الثالث: أن يتلطف في الأمر في الطلاق بإعطائها ما تتمتع به لينجبر الفاجع، فقد روى عن الحسن بن علي رضي الله عنهما أنه طلق امرأة وبعث إليها بعشرة آلاف درهم، فقالت: متاع قليل من حبيب مفارق.
الرابع: أن لا يفشي سرها، وفى الحديث الصحيح في أفراد مسلم "إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى المرأة وتفضي إليه، ثم ينشر سرها".
وروي عن بعض الصالحين أنه أراد طلاق امرأته فقيل له: ما الذي يريبك منها؟ فقال: العاقل لا يهتك سراً، فلما طلقها قيل له: لم طلقتها؟ فقال: مالي ولامرأة غيري.
فهذا كله في بيان ما على الزوج.
· القسم الثاني من آداب المعاشرة: ما على الزوجة لزوجها.
عن أبى أُمامة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "لو جاز لأحد أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها" لعظم حقه عليها.
وفى هذا القسم أحاديث كثيرة تدل على تأكيد حق الزوج على زوجته.
وحقوقه عليها كثيرة، أهمها أمران:
أحدهما: الستر والصيانة.
الثاني: القناعة. وعلى هذا كان النساء في السلف، كان الرجل إذا خرج من منزله يقوله له أهله: إياك وكسب الحرام، فإنا نصبر على الجوع ولا نصبر على النار.
ومن الواجب عليها: أن لا تفرط في ماله، فإن أطعمت عن رضاه كان لها مثل أجره، وإن كان بغير رضاه، كان له الأجر وعليها الوزر.
وينبغي لوالديها تأديبها قبل نقلها إلى الزوج لتعرف آداب العشرة، وينبغي للمرأة أن تكون قاعدة في بيتها، لازمة لمغزلها، قليلة الكلام لجيرانها، كثيرة الانقباض حالة غيبة زوجها، تحفظه غائباً وحاضراً، وتطلب مسرّته في جميع الأحوال، ولا تخونه في نفسها ولا في ماله، ولا تُوطئ فراشه من يكره، ولا تأذن في بيته إلا بإذنه، ولتكن همتها صلاح شأنها وتدبير بيتها، قائمة بخدمة الدار في كل ما أمكنها، ولتكن مُقَدَّمةً لحق زوجها على حق نفسها وحق جميع أقربائها.
أسأل الله تعالى أن يوفق الجميع آمين .. وصلى الله على نبينا ورسولنا محمد الأمين .. والحمد لله رب العالمين
ـ[ابومصعب الكويتي]ــــــــ[25 - Oct-2009, مساء 04:33]ـ
أثابك الله ونفع بك ... اخي الحبيب ... \\
وان كنت لم أرك،، لكني والله احبك في الله ..
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[25 - Oct-2009, مساء 10:18]ـ
رفع الله قدرك وأكرمك يا (أبا مصعب) ..
ويعلم الله القلوب شواهد .. فأحبك الله الذي أحببتنا فيه .. وتقبل الله منا ومنكم والمسلمين آمين
ـ[أبو عبد العظيم]ــــــــ[26 - Oct-2009, صباحاً 12:45]ـ
بارك الله فيكم شيخنا التميمي
نسأل الله لنا ولكم التوفيق
ـ[أبوشموخ]ــــــــ[26 - Oct-2009, صباحاً 09:32]ـ
جزاك الله خير أخي وبارك فيك
ـ[أبوخالد النجدي]ــــــــ[05 - Feb-2010, صباحاً 01:41]ـ
أن لا يحلق شعره، ولا يقلم أظافره، ولا يخرج دما وهو جنب
هل لهذا القول دليل أو تعليل؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[05 - Feb-2010, صباحاً 02:37]ـ
أما دليل صحيح ثابت فلا أخي الكريم .. وأما تعليل بعيد ضعيف مبني على آثار موضوعة فنعم.
ولا تستغرب هذا مني أخي الكريم، وبيان كلامي كالآتي:
هذا القول تفرد به الغزالي رحمه الله في الإحياء .. والكلام في المشاركة منه بتصرف قليل .. ولم يوافقه أحد من الفقهاء المتقدمين ولا من أتى بعده في زمنه او بعده بيسير على هذا القول .. إنما أخذه المتأخرين من الشافعية من الإحياء ووضعوه في كتبهم على شكل (فائدة) .. ولا يلزم منه إطلاقاً بناء حكم شرعي له مبرراته أبداً .. قال الغزالي:
(لا ينبغي للإنسان أن يزيل شيئا من شعره أو يقص شيئا من ظفره أو يستحد أو يخرج دما أو يبين من نفسه جزءا وهو جنب إذ سائر أجزائه ترد إليه في الآخرة فيعود جنبا ويقال إن كل عشرة تطالبه بجنابتها) انتهى
بل أن أكثر كلامه قد رد من قبل الشافعية أنفسهم ..
قال القيلوبي في حاشيته:
(وفي عود نحو الدم نظر وكذا في غيره لأن العائد هو الأجزاء التي مات عليها إلا نقص نحو عضو فراجعه).
وقال الشرواني في حاشيته:
(قوله: [لأن أجزاءه الخ] ظاهر هذا الصنيع أن الأجزاء المنفصلة قبل الاغتسال لا يرتفع جنابتها بغسلها.
قوله: [تعود إليه في الآخرة] هذا مبني على أن العود ليس خاصا بالأجزاء الأصلية وفيه خلاف، وقال السعد في شرح العقائد النسفية: المعاد إنما هو الأجزاء الأصلية الباقية من أول العمر إلى آخره.
وعبارة المدابغي: قوله: [لأن أجزاءه الخ] أي: الأصلية فقط كاليد المقطوعة، بخلاف نحو الشعر والظفر؛ فإنه يعود إليه منفصلا عن بدنه لتبكيته، أي: توبيخه، حيث أمر بأن لا يزيله حالة الجنابة أو نحوها. انتهت
[ويقال إن كل شعرة الخ] فائدته التوبيخ واللوم يوم القيامة لفاعل ذلك، وينبغي أن محل ذلك حيث قصر، كأن دخل وقت الصلاة ولم يغتسل وإلا فلا؛ كأن فجأه الموت).
انظر نقل كلام الغزالي في:
- إعانة الطالبين ج1/ص79.
- الإقناع للشربيني ج1/ص70.
- مغني المحتاج ج1/ص75.
- نهاية المحتاج ج1/ص229.
- حاشية الرملي ج1/ص70.
وقد قال الطحطاوي في حاشيته على مراقي الفلاح؛ بعد ان ذكر مكروهات التقليم للأظافر؛ قال:
(وفي حالة الجناية، وكذا إزالة الشعر، لما روى خالد مرفوعا: "من تنور قبل أن يغتسل جاءته كل شعرة فتقول: يا رب سله لم ضيعني ولم يغسلني" كذا في شرح شرعة الإسلام عن مجمع الفتاوى وغيره).
قلت: وهذا حديث موضوع لا أصل له .. وما تعلل به الغزالي فتعليلات فاسدة مبنية على أصول فاسدة ظنها ثابتة .. ولم يقل أحد من الأئمة من أرباب المذاهب بما قاله.
وتبقى المسألة كما ذكر في أصل المشاركة = مسألة (آداب) لا شرع .. وإن كان الأفضل تأجيل الحلق والتقليم إلى ما بعد الاغتسال.
والله سبحانه وتعالى أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوخالد النجدي]ــــــــ[11 - Feb-2010, صباحاً 06:50]ـ
جزاك الله خيراً وبارك فيك.
ـ[ابن الأزهر النيسابوري]ــــــــ[14 - Feb-2010, صباحاً 12:03]ـ
اخي الفاضل صاحب المقالة الجميلة، حبذا لو غيرت تعريفك، (فإن الله جميل يحب الجمال) - رواه مسلم في صحيحه (131)، وبوب الامام البخاري في صحيحه (بَاب تَحْوِيلِ الِاسْمِ إِلَى اسْمٍ أَحْسَنَ مِنْهُ) وساق تحته عدة احاديث (حذفت اسنادها للاختصار):
5723 - عَنْ سَهْلٍ قَالَ أُتِيَ بِالْمُنْذِرِ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ وُلِدَ فَوَضَعَهُ عَلَى فَخِذِهِ وَأَبُو أُسَيْدٍ جَالِسٌ فَلَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَيْءٍ بَيْنَ يَدَيْهِ فَأَمَرَ أَبُو أُسَيْدٍ بِابْنِهِ فَاحْتُمِلَ مِنْ فَخِذِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَفَاقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ (أَيْنَ الصَّبِيُّ؟) فَقَالَ أَبُو أُسَيْدٍ قَلَبْنَاهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ (مَا اسْمُهُ؟) قَالَ فُلَانٌ قَالَ (وَلَكِنْ أَسْمِهِ الْمُنْذِرَ) فَسَمَّاهُ يَوْمَئِذٍ الْمُنْذِرَ.
5724 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ زَيْنَبَ كَانَ اسْمُهَا بَرَّةَ فَقِيلَ تُزَكِّي نَفْسَهَا فَسَمَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْنَبَ
5725 - عن عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ شَيْبَةَ قَالَ جَلَسْتُ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ فَحَدَّثَنِي أَنَّ جَدَّهُ حَزْنًا قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ (مَا اسْمُكَ؟) قَالَ اسْمِي حَزْنٌ قَالَ (بَلْ أَنْتَ سَهْلٌ) قَالَ مَا أَنَا بِمُغَيِّرٍ اسْمًا سَمَّانِيهِ أَبِي. قَالَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ فَمَا زَالَتْ فِينَا الْحُزُونَةُ بَعْدُ.
وفقك الباري لطلب مرضاته وجعلك وايانا من الفائزين.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[14 - Feb-2010, صباحاً 12:16]ـ
آمين يا رب العالمين
وحياك الله أخي الكريم أبا الأزهر
لكن لا أعتقد انني سأوافقك على تغيير لقب عائلتي التي أتسمى به هنا في بلدي رحمك الله.
فالسكران لقب عائلتي (عشيرتي) غفر الله لك .. والتميمي لقب قبيلتي أيدك الله
ولا أظنك تجهل الصحابي الجليل (السكران بن عمرو) .. ولا أعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلب منه تغيير اسمه.
جزاك الله خير الجزاء أخي الكريم
ـ[الباسط الكريم]ــــــــ[22 - May-2010, مساء 09:35]ـ
حسبي الله ونعم الوكيل(/)
الباب الذي قلّ من يلجه!! كيف السبيل اليه؟؟
ـ[ابومصعب الكويتي]ــــــــ[25 - Oct-2009, مساء 04:45]ـ
يحكى عن بعض العارفين انه قال: ((دخلت على الله من ابواب الطاعات كلها
فما دخلت من باب الا رأيت عليه الزحام فلم أتمكن من الدخول، حتى جئت باب الذل والافتقار
فإذا أقرب باب اليه وأوسعه ولا مزاحم فيه و لا معوق، فما وضعت قدمي في عتبته، فإذا
هو سبحانه قد أخذ بيدي وأدخلني عليه)).
ان الانسان كلما افتقر وتذلل لله سبحانه وتعالى كلما ازداد قربا وعزا،
والافتقار والذله لله لا تحصل الا للقلب الذي امتلأ بمحبة الله وخشيته،
يقول ابن القيم: ((ان هذه الذلة والكسرة الخاصة: تدخله على الله، وترميه على طريق المحبة،
فيتفح له منها باب لا يفتح له من غير هذه الطريق، وان كانت طرق سائر الاعمال والطاعات
تفتح للعبد أبوابا من المحبة، لكن الذي يفتح منها من طريق الذل والانكسار وازدراء النفس،
ورؤيتها بعين الضعف والعجز والعيب والنقص والذم: بحيث يشاهدها ضيّعة، وعجزا
وتفريطا وذنبا وخطيئة فمتى استشعر العبد هذه الامور فتح له نوع آخر من المحبة غير بقية ابواب الطاعات)) بتصرف.
ويقول ابن القيم -ايضا-: ((والسالك بهذه الطريق غريب في الناس، وهم في واد، وهو في واد ...
قلت: اي والله صدق .. جعلني الله واياكم منهم .. بمنّه وكرمه .. فإنه لا ينال ما عنده الا بطاعته ..
((والذل والانكسار لله يعتبر سجود القلب))
السجود الحقيقي وهو سجود القلب .. وان كان سجود الاركان مطلوب .. لكن متى اجتمع وتواطأ الامران:
سجود القلب والاركان ... فلا تسأل حينئذ عن اللذة التي سيقذف في قلبه وعن العيش الطيب الذي سيجده
نسأل الله من فضله
قيل لبعض العارفين: أيسجد القلب لله؟ قال: نعم يسجد سجدة لا يرفع رأسه منها الى يوم القيامة ..
((تأمل ما سيذكره ابن القيم جيدا))
قال ابن القيم: فهذا سجود القلب، فـ قلب لا تباشره هذه الكسرة: غير ساجد السجود المراد منه،
واذا سجد القلب لله – هذه السجدة العظمى – سجدت معه جميع الجوارح، وعنا الوجه للحي القيوم
، وخشع الصوت والجوارح كلها، وذلّ العبد وخضع واستكان ووضع خده على عتبة العبودية،
ناظرا بقلبه الى ربه ووليه نظر الذليل الى العزيز، فلا يُرى الا متملقا لربه، خاضعا ذليلا مستعطفا له ا. هـ
وقد ضرب ابن القيم مثل جميل لصاحب هذه المنزلة، من قرأه عرف ماذا يريد المؤلف ان يقول.
.
وسأذكره باذن الله لكن ليس الان،،
وللحديث بقية بإذن الله
ـ[المحدثة]ــــــــ[25 - Oct-2009, مساء 07:37]ـ
بارك الله فيك كم نحتاج لمثل هذا الكلام
ننتظر البقية وفقك الله وسدد خطاك
ـ[ابومصعب الكويتي]ــــــــ[26 - Oct-2009, مساء 04:43]ـ
وفيكم بارك الله
ـ[ابومصعب الكويتي]ــــــــ[26 - Oct-2009, مساء 06:17]ـ
((تتمة لما سبق))
يقول ابن القيم: (وصاحب هذا المشهد نفسه كرجل كان في كنف أبيه
يغذوه بأطيب الطعام والشراب واللباس، ويربيه أحسن تربية، ويرقيه
على درجات الكمال أتم ترقية، وهو القيّم بمصالحه كلها، فبعثه أبوه
في حاجة له، فخرج عليه في طريقه عدو، فأسره وكتّفه وشدّه وثاقا،ثم ذهب به
الى بلاد الاعداء فسامه سوء العذاب، وعامله بضدّ ما كان ما كان أبوه يعامله به،
فهو يتذكر تربية والده وإحسانه اليه بين الفينة بعد الفينة، فتهيّج من قلبه لواعج ا
الحسرات كلما رأى حاله، ويتذكر ما كان عليه، وكل ما كان فيه، فبينا هو في أسر
عدوه يسومه سوء العذاب ويريد نحره في آخر الامر، اذ حانت منه التفاتة الى
نحو ديار أبيه، فرأىأباه منه قريبا، فسعى اليه، وألقى نفسه عليه، وانطرح بين
ابيه يستغيث: يا أبتاه .... يا أبتاه ... يا أبتاه!! انظر الى ولدك و
ما هو فيه، ودموعه تستبق على خديه، قد اعتنقه والتزمه، وعدوه في طلبه،
حتى وقف على رأسه، وهو ملتزم لوالده ممسك به، فهل تقول: ان والده يسمله
مع هذه الحال الى عدوه، ويخلي بينه وبينه؟ فمن الظن بمن هو أرحم بعبده من
ا
لوالد بولده،ومن الوالدة بولدها؟ اذا فرّ عبد اليه، وهرب من عدوه اليه، وألقى
نفسه طريحا ببابه ... يمرّغ خدّه في ثرى أعتابه باكيا بين يديه يقول: يا رب!! يا
رب!: ارحم من لا راحم له سواك ولا ناصر له سواك ولامؤوي له سواك، ولا
(يُتْبَعُ)
(/)
مغيث له سواك، مسكينك وفقيرك، وسائلك ومؤملك ومرجيك، لا ملجأ له ولا منجا
له منك الا اليك، أنت معاذه وبك ملاذه))
((وانما سقت هذا المثل ليوضّح ما تقدم لكن هل يستطيع القارىء
ا
ان يستوعب المقصود ويستشعر المراد ويكون بقرائته لهذه الكلمات قد أحاط بما راد
أن يقرره ابن القيم؟؟))
اسمع كلام ابن القيم
يقول ابن القيم: (وهذه الحال التي تحصل لقلبه – اي لقلب
المتذلل المنكسر لله- لا تنال العبارة حقيقتها، وانما تدرك
بالحصول، فيحصل لقلبه كسرة خاصة لا يشبهها شيء بحيث
يرى نفسه كالاناء المرضوض تحت الارجل لا شيء فيه ولا به
ولا منه، ولا منفعة فيه ولا يرغب في مثله وانه لا يصلح
للانتفاع الا بجبر جديد من صانعه وقيّمه، فحينئذ يستكثر في هذا ا
لمشهد ما منّ ربه اليه من الخير، ويرى أنه لا يستحق قليلا منه
و كثيرا!!!
قلت: من اعظم الافات التي تعتري طريق السائرين الى الله:
آفة العجب ومن أعظم ما ينتفع المسلم في طرده لهذا الداء:
معرفة حقيقة النفس وأنها في الاصل ظلومة جهولة لا خير فيها
البتة وانما تفضل عليها سيدهاومولاها وجعلها موفقه ومعانة
لطاعته ومحلا قابلا لفعلها وبدون الاعانة والتوفيق تصبح حالها
كحال البهائم بل اضل فاللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
فيا عبدالله .... ليكن عملك في عينك صغيرا، ونعمة الله
عليك وتوفيقك لطاعته كبيرة ..
ويتابع ابن القيم فيقول: (فأي خير ناله من الله استكثره على
نفسه، وعلم أن قدره دونه، وان رحمة ربه اقتضت ذكره به،
وسياقته اليه، واستقلّ ما من نفسه من الطاعات لربه، ورآها –
ولو ساوت طاعات الثقلين- من أقل ما ينبغي لربه عليه،
واستكثر العبد قليل معاصيه وذنوبه، فإن الكسرة التي
حصلت لقلبه أوجبت له هذا.فما أقرب الجبر من هذا القلب المكسور! وما ادنى ا
لنصر والرحمة والرزق منه!
((بيت القصيد))
قال ابن القيم: وما أنفع هذا المشهد له وأجداه عليه!
وذرة من هذا ونَفَسٌ منه أحب الى الله من طاعات أمثال الجبال من المُدلِّين
المعجبين بأعمالهم وعلومهم وأحوالهم، وأحب القلوب الى الله:
قلب تمكنت منه هذه الكسرة، وملكته الذلة، فهو ناكس الرأس بين يدي ربه لا يرفع
رأسه اليه حياء منه.
نسأل الله يوفقنا لما يحب ويرضى،،،وأن يزيدنا من فضله(/)
نختلف ولانفترق
ـ[زيد سلطان الشريف]ــــــــ[25 - Oct-2009, مساء 09:43]ـ
أيها الأخوة إن هناك فرق بين الإختلاف والإفتراق وكلاهما ذكرا في الكتاب العزيز
(وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119))
(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103))
فالإفتراق مذموم وقد أخبر نبينا عن وقوعه عن أنس ابن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
: (إن بني إسرائيل افترقت على إحدى وسبعين فرقة. وإن أمتي ستفترق على ثنتين وسبعين فرقة. كلها في النار إلا واحدة. وهي الجماعة)
في الزوائد إسناده صحيح. رجاله ثقات.
قال الشيخ الألباني: صحيح
فالأختلاف دون فُرقة غير مذموم: فهنا وصفان: الاختلاف، والافتراق، وهما خلافان لا يلزم وجود أحدهما حصول الآخر، فالافتراق وصف مذموم في الشرع، ولهذا نهى الله عنه نهياً مطلقاً فقال: "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا " [آل عمران: 103]. وقال: "أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه" [الشورى:13]. أما الاختلاف فقد يكون رحمة، وأهله معذورون. قال ابن تيمية: (والنزاع في الأحكام قد يكون رحمة إذا لم يفض إلى شر عظيم من خفاء الحكم، ولهذا صنف رجل كتاباً سماه: كتاب الاختلاف، فقال أحمد: سمه كتاب السعة، وإن الحق في نفس الأمر واحد، وقد يكون من رحمة الله ببعض الناس خفاؤه لما في ظهوره من الشدة عليه) (24). وقد حصل الاختلاف في الاجتهاد الفقهي والتنزيل الواقعي للأحكام بين سلف هذه الأمة الذين هم أفضل قرونها – من الصحابة و التابعين – ولم يلزم منه افتراقهم، بل كانوا أهل مودة وتناصح، كما لم يكن سبباً للذم أو مدعاةً للتأثم ما دام هذا الخلاف في المسائل التي يسوغ فيها الاجتهاد وإبداء الرأي. قال ابن القيم: (وقوع الاختلاف بين الناس أمر ضروري لا بد منه؛ لتفاوت إرادتهم وأفها مهم وقدرات إدراكهم، ولكن المذموم بغي بعضهم على بعض وعدوانه، وإلا إذا كان الاختلاف على وجه لا يؤدي إلى التباين والتحزب، وكل من المختلفين قصده طاعة الله ورسوله، لم يضر ذلك الاختلاف فإنه أمر لا بد منه في النشأة الإنسانية. ولكن إذا كان الأصل واحداً والغاية المطلوبة واحدة والطريق المسلوكة واحدة، لم يكد يقع اختلاف، وإن وقع كان اختلافاً لا يضر كما تقدم من اختلاف الصحابة؛ فإن الأصل الذي بنوا عليه واحد وهو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والقصد واحد، وهو طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، والطريق واحد وهو النظر في أدلة القرآن والسنة وتقديمها على كل قول ورأي وقياس وذوق وسياسة) (25).
لذلك ينبغي ألا تضيق صدورنا بما نسمعه من خلافات فقهيه على الساحة ولعلنا نوضح ذلك
أولا الخلاف في أصول الدين والعقيده:-
أ- فمن خرج عن موارد إتفاق السلف قيل خرج من السنة إلى القبله وقد تكون البدعة كفرية وقد لاتكون
ب-من خرج عن موارد إتفاق أهل القبلة فقد خرج من الكفر إلى الإسلام
2 - الخلاف في فروع الدين:-
وهو على أقسام:-ا
أ- إختلاف تنوع:- كالختلاف أهل العلم في صيغ بعض الأدعية وصفة الأذان والتسليم وغيرها
ب-إختلاف التضاد:- وهذا النوع وقع فيه خلط وتحصل فيه ضجة وإنكار وتهجم وقدح لأهل العلم وهو على نوعين
النوع الأول:-الخلاف الغير السائغ:- كمخالفة إجماع العلماء وكذلك الخلاف في أحكام هي من الأمور المعلومه من الدين بالضرورة ومخالفة صريح الكتاب والسنه قال الناظم
وليس كل خلاف جاء معتبرا إلا خلاف له حظ من النظر
الثاني:-الخلاف السائغ:- فهناك جملة من المسائل يسوغ الخلاف فيها لعدم وجود دليل من الكتاب والسنه أوللإختلاف في أوجه الدلالات وإختلافهم في جملة من مسائل الأصول أو الإختلاف في صحة الحديث
قال شيخ الأسلام
(يُتْبَعُ)
(/)
(وَلِيُعْلَمَ أَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ الْأَئِمَّةِ -الْمَقْبُولِينَ عِنْدَ الْأُمَّةِ قَبُولًا عَامًّا- يَتَعَمَّدُ مُخَالَفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَيْءٍ مِنْ سُنَّتِهِ؛ دَقِيقٍ وَلَا جَلِيلٍ.
فَإِنَّهُمْ مُتَّفِقُونَ اتِّفَاقًا يَقِينِيًّا عَلَى وُجُوبِ اتِّبَاعِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَعَلَى أَنَّ كُلَّ أَحَدٍ مِنْ النَّاسِ يُؤْخَذُ مِنْ قَوْلِهِ وَيُتْرَكُ, إلَّا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَلَكِنْ إذَا وُجِدَ لِوَاحِدِ مِنْهُمْ قَوْلٌ قَدْ جَاءَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ بِخِلَافِهِ, فَلَا بُدَّ لَهُ مِنْ عُذْرٍ فِي تَرْكِهِ. وَجَمِيعُ الْأَعْذَارِ ثَلَاثَةُ أَصْنَافٍ:
أَحَدُهَا: عَدَمُ اعْتِقَادِهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَهُ.
وَالثَّانِي: عَدَمُ اعْتِقَادِهِ إرَادَةَ تِلْكَ الْمَسْأَلَةِ بِذَلِكَ الْقَوْلِ.
وَالثَّالِثُ: اعْتِقَادُهُ أَنَّ ذَلِكَ الْحُكْمَ مَنْسُوخٌ.
وَهَذِهِ الْأَصْنَافُ الثَّلَاثَةُ تَتَفَرَّعُ إلَى أَسْبَابٍ مُتَعَدِّدَةٍ:
السَّبَبُ الْأَوَّلُ:
أَن لا يَكُونَ الْحَدِيثُ قَدْ بَلَغَهُ, وَمَنْ لَمْ يَبْلُغْهُ الْحَدِيثُ لَمْ يُكَلَّفْ أَنْ يَكُونَ عَالِمًا بِمُوجَبِهِ, وَإِذَا لَمْ يَكُنْ قَدْ بَلَغَهُ -وَقَدْ قَالَ فِي تِلْكَ الْقَضِيَّةِ بِمُوجَبِ ظَاهِرِ آيَةٍ أَوْ حَدِيثٍ آخَرَ؛ أَوْ بِمُوجَبِ قِيَاسٍ؛ أَوْ مُوجَبِ اسْتِصْحَابٍ- فَقَدْ يُوَافِقُ ذَلِكَ الْحَدِيثَ تَارَةً, وَيُخَالِفُهُ أُخْرَى.
وَهَذَا السَّبَبُ: هُوَ الْغَالِبُ عَلَى أَكْثَرِ مَا يُوجَدُ مِنْ أَقْوَالِ السَّلَفِ مُخَالِفًا لِبَعْضِ الْأَحَادِيثِ.
فَإِنَّ الْإِحَاطَةَ بِحَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ تَكُنْ لِأَحَدِ مِنْ الْأُمَّةِ
السَّبَبُ الثَّانِي:
أَنْ يَكُونَ الْحَدِيثُ قَدْ بَلَغَهُ, لَكِنَّهُ لَمْ يَثْبُتْ عِنْدَهُ.
إمَّا لِأَنَّ مُحَدِّثَهُ, أَوْ مُحَدِّثَ مُحَدِّثِهِ, أَوْ غَيْرَهُ مِنْ رِجَالِ الْإِسْنَادِ مَجْهُولٌ عِنْدَهُ أَوْ مُتَّهَمٌ أَوْ سَيِّئُ الْحِفْظِ.
وَإِمَّا لِأَنَّهُ لَمْ يَبْلُغْهُ مُسْنَدًا بَلْ مُنْقَطِعًا؛ أَوْ لَمْ يَضْبُطْ لَفْظَ الْحَدِيثِ مَعَ أَنَّ ذَلِكَ الْحَدِيثَ قَدْ رَوَاهُ الثِّقَاتُ لِغَيْرِهِ بِإِسْنَادِ مُتَّصِلٍ, بِأَنْ يَكُونَ غَيْرُهُ يَعْلَمُ مِنْ الْمَجْهُولِ عِنْدَهُ الثِّقَةَ, أَوْ يَكُونُ قَدْ رَوَاهُ غَيْرُ أُولَئِكَ الْمَجْرُوحِينَ عِنْدَهُ؛ أَوْ قَدْ اتَّصَلَ مِنْ غَيْرِ الْجِهَةِ الْمُنْقَطِعَةِ, وَقَدْ ضَبَطَ أَلْفَاظَ الْحَدِيثِ بَعْضُ الْمُحَدِّثِينَ الْحُفَّاظِ؛ أَوْ لِتِلْكَ الرِّوَايَةِ مِنْ الشَّوَاهِدِ وَالْمُتَابَعَاتِ مَا يُبَيِّنُ صِحَّتَهَا. وَهَذَا أَيْضًا كَثِيرٌ جِدًّا, وَهُوَ فِي التَّابِعِينَ وَتَابِعِيهِمْ إلَى الْأَئِمَّةِ الْمَشْهُورِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ أَكْثَرُ مِنْ الْعَصْرِ الْأَوَّلِ, أَوْ كَثِيرٌ مِنْ الْقِسْمِ الْأَوَّلِ.
فَإِنَّ الْأَحَادِيثَ كَانَتْ قَدْ انْتَشَرَتْ وَاشْتَهَرَتْ, لَكِنْ كَانَتْ تَبْلُغُ كَثِيرًا مِنْ الْعُلَمَاءِ مِنْ طُرُقٍ ضَعِيفَةٍ, وَقَدْ بَلَغَتْ غَيْرَهُمْ مِنْ طُرُقٍ صَحِيحَةٍ غَيْرِ تِلْكَ الطُّرُقِ, فَتَكُونُ حُجَّةً مِنْ هَذَا الْوَجْهِ, مَعَ أَنَّهَا لَمْ تَبْلُغْ مَنْ خَالَفَهَا مِنَ الْوَجْهِ الآخر.
وَلِهَذَا وُجِدَ فِي كَلَامِ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ الْأَئِمَّةِ تَعْلِيقُ الْقَوْلِ بِمُوجِبِ الْحَدِيثِ عَلَى صِحَّتِهِ, فَيَقُولُ: {قَوْلِي فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ كَذَا وَقَدْ رُوِيَ فِيهَا حَدِيثٌ بِكَذَا؛ فَإِنْ كَانَ صَحِيحًا فَهُوَ قَوْلِي}
(يُتْبَعُ)
(/)
وَإِمَّا لِأَنَّهُ لَمْ يَبْلُغْهُ مُسْنَدًا بَلْ مُنْقَطِعًا؛ أَوْ لَمْ يَضْبُطْ لَفْظَ الْحَدِيثِ مَعَ أَنَّ ذَلِكَ الْحَدِيثَ قَدْ رَوَاهُ الثِّقَاتُ لِغَيْرِهِ بِإِسْنَادِ مُتَّصِلٍ, بِأَنْ يَكُونَ غَيْرُهُ يَعْلَمُ مِنْ الْمَجْهُولِ عِنْدَهُ الثِّقَةَ, أَوْ يَكُونُ قَدْ رَوَاهُ غَيْرُ أُولَئِكَ الْمَجْرُوحِينَ عِنْدَهُ؛ أَوْ قَدْ اتَّصَلَ مِنْ غَيْرِ الْجِهَةِ الْمُنْقَطِعَةِ, وَقَدْ ضَبَطَ أَلْفَاظَ الْحَدِيثِ بَعْضُ الْمُحَدِّثِينَ الْحُفَّاظِ؛ أَوْ لِتِلْكَ الرِّوَايَةِ مِنْ الشَّوَاهِدِ وَالْمُتَابَعَاتِ مَا يُبَيِّنُ صِحَّتَهَا. وَهَذَا أَيْضًا كَثِيرٌ جِدًّا, وَهُوَ فِي التَّابِعِينَ وَتَابِعِيهِمْ إلَى الْأَئِمَّةِ الْمَشْهُورِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ أَكْثَرُ مِنْ الْعَصْرِ الْأَوَّلِ, أَوْ كَثِيرٌ مِنْ الْقِسْمِ الْأَوَّلِ.
فَإِنَّ الْأَحَادِيثَ كَانَتْ قَدْ انْتَشَرَتْ وَاشْتَهَرَتْ, لَكِنْ كَانَتْ تَبْلُغُ كَثِيرًا مِنْ الْعُلَمَاءِ مِنْ طُرُقٍ ضَعِيفَةٍ, وَقَدْ بَلَغَتْ غَيْرَهُمْ مِنْ طُرُقٍ صَحِيحَةٍ غَيْرِ تِلْكَ الطُّرُقِ, فَتَكُونُ حُجَّةً مِنْ هَذَا الْوَجْهِ, مَعَ أَنَّهَا لَمْ تَبْلُغْ مَنْ خَالَفَهَا مِنَ الْوَجْهِ الآخر.
وَلِهَذَا وُجِدَ فِي كَلَامِ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ الْأَئِمَّةِ تَعْلِيقُ الْقَوْلِ بِمُوجِبِ الْحَدِيثِ عَلَى صِحَّتِهِ, فَيَقُولُ: {قَوْلِي فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ كَذَا وَقَدْ رُوِيَ فِيهَا حَدِيثٌ بِكَذَا؛ فَإِنْ كَانَ صَحِيحًا فَهُوَ قَوْلِي} وَإِمَّا لِأَنَّهُ لَمْ يَبْلُغْهُ مُسْنَدًا بَلْ مُنْقَطِعًا؛ أَوْ لَمْ يَضْبُطْ لَفْظَ الْحَدِيثِ مَعَ أَنَّ ذَلِكَ الْحَدِيثَ قَدْ رَوَاهُ الثِّقَاتُ لِغَيْرِهِ بِإِسْنَادِ مُتَّصِلٍ, بِأَنْ يَكُونَ غَيْرُهُ يَعْلَمُ مِنْ الْمَجْهُولِ عِنْدَهُ الثِّقَةَ, أَوْ يَكُونُ قَدْ رَوَاهُ غَيْرُ أُولَئِكَ الْمَجْرُوحِينَ عِنْدَهُ؛ أَوْ قَدْ اتَّصَلَ مِنْ غَيْرِ الْجِهَةِ الْمُنْقَطِعَةِ, وَقَدْ ضَبَطَ أَلْفَاظَ الْحَدِيثِ بَعْضُ الْمُحَدِّثِينَ الْحُفَّاظِ؛ أَوْ لِتِلْكَ الرِّوَايَةِ مِنْ الشَّوَاهِدِ وَالْمُتَابَعَاتِ مَا يُبَيِّنُ صِحَّتَهَا. وَهَذَا أَيْضًا كَثِيرٌ جِدًّا, وَهُوَ فِي التَّابِعِينَ وَتَابِعِيهِمْ إلَى الْأَئِمَّةِ الْمَشْهُورِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ أَكْثَرُ مِنْ الْعَصْرِ الْأَوَّلِ, أَوْ كَثِيرٌ مِنْ الْقِسْمِ الْأَوَّلِ.
فَإِنَّ الْأَحَادِيثَ كَانَتْ قَدْ انْتَشَرَتْ وَاشْتَهَرَتْ, لَكِنْ كَانَتْ تَبْلُغُ كَثِيرًا مِنْ الْعُلَمَاءِ مِنْ طُرُقٍ ضَعِيفَةٍ, وَقَدْ بَلَغَتْ غَيْرَهُمْ مِنْ طُرُقٍ صَحِيحَةٍ غَيْرِ تِلْكَ الطُّرُقِ, فَتَكُونُ حُجَّةً مِنْ هَذَا الْوَجْهِ, مَعَ أَنَّهَا لَمْ تَبْلُغْ مَنْ خَالَفَهَا مِنَ الْوَجْهِ الآخر.
وَلِهَذَا وُجِدَ فِي كَلَامِ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ الْأَئِمَّةِ تَعْلِيقُ الْقَوْلِ بِمُوجِبِ الْحَدِيثِ عَلَى صِحَّتِهِ, فَيَقُولُ: {قَوْلِي فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ كَذَا وَقَدْ رُوِيَ فِيهَا حَدِيثٌ بِكَذَا؛ فَإِنْ كَانَ صَحِيحًا فَهُوَ قَوْلِي}
لسَّبَبُ الثَّالِثُ:
اعْتِقَادُ ضَعْفِ الْحَدِيثِ بِاجْتِهَادِ قَدْ خَالَفَهُ فِيهِ غَيْرُهُ) رفع الملام عن الإئمة الأعلام
وقد ذكر غير هذه الأسباب
واعلم رحمك الله أن تحقيق المناط في هذه الأقسام قد يقع الخلاف فيه فعالم قد يسوغ الخلاف في مسألة ما واخر قد لايسوغ وعالم يرى أن الخلاف من باب التنوع واخر قد لا يراه كذلك
ثم اعلم رحمك الله
أن لزوم منهج أهل السنة والجماعه أنه السبيل الصحيح إلى الجنه ومن خالف من أهل العلم في هذا وقد ان نعذره ونحسن الظن به لكن انت الزم هذا الطريق فهذا نهج محمد الذي اوصى به وأصحابه من بعد
واعلم رحمك الله أن الخلاف في فروع الدين فيه رحمة وقد ذكرنا ذلك
قال ابن تيمية: (والنزاع في الأحكام قد يكون رحمة إذا لم يفض إلى شر عظيم من خفاء الحكم، ولهذا صنف رجل كتاباً سماه: كتاب الاختلاف، فقال أحمد: سمه كتاب السعة، وإن الحق في نفس الأمر واحد، وقد يكون من رحمة الله ببعض الناس خفاؤه لما في ظهوره من الشدة عليه)
فاحذر اخي ان تتنقص من عالم في مسألة أو تطلق عليها الشذوذ جزافا من دون رويه ولا على بصيره
وماقررناه سابقا يبين لنا فضل ومكانة العلماء حيث ينبغي لنا ملازمتهم وطلب مشورتهم فقد كفونا المؤونه
ـ[سفينة الصحراء]ــــــــ[28 - Oct-2009, مساء 04:35]ـ
بارك الله فيك.
ليت قومي يعلمون.(/)
مسألة عن وقت العمرة في رجب وذو القعدة والحج؟
ـ[أبو همام المكي]ــــــــ[25 - Oct-2009, مساء 10:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد أقوال اخل العلم في مسألة وقت العمرة في رجب وذو القعدة وذو الحجة للحاج بعد التحلل الأول وبعد الحج؟
وفق الله الجميع لكل خير.,.,.,
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عبدالرحمن صالح]ــــــــ[26 - Oct-2009, مساء 11:43]ـ
سؤالك مضطرب أخي الكريم، إذ كيف يحرم بعد الحج؟!
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[27 - Oct-2009, مساء 03:07]ـ
سؤال موجه إلى موقع الشيخ محمد صالح المنجد (الإسلام سؤال وجواب):
هل ورد في استحباب العمرة في شهر رجب فضل معين؟.
الجواب:
الحمد لله
أولاً:
لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم – فيما نعلم – فضل خاص للعمرة في شهر رجب , أو ترغيب فيها ,
وإنما ثبت الفضل الخاص للعمرة في شهر رمضان , وفي أشهر الحج , وهي: شوال وذو القعدة وذو الحجة.
ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه اعتمر في رجب , بل أنكرت ذلك عائشة رضي الله عنها , وقالت: (ما اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في رجب قط)
رواه البخاري (1776) ومسلم (1255).
ثانياً:
من الابتداع في الدين: ما يفعله بعض الناس من تخصيص شهر رجب بالعمرة , لأنه ليس للمكلف أن يخص عبادة بزمان معين , إلا فيما ورد به الشرع.
قال ابن العطار تلميذ النووي رحمهما الله:
" ومما بلغني عن أهل مكة زادها الله شرفاً اعتياد كثرة الاعتمار في رجب ,
وهذا مما لا أعلم له أصلاً ,
بل ثبت في حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (عمرة في رمضان تعدل حجة) " انتهى.
وقال الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله في فتاويه (6/ 131):
" أما تخصيص بعض أيام رجب بأي شيء من الأعمال الزيارة وغيرها فلا أصل له، لما قرره الإمام أبو شامة في كتاب "البدع والحوادث" أن تخصيص العبادات بأوقات لم يخصّصها بها الشرع لا ينبغي، إذ لا فضل لأي وقت على وقت آخر إلا ما فضله الشرع بنوع من العبادة، أو فضل جميع أعمال البر فيه دون غيره، ولهذا أنكر العلماء تخصيص شهر رجب بكثرة الاعتمار فيه " انتهى.
ولكن لو ذهب الإنسان للعمرة في رجب من غير اعتقاد فضل معيّن بل كان مصادفة أو لأنّه تيسّر له السفر في هذا الوقت فلا بأس بذلك.
ـ[أبو همام المكي]ــــــــ[09 - Nov-2009, مساء 11:59]ـ
شكر الله لكما أخويا الكريمين
بعد الحج أي القصد في سائر العام لغير الحاج
والمفاضلة في ذلك؟(/)
هل يجوز أن ينتسب الشخص لغير قبيلته؟
ـ[رضيت بالإسلام ديناً]ــــــــ[25 - Oct-2009, مساء 11:36]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لانبي بعده , ...
فقد انتشر كثيراً أن بعض الناس ينتسب لغير قبيلته إما لحلف بين القبيلتين أو إما لأنه هاجر و ضم لهذه القبيلة أو أنه كان غلاماً عندهم فألحق بالقبيلة بعد نشوء الدول الحديثة أو قبلها, أو أن يكون يطلب الانتماء لهم فيرحبون به
أو غير ذلك من الأحداث التي على اثرها ينتمي الأشخاص لغير قبائلهم و بعضهم لا تكون له قبيلة فينتمي لإحدى القبائل.
فما هو حكم ذلك بارك الله بكم؟
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[26 - Oct-2009, صباحاً 12:48]ـ
التحالف بأنواعه اتفاق بين طرفين، وهو يخلو من عنصر الكذب، فليس من باب الانتساب إلى غير الأب
المشكلة هي حينما يزعم شخص أو اسرة كذباً أنهم من القبيلة الفلانية
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[26 - Oct-2009, صباحاً 06:47]ـ
قال (ص): {ومن ادعى قومًا ليس له فيهم نسبٌ فليتبوأ مقعده من النار ... } متفق عليه من حديث أبي ذر.
ولفظ مسلم: {ومن ادعى ماليس له فليس منا}.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[26 - Oct-2009, صباحاً 11:27]ـ
قال (ص): {ومن ادعى قومًا ليس له فيهم نسبٌ فليتبوأ مقعده من النار ... } متفق عليه من حديث أبي ذر.
ولفظ مسلم: {ومن ادعى ماليس له فليس منا}.
شكر الله لك
هذان الحديثان ينطبقان على سؤال الأخ
لولا أنه ذكر الحلف
ومعنى الادعاء معروف وهو لا ينطبق على الحلف
وللعلم:
قول الرجل (أنا مطيري أو سبيعي أو حربي أو عتيبي) ليس معناه أنني من نسل رجل هذا اسمه
بل معناه أنني أنتمي إلى الجماعة التي هذا اسمها
وهذا المغزى هو - والله أعلم - سرّ اختفاء معظم أسماء القبائل القديمة وانضوائها تحت أسماء جديدة، أي تحت أسماء أحلاف لا أسماء أجداد
على أن بعض الناس في الآونة الآخيرة صاروا يستنكفون من الإقرار بأن عشيرتهم هي جزء من القبيلة بالحلف والعصبية، وإلا فأصلها من القبيلة الفلانية! فصاروا يزعمون أنهم من صلب جدّ القبيلة!
وهؤلاء على خطر
ولم يكن
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[26 - Oct-2009, مساء 08:08]ـ
المصري والعراقي والبصري ونحوها نسب لكنها ليست ادعاء نسب.
أما النسبة إلى قبيلة فمجملة .. وقد أطلقت عند المتقدمين بالحلف والولاء على من لا ينتمون إلى بعض القبائل نسباً وهذا معروف لمن نظر في أسماء المحدثين وعرف سيرهم.
وهذا الإجمال لا بأس به إذا لم يقصد صاحبه التلبيس في نحو زواج مثلاً، ولم يقصد به أيضاً ادعاءً لغير آبائه.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[26 - Oct-2009, مساء 11:19]ـ
جاء في كتاب الكتابر للإمام محمد بن عبد الوهاب:
باب من أدعى نسباً ليس له
ولهما عن سعد مرفوعاً: " من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام ـ ولهما عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: " لا ترغبوا عن آبائكم فمن رغب عن أبيه فهو كافر " ولهما عن علي مرفوعاً: " من ادعى إلى غير أبيه، أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفاً ولا عدلا ".
قلت الانتساب يكون إما بالنسب أو الولاء و الولاء ثلاثة أقسام: ولاء حلف و ولاء إسلام و ولاء عتق
و الله من وراء القصد(/)
أستشارة وفتوي في المواريت والصدقة
ـ[مسعود مادي]ــــــــ[26 - Oct-2009, مساء 01:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستادي الفاضل لذي سؤال وهو
جدتي يرحمها الله قبل وفاتها تصدقت بقطعتي أرض علي شاب عمره 12 سنة مقابل أن يختم عليها القرأن الكريم كل سنة في شهر رمضان المعظم, ,وفي نفسة الوقت باعت باقي كل ما تملك من أرض لهذه الشاب وأخواته ثلاثه بينهم علماً بأن أكبرهم كان عمره 12 السنة والتاني كان عمره 7 سنوات والثالث كان عمره في ذالك الوقت شهور فقط.
علماً بأن هذه الشاب وعائلته من أغني أغنياء منطقتنا أي من أغني أغنياء طرابلس والله هذه الرجل مليونير هل تجوز هذه الصدقة علي هذه الشاب
وهل يصل تواب قرأة القرأن الكريم الي الميت.
علماً بأن جدتي يرحمها الله كتبت هذه الوصية قبل أن تتوفي.
هل يجب علينا نحن الورتة أن ننفد هذه الوصية
وهل هذه الوصيه جائزة شرعأً أم لا.
وهل عملية البيع جائزه شرعاً وقانوناً أم لا.
(وماهي شروط الواجب توفرها في عملية البيع والصدقة)
علماً بأن الاطفال الذين أشترو الارض لم يكون معهم وصايا او وكيلاً.
والله علي ما أقول شهيد.
وماهي الاجراءات التي يجب أتبعها في المحاكم لآسترجاع حقأً اذا كان
بارك الله فيك
وسدد الله خطاكم(/)
الدرس الحادي عشر من دروس الفقه الشافعي مع المخططات والتمارين العملية
ـ[صفاء الدين العراقي]ــــــــ[26 - Oct-2009, مساء 01:30]ـ
باب شروط وجوب الصلاة.(/)
جامعة الرصيف
ـ[زيد سلطان الشريف]ــــــــ[26 - Oct-2009, مساء 01:34]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إخوتي الفضلاء إن الدعوة إلى الله وسيلة عظمى لإسعاد البشرية وهذه الوسيلة فريدة النوع لاتختص بمكان ولا زمان فهي صالحة لكل زمان مكان
وهذه الدعوة لاتختص بفئه معينه وليس لها قالب ووعاء معين ولذلك دأب العلماء إلى تطويرها وتنويع سبلها حتى تتحقق مقاصدها
والناظر بعين البصيره أن الدعوة في شتى البقاع أثمرت ويرى صحوة تتهلل لها سبحات الوجوه ولابد لهذه النواة المباركة من السقي والتعهد في مساراتها كافه نشرا للضمانات التي تكف عنها العثار والتعثر من تموجات فكريه وعقديه وسلوكيه وطائفيه وحزبيه
ومانراه من الإقبال على التجمعات الخيريه والمناشط الدعويه مايفرح به المسلمون نصرا ,فسبحان من يحي ويميت قلوبا
وبعد هذه المقدمة لعلي من هنا اتوجه إلى المشائخ والدعاة بهذه الفكرة التي عل وعسى ان تثمر وتخرج أجيالا يرفع الله بهم كلمة الإسلام
فأقول مستعينا بالله
أننا نرى كثيرا من الأخوة التائبين في إنصراف عن المحاضن التربويه من حلقات ونوادي إما جهلا منهم أو إنصراف إلى باطل أو وجود صورة سيئة عن هذه المحاضن
وكما تعلمون حفظكم الله مالهذه المحاضن من دور في حفظ الناشئه من الشهوات والشبهات وما لها من تربية الشباب على العلم والدعوة والحسبه فكم صححت من مفاهيم واجلت شبهات شيطانيه تواردت على الأخوة المستقيمين
وبعض الدعاة يرى أن وصول الشاب إلى الهدايه هو نهاية الطريق ثم يتركه بعد ذلك تعتركه الشهوات والشبهات وايم الله إن هذا لهوالجهل البين الذي لاينكره من له أدنى بصيرة بطرق الدعوة
ومع التحولات الفكريه في كثير من المؤسسات وعدم معرفة للغيب لابد من إيجاد محاضن غير رسميه تصحح مفاهيم كثيره فتكون جلساتنا ومنتدياتنا ومدارسنا وبيوتنا وأرصفتنا التي أكثرنا الجلوس فيها محاضن تربويه تصحح فيها الكثير من المفاهيم ونتربى فيها على الكثير من القيم دون اللجوء إلى الأمور الرسميه التي لم تعد كما كانت بل يعتريها الكثير والكثير من الإجراءات والرقابه الصحفيه
لذلك ينبغي لكم أيها الدعاة والعلماء وضع الأليات والوسائل لإيجاد هذه المحاضن فيتخرج شاب وهو يحمل تلك العقيده الصافية وتلك القيم النقية يجوب بقاع الأرض يحمل لواء الأسلام وإذا قيل له من أين لك ذلك أشار إلى ذاك الرصيف
ـ[عبدالرحمن صالح]ــــــــ[26 - Oct-2009, مساء 11:28]ـ
/// جزاك الله خير أخي الكريم، ولكن لعلك تطرح ما تريد من أفكار أنت مقتنع بها بغير هذا المُعرَّف؛ لأني حين رأيت المُعرَّف لأول وهلة خِلت أنك ستسعمله في نقل علم الشيخ، والفوائد التي تميّز بها - رحمه الله - من خلال إطلاعك على كُتبه ورسائله، وطريقتك الحاليّة فيها إيهامٌ لمن لا يعرف طريقة الشيخ ولغته وأسلوبه بأن هذا علمه وهذا كلامه، فتنبّه يا كريم - وفقك الله -.(/)
فتاوى النساء
ـ[ناجى]ــــــــ[26 - Oct-2009, مساء 04:26]ـ
السلام عليكم
أقدم لكم بعضاً من الفتاوى الخاصة بالنساء
هل يجوز لامرأة صغيرة في العمر ومحتجبة أن تخاطب الجمهور مباشرة؟
لقد تضمن الجواب عن هذه المسألة، ونلخصه فنقول:
إن مست الحاجة إلى هذه المخاطبة، ولم تكن مفتعلة، والتزمت الفتاة بالحجاب وبأدب الإسلام في الخطاب فلا حرج. والله تعالى أعلى وأعلم.
هل يجوز لرجل تدريس نساء باللغات اللغة العربية مع التنبه للخلوة؟ وإذا كان الحكم بالجواز، فهل يختلف الحكم إذا كن غير مسلمات؟
لا حرج في أن يتولى الرجل تدريس النساء البالغات سواء أكن مسلمات أم غير مسلمات إذا انتفت الخلوة وأمنت الفتنة، ويحسن أن توكل هذه المهمة إلى الشيوخ وأن لا يتصدر لها الشباب، فإن هذا أقطع للذريعة إلى الفتنة، وأبعد عن الريبة. والله تعالى أعلى وأعلم.
هل المرأة ملزمة بتعلم علوم الدنيا؟
تنطبق الأحكام الواردة في الجواب السابق على الرجال والنساء، إلا أن المرأة عندما تختار ما تتخصص فيه من علوم الدنيا ينبغي أن تختار من هذه الأعمال ما يكون أقرب إلى رسالتها وأعون لها على عدم الاختلاط الفاحش بالرجال وتجنب الخلوة المحرمة بهم.
ماحكم نظر النساء الى المسلسلات العربية؟ ويحتج بعضهن بانهم جاوزوا فترة المراهقة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله، وبعد
الأصل هو الترفع عن متابعة هذه المسلسلات لما تتضمنه في العادة من صور نساء متبرجات ولما تشتمل عليه في العادة من شوب من القيم والأفكار الفاسدة إلا إذا عرف عن مسلسل بعينه منها سلامته من ذلك، وذلك عزيز في واقعنا المعيش وإن كان هذا لا يعني استحالة وجوده.
وينبغي أن نوفر لأولادنا بديلا إسلاميا مناسبا وقد بدأت بعض شركات الإعلام الإسلامية توفر شيئا من هذا القبيل فينبغي المبادرة إلى توفيره حماية لأولادنا من التهالك على متابعة هذه المسلسلات المشوبة، والله من وراء القصد وهو تعالى أعلى وأعلم.
هل يجوز للمرأة أن تختلي بابن زوجها وخاصة إذا كان الزوج كبيرا وابنه شابا؟ نرجو بيان الحكم الشرعي في هذه المسألة، التي تسبب عنها الكثير من المشاكل لعدم معرفة الجائز منها والممنوع.
بسم الله،والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله،وبعد:
فقد أباح الإسلام للمرأة أن تتخفف أمام ابن زوجها، بقوله تعالى: (ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن) وذلك رفعا للحرج الذي قد يصيبها، لأن ابن زوجها غالبا ما يسكن معها، ولكن ذلك مشروط بأمن الفتنة، فإن كان يخشى من ابن الزوج الفتنة، حرم على المرأة ما أحل لها، كأن يكون هناك تقارب في السن، كما أن المباح هو إبداء بعض الزينة، وليس الخلوة به.
يقول فضيلة الشيخ القرضاوي – حفظه الله -:
إن الشرع الشريف حينما أباح للمرأة أن تبدي بعض الزينة لبعض الفئات من الناس، ومنهم أبناء بعولتهن، أراد الشارع بذلك أن يرفع الحرج وأن يدفع العنت والمشقة عن الناس، فلو كلفنا المرأة وهي تسكن في بيت واحد مع أبناء زوجها أن تغطي جسمها كله من قمة رأسها إلى أخمص قدميها، كلما دخل عليها أحد أبناء زوجها، أو كلما دخلت هي عليه، لكان في ذلك حرج كثير. لهذا قال: (ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن .. الآية).
فابن البعل اعتبر بهذا من الناس المخالطين والمعاشرين دائما، فلم يطلب من المرأة أن تتحفظ منه كما تتحفظ من الأجنبي تماما، كأن نطلب منها أن تغطي شعرها وألا تكشف شيئا من ذراعها، أو رقبتها أو غير ذلك… لأن في ذلك حرجا شديدا، وما جعل الله في هذا الدين من حرج.
ولكن ليس معنى هذا أن يصبح ابن البعل كالابن تماما، أو كالأخ، له مثل هذه المحرمية، لا .. لا بد أن يراعى الفرق، كما نبه على ذلك الإمام القرطبي وغيره، من الأئمة المحققين، وخاصة إذا تزوج رجل كبير السن فتاة لا يزيد عمرها عن عشرين سنة مثلا، وله ابن في مثل سنها، وفي مثل هذه الحالة نجد فرقا شاسعا بين المرأة وزوجها، بينما نجد تقاربا وتماثلا في السن بينها وبين ابنه، وهنا تخشى الفتنة، وعلى هذا نص الفقهاء، وقالوا: إن كل ما أبيح في مثل هذا الموضوع يحرم عند خوف الفتنة .. سدا للذريعة، كما أن كل ما حرم هنا يباح عند الضرورة أو الحاجة
(يُتْبَعُ)
(/)
وذلك مثل علاج المرأة على يد طبيب لا يوجد سواه من الطبيبات. وفي مقابل ذلك، يمنع ما أبيح عند خوف الفتنة، كالمسألة التي نحن بصددها.
فلو فرضنا أن هذا الزوج سافر، نقول بجواز أن يختلي ابنه الشاب بزوجة أبيه الشابة مع خشية الفتنة؟ طبعا لا .. وإنما خفف الشارع على المرأة في موضوع التستر، وأما الخلوة التي تبعث على الريب، وتسبب الفتنة فلا… كما لا يجوز للرجل أن يعرض زوجته للفتنة.
ومثل هذا أيضا الحماة -وهي بطبيعة الحال بمنزلة الأم- ولكن إذا خشيت الفتنة ينبغي على المرء أن يتجنب دواعيها. قد لا يكون هناك تفكير في الشر ولكن حينما يفتح الباب قد يؤدي إلى الشر -والشيطان ينتهز الفرصة، ليوقع الفتنة.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما".
لهذا ينبغي الحذر والاحتياط في مثل هذه الحالات، وسد أبواب الفساد، حتى نتجنبه ولا نقع فيه.
والله أعلم
ثارت في هذه الأيام قضية قيادة المرأة للسيارة وارتفعت الأصوات بين من قال نعم لقيادة المرأة للسيارة وبين من قال لا لقيادة المرأة للسيارة فعلي أي أساس أباح هؤلاء أو منع هؤلاء، وجزاكم الله خيرا
بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
السيارة من المخترعات الحديثة التي فتح الله بها على الإنسان المعاصر؛ وأصبحت في هذه الأيام من الوسائل التي تشتد حاجة الناس إليها، ولا غنى لهم عنها، ولا نجد لها حكما عند علمائنا السابقين، ولم يتطرق لها الفقهاء في كتبهم، وقد اجتهد علماؤنا في تنزيلها على القواعد الشرعية، فمن أباح أباح بناء على أن الأصل في الأشياء الإباحة، ومن حرَّم حرَّم بناء على أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، وأن ما أفضى إلى حرام فهو حرام، وإليك فتاوى الفريقين المجيزين والمانعين.
أولا فتاوى المجيزين
يقول فضيلة الأستاذ الدكتور وهبة الزحيلي ـ من علماء سوريا:
من المقرر شرعًا أنه لا يحجر أي لا تمنع المرأة من ممارسة الأعمال المباحة شرعًا.
ومثل هذا العمل جائز سواء كانت المرأة تقود السيارة منفردة، أو معها غيرها، وذلك لأن النساء في صدر الإسلام وفي العصور الإسلامية المختلفة كن يركبن الإبل والخيول وبقية الدواب، ولا يعد ذلك محظورًا شرعًأ.
ولكن الشرط الأساسي في هذا، أن تلتزم المرأة في تحركاتها، وممارساتها العملية لقيادة السيارة أو غيرها، وأن تكون ملتزمة الحجاب الشرعي حتى لا تكون فتنة للناظرين. أهـ
ويقول فضيلة الشيخ يوسف أبرام ـ عضو المجلس الأوروبي للإفتاء:
القيادة أمر مباح، ولكنه إذا أفضى أو سيفضي إلى محرم؛ فإنه سيحرم للسبب المفضي إليه، وعليه فإذا ما تيسر لك أن تتعلمي القيادة في مدرسة بدون اختلاط، وفي جو محترم، وحبذا برفقة أخت مسلمة، ثم بعد الحصول على الرخصة استعملت السيارة لما ينفعك وينفع الأسرة؛ فأرى أنه لا مانع من ذلك أهـ
ويقول فضيلة الأستاذ الدكتور عبد الفتاح عاشور ـ من علماء الأزهر:
ما دامت المرأة قد خرجت من بيتها ملتزمة بشرع الله، فلا حرج عليها من أن تقود سيارتها، وما دمنا قد اقتنعنا بأن المرأة شريكة للرجل ومساوية له تتعلم كما يتعلم، وتعمل في الوظائف المختلفة، وتخرج من بيتها لمثل هذه الأمور -فلا حرج عليها من قيادة السيارة، ولعل من منع ذلك إنما منعها من باب الحذر والاحتياط، وهذا الحذر والاحتياط لم يعد له مكان الآن في ظل خروج المرأة لكل نواحي الحياة، وفي ظل مشاركتها للرجال في كل موقع من مواقع الأعمال.
وكل الذي يجب أن نؤكد عليه هو ضرورة الالتزام بآداب الإسلام، وألا تخرج بسيارتها إلى أماكن فيها شبهات أو أماكن تتعرض فيها للخطر، وما عدا ذلك فليس هناك مانع يمنعها من القيام بهذه المهمة، وهذا أفضل بل أولى من ركوبها مع رجل أجنبي لا تعرفه ولا يعرفها.
أهـ
ثانيا فتاوى المانعين
قال فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله -:
(يُتْبَعُ)
(/)
قد كثر حديث الناس .. عن قيادة المرأة للسيارة، ومعلوم أنها تؤدي إلى مفاسد لا تخفى على الداعين إليها، منها الخلوة المحرمة بالمرأة، ومنها السفور، ومنها الاختلاط بالرجال بدون حذر، ومنها ارتكاب المحظور الذي من أجله حرمت هذه الأمور، والشرع المطهر مَنَع الوسائل المؤدية إلى المحرم واعتبرها محرمة، وقد أمر الله جل وعلا نساء النبي ونساء المؤمنين بالاستقرار في البيوت، والحجاب، وتجَنُّب إظهار الزينة لغير محارمهن لما يؤدي إليه ذلك كله من الإباحية التي تقضي على المجتمع قال تعالى: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ) الأحزاب/33 الآية، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ) الأحزاب/59، وقال تعالى: (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) النور/31.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما "، فالشرع المطهر منع جميع الأسباب المؤدية إلى الرذيلة بما في ذلك رمي المحصنات الغافلات بالفاحشة وجعل عقوبته من أشد العقوبات؛ صيانة للمجتمع من نشر أسباب الرذيلة.
وقيادة المرأة من الأسباب المؤدية إلى ذلك، وهذا لا يخفى، ولكن الجهل بالأحكام الشرعية، وبالعواقب السيئة التي يفضي إليها التساهل بالوسائل المفضية إلى المنكرات - مع ما يبتلى به الكثير من مرضى القلوب - ومحبة الإباحية والتمتع بالنظر إلى الأجنبيات كل هذا يسبب الخوض في هذا الأمر وأشباهه بغير علم وبغير مبالاة بما وراء ذلك من الأخطار، وقد قال الله تعالى: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) الأعراف/33، وقال سبحانه: (وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) البقرة/168، وقال صلى الله عليه وسلم: " ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء ".
وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم، قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: نعم وفيه دخن، قلت: وما دخنه؟ قال: قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر، قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم دعاة إلى أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها، قلت: يا رسول الله صفهم لنا؟ فقال: هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا، قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام، قال: فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك " متفق عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإنني أدعو كل مسلم أن يتقي الله في قوله وفي عمله وأن يحذر الفتن والداعين إليها وأن يبتعد عن كل ما يسخط الله جل وعلا أو يفضي إلى ذلك وأن يحذر كل الحذر أن يكون من هؤلاء الدعاة الذين أخبر عنهم النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الشريف.
وقانا الله شر الفتن وأهلها وحفظ لهذه الأمة دينها وكفاها شر دعاة السوء ووفق كُتَّاب صحفنا وسائر المسلمين لما فيه رضاه وصلاح أمر المسلمين ونجاتهم في الدنيا والآخرة إنه ولي ذلك والقادر عليه.أهـ
وسئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ عن قيادة المرأة للسيارة، وأنها أي ـ قيادة المرأة للسيارة ـ أخف ضررا من ركوبها مع السائق الأجنبي؟ فقال رحمه الله
الجواب على هذا السؤال ينبني على قاعدتين مشهورتين بين علماء المسلمين
القاعدة الأولى: أن ما أفضى إلى محرم فهو محرم. والدليل قوله تعالى: (وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ) الأنعام/108، فنهى الله عن سب آلهة المشركين – مع أنه مصلحة – لأنه يفضي إلى سب الله تعالى.
القاعدة الثانية: أن درء المفاسد – إذا كانت مكافئة للمصالح أو أعظم – مقدم على جلب المصالح. والدليل قوله تعالى: (يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا) البقرة/219، وقد حرم الله الخمر والميسر مع ما فيهما من المنافع درءاً للمفسدة الحاصلة بتناولهما.
وبناء على هاتين القاعدتين يتبين حكم قيادة المرأة للسيارة. فإن قيادة المرأة للسيارة تتضمن مفاسد كثيرة، فمن مفاسدها
1 - نزع الحجاب: لأن قيادة السيارة سيكون بها كشف الوجه الذي هو محل الفتنة ومحط أنظار الرجال، ولا تعتبر المرأة جميلة أو قبيحة على الإطلاق إلا بوجهها، أي أنه إذا قيل جميلة أو قبيحة، لم ينصرف الذهن إلا إلى الوجه، وإذا قصد غيره فلا بد من التقييد، فيقال جميلة اليدين، أو جميلة الشعر، أو جميلة القدمين. وبهذا عرف أن الوجه مدار القاصدين.
وقد يقول قائل: إنه يمكن أن تقود المرأة السيارة بدون نزع الحجاب، بأن تتلثم المرأة وتلبس في عينيها نظارتين سوداوين.
والجواب على ذلك أن يقال: هذا خلاف الواقع من عاشقات قيادة السيارة، واسأل من شاهدهن في البلاد الأخرى، وعلى فرض أنه يمكن تطبيقه في ابتداء الأمر فإن الأمر لن يدوم طويلا، بل سيتحول – في المدى القريب – إلى ما عليه النساء في البلاد الأخرى، كما هي سنة التطور المتدهور في أمور بدأت هينة مقبولة بعض الشيء ثم تدهورت منحدرة إلى محاذير مرفوضة.
2 - من مفاسد قيادة المرأة للسيارة: نزع الحياء منها، والحياء من الإيمان – كما صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم – والحياء هو الخلق الكريم الذي تقتضيه طبيعة المرأة وتحتمي به من التعرض للفتنة، ولهذا كانت مضرب المثل فيه فيقال (أحيا من العذراء في خدرها)، وإذا نزع الحياء من المرأة فلا تسأل عنها.
3 - ومن المفاسد: أنها سبب لكثرة خروج المرأة من البيت والبيت خير لها – كما أخبر بذلك النبي المعصوم صلى الله عليه وسلم – لأن عاشقي القيادة يرون فيها متعة، ولهذا تجدهم يتجولون في سياراتهم هنا وهناك بدون حاجة لما يحصل لهم من المتعة بالقيادة.
4 - ومن مفاسدها أن المرأة تكون طليقة تذهب إلى ما شاءت ومتى شاءت وحيث شاءت إلى ما شاءت من أي غرض تريده، لأنها وحدها في سيارتها، متى شاءت في أي ساعة من ليل أو نهار، وربما تبقى إلى ساعة متأخرة من الليل. وإذا كان الناس يعانون من هذا في بعض الشباب، فما بالك بالشابات؟؟! وحيث شاءت يمينا وشمالا في عرض البلد وطوله، وربما خارجه أيضاً.
5 - ومن المفاسد: أنها سبب لتمرد المرأة على أهلها وزوجها، فلأدنى سبب يثيرها في البيت تخرج منه وتذهب في سيارتها إلى حيث ترى أنها تروح عن نفسها فيه، كما يحصل ذلك من بعض الشباب وهم أقوى تحملا من المرأة.
(يُتْبَعُ)
(/)
6 - ومن مفاسدها: أنها سبب للفتنة في مواقف عديدة: في الوقوف عند إشارات الطريق – في الوقوف عند محطات البنزين – في الوقوف عند نقطة التفتيش – في الوقوف عند رجال المرور عند التحقيق في مخالفة أو حادث – في الوقوف لملء إطار السيارة بالهواء– في الوقوف عند خلل يقع في السيارة في أثناء الطريق، فتحتاج المرأة إلى إسعافها، فماذا تكون حالتها حينئذ؟ ربما تصادف رجلا سافلا يساومها على عرضها في تخليصها من محنتها، لاسيما إذا عظمت حاجتها حتى بلغت حد الضرورة.
7 - من مفاسد قيادة المرأة للسيارة: كثرة ازدحام الشوارع، أو حرمان بعض الشباب من قيادة السيارات وهم أحق بذلك وأجدر.
8 - من مفاسدها أنها سبب للإرهاق في النفقة، فإن المرأة – بطبيعتها – تحب أن تكمل نفسها مما يتعلق بها من لباس وغيره، ألا ترى إلى تعلقها بالأزياء، كلما ظهر زِيٌّ رمت بما عندها وبادرت إلى الجديد، وإن كان أسوأ مما عندها. ألا ترى ماذا تعلق على جدرانها من الزخرفة. وعلى قياس ذلك – بل لعله أولى منه – السيارة التي تقودها، فكلما ظهر موديل جديد فسوف تترك الأول إلى هذا الجديد.
أما قول السائل: وما رأيكم بالقول: (إن قيادة المرأة للسيارة أخف ضررا من ركوبها مع السائق الأجنبي؟)
فالذي أراه أن كل واحد منهما فيه ضرر، وأحدهما أضر من الثاني من وجه، ولكن ليس هناك ضرورة توجب ارتكاب أحدهما.
واعلم أنني بسطت القول في هذا الجواب لما حصل من المعمعة والضجة حول قيادة المرأة للسيارة، والضغط المكثف على المجتمع السعودي المحافظ على دينه وأخلاقه ليستمرئ قيادة المرأة للسيارة ويستسيغها.
وهذا ليس بعجيب لو وقع من عدو متربص بهذا البلد الذي هو آخر معقل للإسلام يريد أعداء الإسلام أن يقضوا عليه، ولكن هذا من أعجب العجب إذا وقع من قوم من مواطنينا ومن أبناء جلدتنا يتكلمون بألسنتنا، ويستظلون برايتنا. قوم انبهروا بما عليه دول الكفر من تقدم مادي دنيوي فأعجبوا بما هم عليه من أخلاق، تحرروا بها من قيود الفضيلة إلى قيود الرذيلة.
ا. هـ
مع الأخذ في الاعتبار أن فتوى العالمين الجليلين كانت لنساء المملكة فقط لا لعموم نساء الأرض.
قال فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد ـ من علماء السعودية
وهذا إنما ينطبق تمام الانطباق على بلاد الحرمين، وأما ما عداها من البلاد فإنه يرجع إلى علمائها الثقات الأثبات؛ فإنهم أعلم بأحوال بلادهم.
والله أعلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ما حكم النظر للرجال في التلفاز إذا كانت العورة مستورة؟ وهل هناك علماء أحلوا ذلك؟ وجزاكم الله خيراً.
النظر للرجال من قبل المرأة لا بأس به ما لم تكن فيه فتنة، أو تحريك شهوة، فإذا أدى إلى شيء من ذلك فإنه يجب عليها أن تغض بصرها؛ لقول الله -عز وجل-:"وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن" [النور:31].
د. خالد المشيقح - عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم
ما هي أقل مدة الحمل في الشريعة الإسلامية؟
لا خلاف بين أحد من فقهاء الشريعة الإسلامية على أن أقلَّ مدة للحمل ستةُ أشهر وقد أخذوا ذلك من آيتين من القرآن الكريم الأولى قوله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً) (الآية: 15، الأحقاف). والثانية قوله تعالى (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ) (الآية: 233، البقرة:). ووجه الاستدلال أن الله سبحانه وتعالى جعل مدة الفطام (الرضاع) حولين كاملين كما في الآية الثانية، أي أربعة وعشرين شهراً وجعل مدة الحمل والرضاع ثلاثين شهراً، وذلك كما في الآية الأولى، فدل الجمع بين الآيتين على أن أقل مدة الحمل ستة اشهر، ومما ذكر يُعلم الجواب عما جاء بالسؤال والله سبحانه وتعالى أعلم.
الاستاذ الدكتور/ علي جمعة مفتي الديار المصرية
(يُتْبَعُ)
(/)
مات زوجي تاركا لي أولاد صغارا ومعاشا، ومكافأة ترك الخدمة، وقد عزمت على أن أعيش بقية حياتي في تربية أولادي، دون أن أتزوج بآخر فهل لي ثواب على ذلك؟ ولما وجدت أن المعاش يكفيني أنا وأولادي بادرت فاشتريت بالمكافأة قطعة أرض للأولاد لأبني لهم بيتا يسكنون فيه، فهل على فيها من زكاة؟ أرجو الإفادة.
جزاك الله خيرا، يا صاحبة السؤال، على توفرك لتعهد الصغار حتى يكبروا، ويبلغ كل منهم أشده في الحياة، فإنك حين تتفرغين لهم، وتتحملين أعباءهم المعيشية، ومتاعب مسيرتهم الحياتية، مضحية براحتك في دفء زوج حلال، ينظر إليك ربك نظرة الرضا، فيسبغ عليك ستره في دنياك، ويحفظك ويرعاك، ويوم القيامة يحلك محل الرضوان، ويدخلك فراديس الجنان، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: " أنا أول من يفتح باب الجنة إلا أني أرى امرأة تبادرني، فأقول لها: مالك؟ ومن أنت؟ فتقول: أنا امرأة قعدت على أيتام لي " رواه أبو يعلى، وإسناده حسن.
وأما عن مبادرتك بشراء قطعة أرض لأولادك، بما قبضتيه من مكافأة لزوجك ـ رحمه الله ـ فعمل تحمدين عليه، إذ به تؤمّنين مستقبل الصغار عندما يكبرون، ويواجهون مشقات الحياة، وليس عليك في تلك القطعة من الأرض زكاة، إذ إن الزكاة فرضت في المال البالغ نصابا، الفائض عن الحاجات الضرورية، التي لا غنى للمرء عنها، كالمطعم، والملبس، والمسكن، والمركب وآلات الحرفة، وبشرط أن يمر عليه حول هجري، يعتبر ابتداؤه من يوم ملك النصاب، والمقدر بما يساوي 85 جراما من الذهب، وحيث لم تحتفظي بمكافأة المرحوم البالغة نصابا وأزيد، لمدة عام بل اشتريت بها أرضا لأولادك اليتامي لبناء سكن لهم عليها، فما عليك من زكاة.
والله أعلم.
الشيخ إبراهيم جلهوم، شيخ المسجد الزينبي بالقاهرة
اقتضت ظروفي الصحية، أن تجرى لي عملية جراحية (أمراض نساء) برعاية أطباء رجال. ونجحت العملية بفضل الله إلا أن الشك يساورني دائمًا بأن الواجب أن يكون من أجراها طبيبات لا أطباء، فهل يجيز الشرع للرجل أن يجري للمرأة عملية جراحية أو يعالجها دون ما حرج؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
يقول فضيلة الشيخ إبراهيم جلهوم شيخ المسجد الزينبي بالقاهرة
مداواة المرأة المسلمة ومعالجتها وتوليدها وإجراء عملية جراحية لها واجب شرعًا أن تكون على يد امرأة مثلها، سواء أكانت المعالجة مسلمة أو غير مسلمة، إلا أن الطبيبة المسلمة تقدم على غير المسلمة في علاج المسلمات، فإن لم تتيسر الطبيبة المسلمة ولم يوجد لعلاج المسلمة إلا غير مسلمة أو مسلم فالظاهر أن الطبيبة غير المسلمة. تقدم على الطبيب المسلم لأن نظرها ومسها أخف من الرجل، فإن لم توجد الطبيبة المتخصصة في أمراض النساء، فليكن العلاج على يد طبيب مسلم. فهو يقدم على غيره بشروط
أولاً: أن يكون مسلمًا أمينًا.
ثانيًا: أن يكون العلاج بحضور زوج أو محرم أو امرأة ثقة.
ثالثًا: أن يؤمن الافتتان.
رابعًا: ألا يكشف الطبيب المعالج عن بدن المريضة إلا قدر الحاجة المطلوبة لمعالجتها.
خامسًا: ألا ينظر إلا إلى موضع الداء والألم ليعالجه.
واشتراط فقهاء الإسلام ذلك. وتقديمهم المرأة في معالجة بنات جنسها. فإن لم توجد فالمسلم مقدم على غيره، بشرط أن يكون عدلاً أمينًا، فإنه يقدم على المسلم الذي افتقد العدالة والأمانة كل ذلك لصيانة المرأة والحفاظ على مروءتها وكرامتها وعفتها ووقارها، فإن شرعنا الحنيف يولي المرأة عناية خاصة، فبمقدار سياجتها بالأخلاق والحياء يكون عطاؤها وأداؤها المتميز في بناء الأسر والعائلات متماسكة قوية نزيهة عفيفة مهذبة نقية.
والله أعلم
المرجع
http://www.elshabab.com (http://www.elshabab.com/)(/)
حكم خِتان البنات ...
ـ[ناجى]ــــــــ[26 - Oct-2009, مساء 04:35]ـ
قامت صيْحة في هذه الأيام تحرِّم خِتان البنات فهل ما قام به الناس منذ عشرات السنين من ختان بناتهم كان حرامًا؟
الختان بوجه عام عادة قديمة، يقول " هيرودوت " المؤرِّخ الإغريقي: إن الذين زاولوا الخِتان منذ أقدم العصور هم المصريون والآشوريون والكوشيديون والأحباش، أما غيرهم من الشُّعوب فقد عَرَفُوه من المصريين " تاريخ الحضارة المصرية ج 1 ص 533 "، وقد اكتشف " لوريه " في مقبرة الأطباء بسقَّارة رسومًا فيها عمليات جراحية يرجَّح أنها للختان كما يتضح من وضع المريضين الشابين " المرجع السابق ص 533 ـ 535 ".
وكانت البنات تُختن في مصر القديمة كما يقول المؤرخ " سترابو " وقد يكون على الطريقة المتَّبعة في النُّوبة وبلاد السودان التي يسمُّونها: الختان الفِرْعَوْني. كما كانت تُختن عند العرب قبل الإسلام. ومن أشهر من كانت تقوم بذلك " أمُّ أنمار " كما جاء في صحيح البخاري في قتْل حمزة " ج 5 ص 28 ".
والخِتان مطلوب في الإسلام، بدليل حديث مسلم " خمسٌ من الفطرة: الختان والاستحْداد وتقليم الأظافر ونتْف الإبِط وقصِّ الشَّارب " والفطرة هي: الحنيفية ملة إبراهيم ـ عليه السلام ـ والاستحْداد هو حلق العانة. ولكن ما هي درجة الطلب، هل هي الوجوب أو الندب؟ ملخص أقوال الفقهاء في ذلك ثلاثة:
الأول: أن الختان سنَّة في حق الرجال والنساء. وذهب إليه مالك في رواية عنه، وأبو حنيفة، ورُوِيَ عنه قوله: واجب وليس بفرض، كما روى عن مالك أنه فرض، وقال به بعض أصحاب الشافعي.
الثاني: أنه واجب في حق الرجال والنساء جميعًا، وهو مذهب الشافعي وكثير من العلماء، كما أنه مُقتضى قول سُحْنون من المالكية. وهو رواية عن الإمام أحمد.
الثالث: أنه واجب في حق الرجال، سنة في حق النساء، وبه قال بعض أصحاب الشافعي، وهو مذهب أحمد، وقيل هو بالنسبة للنساء مَكْرُمة كما عبَّر عنه في حديث ضعيف وأدلة كل قول بسطتها في الجزء الرابع عن رعاية الأولاد ضمن موسوعة " الأسرة تحت رعاية الإسلام " مُستقَاة من نيل الأوطار للشوكاني، والمغني لابن قدامة، والزُّرقاني على المواهب اللدنية. وغيرها من المراجع.
وبعد استعراض الأدلة ومناقشتها تبين أنه ليس هناك دليل صحيح سليم من النقد على وجوب الختان للنساء.
ويقول الشيخ محمود شلتوت في كتابه " الفتاوى ص304 ": إن ختان الأنثى لا فائدة فيه من جهة التخلُّص من الإفرازات كالتي عند الرجل، ولكن قال بعض الأطباء إنَّ ترك " البظر " يُشعل عندها الغريزة الجنسية، وقد تندفع به إلى ما لا ينبغي، ورأى بعضهم أن الختان يُضْعفها جنسيًّا فيحتاج الرَّجل إلى الاستعانة بالمواد المحرَّمة ليستكمل متعته مع المرأة. أهـ.
وأرى أن الختان الذي اعتاده العرب وأقرَّه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالنسبة للمرأة لا بأس به، وكانت هناك وصيَّة بعدم المُبالغة فيه، ونُسبت بطرق ضعيفة إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كقوله لخاتنة النساء: " لا تُنهكي فإن ذلك أحْظى للمرأة وأحبُّ للرجل "، وكلام الأطباء وغيرهم ليس قطعيًّا، فما زالت الكشوف العلمية مفتَّحة الأبواب تتنفس كل يوم عن جديد يُغير نظرتنا إلى القديم.
وفي تقرير أعده الأستاذ الدكتور محمد حسن الحفناوي أستاذ الأمراض الجلدية بطب الأزهر، والأستاذ الدكتور صادق محمد صادق مدرس الأمراض الجلدية بطب الأزهر ـ بعد استعراض الأحاديث النبوية ـ قالا:
إذا نظرنا نظرة علمية للحقائق وجدنا أن عملية الجماع بين الرجل والمرأة لابد أن تبدأ بالدافع الجنسي أو الرغبة " وبالأخص في المرأة " وهذه المرحلة مهمة جدًّا في تحضير الحالة النفسية للمرأة، والتي تساعدها على الأداء الإيجابي مع زوجها.
وبالعَرْض التشريحي للمرأة نجد أن " البظر " يقع في أعلى الفرج، وهو يشبه إلى حد ما العضو الذكري، ولكنه في صورة مصغرة أو منقرضة، ويوجد بالبظر نهايات عصبية تسبب انتصابه عند ملامستها. وتبلغ قوة إحساس تلك النهايات العصبية سبعة أضعاف مثيلاتها في العضو الذَّكَري، كما يوجد بالمرسل في ثلاثة أرباعه العلوية مستقبلات عصبية تسمى " لايت تاتش رسيبتورس " وهى مسئولة أيضًا عن الوصول إلى الحسِّ الجنسي الكامل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبالنظرة الموضوعية نجد أن الوصول إلى الحس الجنسي الكامل يتم عن طريقين: أحدهما إثارة البظر الممتلئ بالنهايات العصبية، والآخر هو المِهْبَل، حيث يمتلئ جداره بالمستقبلات العصبية أيضًا، ولذا فإن بعض علماء النفس يروْن أن البظر ليس مهمًّا في الوصول إلى الحس الجنسي الكامل، بدليل أنه يَرْتخي ويتراجع قُبيل عملية الأورجاسم. ثانيًا: أن المرأة التي تختتن تصل أثناء الجماع إلى الحس الكامل، ومن المعروف أن الأنثى تختتن في سن التاسعة إلى الثانية أو الثالثة عشرة من عمرها، حيث تكون الأعضاء التناسلية قد اكتمل نموها ومع اكتمال نضج الفتاة تظهر المشاعر العاطفية تجاه الجنس الآخر، ويبدأ البظر في الانتصاب لمجرد اللمس أو الاحتكاك " نتيجة للحساسية الزائدة لنهايات الأعصاب المتركزة فيه " والتي تبلغ سبعة أضعاف مثيلاتها في الذَّكَر، وأيضًا عند الإثارة والتفكير والنظر بشهوة، فيؤدي إلى تحرُّك المشاعر اللاإرادية تجاه نفسها أو أشخاص أو موضوعات غير مقبولة اجتماعيًّا، ودائما تكون مصحوبة بالتأنيب والشعور بالذنب.
ورغبة في المحافظة على كرامة المرأة وكبريائها وأنوثتها وجب علينا اتباع تعاليم الإسلام، وختان الفتاة بالصورة المرجوَّة وهى الإشمام، أي إزالة جزء بسيط من البظر لكي يحد من حدة الانفعالات. . " نشر بمجلة أكتوبر ـ العدد 938 في 16/ 10 / 1994 م ".
وبعد، فإن الصيحات التي تنادى بحُرمة ختان البنات صيحات مخالفة للشريعة؛ لأنه لم يرد نص صريح في القرآن والسنة ولا قول للفقهاء بحرمته فختانهن دائر بين الوجوب والندب، وإذا كانت القاعدة الفقهية تقول: حكم الحاكم برفع الخلاف فإنه في هذه المسألة له أن يحكم بالوجوب أو الندب، ولا يصح أن يحكم بالحرمة، حتى لا يخالف الشريعة التي هى المصدر الرئيسي للتشريع في البلاد التي ينص دستورها على أن الإسلام هو الدين الرسمي للدولة. ومن الجائز أن يشرِّع تحفُّظاتٍ لحسن أداء الواجب والمندوب بحيث لا تتعارض مع المقرَّرات الدينية.
الشيخ عطية صقر(/)
حكم تمني المرأة غير زوجها في الجنة ...
ـ[ناجى]ــــــــ[26 - Oct-2009, مساء 04:41]ـ
أنا امرأة متزوجة ولكني أحب شخص ما، أعرف أن ذلك حرام لذا سأقطع تلك العلاقة، ولكن هل يمكن أن أسأل الله أن أكون أنا وذلك الشخص معا في الجنة
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
يقول الدكتور رجب أبو مليح محمد ـ الباحث الشرعي:
لايحل للمرأة المتزوجة أن تتمنى غير زوجها لا في الدنيا ولا في الآخرة، فقد أوجب الإسلام على كلا الزوجين أن يكتفي كل واحد بصاحبه، فلا ينظر إلى غيره نظرة شهوة، ولا يتطلع إلى غيره تطلع المريد، وعلى الزوجة إذا أحست ببوادر حب جديد، أو صحوة حب قديم كان قد عفا عليه الزمن، عليها أن تلجم نفسها بلجام التقوى، وأن تغلق على نفسها كل الأبواب والنوافذ التي تدخل عليها هذا الخطر الجديد. وهذا ما لم تفعله صاحبة السؤال.
إنَّ الخيانة الزوجية درجات، تسلم كل درجة إلى أختها، وأولى هذه الدرجات تطلع المرأة إلى غير زوجها، والجري وراء ذلك بالنظرات، والحوارات، واللقاءات، التي تنتهي بإفساد الحياة الزوجية.
وهذه هي النتيجة، أصبح جسدك في بيت الزوجية، وفكرك وقلبك، وعقلك في بيت آخر، تبيتين بجوار زوجك، وربما تسلمين له نفسك، وفكرك مشغول، وقلبك متيم برجل أجنبي لا علاقة شرعية بينك وبينه.
ولم يعد بينك وبين زوجك من معاني الزوجية سوى الاسم، وتلك الوثيقة التي تتمنين أن يمحوها الهواء فتطير أدراج الرياح.
إن ما فعلته لهو عين الصواب لكنه خطوة على الطريق فقد قطعت العلاقة بهذا الرجل الذي كان يريد أن يسلبك أعز وأغلى ما تملكين ثم يرمي بك على قارعة الطريق بعد أن أخذ منك ما يريد وربما لم يرضك زوجة بعد ذلك في الحلال، يتركك وقد خنت زوجك وأهلك، خنت الله ورسوله حيث لم تحفظي أمانته (وهذا في حالة ما إذا كان يبادلك حبا بحب ويغازلك وهو يعلم أنك لا تحلين له، أما إن كان الحب من طرف واحد فأنت المسئولة أمام الله عن هذا التصرف)، ونحن نشجع فيك هذا الإقلاع عن الذنب الذي يصدق فيك قول الله تعالى: (إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) فقد ذكرت الله فتذكرت وعدت إلى الصواب، وعليك باستكمال هذا الطريق، وهو طريق التوبة النصوح، ونبشرك بالجائزة الكبرى إن أنت أكملت الطريق وهي قول الله تعالى: (أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ).
عليك – أختنا الفاضلة- أن تفعلي الآتي:-
1 - أن تقطعي علاقتك بهذا الشاب فورا، فلا كلام، ولا اتصالات، ولا حوارات، ولا طمع في خطبة .... ولو في الجنة
2 - أقبلي على زوجك، وتقربي إليه، وأعطيه الفرصة في أن يريك ما تحبين، فإن استطعت أن تكوني له الزوجة الوفية الصالحة الودودة، التي ترى محاسن زوجها، وتتغاضى عن معايبه، فأكملي حياتك معه.
3 - وإن رأيت أنك لا تزدادين منه إلا بعدا ونفورا، وخفت على نفسك من المعصية والخيانة، فاطلبي منه الطلاق، وتنازلي عما يمكنك التنازل عنه من حقوقك، لأن حالتك أقرب إلى الخلع منها إلى الطلاق.
4 - على أن يكون قرار الطلاق- إذا كان لا بد منه- غير مرتب بينك، وبين ذلك الشاب، وغير مبني على خطبة جديدة، أو زواج جديد، وبعد أن تنتهي العدة، وأراد هذا الشاب أن يتقدم إليك خاطبا ورضي وليك بهذا فليكن زواجا شرعيا مستوفيا أركانه الشرعية من إيجاب وقبول وولي وشهود وإن كنا نرى أن هذا لن يحدث فمن أحب امرأة متزوجة لا يريدها حليلة (أي زوجة) ولكنه يريدها خليلة (زانية) يعبث بها دون أدنى تحمل للمسئولية من مهر ونفقة وغير ذلك.
نسأل الله أن يهديك للصواب ويبعدك عن الحرام إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والله أعلم.
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[26 - Oct-2009, مساء 06:58]ـ
هذا سؤال لاينبغي أن يعرض على المشائخ وأهل العلم ... والأولى ألا ينشر على الملأ ... !!!!!!(/)
شروط معالجة الطبيب للمرأة
ـ[ناجى]ــــــــ[26 - Oct-2009, مساء 04:48]ـ
شروط معالجة الطبيب للمرأة
اقتضت ظروفي الصحية، أن تجرى لي عملية جراحية (أمراض نساء) برعاية أطباء رجال. ونجحت العملية بفضل الله إلا أن الشك يساورني دائمًا بأن الواجب أن يكون من أجراها طبيبات لا أطباء، فهل يجيز الشرع للرجل أن يجري للمرأة عملية جراحية أو يعالجها دون ما حرج؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
يقول فضيلة الشيخ إبراهيم جلهوم شيخ المسجد الزينبي بالقاهرة
مداواة المرأة المسلمة ومعالجتها وتوليدها وإجراء عملية جراحية لها واجب شرعًا أن تكون على يد امرأة مثلها، سواء أكانت المعالجة مسلمة أو غير مسلمة، إلا أن الطبيبة المسلمة تقدم على غير المسلمة في علاج المسلمات، فإن لم تتيسر الطبيبة المسلمة ولم يوجد لعلاج المسلمة إلا غير مسلمة أو مسلم فالظاهر أن الطبيبة غير المسلمة. تقدم على الطبيب المسلم لأن نظرها ومسها أخف من الرجل، فإن لم توجد الطبيبة المتخصصة في أمراض النساء، فليكن العلاج على يد طبيب مسلم. فهو يقدم على غيره بشروط
أولاً: أن يكون مسلمًا أمينًا.
ثانيًا: أن يكون العلاج بحضور زوج أو محرم أو امرأة ثقة.
ثالثًا: أن يؤمن الافتتان.
رابعًا: ألا يكشف الطبيب المعالج عن بدن المريضة إلا قدر الحاجة المطلوبة لمعالجتها.
خامسًا: ألا ينظر إلا إلى موضع الداء والألم ليعالجه.
واشتراط فقهاء الإسلام ذلك. وتقديمهم المرأة في معالجة بنات جنسها. فإن لم توجد فالمسلم مقدم على غيره، بشرط أن يكون عدلاً أمينًا، فإنه يقدم على المسلم الذي افتقد العدالة والأمانة كل ذلك لصيانة المرأة والحفاظ على مروءتها وكرامتها وعفتها ووقارها، فإن شرعنا الحنيف يولي المرأة عناية خاصة، فبمقدار سياجتها بالأخلاق والحياء يكون عطاؤها وأداؤها المتميز في بناء الأسر والعائلات متماسكة قوية نزيهة عفيفة مهذبة نقية.
والله أعلم
ـ[مصطفى المصرى]ــــــــ[27 - Oct-2009, مساء 01:41]ـ
.... شيخ المسجد الزينبي ...
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!(/)
الترجيح في حكم النشيد (بحث رائع)
ـ[عبدالرحمن الوادي]ــــــــ[27 - Oct-2009, صباحاً 08:16]ـ
المصدر:الدرر السنية زاوية:بحوث ومقالات مميزة
الترجيح في حكم النشيد
صالح بن أحمد الغزالي
من المعلوم أنَّ النشيد بصورته الحاضرة من المسائل المستجدة التي لم يُسبق بحثها في كتب أهل العلم المتقدمين، وهذا داع إلى العناية بذكر حكمه مفصلا، ويضاف إليه الدواعي التالية:
1 - كثرة متعلقات النشيد، (الألحان، الكلمات، المقاصد، وغير ذلك من وقت السماع وكيفيته ... الخ) وتنوعها.
2 - قوة الخلاف في حكمه، وقد مرّت صورة واضحة من خلال عرض الأقوال، والأدلة السابقة.
3 - عموم الحاجة إلى معرفة حكم النشيد؛ لكثرته وانتشاره الواسع، خصوصا بعد انتشار أجهزة التسجيل وأشرطة الكاسيت، لهذه الأسباب وغيرها كان من المناسب بسط الحديث عن النشيد ومتعلقاته، وبيان حكمه التفصيلي.
وإليك بيان ذلك مستعينا بالله، فإن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان وما توفيقي إلا بالله.
الحكم التفصيلي للنشيد:
قبل معرفة الحكم التفصيلي للنشيد لابد من التنبيه إلى أمرين:
الأول: أن ما يعرف – الآن – بالنشيد الإسلامي أنواع مختلفة، ومتباينة من حيث الألحان والكلمات والمقاصد فيجب التفصيل عند بيان الحكم بين أنواعه المختلفة لا الإجمال والتعميم، قال ابن القيم (1) - رحمه الله –:
فعليك بالتفصيل والتمييز قد أفسدا هذا الوجود وخبّطا
فالإطلاق والإجمال دون بيان الأذهان و الآراءَ كلّ زمان
وقال الشيخ محمد العثيمين (2) – رحمه الله – بخصوص التفصيل عند بيان حكم النشيد:" واعلم انه في هذا الباب لا تكاد تجد أحداً يفرق بين ما كان مشروعا (*) وغير مشروع، ولهذا أرى أن الأناشيد لابد أن تُعرض – قبل أن تُسمع – على طالب علم يميز بين الصحيح وغير الصحيح، ثم بعد ذلك تأخذ الحكم".
الثاني: وأن كثيرا مما قاله أصحاب الرأيين (المانع، والمبيح) في حق النشيد حق وصواب، ولكن في بعض أنواعه لا في جميعها، فمثلا:
من قال أن الأناشيد ليست من جنس الغناء الملحن المطرب، صح هذا في بعض الأناشيد دون بعضها، التي تشبه ألحان الأغاني، أو هي من جنسها.
فإن لا يكنها أو تكنه فإنه أخوها غذته أمه بلبانها
ومن قال أن سماع الأناشيد يُلهي عن ذكر الله وتلاوة القرآن، صح هذا في حق كثير من المستمعين، دون من تقيد بسماعه في المناسبات دون غيرها من الأوقات.
ومن قال أن الأناشيد طريق لدخول الأفكار القومية والبدع الصوفية، صح هذا في بعض الأناشيد دون بعضها، والذي يخلو من ذلك، وتلتزم كلماته بالمعاني الشرعية الصحيحة.
ومن قال أن سماع الأناشيد ليس من جنس السماع الصوفي المحدث، صح هذا في حق البعض، ولم يصح في حق من التهى عن سماع القرآن ومواعظه بسماع النشيد ومواعظه.
الحكم التفصيلي للنشيد:
اعلم – رعاك الله – أن النشيد تتنازعه ثلاثة أصول:
الحُداء والنَصْب أصل، والغناء المعروف عند أهل الغناء أصل، والسماع الصوفي المحدث أصل. فما وافقت صفاته من الأناشيد أحد هذه الأصول، سواء في الألحان، أو الكلمات، أو المقاصد، أُلحق به في الحكم، كما هي القاعدة القياسية الأصولية في الفرع الذي يتنازعه أكثر من أصل، فيُلحق بأكثرهم شبها.
قال الناظم (3) – رحمه الله – عند بيان النوع الثالث من أنواع القياس:
والثالث الفرع الذي ترددَ فيلتحق بأي ذين أكثرَ
ما بين أصلين اعتبارا وُجدا من غيره في وصفه الذي يُرى
يعني أن النوع الثالث من أنواع القياس، قياس الشبه، وهو أن يكون الفرع مترددا بين أصلين أو أكثر فيلتحق في الحكم بأكثرهم شبها في الصفة (4).
بناءً على ذلك يكون للنشيد ثلاثة أحكام:
الحكم الأول للنشيد: إباحة سماع النشيد واستماعه إلحاقا له بالنَصْب والحُداء، الذي جاءت الرخصة بإباحته مقيداً، فيما إذا كان النشيد موافقا لهما في الألحان والمقاصد والكلمات، ويتحقق ذلك بالشروط التالية:
الشرط الأول: في الألحان. أن تقع على أصل الخلقة دون تكلف وتصنع، بأن تقع بتطريب وترجيع يسيرين دون الألحان المتكلفة الموزونة على النغم الموسيقي المطرب، بله (دع) الألحان المائعة الماجنة، قال ابن قدامة (5) – رحمه الله –:"وأما الحُداء فمباح لا بأس به في فعله واستماعه، وكذلك نشيد الأعراب، وسائر أنواع الإنشاد، ما لم يخرج إلى حد الغناء".
(يُتْبَعُ)
(/)
الشرط الثاني: أن لا يُقصد من سماعه التعبد كشأن أهل السماع الصوفي البدعي (*)، أو اللذة والطرب كشأن أهل الغناء الفسقي، بل شيء من الترويح والنشاط، قال الشاطبي (6) – رحمه الله -:" ولم يكن فيه - أي النشيد المباح - إلذاذ ولا إطراب يُلهي، وإنما كان شيء من النشاط".
الشرط الثالث: أن لا تشتمل كلماته على معنى محظور في الشرع، كأن يكون النشيد وسيلة لدخول بدع الصوفية، أو وسيلة لترويج الشعارات القومية، والوطنية، والحزبية عن طريقه أيضا (7).
الشرط الرابع: أن لا يشتمل على دف، بله (دع) بقية المعازف، قال الشيخ محمد العثميين (8) – رحمه الله -:"الأناشيد الإسلامية لا تخلو من حالين، أولاً: أن يكون فيها ضرب بالدف، وفي هذه الحالة تكون حراما؛ لأنها مشتملة على اللهو الذي لا يُباح في مثل هذه الحالة".
الشرط الخامس:"أن لا تُتخذ ديدنا، وتُتخذ موعظة للقلب يتلهى بها الإنسان عن مواعظ الكتاب والسنة، فإنها تكون حينئذ إما محرمة وإما مكروهة؛ لأنها تصد عن كتاب الله، وسنة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - (9).
الشرط السادس: أن لا يحدث بسببها مفسدة في الدين كالتلهي عن سماع القرآن والعلم الشرعي به، أو في أمور الدنيا، كتضييع بعض الواجبات والمصالح المهمة بسبب الاشتغال به.
وضابط هذه الشروط هو:"الحد الذي كان يُفعل بين يدي النبي – صلى الله عليه وآله وسلم - وأصحابه، ومن يُقتدى بهم من أهل العلم (10)، ويخرج بهذا القيد من لا يجوز الاقتداء بهم، وهم في هذا الباب صنفان: أصحاب السماع الفسقي من أهل الغناء، وأصحاب السماع الديني المُحدث من أهل الطرق الصوفية البدعية.
الحكم الثاني للنشيد: أن يلحق بغناء أهل الفسق في الذم والكراهة، وذلك إذا وافق النشيد غناء أهل الفسق في ألحانه أو كلماته أو مقاصده، ويكون ذلك في الحالات التالية:
1 - في حال التكلف والتصنع في أداء ألحان النشيد، فإنه – أي التكلف – في إنشاد الشعر من خصائص المغنيين ولم يكن الماضون الأولون – الذي يكون فهمهم حجة على من بعدهم - لم يكونوا يتصنعون أو يتكلفون في إنشاد الشعر إلا من وجه إرسال الشعر، واتصال القوافي فإن كان صوت أحدهم أشجن من صاحبه؛ كان ذلك مردودا إلى أصل الخلقة، لا يتكلفون ولا يتصنعون" (11).
2 - كون النشيد محكوما بالتلحين الغنائي الموزون على النغم الموسيقي المطرب، وعلة الحظر في هذه الحالة والتي قبلها، التشبه بالفسّاق والمجّان مع ما فيه من الإطراب المذموم الملهي.
3 - في حال مشابهة النشيد لألحان أغنية محرمة معلومة، وفي هذه الحالة من التشبه بالفساق والماجنين ما يجعله – أي النشيد – محظورا حتى عند بعض الغافلين عن الحالتين السابقتين وما فيهما من تشبه، قال الشيخ عبد الله علوان (12) – رحمه الله -:"لا يجوز للمنشدين أن ينشدوا أغاني فيها تشبه بالأغاني المائعة من ناحية أوزانها وألحانها؛ لأن السامع حين يسمعها يظن أن المنشد يغني الأغنية المائعة، والمقطوعة الفاجرة؛ لكون أكثر الناس يلتفتون إلى النغم واللحن، أكثر من التفاتهم إلى المعنى والنظم، وهذا مشاهد ومعروف في عالم الواقع الذي نحيط به، وننظر إليه ونعايشه، والرسول عليه الصلاة والسلام حذّر كل التحذير من التشبه بالمائعين والمخنثين".
4 - أن يشبه النشيد ألحان وكلمات أغنية محرمة، معلومة، ولو مع تغيير بعض الكلمات التغيير الذي يغير معنى الأغنية المحرم، مع بقاء الشبه والتذكير بالأغنية، كتلحين نشيد:
عودوا يا ناس (للإسلام) ويّامه خلّوا اللوام يلوموا مهما لاموا
على لحن الأغنية الماجنة:
عودوا يا ناس (للحب) ويّامه خلّوا اللوام يلوموا مهما لاموا
وعلة النهي في هذا العمل ونظائره هو: التذكير بالمحرمات، (نهى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - عن الانتباذ في المزفت والحنتم والنقير) (13) وهي الأواني التي كانت مخصوصة للخمر فنهى عنها؛ لأنها تذكر بها، وهي علة التحريم، إذ لا لذة في رؤية القنينة وأواني الشرب، لكن من حيث التذكير بها، والذكر سبب انبعاث الشوق، وانبعاث الشوق إذا قوي فهو سبب الإقدام (14).
5 - أن يحصل تشبه أهل النشيد حين أداء النشيد بأهل الغناء والعزف، حين أداء الغناء في الهيئة الظاهرة، كالوقفة والحركة واللبس وطريقة الأداء والإلقاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
مثاله: أن يقف المنشد وفرقة النشيد فوق خشبة المسرح أمام الجمهور، وقفة الفرق الغنائية، حسب نظام وقوفهم الخاص، مثل انفراج الرجلين والقدمين بمقدار معين، ووضع الشعار (كالمنديل في الجيب أو المنشفة على الكتفين أو غيرهما)، وتحريك اليدين ارتفاعا وانخفاضا مع اللحن، أو تحريكهما مع المعاني المؤثرة، وتغميض العينين، ورفع الرأس وهزه يمنة ويسرة، وترتيب فرقة النشيد بالزي الموحد، كترتيب أعضاء الفرق الغنائية بحيث أن من يراهم يظنهم أحد الفرق الغنائية الماجنة.
ففي هذه الهيئة (*) من التشبه بأهل الفساد ما يجعل عملهم هذا محظورا في الشرع، ولو كان ما ينشد مباحا، قال أبو حامد الغزالي (15) – رحمه الله -:"لو اجتمع جماعة وزيّنوا مجلسا وأحضروا آلات الشرب وأقداحه، وصبوا فيها السكنجين (**)، ونصبوا ساقيا يدور عليهم ويسقيهم، فيأخذون من الساقي ويشربون، ويحيي بعضهم بعضا بكلماتهم المعتادة بينهم، حرم ذلك عليهم، وإن كان المشروب مباحاً في نفسه؛ لأن في هذا تشبها بأهل الفساد".
6 - إن قُصد من النشيد – إلقاء أو سماعا – الإطراب، فإنه من مقاصد الغناء المحظور، وليس من مقاصد النشيد المباح (16).
والإطراب واللذة تقعان في الأناشيد الزُهدية الحماسية، التي لا تقتضي معانيها اللذة والطرب، وذلك – أي الطرب – يكون من جهة ألحان النشيد المطربة، مثل أن تنشد القصيدة الزهدية:
" يا ساكن القبر عن قليلي ماذا تزودت للرحيل؟ "
أو: "يا نفس توبي فإن الموت قد حان واعص الهوى فإن الهوى ما زال فتّانا"
بألحان لذيذة مطربة لاسيما مع طلبها وحبها، وتكرار سماعها من غير اتعاظ.
قال ابن القيم (17) – رحمه الله -:"سماع الأشعار التي تتضمن إثارةً في القلب من الحب، والخوف، والرجاء، والطلب، والأنس، والشوق، والقرب، وتوابعها، صادف من قلوب سامعيها حبا وطلبا، فأثاره إثارة ممتزجة بحظ النفس، وهو نصيبها من اللذة والطرب الذي يحدثه السماع، فيظن تلك اللذة والطرب زيادة في صلاح القلب وإيمانه وحاله الذي يقربه إلى الله، وهو محض حظ النفس".
7 - في حال تضمن النشيد (آهات) المغنيين، الذين يتفننون في أدائها وإتقانها على أوجه كثيرة، من التطويل والتقصير والتفخيم والترقيق، وغير ذلك مما يتقنه أهل اللحن.
8 - في حالة تضمن النشيد كلمات أهل الغناء الخاصة بهم، كـ"يا ليل، يا عين" فإن هذا يوجب التذكير بأغانيهم المحرمة، والتشبه بهم، وكلاهما محظوران في الشرع.
9 - المد الفاحش في كلمات النشيد على نحو مد أهل الغناء، وتقييده بالفاحش هنا؛ ليخرج المد غير الفاحش في كلمات الشعر وإنشاده، فإنه يُباح، ودليل إباحته ما رواه البراء بن مالك في قصة حفر الخندق: ( ... فسمعته يرتجز بكلمات ابن رواحة وهو ينقل التراب، ويقول - صلى الله عليه وآله وسلم -: (اللهم لولا أنت ما اهتدينا، وإن أرادوا فتنة أبينا، قال: ثم يمد صوته بآخرها) (18).
10 - الاشتغال بالنشيد وسماعه في كل وقت وحين، كنحو اشتغال أهل الغناء بغنائهم.
11 - نشيد من يتقن صنعة الغناء ويحذقها، فإنه يُسمى غناء وصاحبه يُسمى مغنيا، وليس إنشاده من القدر المرخص به في الشرع، روى الشيخان عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: (دخل علي أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت الأنصار يوم بعاث، قالت: وليستا بمغنيتين، فقال أبو بكر: أمزامير الشيطان في بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ وذلك في يوم عيد، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا، وهذا عيدنا) والشاهد من الحديث قول عائشة –رضي الله عنها -: (وليستا بمغنيتين)، قال النووي (19) –رحمه الله –:"وقولها (ليستا بمغنيتين) معناه ليس الغناء عادة لهما، ولا هما معروفتان به".
(يُتْبَعُ)
(/)
12 - إذا اقترن بالنشيد حركات أهل الغناء المعبرة عن اللهو والمجون، كالتمايل، وهز الرؤوس، فإنه يكون حينئذ محظورا، أخرج البيهقي بسند صحيح، عن أم علقمة، مولاة عائشة – رضي الله عنها: (أن بنات أخي عائشة – رضي الله عنها – خفضن، فألمن ذلك، فقيل لعائشة: يا أم المؤمنين ألا ندعو لهن من يلهيهن؟ قالت: بلى، قالت – أم علقمة –: فأرسل إلى فلان المغني فأتاه، فمرّت به عائشة – رضي الله عنها – في البيت، فرأته يُغني ويحرك رأسه طربا – وكان ذا شعر كثير - فقالت عائشة– رضي الله عنها -: أف شيطان، أخرجوه، أخرجوه، فأخرجوه) (20).
13 - أن يقترن بالنشيد بعض الأصوات المطربة التي هي دون الآلات، كالتصفيق، والصفير، والضرب بالأرجل والقضيب والصنج، فإنه يكون حينئذ مكروها (21).
14 - أن يكون فيها – أي الأناشيد – ضرب بالدف، وفي هذه الحالة تكون عند البعض حراما؛ لأنها مشتملة على اللهو الذي لا يُباح في مثل هذه الحالة (22).
15 - أن يقترن بالنشيد آلات العزف المحرمة، فيحرم، ولا يجوز فعله على أي وجه وحال.
16 - النشيد الذي يُؤدى بأصوات مائعة وألحان ماجنة، يحرم إنشاده وسماعه مُطلقا، فإن كانت أصوات النشيد غير مائعة، وألحانه غير فاتنة، وحصلت الفتنة بها عند بعض المستمعين، فتحرم في حقهم؛ إذ إن علة التحريم هنا هي الافتتان، وقد يكون في الصوت واللحن، فتحرم مطلقا، وقد يكون في المستمع فتحرم في حقه، والمرء طبيب نفسه، والله أعلم.
الحكم الثالث للأناشيد: أن يلحق بالسماع الصوفي المحدث، إذا وافقه في بعض خصائصه، وعلله التي يحكم ببدعيته لأجلها (*).
ويكون ذلك في الحالات التالية:
1 - الاعتقاد بأن الأناشيد المطربة من الدين، وهو نظير اعتقاد الصوفية أن سماعهم من الدين.
2 - الاعتقاد بأن الأناشيد المطربة تزيد في جذوة الإيمان، وهو نظير اعتقاد الصوفية أن السماع يزيد في الأحوال والمواجيد الإيمانية.
3 - اعتقاد البعض أن الأناشيد المطربة طريق يُقربهم إلى الله ويوصلهم إليه، ولا يجوز لأحد أن يعتقد أو يقول عن عمل: أنه قربة وطاعة وبر، وطريق إلى الله واجب، أو مستحب، إلا أن يكون مما أمر الله به أو رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم – (23).
4 - عدّ الأناشيد المطربة من الوسائل الرئيسة التي يُطلب بها رقة النفوس، وخشوع القلوب (24)، ولم يكن ذلك من فعل السلف المتقدمين المقتدى بهم، قال الشاطبي (25) – رحمه الله -:"ولا كان المتقدمون أيضا يعدون الغناء (26).
5 - تلحين الشعر - جزءاً من أجزاء طريقة التعبد، وطلب رقة النفوس وخشوع القلوب (*).
6 - الاجتماع على الأناشيد المطربة وقصدها من أجل إصلاح القلوب ورقتها، وتذكرها بالآخرة، وذلك من البدع المحدثة بعد مضي القرون الفاضلة، المشهود لها بالخيرية، وقال ابن تيمية - رحمه الله-:" وأما سماع القصائد لصلاح القلوب والاجتماع على ذلك، إما نشيدا مجردا، أو مقرونا بالتغبير ونحوه، فهذا السماع مُحدث في الإسلام بعد ذهاب القرون الثلاثة، وقد كرهه أعيان الأئمة، ولم يحضره أكابر المشايخ" (27)، ولم يكن للسلف سماع يجتمعون عليه غير سماع القرآن الكريم.
7 - اتخاذ الأناشيد المطربة (**) من وسائل الدعوة الرئيسة، التي يُتوّب بها العصاة، فيُهجر لأجل ذلك الدعوة للكتاب والسنة،" ومن المعلوم أنما يهدي الله به الضالين، ويرشد به الغاوين، ويُتوب به العاصين، لابد أن يكون فيما بعث الله به رسوله من الكتاب والسنة، وإلا فإنه لو كان ما بعث الله به الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - لا يكفي في ذلك، لكان دين الرسول ناقصاً يحتاج إلى تتمة" (28).
8 - هجر سماع القرآن وتلاوته بسبب الاشتغال بسماع الأناشيد الملحنة وتلاوتها، وذلك من البدع المحدثة التي اشتد نكير الأئمة على أصحابها، قال أبو موسى – رحمه الله -:"سمعت الشافعي – رحمه الله - يقول: بالعراق زنادقة أحدثوا القصائد؛ ليشغلوا الناس عن القرآن" (29).
9 - ثقل سماع القرآن الكريم بسبب الاعتياد على سماع الأناشيد، وهو – أي ثقل سماع القرآن – أمر طبعي في حق من اعتاد سماع الأناشيد، واعتنى بها أكثر من اعتنائه بسماع القرآن الكريم (*).
ويحصل الاستثقال هنا لسببين:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأول: اعتياد قلبه على سماع الأناشيد الملحنة بالأنغام المطربة المتنوعة، ويحصل لذلك نفور سماع آيات القرآن الكريم التي لا يكون فيها ذلك الإطراب الذي اعتاد عليه القلب وتعلق به (30).
الثاني: إنّ في الشعر والنشيد موافقة لأغراض النفوس – قلّ أو كثر – بخلاف القرآن الكريم الذي فيه تقييد للنفوس بالأوامر والنواهي الصارمة، قال ابن القيم – رحمه الله - مُشيرا إلى هذا السبب:
ثقل الكتاب عليهم لما رأوا تقييده بأوامر ونواهي
وأتى السماع موافقا أغراضها فلأجل ذاك غدا عظيم الجاه (31)
ولهذا يوجد مَن اعتاد سماع الأبيات الملحنة واغتدى بها، ولا يحن إلى القرآن ولا يفرح به، ولا يجد في سماع الآيات ذوقا وحلاوة ووجدا، كما يجد في سماع الأبيات، بل ولا يُصغي أكثر الحاضرين أو كثير منهم إليه، ولا يقومون معانيه، ولا يغضون أصواتهم عند تلاوته (32).
10 - التأثر بمواعظ النشيد دون مواعظ القرآن الكريم، وهذا من علامات السماع المحدث (**)، قال ابن الجوزي (33) – رحمه الله -:"وقد نشب حب السماع بقلوب خلق منهم فآثروه على قراءة القرآن، ورقة قلوبهم عنده بما لا ترق عند سماع القرآن، وما ذاك إلا لتمكن هوى باطن، وغلبة طبع، وهم يظنون غير هذا"، ثم ساق من تاريخ الخطيب بإسناده إلى أبي نصر السّراج، يقول:"حكى لي بعض إخواني عن أبى الحسين الدراج.
قال:"قصدت يوسف ابن الحسين الرازي من بغداد، فلما دخلت الري سألت عن منزله، وكل من أسأله عنه يقول: إيش تفعل بهذا الزنديق؟!
فضيقوا صدري حتى عزمت على الانصراف، فبتُّ تلك الليلة في مسجد، ثم قلت: جئت هذه البلدة فلا أقل من زيارته، فلم أزل أسأل عنه حتى وقعت إلى مسجده وهو قاعد في المحراب، بين يديه رجل على يديه مصحف، وهو يقرأ.
فسلمت عليه، فرد عليّ السلام، وقال: من أين؟ قلت: من بغداد، قصدت زيارة الشيخ. فقال: تحسن أن تقول شيئا؟ قلت: نعم. وقلت: رأيتك تبني دائما في قطيعتي! ولو كنت ذا حزم لهدمت ما تبني!!
فأطبق المصحف، ولم يزل يبكي حتى ابتلت لحيته وثوبه! حتى رحمته من شدة بكاءه!!
ثم قال: يا بني تلوم أهل الري، على قولهم: يوسف ابن الحسين زنديق، ومن وقت الصلاة هو ذا أقرأ القرآن، لم تقطر من عيني قطرة، وقد قامت عليّ القيامة بهذا البيت" (34).
وهل يعذر المرء في أحوال السماع الفاسدة وهي في غير مقدوره؟ قال الإمام ابن القيم – رحمه الله -:"قال بعض العارفين: إن أحوال السماع بعد مباشرته تبقى غير مقدورة للإنسان، بل خارجة عن حد التكليف، وهذا غير معذور فيه؛ لمباشرته أسبابه؛ فهو كمن زال عقله بالسكر (35).
11 - العناية بالنشيد المطرب، والاشتغال به في أكثر الأوقات على وجه أنه طاعة وعمل صالح، قال الشيخ عمر الأشقر (36) - حفظه الله -:"وجاوز أقوام الطريق، فأصبح الإنشاد والغناء شغلهم الشاغل، وأحدثوا له أنغاما، ورققوا أصواتهم، حتى أصبح فنا، لا أقول هذا عن الفساق من المغنيين والمغنيات، وإنما مرادي أولئك الذين اتخذوا هذا دينا يقربهم إلى الله تعالى، وشغلوا بذلك أوقاتهم، وهجروا قرآن ربهم".
12 - جعل الأناشيد الملحنة المطربة من جنس أعمال القربى التي تفتقر إلى إخلاص النية فيها لله وحده دون سواه، كما تفتقر الطاعات والعبادات المحضة لذلك، فيقال مثلا – عند ابتداء الأناشيد أو ختامها -:"نسأل الله عز وجل أن يجعل عملنا هذا خالصا لوجهه"، أو"نعوذ بالله أن نخلط عملنا هذا برياء" أو نحو هذه الكلمات التي تنوى عند ابتداء الطاعات والعبادات المحضة.
ولا يصح أن يقال: النشيد الملحن المطرب من جنس شعر الدعوة الإسلامي، الذي نصّ الفقهاء على استحبابه وعدوه من الطاعات والأعمال الصالحة التي تقرب إلى الله؛ لما يتضمن من الدفاع عن الدين، والذود عن حياضه، والتزهيد في الدنيا .. وما كان كذلك فهو مفتقر إلى إخلاص النية وتصحيحها، وذلك لأن النشيد بهذه الصفة ليس شعرا فقط، وإنما هو شعر مضاف إليه التلحين المطرب، وإباحة شيء أو استحبابه لوحده ليس دليلا على إباحته مع غيره؛ قال الإمام ابن القيم – رحمه الله -: "لأن التركيب له خاصية تؤثر على الحكم، ألا ترى أن الماء مباح فإذا أضيف إليه تمر على هيئة خاصة أصبح (نبيذا) محرما".
(يُتْبَعُ)
(/)
"وهذا نظير ما يُحكى عن فقه إياس بن معاوية، أن رجلا قال له: ما تقول في الماء؟ قال: حلال. قال: فالتمر؟ قال: حلال. قال: فالنبيذ ماء وتمر فكيف تحرمه؟ فقال له إياس: أرأيت لو ضربتك بكفٍ من تراب أكنت أقتلك؟ قال: لا. قال: فإن ضربتك بكف من تبن، أكنت أقتلك؟ قال: لا. قال: فإن ضربتك بماء أكنت أقتلك؟ قال: لا. قال: فإن أخذت الماء والتبن والتراب، فجعلته طينا، وتركته حتى يجف، وضربتك به أكنت أقتلك؟ قال: نعم. قال: كذلك النبيذ".
" ومعنى كلامه أن المؤثر هو القوة الحاصلة بالتركيب، والمفسد للعقل هو القوة الحاصلة بالتركيب" (37) انتهى، وكذلك ما نحن فيه" (*).
13 - الاعتقاد بأن كمال التربية الروحية والإيمانية والجهادية للشباب والترقي بهم في ذلك لا يتم إلا عن طريق الأناشيد المطربة، وهذا نظير اعتقاد الصوفية أن أحوالهم مع الله وصلتهم به لا تتم إلا عن طريق السماع.
14 - الاعتقاد بأنه لابد للشباب من سماع الأناشيد أيا كانت، ولو كان فيها بعض المحاذير، لاسيما لمن اعتاد سماع الغناء؛ وإلا فإنهم سيتركون الالتزام بالدين، ويرتكبون المحظورات من سماع الأغاني وغيرها من المحرمات.
وفي هذا الكلام وجه من الشبه؛ لقول بعض الصوفية: إن محبته لله - عز وجل - ورغبته في العبادة وحركته ووجده، وشوقه، لا يتم إلا بسماع القصائد، وسماع الأصوات والنغمات، ويزعمون أنهم بسماع هذه الأصوات تتحرك عندهم من دواعي الزهد والعبادة، ما لا تتحرك بدون ذلك، وأنهم - بدون ذلك – قد يتركون الصلوات، ويفعلون المحرمات، ويظنون أنهم بهذا ترتاض نفوسهم، وتلتذ بذلك لذة تصدها عن ارتكاب المحارم، وتحملها على فعل الطاعات، ويقولون: أن الإنسان يجد في نفسه نشاطاً وقوة في كثير من الطاعات، إذا حصل له ما يحبه، وإن كان مكروهاً، وأما بدون ذلك فلا يجد شيئاً، ولا يفعله، وهو أيضا يمتنع عن المحرمات إذا عوض بما يحب، وإن كان مكروهاً وإلا لم يقنع (*).
نقل ذلك عنهم الشيخ تقي الدين – رحمه الله – ونقدهم (38).
15 - الاعتقاد بأن الأناشيد المطربة من شعائر الالتزام بالدين وعلامات الاستقامة، كاعتقاد بعض العامة أن سماع الأناشيد خاص (بالملتزمين)، وعلامة من علامات الهداية، والتوبة، والرجوع إلى الله، وكذلك يعتقد الصوفية في سماعهم أنه من علامات الاستقامة والصلاح والتوبة!! (**)
والصحيح أن ترك (الأغاني) من علامات الاستقامة، وأما سماع أو محبة الأناشيد الملحنة والمطربة فليست من الطاعات، وأما الكلمات الطيبة فهي محمودة في القصائد وغيرها.
16 - تقديم الأناشيد والاشتغال بها على بعض النوافل الشرعية، خصوصا طلب العلم الشرعي، وهو نظير تقديم الصوفية السماع على بعض النوافل، كقيام الليل وقراءة القرآن.
17 - قصد الأماكن الفاضلة للإنشاد، كجعل الأناشيد الملحنة المطربة في المساجد؛ فإنه من بدع الصوفية المحدثة في سماعهم دون غيرهم، قال أبو الطيب الطبري (39) – رحمه الله -:"ليس في المسلمين من جعله (تلحين الشعر) طاعة وقربى، ولا رأى إعلانه في المساجد، ولا حيث كان من البقاع الكريمة والجوامع الشريفة؛ فكان مذهب هذه الطائفة (الصوفية) مخالفاً لما أجمع عليه العلماء".
وأما مُجرّد الإنشاد فلا بأس.
18 - قصد الأوقات الفاضلة أو ما يظن أنها فاضلة للإنشاد، كيوم مولد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم – وليلة الإسراء والمعراج، وليلة النصف من شعبان، ورجب، وليلة القدر.
19 - الغلو في النبي (*) - صلى الله عليه وآله وسلم – وإطرائه، كما أطرت النصارى عيسى بن مريم – عليه السلام- ورفعه - صلى الله عليه وآله وسلم - إلى مقام الألوهية، نحو الاستغاثة به - صلى الله عليه وآله وسلم - فيما لا يقدر عليه إلا الله - عز وجل -، ككشف الكرب، وإزالة الظلم، ويقول بعض المنشدين:
يا أيها المختار هل من ومضة تجلي بوهج برقيها الظلمات (40)
فإن حقيقة الشرك هو دعاء غير الله تعالى بالأشياء التي يختص بها، أو اعتقاد قدرة لغيره فيما لا يقدر عليه سواه، أو التقرب إلى غيره بشيء مما لا يتقرب به إلا إليه (41).
(يُتْبَعُ)
(/)
20 - أن يتضمن النشيد كلمات الدعاء والنداء والتوجه إلى غير الله، والاستغاثة واستجلاب الخير من غير الله - عز وجل -، وإخلاص التوحيد لا يتم إلا بأن يكون الدعاء كله لله، والنداء والاستغاثة والرجاء، واستجلاب الخير، واستدفاع الشر له ومنه، لا لغيره، ولا من غيره (42).
21 - إذا تضمن النشيد الدعوة إلى بعض البدع الصوفية، كتعظيم يوم مولد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وجعله عيدا، مثل قول بعض المنشدين:
مولد الهادي سلاما أنت للأجيال عيد (43)
22 - التغني بالذكر البدعي غير المشروع، كالتغني بلفظ الجلالة (الله) مُفردا في مقام الذكر والعبادة، فإن اشتملت الأناشيد على ذلك فإنها تكون حراما؛ لأن هذا الذكر مُحدث، والعبادة مبناها على التوقيف، قال شيخ الإسلام ابن تيمية (44) – رحمه الله –:"المشروع في ذكر الله - سبحانه وتعالى – هو ذكره بجملة تامة، وهو الذي ينفع القلوب، ويحصل به الثواب والأجر، وأما الاقتصار على الاسم المفرد مظهرا أو مضمرا، فلا أصل له، ولم يذكر ذلك أحد من سلف الأمة، ولا شرع ذلك رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم – (45).
وإن كان التغني بالاسم المفرد (آلله، آلله) في النشيد لمجرد التلحين والتطريب، فغير مشروع أيضا؛ لأنه استعمال له في غير محله، قال تعالى: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} (الأعراف: 180)، ولم يقل تغنوا بها.
23 - التغني بالذكر المشروع على طريقة بدعية، نحو طريق الإنشاد الجماعي الملحن بصوت واحد، مثل أن تنشد كلمة التوحيد بأصوات ملحنة منظمة جماعية، متوافقة في مقام الذكر والعبادة.
ووجه مخالفة هذه الهيئة للصفة المشروعة في أمور، منها: الجهر بالذكر، ورفع الصوت به في غير محله، ومنها تلحين الذكر وتنغيمه، ومنها أداؤه جماعة بصوت واحد، وهذه الأوصاف الثلاثة مخالفة للهيئة المنقولة عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، والعبادات مبناها على التوقيف، والمتابعة للنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في: كيفيتها، وسببها، وجنسها، وقدرها، وزمانها، ومكانها (46).
ومن جهة المعقول: فإن تلحين كلمات الذكر وتمطيطها سبيل إلى تحريفها، وتغيير معانيها، وكأن تنشد كلمة التوحيد بلفظ ( ... موحامد رسول الله)؛ ولهذا كره الإمام أحمد – رحمه الله – القراءة بالألحان، وقال الإمام لمن تعجب من ذلك:" ما اسمك؟
قال: محمد.
قال: أيسرك أن يقال لك: موحامد"؟ (47)
24 - تلحين الأدعية بطريقة التمطيط الفاحش، على نحو صنيع مبتدعة الصوفية في الابتهالات والتواشيح الدينية، فإنه مُحدث في الدين، وكل مُحدثة في الدين بدعة، وكل بدعة ضلالة!
ومن جهة المعقول: فإن سؤال الله - عز وجل - ودعائه بطريقة التمطيط والتلحين الفاحش ممقوت، وغير مناسب لحال السؤال والتذلل، فلو أن رجلا دخل على صاحب سلطان فقال له:"ياآآيها السلطآآن هآب لي ... " على طريقة التمطيط المعهودة هنا، أتراه محسناً في تقديم طلبه؟ أم تراه مقدرا لصاحب السلطان ومعظما له؟!
25 - أن يقترن بالنشيد الأصوات المطربة التي هي دون الآلات، كالتصفيق والصفير، والضرب بالقضيب والأرجل، على وجه الطاعة والقربة، وترقيق القلوب وإصلاحها، فلهؤلاء نصيب ممن قال الله فيهم:"وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاء وَتَصْدِيَةً" (الأنفال: 35) والمكاء: الصفير، والتصدية: التصفيق، كذا قاله غير واحد من السلف (48).
26 - أن يقترن بالنشيد ضرب الدف، على وجه الطاعة والقربة، وترقيق القلوب وإصلاحها، ففعل ذلك من البدع المُحدثة، المتفق على تحريمها، وليس من جنس اللهو المختلف في حكمه بين الفقهاء،" سئل الفقيه الشافعي تقي الدين السبكي – رحمه الله - عن الرقص والدف وعن حضور السماعات؟
فأجاب عنه بقوله:
واعلم بأن الرقص والدف الذي سألت عنه وقلت في أصوات
فيه خلاف للأئمة قبلنا شرح الهداية سادة السادات
لكنه لم تأت قط شريعة طلبته أو جعلته في القربات
والقائلون بحلّه قالوا به كسواه من أحوالنا العادات
فمن اصطفاه لدينه متعبدا بحضوره فاعدده في الحسرات (49)
(يُتْبَعُ)
(/)
27 - جعل الأناشيد الملحنة المطربة من الأمور المستحبة أو الواجبة، فإنه لا يجور لأحد أن يعتقد أو يقول عن عمل: أنه قربة، وطاعة، وبر، وطريق إلى الله واجب أو مستحب، إلا أن يكون مما أمر الله به، أو رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - والأناشيد الملحنة المطربة - أيّاً كانت معانيها - ليس مما أمر الله به، ورسوله - صلى الله عليه وآله وسلم –" (50).
28 - الإصغاء إلى ألحان النشيد، والشوق والحنان إليها، والراحة النفسية، والاطمئنان القلبي حين سماعها، أكثر من سماع القرآن الكريم، وسبب ذلك أن في القلب فراغ وجوع روحي، ومتى استفرغه المرء في سماع الشعر مجردا أو ملحنا - النشيد -، أو القصص المقروء أو المشاهد - التمثيل - أو غير ذلك مما يحصل به تغذية النفوس والأرواح، لم يبق بعد ذلك مكان لسماع القرآن الكريم (*).
29 - جعل النشيد بديلاً وعوضاً عن الغناء، يُترنم به في كل وقت وحين، والصواب أن البديل الإسلامي للغناء، والذي يحصل به استغناء القلب وغذاؤه وعافيته هو القرآن الكريم، قال ابن الأعرابي (51) – رحمه الله -:"إن العرب كانت تتغنى بالركباني – وهو النشيد بالتمطيط والمد – إذا ركبت الإبل، وإذا تبطحت على الأرض، وإذا جلست في الأفنية، وعلى أكثر أحوالها، فلما نزل القرآن أحب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أن يكون القرآن هجيرانهم مكان التغني بالقرآن، فقال: (ليس منا من لم يتغنى بالقرآن) (52).
30 - الخلط والجمع بين قراءة القرآن وتلاوته، وبين إنشاد الشعر وتلحينه في مكان وزمان واحد، وهذا من إحداث جهال الصوفية المتأخرين، ولم يكن من فعل سلف الأمة المقتدى بهم، المشهود لهم بالخيرية، بل كان – زيادة في التحرز – ينهى بعض السلف عن خلط القرآن بالشعر، قال أبو بكر الخلال في كتابه (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) (53): "عن الرجل يكتب (بسم الله الرحمن الرحيم) أمام الشعر، فكأنه لم يعجبه – أي الإمام -، وقال حدثنا حفص عن مجالد، عن الشعبي قال: كانوا يكتبون أمام الشعر: (بسم الله الرحمن الرحيم) وقال: بسم الله الرحمن الرحيم آية من القرآن الكريم، فما بال القرآن يُكتب مع الشعر؟ وقال: هذا حديث أنس: (أنزلت عليّ سورة، وقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم) وهو حجة ألا يكتب أمام الشعر".
31 - التغذي بالأصوات المطربة الملحنة في النشيد (*)، جاء في مقدمة أناشيد الكتائب (54): "إنه – أي صوت المنشد أبي مازن – صوت ينبعث من أعماق الجنان، فيسمو بالنفس ويرقى بالروح، ويعمل على بعث معاني الحق، وتجديدها في النفس"، وجاء في مقدمة نشيدنا (55) في مدح صوت المنشد أبي الجود نظما:
ينساب صوتك في روحي فيرشفها شهدا تسامر على خمر العناقيد
ولا ريب أن الأصوات العذبة بمجردها، وكذا النغمات الموزونة، والألحان الجميلة، ليست مما يتقرب به إلى الله، ولا مما تزكى به النفوس وتطهر، فإن الله شرع على ألسنة المرسلين كل ما تزكو به النفوس وتطهر من أدناسها وأوزارها، ولم يشرع على لسان أحد من الرسل في ملة من الملل شيئا من ذلك، وإنما يأمر بتزكية النفوس بالألحان من لا يتقيد بمتابعة الرسل من أتباع الفلاسفة، كما يأمرون بعشق الصور، وقد أنكر الإمام ابن القيم – رحمه الله – وغيره على المتصوفة المبالغة في مدح الألحان وجعلها أمراً واجباً أو مُستحباً. قال ابن القيم (56) – رحمه الله -:"قال إمام الزنادقة ابن الراوندي: اختلف الفقهاء في السماع، فقال بعضهم: هو مباح، وقال بعضهم: هو محرم، وعندي: أنه واجب، ذكره أبو عبد الرحمن السلمي عنه، في مسألة السماع، واعتد به، وكذلك شيخ الملاحدة وإمامهم ابن سينا في الإشارات (57) أمر بسماع الألحان وعشق الصور، وجعل ذلك مما يزكّي النفوس ويهذبها ويصفيها، وقبله ومعهم معلمهم الثاني أبو نصر الفارابي، إمام أهل الألحان".
(1) متن القصيدتين النونية والميمية، ابن القيم (ص: 38).
(2) البيان المفيد، جمع: السليماني (ص: 14).
(*) أي: إباحة الشرع، لا أنه من الدين والشرع.
(3) لطائف الإرشادات على تسهيل الطرقات لنظم الورقات، نظم شرف الدين يحيى العمريطي (ص: 53)
(4) انظر: نفس المكان.
(5) المغني (9/ 176.)
(يُتْبَعُ)
(/)
(*) الشيخ ابن جبرين – حفظه الله -: " المراد: التعبد بسماعه، فأما التعبد بنفعه وتأثيره في السامع فهذا ينبغي أن يُتخذ قُربة وعبادة، فإن كثيرا من الفسقة والفجرة وأهل الجرائم اهتدوا بسماع نشيد إسلامي يحتوي على التخويف من النار والتعريف بحال دار البوار.
وهكذا هناك من بذلوا الأموال في سبيل الله، وبذلوا النفوس، وصبروا على الأذى، وتحملوا المشاق بعد أن سمعوا هذه المواعظ في تلك القصائد. والقصص بذلك كثيرة ".
(6) الاعتصام (1/ 436).
(7) البيان لأخطاء بعض الكتاب، الفوزان (ص 287) بتصرف يسير.
(8) البيان المفيد، جمع: السليماني (ص: 14).
(9) المصدر السابق، فتوى الشيخ محمد العثيمين (ص: 15).
(10) الاعتصام (1/ 345).
(11) الاعتصام (1/ 348).
(12) أناشيد (الشجرة الطيبة).
(13) أخرجه مسلم عن أبي هريرة – رضي الله عنه -، وهي أواني كانت يُشرب فيها الخمر.
(14) إحياء علوم الدين، الغزالي (2/ 272) بتصرف.
(*) بمجموعها لا بوصف واحد منها، كالاصطفاف وحده، أو الزي الموحد وحده مثلاً.
(15) إحياء علوم الدين (2/ 272).
(*) فارسي مُعرّب، أصلها: سركا اتكبين، أي: خل، وعسل، وهو دواء مزيج من الخل والعسل، يُضاف إليهما مواد طيبة، ثم أُطلق على كل شراب مركّب من حلو وحامض (مُعجم الألفاظ الفارسية المعربة للسيد أدي شير ص: 92، الوصلة إلى الحبيب في وصف الطيبات والطيب لابن القديم ص: 825).
(16) انظر: الاعتصام، الشاطبي (1/ 346 - 348).
(17) الكلام على مسألة السماع (139 – 140) بتصرف.
(18) أخرجه البخاري، كتاب المغازي، باب غزوة الخندق، انظر: الفتح (7/ 399).
(19) شرح النووي على مسلم (6/ 182).
(20) أخرجه البيهقي (10/ 223 - 224).
(21) انظر: كف الرعاع، ابن حجر الهيتمي (105 - 110).
(22) البيان المفيد، جمع: السليماني، فتوى الشيخ العثيمين (ص: 14).
(*) أساس علل الحكم ببدعية السماع الصوفي والنشيد في بعض أحواله – كالتي سنذكرها – هو جعل تلحين الشعر بالألحان المطربة ديناً وعبادة وقربة وطاعة وطريقة موصلة إلى الله، بالقول، أو الاعتقاد، أو القصد، أو العمل.
(23) مجموع فتاوى ابن تيمية (11/ 451).
(24) انظر: نشيد الكتائب (6 - 7).
(25) الاعتصام (10/ 348 - 349).
(26) يُطلق الغناء على تلحين الشعر، بدون آلة.
(*) الشيخ ابن جبرين – حفظه الله -: " ولا يُنافي ذلك اتخاذه وسيلة من وسائل الدعوة، فيضمن مع حُسن الصوت معاني مؤثرة في السامع، مما ينتج عن سماعها رقة القلب، ودمع العين، وتسبب التوبة من السيئات، والإقلاع عن الخطايا، والانكباب على الطاعة، والتوبة الصادقة، فيكون لمن أنشدها وسجلها مثل أجر مَن اهتدى بسببها. والله أعلم".
(27) مختصر الفتاوى المصرية (ص 592). ابن جبرين - حفظه الله -:" السماع الذي يُريده ابن تيمية- رحمه الله – هو ما أحدثه الصوفية من الهزيج والطرب والرقص وضرب الأرض بالأرجل وهز الرؤوس عند سماع تلك القصائد وهو المُسمى عندهم بالسماع الذي مدحوه وقالوا فيه كل مجال:
هو طاعة هو قُربة هو سُنّة شيخ قديم صادهم بتميل
وسيق إلينا عذبها وعذابها حتى أجابوا دعوة المحتال"
(*) الشيخ ابن جبرين – حفظه الله -: " يُراد بالطرب هنا: ما يُحرك البدن، ويهتز له الرأس ويدعو إلى تمايل ورقص ونحو ذلك، ولا ينافي أن تتخذ القصائد الوعظية من وسائل الدعوة، فقد جُرّب نفعها في رجوع كثير من العصاة كالخطب والنصائح والمواعظ، وكل الجميع مصدره من الوحيين فلا يُقال أن فيها زيادة على ما بعث الله به رسوله - صلى الله عليه وسلم– ".
(28) مجموع فتاوى ابن تيمية (11/ 623).
(29) انظر: الكلام على مسألة السماع، ابن القيم (ص: 124).
(*) الشيخ ابن جبرين – حفظه الله -:" لكن غير مطرد، فكثير من الذين يستمعون النشيد المفيد ويتأثرون بما فيه من المواعظ والنصائح، ويُكثرون من اقتنائه والاستفادة منه ليس لمجرد التلذذ بالنغمات ولا الارتياح للأصوات والنبرات، وإنما للمعاني والمحتويات، والفوائد المتنوعة، ومع ذلك لا يهجرون القرآن بل يقرؤونه، ويستمعون له، ويُنصتون لقرأته، ويتلذذون ويتنعمون بسماعه وتدبره، فيجمعون بين سماع المواعظ في النشيد، وسماع القرآن وغيره. والله أعلم".
(30) انظر: نزهة الأسماع، ابن رجب (ص: 89).
(31) إغاثة اللهفان (10/ 346).
(32) الكلام على مسألة السماع، ابن القيم (ص: 107).
(يُتْبَعُ)
(/)
(*) ابن جبرين – حفظه الله -: " ولعل السبب غرابة هذا المسموع وطرافته وجدته، فإن النفس تتأثر بالمسموع لأول مرّة، وينتج من ذلك التأثر رقة وخشوع وبكاء وخوف، ثم يَقِل تأثيره إذا أُعيد للمرة الثانية، وكذا الثالثة، وإن كان الواجب أن يتأثر كلما سمع القرآن أو تلاه، حيث أنه لا يخلق عن كثرة الرد، ولكن لكل جديد أثر، وهكذا يكون في سماع النشيد، فإنه لا يتأثر بما قد تكرر على سمعه مراراً، بل يكون سماعه كمعتادٍ غيره ".
(33) تلبيس إبليس (ص: 239).
(34) تاريخ بغداد للخطيب (14/ 318)
(35) الكلام على مسألة السماع (ص: 400).
(36) جولة في رياض العلماء (ص: 59).
(37) الكلام على مسألة السماع، ابن القيم (270 - 271).
(*) الشيخ ابن جبرين – حفظه الله -: " هذا الوصف ينطبق على سماع الصوفية الذي يحصل من آثاره طرب ونشوة ورقص وتمايل يُشبه حال أهل السكر، ولهذا أنشد ابن القيم قول الشاعر:
تُلي الكتاب فأطرقوا لا خيفة لكنه إطراق ساهٍ لاهي
وأتى الغناء فكالحمير تناهقوا و الله ما رقصوا لأجل الله
إن لم يكن خمر الجسوم فإنه خمر العقول مماثل و مضاهي
فانظر إلى النشوانٍ عند شرابه و انظر إلى النسوان عند ملاهي
و انظر إلى تمزيق ذا أثوابه من بعد تمزيق الفؤاد اللاهي
و احكم فأي الخمرتين أحق بالتحريم والتأثيم عند الله"
(*) الشيخ ابن جبرين – حفظه الله -: " لا شك أنا إذا رأينا من الشباب إقبالاً على الأغاني الماجنة، وسماع الموسيقى، والتلذذ بآلات الطرب والمزامير والمعازف، ورأيناهم قد شُغفوا بذلك، وأكبوا عليه، فإنا نبذل السبب في صدهم عن ذلك، وتخفيفه عنهم، ولا شك أن سماع هذا النشيد الذي فيه مواعظ وتخويف وترقيق ووعد ووعيد، هو أخف وأحسن من سماع ذلك اللهو والطرب، فيرتكب أخف الضررين، فبعض الشر أهون من بعض ".
(38) انظر: مجموع فتاوى ابن تيمية (3/ 203).
(*) الشيخ ابن جبرين – حفظه الله -: " إلاّ أن هناك فرق بين سماع الصوفية الذي هو رقص وطرب وضرب بالأرجل و هز للرؤوس ونحوه، مما يُثيره ذلك السماع المبتدع، وبين النشيد الذي هو قصائد علمية وعظية مُفيدة، لها وقع في النفوس، ينشرها الشباب الملتزم، ويحصل بها توبة، وإقلاع وبُعدٌ عن الحرام، وإقبال على العبادة، ومحبة لجنس الطاعة ".
(39) نزهة الأسماع، ابن رجب (ص: 84).
(*) الشيخ ابن جبرين – حفظه الله -: " لا شك أنه هذا شيء واقع، وأنه ممنوع وحرام، والغالب أنه يكون في قصائد المتصوفة والقبوريين، وأهل الجهل والشرك في الأقوال، الذين أوقعهم جهلهم في هذا الغلو، باسم تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم ومحبته وتوقيره والاعتراف بحقه ... الخ.
فزادوا في وصفه، وأعطوه خالص حق الله من التعظيم والعبادة، وأوصاف العظمة، وما لا يستحقه إلا الله، وقد فطن لذلك أهل التوحيد والإخلاص فنزّهوا قصائدهم ونشيدهم عن هذا الغلو والإطراء، حيث رووا قوله صلى الله عليه وسلم: (لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله) وقوله: (إياكم والغلو فإنما أهلك مَن كان قبلكم الغلو) وقوله: (أنا محمد عبد الله ورسوله، ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله) ونحو ذلك.
(40) نشيدنا، سليم عبد القادر (ص: 61).
(41) انظر: الدر النضيد، الشوكاني (145، 163).
(42) نفس المصدر (ص: 163).
(43) نشيد الكتائب (ص: 94).
(44) البيان المفيد، جمع السليماني، فتوى الشيخ محمد العثيمين (ص: 4).
(45) مجموع فتاوى ابن تيمية (11/ 226، 233) بتصرف.
(46) انظر: دروس وفتاوى من الحرم المكي، الشيخ محمد العثيمين (32 - 35).
(47) انظر: زاد المعاد (1/ 489).
(48) نزهة الأسماع، ابن رجب (ص 83) بتصرف.
(49) كف الرعاع، ابن رجب الهيتمي (ص: 83).
(50) مجموع فتاوى ابن تيمية (11/ 451).
(*) الشيخ ابن جبرين – حفظه الله -: " وذلك خاص بما إذا كان السبب الدافع له هو مجرد التلذذ بالصوت الملحن والاشتياق إليه، فأما إن كان قصده المعاني والمحتويات التي تضمنها ذلك النشيد، وما فيها من الزجر والتخويف والوعظ والوعد والوعيد، أو بيان الأحكام، وتوضيح الأدلة، فإن ذلك محمود، ولا يكون شاغلاً عن سماع القرآن والذكر والخير ".
(51) انظر: المجموع المغيث (2/ 581).
(52) رواه البخاري في صحيحه، انظر: الفتح (13/ 501).
(53) (ص: 166).
(*) الشيخ ابن جبرين – حفظه الله -: " وقد ورد الأمر بتحسين الصوت بالقرآن في قوله صلى الله عليه وسلم: (ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن) وقال صلى الله عليه وسلم: (مَن لم يتغن بالقرآن فليس منا) وقد مدح النبي صلى الله عليه وسلم أبا موسى بحسن صوته وقال: (لقد أُوتي مزماراً من مزامير آل داود).
فمن هذه الأحاديث استحب للقراء أن يُحسنوا به أصواتهم، وقد شوهد تأثير السامعين لمَن رُزق صوتاً حسناً، وإكبابهم على استماع قراءته، وتأثرهم به، ورقة القلب ودمع العين عند سماعه، وهكذا إذا سمعوا قصائد وعظية أو زهدية، وكان الناظم لها أو المسجل من ذوي الصوت الحسن الرقيق، كان تأثيرها في القلوب أبلغ، ولا يكون ذلك شاغلاً عن سماع كلام الله تعالى، وقراءته، والله أعلم ".
(54) (ص: 6).
(55) (ص: 35).
(56) الكلام على مسألة السماع (261 - 262).
(57) انظر: الإرشادات والتنبيهات (4/ 82).(/)
إستفسار فقهي في الجمع بين الأحاديث التي ظاهرها التعارض
ـ[أبوبكر الذيب]ــــــــ[27 - Oct-2009, صباحاً 08:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما وجه الجمع بين حديث عبد الله بن عمرو بن العاص الذي أخرجه أحمد في مسنده بسند صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم راه يرتدي ثوبين معصفرين فقال له لا تلبسها إنها من ملابس الكفار وبين الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم وأصحاب السنن أن النبي لبس جبة روميه ضيقة الكمين وفي الصحيحن جبة شامية وقد استدل بعض العلماء به على جواز لبس ملابس الكفار كابن بطال أفيدونا مأجورين
ـ[ابو بردة]ــــــــ[27 - Oct-2009, صباحاً 09:56]ـ
لا تعارض
فالحديث الأول إنما نهاه من أجل كونه معصفرةً
لا من أجل أنها من نسج الكفار
فيجوز لبس ما نسجه الكافر إذا خلا من المحذور الشرعي
ـ[أبوبكر الذيب]ــــــــ[27 - Oct-2009, مساء 02:53]ـ
بارك الله فيك أخي أبو بردة ولكن يبقى السؤال دائرا في ذهني هو ان النبي قال بلفظ عام إنها من ملابس الكفار فتبادر إلى ذهني أنه كل ملابس ليست من نسج الكفار ولكنها مشابهه لهم كالملابس الإفرنجية التي نرتديها نسأل الله العافية فهى محرمة كما ذهب إلى هذا شيخنا الألباني رحمه الله وأنا أعلم أن شيخنا عبد العزيز بن باز رحمه الله جوز لبسها إذا كان لايعرف من لبسها هل هو مسيحي أم يهودي أم مجوسي فتكون مما عمت به البلوى بشرط أن لا يكون فيها محذور من ضيق او غير ذلك ثم اطلعت على حديث الجبة الرومية فقلت لعل النبي لبسها لحالة السفر فهى كما تعلم كانت في غزوة تبوك والله تعالى أعلم وأجل وأحكم(/)
الدعوة الى الله والفقه في الدين
ـ[زياد بن بدوي العبوة]ــــــــ[27 - Oct-2009, مساء 12:26]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الدعوة الى الله والفقه في الدين
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبعه بإحسان الى يوم الدين وبعد:
الدعوة الى الله والفقه في الدين قضيتان متلازمتان، لا انفكاك لإحداهما عن الأخرى، وبقدر ما تكون مرتبه العمل الدعوي والديني الذي يقوم به الإنسان بقدر ما تكون الحاجة الى الفقه في الدين، لذلك فإن من يريد أن يتصدر لإفتاء الناس في أمور دينهم مثلاُ، يجب عليه أولاُ أن يتعلم ويتفقه في الدين ويتمكن فيه قبل أن يتصدر وينصب نفسه مفتياُ للناس في أمور دينهم، كما يجب عليه أن يتيقن من نفسه أنه لن يفتي للناس إلا بالحق الذي يعلمه مما يوافق كتاب الله وسنة نبيه وما يرضي الله سبحانه، أقول هذا لأننا نرى في زماننا هذا كيف اختلط الأمر، وأصبح يتكلم في دين الله ويدعو إلى الله من لم يتفقه فيما يتكلم به أو يدعو إليه، أو من يبيع دينه بعرض من الدنيا زائل، لهذا اشتدت الفتنة على الناس واختلط الأمر عليهم ولا حول ولا قوة إلا بالله.(/)
حكم أسقاط مهر الفتاة اوبعض منه دون رضاها
ـ[ابو بندر التميمي]ــــــــ[27 - Oct-2009, مساء 05:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي في الله اريد حكم اسقاط مهر ابنتي او بعض منه دون رضاها ودون علمها هل يجوز!
واذا فعلت ذلك بالرغم عنها هل يعتبر الزواج صحيح وهل أأثم بذلك؟
افيدوني جزاكم الله خيراً
ـ[ابو بندر التميمي]ــــــــ[27 - Oct-2009, مساء 10:03]ـ
للرفع هل من مجيب؟؟
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[28 - Oct-2009, صباحاً 12:43]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في الشرح 12/ 281: إذا زوج ابنته بأقل من مهر المثل فلا بأس والتسمية صحيحة لمراعاة مصلحة البنت أما مجرد هوى فإن هذا لايجوز إلا برضاها سواء كانت بكرا أم ثيبا.
ـ[ابو محمد الطويل]ــــــــ[28 - Oct-2009, مساء 09:14]ـ
وعلكم السلا رحمة الله وبركاته
اخي الكريم المهر حقّ مالي أوجبه الشارع للمرأة على الرجل في عقد زواج صحيح أو دخول بشبهة أو بعد عقد فاسد. ويُفهم من هذا التعريف أنّ الحكم الشرعي في المهر الوجوب ودليله قوله تعالى: {فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً}
-----------
المهر حق للفتاة فلا يصح بل لا يجوز قطعاً للأب اسقاطه او انقاصه او التصرف به دون رضاها او علمها هذا يعتر اجرام في حقها.
والدليل قوله تعالى {وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا اُلْمِكْيَالَ وَاُلْمِيزَانَ بِاُلْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا اُلنَّاسَ أَشْيَآءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي اُلْأَرْضِ مُفْسِدِينَ}
ولقوله تعالى {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ * اُلَّذِينَ إِذَا اُكْتَالُوا عَلَى اُلنَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ * أَلَا يَظُنُّ أُوْلَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ اُلنَّاسُ لِرَبِّ اُلْعَالَمِينَ}
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[28 - Oct-2009, مساء 09:46]ـ
أخي الكريم .. محمد الطويل ..
من قال بأن الأب لا يجوز له التصرف بشيء من مهر ابنته؟
والدها، الذي رباها، وأنفق عليها، لا يجوز له ذلك؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[28 - Oct-2009, مساء 10:50]ـ
هذه مسألة مشابهة من فتاوى شيخ الإسلام:
سئل شيخ الإسلام رحمه الله عن رجل مالكي المذهب حصل له نكد بينه وبين والد زوجته فحضر قدام القاضي، فقال الزوج لوالد الزوجة: إن أبرأتني ابنتك أوقعت عليها الطلاق. فقال والدها أنا أبرأتك. فحضر الزوج ووالد الزوجة قدام بعض الفقهاء، فأبرأه والدها بغير حضورها، وبغير إذنها: فهل يقع الطلاق أم لا؟
فأجاب:
الحمد لله، أصل هذه المسألة فيه نزاع بين العلماء، فمذهب أبي حنيفة والشافعي وأحمد في المنصوص المعروف عنهم: أنه ليس للأب أن يخالع على شيء من مال ابنته، سواء كانت محجورًا عليها أو لم تكن؛ لأن ذلك تبرع بمالها فلا يملكه، كما لا يملك إسقاط سائر ديونها. ومذهب مالك يجوز له أن يخالع عن ابنته الصغيرة بكرًا كانت أو ثيبًا؛ لكونه يلي مالها. وروي عنه: أن له أن يخالع عن ابنته البكر مطلقا؛ لكونه يجبرها على النكاح. وروي عنه: يخالع عن ابنته مطلقا، كما يجوز له أن يزوجها بدون مهر المثل للمصلحة، وقد صرح بعض أصحاب الشافعي وجها في مذهبه أنه يجوز في حق البكر الصغيرة أن يخالعها بالإبراء من نصف مهرها إذا قلنا: إن الذي بيده عقدة النكاح هو الولي، وخطأه بعضهم؛ لأنه إنما يملك الإبراء بعد الطلاق؛ لأنه إذا ملك إسقاط حقها بعد الطلاق لغير فائدة فجواز ذلك لمنفعتها وهو يخلعها من الزوج أولي؛ ولهذا يجوز عندهم كلهم أن يختلعها الزوج بشيء من ماله، وكذلك لها أن تخالعه بمالها إذا ضمن ذلك الزوج. فإذا جاز له أن يختلعها ولم يبق عليها ضرر إلا إسقاط نصف صداقها.
ومذهب مالك يخرج على أصول أحمد من وجوه:
منها أن الأب له أن يطلق ويخلع امرأة ابنه الطفل في إحدى الروايتين، كما ذهب إليه طوائف من السلف. ومالك يجوز الخلع دون الطلاق؛ لأن في الخلع معاوضة. وأحمد يقول: له التطليق عليه؛ لأنه قد يكون ذلك مصلحة له لتخليصه من حقوق المرأة وضررها، وكذلك لا فرق في إسقاط حقوقه بين المال وغير المال.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأيضا، فإنه يجوز في إحدى الروايتين للحكم في الشقاق أن يخلع المرأة بشيء من مالها بدون إذنها، ويطلق على الزوج بدون إذنه، كمذهب مالك وغيره. وكذلك يجوز للأب أن يزوج المرأة بدون مهر المثل، وعنده في إحدى الروايتين أن الأب بيده عقدة النكاح، وله أن يسقط نصف الصداق. ومذهبه أن للأب أن يتملك لنفسه من مال ولده ما لا يضر بالولد، حتى لو زوجها واشترط لنفسه بعض الصداق، جاز له ذلك. وإذا كان له من التصرف في المال والتملك هذا التصرف لم يبق إلا طلبه لفرقتها، وذلك يملكه بإجماع المسلمين. ويجوز عنده للأب أن يعتق بعض رقبة المولي عليه للمصلحة.
فقد يقال: الأظهر أن المرأة إن كانت تحت حجر الأب له أن يخالع معاوضة وافتداء لنفسها من الزوج فيملكه الأب، كما يملك غيره من المعاوضات، وكما يملك افتداءها من الأسر، وليس له أن يفعل ذلك إلا إذا كان مصلحة لها. وقد يقال: قد لا يكون مصلحتها في الطلاق، ولكن الزوج يملك أن يطلقها وهو لا يقدر على منعه، فإذا بذل له العوض من غيرها لم يمكنها منعه من البذل. فأما إسقاط مهرها وحقها الذي تستحقه بالنكاح فقد يكون عليها في ذلك ضرر. والأب قد يكون غرضه باختلاعها حظه لا لمصلحتها، وهو لا يملك إسقاط حقها بمجرد حظه بالاتفاق.
فعلى قول من يصحح الإبراء يقع الإبراء والطلاق. وعلى قول من لا يجوز إبراءه إن ضمنه وقع الطلاق بلا نزاع، وكان على الأب للزوج مثل الصداق عند أبي حنيفة، ومالك، وأحمد، والشافعي في القديم. وعنده في الجديد: إنما عليه مهر المثل. وأما إن لم يضمنه إن علق الطلاق بالإبراء. فقال له: إن أبرأتني فهي طالق، فالمنصوص عن أحمد أنه يقع الطلاق إذا اعتقد الزوج أنه تبرأ، ويرجع على الأب بقدر الصداق؛ لأنه غره، وهو إحدى الروايتين في مذهب أبي حنيفة، وفي الأخرى لا يقع شيء. وهو قول الشافعي. وهو قول في مذهب أحمد؛ لأنه لم يبرأ في نفس الأمر. والأولون قالوا: وجد الإبراء. وأمكن أن يجعل الأب ضامنا بهذا الإبراء. وأما إن طلقها طلاقا لم يعلقه على الإبراء، فإنه يقع، لكن عند أحمد يضمن للزوج الصداق؛ لأنه غره. وعند الشافعي لا يضمن له شيئا؛ لأنه لم يلزم شيئا. والله أعلم.
* فالمسألة خلافية أخي الكريم .. وإن كان الأقرب أن له إسقاط بعضه لا كله. والله تعالى أعلم
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[29 - Oct-2009, صباحاً 01:05]ـ
ليس هناك نكاح صحيح بدون صداق المقصود من كلام العلماء هو جواز إسقاط نصف مهر المثل يعني لو كانت النساء صداقهن مائة الف يجوز للأب اسقاط نصفه بعضه كل هذا جائز أما أن يزوجها بدون صداق فهذا لايجوز ولا يصح النكاح.(/)
ما حكم اتخاذ أصدقاء من الجن ومعامتلهم كما تعامل أصدقائك من الإنس؟
ـ[أبو علاء الصنهاجي]ــــــــ[27 - Oct-2009, مساء 11:34]ـ
ما حكم اتخاذ أصدقاء من الجن ومعامتلهم كما تعامل أصدقائك من الإنس؟
لديّ قصة طويلة مع الجن انتهت بالنسبة لي منذ فترة بسبب فتاوى وبحوث متباينة لم أجد فيها ما يشفي سوى ما سطّره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ..
وأودّ أن لو كان بين يديّ مباحث تشفي غليلي في حكم اتخاذ أصدقاء من الجن ..
فلعلّي أنقل هذه المسائل التي تتكرّمون بها عليّ لغيري ممّن ل يزال صديقا للجن ..
وبالله التوفيق
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[28 - Oct-2009, صباحاً 12:29]ـ
ما حكم اتخاذ أصدقاء من الجن ومعامتلهم كما تعامل أصدقائك من الإنس؟
لديّ قصة طويلة مع الجن انتهت بالنسبة لي منذ فترة بسبب فتاوى وبحوث متباينة لم أجد فيها ما يشفي سوى ما سطّره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ..
وأودّ أن لو كان بين يديّ مباحث تشفي غليلي في حكم اتخاذ أصدقاء من الجن ..
فلعلّي أنقل هذه المسائل التي تتكرّمون بها عليّ لغيري ممّن ل يزال صديقا للجن ..
وبالله التوفيق
قص لنا قصتك بعدها ننقل لك ما قال العلماء فيما تريد.
ـ[الواقف]ــــــــ[29 - Oct-2009, صباحاً 06:39]ـ
ودنا نسمع قصتك أولا
وشكرا
ـ[أبو علاء الصنهاجي]ــــــــ[30 - Oct-2009, مساء 07:12]ـ
هي قصة طويلة تحتاج لموضوع مستقل لكنّي أخشى من مسألتين أولا أن تّهم وثانيا أن لا أصدّق هذا إن قبل المشرف بالموضوع ..
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[30 - Oct-2009, مساء 08:08]ـ
كثير من أهل العلم لهم أخبار مع الجن والحديث معهم. فمنهم القاضي الخلعي كان مشهورا بلقب قاضي الجن لأنه كان يحكم بينهم
فمن ذلك ما جاء في ترجمته في سير أعلام النبلاء (ج 19 / ص 76)
(عن أبي الفضل الجوهري الواعظ، قال: كنت أتردد إلى الخلعي، فقمت في ليلة مقمرة ظننت الصبح، فإذا على باب مسجده فرس حسنة، فصعدت، فوجدت بين يديه شابا لم أر أحسن منه يقرأ القرآن، فجلست أسمع إلى أن قرأ جزءا، ثم قال للشيخ: آجرك الله.
قال: نفعك الله، ثم نزل، فنزلت خلفه، فلما استوى على الفرس، طارت به، فغشي علي، والقاضي يصيح بي: اصعد يا أبا الفضل، فصعدت، فقال: هذا من مؤمني الجن، يأتي في الاسبوع مرة يقرأ جزءا ويمضي).
ومنها ما حكاه ابن عقيل الحنبلي - كما في السير (- (ج 19 / ص 450)
(قال: كان عندنا بالظفرية دار، كلما سكنها ناس
أصبحوا موتى، فجاء مرة رجل مقرئ، فاكتراها، وارتضى بها، فبات بها وأصبح سالما، فعجب الجيران، وأقام مدة، ثم انتقل، فسئل، فقال: لما بت بها، صليت العشاء، وقرأت شيئا، وإذا شاب قد صعد من البئر، فسلم علي، فبهت، فقال: لا بأس عليك، علمني شيئا من القرآن، فشرعت أعلمه، ثم قلت: هذه الدار، كيف حديثها؟ قال: نحن جن مسلمون، نقرأ ونصلي، وهذه الدار ما يكتريها إلا الفساق، فيجتمعون على الخمر، فنخنقهم، قلت: ففي الليل أخافك، فجئ نهارا، قال: نعم، فكان يصعد من البئر في النهار، وألفته، فبينما هو يقرأ، إذا بمعزم في الدرب يقول: المرقي من الدبيب، ومن العين، ومن الجن، فقال: أيش هذا؟ قلت: معزم، قال: اطلبه، فقمت وأدخلته، فإذا بالجني قد صار ثعبانا في السقف، فعزم الرجل، فما زال الثعبان يتدلى حتى سقط في وسط المندل، فقام ليأخذه ويضعه في الزنبيل، فمنعته فقال: أتمنعني من صيدي؟! فأعطيته دينارا وراح، فانتفض الثعبان، وخرج الجني، وقد ضعف واصفر وذاب، فقلت: مالك؟ قال: قتلني هذا بهذه الاسامي، وما أظنني أفلح، فاجعل بالك الليلة، متى سمعت في البئر صراخا، فانهزم. قال: فسمعت النعي، فانهزمت.
قال ابن عقيل: وامتنع أحد أن يسكن تلك الدار بعدها)
وذكر السخاوي في الضوء اللامع في ترجمة عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان الفخر البلبيسي ثم القاهري المقرئ ويعرف بالفخر إمام الأزهر (قال شيخنا في معجمه إمام الجامع الأزهر رأس القراءات فصار غالب طلبة البلد ممن قرأ عليه بل ذكر لي أن الجن كانوا يقرءون عليه من حيث من حيث لا يراهم، سمعت ذلك منه في سنة سبع وتسعين) الضوء اللامع - (ج 2 / ص 499) و ذكر الشوكاني في كتابه "الفتح الرباني " أنه وقعت له مع الجن وقائع فمنهم من جاء وصافحه وقبل يده)
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن كل هذه القصص لا تدل على الجواز وإنما ذكرتها لبيان أنك مسبوق بهذا من أهل العدالة. ويكفي ما حصل لشيخ الإسلام من وقائع معهم وكيف أنه قرأ خطوط الجن.
و يكفي في المنع من مثل هذا قاعدة (سد الذرائع) فكل ذريعة إلى معصية فهي محرمة فكيف بما كان ذريعة إلى الشرك والعياذ بالله.
ـ[أبو علاء الصنهاجي]ــــــــ[01 - Nov-2009, مساء 08:21]ـ
كثير من أهل العلم لهم أخبار مع الجن والحديث معهم. فمنهم القاضي الخلعي كان مشهورا بلقب قاضي الجن لأنه كان يحكم بينهم
فمن ذلك ما جاء في ترجمته في سير أعلام النبلاء (ج 19 / ص 76)
(عن أبي الفضل الجوهري الواعظ، قال: كنت أتردد إلى الخلعي، فقمت في ليلة مقمرة ظننت الصبح، فإذا على باب مسجده فرس حسنة، فصعدت، فوجدت بين يديه شابا لم أر أحسن منه يقرأ القرآن، فجلست أسمع إلى أن قرأ جزءا، ثم قال للشيخ: آجرك الله.
قال: نفعك الله، ثم نزل، فنزلت خلفه، فلما استوى على الفرس، طارت به، فغشي علي، والقاضي يصيح بي: اصعد يا أبا الفضل، فصعدت، فقال: هذا من مؤمني الجن، يأتي في الاسبوع مرة يقرأ جزءا ويمضي).
ومنها ما حكاه ابن عقيل الحنبلي - كما في السير (- (ج 19 / ص 450)
(قال: كان عندنا بالظفرية دار، كلما سكنها ناس
أصبحوا موتى، فجاء مرة رجل مقرئ، فاكتراها، وارتضى بها، فبات بها وأصبح سالما، فعجب الجيران، وأقام مدة، ثم انتقل، فسئل، فقال: لما بت بها، صليت العشاء، وقرأت شيئا، وإذا شاب قد صعد من البئر، فسلم علي، فبهت، فقال: لا بأس عليك، علمني شيئا من القرآن، فشرعت أعلمه، ثم قلت: هذه الدار، كيف حديثها؟ قال: نحن جن مسلمون، نقرأ ونصلي، وهذه الدار ما يكتريها إلا الفساق، فيجتمعون على الخمر، فنخنقهم، قلت: ففي الليل أخافك، فجئ نهارا، قال: نعم، فكان يصعد من البئر في النهار، وألفته، فبينما هو يقرأ، إذا بمعزم في الدرب يقول: المرقي من الدبيب، ومن العين، ومن الجن، فقال: أيش هذا؟ قلت: معزم، قال: اطلبه، فقمت وأدخلته، فإذا بالجني قد صار ثعبانا في السقف، فعزم الرجل، فما زال الثعبان يتدلى حتى سقط في وسط المندل، فقام ليأخذه ويضعه في الزنبيل، فمنعته فقال: أتمنعني من صيدي؟! فأعطيته دينارا وراح، فانتفض الثعبان، وخرج الجني، وقد ضعف واصفر وذاب، فقلت: مالك؟ قال: قتلني هذا بهذه الاسامي، وما أظنني أفلح، فاجعل بالك الليلة، متى سمعت في البئر صراخا، فانهزم. قال: فسمعت النعي، فانهزمت.
قال ابن عقيل: وامتنع أحد أن يسكن تلك الدار بعدها)
وذكر السخاوي في الضوء اللامع في ترجمة عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان الفخر البلبيسي ثم القاهري المقرئ ويعرف بالفخر إمام الأزهر (قال شيخنا في معجمه إمام الجامع الأزهر رأس القراءات فصار غالب طلبة البلد ممن قرأ عليه بل ذكر لي أن الجن كانوا يقرءون عليه من حيث من حيث لا يراهم، سمعت ذلك منه في سنة سبع وتسعين) الضوء اللامع - (ج 2 / ص 499) و ذكر الشوكاني في كتابه "الفتح الرباني " أنه وقعت له مع الجن وقائع فمنهم من جاء وصافحه وقبل يده)
ولكن كل هذه القصص لا تدل على الجواز وإنما ذكرتها لبيان أنك مسبوق بهذا من أهل العدالة. ويكفي ما حصل لشيخ الإسلام من وقائع معهم وكيف أنه قرأ خطوط الجن.
و يكفي في المنع من مثل هذا قاعدة (سد الذرائع) فكل ذريعة إلى معصية فهي محرمة فكيف بما كان ذريعة إلى الشرك والعياذ بالله.
بارك الله لكم أخي أبو عبد الرحمن ..
المسألة أنّي بحثت فيما تيسّر لي من الكتب ولم أجد أحدا وصل إلى الحد الذي وصلت أنا فيه وأصدقائي في إقامة علاقة مع العفاريت ..
حتى أنّي في بحثي وجدت حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلّم يعبّر بوضوح عن حال ما أنا فيه .. فعن سعيد بن أبي هند ( http://majles.alukah.net/showalam.php?ids=15988) قال قال أبو هريرة ( http://majles.alukah.net/showalam.php?ids=3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تكون إبل للشياطين وبيوت للشياطين ..
فوالله إنّي لأعرف منازلهم واغرب من هذا إنّي رأيتهم يقودون السيّارات مثلهم مثل الناس ولا أشك أبدا في أنّهم عفاريت
طرحت سؤالا منذ مدة في الشبكة الإسلامية ولم أقدر أن أصرّح بكل شيئ خشية أن أتّهم في عقلي كما اتهمت أنا من حكى لي المسألة قبل أن أعاينها وأعتادها
هذا رابط السؤال
http://www.islamweb.net/VER2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=116756&Option=FatwaId
ـ[المقدسى]ــــــــ[02 - Nov-2009, مساء 12:44]ـ
الموضع غريب بعض الشئ ويحتا لبحث طويل والله أعلم ..
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[02 - Nov-2009, مساء 01:56]ـ
بالنسبه لما سئلت عنه اخي الفاضل فان كانوا صالحين و اهل سنه كما تقول فما المانع ان تتخذ منهم اصدقاء فاذا امنت على دينك و نفسك اخي الفاضل فتوكل على الله و الاصل في الاشياء الحل و لا اذكر دليلا على تحريم ذلك الا ما كان من التعامل مع نسائهم فالراجح ان ما ينطبق على نسائنا من احكام ينطبق على نسائهم من ناحية تحريم الخلوه و غيرها من المحرمات
و لو تكرمت اخ الفاضل عندي سؤال حول امكانية طلب معونتهم بعد الله في بعض الامور التي تنفع الناس فهل يمكن ذلك مثل ان يدلوك على اماكن المخطوطات المفقوده مثلا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو علاء الصنهاجي]ــــــــ[04 - Nov-2009, صباحاً 12:14]ـ
بالنسبه لما سئلت عنه اخي الفاضل فان كانوا صالحين و اهل سنه كما تقول فما المانع ان تتخذ منهم اصدقاء فاذا امنت على دينك و نفسك اخي الفاضل فتوكل على الله و الاصل في الاشياء الحل و لا اذكر دليلا على تحريم ذلك الا ما كان من التعامل مع نسائهم فالراجح ان ما ينطبق على نسائنا من احكام ينطبق على نسائهم من ناحية تحريم الخلوه و غيرها من المحرمات
و لو تكرمت اخ الفاضل عندي سؤال حول امكانية طلب معونتهم بعد الله في بعض الامور التي تنفع الناس فهل يمكن ذلك مثل ان يدلوك على اماكن المخطوطات المفقوده مثلا
بالنسبة لي فقد قطعت العلاقة معهم منذ مدة بسبب الضغط النفسي الذي نتج عن عدم الثقة في شرعيّة ما أقوم به من معاملة للجن بطريقة لا تختلف مطلقا عن طريقة التعامل مع بني آدم سوى أنهم أكثر أدبا من البشر وحسّهم مرهف وهم إن لم ينفعوك فل يظروك هذا حسب الجن الذين صادقتهم ..
و السبب الذي جعلني أوقف علاقتي بهم هو عرضهم عليّ التزوّج بهم ..
وحقيقة عاملتهم بقسوة واتهمتهم كثيرا وكثيرا ما بيّنوا لي صدقهم وقالوا أنّا نعلم يقينا أنّك لا تثق بنا مهما عملنا ونحن ما نريد إلا الخير ..
أخي الكريم رأيت من تطوّرهم العلمي الشيئ المهول وهذا ما شاهدته عيني وعين كثير من إخواني فمثلا كسرت رجل أحد الإخوة في صالة رياضية وحمل إلى المستشفى وجبّص رجله وأمره الطبيب بملازمة بيته لمدة 25 يوما ثم يرجع إليه ليزيل عنه الجبص لكنه ذهب إلى الإخوة من الجن فأعطوه دواءا فتعالج في 24 ساعة هذا وقفت عليه بنفسي أما ما حكاه ليّ الأصدقاء فالعجب ..
إذا سمعتم أخي بتقنية النانو فهي عندهم منذ زمن طويل ولم أكن أعرف ما هي هذه التقنية التي يستعملونها حتى شاهدت برنامج بلا حدود في الجزيرة كانت حلقة حول هذه التقنية هناك علمت أن العفاريت هؤلاء يستخدمون هذه التقنية ..(/)
كشف شبهة في الاستدلال بحديث الفجاءة على جواز السفور
ـ[القضاعي]ــــــــ[28 - Oct-2009, صباحاً 10:29]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:
يستدل بعض أصحاب الشبهات بجواز سفور وجه المرأة بحديث نظر الفجاءة , فهل يُسلّم لهم؟
الجواب: لا يُسلّم ذلك , لأن عموم النظر محرم , ولو كانت المرأة تمشي محجبة بالكامل , وحديث نظر الفجاءة , لا يخصص بالسافرات , ولكنه في النظر إلى عموم النساء , والتفريق في النظر بشهوة وبغير شهوة لا ضابط له , فوجب طرد العموم في قوله تعالى {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم}.
ويبقى الاستثناء الشرعي عند الحاجة والضرورة كما دل على ذلك الكتاب والسنة , والله الموفق.
ـ[زبيدة 5]ــــــــ[28 - Oct-2009, صباحاً 10:37]ـ
مللنا من الحديث في هذا الموضوووووع، كشف الوجه ... ستر الوجه .. كشف الوجه ... ستر الوجه ... الأمة تغلي من شرقها إلى غربها ... دماء .. تخلف ... طلاق ... أمية ... وطلبة العلم غارقون في مواضيع اختلف فيها أئمة العلم وجهابذته راموا تجاوزهم والحسم فيها مرة واحدة، وهذا لعمري هو المؤامرة على جراح الأمة ...
ـ[القضاعي]ــــــــ[28 - Oct-2009, مساء 12:31]ـ
مللنا من الحديث في هذا الموضوووووع، كشف الوجه ... ستر الوجه .. كشف الوجه ... ستر الوجه ... الأمة تغلي من شرقها إلى غربها ... دماء .. تخلف ... طلاق ... أمية ... وطلبة العلم غارقون في مواضيع اختلف فيها أئمة العلم وجهابذته راموا تجاوزهم والحسم فيها مرة واحدة، وهذا لعمري هو المؤامرة على جراح الأمة ...
يا أختي الكريمة.
ما رأيك في قوم يتركون فعل ما يستطيعون وهو واجب عليهم , ويرومون فعل ما يعجزون وهو ليس بواجب عليهم؟
فأنا اعتقد بأني لست بمسئول عن جراح الأمة , ولا يجب عليّ أكثر من الدعاء لهم في مواضع الإجابة , وإبداء الحزن والألم حال علمت ما يسؤهم , مع التقيد بالشرع الحنيف , وترك إتباع الهوى , عند إبداء تلك الشكوى , ولا أشكو إلا لله جل وعز وكفى به سميعاً بصيراً.
وأما الكتابة والكلام , فأنا مأمور أن لا أتكلم إلا بخير , واستفرغ وسعي في ذلك , ولا يُكلف الله نفساً إلا وسعها.
