
فغدوت إلى المسجد، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلى عند الكعبة …
قال:
فقمت منه قريبا، فأبى الله إلا أن يسمعني بعض قوله.
قال: فسمعت كلاما حسنا …
قال: فقلت في نفسي:
واثكل أمي! والله إنى لرجل لبيب شاعر ما يخفى على الحسن من القبيح، فما يمنعنى أن أسمع من هذا الرجل ما يقول، فإن كان الذى يأتي به حسنا قبلته، وإن كان قبيحا تركته.
قال: فمكثت حتى انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيته [فاتبعته حتى إذا دخل بيته] دخلت عليه فقلت: يا محمد إن قومك قالوا لي كذا وكذا للذى قالوا.
قال:
فوالله ما برحوا بى يخوفونني أمرك حتى سددت أذنى بكرسف لئلا أسمع قولك، ثم أبى الله إلا أن يسمعني قولك، فسمعت قولا حسنا، فاعرض على أمرك.
قال: فعرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام وتلا على القرآن، فلا والله
ما سمعت قولا قط أحسن منه، ولا أمرا أعدل منه.
قال:
فأسلمت وشهدت شهادة الحق، وقلت: يا نبي الله إني امرؤ مطاع في قومي، وإني راجع إليهم وداعيهم إلى الإسلام… >>
ولو أطلقنا على زمننا هذا زمن تبدل المفاهيم وانقلاب معانيها لصدقنا ولقد نبه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى ذلك …
أخرج ابن ماجه في سننه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
<< سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتُ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ قِيلَ وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ قَالَ الرَّجُلُ التَّافِهُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ.>>
[لهذا سنجهر بكلمة الحق]
سنجهر بكلمة الحق لأن من بنود العقبة الثانية بين الرسول وأهل يثرب:
" أن يقولوا الحق لا يخافوا في الله لومة لائم "
سنجهر بكلمة الحق لأن الجهر بها من أعظم الجهاد في سبيل الله تعالى , قال الله تعالى لنبيه عن القرآن:
" فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا" (الفرقان:52)
سنجهر بكلمة الحق لأن شهيد كلمة الحق أعظم الشهداء …
فعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله "
رواه الترمذي والحاكم وقال صحيح الإسناد
سنجهر بكلمة الحق لأننا ولدنا أحرارا كما قال عمر بن الخطاب لعمروا بن العاص لما ضرب ولده القبطي:
" متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا "
سنجهر بكلمة الحق لأن السير في تياركم فيه إغضاب للملك سبحانه وتعالى …
قال الله تعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
" يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَ ... وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَ ... رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا" (الأحزاب:68,67,66)
سنجهر بكلمة الحق لأننا إن تابعناكم فستتبرؤون منا يوم القيامة …
قال الله تعالى:
" إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ ... وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّار" (البقرة:167,166)
[الحرية المزعومة]
يرفع التحالف الصهيوصليي شعار الحرية والتحرر وينادي به ويزعم أن حروبه من ترسيخه على وجه الأرض ونشره وإننا ونحن نراه يسجن على الكلمة يقولها الإنسان حتى ولو كان كفيفا ونحن نراه يغلق القنوات الفضائية لأننا تتعارض وسياساته العامة ونحن نراه يشن حملات على النقاب مع أن ارتداءه يمثل حرية شخصية ونحن نراه يحظر المآذن مع أنها داخلة في مفهوم الحرية , ونحن نرى ذلك كله يتبين لنا كذب الغرب وأن ما يرفعونه من شعارات لا يتعدى كونه شعارات لا تسمن ولا تغني من جوع …
فهل آن للنوم أن يستيقظوا؟!!! وهل آن للمعجبين بالغرب أن ينتبهوا؟!!!
وهل آن لنا الرجوع إلى نصوص الوحيين التيبينت لنا حثيقة هذا التحالف بلا مواربة ولا لف ولا دوران …
قال الله تعالى:
{لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ (10)} (التوبة)
قال الشاعر:
قالوا لنا الغرب
قلت صناعة وسياحة ومظاهر تغرينا
لكنه خاو من الإيمان ... لا يرعى ضعيفا أو يسر حزينا
الغرب مقبرة المبادئ لم يزل ... يرمي بسهم المغريات الدينا
الغرب مقبرة العدالة ... كلما رفعت يدا أبدا لها السكينا
والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات
أبو يونس العباسي
الأربعاء
11 رجب 1431هـ
الموافق لـ23|6 |1985م
غزة المحاصرة(/)
شرح صوتي ماتع لكتاب الفتن وأشراط الساعة من صحيح مسلم - للشيخ سليمان الرحيلي
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[25 - Jun-2010, صباحاً 05:45]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---------
فهذا شرح لكتاب الفتن من صحيح الإمام مسلم رحمه الله تعالى، ألقاه الشيخ الدكتور سليمان بن سليم الله الرحيلي حفظه الله تعالى بالمسجد النبوي الشريف، وتم بفضل الله تعالى تقسيمه حسب الأبواب والمواضيع
وأدعو إخواننا لنشره بين المسلمين، لما فيه من ضوابط مهمة تجاه الفتن
-----------
01_موقف المسلم من الفتن ( http://www.archive.org/download/Fitan_SRhili/Kitab-Elfitan_S-Ruhali01.mp3)
02_ باب اقتران الفتن وفتح ردم يأجوج ومأجوج ( http://www.archive.org/download/Fitan_SRhili/Kitab-Elfitan_S-Ruhali02.mp3)
03_ باب الخسف بالجيش الذي يؤم البيت ( http://www.archive.org/download/Fitan_SRhili/Kitab-Elfitan_S-Ruhali03.mp3)
04_ باب نزول الفتن كمواقع القطر ( http://www.archive.org/download/Fitan_SRhili/Kitab-Elfitan_S-Ruhali04.mp3)
05_ باب إذا تواجه المسلمان بسيفيهما ( http://www.archive.org/download/Fitan_SRhili/Kitab-Elfitan_S-Ruhali05.mp3)
06_ باب هلاك هذه الأمة بعضهم ببعض ( http://www.archive.org/download/Fitan_SRhili/Kitab-Elfitan_S-Ruhali06.mp3)
07_ باب إخبار النبي صلى الله عليه وسلم فيما يكون إلى قيام الساعة ( http://www.archive.org/download/Fitan_SRhili/Kitab-Elfitan_S-Ruhali07.mp3)
08_ باب في الفتنة التي تموج كموج البحر ( http://www.archive.org/download/Fitan_SRhili/Kitab-Elfitan_S-Ruhali08.mp3)
09_ باب لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب ( http://www.archive.org/download/Fitan_SRhili/Kitab-Elfitan_S-Ruhali09.mp3)
10_ باب في فتح قسطنطينية وخروج الدجال ونزول عيسى ابن مريم ( http://www.archive.org/download/Fitan_SRhili/Kitab-Elfitan_S-Ruhali10.mp3)
11_ باب تقوم الساعة والروم أكثر الناس ( http://www.archive.org/download/Fitan_SRhili/Kitab-Elfitan_S-Ruhali11.mp3)
12_ باب إقبال الروم في كثرة القتل عند خروج الدجال ( http://www.archive.org/download/Fitan_SRhili/Kitab-Elfitan_S-Ruhali12.mp3)
13_ باب ما يكون من فتوحات المسلمين قبل الدجال ( http://www.archive.org/download/Fitan_SRhili/Kitab-Elfitan_S-Ruhali13.mp3)
014_ الآيات التي تكون قبل الساعة - تقسيمها وترتيبها ( http://www.archive.org/download/Fitan_SRhili/Kitab-Elfitan_S-Ruhali14.mp3)
15_ الآيات التي تكون قبل الساعة - الدخان ( http://www.archive.org/download/Fitan_SRhili/Kitab-Elfitan_S-Ruhali15.mp3)
16_ الآيات التي تكون قبل الساعة - فتنة الدجال1 ( http://www.archive.org/download/Fitan_SRhili/Kitab-Elfitan_S-Ruhali16.mp3)
17_ الآيات التي تكون قبل الساعة - فتنة الدجال2 ( http://www.archive.org/download/Fitan_SRhili/Kitab-Elfitan_S-Ruhali17.mp3)
18_ الآيات التي تكون قبل الساعة - الدابة ( http://www.archive.org/download/Fitan_SRhili/Kitab-Elfitan_S-Ruhali18.mp3)
19_ الآيات التي تكون قبل الساعة - طلوع الشمس من مغربها ( http://www.archive.org/download/Fitan_SRhili/Kitab-Elfitan_S-Ruhali19.mp3)
20_ الآيات التي تكون قبل الساعة - نزول عيسى عليه السلام ( http://www.archive.org/download/Fitan_SRhili/Kitab-Elfitan_S-Ruhali20.mp3)
21_ الآيات التي تكون قبل الساعة - يأجوج ومأجوج ( http://www.archive.org/download/Fitan_SRhili/Kitab-Elfitan_S-Ruhali21.mp3)
22_ الآيات التي تكون قبل الساعة - الخسوفات الثلاثة ( http://www.archive.org/download/Fitan_SRhili/Kitab-Elfitan_S-Ruhali22.mp3)
23_ الآيات التي تكون قبل الساعة - النار التي تخرج من اليمن ( http://www.archive.org/download/Fitan_SRhili/Kitab-Elfitan_S-Ruhali23.mp3)
24_ ضوابط مهمة يحتاجها المسلم عند الفتن ( http://www.archive.org/download/Fitan_SRhili/Kitab-Elfitan_S-Ruhali24.mp3)
25_ الاجابة عن أسئلة الدروس ( http://www.archive.org/download/Fitan_SRhili/Kitab-Elfitan_S-Ruhali25.mp3)
أسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل خالصا صوابا، وأن ينفع به
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
منقول من كتابة الأخ محمد الهاشمي جزاه الله خيرًا.
ترجمة للشيخ سليمان الرحيلي. ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=54189)
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[25 - Jun-2010, صباحاً 05:49]ـ
موضوع ذو علاقة، فيه تفريغ للأسئلة المطروحة ووقتها من الرابط الصوتي
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=39855
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[25 - Jun-2010, مساء 08:34]ـ
نفع الله بكم الأمة
نحتاج لهذه الدروس ونحن في زمن الفتن ..(/)
ذهاب الاسلام على أيدي أربعة أصناف
ـ[خالد أبو عبد الله الجزائر]ــــــــ[25 - Jun-2010, مساء 04:25]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ذهاب الاسلام على أيدي أربعة أصناف
الصنف الاول: من له علم بلا عمل؛ فهو أضر شيء على العامة، فإنه حجة لهم في كل نقيصة ومبخسة.
الصنف الثاني: العابد الجاهل؛ فإن الناس يحسنون الظن به لعبادته وصلاحه فيقتدون به على جهله.
وهذان الصنفان هما اللذان ذكرهما بعض السلف في قوله: «احذروا فتنة العالم الفاجر، والعابد الجاهل، فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون»؛ فان الناس إنما يقتدون بعلمائهم وعبادهم، فإذا كان العلماء فجرة، والعباد جهلة، عمت المصيبة بهما وعظمت الفتنة على الخاصة والعامة.
الصنف الثالث: الذين لا علم لهم ولا عمل؛ وإنما هم كالأنعام السائمة.
الصنف الرابع: نواب إبليس في الأرض؛ وهم الذي يثبطون الناس عن طلب العلم والتفقه في الدين؛ فهؤلاء أضر عليهم من شياطين الجن؛ فانهم يحولون بين القلوب وبين هدى الله وطريقه.
فهؤلاء الأربعة أصناف كلهم على شفا جرف هارِ، وعلى سبيل الهلكة، وما يلقى العالم الداعي إلى الله ورسوله ما يلقاه من الأذى والمحاربة إلا على أيديهم، والله يستعمل من يشاء في سخطه، كما يستعمل من يحب في مرضاته، إنه بعباده خبير بصير.
ولا ينكشف سر هذه الطوائف وطريقتهم إلا بالعلم، فعاد الخير بحذافيره إلى العلم وموجبه، والشر بحذافيره إلى الجهل وموجبه.
من كتاب مفتاح دار السعادة لابن قيم الجوزية
ـ[مبتسم أبو طلحة]ــــــــ[25 - Jun-2010, مساء 10:58]ـ
معلومات مفيدة جزاكم الله خير(/)
(حطم صنمك) أول مشاركة في مجلسكم الموقر
ـ[عمار سليمان]ــــــــ[25 - Jun-2010, مساء 06:33]ـ
http://store2.up-00.com/Jun10/xuL75839.gif (http://www.up-00.com/)
و أصلي و اسلم على سيد المرسلين و امام المتقين و اله الطاهرين و صحبه الغر الميامين.
تتتابع الحروف و تتزين الجمل و تثار الافكار و تسكب العبرات ناصحة نفس الانسان
أن تلزم الشرع و أتباع سبيل الحق , و لكل نفس هواها و مشتهاها
فالعاجز من سلم روحه لشيطان نفسه فأظلم نورها و أخبت ضيائها
و الحاذق من نقاها بوردٍ من الاذكار
و كثرة أستغفار,
و لكل نفس صنم من الهوى يؤزها أزا فيزعزع استقرارها و يكدر بياض صفائها
و يعكر جمال نقائها و لهذا تنبه يا عبد الله لهذا العدو الذي
ان خفي عنك حسبته حبيبك و مؤنسك في مسيرك و هو طاعن في قلبك
و هادم لأركان ديناك ...
و كما قال ربي جل في علاه (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ).
فالهوى ان تمكن منك عَبدك لشهواتك و حطم عظيم بنيانك و هدم بيتك
و عطل اركانك ’ فالهوى انواع و اصناف فمنه ما هو كبر و عقابه عدم النظر
فمن تكبر نازع الله في صفته فأورده الله ذله و الزمه حده و سلط عليه خلقه
و منه الحب و عقابه القطع فكل حب في الله موصول وغيره مقطوع و مذلول
و به يقطع الله وصل الحبيب بحبيبه لأنه حاد عن مضمون شرعه و هدي حبيبه
و منه ما هو عناد فسل كيف كان عقبته من قوم عاد و منه ظلم و تسلط و حب
سيادة وو عاقبته ذل و وضغارة فمن سلك قوته على العباد سلط الله عليه الاوجاع
و الامراض فظلم افة تفتك بصاحبها فتدمر حصنه بيده و تخرب عقله
برأيه و بمليء أمره ....