فهل أنا عندك استحق دخول النار على هذا الاعتقاد إن كنت صادقاً؟
ـ[زبيدة 5]ــــــــ[28 - Oct-2009, مساء 10:21]ـ
فهل أنا عندك استحق دخول النار على هذا الاعتقاد إن كنت صادقاً
لست أدري من أتيت بكلام عن النار ودخولها والعياذ بالله، هل لذلك علاقة بالموضوووووع؟؟؟؟؟؟؟؟(/)
مذهب الحنابلة-المنتدى الإسلامي-دعوة عامة
ـ[داعي الامارات]ــــــــ[28 - Oct-2009, صباحاً 11:05]ـ
حكومة الشارقة - المنتدى الإسلامي
مذهب الحنابلة - التسجيل والمشاركة مجاناً
الدعوة عامة
http://www6.0zz0.com/2009/10/28/06/732638719.jpg (http://www.0zz0.com)(/)
كتاب الهم والحزن لابن أبى الدنيا
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[28 - Oct-2009, مساء 01:46]ـ
كتاب الهم والحزن لابن أبى الدنيا
اسم المؤلف: عبد الله بن محمد
الكنية: أبو بكر، اللقب والنسب: ابن أبي الدنيا/القرشي
ت. الميلاد: 208 ت. الوفاة: 281
معلومات عن النشرة التي تم العزو إليها:
دار النشر: دار السلام مراجعة: مجدي فتحي السيد
بلد النشر: القاهرة س. النشر: 1991م-1412هـ
عدد الأجزاء: 1
بسم الله الرحمن الرحيم
سند الكتاب: أخبرنا الشيخ الصالح أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان رحمه الله قراءة عليه وأنا أسمع يوم الأربعاء تاسع عشر من جمادى الآخرة سنة ثلاث وستين وخمسمائة قيل له أنبأك أبو الحسين عاصم بن الحسن بن محمد بن علي قال أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل قراءة عليه فأقربه قال أخبرنا أبو علي الحسين بن صفوان البرذعي في المحرم سنة أربعين وثلاثمائة قال حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان القرشي قال
متواصل الأحزان دائم الفكرة
[1] حدثنا سفيان بن وكيع بن الجراح بن مليح الرواسي قال حدثنا جميع بن عم العجلي قال حدثني رجل من بني تميم يكنى أبا عبد الله عن بن لأبي هالة التميمي عن الحسن بن علي عليه السلام عن خاله هند بن أبي هالة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم متواصل الأحزان دائم الفكرة ليست له راحة طويل السكت لا يتكلم في غير حاجة
هل يحب الله كل قلب حزين
[2] ثنا الحسن بن مهدي البصري قال ثنا عبد القدوس بن الحجاج الحمصي عن أبي بكر بن أبي مريم عن ضمرة بن حبيب عن أبي الدرداء رضى الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله يحب كل قلب حزين
الهم والحزن يكفران الذنوب
[3] حدثنا إسحاق بن إسماعيل قال ثنا الحسين بن علي العجلي عن زائدة عن ليث عن مجاهد عن عائشة رضى الله تعالى عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا كثرت ذنوب العبد ولم يكن له ما يكفرها ابتلاه الله بالحزن ليكفرها عنه
حديث آدم عليه السلام عن الهم والحزن
[4] حدثني محمد بن الحسين قال حدثني عبد الله بن الفرج العابد عن فتح الموصلي قال قال آدم عليه السلام كنا نسلا من الهم والحزن في الجنة أما إلى الدنيا فليس لنا فيها إلا الهم والحزن حتى نرد إلى الدار التي خرجنا منها
[5] حدثني محمد بن الحسين قال حدثني عبد الله بن الفرج عن فتح الموصلي قال قال آدم عليه السلام بني طال حزني على أخرج منها أبوك لزهقت نفسك
صور من أحزان يعقوب على يوسف عليهما السلام
[6] حدثني عبد الله بن رجاء قال حدثني أحمد بن بشير عن هشام عن الحسن قال كان منذ خرج يوسف عليه السلام من عند يعقوب عليهما السلام إلى أن رجع ثمانين سنة فما فارق الحزن قلبه وما زال يبكي حتى ذهب بصره قال الحسن والله إن كان على الأرض يومئذ بشر أكرم على الله عز وجل من يعقوب
[7] حدثني سفيان بن وكيع قال ثنا بن عيينة عن محمد بن سوقة عن العلاء بن عبد الرحمن قال قال علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه ما اكتحل رجل بمثل ملمول الحزن
القلب الخالي من الحزن خراب
[8] ثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة الجشمي ونعيم بن هيصم وغيرهما قالوا ثنا جعفر بن سليمان قال سمعت مالك بن دينار قال إن القلب إذا لم يكن فيه حزن خرب كما أن البيت إذا لم يسكن خرب
الدنيا والآخرة ضرتان
[9] ثنا محمد بن يزيد بن رفاعة قال ثنا أبو الحسين العكلي ثنا سميل بن عبد الله قال سمعت مالك بن دينار يقول حزنك على الدنيا للدنيا يذهب بحلاوة الآخرة من قلبك وفرحك بالدنيا للدنيا يذهب بحلاوة الآخرة من قلبك
[10] حدثني أحمد بن العباس النميري قال حدثني محمد بن طفيل قال قال فضيل بن عياض فرحك بالدنيا للدنيا يذهب بحلاوة العبادة وهمك بالدنيا يذهب بالعبادة كلها
[11] حدثني الحسين بن عبد الرحمن الفزاري قال سمع الحسن رجلا يقول واحزناه على الحزن فقال له الحسن يا هذا فهلا على ما سلف من علمه فيك
قل واحزناه على الحزن
[12] ثني أبو بكر الصيرفي قال سمعت أبي قال سمع بن السماك رجلا يقول واحزناه فقال قل واحزناه على الحزن ألا أكون من أهله وهل رأيت محزونا
(يُتْبَعُ)
(/)
[13] قال وبلغني عن حامد بن عمر البكراوي قال سمعت عبد الله بن ثعلبة يقول لسفيان بن عيينة يا أبا محمد واحزناه على الحزن فقال سفيان بن عيينة هل حزنت قط لعلم الله فيك قال عبد الله تركتني لا أفرح
[14] حدثني عياش القطان قال حدثني قاسم الخواص قال قال محمد بن رافع أبكاك قط سابق علم الله فيك
الأحزان في الدنيا ثلاثة
[15] حدثني الحسين بن عبد الرحمن عن عبد الله بن صالح بن مسلم العجلي قال كان يقال الأحزان في الدنيا ثلاثة خليل فارق خليله ووالد ثكل ولده ورجل افتقر بعد غنى
هل الدعاء يستجاب عند الأحزان
[16] حدثني عبد الرحمن بن صالح قال حدثنا أبو النضر عن صالح المري عن يزيد الرقاشي قال الدعاء المستجاب الذي تهيجه الأحزان ومفتاح الرحمة التضرع
أحزان على ضياع صلاة الجماعة
[17] ثني الحسن بن الصباح قال ثنا زيد بن الحباب عن مرجي عن غالب القطان عن بكر بن عبد الله في الرجل يخرج إلى الصلاة فتفوته في الجماعة فإذا حزن لذلك أعطاه الله فضل الجماعة
[18] حدثني هاشم بن القاسم أبو محمد قال حدثني أبي قال حدثني محمد بن هانئ قال حدثنا يوسف بن أسباط عن وهيب بن الورد قال من توضأ في بيته وأسبغ الوضوء ثم خرج يريد الصلاة في جماعة فاستقبلهم منصرفين فأحزنه ذلك أعطاه الله أجرين أجرا لحزنه وأجرا لما فاته من الجماعة
الحزن جلاء القلوب
[19] حدثني محمد بن الحسين قال حدثني جعفر بن جسر بن فرقد قال حدثني حماد بن واقد قال سمعت أبا عبيدة الخواص يقول الحزن جلاء القلوب به تستلين مواضع الفكرة ثم بكى
من أقوال الصالحين عن الحزن
[20] حدثنا أحمد بن بجير عن أبي إسحاق الطالقاني عن عبد الله بن المبارك عن سفيان الثوري قال كان يقال الحزن على قدر البصر
[21] حدثنا أحمد بن حاتم الطويل قال ثنا يحيى بن يمان عن سفيان عن يونس بن عبيد عن الحسن قال ما عبد الله بمثل طول الحزن
[22] حدثنا عاصم بن عمر بن علي عن حفص بن قرير قال كان رجلا منا يجالس الحسن قال سمعت الحسن يقول إن أكثر ما يرى للعبد في صحيفته يوم القيامة مما يسر به الهم الحزن
هل الهم والحزن يزيدان الحسنات
[23] حدثني أبو الحارث سريح بن يونس عن خلف بن خليفة عن منصور بن زاذان قال الهم والحزن يزيدان في الحسنات والأشر والبطر يزيدان في السيئات
[24] حدثنا أبو عبد الله أحمد بن إبراهيم عن بشر بن سلم الكوفي عن مسعر عن بكير أو أبي بكير عن إبراهيم التيمي قال ينبغي لمن لم يحزن أن يخاف ألا يكون من أهل الجنة لأنهم قالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن وينبغي لمن لم يشفق أن يخاف ألا يكون من أهل الجنة لأنهم قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين
حديث القرآن عن الحزن
[25] حدثني المثنى بن معاذ العنبري عن معاذ بن هشام عن أبيه عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء عن بن عباس الحمد لله الذي اذهب عنا قال حزن النار
[26] حدثني الخليل بن عمرو عن عبد الله بن إدريس عن أبيه عن عطية الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن قال الموت
[27] حدثني محمد بن ناصح قال ثنا بقية بن الوليد عن مجاشع بن عمرو عن من حدثه عن سعيد بن جبير الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن قال هم الخبز في الدنيا
حزن هؤلاء لا يبلى أبدا
[28] حدثني أبو عبد الله الكوفي عن الحسن بن مالك قال قال بكر العابد كل الحزن يبلى إلا حزن الذنوب
[29] حدثنا أبو بكر الشيباني قال قال فضيل بن عياض كل حزن يبلى إلا حزن التائب
[30] حدثني إبراهيم بن عبد الله عن عبد الملك بن إبراهيم عن محمد بن عبد الله قال دخلت عجوز على الحسن من جيرانه وكان لها فضل وكان الحسن يقطع بها عامة نهاره فإذ الحسن يبكي فقالت له ما يبكيك قال ويحك إن كل حزن يبلى إلا حزن الذنوب قال الحسن طلبوا اللذة فأخطأوها إنما اللذة هناك
حزن لك وحزن عليك
[31] حدثني محمد بن الحسين قال حدثني مسكين بن عبيد الصوفي قال حدثني المتوكل بن حسين العابد قال قال إبراهيم بن أدهم الحزن حزنان فحزن لك وحزن عليك فالحزن الذي هو لك حزنك على الآخرة وخيرها والحزن الذي هو عليك حزنك على الدنيا وزينتها.
(يُتْبَعُ)
(/)
[32] قال محمد بن الحسين ثنا الصلت بن حكيم قال ثنا عامر بن يساف عن مالك بن دينار قال الحزن حزنان فحزن حائل وحزن جامد فالحزن الحائل ما جمد في البدن ورتع فذاك الذي ما ترى صاحبه إلا كئيبا محزونان مغموما حيث ما رأيته يطلب قلبه لو علم أن قلبه يصح على مزبلة لأتاها فذاك الحزن النافع
حزن الآخرة يطرد فرح الدنيا
[33] حدثني أبو محمد علي بن الحسن عن شجاع بن الوليد قال ثنا أبو سمير عن مالك بن دينار قال إن لكل شيء لقاحا وإن هذا الحزن بلقاح العمل الصالح إنه لا يصير أحد على هذا الأمر إلا يحزن ووالله ما اجتمعا في قلب عبد قط حزن الآخرة وفرح بالدنيا إن أحدهما ليطرد صاحبه
رجل طويل الحزن والكآبة
[34] ثنا أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم عن عبد الرحمن بن مهدي عن الأسود بن شيبان قال كان عمار بن ياسر رضى الله تعالى عنه رجلا طويل الحزن والكآبة وكان عامة كلامه عائذ بالرحمن من فتنة
الهموم والأحزان في حياة البصري
[35] ثنا أبو عبد الله بن إبراهيم عن إسماعيل بن إبراهيم عن يونس قال قال الحسن إن المؤمن والله لا يصبح إلا حزينا ولا يمسي إلا حزينا قال وكان الحسن قل ما تلقاه إلا وكأنه أصيب بمصيبة حديثا
[36] ثنا أحمد بن إبراهيم عن على بن حفص عن سليمان بن المغيرة عن يونس قال ما رأيت أحدا أطول حزنا من الحسن وكان يقول نضحك ولا ندري لعل الله قد اطلع على بعض أعمالنا فقال لا أقبل منكم شيئاً
[37] حدثني الحسن بن الصباح أبو علي عن قبيصة عن سفيان عن يونس قال كان الحسن رجلاً محزوناً
[38] حدثني أبو عبد الرحمن القرشي وغيره عن عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن الحجاج بن دينار قال كان الحكم بن حجل صديقا لابن سيرين فلما مات محمد حزن عليه حتى جعل يعاد كما يعاد المريض قال فحدث بعد ذلك فقال رأيت أخي محمدا في المنام في قصر فقلت أي أخي قد أراك في حال تسرني فما صنع الحسن قال رفع فوقي بسبعين درجة قال قلت ولم ذلك وقد كنا نرى أنك أفضل منه قال ذاك بطول حزنه
[39] حدثني فضيل بن عبد الوهاب ثنا فضيل بن عياض عن رجل عن قتادة في قوله إنا أخلصناهم قال بهم الآخرة
رفع منازل الأبرار بالحزن
[40] حدثنا عبد الله قال أخبرني محمد بن الحسين حدثني راشد بن سعيد حدثني معلى بن عيسى ثنا مالك بن دينار قال رأيت الحسن في منامي مشرق اللون شديد بياض الوجه تبرق مجاري دموعه من شدة بياضها على سائر وجهه قال فقلت يا أبا سعيد ألست عندنا من الموتى قال بلى قال قلت فماذا صرت إليه بعد الموت في الآخرة فوالله لقد كان طال حزنك وبكاؤك في أيام الدنيا فقال مبتسما رفع والله لنا ذلك الحزن والبكاء علم الهداية إلى طريق منازل الأبرار فحللنا بثوابه مساكن المتقين وأيم الله إن ذلك الأمر من فضل الله علينا قال فقلت فماذا تأمرني به يا أبا سعيد قال ما آمرك به أطول الناس حزنا في الدنيا أطولهم فرحا في الآخرة
رجل كأن عليه حزن الخلائق
[41] حدثنا عبد الله قال أخبرني محمد بن الحسين عن حكيم بن جعفر قال قال ويسمع قال لي عبد الواحد بن زيد لو رأيت الحسن لقلت قد بث عليه حزن الخلائق من طول تلك الدمعة وكثرة ذلك النشيج ولو رأيت يزيد الرقاشي لقلت مبتلى
[42] قال وأخبرني محمد بن الحسين عن أبي عمر الضرير عن صالح المري عن عبيد الله بن العيزار قال ما رأيت الحسن إلا صاريا بين عينيه عليه كأنه رجل أصيب بمصيبة فإذا ذكر الآخرة وذكرت بين يديه جاءت عيناه بأدمع
لما كان عمر بن عبد العزيز مغموما
[43] حدثنا عبد الله حدثني أبو موسى هارون بن سفيان ثنا عبد الله بن نفيل ثنا النضر بن عربي قال دخلت على عمر بن عبد العزيز وكان لا يكاد يبكي إنما هو منتفض أبدا كأن عليه حزن الخلق
[44] حدثنا عبد الله حدثني سفيان الرؤاسي ثنا بن عيينة عن عمر بن ذر قال قال مولى لعمر بن عبد العزيز له حين رجع من جنازة سليمان مالي أراك مغتما فقال عمر لمثل ما أنا فيه يغتم ليس أحد من أمة محمد صلى الله عليه وسلم في شرق ولا غرب إلا وأنا أريد أن أودي إليه حقه غير كاتب إلي فيه ولا طالبه مني
هل للمؤمن راحة دون لقاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
[45] حدثنا عبد الله أخبرني صالح بن مالك عن أبي عبيدة الناجي عن الحسن قال والذي نفسي بيده ما أصبح في هذه القرية من مؤمن إلا وقد أصبح مهموما محزونا ففروا إلى ربكم وافزعوا إليه فإنه ليس لمؤمن راحة دون لقائه
[46] حدثنا عبد الله ثنا أبو بكر الليثي ثنا أبو النضر عن الأشجعي عن شجاع أبي مروان عن الحسن قال حق لامرىء الموت مورده والساعة موعده والوقوف بين يدي الله مشهده أن يطول حزنه
من معاني الحزن عند السلف الصالح
[47] حدثنا عبد الله حدثني أبو إسحاق بن أبي عثمان هذا هو إبراهيم بن سعيد عن موسى بن أيوب عن المعتمر عن تميم الكلاعي عن بن الأوزاعي قال سئل أبي عن الخشوع فقال الحزن
[48] حدثنا عبد الله حدثني إسحاق بن إبراهيم عن سفيان بن عيينة قال قال مالك بن دينار أنضجني الحزن
[49] حدثنا عبد الله حدثني أبو يعقوب القارىء عن سعيد القمي قال قال عابد بالبحرين الحزن أهدأ للبدن والشوق أهدأ للعقل
هل تعرف أكبر هم المؤمن
[50] حدثنا عبد الله حدثني محمد بن الحسين حدثني يزيد بن خليفة بياع الحرير قال سمعت رجلا من العباد يقول ما جليت القلوب بمثل الأحزان ولا استنارت بمثل الذكر وإن أكبر أمر المؤمن في نفسه لهمه معاده والمؤمن من ربه على كل خير ولبئس معول المؤمن رجاء لا يشوبه بمخافة
[51] حدثنا عبد الله ثنا عبد الرحمن بن يونس عن عبد الله بن نمير عن الأعمش قال كنت إذا رأيت مجاهدا ظننت أنه خربندة قد ضل حماره فهو مهتم
من صور المحزونين
[52] حدثنا عبد الله قال حدثني محمد بن الحسين حدثني موسى بن عيسى حدثني الوليد بن مسلم أنه رأى رجلا دنس الهئية دسم الثياب قال الوليد فقلت له مالي لا أرى عليك زي أهل الإسلام قال وما أنكرت من ذلك لعلك تريد حسن الخضاب ونقاء الثوب قلت نعم فبكى وقال كيف سيتبين حزني على مصيبتي فيما سلفت من ذنوبي والشاهد الله قال وغشي عليه
[53] حدثنا عبد الله حدثني محمد بن الحسين حدثني محمد بن سهل الأردني حدثني عباد بن عباد أبو عتبة الخواص قال رأيت شيخا في بيت المقدس كأنه قد احترق بالنار عليه مدرعة سوداء وعمامة سوداء طويل الصمت كريه المنظر كثير الشعر شديد الكآبة فقلت رحمك الله لو غيرت لباسك هذا فقد علمت ما جاء في البياض فبكى وقال هذا أشبه بلباس أهل المصيبة فإنما أنا وأنت في الدنيا في حداد وكأني بي وبك قد دعينا قال فما تم كلامه حتى غشي عليه
[54] حدثنا عبد الله حدثني محمد بن الحسين حدثني القاسم بن الضحاك بن مختار بن فلفل قال قال داود الطائي لعقبة بن موسى وكان صديقا له يا عقبة كيف يتسلى من الحزن من تتجدد عليه المصائب في كل وقت قال فخر عقبة مغشيا عليه وكان عقبة من المجتهدين
[55] حدثنا عبد الله حدثني الحسين بن علي عن محمد بن كثير ولم يسمعه منه عن الأوزاعي قال قال بلال بن سعد واحزناه على ألا أحزن
[56] حدثنا عبد الله وسمعت من من يذكر عن رابعة سمعت رجلا يقول واحزناه فقالت لا تقل هكذا وقل واقلة حزناه إنك لو كنت حزينا لم ينفعك عيش
[57] حدثنا عبد الله قال حدثني أبو محمد عبد الرحيم بن يحيى الديبلي عن عثمان أبي سعيد البصري عن مبارك بن فضالة عن حميد بن هلال قال دخلت مع الحسن على العلاء بن زياد العدوي وقد سله الحزن وكانت له أخت يقال لها سارة تندف تحته القطن غدوة وعشية فقال له الحسن كيف أنت يا علاء فقال واحزناه على الحزن فقال الحسن قوموا فإلى هذا والله انتهى استقلال الحزن
قدر الحزن المطلوب
[58] حدثنا عبد الله حدثني محمد بن الحسين حدثني أحمد بن إسحاق الحضرمي حدثني مطيع الفارسي قال قال لي بعض العباد بحسبك حزنك على طول الحزن فلرب همة جرت سرور الأبد
[59] حدثنا عبد الله حدثني محمد حدثني يزيد الحمري قال سمعت أبا عبد الرحمن المغازلي يقول قال لي بعض العباد ما انتفع محزون بنفسه في شيء من أمر الدنيا وذلك أنه إذا سر غلب الحزن السرور
فضل الحزين يوم القيامة
(يُتْبَعُ)
(/)
[60] حدثنا عبد الله قال وأخبرني محمد حدثني يزيد حدثني أبو الوليد العباس بن المؤمل الصوفي قال وقد كان أمر هارون بالمعروف فحبسه دهرا قال أتاني آت في منامي فقال كم للحزين غدا يوم القيامة من فرحة تستوعب طول حزنه في دار الدنيا قال فاستيقظت فزعا فلم ألبث أن فرج الله وأخرجني مما كنت فيه من ذلك الحبس ففرح بذلك أصحابنا وأهلونا قال فأريت في المنام كأن ذلك الآتي قد أتاني فقال بشر المحزونين بطول الفرح غدا عند مليكهم فعلمت والله أن الحزن إنما هو على خير الآخرة لا على الدنيا قال يزيد فكان أبو الوليد إنما هو دهره باكي العين أو يتبع جنازة أو يعود مريضا أو يلتزم الجبان وكان محزونا جدا
حديث داود عليه السلام
[61] حدثنا عبد الله حدثني محمد بن علي المقدمي حدثني محمد بن مسلم المدني حدثني السري بن يحيى عن عبد الله بن شوذب قال قال داود النبي صلى الله عليه وسلم أي رب أين ألقاك قال تلقاني عند المنكسرة قلوبهم
[62] حدثنا عبد الله حدثني أزهر بن مروان البصري ثنا جعفر بن سليمان الضبعي قال سمعت مالك بن دينار يقول بقدر ما تفرح للدنيا كذلك تخرج حلاوة الآخرة من قلبك
حال المؤمن آناء الليل وأطراف النهار
[63] حدثنا عبد الله حدثني محمد بن الحسين حدثني يوسف بن الحكم الرقي قال قال فياض بن محمد بن سنان قال لي مغيث الأسود وكان من خيار موالي بني أمية قال قال لي بدير الخلق ما لي أراك طويل الحزن قال قلت له طالت غيبتي وبعدت شقتي وشق علي السفر جدا قال إنا لله وإنا إليه راجعون لقد ظننت أنك من عمال الله في أرضه قلت وما أنكرت قال ظننت أن حزنك لنفسك فإذا أنت إنما تحزن لغيرك أما علمت أن المريد حزنه عليه جديد آناء الليل وآناء النهار ساعات فرحه عنده ساعات خلله هو وآله هو باك محزون ليس له على الأرض قرار وإنما تراه والها يفر بدينه مشغولا طويل الهم قد علاه بثه همته الآخرة والوصلة إليها يسأل النجاة من شرها ثم قال هاه هاه وأسبل دموعه فلم يزل يبكي حتى غشي عليه
باب ما جاء في الكمد
[64] حدثنا عبد الله حدثني محمد بن الحسين حدثني الحسن بن الربيع حدثني محمد بن صبيح قال سألت عمر بن ذر فقلت أيهما أعجب إليك للخائفين طول الكمد أو إسبال الدمعة قال فقال أو ما علمت أنه إذا رق فذرى شفي وسلى وإذا كمد غص فشح فالكمد أعجب إلي لهم
[65] حدثنا عبد الله قال وأخبرني محمد عن بعض أصحابه قال كان فضيل وسفيان قاعدين فذكر أشياء فجعل فضيل يبكي وسفيان لا يبكي فقيل له في ذلك فقال إذا لم نسبل الدموع كان أكمد للقلب وأبقى ليحزن فيه
هل البكاء مسلاة
[66] حدثنا عبد الله قال وأخبرني محمد عن يزيد الخمري حدثني بحر أبو يحيى قال سمعت عابدا ببيت المقدس يقول البكاء مسلاة ونفرح وإنما الأمر في احتجاب الكمد والأحزان ثم بكى
[67] حدثنا عبد الله حدثني بعض أصحابنا عن يوسف بن عبد الصمد عن ثور بن يزيد قال قرأت في بعض الكتب إن المؤمن يحزن حتى ينسى الحزن في قلبه
[68] حدثنا عبد الله حدثني شيخ يكنى بأبي يعقوب قال قال بعض الحكماء الحزن انكسار القلب فإذا علا الحزن قلبا أبهته وحيره فانهدت منه القوة فسمي الكمد
ما هي نهاية الحزن
[69] حدثنا عبد الله قال وأخبرني محمد بن الحسين ثنا أحمد بن سهل قال قلت لأبي عتبة الخواص إلى ما ينتهي الحزن قال إلى الكمد قلت مثل أي شيء قال مثل أن تكون دهرك كمدا حزينا مجددا لنفسك مصيبة في إثر مصيبة قال وكان أبو عتبة قد بكى حتى سقطت أشفار عينيه
[70] حدثنا عبد الله قال وأخبرني محمد حدثني زيد بن موسى قال سألت راهبا فقلت إلى ما ينتهي الحزن فقال إلى الكمد قلت إلى ما ينتهي الكمد قال إلى تلف الأنفس قلت وكيف ذلك قال ينقي الحزن فضول البدن من الورك وغيره حتي يخلق الدرن بجلده وعظمه وتتراكم الأوجاع على القلب بما يهده من دواعي الفكر فينغل القلب عند ذلك ويقرح فإن انظمأ جسا فهذي أي مات وإن اتفقا فهو الداء الذي ليس ينفعه دواء
[71] حدثنا عبد الله حدثني محمد بن الحسين عن عبيد الله بن محمد عن أبي قال قال الفضل الرقاشي إذا كمد الحزين فتر وإذا فتر انقطع
[72] حدثنا عبد الله قال وأخبرني محمد عن محمد بن عبد العزيز بن سليمان قال كانت شعوانة قد كمدت حتى انقطعت عن الصلاة والعبادة فأتاها آت في منامها فقال لها
(يُتْبَعُ)
(/)
أذري جفونك أما كنت شاجية
إن النياحة قد تشفي الحزينينا
جدي وقومي وصومي الدهر دائبة
فإنما الدؤب من فعل المطيعينا فأصبحت فأخذت في الترنم والبكاء فسلت وراجعت الدؤب والعمل
[73] حدثنا عبد الله قال وأخبرني محمد بن الحسين أنه سمع أبا عبد الرحمن العيشي يقول كان يقال إذا بكى الكمد تفرج وإذا تفرد العبد تعبد
[74] حدثنا عبد الله قال حدثني بعض أصحابنا قال قال بعض الحكماء بكاء الخوف مر وبكاء المحزون حلو
[75] حدثنا عبد الله قال أخبرني محمد بن الحسين حدثني خالد بن يزيد عن أبي إسحاق الحميسي عن يزيد الرقاشي قال نعم معول الكمد البكاء
حديث العلماء عن الحزن
[76] حدثنا عبد الله حدثني أبو محمد عن عثمان أبي سعيد البصري قال سئل بعض العلماء عن الحزن أي شيء هو قال هو الأسف فقيل له المحزون يتهنأ بما فيه قال لا قيل ولم ذلك قال لأن المحزون خائف ومن خاف اتقى ومن اتقى حذر ومن حذر حاسب نفسه وسئل عالم آخر عن الحزن ما هو وما موقعه من القلب قال أما موقعه في القلب فهو مخافة أن يقذف وأما ما هو فهم التعظيم لرب العالمين والحياء عنه ثم أرخى عينيه ثم قال لو أن محزونا بكى في أمة لرحم الله تلك الأمة ببكائه وسئل عالم آخر عن المحزونين لأي شيء حزنوا قال حزنوا على أنفسهم وتلهفوا عليها أن لا تكون مطابقة لرب العالمين
[77] حدثنا عبد الله قال أخبرني محمد بن الحسين حدثني عبيد الله بن عمر بن ميسرة قال أتينا عابدا مرة فقال العابد إنما البكاء شفاء القلوب وراحتها ولكن ضناها ونكايتها في الحزن والكمد
رجل يبكي لذنبه طول الليل
[78] حدثنا عبد الله قال وأخبرني محمد بن الحسين قال سمعت أبا جعفر القارىء في جوف الليل يبكي ويقول
ابك لذنبك طول الليل مجتهدا
إن البكاء معول الأحزان
لا تنسى ذنبك في النهار وطوله
إن الذنوب تحيط بالإنسان ثم يبكي بكاء شديدا ويردد ذلك
[79] حدثنا عبد الله قال كتب إلى إسحاق بن موسى الأنصاري يذكر أن عباد بن كليب حدثهم قال كنت بعبادان فرأيت شابا من قريش عليه جبة صوف وحوله رجال فقلت في نفسي هذا الشاب يلبس الصوف ثم قلت ما أراني إلا قد اغتبته فدنوت منه فسمعته يقول إن لله عبادا يستريحون إلى الغموم فقلت يرحمك الله تلبس الصوف فقال أما أنا عبد فإذا عتقت لبست فذكرت ذلك لشريك فقال ما أكره لبس الصوف لمثل هذا ما خرج هذا الكلام إلا من كنز
لبس ما يلبس العبيد ليحزن
[80] حدثنا عبد الله حدثني عبد الرحمن بن صالح عن منصور بن أبي ثويرة عن فضيل بن عياض قال لبس سليمان جبة صوف فقيل له لو لبست ألين من هذا قال إنما أنا عبد ألبس ما يلبس العبيد فإذا مت لبست جبة لا تبلى حواشيها
[81] حدثنا عبد الله ثنا إسحاق بن إبراهيم عن إسماعيل بن إبراهيم عن ليث عن الحكم قال إن الرجل إذا كثرت ذنوبه ولم يكن عنده من العمل ما يغفرها عنه ابتلاه الله بالحزن ليكفرها عنه
حزن الحزن
[82] حدثنا عبد الله قال كتب إلي أبو موسى الأنصاري قال قلت لأبي خالد الأحمر الرجل يكون له حظ من صلاة الليل وتلاوة القرآن والرقة عند تلاوته فيفقد ذلك فيحزن عليه قال ذلك حزن الحزن
هل حزنت لضياع العمر
[83] حدثنا عبد الله حدثني عبد الله بن عيسى الطفاوي عن عبيد الله بن شميط بن عجلان قال سمعت أبي يقول كل يوم ينقص من عمرك وأنت لا تحزن وكل يوم وأنت تستوفي في رزقك وأنت لا تحزن
[84] حدثنا عبد الله حدثني الحسين بن عبد الرحمن حدثني مروان بن أبي بكر قال سمعت رجلا يقول خذل قوم فهم مسرورون مغتبطون وعصم آخرون فهم مغمومون محزونون
لا راحة للمؤمن دون لقاء الله
[85] حدثنا عبد الله حدثني الحسين بن محمد ثنا حجاج عن سعيد بن زربي عن الحسن أنه ذكر ذات يوم فقال قول أهل الجنة الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن فقال الحسن أحزان أهل الدنيا يقطعها الموت لكن أحزان لأخرة وحق للمؤمن أن يحزن وجهنم أمامه مسيرة ثلاثة آلاف سنة ألف سنة في هبوط وألف سنة على متنها وألف سنة في الصعود
من أحاديث البشارة للمؤمنين
[86] حدثنا عبد الله ثنا إسحاق بن إسماعيل عن هشيم عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي بكر بن أبي زهير قال قال أبو بكر الصديق يا رسول الله كيف الصلاح بعد هذه الآية من يعمل سوءا يجز به فقال النبي صلى الله عليه وسلم ألست تحزن ألست تنصب ألست يصيبك الأذى فذاك الذي تجزون به
(يُتْبَعُ)
(/)
ابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا
[87] حدثنا عبد الله ثنا إسحاق بن إسماعيل ثنا الوليد بن مسلم ثنا إسماعيل بن رافع الأنصاري حدثني بن أبي مليكة عن عبد الرحمن بن السائب قال قدم علينا سعد بن مالك بعد ما كف بصره فأتيت منتسبا فانتسبت له فقال مرحبا يا بن أخي بلغني أنك حسن الصوت بالقرآن وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن هذا القرآن نزل بحزن فإذا قرأتموه فابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا
شدة كمد يعقوب على يوسف عليهما السلام
[88] حدثنا عبد الله ثنا فضيل بن عبد الوهاب عن هشيم عن جويبر عن الضحاك وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم قال كميد
[89] حدثنا عبد الله ثنا علي بن الجعد عن بعض أصحابه عن همام عن قتادة قال كظم على الحزن فلم يقل إلا خيرا
[90] حدثنا عبد الله ثنا فضيل عن هشيم عن جويبر عن الضحاك يا أسفى علي يوسف قال يا حزناه
وصف الأولياء الأتقياء
[91] حدثنا عبد الله حدثني أبو زكريا البلخي ثنا معتمر بن سليمان عن الفرات بن سليمان أن الحسن بن أبي الحسن كان يقول إن لله عبادا هم والجنة كمن رآها فهم فيها متكئون وهم والنار كمن رآها فهم فيها معذبون قلوبهم محزونة وشرورهم مأمونة وحاجاتهم خفيفة وأنفسهم عفيفة أما الليل فصافة أقدامهم مفترشو جباههم يناجون ربهم في فكاك رقابهم وأما النهار فحلماء علماء أبرار أتقياء براهم الخوف فهم أمثال القداح ينظر الناظر فيقول مرضى وما بهم من مرض ويقول قد خولطوا أو قد خالط القوم أمر عظيم
[92] حدثنا عبد الله ثنا سعيد بن سليمان عن مبارك بن فضالة قال سمعت الحسن يقول فضح الموت الدنيا فلم يدع لذي لب فيها فرحا
الحزين ينشغل عن الدنيا بالآخرة
[93] حدثنا عبد الله ثنا أبو عبد الله المديني عن شجاع بن الوليد عن يزيد بن توبة عن الحسن قال من عرف ربه أحبه ومن أبصر الدنيا زهد فيها والمؤمن لا يلهو حتى يغفل وإذا تفكر حزن
[94] حدثنا عبد الله حدثني محمد بن الحسين ثنا خالد بن يزيد بن الطبيب قال سمعت محمد بن النضر الحارثي يقول شغل الموت قلوب المتقين عن الدنيا فوالله ما رجعوا منها إلى سرور بعد معرفتهم بغصصه وكربه
أين الراحة والفرح
[95] حدثنا عبد الله أنبأ إسحاق بن إبراهيم أنا علي بن بزيع الهلالي عن أبي حمزة الهجيمي قال قال عامر بن عبد قيس إلهي خلقتني ولم تؤامرني في خلقي وخلقت معي عدوا وجعلته يجري مني مجرى الدم وجعلته يراني ولا أراه ثم قلت لي استمسك إلهي كيف أستمسك بأن لم تمسكني إلهي في الدنيا الغموم والأحزان وفي الآخرة العقاب والحساب فأين الراحة والفرح
[96] حدثنا عبد الله حدثني سلمة بن شبيب ثنا سهل بن عاصم عن محمد بن أبي منصور قال سمعت أبا عبد الرحمن الزاهد يقول إلهي غيبت عني أجلي وأحصيت علي عملي ولا أدري إلى أي الدارين تبعثني فقد أوقفتني مواقف المحزونين أبدا ما أبقيتني
العباد الزهاد وحديث عن الحزن
[97] حدثنا عبد الله حدثني محمد بن الحسين حدثني حكيم بن جعفر عن مسمع بن عاصم قال سألت عابدا من أهل البحرين قلت ما بال الحزين يجيبه قلبه إذا شاء وتهطل عيناه عند كل حركة قال أخبرك عن ذلك رحمك الله إن الحزين يدابه الحزن فجال في بدنه فأعطى كل عضو بقسطه ثم إلى القلب والرأس فسكنهم فمتى جرى القلب بشيء تجري فهاجت الحرقة صاعدة فاستثارت الدموع من شؤون الرأس حتى تسلمها إلى العين فتذريها فتنير الجفون ثم خنقته عبرته فقام
[98] حدثنا عبد الله حدثني محمد حدثني حكيم بن جعفر قال قال لي أبو عبد الله البراثي لا تند العين حتى يحترق القلب فإذا احترق القلب تلهب شعلة فهاج إلى الرأس دخانه فاستنزل الدموع من الشئون إلى العين فسحته
[99] حدثنا عبد الله قال أخبرني محمد عن مالك بن ضيغم عن أبيه قال كان يقال إن كثرة الدموع وقلتها على قدر احتراق القلب فإذا احترق القلب كله لم يشأ الحزين أن يبكي إلا بكى والقليل من التذكرة تحزنه
[100] حدثنا عبد الله قال وأخبرني محمد عن راهويه قال قلت لسفيان بن عيينة الا ترى إلى أبي علي يعني فضيلا لا تكاد تجف له دمعة فقال سفيان إذا فرح القلب نزفت العينان ثم تنفس سفيان تنفسا منكرا
(يُتْبَعُ)
(/)
[101] حدثنا عبد الله قال وأخبرني محمد حدثني خلف البراثي قال سألت رجلا من العباد عن الشهيق الذي يعتري الباكي بعد البكاء قال إذا كان بدء البكاء تنفسا وزفيرا وآخره شهيقا فذلك بكاء موجع مقلق وإن كانت دمعته سائلة في هدوء ورفق فتلك رقة في القلوب تبعثها إلى العيون وفي كل خير وثواب
حزن وبكاء في مجلس الوعظ
[102] حدثنا عبد الله قال أخبرني محمد أن شهاب بن عباد حدثه قال حدثني بن السماك قال وعظ عمر بن ذر يوما فجعل فتى من بني تميم يصرخ ويتغير لونه ولا أرى له دمعة تسيل ثم سقط مغشيا عليه ثم رأيته بعد في مجلس بن ذر يبكي حتى أقول الآن تخرج نفسه فذكرت ذلك لعمر بن ذر فقال أي أخي إن العقل إذا طاش فقدت الحرقة وإذا فقدت الحرقة قلصت الدمعة وإذا ثبت العقل فهم صاحبه الموعظة فأحرقته والله فحزن وبكى
[103] حدثنا عبد الله حدثني بعض أصحابنا عن محمد بن سعيد الأصبهاني عن عبد السلام بن حرب قال ذكر الحسن بن الحر رجلا من أهل الشام فذكر عبادته فقال له خلف بن حوشب فكيف كانت رقته قال ذهبت رقته أما رأيت الثكلى تكمد
هل الحزن من أفضل العبادة
[104] حدثنا عبد الله حدثني عبد الرحمن بن صالح عن علي بن ثابت عن سفيان الثوري قال كان الحسن يقول أفضل العبادة طول الحزن
[105] حدثنا عبد الله قال وحدثني فريج الرقاشي قال سمعت صالح المري يقول لابنه وهو يقرأ هات مهيج الأحزان ومذكر الذنوب العظام
[106] حدثنا عبد الله حدثني المشرف بن أبان حدثني أبو بكر الرازي قال خرج فتح الموصلي يوم عيد فرجع فنظر إلى القتار بيمنة ويسرة فرفع رأسه إلى السماء فقال إلهي تقرب المتقربون إليك بقربانهم وقد تقربت إليك بحزني يا حبيب قلبي ثم خر مغشيا عليه ثم رفع رأسه فقال إلهي إلى كم تردادي في أزقة الدنيا محزونا
[107] حدثنا عبد الله حدثني أحمد بن إسماعيل عن يزيد بن تميم عن عبد الله بن داود عن بهيم بن أبي إسحاق الفزاري قال كانوا يستحبون أن يرى الرجل وهو محزون
أشد الناس هما المؤمن الصادق
[108] حدثنا عبد الله حدثني محمد بن أبي حاتم الأزدي ثنا داود المحبر ثنا سليمان بن الحكم محدث عن الربيع بن خيثم قال ما أجد في الدنيا أشد هما من المؤمن شارك أهل الدنيا في هم المعاش وتفرد بهم آخرته
[109] حدثنا عبد الله حدثني إبراهيم بن عبد الله ثنا إسماعيل بن بهرام عن الحسن بن محمد بن عثمان زوج ابنة الشعبي عن سفيان الثوري عن الأعمش عن يزيد الرقاشي عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم الناس هما المؤمن الذي يهتم بأمر دنياه وآخرته
[110] حدثنا عبد الله قال أخبرني بن بكير النحوي عن شيخ من قريش قال كان إبراهيم خليل الرحمن لا يرفع طرفه إلى السماء إلا اختلاسا ويقول اللهم لغم عيشي بالدنيا يطول حزني فيها
[111] حدثنا عبد الله حدثني محمد بن الحسين عن إسحاق بن منصور السلولي عن صالح المري عن هشام عن بن سيرين عن أبي هريرة قال إن العبد ليذنب الذنب فإذا رآه الله قد أحزنه ذلك غفره له من غير أن يحدث صلاة ولا صدقة
قلوب الأبرار تغلي بأعمال البر
[112] حدثنا عبد الله ثنا أبو حفص الصفار ثنا جعفر بن سليمان قال سمعت مالك بن دينار يقول إن الأبرار تغلي قلوبهم بأعمال البر وإن الفجار تغلي قلوبهم بأعمال الفجور والله يرى همومكم فانظروا ما همومكم رحمكم الله
أجر بكاء يعقوب على يوسف وسببه
[113] حدثنا عبد الله ثنا خلف بن هشام عن أبي شهاب الحناط عن ليث عن ثابت البناني قال دخل جبريل على يوسف السجن فعرفه فقال أيها الملك الطيبة ريحه الطاهرة ثيابه الكريم على ربه هل لكم علم بيعقوب قال نعم بكى عليك حتى ذهب بصره قال فما بلغ من حزنه قال حزن سبعين ثكلى قال فما له على ذلك من الأجر قال أجر مائة شهيد
[114] حدثنا عبد الله قال حدثني أبي رحمه الله عن أبي المنذر الكوفي عن أبيه قال لما جيء بالقميص إلى يعقوب فألقي على وجهه قال يا هم اذهب عني فطالما حالفتني
[115] حدثنا عبد الله حدثني سلم بن جنادة عن شيخ من قريش حدثه عن هشام عن الحسن قال لما التقى يوسف ويعقوب قال يوسف يا أباه بكيت علي حتى ذهب بصرك قال نعم قال أفما علمت أن القيامة تجمعنا قال خفت أن يحدث عليك حدث يحول بينك وبين الإسلام فيحال بيني وبينك
زوجوا الحور العين وأخدموا الغلمان
(يُتْبَعُ)
(/)
[116] حدثنا عبد الله حدثني أبو محمد علي بن الحسن بن مرجي بن وداع عن أبيه عن الحسن قال عيروا أعمالهم بالحزن فأعطوا الفرح والأمان تجشموا مشقة الدنيا وشغلوا فيها أنفسهم عنها لآخرتهم فأشعروا الخشية قلوبهم ذهلوا عن أزواجهم واولادهم فزوجوا الحور العين وأخدموا الغلمان المخلدين في آخرتهم واختاروا التواضع لله في الدنيا فارتفعت عنده منازلهم خرجوا من الدنيا خميصة بطونهم خفيفة ظهورهم نقية جلودهم رضوا خالقهم فأرضاهم
[117] حدثنا عبد الله ثنا أبو عبد الله المديني عن محمد بن يزيد عن جعفر بن الحارث النخعي قال كبر يعقوب عليه السلام حتى سقط حاجباه على عينيه فلقيه رجل فقال ما هذا قال طول الزمان وكثرة الأحزان فأوحى الله إليه يا يعقوب تشكوني قال رب خطيئة أخطأتها فاغفرها لي
[118] حدثنا عبد الله قال أخبرني محمد بن الحسين ثنا راشد أبو سعيد حدثني عاصم الخلقاني قال قال الربيع بن عبد الرحمن إن لله عبادا أخمصوا له البطون عن مطاعم الحرام وغضوا له الجفون عن مناظر الآثام وأهملوا له العيون لما أختلط عليهم الكلام رجاء أن تبين ظلمة قبورهم إذا تضمنتهم الأرض بين أطباقها فهم في الدنيا مكتئبون وإلى الآخرة متطلعون بعدت أبصار قلوبهم بالغيب إلى الملكوت فرأت فيه ما راجت من عظيم الثواب فازدادوا والله بذلك جدا واجتهادا عند معاينة ما انطوت عليه آمالهم فهم الذين لا راحة لهم في الدنيا وهم الذين تقر أعينهم غدا بطلعة ذلك الموت عليهم قال ثم يبكي حتى يبل لحيته
[119] حدثنا عبد الله قال قال محمد حدثنا داود بن المحبر ثنا شبيب بن شيبة قال تكلم رجل من الحكماء عند عبد الملك بن مروان فوصف المتقي فقال رجل آثر الله على خلقه وآثر الآخرة على الدنيا فلم تكترثه المطالب ولم تغنه المطامع نظر ببصر قلبه إلى معالي إرادته فسما نحوها ملتمسا لها فدهره محزون يبيت إذا نام الناس ذا شجون ويصبح مغموما في الدنيا مسجون انقطعت من همته الراحة دون منيته فشفاه القرآن ودواؤه الكلمة من الحكمة والموعظة الحسنة لا يرى منها الدنيا عوضا ولا يستريح إلى لذة سواها فقال عبد الملك أرخى بالا وأنعم عيشا
حال من ملأت الآخرة قلوبهم
[120] حدثنا عبد الله قال أخبرني محمد بن الحسين حدثني إسماعيل بن زياد قال قدم علينا عبادان راهب من أهل الشام فينزل دير أبي كبشة فذكروا من حكمة كلامه ما حملني إلى لقائه فأتيته وهو داخل الدير وقد اجتمع إليه ناس وهو يقول إن لله عبادا سمت بهم همهم نحو عظيم الذخائر فاحتقروا ما دون ذلك من الأخطار والتمسوا من فضل سيدهم توفيقا يبلغهم سمو الهمة فإن استطعتموهم أيها المرتحلون عن قريب أن تأخذوا ببعض أمرهم قوم ملأت الآخرة قلوبهم فاتخذوا الدنيا فيها مليا فالحزن بثهم والدموع والدوب وسيلتهم والإشفاق شغلهم وحسن الظن بالله قربانهم يحزنون لطول المكث في الدنيا إذا فرح أهلها فهم فيها مسجونون وإلى الآخرة متطلعون فما سمعت موعظة قط كانت آخذ لقلب منها
اجعل الله همك
[121] حدثنا عبد الله قال محمد ثنا أبو عمر العمري قال حدثنا أصحابنا أن حكيما لقي حكيما فلما أراد أن يفترقا قال أحدهما لصاحبه أوصني قال اجعل الله همك واجعل الحزن على ذنبك فكم من حزين قد وفد به حزنه على سرور الأبد وكم من ذي فرح قد نقله فرحه إلى طول الشقاء وكم من قوم قد أخر عنهم ما قد عجل لغيرهم نظرا من السيد لهم وتحننا منه عليهم فملوا ذلك وأحبوا تعجيل الدنيا فلم تغن عنهم الندامة هيهات وأنى لهم ذلك وقد بطروا نعمة الطاعة فأبدلوا بها ذل المعصية في أنفسهم ووهنا في قلوبهم فخرجوا من الدنيا متلاومين لم يصبروا على ما اختير لهم ولم يدركوا ما استعجلوا أولئك الذين خسروا في الآخرة وضل سعيهم في العاجلة
بكاء العمل وبكاء العين
[122] حدثنا عبد الله ثنا خلف بن هشام عن عون بن موسى عن معاوية بن قرة قال بكاء العمل أحب إلي من بكاء العين
[123] حدثنا عبد الله حدثني أبو حذيفة الفزاري عبد الله بن مروان عن سفيان بن عيينة قال قيل للحسن إن عندنا قوما يبكون ليسوا بذاك ونرى قوما أفضل منهم لا يبكون قال الحسن أولئك تبكي قلوبهم أو كما قال
[124] حدثنا عبد الله حدثني مفضل البصري قال قيل لعبيد الله بن شميط كان أبوك يبكي قال عمله يبكي
شدة أحزان عتبة الغلام
(يُتْبَعُ)
(/)
[125] حدثنا عبد الله قال أخبرني محمد بن الحسين حدثني شعيث بن محرز عن عبد الواحد بن زيد قال ما رأيت شابا آخذ القلب ولا أطول حزنا من عتبة الغلام فلربما حدثته بالحديث فيبكي حتى أقول الآن يموت
[126] حدثنا عبد الله قال أخبرني محمد عن داود المحبر عن عبد الواحد بن زيد قال ربما سهرت ليلتي مفكرا في طول حزنه يعني عتبة لقد كلمته ليرفق بنفسه فبكى وقال إنما أبكي على تقصيري
هموم عطا السليمي
[127] حدثنا عبد الله قال أخبرني محمد بن الحسين أخبرني سجف بن منظور ثنا سوار العنبري قال ما رأيت عطاء السليمي قط إلا وعيناه تفيضان وما كنت أشبه عطاء إذا رأيته إلا بالمرأة الثكلى وكأن عطاء لم يكن من أهل الدنيا
[128] حدثنا عبد الله حدثني محمد ثنا شعيث بن محرز ثنا صالح بن بشير المري قال لما مات عطاء السليمي حزنت عليه حزناً شديداً فرأيته في منامي فقلت يا أبا محمد ألست في زمرة الموتى قال بلى قلت فماذا صرت إليه بعد الموت قال صرت والله إلى خير كثير ورب غفور شكور قال قلت أما والله لقد كنت طويل الحزن في دار الدنيا قال فتبسم وقال أما والله يا أبا بشر لقد أعقبني ذلك راحة طويلة وفرحاً دائماً قلت ففي أي الدرجات أنت قال أنا مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
رجل يبكي ويضحك معا
[129] حدثنا عبد الله حدثني أبو محمد علي بن الحسن عن عبد القدوس بن بكر بن خنيس عن مسعر قال قال جليس لعون بن عبد الله يا أبا عبد الله لقد عجبت من رجلين واشتد عجبي منهما رجل ليله قائم ونهاره صائم واجتنب المحارم لا تلقاه أبداً إلا باكياً مهموماً محزوناً ورجل ليله نائم ونهاره لاعب ويرتكب المحارم لا تلقاه أبداً إلا أشراً بطراً مضحاكاً قال لقد عجبت من عجب يبكي هذا ويحزن لشدة عقله وحسن علمه ويأشر هذا ويبطر ويضحك لقلة عقله وضعف علمه
من وحي الله إلى أنبيائه
[130] حدثنا عبد الله ثنا الحكم بن موسى عن الخليل عن صالح أبي شعيب قال أوحى الله إلى عيسى بن مريم عليه السلام أكحل عينيك بملمول الحزن إذا ضحك البطالون
[131] حدثنا عبد الله حدثني بعض أصحابنا عن الحسين بن واقد الحنفي عن برد عن مكحول قال أوحى الله إلى موسى عليه السلام أن اغسل قلبك قال يا رب بأي شيء أغسله قال بالغم والهم
[132] حدثنا عبد الله حدثني محمد بن قدامة الجوهري عن موسى بن داود قال استأذنت على عبد الله بن مرزوق فدخلت عليه فإذا هو قاعد كأن حزن الخلق عليه
[133] حدثنا عبد الله حدثني محمد بن الحسين حدثني الصلت بن حكيم حدثني عبد الله بن مرزوق قال قلت لعبد العزيز بن أبي رواد ما أفضل العبادة قال طول الحزن في الليل والنهار قال الصلت وكان عبد الله بن مرزوق كأنه رجل واله كأنه رجل قد فاته شيء وكانت له شعيرات طوال عند صدغه فكان إذا ذكر فرق نتفها أو مدها ففاض دمعه
[134] حدثنا عبد الله قال وحدثني محمد عن عمار بن عثمان عن مجاشع الدبري قال قال لي مستورد المدني اجعل حزنك لنفسك فعن قليل يخلو بك عملك ثم لا يجدي عليك من الأعمال إلا مقبول
[135] حدثنا عبد الله حدثني محمد بن الحسين حدثني الصلت بن حكيم ثنا هارون أبو الطيب قال أوحى الله إلى بعض أنبياء بني إسرائيل إن أحببت أن تلقاني في حظيرة القدس فكن في الدنيا مهموما محزونا فريدا وحيدا مستوحشا بمنزلة الطير الوحداني الذي يطير في أرض القفار ويأكل من رؤوس الأشجار ويشرب من ماء العيون فإذا جنه الليل أوى وحده استئناسا بربه واستيحاشا من الطير
[136] حدثنا عبد الله حدثني محمد حدثني أحمد بن سهل الأردني قال مررت على راهب في جبل الأسود فناديته يا راهب يا راهب فأشرف علي من قلعة فقلت بأي شيء تستجر الأحزان قال بطول الغربة وما رأيت شيئاً أجلب لدواعي الأحزان من أوكارها من طول الوحشة والغربة
من آداب حامل القرآن
[137] حدثنا عبد الله ثنا إسحاق بن إسماعيل ثنا شعيب بن حرب عن مالك بن مغول أو يغفور عن المسيب بن رافع قال قال عبد الله ينبغي لحامل القرآن ان يعرف بحزنه إذا الناس يفرحون وببكائه إذا الناس يضحكون
وصف أهل الجنة في الدنيا
(يُتْبَعُ)
(/)
[138] حدثنا عبد الله قال حدثني الحسن بن عبد العزيز عن الحارث بن مسكين عن عبد الله بن وهب عن عبد الرحمن بن زيد قال وصف أهل الجنة بالضحك والسرور والتفكه حتى يعلم أن حلوات الدنيا مرارات الآخرة ومرارات الدنيا حلوات الآخرة
صور شدة حزن عمر بن الخطاب على أخيه
[139] حدثنا عبد الله حدثني عبد الرحمن بن صالح عن عبيد بن محمد القرشي عن إسماعيل بن ذكوان قال حزن عمر بن الخطاب حزنا شديدا فلم يكن شيء أحب إليه من أن يلقى حزينا وكان يقول ما هبت الصبا إلا ذكرت زيدا
[140] حدثنا عبد الله حدثني محمد بن أبي موسى مولى أكتل بن شماخ العكلي عن عبيدة بن حميد عن القاسم بن معن قال قال عمر بن الخطاب رحم الله زيدا هاجر قبلي واستشهد قبلي ما هبت الرياح من تلقاء اليمامة إلا أتتني برثاه ولا ذكرت قول متمم بن نويرة إلا ذكرته وقال غير محمد إلا هاج لي شجنا وكنا كند ماني جذيمة حقبة من الدهر حتى قيل لن يتصدعا فلما تفرقنا كأني وما لكا لطول اجتماع لم نبت ليلة معا
[141] حدثنا عبد الله حدثني أحمد بن عبيد الوراق عن محمد بن عمر الأسلمي حدثني محمد بن أبي حميد قال قال عمر بن الخطاب لمتمم بن نويرة ما بلغ من حزنك على أخيك قال لقد مكث سنة ما أنام الليل حتى أصبح ولا رأيت نارا أرفعت بليل إلا ظننت أن نفسي ستخرج أذكر بها أخي أنه كان يأمر بالنار توقد حتى يصبح مخافة أن يبيت ضيفه قريبا منه فمتى يرى النار يأوي إلى الرجل وهو بالضيف يأتي متهجرا أسر من القوم يقدم عليهم من السفر البعيد فقال عمر أكرم به
[142] حدثنا عبد الله حدثني أحمد بن عبيد عن محمد بن عمر حدثني عبد الله بن جعفر المخرمي عن بن أبي عون قال وحدثني عبد العزيز بن الماجشون أن عمر قال لمتمم ما أشد ما لقيت على أخيك من الحزن قال كانت عيني هذه قد ذهبت وأشار إليها فبكيت بالصحيحة فأكثرت البكاء حتى أسعدتها العين الذاهبة وخرت بالدموع فقال عمر إن هذا لحزن شديد
[143] حدثنا عبد الله حدثني أبي عن أبي المنذر الكوفي أن عمر كان يلقى متمما فيستنشده قصيدته في أخيه لعمري وما دهري بنا بين هالك فإذا أنشده بكى
[144] حدثنا عبد الله قال أخبرني عمر بن بكير عن شيخ من قريش قال كان مع زيد بن الخطاب رجل باليمامة فقدم بعد قتل زيد فنظر اليه عمر فدمعت عيناه وقال خلفت زيدا ثاويا وأتيتني
[145] حدثنا عبد الله ثنا محمد بن الحسين حدثني قال قالوا لراهب ما الذي بذذك وقشفك فبكى ثم ولى صرخا
فزع لذكر مواقف يوم القيامة
[146] حدثنا عبد الله ثنا علي بن عبد الله ثنا أسد بن موسى عن ضهرة بن ربيعة عن رجاء بن أبي سلمة عن رشيد بن حباب قال مرض حازم بن الوليد بن بجير الأزدي فدعوت له طبيبا فنظر إليه فقال بصاحبك هذا إلا الحزن فقال حازم إني ذكرت مواقف يوم القيامة ففزع ذلك قلبي
داود الطائي الحزين المهموم
[147] حدثنا عبد الله حدثني محمد بن الحسين حدثنا إسحاق بن منصور السلولي حدثتني أم سعيد بن علقمة النخعي وكانت أمه طائية قالت كانت بيننا وبين داود الطائي جدار قصير قالت فكنت أسمع حسه عامة الليل لا يهدأ قالت وربما سمعته يقول في جوف الليل اللهم همك عطل علي الهموم وحالف بيني وبين السهاد وشوقي إلى النظر إليك أوشق مني وحال بيني وبين اللذات فأنا في سجنك أيها الكريم مطلوب قالت وربما ترنم في السحر بالشيء في القرآن فأرى أن جميع نعيم الدنيا جمع في ترنمه وقالت وكان يطوف في الدار وحده وكأنه لا يصبح فيها
[148] حدثنا عبد الله قال حدثني بعض أصحابنا عن بشر بن الحارث قال قال الفضيل بن عياض كما أن القصور لا تسكنها الملوك حتى تفزع كذلك القلب لا يسكنه الحزن والخوف حتى يفزع
[149] حدثنا عبد الله ثنا أبو بكر الصوفي قال سمعت وكيعا يوم مات الفضيل بن عياض يقول ذهب الحزن من الأرض حدثنا عبد الله حدثني أو محمد علي بن الحسن عن
[150] حدثني الحسين بن عمرو بن محمد القرشي عن أبي أسامة قال سمعت مسعرا يقول اشتهي أن أسمع صوت باكية حزينة
[151] حدثني عبد الرحمن بن صالح بن المحاربي عن مالك بن مغول عمن أخبره عن المسيب بن رافع قال قال عبد الله ينبغي لحامل القرآن أن يكون باكيا محزونا حكيما سكيتا لينا ولا ينبغي لحامل القرآن أن يكون جافيا ولا غافلا ولا صخابا ولا صياحا
قراء القرآن ثلاثة
(يُتْبَعُ)
(/)
[152] وحدثني عبد الرحمن بن صالح بن المحاربي عن بكر بن خنيس عن ضرار بن عمرو عن الحسن قال قراء القرآن ثلاثة فرجل اتخذه بضاعة ينقله من مصر إلى مصر يطلب به ما عند الناس وقوم قرأوا القرآن فحفظوا حروفه وضيعوا حدوده استدرجوا به الولاة واستطالوا به على أهل بلادهم فتجد كثر هذا الضرب في حملة القرآن لا أكثرهم الله ورجل قرأ القرآن فبكى بما يعلم من دواء القرآن فوضعه على داء قلبه فسهر لله وهملت عيناه تسربلوا الحزن وارتدوا بالخشوع وكدوا في محاريبهم وحنوا في براينسهم فبهم يسقي الله الغيث وينزل النصر ويرفع البلاء والله لهذا الضرب في حملة القرآن أقل من الكبريت الأحمر
[153] ثنا خالد بن خداش ثنا عبد الله بن وهب قال حدثني بكر بن مضر قال كان أبو الهيثم قد مات ولده وبقي له صبي صغير فمات فقام أصحابه يعزونه وهو في ناحية المسجد مكتئب حزين فقال ما تركني حزن يوم القيامة آسى على ما فاتني ولا أفرح بما أتاني
[154] حدثني إبراهيم بن المستمر عن قال ثنا سهل بن أبي الصلت السراج عن الحسن السماء منفطر به قال محزونة مثقلة بيوم القيامة
ما للمرأة الحزينة من الأجر
[155] ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي قال ثنا زكريا بن منظور حدثني أبو سليمان النجار عن يعلى بن منية أن رجلا كانت له امرأة صالحة في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت امرأة صالحة وكان إذا دخل عليها قالت مرحبا بسيدها وسيد أهل بيتها إن كان همك لآخرتك فزادك الله هما وإن كان همك لآخرتك فإن الله سيرزقك ويحسن إليك فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لها نصف أجر المجاهد في سبيل الله وهي عامل من عمال الله
[156] حدثني إبراهيم بن أبي عثمان عن موسى بن أيوب عن ضمرة عن بن عطاء عن أبيه قال لا يتم للمؤمن فرح يوم
[157] حدثني علي بن الجعد قال أنا شعبة عن جابر قال سمعت مجاهدا في قول الله تعالى إن الله لا يحب الفرحين قال الأشرين
[158] حدثني حدثني بن عبد الكريم قال بن آدم فيم الفرح والمرح وأنت بين ثلاث بين منية قاضية أو بلية نازلة أو نعمة زائلة
هل يسأل المؤمن ربه الحزن
[159] حدثني سلمة بن شبيب قال ثنا سهل بن عاصم قال قال فضيل بن عياض قال لي علي ابني سل لي ربك طول الحزن فلعلي أن أنجو بطول الحزن غدا
[160] حدثني أبو الحسن علي بن الحسن بن هارون فقال ثنا عبد الوهاب بن الضحاك قال سمعت معاوية بن حفص الشعيثي قال دخلنا على داود الطائي وهو يبكي ويقول ألا حزين يسعد حزينا قال معاوية وكانت من داود حسنة ولو كانت من غيره كانت هجنة
هل في الجنة أرفع من درجة العلماء
[161] حدثني أبو جعفر قال قال يزيد بن مذكور رأيت الأوزاعي في منامي فقلت أبا عمرو دلني على أمر أتقرب به إلى الله تعالى قال ما رأيت درجة أرفع من درجة العلماء ومن بعدها المحزونين
[162] حدثني أبو جعفر قال قال بشر بن الحارث الحزن ملك لا يسكن إلا قلبا مطهرا وهو أول درجة من درجات الآخرة
[163] وحدثني أبو جعفر قال قال بشر بن الحارث لا تغتم إلا بما يضرك غدا ولا تفرح إلا بما ينفعك غدا
[164] وحدثني الحسين بن علي البزاز قال قال رجل لبشر بن الحارث أراك مهموما قال اني مطلوب
الحزن والهم على ألسنة الصحابة والتابعين
[165] وحدثني أبو جعفر الآدمي قال قال سيار أبو الحكم الفرح بالدنيا والحزن بالآخرة لا يجتمعان في قلب عبد إذا سكن أحدهما القلب خرج الأخر
[166] حدثني محمد بن عمر بن علي المقدمي قال حدثني فرات بن سلمان عن أبي الأحوص عن سمير بن واصل قال قال عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه إذا كان الرجل مقصرا في العمل ابتلي بالهم ليكفر عنه
[167] حدثني محمد بن إدريس قال ثني محمد بن عبد الرحمن الجعفي عن عباية بن كليب عن الربيع بن سليمان بن جبير قال طول الحزن في الدنيا تلقيح العمل الصالح
[168] حدثني محمد قال حدثني أحمد بن أبي الحواري قال ثنا أحمد بن وديع قال قال أبو معاوية الأسود إن لكل شيء نتاجا ونتاج العمل الصالح الحزن المحزون بأمر الله في علو من أمر الله
ذهاب الحزن من القلوب
(يُتْبَعُ)
(/)
[169] وحدثني محمد بن إدريس قال سمعت عبدة بن سليمان قال أنبا مصعب بن ماهان قال قال سفيان الثوري ذهب الحزن من الناس ترى الرجل من المصلين ولا ترى فيه أثر الحزن والخوف قال وإن كان الرجل ليصلي ثم تراه قاعدا قد وقدته صلاته حزينا
[170] حدثني بن عبد الله قال ثنا أسد بن موسى قال ثنا ضمرة عن سفيان وكانوا لنا خاشعين قال الحزن الذائع في القلب
من أسباب حزن المؤمن
[171] حدثني علي قال ثنا أسد قال المبارك بن فضالة قال سمعت الحسن يقول والله إن أصبح فيها مؤمن إلا حزينا وكيف لا يحزن المؤمن وقد جاءه من الله تعالى أنه وارد جهنم ولم يأته أنه صادر عنها والله ليرين في دينه ما يحزنه وليرين في دنياه ما يحزنه وليظلمن فما ينتصر ابتغاء الثواب من الله تعالى فهو فيها حزين ما دام فيها فإذا فارقها يعني عاد إلى الراحة والكرامة
[172] حدثني سلمة بن شبيب قال ثنا الحميدي عن سفيان بن عيينة عن أبيه قال سمعت مسلمة بن عبد الملك يقول إن أقل الناس هما في الآخرة أقلهم هما بالدنيا
[173] حدثنا عمر بن أبي الحارث البخاري قال ثنا محمد بن عمرو بن جبلة بن أبي داود قال حدثنا محمد بن مروان قال كان عطاء الأزرق إذا لقينا قال جعل الله الهم منا ومنكم الآخرة
[174] حدثني أبو عثمان الفارسي قال ثنا معتمر بن سليمان عن الفرات بن سليمان الحسن إن الناس كانوا مسرة وألين لا يزيد الرجل ليس من حزن كمن لم يحزن والناس اليوم لا قلت الأمانة واشتد الشح وفشيت القطيعة وظهرت البدع وتركت السنن فإنا لله وإنا إليه راجعون رجل اليوم بصير بهذا الدين يضع بصره إلا وهو محزون مما يراعي من الناس ومما يراعي من والمعارف وظهرت النكر فلا تكاد تعرف شيئا
[175] حدثني أبو حاتم الرازي قال حدثني محمد بن الهيثم عن عباية بن كليب عن رجل يكنى أبا حفص قال عرس الحسن على ابنه فجعل الناس يدخلون عليه يهنئونه فدخلت عجوز يقال لها برزة ودخلت عليه وهو يبكي فقالت يا أبا سعيد هذا يوم فرح وسرور قال ويحي يا برزة كل حزن يوم القيامة يبلى إلا حزن الذنوب
هل في الدنيا راحة
[176] ثنا أبو حاتم قال ثنا إسحاق بن بهلول قال ثنا عباية بن كليب قال ثنا عباد المنقري عن الحسن قال طلبوا اللذة فأخطأوها إنما اللذة هناك
[177] حدثني عمر بن أبي الحارث قال ثنا بن حميد قال ثنا حكام قال ثنا الحسن بن عمير قال اشترى عمر بن عبد العزيز جارية أعجمية فقالت أرى الناس فرحين ولا أرى هذا فرحا فقال ما تقول لكع فقيل إنها تقول كذا وكذا فقال حدثوها أن الفرح أمامها
رجل ذهب عقله من شدة الحزن
[178] حدثني محمد بن إدريس حدثني عبد العزيز القرشي مولى عبد الرحمن بن سمرة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حدثنا عمار أبو المعتمر قال سمعت بشر بن منصور قال قلت لعطاء السليمي يا عطاء ما هذا الحزن قال ويحك الموت في عنقي والقبر بيتي وفي القيامة موقفي وعلى جسر جهنم طريقي وربي لا أدري ماذا يصنع بي ثم تنفس فغشي عليه فترك خمس صلوات فلما أفاق فقال إذا ذهب عقلي يخاف علي شيئا ثم فغشي عليه صلاتين
[179] حدثني الحسن أبو عبد الله قال عن طلحة بن زيد قال ثنا ثور بن يزيد عن الهيثم قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل مغتم فقال الحمد لله الذي يرى أنه العجز والحزن على وجوههم
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[28 - Oct-2009, مساء 02:06]ـ
بارك الله فيكم ..
وبالرجوع إلى مخطوط (لا له لي) الذي يضم مجموعا لابن أبي الدنيا اتضح أن في المسطور سابقا سقطًا بعد الرقم (51)، وقد قمت بانتساخه إلى هنا لتتم الفائدة:
52/ 1 - (ز) أخبرنا علي قال أبنا الحسين قال ثنا عبد الله قال:
حدثني محمد بن الحسين (قال) (1) ثنا زيد بن الحباب عن زائدة بن قدامة قال كان منصور بن المعتمر إذا رأيته قلت رجل أصيب بمصيبة منكسر الطرف منخفض الصوت رطب العينين إن حركته جاءت عيناه بأربع، ولقد قالت أمه ما هذا الذي تصنع بنفسك، تبكي الليل عامته لا تسكت لعلك يا بني أصبت نفسا، لعلك قتلت قتيلا، فيقول يا أمه أنا أنا أعلم بما صنعت بنفسي.
52/ 2 - (ز) أخبرنا علي قال أبنا الحسين قال ثنا عبد الله قثنا أبو عبد الله أحمد بن إبراهيم عن محمد بن كثير عن الأوزاعي قال قال ابن ليحيى بن أبي كثير أبي يدخل حزينا ويخرج حزينا.
(يُتْبَعُ)
(/)
52/ 3 - (ز) أخبرنا علي قال أبنا الحسين قال ثنا عبد الله قال: ثنا محمد بن الحسين قال حدثني حكيم بن جعفر قال حدثني أسد بن أسيد قال قال رجل لي من (العاد ونحن بصور يا أخي؟) من حزن يسحق ما يحزن ومن فرح تبعجر ما يفرح وليس الدهر دهر ذي كلف بالدنيا وسرور الأبد في دار الإقامة للخدام (؟؟؟؟؟ يراجع)
52/ 4 - أخبرنا علي قال أبنا الحسين قال ثنا عبد الله قال: وحدثني شيخ يكنى أبا يعقوب عن سعيد البكاء قال قال رجل لأم ضيغم ما أطول حزن ضيغم فبكت ثم قالت لمثل ما يدب إليه فليحزن ذهب الحزن وأصحابه بالحزن وهل رأيت يا بني حزينا.
52/ 5 - أخبرنا علي قال أبنا الحسين قال ثنا عبد الله قال: حدثني أزهر بن مروان الرقاشي قال رأيت ضيغم العابد فكنت إذا رأيته رأيت رجلا لا يشبه من الخشوع والضمر وطول الحزن.
52/ 6 - أخبرنا علي قال أبنا الحسين قال ثنا عبد الله قال: حدثني محمد بن الحسين قال حدثني إبراهيم بن عبيد قال ثنا أبو خالد الأحمر قال قال داود الطائي إن للحزن لحركات.
52/ 7 - أخبرنا علي قال أبنا الحسين قال ثنا عبد الله قال: قال محمد حدثني إبراهيم بن عبيد قال ثنا عبد السلام بن حرب قال قال زبيد الأيامي إذا لم يحزن القلب أو يفرح لم يتحرك ## البدن ولم تجب (2) الجوارج
52/ 8 - أخبرنا علي قال أبنا الحسين قال ثنا عبد الله بن محمد قال: قال محمد: وثنا رستم أبو النعمان قال ثنا سلام بن سليم قال سمعت سميرا أبا عاصم قال قال بعض الحكماء: أسست على الحزن والمحبة فإذا خلا البدن منهما ألف الراحة واختاله الفتور.
52/ 9 - أخبرنا علي قال أبنا الحسين قال ثنا عبد الله قال: حدثني إسماعيل أبو إسحاق الرياحي قال ثنا جعفر بن سليمان قال سمعت مالك بن دينار وقيل له ألا ندعوا لك قارئا فقال الثكلى لا تحتاج إلى باكية أو قال نائحة.
52/ 10 - أخبرنا علي قال أبنا الحسين قال ثنا عبد الله قال: حدثني أبو جعفر محمد بن بشر الكندي عن ابن السماك قال قال ذر لابنه عمر بن ذر ما بال المتكلمين يتكلمون فلا يبكي أحد، قال: فإذا تكلمت أنت سمع البكاء من ها هنا وها هنا قال: أي بني ليست النائحة المستأجرة كالنائحة الثكلى.
52/ 11 - أخبرنا علي قال أبنا الحسين قال ثنا عبد الله قال: حدثني أبو حفص الصيرفي قال حدثني علي بن بزيع الهلالي قال قال مطر الوراق ما استهيئت أن أبكي قط حتى أشتفي إلا نظرت إلى وجه محمد بن واسع وكنت إذا نظرت إلى وجهه كأنه قد ثكل عشرة من الحزن.
52/ 12 - أخبرنا علي قال أبنا الحسين قال ثنا عبد الله قال: حدثني أبو موسى عن سيار عن جعفر بن سليمان قال: كنت إذا وجدت من قلبي قسوة غدوت فنظرت إلى وجه محمد بن واسع وكنت إذا رأيت وجهه كأنه وجه ثكلى.
52/ 13 - أخبرنا علي قال أبنا الحسين قال ثنا عبد الله قال: حدثني محمد بن قدامة الجوهري قال قيل لبعض الرهبان ما أخرجك من لبس الثياب البياض إلى ثياب السواد، قال: إنما الدنيا مأتم وإنما يلبس (فيها؟) ما شاكله.
52/ 14 - أخبرنا علي قال أبنا الحسين قال ثنا عبد الله قال: وحدثني محمد بن الحسين عن بعض أصحابه قال سئل بعض الرهبان عن ذلك فقال: هو غاية الحزن (3). انتهى
ويكون الخبر التالي له برقم (15/ 52) ليستقيم الترقيم.
وليس بين يدي مطبوع مجدي السيد، فلو أتحفنا به الأفاضل مصورا بصيغة pdf....
ـ[سفينة الصحراء]ــــــــ[28 - Oct-2009, مساء 04:07]ـ
جزاكما الله خيرا.(/)
{ويتّبع غير سبيل المؤمنين} دعوةٌ إلى الحوار الهادف
ـ[أبو عبد الرحمن من دمشق]ــــــــ[28 - Oct-2009, مساء 03:11]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم.
وصلى الله وسلم على نبيه الكريم، وبعد:
استشكلتُ منذ زمنٍ أن يُكثِرُ البعضُ من الاحتجاج بقوله تعالى: {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا} على قضيةِ لزوم الوقوف عند أقوال السلف الصالح من الصحابة والقرون الثلاثة الأولى.
وقد بدا لي في القضيةِ رأيٌ إن كان صواباً فهو من الله تعالى، وإن كان خطأً فمني، وهو مطروحٌ للنقاش بعلمٍ وحلم.
فبعد الاتفاقِ على أنه لا نزاع في فضلِهم رضوان الله عليم الثابتِ بالقرآن الكريم والسنة الصحيحة، ولا في كون أقوالهم وفهومهم «مقدَّمةً» ولذلك للأسباب المتفق عليها من خيريتهم، وقربِهم من عصر الرسالة، ونقاء فطرتهم، وسلامة لغتهم ... إلخ.
ولكن الإشكال في اعتبار أقوالهم «مقدَّسةً» ـ بطريقةٍ ما ـ لا يجوزُ أن تُخالَفَ!
فها هم أهلُ العلم قد خالفوا قديماً أحاديثَ نبويةً صحيحةً لأسبابٍ كثيرةٍ دون نكير؛ إذ كانت مخالفتُهم اجتهاداً يجمع بين النصوص المتعارضة، وينطبق تحت أصولٍ علمية، وقواعدَ أصولية مستنبطة من الكتاب والسنة المطهرة.
فيكون من باب أولى أنّ مخالفة «بعض» أقوال السلف، وعدم الوقوف عند حرفيتها إذا كانت هذه المخالفة ناتجةً عن اجتهادٍ له أدلته لا تخرجُ عن منهج السلف أنفسِهم الذين كان يخالف بعضُهم بعضاً، ويعترض أصاغرُهم على أكابرهم، وهم غالباً شيوخهم ومعلموهم.
ولا ننسى «خلاف مالك» للإمام الشافعي، وكتاب «الرد على أبي حنيفة» من كتب «مصنف ابن أبي شيبة»، و «الرد على أبي حنيفة» و «الرد على الشافعي» للجهضمي المالكي (282هـ)، وكثير غيرها لكثير غيرهم.
وأما الآية الكريمة فإنّ الذي يعود إلى كتب التفسير وأسباب النزول يجد أن الآية نزلت في الذي ارتدّ، واتبع غير سبيل الإسلام.
وحَملُها على لزوم التقيُّد بحرفية أقوال الصحابة ـ وأقوالُهم تختلفُ اختلافاتٍ لا حصرَ لها رضي الله عنهم ـ تحميلٌ للآية ما لم تُصرِّح به، بل هو آراءٌ لبعض المفسّرين المتأخرين تُخالف ما قاله الأئمة المتقدمون.
وهذه الآراء تستند إلى مفهومٍ من الآية فحسب، وهو ليس بذي دلالة قطعيةٍ حتى يُعاملَ هذه المعاملة، ويُستشهدَ به ذلك الاستشهاد.
وممن حدّ للآيةِ حدوداً الألوسيُّ رحمه الله؛ حيث قال:
{ويتبع غير سبيل المؤمنين} أي: غير ما هم مستمرّون عليه من عقد وعمل، فيعم الأصول والفروع، والكل والبعض.
أقول: فإدخاله الفروعَ، والبعض مُشكل!
في حين أنّا نجد أنّ المتقدمين قالوا بأوسعَ مما ضيّقَ به؛ وحملوا الآيةَ على النظيرين: «دين الإسلام»، و «الكفر» أو الردة.
فقد قال الإمام الطبري:
القول في تأويل قوله: {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا}
قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه بقوله: {ومن يشاقق الرسول}، ومن يباين الرسولَ محمداً صلى الله عليه وسلم، معادياً له، فيفارقه على العداوة له {من بعد ما تبين له الهدى}، يعني: من بعد ما تبين له أنه رسول الله، وأن ما جاء به من عند الله يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم.
{ويتبع غير سبيل المؤمنين}، يقول: ويتبع طريقاً غير طريق أهل التصديق، ويسلك منهاجاً غير منهاجهم، وذلك هو الكفر بالله؛ لأن الكفر بالله ورسوله غيرُ سبيل المؤمنين وغير منهاجهم.
{نولّه ما تولّى}، يقول: نجعل ناصره ما استنصره واستعان به من الأوثان والأصنام، وهي لا تُغنيه ولا تدفع عنه من عذاب الله شيئاً، ولا تنفعه، كما:
حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله: {نوله ما تولى}، قال: من آلهة الباطل.
حدثني ابن المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.
* * *
وقال ابن أبي حاتم:
قوله تعالى: {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى}
(يُتْبَعُ)
(/)
حدثنا أبي، ثنا أحمد بن أبى شعيب الحراني، ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن عاصم ابن عمر بن قتادة، عن أبيه، عن جده قال: فلما نزل القران أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسلاح، فرد إلى رفاعة، فلما نزل القرآن بالمشركين، فأنزل الله تعالى: {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين}.
حدثنا الحسن بن أبي الربيع، أنبا عبد الرزاق، أنبا معمر، عن قتادة قال: اختان رجل عماً له درعاً فقذف بها هودياً [كذا] كان يغشاهم، فتجادل عم الرجل قومه [كذا] فكأن النبي صلى الله عليه وسلم عذره، ثم لحق بأرض الشرك، فنزلت فيه: {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى} الآية. وهو طعمة بن أبيرق.
قوله تعالى: {ويتبع غير سبيل المؤمنين}
حدثنا علي بن الحسين، ثنا عبد الله بن عبد الملك بن الربيع بن أبي راشد بالكوفة، ثنا عمرو بن عطية، عن عطية قال: قال ابن عمر: دعاني معاوية فقال: بايع لابن أخيك، فقلت: يا معاوية, {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا} فأسكته عني.
حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم، ثنا أحمد بن مفضل، عن أسباط بن نصر، عن السدي قال: فلما فضح الله طعمة في المدينة، فنقب بيت الحجاج، فأراد أن يسرقه فسمع الحجاج خشخشة في بيته وقعقعة جلود كانت عنده، فنظر فإذا هو طعمة، فقال: ضيفي وابن عمي وأردت سرقتي، فأخرجه، فمات بحرة بني سليم كافراً، فأنزل الله تعالى فيه: {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً}.
حدثنا حجاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: {نوله ما تولى}: من آلهة الباطل.
...
وقال الحافظ ابن كثير:
وقوله: {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى} أي: ومن سلك غير طريق الشريعة التي جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم، فصار في شقّ، والشرع في شقّ، وذلك عن عَمْد منه بعدما ظهر له الحق وتبين له واتضح له.
وقوله: {ويتبع غير سبيل المؤمنين} هذا ملازم للصفة الأولى، ولكن قد تكون المخالفة لنص الشارع، وقد تكون لِما أجمعت عليه الأمة المحمدية، فيما علم اتفاقهم عليه تحقيقاً، فإنه قد ضُمِنت لهم العصمةُ في اجتماعهم من الخطأ، تشريفاً لهم، وتعظيماً لنبيهم.
...
وقال القرطبي:
قال العلماء: هاتان الآيتان نزلتا بسبب ابن أبيرق السارق، لما حكم النبي صلى الله عليه وسلم عليه بالقطع وهرب إلى مكة وارتدّ.
قال سعيد بن جبير: لما صار إلى مكة نقب بيتا بمكة فلحقه المشركون فقتلوه؛ فأنزل الله تعالى: {إن الله لا يغفر أن يشرك به} إلى قوله: {فقد ضلّ ضلالاً بعيداً}.
وقال الضحاك: قدم نفر من قريش المدينة وأسلموا ثم انقلبوا إلى مكة مرتدين فنزلت هذه الآية {ومن يشاقق الرسول}. والمشاقة: المعاداة.
والآية وإن نزلت في سارق الدرع أو غيره فهي عامة في كل من خالف طريق المسلمين. و {الهدى}: الرشد والبيان، وقد تقدم.
وقوله تعالى: {نوله ما تولى} يقال: إنه نزل فيمن ارتد؛ والمعنى: نتركه وما يعبد؛ عن مجاهد. أي: نكله إلى الأصنام التي لا تنفع ولا تضر؛
وقال مقاتل. وقال الكلبي: نزل قوله تعالى: {نوله ما تولى} في ابن أبيرق؛ لما ظهرت حاله وسرقته هرب إلى مكة وارتد ونقب حائطاً لرجل بمكة يقال له: حجاج بن علاط، فسقط فبقي في النقب حتى وجد على حاله، وأخرجوه من مكة؛ فخرج إلى الشام فسرق بعض أموال القافلة فرجموه وقتلوه، فنزلت {نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً}.
إلى أن قال:
الثانية: قال العلماء في قوله تعالى: {ومن يشاققِ الرسول} دليل على صحة القول بالإجماع.
...
وقال الواحدي: {ويتبع غير سبيل المؤمنين} غير دين الموحدين.
...
وقال البيضاوي:
{ويتبع غير سبيل المؤمنين} غير ما هم عليه من اعتقاد أو عمل.
...
وقال ابن الجوزي:
ومعنى الآية ومن يخالف الرسول في التوحيد والحدود من بعد ما تبين له التوحيد والحكم ويتبع غير دين المسلمين.
****
وقال الشوكاني: {ويتبع غير سبيل المؤمنين} أي: غير طريقهم وهو ما هم عليه من دين الإسلام والتمسك بأحكامه.
...
وقال السعدي رحمه الله:
{ويتبع غير سبيل المؤمنين} وسبيلهم هو طريقهم في عقائدهم وأعمالهم.
...
وقد قال أبو حيان في «البحر المحيط»:
والآية بعد هذا كله هي وعيدُ الكفار، فلا دلالة على جزئياتِ فروع مسائل الفقه.
قال كاتبه غفر الله له:
والإكثار من دعوى الإجماع في القضايا التي لم يرد فيها إلا قولٌ صريح، أو قولان، أو نحو ذلك للصحابة، أو للتابعين .. دونَ وجودِ مخالفٍ .. ما هو إلا إنطاقٌ للبقية ما لم يقولوه، وإلزامهم بما لم يلتزموه.
وكل طالبِ علمٍ يعلمُ ما في قضية «الإجماع السكوتي» من النزاع؛ وأنه ـ عند التحقيق ـ مستحيل الوقوع؛ بشروطِ الإجماع المعروفة.
وكذلك إدعاءُ الإجماع فيما ورد فيها قولٌ صريح، أو قولان، أو نحو ذلك للصحابة، أو للتابعين .. مع وجود مخالفٍ صريحٍ تهوُّرٌ كبيرٌ، ومجازفة عظيمة، وتحجيرٌ رديء.
وما أجمل قول الإمام المبجل أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل: من ادعى الإجماع فهو كاذب، وما يدريه لعل الناس اختلفوا.
وتبقى قضيةُ فرضِ إجماع السلف المزعوم بمحاولة نسفِ الوارد من الخلاف عنهم؛ بتوهين أسانيده غيرِ الواهنة بأدنى الشُّبه، أو بدعوى أنّ المخالف من السلفِ أنفُسِهم خالفَ سبيل الأمة، أو خالف سبيل المؤمنين؛ كما فعل البعضُ ببعض أقوال ابن عمر، وابن عباسٍ رضي الله عنهما وعن أبيهما.
فإنّ من يفعل ذلك يُصادر سعةَ الأمة، ولا يُقال له إلا ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم للأعرابي: «لقد حجّرتَ واسعاً» [رواه البخاري].
اللهم اجمع أمةَ نبيِّك صلى الله عليه وسلم على ما يرضيك
أستغفر الله العظيم وأعوذ به من الشيطان الرجيم
والله أعلى وأعلم
وصلى الله على سيدنا وحبيبنا محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوإبراهيم المحيميد]ــــــــ[31 - Oct-2009, صباحاً 12:10]ـ
أخي الكريم: لا تتعب نفسك إذا تريد النجاة والسعادة في الدارين، اتبع السلف ولا تخرج عن أقوالهم إذا اختلفوا، وسلم لإجماعهم إذا أجمعوا، وإتهم رأيك إذا لم يوافق قولهم، فهل تظن أن تأتي بالحق والسلف قاعدون عنه ولايعرفونه، هذا يستحيل، وما ضل من ضل من المبتدعة إلا بسبب هذا، وهو ترأس غير العالم لهذه الفرق ومن ثم الحياد والخروج عن أقوال السلف سواء في الاعتقاد أو الأحكام الفقهية.
لذا إلزم طريق السلف واجتنب مخالفتهم، واجتنب الرأي الشاذ فلي كل خلاف معتبر، وكن للسلف كالميت بين يدي مغسله، وعليك بقراءة كتاب" فضل علم السلف على علم الخلف لابن رجب، وكتاب أخلاق العلماء للآجري وغيرها من الكتب التي تعنى بهذا الجانب.
وكلامك السابق فيه من المغالطات ونحتاج مؤلفا كاملا حتى نرد عليك.
ـ[أبو عبد الرحمن من دمشق]ــــــــ[01 - Dec-2009, مساء 02:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر أخي أبا إبراهيم على نصيحته وأقبلها شكلاً ومضموناً رغم حدّتها وتضمُّنها تقويلي ما لم أقل، وإلزامي بما لم ألتزم به؛ غفر الله تعالى لي وله وللمسلمين.
وأقول تذييلاً على ما قلتُ من قبل:
كم من مخطئٍ ـ ولن أقول أكبر منها ـ ما له حجةٌ يُحاجُّ بها إلا اتباع السلف؟
وكأن السلف واتباعهم حكرٌ عليه وحدَه.
وما أقوال «أفراخ تنظيم القاعدة وجمهرة التكفيريين» منا ببعيدة.
والذي يجب الوقوف عنده بجرأةٍ هي عينُ التقوى:
- تحقيق نسبةِ أقوالٍ تُنسَبُ للسلف في قضايا كثيرة.
- تحقيق وجودِ خلافٍ بين السلف يُرادُ التعتيم عليه في قضايا كثيرة.
- تحقيق تعميم قولٍ ما على السلف في قضيةٍ ليس فيها إلا قولُ نزرٍ يسيرٍ، أو يسيرٍ جداً منهم.
- تحقيق أنّ السلف لم يقولوا قولاً ما في مسألةٍ ما بسبب عوامل تشكيل الفهم لديهم، تلك العوامل المتغيرة بين زمان وزمان، ومكان ومكان؛ ولا يعني ـ قطُّ قطُّ قطُّ ـ أنّ طروءَ عاملٍ مّا مؤثِّرٍ على فهمٍ مّا لنصٍّ مّا انتقاصاً من قدر السلف الكرام، أو نقضاً لمبدأِ اتباعِهم الذي لا يختلف عليه سُنّيّان، وإن اختلفا في تطبيقه.
وإنني إذ أقبل من اخي أبي إبراهيم قوله:
وكلامك السابق فيه من المغالطات ونحتاج مؤلفا كاملا حتى نرد عليك.
فإنّ لي الحقَّ أن أقول له:
كذلك أرى في كلامك ـ أيها الكريم ـ مغالطاتٍ وإلزاماتٍ لي وللناس تحتاجُ مؤلفاً ثانياً.
فلندَعْ تأليفَ المؤلَّفات، وليتفضَّلْ من لديه فضلُ علمٍ في هذه القضية به ليُفيد به الخلائق.
ولكن دون عموميات وسطحيات تُجَرُّ على وجوهها لإلزام الغير بما لا لزوم فيه.
أستغفر الله
وصلى الله على سيدنا وحبيبنا رسول الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو مسهر]ــــــــ[01 - Dec-2009, مساء 09:39]ـ
سيداى أبو عبد الرحمن وأبوابراهيم
تتكلمان ويكأن السلف قد أجمعوا علم ما كان و ما سيكون
بمعنى أننا سنجد فيهم من أفتى مثلا فى قضية تأجير الأرحام؟
و تتكلمان على أهل العلم اليوم
ويكأنهم خلو من المبتدعة و المخرفون
ألم تسمعوا بفتوى إرضاع الكبير؟
ألم تسمعوا من أنكر عذاب القبر؟
هؤلاء معدودون رغما عن أنوفنا فى علماء السنة
شئنا أم أبينا
و لا نقول بعصمة الأئمة أبدا
لسنا روافض!!!(/)
مسألتان مشكلتان علي في باب اللعان , فمن يساعدني فيهما؟؟؟
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[28 - Oct-2009, مساء 07:19]ـ
أولا: قال بعض أهل العلم " اللعان إنما يشرع لإسقاط حد أو نفي ولد " كما في المغني 11/ 123 , 124 ,. 126 , 137 طبعة التركي ثم تجدهم يبون بابا للعمل بالقافة كما في المغني 8/ 371: 377!!
فما فائدة اللعان لنفي الولد إذا كان يمكن إثبات الولد أو نفيه بالقافة؟؟
قد يكون هناك تفصيل أو هناك حالات غائبة عني يزال بها عني ذلك الإشكال , فهل أجد عند أحد حل ذلك الإشكال وبين وجه الجمع بين البابين؟؟
ثانيا: هل الزوج إذا لم يطأ امرأته بعد ان طهرت من حيضها - بناء على أن الحامل لا تحيض - ثم وجدها حاملا قبل أن يطأها هل ذلك الولد لاحق به لامحالة لأنه صاحب الفراش وقد وطئها قبل حيضها؟؟ أم له أن ينفيه عنه؟؟ وإذا كان له نفيه عنه هل يشترط نفيه باللعان مع أنه لم يرها تزني بل علم أنها حامل ولم يكن وطئها؟؟ أم له أن ينفي ذلك الولد عنه من غير لعان؟؟ ومن قال من أهل العلم له نفيه من غير لعان؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[سمير القلم]ــــــــ[29 - Oct-2009, مساء 12:22]ـ
فما فائدة اللعان لنفي الولد إذا كان يمكن إثبات الولد أو نفيه بالقافة؟؟
اللعان يكون لنفي الولد من قبل الزوج وأما القافة فهي تكون بإلحاق الولد بأحد المدعين له عند التنازع عليه، فكلهم يريده ابنا له ولا بينه عند أحد منهم وحاليا يعمل القضاة بتحليل الصبغة الوراثية dna
وأما المسألة الثانية فإن اللعان يكون واجبا على الزوج إذا أتت المرأة بولد ليس منه والله أعلم
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[29 - Oct-2009, مساء 02:25]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل
لكن هل آية اللعان في القرآن تعرضت لنفي الولد من عدمه أم الواضح أنها تتكلم عن زوج يريد إثبات حالة الزنا من زوجته دون شهود , فهل هي تعرضت بالسلب أو الإيجاب لنفي الولد؟؟
ثم متى يقال يحكم بالقافة ومتى يقال يحكم باللعان؟؟ على أن حديث زمعة المشهور النبي لم يحكم بالقافة!! فلا بد هناك تفصيل وحالات يتبين بها متى تكون القافة سبيلا شرعيا ومتى يكون الفراش سبيلا شرعيا ومتى يكون اللعان - إن صح - سبيلا شرعيا لإثبات الولد من نفيه؟؟
ثم في السؤال الثاني لماذا يجب اللعان على الزوج وهو لم يرها تزني بعد؟؟
أشكرك على مرورك وفي انتظار إيضاح أكثر منك ومن باقي الإخوة الأفاضل
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[29 - Oct-2009, مساء 09:38]ـ
المسألة أخي الكريم فارقها بين كونه في بطن أمه أو خارجاً عنه مستهلاً
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[30 - Oct-2009, صباحاً 11:25]ـ
لم أفهم أخي الفاضل ماذا تقصد وما علاقته بما أشكل علي؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[ولد ناصر]ــــــــ[30 - Oct-2009, مساء 06:41]ـ
ثانيا: هل الزوج إذا لم يطأ امرأته بعد ان طهرت من حيضها - بناء على أن الحامل لا تحيض - ثم وجدها حاملا قبل أن يطأها هل ذلك الولد لاحق به لامحالة لأنه صاحب الفراش وقد وطئها قبل حيضها؟؟ أم له أن ينفيه عنه؟؟ وإذا كان له نفيه عنه هل يشترط نفيه باللعان مع أنه لم يرها تزني بل علم أنها حامل ولم يكن وطئها؟؟ أم له أن ينفي ذلك الولد عنه من غير لعان؟؟ ومن قال من أهل العلم له نفيه من غير لعان؟؟
وجزاكم الله خيرا
المسألة الثانية الولد ليس للزوج قطعا وذلك لانه لم يطأ الزوجة في طهرها بعد الحيض (والحيض علامة خلو الرحم من الجنين) وللزوج اللعان لنفي نسب الطفل , لان الزوجة زانية.
(هذا اذا كان الحمل صحيح ولم يكن حمل وهمي)
يتفرع على المسألة مسألة هل يلزم الزوج ذلك؟
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[30 - Oct-2009, مساء 10:16]ـ
أوافقك أخي الفاضل أن الولد ليس للزوج في المسئلة الثانية , لكن لماذا يلاعن وهل رآها تزني؟؟
اللعان ثبت لمن رأى زوجته تزني ولم يكن له شهداء إلا أنفسهم , فلم اللعان أخي الفاضل؟؟
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[31 - Oct-2009, مساء 01:51]ـ
الولد لا ينتفي إلا باللعان ما لم تتزوج برجل آخر ولكن إذا نفاه عنه فور علمه به ينتفي عنه لأنه قد وجدت حالات كثيرة عند بعض النساء تلد الولد بعد مدة طويلة من طلاقها ويكون كان عالقاً بها مدة طويلة.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[31 - Oct-2009, مساء 02:08]ـ
يشك في زوجته النصرانية فهل له أن يتبرأ مما في بطنها
(يُتْبَعُ)
(/)
ما حكم الرجل المسلم الذي يتخلى عن ولده الذي لم يولد بعد بسبب طلاقه من زوجته النصرانية؟
ما هي عقوبة الوالد إذا نشأ هذا الولد في بيئة نصرانية والوالد ينكر بأن هذا ولده، الأشعة فوق الصوتية أثبتت الشبه بالوالد وهو يقول لزوجته بأنها كاذبة، قام هذا الرجل الأب بالخطبة مؤخراً وأدى نصحي له في هذا الموضوع إلى قطعه العلاقة بي التي دامت بيننا لمدة عشرين عاماً بسبب هذا الموضوع. هل هناك من نصيحة توجهها لهذا الرجل؟
الحمد لله
الأصل أن الولد ينسب إلى أبيه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم " الولد للفراش وللعاهر الحجر " رواه البخاري 2053، ومسلم 1457، ومعنى الحديث أن الولد يُنسب لزوج المرأة، وللزاني الخيبة والحرمان (الفتح 12/ 36)، وهذا النسب حق للولد لا يجوز الاعتداء عليه.
لكن إن تيقن الزوج أو غلب على ظنه أن الولد ليس منه، فله أن ينفيه، بملاعنته لزوجته.
ولا ينتفي الولد عند جمهور العلماء من المذاهب الأربعة بمجرد التبرؤ منه، ولو أقرت الزوجة بالزنا، بل لابد من اللعان.
وصفة اللعان ما جاء في قوله تعالى: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ. وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ. وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ. وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ) النور / 6 - 9.
فيقول الزوج أربعا: أشهد بالله إني لمن الصادقين فيما رميتها به من الزنا، أو أشهد بالله لقد زنيتِ وما هذا ولدي. ويزيد في الخامسة: لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين.
وتقول المرأة -إن لاعنت -: أشهد بالله إنه لمن الكاذبين، أو: أشهد بالله لقد كذب، وهذا الولد ولده. وتزيد في الخامسة: وأن غضب الله عليها إن كان من الصادقين.
وتتم الملاعنة في المسجد بحضرة جماعة من المسلمين مع الحاكم أو نائبه أو من حكّماه من المسلمين.
قال ابن عبد البر: (وكذلك لا يختلفون أن اللعان لا يكون إلا في المسجد الذي تجمع فيه الجمعة) فتح البر 10/ 525
وإذا تلاعن الزوجان، ترتب على ذلك أمور:
1 - درء حد القذف عن الزوج.
2 - درء حد الزنا عن الزوجة.
3 - الفرقة بين الزوجين، ولا تتوقف على حكم الحاكم، بل تقع بمجرد اللعان عند كثير من أهل العلم.
4 - التحريم المؤبد بين الزوجين.
5 - انتفاء الولد، فلا ينسب للزوج، بل ينسب لأمه، ولا يكون بينه وبين الزوج توارث ولا نفقة لكونه أجنبيا عنه.
ولاشك أن ترك الولد في بيئة نصرانية تؤثر عليه، أمر عظيم وخطير، ولهذا فإن على الزوج أن لا يقدم على الملاعنة ونفي الولد إلا بعد التثبت والتأني حتى يغلب على ظنه زنا الزوجة.
وإلا كان آثما إثما عظيما بظلمه لولده، وتعريضه للكفر والانحراف.
والله أعلم.
موقع الإسلام سؤال وجواب
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[31 - Oct-2009, مساء 04:26]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الفاضل
لكن محل الإشكال عندي كيف يلاعن الزوج وهو لم ير زوجته تزني؟؟؟ كيف يرميها بالزنا وهو لم يرها؟؟
نعم هو يتحقق أن ذلك الولد ليس منه - لو لم يطأها بعد طهرها - ثم ولدت , فكيف نأمره باللعان لنفي الولد؟؟
وقد ذهب كثير من أهل العلم أن لو نكح رجل امرأة فولدت ولدا لأقل من ستة أشهر من العقد لا يلحقه الولد ولا ينفيه بغير لعان!!
فما الفرق؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[31 - Oct-2009, مساء 06:23]ـ
أخي (مجدي) سأختصر عليك اختصاراً شديداً ..
أما كلامي السابق فكان للتفريق بين اللعان وبين القافة.
وأما كلامك المشكل الأخير فوق فقد قال أهل العلم أن مثل هذه الصورة تعتبر (قذفاً) وقذف الزوج لزوجته يوجب اللعان؛ فمن هنا وجب عليه اللعان ولو لم يرها.
ـ[ابو ربا]ــــــــ[31 - Oct-2009, مساء 11:48]ـ
الولد للفراش
هذا مقدم على القافة
ودليله قصة غلام ابن زمعة
ولهذا لا ينتفى الولد الا باللعان ولا ينتفى بالقافة ابدا
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[01 - Nov-2009, مساء 02:30]ـ
اخي الفاضل وفقك الله تقول:
محل الإشكال عندي كيف يلاعن الزوج وهو لم ير زوجته تزني؟؟؟
كيف يرميها بالزنا وهو لم يرها؟؟
الجواب: يرميها لانها حملت وهوغائب عنها او لانه راها تزني؟؟
والا فليكن ديوثا ولينسب الابن الحرام اليه
ثم لانقول:كيف لان هذا حكم الشرع نقول:سمعنا واطعنا
وارجع الى سبب نزول اية اللعان وممايشبهه في الحكم احاديث القسامة
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[01 - Nov-2009, مساء 04:35]ـ
لو أن رجلا تزوج امرأة ثم بعد خمسة أشهر - أو فترة أقل من ستة أشهر - أتت بولد , ما الحكم؟؟
ينتفي عن الزوج بلا لعان , راجع المغني لابن قدامة
فلماذا لا يقال هنا مثل ذلك؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[01 - Nov-2009, مساء 06:18]ـ
لو أن رجلا تزوج امرأة ثم بعد خمسة أشهر - أو فترة أقل من ستة أشهر - أتت بولد , ما الحكم؟؟
ينتفي عن الزوج بلا لعان , راجع المغني لابن قدامة
فلماذا لا يقال هنا مثل ذلك؟؟
: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ. وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ. وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ. وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ) النور / 6 - 9.
أخي الكريم أين رأيت في الآية أن اللعان إشتراط رؤية الزوجة تزني؟ الآية عامة في الرمي و لم تحدد سبب الرمي هل هو الرؤية أو بالحمل إنما سبب اللعان هو القذف متى قذف الزوج زوجته لزمه اللعان و الا الحد و القذف لا يكون بالرؤية فقط فكما أن الزنا يثبت بأربعة شهداء أو بالحمل لأقل من ست أشهر زواج كذلك اللعان فأصل اللعان قذف الزوجة و الآية لم تحدد رؤية أو غيرها و ان كان سبب الآية رؤية أحد الصحابة زوجته لكن العبرة بعموم اللفظ لا بسبب نزول الآية و الله أعلم
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[01 - Nov-2009, مساء 07:29]ـ
وما معنى قوله تعالى " ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم "؟؟ أليست هذه تدل على أن اللعان قائم مقام الشهود - الذين يرون جريمة الزنا - فكيف يقال اللعان يصح بلا رؤية الزنا؟؟ الآية ظاهرة جدا في رمى رجل زوجته بالزنا رآها وحده فقط وليس معه شهود غيره!!
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[01 - Nov-2009, مساء 08:09]ـ
وما معنى قوله تعالى " ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم "؟؟ أليست هذه تدل على أن اللعان قائم مقام الشهود - الذين يرون جريمة الزنا - فكيف يقال اللعان يصح بلا رؤية الزنا؟؟ الآية ظاهرة جدا في رمى رجل زوجته بالزنا رآها وحده فقط وليس معه شهود غيره!!
الشاهد شيئ و الرؤية شيئ آخر فالشاهد يشهد بما يعلم و ليس حتما بالرؤية فهذه شهادة خزيمة بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه بشهادتين و لم يشهد بما رأى إنما شهد بما يعلم و مما يبين ذلك فهم الفقهاء للآية بما شرحته لك سابقا و ليس بفهمك بل قد ذكر بعض المفسرين أن الظاهر ما قلته لك و ليس العكس.
قال القرطبي في تفسير الإية: " والذين يرمون أزواجهم " عام في كل رمي، سواء قال: زنيت أو يا زانية أو رأيتها تزني، أو هذا الولد ليس مني؛ فإن الآية مشتملة عليه. ويجب اللعان إن لم يأت بأربعة شهداء؛ وهذا قول جمهور العلماء وعامة الفقهاء وجماعة أهل الحديث. وقد روي عن مالك مثل ذلك. وكان مالك يقول: لا يلاعن إلا أن يقول: رأيتك تزني؛ أو ينفي حملا أو ولدا منها. وقول أبي الزناد ويحيى بن سعيد والبتي مثل قول مالك: إن الملاعنة لا تجب بالقذف، وإنما تجب بالرؤية أو نفي الحمل مع دعوى الاستبراء؛ هذا هو المشهور عند مالك، وقاله ابن القاسم. والصحيح. الأول لعموم قوله: " والذين يرمون أزواجهم ". قال ابن العربي: وظاهر القرآن يكفي لإيجاب اللعان بمجرد القذف من غير رؤية؛ فلتعولوا عليه، لا سيما وفي الحديث الصحيح: أرأيت رجلا وجد مع امرأته رجلا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (فاذهب فأت بها) ولم يكلفه ذكر الرؤية. وأجمعوا أن الأعمى يلاعن إذا قذف امرأته. ولو كانت الرؤية من شرط اللعان ما لاعن الأعمى؛ قاله ابن عمر رضي الله عنهم. وقد ذكر ابن القصار عن مالك أن لعان الأعمى لا يصح إلا أن يقول: لمست فرجه في فرجها. والحجة لمالك ومن اتبعه ما رواه أبو داود عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جاء هلال بن أمية وهو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم، فجاء من أرضه عشاء فوجد عند أهله رجلا، فرأى بعينه وسمع بأذنه فلم يهجه حتى أصبح، ثم غدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني جئت أهلي عشاء فوجدت عندهم رجلا، فرأيت بعيني وسمعت بأذني؛ فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جاء به واشتد عليه؛ فنزلت " والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم " الآية؛ وذكر الحديث. وهو نص على أن الملاعنة التي قضى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما كانت في الرؤية، فلا يجب أن يتعدى ذلك. ومن قذف امرأته ولم يذكر رؤية حد؛ لعموم قوله تعالى: " والذين يرمون المحصنات ".
الذي أراه و الله أعلم أنك لست مستشكلا المسألة انما أخدت موقفا و تدافع عنه و مادمت أخدت موقفا بتصورك فلا أرى حاجة في إتعاب الاخوة في شرح المسألة لك فالحكم على الشيئ فرع عن تصوره فالذي أنصحك به عدم إتعاب الاخوة بشرح شيئ أنت تعارضه مقدما إنما عليك بالنظر في كتب أهل العلم أولا و فهم المسألة على أصولها ثم الحكم عليها أو أنك تصرح من البداية أنك ترجح قول بعض الفقهاء في الرؤية فقط و تناقش الإخوة في الأرجح في الحامل فربما الإخوة هنا يشرحون لك موقف بعض الفقهاء لكن لا يرجحون قولهم فهناك فرق بين شرح قول بعض الفقهاء و بين ترجيح الأدلة فقد يجيب المجيب ظنا منه أن الموضوع مجرد شرح ما قاله بعض الفقهاء فإذا بالموضوع يتحول نقاشا على الراجح في المسألة لذلك لابد من الطرح الجيد للموضوع حتى لا تضيع الأجوبة هكذا و يستفيد الجميع و الله أعلم.(/)
حكم من يحب شكل الخنزير أو الأفاعي او الفأرة وغيره
ـ[ايمان نور]ــــــــ[29 - Oct-2009, صباحاً 02:42]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
ما حكم من يحب خلقة حيوان عده الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم من الفويسقات كالفأرة والغراب والأفاعي والحدأة والحيات أو الخنزير
فهل حبها والتمعن فيها والتدبر في خلق الله وإتقان الصنعة يتنافي مع الامر بقتلها أو مع أن الله لا يحب الفساد؟
ما أظنه أنه لا تعارض فنحن نكره الفسق في تلك الحيوانات ولذلك لا نأكلها ونقتلها ولكن مثلا بالنظر في بعض الأقوال وهو المذهب المالكي على ما أذكر أباح أكل الحيات إذا تم إخراج سمها وبالتالي من يأكلها سيحبها بالطبع ومانحبه فيها ليس الفساد بل الخلقة وإتقان الصنع
فهل هذا صحيح بارك الله فيكم؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[29 - Oct-2009, مساء 04:39]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحب والبغض عمل قلبي له أسباب متعددة، والمؤمن من كان حبه لله وبغضه لله، يحب الشيء لا يحبه إلا لله، ويبغض الشيء لا يبغضه إلا لله.
والحكم الشرعي للحب بحسب سببه وما يتعلق به ويترتب عليه فمن أحب شيئًا لسبب لا يرضى عنه الله كان حبه محرمًا، ومن أحب شيئًا لسبب يرضى الله عنه لكن أوصله ذلك الحب لما يغضب الله عز وجل كان حبه محرمًا وتعين عليه تركه.
وإظهار الحب والتعاطف تجاه هذه الأشياء لأنها من خلق الله أمر لا حرج فيه لكن يكون بقدره فبقية الأشياء من خلق الله وتظهر فيها عظمته ربما أكثر من هذه الأشياء فيكون الحب بحسب ذلك.
وحتى لو استشعر الإنسان جانب عظمة بعينه في خلق تلك المخلوقات ينبغي أن لا يدفعه ذلك إلى أمر محرم فيما يتعلق به.
ولنضرب مثلا بالكلب:
فالكلب من المخلوقات التي تجر نفعًا على بني آدم وفيه وفاء يضرب به المثل، لكن لا يمنع هذا من الاحتراز من لعابه وأنه نجس إذا أصاب الإناء يجب غسله وتطهيره، فلا حرج أن يحب المسلم من الكلب وفاءه ويبغض فيه نجاسته. والله أعلم
وهذا الأمر يحتاج إلى مزيد بيان لعل أحد الأفاضل يجد الوقت له.
ـ[ايمان نور]ــــــــ[03 - Nov-2009, مساء 08:34]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم أخي الفاضل وزادكم علما ونفعاً آمين.
ـ[أسامة]ــــــــ[03 - Nov-2009, مساء 10:44]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أوفيت يا شيخ عليّ ... فما تركت.
سؤال ممتاز وإجابة ماتعة.
جزاكم الله خيرًا.
ـ[ايمان نور]ــــــــ[13 - Nov-2009, مساء 07:06]ـ
وبارك الله فيك ورفع قدرك
وتذكرت في هذا الموضع الجمع بين المحبة الطبيعية للإنسان الكافر إن كانت زوجة أو أب وغيره والجمع بينها وبين التبرؤ منه.(/)
ما الطريقة المثلى لفهم كتب أحكام القرآن الثلاثة (ابن العربي - إلكيا الطبري - الجصاص)؟
ـ[فرحان العراقي]ــــــــ[29 - Oct-2009, صباحاً 07:04]ـ
إخوتي الأحبة: أريد آلية لفهم كتب أحكام القرآن الثلاثة ((ابن العربي-إلكيا الطبري -الجصاص)):كما أوصى بها فضيلة الشيخ العلامة عبد الكريم الخضير , فهل من مرشد بارك ربي فيه؟(/)
(كتاب المختصر المفيد من عقائد أئمة التوحيد) قدم له ابن جبرين (ومعلومات عن كتب للمؤلف)
ـ[الغيهبي القضاعي]ــــــــ[29 - Oct-2009, مساء 07:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..........
هذا كتاب المختصر المفيد من عقائد أئمة التوحيد للشيخ الفاضل /مدحت بن الحسن آل فراج -حفظه الله- (وهو ممن طلب العلم عند الشيخ ابن جبرين) وهو كتاب نفيس جداً طبع مرتين الأخيرة بمكتبة الرشد وسرعان ما ينفذ الكتاب من المكتبات
وهذه نسخة منه وجدتها على الشبكة 4 shared.com - free file sharing and storage (http://www.4shared.com/file/87660617...9a3/_____.html)
أو http://up2.m5zn.com/download-2009-3-10-10-8ks4inrri.rar (http://up2.m5zn.com/download-2009-3-10-10-8ks4inrri.rar)
( منقول)
أيضاً للشيخ مجموعة من الكتب جلها -إن لم يكن كلها- في التوحيد وينصح باقتنائها كلها (بدون استثناء) وهي:-
1 - (فتاوى الأئمة النجدية حول قضايا الأمة المصيرية) قدم له الشيخ العلامة عبدلله بن جبرين -رحمه الله- وهوكتاب معروف عند طلاب العلم،طبع الطبعة الأولى بدار ابن خزيمة والثانية بالرشد
2 - (المختصر المفيد من عقائد أئمة التوحيد) قدم له الشيخ المحدث عبدالله بن عبدالرحمن السعد -حفظه الله-
3 - (العذر بالجهل تحت المجهر الشرعي) قدم له العلامة ابن جبرين -رحمه الله- وقال عنه:"هذه الرسالة أوفى ما كتب في هذا الباب" والشيخ عبدالله الغنيمان والشيخ عبدالله السعد، طبع الطبعة الأولى بالرشد وأعادوا طبعته مراراً آخرها الطبعة السادسة عام 1428 هـ ثم طبع مؤخرا بدار أطلس الخضراء بإضافة تقديم الشيخ الغنيمان و الشيخ السعد
4 - (آثار حجج التوحيد في مؤاخذة العبيد) قدم له العلامة ابن جبرين رحمه الله، طبع بدار الأخيار
5 - (فتح العلي الحميد في شرح كتاب مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد-للإمام محمد بن عبدالوهاب-) طبع بدار الأخيار
6 - (شرح كتاب الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد للإمام الشوكاني) قدم له العلامة لبن جبرين -رحمه الله- طبع بدار التدمرية (نزل بمكتبة التدمرية قبل أسبوعين تقريبا)
ـــــ وله أيضا سلسلة تقريب تراث شيخ الإسلام ابن تيمية في العقائد والأحكام - صدر منه الرسالة الأولى (دليل الفطرة والميثاق) طبع بالرشد
ـــــ وله أيضا كتيب اسمه (كيف تدعوا ملحدا) قدم له العلامة ابن جبرين -رحمه الله-، طبع بالرشد
نسأل الله أن يحفظ الشيخ وأن يبارك بعلمه وأن ينفع به الإسلام والمسلمين ........
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[29 - Oct-2009, مساء 08:21]ـ
الغيهبي القضاعي جزاك الله كل خير وبارك فيك على رابط الكتاب وعلى ذكر بقية كتب الشيخ حفظه الله
علماً بان الرابط الاول يعطي رسالة بان الملف غير صالح والرابط الثاني يرفض ان يفتح معي كذلك
ولكن لعلي ابحث عن الكتاب في مكتبة الرشد ويكفي ان الكتاب من تقديم شيخنا ابن جبرين رحمه الله
ـ[الغيهبي القضاعي]ــــــــ[30 - Oct-2009, مساء 02:48]ـ
الغيهبي القضاعي جزاك الله كل خير وبارك فيك على رابط الكتاب وعلى ذكر بقية كتب الشيخ حفظه الله
علماً بان الرابط الاول يعطي رسالة بان الملف غير صالح والرابط الثاني يرفض ان يفتح معي كذلك
ولكن لعلي ابحث عن الكتاب في مكتبة الرشد ويكفي ان الكتاب من تقديم شيخنا ابن جبرين رحمه الله
وفيك بارك ............
لعلي وهمت في العنوان (قدم له ابن جبرين) ولكن قدم له (الشيخ السعد) كما ذكرت ذلك في الفقرة الثانية ...........
وجزيت الخير
ـ[الدكتور حسين حسن طلافحة]ــــــــ[27 - Dec-2009, مساء 07:42]ـ
كتاب المختصر المفيد من عقائد أئمة التوحيد، بتقديم المحدث، الكبير، عبد الله السعد.(/)
تحقيق الخلاف في إدراك الركعة لمن أدرك الركوع -الجزء الثاني
ـ[صالح بن محمد العمودي]ــــــــ[29 - Oct-2009, مساء 11:57]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصل الله تعالى وسلم على رسوله وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأشكر كل من الإخوة الأفاضل الذين مروا على موضوعي في الجزء الأول، ولقد شرفني مورورهم الكريم، وإني وقبل الشروع في الجزء الثاني من البحث في المسألة، أرى من المفيد، بل الضروري أن أسوق هذه المقدمة، والتي أعتبرها مهمة جدا، وهي كالآتي، فأقول وبالله أستعين:
أولا: إن من المعروف لدى كل ذي حس سليم أن تكون غيرة المسلم على دينه الإسلامي، وعلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى صحابة رسوله صلى الله عليه وسلم أكبر وأعظم وأشد من كل مخلوق، وإني ما لامسته هنا، هو عكس ذلك تماما، إلا ما رحم ربي، فتجد البعض هدانا الله وإياه، عندما نذكر عالم بلفتة مهذبة، وبأسلوب علمي مبينا فيها بعض الملاحظات والاستدراكات المهمة، وهي في الحقيقة تمس جانب ديننا الإسلامي أولا وآخرا، وتصب في اتجاه وبيان القول الراجح من القول المرجوح، ولكن ترى البعض منا وللأسف الشديد، يضجر ويصخب، بل ويقلب عليك أخلاقه السقيمة، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وكأنه لا يعلم أو تناسى أن هناك ملكين يسجلان عليه كل ما يلفظ به من خير أو شر، وأنه بذلك يتصدق بحسناته على من ظلمهم من إخوانه المؤمنين، وكان الأولى والأحرى له ولأمثاله أن يعرفوا أن أصحاب المنهج السديد يتبعون الحق وينشدونه أيا كان، ومن أي صدر خرج، صغيراً أو كبيرا، حقيراً أو عظيما، فهم يقبلون الحق من قائله، وإن كان صغيراً، ويردون الباطل على صاحبه وإن كان كبيرا، يقودهم الى ذلك التجرد لله عز وجل، والحرص على اتباع سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وهم بذلك يعرفون الرجال بالحق، ولا يعرفون الحق بالرجال، فيجب علينا نحن كمسلمين أولا، ومتقيدين بالسنة ثانيا، وبمنهج سلفنا الصالح رضوان الله عليهم أجمعين ثالثا، أن تكون غيرتنا على الحق دوما وأبدا هي الغاية المثلى، وهو تحقيقنا إلى الهدف المرجو دائما والغاية الحميدة بإذن الله تعالى.
ثانيا: دعك عنك التعصب المذهبي، ولا تتقيد بعالم واحد، أو بمجوعة محددة من العلماء الربانيين، بل اجعل لهمتك الفذة أن تكون مثل النحلة، تنتقل من زهرة إلى زهرة، وتأتي لنا بالعجائب من الفوائد، فـ (يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس)، أما إذا تقيدت بالعالم الفلاني، أو بمجموعة معينة من العلماء فقط، فقد تتعصب لهم وتحيد عن جانب الصواب، وهذا ما لمسته في هذا المنتدى المبارك، وقديما قالوا: الحب يعمي ويصم، ولأنك وبهذه الطريقة قد فقدت عن نفسك الحظ العظيم، والعلم الغزير والمفيد.
ثالثا: لا تتعجل في رمي الكلام جزافا، ومن أمثلة ذلك أن تقول: هذه المسألة شبه إجماع بين العلماء والأئمة!، أو تقول: بل كادت تكون إجماعا!، فليس من الجيد لطالب العلم أن يستعجل برمي الكلام على عواهنه دون أن يتأكد من المسألة، وقد أعجبتني مقولة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى حينما قال فيمن يدعي الإجماع بأنه كاذب فما يدريه، لعل الناس اختلفوا، وهذه المسألة التي سوف أعرضها عليكم إن شاء الله مما اختلف الناس فيها قديما وحديثا.
رابعا: يجب علينا كطلاب علم أن يحترم بعضنا البعض الآخر، وأن نجعل هذا المنتدى المتميز أن يرتقي بأخلاق أعضائه، وعلو همتهم وعلمهم وبمنهجهم المستقيم بعض المنتديات الأخرى، والتي تدعي وتزعم بأنها على المنهج السلفي!، وتجد في منتداهم ما يندى له الجبين، والله المستعان على ما يصفون.
وأما في هذا المنتدى المبارك والصرح القويم، نجد من يخوض وللأسف من السوقة، وأرباب العامة، ومن أصحاب الفكر السقيم، فلا يراعون حُرمة هذا المجلس العلمي، فإن كان ولا بد، فلنجعل هذا الإحترام على الأقل من أجل القراء الكرام، والذين يحسنون الظن بهذا المجلس العلمي، وهم في إزدياد، ولله الحمد والمنة، ولنجعل خلافاتنا ومشاكلنا خارج هذا المنتدى، وهذا بالطبع إذا أردنا الخير والمصلحة للجميع.
(يُتْبَعُ)
(/)
خامسا: قد يذكر البعض من القراء الكرام بأن العالم الفلاني قد حسن هذا الحديث أو قد صححه، أو حتى قد ضعفه، ولكن أقول له: أنظر رحمك الله إلى التحقيق العلمي، ولا تنظر إلى التقليد المجرد عن الدليل والحُجة، وأن لا يكون أحدنا إمعة للمحدث أو العالم الفلاني، تماشيا مع عواطفه، دون أن يكون له مستند ودليل علمي أو حُجة واضحة كالشمس في رابعة النهار، وحتى تكون أخي في الله على بينة من حكمك على الحديث أو المسألة، وأنت مقتنع تماما، وكما قيل: الحكم على الشيء فرع من تصوره.
سادسا وأخيرا وليس آخرا: ثق دائما وأبدا أن الحق ليس دائما معك، ولتعترف في قرارة نفسك بأن الصواب قد يخالفك أحيانا، وقد يكون عند مخالفك وخصمك كما تدعي، ولكن وللفايدة بقية لا يمكنك أن تكون من أولئك القوم على الحق والصواب، ومن ثمى التمسك به إن شاء الله، إلا إذا تركت هذا التعصب الأعمى، والتقليد البليد، ونبذت وراء ظهرك هذه الأمور الجاهلية، والمغلوبة على طبع ابن آدم، إلا ما رحم ربي، ووضعتها تحت قدمك، وأرجو أن لا تكون أيها القاري اللبيب منهم، وهذا ما أنشد إليه.
ملاحظة: لقد أصبح دخولي على المجلس العلمي قليلا جدا، فمعذرة على ترك التعقيب، والآن ... لندخل في الجزء الثاني من المبحث في تحقيق الخلاف في إدراك الركعة لمن أدرك الركوع، وهو عبارة عن بحث مختصر وعلى رؤوس أقلام، وبالمناسبة .. الإخوة الأفاضل الذين مروا على الموضوع سابقا، قد ذكروا أدلة الفريقين وبدون استثناء، فجزاهم الله عني خير الجزاء، فلا أحب أن أعيد ذكر الأدلة مرة أخرى، ولكن أريد أن أبين بعض الوقفات المهمة، والتي تعتبر إشكالات لمن قال بإدراك الركعة لمن أدرك الركوع!.
فأول هذه الوقفات هي: أن الذين أجازوا إدراك الركوع من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لم يروا القراءة أصلا خلف الإمام، وأنتم لا تقولون بذلك!، بل ترون بأن قراءة الفاتحة ركن من أركان الصلاة، فأصبحت المسألة تتكون من ثلاثة أقوال:
القول الأول: لا يرى القراءة خلف الإمام وهم: أبو بكر الصديق وابن مسعود وابن الزبير وزيد بن ثابت وابن عمر وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم.
والقول الثاني: من أوجبوا قراءة الفاتحة خلف الإمام وهم: أبو هريرة وأبو سعيد الخدري وعائشة رضي الله عنهم أجمعين.
والقول الثالث: توسطوا بين الحكمين، فأوجبوا قراءة الفاتحة خلف الإمام، ولكنهم أسقطوها في حالة إدراك الإمام راكعا، وهم قول الأئمة الأربعة وعلى حسب علمي! لم يقل بهذا القول الأخير أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فأصبح هذا القول يخالف هدي النبي صلى الله عليه وسلم والذي أمر المسيء في صلاته بقراءة الفاتحة في كل ركعة كما جاء في صحيح البخاري بلفظ: ((وافعل ذلك في صلاتك كلها)) فتأمل!.
الوقفة الثانية: قد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكرة رضي الله عنه عن العود مستقبلا إلى ذلك، حيث قال صلى الله عليه وسلم: ((زادك الله حرصا ولا تعُد))، والاحتجاج بشيء قد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه مستقبلا لا يصح أن يُستدل عليه على إدراك الركعة، فتفكر!.
الوقفة الثالثة: من المعلوم أن القيام وقراءة الفاتحة والركوع والرفع من الركوع والسجود، كلها أركان من أركان الصلاة، فمن فاته ركن من أركانها، فإنه يلزمه أن يقضيه بعد الصلاة، لقوله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أتيتم الصلاة فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا)) فمن فاتته قراءة الفاتحة والقيام، فعليه أن يقضي ذلك بعد الصلاة كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يخصص شيء من أركان الصلاة إلا بدليل، سواء من الكتاب أو السنة أو إجماع الصحابة، وهو الذي لم يثبت هنا في هذه المسألة، بل الثابت هو خلاف ذلك.
الوقفة الرابعة: الذين أستدلوا على إدراك الركعة أتوا بأدلة فيها نظر، فمن هذه الأدلة استدلالهم بحديث ابن الزبير رضي الله عنهما والذي يقول فيه: إذا دخل أحدكم المسجد والناس ركوع فليركع حين يدخل، ثم ليدب راكعا حتى يدخل في الصف؛ فإن ذلك السنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: كيف يستدل بهذا الأثر وإسناده ضعيف!، لأن في الإسناد ابن جريج المكي مدلس، ولم يصرح بالسماع من شيخه عطاء، وقال الدارقطني رحمه الله: تجنب تدليسه، فإنه قبيح التدليس، لا يدلس إلا فيما سمعه من مجروح.
وكذلك استدلالهم بحديث أن أبا بكر وزيد بن ثابت رضي الله عنهما دخلا المسجد والإمام راكع فركعا , ثم دبا وهما راكعان حتى لحقا بالصف، فهو أثر ضعيف بل منقطع، لأن أبا بكر بن عبد الرحمن لم يدرك أبا بكر الصديق رضي الله عنه.
وكذلك استدلالهم بأثر ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: إذا جئت والإمام راكع , فوضعت يديك على ركبتيك قبل أن يرفع رأسه فقد أدركت.
قلت: هو أثر ضعيف أيضا، فيه ابن جريج، وهو مدلس ولم يصرح بالسماع من نافع، وقد قال فيه أحمد بن صالح المصري: إذا أخبر الخبر فهو جيد، وإذا لم يخبر، فلا يعبأ به.
إذن الثابت من هذه الأثار هو أثر ابن مسعود، وزيد بن ثابت رضي الله عنهما، وهو منهما اجتهاد في مقابل ما اجتهد من بقية أصحاب القول الآخر من الصحابة أبو هريرة وأبو سعيد الخدري وعائشة رضي الله عنهم أجمعين، وكما هو معروف لديكم أن قول الصحابي فيما يجوز فيه الاجتهاد ليس بحجة، فكيف إذا خالف بعض الصحابة!، وليس قول بعضهم بحجة على الآخر، ودعوي إجماع الصحابة في هذه المسألة غير صحيحة، فتنبه جزاك الله خيرا.
الوقفة الخامسة: قولهم بأن المراد بنهي النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكرة رضي الله عنه عندما قال له: ((زادك الله حرصا ولا تعُد)) هو الإسراع في المشي ليس إلا، وأستدلوا بحديث أبي بكرة رضي الله عنه في رواية عند الإمام أحمد بلفظ: جاء والنبي صلى الله عليه وسلم راكع، فسمع النبي صلى الله عليه وسلم صوت نعل أبي بكرة وهو يحضر، يريد أن يدرك الركعة، فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من الساعي؟)) قال أبو بكرة: أنا، قال: ((زادك الله حرصا، ولا تعد)).
قلت: لا يُفرح بهذه الراوية، ففي إسنادها بشار الخياط، ضعفه ابن معين والإمام الذهبي، وكذلك ما جاء في رواية عند الإمام الطحاوي في مشكل الأثار بلفظ: جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم راكعا، وقد حفزني النفس، فركعت دون الصف، ثم مشيت إلى الصف، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة قال: ((أيكم الذي ركع دون الصف؟)) قال أبو بكرة: قلت: أنا قال: ((زادك الله حرصا ولا تعد)) أيضا هو حديث ضعيف في إسناده بكار بن قتيبة لم يوثقه إمام معتبر، وكذلك بما جاء عند ابن السكن في صحيحه بلفظ: أقيمت الصلاة فانطلقت أسعى حتى دخلت في الصف، فلما قضى الصلاة، قال: ((من الساعي آنفا؟))، قال أبو بكرة: فقلت: أنا، فقال: ((زادك الله حرصا ولا تعد))، قلت: من الإنصاف أن أقول بأن هذا الحديث الأخير لم يُنظر في إسناده، لأن الكتاب مفقود، فيقال لمن احتج بهذا الحديث لمذهبه أن يقال له أثبت بأن الحديث صحيح أولا.
الوقفة السادسة: قولهم بأن لفظة: ((ركعة)) الذي ورد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من أدرك ركعة من الصلاة، فقد أدرك الصلاة)) بأن المقصود من هذا الحديث هو الركوع، وأيدوا هذا الحمل برواية ابن خزيمة بلفظ: ((من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدركها قبل أن يقيم الإمام صلبه)) وبما جاء من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أيضا، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا جئتم والإمام راكع، فاركعوا، وإن كان ساجدا فاسجدوا، ولا تعتدوا بالسجود إذا لم يكن معه الركوع)).
قلت: استدلالهم بهذه الأحاديث فيه عدة ملاحظات:
أولها: أن المقصود من هذا الحديث الوارد في صحيح البخاري هو بيان إدراك فضل الجماعة فقط، وليس المقصود منه قطعا بإدراك الركوع، ويؤيده ما جاء في رواية لمسلم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من أدرك ركعة من الصلاة مع الإمام، فقد أدرك الصلاة)).
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانيا: أن رواية ابن خزيمة في إسنادها يحيى بن حميد قال الإمام البخاري رحمه الله: وأما يحيى بن حميد فمجهول لا يُعتمد على حديثه غير معروف بصحة، والثقات الذين رووا هذا الحديث عن الزهري لم يذكروا هذه الزيادة منهم عبيد الله بن عمر، ويحيى بن سعيد، وابن الهاد، ويونس، ومعمر، وابن عيينة، وشعيب، وابن جريج وحسبك هؤلاء.
ثالثا: وأما استدلالهم بالحديث الأخير، فهو حديث ضعيف أيضا، في إسناده مجهول، وقول بعضهم بأن هذا الرجل المجهول صحابي!، نقول لهم: وما أدراكم بذلك؟، وأيضا ولو افترضنا أنه كان صحابيا! لقال التابعي الراوي عنه ذلك، لشرف القربة والمنزلة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ولما سكت وكتم حال الراوي عنه، فتأمل هذا منصفا بارك الله فيك.
ونقول لهم أيضا، قد ورد في السنة المطهرة أحاديث يقول الراوي أو التابعي فيها إذا روى حديث عن رجل ولم يسمه وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه يبين حال الرجل، كما في هذه الأحاديث المنتقاة:
الحديث الأول: قال الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه: حدثني أبو الطاهر، وحرملة بن يحيى، قال أبو الطاهر: حدثنا، وقال حرملة: أخبرنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، وسليمان بن يسار، مولى ميمونة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأنصار، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقر القسامة على ما كانت عليه في الجاهلية.
الحديث الثاني: قال الإمام ابن خزيمة رحمه الله في صحيحه: وروى هذا الخبر سفيان بن سعيد الثوري، وهو ممن لا يدانيه في الحفظ في زمانه كثير أحد , عن زيد بن أسلم، عن صاحب له عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يفطر من قاء، ولا من احتلم، ولا من احتجم)).
الحديث الثالث: قال الإمام أبو داود رحمه الله في سننه: حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن حميد الأعرج، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن عبد الرحمن بن معاذ، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال: خطب النبي صلى الله عليه وسلم الناس بمنى ونزلهم منازلهم فقال: ((لينزل المهاجرون ها هنا)) وأشار إلى ميمنة القبلة ((والأنصار ها هنا)) وأشار إلى ميسرة القبلة ((ثم لينزل الناس حولهم)) وغيرها الكثير والكثير من الأحاديث والتي يقول الراوي أو التابعي إذا روى عن صحابي ولكن لم يذكر اسمه يبين على الأقل بأنه من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ولما سكت عن بيان حاله، فتأمل هذا حفظك الله.
الوقفة السابعة: الذين قالوا بإدراك الركعة، قد اختلفوا في كيفية وشروط إدراك الركعة!، فمنهم من قال: يأتي بتكبيرة الإحرام أولا وهو قائم، ثم يكبر للركوع، ويقول: سبحان ربي العظيم، ويطمئن راكعا، وإلا لم يدرك الركعة، ومنهم من قال بالقول الأول، ولكنهم لم يوجبوا الإطمئنان وهذا عجيب!، ومنهم من قال بالقول الأول، ولكنهم لم يوجبوا التسبيح في الركوع!، ومنهم من قال بالقول الأول، ولكنهم لم يوجبوا تكبيرة الركوع، ومنهم من قال بالقول الأول، ولكنهم لم يوجبوا أن يأتي بتكبيرة الإحرام قائما وهذا أعجب!.
ومنهم من ترك جميع هذه الأقوال، وقال: يلزمك فقط أن تكبر تكبيرة الإحرام، وتضع يديك على ركبتك، ومنهم من قال: إذا كبر قبل أن يرفع الإمام فقد أدرك الركعة، وإن لم يركع قبل رفعه، ومنهم من قال: لو أتيت والإمام قد بدى في رفع رأسه، ولم يرفع المأموم رأسه بعد، فإنك تستطيع أن تركع وتدرك الركعة، لأن المأمؤمين أئمة، بعضهم لبعض!، ومنهم من قال: إذا كبر بعد رفع رأسه من الركوع قبل أن يسجد الإمام اعتد له بالركعة!.
فبأي القول نأخذ؟!، وهل نقول بالقول الأول أو الثاني أم القول الثالث، وهكذا دواليك!، وهل كل هذه الأقوال بُينيت على الأدلة؟، أم أنها كانت اجتهادات؟.
ونقول لمن يزعم أن أبا بكرة رضي الله عنه قال بكذا ... أوفعل كذا، أو قال وأخذ بقول كذا!، فعليه بالدليل، ولن يجد له دليلا، ودونه خرق القتاد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ونقول لمن يحتج بإجزاء الركعة بمجرد إدراك الركوع مؤيدا بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر أبا بكرة رضي الله عنه بإعادة الصلاة، فهل نقول أن الذي يتكلم في صلاته متعمدا لا تبطل صلاته!، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر الصحابي الجليل معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه بإعادة الصلاة، والقصة معروفة، وسوف أذكرها قريبا إن شاء الله.
ونقول لهم أيضا: ما هو مقدار جواز المسافة في أن يمشي المأمؤم في صلاته وهو في حالة الركوع؟.
هل هو مقدار أن يمشي قدر صف؟! أو أن يمشي قدر صفين؟! أو ثلاثة؟! أو حتى عشرة؟! وهكذا فلتكن هذه الأقوال التي ليس لها حظ من الدليل!، ثم نقول لمن يزعم بمقدار المشي سواء قال بقدر عدد معين، أين الدليل على صحة ما ذهبتم إليه من القول؟!.
ولهذا بأبي هو وأمي صلوات الله وسلامه عليه اختصر هذه الإجابات والاشكاليات والاستفسارات، وقال: ((زادك الله حرصا، ولا تعُد)).
فكلنا نظرنا إلى الجزئية الأولى من لفظ الحديث، وتركنا الجزئية المهمة وهي الغاية من الحديث، وهي فصل الخطاب، ألا وهي قوله صلى الله عليه وسلم: ((ولا تعُد)) أي في المستقبل، أي فكأنه يقول له صلى الله عليه وسلم هذه المرة قبلت واجزيت عنك صلاتك، وسواء فعلت أو أسقط أو تركت، أم في المستقبل فلا تُقبل صلاتك، ومثله كمثل حديث معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه، الذي تكلم في صلاته، وهو في صحيح مسلم حيث قال رضي الله عنه: بينا أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ عطس رجل من القوم، فقلت: يرحمك الله، فرماني القوم بأبصارهم، فقلت: واثكل أمياه، ما شأنكم؟ تنظرون إلي، فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يصمتونني لكني سكت، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبأبي هو وأمي، ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه، فوالله، ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني، قال: ((إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن)) ولهذا لم يأمره النبي صلى الله عليه وسلم بإعادة الصلاة، لأن فعله رضي الله عنه كان من غير علم ومعرفة بالحكم، فبمثل هذا القول نقول في حديث أبي بكرة رضي الله عنه، وهو النهي عن فعل ذلك في المستقبل، وكذلك لما جاء في رواية في المحلى بالآثار وبلفظ: أن أبا بكرة رضي الله عنه دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى وقد ركع، فركع ثم دخل الصف وهو راكع، فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أيكم دخل الصف وهو راكع؟)) فقال له أبو بكرة: أنا، قال: ((زادك الله حرصا ولا تعد)) فبيّن هذا الحديث الصحيح الصريح، النهي في أن يحتسب المصلي إذا أدرك الإمام في حالة الركوع ركعة مجزية ما لم يدرك القيام وقراءة الفاتحة، فتنبه لهذا وفقك الله.
وكذلك مما يُنبه به أيضا أن الطريق الصحيح لمعرفة القول الراجح من القول المرجوح في هذه المسألة، هو الرجوع إلى الكتاب والسنة، وبفهم السلف الصالح رحمهم الله، ثم التثبت مما ورد فيهما من الأدلة، والنظر في دلالات نصوصهما، وليس هناك طريق آخر لذلك البتة.
وفي النهاية تذكر هذه القاعدة جيدا وهي: إذا كنت تقرأ مايُعجبك فقط، إذا فإنك لن تتعلم ابدا، والله أعلى وأعلم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أبوإبراهيم المحيميد]ــــــــ[31 - Oct-2009, صباحاً 12:02]ـ
هذه المسألة قد نقل ابن عبدالبر الإجماع فيها بأنه مدرك للركعة كما في الإستذكار.
ـ[صالح بن محمد العمودي]ــــــــ[05 - Nov-2009, صباحاً 10:21]ـ
أخي الفاضل أبوإبراهيم، شكرا لك على هذه المداخلة، ولكن أحب أن انبهكم بارك الله فيكم على أن الإمام الحافظ ابن عبد البر رحمه الله فهو مع علمه وجلالته وسعة اطلاعه قد يذكُر كثيرا من الإجماع في المسألة، والخلاف فيها مشهور.
وعلى سبيل المثال أنظر حفظك الله إلى كتابه التمهيد!، فقد بلغت المسائل التي يذكر فيها الإجماع أكثر من سبع مائة مسألة، وفيها خلاف مشهور!، كما أحصاها مؤلف كتاب الإجماع لابن عبد البر فؤاد الشلهوب وعبد الوهاب الشهري، وإلا كيف خُفيت عليك أقوال المخالفين.
وللفايدة أيضا؛ انظر وفقك الله إلى كتاب إجماعات ابن عبد البر في العبادات جمعا ودراسة للبوصي ( http://malikiaa.blogspot.com/2009/07/blog-post_7158.html).
ولهذا قال قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى الكبرى (3|370): ولا تعبأ بما يُفرض من المسائل ويُدّعى الصحة فيها بمجرد التهويل، أو بدعوى أن لا خلاف في ذلك، وقائل ذلك لا يعلم أحدا قال فيها بالصحة، فضلا عن نفي الخلاف فيها، وليس الحُكم فيها من الجّليات التي لا يُعذر المخالف فيها، وفي مثل هذه المسائل قال الإمام أحمد: من ادعى الإجماع فهو كاذب، فإنما هذه دعوى بشر وابن علية يريدون أن يبطلوا السنن بذلك، يعني الإمام أحمد رحمه الله أن المتكلمين في الفقه من أهل الكلام إذا ناظرتهم بالسنن والآثار، قالوا: هذا خلاف الإجماع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن بن رضوي]ــــــــ[20 - Apr-2010, مساء 05:02]ـ
يا أخي صالح إذن حديث "من أدرك الركوع فقد أدرك الركعة" هل هو حديث ضعيف
ـ[أبو محمد الفرحان]ــــــــ[20 - Apr-2010, مساء 05:33]ـ
أحسن الله إليك
أين أجد الجزء الثاني من البحث
هلا وضعت الرابط
ـ[أبو محمد الفرحان]ــــــــ[24 - Apr-2010, مساء 01:14]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=28904
وجدته والحمد لله(/)
مقدار نصاب الزكاة من النقدين الفضة والذهب وما يقوم مقامهما من ريال السعودي
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[30 - Oct-2009, صباحاً 07:37]ـ
مقدار نصاب زكاة النقدين الفضة والذهب وما يقوم مقامهمامن ريال السعودي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد
فهذا تلخيص لمسألة تحديد مقدار نصاب زكاة النقدين: الفضة والذهب وما يقوم مقامهما من ريال السعودي، لاشك أن العلة في النقدين الثمنية لأنهما أثمان المبيعات وقيم المتلفات والقياس إنما هو على العلة لا على الأسماء.
قال مالك: " لو أن الناس أجازوا بينهم الجلود حتى يكون لها سكة وعين لكرهتها أن تباع بالذهب والورق نظرة ". المدونة الكبرى لمالك 8/ 396
مقدار نصاب الفضة وما يقوم مقامها من ريال السعودي
نصاب الفضة مائتا درهم بإجماع الأمة وهي خمسة أواق والأوقية الواحدة أربعون درهماً ووزن مائتي درهم (595) غراماً وسعر كيل الفضة 2178 ريال للكيل الواحد وهذا بتاريخ 10/ 11 / 1430 هـ وبذلك يصبح مقدار النصاب بريال السعودي (1295)، 91 هللة وذلك في هذا التاريخ الذي أعلاه لأن قيمة الفضة تتغير بتغير السوق. وإليك بعض الأدلة وأقوال بعض العلماء:
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس فيما دون خمس ذود من الإبل صدقة وليس فيما دون خمس أواق صدقة وليس فيما دون خمسة أوسق صدقة ".
أخرجه البخاري رقم (1378) 2/ 524، ورقم (1340) 2/ 509، ومسلم رقم (979) 2/ 673.
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله:" أجمع جميع العلماء على أن نصاب الفضة مائتا درهم شرعي ووزن الدرهم الشرعي ستة دوانق وكل عشرة دراهم شرعية فهي سبعة مثاقيل والأوقية أربعون درهماً شرعياً وكل هذا أجمع عليه المسلمون .. وقد أجمع جميع المسلمين وجمهور أهل اللسان العربي على أن الأوقية أربعون درهماً وما ذكره أبو عبيد وغيره من أن الدرهم كان مجهولاً قدره حتى جاء عبد الملك بن مروان فجمع العلماء فجعلوا كل عشرة دراهم سبعة مثاقيل لا يخفى سقوطه وأنه لا يمكن أن يكون نصاب الزكاة وقطع السرقة مجهولاً في زمن النَّبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين رضي الله عنهم حتى يحققه عبد الملك والظاهر أن معنى ما نقل من ذلك أنه لم يكن شيء منها من ضرب الإسلام وكانت مختلفة الوزن بالنسبة إلى العدد فعشرة مثلاً وزن عشرة وعشرة وزن ثمانية فاتفق الرأي على أن تنقش بكتابة عربية ويصيرونها وزناً واحداً .. وقال بعض العلماء يغتفر في نصاب الفضة النقص اليسير الذي تروج معه الدراهم رواج الكاملة وظاهر النصوص أنه لا زكاة إلا في نصاب كامل لأن الناقص ولو بقليل يصدق عليه أنه دون خمس أواق والنَّبي صلى الله عليه وسلم صرح بأن ما دونها ليس فيه صدقة فإذا حققت النص والإجماع على أن نصاب الفضة مائتا درهم شرعي وهي وزن مائة وأربعين مثقالاً من الفضة الخالصة فاعلم أن القدر الواجب إخراجه منها ربع العشر بإجماع المسلمين ".
أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن 2/ 118.
مقدار نصاب الذهب
نصاب الذهب عشرون ديناراً عند جماهير العلماء ووزنها خمسة وثمانون غراماً
(85) غرام وسعرها في هذا اليوم بتاريخ 10/ 11 / 1430 هـ للذهب الخالص 126 للغرام الواحد فيصبح قيمة نصاب الذهب (10710) عشرة آلاف وسبعمائة وعشرة ريال سعودي وقمة الذهب المخلوط 113 ريال للغرام الواحد، والمعتبر في النصاب هو الذهب الخالص لأن الذهب المخلوط ينقص عن الذي حدده الشارع، وإليك بعض الأدلة وأقوال بعض العلماء:
فعن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " فإذا كانت لك مائتا درهم وحال عليها الحول ففيها خمسة دراهم وليس عليك شيء يعني في الذهب حتى يكون لك عشرون ديناراً فإذا كان لك عشرون ديناراً وحال عليها الحول ففيها نصف دينار فما زاد فبحساب ذلك قال فلا أدري أعلي يقول فبحساب ذلك أو رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وليس في مال زكاة حتى يحول عليه الحول إلا أن جريرا قال بن وهب يزيد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ليس في مال زكاة حتى يحول عليه الحول ". أخرجه أبو داود رقم (1573) 2/ 100، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود رقم (1573) 2/ 100.
قال ابن عبد البر رحمه الله: " لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في تحديد نصاب زكاة الذهب شيء من جهة نقل الآحاد العدول الثقات الأثبات إلا ما روي عن الحسن بن عمارة عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عله وسلم قال:" هاتوا زكاة الذهب من كل عشرين ديناراً نصف دينار " والحسن بن عمارة متروك الحديث أجمعوا على ترك حديثه لسوء حفظه وكثرة خطئه، وأجمع العلماء على أن الذهب إذا بلغ أربعين مثقالاً فالزكاة فيه واجبة بمرور الحول ربع عشره وذلك دينار واحد، وأجمعوا أنه ليس فيما دون عشرين ديناراً زكاة ما لم تبلغ قيمتها مائتي درهم واختلفوا في العشرين ديناراً إذا لم تبلغ قيمتها مائتي درهم وفيما تساوي من الذهب وإن يكن وزنه عشرين ديناراً فالذي عليه جمهور العلماء أن الذهب تجب فيه الزكاة إذا بلغ وزنه عشرين ديناراً وجبت فيه زكاة نصف دينار سواء كان مضروباً أو غير مضروب.
الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار وعلماء الأقطار فيما تضمنه الموطأ من معاني الآثار 3/ 135، وانظر شرح الزرقاني على الموطإ 2/ 134.
وقال النووي رحمه الله: " لم يأت في الصحيح بيان نصاب الذهب وقد جاءت فيه أحاديث بتحديد نصابه بعشرين مثقالاً وهي ضعاف ولكن أجمع عليها من يعتد به في الإجماع على ذلك ". شرح النووي على مسلم 7/ 53.
وقال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله: جماهير علماء المسلمين على أن نصاب الذهب عشرون ديناراً والدينار هو المثقال فلا عبرة بقول من شذ وخالف جماهير علماء المسلمين كما روي عن الحسن في أحد قوليه أن نصاب الذهب أربعون ديناراً وكقول طاوس أن نصاب الذهب معتبر بالتقويم بالفضة فما بلغ منه قيمة مائتي درهم وجبت فيه الزكاة ".
أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن 2/ 120.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جذيل]ــــــــ[30 - Oct-2009, مساء 03:32]ـ
لعلك تحتاج الى هذا الموقع لتعرف كم نصاب الفضة او الذهب اليومي.؟
http://www.alwsm.com/gchart2.php
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[02 - Nov-2009, صباحاً 05:27]ـ
نسخة فيها زيادات جديدة
مقدار نصاب زكاة النقدين الفضة والذهب وما يقوم مقامهما من ريال السعودي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد
فهذا تلخيص لمسألة تحديد مقدار نصاب زكاة النقدين: الفضة والذهب وما يقوم مقامهما من ريال السعودي، لاشك أن العلة في النقدين الثمنية لأنهما أثمان المبيعات وقيم المتلفات والقياس إنما هو على العلة لا على الأسماء.
قال مالك رحمه الله: " لو أن الناس أجازوا بينهم الجلود حتى يكون لها سكة وعين لكرهتها أن تباع بالذهب والورق نظرة ". المدونة الكبرى لمالك 8/ 396
مقدار نصاب الفضة وما يقوم مقامها من ريال السعودي
نصاب الفضة مائتا درهم بإجماع الأمة وهي خمسة أواق والأوقية الواحدة أربعون درهماً ووزن مائتي درهم (595) غراماً وسعر كيل الفضة 2178 ريال للكيل الواحد وهذا بتاريخ 10/ 11 / 1430 هـ وبذلك يصبح مقدار النصاب بريال السعودي (1295)، 91 هللة وذلك في هذا التاريخ الذي أعلاه لأن قيمة الفضة تتغير بتغير السوق. وإليك بعض الأدلة وأقوال بعض العلماء:
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس فيما دون خمس ذود من الإبل صدقة وليس فيما دون خمس أواق صدقة وليس فيما دون خمسة أوسق صدقة ".
أخرجه البخاري رقم (1378) 2/ 524، ورقم (1340) 2/ 509، ومسلم رقم (979) 2/ 673.
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله:" أجمع جميع العلماء على أن نصاب الفضة مائتا درهم شرعي ووزن الدرهم الشرعي ستة دوانق وكل عشرة دراهم شرعية فهي سبعة مثاقيل والأوقية أربعون درهماً شرعياً وكل هذا أجمع عليه المسلمون .. وقد أجمع جميع المسلمين وجمهور أهل اللسان العربي على أن الأوقية أربعون درهماً وما ذكره أبو عبيد وغيره من أن الدرهم كان مجهولاً قدره حتى جاء عبد الملك بن مروان فجمع العلماء فجعلوا كل عشرة دراهم سبعة مثاقيل لا يخفى سقوطه وأنه لا يمكن أن يكون نصاب الزكاة وقطع السرقة مجهولاً في زمن النَّبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين رضي الله عنهم حتى يحققه عبد الملك والظاهر أن معنى ما نقل من ذلك أنه لم يكن شيء منها من ضرب الإسلام وكانت مختلفة الوزن بالنسبة إلى العدد فعشرة مثلاً وزن عشرة وعشرة وزن ثمانية فاتفق الرأي على أن تنقش بكتابة عربية ويصيرونها وزناً واحداً .. وقال بعض العلماء يغتفر في نصاب الفضة النقص اليسير الذي تروج معه الدراهم رواج الكاملة وظاهر النصوص أنه لا زكاة إلا في نصاب كامل لأن الناقص ولو بقليل يصدق عليه أنه دون خمس أواق والنَّبي صلى الله عليه وسلم صرح بأن ما دونها ليس فيه صدقة فإذا حققت النص والإجماع على أن نصاب الفضة مائتا درهم شرعي وهي وزن مائة وأربعين مثقالاً من الفضة الخالصة فاعلم أن القدر الواجب إخراجه منها ربع العشر بإجماع المسلمين ".
أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن 2/ 118.
مقدار نصاب الذهب
نصاب الذهب عشرون ديناراً عند جماهير العلماء ووزنها خمسة وثمانون غراماً
(85) غرام وسعرها في هذا اليوم بتاريخ 10/ 11 / 1430 هـ للذهب الخالص 126 للغرام الواحد فيصبح قيمة نصاب الذهب (10710) عشرة آلاف وسبعمائة وعشرة ريال سعودي وقمة الذهب المخلوط 113 ريال للغرام الواحد، والمعتبر في النصاب هو الذهب الخالص لأن الذهب المخلوط ينقص عن الذي حدده الشارع، وإليك بعض الأدلة وأقوال بعض العلماء:
(يُتْبَعُ)
(/)
فعن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " فإذا كانت لك مائتا درهم وحال عليها الحول ففيها خمسة دراهم وليس عليك شيء يعني في الذهب حتى يكون لك عشرون ديناراً فإذا كان لك عشرون ديناراً وحال عليها الحول ففيها نصف دينار فما زاد فبحساب ذلك قال فلا أدري أعلي يقول فبحساب ذلك أو رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وليس في مال زكاة حتى يحول عليه الحول إلا أن جريرا قال بن وهب يزيد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ليس في مال زكاة حتى يحول عليه الحول ". أخرجه أبو داود رقم (1573) 2/ 100، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود رقم (1573) 2/ 100.
قال ابن عبد البر رحمه الله: " لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في تحديد نصاب زكاة الذهب شيء من جهة نقل الآحاد العدول الثقات الأثبات إلا ما روي عن الحسن بن عمارة عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عله وسلم قال:" هاتوا زكاة الذهب من كل عشرين ديناراً نصف دينار " والحسن بن عمارة متروك الحديث أجمعوا على ترك حديثه لسوء حفظه وكثرة خطئه، وأجمع العلماء على أن الذهب إذا بلغ أربعين مثقالاً فالزكاة فيه واجبة بمرور الحول ربع عشره وذلك دينار واحد، وأجمعوا أنه ليس فيما دون عشرين ديناراً زكاة ما لم تبلغ قيمتها مائتي درهم واختلفوا في العشرين ديناراً إذا لم تبلغ قيمتها مائتي درهم وفيما تساوي من الذهب وإن يكن وزنه عشرين ديناراً فالذي عليه جمهور العلماء أن الذهب تجب فيه الزكاة إذا بلغ وزنه عشرين ديناراً وجبت فيه زكاة نصف دينار سواء كان مضروباً أو غير مضروب.
الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار وعلماء الأقطار فيما تضمنه الموطأ من معاني الآثار 3/ 135، وانظر شرح الزرقاني على الموطإ 2/ 134.
وقال النووي رحمه الله: " لم يأت في الصحيح بيان نصاب الذهب وقد جاءت فيه أحاديث بتحديد نصابه بعشرين مثقالاً وهي ضعاف ولكن أجمع عليها من يعتد به في الإجماع على ذلك ". شرح النووي على مسلم 7/ 53.
وقال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله: جماهير علماء المسلمين على أن نصاب الذهب عشرون ديناراً والدينار هو المثقال فلا عبرة بقول من شذ وخالف جماهير علماء المسلمين كما روي عن الحسن في أحد قوليه أن نصاب الذهب أربعون ديناراً وكقول طاوس أن نصاب الذهب معتبر بالتقويم بالفضة فما بلغ منه قيمة مائتي درهم وجبت فيه الزكاة ".
أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن 2/ 120.(/)
بشرى لاهل الكويت-أقراص معهد آفاق التيسيير
ـ[رقاء]ــــــــ[30 - Oct-2009, صباحاً 11:12]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
فبحمد الله تعالى، قد توفر برنامج آفاق التيسير (المستدى الأول) في الكويت.
مكانه: مكتبة ابن القيم الوقفية، منطقة الفحيحيل، ق8 شارع ابن تيمية، بناية 13، بجانب مستوصف الفحيحيل القديم.
للاستفسار:
23920060
أو
23912475
أو موقعهم:
www.ibnalqaim.com (http://www.ibnalqaim.com/)
__ __ __ __ __ __ __ __ __ __ __ __
وهذا القرص الإلكتروني من إنتاج معهد آفاق التيسير الإلكتروني ( http://www.afaqattaiseer.com/vb/index.php (http://www.afaqattaiseer.com/vb/index.php))
وقد حصل هذا القرص الإلكتروني على تزكيات عدة من:
- الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ -حفظه الله- وزير الشؤون الإسلامية في المملكة السعودية. فكان مما قال عن البرامج: ( ... فوجدتها عظيمة النفع وافية برغبات المتعلمين تفتح أمامهم مشرع الفهم وتزيدهم علما ومعرفة ... ).
- الشيخ العلامة عبدالعزيز الراجحي حفظه الله-. فكان مما قال: ( ... ويعتني المعهد كذلك بتدقيق المادة العلمية وحسن العرض، ويتضمن خطة دراسية متكاملة في فنون الشرع).
- معالي الشخ صالح بن عبد الله الحميد -إمام وخطيب المسجد الحرام ورئيس مجلس الشورى في المملكة السعودية - فكان مما قال: (أشيد بهذا المشروع الذي يحمل في طياته الكثير من الإيجابيات والفوائد المرجوة ... )
- فضيلة الشيخ صالح العايد - الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية- حيث قال: (وقد أعجبت به ايما إعجاب ... ثم إن فيه تيسيرا على طلاب العلم، لاسيما في العالم الإسلامي، على دراسة العلوم الشرعية بأنفسهم عند تعذر التحاقهم بحلقات علماء أو بكليات أو جامعات إسلامية).
والحمدلله رب العالمين(/)
الى طلاب العلم في غرب الرياض ممن يريد حفظ عمدة الاحكام
ـ[معالم السنن]ــــــــ[30 - Oct-2009, مساء 09:13]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
لا زال شيخنا الفاضل /اديب السويري يسمع لبعض الاخوة ممن يحفظ عمدة الاحكام وكتاب التوحيد في مسجده الاوقات/بعد الفجر مباشرة السبت الاحد الاثنين الاربعاء
بعد العشاء السبت الاحد الاربعاء
مسجده مقابل جيان(/)
وجوب المداومة على الطاعات للشيخ صلاح البدير
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[30 - Oct-2009, مساء 09:40]ـ
وجوب المداومة على الطاعات للشيخ صلاح البدير
خطبة المسجد النبوي - 13 شوال 1430 هـ
الحمد لله الكريم المنان القوي الكبير ذي السلطان، أحمده على ما مَنَّ به علينا من النعم والإحسان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .. {يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} [الرَّحمن: 29]، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ما اختلف الملوان، وتعاقب الجديدان وسلَّم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
فيا أيها المسلمون اتقوا الله؛ فإن تقواه أفضل مُكتَسب وطاعته أعلى نسب .. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران: 102].
أيها المسلمون:
مضى رمضان وانقضى بلياليه الزاهرة وأيامه العامرة وأجوائه العاطرة، فأشفى من شدة اللوح والظما، وأزال ما شفى من حرقة الصدى، واستيقظت القلوب بعد غفوة ونامت بعد قسوة، ورجعت بعد سهوة، أما القبول فعلاماته لامحة وأماراته لائحة وآياته واضحة .. حسنة تتبعها حسنة، وطاعة تؤكدها طاعة، وإحسان يتلوه إحسان، وذاك دأب العارفين بالله الخائفين من سطوته وعقوبته، الراجين لثوابه وجنته الذين قويت محبتهم لله - عز وجل - ومحبتهم لرسوله - صلى الله عليه وسلم - فأخبتت نفوسهم لله وسكنت، ورضيت به واطمأنت {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} [الزمر: 18].
وأما من انحلت أطنابه ووهت أركانه، وانعكس سيره بعد رمضان، فأبطل ما قدم ونقض ما أحكم، وبدل الحسنات بالسيئات، وحار بعد ما كان، وأرخى لنفسه العنان، وعاد إلى الفسوق والعصيان، فذلك الخاسر المغبون والغاوي المفتون الذي أذهب بهاء طاعته، وأحبط أجر عبادته.
أصف السمع أيها الجمع لقول الله - جل في علاه -: {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} [البقرة: 266]. قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يوماً لأصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فيمَ ترون هذه الآية نزلت .. {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ}؟ فقال عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: "ضُرِبت مثلاً لعمل، قال عمر: "أي عمل؟ "، قال ابن عباس: لعمل، قال عمر: لرجل غني يعمل بطاعة الله - عز وجل - ثم بعث الله له الشيطان، فعمل بالمعاصي حتى أغرق أعماله " أخرجه البخاري، وروى الطبراني بسنده عن قتادة في قوله - تعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ} [محمد: 33] .. قال: "من استطاع منكم ألا يبطل عملاً صالحاً عمله بعمل سيء فليفعل" .. ولا قوة إلا بالله، ولا قوة إلا بالله؛ فإن الخير ينسخ الشر، وإن الشر ينسخ الخير، وإن ملاك الأعمال خواتيمها، يقول - جل في علاه -: {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً .. } [النحل: 92].
امرأة حمقاء خرقاء ملتاثة العقل تجهد صباحَ مساءَ في معالجة صوفها حتى إذا صار خيطاً سويا ومحكماً قويا، عادت عليه تحل شعيراته وتنقض محكماته، وتجعله بعد القوة منكوثا، وبعد الصلاح محلولا، ولم تجنِ من صنيعها إلا الإرهاقَ والمشاقَّ، فإيَّاكم أن تكونوا مثلها، فتهدموا ما بنيتم وتبددوا ما جمعتم.
(يُتْبَعُ)
(/)
أيها المسلمون: داوموا على ما اعتدتم من الخير في رمضان ولا تنقطعوا عنه، وخذوا من العمل ما تطيقون ملازمته والثبات عليه - ولو كان قليلاً - فالقليل الدائم ينمو ويزكو، وبدوام القليل يدوم التعبد لله والذل له، والأُنس به والقرب منه والإقبال عليه، والكثيرُ الشاقُّ ينقطع ولا يدوم؛ فعن عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "يا أيها الناس عليكم من الأعمال ما تُطيقون؛ فإن الله لا يملُّ حتى تملوا، وإن أحب الأعمال إلى الله ما دُووِم عليه - وإن قل - وكان آل محمد - صلى الله عليه وسلم - إذا عملوا عملاً أثبتوه" متفق عليه، وعن علقمة قال: سألت أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -: "يا أم المؤمنين كيف كان عمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ هل كان يخص شيئاً من الأيام؟ قالت: "لا كان عمله ديمة، وأيُّكم يستطيع ما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يستطيع؟ " أخرجه مسلم، وقال القاسم بن محمد: "وكانت عائشة إذا عملت العمل لزمته " أخرجه مسلم، وكره أهل العلم الانقطاع عن العمل الصالح استنباطاً من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا عبد الله لا تكن مثل فلان .. كان يقوم من الليل فترك قيام الليل" متفق عليه.
أيها المسلمون: النفس مطية يحول بينها وبين السير إلى الله - تعالى - خطفات الفتن وعقبات الشهوة وقحم الطريق، بَيدَ أنَّ صبر ساعة، وشجاعةَ نفس، وثبات قلب تفضي بالعبد إلى قطع الطريق، واقتحام عقبته، وبلوغ قلته والخروج من الموطئ الغث والأرض الوخيمة، والوصول إلى المنازل والمناهل، والمراتع والمرابع والأماني والضمان؛ فزموا المطية واخطموها وقودوها، وازجروها وتعاهدوها وأصلحوها، وتزودوا للنقلة وخذوا الأهبة للرحلة، وسددوا وقاربوا وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدُّلجة، والقصدَ القصدَ تبلغوا.
بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة، ونفعني وإياكم بما فيه من البينات والحكمة.
أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه .. صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه وسلَّمَ تسليمًا كثيرا.
أما بعد:
فيا أيها المسلمون اتقوا الله وراقبوه، وأطيعوه ولا تعصوه: {يََا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119].
أيها المسلمون: تقربوا إلى الله - جل ثناؤه - بطاعته وعبادته، وأداء مفترضاته ونوافله؛ فكلما تقربتم إليه قربتم من داره ودنوتم من جواره ونجوتم من ناره .. عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "قال الله - عز وجل -: إذا تقرب العبد مني شبراً تقربت منه ذراعا، وإذا تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة" متفق عليه.
وعنه - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن الله - تعالى – قال: "وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحبَّ إليَّ مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافلِ حتى أحبه، فإذا أحببتُه كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينَّه، وإن استعاذني لأعيذنَّه" أخرجه البخاري.
أيها المسلمون:
الدنيا زهرة زائلة ونعمة حائنة، فحقاً على من يعود شبابه هرماً وجدتها وهناً، وقوته ضعفاً، وزيادته نقصاً، وحياته موتاً أن يبادر بالتوبة والإقبال على الله، وينكف عن المعاصي والموبقات، ولا يتمادى في اغتراره، ولا يتناها على إصراره .. والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، ومن يتحرَّ الخير يعُطه، ومن يتوقَّ الشر يُقَه، ومن يعتصم بالله فقد هُدي إلى صراط مستقيم.
ثم اعلموا أن الله أمركم بأمرٍ بدأ فيه بنفسه، وثنّى بملائكته المسبحة بقدسه، وأيَّه بكم أيها المؤمنون من جنه وأنسه، فقال قولًا كريما: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب: 56].
(يُتْبَعُ)
(/)
اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة أصحاب السنة المتبعة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة أجمعين، والتابعين لهم وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وفضلك وجودك وإحسانك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًا سخاءً رخاءً، وسائر بلاد المسلمين.
اللهم وفق إمامنا ووليَّ أمرنا لما تحب وترضى، وخذ بناصيته للبر والتقوى، وأصلح بطانته يارب العالمين.
اللهم وفقه وولي عهده ونائبه الثاني لما فيه عزُّ الإسلام والمسلمين، واحفظهم ومتعهم بالصحة والعافية يا رب العالمين.
اللهم ووفق جميع ولاة أمور المسلمين لتحكيم شرعك، واتباع سنة نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم - ..
اللهم ادفع عنا الغلا والوبا، والربا والزنا، والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم يا حيُّ يا قيوم يا ربَّ العالمين ادفع عنا الغلا والوبا، والربا والزنا، والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا هذا خاصةً، وعن سائر بلاد المسلمين عامةً يارب العالمين.
اللهم انصر إخواننا في فلسطين. اللهم انصر إخواننا في فلسطين. اللهم انصر إخواننا في فلسطين. اللهم عليك باليهود الغاصبين والصهاينة الغادرين. اللهم زعزعهم وزلزلهم ودمرهم. اللهم زعزعهم وزلزلهم ودمرهم. اللهم زعزعهم وزلزلهم ودمرهم يا رب العالمين. اللهم طهر المسجد الأقصى من رجز اليهود.
اللهم طهر المسجد الأقصى من رجز اليهود. اللهم طهر المسجد الأقصى من رجز اليهود.
اللهم أعز الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، وارفع درجاتهم، وقهم شرَّ أعدائهم. اللهم ادفع عن بلادنا التبرج والسفور والاختلاط. اللهم ادفع عن بلادنا التبرج والسفور والاختلاط. اللهم ادفع عن بلادنا التبرج والسفور والاختلاط. اللهم اجعل بلادنا حافظةً لأمرك. اللهم اجعل بلادنا حافظة لأمرك، خاضعةً لشرعك، منقادةً لحكمك وسائر بلاد المسلمين. اللهم اجعل رزقنا رَغَدا، ولا تشمت بنا أحدا، ولا تجعل لكافر علينا يدا.
اللهم اشفِ مرضانا، وفُكَّ أسرانا، وارحم موتانا، وعافِ مبتلانا برحمتك يا أرحم الراحمين.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90].
فاذروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم .. {وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ}.(/)
ماهي المختصرات المعتمده في الفقه على المذهب الحنبلي
ـ[عيد الكواري]ــــــــ[30 - Oct-2009, مساء 10:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين نبينا وحبيبنا محمد بن عبدالله بن عبد المطلب صلى الله عليه وسلم اما بعد
لدي سؤال لأخواني في هذا المنتدى المبارك ان شاء الله تعالى
وهو: ماهي الكتب المختصره المعتمده في الفقه لدى الحنابله
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبوإبراهيم المحيميد]ــــــــ[30 - Oct-2009, مساء 11:59]ـ
في طليعتها:
مختصر الخرقي.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[31 - Oct-2009, صباحاً 04:31]ـ
التسهيل للبعلي.
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[31 - Oct-2009, صباحاً 11:42]ـ
/// مُخْتَصر الخِرَقي.
/// عُمْدَة الفقه لابن قُدامة.
/// المُقْنِع لابن قُدامة.
/// زاد المُسْتَقْنِع للحَجَّاوي.
ـ[عيد الكواري]ــــــــ[31 - Oct-2009, مساء 09:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على ردكم على طلبي ولكن ماهو المعتمد عند الحنابله
وأظن اني سمعت الشيخ أبن عثيمين في إحدى أشرطته انه قال كتاب زاد المستقنع جيد فيه مسائل كثيره ولكنه خالف الكثير من المذهب.هذا مانقلته لكم فيما معناه
ـ[ابو ربا]ــــــــ[31 - Oct-2009, مساء 11:12]ـ
الكتب التي تذكر المعتمد عند المتأخرين من الحنابلة هي
دليل الطالب لمرعي الكرمي
وعمدة الطالب للبهوتي
وهداية الراغب وهو شرح لعمدة الطالب
والروض المربع
والمنتهى لابن النجار وهو اوسعها
هذا ما يحضرني واما ما ذكر الاخوان ففيها ما يخالف المذهب عند المتأخرين وشيخ المتأخرين من الحنابلة المرداوي صاحب الانصاف توفي سنة 885هجري
والله الموفق
ـ[عيد الكواري]ــــــــ[01 - Nov-2009, صباحاً 07:11]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبو ربا
صراحة لقد أفدتني في معرفة شيخ المتأخرين من الحنابله
نفع الله بك وبارك الله فيك
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[01 - Nov-2009, صباحاً 09:18]ـ
الاخ الفاضل عيد الكواري
ما هو قصدك بالمختصرات المعتمده هل تقصد معتمده في التدريس ام الفتوى
ـ[عيد الكواري]ــــــــ[01 - Nov-2009, مساء 04:18]ـ
حياك الله أخي محمد الجروان قصدي المعتمد في الفتوى والذي يعتمد على الدليل
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[02 - Nov-2009, صباحاً 09:00]ـ
بالنسبه للمختصرات المعتمده في الفتوى عند الحنابله المتأخرين فهما متني الاقناع و منتهى الارادات و الثاني مقدم على الاول عند الاختلاف و ان اردت كيفية معرفة معتمد الحنابله المتأخرين فهو كالتالي و انا هنا انقل ن الاخ هشام البسام من منتد المذاهب الفقهيه
المشهور من المذهب عند متأخري الحنابلة: ما اتفق عليه كتابا " الإقناع والمنتهى " لأنهما أكثر كتب المذهب تحريراً، فإن اختلفا فينظر في: " التنقيح، والإنصاف، وتصحيح الفروع، والغاية " فأيهما وافقوا فهو المذهب، والغالب أن المذهب ما في المنتهى، لأنه أكثر تحريراً من الإقناع.
قال السفاريني (ت:1188هـ) في وصيته لأحد تلاميذه النجديين: " عليك بما في الكتابين: الإقناع والمنتهى، فإذا اختلفا فانظر ما يرجحه صاحب الغاية ". اهـ. قلت الغايه هنا هو تاب غاية المنتهى للكرمي
وقال أحمد بن عوض (ت:1101هـ): " قال شيخنا [أي: الشيخ عثمان بن قائد النجدي (ت:1097هـ)] نقلاً عن بعضهم: صريح المنتهى مقدم على صريح الإقناع، وصريح الإقناع مقدم على مفهوم المنتهى، ومفهوم المنتهى مقدم على مفهوم الإقناع، وإذا اختلف قول صاحب المنتهى وقول صاحب الإقناع في حكم مسألة، فالمرجح قول صاحب الغاية ". اهـ. من كتاب علماء نجد لابن بسام 5/ 135، في أثناء ترجمة الشيخ عثمان النجدي.
وقال الشيخ علي الهندي في المصطلحات الفقهية ص 4: " المذهب عند المتأخرين: هو ما أخرجه المرداوي في كتابه التنقيح، والحجاوي في كتابه الإقناع، وابن النجار في كتابه المنتهى، واتفقوا على القول به. وإن اختلفوا: فالمذهب ما اتفق على إخراجه والقول به، اثنان منهم. وإذا لم يتفقوا: فالمذهب ما أخرجه صاحب المنتهى، على الراجح، لأنه أدق فقها من الاثنين. وقد يفضل بعضهم: الإقناع لكثرة مسائله، ولا مشاحة في الاصطلاح ". اهـ.
قلت اما ان اردت معرفة كل حكم بدليله فعليك بأحد كتابين:
الاول الكافي لابن قدامه فهو يبين دليل و تعليل ل رواية من روايات الامام رحمه الله
الثاني منار السبيل الذي هو شرح لدليل الطالب و هذا مختصر منتهى الارادات الذي ذكرنا انه المتن المقدم عند الفتوى عند الحنابله(/)
ما المقصود بـ (شكيلي) و (قرفندي).
ـ[عارف الصاعد]ــــــــ[31 - Oct-2009, صباحاً 12:02]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه " الوصية الكبرى "ج 1، ص 26:
((فَصْلٌ): وَكَذَلِكَ التَّفْرِيقُ بَيْنَ الْأُمَّةِ وَامْتِحَانِهَا بِمَا لَمْ يَأْمُرْ اللَّهُ بِهِ وَلَا رَسُولُهُ: مِثْلَ أَنْ يُقَالَ لِلرَّجُلِ: أَنْتَ شكيلي، أَوْ قرفندي، فَإِنَّ هَذِهِ أَسْمَاءٌ بَاطِلَةٌ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ وَلَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَلَا سُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا فِي الْآثَارِ الْمَعْرُوفَةِ عَنْ سَلَفِ الْأَئِمَّةِ لَا شكيلي وَلَا قرفندي. وَالْوَاجِبُ عَلَى الْمُسْلِمِ إذَا سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ أَنْ يَقُولَ: لَا أَنَا شكيلي وَلَا قرفندي؛ بَلْ أَنَا مُسْلِمٌ مُتَّبِعٌ لِكِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ .......... الخ) ..
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[31 - Oct-2009, مساء 11:57]ـ
قال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي في شرحه على الوصية:
قال المؤلف: وكذلك التفريق بين الأمة وامتحانها لما لم يؤمر الله به ولا رسوله مثل أن يقال للرجل: أنت شكيلي أو قركندي أو قرفندي؛ هذه أسماء كأنها ألقاب أو فرق كانت موجودة عندهم في ذلك الوقت؛ ولهذا قال: فإن هذه أسماء باطلة ما أنزل الله بها من سلطان، وليس في كتاب الله ولا سُنَّة رسول الله ولا سُنَّة رسوله -صلى الله عليه وسلم- ولا في الآثار المعروفة عن سلف الأمة، لا شكيلي ولا قرفندي، والواجب على المسلم إذا سئل عن ذلك أن يقول: لا أنا شكيلي ولا قرفندي، بل أنا مسلم متبع لكتاب الله وسُنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم.
ـ[ابو بردة]ــــــــ[01 - Nov-2009, صباحاً 09:04]ـ
يبدو والله أعلم أن هذه المُسمَّيات لجماعات ظهرت في زمن الشيخ تُسمى بأسماء قُوّادها أو غير ذلك
كالمسميَّات الموجود في زماننا
سلفي * تبليغي * إخواني * قطبي * جامي * أو أسماء طرق الصوفية(/)
انتبه فان الجزاء من جنس العمل؟؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[31 - Oct-2009, صباحاً 06:50]ـ
اخي الكريم اعلم ان الجزاء من جنس العمل فهذه سنة الله في شرعه وقدره،
ولكن هذا لا يقال إنه مطرد في كل شيء، لكن هذا هو الغالب أن الجزاء يكون من جنس العمل كما قال –تعالى-:" ومكروا مكراً ومكرنا مكراً وهم لا يشعرون" [النمل:50]،
وقال –سبحانه وتعالى-:"وجزاء سيئة سيئة مثلها" [الشورى:40]، وقال –تعالى-:"فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم" [البقرة:194] وكذلك في الإحسان من عفا عفا الله عنه، ومن أحسن أحسن الله إليه، قال –تعالى-:"هل جزاء الإحسان إلا الإحسان" [الرحمن:60]، وهذه الآيات هي الأصل في هذه المقولة أن الجزاء من جنس العمل
يقول الإمام الحافظ شمس الدين ابن قيم الجوزية رحمه الله،
في كلام له عن ان الجزاء من جنس العمل
لذلك كان الجزاء مماثلا للعمل من جنسه في الخير والشر فمن ستر مسلما ستره الله
ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة
ومن نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة
من كرب يوم القيامة
ومن أقال نادما أقال الله عثرته يوم القيامة
ومن تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته ومن ضار مسلما ضار الله به
ومن شاق شاق الله عليه ومن خذل مسلما في موضع يجب نصرته فيه خذله الله في موضع يجب نصرته فيه
ومن سمح سمح الله له والراحمون يرحمهم الرحمن وإنما يرحم الله من عباده الرحماء ومن أنفق أنفق عليه ومن أوعى أوعى عليه
ومن عفا عن حقه عفا الله له عن حقه ومن تجاوز تجاوز الله عنه ومن استقصى استقصى الله عليه فهذا شرع الله وقدره ووحيه وثوابه وعقابه كله قائم بهذا الأصل وهو إلحاق النظير بالنظير واعتبار المثل بالمثل.
ـ[ابو بشار الغزاوي]ــــــــ[31 - Oct-2009, مساء 02:57]ـ
(وكما تدين تدان)
ـ[الحافظة]ــــــــ[31 - Oct-2009, مساء 07:27]ـ
فوائد قيمة
جزاكم الله خيراا ورفع قدركم في الداريين
هذه بعض الأيات التي تبين أن الجزاء من جنس العمل:
قال تعالى:
{نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [التوبة: 67]
{فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} [الصف: 5].
{مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ} [محمد:38]
{فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمْ اللَّهُ مَرَضًا} البقرة: 10].
{قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} [البقرة: 14 - 15]
{وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [الأنفال: 30]
{وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ} [- محمد: 38]
{إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [. محمد: 8]
{فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون} (سورة البقرة - آية: 152)
{فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه} [الزلزلة: 7 - 8.]
{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} [النحل:97].
{هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} [الرحمان: 60]
{مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا} [غافر: 40]
{مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ} [فصلت: 46]
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[01 - Nov-2009, صباحاً 01:47]ـ
وانتم جزاكم الله خيراونفع بنا وبكم المسلمين
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[01 - Nov-2009, صباحاً 02:04]ـ
شكرا لكم .. موضوع قيم،، بارك الله فيكم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[01 - Nov-2009, صباحاً 07:13]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبوخطاب المقدسي]ــــــــ[02 - Nov-2009, صباحاً 11:33]ـ
بارك الله فيك موضوع رائع لا حرمك الله الأجر
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[02 - Nov-2009, مساء 02:12]ـ
جزاكم الله خيراونفع بنا وبكم المسلمين
ـ[الواحدي]ــــــــ[02 - Nov-2009, مساء 09:04]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
أليست مقولة "الجزاء من جنس العمل" قاصرة؟
ألا ترون أنّ الأشبه بالصواب أن يقال: "الجزاء من جنس النيّة"؟
للمدارسة ...