و للبعد عن الهوى ألزِم نفسك لجام السنة و اخبت اناتها بالعزم
و القوة و سلم لما صح من حديث و اسقي قلبك من ينابيع أية
و أكثر من التوبة و زد في بحر الطاعة و فارق زواج المعصية و طلقها ثلاثة و أقترن
بالعبادة و أسقيها بماء الصبر تعطيك ثمار النصر .....
عش لدينك تصلح دنياك و أقتفي أثر حبيبك (صلى الله عليه و سلم)
تكسب أخراك و أتبع الطاعة الزلة تمحوها و اارفقها بالاستغفار تدثر سواد
اثرها فكل زلة تٌكدر القلب بنكتة سوداء و ظلمة بهماء فتتعمي القلب عن
نور الحق و لهذا اشغل قلبك في قرأن السرور و تخير لنفسك ربات الخدور
و أختر من تعينك على نفسك و تساعدك في هدم صنمك فاجعلها حافظ
لنفسك راعية لبيتك قائمة على نصحك .....
و في الختام أخي / أختي بالله أحي قلبك بين بساتني القرأن
و متع نفسك بقطف
أزهار من أحاديث العدنان و أمن روعة القلب بنور اليقين و اجعل مقام لليل
سهر قيام و نهارك مقام صيام و أدعى الله الكريم المنان تنال رفعة و علو مقام ....
كتبها الفقير الى عفو ربه عمار سليمان في تاريخ 11/ 7/1431 من هجرة
الرسول الاعظم روحي له فداء
ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[25 - Jun-2010, مساء 06:52]ـ
بما أنها أول مشاركة لكم،
نرحب بكم مع إخوة لك وأخوات ... طرقوا باب الألوكة، فوجدوا بغيتهم ... في رحاب الكتب والمواعظ و النصح ...
جزاك الله خيرا، وجعل تذكرتك في موازين الحسنات.
ـ[عمار سليمان]ــــــــ[28 - Jun-2010, مساء 06:49]ـ
بما أنها أول مشاركة لكم،
نرحب بكم مع إخوة لك وأخوات ... طرقوا باب الألوكة، فوجدوا بغيتهم ... في رحاب الكتب والمواعظ و النصح ...
جزاك الله خيرا، وجعل تذكرتك في موازين الحسنات.
جزاكم الله خيرا ...(/)
وصية: دائما ادعُ بهذا الدعاء (ربِّ أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك ربّ أن يحضرون)
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[26 - Jun-2010, صباحاً 07:46]ـ
وصية: دائما ادعُ بهذا الدعاء (ربِّ أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك ربِّ أن يحضرون).
قال الله تعالى: {وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ} المؤمنون 97 - 98.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
تفسير العلامة الشيخ: (عبد الرحمن بن ناصر السعدي) - رحمه الله - لهذه الآية:
{وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ} أي: أعتصم بحولك وقوتك متبرئا من حولي وقوتي.
{مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ} أي: أعوذ بك من الشر الذي يصيبني بسبب مباشرتهم وهمزهم ومسّهم، ومن الشر الذي بسبب حضورهم ووسوستهم، وهذه استعاذة من مادة الشر كله وأصله، ويدخل فيها الاستعاذة من جميع نزغات الشيطان، ومن مسّه ووسوسته، فإذا أعاذ الله عبده من هذا الشر، وأجاب دعاءه، سلم من كل شر، ووفق لكل خير.
انظر: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، ص 559.
وهذه فائدة أخرى لها صلة بالموضوع:
قال الله سبحانه: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ} الرعد 11.
تفسير الآية:
{لهُ} أي: للإنسان {معقبات} من الملائكة، يتعاقبون في الليل والنهار.
{مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ} أي: يحفظون بدنه وروحه من كل مَن يريده بسوء، ويحفظون عليه أعماله، وهم ملازمون له دائما، فكما أن علم الله محيط به، فالله قد أرسل هؤلاء الحفظة على العباد، بحيث لا تخفى أحوالهم ولا أعمالهم، ولا ينسى منها شيء.
انظر: المصدر السابق، ص 414.
السلفية النجدية.(/)
هل هذا الحديث يدل على فضل الدعاء بعد الوضوء؟
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[26 - Jun-2010, صباحاً 08:58]ـ
روى البخاري في صحيحه كتاب الدعوات باب الدعاء عند الوضوء
عن أبي موسى رضي الله عنه قال: دعا النبي صلى الله عليه وسلم بماء فتوضأ به ثم رفع يديه فقال: " اللهم اغفر لعبيد أبي عامر ورأيت بياض إبطيه فقال اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك من الناس" رواه البخاري 5904
هل هذا الحديث يدل على فضل الدعاء بعد الوضوء؟(/)
كيف أكون ابنا بارا قولا وفعلا؟
ـ[عادل أحمدموسى]ــــــــ[26 - Jun-2010, مساء 09:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
إن بر الوالدين أمر واجب لا ينازع في ذلك أحد
والسؤال الذي يشغل بالي كيف أكون بارا بوالدي، أو ماذا أفعل كي أكون بارا بهما؟ فهما والحمد لله أصحاء أغنياء ولا أعلم حقيقة ماذا أفعل لأكون بارا بهما؟ فهما لا يحتاجان لمالي بل ربما منحاني مالا وفيرا، وإذا أهديت لهما شيئا أقسما عليا ألا أفعل ثانية
فأرجو من كل قارئ لهذا الموضوع أن يشير برأيه ولا يبخل علينا بمشورته وجزاكم الله خير الجزاء
ـ[حمد]ــــــــ[27 - Jun-2010, صباحاً 04:34]ـ
انظر فيما يحبان، واسبق إليه.
ولو بالكلمات الطيبة
ـ[مبتدئة]ــــــــ[27 - Jun-2010, صباحاً 11:57]ـ
انظر فيما يحبان، واسبق إليه.
ولو بالكلمات الطيبة
هذا ماكنت أود قوله ..(/)
من يصلني بالجامعة الاسلامية في المدينة المنورة؟؟؟
ـ[عمرو الكرمي]ــــــــ[26 - Jun-2010, مساء 11:55]ـ
اخوتي الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارجو من الاخوة طلاب العلم الذين يدرسون في الجامعة الاسلامية خصوصا في الدراسات العليا مساعدتي للوصول الى رسالتين في مكتبة الجامعة
وساذكر تلك الرسالتين عندما اتعرف الى بعض الاخوة هناك ممن يتمكنون من المساعدة
وبورك فيكم جميعا(/)
مقال لي راجعه الدكتور ناصر العمر
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[27 - Jun-2010, صباحاً 05:56]ـ
كتبت في موقع المسلم مقال بعنوان:
(الفوائد التربوية من المستجدات العصرية) على الرابط http://www.almoslim.net/node/129011
ونص المقال:
الفوائد التربوية من المستجدات العصرية
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
تتابعت سلسلة من غرائب الأفعال والسلوك الخاطئ من بعض أهل الخير والعلم، وأهل السنة يجمعون بين نفي العصمة عن أحد من الناس وبين إرشاده وتوجيهه والرد عليه، فأهل الإيمان كاليدين يغسل بعضهما درن بعض.
ونتيجة لحصول بعض الأحداث الأخيرة لبعض أهل العلم ومنها:
الجلوس مع النساء، وتشريع الاختلاط المحرم، وإعلان الصدع بالحق على المجتمع المسلم! والإثارة الإعلامية، وغير ذلك مما جعل أهل التربية ينقسمون قسمين ويسألون سؤالين.
أما القسمان فهما:
القسم الأول: قسم ينظر بعين الدهشة والاستغراب حتى أصبح يشكك فيما يراه بعينه ويسمعه بأذنيه، ويحاول الدفاع أحياناً وأحياناً يفضل السكوت، ويكمن الخطر في أثر ذلك على تدينه وقناعاته الشرعية التي تجعله يضعف مع الأيام.
والقسم الثاني: أصبح يعمم هذه السلوكيات الخاطئة على بقية أهل العلم وأهل الخير والصلاح؛ فاهتزت قيمة العلماء والصالحين في قبله، وضعف جانب الاقتداء بهم في سلوكه، ونحن مأمورون بالجملة في اتباع هدي المؤمنين وأفضلهم وأعلاهم أهل العلم بالدين.
وأما السؤالان الدائران في المجالس التربوية العامة والخاصة فهما:
1ـ لماذا يحدث ذلك؟
2ـ وكيف نتعامل معه؟
ومشاركة مني في الاستفادة من الأحداث المعاصرة دونت فوائد تربوية، مستبعداً الكلام على الأعيان اقتداء بالهدي النبوي (ما بال أقوام)، وسلوكاً لسبيل أهل السنة في تقويم أخطائهم على ضوء قوله تعالى {رحماء بينهم}.
الفائدة التربوية الأولى: تأكيد التربية المنهجية
أثبتت الحوادث ذات الخلل التربوي في الفترة الأخيرة أن التربية المنهجية المؤصلة ذات أهمية خاصة، وأقصد بها أن يتربى المسلم على منهجية مؤصلة في العلوم الشرعية وفي التطبيقات السلوكية.
فكما أن الدارس لعلوم الشريعة يسير على منهجية علمية رصينة تبدأ بصغار متون الفن مروراً بمتوسطه وانتهاء بالمطولات، ثم يمارس فنه عن طريق التدريس والتعليم فيجمع بين العلم النظري والخبرة العلمية، وهما الركنان الأصيلان لحصول الرسوخ العلمي.
وكذلك الحال بالنسبة للتربية السلوكية الأخلاقية لا بد لها من تأصيل ثم تطوير، يكون ذلك من خلال زرع القيم وتبنيها في الحياة، ثم تفعيلها في المجتمع والسير على هداها والثبات عليها.
الفائدة التربوية الثانية: تأكيد الرأي الجماعي
أثبتت الحوادث ذات الخلل التربوي في الفترة الأخيرة أن الرأي الجماعي لأهل العلم أبعد عن الخطأ وأقرب للصواب، ولقد حذر العلماء منذ عهد الصحابة الكرام من شذوذات العلماء والتي جعل لها معاذ رضي الله عنه ضابطاً بقوله: " هي التي يقول الناس هذه هذه ".
أي يستغربها الناس وتكون مدار حديثهم وينقسمون تجاهها.
وسار أهل العلم في طريقين متوازيين هما:
1ـ التحذير من شذوذات الآراء.
2ـ الدعوة إلى الرأي الجماعي سواء عن طريق الإجماع أو الاجتماع.
وكثير من التصرفات المعاصرة ذات الخلل التربوي يتبين في النهاية أنها أراء فردية نتيجة لاجتهادات خاصة باعتبارات معينة، فكان لزاماً استغلال الأحداث الأخيرة لتفعيل الاستشارة العلمية.
ومن ضروريات الاستشارة أن يترك الإنسان رأيه نزولاً عند رأي غيره مما وثق بعلمهم وأمانتهم.
الفائدة التربوية الثالثة: تفسير أحد معاني الفتنة في آخر الزمان
تواترت الأحاديث بشأن آخر الزمان، وتشعر جميعها بأنه ملئ بالفتن المدلهمة، فيصبح الرجل مسلماً ويمسي كافراً، ويرقق بعضها بعضاً، ويمر الرجل بالقبر فيتمنى أنه مكانه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وما زال أهل العلم من شراح الأحاديث يوضحون معنى الفتنة، فبينت الحوادث الأخيرة وغيرها أن المراد بالفتنة أعم من أن تحصر بنوع معين كالقتل ونحوه، وقد يكون القتل من أعلى أنواع الفتنة كما أن الشرك والكفر أعظمها، والفتنة يدخل فيها الحوادث التي يلتبس فيها الحق بالباطل، أو يحدث فيها نوع تلبيس ولو لم يقصده صاحبه ذلك، وهذا يجعل الإنسان التربوي يهتم بالاستعاذة من الفتنة بقوله أو أن يكون من الفتانين بفعله.
الفائدة التربوية الرابعة: التنظير يخالف التطبيق
من الناحية التربوية كثيراً ما يكون التنظير والمثالية ذا سقف عاليٍ وذلك حسنٌ، لكن الواقع يصدم الإنسان بالمفاجآت وما لا يتوقعه، فمثل هذه الحوادث الأخيرة يمكن استغلالها تربوياً من خلال النزول بالتربية لأرض الواقع، والهبوط ببعض العلاجات التربوية من المثالية الذهنية إلى الواقعية الحقيقية، فمثلاً:
في مجال تأصيل شذوذات الآراء تربوياً لا بد أن يفصل الإنسان بين الرأي الشاذ الغريب جداً - الخالي عن الدليل أحياناً والمصادم له أحياناً أخرى - وبين سلوك الإنسان صاحب الرأي الشاذ، فقد يكون من خيار أهل العلم، وذا عبادة وتقى، فلا ترابط تربوياً بين الرأي الشاذ وبين السلوك.
والفائدة التربوية من ذلك أننا بهذا التأصيل لا ننصدم من أي رأي شاذ مهما كان قائله، كما أننا لا نأمن جانب أنفسنا في أن نشذ بشيء ولو كنا نعد أنفسنا من الأخيار كما قال الله {وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي}.
الفائدة التربوية الخامسة: زيادة الخبرة الواقعية التربوية
إن العلم الشرعي يمكن تحصيله من خلال الوسائل المعروفة، بينما الخبرة التربوية قد لا يسهل تحصيلها إلا من خلال مرور الأعوام ورؤية المشاهد التربوية، ومعالجة النزوال والاستفادة من الأحداث، فالحوادث الأخيرة ينبغي الاستفادة منها في زيادة رصيد الخبرة التربوية عند المربين والمتربين.
فتفعيل جانب الاستشارة والمرجعية العلمية والتأني وعدم الاستعجال كلها جوانب يمكن قراءتها في الحوادث الأخيرة لأن كلا الأمرين (العلم الشرعي والخبرة التربوية) تحتاج إلى ممارسة ومعالجة وتجارب عملية.
الفائدة التربوية السادسة: سعة الاطلاع
في الكثير من المسائل العلمية يمر الإنسان عليها مروراً عاماً خاصة إن لم يكن لها حضور في مجتمعه، فمثلاً:
صلاة الجماعة، وحرمة الاختلاط.