بارك الله فيكم.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[03 - Nov-2009, صباحاً 06:08]ـ
اخي الفاضل قلت: ألا ترون أنّ الأشبه بالصواب أن يقال: "الجزاء من جنس النيّة"؟
اقول: لماذا؟؟
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[03 - Nov-2009, صباحاً 07:03]ـ
ألا ترون أنّ الأشبه بالصواب أن يقال: "الجزاء من جنس النيّة"؟
بارك الله فيكم، لعل في هذا الكلام شيئا من التكلف .. فعند إطلاق لفظة (العمل) في هذا المقام فإن الذهن ينصرف ولابد إلى العمل المعتبر في ميزان الحساب والمؤاخذة (ميزان الجزاء) لا إلى سواه (وهو ما وافقته نية تجعله في عداد الأعمال الصالحة المستحقة للمثوبة من الله تعالى وإن ظهر منه للناس خلاف ذلك، أو في عداد الأعمال الفاسدة المستحقة للعقوبة وإن ظهر منه خلاف ذلك). فالجزاء لا ينفك عن النية طرفة عين، إذ الأعمال بالنيات، وهي مناط استحقاق الجزاء، وهذا لا يغيب عن ذهن السامع أصلا .. فلا نحتاج كلما وصفنا عملا بأنه عمل صالح عند الله تعالى - وأنه يرجى له المثوبة من عنده - إلى أن ننبه على لزوم وجود النية الصالحة تحته حتى يكون الاستحقاق، وكذلك الشأن في العمل المستحق للعقوبة، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[03 - Nov-2009, صباحاً 07:40]ـ
وعساك أن تجيب ههنا قائلا: "ولكن أليس العمل الواحد قد تجتمع فيه جملة من النوايا؟ "
وأقول بلى، وهذا ما تتفاضل به الأعمال التي ظاهرها التشابه في ميزان الجزاء عند الله .. كأن تكون هجرة المهاجر لله ورسوله وهجرة غيره لدنيا يصيبها .. وكلاهما ظاهره واحد، ولكن لا يستويان في الميزان، لاختلاف النية.
وقد يجعل تكاثر النيات الصالحة صاحب العمل الصالح مستحقا لما هو أكثر من مجرد أن يجزى بشيء في الدنيا من جنس ما فعل، وفي الآخرة بعشر أمثاله، فقد يكون جزاؤه أكبر من ذلك، إلى سبعمائة ضعف ما نواه من النوايا الصالحة، والله يضاعف لمن يشاء. وأما السيئات فلا تُجزى سيئة إلا بمثلها، أي بمثل ما نواه مما جعل ذلك العمل يلحق به وصف السيئة، وإن تعددت تلك النوايا. ولعل هذا المسيء نوى بالعمل نية سيئة وقصد غاية سيئة لم تتحقق له من ذلك العمل كما أراد، فهل يستحق أن يجزى في الدنيا بعمل من جنسه يتحقق منه السوء المقصود به؟ نعم يستحق، فسواء تحقق له قصده كما أراد أو لم يتحقق، فاستحقاق العقوبة لاحق به على نيته ما دام قد اقترف ذلك العمل وتلبس به، والله أعلم.
ولعله أن يقال إن في هذا التحرير نقصا من جهة إغفاله لمعنى أن العمل الصالح ليس شرطُ وصفه بالصلاح أن يكون قائما على نية صالحة فحسب وإنما يجب أن يكون صالحا في نفسه كذلك، ونقول هذا صحيح، ولكن الكلام ههنا على ما يتحقق به مناط الجزاء، فإن علم الرجل أن عمله على خلاف الصواب والحق والسنة وقامت عليه حجة ذلك، ومع ذلك عزم على القيام به على أي حال، فهذا قد بطل عمله من جهة النية، إذ تعمد الإتيان بذلك العمل من بعد علمه ببطلانه وفساده، فلم يدخل به في استحقاق المثوبة، بل انقلب إلى استحقاق العقوبة، وهذا ما يعنينا في هذا المقام. أما من يجهل أو يتأول، وهو معذور في ذلك، فيأتي بعمل فاسد وهو يحسبه خيرا، فهذا لا يجزى بعمل من جنسه وإلا كانت عقوبة في حقه! فإن كان مستحقا للمثوبة - كالمجتهد المخطئ - فلا يكون جزاؤه من جنس ما عمل أو ما حكم به من باطل وهو يظنه حقا .. ولهذا قلنا إن القاعدة ليست مطردة في جميع الأحوال، وليس بلازم أصلا أن يكون الجزاء الدنيوي من جنس العمل في كل عمل صحيح نيةً وصفةً، وإنما الأمر مآله إلى عدل الله تعالى ورحمته وحكمته فيما يُجري به المقادير، والله أعلى وأعلم.
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[04 - Nov-2009, صباحاً 03:45]ـ
شكر الله لكم و بارك فيكم.
ـ[الواحدي]ــــــــ[05 - Nov-2009, مساء 07:51]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
جزاك الله خيرًا أخي أبا الفداء عمّا تفضَّلتَ به من إيضاح للمسألة.
وكنت أوشكتُ أن أضيف إلى مشاركتي السابقة توجيه السؤال إليك تحديدًا، ثم أعرضتُ عن ذلك خشية أن أحجر واسعًا. فجاء الأمر كما تمنّيت .. ولله الحمد.
وهذ اعتراضات أخرى أقدّمها بين يديك، لعلّها تنير المسألة بشكل أوضح:
/// توجد حالات، العمل فيها واحد؛ لكن حكم فاعله يختلف باختلاف فاعله، وكذا الجزاء المترتّب على ذلك. مثاله: تارك الصلاة تكاسُلاً، وتاركها عمدًا، وتاركها جحودًا بحكمها.
/// قولنا "الجزاء من جنس العمل" يستبعد ضابط الاتباع والاقتداء. وقد نصّ الحديث على أنّ "كلّ أمر ليس عليه أمرنا فهو رَدّ". ولعلّك أومأتَ إلى شيء من ذلك في مشاركتك السابقة ...
/// ثبتت مشروعية قضاء بعض العبادات عن الميت (النذر، الحج ... إلخ). وفي هذه الحالات يجازى المرء بما لم يعمله.
** ثبت أنّ الذي ينام عن صلاته بالليل غلبةً، يكتَب له أجر تلك الصلاة.
/// ثبت أنّ الذي يهمّ بالحسنة ثم لا يعملها تكتَب له حسنة.
/// ثبت أنّ الذي يسأل الله الشهادةَ بصدق يبلَّغ منازل الشهداء، وإن مات على فراشه.
/// وورَدَ أنّ الذي يرجئ دفْع المهر وهو ينوي التنصُّلَ منه يلقى الله وهو زانٍ، وأنّ من يستدين وهو ينوي عدم سداد دَيْنه يلقى الله وهو سارق. فما الفرق بينه وبين الذي ينوي دفع المهر أو قضاء الدّين، إن لم تكن النيّة؟
/// وجاء في حديث الرجل الذي قتل مائة نفس، ثم تاب ومات أنه يدخل الجنة؛ مع أنّه لم يعمل أيّ عمل صالح!
بارك الله فيك.
ـ[أبو نظيفة]ــــــــ[05 - Nov-2009, مساء 08:22]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه القاعدة (الجزاء من جنس العمل) من أوضح تطبيقاتها ما يتعلق بمعاملة الوالدين، فمن عامل والديه بخير أو شر عومل بنفس الجنس، وغالباً في العاجل المشاهد، والغيب عند الله.
ـ[الواحدي]ــــــــ[05 - Nov-2009, مساء 08:40]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
تصويب:
/// توجد حالات، العمل فيها واحد؛ لكن حكم فاعله يختلف باختلاف فاعله، وكذا الجزاء المترتّب على ذلك.
اقرأ:
"لكن حكمه يختلف باختلاف فاعله،"
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[05 - Nov-2009, مساء 10:01]ـ
أحسن الله إليك .. ما زلت لا أرى ما يعكر على هذه القاعدة ..
قولكم:
توجد حالات، العمل فيها واحد؛ لكن حكمه يختلف باختلاف فاعله، وكذا الجزاء المترتّب على ذلك.
صحيح .. ولنا أن نقول إن حكم العمل هو ما به يتميز "جنس العمل"، ومن ثم جزاؤه، أليس كذلك؟ (ابتسامة)
الحسنة لا توصف بأنها حسنة (جنسا) إلا باستيفائها شروط القبول، ومن ثم يكون جزاؤها من جنسها (أو خيرا منها، تفضلا من الرب جل وعلا)، وكذا السيئة .. فليس مدار الأمر في معرفة جنس العمل على ظاهره المجرد وحركة الجوارح به وفقط، وإلا لانقلبت موازين الحكم على الأعمال رأسا على عقب!
قولنا "الجزاء من جنس العمل" يستبعد ضابط الاتباع والاقتداء. وقد نصّ الحديث على أنّ "كلّ أمر ليس عليه أمرنا فهو رَدّ". ولعلّك أومأتَ إلى شيء من ذلك في مشاركتك السابقة ...
لا أرى وجها للاستبعاد، بارك الله فيك، فلا مانع من أن يقال إن من جنس العمل أن يكون فاعله متبعا أو أن يكون مبتدعا .. وهو لا يكون عملا صالحا مقبولا مستحقا للجزاء بالحسنى على أي حال إلا أن يكون متحققا فيه جملة من الصفات يوصف بها جنسه، منها أن يكون على اتباع، والعكس بالعكس.
ثبتت مشروعية قضاء بعض العبادات عن الميت (النذر، الحج ... إلخ). وفي هذه الحالات يجازى المرء بما لم يعمله.
صحيح، ولكن كلامنا عما يكون له من الجزاء على عمله، وصفات (أو جنس) ذلك العمل، أما ما يكون للمرء من غير بذل ولا عمل فلا يدخل أصلا في قاعدة (الجزاء من جنس العمل) إنما هو تفضل محض من الله عليه، كقبوله دعاء من يدعو له ومن يستغفر له وهو في قبره لا يعمل شيئا .. فكيف يقال إن هذا يتعارض مع قاعدة الجزاء من جنس العمل؟
ثبتت مشروعية قضاء بعض العبادات عن الميت (النذر، الحج ... إلخ). وفي هذه الحالات يجازى المرء بما لم يعمله.
هذه كأختها.
ولعل ما سقتَه بعد ذلك من أمثله ينتظم كله في هذا السلك: التفضل من الله تعالى على العبد بمكافأته على شيء نواه ولم يفعله، فهو جزاء من غير عمل، والشأن هنا في جزاء العمل، لا جزاء النية. والقاعدة بمنطوقها هذا - في نظري - لا تلغي إمكان أن يجزي الله العبد على النية من غيرما عمل! فهي لا تقول: "إنما الجزاء من جنس العمل"، والألف واللام قد تفيد الإطلاق ولكنها لا تفيد الحصر.
ثم إن لنا أن نقول إن النية عمل قلبي قد تفضل الله علينا بأن جعل له جزاءا كجزاء عمل الجوارح، فلعلها تدخل في القاعدة من هذه الجهة، والله أعلم.
ـ[الواحدي]ــــــــ[06 - Nov-2009, صباحاً 07:19]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام عهلى رسول الله.
جزاك الله خيرًا أخي أبا الفداء.
كعادتك: أفدتَ فأجدت!
والاعتراض على قاعدة "الجزاء من جنس العمل"، باقتراح "الجزاء من جنس النية" بديلاً، كنت قرأته في مقال في إحدى المجلاّت الإسلامية منذ فترة بعيدة. وغاب عنّي الآن اسمها (وأظنّها مجلّة "المجتمع" الكويتية)، واسم الكاتب؛ بل غابت عنّي تفاصيل المقال. وما ذكرتُه من اعتراضات محتمَلة إنّما هو تفريع على ذلك.
ويضاف إلى ما تفضّلتَ به ردّا على تلك الاعتراضات:
/// توجد حالات، العمل فيها واحد؛ لكن حكم فاعله يختلف باختلاف فاعله، وكذا الجزاء المترتّب على ذلك. مثاله: تارك الصلاة تكاسُلاً، وتاركها عمدًا، وتاركها جحودًا بحكمها.
= ترك الصلاة في الحالات الثلاث المذكورة صورته مشتركة، لكن ماهية كلّ ترك تختلف عن الآخر. ومثال ذلك: إذا كنتَ موشكًا على الغرق، ومرّ بك ثلاثة أشخاص فلم يُنجدوك؛ لكنّك علمتَ أنّ الأوّل لم يهبّ لنجدتك لأنه لا يؤمن بجدوى نجدة الآخر ولا وجوبها، والثاني تعمّد ذلك لسبب خاص به، والثالث لم يفعله تكاسلاً. فإنّ نظرتك إلى هذا الفعل وحكمك على مرتكبه سيختلفان لا ريب من شخص إلى آخر.
(يُتْبَعُ)
(/)
فصورة الترك مشتركة، لكن ماهيّته مختلفة، والقصد هو الذي يحدّد الماهية؛ إذ لا فعل له اعتبار إلاّ بقصد، والقصد هو الذي يحدّد طبيعة الفعل.
/// قولنا "الجزاء من جنس العمل" يستبعد مسألة الاتباع والاقتداء. وقد نصّ الحديث على أنّ "كلّ أمر ليس عليه أمرنا فهو رَدّ". ولعلّك أومأتَ إلى شيء من ذلك في مشاركتك السابقة ...
= العمل الناشئ عن غير اتّباع، هو عمل غير مشروع. وما كان غير مشروع لا يستتبع الجزاء، بل قد يكون جزاؤه جزاء مرتكب المنهيّ عنه.
/// ثبتت مشروعية قضاء بعض العبادات عن الميت (النذر، الحج ... إلخ). وفي هذه الحالات يجازى المرء بما لم يعمله.
= هذا المثال يطابق صورة الدَّين. وبراءة ذمّة المدين مرتبطة بقضاء الدّين، سواء باشره المدين أو غيره. والعمل الصادر عمّن يقضي عن الميِّت من شرطه نيّة القضاء عن ذلك الميّت. فهو منسوب إلى فاعله من حيث الأداء، وإلى المقضيّ عنه من حيث الجزاء. بدليل أنّ الذي قضي الحج عن غيره – مثلا- لا ينسب ذلك الحج إلى نفسه، بل ينسبه إلى من حجّ عنه. كما أنّ قضاء الولد عن أحد والديه –مثلا- مرتبط أيضًا بعمل صالح سابقٍ لهما، هو تنشئته على طاعة الله، لولاه لما وقع ذلك القضاء؛ ففِعل الولد هو على وجهٍ ما من عمل أحد الوالدين.
/// ثبت أنّ الذي ينام عن صلاته بالليل غلبةً، يُكتَب له أجر تلك الصلاة.
= وإنّما أثيب لعلم الله بحاله، وأنّه لولا غلبة النوم لصلّى وِرْدَه. ومثال ذلك: الأجير الذي يتغيّب عن عمله لسبب طارئ، فينظر صاحب العمل العادل إلى سابق حاله واعتياده على مزاولة عمله بانتظام فيستصحبها ...
/// ثبت أنّ الذي يهمّ بالحسنة ثم لا يعملها تكتَب له حسنة.
/// ثبت أنّ الذي يسأل الله الشهادةَ بصدق يبلَّغ منازل الشهداء، وإن مات على فراشه.
= الهَمُّ بالحسنة من أعمال القلوب، لذا كان مناط الجزاء.
/// وورَدَ أنّ الذي يرجئ دفْع المهر وهو ينوي التنصُّلَ منه يلقى الله وهو زانٍ، وأنّ من يستدين وهو ينوي عدم سداد دَيْنه يلقى الله وهو سارق. فما الفرق بينه وبين الذي ينوي دفع المهر أو قضاء الدّين، إن لم تكن النيّة؟
= الفرقُ هو أنّ الأوّل لو عاش الدهرَ كلَّه لما دفع المهر ولما قضى الدَّيْن، بينما الثاني يفعل ذلك إذا تيسَّر له الأمر. وهذا ملموس في الشاهد؛ إذ حكمنا على المدين الذي تضافرت القرائن للدلالة على أنه لا ينوي قضاء دَينه يختلف عن حكمنا على المصمّم على قضائه متى تيسّر له ذلك. ولو وصل الأمر إلى مقاضاة الرجلين، لتشدّدنا مع الأول واعتبرناه سارقًا، ولتساهلنا مع الثاني أو عفونا عنه؛ فحكمنا على كليهما باعتبار المآل استنادًا إلى الحل.
/// وجاء في حديث الرجل الذي قتل مائة نفس، ثم تاب ومات أنه يدخل الجنة؛ مع أنّه لم يعمل أيّ عمل صالح!
بارك الله فيك.
= هذا الرجل مات على توبة، والتوبة تَجُبُّ ماقبلها. والتوبة عمل صالح. كما أنّه مات وهو في طريقه إلى موضع آخر بنية الاستزادة من فعل الخيرات، وهذا العمل في ذاته عملٌ صالح.
أمّا الاعتراض الكُلِّي على قاعدة "الجزاء من جنس العمل"، فيمكن الجواب عنه من عدّة أوجُه. منها:
////// العمل المعتبر شرعًا يشمل حركات القلب، ونطق اللسان، وعمل الجوارح. من أمثلة ذلك: حسن الظن بالناس: عمل مأمور به، وفاعله مثاب. والحسد: منهيٌّ عنه، وفاعله آثم. والذِّكر: عمل مأمور به، وفاعله مثاب. والغيبة: منهيٌّ عنها، ومقترفها آثم ... إلخ.
////// النيّة موجِّه ومصحِّح للعمل. وهي بهذا جزء من العمل. فلا عمل له اعتبار شرعًا إلا مرتبطًا بالنية، ولا نيّة إلا مرتبطة بالعمل. وإذا انفردت النيّة وعرت عن العمل (عمل الجوارح أو اللسان)، كانت هي في حدّ ذاتها عملاً، اعتبارًا بمآلها وسابق حال صاحبها أو صدقِه.
////// لفظ العمل المعتبر شرعًا يقع على العمل الناشئ عن القصد. ولهذا –مثلاً- لم يُعتبَر المكرَه آثمًا بفعل المنهيِّ عنه، وإن وقع منه الفعل. ومثال ذلك أيضًا القتل، فإنّ مناط التمييز فيه بين العمد والخطأ إنّما هو القصد، ولتحديد هذا القصد التُفِت إلى القرائن المرجّحة لإلحاقه بأحد الصنفين.
////// قولنا "الجزاء من جنس العمل" لا يعني المماثلة بينهما في المقدار، بل بين جنس العمل وجنس الجزاء؛ إنْ خيرًا فخير، وإنْ شرًّا فشرّ. ولهذا اعتبارات كثيرة، عدا تلك المرتبطة بفضل الله ورحمته وعدله. ومن هذا الباب: كون الوضوء على المكاره أعظم أجرًا؛ وكون الزاني بحليلة جاره، أو وهو في حال الشيخوخة، أكثر إثمًا من غيره ... إلخ.
////// الحالات التي تكون النيّة فيها منقطعة عن العمل، ومع ذلك يقع الجزاء عليها: حالات محدودة ومحصورة. أمّا حالات النية المرتبطة بالعمل فمستفيضة، وهي الغالبة. لذا وجب الأخذ بالغالب في مسألة الجزاء، وهو ارتباطه بالعمل. هذا على التسليم بأنّ النيّة وحدها لا يقع عليها اسم العمل.
فمناط المسألة كلّها مرتبط بتعريف العمل. وإذا اعتبرنا القصدَ محدِّدًا لماهية العمل وجودًا وعدمًا (بدليل أحكام المكرَه والناسي ... )، زال الإشكال. واختيار العمل بدلَ النيّة أرجح، تغليبًا؛ إذ الغالب عند تأخُّر العمل عن النية اعتبار العمل.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[06 - Nov-2009, صباحاً 08:34]ـ
بارك الله فيك أيها الحبيب الواحدي ونفع بك ..
قد أتيتَ بما لا مزيد عليه، وما تركتَ لأخيك شيئا (ابتسامة)
فمناط المسألة كلّها مرتبط بتعريف العمل
هذه هي.
ـ[الواحدي]ــــــــ[06 - Nov-2009, صباحاً 08:56]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
ما تركتَ لأخيك شيئا (ابتسامة)
.
بارك الله فيك.
بل لديك المزيد!
ومن ذلك: ماذا لو استدلّ المعترض بالثواب على ترك المعاصي بقصد الطاعة؟
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[06 - Nov-2009, صباحاً 09:15]ـ
ومن ذلك: ماذا لو استدلّ المعترض بالثواب على ترك المعاصي بقصد الطاعة؟ يقال له: الترك فعل.
قال تعالى يذم أحبار اليهود ((كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)) (المائدة 79)
فوصف عدم التناهي عن المنكر بأنه فعلٌ خبيث يفعلونه.
وقال تعالى في وصف المنافقين: ((نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)) [التوبة: 67]
فعدَّ النسيان - وهو ترك - عملا، ورتب عليه جزاءا من جنسه ..
وكذا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من ترك شيئا لله أبدله الله خيرا منه"
فهذا الترك كان جزاؤه خيرا من جنس المتروك .. ولكن يظهر شيء من مشابهة الجنس في مجرد المفاضلة بين هذا المتروك وما يجازي الله به التارك .. فلو شاء لقال: "أبدله الله الجنة" أو "أبدله الله ما لم يخطر على قلب بشر"، وهذا ولا شك أفضل من ذلك المتروك أيا ما كان! ولكن اقتضت الحكمة أن يكون اللفظ على وجه المفاضلة الخاصة على هذا النحو حتى يتحرك ذهن العبد كلما ترك شيئا تعلق به لله، إلى أن له عند الله ما هو خير منه في علة التعلق نفسها، أي في الشهوة التي يجدها منه، وهذا من الموافقة في الجنس.
ونظائر ذلك كثير.
/// ويمكن أن يضاف إلى ما تفضلتَ به من جواب على المعترض أن كون الجزاء من جنس العمل هذا أظهر - في نظرنا معاشر البصر القاصرين - على معنى العدالة في الجزاء نفسه من خلاف ذلك. وليس لازم ذلك أن العمل الذي يجازى عليه العبد من الله بخلاف ذلك لا يكون جزاؤه عادلا، فتقدير الفعل - سواءا بالمقارنة بغيره من الأفعال أو تقديره في ذاته استقلالا - ومن ثم تقدير ما يكافئة من الجزاء مكافأة عادلة، هذا لا نملك نحن معاشر بني آدم إليه إلا طريق الظن البشري القاصر! وإنما نستشعر المناسبة عندما نرى جنس الجزاء مشابها لجنس العمل، ولكنه لا يلزم أن يكون كذلك، وقد لا يكون العدل مع رجل بعينه في جزائه أن يكون الأمر كذلك أصلا، فهذا علمه عند الله وحده، الذي يعلم الغيب وأخفى، سبحانه وتعالى.
ولكن القصد أن موافقة جنس الجزاء لجنس العمل تظهر فيها معاني العدالة ظهورا مباشرا يسهل على كل أحد أن يراه.
ولهذا لما اجتهد العلماء في بيان الحكمة من كونه تعالى قد كتب على من مات كافرا الخلود في النار، فجعل لخطيئة قصيرة الأجل جزاءا أبديا، ذكروا أن سبب ذلك كون الكافر عند موته على ما مات عليه ما كان ينوي أن يقبل الحق الذي تبين له مهما مد الله له من العمر في هذه الدنيا، ولو عُمِّر آلاف السنين! فكان هذا الفعل منه (فعل ترك الحق بعدما تبين له والبقاء على ما هو عليه من الكفر، مع إضمار نية البقاء على ذلك الترك والجحود أبدا بلا انتهاء) مستحقا لعقوبة من جنسه، وهي أن يعذب على ذلك أبدا بلا انتهاء! فكان الجزاء من جنس ذلك، والله أعلم.
ـ[الواحدي]ــــــــ[06 - Nov-2009, مساء 08:56]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
جزاك الله خيرًا، أخي أبا الفداء. وفّيت فكفيت ...
وممّا يضاف إلى الجواب عن الاعتراض الأخير، توضيحًا لا تفريعًا:
////// يؤيّده في الشاهد قول الناس عن أحدهم: "فلان لا يظلم أحدًا" أو "لا يَذكر أحدًا بسوء" في معرض المدح والإشادة.
ويؤيِّده أيضًا أنّه لو كان لأحدهم ثأر وتمكّن من غريمه، فعفا عنه، لاعتُبر ذلك منه تصرُّفًا محمودًا. فدلّ ذلك أنّ الامتناع عن بعض الأفعال بالتزام ضدّها: فعلٌ، يقتضي الثواب أو العقاب. بل إنّ الترك في بعض الحالات يعتبَر أشدّ من الفعل، لاقتضائه إرادةً أقوى وعزمًا أشدّ ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن هذا كون الشاب الذي تدعوه المرأة ذات الجاه والجمال فيُعرِض عنها قائلا: "إنني أخاف الله" يُحشر مع السبعة الذين يظلّهم الله بظلّه يوم القيامة، تمامًا مثل الإمام العادل، وكثير الصدقة، كما جاء في الحديث.
////// ويعكّر كذلك على الاعتراض على قاعدة "الجزاء من جنس العمل"، استنادًا إلى الثواب على ترك المناهي: أنّ ذلك لا يتم إلاّ بشرط استحضار النيّة، واستحضار النيّة من أعمال القلوب.
////// وقد أشرتَ إلى مقامَي العدل والفضل في باب الجزاء. ويضاف إلى ذلك أنّ العدل هو أدنى الجزاء المعتبَر حقًّا للعباد، وقد ذكره الشارع بصيغ مقاربة لما هو معهود لنا في الشاهد. أمّا فضل الله، فلا حدَّ له؛ بل إنّ عدله إزاءنا من فضله. وبعض المسائل تبدو لنا من باب الفضل، بينما من باب العدل على التحقيق ...
////// وفي الباب مسألة لها بعض تعلُّق بما ذُكِر. وهي أنّ البعض قد يستغرب كون الجزاء أبديًّا، مع أنّ العمل محدود في الزمان. كما قد يُستغرَب كون الجزاء غير مكافئ لمقدار العمل. وممّا أستحضره من الأجوبة عن ذلك:
/// لا تقاس الأعمال أو الأفعال بمدة إنجازها، أو بالجهد المبذول لتحقيقها، بل بحال فاعلها وبمآلاتها. ويمثّل لهذا بمثالين:
* رجلٌ أراد الانتقام من آخر، فرماه من قمة جبل، فسقط الثاني على رأسه وأصيب بشلل مزمِن مدى الحياة. فالفعل لا يستغرق إلا بضعة ثواني، ولا يتطلّب جهدًا كبيرًا؛ لكن مآله كان الشلل الدائم للضحية. والشلل مرادف –في هذه الحالة- للموت، لأنّ نية المجرم كانت القتل. فالفعل في هذه الحالة محدود محصور زمنًا وجهدًا، مع أنّ مآلاته ونية صاحبه ممتدّة مستمرّة. والعدل يقتضي الالتفات إلى النية والمآلات، لا إلى الفعل وحده. والنية والمآل هما اللذان يحدّدان فُحش الجرم أو صغرَه ...
* لو افترضنا أنّ حياة الإنسان المكلَّف غير المعصوم لا نهاية لها، لكانت حال أعماله لا تخلو من ثلاثة أمور: إمّا أن يغلب خيرها على شرِّها، أو يغلب شرُّها على خيرها، أو يتساوى فيها الخير والشرّ. فإذا افترضنا أنّ هذه الحياة اللامتناهية تستمر، لكن تتحوّل من طور التكليف إلى طور الجزاء، لكان الجزاء من جنس ذلك العمل الغالب على حياة كل إنسان في الطور السابق. لكن بما أنَّ حياة الانسان في الدنيا محدودة بقدر من الله، وحياته في الآخرة أبدية بقدر من الله أيضًا، كان مِن عدل الله أن يجازيه من جنس عمله، لا من مقداره، وأن تكون العلاقة بين العمل والجزاء نسبيّةً لا تكافئية. إذ لو جاء الجزاء بمقدار العمل، لكان الجزاء محدودًا. ولو كان محدودًا، لكان بقاء الانسان في إحدى الدارين (الجنّة أو النار) محدودًا أيضًا. ولو كان كذلك، لكان للإنسان أحد المآلين: إمّا الفناء الأبدي، وإمّا الإعادة إلى الحياة الدنيا. والأوّل منافٍ لعلّة الخلق والتكليف والامتحان. والثاني يقتضي بقاء العالَم؛ والقول ببقاء المحدَث مؤدّاه القول بقدمه، عدا الجنّة والنار. والقول بقِدم العالَم ظاهر البطلان، فكان القول ببقائه أيضًا باطلاً.
والله أعلم.
ـ[الواحدي]ــــــــ[06 - Nov-2009, مساء 09:50]ـ
ويضاف إلى ما يستدَلّ به على أن التركَ فِعلٌ:
/// قوله تعالى: "وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا". لأنّ الاتخاذ: افتعال. واتخاذ القرآن مهجورًا: ترْكُه. فكان الترك فعلاً.
/// وقوله تعالى: "يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله وذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِين. فَإنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَاذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ الله ورَسُولِه ... " فسمّى ترْك الرِّبا فعلاً.
/// وقوله تعالى: "الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ. فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ، فَلا رَفَثَ ولا فُسُوقَ ولا جِدَالَ فِي الْحَجِّ. وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّه".
/// وما رواه البيهقي مِن أنّ النّبيَّ، صلّى الله عليه وسلّم قال:"أيُّ الأعمال أَحبُّ إلى الله؟ " فلمْ يُجِبْه أَحد. فقال: "حِفظُ اللسان".
/// ومن ذلك قول الراجز من الصحابة، عند بناء المسجد بالمدينة:
لئن قعدنا والنَّبيُّ يعملُ
لذاك منّا العمل المضلّلُ
فسمّى القعود، وهو هنا بمعنى الترك، عملاً.
/// الترك لا يرادف العدم، بل هو فعل وجوديٌّ على التحقيق، إذ قُصِد.
/// وممّا يدلّ على أنّ الترك فعل إذا قُصِد، ترتُّب الجزاء عليه. ولو كان عدَمًا، لما اقتضى ترتُّب الجزاء. ومثاله: ترك الصلاة، وترتُّب العقاب عليه؛ وترك المناهي، وترتُّب الثواب عليه.
والله أعلم.
ـ[الواحدي]ــــــــ[10 - Nov-2009, صباحاً 02:09]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
أظنّنا لم نفرغ بعد من المسألة، أخي أبا الفداء ...
/// إشكال:
ماذا لو وجّه إلينا المعترض على القاعدة هذا الإشكال المزدوج:
إنّ قاعدة "الجزاء من جنس العمل" غير مطّردة، بدليل أنّ بعض الحدود ليست من جنس الجنايات، وقد تكون أنكى منها أو أخفّ.
بارك الله فيك.(/)
للإخوة المالكية: الزوج إذا استبرأ زوجته ثم أتت بولد لكن لم تصدقه ما حكم الولد , هل ي
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[31 - Oct-2009, صباحاً 11:49]ـ
جاء في المدونة:
" قلت: أرأيت أربعة شهدوا على امرأة بالزنا فقالوا: نشهد أنها زنت منذ أربعة أشهر، وقد غاب زوجها منذ أربعة أشهر فقالت: أنا حامل ,وشهد النساء أنها حامل.فأخرها الإمام حتى وضعت ما في بطنها ثم رجمها، فقدم زوجها فانتفى من ولدها، أيكون ذلك له أم لا في قول مالك؟ قال: إن كانت هي قد قالت قبل أن ترجم إن الولد ليس للزوج صدق الزوج عند ذلك ودفع الولد عن نفسه بغير لعان إذا قالت المرأة قد كان استبرأني قبل أن أحمل بهذا الحمل، وإنما هذا الحمل من غيره، لأنه كف عني وحضت حيضة وادعى الزوج مثل ما قالت المرأة، فهذا الولد يدفعه الزوج عن نفسه بغير لعان.
فإن لم تقل المرأة قبل موتها ما ذكرت لك من الاستبراء، أو ادعى الزوج الاستبراء أو نفاه، فلا بد للزوج من اللعان لينفي به الولد عن نفسه، ولا ينفيه ههنا إلا باللعان " أ. هـ
واضح قول مالك أنها لو صدقته انتفى بلا لعان
لكن ما الحكم - من كتب المالكية - لو ادعى ذلك ولم تنفي المرأة سواء أتى ببينة أم لا؟؟
وهل يقبل يمينه مع قوله أنه استبرأها أم لا؟؟
وجزاكم الله خيرا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/misc/progress.gif(/)
الخدع والتضليل في الشريعة الإسلامية (أفيدوني)
ـ[براعة فنان]ــــــــ[31 - Oct-2009, مساء 08:55]ـ
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حيّاكم الله وبيّاكم يا أيّها الملتقى المبارك!
أخوكم تخصصهُ إعلام
لدي مشروع تخرج عن " الخدع والتضليل في الشريعة الإسلامية "
- ما هي الخدع والتضليل؟
- أحاديث ونصوص واردة في هذا الجانب
- شواهد من الكتب الشريعة حول هذا الموضوع
أريد أن ألمّ بالموضوع من الجانب الشرعي, وما أتيت هنا إلا لثقتي في هذا المتلقى المبارك, أسألُ اللهَ أن يوفقَ جمعنا ويجمعنا في جناتهِ يا رب!
بانتظاركم
مُحبكم
ـ[أبو مسهر]ــــــــ[31 - Oct-2009, مساء 10:51]ـ
الأحاديث المنكرة المتداولة بين الخطباء و أئمة المساجد
و التى لا يشك محقق فى نكارتها
كحديث "نور نبيك يا جابر"
و حديث "الحكمة ضالة المؤمن"
و غيرها كثير من الأحاديث التى لا يعرف لها ضابط و لا رابط
أنظر كتب الموضوعات للصاغانى و الذهبى و ابن الجوزى و زهر الفردوس
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[01 - Nov-2009, مساء 01:25]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبًا بالشاعر (ابتسامة).
لعلك توضَّح بشكل أكبر حول طبيعة بحثك، لعلي أساهم في مساعدتك.
ما المقصود بـ "الخدع والتضليل"؟
هل النصوص الواردة بتحريم ذلك؟
أم كلام العلماء حول الحيل والخداع؟
أم ماذا؟
العنوان فيه إشكال بالنسبة لي.
وفقك الله.
ـ[براعة فنان]ــــــــ[01 - Nov-2009, مساء 08:24]ـ
*
الأحاديث المنكرة المتداولة بين الخطباء و أئمة المساجد
و التى لا يشك محقق فى نكارتها
كحديث "نور نبيك يا جابر"
و حديث "الحكمة ضالة المؤمن"
و غيرها كثير من الأحاديث التى لا يعرف لها ضابط و لا رابط
أنظر كتب الموضوعات للصاغانى و الذهبى و ابن الجوزى و زهر الفردوس
مرحبًا كثيرًا أبا مسهر
لعلي لم أفهم شيئًا ممّا قلتهُ لي, هل ممكن أن توضّح أكثر؟
شاكر لك مرورك يا كريم
ـ[براعة فنان]ــــــــ[01 - Nov-2009, مساء 09:05]ـ
*
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبًا بالشاعر (ابتسامة).
لعلك توضَّح بشكل أكبر حول طبيعة بحثك، لعلي أساهم في مساعدتك.
ما المقصود بـ "الخدع والتضليل"؟
هل النصوص الواردة بتحريم ذلك؟
أم كلام العلماء حول الحيل والخداع؟
أم ماذا؟
العنوان فيه إشكال بالنسبة لي.
وفقك الله.
أهلاً أهلاً أبا الوليد التويجري
حيّاك ربّي وبيّاك, وتمنّيت أن تكتمل سعادتي بمعرفنك عن قرب!
بالنسبة للتفصيل:
لدينا بحث عن الخدع والتضليل في الإعلان, وهذا البحث يندرج تحتهُ خمسة أبحاث:
- مفهوم الخدع والتضليل في اللغة العربية
- الخدع والتضليل في الشريعة الإسلاميّة
- الخدع والتضليل وحماية المتسهلك
- الخدع والتضليل في الإعلام
- الخدع والتضليل في الغرب
أريد بيانًا شامِلاً عن الخدع والتضليل في الشريعة الإسلاميّة
ماهي صورها؟ وماهي الأحاديث الواردة عنها؟
وكيف حذر الإسلام من الخدع والتضليل في البيع والعرض وما إلى ذلك!
أتمنّى أنّي وفّقت في إيصال المعلومةِ إليك عزيزي
طِبت؛
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[02 - Nov-2009, مساء 01:54]ـ
الآن اتضح الأمر، وهناك نقطة أشكلتْ علي كما ذكرت، وهي أن العنوان موهم بأن في الشريعة خداع وتضليل، ولو قيل: مواجهة الشريعة للخداع والتضليل، أو موقف الشريعة، أو غيرها = لربما كان حسنًا.
/// ارجع إلى معاجم اللغة العربية في تحديد معنى الخداع والتضليل في اللغة.
/// يمكن أن تفيدك كتب الفقه - في كتاب البيوع - خصوصًا في مباحث الكتاب، كبييع الغبن، وبيع الغرر، والتدليس ... إلخ.
/// اطلع على فهارس دواوين السنة تظفر بأحاديث تنهى عن مثل ذلك، والسنة غنية جدًا بذلك، وكذلك القرآن الكريم.
/// أعتقد أن هناك رسالة جامعية حول هذه الموضوع، لو بحثت في الشبكة عن مثل هذا العنوان فقد تظفر بما يفيدك.
وفقك الله، ولن أدخرجهدًا في مساعدتك ما تيسر لي.
ـ[براعة فنان]ــــــــ[02 - Nov-2009, مساء 06:33]ـ
*
الكريم جدًا: أبو الوليد
أهلاً بكَ مرّة أخرى.
أعتذر لكَ عن الخطأ في العنوان, ربّما لأنّني منغمسٌ في البحث, فشعرت أنّ الجميع سيفهم ما أقول من أوّل حرف /:
حسنًا ..
معاجم اللغة ارتويت منها وللهِ الحمد, وحصلت على ما أريد, أمّا بالنسبة للفقه وكتب البيوع سأرجعُ لها, ولكن
كنتُ أريد أحاديث تتكلم عن الخداع بعنيه أي بلفظة الخدع والتضليل!
أمّا بالنسبة للقرآن الكريم, سأحاول أن أرجع للتفاسير لعلي أجد شيئًا عن ذلك!
وبالنسبة للرّسالة الجامعيّة, نعم وجدتُ رسالة ماجستير في الفقه المقارن بجامعة غزّة عن الإعلام
ووجدت جزئيّة بنفس العنوان الذي أريد, الحمد لله, ولكن لازلت أرغب بالمزيد المزيد!
أشكرُكَ جدًا صاحبي الكريم
مُمتنّ لكَ جدًا, وإن استطعت أن تفيدني أكثر
فلا تحرمنّي يا حبيب!
وفّقكَ اللهُ وحفظك!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[03 - Nov-2009, مساء 01:56]ـ
بالنسبة لكتب السنة؛ فسيفيدك في هذ كتابان:
1.المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي.
2.مفتاح كنوز السنة، وهو مرتب على الموضوعات حسب الترتيب الهجائي.
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[03 - Nov-2009, مساء 06:41]ـ
بالنسبة لكتب السنة؛ فسيفيدك في هذ كتابان:
1.المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي.
2.مفتاح كنوز السنة، وهو مرتب على الموضوعات حسب الترتيب الهجائي.
1 - المعجم المفهرس
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1236
2- مفتاح كنوز السنة
http://www.waqfeya.net/book.php?bid=495(/)
أصول الفقه على المذاهب المِلِّيَّة
ـ[ماحية بن عبد القادر]ــــــــ[31 - Oct-2009, مساء 09:09]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته؛ حيَّاكم الله و بيَّاكم و جعل الجنَّةَ مثواكم.
و بعد:
أريد من أهل الملتقى و طلبة العلم الحريصين أن يتحفونا بعناوين تهتم ب:
1/- أصول الفقه المقارن من حيث أنَّها تعرض المسائل و أقوال المذاهب المليَّة فيها
2/- كتب أصول الفقه المتخصصة التي تنقل الأقوال عن الأئمة الأعلام مع تقييد المراجع و عزو الأقوال عزوا دقيقا.
3/-الكتب القديمة أولى ثمَّ الكتب المتأخرة فالحديثة.
أرجو المساعدة فالأمر مهم جدا.
و الأمر الثاني؛ هو أريد تسمية الكتب الفقهية التي تبني الفروع على الأصول مع تبرير الإستنباط وفق أصول المذاهب. مع الإهتمام بالفروع المذهبية الأخرى مع الترجيحات.
أرجو من الله تعالى التسديد و التوفيق للجميع. و رحم الله من أعان على العلم و سعى في قضاء حوائج المسلمين ليُدخِلَ عليهم سرورا.(/)
التحكيم في الشريعة بين الزوجين أنموذجاً
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[31 - Oct-2009, مساء 10:22]ـ
التحكيم في الشريعة بين الزوجين أنموذجاً
عبد القادر أحنوت (*)
سعت الشريعة الإسلامية إلى حسم مادة النزاع والخلاف بين الناس بوسائل رضائية قبل اللجوء إلى قوة السلطان، ومن هذه الوسائل: التحكيم الإسلامي.
التحكيم في اللغة والاصطلاح:
التحكيم لغةً: جعل الحكم إلى الآخر ليحكم، يقال: حكَّمتُ فلاناً في مالي؛ إذا جعلتُ الحكم إليه فيه، وحكَّمتُ الرجل: فوضتُ الحكم إليه، وحكَّموه في الأمر تحكيماً أمروه أن يحكم وأجازوا حكمه. فالتحكيم في اللغة هو: اختيار شخص وتفويض الأمر إليه للفصل بين المتنازعين [1].
والتحكيم في اصطلاح الفقهاء لا يخرج عن المعنى اللغوي.
جاء في «ردِّ المحتار» لابن عابدين أن التحكيم عرفاً هو: تولية الخصمين حاكماً يحكم بينهما [2].
لكن حكم المحكَّم – بفتح الكاف - ملزِم للخصمين لولايته عليهما [3]؛ لذلك كان لا بد من إضافة الإلزام إلى التعريف، فيكون التعريف الجامع للتحكيم هو: «اتفاق بين طرفي خصومة معينة، على تولية من يفصل في منازعة بينهما، بحكم ملزِم، يطبق الشريعة الإسلامية» [4].
مشروعية التحكيم:
والأدلة على جواز التحكيم من الكتاب والسنة وعمل الصحابة كثيرة أذكر بعضها مما يغني عن النظر في غيرها.
أما جوازه من الكتاب: فقوله - تعالى -: {وَإنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إن يُرِيدَا إصْلاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا} [النساء: 53].
وهي من الآيات الأصول التي يستدل بها على مشروعية التحكيم عموماً [5].
ومن السُّنَّة: ما رواه النسائي عن أبي شريح قال: يا رسول الله! إن قومي إذا اختلفوا في شيء فأتوني فحكمت بينهم فرضي عني الفريقان، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما أحسن هذا!» [6].
وقَبِلَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحكيم سعد بن معاذ في يهود بني قريظة، وقَبِلَ حكمه فيهم لما اتفقوا على الرضا بحكمه [7].
قال النووي في شرحه لصحيح مسلم: «فيه جواز التحكيم في أمور المسلمين وفي مَهمَّاتهم العظام، وقد أجمع العلماء عليه ولم يخالف فيه إلا الخوارج» [8].
شروط التحكيم:
للتحكيم شروط تتعلق بطرفَي النزاع، وهما المتخاصمان، ويشترط فيهما: العقل، والبلوغ، وأهلية التصرف بأن تكون لهما ولاية على أنفسهما، وأن يكونا أهلاً لرفع الدعوى غير محجور عليهما.
وأخرى تتعلق بالمحتكَم إليه الذي يُختار للفصل بين المتنازعين، وقد اشترط فيه الفقهاء ما اشترطوه فيمن يُوَلَّى القضاء، إلا أن بعض هذه الشروط هي محلُّ اختلاف بين الفقهاء، ومن أهم هذه الشروط:
1 - أن يكون المحتكَم إليه مسلماً.
2 - أن يكون بالغاً عاقلاً صحيح الفكر والتمييز، جيد الفطنة بعيداً من السهو والغفلة، يتوصل بذكائه إلى إيضاح ما أشكل وفصل ما أعضل [9].
3 - أن يكون المحتكَم إليه معلوماً ومعيناً بالاسم أو بالصفة.
4 - أن يكون ذكراً، وأجاز الحنفية تحكيم المرأة فيما تصح فيه شهادتها، وشذَّ ابن جرير الطبري فجوَّز قضاءها في جميع الأحكام.
5 - أن لا يكون بينه وبين أحد الخصمين قرابة تمنع من الشهادة؛ كأن يكون أحد فروعه أو أصوله أو زوجته؛ للتهمة [10].
6 - العدالة: بأن يكون «صادق اللهجة ظاهر الأمانة عفيفاً عن المحارم، متوقياً المآثم، بعيداً عن الريب، مأموناً في الرضا والغضب، مستعملاً لمروءة مثله في دينه ودنياه، فإذا تكاملت فيه فهي العدالة التي تجوز بها شهادته وتصح معها ولايته» [11].
وإذا كان المقرر في الفقه الإسلامي أنه يشترط في المحتكَم إليه ما يشترط في القاضي المولَّى؛ فإن اختيار الطرفين له ورضاهما بحكمه من شأنه أن يخفف من بعض هذه الشروط وتصح حكومته رغم ما يشوبها من نقص ترجيحاً لعامل الثقة على عامل الكفاءة.
فقد ذهب الحنفية إلى جواز تحكيم الفاسق أو العامي؛ فإذا حاز الفاسق ثقة المتحاكمين وهما يعلمان سبب فسقه؛ فإن حكومته صحيحة، وكذلك العامي إذا تولَّى التحكيم واسترشد بالعلماء صحَّت حكومته [12].
ولا يشترط عند المالكية لصحة تولية المحتكم إليه أن يكون سليم الحواس، فتصح حكومة الأعمى والأخرس والأصم وينفذ قضاؤه [13].
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: وجواز تحكيم هؤلاء منوط بإصابة وجه الشرع وعدم تجاوز حدوده، فإذا اصطدم حكمه بالنص أو العقل فلا مجال لقبوله وتنفيذه.
مجالات التحكيم:
قال السرخسي في «المبسوط»: «وليس ينبغي للمحكَّم أن يقضي في إقامة حدٍّ أو تلاعن بين زوجين؛ لأن اصطلاح الخصمين على ذلك غير معتبر ... » [14].
قال صاحب «الاختيار»: «ولا يجوز التحكيم فيما يسقط بالشبهة كالحدود والقصاص؛ لأنه لا ولاية لهما على دمهما حتى لا يباح بإباحتهما، وقيل: يجوز في القصاص؛ لأنهما يملكانه فيملكان تفويضه إلى غيرهما، والحدود حق لله - تعالى - فلا يجوز» [15].
وقال ابن فرحون في «التبصرة»: «التحكيم جائز في الأموال وما في معناها، والمحكَّم لا يقيم حداً ولا لعاناً ولا يحكم في قصاص أو قذف أو طلاق أو نسب» [16].
قال القرطبي: «الضابط في موضوع التحكيم أن كل حق اختص به الخصمان يجوز التحكيم فيه» [17].
قلت: ومفهوم المخالفة يقتضي أن كل ما هو راجع إلى الحق العام لا تحكيم فيه.
التحكيم بين الزوجين:
قد يحدث نوع من النشوز من قبل الزوجين معاً، ولا يعرف الظالم منهما من المظلوم؛ لذا أمر الله - تعالى - والحالة هذه؛ ببعث الحكمين إذا وقع الشقاق أو خيف من وقوعه، فقال - عز وجل -: {وَإنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إن يُرِيدَا إصْلاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا} [النساء: 53].
وحقيقة الشقاق أن يأتي كل منهما ما يشق على صاحبه، فيكون كل واحد في شق غير شق صاحبه.
مَنِ المخاطبُ في الآية؟
قد اختلف الفقهاء في المخاطَبين بهذا الخطاب في الآية، كما اختلفوا في مدى اختصاص الحكمين بالتفريق، وهل تشترط موافقة الزوجين أم يتفردان بذلك دونهما؟
قال السدي: يخاطب الرجل والمرأة إذا ضربها فشاقته، تقول المرأة لحكمها: قد وليتك أمري وحالي كذا، ويبعث الرجل حَكَماً من أهله ويقول له: حالي كذا؛ قاله ابن عباس، ومال إليه الشافعي.
وقال سعيد بن جبير: المخاطب السلطان، ولم ينته رفع أمرهما إلى السلطان، فأرسل الحكمين.
وقال مالك: قد يكون السلطان، وقد يكون الوليين إذا كان الزوجان محجورين.
وعلى القول: إن المخاطب في الآية هو السلطان فقط جمهور الفقهاء [18].
ويدل على ذلك قوله - تعالى -: {وَإنْ خِفْتُمْ} فجعل الخوف لغير الزوجين، ولم يقل: فإن خافا، ولأن تعيين الحكمين إذا كان من الزوجين لم يكن لفعل البعث معنى [19].
ويؤجل حكم السلطان إلى ما بعد حكم الحَكَمين، فإن حصل الإصلاح وإلا رفع التقرير إليه ليحكم بالتفريق بينهما، ويكون الفراق بطلقة بائنة [20].
شروط الحكمين:
يشترط في المحكَّم أن يكون مسلماً بالغاً عاقلاً عدلاً معيَّناً بالاسم أو بالصفة، أهلاً للقضاء وتحمل الشهادة، غير خصم، وعالماً بموضوع الخلاف. فهذه الشروط مطلوبة التحقق فيمن تسند إليه مهمة التحكيم، واشتراط وجودها في الحَكَم بين الزوجين من باب أَوْلى.
قال القرطبي: «والحَكَمان لا يكونان إلا من أهل الرجل والمرأة؛ إذ هما أقعد الناس بأحوال الزوجين؛ بشرط كونهما من أهل العدالة وحسن النظر والتبصر بالفقه، فإن لم يوجد من أهلهما من يصلح لذلك فيرسل غيرهما من أهل الثقة والعدل، كل ذلك إذا أشكل الأمر، فإن عَلِمَ القاضي مَن الظالم مِن الزوجين فإنه يأخذ منه الحق ويجبره على إزالة الضرر» [21].
صفة الحكمين:
اختلف الفقهاء في صفة الحكمين: هل هما حاكمان يجوز قولهما في الفرقة والاجتماع بغير توكيل من الزوجين ولا إذن منهما، أم هما وكيلان ليس لهما أن يفرقا إلا أن يجعل الزوج إليهما التفريق، وذلك على قولين:
القول الأول: أنهما وكيلان عن الزوج والزوجة ولا يجوز لهما أن يفرقا ولا أن يأخذا من المرأة فداء عند استصوابها الخلع، إلا بتوكيل من الزوجين لهما، وهو رأي أبي حنيفة، والشافعي في أحد قوليه، وبه قال الطبري [22].
القول الثاني: أنهما حاكمان لهما حق الحكم وإصدار القرار الإلزامي ولو بالتفريق بين الزوجين، وهذا رأي مالك وأصحابه [23]، والشافعي في القول الآخر، وأحمد في الرواية الثانية.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: «والحَكَمان كما سمَّاهما الله - تعالى - هما حَكَمان عند أهل المدينة وأحد القولين للشافعي وأحمد. وعند أبي حنيفة والقول الآخر لهما: هما وكيلان»، ثم رجح الأول فقال: «لأن الوكيل ليس بحكم، ولا يحتاج فيه إلى أمر الأئمة، ولا يشترط أن يكون من أهله، ولا يختص بحال الشقاق، ولا يحتاج إلى نص خاص».
واستدل أصحاب هذا القول بظاهر قوله - تعالى -: {فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا}. قال ابن العربي: «هذا نص من الله - سبحانه - في أنهما قاضيان لا وكيلان، وللوكيل اسم في الشريعة ومعنى، وللحَكم اسم في الشريعة ومعنى، فإذا بيَّن الله - سبحانه - كل واحد منهما فلا ينبغي لشاد - فكيف لعالم - أن يركب معنى أحدهما على الآخر، فذلك تلبيس وإفساد للأحكام» [24].
وبعد عرض أدلة الفريقين يظهر رجحان القول: إنهما حاكمان ينفذ فعلهما كما ينفذ فعل الحاكم في الأقضية وليسا وكيلين؛ لظهور أدلته، ولأن الأصل في الشرع رفع الحرج وإزالة الضرر اللاحق بهما أو بأحدهما. ويمكن أن يقع التفريق بطريق الخلع إذا رضيته الزوجة، ويقع الطلاق في هذه الحالة بائناً.
وبالجملة: فإن تقدير المسألة يرجع إلى الحكمين؛ فإن رأيا المصلحة في الجمع جمعا، وإن رأياها في التفريق فرقا؛ لأن تصرف الإمام على الرعية منوط بالمصلحة وهما كحاكم الإمام. والله أعلم وأحكم.
__________________________
(*) أستاذ زائر بالكلية المتعددة التخصصات بالناظور - المغرب.
[1] القاموس المحيط، للفيروز آبادي: 2/ 1444. لسان العرب، لابن منظور: 12/ 142. المصباح المنير، للفيومي، 78 - 79. مختار الصحاح، للرازي، ص78.
[2] رد المحتار على الدر المختار: 8/ 125.
[3] الاختيار لتعليل المختار، للعلامة عبد الله بن مودود الموصلي الحنفي: 2/ 357.
[4] مجلس مجمع الفقه الإسلامي المنعقد بأبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة من 1 إلى 6 ذو القعدة 1415هـ، الموافق 1 - 6 أبريل 1995م، (قرار رقم: 95/ 8/د 9).
[5] أحكام القرآن، لابن العربي:1/ 421.
[6] أخرجه النسائي. باب: إذا حكَّموا رجلاً فقضى بينهم.
[7] أخرج حديثه البخاري ومسلم في صحيحيهما.
[8] 12/ 92، ط2، 1392هـ، دار إحياء التراث.
[9] الأحكام السلطانية، ص 130.
[10] الاختيار لتعليل المختار، للموصلي:2/ 357. مغني المحتاج، للخطيب الشربيني: 4/ 379.
[11] الأحكام السلطانية، 131.
[12] رد المحتار على الدر المختار، لابن عابدين: 8/ 126. بدائع الصنائع، للكاساني: 7/ 3.
[13] حاشية الدسوقي على الشرح الكبير: 4/ 130.
[14] المبسوط: 16/ 111
[15] الاختيار لتعليل المختار: 2/ 357.
[16] تبصرة الحكام: 1/ 43.
[17] الجامع لأحكام القرآن: 6/ 180.
[18] انظر: الجامع لأحكام القرآن: 5/ 151.
[19] التحرير والتنوير، لابن عاشور: 5/ 44، دار سحنون للنشر والتوزيع، تونس.
[20] التفريع، لأبي القاسم بن الجلاب البصري: 2/ 87، ط1، 1408هـ - 1987م، دار الغرب الإسلامي.
[21] الجامع لأحكام القرآن: 5/ 174.
[22] انظر: أحكام القرآن، للجصاص: 3/ 152. الأم للشافعي: 5/ 103. تفسير الطبري: 8/ 329.
[23] انظر: الإشراف، للقاضي عبد الوهاب البغدادي:2/ 724. شرح الزرقاني على الموطأ: 3/ 268. بداية المجتهد، لابن رشد: 2/ 163.
[24] أحكام القرآن: 1/ 441.(/)
الدرس الثاني عشر من دروس الفقه الشافعي مع المخططات والتمارين العملية
ـ[صفاء الدين العراقي]ــــــــ[01 - Nov-2009, صباحاً 07:31]ـ
باب شروط صحة الصلاة.(/)
الخطأ النحوي و ما يترتب عليه من خطأ عقدي او تكليفي
ـ[محمد شعبان]ــــــــ[01 - Nov-2009, صباحاً 10:33]ـ
طلب مساعدة من المتخصصين عن كتب او ابحاث متخصصة في الربط او الصله بين اللغة و العقيدة الصحيحة او بالتكاليف الشرعية و علاقة اللفظ بالمعنى المترتب عليه أحكام شرعية
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[01 - Nov-2009, صباحاً 11:57]ـ
هل رأيت رسالة:
أثر الإعتزال في توجيهات الزمخشري النحوية واللغوية
ـ[محمد شعبان]ــــــــ[02 - Nov-2009, صباحاً 03:24]ـ
بارك الله فيك
نعم و هى جيده فى بابها و لكن لو هناك المزيد سيكون اجدر و انفع ان شاء الله تعالى و شكرا جزيلا على مرورك و مدى تعاونك
ـ[افلاطون]ــــــــ[02 - Feb-2010, مساء 08:41]ـ
شكرا(/)
ما معنى عبارة ابن القيم هذه في زاد المعاد؟؟
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[01 - Nov-2009, مساء 07:32]ـ
ما معنى عبارة ابن القيم هذه في زاد المعاد؟؟
قال ابن القيم 5/ 171 طبعة الرسالة:
" أَنّ الْعِتْقَ فِي تَمْلِيكِ الْعَتِيقِ رَقَبَتَهُ وَمَنَافِعَهُ أَقْوَى مِنْ الْبَيْعِ وَلِهَذَا يَنْفُذُ فِيمَا لَمْ يُعْتِقْهُ وَيَسْرِي فِي حِصّةِ الشّرِيكِ بِخِلَافِ الْبَيْع " أ. هـ
ما معنى كلام ابم القيم " ينفذ فيما لم يعتقه " وكيف يتصور ذلك؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[01 - Nov-2009, مساء 09:58]ـ
هذه عبارة ابن مفلح في (الفروع) بعينها نقلاً عن مفهوم شيخ الإسلام .. ومرادها:
- أن كون المُعْتَق (العتيق) يملك رقبته والتصرف بها، ومنفعته والتحصل عليها؛ يعتبر ويعد أقوى وألصق في تحقيق ذلك له من البيع له من سيده .. ووجه القوة أن تمليك العتيق رقبته ومنفعته ينفذ أيضاً فيما لو كان العبد بعضه مملوكاً لم يتق بعد، كما يسري هذا الأمر أيضاً في حصة الشريك إن كان مبعض .. وهذه الميزة لا تتأتى ما لو كان بيعاً .. ومثال ذلك حديث بريرة.
والله تعالى أعلم
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[01 - Nov-2009, مساء 10:39]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الفاضل
هل تقصد أن السيد أعتق نصف العبد مثلا؟؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[01 - Nov-2009, مساء 10:44]ـ
القسم الأول من الكلام الأصل فيه العتق بالكلية .. أما ما ضربه لتقوية هذا المفهوم من مثال فهو ما تفضلتم به.
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[02 - Nov-2009, صباحاً 07:17]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الفاضل
ـ[ابو بردة]ــــــــ[02 - Nov-2009, صباحاً 09:32]ـ
مقصوده
أن من أعتق ولو جزءاً من عبده لسرى العتق إلى جميع العبد حتى ولو كان العبد مشتركاً
كما في حديث ابن عمر وأبي هريرة
بخلاف البيع فلو باع السيدُ نصفَ عبده إلى شخص آخر فالعبد باق في ملك البائع مشتركا بينه
وبين المشتري
والله أعلم وأحكم(/)
ماهي الصفات التي ينبغي توفرها في من يحكم بين الناس؟؟ لابن تيمية
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[02 - Nov-2009, صباحاً 02:00]ـ
فال الامام ابن تيمية رحمه الله:
والقوة في الحكم بين الناس ترجع إلى:
1 - العلم بالعدل الذي دل عليه الكتاب والسنة
2 - وإلى القدرة على تنفيذ الأحكام
3 - والأمانة ترجع إلى خشية الله وألا يشتري بآياته ثمنا قليلا وترك خشية الناس
وهذه الخصال الثلاث التي اتخذها الله على كل حكم على الناس في قوله تعالى فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم القضاة ثلاثة قاضيان في النار وقاض في الجنة فرجل علم الحق وقضى بخلافه فهو في النار ورجل قضى بين الناس على جهل فهو في النار ورجل علم الحق وقضى به فهو في الجنة رواه أهل السنن
والقاضي اسم لكل من قضى بين اثنين وحكم بينهما سواء كان خليفة أو سلطانا أو نائبا أو واليا أو كان منصوبا ليقضي بالشرع أو نائبا له حتى يحكم بين الصبيان في الخطوط إذا تخايروا هكذا ذكر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو ظاهر
قلة اجتماع الامانة والقوة في الناس
اجتماع القوة والأمانة في الناس قليل ولهذا كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول اللهم أشكو إليك جلد الفاجر وعجز الثقة
ولاية الأصلح بحسبها فإذا تعين رجلان أحدهما أعظم أمانة والآخر أعظم قوة قدم أنفعهما لتلك الولاية وأقلهما ضررا فيها فيقدم في إمارة الحروب الرجل القوي الشجاع وإن كان فيه فجور فيها على الرجل الضعيف العاجز وإن كان امينا كما سئل الامام أحمد عن الرجلين يكونان أميرين في الغزو أحدهما قوي فاجر والآخر صالح ضعيف مع أيهما يغزى فقال أما الفاجر القوي فقوته للمسلمين وفجوره على نفسه وأما الصالح الضعيف فصلاحه لنفسه وضعفه على المسلمين
ـ[الحافظة]ــــــــ[04 - Nov-2009, صباحاً 07:04]ـ
جزاكم الله خيراا ووفقكم ربي لمرضاته على ماتتحفونا به من مواضيع قيمة جعلها الله في ميزان حسناتكم ليوم لاينفع فيه مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة) قال: (كيف إضاعتها يارسول الله) قال (إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة). رواه البخاري
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[04 - Nov-2009, مساء 01:02]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم(/)
هل يجوز إبداء الزينة للخاطب لحديث سبيعة الأسلمية أم ما الجواب عن حديث سبيعة؟؟
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[02 - Nov-2009, صباحاً 07:23]ـ
حديث سبيعة الأسلمية المشهور في الصحيحين وغيرهما وفيه:
" أن سبيعة بنت الحارث أخبرته أنها كانت تحت سعد بن خولة وهو من بني عامر بن لؤي وكان ممن شهد بدرا فتوفي عنها في حجة الوداع وهي حامل فلم تنشب أن وضعت حملها بعد وفاته فلما تعلت من نفاسها تجملت للخطاب فدخل عليها أبو السنابل بن بعكك رجل من بني عبد الدار فقال لها مالي أراك تجملت للخطاب ترجين النكاح فإنك والله ما أنت بناكح حتى تمر عليك أربعة أشهر وعشر قالت سبيعة فلما قال لي ذلك جمعت علي ثيابي حين أمسيت وأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فينبغي عن ذلك فأفتاني بأني قد حللت حين وضعت حملي وأمرني بالتزوج إن بدا لي "
فما وجه الجواب أن سبيعة تجملت للخطاب؟؟
ما المراد بالتجمل؟؟
وهل يجوز إبداء الزينة للخاطب كالكحل والخضاب؟؟
وما الجواب إذن عن قوله تعالى " ولا يبدين زينتهن .. " ولم يذكر فيها الخاطب؟؟
فهل قد يقال هو فعل صحابية ولا نتيقن أن النبي صلى الله عليه وسلم علمه فأقره؟؟
لكن أبو السنابل لم ينكر ذلك عليها أيضا , والقول بأنها استفت النبي ظاهره أنها حكت لها مافعلته!! أو ليس كذلك؟؟
أم ما الجواب وخصوصا عدم ذكره في آية " ولا يبدين زينتهن .. "
وجزاكم الله خيرا
ـ[القضاعي]ــــــــ[02 - Nov-2009, صباحاً 09:56]ـ
لا حجة لدعاة السفور في هذا الحديث من وجهين:
الأول: أن التبرج حرام إجماعًا , وهم يستدلون بحديث سبيعة رضي الله عنها على جواز كشف الوجه , ووجه الدلالة ((تجملت للخطاب)) وقول أبي السنابل رضي الله عنه ((أراكِ تجملت للخطاب)).
فمن المحال أن يكون المقصود بالتجمل سفور الوجه قطعًا.
الثاني: التجمل غير مخصوص بالوجه , لاسيما عند المرأة التي في الحداد , كحال سبيعة في ظن أبي السنابل رضي الله عنهم أجمعين.
فيكون المقصود بقوله (تجملتِ) أو تركت عادة المعتدة في ترك الزينة في اللباس كلبس الحرير وغيره من الممنوعات لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهاها عن جميل الثياب. والله أعلم
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[02 - Nov-2009, مساء 12:13]ـ
توجيه جيد
بارك الله فيك أخي الفاضل
وفي انتظار المزيد إن وجد
وجزاكم الله خيرا
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[02 - Nov-2009, مساء 05:41]ـ
الاخ مجدي فياض والاخ القضاعي جزاكم الله كل خير وبارك فيكم
صفة تزين سبيعة الاسلمية مذكور في حديث رواه الامام أحمد في مسنده وهو
حدثنا عبد الرزاق، اخبرنا معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، قال ارسل مروان عبد الله بن عتبة الى سبيعة بنت الحارث يسالها عما افتاها به رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبرته انها كانت تحت سعد ابن خولة فتوفي عنها في حجة الوداع وكان بدريا فوضعت حملها قبل ان ينقضي اربعة اشهر وعشر من وفاته فلقيها ابو السنابل يعني ابن بعكك حين تعلت من نفاسها وقد اكتحلت فقال لها اربعي على نفسك او نحو هذا لعلك تريدين النكاح انها اربعة اشهر وعشر من وفاة زوجك قالت فاتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت له ما قال ابو السنابل بن بعكك فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم قد حللت حين وضعت حملك حدثنا ابراهيم بن خالد حدثنا رباح عن معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال ان عبيد الله بن عبد الله بن عتبة كتب الى عبد الله بن الارقم يامره ان يدخل على سبيعة بنت الحارث يسالها عما افتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم فزعمت انها كانت تحت سعد ابن خولة فذكر معناه حدثنا يعقوب بن ابراهيم حدثنا ابي عن ابن اسحاق قال حدثني الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابيه قال كتبت الى عبد الله بن الارقم امره ان يدخل على سبيعة الاسلمية فيسالها عن شانها قال فدخل عليها فذكر الحديث.
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[02 - Nov-2009, مساء 05:44]ـ
قال الحافظ في الفتح:
" فيه جواز تجمل المرأة بعد انقضاء عدتها لمن يخطبها لأن في رواية الزهري التي في المغازي فقال مالي أراك تجملت للخطاب وفي رواية بن إسحاق فتهيأت للنكاح واختضبت وفي رواية معمر عن الزهري عند أحمد فلقيها أبو السنابل وقد اكتحلت وفي رواية الأسود فتطيبت وتصنعت " أ. هـ
ما الجواب بارك الله فيكم
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[02 - Nov-2009, مساء 09:14]ـ
أولاً: ينبغي أن يعرف المراد بمعنى قوله (تجملتي) وما هو التجمل المقصود والمراد هنا .. ولا تغفل قوله تعالى: {ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن ... } فهي طرفٌ مهم في فهم المراد. فهل ذكر معهم الخطيب بغير ما هو معهود عند الناس!!
ثانياً: لابد حتى يُعرف المراد من الحديث وملابساته أن يستوعب بجميع مراحله وأحداثه .. وللحديث أربعة أحداث بأربعة مناحي، بتدبرها برواياتها تستطيع معرفة المقصد بوضوح.
ولعل الله أن ييسر عودة لبيان ذلك بعد انقضاء الأشغال التي لا تحصى .. أعان الله على ذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[02 - Nov-2009, مساء 09:37]ـ
في انتظارك أخي الفاضل
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[02 - Nov-2009, مساء 10:13]ـ
ماالصواب في روايات التجمل هل هي رواية (اكتحلت اواختضبت اوتطيبت) او كل ذلك قد حصل منها
ـ[جذيل]ــــــــ[03 - Nov-2009, صباحاً 12:42]ـ
تجملت للخاطب تفسرها رواية احمد , انها ارادت النكاح.
ولا يلزم ان يكون التجمل للخاطب ان يكون الرآي لها الرجال , بل قد تراها النساء للخطبة , ثم تذكر لمن يريد خطبتها.
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[03 - Nov-2009, صباحاً 07:21]ـ
الإشكال ليس في قوله تجملت أو اكتحلت او اختضبت سواء ذكروا جميعا أم لا , الإشكال ذكر أحد هذه الأشياء أو كلها مع قوله " تجملت للخطاب "
وقد يكون المراد - والله أعلم - من مجموع الروايات أنها تركت الإحداد - سواء بالاختضاب أو بالاكتحال - ففهم أبو السنابل أنها تريد الزواج لأنه أيضا قد ورد في بعض الروايات " لعلك تريدين النكاح "
وفي انتظار المزيد من التوجيهات , وخصوصا الأخ التميمي وما هي الأربعة محاور التي في الحديث؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[صلاح سالم]ــــــــ[03 - Nov-2009, صباحاً 08:45]ـ
ارجو العفوا إخوتي الكرام هذه التفاسير كلها تجانب الحق فما لكم تحيدون عن ظاهر نص الحديث بارك الله فيكم فظاهر الرواية أنها أظهرت منها ما أجاز الله لها إظاهره بارك الله فيكم وهو الوجه والكفين وزادت على هذا ما يجعل للرجال فيها رغبت للنكاح ولا نقول أن تفعل ما يفعلنه فاسقات اليوم بل هن (اي الصحابيات) ارفع من هذا رضي الله عنهن.
ولا خلاف بين الآية {ولا يبدين زنتيهن} وهذه الرواية، فكم من كحل سرق قلب رجل، ففي عيون نساء الأنصار شيء كما جاء عن رسول الله صلوات اله وسلامه عليه. فالعين مفتاح للقلوب بارك الله فيكم.
فلما التعسف بالرواية والتقول بما ليس فيها بارك الله فيكم، ولا نسمح بالسفور الذي فيه تبرج المرأة وما يقوله الفساق ممن يدعون العلم على الإذاعات وغيرها من القنوات الفاسدة من فتاوى التلوين وغيرها عند الخروج من منازلهم فهذا والله هو الفسق الذي يجب أن نضرب عليه فاعلته في الشارع لما لها من فتنة على الأمة، بل حفظكم الله ظاهرها أنها تزينت فكتحلت وتخضبت كما في مجموع الروايات في بيتها، فما جاءت رواية تقول أنها كانت في الشارع، فهل يعقل أن يعلم رسول الله بحالها بعد أن بينت له حالها واستفته في أمرها أن يفتيها بما ليس بحق هدنا الله وإياكم أم هو التعصب للمذهب وإنكار ظاهر الحديث والتعسف باللفظ؟
راجعو الحديث بارك الله فيكم ولا أقول بجواز وضع الألوان على الوجه بحال فهذه التي تضع هذا دخلت في باب الفتنة التي ما أنزل الله بها من سلطان والتي أمر الله أن لا يبدينها، فالحالة هنا خاصة بمن أرادت النكاح وليس سواها ولا يحق لغيرها فعله فمن قال بجواز الأمر لغيرها فعليه الدليل والله اعلم.
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[03 - Nov-2009, مساء 01:30]ـ
تجملت للخاطب تفسرها رواية احمد , انها ارادت النكاح.
ولا يلزم ان يكون التجمل للخاطب ان يكون الرآي لها الرجال , بل قد تراها النساء للخطبة , ثم تذكر لمن يريد خطبتها.
كما قال اخي جذيل وما نعرفه في عرف الناس ان المراه اذا رغبت في الزواج وخاصة الثيب فانها تتزين في مجتمع النساء وحتى يبلغ إلى من تبحث عن زوجة لابنها او اختها او قريباً لها
ـ[القضاعي]ــــــــ[03 - Nov-2009, مساء 03:36]ـ
ماالصواب في روايات التجمل هل هي رواية (اكتحلت اواختضبت اوتطيبت) او كل ذلك قد حصل منها
أما الروايات التي ذكرت صفة التجمل لا تخلو من علة:
1 - رواية ابن إسحاق التي ذُكر فيها الخضاب: منقطعة ولا يصح لأبي سلمة بن عبد الرحمن سماع من سبيعة رضي الله عنها , لأنه متأخر الولادة (بضع وعشرون هـ) وهو من الطبقة الثالثة , ومن يروي عن سبيعة رضي الله عنها هم من الطبقة الأولى , والرواية المحفوظة لأبي سلمة بن عبد الرحمن عن زينب بنت أم سلمة عن أم سلمة رضي الله عنها.
2 - رواية معمر عن الزهري والتي ذكر فيها الإكتحال: مضطربة الإسناد لمخالفتها لمخرج رواية الزهري التي في الصحيحين.
ويؤيد ذلك أن لمعمر رواية موافقة في إسنادها لرواية الصحيح وهي عند الإمام أحمد بإسناد صحيح:
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا رَبَاحٌ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ إِنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ كَتَبَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَرْقَمِ يَأْمُرُهُ أَنْ يَدْخُلَ عَلَى سُبَيْعَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ يَسْأَلُهَا عَمَّا أَفْتَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَزَعَمَتْ أَنَّهَا كَانَتْ تَحْتَ سَعْدِ ابْنِ خَوْلَةَ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ.
3 - وأما رواية الأسود والتي فيها ذُكر الطيب: فلم أقف عليها , وهي منكرة من حيث الدلالة على المطلوب عند دعاة السفور , فلو قلنا أن الخضاب والإكتحال قد يكون له وجه على تفسير من فسر قوله {إلا ما ظهر منها} بهما , ويقصد عند الحاجة وقد يدخل في ذلك كشفهما عند الخطبة , ولكن التطيب لا مجال في إدخاله في ذلك ألبتة والله أعلم.
وما ذكره الجذيل أقرب , لثبوت لفظة (فتهيأت تطلب الخير. فقال لها أبو السنابل: قد أسرعت , أعتدي آخر الأجلين) في بعض الروايات الصحيحة عند عبد الرزاق *, فالرجوع للمحكمات أولى عند الاشتباه , والله الموفق.
==========
* أخرج عبد الرزاق (17108): حدثنا علي بن مسهر عن داود عن الشعبي عن مسروق وعمرو بن عتبة أنهما كتبا إلى سبيعة بنت الحارث يسألانها عن أمرها فكتبت إليهما أنها وضعت بعد وفاة زوجها بخمسة وعشرين ليلة فتهيأت تطلب الخير فمر بها أبو السنابل بن بعكك فقال قد أسرعت أعتدي آخر الأجلين أربعة أشهر وعشرا فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله استغفر لي فقال وما ذلك فأخبرته الخبر فقال إن وجدت زوجا صالحا فتزوجي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[03 - Nov-2009, مساء 04:20]ـ
لكن لفظة البخاري ومسلم " فلما تعلت من نفاسها تجملت للخطاب فدخل عليها أبو السنابل بن بعكك رجل من بني عبد الدار فقال لها مالي أراك تجملت للخطاب ترجين النكاح "
فبغض النظر عن صحة روايات الخضاب أو الطيب وعلى الفرض أنها لم تثبت بعد , ما الحواب عن رواية البخاري ومسلم هذه؟؟
وفي انتظار مشاركتك الأخ التميمي ...
ـ[جذيل]ــــــــ[03 - Nov-2009, مساء 04:26]ـ
تقصد دخول ابي السنابل عليها .. ؟
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[03 - Nov-2009, مساء 04:33]ـ
الإشكال كيف رآها أبو السنابل هكذا؟؟ والحوار الذي تم بينهما!!
وكذلك قوله " تجملت للخطاب "
وكما قلت لعل المراد هو أنها تركت الإحداد وتهيأت للزواج
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[03 - Nov-2009, مساء 04:37]ـ
هذا من الأحاديث التي لا يسع المخالف فيها إلا أن يقول هذا قبل الحجاب، وذلك من قاعدة إذا تعارض الحاضر مع المبيح قُدم الحاضر على المبيح
أما ما ذكره الأخوة من التأويلات فكلها لا تساعد عليه ألفاظ الحديث وهي مثل ما يقول ابن تيمية في مثل هذه المواضع "تأويلات مستكرهة "
فلاشك في ثبوت دخول أبي السنابل عليها
ولاشك في تجملها وأي كان تفسير التجمل فهل يجوز أن يرى هذا التجمل الرجل الأجنبي غير الخاطب؟
أما الخاطب فاختيار ابن باز وغيره من أهل العلم أنه يجوز له النظر إلى ما فوق الوجه والكفين كالشعر وشيء من الساق ونحوه والله أعلم
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[03 - Nov-2009, مساء 04:39]ـ
زوج سبيعة مات في حجة الوداع وما حدث بعد ذلك!!!!
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[03 - Nov-2009, مساء 04:41]ـ
بارك الله فيكم ..
/// أولا أرجو من الأفاضل الكرام المشاركين في هذه الصفحة ألا يخرجوا عن موضوعها .. وقد وقع ذلك من أول تعقيب حيث دلف أخونا القضاعي للكلام في أن الحديث ليس حجة في جواز كشف الوجه .. والكلام هنا ليس عن حكم كشف الوجه بإطلاق، ولكن عن حال المخطوبة تحديدا ..
/// كما أرجو من الكرام الأفاضل أن يوسعوا صدورهم في النقاش وأن يستصحبوا حسن الظن بإخوانهم، فليس القائل بجواز كشف الوجه - مثلا - بالذي أتى بما لا سلف له فيه، أو ثلم ثلمة في جدار العلم لم يسبقه إليها أحد .. الخلاف مشهور قد وسع من هم أفضل منا، فليسعنا ما وسعهم، بارك الله فيكم ..
وكذلك الشأن في هذه المسألة (هل للمخطوبة أن تبدي زينتها للخاطب؟) فالخلاف فيها مشهور كذلك، وقد ذهب بعض العلماء إلى عدم مشروعية ذلك تعللا بأنه من الغرر إذ يجعلها تظهر على صورة أجمل من صورتها التي خلقها الله عليها، وهذا يخالف القصد الذي من أجله شرعت الخطبة، إذ ما جاء الخاطب إلا لينظر إليها على صورتها .. فالأمر في المسألة مداره الترجيح بين فعل صحابية وسكوت صحابي عن ذلك الفعل، وأقيسة تقابله يقدمها عليه من لا يرى أن مثل هذا يقدم على القياس، أو من يرى أنه لا ينهض للحجة لورود احتمالات على تلك الواقعة المروية فيه، كاحتمال أن يكون الأمر من اجتهادها الذي أخطأت فيه، إذ ظنت أن لها أن تختضب وتتزين للخطاب إن أرادت النكاح .. أو احتمال أن تكون هذه الواقعة قد وقعت قبل الحجاب، أو غير ذلك.
فلتتسع صدوركم - بارك الله فيكم - للخلاف العلمي في ذلك، وليقدر الأمر بقدره ..
/// وأما معارضة هذا الحديث لما هو أصح منه ولأصل عدم إبداء الزينة إلا للبعولة فهذا لا يُسقط دلالته عند من استدل به، إذ الكلام فيما للخاطب والمخطوبة عند الخطبة هو - ولابد - كلام فيما يخالف الأصل! فمن المتقرر والمتفق عليه عند سائر أئمة المذاهب أن الخاطب له أن يرى من المخطوبة ما يُرَغِّبه في نكاحها، وهذا يلزم منه أن يكون مقدار ما ينكشف له منها أكثر مما يراه الرجل الأجنبي في غير ذلك المقام (على الخلاف المشهور في بيان ذلك المقدار) وإلا ما تحقق المطلوب من تلك الرؤية أصلا! ويلزم منه كذلك أنها يُشرع لها أن تتحرى ترغيبه فيها عند مجيئه لخطبتها، في حدود ذلك المقدار، وإن لم تزد على أن تخرج له كاشفة عما يشرع لها في هذا المقام كشفه، دون زينة أو نحو ذلك، فهذا مشروع لها.
وهو كشفٌ مقيد على خلاف الأصل، لتحصيل مطلب شرعي مخصوص .. فهل يدخل فيه التخضب والتزين أم لا يدخل؟
هذه مسألتنا.
ومع أني لا أقول به، وأكره للمخطوبة أن تتزين بمثل هذا للخاطب، إلا أنني لا أرى إشكالا في أن يقال إن مشروعية تخضب المرأة لاستقبال الخُطَّاب في بيتها = داخلة في ذلك المقدار بدلالة هذا النص عند من يستدل به، والله أعلم.
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[03 - Nov-2009, مساء 04:45]ـ
أخي الفاضل أبو الفداء
ما معنى قولك " فالأمر في المسألة مداره الترجيح بين حديث ضعيف من فعل صحابية وسكوت صحابي عن ذلك الفعل، "؟؟
الحديث في البخاري ومسلم!!
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[03 - Nov-2009, مساء 04:53]ـ
قطعاً للشك يا أخوان ماهي أقوال العلماء في حدود رؤية الخاطب للمخطوبة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[03 - Nov-2009, مساء 04:55]ـ
أخي الفاضل أبو الفداء
ما معنى قولك " فالأمر في المسألة مداره الترجيح بين حديث ضعيف من فعل صحابية وسكوت صحابي عن ذلك الفعل، "؟؟
الحديث في البخاري ومسلم!!
بارك الله فيك، هذا وهمٌ مني، وقد عدلت الكلام إلى ما ترى.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[03 - Nov-2009, مساء 04:55]ـ
للفائدة في مسألة حدود نظر الخاطب:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=19850
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[03 - Nov-2009, مساء 05:13]ـ
أما الروايات التي ذكرت صفة التجمل لا تخلو من علة:
1 - رواية ابن إسحاق التي ذُكر فيها الخضاب: منقطعة ولا يصح لأبي سلمة بن عبد الرحمن سماع من سبيعة رضي الله عنها , لأنه متأخر الولادة (بضع وعشرون هـ) وهو من الطبقة الثالثة , ومن يروي عن سبيعة رضي الله عنها هم من الطبقة الأولى , والرواية المحفوظة لأبي سلمة بن عبد الرحمن عن زينب بنت أم سلمة عن أم سلمة رضي الله عنها.
2 - رواية معمر عن الزهري والتي ذكر فيها الإكتحال: مضطربة الإسناد لمخالفتها لمخرج رواية الزهري التي في الصحيحين.
ويؤيد ذلك أن لمعمر رواية موافقة في إسنادها لرواية الصحيح وهي عند الإمام أحمد بإسناد صحيح:
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا رَبَاحٌ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ إِنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ كَتَبَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَرْقَمِ يَأْمُرُهُ أَنْ يَدْخُلَ عَلَى سُبَيْعَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ يَسْأَلُهَا عَمَّا أَفْتَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَزَعَمَتْ أَنَّهَا كَانَتْ تَحْتَ سَعْدِ ابْنِ خَوْلَةَ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ.
3 - وأما رواية الأسود والتي فيها ذُكر الطيب: فلم أقف عليها , وهي منكرة من حيث الدلالة على المطلوب عند دعاة السفور , فلو قلنا أن الخضاب والإكتحال قد يكون له وجه على تفسير من فسر قوله {إلا ما ظهر منها} بهما , ويقصد عند الحاجة وقد يدخل في ذلك كشفهما عند الخطبة , ولكن التطيب لا مجال في إدخاله في ذلك ألبتة والله أعلم.
وما ذكره الجذيل أقرب , لثبوت لفظة (فتهيأت تطلب الخير. فقال لها أبو السنابل: قد أسرعت , أعتدي آخر الأجلين) في بعض الروايات الصحيحة عند عبد الرزاق *, فالرجوع للمحكمات أولى عند الاشتباه , والله الموفق.
==========
* أخرج عبد الرزاق (17108): حدثنا علي بن مسهر عن داود عن الشعبي عن مسروق وعمرو بن عتبة أنهما كتبا إلى سبيعة بنت الحارث يسألانها عن أمرها فكتبت إليهما أنها وضعت بعد وفاة زوجها بخمسة وعشرين ليلة فتهيأت تطلب الخير فمر بها أبو السنابل بن بعكك فقال قد أسرعت أعتدي آخر الأجلين أربعة أشهر وعشرا فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله استغفر لي فقال وما ذلك فأخبرته الخبر فقال إن وجدت زوجا صالحا فتزوجي.
بارك الله فيك، هذا لا يؤدي بنا إلى شيء، فالحديث ليس في هذه البابة غيره، فإن قيل بمشروعية أن تتزين المرأة للخاطب، في حدود ما لها أن تظهره له من نفسها في ذلك المقام، فإن المعول حينئذ في بيان صفة ذلك التزين = يكون على هذه النصوص وإن ضعفت، والله أعلم.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[03 - Nov-2009, مساء 05:23]ـ
هذا من الأحاديث التي لا يسع المخالف فيها إلا أن يقول هذا قبل الحجاب،
بارك الله فيك، بل يسعه أن يقول إنها كانت بعده - وهذا ما يظهر - ويقال باحتمال أن يكون دخوله عليها وهي على تلك الحال لم يكن بقصد منه لذلك، أو كان بسبب اجتهاد خاطئ منها في أن هذا - أي دخول الرجال عليها وهي على تلك الحال - يباح لها ما دامت في بيتها تنتظر خاطبا يأتيها، أو نحو ذلك من الاحتمالات.
أما ما ذكره الأخوة من التأويلات فكلها لا تساعد عليه ألفاظ الحديث وهي مثل ما يقول ابن تيمية في مثل هذه المواضع "تأويلات مستكرهة "
صدقت .. وكاد أحد الأفاضل أن يجعل تجملها هذا المذكور في الحديث = من فوق النقاب!! فلم أر مثل هذا عجبا!
فلاشك في ثبوت دخول أبي السنابل عليها
ولاشك في تجملها وأي كان تفسير التجمل فهل يجوز أن يرى هذا التجمل الرجل الأجنبي غير الخاطب؟
بارك الله فيك، هذا هو الإشكال في الحديث حقيقة، وليس مجرد كونها تجملت للخطبة.
أما الخاطب فاختيار ابن باز وغيره من أهل العلم أنه يجوز له النظر إلى ما فوق الوجه والكفين كالشعر وشيء من الساق ونحوه والله أعلم
والله أعلم.
ـ[جذيل]ــــــــ[03 - Nov-2009, مساء 05:39]ـ
الرواية فيها اشكال
في رواية اخرى للبخاري ان المتكلم غير ابي السنابل , بل ابو السنابل خطبها , فقال لها رجل آخر بان تجلس اخر الاجلين , ونص رواية البخاري:
فخطبها أبو السنابل بن بعكك فأبت أن تنكحه فقال والله ما يصلح أن تنكحيه حتى تعتدي آخر الأجلين فمكثت قريبا من عشر ليال ثم جاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقال انكحي.
ثم يقال: ان ابا السنابل دخل عليها وهو يظن انها معتدة , فكيف يدخل عليها وهي كذلك , الا ان يكون الداخل عليها من محارمها.
وفقك الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[03 - Nov-2009, مساء 06:16]ـ
لكن لفظة البخاري ومسلم " فلما تعلت من نفاسها تجملت للخطاب فدخل عليها أبو السنابل بن بعكك رجل من بني عبد الدار فقال لها مالي أراك تجملت للخطاب ترجين النكاح "
فبغض النظر عن صحة روايات الخضاب أو الطيب وعلى الفرض أنها لم تثبت بعد , ما الحواب عن رواية البخاري ومسلم هذه؟؟
وفي انتظار مشاركتك الأخ التميمي ...
أقسم بالله يا (أبا فياض) ولم تحلفني؛ أنني قد تركت كل أشغالي لأنهي ما وعدتك به .. والكلام حول الحديث له ذيول ومناحٍ مهمة أرجو عدم التعجل في طرح كلامٍ من بعض الإخوة لا يتناسب والأحكام الشرعية .. واللبيب بالإشارة يفهم ..
وأشكركم على الحذف وتمشية الأمر بأنه متبع للسلف!!!
البحث قيد الإعداد أخي فاصبر، والعاقبة خير بإذن الله.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[03 - Nov-2009, مساء 06:53]ـ
أرجو عدم التعجل في طرح كلامٍ من بعض الإخوة لا يتناسب والأحكام الشرعية .. واللبيب بالإشارة يفهم ..
وأشكركم على الحذف وتمشية الأمر بأنه متبع للسلف!!!
لم يعد الكلام إشارةً إذن يا شيخ سكران (ابتسامة)
/// الذي حُذف لك كان هجوما على أحد الإخوة يخلو من الرد العلمي، مع وعد بالمجيء بالرد، ونحن في انتظاره، بارك الله فيكم.
/// وأنا أرجو حقيقة ألا يضيق صدرك بشيء مما قلتُه أو قاله غيري في هذه الصفحة، وألا يفسد النزاع في هذه المسألة ودا بين الإخوان.
/// وأما ما قررتُ أنه خلاف قديم وللمخالف فيه سلفٌ، فهو كذلك شئنا أم أبينا، وليس ههنا محل فتح النزاع - من جديد - في دخول الوجه والكفين في عورة المرأة، والله المستعان.
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[03 - Nov-2009, مساء 10:11]ـ
الرواية فيها اشكال
في رواية اخرى للبخاري ان المتكلم غير ابي السنابل , بل ابو السنابل خطبها , فقال لها رجل آخر بان تجلس اخر الاجلين , ونص رواية البخاري:
فخطبها أبو السنابل بن بعكك فأبت أن تنكحه فقال والله ما يصلح أن تنكحيه حتى تعتدي آخر الأجلين فمكثت قريبا من عشر ليال ثم جاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقال انكحي.
ثم يقال: ان ابا السنابل دخل عليها وهو يظن انها معتدة , فكيف يدخل عليها وهي كذلك , الا ان يكون الداخل عليها من محارمها.
وفقك الله
توجيه جيد وأيضا يمكن يقال بإن جميع الأحاديث الواردة في كشف الوجه قبل الحجاب كما ذكر ذلك شيخ الاسلام ومن المعلوم أن اية الحجاب من آخر ما نزل وأيضا يمكن الجواب عن هذا أنه من المتشابه والقاعدة تقول يحمل المتشابه على المحكم.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[03 - Nov-2009, مساء 11:31]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تعالى نستعين
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، ثم أما بعد ..
حديث سبيعة بنت الحارث الأسلمية رضي الله عنها؛ حديث مشتهرٌ جداً قد تعددت طرقه ومروياته ومخارجه، بحيث كان لزاماً على من أراد أن يتجاوز المعنى العام للحديث كألفاظ فقط؛ وأن يستخرج منه حكماً ما = أن يستوعبها جميعها ليخرج بحل جميع الملابسات التي قد يتوهمها كثيرٌ من الناس.
وقد تتبعت جاهداً _ يعلم الله _ روايات هذه القصة فوجدت الأمر فعلاً لا ينجلي إلا بتتبعها جميعها، فهي تعطي وتيرة واحدة، وأحداثاً متناسقة، ومشاهد مترابطة للقصة بكل مناحيها.
وبعد دراستها _ ولله الحمد _ أقول وبالله التوفيق:
- القصة تروى عن (سبيعة) نفسها من كلامها من طريقين:
طريق (أبي سلمة بن عبد الرحمن) بسؤالها هي مباشرة .. ومن طريق (عمر بن عبد الله بن الأرقم) بسؤالها هي مباشرة .. وهناك طريق ثالث مختصر عند (ابن ماجة) و (ابن أبي عاصم) عنها أيضاً قد أعرضت عنه مكتفياً بهذين.
- كما تروى من طريق أم المؤمنين (أم سلمة)؛ من لجأت (سبيعة) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتها، والتي كانت حاضرة قصتها ومناقشتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
- ومن طريق من سأل أم المؤمنين (أم سلمة) عنها مباشرة.
أولاً: روايات (سبيعة) نفسها:
1) رواية (أبو سلمة بن عبد الرحمن) عنها:
- أقول هذه الرواية فيها من التوضيح والتفصيل والتفنيد لكثير من الملابسات المهمة في القضية؛ ما يفتح أبواباً كثيرة لفهم الحديث فهماً واضحاً، فأقول:
· هذا الطريق أخرجه من رواية (محمد بن إسحاق؛ قال: حدثني محمد بن إبراهيم بن الحرث .. ) عنه به؛ كلٌ من:
(يُتْبَعُ)
(/)
الإمام أحمد في (المسند رقم 27478)، الطبراني في (الكبير ج 24/ رقم 746)، ابن أبي عاصم في (الآحاد والمثاني رقم 3277).
ولفظ مجموعهم:
(دخلت على سبيعة بنت أبي برزة الأسليمة فسألتها عن أمرها؛ فقالت: كنت عند سعد بن خولة، فتوفي زوجي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، قالت: فلبثت بعده شهرين، ثم وضعت ما في بطني، فمر أبو السنابل بن بعكك _ أخو بني عبد الدار _؛ فدخل عليّ حموي؛ وقد كان يريدني لنفسه، وقد تهيأت للنكاح وتخضبت، فقال: ما لك يا سبيعة؟! فقلت: أردت التزويج. قال: لا والله إنه لأربعة أشهر وعشرا. فلبست ثيابي وجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بيت أم سلمة؛ فسألته فقال: "حللت فتزوجي").
قلت: هنا وقفات مهمة، ويأتي غيرها مثلها في الروايات الأخرى إن شاء الله:
- أن القصة متأخرة = بعد حجة الوداع.
- أن المرأة كانت حاملاً قبل موت زوجها، ثم بعد موته اعتدت لموته فلم تلبث أن وضعت حملها.
- أن أحداث القصة كلها كانت بعد وضعها للحمل وانقضاء عدتها.
- أن المرأة كانت ساكنة عند (حموها)، وسيأتي بيان ذلك بزيادة في الروايات الأخرى.
- أن المرأة كانت فاهمة الفقه الشرعي في هذه الحالة، وأنها قد صنعت ما عرفته من سنة رسول الله صلى اله عليه وسلم، فقامت بخلع لباس العدة وإبداله باللباس المعتاد للمرأة الخالية من التزام شرعي من طلاق أو وفاة، وإضافة بعض الزينة الخارجية على نفسها مما يحسن مظهرها ويرغب الناس بها.
- أن أبو السنابل ممن أراد خطبة المرأة .. وصنيعه لها في تغيير الفقه الشرعي هو محاولة غائية لتأخير الوقت لغرض سيأتي بيانه إن شاء الله.
- أن أبو السنابل لم يدخل على المرأة مباشرة، بل هناك الوسيط بينهما وهو (الحمو) ولا يمنع هذا من أن يكون أبو السنابل قد رأى منها ما ظهر من زينها رغماً عنها، فغالب البيوت في ذلك الوقت ليست سوى غرفة مربعة.
- تحديد وتبيين ما هو التزين الذي قصدته في الحديث، وهو زيادة على الملابس تخضيبها يديها.
- لما أن كلام أبو السنابل لم يدخل إلى عقلها حاولت الذهاب إلى مصدر التشريع الثاني (محمد صلى الله عليه وسلم) فلبست ثيابها وأتته .. وسيأتي بإذن الله صفتها للبس ثيابها ومتى كان وقت خروجها، حتى يعرف البعض ممن رزقوا الفهم القاصر للنصوص والأدلة كيف يستنبطون منها ما يتمشى وأهوائهم.
2) رواية (عمر بن عبد الله بن الأرقم) عنها:
· هذا الطريق أخرجه من رواية عبد الله بن عتبة أنه كتب إلى عمر بن عبد الله بن الأرقم أن يسأل سبيعة عن قصتها، كلٌ من:
الإمام البخاري في (صحيحه تعليقاً جازماً رقم 3770)، الإمام مسلم في (صحيحه رقم 1484)، أبو نعيم في (مستخرج مسلم رقم 3514)، أبو عوانة في (مستخرجه رقم 4644)، النسائي في (السنن من طرق تبدأ برقم 5712)، أبو داود في (السنن رقم 2306)، ابن ماجة في (السنن رقم 2028)، ابن حبان في (صحيحه رقم 4294)، الطبراني في (الأوسط رقم 1918) و (الكبير ج 24/ رقم 745، 749، 750)، الإمام أحمد في (مسنده رقم 27478 وما بعدها)، الإمام الشافعي في (الأم 5/ 224)، ابن أبي عاصم في (الآحاد والمثاني رقم 3276)، البيهقي في (السنن رقم 15245 وما بعدها).
ولفظ مجموعهم:
(كتب عبد الله بن عتبة إلى عمر بن عبد الله بن الأرقم الزهري يأمره أن يدخل على سبيعة بنت الحارث الأسلمية فيسألها عن حديثها، وعما قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين استفتته، فكتب عمر بن عبد الله بن الأرقم إلى عبد الله بن عتبة يخبره أن سبيعة بنت الحارث أخبرته: أنها كانت تحت سعد بن خولة _ وهو من بني عامر بن لؤي وكان ممن شهد بدرا _؛ فتوفي عنها في حجة الوداع وهي حامل، فلم تنشب أن وضعت حملها بعد وفاته، فلما تعلت من نفاسها تجملت للخطاب، فدخل عليها أبو السنابل بن بعكك _ رجل من بني عبد الدار _؛ فقال لها: مالي أراك متجملة؟! لعلك ترجين النكاح! فإنك والله ما أنت بناكح حتى تمر عليك أربعة أشهر وعشر. قالت سبيعة: فلما قال لي ذلك جمعت علي ثيابي حين أمسيت وأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته عن ذلك، فقال: "كذب أبو السنابك"، فأفتاني بأني قد حللت حين وضعت حملي، وأمرني بالتزوج إن بدا لي).
قلت: هنا وقفات مهمة أيضاً زيادة على ما مضى:
(يُتْبَعُ)
(/)
- كل من روى هذا الحديث قاطبةً لم يذكر في روايته نوع الزينة التي تزينت بها المرأة، ولم يرد هذا فقط إلا في طريق (عبد الرزاق) عند الإمام أحمد والطبراني فقط .. وفي النفس من ثبوتها شيء .. فقد خالفت سائر الروايات التي أطبقت على عدم ذكرها. فتأمل
- حددت المرأة هنا وقت خروجها لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصفته، حيث قالت: (جمعت عليّ ثيابي حين أمسيت وأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم) .. ومفهوم هذا العمل منها = أنها كانت تتحين هذا الوقت بالتحديد، وهذا مما يدل على طلبها للستر وعدم البروز (سافرة) للآخرين وذلك بتجميع ثيابها عليها وبخروجها وقت المساء وانكفاف الناس والضوء.
ثانياً: رواية أم المؤمنين (أم سلمة) رضي الله عنها، و التي أتت (نسيبة) رسول الله في بيتها:
· وهذا الطريق أخرجه من رواية جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن بن هرمز، عنه به؛ كلٌ من:
الإمام البخاري في (صحيحه رقم 5012)، النسائي في (السنن رقم 5710)، الطبراني في (الكبير ج 23/ رقم 546، 547)، البيهقي في (السنن رقم 15249).
ولفظ مجموعهم:
(أن امرأة من أسلم يقال لها سبيعة كانت تحت زوجها؛ فتوفي عنها وهي حبلى، فخطبها رجلان؛ أحدهما شاب، والآخر كهل _ وهو _ أبو السنابل بن بعكك، فأبت أن تنكحه؛ وخطبت إلى الشاب؛ فقال: والله ما يصلح أن تنكحيه حتى تعتدي آخر الأجلين. وكان أهلها غيباً، ورجا إذا جاء أهلها أن يؤثروه بها. فمكثت قريبا من عشر ليال ثم جاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "انكحي").
قلت: وهنا وقفات مهمة أيضاً على ما مضى:
- هنا تحددت ملامح الجانب الآخر من القصة، وهي الغاية من محاولة أبو السنابل إفهام المرأة خلاف ما تعرفه مسبقاً من الحكم .. حيث وضح هنا أنه قد تقدم إليها رجلان منهم أبو السنابل، لكن المرأة لما أنها لم تقبل بهذا الكهل أبو السنابل غاظ منها ومن صنيعها، فلذلك قال لها: (والله ما يصلح أن تنكحيه) وهذا تصريح منه بوجود طرف آخر معه يريد الزواج بها.
- معرفته المسبقة بغياب أهلها وبعدهم عنها، وأنها عند (حموها) جعله يخبرها بما أخبرها من أجل أن يؤخر عملية زواجها من الرجل الآخر حتى يتسنى لأهلها القدوم.
- أيضاً هنا لم يُصرّح بنوع الزينة التي تزينت بها المرأة. فتنبه
ثالثاً: رواية (كريب غلام ابن عباس) عن أم المؤمنين (أم سلمة) يسألها عنها:
· وهذا الطريق أخرجه من رواية أبو سلمة السابق في الطريق الأول؛ كلٌ من:
الإمام البخاري في (صحيحه رقم 4626)، الإمام مسلم في (صحيحه رقم 1485)، الإمام مالك في (الموطأ رقم 1225، 1228) ومن طريقه الإمام الشافعي في (المسند ص299)، الإمام أحمد في (المسند رقم 26758)، أبو نعيم في (مستخرج مسلم رقم 3515، 3516)، ابن الجارود في (المنتقى رقم 762)، أبو عوانة في (مستخرجه رقم 4645 وما بعدها)، النسائي في (السنن رقم 5702 وما بعدها)، الترمذي في (السنن رقم 1194)، الدارمي في (سننه رقم 2279)، ابن حبان في (صحيحه 4295 وما بعدها)، أبو يعلى في (المسند رقم 6978)، البيهقي في (السنن رقم 15248).
ولفظ مجموعهم:
(قال أبو سلمة: جاء رجل إلى ابن عباس وأبو هريرة جالس عنده؛ فقال: أفتني في امرأة ولدت بعد زوجها بأربعين ليلة. فقال ابن عباس: حلّها آخر الأجلين. قلت أنا: {وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن} إذا نفست فقد حلّت للأزواج، فقال: إنما ذلك في الطلاق، فتراجعا في ذلك بينهما. فقال أبو هريرة: أنا مع ابن أخي _ يعني أبا سلمة _، فأرسل ابن عباس غلامه كريبا إلى أم سلمة يسألها؛ هل كان هذا سنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فجاءه فقال: قالت: نعم؛ قتل زوج سبيعة الأسلمية وهي حبلى، فوضعت بعد موته بأربعين ليلة، فخُطبت؛ فخطبها رجل من بني عبد الدار يكنى أبا السنابل بن بعكك وأخبرها أنها قد حلت، فأرادت أن تتزوج غيره؛ فقال لها أبو السنابل: فإنك لم تحلي. وكان أهلها غيباً، ورجا إذا جاء أهلها أن يؤثروه بها. فذكرت ذلك سبيعة لرسول الله، فأمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تتزوج؛ فأنكحها).
قلت: وهنا وقفات مهمة أيضاً على ما مضى من قبل:
- انتشار أمر معرفة أم المؤمنين أم سلمة بالمرأة وقصتها فلذلك أرسل إليها لما عرف من ذلك من جهتها.
- تأكيد هذه الرواية على تقدم خاطبين لها منهم أبو السنابل؛ وأنه رفض من قبلها .. لكن هذه الرواية أبانت عن طرف مهم آخر في غاية أبو السنابل مما فعل؛ حيث أنه كان قد سبق الشاب لخطبتها؛ وأخبرها أنها بوضعها ولدها قد حلّت، لكن لمّا أن رفضته المرأة ولم تقبل به وقبلت بغيره = غير لها الحكم الشرعي في المسألة ليطول الأجل ليتسنى لأهلها القدوم ومن ثم طلبها منهم.
- لم يرد في هذه الرواية أي كلام حول ما هية الزينة التي تزينت بها المرأة. فتنبه
أكتفي بما علقته على الموضوع بما عقبت به الأحاديث .. وإلا الكلام على بيانه مما وفق الله أكثر من ذلك، من بيان الحكم الشرعي، وبيان مدلول الآية على الحديث، وغيرها، ولكن يعلم الله لم أجد من الوقت إلا هذا .. وفيما ذكر كفاية
ولكن شرطي الوحيد لفهم الكلام فهماً صحيحاً هو التدبر الرائق البعيد عن كل مشيّنات للفهم ومفسداته حتى تخرج بفهم سليم للحديث وأحداثه وملابساته.
قد تكون هذه آخر مشاركة لي معكم _ غفر الله لي ولكم جميعاً _ إن لم تكن آخرها .. فتجاوزوا واصفحوا .. واذكروا بخير.
وفق الله الجميع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[04 - Nov-2009, صباحاً 01:48]ـ
بارك الله فيك يا شيخ سكران، وجزاك الله خيرا على جهدك ووقتك المبذول.
أقول - وبالله المستعان - إنه ليس فيما تفضلت بجمعه - على التسليم بصحة فهمكم له- ما يتعارض مع الحكم الشرعي الذي أخذه من أخذه من الحديث بشأن تزين المرأة في بيتها لاستقبال خاطبها (وهذا هو موضوع هذه الصفحة) ..
/// قولك وفقك الله:
أن المرأة كانت ساكنة عند (حموها)
القول بمكثها عند حميها بعد موت زوجها وتزينها للخطاب في بيته = مشكل جدا، ولا أدري ما الذي وجهكم إليه!! كأنك أردتَ أن تتأول دخول الأجنبي عليها في بيتها وهو يظن أنها معتدة بما يدفع عنهما الشبهة، فوقعت بما ذهبت إليه في شبهة أشد!! ليس فيما سقتَه من الروايات ما يدل على أنها كانت "ساكنة عند حميها" بارك الله فيك، وإنما فيها أنه دخل عليها وهي متهيئة للنكاح ..
والذي يظهر والله أعلم - جمعا لهذا بما ورد من كون الداخل هو ابن بعكك نفسه - أن المرأة دخل عليها الرجل مع حميها جميعا ولم يدخل أي منهما منفردا، فلما ظهرت لهما في البيت على تلك الحال، تبين لهما من أمرها ما جاءت به الرواية، ثم دار الحوار بينها وبين ابن بعكك.
والإشكال لا يزال بعد قائما في استجازتها لأن يرى منها حموها أو ابن سنابل أو كلاهما ما رأياه منها (وهو التهيؤ والتزين للنكاح) ولو كان في بيتها، فحموها ليس من محارمها، بل إن التحذير من دخوله على المرأة معلوم! ففي الحقيقة ليس فيما وقفتُ عليه إلى الآن من الروايات ما يرفع هذا الإشكال. والذي أتصوره أن الداخل عليها لما رآها على هذا الحال، حول وجهه عنها، ثم عبر عن مفاجأته بحالها تلك بما قال .. إذ هو لم يدخل عليها بوصفه خاطبا، فلا يحل له أن يرى منها تلك الزينة، والله أعلم.
/// قلت سددك الله:
تحديد وتبيين ما هو التزين الذي قصدته في الحديث، وهو زيادة على الملابس تخضيبها يديها
فأين ما فيه الدلالة على أن الخضاب الذي قصدته المرأة في الرواية مقصور على خضاب اليد تحديدا؟ هذا تحديد لا يمكن الإفادة به من النص الذي أوردته، إذ هي لم تذكره.
/// قولكم
حتى يعرف البعض ممن رزقوا الفهم القاصر للنصوص والأدلة كيف يستنبطون منها ما يتمشى وأهوائهم.
يا شيخ بارك الله فيك، أنت لا تصارع قوما مبتدعة من أصحاب الأهواء! أرجو من الله ألا يكون هذا ظنك بأحد ممن كتبوا في هذه الصفحة.
/// وتقول:
كل من روى هذا الحديث قاطبةً لم يذكر في روايته نوع الزينة التي تزينت بها المرأة، ولم يرد هذا فقط إلا في طريق (عبد الرزاق) عند الإمام أحمد والطبراني فقط .. وفي النفس من ثبوتها شيء .. فقد خالفت سائر الروايات التي أطبقت على عدم ذكرها. فتأمل
قلت: كون تلك الطريق تفردت بالزيادة من دون أن تكون العلة قادحة، هذا لا يعني رد الاستدلال بها عند إرادة معرفة ما تزينت به المرأة في تلك الواقعة، إن لم يكن في ذلك الأمر نص يعلوه في الدرجة ..
ولا حاجة بنا إلى هذا على أي حال - ولا حاجة بالرواة إلى ذكر تلك التفاصيل أصلا - فالزينة مرجعها عرف الناس وما يفضلونه، وهي إنما يظهر منها - إن تلبست بها - بمقدار ما ينكشف من جسدها، وهذا مآله في مسألتنا هذه - عند القائل بمشروعيته في حق المخطوبة - إلى الخلاف في تعيين هذا المقدار الذي يشرع لها كشفه للخاطب، وهي بابة أخرى مستقلة.
وتقولون:
ومفهوم هذا العمل منها = أنها كانت تتحين هذا الوقت بالتحديد، وهذا مما يدل على طلبها للستر وعدم البروز (سافرة) للآخرين وذلك بتجميع ثيابها عليها وبخروجها وقت المساء وانكفاف الناس والضوء.
ما لبسته خارج بيتها لا دخل له بما نحن فيه، إذ هي يقينا لم تخرج قاصدة بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بما كانت تلبسه تهيؤا للخطاب .. بل كانت في جلبابها (إذ الواقعة كانت بعد فرض الحجاب على الصحيح) ولا فرق هل اختارت الخروج ليلا أم نهارا! فمن الذي أومأ ولو من بعيد إلى أن الحديث قد يفهم منه أنها خرجت سافرة الوجه (أو ضد ذلك)؟ لا يفيد الحديث أيا من الفريقين في مسألة كشف الوجه، وهذا لا تعلق له بمطلوبنا، بارك الله فيك. والذي يقول إن مجرد ظهورها لأبي سنابل بزينتها دليل على أن كشف الوجه كان مشروعا وأنه لم يكن داخلا في الحجاب = هذا يخلط خلطا مبينا، إذ الحال أنها كانت - حين رآها من رآها على هذا النحو - متهيئة للنكاح في بيتها، ولم تكن في حجابها خارج البيت! فكيف يقال إن الحديث دليل على مشروعية كشف المرأة وجهها للرجل الأجبني خارج بيتها! لا دخل للحديث بهذه المسألة أصلا.
/// أما قولك وفقك الله:
وإبداله باللباس المعتاد للمرأة الخالية من التزام شرعي من طلاق أو وفاة، وإضافة بعض الزينة الخارجية على نفسها مما يحسن مظهرها ويرغب الناس بها.
فهل نفهم من هذا الكلام أنك تنكر أنها تزينت تزينا مخصوصا للخطاب، يزيد على ما يكون من عادة النساء في بيتوهن، مما لاحظه عليها الداخل وسألها عنه؟ وإلا فكيف نوجه هذا الكلام؟
/// وأخيرا، فقولك:
قد تكون هذه آخر مشاركة لي معكم _ غفر الله لي ولكم جميعاً _ إن لم تكن آخرها .. فتجاوزوا واصفحوا .. واذكروا بخير
فأنا أسأل الله ألا تكون هذه آخر مشاركاتكم، وألا يحرمنا الله من الخير الذي عندكم، بارك الله فيكم وجزاكم عن إخوانكم خيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القضاعي]ــــــــ[04 - Nov-2009, صباحاً 11:38]ـ
بارك الله فيك، هذا لا يؤدي بنا إلى شيء، فالحديث ليس في هذه البابة غيره، فإن قيل بمشروعية أن تتزين المرأة للخاطب، في حدود ما لها أن تظهره له من نفسها في ذلك المقام، فإن المعول حينئذ في بيان صفة ذلك التزين = يكون على هذه النصوص وإن ضعفت، والله أعلم.
أحسنت التنبيه , ولك أن تعذر أخاك , فالشبهات أصبحت تترى في باب السفور , وهذا الحديث قد اُستدل به على مطلوبهم , والواجب بيان الحق.
فإن كان الحديث في باب الخاطب وما يصلح من زينة المخطوبة له , إلا أن في اختلاف ألفاظ الحديث ما قد يستدل به من في قلبه هوى , وقد فعلوا , وإما إن كان النقاش في ما يجوز ومالا يجوز في باب النظر إلى المخطوبة , فالأمر سهل وهو قريب , وفقكم الله.
ـ[محمّد الأمين]ــــــــ[06 - Nov-2009, مساء 09:09]ـ
ومن المعلوم أن اية الحجاب من آخر ما نزل.
بل المعلوم أن آية الحجاب نزلت في السنة الخامسة(/)
هل من دراسة حول قواطع الأدلة للسمعاني
ـ[عطاء الله فؤاد]ــــــــ[02 - Nov-2009, مساء 03:20]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أيها الإخوة الأفاضل أود أن أجمع الدراسات التي كتبت حول الإمام أبي المظفر السمعاني صاحب كتاب: قواطع الأدلة في أصول الفقه، سواء أكانت هذه الدراسات جامعية، أو مقالات ومنشورات في المجلات الدورية، وسواء كانت هذه الدراسات تتعلق بفقهه أو بعقيدته أو بمؤلفاته وحياته العلمية.
فأرجو ممن عثر على شيء من ذلك كله أن يدلني على موطنه مأجورا مشكورا.
والسلام من الجزائر الطيبة.(/)
اين تذهب اللعنة؟
ـ[محمد جمعة الحلبوسي]ــــــــ[02 - Nov-2009, مساء 06:06]ـ
هل تدري أيها اللعان أن لعنتك تصعد إلى السماء فيهرب أهل السماء منها خشية أن تصيبهم؟! هل تدري أنها تهبط إلى الأرض بعد ذلك، فتهرب الكائنات منها خشية أن تصيبهم؟! هل تدري أنها تذهب بعد ذلك يميناً ويساراً حتى تصادف من يستحقها؟ ثم هل تدري أنها تعود إليك إذا كان من لعنت لا يستحق لعنتك؟
هذا الكلام ليس مني، بل هو من كلام الذي لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى، اسمع اليه وهو يقول:
عن أبي الدرداء ( t) قال: قال رسول الله ( r):( إن العبد إذا لعن شيئاً صعدت اللعنة إلى السماء، فتغلقأبواب السماء دونها، ثم تهبط إلى الأرض، فتغلق أبوابها دونها، ثم تأخذ يميناًوشمالاً، فإن لم تجد مساغاً رجعت إلى الذي لعن فإن كان أهلاً، وإلا رجعت إلى قائلها) رواه أبو داود.
فلماذا تحمل نفسك ـ أخي المسلم ـ هذا الذنب العظيم، ولما تصر على هذا الجرم الكبير؟ ولماذا لا تعود لسانك الدعاء لأبنائك وبناتك بدلاً من لعنهم والدعاء عليهم؟ ألاتخشى أن ترجع إليك لعنتك وتكون ساعة إجابة، فتطرد من رحمة الله عز وجل، وتكون منالمبعدين المقبوحين؟ ألا تخشى أن تلقى الله عز وجل بلسان ولغ في أعراض المسلمينواستباح حرماتهم؟ ألا تخشى أن تتساوى حسناتك وسيئاتك فتأتي لعنتك فترجح ميزانسيئاتك فتدخل بها النار؟
إذن أخي المسلم … أختي المسلمة ... ليكن شعارنا كما قال القائل:
عود لسانك قول الخير تحظى به ...... إن اللسان لما عودت معتاد
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[02 - Nov-2009, مساء 06:18]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم على هذه التذكرة
واسمح لي أن أنقل شرح الحديث للشيخ عبد المحسن العباد من شرحه لسنن أبي داود زيادة في الفائدة:
"قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في اللعن. حدثنا أحمد بن صالح حدثنا يحيى بن حسان حدثنا الوليد بن رباح قال: سمعت نمران يذكر عن أم الدرداء أنها قالت: سمعت أبا الدرداء رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن العبد إذا لعن شيئاً صعدت اللعنة إلى السماء، فتغلق أبواب السماء دونها، ثم تهبط إلى الأرض، فتغلق أبوابها دونها، ثم تأخذ يميناً وشمالاً، فإذا لم تجد مساغاً رجعت إلى الذي لعن، فإن كان لذلك أهلاً وإلا رجعت إلى قائلها)]. أورد أبو داود باباً في اللعن، واللعن: هو إطلاق اللعن على أحد، ومن المعلوم أن اللعن إنما يكون في حدود ما وردت به الشريعة، واللعن يكون لمن يستحقه، وقد جاء في نصوص الكتاب والسنة اللعن بالأوصاف؛ كقوله تعالى: لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ [آل عمران:61]، وقوله صلى الله عليه وسلم: (لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال)، وقوله: (لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده)، وقوله: (لعن الله النامصة والمتنمصة)، وغيرها من الأحاديث الكثيرة في اللعن بالوصف، وليس بالعين. وأما اللعن بالعين فكثير من العلماء يقولون: لا يلعن المعين؛ لأنه لا يدرى ما هي نهايته، وأي شيء ينتهي إليه، ولهذا كان بعض العلماء يتحرزون من اللعن، حتى من لعن الكفار، إذا كانوا على قيد الحياة، أو كانوا لا يعرفون النهاية التي كانوا عليها، ولهذا ذكر ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية قصة نصراني أنشأ قصيدة يذم فيها الإسلام، ويذم فيها الرسول صلى الله عليه وسلم، وذكر أن ابن حزم أنشأ قصيدة طويلة رداً عليها، وقد أثبت القصيدتين، ولما ذكر قصيدة النصراني عقبها بقوله: فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين إن كان مات كافراً. وذكر ابن كثير في ترجمة أبي نصر الفارابي أنه كان يقال عنه: إنه لا يقول بمعاد الأجساد، وإنما يقول بمعاد الأرواح فقط، ثم قال ابن كثير: فعليه إن كان مات على ذلك لعنة رب العالمين، ثم قال: وإن الحافظ ابن عساكر كتب تاريخاً واسعاً في دمشق، ولم يذكر الفارابي في تاريخه، مع أنه من أهل دمشق، قال: ولعله إنما تركه لقبحه ونتانته. أي: لأنه يقول بعدم معاد الأجساد، وأنما تعاد الأرواح فقط. ولهذا فالأصل عند أهل السنة أن المعين لا يلعن؛ لأن الإنسان قد يكون على شر، ثم يختم له بخير، وتكون نهايته على خير، ومن المعلوم أن الناس بالنسبة للنهايات والبدايات أربعة أقسام: منهم من تكون بدايته ونهايته طيبة، ومنهم من تكون بدايته ونهايته سيئة، ومنهم من تكون بدايته حسنة ونهايته سيئة، ومنهم من تكون بدايته سيئة ونهايته حسنة، فهذه أربعة أقسام للناس بالنسبة للبداية والنهاية، وهذا مثلما حصل لسحرة فرعون، فإن حياتهم كلها كانت مملوءة بالسحر والكفر والشر، ثم بعد ذلك آمنوا برب موسى وهارون، وقتلوا وانتهوا على خير، وختم لهم بخير. وكذلك الذي يكون على حالٍ حسنة ثم يدركه الخذلان في آخر الأمر فيرتد عن الإسلام، ويموت على ذلك، فتكون نهايته سيئة، والعياذ بالله! وقد أورد أبو داود رحمه الله هذا الحديث، وفيه أن اللعنة التي تصدر من الإنسان تذهب إلى السماء فتغلق أبواب السماء دونها، ثم ترجع إلى الأرض فتغلق أبواب الأرض دونها، ثم تذهب يميناً وشمالاً حتى تذهب إلى الذي قيلت فيه، فإن لم يكن كذلك وإلا رجعت إلى صاحبها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[البتيت]ــــــــ[02 - Nov-2009, مساء 06:43]ـ
فلماذا تحمل نفسك ـ أخي المسلم ـ هذا الذنب العظيم، ولما تصر على هذا الجرم الكبير؟ ولماذا لا تعود لسانك الدعاء لأبنائك وبناتك بدلاً من لعنهم والدعاء عليهم؟ ألاتخشى أن ترجع إليك لعنتك وتكون ساعة إجابة، فتطرد من رحمة الله عز وجل، وتكون منالمبعدين المقبوحين؟
صدقت أخي وجزاك الله خيراً فقد والله وقع الكثير من المسلمين في هذه المخالفة وتهاون بها وأصبحت أمراً مألوفاً ,
أما في بلادنا فحدت ولاحرج فقد أصبحت اللعنة تحية وسلاماً ,
الرجل لايرعوي في أن يطلق اللعنة على زوجه ,
الأب على أولاده , وكذالك الأم ,
الناس على دوابهم وسياراتهم وأمتعتهم ,
الكثير منهم بجهل وبعضهم تقصيراً وعدم اكتراث بالعواقب
نسي جميعهم أو تناسو أن الرسول (ص) أمرمن لعن دآبته أن لايركبها ,
نسأل الله العافية ,,,, ومشكورٌ أخي مجدداً
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[02 - Nov-2009, مساء 07:23]ـ
الأعجب والله أني سمعت فتاة تقول لزميلتها وهي تضحك ومنسجمة مع السوالف: اسمعي يا ملـ ع ـونة الوالدين، ويتضاحكون ولا كأن الأخت قالت شيء! ع الأقل اغضبي لوالديك. لكنه العقوق وسوء الخلق وضعف الدين والعياذ بالله.
ـ[قلب طيب]ــــــــ[02 - Nov-2009, مساء 09:08]ـ
الله المستعان
جزيتم خيرا على التذكرة و على شرح الحديث
ـ[الحافظة]ــــــــ[03 - Nov-2009, مساء 07:59]ـ
.. جزاكم الله خيراا ووفقكم لما يحب ويرضى على هذه الموعظة ..
عن عبد الله بن عمر أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الرُّكُوعِ مِنْ الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ مِنْ الْفَجْرِ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إلْعَنْ فُلانًا وَفُلانًا وَفُلانًا بَعْدَ مَا يَقُولُ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: (لَيْسَ لَكَ مِنْ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ) رواه البخاري ...(/)
احذر .. إياكَ أن تتلاعب بمشاعر الفتيات.
ـ[محمد جمعة الحلبوسي]ــــــــ[02 - Nov-2009, مساء 06:14]ـ
تذكر دائماً (مَن يعمل سوءً يجزى به) والجزاء من جنس العمل، وأن الله يمهل لا يهمل، فاحذر أشد الحذر من عقاب الله، وإياكَ من محقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على المرء حتى يُهلكّنه.
أخي المسلم – إن كنت صاحب غيرة وشرف، إياكَ إذاً أن تتلاعب في مشاعر الفتيات، فإنها من المعاصي والذنوب والأمور المحرمة في الإسلام، ولتكن على حذر، فالأمر جد خطير.
وأسوق لك قصة تبكي العين الخاشعة، وينفطر لها القلب المؤمن قصة من الواقع ... عساك تعتبر (هذا الشاب لعب بعواطف ومشاعر فتاة، تكررت المشاعر الكاذبة والعواطف الخدّاعة لتصبح المتغافلة سجينة سهلة للهدايا المتبادلة وللهواتف المتأخرة من الليل والرسائل الغرامية والمعاكسات المسجلة، لتصبح وسيلة ضغط جيدة!! ليسلب بها أعز ما تملكه! وما هي إلاّ لحظات حتى تركها وحدها تعاني العار والفضيحة، وقد انهمرت دموعها التي انهمرت من قبل فرحة بمعرفته!! ومرت الأيام وانقضت، وكلٌ ذهب في طريقه، وبعد أعوام ليست طويلة عاد ذلك الذئب البشري إلى بيته في منتصف الليل منهكاً من العمل؛ ليُفاجئ بما لم يتوقعه! إنها الفضيحة والعار الذي ألحقه بتلك الفتاة، يسري إلى بيته إلى أعز أحبائه. نعم، فلقد وجد ابنته تعاني ما عانته تلك الفتاة!!)
فكما تدين تُدان! فهذا ليس بالأمر الغريب!!
إن الزنا ديّن فإن اقرضته ... كان الوفاء من أهل بيتك فاعلم
من يزن في قوم بألفيّ درهم ...... في أهله يُزنى بربع درهم
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[02 - Nov-2009, مساء 08:53]ـ
فكما تدين تُدان! فهذا ليس بالأمر الغريب!!
إن الزنا ديّن فإن اقرضته ... كان الوفاء من أهل بيتك فاعلم
من يزن في قوم بألفيّ درهم ...... في أهله يُزنى بربع درهم
مع تقديري لكم،، غير صحيح أنه (كما تدين تدان) وخاصة فيما يتعلق بالأعراض!
هذا عين الظلم أن يؤخذ الولد بجريرة أبيه ..
والله عز وجل يقول - في الحديث القدسي - (: يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما .. ).
لا أدري لِم يسعى بعضنا في التشكيك بـ بنات العصاة، أو الفجرة.
ألا يوجد مواعظ زاجرة غير أمر التشكيك هذا!
ألا نستطيع أن نخوفهم بالله دون الإضرار بالأبرياء؟
وفقكم الله.
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=10880
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[02 - Nov-2009, مساء 10:42]ـ
هذا عين الظلم أن يؤخذ الولد بجريرة أبيه
بارك الله فيك، هذا المعنى الذي قررتيه ليس بلازم، ولا ينتهض به الاعتراض على معنى (كما تدين تدان)! فابتلاء الرجل بوقوع الزنا أو انتهاك العرض في بعض أهل بيته لا يلزم منه ظلم ذلك الذي وقع في تلك الكبيرة أو وقع عليه ذلك الأمر من أهل بيت الزاني! ليس الولد بمظلوم ما دام قد وقع فيما وقع فيه باختياره، فآذى أباه بذلك كما أراد الله له .. ولا البنت مظلومة إن ابتلاها الله باغتصاب أو بالزنا أو بنحوه .. فهذا لوالدها عقوبة (جزاء من جنس العمل) كما أنه بها بلاء في نفس الوقت ولا إشكال! فليس في هذا أخذ لأحد بجريرة أحد، ولا يقال إن وقوع الزاني (أو الزانية) في الزنا ظلم له (أو لها)، لمجرد أن الله جعل منه جزاءا للأب!
ثم إن هذا الذي يزني ثم لا يتوب، على أي شيء ترينه يربي أولاده؟ لا يربيهم إلا على الدياثة والزنا غالبا (عافانا الله) .. فوقوع ذلك في أهله أمر غير مستبعد على أي حال، إلا أن يشاء الله أمرا آخر، والله أعلم.
لا أدري لِم يسعى بعضنا في التشكيك بـ بنات العصاة، أو الفجرة
هذا الكلام لا مدخل له هنا ولا أظنه طرأ على ذهن الكاتب أصلا! فالكلام إنما خرج مخرج ترهيب الرجل من أن تُنتهك أعراض نساء بيته كما انتهك هو أعراض نساء غيره من قبل، وحتى يرى أنه كما يكره أن يقع هذا عنده فليكره أن يوقعه هو عند غيره .. ولا يلزم من هذا الترهيب أن تكون نساؤه - ولابد - زانيات، كما لا يلزم تحقق الوعيد بجميع مستحقيه، فتأملي.
ليس في الكلام تشكيك ولا إضرار بالأبرياء ولا شيء من هذا، بارك الله فيك.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[02 - Nov-2009, مساء 10:47]ـ
بارك الله فيكم
ثم إن هذا الذي يزني ثم لا يتوب، على أي شيء ترينه يربي أولاده على أي حال؟ لا يربيهم إلا على الدياثة والزنى غالبا (عافانا الله) .. فوقوع ذلك في أهله أمر غير مستبعد على أي حال، إلا أن يشاء الله أمرا آخر، والله أعلم.
.
إذن ماذا تقصد بـ غير مستبعد؟؟
لم غير مستبعد من أبناء الفاجر، ويستبعد من أبناء الرجل الصالح؟
أليس في كلامك ظلم لأبناء الفاجر؟ وتشكيك فيهم؟؟
لم لا نقول (مستبعدٌ منهم إلا أن يشاء الله أمرا آخر) ..
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[02 - Nov-2009, مساء 10:53]ـ
لم غير مستبعد من أبناء الفاجر، ويستبعد من أبناء الرجل الصالح؟
أليس في كلامك ظلم لأبناء الفاجر؟ وتشكيك فيهم؟؟
لا ظلم ولا تشكيك! غاية ما أقول إن الرجل الفاسد غالبا ما يكون بيته بيت فساد، فهو يربي أولاده على فساده، وهذا أمر معلوم بالحس والمشاهدة، بل إن النص دل عليه (كما في حديث "فأبواه يهودانه أو ينصرانه" .. ونحوه) ولا يلزم من عموم هذا المعنى دخول سائر أفراد العموم تحته .. فكم من فاجر خرج من تحت يديه صالحون وصالحات، (وامرأة فرعون أقرب مثال إلى ذهني الآن) والعكس كذلك صحيح، فتأملي الكلام بروية بارك الله فيك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عُبيد السعيد]ــــــــ[02 - Nov-2009, مساء 10:59]ـ
أعتقد - والله أعلم - أن المقصود بمثل هذه المواعظ .. أمرين:
الأول .. أن الإدمان على هذه الأمور وعدم التوبة يورث التأثر في أبنائه وأزواجه!
الثاني .. أنه قد يوافق ابتلاءً في أزواجه أو أبنائه فلا يكون هناك مايدفعه من دعاء مستجاب ونحوه
فالموعظة في باب العموم صحيحة , أما على سبيل التحقيق فلا .. !
وإن كان الصواب غير هذا .. فالله أعلم
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[02 - Nov-2009, مساء 11:11]ـ
طيب .. طيب .. شكرا لكم وجزاكم الله خيرا
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[02 - Nov-2009, مساء 11:50]ـ
اختي الكريمة تفولين: غير صحيح أنه (كما تدين تدان) وخاصة فيما يتعلق بالأعراض!
هذا عين الظلم أن يؤخذ الولد بجريرة أبيه ..
اقول: ورد حديث بهذا اللفظ
الأخ المكرم: أبو ريناد وفقه الله
سلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد
فقد سألت عن حديث: (كما تدين تدان).
الجواب:
ورد هذا الحديث بلفظ: (البر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان لا يموت اعمل ما شئت كما تدين تدان).
أخرجه (عبد الرزاق، والبيهقي في الزهد أحمد فى الزهد عن أبى قلابة عن أبى الدرداء موقوفًا)
حديث أبى قلابة المرسل: أخرجه عبد الرزاق فى الجامع عن معمر (11/ 178، رقم 20262)، والبيهقى فى الزهد (2/ 277، رقم 710). عن أبى قلابة مرسلاً.
وأخرجه أحمد فى الزهد (ص 142) من حديث أبى الدرداء موقوفا
وهو حديث ضعيف. كما في "الكشف الإلهي" للطرابلسي (681). "اللؤلؤ المرصوع" للمشيشي (ص: 414).
وعليه، فإن هذا الحديث ضعيف من حيث السند كما أفاد أهل العلم، لكن هذا الحديث معناه صحيح، وعليه أدلة من القرآن والسنة، كما في قوله تعالى {ولا يحيق المكر السيء بأهله} وقوله تعالى {من يعمل سوءً يجز به} وقوله {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان} وقوله {وجزاء سيئة سيئة مثلها}.وفي الحديث: (من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان في عون أخيه. رواه مسلم.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
تخريج الحديث منقول
ـ[جمانة انس]ــــــــ[02 - Nov-2009, مساء 11:53]ـ
لعل مما يقال ايضا
ان وقوع الزنا و العياذ بالله من اهل الفاجر
يكون
احيانا
عقوبة له بسبب انتهاكه اعراض الناس
فيبتليه الله بانتهاك عر ضه
ويكون هذا في حق الاهل عقوبة لهن ايضابسبب عصيانهن و انحرافهن ان كان تم ذلك بر ضاهن
و يكون ابتلاء واختبارا-عافانا الله بر حمته- ان كان ذلك اغتصابا -حفظنا الله بحفظه -
(ونبلوكم بالشر و الخير فتنة)
ـ[أسامة]ــــــــ[03 - Nov-2009, صباحاً 08:27]ـ
"قد" ينتقل الظلم ليصيب قوم بذنب آخرين ...
قال الله تعالى: {وَاتّقُواْ فِتْنَةً لاّ تُصِيبَنّ الّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصّةً وَاعْلَمُوَاْ أَنّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}
قال رسول الله (ص): {إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه. قيل: يا رسول الله، وكيف يلعن الرجل والديه؟ قال: يسب الرجل أبا الرجل، فيسب أباه، ويسب أمه فيسب أمه}
ولكنه ليس بلازم .. فلا يمكن القول بأنها قاعدة غير مستثناه، والتحقيق: أنه يحتمل.
وأما الجزم به فمخالف للشرع والمشاهدة لأدلة أخرى.
قال الله تعالى: {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىَ}
فلعل (القاعدة): أن من عمل شيئًا يجزى به، و (الاستثناء) وقد ينتقل الظلم ليصيب قوم آخرين.
قال رسول الله (ص): {يغزو جيش الكعبة، فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم. قالت: قلت: يا رسول الله، كيف يخسف بأولهم وآخرهم، وفيهم أسواقهم، ومن ليس منهم؟ قال: يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نياتهم}
فهؤلاء لم يرتكبوا جرمًا للعقاب، إلا أن وجودهم فيهم كان سببًا للهلاك. لذا كان بعثهم على نياتهم.
بارك الله فيكم.
ـ[محمد جمعة الحلبوسي]ــــــــ[03 - Nov-2009, صباحاً 09:37]ـ
أنا أشكر الجميع على هذا الاهتمام وبهذه الغيرة على إسلامنا ... واشكر (الأمل الراحل) على حرصها وخوفها على أعراض الناس، واشكر المشرف (أبو الفداء) على رده الجميل والذي لم يترك لي شيئا أتكلم به فبارك الله فيك.
وليعلم الجميع أن الله تعالى ليحفظ بالرجل الصالح عائلته قال ابن المنكدر (رحمه الله): (إن الله تعالى ليحفظ بالرجل الصالح ولده، وولد ولده، والدويرات التي حوله، فما يزالون في حفظٍ من الله وستر) فلماذا نعتقد هذا الاعتقاد بان الله يحفظ أهل بيتنا ببركة أعمالنا الصالحة ... ولماذا لا نعتقد أن فساد الرجل يؤثر على عائلته ... إن الوالد الذي يسمح لنفسه بالتلاعب بمشاعر الفتيات فانه بالتأكيد سيتساهل في المحافظة على أهل بيته من الذئاب مثله.
الله أسال أن يحفظنا جميعا ويحفظ عوائلنا وعوائل المسلمين من الوقوع في المهالك .. اللهم لا تؤخذنا ان نسينا او اخطانا اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا(/)
وسائل تساعدك على نجاحك
ـ[هدى على]ــــــــ[03 - Nov-2009, صباحاً 05:31]ـ
وسائل تساعدك على نجاحك ....
راجع خطتك مع من تثق
به
قرر الهدف الذي تريد الوصول إليه ...
أولاً ...
ثانياً: حدد الخطة للوصول إلى الهدف.
ثالثاً: ما هي الخطوات التي يجب أن تتخذها، وبأي طريق.
رابعاً: [والديك، شيخك، معلمك، صديقك].
خامساً: أنجز كل خطوة من خطتك، ثم انتقل إلى الخطوة التالية.
سادساً: قرر كيف ستكافئ نفسك عندما تصل إلى الهدف.
كما يمكنك أيضاً أن تعطي نفسك كافأت أصغر بعد أن تتقدم خطوة أو عدة خطوات في طريقك إلى هدفك.
سابعاً: كافئ نفسك عندما تصل إلى هدفك.(/)
الدخول مع الإمام في الصلاة من خارج الصف
ـ[صلاح سالم]ــــــــ[03 - Nov-2009, صباحاً 08:31]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد
إخوتي الكرام الدخول مع الإمام في الصلاة من خارج الصف إذا خاف الرجل ضياع الركعة معلوم إختلاف العلماء فيه ولكن قد ثبت بعض الأثار عن الصحابة ومنهم أبو بكر وعبد الله ابن وابن مسعود وزيد بن ثابت.
ولكن قد حصل خلاف بيني وبين بعض الأخوة حول هل تصح صلاة من دخل مع الإمام أثناء الركوع ولكن قام الإمام قبل وصوله الصف؛ فهل تصح هذ الركعة مع أن آثار عبد الله ابن عمر تتحدث عن الدخول في الصلاة وهي الركعة كقوله رضي الله عنه: إذا جاءت والإمام راكع فوضعت يديك على ركبتيك فقد ادركت. الإرواء (2/ 263)
وقوله رضي الله عنه: من أدرك الإمام راكعاً فرك قبل أن يرفع الإمام رأسه فقد أدرك تلك الركعة. المصدر السابق.
فعارضني الأخ بقوله هذا الأثر بين أن من لم يدخل مع الإمام إلى الصف وهو راكعاً فلا تقبل ركعته؛ فقلت له لا بل ثبت الأمر في أثر عن زيد ابن ثابت أنهُ: كان يركع على عتبة المسجد ووجهه إلى القبلة ثم يمشي معترضاً على شقه الأيمن، ثم يعتد بها إن وصل إلى الصف أو لم يصل. نفس المصدر السابق.
فقا: لا يصح هذا القول.
فهل فهمي للقول صحيح (أي أنه تصح تلك الركعة) لأن قول ابن عمر في إثبات أصل الركعة في الدخول مع الإمام راكعاً، وتصح الركعة وصل إلى الصف أم لم يصل إلى الصف بارك الله فيكم.
وما هو قول أهل العلم في المسألة حفظكم الله.
وآخر دعونا إن الحمد لله رب العالمين.
ـ[صلاح سالم]ــــــــ[03 - Nov-2009, مساء 05:21]ـ
الا من معين بارك الله فيكم لهذه المسألة
ـ[حمد]ــــــــ[03 - Nov-2009, مساء 07:43]ـ
لا صلاة لمنفرد خلف الصف. كما يدل حديث وابصة.
فعلى هذا فلا تصح ركعته إن لم يلحق الصف قبل قيام الإمام.
فتح الباري لابن رجب:
وعلى هذه الطريقة: فهل يختص جواز الركوع دون الصف بمن أدرك الركوع في الصف، أو لا يختص بذلك؟
ظاهر كلام أحمد في رواية ابن منصور أنه يختص بمن أدرك الركوع في الصف؛ لأنه إنما أجاز الركوع خلفه لمن ظن أنه يدركه، فإنه إذا زالت فذوذيته في حال الركوع، فلم يصل ركعة فذاً، والمنهي عنه أن يصلي فذاً ركعةً فأكثر، وأما إذا زالت فذوذيته قبل أن يرفع من الركوع فقد أدرك الركعة في الصف، فلا يكون بذلك فذاً؛ ولهذا لو قام خلف الإمام اثنأن فأحرم أحدهما قبل إحرام الآخر، لم يكن في تلك الحالة فذاً بالاتفاق.
وقد حكي عن جماعة من أصحابنا .... إلخ
ـ[صلاح سالم]ــــــــ[04 - Nov-2009, صباحاً 09:58]ـ
طيب اخي الغالي ما أقول لهذه الآثار الصحيحة التي جعلت من الإمام الألباني رحمه الله يتراجع عن قوله بعدم جواز الفعل وارجع الإرواء (2/ 260 ـ 266).
ففعل الصحابة وفهمهم لأحاديث مقدم على قول أي أحد حفظك الله وليس هناك تعارض لأنه ثبت أن قطع الصف لا يصح والصلاة خلف الصف وحدك خير من أن تقطع الصف لما فيها من أحاديث صحيحة تحذر من هذا بارك الله فيك.
والدخول إلى الصلاة من أول المسجد ثبت بأفعال الصحابة كما هو ظاهر فأين د النهي وهذا العل بعد موت النبي صلوات ال وسلامهُ عليه.
وإن ادعيت أنهم لهم يصهم الدليل نقول هذا قول الإمام مالك وهو إمام أهل المدينة في زمانه والأثار في الموطأ وغيره فأين الحجة لقولكم بارك الله فيكم.
ـ[أبو الفضل الجزائري]ــــــــ[04 - Nov-2009, صباحاً 11:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله، النهي عن الركوع دون الصف قد يستفاد من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكرة زادك الله حرصا ولا تعد/ حين جاء مسرعا فركع دون الصف.
* ومنهم من قال أن بعض الصلاة صلاة وقد أبطل رسول الله صلاة من صلى خلف الصف، فمن أدرك ركعة دون الصف ولم يدخل فيه حتى رفع الإمام رأسه فقد بطلت عليه الركعة.
والأحوط أن يخرج الإنسان من خلاف العلماء فلا يركع إلا إذا غلب على ظنه أنه يدخل في الصف قبل أن يرفع الإمام رأسه، أو يفعل ذلك إذا كان معه جماعة دون الصف، فليركعوا جميعا فإنهم صف على قول المالكية والله أعلم.(/)
نصيحة امرأة مجربة
ـ[محمد جمعة الحلبوسي]ــــــــ[03 - Nov-2009, صباحاً 09:56]ـ
أستاذة جامعية في إنجلترا وقفت أمام مئات من طلبتها وطالباتها تلقي خطبة الوداع بمناسبة تقديم استقالتها من التعليم.
قالت الأستاذة: ها انا قد بلغت الستين من عمري وصلت فيها إلى أعلى المراكز نجحت وتقدمت في كل سنة من سنوات عمري وحققت أمالا كبيرا في المجتمع كل دقيقة في يومي كانت تأتي علي بالربح حصلت على شهرة كبيرة ومال كثير و أتيحت لي الفرصة أن ازور العالم كله ولكن هل انا سعيدة الآن بعد تحقيق كل هذه الانتصارات لقد نسيت في غمرة انتقالي إلى التعليم والتدريس والسفر والشهرة أن افعل ما هو أهم من ذلك كله بالنسبة للمرأة نسيت أن أتزوج وان انجب أطفالا واستقر…
وأنني لم أتذكر ذلك ألا عندما جئت لأقدم استقالتي شعرت في هذه اللحظة إنني لم افعل شيئا في حيلتي وان كل الجهد الذي بذلته طوال هذه السنوات قد ضاع هباءً فسوف استقيل ويمر عام أو اثنان على استقالتي وبعدها ينساني الجميع في غمرة انشغالهم بالحياة
ولكن لو كنت تزوجت وكونت أسرة كبيرة لتركت اثر اكبر واحسن في الحياة إن وظيفة المرأة الوحيدة هي أن تتزوج وتكون أسرة وأي مجهود تبذله غير ذلك لا قيمه له في حياتها هي بالذات
وإنني انصح كل طالبة تسمعني أن تضع هذه المهام أولا في اعتبارها وبعدها تفكر في العمل والشهرة.هذه نصيحة امرأة مجربة تخبر بنات مجتمعها بأنها نالت شهرة زائفة و أموال وفيرة لكنها لم تكن سعيدة لأنها غفلت عن أمر هو اكثر أهمية من كل ما حصلت عليه انه الزواج وتكوين الأسرة.
نعم انه الامر المهم لدى المراة والاكثر اهمية ... لذلك أدرك سلفنا الصالح هذه الحقيقة فكان منهم من يعرض ابنته على من يعرف فيه المزايا النبيلة بغية الزواج فيها ولا يجد في ذلك منقصة ولا عيبا لانه يدرك إن سعادة ابنته لا تكون إلا في ذلك …
فهل تعي فتياتنا هذه الحقيقة؟ وهل ينظرن إلى مصلحتهن في المستقبل؟(/)
انت تسال والمفتي يجيب
ـ[محمد جمعة الحلبوسي]ــــــــ[03 - Nov-2009, صباحاً 10:36]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد:
فعن أبي هريرة ( t) عن النبي ( r ) قال:
(من آتاه الله مالاً فلمْ يُؤدِّ منه زكاتَهُ مُثِّلَ له يومَ القيامةِ شُجاعاًً أقرعَ لهُ زبيْبَتانِ يُطوِّقُهُ يومَ القيامةِ ثمَّ يأخذ بلهزمتيه ـ يعني شدقيهِ ـ ثمَّ يقولُ؛ أنا كنْزُكَ، أنا مالُُكََ، ثمَّ تلا هذه الآية: (الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) (آل عمران: الآية180).
فهذه إجابات لأهم الأسئلة المتعلقة بموضوع فقه الزكاة أجاب عليها فضيلة الشيخ الدكتور عبد الملك عبد الرحمن السعدي نفعنا الله بعلمه.
س1: هل للزكاة شهر معين تدفع فيه في الشريعة كشهر رجب مثلاً؟
ج1: إن الزكاة تجب في نفس الشهر الذي ملك فيه الإنسان نصاب الزكاة فإذا ملكه في رجب وجبت في رجب وإذا ملكه في ربيع الأول وجبت فيه.
س2:كيف نعرف مقدار الحد الأدنى لنصاب الدنانير أو العملة الورقية والمعدنية وعروض التجارة؟
ج2: العملة الشرعية هي الذهب والفضة والآن لم تعودا عملة نقدية بل أصبحتا حلياً فقط فقد حلت العملة الورقية والمعدنية مكانهما وقد أصبحت هي العملة الشرعية اليوم ومعرفة مقدار نصابها يعرف بالشكل الآتي:
هما يعادلان بالذهب والفضة ونصاب الذهب عشرون مثقالاً، ونصاب الفضة (140) مثقال= 200درهم تقريباً.
وبإمكاننا أن نقدر العملة الورقية بالذهب وبإمكاننا أن نقدرها بالفضة ولكن تقديرها بالفضة أنفع للفقراء من وجهين:
أحدهما: المسارعة في دفع الصدقة للمبلغ القليل فينتفع الفقير منه بخلاف التقدير بالذهب فإنه يحتاج إلى مبلغ أعلى.
ثانيهما: إن من ملك ما يعادل نصاب الفضة يحرم عليه أخذ الزكاة فينتفع الفقراء بعدم مزاحمته لهم.
لذا فإن الواجب أن نعادلها عند حولان الحول بقيمة (140) مثقال من الفضة سبيكة غير مصاغة فإذا بلغ مال التجارة أو بلغت النقود قيمة (140) مثقال فإنها نصاب تجب الزكاة فيه ويحرم لمن ملكه أخذ الزكاة لأنه غنيٌ بدليل قوله (< 10 e0 font face="AGA Arabesque">r ) قال: (لا َتحلُ الصدقةُ لغنيٍ فقيل: فمَنِ الغنيُ؟ قال: مَنْ ملَكَ مائتي درهم) وهي تساوي (140) مثقال = 700غرام.
س3: هل يجوز أن تقدر البضاعة تقديراً واضحاً دون حساب أو عد أو وزن؟
ج3: لا يجوز ذلك بل لابد من أن يحسب المال الموزون بالوزن والمذروع بالذرع والمعدود بالعد وإذا كان يعرف قدرها أو عددها أو ذرعها اكتفى بذلك.
س4: بأي مبلغ تقدر البضاعة؟
ج4: تقدر البضاعة برأس مالها دون الربح يوم التقدير بغض النظر عن قيمة شراءها زادت أو نقصت.
س5: إذا كان صاحب المحل أو مالك النقود مديناً بمبلغ فهل يجوز إخراج الدين من رأس المال ليزكي الباقي؟
ج 5: جوز ذلك أبو حنيفة وقال: يطرح الدين فان بقي من المال ما يساوي نصاباً زكى وإلا فلا زكاة.
والدين ينقص من النقود وعروض التجارة فقط ولا ينقص من حاصلات الزراعة أو الأغنام.
س6: المزكي له ديون على الناس هل تزكى مع المال الموجود لديه؟
ج6: الدَّين قسمان: دَيْنٌ قوي ودَيْنٌ ضعيف ميؤوس منه، فالقوي هو المثبت كسندٍ أو كمبيالة أو شهود والمدين قادر على دفعه وليس منكراً له فهذا يزكى مع المال الموجود. والدين الضعيف وهو إذا كان المدين منكراً له ولا إثبات أو كان معسراًجداً فهذا تؤجل زكاته إلى وقت الدفع فكلما دفع له مبلغ منه زكاه فقط ولا يزكيه مع ماله الموجود إلا أن يتطوع.
س7: هل يجوز أن يدفع المزكي جزءاً من الزكاة قبل الحول؟
ج7: نعم يجوز أن يدفع للفقراء وينوي به الزكاة قبل الحول فإن حال الحول حسب ماله فإن زاد حساب الزكاة على ما دفع، دفع الفرق وان لم يزد فقد أجزأه ما دفع.
س8: هل الحول يحسب على الشهر القمري أم الشمسي، والتجار اليوم يعتبرون الحول على الشمسي لا القمري فماذا يفعلون والحالة هذه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ج8: الحول يحسب بالشهر القمري وحسابه على الشمسي فيه غدر f20 للفقراء إذأنه في كل ثلاثة وثلاثين سنة تضمحل سنة عليهم لأن السنة القمرية تنقص عن السنة الشمسية بأحد عشر يوماً وان كان ولابد من الحساب على الشمسي فيجب أن يزيد المزكي على مبلغ زكاته مبلغاً نسبته من مبلغ الزكاة كنسبة الأحد عشر يوماً من السنة تفادياً لغدر الفقراء.
س9: هل يجب دفع المبلغ المخرج للزكاة فوراً أو يجوز دفعه على شكل دفعات متفرقة طيلة السنة؟
ج9: الجمهور أوجبوا دفع الزكاة فوراً وقد جوز بعض الحنفية دفعها بالتراخي وبما أن المصلحة قد تقتضي تفريقها على مدى السنة فلا مانع من دفعها مجزأة على أن تدفع قبل انتهاء الحول.
س10: هل تدفع الزكاة للابن وذريته أو للبنت وذريتها إذا كانوا فقراء؟
ج10: لا يصح دفع الزكاة للفروع ولا للأصول .. فإذا كان ابنك فقيراً وزوجته فقيرة فادفع الزكاة إليها لا إليه وكذا إذا كانت أبنتك فقيرة وزوجها فقير فادفع الزكاة إليه لا إليها وبعد ذلك فلا مانع من أن يصرفها القابض في مصلحة الأسرة لأنها صارت ملكه.
س11: هل يجوز للأخوة والأخوات والأعمام والعمات و الأخوال والخالات وأولادهم؟
ج11: نعم يجوز لهؤلاء إذا كانوا من أهل الزكاة ولك أجران، أجر الصدقة وأجر الصلة.
س12:إذا دفعت للفقير صدقة ثم بعد ذلك أردت اعتبارها من الزكاة فهل تكفي عنها؟
ج12: نية دفع الزكاة واجبة ومحلها القلب لا اللسان لذلك الأفضل أن لا تقول للفقير هذه زكاة أو من حق الله بل ادفعها إليه وفي قلبك إنها زكاة وإذا كان من أهل الوجاهة أو عزيز قوم فلا مانع أن تتظاهر له بالهدية وفي قلبك هي زكاة، وتجوز النية ما دام المال بيدك أو استلمه الفقير وهو بيده أما بعد ذلك فلا تصح النية ولا يكفي المال المدفوع عن الزكاة، وإذا عزلت مبلغ الزكاة بنيتها فإنها تكفي ولا يشترط التذكير بها عند الدفع.
س13: إذا كان لي على فقير دين و أردت أن أسامحه بنية الزكاة فهل يكفي ذلك؟
الزكاة لا تصح إلا بركنين دافع وقابل لأن الله تعالى قال: (وَآتُوا الزَّكَاةَ) ولم يقل ادفعوا الزكاة والإيتاء لا يحصل إلا بدفع وقبض.
< 10 e0 ;font face="MCS Taybah S_U normal."> س14: هل يجوز أن تدفع الزكاة لبناء مسجد أو مدرسة أو ترميمها أو لنحو ذلك؟
ج14: قلنا إن الزكاة لابد لها من قابض والمسجد والمدرسة ليس لها صلاحية القبض ثم إن الله تعالى حصر الزكاة في الأصناف الثمانية والمسجد والمدرسة ليست منها، أما القول بان في الآية صنفاً هم في سبيل الله فالمراد بذلك الجهاد في سبيل الله لا غير.
س15: هل الأفضل أن أوزع الزكاة بنفسي أو أوكل ثقة في توزيعها؟
ج15: يجوز كلا الأمرين ولكن إذا تمكنت أن توزعها بنفسك فهو الأفضل ما لم تكن المصلحة بدفعها لغيرك كأن تدفعها لشخص ليوزعها في أماكن بعيدة من العسير الذهاب إليها بنفسك أو إن هذا الوكيل يعرف الفقراء أحسن منك فالدفع إليه أولى.
س16: هل يجوز أن أدفع مكان النقود بضاعة أو مواد غذائية أو نحوها؟
ج16: نعم يجوز ذلك لأنها تعتبر قيمة للواجب دفعه من الزكاة بشرط أن لا يختار المادة الرديئة ليدفعها للفقراء قال تعالى: (وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيه) (البقرة: من الآية267).
س17: هل يجوز نقل الزكاة من مكان المال إلى مكان آخر؟
ج17: نعم يجوز ذلك وخاصة إذا نقلت إلى مكان فيه محتاج أو قريب أو رحم لأن سيدنا معاذ بن جبل ( t) كان ينقل صدقة أهل اليمن إلى المدينة المنورة.
س18: هل تجب الزكاة في الحلي من الذهب وكم نصابُهُ؟
ج18: نصاب الذهب (20) مثقالاً فلا تجب الزكاة على الحلي إذا كان أقل من ذلك، أما إذا بلغ (20) مثقالاً فقد اختلف الفقهاء في وجوب الزكاة فيه ومن خلال اختلاف الفقهاء يمكننا أن نقول إن كانت الزوجة فقيرة وزوجها لا يمكنه التبرع لها بمبلغ الزكاة فلا تزكي أخذاً برأي الحنابلة والشافعية ... وإن كانت قادرة على دفع الزكاة دون حصول ضيق في عيشها دفعت الزكاة عنه أخذاً برأي الحنفية إذا كان لأجل التحلي.
أما إذا كان كنزاً بان كان زائداً على المحتاج وجبت الزكاة فيه مطلقاً.
b48 ; س19: كيف يقدر الذهب للزكاة؟
ج19: يقدر قيمة الذهب بسعره يوم الحول أي بسعر سبيكة دون
(يُتْبَعُ)
(/)
إضافة أجرة الصياغة ثم يدفع 1/ 2 ,2 % بالمائة من قيمته.
س20: إذا ملكت نصاباً وقبل حولان الحول نقص. فهل تجب الزكاة عليَّ إذا حال الحول؟
ج20: إذا حال الحول وبقي المبلغ أنقص من النصاب فلا زكاة عليك. مثلاً إذا ملكت أربعين نعجة في شعبان وقبل حلول شعبان الثاني ماتت واحدة فدخل شعبان فلا زكاة عليك فإذا عادت وكملت قبل الحول فأبو حنيفة (رحمه الله) أوجب الزكاة فيها لأنه يشترط تمام النصاب في طرفي الحول أما غيره فانه إذا رجع النقصان يحسب حولاً من جديد ولا يضم ما مضى إلى الحول الجديد وهكذا بقية أنصبة الأموال التي تجب الزكاة فيها.
س21: هل تجب الزكاة في السيارات في المكائن والآلات والمعدات والعمارات والممحلات التجارية والأراضي والدور؟
ج21: كل ما أعد من هذه للتجارة (للبيع والشراء) تجب زكاته وذلك بعد تقدير قيمته وراس ماله يوم الحول ثم يزكي ½ 2 % بالمائة ... أما إذا لم تكن معدة للبيع والشراء كان تكونللقنية أو للاستثمار فلا زكاة فيها لان الزكاة لا تجب إلا على المال الذي ينمو بنفسه وهذه الأمور تنمو بآثارها فالأربعون شاةً تتكاثر بنفسها والنقود تتكاثر بنفسها وزرع الحنطة يكثر البذر بذاته أما العمارة فإنها لا تزيد طبعاً بذاتها ولا السيارة تلد أخرى وكل ما يحصل إنما هو بآثاره. وكذا لا زكاة في آلات النجارة والحدادة والأشياء الدائمة في المحل التجاري. وإذا حصل له نقود من هذه الأمور زكاها مع بقية النقود عند حولان الحول.
س22: هل تُزكى الأعمال والمعامل وما ينتج منها؟
ج22: الآلات الثابتة لا زكاة عليها بل تزكى الأموال المنتجة والإعمال المنجزة برأس مالها ويقدر ذلك بسعر الكلفة ثم يدفع الزكاة عن أقيامها ½2 % بالمائة.
س23: إذا ملك نصاباً وقبل حولان حوله دخل وارد آخر مثله فهل لابد من حولان حول المال الجديد؟
ج23: لا يشترط حولان حول للمال الجديد بل حول الأول يكفي للكل فإذا كان لديه (340000) دينار وقبل الحول دخلت عليه بعض الآلاف مثلا (60000) دينار فانه عند حولان حول المبلغ السابق يزكي (400000).
س24: هل يضم بعض الأموال إلى بعض بإكمال النصاب؟
ج24: نعم يضم الضأن إلى المعز والبقر إلى الجاموس وعروض التجارة مع النقود ولا تضم النقود إلى الغنم ولا إلى الزروع بل لابد من وصول كل إلى نصاب أدنى.
س25: كم نصاب الغنم والبقر ومتى تجب الزكاة فيهما؟
ج26:لا تجب الزكاة في الغنم والبقر إلا إذا بلغت نصاباً وعلفت أكثر الحول من الكلأ والنبات المباح في البادية أما إذا علفت أو سقيت نصف الحول أو أكثر بالشراء أو العلف الذي يزرعه الإنسان فلا زكاة عليها ونصاب الغنم أربعون شاةً وعليها واحدةُ منها إلى (120) شاة فإذا بلغت (121) فعليها شاتان إلى (200) فإذا بلغت مائتان وواحد صار عليها ثلاثة شياه إلى (399) فإذا بلغت (400) صار عليها أربع شياه وهكذا كلما زادت مائة زادت واحدة. . أما البقر فنصابه (30) وعليها بقرة عمرها سنةودخلت في الثانية إلى أن تكون (40) وعليها واحدة عمرها سنتان ودخلت في الثالثة وهكذا تكون في كل أربعين وفي كل ثلاثين إلى ما لانهاية.
س26: هل تجب الزكاة في مال الصبي دون البلوغ؟
ج26: فيه خلاف بين الفقهاء فذهب أبو حنيفة إلى عدم وجوب الزكاة في ماله وذلك نظراً إلى أنها عبادة لا تجب عليه كالصلاة وذهب الجمهور إلى وجوبها فقد نظروا إليها أنها ضريبة على المال ولم ينظروا إلى سن المالك ولا فرق في دفع الضريبة سواء من مال البالغ أو الصبي وأيضاً احتجوا بقوله ( r)( مَنْ وليَ على مالِ يتيمٍ فليتجُرْ به كي لا تأكُلَهُُ الزكاةُ).
ولا يسمى يتيماً إلا من هو دون البلوغ وبناء على هذا الخلاف فالذي أراه أن بفتي بكل رأي بحالة من الحالات فنقول بوجوب دفعها إذا كانت أموال الصغير نامية باستمرار لم يتغير وضعها بعد موت أبيه وعدم وجوبها إذا كان لديه مال قليل مجمد ادخر لحاجة من حوائج الصبي أخذاً بالرأيين والصبي هو من دون الخامسة عشر من السن.
س27: رجل عنده مالٌ وقد بلغَ النصاب لكنه ادخره لبناء دار ولا سكن له يملكه أو لدفعه مهراً لزواجه أو لشراء سيارة وحال عليه الحول فهل تجب زكاته؟
ج27: شان الأموال تكسب وتجمع لأغراض دنيوية من بناء بيت أو زواج أو شراء حاجة والحاجة تنقسم إلى حاجة متوقعة وحاجة حالة فان كانت الحاجة حالة بأن عزم على دفع ثمن السيارة أو دفع المبلغ مهراً أو دفع المبلغ ثمناً للدار فلا زكاة عليه، وان كان يقصد دفعه مستقبلاً تجب عليه الزكاة لأن الحاجة الأصلية الحالة هي التي تمنع وجوب الزكاة في القدر الذي تحتاجه لها بخلاف المتوقعة.
راجين من الله أن يوفق الجميع لصالح الأعمال ...
انه نعم المولى ونعم النصير.(/)
عقيدة الشيخ محمد بن إسماعيل العمراني - حفظه الله -
ـ[أبو الحجاج علاوي]ــــــــ[03 - Nov-2009, مساء 04:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
أما بعد:
فقد يسر الله تعالى اللقاء بأحد الأعلام وهو شيخنا المعمر العلامة أبو الدرداء وأبو عبد الرحمن القاضي محمد بن إسماعيل العمراني اليماني المفتي الشعبي للديار اليمنية المولود سنة 1340هـ – حفظه الله –.
ولقد كان لقاء حافلا – على قصره – وكنا نحوا من 20 رجلا على رأسهم شيخنا العلامة أبو عبد الرحمن عبد الله الموصلي - حفظه الله -.
أجاز الشيخ في المجلس جميع الحضور خطا ولفظا وتكلم بكلام طويل جميل وسمعنا منه أوائل الصحيحين وبعض المسلسلات ثم أجازنا بمؤلفاته.
ثم سألنا عن مذهبنا في الفروع
فقلنا له:نحن من متبعي الدليل.
فقال يعني أنتم سلفيون؟
فقلنا له نعم.
فقال وأنا كذلك.
ثم قال أنا مذهبي في الفروع أسلك فيه مسلك الشوكاني وابن الأمير ومذهبي في العقيدة ما قاله الشوكاني في كتابه " التحف في مذاهب السلف ".
فلما سمعت ذلك بادرت إلى كتابته وطلبت من الشيخ التوقيع عليه لأثبت هذا عندي.
فلما رأى الشيخ ما كتبت أخذه وشطب على بعضه ثم كتب بخطه ما يعتقده ومذهبه في الفروع
وصورة ما كتبه الآتي:
شعرا
مذهبي في الفروع أسلك فيه ... مسلك ابن الأمير والشوكاني
وأما عقيدتي فهي ما قاله الإمام الشوكاني في كتابه " التحف في مذاهب السلف "
وهذا مذهبي
ثم وقع عليه
وقد كان المجلس عصر الاثنين 30/ 10/1430هـ
وأخيرا حفظ الله شيخنا العلامة القاضي ومتعنا بحياته.
وهذا خط شيخنا في المرفق وكنت أتمنى أن تكون صورة ما كتب واضحة على حجم الصفحة ولكني لا أحسن وضعها.(/)
هل إجماع الصحابة "متحقق" في أن الدخول على المرأة يوجب المهر والعدة وإن لم يطأ؟
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[03 - Nov-2009, مساء 11:11]ـ
فقد احتج الحنابلة في المشهور بالإجماع المذكور.
ـ[حمد]ــــــــ[04 - Nov-2009, صباحاً 04:41]ـ
قال ابن قدامة فيما ذكرتَ:
وَهَذِهِ قَضَايَا تَشْتَهِرُ، وَلَمْ يُخَالِفْهُمْ أَحَدٌ فِي عَصْرِهِمْ، فَكَانَ إجْمَاعًا.
احتج بالإجماع السكوتي وأظنك تعلم الخلاف فيه ..
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[04 - Nov-2009, مساء 09:06]ـ
جزاكم الله خيرا. نعم وقد تبعه على ذلك تلميذه بهاء الدين في شرح العمدة. ولكن المشكلة أن الإجماع الذي استندوا إليه أثر مروي من طريق زرارة ابن أوفى، وقد أعله البيهقي بالإرسال - ويقصد الانقطاع - وأنه لم يلق أحد من الخلفاء الراشدين، ولكن مع ذلك قبله الحنابلة، مع أنه يروى عن أحمد رواية أنه لا يرى الدخول على المرأة مؤثراً، وروي عن ابن عباس وابن عمر أنهما لم يريا ذلك، ومع ذلك ضعف أحمد الأثر عن ابن عباس، قال عن الليث الرواي له: ليس بالقوي. ولكن الطريقة التي رد بها أحمد المروي عن ابن عباس رد بها البيهقي ما احتجوا به من أثر ابن أوفى، بل علة الأخير هذا أقوى. ولذلك فحتى الإجماع السكوتي غير متحقق فيما يظهر. والله أعلم.(/)
عـ10ـشر همسات في فنِّ الحوار
ـ[عبدالعظيم محمد السيد]ــــــــ[04 - Nov-2009, صباحاً 03:26]ـ
10 همسات في فنِّ الحوار
أيها الحبيب .. حتى نرتقي بحواراتنا .. ونتألَّق في الحفاظ على أجواء اجتماعاتنا ولقاءاتنا .. ولكي نخرج منها بثمرةٍ وفائدة؛ كتبتُ إليك هذه الهمسات السريعة، خرجت من قلبٍ محبّ، وهي مشتاقةٌ أن تستقرّ في قلبك، فارفُق بها:
الهمسة الأولى: لا تقاطع مَن أمامك، واتركه حتى يطرح رأيه، وينتهي من عرضه كاملاً.
الهمسة الثانية: حاول أن تستوعب جميع ما يطرحه الطرف الآخر قبل الإجابة عليه، وتريَّث قبل التحدُّث معه.
الهمسة الثالثة: إياك أن تحتقر آراء الآخرين، وأظهر اهتمامك بما يتحدثون، حتى وإن لم تقتنع بما يقولون.
الهمسة الرابعة: تبسَّط في الحديث، وخاطب الناس بما يعقلون، وتجنَّب التشدُّق والتقعُّر في الكلام.
الهمسة الخامسة: خيرُ الكلام ما قلَّ، ولم يطُل فيُملّ، فاختصر كلامك، ولا تتكلم إلا بما يُستفاد من ذكره.
الهمسة السادسة: تأدَّب في الحوار مع أهل العلم والفضل والرأي، واختر الأوقات المناسبة في ذلك، ولا تُكثِر عليهم، فإنما هم مشغولون بما هو أهمّ.
الهمسة السابعة: تجنَّب الحديث في الأشخاص، وناقش الرأي دون التعرُّض لقائله.
الهمسة الثامنة: تودَّد وتلطَّف في الحديث مع من تحاوره، ولا يمنعك الاختلاف معه إلى القسوة عليه، فإن ذلك أدعى لقبول رأيك، {فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} طه44.
الهمسة التاسعة: اِختر أجمل العبارات وأحسنها، وإياك والتجريح، وأحذِّرك من اتِّهام النيَّات.
الهمسة العاشرة: إذا شعرت أن الحوار عقيم، والفائدة منه معدومة، أو أن الطرف الآخر قد بدأ في الجدال والمخاصمة فتجنَّبه، ونبيُّك صلى الله عليه وسلم يقول: (أنا زعيمٌ ببيتٍ في ربضِ الجنة لمن ترك المِراءَ وإن كان مُحقّاً). أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
تلك عشَرَةٌ كاملة، كتبتها باختصار، وأملي: أن ينفع الله بها، وأرجو من قارئها: الدعاء والاستغفار لي بظهر الغيب.
اللهم اهدِنا لأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت .. واصرف عنَّا سيِّئها، لا يصرفُ عنّا سيِّئها إلا أنت .. يا سميع الدعاء.
كتبه/عبدالرحمن السيد.(/)
"فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة"
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[04 - Nov-2009, صباحاً 04:28]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يقول الله تعالى: "لاتجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً، قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذاً، فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذابٌ أليم"
كم قرأنا هذه الآية في كتاب الله وكم سمعناها؟ ولكن هل وعيناها؟ وهل تنبهنا إلى مافيها من تحذير؟ نعم .. إنه تحذير شديد اللهجة، مصدره ليس أحد من البشر ولا حتى نبي من الأنبياء بل هو صادر عن رب العالمين تبارك وتعالى، ومن ماذا يحذرنا؟ إنه يحذرنا من مخالفة أمر نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. فللنظر كيف تعاملنا مع هذا التحذير الإلهي العظيم! وكيف كان موقفنا منه؟ هل توقفنا عن مخالفة أمر الرسول صلى الله عليه وسلم وهل اتبعنا هديه في كل ماجاء به؟ فوقفنا عند حدود مانهى عنه وامتثلنا بما أمر به؟ وقبل الجواب على هذا السؤال دعونا نجري مقارنة بسيطة: تسير بسيارتك في الطريق فإذا بلوحة مكتوب عليها تحذير: منعطف خطير! فهل تستمر أم تهدئ من سرعتك حتى لاتقع في المنحدر؟ مثال آخر: تجد لوحة مكتوب عليها تحذير: خطر تيار عال! فهل تقترب منه وتلمسه بيدك؟! كلا ..
إذن مابالنا أخي في الله نقرأ تحذير علام الغيوب الذي لاتخفى عليه خافية في الأرض ولافي السماء ومع ذلك نصم آذاننا ونغمض عيوننا ونستمر في طريقنا غير آهبين بما حذرنا منه؟!! إن هذا لهو الجنون والتهور والسفه! أما من كان في رأسه ذرة من عقل فإنه بلاشك سيتوقف عند هذا التحذير بدل المرة الواحدة ألفا من المرات.
كم من المخالفات لأوامر الرسول صلى الله عليه وسلم في حياتنا اليوم؟ .. أخي الكريم اسأل نفسك هذا السؤال وحاسبها قبل أن تحاسب واعلم أن المولى تبارك وتعالى ماكان ليحذر من شئ إلا وفيه خطر علينا في دنيانا وأخرانا .. يقول تعالى: فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذابٌ أليم، أي تنزل بهم محنة عظيمة في الدنيا أو ينالهم عذاب شديد في الآخرة. ولعل هذا المخالف يفتتن عند موته ساعة الإحتضار ساعة التنمحيص ساعة أن يتسلط عليه الشيطان فلا يصمد أمام هذه الفتنة فيموت على غير شريعة محمد صلى الله عليه وسلم فيختم له بشر فيخسر الخسران المبين، وقد لايصمد إذا ما أفتتن في قبره وجاءه الملكان يسألانه من ربك؟ مادينك؟ ومن نبيك؟ فينهار أمام هذه الفتنة فلايجيب ... أعاذنا الله وإياكم من فتنة المحيا والممات.
فلابد لكل عقل أن يتفقد نفسه وأن ينظر حوله ويتفحص نهجه وطريقه هل هو موافق لهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم أم أنه في وادٍ وهدى خير العباد في وادٍ آخر؟ الأمر جد خطير والنتيجة لاتظهر إلا في ساعة العسر والشدة فلا يغتر عاقل باستقرار الأمور وهدوء الأحوال فالعبرة بالمآل ومتابعة الصراط المستقيم، المحجة البيضاء التي أخبرنا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم أنه تركنا عليها وأنها بيضاء واضحة ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك.
فتش أخي في الله عن أوامر المصطفي صلى الله عليه وسلم في حياتك وانظر كم من المخالفات قد وقعت فيها: انظر في صلاتك! وتذكر قوله صلى الله عليه وسلم: صلوا كما رأيتموني أصلى، انظر في هيئتك، لباسك؟ كم فيها من المخالفات ماأسفل من الكعبين من الإزار ففي النار. تفكر في بصرك: وانظر ماذا نهيت أن تنظر إليه من الحرام. تفكر في سمعك: وانظر ماذا نهيت أن تستمع إليه من الحرام. تفكر في لسانك: الغيبة النميمة قول الزور، وهكذا سائر أعمالك وتعاملاتك من بيع وشراء وأخذ وعطاء وتعامل مع الأهل والأرحام والجيران والخدم والسائقين وفي كل أحوالك .. تفكر في هذه الأمور وحاسب نفسك في ظل هذه الآية واعمل فيها فكرك فما خلق الله لنا العقول إلا لنتفكر بها ونتهتدي بها إلى الحق والصواب. نسأل الله السلامة من كل إثم والفوز بالجنة والنجاة من النار ونسأله أن يجعل أقوالنا وأعمالنا موافقة لهدى المصطفى عليه الصلاة والسلام وأن يجعلنا على هديه سائرين وبسنته متمسكين وعلى أثره مقتفين إنه سميع مجيب.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
منقول للذكرى، و الذكرى تنفع المؤمنين.
ـ[أم البشرى]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 04:39]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بوركت أخي الكريم على النصائح بل الدرر القيمة
كم نحن بحاجة ماسة إلى مثل هذه التذكرة وكم نحن محتاجين لأشخاص أمثالكم ليفيدو من حولهم بالخير والصلاح
صدقت فيما قلت
إذن مابالنا أخي في الله نقرأ تحذير علام الغيوب الذي لاتخفى عليه خافية في الأرض ولافي السماء ومع ذلك نصم آذاننا ونغمض عيوننا ونستمر في طريقنا غير آهبين بما حذرنا منه؟!!
يقول تعالى في سورة نوح الاية 7 (وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا)
مع أن السعادة الحقيقية تكمن في امتثال أمر الله وإتباع سنة رسوله الكريم
لكن .... أعاننا الله على شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
يبقى السؤال يطرح نفسه
أين نحن الان من سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم؟؟
اللهم ثبت قلوبنا على دينك
اللهم اهدينا الى الصراط المستقيم
آ آ آ آ آ آ آمين
مرة أخرى أسأل الله أن يؤجرك على نقلك وانتقاءك
سدد الله دربك
ودمت في رعاية الله(/)
ارجو مساعدتي في البحث عن كتاب
ـ[محمد جمعة الحلبوسي]ــــــــ[04 - Nov-2009, صباحاً 11:04]ـ
السلام عليكم
ارجو مساعدتي في البحث عن كتاب _ (الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري) للامام الكرماني بصيغة وورد ولكم مني جزيل الشكر(/)
فلنتعلم كيف نفي
ـ[محمد جمعة الحلبوسي]ــــــــ[04 - Nov-2009, مساء 12:40]ـ
يوم فتح مكة ... حمل الامام علي رضي الله عنه مفتاح الكعبة وتوجه تلقاء الرسول ( r) وهو جالس وسط اصحابه في المسجد الحرام وقال:-اجعل لنا الحجابة مع السقاية صلى الله عليك.، فإذا بالرسول ( r) يبسط اليه يمينه .. وياخذ مفتاح الكعبة ثم ينادي اين عثمان بن طلحة؟ وكانت وظيفتة الحجابة والسقايه معه وأسرته من قبل حتى اذا نهض قائما. ادناه الرسول صلى الله عليه وسلم ووضع مفتاح الكعبة في يده وقال:- هاك مفتاحك ياعثمان , اليوم وفاء وبر، ويلتفت صوب ابن عمه علي ويقول: انما اعطيكم ما ترزؤن لا ما ترزؤن))
فأي وفاء هذا! اتدرون ان عثمان بن طلحة هذا كان قبيل لحظات فقط معتصما فوق الكعبة رافضا ان يسلم مفاتيحها للمسلمين الى ان صعد اليه سيدنا علي واخذها منه. لكن وفاء الرسول ( r) اكبر ان يؤثر فيه موقف واسمى من ان تلفيه اساءة غيره ... وهكذا يناديه المصطفى ويضع في يده المفاتيح ويقول:- هاك مفاتحيك ياعثمان اليوم بر وفاء ... فلنتعلم كيف نفي، فالوفاء صفة النفوس العظيمة ابدا ....(/)
عد إلى ظلك يا عثمان
ـ[محمد جمعة الحلبوسي]ــــــــ[04 - Nov-2009, مساء 12:45]ـ
في يوم صائف قائظ يكاد حَرُّهُ يُذيب الجبال اطل عثمان بن عفان ( t) من بناية له بالعالية ... فرأى رجلاً يسوق أمامه بعيرين صغيرين والهواء الساخن يغشاه كلفح السموم.
فقال محدثاً نفسه: ما على هذا الرجل لو أقام بالمدينة حتى يبرد؟ وأمر خادمه أن ينظر من هذا الرجل القادم من بعيد والذي تخفي الزوبعة والرمال الساميات معالمه.
ونظر الخادم من فرجة الباب فقال: أرى رجلاً معمماً بردائه يسوق بكرين أمامه وانتظر حتى اقترب الرجل فعرفه الخادم وصاح: انه عمر ... انه أمير المؤمنين فاخرج عثمان رأسه من كوة صغيرة متوقياً سخونة الريح ... ونادى ما أخرجك هذه الساعة يا أمير المؤمنين؟
أجاب عمر: بكران من ابل الصدقة تخلفّا عن الحمى وخشيت أن يضيعا فيسألني الله عنهما قال عثمان ... هلمّ إلى الظل والماء ونحن نكفيك هذا الأمر ...
فقال له عمر: عد إلى ظلك يا عثمان ... قال: عندنا من يكفيك هذا الأمر يا أمير المؤمنين.
قال مرة أخرى ك عد إلى ظلك يا عثمان ... ومضى لسبيله والحر يصهر الصخر.