لا يتوسع المتربي في دراسة الأدلة وسماعها لأن المجتمع لم يكن بحاجةٍ لمعرفة ما يزيد على ما يوافق المجتمع، بينما أثبتت الحوادث الأخيرة أن الإنسان بحاجة إلى الاطلاع على كل ما يقال في المسألة ولو من الآراء الشاذة وتفنيدها، وهذا يعود بالنفع العلمي للمتربي.
الفائدة التربوية السابعة: سلامة السمعة تبع لسلامة العرض
من مقاصد الشريعة الإسلامية حفظ العرض ويدخل تبعاً له حفظ ما يسمى بسمعة الإنسان من الخدش وتناول الناس لها، ولهذا نهت الشريعة المطهرة عن لبس الشهرة لأنه يعود على عرض الإنسان بالعيب، ونهت عن خوارم المروءة، وأمرت الإنسان أن يحكم بعرفه في كثير من الأمور، وقد صح عند مسلم من طريق النعمان رضي الله عنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: " ومن اتى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه " فقرن بين الاستبراء للدين والعرض.
ومما يبيح عرض الإنسان ألا يبالي بالناس فيفعل ما يذمونه به، ويكسر حاجز هيبة المخالفة في أمر قد لا يصل إلى المرتبة المستحقة لذلك شرعاً، والشذوذ بفعل أو لباس يعرف به بين الناس وغير ذلك.
وقد أثبتت الحوادث الأخيرة أن الإنسان عليه أن يبعد نفسه عن المواطن التي تسبب نيل عرضه من قبل الناس، ومن جعل نفسه في محل تهمة فهو ملوم، فليس الناس سواء من حيث العقل والفهم وحسن النية والتقى.
الفائدة التربوية الثامنة: التفريق بين العقل والعلم
يكثر الخلط بين العلم والعقل من حيث التلازم، فيظن البعض أن كل تصرف ناتج من شخص محسوب على العلم الشرعي أنه محسوب تبعاً على الشريعة الإسلامية، بينما هناك تصرفات شرعية يفعلها طالب العلم نتيجة لبحثٍ علمي للمسألة العلمية.
وهناك تصرفات يفعلها طالب العلم باعتباره شخصاً كغيره من الناس باعتبارات بشرية فيدخلها الذكاء وعدمه، واليقظة والغفلة، وغير ذلك مما يعم جميع الناس.
(يُتْبَعُ)
(/)
فمن الظلم الخلط بينهما، إلا أن قوة العقل تسترُ ضَعْف العلم، بينما َضْعف العقل يَفضحُ كثير العلم.
وهذا دور أهل التربية في تحويل قوة العقل النظرية إلى دروس عملية واقعية بحيث ينشط العقل ويعرف خبرات الحياة ومكائد الناس وطرق التعامل معهم وحبائلهم وطبائعهم، فيسخر ذلك لخدمة علمه الشرعي.
الفائدة التربوية التاسعة: النظر إلى مآلات الأحداث
من فقه التربية أن ينظر الإنسان إلى مآلات فعله كما ينظر إلى خطوات تنفيذه، ولكي يعرف مآلات الفعل ما عليه إلا أن يضع نفسه أحد المتابعين للحدث فما سيكون ردة فعل له سيكون ردة فعل للناس، فالإنسان ما هو إلا أنموذج من الناس، وما ينطبق عليه ينطبق على طائفة منهم، والإنسان أصدق ما يكون مع نفسه مالم يجذبه هوى.
وقد أثبتت الحوادث الأخيرة أن التفكير في المآلات ليس كالتفكير في التنفيذ، فليستفد التربويون من ذلك وليسخروه واقعاً عملياً في تربيتهم.
الفائدة التربوية العاشرة: مسئولية الفعل
كثير من الأحداث الأخيرة كانت قبل عدة أشهر ثم إذا بها تكون حديث الساعة حتى أن بعض أصحابها استغربوا ظهورها بعد أن أيقنوا بموتها، وهذا ما ينبغي لأهل التربية أن يلتفتوا إليه وهو مسئولية الفعل.
فكما أن الكلمة لها مسئولية ويكون الإنسان المتفوه بها مسئولاً عنها فكذلك الفعل ينبغي للإنسان أن يكون مسئولاً عن فعله، والفائدة التربوية لذلك أن يستقيم السلوك كما يستقيم القول إما رهبة أو رغبة.
الفائدة التربوية الحادية عشرة: المشتبهات
كما يوجد في الأحكام التكليفية أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس ويلتبس فيها الحق بالباطل فكذلك الحال بالنسبة للمسائل الدعوية ففيها المحكم البين، وفيها المتشابه الذي يلتبس على البعض، ويختلف أهل العلم فيه اختلافاً يرجع على تمايزهم في العلم وذلك فضل الله يفتح الله على بعض عباده بما يشاء سبحانه.
والواقع المعاصر كثرت فيه المستجدات المشتبهة فعلى المربي أن يتأنى في الحكم والفعل والإقدام، وكما يشرع اجتناب المشتبهات في الأحكام التكليفية فكذلك يشرع الاجتناب في المشتبهات الدعوية.
ومما يجدر التنبه له أن المشتبهات الدعوية فرع عن الاشتباه العلمي، وبينهما ترابط وتلازم، والعلم هو الجامع في علاجهما جميعاً.
الفائدة التربوية الثانية عشرة: تقاطع المصالح مع المفاسد الدعوية
أطال أهل العلم رحمهم الله في تفصيل أحوال تعارض المصالح مع المفاسد في الأحكام الشرعية، وكثير من كلامهم مرتبط بصور معينة في زمانهم، واتفقت كلمتهم على أن خوض هذا الباب يقوم على تقدير المصلحة على حقيقتها، وتقدير المفسدة على حقيقتها، ولا يكون ذلك إلا بعد التضلع بعلوم الشريعة، فليس الباب - كما تتخيله النفس - من الأبواب السهلة التي يستطيع الإنسان أن يعمل عقله وتفكيره فيها فيعرف بذلك المصلحة من المفسدة، ولهذا يجعلها علماء الأصول من أنواع الأدلة بعد الكتاب والسنة والإجماع والقياس وقول الصحابي، فذلك فيه إشارة إلا أن الاستدلال بالمصلحة يكون بعد تحصيل تلك المراتب العلمية العلية.
ومن تأمل كثير من الحوادث الأخيرة ذات الخلل التربوي سيجد أن معظمها قام على باب تحقيق المصلحة، بينما كشفت الأيام أن ذلك الفعل هو عين المفسدة أو يؤدي إليها، وهذا يدل على جهل الإنسان وظلمه كما قال عنه ربه {وكان الإنسان ظلوماً جهولاً}.
الفائدة التربوية الثالثة عشرة: جر السوء للمسلمين
جاء عند الترمذي بسند حسنه عن عبد الله بن عمرو مرفوعا قوله: " وأعوذ بك أن أقترف سوء أو أجره إلى مسلم ".
فأفاد الحديث فائدة تربوية جليلة أن الإنسان قد يقع في حالتين من الظلم، هما:
1ـ أن يقترف الذنب: فيباشره بنفسه.
2ـ أن يجره إلى غيره: فيكون سببا في فتنة غيره أو ضلاله أو الوقوع في غيبته.
فعلى أهل التربية أن يربوا النفس على الترفع عن الذنوب صغيرها وكبيرها، وكذلك ألا يكون الواحد سبباً في فتنة غيره وإضلاله، وفي الحديث " أعوذ بك أن أَضل أو أُضل " وأَضل بالفتح المراد بها: الاستعاذة أن أضل نفسي أو غيري من المسلمين، وقوله " أُضل " أي أن يضلني غيري من المسلمين فيكون فتنة لي وأنا فتنة له.
(يُتْبَعُ)
(/)
والمتأمل للحوادث الأخيرة يجد أنها تسببت في إضلال بعض المسلمين من قليلي العلم وضعاف البصيرة وزادت أهل الأهواء تمسكاً وبعداً عن الهدى والعياذ بالله، وكما أن الإنسان المسلم مأمور بأن يهدي غيره فكذلك هو مأمور بأن يحفظ إيمان غيره عن الضلال.
الفائدة التربوية الرابعة عشرة: الاستخارة الدعوية
تشرع الاستخارة في كل شيء من الأمور كما قال جابر رضي الله عنه: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها " فيشمل ذلك الأمور الدعوية والتربوية فتشرع فيها الاستخارة أيضاً، بل إن الاستخارة فيها آكد من الاستخارة في كثير من الأمور المباحة التي قد يحصل بفواتها ضررٌ قاصر، بينما الأمور الدعوية يحصل بفواتها ضررٌ متعدٍ في كثير من الحالات، ومن ذلك الاستخارة في إظهار قول أو حضور اجتماع أو كتابة بيان أو تبني حملة أو غيرها من المسائل التي تقع في الساحة الدعوية.
الفائدة التربوية الخامسة عشرة: التأني الدعوي
قال النبي صلى الله عليه وسلم لأشج عبد القيس: " إن فيك لخصلتين يحبهما الله الحلم والأناة " والأناة هي عدم الاستعجال في الأمر كله، وهو يحصل بفضل الله ثم بالتعلم والتأني، فالأناة محبوبة لله في الأمر كله، ومن ذلك التأني في الأمور الدعوية.
وينبغي أن يفرق بين التأني الدعوي واللامبالاة أو عدم الشعور بالمسئولية، ولئن كان الاستعجال في ردود الأفعال مظنة الزلل والخطأ؛ فإن الاستعجال في إصدار الفتاوى أيضاً مظنة الشذوذ والقصور.
وقد ثبت بالتجربة الدعوية أن كثيراً من المستجدات الدعوية تزداد مع الأيام بياناً ووضوحاً، ومعلوم أن الحكم عن الشيء فرع عن تصوره.
الفائدة التربوية السادسة عشرة: ضريبة الشهرة
ما زال أهل العلم يسطرون في مؤلفاتهم استحباب بعد الإنسان عن الشهرة، وليس السب الوحيد هو خوف العجب مع خطورة هذا المرض القلبي، وإنما لأن للشهرة ضرائب منها:
تكبير الصغيرة، وجمع السقطات، وعرض الإنسان عقله على غيره، وإبراز فعله أمام المخالفين، وتسهيل مهمة التقصد والترصد، وزيادة الحسد عند مرضى القلوب.
وهذا يجعل الداعية والمربي المشهور أن يزيد تألهه لربه في السداد والصواب، كما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم علياً رضي الله عنه: " قل اللهم اهدني وسددني، واذكر بالهدى هدايتك الطريق والسداد سداد السهم " رواه مسلم.
ولا أقصد بذلك أن ينعزل الداعية عن مجتمعه والتفاعل الدعوي معه إلا أن لكل شيء ضريبة فليكن الداعية على بينة وحذر، وليتحصن بالذكاء، وليعمل فراسته أحياناً، ولا يغتر بظواهر الأمور، وليحذر من مبالغات الناس، فإن من سبر كلام الناس وجده يبنى على المبالغات في كثير من الأحيان، فمثلاً:
يصور المستفتي للداعية المنكر بصورة أعلى مما هو عليه، وأحياناً يجعل الحالة التي يريدها أشد مما هي عليه وهكذا من غير قصد للكذب، وإنما لأن الناس يختلفون في التحمل والأداء، وغالباً يكون قصدهم تفاعل المستمع مع مواضيعهم، وهذا أمر يدركه الداعية بالخبرة الدعوية والممارسة العملية في حلول المشكلات
الفائدة التربوية السابعة عشرة: مناسبة الحال والوقت
من خصائص المفتي أن يراعي حال السائل ومناسبة الوقت، وهذا باب عظيم يقوم عليه باب الإفتاء، وهو يتعاضد مع الأدلة الشرعية ولا يتعارض معها.
فكذلك الحال بالنسبة للأمور الدعوية ينبغي أن يراعي فيها حال السائل أو المدعو ومناسبة الزمن والوقت، فإن لم يكن الوقت مناسباً لإظهار أمر دعوي أو رأي خاص فلا يخرجه الداعية.
وهذا مما ينبغي أن يتربى عليه الداعية من خلال قوته العلمية بالإضافة إلى مخالطة الناس والدخول إلى عمق مشكلاتهم والمشاركة في حلها، والإصلاح بينهم،والقرب من واقعهم.
وأختم الفوائد المستنبطة:
بأن أهل السنة أرحم الخلق بالخلق، وهم فيما بينهم أكثر تراحماً، والتماس العذر لمن أخطأ منهج نبوي، وازدراء أهل الخير والصلاح والاستهزاء بهم والنيل من أعراضهم سلوك جاهلي يدفعه هوى شيطاني، والمؤمن فطن لبيب أريب، والمسكنة لله والافتقار إليه والتضرع بين يديه يفتح للعبد أبواب السماء والإعانة الربانية، وقد قال تعالى {إن الله يدافع عن الذين آمنوا} ولئن تكفل الله بالمدافعة فقد ربطها بتحقق الإيمان، وعلى قدر الإيمان تكون المدافعة الربانية، وما زالت بحمد الله هذه الزلات في محيط الندرة والقلة مع تضخيم الإعلام لها، فالله أسأل التوفيق والسداد لي ولإخواني ولمشايخنا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[27 - Jun-2010, مساء 04:29]ـ
نفع الله بك,,,
ـ[أبو زيد المدني]ــــــــ[27 - Jun-2010, مساء 04:51]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك شيخنا أبا سالم
مقال رصين ونحن بأمس الحاجة إليه خصوصا الفائدة التربوية الثامنة جديرة بالاحتفاء(/)
الفوائد البهية من اللقاء الإذاعي للمشرف على موقع الدرر السنية
ـ[الفاتحين]ــــــــ[27 - Jun-2010, صباحاً 08:51]ـ
الفوائد البهية من اللقاء الإذاعي للمشرف على موقع الدرر السنية
(الشيخ علوي بن عبدالقادر السقاف)
"يحفظه الله"
كتبها
سامح محمد عيد محمد
(أبو محمد الفاتح)
منذ عدة أيام تم استضافة الشيخ علوي بن عبدالقادر السقاف في البرنامج الإذاعي الشهير (معكم على الهواء) لمقدمه عبدالواحد بن حمد المزروع والذي تبثه إذاعة القرآن الكريم بالمملكة العربية السعودية ..
وقد استمعت إليه كاملا فوجدته لقاءً شيقاً ممتعاً مليء بالفوائد العلمية والتقنية في خدمة السنة؛ فآثرت لكل من لم يحالفهم التوفيق باستماعه أن أنقل لهم بعض من هذه الفوائد المستنبطة من كلام الشيخ علوي حسب ذكرها في البرنامج الإذاعي فأقول وبالله التوفيق:
الفائدة الأولى:
التقنيات الحديثة ليست ظاهرة معاصرة أو جديدة، بل إن كل عصر له تقنيته الخاصة به؛ ففي السابق استخدم علماء الإسلام الورق (البردي المصري) وكانوا من قبل يستخدمون الألواح، وبعدها لما اخترعت (الكاغت) استخدموه، والآن يستخدمون الأوراق التي بين أيدينا ..
وهكذا الأقلام فبدايتها كانت من الريشة والمحبرة إلى الأقلام التي اخترعت في القرن الرابع والخامس إلى الأقلام الحالية المتيسرة المعروفة
ثم جاء عصر الطباعة وهرع لها المسلمون وعلماء الإسلام في الهند ومصر وغيرها ..
حتى الإذاعة والتلفاز والفضائيات من التقنيات الحديثة إلى أن جاء الكومبيوتر والإنترنت الآن ..
الفائدة الثانية:
التقنيات الحديثة اليوم ضرورة عصرية يجب استثمارها لما فيها من إمكانات مذهلة وقدرات على التخزين وعلى نقل المعلومات واسترجاعها بسرعة فائقة ... إلخ
فهي توفر الجهد والطاقة والوقت للباحث فهي نعمة من نعم الله عز وجل {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا} *إبراهيم:34* وهذه النعم تدوم وتزيد بالشكر {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأزِيدَنَّكُمْ} *إبراهيم:7*
الفائدة الثالثة:
بعض طلاب العلم يظن أنه ينبغي كي يكون طالب علم فعليه أن يكون بعيداً كل البعد عن التقنيات الحديثة كالكومبيوتر والإنترنت ..
بل بعضهم يظن أنه كلما كان عن هذه التقنيات أبعد كلما كان من العلماء أشبه وأقرب.
وهذا جهلٌ؛ فهؤلاء العلماء لو أتيحت لهم الفرصة لتعلم هذه التقنيات الحديثة لهرعوا إليها ..
فينبغي على طالب العلم أن يهتم بهذه التقنية لما فيها من فوائد ..
الفائدة الرابعة:
من إيجابيات التقنيات الحديثة ببرامجها الكثيرة سواء موسوعية أو تخصصية أنها حفظت لنا معلومات من علوم السنة ووفرت في شراء الكثير من الكتب، وهذا بالإضافة إلى سرعتها الهائلة في البحث، وتيسير الوقوف على المعلومة داخل نص الكتاب فبدلاً من قضاء الساعات في البحث وربما لم يصل طالب العلم إلى بغيته يجدها في دقائق أو ربما ثواني كما أنها أعانت الباحثين في بحوثهم والخطباء في خطبهم وغير ذلك فحري بطالب العلم أن لا يغفلها ولا يترك هذا الخير الكبير الذي بين يديه ..
الفائدة الخامسة:
من لا يحسن التعامل مع الحاسب الآلي فهو أمي حاسوبي أو جاهل في هذا الأمر ..
الفائدة السادسة:
يجب على طالب العلم ألا يفصل بين طلب العلم وبين استخدام التقنية الحديثة الموجودة، وكوننا وجدنا في زمن كبار العلماء (كبار في السن) فليس ذلك دليل على رفض هؤلاء لاستخدامها بل يمكن أنه لا يحسنها ولا يجيد استخدامها أو لم يتعلمها، ولكن طلاب العلم اليوم في الثلاثينات والأربعينات من مستخدمي التقنيات الحديثة بعد عشرين سنة سيكون من كبار العلماء وهو في وقتها سيجيد استخدامها؛ فهذا "الفصام النكد" بين استخدام الحاسب وبين طلب العلم ينبغي أن يزال من أذهان الكثير من طلاب العلم.
الفائدة السابعة:
طالب العلم إذا لم ينتفع بعلمه الذي تعلمه فما هي فائدة هذا العلم فهو سيتعلم العلم وسيتعلم أن يكون مظهره هو المظهر الإسلامي في اللباس وفي غير اللباس فإن لم يلزمه فيلزم من إذاً ..
الفائدة الثامنة:
شبكات الإنترنت مثلها مثل غيرها من البرامج فيها معلومات دقيقة وصحيحة وفيها معلومات أخرى مصحفة ومحرفة كما يحدث في أمر الطباعة للكتب التي بعضها يكثر فيها التصحيف وبعضها فيه دقة
ومن السلبيات التي على شبكات الإنترنت:
· كثرة التصحيفات في المكتبات الإلكترونية
(يُتْبَعُ)
(/)
· ضعف التوثيق العلمي
· الضعف البرمجي والذي يظهر في البحث وتنصيب البرنامج وتركيبه
· فقد المعلومة إما عن طريق الفيروسات أو سوء الحفظ أو الأعطال الفنية ...
ومع ذلك لا يمكن الاستغناء في هذا العصر عن مثل هذه التقنيات الحديثة ..
الفائدة التاسعة:
على المنتجين للمواقع الإسلامية بتقوى الله في إصدار البرامج التي تتعلق بعلم الشريعة وألا يكون مقصد هذه الشركات هو التكسب والاستكثار المادي، كما أوصيهم بتطوير آليات البحث .. والتأكد من البرنامج قبل طرحه بتحكيمه علميا ومراجعته علميا وبرمجيا ..
الفائدة العاشرة:
يجب أن يحذر طالب العلم من الجرأة على التأليف بسبب انتشار البرامج التقنية، مما يؤدي إلى خروج كتابات غير مؤصلة ..
الفائدة الحادية عشرة:
من المواقع على شبكة الإنترنت التي خدمت السنة والشريعة بالمفهوم الشامل:
· موقع الإسلام الذي تشرف عليه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد من تطوير وإشراف شركة حرف.
· الجمعية العلمية السعودية للسنة وعلومها والتي تحت إشراف جامعة الإمام محمد بن سعود.
· شبكة السنة النبوية وعلومها والتي يشرف عليها دكتور فالح الصغير.
· موقع الموسوعة الشاملة
· موقع المشكاة الإسلامية
وبالنسبة للمواقع التي تهتم بالطبعات النادرة أو المفقودة والتي توجد على هيئة "بي دي إف":
· موقع المكتبة الوقفية
· موقع المصطفى الإلكترونية
ومن المواقع التي تهتم بالمخطوطات:
· موقع إدارة المخطوطات والمكتبات الإسلامية بوزارة الأوقاف الكويتية.
· مركز الكتب والمخطوطات المصورة
· مركز ودود للمخطوطات
· مخطوطات جامعة الملك سعود
ومن المواقع التي خدمت علم الفقه:
· موقع الفقه الإسلامي والتي يرأس مجلس أمنائه الشيخ الدكتور عبدالرحمن الأطرم.
ومن المنتديات والملتقيات العلمية:
· ملتقى أهل الحديث
الفائدة الثانية عشرة:
لا بد أن نفرق بين البرامج وبين مواقع الإنترنت؛ فالبرامج لا يوجد بها سلبيات سوى أنها تأخذ من الوقت ولكنها في المقابل تعطي الكثير، أما المواقع فقد يكون لها سلبيات قد ذكرناها سابقاً.
الفائدة الثالثة عشرة:
موقع الدرر السنية الهدف منه: إيجاد مرجعية علمية مؤصلة من خلال تأسيس قواعد بيانات ضخمة في الموسوعات العلمية، ومن تيسير الوصول إليها من خلال التقنيات الحديثة.
الفائدة الرابعة عشرة:
نحذر طلبة العلم من "البالتوك" و"اليوتيوب" إلا في الحالات الضرورية جداً أو من لا يخشى على نفسه ومن ذا الذي لا يخشى على نفسه!!
الفائدة الخامسة عشرة:
المستهدف من موقع الدرر السنية كل المسلمين من العلماء وطلبة العلم والقضاة والمفتين وأساتذة الجامعات والمتخصصين والباحثين الشرعيين والمكتبات ومراكز البحث العلمي وعامة الناس ..
الفائدة السادسة عشرة:
الدرر السنية معناها:
الدرر: جمع درة وهي كبار اللؤلؤ ويسمى هكذا لنقائه وصفائه وشدة إضائته ومنها قوله تعالى {كأنه كوكب دري}
السنية: بفتح السين المشددة من السنا أو السناء والسنا: شدة الإضاءة شدة البريق {يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالأبْصَارِ} *النور: 43* أو السناء: وهو العلو والرفعة كما قال صلى الله عليه وسلم ((بشر هذه الأمة بالسناء .. والرفعة في الدين)) [رواه أحمد (5/ 134) (21262) وقال الألباني في أحكام الجنائز (70): إسناده صحيح على شرط البخاري] إذا سني الشيء سنا وسناء كلاهما معناه صحيح أي: أضاء وارتفع فالدرر السنية هي درر مضيئة
الفائدة السابعة عشرة:
وبعض الناس لا يعرف من الكتب التي أُلفت بعنوان الدرر سوى كتاب (الدرر السنية في الأجوبة النجدية)
ولكن أول من سمى هذا الاسم هو الحافظ العراقي (الدرر السنية في نظم السيرة النبوية) أو (الدرر السنية في مدح خير البرية)
وفي القرن العاشر ألف أبو يحيى زكريا الأنصاري (الدرر السنية على شرح الألفية)
وفي القرن الحادي عشر ألف الكيلاني (الدرر السنية في المواعظ الكيلانية)
وقبله ألف الأبياري (الدرر السنية على ألفاظ الآجرومية)
وفي القرن الثاني عشر ألف الطرابلسي (الدرر السنية في شرح الأربعين النووية)
و (الدرر السنية في فضائل الدولة العثمانية) ألفه الأزميري
وفي القرن الثالث عشر ألف الونائي (الدرر السنية في شرح الكنوز البهية)
وفي القرن الرابع عشر أتى أحمد بن زيني دحلان وهذا معروف بأنه مناوئ لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب (الدُّرر السَّنِيَّة في الرد على الوهابية)
و (الدُّرر السَّنِيَّة في الدولة الحسنية) لأبي الحسن المراكشي
و (الدُّرر السَّنِيَّة في الألفاظ العامية وما يقابلها من العربية) لحسين فتوح
ثم آخر كتاب ألف (الدرر السنية في الأجوبة النجدية) لابن قاسم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
كتبه واستنبط فوائده
سامح محمد عيد
أبو محمد الفاتح
ـ[مبتدئة]ــــــــ[27 - Jun-2010, صباحاً 10:10]ـ
جزاكم الله خيرا.
لقد استفدت كثيرا من الموضوع خاصة فيما يتعلق باسماء المواقع الإسلامية حيث أني كثيرا ما أتردد في دخول موقع والنقل منه .. وإني لأرجو من الإخوة والأخوات تزويدنا بأسماء مواقع اسلامية موثوقة أكثر للإستفادة منها ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مبتدئة]ــــــــ[27 - Jun-2010, صباحاً 10:35]ـ
كذلك عندي استفسار عن كيفية الإستفادة من موقع الدرر السنية:
هل يستطيع اي أحد الإستفادة منه أم هو مقصور على طلبة العلم المتمكنين؟ لأن حدث عندي اشكال في مسألة الحكم على الأحاديث، ففي موقع الدرر أجد الحديث ضعيف - مثلا - ولكني أقرأ في موضع آخر أنه صحيح .. فما العمل في هذه الحالة؟
ـ[الفاتحين]ــــــــ[27 - Jun-2010, صباحاً 10:44]ـ
الاستفادة من موقع الدرر السنية سهلة للغاية، وبالنسبة للحكم على الحديث فقد تجدينه ضعيفا في مكان وصحيحا ربما بعده مباشرة والمتن هو هو والراوي نفسه وذلك يرجع إلى:
أن القائمين على الموقع اشترطوا أن يأتوا بحكم صاحب الكتاب على الحديث لا الحكم النهائي له
بمعنى عند الترمذي الحديث حسن
وعند ابن العربي في العارضة صحيح
وعند عبدالحق الإشبيلي صحيح الإسناد
وعند ابن حجر حسن
وعند الألباني صحيح
فالموسوعة الحديثية بموقع الدرر السنية قامت بتقديم هذه الخدمة الجليلة وهي أن تأتي بحكم صاحب الكتاب على الحديث لا الحكم النهائي له
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[27 - Jun-2010, صباحاً 10:58]ـ
بارك الله في الشيخ علوي
وبارك الله في كتاب المقال أخينا الشيخ سامح
ـ[مبتدئة]ــــــــ[27 - Jun-2010, صباحاً 11:01]ـ
جزاك الله خيرا أخي على التوضيح
لكن لازال الإشكال موجود عندي، وهو أني إذا أردت الإستشهاد بالحديث في كتابة مقال، أو إذا أردت اخباره لأحد من الناس، هل يلزمني أن أقول: صححه الألباني وحسنه الترمذي وضعفه ابن حجر، أو كيف يكون الإستشهاد بارك الله بكم.
ـ[الفاتحين]ــــــــ[27 - Jun-2010, صباحاً 11:11]ـ
سأوضح الأمر أكثر
أولاً: الاستشهاد لا يكون إلا بالصحيح لا الضعيف وغالبا ما يرتضي طالب العلم حكم الشيخ الألباني على الأحاديث، إلا ما تبين أنه تراجع عنه بتصحيح أو تضعيف، أو تبين خلاف حكمه عند علماء الحديث المعاصرين أمثال الشيخ مقبل الوادعي رحمة الله عليه أو الشيخ سعد الحميد أو الشيخ الحويني وغيرهم؛ فهنا عليك بالاجتهاد أو أن ترتضي حكم أحدهم سواء الشيخ الألباني أو غيره على الحديث ..
ثانياً: عند صياغة تخريج الحديث تحتاجين فيه لذكر أقوال العلماء تصحيحاً أو تضعيفاً، وهنا مكمن الفائدة حيث ستذكرين من صححه ومن حسنه ومن ضعفه، علماً بأنك غالبا ما تختمين حكم الحديث بكلام الشيخ الألباني رحمة الله عليه ما لم يخالفه فيه أحد أعلام الحديث من المعاصرين كما ذكرنا سابقاً؛ وإلا فعليك بالاجتهاد أو أن ترتضي حكم أحدهم
والله من وراء القصد
ـ[مبتدئة]ــــــــ[27 - Jun-2010, صباحاً 11:33]ـ
اتضح الأمر الآن ..