الا بوركت حبات تلك الرمال التي كانت تخفي معالمك الجليلة يا أمير المؤمنين لأنها لم تكن في الحقيقة الا شذرات من نور شعت على التاريخ فجعلت معالمه وأنارت سطوره ... اسمعوا كم هي مؤثرة تلك الكلمات الكبيرة: (عد إلى ظلك يا عثمان)
اجل ... يا ذي النورين عد ودع التاريخ يحدث ودع العظمة تتجلى ... عد يا ذي النورين اتهتز أركان التاريخ كلما ذكر حدث من هذا الطراز ورجال من أمثال عمر بن الخطاب ( t) .(/)
دروس الشيخ عبد المحسن القاسم بالمسجد النبوي الشريف
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[04 - Nov-2009, مساء 01:18]ـ
دروس الشيخ عبد المحسن القاسم بالمسجد النبوي الشريف
بث مباشر:
موقع منتديات مكتبة المسجد النبوي الشريف
رابط: http://www.mktaba.org/vb/showthread.php?t=13481
وبوابة الحرمين الشريفين المسجد النبوي (الدروس)
رابط: http://gate.gph.gov.sa/index.cfm?do=cms.scholarallsub jects&schid=246&audiotype=lectures&browseby=speaker
وفي شبكة منابر العلم الإسلامية رابط: http://www.manaberalelm.com/play.php?catsmktba=12515
الكتب المقررة
الآجرومية ( http://gate.gph.gov.sa/index.cfm?do=cms.scholarsubjec t&schid=246&subjid=29306&audiotype=lectures&browseby=speaker)
( 38 )
الأصول الثلاثة ( http://gate.gph.gov.sa/index.cfm?do=cms.scholarsubjec t&schid=246&subjid=9242&audiotype=lectures&browseby=speaker)
( 7 )
الرحبية ( http://gate.gph.gov.sa/index.cfm?do=cms.scholarsubjec t&schid=246&subjid=16897&audiotype=lectures&browseby=speaker)
( 16 )
العقيدة الطحاوية ( http://gate.gph.gov.sa/index.cfm?do=cms.scholarsubjec t&schid=246&subjid=23465&audiotype=lectures&browseby=speaker)
( 29 )
العقيدة الواسطية ( http://gate.gph.gov.sa/index.cfm?do=cms.scholarsubjec t&schid=246&subjid=9184&audiotype=lectures&browseby=speaker)
( 18 )
القواعد الأربعة ( http://gate.gph.gov.sa/index.cfm?do=cms.scholarsubjec t&schid=246&subjid=6583&audiotype=lectures&browseby=speaker)
( 5 )
بلوغ المرام ( http://gate.gph.gov.sa/index.cfm?do=cms.scholarsubjec t&schid=246&subjid=17219&audiotype=lectures&browseby=speaker)
( 77 )
دروس عامة ( http://gate.gph.gov.sa/index.cfm?do=cms.scholarsubjec t&schid=246&subjid=26615&audiotype=lectures&browseby=speaker)
( 28 )
زاد المستقنع ( http://gate.gph.gov.sa/index.cfm?do=cms.scholarsubjec t&schid=246&subjid=26893&audiotype=lectures&browseby=speaker)
( 71 )
كشف الشبهات ( http://gate.gph.gov.sa/index.cfm?do=cms.scholarsubjec t&schid=246&subjid=6902&audiotype=lectures&browseby=speaker)
( 29 )
مجموع الفتاوى لابن تيمية ( http://gate.gph.gov.sa/index.cfm?do=cms.scholarsubjec t&schid=246&subjid=7196&audiotype=lectures&browseby=speaker)
( 1 )
منظومة الألبيري ( http://gate.gph.gov.sa/index.cfm?do=cms.scholarsubjec t&schid=246&subjid=33945&audiotype=lectures&browseby=speaker)
( 19 )
مواعظ وفتاوى ( http://gate.gph.gov.sa/index.cfm?do=cms.scholarsubjec t&schid=246&subjid=31339&audiotype=lectures&browseby=speaker)
( 110 )
نواقض الأسلام ( http://gate.gph.gov.sa/index.cfm?do=cms.scholarsubjec t&schid=246&subjid=33966&audiotype=lectures&browseby=speaker)
( 9 )
ـ[حسن ابو عدي]ــــــــ[04 - Nov-2009, مساء 02:14]ـ
جزاك الله خير اخي وجعلها في حسناتك(/)
احكام الشَّكِّ فِي الطَّلاَقِ لابن عثيمين
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[04 - Nov-2009, مساء 03:18]ـ
احكام الشَّكِّ فِي الطَّلاَقِ للعلامةابن عثيمين رحمه الله
قال في الشرح الممتع
بَابُ الشَّكِّ فِي الطَّلاَقِ
مَنْ شَكَّ فِي طَلاَقٍ، أَوْ شَرْطِهِ لَمْ يَلْزَمْهُ،
قوله: «الشك في الطلاق» يعني هل أوقعه؟ وهل وجد شرطه؟ وهل وجد العدد؟ فالشك يتضمن ثلاثة أمور: هل أوقعه، أو لا؟ وهل وجد شرطه أم لم يوجد؟ وهل وجد العدد أم لا؟
والشك في الطلاق لا عبرة به؛ لأن الأصل بقاء النكاح، ودليل ذلك حديث عبد الله بن زيد ـ رضي الله عنه ـ في الرجل يخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: «لا ينصرف حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً» [(92)]،
فالأصل بقاء طهارته إلا بدليل؛ لأنه كان في الأول متيقناً للطهارة ثم شك في الحدث، والشك لا يزيل اليقين، وهذا الدليل هو الأصل في هذا الباب.
أما التعليل: فإن الأصل بقاء ما كان على ما كان، وعدم التغير، وأن الأمور باقية على ما هي عليه، ولهذا قال الله عزّ وجل: {{فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ}} [النساء: 6]، لأنك لو لم تشهد لزمك المال؛ لأن الأصل بقاؤه عندك وعدم دفعه،
فعندنا أصل من السنة، وقاعدتان فقهيَّتان،
وهما: «الأصل بقاء ما كان على ما كان»، فما دام النكاح موجوداً فالأصل بقاؤه، والثانية: «أن اليقين لا يزول إلا بيقين» بناء على هذا يقول المؤلف:
«من شك في طلاق أو شرطه لم يلزمه» شك في طلاق، يعني قال: ما أدري، هل طلقت زوجتي أو لا؟ فلا يلزمه الطلاق، والدليل ما سبق.
وهذا ـ نسأل الله السلامة ـ يُبتلى به بعض الناس فيحصل عنده وسواس في طلاق زوجته، حتى إن بعض الناس ـ نسأل الله أن يعافينا ـ يقول: إني قلت: إن فتحت الكتاب فزوجتي طالق، ثم إذا فتحه قال: لا، أخاف إني قلت: إن لم أفتحه فزوجتي طالق!! فكلما حصل أدنى شيء قال: إني قد علقت طلاق زوجتي على هذا الشيء، فيحصل عنده من التردد والخوف ما يفسد عليه حياته الزوجية، وهذا لا شك أنه بلوى، لكن دواؤها الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم وكثرة قراءة: {{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ *}} [الفلق] و {{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ *}} [الناس]، فمن كثرت شكوكه في ذلك فلا عبرة بشكه؛ لأنه وسواس، والوسواس لا يقع به الطلاق.
ومن كان شكه معتدلاً وحقيقياً،
قال بعض العلماء: إن الورع التزام الطلاق مع الشك،
وقال آخرون: الورع عدم التزام الطلاق مع الشك،
وهو الصواب؛ لأن الأصل بقاء النكاح، فالورع التزام النكاح، ولأننا إذا قلنا: إن الورع التزام الطلاق، ارتكبنا محظورين: الأول: التفريق بين الزوجين، والثاني ـ وهو أشد ـ إحلال هذه المرأة لغير الزوج، وقد تكون في عصمته، أيضاً إذا قلت: الورع التزام الطلاق فمعنى ذلك أنك سوف تحرم زوجتك من النفقة، ومن الميراث إذا مت، ومن أشياء كثيرة من حقوقها(/)
40 النووية صوتية بالإسبانية
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[04 - Nov-2009, مساء 03:20]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هل يمكن لأحد الإخوة تنبيه أحد الماوقع مثل طريق الإسلام ومثيلاتها أن هناك تسجيلا صوتيا للأربعين النووية باللغة الإسبانية
http://www.4shared.com/file/13574156...40_online.html
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[04 - Nov-2009, مساء 03:26]ـ
بارك الله فيك وزادك حرصا
انظر هذا الموقع بأكثر من لغة, وفيه كتاب رياض الصالحين في الصفحة الثالثة وغيره (150 كتاب تقريبا) باللغة الاسبانية:
http://www.islamhouse.com/pg/9216/all/3
ـ[أم البشرى]ــــــــ[05 - Nov-2009, صباحاً 06:51]ـ
http://www.islamhouse.com/pg/9216/all/3
جزاك الله خير الجزاء أخي الفاضل على هذا الرابط المفيد(/)
ماذا يقصدون بقولهم: ظاهر الرواية، ظاهر المذهب ... و الألفاظ القريبة منها
ـ[ماحية بن عبد القادر]ــــــــ[04 - Nov-2009, مساء 04:41]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته؛ أما بعد:
أرجو من حذاق الملتقى و أذكياء الفقه و أصوله و من خبراء المذاهب الفقهية أن يشرحوا لنا هذه الكلم التي تتردد كثيرا في كتب الفقه و الفتاوى الشرعية؛ و هي:
الظاهر؛ الأشبه ... و ما حذا حذوها؟ و لكم البسط في المسألة و إنه مما لا يخفى عليكم أهمية فهم مثل هذه الكلمات في فهم مراد أهل العلم.
و أرجو التدليل على رسائل تعنى بالأمر.
و بارك الله تعالى في جهدكم و شكر سعيكم.
ـ[سفينة الصحراء]ــــــــ[04 - Nov-2009, مساء 04:46]ـ
هذه الألفاظ أخي الكريم تجدها مشروحة في كتب اصطلاحات المذاهب.
وقد كتب كثير من العلماء في ذلك.
ففي مذهب مالك مثلا/ هناك كتاب اصطلاح المذهب، هذا رابطه:
رابط التحميل ( http://www.archive.org/download/istilah_madhab/istilah_madhab.pdf).
وفقكم الله.
ـ[سليمان بطيخ]ــــــــ[04 - Nov-2009, مساء 05:51]ـ
سأحيلك على رابطين
الاول المنتدى الاسلامى بالشارقة
فيه دروس المدخل الى المذاهب الفقهيه 36 درس + 12 درس ترفع بعد 19/ 11/2009
وأهل الحديث
المدخل الى فقه المذهب
ـ[صالح]ــــــــ[04 - Nov-2009, مساء 09:24]ـ
أخي الكريم بالنسبة للمذهب الحنفي يمكنك الاستفادة من هذا الرابط
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=290441#post29 0441
ولا تنسانا من الدعاء(/)
أسباب انشراح الصدر وذهاب الغم والهم للشيخ حسين آل الشيخ حفظه الله
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[04 - Nov-2009, مساء 06:20]ـ
أسباب انشراح الصدر وذهاب الغم والهم للشيخ حسين آل الشيخ حفظه الله
خطبة الجمعة بالمسجد النبوي - 11 ذو القعدة 1430 هـ
الحمد لله الذي أنار قلب من شاء إلى الإيمان، وشرحه للإسلام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك العلام، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمداً عبده ورسوله - عليه أفضل الصلاة والسلام -.
أما بعد:
فيا أيها المسلمون أوصيكم ونفسي بتقوى الله - جل وعلا - فمن اتقاه جعل له من كل ضيق مخرجا، ومن كل ضيق فرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب.
إخوة الإسلام:
إن الدنيا دار لا تخلو من الشدة واللأواء، ولا يسلم فيها الإنسان من الهموم والغموم والشقاء .. قال - صلى الله عليه وسلم -: "الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر" رواه مسلم.
إن المتأمل لأهل هذا العصر يجد كثرة الشكوى من الكآبة والضيق، والتضجر والقلق بسبب الهموم المتنوعة والأمراض النفسية المختلفة، حتى وصل الأمر عند البعض إلى الانتحار - والعياذ بالله - لهذا فالحاجة ماسَّة لمعرفة المنهج الذي يُقيم الحياة الطيبة، ويكفُل انشراح الصدور، ويجلب الفرح والحبور والبهجة والسرور.
إخوة الإسلام:
وهذه وقفات عند الأسباب التي تحقق تلك المطالب الثمينة، والمعاني السامية وَفق منهج الوحيين وسيرة سيد الأنبياء والمرسلين - عليه أفضل الصلاة والتسليم - فأولُ هذه الأسباب:
— تحقيقُ الإيمان بالله - جل وعلا – الإيمان المتضمنُ محبةَ الله ومحبة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وإفراد الله - جل وعلا - بالخوف والرجاء، وتفويض الأمور إليه والاعتماد عليه وحده، والوقوف عند حدوده .. {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [النحل: 97]، {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً} [الطلاق:
— فالسعادة في الطاعة والبهجة في العبادة، والشقاء بكل معانيه، والضنك بجميع مفاهمه في الشرك بالله - جل وعلا - والابتداع في الدين، وفي المعاصي والسيئات، فما يُجازى به المسيءُ من ضيق الصدر وقسوة القلب، وغمه وهمه وحزنه وخوفه، فهي عقوبات عاجلة ونار دنيوية، كما قال ابن القيم - رحمه الله - يقول - جل وعلا -: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً} [طه: 124].
أيها المسلم:
اعلم أن المتفرد بالتدبير والتصريف هو الله - تبارك وتعالى - وأنه - سبحانه - هو أرحم بعبده المؤمن من نفسه، فانطرح بين يديه - سبحانه - واعتمد عليه وثق به، واطمع في فضله يطب عيشك، وينعم قلبك ويزدد فرحك وسرورك، ولا تستسلم للأوهام ولا للخيالات السيئة وأنت معتمد على الجبار - جل وعلا - .. {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3]؛ أي كافيه كفايةً تامة في جميع أموره، وفي جميع ما يهمه.
السبب الثاني:
التحلي بالصبر عند المصائب، والتخلق به عند المضايق .. قال - صلى الله عليه وسلم -: "عجباً لأمر المؤمن إنَّ أمره كلَّه له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراءُ شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراءُ صبر فكان خيراً له" رواه مسلم، إنه الصبر الذي يحدو بصاحبه إلى عدم التضجر والتسخط، بل صبر المؤمن الذي يوقن بما أخبر به المصطفى - صلى الله عليه وسلم - بقوله: "ما يصيب المسلمَ من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن، ولا أذى ولا غم، حتى الشوكةِ يُشاكها إلا كفر الله بها خطاياه " رواه البخاري، وفي رواية مسلم: "ما يصيب المسلم من وصب ولا نصب، ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كُفِّر به من سيئاته".
ومن الأسباب معاشر المسلمين أن يجعل العبدُ همَّه الأكبرَ الآخرةَ، والعمل لها والسعي من أجلها؛ فمن أهمته الدنيا فقط وجعلها أكبر همه، حمَّله الله همومها وغمومها وأنكادها؛ صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "من كانت الآخرةُ همه جعل الله غناه في قلبه، وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقرَه بين عينيه، وفرَّق عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما قُدِّر له".
إخوة الإسلام:
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن أعظم أسباب طرد الهموم وجلب الراحة والطمأنينة، المحافظة على الصلوات المفروضة، والإكثار من نوافلها بتدبر وخشوع، كما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي .. قال - جل وعلا -: {وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ} ورسولنا - صلى الله عليه وسلم - فيما صح عنه يقول: "يا بلال أرحنا بالصلاة" "وجُعلت قُرَّةُ عيني في الصلاة"، وقد رُوِي عنه - صلى الله عليه وسلم - فيما رواه ابن جرير: "فإن الصلاة شفاء".
معاشر المسلمين:
ومن أقوى الأسباب لانشراح الصدور وإزالة الغموم الإكثارُ من ذكر الله - جل وعلا -: {أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28]، ومن أفضل الأذكار الإكثار من تلاوة القرآن بتدبر .. يقول - جل وعلا -: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ} [يونس: 57]، وكذلك المحافظةُ على أذكار الصباح والمساء، والإكثار من الاستغفار؛ فمن أكثر منه جعل الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيثُ لا يحتسب، ومن ذلك أيضاً الإكثار من الصلاة والتسليم على النبي الكريم .. اللهم صلِّ وسلم عليه، ففي حديث أبي بن كعب - رضي الله عنه - حينما قال: "يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك"، وفي الحديث: "قال: قلت أجعل لك صلاتي كلَّها، قال: إذاً يكفيك الله ما أهمك من أمر دينك وآخرتك، ويغفر لك ذنبك".
معاشر الأحباب:
ومن أقوى الأسباب لدفع الهموم وإزالة الغموم، ورفع الحزَن والنكد، وطرد القلق والأرق، وجلب راحة البال وإصلاح الحال التوجُّهُ إلى العظيم الكريم - سبحانه - والتضرع إليه .. قال أنس:"كنت أخدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا نزل، فكنت أسمعه كثيرا ً يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن .. " إلى آخر الحديث الذي رواه البخاري.
وفي كتب الأذكار جملة من الأدعية لطرد الحزن، وإذهاب الهم، ورفع الكرب.
ومن أعظم الأسباب لانشراح الصدور وراحة البال النظرُ إلى النعم التي لا تحصى مما أنعم الله بها عليك أيها المسلم، وأن تستيقن أن ما أصابك من المكروه لا يكون شيئا بالنسبة للنعم التي تعايشها .. قال - صلى الله عليه وسلم -: "انظروا إلى من هو أسفلُ منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم؛ فإنه أجدرُ ألا تزدروا نعمة الله عليكم" متفق عليه.
لما قُطعت رجلُ عروةَ بن الزبيرِ - رضي الله عنه - قال له عيسى بن طلحة - رضي الله عنه -: "يا أبا عبد الله ما أعددناك للصراع ولا للسباق، ولكن أبقى الله منك لنا ما كنا نحتاج إليه .. رأيك وعلمك، فقال: ما عزَّاني أحدٌ مثلك"، وهو الذي يقول: "إن أخذ الله عضوا فقد أبقى أعضاء كثيرة".
إخوة الإسلام:
ومن أسباب زوال الهم والغم أن يعيش المسلم متفائلاً مستبشرا، نظره دائماً يقع إلى الحسن لا إلى السيئ يلحظ المحاسن فيغلبها، ويتغاضى عن المساوئ ويتناساها، فتحل حينئذٍ المحبة في قلبه، وتنزل السكينة فؤاده .. " لا يَفرَك مؤمنٌ مؤمنة، إن كره منها خلقاً رضِيَ منها آخر" رواه مسلم.
معاشر المسلمين:
ومن الأسباب المعينة على انشراح الصدور في حال نزول الضيق والضنك أن يستشير المسلم ذوي الرأي، ويستمع لذوي النصح من أهل العلم والفضل والصلاح؛ ففي ذلك تسليةٌ للقلوب وأنس للأفئدة، وطردٌ للهموم والكروب، فقد قال خباب بن الأرت - رضي الله عنه -: "شكونا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مُتوسِّدٌ بردةً له - وهو في ظل الكعبة - فقلنا له: ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعوا الله لنا؟ ... " الحديث رواه البخاري، ويقول الزبير ابن عدي: "أتينا أنس بن مالك - رضي الله عنه - فشكونا إليه ما نَلقى من الحَجَّاج، فقال: اصبروا العثر" رواه البخاري.
ومما يجلب السرور ويزيل الهم الذي يحدث بسبب خوف من المستقبل، ويرفع الحزن الذي على الماضي أن يحرص المسلم على الجد والاجتهاد في إصلاح حاضره في دينه ودنياه، وأن يشغل نفسه بالأمور النافعة، ولا ينقاد للكسل الضار، ولا يستسلم للأمور المكروهة التي قد مضت ونفذت؛ فاشتغال الفكر بها من باب العبث والمحال، فحينئذ يمضي قدماً في أمور دينه لتحصيل الخيرات ودفع المضرات .. قال - صلى الله عليه وسلم -: "المؤمن القوي خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خيرٌ، احرص على ما ينفعك ولا تعجز واستعن بالله، وإن أصابك شيءٌ فلا تقل
(يُتْبَعُ)
(/)
لو أني فعلتُ كذا وكذا لكان كذا وكذا، ولكن قل قدَّر الله وما شاء فعل" رواه مسلم.
بارك الله لي ولكم في القرآن وسنة سيد الأنبياء والمرسلين، ونفعنا بما فيهما من الهدى والفرقان.
أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين مالك يوم الدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله أفضل الأنبياء والمرسلين .. اللهم صلِّ وسلِّمْ عليه وعلى آلهِ وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فياأيها المسلمون أوصيكم ونفسي بتقوى الله - جل وعلا - فهي وصية الله للأولين والآخرين.
أخي المسلم:
إذا وقعت بك ضراء، ونزل بك ألم أوجب الهم والغم فأسدِ لغيرك إحسان، وأوصل إليه جميلاً يعقب ذلك لك فرحاً وسرورا؛ فالله - جل وعلا - يقول: {وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 195]، وأكثروا حينئذ من الصدقة، فهي تدفع النقم وتزيل الهم، وهي سبب للشفاء والعافية، فمن تصدق بنية الشفاء وجد ذلك عياناً.
وقد صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "داووا مرضاكم بالصدقة "، وقد تواتر في قصص كثيرة عَبرَ التاريخ أن الصدقة لها تأثيرٌ عظيم في جلب الشفاء بإذن الله - جل وعلا - شفاء القلوب وشفاء الأبدان، وليكن شعارك أيها المسلم في هذه الحياة عند التعامل {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت: 34]، فكن ذا قلب لا يحمل الحقد، وكن ذا صدر بريء من التشفي والانتقام تسعد وتغنم، وتفرح وتسر .. قال الشافعي - رحمه الله -: "لما عفوت ولم أحقد على أحد، أرحت نفسي من هم العداوات".
ثم إن الله أمرنا بأمر عظيم ألا وهو .. الصلاة والسلام على النبي الكريم.
اللهم صلِّ وسلِّمْ على نبينا وحبيبنا محمد، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين وعن الصحابة أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. اللهم أصلح أحوالنا وأحوال المسلمين. اللهم أصلح أحوالنا وأحوال المسلمين. اللهم أصلح أحوالنا وأحوال المسلمين .. لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين. اللهم إنا نعوذ بك من الهم والحزن، ومن العجز والكسل، ومن الجبن والبخل، ومن ضلع الدين وقهر الرجال. اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين. اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان. اللهم فرج همومهم. اللهم اكشف كرباتهم. اللهم احفظ دمائهم. اللهم احفظ دماء المسلمين في كل مكان.
اللهم إليك نشكو ما أصاب أمتنا. اللهم إليك نشكو ما أصاب أمتنا. اللهم إليك نشكو ما أصاب أمتنا. اللهم ارفع ما بها من الضراء واللأواء. اللهم ارفع عنها ما أصابها من اللأواء والضراء. اللهم من أراد دين المسلمين بسوء فأشغله في نفسه. اللهم من أراد دين المسلمين بسوء فأشغله في نفسه. اللهم أصلح إعلام المسلمين. اللهم أصلح إعلام المسلمين. اللهم أصلح إعلام المسلمين. اللهم أصلح كُتَّاب المسلمين. اللهم أصلح كتاب المسلمين.
اللهم مَن علمتَ أنه أهل للهداية فاهده يا رب العالمين، ومن علمت أنه - في سابق قدَرِك - لا يهتدي فنرفع إليك الشكوى؛ فأنت حسبنا ونعم الوكيل. اللهم فاكفِ المسلمين شره. اللهم فاكفِ المسلمين شره. اللهم فاكفِ المسلمين شره. اللهم رُدَّ كيده في نحره. اللهم رد كيده في نحره. اللهم رد كيده في نحره، واجعل تخطيطه تدميراً له يا رب العالمين.
اللهم وفق علماء المسلمين لما فيه خدمةُ الإسلام. اللهم وفق علماء المسلمين لما فيه خدمة الإسلام. اللهم وفقهم لما فيه مرضاتُك. اللهم وفقهم لما فيه مرضاتك يا رب العالمين. اللهم وفقهم لما فيه مرضاتك يا رب العالمين. اللهم وفق خادم الحرمين لما تحب وترضى. اللهم وفقه لما تحب وترضى. اللهم وفقه لخدمة الإسلام والمسلمين. اللهم وفقه لخدمة الإسلام والمسلمين. اللهم واجعله جبلاً شامخاً للأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر. اللهم واجعله جبلاً شامخاً للأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر. اللهم واجعله جبلاً شامخاً للأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.
اللهم وفق جميع ولاة أمور المسلمين للعمل بكتابك، واتباع سنة نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم - اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات .. الأحياء منهم والأموات. اللهم احفظ الحجاج والمعتمرين. اللهم احفظ الحجاج والمعتمرين. اللهم احفظ الحجاج والمعتمرين. اللهم وفقهم لما تحب وترضى. اللهم ورُدَّهم إلى ديارهم غانمين سالمين يا ذا الجلال والإكرام. اللهم إنا نعوذ بك من سييء الأسقام. اللهم إنا نعوذ بك من سييء الأسقام. اللهم إنا نعوذ بك من سييء الأسقام.
اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء .. أنزل علينا الغيث، ولا تجعلنا من القانطين. اللهم أنزل علينا الغيث، ولا تجعلنا من القانطين. اللهم أنزل علينا الغيث، ولا تجعلنا من القانطين. اللهم أغثنا. اللهم أغثنا. اللهم أغثنا. اللهم اسقنا يا رب العالمين. اللهم اسقنا يا رب العالمين.
عباد الله: اذكروا الله ذكراً كثيرا، وسبحوه بكرة وأصيلاً.(/)
دعوى المضللين بأن نبينا سب أصحابه .. حجة عليهم لا لهم
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[04 - Nov-2009, مساء 07:57]ـ
دعوى المضللين بأن نبينا سب أصحابه .. حجة عليهم لا لهم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وتبعه واستن بهداه إلى يوم الدين , ثم أما بعد ..
خرج علينا من يشكك في خلق الحبيب محتجا بأحاديث صحيحة عنه صلى الله عليه وسلم
يدعي من أراد التشكيك في الإسلام أنها إساءة!!
بيد أن من أمعن فيها ونظر وتفكر فسيعلم أن هذا من كمال خلق النبي صلى الله عليه وسلم
ورحمته بأمته عليه الصلاة والسلام
ومما يتغنى به هؤلاء: -
1 - قول النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل: " كف عليك هذا فقال معاذ: يا نبي الله وإنا لموآخذون بما نتكلم به فقال: ثكلتك أمك يا معاذ! وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم "
2 - وحديث: " تُنكح المرأة لمالها وحسبها، عليك بذات الدِّين تَرِبَت يَداك "
وذا بيانه من وجهين: -
الأول: في حديث النبي صلى الله عليه وسلم:
" يا أم سليم! أما تعلمين أن شرطي على ربي؟ أني اشترطت على ربي فقلت: إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر، و أغضب كما يغضب البشر، فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل، أن يجعلها له طهورا و زكاة و قربة يقربه بها منه يوم القيامة "
فالنبي صلى الله عليه وسلم إذا دعا على شخص فهو له رحمة ودعوة بالخير فهز عليه الصلاة والسلام بشر
والبشر يرضى ويغضب وهذا معلوم
لذلك إذا زجر النبي صلى الله عليله وسلم أو دعا على أحد
فإنه قد سأل الله أن يكون هذا له خيرا وقربة يوم القيامة إلى الله
وما أعظمها من دعوة ويالها من قربة ..
فإنما يكون الدعاء آنذاك من باب الزجر والتنبيه
كما هو مشهور عند العرب قديما وحديثا
وهذا هو الوجه الثاني:
*فقد كان العرب يقولون لا أبا لك
فذه ظاهرها أن الشخص يدعو عليك بفقد الأب
لكن معناها غير ذلك وهي مشهورة عند العرب
وأمثلتها كثيرة في الأشعار مثل: قُمْ لا أَبا لَكَ سارَ النَّاسُ فاحْتَزِمِ
ومن المجاز: لا أبا لك، ولا أبا لغيرك، ولا أبا لشانئك، يقولونه في الحث
*وكلمة تربت يداك:
قال أبو عبيد: هذه كلمة جارية على لسان العرب يقولونها ولا يُريدن وقوع الأمر.
وفي الحديث أَنه صلى الله عليه وسلم قال لبعض أَصحابه ثَكِلَتْك أُمُّك أَي فَقَدتْك , الثُّكْل فقد الوَلد كأَنه دعا عليه بالموت لسوء فعله أَو قوله , والموت يعمُّ كل أَحد فإِذاً هذا الدعاء عليه كَلَا دعاء , أَو أَراد إِذا كنت هكذا فالموت خير لك لئلاَّ تزداد سوءاً , قال ويجوز أَن يكون من الأَلفاظ التي تجري على أَلسنة العرب ولا يراد بها الدعاء كقولهم تَرِبَتْ يَداك وقاتَلك الله
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[04 - Nov-2009, مساء 08:06]ـ
من شرح النووي على مسلم:
فَإِنْ قِيلَ: كَيْف يَدْعُو عَلَى مَنْ لَيْسَ هُوَ بِأَهْلِ الدُّعَاء عَلَيْهِ أَوْ يَسُبّهُ أَوْ يَلْعَنهُ وَنَحْو ذَلِكَ؟ فَالْجَوَاب مَا أَجَابَ بِهِ الْعُلَمَاء، وَمُخْتَصَره وَجْهَانِ: أَحَدهمَا أَنَّ الْمُرَاد لَيْسَ بِأَهْلٍ لِذَلِكَ عِنْد اللَّه تَعَالَى، وَفِي بَاطِن الْأَمْر، وَلَكِنَّهُ فِي الظَّاهِر مُسْتَوْجِب لَهُ، فَيَظْهَر لَهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اِسْتِحْقَاقه لِذَلِكَ بِأَمَارَةٍ شَرْعِيَّة، وَيَكُون فِي بَاطِن الْأَمْر لَيْسَ أَهْلًا لِذَلِكَ، وَهُوَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَأْمُور بِالْحُكْمِ بِالظَّاهِرِ، وَاَللَّه يَتَوَلَّى السَّرَائِر. وَالثَّانِي أَنَّ مَا وَقَعَ مِنْ سَبّه وَدُعَائِهِ وَنَحْوه لَيْسَ بِمَقْصُودٍ، بَلْ هُوَ مِمَّا جَرَتْ بِهِ عَادَة الْعَرَب فِي وَصْل كَلَامهَا بِلَا نِيَّة، كَقَوْلِهِ: تَرِبَتْ يَمِينك، عَقْرَى حَلْقَى وَفِي هَذَا الْحَدِيث (لَا كَبِرَتْ سِنّك) وَفِي حَدِيث مُعَاوِيَة (لَا أَشْبَعَ اللَّه بَطْنك) وَنَحْو ذَلِكَ لَا يَقْصِدُونَ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ حَقِيقَة الدُّعَاء، فَخَافَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُصَادِف شَيْء مِنْ ذَلِكَ إِجَابَة، فَسَأَلَ رَبّه سُبْحَانه وَتَعَالَى وَرَغِبَ إِلَيْهِ فِي أَنْ يَجْعَل ذَلِكَ رَحْمَة وَكَفَّارَة، وَقُرْبَة وَطَهُورًا وَأَجْرًا، وَإِنَّمَا كَانَ يَقَع هَذَا مِنْهُ فِي النَّادِر وَالشَّاذّ مِنْ الْأَزْمَان، وَلَمْ يَكُنْ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا وَلَا لَعَّانًا وَلَا مُنْتَقِمًا لِنَفْسِهِ، وَقَدْ سَبَقَ فِي هَذَا الْحَدِيث أَنَّهُمْ قَالُوا: اُدْعُ عَلَى دَوْس، فَقَالَ: " اللَّهُمَّ اِهْدِ دَوْسًا " وَقَالَ: " اللَّهُمَّ اِغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ " وَاَللَّه أَعْلَم. اهـ
بمعنى أن هذا الكلام يجري على اللسان ولا يقصد به الدعاء
رغم ذلك خاف النبي صلى الله عليه وسلم أن يستجاب يوما
فدعا الله أنه إذا جرى على لسانه مثل ذلك أن لا يستجيب الله
وذاك من حرصه عليه الصلاة والسلام على أمته ودليل على كرم خلقه(/)
ما حكم الإسبال عند الجمهور؟؟
ـ[ابن فالح المدني]ــــــــ[04 - Nov-2009, مساء 08:06]ـ
السلام عليكم ..
أحب أن أطرح الموضوع بين أيديكم، وأنتم أهل لذلك إن شاء الله ,,
وإثراء الموضوع أمر مهم، وحذارِ من كتمان العلم ..
الذي أعرفه أن الإسبال لغير خيلاء يدور على أقوال محرم، ومباح ومكروه ..
من ينقل لنا كلام الأئمة المتقدمين والمعاصرين ..
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[04 - Nov-2009, مساء 10:17]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=21803
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=25961(/)
سُنَّة مَهْجُورة يَنْبَغِي أنْ تُحْيَا
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[05 - Nov-2009, صباحاً 02:45]ـ
سُنَّة مَهْجُورة يَنْبَغِي أنْ تُحْيَا
الشيخ/ عبد الكريم الخضير
((من أَهْدَى هَدْياً حَرُمَ عليهِ ما يَحْرُمُ على الحَاج حتَّى يُنْحَر الهدي)) وهذا هَدْي تَطَوُّع، يُبْعَثُ من الآفَاق إلى البَيْت، يَبْعَثُهُ النَّاس وهُم في بُلْدَانِهِم، فَيُقَلَّد، وتُفْتَل لهُ القَلائِد، يعني تُظَفَّر حبال، وتُرْبَط في عُنُقِهِ، ويُعلَّق عليهِ نَعْل إنْ كان من الغَنَم، ويُشْعَر إنْ كانَ من الإبل، والخلافُ في البقر هل تُلْحَق بالإبل أو الغَنَم، والأكْثَر على إلْحَاقِها بالإبِل فَتُشْعَر مثلها، والتَّفريق سَبَبُهُ أنَّ الغَنَم ضعيفة لا تتحمل الإشعار وهي ضربُها بالسِّكِّين يعني كَشْطُها بالسِّكِّين في جانب ظهرها الأيْمَن، هي ضعيفة لا تتحمَّل مثل هذا، وأيضاً هذا الإشْعَار يُغَطَّى بالشَّعَر، شعر الغَنَم كثيف بينما هو في الإبل أو البقر لا يَتَقَطَّع، وسَبَبُهُ لكي يُعْرَف أنَّ هذا هَدْي فلا يُتَعَرَّض لهُ، وأَنْكَر الحَنَفِيَّة الإشْعَار وقالوا إنَّهُ تعذيب للحيوان، وما دام ثَبَت فِعْلُهُ عن النبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- كالوسم، النبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- وسم إبل الصَّدقة بيدِهِ، والوسِم حَرْق بالنَّار، وما دام ثَبَتَ هذا عنْ اَرْحَم الخَلْق فكيف يُقال إنَّهُ تعذيب؟؟! المقصُود أنَّهُ ثابت عن النَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام-: ((أنَا فَتَلْت قلائد هَدْي رسُول الله -صلَّى الله عليهِ وسلَّم-)) يعني ظَفَرَتها ثُمَّ بعد ذلك رَبَطَتْها في عُنقها ثُمَّ رَبَطَتْ فيها نَعْل لِتُعْرَفْ أنَّها هَدْي ((بِيَدَيَّ، ثُمَّ قلَّدها رسُول الله -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- بِيَدِهِ، ثُمَّ بَعَثَ بها رسُول الله -صلَّى الله عليهِ وسلَّم- مع أبي)) تَعْنِي أبا بَكْر ((فلَم يَحْرُمْ -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام- شيءٌ أَحَلَّهُ اللهُ لَهُ حتَّى نُحِرَ الهَدْيُ))، وهذهِ السُّنَّة مَهْجُورة، يَنْبَغِي أنْ تُحْيَا، فَيُبْعَث الهَدْي، والآنْ الأُمُور ما تُكَلِّفْ شيء إذا اشْتَرَى شخص خرُوف بخمسمائة ريال، وقَلَّدَهُ وبَعَثَ بِهِ مع ثِقَة بِحيث يَذبَحُهُ ويُوكِّل من يَذبَحُهُ يُوزِّعها على مساكين الحَرم تَكُون هذهِ السُّنَّة أُحْيِيَتْ، وهذهِ لا تُكَلِّفُ شيئاً، وذكرنا في مُناسبات أنَّ سبب موت هذهِ السُّنَّة هي كون كُتب المناسك وما يتعلَّق بالحج لا تُقْرَأ إلاَّ في موسِم الحج، يعني تُقرأ قُبيل الحج وبعد الحج خلاص تُهْجَر، فَتُنْسَى هذهِ السُّنَن! وإلاَّ لو قُرِئت في صَفر في ربيع في رجب، وتَذَكَّر النَّاس هذهِ السُّنَّة وبَعَثُوها ما نُسِيَت! يعني هل يعرف أحدٌ منَّا أحَدًا بَعَثْ بالهَدْي إلاَّ القليل النَّادر يعني الأُمَّة ما تزال فيها خير، يعني على مُستوى الجميع أو المجمُوع لا تَكَاد تُذْكَر هذهِ السُّنَّة!!!
. catsList1{ ****-align:right; direction:rtl; background-color:#EEEEBB; padding:3px;}.catsList2{ ****-align:right; direction:rtl; background-color:#FCF8DB; padding:3px;}.catsList1 a, .catsList2 a{ font-family:Tahoma; font-size:11px; ****-decoration:none; color:#4F6525;}.catsList1 a:hover, .catsList2 a:hover{ font-family:Tahoma; font-size:11px; ****-decoration:none; color:#B19C49;}(/)
هل صحيح أن مسائل الخلاف لا إنكار فيها؟
ـ[أبو سلمان الجزائري]ــــــــ[05 - Nov-2009, صباحاً 02:52]ـ
السؤال / بعض الناس يقول: المسائل التي اختلف فيها العلماء لا ينكر فيها على من أخذ بقول واحد منهم، ويذكرون قاعدة: "لا إنكار في مسائل الخلاف" فهل هذه القاعدة صحيحة؟.
الحمد لله
هذه القاعدة التي يقولها بعض الناس: (لا إنكار في مسائل الخلاف) غير صحيحة، والصواب أن يقال: (لا إنكار في مسائل الاجتهاد) وبيان ذلك:
أن المسائل التي اختلف العلماء فيها نوعان:
الأول: مسائل ورد في بيان حكمها نص صريح من القرآن الكريم أو السنة الصحيحة، ولا معارض له، أو نقل فيها إجماع، ثم شذ بعض المتأخرين وخالف الإجماع، أو دل على حكمها القياس الجلي الواضح. فهذه المسائل ينكر فيها على من خالف الدليل. (قلت: وهذه هي التي لا تنطبق عليها القاعدة الباطله ـ لا إنكار في مسائل الخلاف)
ولهذا النوع من المسائل أمثلة كثيرة، منها:
1 - إنكار صفات الله تعالى التي مدح بها نفسه، ووصفه بها رسوله صلى الله عليه وسلم تحت مسمى: "التأويل" وهو في الحقيقة تحريف لنصوص الكتاب والسنة.
2 - إنكار بعض الحقائق التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم مما سيحدث يوم القيامة كالميزان والصراط.
3 - ما قاله بعض المعاصرين من جواز أخذ الفائدة على الأموال المودعة في البنوك، مع أن هذا هو عين الربا الذي حرم الله ورسوله.
4 - القول بجواز نكاح التحليل، فإنه قول باطل مخالف للعن النبي صلى الله عليه وسلم المحلل والمحلل له.
5 - القول بإباحة سماع آلات الموسيقى والمعازف، فإنه قول منكر، دل على بطلانه كثير من الأدلة من القرآن والسنة وأقوال السلف ولذلك اتفقت كلمة الأئمة الأربعة على تحريمها.
6 - القول بأن الداخل إلى المسجد يوم الجمعة والإمام يخطب يجلس ليستمع الخطبة ولا يصلي تحية المسجد.
7 - القول بعدم استحباب رفع الأيدي في الصلاة مع تكبيرة الركوع والرفع منه والقيام إلى الركعة الثالثة.
8 - القول بعدم استحباب صلاة الاستسقاء. وقد ثبت في الصحيحين وغيرهما فعل النبي صلى الله عليه وسلم لها جماعة مع أصحابه.
9 - القول بعدم استحباب صيام ستة أيام من شوال بعد رمضان.
فهذه المسائل وأمثالها مما وردت نصوص ببيان حكمها ينكر فيها على المخالف، ولم يزل الصحابة ومن بعدهم من الأئمة ينكرون على من خالف دليلاً صحيحا، ولو كان مجتهداً.
النوع الثاني: مسائل لم يرد ببيان حكمها دليل صريح من الكتاب أو السنة أو الإجماع أو القياس الجلي.
أو ورد بحكمها دليل من السنة، ولكنه مختلف في تصحيحه، أو ليس صريحاً في بيان الحكم، بل يكون محتملاً.
أو ورد فيها نصوص متعارضة في الظاهر.
فهذه المسائل تحتاج إلى نوع اجتهاد ونظر وتأمل لمعرفة حكمها، ومن أمثلة هذا النوع:
1 - الخلاف في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه في الدنيا.
2 - الخلاف في سماع الموتى لكلام الأحياء.
3 - نقض الوضوء بمس الذكر، أو مس المرأة، أو أكل لحم الإبل.
4 - القنوت في صلاة الفجر كل يوم.
5 - القنوت في صلاة الوتر، هل يكون قبل الركوع أم بعده؟
فهذه المسائل وأمثالها مما لم ترد نصوص صريحة ببيان حكمها هي التي لا ينكر فيها على المخالف، ما دام متبعاً لإمام من الأئمة وهو يظن أن قوله هو الصواب، ولكن لا يجوز لأحد أن يأخذ من أقوال الأئمة ما يتوافق مع هواه، فإنه بذلك يجتمع فيه الشر كله.
وعدم الإنكار على المخالف في هذه المسائل ونحوها، لا يعني عدم التباحث فيها، أو عدم التناظر وبيان القول الراجح بدليله، بل لم يزل العلماء قديماً وحديثاً تعقد بينهم اللقاءات والمناظرات للتباحث في مثل هذه المسائل، ومن ظهر له الحق وجب عليه الرجوع إليه.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
" ... إن مثل هذه المسائل الاجتهادية لا تنكر باليد، وليس لأحد أن يلزم الناس باتباعه فيها، ولكن يتكلم فيها بالحجج العلمية، فمن تبين له صحة أحد القولين: تبعه، ومن قلد أهل القول الآخر فلا إنكار عليه " انتهى من "مجموع الفتاوى" (30/ 80).
وهذه أقوال لبعض العلماء تؤيد ما سبق من التقسيم:
1 - قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
"وقولهم مسائل الخلاف لا إنكار فيها ليس بصحيح، فإن الإنكار إما أن يتوجه إلى القول بالحكم أو العمل.
أمّا الأول فإذا كان القول يخالف سنة أو إجماعاً قديماً وجب إنكاره وفاقاً. وإن لم يكن كذلك فإنه يُنكر بمعنى بيان ضعفه عند من يقول المصيب واحد وهم عامة السلف والفقهاء.
وأما العمل فإذا كان على خلاف سنة أو إجماع وجب إنكاره أيضاً بحسب درجات الإنكار.
أما إذا لم يكن في المسألة سنة ولا إجماع وللاجتهاد فيها مساغ لم ينكر على من عمل بها مجتهداً أو مقلداً.
وإنما دخل هذا اللبس من جهة أن القائل يعتقد أن مسائل الخلاف هي مسائل الاجتهاد، كما اعتقد ذلك طوائف من الناس. والصواب الذي عليه الأئمة أن مسائل الاجتهاد ما لم يكن فيها دليل يجب العمل به وجوباً ظاهراً، مثل حديث صحيح لا معارض له من جنسه، فيسوغ إذا عدم ذلك فيها الاجتهاد لتعارض الأدلة المتقاربة أو لخفاء الأدلة فيها" انتهى باختصار.
"بيان الدليل على بطلان التحليل" (ص 210 - 211).
وقال أيضاً:
" مسائل الاجتهاد من عمل فيها بقول بعض العلماء لم ينكر عليه ولم يهجر، ومن عمل بأحد القولين لم ينكر عليه " انتهى من "مجموع الفتاوى" (20/ 207).
2 - وقال ابن القيم رحمه الله:
"وقولهم: "إن مسائل الخلاف لا إنكار فيها" ليس بصحيح. . . ثم ذكر كلام شيخ الإسلام المتقدم، ثم قال:
وكيف يقول فقيه: لا إنكار في المسائل المختلف فيها، والفقهاء من سائر الطوائف قد صرحوا بنقض حكم الحاكم إذا خالف كتاباً أو سنة وإن كان قد وافق فيه بعض العلماء؟! وأما إذا لم يكن في المسألة سنة ولا إجماع وللاجتهاد فيها مَسَاغ لم تنكر على مَنْ عمل بها مجتهداً أو مقلداً. . .
والمسائل التي اختلف فيها السلف والخلف وقد تيقنا صحة أحد القولين فيها كثير، مثل كون الحامل تعتد بوضع الحمل، وأن إصابة الزوج الثاني شرط في حلها للأول، وأن الغسل يجب بمجرد الإيلاج وإن لم ينزل، وأن ربا الفضل حرام، وأن المتعة حرام، وأن النبيذ المسكر حرام، وأن المسلم لا يُقتل بكافر، وأن المسح على الخفين جائز حضراً وسفرا، وأن السنة في الركوع وضع اليدين على الركبتين دون التطبيق، وأن رفع اليدين عند الركوع والرفع منه سنة، وأن الشفعة ثابتة في الأرض والعقار، وأن الوقف صحيح لازم، وأن دية الأصابع سواء، وأن يد السارق تقطع في ثلاثة دراهم، وأن الخاتم من حديد يجوز أن يكون صَدَاقاً، وأن التيمم إلى الكوعين (مفصل الكف) بضربة واحدة جائز، وأن صيام الولي عن الميت يجزئ عنه، وأن الحاج يلبي حتى يرمي جمرة العقبة، وأن المحرم له استدامة الطيب دون ابتدائه، وأن السنة أن يسلم في الصلاة عن يمينه وعن يساره: السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله، وأن خيار المجلس ثابت في البيع، وأن المصَراة يرد معها عوض اللبن صاعاً من تمر، وأن صلاة الكسوف بركوعين في كل ركعة، وأن القضاء جائز بشاهد ويمين، إلى أضعاف ذلك من المسائل، ولهذا صرح الأئمة بنقض حكم مَنْ حكم بخلاف كثير من هذه المسائل، من غير طعن منهم على من قال بها.
وعلى كل حال فلا عذر عند الله يوم القيامة لمن بلغه ما في المسألة من الأحاديث والآثار التي لا معارض لها إذا نَبَذَها وراء ظهره" انتهى.
"إعلام الموقعين" (3/ 300 - 301).
3 - وقال ابن قدامة المقدسي: " لا ينبغي لأحد أن ينكر على غيره العمل بمذهبه، فإنه لا إنكار على المجتهدات " انتهى من "الآداب الشرعية" لابن مفلح (1/ 186).
4 - قال النووي في "شرح مسلم":
" قال العلماء: لَيْسَ لِلْمُفْتِي وَلا لِلْقَاضِي أَنْ يَعْتَرِض عَلَى مَنْ خَالَفَهُ إِذَا لَمْ يُخَالِف نَصًّا أَوْ إِجْمَاعًا أَوْ قِيَاسًا جَلِيًّا " انتهى.
5 - وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب: "فإن أراد القائل مسائل الخلاف، فهذا باطل يخالف إجماع الأمة، فما زال الصحابة ومن بعدهم ينكرون على من خالف وأخطأ كائناً من كان، ولو كان أعلم الناس وأتقاهم، وإذا كان الله بعث محمداً بالهدى ودين الحق، وأمرنا باتباعه، وترك ما خالفه؛ فمن تمام ذلك أن من خالفه من العلماء مخطئ ينبه على خطئه وينكر عليه، وإن أريد بمسائل الاجتهاد: مسائل الخلاف التي لم يتبين فيها الصواب فهذا كلام صحيح، ولا يجوز للإنسان أن ينكر الشيء لكونه مخالفاً لمذهبه أو لعادة الناس، فكما لا يجوز للإنسان أن يأمر إلا
(يُتْبَعُ)
(/)
بعلم، لا يجوز أن ينكر إلا بعلم، وهذا كله داخل في قوله تعالى: (ولا تقف ما ليس لك به علم) " انتهى من "الدرر السنية" (4/ 8).
6 - وقال الشوكاني:
"هذه المقالة –أي لا إنكار في مسائل الخلاف- قد صارت أعظم ذريعة إلى سدّ باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهما بالمثابة التي عرفناك، والمنزلة التي بيّناها لك، وقد وجب بإيجاب الله عز وجل، وبإيجاب رسوله صلى الله عليه وسلم على هذه الأمة، الأمر بما هو معروف من معروفات الشرع، والنهي عما هو منكر من منكراته: ومعيار ذلك الكتاب والسنة، فعلى كل مسلم أن يأمر بما وجده فيهما أو في أحدهما معروفاً، وينهى عما هو فيهما أو في أحدهما منكراً.
وإن قال قائل من أهل العلم بما يخالف ذلك، فقوله منكر يجب إنكاره عليه أولاً، ثم على العامل به ثانياً.
وهذه الشريعة الشريفة التي أُمِرْنا بالأمر بمعروفها، والنهي عن منكرها، هي هذه الموجودة في الكتاب والسنة" انتهى من "السيل الجرّار" (4/ 588).
7 - وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ردًا على من قال: "المسائل الخلافية لا إنكار فيها".
" لو أننا قلنا: المسائل الخلافية لا ينكر فيها على الإطلاق، ذهب الدين كلّه حين تتبع الرخص لأنك لا تكاد تجد مسألة إلا وفيها خلاف بين الناس. . .
المسائل الخلافية تنقسم إلى قسمين؛ قسم: مسائل اجتهادية يسوغ فيها الخلاف؛ بمعنى أن الخلاف ثابت حقاً وله حظ من النظر، فهذا لا إنكار فيه على المجتهد، أما عامة الناس، فإنهم يلزمون بما عليه علماء بلدهم، لئلا ينفلت العامة؛ لأننا لو قلنا للعامي: أي قول يمرُّ عليك لك أن تأخذ به، لم تكن الأمة أمة واحدة، ولهذا قال شيخنا عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله: "العوام على مذهب علمائهم". . .
القسم الثاني من قسمي الخلاف: لا مساغ له ولا محل للاجتهاد فيه، فينكر على المخالف فيه لأنه لا عذر له" انتهى باختصار من "لقاء الباب المفتوح" (49/ 192 - 193).
والله أعلم.
وانظر كتاب: "حكم الإنكار في مسائل الخلاف" للدكتور فضل إلهي ظهير.
الإسلام سؤال وجواب
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[05 - Nov-2009, صباحاً 03:59]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو سلمان الجزائري]ــــــــ[05 - Nov-2009, مساء 07:12]ـ
وفيك بارك الله
وجزاك الله خيرا(/)
الخارجين على الإسلام والمسلمين
ـ[السعيد شويل]ــــــــ[05 - Nov-2009, صباحاً 03:50]ـ
الخارجين على الإسلام والمسلمين
****************
فى غزوة أحد: كشف الله لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرالمنافقين وبين ما فى قلوبهم وما يُخفون في صدورهم
حين قيل لهم تعالوا قاتلوا فى سبيل الله فادعوا عدم علمهم بالقتال وقالوا بأفواههم ما ليس في قلوبهم
......
وفى غزوة تبوك: تخلف نفر كرهوا بذل المال والنفس فلم ينفروا للقتال والجهاد فى سبيل الله وأبوا رفع راية دين الله متعللين
بشدة الحر ووهجه
......
وفى خلافة سيدنا أبى بكر الصديق رضى الله عنه
كان هناك مانعى الزكاة والمرتدين عن دين الله ومدعى النبوة
......
ومنذ الخلفاء الراشدين ومن بعدهم خلفاء بنى أمية .. ثم العباسيين .. ثم الخلافة العثمانية .. وأفول الفتوحات الإسلامية
والهجمة الصليبية
فقد ظهر خلال هذا التاريخ
أنواعا كثيرة من الخوارج والخارجين على الإسلام والمسلمين تسموا بأسماء وفرق يتبرأ منها الشرع والدين. جميعهم كانوا
يهدفون إلى إفساد الدين .. حتى أصبح المسلمين أنفسهم أداة لهذا البين.
أخطرهم كان .. الزنادقة والوضاعين ..
هؤلاء أضمروا الشر والكيد والعداوة للمسلمين وتستروا بالإسلام – وما زالوا يتسترون - لعجزهم وقتئذ عن مواجهة سلطان
وشموخ الإسلام سواء بالقتال أو بالحجة أوبالبرهان وسواء كانوا من اليهود أو النصارى أو كانوا من المنافقين أو الصابئين
أو ممن لاشرع لهم ولا دين فهؤلاء جميعا حقدهم دفين لما لاقوه على أيدى المسلمين.
لم يجدوا أغراضا دنيئة إلا عن طريق الوضع والإختلاق
فى بادىء الأمر أطاح بهم وبرؤؤسهم الخليفة العباسى أبو جعفر المنصور. إلا أنهم كانوا متغلغلين
فأنشأ لهم المهدى بن جعفر المنصور بعد وفاة أبيه ديوانا جديدا للتحرى عنهم واستئصال شأفتهم التى تستشرى فى جسد الأمة.
فقد كان هؤلاء الزنادقة والوضاعين أخطر جرثومة تفت فى عضد المسلمين لما يبثوه من سموم وأباطيل ملفقة ولما يدسوه من
خرافات وأقاويل كاذبة يضعونها فى ثوب براق للإيهام والخداع وإثارة الشك والريبة.
قاموا بتزييف الحقائق التاريخية فى قصص وأخبار الأمم الماضية والملاحم والفتن والخلق وأسرارالكون والوجود
خالفوا فطر العقول وناقضوا الأصول وباينوا النقول.
ولم يكن هناك من تنقيح ولا تحقيق حتى التبس الحق بالباطل والصحيح بالضعيف وصار كل من يقع على رأى يعتمده ويورده
ثم يجىء من بعده من ينقله على اعتبار أن له أصلا بقائله
..........
ومن الخوارج والخارجين:
من تظاهر بحب وتفضيل آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لذم الصحابة رضى الله عنهم .. وجاء من بعدهم من نهج
نهجهم وسار على دربهم كما فعل الروافض ..
فهؤلاء لم يعوا أن من سبقهم كانوا شرذمة من المنافقين
اتخذوا من مكانة آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحبة المسلمين لهم ستارا لهم لدس سمومهم ولينفثوا أحقادهم
وتظاهروا بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر لتحقيق أهدافهم والوصول إلى مآربهم وأغراضهم فى إطفاء نور دين الله
ووا أسفاه ..
لم يتصد لهم من يبين لهم صحيح الدين حتى اتسعت الهوة وسحقت الكوة ومما يزيد الطين بلة أن الفرقة تتسع
واتساعها ما زال بفعل أعداء الدين المتعاقبين والكامنين للإسلام والمسلمين
ومن الخوارج والخارجين:
من تظاهر بأنهم من أنصارالعباسيين وقاموا بذم الأمويين ثم ذموا العباسيين هؤلاء وضعوا المثالب والمعايب التى تبدى مجون
بعض الخلفاء والولاة وقواد المسلمين فى خلافتهم وخلفائهم وفى قتل بعضهم.
هؤلاء شوهوا الحقائق وضاهوا الزنادقة والوضاعين بما اختلقوه وما زيفوه
وتعاقب مثل هؤلاء - ومازالوا وسيزالوا يتعاقبون – إلى أن صرنا نحن المسلمين أياد لهم فيما يريدون وسيوفا لهم فيما
يطلبون.
****************************** *************
سعيد شويل(/)
الطريري والهبدان والأحمد والدويش في برنامج (يسألونك) لاِستقبال فتاوى الحج ..
ـ[عبد الرحمن السيد]ــــــــ[05 - Nov-2009, صباحاً 04:24]ـ
http://aldoah.com/upload/uploaded/7621_01257380759.jpg(/)
؟؟!!!! ما غرك؟؟!!!!
ـ[الحافظة]ــــــــ[05 - Nov-2009, صباحاً 07:20]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
؟؟!!!! ماغرك؟؟!!!!
::
:::::
::::::::::
قال ابن عثيمين رحمه الله في تفسير قوله تعالى: {يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم} (الإنفطار -6)
فيقول الله عز وجل: {يا أيها الإنسان} ويخاطب الإنسان من حيث هو إنسان بقطع النظر عن ديانته ..
{ما غرك بربك الكريم} يعني أي شيء غرك بالله حيث تكذبه في البعث، تعصيه في الأمر والنهي، بل ربما يوجد من ينكر الله عز وجل فما الذي غرك؟!
قال بعض العلماء: إن قوله تعالى: {ما غرك بربك الكريم} إشارة إلى الجواب، وهو أن الذي غر الإنسان كرم الله عز وجل وإمهاله وحلمه، لكنه لا يجوز أن يغتر الإنسان بذلك فإن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، إذاً ما غرك بربك الكريم؟ الجواب: كرمه وحلمه هذا هو الذي غر الإنسان وصار يتمادى في المعصية في التكذيب، يتمادى في المخالفة. (انتهى من كتاب تفسير جزء عم).
{يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم}
إنها لتذكرة لمن وعاها ..
لنقم بها في جوف الليل إذا هجع الأنام وغارت النجوم ..
وكرر ياأيها الإنسان ماغرك بربك الكلام وتمثل نفسك بماذا تجيب ..
ابك على تفريطك تذكر ماسعت إليه جوارحك وخفت أن يطلع عليه الناس ولم تخف نظر الجبار إليك ..
بالله عليك ماغرك برب كريم نعمه تتوالى عليك كالمطر وأنت تعصيه ..
ـ[أم البشرى]ــــــــ[05 - Nov-2009, مساء 04:34]ـ
{يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم}
إنها آية عظيمة تهتز لها القلوب وتقشعر لها الأبدان
للاسف أحيانا ينخدع العبد بما اثاه الله من نعم الدنيا, فيستهزء بها ويتكبر على خالقه فينسى واجباته إتجاه مولاه ,وينسى أن الله هو السبب في وجود هذه النعم, فيذهب وراء شهواته غير مكثرت بما حوله وهذا يعود الي جهل الإنسان بحقيقة الحياة والبعت وإتباع الظنون والشهوات
أسأل الله أن يعيننا على ديننا ويثبت أقدامنا وأن يقينا شر الغرور
اللهم ارحمنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض
بارك الله فيك أختي الكريمة على هذا الطرح الطيب
ـ[الحافظة]ــــــــ[06 - Nov-2009, صباحاً 01:00]ـ
جزاك الله خيراا أختاه وزادك ربي من فضله ووفقك لمرضاته(/)
الصدقة بالشيء الرديء حال أكثر الناس اليوم فما السبب ياترى؟؟؟
ـ[الحافظة]ــــــــ[05 - Nov-2009, صباحاً 07:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الصدقة بالشيء الرديء
::
::::
:::::::
قال الله تعالى: (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) [آل عمران: 92]، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ) [البقرة: 267].
1/ 297 ـ عن أنس رضي الله عنه قال: كان أبو طلحة رضي الله عنه أكثر الأنصار بالمدينة مالاً من نخل، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب.
قال أنس: فلما نزلت هذه الآية: (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن الله تعالى أنزل عليك: (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) وإن أحب مالي إليّ بيرحاء، وإنها صدقة لله تعالى أرجو برها وذخرها عند الله تعالى، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((بخ! ذلك مال رابح، ذلك مال رابح، وقد سمعت ما قلت وإني أرى أن تجعلها في الأقربين)).
فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول الله فقسمها أبو طلحة في أقاربه، وبني عمه. متفق عليه (114).
قوله صلى الله عليه وسلم: ((مال رابح)) روي في الصحيحين ((رابح)) و ((رايح)) بالباء الموحدة وبالياء المثناة، أي: رايح عليك نفعه، و ((بيرحاء)) حديقة نخل، وروي بكسر الباء وفتحها.
الشرح
قال المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ: باب الإنفاق مما يجب ومن الجيد.
لما ذكر رحمه الله وجوب الإنفاق على الزوجة وعلى الأقارب، ذكر أنه ينبغي للإنسان أن يكون ذا همة عالية، وأن ينفق من أطيب ماله ومما يحب من ماله، وهناك فرق بين الأطيب وبين الذي يحب، الغالب أن الإنسان لا يحب إلا أطيب ماله، لكن أحياناً يتعلق قلبه بشيء من ماله وليس أطيب ماله فإذا أنفق من الطيب الذي هو محبوب لعامة الناس ومما يحبه هو بنفسه وإن لم يكن من الطيب؛ كان ذلك دليلاً على أنه صادق فيما عامل الله به.
.ولهذا سميت الصدقة صدقة لدلالتها على صدق باذلها، فالإنسان ينبغي له أن ينفق الطيب من ماله، وينبغي له أن ينفق مما يحب، حتى يصدق في تقديم ما يحبه الله عز وجل على ما تهواه نفسه.
ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى بآيتين من كتاب الله، فقال: قال الله تعالى: (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) البر يعني الخير الكثير، ومنه سمي البر للخلاء الواسع، فالبر هو الخير الكثير، يعني لن تنال الخير الكثير ولن تنال رتبة الأبرار حتى تنفق مما تحب.
والمال كله محبوب لكن بعضه أشد محبة من بعض، فإذا أنفقت مما تحب؛ كان ذلك دليلاً على أنك صادق، ثم نلت بذلك مرتبة الأبرار.
وقال تعالى: (وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ) [البقرة: 267]، الخبيث من كل شيء بحسبه، فالخبيث من المال يطلق على الرديء، ويطلق على الكسب الرديء، ويطلق على الحرام.
فمن إطلاقه على الرديء قوله تعالى: (وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ) هذا بقية الآية التي أولها: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ) والخارج من الأرض منه الطيب ومنه الرديء، قال: (وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ) أي: لا تقصدوا الخبيث وهو الرديء تنفقون منه، (وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ) يعني لو كان الحق لكم ما أخذتم الرديء إلا على إغماض وعلى كره، فكيف ترضون لغيركم أن تعطوه الرديء وأنتم تأبون أن تأخذوه؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا من باب الاستدلال على الإنسان بما يقر ويعترف به؛ لأنه لا يرضى أن يأخذ الرديء بدلاً عن الطيب فكيف يرضى أن يعطي الرديء بدلاً عن الطيب؟!
فالخبيث بمعنى الرديء ومن ذلك أيضاً تسمية النبي صلى الله عليه وسلم البصل والكراث الشجرة الخبيثة (115)؛ لأنها رديئة منتنة كريهة، حتى إن الإنسان إذا أكل منها وبقيت رائحتها في فمه فإنه يحرم عليه أن يدخل المسجد، لا للصلاة ولا لغير الصلاة؛ لأن المسجد معمور بالملائكة فإذا دخل المسجد آذى الملائكة، والملائكة طيبون، والطيبون للطيبات، تكره الخبائث من الأعمال والأعيان، فإذا دخلت المسجد وأنت ذو رائحة كريهة آذيت الملائكة.
وكان الرجل في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد وقد أكل كراثاً أو بصلاً طردوه طرداً إلى البقيع، والبقيع تعرفون المسافة بينه وبين المسجد النبوي وأنها بعيدة، يطرد إلى البقيع ولا يقرب المسجد.
ونأسف فإن بعض الناس، نسأل الله لنا ولهم الهداية والعصمة، يشرب الدخان أو الشيشة ويأتي إلى المسجد ورائحة الدخان والشيشة في فمه أو على ثيابه، مع أن هذه رائحة كريهة كلٌ يكرهها، حتى إن بعض الناس لا يستطيع أن يصلي جنب مثل هؤلاء، وهؤلاء يحرم عليهم أن يدخلوا المسجد والروائح الكريهة بفيهم.
وكذلك من به إصنان، والإصنان رائحة كريهة تفوح من إبطيه، أو تفوح من أذنيه، أو تفوح من رأسه وتؤذي، فإنه لا يجوز أن يصلي ما دامت الرائحة المؤذية فيه، لا يجوز أن يدخل المسجد بل يبتعد.
والحمد لله، فإن هذه من المصائب والبلاوي، فهذا ابتلي بمثل هذا لا يقول كيف أحرم نفسي المسجد، فهذا من الله عز وجل، فاحرم نفسك المسجد ولا تؤذي الناس والملائكة، وحاول بقدر ما تستطيع أن تتخلص من هذه الرائحة؛ أما بالتنظيف التام، أو بأن تضع رائحة طيبة تغطي الرائحة الكريهة، وبهذا يمكن أن تعالج هذه الروائح فلا يشم منك إلا الرائحة الطيبة.
ومن إطلاق الخبيث على الكسب الرديء قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((كسب الحجام خبيث)) (116) الحجام الذي يخرج الدم يخرج بالحجامة، هذا كسبه خبيث، يعني رديء وليس المراد أنه حرام، قال ابن عباس رضي الله عنه وعن أبيه: لو كان كسب الحجام حراماً ما أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم أجرته، فقد احتجم النبي صلى الله عليه وسلم، وأعطى الحجام أجره، ولو كانت حراماً ما أعطاه؛ لأن الرسول لا يقر على الحرام ولا يعين على الحرام، لكن هذا من باب أنه كسب رديء دنيء ينبغي للإنسان أن يتنزه عنه، وأن يحجم الناس إذا احتاجوا إلى حجامته تبرعاً وتطوعاً.
ومن إطلاق الخبيث على المحرم قوله تعالى في وصف النبي صلى الله عليه وسلم: (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ) [الأعراف: 157]، يعني يحرم عليهم الخبائث وهي ضد الطيبات، مثل الميتة، لحم الخنزير، المنخنقة، الخمر، وما أشبه ذلك.
ومعنى الآية أنه لا يحرم إلا الخبائث، وليس معناها أن كل خبيث يحرمه؛ لأن المعروف أن الخبيث يطلق على أوصاف متعددة، لكن المعنى أنه صلى الله عليه وسلم لا يحرم إلا الخبائث.
فالحاصل أن الله عز وجل نهى أن يقصد الإنسان الرديء من ماله فيتصدق به، وحث على أن ينفق مما يجب ومما هو خير.
ثم ذكر المؤلف حديث أبي طلحة زوج أم أنس رضي الله عنه، وأبو طلحة أكثر الأنصار حقلاً يعني أكثرهم مزارع، وكان له بستان فيه ماء طيب مستقبل المسجد ـ أي مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ـ يعني أن المسجد في قبلة هذا البستان، وكان فيه ماء طيب عذب، يأتيه النبي صلى الله عليه وسلم ويشرب منه.
فلما نزل قوله تعالى: (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) بادر رضي الله عنه، وسابق وسارع وجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله، إن الله تعالى أنزل قوله: (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) وإن أحب أموالي إلي بيرحاء ـ وهذا اسم ذلك البستان ـ وإني أضعها: يعني بين يديك صدقة، إلى الله ورسوله: يعني تصرفها إلى الله ورسوله فقال النبي صلى الله عليه وسلم متعجباً: بخٍ بخٍ ـ كلمة تعجب يعني ما أعظم هذه الهمة، وما أعلاها ـ ذاك مال رابح، ذاك مال رابح.
(يُتْبَعُ)
(/)
وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم فهذا المال الرابح، فكم من حسنة يربح هذا المال إذا كانت الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة؟ صدق النبي صلى الله عليه وسلم: ((ذاك مال رابح، ذاك مال رابح. . أرى أن تجعلها في الأقربين)). أرى أن تجعلها في الأقربين: أي أقاربك، ففعل رضي الله عنه، وقسمها في أقاربه وبني عمه.
وسيأتي إن شاء الله على بعض ما يستفاد من هذا الحديث، لكن تعجبوا كيف كانت مبادرة الصحابة رضي الله عنهم، ومسارعتهم إلى الخير، وكان ابن عمر إذا أعجبه شيء في ماله وتعلقت به نفسه تصدق به؛ لأجل أن يربحه ويلقاه فيما أمامه.
لكن ما تتمسك يه فهو إما زائل عنك وإما أن تزول عنه أنت، ولابد من أحد الأمرين، إما أن يتلف أو تتلف أنت، لكن الذي تقدمه هو الذي يبقى، نسأل الله أن يعيننا والمسلمين على أنفسنا ويعيذنا من البخل والشح.
والحقيقة أن مالك الحقيقي هو ما تقدمه، وقد ذبح آل النبي صلى الله عليه وسلم شاة وتصدقوا بها إلا كتفها، فقدم النبي صلى الله عليه وسلم وقال: ((ما بقي منها؟)) قالت عائشة رضي الله عنها: ما بقي إلا كتفها. يعني
أنها تصدقت بها كلها إلا كتفها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((بقي كلها غير كتفها)) (117)، والمعنى أن الذي أكلتم هو الذي ذهب، وأما ما تصدقتم به فهو الذي بقي لكم.
فالحاصل أن الصحابة وذوي الهمم العالية هم الذين يعرفون قدر الدنيا وقدر المال، وأن ما قدموه هو الباقي، وما أبقوه هو الفاني، نسأل الله أن يعيذنا والمسلمين من الشح والبخل والجبن والكسل، والحمد لله رب العالمين.
----------------------
(114) رواه البخاري، كتاب الزكاة، باب على الأقارب، رقم، (1461)، ومسلم، كتاب الزكاة، باب فضل النفقة والصدقة على الأقربين، رقم (998).
(115) رواه مسلم، كتاب المساجد، باب نهي من أكل ثوماً أو بصلاً أو كراثاً. . .، رقم (565).
(116) رواه مسلم، كتاب، باب تحريم ثمن الكلب وحلوان الكاهن، رقم (1568) [41]
(117) رواه الترمذي، كتاب صفة القيامة، بدون ذكر الباب، رقم (2470).
من كتاب رياض الصالحين المجلد الثالث
باب الإنفاق مما يحب ومن الجيد
شرح الشيخ بن عثيمين رحمه الله ورفع قدره في عليين(/)
برأيكم ماموضوع الساعة الذي يستحق أن أبحث فيه؟
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[05 - Nov-2009, صباحاً 08:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ـ[زبيدة 5]ــــــــ[05 - Nov-2009, صباحاً 09:02]ـ
محاولة هدم مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولى القبلتين ووضع هيكل العجل مكانه ... رؤية شرعية
ـ[زبيدة 5]ــــــــ[13 - Dec-2009, مساء 01:52]ـ
محاولة هدم مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولى القبلتين ووضع الهيكل ... رؤية شرعية
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[13 - Dec-2009, مساء 08:49]ـ
غياب القدوة .. دراسة منهجية لحياة الصحابة رضوان الله عليهم
ـ[خلوصي]ــــــــ[16 - Dec-2009, صباحاً 07:52]ـ
" منهج النبي صلى الله عليه و سلم في تخريج الدعاة "
دراسة في ضوء نوع الدعوة و الواقع المعاصر
ـ[أسامة]ــــــــ[16 - Dec-2009, صباحاً 09:41]ـ
جذور الإنحراف العقدي عند المسلمين العرب - رؤية عقدية تاريخية
وأساليب الدعوة لهؤلاء العرب بهدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من السيرة النبوية والحديث الشريف
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[16 - Dec-2009, مساء 04:51]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله بركاته
حرب المصطلحات وأثرها في اختلال المفاهيم -عرض ونقد-(/)
برأيكم ماموضوع الساعة الذي يستحق أن أبحث فيه؟
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[05 - Nov-2009, صباحاً 09:07]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أخواني و أخواتي ..
أنا مقبلة على كتابة بحث لتقديمه للمؤتمر العلمي الأول لطلاب و طالبات التعليم العالي ..
تحت محور العلوم الإنسانية والإجتماعية ..
لكني احترت في اختيار الموضوع!!
فبرأيكم ماموضوع الساعة الذي يستحق أن أبحث فيه؟
أتمنى منكم الرد عاجلاً.حتى يتسنى لي الشروع في البحث إذ إن آخر موعد لتسليمه 29/ 12/1430هـ
ـ[هطول المطر]ــــــــ[05 - Nov-2009, صباحاً 09:58]ـ
هذا المؤتمر كيف طريقته؟
ووين يصير؟؟
من وجهة نظري:
الانبهار بالغرب وتقليدهم من قبل شبابنا وكيف نعالج ذلك ..
كذلك وسائل الاتصال وثورة المعلومات وكيف يمكن تفادي اخطارها
ممكن كذلك أن تتحدثي عن الأمور والأعمال الحسنة التي من الممكن أن تخدم بها الأمة
أو الطرق التي يستطيع أن يخدم العلماء على وجه الخصوص والطلبة بها العوام
ـ[جمانة انس]ــــــــ[05 - Nov-2009, صباحاً 10:36]ـ
استطلاعك لاراء الباحثين والعلماء عبر منبر علمي عالمي حديث
يعتبر تواصلا و استقراء للواقع وتفهما للساحة العلمية
عبر
احدث واوسع وسائل الا تصال
وهو
اهتمام حقيقي و جهد واضح
----------------
تحقق مثل هذه الروح في اجيال العلم
يمكن ان يكون مو ضوعا براقا
يستفيد منه الطلبة في مختلف تخصصات العلوم الا نسانية و الا جتماعية
----------
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[05 - Nov-2009, صباحاً 10:39]ـ
اختي الفاضلة هذا العنوان يمكن اختيار عدد لا نهاية له من القضايا واقترح عليك احد القضايا التالية:
1 - الاجراءات الوقائية في الاسلام لحماية المجتمع.
2 - المراه بين ابتذال الجاهلية وتكريم الاسلام.
3 - المراه بين الظلم الغربي والعدل الاسلامي
4 - تربية الابناء على ضوء السنة النبوية.
5 - العصبية القبلية وموقف الاسلام منها.
6 - فاحشة الزنا وعواقبها على المجتمع.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[05 - Nov-2009, صباحاً 11:00]ـ
اختي ....
2 - المراه بين ابتذال الجاهلية وتكريم الاسلام.
....
موضوع هام جداً
ويساعدك فيه كتاب شيخنا محمد بن إسماعيل المقدم ((المرأة بين تكريم الإسلام وإهانة الجاهلية)) وهو الجزء الثانى من موسوعته عودة الحجاب .. وهو فيما أعلم أفضل ما جمع في هذا الباب.
يبتدئ هذا اللكتاب بعبارة بليغة في الصفحة الأولى تقول مخاطبة للمرأة: (أنتِ نصف الأمة، ثم إنك تلدين لنا النصف الآخر، فأنت أمة بأسرها .. !).
ويفتتح الكاتب الحديث عن بيان غربة الإسلام في هذا الزمان، والحث على الصبر على الدين، ثم يبين أثر انحراف المرأة أو الانحراف بالمرأة في نزول العقوبة الإلهية، ووضع المرأة ومسؤولية الولاة، وموقف دعاة الإسلام من قضية المرأة، منتقلا إلى بيان إهانة الجاهلية للمرأة، عند الإغريق والرومان، وغيرهم، والأمم النصرانية، والعرب في الجاهلية.
وتشرق شمس الإسلام، ليعرض الكاتب بكل سمو مظاهر تكريم الإسلام للمرأة، مساواة في الإنسانية والتكليف والمسؤولية المدنية، وجزاء الآخرة، ثم يدحض الكاتب بدعة المساواة المطلقة بين الرجل والمرأة، مبينا الفروق بينهما في الشريعة الإسلامية.
يبرز الكاتب مكانة المرأة في وظيفتها كأم، مرصعا حديثه بمواقف سلفية رائعة في بر الوالدين، متبعا ذلك بعرض سير رائعة لنساء مسلمات كن – كأمهات - وراء عظماء في التاريخ الإسلامي، كعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وعمر بن عبد العزيز، وسفيان الثوري، ومالك بن أنس، والشافعي رحمهم الله.
ثم انتقل إلى مكانة الأنثى – كبنت – في الإسلام، وكيف دعا الدين القويم إلى العدل بين الذكر والأنثى في المعاملة والعطاء، وإكرام البنات خاصة، وفضل تربيتهن.
بعد ذلك يتوسع الكاتب في الحديث عن الأنثى – كزوجة -، مبينا مكانتها ومواقف رائعة للزوجة المسلمة في التاريخ الإسلامي، ثم يعرض الكاتب الحياة الزوجية حقوقها وواجباتها وآدابها، مبتدئا بتلك المشتركة بين الزوجين، ثم حقوق الزوجة على زوجها، المادية والأدبية تفصيلا، ومختتما بحقوق الزوج على زوجته.
وفي صور تاريخية بديعة متلاحقة، يبتدئها الكاتب بصورة المرأة مؤمنة مجاهدة صابرة في التاريخ الإسلامي، ثم يعرج بصورة المرأة عالمة مع سير لعالمات بارزات مسلمات، مختتما بصور سامية للمرأة عابدة قانتة.
الرابط:
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=6&book=5328
وهذا الكتاب يفيدك أيضاً
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=2939
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[05 - Nov-2009, صباحاً 11:51]ـ
معذرة انتهى وقت تعديل المشاركة
رابط نسخة مصورة pdf لكتاب المرأة بين تكريم الإسلام وإهانة الجاهلية
http://www.m-ismail.com/upload/books/3wdat%20al7.7ab%202.pdf
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[05 - Nov-2009, مساء 12:56]ـ
تتبع الرخص للتحايل على مجارة الغرب و ليكن عنوان البحث (ترخص الخب لدخول جحر الضب)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[05 - Nov-2009, مساء 12:57]ـ
هذا المؤتمر كيف طريقته؟
ووين يصير؟؟
من وجهة نظري:
الانبهار بالغرب وتقليدهم من قبل شبابنا وكيف نعالج ذلك ..
كذلك وسائل الاتصال وثورة المعلومات وكيف يمكن تفادي اخطارها
ممكن كذلك أن تتحدثي عن الأمور والأعمال الحسنة التي من الممكن أن تخدم بها الأمة
أو الطرق التي يستطيع أن يخدم العلماء على وجه الخصوص والطلبة بها العوام
المؤتمر سيقام في الرياض بإذن الله، أما عن طريقته فإليكِ الرابط http://ssc.elc.edu.sa/arabic
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[05 - Nov-2009, مساء 01:08]ـ
استطلاعك لاراء الباحثين والعلماء عبر منبر علمي عالمي حديث
يعتبر تواصلا و استقراء للواقع وتفهما للساحة العلمية
عبر
احدث واوسع وسائل الا تصال
وهو
اهتمام حقيقي و جهد واضح
----------------
تحقق مثل هذه الروح في اجيال العلم
يمكن ان يكون مو ضوعا براقا
يستفيد منه الطلبة في مختلف تخصصات العلوم الا نسانية و الا جتماعية
----------
ماشاء الله استنبطتي من الموضوع موضوع ..
الله يقويك ..
الموضوع أعجبني .. لكنه بنظري يحتاج لعمل استبيان على الطلبة من جميع الأقسام و مناقشة لعدد من الأساتذة والتربويين .. حتى يكون متكامل.و هذا لا يخفاكِ يحتاج لأكثر من المدة المحددة.
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[05 - Nov-2009, مساء 01:16]ـ
اختي الفاضلة هذا العنوان يمكن اختيار عدد لا نهاية له من القضايا واقترح عليك احد القضايا التالية:
1 - الاجراءات الوقائية في الاسلام لحماية المجتمع.
2 - المراه بين ابتذال الجاهلية وتكريم الاسلام.
3 - المراه بين الظلم الغربي والعدل الاسلامي
4 - تربية الابناء على ضوء السنة النبوية.
5 - العصبية القبلية وموقف الاسلام منها.
6 - فاحشة الزنا وعواقبها على المجتمع.
اقتراحات جيدة و مهمة لكن ألا تعتقد أن غيري قد أشبعها بحثاً ..
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[05 - Nov-2009, مساء 01:22]ـ
موضوع هام جداً
ويساعدك فيه كتاب شيخنا محمد بن إسماعيل المقدم ((المرأة بين تكريم الإسلام وإهانة الجاهلية)) وهو الجزء الثانى من موسوعته عودة الحجاب .. وهو فيما أعلم أفضل ما جمع في هذا الباب.
يبتدئ هذا اللكتاب بعبارة بليغة في الصفحة الأولى تقول مخاطبة للمرأة: (أنتِ نصف الأمة، ثم إنك تلدين لنا النصف الآخر، فأنت أمة بأسرها .. !).
ويفتتح الكاتب الحديث عن بيان غربة الإسلام في هذا الزمان، والحث على الصبر على الدين، ثم يبين أثر انحراف المرأة أو الانحراف بالمرأة في نزول العقوبة الإلهية، ووضع المرأة ومسؤولية الولاة، وموقف دعاة الإسلام من قضية المرأة، منتقلا إلى بيان إهانة الجاهلية للمرأة، عند الإغريق والرومان، وغيرهم، والأمم النصرانية، والعرب في الجاهلية.
وتشرق شمس الإسلام، ليعرض الكاتب بكل سمو مظاهر تكريم الإسلام للمرأة، مساواة في الإنسانية والتكليف والمسؤولية المدنية، وجزاء الآخرة، ثم يدحض الكاتب بدعة المساواة المطلقة بين الرجل والمرأة، مبينا الفروق بينهما في الشريعة الإسلامية.
يبرز الكاتب مكانة المرأة في وظيفتها كأم، مرصعا حديثه بمواقف سلفية رائعة في بر الوالدين، متبعا ذلك بعرض سير رائعة لنساء مسلمات كن – كأمهات - وراء عظماء في التاريخ الإسلامي، كعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وعمر بن عبد العزيز، وسفيان الثوري، ومالك بن أنس، والشافعي رحمهم الله.
ثم انتقل إلى مكانة الأنثى – كبنت – في الإسلام، وكيف دعا الدين القويم إلى العدل بين الذكر والأنثى في المعاملة والعطاء، وإكرام البنات خاصة، وفضل تربيتهن.
بعد ذلك يتوسع الكاتب في الحديث عن الأنثى – كزوجة -، مبينا مكانتها ومواقف رائعة للزوجة المسلمة في التاريخ الإسلامي، ثم يعرض الكاتب الحياة الزوجية حقوقها وواجباتها وآدابها، مبتدئا بتلك المشتركة بين الزوجين، ثم حقوق الزوجة على زوجها، المادية والأدبية تفصيلا، ومختتما بحقوق الزوج على زوجته.
وفي صور تاريخية بديعة متلاحقة، يبتدئها الكاتب بصورة المرأة مؤمنة مجاهدة صابرة في التاريخ الإسلامي، ثم يعرج بصورة المرأة عالمة مع سير لعالمات بارزات مسلمات، مختتما بصور سامية للمرأة عابدة قانتة.
الرابط:
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=6&book=5328
وهذا الكتاب يفيدك أيضاً
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=2939
جزاك الله خيراً أبا محمد على مشاركتك القيمة ... وما هي بأول أفضالكم علينا ..
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[05 - Nov-2009, مساء 01:28]ـ
تتبع الرخص للتحايل على مجارة الغرب و ليكن عنوان البحث (ترخص الخب لدخول جحر الضب)
حتى هنا!!
أنا ممكن أبحثه لكن بشرط أن تشاركني فيه .. حتى أستفيد من خبرتك في هذا المجال!!
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[05 - Nov-2009, مساء 01:56]ـ
حتى هنا!! أنا ممكن أبحثه لكن بشرط أن تشاركني فيه .. حتى أستفيد من خبرتك في هذا المجال!!
أي تساؤل عن البحث إذا قررت البداية فيه يمكنك طرحه موضوعاً في المنتدى و سنعينك عليه إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[05 - Nov-2009, مساء 02:25]ـ
أي تساؤل عن البحث إذا قررت البداية فيه يمكنك طرحه موضوعاً في المنتدى و سنعينك عليه إن شاء الله
خيركم سابق يا أباعبدالله .. جزاكم الله خيرا ..
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[05 - Nov-2009, مساء 02:29]ـ
الأخت الفاضلة زبيدة اقترحت علي موضوعاً من مواضيع الساعة وهو:
(((محاولة هدم مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولى القبلتين ووضع هيكل العجل مكانه ... رؤية شرعية)))
فما رأيكم؟؟
ـ[التبريزي]ــــــــ[05 - Nov-2009, مساء 03:01]ـ
2 - المراه بين ابتذال الجاهلية وتكريم الاسلام.
موضوع جيد، لكن تكلم فيه الكثير، والأولى كما أرى:
المرأة بين ابتذال جاهلية الغرب المعاصرة وتكريم الإسلام
أو: المرأة بين ابتذال الغرب وتكريم الإسلام
أما إذا كان عندك جرأة في الطرح، ومكان مناسب له فأرى أن يكون الموضوع:
المرأة بين ابتذال الطوائف المنحرفة وبين تكريم الإسلام الحق ... والطوائف المنحرفة الضالة أولها طائفة الرافضة وما يهينون المرأة به من إباحة للمتعة، وقرعة لمن يلحق به نسب الولد أو البنت إذا حملت، وإعارة الفجور والإستمتاع الغير مقيد، وتسلط السادة على النساء، وحرمان النساء من ميراث العقار كما في النص عندهم، وإرهاقهم بالخمس ... الخ ..
ـ[حارث البديع]ــــــــ[05 - Nov-2009, مساء 04:45]ـ
المرأة بين خداع العلمانيين وتاج الإسلام
ـ[حارث البديع]ــــــــ[05 - Nov-2009, مساء 04:47]ـ
-لماذا مجتمعاتنا متفككة
-هل الشعوب مؤهلة للنهضة بالإسلام
ـ[حارث البديع]ــــــــ[05 - Nov-2009, مساء 04:48]ـ
- بداية الرقي والإنحلال في المجتمعات الغربية
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[05 - Nov-2009, مساء 05:00]ـ
ماذا يراد من المرأة؟
في ضوء الشريعة الإسلامية
والمجتمعات الغربية
------------ أو ----------
ازدراء المرأة عبر التاريخ
------------ أو ----------
المرأة المصانة والمرأة المهانة
نظرات في حاجة المرأة وحاجة المجتمع
--------------------------
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[05 - Nov-2009, مساء 08:27]ـ
أخي التبريزي موضوعك قوي و جدير بالطرح لكني أعترف بضحالة ثقافتي عن الشيعة رغم مخالطتي لهم ..
حارث البديع / أبو حاتم بن عاشور .. جزاكما الله خيراً .. مواضيعكما في عين الإعتبار ..
.............................. ........
وحتى تتكمل صورة سؤالي إليكم بعض المعلومات: ...
أولاً:تتصل محاور المؤتمر بالمجالات العلمية ..
منها
. - العلوم الإنسانية والإجتماعية: ويندرج تحت هذا المجال، علوم الشريعة والثقافة الإسلامية، والآداب واللغة العربية، وعلوم الإدارة والاقتصاد المعرفي، والعلوم الاجتماعية، وغيرها مما يندرج تحت هذا المجال.
ثانياً: (اهتماماتي): مسائل فقهية. أهوى البلاغة خصوصاً القرآنية. الفكر الإسلامي ومفكريه. الأدب العربي. الأقليات الإسلامية. القضية الفلسطينية.
ثالثاً:من الشروط الخاصة بالبحوث وأوراق العمل
-ألا تزيد صفحات البحث عن 15 صفحة، وورقة العمل عن 10 صفحات بما فيها المراجع والملاحق.
-يجوز المشاركة بالبحوث المقدمة للماجستير والدكتوراه في المؤتمر.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[05 - Nov-2009, مساء 08:30]ـ
أخاف المؤتمر يكون فيه اختلاط! لأن الاختلاط يروج له عندنا هذه الأيام
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[05 - Nov-2009, مساء 10:24]ـ
اقتراحات جيدة و مهمة لكن ألا تعتقد أن غيري قد أشبعها بحثاً ..
صدقت اختي الفاضلة ولا أعرف موضوع ذو اهمية لم يشبع بحثاً ولله الحمد وما المانع ان تجمعي جهود من قبلك وترتبيها وتضيفي إليها ما وصل إليه علمك ولا اعتقد ان من سبقك وصلوا إلى نهاية العلم والمعرفة
ثم لماذا لا يكون بقلمك واسلوبك انت والقلوب مفاتيح وربما كان قلمك مفتاح لقلوب عجز عنها غيرك
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[06 - Nov-2009, صباحاً 02:39]ـ
[ quote=
وحتى تتكمل صورة سؤالي إليكم بعض المعلومات: ...
أولاً:تتصل محاور المؤتمر بالمجالات العلمية ..
منها
. - العلوم الإنسانية والإجتماعية: ويندرج تحت هذا المجال، علوم الشريعة والثقافة الإسلامية، والآداب واللغة العربية، وعلوم الإدارة والاقتصاد المعرفي، والعلوم الاجتماعية، وغيرها مما يندرج تحت هذا المجال.
ثانياً: (اهتماماتي): مسائل فقهية. أهوى البلاغة خصوصاً القرآنية. الفكر الإسلامي ومفكريه. الأدب العربي. الأقليات الإسلامية. القضية الفلسطينية.
ثالثاً:من الشروط الخاصة بالبحوث وأوراق العمل
-ألا تزيد صفحات البحث عن 15 صفحة، وورقة العمل عن 10 صفحات بما فيها المراجع والملاحق.
-يجوز المشاركة بالبحوث المقدمة للماجستير والدكتوراه في المؤتمر. [/ quote]
بارك الله فيكم
/// إشكالية التعليم عند الجاليات المسلمة في الغرب/ في البلاد غير الإسلامية
/// الفكر الإسلامي بين التبعية والاستقلال
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التبريزي]ــــــــ[06 - Nov-2009, صباحاً 11:24]ـ
أخي التبريزي موضوعك قوي و جدير بالطرح لكني أعترف بضحالة ثقافتي عن الشيعة رغم مخالطتي لهم ...
إذن من مواضيع الساعة أحد هذه العناوين لموضوع واحد:
- الليبراليون والولوج إلى الأهداف من باب حقوق المرأة المزعومة
- إهانة الليبراليين للمرأة بزعم المطالبة بحقوقها لتحقيق أهدافهم
- سفور المرأة وتمردها أول الطريق في برامج الليبراليين
- المرأة بين ابتذال الليبرالية وتكريم الإسلام
- حقوق المرأة من منظور الليبرالين
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[07 - Nov-2009, صباحاً 09:52]ـ
وما المانع ان تجمعي جهود من قبلك وترتبيها وتضيفي إليها ما وصل إليه علمك ولا اعتقد ان من سبقك وصلوا إلى نهاية العلم والمعرفة
ثم لماذا لا يكون بقلمك واسلوبك انت والقلوب مفاتيح وربما كان قلمك مفتاح لقلوب عجز عنها غيرك
أقنعتني، سأعمل بكلامك إن شاء الله وسأتكلم عن المرأة .. خصوصاً أنه الموضوع الغالب في ردود الأخوة جزاهم الله كل خير ..
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[07 - Nov-2009, صباحاً 09:56]ـ
بارك الله فيكم
/// إشكالية التعليم عند الجاليات المسلمة في الغرب/ في البلاد غير الإسلامية
/// الفكر الإسلامي بين التبعية والاستقلال
موضوعان مهمان , خصوصاً أنهما يوافقان ميولي، سأعمل بهما في البحوث القادمة إن شاء الله.
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[07 - Nov-2009, صباحاً 10:02]ـ
إذن من مواضيع الساعة أحد هذه العناوين لموضوع واحد:
- الليبراليون والولوج إلى الأهداف من باب حقوق المرأة المزعومة
- إهانة الليبراليين للمرأة بزعم المطالبة بحقوقها لتحقيق أهدافهم
- سفور المرأة وتمردها أول الطريق في برامج الليبراليين
- المرأة بين ابتذال الليبرالية وتكريم الإسلام
- حقوق المرأة من منظور الليبرالين
جزاكم الله خيراً أخي الفاضل التبريزي ..
وقع اختياري بحمدالله على موضوعكم .. أسأل الله أن يوفقني فيه ..
رفع ناظري العنوان الأخير .. لكني أتحسس نوعاُ ما من كلمة الليبرالية فسأستبدلها بالتغريبين.ثم أردف العنوان بكتابة: عرض و مناقشة ..
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[09 - Nov-2009, صباحاً 11:38]ـ
حقوق المرأة من منظور الليبرالين
أتمنى ممن له عنايه بهذه القضية أن لايحرمني من نصائحه و من ذكر بعض المراجع المهمة في هذا الشأن و سأكون له ممتنة شاكرة.
ـ[التبريزي]ــــــــ[09 - Nov-2009, مساء 01:09]ـ
حقوق المرأة من منظور الليبرالين
أتمنى ممن له عنايه بهذه القضية أن لايحرمني من نصائحه و من ذكر بعض المراجع المهمة في هذا الشأن و سأكون له ممتنة شاكرة.
بالتوفيق إن شاء الله،،
فقط أحب أن أنوه إلى سقوط الياء قبل النون في كلمة الليبراليين .. وبالمناسبة، فكتابة الكلمة حسب نطقها هو اللبراليين بدون الياء الأولى،، لكن الدارج صار: الليبراليين .. فبأيهما كتبتِ فلا حرج ..
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[09 - Nov-2009, مساء 02:31]ـ
وفقك الله اختي الفاضلة ونسأل الله لك التوفيق والاخلاص
واول المصادر التي انصحك بها هي سلسلة كتب الحركات النسوية التي صدرت عن مجلة البيان
وكذلك كتاب (العدوان على المراه في المؤتمرات الدولية) للشيخ فؤاد بن عبد الكريم آل عبد الكريم
http://www.albayan-magazine.com/monthly-books/3dwan.jpg
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[09 - Nov-2009, مساء 08:06]ـ
بالتوفيق إن شاء الله،،
فقط أحب أن أنوه إلى سقوط الياء قبل النون في كلمة الليبراليين .. وبالمناسبة، فكتابة الكلمة حسب نطقها هواللبراليين بدون الياء الأولى،، لكن الدارج صار: الليبراليين .. فبأيهما كتبتِ فلا حرج ..
لعلي أكتبها (من منظور الليبرالية) أسلم لي من سقوط الياءات ..
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[09 - Nov-2009, مساء 08:13]ـ
وفقك الله اختي الفاضلة ونسأل الله لك التوفيق والاخلاص
واول المصادر التي انصحك بها هي سلسلة كتب الحركات النسوية التي صدرت عن مجلة البيان
وكذلك كتاب (العدوان على المراه في المؤتمرات الدولية) للشيخ فؤاد بن عبد الكريم آل عبد الكريم
http://www.albayan-magazine.com/monthly-books/3dwan.jpg
انتفعت بمشاركاتكم كثيراً أخي الفاضل .. أسأل الله أن يسعدكم في دنياكم و آخرتكم ..(/)
شرح وصيّة أبي الوليد الباجي لولديه - للشّيخ عزّ الدّين رمضاني حفظه الله
ـ[أبو حسّان محمد الذّهبي]ــــــــ[05 - Nov-2009, مساء 04:27]ـ
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شرح وصيّة أبي الوليد الباجي - رحمه الله - لولديه
للشّيخ عزّ الدِّين رمضاني - حفظه الله -
الأولى ( http://www.al-sunna.net/audio/files/3z-AlDin-Ramadani-Wasiyat_elbaji_3azdeen_Ramadan i_01-%5Bal-sunna.net%5D.rm)
الثانية ( http://www.al-sunna.net/audio/files/3z-AlDin-Ramadani-Wasiyat_elbaji_3azdeen_Ramadan i_02-%5Bal-sunna.net%5D.rm)
الثالثة ( http://www.al-sunna.net/audio/files/3z-AlDin-Ramadani-Wasiyat_elbaji_3azdeen_Ramadan i_03-%5Bal-sunna.net%5D.rm)
الرابعة ( http://www.al-sunna.net/audio/files/3z-AlDin-Ramadani-Wasiyat_elbaji_3azdeen_Ramadan i_04-%5Bal-sunna.net%5D.rm)
الخامسة ( http://www.al-sunna.net/audio/files/3z-AlDin-Ramadani-Wasiyat_elbaji_3azdeen_Ramadan i_05-%5Bal-sunna.net%5D.rm)
تمَّ بحمد الله
ـ[الأخ ابراهيم]ــــــــ[06 - Nov-2009, مساء 09:17]ـ
بارك الله فيك أخي الكربم
ـ[أبو حسّان محمد الذّهبي]ــــــــ[16 - Nov-2009, مساء 03:34]ـ
وفيكم بارك الله الأخ إبراهيم(/)
ماهو دليل إسدال اليدين في الصلاة عند المالكية و كيف هي صفة التشهد عندهم؟؟
ـ[جابر الجزائري]ــــــــ[06 - Nov-2009, مساء 12:56]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
يدين في الصلاة عند المالكية و كيف هي صفة التشهد عندهم؟؟
ياريت تكون طريقة التشهد بصورة
و جزاكم الله خيرا
ـ[جابر الجزائري]ــــــــ[06 - Nov-2009, مساء 04:03]ـ
بانتضاركم ....(/)
إذا لم يكن في البلد من العجول إلا مسمنة دون السنتين فهل يجزيء في الأضحية؟!
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[06 - Nov-2009, مساء 01:15]ـ
إذا لم يكن في البلد من العجول إلا مسمنة دون السنتين؟!
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[06 - Nov-2009, مساء 01:49]ـ
/// مذهب جماهير الفقهاء، الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة = عدم إجزاء ما كان أصغر من الثني من البقر والإبل والمعز.
/// مع كونهم يقولون بإجزاء الجذع من الضأن فقط.
/// ونقل الإمام ابن حزم عن طائفة من الصحابة والتابعين (ابن عباس وطاووس وعطاء والحسن البصري) بأسانيد صحيحة =إجزاء ما كان سمينًا منها.(/)
كلمات في المحبة والخوف والرجاء للشيخ: محمد بن إبراهيم الحمد
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[06 - Nov-2009, مساء 01:51]ـ
كلمات في المحبة والخوف والرجاء للشيخ: محمد بن إبراهيم الحمد
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد: فإن المحبة ركن العبادة الأعظم، فالعبادة تقوم على أركان ثلاثة، هي المحبة، والخوف، والرجاء.
وإليك هذه الكلمات المختصرة في هذا الركن الأعظم، وهو المحبة.
تعريف المحبة وحدُّها:
قال ابن القيم×: =لا تُحَدُّ المحبةُ بحدٍّ أوضحَ منها؛ فالحدود لا تزيدها إلا خفاءً، وجفاءً، فحدُّها وُجُودُها، ولا توصف المحبة بوصفٍ أظهرَ من المحبة.
وإنما يتكلم الناس في أسبابها، وموجباتها، وعلاماتها، وشواهدها، وثمراتها، وأحكامها؛ فحدودهم، ورسومهم دارت على هذه الستة، وتنوعت بهم العبارات، وكثرت الإشارات بحسب إدراك الشخص، ومقامه، وحاله، ومِلْكِهِ للعبارة+ (1).
ومما قيل في حد المحبة وتعريفها ما يلي (2):
1_ الميل الدائم بالقلب الهائم.
2_ إيثار المحبوب على جميع المصحوب.
3_ موافقة الحبيب في المشهد والمغِيب.
4_ مواطأة القلب لمرادات المحبوب.
5_ استكثار القليل من جنايتك، واستقلال الكثير من طاعتك.
6_ سقوط كل محبة من القلب إلا محبة الحبيب.
7_ ميلك للشيء بكليتك، ثم إيثارك له على نفسك، وروحك، ومالك، ثم موافقتك له سراً، وجهراً، ثم علمك بتقصيرك في حبه.
8_ الدخول تحت رق المحبوب وعبوديته، والحرية من استرقاق ما سواه.
9_ سفرُ القلب في طلب المحبوب، ولهجُ اللسان بذكره على الدوام.
10_ المحبة أن يكون كُلُّكَ بالمحبوب مشغولاً، وذلُّك له مبذولاً.
أقسام المحبة:
1_ محبة عبادة: وهي محبة التذلل، والتعظيم، وأن يقوم بقلب المُحبِّ من إجلال المحبوب، وتعظيمه ما يقتضي امتثال أمره، واجتناب نهيه.
وهذه المحبة أصل الإيمان والتوحيد، وهي التي يترتب عليها من الفضائل ما لا يمكن حصرُهُ وعدُّهُ.
ومَنْ صرف تلك المحبة لله فهو المؤمن الموحد، ومن صرفها لغير الله فقد وقع في المحبة الشركية؛ حيث أشرك بالله عز وجل.
وذلك كمحبة المشركين الذين يحبون آلهتهم، وأندادهم كمحبة الله، من شجر، أو حجر، أو بشر، أو ملك أو غيرها كمحبة الله أو أكثر؛ فهذه المحبة أصل الشرك، وأساسه.
2_ محبة لله عز وجل: كمحبة ما يحبه الله من الأمكنة، والأزمنة، والأشخاص، والأعمال، والأقوال، ونحو ذلك؛ فهذه المحبة تابعة لمحبة الله.
3_ المحبة الطبيعية: ويدخل تحت هذه المحبة ما يلي:
أ_محبة إشفاق ورحمة: كمحبة الوالد لولده، وكمحبة المرضى، والضعفاء.
ب_ محبة إجلال وتعظيم دون عبادة: كمحبة الولد لوالده، وكمحبة التلميذ لمعلمه وشيخه، ونحو ذلك.
ج_ محبة الإنسان ما يلائمه: كمحبة الطعام، والشراب، والنكاح، واللباس، والأصدقاء، والخلطاء، ونحو ذلك.
فهذه المحاب داخلة في المحبة الطبيعية المباحة، فإن أعانت على محبة الله وطاعته دخلت في باب الطاعة، وإن صدت عن محبة الله، وتُوَسِّل بها إلى ما لا يحبه الله دخلت في المنهيات، وإن لم تُعِن على طاعة، ولا معصية فهي في دائرة المباحات.
فضائل محبة الله:
محبة الله عز وجل أشرف المكاسب، وأعظم المواهب، وفضائلها لا تُعد ولا تحصى، ومن تلك الفضائل ما يلي:
1_ أنها أصل التوحيد وروحه: قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي×: =أصل التوحيد، وروحه إخلاص المحبة لله وحده، وهي أصل التألُّهِ، والتعبد، بل هي حقيقة العبادة، ولا يتم التوحيد حتى تكمل محبةُ العبد لربه، وتسبق جميعَ المحابِّ، وتَغْلِبها، ويكون لها الحكم عليها؛ بحيث تكون سائر محاب العبد تبعاً لهذه المحبة التي بها سعادة العبد وفلاحه+ (3).
2_ أن الحاجة إليها أعظم من الحاجة إلى الطعام، والشراب، والنكاح: قال شيخ الإسلام ابن تيمية×: =ففي قلوب بني آدم محبة لما يتألهونه ويعبدونه، وذلك قوام قلوبهم، وصلاح نفوسهم، كما أن فيهم محبةً لما يطعمونه، وينكحونه، وبذلك تصلح حياتهم، ويدوم شملهم.
وحاجتهم إلى التأله أعظم من حاجتهم إلى الغذاء؛ فإن الغذاء إذا فُقِد يَفْسُد الجسم، وبِفَقْدِ التأله تفسد النفس+ (4).
وقال ابن القيم×: =فكيف بالمحبة التي هي حياة القلوب، وغذاء الأرواح، وليس للقلب لذة، ولا نعيم، ولا فلاح، ولا حياة إلا بها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا فقدها القلب كان ألمه أعظمَ من ألم العينِ إذا فقدت نورها، والأذن إذا فقدت سمعها، والأنفِ إذا فقد شمّه، واللسان إذا فقد نُطْقَه؟!
بل فساد القلب إذا خلا من محبة فاطره، وبارئه، وإلهه الحق أعظم من فساد البدن إذا خلا من الروح.
وهذا الأمر لا يصدِّق به إلا مَنْ فيه حياةٌ، وما لِجُرْحٍ بميت إيلام+ (5).
3_ تسلي المحب عند المصائب: قال ابن القيم×: =فإن المحب يجد من لذة المحبة ما ينسيه المصائب، ولا يجد مِنْ مسِّها ما يجد غيرُه، حتى كأنه قد اكتسى طبيعةً ثانيةً ليست طبيعةَ الخلق.
بل يَقْوَى سلطانُ المحبةِ حتى يلتذَّ المحبُّ بكثير من المصائب التي يصيبه بها حبيبه أعظم من التذاذ الخليِّ (العاري من المحبة) بحظوظه وشهواته.
والذوقُ، والوَجْدُ شاهد بذلك، والله أعلم+ (6).
4_ أنها من أعظم ما يحمل على ترك المعاصي: قال ابن القيم×في معرض حديث له عن محبة الله: =وهي من أقوى الأسباب في الصبر عن مخالفته، ومعاصيه؛ فإن المحب لمن يحب مطيع، وكلما قوي سلطانُ المحبةِ في القلب كان اقتضاؤه للطاعة، وترك المخالفة أقوى.
وإنما تصدر المعصية والمخالفة مِنْ ضَعْفِ المحبة، وسلطانِها.
وفرْقٌ بين من يحمله على ترك معصية سيده خَوْفُه من سوطه وعقوبتِهِ، وبين من يحمله على ذلك حبُّه لسيده =.
إلى أن قال×: =فالمحب الصادق عليه رقيبٌ من محبوبه يرعى قَلْبَه، وجوارحَه.
وعلامةُ صدقِ المحبة شهودُ هذا الرقيبِ ودوامُه.
وها هنا لطيفة يجب التنبه لها، وهي أن المحبة المجردة لا توجب هذا الأثر ما لم تقترن بإجلال المحبوب وتعظيمه؛ فإذا قارنها الإجلال والتعظيم أوجبت هذا الحياءَ والطاعةَ، وإلا فالمحبة الخالية عنهما إنما توجب نوعَ أنسٍ، وانبساط، وتذكر، واشتياق.
ولهذا يتخلف أثرها ومُوجَبُها، ويفتش العبد قلبه فيرى نوع محبة لله، ولكن لا تحمله على ترك معاصيه، وسبب ذلك تجرّدها عن الإجلال والتعظيم؛ فما عَمَرَ القلبَ شيءٌ كالمحبة المقترنة بإجلال الله وتعْظيمه.
وتلك من أفضل مواهب الله للعبد، أو أفضلُها، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء+ (7).
5_ أنها تقطع الوساوس: قال ابن القيم×: =فبين المحبة، والوساوس تناقض شديد كما بين الذكر والغفلة؛ فعزيمة المحب تنفي تردد القلب بين المحبوب وغيره، وذلك سبب الوساوس.
وهيهات أن يجد المحب الصادق فراغاً لوسواس الغير؛ لاستغراق قلبه في حضوره بين يدي محبوبه.
وهل الوسواس إلا لأهل الغفلة والإعراض عن الله تعالى؟ ومن أين يجتمع الحبُّ والوسواس؟
لا كان مَنْ لسواك فيه بقيةٌ
فيها يُقَسِّم فِكْرَهُ ويوسوسُ (8)
6_ تمام النعيم، وغاية السرور: فذلك لا يحصلُ إلا بمحبة الله عز وجل فلا يغني القلبَ، ولا يَسُدُّ خلَّتَه ولا يشبعُ جوعته إلا محبتُه، والإقبال عليه عز وجل ولو حصل له كل ما يلتذ به لم يأنس ولم يطمئن إلا بمحبة الله_عز وجل_.
قال ابن القيم×: =وأما محبةُ الرب سبحانه فشأنها غير الشأن؛ فإنه لا شيء أحب إلى القلوب من خالقها، وفاطرها، فهو إلهها، ومعبودها، ووليها، ومولاها، وربُّها، ومدبرها، ورازقها، ومميتها، ومحييها؛ فمحبته نعيم النفوس، وحياة الأرواح، وسرور النفوس، وقوتُ القلوب، ونور العقول، وقرة العيون، وعمارة الباطن؛ فليس عند القلوب السليمة، والأرواح الطيبة، والعقول الزاكية أحلى، ولا ألذُّ، ولا أطيبُ، ولا أسرُّ، ولا أنعمُ من محبته، والأنس به، والشوق إلى لقائه.
والحلاوة التي يجدها المؤمن في قلبه فوق كل حلاوة، والنعيم الذي يحصل له بذلك أتمُّ من كل نعيم، واللذة التي تناله أعلى من كل لذة+.
إلى أن قال: =ووجَدَانُ هذه الأمور، وذوقُها هو بحسب قوة المحبة، وضعفها، وبحسب إدراك جمال المحبوب، والقرب منه.
وكلما كانت المحبةُ أكملَ، وإدراك المحبوب أتم، والقرب منه أوفر كانت الحلاوةُ، واللذةُ، والنعيمُ أقوى.
فمن كان بالله سبحانه وأسمائه وصفاته أعرف، وفيه أرغب، وله أحب، وإليه أقرب وجد من هذه الحلاوة في قلبه ما لا يمكن التعبير عنه، ولا يُعْرَف إلا بالذوق والوَجْد.
ومتى ذاق القلب ذلك لم يُمْكِنْهُ أن يقدِّم عليه حُبَّاً لغيره، ولا أنساً به.
وكلما ازداد له حباً ازداد له عبودية، وذلاً، وخضوعاً، ورِقَّاً له، وحرية من رق غيره+ (9).
صفات المحبوبين لله:
(يُتْبَعُ)
(/)
الله عز وجل يُحِبُّ ويُحَبّ، قال الله تعالى: [فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ] (المائدة: 54).
وإليك فيما يلي إجمالاً لبعض صفات الذين خصهم الله بالمحبة:
1_ التوابون.
2_ المتطهرون.
3_ المتقون.
4_ المحسنون.
5_ الصابرون.
6_ المتوكلون.
7_ المقسطون.
8_ الذين يقاتلون في سبيله صفَّاً كأنهم بينان مرصوص.
9_ الأذلة على المؤمنين.
10_ الأعزة على الكافرين.
11_ المجاهدون في سبيل الله.
12_ الذين لا يخافون لومة لائم.
13_ المتقربون بالنوافل بعد الفرائض.
الأسباب الجالبة لمحبة الله:
1_ قراءة القرآن بالتدبر، والتفهم لمعانيه، وما أريد به.
2_ التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض.
3_ دوامُ ذكرِ الله على كل حال باللسان، والقلب، والعمل، والحال.
4_ إيثارُ محابِّ الله على محابِّ النفس عند غلبات الهوى.
5_ مطالعة القلب لأسماء الله وصفاته، ومشاهدتها، ومعرفتها.
6_ مشاهدة برِّه، وإحسانه، وآلائه، ونعمه الظاهرة، والباطنة.
7_ إنكسار القلب بكلِّيته بين يدي الله تعالى.
8_ الخلوة بالله وقتَ النزولِ الإلهي؛ لمناجاته، وتلاوة كلامه، والوقوف بالقلب، والتأدب بآداب العبودية بين يديه، ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة.
9_ مجالسة المحبين الصادقين، والتقاط أطايب ثمرات كلامهم كما ينتقى أطايبُ الثمر، وألا تتكلم إلا إذا ترجحت مصلحة الكلام، وعَلِمْتَ أن فيه مزيداً لحالك، ومنفعة لغيرك.
10_ مباعدةُ كلِّ سببٍ يحول بين القلب، وبين الله عز وجل (10).
اللهم إنا نسألك حبك، وحبَّ من يحبك، وحبَّ العمل الذي يقربنا إلى حبِّك.
وصلِّ اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كلمات في الخوف (11)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. أما بعد:
فإن منزلة الخوف من أجلِّ منازل العبودية، وأنفعها، وهي فرض على كل أحد.
قال الله تعالى: [فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِي إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ] (آل عمران: 175)، وقال: [وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ] (الرحمن: 46).
تعريف الخوف:
1_ قيل: الخوف توقع العقوبة على مجاري الأنفاس.
2_ وقيل: الخوف قوة العلم بمجاري الأحكام.
3_ وقيل: الخوف هرب القلب من حلول المكروه عند استشعاره.
4_ وقيل: الخوف غمّ يلحق النفس؛ لتوقع مكروه.
أقوال في الخوف:
1_ قال أبو حفص عمر بن مسلمة الحداد النيسابوري: الخوف سراج في القلب، به يبصر ما فيه من الخير والشر، وكل أحد إذا خفته هربت منه، إلا الله عز وجل فإنك إذا خفته هربت إليه. فالخائف من ربه هارب إليه.
2_ وقال أبو سليمان: ما فارق الخوف قلباً إلا خرب.
3_ وقال إبراهيم بن سفيان: إذا سكن الخوف القلوب أحرق مواضع الشهوات منها، وطرد الدنيا عنها.
4_ وقال ذو النون: الناس على الطريق ما لم يَزُلْ عنهم الخوف؛ فإذا زال الخوف ضلّوا الطريق.
الخوف المحمود:
الخوف المحمود الصادق: هو ما حال بين صاحبه وبين محارم الله عز وجل فإذا تجاوز ذلك خِيْفَ منه اليأس والقنوط.
قال أبو عثمان الحِيْري: صدق الخوف هو الورع عن الآثام ظاهراً، وباطناً.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: الخوف المحمود ما حجزك عن محارم الله.
الخوف الواجب والخوف المستحب:
الخوف الواجب: هو ما حمل على فعل الواجبات، وترك المحرمات.
والخوف المستحب: هو ما حمل على فعل المستحبات، وترك المكروهات.
الجمع بين الخوف والرجاء والحب:
لا بدّ للعبد من الجمع بين هذه الأركان الثلاثة؛ لأن عبادة الله بالخوف وحده طريقة الخوارج؛ فهم لا يجمعون إليه الحبَّ والرجاء؛ ولهذا لا يجدون للعبادة لذة، ولا إليها رغبة، فيجعلون الخالق بمنزلة سلطان جائر.
وهذا يورث اليأس والقنوط من رحمة الله، وغايته إساءةُ الظن بالله، والكفر به سبحانه.
وعبادة الله بالرجاء وحده طريقة المرجئة الذين وقعوا في الغرور والأماني الباطلة، وترك العملِ الصالحِ، وغايتُه الخروجُ من الملة.
وعبادة الله بالحب وحده طريقة غلاة الصوفية الذين يقولون: نعبد الله لا خوفاً من ناره، ولا طمعاً في جنته، وإنما حبَّاً لذاته.
وهذه طريقة فاسدة، ولها آثار وخيمة، منها الأمن من مكر الله، وغايتُه الزندقةُ، والخروج من الدين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولهذا قال السلف رحمهم الله كلمة مشهورة وهي: =مَنْ عبدَ الله بالحب وحده فهو زنديق، ومن عبده بالخوف وحده فهو حروريٌ أي خارجي ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجئ، ومن عبده بالخوف والحب والرجاء فهو مؤمن موحِّد+.
قال ابن القيم×: =القلب في سيره إلى الله عز وجل بمنزلة الطائر؛ فالمحبة رأسه، والخوف، والرجاء جناحاه؛ فمتى سلم الرأس والجناحان فالطائر جيِّدُ الطيران، ومتى قطع الرأس مات الطائر، ومتى فقد الجناحان فهو عرضة لكل صائدٍ وكاسر+.
أيهما يُغلَّب: الخوف أم الرجاء؟
قال ابن القيم×: =السلف استحبوا أن يُقَوِّي في الصحة جناح الخوف على جناح الرجاء، وعند الخروج من الدنيا يقوي جناح الرجاء على جناح الخوف، هذه طريقة أبي سليمان وغيره.
وقال: ينبغي للقلب أن يكون الغالب عليه الخوف، فإذا غلب الرجاء فَسَدَ.
وقال غيره: أكمل الأحوال اعتدال الرجاء والخوف، وغلبةُ الحب؛ فالمحبة هي المرْكَبُ، والرجاء حادٍ، والخوف سائق، والله الموصل بمنِّه وكرمه+.
أقسام الخوف:
1_ خوف السر: وهو خوف التَّأَلُّه، والتعبد، والتقرب، وهو الذي يزجر صاحبه عن معصية مَنْ يخافه؛ خشيةً من أن يصيبه بما شاء من فقر، أو قتل، أو غضب، أو سلب نعمة، ونحو ذلك بقدرته ومشيئته.
فهذا القسم لا يجوز أن يصرف إلا لله عز وجل وصَرْفُه له يعد من أجل العبادات، ومن أعظم واجبات القلب، بل هو ركن من أركان العبادة، ومن خشي الله على هذا الوجه فهو مخلص موحِّد.
ومن صرفه لغير الله فقد أشرك شركاً أكبر؛ إذ جعل لله نِداً في الخوف، وذلك كحال المشركين الذين يعتقدون في آلهتهم ذلك الاعتقاد، ولهذا يُخَوِّفون بها أولياء الرحمن، كما قال قوم هود عليه السلام الذين ذكر الله عنهم أنهم خوفوا هوداً بآلهتهم فقالوا: [إِنْ نَقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ] (هود: 54).
وكحال عباد القبور؛ فإنهم يخافون أصحاب القبور من الصالحين، بل من الطواغيت كما يخافون الله، بل أشد؛ ولهذا إذا توجَّهَتْ على أحدهم اليمينُ بالله أعطاك ما شئت من الأيمان صادقاً أو كاذباً، فإن كانت اليمين بصاحب التربة لم يُقْدِم على اليمين إن كان كاذباً.
وما ذاك إلا لأن المدفون في التراب أخوف عنده من الله.
وكذا إذا أصاب أحداً منهم ظلمٌ لم يطلب كشفه إلا من المدفونين في التراب، وإذا أراد أحدهم أن يظلم أحداً فاستعاذ المظلوم بالله لم يُعذه، ولو استعاذ بصاحب التربة أو بتربته لم يُقْدِمْ عليه بشيء، ولم يتعرض له بالأذى.
2_ الخوف من وعيد الله: الذي توعد به العصاة، وهذا الخوف من أعلى مراتب الإيمان، وهو درجات، ومقامات، وأقسام كما مضى ذكره قبل قليل.
3_ الخوف المحرم: وهو أن يترك الإنسان ما يجب عليه من الجهاد، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر بغير عذر إلا لخوف الناس.
وكحال من يفر من الزحف؛ خوفاً من لقاء العدو؛ فهذا خوف محرم، ولكنه لا يصل إلى الشرك.
4_ الخوف الطبيعي: كالخوف من سَبُع، أو عدوٍّ، أو هدم، أو غرق، ونحو ذلك مما يخشى ضرره الظاهري؛ فهذا لا يُذَمُّ، وهو الذي ذكره الله عن موسى عليه السلام في قوله عز وجل: [فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَقَّبُ] (القصص: 21)، وقوله: [فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى] (طه: 67).
ويدخل في هذا القسم الخوف الذي يسبق لقاء العدو، أو يسبق إلقاء الخطب في بداية الأمر؛ فهذا خوف طبيعي، ويحمد إذا حمل صاحبه على أخذ الأهبة والاستعداد، ويذم إذا رجع به إلى الانهزام وترْكِ الإقدام.
5_ الخوف الوهمي: كالخوف الذي ليس له سبب أصلاً، أو له سبب ضعيف جداً؛ فهذا خوف مذموم، ويدخل صاحبه في وصف الجبناء، وقد تعوذ النبي"من الجبن؛ فهو من الأخلاق الرذيلة.
ولهذا كان الإيمان التام، والتوكل الصحيح أعظمَ ما يدفع هذا النوع من الخوف، ويملأ القلب شجاعة؛ فكلما قوي إيمان العبد زال من قلبه الخوف من غير الله، وكلما ضعف إيمانه زاد وقوي خوفه من غير الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولهذا فإن خواص المؤمنين وأقوياءهم تنقلب المخاوف في حقهم أمناً وطمأنينة؛ لقوة إيمانهم، ولسلامة يقينهم، وكمال توكلهم [الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ] (آل عمران:، 173 174).
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وسلام على المرسلين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
…
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فإن الرجاء ركن من أركان العبادة؛ فالعبادة تقوم على الحب، والخوف، والرجاء.
والرجاء عمل عظيم من أعمال القلوب، والنصوص الشرعية متضافرة على ذكره، والثناء في أهله.
قال الله تعالى: [أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمْ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ] (الإسراء: 57).
فابتغاء الوسيلة إليه طلب القرب منه بالعبودية والمحبة؛ فَذَكَرَ مقاماتِ الإيمان الثلاثة الحب، والخوف، والرجاء.
وقال تعالى: [مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لآتٍ] (العنكبوت: 5).
وقال: [أُلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَت اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيْمٌ]
وفي صحيح مسلم قال عليه الصلاة والسلام: =لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بربه+.
وفي الصحيح قال": =يقول الله عز وجل: =أنا عند ظن عبدي، فليظن بي ما شاء+.
* حد الرجاء:
1_ قيل: الرجاء حادٍ يحدو القلوب إلى بلاد المحبوب، وهو الله والدار الآخرة، ويُطَيِّب لها السير.
2_ وقيل: هو الاستبشار بجود فضل الرب تبارك وتعالى والارتياح لمطالعة كرمه سبحانه.
3 _ وقيل: هو الثقة بجود الرب تعالى.
4_ وقيل: هو النظر إلى سعة رحمة الله.
* الجمع بين الخوف والرجاء والحب:
لابدّ للعبد من سيره إلى الله من الجمع بين الأركان الثلاثة؛ فالحب بمنزلة الرأس للطائر، والخوف والرجاء جناحاه؛ فمتى سلم الرأس والجناحان فالطائر جيد الطيران، ومتى قُطع الرأس مات الطائر، ومتى فُقِد الجناحان فهو عرضة لكل صائدٍ وكاسر كما قال ابن القيم×.
* أنواع الرجاء:
أنواع الرجاء ثلاثة، نوعان محمودان، ونوعٌ غرور مذموم؛ فالأولان: رجاءُ رجلٍ عمل بطاعة الله على نور من الله؛ فهو راجٍ لثوابه، ورجل أذنب ذنوباً ثم تاب منها، فهو راجٍ لمغفرة الله تعالى وعفوه، وإحسانه، وجوده، وحلمه، وكرمه، فهذان النوعان محمودان.
والثالث: رجاء رجل متمادٍ في التفريط، والخطايا يرجو رحمة الله بلا عمل؛ فهذا هو الغرور، والتمني، والرجاء الكاذب.
* الفرق بين الرجاء والتمني:
الفرق بينهما أن التمني يكون مع الكسل، ولا يسلك صاحبه طريق الجد، والاجتهاد.
والرجاء يكون مع بذل الجهد، وحسن التوكل.
فالأول: كحال من يتمنى أن يكون له أرض يبذرها، ويأخذ زرعها.
والثاني: كحال من يشق أرضه، ويفلَحها، ويبذرها، ويرجو طلوع الزرع.
=تساؤل+ أيهما أكمل: رجاءُ المحسنِ ثوابَ إحسانه، أو رجاء المسيء التائب مغفرةَ ربِّه، وعفوه؟.
والجواب: أن هذه المسألة وقع فيها خلاف؛ فطائفة رجَّحت رجاء المحسن؛ لقوة أسباب الرجاء معه، وطائفة رجّحت رجاء المذنب التائب؛ لأن رجاءه مُجَرَّدٌ عن علة رؤية العمل، مقرون بالانكسار، وذلة رؤية الذنب.
* الرجاء لا يصح إلا مع عمل:
فقد أجمع العلماء على أن الرجاء لا يصح إلا مع العمل.
أما ترك العمل، والتمادي في الذنوب؛ اعتماداً على رحمة الله، وحسن الظن به عز وجل فليس من الرجاء في شيء.
بل هو جهل، وسفه، وغرور؛ فرحمة الله قريب من المحسنين لا من المفرطين، المعاندين، المُصِرِّين.
قال ابن القيم×في شأن المتمادين في الذنوب؛ اتكالاً على رحمة الله: =وهذا الضرب في الناس قد تعلق بنصوص الرجاء، واتَّكل عليها، وتعلق بكلتا يديه، وإذا عوتب على الخطايا، والانهماك فيها سرد لك ما يحفظه من سعة رحمة الله، ومغفرته، ونصوص الرجاء.
وللجهال من هذا الضرب من الناس في هذا الباب غرائب وعجائب+ (12).
ثم ساق×أمثلة عديدة لما جاء عن أولئك.
* ضابط حسن الظن:
قال ابن القيم×: =فحسن الظن إنما يكون مع انعقاد أسباب النجاة، وأما على انعقاد أسباب الهلاك فلا يتأتَّى إحسان الظن.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن قيل: بل يتأتى ذلك، ويكون مستندُ حسنِ الظنِّ سعةَ مغفرةِ الله، ورحمته، وعفوه، وجوده، وأنَّ رحمَتَه سبقت غضبَه، وأنه لا تنفعه العقوبة، ولا يضره العفو.
قيل: الأمر هكذا، والله فوق ذلك أجلُّ، وأكرم، وأجود، وأرحم، وإنما يضع ذلك في محله اللائق به؛ فإنه سبحانه موصوف بالحكمة، والعزة، والانتقام، وشدة البطش، وعقوبة من يستحق؛ فلو كان مُعَوَّلُ حسنِ الظن على صفاته، وأسمائه لاشترك في ذلك البرُّ والفاجر، والمؤمن والكافر، ووليه وعدوُّه؛ فما ينفع المجرمَ أسماؤه، وصفاته، وقد باء بسخطه، وغضبه، وتعرض للعْنته، ووقع في محارمه، وانتهك حرماته؟!
بل حسن الظن ينفع مَنْ تاب، وندم، وأقلع، وبدَّل السيئة بالحسنة، واستقبل بقية عمره بالخير والطاعة، ثم حسَّن الظن بعدها؛ فهذا هو حسن الظن، والأول غرور، والله المستعان+ (13).
فوائد الرجاء:
وبعد أن تبين لنا حدُّ الرجاء، وضوابُطه فهذه نبذه عن فوائده، وفضائله؛ فالرجاء إذا كان في محله، وعلى وجهه الصحيح يثمر ثمراتٍ عظيمةً؛ فمن فضائل الرجاء، وثمراته ما يلي:
1_ إظهار العبودية، والفاقة، والحاجة إلى ما يرجوه العبد من ربه، ويستشرفه من إحسانه، وأنه لا يستغني عن فضله، وإحسانه طرفة عين.
2_ أن الرجاء محبوبٌ لله؛ فالله عز وجل يحب من عباده أن يرجوه، ويأملوه، ويسألوه من فضله؛ لأنه الملك الحق الجواد؛ فهو أجود من سئل، وأوسع من أعطى.
وأحب ما إلى الجواد أن يُرجى، ويُؤمل، ويُسأل.
3_ التخلص من غضب الله؛ فمن لم يسأل الله يغضب الله عليه، والسائل راجٍ، وطالبٌ.
4_ أن الرجاء حادٍ يحدو بالعبد في سيره إلى الله، ويطيِّبُ له المسير، ويحثه عليه، ويبعثه على ملازمته؛ فلولا الرجاء لما سار أحد؛ فإن الخوف وحده لا يحرك العبد، وإنما يحركه الحب، ويزعجه الخوف، ويحدوه الرجاء.
5_ أن الرجاء يطرحه على عتبة المحبة؛ فإنه كلما اشتدّ رجاؤه، وحصل له ما يرجوه ازداد حباً لله تعالى وشكراً له، ورضاً به، وعنه.
6_ أنه يبعثه على أعلى المقامات، وهو مقام الشكر الذي هو خلاصة العبودية؛ فإنه إذا حصل له مرجوّه كان أدعى لشكره.
7_ أنه يوجب له المزيد من معرفة الله، وأسمائه، ومعانيها، والتعلق بها؛ فإن الراجي متعلق بأسمائه الحسنى، متعبدٌ، وداعٍ بها.
8_ أن المحبة لا تنفك عن الرجاء؛ فكل واحد منهما يمد الآخر، ويقويه.
9_ أن الخوف مستلزم للرجاء، والرجاء مستلزم للخوف؛ فكل راجٍ خائفٌ، وكل خائف راجٍ.
10_ أن العبد إذا تعلق قلبه برجاء ربِّه، فأعطاه ما رجاه كان ذلك ألطفَ موقعاً، وأحلى عند العبد، وأبلغ من حصول ما لم يَرْجُه.
11_ أن في الرجاء من الانتظار، والترقب، والتوقع لفضل الله ما يوجب تعلق القلب بذكره، ودوام الالتفات إليه بملاحظة أسمائه، وصفاته، وتنقُّلُ القلب في رياضها الأنيقة، وأخذه بنصيبه من كل اسم، وصفة.
اللهم إنا نسألك حبك، وخوفك، ورجاءك، وصلِّ اللهم وسلم على نبينا محمد.
الفهرس
_ كلمات في المحبة 3
تعريف المحبة 3
أقسام المحبة 5
فضائل محبة الله 6
صفات المحبوبين لله 13
الأسباب الجالبة لمحبة الله 14
_ كلمات في الخوف 16
تعريف الخوف 16
أقوال في الخوف
17
الخوف المحمود 17
الخوف الواجب والمستحب 18
الجمع بين الخوف والرجاء والحب 18
أيهما يغلّب الخوف أم الرجاء 19
أقسام الخوف 20
_ كلمات في الرجاء 25
حد الرجاء 26
الجمع بين الخوف والرجاء والحب 26
أنواع الرجاء 27
الفرق بين الرجاء والتمني 27
تساؤل: أيهما أكمل رجاء المحسن ثواب إحسان، أو رجاء المسيء التائب مغفرة ربه وعفوه 28
الرجاء لا يصلح إلا مع عمل 28
ضابط حسن الظن 29
فوائد الرجاء 30
(1) انظر مدارج السالكين 3/ 11.
(2) انظر مدارج السالكين 3/ 13_18 حيث ذكر حداً للمحبة.
(3) القول السديد ص110.
(4) جامع الرسائل لابن تيمية 2/ 230.
(5) الجواب الكافي ص541_542.
(6) مدارج السالكين 3/ 38.
(7) طريق الهجرتين ص449_450.
(8) مدارج السالكين 3/ 38.
(9) إغاثة اللهفان ص567.
(10) انظر: مدارج السالكين 3/ 18_19.
(11) انظر تفصيل الحديث عن الخوف في مدارج السالكين 1/ 507_513، وشرح كتاب التوحيد باب"إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه".
(12) الجواب الكافي لابن القيم ص67_68.
(13) الجواب الكافي ص76_77.(/)
مسألة للمدارسة والنقاش العلمي ... العقيقة من خلال صكوك الأضحية بمكة
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[06 - Nov-2009, مساء 03:08]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نعلم جميعاً أنه توجد صكوك في مكة أثناء موسم الحج يدفع فيها الحاج ثمن هديه بنية توكيل الهيئة المصدرة للصكوك في شراء الهدي له وذبحه وتوزيعه
وهذه الصكوك منها نوع آخر للفدية والأضحية كما أذكر ولكل منها ثمن.
وبنفس النية توكيل تلك الهيئة بالشراء والذبح والتوزيع عنك
والمسألة هي:
شخص يعتقد بوجوب العقيقة وأنها دين في عنقه متى تيسر
فإذا يسر الله له الحج هذا العام فهل يشتري صك التضحية بنية العقيقة؟
يعني لو وجب عليه العقيقة عن ابن مثلاً هل يشتري صكين من صكوك الأضحية ونيته العقيقة لتذبح عنه وتوزع على فقراء المسلمين؟(/)
صور عظيمة من التاريخ
ـ[محمد جمعة الحلبوسي]ــــــــ[06 - Nov-2009, مساء 06:21]ـ
**الصورة الاولى: [اقضوا على الحاجة فإنها أم الشر]
كان ذو الكفل من بني إسرائيل لا يتورع من ذنب عمله، فاتت امرأة فأعطاها ستين ديناراً على أن يطأها، فلما قعد منها مقعد الرجل من المرأة ارتعدت وبكت .. فقال: ما يبكيك؟ أأكرهتك؟ قالت: لا …. ولكن هذا عمل لم اعمله قط.
قال: فتفعلين هذا الآن ولم تفعليه من قبل؟ قالت: والله ما حملتني عليه إلا الحاجة .. فتركها ذو الكفل ثم قال: اذهبي والدنانير لك.
ويكأن الحدث أنار مصابيح الإيمان في قلبه فقال: (والله لا يعصي الله ذو الكفل أبداً) فمات من ليلته فأصبح مكتوباً على بابه: (غفر الله لذي الكفل).
هذه قصة حدثنا عنها النبي ( r) في أحاديثه النيرة من أجل أن نأخذ منها الدرس والعبرة!
فيا من تنعمون بالأموال وتنَسون ما فُرِض عليكم .. يا من لا تخرجون من أموالكم حق الفقراء والمعوزين… فكوا قيد الشر عن أيديكم … امنعوا إجبار الحاجة … ساعدوا على صون الشرف فالعالم اليوم يعج بأمثال تلك المرأة المحتاجة … اقضوا على الحاجة فإنها أم الشر ومصدره أنقذوا نفوساً من أن يقتل فيها العوز أية بذرة للخير والصلاح … بل يورث فيها كل الحقد لكل المجتمع ..
أعطوا القليل لتربحوا خيراً عند الله وخيراً لمجتمعكم.
** الصورة الثانية: (قم ... عفا الله عنك).
يقتحم مجلس الحكم ذات يوم رجل من عامة الناس .. رافعاً عقيرته في وجه الخليفة عمر بن عبد العزيز ( t) بكلمات تثير غيظ الحليم .. فما يزيد أمير المؤمنين على أن يقول للرجل: (لعلك أردت أن يستفزني الشيطان بعزة السلطان .. فأنال منك اليوم في ما تتقاضاه مني غداً عند الله .. ولكن لا ... قم عفا الله عنك!!)
أإلى هذا المدى يا أمير المؤمنين يكون حسابك بعيداً .. أالى هذه الدرجة يبلغ بك التحلم .. تحديان رهيبان مخيفان يعصفان بك في وقت واحد .. اعتداء من رجل عادي على خليفة ... ومقاومة إغراء الشيطان بالانتقام الآني ومن اجل هيبة الخلافة على اقل تقدير ... ولكنك وقفت شامخاً تمسك بيمينك سيفاً وبيسارك آخر تقاتل على جبهتين بنفس القوة وبذات الإصرار وما هي إلا لحظات حتى يهوي خصميك منجدلين تحت ضربة مجلجلة واحدة (قم ... عفا الله عنك).
**الصورة الثالثة: (شتات القلب)
كان الصحابي أبو الدرداء ( t) يردد دائماً (اللهم اني أعوذ بك من شتات القلب) فسئل: وما شتات القلب يا أبا الدرداء؟ فأجاب: (أن يكون لي في كل وادي مال).
انه ابلغ تعبير سمعته عن أحد المساوئ الخفية لكثرة الأموال .. انظروا يا أصحاب الملايين .. يا أصحاب القلوب المشتتة: كيف يرى أبو الدرداء وفرة المال وكثرته من وجهة قد لا تكونوا نظرتم من خلالها، فاجمعوا شتات قلوبكم بإكرام يتيم أو إطعام مسكين .. وستربحون مرتين؛ مرة: لأنكم أحسنتم وذلك جزاؤه كبير عند الله … والثانية: لأنكم جمعتم شتات قلوبكم.(/)
إذا كان وقت الصلاة نصف الساعة فقط
ـ[سمير محمود]ــــــــ[06 - Nov-2009, مساء 08:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الإخوة الكرام! أنا أسكن في السويد وسألني أخٌ هنا عن أمرٍ في غاية الأهمية وذلك إنهم يعيشون في شمال السويد وأوقات الصلوات قصيرة هنالك حيث تحين صلاة الظهر ساعة 11:55 و صلاة العصر ساعة 12:27 في الشتاء فينحصر وقت الظهر في نصف الساعة فزوجة الأخ تحبّ أن تصلّيَ صلاةً طويلا مع رواتبها وسننها ولذلك لا تستطيع أن تأدّيَ حقَّ الصلاة فكيف يعمل المسلم شرعا في تلك الحال؟ وتلك الحال تستمرّ حوالي عشرين أو خمسة وعشرين يوماً. وذلك في الشتاء وأما الصيف فإنّ وقت صلاة الفجر يبدأ ساعة 02:01 والشمس تطلع ساعة 02:55 فوقت الصلاة إذاً أربع وخمسون دقيقةً فقط. ونفس الحال في صلاة المغرب وأما صلاة العشاء يكون وقتها ساعتين. فكيف يصنع المسلم الذي يعمل أو يدرس هناك؟
هل يكون حساب الأوقات بنسبة إلى الشمس أم غيرها مع أنّ الشمس لا تغيب في ذلك المكان كما تغيب لمدة ستة الأشهر في أعلى السويد؟
وما حلّ لمسلمي السويد؟
بارك الله فيكم!(/)
أريد أقوال العلماء وتحرير أدلة هذه المسائل .. [أفيدونا]
ـ[واحد من الشباب]ــــــــ[06 - Nov-2009, مساء 10:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ..
المسائل:
- الإحرام قبل الميقات.
والجمع بين الأدلة وإنكار مالك على من أحرم من المسجد النبوي.
- إشتراط الطهارة للطواف
- جعل الصيام عشرة أيام عن الهدي في خمسة مواضع
[دم المتعة والقرآن، دم الوطء , دم الفوات , دم الإحصاء , دم ترك الواجب]
كذلك أقوال العلماء المعاصرين في ذلك ..
- تجاوز الميقات بلا إحرام [او تجاوز الميقات للمريد ثم الرجوع له]
ـ[واحد من الشباب]ــــــــ[06 - Nov-2009, مساء 10:31]ـ
وجزاكم ربي خيراً .. !
:)
ـ[واحد من الشباب]ــــــــ[07 - Nov-2009, مساء 11:04]ـ
! ...(/)
بشرى: دورة في شرح كتاب الحج للشيخ /عبدالله الطيار + محاضرتين
ـ[جامع الأمير محمد بن جلوي]ــــــــ[06 - Nov-2009, مساء 10:51]ـ
بشرى
(ملتقى البيت العتيق الأول)
والذي سوف يقام بجامع الأمير / محمد بن جلوي آل سعود
بحي الملك فيصل
بمدينة الرياض
(دورة علمية)
شرح كتاب الحج من كتاب عمدة الفقه لابن قدامة
للشيخ الدكتور / عبدالله بن محمد الطيّار
يومي الأربعاء والخميس الموافق 1 - 2/ 12/1430 هـ
من بعد صلاة العصر إلى العشاء
(محاضرة)
بعنوان: مدرسة الحج
للشيخ الدكتور / محمد بن عبدالرحمن العريفي
يوم الجمعة الموافق 25/ 11/1430هـ
بعد صلاة المغرب
(محاضرة)
بعنوان: توبة حاج
للشيخ / مشعل بن غازي العتيبي
يوم الجمعة الموافق 3/ 12/1430هـ
بعد صلاة المغرب
رابط الإعلان و كروكي الجامع
http://www.gulfup.com/gfiles/12575355951.jpg (http://www.gulfup.com/gfiles/12575355951.jpg)(/)
فتنة الغزو العقائدي والفكري والخلقي عبر القنوات الفضائية! -للشيخ العثيمين رحمه الله
ـ[أبو حسّان محمد الذّهبي]ــــــــ[06 - Nov-2009, مساء 11:05]ـ
فضيلة العلامة محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله -
الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله الله بالهدى ودين الحق، فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:
أيها الإخوة: إلى أين نسير!؟ وإلى أين نتجه!؟ أنحن نعيش كما تعيش البهائم!؟ أنعيش كما تعيش الأنعام ليس لنا هم إلا ملء البطن وشهوة الفرج!؟ إلى أين!؟ الواقع أن هذا سؤال عظيم، تنبني عليه حياة الإنسان الحاضرة والمستقبلة، إننا في الحقيقة نعلم أين نذهب، ونعلم إلى أي شيء نعيش، ونعلم لماذا وجدنا في هذه الحياة من كلمة واحدة من كلام الله - عز وجل - ألا وهي قول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}. [الذاريات: 56]. لم يخلق الله الجن والإنس إلا لعبادته، وعبادته توحيده والقيام بطاعته فعلاً للمأمور وتركًا للمحظور.
ولقد أكرم الله تعالى بني آدم وفضلهم على كثير ممن خلق تفضيلاً، خلق لهم ما في الأرض جميعًا لينتفعوا به ويستعينوا به على ما خلقوا من أجله وهي العبادة، ولقد أكرم الله بني آدم وفضلهم على كثير ممن خلق تفضيلاً حين سخر لهم ما في السماوات وما في الأرض، كما قال الله - عز وجل -: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا}. [البقرة: 29]. وقال تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ}. [الجاثية: 13]. ولكن هل نحن استخدمنا هذا المسخر لنا والمخلوق لنا فيما خلقنا له، أم أننا ألغينا ما خلقنا له واشتغلنا بما خلق لنا!؟
الجواب: إن كثيرًا من بني آدم على هذا الوضع، تركوا ما خلقوا له، واشتغلوا بما خلق لهم، ويدلك على هذا قول الله تبارك وتعالى: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ}. [الأنعام: 116].
من أكثر من في الأرض!؟ الكفرة، الكفار هم أكثر من في الأرض إن أطعناهم أضلونا عن سبيل الله: {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا}. [النساء: 89]. {وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ}. [الممتحنة: 2]. {وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ}. [آل عمران: 69]. {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا}. [البقرة: 109].
أكثر أهل الأرض ضُلَّال ليسوا على هدى: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ}. [الأنعام: 116]. ولكن تدرون هل من في الأرض من هؤلاء يصدرون الأوامر بلفظ: افعلوا!؟ لا، لا يصدرون الأوامر بلفظ: افعلوا كذا، ولو أنهم أصدروا ذلك لكشفوا عن أنفسهم، ولتبين خطأهم، لكنهم يسرون في جسم الأمة الإسلامية كما تسري النار في الفحم أو كما يسري السم في البدن، إنهم يأمروننا أمرًا غير مباشر بسخافة الأخلاق، ونحاتة الأفكار، وفساد الأديان بما يغزوننا به من أنواع الغزو الفكري والخلقي والمالي والاقتصادي والاجتماعي، في كل ما يستطيعون من قوة؛ لأنهم يعلمون أنه لو كان الميدان بيننا وبينهم في الأخلاق والعبادة لكان الظفر للمسلمين، يعلمون ذلك، لكنهم لم يجابهونا مجابهةً نعلم بها حقدهم وعداوتهم وبغضاءهم، إنما دسوا لنا هذه الأخلاق عبر وسائل الإعلام؛ ولهذا تجدهم جادِّين ليلاً ونهارًا في اختيار الأساليب المغرية والصور الفاضحة التي يبثونها عبر الأقمار الصناعية، ولا شك أن هذا من فتنة الله - عز وجل - لعباده: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً}. [الأنبياء: 35].
(يُتْبَعُ)
(/)
الذي يسر هذه السبل حتى أوصلوا أخلاقهم الرذيلة وأفكارهم المنحرفة إلى بلادنا، إلى حجرنا، إلى غرفنا، إلى مدارسنا إنما ذلك لحكمة؛ امتحانًا من الله - عز وجل -، والله تعالى يمتحن عباده بتيسير أسباب المعصية ليبلوهم أيهم يصبر أو أيهم ينحدر.
ألم تعلموا إخوانكم وسلفكم حين ابتلوا بتسهيل أسباب المعصية ولكنهم امتنعوا، امتحن الله الصحابة - رضي الله عنهم - وهم محرمون بشيء من الصيد، ونحن نعلم جميعًا أن المحرم يحرم عليه الصيد، حتى ولو كان خارج الحرم؛ لأن الصيد يشغف القلب، ولو استرسل الإنسان وراءه لنسي أنه محرم، فحرم من أجل ألا يشتغل به عن إحرامه، حرم الله عليهم الصيد لكنه ابتلاهم بشيء من الصيد تناله أيديهم ورماحهم، واحد يمسك الصيد بيده أو برمحه، قال العلماء: (ينالون الصيد الزاحف باليد مثل الأرنب، وينالون الصيد الطائر بالرمح بدون سهم ليبلوهم - عز وجل - أيهم يصبر عن هذا الصيد أو لا يصبر).
هذا تسهيل لطرق المعصية حتى يبتلى العبد أيصبر عنها أو لا!؟ فماذا كان منهم!؟ أن صبروا وهجروها وتركوها، وربما يكونون جياعًا يحتاجون إلى الأكل لكن الله حرم ذلك.
نحن في زمننا الآن في فتنة، ومحنة، هذه الأقمار الصناعية التي يبث فيها أعداؤنا من اليهود والنصارى والشيوعيين وغيرهم ما يدمرون به عقائدنا وأخلاقنا، ويدمرون به مجتمعاتنا من أكبر الفتن، هذه الوسائل الإعلامية القوية الزاحفة أضلت أناسًا كثيرين إما مباشرة وإما غير مباشرة، إننا تكلمنا قبل جمعتين أو أكثر على موضوع الدشوش، وبينا أنها مدمرة للأخلاق، وأنها مدمرة حتى للعقيدة؛ لأن الشعوب إذا دمرت أخلاقها، وارتفع حياؤها، دمر دينها وعقيدتها، إن النبي (ص) قال: (الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان).
أين الحياء من قوم يبثون بيننا شبابًا وشابات سافرات متبرجات!؟ تجد هذه تعانق الشاب، إذا رأى الشاب والشابة هذا المنظر فهو بشر تعصف به الشهوة إلى مكان سحيق، إنهم يأتون بالشبهات حتى فيما يتعلق بالعقيدة كما سمعنا أنهم يشبهون السحب المتراكمة وفوقها شيخ كبير يصب عليها براميل الماء!! وكأنهم يقولون: هذا الشيخ هو الله - والعياذ بالله - قاتلهم الله، إلى غير ذلك من الأشياء المزعجة المخزية.
ـ[السليماني]ــــــــ[13 - Sep-2010, مساء 01:31]ـ
جزاك الله خيراً(/)
حكم دراسة الأولاد في المدارس العلمانية
ـ[سمير محمود]ــــــــ[07 - Nov-2009, صباحاً 03:15]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
لا يخفى على أمثالكم أنّ التدريس في كثير من بلاد المسلمين يحتوي تعليم الاعتقادات الكفرية حيث يدرَّس في مدارسها نظرية التطور وأنّ الديمقراطية هي أحسن الأنظمة والكفريات الأخرى. ويحلَّل فيها ما حرّمه الله ويحرَّم ما حلّله ويختلط فيها الرجال بالنساء ومن أمثال تلك المدارس ما بقي من عهد الشيوعيين في بلاد المسلمين, لنأخذ أذربيجان على سبيل المثال وفي مدارس أذربيجان بُني التعليم على البرامج الغربية فيُرسل الإخوة أبنائَهم إلى تلك الأمكنة ويعتذرون بأنّ مثل ذلك ضروري.
وما حكم هذه القضية؟ أفيدونا, بارك الله فيكم. هل هناك رسالة أم كتاب في هذا الموضوع؟ هل هناك الأقوال للعلماء الفضلاء في هذا الأمر؟(/)
لماذا بكى الامام احمد عند هذه المسألة الفقهيه؟
ـ[ابوالبراء الازدي]ــــــــ[07 - Nov-2009, صباحاً 07:06]ـ
مسألة: وأفضل ما يتطوع به الجهاد
قال أحمد رحمه الله: لا أعلم شيئا من العمل بعد الفرائض أفضل من الجهاد روى ذلك عنه جماعة من أصحابه قال الأثرم: قال أحمد: لا نعلم شيئا من أبواب البر أفضل من السبيل وقال الفضل بن زياد: سمعت أبا عبد الله وذكر له أمر الغزو فجعل يبكي ويقول: ما من أعمال البر أفضل منه وقال عنه غيره: ليس يعدل لقاء العدو شيء ومباشرة القتال بنفسه أفضل الأعمال والذين يقاتلون العدو هم الذين يدفعون عن الإسلام وعن حريمهم فأي عمل أفضل منه؟ الناس آمنون وهم خائفون قد بذلوا مهج أنفسهم ..
الشرح الكبير [جزء 10 - صفحة 364]
سؤالي لطلبة العلم مالذي ابكى امام اهل السنه هنا؟
ـ[ابو بردة]ــــــــ[07 - Nov-2009, صباحاً 10:25]ـ
بكى رضي الله عنه
لاشتياقه وحبه للجهاد
ـ[البتيت]ــــــــ[07 - Nov-2009, صباحاً 10:43]ـ
سؤالي لطلبة العلم مالذي ابكى امام اهل السنه هنا؟
الإمام أحمد رحمه الله لم يرد أنه جاهد بقتال
فلعله بكى لأنه لم يحصل على تلك الرتبة ...
ـ[ابوالبراء الازدي]ــــــــ[07 - Nov-2009, مساء 02:55]ـ
الله أكبر هذا امام اهل السنه مع ما قدم للامة من علم , وثبات في الفتنه يبكي على الجهاد اذا ماذا نقول نحن الذين لم نقدم شيء.(/)
{{?}} حمّل درس بعنوان: أدب الخلاف ? مع فضيلة الشيخ عدنان العرعور ? سهرة خاصة {{?}}
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[07 - Nov-2009, صباحاً 07:58]ـ
أنقله لكم من منتدى فرسان السنة لأهمية الموضوع
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
يسر إخوانكم فى منتدى
فرسان الحق فرسان السنة
ان يقدموا لكم برنامج
??? سهرة خاصة ???
مع
الشيخ خالد عبد الله
http://www.archive.org/download/forsan2009-618/091105_205538.gif
موضوع الحلقة:
!!! أدب الخلاف!!!
___
ضيف الحلقة:
فضيلة الشيخ: عدنان العرعور
http://pic.ksb7.com/images/mwf8zb4p0ob6q4mr4vnh.gif
رابط فيديو avi جودة عالية ( http://www.archive.org/download/forsan2009-618/091105_205538.avi): (http://www.archive.org/download/forsan2009-618/091105_205538.avi)
رابط فيديو wmv جودة متوسطة:
رابط فيديو mp4 جودة عالية: ( http://www.archive.org/download/forsan2009-618/091105_205538_512kb.mp4)
رابط صوت mp3 جودة عالية: ( http://www.archive.org/download/forsan2009-619/091105_205538_vbr.mp3)
رابط صوت wma جودة عالية: ( http://www.archive.org/download/forsan2009-619/091105_205538.wma)
رابط Ogg Video جودة عالية: ( http://www.archive.org/download/forsan2009-618/091105_205538.ogv)
(http://ia311020.us.archive.org/0/items/forsan2009-525/091008_213308.ogv)http://pic.ksb7.com/images/mwf8zb4p0ob6q4mr4vnh.gif
جزاكم الله خيرا
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[07 - Nov-2009, صباحاً 08:16]ـ
كان الدرس في يوم الخميس 17/ 11 / 1430 , الموافق 05/ 11 / 2009 بالشمسي(/)
من ينقل لي رواية حرب و ابن مشيش في هذه المسألة؟
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[07 - Nov-2009, صباحاً 10:16]ـ
قال ابن رجب رحمه الله في جامع العلوم والحكم:
(ومعنى البيع على بيع أخيه: أن يكونَ قد باع منه شيئاً، فيبذُلَ للمشتري سلعتَه ليشتريها، ويفسخ بيعَ الأوَّلِ.
وهل يختصُّ ذلك بما إذا كان البذلُ في مدَّة الخيار، بحيث يتمكَّن المشتري مِنَ الفسخِ فيه، أم هو عامٌّ في مدَّةِ الخيار وبعدَها؟ فيه اختلاف بين العلماء، قد حكاه الإمامُ أحمد في رواية حرب، ومال إلى القول بأنَّه عامٌّ في الحالينِ، وهو قولُ طائفةٍ من أصحابنا.
ومنهم من خصَّه بما إذا كان ذلك في مدَّة الخيار، وهو ظاهرُ كلامِ أحمد في رواية ابن مشيش، ومنصوصُ الشَّافعي، والأوَّلُ أظهرُ، لأنَّ المشتري وإن لم يتمكَّنْ من الفسخ بنفسه بعد انقضاء الخيار فإنَّه إذا رغب في ردِّ السِّلعة الأُولى على بائعها، فإنه يتسبَّب إلى ردِّها عليه بأنواع من الطُّرق المقتضية لضَرره، ولو بالإلحاح عليه في المسألة، وما أدَّى إلى ضررِ المسلم، كان محرماً والله أعلم.) ص331
فهل من أخ فاضل ينقل لي رواية حرب و ابن مشيش في هذه المسألة؟(/)
حديث ((إن في الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيرا ... )) والحكم عليه!!
ـ[مُسلم]ــــــــ[07 - Nov-2009, صباحاً 11:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي الكرام:
معلوم أن هذا الحديث ورد في صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم:
((إن في الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيرا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه وذلك كل ليلة)). رواه مسلم.
لكن وجدت من ضعف أحد طرقه حسب ما أظن
وهذا هو التخريج والحكم عليه:
(حديث مرفوع) (حديث موقوف) وَبِهِ إِلَى الْمُخَلِّصِ، وَبِهِ إِلَى الْمُخَلِّصِ، ثنا الْبَغَوِيُّ، ثنا عُثْمَانُ هُوَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، وَجَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ فِي اللَّيْلِ سَاعَةً لا يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى فِيهَا خَيْرًا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ إِلا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَذَلِكَ كُلُّ لَيْلَةٍ ".
الحكم المبدئي: إسناده ضعيف ويحسن إذا توبع.
المصدر: كتاب أحاديث عن شيوخ أبي محمد البعلبكي ( http://www.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=1358&pid=241204)
======
فهل هذا من طريق. وهل له طريق آخر متفق على صحته.؟؟؟
علما أني وجدت هذا الطريق في صحيح مسلم
وحدثني سلمة بن شبيب حدثنا الحسن بن أعين حدثنا معقل عن أبي الزبير عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((إن من الليل ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله خيرا إلا أعطاه إياه))
====
ومتى يتحرى الشخص هذه الساعه هل لاهل العلم كلام في هذا الحديث؟
ـ[أحمد السكندرى]ــــــــ[07 - Nov-2009, صباحاً 11:47]ـ
الحكم المبدئى فى مكتبة اسلام ويب يكون فى سند الحديث الذى أمامك بصرف النظر عن كون للحديث شواهد أو متابعات يرتقى بها الى مرتبة أعلى.
ـ[مُسلم]ــــــــ[07 - Nov-2009, مساء 04:33]ـ
لكن الطريق الآخر هل تكلم فيه أحد؟
أقصد هذا:
وحدثني سلمة بن شبيب حدثنا الحسن بن أعين حدثنا معقل عن أبي الزبير عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((إن من الليل ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله خيرا إلا أعطاه إياه))
ـ[مُسلم]ــــــــ[08 - Nov-2009, صباحاً 10:55]ـ
؟؟؟؟؟
ـ[حمد]ــــــــ[08 - Nov-2009, مساء 01:41]ـ
(ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له) متفق عليه
ـ[مُسلم]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 12:29]ـ
جزاكم الله خير(/)
ذكر الاختلاط تكرر ثلاث مرات في صحيح البخاري
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[07 - Nov-2009, مساء 02:53]ـ
المسك - متابعات:
أفاد سعادة الدكتور لطف الله خوجه -
ردّاً على من زعم "بدعيّة" مصطلح الاختلاط - أنّ ذكر الاختلاط تكرر ثلاث مرات في صحيح البخاري وذلك فيما رواه البخاري بسنده عن ابن جريج قال: أخبرني عطاء إذ منع ابن هشام النساء الطواف مع الرجال، قال: كيف يمنعهن، وقد طاف نساء النبي صلى الله عليه وسلم مع الرجال؟. قلت: أبعد الحجاب أو قبل؟. قال: إي لعمري، لقد أدركته بعد الحجاب. قلت: كيف يخالطن الرجال؟. قال: لم يكن يخالطن، كانت عائشة رضي الله عنها تطوف حجرة من الرجال لا تخالطهم.
ثم يتساءل الدكتور --: كيف يدعي هذا وغيره أنها لم ترد عند السابقين؟ ويضيف قائلًا: هب أنها ما وردت، فالعبرة بالمضمون، فهذا التقارب بين الجنسين، بصفة يزول معها حاجز الحجاب - الذي ما شرع إلا للفصل بينهما، وإلا مالفائدة منه - حتى يكونا زميلين صديقين، في عمل واحد أو تعليم واحد، في غرفة واحدة أو فصل، أو نشاط مشترك: هو المحرم، هو الذي يتعارض ومقاصد ونصوص الشريعة تعارضا تاما.
ولو قبل بجواز الاختلاط: لما تكلف النبي صلى الله عليه وسلم أن يأتي النساء ويخصص لهن يوما للتعليم، بل يدعوهن لحضور حلق الرجال مع الرجال، أليس الموضع شريف والنفوس خالصة للعلم، وفي بيت من بيوت الله؛ أي ان الشيطان بعيد.(/)
لمن يريد الأجر و دعوة في ظهر الغيب ..
ـ[عبير]ــــــــ[07 - Nov-2009, مساء 03:35]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
أخواتي / أخواني .. حفظكم الله و رعاكم
أريد مساعدتكم في مادة البحث .. أريد رسائل جامعية تتعلق بموضوع البحث وهو المنهج النبوي في دعوة غير المسلمين .. تقريباً 3 أو 4 رسائل ..
بالإضافة إلى الكتب التي تتعلق بالموضوع ..
لمن يسادعني
له/ها دعوة في ظهر الغيب
أختكم
ـ[قلب طيب]ــــــــ[09 - Nov-2009, صباحاً 02:07]ـ
أختنا عبير:
وفقك الله لما تريدين
يمكنك أختي الدخول على هذا الرابط لعلك تجدي ما تريدين
أو تطلبين منهم مساعدتك
http://www.alfeqh.com/montda/index.php?showforum=130
ـ[عبير]ــــــــ[09 - Nov-2009, مساء 10:51]ـ
الله يعطيك العافية ..
جزاك الله خير على هذه الخدمة ,,
وفقك الله و أسعدك و حقق لك ما تتمناه ..
اللهم يسر أمره و فرّج كربه و اجمعه من يحب في الدنيا و الآخره ..(/)
نصوص فقهية قديمة في حكم "اختلاط النساء بالرجال"
ـ[أبو عبد الله الغيثي]ــــــــ[07 - Nov-2009, مساء 05:46]ـ
نصوص فقهية قديمة في حكم " اختلاط النساء بالرجال "بهذه العبارة نفسها " اختلاط النساء بالرجال "
قال محمد بن أحمد بن أبي بكر سهل السرخسي الحنفي (ت 486هـ) في " المبسوط": وفي اختلاط النساء مع الرجال عند الزحمة من الفتنة والقبح ما لا يخفى ...
وقال يحيى بن شرف النووي الشافعي (ت 676 هـ) في " المجموع شرح المهذب" في باب صلاة الجمعة 4/ 484:
قال المصنف رحمه الله (إبراهيم بن علي الشيرازي الشافعي (ت سنة 476هـ): (ولا تجب الجمعة علي صبى ولا مجنون لانه لا تجب عليهما سائر الصلوات فالجمعة أولي ولا تجب علي المرأة لما روى جابر قال " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فعليه الجمعة الا على امرأة أو مسافر أو عبد أو مريض "؛ ولأنها تختلط بالرجال، وذلك لا يجوز).
الشرح:
لا يلزم من حضورها الجمعة الاختلاط بل تكون وراءهم، وقد نقل ابن المنذر وغيره الإجماع على أنها لو حضرت وصلت الجمعة جاز، وقد ثبتت الأحاديث الصحيحة المستفيضة أن النساء كن يصلين خلف رسول الله صلي الله عليه وسلم في مسجده خلف الرجال، ولأن اختلاط النساء بالرجال إذا لم يكن خلوة ليس بحرام.
وليس هذا فحسب شرط جواز الاختلاط عنده، فقد قال في هذا الكتاب نفسه (8/ 118): من البدع القبيحة ما اعتاده بعض العوام في هذه الأزمان من إيقاد الشمع بجبل عرفة ليلة التاسع أو غيرها، ويستصحبون الشمع من بلدانهم لذلك، ويعتنون به، وهذه ضلالة فاحشة جمعوا فيها أنواعًا من القبائح منها: اختلاط النساء بالرجال، والشموع بينهم، ووجوههم بارزة ...
وقال عبد الرحمن بن أحمد ابن رجب الحنبلي (ت 795 هـ) في كتاب " تسلية نفوس النساء والرجال عند فقد الأطفال": ففي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: «قال النساء للنبي صلى الله عليه وسلم: غلبنا عليك الرجال، فاجعل لنا يومًا من نفسك. فواعدهن يوما لقيهن فيه، فوعظهن وأمرهن، فكان فيما قال لهن: ما منكن امرأة تقدم ثلاثة من ولدها، إلا كان لها حجابًا من النار. فقالت امرأة: واثنين؟ قال: واثنين».
هذا يدل على أن مجالس النبي صلى الله عليه وسلم - للفقه في الدين والتذكير ونحو ذلك - لم يكن النساء يحضرنها مع الرجال، وإنما كن يشهدن الصلوات في مؤخر المساجد ليلاً، ثم ينصرفن عاجلاً، وكن يشهدن العيدين مع المسلمين منفردات عن الرجال من ورائهم، «ولهذا لما خطب النبي صلى الله عليه وسلم يوم العيد رأى أنه لم يسمع النساء، فلما فرغ جاء ومعه بلال إلى النساء، فوعظهن وذكرهن وأمرهن بالصدقة، وأجلس الرجال حتى يفرغ من موعظة النساء».
وأصل هذا، أن اختلاط النساء بالرجال في المجالس بدعة، كما قال الحسن البصري.
[قال التويجري في الإيضاح والتبيين لما وقع فيه الأكثرون من مشابهة المشركين: قال الحسن البصري رحمه الله تعالى: "إن اجتماع الرجال والنساء لبدعة" رواه الخلال].
فلذلك قال له النساء: يا رسول الله، غلبنا عليك الرجال.
وقد روي من حديث أبي هريرة، «أن النساء قلن: يا رسول الله، إنا لا نقدر على أن نجالسك في مجلسك فقد غلبنا عليها الرجال، فواعدنا موعدا نأتيك. قال: موعدكن بيت فلانة. فأتاهن فحدثهن».
وقد أمره الله تعالى أن يبلغ ما أنزل إليه: للرجال والنساء، وأن يعلمه الجميع، كما قال له: (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن) الآية.
وقال: (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن) الآية.
فامتثل ما أمره الله تعالى، ووعدهن مجلسًا خاصًا لهن، في بيت امرأة، ولعل تلك المرأة كانت من أزواجه أو محارمه - والله أعلم بحقيقة ذلك - ثم وفى بموعده لهن، فأتاهن في يوم موعدهن، فوعظهن وأمرهن ونهاهن ورغبهن ورهبهن ...
ونقل أحمد ابن حجر الهيتمي الشافعي (ت 974هـ) في " الزواجر عن اقتراف الكبائر " عن غيره قوله: أما سماع أهل الوقت فحرام بلا شك؛ ففيه من المنكرات؛ كاختلاط الرجال بالنساء، وافتتان العامة باللهو؛ ما لا يحصى؛ فالواجب على الإمام قصرهم عنه.
وقال أحمد بن محمد الصاوي المالكي (ت 1241هـ) في " بلغة السالك لأقرب المسالك إلى مذهب مالك " (4/ 320): ومن أمثلة (الوصية بمعصية) أيضاً: أن يوصى بإقامة المولد على الوجه الذي يقع في هذه الأزمنة من اختلاط النساء بالرجال، والنظر للمحرم، ونحو ذلك من المنكر ...
وقال محمد أمين ابن عابدين الدمشقي (ت 1252هـ) في " حاشية الدر المختار " (6/ 355): مما ترد به الشهادة الخروج لفرجة قدوم أمير؛ أي لما تشتمل عليه من المنكرات، ومن اختلاط النساء بالرجال ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر سيف]ــــــــ[07 - Nov-2009, مساء 09:56]ـ
شكر الله لك هذا الجهد
ـ[أسامة]ــــــــ[12 - Nov-2009, مساء 03:33]ـ
جزاكم الله خيرًا.
ـ[أشجعي]ــــــــ[23 - Nov-2009, مساء 08:37]ـ
جزاك الله خير الجزاء
ـ[أبو عبد الله الغيثي]ــــــــ[14 - Dec-2009, مساء 12:22]ـ
قال الإمام ابن القيم (ت751هـ) في كتاب "الطرق الحكمية في السياسة الشرعية" في الحكم بين الناس فيما لا يتوقف على الدعاوى والعقوبة على المنكرات:
ولي الأمر يجب عليه أن يمنع اختلاط الرجال بالنساء في الأسواق، والفرج، ومجامع الرجال.
قال مالك رحمه الله ورضي عنه: أرى للإمام أن يتقدم إلى الصياغ [الصاغة] في قعود النساء إليهم، وأرى ألا يترك المرأة الشابة تجلس إلى الصياغ؛ فأما المرأة المتجالة والخادم الدون، التي لا تتهم على القعود، ولا يتهم من تقعد عنده: فإني لا أرى بذلك بأسًا. انتهى.
فالإمام مسؤول عن ذلك، والفتنة به عظيمة، قال صلى الله عليه وسلم: (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء). وفي حديث آخر (باعدوا بين الرجال والنساء) وفي حديث آخر: أنه قال للنساء: (لكن حافات الطريق).
ويجب عليه منع النساء من الخروج متزينات متجملات، ومنعهن من الثياب التي يكن بها كاسيات عاريات؛ كالثياب الواسعة والرقاق، ومنعهن من حديث الرجال، في الطرقات، ومنع الرجال من ذلك.
وإن رأى ولي الأمر أن يفسد على المرأة - إذا تجملت وتزينت وخرجت - ثيابها بحبر ونحوه، فقد رخص في ذلك بعض الفقهاء وأصاب، وهذا من أدنى عقوبتهن المالية.
وله أن يحبس المرأة إذا أكثرت الخروج من منزلها، ولا سيما إذا خرجت متجملة، بل إقرار النساء على ذلك إعانة لهن على الإثم والمعصية، والله سائل ولي الأمر عن ذلك.
وقد منع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه النساء من المشي في طريق الرجال، والاختلاط بهم في الطريق؛ فعلى ولي الأمر أن يقتدي به في ذلك.
وقال الخلال في جامعه: أخبرني محمد بن يحيى الكحال: أنه قال لأبي عبد الله: أرى الرجل السوء مع المرأة؟ قال: صح به، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: (أن المرأة إذا تطيبت وخرجت من بيتها فهي زانية).
ويمنع المرأة إذا أصابت بخورًا أن تشهد عشاء الآخرة في المسجد؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (المرأة إذا خرجت استشرفها الشيطان).
ولا ريب أن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال: أصل كل بلية وشر، وهو من أعظم أسباب نزول العقوبات العامة، كما أنه من أسباب فساد أمور العامة والخاصة، واختلاط الرجال بالنساء سبب لكثرة الفواحش والزنا، وهو من أسباب الموت العام، والطواعين المتصلة.
ولما اختلط البغايا بعسكر موسى، وفشت فيهم الفاحشة: أرسل الله إليهم الطاعون، فمات في يوم واحد سبعون ألفًا، والقصة مشهورة في كتب التفاسير.
فمن أعظم أسباب الموت العام: كثرة الزنا، بسبب تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال، والمشي بينهم متبرجات متجملات، ولو علم أولياء الأمر ما في ذلك من فساد الدنيا والرعية - قبل الدين - لكانوا أشد شيء منعًا لذلك.
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: " إذا ظهر الزنا في قرية أذن الله بهلاكها ".
وقال ابن أبي الدنيا: حدثنا إبراهيم بن الأشعث حدثنا عبد الرحمن بن زيد العمي عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما طفف قوم كيلاً، ولا بخسوا ميزانًا، إلا منعهم الله عز وجل القطر، ولا ظهر في قوم الزنا إلا ظهر فيهم الموت، ولا ظهر في قوم عمل قوم لوط إلا ظهر فيهم الخسف، وما ترك قوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا لم ترفع أعمالهم، ولم يسمع دعاؤهم).
ـ[القضاعي]ــــــــ[19 - Dec-2009, مساء 03:08]ـ
قال ابن رشد في الجامع من المقدمات ص233:
" فإذا كثرت المناكير في الطرقات من .... , ومشي الرجال مع النساء الشواب يحادثونهن , وما أشبه ذلك من المناكير الظاهرة , وجب على الإمام تغييره جهده , بأن يولي من يجعل إليه تفقد ذلك والقيام به ". انتهى
ـ[السليماني]ــــــــ[22 - Oct-2010, مساء 07:39]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[طالبة فقه]ــــــــ[22 - Oct-2010, مساء 09:46]ـ
قال الشيخ المحدث عبدالعزيز الطريفي حفظه الله قول حق في الاختلاط .... ودمغ العلمانيون واباطيلهم ..
فجزاه الله خير الجزاء.
وبارك الله فيك اخي على هذا الطرح القيم(/)
(من تفل تجاه القبلة .. ) هل المقصود داخل الصلاة أم خارجها؟
ـ[ابن عبد القادر]ــــــــ[07 - Nov-2009, مساء 11:03]ـ
قال النبي (ص): "من تفل تجاه القبلة جاء يوم القيامة وتفلته بين عينيه"
رأيت بعض العلماء يستدلون به في مسألة قضاء الحاجة تجاه القبلة في البنيان، حيث يقيسون قضاء الحاجة علي التفل تجاه القبلة!
فهل المقصود بالحديث داخل الصلاة فقط أم خارجها أيضا؟
بارك الله فيكم
ـ[ابن عبد القادر]ــــــــ[10 - Nov-2009, مساء 05:41]ـ
........................ !
ـ[حمد]ــــــــ[10 - Nov-2009, مساء 05:51]ـ
المقصود بالحديث -إن صح-: التفل في الصلاة.
مَن مِن العلماء استدل بهذا الحديث على ما ذكرتَ!
ـ[ابن عبد القادر]ــــــــ[10 - Nov-2009, مساء 06:04]ـ
منهم الشيخ حمد بن عبد الله الحمد (ابتسامة)
وعلي ما أذكر الشيخ الألباني
ولكن لم أفهم هل يقصدون به داخل الصلاة أم خارجها أيضا!
وهل هذا القياس يصح أم لا؟
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[10 - Nov-2009, مساء 06:09]ـ
قال الشيخ عبد المحسن العباد في شرحه لسنن أبي داود: "قوله: [من تفل تجاه القبلة جاء يوم القيامة تفله بين عينيه]. هذا يدل على تحريم التفل إلى القبلة أو باتجاه القبلة، وأن على الإنسان أن يتفل إلى غير تلك الجهة، وهو عام في الصلاة وفي غير الصلاة، وفي المسجد أو في غيره."(/)
رسالة القرن: المولى الحسن العلوي (الأول)
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[08 - Nov-2009, صباحاً 02:22]ـ
هذه وصية مؤسسة على قواعد شرعية. ونصيحة دينية، للولاة والرعية، صدرت من عبد الله. الموفق بفضل الله. المتوكل عليه في سره ونجواه. أمير المؤمنين، ابن أمير المؤمنين، ابن أمير المؤمنين) (ثم الطابع الشريف بداخله الحسن بن محمد بن عبد الرحمان الله وليه 1291):
"أبد الله ملكه، وأجرى في بحار اليمن والسعادة فلكه، وجعل فيما يرضيه أوامره، ونصره وجنده وعساكره على معاشر أهل الإسلام وأمة النبي عليه الصلاة والسلام. وفقكم الله وهداكم وبركوب سفينة الشريعة أنجاكم وسلام عليكم ورحمة الله تعلى وبركاته. أما بعد فلتعلموا أيها المسلمون أن الله جل جلاله بمقتضى حكمته بعث النبيئين مبشرين ومنذرين. وناط بهم أحكام الشرائع إبلاغا وتبليغا وجعلهم نوبا عن سيد المرسلين. سيدنا ومولانا محمد لبنة التمام. عليه وعليهم الصلاة والسلام قال مولانا في محكم كتابه المبين"وإذ أخذ الله ميثاق النبيئين لما آتيناهم" الآية ولما بعثه الله تبارك وتعالى قام بما حمله من أعباء الرسالة، وبلغ ما أمر بتبليغه وأنقذ الأمة من الضلالة إلى أن صار الدين مشيد الذرى محكم العرى وتبوأت خير أمة من قصوره حصنا حصينا. وإثره نزل قوله تعالى "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا" ثم أقام الله سبحانه من بعده الخلفاء والأئمة المرضيين الحنفاء فمهدوا تمهيدا وجددوه في كل عصر تجديدا واقتفى أثرهم أمراء الإسلام السالكون نهجهم الأقوم في كل مقصد ومرام. فنصحوا لله ولرسوله والمؤمنين. وبذلوا مجهودهم في مرضات رب العالمين. فأقاموا شريعته حتى لمعت بوارقها. وشبت بإحياء مراسمها بعدما شابت مفارقها إلى أن صار الدين غضا طريا. وقطوفه دانية بكرة وعشيا. رحمهم الله. وهكذا على رأس كل مائة يبعث الله لهذه الأمة الأحمدية من يجدد معالم الدين. ويصقل مرآته من صدى التعمق في بيداء المضلين. وحيث كانت هذه السنة هي آخر المائة. وتوفرت دواعي النصيحة بمفتتح رأس المائة القابلة لهذه الفئة. تعين لذلك تنبيه الغافل وإرشاد الضال. عملا بما كان عليه السلف. لنكون بعدهم لهم خير خلف. وأداء لحق الواجب وأخذا بطرق الامتثال. فقد قال صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأيمة المؤمنين وعامتهم وعليه فاعلموا أيها الناس أن أول ما يجب على المكلف المتمكن من النظر في الأدلة معرفة ما يجب في حق الله وفي حق الرسل بالبراهين النقلية والعقلية ليخرج من ربقة التقليد. ويشرق باطنه بأنوار التوحيد. فتقوى لديه بواعث العبادة. التي بها أمر الله عباده فإن الله سبحانه إنما خلقنا لمعرفته وأمرنا بتوحيده وبعث الرسل عليهم السلام لبيان وعده ووعيده. قال تعالى وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون وقال سبحانه فاعلم انه لا إله إلا الله وقال تعالى "واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وقال وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا يوحى إليه أنه لا إلاه إلا أنا فاعبدون" وقال تعالى "هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا إنما هو إلاه واحد وليذكر أولوا الألباب" وقال تعلى "يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا" الآية وقال "إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا لتومنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا".والإيمان أن تومن بالله وملائكته وبلقائه ورسله وتومن بالبعث كما في صحيح البخاري جوابا منه صلى الله عليه وسلم لجبريل والتوحيد المعبر عنه بالمعرفة المذكورة هو الذي حض عليه الله ورسوله كما مر فتعلموه وعلموه وحرروا القصد والنيات في العبادات قال عليه السلام إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه والعلم بأحكام العبادة. به تحصل الإفادة. ففي الحديث عنه عليه السلام ما عبد الله بأفضل من فقه في دين وأركان الدين ما ورد عن سيد المرسلين. بنى الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإيقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلا. فأساس الدين التوحيد وملاكه معرفة الله والرسول كما يجب إذ هي شرط والباقي
(يُتْبَعُ)
(/)
بدونها لا يفيد:
الركن الثاني إقامة الصلاة بالطهور وأداؤها في وقتها كما أمر الله إذ هي عماد الدين وعصام اليقين وسيدة القربات وغرة الطاعات قال تعالى "إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا" وقال عليه السلام أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة فإن قبلت قبل سائر عمله وإن ردت رد سائر عمله وقال عليه السلام الصلاة من الدين بمنزله الرأس من الجسد وقال عليه السلام خمس صلوات كتبهن الله على العباد فمن جاء بهن لم يضيع شيئا استخفافا بحقهن كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة ومن لم يأت بهن فليس له عند الله عهد إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنة وكتب سيدنا عمر إلى بعض عماله أن أهم أموركم عندي الصلاة فمن حافظ عليها فهو لما سواها أحفظ ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع وقال بين الإيمان والكفر ترك الصلاة وقال عليه السلام الصلاة عماد الدين فمن تركها فقد هدم الدين فينبغي للمؤمن الاهتمام بأمرها والاعتناء بشأنها والمحافظة على شروطها وسننها ومستحباتها وقوعا وأداء قال تعلى وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وقال تعالى "حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين" وقال صلى الله عليه وسلم لا يقبل الله صلاة بغير طهور وقال من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره وقال صلى الله عليه وسلم صلاة الجماعة تفضل صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة وقال تعلى "إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله" الآية وقال صلى الله عليه وسلم من غدا إلى المسجد أو راح اعد الله له الجنة نزلا وقال صلى الله عليه وسلم إن أعظم الناس أجرا في الصلاة أبعدهم إليك ممشى فأبعدهم وحكم التارك لها عمدا القتل. والجاحد الكفر في القول الفصل. قال سيدي خليل ومن ترك فرضا أخر لبقاء ركعة بسجدتيها من الضروري وقتل بالسيف حدا ولو قال أنا أفعل وصلى عليه غير فاضل ويكفي في ذم تاركها أو مؤخرها عن وقتها ما ورد من الوعيد في شأنه قال سبحانه "فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات" الآية وفي الحديث من ترك الصلاة لقي الله وهو عليه غضبان وعنه عليه السلام من ترك الصلاة فقد أتى الكفر جهارا وعنه من ترك العصر فقد حبط عمله وعنه من جمع بين صلاتين من غير عذر فقد أتى بابا من أبواب الكبائر وعنه من ترك ثلاث جمع متهاونا طبع الله على قلبه وعنه عليه السلام أتاني جبريل من عند الله تبارك وتعلى فقال يا محمد إن الله عز وجل يقول إني فرضت على أمتك خمس صلوات من أوفى بهن على وضوئهن ومواقيتهن وركوعهن وسجودهن كان له عندي بهن عهد أن أدخله الجنة ومن لقيني قد انتقص من ذلك شيئا فليس له عندي عهد إن شئت عذبته وإن شئت رحمته.
الركن الثالث من مباني الإسلام الزكاة. وقد قرنها الله بالصلاة في آيات كثيرة. والرسول في أحاديث شهيرة. فكما أن الصلاة طهرة الأبدان فكذلك الزكاة طهرة الأموال قال سبحانه الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وقال الذين يقيمون الصلاة ويوتون الزكاة وهم راكعون وقال خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلواتك سكن لهم والله سميع عليم وقال صلى الله عليه وسلم الزكاة قنطرة الإسلام وقال حصنوا أموالكم بالزكاة فإنه ما ضاع مال في بر أو بحر إلا بترك الزكاة فيه وقال عليه السلام "ما من صاحب مال لا يؤدي حق الله فيه إلا مثل له يوم القيامة شجاع أقرع له زبيبتان يأخذ بلهزمته يقول أما مالك أنا كنزك" ثم تلى قوله تعالى "ولا تحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله" الآية وعن أبي ذر موقوفا قال بشر الكانزين برضف يحمى عليهم في نار جهنم ثم يوضع على حلمة ثدي أحدهم حتى يخرج من نغض كتفيه ويوضع على نغض كتفيه حتى يخرج من حلمة ثديه يتزلزل كما في صحيح البخاري وعنه عليه السلام مانع الزكاة يوم القيامة في النار وهي تجب في خمسة أشياء مختلفات النعم والنقدين والركاز والمعادن والمعشرات ويلحق بهذا الركن في الجملة زكاة الفطر فإنها واجبة الإخراج على كل مسلم فضلت عن قوت يومه. عن نفسه وعن كل مسلم يمونه بقرابة أو رق أو زوجية ووجوبها بالسنة على المشهور ففي الموطأ عن ابن عمر رضي الله عنهما قال فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقة الفطر من رمضان وفي الترمذي بعث صلى الله عليه وسلم مناديا ينادي في فجاج مكة
(يُتْبَعُ)
(/)
ألا إن صدقة الفطر واجبة على كل مسلم.
الركن الرابع الصيام. الواجب على الأنام. قال تعلى "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم الآية وقال شهر رمضان" الآية وقال صلى الله عليه وسلم من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وقال صلى الله عليه وسلم شهر رمضان كتب الله عليكم صيامه. وسننت لكم قيامه. فمن صامه وقامه إيمانا واحتسابا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه وقال عليه السلام هذا شهر رمضان جاءكم تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار وتسلسل فيه الشياطين وجزاء"إلا الصوم فإنه لي وأنا اجزي به يدع شهوته وطعامه من أجلي". ثوابه لا يحصى في خطاب ففي الحديث كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف قال الله عز وجل
الركن الخامس حج بيت الله الحرام. قال تعالى فيما نزل على نبيه تنزيلا "ولله الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا". وعن عمر رضي الله عنه لقد هممت أن أبعث رجالا إلى هذه الأمصار فينظروا كل من له جدة ولم يحج فليضربوا عليهم الجزية ما هم بمسلمين قال ابن حجر ومثل هذا الحديث لا يقال من قبل الرأي فيكون في حكم المرفوع ومن ثم أفتيت بأنه حديث صحيح وفي الحديث من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه وقال تعالى "فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج" وقال صلى الله عليه وسلم الحج المبرور وليس له ثواب إلا الجنة وقال عليه السلام الحج تضعف فيه النفقة بسبعمائة ضعف وقال صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى يقول إن عبدا أصححت له في جسمه ووسعت عليه في معيشته تمضي عليه خمسة أعوام لا يفد إلي لمحروم وقال الحجاج والعمار وفد الله يعطيهم ما سألوا ويستجيب لهم ما دعوا ويخلف لهم ما أنفقوا الدرهم ألف درهم ولا ينبغي الحج لمن يضيع ما سواه من أركان الإسلام. صلاة أو غيرها مما يلحقه عليه في الشرع تبعة الملام. كما تفعل العامة اليوم في عدم تحريها في نفقة الحلال، ولا تقوم بما أوجب الله عليها من الأقوال والأفعال إذا حجت بمال أصله سحت فما حجت ولكن حجت العير. وقد نص العلماء رضوان لله عليهم فيما حرروه وذهبوا إليه أن الحاج إذا تحقق أنه يخرج صلاة عن وقتها لعذر كميد لم يجب عليه وقد كادت أن تترك هذه الدعائم، ولا يوجد سائل عنها ولا حائم، ونبذت الشرائع عيانا، وارتكبت البدع إعلانا، وصار أمرها يتزايد في كل حين، والحق لا ناصر عليه يعين، قال تعالى فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم، وقد ظهر في الناس من المخالفة لأمر الله وإتيان ما حرم الله والتفريط في جنب الله والإعراض عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يخشى معه من حلول عقاب الله ونقمته، لولا حلمه وعفوه وسابق رحمته. قال تعالى "ولو يواخذ الله الناس بظلمهم" الآية نطلب الله أن يلهمنا والمسلمين لما يوجب رضوانه، ويرشدنا لما يجلب أمانه وغفرانه، فإن هذه الدار قنطرة إلى الآخرة، وسبيل لمن وفقه الله إلى الوصول للمنازل الفاخرة، والسعيد كل السعيد من استعمله الله في أعمال صالحة، وألهمه إلى إتباع سنة رسوله التي هي المتاجرة الرابحة، فخاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى، وتزود من تقوى الله وخير الزاد التقوى، وقدم ما ينفعه من هذه الدار للأخرى وذكر فنفعته الذكرى فينبغي تكرير الوعظ والتذكير، والتنبيه والتحذير، ليلا تقسى القلوب، بتوالي الذنوب، كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون وفي الحديث عن بعض الصحابة رضوان الله عليهم كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة أحيانا مخافة السآمة علينا، ويجب الرجوع إلى الله بالتوبة والاستغفار، وتجديد نية الإخلاص ونفي الإصرار، فالعمل بالسنة هو السبيل الموصل إلى رضوان الله فالزموها، واجتنبوا البدع والمنهيات واحذروها، ففي الحديث عمل قليل في سنة خير من عمل كثير في بدعة فيتأكد على كل من ولاه الله تعالى أمرا أن ينظر لرعيته. ويعمل على إخلاص عمله وتصحيح نيته. ويرشدهم إلى ما ينفعهم دنيا وأخرى، ويحملهم على ما يقربهم إلى الله زلفى، قال الله سبحانه "وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين" وقال "إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون"، وذلك بعد أن يعمل العامل بطاعة ربه، ويجعل سعيه فيما يوجب الفوز بقربه. فإنه لا ينفع الوعظ في أبناء
(يُتْبَعُ)
(/)
جنسه. إلا بعد تطهير نفسه، فليبدإ العامل بنفسه فيصرفها عن هواها. ويأمرها بما يأمر به سواها. ولا يكن ممن يدعو إلى طريق البر وهو قد حاد عنه وخرج. وانتصب لمعالجة غيره وهو إلى من يعالجه أحوج. إذ بصلاح الولاة تصلح الرعية. وتستقيم أحوالها في السر والعلانية. ومن صلاحهم أن يكونوا مع من هو إلى نظرهم إخوانا. وعلى ما يقوي على الطاعة أعوانا. فالمسلم اخو المسلم وإن كان واليا عليه. وأولى الناس باستعمال الرفق من ظهر فضل الله لديه. وأن لا يداهنوا أهل المعاصي. بل يتقصوا أحوال الداني منهم والقاصي.
أففي الحديث الكريم يحشر يوم القيامة أناس من أمتي من قبورهم إلى الله تعالى على صورة القردة والخنازير بما داهنوا أهل المعاصي وكفوا عن نهيهم وهم يستطيعون ويستعين على ذلك بتقريب أهل الفضل والدين. ويجتنب أهل الضلالة والمعتدين. فإن لجت عليه بالحجة وفيه من قتل معاهدا في غير كنهه حرم الله عليه الجنة وفيه إذا ظهرت الفاحشة كانت الرجفة وإذا جار الحاكم قل المطر وإذا تركوا الجهاد رهبة البسهم الله سيم الخسف ووسمهم بالصغار ففي الحديث ما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا وفي الحديث من جرد ظهر مسلم بغير حق لقي الله وهو عليه غضبان وفيه من روع مؤمنا لم يؤمن الله روعته يوم القيامة ومن سعى بمؤمن أقامه الله مقام خزي وهو أن يوم القيامة وعنه عليه السلام من أعان في قتل امرئ مسلم ولو بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله وفي الحديث اللهم من ولى من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به ومن ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه وعنه عليه السلام أيما احد استرعى رعيته فلم يحطها بالأمانة والنصيحة ضاقت عليه رحمة الله التي وسعت كل شيء وعنه عليه الصلاة والسلام من أخون الخونة تجارة الوالي في رعيته وفي الحديث لكل شيء آفات تفسده وآفات هذا الدين ولاة السوء وعنه صلى الله عليه وسلم ما عدل وال اتجر في رعيته وعنه عليه السلام من ولي شيئا من أمور المسلمين لم ينظر الله في حاجته حتى ينظر في حوائجهم وعنه عليه الصلاة والسلام ما من إمام أو وال يغلق بابه دون ذوي الحاجات والخلة والمسكنة إلا أغلق الله أبواب لأسماء دون حاجته وخلته ومسكنته وفيه ما من أمير يؤمر على عشرة إلا سئل عنهم يوم القيامة وفيه ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة واعلموا أن ما ينزل بنا من الشدائد والمصائب إنما هو من عدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وارتكاب الذنوب والإصرار على العيوب. وقد حذر الشارع عليه الصلاة والسلام وأنذر ووعظ وذكر ورتب على كل ذنب عقوبة فقال جل ثناؤه ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولائك هم المفلحون وقال تعلى والمؤمنون المؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة الآية وقال عز وجل كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ومن المنكر السكوت عن المنكر لمن يقدر على تغييره لقوله تعلى كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبيس ما كانوا يفعلون وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لتأمرن بالمعروف وتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم ثم يدعو أخياركم فلا يستجاب لهم.
ومن المنكر الذي لا يسع التغافل عنه والتساهل في أمره هذا الخطب النازل الوقتي الذي هو المجاهرة باستعباد الأحرار واسترقاقهم بدون وجه شرعي فإن المستعبد لحر هو أحد الثلاثة الذين لا يقبل الله منهم صلاة فعن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة لا يقبل الله منهم الصلاة من تقدم قوما وهم له كارهون ورجل أتى الصلاة دبارا والدباران يأتيها بعد أن تفوته ورجل استعبد حرا وهو أيضا أحد الثلاثة الذين قال الله تعلى فيهم أنه سبحانه خصمهم فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة انا خصمهم يوم القيامة ومن كنت خصمه خصمته رجل أعطي بي عهدا ثم غدر ورجل باع حرا فأكل ثمنه ورجل استأجر أجيرا فاستوفى ولم يوفه وقال عليه السلام ما من قوم يظهر فيهم الربي إلا أخذوا بالسنين وما من قوم يظهر فيهم الرشا إلا أخذوا بالرعب وقال عليه السلام ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي هم أعز وأكثر ممن يعمله ثم لم يغيروه إلا عمهم الله
(يُتْبَعُ)
(/)
بعقاب وقال صلى الله عليه وسلم مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر من قبل أن تدعوا فلا يستجاب لكم وقال عليه السلام خمس ليس لها كفارة الشرك بالله وقتل النفس بغير حق وبهت المؤمن والفرار من الزحف ويمين فاجرة يقطع بها مال بغير حق وفي الحديث خمس بخمس ما نقض قوم العهد إلا سلط الله عليهم عدوهم ولا حكموا بغير ما أنزل الله إلا فشا فيهم الفقر ولا ظهرت فيهم الفاحشة إلا فشا فيهم الموت ولا طففوا المكيال إلا منعوا القطر وأخذوا بالسنين ولا منعوا الزكاة إلا حبس الله عليهم المطر وفي الحديث لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها هو مؤمن وفيه الزنى بريد الفقر وفيه من شرب مسكر أسقاه الله من طينة الخبال قيل وما طينة الخبال يا رسول الله قال عصارة أهل النار وصديدهم وقال من شرب مسكرا لم يقبل الله منه صلاة أربعين يوما وقال من غصب قيد شبر من أرض طوقه يوم القيامة من سبع أرضين وقال عليه السلام من غشنا ليس منا والمكر والخداع في النار وقال عليه الصلاة السلام إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حل بها البلاء. إذا كان المغنم دولا والأمانة مغنما والزكاة مغرما وأطاع الرجل زوجته وعق أمه وبر صديقه وجفا أباه وارتفعت الأصوات في المساجد وكان زعيم القوم أرذلهم وأكرم الرجل مخافة شره وشربت الخمر ولبس الحرير واتخذت القينات والمعازف ولعن آخر هذه الأمة أولها فليرتقبوا عند ذلك ريحا حمراء أو خسفا أو مسخا وعنه عليه السلام اتقوا السبع الموبقات أي المهلكات الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات وقد أحل الله البيع وحرم الربا وأمر بالكسب وجعله لنيل الفضل سببا قال تعلى واحل الله البيع وحرم الربوا وقال جعلنا لكم فيها معايش قليلا ما تشكرون وقال ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم وقال صلى الله عليه وسلم التاجر الصدوق يحشر مع الصديقين والشهداء وقال عليه السلام من الذنوب ذنوب لا يكفرها إلا الهم في طلب المعيشة وقال عليه السلام طلب الحلال فريضة على كل مسلم وقال تعلى يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربوا إن كنتم مؤمنين وفي الحديث درهم ربى يأكله الرجل وهو يعلم أشد عند الله من ست وثلاثين زنية في الإسلام ومن نبت لحمه من ربى فالنار أولى به وفيه لعن الله آكل الربى وموكله وشاهده وكاتبه هم فيه ساء وفيه أتيت ليلة أسري بي على قوم بطونهم كالبيوت فيها الحيات ترى من خارج بطونهم فقلت من هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء آكلة الربوا وفي الحديث إياكم والغيبة فإن الغيبة أشد من الزنى إن الرجل قد يزني فيتوب فيتوب الله عليه وإن صاحب الغيبة لا يغفر له حتى يغفر له صاحبه وفيه أتدرون ما الغيبة ذكرك أخاك بما يكره إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته وقال الله سبحانه ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله الآية وفي الحديث إن الله لا يحب الفاحش المتفحش ولا الصياح في الأسواق وفيه خصلتان ليس فوقهما شيء من الخير حسن الظن بالله وحسن الظن بعباد الله وخصلتان ليس فوقهما شيء من الشر سوء الظن بالله وسوء الظن بعباد الله وفيه أن الله تعلى حرم عليكم عقوق الأمهات ووأد البنات ومنع وهات وكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال وفيه أن الله يرضى لكم ثلاثا ويكره لكم ثلاثا فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم ويكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال وفيه من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه فاعملوا بما يتلى عليكم من آيات الله تهتدوا. واتبعوا أحسن ما انزل إليكم من ربكم تسعدوا. وسابقوا إلى سلوك نهج الخلاص وتداركوا أعمالكم بالتوبة والإخلاص واركبوا من طاعة الله ورسوله سفن النجاة. ولا تقنعوا من الأعمال الصالحات بالبضاعة المجزاة. وأقيموا شعائر الإسلام بينكم وأظهروها. وزكوا أنفسكم بطاعة الله وطهروها وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون. إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين. وبادروا لها مبادرة الغريق لطلب النجاة. وانتهزوا فرصتها قبل هجوم هادم اللذات. وهي إن
(يُتْبَعُ)
(/)
صادفت محلها تجب ما قبلها والتائب من الذنب كمن لا ذنب له وفي الحديث توبوا على الله فإني أتوب إلى الله كل يوم مائة مرة وفيه أن للتوبة بابا عرض ما بين مصراعيه ما بين المشرق والمغرب لا يغلق حتى تطلع الشمس من مغربها وفيه من تاب قبل أن يغرغر قبل الله منه.
ونعهد إلى عمالنا وولاة أمرنا أن يلزموا أنفسهم وأهليهم طاعة الله ويدلوا رعيتهم عليها ويعملوا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحضوهم عليها قال تعالى يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وأن يلزموا كل قرية ومدشر ودوار مشارطة طالب علم يعلم أولادهم ويفقههم في دينهم ويقيم لهم الصلوات الخمس في أوقاتها ويحضهم على الأذان الدال على إيمان الدار. وهو للمؤمنين شعار وان ينبهوا على رد البال للطريق ليلا ونهارا أو تعاهد أماكن الخوف منها رواحا وابتكارا وينصبوا لأهل العيث الأرصاد ويكمنوا لهم بكل واد. حتى تصير الدماء بذلك محقونة والفتن محسومة والأموال مصونة. فإن قطع الطريق وإخافة المسافرين من أقبح السيئات كما أن إماطة الأذى عن الطريق من أحسن الصالحات. ففي الحديث الكريم عرضت علي أعمال أمتي حسنها وسيئها فوجدت في محاسن أعمالها الأذى يماط عن الطريق. وأن يتفقدوا أحوال الفقراء الذين قدرت عليهم مواد الأرزاق. وألبسهم التعفف ثوب الغنى وهم في ضيق من الإملاق بصدقة التطوع التي هي للحسنات كالأم الولود فهي التي تتيقظ لحراسة صاحبها والناس رقود. وبها تستنزل الأرزاق وتسبغ الآلاء. وتطفئ الغضب ولا يتخطاها البلاء. اختص الله بها بعض عباده لمزية أفضالها. وجعلها سببا للتعويض بعشر أمثالها. ففي الحديث عنه صلى الله عليه سلم من تصدق بصدقة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب كأنه إنما يضمها في كف الرحمان يربيها له كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله حتى تكون مثل الجبل وفيه ما من رجل يتصدق في يوم أو ليلة إلا حفظ من أن يموت من لدغة أو هدمة أو موت بغتة وفيه أن الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار وفيه اتقوا النار ولو بشق ثمرة وفيها أعطوا السائل ولو جاء على فرس أي لا تردوه ولو جاء على حالة تدل على غناه وورد استنزلوا الرزق بالصدقة وحصنوا أموالكم بالزكاة وليعاقبوا الفرقة التي تراخت في الدين. وخالفت سنة سيد المرسلين ولم يتعلموا ما يقيمون به قواعد إسلامهم ولا سلكوا سبيل رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا سبيل أيمة الدين وأعلامهم في الحديث إنما العلم بالتعلم وهو واجب إذ لا يحل لامرئ مسلم أن يقدم على أمر حتى يعلم حكم الله فيه. وقد قال سبحانه وتعالى فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون وقال تعالى ولا تقف ما ليس لك به علم ولما أخذ الله العهد على العامة أن يتعلموا أخذ العهد على أهل العلم أن يعلموا فقال سبحانه وإذ اخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه، إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعدما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم وقال صلى الله عليه وسلم من كتم علما ألجمه الله بلجام من نار فتعلموا أو علموا فإن من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم قال الله سبحانه واتقوا الله ويعلمكم الله وفي الحديث اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا. فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا وقال فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره وقال صلى الله عليه وسلم في وصية لبعض أصحابه رضي الله عنهم كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل وأعدد نفسك في الموتى وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وقال يا بني احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة وقال في وصيته لمعاذ بن جبل يا معاذ اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن قال قلت يا رسول الله زدني قال كف عنك هذا وأشار إلى لسانه قلت أو إنا لمواخذون بما نتكلم به قال ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على مناخرهم أو قال على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم وفيه المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هاجر ما نهى الله عنه
(يُتْبَعُ)
(/)
وفيه أحب الأعمال إلى الله حفظ اللسان وفيه رحم الله أمرءا تكلم فغنم أو سكت فسلم وفيه أن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقى لها بالا يرفعه الله بها درجات وأن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوى بها في جهنم وفيه أكثر خطايا الإنسان من لسانه وفيه من حفظ ما بين لحييه وما بين رجليه ضمنت له الجنة فليبلغ الشاهد الغائب ألهمنا الله وإياكم الأعمال الصالحات، وأرشدنا لمناهل الخيرات وجعلنا من الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
وفيها أمر بتأليف لجنة من بعض فقهاء فاس للنظر فيما أراد اليهود إحداثه بملاحهم بفاس ونص الظهير الذي أصدره في ذلك نائب قاضي فاس بعد الحمدلة والصلاة والطايع:
"الفقيه النائب في القضاء بفاس الأرضى السيد محمد بن عبد الرحمن سددك الله وسلام عليك ورحمة الله وبعد فقد بلغنا أن أعيان يهود ملاح فاس العليا اجتمعوا واتفقوا على إحداث أمر بملاحهم مخالف لعادتهم وهو نصب حزان وتاجرين من تجارهم في ملاحهم للحكم فيما يعرض بين إخوانهم من الوقائع كالسرقة وسائر الدعاوي وعلى إبدالهم في رأس كل شهر بآخرين وصار هؤلاء الحكام يقبضون على من أرادوا من خصوم إخوانهم ويوجهونهم للسجن على يد عاملهم ويسرحونهم منه على يده وحيث لم تجر لهم عادة بنصب ما ذكر وكانوا معاهدين والأمور التي بينهم وبين المسلمين كلها مبنية على قواعد الشرع رددنا قضيتهم للشرع وعليه فنأمرك أن تجتمع أنت والفقهاء المسمون يمنته وتتنزلوا لهذه القضية وتعطوها حقها من النظر والتأمل والبحث ومراجعة عقد ذمتهم هل هم معاهدون في ذلك أم لا وما اقتضاه الشرع في النازلة من تسويغ ذلك لهم أو منعهم منه وردهم لعادتهم طالعوا به علمنا الشريف واعلموا به خالنا القائد العربي ولد أب محمد لينفذه فقد أمرنا بتنفيذه والسلام في 6 ربيع 2 عام 1300"
والفقهاء المشار لهم في الظهير هم على الترتيب الفقيه السيد الحاج محمد جنون والفقيه السيد جعفر الكتاني والفقيه السيد احمد بن الحاج والفقيه السيد الحميد بناني والفقيه السيد عبد الله الودغيري.
وقد كان جواب هؤلاء الفقهاء أن يمنع اليهود مما أحدثوه من نصب حزان وتاجرين يبذلون كل شهر بغيرهم وجعل عاملهم المسلم منفذا لأمرهم يسجن ويسرح من غير أن يعرف لذلك وجها واستند الفقهاء في ذلك لعهد عمر مع نصارى الشام وقفت على نص ذلك بخطوطهم ما عدا جنون مؤرخا بعشري جمادى الأولى من السنة.
ولم يزل مقيما بعاصمة جده الأكبر يدبر أمر الرعية وينظر فيما يؤيد سعادة الناحية الغربية إلى أواخر عام واحد وثلاثمائة وألف.
(إتحاف أعلام الناس بجمال حاضرة مكناس، تأليف عبد الرحمن بن زيدان، الجزء الثاني، من ص 218 إلى ص 235. المطبعة الوطنية، الطبعة الأولى: 1349هـ/1930م)
ـ[زبيدة 5]ــــــــ[08 - Nov-2009, صباحاً 09:29]ـ
ما أحوجنا إلى نفض الغبار عن كنوز هؤلاء العظام ... جزاكم الله خيرا لوجعلتم المزيد رهن إشارة من أحب الإطلاع والإقتداء والتأمل.(/)
الفراغ والغفلة
ـ[قيس بن سعد]ــــــــ[08 - Nov-2009, صباحاً 09:00]ـ
الفراغ والغفلة
سيظل اسمنا مكتوباً في سجل الغافلين الفارغين ما دمنا لا نعطي للدعوة إلا فضول أوقاتنا، وما دمنا لا نشغفها حبًا ولا نتخذها حرفة.
إن الداعية المسلم لا يملك نفسه حتى يسوغ له أن يمنح نفسه إجازة، وإنما هو – كما شبهه بعض الأفاضل: (وقف لله تعالى)
. تماماً كنسخة من كتاب نافع حين تُوقَف لله تعالى وتوضع في مسجد من مساجد الله، فكل داعية موقوف لله، في جزء من أجزاء دعوة الله.
وإن فضول الأوقات ليست قليلة ومحدودة فحسب، وإنما هي أردأ ساعات اليوم، حيث يكون فيها الذهن والجسم متعبين أشد التعب.
وما تجاوز الشيخ المودودي - رحمه الله - أعراف أجيال الدعاة حين صارحنا في تذكرته القيِّمة وقال: (إنه من الواجب أن تكون في قلوبكم نارٌ متقدة ٌ تكون في ضرامها – على الأقل – مثل النار التي تتقد في قلب أحدكم عندما يجد ابناً له مريضاً ولا تدعه حتى تجره إلى الطبيب، أو عندما لا يجد في بيته شيئاً يسد به رمق حياة أولاده، ولا تزال تقلقه وتضطره إلى بذل الجهد والسعي).
ولم يتجاوز حين كرر وقال ثانية: (اسمحوا لي أن أقول لكم إنكم إذا خطوتم على طريق هذه الدعوة بعاطفة أبرد من تلك العاطفة القلبية التي تجدونها في قلوبكم نحو أزواجكم وأبنائكم وآبائكم وأمهاتكم فإنكم لا بد أن تبوءوا بالفشل الذريع، بفشل لا تتجرأ بعده أجيالنا القادمة على أن تتفكر في القيام بحركة مثل هذه إلى مدة غير وجيزة من الزمان، عليكم أن تستعرضوا قوتكم القلبية والأخلاقية قبل أن تهموا بالخطوات الكبيرة).
إن من يطالب الآن بإلغاء الراحة فإنه إنما يستند إلى مادة واضحة في قانون الدعوة والدعاة سَنَّها عمرُ الفاروق رضي الله عنه تنطق بصراحة أنَّ:
(الراحة للرجال .. غفلة)
وجددها إمام المحدثين شُعبة بن الحجَّاج البصري فقال: (لا تقعدوا فراغاً فإنَّ الموت يطلبكم).
ذلك أن من أراد الراحة والسكون فإن الموت والقبر يزودانه منهما حتى يشبع.
وكأننا والله قد أسرفنا في الغفلة، ولا بد من عزيمة نفطم بها نفوسنا عن اللهو.
إننا حين نثبت جواز التمتع بالمباحات فلكي يعلم مَن نخاطبه أننا لا ندعوا إلى مثل الطريقة المبتدعة التي كان عليها بعض الزهاد من الجوع والعري والرهبانية، وإلا فلا يزال جواب ابن الجوزي يصلح جواباً لنا حين سأله سائل: أيجوز أن أفسح لنفسي في مباح الملاهي؟ فقال: " عند نفسك من الغفلة ما يكفيها ".
فإن اعترض معترض أتيناه بمثل كلام ابن القيم حيث يقول: " لا بد من سِنة الغفلة، ورقاد الغفلة. . ولكن كن خفيف النوم "
فنحن لا ننكر ما في المعنى الحرفي لإطلاقات مَنْ عاب الراحة من إرهاق، وإنما نريد – كما أرادوا – تقليلها إلى أدنى ما يكفي الجسم، كل حسب صحته وظروفه، خاصة وأن المؤمن في هذا الزمان أشد حاجة للانتباه ومعالجة قلبه وتفتيشه مما كان عليه المسلمون في العصور الماضية، كما يجب عليه شيء من المجاهدة والمراقبة لوقته أكثر مما كان يجب على السلف.
فكن خفيف النوم أيها الداعية المسلم لتحصل لك هذه الهمة العظيمة.
وانتبه من رقدة الغفـ ................ ـلة .. فالعمر قليل
واطرح سوف وحتى ................. فهما داء دخيل
وعَبَّر الصالحون عن هذه المعاني أحياناً بلفظ آخر سموه: حفظ الوقت، أو مراعاة الوقت.
فيرى الشيخ البنا أن: " من عرف حق الوقت فقد أدرك قيمة الحياة، فالوقت هو الحياة ".
أو كما قال: (إنما الوقت هو الحياة).
يخالف بذلك قول الماديين: الوقت من ذهب.
وكان رحمه الله يحب أن يتجاوز الداعية معرفة حق وقت يومه إلى التخطيط لصرف وقت غده، فينوي لكل ساعة نوع خير .. " وينام على أفضل العزائم ".
وترك الفراغ .. والاستيقاظ من رقدة الغفلة: معناهما التعب، ثم التعب، واستفراغ الوُسع في العمل لله: نطق بذلك الإمام الشافعي، ونفى أن تصح مروءة داعية يطلب الراحة .. فقال: " طلب الراحة في الدنيا لا يصح لأهل المروءات، فإن أحدهم لم يزل تَعبان في كل زمان ".
ولما سُئل أحد الزهاد عن سبيل المسلم ليكون من صفوة الله .. فقال: " إذا خلع الراحة .. وأعطى المجهود في الطاعة ".
فالداعية الصادق يخلع الراحة، ويعود لا يعرفها وإنما يبذل المجهود من نفسه، ويستفرغ كل طاقته في خدمة الدعوة ...
الدعوة إلى الله تعالى ..
-----
مقال للشيخ محمد أحمد الراشد
نقلا عن طريق الإسلام:
http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=149(/)
ما حكم sac de couchage للمحرم؟
ـ[عبدالله]ــــــــ[08 - Nov-2009, مساء 01:26]ـ
ما حكم sac de couchage للمحرم؟
http://images.google.fr/images?hl=fr&resnum=0&q=sac+de+couchage&um=1&ie=UTF-8&ei=VZz2SpRHibHhBt3AiOcD&sa=X&oi=image_result_group&ct=title&resnum=4&ved=0CCI
السؤال
sA
السؤال
wAw
لا أعرف اسمه بالعربية
http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:XwCMu7H-SWoqLM:http://www.expemag.com/images/sac-de-couchage/SacCouchageTheNorthFaceHightai l900_moyenne.jpg (http://images.google.fr/imgres?imgurl=http://www.expemag.com/images/sac-de-couchage/SacCouchageTheNorthFaceHightai l900_moyenne.jpg&imgrefurl=http://www.expemag.com/materiel-voyage-nature/the-north-face-hightail-900.html&usg=__TcjlgHhP0xZAN-ZXBUdhMP_R0S4=&h=458&w=800&sz=214&hl=fr&start=3&um=1&tbnid=XwCMu7H-SWoqLM:&tbnh=82&tbnw=143&prev=/images%3Fq%3Dsac%2Bde%2Bcoucha ge%26hl%3Dfr%26sa%3DX%26um%3D1 )
http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:9vZ4A1iYXCGLTM:ht tp://pan.fotovista.com/dev/3/1/A4130013/l_A4130013.jpg (http://images.google.fr/imgres?imgurl=http://pan.fotovista.com/dev/3/1/A4130013/l_A4130013.jpg&imgrefurl=http://shopping.cherchons.com/dossier/accessoire-bivouac.html&usg=__TkwccxZYWUyBHkHkchPlg3lh H0k=&h=532&w=600&sz=14&hl=fr&start=4&um=1&tbnid=9vZ4A1iYXCGLTM:&tbnh=120&tbnw=135&prev=/images%3Fq%3Dsac%2Bde%2Bcoucha ge%26hl%3Dfr%26sa%3DX%26um%3D1 )
http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:VpUXc4qEanygHM:ht tp://www.expemag.com/images/sac-de-couchage/SacsCouchagePlies_moyenne.jpg (http://images.google.fr/imgres?imgurl=http://www.expemag.com/images/sac-de-couchage/SacsCouchagePlies_moyenne.jpg&imgrefurl=http://www.expemag.com/materiel-voyage-nature/raidlight-combi-duvet.html&usg=__7GZZ1kMumDasij9aLE78LS-P5tU=&h=600&w=800&sz=301&hl=fr&start=5&um=1&tbnid=VpUXc4qEanygHM:&tbnh=107&tbnw=143&prev=/images%3Fq%3Dsac%2Bde%2Bcoucha ge%26hl%3Dfr%26sa%3DX%26um%3D1 ) Sac de 588 x 365 - 42 ko - jpg
roumazeilles.net
[/URL]
Sacs de 372 x 318 - 22 ko - jpg
journaldutrek.com
Sac de 800 x 458 - 214 ko
expemag.com
Sac de 600 x 532 - 14 ko - jpg
shopping.cherchons.com
Sac de 800 x 600 - 301 ko - jpg
expemag.com
[URL="http://images.google.fr/imgres?imgurl=http://41rp.societeg.com/img/images_autres/couchage3.jpg&imgrefurl=http://41rp.societeg.com/l_hike.htm&usg=__UBs8i-1dhIyfHjTfk2HfpXZ
السؤال
yfE=&h=320&w=400&sz=12&hl=fr&start=6&um=1&tbnid=KX2Y3l6l87gdvM:&tbnh=99&tbnw=124&prev=/images%3Fq%3Dsac%2Bde%2Bcoucha ge%26hl%3Dfr%26sa%3DX%26um%3D1"]http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:KX2Y3l6l87gdvM:ht tp://41rp.societeg.com/img/images_autres/couchage3.jpg (http://images.google.fr/images?hl=fr&q=sac+de+couchage&um=1&ie=UTF-8&resnum=4&ved=0CCI
السؤال
sA
السؤال
wAw&imgtype=i_similar&sa=X&ei=XJz2Sq_MCNCd4
السؤال
a9h5HvAw&ct=&oi=&resnum=1&tbnid=INdqdITddF67IM:) http://t2.gstatic.com/images?q=tbn:r0RqtAyqLYrl0M:ht tp://www.pixelcreation.fr/fileadmin/img/sas_image/galerie/design/observeur_2008/505-Sleepinbed-
السؤال
uechua_Deca.jpg (http://images.google.fr/imgres?imgurl=http://www.pixelcreation.fr/fileadmin/img/sas_image/galerie/design/observeur_2008/505-Sleepinbed-
السؤال
uechua_Deca.jpg&imgrefurl=http://www.pixelcreation.fr/nc/galerie/voir/lobserveur_du_design_2008/observeur_du_design_2008/505_sleepinbed_quechua_deca/&usg=__AlJWnN2zLZlqa
السؤال
-zFRSZY2pfqs4=&h=357&w=600&sz=67&hl=fr&start=7&um=1&tbnid=r0RqtAyqLYrl0M:&tbnh=80&tbnw=135&prev=/images%3Fq%3Dsac%2Bde%2Bcoucha ge%26hl%3Dfr%26sa%3DX%26um%3D1 )
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[08 - Nov-2009, مساء 03:18]ـ
أعتقد أن ترجمته من الفرنسية إلى العربية: كيس النوم!
de couchage = النوم.
sac = ولها عدة معانٍ منها: كِيس، وهو المعنى المناسب للمضاف إليه.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[08 - Nov-2009, مساء 03:48]ـ
لعل هذا ما يسمى عندنا سلباق و هي كلمة إنجليزية و أظن أنه يمكن تغطية الرأس من خلاله فيكون فيه محظور و يمكن عدم تغطية الرأس فيصبح مثل الفراش و اللحاف و أذكر أن العلماء أفتوا فيه بأنه يجوز النوم فيه إذا لم يغط الرأس أظن أن هذا قول ابن عثيمين و لا أذكر المصدر فلعل أحد الأعضاء يبحث في مواقع الفتاوى
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[10 - Nov-2009, مساء 03:57]ـ
اسمه الإنجليزية فيما ألأذكر Sleeping Bag
ويعرفه بعض الناس في بلدنا بالمنامة
أظن أن هذا قول ابن عثيمين
الشيخ ابن عثيمين رحمه الله يقول أنه لا أصل لمصطلح المخيط وأظن بناءا على هذا يجوز عنده استعماله
http://www.ibnothaimeen.com/publish/cat_index_247.shtml
لكن من يقولون بالمخيط (المحيط بعضو) هذا هذا يمنع عندهم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[10 - Nov-2009, مساء 04:03]ـ
ويعرفه الناس في بلدنا بالمنامة
وفي بلدكم أيضًا: أن مقبرة الطفل الصغير تسمى "منامة" (ابتسامة).
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[10 - Nov-2009, مساء 07:23]ـ
وفي بلدكم أيضًا: أن مقبرة الطفل الصغير تسمى "منامة" (ابتسامة).
هذه جديدة لم أسمع بها!:)
هل تعلم أخى الكريم في أى الأقاليم تسمى بهذا الإسم؟!(/)
دراسة مهمة حول: ضرورة صناعة البيئة العلمية في فلسطين في ظل الواقع المعاصر
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[08 - Nov-2009, مساء 01:33]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
صناعة البيئة العلمية في فلسطين .... ضرورة شرعية
بقلم:
خباب مروان الحمد
khabab1403@hotmail.com
الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم، يدعون من ضلَّ إلى الهدى ويصبرون منهم على الأذى، يحيون بكتاب الله الموتى، ويبصِّرون بنور الله أهل العمى، فكم قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم من ضال تائه قد هدوه، ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين (1).
أمَّا بعد:
تكتسب الأرض المباركة فلسطين ميزة تاريخيَّة ذات معنى ومبنى لدى أهل العلم وفقهاء الشريعة، وذلك على مرِّ العصور وكرِّ الدهور، فلقد كان أهل العلم يفخرون بما وصلت له الديار المقدسية من رخاء علمي قام على سواعد العلماء المقادسة وغيرهم، الذين عاشوا في كنفها وتفيئوا ظلالها، حتَّى نشروا علمهم بين الناس وخصوا به طلابهم بروح تأصيليَّة وخبرة منهجيَّة مبنية على أسس علميَّة سليمة.
لكنَّ المتتبع لأحوال فلسطين في زمننا هذا لا يدور باله أو يسنح خياله، إلاَّ بما يقع في أراضيها من صراعات بين أهلها وبين المغتصبين لأرضها من اليهود، فقد قدَّر الله سبحانه وقضى أن تكون هذه الأرض محطَّ أنظار الغزاة منذ القدم وإلى أن تقوم الساعة، ما يشعرنا بأهمية هذه الأرض المقدَّسة المباركة.
وممَّا يؤسف له أن نجد كثيراً من أبناء المسلمين بل من أهالي فلسطين لا يعلمون عن هذه الأرض فقط إلا حسب ما يتنامى لهم عبر وسائل الإعلام، أو أحاديث المجالس التي تتحدث عن الصراع الدائر بين الإسلام والصهيونية على هذه الأرض المباركة!
بيد أنَّ فلسطين قد عرفت قديماً بأنَّها مثوى الأنبياء، وسكنى صحابة أجلاء، ومهوى أفئدة طلبة العلم النجباء، ومنها خرج العلماء الفضلاء، الذين كان لهم دور في إحداث نهضة تغييريَّة علمية حضارية في القرون الهجرية الماضية ...
ودارت رحى الأيام، وانقلب الحال لأسوأ ما نتصور؛ فصرنا نأسف لخفاء هذا الأثر في هذه القطعة المباركة وانتقاص العلم فيها، وقلَّة إدراك كثير من أبناء المسلمين بل نخبهم الفكرية، حين تسألهم عن علماء فلسطين وتاريخ هذه الأرض المقدسة وما تزخر به من تاريخ علمي عريق، وماض معرفي عميق، أنتجت ثماره، وأينعت أزهاره إلى وقتنا الحاضر وواقعنا المعاصر، فلا تكاد تجد جواباً، أو أن تجد جواباً مبتوراً ناقصا!
ومع هذا كلِّه لا نجد من يجدِّد مسيرة سلفنا الصالح وعلماء فلسطين الأجلاء القدماء، إلاَّ بجهود فرديَّة ضعيفة للغاية، وقلَّما نجد جهداً جماعياً يعيد لفلسطين نهضتها العلميَّة والتأصيليَّة، إلاَّ بشيء لا يكاد يذكر إن أردنا أن يُحصر!!
ولن ينسى القارئ لتاريخ الحركة العلميَّة في فلسطين، أولئك العلماء الفطاحل الذين ولدوا في فلسطين المباركة وكان لهم نسب طويل يمتد عبر السنين الطويلة بارتباط وجودهم بهذه الأرض المباركة الطيبة، وقد شهد لهم التاريخ بل سجَّل لهم شهادة بسعة علمهم وعمق فقههم وعلو مكانتهم، فمنهم التابعي الجليل رجاء بن حيوة، ت: (112) والإمام الشافعي، ت: (204) والإمام الطبراني، ت: (360) والحافظ عبد الغني المقدسي، ت: (600) والإمام الفقيه ابن قدامة، ت: (620) والإمام المحدث ابن عبد الهادي، ت: (744) والإمام ابن مفلح الحنبلي، ت: (763) والإمام ابن حجر العسقلاني، ت: (852) والعالم الفقيه المرداوي، ت: (885) والفقيه الحنبلي موسى الحجاوي، ت: (895)، والإمام السَّفاريني، ت: (1188) وغيرهم كثير رحمة الله على الجميع رحمة واسعة وأسكنهم فسيح جنَّاته.
هؤلاء العلماء الذين ما فتؤوا يعلمون الناس دينهم، ويوضحون لهم أصول الشريعة، ومقاصد هذا الدين العظيم، وقد علت شهرتُهم الآفاق، ووصلت للناس مدوناتهم ومصنفاتهم ومتونهم العلمية، وكتبهم المطوَّلة، حيث برعوا في فنون العلم من عقيدة وتوحيد، وعلوم قرآن، إضافة إلى السنة وعلومها، والفقه وأصوله، والتأريخ والسِّير والتراجم والمعاجم وغيرها فرحمة الله عليهم، وأنالهم الرضوان والثواب.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقبالة ذلك فإنَّا نجد الحال العلميَّة لبلادنا الغالية فلسطين؛ في هذا الوقت وبالذات ضعيفة للغاية، وقد يكون للاحتلال الصهيوني تأثيره الكبير في ضعف المشروع العلمي التأصيلي، وسجنه لبعض أهل العلم، وطرده لآخرين خارج هذه الأرض، ومنعهم من الرجوع لأراضيهم لكي يقدِّموا لأهلها ما فتح الله عليهم من علوم الشريعة، وهذا كله قد أثَّر تدريجياً وبصورة مباشرة أو غير مباشرة في تقليل اهتمام الشباب المسلم بأصول العلم الشرعي طلباً له واجتهاداً في تحصيله، على الأسس العلمية والقواعد المنهجيَّة المبنية على فقه مصادر التلقي الصحيحة، وإدراك مناهج الاستدلال الرصينة.
وعودة للحال العلميَّة في فلسطين، فإنَّا نشاهد شيئاً من الضعف في نشر العلم الشرعي في بلادنا المباركة، وقلما أرى اجتهاداً علمياً ملموساً في نشر العلم الشرعي على النمط التأصيلي الذي يبني طلاب علم في حلق علمية خاصة، سواء في المساجد أو في غيرها، وكأنَّ فلسطين ليست بحاجة لهذا النمط التعليمي!!
بل تكاد تكون الدروس الشرعية شبيهة بمواعظ أو دروس خفيفة ملَّ السامع من كثرة سماعها، فصارت الدروس ذات نمط ممل، تجلب الخمول والنوم، ولا تبعث النهضة العلمية وصناعة التأصيل العلمي الذي يبني طلاب علم شرعيين أصحاب أصول منهجيَّة وفهم علمي رصين، والحقيقة أنَّ ذلك القحط في التأصيل للعلوم الشرعيَّة شيء مشاهد وواقع منظور له بمرأى العين، حتَّى بتنا نسمع بعض الناس، لأن يقولوا: أين هم علماء فلسطين؟ ومن هم؟ وكيف نعرفهم؟ وما مشاريعهم العلمية؟ وما مؤلفاتهم التي تدل على سمو علمهم؟ إلى غير ذلك من الأسئلة التي تخطر في بال الكثيرين.
لقد تذكرت حينئذٍ ـ ما رأيته بكل وضوح من القصور العلمي في فلسطين، وقلَّة الفقهاء المتمكِّنين من أصول الشريعة ومحكماتها ومقرراتها وقواعدها ومقاصدها ـ الموقف الذي جرى للإمام الغزالي رحمه الله عندما نظر لأحوال علماء عصره فوجدهم فئاتٍ شتى ما بين محصل للعلم، وتارك له، أو جامع للاثنين مع السعي نحو الشهرة والجاه، والذكر والانتباه، والتوسع في ملذات الدنيا وشهواتها، وربط ذلك بظهور عزة الإسلام وشرف العلم، ومنهم من أوغل في جزئيات العلوم وفروع الفنون، تاركاً وراء ظهره بقية العلوم ومكملات الفهوم بل منهم من عزف عن الحياة زهداً فيها ورغبة عنها، فتركوا ديار الإسلام لكل ناهب وسالب، فما كان منه رحمه الله إلاَّ أن يردد هذين البيتين في تحسر:
فقهاؤنا كذبالة النبراس ** هي في الحريق وضوءها للناس
خبر ذميم تحت رائق منظر ** كالفضة البيضاء فوق نحاس
ونجد بالفعل بعضاً ـ ولا أقول الكل فإنَّ هناك من يبذل نفسه لنشر العلم على قلَّتهم ـ أساتذة كليات الشريعة في جامعاتنا مشتغلين بحالهم وأنفسهم، وصومعتهم الفكرية، أو برجهم العاجي، وقلَّما ينزل أحدهم لواقع المجتمع لنشر العلم والحث على طلبه واستنهاض الهمم في ذلك، والتفرس في وجوه الشباب لعلَّه يعثر من بينهم على من يكون فتىً هصوراً جسوراً على تحمل مشاقِّ العلم الشرعي؛ لكي يقوم هؤلاء الأستاذة والعلماء تجاه طلبة العلم، بدورهم الأصيل؛ وذلك بتأصيلهم علمياً وشرعياً على أسس متينة، وقواعد منهجيَّة قويمة.
أقول هذا لسماعي لكثير من المحبين للعلم، وممَّن عرضوا على بعض الأساتذة والمشايخ أن يدرِّسوهم كتاباً، أو يشرحوا لهم متناً، أو يلقِّنوهم درساً، ولكنَّهم لا يرون إلاَّ البرود في التعاطي معهم، وقلَّة الاهتمام بذلك، بل انعدام التوجيه لهم في المسيرة العلمية، ودعوتهم لاستكمال همَّتهم لطلب العلم والاجتهاد في تحصيله، ولعلَّ هذا يكون أقلَّ واجب على هؤلاء الأساتذة في تلك الكليَّات الشرعيَّة نحو طلاَّبهم، والشعور بالمسؤوليَّة، ونشر العلم الشرعي، كيف وهو سبحانه وتعالى يحثنا على البدار لطلب العلم، فيقول سبحانه:"فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلَّهم يحذرون" (التوبة:122).
(يُتْبَعُ)
(/)
إنَّ المشاهد للواقع العلمي في فلسطين والمريد لهذه البلاد نهضة علميَّة حقيقيَّة تذكرنا بأمجاد السابقين من علماء فلسطين، فإنَّه ولا شك حينما يشاهد الواقع فسيرجع طرفه خائباً وهو حسير على الضعف الشديد للحركة العلميَّة، وهي حالة تمقت الصالح وترضي الطالح، وإلا فعلامَ هذا الفتور في الخروج إلى الناس ونشر العلم أمامهم بشكل مدروس ومنهجي؟!
نعم لدينا وعَّاظ وخطباء ودعاة، ولكن قلَّما نجد علماء أصحاب تقعيد علمي، وتمكن منهجي، وخبرة تأصيليَّة، والأمَّة إن كثر بها الخطباء والوعاظ وقلَّ فيها العلماء فإنَّه نذير شؤم عليها، وعلامة إخفاق في مواجهة التحديات التي تنوبها، وقد صحَّ عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قوله: (إنَّكم في زمان كثير علماؤه قليل خطباؤه، وإنَّ بعدكم زماناً كثير خطباؤه والعلماء فيه قليل) (2).
ألا يجب علينا حيال ذلك أن نتنبه لهذا الأمر الذي حذرنا إياه الصحابي الجليل ابن مسعود، وخصوصاً أنَّنا نلحظ موت عدد من أهل العلم في أصقاع الأرض وكذلك في أرض فلسطين واستشهاد بعض أهل العلم كذلك، ألا يكون ذلك داعياً ومحفِّزاً لبقيَّة من العلماء في فلسطين ـ على قلَّتهم ـ أن يستنهضوا همَّتهم، ويرفعوا ألويتهم لنشر العلم، خصوصاً أنَّنا نعلم أنَّ رسول الهدى r قال: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما، اتخذ الناس رؤوسا جهالا، فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا) (3) وحقاً فإنَّ موت العالم ثلمة في الإسلام لا يسدها شيء ما تعاقب الليل والنهار.
اعتذارات قد نسمعها!
سيأتي من يقول: إنَّ هذه البلاد تعيش تحت عذابات الاحتلال، والوضع العام الذي قد يضيق الخناق على بوادر الخير من حلقات العلم، ودروس الشريعة، وهذا الأمر يجعلنا في أرق وقلق في نشر العلم، ولسنا قادرين على مواجهة أمر كهذا!!
والحقيقة أنني أسلِّم بشيء ممَّا يقوله هؤلاء الفضلاء، ولكني لست مقتنعاً بكامل قولهم؛ وكأنهم يرددون مثلاً قديما بقولهم: (السيل الهادر لا تسده عباءتك)؛ لأننا نجد على قلة فينا وفي علمائنا وفي طلاب العلم من يمكنه أن يقوم بهذا العلم حق قيام نشراً ودعوة وتأليفاً وقياماً بواجباته، وأمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر بعلم ورفق وحلم!
وإنَ عقدة الانتظار، والترقب للشخص الذي يكون له دور في نشر العلم، لا يليق بالشخصيَّة العلميَّة القياديَّة فـ: (إنَّ جلوس الفرد في مكانه منتظراً أن تصبح مشاكله جزءاً من الماضي ليس إلا كجلوس الفرد في موقف السيارات قائلاً لنفسه: (سأقود عندما تتحول جميع إشارات البلد للون الأخضر) وهذا يعني أن يظل قابعاً في مكانه إلى الأبد) (4).
وفعلاً؛ فإنَّ المسألة برمَّتها تحتاج إلى عزمة أبيَّة، وهبَّة عمريَّة، لكي يتحقق المقصود، وينال المراد والمطلوب، وصدق من قال:
أيا صاح! هذا الركب قد سار مسرعا ... ونحن قعود ما الذي أنت صانع؟
أترضى بأن تبقى المخلف بعدهم؟ ... صريع الأماني، والغرام ينازع
صحيح أنَّ بلادنا تفتقر للعلماء ولكن هذا لا يعني خلوها من العلماء، وصحيح أنَّ بلادنا تنتشر فيها البدع والأهواء والمخالفات الشرعية لكن هذا لا يفهم منه أنَّ بلادنا لا يوجد بها علماء ودعاة أصحاب منهج صافٍ ومورد عذب نقي، وصحيح أنَّ بلادنا تمتلئ بالكثير من الحزبيات الضيقة، بيد أننا نشهد الكثير من المستقلين ومن المنتمين لبعض الأحزاب الإسلامية الذين نشهد بسعة أفقهم وعلو كعبهم بالعلم الشرعي، وسمو منهجهم المتوازن الرصين.
وعليه فإنَّ هذه الاعتذارات لا يعني إن كانت صحيحة أن نجد لها أذناً صاغية، فإنَّ بناة النهضة العلمية ينبغي عليهم أن تجتمع لديهم هذه الخصال الخمس وهي أن يكونوا: (علماء ـ حكماء ـ مربين ـ أمناء ـ دعاة) باختصار: علماء ربَّانيون ... (ولا تخلو فلسطين منهم) ...
ثمّ إن كانوا كذلك فلا بدَّ لهم أن ينزلوا لواقع الناس، ويتفهموا ما لديهم من أفكار ومواقف وآراء، وينظروا في وجوههم حتى إذا رأوا بعض المحبين للعلم، دعوهم لحضور بعض دروسهم التأصيلية، ليكون جيل اليوم الواعد علماء الغد المشرق، ويردد كل واحد منهم ويترنم بما قاله الشاعر:
اطلب العلم ولا تكسل فما ... أبعد الخيرات عن أهل الكسل
لا تقل قد ذهبت أربابه ... كل من سار على الدرب وصل
(يُتْبَعُ)
(/)
في ازدياد العلم إرغام العدى ... وصلاح القول إصلاح العمل
إن بعض هؤلاء العلماء أو طلاب العلم المتمكنين في فلسطين قد يعتذرون بانشغالاتهم العائليَّة وواجباتهم الوظيفية وضعف إمكاناتهم العلميَّة، ولهؤلاء أقول: إنَّ الله لا يكلف نفساً إلا وسعها وبما آتاها وبما تطيقه وتستطيعه، إلاَّ أنَّ من الممكن تنظيم الوقت ولو بدرس واحد في الأسبوع يحضره طلاب العلم الشرعي الجادين ولو كانوا خمسة طلاب بشرط أن يكون لديهم قابلية لتلقي العلم، وحفظ المتون التي تشرح، وتحضير الدرس قبل أن يأتوا إليه، وأنا أشهد الله أنَّ هذه الدروس سيشعر العالم والطالب ببركتها أكثر من مائة درس في بعض جامعاتنا في فلسطين التي لو دخلها طالب العلم الشرعي لقسا قلبه من الفتن والمعاصي التي في داخلها، والتي أصبحت عبارة عن عروض أزياء طلابيَّة من كلا الجنسين!!
إنَّ ذلك لا يعني على الإطلاق ترك طلبة العلم للدراسة الجامعيَّة، أو حتَّى التقليل من دراستها؛ فإنَّ هذه الجامعات بحاجة لهم ولعلمهم بعد الاستكمال لدراستهم للتأثير على الطلبة والتلاميذ، بل باتت هذه الجامعات آخر معقل علمي يمكن أن يتعلَّم فيه الطالب في كليَّات الشريعة شيئاً من أمور دينه، ولكنَّ هذا لا يعني الإبقاء والوقوف على الحد والقدر الذي تعلَّمه الطالب، وكذلك فإنَّ شهادة الكثير من أهل العلم في طبيعة المناهج الدراسيَّة في كليات الشريعة بفلسطين فإنَّها ليست بتلك القوَّة العلمية الموجودة في بعض جامعات الدول العربية كالسعودية ومصر والأردن وسورية وغيرها.
فكان لزاماً على طلبة الشريعة أن يتقووا علمياً بدروس شرعيَّة إضافيًَّةٍ على بعض العلماء وأساتذة الشريعة، وهو ما نلحظه كذلك من ضعف لديهم في التوجه العلمي، وهو ما يشتكيه بعض أهل العلم في فلسطين من ضعف همم الطلاب في التلقي، أو تقصيرهم بالحفاوة لعلمائهم واحترامهم وتبجيلهم، من خلال نشر علمهم، والثناء عليهم، وحفظ لحومهم أن تنتهك بالقيل والقال، وكذلك بسؤالهم والاستفسار منهم في شؤون دينهم، وهذا ما يذكِّرني بقصَّة سفيان الثوري ـ رحمه الله ـ حينما (قدم عسقلان فمكث لا يسأله إنسان، فقال: اكروا لي ـ أي استأجروا لي ـ لأخرج من هذا البلد. هذا بلد يموت فيه العلم) وقد علَّق الإمام الغزالي على ذلك فقال: (وإنَّما قال ذلك حرصاً على فضيلة التعليم واستبقاء العلم به) (5).
فحينما يرى العلماء أنَّ الناس لا تعطيهم قدرهم؛ سواء أكان ذلك من قبيل الاحترام والتبجيل، أو تحريك أذهانهم بالسؤال، والاستمراريَّة في طلب العلم وثني الركب أمامهم والصبر في الاجتهاد في تحصيل العلم؛ فإن لم يجد العلماء ذلك كله فإنَّه سيسبِّب الإحباط لدى بعضهم ...
مع أنِّي أرى أنَّ العالم ينبغي عليه أن يكون مشعلاً وداعية إلى الله، وخصوصاً في ظلِّ الوضع الراهن في فلسطين لقلَّة العلماء المتمكِّنين، ومن لا يعاني لم يدرك المعاني؛ كما يقول الحكماء، فلا بَّد من عزيمة ومثابرة للصبر على الطلبة، وقد أدركت بعض مشايخنا ومنهم الشيخ العلاَّمة ابن جبرين ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ كان في بداية تدريسه لطلاَّب العلم لا يجتمع لديه إلاَّ خمسة من طلبة العلم وقد لا يحضرون جميعاً، حتَّى إنَّه في يوم من الأيام وأثناء حرب الخليج!! لم يحضر أحد من طلبته في الدرس فنادى حارس المسجد ـ وقد كان من جنسية هنديَّة ويعرف شيئاً من اللغة العربيَّة ـ وبدأ تعليمه بشيء من آيات الذكر الحكيم، وكان ما كان حتَّى اشتهر ابن جبرين؛ وصارت دروسه يحضرها المئات بل الآلاف إن كان ذلك في دورات علمية.
قال يحيى بن أبي كثير: لا ينال العلم براحة الجسم، فلا بدَّ من صبر العالم وصبر المتعلم كل منهما على الآخر، فالعالم يصبر في دعوته حتَّى يرى ثمارها يانعة في المستقبل بإذن الله، ويتحرك بعلمه ويبذل من وقته وجهده، ولو كان ذلك على خمسة من طلاَّب العلم يربيهم ويعلمهم، حتَّى يكونوا بعد ذلك خير خلف لزمان ذهب فيه أشياخهم وبقوا هم للناس كي يعلِّموهم أمر دينهم، وأولئك الطلبة يصبرون على تلقيهم العلم، ويقتفون سيرة الجادين من طلبة العلم حتَّى يحصِّلوا العلم المرتجى وينفع الله بهم العباد والبلاد.
تعلم فإن العلم زين لأهله * وفضل وعنوان لكل المحامد
وكن مستفيداً كل يوم زيادة * من العلم واسبح في بحور الفوائد
دور العلماء في الإصلاح:
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد شهد الله تعالى بفضلهم فقال: (شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [آل عمران18]، وذكَّر المسلمين بضرورة الرجوع إليهم إن اعترضتهم مسائل مشكلة في أمور دينهم، فقال تعالى: (وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً ([النساء: 83].
ولهذا كان للعلماء فضل كبير وأي فضل حين جعلهم رسول الله rوارثي علم النبوَّة، فقال r:( العلماء هم ورثة الأنبياء) (6).
و للشيخ محمد أبو زهرة رأيٌ في الدور المنوط بالعلماء، حيث يعلِّق على الحديث الوارد ذكره فيقول: "وراثة العلماء للأنبياء هي جهاد في إعلان الإسلام، وبيان حقائقه وإزالة الأوهام التي تلحق جوهره، فيُبديْه للناس صافيًا مشرقًا منيرًا، فَيعْشو الناسُ إلى نوره، ويهتدوا بهديه، وإن تلك الوراثة تتقاضى العالِم أن يجاهد، كما جاهد النبيون، ويصبر على البأساء والضراء كما صبروا، وأن يلقَى العنَت ممن يدعوهم إلى الحق والهداية كما لقوا، فليست تلك الوراثة شرفًا إلا لمن أخذ في أسبابها، وقام بحقها، وعرف الواجب فيها".
وإنَّ من فضائل قيام العلماء بهذا الواجب المنعقد عليهم، أن يكونوا من ضمن الطائفة المنصورة التي ورد فيها حديث يبشِّرها بوعد الله ونصره ما دامت على ذلك، فنجد في صحيح الإمام البخاري ذلك الحديث الذي يرويه عن معاوية بن أبي سفيان ـ رضي الله عنهما ـ أنَّ النبي r قال: (لا تزال طائفة من أمَّتي قائمة بأمر الله، لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتَّى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس).
وقد علَّق البخاري على ذلك بقوله: (وهم أهل العلم) وهذه رواية من روايات حديث الطائفة المنصورة، والتي امتدحها وأثنى عليها رسول الله r، فمن أراد أن يستشعر دوره في نشر العلم الشرعي فليعلم إن احتسب الأجر وأخلص النيَّة في ذلك؛ أنَّه سيكون من هذه الطائفة المنصورة، ومن المجددين لهذا الدين في فلسطين المباركة، ورسولنا الهادي rيخبرنا ويقول: (إنَّ الله يبعث على رأس كلِّ مائة سنة من يجدد لها أمر دينها)، أخرجه أبو داود بسند صحيح.
ولهذا نجد الإمام الجليل ابن قيم الجوزيَّة ـ رحمه الله ـ يتحدَّث عن أفضليَّة العلم وأنَّ نشره جزء من الجهاد في سبيل الله حيث يقول: " وإنما جعل طلب العلم من سبيل الله؛ لأن به قوام الإسلام، كما أن قوامه بالجهاد، فقوام الدين بالعلم والجهاد.
ولهذا كان الجهاد نوعين: جهاد باليد والسنان؛ وهذا المشارك فيه كثير، والثاني: الجهاد بالحجة والبيان؛ وهذا جهاد الخاصة من أتباع الرسل، وهو جهاد الأئمة، وهو أفضل الجهادين؛ لعظم منفعته وشدة مؤنته وكثرة أعدائه ....
ثمَّ قال ـ يرحمه الله ـ والمقصود أن سبيل الله هي الجهاد وطلب العلم ودعوة الخلق به إلى الله، ولهذا قال معاذ –رضي الله عنه-: عليكم بطلب العلم؛ فإن تعلمه لله خشية ومدارسته عبادة، ومذاكرته تسبيح، والبحث عنه جهاد" (7).
إنَّ المراد أن يكون لأهل العلم في فلسطين دورهم الريادي وأسلوبهم القيادي في تبليغ هذا الدين لأهل فلسطين، ولقد قال الله تعالى: (ولتكن منكم أمَّة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون)، ولهذا فإذا أردنا بحق إصلاح وضع التعليم الشرعي في بلادنا فإنَّنا بحاجة إلى أن تكون لدينا مجابرة على أنفسنا، واستشعار للمسؤوليَّة المناطة بأهل العلم، ومن لم يعانِ لا يدرك المعاني، والنعيم لا يدرك بالنعيم.
يحدثنا الكاتبون في تاريخ الأندلس أن العلماء المقيمين في ضواحي قرطبة كانوا يأتون يوم الجمعة للصلاة مع الخليفة، ويطالعونه بأحوال بلدهم وقال أحد علمائهم:
وأَتْعَبُ إن لم يُمْنَحِ الناسُ راحةً ... وغيري إن لم يَتْعَبِ الناس يتعبِ
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن جميل ما اطَّلعت عليه ما قاله الشيخ محمد الخضر حسين: "أهل العلم يرقبون كل حركة تقوم بها جماعة من الأمة، فينقدونها بالنظر الخالص، ويصدعون فيها بآرائهم مدعومة بالأدلة المقنعة، ولا تعد هذه المراقبة وهذا النقد خارجين عن خطة العالم الإسلامي، بل هما واجبان في عنقه كواجب التعليم والإفتاء. وإذا قص علينا التاريخ أن فريقاً من أهل العلم قضوا حياتهم في بحث المسائل العلمية البحتة، فقد قص علينا أن أمة من عظمائهم كانوا ينظرون في الشؤون العامة، ويتلون السيرة التي تكسو صاحبها جلالة، وترفع له بين الخلائق ذكراً ".
إنَّ للعلماء الربَّانيين الصادقين عظيم الدور، وكبير الأثر، في إصلاح الأمَّة، والسعي بها نحو الكمال، وعدم المداهنة في عرض الدين، فهم إن لم يقولوا الحق، فيستحيل أن يقولوا الباطل أو يرقعوا له، وها هو الشيخ الذي نقلت عنه آنفاً، وهو الشيخ محمد الخضر حسين أحد علماء تونس المعاصرين الكبار، فإنَّه حين انتقل إلى مصر وأعطي جنسيتها وأسندت إليه إدارة الأزهر في بداية الخمسينيات، وحينما تدخَّلت الحكومة في شؤون الأزهر شعر بالإهانة لعدم احترام حريَّة العلماء واحترام ذلك الصرح الكبير فقدَّم استقالته، رحمه الله رحمة واسعة، وحقيق به قول الله تعالى: (الذين يبلِّغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلاَّ الله)، ولهذا فإنَّا نجد أنَّ (أهل العلم يوجهون هممهم إلى الوسائل التي تقي الأمة ممن يبغونها الأذى، فهذا أبو بكر بن العربي قاضي أشبيلية رأى ناحيةً من سور أشبيلية محتاجة إلى إصلاح، ولم يكن في الخزانة مالٌ موفَّرٌ يقوم بسدادها، ففرض على الناس جلود ضحاياهم، وكان ذلك في عيد أضحى، فأحضروها، وصرفت أثمانها في إصلاح تلك الناحية المتهدمة.
وكان محمد بن عبد الله بن يحيى الليثي قاضي قرطبة كثيراً ما يخرج إلى الثغور، ويتصرف في إصلاح ما وهى منها حتى مات في بعض الحصون المجاورة لطليطلة.
وظهور العلماء في أمثال هذه المواقف يغرس لهم في نفوس الأمة ودَّاً واحتراماً، ويورثهم في رأي أولي الأمر مقاماً كريماً.
أفلا نذكر أيام كان أمراء الإسلام يَعْرِفون في طائفة من العلماء رجاحةَ الرأي، وصرامةَ العزم، وخلوص السريرة، فيلقون إليهم بقيادة الجيوش، فيكفون بأس أعدائهم الأشداء.
وما كان أسد بن الفرات قائد الجيش الذي فتح صقلية إلا أحد الفقهاء الذين أخذوا عن مالك بالمدينة، ومحمد بن الحسن في بغداد، وعبد الرحمن بن القاسم في القاهرة)
وبهذه الأمثلة ندرك شيئاً كبيراً من الدور الغائب لدى بعض أهل العلم في زمننا هذا، حينما نقارن حالهم بحال كثير من أهل العلم السابقين رحمة الله عليهم.
ولكي لا أظلِمَ أو أُظلَم؛ فإنني أقول لا شكَّ أنَّ الصحوة الإسلاميَّة المباركة بشتَّى أطيافها وأحزابها ومجموعاتها أثَّرت وأثَّرت على الواقع الفلسطيني بالعودة إلى الله، والاهتمام بهذا الدين، وتوجيه الناس نحو هذا الدين، ونقول ذلك مقارنة لما كانت عليه فلسطين قبل عشرين أو ثلاثين سنة من غفلة شديدة عن مظاهر الدين والصلاح، فضلاً عن الأخذ بركاب العلم الشرعي، فلعلَّ هذه الصحوة المباركة التي نعايشها تكون مرتقى ـ بإذن الله ـ لما بعده؛ من ضرورة توجيه جمع من طلبة العلم للاهتمام به، والاجتهاد في نيله، وتحمُّل الصعوبات التي تعترض طالبه.
خطوات عمليَّة في مشاريع النهضة العلميَّة في فلسطين:
لقد أخرج الشيخان في صحيحيهما، واللفظ للبخاري عَنْ أَبِي مُوسَى ـ رضي الله عنه ـ عَنِ النَّبِي rقَالَ: «مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ مِنَ الْهُدَى وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ الْغَيْثِ الْكَثِيرِ أَصَابَ أَرْضاً، فَكَانَ مِنْهَا نَقِيَّةٌ قَبِلَتِ الماءَ، فَأَنْبَتَتِ الْكَلأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ، وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَتِ الماءَ، فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا النَّاسَ، فَشَرِبُوا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا، وَأَصَابَتْ مِنْهَا طَائِفَةً أُخْرَى، إِنَّمَا هِي قِيعَانٌ لاَ تُمْسِكُ مَاءً، وَلاَ تُنْبِتُ كَلأً، فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقِهَ فِي دِينِ اللَّهِ وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ، فَعَلِمَ وَعَلَّمَ، وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْساً، وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ».
(يُتْبَعُ)
(/)
فأين هم أهل العلم المشمِّرون عن سواعد الجد، لكي يعلِّموا الناس، ويستخلصوا منهم طلبة علم أذكياء نجباء، يكونوا فيما بعد أهل علم وعمل وفضل وهدى، فعَنْ شُرَحبِيلَ أَبِي سَعدٍ قَالَ: دَعا الْحَسَنُ بَنِيهِ وَبَنِي أَخيهِ فَقَالَ: يا بَنِيَّ وَبَنِي أَخِي إِنَّكُم صغارُ قَومٍ يوشكُ أَنْ تَكُونُوا كِبَارَ آخَرِينَ، فَتَعَلَّمُوا الْعلْمَ؛ فَمَن لَم يَستطِع مِنكُم أَنْ يَروِيَهُ أَو يَحفَظَهُ فَلْيَكْتُبهُ وَلْيَضَعهُ فِي بيتِهِ.
وعَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ كَانَ يَجْمَعُ بَنِيهِ فَيَقُولُ: يَا بَنِيَّ تَعَلَّمُوا؛ فَإِنْ تَكُونُوا صِغَارَ قَوْمٍ فَعَسَى أَنْ تَكُونُوا كِبَارَ آخَرِينَ وَمَا أَقْبَحَ عَلَى شَيْخٍ يُسْأَلُ لَيْسَ عِنْدَهُ عِلْمٌ، وفي رواية: فما خير في كبير ولا علم له، فعليكم بالسنة.
على أهل العلم أنَّ يدركوا بأنَّ على كواهلهم تلقى الأعباء، وعلى عواتقهم يحملون شريعة ربِّ السماء، فليحسنوا نشرها وبثَّها بين أمَّتهم وخصوصاً في هذه الأرض المباركة، كيف ورسول الهدى عليه الصلاة والسلام أخبرنا عن أهل العلم بأنَّهم: (ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين) (8)، وإنَّ من خير ما يمكن القيام به في ذلك:
1) الإسهام في نشر العلم الشرعي الرصين المؤصَّل في المساجد إذ بالعلم يصلح الله البلاد والعباد، بل لا شيء من العلوم أفضل من العلم الشرعي، ولقد قال الإمام الشاطبي ـ رحمه الله ـ: (واتفق أهل الشرائع على أن علوم الشريعة أفضل العلوم، وأعظمها أجراً عند الله يوم القيامة) (9)، فجدير أن يكون لبيوت الله حقها بأن تعمر بذكره، والإعلان عن دورات متخصصة في الحديث والفقه والعقيدة؛ لعلَّ الله تعالى ينفع بها، وتؤتي هذه الدورات أكلها وثمارها يانعة طيبة.
2) استقطاب طلاَّب العلم الشرعي، وإقناعهم بضرورة تلقي العلم، وإعطائهم مفاتيح التلقي للعلم، وأصوله، ومقترحاً للبدء به، ومتابعتهم في ذلك.
3) بناء المعاهد الشرعية التي تدرس العلم بأسلوب يجمع بين الأسلوب التقليدي والعصري، لكي تتكوَّن لدى طالب العلم الأصالة والمعاصرة على حد سواء.
4) تشجيع الحركة العلمية في فلسطين، وبناء مكتبات علمية ضخمة وكبرى، تكون مرجعاً لأهل العلم والفقه والفتوى وطلاب العلم والدعاة عموما.
5) جلب علماء فلسطينيين جمعوا بين العلم والفقه والحكمة، ويكونوا على درجة كبيرة من التخصص في مجال الشريعة من الجامعات العربية والإسلاميَّة، التي يوجد بها عدد من أساتذة كليات الشريعة من الفلسطينيين المواطنين، لعلَّهم يأتون فلسطين وينشروا العلم فيها في داخل الجامعات والمساجد وغيرها.
6) محاولة جمع المتخصصين من أهل العلم في فلسطين وممن يشهد لهم بذلك، على كلمة سواء ليكونوا نواة علمية، وتعمل على درجة من الاستقلال العلمي بعيداً عن الحزبية التعصبيَّة أو الرسمية الضاغطة أو الإقليمية العرقية، بل يكون الهدف في ذلك الالتقاء على العلم ونشره، فروح المبادرة لجمعهم ضرورة لازمة، وانضواء العلماء تحت هذا السقف المرفوع أمل مرتجى، وحق مبتغى، فمن لها؟!
7) تشجيع المسابقات العلمية، والأفكار النشيطة التطويريَّة لنشر العلم بشتَّى الوسائل والأساليب.
8) تأثير أهل العلم في الحديث للناس عموماً وطلبة العلم خصوصاً، والتركيز والتطرق إلى إقامة العقيدة الصلبة الصحيحة، وضرورة تهذيب النفوس، وتزكية القلوب ببلسم الإيمان والعمل الصالح، والتربية الأخلاقية والإيمانيَّة، وأدب فقه الخلاف، وطريقة النقاش للمسائل العلمية.
9) اهتمام الوسائل الإعلاميَّة بإبراز أهل العلم ومحاورتهم في التخصصات التي يجيدونها، سواء أكان ذلك في وسائل الإعلام المرئيَّة أو المقروءة أو المسموعة، فإنَّنا نلحظ وفي فلسطين بالذات التركيز على إبراز الطاقات السياسية والفكرية والاجتماعيَّة، أمَّا العلماء فهم في واد والإعلام في واد آخر.
(يُتْبَعُ)
(/)
10) إقامة مشاريع ودورات علميَة كبرى، مثل الدورات العلمية في الإجازات الصيفية بشرح متون في الفقه والعقيدة والتفسير، ومشروع: (حفظ صحيح البخاري ومسلم)، ومشروع: (حفظ القرآن الكريم مع تفسير مختصر له)، وأن يقوم على ذلك كادر مهني علمي مؤهل لذلك، وممَّا سرَّني وبثَّ دواعي السرور والبهجة إلى قلبي، ما قرأته أثناء كتابتي لهذه الرسالة وتفحصِّي في شبكة المعلومات العنكبوتيَّة: (الإنترنت) فقد بدأت جمعية ابن باز الخيريَّة الإسلامية الدورة الأولى من نوعها في فلسطين لحفظ السنَّة النبويَّة المطهَّرة، والتي تقيمها في قطاع غزَّة ويشارك في الدورة سبعة عشر طالباً من حفظة كتاب الله عاقدين العزم على حفظ المتفق عليه من صحيحي البخاري ومسلم، وقد ذكر المشرف على الدورة أنَّ من أهدافهم إنشاء جيل ربَّاني يحفظ كتاب الله وسنَّة نبيه r، وأن يجمع طلبة العلم بين حفظ القرآن والسنَّة، راجياً من الله أن يكونوا ممَّن سنّوا سنَّة حسنة.
ولقد سرَّني ما سمعناه من أخبار طيبة بأنَّ في قطاع غزَّة اليوم ما يقارب عشرين ألفاً من الشباب والأشبال والنساء قد انكبوا على حفظ كتاب الله تعالى بمدة لا تتجاوز الستين يوما، وأنَّ في السنة الماضيَّة تخرَّج في هذه المراكز والمخيمات قرابة خمسة آلاف حافظ لكتاب الله، وهذا بصيص من نور، نتمنَّى أن يزداد وتتوسع فكرته لتشمل أرض فلسطين جميعا.
11) محاولة تواصل أهل العلم في فلسطين مع علماء الشريعة بشتَّى أنحاء العالم الإسلامي؛ لأنَّ فلسطين بحكم الحصار والتضييق عليها، يقلّ فيها العلماء، وفي ظل وسائل الاتصال المتطورة يمكننا تسهيل مسألة التواصل بين العلماء وطلبة العلم، وحبذا لو كانت مراكز متميزة ترعى هذا الأمر وتأخذ على عاتقها التواصل مع أهل العلم، وتقريب وجهات النظر بين العلماء والدعاة في فلسطين على كلمة سواء، ولقد كانت سيرة سلفنا الصالح من أهل العلم تضرب أروع الأمثلة في التواصل العلمي فيما بينهم وفي هذا يقول الشيخ العلاَّمة عبد الرحمن المعلمي: (كان العلماء في العصور الأولى متواصلين على بعد الأقطار وصعوبة الأسفار، فلا تكاد تطلع على ترجمة رجل منهم إلا وجدت فيها ذكر ارتحاله في أوان الطلب إلى الأقطار النائية للقاء العلماء والأخذ عنهم، وسياحته بعد التحصيل، وكلما دخل بلدة سأل عمن بها من العلماء واجتمع بهم واستفاد منهم وأفادهم وبقي يواصلهم طول عمره بالمكاتبة والمراسلة، وكانت المكاتبات لا تنقطع بين علماء الأقطار لتبادل الأفكار في المسائل العلمية ... )
ثمّ َوقف يصف حالة العلماء في الوقت الحاضر قائلاً بحسرة: (فأصبح العلماء في هذا العصر متقاطعين، لا صلة بين علماء هذا القطر، وعلماء القطر الآخر، بل ولا بين علماء القطر الواحد! بل ولا علماء البلد الواحد!!
فقد كان علماء البلد الواحد في العصور السابقة لا يكاد يمر عليهم يوم إلا وهم يجتمعون فيه، ويتذاكرون.
وأما الآن فقد تمر على العالم شهور بل سنون لا يجتمع بعالِمٍ آخر قد يكون معدودا من جيرانه! وإذا جمعتهما الجماعة أو الجمعة أو العيد فقد يرجعان من المصلى ولم يلتقيا! وإذا التقيا تجنب كل منهما فتح باب المذاكرة: إما رغبة عن العلم، وإما استحقاراً لصاحبه، وإما أنفة أن يظن الناس أن صاحبه أعلم منه، وإما خوفاً من أن تجر المذاكرة إلى المنازعة أو غير ذلك!! (10)
12) مشاركة أهل العلم المتقنين بنشر علمهم في وسائل الإعلام المرئيَّة والمقروءة والمسموعة، فإنَّ في مشاركتهم خيراً كبيراً، ونشراً لأصول العلم الشرعي، وتبييناً لعموم الناس ما يهمُّهم من أمور دينهم، وصدق الله وهو أصدق القائلين: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)، فإنَّ انخراط أهل العلم في هذه الوسائل الإعلاميَّة قيام بحق الله تعالى الذي أوجبه على أهل العلم ودورهم الرئيس في تعليم الأمَّة.
13) انتصار علماء الأمَّة في فلسطين لهموم أهل فلسطين، والدفاع عن حقوقهم الشرعيَّة والمشروعة، وقول كلمة الحق في النوازل المعاصرة التي تلمُّ بهم، وتطوف من حولهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
14) إن ابتعاث الطلبة المتميزين النابهين لاستكمال دراساتهم خارج فلسطين على أيادي العلماء العاملين ومن ثم رجوعهم ليكونوا علماء أفذاذاً لهو أمرٌ في غاية الأهمية، فيا حبذا لو قامت بعض الجامعات أو المؤسسات الإسلامية في الخارج لاستقبال بعض طلبة العلم المتميزين في فلسطين سنوياً، وقامت على تعليمهم حتى إنهاء الدكتوراه، مع القيام بمتابعتهم لتلقي العلم على أيدي العلماء، لكان بذلك بإذن الله تبارك وتعالى خير كبير سيعود بالنفع على أهل فلسطين.
15) لا بد لنا من تقديم توصية للمؤسَّسات الخيرية والثقافيَّة النافعة، أن يكون لها دور بتبني أعمالاً دعويَّة وعلميَّة وإرشاديَّة في فلسطين، وما أروع الساعة التي يتمّ فيها عقد مؤتمرات وندوات ذات صبغة علميَّة راسخة، ومنهجيَّة دعويَّة واضحة، لإغاثة العقول والقلوب بدروس العلم، كما هو معمول به في إغاثة الجريح والفقير والجائع.
ولقد جاء عن الإمام أحمد بن حنبل أنَّه قال: (الناس محتاجون إلى العلم أكثر من حاجتهم إلى الطعام والشراب؛ لأن الطعام والشراب يُحتاج إليه في اليوم مرة أو مرتين، والعلم يُحتاج إليه بعدد الأنفاس).
16) تخصيص وقفيَّة لطباعة الكتب والمطويات في فلسطين، وذلك للاستعانة بها في مجال التعليم الشرعي، والدعوة إلى الله.
17) تسيير رحلات عمرة علميَّة يكون لها برنامج منظم ومنسَّق مع بعض علماء الحجاز؛ لكي يستفيد طلبة العلم خلالها من لقاء العلماء، وسؤالهم، والتعرف على بعض علماء المسلمين، ويزدادوا شيئاً من العلم في ظلال دورات علمية مكثَّفة.
18) إعادة الروح العلميَّة للمسجد الأقصى المبارك، فكم شكا كثير من أهل العلم المتخصِّصين بضعف الاهتمام من إدارة الأوقاف المسؤولة عن المسجد الأقصى بتعيين علماء متخصصين يقوموا بنشر العلم الشرعي في هذه البقعة المباركة، والتي كانت في مدة سابقة تمتلئ فيها مصاطب العلم، ومواكب الطلاَّب لاقتباس العلوم من مشايخهم، وأمَّا في الوقت الحاضر فإنَّ المسجد الأقصى يتحدَّث فيه كلّ من هبَّ ودب، والأصل أن يكون لأهل العلم في القدس وعلى تخومها مما يحاذيها من الضفَّة الغربيَّة ضغط كبير على الأوقاف؛ لكي تضبط الدروس الملقاة، ولا يعني هذا أن يكون التخويل مسبِّباً للمنع من إلقاء الدروس أو التقييد منها، فالمقصد خلاف ذلك من توسعة مجالس العلم لكي يتلقَّى الكثير من شباب الإسلام وفتياته العلم على أيدي العلماء المتخصصين، ويكون هنالك مساعدة من إدارة الأوقاف لدفع العلماء للتحدث، وإقامة الكراسي الخاصة بهم، وثنى من ليس أهلاً لنشر العلم، لتكون هنالك فائدة لعموم طلبة العلم والحضور، ويشعروا ببركة العلم في بيوت الله، فكيف إذا كان بالمسجد الأقصى المبارك، والذي كانت تجتمع فيه حلقات العلم حتَّى تجاوز المائة حلقة، ولهذا نجد الشيخ عبد الله مخلص المتوفَّى سنة 1947وهو يتحدَّث عن علماء بيت المقدس فيقول: (بيت المقدس الذي قلَّ فيه العلماء، ولم يبق فيه من يشار إليهم بالبنان سوى نفر قليل يعدّون على الأصابع) ثمَّ ذكر عدداً منهم وواصل حديثه قائلاً: (بعد أن كان المسجد الأقصى وحده يضم تحت سقفه وبين جدرانه المئات من العلماء الأعلام، فسبحان محوِّل الأحوال) (11)، فإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون!!
وأخيراً:
إنَّ أيَّة أمَّة لا تتقدَّم إلا بعلمائها وأهل الفقه والحكمة فيها، وقد كان الوزير التونسي خير الدين باشا يعقد مجالس من علماء جامع الزيتونة، ويلقي على وجه الشورى ما يهمه من المسائل العامة، فيتناوبونها بالبحث والنظر، حتى إذا نطق أحدهم برأي يصيب به المفصل من القضية اهتَزَّ ذلك الوزير ارتياحاً، وضرب يمناه على يسراه قائلاً: لا تتقدم أمة إلا بعلمائها. (12).
إنَّ تعظيم العلم وإعطاء رجالاته حقهم ومستحقهم؛ ذخر وفخر لكل من يقوم بالمسؤوليات تجاه بلده وأمَّته، وإنَّ من لا يعطي العلم قدره، ولا أهل العلم حقهم، فإنه ولو كان لديه من الإدراك لأهمية ذلك ما له، إلاَّ أنَّ ذلك لا يدل إلا على جهل مدقع وخراب في الفكر بلقع، وقد صدق علي بن أبي طالب رضي الله عنه حين قال:
الناس من جهة التمثال أكفاء ... أبوهمُ أدم والأم حواء
فإن يكن لهم في أصلهم نسب ... يفاخرون به فالطين والماء
ما الفضل إلا لأهل العلم إنهمُ ... على الهدى لمن استهدى أدلاء
(يُتْبَعُ)
(/)
وقدر كل امرئ ما كان يحسنه ... والجاهلون لأهل العلم أعداء
وإنني من هذا المنطلق أنادي أصحاب المسؤوليات، وعلى رأسهم أهل الحل والعقد من رجالات الإسلام الصادقين؛ بأن يعطوا لنصيب العلم الشرعي عطاءً واسعاً، وأن يسهموا في نشره بكامل الحرية، وأن يتيحوا جميع الفرص لنيله وطلبه وتعلمه؛ فإنَّ العلم لا يهلك حتى يكون سراً كما نقل البخاري في صحيحه عن عمر بن عبد العزيز، وإنَّ حاجة الأمة المسلمة للعلم الشرعي أشد من حاجتها للطعام والشراب؛ إذ العلم الشرعي هو المحرك الأساس لكل رأي وفكرة وحركة أما الطعام والشراب فلو اكتفي به في اليوم مرة فلا يضير، لكن إن غفل المرء عن العلم في موقف من المواقف اليومية فإنّهَ يصاب بالخلل الشرعي، فما بالنا ونحن نرزح تحت نير الاحتلال الذي ينفث سمومه والشبهات والشهوات فإنَّ الحاجة تزداد أكثر فأكثر لنشر العلم والمساهمة في ذلك والمساعدة في بثه.
وإنَّ من أولى أولويات المسؤولين أن يهتموا بالبناء العلمي الشرعي الصحيح، وأن يتيحوا الحرية الكاملة والواسعة لطلاب العلم وقاصديه ومريديه؛ لكي ينهلوا من هذا المعين الصافي، ويهنؤوا بعلوم الشريعة العذبة، ويستلهموا مواقفهم واتجاهاتهم بناءً على ما يتوصلون إليه من خلال العلم الشرعي الصحيح، وليس بمواقف رعناء وآراء عرجاء.
أحب أن أنبِّه إلى قضية خطيرة للغاية وهي أنَّ العلم حينما نتحدَّث عنه فإنَّنا لا نريد زيادة من نسخ الكتب تمشي على الأرض، أو تكوين كتلة بشرية تحمل العلوم والمعارف فحسب، بل يكون ذلك مندمجاً في خدمة القضيَّة الفلسطينيَّة علماً وعملاً، وتربية ورباطاً، وجهداً وجهاداً، والعلم الشرعي المفيد هو العلم المبني على العمل؛ لأنَّه تكليف، وفي هذا يقول الشاطبي رحمه الله: (وكل علم ليس تحته عمل فهو باطل) (13)، فالله الله في علم يؤزّنا إلى العمل، وفي معرفة تثير فينا الحركة، ليكون العالم منارة إصلاح، ومشعل هداية، وأمَّا إن أعرضنا عن ذلك، فالويل والثبور: (وإن تتولَّوا يستبدل قوماً غيركم ثمَّ لا يكونوا أمثالكم).
وفي الختام:
تحيَّة إلى أهل العلم الذين قاموا بواجبهم في فلسطين حقَّ قيام، وعلَّموا الناس أمور دينهم ودنياهم، حفظهم الله وبارك في جهودهم، وأطال في أعمارهم على طاعته، فجزاكم الله عنَّا كل خير، ولا حرمكم الله الأجر، وحشرنا وإياكم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، ... اللهم آمين.
يا سَادة العِلمِ الأصيلِ ومَنْ لَهُمْ ... أبداً قلوبُ المؤمنينَ تُفَتّحُ
أنتم هُداةُ الرَّكْبِ في طلبِ العُلا ... والنّورُ والعِلمُ الأصيلُ الأوضَحُ
والذُّخْرُ نِعْمَ الذُّخرُ عِندَ مُلِمَّةٍ ... والفخرُ والشرفُ الذي نَتَوَشّّحُ
أنتم وَرَبِّ البيتِ تاجُ رُؤوسِنا ... وبِكُم نُباهي العالمين ونَرْجَحُ
ياسَادةَ العِلمِ الأصيلِ مَكانُكُمْ ... فَوْقَ الثُّريَّا بالمَآثرِ أَفْيَحُ
والله المسدد، وهو الموفق، سبحانه وبحمده، وصلى الله وسلم على الهادي البشير، وعلى آله وصحبه أجمعين.
1) من مقدِّمة الإمام أحمد بن حنبل لكتابه: (الرد على الجهميَّة والزنادقة).
2) أخرجه أبو خيثمة في كتاب العلم، وصحَّحه الألباني فقال: موقوف صحيح الإسناد ورجاله رجال الصحيحين غير عبد الله بن يزيد الصهباني وهو ثقة، وانظر الصحيحة: (7/ 576)
3) أخرجه البخاري برقم: (100) ومسلم برقم: (2673) كلاهما من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.
4) داني كوكس/ جون هوفر (القيادة في الأزمات)
5) إحياء علوم الدين للإمام الغزالي: (1/ 23)
6) أخرجه الترمذي (2682) , وأبو داود (3641) , وابن ماجه (223) , وأحمد (5/ 196).
7) مفتاح دار السعادة: (1/ 271 ـ 272)
8) الحديث مرسل، ولكن روي موصولاً من طريق جماعة من الصحابة، وصحَّح بعض طرقه العلائي، كما ذكر الشيخ الألباني في مشكاة المصابيح: (239)، وذكر الإمام ابن عساكر في تاريخ دمشق: (7/ 39) نقلاً عن الإمام أحمد بأنَّه صحيح، وكذا الإمام ابن حجر في كتابه لسان الميزان: (1/ 312) ناقلاً عن الإمام أحمد تصحيحيه للحديث.
9) كتاب الاعتصام: 2/ 340.
10) نص محاضرة ألقيت للشيخ المحدث عبد الرحمن المعلمي اليماني عام 1356هـ بعنوان: (صلة الارتباط بين العلماء في القديم) اعتنى بإخراجها: سامي الجاد الله
11) تراث فلسطين في كتابات عبد الله مخلص، لجميل العسلي س146.
12) محاضرات إسلامية للشيخ محمد الخضر حسين، ص94.
13) الموافقات للشاطبي: (1/ 60 ـ 77)
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[21 - Dec-2009, صباحاً 02:19]ـ
الله المستعان!
لا يوجد رافع!
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[18 - May-2010, مساء 04:11]ـ
http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=6037
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[25 - Aug-2010, مساء 10:11]ـ
http://www.saaid.net/Doat/khabab/82.htm
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[28 - Aug-2010, صباحاً 12:12]ـ
حسبي الله ونعم الوكيل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[30 - Sep-2010, مساء 07:52]ـ
جزاكم الله خيرا اخي ابو القاسم
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[04 - Oct-2010, مساء 02:24]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[23 - Nov-2010, صباحاً 08:35]ـ
الاخ نائل سيد احمد
وفيك بارك الله(/)
الفقه المقارن
ـ[محمد مرباح البجمعوي]ــــــــ[08 - Nov-2009, مساء 01:45]ـ
الفقه المقارن إعداد: محمد مرباح الجزائري تمهيد: التعاقد مع الآخرين وليد الحاجة إلى التعامل. و التعامل ضرورة اجتماعية، فالإنسان مدني بطبعه لا غنى له عن العيش المشترك مع الجماعة لتأمين حاجياته، و لا يتم ذلك إلا بالتبادل و التعاون مع الآخرين، و المبادلات صور متعددة تخضع لما يعرف بالعقد الذي ينظم حركة النشاط الإقتصادي، و تضبط أصول التعامل و لا تخلوا الحياة اليومية للإنسان من إبرام عقد من العقود، و وضع الفقهاء نظاما لكل عقد (تعريف، أركان، شروط و أحكام). تعريف العقد: لغة: معناه الربط (الإحكام و الإبرام بين أطراف الشيء، سواء كان الربط ربطا حسيا أو معنويا، من جانب واحد أو من جانبين) عقد الحبل (عقد حسي) عقد النية، عقد اليمين، عقد البيع، عقد الزواج. و العقد عند الفقهاء له معنيان (عام و خاص): العقد العام: هو أقرب إلى المعنى اللغوي و هو الشائع أيضا عند فقهاء الشافعية و المالكية و الحنابلة، فهو كل عزم من المرء على فعله سواء صدر هذا العزم بإرادة منفردة كالوقف و الطلاق و اليمين أو إحتاج إلى إرادتين في إنشائه كالبيع و الإيجار و الرهن. فهذا المعنى يتناول الإلتزام مطلقا سواء من شخص واحد أو من شخصين، و هو يشمل ما يسمى تصرف و إلتزاما. و العقد بالمعنى العام ينظم جميع الإلتزامات الشرعية و هو بهذا المعنى يرادف كلمة الإلتزام. العقد الخاص: إرتباط إيجاب و قبول على وجه مشروع يثبت أثره في محله أو تعلق كلام أحد العاقدين بالآخر شرعا على وجه يظهر أثره في المحل. الإيجاب و القبول: هو الفعل أو القول الدال على الرضى بالتعاقد و التقييد و لكونه على وجه مشروع لإخراج الإرتباط على وجه غير مشروع كالإتفاق على قتل أو إتلاف ممتلكات أو على سرقة أو الزواج بالمحارم. العقد قانونا: هو توافق إرادتين على إحداث أثر قانوني من إنشاء إلتزام أو نقل أو تعديل أو إنهاء. هذ التعريف و إن كان واضحا سهلا إلا أن تعريف الفقهاء في نظر الشرعيين أدق لأن العقد ليس إتفاق بين إرادتين، و إنما هو ارتباط يقره الشرع، فقد يحدث الإتفاق و يكون العقد باطلا، فالتعريف القانوني يشمل العقود الباطلة. العقد و التصرف: التصرف هو كل ما صدر عن الشخص بإرادته من قول أو فعل رتب عليه الشرع أثرا من الآاثر سواء أكان في صالح ذلك الشخص أم لغير صالحه، فيشمل الأقوال الصادرة عن الشخص كالبيع و الهبة و الوقف و الإقرار بحق، و الأفعال كالإنتفاع بالمباحات و الاستهلاك سواء أكان القول أو الفعل لصالح الشخص كالبيع و الاصطياد أو لغير صالحه كالوقف، السرقة، الوصية، القتل، و به يتبين أن التصرف نوعان (فعلي و قولي). فالفعلي: هو الواقعة المادية الصادرة عن الشخص كالغصب و الإتلاف و قبض الدين، و تسليم المبيع. أما القولي: فهو نوعان: (عقدي و غير عقدي) أما العقدي: فهو إتفاق إرادتين كالشراكة و البيع و غير العقدي: كالوقف و الطلاق. و على هذا الأساس فإن التصرف أعم من العقد و الإلتزام، إذ أنه يشمل الأقوال و الأفعال. خلاصة القول: التصرف أعم من العقد و الإلتزام، و العقد و الألتزام مترادفان ملتزمان، لكن الإلتزام أعم منه و العقد أخص من كلمة تصرف. انشاء العقد و تكوينه: يأخذ فقهاء القانون الحديث بمبدأ سلطان الإرادة العقدية أي أن الإرادة حرة في انشاء العقود و اشتراط الشروط لتحديد إلتزامات التعاقد و آثاره المترتبة عليه و لكن في حدود النظام العام و هي الحدود التي يضعها التشريع وفق مصالح الفرد و المجتمع (سياسة، اقتصاد). فلا يصح مثلا استئجار شخص على ارتكاب جريمة أو فعل يتنافى مع الآداب العامة أو يخل بنظام اقتصادي أو سياسي. و يعتبر القانونيون عن حرية الاشتراط و تحديد إلتزامات التعاقد بقاعدة مشهورة العقد شريعة المتعاقدين أي أنه ملزم من الطرفين فيما تنص به بنوده و شروطه و هذا يعني أن السلطان المطلق في إنشاء العقد و آثاره المترتبة عليه هي إرادة المتعاقدين دون النظر إلى فكرة التعادل في الغنم أو الغرم (الربح أو الخسارة). حرية التعاقد و رضائيته: اتفقت الاجتهادات الإسلامية على أن الرضا أساس العقد لقوله تعالى: «يا أيها الذين
(يُتْبَعُ)
(/)
آمنوا لا تاكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم». و قوله سبحانه فيعدم استحقاق أخذ شيء من حقوق الزوجات: «فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا». و قال – صلى الله عليه و سلم -: «إنما البيع عن تراض». و بناء على هذا فإن مجرد التراضي يولد العقد و إلتزاماته لممارسة شكلية معينة إلا عقد الزواج لخطورته فإنه يخضع لشكلية الإعلان و الإشهاد. الإرادة حرة في إبرام العقد دون خضوع لأي نوع من أنواع الإكراه سواء في المعاملات المالية أو عقود الزواج إلا ما توجبه المصلحة و العدالة (هناك عقود يتدخل فيها الإكراه نظرا للمصلحة). اختلف المجتهدون على رأيين في مبدأ حرية انشاء العقد الظاهرية: أتباع داوود الظاهري و ابن حزم: و هم ا لمضيقون الذين يقولون الأصل في العقود المنع حتى يقوم دليل على إباحته أي أن كل عقد أو شرط لم يثبت جوازه بنص شرعي أو إجماع فهو باطل. • أن الشريعة شاملة لكل شيء: و قد تكلفت ببيان ما يحقق مصالح الأمة ومنها العقود و ليس من العدل ترك أمر الناس له في حاجة و هي العقود. • حديث الرسول – صلى الله عليه و سلم - «كل عمل ليس عليه أمرنا فهو رد». • حديث الرسول – صلى الله عليه و سلم - «ما كان من شرط ليس في كتاب الله فهو باطل و إن كان مائة شرط». الحنابلة و بقية الفقهاء (الجمهور): و هم الموسعون، الأصل في العقود الإباحة و ما يتصل بها من شروط ما لم يمنعها الشرع أو تخالف نصوصه. و دليلهم: الآيات القرآنية و الأحاديث السابقة، فهذه النصوص لم تشترط إلا الرضا، و كذلك آية قرآنية أخرى أوجبت الوفاء بكل عقد دون استثناء و هي قوله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود». اشترطت العقود دون استثناء فهي عامة بشرط الوفاء. موضع الشرط من العقد: حرية الاشتراط و ترتيب آثار العقود: • اتفق الفقهاء على أن العقد المستكمل لأركانه و شروطه يتمتع بالقوة الملزمة، أي كل عقد باشره الإنسان بإرادته الحرة «دون إكراه أو تهديد» فهو ملزم بالنتائج كلها و مقيد لإرادته، لقوله تعالى: «يا أيها الذن آمنوا أوفوا بالعقود». و قوله أيضا: «و أوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا». • اتفق الفقهاء على أن ترتيب آثار العقود هي في الأصل من عمل المشرع لا من عمل المتعاقدين، فإرادة المتعاقدين تنشأ العقد و لكن الشريعة هي التي ترتب ما لكل عقد من حكم و آثار. هذه ضوابط جعلها الشارع حتى لا يبغ بعض الناس على بعض بما يشترطون من شروط فإرادة الإنسان مقصورة على انشاء العقد فقط و أما ما يترتب على العقد من آثار تنقل الملكية المبيع إلى المشتري و استحقاق الثمن فمتروك للشرع. بيان مذهب الحنفية و الحنابلة في الشروط المقترنة بالعقد: أما مذهب الشافعية فقريب من مذهب الحنفية و مذهب المالكية قريب من مذهب الحنابلة. مذهب الحنفية في الشرط: قسم الحنفية الشرط إلى ثلاثة أنواع: الشرط الصحيح، الشرط الفاسد، الشرط الباطل. الشرط الصحيح: هو ما كان موافقا لمقتضى العقد مؤكدا له أو جاء به الشرع أو جرى به العرف مثال الشرط الذي يقتضيه العقد: اشترط البائع تسليم الثمن أو حبس المبيع حتى أداء جميع الثمن. اشترطت الزوجة على زوجها أن ينفق عليها. فهذه شروط تبين مقتضى العقد لأن مضمونها واجب التحقق شرعا و لو لم يشترطها أحد المتعاقدين مثال المؤكد لمقتضاه. الشروط الجعلية للنكاح: الحنفية: اشتراط أحد الزوجين شرطا، إما أن يكون الشرط مقارنا للعقد أو أن يكون الشرط معلقا على الشرط. 1. أن يكون الشرط مقارنا للعقد و فيه وجهان: o أن يكون من مقتضى العقد كأن يقول لها تزوجتك على أن تكوني زوجة للغير فهو ناقد بطبيعته. o أن لا يكون مقتضى العقد كأن يقول لها تزوجتك على أن أحلك لمطلقك فإن الشرط يلغى و يصح العقد. 2. أن يكون العقد معلقا على الشرط: و فيه وجهان: o أن يكون الشرط ماضيا و العقد في هذه الحالة صحيح، ماضيا (وقع و انتهى، مثل تزوجتك إن التحقت بالوظيفة). o أن يكون مستقبلا، و هو إما أن يكون محقق الوقوع فيصح العقد، أو غير محقق فلا يصح. المالكية: الشرط عند المالكية 04 أنواع: 1. التعليق على الشرط: و هو لا يضر و إن يكن محققا لعدم اشتراطهم الفور في النكاح. 2. الشرط المقارن للعقد
(يُتْبَعُ)
(/)
المفسد له: كاشتراط الخيار للزوج، و منها أن يشترط شرطا يناقض العقد كعدم التسوية في القسم أو حرمانها من نفقة، فإن وقع فسخ العقد قبل الدخول، أما بعده فيثبت و يلغى الشرط. 3. شروط لا تناقض العقد: كأن يشترط ألا يتزوج عليها أو لا يخرجها من بلدها و هذه الشروط يندب الوفاء بها. 4. شروط يجب الوفاء بها: و يكون لهما بها خيار فسخ العقد كاشتراط السلامة من العيوب أو البكارة «إن وجد الزوج عكس ما كان يطلب، فله حق فسخ العقد. الشافعية: و الشروط عندهم قسمين: 1. العقد المعلق على شرط و هو فاسد. 2. الشرط المقارن للعقد و فيه وجهان: • شروط فاسدة يقتضيها العقد و هي تفسد العقد، كأن يشترط كونها معتد و حبلى. • شروط صحيحة لا تفسد العقد و هي كل اشتراط وصف لا يمنع صحة النكاح (الجمال و البكارة و للزوجين بها الخيار. الحنابلة: الشروط عندهم ثلاثة أقسام: 1. شروط صحيحة: كأن تشترط المرأة أن لا يتزوج عليها أو أن لا يخرجها من دارها، أو أن لا يفرق بينها و بين أولادها (شروط لازمة يجب الوفاء بها). 2. شروط فاسدة تفسد العقد: كأن يشترط تحليلها لمطلقها الأول، أو أن يعلق العقد على شرط المستقبل أو التوقيت بوقت فهي فاسدة تفسد العقد. 3. شروط فاسدة لا تفسد العقد بل تبطل دونه: كأن يشترط أ، لا يعطيها مهر أو أن يميز عليها ضرتها أو شرط له الخيار، هذه الشروط ملغاة لا قيمة لها و العقد صحيح، و الشرط فاسد. دراسة تطبيقية للشروط الجعلية في النكاح: 1. زواج التحليل: هو أن يتزوج المطلقة ثلاثا بعد انقضاء عدتها و يدخل بها ثم يطلقها ليحلها للزوج الأول، هذا النكاح ينهى عنه، قال – صلى الله عليه و سلم -: «لعن الله المحلل و المحلل له». حكمه: النصوص صريحة في بطلان هذا الزواج لأن العقد لا يكون إلا على أمر غير جائز قصد التحليل قائما عند العقد، ذهب إلى ذلك مالك و أحمد أما الشافعية فقالوا: المحلل الذي يفسد نكاحها هو حتى يتزوجها ليحلها ثم يطلقها، أما من لم يشترط ذلك في عقد النكاح فعقده صحيح، و يصح العقد مع الكراهة عند الحنفية لأن النكاح لا يبطل بالشروط الفاسدة، و تحل للزوج الأول بعد طلاقها أو موته و انقضاء عدتها. 2. نكاح المتعة: و يسمى الزواج المؤقت و هو أن يعقد الرجل على المرأة أسبوعا أو شهرا، و قد أجمع الفقهاء على تحريمه و خالف في ذلك الشيعة، و اشتهر كذلك القول بجوازه، عن ابن عباس – رضي الله عنهما - «و الحق أنه ما سلك هذا المسلك بالقول بجوازه إلا عند الحاجة و الضرورة، و من أدلة المنع قوله – صلى الله عليه و سلم -: «يا أيها الناس إني كنت أذنت لكم في الاستمتاع ألا و أن الله قد حرمها إلى يوم القيامة». و قد اختلف الفقهاء في إضمار الزوج نية التوقيت، حيث قال المالكية و الحنفية بصحة العقد و خالف في ذلك الحنابلة. حكمه: يفسخ هذا النكاح قبل الدخول و بعده و يجب للمرأة بعد الدخول مهر المثل. 3. نكاح الشغار: هو أن يقول زوجني ابنتك على أن أزوجك ابنتي مثلا. • عند المالكية: الشغار عندهم ثلاثة أقسام: • شغار صريح: و هو أن يقول له زوجني أختك مثلا على أن أزوجك أختي بحيث لا يكون لإحداهما مهر بل بضعها في نظير بضع الأخرى. • وجه الشغار: و يسمى فيه الصداق مع اشتراط زواج إحداهما في نظير الأخرى، و معنى ذلك أن الصداق مسمى. • المركب منهما: و هو أن يسمى لواحدة منهما مهرا دون الأخرى مع اشتراط زواج إحداهما في نظير الأخرى، مثال: أن يقول له زوجني ابنتك على أن أزوجك ابنتي مع الفرق 100 دج لواحدة فقط. 1. حكم الشغار الصريح: البطلان، فيفسخ العقد قبل الدخول و بعد و لها مهر المثل بالدخول. 2. وجه الشغار: يفسخ قبل العقد لا بعده. 3. المركب منهما: فحكم المسمى لها الفسخ قبل الدخول لا بعده العبرة بالظواهر لا بالنوايا • عند الشافية: قالوا إن الشغار هو أن يقول له زوجتك ابنتي على أن تزوجني ابنتك و بضع كل منهما صداق الأخرى، و كذلك لو سمى لكليهما صداقا، فلو لم يذكر البضع كأن يقول زوجتك ابنتي بـ 100 دج على أن تزوجني ابنتك بـ 100 دج صح العقد، و نكاح الشغار عندهم فاسد يوجب مهر المثل بالتساوي. • الحنفية: وافقوا الشافعية في مسمى الشغار و خالفوا في حكمه حيث يصح عندهم مع وجوب مهر الإثنتين
(يُتْبَعُ)
(/)
، و أجابوا عن المعترضين بأن المنهي عنه حصول حقيقة الشغار، و هي غير نافذة لوجوب مهر المثل. و حمل النهي على الكراهة لا الفساد • رأي الحنابلة: في زواج الشغار هو أن يزوج الرجل ابنته أو وليته على أن يزوج الأخر ابنته أو وليته، و لا صداق بينهما و لا يشترط أن يقول و بضع إحداهما صداق الأخرى. بيع المرابـ ــحة: أجمع العلماء على أن بيع المرابحة صنفان: (مساومة و مرابحة). المرابحة: هي بيع السلعة بثمنها الذي قامت به ربح بشرائط خاصة مفصلة في الذهب. الحنفية: قالوا يصح بيع المرابحة أي بالثمن الأول مع الربح بشرطين: 1.أن يكون المبيع عرضا، فلا يصح بيع النقدين مرابحة. - الثمن مثليا كالدينار و الدراهم و كذلك المكيلات و الموزونات، فإذا اشترى ثوبا بـ 100 دج فإنه يصح أن يبيعه بثمنه مع ربح معين، و كذلك إذا اشتراه بـ 10 كلغ من القمح، و إذا كان الثمن غير مثلي بل قيمي أي يباع بالتقويم لا بالمكيل، و نحوه كالحيوان أو الثوب، فإنه يصح البيع به بالمرابحة بشرطين: 1. أن يكون ذلك الثمن نفسه الذي بيعت به السلعة أولا. 2. أن يكون الربح معلوما كأن يقول له بعتك هذا الثوب بثمن الشاة التي اشتريتها به مع ربح 10 دنانير، أما إذا كان الربح غير معين، لم يصح البيع، و للبائع أن ينظر إلى أصل الثمن الكلي الذي أنفقته على السلعة مما جرت به عادة التجارة، .............................. ................ سواء كان مؤثرا في عين السلعة كالخياطة و الصبغ أو غير مؤثر كأجرة الخزن و الحمل. المالكية: بيع المرابحة عندهم على وجهين: - أن يساومه على أن يعطيه ربحا عند كل مائة، عشرة، مثلا، و أن يبيع السلعة بربح معين على جملة الثمن، و في كلتا الحالتين فإما أن يكون البائع قد اشترى السلعة بثمن معين و لم ينفق عليها شيئا، زيادة على ذلك و أن يكون قد أنفق عليها. ففي الحالة الأولى الأمر ظاهرا، على المشتري أن يدفع الثمن مضافا إليه الربح بالحساب الذي تم الاتفاق عليه و إما أن يكون قد أنفق عليها زيادة على ثمنها الذي اشتراها به، و تقع هذه النفقة على ثلاثة أقسام: - قسم يحسبه في رأس المال و يجعل له حظا من الربح: و هو ما لا يؤثر في عين السلعة كالخياطة و الصبغ. - قسم يحسب في رأس المال و لا يجعل له حظا من الربح و هو ما لا يؤثر في عين السلعة فلا يمكن للبائع أن يتولاه لنفسه، كحمل المتاع إلى بلد و كراء المخازن. - قسم لا يحتسب فيه الأمرين جميعا: و هو لا يؤثر في عين السلعة مما يمكن أن يتولاه صاحبها بنفسه كالطين. و من هنا يتضح لنا أن تسمية الثمن و تسمية ما أنفق على السلعة بأقسامه الثلاث شرط على أي حال و إلا وقع البيع فاسدا. الشافعية: يصح بيع المرابحة عند الشافعية و لم يشترطوا بيان الثمن و ما أنفق زيادة عليه، إن علمه المشتري، أما إن لم يعلمه فإنه لا يدخل شيئا من النفقات الزائدة ما لم يتم بيانها و كذلك الثمن إذا كان عرضا و لم يعلم به المشتري، وجب على البائع أن يبينه. مسألة: إذا باع شيئا مرابحة ثم ظهر كذبه في بيان الثمن، و حكم ذلك على تفصيل: الحنفية: - قالوا إذا ظهر كذبه ببرهان أو إقرار و وكلوا اليمين، فإن للمشتري الحق في إمساك المبيع بثمنه الذي أخذه به أو رده و له أن ينقص ما زيد عليه في أصل الثمن و ما يقابله في الربح. مثل: اشترى رجل ثوبا بـ 100 دج مع ربح بـ10 دج، ثم تبين له أن الثمن الحقيقي للثوب هو 80 دج، فله في هذه الحالة أن يرد المبيع أو يمسكه مع إنقاص ما زيد عليه في أصل الثمن، و ما يقابله في نسبة الربح 10 1 ـــــــــ = ــــــــ 100 10 قيمة الثوب التي يدفعها المشتري = القيمة الحقيقة للثوب + نسبة الربح × القيمة الحقيقة. 1 = 80 + (ــــــــ × 80) = 88 دج. 10 يعيد البائع للمشتري 22 دج أي 110 ـ 88. المالكية: قالوا البائع في المرابحة إن لم يكن صادقا فهو إما أن يكون كاذبا أو غاشا أو مدلسا - أما الغاشي: فهو الذي يظهر في السلعة صفة مرغوبة ليس فيها و العكس على أن لا ينقص ذلك من القيمة، و للمشتري في هذه الحالة الخيار بين الرد و الإمساك. - أما الكاذب هو الذي يخبر بخلاف الواقع فيزيد في الثمن للمشتري، و في هذه الحالة أن يسقط ما زاده البائع عليه من الثمن و ما يقابله من الربح أن
(يُتْبَعُ)
(/)
يرضى البائع فيكون مجبرا و هو مخير بين الرد و الإمساك. - أما المدلس: فهو الذي يعلم أن بالسلعة عيب و يكتمه و المشتري في هذه الحالة مخير بين الرد و الإمساك. الحنابلة: إذا ظهر كذب البائع في الثمن فالمشتري له الحق في إسقاط ما زاده البائع من الثمن و ما يقابله من الربح و لا خيار له في إمساك السلعة أو ردها. الشافعية: لهم قولان: تقول بالتخيير و قول باللزوم (الحط أو الإنقاص). بيع الخيـ ــــــــــــــــــــــــــــار: أنواعه: 1. خيار المجلس: و هو أن يكون لكل من العاقدين حق فسخ العقد ما دام في مجلس العقد، لم يتفرقا بأبدانهما أو يخير أحدهما للأخر فيختار لزوم العقد (يكونان في مجلس العقد). الشافعية و الحنابلة: المثبتون لخيار المجلس إذا انعقد العقد بتلاقي الإيجاب و القبول، يقع العقد جائزا أي غير لازم ما دام المتعاقدين في مجلس العقد حتى يتفرقا و يحدد طبيعة التفرق، العرف الشائع بين الناس في التعامل، حجتهم في ذلك، قوله – صلى الله عليه و سلم – «البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، أو يقول أحدهم لصاحبه اختر» رواه البخاري. المالكية و الحنفية: خالفا في ذلك و دليل الفريق: • أن وقت التفرق غير معلوم فهو أشبه ببيوع الغرر. و قيل الحديث خبر آحاد و هو مخالف لعمل أهل المدينة و الحديث أقوى لتواتره، و عمل الفريق الثاني الحنفية معنى التفرق على على التفرق بالأقوال أي أن للموجب الرجوع في إيجابه قبل قبول الأخر، و للأخر الخيار، إن شاء قبله و إن شاء رده، و هذا تحصيل حاصل لا معنى له لأن يأتي النص بتشريعه. إلا أن الفرق بين الحنفية و المالكية في هذه المسألة أن الحنفية يثبتونه بالشرط بخلاف المالكية. 2. خيار الشرط: هو أن يشترط البائع و المشتري أو أحدهما بالخيار إلى مدة و قد يكون الخيار الواحد لمنهما أو لكليهما أو لأجنبي يعينه واحد منهما، و اختلف الفقهاء في إعطاء الخيار للأجنبي. حيث ذهب: • المالكية و الشافعية إلى أنه من شرط الخيار لأجنبي سقط خياره. • الحنفية اعتبر الأجنبي شريكا للمتعاقد صاحب الحق في الخيار. • الحنابلة أجازوا ذلك ما لم يخرج صاحب الخيار نفسه. و دليل ثبوت هذا النوع من الخيار حديث حبان بن منقذ الذي كان يخدع في البيوع فقال له – صلى الله عليه و سلم – من بعت فقل لا خلا ..... (لا خديعة) ثم أنت بالخيار في كل سلعة ابتعتها ثلاث ليالي». مدة خيار الشرط: اتفق جمهور الفقهاء غير المالكية على أن مدة خيار الشرط ينبغي أن تكون معلومة، فإن كانت مطلقة أو مجهولة لم يصح العقد، و قال الإمام مالك (يجوز الخيار المطلق على أن يتولى الحاكم تحديد مدة لها كمدة خيار مثله، و يفسد العقد عندهم باشتراط مدة تزيد على المعتاد بكثير أو مدة مجهولة، اختلف الفقهاء في: مقدار مدة الخيار على 03 أقوال: • الشافعية و الحنابلة: 03 أيام (حديث حبان). • مالك: تتفاوت بمدة المبيع، الدار مثلا شهر. • الحنابلة: لا يشترطوا مدة معلومة غير محددة في وقت معين. • الشافعية و الحنفية: ذهب إلى أنها يجب ألا تزيد عن 03 أيام عملا بمقتضى الحديث المثبت لمشروعية الخيار. • الحنابلة: قالوا بأن لا حد لها إلا أنهم اشترطوا أن تكون معلومة، فإن كانت مجهولة صح البيع و ألغي الشرط. • المالكية: تختلف المدة عند المالكية باختلاف المبيعات فمنها ما يحتاج إلى اليوم و اليومين كالثوب و منها ما يتطلب شهرا كالدار. خيار العيب: للمشتري الخيار في إلغاء عقد البيع إذا وجد في المبيع عيب و لو لم يشترط ذلك أو إمساكه مع التعويض عن قيمة النقص و هي الفرق بين قيمة المبيع صحيحا و قيمته منسوبا إلى ثمنه. مثال: اشترى رجلا سيارة بـ 40.000 دج، قيمتها في السوق سليمة من العيب 60.000 دج، و وجد بها عيبا، ينقص قيمتها 10.000 دج. قيمتها معيبة = قيمتها صحيحة ــ قيمة العيب. لحساب قيمة النقص = 60.000 ــ 10.000 = 50.000 دج. و للرد بالعيب شروط لا بد من مراعاتها: • أن يكون المبيع مما تنقص به قيمة المبيع أو يفوت به على المشتري غرض صحيح. • أن يكون العيب موجودا في المبيع و هو عند البائع سواء كان بفعل البائع نفسه أو آفة. • أن لا يزول العيب قبل رد السلعة. • أن يشترط البائع البراءة من العيب على تفصيل في المذاهب: الحنفية
(يُتْبَعُ)
(/)
: • البراءة لنفسه، لا يصح الرد بالعيب. • البراءة للمبيع (يصح الرد) معناه، قال له لا عيب في المبيع 1. خاصا (لا يصح الرد) 2. عاما يرد المبيع بالعيب القديم. الانتفاع بالمرهون: مفهوم الرهن: الرهن في اللغة معناه الثبوت و الدوام، يقال ماء راهن أي راكد، و نعمة راهنة أي دائمة، و قال بعضهم أن معناه في اللغة: الحبس، لقوله تعالى: «كل نفس بما كسبت رهينة» أي محبوسة، بما قدمت، و المعنى الثاني لازم للأول لأن الحبس يستلزم الثبوت للمكان. في الشرع: هو جعل عين لها قيمة مالية في نظر الشرع وثيقة بدين بحيث يمكن أخذ الدين أو أخذ بعضه من تلك العين، و يقال لمالك العين الراهن و لصاحب الدين المرتهن. حكمه و دليله: الراهن جائز بالكتاب و السنة، لقوله تعالى: «و إن كنتم على سفر و لم تجدوا كاتبا فرهان مقبوضة»، و أما من السنة، ما ثبت في الصحيحين أنه – صلى الله عليه و سلم – اشترى من يهودي طعاما و رهنه درعه. الانتفاع بالمرهون: ثمرة المرهون و ما ينتج عنه، سواء كان أرضا زراعية أو دارا يمكن استغلالها أو حيوانا، هل تكون للراهن أو المرتهن في ذلك تفصيل للمذاهب: المالكية: • ثمرة المرهون و ما ينتج منه من حقوق الراهن، و لا تكون للمرتهن إلا بشروط: 1 - أن يكون الدين بسبب البيع، لا بسبب القرض، و ذلك إذا باع شخص لآخر عقارا بثمن مؤجل، ثم ارتهن به عينا مقابل دين. 2 - أن يشترط المرتهن أن تكون المنفعة له. 3 - أن تكون مدة المنفعة التي يشترطها محددة، فإذا كانت مجهولة لم يصح، أما إذا كان الدين بسبب القرض، فإنه لا يصح له أن يأخذ المنفعة على أي حال، سواء اشترطها أو لم يشترطها، و ذلك لأنه يكون قرضا جر نفعا، و هو عين الربا، و لا يلزم من كون المنفعة للراهن أن يتصرف في المرهون أو يكون المرهون تحت يده، كلا فإن الرهن يكون تحت يد المرتهن، و يعطي منفعته للراهن. الشافعية: الراهن هو صاحب الحق في منفعة المرهون، على أن المرهون يكون تحت المرتهن، و يجوز للراهن أن ينتفع بكل ما لا ينقص العين المرهونة، كسكنى الدار، و ركوب الدابة بدون إذن المرتهن، أما التصرف الذي ينقص قيمة المرهون، فإنه لا يصح إلا بإذن المرتهن، فلا يصح مثلا أن يؤجر الراهن المرهون مدة تزيد على مدة الرهن إلا بإذن المرتهن، أما إذا اشترط على الراهن و قيل أن الذي يفسد هو الشرط،و العقد صحيح، و على كل حال لا يحل للمرتهن الانتفاع بالعين المرهونة إذا اشترطها في العقد. الحنفية: لا يجوز للراهن أن ينتفع بالمرهون إلا بإذن المرتهن، فلا يصح أن يركب دابة، أو يسكن دارا إلا بإذن المرتهن ما دامت مرهونة، لا فرق يف ذلك بين أن يكون الانتفاع منقصا للقيمة أو لا. فسكنى الدار تجوز عندهم حتى و إن لم تكن بإذن صاحبها، على أن منافع المرهون وثمرته الناشئة من حقوق الراهن، أما المرتهن في جواز انتفاعه بالمرهون بإذن الراهن خلاف، فبعضهم يقول: لا يحل الانتفاع بالمرهون، و لو أذنه الراهن، سواء كان بسبب الدين، بيعا أو قرضا، و لكن الأكثر يرى على أنه يجوز الانتفاع إذا أذنه الراهن دون أن يشترط ذلك في العقد. الحنابلة: إذا كان الرهن حيوان مما يحلب، أو يركب، جاز للمرتهن الانتفاع به نظير النفقة، لقوله – صلى الله عليه وسلم – «لبن الدر يحلب لنفقته إذا كان مرهونا و الظهر يركب بنفقته إذا كان مرهونا و على الذي يركب و يحلب النفقة»، و في حال الراهن لم ينفق على الحيوان، لا يجوز الانتفاع بها دون إذن الراهن. علة تحريم الربا في الإسلام: الربا في اللغة الزيادة و المقصود به هنا الزيادة على رأس المال، قلت أو كثرت. و الربا قسمان: 1 - ربا النسيئة: و هو الزيادة التي يأخذها الدائن من المدين نظير التأجيل. 2 - ربا الفضل: و هو بيع أحد الجنسين بمثله مع الزيادة دون تأخير في القضاء، و الأصل في تحريمه سد الذرائع لأنهم إذا باعوا درهما بدرهمين، و لا يفعل هذا عند إتحاد الجنسين إلا التفاوت الذي بين النوعين، تدرجوا بالربح المعجل فيها إلى الربح المؤخر و قد لا يكون سبب التحريم سد الذرائع، إنما رفع الغبن عن الناس كما في بيع كثير رديء بقليل جيد كما في ذلك من غير علم أيهم أغبن و قد ثبت من السنة نهيه – صلى الله عليه و سلم – بيع
(يُتْبَعُ)
(/)
الذهب بالذهب، و الفضة بالفضة و البر بالبر و الشعير بالشعير و التمر بالتمر، مثلا بمثل سواء بسواء. الحنفية: العلة في تحريم الزيادة هي الكيل و الوزن، و حددوا القدر الذي يتحقق فيه الربا في الطعام، بنصف صاع أي 1350 غ، أما ما لا يباع بالكيل و لا الوزن، لا يدخله ربا الفضل، و الضابط في ذلك أن المبيع إذا كان متحدا مع الثمن في الجنس، و كان يباع بالكيل أو الوزن، فإنه لا يصح أن يكون في أحد العوضين زيادة، سواء كانت لأجل أو لا، أما إذا وجد الكيل و الوزن دون إتحاد الجنسين جاز التفاضل. المالكية: علة تحريم الربا عندهم في الذهب و الفضة، هي النقدية أي الثمينة، أما في الطعام فإنها تختلف بين النسيئة و الفضل. 1 - ربا النسيئة: و العلة فيه مجرد المطعومية على وجه التداول، سواء كان للاقتتات أو الإدخار أو لم يوجد واحد منهما. 2 - ربا الفضل: العلة في تحريمه الاقتتات و الادخار، معنى الاقتتات أن يقتات الإنسان غالبا، بحيث تقوم عليه بنيته، و يدخل في معناه إصلاح القوت كالملح و نحوه، أما الادخار أن لا يفسد بتأخيره لمدة من الزمن، و دليلهم في ذلك هو أنه لما كانت حكمة التحريم لا يغبن بعض الناس بعضا، و أن تحفظ أموالهم، فيجب أن يكون في أصول المعاش. الشافعية: ربا النسيئة: العلة في الذهب و الفضة هي النقدية أو الثمينة في كونها أثمانا للأشياء، أما العلة في الأصناف الباقية الطعمية، و هي تشمل ما قصد للطعم و القوت ما قصد به التفكه أن يقصد به إصلاح الطعام و البدن (و يدخل في ذلك التوابل و الأعشاب الطبية)، هذا في ربا النسيئة. أما ربا الفضل: فعلة منعه زيادة على الطعم، إتحاد الجنس، و دليلهم في ذلك أن الحكم إذا علق باسم مشتق دل على أن المعنى الذي اشتق منه الاسم، هو علة الحكم كآية السرقة، و قد جاء في الحديث «الطعام بالطعام مثلا بمثل» فثبت أن الطعم هو علة الحكم. الحنابلة: لهم آراء و أوجه أشهرها: 1. قالوا كمذهب الحنفية، علة التحريم الكيل و الوزن مع إتحاد الجنس، إلا أنهم قالوا محرم ربا الفضل في كل مكيل أو موزون بجنسه و لو كان قليلا. 2. كمذهب الشافعية علة تحريم المطعومية. 3. كمذهب الحنابلة، العلة فيما عدا الذهب و الفضة، كونه مطعوما إذا كان مكيلا أو موزونا الحجر على السفيه: أحكام تصرفات السفيه بالنسبة للحنفية: • تصرفات تحتمل الفسخ و يبطلها الهزل. 1. تصرفات ضارة ضررا محضا (باطلة). 2. تصرفات نافعة كأن يوهب إليه هبة (جائزة). 3. تصرفات دائرة بين النفع و الضرر (موقوفة). • تصرفات لا تحتمل الفسخ و لا يبطلها الهزل (الإعتاق، النكاح) عند الحنفية: جائزة. عند المالكية: فرقوا بين الذكر و الأنثى • الذكر: السفيه الذكر، يعرض له السفه في الصغر و قد يستمر معه حتى البلوغ، و يكون له أب أو وصي. (هناك المرجع في تصرفاته، الولي). إذا بلغ سفيها و لم يكن له ولي أو وصي (السفيه المهمل)، علة المنع هي الحجر لأن الحكم يدور مع العلة وجودا و عدما (من بلغ سفيها تصرفاته باطلة). • الأنثى: المرأة عند المالكية في حجر أبيها و لا يفك عنها الحجر حتى تتزوج أو يرشدها أبوها. و إذا لم يكن لها أب و لها وصي، لا تطلق إلا بفك الحجر (أن يقول الوصي لشاهدين عدلين قد رفعت الحجر عنها). مفهوم الحجر: لغة: المنع، لذلك سمي العقل حجر لأنه يحجر صاحبه و يمنعه من الفعل القبيح، قال تعالى: «هل في ذلك قسم لذي حجر». شرعا: و اختلفت تعريفاته عند الفقهاء: الحنفية: • عرفه الحنفية أنه منع مخصوص متعلق بشخص، عن تصرف مخصوص أو عن نفاذ ذلك التصرف. المالكية: • الحجر صفة حكمية (يحكم بها الشرع) توجب منع موصوفها من نفوذ تصرفه فيما زاد على قوته، كما يوجب منعه من نفوذ تصرفه في تبرعه بما زاد على الثلث في ماله، و قريب من ذلك قال الشافعية و الحنابلة أن أسباب الحجر ثلاثة: (الصغر و الجنون و السفه). تعريف السفيه: السفيه هو المبذر لماله، إما لإنفاقه لشهوته، و إما لعدم معرفته لمصالحه، و يحجر على السفيه عند الحنفية و الحنابلة بحكم الحاكم سواء كان السفه مستمرا معه قبل البلوغ و بعده، أو عارض له بعد البلوغ بخلاف المالكية و الشافعية الذين يرون أن من عرض له السفه صغيرا، أو
(يُتْبَعُ)
(/)
استمر بعد البلوغ لم يحتج في الحجر عليه إلى حكم الحاكم، و أضاف المالكية إلى هذه الحالة، من بلغ رشيدا ثم عرض له السفه بعد البلوغ بزمن قليل (أقل من عام). أحكام تصرفات السفيه: عند الحنفية: تصرفات السفيه تقع على ضربين: 1 - تصرفات تحتمل الفسخ و يبطلها الهزل و هي ثلاثة أقسام: • تصرفات ضارة و هي لا تنعقد أصلا. • تصرفات نافعة تنعقد و لو بإجازة الولي. • تصرفات دائرة بين النفع و الضرر، كالبيع و الشراء و هي موقوفة. 2 - تصرفات لا تحتمل الفسخ و لا يبطلها الهزل، كالطلاق و النكاح و العتق. فإن تصرفات السفيه البالغ تنفذ فيها، فإذا تزوج انعقد زواجه، ثم إذا سمى مهرا كثيرا، فإنه لا يلزم إلا بمهر المثل، و يبطل ما زاد عليه، و إن طلق ينفذ طلاقه، و كذلك تجب عليه العبادات المالية من زكاة و حج. و لا يصح أن يوصي السفيه من ماله بـ: الثلث إلا إذا كانت وصيته فيما لا ينفع. المالكية: السفيه عندهم إما أن يكون ذكرا أو أنثى. تصرفات السفيه الذكر، و هي تشمل أمورا: 1. أن يكون السفه قد عرض له قبل البلوغ ثم استمر بعده و له أب أو وصي، فإن الحجر عليه، و يكون المرجع في تصرفه لوليه. 2. أن يعرض له السفه و هو سفيه ثم يبلغ و هو سفيها، و كان يتيما و لم يقم له قيما (السفيه المهمل) و حكم هذا أن تصرفه بعد البلوغ و قبل، الحجر يكون نافذا لأن العلة في عدم نفاذ التصرف هي الحجر. 3. أن يعرض له السفه بعد الحجر: فإن تصرفه قبل الحجر نفذ تصرفه بخلاف ما إذا كان تصرفه بعد الحجر. تصرفات السفيه الأنثى، و تنقسم إلى ثلاثة أقسام: 1. ذات الأب: إذا بلغت، فتبقى في حجر أبيها؛تى تتزوج و يدخل بها زوجها و تبقى مدة بعد الدخول، و إذا اختلف في تقديرها و قيل لا تنطلق حتى يرشدها أبوها، و للأب أن يرشد ابنته بعد البلوغ مطلق، سواء قبل الدخول أو بعده. 2. ذات الوصي: (يتيمة الأب) و هي لا تطلق من الحجر إلا بفكه، و صورة فك الحجر، أن يقول الوصي لعدلين أو أكثر، اشهدوا أني فككت الحجر عن فلانة و أطلقت لها التصرف، و ملكت لها أمرها لما قام عندي من رشدها و حفظه لمالها. 3. السفيهة المهملة: قيل أن تصرفاتها تنفذ كالسفيه المهمل، و قال بعضهم لا تنفذ حتى تتزوج و يدخل بها زوجها أو تعنس. و في المجمل فإن تصرفات السفيه البالغ المحجور عليه، إما أن تكون عقود معاوضة أو ليست كذلك، فإن كانت عقود معاوضة توقف نفاذها على إجازة الولي، و إن لم تكن كذلك وقعت باطلة بلا خلاف. الشافعية: قالوا تصرفات السفيه تصرفات معاوضة كالبيع و الشراء و تأتي على ضربين: 1. .............................. .............................. .............................. ..................... 2. .............................. .............................. .............................. ..................... أو هبة فإن تصرفه يقع باطلا، و يصح طلاقه و مراجعته كما يصح خلعه، و حكمه في العبادات المالية كالرشيد (الزكاة و الحج) و يصح النكاح إذا .............................. ...................... .............................. .............................. .............................. ........................... الحنابلة: تصرفات السفيه بعد الحجر عندهم تكون باطلة إلا أمورا، كالطلاق و الخلع و الظهار و اللعان، و الإقرار بالنسب و الوصية و لوليه أن يأذنه في بعض التصرفات، كالزواج إلا إذا كان السفيه بحاجة إليه فإن له أن يباشره بنفسه دون إذن وليه ن و نجب عليه العبادات المالية. ملاحظة: خالف في الحجر على السفيه الإمام أبو حنيفة، حيث ذهب إلى أن الحر العاقل متى بلغ 25 سنة، لا حجر عليه سواء كان مبذرا أو لا. الشفعـ ــــــــــــــــــــــــــة: لغة: مأخوذة من الشفع، بمعنى الضم أو الزيادة و التقوية، تقول شفعت الشيء أي ضممته، سميت شفعة لأن الشفيع يضم ما يتملكه بهذا الحق إلى نصيبه أو ملكه، فيزيده و يتقوى به. و في الإصطلاح الفقهي: عند الحنفية: • هي تملك العقار المبيع جبرا عن المشتري بما قام عليه من ثمن و تكاليف، لدفع ضرر الشريك الدخيل أو الجوار. و عرفها الجمهور غير الحنفية: بأنها حق تملك قهري يثبت للشريك القديم على
(يُتْبَعُ)
(/)
الحالي فيما ملك بعوض. دليلها و حكم مشروعيتها: الشفعة مشروعة بالسنة و الإجماع. عن جابر – رضي الله عنه -، قال: «قضى رسول الله – صلى الله عليه و سلم – بالشفعة فيما لم يقسم، فإذا وقعت الحدود، و صرفت الطرق فلا شفعة». حكمتها: • دفع ضرر الدخيل الأجنبي، و قيل دفع ضرر مؤنة القسمة. • استئذان الشريك في البيع، يجب على الشريك أن يستأذتن شريكه قبل البيع، فإن باع و لم يؤذنه فهو أحق به. أركانها: لها أربعة أركان: 1. آخذ: و يسمى الشافع. 2. مأخوذ منه: و هو المشفوع عليه. 3. مشفوع فيه. 4. الصيغة. بذلك قال المالكية و وافقهم الشافعية و الحنابلة إلا أنهم لم يعدوا الصيغة ركنا. شروطها: من شروط الشفعة ما يتعلق بالأركان، و منها ما ليس كذلك. الشروط المتعلقة بالشافع: ذهب مالك و الشافعي و أحمد إلى أن لا شفعة إلا للشريك، ما لم يقاسم. و قال الحنفية: الشفعة مرتبة، فأولى الناس بها الشريك الذي لم يقاسم، ثم الشريك المقاسم، إذا بقيت في الطرق أو الصحن، الشركة ثم الجار الملاصق. • عدم رضى الشفيع بالبيع: فإن ظهر منه ما يدل على الرضى، سقط حقه إلا أن يكون هناك تدليس أو خديعة للشفيع لإسقاط الشفعة عن طريق المشتري أو الثمن أو قدر المبيع نفسه. • ملك الشفيع المشفوع به وقت البيع. • أن يدفع الشفيع للمشتري قدر الثمن الذي وقع عليه العقد، فإن عجز عن ذلك سقطت الشفعة. • أن يأخذ الشفيع جميع الصفقة، و إلا بطلت الشفعة. الشروط المتعلقة بالمشفوع فيه: (العقار و المراد بيعه). قررت المذاهب الأربعة ألا شفعة في الحيوان و الثياب و العروض للحديث السابق، قضى رسول الله – صلى الله عليه و سلم – بالشفعة في ضيعة أو أرض أو حائط، بخلاف العقارات. اشترط الجمهور غير الحنفية و في المشهور عند المالكية، و ظاهر مذهب الحنابلة و الأصح عند الشافعية، أن يكون العقار قابلا للقسمة استدلالا بدليل الخطاب في حديث جابر «الشفعة فيما لم يقسم». أما الزرع و الثمر و الشجر، فلا شفعة فيه، إلا إذا بيع تبعا لأصله بخلاف المالكية الذين قالوا بالشفعة في الثمار و الشجر. شخصين يمتلكان أرضا زراعية و الثمار أثمرت .............................. ........................ .............................. .............................. .............................. ............................. أن يكون المشفوع فيه في الإشاعة، لم يقسم، و من الشروط الأخرى. 1. أن يكون العقد عقد معاوضة (بيع، شراء) لا يثبت الحق في الشفعة إلا إذا خرج العقار عن ملك صاحبه بعقد معاوضة، و هو البيع أو في ما معناه، و اختلفوا في التمليك بعوض غير مالي، قال الحنفية و المالكية: يشترط أن يكون عقد المعاوضة مال بمال، و قال المالكية و الشافعية: يكفي أن يكون العقد عقد معاوضة سواء كانت مالا، كأن تكون مهرا أو عوضا عن الخلع أو الصلح عن الدم .. 2. أن يكون العقد صحيحا. 3. خروج العقد عن ملك صاحبه خروجا باتا، يجب أن يزول ملك البائع عن العقار المبيع عن طريق البيع البات النهائي الذي لا خيار فيه، و اختلفوا في البيع المشتمل على خيار المشتري. قال الحنفية و الشافعية: تجب في هذه الشفعة، و خالفهم المالكية و الحنابلة. 4. الفور: و اشترطه الحنفية و هو الراجع عن مذهب الشافعي، و إحدى الروايات، عن أحمد و مالك يكون الشفيع غائبا، و قال مالك لا تجب على الفور و وقت وجوبها متسع قدر بالسنة. تعدد الشفعاء: • الجمهور: يأخذ كل واحد بسهمه. • الأحناف: ترشح بعدد الرؤوس. الشفعة بين الشفعاء: عند الجمهور: • إذا كانت الشفعة بين أكثر من شفيع و هم أصحاب سهام متفاوتة، فإن كل واحد منهم يأخذ من المبيع بقدر سهمه عند الأحناف: • إنها على عدد الرؤوس لاستوائهم جميعا في سبب استحقاقها. مسقطات الشفعة: • بيع الشفيع ما يشفع به من عقار قبل أن يقضي له بالشفعة لزوال السبب الذي استحق به الشفعة • تسليم الشفعة أو الرغبة عنها (التنازل). • الصلح عن الشفعة: إذا صالح عن حقه في الشفعة كان عمله باطلا و مسقطا لحقه في الشفعة و عليه رد العوض، عند الشافعية و الحنفية،و عند الإمام أحمد يجوز له ذلك، و له أن يتملك ما بذله له المشتري. وراثة الشفعة: 1. يرى مالك
(يُتْبَعُ)
(/)
و الشافعي أن الشفعة تورث و لا تبطل بالموت. 2. و قال أحمد:" لا تورث إلا أن يكون الميت طالب بها. 3. و قال الأحناف: إن هذا الحق لا يورث، كما أنه لا يباع، و إن كان الميت طالب بهذا، إلا إذا حكم له بها الحاكم قبل أن يموت. الإجـ ـــــــــــــــــــــــــارة: الحنفية: هي عقد تمليك منفعة معلومة مقصودة من العين المستأجرة بعوض. المالكية: أنها عقد يفيد تمليك منافع شيء مباح مدة معلومة بعوض غير ناشئ عن المنفعة مثل المضاربة. الشافعية و الحنابلة: عرفوا تعريفا يقارب التعريفين السابقين. أركانها: عند الحنفية: ركن الإجارة الإيجاب و القبول. عند الجمهور: ثلاثة: 1. العاقدان: المؤجر و المستأجر. 2. المعقود عليه. 3. الصيغة: و هي اللفظ الذي يدل على تمليك المنفعة. أقسامها: عند الحنفية و الحنابلة، قسمين: 1. قسم يرد على منافع الأعيان كاستئجار الأراضي و الدور. 2. قسم يرد على نفس العمل: على منافع الآدمي، كاستئجار أرباب المهن على الأعمال التي يقومون بها. المالكية: فصلوا في الإجارة على العمل فقالوا: إنه إما أن يكون أجيرا أو صانعا أو خادما. و الفرق بين الأجير و الصانع، أن الأجير هو الذي يعمل دون أن يكون شيء مما يعمل في حيازته، كالبناء،أما الصانع فهو الذي يعمل فيما تحت يده كالخياط و الحداد. الشافعية: فقد قسموها إلى إجارة عين و إجارة ذمة. إجارة عين: و هي العقد الوارد على منفعة متعلقة بشيء معين معلوم للمستأجر، و ذلك كأن يستأجر عقارا معينا مدة مخصوصة بأجرة معينة. إجارة الذمة: هي عبارة عن العقد على منفعة متعلقة بشيء غير معين بل موصوف في الذمة المنفعة فيها دين في الذمة)، كأن يقول شخص لآخر أجرتك سيارة صفتها كذا لتحملك إلى بلد كذا، و يشترط فيها تسليم الأجرة في المجلس كرأس مال السلم. شروط الإجارة: الحنفية: قسموها إلى 04 أقسام: 1 - شروط الانعقاد: و هي العقل و رضا المتعاقدين. • القدرة على تسليم الشيء المستأجر، • ألا يكون العمل المستأجر له فرضا و لا واجبا فلا تصح الإجارة في الصلاة و الحج. • أن تكون المنفعة المستأجر عليها لها قيمة معتبرة. • أن تكون الأجرة معلومة دفعا للتنازع. 2 - شروط الصحة: • أن لا تكون الأجرة منفعة من جنس المعقود عليه، فلا تصح إجارة سكنى دار بسكنى دار أخرى. • خلو العقد عن الشروط التي لا يقتضيها. • أن تكون المنفعة معلومة علما. • يمنع المنازعة. • بيان محل المنفعة، أن يحدد له المنفعة مثلا العقار أو الأرض. 3 - شروط اللزوم: • صحة العقد. • خلو المعقود عليه من العيب. • خلو العاقدين من الأعذار كالبلوغ و السفر. 4 - تسليم المستأجر ما استأجر له: • النفاذ: و هي الملك و الولاية، فلا إجارة لفضولي إلا بإجازة المالك، شريطة أن تكون الإجارة قبل انتهاء المنفعة. • مثال: أجر شخص دار شخص آخر، متى تصح هذه الإجارة؟ المالكية و الشافعية: قسموا الشروط حسب الأركان شروط العاقدين: التمييز و التكليف و قال الشافعية أهلية التصرف. شروط المعقود عليه: • الأجر: يجب أن يكون معلوما قدرا و جنسا و صفة، مقدور على تسليمه. • المنفعة: ? يجب أن تكون لها قيمة معتبرة شرعا. ? و أن يكون مقدورا على تسليمها حسا و شرعا. ? أن يمكن استيفاء المنفعة دون استهلاك شيء منها. ? أن يكون العمل و المنفعة معلومين. ? ألا يكون العمل المتعلق به المنفعة واجبا على الأجير على كالصلاة. ما يفسخ به عقد الإجارة: عند المالكية: • تلف العين التي تتعلق بها المنفعة المطلوبة. • زوال الحاجة إلى تلك المنفعة أو حصول ما يمنع من استيفائها كاغتصاب الدار • المستأجرة أو حمل المرضع، بلوغ الصبي(/)
التاريخ العثماني
ـ[محمد مرباح البجمعوي]ــــــــ[08 - Nov-2009, مساء 04:22]ـ
نشأة الدولة العثمانية: عندما اجتاح المغول آسيا الوسطى واجهت إحدى قبائل الغوز التركية الصعاب والخوف من خطر المغول و اتجهت منسحبة من أرض خراسان والتمسوا الحماية من خوارزم شاه جلال الدين المنكبراتي فوجهها جلال الدين إلى المراعي القائمة في شمال غربي آرمينية. تم عزم سليمان على العودة إلى نجاد آسيا الوسطى بعد مقتل جلال الدين ولكن سليمان قتل عند الفرات قرب حلب فارتد أحد أبنائه و هو أرطغرل بالقسم الأصغر من القبيلة، و هم نحو 100 أسرة إلى آسيا الصغرى، ليقوم بالعمل مع علاء الدين السلجوقي سلطان قونية، فرحب بهم علاء الدين و أقطعهم أرضا عند الحدود البيزنطية و شجعه على التوسع في الأراضي البيزنطية، و استقر أرطغرل بعشيرته المتكونة من نحو 100 أسرة في أراضي المستنقعات قرب الحدود البيزنطية بالفرات الغربي في وادي (قرة صوة) و جبلي طومانيج طاغ، و ترك له حرية توسيع ممتلكاته في أرض بيزنطة جيرانه في الشمال. و في عام 656 هـ / 1257 م ولد لأرطغرل ولد سماه عثمان، و عثمان هذا نشأ بين الحروب و الغزوات و لما شب سار على قدم أبيه في محاربة البيزنطيين حتى نال شهرة عظيمة و لقب بالسلطان. السلطان عثمان 699 هـ- 822 هـ / 1299 – 1325 م في عام 699 هـ / 1299 م أعلن عثمان استقلاله و خطب باسمه في (قرة حصار) التي فتحها و أطلق عليها هذا الاسم و جعلها مقرا لحكمه. إلتف المجاهدون الذين وفدوا من أنحاء آسيا الصغرى حول عثمان لمؤازرته في فتوحاته ضد البيزنطيين، و كذا جماعات الصناع و التجار و عمل جميع هؤلاء في خدمة آل عثمان و مناصرتهم. قاد عثمان جيشه الذي غذي بعناصر إسلامية من الشباب المتحمس الذي أوفدته القبائل التركية لتزيد من قوة العثمانيين، بينما القوى الأخرى من المغول و السلاجقة منهمكين في حروبهم، و لذلك فلم يعكروا على العثمانيين صفو حياتهم. و في عام 800 هـ – 1300 م منح السلطان العثماني (قرة حصار) لابنه أورخان بينما كان هو في دور الاحتضار في سكود المقر السابق للدولة العثمانية. السلطان أورخان 826 هـ - 864 هـ / 1325 – 1362 م: في عام 826 هخـ / 1325 م قام أورخان باحتلال بروسة، و تقع على سفح الأولمبوس، و لما توفي السلطان عثمان عام 826 هـ / 1325 م قام أورخان بدفنه في كنيسة القصوة ثم حولها إلى مسجد، و تولى الحكم في البلاد و جعل من بروسة المدينة المقدسة لآل عثمان، ثم شرع العثمانيون في إقامة المنشآت الضخمة في المدينة، بعدها استولى أورخان على مدينة آزمير ثم أنشأ أول جامعة عثمانية و عهد في إدارتها إلى داوود القيصري أحد العلماء الذين تلقوا العلم في مصر. و لما حاول البيزنطيون استرداد قونية و بعثوا بجيشهم لاستعادتها خطتهم و هزمهم الجيش العثماني عام 831 هـ / 1330 م. عظمت دولة آل عثمان بعد الفتوحات التي تمت في عهد أورخان بفضل أخيه و وزيره علاء الدين، تم تنظيم الجيش و ضربت السكة الجديدة للعثمانيين بدلا عن سكة السلاجقة كدلالة على قيام دولة جديدة لم تكن معالمها بارزة قبل أورخان. شجعت هذه الانتصارات جماعات الغزاة على التدفق على الإمارة الناشئة و زاد في قدراتها العسكرية و حملها على مواصلة الغزو لاشغال الغزاة. السلطان مراد الأول: توفي السلطان أورخان فخلفه على عرش السلطة ابنه مراد الأول الذي جعل وجهته شبه جزيرة البلقان، فبعد أن قضى على محاولة بعض الثائرين في القرة للتخلص من الحكم العثماني، قاد حملة عسكرية إلى البلقان تكللت بالنجاخ إذ سقطت أدرنة في يده سنة 762 هـ / 1362 م لتصبح عاصمة للدولة بعد ذلك بأربع سنوات. هذه التوسعات حركت الكنيسة و جعلت البابا «أوربانوس» يقود حملة لاسترداد أدرنة لكنه فشل في تحقيق الهدف. و لم يستطع التحالف بين الصرب و البلغاريين و معهم البشناق من الوقوف في وجه التوسعات العثمانية التي تواصلت في البلقان من دون توقف. بايزيد الأول: عرفت الدولة العثمانية بمجيء بايزيد الأول إلى الحكم نقلة نوعية إذ في عهده بدأ التفكير الجدي في إنشاء دولة مركزية لعبت شجاعته في الحروب الدور الرئيسي فيها فقد استطاع القضاء على الوجود البيزنطي في آسيا الصغرى كما أزاح عن طريقه كل الإمارات التركية
(يُتْبَعُ)
(/)
المنافسة للدولة العثمانية في بلاد الأناضول و عين على رأسها ولاة خاضعين للسلطة المركزية. ففي عام 797 هـ / 1394 م بعث السلطان بايزيد الأول إلى أمير المؤمنين بمصر أن يخلع عليه لقب سلطان الروم لكي تزداد هيبته في أنحاء العالم، و أيد السلطان برقوق طلبه فأجيب بايزيد إلى طلبه. و في تلك الفترة من نهاية القرن 08 هـ / الـ 14 م ظهر الخطر المغولي من جديد بقيادة تيمورلنك و أدرك بايزيد خطورة هذا التهديد على دولته فأخذ يستعد لمواجهته بإخضاع ما بقي من الإمارات في آسيا الصغرى في يد غيره من العائلات التركية. إلتجأت هذه العائلات المغولية إلى تيمورلنك ليحتموا به من سطوة العثمانيين و حفزوه على حربهم، فكان لهم ذلك بعدما أقدم العثمانيون على التعرض .............................. .............................. .............................. .............................. .............................. ............ أكبر أبناء بايزيد. و في عام 804 هـ /1402 م بدأ المغول هجومه على أنقرة فتصدى لهم بايزيد الأول لكنه مني بالهزيمة و وقع أسيرا في يد تيمور لنك بسبب عدم تكافؤ الجيشين 300 ألف عثماني و700 ألف مغولي. قام تيمور بعد هذا الانتصار بإعادة الأمراء الذين إلتجأوا إليه إلى إمارتهم في آسيا الصغرى و بذلك فشلت المحاولة الأولى لإنشاء دولة مركزية بقيادة بايزيد، و لكن تيمور توجه شرقا لقيادة حملة إلى بلاد الصين كان فيها حتفه، فاستعاد العثمانيون أنفاسهم من جديد. مرحلة الحروب الداخلية في الدولة العثمانية: لم يغادر تيمور الأناضول حتى أعاد التشكيلات السياسية التركمانية فيه مرة أخرى، و أخضعها جميعا بما فيها إمارة آل عثمان لنفوذه المباشر و بذلك تمكن من السيطرة على معظم أنحاء الأناضول حيث انحصرت ضربته هذه حدود الدولة العثمانية في الأناضول إلى ما كانت عليه في أول عهد مراد الأول تقريبا، و منذ ذلك الحين زادت أهمية منطقة الروميلي بالنسبة للدولة العثمانية إذ حافظت على وحدة الدولة نتيجة لجهود أمراء الحدود، هناك صارت تلك المنطقة مركز الثقل للدولة خلال هذه المرحلة. الصراع على عرش الدولة العثمانية: استطاع الابن الأكبر لبايزيد و يدعى سليمان الاستيلاء على خزينة الدولة و أرشيفها، متوجها صوب أدرنة التي جعلها منذ ذلك الوقت عاصمة لدولته، و على الرغم من معرفة محمد الذي كان مستقرا في آماسيا و عيسى الموجود في بورصة بتفوق أخيهما بالمال و الرجال إلا أنهما نافساه على العرش و استطاعا أن يهزماه بمساعدة الأخ الرابع موسى، و قضى محمدا على أخيه عيسى موطنا لحكمه على بلاد الأناضول و لم يبق له سوى موسى الذي استقر بالروميلي و إلتف حوله الغزاة بها، لكنهم لم يستمروا على ولائهم له بل سرعان ما اتصلوا بمحمد مسقطين حكم موسى، فاستطاع محمد بذلك أن يعيد توحيد شطري الدولة من جديد و يعقد هدنة مع دول البلقان و البيزنطيين بعدما ضم أدرنة مجددا في محاولة لإعادة بناء الدولة. لم تدم راحة محمد جلبي طويلا إذ ظهر أخ آخر يدعى مصطفى، هدد كيان الدولة بمحاولته الاستيلاء على الروميلي غير أن سعيه تأخر لحين وفاة محمد فاضطر وريثه مراد الثاني لمواجهة عمه و منافسته على العرش، و رغم أنه استطاع أن يهزمه إلا أنم عرش مراد الثاني بقي مهددا بغيره بصفة مستمرة. و قد ارتبطت قضية الصراع على العرش عند العثمانيين ارتباطا وثيقا بأعراف وسط آسيا التي نقر بحق كل واحد من أبناء الحاكم في الجلوس على العرش و أن تمكن أحدهم من الأمر إنما يرجع إلى القدرة الإلهية وحدها، فإذا استطاع أحدهم الاستيلاء الفعلي على العرش يكون بذلك قد اكتسب الصفة الشرعية، و كذلك كان شأن أبناء بايزيد و أبناء من حكم من بنيه. و كثبرا ما استخدم خصوم العثمانيين و على رأسهم الأباطرة البيزنطيين مدعى السلطة من أبناء بايزيد للضغط على الدولة مما عرض الدولة لاضطرابات سياسية كادت تطيح بالعثمانيين غير مرة. و لم يكن الخصوم وحدهم من استخدم هذه المسألة لصالحهم بل أن أمراء الحدود و قادة (اليني جري) (الإنكشارية) هم أيضا كثيرا ما تدخلوا في تغليب أحد المتنافسين أو الضغط على الأسرة الحاكمة. محمد الفاتح و بناء الدولة الحقيقة: (855 – 883 هـ / 1451 – 1478 م) يعتبر المؤرخون محمدا
(يُتْبَعُ)
(/)
الثاني الذي لقب بالفاتح بعد فتحه للقسطنطينية المؤسس الحقيقي للدولة العثمانية، فهو من أقوى الشخصيات العثمانية التي حكمت الدولة فقد رباه والده تربية ناجحة تكفل بها أفضل الشخصيات، و كان باكورة تدريبه عندما تنازل له أبوه عن الحكم و هو في سن 12 فلاقى من عنت السياسة ما لاقى و عرف عيوب التفرد بالرأي بعدما وقع في مشاكل مع من حوله من رجال الدولة فاشتكوه إلى أبيه و دفع ذلك بالإضافة إلى ظهور خطر مسيحي إلى عودة أبيه إلى الحكم من جديد، لكن ذلك كان درسا قيما أفاد منه محمد في ولايته الثانية كثيرا. استفاد الفاتح من كامل تجاربه في سياسة دولته، كما خدمته شجاعته و إقدامه الشديدين و ثقافته الواسعة في مختلف الفنون و معرفته للغات عصره كثيرا، ما جعله محيطا بكل ما يعرض له من تقلبات الحكم و السياسة. بادر محمد الفاتح منذ اعتلائه العرش إلى إرساء قواعد جديدة للدولة العثمانية، فنظم إدارتها بما ضمن للدولة مواجهة الدول و قهرها بعدما تحقق لها الاستقرار الداخلي. تفرغ الفاتح بعدما نظم شؤون الدولة الداخلية و تخصص من الشكوك في إخلاصهم لسلطانه - تفرغ – لتأمين حدود دولته و إخضاع الثورات الناشئة في أطرافها ثم عقد جملة من اتفاقيات الصلح مع جيرانه، ثم بدأ خطته الحثيثة لفتح القسطنطينية مركزا على جميع الأصعدة كتجميع الجيوش في أدرنة و إنشاء المسابك لصناعة المدافع و غيرها من الأسلحة، ثم أخذ في بناء حصن (روميليا حصار) ليكون إشرافه على المضايق تاما و بذلك أصبح العثمانيون يشرفون على جميع الطرق الشمالية المتجهة إلى القسطنطينية من دون أن يتمكن البيزنطيون من منع أي واحد من هذه الاستعدادات سواء في القسم الأوربي شمالا أو في القسم الأناضولي جنوبا. و مما ساعد العثمانيون على تجاوز المواجهة البيزنطية هو سرعة التنفيذ و السرية التامة في الأخبار، كما كان للإشراف الشخصي الذي قام به السلطان على تنفيذ العمليات عاملا محفزا. و من جهة ثانية قام السلطان محمد الفاتح بمنع وصول أي مساعدات أو امدادات إلى بيزنطة بتوجيه أخويه إلى بلاد المررة محاصرا بعض مدنها لإلهاء أوربا عن الهدف الأم و هو القسطنطينية، خاصة بعد إحكام القبضة على المضايق و منع عبور السفن خلالها. استطاع الفاتح بعد الاستعدادات سابقة الذكر أن يفتح القسطنطينية سنة 1453 م و بعد حصار مرير يطول تفصيل يومياته و الخطط العسكرية التي أثبتت لصاحبها عبقرية في فنون الحرب، و بفتح اسطنبول كما أصبحت تسمى، وصل الفاتح إلى مركز أعظم سلاطين العالم الإسلامي و إمبراطورا لبلاد الروم و كإثبات على وراثته لهذه الإمبراطورية بصفة نهائية و دائمة، قضى على كافة أفراد الأسرة الحاكمة حتى لا يتمكن أحدها ادعاء الحق في عرش بيزنطة. استمر الفاتح بعد ذلك في فتوحاته محاولا فتح كافة أرجاء البلقان و نشر الإسلام فيها مما عرض الدولة العثمانية إلى مواجهات حامية الوطيس مع جملة من الدولة الأوربية لم يوقفها إلا إدراك الطرفين عجز أحدهما عن فهم الآخر، بعدها انصرف إلى آسيا لمواجهة خطر جديد هدد الدولة العثمانية و ممتلكاتها فيها بقيادة أوزون حسن الذي تحالف مع البنادقة، لكن الفاتح استطاع دحر هذا الخطر و العودة من جديد إلى أوربا لمواصلة فتوحاته و محاربة خصومه في إيطاليا، إلى ا، وافاه الأجل في سنة 1481 م. الدولة العثمانية في عهد خلفاء محمد الفاتح: بعد وفاة محمد الفاتح قاما فرقة الإنكشارية بحركة عصيان رافقها تصارع والديه بايزيد الثاني و جم سلطان على العرش و لكن بايزيد الثاني استطاع استمالة فرق الجند إلى جانبه و التغلب على أخيه الذي احتجز عند أمير رودس ليعتلي عرش السلطنة دون منازع. و قد استطاعت الاضطرابات الكبرى التي رافقت وفاة محمد الفاتح إجبار خلفه على إتباع سياسة وفاق داخلي و خلرجي ليستقر له الحكم في أرجاء الدولة، فأعاد توزيع الأراضي التي كانت تحت سلطة الدولة و أنهى سياسة التقشف التي اعتمدها أبوه ليواجه أعباء الفتوحات المستمرة، و رغم أن سياسة بايزيد الثاني كانت ناجحة إلى قدر ما إلا أن وقوع أخيه (جم سلطان) في اسر البابوية منعه من اعتماد سياسة توسعية في أوربا عقب وفاة أخيه مباشرة سنة 1495 م كان لا مناص من قيام صراع بين الدولة العثمانية و البندقية دام من سنة 1499 م إلى
(يُتْبَعُ)
(/)
1503 م، تجلت من خلاله القدرة العسكرية البحرية للعثمانيين، غير أن انشغال العثمانيين في أوربا، فسح المجال لحركات الاحتجاج التي قادتها الأسر التركمانية الحاكمة في بلاد الأناضول للتوسع، و أخذ طابع سياسي بقيادة حركات (القيزلباش) خاصة عندما أصبح أحد أتباعها حاكما على إيران و هو الشاه اسماعيل الصفوي سنة 1510 م. و استطاع أحد أتباعه و هو (شاه قولي) أن يقود حركة احتجاج بمساعدة عسكر (السباهية) أو الفرسان كانت من القوة بحيث تمكنت من قتل الوزير الأعظم (علي باشا) الذي جاء على رأس حملة عسكرية لردع الاحتجاج، و صادفت هذه الحركة بروز صراع عائلي جديد على السلطة قاده أبناء بايزيد الثاني الذي أعياه المرض و الشيخوخة، و كانت الغلبة فيه (لياروز سليم). السلطان سليم الأول: 918 – 927 هـ / 1511 – 1520 م استولى سليم على السلطة بعد الفتنة التي عضت بحكم والده و إجباره على التنازل له و اهتم منذ بداية عهده بتأمين الحدود الشرقية التي كانت تواجه احتمال الغزو بعد اعتلاء الصفويين للعرش الفارسي و ساعدته معرفته بالمنطقة كونه سبق و كان أميرا على طرابزون كما أعانه ابنه سليمان بجيوش تترية لمواجهة الخطر الشيعي الذي كان قد تفطن إليه حتى قبل اعتلائه العرش، لذلك فقد استصدر من المفتي العام أو (شيخ الإسلام) حكما يجيز قتال الشيعة بل و يحتم ذلك، و استنادا إلى هذه الفتوى قاما مذابح في وسط شيعة الأناضول رد عليها الصفويون بمذابح مماثلة في وسط السنة و تبعا لذلك قامت الحرب بين الدولتين استطاع سليم أن ينتصر فيها، خاصة في معركة (حاليدرات) و يحتل على إثرها عاصمتهم (تبريز) في أوت سنة 1514 م، و بذلك أمن خطرهم لمدة طويلة، غير أنه إلتفت إلى دولة أخرى بالمنطقة و هي دولة المماليك الذين أقاموا الخلافة العباسية في مصر و حكموا باسمها شطرا من العالم الإسلامي و بذلك كان لهم حق السبق في حكام المسلمين بصفتهم حماة الخلافة. و رغم أن العلاقات بين العثمانيين و المماليك كانت دائما جيدة إلا أن موقف السلطان المملوكي (قونصوى الغوري) إزاء الصراع العثماني الصفوي الذي اتسم بالسلبية، جعل العثمانيين يعتبرونه موقفا معاديا لهم خاصة عند ما أرسل الغور الصفويين للتحالف معهم خوفا من آل عثمان على مناطق نفوذه في الحرمين الشريفين و في آسيا الصغرى، فكان لا بد من تحارب الطرفين و بالفعل إلتقت جيوشهما في معركة (مرج دابق) شمال حلب سنة 1516 م مني فيها المماليك بهزيمة نكراء أمام المدفعية العثمانية و دخل سليم الأول دمشق و منها توجه إلى مصر بعدما رفض الحاكم الجديد للمماليك بها و هو (طومانباي) عقد الصلح مع العثمانيين مقابل الاعتراف بسيادتهم على البلاد و في يناير 1517 م هزم سليم المماليك في موقعة (أكريدانية) و دخل القاهرة منتصرا في دلالة على زوال دولة المماليك. مر حلة الفتح: عصر الفتح التركي: 920 – 950 هـ /1514 – 1544 م أي 30 سنة انطلق بابا عروج في جيش من الترك و الأهالي، فأنقذ مدينة «تنس» ثم اتخذها مركزا لهجماته على المعاقل الإسبانية، و منها تلمسان التي وصله طلب أهلها لتخليصهم من سلطانهم (أبو حمو الزياني) الذي استعان بالإسبان و توصل إلى الحكم بمعونتهم، فهاجم بابا عروج مدينة تلمسان و هزم أبو حمو الزياني و قضى على من بقي من الزيانيين، لكن الإسبان حاولوا استعادة تلمسان و إرجاع أبي حمو إلى الحكم فأرسلوا جيشا من وهران التي كانت تحت سيطرتهم. و أمام تأخر وصول الإمدادات إلى عروج، اضطر إلى الخروج من تلمسان، لكنه إلتقى بالقوات الإسبانية في الطريق فهاجمته و هزمته و استشهد في هذه المعركة التي وقعت قرب وادي المالح في سنة 1518 م. بعد وفاة عروج حكم البلاد أخوه خير الدين الذي وجد أمامه وضعا لا يحسد عليه، ففي نفس السنة قام الملك شارلكان (1500 – 1558) ملك إسبانيا بتجهيز حملة مكونة من 40 سفينة حربية بقيادة مونكادا للقضاء نهائيا على الوجود العثماني بالجزائر و بالفعل نزلت القوات الإسبانية بسيدي فرج غرب مدينة الجزائر و إلتحمت مع القوات الجزائرية بقيادة خير الدين فانهزم الإسبان هزيمة شنعاء كما قضت على زوبعة قامت في هذه الأثناء على سفنهم، فانسحب الإسبان يجرون أذبال الخيبة، و اكتسب خير الدين نصرا
(يُتْبَعُ)
(/)
معنويا جعله ينصرف إلى تثبيت حكمه في الداخل فنصب أحمد بن القاضي واليا على الناحية الشرقية و جعل مركزه جبل كوكو بمنطقة القبائل، و نصب محمد بن علي واليا على الناحية الغربية، كما داءه ولاء حاكم تلمسان بعد وصول خبر هزيمة الإسبان. هذا الاستقرار لم يعمر لخير الدين طويلا، فسرعان ما استمال حكام تونس - الذين كانت تساورهم الأطماع في توسيع دولتهم و ضم قسنطينة و روابي بلاد القبائل – ابن القاضي و أهل فاس ابن علي و دعوهما للثورة على حكم الأتراك، فثارا على خير الدين، بل و استطاع ابن القاضي أن يحتل الجزائر و يطرد خير الدين إلى جزيرة جربة لمدة 07 سنوات، استطاع بعدها خير الدين بمساعدة سكان مدينة الجزائر أن يعود إليها سنة 1527 م، و تمكن هذه المرة من إخضاع كامل البلاد بين تلمسان و قسنطينة و طرد الإسبان سنة 1529 م من قلعة برج الفنار (صخرة البنيون) التي كانت تهدد مدينة الجزائر، ثم ربط هذه القلعة الموجودة على جزيرة قريبة بالبر فشكل هذا اللسان الصخري الممتد ميناءا يحمي السفن الجزائرية الراسية من خطر العواصف، لكن خير الدين سرعان ما استدعي في سنة 1533 من قبل الخليفة لتولي منصب .............................. ........ اندحار حملة شارلكان: جاء الإمبراطور غازيا بنفسه الجزائر على رأس عمارة بحرية تحتوي على 65 بارجة و 451 سفينة نقل تحمل 35730 مقاتلا منها 200 فارس و 13000 نوتي بحار، كان اتصال الحملة بالجزائر يوم الخميس 23 أكتوبر 1541 م، فأرست العمارة بضاحية حسين داي أو الحامة شرق العاصمة و ألقت بأثقالها هنالك، عملت على محاصرة العاصمة، نشبت الحرب بين الطرفين طوال 12 يوما، ثارت الزوابع البحرية و هاجت العواصف الجوية و اضطربت الأمواج فهلكت فيها 12000 من الإسبان، كما حطمت زوبعة بحرية أزيد من 250 سفينة من أسطوله مما جعل الأوربيين يعتقدون أن مدينة الجزائر تحظى بعناية إلهية خاصة. مد حسن آغا إثر هذا النصر سلطته إلى بسكرة و دخلت منطقة الزيبان تحت سلطته، كما هزمت جيوشه في سنة 1543 م قوات مولاي عبد الله الزياني المدعوم بقوات إسبانية كبيرة مده بها الملك شارلكان ضد أخيه أحمد الذي حكم تحت حماية حسن آغا، لكن الإسبان أعادوا الكرة في سنة 1544 م فاحتلوا تلمسان و نصبوا مولاي عبد الله ملكا من جديد، إلا أن سكانها طردوه إلى وجدة حيث قتل، و أعادوا مولاي أحمد، و في هذه السنة توفي آغا فبعث السلطان بالفرمان مع حسن باشا بن خير الدين و لقب بالايلارباي. عهد البايلاربايات (950 – 995 هـ / 1544 – 1587 م) أي 42 سنة يبدأ عهد البايلاربايات بإلحاق خير الدين الأيالة الجزائرية بالسلطنة العثمانية، و إن كان عبد الرحمن الجيلالي، يرى أن بداية عهد البايلارباي الحقيقة كانت سنة 1546 م عند تعيين حسن باشا بن خير الدين و ينتهي مع (علج علي) الذي توفي سنة 1587 م كما يتفقون على اعتبار هذا العصر ألمع العصور التركية في الجزائر. و من أهم إنجازات عهد البلاربايات إلحاق مدينة تلمسان بالجزائر العثمانية بعد مسجلات يطول تفصيلها مع بقايا الزيانيين المتحالفين مع الإسبان. وبعدها ترسيم الحدود الغربية مع سلطان المغرب سنة 961 هـ / 1553 م، وبقيت هذه الحدود واضحة المعالم منذ ذلك الوقت إلى يومنا هذا ولم يطرأ عليها غير تحويرات طفيفة. تمكن الأتراك في هذا العهد أيضا من فتح قسنطينة و بجاية ووهران في ولاية صالح رايس،وقام البايلاربايات بإنقاذ أعداد لاتحصى من مسلمي الأندلس الذين طاردتهم الكنيسة هناك. و من الناحية التنظيمية فإلى هذا العهد يرجع تقسيم الجزائر إلى أربع مقاطعات، سميت بايليكات و على رأس كل مقاطعة منها حاكم يسمى (بايا). و إذا كان أول البايلاربايات هو خير الدين بارباروس و إليه يرجع الفضل في أغلب التنظيمات الإدارية و السياسية الت يحكمت الوجود العثماني في الجزائر فإن صالح رايس الذي حكم بعد حسن آغا هو أول بايلارباي يحمل السلطة العثمانية إلى داخل البلاد بعدما اهتم سابقوه بفرضها على المناطق الحضرية في التل الجزائري فإليه يرجع الفضل في إخضاع أجزاء واسعة من الجزائر إلى السلطة العثمانية فقد كان أول أعماله هو القضاء على الثائرين من بني جلاب و بني ورجلان في الجنوب الشرقي من البلاد، و من إنجازاته وصوله
(يُتْبَعُ)
(/)
بالجيوش التركية إلى فاس مساندة الوطاسين على السعديين، و يرجع سبب هذه المساعدة ربما لاعتقاد العثمانيين في الجزائر أن القوة الصاعدة في مملكة فاس قد تشكل خطرا أكبر من الذي تمثله قوة الوطاسين المتهالكة. أما من ناحية الوضع الدولي للأيالة فإنه لم يخرج عن النهج العام لسياسة الأتراك إتجاه الولايات التابعة لهم و الذي يتصف بعدم التدخل في خصوصياتها و الاكتفاء بالتبعية الظاهرية خاصة في البلاد البعيدة عن السلطة المركزية مثل الجزائر، و هو ما جعل هذه السلطة تفكر في تغيير نظام الحكم فيها بما يكفل بقائها خاضعة .............................. .... عهد الباشاوات: (995 – 1069 هـ / 1587 – 1659 م) أي 72 سنة شعر الباب العالي بتحركات لدى البايلاربايات بعدما حاولوا الحد من سلطة الإنكشارية و الاستعانة عنهم بفرق جيش يشكلها جنود من بلاد القبائل، و خاف من أن يتحول حكمهم المطلق على أيالات شمال إفريقية إلى دولة مستقلة عن الدولة العثمانية، فقرر السلاطين العثمانيين تغيير نظام الحكم و لقب الحاكم بالجزائر، و لذلك حددوا فترة حكم والي الجزائر بثلاث سنوات كما هو الحال في باقي أيالات الدولة العثمانية و غيروا لقبه إلى (باشا)، و قصروا حكمه على أيالة الجزائر دون تونس و طرابلس، كمت كان الحال في العهد السابق. و هؤلاء الباشاوات عادة يعينون من موظفي الدولة في اسطنبول، الذين أصبحوا يصلون إلى هذا المنصب بالرشاوي التي يجمعونها لاحقا من موارد الدولة و لذلك شجعوا عمليات القرصنة و هي أهم مورد و أسرع وسيلة لتعويض تلك المصاريف و الحصول على ثروة شخصية كبيرة. و قد ميز عهد هؤلاء الباشاوات، إجلاء الأاندلسيين من شبه الجزيرة الإيبيرية سنة 1609 م بعدما أقنع متطرفوا الدولة الإسبانية ملكهم فيليب الثالث و بإيعاز من الكنيسة أن يطرد كل الأندلسيين الموريسكيين حتى الذين ارتدوا عن الإسلام و اعتنقوا المسيحية. و قد اختلف حول عدد هؤلاء المطرودين و لكن أعدادهم لم تقل عن 300 ألف أندلسي بتصريح الإسبان، و قد قام الباشا رضوان بكرلي باستقبالهم و توجيههم نحو المدن الجزائرية، حيث اندمجوا في المجتمع و في دواليب الحياة الاقتصادية بسهولة. كما بدأ في عهدهم ظهور مشكلة الكراغلة، ففي سنة 1629 م اتحد الكراغلة مع طائفة الرياس ليزاحموا الأوجاق في الحكم و اجتمع منهم في حصن القصبة في محاولة للإطاحة بالأوجاق لكن هذه المحاولة قتلت في المهد فقد علم بها اليولداش فحاصروا الثوار قبل أن ينفذوا خطتهم و اضطروهم لتفجير أنفسهم داخل خزينة البارود مسببين مقتل ما يقارب 06 آلاف نسمة، و بعد ذلك بقليل قام الكراغلة بمحاولة أخرى إذ اجتمع طائفة منهم في برج مولاي حسن أو برج الإمبراطور، فعلم الأتراك بمؤامرتهم لكنهم لم يظهروا علمهم، و احتالوا لها بمساعدة الميزابيين الذين ألبسوهم زي النساء و أرسلوهم إلى مكان تجمع الكراغلة بذلك و أذنوا لهم بالدخول و حينئذ أخرج الميزابيون سلاحهم من تحت ألبستهم و لحق بهم ........................ عهد الآغوات: 1069 - 1081 هـ /1659 - 1671 م أي 12 سنة علق عبد الرحمن الجيلالي على سبب الثروة على الباشاوات و التحول إلى حكم الآغوات بدلا عنهم بأن ذلك يعود إلى تحميلهم مسؤولية الإسراف في التعدي على السفن و الشواطئ الأوربية و يتهمهم بأنهم كثيرا ما كلفوا القراصنة بأن يقوموا بحملات لحسابهم الخاص، كما أن محاولات هؤلاء الباشاوات إخضاع الإنكشارية و الاستعانة عليهم ببعض القبائل من أهل البلاد و من الكراغلة دفع هؤلاء إلى التحرك ضد الباشاوات و البحث عن ذريعة للتخلص منهم، فكان أن قام غبراهيم باشا بسرقة المنحة التي كان السلطان يبعثها كل عام لإعانة الأسطول الجزائري، فاتخذوا صنيعه ذريعة، و تبعا لهذه الحجة و لغيرها أجهز الأوجاق بقيادة الديوان على النظام السائد و غيروه و استبدلوا الباشا بالآغا الذي اسندوا إليه حكم البلاد و جعلوا مدة رئاسته بشهرين بدلا من ثلاثة سنوات التي كان يحكمها سابقه، كما أنهم حددوا من سلطاته و قيدوها بتنفيذ مقررات الديوان و مجلس الحكومة لا غير و هو في ذلك يشبه نظام مجالس الحكم الجمهوري أو هو على غرار ما تفعله اليوم أحزاب الحكومات الاشتراكية في تعيينها لرؤسائها. و قد أبقى الثائرون على حياة الباشا
(يُتْبَعُ)
(/)
احتراما للسلطان الذي عينه و لكنهم جردوه من كل صلاحياته و سلطاته و لم يعد منصبه إلا شرفيا. و ما يميز عهد الآغوات هو كثرة الفتن و اغتيالات الحكام نتيجة عجز هؤلاء عن توفير الأمن و الاستقرار بل عن الانسجام فيما بينهم فقد كان التنافس على من يلي ......................... .............................. .............................. .............................. .............................. و إذا كان ذلك حال الوضع الداخلي فعلى المستوى الخارجي يعتبر هذا العهد بداية عهد الاستقلال الكامل للدولة الجزائرية، فقد رفع الأوجاق تقريرا حول تحول النظام في الجزائر، و طلبوا من الباب العالي المصادقة عليه، فكان لهم ذلك بشرط التكفل بالأعباء المالية للحكومة، و بذلك برز كيان الجزائر كشعب و كدولة و تحدد دورها الذي ستلعبه في المعترك الدولي. غير أن سلطة الآغوات لم تستطع مقاومة سلطة رياس البحر الذين كانت سفنهم تغير على الشواطئ و السفن الأوربية جالبة الغنائم إلى خزينة الدولة و الأسرى إلى خدمتها، فكونوا بذلك مكانة و سمعة في الديوان و لدى العامة و بالمقابل فإن الآغوات لم يواكبوا هذا التطور لانشغالهم بالتنافس على رأس السلطة بل كانت الاتفاقيات التي عقدها الآغوات مع الدول الأجنبية تعد على أنها محاولة للحد من نشاط الرياس. و قد أدرك الناس بعد مرور مدة قصيرة لم تتجاوز 12 سنة أن النظام الجديد الذي أحدثوه لا يختلف عن سلبقه كثيرا بل قد يفوقه من حيث كثرة الفتن و الاغتيالات، فقد انتهى أمر كل الآغوات إلى الاغتيال في الصراعات الت يكانت تنشب بينهم و بين الأوجاق حول فكرة التغيير التي اتفقوا عليها عند الثورة على الباشاوات لكن الآغوات لم يخضعوا لها أبدا فعمد رياس البحر الذين أصبحت قوتهم أكبر إلى إزالة الإنكشارية من هرم السلطة، و عينوا واحدا منهم بدلا عن الآغا، و غيروا لقب الحاكم إلى الداي فقضوا بذلك على نظام الآغوات. عهد الدايات: 1081 – 1246 هـ /1671 – 1830 أي 159 سنة. يعتبر عهد الدايات خامس عهد و آخره للوجود العثماني بالجزائر فقد انتهى بالاستعمار الفرنسي، كما يعتبر أطول العهود على الاطلاق إذ دام أزيد من قرن و نصف القرن و هو ما يمثل نصف مدة هذا الوجود. و كان من أهم الدوافع إلى إحداث هذا النظام الجديد و القضاء على نظام الآغوات الذي سبقه هو ذلك الخطر الكبير الذي أصبح يحيط بمنصب الآغا، فقد سبق الإشارة إلى أن كل الآغوات اغتيلوا كما أن الهجمات الكثيرة و المتتابعة التي واجهتها السواحل الجزائرية أحدثت هزات عنيفة على الوضع الداخلي للبلاد بل و على السلطة نفسها، فقد خسرت الجزائر مجموعة لا بأس بها من السفن التجارية فتأثرت طائفة الرياس بشكل بليغ كونها مالكة أغلب قطع الأسطول البحري الجزائري، الشيء الذي جعل هذه الطائفة تؤثر من خلال الديوان الذي لها الصوت المسموع داخله لإزاحة آخر الآغوات. و أمام عزوف عدد من الآغوات عن المناصب كونه يفضي إلى نفس المصير الذي آل إليه علي آغا آخر الآغوات و تطير الناس من هذا المنصب فتحولت حادثة الاغتيال إلى انقلاب جذري فب نظام الحكم و تدخلت طائفة الرياس لدى الديوان من جديد لإلغاء نظام الآغاوية نهائيا و تعويضه بنظام جديد أكثر استقرارا يتمثل في تعيين داي من طبقة الرياس في منصب رئاسة الحكومة. و قد حاول الرياس تجنب الأخطاء التي تسببت في تعويض النظام السابق و أهمها تحديد فترة الحكم بشهرين في عهد الآغوات و ثلاث سنوات في عهد الباشوات فأصبح الداي ينتخب لمدى الحياة و في ذلك خطأ لا يقل خطورة عن أخطاء الأنظمة السابقة، لكن الداي إذا كان يعين في منصب الوالي مدة عمره فإنه ليس له الحق في تعيين من يخلفه بل يكون ذلك من حق مجلس الديوان. التواجد العثماني في بلاد المغرب: كان في البداية وجودا لمجموعة من المغامرين و ليس وجودا لدولة، فبعد قيام حروب الاسترداد و ملاحقة الإسبان للمسلمين و تنازل بني الأحمر عن غرناطة مقابل الحفاظ على دينهم، ثم قامت حركة محاكم التفتيش، هي التي خيرت المسلمين بين التنصر أو القتل، ففروا إلى المغرب العربي فلاحقهم الإسبان و البرتغال أمام ضعف تلك الدول، فطمعت في استرداد المغرب، فتزايد التهديد على السواحل و ذلك ما عرض المغرب أمام الغزو
(يُتْبَعُ)
(/)
المسيحي، فاستغل السلطان الحفصي – تونس – هؤلاء المغامرين منهم الإخوة بربروس برزوا في مساعدة الموركسيين في عملية الفرار، و لما ذاع صيتهم كانت العاصمة لم تقع في يد الإسبان و كان هناك «برج الفنار» قلعة إسبانية و نصبت فيها حامية تهدد العاصمة، فاضطر السكان إلى دفع ضريبة، مما اضطرهم إلى الاستنجاد بآل بربروس، فتنازلوا لهم عن الرئاسة، و في المرة الثانية اشترطوا عليهم البقاء مقابل التبعية للسلطة العثمانية لسببين: 1. إذا ما هددوا داخليا أو خارجيا يمكن له مساعدة الدولة العثمانية لأنه واليها. 2. إصباغ صبغة دينية على سلطته فتقل الانتفاضة على سلطانه لأن الحكم كان لا يمكن أن يؤخذ إلا بوجود صبغات شرعية، ذات استمداد ديني كالتقليد الأموي، و أما بقية المرحلة فكانت توسعا أو لدفع التهديد الأجنبي و الإختلاف بين المشرق و المغرب: المغرب كان مهددا بالمسيحية في كل حين، فكان العثمانيون مجلب خير بسبب الأرباح الكثيرة مما دفع إلى تجنب دفع الضرائب بسبب الأموال المحصل عليها خارجيا من خلال غنائم البحر، و بهذا كانت المظالم قليلة و مقبولة، و لم تكن الإنتفاضة إلا في النهاية مع تراجع الغنائم البحرية، فرجعت إلى نظام الضريبة الداخلية، فواجهها رجال الطرق الصوفية بعد محاولتها منعها من الأتاوات و نزع الأراضي الأميرية منهم كثورة الدرقاوة. التنظيم الإداري في بلاد المغرب: • تونس و ليبيا: استمر الحكم وراثيا لأحد الأسر الحاكمة العثمانية، و في الجزائر العكس • الأوجاق: هي المجموعات العسكرية المحيطة بسلطة الداي و حكمه ......... ديوان صغير مثل الحكومة و كثيرا ما انتخب الداي منه، و يضم آغا العسكر و الخزناجي و خوجة الخيل (و هو متكفل بخيل الداي) و بساتين الدولة. • و الدفتر دار: و هو الكاتب و وكيل الخراج متكفل بالبحرية. • ديوان كبير و يضم أعيان البلد. و أما طبقات المجتمع فكانت: • الأتراك: و تضم العسكر الوافدين على الجزائر سواء عثمانيين أو من الدول المجاورة كالصرب • الكراغلة: من أمهات جزائريات و آباء أتراك و هي ذات امتيازات، و ما يمنع عنها التسمية التركية خوفا من الرئاسة. • الحضر: أي سكان المدن من أصولهم. • البرانية: سكان الأرياف الوافدين إلى المدن و غالبا ما تكون في العواصم الكبرى. • المسيحيون: و أغلبهم أسرى الغزوات و بعض القناصل. • اليهود: و هم يهود جزائريون و آخرون وافدين من عدة مناطق. و ينطبق هذا التقسيم على الريف، و يظهر الاختلاف في وجود القبائل المتحالفة التي أقرت على العثمانيين مقابل مساعدتهم في الحروب، و قبائل المخزن، و قبائل الرعية التي تؤخذ منها الأتاوات و القبائل المعادية كمنطقة القبائل، و مع نهاية العهد العثماني ظهرت ثورات بسبب الضرائب، و قلة الموارد البحرية مثل ثورة درقاوة، و فشلت بسبب غياب المبدأ الوطني و التنسيق الجغرافي. الوالي: الباشا و إبلاغ السلطان و الإشراف على صك النقود و تعيين شيخ البلد. الديوان و السنجق: و مهمتهم .......... الإداري و هم غالبية من المماليك و أمراء المحافظات. .............................. .................... ، على اختلاف تحديد شروط الخلافة على أن الإمامة من قريش، فهناك من الفقهاء شرط بعينه، و بعضهم يرى أنه لا يعني به حبسا و إنما وضعا زمنيا محددا، فالعهد لم يكن يدين إلا لقريش، أي العصبية لهم، و على مدار هذا الأمر فإن من تكون لهم العصبية تاريخيا هم الحكام و الخلفاء، و هذا يتجسد في الخلافة العثمانية، و رأي ثالث هو نظام الولاء للنظام السياسي و بهذا فهي خلافة.، و رأي رابع،تواجد ثلاث خلافات في عهد واحد فاختلف على أنها خلافة. ..................... بعد عجز الأسلحة القديمة، استغنت الدولة العثمانية عنهم، فقام الولاة باغتنام ذلك، و قلت نفقات العسكر في باقي الإمبراطورية، و قيام حركات العصيان. التواجد العثماني في بلاد المغرب و المشرق: • العراق: كان تواجدا مميزا بحسب التقسيم الجغرافي (شمال، وسط، جنوب)، فبغداد وقعت فيها عدة احتجاجات، و الموصل كذلك، أما البصرة فكان التواجد مريحا و وقفت ضد الصفويين • سوريا: الشام، طرابلس، حلب، صيدا، و هنا نظام الحكم يختلف، فالشام و حلب نظام (تيمار)
(يُتْبَعُ)
(/)
تجنيد إجباري، و في طرابلس و صيدا كان أقل. • مصر: إقرار بعض المماليك في إقطاعات، فكانوا يستغلون أية نكبة تلم بالعثمانيين في أوربا أو مركز الخلافة لتظهر فيهم حركة انقلابية مثلما حدث بعد وفاة سليم الأول، و كانت المزايا تعطى للأسر عريقة الجذور كالمتواجدة في الصعيد، و لكن تقيد بخطوط حمراء يجب عدم تجاوزها، كما سلط العثمانيون على المماليك في الجباية ما أثقل كاهل المصريين. • المغرب الإسلامي: تونس و ليبيا و الجزائر، لقد كانت بداية التواجد في المنطقة كقراصنة و مغامرين تحولوا إلى حماة يساعدون الفارين من الأندلس. • تونس: نظام حكم الدايات فقط. • ليبيا: نظام حكم الدايات فقط، كما ورثت السلطة القرمندية السلطة وراثيا في ليبيا، و الأسرة الحسينية في تونس. • أما في الجزائر فكان الوضع الداخلي هو الذي فرض التغيير في نظام الحكم • نظام الباي: لم يحدد بزمن، لكن الدولة خافت أن السلطة الواسعة للحاكم و بعد المسافة ما قد يسبب إنفصالا لهم عن الولاء، ما أدى بالباب العالي إلى إتخاذ إجراءات تمثلت في تعيينها للحاكم من الأستانة و لمدة لا تزيد عن 03 سنوات، ما أدى إلى أن المنصب أصبح يشترى، و من بعد لا يستطيع التغيير في السلطة، و لأن نظام العسكر كان قويا، فقد استغلوا نظام الآغاوات و قبلت الدولة مكرهة، فتنافسوا على المنصب و قتل 11 آغا خلال 12 عاما، ثم نظام الدايات الذي تميز بديمقراطية في الإنتخاب، و كان ديوان أصغر (حكومة) و ديوان أكبر (أمناء الصنائع). • مصر و تونس و ليبيا: بعد هجوم نابليون و عجز صد هجومه الذي حاول الصعود إلى الشام مع أسطوله، و استنجد بمحمد علي مع عدة قادة بحملات دفاع ساندته جزء من البحرية الإنجليزية خوفا من نفوذ الفرنسيين بالمنطقة، فاستقل بمصر و نظم حكومتها و صناعتها و تعليمها. • الحجاز: غالبا ما كان تابعا لمصر، و الوضع كان بين أخذ و رد، أما اليمن ففيها استقلال شيعي زيدي، و جاء آل سعود مستعينين بالوهابيين و استقلوا حديثا. • في المغرب الأقصى: كانت الحرب سجالا و أتفق على ترسيم الحدود مع السعديين، فوضع واد ملوية الحد الفاصل بين أيالة الجزائر و مملكة السعديين. حركات الاحتجاج في الأناضول و البلقان: الروم: • سكان الأناضول (أرتودوكس) و بقوا معروفين ككيان مستقل، و كثيرا ما استغلت البابوية ذلك و استنجدت بهم متحالفين معه ضد العثمانيين، و مع النمسا كذلك. الأرمن و الصرب: • تمتعوا بحرية دينية، و كانوا يثورون على آل عثمان، و كثير منهم مسلمون، و اعتلوا مراكز عليا في الجيش، و أحيانا حالة الصراع مع أوربا يرتدون عن دينهم، و سمحوا لهم بأخذ ممتلكات آل عثمان في القرن ال 17 م، كثيرا ما كان الأرتودوكس يشرفون على التبشير خاصة ضمن الإرساليات الفرنسية، لكنهم لم يفقدوا حرية العقائد. اليهود: • كانوا من (ريكيراسيستا) ضمن محاكم التفتيش، و فروا إلى سواحل الغرب الجزائري، و نظرا للحرية استطاعوا النفاذ في السلطة خاصة بداية الضعف لآل عثمان في ظل الفساد. المجر: • شكلوا مشكلة لآل عثمان لأنهم بجوار النمسا و الصراع حول مناطق النفوذ، فكانوا يكسرون الهدنات و الإتفاقيات، فاستمر الصراع إلى 1699 م، بعد الحصار الثاني لفيينا، و التي باءت بالفشل لأن البابوية أصلحت الأمر و قامت بالحلق المقدس ضد العثمانيين و في إتفاقية (كارلو فيجيا) 1699 م، تنازلت عن ممتلكاتها في المجر ما عدا قينسوار الأفلاق و البغدان: • (مولدافيا – تشيكوسلوفاكيا) يلاحظ عليها أنها كانت تابعة روحانيا إلى النمسا أو فرنسا أو روسيا، و تابعة لآل عثمان، فكان ذلك حرجا، و ما ساعد على الهدوء مملكة القرم، فتتدخل في الدفاع عنها و تبقى ولائها، و هي ذات أهمية بحوالي 10 إلى 25 م للخزانة المركزية. القازاق: • جيش محارب، استطاع آل عثمان تشكيلهم ضمن إمارة تابعة لهم، و بهم بسطوا نفوذهم على أكرانيا، و لكنهم لعدم إسلامهم قام قائدهم «غزوتشينكو» بتغيير ولائهم إلى الروس، و لأهمية المنطقة قام آل عثمان بإرسال حملات متتالية لاسترجاعها. الكردستان و الجراسكة: • ذوي خاصة واحدة و هم أغلبية مسلمون لكنهم كانوا شيعة، ثم انقسموا إلى الاصفويين و آل عثمان، خاصة بعد المصاهرة بين الشاه و
(يُتْبَعُ)
(/)
رأي عباس الصفوي في كردستان. • أما الشراكسة فأسلموا و وصلوا إلأى الشم أيم المماليك و تقدموا به شمالا حتى وصلوا جنوب أكرانيا و حكموا باسم الدولة العثمانية لفترة طويلة، و لكن بزوال منطقة (أستراخان) زالوا وزالت الدولة العثمانية. زوال نظام التيمار و الزعمات: و هذا بعد عجز الأسلحة القديمة، هؤلاء الفرسان كان سلاحهم السيوف، فأصبحت الدولة في غنى عن هذا النظام و زالت هذه الامتيازات التي كانت تقدم لهم، و أصبحت تقدم للحكام، و عجزت الدولة في الوقوف في الجبهات ضد الدولة الصفوية و غيرها لأنها تتطلب جيوش كبيرة. أسباب السقوط: • بعد توسع الدولة ظهرت قوى جديدة في أوربا بدأت تنافس الدولة العثمانية و أخذت مجالا من هذه الدولة، بدأت تفكر في أنماط متعددة (صراع فكري ينظر إلى وسائل التطوير) مع وجود مجموعة من وجوهات النظر أسسها على أنماط معينة، ظهور توجه جديد يدعو إلى تطور أوربا، اختلاف وجهات النظر: • التغيير يبدأ من الأمور الفكرية و الثقافية. • يترك المجتمع فكريا يتطور، الاختلاف في هذه الحالة له صداه الداخلي. • الاختلاف في وجهات النظر هذا التغيير الطارئ نظرا لتغيير نظام الحياة الذي كان مبني على أساس ديني، يصفون هذا التغيير بالخروج عن الدين، و قالوا أن أسباب السقوط دخول الدين في كل صغيرة و كبيرة، فهذا الصراع وصل إلى أشده و أن أساس التغيير ينبني على نظام مركزي في سياسة السلطان، فكل من يعارض هذا التغيير يعارض السلطان. • لما قام السلاطين بالعمليات الإصلاحية، تسمي أوربا طبع كل ما هو تغييري بالطابع الأوربي و أن الإنكشارية لم تبق على سابق عهدها و بتوقف الحروب انتقل الكثير من الإنكشارية لممارسة حرف عسكرية (سيوف و مدافع) بعدما كان يصنع من طرف الجيش الإنكشاري، أصبح كل شيء يأتيه من الخارج، و لما قامت الدولة باالتغييرات مركزة الجيش إلى عملية الإصلاح إعتمادا على الدول المعتمد عليها في الإصلاح. • أصبح مثلا الزي العسكري شبيها بالزي الفرنسي، بمعنى انفصلت الحرف عن الجيش الإنكشارية، مما عارض الإصلاحات لأن هذا التغيير قطع قوته. فالإصلاح أصبح محارب داخليا أكثر منه خارجيا، و حتى إذا نجح فإنه تدفع فيه تكاليف باهضة، فكل تغيير يتطلب وقتا يصعب على النفس قبوله الأسباب المباشرة: • أسباب اقتصادية، عسكرية، جغرافية، بمعنى إتساع هائل للدولة العثمانية • عدم مواكبة الدولة للتغييرات الحاصلة. مثل حركة محمد علي باشا في مصر فمنعتها الدولة العثمانية و استهدفت ........................(/)
جداول المقاييس والأوزان ... بين غالب كريم وعلي جمعة ما الأصيل وما المسروق؟
ـ[حامد بن أحمد]ــــــــ[08 - Nov-2009, مساء 08:20]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت أقوم باختصارٍ للمقاييس والأوزان والأطوال الموجودة في كتب المتون بطريقة معاصر، وقمت بجمع عدة مراجع متخصصة في هذا
ومما وقفت عليه جداول في الأوزان والمكاييل والأطوال للأستاذ غالب بن محمد اكريّم ملحق في نهاية كتاب المنهاج للإمام النووي رحمه الله تعالى الذي طبعته دار المنهاج بجدة، وغيرها من بعض كتب الشافعية التي طبعتها هذه الدار.