بارك الله بكم وبعلمكم ونفع بكم.(/)
الأبيات الضابطة ... شارك معنا هنا.
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[27 - Jun-2010, مساء 01:15]ـ
جرت عادة العلماء وخاصة المتأخرون منهم بنظم الأبيات الضابطة, وهي الجامعة للنظائر العلمية المشتركة في أمر جامع بينها, تقريبا وتيسيرا على طالب العلم.
وقد تكون هذه الضوابط أبيات مفردة منثورة في بطون الكتب وكم في الزوايا من خبايا, و قد تكون منظومات تامّة تطول وتقصر, وقد تكون ضمن منظومات طويلة.
وهذا النوع من النظم شائع في كل الفنون العلمية من العقائد وأحكام الفروع الفقهية و الحديث واللغة والقراءات ... الخ.
وقد عنّ لي أن أفتح هذه الصفحة بقصد المشاركة ممن يريد, في تجميع هذه الأبيات الضابطة المتناثرة وحبذا لو تكون طريقة المشاركة وفق هذا النمط:
1 - ذكر العلم والفن الذي يندرج فيه هذا الضابط.
2 - ذكر المصدر والمرجع إن أمكن وذكر اسم الناظم.
3 - التعليق بشيئ يكشف هذا الضابط إن كان في المعنى خفاء.
4 - التعليق بنقد أو اعتراض او استدراك ان كان للعلماء عليه تعقب.
5 - التشكيل لألفاظه حتى يُقرأ صحيحا, ويُصوَّب الخطأُ إن كان.
وأبدأ أنا بضابط يكون أنموذجا ومثالا لما بعده فأقول:
من ضوابط التوحيد والاعتقاد:
قال الناظم:
علمٌ يقينٌ واخلاصٌ وصدقُك معْ===محبةٍ وانقيادٍ والقبولِ لها
وزِيدَ ثامنُها: الكفرانُ منك بما===سوى الإلهِ من الأشياء قد أُلِها
هذا الضابط: لاأعلم ناظمه, وهو مذكور في بعض كتب التوحيد ومنها رسالة "الدروس المهمة لعامة الامة"للشيخ عبد العزيز بن باز-رحمة الله عليه-في أولها, وهو نظم ضابط لشروط"الشهادتين"الثمانية حتى تكون نافعة لصاحبها في الآخرة وهي:
1 - العلم المنافي للجهل.
2 - اليقين المنافي للشك.
3 - الاخلاص المنافي للشرك.
4 - الصدق المنافي للكذب.
5 - المحبة المنافية للبغض.
6 - الانقياد المنافي للترك.
7 - القبول المنافي للرد.
8 - الكفر بما يُعبد من دون الله-تعالى-
على هذا النمط
فمن كان يحفظ أوكان قرأ أو سمع من هذه الابيات الضابطة ورغب في المشاركة للافادة فالباب مفتوح وفق الله الجميع.
ـ[الأمين]ــــــــ[27 - Jun-2010, مساء 10:48]ـ
بسم الله
جميلة هي فكرتك ..
ومن هذا الباب
نظم بعضِهم لبعض الأحاديث المتواترة بنوعيها (اللفظية والمعنوية)؛ بقوله:
مما تواترَ حديث من كذب ** ومن بنى لله بيتاً واحتسب
ورؤيةٌ شفاعةٌ والحوضُ ** ومسحُ خفينِ وهذي بعضُ
ومما أعجبني قولُ العلامةِ الشِنقِيطيّ محمد ولْد عبدالودود رحمه الله في الموثّق (وهو نظمٌ حديثٌ لمتن عُمْدةِ الفِقه) ويظهر أن الشيخ ممن ذُلّل له سبك النظم:
عدة أركان الصلاة اثنا عشر ** أولها عداً: قيامُ من قدر
ثم تلي تكبيرة الإحرام ** قراءة الأم من الإمامِ
والفذّ، والركوع واعدد رفعه ** واعدد سجوده على ذي السبعة
جلوسه عنه مع اطمئنانه ** في كل ما ذُكرَ من أركانه
كذا التشهدُ الأخير وبذا ** في حكمه جلوسه له احتذى
تسليمة أولى، وترتيب الأدا ** فلا تتمُّ دون ما قد سُرِدا
وابتدأ الواجبات ببيتٍ لطيفِ المعنى:
والواجبات سبعةٌ: تكبيرُها ** غيرَ التي بها تُقادُ عِيرُها
وهو تشبيهٌ بديعٌ
ولي مشاركات يسيرة في ذلك
ومن نظمي المتواضع لبعض المسائل:
شروط الزكاة:
وللزكاة يا أُخيَّ إن تُرِد ** شروطها فخمسة من العدد
حرية،من بعدها الإسلامٌ ** ملك النصاب، وكذا التمامُ ..
للملك، بعده مضي حولِ ** فافهم -هديت- ما أتى من قولي
موانع التكفير:
جهلٌ، وإكراهٌ، وتأويلٌ، خطا ** موانعٌ تأتي عن الكفر غِطا
بشرطها (1) فكن به عليما ** واحذر طريق الزيغ (2) أن ترومَ
(1) بشرطها: أي مراعاة التفاصيل في هذه الموانع، فليس كل تأويلٍ يُقبل، ولا كلُ جهلِ، به صاحبُه يُعذر.
(2) طريق الزيغ: هو مسلك المرجئة والخوارج.
والله تعالى أعلم.
ـ[أم هانئ]ــــــــ[28 - Jun-2010, صباحاً 05:54]ـ
جزاكم الله خيرا على الفائدة ...
سَبْعٌ مِن الصَّحبِ فَوقَ الأَلفِ قد نَقَلُوا ... مِن الحَدِيثِ عن المُختَارِ خَير مُضَر
أَبُو هُرَيرَةَ سَعْدٌ جَابِرٌ أَنَسٌ ... صِدِّيقَةٌ وابْنُ عَبَّاسٍ كَذَا ابنُ عُمَر
لا أعلم الناظم / كذا تلقيناها بالسماع من أكثر من شيخ.
وفي النظم سرد للمكثرين من الرواية عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
وهم من رووا أكثر من ألف حديث عنه - صلى الله عليه وسلم - وهم:
1 - أبو هريرة (عبد الرحمن بن صخر الدوسي اليماني) أرجح ما قيل من أسمائه.
2 - سعد بن مالك بن سينان الأنصاري (أبو سعيد الخدري)
3 - جابر بن عبد الله بن حرام الأنصاري
4 - أنس بن مالك خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
5 - عائشة بنت أبي بكر الصديق زوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
6 - عبد الله بن عباس ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
7 - عبد الله بن عمر بن الخطاب
رضي الله عن الجميع.
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[28 - Jun-2010, صباحاً 07:05]ـ
أحسن الله إليكم جميعًا ..
وزيادة للفائدة عن المكثرين من الرواية عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ..
قال السيوطي ـ رحمه الله ـ:
والمكثرون في رواية الأثرْ ... أبو هريرة يليه ابن عمرْ
وأنس والبحر* كالخدريّ **** وجابرٌ وزوجة النبي
«ألفية السيوطي في علم الحديث»
وقال العراقي ـ رحمه الله ـ:
في فتنة والمكثرون ستة **** أنس وابن عمر والصديقة
البحر* جابر أبو هريرة **** أكثرهم والبحر في الحقيقة
- والبحر: عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنه ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[29 - Jun-2010, مساء 08:21]ـ
بسم الله
جميلة هي فكرتك ..
ومن هذا الباب
نظم بعضِهم لبعض الأحاديث المتواترة بنوعيها (اللفظية والمعنوية)؛ بقوله:
مما تواترَ حديث من كذب ** ومن بنى لله بيتاً واحتسب
ورؤيةٌ شفاعةٌ والحوضُ ** ومسحُ خفينِ وهذي بعضُ
البيتان ليسا من هذا الباب-بارك الله فيك- لأنه لا حصر فيهما, وانما ما ذُكر فيهما هو على سبيل التمثيل لا الضبط.
ـ[أمين السكاكر]ــــــــ[30 - Jun-2010, صباحاً 09:34]ـ
إن مثل هذه الأبيات التي تجمع أمور شتى يستفيد منها طالب العلم لاشك أنها شيء جميل,
لكن هناك من الأبيات تجعل المعلومة أصعب مما لو كانت نثرا - رأي خاص -
بيان المسافة
قال أبو البقاء الكفوي -رحمه الله-
إن البريد من الفراسخ أربع **** ولفرسخ فثلاث أميال ضعوا
والميل ألف أي من الباعات قل **** والباع أربع أذرع فتتبعو ا
ثم الذراع من الأصابع أربع **** من بعدها العشرون ثم الإصبع
ست شعيرات فبطن شعيرة **** منها إلى ظهر لأخرى يوضع
ثم الشعيرة ست شعرات غدت **** من شعر بغل ليس هذا يدفع
[الكليات 1/ 1071]
مهم جدا حفظ البيتان الأول والثاني لكي تعرف المسافة حين تقرأ في كتب الفقهاء.
البريد = 4 فراسخ.
الفرسخ = 3 أميال.
الميل = 1848 متر تقريبا.
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[30 - Jun-2010, مساء 08:09]ـ
جزاكم الله خيرا على الفائدة ...
سَبْعٌ مِن الصَّحبِ فَوقَ الأَلفِ قد نَقَلُوا ... مِن الحَدِيثِ عن المُختَارِ خَير مُضَر
أَبُو هُرَيرَةَ سَعْدٌ جَابِرٌ أَنَسٌ ... صِدِّيقَةٌ وابْنُ عَبَّاسٍ كَذَا ابنُ عُمَر
لا أعلم الناظم / كذا تلقيناها بالسماع من أكثر من شيخ.
قائلها هو الشيخ جمال الدين بن ظهيرة-رحمه الله- والذي دعاه لنظمها أن الحافظ العراقي نظم المكثرين من الصحابة في قصيدته فاقتصر على الستة المشهورين ولم يذكر فيهم ابا سعيد الخدري- رضي الله عنه- فتعُقِّب في ذلك كما قال البرهان الحلبي:
ابو سعيد نسبة لخدرة===سابعهم أُهمل في القصيدة
فجاء ابن ظهيرة فجمعهم فيما ذُكر, ينظر فتح المغيث للسخاوي 43/ 4 طبعة الخضير.
والله أعلم.
ـ[محمدالمرنيسي]ــــــــ[30 - Jun-2010, مساء 11:55]ـ
البسملة
جمع أحدهم مواطن (بسم الله) في البيتين الآتيين:
ف (بسمل) بلا (الرحمن) في الأكل والشرب ****ذكاة‘وضوء‘والجماع اخا الفضل
ركوب سفينة‘مطايا ونحوها ****وفي غير ذا المعدود زدها بلا فضل
المرجع: النشر الطيب على شرح الشيخ الطيب. للشيخ إدريس بن أحمد الحسني الوزاني. ج1.ص:38
ـ[محمدالمرنيسي]ــــــــ[01 - Jul-2010, صباحاً 12:10]ـ
الهموم بقدر الهمم
أورد الشيخ الكتاني في: سلوة الأنفاس في الجزء الثالث من الصفحة170 ما يأتي:
.. القاضي العربي بن احمد بردلة (ت 1133هـ) كان كثيرا ما ينشد:
وقائلة: لم عرتك الهموم ****وأمرك ممتثل في الأمم
فقلت: ذريني على حالتي ****فإن الهموم بقدر الهمم
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[01 - Jul-2010, صباحاً 10:18]ـ
[ quote= محمدالمرنيسي;382423
المرجع: النشر الطيب على شرح الشيخ الطيب. للشيخ إدريس بن أحمد الحسني الوزاني. ج1.ص:38 [/ quote]
بارك الله فيك أخي هل أجد هذا الكتاب مرفوعا على الشبكة؟
ـ[محمدالمرنيسي]ــــــــ[01 - Jul-2010, مساء 11:51]ـ
أخي أبا وائل رعاك الله.
لا علم لي بالموضوع.
لدي نسخة مصورة قديمة في جزءين؛ الجزء الأول به 584صفحة عدا الفهرس‘وبه بتر من الصفحة 337إلى 372.والجزء الثاني به 475ص بدون الفهرس وبيان الخطأ والصواب. طبع الجزء الأول بالمطبعة المصرية بالأزهر بتصحيح المؤلف عام 1348هـ. وطبع الجزء الثاني بالمطبعة الإسلامية بالأزهر بتصحيح المؤلف أيضا عام 1352.
للتذكير فإن موضوع الكتاب هو شرح الأبيات المتعلقة بالتوحيد من منظومة ابن عاشر (ت 1040هـ).والشيخ الطيب الذي ورد في العنوان هو محمد الطيب بن عبد المجيد بنكيران. (ت 1227هـ)
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[02 - Jul-2010, صباحاً 02:37]ـ
أخي أبا وائل رعاك الله.
لا علم لي بالموضوع.
لدي نسخة مصورة قديمة في جزءين؛ الجزء الأول به 584صفحة عدا الفهرس‘وبه بتر من الصفحة 337إلى 372.والجزء الثاني به 475ص بدون الفهرس وبيان الخطأ والصواب. طبع الجزء الأول بالمطبعة المصرية بالأزهر بتصحيح المؤلف عام 1348هـ. وطبع الجزء الثاني بالمطبعة الإسلامية بالأزهر بتصحيح المؤلف أيضا عام 1352.
للتذكير فإن موضوع الكتاب هو شرح الأبيات المتعلقة بالتوحيد من منظومة ابن عاشر (ت 1040هـ).والشيخ الطيب الذي ورد في العنوان هو محمد الطيب بن عبد المجيد بنكيران. (ت 1227هـ)
بارك الله فيك أخي محمد المرنيسي, لعل يوفقني الى تحصيل نسخة منه.(/)
(من الفائز؟) الشيخ عبدالرزاق العباد حفظه الله
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[27 - Jun-2010, مساء 03:25]ـ
من الفائز؟
يجري حديثٌ في بعض مجالس النّاس عن الفوز وعن الفائزين وعن أسباب الفوز وعن من فاز ومن هم الفائزون كلمة تتردد في بعض المجالس وينحصر الفهم عن الفوز وعن معانيه لدى بعض الأفهام في مُتَعٍ زائلة وأُمورٍ فانية؛ فهناك حديث عن فوز في مسابقات تجاريّة، وعن فوز في مباريات رياضية، وعن فوز في تعاملات محرّمة كالقمار والميسر وهكذا تتنوّع الأحاديث عن الفوز وعن ماهيته وحقيقته وعن مجالاته وعن أسبابه ويغيب عن أذهان كثير منهم الفوز العظيم عند لقاء رب العالمين, الفوز برضا الله والنجاة من عذابه والفوز بجنته , يغيب هذا المعنى عن كثير من الأذهان في غمرة الانهماك في متع الدنيا وملذاتها وشهواتها , {وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [العنكبوت: 64]. والواجب على كل مسلم أن يكون دائماً متذكِّراً الفوز الأكبر والفوز العظيم والفوز المبين يوم يلقى الله تبارك وتعالى.