وهو يمتاز بذكر لطريقيتين دوليتين للقياس المعاصر وهي الطريقة المعتمدة في نظام الموازين الفرنسي الذي يستخدم الكيلوجرام في الأوزان، والمتر في المقاييس.
والطريقة الثانية هي المعتمدة في نظام الموازين الإنجليزي الذي يستخدم الليبرا، والقدم في المقاييس.
وهي جداول مختصرة لم يذكر فيها طريقته في استخراج هذه النتائج ولعله ذكر هذا في اصلٍ لم أقف عليه رغم بحثي وسؤالي عن ذلك
ثم وقفت على كتاب مطبوع للدكتور الأزهري علي جمعة محمد، وبعد النظر فيه استبعدته من هذه القائمة، لكونه مطابقاً تماماً للنتائج الموجودة في جداول الأستاذ غالب محمد كريّم، فأحد الكتابين أصل للآخر ولا شك، فمثل هذ التطابق لا يكون في جداول لا تخلو من اجتهاد في مواطن كثيرة.
ومن نظر في الكتابين تبين أن الأصل هي جداول غالب كريم لأمور منها:
الأول: بعض الأرقام في كتاب الدكتور جمعة مقرَّبة من أرقام الأستاذ غالب فمثلاً: زنة النواة في جداول غالب عند الحنفية تساوي 15.625جم وعند جمعة تساوي 15.6جم ونفس الطريقة اتبعها في الأوقية والقنطار والدانق عند الحنفية، والفلس، والحبة والقيراط عند الجمهور والكيلجة عند الحنفية والجمهور .. وباقي الأرقام إما مقرَّبة مثل هذه أو متطابقة تماماً ولو لأربعة أرقام عشرية. انظر الجداول عند الأستاذ غالب في نهاية المنهاج (ص687 - 697)، وعند الدكتور جمعة (ص95 - 97).
الامر الثاني: وكتاب الدكتور جمعة لم يذكر لنا مصادره التي نقلها منها هذه التقاديير، ولم يذكر هي أبحاث شخصية أم منقولة؟ رغم طول البسط في كتابه بخلاف الجداول فقط التي يغتفر فيها أحياناً عدم ذكر المصدر لكونها للاختصار.
الأمر الثالث: اقتصر الدكتور جمعة –فقط- على النظام الشائع هو نظام الموازين الفرنسي الذي يستخدم الكيلوجرام في الأوزان، والمتر في المقاييس.
بخلاف الأستاذ غالب الذي اعتمد على هذه الطريقة ومعها والطريقة المعتمدة في نظام الموازين الإنجليزي الذي يستخدم الليبرا، والقدم في المقاييس.
وهو قرينة على أن الثاني هو الأصل .. والكلام على هذا يحتمل البسط والزيادة لولا ضيق المقام. والله –تعالى-أعلم.
الإحتمال الآخر أن يكونا قد اخذا من مصدر واحدٍ
فهل من مفيد في هذا؟
أريد فقط أصل ما كتبه الأستاذ غالب هل هو في كتاب مطبوع وما اقدم طبعة عُرضت فيها جداوله؟
مرفق نسخة من الجداول في كلا الكتابين
أخوكم حامد بن أحمد
ـ[عبدالاعلى]ــــــــ[08 - Nov-2009, مساء 08:38]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون(/)
كيف تخشع فى صلاتك
ـ[أبو إبراهيم آل شعت]ــــــــ[08 - Nov-2009, مساء 08:26]ـ
سئل حاتم الأصم (رحمه الله) كيف تخشع في صلاتك؟
فقال:
بأن اقوم و اكبر للصلاة .. و اتخيل الكعبه امام عينيّ و الصراط تحت
قدمي والجنة عن يميني و النار عن شمالي و ملك الموت ورائي و ان رسول
الله يتأمل صلاتي و اظنها آخر صلاة فاكبر الله بتعظيم و اقرأ بتدبر
و اركع بخضوع و اسجد بخشوع و اجعل صلاتي الخوف من الله و الرجاء لرحمته
ثم اسلم و لا ادري هل قبلت أم لا؟؟
ـ[الأخ ابراهيم]ــــــــ[09 - Nov-2009, مساء 06:59]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم
ولكن الذي يريد ان يخشع في صلاته فاليقرأ كتاب إحياء علوم الدين في باب أسرار الصلاة فإنه عجب عجاب.
ولقد حقق الكتاب الشيخ القاسمي رحمه الله
ـ[أبوماجد]ــــــــ[10 - Nov-2009, صباحاً 11:29]ـ
جزاك الله خير فائدة مؤثرة وطريقه عجيبه للخشوع
نسأل الله أن نكون من الخاشعين(/)
كيف تحافظ على صلاة الفجر
ـ[أبو إبراهيم آل شعت]ــــــــ[08 - Nov-2009, مساء 08:35]ـ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من صلى البردين دخل الجنة" ولأهمية صلاة الفجر ولأن كثير منا يغفل عنها بالرغم من أنها فريضة وبرغم ما فيها من أجر عظيم، يحدثنا الدكتور راغب السرجانى عن كيفية الحفاظ على صلاة الفجر. ...
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=audioinfo&audioid=131068
ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[10 - Nov-2009, مساء 02:17]ـ
الأسباب المعينة على القيام لصلاة الفجر
سؤال: ما هي الأسباب التي تساعد المسلم على القيام لصلاة الفجر؟ علماً بأنه ينام مبكراً لكنه لا يستيقظ إلا بعد طلوع الشمس؟
جواب: الواجب على كل مسلم أن يتقي الله، وأن يصلي الصلوات الخمس في أوقاتها في المساجد في جماعة المسلمين، وأن يحرص على جميع الأسباب التي تعينه على ذلك، ومن الأسباب التي تعينه على صلاة الفجر في الجماعة أن يبكر في النوم، ويركب الساعة في الوقت المناسب حتى يقوم للصلاة في وقتها، ويحضر الصلاة مع الجماعة ويجتهد في سؤال الله التوفيق والإعانة، ويأتي بالأوراد الشرعية عند نومه، وبذلك يوفقه الله إن شاء الله للقيام في وقت الصلاة وأدائها مع الجماعة.
المصدر: موقع الشيخ ابن باز
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[10 - Nov-2009, مساء 06:26]ـ
بوركتم على ذلك
ورحم الله شيخنا أبن باز ونفعنا واياكم بعلمه(/)
شارة البدء والإنتهاء بآي القرآن لبعض " البرامج الإسلامية " ما حكمها؟
ـ[أبو علاء الصنهاجي]ــــــــ[08 - Nov-2009, مساء 09:25]ـ
السلام عليكم
أفتى جمع من العلماء بحرمة استخدام القرآن رنّات للهاتف فهل يلحق به ما تفعله بعض القنوات الإسلامية باستخدامها آي القرآن شارات بدء وانتهاء بعض البرامج؟
أرجوا الجواب حول هذه المسألة وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو علاء الصنهاجي]ــــــــ[22 - Dec-2009, صباحاً 12:55]ـ
لا مداخلات حتى الآن
أرجوا ذلك
ـ[جمانة انس]ــــــــ[22 - Dec-2009, صباحاً 06:33]ـ
هناك فارق بين الا مرين
فحرمة استعمال ايات القران كو سيلة تنبيه
امر واضح فلا يليق بكتاب الله ان يكون رنة مو بايل
لا عتبارات كثيرة
-------------
اما بدء البر امج و ختمها بالقران
فلا حرج باصل الفكرة
مع وجوب ضوابط التقديم اللائق بكتاب الله
مما يقرره اهل الخبرة و الا ختصاص
والله اعلم(/)
(أرجوزة الآداب) بأندى الأصوات ...
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[09 - Nov-2009, صباحاً 06:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
معلومات عن الشريط:
نظم: الشيخ/ عبدالله بن محمد سفيان الحكمي
تقريظ: العلامة الشيخ/ محمد سالم الشنقيطي
تقديم: صاحبيّ المعالي: الدكتور الشيخ/ صالح بن حميد والدكتور الشيخ/ عبدالله المطلق
إنشاد: الشيخ/ سعد الغامدي وأبي عبد الملك وسمير البشيري
وتتألف الأرجوزة من بابين رئيسيين يشتمل كل باب على خمسة فصول مع مقدمتها وخاتمتها
من محتويات الشريط:
فضل العلم وأهله ( http://www.islamway.com/?iw_s=Nasheed&iw_a=view_nasheed&song_id=2462) /
ثمرات العلم الشرعي ( http://www.islamway.com/?iw_s=Nasheed&iw_a=view_nasheed&song_id=2463) /
تقسيم العلوم إلى علوم الوسائل والمقاصد ( http://www.islamway.com/?iw_s=Nasheed&iw_a=view_nasheed&song_id=2464) /
أهم أسس التحصيل العلمي / ( http://www.islamway.com/?iw_s=Nasheed&iw_a=view_nasheed&song_id=2465)
(http://www.islamway.com/?iw_s=Nasheed&iw_a=view_nasheed&song_id=2465) الحفظ أهم الأسس بعد التلّقي / ( http://www.islamway.com/?iw_s=Nasheed&iw_a=view_nasheed&song_id=2466)
(http://www.islamway.com/?iw_s=Nasheed&iw_a=view_nasheed&song_id=2466) مبحث في التدوين الرسمي للسنة النبوي / ( http://www.islamway.com/?iw_s=Nasheed&iw_a=view_nasheed&song_id=2467)
(http://www.islamway.com/?iw_s=Nasheed&iw_a=view_nasheed&song_id=2467) الرد على شبهة أن حفظ المتون مضيعة للوقت / ( http://www.islamway.com/?iw_s=Nasheed&iw_a=view_nasheed&song_id=2468)
(http://www.islamway.com/?iw_s=Nasheed&iw_a=view_nasheed&song_id=2468) أهم شروط تحصيل العلم /. ( http://www.islamway.com/?iw_s=Nasheed&iw_a=view_nasheed&song_id=2469)
رابط الشريط:
http://www.islamway.com/?iw_s=Nasheed&iw_a=view&songstape_id=294
ـ[أسامة]ــــــــ[09 - Nov-2009, صباحاً 08:10]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...
جزاكم الله خيرًا ... ونفع بكم.
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[10 - Nov-2009, صباحاً 03:32]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا .. استفدت منها كثيرا
فبارك الله في كاتبها وقارئها ومن قام عليها ومن نقلها لنا
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[10 - Nov-2009, صباحاً 10:24]ـ
أسامة / أبوحاتم بن عاشور
أسعدني مروركما .. جزاكما الله خيراً ..
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[13 - Nov-2009, صباحاً 10:19]ـ
رابط تحميل مباشر لكتاب
أرجوزة الآداب .. عدة الطلب بنظم منهج التلقي والأدب - عبدالله محمد سفيان الحكمي (ط1) بدون
http://ia301539.us.archive.org/0/ite...09n/Orgoza.pdf (http://ia301539.us.archive.org/0/items/GML4-6-2009n/Orgoza.pdf)
نقلاً عن موضوع الأخ سلوم السلوم و مشاركة الأخ عبدالملك السبيعي في ملتقى أهل الحديث .. جزاهما الله خير الجزاء.
ـ[أسامة]ــــــــ[13 - Nov-2009, مساء 02:57]ـ
جزاكم الله خيرًا على هذه الإضافة القيمة.
والشكر موصول لأصحاب الفضل في تصويره - بارك الله في عملهم.(/)
«جمعة»: النقاب «ثوب شهرة» ومن حق المؤسسات منعه
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[09 - Nov-2009, صباحاً 11:14]ـ
«جمعة»: النقاب «ثوب شهرة» ومن حق المؤسسات منعه
كتب ممدوح عرفة 9/ 11/ 2009
قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية، إن النقاب عادة وليس عبادة، لافتاً إلى أنه أصبح الآن ثوب شهرة، والمعروف أن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن ارتداء ثوب الشهرة، كما أنه ليس واجبا عند جمهور الفقاء ومكروه عند الإمام مالك.
وأضاف - خلال لقائه طلبة وطالبات جامعة المنصورة أمس - إذا كانت بعض الفتيات ترتدى النقاب من باب الحرية، فيجب أن تنتهى حريتهن عند حدود الآخرين فى الجامعات وداخل قاعات التدريس والمستشفيات وغيرها من الأماكن، واستشهد على ذلك بمفهوم الحرية عند شكسبير عندما جلس بجواره أحد الأشخاص قام بوضع أصبعه فى أنف شكسبير، فقال له شكسبير ماذا تفعل، رد عليه هذه حريتى، فقال له حريتك عند طرف أنفى، وليس داخل أنفى.
وتابع: حرية النقاب لها حدود تنتهى عند شرط عمله، فيجوز للمستشفى أن يمنع النقاب لأمر منهى عنه مهنياً، كذلك الحال فى بقية المؤسسات.
ونبه الطلاب إلى ضرورة تعلم العلم وعدم تضييع الوقت دون فائدة، وقال: نحن مأمورون بطلب العلم لأنه فرض على كل مسلم، ولابد أن يكون لنا دور فى المشاركات العالمية فى مجال البحث العلمى، ولابد أن نبدع ولا نأخذ عن الآخرين، لأن «المبدع» اسم من أسماء الله ولا يتأتى ذلك إلا بالفكر المستقيم واللغة السليمة.
وطالب الجامعة بالاهتمام باللغة التى هى أداة وليست تخصصاً للباحثين، والاهتمام بالعلم والبحث العلمى وبناء الإنسان.
المصدر ( http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=232652 )
ـ[الأخ ابراهيم]ــــــــ[09 - Nov-2009, مساء 12:54]ـ
زلة الفقيه تؤدي إلى التيه, هذه هي المصيبة.
جزاك الله خيرا أخي الكريم.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[09 - Nov-2009, مساء 03:19]ـ
هذا مخرف وليس بفقيه، وهو عالم من الزلات، لا زلة عالم، صوفية خرافية مع بيع الدين بالدنيا مع جهل مطبق، شكسبير ... ما شاء الله على الحجج القاطعة!!
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[09 - Nov-2009, مساء 03:31]ـ
واستشهد على ذلك بمفهوم الحرية عند شكسبير عندما جلس بجواره أحد الأشخاص قام بوضع أصبعه فى أنف شكسبير، فقال له شكسبير ماذا تفعل، رد عليه هذه حريتى، فقال له حريتك عند طرف أنفى، وليس داخل أنفى.
ربما هذا هو رأى المذهب الشكسبيرى!!!
ـ[أبو حسّان محمد الذّهبي]ــــــــ[09 - Nov-2009, مساء 03:38]ـ
الله المستعان
واستشهد على ذلك بمفهوم الحرية عند شكسبير عندما جلس بجواره أحد الأشخاص قام بوضع أصبعه فى أنف شكسبير، فقال له شكسبير ماذا تفعل، رد عليه هذه حريتى، فقال له حريتك عند طرف أنفى، وليس داخل أنفى.
والله يعجز القلم على الكلام ... يتكلّم بسم الإسلام ويستشهد بأقول أحد الكفّار بل و الغارقين في الرمنسيّات .. الآن ظهر من أين يتعلّمون دينهم ..
ونبه الطلاب إلى ضرورة تعلم العلم وعدم تضييع الوقت دون فائدة، وقال: نحن مأمورون بطلب العلم لأنه فرض على كل مسلمالله الله ... لولا يدِلُّنا هذا " الجاهل بالشريعة " على كتب شكسبير كي نتعلَّم منها العلم الذي هو فرض ...
-- سبحان الله .. هذا الإنسان تستطيع أن تنسب إليه أيّ عمل أو أيّ مجال إلاَّ تلك التي تخصُّ الشَّريعة ... و لو قلتَ أنه فيلسوف أو كاتب روايات لكان أحسن ... أما أ، تقول عنه فقيه أو داعية فهذا بعيد كل البعد ..
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[09 - Nov-2009, مساء 03:39]ـ
يراجع الروابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=139195
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=92839
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=80618
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=28601
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=39669
ـ[محمد عبد الغنى السيد]ــــــــ[09 - Nov-2009, مساء 04:32]ـ
ياأخوانى نحن لو تكلمنا على زلاتهم فانما نكلم أنفسنا ولا نكلم احدا يغتر بهم لأن الحمد لله الموقع ذو كعب عال فى العلم والدعوة فلا يدخله المفتونون بهؤلاء الناس ....... ولكن أريد أن أاذكر شيئا هو أشبه بالنكته المرة ولا اصدق أنى رأيته من مفتى مصر .. للأسف .... ففى أحد أيام الجمعة وفى حلقة من حلقات مجالس الطيبين بطولة منفردة لعلى جمعة ..... قال ما نصه ...... والله على ما أقول شهيد ........ فى معرض كلامه على تأصل حب الدين فى المسلمين حتى لو خالطوا بعض المعاصى .... واستشهد على ذلك برواية نجيب محفوظ وأحد افلام الثلاثية عندما طلب الداعية الاسلامى يحيى شاهين من الراقصة -معذرة على هذا اللفظ فى هذا المنتى المبارك-ان يراودها على نفسها فقالت له لا ....... فى الحلال بس .... فقال حتى الراقصة واثناء ممارستها معصية الرقص ...... لم تنس مراقبة الله لها ....... ولما كان يحيى شاهين نازل من الحنطور وسأله عم الشيخ أنت جاى منين قال جاى من ساعة حظ ....... فنهره الشيخ ..... وقال له اخص عليك .... لم يستطع يحيى شاهين -سى السيد -ذو القلب الحامى الرد على الشيخ احتراما وتوقيرا له ..... فلم ينس حق أولياء الله رغم ملابسته للمعصية ..... أقسم بالله سمعته بأذنى ورأيته بعينى ...... وقال المفتى انا فقط أتفرج على الأفلام مع اولادى ... حتى اعلمهم كيف يستقون الحكم الدينيه من بين المعاصى ولا ينساقوا وراء شهواتهم ....
اللهم اقبضنا اليك غير ضالين ولا مضلين وجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن .....(/)
الدرس الثالث عشر من دروس الفقه الشافعي مع المخططات والتمارين العملية
ـ[صفاء الدين العراقي]ــــــــ[09 - Nov-2009, مساء 01:36]ـ
باب أركان الصلاة وسننها.
ـ[أبو ياسر الحسني]ــــــــ[29 - Nov-2010, مساء 01:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
شيخنا الكريم حاولت التواصل معكم على الخاص ولكن هذا يحتاج لعشرين مشاركة، ماشاء الله شرح رائع، أرجو منكم أن تنزلوا الشرح كامل في ملف أو ملفين أو أكثر كما تحبون، و لكن نحن في حاجة مااسة لها ..
دمتم بخير
ـ[أبو ياسر الحسني]ــــــــ[30 - Nov-2010, صباحاً 02:19]ـ
السلام عليكم ..
للرفع(/)
أبو حامد: قلت لأحمدبن حنبل: ماتقول في القصائد؟!.
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[09 - Nov-2009, مساء 08:29]ـ
///حدث أبو حامد الخلقاني ...
قال:
قلت لأحمد:
ماتقول في القصائد؟!
فقال: في مثل ماذا؟
قلت: مثل ما تقول:
إذا ماقال لي ربي ...
أما استحييت تعصيني ..
وتخف الذنب من خلقي ...
وبالعصيان تأتيني ...
فما قولي له لما ...
يعاتبني ويقصيني ...
فقال: أعد علي.
فأعدت عليه.
فقام , ودخل بيته, ورد الباب ..
فسمعت نحيبه من وراء الباب ..
وهو يقولها.
[تلبيس ابليس ص278, ذيل الطبقات ص 116].
رحمهم الله جمعوا بين
العلم ..
والعمل ..
وعدم الرياء ..
(نحسبهم كذلك ولانزكي على الله أحدا).
ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[13 - Mar-2010, مساء 02:00]ـ
لا يكفي نسبتها لأحمد من خلال مرجعين أو أكثر .. بل وإن حكاها جميع من ترجم له ..
وإنما يبحث عن سندها إليه ..
ثم إذا صحت عنه تلك الحكاية:
فهل يقال أن مذهب أحمد جواز انشاء القصائد مطلقا؟
وهل إذا صاحبها ألحان صوتية كالتصفيق والتصفير والتأوه - وليس آلات الطرب -: فهل يقال مذهبه فيها الجواز؟
وهل يقاس قصائد الأمس بقصائد وأناشيد اليوم؟
كل هذا في حاجة إلى التحري عن مذهب الإمام فيها بدقة ..
وإلا: فالحكاية هكذا مطلقة تسمح بكل ما يستشكل ها هنا ..
شكر الله لك وسدد خطاك؟
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[13 - Mar-2010, مساء 05:29]ـ
ذكَّرْتنا يا عبد العزيز، ذكَّرك الله بالشهادة ....
و لا أدري أن كنتَ تقصد الذكرة و تليين القلوب، أم دراسة مذهب أحمد بن حنبل في إنشاد القصائد؟(/)
تنشيط الكسلان بذكر همم أهل العلم والإيمان.
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[10 - Nov-2009, صباحاً 01:01]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
/// قال ابن هبيرة:
والوقت أنفس ما عنيت بحقظه ......... وأراه أسهل ماعليك يضيع.
وأنشد الباجي _رحمه الله_:
إذا كنت أعلم علماً يقيناً ... بأن جميع حياتي كساعة
فلم لا أكون ضنيناً بها ... وأجعلها في صلاح وطاعة.
[ترتيب المدارك 8/ 125]
/// قال العلامة المقريزي -رحمه الله-:
وقد أعْرضَتْ نفسي عن اللهوِ جُملةً ... ومَلَّتْ لقاءَ الناسٍ حتَّى وإن جلُّوا
وصارَ -بحمدالله- شُغلي وشاغلي ... فوائد علمٍ لستُ من شُغْلِها أخْلُو
فطورًا يراعي كاتبٌ لفوائدٍ ... بصحَّتِها قد جاءنا العقلُ والنقْلُ
وآونةً للعلمِ صدريَ جامع ... فتزكو به نفسي وعن همِّها تسْلُو
[درر العقود الفريدة 1/ 50]
/// (من سجايا الإسلام التحلي بكبر الهمة ..
مركز السالب والموجب في شخصك، الرقيب على جوارحك، كبر الهمة يجلب لك بإذن الله خيراً غير مجذوذ، لترقى إلى درجات الكمال، فيجرى في عروقك دم الشهامة والركض في ميدان العلم والعمل، فلا يراك الناس واقفاً إلا على أبواب الفضائل، ولا باسطاً يديك إلا لمهمات الأمور.
والتحلي بها يسلب منك سفاسف الآمال والأعمال، ويجتنب منك شجرة الذل والهوان والتملق والمداهنة، فكبير الهمة ثابت الجأش، لا ترهبه المواقف، وفاقدها جبان رعديد، تغلق فمه الفهاهة.
ولا تغلط فتخلط بين كبر الهمة والكبر، فإن بينهما من الفرق كما بين السماء ذات الرجع والأرض ذات الصدع.
كبر الهمة حلية ورثة الأنبياء، والكبر داء المرضى بعلة الجبابرة البؤساء.
فيا طالب العلم ارسم لنفسك كبر الهمة، ولا تنفلت منه وقد أومأ الشرع إليها في فقهيات تلابس حياتك، لتكون دائماً على يقظة من اغتنامها.
[حلية طالب العلم ص24]
/// "وما تقف همّة إلا لخساستها، وإلا فمتى علت الهمّة فلا تقنع بالدون.
وقد عرفت بالدليل أن الهمة مولودة مع الآدمي، وإنما تقصر بعض الهمم في بعض الأوقات فإذا حثَّت سارت. ومتى رأيت في نفسك عجزا فسل المنعم، أو كسلا فالجأ إلى الموفق، فلن تنال خيرا إلا بطاعته، ولا يفوتك خير إلا بمعصيته، فمن الذي أقبل عليه فلم يرد كل مراد؟ ومن الذي أعرض عنه فمضى بفائدة؟ أو حظى بغرض من أغراضه؟
واتقوا الله ويعلمكم الله"
[لفتة الكبد ص 3]
/// الحذر الحذر من ضعف الهمة:
"كانت همم القدماء من العلماء عالية، تدل عليها تصانيفهم التي هي زبدة أعمارهم.
إلا أن أكثر تصانيفهم دثرت، لأن همم الطلاب ضعفت، فصاروا يطلبون المختصرات و لا ينشطون للمطولات.
ثم إقتصروا على ما يدرسون به من بعضها، فدثرت الكتب و لم تنسخ.
فسبيل طالب الكمال في طلب العلم الإطلاع على الكتب التي قد تخلفت من المصنفات، فليكثر من المطالعة، فإنه يرى من علوم القوم و علو هممهم ما يشحذ خاطره و يحرك عزيمته للجد، و ما يخلو كتاب من فائدة.
و أعوذ بالله من سير هؤلاء الذين نعاشرهم، لا نرى فيهم ذا همة عالية فيقتدي بها المبتدي، و لا صاحب ورع فيستفيد منه الزاهد."
* ثم قال:
فالله الله و عليكم بملاحظة سير السلف، و مطالعة تصانيفهم، و أخبارهم، فالاستكثار من مطالعة كتبهم رؤية لهم، كما قال:
فاتني أن أرى الديار بطرفي فلعلي أرى الديار بسمعي"
[صيد الخاطرص341]
/// إن من أهم الأسباب المعينة على تقوية الهمةفي العلم هي مطالعة سير العلماء العاملين ..
الذين كانت سيرهم أشبه ما تكون بالطاقة التي تعين على الصبر على هذا الطريق ..
لذا نحاول من خلال هذا الموضوع إلى لملمة هذه الأخبار من كتب شتى ..
لتكون دليلا للسالك ..
ولتضئ له المسالك ..
فتجده بعد مطالعة هذه الأخبار قد زادت همته وارتفعت.
ووثب إلى كتابه, واشتغل به.
إن التشاغل بالدفاتر والمحا * بر والكتابة والدراسة
أصل التعبد والتزهد * والرئاسة والسياسة
ولا أحب الإطالة في المقدمة ..
فإن الأخبار ناطقة بالعبر لمن اعتبر ..
والله أعلم.
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[10 - Nov-2009, مساء 11:51]ـ
قال ابن الجوزي:
"كانت همم القدماء من العلماء عالية، تدل عليها تصانيفهم التي هي زبدة أعمارهم.
إلا أن أكثر تصانيفهم دثرت، لأن همم الطلاب ضعفت، فصاروا يطلبون المختصرات و لا ينشطون للمطولات.
ثم اقتصروا على ما يدرسون به من بعضها، فدثرت الكتب و لم تنسخ.
فسبيل طالب الكمال في طلب العلم الاطلاع على الكتب التي قد تخلفت من المصنفات، فليكثر من المطالعة، فإنه يرى من علوم القوم و علو هممهم ما يشحذ خاطره و يحرك عزيمته للجد، و ما يخلو كتاب من فائدة.
و أعوذ بالله من سير هؤلاء الذين نعاشرهم، لا نرى فيهم ذا همة عالية فيقتدي بها المبتدي، و لا صاحب ورع فيستفيد منه الزاهد.
فالله الله ,و عليكم بملاحظة سير السلف، و مطالعة تصانيفهم، و أخبارهم، فالاستكثار من مطالعة كتبهم رؤية لهم، كما قال:
فاتني أن أرى الديار بطرفي فلعلي أرى الديار بسمعي
و إني أخبر عن حالي، ما أشبع من مطالعة الكتب، و إذا رأيت كتاباً لم أره، فكأني وقعت على كنز.
و لقد نظرت في ثبت الكتب الموقوفة في المدرسة النظامية، فإذا به يحتوي على نحو ستة آلاف مجلد، و في ثبت كتب أبي حنيفة، و كتب الحميدي، و كتب شيخنا عبد الوهاب و ابن ناصر و كتب أبي محمد بن الخشاب و كانت أحمالا، و غير ذلك من كل كتاب أقدر عليه.
و لو قلت أني طالعت عشرين ألف مجلد كان أكثر و أنا بعد في الطلب.
فاستفدت بالنظر فيها من ملاحظة سير القوم، و قدر هممهم، و حفظهم، و عباداتهم، و غرائب علومهم، ما لا يعرفه من لم يطالع.
فصرت أستزري ما الناس فيه و أحتقر همم الطلاب و الله الحمد. [492]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[11 - Nov-2009, صباحاً 12:05]ـ
همة حتى عند الموت؟!!
/// قال ابن أبي حاتم:
" سمعت أبى يقول مات أبو زرعة مطعونا مبطونا يعرق بينه في النزع ..
فقلت لمحمد بن مسلم:
ما تحفظ في تلقين الموتى لا إله إلا الله؟.
فقال محمد بن مسلم:
يروى عن معاذ بن جبل ..
فمن قبل ان يستتم رفع أبو زرعة رأسه وهو في النزع فقال:
روى عبد الحميد بن جعفر عن صالح بن أبى عريب عن كثير بن مرة عن معاذ عن النبي صلى الله عليه و سلم "من كان آخر كلامه لا اله إلا الله دخل الجنة"
فصار البيت ضجة ببكاء من حضر"
[الجرح والتعديل 1/ 345]
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[17 - Nov-2009, مساء 02:45]ـ
/// قال ابن عقيل:
"اني لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري ..
حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة ومناظرة ..
وبصرى عن مطالعة ..
اعمل فكري:
في حال راحتي .. وأنا مستطرح ..
فلا أنهض إلا وقد خطر لي ما أسطره ..
وإني لاأجد من حرصي على العلم وأنا في عشر الثمانين أشد مما كنت أجده وأنا ابن عشرين"
[المنتظم9/ 214]
ـ[أبو سلمان الجزائري]ــــــــ[17 - Nov-2009, مساء 03:26]ـ
أحسن الله إليك
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[17 - Nov-2009, مساء 03:33]ـ
* ابن تيمية: لايستطيع الصبر عن المطالعة .. حتى عند المرض؟!! .....
///: قال ابن القيم:
"وحدثني شيخنا _ ابن تيمية_:
قال: ابتدأني مرض ..
فقال لي الطبيب:إن مطالعتك وكلامك في العلم يزيد المرض ..
فقلت له: لا أصبر على ذلك ..
وأنا أحاكمك إلى علمك ..
أليست النفس إذا فرحت وسرت قويت الطبيعة فدفعت المرض?!! ..
فقال: بلى.
فقلت له: فإن نفسي تسر بالعلم فتقوى به الطبيعة فأجد راحة.
فقال: هذا خارج عن علاجنا .. "
[روضة المحبين ص70]
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[19 - Dec-2009, مساء 04:11]ـ
أتعبت من بعدك!!
///: قال الدكتور باسم الجوابرة ضمن مقال له_ في مجلة الشقائق_ ..
عنوانها" مواقف وذكريات مع الشيخ العلامة ناصر الدين الألباني":
{حدثني .. الدكتور محمود ميرة:
بأن الشيخ ناصر صعد على السلم في المكتبة الظاهرية ..
ليأخذ كتابا مخطوطا ..
فتناول الكتاب وفتحه ..
فبقي واقفا على السلم لمدة تزيد على الست ساعات}!!
ولا يخفى مافي قراءة المخوط من العناء والتعب.
فما عذر من كان بين يديه الكتاب بأفضل أنواع الورق ..
ثم إذا فتحه خمس دقائق ضجر وتعب .. وانقلب إلى غيره!!
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[19 - Dec-2009, مساء 04:19]ـ
بارك الله فيك أخي عبد العزيز النجدي ونفع بك.
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[21 - Dec-2009, مساء 12:10]ـ
بارك الله فيك أخي عبد العزيز النجدي ونفع بك.
وبارك فيكم ..
ونفع بكم ..
ـ[عبدالرحمن الوادي]ــــــــ[21 - Dec-2009, مساء 02:10]ـ
بارك الله فيك
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[27 - Dec-2009, مساء 08:47]ـ
قصة الورقة الضائعة
http://www.alalbany.net/cell_014.gif
يقول الألباني رحمه الله تعالى في مقدمة كتابه (فهرس مخطوطات المكتبة الظاهرية):
((ولم يكن ليخطر ببالي، وضع مثل هذا الفهرس، لأنه ليس من اختصاصي، وليس عندي متسع من الوقت ليساعدني عليه، ولكن الله تبارك وتعالى إذا أراد شيئاً هيّأ أسبابه، فقد ابتليت بمرض خفيف أصاب بصري، منذ أكثر من اثني عشر عاماً، فنصحني الطبيب المختص بالراحة وترك القراءة والكتابة والعمل في المهنة (تصليح الساعات) مقدار ستة أشهر.
فعملت بنصيحته أول الأمر، فتركت ذلك كله نحو أسبوعين، ثم أخذت نفسي تراودني، وتزين لي أن أعمل شيئاً في هذه العطلة المملة، عملاً لا ينافي بزعمي نصيحته، فتذكرت رسالة مخطوطة في المكتبة، اسمها ((ذم الملاهي)) للحافظ ابن أبي الدنيا، لم تطبع فيما أعلم يومئذ، فقلت: ما المانع من أن أكلف من ينسخها لي؟ وحتى يتم نسخها، ويأتي وقت مقابلتها بالأصل، يكون قد مضى زمن لا بأس به من الراحة، فبإمكاني يومئذ مقابلتها، وهي لا تستدعي جهداً ينافي الوضع الصحي الذي أنا فيه، ثم أحققها بعد ذلك على مهل، وأخرج أحاديثها، ثم نطبعها، وكل ذلك على فترات لكي لا أشق على نفسي! فلما وصل الناسخ إلى منتصف الرسالة، أبلغني أن فيها نقصاً، فأمرته بأن يتابع نسخها حتى ينتهي منها، ثم قابلتها معه على الأصل، فتأكدت من النقص الذي أشار
(يُتْبَعُ)
(/)
إليه، وأقدره بأربع صفحات في ورقة واحدة في منتصف الكراس، فأخذت أفكر فيها، وكيف يمكنني العثور عليها؟ والرسالة محفوظة في مجلد من المجلدات الموضوعة في المكتبة تحت عنوان (مجاميع)، وفي كل مجلد منها على الغالب عديد من الرسائل والكتب، مختلفة الخطوط والمواضيع، والورق لوناً وقياساً، فقلت في نفسي، لعل الورقة الضائعة قد خاطها المجلد سهواً في مجلد آخر، من هذه المجلدات! فرأيتني مندفعاً بكل رغبة ونشاط باحثاً عنها فيها، على التسلسل. ونسيت أو تناسيت نفسي، والوضع الصحي الذي أنا فيه! فإذا ما تذكرته، لم أعدم ما أتعلل به، من مثل القول بأن هذا البحث لا ينافيه، لأنه لا يصحبه كتابة ولا قراءة مضنية!
وما كدت أتجاوز بعض المجلدات، حتى أخذ يسترعي انتباهي عناوين بعض الرسائل والمؤلفات، لمحدثين مشهورين، وحفاظ معروفين، فأقف عندها، باحثاً لها، دارساً إياها، فأتمنى لو أنها تنسخ وتحقق، ثم تطبع، ولكني كنت أجدها في غالب الأحيان ناقصة الأطراف والأجزاء، فأجد الثاني دون الأول مثلاً، فلم أندفع لتسجيلها عندي، وتابعت البحث عن الورقة الضائعة، ولكن عبثاً حتى انتهت مجلدات (المجاميع) البالغ عددها (152) مجلداً، بيد أني وجدتني في أثناء المتابعة أخذت أسجل في مسودتي عناوين بعض الكتب التي راقتني، وشجعني على ذلك، أنني عثرت في أثناء البحث فيها على بعض النواقص التي كانت من قبل من الصوارف عن التسجيل.
ولما لم أعثر على الورقة في المجلدات المذكورة، قلت في نفسي: لعلها خيطت خطأ في مجلد من مجلدات الحديث، والمسجلة في المكتبة تحت عنوان (حديث)! فأخذت أقلبها مجلداً مجلداً، حتى انتهيت منها دون أن أقف عليها، لكني سجلت عندي ما شاء الله من المؤلفات والرسائل.
وهكذا لك أزل أعلل النفس وأمنيها بالحصول على الورقة، فأنتقل في البحث عنها بين مجلدات المكتبة ورسائلها من علم إلى آخر؛ حتى أتيت على جميع المخطوطات المحفوظة في المكتبة، والبالغ عددها نحو عشرة آلاف (10000) مخطوط، دون أن أحظها بها!
ولكني لم أيأس بعد، فهناك ما يعرف بـ (الدست)، وهو عبارة عن مكدسات من الأوراق والكراريس المتنوعة التي لا يعرف أصلها، فأخذت في البحث فيها بدقة وعناية، ولكن دون جدوى.
وحينئذ يأست من الورقة، ولكني نظرت فوجدت أن الله تبارك وتعالى قد فتح لي من ورائها باباً عظيماً من العلم، طالما كنت غافلاً عنه كغيري، وهو أن في المكتبة الظاهرية كنوزاً من الكتب والرسائل في مختلف العلوم النافعة التي خلفها لنا أجدادنا رحمهم الله تعالى، وفيها من نوادر المخطوطات التي قد لا توجد في غيرها من المكتبات العالمية، مما لم يطبع بعد.
فلما تبين لي ذلك واستحكم في قلبي، استأنفت دراسة مخطوطات المكتبة كلها من أولها إلى آخرها، للمرة الثانية، على ضوء تجربتي السابقة التي سجلت فيها ما انتقيت فقط من الكتب، فأخذت أسجل الآن كل ما يتعلق بعلم الحديث منها مما يفيدني في تخصصي؛ لا أترك شاردة ولا واردة، إلا سجلته، حتى ولو كانت ورقة واحدة، ومن كتاب أو جزء مجهول الهوية! وكأن الله تبارك وتعالى كان يعدّني بذلك كله للمرحلة الثالثة والأخيرة، وهي دراسة هذه الكتب، دراسة دقيقة، واستخراج ما فيها من الحديث النبوي مع دراسة أسانيده وطرقه، وغير ذلك من الفوائد. فإني كنت أثناء المرحلة الثانية، ألتقط نتفاً من هذه الفوائد التي أعثر عليها عفواً، فما كدت أنتهي منها حتى تشبعت بضرورة دراستها كتاباً كتاباً، وجزءاً جزءاً.
ولذلك فقد شمرت عن ساعد الجد، واستأنفت الدراسة للمرة الثالثة، لا أدع صحيفة إلا تصفحتها، ولا ورقة شاردة إلا قرأتها، واستخرجت منها ما أعثر عليه من فائدة علمية، وحديث نبوي شريف، فتجمع عندي بها نحو أربعين مجلداً، في كل مجلد نحو أربعمائة ورقة، في كل ورقة حديث واحد، معزواً إلى جميع المصادر التي وجدتها فيها، مع أسانيده وطرقه، ورتبت الأحاديث فيها على حروف المعجم، ومن هذه المجلدات أغذي كل مؤلفاتي ومشاريعي العلمية، الأمر الذي يساعدني على التحقيق العلمي، الذي لا يتيسر لأكثر أهل العلم، لا سيما في هذا الزمان الذي قنعوا فيه بالرجوع إلى بعض المختصرات في علم الحديث وغيره من المطبوعات! فهذه الثروة الحديثية الضخمة التي توفرت عندي؛ ما كنت لأحصل عليها لو لم ييسر الله لي هذه الدراسة بحثاً عن الورقة الضائعة! فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.))
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[28 - Dec-2009, مساء 08:53]ـ
///قال ابن الحنائي _ في ترجمة فقيه الحنفية أبي بكر السرخسي _:
" أملى < المبسوط> من خاطره ..
من غير مطالعة كتاب ..
ولا مراجعة تعليق ..
نحو 15 مجلدا .. !!!
وهو في السجن بأوزجند محبوس ...
[ .. كان محبوسا في جب بسبب كلمة نصح وكان يملي عليهم من الجب وهم على أعلى الجب يكتبون ما يملي عليهم]
وله كتاب في أصول الفقه, وشرح < السير الكبير> في مجلدين ضخمين أملاهما في الجب"
[طبقات الحنفية199] , [تاج التراجم 1/ 18]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[09 - Jan-2010, مساء 09:39]ـ
بارك الله فيك
وفيكم بارك ..
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[05 - Feb-2010, صباحاً 05:37]ـ
/// "قال الحافظ أبو علي النيسابوري:
سمعت ابن جوصا, سمعت إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني:
يقول: كنا عند سليمان بن عبد الرحمن فلم يأذن لنا أياما ...
فلما دخلنا عليه ..
قال:
بلغني ورود هذا الغلام الرازي -يعني أبا زرعة- ..
فدرست للقائه ثلاث مائة ألف حديث ............. !! "
[ميزان الاعتدال 2/ 402]
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[05 - Feb-2010, صباحاً 11:30]ـ
أعلى الله همّتك أخانا المكرم ..
حتى تُعانق بروج السماء، وكواكب الجوزاء ..
وفقكم ربي لكُلِّ خيرٍ في الدنيا ورزقنا وإياكم حُسن الخاتمة والجنان في الآخرة ..
والسلام عليكم ..
ـ[سالم السمعاني]ــــــــ[22 - Feb-2010, مساء 11:44]ـ
آمين ...
جوزيتم خيرا ..
ـ[سالم السمعاني]ــــــــ[23 - Feb-2010, صباحاً 12:32]ـ
أعتذر فقد جاءت مشاركتي في غير محلها ........
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[29 - Mar-2010, مساء 11:34]ـ
/// قال الجاحظ:"
سمعت الحسن اللؤلؤي يقول:
غبرت أربعين عاما ...
ماقلت ..
ولا بت ..
ولا اتكأت ..
إلا والكتاب موضوع على صدري"
{كتاب الحيوان 1/ 52}
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[29 - Mar-2010, مساء 11:48]ـ
/// قال السخاوي _ في ترجمة العالم أحمد البلقاسي الشافعي _:
" وكان إماما علامة , قوي الحافظة, حسن المفاهمة, مشاركا في فنون, طلقا اللسان , محبا في العلم والمذاكرة والمفاهمة ..
غير منفك عن التحصيل , بحيث إنه كان يطالع في مشيه ..
ويقرأ القراءات في حال أكله خوفا من ضياع وقته في غيره ..
أعجوبة في هذا المعنى .. لا أعلم في وقته من يوازيه فيه .. "
[الضوء اللامع 1/ 311](/)
هل ثبت السلام على الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضي الله عنهما عن غير ابن عمر
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[10 - Nov-2009, صباحاً 08:58]ـ
السلام عليكم ...
هل ثبت السلام على الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضي الله عنهما عن الصحابة عن غير ابن عمر؟
وقد وجدت:
ص / 43:
[وكان ابن عمر وحده هو الذي يذهب إلى القبر إذا قدم من سفر فيقول:
السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا أبا بكر السلام عليك يا أبت ولم
يتابعه عليه أحد من الصحابة] < تنوير الحوالك شرح موطأ مالك > ج 1/ 180
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2413 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2413)
ولكن لم أجده في تنوير الحوالك(/)
الخوف إذا دخل إلى قلبك
ـ[محمد جمعة الحلبوسي]ــــــــ[10 - Nov-2009, صباحاً 11:51]ـ
تعال معي لنستمع سوية الى هذه الواقعة العظيمة والتي تحمل في طياتها دروسا ومعاني جليلة
بينما كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) يمشي ذات يوم في الهزع الأخير من الليل سمع بكاء طفل فأفزعه البكاء، فذهب عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) الى البيت الذي سمع منه عويل الطفل وقال لأم الطفل اسكتي طفلك ومرت ساعة وعاد ولم يسكت الطفل فقال لأم الطفل اسكتي طفلك لا أراكِ إلا أم سوء فقالت يا أخا العرب لقد آذيتني إن عمر لا يعطي الأجرة إلا للطفل إذا انفطم ولا يربط له من بيت المال إلا إذا فطم وأنا أعوّده الفطام حتى يكون له من بيت مال المسلمين نصيب ولم تدر أنها تكلم عمر (رضي الله عنه).
فذهب عمر (رضي الله عنه) ليصلي الفجر فقال عبد الرحمن بن عوف (رضي الله عنه) والله ما استطعت أن أتبين قراءة القرآن من عمر من شدة بكائه في الصلاة ولما فرغ من الصلاة قلب كفيه حزناً وقال: لكَ الله يا عمر كم قتلت من أطفال المسلمين وما أن طلعت الشمس حتى أصدر أمراً بأن من ولد له مولود فبمجرد ولادته يجري له رزقه من بيت مال المسلمين.
بالله عليكم ... هل يوجد مثل هذا الخوف عند حكام المسلمين اليوم! والله لو تخلق الحكام اليوم بأخلاق عمر لما أصبحنا كالأيتام على موائد اللئام، ولما رأينا فقيراً ومظلوماً.
عمر كان يخاف خوف من يعتقد أن النار لم تخلق إلا له .. لقد سيطر الخوف على قلبه فأصبح لا ينام في الليل ولا في النهار لأنه إن نام في الليل أضاع حق الله وإن نام في النهار أضاع حق رعيته.
فلنأخذ درساً من أمير المؤمنين عمر أن الخوف إذا دخل إلى قلبك جعلك تحاسبها على الصغيرة والكبيرة.(/)
معهد الصراط .. مؤسسة متكاملة من خلال الانترنت
ـ[جابر حنفي]ــــــــ[10 - Nov-2009, مساء 05:31]ـ
أصالة المنهج ... و… حداثة الأسلوب
www.pathway-foundation.com (http://www.pathway-foundation.com)
تم بفضل الله تعالى انطلاق "معهد الصراط للعلوم التأسيسية" ليكون الملاذ الأول على الإنترنت لكل من يريد أن يبدأ طريقه لطلب العلم الشرعي بمنهجية منضبطة وعلى أسس قوية, عن طريق تقديم أساسيات العلوم الشرعية.
ويعتبر معهد الصراط هو أول مؤسسة إلكترونية تقوم بتوفير مواد تعليمية مجانية تم تصميمها وتطويرها بشكل يتناسب مع خصائص الدارسين عن بعد بأسلوب التعلم الذاتي باستخدام فلسفة Web 2.0, في مجال العلوم الشرعية على موقع إلكتروني عبر شبكة الإنترنت.
وسيستمر المعهد في تطوير وتجديد كل ما يقدمه من خدمات مع إضافة خدمات جديدة تجعله دائما له السبق في مجال تقديم العلم الشرعي عن بعد, بما يتناسب مع متطلبات الدارسين ورغباتهم المستقبلية.
يوفر معهد الصراط في "مرحلته الأولى" برنامج تعليمي شرعي تأسيسي مجاني في الدراسات التأسيسية باللغتين العربية والإنجليزية يتكون من 5 محاور, وهي:
• محور الفقه: يعرض هذا المحور بإيجاز لنشأة المدارس الفقهية، وأسباب خلاف الفقهاء. ثم يعرض لدراسة تفصيلية لفقه العبادات (أركان الاسلام العملية) وجملة مهمة من المعاملات وفقه الأسرة.
• محور التاريخ: يعرض هذا المحور لمدخل في أهمية دراسة السيرة النبوية، وأهم مصادرها، ومنهج الاستفادة منها. يليه استعراض لأهم الأحداث التي مرت بها دعوة النبي صلى الله عليه وسلم وكيفية الاستفادة من فقه السيرة في واقعنا المعاصر.
• محور العقيدة: يعرض هذا المحور لمدخل في أهمية العقيدة، وأبرز خصائصها، ومصادر تلقيها ونشأة الاختلاف في العقائد وأهم أسبابه. يتبع ذلك دراسة تفصيلية لأركان الايمان الستة. يليها دراسة عقائد جملة من الأديان والفرق والمذاهب.
• محور القرآن والسنة: يعرض هذا المحور لمدخل يلقي الضوء على أهمية نصوص الوحيين وحجيتهما والتأكيد على كونهما المرجع الرئيس للمعرفة في الإسلام (أبواب العقائد والأحكام والآداب). يلي ذلك، دراسة تحليلية لنصوص مختارة من القرآن الكريم والسنة المطهرة.
• محور المهارات: يعرض هذا المحور لجملة من الآداب والمهارات المتوقع الإلمام بها من المبتدئ في طلب العلم الشرعي في الدراسة عن بعد. تشمل آداب طلب العلم ومهارات التواصل الاجتماعي والدراسة عن بعد وجملة من مهارات التفكير.
يتيح لك الموقع دراسة هذه المحاور بأشكال وأنماط مختلفة, وهي:
• كتاب تفاعلي: عبارة عن منتج يتيح للزوار المتفاعلين إنشاء محتوى تفاعلي على شكل كتاب إلكتروني مكون من أقسام وصفحات تعليمية تتيح لباقي الزوار التفاعل مع المحتوى بأشكال وأنماط مختلفة من استخدام الأنشطة التفاعلية من تعليق وتعديل وتقييم بجانب الاستعانة بأسئلة التقويم الذاتي وغيرها من الأنشطة الأخرى.
• وثيقة اليكترونية: عبارة عن منتج يتيح للزوار المتفاعلين رفع محتوى على شكل ملف إلكتروني يستطيع باقي الزوار استعراضه والاستفادة بما به من معلومات.
ويتيح الموقع أيضا التفاعل مع المحتوى بأشكال وأنماط مختلفة كما يلي:
• عمل تقييم للمحتوى
• وضع ردود إثرائية للمحتوى
• وضع تعليقات على المحتوى
• إضافة أسئلة حول المحتوى
• الإجابة على الأسئلة الموجودة للمحتوى
نسأل الله جل وعلا أن ينفعك بما يقدم في هذا الموقع من خدمات "تم تصميمها من أجلك أخانا الكريم", وأن يكون عونا لك على طاعة الله بامتثال الأوامر واجتناب النواهي على مراد الله تعالى عن طريق تلقي العلم الشرعي التأصيلي فهو سبيل النجاة في الدنيا والآخرة.
يمكنكم زيارة الموقع من خلال هذا الرابط: www.pathway-foundation.com (http://www.pathway-foundation.com)
ونسعد دائما بتلقي استفساراتكم ومقترحاتكم ومشاركاتكم على البريد الإلكتروني:
cservice@pathway-foundation.com
ـ[جابر حنفي]ــــــــ[10 - Nov-2009, مساء 05:33]ـ
أسأل الله أن ينفعكم بما يقدمه هذا المعهد من العلم النافع في الدنيا والاخرة
ـ[أبو المظفر الشافعي]ــــــــ[11 - Nov-2009, مساء 06:24]ـ
أخي الكريم جزاك الله خيراً.
الموقع باللغة الإنجليزية فكيف ينم تعريبه؟
ـ[الرافدين]ــــــــ[16 - Nov-2009, مساء 07:20]ـ
الاخ الشافعي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك علامة (ع) في أعلى الصفحة اضغط عليها يتحول الموقع بالعربية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
دروس الشيخ عبد الله السلمي في الكويت. 11/ 11/2009
ـ[بو فوزي الكويتي]ــــــــ[10 - Nov-2009, مساء 08:05]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
دورة للشيخ عبد الله السلمي
في منطقة الجهراء - العيون - مسجد عودة العنزي
اضغط الصورة للتكبير
http://img24.imageshack.us/img24/489/auda.jpg (http://img24.imageshack.us/i/auda.jpg/)
بإذن الله ترفع على موقع نداء الإسلام بعد الإنتهاء منها.
www.islam-call.com
ـ[بو فوزي الكويتي]ــــــــ[17 - Nov-2009, مساء 11:30]ـ
كتاب الحج من عمدة الفقه
http://islam-call.com/records/viewSeries/Id/206/
أنواع البطاقات الائتمانية
http://islam-call.com/records/view/id/4086/
أعمال القلوب
http://islam-call.com/records/view/id/4088 (http://islam-call.com/records/view/id/4088/)(/)
ظلموه من غير دليل او حجة شرعية تقام عليه؟؟؟ ارجوا الاجابة
ـ[التائب]ــــــــ[11 - Nov-2009, مساء 01:01]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اولا بارك الله فيكم على ماتقدموه من نشر العلم والمعرفة الحقة داخل هذا الزخر العلمى الرائع بارك الله لكم وفيكم حفظكم الله تبارك وتعالى
سؤالى لو تسمحوا ان يجيبنى عليه الشيخ
اخا فى الله متعارف عليه سلامة منهجه السلفى وتوحيده طالب للعلم يطمح كل يوم ان يعرف كل ماهوا مفيد للأمة من شتى الجوانب الاسلامية ... مشتهرا بأخلاقه الحميدة نحسبه كذلك ملتزما بتعاليم دينه مطبقا لسنة حبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام
دندن حوله الحاسدين والحاقدين الله المستعان جراء بيعه لكتاب تفسير العشر الاخير اللذى يطبع كل عام من المملكة العربية السعودية وهو كتاب طيب اعتقد انكم قد قرأتموه او سمعتم به ,,,
لبس عليه هؤلاء بأقوال فضيعة لاأسطتيع ان أذكرها الان قالو عن الكتاب انه ليس مزكى من اى احد من العلماء وقالو ان يجب ان يحرق هذا الكتاب فلبس عليه الامر من كل الشباب الملتزم فى بلادنا الا من رحم الله
اما قصته الثانية والتى زادت النار نار هيا فتوى الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى حول ماإن خير الانسان بين الحبس لمدة لايعلمها إلا الله او ان تأخذ من لحيتك أعتقد انكم سمعتم فتوى الشيخ حول هذا ماإن وصلت الفتوى هذه الى هؤلاء الحاسدين إلا ان قالوا عنه ان محرض على حلق اللحى مااخذوا فى عين الأعتبار فتوى الشيخ العثيمين رحمه الله مع العلم ان بلادنا يقوموا رجال الامن فيها بإستدعائهم وطلب التحليق (حلق اللحية او ان نحبسك) لبسوا عليه وقالو انه يحرض على حلقها لم يتذكر ان للأسلام رخص ولله الحمد والمنة
ارجوا قرأتها من قلوبكم وخاصة فضيلة الشيخ
المسألة هنا
هل يجوز ان يبتهل هذا الرجل على من ظلمه
ثانيا فى حالة إنكارهم عن عدم قول هذا هل يجوز ان يرفع يديه مثلا ويقول والله لو اننى قلت فى هذا الرجل كذا وكذا ان يسحقنى او ان يشلنى اوماأشبه
ارجوا الرد بسرعة لان الموضوع فى غاية الاهمية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخاكم فى الله
انت حلمى
ـ[التبريزي]ــــــــ[11 - Nov-2009, مساء 11:47]ـ
- اخا فى الله متعارف عليه سلامة منهجه السلفى وتوحيده طالب للعلم يطمح كل يوم ان يعرف كل ماهوا مفيد للأمة من شتى الجوانب الاسلامية ... مشتهرا بأخلاقه الحميدة نحسبه كذلك ملتزما بتعاليم دينه مطبقا لسنة حبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام
- دندن حوله الحاسدين والحاقدين الله المستعان جراء بيعه لكتاب تفسير العشر الاخير اللذى يطبع كل عام من المملكة العربية السعودية وهو كتاب طيب اعتقد انكم قد قرأتموه او سمعتم به ,,,
- اما قصته الثانية والتى زادت النار نار هيا فتوى الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى حول ماإن خير الانسان بين الحبس لمدة لايعلمها إلا الله او ان تأخذ من لحيتك
رأيي والله أعلم:
مصيبة البعض اليوم هو عقدهم الولاء والبراء على المشايخ أو على مسائل صغيرة لا تمس المعتقد، فإذا كان هذا الأخ يبيع ما هو مسموح به في البلد الذي طبعه ولم يصدر تحريم بيعه، فبأي حق يُنبذ هذا الشاب بسبب بيع الكتاب؟
الكتاب عليه بعض الملحوظات (تفسير الصابوني كما فهمتُ) وواجبه أن يضع تلك التصويبات المعتمدة الصحيحة في ورقة تعطى للمشتري إبراءا للذمة ...
أما فتوى الشيخ ووقوف هؤلاء ضد هذا الشاب لنقله الفتوى!! فالله سبحانه يقول:
http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Search/290X800-1/16/106/0-11,.png (http://quran.al-islam.com/Tafseer/DispTafsser.asp?l=arb&taf=KATHEER&nType=1&nSora=16&nAya=106)
فمن جهل هؤلاء أنهم لا يفقهون، ولو فقهوا معنى الآية الكريمة ما جعلوا الفتوى أعظم شأنا ممن أكره على الكفر وقلبه مطمئن بالإيمان وليس على حلق اللحية!!
- هل يجوز ان يبتهل هذا الرجل على من ظلمه
- ثانيا فى حالة إنكارهم عن عدم قول هذا هل يجوز ان يرفع يديه مثلا ويقول والله لو اننى قلت فى هذا الرجل كذا وكذا ان يسحقنى او ان يشلنى اوماأشبه
المظلوم له الحق أن يدعوَ على من ظلمه، والحلم أفضل، وعند الله تجتمع الخصوم، أما كلامك (بالأخضر) فغير مفهوم بعض الشيء، وقضية المباهلة في مثل هذه المواضع لا تستحق وهي من اعطاء الشيء أكبر من حجمه، وإذا كان هذا الشاب من التدين وتحري الحق بمكان كما تقول، فخيرٌ له البقاء بعيدا عن الجدل الذي لا يثمر غير الأحقاد، خصوصا مع بعض العقول التي تجعل الولاء والبراء على المشايخ، وتجعل أحيانا من الفرض سنة، ومن السنة ركنا، ومن المندوب واجبا، ومن الواجب مستحبا، ومن اللمم كبيرة، والكبيرة صغيرة ...
ـ[التائب]ــــــــ[12 - Nov-2009, صباحاً 11:31]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيك رحمك الله
السلام عليكم(/)
كلمات حول التناقض!
ـ[عبدالعزيز محمد السريهيد]ــــــــ[12 - Nov-2009, صباحاً 07:48]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
((الدين الإسلامي لا يتحمل سفاهة و حماقات أتباعه)).
1 – نقلب الدنيا رأسا على عقب وتستعر مجالسنا بالنقاش حول كفر الحكام الذين لا يطبقون الشريعة الإسلامية. فهم كفار لأنهم اتخذوا قوانين وضعية.
((تناقض)): أن نفعل ذلك ونطالب الحكام بتطبيق الشريعة الإسلامية ونحن لم نطبقها واقعا عمليا في بيوتنا وعلى أنفسنا وأهلينا!
فالناظر يرى بونا شاسعا بين مظاهرنا ومخابرنا، وبين أقوالنا وأفعالنا!
2 – إذا سمعنا بالاختلاط في أي مكان جن جنوننا وانتفشت شعورنا، واحمرت أعيننا، وانتفخت أوداجنا. وأنكرناه بمراتب الإنكار الثلاث.
((تناقض)): أن نفعل ذلك ثم في المقابل نأتي بخادمة من بلادها بلا محرم! وتعيش بيننا وهي أجنبية عنا ويترك الأبناء يختلطون بها وتختلط بهم! وتراهم و يرونها دون أن يحرك ذلك فينا شيئا!!
3 – البعض منا يشهر العصا في وجه الأبناء والزوجة إذا طلبوا منه إدخال قناة فضائية حتى ولو كانت ذات توجه إسلامي. ويغضب أشد الغضب وينكر اشد الإنكار!
((تناقض)): أن يفعل ذلك ثم إذا سافر بأهله وسكن شقة هنا أو هناك بادر بتقليب القنوات الفضائية أمامهم!
ليعيش الأبناء في حيرة من هذا التناقض. فإذا كانت حراما فلماذا يشاهدها! وإذا كانت جائزة فلماذا يمنعها عنا في البيت!!!!
4 – نتشدق بأن ديننا دين العدل والمساواة. ونردد بأن ديننا لا يفرق بين أسود ولا أحمر ولا أبيض ولا عربي ولا أعجمي.
((تناقض)): أن نؤمن بهذا ولا نطبقه في حياتنا. فتجد الأبيض يحتقر الأسود، والعربي يحتقر الأعجمي. طبعا هذا الاحتقار لا يشمل الأوروبي فهذا له معاملة خاصة ونحن أمامه مجرد حشرات خلقت لحكمة. ((عقدة الخواجة)).
ويتعالى بعضنا على بعض في الزواج وتأتي الفوارق لتفرق بين المسلمين. والخوارق لتخرق جدار المساواة والعدل الذي نتشدق به. وتحطم البنيان المرصوص لأن البعض منا يوالي قبيلته أو بلده ويرى أنه شعب الله المختار أو أن قبيلته قد اصطفاها الله على العالمين!!
فعلا لقد شوهنا الدين الإسلامي بالإجماع القولي والفعلي!!!!!!!(/)
أنزلو غير منزلتهم
ـ[أبوماجد]ــــــــ[12 - Nov-2009, صباحاً 09:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ألاحظ أن هناك ظاهرة إنتشرت بين بعض العامه من ضعاف الفهم وهي إنزال أهل الغناء والتمثيل منزلة لا تليق بهم وذلك بتمجيدهم ومدحهم والإفتخار بمعرفتهم وتتبع أخبارهم والحديث عن كل صغيرة وكبيرة في حياتهم اليوميه فالله المستعان.
وإذا رجعنا لتايخ الأمم القديمه وللحضارات القديمه نجد أن هذا الوسط الفني هو حثالة شعوبهم وسفهائم ولاتجد من يعيرهم أي إهتمام كما هو الحال الآن.
وقد رأيت أن بعض الناس عندما يراهم في الأسواق أو الشوارع يشير لهم بالبنان وهذا الفنان الفلاني ويحاول الفوز بالحديث معه أو التصوير معه وغير ذالك من السخافات بل إن بعض المسؤوليين يستقبلونهم إستقبال رسمي والمحطات التلفزيونيه تنشر أخبارهم وتتابعهم وما إلى ذلك بينما لو رأوا عالم من علماء الدين أو المفكرين أو علماء الطب وغيرها من العلوم التي هي الفخر وهي المنتجه للأمه لاتكاد ترى أحدهم يسلم عليه أو يحاول التكلم معه أو يعيرهم إهتمام فالله المستعان.
والواجب علينا جميعا أن نعلم ابنائنا وكل من نحب بمنزلة العلماء ومنزلة أهل الفن وأن لا ينزلوا الناس غير منازلها وأن نعلمهم بنظرة الحضارات للفن وأهله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
إلى المسلمين والمسلمات .. احذروا من وضع الصور في تواقيعكم
ـ[محمد جمعة الحلبوسي]ــــــــ[12 - Nov-2009, مساء 12:25]ـ
لقد رأيت الكثير من الشباب والشابات من يتساهلون في وضع صور في تواقيعهم أو صورهم الشخصية وخصوصاً صور النساء، والكل يعلم أن نظر الرجال إلى صور النساء محرم ومن نظر إليها كان عليه وزر فكيف بمن كان السبب في هذا النظر؟
وقد يكون الذي وضع الصورة نائماً أو يصلي أ ويلهو ويلعب ولكن في المنتدى هناك من ينظر إلى هذه الصورة وهو السبب فيها فيتحمل الآثام والأوزار
والأشد من هذا لو هجم عليه الموت فجأة ثم دُفن في قبره وهناك من يدخل هذا المنتدى من الأعضاء والزوار والكل ينظر إلى هذه الصورة والذنوب تكثر والآثام تجتمع وهو لا يستطيع عمل شيء يتمنى أن يعود إلى الدنيا حتى يزيلها، يتمنى لو كان غيّرها قبل الموت ولكن هيهات هيهات ...
أخي الكريم ... أختي الكريمة: الآن أنت في زمن المهلة وتستطيع تغييرها وقد يمنعك شياطين الإنس والجن ويقولون لا تهتم هذا متشدد، هذا فقط يقول كلام غير صحيح ثم تتركها فيضحكون عليك.
لقد تعلمنا من علمائنا الإجلاء بأنه لا يجوز النظر إلى صُور النِّسَاء، سواء كان النظر مباشرة أو عن طريق الصور، وقد يَكون النظر إلى الصور أكثر فِتنة؛ لأنها غالبا تُحسَّن، والتي تُصوَّر تتزيَّن قبل التصوير!
وكذلك بينوا بأنه لا يجوز نشر تلك الصور، لا في التواقيع، ولا في الصور الرمزية. ومَن نشرها فعليه الإثم مرتين: إثم نشرها، وإثم النظر إليها. ويتحمّل إثم كل من نظر إليها.
وفي هذا تنبيه إلى القائمين على المواقع والمنتديات، أن آثامهم بِقَدْر عدد الناظرين إليها! ولعلك تتخيَّل كم ينظر إلى تلك الصور في مشارق الأرض وفي مغاربها، وصاحب الموقع أو المنتدى يَجْمع تلك السيئات، بل لعلها تجري عليه وهو في قبره إذا مات ولم يَتُب من نشرها.
فالمسألة ليست بسيطة كما يتصورّها بعض الناس، بل هي مسألة عظيمة. وبِقَدْر ما تكون الفِتنة والافتِتان بالصور يَعْظُم الإثم.
الله يشهد عليّ أنا ما أردت من هذا الموضوع إلا خدمة لدين الله عز وجل، ومنفعة المسلمين، وخوفي على إخواني وأخواتي ومن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم.
فيا أختي الحبيبة ... ويا أخي الفاضل: أستعذ بالله وقم بتغييرها في الحال وضع صورة تزيد من رصيد حسناتك إذا ما نظر الناس إليها حتى تكون لك صدقة جارية.
واختم كلامي بقول الإمام الشاطبي رحمه الله في (الموافقات) وارجوا أن تقفواعندها كثيرا وتتأملونها) قال رحمه الله:
(وطوبى لمن مات وماتت معه ذنوبه، والويل الطويل لمن يموت وتبقى ذنوبه مائة سنة ومائتي سنة يعذب بها في قبره ويسال عنها الى انقراضها)
أرجو من إخواني وأخواتي مساعدتنا في مثل هذه الحملة لتغيير هذه الصور التي نحمل من ورائها آثاما لننصح كل من نراه يضع مثل هذه الصور وستنالون من وراء هذا العمل الأجر والثواب(/)
لدي بحث عن الحقائق الشرعية، والمعلومات، والمبادئ
ـ[علي الزاري]ــــــــ[12 - Nov-2009, مساء 01:46]ـ
الإخوة الكرام لدي بحث عن العناصر المذكورة في العنوان فمن لديه مراجع أو دراسة أو معلومات حولها أو أي واحد منها فليسعفنا بها وله منا جزيل الشكر والثناء
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[12 - Nov-2009, مساء 08:23]ـ
أرجو أن توضح المطلوب أكثر حتى تجد من يعنيك في إتمام بحثك
وفقك الله ويسر لك(/)
بوركت يا أخت الحجاب
ـ[محمد مرباح البجمعوي]ــــــــ[12 - Nov-2009, مساء 01:51]ـ
محجبة ٌ عن العيبِ المهين ِ **** وتحيا عزيزة ً بين الكرام محجبة ٌ عن اللهو المشين ِ **** وتأبى أن تكون معالهوام محجبة ٌ لها العز ُ رداء ٌ **** وكسوتها شموخ ٌ وإ عتظام محجبة ٌ لها المجد ُ فراشٌ **** بدين ِ الله ِ كان لهاإلتزام قلائدها عقودٌ من حياء ٍ **** وصونُ العرض ِ صار لهاوسام وحليتها أساورُ كبرياء ٍ **** وعافت نفسها فعل َ الحرام خمارُالرأس ِتاج ٌمن وقار ٍ**** غطاء ُ الوجه نور ٌ وإحتشام وخلتها كتاب ُ اللهِ تتلو **** هدى الرب ِ اذا الناس ُ نيام ببر ِ الوالدين ِ لها وصال ٌ **** وبالمعروف ِ تأمر ُ فى الانام تراها فى خشوع ٍ حين تمشى **** بمشى ٍ احلى منسير ِ الارام ولا تخضع بقول ٍ فى خطاب ٍ **** وزانَ لسانها حلو ُالكلام وحسنُ الوجه ِ لا تسأل عليه ِ **** كبدر ٍ حين وافاهُالتمام وصانَ جمالها خمرٌ نقى ٌ **** كشمس ٍ صان َ مرئاهاالغمام أغاض َ خمارها قوما ً رديا ً **** أراذلُ قومهم سفه ٌ لئام فخاضوا لخلعه حربا ً بسولاً **** رموا فيها العفيفة َ بالسهام ففىالاعلام ِ كيد ٌ ثم كيد ٌ **** وفى التلفاز ِ ابدوا لها الخصام على الاوراقِ نارٌ فى مقال ٍ **** وفى المذياع ِ دسوا لها الشتام وذموها على لبس ِالحجابِ **** وهل حسناءُ تبقى بغير ِ ذام وهل من بعد ِ حب الدين حسن ٌ **** أقيلوا عليها من شين ِ الملام أرادوها بعرى ٍ أو فجور ٍ **** أرادوا منهانزع َ الاحتشام و جاؤها بثوب ِ الناصحين َ **** وهل ذئب ٌ سينصح ُللحمام و قالوا لها بأنّ َ طالبون َ **** حقوقكى إن تضيع فذاحرام أنيحى حجابك ِ أحى جمالا ً **** وعيشى فى حياتك ِ بانسجام أبينىمفاتنا ً غابت سنينا **** ولا تخشى المذلة َ والندام وخوضى في غداة ِ العيشِ خوضا ً **** وبادلى عاشقا ً كأس َالغرام وذا النقال ُ اغرى به فلانا ً **** يجيبك ِ ملهفا ً وله إهتمام بلحن ِ قتارة ٍ او رقص ِ ليل ٍ **** معالاقران ِ يندفع ُ السئام وعيشى حرة ً بين الصحاب ِ **** فتعلين َ عليهم فىالمقام أجابتهم بعزم ِ المؤمنين َ **** اجابتهم وفى الثغر ِ إبتسام أجابتهم بصوت ِ الواثقين َ **** ألا سحقا ً خفافيش َ الظلام الابوراً الا تبت يداكم **** سيبقى لربى من باغى إنتقام ستصلون َ الجحيم ولظى ِنار ٍ **** وزقوما ً لمن دعى للأثام تنادونى بأن أنزع حجابى **** حجابىوأحتشامى هما المرام لتجريدى من الاخلاق ِ طرتم **** وللفسق ِ وضعتم لىلجام وحيلتكم حقوقى وما زعمتم **** كتحريرى ودفعى للامام كذبتم بلأردتم منى وطرا ً **** أردتم عرضى َ الصافى يُضام أردتم ان تعيشوا معى حياةً **** كما يحيا الذباب ُ على الطعام أردتم أن اسامركم سفوراً **** بليل ِالذنب ِ نرتكب ُ الطوام أراقصكم على عزف ِ المأثم **** واحيا مع الرذائل ِفى وئام وفى اللهو بأن أفنى شبابى **** وبعد اللهو ترمونى حطام وحقالرب ِ معبود الهى **** حبيبى سيدى النور ُ السلام لقد ايقنتُ منكم ماأردتم **** فبان الكيد وانقشع اللثام حجابى حرزى نور ٌ فى فؤادى **** فلست ُ أطيق ُ عنهالانفصام سأحيا به نعم مهما فعلتم **** ولو عنقى ضربتم بالحسام محجبةٌ أيا فخر َ العباد ِ **** حماك ِ الرب ُ من كيد ِ الغشام ويا نسرين َبستان َ البلاد ِ **** أدام الله ُ بهجتكى أدام فسيرى أوخيتى للمجد ِ سيرى **** وفى القلب ِ لك ِ كل ُ إحترام فسيرى وبالاراذل ِ لا تبالى **** كذاالجهال ُ قولى لهم سلام(/)
لَا خَيْرَ إِلَّا خَيْرُ الْآخِرَهْ
ـ[هدى على]ــــــــ[13 - Nov-2009, صباحاً 03:40]ـ
الحمد
للهغافرالذنوبوإنعظمت , كاشفالكروبولواستحكمتبيدهينفذعط اؤهوأصليوأسلمعليالمبعوثلصلاحال دينوالدنياوالآخرةمحمدصلياللهعل يهوسلم
أما
بعد
فهذه
مجموعةمنالأحاديثالنبويةالتيورد تفيفضلبعضالأماكنوالأوقاتوالأشخ اصوغيرها , وأسألاللهتعاليأنيحسنخاتمتنا , وأنيهيئلنامنأمرنارشداً , وأنيصلحأحوالنا , إنهقريبمجيبالدعاء
خَيْرٌ
الْإِسْلَامِوالمسلمين
_عَنْعَبْدِاللَّهِبْنِعَمْرٍور َضِيَاللَّهُعَنْهُمَاأَنَّرَجُ لًاسَأَلَالنَّبِيَّصَلَّىاللَّ هُعَلَيْهِوَسَلَّمَ (أَيُّالْإِسْلَامِخَيْرٌقَالَت ُطْعِمُالطَّعَامَوَتَقْرَأُالس َّلَامَعَلَىمَنْعَرَفْتَوَمَنْ لَمْتَعْرِفْ) البخاريومسلم.
_عَنْأَبِيمُوسَىرَضِيَاللَّهُع َنْهُقَالَقَالُوايَارَسُولَالل َّهِأَيُّالْإِسْلَامِأَفْضَلُق َالَ (مَنْسَلِمَالْمُسْلِمُونَمِنْل ِسَانِهِوَيَدِهِ) البخاريومسلم.
خير
الكلاموخيرالدعاء
_عَنْعَمْرِوبْنِشُعَيْبٍعَنْأَ بِيهِعَنْجَدِّهِأَنَّالنَّبِيّ َصَلَّىاللَّهُعَلَيْهِوَسَلَّم َقَالَ (خَيْرُالدُّعَاءِدُعَاءُيَوْمِ عَرَفَةَوَخَيْرُمَاقُلْتُأَنَا وَالنَّبِيُّونَمِنْقَبْلِيلَاإ ِلَهَإِلَّااللَّهُوَحْدَهُلَاش َرِيكَلَهُلَهُالْمُلْكُوَلَهُا لْحَمْدُوَهُوَعَلَىكُلِّشَيْءٍ قَدِيرٌ) صححهالألباني.
_عنأبيهريرةقَالَقَالَرَسُولُال لَّهِصَلَّىاللَّهُعَلَيْهِوَسَ لَّمَ (خيرالكلامأربعلايضركبأيهنبدأت: سبحاناللهوالحمدللهولاإلهإلاالل هواللهأكبر) صححهالألباني.
خَيْرَ
المَالِوالرزقوالغنى
_عَنْأَبِيسَعِيدٍالْخُدْرِيِّر َضِيَاللَّهُعَنْهُأَنَّهُقَالَ قَالَرَسُولُاللَّهِصَلَّىاللَّ هُعَلَيْهِوَسَلَّمَ (يُوشِكُأَنْيَكُونَخَيْرَمَالِ الْمُسْلِمِغَنَمٌيَتْبَعُبِهَا شَعَفَالْجِبَالِوَمَوَاقِعَالْ قَطْرِيَفِرُّبِدِينِهِمِنْالْف ِتَنِ) البخاري.
_قالرسولاللهصلىاللهعليهوسلم (خيرالرزقالكفاف) حسنهالألباني.
_عبداللهبنسليمانبنأبيسلمةأنهسم عمعاذبنعبداللهبنخبيبعنأبيهعنعم هقالكنافيمجلس , فجاءالنبيصلىاللهعليهوسلموعلىرأ سهأثرماء , فقاللهبعضنا: نراكاليومطيبالنفس , فقال: أجل , والحمدلله , ثمأفاضالقومفيذكرالغنى , فقال (لابأسبالغنىلمناتقى , والصحةلمناتقىخيرمنالغنى , وطيبالنفسمنالنعيم) صححهالألباني.
خَيْر
الْأَعْمَالِ
_عَنْعَبْدِاللَّهِعَنْالنَّبِي ِّصَلَّىاللَّهُعَلَيْهِوَسَلَّ مَقَالَ (أَفْضَلُالْأَعْمَالِالصَّلَاة ُلِوَقْتِهَاوَبِرُّالْوَالِدَي ْنِ) مسلم.
_عنعبداللهبنبسرالمازنيقالجاءأع رابيانإلىرسولاللهصلىاللهعليهوس لمفقالأحدهمايارسولاللهأيالناسخ يرقال (طوبىلمنطالعمرهوحسنعمله. وقالالآخرأيالعملخيرقالأنتفارقا لدنياولسانكرطبمنذكرالله) صححهال ألباني.
_عنعَبْدُالرَّحْمَنِالْأَعْرَج ُقَالَسَمِعْتُأَبَاهُرَيْرَةَي َقُولُقَالَرَسُولُاللَّهِصَلَّ ىاللَّهُعَلَيْهِوَسَلَّمَ (اكْلَفُوامِنْالْعَمَلِمَاتُطِ يقُونَفَإِنَّخَيْرَالْعَمَلِأَ دْوَمُهُوَإِنْقَلَّ) صححهالألبا ني.
خَيْرُ
الْكَسْبِوشَرُّالْكَسْبِ
_عَنْمُحَمَّدِبْنِعَمَّارٍكَشَ اكِشٍقَالَسَمِعْتُسَعِيدًاالْم َقْبُرِيَّيُحَدِّثُعَنْأَبِيهُ رَيْرَةَعَنْالنَّبِيِّصَلَّىال لَّهُعَلَيْهِوَسَلَّمَقَالَ (خَيْرُالْكَسْبِكَسْبُيَدِالْع َامِلِإِذَانَصَحَ) صححهالألباني.
_عَنْرَافِعِبْنِخَدِيجٍقَالَسَ مِعْتُالنَّبِيَّصَلَّىاللَّهُع َلَيْهِوَسَلَّمَيَقُولُ (شَرُّالْكَسْبِمَهْرُالْبَغِيّ ِوَثَمَنُالْكَلْبِوَكَسْبُالْح َجَّامِ) مسلم
خير
منالسكوت
_عنعبيداللهبنإيادبنلقيطقال: سمعتليلى - امرأةبشير - قالت: أخبرنيبشيرأنهسألرسولاللهصلىالل هعليهوسلمقال: أصوميومالجمعة , ولاأكلمذلكاليومأحدا ? قال (لاتصميومالجمعةإلافيأيامهوأحده ا , وأماأنلاتكلمأحدا , فلعمريلأنتكلمبمعروف , وتنهىعنمنكرخيرمنأنتسكت) صححهالأ لباني.
خير
منناقتينوثلاثوأربع
_عنعقبةبنعامررضياللهعنهقالخرجع لينارسولاللهصلىاللهعليهوسلمونح نفيالصفةفقال (أيكميحبأنيغدوكليومإلىبطحانأوإ لىالعقيقفيأتيمنهبناقتينكوماوين فيغيرإثمولاقطيعةرحمفقلنايارسول اللهكلنانحبذلكقالأفلايغدوأحدكم إلىالمسجدفيتعلمأوفيقرأآيتينمنك تاباللهعزوجلخليهوسلمفقاليرلهمن ناقتينوثلاثوأربعخيرلهمنأربعومن أعدادهنمنالإبل) مسلم.
خَيْرٌالصَلَاةٍ
_عَنْزَيْدِبْنِثَابِتٍرَضِيَال لَّهُعَنْهُقَالَ (َإِنَّخَيْرَصَلَاةِالْمَرْءِف ِيبَيْتِهِإِلَّاالصَّلَاةَالْم َكْتُوبَةَ) البخاريومسلم.
_
_(/)
افتح قلبك للنقد ...
ـ[ذاكرة قلم]ــــــــ[13 - Nov-2009, صباحاً 08:46]ـ
افتح قلبك للنقد:
"رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب "
جملة تحوي من المعاني الكثير وتتضمن قوة في الرأي، وتدل على فقه قائلها، وليس ذلك فحسب؛ بل إنها تدل على عقل راسخ وفكر واع ليس له نظير ..
نعم؛ فقد قال الإمام أحمد: (إن فاتني إسناد بعلو أدركته بنزول، وإن فاتني عقل هذا – يشير إلى الإمام الشافعي - فمتى أدركه)
نعم تلك سمة تنطق بها هذه المقولة التي أثرت عنه – رحمه الله تعالى –، ولعمري إن الأمر لكذلك فها هو شيخ البلاغة في عصرنا الشيخ محمد محمد أبو موسى، يقول:
{وغزارة عقل الشافعي تكاثر بها علمه فصار علمه في رجاحة عقله وعقله في رجاحة علمه، ومثل هذا قليل في العلماء، وقد ذكر الشيخ أحمد محمد شاكر وهو من أعلم أهل زماننا بالفقه والحديث أنه يعتقد ((غير غال ولا مسرف أن هذا الرجل – يعني الشافعي – لم يظهر مثله من علماء الإسلام في فقه الكتاب والسنة ونفوذ النظر فيهما ودقة الاستنباط))}
نعم أخي الكريم هذا هو عقل الشافعي -يرحمه الله تعالى - صاحب كتاب الرسالة في الأصول والتي لاتزال كأنها كتبت هذا اليوم، فكما يقول: محمد محمد أبو موسى – أيضا -:
(فهناك نصوص كلما تقادم بها الزمان ازدادت عطاء وسخاء ونفعا وازداد العقل المعافى منها اقترابا وعناية، وتجدها أحدث حداثة وأكثر جدة واشد غضارة وأعذب ماء ورونقا من كلام كثير تقرؤه ولم يجف مداد كاتبه بعد.
والأمر كما قال أبو تمام في وصف قصيدته ((ابنة الفكر المهذب في الدجى))
ويزيدها مر الليالي جدة
... وتقادم الأيام حسن شباب.
بل؛ قد قال الإمام المزني – رحمه الله - وهو من هوعلما وفقها http://www.aljazeeratalk.net/forum/images/smilies/frown.gif منذ خمسين سنة وأنا أقرأ كتاب الرسالة، وكلما قرأته مرة استفدت منه مالم استفده من قبل)
ثم هاهو الشافعي يفتح قلبه وصدره للنقد ويفتح مساحة واسعة من الخلاف وهو يقول:
(رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأيي غيري خطأ يحتمل الصواب)
هل رأيت تعبيرا للشافعي يقول فيه: القول الفصل
أو القول القاطع؟!!
أبدا لن تجد!!
أتدري لماذا؟
لأنه كان واسع العلم غزير المعرفة راسخ العقل قد أوتي علما وحكمة فهو صاحب مذهبين وواضع علم الأصول، أما أولئك الذين يستخدمون تعبير: القول الفصل فيما هو داخل إطار الاجتهاد فهؤلاء لايزال بينهم وبين الرسوخ في العلم ورجاحة العقل مسافة كبيرة، أو أولئك الذين ينظرون إلى رأيك نظرة متجاهل أو متغافل فإنما دفعهم إلى ذلك ضيق مساحة التفكير في عقولهم وقصر نظرتهم لأنهم لا يدركون أن نقد الرأي هو الذي يعطي الفكرة المدى الواسع تتحرك فيه بحرية، ويزيدها قوة ورسوخا، ويمنحها حيوية به تبقى حية تنمو وتتطور من نقد إلى آخر؛ فينجبر ما فيها من نقص ويتضح مافيها من غموض ويفصل المجمل منها ويظهر الخيط الفاصل بين الحقيقة فيها والمجاز.
و النقد هو الذي يولد الأفكار، فالأفكار سلسلة متصلة ببعضها؛ حلقة الوصل بينها هو النقد،
كما يتضح ذلك في ترجمة محمد بن عبد الله بن عبد الحكم في سير أعلام النبلاء يقول الإمام الذهبي: ((قلت: له تصانيف كثيرة، منها: كتاب في الرد على الشافعي،وكتاب (أحكام القرآن) وكتاب (الرد على فقهاء العراق) وغير ذلك، ومازال العلماء قديما وحديثا يرد بعضهم على بعض في البحث والتواليف وبمثل ذلك يتفقه العالم وتتبرهن له المشكلات))
انظر- يارعاك الله – إلى قوله: (وبمثل ذلك يتفقه العالم وتتبرهن له المشكلات)
كذلك كان سلفنا الصالح – يرحمهم الله – يتعاملون مع الخلاف في الرأي مما أتاح لهم صناعة نهضة علمية لم تكن في أمة من قبل، ولم يتوقفوا عند هذا الأمر بل لقد كان كل واحد منهم يستدرك على أخيه ما يرى أنه قد فاته، ليس في مجرد آراء فقهية ولكن فيما هو أشد من ذلك.
فانظر إلى الإمام الحاكم وهو يعلم علم اليقين منزلة الجامع الصحيح للبخاري بين علماء الأمة وكيف أن الأمة تلقته بالقبول؛ والأمر نفسه مع صحيح الإمام مسلم -رحمهم الله جميعا- لم يمنعه ذلك أن يكتب مؤلفه الشهير (المستدرك على الصحيحين)!!!
يا ألله .. يستدرك على الصحيحين ... !!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
نعم نعم، يستدرك على الصحيحين، لأنه أدرك روح هذه الشريعة وفقهها وأدرك واجبه بما أوتي من علم.
فماذا كان موقف علماء زمانه؟؟
أحرقوا كتابه؟!
أم أعلنوا كفره وظاهروا عليه الملأ؟!!
لا لا على رسلك فقد تلقوا كتابه بالقبول وجعلوه جنبا إلى جنب مع الصحيحين واستدركوا عليه أيضا ...
لأنهم عرفوا كيف يتحارون وفقهوا كيف يختلفون،،ولذلك اتفقوا .....
لأنهم أدركوا كيف يختلفون ,,,ونحن لن نتعلم كيف نتفق إلا إذا تعلمنا كيف نختلف ..
ترى لو كان الحاكم في زماننا؛ أكان سيمتلك الجرأة على أن يستدرك على الصحيحين.؟!!!
إن الواحد منا لا يستطيع أن يستدرك على كاتب من الكتاب إلا وقيل له:
وكيف تتجرأ أن تستدرك عليه أو أن ترد عليه؟!!
أو قيل له على أحسن الأقوال: ومن أنت حتى تستدرك
عليه، مع أن الأمر لا يعدو ان يكون وجهة نظر في مسألة إدارية أو فنية بعيدا عن المجال الفقهي؟؟
وانظر - يارعاك الله - إلى المحققين من علمائنا كيف كانوا يقدرون الرأي ويقبلونه بقبول حسن مع الرد عليه ونقده النقد الموصل إلى طريق الهداية والرشاد، حتى إن مؤلفاتهم كانت تحمل عناوين تدل على مقدار تقديرهم للرأي المخالف،وهاهو الإمام السيوطي – يرحمه الله – يؤلف رسالة في هذا المقام، بعنوان
(جزيل المواهب في اختلاف المذاهب)
وفي مقدمتها يقول: (فصل: اعلم أن اختلاف المذاهب في هذه الملة نعمة كبيرة وفضيلة عظيمة، وله سر لطيف أدركه العالمون، وعمي عنه الجاهلون ... )
وقبله شيخ الإسلام ابن تيمية يؤلف رسالته الماتعة:
(رفع الملام عن الأئمة الأعلام)
بل ولا تذهب بعيدا ولا تعجب إذا قلت لك:إنهم جعلوا من خصائص هذه الأمة ما نصه: (إجماعهم حجة، واختلافهم رحمة واسعة)
وممن حكى هذه المقولة العلامة القسطلاني الشافعي في كتابه (المواهب اللدنية) ومنهم الإمام ابن قدامة الحنبلي – رحمه الله – في مقدمة كتابه المغني قال:
(أما بعد: فإن الله برحمته وطوله ... جعل في سلف هذه الأمة أئمة من الأعلام، مهد الله به قواعد الإسلام، وأوضح بهم مشكلات الأحكام، اتفاقهم حجة قاطعة واختلافهم رحمة واسعة، تحيا القلوب بأخبارهم وتحصل السعادة باقتفاء آثارهم))
وقال الإمام ابن رجب الحنبلي في كتابه النافع المبارك ((جامع العلوم والحكم)) في شرحه لحديث (الدين النصيحة): (ومن انواع النصح لله تعالى وكتابه ورسوله – وهو مما يختص به العلماء – رد الأهواء المضلة بالكتاب والسنة وبيان دلالتهما على مايخالف الأهواء كلها، وكذلك رد الأقوال الضعيفة من زلات العلماء وبيان دلالة الكتاب والسنة على ردها)
ولم يقتصر النقد لدى علمائنا على ذلك بل لقد ذهبوا بعيدا فيما يتعلق بشان الحديث النبوي وقالوا: لابد هنا من قواعد وضوابط لحفظ الحديث النبوي وحمايته من الوضع والتحريف، فكانوا أول أمة تنشئ علما جديدا للنقد:
وهو (الجرح والتعديل) ووضعوا فيه من القواعد التي تريك كيف أنهم لم يكن هدفهم التشهير بهذا أو بذاك وإنما مرادهم حفظ الحديث النبوي دون مجاملة لأخ أو مداهنة لحاكم أو تزلف لسلطان ‘ أبدا فما أرادوا ذلك، وأنت لو تتبعت القواعد والضوابط التي وضعوها لتبين لك ذلك بوضوح:
(فالواحد منهم كان يتحرى في المسائل الخلافية الاعتدال والإنصاف، واتباع ما يقوم عليه الدليل من غير تشنيع على المخالف ولاتحامل)
بل لا تعجب أبدا فهناك ماهو أكبر من ذلك
لقد جعلوا الخلاف علما، ومن لم يفقه الخلاف بينهم فليس بفقيه!!
حتى قال العلامة ابن خلدون في مقدمته الشهيرة: ((
وهو لعمري – أي علم الخلاف -: علم جليل الفائدة في معرفة مآخذ الأئمة وأدلتهم ومران المطالعين له على الاستدلال فيما يرومون الاستدلال عليه .... ))
بل لقد كانت المسائل لدى الإمام الواحد فيها أقوال متعددة، فالإمام أحمد – رحمه الله – وهو من هو في اتباع الأثر والتزام السنة تجد أنه قد يختلف في المسألة الواحدة إلى روايتين أو ثلاث روايات أو أكثر من ذلك، وهو أمر لم ينفرد به الإمام أحمد بل شاركه سائر العلماء في ذلك، حتى إن أحد الباحثين قام بدراسة لنيل درجة الماجستير تحت عنوان: (المسائل الفقهية التي لم يختلف فيها قول للإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه: جمعا ودراسة مقارنة)
(من أراد استعارتها فهي عندي)
(يُتْبَعُ)
(/)
يا سبحان الله، المسائل التي لم يختلف فيها قول يمكن حصرها، على ماذا يدل هذا مع وجود آلاف مؤلفة من المسائل، ألا يدل على أن دائرة الخلاف كانت واسعة ...
بل لقد حرروا المصطلحات التي يستخدمونها تحريرا بليغا، وجعلوا لكل مصطلح معنى يراد، وربما كان للمذهب الواحد مصطلحات تختلف عن غيره من المذاهب:
فهناك – مثلا – تعبيرات من قبيل:
الصحيح والأصح.
الظاهر والأظهر ........
الراجح والمرجوح.
وهذا كله يرينا مدى اتساع دائرة الخلاف ومدى تقبلهم له بضوابطه وحدوده الشرعية دون إفراط او تفريط، ولا يلج باب االاجتهاد – حينئذ- إلا من كان على علم بين بهذا الخلاف ليكون اجتهاده أقرب إلى الصواب.
ترى لولا أنهم اتسعت صدورهم للخلاف، وجعلوا منه علما مستقلا أكان يصل إلينا هذا التراث العظيم من مؤلفاتهم التي وضعوها ومن أفكارهم التي ولدها ذلك الخلاف، والواحد منهم كان يتمنى أن يكون الحق على لسان مخالفه ...
حتى قال الإمام الشافعي نفسه http://www.aljazeeratalk.net/forum/images/smilies/frown.gif ماناظرت أحدا إلا تمنيت أن يكون الحق على يديه)
أرايت مثل هذا التجرد للحق والنصرة له.
إمام لا يجد أدنى حرج في أن يظهر الحق على لسان خصمه،لأنه لم يختلف معه لمجرد، (خالف تعرف) أو لمجرد أهواء تأخذه ذات اليمين وذات الشمال أو كبرا قد سكن صدره ماهو ببالغه؛ لا – والذي خلقنا مختلفين – ماكانوا يرومون إلا نصرة الحق واتباعه مراعين في ذلك العدل والإنصاف الذي تميزت به هذه الأمة كونها أمة وسطا ..
ألم يؤسس هذا الإمام لمذهب جديد، حتى أصبح له مذهبان: القديم والجديد، وأصبح المذهب الجديد هو المعتمد باستثناء مسائل محدودة من القديم، فماذا كان موقف علمائنا الأوائل؟
هل أحرقوا مذهبه القديم ليتخلصوا منه مادام انه قد رجع عنه؟؟!
كلا؛ بل ازدادوا له دراسة وتنقيحا ليكون هاديا لهم إلى الوصول إلى أقرب قول يرجحونه؛ بل بلغ من عدلهم أن أبقوا الأحاديث الموضوعة كما هي ودونوها في كتب مستقلة، ولم يخشوا تقول قائل، أو تطفل متطفل لأنهم قد حفظوها بقواعد وضوابط محددة، بل أخذوا في دراسة الإسناد دراسة واعية فاحصة، ووضعوا لذلك المؤلفات الكبيرة وتتبعوا سير الرجال فكان هذا طريقا إلى تدوين السير والتراجم بشكل لم تسبق إليه أي أمة من قبل.
وخصصوا كتبا يتتبعون فيها عدالة الرجل أو جرحه بدون أن يقعوا في عرضه أو ان يقعوا في غيبته.
ولو أنك طالعت مكتبة الجرح والتعديل والسير والتراجم لرأيت العجب العجاب من العلوم والقواعد التي تفرعت عن دراستهم للأسانيد، ويتقدمهم الإمام الذهبي بما زود مكتبة الجرح والتعديل من كتب لا نظير لها، فمن أهم كتبه في هذا المجال: (ميزان الاعتدال) و (المغني في الضعفاء) وأما في التراجم فقد كان له قصب السبق في ذلك وما كتابه الجليل (سير أعلام النبلاء) إلا شاهدا له على مقدار علمه وسعة اطلاعه وإنصافه هو ينقد هذا وذام لا يجامل الموافق ولا يظلم المخالف فكلاهما عنده في الحق سواء، ناهيك عن كتابه الموسوعي: (تاريخ الإسلام)
ولابن حجر مزية أخرى في حراسة الدين بهذا العلم حيث ألف كتابه (لسان الميزان) ليكون لسان صدق وميزان عدل يزن به درجة الرجال ,,والكلام في منهجهم يطول في هذا الصدد، بل قد ألفت البحوث الكثيرة التي تتبعت طريقتهم العالية في نقد الرجال، بل لا تعجب إذا قلت لك إن النقد الأدبي عند العرب جاء بعد ظهور النقد عند المحدثين بزمن، حيث استفادوا منه أيما استفادة، يظهر ذلك جليا في كتاب طبقات الشعراء لابن قتيبة – رحمه الله -
وإليك بعض الأمثلة للنقد عند المحدثين ونبدأ بأميرهم الإمام الذهبي في ترجمته للإمام ابن ماجه:
(قد كان ابن ماجه حافظا صدوقا واسع العلم، وإنما غض من رتبة سننه مافي الكتاب من المناكير وقليل من الموضوعات)
وفي مقدمة ابن الصلاح كلمة له ينقد فيها الإمام الحاكم، يقول: (هو – أي الحاكم – واسع الخطو في شرط الصحيح متساهل في القضاء به فما حكم بصحته ولم نجد ذلك لغيره من الأئمة، إن لم يكن من قبيل الصحيح فهو من قبيل الحسن، يحتج به ويعمل به، إلا ان تظهر فيه علة توجب ضعفه)
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان ابن حزم – يرحمه الله – يقدم رتبة كتب السنن على الموطأ من حيث الصحة، فنقل كلامه الذهبي وقال معقبا عليه: (ما أنصف ابن حزم، بل رتبة (الموطأ أن يذكر تلو الصحيحين، مع سنن أبي داوود لكنه: تأدب وقدم المسندات النبوية الصرفة، وما ذكر سنن ابن ماجه ولا جامع أبي عيسى، فإنه ما رآهما ولا دخلا إلى الأندلس إلا بعد موته.)
ونقب علماؤنا عن طريقة لدفع تعارض أقوال المحدثين، بحيث إذا وقع التعارض بين أقوالهم، يصار إلى الترجيح لا ختيار شيئ من أقوالهم،
والسؤال هنا: كيف يتم هذا الترجيح،أهو ترجيح مذهبي أم ترجيح لمجرد التوافق بين العالمين في الفكر والرأي أو كون أحدهما كان شيخا للآخر ...
لا -وربي الكعبة - فلو كانت هذه هي معاييرهم في دفع التعارض لوقع الخلل في دين الله، ولكنهم وضعوا معايير أخرى يحفظون به دين الله فيدفعون بها ما يحدث من تعارض بين أقوالهم تصحيحا أو تضعيفا، ومن هذه القواعد:
1. أن يكون صاحب أحد القولين متساهلا في التصحيح واسع الخطو في الحكم به، والآخر متعمقا متجنبا عن الإفراط والتفريط فيه، فحينئذ يرجح قول غير المتساهل على المتساهل، كالحاكم مع الذهبي فإن الأول متساهل والثاني غير متساهل، فالحديث الذي حكم الحاكم بكون صحيح الإسناد، وحكم الذهبي بكونه ضعيف الإسناد؛ يرجح فيه قول الذهبي على قول الحاكم.
2. أن يكون أحدهما متساهلا في التضعيف والوضع متشددا في الجرح والآخر متوسطا في القدح فيترك هنا قول المشدد ويقبل قول غير المشدد.
قال عمار بن ياسر – رضي الله عنه – http://www.aljazeeratalk.net/forum/images/smilies/frown.gif ثلاث من جمعهن فقد جمع الإيمان: الإنصاف من نفسك، وبذل السلام للعالم، والإنفاق من الإقتار)
قال الحافظ ابن حجر – يرحمه الله – في الفتح:
(قال أبو الزناد وغيره: إنما حمع الثلاث مستكملا الإيمان لأن مداره عليها، لإن العبد إذا اتصف بالإنصاف لم يترك لمولاه حق واجبا إلأا أداه، ولم يترك شيئا مما نهاه عنه إلا اجتنبه، وهذا يجمع اركان الإيمان.
وبذل السلام يتضمن مكارم الأخلاق والتواضع وعدم الاحتقار ويحصل به التآلف والتحابب .... )
وكما بدأت مقالي بكلمة للإمام الشافعي – يرحمه الله تعالى – أختمه بموقف للإمام الشافعي نفسه، حكاه الإمام الذهبي – يرحمه الله تعالى – في ترجمة تلميذه يونس بن عبد الأعلى الصدفي وهو من خاصة تلاميذه قال: (ما رأيت أعقل من الشافعي! ناظرته يوما في مسألة، ثم افترقا، ولقيني فأخذ بيدي ثم قال: يا أبا موسى ألا يستقيم أن نكون إخوانا وإن لم نتفق في مسألة .. ).
قال الذهبي معلقا على هذا الموقف / (هذا يدل على عقل هذا الإمام وفقه نفسه، فمازال النظراء يختلفون)
إننا إذا بحاجة ماسة إلى أن ندرس علم السلف كما دونوه مراعين فيه طريقتهم في التعامل مع المخالف وبمنهجهم في النقد، فلقد كان منهجهم النقدي منهجا يتعامل مع الدليل والبرهان محاطا بالقياس والمنطق،متخذين المقاصد الشرعية وسيلة لتقريب المسائل الخلافية وتقريرها بما يتوافق مع المقاصد الشرعية، ولعل أول من أفرد المقاصد الشرعية هو الإمام الشاطبي - رحمه الله – في كتابه: (الموافقات)
ليلفت انتباه العلماء والباحثين إلى أهمية المقاصد الشرعية ومكانتها في التشريع الإسلامي ولتبدأ مرحلة جديدة من التفكير النقدي العلمي بشكل يمنح الخلاف وجهه العلمي الواضح حيث ملامحه التي تشكلها الأدلة الأصولية والمقاصدية.
ومن أجل ذلك كله أقول: افتح قلبك للنقد، وابدأ ذلك من الآن بنقد موضوعي لمقالي هذا بتصحيح خطأ غير مقصود أو نقص فاتني أو زلة غلبتني أو نقل أخطأت في نسبته إلى مصدره أو لم أذكر مصدره، أو دليل وضعته في غير موضعه(/)
الإبْرَاز لبَعْض المُكَاتَبَاتِ بيْنَ الشَّيْخَيْن الألباني وابن باز - رحمهما الله -
ـ[أبو حسّان محمد الذّهبي]ــــــــ[13 - Nov-2009, مساء 10:04]ـ
الإبْرَاز لبَعْض المُكَاتَبَاتِ بيْنَ الشَّيْخَيْن الألباني وابن باز - رحمهما الله -
للشيخ حسين آيت عجلت حفظه الله
توطئة:
إنَّ الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، مَنْ يهده الله فلا مُضِلَّ له، ومَنْ يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وبعد؛
فإنَّ معْرِفَةَ أخْبَارِ العُلَمَاءِ وسِيَرِهِم، جُنْدٌ مِنْ جُنُودِ اللهِ تعالى، وقد قال الإمامُ أبو حَنيفَةَ: «الحكاياتُ عن العُلَماءِ ومَحَاسِنِهِم، أحبُّ إليَّ مِنْ كَثِيرٍ مِنَ الفِقْهِ؛ لأنَّها آدابُ القَوْمِ»، وقال بعض المشايخ: «الحكاياتُ جُنْدٌ من جنود الله؛ يُثَبِّتُ بها قلوبَ أوْلِيَائِهِ، وشَاِهُدُه قوْلُهُ تعالى: (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ) [هود: 120]» (1).
ومن هذه الأخْبَارِ المتَعَلِّقَةِ بالعُلَمَاءِ: ذِكْرُ المُكَاتَبَاتِ والمُرَاسَلاَتِ التي تَجْرِي بَيْن أهْلِ العِلْمِ.
وقَدْ وفَّقَنِي اللهُ تعالى في هذا الصَّدَدِ، إلى الوُقُوفِ على طائِفَةٍ من الرَّسَائل المُتَبادَلَة بَيْن علَمَيْنِ مِنْ أعْلام السُّنَّة والحديث في هذا العصر، وهما الشيخان الجليلان: عبد العزيز بن عبد الله بن باز، ومحمَّد ناصر الدين الألباني رحمهما الله تعالى وأسكنهما الفردوس الأعلى، وذلك أثْنَاء اطِّلاعِي على كتاب «الرسائل المتبادلة بين الشيخ ابن باز والعلماء» لمؤلِّفِه الشَّيْخِ محمد بن إبراهيم الحمد.
وقد اشْتَمَلَتْ هذه الطُّرُوس على عِبَرٍ ودُرُوس، وتهذيبٍ للنُّفُوس؛ فإنْ شِئْتَ أنْ تَجِدَ الاجتهادَ وعُلُوَّ الهِمَّة وجَدْتَهَا، وإنْ شِئْتَ أنْ تَجِدَ دَمَاثَةَ الأخلاقِ والآدابَ الجمَّة وجَدْتَهَا ... ، في فَوائِدَ أُخْرَى عَوَالٍ، ودُرَرٍ تَتْرَى غَوَالٍ، يَجِدُها القَارِئ في طَيَّاتِ هذه المُكَاتَباَتِ.
و لا عَجَبَ أنْ تَجْتَمِعَ هذه الخصالُ الرَّفِيعَةَ في هذَيْن العالِمَيْن الجليليْنِ؛ فالشَّيْءُ مِنْ مَعْدِنِهِ لا يُسْتَغْرَبُ، كيْف؛ وهُمَا اللَّذان أحْسَنَا في دَعْوَتِهِما وتَعْلِيمِهِما حتَّى لَمْ يَكادَا يَدَعَان للإحْسَاِن مَوْضِعاً، وسَبَقَا حتَّى جاءَ مَنْ خَلْفَهُما لَهُما تَبَعاً.
فإلَيْكَ ـ أَخِي القَارِئَ ـ هذهِ المُكَاتَبَاتِ الشَّيِّقَةِ، الَّتي تُعَدُّ مِثَالاً يُحْتَذَى في المُرَاسَلاتِ بَيْن أهْلِ العِلْمِ وطَلَبَتِه.
واللهُ مٍنْ وَرَاءِ القَصْدِ، وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ.
الرسالة الأولى:
كتابٌ من الشيخ الألباني إلى الشيخ ابن باز حول ترشيح الشيخ الألباني ليَقُومَ على تصحيح نسخة «فتح الباري» المُعَدَّةِ للطَّبْعِ.
بسم الله الرحمن الرحيم
من محمد ناصر الدين الألباني إلى فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛
فإنِّي أحْمَدُ إليكُمُ اللهَ الذي لا إله إلا هو، وأسْأَلُهُ أنْ يُدِيمَ عليْنا وعليْكُم نِعَمَهُ ظاهِرَةً وبَاطِنَةً،
أما بعد؛
فقد تلقَّيْتُ منذُ أمَدٍ كتابَكُم الكريمَ المؤرَّخَ في 20 شوال سنة 1378هـ، وقد عَلِمْتُ ما فيه مِنْ عَزْمِكُم على طبْعِ «فتح الباري» طبْعَةً جيِّدَةً، وأشْكرُ لكُم حُسْنَ ظنِّكُم بأخيكم؛ حيْثُ رشَّحْتُمُوني لأقومَ على تصْحيحِ نُسْخَتِه المُعَدَّةِ للطَّبْع، ومقابَلَتِها بالنُّسَخِ المطبوعة، والمخطوطة.
ولكنِّي أرَى أنْ تعْفُونِي مِنَ القيامِ بذلك، وتُكَلِّفُوا به غيْري؛ لا لِشَيْءٍ إلاَّ لِأنِّي أرَى أنَّ الوقتَ الذي يتطلَّبُه هذا العملُ الهامُّ، إذَا صَرَفْتُهُ فيما هو أمَسُّ باخْتِصَاصي ـ من خِدْمَةِ السُّنَّةِ، وتمْييزِ الصَّحِيح من الضَّعِيفِ منها، واسْتِنْبَاط الأحكام، والتفقُّهِ فيها أوْلَى مِنْ ذلك.
ولهذا أقْتَرِحُ عليكم أنْ تَنْظُروا في اقْتِرَاحِنا الآتي:
(يُتْبَعُ)
(/)
أنْ تأمُروا بإرْسَالِ المَلْزَمَةِ بعد الانتهاءِ من تصحيحِها، وإعدادِها للطبع؛ لأُلْقِيَ عليها نظرةً سريعةَ؛ لعَلِّي أعْثُرُ على بعض الأخطاء؛ فأُصَحِّحَها، ثم أعلِّقَ على بعْضِ المواطن التي يبْدُو لي ضرورةُ التَّعليق عليها، ويُمْكِنُ حَصْرُ ذلك بالأُسُسِ التَّالية:
1 - التنبيه على حديث صحيح ضعَّفَه المؤلِّفُ، أو سكَتَ عنه.
2 - التنبيه على حديث ضعيف قوَّاه المؤلِّفُ، أو سَكَتَ عنه.
3 - التَّصْرِيحُ بالحَقِّ الموَافِقِ للكتاب والسنَّة في المسائِلِ الَّتي تَعَرَّضَ الشَّارِحُ لها بتفْصيلٍ دُون أنْ يُرَجِّحَ قوْلاً.
4 - تَوْضِيحُ بعْضِ الموَاطِنِ التي تحتاجُ إلى إيضاح ـ لا سيَّما ما كان فيها ذا صِلَةٍ بالعقيدة السلفية ـ، وليس ذلك على طريقة الاسْتِقْصَاء والتَّتَبُّعِ؛ فإنَّ هذا يَتَطَلَّبُ فرَاغاً وجهداً كبيراً، وإنَّمَا على قَدْرِ ما يتيَسَّرُ لنا.
وباختصار: نرَى أنَّ إخْرَاجَ الشَّرْحِ بهذه التَّحْقيقَاتِ أنْفَعُ للنَّاس، لا سِيَّماَ وقد بَلَغَني مِنْ مَصْدَرٍ ثِقَةٍ، أنَّ أحَدَ المغَارِبَةِ مِنَ المُحَدِّثِين مِنَ المُتَصَوِّفَةِ، قَدْ أعَدَّ العُدَّةَ لطَبْعِ هذا الكتاب ـ أيضاً ـ، ولا شكَّ أنَّه سيُعَلِّقُ عليه تعليقاً يوجِّهُ فيه القُرَّاءَ إلى ضلالاتِه وبِدَعِهِ، التي مِنْها: حَمْلُهُ الحديثَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَ ... » قالوا: وفي نجْدِنَا يا رسول الله؟ قال: «هُنَاكَ الزَّلَازِلُ وَالْفِتَنُ» الحديث ... ممَّا يحْمِلُهُ على إخواننا المُوَحِّدِين من أهل نجد، ويُسَمِّيهِم؛ بَلْ يُلَقِّبُهُم بالقَرْنِيين.
وهذا الحديثُ في البخاري ـ كما تعلمون ـ، أفلا ترَوْنَ ضرورةَ التَّعْليقِ عليْهِ، وعلى أمْثَالِه ممَّا يصْرِفُهُ المُبْتَدِعُون عنْ حقيقته، ويسْتَغِلُّونَهُ للردِّ على الموَحِّدِين، وتَأْييدِ إشْرَاك الضَّالين من المسلمين؟
ثُمَّ إنَّنا نغْتَنِمُ هذه المناسبةَ لنُقَدِّمَ إليْكُم بعْضَ الاقتراحَاتِ المتعَلِّقَةِ بطَبْعِ الكتاب، حتَّى يَخْرُجَ أنيقاً مَرْضِيًّا:
1 - ذِكْرُ الباب في نصف السطر.
ترقيم الكتب والأبواب بأرقام متسلسلة بحيث ينحصر عدد أبواب كل كتاب؛ فإنَّ ذلك ممَّا يُسَاعِدُ على الانتفاعِ من الفهارس الموضوعة للبخاري ككتاب «مفتاح كنوز السنة».
3 - إعطاءُ كُلِّ حديثٍ رقماً متسلسلاً إلى آخر الكتاب ـ وبذلك يتَّضِحُ عددُ أحاديثِ البخاري ـ على أن يكون أول السطر.
4 - ذكر الباب كعنوان في منتصف الشرح.
5 - ذكر الباب في رأس كل صفحة.
6 - تشْكيلُ ما يُشْكِلُ من الشَّرْحِ.
7 - إصدارُ كُلِّ مجلَّدٍ على عِدَّة أجزاءٍ، كما فعلوا أخيراً بلسان العرب، والطبقات الكبرى؛ تيسيراً على الرَّاغبين في شراء الكتاب أنْ يَشْتَروه.
8 - تغْليفُ كُلِّ جُزْءٍ بغلاف ملوَّنٍ منْقُوشٍ، على نمط «اللسان» و «الطبقات».
هذا ممَّا يحْسُنُ لنا ذِكْرُه، ونسألُ اللهَ تعالى أنْ يُوفِّقَكُم لطبْعِ الكتاب على غايةٍ من الصِّحَةِ والكمال، واللهُ تبارك وتعالى يتولَّى جزاءَكُم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وعلى مَنْ كان عندكُم من الشيوخ والأساتذة والإخوان.
أخوكم/محمد ناصر الدين الألباني
دمشق 28/ 11/1378ه
- الرسالة الثانية:
كتابٌ من الشيخ ابن باز إلى الشيخ الألباني يتضمَّنُ تَوَاصِياً حول بعض الأمور في العلم والدعوة.
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ المكرَّم فضيلة الشيخ ناصر الدين الألباني وفقه الله،
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أما بعد؛
فقد وصلني كتابُكُم الكريم الذي بيد الشيخ محمد بن ناصر العبودي ـ وصَلَكُم الله بِهُدَاهُ ـ، وسرَّني كثيراً لإفادَتِه عنْ صِحَّتِكُم، واستِمْرَارِكُم في التَّأليف، والتَّدريس، والدَّعوة إلى الله؛ الحمد لله على ذلك، وأسأله سبحانه أنْ يَزيدَكُم من التوفيق، وأنْ يَمْنَحَكُم النَّشَاطَ المتَوَاصِلَ في كل ما يَنْفَعُ المسلمين؛ إنَّه جواد كريم.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما سرَّني ـ أيضاً ـ فراغُكُم مِنِ اخْتِصار صحيحِ الإمامِ مُسْلِمِ بْنِ الحجَّاِج ـ رحمه الله ـ، وعزْمُكُم على اختصار صحيح الإمام البخاري مع العناية بالمقصود، وعدَمِ الإخْلالِ بِشَيْءٍ منه، أسألُ اللهَ ـ عزَّ وجلَّ ـ أنْ يُبَلِّغَكُم ما ترْجُون من الخير، وأنْ يُعينَكُم على كل ما فيه صلاحُ المسلمين، ونجاتُهُم في الدنيا والآخرة.
ولا شكَّ أنَّ أهلَ العلم في حاجَةٍ إلى اختصار صحيحِ الإمامِ البخاري، مع العِنَايَةِ بمقاصده، ولكن ذلك يحتاجُ إلى جهود كثيرة، ووقتٍ طويلٍ، فإذا كان ذلك لا يُعَطِّلُكُم عما هو أهمُّ ـ من التَّوْجيه، والتدريس، والدعوة، والتأليفِ في إنْكارِ البِدَعِ والخرافات، وبيانِ الأحاديث الصحيحة والضعيفة ـ؛ فلا مانع من ذلك.
وبِكُلِّ حالٍ، فوَصِيَّتِي لفضيلتكم هي تقوى الله ـ سبحانه ـ في كُلِّ الأُمور، واستخارتُه ـ سبحانه ـ في هذا المشروع الجليل، والمشاورةُ لِمَنْ تَثِقُون بعِلْمِه ونُصْحِه، فإذا انْشَرَح صدْرُكم بذلك؛ فاستعينوا بالله، واعملوا، واللهُ المسْئولُ أنْ يُمِدَّكُم بالسَّداد، والإعانة، والتَّسْهيل، ويجعَلَنا وإيَّاكم، وسائر إخواننا مِنْ دُعَاةِ الهدى، وأنْصَارِ الحقِّ، إنَّه سميع قريب.
وسنبْذُلُ الوُسْعَ ـ إن شاء الله ـ في التوسُّط لدى بعض مُحِبِّي الخير؛ للقيام بطَبْعِ مختصركم لصحيح مسلم، ونفيدُكم بما يَتِمُّ في ذلك إن شاء الله، أما النُّسَخُ الثلاث من أجزاء فتح الباري التاسع والعاشر والحادي عشر، فقد قَبَضْنَاها من الشيخ محمد عبد المحسن الكتبي، وهي تصلُكُم ـ إن شاء الله ـ مع بعض الطلبة.
ومحبُّكُم مستعِدٌ لكُلِّ لازِمٍ وحاجَةٍ في إمْكانِهِ قضاءُها، جعَلَني الله وإيَّاكُم من المُتَحَابِّينَ في جلاله إلى أنْ نلقَاهُ سبحانه، وأرجو إبْلاغَ سلامِي الأبناءَ، وخَوَاصَّ المشايخِ والأخوانِ ـ لاسيَّما الشَّيخَ زُهَيْرًا ـ، كما مِنَّا الأولادُ والمشايخُ والأخوانُ كُلٌّ منهم بخيرٍ وعافية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
: قد صوَّرْنَا نسخةً من كتاب «السنَّة» لابن أبي عاصم على حساب معالي السيد حسن الشربتلي، وأشرنا عليه بطبْعِ كمِّيَةٍ منه؛ فوافق على ذلك، وحصَّلْنَا على نُسْخَةٍ مَخْطُوطَةٍ من الكتاب المذكور بخطٍّ جيِّدٍ ـ حسْبَ إفَادَةِ مُحِبِّ الجميع الشَّيْخِ حمَّادٍ الأنصاري، فاسْتَعَرْنَاها من صاحبها، ورأَيْنَا إرْسَالَ نُسْخَتَيْنِ إلى فضيلتِكُم؛ للتَّصْحيحِ، والتَّحقيقِ، والتَّعليقِ، بعد الإفادَةِ عن كِمِّيَّةِ المكافأة التي تروْنَها كافيةً لهذا العمل؛ حتَّى نُبَلِّغَ الشَّربتلي بها؛ لأخْذِ مُوَاَفَقِته.
والكتابان سلَّمْنَاهُما للشيخ أمين لطفي يُسَلِّمُهُما لفضيلتكم، ونحن في انتظار الإجابة السريعة منكم في الموضوع، وقد ذَكَرَ لي الشيخُ زهيْرٌ، أنَّه قد عَزَمَ على طبْعِ الكتابِ المذكورِ؛ فأرجو الاتِّصَالَ به، وإخبارَه، والإفادةَ عَنْ رأيِكُمَا في ذلك؛ لأنِّي أخْشَى أنْ يكونَ له رأيٌ خاصٌّ في الموضوع؛ بسبب عزمه على طبع الكتاب.
وأسألُ اللهَ أنْ يوفِّقَ الجميعَ لِمَا يُرْضِيهِ، وصلى الله على نبيِّنا محمد وآله وصحبه وسلم.
29/ 3/1390ه
الرسالة الثالثة:
كتابٌ من الشيخ ابن باز إلى الشيخ الألباني حول كتاب «الذَّبُّ الأحْمَدُ عن مُسْنَدِ الإمام أحمد».
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم صاحب الفضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، وفقه الله لما فيه رضاه، آمين،
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أما بعد؛
فقد قرأتُ ردَّكُم القيِّمَ المسمَّى بـ «الذَبُّ الأحْمَد عن مسند الإمام أحمد»، والردُّ على مَنْ طَعَنَ في صحَّةِ نِسْبَتِه إليه، وزَعَمَ أنَّ القطيعي زاد فيه أحاديثَ كثيرةً موضوعةَ حتى صار ضِعْفَيْه، وتحقيقُ أنَّه لا زوائد للقطيعي فيه.
وسرَّني ما تضمَّنَه من النَّقْدِ والتَّحقيقِ، وإبطالِ شُبْهَةِ المُعْتَرِض، وبيانِ الحق بأدلَّته؛ فجزاكم الله خيراً، وزادَكُم من العِلْمِ والهُدى، ونَصَرَ بكم الحقَّ، وفسَحَ في حياتكم على خيْرِ عَمَلٍ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد تأخَّرَ كثيراً لكثْرَةِ مَشَاغِلي، وما يَعْرِضُ مِنَ النِّسْيَان عن إتمام القراءة؛ فأرْجُو المعذرةَ، وهو إليكم بِرَفْقِهِ، سائلاً المولى عز وجل أنْ يجْعَلَنا وإيَّاكم من الهُداة المهتدين، وأنْ يُعِيذَنا وإيَّاكُم، وسائِرَ إخوانِنَا من مُضِلَّاِت الفتن؛ إنَّه سميعٌ قريبٌ.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد
5/ 10/1406ه
- الرسالة الرابعة:
كتاب من الشيخ الألباني إلى الشيخ ابن باز يتضمن شكراً ودعاءً على جهود بذلها الشيخ ابن باز في سبيل تيسير زيارة الشيخ الألباني وعلاجه.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
إلى سماحة الأخ الشيخ أبي عبد الله عبد العزيز بن عبد الله بن باز الموقَّر قوَّاكُم الله، وثبَّتَكُم، وأحْسَنَ إليْكُم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
وبعد؛
فإنِّي أتقدَّمُ إلى سماحتكم بالشُّكرِ الأخويِّ الجزيل، على ما بذلتموه من جُهودٍ حَثِيثَةٍ في سبيل تيْسِيرِ شَأْن زيارتي للملكة العربية السعودية، وتسهيلِ ظروف معالجتي في مستشفياتها.
وإني أسأل الله ـ سبحانه وتعالى أن يختار لي الصَّالِحَ مِنْ أمْرِي، وأنْ يُهَيِّئَ لي في هذا الشَّأْنِ خَيْرَ ما يَنْفَعُني في ديني ودنياي.
وعملاً بقوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ: لَا يَشْكُرُ اللَّهَ»؛ أقولُ لسَمَاحَتِكُم: جَزَاكُمُ اللهُ خيْراً على ما تبْذُلُونَه لإخوانِكُم وأبنائِكُم، وسدَّدَكُم بالحقِّ إلى الحقِّ، وثبَّتَ خُطَاكُم إلى مَزِيدٍ مِنْ الحَقِّ.
أقول ذلك ـ أيضاً ـ من باب قوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَنَعَ إلَيْكُمْ مَعْرُوفاً فَكَافِئُوه، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِيعُوا أنْ تُكَافِئُوهُ، فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَعْلَمُوا أنْ قَدْ كافَأْتُمُوهُ»، وخَيْرُ الدُّعاءِ في هذه المناسبة، أنْ أقُولَ ـ كما في الحديثِ الآخَرِ ـ: جَزَاكُمُ اللهُ خيْراً؛ لقَوْلِه: «مَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ, فَقَالَ لِفَاعِلِهِ: جَزَاكَ اَللهُ خَيْراً؛ فَقَدْ أَبْلَغَ فِي اَلثَّنَاءِ».
وكذلك أقَدِّمُ شُكْرِي إلى كُلِّ أخٍ في الله ـ مهْمَا كان موْقِعُه ـ ممَّنْ بَذَلُوا، ويَبْذُلون مِنْ جُهْدٍ في تسهيل ما أشَرْتُ إليه سابقاً.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمان 28 شوال 1418هـ
أخوكم/محمد ناصر الدين الألباني
-الرسالة الخامسة:
كتاب من الشيخ ابن باز إلى الشيخ الألباني ردًّا على الكتاب السابق.
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ المكرَّم صاحبِ الفضيلةِ الشيخِ محمدٍ ناصرِ الدِّينِ الألباني وفَّقَهُ اللهُ لكُلِّ خيْرٍ، ونَصَرَ به دينَهُ، آمين.
سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته،
أمَّا بعد؛
فقد وصلني كتابكم الكريم المؤرخ في 28/ 10/1418هـ ـ وصَلَكُمُ الله بحَبْلِ الهُدى والتوفيق ـ، وجميعُ ما ذكَرْتُم كان معلوماً، وسرَّنِي منه عِلْمُ صِحَّتِكُم؛ فالحمد لله على كُلِّ حالٍ، وأسألُه سبحانه أنْ يُسْبِغَ عليْكُم لباسَ العافيةِ في الدِّين والبَدَنِ، وأنْ يُحْسِنَ لي ولكم الختامَ.
وإنِّي أشْكُرُ فضيلتَكُم على دعواتِكُم الطيِّبَةِ، وأسْأَلُ اللهَ ـ عز وجل ـ أنْ يتَقَبَّلَها، ويُضَاعِفَ أجْرَكُم عليْهَا، وأرْجُو إبْلاغَ سلامي الأبناءَ، وخواصَّ المشائخِ والإخوان، كما هو لَكُمْ مِنَ الأبْنَاءِ، وكاتِبِ الأحْرُفِ.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء
17/ 11/1418ه
الخاتمة
وبهذا تَنْتَهِي هذه المكاتَبَاتُ، واللهَ تعالى نسْألُ أنْ يَنْفَعَ بها، وأنْ يُثِيبَ صَاحِبَيْها، وجَامِعَهَا، وقارِئَها؛ إنَّه جَوَادٌ كريمٌ.
وآخِرُ دعْوَانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.
(1) انظر: «جامع بيان العلم وفضله» للإمام ابن عبد البر، (1/ 251)، و «ترتيب المدارك وتقريب المسالك» للقاضي عياض (1/ 6).
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[15 - Nov-2009, صباحاً 11:54]ـ
رحم الله الشيخين الالباني وابن باز ..(/)
الحرز من الشيطان بما ورد في القران والسنة الصحيحة
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[14 - Nov-2009, صباحاً 07:22]ـ
الحرز من الشيطان بما ورد في القران والسنة الصحيحة
-
خطبة الشيخ حسين آل الشيخ وفقه الله
ألقيت الخطبة في المسجد النبوي بتاريخ 16/ 11/1429 هـ
الخطبة الأولى:
الحمد لله الأحد الصمد، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه.
أما بعد .. فياأيها المسلمون أوصيكم ونفسي بتقوى الله - جل وعلا - فمن اتقاه وقاه وأسعده ولا أشقاه.
أيها المسلمون الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم؛ فكل شر في العالم فهو السبب فيه والمحرض عليه، وإن من أعظم صفات الشيطان وأشدها شراً وأقواها تأثيراً وأعمها فساداً الوسوسة ..
القلب يكون فارغاً من الشر والمعاصي؛ فيوسوس الشيطان إلى العبد بالذنب ويصوره له ويزينه فيصير شهوة حينئذ ..
فالمؤمن في جهاد مع الشيطان وحزبه .. ربنا - جل وعلا - يقول: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ فاطر 6، وقال: أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ يس 60 ..
ولذاك فهو يبعث في ذلك جنوده ويبعث معهم مدداً وعوناً؛ فإن فتروا حركهم وإن ضعفوا أزعجهم .. يزينون للعباد الكفر والشرك والبدع والمعاصي: أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً مريم 83؛ أي تزعجهم إلى مخالفة أمر الله - جل وعلا- إزعاجاً .. كلما فتروا أزعجتهم الشياطين وأزتهم وأثارتهم.
إخوة الإسلام .. أصل كل بلاء ومعصية إنما هو من وسوسة الشيطان التي هي أصل شره؛ ولهذا أنزل الله - جل وعلا - سورة كاملة تحدثنا عن هذا الوضع قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ* مَلِكِ النَّاسِ* إِلَهِ النَّاسِ* مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ* الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ الناس 1 – 5 ..
فالشيطان يزين للعباد المعصية ويلقيها في قلوبهم، ثم يجتهد في كشف ستر صاحبها وفضيحته وإذاعته .. يقول ابن القيم - رحمه الله -: " الرب يستر عبده، والشيطان يجتهد في كشف سره وفضيحته؛ فيغتر العبد حينئذ ويقول: هذا ذنب لم يره إلا الله - جل وعلا - ولم يشعر بأن عدوه ساع في فضيحته، وقل من يتفطن من الناس لهذه الدقيقة) .. انتهى كلامه المتين ..
ربنا جل وعلا يخبرنا عن ذلك فيقول حكاية عن إبليس اللعين: قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ* ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ الأعراف 15 – 16.
إخوة الإسلام .. وإذا كان هذا شأن الشيطان وهمته فإن الخلاص منه لا يكون إلا بمعونة الله - جل وعلا - وتأييده وإعانته؛ فعلى العبد أن يحقق التقوى وأن ينفذ أوامر الله - جل وعلا - ونهيه في عباده ..
ربنا - جل وعلا- قال: فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ* إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ* إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ النحل 98 - 100 ..
ورسولنا - صلى الله عليه وسلم - يخبرنا بقاعدة النجاة فيقول: " أحفظ الله يحفظك، أحفظ الله تجده تجاهك " ..
وعلى العبد أن يجرد التوبة إلى الله - جل وعلا- من الذنوب التي تسلط عليه الشرور والآلام، وعليه أن يقبل على الله - جل وعلا- فإن سبيل النجاة بالإقبال على الله والإخلاص له وجعل محبته ومرضاته في كل خواطر نفسه وأمانيها ومشتهياتها .. يقول الله - تعالى - حكاية عن عدوه إبليس: قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ* إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ص 82 - 83.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن السبب الأقوى لدفع شرور الشيطان أن يعتمد العبد على الله - جل وعلا - وأن يتوكل عليه، وأن يفوض أمره إليه؛ فمن توكل على الله كفاه ووقاه من كل ما يؤذيه وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ الطلاق 3.
إخوة الإسلام .. ويعتصم العبد من الشيطان ويستدفع شروره ويحترز من أضراره بأسباب مفصلة:
أحدها: الاستعاذة بالله من الشيطان وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ الأعراف 200.
الاستعاذة هي: الالتجاء إلى الله - جل وعلا - والاعتصام به والتحرز بجنابه من الشيطان؛ فهو - سبحانه - الذي يعصم عباده ويمنعهم من شرور الشيطان وكيده.
الثاني: قراءة سورة (الفلق) و (الناس)؛ ففي الحديث عن عقبة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: " ألا أخبرك بأفضل ما تعوذ به المتعوذون؟ قال: قلت: بلى يا رسول الله، قال: (قل أعوذ برب الفلق) و (قل أعوذ برب الناس) " .. رواه مسلم .. وصح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه أمر بقراءتهما) و (آية الكرسي) في دبر كل صلاة ..
كما صح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه أمر عبد الله بن حبيب - رضي الله عنه - أن يقرأهما مع سورة (الإخلاص) ثلاث مرات حين يمسي وحين يصبح؛ فإنها تكفيه من كل شيء، والحديث رواه الترمذي .. وهو حسن صحيح، وفي الصحيحين: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - " كان إذا أوى إلى فراشه نفث في كفيه بـ (قل هو الله أحد) و (قل أعوذ برب الفلق) و (قل أعوذ برب الناس)، ثم يمسح بها وجهه وما بلغت يداه من جسده .. يفعل ذلك ثلاثة ".
الثالث: قراءة آية الكرسي؛ وهي قٌوله تعالى اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ البقرة 255 ..
ففي صحيح البخاري معلقاً مجزوماً به في قصة أبي هريرة مع الذي كان يحثوا من طعام الصدقة ..
وفي القصة قال لأبي هريرة: " إذا أويت إلى فراشك فاقرأ (آية الكرسي)؛ فإنه لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فأخبر أبو هريرة النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: صدقك وهو كذوب .. ذلك شيطان ".
الرابع: قراءة (سورة البقرة) ..
ففي صحيح مسلم: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا تجعلوا بيوتكم قبورا، وإن البيت الذي تقرأ فيه (سورة البقرة) لا يدخله الشيطان " ..
وفي حديث رواه مسلم: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " اقرءوا (سورة البقرة)؛ فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة " .. قال معاوية بلغني أن البطلة هم السحرة ".
الخامس: قراءة الآيتين من آخر (سورة البقرة) ..
ففي الصحيحين: " من قرأ بهما في ليلة كفتاه "؛ أي كفتاه من كل ما يؤذيه ويضره ..
وفي حديث آخر - حسنه الترمذي وصححه جماعة -: " فلا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها الشيطان ".
السادس من الأسباب - وهو حرز عظيم النفع جليل الفائدة -: المحافظة على الأذكار الواردة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ..
ففي الصحيحين أنه قال: " من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له .. له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر من ذلك " ..
إنه حديث عظيم .. أن تحافظ أيها المسلم على هذا الذكر في صبيحة كل يوم مائة مرة فتفوز بهذا الأجر العظيم وبهذه الفوائد العظيمة ..
ومن ذلك أيضا: أن يحافظ العبد على الأذكار الواردة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ومنها: المحافظة على الدعاء الوارد حينما يدخل بيته وحينما يريد أن يأكل طعامه من التسمية والحمد في آخر الطعام.(/)
كلمة جامعة للإمام أحمد في معنى حسن الخلق
ـ[أبو عبد الله الغيثي]ــــــــ[14 - Nov-2009, صباحاً 08:59]ـ
قال الإمام أحمد: «معنى حسن الخلق: سلامة النفس نحو الأرفق الأحمد من الأفعال،
وقد يكون ذلك في ذات الله تعالى،
وقد يكون فيما بين الناس،
وهو في ذات الله عز وجل:
أن يكون العبد منشرح الصدر بأوامر الله ونواهيه،
يفعل ما فرض عليه طيب النفس به،
سلسًا نحوه،
وينتهي عما حرم عليه،
واسعًا به،
غير متضجر منه،
ويرغب في نوافل الخير،
وترك كثير من المباح لوجه الله تعالى؛ إذا رأى أن تركه أقرب إلى العبودية من فعله،
مستبشرًا لذلك،
غير ضجر منه،
ولا متعسر به،
وهو في المعاملات بين الناس:
أن يكون سمحًا بحقوقه لا يطالب غيره بها،
ويوفي ما يجب لغيره عليها منه،
فإن مرض فلم يعد،
أو قدم من سفر فلم يزر،
أو سلم فلم يرد عليه،
أو ضاف فلم يكرم،
أو شفع فلم يجب،
أو أحسن فلم يشكر،
أو دخل على قوم فلم يمكن،
أو تكلم فلم ينصت له،
أو استأذن على صديق فلم يؤذن له،
أو خطب فلم يزوج،
أو استمهل الدين فلم يمهل،
أو استنقص فلم ينقص،
وما أشبه ذلك؛
لم يغضب،
ولم يعاقب،
ولم يتنكر من حاله حال،
ولم يستشعر في نفسه أنه قد جفي وأوحش،
وأنه يقال كل ذلك إذا وجد السبيل إليه بمثله،
بل يضم أنه لا يعتد بشيء من ذلك،
ويقابل كلاً منه بما هو أحسن وأفضل وأقرب إلى البر والتقوى، وأشبه بما يحمد ويرضى،
ثم يكون في اتقاء ما يكون عليه، كهو في حظ ما يكون له،
فإذا مرض أخوه المسلم عاده،
وإن جاءه في شفاعة شفع له،
وإن استمهله في قضاء دين أمهله،
وإن احتاج منه إلى معونة أعانه،
وإن استسمحه في بيع سمح له،
ولا ينظر إلى أن الذي عامله كيف كانت معاملته إياه فيما خلا،
أو كيف يعامل الناس،
إنما يتخذ الأحسن إمامًا لنفسه،
فينحو نحوه، ولا يخالفه،
والخلق الحسن قد يكون غريزة،
وقد يكون مكتسبًا،
وإنما يصح اكتسابه لمن كان في غريزته أصل منه؛
فهو يضم ما اكتسبه إليه،
ومعلوم في العادات أن ذا الرأي بمجالسته أولي الأحلام والنهى يزداد رأيًا،
وأن العالم يزداد بمخالطة العلماء علمًا،
وكذلك الصالح والعاقل بمجالسة الصلحاء والعقلاء،
فلا ينكر أن يكون ذو الخلق الجميل يزداد حسنَ خلقٍ بمجالسة أولي الأخلاق الحسنة، وبالله التوفيق» انتهى من كتاب شعب الإيمان للبيهقي: شعبة حسن الخلق.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[14 - Nov-2009, صباحاً 11:49]ـ
بارك الله فيك
الإمام أحمد المذكور في الشعب هو الإمام أحمد البيهقي يعني المصنف نفسه وهذا إما أن يكون من الناسخ أو الراوي أو من المصنف نفسه
ـــــــــــ
لكن ايش هذا العلم!!
سبحان الله
ما أغزر علم من تقدم
سبحان الله
أين نحن من هذا الفهم
اللهم علمنا وزدنا
ـ[شجرة الدرّ]ــــــــ[14 - Nov-2009, مساء 03:55]ـ
نقل موفق ..
جزاكم الله خيرا ..
ـ[أبو عبد الله الغيثي]ــــــــ[15 - Nov-2009, صباحاً 12:07]ـ
بارك الله فيكم، وجزاكم خيرًا.
أعجبتني هذه الكلمة فنقلتها من كتاب شعب الإيمان في ملف قبل مدة، ثم رأيت أن أنشرها في هذا المجلس، فنقلتها إليه من الملف كما هي دون تمييز للقائل.
والمبين لمعنى حسن الخلق هو البيهقي صاحب كتاب شعب الإيمان نفسه، والقائل: قال الإمام أحمد هو الراوي عنه أو هو بيان من الناسخ، وليس من المصنف نفسه؛ لأن الإمام أو العالم لا يصف نفسه بذلك.
يرجى ممن يملك صلاحية تعديل المشاركات: تعديل عنوان المشاركة إلى: كلمة جامعة في معنى حسن الخلق، وحذف جملة (قال الإمام أحمد) التي في أولها.
ـ[الحافظة]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 01:07]ـ
فوائد قيمة
بارك الله فيكم وزادكم من فضله
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 01:48]ـ
وهو في المعاملات بين الناس:
أن يكون سمحًا بحقوقه لا يطالب غيره بها،
ويوفي ما يجب لغيره عليها منه،
.
سبحان الله , إذا كنت كذلك في هذا الزمان ستتهم بـ ... وبـ ... !!
والله المستعان
نسأل الله أن يهدينا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنا إلا هو وأن يصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا هو.(/)
الخطورة الشرعية للسرقات العلمية!!
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[14 - Nov-2009, مساء 08:34]ـ
الأمانة العلمية مطلب شرعي يجب على الباحثين عامة والباحثين في الدراسات الشرعية بصفة خاصة الحرص على التزامه والتقيد بالأعراف العلمية في العزو والتوثيق فإن ذلك سبب لثقة القراء وحصول البركة في البحث بإذن الله تعالى. وليحذر الباحث من التفريط في ذلك وسرقة أفكار الآخرين وجهدهم فإن ذلك جد قبيح،ومقتضى قواعد أهل السنة أنه كبيرة من كبائر الذنوب؛ لورود الوعيد فيه،ففي الحديث الصحيح (من ادعى ماليس له فليس منا وليتبوأ مقعده من النار) قال ابن حجر {يدخل فيه الدعاوى الباطلة كلها مالا وعلما وتعلما ونسبا وحالا وصلاحا ونعمة وولاء وغير ذلك} فتح الباري 6/ 541.
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[14 - Nov-2009, مساء 11:00]ـ
ا وليحذر الباحث من التفريط في ذلك وسرقة أفكار الآخرين وجهدهم فإن ذلك جد قبيح.
جزاكم الله خيراً شيخنا الفاضل ..
أسعدنا تسجيلكم في منتدانا الحبيب ..
أسأل الله أن ينفع بكم الإسلام والمسلمين ..
سؤال أحسن الله إليكم:
إذا نقلت فكرة غيري لكن صغتها بصيغة أخرى أو مشابهة جداً لها فهل يلزمني عزوها لقائلها؟؟
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[16 - Nov-2009, مساء 03:26]ـ
اشكرك أخت الكريمة وأفيدك أنه لابد من عزو الفكرة لصاحبها سواء أكان النقل حرفيا أوبالمعنى ولكن طريقة التوثيق تختلف ففي النفل الحرفي يصدر النص بقال وفي آخره يذكر المرجع واما في النقل بالمعنى فيكتفى بمجرد العزو للمرجع مسبوقا بكلمة انظر. والله الموفق
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[16 - Nov-2009, مساء 06:39]ـ
أهلاً بالشيخ عيسى، مرحباً بك وببضاعتك الغالية ..
ذِكرُكَ الطيّب من أخيكم الشيخ يحيى -تلك القامة العلميّة التي تأبى إلا التواضع- نسمعه كثيراً فأهلاً بك، وأنعم بكم من عائلة مباركة، ولعل تشريفكم هذا المكان مما يجعلنا نُصِرُّ على البقاء فيه؛ لنستقي ونستنهل ..
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[17 - Nov-2009, مساء 08:15]ـ
اشكرك اخي انس على مشاعرك الفياضة واسال الله تعالى ان يوفقنا جميعا للمشاركة النافعة في هذا المنتدى النافع
ـ[سفينة الصحراء]ــــــــ[17 - Nov-2009, مساء 08:26]ـ
بارك الله فيكم
ثناء الإخوة عليكم سيدي شوقني لقراءة ما عندكم
نفعنا الله بكم
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[18 - Nov-2009, صباحاً 06:37]ـ
اشكرك أخت الكريمة وأفيدك أنه لابد من عزو الفكرة لصاحبها سواء أكان النقل حرفيا أوبالمعنى ولكن طريقة التوثيق تختلف ففي النفل الحرفي يصدر النص بقال وفي آخره يذكر المرجع واما في النقل بالمعنى فيكتفى بمجرد العزو للمرجع مسبوقا بكلمة انظر. والله الموفق
جزاكم الله خيراً، هذا في الكتابة، لكن ماذا عن غيرها؟
و اعذرني شيخنا إذ أكثرت عليكم بالأسئلة ..
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[18 - Nov-2009, مساء 06:41]ـ
عذرا فلابد ان يكون الجواب على قدر السؤال فحبذا لوذكرت ماتقصدين تحديدا بغير الكتابة البحثية
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[18 - Nov-2009, مساء 10:02]ـ
فضيلة الشيخ عيسى عبدالله السعدي وفقك الله
سررنا بتسجيلكم في منتدانا المبارك
أسأل الله أن ينفع بكم الإسلام والمسلمين
ـ[درداء]ــــــــ[19 - Nov-2009, صباحاً 02:12]ـ
الأمانة العلمية مطلب شرعي يجب على الباحثين عامة والباحثين في الدراسات الشرعية بصفة خاصة الحرص على التزامه والتقيد بالأعراف العلمية في العزو والتوثيق فإن ذلك سبب لثقة القراء وحصول البركة في البحث بإذن الله تعالى. وليحذر الباحث من التفريط في ذلك وسرقة أفكار الآخرين وجهدهم فإن ذلك جد قبيح،ومقتضى قواعد أهل السنة أنه كبيرة من كبائر الذنوب؛ لورود الوعيد فيه،ففي الحديث الصحيح (من ادعى ماليس له فليس منا وليتبوأ مقعده من النار) قال ابن حجر {يدخل فيه الدعاوى الباطلة كلها مالا وعلما وتعلما ونسبا وحالا وصلاحا ونعمة وولاء وغير ذلك} فتح الباري 6/ 541.
ماهو الحكم الشرعي لسارق افكار الاخرين وجهدهم؟ وهل يؤخذ منهم العلم الشرعي؟
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[19 - Nov-2009, مساء 02:30]ـ
عذرا فلابد ان يكون الجواب على قدر السؤال فحبذا لوذكرت ماتقصدين تحديدا بغير الكتابة البحثية
أحسن الله إليكم .. كنت أعني نقل الكلام و الفوائد العلمية بنصها أو بمعناها أثناء الشرح و المناقشات بدون ذكر قائلها .... و هذا نجده كثيراً ..
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[22 - Nov-2009, مساء 02:22]ـ
احيي الأخوة الكرام وأشكرهم على ترحيبهم ودعائهم .......
امابخصوص الصور التي دكرتها الأخت طالبة العلم فلايظهر لي أن فيها محدور ادا لم تشعر السامع بلسان الحال أو المقال ان ماتدكره ثمرة جهدها ومن بنات أفكارها.
اما بخصوص مادكرته الأخت درداء فلاشك أن السرقة قادح في العدالة ولكن أن تصل الى درجة عدم أخد العلم عنه فهدا يحتاج لبحث وتأمل لأن بعض أهل العلم انتحل كتبا كاملة أونقل فصولا كاملة في كتبه دون أن يعزوها لأهلها ومع دلك أخد عنه العلم، اما لأن المصلحة تربو على المفسدة اولأن الكاتب لم يعز الأفكار لأهلها خوفا الا تجد قبولا أولغير دلك من المدارك. والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[29 - Nov-2009, مساء 04:26]ـ
أشكركم مرة أخرى شيخنا الفاضل على التفصيل في إجابتي ..
و فقكم الله لكل خير ..
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[12 - Dec-2009, مساء 07:13]ـ
التوثيق والأمانة العلمية ديانة قبل أن تكون منهجا وطريقة للبحث العلمي الحديث فمن استشعر معية الله تعالى واطلاعه واحاطته بما قل اوجل فانه ولابد سيكون امينا حتى فيما يعسر على البشر الاطلاع عليه من خفايا البحوث.
ـ[قلب طيب]ــــــــ[13 - Dec-2009, صباحاً 02:43]ـ
جزيتم خير الجزاء على الافادة.
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[16 - Dec-2009, مساء 12:36]ـ
ذكر بعض الأخوة الفضلاء في رسالة خاصة ارسلها عبر هذا المنتدى ان بعض طلبة العلم يعمد الى اختصار بعض الكتب والرسائل العلمية المعاصرة دون اذن من المؤلف وربما اقتصر على بعض اجزاء العمل العلمي اومعظمه وحذف اسم المؤلف ووضع اسمه مكانه اوأشار الى اسم المؤلف في ثنايا البحث اشارة عابره مما يوهم القارئ ان العمل له. وفي نظري ان هذا العمل مخل بالأمانة العلمية وفيه تدليس وتعدي على اعمال الباحثين ولاينبغي لطلبة العلم الاقدام عليه مهما كانت الأسباب الابعد مراجعة الباحث وعرض العمل عليه بعد الفراغ لأن المختصر قد يخطئ في فهمه اويحذف مايراه ثانويا وهو جوهري اوغير ذلك مما يجهله المختصر ويعلمه الباحث الأصلي.
ـ[ثامر المثمر]ــــــــ[02 - Apr-2010, مساء 08:31]ـ
ذكر بعض الأخوة الفضلاء في رسالة خاصة ارسلها عبر هذا المنتدى ان بعض طلبة العلم يعمد الى اختصار بعض الكتب والرسائل العلمية المعاصرة دون اذن من المؤلف وربما اقتصر على بعض اجزاء العمل العلمي اومعظمه وحذف اسم المؤلف ووضع اسمه مكانه اوأشار الى اسم المؤلف في ثنايا البحث اشارة عابره مما يوهم القارئ ان العمل له. وفي نظري ان هذا العمل مخل بالأمانة العلمية وفيه تدليس وتعدي على اعمال الباحثين ولاينبغي لطلبة العلم الاقدام عليه مهما كانت الأسباب الابعد مراجعة الباحث وعرض العمل عليه بعد الفراغ لأن المختصر قد يخطئ في فهمه اويحذف مايراه ثانويا وهو جوهري اوغير ذلك مما يجهله المختصر ويعلمه الباحث الأصلي.
بارك الله فيك يا شيخ عيسى
وأحب أفيد الإخوة بأن مجمع الفقه الإسلامي قد تنبه لمثل هذه الحيل السيئة وأصدر بشأنها قراراً يتوافق تماماً مع رؤية الشيخ الفاضل عيسى السعدي تجاه هذه الحيل التي لم تعد تنطلي على البسطاء في زمن الانفتاح فضلا عن غيرهم.
[ quote]
قرر المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة دورته التاسعة، المنعقدة بمبنى " رابطة العالم الإسلامي " في مكة المكرمة في الفترة من يوم السبت
ـ[ثامر المثمر]ــــــــ[02 - Apr-2010, مساء 11:01]ـ
قرر المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة دورته التاسعة، المنعقدة بمبنى " رابطة العالم الإسلامي " في مكة المكرمة في الفترة من يوم السبت 12 رجب 1406هـ إلى يوم السبت 19 رجب 1406هـ
بعد أن نظر في موضوع حقوق التأليف لمؤلفي الكتب والبحوث والرسائل العلمية، بأنه:
" يجب أن يعتبر للمؤلِّف والمُخْتَرِعِ حقٌّ فيما ألَّف أو ابتكر، وهذا الحقُّ هو ملك له شرعاً، لا يجوز لأحدٍ أن يسطو عليه دون إذنه، وذلك بشرط أن يكون الكتاب أو البحث ليس فيه دعوة إلى منكر شرعاً، أو بدعة أو أيِّ ضلالة تنافي شريعة الإسلام، وإلاَّ فإنَّه حينئذٍ يجب إتلافه، ولا يجوز نشره.
وكذلك ليس للناشر الذي يتَّفق معه المؤلِّف ولا لغيره تعديل شيءٍ في مضمون الكتاب، أو تغيير شيءٍ دون موافقة المؤلِّف، وهذا الحقُّ يورَث عن صاحبه، ويتقيَّد بما تقيِّده به المعاهدات الدولية والنظم والأعراف التي لا تخالف الشريعة ..... "(/)
خطبة الجمعة: عشر ذي الحجة فضائل ربانية - و يليها بعض أحكام الأضحية - الشيخ حاي الحاي
ـ[بو فوزي الكويتي]ــــــــ[15 - Nov-2009, صباحاً 03:15]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة الجمعة ليوم: 13/ 11/2009
بعنوان: عشر ذي الحجة فضائل ربانية.
لفضيلة الشيخ: حاي بن سالم الحاي حفظه الله.
و يليها مجلس الفتوى الشرعية حول أحكام الأضحية و الحج
http://www.archive.org/download/10thel7ijja/10thel7ijjavideo.gif
صوتية
http://www.archive.org/download/10th...l7ijjaaudio.rm (http://www.archive.org/download/10thel7ijja/10thel7ijjaaudio.rm)
مرئية
http://www.archive.org/download/10th...ijjavideo.rmvb (http://www.archive.org/download/10thel7ijja/10thel7ijjavideo.rmvb)(/)
بعض النفوس فيها طبائع حيوانية اذكر ذلك؟
ـ[درداء]ــــــــ[15 - Nov-2009, صباحاً 06:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من كتيب: فوائد من مدارج السالكين للشيخ/ سليمان بن محمد اللهيميد , ص9
بعض النفوس فيها طبائع حيوانية اذكر ذلك؟
منهم من نفسه كلْبيّة: لو صادف جيفة تشبع ألف كلب لوقع عليها، وحماها من سائر الكلاب، ونبح كل كلب يدنو منها.
ومنهم من نفسه حِمارية: لم تخلق إلا للكد والعلف، كلما زيد في علفه زيد في كده، أبكم الحيوان، وأقلّه بصيرة.
ومنهم من نفسه سبعية غضبية: همته العدوان على الناس، وقهرهم بما وصلت إليه قدرته.
ومنهم من نفسه فأرية: فاسق بطبعه، مفسد لما جاوره، تسبيحه بلسان الحال: سبحان من خلقه للفساد.
ومنهم من طبعه طبع خنزير: يمر بالطيبات فلا يلوي عليها، فإذا قام الإنسان عن رجعية قمّه، وهكذا كثير في الناس، يسمع منك ويرى من المحاسن أضعاف أضعاف المساوىء فلا يحفظها ولا ينقلها ولا تناسبه، فإذا رأى سقطة أو كلمة عوراء وجد بغيته وما يناسبها، فجعلها فاكهته ونُقله.
ومنهم من هو على طبيعة الطاوس ليس له إلا التطوس والتزين بالريش، وليس وراء ذلك من شيء.
ومنهم من هو على طبيعة الجمل أحقد الحيوان، وأغلظه كبداً. 1/ 406.(/)
بيان العلماء حول اعتداء الرافضة الحوثيين
ـ[الخميس]ــــــــ[15 - Nov-2009, صباحاً 10:06]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فإن الحفاظ على بلاد الحرمين المملكة العربية السعودية من أعظم الواجبات، فهي دار النصرة والقبلة، حبيبة المسلمين، عدوة الكافرين، الدار الأولى لظهور الإسلام، والخط الأخير في غرة الوجود الإسلامي.
وهذه البلاد المباركة هي في العالم الإسلامي بمنْزلة القلب للجسد؛ ولذا كان واجبا على أهلها خاصة والمسلمين عامة المحافظةُ على حدودها وأراضيها وبالتالي فدحر المعتدي عليها من أفضل الأعمال وأجلها لاسيما إذا كان المعتدي تديره يد صفوية رافضية النّزعة تطمع في وثنية جديدة على أرض الحرمين بعد أن حماها الله من الوثنية بمبعث رسوله عليه الصلاة والسلام.
وانطلاقا مما سبق، وقياماً بما أوجبه الله من بيان الحق والنصح للخلق، فإن الموقعين على هذا البيان يؤكدون على ما يلي:
أولاً: أن ما تقوم به الدولة الرافضية الإيرانية، من زعزعة لاستقرار الدول الإسلامية، بزرع عملائها فيها، وإمدادهم بالمال والسلاح وجعلهم طليعة لنشر المشروع الرافضي في تلك البلدان، وأداة لزعزعة الأمن والاستقرار؛ لهو أمر خطير، وهو من أعظم ضروب الفساد في الأرض، الأمر الذي يوجب على جميع المسلمين أخذ الحيطة والحذر ومدافعة المد الرافضي ونشر مذهب أهل السنة، واتخاذ التدابير الأمنية والدعوية والإعلامية كافة، لتحجيم هذا المد الخطير، فإن هذا المشروع الرافضي لا يمكن التصدي له إلا بمشروع متكامل. مع العلم بأن هؤلاء الرافضة المعتدون يتعاملون مع إخواننا من أهل السنة في إيران بشتى صنوف العنف والإرهاب، ومصادرة حقوقهم وحرياتهم الشرعية، فرّج الله عن إخواننا وكان الله في عونهم.
ثانياً: أن الجريمة السافرة التي قامت بها تلك الجماعة الرافضية التي تسمي نفسها بالحوثيين من انتهاك لأراضي بلادنا وفق مخطط صفوي فارسي يريد زعزعة أمننا، ليوجب الضرب عليها بيد من حديد والتصدي لها بكل حزم وقوة وأخذ الأهبة بالاستعداد الدائم وتقوية الجيش بالعدد والعدة والتدريب القوي حتى يعلم الناس أن بلاد الحرمين دونها رجال يذودون عنها قربة لله جل وعلا.
ثالثاً: أن ما تنوي دولة إيران الرافضية القيام به من تصدير للمذهب الرافضي المناقض لنصوص الوحيين، وكذا مسيرات في موسم الحج بدعوى البراءة من المشركين، هو بدعة منكرة هدفها سياسي محض ولا يجوز إقرارها أو السماح بها.
رابعاً: نوصي إخواننا المرابطين على الثغور بإخلاص النية لله والتوجه الصادق بأن يكون عملهم من أجل إعلاء كلمة الله، والصبر والمصابرة واحتساب الأجر عند الله في كل ما يصيبهم من نصب وشدة وبلاء، فإن ما يقومون به من الدفاع عن بلاد الحرمين من أفضل العمل حيث رباط يوم في سبيل الله خير من صيام وقيام شهر كامل.
خامساً: ندعو جميع المسلمين في بلادنا إلى مواساة إخوانهم ممن تركوا ديارهم ومساكنهم من سكان المناطق الحدودية بسبب هذا العدوان الآثم.
سادساً: ندعو عموم المسلمين حكومات وشعوباً دعم إخواننا في اليمن ونشر منهج السنة ليكونوا درعاً منيعاً ضد المد الرافضي في المنطقة.
سابعاً: نوصي إخواننا مِنْ أئمة المسلمين وعامتهم بتقوى الله تعالى في السر والعلن، والتوبة إليه، فإن فشو الذنوب والمعاصي والمجاهرة بها وإعزاز المفسدين والتضييق على المصلحين، هو السبب الرئيس في اضطراب الأحوال، وزعزعة الأمن، فما نزلت مصيبة إلا بذنب ولا رفعت إلا بتوبة، كما قال تعالى: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير}، وقال تعالى: {ذلك بأن الله لم يك مغيراً نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}.
نسأل الله تعالى أن يصلح أحوال المسلمين وأن يدفع عنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الموقعون:
الشيخ عبدالله بن محمد الغنيمان
الشيخ عبدالله بن حمد الجلالي
الشيخ د. عبدالله بن حمود التويجري
الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن العجيمي
الشيخ د. حمد بن إبراهيم الحيدري
الشيخ د. محمد بن سعيد القحطاني
الشيخ د. أحمد بن عبدالله الزهراني
الشيخ د. عبدالرحمن الصالح المحمود
الشيخ د. ناصر بن سليمان العمر
الشيخ د. سليمان بن وايل التويجري
الشيخ د. وليد بن عثمان الرشودي
الشيخ العباس بن أحمد عبدالفتاح الحازمي
الشيخ د. إبراهيم محمد أبكر عباس
الشيخ د. خالد بن عبدالله الشمراني
الشيخ عيسى بن درزي المبلع
الشيخ أحمد بن حسن بن محمد آل عبدالله
الشيخ إبراهيم بن محمد بن يحيى
الشيخ سعد بن علي بن سعد العمري
الشيخ أحمد بن عبدالله بن محمد آل شيبان
الشيخ د. محمد بن عبدالله الهبدان
الشيخ د. ناصر بن يحيى الحنيني
الشيخ د. عبد العزيز التركي
الشيخ محمد بن عبدالعزيز اللاحم
الشيخ د. عبد المحسن بن عبدالعزيز العسكر
الشيخ د. عبدالله بن صالح البراك
الشيخ د. خالد بن محمد الماجد
الشيخ د. عبدالعزيز بن محمد آل عبداللطيف
الشيخ عبدالله بن ناصر بن محمد السليمان
الشيخ سعد بن ناصر بن عبدالعزيز الغنام
الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز أبانمي
الشيخ عبدالله بن علي الغامدي
الشيخ فيصل بن عبدالله الفوزان
الشيخ د. سليمان بن حمد العودة
الشيخ د. عبدالعزيز بن عبدالله المبدل
الشيخ د. عبدالله بن عمر الدميجي
الشيخ د. علي بن سعيد بن علي الغامدي
الشيخ د. حسن بن صالح الحميد
الشيخ د. عبدالله بن عبدالرحمن الوطبان
الشيخ د يوسف بن عبدالله الأحمد
الشيخ صالح الدرويش
الشيخ سعد الحميد
الشيخ محمد بن عبدالعزيز اللاحم
الشيخ د. ستر بن ثواب الجعيد
الشيخ بدر بن إبراهيم الراجحي
الشيخ د. محمد بن عبدالله الخضيري
الشيخ د. عبدالله بن عبدالعزيز الزايدي
المسلم ( http://almoslim.net/node/120275)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة ضيف الله]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 12:43]ـ
خذل الله أعداء الدين
ألم يكفي هؤلاء الأقزام أن باعوا بلدهم للروافض وأحدثوا فيها الفتن؟(/)
فضل العشر الأوائل من ذي الحجة في الكتاب والسنة ..
ـ[محمد الجزائري الثاني]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 03:07]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضل العشر الأوائل من ذي الحجة في الكتاب والسنة:
1 - أقسم الله عز وجل في كتابه لشرفها وعظمها قال -تعالى-: "والفجر وليال عشر" قال ابن كثير -رحمه الله-: "المُراد بها عشر ذي الحجة" كما قاله ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغيرهم وقال تعالى " ويذكروا اسم الله في أيام معلومات " قال ابن عباس "أيام العشر" – وهى جملة الأربعين التي واعدها الله عز وجل لموسى عليه السلام "وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر".
2 - وفى البخاري وغيره أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام (يعني العشر)، قالوا: "يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ " قال -صلى الله عليه وسلم-: "ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء". وقد دل الحديث على أن العمل في هذه الأيام العشر أحب إلى الله من العمل في أيام الدنيا كلها من غير استثناء شيء منها، وإذا كان أحب إلى الله فهو أفضل عنده. وروى قدر المضاعفة في روايات مختلفة منها أنه يضاعف إلى سبعمائة؛ قال أنس بن مالك: "كان يُقال في أيام العشر بكل يوم ألف يوم، ويوم عرفة عشرة آلاف" قال الحافظ بن حجر في الفتح: "والذي يظهر أن السبب في امتياز العشر من ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه وهى الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره".
3 - وفيها يوم عرفة الذي أقسم الله -عز وجل- به في كتابه فقال: "والشفع والوتر" فهو الشفع وهو الشاهد لقوله -صلى الله عليه وسلم- "الشاهد يوم عرفة والمشهود يوم الجمعة" (الترمذي وأحمد)، وهو أفضل الأيام ففي الحديث "أفضل الأيام يوم عرفة" (ابن حبان في صحيحه)، وهو يوم مغفرة الذنوب والتجاوز عنها والعتق من النار والمُباهاة بأهل الموقف؛ ففي الحديث "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيداً من النار من يوم عرفة، وأنه ليدنو ثم يباهى ملائكته فيقول ما أراد هؤلاء " (صحيح مسلم)
* كيف يستقبل المسلم هذا الموسم العظيم؟
1) بالتوبة الصادقة النصوح وبالإقلاع عن الذنوب والمعاصي؛ فإن الذنوب هي التي تحرم الإنسان فضل ربه وتحجب قلبه عن مولاه.
2) كذلك تُستقبل مواسم الخيرات بالعزم الصادق الجادّ على اغتنامها بما يُرضي الله؛ فمن صدق الله صدقه الله، ونية المؤمن خير من عمله.
3) من نوى الأضحية فعليه ألا يأخذ شيئاً من أشعاره وأظفاره منذ أول يوم في شهر ذي الحجة؛ ففي الحديث "إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يُضحّي فليمسك عن شعره وأظفاره حتى يُضحّى" (صحيح مسلم)
* ما هي الأعمال التي يُستحب للمسلم أن يفعلها في هذه الأيام ليكون من الفائزين؟
من اليوم الأول إلى اليوم الثامن من ذي الحجة:
1 - الصلاة: يجب المحافظة عليها في جماعة والتبكير إليها والإكثار من النوافل وقيام الليل؛ فإن ذلك من أفضل القربات؛ ففي الحديث "عليك بكثرة السجود؛ فإنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك خطيئة " (مسلم).
2 - الصيام: لدخوله في الأعمال الصالحة؛ ففي المسند والسنن عن حفصة أم المؤمنين أن النبي صلى الله عليه وسلم "كان لا يدع صيام عاشوراء والعشر وثلاثة أيام من كل شهر". وفي سنن أبي داود عن بعض أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- "كان لا يدع صيام تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر"، وكان عبد الله بن عمر يصومها، قال الإمام النووي عن صوم أيام العشر أنه مستحب استحباباً شديداً.
3 - القيام: مُستحب وكان سعيد بن جبير إذا دخل العشر اجتهد اجتهاداً حتى ما يكاد يقدر عليه، ورُوي عنه أنه قال: "لا تطفئوا سرجكم ليالي العشر" تعجبه العبادة.
4 - الإكثار من الذكر: (التكبير والتهليل والتحميد)؛ ففي مسند الإمام أحمد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد"، وكان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما.
وقال الإمام البخاري: "وكان عمر يُكبّر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيُكبّرون ويُكبّر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيرا"ً.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان ابن عمر يُكبّر بمنى تلك الأيام وخلف الصلوات وعلى فراشه وفى فسطاطه ومجلسه وممشاه تلك الأيام جميعاً والمُستحب الجهر بالتكبير لفعل عمر وابنه وأبي هريرة.
اليوم التاسع من ذي الحجة (يوم عرفة):
بالإضافة إلى ما سبق ... من أراد أن يفوز في هذا اليوم بالعتق من النار وغفران الذنوب فليحافظ على هذه الأعمال فيه وهى:
1 - صيام ذلك اليوم .... ففي الحديث "صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يُكفّر السنة التي قبله والتي بعده" (صحيح مسلم).
2 - حفظ الجوارح عن المحرمات مطلقاً في هذا اليوم .... ففي الحديث "يوم عرفة، هذا يوم من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه غُفر له" (مسند الإمام أحمد).
3 - الإكثار من شهادة التوحيد بصدق وإخلاص .... ففي الحديث "كان أكثر دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم عرفة (لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد, بيده الخير وهو على كل شيء قدير) " (مسند الإمام أحمد)، وفي رواية الترمذي "خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلتُ أنا والنبيون من قبلي (لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) ".
4 - كثرة الدعاء بالمغفرة والعتق من النار .... فإنه يُرجى إجابة الدعاء فيه, وكان من دعاء علي بن أبى طالب (اللهم اعتق رقبتي من النار وأوسع لي من الرزق الحلال واصرف عني فسقة الإنس والجان) وليحذر من الذنوب التي تمنع المغفرة والعتق من النار كالكبر والإصرار على المعاصي.
وأنت يا أخي الحبيب .. يا من فاتك الوقوف بعرفة ماذا عساك أن تفعل؟!
هذا برنامج لمن أراد أن يفوز بثمرات هذا اليوم
(1) نم ليلة عرفة مبكرً لتستيقظ قبيل فجر عرفة لتتسحر للصيام واذهب للمسجد وحافظ على الصلوات الخمس في جماعة خلف الإمام مدركاً تكبيرة الإحرام.
(2) بعد الصلاة قُل أذكار الصباح ثم امسك المصحف وابدأ من سورة البقرة وانو ختم القرآن.
(3) لا تخرج من المسجد، لا تتكلم مع أحد، انشغل بالقرآن فقط، اقرأ في السنن ما تحفظه من السور ولا تعيد تلاوتها واحسبها من القراءة.
إذا نفذت هذا البرنامج فأبشر بهذه البشريات:
(أ) صوم يوم عرفة صوماً حقيقاً حفظت فيه جوارحك عن المعاصي والآثام فيُرجى أن ينطبق عليك حديثان الأول: "صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يُكفّر السنة التي قبله والتي بعده" (صحيح مسلم) – الثاني "يوم عرفة، هذا يوم من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه غُفر له" (مسند الإمام أحمد).
(ب) تستطيع أن تقرأ القرآن كله وتنتهي من تلاوته قبل المغرب بنصف ساعة -ولا تستعجب؛ فهذا مُجرب في عصرنا الحاضر- وكل حرف بعشر حسنات، فكم من الحسنات ستنال؟
(ج) تقول أذكار المساء قُبيل المغرب وتكثر من الدعاء وخاصة بالمغفرة والعتق من النار وقول (لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد، بيده الخير وهو على كل شيء قدير).
(د) ستخرج من المسجد بعد صلاة المغرب لتفطر في بيتك وستشعر أن الدنيا قد تغيرت حولك لأنك بالفعل تغيرت من داخلك، فهلا فزت بهذه الأعمال في يوم واحد؟ ولن تموت منها وادفع النوم قدر استطاعتك بأن تقرأ وأنت تسير في المسجد فمن عرف ثمرات الاجتهاد في العبادة في هذا اليوم هانت عليه المشقة، وإن مت فأنعم بها من ميتة حسنة.
اليوم العاشر من ذي الحجة (يوم النحر .. يوم عيد الأضحى)
يغفل كثير من المسلمين عن فضل هذا اليوم الذي عدّه بعض العلماء بأنه أفضل أيام السنة على الإطلاق حتى من يوم عرفة، قال الإمام ابن القيم -رحمه الله-: "خير الأيام عند الله يوم النحر وهو يوم الحج الأكبر" كما في سنن أبى داود "أن أعظم الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر" ويوم القر هو اليوم الحادي عشر للاستقرار في منى.
ومن أهم عبادات هذا اليوم:
1 - الالتزام بالآداب الإسلامية والسنن الواردة في ذلك ومنها:
أ-الغسل والتطيب ولبس أجمل الثياب بدون إسراف ولا إسبال.
ب- تأخير طعام الإفطار حتى الرجوع من المصلّى ليأكل من أضحيته أو غيرها.
ج- أن يذهب إلى صلاة العيد في المصلّى خارج المسجد ماشياً ومعه أهل بيته (حتى النساء الحُيّض) والأطفال، ويذهب من طريق ويرجع من طريق آخر ويستمع إلى الخطبة والذي رجحه المحققون من أهل العلم أن صلاة العيد واجبة لقوله -تعالى- "فصلّ لربك وانحر".
(يُتْبَعُ)
(/)
د- الحرص على أعمال البر والخير من صلة الرحم وزيارة الأقارب والجيران والعطف على المساكين والفقراء والأيتام ومساعدتهم وإدخال السرور عليهم ويهنّئ إخوانه المسلمين بقوله (تقبل الله منا ومنك).
هـ- الإكثار من التكبير ويبدأ من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق (وهو الثالث عشر من شهر ذي الحجة لقوله -تعالى- "واذكروا الله في أيام معدودات") وصفته أن تقول (الله أكبر الله أكبر, لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد) ويُسن جهر الرجال به في المساجد عقب الفريضة أو النافلة وفي البيوت والأسواق ولم يرد دليل على تخصيص عدد معين عقب الصلاة كما أن التكبير ليس بديلاً عن أذكار ما بعد الصلاة، ومن البدع زيادة رفع الصوت بالتكبير عقب الصلاة زيادة على ما يسمع نفسه ومن يليه وجعله على وتيرة واحدة وصوت واحد فضلاً عما فيه من تشويش وإيذاء للمسبوقين في صلاتهم والأصل القرآني يؤيد ذلك؛ قال تعالى: "واذكر ربك في نفسك تضرعاً وخيفة ودون الجهر من القول".
2 - الأضحية:
أ- وقتها: بعد صلاة العيد ولا تُجزئ قبل الصلاة للحديث "إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي ثم نرجع فننحر من فعل هذا فقد أصاب سنتنا، ومن ذبح قبل الصلاة فإنما هو لحم قدّمه لأهل بيته" (صحيح البخاري).
ب- حكمها: سنة ثابتة بالكتاب والسنة، وهى واجبة على أهل كل بيت مسلم قدر أهله عليها، وذبحها أفضل من التصدق بقيمتها بإجماع الأمة؛ ففي الحديث الصحيح "من كان له سعة ولم يُضح فلا يقرب مُصلانا"، قال الإمام أحمد: "أكره ترك الأضحية لمن قدر عليها" وكذلك قال الإمامان مالك والشافعي.
ج- فضلها وثوابها: في الحديث: "ما عمل ابن آدم يوم النحر عملاً أحب إلى الله من إراقة دم، وإنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأظلافها وأشعارها، وإن الدم ليقع من الله -عز وجل- بمكان قبل أن يقع على الأرض، فطيبوا بها نفساً"، وفي الحديث "سُئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الأضاحي فقال: "سنة أبيكم إبراهيم", قالوا: "ما لنا منها؟ " قال -صلى الله عليه وسلم-: "بكل شعرة حسنة", قالوا: "فالصوف؟ ", قال -صلى الله عليه وسلم-: "بكل شعرة من الصوف حسنة" (أخرجه ابن ماجة والترمذي).
د- صفتها:
(1) الضأن سنة، والماعز سنة ودخلت في الثانية، والإبل ما دخلت في الخامسة، والبقرة ما دخلت في الثالثة.
(2) أن تكون سليمة خالية من كل عيب، فلا تكون عوراء أو مريضة أو هزيلة أو مكسورة القرن، وأفضلها الكبش الأقرن الأبيض.
هـ- ما يُستحب عند ذبحها:
(1) يتوجُّه للقبلة ويقول (بسم الله، الله أكبر، اللهم هذا منك ولك).
(2) لا يُعطي الجازر أجرة عمله من الأضحية أو جلودها.
و- تقسيمها: يُستحب أن تقسّم ثلاثاً: لأهل البيت ثلث والتصدق بثلث ويُهدى ثلث للأقارب والجيران.
أخي الحبيب .. احذر هذه المخالفات الشرعية في العيد:
(1) الاستماع للغناء والموسيقى:
وهو محرم بنص القرآن والسنة وكلام الأئمة؛ فلقد ذكره الله في القرآن وسمّاه (لهو الحديث - الزور - الباطل - المُكاء والتصدية - صوت الشيطان)، وفى صحيح البخاري مُعلقاً بصيغة الجزم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف - ولينزلن أقوام إلى جنب علم ويروح عليهم بسارحة لهم يأتيهم لحاجة فيقولون: (ارجع إلينا غداً) فيبيتهم الله ويضع العلم ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة"، وفى الحديث الحسن "صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة: مزمار عند نعمة ورنة عند مصيبة"، وأيضاًَ: "إني لم أُنه عن البكاء ولكني نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نعمة: لهو ولعب ومزامير الشيطان، وصوت عند مصيبة: لطم وجوه وشق جيوب ورنة شيطان"، وأيضاً "يكون في أمتي قذف ومسخ وخسف" قيل "يا رسول الله ومتى ذلك؟! " قال: "إذا ظهرت المعازف وكثرت القيان وشُربت الخمور"، قال عبد الله بن مسعود: "الغناء يُنبت النفاق في القلب"، وقال الفضيل بن عياض -رحمه الله-: "الغناء رقية الزنا".
(2) الاختلاط بالنساء أو مصافحتهم أو النظر إليهم:
(يُتْبَعُ)
(/)
ففي الحديث المتفق عليه "إياكم والدخول على النساء" فقال رجل من الأنصار: "يا رسول الله، أفرأيت الحمو؟ " قال: "الحمو الموت" والحمو (أقارب الزوج) فشبهه بالموت دلالة على الغاية في الشر والفساد، وفى الحديث "لأن يُطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له" (الطبراني ورجاله رجال الصحيح)، وفى الحديث المتفق عليه "العينان زناهما النظر".
(3) تخصيص يوم العيد بزيارة القبور: وهذه بدعة مُنكرة.
(4) عدم التعاطف مع الفقراء والمساكين:
فيظهر أبناء الأغنياء السرور والفرح دون مراعاة لشعور الفقراء وفى الحديث المتفق عليه "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"
(5) الإسراف والتبذير:
ففي الحديث "لا تزول قدم ابن آدم يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع" وذكر منها " ... وعن ماله من أين اكتسبه، وفيم أنفقه ... " (رواه الترمذي).
(6) الألعاب المحرمة مثل:
أ- النرد؛ ففي صحيح مسلم "من لعب بالنردشير فكأنما صبغ يده في لحم خنزير ودمه"، وفي رواية الحاكم "من لعب بالنرد فقد عصى الله ورسوله".
ب- الشطرنج (وأكد جمهور العلماء على تحريمه)
جـ- اللعب بالحمام "طائر الحمام" ففي الحديث "شيطان يتبع شيطانة" (أبو داود)
د- الياناصيب والرهان
وأخيراً احذر أخي الحبيب أن تنقلب فرحتك بالعيد إلى معاصي وانغماس في الشهوات؛ فليس العيد فرحاً بالمأكول والمركوب والملبوس والمشروب، بل العيد لمن غُفرت له الذنوب.
أخي من فاته الحج هذا العام:
أخي لئن سار القوم وقعدنا، وقرّبوا وبعدنا، فما يؤمننا أن نكون ممن (كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين)، يحق لمن رأى الواصلين وهو منقطع أن يقلق، ولمن شاهد السائرين إلى ديار الأحبة وهو قاعد أن يحزن.
إخواني: إن حُبستم العام عن الحج فارجعوا إلى جهاد النفوس أو أُحصرتم عن أداء النُسُك فأريقوا على تخلفكم من الدموع ما تيسّر؛ فإن إراقة الدماء لازمة للمُحصر ولا تحلقوا رؤوس أديانكم بالذنوب؛ فإن الذنوب حالقة للدين ليست حالقة للشعر، وقوموا له باستشعار الرجاء والخوف مقام القيام بأرجاء الخيف والمشعر، ومن كان قد بُعد عن حرم الله فلا يبعد نفسه بالذنوب عن رحمة الله؛ فإن رحمة الله قريب ممن تاب إليه واستغفر، ومن عجز عن حج البيت أو البيت منه بعيد فليقصد رب البيت فإنه ممن دعاه ورجاه أقرب من حبل الوريد.
* ويقول ابن رجب أيضاً:
"من فاته في هذا العام القيام بعرفة فليقم لله بحقه الذي عرفه
من عجز عن المبيت بمزدلفة فليبيت عزمه على طاعة الله وقد قربه وأزلفه
ومن لم يمكنه القيام بأرجاء الخيف فليقم لله بحق الرجاء والخوف
من لم يقدر على نحر هديه بمنى فليذبح هواه هنا وقد بلغ المنى
من لم يصل إلى البيت لأنه منه بعيد فليقصد رب البيت فإنه أقرب إلى من دعاه ورجاه من حبل الوريد".
* يقول ابن الجوزي في الحجيج ومنازلهم: "إن لم نصل إلى ديارهم فلنصل انكسارنا بانكسارهم، إن لم تقدر على عرفات فلنستدرج ما قد فات، إن لم نصل إلى الحجر فليلن كل قلب حجر، إن لم نقدر على ليلة جمع ومنى فلنقم بمأتم الأسف هاهنا
أين المنيب المُجد السابق؟ هذا يوم يُرحم فيه الصادق
من لم ينُب في هذا اليوم فمتى ينيب ومن لم يُجب في هذا الوقت ومن لم يتعرف بالتوبة فهو غريب".
* أسفاً لعبد لم يُغفر له اليوم ما جنى، كلما همّ بخير نقض الطود وما بنى، حضر موسم الأفراح فما حصّل خيراً ولا اقتنى، ودخل بساتين الفلاح فما مد كفاً وما جنى، ليت شعري من منا خاب ومن منا نال المُنى؟؟
* فيا إخوتي إن فاتنا نزول منى، فلنُنزل دموع الحسرة هاهنا، وكيف لا نبكي ولا ندرى ماذا يراد بنا؟! وكيف بالسكون وما نعلم ما عنده لنا؟!
--
~~~~~~~
http://www.way2jana.com/s/index.php
http://gana.maktoobblog.com/
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[15 - Nov-2009, مساء 09:17]ـ
جزاكم الله خيرا وجعلها في ميزان حسناتكم
سهلت علينا الطريق في بحث هذه الفضائل, ونشرها.(/)
الحوثيون .. والحرب بالوكالة: لفضيلة الشيخ أبي عبد الله محمد سعيد رسلان حفظه الله
ـ[- أبو عبد الرحمن -]ــــــــ[16 - Nov-2009, مساء 02:11]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحوثيون .. والحرب بالوكالة
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2460 (http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2460)
http://www.rslan.com/images/index/Al7othiuoon.jpg (http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2460)
نبذة مختصرة عن المحاضرة: (المادة متوفرة صوتيًا rm & mp3 ومرئيًا wmv )
ـ[إياد القيسي]ــــــــ[22 - Nov-2009, مساء 02:02]ـ
الصحيح أن للحوثيين قضية فهم يحاربون لأنفسهم ولكن إيران أستغلت موقفهم وكانت الحرب الأخيرة هي الدافعة لهم فهم يحاربون لمصالح مشتركة بينهما وليس وكالة بمعنى أنهم مرتزقة لديها، كما هو مفهوم الحرب بالوكالة. وهذا رأي الشخصي.
وهذا الرأي كذلك سمعته من الشيخ سلمان العودة في الجمعة الماضية وهو في لندن على قناة ة mbc.(/)
ماهي التوبة المستحبة؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[17 - Nov-2009, صباحاً 06:18]ـ
ماهي التوبة المستحبة؟؟ قال الامام ابن تيمية رحمه الله:
التوبة نوعان واجبة ومستحبة
فالواجبة هي التوبة من ترك مأمور أو فعل محظور وهذه واجبة على جميع المكلفين كما أمرهم الله بذلك في كتابه وعلى ألسنة رسله
والمستحبة هي التوبة من ترك المستحبات وفعل المكروهات فمن اقتصر على التوبة الأولى كان من الأبرار المقتصدين ومن تاب التوبتين كان من السابقين المقربين ومن لم يأت بالأولى كان من الظالمين إما الكافرين وإما الفاسقين قال الله تعالى (وكنتم أزواجا ثلاثة فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة والسابقون السابقون أولئك المقربون في جنات النعيم ((سورة الواقعة 7 12) وقال تعالى (فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم وأما إن كان من أصحاب اليمين فسلام لك من أصحاب اليمين وأما إن كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم وتصلية جحيم) (سورة الواقعة 88 94)
وقال تعالى (فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله) سورة فاطر 32) وقال تعالى ((إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا إنا أعتدنا للكافرين سلاسل وأغلالا وسعيرا إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا (سورة الإنسان 3 6)
وقال سبحانه (كلا إن كتاب الفجار لفي سجين إلى قوله كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين وما أدراك ما عليون إلى قوله ومزاجه من تسنيم عينا يشرب بها المقربون) سورة المطففين 7 28)
قال ابن عباس تمزج لأصحاب اليمين مزجا ويشرب بها المقربون صرفا <>
والتوبة رجوع عما تاب منه إلى ما تاب إليه فالتوبة المشروعة هي الرجوع إلى الله وإلى فعل ما أمر به وترك ما نهى عنه وليست التوبة من فعل السيئات فقط كما يظن كثير من الجهال لا يتصورون التوبة إلا عما يفعله العبد من القبائح كالفواحش والمظالم بل التوبة من ترك الحسنات المأمور بها أهم من التوبة من فعل السيئات المنهي عنها فأكثر الخلق يتركون كثيرا مما أمرهم الله به من أقوال القلوب وأعمالها وأقوال البدن وأعماله وقد لا يعلمون أن ذلك مما أمروا به أو يعلمون الحق ولا يتبعونه فيكونون إما ضالين بعدم العلم النافع
وإما مغضوبا عليهم بمعاندة الحق بعد معرفته
وقد أمر الله عباده المؤمنين أن يدعوه في كل صلاة
بقوله (اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين)
ولهذا نزه الله نبيه عن هذين
فقال تعالى (والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى
إن هو إلا وحي يوحى (سورة النجم 1 4)
فالضال الذي لا يعلم الحق بل يظن أنه على الحق وهو جاهل به كما عليه النصارى قال تعالى (ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل
(سورة المائدة 77)
والغاوي الذي يتبع هواه وشهواته مع علمه بأن ذلك خلاف الحق كما عليه اليهود
قال تعالى (سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين) (سورة الأعراف 146)
وقال تعالى ((واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث الآية (سورة الأعراف 175 176)
وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم إن أخوف ما أخاف عليكم شهوات الغي في بطونكم وفروجكم ومضلات الفتن
فإن الغي والضلال يجمع جميع سيئات بني آدم فإن الإنسان كما قال تعالى ((وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا (سورة الأحزاب 72)
فبظلمه يكون غاويا وبجهله يكون ضالا
وكثيرا ما يجمع بين الأمرين فيكون ضالا في شيء غاويا في شيء آخر
إذ هو ظلوم جهول
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[27 - Oct-2010, مساء 02:00]ـ
يرفع للفائدة
ـ[دامو]ــــــــ[27 - Oct-2010, مساء 08:39]ـ
المصدر بارك الله فيكم من مجموع الفتاوى
ـ[أم الفهد]ــــــــ[28 - Oct-2010, صباحاً 03:42]ـ
بارك الله فيك ......(/)
الحوثيون والحرب بالوكالة (خطبة) للشيخ عبد الله بن محمد العسكر
ـ[محمد الوجيه]ــــــــ[17 - Nov-2009, صباحاً 07:43]ـ
خطبة الشيخ عبد الله بن محمد العسكر
في جامع العز بن عبد السلام في الخرج بعنوان
الحوثيون والحرب بالوكالة
25/ 11/1430 هـ
الرابط الصوتي للخطبة http://www.al-3z.net/track.php?id=979 (http://www.al-3z.net/track.php?id=979)
لقد خص الله هذه البلاد بخصائص عظيمة, ومزايا جسيمة, جعلتها تتبوّأ مكانة عالية سامقة لا تضاهيها ولا تدانيها بقعة من بقاع العالم أجمع, ومن تلك الخصائص التي اختص الله بها هذه الجزيرة المباركة ([1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn1)):
أنها حرم الإسلام، فهي معلمه الأول، وداره الأولى، قصبة الديار الإسلامية، وعاصمتها، وقاعدة لها على مرِّ العصور، وكرِّ الدهور، منها تفيض أنوار النبوة الماحية لظلمات الجاهلية، ولذلك جاءت المنح المحمدية في صحيح السنة بما لهذه الجزيرة من خصائص وأحكام؛ لتبقى هذه المنطقة قاعدة الإسلام دائماً؛ كما كانت قاعدته أولاً،ومعقل الإيمان آخراً؛ كما كانت سابقاً.
ومن خصائصها: ما ثبت في صحيح مسلم عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الشيطان يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم"
ومنذ بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وهي إلى يومنا دار إسلام - ولله الحمد، حماها الله وسائر أوطان المسلمين-، ولم يعرف الشرك فيها إلا جزئيا على فترات في فرد أو أفراد، ثم يهيئ الله على مدى الأزمان من يردهم إلى دينهم الحق.
قال القاضي عياض –رحمه الله- عن مكانة الحرمين: "و جدير بمواطن عمرت بالوحي و التنزيل، و تردد بها جبريل و ميكائيل، و عرجت منها الملائكة و الروح، و ضجت عرصاتها بالتقديس و التسبيح،واشتملت تربتها على جسد سيد البشر، و انتشر عنها من دين الله وسنة رسوله ما انتشر، مدارس آيات، و مساجد و صلوات، ومشاهد الفضائل و الخيرات، و معاهد البراهين و المعجزات، ومناسك الدين، و مشاعر المسلمين، و مواقف سيد المرسلين، و مُتَبَوَّأُ خاتم النبيين، حيث انفجرت النبوة، و أين فاض عبابها، و مواطن مهبط الرسالة، و أول أرض مس جلد المصطفى ترابها -جدير بتلك البقاع- أن تعظم عرصاتها، وتتنسم نفحاتها"
يا دار خير المرسلين ومن به ... هدي الأنام وخص بالآيات
عندي لأجلك لوعة وصبابة ... وتشوق متوقد الجمرات
وعليّ عهد إن ملأت محاجري ... من تلكم الجدرات والعرصات
لأعفرن مصون شيبي بينها ... من كثرة التقبيل والرشفات
ومن تلك الخصائص أيضا: أن جزيرة العرب وقف في الإسلام على أهل الإسلام؛ على من قال: "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، وقام بحقهما.
جزيرة العرب وديعة النبي صلى الله عليه وسلم إلى أمته،التي استحفظهم عليها في آخر ما عهده النبي صلى الله عليه وسلم.
فهي دارٌ طيبة، لا يقطنها إلا طيب، ولما كان المشرك خبيثا بشركه؛ حُرِّمت عليه جزيرة العرب.
عن عمر رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع إلا مسلما".رواه مسلم.
ويكفي هذه البلاد شرفاً أنها محضن الحرمين الشريفين, وفيها قبلة المسلمين, وهي خير بقاع الأرض بلا منازع ولو لم يكن البلد الأمين خير بلاد الله، وأحبها إليه، ومختاره من البلاد؛ لما جعل عرصاتها مناسك لعباده؛ فرض عليهم قصدها، وجعل ذلك من آكد فروض الإسلام، وأقسم به في كتابه العزيز في موضعين منه، فقال تعالى: {وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ}، وقال تعالى: {لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}.
وليس على وجه الأرض بقعة يجب على كل قادر السعي إليها،والطواف بالبيت الذي فيها؛ غيرها، وليس على وجه الأرض موضع يشرع تقبيله واستلامه، وتحط الخطايا والأوزار فيه؛ غير الحجر الأسود، والركن اليماني.
عباد الله: لأجل هذا كله ما فتئ أعداء الإسلام يحيكون المؤامرات لزعزعة أمن هذا البلاد وتشتيت شملها وإضعاف صوت الحق والسنة فيها.
(يُتْبَعُ)
(/)
إنهم يحسدوننا على نعمة التوحيد والأمن والأمان إضافة إلى ما أفاء الله به على هذه البلاد الطاهرة من الخير والبركات مما يزيد من أحقادهم ويشعل الحسد في قلوبهم (قل موتوا بغيضكم إن الله عليم بذات الصدور).
إن ما يجري هذه الأيام من محاولة يائسة ومكر وغدر وخيانة من فلول الروافض المتاخمين لجنوب البلاد ماهو إلا تأكيد لما ذكرناه.
لقد زيَّنت لهؤلاء الروافض نفوسهم الخبيثة وقلوبهم المريضة فتسللوا بأسلوب ماكر وغدر ظاهر إلى الحدود الجنوبية فقتلوا من قتلوا من حرس الحدود وجرحوا من جرحوا منهم, ثم دخلوا بعض القرى فعاثوا فيها فساداً كما ذكر ذلك رئيس محاكم منطقة جازان الذي شهد بعض أفعالهم المشينة حيث أبان فضيلته بأن بعض المساجد لم تسلم من تخريب الحوثيين فأطلقوا الأعيرة النارية والقذائف على بيوت الله وعاثوا فيها تدنيساً وتشويهاً وخراباً وأوقفوا الأذان فيها ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} البقرة114
أيها المسلمون: إن هؤلاء المخربين والمبتدعة الضالين ما كان لهم أن يفعلوا ما فعلوا لولا مساندة دولة الرافضة الظالمة, التي ما إن قويت شوكتها واشتد ساعدها حتى بدت في السعي في تفريق الأمة وزرع بذور الشقاق في أنحائها. وأصبحنا نسمع من أفواه ساستها تصريحات العداء الظاهر والمبطن, وإطلاق التهديدات التي تنبئ عن رغبة جامحة في التمكين لمذهبها المنحرف الذي بني على سب خيار الأمة أصحاب محمد صلى الله عليه وأله وصحبه وسلم والتشكيك في ثوابت الدين ودعائمه المتينة.
إن التاريخ ليشهد على خبث هذه الفئة الضالة, فمن الذي ساهم في إسقاط الخلافة العباسية العريقة وسهًّل للمغول الدخول إلى بلاد الإسلام وإلى عاصمتها بغداد؟
لقد كان ذلك على يد الوزير الرافضي ابن العلقمي وصاحبه نصير الدين الطوسي
لقد هيأ هذان المجرمان للتتر من الأمور ما يمكنهم من السيطرة والاستيلاء على عاصمة الخلافة وقتل الخليفة العباسي المستعصم فقد ذكر في أحداث عام ست مائة وخمسين أن كاتب الوزير ابن العلقمي هولاكو سراً وقال له: إن جئت إلى بغداد سلمتها لك ثم بعد ذلك اجتاحوا عاصمة الخلافة الإسلامية ونهبوا كثيراً من الذهب والحلي , ثم مالوا على أهل السنة في بغداد فقتلوا جميع من قدروا عليه من الرجال والنساء والولدان , حتى دخل كثير من المسلمين في الآبار وأماكن الحشوش , فكان الناس يجتمعون في الدار ويغلقون عليهم الأبواب , فيأتي التتار بدلالة هذا الوزير الخائن فيكسرون الأبواب ثم يدخلون عليهم ويقتلونهم , حتى جرت الميازيب من كثرة الدماء , وبلغ عدد الذين قتلوا في بغداد وحدها مليوناً وثمانَ مئةِ ألف مسلم موحد من أهل السنة!! وبقوا على هذه الحال أربعين يوماً.
كل هذا جرى - عباد الله- بسبب هذا حقد الرافضي الخبيث وصاحبه نصير الدين الطوسي الذي يقول عنه زعيم الرافضة في هذا العصر في كتابه "الحكومة الإسلامية" (ص128) ما نصه:" ويشعر الناس بالخسارة أيضا بفقدان الخواجة نصير الدين الطوسي وأمثاله, ممن قدموا خدمات جليلةً للإسلام" انتهى كلام عدو الله. وانظروا يا معاشر المسلمين: هذا وأمثاله يعدون في نظر هذا الحاقد ممن قدم خِدمات جليلةً للإسلام.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ....
الخطبة الثانية
لقد أراد هؤلاء الحوثيون أن يقوموا بالوكالة عن أسيادهم المجوس في زعزعة أمن هذه البلاد وإحداث الفوضى والرعب في صفوف أهلها, ولكن وبتوفيق من الله هبَّ جنود الإسلام وحماة الشريعة لصدِّ عدوان المعتدين ودحرهم أذلة صاغرين.
وما من شكٍ لدينا أن ما يقوم به جنودنا البواسل هو باب من أبواب الجهاد العظيمة , كيف لا وهو في سبيل حماية جزيرة الإسلام ومهد الرسالة على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم.
فهنيئاً لكم أيها المرابطون على ثغور الإسلام ما ينتظركم من الأجور الوفيرة والحسنات العظيمة متى ما صلحت نياتكم وابتغيتم بجهادكم وجه الله والدار الآخرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثبت في صحيح مسلم من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَضَمَّنَ اللَّهُ لِمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِهِ لَا يُخْرِجُهُ إِلَّا جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَإِيمَانًا بِي وَتَصْدِيقًا بِرُسُلِي فَهُوَ عَلَيَّ ضَامِنٌ أَنْ أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ أَوْ أَرْجِعَهُ إِلَى مَسْكَنِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ نَائِلًا مَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا مِنْ كَلْمٍ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَهَيْئَتِهِ حِينَ كُلِمَ لَوْنُهُ لَوْنُ دَمٍ وَرِيحُهُ مِسْكٌ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْلَا أَنْ يَشُقَّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مَا قَعَدْتُ خِلَافَ سَرِيَّةٍ تَغْزُو فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَبَدًا وَلَكِنْ لَا أَجِدُ سَعَةً فَأَحْمِلَهُمْ وَلَا يَجِدُونَ سَعَةً وَيَشُقُّ عَلَيْهِمْ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنِّي وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي أَغْزُو فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَأُقْتَلُ ثُمَّ أَغْزُو فَأُقْتَلُ ثُمَّ أَغْزُو فَأُقْتَلُ"
إن الجهاد في سبيل الله هو ذروة سنام الإسلام, وركن ركين من أركانه, وهو مصدر عزِّ المسلمين, ومتى تخلت الأمة عنه فإنها-ولا ريب- تسير إلى مستنقعات الذل والهوان. كما أخبرنا بذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وأله وسلم حيث قال:" وما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا ".
وإن صورة الجهاد يجب أن تبقى ناصعةً برًّاقةً لا يكدر صفوها تلك الأعمال العبثيةُ الطائشة من بعض شبابنا ممن ضلوا الطريق وحادوا عن سبيل الحق فأصبحوا يستهدفون إخوانهم بدل أعدائهم, ويسعون في زعزعة الأمن وإهلاك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد.
إننا يجب أن نقولها صريحة واضحة لا غموض فيها ولا مداهنة ولا تزلفاً إلى جهة أو أشخاص, نقول وبكل وضوح: أن ما يفعل في أرض الإسلام من التفجير والتدمير لهو زيغ وضلال مبين؛ بل هل هو إسعادٌ لأعداء الله وإنْ ظنًّ هؤلاء المساكين أنهم يغيضون العدو بهذه الأفعال, وصدق والله العظيم إذ يقول {أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ} فاطر8
إن أمن هذه البلاد خاصة هو مسئولية الجميع؛ لأنها مأرز الإسلام وحصنه الحصين الذي يجب أن نذود عنه كلًّ مفسدٍ و مخرِّب, ولو استدعى ذلك أن نفَدِّي بأرواحنا ودمائنا وكلَّ ما نملك.
لهذا نقول: إنكم أيها المرابطون في ثغور الإسلام سواءً كان ذلك في داخله أم على حدوده لفي عبادة من أجل العبادات وأعظمها, كيف لا وانتم تحمون بلاد المسلمين وتسهرون لحفظ الأعراض والأموال والأنفس؟
واسمعوا إن شئتم إلى أجور المرابطين في سبيل الله متى ما كانت النوايا خالصة لله تعالى
عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها"
وفي صحيح مسلم عَنْ سَلْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:" رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ وَإِنْ مَاتَ جَرَى عَلَيْهِ عَمَلُهُ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُهُ وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ وَأَمِنَ الْفَتَّانَ".
وفي صحيح الجامع عن فضالة بن عبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" كل ميت يختم على عمله إلا الذي مات مرابطا في سبيل الله فإنه ينمو له عمله إلى يوم القيامة و يؤمن من فتان القبر".
وفي صحيح الترغيب والترهيب عن مجاهد رحمه الله أنه كان في الرباط ففزعوا إلى الساحل ثم قيل لا بأس فانصرف الناس ووقف أبو هريرة فمر به إنسان فقال: ما يوقفك يا أبا هريرة فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" موقف ساعة في سبيل الله خير من قيام ليلة القدر عند الحجر الأسود".
وفي الترمذي بسندٍ صحيحٍ عنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:" عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ".
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا كله في حق المجاهد المرابط فكيف بمن مات شهيداً في سبيل الله, مات ونيته حماية بلاد المسلمين والدفاع عن مقدساتهم؟ لاشك أن الأجر أعظم والجزاء أكبر عند من لا يضيع أجر المحسنين {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ {يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ}
سئل عبد الله بن مسعودٍ-رضي الله عنه- عن هذه الآية فقال: أما إنَّا قد سألنا عن ذلك فقال: "أَرْوَاحُهُمْ فِي جَوْفِ طَيْرٍ خُضْرٍ لَهَا قَنَادِيلُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ، تَسْرَحُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَتْ، ثُمَّ تَأْوِي إِلَى تِلْكَ الْقَنَادِيلِ، فَاطَّلَعَ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ اطِّلاعَةً فَقَالَ: هَلْ تَشْتَهُونَ شَيْئًا؟ فَقَالُوا: أَيَّ شَيْءٍ نَشْتَهِي وَنَحْنُ نَسْرَحُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شِئْنَا؟ فَفَعَلَ ذَلِكَ بِهِمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّهُمْ لَنْ يُتْرَكُوا مِنْ أَنْ يُسْأَلُوا قَالُوا: يَا رَبِّ، نُرِيدُ أَنْ تَرُدَّ أَرْوَاحَنَا فِي أَجْسَادِنَا حَتَّى نُقْتَلَ فِي سَبِيلِكَ مَرَّةً أُخْرَى، فَلَمَّا رَأَى أَنْ لَيْسَ لَهُمْ حَاجَةٌ تُرِكُوا"
عباد الله: لئن حرم بعضنا من الذهاب لمشاركة إخوانه المجاهدين المرابطين في الثغور, الذين يدفعون عن بيضة الإسلام, ويدرؤون الخطر الصفوي الحوثي عن بلادنا فلا أقل من أن نخلفهم في أهليهم بخيرٍ فقد قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَدْ غَزَا وَمَنْ خَلَفَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِخَيْرٍ فَقَدْ غَزَا". رواه الشيخان
ولا سيما ونحن نستقبل عشراً مباركة العمل الصالح فيها خير من غيرها, , وقد روي عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ". رواه البخاري والترمذي واللفظ له.
فأكثروا من العمل الصالح فيها من الذكر والتوبة والدعاء للمرابطين في الثغور الجنوبية, عسى الله تعالى أن يرد الكائدين وينصر المجاهدين, ويحفظ علينا ديننا وبلادنا وأمننا من كل سوءٍ ومكروه إنه سميع مجيب.
وصلوا وسلموا على الهادي البشير ....
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين و اللهم احفظ بلادنا وبلاد المسلمين من مكر الماكرين وغدر الخائنين, اللهم اجمع شملنا وولاتنا على الحق والهدى يا رب العالمين.
اللهم من أراد هذه البلاد بسوءٍ فاشغله في نفسه، وردَّ كيده في نحره، وأدر عليه دائرة السوء يا رب العالمين.
اللهم أمنا في دورنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا , اللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى وخذ بناصيته للبر والتقوى. سبحان ربك .....
([1]) من كتاب الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله (خصائص الجزيرة العربية)(/)
الحرص على الأسباب المؤدية لحسن الخاتمة
ـ[أبو قتادة العماني]ــــــــ[17 - Nov-2009, صباحاً 08:50]ـ
الحرص على الأسباب المؤدية لحسن الخاتمة
(وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)، هذا أمر من الله -سبحانه وتعالى- بأن المؤمن لا يموت إلا وهو مسلم متمسك بدينه.
وهل الإنسان يملك أن يموت مسلمًا أو أنّ هذا بيد الله -سبحانه وتعالى- هذا بيد الله -سبحانه وتعالى-، ولكن معنى قوله: (وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)، أي اثبتوا على الإيمان وعلى الإسلام، ومن ثبت على الإيمان وعلى الإسلام فإنه قد فعل السبب الذي يُسَبّبُ أن الله - جل وعلا - يُحسن له الخاتمة؛ لأن من عاش على شيء مات عليه.
فهذا فيه حث للإنسان أن يتمسك بدينه، وأن يصبر عليه من أجل أن لا تأتيه منيته وهو على المعاصي، فيختم له بخاتمة السوء، ومن عاش على شيء فإنه يُختَمُ له به.
فمن عاش على الطاعة ومحبة الله ورسوله فإنه قد فعل السبب الذي يُسَبّب له حسن الخاتمة.
وأما من ارتكب المعاصي والمخالفات، فإنه قد فعل السبب الذي يسبب له سوء الخاتمة - فليحذر الإنسان من هذا -.
******************************
من كتاب:
وجوب التثبت من الأخبار واحترام العلماء
لمعالي الشيخ صالح بن فوزان الفوزان – حفظه الله تعالى-.
ـ[أبو قتادة العماني]ــــــــ[18 - Nov-2009, مساء 10:40]ـ
يرفع للفائدة ...
ـ[العآزمه]ــــــــ[19 - Nov-2009, صباحاً 01:27]ـ
نسأ الله سبحآنه ان يحسن خوآتيمنآ
جزآك الله خيراً
ـ[أبو المنذر سراج الدين]ــــــــ[21 - Nov-2009, صباحاً 12:52]ـ
من عاش على شئ مات عليه
ـ[أبو قتادة العماني]ــــــــ[21 - Nov-2009, مساء 12:29]ـ
نسأ الله سبحآنه ان يحسن خوآتيمنآ
جزآك الله خيراً
وإياك ...
وأشكرك على المرور(/)
الأجور المضاعفة في الميزان
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[17 - Nov-2009, صباحاً 09:48]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأجور المضاعفة في الميزان
1 – الصلاة في الحرم المكي:
ركعتان في المسجد = 200 ألف ركعة , أي صلاة النوافل في 46 سنة كاملة وصلاة 10 ركعات = 230 سنة أي مليون ركعة - وصلاة المرأة في بيتها أفضل من الصلاة في المسجد الحرام والمسجد النبوي.
الدليل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام و صلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه. (صحيح) انظر حديث رقم: 3838 في صحيح الجامع.
خيرصلاة النساء في قعر بيوتهن (صحيح) انظر حديث رقم: 3311 في صحيح الجامع.
2 - صلاة الجمعة:
ثوابها بكل خطوة يخطوها صيام سنة وقيامها. والمرأة التي تحث زوجها وأطفالها على هذه الصلاة والإسراع إليها فلها نفس الثواب.
الدليل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من غسل يوم الجمعة و اغتسل ثم بكر و ابتكر و مشى و لم يركب و دنا من الإمام و استمع و أنصت و لم يلغ كان له بكل خطوة يخطوها من بيته إلى المسجد عمل سنة أجر صيامها و قيامها ". (صحيح) انظر حديث رقم: 6405 في صحيح الجامع.
3 – صلاة الجماعة:
من صلى الفجر والعشاء في جماعة فثوابه كقيام ليلة
الدليل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من صلى العشاء في جماعة كان كقيام نصف ليلة و من صلى العشاء و الفجر في جماعة كان كقيام ليلة "
(صحيح) انظر حديث رقم: 6342 في صحيح الجامع.
4 – الصلاة في مسجد قباء:
صلاة ركعتين في مسجد قباء ثوابها كعمرة.
الدليل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الصلاة في مسجد قباء كعمرة ". (صحيح) انظر حديث رقم: 3872 في صحيح الجامع.
5 – صلاة الإشراق:
ثوابها كحجة وعمرة تامة.
الدليل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة و عمرة تامة تامة تامة." (صحيح) انظر حديث رقم: 6346 في صحيح الجامع.
6 – صلاة الضحى:
ثوابها أداء الصدقة عن 360 مفصل في الإنسان
الدليل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " على كل سلامى من ابن آدم في كل يوم صدقة و يجزي عن ذلك كله ركعتا الضحى. " (صحيح) انظر حديث رقم: 4035 في صحيح الجامع.
7 – صلاة النافلة في السر:
تعدل صلاته أمام الناس بخمس وعشرين مرة.
الدليل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صلاة الرجل تطوعا حيث لا يراه الناس تعدل صلاته على أعين الناس خمسا و عشرين. " (صحيح) انظر حديث رقم: 3821 في صحيح الجامع. وعن زيد بن ثابت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " صلاة المرء في بيته أفضل من صلاته في مسجدي هذا إلا المكتوبة " (صحيح).
8 - الاعتمار في رمضان:
تعدل حجةمع رسول الله صلى الله عليه وسلم:
الدليل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لامرأة من الأنصار: "فإن عمرة في رمضان تعدل حجة معي. " رواه البخاري
9 - التسبيح المضاعف:
الدليل: عن جويرية، أن النبى صلى الله عليه وسلم خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح، وهى فى مسجدها. ثم رجع بعد أن أضحى، وهى جالسة. فقال "ما زلت على الحال التى فارقتك عليها؟ " قالت: نعم. قال النبى صلى الله عليه وسلم " لقد قلت بعدك أربع كلمات، ثلاث مرات. لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده، عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته" رواه مسلم
10 – الصدقة الجارية:
كالمساعدة في بناء مسجد أو بئر أو مدرسة أو ملجأ أو تربية الأطفال على الدين الصحيح أو نصح الآخرين ودعوتهم إلى الله
الدليل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له. " (صحيح) انظر حديث رقم: 793 في صحيح الجامع.
11 – قضاء حوائج الناس:
ثوابها يعدل الاعتكاف شهرا في المسجد
الدليل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهرا. " (حسن) انظر حديث رقم: 176 في صحيح الجامع.
12 – احتساب الأعمال لله:
(يُتْبَعُ)
(/)
كاحتساب النوم للتقوي لصلاة الليل و صلاة الفجر , واحتساب الأكل والشرب للتقوي للكسب الحلال منعا لسؤال الناس وحماية لأطفاله وزوجاته من الفقر , أو للإنفاق على المحتاجين ... وهكذا ..
الدليل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أتى فراشه و هو ينوي أن يقوم يصلي من الليل فغلبته عينه حتى يصبح كتب له ما نوى و كان نومه صدقة عليه من ربه. " (حسن) انظر حديث رقم: 5941 في صحيح الجامع.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنيات و إنما لكل امرئ ما نوى. (صحيح) انظر حديث رقم: 2319/ 1 في صحيح الجامع.
13 - الجهاد بالمال والنفس:
قدم الله ثواب الجهاد بالمال عن النفس , وأجره كصيام شهر وقيامه
الدليل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من رابط يوما و ليلة في سبيل الله كان له كأجر صيام شهر و قيامه. "
(صحيح) انظر حديث رقم: 6259 في صحيح الجامع.
وفي رواية: من رابط ليلة في سبيل الله كانت له كألف ليلة صيامها و قيامها. (حسن) انظر حديث رقم: 5915/ 1 في صحيح الجامع وهذا حديث مستدرك من الطبعة الأولى قال الألباني في صحيح النسائي رقم: 3170 (حسن).
14 - تعدد النوايا في الأعمال:
على سبيل المثال: عند زيارة أهل الزوج لوجه الله فيمكن إدخال عدة نوايا لهذا العمل
1 - نية رضاء الله
2 – نية إرضاء الزوج لأنه من إرضاء الله
3 – نية صلة الرحم
4 – نية تهادوا تحابوا
5 – إعانتهم في مرضهم – ثواب زيارة المريض –
6 - صواب قضاء حاجة لمساعدتهم إن كان هناك زوار
7 – نية إدخال السرور عليهم
8 – التخفيف عنهم بالأحاديث التي تدل على تخفيف الذنوب ورفع الدرجات وأجر الصبر …. وهكذا.
الدليل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات و إنما لكل امرئ ما نوى. " (صحيح) انظر حديث رقم: 2319/ 1 في صحيح الجامع.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحب الناس إلى الله أنفعهم. " (حسن) انظر حديث رقم: 176 في صحيح الجامع.
15 – الصبر على البلاء:
ثوابه عظيم جدا حتى أن المعافون يوم القيامة يتمنون أن لو قرضوا بالمقاريض مما يرون من جزيل الثواب.
الدليل: قال الله تعالى: {إ ِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ}
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:ليودن أهل العافية يوم القيامة أن جلودهم قرضت بالمقاريض مما يرون من ثواب أهل البلاء. (حسن) انظر حديث رقم: 5484 في صحيح الجامع.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:إذا ابتلى الله العبد المسلم ببلاء في جسده قال الله عز و جل: أكتب له صالح عمله فإن شفاه غسله و طهره و إن قبضه غفر له و رحمه. (حسن) انظر حديث رقم: 258 في صحيح الجامع.
16 - العمل الصالح أيام عشر ذي الحجة:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي بإكثار العمل في هذه الأيام
الدليل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما العمل في أيام أفضل منه في عشر ذي الحجة و لا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج يخاطر بنفسه و ماله فلم يرجع من ذلك بشيء. (صحيح) انظر حديث رقم: 5548 في صحيح الجامع.
17 – صوم يوم عرفة:
يكفر سنتين ماضية ومستقبلة
الدليل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صوم يوم عرفة كفارة السنة الماضية و السنة المستقبلة.
(صحيح) انظر حديث رقم: 3805 في صحيح الجامع.
18 – الأذان للصلاة:
للمؤذن أجر من صلى معه
الدليل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المؤذن يغفر له مد صوته و أجره مثل أجر من صلى معه (صحيح) انظر حديث رقم: 6643 في صحيح الجامع.
19 – زيارة المريض:
يصلي عليه سبعون ألف ملك
الدليل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من امرئ مسلم يعود مسلما إلا ابتعث الله سبعين ألف ملك يصلون عليه في أي ساعات النهار كان حتى يمسي و أي ساعات الليل كان حتى يصبح.
(صحيح) انظر حديث رقم: 5687 في صحيح الجامع.
20 – صلة الرحم:
يبارك الله في الرزق ويزيد بركته , ويمد في عمر صاحبه.
الدليل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحب أن يبسط له في رزقه و أن ينسأ له في أثره فليصل رحمه. (صحيح) انظر حديث رقم: 5956 في صحيح الجامع.
(يُتْبَعُ)
(/)
المراد بالبسط والتأخير هنا البسط في الكيف لا في الكم أو أن الخبر صدر في معرض الحث على الصلة بطريق المبالغة أو أنه يكتب في بطن أمه إن وصل رحمه فرزقه وأجله كذا وإن لم يصل فكذا. (فيض القدير شرح الجامع الصغير)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:ليس الواصل بالمكافئ و لكن الواصل الذي إذا انقطعت رحمه وصلها. (صحيح) انظر حديث رقم: 5385 في صحيح الجامع.
21 - الدال والساعي على الخير كفاعله:
من أعان على عمل صالح أو كان سببا فيه أو دل عليه ينال مثل أجر فاعله , مثل جمع التبرعات لوجه الله , تربية الأبناء على أركان الإسلام , إعانة الحاج بالمال
.. وهكذا. وكذلك الدال على الشر كفاعله , كبيع الأفلام ونشرها , و كذلك بيع الأغاني وترويجها , أو نشر الصور الجنسية وهذا ابتلي به كثيرا من شبابنا نسأل الله العافية.
الدليل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سن سنة حسنة عمل بها بعده كان له أجره و مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء و من سن سنة سيئة فعمل بها بعده كان عليه وزرها و مثل أوزارهم من غير أن ينقص من أوزارهم شيء. (صحيح) انظر حديث رقم: 6306 في صحيح الجامع.
22 – الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم:
إذا صلى على النبي واحدة صلى الله عليه عشرا وحط عنه عشر خطيئات ورفع له عشر درجات
الدليل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشر صلوات و حط عنه عشر خطيئات و رفع له عشر درجات (صحيح) انظر حديث رقم: 6359 في صحيح الجامع.
23 – قيام رمضان وإحياء العشر الأواخر:
أجره غفران ما تقدم من الذنوب والعمل في ليلة القدر خير من العمل ألف شهر
الدليل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قام رمضان إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه.
(صحيح) انظر حديث رقم: 6440 في صحيح الجامع ..
وقال الله تعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ}
24– قراءة سورة الإخلاص:
أجرها كأجر قراءة ثلث القرآن
الدليل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة؟ فإنه من قرأ {قل هو الله أحد الله الصمد} في ليلة فقد قرأ ليلته ثلث القرآن. " (صحيح) انظر حديث رقم: 2663 في صحيح الجامع.
25 – التوبة من الذنوب:
يبدل الله هذه السيئات حسنات .. شروط التوبة: الإقلاع عن الذنب. والندم على ما فات. والعزم على أن لا يعود. وإرجاع الحقوق إلى أهلها من مال أو غيره وإن تكون قبل الغرغرة وقبل طلوع الشمس من مشرقها.
الدليل: قال تعالى: {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}
26 - صيام ستة من شوال بعد صيام رمضان:
كتب له صوم الدهر.
الدليل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من صام رمضان و أتبعه ستا من شوال كان كصوم الدهر. "
(صحيح) انظر حديث رقم: 6327 في صحيح الجامع.
27 – صيام ثلاثة أيام من كل شهر:
صيام الأيام البيض وهي 13 و 14 و 15 من كل شهر كتب له صيام الدهر
الدليل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر و هي أيام البيض: صبيحة ثلاث عشرة و أربع عشرة و خمس عشرة. " (حسن) انظر حديث رقم: 3849 في صحيح الجامع.
28 – ثواب الفقراء:
الدليل: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يا معشر الفقراء! ألا أبشركم؟ إن فقراء المؤمنين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم خمسمائة عام. " (صحيح) انظر حديث رقم: 7976 في صحيح الجامع.
29 - بيت في الجنة:
الدليل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من قرأ {قل هو الله أحد} عشر مرات بنى الله له بيتا في الجنة. " (صحيح) انظر حديث رقم: 6472 في صحيح الجامع.
30 – اغرس نخلة في الجنة:
الدليل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلممن قال: " سبحان الله العظيم و بحمده غرست له بها نخلة في الجنة. " (صحيح) انظر حديث رقم: 6429 في صحيح الجامع.
31 – كفارة المجلس:
(يُتْبَعُ)
(/)
الدليل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: سبحانك اللهم ربنا و بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك. " (صحيح) انظر حديث رقم: 6192 في صحيح الجامع.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال " سبحان الله و بحمده سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك فإن قالها في مجلس ذكر كانت كالطابع يطبع عليه و من قالها في مجلس لغو كانت كفارة له. " (صحيح) انظر حديث رقم: 6430 في صحيح الجامع.
32 – الذكر بأحب الكلام إلى الله:
الدليل: عن أبي ذرّ رضي اللّه عنه قال:
قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: " ألا أُخْبِرُكَ بِأَحَبِّ الكَلامِ إلى اللَّهِ تَعالى؟ إِنَّ أحَبَّ الكَلام إلى اللَّه: سُبحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ، وفي رواية: سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: أيّ الكلام أفضل؟ قال: "ما اصْطَفى اللَّهُ لِمَلائِكَتِهِ أوْ لعبادِهِ: سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ". صحيح مسلم
وقال رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم -:" أحَبُّ الكَلامِ إلى اللَّهِ تَعالى أرْبَعٌ: سُبْحانَ اللَّهِ، والحَمْدُ لِلَّهِ، وََلاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، لا يَضُرّكَ بِأَيَّهِنَّ بَدأتَ". صحيح مسلم
33 – أفضل الذكر وأفضل الدعاء:
الدليل: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أفضل الذكر: لا إله إلا الله و أفضل الدعاء: الحمد لله. " (حسن) انظر حديث رقم: 1104 في صحيح الجامع.
34 – ألف حسنة كل يوم:
الدليل: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة؟ يسبح الله مائة تسبيحة فيكتب الله له بها ألف حسنة و يحط عنه بها ألف خطيئة. " (صحيح) انظر حديث رقم: 2665 في صحيح الجامع.
35 – كنز من كنوز الجنة:
الدليل: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا أبا ذر! ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟: لا حول و لا قوة إلا بالله. "
(صحيح) انظر حديث رقم: 7944 في صحيح الجامع.
36 - إذا بخلت بالمال و لم تستطع قيام الليل فعليك بالتسبيح:
الدليل: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من ضن بالمال أن ينفقه و بالليل أن يكابده فعليه بسبحان الله و بحمده. "
(صحيح) انظر حديث رقم: 6377 في صحيح الجامع.
(من ضن بالمال أن ينفقه) في وجوه البر (وبالليل أن يكابده فعليه بسبحان اللّه وبحمده) أي فليلزم قول سبحان اللّه وبحمده قال في الفردوس: يقال ضن بالشيء إذا بخل به فهو ضنين وهذا علق مضنة أي هو نفيس يضن به والمكابدة تحمل الضيق لصلاة الليل والشدة في طلب المعيشة.
37 – لا يأت أحد بأفضل مما أتيت:
الدليل: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قال حين يصبح و حين يمسي: سبحان الله العظيم و بحمده مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ذلك و زاد عليه. "
(صحيح) انظر حديث رقم: 6425 في صحيح الجامع.
38 – عتق الرقاب:
الدليل: عن أبي أيوب الأنصاري رضي اللّه عنه، عن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم قال: "مَنْ قَالَ لا إلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ على كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ، كانَ كَمَنْ أعْتَقَ أَرْبَعَةَ أَنْفُسٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ".
صحيح مسلم.
39 – دعوة العاصين للتوبة والرجوع لله:
الدليل: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " فوالله لأن يهدي الله بك رجل واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم. "
(صحيح) انظر حديث رقم: 7094 في صحيح الجامع.
40 – زحزح نفسك عن النار:
الدليل: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنه خلق كل إنسان من بني آدم على ستين و ثلاثمائة مفصل فمن كبر الله و حمد الله و هلل الله و سبح الله و استغفر الله و عزل حجرا عن طريق الناس أو شوكة أو عظما عن طريق الناس و أمر بمعروف أو نهى عن منكر عدد تلك الستين و الثلاثمائة السلامى فإنه يمسي يومئذ و قد زحزح نفسه عن النار. " (صحيح) انظر حديث رقم: 2391 في صحيح الجامع.
41 – الغزو في سبيل الله:
الدليل: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " مقام أحدكم في سبيل الله أفضل من صلاته في بيته سبعين عاما ألا تحبون أن يغفر الله لكم و يدخلكم الجنة؟ اغزوا في سبيل الله من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة. " (حسن) انظر حديث رقم: 7379 في صحيح الجامع.
نقلا.(/)
وقفة تأمل تدعو الحاجة إليها
ـ[فرحان بن سميح العنزي]ــــــــ[17 - Nov-2009, مساء 01:58]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مع أن المتقرر أن العبادات المتعدية كتعليم العلم ودعوة الناس وجهاد أعداء الإسلام بالقلم واللسان والسنان أفضل من العبادات اللازمة التي يقتصر نفعها على العابد وحده، إلا أنه قد تترجح أفضلية العبادة اللازمة في بعض الأحيان ولبعض الأشخاص.
ويقال هذا لأنه قد يوجد في العبادات اللازمة من الخصائص ما لا يوجد في العبادات المتعدية من الإخلاص والبعد عن الرياء ومحاسبة النفس ومراجعتها والبعد ضوضاء الدنيا وصخبها وما إلى ذلك من الأمور التي لا تخفى على المتبصرين.
ولهذا المعنى وغيره جاءت النصوص الشرعية بالاستكثار من العبادات اللازمة خصوصا في زمن الفتنة والتباس الأمور واتباع الهوى كقوله صلى الله عليه وسلم: (عبادة في الهرج والفتنة كهجرة إلي).
وحديث (إذا رأيت الناس قد مرجت عهودهم وخفت أماناتهم وكانوا هكذا - وشبك بين أنامله - فالزم بيتك واملك عليك لسانك وخذ ما تعرف ودع ما تنكر وعليك بخاصة أمر نفسك ودع عنك أمر العامة).
وقد ذكر بعض العلماء وأظنه ابن الجوزي أن طول مدارسة المسائل الفقهية الجافة وتشقيقها وكثرة محاورة الخصوم في هذه المسائل مما يقسي القلب.
وإذا كان هذا يقال في مدارسة العلم فكيف يكون حال القلب عند الانغماس في الدنيا والتخليط فيها ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ومع طول الطريق وقلة المعين يكون للعبادة اللازمة في وقتها من ترقيق القلب ما لا يخفى خصوصا إذا اقترنت بالمحاسبة الشديدة للنفس ومراجعة الأخطاء واستعراض العيوب والاعتراف لله بالتقصير والحاجة واللجأ إليه سبحانه بفقر وانكسار.
ومن المعلوم أن من خير ما عبد به الله بعد الفرائض العلم الذي يقود إلى خشية الله وتعظيم شعائره.
وشتان بين عبادة الجاهل الذي يؤدي عبادته بمقتضى العادة وبين عبادة العالم الذي يؤدي عبادته باحتساب وتلذذ بما يعلم من الأجر المترتب على هذه العبادة.
ونحن -إخوتي الكرام- مقبلون على أيام فاضلة وردت في فضلها نصوص الكتاب والسنة فينبغي للعاقل التي لا تمر عليه هذه الأيام كغيرها خصوصا مع غفلة الكثيرين عنها وعن فضلها، فلنر الله من أنفسنا خيرا في هذه الأيام الفاضلة ولنعظمها كما عظمها من خلقها.
الرابطان أدناه عبارة عن مطويتين عن عشر ذي الحجة وفضلها وأحكام العيد للشيخ الفاضل عبد الملك القاسم.
نرجو احتساب الأجر في نشرها والدال على الخير كفاعله.
http://www.islamcvoice.com/play.php?catsmktba=3324
http://www.islamcvoice.com/play.php?catsmktba=3322
أسأل الله لنا ولكم العلم النافع والعمل الصالح ونعوذ بالله من علم لا ينفع.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبة وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين.
والسلام
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[17 - Nov-2009, مساء 02:52]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً
أضف
أحكام عشر ذي الحجة للشيخ عبدالله السعد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1171321
ـ[الرافدين]ــــــــ[17 - Nov-2009, مساء 04:16]ـ
اللهم ربي يحفظك يا اخونا الطيب وجزاك الله على هذه التذكرة وهذه الموعضة القصيرة البليغة، جعلنا الله من الذين يستموعون القول فيتبعون أحسنه.
ولا تنسانا من دعائك الطيب يا طيب(/)
توضيح الشيخ الفقيه عبدالمحسن الزامل لخطأ في فهم كلام ابن تيمية
ـ[هشام المحيميد]ــــــــ[18 - Nov-2009, صباحاً 09:12]ـ
لابن تيمية كلام يظهر منه لمن لم يجمع بينه وبين كلامه في المواضع الأخرى أنه يفضل بل يحكي الاتفاق عند الائمة الاربعة على هذا التفضيل (انظر مثلا منسكه 22) الإفراد بالحج لمن كان قد أتى بالعمرة قبل ذلك بسفرة مستقلة.
وقد نبه شيخنا الفقيه عبدالمحسن الزامل على أن هذا الفهم فير صحيح وقع فيه بعض كبار أهل العلم وأن مراد ابن تيمية انما هو تفضيل صورة الاعتمار بسفرة ثم الحج بسفرة اخرى على التمتع الذي يكون فيه العمرة ثم الحج في سفرة واحدة، ولا يريد ان من اعتمر بسفرة مستقلة ثم اتى بسفرة اخرى في اشهر الحج ان الافراد افضل له، بل هو يختار للحاج التمتع على الافراد مطلقا حتى لو اعتمر قبل ذلك بسفرة مستقلة وهذا هو صريح كلامه في فتاويه وصريح كلام الائمة.
من شرح الشيخ كتاب الحج المحرر
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[18 - Nov-2009, مساء 12:24]ـ
بارك الله فيك وفي الشيخ الفاضل عبدالمحسن الزامل.
ـ[هشام المحيميد]ــــــــ[26 - Nov-2009, مساء 02:39]ـ
يا حجاج الداخل: هل تعلمون أن الإفراد أفضل من التمتع؟ د. محمد بن خالد الفاضل بسم الله الرحمن الرحيم
في شهر ذي القعدة من عام 1412هـ كتبت مقالاً في مجلة اليمامة موجهاً لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله, بعنوان: (الحج بالإفراد قد يقلل الطائفين نصف مليون).
وعلمت فيما بعد أن سماحته قد اهتم بالموضوع وأحاله إلى لجنة لدراسته, وقد تكون هذه اللجنة أعدت الدراسة المطلوبة, لكني لم أر شيئاً عن نتيجة هذه الدراسة, ولذا فقد رأيت بعث الموضوع من جديد؛ لأن أموراً جديدة ظهرت تستدعي طرح هذا الموضوع وغيره من الموضوعات التي تصب في خدمة توجه الدولة الجاد إلى تخفيف الزحام وتيسير سبل الحج, وآخر الخطوات المتخذة في هذا الصدد والتي لجأت إليها الدولة - وفقها الله- مضطرة, وكانت تتحاشى اللجوء إليها, هي تقنين الحج للسعوديين وضرورة حصولهم على التصريح الذي يسمح لهم بالحج ويمنعهم من تكراره قبل مضي خمسة أعوام, ولا شك في أن إقدام الدولة على هذا القرار يعني أنها قد استنفدت آخر سهم في الجعبة وأن الأمر عندها قد وصل مرحلة الضرورة, وهذا ليس بمستغرب على هذه البلاد المباركة التي جعلت خدمة الحجاج والسعي على راحتهم شغلها الشاغل وهمها الأول, ويجدر بنا نحن المواطنين أن نقف مع الدولة وندعمها في هذا التوجه الخيّر والهدف النبيل, وذلك بالتعاون والسمع والطاعة وتقبّل هذه التنظيمات بصدر رحب؛ لأنها تصب في خدمة أجهزة الدولة وتيسير مهماتها وخدمة المسلمين وراحتهم وإيثارهم, كما يجدر بنا أن نسهم مع الدولة في اقتراح ما نراه من الحلول التي تيسر الحج وتخفف الزحام وتريح الحجاج حتى ولو كانت حلولاً جزئية.
وأحسب أن هذا الموضوع الذي سبق أن طرحته ورأيت تجديد طرحه الآن على إلحاح من عدد من الزملاء وطلاب العلم الذين أظهروا اهتماماُ به منذ طرحته في المرة الأولى وما زالوا, وهو الدعوة إلى اختيار نسك الإفراد من قبل حجاج الداخل الذين يصل عددهم – عادة- إلى حدود المليون, بدل نسك التمتع الذي دأبوا على اختياره بناءً على الرأي المشهور في المذهب والذي يفتي به غالباً مشايخ المملكة وهو أن أفضل الأنساك الثلاثة هو التمتع. ولست أعني جميع حجاج الداخل, وإنما أخص منهم من أدوا مناسك العمرة في رمضان أو غيره من أشهر العام نفسه الذي ينوون الحج فيه, فإن الإفراد في حق هؤلاء أفضل من التمتع. وقبل أن يقول قائل: كيف تفتي في مثل هذه الأمور الشرعية الحساسة بناءً على رغبة أو استحسان؟ فإني أقول: إن مثلي لا يجرؤ على ذلك قبل أن يبحث المسألة ويستند فيها على رأي قاطع ممن يعتد به من العلماء, فقد رجعت إلى عدد كبير من كتب الفقه المعتبرة, وخرجت بنتيجة طيبة, وأود أن أطلع القراء على خلاصتها, ثم أدعمها ببعض النصوص, على النحو التالي:
أولاً: لا خلاف بين العلماء في أن الحاج مخير بين الأنساك الثلاثة, وهي التمتع والإفراد والقران, وإنما الخلاف بينهم في الأفضل منها.
ثانياً: مذهب الإمام مالك والإمام الشافعي تفضيل الإفراد مطلقاً, ومذهب الإمام أبي حنيفة تفضيل القران, ومذهب الإمام أحمد تفضيل التمتع بصفة عامة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثالثاُ: هناك صور وحالات معينة يتفق فيها الأئمة الأربعة وجمهور الصحابة على تفضيل (الإفراد) على بقية الأنساك, وهذه الصور والحالات هي محل الشاهد, وهي التي حملتني على طرح هذا الموضوع من أجل إبرازها وإظهارها وعرضها على سماحة المفتي وغيره من طلاب العلم للنظر فيها وتوجيه الناس إلى الرأي الصحيح, وخلاصتها: أن الشخص إن كان قد جاء بعمرة في عامه هذا ثم رجع إلى بلاده وأنشأ الحج بعد ذلك في العام نفسه فالإفراد أفضل في حقه من التمتع أو القران. وهذه بعض النصوص التي توضح هذا الأمر وتؤيده:
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب الحج وهو المجلد السادس والعشرون من مجموع الفتاوى في صـ 85 - عند حديثه عن الأنساك الثلاثة والمفاضلة بينها: ((وأما قول القائل: أيّما أفضل؟
فالتحقيق في هذه المسألة أنه إذا أفرد الحج بسفرة والعمرة بسفرة فهو أفضل من القران والتمتع الخاص بسفرة واحدة, وقد نص على ذلك أحمد وأبو حنيفة مع مالك والشافعي وغيرهم, وهذا هو الإفراد الذي فعله أبو بكر وعمر وكان عمر يختاره للناس وكذلك علي رضي الله عنهم, وقال عمر وعلي في قوله تعالى: (وأتموا الحج والعمرة لله) قالا: إتمامهما أن تهل بهما من دويرة أهلك, وإذا رجع الحاج إلى دويرة أهله فأنشأ منها العمرة, أو اعتمر قبل أشهر الحج وأقام حتى يحج, أو اعتمر في أشهره ورجع إلى أهله ثم حج فهذا قد أتى بكل واحد من النسكين من دويرة أهله, وهذا أتى بهما على الكمال فهو أفضل من غيره)). وورد في صـ101ـــ مايلي: ((فصل في الأفضل من ذلك: فالتحقيق في ذلك أنه يتنوع باختلاف حال الحاج, فإن كان يسافر سفرة للعمرة, وللحج سفرة أخرى, أو يسافر إلى مكة قبل أشهر الحج ويعتمر ويقيم بها حتى يحج, فهذا الإفراد له أفضل باتفاق الأئمة الأربعة)) وورد في صـ37 مايلي:
((ومذهب الإمام أحمد أيضاً أنه إذا أفرد الحج بسفرة والعمرة بسفرة, فهذا الإفراد أفضل له من التمتع, نص على ذلك في غير موضع وذكره أصحابه كالقاضي أبي يعلى في تعليقه وغيره)).
وقال في صـ45 - 46ــ: ((فالصحابة الذين استحبوا الإفراد كعمر بن الخطاب وغيره إنما استحبوا أن يسافر سفراً آخر للعمرة, ليكون للحج سفر على حدة وللعمرة سفر على حدة, وأحمد وأبو حنيفة وغيرهما اتبعوا الصحابة في ذلك, واستحبوا هذا الإفراد على التمتع والقران, قال أبو بكر الأثرم: قيل لأبي عبدالله - يعني أحمد بن حنبل- فأي العمرة عندك أفضل؟ قال: أفضل العمرة عندي أن تكون في غير أشهر الحج كما قال عمر, فإن ذلك أتم لحجكم وأتم لعمرتكم أن تجعلوها في غير أشهر الحج, قيل لأبي عبدالله: فأنت تأمر بالمتعة - يعني التمتع- وتقول: العمرة في غير أشهر الحج أفضل؟ فقال: إنما سئلت عن أتم العمرة, فقلت: في غير أشهر الحج, وقلت: المتعة تجزيه عن عمرته, فأتم العمرة أن تكون في غير أشهر الحج)). وقال في صـ48 - 49ـ: ((وأما من قال من الفقهاء: الإفراد أن يحج ويعتمر عقب ذلك من مكة, فهذا غالط بإجماع العلماء فإنه لا نزاع بينهم في أن من اعتمر قبل أشهر الحج ورجع إلى بلده ثم حج, أو أقام بمكة حتى يحج من عامه أنه مفرد للحج, وكذلك لو اعتمر بعد الحج في سفرة أخرى فإنه مفرد بالاتفاق, وهذا الإفراد هو الذي استحبه الصحابة وهو مستحب أيضا عند أحمد وغيره, فإن الاعتمار في رمضان والإقامة إلى أن يحج أفضل من التمتع, وإن كان الرجوع إلى بلده ثم السفر للحج أفضل منها)).
وفي صـ92ــ: تحدث رحمه الله عن العمرة في رمضان وفضلها وأنها تعادل حجة مع الرسول صلى الله عليه وسلم لأن رمضان هو شهر الصيام وهو قبل أشهر الحج, ثم قال: ((ومن حج من عامه كان أفضل من التمتع)). انتهى النقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله. وكلامه الأخير الذي نص فيه على أن العمرة في رمضان ثم العودة والسفر للحج مرة أخرى أفضل من التمتع, ينطبق على نسبة 90% من حجاج الداخل تقريباً من السعوديين والمقيمين فأكثرهم قد أدوا العمرة في رمضان أو قبله بشهر أو شهرين أو أكثر خلال العام نفسه. وقد عرض الشيخ الشنقيطي رحمه الله لهذه المسألة, وهي المفاضلة بين الأنساك الثلاثة في الجزء الخامس من تفسيره (أضواء البيان) في ست وأربعين صفحة, تبدأ من صـ126 , وتنتهي بنهاية صـ171 , وفصّل فيها أدلة المالكية والشافعية على تفضيل الإفراد, وأدلة الأحناف على تفضيل القران, وأدلة
(يُتْبَعُ)
(/)
الحنابلة على تفضيل التمتع, ثم ختم ذلك بترجيح ما ظهر له, فقال في صـ171:
((قال مُقيّده عفا الله عنه وغفر له: الأظهر عندي في هذه المسألة هو ما اختاره العلامة أبو العباس بن تيمية رحمه الله في منسكه وهو إفراد الحج بسفر ينشأ له مستقلاً وإنشاء سفر أخر مستقل للعمرة, فقد قال رحمه الله في منسكه إن عمر رضي الله عنه لم ينه عن المتعة ألبتة, وإنما قال: إن أتم لحجكم وعمرتكم أن تفصلوا بينهما. فاختار لهم عمر أفضل الأمور وهو إفراد كل واحد بسفر ينشئه له من بلده, وهذا أفضل من القران والتمتع الخاص بدون سفرة أخرى. وقد نص على ذلك أحمد وأبو حنيفة ومالك والشافعي وغيرهم, وهذا هو الإفراد الذي فعله أبو بكر وعمر رضي الله عنهما, وكان عمر يختاره للناس وكذلك علي ..... )). وقد استمر الشنقيطي في نقل كلام ابن تيمية المتقدم, ثم قال في النهاية: ((فترى هذا العلامة المحقق صرح بأن إفراد كل منهما بسفر أفضل من التمتع والقران, وأن الأئمة الأربعة متفقون على ذلك, وأن عمر وعلياً يجريان ذلك عملاً بنص القرآن العظيم)). انتهى كلامه رحمه الله.
وأكتفي بهذه النصوص, ففيها ما يحقق المراد, وهناك نصوص أخرى غيرها, وكلما كثرت قراءتي في هذا الموضوع ازداد تعلقي به واشتدت الرغبة عندي في إثارته أملاً في أن يتصدى له المختصون لتجليته وبيانه للناس وتوجيه الفتوى إليه إن حصل الاقتناع به. واهتمامي به جعلني أتابع أحوال الحجاج من المعارف والأصدقاء وأسأل عن الأنساك التي يختارونها, وقد عجبت حينما ذكر لي أحد الإخوة ممن حجوا مع إحدى الحملات أن عدد حجاج حملتهم يزيد عن الخمسمائة وكلهم متمتعون ماعدا ثلاثة كانوا مفردين, وأن هؤلاء الثلاثة ندموا ندماً شديداً على اختيار الإفراد وترك التمتع, بسبب ما واجهوه من العتاب واللوم والتأنيب من بقية رفاقهم بالحملة؛ لأنهم في رأيهم قد عدلوا عن النسك الفاضل إلى نسك مفضول, بل إنهم واجهوا من البعض اتهاماً قاسياً بالبخل والتهرب من شراء الهدي, وهذه النظرة السائدة عند الغالبية, وهذا الفهم القاصر لأنساك الحج والمفاضلة بينها – على الرغم من وضوح النصوص السابقة وصراحتها- يعطيان القضية مزيداً من الاهتمام ويجعلانها جديرة بأن ينتدب لها المختصون.
وقد سألني أحد الإخوة وهو من قضاة المحكمة الكبرى – عندما أثير هذا الموضوع في منزل أحد الأصدقاء- فقال: لا شك في أن ما ذكرته أمر محمود وطيب وهو كون الإفراد يفضل بقية الأنساك في بعض الصور بالإجماع, ولكن ما قولك في الدليل الذي بُني عليه تفضيل التمتع وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: (لو استقبلت من أمري ما استدبرت لما سقت الهدي ..... ) ثم أمره صلى الله عليه وسلم لأصحابه الذين لم يسوقوا الهدي أن يتحللوا بعمرة ويصيروا متمتعين. فقد تمنّى الرسول صلى الله عليه وسلم التمتع وأمر به أصحابه.
فقلت لهذا الأخ الكريم: لقد طرحت هذا السؤال على نفسي منذ مدة, ورأيت أنه يلزمني قبل الإجابة عنه البحثُ في العُمر التي اعتمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإن كان قد اعتمر في عامه هذا الذي حج فيه وهو العام التاسع قبل أن يقدم للحج في أي شهر من أشهره فإن دليلنا سيضعف.
وبعد البحث تبيّن أنه صلى الله عليه وسلم لم يعتمر في عامه هذا, وإنما اعتمر في ذي القعدة من العام الذي قبله وهو الثامن, وفي ذي القعدة من العام السابع, وفي ذي القعدة من العام السادس, فهي ثلاث عُمر فقط, تضاف إليها عمرته التي قرن بها الحج في العام التاسع وهي حجته الوحيدة المعروفة بحجة الوداع. وقد نص على ذلك العلامة ابن القيّم في كتابه: زاد المعاد 1/ 171 , والشيخ الشنقيطي في أضواء البيان 5/ 659 وغيرهما. وبهذا يتبيّن – استناداً على ما رجحه الإمام ابن تيمية والشيخ الشنقيطي فيما سبق- أن الأفضل في حقه صلى الله عليه وسلم هو التمتع؛ لأنه لم يعتمر في عامه الذي حج فيه. هذا ما ظهر لي والله أعلم بالصواب.
وقد يقول قائل: إن القضية أقل أهمية من هذا الحجم الذي وضعتها فيه!! , فما الفرق بين أن يختار الحجاج الإفراد أو التمتع؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وأقول: إن هناك فرقاً كبيراً بينهما, وبخاصة في هذه السنوات الأخيرة التي بدا الازدحام فيها شديداً, واشتدت المشقة والنصب على الحجاج من جراء هذا الزحام, وصارت الحكومة تستنفر وتبذل جهوداً مضنية للتيسير على الحجاج وتخفيف معاناتهم, وتبحث جاهدة عن الوسائل والأساليب المعينة على ذلك, ومن أخر ذلك التنظيم الجديد للحجاج السعوديين الذي بدأ منذ سنوات, وصار العلماء يجتهدون في الفتاوى التي تيسر على الحجاج ولا تخل بشيء من أعمال الحج, وقد قرأت لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله فتوى قديمة نشرتها جريدة البلاد في عدد يوم الاثنين 5/ 12/1411هـ ينص فيها سماحته على أن التبرع والصدقة بنفقة الحج أفضل من حج التطوع. وقرأت فتوى حديثة مماثلة لفضيلة الشيخ الدكتور صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء نشرتها صحيفة الجزيرة يوم الجمعة 27/ 11/1428هـ ينص فيها على: (أن من أدى فرضه، فالأولى أن لا يكرر الحج في هذه الظروف الصعبة، ويترك المجال لغيره ممن لم يحج، قال الله تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}، وقال تعالى: {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا}، مشيرا إلى أن هناك مجالات واسعة لفعل الخير غير الحج النافلة، بإمكان المسلم أن يساهم فيها، وقد يكون أجرها أعظم من حج النافلة، هذا لو كان الحج متيسرا، فكيف إذا كان الحج متعسرا كما عليه الحال في هذه الأزمان) إلى آخر ما نقلته عنه الصحيفة.
ومسألتنا التي نحن بصددها تخدم هذا الاتجاه وهو الرغبة في التيسير على الحجاج وتخفيف الزحام, حيث إن الإفراد يسقط فيه عن الحجاج طواف وسعي.
فإذا زاد عدد الحجاج المفردين عن نصف مليون تبين لك مدى الأثر الذي سيحدثه هذا العدد على المطاف والمسعى من السعة والراحة, وكلما زاد عدد المفردين زاد هذا الأثر العظيم وحصل التخفيف عن الحجاج ولئن كان التمتع أرفق بالحاج الذي يصل إلى مكة مبكراً في ذي القعدة, ويشق عليه البقاء في إحرامه مدة طويلة, والتمتع يتيح له فسخ الإحرام بعد العمرة ولا يعود إليه إلا في اليوم الثامن, فإن الإفراد أرفق بحجاج الداخل الذين لا يصلون إلى مكة في هذه السنوات الأخيرة إلا في اليوم السابع أو الثامن من ذي الحجة فيشق عليهم التمتع لأنه يلزمهم الإتيان بعمرة ثم فسخ الإحرام والعودة إليه في هذا الوقت الضيق. وقد سمعت فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله المطلق يفتي به الحجاج الذين لا يصلون إلى مكة إلا قبل يوم التروية بيوم أو يومين ويرى أنه الأفضل في حقهم لأنه أرفق بهم, دون أن يسألهم هل اعتمروا في عامهم أو لا؟.
يضاف إلى ذلك كله مسألة مهمة جداً وهي مسألة الهدي, فإن الحاج المفرد لا هدي عليه, ومعلوم أن سقوط الهدي عن هذا العدد الكبير من المفردين سيقلل من كمية اللحوم التي تتعرض للتلف والفساد في مسالخ منى, على الرغم من جهود الحكومة العظيمة في الاستفادة من لحوم الهدي والأضاحي ممثلة في البنك الإسلامي, حيث إن ما يذبح في منى خلال يوم العيد وأيام التشريق من الهدي والأضاحي والفدي الذي يجبر به النسك ممن وقع في محظور من المحظورات كل ذلك يفوق طاقة البنك, فإن المذبوح قد يصل إلى مليوني رأس, وطاقة البنك لم تصل إلى المليون بعد.
ومن خلال ما تقدم من الفوائد المترتبة على اختيار الإفراد من تخفيف الزحام والجهد على الحاج نفسه وعلى غيره من الحجاج والعاملين في أجهزة الدولة, ومن الإسهام في تقليل كميات اللحوم المتلفة أظن أن الحاج الذي قد اعتمر في العام نفسه صار لديه اقتناع باختيار الإفراد حتى ولو كان نسكاً مفضولاً, فما بالك بعد ما تبيّن أنه هو الأفضل ويحقق كل هذه الفوائد.
أخيراً, ومع كل ما تقدم فلست أزعم أن ما كتبته حول هذا الموضوع يعد قولاً فصلاً فيه, فلست من أرباب هذا الفن ولا من فرسانه, وإنما من محبيه, وقد حملني على العناية بهذا الأمر والاهتمام به استشعار المسؤولية تجاه ضيوف الرحمن والرغبة في الإسهام مع الدولة ببعض الحلول الناجعة – ولو كانت يسيرة- لتخفيف هذه المعاناة العظيمة والضغط الكبير الذي يعاني منه العاملون والحجاج, وخير الحلول في نظري ما حقق فائدة ظاهرة ولم يخل بشيء من أحكام الحج, ولم يحتج إلى تكاليف وأعباء مالية إضافية, ومقترحنا هذا – بحمد الله – من هذا النوع.
ومازلت شديد الأمل بأن يحظى هذا الموضوع بما يستحقه من الاهتمام لدى سماحة المفتي العام حفظه الله وبقية العلماء وطلاب العلم الأفاضل وغيرهم من المسؤولين المعنييّن وسائر المسلمين العازمين على تأدية هذا النسك العظيم, ومن بوادر الاستجابة المشجعة لهذا الاقتراح أنه جمعني لقاء في منزل الشيخ الدكتور صالح السدلان بفضيلة الشيخ/ عبدالله بن جبرين/ رحمه الله, وأثار أحد الزملاء هذا الموضوع, وذكر للشيخ أنني قد كتبت فيه شيئاً, وعندما عرضت الموضوع على فضيلته بتفاصيله, علق بتعليق علمي نفيس فيه تفصيل جيد, وختمه بالقول إنه من المؤيدين لهذا الرأي وأنه يعمل به ويفتي به, وقد استأذنت فضيلته في نشر ذلك ونسبته إليه فأذن رحمه الله بذلك.
كما أن مضيفنا الشيخ السدلان قد أظهر تأييده لذلك وإعجابه بالموضوع.
أسأل الله أن يزيدنا فقهاً في دينه وأن يتقبل من الحجاج حجهم ويثيب الساهرين على خدمتهم وراحتهم.
ـــــــــــــــــ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[26 - Nov-2009, مساء 10:30]ـ
لابن تيمية كلام يظهر منه لمن لم يجمع بينه وبين كلامه في المواضع الأخرى أنه يفضل بل يحكي الاتفاق عند الائمة الاربعة على هذا التفضيل (انظر مثلا منسكه 22) الإفراد بالحج لمن كان قد أتى بالعمرة قبل ذلك بسفرة مستقلة.
وقد نبه شيخنا الفقيه عبدالمحسن الزامل على أن هذا الفهم فير صحيح وقع فيه بعض كبار أهل العلم وأن مراد ابن تيمية انما هو تفضيل صورة الاعتمار بسفرة ثم الحج بسفرة اخرى على التمتع الذي يكون فيه العمرة ثم الحج في سفرة واحدة، ولا يريد ان من اعتمر بسفرة مستقلة ثم اتى بسفرة اخرى في اشهر الحج ان الافراد افضل له، بل هو يختار للحاج التمتع على الافراد مطلقا حتى لو اعتمر قبل ذلك بسفرة مستقلة وهذا هو صريح كلامه في فتاويه وصريح كلام الائمة.
من شرح الشيخ كتاب الحج المحرر
كلام شيخ الاسلام واضح أنه يقول إن المفرد في تلك الصورة أفضل من المتمتع بل احتج لها.
ـ[الحمادي]ــــــــ[28 - Nov-2009, صباحاً 09:24]ـ
شكر الله لك أخي هشام وللشيخ الكريم عبدالمحسن الزامل
لعل في الرابط الآتي ما يفيد:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=23519&highlight=%C3%DD%D1%CF+%C7%E1% CD%CC (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=23519&highlight=%C3%DD%D1%CF+%C7%E1% CD%CC)(/)
تفضلوايالإجابة علي هذه الأسئلة وتوجرواإن شاء الله
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[18 - Nov-2009, مساء 07:34]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
أيهاالإخوة الأفاضل من فضلكم أجيبواعلي أسئلتي التاليةونوجواعندالله تعالي ان شاءالله تعالي
الأول
مات رجل وله ثلاث بنات حية وكانت له بنت رابعة ولكنهاكانت ماتت قبل موت هذالرجل وهذه البنت الرابعةوقت موت هذاالرجل بنتان وولدان
المطلوب والمسؤل أن هل هذان الولدان والبنتان لهذه البنت الرابعة يرثون لهذاالرجل أم لا
الثاني
كيف صليت علي النبي صلي الله عليه وسلم صلاةجنازته وبعد مضي كم الوقت علي وفاته صليت
الثالث
هل ابونا آدم عليه السلام كان يصلي أم لا وإنيصلي فكيف كانت طريقة صلاته عليه السلام
الرابع
هل وردفي الحديث دعاء وكلمات يقولها ويدعوبهاالذي يبتلي بالسعال وهكذا دعاء وكلمات يجيب بهاالذي يسمع دعاء المبتلي بالسعال كما وردللعاطش"الحمدلله" وللسامع له "يرحمك الله"
الخامس
قال الله تعالي (لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ)
المطلوب والمسؤل أن هل العلماء المشغولون بتدريس العلوم الشرعية داخلون في هذه الآية أم لا ومن الذين يطلق عليهم لفظ الفقراء في هذاالعصر
السادس
قال الله تعالي (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)
من فضلكم وضحو وعرفوابعبارة واضحةوسهلة لمصارف الثمانية المذكورة في الآية
السابع
أي لباس يعتبر ويقال في هذاالعصرلباس العلماء والصلحاء
الثامن
هل يجوز لرجل ولعالم استخدام الأزرارالتي صنعت بالذهب او الحديداوالنحاس
التاسع
هل يجوزللنساء الفقيرات استخدام الحلي المصنوعة بالحديداوالنحاس بدل الذهب والفضة
العاشر
قال الله تعالي (وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ)
أرجومنكم أن توضحواوتفسرواهذه الآية بعبارة واضحةوسهلة
الحادي عشر
ماحكم الكف من تقليم الأظفاروحلق الشعر من روية هلال ذي الحجة الي يوم الأضحي يعني مسنون أومستحب وفي البلادالتي يفهم هذاالعمل لازماوينكرعلي من لايقوم بهذالعمل يكون مسنونا ومستحباأوتركه أحسن
الثاني عشر
ماهو طريقة الجمع بين هذين الحديثين
الحديث الاول
تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم
الحديث الثاني
إِنَّ أَغْبَطَ النَّاسِ عِنْدِي لَمُؤْمِنٌ خَفِيفُ الْحَاذِ ذُو حَظٍّ مِنْ صَلاةٍ , أَحْسَنَ عِبَادَةَ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ , وَكَانَ رِزْقُهُ كَفَافًا , لا يُشَارُ إِلَيْهِ بِالأَصَابِعِ , وَصَبَرَ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ حَلَّتْ مَنِيَّتُهُ، وَقَلَّ تُرَاثُهُ، وَقَلَّتْ بَوَاكِيهِ.
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[مجلس المشرفين]ــــــــ[20 - Nov-2009, صباحاً 01:00]ـ
أخي الفاضل، نحيلك على صفحة الفتاوى تجد فيها بغيتك إن شاء الله.
http://www.alukah.net/Fatawa/(/)
اليهود والنصارى وخوفهم من الإسلام، والمستقبل للإسلام
ـ[أبو قتادة العماني]ــــــــ[18 - Nov-2009, مساء 10:15]ـ
خوف اليهود والنصارى من الإسلام
وكيف لا يخافون من الإسلام وهو الدين الحق الذي يزهق كل باطل, ويكشف عن حقيقة اليهود والنصارى ويخزيهم في الدنيا والآخرة, وكيف لا يخافون من الإسلام وهم يعلمون أنه وحده الذي جمع المسلمين على كلمة العدل والعز, وهي "لا إله إلا الله محمد رسول الله".
فالأعداء ينظرون إلى الإسلام أنه سر قوّة المسلمين, قال الأسقف (الفردي) في كتابه "الكنيسة والعالم": (إن سر قوة المسلمين الخارقة للعادة التي يظهرها الإسلام يرجع إلى إدراك هذا الدين وجود الله بإرادته العليا وسيادته المطلقة على الكون, فوق أنه كامن في وحدانيته, فهذا الإيمان هو الذي منح المسلمين في عصورهم الزاهية روح الانتصار وازدراء الموت الذي لم نعرفه في أي نظام آخر .. ).
ويقول (أشعيا يومان): "إن شيئا من الخوف يجب أن يسيطر على العالم الغربي, ولهذا الخوف أسباب, منها:
1 - أن الإسلام منذ ظهر في مكة لم يضعف عدديا, بل هو دائما في ازدياد واتساع.
2 - ثم إن الإسلام ليس دينا فحسب, بل من أركانه: الجهاد, ولم يتفق قط أن شعبا دخل في الإسلام ثم عاد نصرانيا.
3 - وأنه ما من دولة حاولت التغلب على المسلمين واتفق أن ظفرت إلا خسرت أضعاف ما خسره المسلمون في ذلك الكفاح كما في كتاب "التبشير والاستعمار" ص (131).
ويقول (لورنس براون): "لقد كنا نُخوّف بشعوب مختلفة, ولكننا بعد الاختبار لم نجد مبررا لمثل هذا الخوف, لقد كنا نخوف بالخطر اليهودي والخطر الأصفر (اليابان) وبالخطر البلشفي, إلا أن هذا التخوف كله لم نجده كما تخيلناه, إننا وجدنا اليهود أصدقاء لنا, ثم رأينا البلاشفة -الشيوعيون - حلفاء لنا, أما الشعوب الصفر فهناك دول ديموقراطية تتكفل بمقاومتها, ولكن الخطر الحقيقي كامن في نظام الإسلام .. ! إنه الجدار الوحيد في وجه الاستعمار الأوروبي".
ويقول (شمعون بيريز): "إنه لا يمكن أن يتحقق السلام في المنطقة ما دام الإسلام شاهرا سيفه".
ويقول (جلاد ستون) رئيس وزراء بريطانيا الأسبق: "ما دام هذا القرآن موجودا في أيدي المسلمين؛ فلن تستطيع أوروبا السيطرة على الشرق .. " انظر كتاب "مخطط تدمير الإسلام".
فوا أسفاه .. أعداء الإسلام يعرفون عظمة الإسلام ومدى قوته وأبعاده وبعض المسلمين عاطلون من ذلك .. أعداء الإسلام يعرفون أن سر قوة المسلمين وانتصارهم على أعداء الله على مرور التاريخ إنما هو بسبب التمسك بالإسلام.
وأعظم ما يخاف منه أعداء الإسلام هو الجهاد في سبيل الله, وكيف لا يخافون من الجهاد في سبيل الله وفيه إقامة الدين كله, وفيه إذاقة الأعداء الهزائم تلو الهزائم.
فليس بين المسلمين وبين معانقة العز وتتويج الحياة بالنصر والتمكين في الأرض إلا أن يتمسكوا بدينهم وأن يواجهوا أعداء الإسلام, ولهذا قال الرسول (ص): ((إذا تبايعتم بالعينة, وأخذتم بأذناب البقر, ورضيتم بالزرع, وتركتم الجهاد؛ سلط الله عليكم ذلا, لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم)) رواه أبو داود عن ابن عمر.
خوف أعداء الإسلام من المسلمين
إن أعداء الإسلام يخافون من المسلمين المتمسكين بدين الله خوفا شديدا, وإليك بعض ما قالوه في ذلك:
قال أحدهم: "إن العمامة البيضاء في أفريقيا أخطر علينا من القنبلة الذرية", وقال بعضهم: "لحية المسلم أخطر علينا من الصواريخ", فهم يخافون من المسلم الذي يظهر منه شيء من التمسك بالإسلام, فيخافون من المرأة المتحجبة, ويرون ارتداءها للحجاب خطر عليهم, ويخافون من المسلم صاحب اللحية, ويرون لحيته أعظم من الدبابات والصواريخ, ويخافون من كل أجزاء التمسك.
فكيف لو تعاون المسلمون فيما بينهم وأقاموا الإسلام واجتمعوا على الأخوة الإسلامية والوحدة فيه؟.
فهذا مما يجعل أعداء الإسلام يصابون بالجنون, قال سيمون: "إن الوحدة الإسلامية تجمع آمال الشعوب الإسلامية وتساعد على التملص من السيطرة الأوروبية, من أجل ذلك يجب أن نحول اتجاه المسلمين في الوحدة الإسلامية".
ويقول المبشر (لورانس براون): "إذا اتحد المسلمون في إمبراطورية عربية؛ أمكن أن يصبحوا لعنة على العالم وخطرا, أما إذا تفرقوا فإنهم حينئذ بلا وزن ولا تأثير, يجب أن يبقى العرب والمسلمون متفرقين ليبقوا بلا قوة ولا تأثير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول صاحب كتاب "الإسلام والغرب والمستقبل": (إن الوحدة الإسلامية نائمة, لكن يجب أن نضع في حسباننا أن النائم قد يستيقظ)!.
انظر هذه الأقوال في كتيب جلال العظم: "دمّروا الإسلام .. أبيدوا أهله".
ويقول صاحب كتاب "العالم العربي المعاصر": (لقد ثبت تاريخيا أن قوة العرب في قوة الإسلام, فليُدَمَّروا, وليدمَّر بتدميرهم الإسلام).
انظر كيف ترتعد فرائص أعداء الإسلام من يهود ونصارى وزنادقة من وحدة المسلمين التي مزقوها, لأنهم يعلمون أن أمة الإسلام أمة قيادة للعالم, قال تعالى:] كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ [آل عمران.
وقال تعالى:] الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَر [الحج.
وكيف لا يخافون من وحدة المسلمين, وهم يعلمون أنه بسبب الوحدة تقوم الخلافة الإسلامية التي حكامها متحررون من التبعية والخضوع لأعداء الإسلام.
أيها المسلمون .. احذروا أن تدخلوا في طريق اليأس, قائلين: لا يمكن أن تعود الأمة إلى رشدها, وأن تتحد كلمتها.
فالذي جمع بين الأوس والخزرج ومن إليهم هو الذي سيجمع بين هذا التفرق.
فليس بين الأمة المسلمة وبين تحقيق هذا إلا الرجوع إلى القرآن الكريم والسنة المطهرة مستضيئة بما كان عليه سلف الأمة, ولقد أحسن من قال: "ضربة لا تقتلني؛ لا تزيدني إلا قوة".
ونحن نقول: ضربات الأعداء للمسلمين لا ينبغي أن تكون إلا سببا لوصولنا إلى النجاح.
قال تعالى:] وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ [.
أيها المسلمون .. لقد تقدم لكم أن الإسلام حق, وأن الغد القريب عاقبته للمتقين بإذن الله.
فإلى المسابقة إلى التمسك بالإسلام, وإلى الدفاع عنه, والقيام به.
خوف زنادقة المسلمين من تمسك المسلمين بدينهم
إن صنف النفاق يخاف أن يتمسك المسلمون بدينهم؛ لأنه سيُرْفَض ويُنحَى عن قيادة المسلمين, لأن صنف النفاق إنما يتسلط على المسلمين عند ضعف المسلمين وانحرافهم, وكون الإسلام وحملته يرفضون صنف النفاق ذلك لأن هذا الصنف بوابة كبيرة لأعداء الإسلام, ينفذ مخططاتهم ويجهز على المسلمين باسم الإسلام, ويفتح لهم أبواب التسلط والقهر للمسلمين, وأيضا هذا الصنف لا هواية له إلا في الفساد والإفساد والظلم والعدوان, فهو يتاجر بالفساد والفجور والميوعة والغش والخداع, والحكم بغير ما أنزل الله, ويجعل أساس التحكيم للطاغوت الذي حرمه الإسلام تحريما شديدا, بل هو مبدأ من مبادئ الكفر.
فصنف النفاق ومرضى القلوب يعقدون صفقات العار والدمار على حساب المسلمين والعز والشرف والكرامة.
وعلى كل .. صنف النفاق هم نواب اليهود والنصارى ومن إليهم .. ألا ترى أن الأماكن التي استعمرت ثم خرج منها المستعمرون خلفهم صنف النفاق والزندقة, فهم سماسرة لهم, فالله المسؤول أن يهيء لهذه الأمة سبل العز والمجد.] وَاللّهُ غَالبٌ عَلَى أَمْرِهِ [
المستقبل للإسلام
أخي المسلم .. اعلم أن المستقبل لدين الإسلام, والأدلة على ذلك كثيرة, ومنها:
1 - حكم الله أن دين الإسلام يظهر على الديانات كلها:
قال تعالى:] هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً [محمد.
ولقد قرب إظهار هذا الدين على العالم, إذ أن كل الأنظمة قد فشلت, وآخر نظام عند الكفار هو "نظام العولمة" أو "النظام العالمي الجديد" في العصر الحديث, وقد رُفِض من عامة الدول الأوروبية والشرقية.
ومن المعلوم أن أمريكا جعلت هذا النظام الكفري كبديل جديد للعالم, ولقد كثرت تصريحات عقلاء النصارى من شرقيين وغربيين أن الحل الوحيد للأزمات الموجودة في العالم هو الإسلام.
وصدق الله إذ يقول:] قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم [المائدة.
2 - الدين الإسلامي رسالة عالمية من جهة الزمان:
(يُتْبَعُ)
(/)
فهو دين الله لجميع البشر سابقهم ولاحقهم, فليس للبشر دين سواه يقبل عند الله, قال تعالى:] قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعا [الأعراف, وقال تعالى:] وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ [سبأ.
ولهذا حاولت الأنظمة العصرية أن تأخذ العالمية, ولكن دون جدوى.
3 - الإسلام دين عالمي أيضا من جهة المكان:
قال تعالى:] لأ ُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغ [
قال عليه الصلاة والسلام: ((ليبلغن هذا الدين ما بلغ الليل والنهار, ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل, عزا يعز الله به الإسلام وذلا يذل به الكفر)) رواه أحمد والطبراني وغيرهما, وقال رسول الله (ص): ((تغزون جزيرة العرب؛ فيفتحها الله, ثم تغزون الروم؛ فيفتحها الله, ثم تغزون الدجال؛ فيفتحه الله)) رواه مسلم عن نافع بن عتبة, وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله (ص): ((والذي نفسي بيده لا تذهب الأيام والليالي حتى يبلغ هذا الدين مبلغ هذا النجم)).
4 - جعل الله الهيمنة لدين الإسلام:
قال تعالى:] وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ [.
فالقرآن حاكم على جميع الكتب السابقة واللاحقة, والأديان السابقة واللاحقة سماوية وغير سماوية, فما من قول ولا فعل ولا حركة إلا والقرآن والسنة يحكمانها, وهذا على مدار الحياة البشرية حتى تقوم الساعة.
5 - سلامة القرآن الكريم والسنة والمطهرة من التغيير والتبديل والتحريف على مدار العصور والدهور:
وبالرغم من كثرة محاولات الأعداء لذلك, ولكنهما محفوظان بحفظ الله, قال تعالى:] إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [وقال تعالى:] لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ [فصلت, والذكر يشمل القرآن والسنة.
وهذا من أظهر الأدلة على أن القرآن من عند الله, والسنة النبوية كذلك, وأن دين الإسلام دين الله الحق, وما سواه فباطل.
أولا يعقل الناس هذا, إذ أننا شاهدنا أصحاب الأنظمة الكافرة يحلونها عاما ويحرمونها عاما, ولم يستطيعوا مع كثرة المحاولات أن يزيدوا في القرآن حرفا واحدا.
6 - السنة الكونية تدل على قرب انتصار الإسلام:
قال تعالى:] إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ [.
والإدالة في عصرنا هي للأعداء علينا, وهذا مشاهد محسوس, وبعدها ستكون الإدالة لنا على الأعداء بإذن الله.
والناظر إلى التاريخ يتضح له هذا, فقد كانت الإدالة للمسلمين قرونا, ثم سلّط الله عليهم التتار, ثم انتصروا على التتار, ثم إدالة النصارى على المسلمين, ثم الانتصار عليهم من قبل المسلمين, ثم إدالة النصارى على المسلمين, ثم انتصار المسلمين على يدي الدولة العثمانية التي توغلت في قلب أوروبا واستمرت مقدار خمسة قرون تقريبا, ثم جاءت الإدالة للنصارى على المسلمين, وهي الحاصلة الآن.
ونحن في انتظار الإدالة من الله أن ييسرها للمسلمين على الكافرين] لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ [الروم.
7 - تواجد اليهود في فلسطين وما إليها واستيطانهم لها؛ دليل على قرب الانتصار عليهم وعلى النصارى:
قال رسول الله (ص): ((تقاتلون اليهود فتسلطون عليهم, حتى يختبئ أحدهم وراء الحجر؛ فيقول الحجر: يا عبدالله .. هذا يهودي ورائي فاقتله)) متفق عليه من حديث عبدالله بن عمرو ومن حديث أبي هريرة بمعناه, وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند مسلم زيادة: ((إلا شجر الغرقد؛ فإنه من شجر اليهود)).
8 - فتح القسطنطينية على أيدي المسلمين قريب:
(يُتْبَعُ)
(/)
روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله (ص): ((سمعتم بمدينة جانب منها في البر وجانب في البحر؟ لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفا من بني إسماعيل, فإذا جاءوها نزلوا, فلم يقاتلوا بسلاح, ولم يرموا بسهم, قالوا: لا إله إلا الله والله أكبر؛ فيسقط أحد جانبيها الذي في البحر, ثم يقولون الثانية: لا إله إلا اله والله أكبر؛ فيسقط جانبها الآخر, ثم يقولون: لا إله إلا الله؛ فيفرج لهم؛ فيدخلونها, فيغنمون, فبينما هم يقتسمون المغانم إذ جاءهم الصريخ: إن الدجال قد خرج, فيتركوا كل شيء ويرجعون)).
أخي الكريم .. فهذه الأدلة كافية على أن المستقبل للمسلمين, والله يقول:] َوالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ [.
ومهما يكن هناك من توهمات واعتراضات؛ فلا قيام لها عند الرجوع إلى هذه الأدلة.
] وَاللّهُ غَالبٌ عَلَى أَمْرِهِ [
] لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ [.
فعلى المسلمين أن يقدروا هذا المستقبل حق قدره, ويعدوا له العدة, فإن غدا لناظره قريب.
فما أحوج كل مسلم ومسلمة إلى الرجوع إلى الحق نفسه (القرآن الكريم والسنة المطهرة).
نسأل الله أن يمكّن للمسلمين في الأرض, إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير.
التوبة إلى الله
إن التوبة إلى الله فرض واجب على كل من على وجه الأرض من الجن والإنس من صالح وطالح وعالم وجاهل وذكر وأنثى ومسلم وكافر. قال تعالى:] وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور.
وهي أعظم باب يتضمن رحمة الله فتحه الله لعباده. فالتوبة العامة الشاملة لا بد من ملازمتها حتى الموت لمن أراد أن يتوب إلى الله ويلقى الله تائباً منيباً إليه. والتوبة لا بد أن تكون نصوحاً كما قال الله:] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً [التحريم.
والتوبة النصوح تتحقق بالآتي:
1 - تعم جميع الذنوب بحيث لا تدع ذنباً إلا تناولته ولا خطيئة إلا أتت عليها من الذنوب الظاهرة والباطنة المتقدمة والمتأخرة الصغيرة والكبيرة الخاصة والعامة ما علم وما لم يعلم:
فتعم الشرك بأنواعه والكفر بأنواعه والبدع بأنواعها والمعاصي بأنواعها ومنها الفحشاء والمنكر والإثم والعدوان والنفاق بأنواعه وأشكاله.
2 - إجماع العزم والصدق بكليته عليها بحيث لا يبقى عنده تردد ولا تلوم ولا انتظار ولا تأخر:
بل يجمع إرادته كلها وعزيمته على القيام بها ولنضرب لذلك مثلاً بالرجل الاسرائيلي الذي قتل مائة نفس. روى البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله (ص): ((إن رجلاً قتل تسعة وتسعين ... إلى قوله فدل على عالم فقال إنه قتل مائة نفس فهل له من توبه؟ قال نعم ومن يحول بينك وبين التوبة انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناساً يعبدون الله فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء فانطلق حتى إذا كان في نصف الطريق أتاه الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فقالت: ملائكة الرحمة جاء تائباً مقبلاً بقلبه إلى الله وقالت: ملائكة العذاب إنه لم يعمل خيراً قط فأتاهم ملك في صورة رجل فجعلوه حكماً بينهم فقال قيسوا بين الأرضين فإلى أيهما كان أدنى فهو لها فقاسوا فوجدوه إلى الأرض التي أرادها أقرب فقبضته ملائكة الرحمة))
فانظر أيها المسلم إلى عزم الرجل وصدقه، فبالعزم خرج من قريته تاركاً وراءه أرضه وسماءه وأصدقاءه وأقرباءه, وسروره غير مكترث بهذا كله وبدون تردد ولا تأخر ومن هذه القصة العظيمة ندرك أن علاج الناس أن يرجعوا إلى دينهم مستضيئين بعلماء الإسلام فعندهم الحلول الناجعة والدواء الشافي والعلاج الكافي فلله درهم. وما اختارهم الله إلا لهذا
فمفارقة مكان المعصية لا بد منه ومفارقة من يعين عليها بأي صورة لا بد منه ومحاربة النفس الأمارة بالسوء والشيطان الداعي إلى كل رذيلة لا بد من ذلك.
3 - تخليصها من الشوائب والعلل القادحة في إخلاصها بحيث تكون التوبة إلى الله بمحض الخوف منه والخشية والرغبة فيما لديه والرهبة مما عنده فلا يتوب نفاقاً ولا رياءً ولا لبقاء جاهه ولا ليسلم من أذى الناس أو يحمد عندهم أو لعجزه عن الذنب أو لعدم رغبته في الذنب بل لا بد من الاخلاص لله. والله أعلم بمن يخلص له العبادة.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - عدم الرجوع إلى الذنب:
فإن الرجوع إلى الذنوب لأمر خطير خطير. روى البخاري ومسلم من حديث ابن مسعود أن رسول الله (ص) قال: ((والذي نفسي بيده إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النارفيدخلها ... )) فمن شروط التوبة ملازمتها حتى الموت. قال تعالى:] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ [آل عمران.
وعلى كلٍ لا يجوز للمسلم أن يدخل في طريق اليأس بل لو حصل أنه عاد إلى الذنب فليتب إلى الله. والله يتوب على من تاب.
5 - رد المظالم إلى أهلها إن كان الذنب متعلقاً بانتهاك حقوق العباد وظلمهم:
روى البخاري وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله (ص): ((من كانت لأخيه مظلمة عنده من مال أو عرض فليتحلله اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم إلا الحسنات والسيئات)) وأوضح منه ما جاء عند مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله (ص) قال: (( ... المفلس من أمتي يوم القيامة من يأتي بصلاة وصيام وصدقة ويأتي وقد شتم هذا وضرب هذا وسفك دم هذا وأخذ مال هذا فيؤخذ لهذا من حسناته ولهذا من حسناته فإن فنيت حسناته أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه ثم ألقي في النار)).
ومما ينبغي أن يدركه المسلم أن من مات على التوحيد فهو على سبيل النجاه ولو كانت عليه ذنوب فيما بينه وبين الله دون الشرك به سبحانه ولكن الغصة يوم القيامة تكون على من مات وعليه حقوق للعباد لم يؤدها في الدنيا ولم يؤد عنه.
فعلى المسلم أن يبادر إلى رد المظالم إلى أهلها فإن عجز فليطالب صاحب الحق بالعفو عنه.
وهناك تفاصيل في المسألة ليس هذا محلها فإذا توافرت هذه الشروط بضوابطها جاءت المغفرة من الله لكل ذنوب العبد. قال سبحانه:] قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ [الزمر.
فما أكرم الله على العباد وما أكرم العباد على الله وما أفجر العباد على أنفسهم إلا من رحمه الله. فإياك أيها المسلم والاصرار على الذنوب. قال تعالى:] وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [آل عمران.
وقال تعالى:] وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى [طه.
فاحذر أيها المسلم أن تعجز بل أن تخذل عن التوبة فإن ساعة الصفر قريبة وهناك تغلق الأبواب وتسد الطرق عن العبد. قال تعالى:] وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً [النساء.
فالله المسئول أن يتوب علينا جميعاً، والله المستعان
الشيخ محمد بن عبدالله الإمام - حفظه الله تعالى -.
http://www.olamayemen.com/show_art16.html(/)
أيهما أفضل: العشر الأواخر من رمضان أم عشر ذي الحجة؟
ـ[أبو قتادة العماني]ــــــــ[18 - Nov-2009, مساء 11:26]ـ
السؤال:
أيهما أفضل: العشر الأواخر من رمضان أم عشر ذي الحجة؟
الجواب:
عشر الأواخر من رمضان أفضل من جهة الليل؛ لأن فيها ليلة القدر، والعشر الأول من ذي الحجة أفضل من جهة النهار؛ لأن فيها يوم عرفة، وفيها يوم النحر، وهما أفضل أيام الدنيا، هذا هو المعتمد عند المحققين من أهل العلم، فعشر ذي الحجة أفضل من جهة النهار، وعشر رمضان أفضل من جهة الليل، لأن فيها ليلة القدر وهي أفضل الليالي، والله المستعان.
المفتي: الشيخ عبدالعزيز بن باز
- رحمه الله تعالى رحمة واسعة -
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[20 - Nov-2009, مساء 12:05]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
ورحم الله تعالى الشيخ عبدالعزيز بن باز وغفرله
ـ[أبو قتادة العماني]ــــــــ[21 - Nov-2009, مساء 12:35]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
ورحم الله تعالى الشيخ عبدالعزيز بن باز وغفرله
وإياكم أخي الكريم ...
ـ[خلوصي]ــــــــ[22 - Nov-2009, صباحاً 10:40]ـ
هذا هو المعتمد عند المحققين من أهل العلم،
المفتي: الشيخ عبدالعزيز بن باز
- رحمه الله تعالى رحمة واسعة -
رحم الله الشيخ الجليل رحمة واسعة ... كان من الأخلاق بحيث أنه حتى أشد مخالفي مشربه كالشيخ البوطي يقول في رسالة له ما معناه: " و لا أحب أن أختلف مع من هو بهذه الصفات ... "
و هكذا هو التحقيق دوما جميل منوّر للدرب ... و لكن لدي استشكال من جهة أن رب العزة و الجلال أقسم بالعشر أصلا من جهة الليل:" و ليالٍ عشر "؟! فما حله؟ بارك الله فيكم.
ـ[عامي باحث]ــــــــ[22 - Nov-2009, مساء 08:48]ـ
أظن أن هذا القول هو لشيخ الإسلام ابن تميمية فمن يحققه؟!
ـ[أبو قتادة العماني]ــــــــ[23 - Nov-2009, صباحاً 10:55]ـ
... و لكن لدي استشكال من جهة أن رب العزة و الجلال أقسم بالعشر أصلا من جهة الليل:" و ليالٍ عشر "؟! فما حله؟ بارك الله فيكم.
الله عزوجل أقسم على العشر من ذي الحجة من جهة الليل؛ وهذا يدل على فضله وبركته، وهذا لا شك فيه، كما أن ليالي العشر الأخير من رمضان أيضا مباركة ولها فضل كبير.
ولكن السؤال: أيهما أفضل؟ هذه ليال مباركة وفاضلة، وتلك ليال مباركة وفاضلة أيضا، أي أن العمل الصالح في ليالي العشر الأخير من رمضان له فضل وأجر عظيم، وكذلك العمل الصالح في ليال العشر ذي الحجة له فضل وأجر عظيم.
ولهذا جاء هذا السؤال: في أيهما أفضل؟
فكان جواب أهل العلم كما سبق.
والله تعالى أعلم.
أسأل الله عزوجل لي ولك أخي الكريم ولجميع إخواننا العلم النافع والعمل الصالح
ـ[جمال سعدي]ــــــــ[25 - Nov-2009, مساء 06:06]ـ
وهو رأي شيخ الاسلام ابن تيمية(/)
مامعنى"فالأعمال الظاهرة- طاعات ومعاصي-وجودا وعدما متعلقة بالايمان المطلق
ـ[درداء]ــــــــ[19 - Nov-2009, صباحاً 04:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماذا تعني هذه العبارة
"فالأعمال الظاهرة- طاعات ومعاصي-وجودا وعدما- متعلقة بالايمان المطلق , لا مطلق الايمان فتنبه"
وهل هذا القول موافق لقول اهل السنة والجماعة؟
ـ[أبو عبد الله الغيثي]ــــــــ[19 - Nov-2009, مساء 10:28]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماذا تعني هذه العبارة
"فالأعمال الظاهرة- طاعات ومعاصي-وجودا وعدما- متعلقة بالايمان المطلق , لا مطلق الايمان فتنبه"
وهل هذا القول موافق لقول اهل السنة والجماعة؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
هذا الكلام مجمل يستفصل المتكلم به.
من الأعمال الظاهرة التي هي طاعات: الصلاة، وعدمها يلزم منه عدم صحة الإيمان؛ فهي متعلقة بمطلق الإيمان.
ومن الأعمال الظاهرة التي هي معاص؛ ما يلزم من وجوده عدم الإيمان؛ كسب الله تعالى بلا إكراه، والسجود لغير الله؛ فهي متعلقة بمطلق الإيمان ...
ـ[درداء]ــــــــ[20 - Nov-2009, مساء 12:18]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
هذا الكلام مجمل يستفصل المتكلم به.
من الأعمال الظاهرة التي هي طاعات: الصلاة، وعدمها يلزم منه عدم صحة الإيمان؛ فهي متعلقة بمطلق الإيمان.
ومن الأعمال الظاهرة التي هي معاص؛ ما يلزم من وجوده عدم الإيمان؛ كسب الله تعالى بلا إكراه، والسجود لغير الله؛ فهي متعلقة بمطلق الإيمان ...
بارك الله فيك
عدم الصلاة وسب الله تعالى بلا اكراه والسجود لغير الله وغيرها من الاعمال الظاهرة يلزم من وجودها عدم الايمان يعني الكفر الاكبر المخرج من الملة
السؤال هو:
هل سبب عدم الايمان - الكفر- في هذه الاعمال الظاهرة هو انتفاء التصديق ام انتفاء عمل القلب؟
ـ[أبو عبد الله الغيثي]ــــــــ[21 - Nov-2009, مساء 05:36]ـ
وفيك بارك الله!
سبب الحكم بنفي الإيمان؛ بعدم الصلاة، وسب الله تعالى بلا إكراه، والسجود لغير الله، ونحوها - لا وغيرها - من الأعمال الظاهرة؛ انتفاء عمل القلب أو عدم صحته، وهذا يستلزم انتفاء التصديق التام والمعرفة التامة.
ـ[أبو الفضل الجزائري]ــــــــ[22 - Nov-2009, مساء 12:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله: هذا القول ليس قول أهل السنة والجماعة بل هو موافق لقول مرجئة الفقهاء بان الإيمان يكمل في القلب من دون وجود الأعمال الواجبة الظاهرة، أي أن كمال الإيمان القلبي هو باعث على عمل لجوارح،فهذا كلام إرجائي خطير جدا، فالفساق الذي يصلون ويتركون كاملوا إيمان القلب لأن انبعاث هؤلاء على الصلاة ولو أحيانا يدل على حصول الإيمان المطلق في القلب، بل الأعمال عند أهل السنة والجماعة لا زمة لأصل الإيمان القلبي، فمن كان عنده أصل الإيمان فإن الجوارح لا تتخلف عن العمل، وتزيد الأعمال بزيادة الإيمان والعكس صحيح، أما حال انعدام الأعمال فهذا دليل على خلو القلب من أصل الإيمان والله أعلم وبالله التوفيق.
ـ[درداء]ــــــــ[22 - Nov-2009, مساء 12:26]ـ
وفيك بارك الله!
سبب الحكم بنفي الإيمان؛ بعدم الصلاة، وسب الله تعالى بلا إكراه، والسجود لغير الله، ونحوها - لا وغيرها - من الأعمال الظاهرة؛ انتفاء عمل القلب أو عدم صحته، وهذا يستلزم انتفاء التصديق التام والمعرفة التامة.
ماهو الدليل - انتفاء عمل القلب يستلزم انتفاء التصديق التام والمعرفة التامة؟
اي هل ان انتفاء عمل القلب هو لازم لانتفاء التصديق التام والمعرفة التامة؟
ـ[أبو عبد الله الغيثي]ــــــــ[22 - Nov-2009, مساء 03:21]ـ
ماهو الدليل - انتفاء عمل القلب يستلزم انتفاء التصديق التام والمعرفة التامة؟
اي هل ان انتفاء عمل القلب هو لازم لانتفاء التصديق التام والمعرفة التامة؟
الدليل على أن انتفاء عمل القلب يستلزم انتفاء التصديق التام والمعرفة التامة: أن التصديق التام والمعرفة التامة يوجب الانقياد والطاعة مع القدرة، كما أن الإرادة الجازمة تستلزم وجود المراد مع القدرة ...
ـ[درداء]ــــــــ[22 - Nov-2009, مساء 04:05]ـ
الدليل على أن انتفاء عمل القلب يستلزم انتفاء التصديق التام والمعرفة التامة: أن التصديق التام والمعرفة التامة يوجب الانقياد والطاعة مع القدرة، كما أن الإرادة الجازمة تستلزم وجود المراد مع القدرة ...
انا ابحث عن الدليل الشرعي؟
قولك
" أن التصديق التام والمعرفة التامة يوجب الانقياد والطاعة مع القدرة، كما أن الإرادة الجازمة تستلزم وجود المراد مع القدرة ... "
اين الدليل الشرعي؟
بارك الله فيك على سعة صدرك
ـ[أبو عبد الله الغيثي]ــــــــ[22 - Nov-2009, مساء 09:41]ـ
انا ابحث عن الدليل الشرعي؟
قولك
" أن التصديق التام والمعرفة التامة يوجب الانقياد والطاعة مع القدرة، كما أن الإرادة الجازمة تستلزم وجود المراد مع القدرة ... "
اين الدليل الشرعي؟
بارك الله فيك على سعة صدرك
الدليل على أن انتفاء عمل القلب يستلزم انتفاء التصديق التام والمعرفة التامة: أدلة التلازم بين أعمال الجوارح الظاهرة وأعمال القلب الباطنة، وبين عمل القلب وقول القلب؛ ومنها قول الله تعالى: (ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيرًا منهم فاسقون)؛ بين الله سبحانه وتعالى أنه يمتنع أن يكون مؤمنًا من يتخذ أعداء الله تعالى أولياء؛ لأن الإيمان يستلزم معاداة أعداء الله.
وقوله: (قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين).
وقوله: (قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين)؛ يعني أن صدق الدعوى يستلزم العمل بمقتضاها.
وقوله: (قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم) لأن الإيمان الصحيح يستلزم تعظيم الله تعالى وتنزيهه تعظيمًا وتنزيهًا كاملاً.
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق على صحته: (إن في الجسد مضغة؛ إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم تميم]ــــــــ[23 - Nov-2009, صباحاً 10:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماذا تعني هذه العبارة
"فالأعمال الظاهرة- طاعات ومعاصي-وجودا وعدما- متعلقة بالايمان المطلق , لا مطلق الايمان فتنبه"
وهل هذا القول موافق لقول اهل السنة والجماعة؟
نقول وبالله التوفيق ..
الإيمان المطلق = كمال الإيمان ..
مطلق الإيمان = أصل الإيمان ..
انتفاء الإيمان المطلق لا يلزم منه انتفاء مطلق الإيمان ..
ولو قلنا بلزومه .. ، لوافقنا الخوارج في التكفير بالكبيرة ..
كما أن انتفاء مطلق الإيمان (أصله) يلزم منه انتفاء الإيمان المطلق ..
إذ أنه لا يصح عقلًا أن يُشهدَ لشخص بالإيمان فضلًا عن كمالهِ إذا انتفى عنه أصل الإيمان!!
كما لو أننا نشهدُ لكافر بإيمان!!
فأهل السنة والجماعة وسط بين مذهب الخوارج ومذهب المرجئة ..
قال:
"فالأعمال الظاهرة- طاعات ومعاصي-وجودا وعدما- متعلقة بالايمان المطلق , لا مطلق الايمان فتنبه"
ونخالف في هذه فتلك ليست قاعدة مضطردة!
إذ أننا نجد أعمالًا ظاهرة تتعلق بمطلق الإيمان و الإيمان المطلق ..
أو نقول تتعلَّق بالظاهر والباطن ..
- وأقصد عمل القلب وقوله وقول اللسان وعمل الجوارح -
فسب الله، من الأعمال الظاهرة التي تنفي عنه أصل الإيمان ..
وإذا انتفى أصل الإيمان انتفى الإيمان المطلق لزامًا ..
هذا واللهُ أعلى وأعلم ..
ـ[أم تميم]ــــــــ[23 - Nov-2009, صباحاً 11:43]ـ
الدليل على أن انتفاء عمل القلب يستلزم انتفاء التصديق التام والمعرفة التامة: أن التصديق التام والمعرفة التامة يوجب الانقياد والطاعة مع القدرة، كما أن الإرادة الجازمة تستلزم وجود المراد مع القدرة ...
إبليس مصدِّقًا تصديقًا تام مع ذلك لا نجدهُ منقادًا ولا طائعًا!!
كيف نجمع بين هذا وبين ماذكرت؟!
جزاكم الله خيرًا
ـ[درداء]ــــــــ[23 - Nov-2009, مساء 12:36]ـ
نقول وبالله التوفيق ..
الإيمان المطلق = كمال الإيمان ..
مطلق الإيمان = أصل الإيمان ..
انتفاء الإيمان المطلق لا يلزم منه انتفاء مطلق الإيمان ..
ولو قلنا بلزومه .. ، لوافقنا الخوارج في التكفير بالكبيرة ..
كما أن انتفاء مطلق الإيمان (أصله) يلزم منه انتفاء الإيمان المطلق ..
إذ أنه لا يصح عقلًا أن يُشهدَ لشخص بالإيمان فضلًا عن كمالهِ إذا انتفى عنه أصل الإيمان!!
كما لو أننا نشهدُ لكافر بإيمان!!
فأهل السنة والجماعة وسط بين مذهب الخوارج ومذهب المرجئة ..
قال:
ونخالف في هذه فتلك ليست قاعدة مضطردة!
إذ أننا نجد أعمالًا ظاهرة تتعلق بمطلق الإيمان و الإيمان المطلق ..
أو نقول تتعلَّق بالظاهر والباطن ..
- وأقصد عمل القلب وقوله وقول اللسان وعمل الجوارح -
فسب الله، من الأعمال الظاهرة التي تنفي عنه أصل الإيمان ..
وإذا انتفى أصل الإيمان انتفى الإيمان المطلق لزامًا ..
هذا واللهُ أعلى وأعلم ..
جزاك الله خير
سؤالي: ماهو سبب انتفاء اصل الايمان في سب الله تعالى
هل هو بسبب انتفاء عمل القلب (الالتزام والانقياد والطاعة) ام قول القلب (التصديق)
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[23 - Nov-2009, مساء 01:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ..
وبعد:
هنا نقاط يجب أخذها بالاعتبار:
-ثمة تلازم بين الأعمال الظاهرة والباطنة ..
-أن سب الله = عمل ظاهر مخرج من الملة ..
*ومن هنا نخلص إلى أن انتفاء أصل الإيمان سببه الفعل (=السب) نفسه؛ الذي يستلزم انتفاء عمل القلب وقوله
فثمة فرق بين السبب وما بين ما يستلزمه
والله أعلم ..
*أفهم من قول القائل: "أن التصديق التام لا يوجب الالتزام والانقياد" ==> التصديق لا يتفاضل (=بدلالة التلازم)؟!
فهل تلتزمون هذا القول؟!!
كتبت هذا على عجالة مني ...
ولي عودة إن شاء الله،،،
ـ[أبو عبد الله الغيثي]ــــــــ[23 - Nov-2009, مساء 02:23]ـ
إبليس مصدِّقًا تصديقًا تام مع ذلك لا نجدهُ منقادًا ولا طائعًا!!
كيف نجمع بين هذا وبين ماذكرت؟!
جزاكم الله خيرًا
نجمع بين القول بأن التصديق التام والمعرفة التامة يوجب الانقياد والطاعة مع القدرة، وبين القول بأن إبليس مصدِّقٌ تصديقًا تامًا، ومع ذلك لا نجدهُ منقادًا ولا طائعًا؛ بعدم التسليم بأن إبليس مصدق تصديقًا تامًا، وأنه حصلت له المعرفة التامة، بل يقال: عنده علم بالحق وتصديق به، ولكن الحسد والكبر ونحو ذلك؛ مانع من تمام العلم والتصديق. والله أعلم.
ـ[درداء]ــــــــ[23 - Nov-2009, مساء 04:53]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الكل يسرد الكلام وبدون عزوه الى مصدر او دليل شرعي موثق , اكتب واستدل بكلامك بالدليل لتعم الفائدة
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[23 - Nov-2009, مساء 09:04]ـ
أما دليل التلازم فقد سبق ذكره في مشاركة أحد الإخوة
وأما كون سب الله=فعل مكفر بذاته؛ فمتفق عليه بين أهل السنة ..
فما أدري ماذا تقصدين بالتوثيق والأدلة؟!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفضل الجزائري]ــــــــ[25 - Nov-2009, صباحاً 11:11]ـ
السلام عليكم ورحمة الله، السبب في كفر من سب الله أن السب مناف من كل وجه لتعظيم الله والخوف منه وهما ركنان في أصل الإيمان (أعمال القلوب)، فظهور السب من المسلم دليل على خلو قلبه من التعظيم والخوف المشروطين في صحة إيمانه، ولا يلزم من ذلك ذهاب التصديق، ولذلك اشتبه على بعض من تكلم في المسألة أن السب ليس بكفر لأنه لا يتناف مع التصديق، وهذا حق لكن ليس التصديق وحده كافيا في الإيمان فيجب معه أعمال القلوب من خشية ومحبة وتعظيم وتوكل و .. و .. والله أعلم.
ـ[أبو عبد الله الغيثي]ــــــــ[25 - Nov-2009, صباحاً 11:26]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الكل يسرد الكلام وبدون عزوه الى مصدر او دليل شرعي موثق , اكتب واستدل بكلامك بالدليل لتعم الفائدة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
للتوثق من صحة الكلام في حقيقة الإيمان والمسائل المتعلقة به؛ يوازن بكلام شيخ الإسلام ابن تيمية، ولا سيما كلامه في كتاب الإيمان، فهو أحسن كتاب في بيان حقيقة الإيمان ونواقضه ...(/)
الإمام القرافي وصناعة التماثيل المتحركة!!
ـ[أبوالطيب الروبي]ــــــــ[19 - Nov-2009, مساء 04:49]ـ
في الأعلام للزركلي في ترجمة العلامة الأصولي الشهير الإمام القرافي، بعد أن ساق ترجمته:
وكان مع تبحره في عدة فنون، من البارعين في عمل التماثيل المتحركة في الآلات الفلكية وغيرها، نقل عن كتابه (شرح المحصول)
((وكذلك بلغني أن الملك الكامل وُضِع له شَمْعدان، كلما مضى من الليل ساعة انفتح باب منه، وخرج منه شخص يقف في خدمة السلطان، فإذا انقضتْ عشر ساعات، طَلَع شخص على أعلى الشمعدان، وقال: صبَّح الله السلطان بالسعادة، فيعلم أن الفجر قد طلع. وعَمِلْتُ أنا هذا الشمعدان، وزِدْتُ فيه أن الشمعة يتغيَّر لونها في كل ساعة، وفيه أسَدٌ تتغيَّر عيناه من السواد الشديد إلى البياض الشديد، ثم إلى الحُمْرة الشديدة، في كلِّ ساعةٍ لهما لون، فيُعْرف التنبيه في كل ساعةٍ، وتسقط حصاتان من طائرين، ويدخل شخص، ويخرج شخص غيره، ويُغْلق بابٌ ويُفتح باب، وإذا طلع الفجر طلع شخص على أعلى الشمعدان وأصبعه في أذنه يشير إلى الأذان، غير أني عجزْتُ عن صنعة الكلام. وصنعْتُ صورة حيوانٍ يمشي ويلتفت يميناً وشمالاً، ويُصفِّر، ولا يتكلم))
انتهى من الأعلام للزركلي - (1/ 95)
وانظره في كتاب القرافي نفائس الأصول " (1/ 441)
--
من يفيدنا في نوع هذه التماثيل التي كان يصنعها الإمام القرافي هل كانت بلا رأس مثلا؟ وإن كانت تماثيل كاملة فما هو تأويل الرجل فيما كان يفعل، ولم لم ينكره عليه العلماء؟
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[21 - Nov-2009, مساء 11:47]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=21454
ـ[أبوالطيب الروبي]ــــــــ[22 - Nov-2009, مساء 01:05]ـ
جزاكم الله خيرا!
ـ[سفينة الصحراء]ــــــــ[23 - Nov-2009, مساء 09:33]ـ
بارك الله فيكم(/)
أرجو التكرم بقراءة الموضوع (احتاج لرأيكم و ردكم)
ـ[همّة]ــــــــ[21 - Nov-2009, صباحاً 02:11]ـ
نشر هذا التحقيق بجريدة الرياض 2 ذو الحجة
كانت "نورة" منكبة على كروت الدعوة الخاصة بزواج شقيقها "عادل"، فيما أمها تملي عليها أهم أسماء المدعوين من الأقارب والجيران والأصدقاء بفرح شديد وغبطة كبيرة .. حتى رفعت "نورة" رأسها كمن تدحرجه بثقل شديد على رقبتها وبعيون يملؤها الاستفهام كمن استدرك أمراً، لتسألها: لم نكتب اسم زوجة خالي عصام وبناته؟، فتقطب حاجبي الأم، مبدية امتعاضاً شديداً من السؤال لتبدي عدم رغبتها بدعوتهن لأنهن لايحضرن زواجات مالم يكن "الطق إسلامي" -وهو مصطلح متداول بين عدد كبير من الأسر ويعني "الطق بدون موسيقى"!.
وانتقد عدد من النساء بعض الأقارب الذين لايجيبون دعوة الأفراح أو بعض المناسبات من الولائم والحفلات الخاصة، بسبب مايشاع في تلك الأفراح من وجود "طقاقات" يستخدمن الموسيقى لإحياء تلك الليالي، معللين ذلك برغبتهم بالابتعاد عن المنكر حتى وإن تسبب في منكر أكبر وهو قطع صلة الرحم!.
صلة الرحم أولى
ودعت أنوار الشوير إلى ضرورة تصحيح المفاهيم المغلوطة عن "الطق" في الزواجات، دون أن نحمل أنفسنا ما لايطاق من الحجر والتضييق، أو نحرم أنفسنا فرحة المناسبة، مشيرة إلى أن من رفض حضور زواجات الأقارب، بسبب ما يعتقد -حسب وجهة نظره- أن هناك مخالفات شرعية، فإن ذلك يدعو إلى الكثير من التفكك الأسري، وإشاعات الخلافات الأسرية، موضحة أن هناك بعض التناقضات في سلوكيات من يقوم بذلك، فقد يتغيبون عن بعض المناسبات بحجة وجود "طق غير إسلامي"، وفي حين يحضرون حفلات أعراس لأناس من طبقات اجتماعية مرموقة حتى وإن كان "الطق" يحتوي على الموسيقى.
وتتفق معها رحاب عبدالله التي تعارض وبشدة سلوكيات مثل من يقوم بذلك؛ وترى بأن في عزوف البعض عن حضور الزواجات لذلك السبب مدعاة لتفرقة اجتماعية كبيرة ولحدوث المشكلات بين الأسر، مؤكدة على أن صلة الرحم أهم من إنكار المنكر، حتى وإن كانت تلك الدعوة محددة بوقت قصير تؤدي فيه المرأة الواجب ثم تخرج أفضل من القطيعة المطلقة.
وتشير"أم خالد محمد" البالغة من العمر 60 عاماً إلى أن من يعزف عن حضور الأفراح بسبب تحفظه على عدم وجود "طق إسلامي"، فإن هذا يعد تشدداً في الدين، وحجرا على فرحة الناس، وعدم تغليب المصلحة، موضحة أن التناقض أحياناً يكمن في الصفات الأخلاقية الموجودة فيمن يعزف عن الحضور، فتجد بعض النساء اللواتي يدعين عدم سماع الموسيقى يغتبن في المجالس ويسخرن من البعض وربما أشعن شيئا من الفتنة، بالإضافة إلى قطيعة الرحم .. فمن هؤلاء من لاتزور شقيقتها بالأشهر ولاتصل خالتها أو عمتها، وربما أساءت إلى جيرانها، وحينما تقام الأفراح تتصل بصاحبة العرس تشترط عدم تشغيل الموسيقى، وطرد تلك الفرقة الغنائية الشعبية، أو أنها لن تحضر الزواج وتلك سلوكيات مكروهة تدعو إلى انزعاج البعض منها فتنعكس بشكل سلبي على قيمنا الاجتماعية المتوارثة.
حل وسط
أما "أم فهد" والتي لاتستمع للموسيقى والغناء فإنها تقوم بإجابة دعوة كل من يدعوها لحفل زفاف، دون أن يتعارض ذلك مع ما تؤمن به، فتحمل معها الهدايا والمال وتقدمه لمن دعاها وتقوم بتقديم التبريكات والتهاني، ثم تمكث قليلا من الوقت وتعود إلى بيتها، موضحة بأن ذلك هو الأسلوب الأفضل، فان أداء الواجب أهم من أي اعتبارات أخرى حتى ترضي جميع الأطراف، وحتى لايكون فيما تؤمن به جرح لمشاعر البعض أو إفساد للعلاقات الأسرية الحميمة التي تربطها بمن حولها.
المصلحة راجحة
ويرى وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لخدمة المجتمع وتقنية المعلومات وأستاذ الفقه المقارب بالمعهد العالي للقضاء الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش أن تصرف هؤلاء ليس هو التصرف الشرعي الصحيح، بل ان الصحيح أن على هؤلاء الحرص على المشاركة في هذه المناسبات العائلية لأمور، منها: صلة الرحم وتقوية الترابط الأسري وحصول الألفة والتعاون بين أفرادها؛ وفي هذا مصلحة كبرى قد تكون أرجح من وجود بعض المفاسد المظنونه، والشارع الحكيم يقدم دائما المصلحة الراجحة على المفسدة المرجوحة، كما أن في حضور هذه المناسبات إنكار ماقد يقع من مخالفات، وذلك أولى من عدم الحضور وترك تلك المخالفات إذا وجدت، لأن الأصل
(يُتْبَعُ)
(/)
بين المؤمنين هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لقوله تعالى "والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر"، والنبي صلى الله عليه وسلم قال"الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لايخالط الناس ولا يصبر على أذاهم"، ووقوع بعض المخالفات إنما هو من الأذى بلاشك وعليه فالأولى بحق المسلم عملا بقول النبي الكريم، وهو المشاركة وتحمل ذلك الأذى إن وجد، لما يترتب على ذلك من مصالح راجحة.
موقف مؤلم
وقال أستاذ الخدمة الاجتماعية بجامعة الإمام محمد الدكتور ناصر العود ان التواصل الاجتماعي من أكثر الأمور الهامة التي لابد أن يحرص عليها المرء لاسيما التواصل الأسري، لأن الحرص عليها أمن للأسرة وللمجتمع على حد سواء، ولكن من يعزف عن حضور بعض المناسبات الاجتماعية فان ذلك قد يعود إلى وجود بعض المشكلات الموجودة لديهم تعوق تواصلهم مع الآخرين، وهذه من أكثر المشكلات النفسية الموجودة بين الأفراد وأحيانا تصنف إلى مشكلة تحتاج إلى تدخل طبي، ولكن إذا كان سبب عدم الحضور منطلقا من تحفظ البعض على ماهو موجود في حفل الزواج من أدوات موسيقية فان ذلك اجتماعيا مؤلم، لأنها قد تسبب آثارا سيئة من قطع الرحم ووجود النزاعات والخلافات حتى بين أفراد الأسرة، لاسيما بأن الطرف الآخر يجاري سلوك من لا يجيب الدعوة، وبالتالي لايقوم بحضور مناسبته أيضاً، كذلك تحدث خلافات بين الزوجين لأن إحدى قريباتها ترفض الحضور وأسرة الزوج مصرة على موقفها، وأيضا حدوث بعض الضغط النفسي على صاحبة الوليمة بسبب مايفرض عليها من قبول أو رفض لنوع معين من "الطق"، ولذلك لابد من التوضيح بأن الاعتراض يفترض أن يكون على "الطق" وليس الشخص، لأن الشرع أيضا حث على إجابة الدعوة حتى وإن حملت شيئا من المنكر، مؤكداً على أن وجود الفرق الشعبية أصبح اليوم ضرورة، وإعلاناً لمظاهر الفرح، ونوعاً من الوجاهة الاجتماعية التي لايستطيع البعض تركها، وبالتالي لن يستطيعوا أن يغيروا من قناعات الآخرين.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[21 - Nov-2009, صباحاً 02:40]ـ
موضحة أن التناقض أحياناً يكمن في الصفات الأخلاقية الموجودة فيمن يعزف عن الحضور، فتجد بعض النساء اللواتي يدعين عدم سماع الموسيقى يغتبن في المجالس ويسخرن من البعض وربما أشعن شيئا من الفتنة، بالإضافة إلى قطيعة الرحم ..
سبحان الله هذا الكلام، أسمعه دائما ممن تبيح لنفسها سماع الغناء بحجة أنها (أفضل) من بعض الملتزمات اللاتي تمتلئ مجالسهن بالغيبة والنميمة! وهذا مجرد توقع منها! وهذه وقعت في معاصي ظاهرة: (سماع الغناء، إحياء الثلث الأخير من الليل بالرقص مع الموسيقى، البهتان، تزكية النفس).
اتذكر أني حضرت مناسبة زواج لإحدى قريباتي وبما أن العريس من طلبة العلم؛ فتوقعتُ أن الحفل سيكون نظيفا، ومع الأسف فوجئت بتشغيل أغان بموسيقى وبكلمات خليعة جدا. فما كان مني إلا الذهاب إلى (المنصة) وإغلاق المسجل ... ، فغضبت أخت العريس، وقالت: هذه ليلة فرح، ويحق لنا أن نحييها بالغناء، فهي لا تتكرر .. فتحدثتُ معها طويلا، حتى اقتنعت والحمدلله.
- مسألة أن في عدم حضور المناسبات قطيعة للرحم، فألزم ما على المرء دينه، فلِمَ أجامل وأتكلف بالحضور وفي النهاية يكتب في صحيفة أعمالي أني قضيت سهرة على أنغام الموسيقى؟
ثم المرأة ليست مكلفة أبدا بالاستعداد للحفل، وضياع ساعات من وقتها، لتحضر فقط للسلام والتهنئة ثم تخرج!
يكفيها أن تقوم بالواجب (تقديم التهنئة والتبريكات) عبر الهاتف أو برسالة جوال.
بالنسبة للتحقيق هذا فواضح أنه مغرض، ويحاول أن يلصق تهما أو يؤكد على ان الخلل من هذه الفئة التي تأبى حضور المناسبات لما تتضمنه من منكرات! فسبحان الله!
كان الأولى، توجيه هؤلاء الذين يحييون حفلاتهم بما يغضب الله تعالى.
مؤكداً على أن وجود الفرق الشعبية أصبح اليوم ضرورة، وإعلاناً لمظاهر الفرح، ونوعاً من الوجاهة الاجتماعية التي لايستطيع البعض تركها، وبالتالي لن يستطيعوا أن يغيروا من قناعات الآخرين.
!!
- والمشكلة الآن ليست في الموسيقى (وحدها) بل في اللباس العاري أيضا، حُرمت الكثيرات من حضور المناسبات بسبب هذا حتى مع عدم وجود الموسيقى!
ثم إن في حضور مثل هذه المناسبات التي تعج بالمنكرات، استمراء للمنكر واعتياد عليه حتى يضعف الإيمان ويميت الإحساس، وخاصة أن الإنكار صار صعبا للغاية، فالناس الآن تغيرت مفاهيمهم، ولم يعد الدين أكبر همهم، بل حتى العلماء، لم تعد لأقوالهم عند بعض الناس هيبة واحترام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صار تدخلا في الخصوصيات.
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[21 - Nov-2009, مساء 12:24]ـ
الذهاب قبل بدء الفرح, أو بعده, مع أخذ الهدايا إن أمكن يؤدي الغرض إن شاء الله
ـ[أبو مسهر]ــــــــ[21 - Nov-2009, مساء 08:52]ـ
الذهاب قبل بدء الفرح, أو بعده, مع أخذ الهدايا إن أمكن يؤدي الغرض إن شاء الله
هذا أفضل كثيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعيد الباتني]ــــــــ[21 - Nov-2009, مساء 10:30]ـ
أسأل الله التوفيق.
جزاكم الله خيرا.
ـ[همّة]ــــــــ[06 - Dec-2009, مساء 09:45]ـ
بفضل الله تم الرد عليها:
قرأتُ ما تفضّلتِ بكتابته من تحقيق حول عدم حضور بعض النساء للأفراح لعدم وجود (طق) إسلامي.
كلنا نتفق على أهمية صلة الرحم , و هذا بلا شك حث عليه شرعنا و أعلى من أهميته.
لكن هناك بعض النقاط التي وددت أن الفت نظركِ الكريم إليها – لعلكِ غفلتِ عنها - فأتمنى أن تجد مكانها المناسب من نفسكِ.
1 - مما ينبغي أن تتذكّره أن ديننا حث على البهجة , لكن في إطار المشروع , فأباح لنا الدف , والدف آلة تشبه الطبل إلا أنَّ بينهما فرقاً، فالطبل هو (الذي يغطى بالجلد من جهتيه أو من جهة واحدة)؛ وأما الدف فهو (الذي يصنع من إطار خشبي يغشى بالجلد من جهة واحدة، وقد يكون له جلاجل توضع في خروق في جوانبه)؛ فهذا مستثنى من النهي، بل هو مستحب في بعض الحالات، فديننا لم يحجر علينا إطلاقا.
2 - لب تحقيقكِ هو: إجابة الدعوة لحفل زواج به معازف ,و استغرابكِ لماذا لا يحضرن بعض النساء هذا النوع من الحفلات , ووصفن بالتشدد!
العلماء – رحمهم الله- اشترطوا شروطا لإجابة الدعوة، فإذا لم تتحقق هذه الشروط لم يكن حضور الدعوة واجبا ولا مستحبا، بل قد يحرم الحضور، ومن هذه الشروط:
" ألا يكون هناك منكر في مكان الدعوة، فإن كان هناك منكر وهو يستطيع إزالته وجب عليه الحضور لسببين: إجابة الدعوة، وتغيير المنكر، وإن كان لا يمكنه إزالته حرم عليه الحضور "
ولا يخفى الجميع حكم الأغاني و الموسيقي, فذهب الأئمة الأربعة إلى تحريمها , فإذا كانت محرمة , فهي عبارة عن (منكر) , هنا حُرِّم علينا الذهاب إلى الزواج – إذا لم نستطع إنكار المنكر المتواجد فيه- فهل امتثالنا لشرع ربنا – تعالى- يعد تشددا في الدين!
2 - هناك اجتماعات أسرية نستطيع من خلالها صلة أرحامنا, لذا لا تنحصر الصلة في دائرة (الزواجات) المصاحبة للمنكر , كما يمكننا صلتهم و تهنئتهم عبر وسائل الاتصالات من هاتف ثابت و جوال و نحوهما , فلا يتسبب ذلك في قطيعة رحم – كما ذكرتِ-.
3 - لنتأمل سويا فتوى فضيلة العلامة: محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله تعالى- في حضور الزواجات التي تحصل فيها بعض المخالفات من تشغيلٍ للموسيقي و غيره: "إذا كانت الأعراس على هذا الوجه الذي ذُكر في السؤال فإنه لا يجوز للإنسان أن يجيب الدعوة إلا إذا كان قادراً على إزالة المنكر فإنه يجب عليه أن يجيب لإزالة المنكر، وأما إذا كان عاجزاً فإنه لا يجوز أن يحضر هذه الأفراح التي تشتمل على هذه المخالفات أو بعضها ولا يحل لأحد أن يأذن لزوجته أو ابنته أو من له ولاية عليها بحضور هذه الحفلات وإذا قال أخشى أن يحصل بيني وبين أقاربي شيء من الجفاء والقطيعة فنقول فليحصل هذا لأنهم هم لما عصوا الله عز وجل في هذه الأفراح التي هي على هذا الوجه لم يكن لهم نصيب من إجابة الدعوة وإذا قاطعوا فالإثم عليهم وليس على من هجر هذه الأفراح شيء من الإثم".
من فتاوى فضيلة الشيخ ابن عثيمين لمجلة الدعوة العدد1757 ص 37.
4 - قد يكون من المصلحة لصاحبة الزواج المصاحب للمنكرات في حالة عدم حضور المدعوّة لحفلها, بحيث تستفهم عن عدم الحضور فتوبخ نفسها و يتضح لها الحق , قال العلاّمة الرباني ابن عثيمين – رحمه الله – في شرح الممتع على زاد المستقنع , باب:وليمة العرس:" فلو قال قائل: إذا لم أحضر ترتب على هذا قطيعة رحم، كما لو كان صاحب الوليمة من أقاربه، وعندهم منكر ودعاهم، فإذا لم يُجب غضب عليه، وتقطعت الصلة بينهما.
فالجواب: ولو أدى ذلك إلى قطيعة الرحم؛ لأن الله ـ تعالى ـ قال في الوالدين، وهما أقرب الأرحام: {{وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا}} [لقمان: 15].
ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس فلا يحل، وربما يكون امتناعه عن الحضور لوليمة قريبه المشتملة على المحرم، سبباً لهدايته، فيعتب على نفسه، ويوبخ نفسه، ويقول: إنه بفعله هذه المعصية اكتسب هجران قريبه، فيرتدع، وكثيراً ما يقع مثل ذلك، إذا هجر الإنسان قريبه أو صاحبه سابقاً فإنه يراجع نفسه، ويتأمل، وربما يرجع عما كان عليه من المعصية.
(يُتْبَعُ)
(/)
المهم أنه لا يجوز الحضور، ولو أدى ذلك إلى قطيعة الرحم، والقاطع هو الداعي إذا قطعت الرحم".
5 - استوقفني ما نقل من رأي الدكتور: ناصر العود , فأقول: لا شك أن التواصل الاجتماعي من الأمور المهمة التي يجب على المسلم أن يحرص عليها , لكن! هناك بعض النقاط المناقَشَة وهي على ما يلي:
أ- " ولكن إذا كان سبب عدم الحضور منطلقا من تحفظ البعض على ما هو موجود في حفل الزواج من أدوات موسيقية فان ذلك اجتماعيا مؤلم، لأنها قد تسبب آثارا سيئة من قطع الرحم ووجود النزاعات والخلافات " , كذلك من المؤلم أن نحضر زواجات بها موسيقي , فكان من الأولى أن توجهوا التوجيه السليم للذين أحيوا ليلتهم بالمعازف و أنهم السبب في عدم حضور المدعوات لحفلهم لوجود المنكر.
ب- "وأيضا حدوث بعض الضغط النفسي على صاحبة الوليمة بسبب ما يفرض عليها من قبول أو رفض لنوع معين من "الطق "يكفي هنا (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق).
جـ "لأن الشرع أيضا حث على إجابة الدعوة حتى وإن حملت شيئا من المنكر" عفوا: ما دليلكم على ما تفضلتم به؟ تمنيتُ لو فصّلتم أكثر في هذه المسألة ليتضح الحق للجميع.
6 - ثمّة بدائل عدة لتحقيق الغرض دون الوقوع في المنكر ومن ذلك القيام بصلة الرحم و تهنئة (العروس) قبل موعد زواجها أو بعده أو الحضور للزواج الخروج مباشرة بدون الاستماع للموسيقي وهذا بلا شك فيه تحقيق لمصالح عدّة , منها: تأليف القلوب بإجابة الدعوة, و إنكار للمنكر بلا منكر أعظم والدعاء للعروس بالبركة, وغير ذلك.
7 - تمنيتُ لو أخذتِ برأي الجانب الآخر اللاتي لا يحضرن الزواج لأجل المنكرات و عدم قدرتهن على الإنكار , ليكون التحقيق متكاملا مفيدا , و أكثر متعة.
حفظكِ الله يا عبير, و جعلنا الله و إياكِ ممن يسخّرن أقلامهن للدفاع عن الحق و مزيد من الارتقاء أتمناه لكِ.
ــــــ
* عائشة بنت ناصر الكليب- طالبة دراسات عليا
ـ[أم حكيم]ــــــــ[17 - Aug-2010, صباحاً 12:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. هنا قاعدة ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية ينبغي مراعاتها وهي:
إذا ترتب على إنكار المنكر حدوث منكر أكبر منه فيمتنع الإنكار حينئذ بل قد يصل إلى درجة التحريم.
والله ولي التوفيق.(/)
هل هناك كتب مطبوعة متعلقة بالكتب الستة جرت علي نفس طريقة الشيخ عبد الله القرعاوي؟
ـ[أبو عبد الله الزبيدي]ــــــــ[21 - Nov-2009, صباحاً 03:03]ـ
هل هناك كتب مطبوعة متعلقة بالكتب الستة جرت علي نفس طريقة الشيخ عبد الله القرعاوي في كتابه المحصل لمسند أحمد من حيث جمع طرق كل حديث صحابي في موضع واحد؟
ـ[بدرالسعد]ــــــــ[22 - Nov-2009, صباحاً 01:18]ـ
http://www.nabd.net/members/M300SEL/image/book/2.jpg
http://www.nabd.net/members/M300SEL/image/book/4.jpg(/)
حكم الموعظة في الأعراس
ـ[أبوعبيدة الوهراني]ــــــــ[21 - Nov-2009, مساء 03:27]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على المصطفى، وعلى كل من على نهجه سار واقتفى.
أما بعد:
كثيرة هي الأدلة و الأسباب الماسة إلي وعظ الناس و دعوتهم إلى الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح من الأمة.
فدعوة الناس إلى التوحيد وتعليمهم الدين، حيث ما كانوا وحيث ما وجدوا، دون أن يقتصر ذلك بزمان أو مكان، هو منهج الأنبياء والمرسلين عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
أما الأسباب فهي أكثر من أن تعد أو أن تحصى.
ـــ فالموعظة في الأعراس عندنا تقتضيها الحاجة و المصلحة.
تعريف المصالح المرسلة (01):
<< المصالح: هي الأوصاف التي تلائم الشارع ومقاصده، ولكن لم يشهد لها دليل معين من الشرع بالاعتبار أو الإلغاء.
ويحصل من ربط الحكم بها جلب مصلحة أو دفع مفسدة عن الناس.
المرسلة: سميت مرسلة لعدم وجود ما يوافقها أو يخالفها في الشرع.>>
وللفقهاء طريقان:
1: أن يفعل ذلك ما لم ينه عنه، (وهو قول القائلين بالمصالح المرسلة).
2: أن ذلك لا يفعل ما لم يؤمر به، (وهو قول من لا يرى إثبات الأحكام بالمصالح المرسلة).
قال الإمام الشاطبي رحمه الله في كتابه العجاب (الموافقات 3/ 74):
<< .... لأن ما سكت عنه في الشريعة على وجهين:
أحدهما: أن تكون مظنة العمل به موجودة في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يشرع له أمر زائد على معنى فيه، فلا سبيل إلى مخالفته، لأن تركهم لما عمل بيه هؤلاء مضاد له، فمن استأنفه صار مخالفا للسنة.
الثاني: أن لا يوجد مظنة العمل بيه ثم توجد، فيشرع له أمر زائد يلائم تصرفات الشرع في مثله، وهي المصالح المرسلة، وهي من أصول الشريعة المبني عليها، إذ هي راجعة إلى أدلة الشرع حسبما تبين في علم الأصول، فلا يصح إدخال ذلك تحت جنس البدع .... >>.
فالموعظة في الأعراس مطلوبة خاصة في بلادنا ومن كان حاله كحالنا.
خاصة أن هناك أصناف من المسلمين اليوم حالهم كحال الكفار، لا الصلاة يوصلون (02) و لا الدروس في المساجد يحضرون.
فما هو الطريق الموصل إلى دعوة هؤلاء؟ وما هو السبيل إلى انتشالهم من الشر الذي هم فيه؟
فلم نجد سبيلا إلى ذلك سوى الأعراس، التي أصبحت تجمعهم، لأننا لا نستطيع دعوتهم في المساجد فهم لا يصلون، ولا الذهاب إلى أوكارهم التي هم فيها، و بها يعتصمون، فلا قدرة لنا على ذلك.
وفي نفس الوقت نحن مطالبون بنصحهم و دعوتهم إلي الله.
فكم من عائد إلى الله بسبب تلك المواعظ، وكم من عريس كان يحلم أن يحتفل في يوم عرسه بالمغني الفلاني، ولكن بعد حضوره لتلك المواعظ أصبح عرسه قدوة ومثالا و الحمد لله.
هذا من جهة الناس الحضور، أما من جهة العادات فحدث ولا حرج.
فهناك مثلا في بعض الأماكن من بلادنا، أن العرسان لا بد أن يمروا علي قبر الوالي الفلاني حتى يدوم زواجهما و يكون مباركا، وكل من لا يمر عليه لا يدوم زواجه.
كما هناك أيضا من يضع للعروسة بيضة عند عتبة باب بيت زوجها عند دخوله، حتى تبيض لها الأيام.
فمن يعلم هؤلاء التوحيد؟
الأئمة عندنا صوفيون (إلا من رحم ربك و قليل ما هم)، وكثير من طلاب العلم ليس لهم منابر، زد على ذلك الجهل و إتباع العادات و التقاليد التي أكثرها مخالف للشرع.
وزد على ذلك ما توارثته الناس من الموسيقى و الرقص والاختلاط، مع العلم أن هذا الأخير لم يكن عندنا في السنوات الماضية، لكن اليوم الله المستعان.
وليس يخفى على عاقل حال الأعراس اليوم من:
ـ الاختلاط و المجون.
ـ العادات و التقاليد المخالفة لإسلام، ومنها ما هو شرك أكبر.
ــ التشبه بالبغايا والفاجرات.
ـ فكم من الأموال في الفسق وللفسق صرفت؟
ـ وكم من عرض من أعراض المسلمين انتهك
حتى أصبحنا في حال يندب له الجبين و تذرف له العين، حيث أضحى الرقص و الفحش سنة تتبع، وأصبحت الشهرة (في التبذير والمجون) خصلة محمود يتنافس عليها المتنافسون.
وبعضها أصبح (أي الأعراس) معرضا لأنواع الخمور والمخضرات، نهيك عن المتاجرة بالبغايا و الفاجرات، فإلى الله المشتكى إلى ما صار إليه أبناء وبنات المسلمين اليوم.
فهذا غيض من فيض.
وليس يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل
فليس هناك سبيل إلى دعوة هؤلاء والاحتكاك بهم، سوى الأعراس.
(يُتْبَعُ)
(/)
أذكر مرة أني ألقيت كلمة في عرس، فتكلمت عن حكم تارك الصلاة، لأني رأيت أن أكثر الحضور كم الشباب، إن لم أقل كلهم،
وفي الغد جاءني بغض الشباب وقالوا لي: أن معظم من حضر البارحة هم من أصحاب المخضرات، وأنهم لا يصلون، بل فيهم بعض قطاع الطرق.
فالله المستعان فهم لا يصلون، والناس لا ينصحونهم لأنهم يخافون منهم.
فهل بعد كل هذا يقول قائل ليس في وعظ الناس في الأعراس من حاجة!!!
ــ ونحن لم نجد غير ذلك بديلا.
ــ والقنوات والإذاعات و رفقاء السوء مع الجهل والبعد عن الدين لم يتركوا لنا البديل.
ولقد سمعت أحد الأفاضل سئل عن الموعظة في الأعراس فقال:
<< لم تكن على عهد السلف و لسنا بحاجة إليها >>.
فأقول أن هذا راجع إلى حسب الحاجة و المصلحة.
فإن كان هناك ما يغني عن هذه الموعظة (كأن يكون الناس الحضور من أهل الدين والاستقامة) فلا حاجة إليها.
أما إذا كان الحضور من أهل الفسق و المجون فلا حرج في نصحهم ووعظهم، فهذا يرجع إلى حسب الحال والمكان.
فالمملكة السعودية مثلا: كثير علمائها، كثير دعاتها، ولعل في هذا كله تكفي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
أما عندنا فهناك من إذا وجعه رأسه فسئل الناس عن الدواء أرشدوه إلى مشعوذ ذو خبرة.
فالدعاة عندنا قليلون، والدعوة متعثرة، و القبوريون كثر، خاصة في بعض الأماكن التي تعاني من ندرة من يعلمهم الدين الصافي من البدع والخرافات.
فالمصلحة تقتضي تعليم الناس وعدم تركهم مع لأشباه المشايخ (الطلبة عندنا).
فهؤلاء كل شئ جائز عندهم حتى ولو كان الاستغاثة بالأموات أو الطواف بالقبور ماداما الغاية واضحة وهى عدم مخالفة الأعراف و الاجداد وتكثير سواد الناس عليهم
هذا ما تيسر لي جمعه و كتابته، فما كان فيه الصواب فبفضل الله، وما كان فيه من تقصير أو نسيان فمني ومن الشيطان
كما أرجوا من كل من يقرأ هذه الرسالة أن لا يبخل علينا بالنصح والرشاد، والله ولي التوفيق والسداد.
01: أصول الفقه الإسلامى (2/ 757) وهبة الزحيلي
02: إذا قلنا بعدم تكفير تارك الصلاة
ـ[أبو نافع البجمعوي]ــــــــ[22 - Nov-2009, مساء 04:22]ـ
بارك الله فيكم للرفع والمتاقشة.
ـ[سفينة الصحراء]ــــــــ[05 - Dec-2009, مساء 01:42]ـ
شكرا أخي الكريم على ما تفضلت به.
ولكن عندي إضافة فقط، فقد نبهتني كلمة قلتها"
فالمصلحة تقتضي تعليم الناس وعدم تركهم مع لأشباه المشايخ (الطلبة عندنا).
فهؤلاء كل شئ جائز عندهم حتى ولو كان الاستغاثة بالأموات ..
نعم يجب أن لا يترك الناس لهؤلاء
ولكن لا يجب أن يستبدل هؤلاء بآخرين مساوين لهم في الجهل، وكل شيء عندهم ممنوع ولا يجوز ...
حتى لا ينفر الناس من الدين.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[06 - Dec-2009, صباحاً 07:29]ـ
هذه مساله قد اختلف فيها الشيخان الفاضلان رحمهما الله
ابن باز يرى انه لاباس بها وابن عثيمين يرى المنع والله اعلم
ـ[أبوعبيدة الوهراني]ــــــــ[07 - Dec-2009, مساء 10:52]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
وبعد:
أخي (سفينة الصحراء): بارك الله فيك.
أما المنع و التحريم فهذا مرده إلى الدليل، ولا أخالك إن شاء الله (أي أحسبك) ممن يضره الدليل.
فأهل السنة والجماعة (السلفية) ياأخي الحبيب منهاجها وسطي (أي تمتاز بالوسطية)، بين الغلو والذي هو مجاوزة الحد، أو التفريط الذي هو عكس الأول.
فلا نريد المغالي الذي يتشدد في كل شيء (متبعا لهواه، أما من كان معه الحق فهو الأولى بالإتباع {عضوا عليها بالنواجد})، كما لا نريد المتساهل الذي تميع عنده كل شيئ.
فمنهاجنا وسط بينهما أيها الحبيب.
والناس مع دعوتنا ثلاثة أصناف
الصنف الأول: من يرى أننا جئناهم بدين جديد مخالف لعادات الآباء و الأجداد: فهؤلاء أناس جهّال لا يعرفون من الدين إلا قال فلان و فلان.
الصنف الثاني: هم أصحاب البدع الذين قطعنا طريقهم بالسنة، وكشفنا شبههم بالحجة، فهؤلاء يرون أننا قد حرمناهم من كل شيء (من اتباع النفس والهوى).
الصنف الثالث: من يرى أن الحق مع الدليل فهم يكونون أين ومع من كان، ولو كان المخالف كائنا من كان.
فأسأل الله أن يجعلني وإياك من أتباع الحق و الحجة والبرهان.
<<ورحم الله امرأ انتهى على ما سمع>>.
وجزآك الله خيرا آخى أبو محمد على هذه الفائدة
ـ[أبو سلمان الجزائري]ــــــــ[08 - Dec-2009, صباحاً 01:21]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
الخلاف بين الشيخين ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله خلاف في الدلالة
ذاك أن الشيخ ابن باز رحمه الله يرى أنه من قبيل المصلحة المرسلة فهو يعتبره من باب الوسائل لا المقاصد التعبدية لذلك ما منع
خلافا للشيخ ابن عثيمين الذي يراه عبادة فينصرف إلى كونه بدعة محدثة
والله أعلم
وصلى اله وسلم على نبينا محمد
ـ[أبو عبدالله الشريف]ــــــــ[08 - Dec-2009, صباحاً 01:48]ـ
كيف نفرق:
أن هذا الأمر من باب الوسائل أو من باب العبادات (المقاصد)؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[08 - Dec-2009, صباحاً 06:30]ـ
في ظني ان العلامةالشيخ ابن باز رحمه الله يستند الى مطلق النصوص في الدعوة الى الله واستغلال المواسم والمناسبات في ذلك
والعلامة ابن عثيمين رحمه الله يستند الى ان ذلك لم يثبت عنه عليه الصلاة والسلام اي لم يردليل خاص في انه كان يعظ الناس في الافراح
وانه يخشى اذاتعود الناس عليه يقال تركت السنة
ـ[أبو عبدالله الشريف]ــــــــ[08 - Dec-2009, صباحاً 07:04]ـ
كيف نفرق:
أن هذا الأمر من باب الوسائل أو من باب العبادات (المقاصد)؟
أظن أني هنا أحتاج لتعريف البدعة؟
وعلى هذا فإن فتوى الشيخ ابن باز رحمه - إن ثبت أنه نظر إلى الوسائل على حد قول الأخ أبو سلمان الجزائري - فلا بد أن لا تأخذ الموعظة في الأعراس طابع الشرعية؛ كالمداومة واللزوم ..
والله أعلم
ـ[أبو سلمان الجزائري]ــــــــ[08 - Dec-2009, مساء 11:59]ـ
كيف نفرق:
أن هذا الأمر من باب الوسائل أو من باب العبادات (المقاصد)؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
ذاك أخي ـ أقصد التفريق ـ تجد الكلام فيه مطولا في كتاب الاعتصام للإمام الشاطبي رحمه الله
وهناك ستجد أن الضوابط في التفريق كثيرة
لكن ما أراه أبين في التفريق القصد
فلو قصد المؤمن بأي طريقة كانت معنى التعبد ولم يشهد لها دليل شرعي كان فعله مردودا عليه
بخلاف ما لو قصد التوسل لأن تلك قد شهد لها أصل شرعي
والله أعلم
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[10 - Dec-2009, مساء 04:51]ـ
سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين في " لقاء الباب المفتوح " (70/ 227 - 228) سؤالا نصه:
فضيلة الشيخ ما حكم الموعظة عند القبر، وفي قصور الأفراح، وفي العزايم؟
الجواب: الموعظة عند القبر جائزة على حسب ما جاء في السنة، وليست أن يخطب اإنسان قائما يعظ الناس، لأن ذلك لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم، خصوصا إذا اتخذت راتبة، كلما خرج شخص من جنازة قام ووعظ الناس، لكن الموعظة عند القبر تكون كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، وعظهم وهو واقف على القبر، وقال: " ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة والنار " وهذا كلام من كلامه صلى الله عليه وسلم العادي، وأتى مرة وهم في البقيع في جنازة ولما يتم إلحاد القبر، فجلس وجلس الناس من حوله، وجعل ينكت بعود معه على الأرض، ثم ذكر حال الإنسان عند احتضاره، وعند دفنه، وتكلم بكلام هو موعظة في حقيقته، فمثل هذا لا بأس به، أما أن يقوم خطيبا يعظ الناس،
فهذا لم يرد عن النبي عليه الصلاة والسلام.
وأما في الأعراس فكذلك أيضا لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقوم خطيبا يخطب الناس، ولا عن الصحابة فيما نعلم، بل إنه لما ذكر له عائشة رضي الله عنها زفت امرأة لرجل من الأنصار قال: " يا عائشة ما كان معكم لهو فإن الأنصار قوم يعجبهم اللهو " فدل ذلك على أن لكل مقام مقالا، ولأن الإنسان إذا قام خطيبا في الأعراس، فإنه قد يثقل على الناس، وليس كل أحد يتقبل، قد يكون أحد من الناس ما رأى أقاربه أو أصحابه إلا في هذه المناسبة، فيريد أن يتحدث إليهم ويسألهم ويأنس بهم، فإذا جاءتهم هذه الموعظة وهم متأهبون للحديث مع بعضهم، ثقلت عليهم، وأنا أحب أن تكون المواعظ غير مثقلة للناس، لأنها إذا أثقلت على الناس كرهوها، وكرهوا الواعظ. ولكن لو أن أحدا في محفل العرس طلب من هذا الرجل أن يتكلم، فحينئذ له أن يتكلم، ولا سيما إذا كان الرجل ممن يتلقى الناس قوله بالقبول. كذلك لو رأى منكرا، فله أن يقوم ويتكلم عن هذا المنكر ويحذر منه ويقول: إما أن تكفوه أو خرجنا. فلكل مقام مقال، وإذا تلقى الناس الموعظة بانشراح وقبول كان أحسن ولهذا كان النبي صلى الله عليه يتخول أصحابه بالموعظة مخافة السآمة يعني الملل.ا. هـ.
ـ[أبوعبيدة الوهراني]ــــــــ[10 - Dec-2009, مساء 10:35]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
أخي أبو عبد الله الشريف: جزاك الله خيرا.
_أما عن تعريف البدعة:، وحتى لا أكثر عليك، و بكل بساطة واختصار:
فهي قصد التقرب إلى الله عزّوجل، بوجه لم يشرعه الله عزّوجل.
_أما عن الفرق بين الوسائل و المقاصد:
فإن الوسائل التي هي جمع وسيلة: فكل ما يوصلك ويبلغك إلى غايتك يسمى وسيلة.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما المقاصد والذي هو جمع مقصد: وهو ما يسمى بالغاية.
وغاية كل عابد هي التقرب إلى الله (وهو ما يسمى بالعبادة)، ولهذا كل من تقرب إلى الله على وجه لم يشرعه الله، فعبادته باطلة، وصدق الإمام ابن الجوزي رحمه الله لما قال في صيد الخاطر:
<< كل الطرق إلى الله مسدودة، إلا طريق محمدا صلى الله عليه وسلم>>.
فائدة:
من الخطإ إطلاق قاعدة: أن للوسائل حكم المقاصد (أو أنّ الغاية تبرر الوسيلة).
و الصحيح والله أعلم: أنّ القاعدة (للوسائل حكم المقاصد) مقصورة على ما ورد في الشرع سواء أكان وسيلة أو غاية، أما إطلاقها خطأ، لأنه يصبح الدين غير الدين.
و لأصبح كل واحد يعبد الله على وفق هواه، ما دام أن الغاية واضحة وهي التقرب إلى الله، فكل وسيلة إلى ذلك فهي جائزة.
ثم قد يكون المقصد واجبا أو مستحبا، وتكون الوسيلة إليه مكروهة أو محرمة.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في (مدارك السالكين):
<< .. لا يلزم ذلك (أي أن يكون للوسائل حكم المقاصد)، فقد يكون الشيء مباحا، ووسيلته مكروهة، كالوفاء بالطاعة المنذورة هو واجب، مع أنّ الوسيلة وهو النذر مكروه ومنهي عنه، و كذلك الحلف المكروه مرجوح، مع وجوب الوفاء به أو الكفارة، وكذلك سؤال الخلق عن الحاجة مكروه، و يباح له الانتفاع بما أخرجته له المسألة.
وهذا كثير جدا، فقد تكون الوسيلة المتضمنة مفسدة (كمناظرة أهل البدع أمام العامة – واقرأ {غير مأمور} رسالتي: لا ينبغي مناظرة أهل البدع) تكره أو تحرم لأجلها، وما جعلت وسيلة إليه ليس بحرام ولا مكروه ... >>.
أما إدراجها (أي الموعظة) في العبادات:
فلو كنا قلنا ذلك لما قلنا أن حكمها من المصالح المرسلة، و لقلنا أن لها أحد الأحكام الخمسة (أنها مباحة أو مستحبة أو ... ).
و لأن كل عبادة لم يتقرب بها النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم إلى ربه بها فهي بدعة، وأنّ تركها هو السنة.
فإن:<< من المقرر عند ذوي التحقيق من أهل العلم أن كل عبادة مزعومة لم يشرعها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله، ولم يتقرب هو بها إلى ربه بفعلها، فهي مخالفة للسنة ...... (الشيخ الألباني حجة النبي صلى الله عليه وسلم ص 100) >>.
_أما أخي أبو سليمان الجزائري، وأخي أبو محمد الغامدي فبارك الله فيكما، ووفقكما لما يحبه و يرضاه.
_أما هل المصالح من العبادات أو لا؟
فالصحيح أنّ المصالح ليست من العبادات و إنما هي وسيلة إليها.
فليس من الصواب إدخال المصالح المرسلة في العبادات، وليس من الصواب أيضا إطلاقها، بل لا بد أن يكون لها ضوابط تتقيد بها، وتتميز بها عن غيرها من المحدثات.
قال الإمام الشاطبي رحمه الله في (الموافقات 3/ 75):
<< ... فالمصالح المرسلة عند القائلين بها لا تدخل في العبادات ألبتة، وإنما هي راجعة إلى حفظ أصل الملة، و حياطة أهلها في تصرفاتهم في العبادات أن تقع إلا على ما كانت عليه في الأولين، فلذلك نهى عن أشياء وكره أشياء، وإن كان إطلاق الأدلة لا ينافيها ... >>.
ولقد قلت في أول الرسالة أنّ الفقهاء مع المصالح المرسلة على قولان: (وهو قول شيخ الإسلام رحمه الله):
01: من يرى أنّ ذلك لا يفعل ما لم يؤمر به، وهو قول من يرى عدم إثبات الأحكام بالمصالح المرسلة، (في ظني هذا الذي أخذ به الإمام ابن عثيمين رحمه الله و الله أعلم).
02: الذين قالوا أنّ ذلك يفعل ما لم ينه عنه، و هم القائلون بالمصالح المرسلة، (وهذا والله أعلم الذي أخذ به الإمام ابن باز وحمه الله، وفي ظني إن لم أكن مخطأ الإمام الألباني أيضا رحمه الله).
ونحن لم نجعل الخلاف بين العلماء مفتاحا للجواز (وللمزيد من الفائدة اقرأ رسالتي {هل هل كون الخلاف في المسألة أبدعة هي أم لا، يسوغ قبولها والعمل
بها}) وإن كنا نقرّ أن كل من أحدث بدعة زعم أنّ فيها مصلحة، وأن فتح باب المصالح هو فتح باب البدع.
ولكن هذا لا يعني غلق باب المصالح المرسلة بالكلية!!
فمن ادعى المصلحة نظر في السبب المحوج إليها، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه العجاب (اقتضاء الصراط المستقيم2/ 594):
<< والضابط في هذا والله أعلم أن يقال: إن الناس لا يحدثون شيئا إلا لأنهم يرونه مصلحة، إذ لو اعتقدوه مفسدة، لم يحدثوه فإنه لا يدعوا إليه عقل ولا دين.
فما رآه الناس مصلحة، نظر في السبب المحوج إليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن كان السبب المحوج إليه أمر أحدث بعد النبي صلى الله عليه وسلم، لكن من غير تفريط منه، فهنا قد يجوز إحداث ما تدعوا الحاجة إليه.
و كذلك إن كان المقتضى لفعله قائما على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن تركه النبي صلى الله عليه وسلم لمعارض زال بموته.
وأما ما لم يحدث سبب يحوج إليه، أو كان السبب المحوج إليه بعض ذنوب العباد، فهنا لا يجوز الإحداث.
_فكل أمر يكون المقتضى لفعله على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم موجودا، لو كان مصلحة ولم يفعل، يعلم أنه ليس مصلحة.
_وأما ما حدث المقتضى له بعد موته من غير معصية الخالق فقد يكون مصلحة .... >>.
ومن أراد المزيد فليرجع إلى: {الموافقات3/ 73_75 أو 2/ 409، رسائل الإصلاح2/ 154، البدع والمصالح المرسلة وهو في350 ورقة، وهو تلخيص و ترتيب للاعتصام، المنتقى النفيس .. 29_30، علم أصول البدع307}.
ولكن الذي جعلنا نرجح الكفة الثانية (القائلين بالمصالح المرسلة) هي الحاجة الماسة إليها، لأنه عندنا أناس لا تصلهم الدعوة (ولتمام الفائدة أنظر أول الرسالة)، ومن جرب مثل تجربة عرف صدق مقالتي.
الخلاصة:
الضوابط في المصالح المرسلة والله أعلم:
<< 01: أن تحفظ أمر ضروري (الموافقات3/ 75).
02: أن ترفع حرجا لازما في الدين (علم أصول البدع 309) >>.
03:<< أن يبين حكمها وينظر في السبب الداعي إليها (الاقتضاء2/ 594) >>.
04: وأن يتوقف فعلها عند الحاجة إليها فقط، (قال الشيخ الألباني
رحمه الله في السلسلة الضعيفة1/ 451_452، بعد مناقشته مسألة محاريب المساجد وبيان بدعيتها << .... ثانيا: أنّ ما شرع للحاجة والمصلحة ينبغي أن يتوقف عندما تقتضيه المصلحة، ولا يزاد على ذلك ... >>.
هذا ما تيسر لي جمعه من ضوابط للمصالح المرسلة، والله أعلم.
أسأل الله أن أكون قد أفدكم بشيء في هذا البحث.
_أما مسألة التعود عليها خشية أن يتخذها الناس سنة:
· فهذا باب عظيم، و لا يجب أن يكون ذلك سببا في غلق كل الأبواب، وإن كان في الحقيقة قد حدث ذلك في كثير مما يعتقده الناس اليوم سنة وهو في الحقيقة بدعة.
· ولكن إطلاق ذلك (وهو ما يسمى باب سد الذرائع) أيضا لا ينبغي، حتى ينظر في الدافع و التوابع، حتى لا يحدث ما حدث من قبل.
· كما قال بعض أهل العلم أنه تكره قراءة سورة السجدة في صلاة صبح يوم الجمعة حتى لا يضنها الناس أنها ركعة ثالثة، رغم أنها سنة ثابة، وكم مازلنا نعاني بسبب (تلك الفتوة)، حيث أصبحت مكروهة عند الناس إلى اليوم بسبب ذلك.
وأظن والله أعلم أن هذا الإشكال يزول ب:
01: قلنا أنها مصلحة أي أنها لا تفعل إلا للمصلحة، فهذا بذاته يحدّ من الإكثار منها.
02: أنه عند إلقائها (الكلمة أو الموعظة) يبيّن حكمها، وسببها.
وبهذا تزول تلك الشبه و الله أعلم.
سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك.
ـ[أبو نافع البجمعوي]ــــــــ[13 - Dec-2009, مساء 01:53]ـ
هذه مساله قد اختلف فيها الشيخان الفاضلان رحمهما الله
ابن باز يرى انه لاباس بها والله اعلم.