وتأمَّل معي أيُّها المؤمن في هذه الوقفة متذكِّراً ومتفكِّراً في الفوز العظيم وحقيقته يقول الله عز وجل: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران: 185].
هاهنا مقام الفائزين الرّابحين الذين يمنّ الله عليهم بالفوز الحقيقي العظيم, إنَّ الفوز نجاةٌ من مرهوب وتحصيل لمرغوب, وهذان يجتمعان للمؤمنين أهل الجنة ينجيهم الله تبارك وتعالى من النّار ويمنّ عليهم بدخول الجنة وهذا هو حقيقة الفوز، وأيُّ مرهوب أعظم من النّار؟ وأي مرغوب فيه أعظم من الجنة؟.
ولهذا ينبغي لكل واحد منا أن يتذكَّر هذا الموقف العظيم وكلنا صائر إليه , جاء في صحيح مسلم من حديث أبي سعيد الخدريّ رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((ثُمَّ يُضْرَبُ الْجِسْرُ عَلَى جَهَنَّمَ وَتَحِلُّ الشَّفَاعَةُ وَيَقُولُونَ: اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ».
قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْجِسْرُ؟ قَالَ: ((دَحْضٌ مَزِلَّةٌ. فِيهِ خَطَاطِيفُ وَكَلاَلِيبُ وَحَسَكٌ تَكُونُ بِنَجْدٍ فِيهَا شُوَيْكَةٌ يُقَالُ لَهَا السَّعْدَانُ فَيَمُرُّ الْمُؤْمِنُونَ كَطَرْفِ الْعَيْنِ وَكَالْبَرْقِ وَكَالرِّيحِ وَكَالطَّيْرِ وَكَأَجَاوِيدِ الْخَيْلِ وَالرِّكَابِ فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ وَمَخْدُوشٌ مُرْسَلٌ وَمَكْدُوسٌ فِى نَارِ جَهَنَّم)).
تأمَّل هذا الموقف وأنت صائرٌ إليه لا محالة والنّاس على هذا الصراط أقسام ثلاثة حدّدها رسول الله صلى الله عليه وسلم, تأمَّل هذه الأقسام الثلاثة، وتأمَّل مرور النّاس على هذا الصِّراط المنصوب على متن جهنّم، وتوهّم حالك وأنت على هذا الصراط الذي جاء في بعض الأحاديث أنه أدقُّ من الشعر, وقد وضعت قدمك عليه وبين أيديك الناس ومن خلفك ناج مسلم ومخدوش مرسل ومكردس في نار جهنم، ومن نجا منهم يتفاوتون في سرعة المرور عليه فمنهم من يمرّ كالبرق وكالريح وكأجاويد الخيل, على قدر تفاوتهم وتباينهم في طاعة الله عز وجل في هذه الحياة، فتفكَّر في حالك وأنت من هؤلاء وأنت صائرٌ إلى هذا المقام {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا، ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} [مريم: 81 – 82] هل أنت من هؤلاء النّاجين الفائزين أو لست منهم.
وإذا قلت أيُّها المؤمن: ما هي صفات هؤلاء الفائزين؟ وما هي أعمالهم التي نالوا بها هذا الفوز العظيم؟ تجد الجواب في كتاب الله عزّ وجل بل تجده في آية واحدة في القرآن جمعت لك أسباب الفوز والغنيمة , يقول الله تعالى في سورة النور {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ} [النور: 52] إنَّها صفاتٌ أربعة إذا اجتمعت في العبد كان من الفائزين:
1 - طاعة الله.
2 - وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم.
3 - وخشية الله والوقوف بين يديه سبحانه وتعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - وتقوى الله جلّ وعلا بالبعد عن المعاصي والآثام.
فمن كان بهذا الوصف وعلى هذه الحال فإنه يكون من الفائزين, ثم تذكّر حال المؤمنين الفائزين ماذا لهم بعد نجاتهم من النار وفكاكهم من عذابها وسلامتهم من الدّخول فيها؟ وماذا أعدَّ الله لهؤلاء الفائزين؟ يقول الله تعالى: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا، حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا، وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا، وَكَأْسًا دِهَاقًا، لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا، جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا} [النبأ: 31 – 36] ما أعظمها من حال وما أطيبه من مآل فكّهم الله عزّ وجل وأجارهم من النار فجازوا الصراط ودخلوا الجنة وحازوا هذا النعيم المقيم فتفكر في هذا المقام وأهل الجنة يدخلون الجنّة من بابها فائزين أعظم فوز نائلين أعظم غنيمة {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [الحديد: 12]، {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ} [البروج: 11].
فهل فوزٌ يطلب أعظم من هذا؟! إذ هو غاية الغايات ونهاية النّهايات؛ حيث فازوا برضوان ربّ الأرض والسماوات، وفرحوا بقربه سبحانه ولذّة المناجاة، وتنعّموا بالنّظر إلى وجهه الكريم وهو أعظم النعيم وأكمل اللّذات.
فتفكّر في حالك ومآلك في هذا المقام العظيم، وتأمّل هذه المعاني ولا تشغلك ـ يا رعاك الله ـ مُتع الدّنيا عن هذا الفوز المبين.
والواجب على المؤمن أن يكون دائماً وأبداً في كلِّ أيامه ولياليه مُتَذَكِّراً لهذا المقام العظيم آخذاً بالأسباب التي يكون بها نجاتُه من سخط الله وعقابِه وفوزُه بجنّته ونعيمه {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ، لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ} [الصّافات:60 - 61].
قال الشيخ السّعديّ رحمه الله في تفسير هذه الآية: ((فهو أحقُّ ما أُنفقت فيه نفائسُ الأنفاس، وأولى ما شمَّر إليه العارفون الأكياس، والحسرة كل الحسرة، أن يمضي على الحازم وقتٌ من أوقاته، وهو غير مشتغلٌ بالعمل، الذي يقرِّب لهذه الدّار، فكيف إذا كان يسير بخطاياه إلى دار البوار؟!)).
وأسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعلنا أجمعين من الفائزين حقّاً النّاجين صدقاً وأن يوفّقنا لطاعته ولنيل رضاه وأن يهدينا إليه صراطاً مستقيماً إنَّ ربي لسميع الدُّعاء وهو أهلُ الرّجاء وهو حسبنا ونعيم الوكيل.
منقول من موقع الشيخ حفظه الله.
ـ[ابوسعيد عبد الله]ــــــــ[27 - Jun-2010, مساء 03:48]ـ
جزاك الله خيرا
ونسأل الله ان نكون من الفائزين وان يغفرلنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[28 - Jun-2010, مساء 04:35]ـ
جزاك الله خيرا
ونسأل الله ان نكون من الفائزين وان يغفرلنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا
وإياكم أخي الكريم.(/)
الرأي ليس بعلم
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[27 - Jun-2010, مساء 10:02]ـ
الرأي المجرد عن الدليل ليس بعلم
الرأي لغة هو الضن سواء أكان مرجوحا أو راجحا
بخلاف الحديث فإنه يوجب اليقين إذا كان صحيحا بالشروط التي يذكرها أهل الحديث
و بخلاف الإجماع فإنه يوجب اليقين بشروطه الصحيحة المجمع عليها
فالرأي رأيان راجه و مرجوح لكنه لا يوجب العلم(/)
الحر تذكير وعبر.
ـ[أبومالك المقطري]ــــــــ[28 - Jun-2010, صباحاً 11:36]ـ
كتاب الحر تذكير وعبر لأخينا الفاضل الأستاذ مشير المقطري
http://www.rofof.com/dw.png (http://sub3.rofof.com/06lkfcv27/Al-hr_Tdhkyr_W3br.html)
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[28 - Jun-2010, مساء 12:14]ـ
كيف التحميل من هذا الموقع, لانك اذا فتحت الرابط لا يظهر لك الا مستطيل صغير فيه اسم الموقع لا غير؟
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[28 - Jun-2010, مساء 12:24]ـ
حمله من المرفقات
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[29 - Jun-2010, صباحاً 02:11]ـ
بارك الله فيك أخانا المفضال ابا حاتم بن عاشور.(/)
بدأ التسجيل في دروس العلامة ابن جبرين رحمه الله للمشاركين عبر الإنترنت
ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[28 - Jun-2010, مساء 04:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
بدأ التسجيل للمشاركة في دروس الشيخ عبدالله بن جبرين رحمه الله عن طريق الإنترنت
الإشتراك بإرسال رسالة على البريد 1430@ ibn-jebreen.com وسوف يتم إرسال اسم المستخدم وكلمة المرور للغرفة الصوتية.
رابط موقع الدروس http://ibn-jebreen.com/droos
وسيتم إعطاء شهادات حضور للمشاركين عبر الإنترنت الحاصلين على نسبة 75% من درجة الحضور.
وستجدون في الموقع جدول الدروس بمواقيتها، وكذلك المتون التي ستدرس.
والدعوة عامة للجميع دون استثناء.
ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[30 - Jun-2010, صباحاً 10:06]ـ
جدول الدروس
http://ibn-jebreen.com/droos/images/droos10.gif
ـ[أبو العباس آل حسن]ــــــــ[01 - Jul-2010, مساء 05:43]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله في جهودكم الطيبة.
جدول الدروس:
http://ibn-jebreen.com/droos/?t=content&tid=63
الاشتراك:
لراغبي الاشتراك، يمكنكم الاشتراك عن طريق ارسال رسالة على الايميل 1430@ ibn-jebreen.com
على أن تحتوي رسالتك على اسم الدخول الذي تريده، والرقم السري الذي تختاره، وكذلك اسم الايميل الخاص بك.
البث:
للدخول على الغرفة الصوتية
http://ibn-jebreen.com/droos/index.php?t=content&tid=72
على الرابط .. طريقة الدخول إلى الغرفة الصوتية، ورابط الدخول.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[01 - Jul-2010, مساء 06:19]ـ
جزاكم الله خيرًا ونفع بكم
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[01 - Jul-2010, مساء 07:31]ـ
جزاكم الله كل خير وبارك فيك ورحم الله الشيخ رحمة واسعة
ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[02 - Jul-2010, مساء 05:13]ـ
بارك الله فيكم شيخنا ونفع بكم وجزاكم خير الجزاء
ـ[مروان العشيري]ــــــــ[02 - Jul-2010, مساء 05:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا مروان العشيري من المغرب سني هو 19 سنة أدرس في السنة الثالثة ثانوي أي ما يعادل مستوى الباكالوريا و هذا العام درست في معهد التكوين المهني في شعبة التركيب المعدني.
وأنا الآن أود التوجه إلى مكة المكرمة لألتحق بالمعهد العلمي أو بدار الحديث وذلك من أجل طلب العلمي الشرعي وحفظ القرآن الكريم. لكن والله المستعان الأحوال
المادية حالت دون أن أحقق رغبتي و والله إني لأشتاق إلى بلاد الحرمين الشريفين التي أعزها الله بالعلم وشرفها بقادة مسلمين يذبون عن الدين وأهله ويحبون الخير للمسلمين.
وذلك واضح من خلال ما وفرته وتوفره للعلم وأهله.
فبارك الله فيكم هذا طلب مني لكم بأن تساعدونني فإنني في فتنة لا يعلمها إلا الله سبحانه.
وجزاكم الله خيرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[02 - Jul-2010, مساء 05:24]ـ
راجع الخاص أخي الكريم
ـ[الفارسية]ــــــــ[02 - Jul-2010, مساء 06:16]ـ
جوزتم خيرا على هذه المبادرة الطيبة
نسأل الله أن يوفقنا في ذلك
ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[02 - Jul-2010, مساء 06:17]ـ
جزيتم خيرا وبورك فيكم ونفع الله بكم
ـ[الشرح الممتع]ــــــــ[06 - Jul-2010, صباحاً 12:46]ـ
رحم الله الشيخ ابن جبرين(/)
أضعه طلبا للدليل اللغوي أو الشرعي
ـ[نور الهدى]ــــــــ[28 - Jun-2010, مساء 05:59]ـ
تنبيه للذين يقولون في ختام كتاباتهم "تحياتي"
أحبتي في الله مهمة جدا هذه الرساله أرسلوها
وأكسبو جزائها
قال سبحانه على لسان نبيه الكريم
"من كتم علما الجمه الله لجاما من النار "
فتوى لسماحة الشيخ محمد بن عثيمين رحمة الله
يفتي فيها بعدم جواز قول تحياتي او مع تحياتي أو تحياتي لك
لأن التحيات تعريفها شرعا: البقاء والملك والعظمه لله
وطبعا هذه صفات لا تصرف الا لله عزوجل
ولذلك نحن نقول في دبر كل صلاة في التشهد
(التحيات لله)
وذلك في توجيه التحية لله سبحانه وتعالى
فلا يجوز ان نقترن به سبحانه
العمل هو ان نوجه التحيه بصيغة المفرد
وليس بصيغة الجمع
(بمعنى أن نقول تحيتي او مع التحيه وليس تحياتي او مع التحيات)
فلعلها كلمه صغيره بسيطه ولكن عظم قدرها عند الله سبحانه
.............................
ـ[فداء]ــــــــ[28 - Jun-2010, مساء 07:44]ـ
مع كل احترامي وتقديري لنور الهدي، لكني أشك بقوة في أن تصدر هذه الفتوى عن العلامة (الشيخ) ابن عثيمين رحمه الله تعالى.
وليس معنى أنا نقول في الصلاة (التحيات لله) أن هذا اللفظ مقصور عليه جل جلاله، والتحيات جمع تحية.
قال ابن منظور في لسان العرب 12/ 289 (ط. صادر): " قال أبو الهيثم: السلام والتحية معناهما واحد، ومعناهما: السلامة من جميع الآفات "، ولم يقل أن التحية هي البقاء والملك والعظمة لله، ولو قبل معنى (البقاء) فيكون لا بمعنى الخلود لكن بمعنى البقاء سالما من الآفات.
وهذا ما في لسان العرب أيضا: 14/ 216:
" والتحية: السلام، وقد حياه تحية، وحكى اللحياني: حياك الله تحية المؤمن.
والتحية: البقاء.
والتحية: الملك، وقول زهير بن جناب الكلبي: ولكل ما نال الفتى قد نلته إلا التحية قيل: أراد الملك، وقال ابن الأعرابي: أراد البقاء لأنه كان ملكا في قومه ".
فإقحام لفظ (لله) لا دليل عليه، وإنما وقع التداخل هنا من قوله: " قال الليث في قولهم في الحديث (التحيات لله) قال: " معناه البقاء لله " ويقال: " الملك لله "، فهو يفسر لفظ التشهد لا اللفظ على إطلاقه.
ونحن نقول في التشهد (السلام عليك أيها النبي ... )، فهي يحرم أن نقول السلامات مثلا لغيره صلى الله عليه وسلم. هذا كلام غير مقبول ولا حجة عليه.
معذرة على الإطالة، وإنما دفعني للرد خوف تعلق بعض الإخوة بهذا الكلام، فنحن في غنى عن ظهور آراء وأفكار غير صحيحة.
تحياتي.
ـ[نور الهدى]ــــــــ[29 - Jun-2010, مساء 07:02]ـ
بارك الله فيكم
أشكر مروركم الكريم
ولكنى أحببت أن أوضح لكم أنى ناقلة فقط لما يتداول عبر الإيميلات
وأردت الإفادة والاستفادة من صحة هذه الفتوى أولا ثم الإيضاح لغويا وشرعا وطلبا فى العلم حول هذا الموضوع
وللأسف هذه ءافة ثقافة الإيميلات ونحاول أن نقللها بتفنيد محتواها وتصحيح الخطأ
والله المستعان(/)
كشف الغطاء عن أخطاء الشيخ الكلباني في إباحته الغناء لـ د. صالح سندي
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[29 - Jun-2010, صباحاً 01:50]ـ
كشف الغطاء
عن أخطاء الشيخ الكلباني في إباحته الغناء
بسم الله الرحمن الرحيم
توطئة
لو قُدر أن أحد المتعالمين ألّف رسالة أسماها: "إتحاف الإخوة بإثبات حرمة القهوة"! ونشرها في الآفاق، وقد حلّاها بسوْق جملة من أسماء العلماء الذين نصوا على حرمتها؛ مستدلا بكونها في عرفهم وفي لغة العرب تعني الخمر وليس قهوة البُن! ولم ينس أن يضمن تسويداته غمزا ولمزا في أهل العلم المعاصرين لإباحتهم لها، واصما إياهم بالإصابة "بجرثومة الإباحة" .. فما الذي سيقوله أي عاقل؟
لا أشك أنه سيقول: هذه الأوراق لا قيمة لها. نعم؛ القهوة في لغة العرب هي الخمر، وهكذا هي في عرف المتقدمين؛ ولكن العبرة بالحقائق والمعاني لا بالألفاظ والمباني؛ وهذا المتعالم قد عمد إلى مصطلح قديم وسلطه على أمر حادث؛ وهذا مسلك مردود.
وهذا القدر كافٍ في نقض بنيانه الذي يروم تشييده.
إن المثال السابق يقرّب فهم الواقعة التي ذاعت هذه الأيام؛ حيث سوّد الشيخ عادل الكلباني مقالا وسمه بـ: "تشييد البناء في إثبات حل الغناء" ومسلكه فيه مسلكُ ذاك المتعالم سواء بسواء .. فقد حمل كلام السلف في إباحة الغناء على الغناء المعاصر الذي أباحه هو (بكل أحواله)؛ وهو حملٌ للنصوص وآثار السلف على اصطلاح حادث؛ وهو مسلك خاطئ مُوقع في الزلل.
وإني لأزعم أن بين الغناءين من الاختلاف في الحقيقة أكبر مما بين القهوتين!
بل إني أقول: إن حال ذاك المتعالم أهون وجرمه أخف؛ فإنه لم يضف إلى خطئه العلمي الجسيم نفي الثابت وإثبات المنفي؛ فلم ينفِ وجود التنصيص على مذهب مخالفيه في تبويبات الكتب الستة وغيرها من كتب الإسلام؛ والواقع خلاف ذلك.
كما أنه لم يتجنّ على أهل العلم فينسب إلى طائفة منهم ضد ما كتبوه بأيديهم؛ وهو كذب صريح عليهم.
كما أنه لم يسلك في استدلالاته مسالك أصولية مخترعة أو ضعيفة يأنف من الوقوع فيها صغار طلبة العلم.
كما أنه قد نأى بنفسه عن التناقض؛ فلم يورد فيما يستشهد به نقولا تنقض مذهبه أو تضعفه.
وهذه السقطات -وغيرها- قد وقع فيها الشيخ عادل الكلباني -عفا الله عنه- كما سيتضح خلال الأسطر القادمة. وإني لأؤمل أن ينظرها بعين الإنصاف، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
الحمد لله، وصلى الله وسلم على عبده ومصطفاه، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن مما شاع هذه الأيام مقال للشيخ عادل الكلباني أسماه: "تشييد البناء في إثبات حل الغناء" وهو منشور في موقعه، ونُشر مجمله في صحيفة المدينة (17225/ 9 رجب 1431هـ)، خلص فيه إلى (أن الغناء حلال كله، حتى مع المعازف، ولا دليل يحرمه من الكتاب والسنة).
وهذه الرسالة هي خاتمة آرائه المتذبذبة في هذه المسألة التي أشغل بها الناس في وسائل الإعلام منذ حقبة من الزمن، حتى لكأنها قضية مصيرية للأمة، ورأي فضيلته هو الحد الفاصل فيها، والذي يتلهف الناس إلى معرفته!
وإن من دلائل دين المرء وورعه وعقله أن يتحاشى الفتوى الخاصة وهو مكفي بغيره؛ فكيف بما تحمله الركبان؟
والشيخ عادل فيما كتب قد عرض عقله، وأبان عن مبلغ علمه، ومن المشهور عند الأدباء: لا يزال المرء في فسحة من عقله ما لم يقل شعراً أو يصنف كتاباً. وقد قيل: من ألف فقد استهدف، فإن أحسن فقد استشرف، وإن أساء فقد استقذف.
وإذا وُزن ما كتبه -وفقه الله- بميزان الإنصاف، ووضع على محك النقد العلمي كانت النتيجة أنه قد خاض في غير ما يحسن، وأساء لنفسه ولغيره، وأوقع العامة في لبس من دينهم؛ فقد تضمن كلامه خلطا لا يليق أن يقع فيه؛ من إخلال بالقواعد العلمية، وتعسف في الاستدلال، وأسوأ ذلك التجني على أهل العلم وإلصاق الكذب الصريح بهم، وتقويلهم ما لم يقولوه، وهذا ما سيتبين بعون الله فيما يأتي.
ولولا اللبس الحاصل على الناس بسبب التلبيسات الجديدة لكان الإعراض عما يُنشر واطراحه هو المتحتم، لكن ما الحيلة وقد كثر الخلط في أبواب العلم؛ ولم يكد يمر يوم حتى يُفجع المسلمون في وسائل الإعلام بزوبعة جديدة في قضية شرعية؛ يقع كثير من الناس بسببها في إشكال وشك، وإلى الله المشتكى.
فالله أخر مدتي فتطاولت ... حتى رأيت من الزمان عجائبا
وسأجعل هذه المناقشة في وقفات، وبالله أستعين:
(يُتْبَعُ)
(/)
الوقفة الأولى: لا يخفى أن من الصفات المرذولة: لَبس الحق بالباطل (ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون)، وأحسن أحوال الواقع فيه أن يكون جاهلا، وما أحراه حينئذ أن يكف مداده ويكسر قلمه لئلا يؤذي عباد الله.
والتلبيس الحاصل ههنا من الشيخ عادل -آتاه الله رشده- هو في تحديد ماهية الغناء الذي صرخ بأعلى صوته مناديا بحله.
إن أي منصف رام الخوض في هذه المسألة يلزمه أن يحرر ما يأتي:
ما حقيقة الغناء في لغة العرب ولسان السابقين؟
ولمَ قال بعضهم بحله وبعضهم بكراهته؟
وهل يصح تنزيل قول المبيحين منهم للغناء على الغناء المعاصر؟
وهل من أباحه منهم -على المعنى الذي قصدوه- أباحه مع المعازف أم مجردا عنها؟
وهل ما ورد من إباحة (الدف) كان عاما أو مخصوصا بأحوال معينة؟
وهل إباحة الدف يلزم منها إباحة سائر أنواع المعازف؟
أما الشيخ عادل فقد جعل الغناء بمعناه المعاصر داخلا في اصطلاح السلف، وأوهم أن من أباحه منهم أباحه مع المعازف، وجعل إباحة الدف عامة، وألحق آلات المعازف جميعا بهذا الحكم .. وقد جانب الصواب في كل هذا!
وسأوضح المقام بعون الله فيما يأتي:
أولا: إن الغناء في لغة العرب وفي عرف علمائنا السابقين لم يكن إلا رفع الصوت بكلام ملحن خالٍ عن المعازف وآلات الطرب. قال ابن حجر في فتح الباري (10/ 543): (الغناء أشعار موزونة تؤدى بأصوات مستلذة وألحان موزونة). وعرفه المناوي في فيض القدير (6/ 320) بأنه: (رفع الصوت بنحو شعر أو رجز [وفي الأصل: زجر] على نحو مخصوص).
وقد يُطلَق على مجرد رفع الصوت وموالاته، قال الخطابي في غريب الحديث (1/ 656): (فكل من رفع صوته بشيء ووالى به مرة بعد أخرى فصوته عند العرب غناء)، ونحوه في النهاية لابن الأثير.
ومن أباح الغناء من أهل العلم السابقين فمراده الترنم بكلام مباح، ومن كرهه أو منع منه فمراده الإكثار منه، أو الترنم بما اشتمل على باطل.
قال الإمام أحمد: (الغناء الذي وردت فيه الرخصة هو غناء الراكب: أتيناكم أتيناكم) (نقله ابن رجب في فتح الباري 6/ 83).
وقال ابن حبان في صحيحه (13/ 187): (ذكر البيان بأن الغناء الذي وصفناه إنما كان ذلك أشعارا قيلت في أيام الجاهلية فكانوا ينشدونها ويذكرون تلك الأيام، دون الغناء الذي يكون بغزل يقرب سخط الله جل وعلا من قائله). وقال في (13/ 189): (ذكر البيان بأن الغناء الذي كان الأنصار يغنون به لم يكن بغزل لا يحل ذكره).
وقال الطبري عن نشيد الأعراب في السفر: (وهذا النوع من الغناء هو المطلق المباح بإجماع الحجة، وهو الذى غُنّي به في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يَنْهَ عنه، وهو الذي كان السلف يجيزون ويسمعون) (نقله ابن بطال في شرح البخاري 4/ 560).
وقال ابن عبد البر في التمهيد (22/ 197) بعد أن تكلم عن غناء الركبان والحداء: (هذه الأوجه من الغناء لا خلاف في جوازها بين العلماء ... وقد حدا به صلى الله عليه وسلم: عبد الله بن رواحة وعامر بن سنان وجماعة؛ فهذا مما لا أعلم فيه خلافا بين العلماء؛ إذا كان الشعر سالما من الفحش والخنى، وأما الغناء الذي كرهه العلماء فهذا الغناء بتقطيع حروف الهجاء وإفساد وزن الشعر والتمطيط به طلبا للهو والطرب، وخروجا عن مذاهب العرب، والدليل على صحة ما ذكرنا أن الذين أجازوا ما وصفنا من النصب والحداء هم كرهوا هذا النوع من الغناء، وليس منهم يأتي شيئا وهو ينهى عنه).
وقال ابن الأثير (3/ 392): (وفي حديث عائشة (وعندي جاريتان تغنيان بغناء بُعاث) أي تنشدان الأشعار التي قيلت يوم بُعاث -وهو حرب كانت بين الأنصار- ولم ترد الغناء المعروف بين أهل اللهو واللعب، وقد رخص عمر في غناء الأعراب وهو صوت كالحُداء).
وقال أبو العباس القرطبي في المفهم (2/ 534) تعليقا على قول عائشة رضي الله عنها في الحديث السابق: (وليستا بمغنيتين): (أي: ليستا ممن يعرف الغناء كما تعرفه المغنيات المعروفات بذلك، وهذا منها تحرّز من الغناء المعتاد عند المشتهرين به، الذي يُحرِّك النفوس، ويبعثها على الهوى والغزل والمجون الذي يحرِّك الساكن ويبعث الكامن. وهذا النوع إذا كان في شعرٍ يشبّب فيه بذكر النساء ووصف محاسنهن، وذكر الخمور والمحرمات: لا يُختلف في تحريمه؛ لأنه اللهو واللعب المذموم بالاتفاق، فأما ما يسلم من تلك المحرمات فيجوز القليل منه، وفي أوقات
(يُتْبَعُ)
(/)
الفرح؛ كالعرس والعيد وعند التنشيط على الأعمال الشاقة).
وقال الخطابي في أعلام الحديث (1/ 591) تعليقا على هذا الحديث: (وكان الشعر الذي تغنيان به في وصف الحرب والشجاعة والبأس وما يجري في القتال بين أهله، وهو إذا صُرف إلى جهاد الكفار وإلى معنى التحريض على قتالهم كان معونة في أمر الدين وقمعا لأهل الكفر، فلذلك رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه، فأما الغناء بذكر الفواحش والابتهار بالحُرم والمجاهرة بالمنكر من القول فهو المحظور من الغناء المسقط للمروءة، حاشاه صلى الله عليه وسلم أن يجري شيء من ذلك بحضرته فيرضاه، أو يغفل النكير لهُ) إلى أن قال: (فأما الترنم بالبيت والبيتين وتطريب الصوت بذلك مما ليس فيهِ فحش أو ذكر محظور فليس مما يسقط المروءة أو يقدح في الشهادة، وكان عمر بن الخطاب لا ينكر من الغناء النَّصْب [وهو شبيه الحُداء] والحُداء ونحوهما من القول، وقد رخص في ذلك غير واحد من السلف رحمهم الله. وحكم اليسير من الغناء بخلاف حكم الكثير منه).
وقال ابن رجب في فتح الباري (6/ 82): (وأما الغناء المهيج للطباع، المثير للهوى؛ فلا يباح لرجل ولا لامرأة فعله ولا استماعه؛ فإنه داع إلى الفسق والفتنة في الدين والفجور؛ فيحرم كما يحرم النظر بشهوة إلى الصور الجميلة ... ولا خلاف بين العلماء المعتبرين في كراهة الغناء وذمه وذم استماعه، ولم يرخص فيه أحد يعتد به).
هذه طريقة الراسخين من أهل العلم في فهم النصوص وكلام السلف وتوجيهه، وبهذا يظهر أن حكاية الخلاف في هذه المسألة ليس كما قد يُظن، وبالتوجيه السابق ترجع جل الأقوال إلى وفاق؛ ويجتمع شمل ما ورد في هذا الباب كما أشار إلى هذا أبو العباس القرطبي في المفهم (3/ 535).
ثانيا: أما المعازف وآلات الطرب فلها حكم مستقل هو أنها في الجملة محرمة، سواء اقترنت بغناء أو لم تقترن، وهي قضية مجمع عليها بين أهل العلم المعتد بهم، ولا يستثنى من ذلك إلا الدف للنساء في الأعراس والعيد ونحو ذلك، وبعضهم قد ترخص في الدف خاصة فجعل الرخصة فيه عامة، والجمهور على المنع، والحجة معهم دون شك.
قال البغوي في شرح السنة (12/ 383): (واتفقوا على تحريم المزامير والملاهي والمعازف).
وقال ابن قدامة في المغني (12/ 457): (وأما آلة اللهو كالطنبور والمزمار والشَّبَّابة فلا قطع فيه ... ولنا أنه آلة للمعصية بالاجماع).
وقال النووي في روضة الطالبين (8/ 205): (المزمار العراقي وما يُضرب به الأوتار حرام بلا خلاف). وقال ابن رجب في فتح الباري (2/ 83): (وأما استماع آلات الملاهي المطرِبة المتلقاة من وضع الأعاجم؛ فمحرمٌ مجمع على تحريمه، ولا يُعلم عن أحد منهم الرخصة في شيء من ذلك، ومن نقل الرخصة فيه عن إمام يُعتد به فقد كذب وافترى). وقال في كتابه نزهة الأسماع (60): (وقد حكى زكريا بن يحيى الساجي في كتابه اختلاف العلماء اتفاق العلماء على النهي عن الغناء إلا إبراهيم بن سعد المدني وعبيد الله بن الحسن العنبري قاضي البصرة، وهذا في الغناء دون سماع آلات الملاهي؛ فإنه لا يُعرف عن أحد ممن سلف الرخصة فيها، إنما يُعرف ذلك عن بعض المتأخرين من الظاهرية والصوفية ممن لا يعتد به).
وقال ابن حجر الهيتمي في كتابه كف الرعاع عن محرمات اللهو والسماع (306 – ملحق بكتابه الزواجر ج2) عن آلات اللهو والمعازف: (هذه كلها محرمة بلا خلاف، ومن حكى فيها خلافا فقد غلط أو غلب عليه هواه حتى أصمه وأعماه ومنعه هداه وزلّ به عن سنن هداه، وممن حكى الإجماع على تحريم ذلك كله الإمام أبو العباس القرطبي وهو الثقة العدل ... وممن نقل الإجماع على ذلك أيضا إمام أصحابنا المتأخرين: أبو الفتح سليم بن أيوب الرازي).
هذا نزر يسير من النقول التي حكت الإجماع على تحريم المعازف، ولولا خشية الإطالة لسقت عشرات النقول الأخرى.
والحجة في هذا الباب التي انبنى الإجماع عليها: نصوص صحيحة صريحة؛ كقوله عليه الصلاة والسلام -كما عند البخاري في صحيحه-: (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف)، ودلالته على التحريم أظهر من أن يطال في تقريرها، وهو حديث ثابت دون شك، صححه جم غفير من الأئمة والحفاظ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد حاول الشيخ عادل التشكيك في ذلك فقال: (فعلى هذا فإن الذي أدين الله تعالى به هو أن الغناء حلال كله، حتى مع المعازف، ولا دليل يحرمه من كتاب الله ولا من سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ... وكل حديث استدل به المحرمون إما صحيح غير صريح، وإما صريح غير صحيح). كما ذكر (أن الله تعالى لم يشر إلى الغناء ولو إشارة بتحريم). وقال: (ولم يستطع القائلون بالتحريم أن يأتوا بهذا النص المحرم له)، وجعل النصوص المحرمة من المشتبهات.
وهذا وذاك منه مجازفة؛ وهؤلاء العلماء أتقى لله وأعلم بدينه من أن يحكوا الإجماع على ما لا دليل عليه، بل العكس هو الصواب؛ فما يحتج به القائلون بالجواز هو الذي يستحق الوصف الذي ذكره الشيخ عادل. قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه الاستقامة: (1/ 289) في بيان حقيقة حجج المخالفين للإجماع في هذا الباب: (ومدار الحجج في هذا الباب ونحوه: إما على قياس فاسد، وتشبيه الشيء بما ليس مثله، وإما على جعل الخاص عاما، وهو أيضا من القياس الفاسد، وإما احتجاجهم بما ليس بحجة أصلا). وهذا ما وقع فيه الشيخ عادل تماما! فالحجة الصريحة عنده: حديث عائشة المرفوع: (هذه قينة بني فلان ... أتحبين أن تغنيك؟) وهذا الحديث لا تختلف دلالته عن حديث الجاريتين؛ فالغناء إنما كان بكلام مباح كما قال أهل العلم (انظر: الفروع 4/ 346)، وهل يظن أن هذا الغناء كان كغناء هذا الزمان؟ هل يقول عاقل هذا؟
وأما قوله: (أتراه يعلم أنها مغنية ولم ينهها عن الغناء ولم يحذر من سماعها) فهذا غاية ما عند الشيخ عادل!
لقد أخطأ الشيخ عادل حين جزم بأن (قينة) هنا بمعنى (مغنية)؛ إذ الأصل في معنى (قينة): أمة؛ قال الجوهري في الصحاح (7/ 36): (الأمة: قينة، وبعض الناس يظن القينة المغنية خاصة، وليس هو كذلك).
وهب أن (قينة) هنا بمعنى مغنية؛ فهي جارية تحسن الغناء المباح، وعرفت به بين أترابها ومجتمعها، وتغني لهن في حدود المأذون شرعا كالأعراس ونحوها؛ فأي محذور في هذا؟ فهل توهم -هداه الله- أنها من جنس مغنيات هذا الزمان، ويصدر منها ما يصدر من مطربات اليوم؛ حيث تغني إحداهن بين الرجال بأخبث الكلام وأقبحه، وتهتز وتتمايل بينهم، والنبي عليه الصلاة والسلام يطلع على هذا ويرضى به؟! أهذا الذي يريد صاحب الوريقات أن يقنع الناس به؟ إن كان هذا مبلغه من العلم فحري أن يسقط الخطاب معه والمحاورة، وأن يذكر بالله تعالى لعله يتوب من هذه الزلة الشنيعة.
أما الأدلة على تحريم المعازف والغناء الماجن عند أهل العلم فصحيحة صريحة بحمد الله؛ ولو قُدر علم السلف حق قدره لما قوبلت الإجماعات التي ينقلها العلماء الأثبات بمثل ما يغمز به الشيخ عادل أهل العلم؛ ولما قوبلت تفاسير السلف بذلك؛ فإن في كتاب الله بيان التحريم، على ما فسره به كثير من السلف الصالح. قال القرطبي في تفسيره (14/ 51) عند قوله تعالى: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث) الآية: (هذه إحدى الآيات الثلاث التي استدل بها العلماء على كراهة الغناء والمنع منه، والآية الثانية قوله تعالى: (وأنتم سامدون) قال ابن عباس: هو الغناء بالحميرية؛ اسمدي لنا: أي غني لنا. والآية الثالثة قوله تعالى: (واستفزز من استطعت منهم بصوتك) قال مجاهد: الغناء والمزامير). ومن أراد الاطلاع على كلام المفسرين من السلف فمن بعدهم فليطلبه في مظانه.
فعمن تُتلقى الأحكام ويؤخذ العلم إن كان كلام أهل العلم وتفسيرهم مطّرح؟
وأما السنة فأحاديث النهي عن المعازف والغناء المذموم متعددة ثابتة، والأحكام على الأحاديث تؤخذ من فرسان هذا الفن؛ والمؤلفات الجامعة لذلك وما يلتحق بها من آثار الصحابة كثيرة، ولست في مقام سرد الأدلة؛ فذاك شيء قد فرغ منه أهل العلم من قديم؛ وإنما المقصود التعليق على ما نُشر في تلك الوريقات فحسب؛ ومن كان طالبا للفائدة فليرجع لكتاب ابن رجب، أو غيره من كتب السابقين، أو لكتاب الشيخ الألباني (تحريم آلات الطرب) وأمثاله من كتب العلماء المتأخرين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثالثا: إباحة الدف في أحوال مخصوصة -كما سبق- استثناء من الأصل الذي هو منع آلات اللهو؛ فلا يُتجاوز في الترخيص موضعه، وهذا ما تدل عليه السنة؛ فالنبي عليه الصلاة والسلام أقر أبا بكر رضي الله عنه حينما انتهر عائشة رضي الله عنها -كما في الصحيحين- لما دخل عليها يوم العيد وعندها جاريتان تغنيان وتضربان بالدف وقال: (مزمارة الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم!)، وهذا -كما يقول أبو العباس القرطبي-: (إنكارٌ منه لما سمع، مستصحبًا لما كان تقرر عنده من تحريم اللهو والغناء جملة؛ حتى ظن أن هذا من قبيل ما يُنكر، فبادر إلى ذلك ... وعند ذلك قال له النبي صلى الله عليه وسلم: (دعهما)، ثم علل الإباحة بأنه يوم عيد؛ يعني أنه يوم سرور وفرح شرعي، فلا ينكر فيه مثل هذا) (المفهم 2/ 534). وقال ابن رجب في فتح الباري (6/ 81): (وفي الحديث ما يدل على تحريمه في غير أيام العيد؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم علّل بأنها أيام عيد، فدل على أن المقتضي للمنع قائم، لكن عارضه معارض وهو الفرح والسرور العارض بأيام العيد. وقد أقر أبا بكر على تسمية الدف "مزمور الشيطان"، وهذا يدل على وجود المقتضي للتحريم لولا وجود المانع).
وفي المسألة دلائل أخرى أدعها طلبا للإيجاز، لكني أختم هذا الموضع بتنبيه الشيخ عادل: ماذا تصف انتهار أبي بكر رضي الله عنه وإنكاره إنشادا بريئا لجاريتين صغيرتين بكلام عري عن الفحش؟
أعيذك بالله أن تصفه بالإصابة "بجرثومة التحريم" كما وصفتَ طائفة كبيرة من علمائنا وطلبة العلم منا.
رابعا: الاستثناء العارض للدف من أصل التحريم لا يدل على جواز غيره من آلات اللهو والمعازف في الحالات المستثناة، فضلا عن الجواز المطلق.
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (2/ 443): (ولا يلزم من إباحة الضرب بالدف في العرس ونحوه إباحة غيره من الآلات كالعود ونحوه).
وهذا بيّن يُدرك بأدنى تأمل، وقد أجاد ابن رجب رحمه الله في تقرير هذا المعنى حيث قال في فتح الباري (6/ 77 - 79): (ولا ريب أن العرب كان لهم غناء يتغنون به، وكان لهم دفوف يضربون بها، وكان غناؤهم بأشعار أهل الجاهلية من ذكر الحروب وندب من قتل فيها، وكانت دفوفهم مثل الغرابيل ليس فيها جلاجل ... فكان النبي صلى الله عليه وسلم يرخص لهم في أوقات الأفراح كالأعياد والنكاح وقدوم الغياب في الضرب للجواري بالدفوف، والتغني مع ذلك بهذه الأشعار وما كان في معناها، فلما فتحت بلاد فارس والروم ظهر للصحابة ما كان أهل فارس والروم قد اعتادوه من الغناء الملحن بالإيقاعات الموزونة على طريقة الموسيقى، بالأشعار التي توصف فيها المحرمات من الخمور والصور الجميلة المثيرة للهوى الكامن في النفوس المجبول محبته فيها، بآلات اللهو المطربة، المخرج سماعها عن الاعتدال، فحينئذ أنكر الصحابة الغناء واستماعه، ونهوا عنه وغلظوا فيه، حتى قال ابن مسعود: الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل -وروي عنه مرفوعا- وهذا يدل على أنهم فهموا أن الغناء الذي رخص فيه النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه لم يكن هذا الغناء، ولا آلاته هي هذه الآلات، وأنه إنما رخص فيما كان في عهده، مما يتعارفه العرب بآلاتهم، فأما غناء الأعاجم بآلاتهم فلم تتناوله الرخصة، وإن سمي غناءً وسميت آلاته دفوفا، لكن بينهما من التباين ما لا يخفى على عاقل، فإن غناء الأعاجم بآلاتها يثير الهوى، ويغير الطباع، ويدعو إلى المعاصي، فهو رقية الزنا، وغناء الأعراب المرخص به ليس فيه شيء من هذه المفاسد بالكلية البتة؛ فلا يدخل غناء الأعاجم في الرخصة لفظا ولا معنى، فإنه ليس هنالك نص عن الشارع بإباحة ما يسمى غناء ولا دفا، وإنما هي قضايا أعيان وقع الإقرار عليها، وليس لها من عموم. وليس الغناء والدف المرخص فيهما في معنى ما في غناء الأعاجم ودفوفها المصلصلة، لأن غناءهم ودفوفهم تحرك الطباع وتهيجها إلى المحرمات، بخلاف غناء الأعراب؛ فمن قاس أحدهما على الآخر فقد أخطأ أقبح الخطأ، وقاس مع ظهور الفرق بين الفرع والأصل، فقياسه من أفسد القياس وأبعده عن الصواب. وقد صحت الأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم بذم من يستمع القينات في آخر الزمان، وهو إشارة إلى تحريم سماع آلات الملاهي الماخوذة عن الأعاجم).
(يُتْبَعُ)
(/)