بارك الله فيكم هل من توثيق لما حكيتم عن العلامة ابن باز رحمه الله تعالى.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[13 - Dec-2009, مساء 03:23]ـ
قبل اكثر من عشرين سنة وانا في مكة شرفها الله اختلف بعض طلبة العلم في المسالة
وكلفوا احدهم بالاتصال بسماحة العلامة ابن باز رحمه الله تعالى فنقل لي اته افتى بالجواز
ـ[أبو نافع البجمعوي]ــــــــ[14 - Dec-2009, مساء 12:41]ـ
قبل اكثر من عشرين سنة وانا في مكة شرفها الله اختلف بعض طلبة العلم في المسالة
وكلفوا احدهم بالاتصال بسماحة العلامة ابن باز رحمه الله تعالى فنقل لي اته افتى بالجواز.
بارك الله فيكم ونفع بكم. وهل جاءت الفتوى مطلقة أم مقيدة أعني قضية المداومة على هذه الموعظة أم أنها تُفعل أحيانا؟ بارك الله فيكم.
ـ[عبد الله الصالح]ــــــــ[16 - Dec-2009, مساء 11:53]ـ
كيف ينسب إلى ابن عثيمين أنه يمنع منه
سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين في " لقاء الباب المفتوح " (70/ 227 - 228) سؤالا نصه:
فضيلة الشيخ ما حكم الموعظة عند القبر، وفي قصور الأفراح، وفي العزايم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
الجواب: الموعظة عند القبر جائزة على حسب ما جاء في السنة، وليست أن يخطب اإنسان قائما يعظ الناس، لأن ذلك لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم، خصوصا إذا اتخذت راتبة، كلما خرج شخص من جنازة قام ووعظ الناس، لكن الموعظة عند القبر تكون كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، وعظهم وهو واقف على القبر، وقال: " ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة والنار " وهذا كلام من كلامه صلى الله عليه وسلم العادي، وأتى مرة وهم في البقيع في جنازة ولما يتم إلحاد القبر، فجلس وجلس الناس من حوله، وجعل ينكت بعود معه على الأرض، ثم ذكر حال الإنسان عند احتضاره، وعند دفنه، وتكلم بكلام هو موعظة في حقيقته، فمثل هذا لا بأس به، أما أن يقوم خطيبا يعظ الناس،
فهذا لم يرد عن النبي عليه الصلاة والسلام.
وأما في الأعراس فكذلك أيضا لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقوم خطيبا يخطب الناس، ولا عن الصحابة فيما نعلم، بل إنه لما ذكر له عائشة رضي الله عنها زفت امرأة لرجل من الأنصار قال: " يا عائشة ما كان معكم لهو فإن الأنصار قوم يعجبهم اللهو " فدل ذلك على أن لكل مقام مقالا، ولأن الإنسان إذا قام خطيبا في الأعراس، فإنه قد يثقل على الناس، وليس كل أحد يتقبل، قد يكون أحد من الناس ما رأى أقاربه أو أصحابه إلا في هذه المناسبة، فيريد أن يتحدث إليهم ويسألهم ويأنس بهم، فإذا جاءتهم هذه الموعظة وهم متأهبون للحديث مع بعضهم، ثقلت عليهم، وأنا أحب أن تكون المواعظ غير مثقلة للناس، لأنها إذا أثقلت على الناس كرهوها، وكرهوا الواعظ. ولكن لو أن أحدا في محفل العرس طلب من هذا الرجل أن يتكلم، فحينئذ له أن يتكلم، ولا سيما إذا كان الرجل ممن يتلقى الناس قوله بالقبول. كذلك لو رأى منكرا، فله أن يقوم ويتكلم عن هذا المنكر ويحذر منه ويقول: إما أن تكفوه أو خرجنا. فلكل مقام مقال، وإذا تلقى الناس الموعظة بانشراح وقبول كان أحسن ولهذا كان النبي صلى الله عليه يتخول أصحابه بالموعظة مخافة السآمة يعني الملل.ا. هـ.
ـ[أبوعبيدة الوهراني]ــــــــ[18 - Dec-2009, صباحاً 03:40]ـ
لقد غرّنا من قال بأن الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله يقول بأن الموعظة في الأعراس من البدع، فتبين لنا في ما بعد خلاف ذلك، كما نقله لنا أخونا الفاضل الكريم: أبو محمد الغامدي:
أن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله سئل في اللقاء الباب المفتوح (70/ 227 - 228) عن الموعظة عند القبر وفي قصور الأفراح ....
فقال: .....
وأما (الموعظة) في الأعراس فكذلك أيضا لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقوم خطيبا يخطب الناس، ولا عن الصحابة فيما نعلم، بل إنه لما ذكر له عائشة رضي الله عنها زفت امرأة لرجل من الأنصار قال: " يا عائشة ما كان معكم لهو فإن الأنصار قوم يعجبهم اللهو " فدل ذلك على أن لكل مقام مقالا، ولأن الإنسان إذا قام خطيبا في الأعراس، فإنه قد يثقل على الناس، وليس كل أحد يتقبل، قد يكون أحد من الناس ما رأى أقاربه أو أصحابه إلا في هذه المناسبة، فيريد أن يتحدث إليهم ويسألهم ويأنس بهم، فإذا جاءتهم هذه الموعظة وهم متأهبون للحديث مع بعضهم، ثقلت عليهم، وأنا أحب أن تكون المواعظ غير مثقلة للناس، لأنها إذا أثقلت على الناس كرهوها، وكرهوا الواعظ. ولكن لو أن أحدا في محفل العرس طلب من هذا الرجل أن يتكلم، فحينئذ له أن يتكلم، ولا سيما إذا كان الرجل ممن يتلقى الناس قوله بالقبول. كذلك لو رأى منكرا، فله أن يقوم ويتكلم عن هذا المنكر ويحذر منه ويقول: إما أن تكفوه أو خرجنا. فلكل مقام مقال، وإذا تلقى الناس الموعظة بانشراح وقبول كان أحسن ولهذا كان النبي صلى الله عليه يتخول أصحابه بالموعظة مخافة السآمة يعني الملل.ا. هـ
فالشيخ رحمه الله لم يقل أن فعلها من البدع، أو أن فاعلها مبتدع آثم، وإنما رد ذلك إلى حسب المصلحة:
01: أن تكون الموعظة غير مثقلة حتى لا يمل منها الناس (وأنا أحب أن تكون المواعظ غبر مثقلة).
02: أنه إذا طلب من الواعظ أن يلقي كلمة فله ذلك سيما إذا كان رجلا فاضلا يتلقى الناس قوله بالقبول.
02: إذا رأى منكرا فله أن يتكلم، أي بدون أن يطلب منه ذلك.
04: أن لا يكثر منها أي أن تفعل أحيانا (إذا تلقى الناس الموعظة بانشراح وقبول كان أحسن، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخول أصحابه بالموعظة مخافة الملل.
للأسف: كثير من الإخوة هداهم الله ينقلون كلاما للمشايخ على غير مرادهم (المشايخ)، إما لتقصير في الفهم من الناقل، أو عدم الإلمام بكل كلام الشيخ في المسألة، وفتوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، هنا أكبر دليل على ذلك.
ولهذا لابد من التثبت من الأخبار قبل إصدار الأحكام.
اللهم إلا أن يكون للشيخ رحمه الله كلاما آخر غير هذا!!!
ولهذا فالموعظة في الأعراس على الضوابط التي ذكرناها من قبل لا تخالف فتوى الشيخ رحمه الله، والله أعلم.(/)
الشيخ فلان "في ذمة الله"
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[21 - Nov-2009, مساء 04:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من العبارات الشائعة قول بعضهم عند وفاة أحد: الشيخ فلان في ذمة الله
قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله: "قولهم في حق المتوفَّى: (في ذمة الله)، فطرداً لقاعدة التوقيف فلا يطلق هذا اللفظ، ولا يستعمل. والله أعلم.
معجم المناهي اللفظية صـ 432
ومعنى (في ذمة الله) أي في عهده وأمانه ورعايته.
والله تعالى أعلم
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[21 - Nov-2009, مساء 04:41]ـ
بارك الله فيكم، ورحم الله العلامة بكرا، ولكن لا أرى أن المنع يعلل ههنا بمخالفة التوقيف، فلو تقيدنا بالتوقيف في مثل هذا لمنعنا كثيرا من المعاني الصحيحة التي لا سلف لنا في منعها .. ولكن يمكن أن يقال إن عبارة "في ذمة الله" قد ورد النص بإطلاقها على من صلى الصبح (مثلا)، فهي يوصف بها من يكلؤهم الله بالرعاية في هذه الحياة الدنيا، فلا وجه لجعلها متوجهة إلى وصف من يموت حتى لا يكاد يستعملها أحد من الناس إلا في ذلك (وهو واقع الحال)، إذ يقول القائل "فلان في ذمة الله" يريد بذلك أنه قد مات، فهذا قد يكون وجها معتبرا للمنع، والله أعلم.
ـ[إمام محمود]ــــــــ[21 - Nov-2009, مساء 11:29]ـ
جزكم الله خيرا
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[21 - Nov-2009, مساء 11:48]ـ
بارك الله فيك يا شيخنا الكريم, ألا يمكن أن نفهم من كلام الشيخ رحمه الله أنه يمنع من استخدام ذلك لأنها شهادة منا للمتوفى بأنه في رعاية الله وأمانه, وهذا يحتاج نص؟ وجزاكم الله عنا كل خير
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[22 - Nov-2009, صباحاً 08:13]ـ
بارك الله فيك، لا أرى ذلك الوجه لازما، فلسان العرب يحتمل في مثل هذا اللفظ وجهين:
وجه الإخبار ووجه الإنشاء،
والتمييز بينهما يكون بالسياق والقرائن والعرف.
والصحيح في حالتنا أنه على وجه الإنشاء لا الإخبار فهو من الدعاء، كقولك - لمن هم دون الصحابة المنصوص على تحقق رضى الله عنهم - فلان "رضي الله عنه" وهذا من حيث الأصل جائز في عموم المسلمين من أهل الفضل دون اختصاص أحدهم به. فهذا الترضي في هذا المقام - على رجل معين لم يدل النص على أنه قد رضي الله عنه - إنما يخرج مخرج الإنشاء لا الإخبار، فأنت تسأل الله أن يرضى عنه، ولست تقرر أن الله قد رضي عنه بالفعل .. بل أقرب من هذا صيغة تحية الإسلام نفسها، فأنت تقول "السلام عليكم ورحمة الله" تخرجها مخرج الدعاء والطلب، وليس التقرير بأن الله قد أنزل سلامه على من تخاطب بالفعل.
ولهذا قلتُ إننا لو أطلقنا علة (طرد قاعدة التوقيف) للمنع ههنا لمنعنا كثيرا مما لا يصح منعه مما يناظر هذا المعنى، كقولنا على الميت "فلان رحمه الله" .. فنحن لا ندري أرحمه الله حقا أم لم يرحمه، وليس عندنا نص على ذلك، ولكن نطلق الكلمة على وجه الإنشاء والدعاء، ولهذا نظائر كثيرة، والله أعلم.(/)
استفسار عن معنى كلام شيخ الاسلام: "وقد فرق الله بين ما قبل الرسالة وما بعدها .. ".
ـ[ابو انس المغربي]ــــــــ[21 - Nov-2009, مساء 08:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يشرفني ان اشارك معكم في هذا المنتدى المفيد انا جديد معكم وكذالك جديد في طلب العلم لست الا تلميذا اليكم , وسؤالي الذي اريد منكم ان تجبو عليه وتشرحو معناه هو هذا الكلام لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله (وقد فرق الله بين ما قبل الرسالة وما بعدها في أسماء وأحكام وجمع بينها في أسماء وأحكام) [الفتاوى: 20 ص 37]. ارجو من الاخوة المشايخ وطلبت العلم ان يشرحو هذا الكلام بالتفصيل ان امكن ذالك
والسلام عليكم
ـ[أبو عبد الله الغيثي]ــــــــ[23 - Nov-2009, مساء 01:19]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
معنى قول شيخ الإسلام ابن تيمية:
(وقد فرق الله بين ما قبل الرسالة وما بعدها في أسماء وأحكام وجمع بينهما في أسماء وأحكام).
فرق الله بين ما قبل الرسالة وما بعدها في أسماء؛ منها: المكذب والمعرض والمتولي عن الطاعة؛ فهذه الأسماء لا يسمى بها قبل الرسالة، وإنما يسمى بها بعد الرسالة ...
وفرق الله بين ما قبل الرسالة وما بعدها في أحكام؛ منها: التعذيب؛ فإنه لا يحكم به إلا بعد الرسالة، ولا يحكم به قبل الرسالة ...
وجمع بين ما قبل الرسالة وما بعدها في أسماء؛ منها: الظالم والطاغي والمفسد والمفتري والمشرك والجهل والجاهلية؛ فهذه الأسماء يسمى بها قبل الرسالة كما يسمى بها بعد الرسالة ...
وجمع بين ما قبل الرسالة وما بعدها في أحكام؛ منها: الثواب على عمل الخير في الدنيا، وذم الأفعال السيئة القبيحة، وعدم المؤاخذة على ما يقع خطأ بلا قصد ...
ـ[ابو انس المغربي]ــــــــ[23 - Nov-2009, مساء 08:49]ـ
جزاك الله خير الجزاء اخي ابا عبد الله الغيثي على هذا التوضيح المفيد(/)
هل في دليل على مضاعفة الاعمال الصالحه في العشر
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[21 - Nov-2009, مساء 08:45]ـ
اين اجد الد ليل على مضاعفه الاعمال الصالحة في العشر
وحديث ابن عباس جاء في بيان محبه الله للعمل الصالح في العشر
والمحبه له شأن اخر غير المضاعفة
وبارك ربي فيكم(/)
افتراقٌ هنا .. واتحاد هناك!!: لفضيلة الشيخ أبي عبد الله محمد سعيد رسلان حفظه الله
ـ[- أبو عبد الرحمن -]ــــــــ[21 - Nov-2009, مساء 10:14]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
افتراقٌ هنا .. واتحادٌ هناك!!
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2461 (http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2461)
http://www.rslan.com/images/index/Efteraq.jpg (http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2461)
نبذة مختصرة عن المحاضرة: (المادة متوفرة صوتيًا rm & mp3 ومرئيًا wmv )(/)
(الميمني الصغير) فيمن قيلت؛ ومن قالها؟
ـ[أشرف السلفي]ــــــــ[21 - Nov-2009, مساء 11:22]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
(الميمني الصغير) فيمن قيلت؛ ومن قالها؟
الجواب:
قالها الأستاذ العلامة: ......
في الأستاذ: ......
ونقلها الأستاذ ..... : في ......
والله الموفق
.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[22 - Nov-2009, صباحاً 01:37]ـ
وهي ... في ... محلها.
ـ[أشرف السلفي]ــــــــ[30 - Nov-2009, صباحاً 09:38]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
هل عرفت الجواب أبا فهر؟
لا أدري هل السؤال صعبا، أو أنه غير مهم؟
والله الهادي(/)
هل كان الحاكم شيعياً؟؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[22 - Nov-2009, صباحاً 08:17]ـ
الحمد لله وحده ..
فهذا بحث حسن ربما غفل عنه الناس، وقد أودعه الشيخ عبد الرحمن بن حسن قائد حاشية تحقيقه النفيس جداً للمنتخب من كتاب المنثورات لابن طاهر المقدسي = فأحببتُ إفراده هنا؛ لينتبه له أناس، وينتفع به آخرون ..
قال وفقه الله:
((في وصف الحاكم بالرفض غلوٌّ وإسراف , والله يحبُّ الإنصاف , وسننظر في نسبته إلى التشيُّع , ونبسط القول فيها في مقاماتٍ أربعة:
الأول: من وصفه بذلك.
* اتهمه أبو إسماعيل الأنصاري (ت: 481) بالرفض , كما في العبارة التي هنا , وسيأتي النظر فيها , وعلى خطاه سار تلميذه محمد بن طاهر (ت: 507) فنعت الحاكم بالتعصُّب الشديد للشيعة في الباطن , مع التظاهر بالتسنُّن في التقديم والخلافة , والانحراف المعلن الغالي عن معاوية رضي الله عنه , وستأتي عبارته , وانظر كذلك:
«الأنساب المتفقة» (70) , وقال في «تذكرة الحفاظ» (146): «كان يتَّهم بالتعصُّب للرافضة» , وتلقَّف هذا عنه ابن الجوزي , فذكر عبارته في «العلل المتناهية» (1/ 233).
* ووصفه بالتشيُّع فحسب , أو بالميل إليه , جماعةٌ من أهل العلم , منهم:
الخطيب البغدادي (ت: 463) , وقال في «تاريخ بغداد» (5/ 473):
«كان ابن البيِّع يميل إلى التشيُّع».
وأبو سعد السمعاني (ت: 562) , وقال في «الأنساب» (2/ 371):
«وكان فيه تشيُّع».
وابن الجوزي (ت: 597) , وقال في «المنتظم» (8/ 269): «كان متشيعًا ظاهر التشيُّع».
وابن تيمية (ت: 728) , وقال في «منهاج السنة» (7/ 373): «منسوبٌ إلى التشيُّع».
والذهبي (ت: 748) في مصنفاته: «السير» (17/ 165 , 174) ,
و «التذكرة» (1045) , و «العبر» (3/ 91) , و «الميزان» (3/ 608) ,
و «المعجم المختص» (303) , وستأتي عباراته.
وابن كثير (ت: 774) , وقال في «البداية والنهاية» (8/ 583 , 9/ 243): «ينسبُ إلى شيءٍ من التشيُّع» , «كان فيه تشيُّع».
وابن الجزري (ت: 833) , وقال في «غاية النهاية» (2/ 185): «كان شيعيًّا , مع حبه للشيخين رضي الله عنهما».
وابن الوزير (ت: 840) , وقال في «الروض الباسم» (237 , 568):
«فإنهم [أي: أئمة الحديث] مجمعون على أن أبا عبد الله الحاكم ابن البيِّع من أئمة الحديث , مع معرفتهم أنه من الشيعة».
الثاني: دلائل تشيُّعه.
1 – تصحيحُه لحديث الطير , وإدخاله إياه في كتابه: «المستدرك على الصحيحين» , وجمعه لطرقه , وهو أنه كان عندالنبي ^ طير , فقال: «اللهم ائتني بأحبِّ خلقك إليك يأكل معي هذا الطير , فجاء عليٌّ فأكل معه».
قال الخطيب في «التاريخ» (5/ 435): «وكان ابن البيِّع يميلُ إلى التشيُّع؛ فحدثني أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الأرموي , بنيسابور , وكان شيخًا صالحًا فاضلًا عالمًا , قال: جمع الحاكمُ أبو عبد الله أحاديث زعم أنها صحاحٌ على شرط البخاري ومسلم , يلزمهما إخراجها في صحيحيهما , منها: حديث الطائر , و من كنت مولاه فعليٌّ مولاه , فأنكر عليه أصحاب الحديث ذلك , ولم يلتفتوا فيه إلى قوله , ولا صوَّبوه في فعله».
وقال محمد بن طاهر: «ورأيت أنا حديث الطير، جَمْعَ الحاكم، بخطِّه , في جزءٍ ضخمٍ , فكتبته للتعجُّب». انظر: «السير» (17/ 176).
وقد أخرجه في «المستدرك» (3/ 130 , 131) من طريق يحيى بن سعيد عن أنس , ثم قال: «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشيخين , و لم يخرجاه. وقد رواه عن أنس جماعةٌ من أصحابه , زيادة على ثلاثين نفسًا , ثم صحَّت الروايةُ عن عليٍّ وأبي سعيد الخدري وسفينة».
وقال أيضًا: «حديث الطائر لم يخرَّج في الصحيح , وهو صحيح». انظر:
«المنتظم» (4/ 320).
وهو حديثٌ منكر , له طرقٌ كثيرةٌ لا يصحُّ منها شيء , قال الذهبي: «أقربُها غرائبُ ضعيفة , وأردؤها طرقٌ مختلقةٌ مفتعلة , وغالبُها طرقٌ واهية» , انظر جملةً منها في: «العلل المتناهية» (1/ 225 – 234) , و «البداية والنهاية» (11/ 75 –
(يُتْبَعُ)
(/)
83) و «لسان الميزان» (1/ 37 , 42 , 177 , 408 , 2/ 217 , 285 , 353 , 359 , 434 , 3/ 80 , 183 , 226 , 287 , 336 , 4/ 12 , 351 , 5/ 57 ,
192 , 6/ 140 , 7/ 118).
قال العقيلي: «هذا الباب الروايةُ فيها لينٌ وضعف , لا نعلم فيه شيء ثابت , وهكذا قال محمد بن إسماعيل البخاري» , «الرواية فيه متقاربةٌ في الضعف» , «طرقُ هذا الحديث فيها لين». «الضعفاء» (1/ 46 , 2/ 318 , 4/ 188).
وقال الخليلي: «ما روى حديث الطير ثقة , رواه الضعفاء مثل: إسماعيل بن سلمان الأزرق , وأشباهه، ويردُّه جميعُ أئمة الحديث». «الإرشاد» (420).
وقال أبو ذر الهروي: «كنا في حلقة الحاكم أبي عبد الله بن البيِّع الحافظ بنيسابور إذا أخرج عن السُّدِّي في الصَّحيح نتغامزُ عليه , وذلك أنه روى حديثَ الطير , ولم يتابعه أحدٌ عليه , وكان [أي: السُّدِّي] يُنْسَبُ إلى التشيُّع». «معجم السفر» للسِّلفي (239).
وقال محمد بن طاهر في «اليواقيت»: «حديثُ الطائر موضوع , إنما يجيء عن سُقَّاط أهل الكوفة عن المشاهير والمجاهيل عن أنسٍ وغيره , ولا يخلو أمرُ الحاكم من أمرين: إمَّا الجهلُ بالصحيح , فلا يُعْتَمد على قوله , وإمَّا العلمُ به , ويقول به , فيكون معاندًا كذابًا دسَّاسًا». انظر: «العلل المتناهية» (1/ 233 , 234) ,
و «المنتظم» (4/ 320) , و «النكت على كتاب ابن الصلاح» للزركشي (1/ 220).
و قال أيضًا: «كلُّ طرقه باطلةٌ معلولة». انظر: «تذكرة الحفاظ» له 146) , و «العلل المتناهية» (1/ 233).
وذكر الحافظ عبد القادر الرُّهاوي في كتاب «المادح والممدوح» له: أن الدارقطنيَّ لمَّا وقف على «مستدرك» الحاكم أنكره , وقال: يستدركُ عليهما حديث الطير؟! فبلغ ذلك الحاكم , فضرب عليه من كتابه. انظر: «الفروسية» لابن القيم
(276) , و «العلل المتناهية» (1/ 233) , و «النكت» للزركشي (1/ 223).
وروى ابن طاهر هذه القصة , فقال: «سمعت أبا محمد بن السمرقندي يقول: بلغني أن مستدرك الحاكم ذُكِرَ بين يدي الدارقطني ... ». انظر: «السير» (17/ 176) , و «تاريخ الإسلام» (9/ 99).
وقال ابن تيمية في «منهاج السنة» (7/ 371): «حديثُ الطائر من المكذوبات الموضوعات عند أهل العلم و المعرفة بحقائق النقل».
واستنكر متنه أبو بكر بن أبي داود , وله فيه عبارةٌ رديئة. انظر: «الكامل» لابن عدي (4/ 266) , و «السير» (13/ 232).
وقال الحاكم: «لو صحَّ لما كان أحدٌ أفضل من عليٍّ بعد النبي ^». انظر:
«السير» (17/ 168).
فالعنايةُ بتصحيح مثل هذا الحديث الواهي , والاحتشاد له , وجمعُ طرقه , والتصنيفُ فيه , ومخالفةُ الناس في الحكم عليه , والتجلُّد بإدخاله في المستدرك على الصحيحين , مع اعتقاد أنه لو صحَّ لما كان أحدٌ أفضل من عليٍّ بعد رسول الله ^؛ ألا يدلُّ كلُّ أولئك على أن في النفس ميلًا إلى اعتقاد ما دلَّ عليه , وهوىً في تصديقه , ورغبةً جامحةً لتصحيح الخبر الوارد به؟!
2 - امتناعه عن التحديث بحديثٍ واحدٍ في فضل معاوية رضي الله عنه , وقد طُلِبَ إليه.
قال محمد بن طاهر: «كان منحرفًا غاليًا عن معاوية وأهل بيته , يتظاهرُ به ولا يعتذرُ منه. فسمعتُ أبا الفتح ابن سمكويه , بهراة، سمعت عبد الواحد المليحي، سمعت أبا عبد الرحمن السلمي يقول: دخلتُ على أبي عبد الله الحاكم وهو في داره، لا يمكنه الخروجُ إلى المسجد من أصحاب أبي عبد الله بن كرَّام , وذلك أنهم كسروا منبره، ومنعوه من الخروج، فقلت له: لو خرجتَ وأمليتَ في فضائل هذا الرجل
[يعني: معاوية رضي الله عنه. انظر: «المنتظم» (4/ 320) , و «طبقات الشافعية» (4/ 163)] حديثًا لاسترحتَ من المحنة , فقال: لا يجيءُ من قلبي، لا يجيءُ من قلبي».
أبو الفتح محمد بن أحمد بن عبد الله بن سمكويه , إمامٌ حافظٌ ثقة. انظر:
«السير» (19/ 16). وعبد الواحد بن أحمد المَلِيحي الهروي محدِّث هراة في وقته ومسندها , ثقةٌ صالح. انظر: «السير» (18/ 255).
ويصدِّقُ هذا أنه لم يذكر معاوية رضي الله عنه في كتاب معرفة الصحابة من
«المستدرك» , ولا خرَّج فيه شيئًا من فضائله.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن تيمية: «هذا مع إن الحاكم منسوبٌ إلى التشيع , وقد طُلِبَ منه أن يروي حديثًا في فضل معاوية , فقال: ما يجيء من قلبي , ما يجيء من قلبي , وقد ضربوه على ذلك فلم يفعل , و هو يروي في الأربعين أحاديث ضعيفةً بل موضوعةً عند أئمة الحديث , كقوله بقتال الناكثين , والقاسطين , والمارقين». «منهاج السنة» (7 /
373).
ولا يقال: إنه لم يجد حديثًا في فضل معاوية على شرط الصحيح , وقد روى? عن أبي العباس الأصم عن أبيه عن إسحاق بن راهويه قوله: «لا يصحُّ عن النبي ^ في فضل معاوية بن أبي سفيان شيء» , أخرجه من طريقه ابن الجوزي في «الموضوعات» (823) , وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (59/ 106) = لأنَّا بلوناه يتساهل في فضائل غيره , ويخرج الضعيف والموضوع , فما بال التشدُّد لا يأتي إلا في فضائل معاوية؟!
3 - قوله: «إن عليًّا وصيٌّ». أي: أوصى النبيُّ ^ بالخلافة إليه من بعده.
قال الذهبي في ترجمته من «الميزان» (3/ 608): «ومن شقاشقه قوله: ... , وقوله: إن عليًّا وصيٌّ».
وقال ابن الجزري في «غاية النهاية» (2/ 185): «ومما انتُقِد عليه قوله: ... وقوله: إن عليًّا وصيٌّ». ثم قال: «وأما قوله: إن عليًّا رضي الله عنه وصيٌّ , فهو من زلَّاته , فإنه لا يجهل أن هذا غير صحيح , لكنه كان شيعيًّا مع حبِّه للشيخين رضي الله عنهما».
والقول بذلك موطِّئٌ للقول بالإمامة , إن لم يكن إيَّاه , وهي أصل دين الشيعة.
4 - إنشاده مرثيَّةً في مقتل الحسين رضي الله عنه , في خبرٍ رواه المزيُّ في
«تهذيب الكمال» (6/ 448) , وانظر: «البداية والنهاية» (9/ 243). وله فيه تصنيفٌ مستقل , انظر: «المستدرك» (3/ 177).
5 - ترجمة الشيعة له في كتبهم. انظر: «أعيان الشيعة» للعاملي (9/ 391) ,
و «قاموس الرجال» للتستري (9/ 386) , و «مستدركات علم رجال الحديث» للشاهرودي (7/ 170).
الثالث: تحرير القول في درجة تشيُّعه.
أما الزعم بأنه رافضي , فأبعدُ شيء عن الحق , وأدناه إلى البغي , ولا دليل يدلُّ عليه , ولا بيِّنة تشفعُ له , بل الدلائلُ تنفيه , والبراهينُ تجحده.
وقد تعقبه الذهبيُّ بقوله: «كلا , ليس هو رافضيًّا، بلى يتشيع» , وقال: «كان من بحور العلم على تشيُّعٍ قليلٍ فيه» , وقال: «تشيُّعه خفيف». «السير» (17/ 165 , 174 , 16/ 358).
وقال: «أما انحرافه عن خصوم عليٍّ فظاهر، وأما أمر الشيخين فمعظِّمٌ لهما بكلِّ حال , فهو شيعيٌّ لا رافضي». «التذكرة» (1045).
وقال: «الله يحب الإنصاف، ما الرجلُ برافضي، بل شيعيٌّ فقط» , وقال: «هو شيعيٌّ مشهورٌ بذلك , من غير تعرُّضٍ للشيخين». «الميزان» (3/ 608).
وقال: «كلَّا , ما كان الرجل رافضيًّا , بل كان شيعيًّا ينال من الذين حاربوا عليًّا رضي الله عنه , ونحن نترضَّى? عن الطائفتين , ونحبُّ عليًّا أكثر من خصومه». «المعجم المختص بالمحدثين» (303).
وقال: «وكان فيه تشيُّعٌ وحطٌّ على معاوية». «العبر» (3/ 91).
أما المعلمي , فعلَّق على عبارة أبي إسماعيل تعليقًا طريفًا , فقال: «وتذكِّرني هذه الكلمة ما حكوه أن الصاحبَ ابن عبَّاد كتب إلى قاضي قُم:
أيها القاضي بِقُم قد عزلناك فقُم
فقال القاضي: ما عزلتني إلا هذه السَّجعة!!». «التنكيل» (1/ 455).
قلت: وما هذا من أبي إسماعيل بمستغرب , فإنه يقدحُ بأدنى? شيءٍ ينكره من مواضع النزاع , كما قال ابن رجب في «ذيل طبقات الحنابلة» (1/ 28) , فكيف بمواضع الوفاق؟!
ولا تلتفت إلى زعم السبكي أن طعن أبي إسماعيل وابن طاهر في الحاكم بسبب أشعريَّته , فلو قدر السبكيُّ لجعل الشافعية كلهم أشاعرةً ضربة لازب!
ولنترك لأبي عبد الله الحاكم هَتْك هذه الأخلوقة , من كتبه:
ففي «المستدرك» (3/ 145): باب «ذكر البيان الواضح أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه نفى? من خواصِّ أوليائه جماعةً , وهَجَرَهم؛ لذكرهم أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم بما ليسوا له بأهلٍ , وسبِّهم غيرَهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , حتى فارقوه وتوجَّهوا إلى حروراء , منهم: عبد الله بن الكواء اليشكري , وشبيب بن ربعي التميمي».
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم أسند الأثر الدالَّ على ذلك , وصحَّح إسناده.
وافتتح كتاب معرفة الصحابة من «المستدرك» بمناقب أبي بكر رضي الله عنه , وأخرج فيها أكثر من ستين حديثًا (3/ 61 – 79).
ثم عقد بابًا , فقال: «ذكر الروايات الصحيحة عن الصحابة رضي الله عنهم بإجماعهم في مخاطبتهم إياه بيا خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم».
ثم شرع في مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه , فخرَّج فيها أكثر من ثلاثين حديثًا (3/ 80 – 90) , ثم ساق ما ورد في قصة مقتله رضي الله عنه , وما قيل فيه من الشعر.
ثم قال: «فضائل أمير المؤمنين ذي النورين عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه» وأورد في هذا الباب (3/ 95 – 100) ثمانية عشر حديثًا , ثم ذكر ما ورد من الأخبار في قصة مقتله رضي الله عنه (3/ 100 – 107) , وقال في (3/ 103): «قد ذكرت الأخبار المسانيد في هذا الباب في كتاب مقتل عثمان رضي الله عنه , فلم أستحسن ذكرها عن آخرها في هذا الموضع , فإن في هذا القدر كفاية , فأما الذي ادعته المبتدعة من معونة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب على قتله فإنه كذبٌ و زور , فقد تواترت الأخبار بخلافه».
ثم شرع في مناقب علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم.
ثم قال في (3/ 180): «وقد أمليتُ ما أدَّى إليه اجتهادي من فضائل الخلفاء الأربعة , وأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله سلم , ما يصحُّ منها بالأسانيد».
وفي كتابه «الأربعين» عقد بابًا لتفضيل أبي بكر وعمر وعثمان , واختصَّهم من بين الصحابة. انظر: «طبقات الشافعية» للسبكي (4/ 167).
فماذا بقي للرافضة في باب الصحابة والإمامة من باطلٍ لم يمحقه؟!
وقد أعلن رحمه الله تعالى براءته منهم بطعنِه فيهم وفي غلاة الشيعة , ونَعْتِهم بالرَّفض والغلوِّ , ووَصْفِهم برداءة المذهب , وعَدِّهم من أهل البدع والأهواء!!
* قال في شيخه الحافظ أبي بكر أحمد بن محمد بن السَّري بن أبي دارم: «هو رافضيٌّ , غير ثقة». انظر: «السير» (15/ 578) , و «الميزان» (1/ 139).
* وقال في تليد بن سليمان المحاربي: «رديء المذهب». «المدخل إلى الصحيح» (1/ 133). وكان تليد شيعيًّا غاليًا يشتم عثمان , بل أبا بكر وعمر رضي الله عنهم , كما قال أبو داود. انظر: «سؤالات الآجري» (1871). ومع هذا فقال عنه الإمام أحمد: «كان مذهبه التشيع» , ولم ير به بأسًا! , كما في «العلل» رواية المروذي (189) , ونُقِل عنه تكذيبه في روايةٍ أخرى.
* وقال في أبي الجارود الأعمى زياد بن المنذر الكوفي: «رديء المذهب».
«المدخل إلى الصحيح» (1/ 150). وإليه تنتسبُ الجارودية , شرُّ فرق الزيدية , وما أقربهم من الرافضة , ولذا قال عنه ابن حبان: «كان رافضيًّا». انظر: «تهذيب الكمال» (9/ 519 , 520) , و «المجروحين» (1/ 306).
* ولما ذكر رحمه الله في كتابه «المدخل إلى الإكليل» (119) الخلاف في قبول روايات «المبتدعة وأصحاب الأهواء» , مثَّل لهم بعبَّاد بن يعقوب الرواجني , وعبيد الله بن موسى العبسي (وهما شيعيَّان غاليان متهمان بالرفض) , وحريز بن عثمان (وهو ناصبي) , وغيرهم.
* وقال في عباد بن يعقوب الرواجني: «كان من الغالين في التشيُّع».
«المدخل إلى الصحيح» (2/ 793).
* وقال في الوليد بن عبد الله بن جميع: «في حديثه [ما] يدل على ما وراءه من الميل عن الطريق وغيره». «المدخل إلى الصحيح» (2/ 753 , 693). وهو كوفي , وقد وثقه جمهور الأئمة , ولم أر من وصمه بالتشيُّع - سوى ما أشار إليه الحاكم - إلا البزار , فقال في «المسند» (2800): «كانت فيه شيعيةٌ شديدة , وقد احتمل أهل العلم حديثه» , وفي «التهذيب» عنه: «كان فيه تشيع».
(يُتْبَعُ)
(/)
* وقال في يونس بن بكير: «إني قد تأملتُ كلَّ ما قيل فيه , فلم أجد أحدًا من أئمتنا استزاده (كذا في المطبوعة , ولعل الصواب: ?ستزلَّه) في حفظٍ أو إتقان , أو مخالفةٍ للثقات في رواياته , إلا لميله عن الطريق في تشيُّعه , وقد ?حتُمِل مثلُ هذا الحال عن جماعةٍ من الكوفيين , فهو عندي من جملتهم». «المدخل إلى الصحيح» (2/ 701). ولم أر من اتهم يونس بالرفض , بل جمهور الأئمة على توثيقه , وإنما نقم عليه بعضهم التشيع والإرجاء , وقال الجوزجاني في «أحوال الرجال» (120): «ينبغي أن يتثبت في أمره؛ لميله عن الطريق» , وكأن الحاكم أخذ هذه العبارة عنه , وقد نقل عنه في «المدخل» (2/ 767) قوله في شيعيٍّ آخر , وهو خالد بن مخلد القطواني: «كان شتَّامًا , معلنًا بسوء مذهبه».
أفيصحُّ بعد هذا أن يوصم بالرَّفض؟!
وكيف يكون رافضيًّا من أبلى? زهرة شبابه , وربيع كهولته , وهشيم شيخوخته في طلب سنة النبي ^ , وتدوينها , والذبِّ عنها , وتمييز صحيحها من سقيمها , والتصنيف في علومها , والدعوة إلى لزومها والعمل بها , فأصبح من فرسانها إذا ما رايةٌ رفعت لها؟!
وكيف يكون رافضيًّا – صانه الله عن هذه الحماقة - وهو شافعيُّ المذهب , معتزٌّ بشافعيته , مصنِّفٌ في مناقب إمامه؟! أرافضيٌّ وشافعيّ؟!
أما قول ابن طاهر: «كان شديدَ التعصُّب للشِّيعة في الباطن , وكان يُظْهِرُ التسنُّن في التقديم والخلافة» , فحسبُه أنْ أحال على غير مليء , واعتمد على مظنون , وما لناولباطن الرجل حتى نتولَّجه , وهل من سبيلٍ إلى القطع بما فيه حتى نتكلَّف هذا التقحُّم؟! وما أمرنا الله بذلك , بل بأن نأخذ بظواهر الخلق ونكل سرائرهم إليه , عزَّ سلطانه.
بقي النظرُ في القول بتشيُّعه , رحمه الله , وهو موضعٌ للتأمل فيه فسحة , وللاجتهاد مجال , فلنتصفَّح أدلته.
أما حديث الطير , فإنما يستقيم الاستدلال بتصحيحه له على تشيُّعه لو كان لم يصحِّح في الفضائل من الواهيات إلا هو أو ما كان من بابته , فكيف وقد صحَّح أحاديث واهيةً في فضائل أبي بكر وعمر وعثمان , وفي كتابه «أحاديث نحو المئة يشهد القلبُ ببطلانها , حديثُ الطير بالنسبة إليها سماء» كما يقول الذهبي , فما وجه ?ختصاص القدح بذاك الحديث؟!
ثم إنه عاد وتبيَّن له وهاؤه , وحكم بعدم صحته , كما ثبت عنه بإسنادٍ صحيح. ولعله أنعم التدبر فيه غِبَّ إنكار أهل الحديث عليه تصحيحه.
قال أبو عبد الرحمن الشاذْياخي: كنا في مجلس السيد أبي الحسن , فسئل أبو عبد الله الحاكم عن حديث الطير , فقال: «لا يصح , ولو صحَّ لما كان أحدٌ أفضل من عليٍّ بعد النبي ^». قال الذهبي: «هذه حكايةٌ قوية». انظر: «السير» (17 /
168 , 169) , و «تاريخ الإسلام» (9/ 94).
وهذا أشبه من أن يكون رأى? عدم ثبوته أولًا , ثم تغيَّر رأيه بعدُ فصحَّحه وأدخله في «المستدرك» , كما ذهب إلى ذلك الذهبي في «التذكرة» (1042).
وقد ردَّ الذهبيُّ في «السير» (17/ 176) , و «تاريخ الإسلام» (9/ 99) روايةً منقطعةً , سلف ذكرها بألفاظها , وفيها أن الحاكم أمر بالضرب على هذا الحديث , وإخراجه من كتابه , بعد أن بلغه إنكار الدارقطني عليه استدراكه , وذلك أن الحاكم إنما صنف «المستدرك» في آخر حياته بعد موت الدارقطني بمدَّة , ثم إن الحديث لم يزل في الكتاب. وهو كما قال.
وجوَّز السبكي في «الطبقات» (4/ 169) أن يكون أخرجه من كتابه , وبقي في بعض النسخ.
أما جمعُه لطرقه , فعسى أن يكون للاعتبار والمعرفة , كما قال أبو موسى المديني , انظر: «منهاج السنة» (7/ 372) , و «نكت» الزركشي (1/ 328) , وتلك شريعةٌ مورودة , وقد جمع طرقه غير واحدٍ من الحفاظ , منهم: ابن جرير الطبري , والطبراني , وأبو نعيم , وابن مردويه , وأبو طاهر محمد بن أحمد بن علي بن حمدان , والذهبي , وغيرهم.
وبعد ذلك , ففي الحكم بوضع الحديث نزاع , والذهبيُّ على أنه يرى? ضعفه يجزم بأن مجموع طرقه يوجبُ أن يكون له أصلٌ , ويقول: «لم يثبت، ولا أنا بالمعتقد بطلانه». انظر: «السير» (13/ 233) , و «التذكرة» (1043). فهذا مما يخففُ اللوم على الحاكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما قوله عن الحديث: «لو صحَّ لما كان أحدٌ أفضل من عليٍّ بعد النبي ^» , فإنما جاء عقب قوله: «لا يصح» , وكأن ذلك عنده نكارةٌ أوجبت ردَّه.
والحقُّ أن هذا المعنى المتوهَّم لا يستلزمه الحديث , بعد التسليم بصحَّته , ولو أفاده فله معارضٌ أقوى? منه يقضي على دلالته , ويقدَّم عليه , انظر: «منهاج السنة»
(7/ 375) , ولهذا نظائر كثيرة.
فهذا أول الأدلة لم يتبين فيه وحده ما تتبرهنُ به الدعوى?.
أما موقفه من معاوية رضي الله عنه , فينبغي أن يُعْلم أول الأمر أن معاوية صحابيٌّ عدلٌ مأمونٌ عند أبي عبد الله الحاكم , لا مطمع إلى التشكيك في هذا أو النَّيل منه , وقد أخرج من طريقه نحو العشرين حديثًا في كتابه , وصحَّح أسانيدها وقبلها , ولم يتردَّد في ذلك طرفة عين.
أما امتناعه من التحديث بفضائله وقد طُلِبَ إليه , فلعله لم يجد فيها شيئًا يثبتُ بإسنادٍ يرتضيه , وهو من روى? عن إسحاق بن راهويه قوله: «لا يصحُّ عن النبي ^ في فضل معاوية بن أبي سفيان شيء» , كما تقدَّم , فلم تطب نفسُه بمخالفة ما يعلمه إرضاءً لبعض الغوغاء , ولو كان في قلبه حرجٌ منه لمحاربته عليًّا رضي الله عنهما لما عقد في كتاب معرفة الصحابة من «المستدرك» أبوابًا لمناقب طلحة والزبير وعائشة وعمرو بن العاص رضي الله عنهم!
وقد جرى? قريبٌ من هذا للإمام النسائي؛ فإنه لما صنَّف «فضائل الصحابة» قيل له: ألا تخرج فضائل معاوية رضي الله عنه؟ فقال: أيَّ شئ أخرج؟ حديث: «اللهم لا تُشْبِعْ بطنَه»؟!. انظر: «السير» (14/ 129).
أما ما نقله الذهبيُّ عنه من قوله: «إن عليًّا وصيٌّ» , فلم يسنده عنه , ولا نقله من كتابٍ سمَّاه له , وما أدري أيُّ شيءٍ هذا , وكيف يقول مثله الحاكم وهو يعتقد صحَّة خلافة أبي بكر وعمر وعثمان , ويروي الأحاديث ويصحِّحها في مناقبهم , ولا يتردَّد في العمل بأحاديثهم وأحاديث سواهم من الصحابة , وكلهم عطَّل تلك الوصية المزعومة؟!
فلا ريب في بطلان هذه النسبة , أو إحالة الكلمة عن وجهها لفظًا أو معنى.
نعم , قد أخرج في «المستدرك» (3/ 172) عن الحسن بن علي رضي الله عنهما في خطبةٍ له قوله: «أنا ابن الوصي» لكنه لم يصحِّحها , ولا علمنا أنه رضي هذه اللفظة.
أما إنشاده مرثيةً في مقتل الحسين رضي الله عنه , فتلك شكاةٌ ظاهرٌ عنه عارها , ولولا إشارةُ الحافظ ابن كثير رحمه الله إلى صلة ذلك بتشيُّعه بقوله في «البداية والنهاية» (9/ 243): «وقد رثاه الناس بمراثٍ كثيرة , ومن أحسن ذلك ما أورده الحاكم أبو عبد الله النيسابوري , وكان فيه تشيُّع» ثم ساق الأبيات = لما ?ستسغتُ إيراده ضمن الدلائل , وإنما حمله عليه تهمةُ الحاكم بالتشيُّع , وإلا فليس هذا مما تختصُّ به الشيعة , وما كانوا أولياءه , بل أهل السنة أولى? به , وقد رثاه منهم خلقٌ لا يحصون.
وكذلك هو القول في تصنيفه في مقتله رضي الله عنه ورفع درجته , وقد صنَّف في تلك الفاجعة غير واحدٍ من أهل السنَّة.
أما ذكر الشيعة له في تراجمهم , فلم يفعله إلا متأخروهم , وهم فيه عالةٌ على أهل السنة , وعنهم أخذوا وصفه بذلك , وليس عندهم علمٌ زائد بحاله , بل هو عامِّيٌّ باصطلاحهم , أي سُنِّي , وإنما أوردوه لتصنيفه في فضائل أهل البيت رضي الله عنهم , ولا ريب عندهم في سُنِّيَّته. انظر: «الوضَّاعون وأحاديثهم من كتاب الغدير للأميني» (7 , 61).
وبعد؛ فقد تبين أن الإمام أبا عبد الله الحاكم رحمه الله معظِّمٌ للشيخين أبي بكر وعمر , رضي الله عنهما , معترفٌ بخلافتهما , ولم يأت عنه ما فيه نيلٌ منهما , أو تقديمٌ لعليٍّ عليهما , بل ولا على عثمان , وقد قدَّم في «المستدرك» ذكره عليه , وساق مناقبه قبله.
وصحَّح فيه (3/ 96) حديث عائشة رضي الله عنها , مع وهائه , قالت: «أول حجرٍ حمله النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم , ثم حمل أبو بكر , ثم حمل عمر حجرًا , ثم حمل عثمان حجرًا , فقلت: يا رسول الله , ألا ترى إلى هؤلاء كيف يساعدونك؟ فقال: يا عائشة , هؤلاء الخلفاء من بعدي» , فمن يصحِّحُ هذا الحديث الذي هو كالنصِّ على خلافة هؤلاء الثلاثة , مع ما في تصحيحه من الاعتراض عليه , يُظَنُّ به أن يطوي قلبه على شيءٍ من البغض لهم؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
وصحَّح فيه (3/ 97) في فضائل عثمان قول النبي ^: «لينهضْ كلُّ رجلٍ منكم إلى كفئه» , ثم نهض ^ إلى عثمان , فاعتنقه وقال: «أنت وليي في الدنيا والآخرة» , مع أن إسناده تالف.
انظر: «طبقات الشافعية» للسبكي (4/ 167 , 168).
كما تبيَّن أنه سليم الصَّدر لصحابة النبي ^ ممَّن قاتل عليًّا رضي الله عنه , معترفٌ بعدالتهم , ناطقٌ بفضلهم , لا يطوي قلبه على غير ذلك.
وإذا علمتَ أن سبب شهرة نسبته إلى التشيُّع هو تلك الشُّبه التي بينَّا وهاءها , علمتَ ما في القطع بهاتيك النسبة من المجازفة.
ولو خرجتَ من تلك الشبهات بأن عنده ميلًا زائدًا إلى عليٍّ - رضي الله عنه - عن الميل المطلوب شرعًا , وأن إعراضه عن التحديث بفضائل معاوية رضي الله عنه هو لنبوِّ قلبه عنها , وقلتَ: إنه يَبْعُد أن يصير جميعُ من نسبه إلى التشيُّع إلى ظنٍّ لا حقيقة له = فاعلم أن ذلك – على فرض ثبوته - تشيُّعٌ خفيفٌ جدًّا , لا يُقْدَحُ به , ولا يغبِّر في وجه إمامته وفضله , وقد رأيتَ قوله في يونس بن بكير: «لم أجد أحدًا من أئمتنا ?ستزلَّه في حفظٍ أو إتقان , أو مخالفةٍ للثقات في رواياته , إلا لميله عن الطريق في تشيُّعه , وقد ?حتُمِل مثل هذا الحال عن جماعةٍ من الكوفيين».
وفيه يقول ابن تيمية: «لكن تشيُّعه وتشيُّع أمثاله من أهل العلم بالحديث , كالنسائي , وابن عبد البر , وأمثالهما , لا يبلغ إلى تفضيله على أبي بكر وعمر , فلا يُعْرف في علماء الحديث من يفضِّله عليهما , بل غايةُ المتشيِّع منهم أن يفضِّله على عثمان , أو يحصل منه كلامٌ أو إعراضٌ عن ذكر محاسن مَنْ قاتله , ونحو ذلك».
«منهاج السنة» (7/ 373).
الرابع: أثر تشيُّعه على أحكامه على الأحاديث.
لم أكن لأذكر هذا لولا قول السخاوي في «فتح المغيث» (1/ 40 , 41) عند حديثه عن تساهل الحاكم في «المستدرك»: «بإدخاله فيه عدَّة موضوعات , حمله على تصحيحها إما التعصُّب لما رُمِيَ به من التشيُّع , وإما غيره».
وهو احتمالٌ باطل , وتساهله لا يختصُّ بباب , كما هو معلوم.
قال المعلمي: «لا أرى الذنب للتشيُّع , فإنه يتساهل في فضائل بقية الصحابة , كالشيخين وغيرهما». «التنكيل» (1/ 457).
انتهى ..
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[22 - Nov-2009, صباحاً 09:08]ـ
أكرمكم الله وبارك فيكم
بحث مفيد، وبيان رائق سديد، وإنصاف واجب.
ـ[إياد القيسي]ــــــــ[22 - Nov-2009, مساء 01:49]ـ
قال شيخ الإسلام في منهاج السنة (7/ 264): (هذا مع إن الحاكم منسوب إلى التشيع و قد طلب منه إن يروي حديثا في فضل معاوية فقال: ما يجيء من قلبي، و قد ضربوه على ذلك فلم يفعل و هو يروي في الأربعين أحاديث ضعيفة بل موضوعة عند أئمة الحديث؛ كقوله بقتال الناكثين و القاسطين و المارقين.
لكن تشيعه و تشيع أمثاله من أهل العلم بالحديث كالنسائي و ابن عبد البر و أمثالهما لا يبلغ إلى تفضيله على أبي بكر و عمر، فلا يعرف في علماء الحديث من يفضله عليهما بل غاية المتشيع منهم أن يفضله على عثمان أو يحصل منه كلام أو إعراض عن ذكر محاسن من قاتله و نحو ذلك؛ لأن علماء الحديث قد عصمهم و قيدهم ما يعرفون من الأحاديث الصحيحة الدالة على أفضلية الشيخين، و من ترفض ممن له نوع اشتغال بالحديث كابن عقدة و أمثاله فهذا غايته أن يجمع ما يروى في فضائله من المكذوبات و الموضوعات لا يقدر إن يدفع ما تواتر من فضائل الشيخين) ا. هـ
قلت هذا كلام فيصل عندي عن الحاكم الحاكم عنده تشيع لا رفض، وإنكار التشيع صعب، وإثبات الرفض أصعب ويدحضه دلائل كثر، والتحقيق هو كلام شيخ الإسلام رحمه الله.
ـ[أبو مسهر]ــــــــ[22 - Nov-2009, مساء 06:06]ـ
و الروافض لا يقبلون حديثه و لا مستدركه
بالرغم من تشيعه
ـ[محمودفتحي المصري]ــــــــ[22 - Nov-2009, مساء 06:19]ـ
الحاكم هو الفيصل بين الشيعة والرافضة والله اعلم فهو شيعي وليس رافضي
ـ[التبريزي]ــــــــ[25 - Nov-2009, صباحاً 03:58]ـ
و الروافض لا يقبلون حديثه و لا مستدركه
بالرغم من تشيعه
نعم الروافض لا يقبلون حديثه ولا مستدركه، ولا يقبلون بتشيعه أيضا لأن شرط التشيع عندهم رفض الشيخين والتبرؤ منهما ومن بقية الصحابة وكذالك لعنهم ورميهم بالردة والمروق من الإسلام .. !!
هناك فارق بين التشيع والرفض، فالتشيع طوائفه كثيرة تجاوزت السبعين فرقة، كلٌ منها يدعي أنه على مذهب آل البيت، والشيعة الأوائل يختلفون عن الرافضة الأواخر، فالأوائل من أهل السنة، وهم الذين كانوا يقدمون علياً على عثمان فقط ويقدمون أبابكر وعمر على جميع الصحابة، وهم وإن سُمُّوا بالشيعة فهم من أهل السنة، لأن مسألة التفضيل بين الخليفتين عثمان وعلي ليست من الأصول التي يضلل المخالف فيها، لكن المسألة التي يضلل فيها مسألة الخلافة، وأخطر طوائف الشيعة التي انحرفت عن التشيع طائفة الرافضة الإثني عشرية الإمامية الجعفرية الباطنية، وهي في الحقيقة صارت طائفة رفض لا تشيع، لكن لفظ الشيعة خرج عن أصله، فإطلاق اللفظ اليوم لا ينصرف إلا إلى طائفة الاثنى عشرية الإمامية الجعفرية لأنَّهم غالبية الشيعة اليوم, ولأنَّ مصادرهم في الحديث والرواية قد استوعبت معظم آراء الفرق الشيعية التي خرجت في فترات التاريخ، فإذا قلت الشيعة دون تقييد فإن المعنى يُقصد به الرافضة الإثني عشرية الذين يؤمنون بالإمامة والعصمة ومنازعة الرب صفاته وربوبيته كإضفاء الولاية التكوينية والعصمة على أئمتهم، وإيمانهم بمهدي لا أساس له ولا أصل يدعون أنه قابع في السرداب ينتظرون خروجه ولم ولن يخرج!!، ولا يدخل معهم في الإسم عند إطلاقه دون تقييد بقية الطوائف الشيعية الأخرى كالإسماعيلية والنصيرية والزيدية التي تفرقت إلى فرق متعددة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[25 - Nov-2009, صباحاً 05:04]ـ
وإنكار التشيع صعب
فعلا و يبدو ان الشيخ لم يوفق في هذه النقطة و كلامه فيها قريب من التجريد ... و كلامه نفسه يرد عليه .. اذ لو كان امتناع الحاكم عن التحديث بفضائل معاوية لضغف أسانيدها فما باله كما قال هو نفسه يروي فضائل غيره بأسانيد واهية و تجيء من قلبه؟؟ كما أن الكرامية و من قاموا عليه .. لم يكونوا ليقوموا عليه الا لشيء من ذلك كما قاموا على النسائي وغيره .. و هو -كما ألمح الذهبي-لم يدافع عن نفسه و لادفع التهمة عن نفسه و لا بين و لا فصل كما فعل غيره ممن قيم عليهم في محنهم بالباطل .. كفعل البخاري و غيره ..(/)
تعليق على مقال: " مشروعية التلقب بالشريف " للشريف الدكتور حاتم العوني.
ـ[أبو عبدالعزيز السيف]ــــــــ[22 - Nov-2009, صباحاً 09:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تعليق على مقال: " مشروعية التقلب بالشريف " للشريف الدكتور حاتم العوني.
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف المرسلين , سيدنا محمد وعلى آله وصحبه. أما بعد.
فقد قرأت مقالاً بعنوان " مشروعية التلقب بالشريف " للشريف الدكتور حاتم بن عارف العوني , وقد رأيت فيه ما يستوجب التعليق , وعلى الله الاتكال.
وقبل أن أدخل في هذه التعليقات لا بد أن أشيد بالطرح المعتدل الذي اتسم به مقال الشيخ والتأصيل العلمي الذي بدا ظاهرا في مفاصله وفقراته , ثم لا بد من تقرير بعض القضايا التي لها صلة بما قصد إليه الشيخ في مقاله المنيف , وأذكرها في النقاط التالية:
1 - لا اختلاف حول فضل أهل البيت النبوي ومكانتهم , وأن لهم حق التوقير والاحترام كما يحترم الوالد لوالديته , والأخ لأخوته , والعالم لعلمه , والكبير لكبره , وصاحب الفضل لفضله., والمحسن لإحسانه, والكريم لكرمه , والوجيه لوجاهته ..
2 - لا حرج في التلقب بالشريف إذ أنه أصبح كالعرف السائد , إذا لم يكن على سبيل االاستعلاء , والترفع على خلق الله.
3 - تقرير أن الناس جميعا في أصل الخلق ومادته متساوون , فهم من آدم وآدم من تراب.
4 - أن التفاضل بين الناس جميعا إنما هو بالتقوى. وأن أكرم الناس وأشرفهم أتقاهم ولو كان مولى!.
5 - أن الناس جميعا يجزون بناء على أعمالهم لا على أنسابهم , وأن منازل المؤمنين في الجنة بحسب أعمالهم لا بحسب أنسابهم وأن مكانة الإنسان عندالله إنما هي بحسب قربه من الله.
بعد ذلك أبدأ بعون الله في ذكر ما أنا بصدده مستعينا بالله فأقول:
بدأ الدكتور الشريف مقالته بذكر آية التطهير استدلالاً على فضل أهل البيت , وهي قوله تعالى: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً} الأحزاب: 33
ومع التسليم بفضل أهل البيت إلا أن الآية ليس فيها ما يدل على ذلك , لأن الإرادة فيها شرعية لا كونية , و إنما يصح الاستدلال بها على فضلهم لو كانت الإرادة كونية.
وغاية ما فيها أن الله يحث أهل البيت على البعد عن الذنوب والرجس لأنهم منسوبون إلى بيت النبوة.
قال ابن تيمية: " و أما آية التطهير فليس فيها إخبار بطهارة أهل البيت وذهاب الرجس عنهم , فإن قوله: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً} , كقوله تعالى: {ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم} , وقوله: {يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب الله عليكم , والله عليم حكيم , والله يريد أن يتوب عليكم} النساء: 26,27 منهاج السنة 4/ 9
والحديث الوارد في أهل الكساء في صحيح مسلم فيه معنى الحصر والقصر , لأنه صلى الله عليه وآله وسلم جمع الحسن والحسين وعلياً وفاطمة تحت الكساء وقال:" اللهم هؤلاء أهل بيتي .. "
ولذلك فإن المعنيين بآية التطهير من أهل البيت هم زوجاته رضي الله عنهن و أهل الكساء على وجه الحصر.
ولا يدخل فيهم ذوو القربى الذين حرمت عليهم الصدقة لأنه لم يجرِ ذِكْرٌ لهم في الآية ولا في سياقها.
ولا يدخل فيهم ذرية أهل الكساء لمعنى القصر الوارد في الحديث , فإن قيل – كما هو ظاهر مراد الشريف حاتم – بل يدخلون , قيل: إذن يلزم من ذلك دخول أولاد علي رضي الله عنه من غير فاطمة رضي الله عنها كابن الحنفية وإخوته الآخرين كعمر ابن التغلبية , والعباس ابن الكلابية.!
والسادة الأشراف – فيما أحسب – لا يدخلون أبناء علي من غير فاطمة في معنى إرادة الله إذهاب الرجس عنهم وتطهيرهم؛ ولذلك استثنوهم من لقب " الشريف " وإن كانوا من بني هاشم ومن جملة أهل البيت.
ويلزم منه دخول ذرية فاطمة الزهراء من جهة بناتها كأبناء عمر من أم كلثوم بنت فاطمة , وأبناء أخواتها رضي الله عنهن وأرضاهن.
ويلزم منه أيضا أن يدخل فيهم أهل البدع من الرافضة والفرق الباطنية ممن ينتسبون إلى أحد الحسنين! فإن كان في الآية دليل على فضل أهل البيت وذريتهم إلى آخر الدنيا فكل هؤلاء المذكورين داخلون فيه. فتأمل!.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الشيخ الشريف: " وقد خص الله تعالى آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم بأحكام شرعية كتحريم الزكاة عليهم تكريماً , وفرض جزء من المغانم الجهادية تشريفاً لهم .. "
أقول: قد شركهم في فرض جزء من المغانم الجهادية اليتامى والمساكين وأبناء السبيل , يقول الله تعالى: {و اعلموا أنما غنمتم من شيء فإن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل .. } الأنفال: 41
و أما تحريم الزكاة عليهم تشريفاً فنعم , ولكن التشريف إنما هو لمقام رسول الله صلى الله عليه , أما هم فعلى سبيل التبع , وقد شركهم في هذا التشريف مواليهم , على سبيل التبع أيضا , ومع ذلك فقد قرر الفقهاء أيضاً أنهم يعطون من الزكاة إذا احتاجوا ولم يكن هناك غنائم جهادية.
ثم هم أيضاً يعطون من الصدقة غير المفروضة , ويعطون أيضاً من الكفارات , ومن النذور , ومن الوصايا المخصصة للفقراء والمساكين , ومواليهم كذلك أيضاً.!
ثم ذكر الشريف حاتم حديث واثلة بن الأسقع رضي الله عنه , قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل و اصطفى قريشاً من كنانة , واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم " صحيح مسلم رقم (2276) ثم قال: " وفي هذا الحديث الصحيح دليل على شرف نسبهم و أن الله اصطفى هذا النسب من بين سائر الأنساب.
أقول: نعم هو دالٌّ على ذلك , ومن قبل اصطفى الله تعالى آدم ونوحاً و آل إبراهيم و آل عمران على العالمين؛ قال تعالى {إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض .. } آل عمران: 33 , 34
فآل إبراهيم وآل عمران وهم خلق كثير كلهم قد اصطفاهم الله. بل إن الله سبحانه وتعالى اصطفى أمة محمد صلى الله عليه وسم قاطبة على سائر الأمم , ولم يستثن منهم أحدا فقال: "ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا " وغالب المفسرين وعامتهم على أن المراد بالمصطفين أمة محمد صلى الله عليه وسلم , ولكنه قال بعد ذلك: " فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات "
وقال عن بني إسرائيل: {يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم و أني فضلتكم على العالمين} البقرة: 47
وقال تعالى: {ولقد آتينا بني إسرائيل الكتب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين} الجاثية: 16
وقال: {و إذا قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم مالم يؤت أحداً من العالمين} المائدة: 20
فهؤلاء قد اصطفاهم الله في زمان مضى , فلما غيروا وبدلوا لم يعد وصف الاصطفاء باقياً لهم.!
والشيخ الشريف حينما ذكر حديث الاصطفاء أراد أن يتوصل به إلى إثبات خيرية وشرف ذرية هاشم إلى يوم الدين , فإذا كان بنو هاشم خياراً فإن ذراريهم ينبغي أن يكونوا خيارا أيضاً , وهذا الفهم لنصوص الاصطفاء يصدق أيضاً على أبناء كنانة فهم خيار كآبائهم , ويصدق على قريش كلها , فهم خيار , وكذلك أبناؤهم إلى يوم يبعثون – بصرف النظر عن أعمالهم - و إن كانت خيريتهم ليست كخيرية بني هاشم!؟ وهذا الفهم كما ترى!
وكذلك أبناء إبراهيم و إسماعيل و إسحاق من آمن منهم كلهم من المصطفين الأخيار! , و إسماعيل أبو العرب , أو أبو العرب العدنانية على وجه الخصوص , ومعنى هذا أن العرب جميعاً أو العرب العدنانية أصحاب نسب شريف اختاره الله واصطفاه؛ لأنهم أبناء نبي كريم هو إسماعيل وجدهم إبراهيم الخليل , وقد سماه الله أباً للمؤمنين , فقال تعالى: {ملة أبيكم إبراهيم} الحج: 78
فإذا كان الفضل والخيرية يسريان من الآباء إلى الأبناء – بصرف النظر عن أعمالهم - كان العرب , أو العرب العدنانيون أيضاً ذوي فضلٍ ومكانة عند الله لأن الله اصطفى أباهم إبراهيم عليه السلام.
وكذلك أبناء إسحاق كيعقوب ويوسف وإخوته و أحفادهم؛ فإن هؤلاء منتظمون في سلسلة نبوية أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: " إن الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم " ولا ريب أن إسحاق نبي كريم أبوه الخليل إبراهيم أبو الأنبياء , و أبناؤه أنبياء كرام , فكل من انتسب إلى هذه السلسلة من أبنائهم المؤمنين لهم فضل وشرف ومكانة – بقطع النظر عن أعمالهم -!!.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقول الشيخ الشريف إن لآل البيت فضلاً على الناس و هو يريد ذراريهم إلى يوم الدين – مع الإسلام فقط – هو كمن يقول بما سبق أي: أن لأبناء إبراهيم و إسماعيل و إسحاق ويعقوب فضلاً على غيرهم – بقطع النظر عن أعمالهم – فإن كان هذا صواباً فكل الناس لم يحرمهم الله هذا الفضل العظيم , و إن كان غير صواب فهو كذلك غير صواب في ذراري أهل البيت!
قال ابن تيمية: " و إذا كان جملة قريش أفضل من غيرها لم يلزم أن يكون كل منهم أفضل من غيرهم , بل في سائر العرب وغيرهم من المؤمنين من هو أفضل من أكثر قريش , والسابقون الأولون من قريش نفر معدودون , وغالبهم إنما أسلم عام الفتح وهم الطلقاء , وليس كل المهاجرين من قريش , بل المهاجرون من قريش وغيرهم كابن مسعود الهذلي وعمران بن حصين الخزاعي والمقداد بن الأسود الكندي وهؤلاء وغيرهم من البدريين أفضل من أكثر بني هاشم .. " منهاج السنة 7/ 135
و قال أيضا: " نهى الله سبحانه على لسان رسوله عن نوعي الاستطالة على الخلق , وهي: الفخر والبغي , لأن المستطيل إن استطال بحق فقد افتخر , و إن كان بغير حق فقد بغى , فلا يحل هذا ولا هذا , فإن كان الرجل من الطائفة الفاضلة مثل أن يذكر فضل بني هاشم أو قريش أو العرب أو بعضهم , فلا يكن حظه استشعار فضل نفسه , والنظر إلى ذلك فإنه مخطئ , فرب حبشي أفضل عند الله من جمهور قريش , ثم هذا النظر يوجب نقصه وخروجه عن الفضل فضلاً عن أن يستعلي بهذا ويستطيل , وإن كان من الطائفة الأخرى مثل العجم أو غير قريش , أو غير بني هاشم , فليعلم أن تصديقه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أخبر وطاعته فيما أمر , و محبة ما أحبه الله , والتشبه بمن فضل الله , والقيام بالدين الحق الذي بعث الله به محمداً يوجب له أن سيكون أفضل من جمهور الطائفة المفضلة , وهذا هو الفضل الحقيقي " اقتضاء الصراط المستقيم 1/ 149
قال الدكتور الشريف حاتم في قوله تعالى: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً} " فتخصيصهم بالذكر من دون بقية الناس مع أن التنزه عن الذنوب محبوب إلى الله تعالى دون بقية الناس كلهم ليدل هذا التخصيص أن تنزه آل البيت من الذنوب أحب إلى الله تعالى مما يدل على ما لهم عند ربهم عز وجل من المكانة .. "
أقول: إن كان المراد بآل البيت في قوله هذا أهل الكساء و الأزواج فلا ريب في ذلك ومكانتهم عند الله عز وجل معلومة , وإن كان يريد بآل البيت الذين لهم مكانة عند الله عز وجل كل من كان من ذرية أهل الكساء مطلقاً فهذا فيه نظر؛ إذ لازمه القطع بمكانة ومنزلة عند الله لكل من انتمى إليهم – بصرف النظر عن عمله – وهذا يحتاج إلى دليل صحيح صريح دالٍ على ذلك كدلالة القرآن على مكانة الأنبياء و الصالحين والصديقين والشهداء عند ربهم.
ولا قائل بأن أبناء علي و أبناء الحسنين رضي الله عنهم و أحفادهم إلى يوم الدين لهم مكانة عند الله حتى لو كانوا على فسق وضلال وبدعة! أعاذهم الله من ذلك.
ولا يحفى بأن القول بذلك فيه دعوة صريحة إلى الاتكال على الأنساب وترك العمل!!
أما سر التخصيص لآل البيت بالذكر في آية التطهير فهو حثهم ودفعهم إلى أن يبادروا إلى الالتزام بأوامر الله ومواعظه ووصاياه التي ذكرت في الآيات من وجوب اختيار الله ورسوله والدار الآخرة , والبعد عن الفواحش , والإقبال على الأعمال الصالحة والقرار في البيوت , وعدم التبرج تبرج الجاهلية الأولى .. إلخ.
وذلك لأنهم أولى الناس بالتزام أوامر الله و أحق من غيرهم بذلك لكونهم من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم , والخطاب في أصله لأزواج النبي.
قال الشيخ الشريف: " ومن النصوص الدالة على مكانتهم عند الله تعالى حديث أنس رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبدالمطلب , فقال: اللهم إنا كانا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا , وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا , قال: فيسقون " صحيح البخاري رقم (1010)
أقول: في كلامه تعميم لا يسوغ , فإذا كان للعباس مكانة عند الله لمكانته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولصحبته ولفضله فهل يعني ذلك أن آل البيت إلى قيام الساعة كلهم لهم نفس هذه المكانة؟! هذا يحتاج إلى دليل!
(يُتْبَعُ)
(/)
وفضل علي والسبطين وأولي القربى من الصحابة لا ينتقل بالوراثة إلى أحفادهم كما أن فضل الصديق والفاروق وذي النورين وابن مسعود وأبي ذر وعمار وسلمان وبلال وأبي بن كعب وأبي موسى الأشعري ومصعب بن عمير والسعدين – سعد بن معاذ وسعد بن عبلدة – وسائر الصحابة لا ينتقل إلى أحفادهم كذلك بسبب انتسابهم إليهم.
ومكانة العباس ليست لأنه من آل البيت فقط , بل لأنه من صالحيهم , وقد صحب النبي صلى الله عليه وسلم فنال شرف الصحبة , وكان النبي صلى عليه وسلم يجله ويقدره , ومن الصعوبة بمكان جعل حديث الاستسقاء بالعباس دليلاً على مكانة آل البيت وذراريهم إلى يوم الدين.
قال الشيخ الشريف: " هذا يعني أن القربى من النبي صلى الله عليه وسلم (مع الإسلام) سبب عظيم من أسباب استجابة الدعاء , و أن دعاء المسلم من أهل بيت النبوة قد يكون أولى بالإجابة من دعاء المسلم من غيرهم , ولو كان المسلم من غير ذوي القربى أفضل وأتقى من ذوي القربى "
أقول: هذا يقتضي أن دعاء الفاسق من أهل البيت قد يكون مستجابا أكثر من دعاء الصالح من غير أهل البيت!.
والمتأمل في هذا النص يدرك أن الشيخ الشريف جعل العبرة في قبول العمل أو الأفضلية في قبول العمل الصالح قائمة على النسب لا على التقوى التي هي المعيار المطلق في الفضل والمفاضلة بين الناس.
ويلزم منه بناء على تأصيله أن دعاء شارب الخمر من آل البيت قد يكون مستجابا أكثر من دعاء المسلم الذي لا يشرب الخمر إذا كانا في منزلة واحدة فيما وراء ذلك.
ويلزم منه أيضاً أن دعاء الرافضي إذا كان من آل البيت قد يكون مستجابا أكثر من دعاء السني الذي لم يُقدر له أن يكون منسوباً إلى أهل البيت! فانظر إلى اضمحلال التقوى وذهاب أثرها , وتهاوي السنة وتضاؤلها أمام الفسق والبدعة إذا قاما بصاحب نسب شريف!!؟
وهذا لأن الشيخ الشريف لم يجعل مع الانتساب لأهل البيت قيداً سوى الإسلام لإجابة الدعاء!
وهذه اللوازم الباطلة – ولا نشك أن الشيخ الشريف لا يلتزمها – كلها بنيت على استنتاج لم يحالفه الصواب من قصة توسل عمر بالعباس رضي الله عنهما.
فتوسل عمر واستسقاؤه بالعباس لم يكن بسبب أن العباس من أهل البيت فحسب , بل لكونه رضي الله عنه من صالحيهم.
وكون عمر لم يتوسل بعلي رضي الله عنهما مع أنه أفضل من العباس , ليس لأن العباس أقرب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فما أقرب العباس وعلياً من النبي , وملازمة علي للنبي صلى الله عليه وسلم تجعله أقرب إلى النبي , ولكن عمر لم يتوسل بعلي لأسباب أخرى؛ فربما لم يكن علي حاضراً حينها , أو أن عمر راعى سن العباس , أو غير ذلك.
ولذلك فإن الاستنتاج الصحيح من هذه القصة أن يقال: إن التوسل بدعاء الصالحين من ذوي القربى للنبي صلى الله عليه وسلم قد يكون مظنة للإجابة.
ولا ريب أن القول بأن دعاء الرجل من أهل البيت (مع الإسلام) أولى إجابة من دعاء الصالح من غيرهم ليس له من معنى إلا تقديم ذوي القرابة على غيرهم من سائر المسلمين ولو كانوا (أي غير ذوي القرابة) أتقى و أصلح و أعرف بالله من ذوي القرابة.
قال الشيخ الشريف: " وهذه منقبة عظيمة لأهل بيت النبوة تدل على أن فضلهم ليس قاصراً على حقوقهم الدنيوية من الإجلال والمحبة والإكرام , بل إن لهم مكانة عند ربهم عز وجل , وهي مكانة نالوها بمكانتهم من النبي صلى الله عليه وسلم مع إسلامهم .. "
أقول: المراجعة هنا في هذه المنزلة التي قطع بها الشيخ الشريف لأهل البيت بسبب قربهم من النبي صلى الله عليه وسلم .. فماذا يقصد؟
إن كان يريد بآل البيت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم و أصحاب الكساء فمسلَّم , و إن كان يريد الصحابة من آل البيت من بني هاشم وبني المطلب فمسلَّم أيضاً.
لكن إن كان يقصد بهم – كما يظهر من المقالة – غير من ذكر من الخلف المنتسب إلى بني هاشم وبني المطلب فلنا أن نسأله عن دليل ذلك من الكتاب والسنة الذي يقطع بمكانتهم عند الله مع قطع النظر عن أعمالهم!
ويحق لنا أن نسأله إذا جاء بالدليل المطلوب أن نسأله كيف يوفق بين ادعاء هذه المكانة لهم عند الله مع نسبة فئام من هؤلاء أو عدد غير قليل منهم – أعني الخلف – كغيرهم من سائر الناس إلى أجناس من المعاصي بل الكبائر والجرائر والبدع؟!
والشيخ أصلحه الله خير من يعرف ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
وما مثل من يريد أن يثبت مكانة لخلف آل البيت بسبب صلاح السلف إلا كمثل من يقول: إن الخلف من أبناء الصحابة لهم مكانة عند الله كآبائهم! وهذه منى إن تكن حقا تكن أعذب المنى!!
وقد حدثنا الله عز وجل عن منازل عالية ومقامات شريفة للسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار , فهل لأعقاب هؤلاء وخلفهم شيء من تلك المنازل والمقامات بسبب أنهم من ذريتهم؟!
قال الشيخ الشريف: " ولذلك فقد يكون الرجل من أهل البيت في جيله وأهل زمانه أولى إجابة للدعاء من الأتقى ممن سواهم "
أقول: لقد هانت التقوى إذن أمام النسب وما لزوم التقوى إذا كانت بهذه المثابة؟!
وأصح من ذلك في تقرير فضل أهل البيت في هذا المعنى لو قيل: إن الرجل التقي من أهل البيت في جيله وأهل زمانه قد يكون أولى إجابة للدعاء من التقي ممن سواهم ,وهو أمر محتمل وليس مقطوعا به!.
قال الشيخ الشريف: " فكما تحقق ذلك الفضل الأخروي بسبب تلك النعم والهبات الربانية فكذلك الشأن في النسب الشريف بجامع أن هذه الهبات جميعها بما فيها النسب الشريف عون لصاحبها على الخير فإن الله تعالى قد جعل في طباع صاحب النسب الشريف ما ييسر عليه حمل هذا الدين ويكون بذلك أقدر على إقامة شرع الله تعالى من غيره .. "
أقول: حاصله أن صاحب النسب الشريف جعل الله في طباعه ما ييسر عليه حمل الدين أكثر من غيره , وهذه المسألة تحتاج إلى دليل , فكيف قطع الشيخ بهذه الخاصية ووجودها في صاحب النسب الشريف؟ ولماذا لم تسلم قريش إلا آخر الناس؟ ولماذا تأخربعض أشراف بني هاشم وأولو النهى منهم عن اللحاق بركب المؤمنين؟
وهل هذه الخاصية موجودة في كل من انتسب إلى آل البيت ذكوراً و إناثاً إلى يوم الدين؟
و إذا سلمنا جدلاً بذلك فإن آل البيت لا يصبحون وحدهم متحققين بهذه الخصيصة , بل يشاركهم فيها آل إبراهيم كذلك وهم العرب وبنو إسرائيل وغيرهم من ذرية إسحاق؛ فكل هؤلاء أصحاب أنساب شريفة تنمى أعراقهم إلى ثلة من أنبياء الله ورسله!
قال الشيخ الشريف: " ولو لم يكن في آل البيت إلا أنهم هم الذين أمرت بالصلاة عليهم في كل صلاة .. "
أقول: آل محمد المصلَّى عليهم في التشهد هم أتباعه على الصحيح من أقوال أهل العلم , وهو ما رجحه الإمام النووي وابن القيم وغيرهما و من المتأخرين الشيخ المحقق محمد بن صالح العثيمين وغيره.
قال النووي في شرح مسلم 2/ 143:" اختلف العلماء في آل النبي صلى الله عليه وسلم على أقوال: أظهرها وهو اختيار الأزهري وغيره من المحققين أنهم جميع الأمة , و الثاني بنو هاشم وبنو المطلب , والثالث أهل بيته صلى الله عليه وسلم وذريته والله أعلم "
ومعلوم أن الصلاة في الأصل إنما هي على النبي صلى الله عليه وسلم , وهي التي أمرنا بها في القرآن , أما الصلاة على آله فهي تابعة للصلاة عليه , ولذلك قال النووي في شرح مسلم 2/ 143: الواجب عند أصحابنا: اللهم صل على محمد , ومازاد عليه سنه , ولنا وجه شاذ أنه يجب الصلاة على الآل , وليس بشيء "!
وقد أشار الشيخ الشريف إلى رواية أبي حميد الساعدي في الصحيحين و أنها مفسرة للآل وفيها أن الصلاة على محمد وأزواجه وذريته , ورأى أنها تفسير لا يعدل عنه.
أقول: لكن هذه الرواية لا تدخل في معنى الآل علياً لأنه ليس من أزواجه ولا من ذريته!
وتخرج منهم أيضاً آل العباس و آل عقيل وجعفر .. وغيرهم وكل هؤلاء تشملهم الصلاة , فإذا جعل حديث أبي حميد مفسراً أو مبيناً لمعنى الآل يخرج كل هؤلاء!
ويظهر من هذا أن حديث أبي حميد في ذكره للأزواج والذرية هو من باب تخصيص بعض أفراد العام بالذكر وليس فيه معنى القصر والحصر!
والشيخ الشريف يستدل بالصلاة على آل البيت على فضلهم على من سواهم وأن ذلك دليل على مكانتهم عند الله.
ونقول: إذا كان في ذلك دليل على الفضل فإن هذا الفضل قد سبقهم إليه آل إبراهيم , فقد صلى الله على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك عليهم ودليله في الصلاة الإبراهيمية التي سميت باسمهم.
و آل إبراهيم خلق كثير من العرب وغيرهم , ثم هم بعد ذلك يصلون على محمد و آله فيصيبون بفضل الله أجراً مثل أجرهم , لأن الصلاة على محمد وآله دعاء بظهر الغيب لإخوانهم , فيقال لهم " ولكم مثله ".
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا إذا قيل إن آل محمد هم مؤمنو بني هاشم وبني المطلب , أما الراجح فإنهم جميع أمته صلى الله عليه وسلم كما سبق ذكره.
وقد سئل سفيان عن قوله: اللهم صل على محمد و آل محمد كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد قال: أكرم الله أمة محمد صلى الله عليه وسلم فصلى عليهم كما صلى على الأنبياء فقال: {هو الذي يصلي عليكم وملائكته .. } وقال للنبي صلى الله عليه: {إن صلاتك سكن لهم} والسكن من السكينة فصلى عليهم كما صلى على إبراهيم وعلى إسماعيل و إسحاق ويعقوب والأسباط وهؤلاء الأنبياء المخصوصون منهم وعم الله هذه الأمة بالصلاة و أدخلهم فيما أدخل فيه نبيهم صلى الله عليه وسلم , ولم يدخل في شيء إلا دخلت فيه أمته وتلا قوله {إن الله وملائكته يصلون على النبي} الآية , وقال: {هو الذي يصلي عليكم وملائكته} وذكر قوله: {إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً ليغفر .. } إلى قوله تعالى {من تحتها الأنهار .. } الحلية 7/ 301
ولو قلنا بتخصيص آل محمد وحصرهم في مؤمني بني هاشم و بني المطلب وذراريهم إلى يوم الدين لما كان ذلك دليلاً على فضل كل واحدٍ من هؤلاء على من سواهم , قال ابن تيمية في المنهاج 7/ 133: " .. ألا ترى أن عماراً والمقداد و أبا ذر وغيرهم ممن اتفق أهل السنة والشيعة على فضلهم لا يدخلون في الصلاة على الآل ويدخل فيها عقيل والعباس وبنوه و أولئك أفضل من هؤلاء باتفاق أهل السنة والشيعة .. "
وقال أيضاً في المنهاج 7/ 42: " ولهذا كان أفضل الخلق أولياؤه المتقون , و أما أقاربهم ففيهم المؤمن والكافر والبر والفاجر , فإن كان فاضلاً منهم كعلي رضي الله عنه وجعفر والحسن والحسين فتفضيلهم بما فيهم من الإيمان والتقوى وهم أولياؤه بهذا الاعتبار لا بمجرد النسب , فأولياؤه أعظم درجة من آله و إن صلي على آله تبعاً له لم يقتضِ ذلك أن يكونوا أفضل من أوليائه الذين لم يصلِ عليهم , فإن الأنبياء والمرسلين هم من أوليائه , وهم أفضل من أهل بيته و إن لم يدخلوا في الصلاة معه تبعاً , فالمفضول قد يختص بأمر ولا يلزم أن يكون أفضل من الفاضل .. "
" وقد بيَّن الله فضل السابقين ممن هاجر قبل الفتح وقال إنهم أفضل ممن آمن بعد الفتح فقال عز وجل: {لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا .. } فمثل عمار والمقداد وبلال وفقراء المهاجرين ممن سبق إلى الإسلام أفضل من بعض أهل بيته ممن تأخر إسلامهم كالعباس وعقيل و آخرين ممن يدخلون في الصلاة على آله محمد ".
وقال أيضاً: " لم يثنِ الله على أحد في القرآن بنسبه أصلاً لا على ولد نبي ولا على أبي نبي , وإنما أثنى على الناس بإيمانهم وأعمالهم , وإذا ذكر صنفاً و أثنى عليهم فلما فيهم من الإيمان والعمل لا لمجرد النسب , ولما ذكر الأنبياء ذكرهم في الأنعام وهم ثمانية عشر قال: {ومن آبائهم وذرياتهم و إخوانهم واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم} سورة الأنعام 87
فبهذا حصلت الفضيلة باجتبائه سبحانه وتعالى وهدايته إياهم إلى صراط مستقيم لا بنفس القرابة " المنهاج 8/ 113
وقال: " وليس في القرآن مدح أحد لمجرد كونه من ذوي القربى و أهل البيت ولا الثناء عليهم بذلك , ولا ذكر استحقاقه الفضيلة عند الله , ولا تفضيله على من يساويه في التقوى بذلك .. " المنهاج 8/ 114
قال الشيخ الشريف: " إن من تمام حب الله تعالى لعبده أن يكون عند حسن ظن العبد به سبحانه , فيحفظه في عقبه ويخلفه فيهم بخير , ويشفعه فيهم يوم القيامة , ويرفعهم إلى درجة في الجنة , وقد سبق الاستدلال على ذلك بالكتاب والسنة .. "
وقال أيضاً: " لا يعترض أيضاً على أن يثاب المؤمن بثواب جده الصالح الذي حفظت ذريته بسبب صلاحه , ورفعوا إلى درجته في الجنة بسببه أيضاً .. "
أقول: حاصله أن آل البيت من مكانتهم في الآخرة أنهم يرفعون إلى درجة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة , لكن السؤال هنا! هل يرفع كل من انتسب صدقاً إلى آل البيت – أي بنو هاشم والمطلب إلى يوم الدين – إلى درجة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة بدون اعتبار للعمل الصالح؟ أو يرفع منهم من كان مؤمناً براً تقياً؟!
إن مقالة الشيخ الشريف يفهم منها اشتراط الإسلام فحسب مع القرابة من النبي صلى الله عليه وسلم للوصول إلى منزلته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن حقنا أن نتساءل: هل هذه المكانة لأهل الكبائر والإفساد في الأرض من آل بيته؟! ظاهر مقالة الشيخ لا يأبى ذلك.
ومن حقنا أن نتساءل: هل هذه المنزلة أيضا لأهل البدع من آل بيته كالروافض الشاتمين صحابته من السابقين الأولين من المهاجرين و الأنصار , الطاعنين في أزواجه , المشككين في القرآن؟ ظاهر مقالة الشيخ لا تستثنيهم؟!
ثم نقول بعد ذلك: ما فضل الصالحين المصلحين المتقين وأولياء الله المخبتين من آل البيت إذا استووا في المنزلة عند الله مع الرافضة وأهل الفسوق والضلال من أهل البيت؟!
ثم هل جميع آل البيت من ذريته؟!!
ثم ألا يعد من ذريته من له ولادة من أحد الحسنين من قبل أمه؟ وهؤلاء قد يكونون من العرب , وقد يكونون من الأعاجم , وقد يكونون من البربر وغيرهم ممن أسلم , وهؤلاء وذراريهم يصبحون بعد ذلك من أهل البيت , ويصح لهم أن يتلقبوا بلقب الشريف ويصبحوا بالتالي في درجة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة!
ويقال للشيخ الشريف: إذا أردنا إجراء مسألة إلحاق الأبناء بالآباء الصالحين في الدرجة فإنا نقول: لا ريب أن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار الذين رضي الله عنهم وأرضاهم هم أولى الناس بأن يكونوا مع نبيهم صلى الله عليه وسلم الذي آمنوا به وهاجروا معه ونصروه وبذلوا أنفسهم و أموالهم له ,وهؤلاء ألوف كثيرون , وذراريهم إلى يوم الدين ينبغي أن يكونوا معهم في درجاتهم في الجنة؛ لأن آباءهم مع النبي صلى الله عليه وسلم في درجته في الجنة , والآباء سيشفعون في أبنائهم وسيلحقهم الله بهم , فأصبحوا بذلك في منزلة آل البيت .. كلهم في درجة النبي صلى الله عليه وسلم!!.
ثم يقال مثل ذلك في آل إبراهيم الذي جعل الله في ذريته النبوة والكتاب , فيصبح مؤمنو آل إسماعيل و آل إسحاق في منزلة أبيهم إبراهيم , وبناءً على ذلك يصبح العرب جميعاً أو العدنانيون وكذلك بنو إسرائيل من آمن منهم في منزلة أبيهم إبراهيم عليه السلام.
فإن قيل: لكن منزلة محمد صلى الله عليه وسلم أفضل المنازل , فمزية آله من هذا الباب!
قلنا: قد قرر الشيخ الشريف أن المؤمن الصالح ينفع أصوله كما ينفع فروعه , فيعلي الله درجة الأب بعمل ابنه , ومحمد صلى الله عليه وسلم من ذرية إبراهيم يقيناً! أفترى أن الله يرفع آحاد المؤمنين في الجنة بعمل أبنائهم وصلاحهم , ولا يكون ذلك لخليل الرحمن وسيد ولد آدم صلى الله عليهما , فإن كان أحد رافعاً أباه إلى درجته في الآخرة , فلا أولى بذلك من سيدنا محمد , وإن كان أب مرتفعاً بعمل ابنه الصالح فلا أحق بذلك و أولى من إبراهيم إمام الموحدين وخليل رب العالمين!
وهذا كله على افتراض نزول درجة الخليل عن درجة سيدنا محمد صلى الله عليهما و آلهما!!.
وحاصل ذلك أن طرد نظرية إلحاق الأبناء بالآباء الصالحين في درجاتهم ستصل بنا إلى أن آل إبراهيم وهم أبناء إسماعيل (العرب جميعاً على رأي , أو العدنانيين) و أبناء إسحاق (بني إسرائيل وعمومتهم) من آمن منهم , يرتفعون بعمل آبائهم إلى منازلهم في الجنة , ومنزلة آبائهم هي منزلة النبي صلى الله عليه وسلم , إما استحقاقاً أو إلحاقا!! وقد أشرنا إلى منزلة السابقين الأولين من النبي صلى الله عليه وسلم , ونشير هنا إلى منزلة أزواجه رضي الله عنهن , ولا ريب أنهن معه في الجنة , ومنهن أم حبيبة بنت أبي سفيان , و أخت معاوية رضي الله عن الجميع , ومعاوية صهر النبي صلى الله عليه وسلم , وكاتب وحيه , وخليق به و بأم حبيبة أن يشفعوا ليزيد بن معاوية طبقاً لنظرية إلحاق الفروع بالأصول و الأصول بالفروع (مع الإسلام) فيكون في منزلتهما أو قريباً من ذلك , ومعلوم أن أم حبيبة مع زوجها صلى الله عليه و آله , و أبو سفيان بن حرب أبوها وصهر النبي صلى الله عليه وسلم فيرفع إلى منزلة النبي صلى الله عليه وسلم بفضل شفاعة أم حبيبة ابنته رضي الله عنها وكذلك معاوية إما بشفاعة أبيه أو بشفاعة أخته أو بشفاعة صهره صلى الله عليه وسلم , ومن ثم يصبح يزيد بن معاوية مع النبي صلى الله عليه وسلم في درجته بشفاعة أبويه معاوية وأبي سفيان رضي الله عنهما!!
(يُتْبَعُ)
(/)
وبقليل من التأمل في هذه النظرية يدرك البصير أن الأمر ليس بهذا القدر من البساطة , وأن قوله تعالى: {والذين آمنوا و اتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين} معناه الواضح والمستبين أن الله عز وجل بفضله
ورحمته يلحق ذرية المؤمن به إذا أحسنوا العمل والإيمان كرماً وفضلاً , وكل جزاء للمؤمن إنما هو بفضل الله ورحمته , ولا يفهم منها أن الله يلحق ذرية المؤمن بدرجة أبيهم في الجنة بدون عمل صالح يشفع لهم , ونحن نعلم أن أبناء الرجل يكون فيهم الصالح القانت الصائم القائم ويكون فيهم الفاسق الفاجر الذي لا يراعي لله ولا لحدوده حرمة أفيكونون سواء؟! و آخر الآية يدل على أن الإنسان مرتهن بعمله: {كل امرئ بما كسب رهين} وفي سورة الرعد: 23 {جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم} وفي سورة غافر: 8 " ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم " وقد قال الله عن ذرية نوح وإبراهيم: {ولقد أرسلنا نوحاً وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب , فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون}
قال الشيخ الشريف: " إن الأمة لا تصغي إلى من يعارض يقينيات التواتر كأنساب آل البيت المحفوظة المشهورة."
أقول: ليس لأحد أن يشكك في أنساب الناس أياً كانوا بدون برهان , و أنساب أهل البيت منها أنساب محفوظة اعتنى بها أهلوها , ومنها أنساب غير محفوظة , ومنها أنساب اختلطت أو اندمجت في غيرها من أنساب بعض القبائل العربية الكريمة , وهذا أمر معروف , أما ادعاء التواتر لأنساب آل البيت كلها هكذا على الإطلاق فغريب عجيب , فإن التواتر في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم لم يدعه أحد قط , اللهم إلا في قدر يسير جداً منها , ومن المحدثين من أنكره جملة , ومنهم من ادعاه في حديث واحد فقط.!!
وقد رأينا ورأى الشيخ من يشكك في أنساب بعض المنتسبين إلى آل البيت قديماً وحديثاً , ورأينا من آل البيت من يفعل ذلك مع بعض المنتسبين إلى آل البيت في البلد الواحد ورأينا انتقال هذه العدوى من بلد إلى بلد ومصر إلى مصر؛ وشرف النسب سبب دافع لتزاحم الناس على ادعائه.!
قال الشيخ الشريف عن آل البيت: " ثم هم المحبوبون إليه , بدليل الوصية بهم , وبدليل بيانه لفضلهم , وبدليل تخصيصهم بأحكام التشريف , ويكفي أنهم آله وذريته .. "
أقول: قوله: " هم المحبوبون إليه " إن كان يريد به أهل الكساء فمسلم , أو الصحابة من آل البيت وذوي القربى فنعم , ولكن إن أراد الخلف الذي ينتسب إليهم إلى يوم الدين و أن كل هؤلاء أحباؤه مع قطع النظر عن أعمالهم فيحتاج إلى دليل يشهد لهذه الدعوى؛ فإن أحباء النبي صلى الله عليه وسلم هم كل من اتبعه بإحسان لا مطلق من انتسب إليه ولو كان مفرطاً مضيعاً (إن آل بني فلان ليسوا لي بأولياء إنما وليي الله وصالح المؤمنين) أخرجاه في الصحيحين عن عمرو بن العاص , قيل المراد آل أبي طالب , وقيل غير ذلك.
قال الشيخ الشريف: " ومادام لهذا اللقب مثل هذا العمل المطلوب شرعاً و هو أن يساعد على حفظ النسب المطلوب حفظه شرعاً فهو لقب مطلوب شرعاً .. "
أقول: فيه أن الشيخ انتقل من مجرد مشروعية التلقب بهذا اللقب إلى القول بأنه يطلب التلقب بلقب الشريف! وهي نقلة بعيدة!.
قال الشيخ: " وكيف يجتمع حب النبي صلى الله عليه وسلم وبغض آله في القلب؟ .. وكيف تجتمع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وشتمهم وتنقصهم؟ "
أقول: لا يمكن اجتماع حب النبي صلى الله عليه وسلم وبغض آله أبداً إلا إن كان المبغض من آله ممن أمر الله ورسوله ببغضه فإن الله ورسوله يحبان أهل الإيمان والعمل الصالح , ويكرهان أهل الكفر والفسق والعصيان.
والشيخ يعرض القضية كما لو أنها مستحيلة! بلى .. يمكن للإنسان أن يحب الرجل الصالح ويبغض بعض أبنائه إذا كانوا من أهل الشر والفساد , أما اجتماع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وشتم آله أو تنقصهم فهذا أيضاً لا يجوز إلا إذا كان المشتوم أو المتنقص من آله ممن يكره الله ورسوله عملهم , وقد ذكرنا من قبل أن الصلاة على آل محمد في الصلاة صلاة عامة لكل من اتبع النبي صلى الله عليه وسلم و أحسن العمل من أمته على القول الصحيح.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الشيخ الشريف: " إن آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم قد رضوا من الناس – مع ضعف الإيمان الذي ابتليت به الأمة المحمدية – بأن ينزلوهم قريباً من منزلة أهاليهم الأبعدين في الحق! وما كان هذا سيحصل لو كانوا كالفاروق رضي الله عنه (كما سبق عنه) , ولكانوا – لو اقتدوا بسلفهم – معظمين لآل بيت نبيهم صلى الله عليه وسلم كما كان الصديق أبو بكر رضي الله عنه .. "
أقول: إن أولى الناس بالعناية بحق آل البيت هم آل البيت أنفسهم , و أكثر الناس إثماً في التفريط بهذا الحق هم أهل البيت أيضاً , و أحق من يسأل عن ذلك من أهل البيت أولئك الذين لم يقدموا للناس مثلاً صالحاً في حفظ وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم في أهل بيته!.
والناس الذين يشكوا الشريف من عقوقهم آل البيت ليسوا هم الذين خاصموا أبناء عمومتهم من آل البيت.
فآل البيت هم الذين انقلبوا على أنفسهم طلباً للدنيا أو اجتهادا في طلب الدين! والعباسيون الذين لاحقوا العلويين هم الأحق بأن يشتكى منهم ,والعلويون الذين آذوا بعضهم هم أولى من يتوجه إليه بالملامة , فتقصير الناس في حق آل البيت – بسبب ضعف الإيمان في هذه الأزمان المتأخرة – ليس بالشيء الذي يذكر أمام ما قام به البيتيون تجاه إخوتهم وبني عمومتهم!! والتاريخ يعيد نفسه!
فأي الفريقين أحق بالعتاب و أولى بالملامة؟؟
والناس إنما يلتمسون القدوة الصالحة من أهل البيت وينتظرونها منهم؛ فإذا رآهم الناس قائمين بحق إخوتهم وبني عمومتهم حافظين لوصية نبيهم صلى الله عليه تبعوهم في ذلك!.
وختاماً أقول: لأبناء عمومتنا الأشراف أن يفخروا ويشرفوا بنسبهم ما شاءوا فلا أحد أولى منهم بذلك , ولا نسب أشرف من نسبهم بين الأنساب الشريفة , ومن حقهم أن يميزوا – إن شاءوا – أنفسهم عن غيرهم بلقب الشريف , مع علمنا أنهم خير من يعلم أن الشرف الذي يسبق أسماءهم لا يعني شيئاً ذا بال إذا عري صاحبه عن شرف الفعال وكريم الشيم وصالح العمل , وهم خير من يعلم أيضا أن في هذه الدنيا العريضة أشرافاً كثيرين سواهم تنادي عليهم أعمالهم و أخلاقهم بالشرف والسؤدد - إضافة إلى نقاء أصولهم وزكاء أنسابهم - لا يتمدحون بشيئ من ذلك , ولا ينسبون أنفسهم إلى شيئ من الشرف أو السيادة , ولا يرون لأنفسهم فضلا على غيرهم ,وخير الكلام كلام الله: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى} , {إن أكرمكم عند الله أتقاكم} وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: " لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى ".
أبو عبدا لعزيز السيف في 20/ 10 / 1430
ـ[أبو عبدالله النعيمي]ــــــــ[22 - Nov-2009, مساء 12:41]ـ
بارك الله فيكم بحث ممتاز و رائع
قال الله تعالى في بني إسرائيل (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ [البقرة/47]
و قال موسى عليه السلام (قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (140) [الأعراف/140]
وقال تعالى (وَلَقَدْ آَتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (16) [الجاثية/16]
فعلى مذهب الشريف لازم ذلك أن تفخر بنو إسرائيل بهذا إلى يوم القيامة
وكل ما ذكره الشريف حاتم هو من حجج الصوفية وما يدعون له من فضل ال البيت والتبرك بهم. والشريف حاتم رأيتُ له تعليقا في حاشية (اختلاف المفتين) أن أفضل البقاع هي الحجرة النبوية ومكة. وكنتُ أود منه دليلا صريحا على فضل الحجرة ولازم هذا الفضل
ـ[عالي السند]ــــــــ[22 - Nov-2009, مساء 09:45]ـ
جزاك الله خيراً رد علمي هادئ مسدد أسأل الله أن ينتفع به الدكتور/ حاتم
فقد كثرت الردود عليه وفتح الباب على نفسه بكثرة اجتهاداته المتعثرة
وفقنا الله وإياه لتحري الصواب.
ـ[بن مصدق]ــــــــ[22 - Nov-2009, مساء 09:50]ـ
بارك الله فيكم و رفع الله من قدركم
ـ[عمر سيف]ــــــــ[23 - Nov-2009, مساء 04:08]ـ
لا حرج في التلقب بالشريف إذ أنه أصبح كالعرف السائد , إذا لم يكنعلىسبيل االاستعلاء , والترفع على خلق الله.
أليس هناك فرق بين نفي الحرج (=الإباحة) وجعل هذا الأمر مشروعاً يأمر به الشرع أمر ايجاب أو استحباب!!
ثم إن آل رسول الله عليه الصلاة والسلام كانوا في القرون الأولى أشرف وأعز وأتقى ممن خلفهم في عصورنا هذه ومع هذا لم نسمع عن أي منهم تلقبه بمثل هذه الألقاب!! فضلاً عن القول بمشروعيتها أو إقرارها!!
ثم لو كان اللقب يفيد مجرد التمييز لكان الأمر أهون لكن أن يشم منه رائحة التعالي على الخلق فهذا ما لا يرضاه أحد!
ـ[سفينة الصحراء]ــــــــ[26 - Nov-2009, مساء 02:25]ـ
بارك الله في شيخنا الهمام
وجزاكم الله خيرا
ـ[هشام المحيميد]ــــــــ[26 - Nov-2009, مساء 02:45]ـ
رد علمي هادئ مسدد أسأل الله أن ينتفع به الدكتور/ حاتم
فقد كثرت الردود عليه وفتح الباب على مصراعيه على نفسه بكثرة اجتهاداته المتعثرة واعتداده بنفسه فيما لا يحسنه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[27 - Nov-2009, مساء 07:12]ـ
واعتداده بنفسه فيما لا يحسنه
هل من دليل، أم هوَ البهتان؟(/)
هل من ناصح لهذا المريض؟
ـ[مبتغي الهدى]ــــــــ[22 - Nov-2009, مساء 03:04]ـ
السلام عليكم:
أيها الإخوة:
محدثكم إمام مسجد، وقد أتاني أحد الشباب الذين عليهم سيما الصلاح، وأبدى لي حالته التي جعلتني أشفق عليه، وهي أنه أعزب وقد ابتلي بعشق امرأة ولكنها من محارمه اللاتي لا يجوز له التزوج بهن، يقول بأنه يحبها حبا عظيما قد أخذ بمجامع قلبه، فلا تمر عليه ساعة إلا ويفكر فيها بل ويبكي على حاله معها، وهي لا تعلم بحبه لها، يقول بأنه يقوم الليل أحيانا ويسأل الله وهو يجهش ببكاء مر بأن يخلصه من هذا المرض، ويقول بأنه يتصدق على الضعفة والمساكين بجزء كبير من راتبه راجيا بأن يزيل الله عنه ما أهمه، وما زال حسن الظن بالله، وقد جائني يطلب النصيحة والمشورة فهو ليس ممن يطلق البصر في النساء، ولكنه أصيب من حيث لم يحتسب، ولكنني لم أسنطع إلا أن أصبره وآمره بألا ييأس من رحمة الله وأن يجتهد في غض البصر عن هذة المرأة وإن كان محرما لها وأن يبتعد عنها قدر الاستطاعة، فهل من نصيحة أو مشورة يمكن أن تسدوها لعلي أستطيع أن أفيد بها هذا الشاب المسكين الذي يخشى عليه من الانتكاس بسبب هذا البلاء الذي ابتلي به؟ نسأل الله له الشفاء والهداية
ـ[أبو مسهر]ــــــــ[22 - Nov-2009, مساء 03:58]ـ
فلتجد له عروسا
ـ[سفينة الصحراء]ــــــــ[22 - Nov-2009, مساء 04:05]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله
من رأى هم الناس نسي همه
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[23 - Nov-2009, صباحاً 02:00]ـ
رأيي في مشكلته:
/// أن يذكر نفسه دائما بمراقبة الله له, فإن شعر بضعف فليشغل نفسه أو يترك المكان الذي فيه
/// ألا ينظر إليها أبدا ويتحاشى الوجود معها في أي مكان قدر الإمكان
/// أن يسارع بالزواج إن لم يكن متزوجا وليتنازل عن بعض شروطه التي تؤخر زواجه
/// أن يبحث عن عمل أو دراسة أو أي شيء نافع حتى لا يجد الوقت في التفكير فيها
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يذهب ما في صدره
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[23 - Nov-2009, صباحاً 02:07]ـ
لابد له من زيارة طبيب نفسي مسلم تقي واع
ـ[مبتغي الهدى]ــــــــ[23 - Nov-2009, صباحاً 06:51]ـ
لابد له من زيارة طبيب نفسي مسلم تقي واع
وهل تعرف ذاك الطبيب النفسي؟
ـ[مبتغي الهدى]ــــــــ[23 - Nov-2009, صباحاً 06:55]ـ
رأيي في مشكلته:
/// ألا ينظر إليها أبدا ويتحاشى الوجود معها في أي مكان قدر الإمكان
هل تريده أن يقطع رحمه؟!
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[23 - Nov-2009, صباحاً 07:46]ـ
نعم يقطع رحمه، (حتى) يتعافى من المرض .. وماذا في ذلك؟! فهذا لا يعني قطعا للرحم بقدر ما هو فترة علاجية محددة.
ثم إن الأطباء النفسيين، الحمدلله تيسر الوصول اليهم عبر النت ..
انصحه بان يشغل نفسه بكل مفيد، وعليه بقراءة سورة البقرة يوميا ان استطاع ..
عافانا الله وإياه من الموبقات والمهلكات.
ـ[أبو مسهر]ــــــــ[23 - Nov-2009, صباحاً 08:23]ـ
هل تريده أن يقطع رحمه؟!
فى حالتنا هذة
لا مناص من تمزيق الرحم
فما تتحدث عنهع كارثة غير طبيعيه بالمرة
سننتظر ماذا؟
و الله لو علمت به لفرت من وجهه كالجرب أو المصروع
فليفر هو أصلح له،
و لا أصلح له من الزواج
فإن كان غير قادر
فلتحاول السعى له فى غلبانة على قد حالها ترضى به على حاله.
لقد مرت بى حالة مشابهه
إلا أن صاحبها كان صديقا لى
كان يعشق أخته من الرضاعه
و لم ينسها حتى بعد أن تزوجت، و لا حتى بعد أن تزوج هو
لم تنته تلك المشكلة إلا حينما وجد عملا فى منطقة نائية و بأجر لا يشجع بالمرة , و لكنى حفزته على الرحيل و سمع النصيحة.
و اليوم بعد أن رأى أخته بعد غياب لم يعرفها و لم تعرفه
و فضّلت ألا أذكر أحدهما
ـ[مبتغي الهدى]ــــــــ[23 - Nov-2009, صباحاً 08:42]ـ
نعم يقطع رحمه، (حتى) يتعافى من المرض .. وماذا في ذلك؟! فهذا لا يعني قطعا للرحم بقدر ما هو فترة علاجية محددة.
ثم إن الأطباء النفسيين، الحمدلله تيسر الوصول اليهم عبر النت ..
انصحه بان يشغل نفسه بكل مفيد، وعليه بقراءة سورة البقرة يوميا ان استطاع ..
عافانا الله وإياه من الموبقات والمهلكات.
جزاك الله خيرا
هل تعرف طبيبا نفسيا يحسن علاج مثل تلك الحالات لعلي أوجهه إليه؟
ثم لماذا سورة البقرة؟
ـ[أبو مسهر]ــــــــ[23 - Nov-2009, صباحاً 11:12]ـ
على الأقل عرفهم دولتك
لنجد لك طبيبا فيها!!!
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[23 - Nov-2009, صباحاً 11:52]ـ
الحل ياأخي بإذن الله هو بمجئ دعاة إلى الله ممن يطرقون الأبواب في زياراتهم وجولاتهم، ويأخذونه معهم لمدة عشرة أيام أو أكثر أو أقل حيث يتم عزله عن بيئته ثم يتم التواصل معهم في حلقات ومجالس إيمانية إلى أن يتم القضاء على هذه المشكلة بإذن الله. حينها لاتنس الدعاء لأخيك صالح ... واتركك من أطباء نفسيين وغيره ...
لقد وجدنا أن هذه أفضل وسيلة علاجية لكثير من أمراض الأمة.
وبالله التوفيق .. ،،،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مبتغي الهدى]ــــــــ[23 - Nov-2009, مساء 01:30]ـ
على الأقل عرفهم دولتك
لنجد لك طبيبا فيها!!!
مدينة الرياض
ـ[مبتغي الهدى]ــــــــ[23 - Nov-2009, مساء 01:35]ـ
الحل ياأخي بإذن الله هو بمجئ دعاة إلى الله ممن يطرقون الأبواب في زياراتهم وجولاتهم، ويأخذونه معهم لمدة عشرة أيام أو أكثر أو أقل حيث يتم عزله عن بيئته ثم يتم التواصل معهم في حلقات ومجالس إيمانية إلى أن يتم القضاء على هذه المشكلة بإذن الله. حينها لاتنس الدعاء لأخيك صالح ... واتركك من أطباء نفسيين وغيره ...
لقد وجدنا أن هذه أفضل وسيلة علاجية لكثير من أمراض الأمة.
وبالله التوفيق .. ،،،
أثناء حواري مع الرجل لحل هذه المشكلة قال بأنه يسلو عنها فترة من الزمن وما إن يخبو هذا البركان الثائر في صدره حتى يعود مع أول نظرة لها، فقلت له: تجنب زيارتها، فقال بأنه تجمعهم المناسبات ولا مناص من الحضور لأنه سيستغرب عدم مجيئه للسلام وهو قريب منهم.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[23 - Nov-2009, مساء 02:23]ـ
أثناء حواري مع الرجل لحل هذه المشكلة قال بأنه يسلو عنها فترة من الزمن وما إن يخبو هذا البركان الثائر في صدره حتى يعود مع أول نظرة لها، فقلت له: تجنب زيارتها، فقال بأنه تجمعهم المناسبات ولا مناص من الحضور لأنه سيستغرب عدم مجيئه للسلام وهو قريب منهم.
ما (المشكلة) في استغراب عدم مجيئه؟ الرجل يستطيع التحجج بأشغال (كورسات حاسب، سكرتارية) ولن يحاسبه احد.
واضح جدا أنه (يتهرب) من أي خطوة تساعده على التخلص من مرضه، وهو مرض شذوذ والعياذ بالله، لم يكن لولا مرض في (قلبه) .. هذا ما أرى.
وصاحبك لا يحتاج إلى طبيب نفسي بل إلى أخصائي أو استشاري نفسي مؤتمن في دينه وعقيدته يمشي معه خطوة خطوة ويسد عليه كل منفذ للأعذار الواهية.
والطبيب النفسي لن يساعده، بل سيرهقه بأدوية لا طاقة له بها.
مشكلة صاحبك في قلبه، لديه ضعف في الوازع الديني.
فاسترساله في التفكير المحرم بحد ذاته معصية، وخطوة عن سبق اصرار وليست عابرة أو مفاجئة أو صدفة.
لابد أولا أن يعود نفسه على قطع التفكير في ذلك الأمر، ويستعين بربه ويلجأ إليه بصدق، ويكثر من قراءة القرآن، حتى لو لم يكن خاشع فيها، فهذا يحصل في البداية وخاصة لمثل حالته، ومع (صدق) لجوئه إلى ربه، سيترك القرآن أثرا في قلبه وعلى نفسه.
عافانا الله وإياه ..
ـ[مبتغي الهدى]ــــــــ[23 - Nov-2009, مساء 06:36]ـ
ما (المشكلة) في استغراب عدم مجيئه؟ الرجل يستطيع التحجج بأشغال (كورسات حاسب، سكرتارية) ولن يحاسبه احد.
واضح جدا أنه (يتهرب) من أي خطوة تساعده على التخلص من مرضه، وهو مرض شذوذ والعياذ بالله، لم يكن لولا مرض في (قلبه) .. هذا ما أرى.
وصاحبك لا يحتاج إلى طبيب نفسي بل إلى أخصائي أو استشاري نفسي مؤتمن في دينه وعقيدته يمشي معه خطوة خطوة ويسد عليه كل منفذ للأعذار الواهية.
والطبيب النفسي لن يساعده، بل سيرهقه بأدوية لا طاقة له بها.
مشكلة صاحبك في قلبه، لديه ضعف في الوازع الديني.
فاسترساله في التفكير المحرم بحد ذاته معصية، وخطوة عن سبق اصرار وليست عابرة أو مفاجئة أو صدفة.
لابد أولا أن يعود نفسه على قطع التفكير في ذلك الأمر، ويستعين بربه ويلجأ إليه بصدق، ويكثر من قراءة القرآن، حتى لو لم يكن خاشع فيها، فهذا يحصل في البداية وخاصة لمثل حالته، ومع (صدق) لجوئه إلى ربه، سيترك القرآن أثرا في قلبه وعلى نفسه.
عافانا الله وإياه ..
صاحبي المبتلى نحسبه والله حسيبه من أهل الصلاح،فهو حافظ لكتاب الله وأنا أعرفه في مسجدي منذ فترة طويلة ولم يفوت فرضا واحدا، ولولا أنه يتقي الله ماجاء واستشارني يريد الفكاك والخلاص، ولكن المؤمن مبتلى، ونحن نحمد الله الذي عافانا مما ابتلاه به وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا ..
أشكرك على تفاعلك معي فأنا أستفيد كثيرا مما كتبت، ولكن هل تعرف هذا الأخصائي أو الاستشاري النفسي المؤتمن في دينه وعقيدته ليمشي معه خطوة خطوة ويسد عليه كل منفذ للأعذار الواهية. لكي أوجهه إليه؟
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[23 - Nov-2009, مساء 07:14]ـ
أخي الكريم .. سبحان الله! تذكرتُ مقولة تُنسب للإمام ابن القيم رحمه الله: (أجمع العارفون بالله أن ذنوب الخلوات هي اصل الانتكاسات، وان عبادات الخفاء من اعظم اسباب الثبات) او في معناها لم أحفظها نصا.
وأنقل لك كلاما رائعا لأحد السلف يقول: (فإن العبد إنما يؤتى من قبل التهاون باليسير، وهو الذي يوقع في الإثم الكبير، والتهاون باليسير هو الأساس الذي يبني عليه الكثير؛ فيكون أوله تحفظا، ثم صار انبساطا، ثم صار من الانبساط إلى ذكر اليسير، ثم صار من اليسير إلى ما هو أكثر منه، فلا تشعر حتى ترى نفسك حيث تكره أن ترى فيه غيرك، ففي ترك اليسير ترك اليسير والكثير). ا هـ
وكما قيل: (المعصية بعد المعصية عقاب المعصية، والحسنة بعد الحسنة ثواب الحسنة) فتأمل!
فليصدق صاحبك مع الله، ويعزم على الإقلاع عما هو فيه، وسوف يعينه الله عز وجل .. كما في الحديث القدسي: (من تقرب إلي شبرا تقربت منه ذراعا، ومن تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا ... ).
وبحكم أنك إمام مسجد قد تصادف صاحب مشكلة يعرضها عليك .. فعليك بمؤلفات الدكتور عدنان النحوي وخاصة كتاب (النهج الإيماني للتفكير)، ومؤلفات د. عبدالكريم بكار، و د. عبدالعزيز النغيمشي، بالإضافة إلى كتاب: (صيد الخاطر) ..
بالنسبة لطلبك؛ فراجع الخاص.(/)
هل صح عن شيخ الإسلام: القول بجواز الانتماء لطريقة من الطرق!
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[23 - Nov-2009, مساء 01:26]ـ
الحمد لله وحده؛
رأيت البارحة أحد المشايخ وهو يتكلم عن قضية التعصب ...
وكان من ضمن كلامه:
أنه يجوز للإنسان الانتماء لمذهب من المذاهب المتبوعة بشرط عدم التعصب ...
وكذا: الانتماء لطريقة من الطرق، القادرية أو الشاذلية، أو غيرها، كما قال شيخ الإسلام ...
فمحل الاشكال هنا: كما قال شيخ الإسلام؟
أين قال شيخ الإسلام أنه يجوز الانتماء لطريقة من الطرق، بشرط عدم التعصب؟!
بارك الله فيكم
ـ[خلوصي]ــــــــ[23 - Nov-2009, مساء 02:52]ـ
من الشيخ أخي العزيز؟
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[23 - Nov-2009, مساء 02:57]ـ
نعم من الشيخ؟ ربما شيخ الإسلام عنده!
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[23 - Nov-2009, مساء 05:43]ـ
المعروف أنه قال هذا في المذاهب الفقهية أما المذاهب العقدية فقد أفنى عمره في التصدي لها بل وقال إن الله لا يغفر لمن أدخل على المسلمين هذه العقائد الفاسدة أظن هذا في الفتاوى.
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[23 - Nov-2009, مساء 05:49]ـ
الشيخ هو القرضاوي وفقه الله، والمقصود طبعا بشيخ الإسلام = ابن تيمية!
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[25 - Nov-2009, صباحاً 11:58]ـ
المقصود هو تحقيق القول إلى شيخ الإسلام ... دون الكلام في المشايخ والدعاة ...
ـ[أبو عبد الرحمن من دمشق]ــــــــ[25 - Nov-2009, مساء 01:06]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لم يُجب على هذا السؤال بدليل
النافي لم يات بدليل النفي
والمثبت لم يأت بدليل الإثبات!!!
من كان ناقلاً فالصحة
ومن كان مدعياً فالدليل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو عبد الله الغيثي]ــــــــ[25 - Nov-2009, مساء 02:50]ـ
الحمد لله وحده؛
رأيت البارحة أحد المشايخ وهو يتكلم عن قضية التعصب ...
وكان من ضمن كلامه:
أنه يجوز للإنسان الانتماء لمذهب من المذاهب المتبوعة بشرط عدم التعصب ...
وكذا: الانتماء لطريقة من الطرق، القادرية أو الشاذلية، أو غيرها، كما قال شيخ الإسلام ...
فمحل الاشكال هنا: كما قال شيخ الإسلام؟
أين قال شيخ الإسلام أنه يجوز الانتماء لطريقة من الطرق، بشرط عدم التعصب؟!
بارك الله فيكم
قائل هذا الكلام يشير إلى ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية في الوصية الكبرى، وهي رسالته إلى عدي بن مسافر الأموي (وهي ضمن مجموع الفتاوى 3/ 363 - 430) حيث قال (3/ 416): الله تعالى قد سمانا في القرآن: المسلمين المؤمنين عباد الله؛ فلا نعدل عن الأسماء التي سمانا الله بها إلى أسماء أحدثها قوم - وسموها هم وآباؤهم - ما أنزل الله بها من سلطان. بل الأسماء التي قد يسوغ التسمي بها؛ مثل انتساب الناس إلى إمام كالحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي أو إلى شيخ كالقادري والعدوي ونحوهم أو مثل الانتساب إلى القبائل: كالقيسي واليماني وإلى الأمصار كالشامي والعراقي والمصري. فلا يجوز لأحد أن يمتحن الناس بها، ولا يوالي بهذه الأسماء، ولا يعادي عليها. بل أكرم الخلق عند الله أتقاهم من أي طائفة كان.اهـ
وأولئك المشايخ كانوا على حال مرضية ليست كالحال التي صار إليها المنتسبون إليهم بعد زمانهم ...
وقد بين شيخ الإسلام مسوغ الانتساب إليهم في جواب على سؤال عن حكم الانتساب إلى المشايخ (11/ 493) حيث قال (11/ 511 - 514): وأما انتساب الطائفة إلى شيخ معين: (فلا ريب أن الناس يحتاجون من يتلقون عنه الإيمان والقرآن، كما تلقى الصحابة ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، وتلقاه عنهم التابعون؛ وبذلك يحصل اتباع السابقين الأولين بإحسان؛ فكما أن المرء له من يعلمه القرآن ونحوه؛ فكذلك له من يعلمه الدين الباطن والظاهر، ولا يتعين ذلك في شخص معين؛ ولا يحتاج الإنسان في ذلك أن ينتسب إلى شيخ معين؛ كل من أفاد غيره إفادة دينية هو شيخه فيها؛ وكل ميت وصل إلى الإنسان من أقواله وأعماله وآثاره ما انتفع به في دينه؛ فهو شيخه من هذه الجهة؛ فسلف الأمة شيوخ الخلفاء قرنًا بعد قرن؛ وليس لأحد أن ينتسب إلى شيخ يوالي على متابعته ويعادي على ذلك؛ بل عليه أن يوالي كل من كان من أهل الإيمان، ومن عرف منه التقوى من جميع الشيوخ وغيرهم، ولا يخص أحدًا بمزيد موالاة إلا إذا ظهر له مزيد إيمانه وتقواه؛ فيقدم من قدم الله تعالى ورسوله عليه، ويفضل من فضله الله ورسوله؛ قال الله تعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا فضل لعربي على عجمي؛ ولا لعجمي على عربي؛ ولا أسود على أبيض؛ ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى) ...
ومن أمكنه الهدى من غير انتساب إلى شيخ معين؛ فلا حاجة به إلى ذلك، ولا يستحب له ذلك بل يكره له. وأما إن كان لا يمكنه أن يعبد الله بما أمره إلا بذلك؛ مثل أن يكون في مكان يضعف فيه الهدى والعلم والإيمان والدين؛ يعلمونه ويؤدبونه، لا يبذلون له ذلك إلا بانتساب إلى شيخهم، أو يكون انتسابه إلى شيخ يزيد في دينه وعلمه؛ فإنه يفعل الأصلح لدينه. وهذا لا يكون في الغالب إلا لتفريطه، وإلا فلو طلب الهدى على وجهه لوجده. فأما الانتساب الذي يفرق بين المسلمين، وفيه خروج عن الجماعة والائتلاف إلى الفرقة وسلوك طريق الابتداع ومفارقة السنة والاتباع؛ فهذا مما ينهى عنه، ويأثم فاعله، ويخرج بذلك عن طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الله الغيثي]ــــــــ[25 - Nov-2009, مساء 02:58]ـ
وأما إن كان لا يمكنه أن يعبد الله بما أمره إلا بذلك؛ مثل أن يكون في مكان يضعف فيه الهدى والعلم والإيمان والدين؛ يعلمونه ويؤدبونه، لا يبذلون له ذلك إلا بانتساب إلى شيخهم
كذا في المطبوع: ولعلها: ... والذين يعلمونه ويؤدبونه، لا يبذلون له ذلك إلا بانتساب إلى شيخهم.
ـ[محمود بن سالم الأزهري]ــــــــ[25 - Nov-2009, مساء 03:18]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم أبو عبد الله الغيثي وزادك الله من فضله
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[25 - Nov-2009, مساء 03:30]ـ
أحسنت أخي الكريم؛ نقل موفق ...
على أن شيخ الإسلام فصل في المسألة، وكلامه واضح لمن تأمله ...
ـ[خلوصي]ــــــــ[16 - Dec-2009, مساء 12:44]ـ
فيا ليتنا نعيد بناء تصوراتنا ... و يا ليتنا نراجع أحكامنا التي أصدرناها في حق كثير من هذه الأمة إلى حد الفرقة المحرمة ... لا لشيء إلا مجرد الوهم!
على أن ذلك لا يعني أن الأمر المباح نفسه بل حتى المستحب قد ينقلب حراما بالممارسات البشرية فتجد مريدا أو شيخا يلعب بالدين .. !
على أن ذلك لا يعني إلغاء الحكم الأصلي .. و لكل مقام مقال.(/)
قول العلامة الشنقيطي .. إذا وافق يوم الجمعة يوم العيد، ماذا نفعل نصلي العيد أم لا؟
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[23 - Nov-2009, مساء 02:18]ـ
http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa&iw_a=view&fatwa_id=5537
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[23 - Nov-2009, مساء 02:43]ـ
إطلاق كلمة الشنقيطي في الغالب ينصرف إلى صاحب التفسير!
وأظن أن المقصود هو الداعية المعروف، عضو هيئة كبار العلماء ...
وكلاهما علامة ...
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[23 - Nov-2009, مساء 03:09]ـ
العلامة محمد الأمين رحمة الله عليه لم يكن له أشرطة فتاوى ...
أما علامة هذا الزمان فضيلة الشيخ الدكتور العلامة محمد محمد المختار الشنقيطي عضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية فهو ممن أفتى بهذه الفتوى وله تسجيلات كثر في موقع طريق الاسلام ...
وحينما تفتح الموقع ستتبين الاسم بارك الله فيك ...(/)
الرجاء المساعدة ياخوان
ـ[المصنعي]ــــــــ[23 - Nov-2009, مساء 08:38]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اريد ان اعرف هل يجوزلنا جمع الظهر والعصر معا ً حيث اننا ندرس خلال اوقات الصلاة ويذهب علينا وقت الصلاة ونحن نعيش الان في بريطانيا في مدينة تلفورد وندرس في كلية وحاولنا تعديل وقت الحصص ولم نستطع ادارة الكلية رفضت وكذلك الجمعة نصليها في المصلى المعد لنا من قبل الكلية وهي غرفة صغيرة هل لنا ان نصليها جمعة او ظهر حيث لايوجد من يجيد القاء الخطب بيننا والمسجد في المنطقة بعيد عن الجامعة وقتنا لايسمح لنا بالذهاب الى المسجد والناس الى يصلون في المسجد اغلبهم من الجنسية الباكستانية وصلاتهم غريبة
ارجوا افادتنا عاجلا وجزاكم الله خير الجزاء(/)
لا إله إلا الله ... ولا صلاة ... ولا ...
ـ[أبو عبد الرحمن من دمشق]ــــــــ[23 - Nov-2009, مساء 09:23]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخرج ابن ماجه برقم (4049) عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يدرس الاسلام كما يدرس وشي الثوب حتى لا يدرى ما صيام ولا صلاة ولا نسك ولا صدقة، وليسرى على كتاب الله عزوجل في ليلة، فلا يبقى في الارض منه آية، وتبقى طوائف من الناس الشيخ الكبير والعجوز يقولون: أدركنا آباءنا على هذه الكلمة: لا إله إلا الله، وهم لا يدرون ما صلاة ولا صيام ولا نسك ولا صدقة.
فأعرض عنه حذيفة، ثم ردها عليه ثلاثا، كل ذلك يعرض عنه حذيفة، ثم أقبل عليه في الثالثة، فقال: يا صلة تنجيهم من النار ثلاثا.
وإسناده صحيح كما قال البوصيري في " الزوائد " ورقة 247، وصححه الحاكم 4/ 473 على شرط مسلم ووافقه الذهبي.
ما الجواب على الاستشهاد بهذا الحديث حول عوامّ الطوائف الإسلامية التي تتلبّسُ بمكفّراتٍ عديدة، ولكنّ ما يكفر به أولئك العوامّ ناتجٌ عن غرس هذه الاعتقادات الباطلة في رؤوسهم؛ بحيث شبّ عليها الصغير، وشاب عليها الكبير ...
ولكنهم مع ذلك يتمسّكون ويُعلنون شهادتَيِ الإسلام
«أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله»
أينجون؛ أخذاً بظاهر هذا الحديث المكتفي بالشهادتين، ويكون ما تلبّسوا به، وما قصّروا فيه معفوّاً عنه؛ كما عُفي عن الذي شكّ ـ بظاهر قوله وفعله ـ بقدرة الله تعالى؛ كما في حديث الصحيحين:
عن أبي هريرة رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كان رجل يسرف على نفسه فلما حضره الموت قال لبنيه إذ أنا مت فأحرقوني ثم اطحنوني ثم ذروني في الريح فوالله لئن قدر علي ربي ليعذبني عذابا ما عذبه أحد! فلما مات فُعل به ذلك، فأمر الله الأرض فقال: اجمعي ما فيك منه ففعلت فإذا هو قائم فقال: ما حملك على ما صنعت؟ قال: يا رب خشيتك فغفر له».؟
أرجو الجواب بعلم وحلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو مسهر]ــــــــ[23 - Nov-2009, مساء 10:17]ـ
العقيدة الإسلاميه
ليست كلمة باللسان
فالمنافقون يقولونها و هم من أهل النار لا يخرجون منها
و لا تشفع لهم الشهادة فهم لا يعتقدون فيها
و شرط الشهادة التى ندخل بها الجنه "من قالها خالصا مخلصا من قلبه"
و فى الحديث المذكور هم لا يعلمون من الإسلام شيئا
فإن قالوها بشرطها دخلوا الجنه
أما اليوم
فالأمر ليس كذلك، و لا يستشهد بالحديث على الفرق المبتدعة
و الحديث الأخير عن مؤمن عصى
و قبل أن يموت تاب
ليس عن مبتدع يستبيح ما حرم الله عز و جل
و العقيدة علم متكامل
فليراجع عن أئمته
ـ[ابوالبراء الازدي]ــــــــ[24 - Nov-2009, صباحاً 08:31]ـ
عليك بكتاب: (الإيمان عند السلف وعلاقته بالعمل وكشف شبهات المعاصرين)
لمحمد بن محمود آل خضير
فستجد الجواب مكتوبا هناك
ـ[فتح البارى]ــــــــ[24 - Nov-2009, صباحاً 09:11]ـ
عليك بكتاب: (الإيمان عند السلف وعلاقته بالعمل وكشف شبهات المعاصرين)
لمحمد بن محمود آل خضير
فستجد الجواب مكتوبا هناك
أحسنتَ أُخيَّ ..
قال هناك (2/ 168):
"فالجواب أنَّ هذا الأثر خارج محل النزاع؛ إذ النزاع فيمن ترك الصلاة والأعمال الظاهرة بعد علمه بوجوبها وتمكنه من أدائها، وأما من جهل وجوبها حتى مات، ولم يدر ما صلاة ولا زكاة ولا صيام، مع كونه مسلما يقول لا إله إلا الله فهذا معذور كما دلت عليه أدلة كثيرة تعلم في بابها .. "
ثم ذكر كلاما لشيخ الاسلام ابن تيمية والشيخ ابن عثيمين والشيخ الألباني .. فليراجع.
ـ[فتح البارى]ــــــــ[25 - Nov-2009, صباحاً 06:13]ـ
ومن تكلم على هذا الحديث أيضا بتوسع:
الشيخ/ أبي الحسن مصطفى بن إسماعيل السُّليماني المأربي
في كتابه الماتع (سبيل النجاة في بيان حكم تارك الصلاة) [ص152 ط. دار الفضيلة]
ـ[أبو عبد الرحمن من دمشق]ــــــــ[25 - Nov-2009, مساء 12:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكر الله لكم
أما الإشارة إلى الكتاب المذكور فهي غير كافية؛ لعدم قدرة الوصول إليه
فمن كان لديه مزيد توسُّعٍ في الموضوع فليتفضَّلْ به
واما قول الأخ أبي مسهر:
العقيدة الإسلاميه
ليست كلمة باللسان
فالمنافقون يقولونها و هم من أهل النار لا يخرجون منها
و لا تشفع لهم الشهادة فهم لا يعتقدون فيها
(يُتْبَعُ)
(/)
و شرط الشهادة التى ندخل بها الجنه "من قالها خالصا مخلصا من قلبه"
و فى الحديث المذكور هم لا يعلمون من الإسلام شيئا. ا.هـ
فقد يُقال له:
المنافقون مُظهِرون لِما لا يعتقدون؛ ونطقهم بالشهادة عن غير إيمانٍ بالكلية!
وأما دهماء الطوائف الإسلاموية فهم ـ كما قلتُ ـ متمسكون بالشهادتين
لكنّ كبراءهم أضلوهم السبيل فلم تبلغهم الشروطُ التي عناها أبو مسهر، ولا غيرُ ذلك.
فما القول فيهم؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو عبد الله الغيثي]ــــــــ[25 - Nov-2009, مساء 01:12]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الجواب على الاستشهاد بحديث حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يدرس الاسلام كما يدرس وشي الثوب حتى لا يدرى ما صيام ولا صلاة ولا نسك ولا صدقة، وليسرى على كتاب الله عزوجل في ليلة، فلا يبقى في الارض منه آية، وتبقى طوائف من الناس الشيخ الكبير والعجوز يقولون: أدركنا آباءنا على هذه الكلمة: لا إله إلا الله؛ [فنحن نقولها، فقال له صلة: ما تغني عنهم لا إله إلا الله]، وهم لا يدرون ما صلاة ولا صيام ولا نسك ولا صدقة. فأعرض عنه حذيفة، ثم ردها عليه ثلاثا، كل ذلك يعرض عنه حذيفة، ثم أقبل عليه في الثالثة، فقال: يا صلة تنجيهم من النار ثلاثا" = على نجاة عوامّ الطوائف الإسلامية التي تتلبّسُ بمكفّراتٍ عديدة؛ أخذاً بظاهر هذا الحديث المكتفي بالشهادتين، وبأن الاعتقادات الباطلة في رؤوسهم؛ ناتجةٌ عن غرس؛ بحيث شبّ عليها الصغير، وشاب عليها الكبير ... فهم مع ذلك يتمسّكون ويُعلنون شهادتَيِ الإسلام «أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله»؛ وما تلبّسوا به، وما قصّروا فيه معفوّ عنه؛ كما عُفي عن الذي شكّ ـ بظاهر قوله وفعله ـ بقدرة الله تعالى؛ كما في حديث الصحيحين: عن أبي هريرة رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كان رجل يسرف على نفسه فلما حضره الموت قال لبنيه إذ أنا مت فأحرقوني ثم اطحنوني ثم ذروني في الريح فوالله لئن قدر علي ربي ليعذبني عذابا ما عذبه أحد! فلما مات فُعل به ذلك، فأمر الله الأرض فقال: اجمعي ما فيك منه ففعلت فإذا هو قائم فقال: ما حملك على ما صنعت؟ قال: يا رب خشيتك فغفر له».
=الجواب على هذا- بأنه إذا كان ما تلبسوا به من مكفرات واعتقادات باطلة مما يمكن جهله لكونه من المسائل الدقيقة أو الخفية أو لكونهم بحيث لم تبلغهم الحجة؛ فإنهم يعذرون فيه، أما إذا كان مما لا يمكن جهله لكونه يناقض أصول الدين الجليلة الظاهرة؛ كإشراك غير الله معه في الربوبية أو الألوهية أو الأسماء والصفات، أو سب الله تعالى أو رسوله أو دينه، أو تحليل ما حرم الله أو تحريم ما أحل الله؛ فإنهم لا يعذرون في ذلك. والله أعلم.
ـ[أبو مسهر]ــــــــ[29 - Nov-2009, صباحاً 02:55]ـ
أخرج البخارى
حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا مهدي بن ميمون، حدثنا واصل الأحدب، عن المعرور بن سويد، عن أبي ذر رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أتاني آت من ربي، فأخبرني - أو قال: بشرني - أنه: من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة " قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: " وإن زنى وإن سرق "
ـ[أبو عبد الرحمن من دمشق]ــــــــ[01 - Dec-2009, صباحاً 10:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الأفاضل
تقبل الله منا ومنكم
وأعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات ونصرِ الأمة بمنّه وكرمه
أشكر للأخ أبي عبد الله الغيثي جوابَه، وأطلب منه توضيح ما قاله:
أهو من قولِه أم منقوله؟
ومن قال به من المتقدمين تصريحاً او تلميحاً؟
وأين الأدلة عليه؟
وأشكر اخي أبا مسهر وأقول له:
أنا ـ العبد الفقير ـ لم أفهم استدلاله بالحديث!
فليتكرّمْ بتجلية الغامض
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو عبد الله الغيثي]ــــــــ[01 - Dec-2009, مساء 02:39]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الأفاضل
تقبل الله منا ومنكم
وأعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات ونصرِ الأمة بمنّه وكرمه
أشكر للأخ أبي عبد الله الغيثي جوابَه، وأطلب منه توضيح ما قاله:
أهو من قولِه أم منقوله؟
ومن قال به من المتقدمين تصريحاً او تلميحاً؟
وأين الأدلة عليه؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
ما قلته هو من قولي المنقول.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد قال به شيوخ الإسلام؛ كابن تيمية وابن القيم.
والأدلة عليه في كتب العذر بالجهل؛ ومنها قول الله تعالى: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً)، وقوله: (رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل)، وقوله: (وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولاً يتلو عليهم آياتنا وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون).
وفي الصحيحين عن النبي أنه قال: (ما أحد أحب إليه العذر من الله؛ من أجل ذلك؛ أرسل الرسل، وأنزل الكتب)، وفي رواية: (من أجل ذلك بعث الرسل مبشرين ومنذرين).
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كان رجل يسرف على نفسه، فلما حضره الموت، قال لبنيه: إذ أنا مت؛ فأحرقوني ثم اطحنوني ثم ذروني في الريح؛ فوالله لئن قدر علي ربي؛ ليعذبني عذابًا ما عذبه أحد! فلما مات فُعل به ذلك، فأمر الله الأرض فقال: اجمعي ما فيك منه؛ ففعلت؛ فإذا هو قائم؛ فقال: ما حملك على ما صنعت؟ قال: يا رب خشيتك؛ فغفر له).
وقال ابن جرير: حدثنا محمد بن بشار حدثنا مؤمل حدثنا سفيان عن أبى الزناد قال ابن عباس: التفسير على أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله، والله سبحانه وتعالى أعلم.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى (22/ 23): (الأحوال المانعة من وجوب القضاء للواجب والترك للمحرم: الكفر الظاهر، والكفر الباطن، والكفر الأصلي، وكفر الردة، والجهل الذي يعذر به؛ لعدم بلوغ الخطاب، أو لمعارضة تأويل باجتهاد أو تقليد ... ).
وقال (20/ 91): (المأمور به إذا تركه العبد؛ فإما أن يكون مؤمنًا بوجوبه أولا يكون؛ فإن كان مؤمنًا بوجوبه تاركًا لأدائه؛ فلم يترك الواجب كله. بل أدى بعضه، وهو الإيمان به، وترك بعضه، وهو العمل به، وكذلك المحرم إذا فعله؛ فإما أن يكون مؤمنًا بتحريمه أولا يكون؛ فإن كان مؤمنًا بتحريمه فاعلاً له؛ فقد جمع بين أداء واجب، وفعل محرم؛ فصار له حسنة وسيئة، والكلام إنما هو فيما لا يعذر بترك الإيمان بوجوبه وتحريمه من الأمور المتواترة، وأما من لم يعتقد ذلك فيما فعله أو تركه بتأويل أو جهل يعذر به؛ فالكلام في تركه هذا الاعتقاد؛ كالكلام فيما فعله أو تركه بتأويل أو جهل يعذر به ... ).
وقال الحافظ ابن رجب في شرح حديث (الحلال بين والحرام بين): (ما ترك الله ورسوله حلالاً إلا مبينًا، ولا حرامًا إلا مبينًا، لكن بعضه كان أظهر بيانًا من بعض؛ فما ظهر بيانه واشتهر وعلم من الدين بالضرورة من ذلك؛ لم يبق فيه شك، ولا يعذر أحد بجهله في بلد يظهر فيها الإسلام).
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز كما في مجموع فتاواه (28/ 218): (الجهل يكون فيما يمكن خفاؤه، أما الأمور الظاهرة من الدين؛ فلا يعذر فيها الجاهل؛ كأمور التوحيد وأمور الصلاة، لو قال: ما أعرف الصلاة، وهو بين المسلمين، ما أعرف أن الصلاة مشروعة، أو ما أعرف الزكاة، أو ما أعرف الصيام؛ ما يعذر بالجهل، أو قال: ما أعرف أن الزنا محرم؛ ما يطاع، أو قال: ما أعرف أن اللواط محرم، وهو بين المسلمين، ما يطاع، أو قال: ما أعرف أن الخمر محرم؛ ما يطاع.
أما الذي يمكن جهله؛ مثل بعض الصفات، صفات الله التي خفيت عليه أو ما درى أنها من صفات الله؛ فأنكرها، ثم علم وبين له؛ ما يكفر بذلك؛ لأن مثل هذا قد يجهل بعض الصفات أو مثل بعض حقوق النبي صلى الله عليه وسلم؛ جهلها ما درى عن بعض الحقوق التي تخفى على العامي أو ما أشبه ذلك، أو إنسان في أطراف أمريكا أو أطراف أفريقيا في بعض المحلات البعيدة عن الإسلام، مثل هذا؛ كأهل الفترة يبين له، ولا يكفر حتى يبين له ويعلم؛ فإذا ما أصر على ذلك، وأصر على الكفر يقتل.
الذي يتولاه مسلم أو الدولة المسلمة تحكم به عليه، والحاصل أنه يعذر بالجهل في المسائل التي قد يخفى مثلها، ويكون حكمه حكم أهل الفترات إذا لقي الله جل وعلا.
والصحيح الذي جاءت به الأحاديث أنه يمتحن يوم القيامة ضمن أهل الفترة، فإن أجاب إلى الحق دخل الجنة، ومن عصى دخل النار، وأما في الدنيا ينظر فيه إذا ظن أنه يجهل ... ).
وقد تختلف الأمثلة أو يُختلف في التطبيق، ولكن الضابظ غير مختلف، وهو: أنه إذا كان حكم المسألة مما يمكن جهله؛ فإنه يعذر من خالف الحق فيها بالجهل، أما إذا كان مما لا يمكن جهله؛ فإنه لا يعذر فيها ...
ـ[أبو عبد الرحمن من دمشق]ــــــــ[01 - Dec-2009, مساء 04:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكر الله لك
هل من مزيد؟؟؟؟
ـ[إياد القيسي]ــــــــ[01 - Dec-2009, مساء 04:24]ـ
الذي أذكره أن للشيخ سفر عافاه الله كلاما في رسالته الدكتوراة ظاهرة الأرجاء كلاما حول هذا الحديث، وليس تحت يدي الكتاب!(/)
أقسم بالله بأن من اتبع هذه الطريقة سوف يصبح ذكيا وعالما
ـ[محمدعبدالرحمن]ــــــــ[24 - Nov-2009, صباحاً 02:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد فإني وبفضل من الله توصلت إلى إكتشاف وأقسم
بالله العلي العظيم بأن من يفعل هذا الإكتشاف سوف يكون ذكيا وعالما وسأذكر هذا
الإكتشاف وهو في قوله تعالى (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) سورة يوسف الأية (22)
وقوله تعالى (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) سورة القصص الأية (14)
ففي الأيات دلالة على أن الإحسان فيه جزاء عظيم من الله وهو أن يأتيه الحكمة والعلم وقوله تعالى (وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) أي أن الوعد لمن كان من المحسنين سوف ينعم الله عليه بالحكمة والعلم
فهل تريد أن تكون منهم
تعريف الإحسان
المرتبة الثالثة: الإحسان، ركن واحد، وهو " أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك "
[46] الإحسان في اللغة: إتقان الشيء وإتمامه، مأخوذ من الحسن، وهو الجمال، ضد القبح، وهو ينقسم إلى أقسام:
أولا: إحسان بين العبد وبين ربه، وهذا هو المقصود.
ثانيا: إحسان بين العبد وبين الناس.
[ص-222] ثالثا: إحسان الصنعة وإتقانها، إذا صنع الإنسان شيئا أو عمل عملا فإنه يجب عليه أن يتقنه ويتمه.
النوع الأول: وهو الإحسان بين العبد وربه، بينه الرسول صلى الله عليه وسلم صحيح البخاري تفسير القرآن (4499)، صحيح مسلم الإيمان (10)، سنن النسائي الإيمان وشرائعه (4991)، سنن أبي داود السنة (4698)، سنن ابن ماجه الفتن (4044)، مسند أحمد (2/ 426). لما سأله جبريل بحضرة الصحابة كما يأتي، فقال: الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
فالإحسان بين العبد وبين ربه هو إتقانه العمل الذي كلفه الله به، بأن يأتي به صحيحا خالصا لوجه الله عز وجل، عمل الإحسان بين العبد وربه ما توفر فيه الإخلاص لله عز وجل، والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن الإحسان على مرتبتين، واحدة أعلى من الأخرى.
الأولي: أن تعبد الله كأنك تراه، بأن يبلغ بك اليقين والإيمان بالله كأنك تشاهد الله عيانا، ليس عندك تردد أو أي شك، بل كأن الله أمامك سبحانه وتعالى تراه عيانا، فمن بلغ هذه المرتبة فقد بلغ غاية الإحسان، تعبد الله كأنك تراه من كمال اليقين وكمال الإخلاص، كأنك ترى الله عيانا، والله جل وعلا لا يرى في الدنيا، وإنما يرى في الآخرة، ولكن تراه بقلبك حتى كأنك تراه بعينيك، ولذلك يجازى أهل الإحسان بالآخرة بأن يروه سبحانه وتعالى، لما عبدوه وكأنهم يرونه [ص-223] في الدنيا جازاهم الله بأن أفسح لهم المجال بأن يروه بأبصارهم في دار النعيم.
قال تعالى: سورة يونس الآية 26 لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ [يونس: 26]، الزيادة هي النظر لوجه الله، السبب أنهم أحسنوا في الدنيا، فأعطاهم الله الحسنى، وهي الجنة، وزادهم رؤية الله عز وجل، تعبد الله كأنك تراه على المشاهدة، والمحبة والشوق إلى لقائه سبحانه وتعالى، تتلذذ بطاعته، وتطمئن إلى طاعته سبحانه وتعالى، تشتاق إليها، هذه طريقة المحسنين.
المرتبة الثانية: إذا لم تبلغ هذه المرتبة العظيمة فإنك تعبده على طريقة المراقبة، بأن تعلم أن الله يراك، ويعلم حالك، ويعلم ما في نفسك، فلا يليق بك أن تعصيه، وأن تخالف أمره، وهو يراك ويطلع عليك، وهذه حالة جيدة، ولكنها أقل من الأولى، وما دمت أنك تعلم أنه يراك فإنك تحسن عبادته وتتقنها؛ لأنك تعلم أن الله يراك، ولله المثل الأعلى لو كنت أمام مخلوق له منزلة وأمرك بأمر، وأنت تنفذ هذا الأمر أمامه وينظر إليك، هل يليق بك أن يقع منك إخلال بهذا الفعل؟
[ص-224] الحاصل: أن الإحسان على مرتبتين:
مرتبة المشاهدة القلبية: وهي أن تعبد الله كأنك تراه من شدة اليقين والإيمان، كأنك ترى الله عز وجل عيانا.
والمرتبة الثانية: وهي أقل منها، أن تعبد الله وأنت تعلم أنه يراك ويطلع عليك، فلا تعصيه ولا تخالف أمره سبحانه وتعالى.
هذه مرتبة الإحسان، وهي أعلى مراتب الدين، من بلغها فإنه بلغ أعلى مراتب الدين، وقبلها مرتبة الإيمان، وقبلها مرتبة الإسلام.
فالدين دوائر:
الدائرة الأولى: الإسلام، وهي واسعة حتى إنه يدخل فيها المنافق، ويقال له مسلم ويعامل معاملة المسلمين؛ لأنه استسلم في الظاهر، فهو داخل في دائرة الإسلام، ويدخل فيها ضعيف الإيمان الذي ليس معه من الإيمان إلا مثقال حبة خردل.
الدائرة الثانية: وهي أضيق من الأولى وأخص، دائرة الإيمان، وهذه لا يدخل فيها المنافق النفاق الاعتقادي أبدا، [ص-225] وإنما يدخل فيها أهل الإيمان، وهم على قسمين: إيمان كامل، وإيمان ناقص، فيدخل فيها مؤمن فاسق، أو مؤمن تقي.
الدائرة الثالثة: وهي أضيق من الثانية، دائرة الإحسان، وهي كما بينها النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يدخل فيها إلا أهل الإيمان الكامل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حارث البديع]ــــــــ[24 - Nov-2009, صباحاً 03:08]ـ
بوركت
اذكر ان الشيخ خالد الانصاري
لما تكلم عن مسألة الإحسان ذكر
أنه مرتبة واحدة
أن تعبد الله سبحانه كأنك تراه
أما (فإن لم تكن تراه فإنه يراك فهي وسيلة للإحسان وليست مرتبة 2)
ـ[محمدعبدالرحمن]ــــــــ[24 - Nov-2009, صباحاً 04:40]ـ
شكرا يا أخي حارث البديع وأما قولك اذكر ان الشيخ خالد الانصاري
لما تكلم عن مسألة الإحسان ذكر
أنه مرتبة واحدة
أن تعبد الله سبحانه كأنك تراه
أما (فإن لم تكن تراه فإنه يراك فهي وسيلة للإحسان وليست مرتبة 2)
فهل بهذا تقصد أن كلامي أن الإحسان مرتبتان ليس صحيح أخي الكريم
كلامي لاينافي كلام الشيخ من الناحية الإجمالية فأنا قلت بأن الإحسان في المرتبة الأولى (للواصلين):
يعني الإستحياء الحق ولزوم دوام الحضور بالعبادة حتى يأتيك اليقين
المرتبة الثانية (للمبتدئين):
يعني المجاهدة مجاهدة النفس والشيطان والهوى وحب الدنيا.
(وهو بالإجمال أن تعبد الله كأنك تراه)
ـ[طالبة في الأصول]ــــــــ[24 - Nov-2009, صباحاً 06:16]ـ
جزاك الله خير على هذا الموضوع المميز
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[24 - Nov-2009, صباحاً 06:45]ـ
أحسنت أخي محمد عبد الرحمن وبارك فيك، هذا الموضوع من أعظم النصائح لطالب العلم.
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[24 - Nov-2009, مساء 04:08]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو حسّان محمد الذّهبي]ــــــــ[24 - Nov-2009, مساء 04:40]ـ
---------------من شرح الأصول الثّلاثة ---------------
قال المصنِّف محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله-:
- ((المرتبة الثالثة: الإحسان، ركن واحد وهو ((أن تعبد الله كأنّك تراه فإن لم تكن تراه فإنّه يراك))
قال الشيخ العثيمين في شرح هذه المرتبة: " ... وأمّا للإحسان في عبادة الله: فأن تعبد الله كأنّك تراه، كما قال النّبيّ صلى الله عليه وسلّم، وهذه العبادة أي عبادة الإنسان ربّه كأنّه يراه عبادة طلب وشوق، وعبادة الطلب و الشّوق يجد الإنسان من نفسه حاثّاً عليها، لأنَّه يطلب هذا الذي يحبّه، فهو يعبده كأنّه يراه، فيقصده وينيب إليه سبحانه وتعالى، ((فإن لم تكن تراه فإنّه يراكَ))، وهذه عبادة الهرب و الخوف، ولهذا كانت هذه المرتبة الثّانية في الإحسان، إذا لم تكن تعبد الله الذي يراك، فتعبّده عبادة خائفٍ منه، هاربٍ من عذابه و عقابه، وهذه الدّرجة عند أرباب السُّلوك أدنى من الدّرجة الأولى.)) أ. هـ
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[25 - Nov-2009, صباحاً 01:20]ـ
بارك الله فيكم
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[25 - Nov-2009, صباحاً 03:25]ـ
شكر الله لك أن شاركتنا بما اكتشفته و أن لم تبخل به
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[28 - Nov-2009, صباحاً 01:47]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد فإني وبفضل من الله توصلت إلى إكتشاف وأقسم
بالله العلي العظيم بأن من يفعل هذا الإكتشاف سوف يكون ذكيا وعالما وسأذكر هذا
الإكتشاف وهو في قوله تعالى (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) سورة يوسف الأية (22)
وقوله تعالى (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) سورة القصص الأية (14)
ففي الأيات دلالة على أن الإحسان فيه جزاء عظيم من الله وهو أن يأتيه الحكمة والعلم وقوله تعالى (وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) أي أن الوعد لمن كان من المحسنين سوف ينعم الله عليه بالحكمة والعلم
.
يا أخي الحبيب، لم يقل الله عز وجل وبذلك نجزي المحسنين حتى يستقيم اكتشافك، وإنما قال: {وكذلك} والكاف للتشبيه كما تعلم، فالتقدير وبشبه ذلك نجزي المحسنين، وليس من معاني الكاف الباء حتى يكون التقدير وبذلك نجزي المحسنين.
وشبه العلم والحكمة يشترك معهما هنا في وجه المجازاة والإنعام ..
فربما أنعم الله على المحسن بالقبول فكان شبيها في المجازاة والإنعام بالعلم والحكمة،، وربما أنعم الله على المحسن بالسعادة فكان شبيها في المجازاة والإنعام بالعلم والحكمة .. وهكذا.
فأرجو منك مراجعة ما اكتشفت فأنت تقسم بالله.
وكل عام أنتم بخير.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[28 - Nov-2009, صباحاً 04:32]ـ
احسنت ابو عبد الله الفاصل
فليس بالضرورة
أن كل محسن = يؤتيه الله علما
قد يجازيه بلذة الإيمان
أو مكانا عاليافي الجنة
او غيره
فالتاريخ نقل لنا ووثق
أن هناك من عُرفوا بالعبادة
والصدق ولكن لم يكونوا علماء
بل بعضهم عباد واخرون مجاهدين وهكذا
فالله تعالى يوزع الارزاق
فمنهم عالما وهذا داعيا
وهذه أصل المسألة
(أن كل ميسر لما خلق له)
وليس معنى ذاك ان يكون المحسن لا= عالما
ولكن في نظري ليس ثمة تلازم بينهما
وقد يفضي ذاك الى فهم خاطئ وهو
كل من ليس عالما= ليس بمحسن
فحصرت مكافأة الاحسان في العلم
والولوج في عالم لاتدركه عقولنا\
وفضل الله عظيم سبحانه
وانا اوقن انك لاتقول بذلك
او كل عالم =محسن
ونعرف من التاريخ
ان هناك من العلماء اصحاب هوى
او يتزلفون للسلطان
فالقاعدة التي تفضلت بها صعب الجزم بها فضلا عن جعلها قاعدة
وقضل الله واسع
وبوركت
وكل عام وانتم بخير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محب الهدى]ــــــــ[28 - Nov-2009, صباحاً 06:49]ـ
قلت بأن الإحسان في المرتبة الأولى (للواصلين):
يعني الإستحياء الحق ولزوم دوام الحضور بالعبادة حتى يأتيك اليقين
المرتبة الثانية (للمبتدئين):
يعني المجاهدة مجاهدة النفس والشيطان والهوى وحب الدنيا.
(وهو بالإجمال أن تعبد الله كأنك تراه)
من قال انهم وصلوا وما الدليل على ذلك بارك الله فيك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[محب الهدى]ــــــــ[28 - Nov-2009, صباحاً 06:51]ـ
احسنت ابو عبد الله الفاصل
فليس بالضرورة
أن كل محسن = يؤتيه الله علما
قد يجازيه بلذة الإيمان
أو مكانا عاليافي الجنة
او غيره
فالتاريخ نقل لنا ووثق
أن هناك من عُرفوا بالعبادة
والصدق ولكن لم يكونوا علماء
بل بعضهم عباد واخرون مجاهدين وهكذا
فالله تعالى يوزع الارزاق
فمنهم عالما وهذا داعيا
وهذه أصل المسألة
(أن كل ميسر لما خلق له)
وليس معنى ذاك ان يكون المحسن لا= عالما
ولكن في نظري ليس ثمة تلازم بينهما
وقد يفضي ذاك الى فهم خاطئ وهو
كل من ليس عالما= ليس بمحسن
فحصرت مكافأة الاحسان في العلم
والولوج في عالم لاتدركه عقولنا\
وفضل الله عظيم سبحانه
وانا اوقن انك لاتقول بذلك
او كل عالم =محسن
ونعرف من التاريخ
ان هناك من العلماء اصحاب هوى
او يتزلفون للسلطان
فالقاعدة التي تفضلت بها صعب الجزم بها فضلا عن جعلها قاعدة
وقضل الله واسع
وبوركت
وكل عام وانتم بخير
كلام جيد وفيه وجه استدلال ....
ـ[الأخ ابراهيم]ــــــــ[28 - Nov-2009, مساء 05:14]ـ
يا أخي عبد الرحمن لقد اخطأت والله أعلم حينما قسمت لأن ربما يكون ما فهمته خطأ والذكاء هبة من عند الله يؤتيها المؤمن والكافر.
ـ[أبوبكر الذيب]ــــــــ[28 - Nov-2009, مساء 06:34]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
على كل حال حتى إن لم يجزي الله المحسنين بالعلم و الحكمة فالموضوع جميل وماتع بارك الله في الاخ صاحب الموضوع ونفع به.
ـ[محمدعبدالرحمن]ــــــــ[30 - Nov-2009, صباحاً 09:57]ـ
أما أخي حارث البديع فقولككل من ليس عالما= ليس بمحسن فحصرت مكافأة الاحسان في العلم والولوج في عالم لاتدركه عقولنا\وفضل الله عظيم سبحانه
يا أخي قولتني كلاما لم أقله من أين أتيت بأني حصرت جزاة الإحسان بنعمتي الحكمة والعلم وقولكونعرف من التاريخ ان هناك من العلماء اصحاب هوى او يتزلفون للسلطان فالقاعدة التي تفضلت بها صعب الجزم بها فضلا عن جعلها قاعدة
هذا الكلام ليس موضعه هنا لأن العلم الوادر في هذه الاّية العلم النافع وهو جزاء على الإحسان ويا أخي يوجد كثير من الأدلة على فضل العلم وأهله فهل يدخل فيه من تعلم السحر مع أن الله ذكر بأنه علم قوله تعالى: (وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر) فهل يعقل هذا
أما الأخ محب الهدى فكلامك مردود عليه بردي السابق
وأما الأخ ابراهيميا أخي عبد الرحمن لقد اخطأت والله أعلم حينما قسمت لأن ربما يكون ما فهمته خطأ والذكاء هبة من عند الله يؤتيها المؤمن والكافر أنت يا أخي من أخطأ لأني أقصد بالذكاء هنا الحكمة النافعة التي ينعم بها الله عزوجل على المحسنين فكيف ينعم بها على الكفار واطلاق كلمة حكيم
على الكافر ليس صحيح كيف حكيم ولا يبصر عظمة الله ويؤمن به ولاكن قد يقول كلاما فيه حكمه كما أن المصطفى صلى الله عليه وسلم ذكرعن الشيطان بأنه صدق وهوكاذب فأثبت صدق قولته ونفى أن يكون من الصادقين بل أثبت صفة الكذب فيه.
وفي النهاية أصيك يأخي أبو عبدالله الفاصل وحارث البديع ومحب الهدى والأخ ابراهيم بهذه الرابطة http://majles.alukah.net/showthread.php?t=12268
ـ[محمدعبدالرحمن]ــــــــ[30 - Nov-2009, صباحاً 10:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد:
أشكرك أخي أبوبكر الذيب على حسن مشاركتك وجزاك الله خيرا.
وأما أخي أبو عبدالله الفاصل فأنا أنصحك بالتريث و فهم الموضوع قبل الرد عليه والعلم بما تقول لأن كلامك
اقتباس:
يا أخي الحبيب، لم يقل الله عز وجل وبذلك نجزي المحسنين حتى يستقيم اكتشافك، وإنما قال: {وكذلك} والكاف للتشبيه كما تعلم، فالتقدير وبشبه ذلك نجزي المحسنين، وليس من معاني الكاف الباء حتى يكون التقدير وبذلك نجزي المحسنين.
وشبه العلم والحكمة يشترك معهما هنا في وجه المجازاة والإنعام ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فربما أنعم الله على المحسن بالقبول فكان شبيها في المجازاة والإنعام بالعلم والحكمة،، وربما أنعم الله على المحسن بالسعادة فكان شبيها في المجازاة والإنعام بالعلم والحكمة .. وهكذا.
فيه مغالطات كثيرة وأنا أتعجب من باقي الأخوة في تأيد رأيك وسأرد عليهم سأبدأ أخي بالرد على كلامك من أقوال العلماء وسأبدأ من الناحية الإعرابي:
الكاف: اسم بمعنى مثل , صفة لمفعول مطلق محذوف , وهو مضاف
ذا: اسم إشارة (يكنى به عن المصدر) في محل جر مضاف إليه
اللام للبعد , والكاف للخطاب: حرفان لا محل لهما من الإعراب
والتقدير في مثل قول الله تعالى:
" كذلك نجزي المحسنين "
جزاءً مثلَ ذلك الجزاء نجزي المحسنين
جاء في توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك للمرادي ,
شرح وتحقيق عبد الرحمن علي سليمان , في تعليقه على الشاهد:
كذاك أُدبت حتى صار من خلقي--- أني رأيت ملاك الشيمة الأدب
قال: "لشرح: "كذاك" الكاف اسم بمعنى مثل وهو الأحسن في مثل هذا التعبير
واسم الإشارة يراد به مصدر الفعل المذكور،
وتقدير الكلام: تأديبا مثل ذلك التأديب أدبت "
وفي شرح ابن عقيل:
الاعراب: " كذاك " الكاف اسم بمعنى مثل نعت لمحذوف،
واسم الاشارة مضاف إليه، أو الكاف جارة لمحل اسم الاشارة،
والجار والمجرور متعلق بمحذوف يقع نعتا لمصدر محذوف يقع مفعولا مطلقا لادبت،
والتقدير على كل حال: تأديبا مثل هذا التأديب أدبت " أدبت "
راجع: توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك للمرادي - شرح ابن عقيل
وأما من ناحية التفسير:
1/الْقَوْلُ فِي وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ كَالْقَوْلِ فِي نَظِيرِهِ، وَتَقَدَّمَ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى:
وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ [143].
وَفِي ذِكْرِ الْمُحْسِنِينَ إِيمَاءٌ إِلَى أَنَّ إِحْسَانَهُ هُوَ سَبَبُ جَزَائِهِ بِتِلْكَ النِّعْمَةِ. (التحريروالتنوير)
2/آتَيْناهُ حُكْماً أي حكمة، وهو العلم المؤيد بالعمل، أو حكما بين الناس، أو حكما صحيحا يزن به الأمور بميزان صادق وَعِلْماً يعني علم تأويل الأحاديث، وفقه الدين قبل أن يبعث نبيا وَكَذلِكَ كما جزيناه نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ لأنفسهم، وهو تنبيه على أنه تعالى إنما آتاه ذلك جزاء على إحسانه في عمله واتقائه في عنفوان أمره. (التفسير المنير للزحيلي)
3/وقوله: {وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} يعنى: أن هذا ليس مختصا بيوسف عليه السلام، بل الله سبحانه يجازي المحسنين بخير الدنيا والآخرة، ومن ذلك أنه يجازي المحسنين بعطائه العلم والحكمة. الشيخ محمد بن عبدالوهاب (تفسير اّيات من القراّن الكريم)
أما أخي حارث البديع فقولك
يا أخي قولتني كلاما لم أقله من أين أتيت بأني حصرت جزاة الإحسان بنعمتي الحكمة والعلم وقولكهذا الكلام ليس موضعه هنا لأن العلم الوادر في هذه الاّية العلم النافع وهو جزاء على الإحسان ويا أخي يوجد كثير من الأدلة على فضل العلم وأهله فهل يدخل فيه من تعلم السحر مع أن الله ذكر بأنه علم قوله تعالى: (وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر) فهل يعقل هذا
أما الأخ محب الهدى فكلامك مردود عليه بردي السابق
وأما الأخ ابراهيم أنت يا أخي من أخطأ لأني أقصد بالذكاء هنا الحكمة النافعة التي ينعم بها الله عزوجل على المحسنين فكيف ينعم بها على الكفار واطلاق كلمة حكيم
على الكافر ليس صحيح كيف حكيم ولا يبصر عظمة الله ويؤمن به ولاكن قد يقول كلاما فيه حكمه كما أن المصطفى صلى الله عليه وسلم ذكرعن الشيطان بأنه صدق وهوكاذب فأثبت صدق قولته ونفى أن يكون من الصادقين بل أثبت صفة الكذب فيه.
وفي النهاية أصيك يأخي أبو عبدالله الفاصل وحارث البديع ومحب الهدى والأخ ابراهيم بهذه الرابطة http://majles.alukah.net/showthread.php?t=12268
ـ[محمدعبدالرحمن]ــــــــ[30 - Nov-2009, صباحاً 10:54]ـ
اّّسف على الخطأ ولاكن المشاركة تقرأ من المشاركة الثانية
ـ[حارث البديع]ــــــــ[30 - Nov-2009, مساء 12:48]ـ
3/وقوله: {وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} يعنى: أن هذا ليس مختصا بيوسف عليه السلام، بل الله سبحانه يجازي المحسنين بخير الدنيا والآخرة، ومن ذلك أنه يجازي المحسنين بعطائه العلم والحكمة. الشيخ محمد بن عبدالوهاب (تفسير اّيات من القراّن الكريم) [/ quote]
وصلتَ للمراد.
ـ[الرافدين]ــــــــ[30 - Nov-2009, مساء 06:19]ـ
اللهم ربي يحفظك يا طيب على هذا الموضوع الرائع وجزاك اللع هنا كل الخير
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[01 - Dec-2009, صباحاً 12:46]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[01 - Dec-2009, صباحاً 04:50]ـ
أخي محمد، هل لي أن أتعجب؟!!
فأقوال المفسرين التي نقلتها ليس فيها ما تدعيه، فلم نختلف على أن الله عز وجل قد جازى يوسف (ص) بالعلم لإحسانه، وإنما الخلاف: هل لابد أن يجزي الله كل من أحسن بالعلم والحكمة أم لا؟
ولو تأملت كلام محمد بن عبدالوهاب الذي نقلته لتأملت!
وأما كون الكاف للمثيل، فإنه من المعروف إطلاق التمثيل على التشبيه، ولكن دعني أسلم لك جدلًا كونها للتمثيل حتى تجيبني على هذه الإشكالات:
- تعلم أن حقيقة التمثيل حكم بالمطابقة تماما، وأن التشبيه حكم ببعضها، فإن كنت تقول بالتمثيل وهو للمطابقة فما معنى قولهم: زيدٌ كالأسد؟
- إذا كانت للمتثيل حقيقة، فلست تلاحظ أن هذا يلزمك أن تقول بأن الله يجزي المحسنين بمثل درجة العلم والحكمة التي جازى بها يوسف (ص)؟
ثم اعلم أنه يلزمك أن تضمن لي إذا كنت من المحسنين أن الله عز وجل سنجيني من الكرب العظيم، وينصرني ويجعلني من الغالبين، ويؤتيني الكتاب المستبين، ويهديني الصراط المستقيم، ويترك علي في الآخرين، ويسلم علي؛ لأنه قال:
{ولقد مننا على موسى وهرون * ونجينهما وقومهما من الكرب العظيم * ونصرنهم فكانوا هم الغلبون * وءاتينهما الكتب المستبين * وهدينهما الصرط المستقيم * وتركنا عليهما فى الأخرين * سلم على موسى وهرون * إنا كذلك نجزى المحسنين}.
أليست الكاف للمتثيل؟!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمدعبدالرحمن]ــــــــ[01 - Dec-2009, مساء 12:14]ـ
شكرا وجزاكما الله خيرا أخي الرافدين وأخي المغربي أبو عمر
أبو عبدالله الفاصل هداك الله أخرجت الموضوع عن مرداي ويظهر من كلامك أنك طويلب علم فأرجو أن تتريث وتفهم المسائل والأقوال فهما صحيح وكاملا قبل الرد أوالأخذ.
وأماقولكأخي محمد، هل لي أن أتعجب؟!!
فأقوال المفسرين التي نقلتها ليس فيها ما تدعيه، فلم نختلف على أن الله عز وجل قد جازى يوسف (ص) بالعلم لإحسانه، وإنما الخلاف: هل لابد أن يجزي الله كل من أحسن بالعلم والحكمة أم لا؟
إن كنت تقصد من باب الحصر فأنا لم أقل به ولم أقصده وسأعيد سرد قول المفسرين لتبيان ذلك:
1/الْقَوْلُ فِي وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ كَالْقَوْلِ فِي نَظِيرِهِ، وَتَقَدَّمَ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى:
وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ [143].
وَفِي ذِكْرِ الْمُحْسِنِينَ إِيمَاءٌ إِلَى أَنَّ إِحْسَانَهُ هُوَ سَبَبُ جَزَائِهِ بِتِلْكَ النِّعْمَةِ. (التحريروالتنوير)
2/آتَيْناهُ حُكْماً أي حكمة، وهو العلم المؤيد بالعمل، أو حكما بين الناس، أو حكما صحيحا يزن به الأمور بميزان صادق وَعِلْماً يعني علم تأويل الأحاديث، وفقه الدين قبل أن يبعث نبيا وَكَذلِكَ كما جزيناه نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ لأنفسهم، وهو تنبيه على أنه تعالى إنما آتاه ذلك جزاء على إحسانه في عمله واتقائه في عنفوان أمره. (التفسير المنير للزحيلي)
3/وقوله: {وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} يعنى: أن هذا ليس مختصا بيوسف عليه السلام، بل الله سبحانه يجازي المحسنين بخير الدنيا والآخرة، ومن ذلك أنه يجازي المحسنين بعطائه العلم والحكمة. الشيخ محمد بن عبدالوهاب (تفسير اّيات من القراّن الكريم)
يا أخي ألم تسمع حديث الصطفى صلى الله عليه وسلم عندما قال (اضمنوا لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة: اصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيدكم). أخرجه أحمد وابن حبان والحاكم عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه وصححه الألباني في صحيح الترغيب (فهل قوله صلى الله عليه وسلم هنا من باب الحصر).
وأما قولكولو تأملت كلام محمد بن عبدالوهاب الذي نقلته لتأملت! لم أفهم قصدك!!!!!!!!!!!!!!
وقولكوأما كون الكاف للمثيل، فإنه من المعروف إطلاق التمثيل على التشبيه، ولكن دعني أسلم لك جدلًا كونها للتمثيل حتى تجيبني على هذه الإشكالات:
- تعلم أن حقيقة التمثيل حكم بالمطابقة تماما، وأن التشبيه حكم ببعضها، فإن كنت تقول بالتمثيل وهو للمطابقة فما معنى قولهم: زيدٌ كالأسد؟
- إذا كانت للمتثيل حقيقة، فلست تلاحظ أن هذا يلزمك أن تقول بأن الله يجزي المحسنين بمثل درجة العلم والحكمة التي جازى بها يوسف (ص)؟
ثم اعلم أنه يلزمك أن تضمن لي إذا كنت من المحسنين أن الله عز وجل سنجيني من الكرب العظيم، وينصرني ويجعلني من الغالبين، ويؤتيني الكتاب المستبين، ويهديني الصراط المستقيم، ويترك علي في الآخرين، ويسلم علي؛ لأنه قال:
{ولقد مننا على موسى وهرون * ونجينهما وقومهما من الكرب العظيم * ونصرنهم فكانوا هم الغلبون * وءاتينهما الكتب المستبين * وهدينهما الصرط المستقيم * وتركنا عليهما فى الأخرين * سلم على موسى وهرون * إنا كذلك نجزى المحسنين}.
أليست الكاف للمتثيل؟!!
فهنا يظهر يا أخي غلط فهمك للموضوع من أصله وردك على نفسك وإتهام الناس في أنفسهم ياأخي ألم تقلفإنه من المعروف إطلاق التمثيل على التشبيه -تعلم أن حقيقة التمثيل حكم بالمطابقة تماما، وأن التشبيه حكم ببعضها، فإن كنت تقول بالتمثيل وهو للمطابقة فما معنى قولهم: زيدٌ كالأسد؟ من أين أيت أني أقصد التمثيل المطابق تماما وإنما بمثل يعني قولهم زيدكالأسد يعني في الشجاعة ولايعني كالأسد في كل شئ ولا يعني أيضا في نفس درجة شجاعة الأسد وبذلك قولكإذا كانت للمتثيل حقيقة، فلست تلاحظ أن هذا يلزمك أن تقول بأن الله يجزي المحسنين بمثل درجة العلم والحكمة التي جازى بها يوسف (ص)؟
ثم اعلم أنه يلزمك أن تضمن لي إذا كنت من المحسنين أن الله عز وجل سنجيني من الكرب العظيم، وينصرني ويجعلني من الغالبين، ويؤتيني الكتاب المستبين، ويهديني الصراط المستقيم، ويترك علي في الآخرين، ويسلم علي؛ لأنه قال:
{ولقد مننا على موسى وهرون * ونجينهما وقومهما من الكرب العظيم * ونصرنهم فكانوا هم الغلبون * وءاتينهما الكتب المستبين * وهدينهما الصرط المستقيم * وتركنا عليهما فى الأخرين * سلم على موسى وهرون * إنا كذلك نجزى المحسنين}.
أليست الكاف للمتثيل؟!!
وبذلك أتيت بنحو جديد لايقبل لا لغتا ولاعقلا فيا أخي يجب عليك الفهم قبل الحفظ.
وعلى العموم قسمي هنا تأسيا بقسم الشيخ تقي الدين بن تيمية بعد ان عاث التتار في بلاد الشام فسادا ووقع الخوف منهم في نفوس اهل الشام موقعا عظيما وشاعت بين الناس الاشاعات والاراجيف عن قوة التتار وبطشهم واجتمع الامراء ووجهاء الناس في المسجد فدخل يحلف للامراء والناس إنكم في هذه الكرة منصورون، فيقول له الامراء: قل إن شاء الله، فيقول إن شاء الله تحقيقا لا تعليقا.
وكان يتأول في ذلك أشياء من كتاب الله منها قوله تعالى (ومن بغى عليه لينصرنه الله) [الحج: 6 0]. (راجع البداية والنهاية الجزء الرابع عشر)
(وبهذا أوصي كل من طلب العلم أن يخلص لله لكي ينيرله درب الفهم والعلم لكي يستطيع الإستنباط الصحيح ومعرفة مراده جل في علاه)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[01 - Dec-2009, مساء 04:24]ـ
نعم أخي الحبيب، أنا لست طالب علم بالمعنى الذي تريده، فسأترك النقاش، وأستفهم .. أليس من حق العوام أن يفهموا كلام أهل العلم؟
وحتى أفهم كلامك أريدك أن تجيبني على السؤال السابق، وهو:
أنك تقول أن الله عز وجل لابد أن يجزي بالعلم والحكمة من أحسن، لقوله تعالى: {ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين}، فإن كان الأمر كذلك فلم لا يجزي الله المحسن أيضا بما جازى به موسى وهارون عليهما السلام في قوله تعالى: {ولقد مننا على موسى وهرون * ونجينهما وقومهما من الكرب العظيم * ونصرنهم فكانوا هم الغلبون * وءاتينهما الكتب المستبين * وهدينهما الصرط المستقيم * وتركنا عليهما فى الأخرين * سلم على موسى وهرون * إنا كذلك نجزى المحسنين}
؟
ففي الآيتين قال الله تعالى كذلك نجزي المحسنين،فلم لانفهم من الآية الثانية ما فهمناه من الآية الأولى؟
ـ[محمدعبدالرحمن]ــــــــ[01 - Dec-2009, مساء 09:07]ـ
سأوجيبك بإذن الله يا أخي بعد توضيح أمر وهو من قولك أنا لست طالب علم بالمعنى الذي تريده، فسأترك النقاش، وأستفهم .. أليس من حق العوام أن يفهموا كلام أهل العلم؟
بلا يا أخي من حق العوام أن يفهموا كلام أهل العلم لا أن يعارضوهم بلا علم وسوف أوضح لك ياأخي شئ على كل من أراد أن يتكلم في مسألة أن يعود لأهل العلم ويقرأ أو يسمع عنهم لكي لا يكون عنده لبس فيها.
قولك وحتى أفهم كلامك أريدك أن تجيبني على السؤال السابق، وهو:
أنك تقول أن الله عز وجل لابد أن يجزي بالعلم والحكمة من أحسن، لقوله تعالى: {ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين}، فإن كان الأمر كذلك فلم لا يجزي الله المحسن أيضا بما جازى به موسى وهارون عليهما السلام في قوله تعالى: {ولقد مننا على موسى وهرون * ونجينهما وقومهما من الكرب العظيم * ونصرنهم فكانوا هم الغلبون * وءاتينهما الكتب المستبين * وهدينهما الصرط المستقيم * وتركنا عليهما فى الأخرين * سلم على موسى وهرون * إنا كذلك نجزى المحسنين}
؟
ففي الآيتين قال الله تعالى كذلك نجزي المحسنين،فلم لانفهم من الآية الثانية ما فهمناه من الآية الأولى؟
يا أخي كما قلت سابقا الفهم قبل الحفظ وسوضح يعني يا أخي لا أظنك تختلف معي أن الأنبياء عليهم السلام كلهم من المحسنين فهل إحسان الأنبياء بدرجة إحسان الناس فأكيد يكون الجواب لا إذا كيف يكونون في الجزاء سواء وهذا رد أيضا على من قال بأن الإحسان مرتبة واحدة فقط وبهذا ياأخي ففي الاّية الأولى لقوله تعالى: {ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين} أن الله جل علاه وعد المحسنين بالحكمة والعلم (والحكمة والعلم ليست بنفس الدرجة فهي درجات) فأنا لم أقل أنه ينال علم وحكمة يوسف عليه السلام،وأما الاّية الثانية وهي قوله تعالى: {ولقد مننا على موسى وهرون * ونجينهما وقومهما من الكرب العظيم * ونصرنهم فكانوا هم الغلبون * وءاتينهما الكتب المستبين * وهدينهما الصرط المستقيم * وتركنا عليهما فى الأخرين * سلم على موسى وهرون * إنا كذلك نجزى المحسنين} فيأخي كما قلت لك سابقا بأن الإحسان مراتب والناس ليسوا
سواء فيكونون متفاوتين في الأجر فهنا أنا أسألك يا أخي هل يوجد أحد أحسن إحسانا من الأنبياء أومثل إحسانهم لكي ينال نفس أجرهم وأرجوا أن أكون قد وفقت يا أخي في التوضيح.
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[02 - Dec-2009, صباحاً 06:43]ـ
ليس سؤالي عن درجة الإحسان والجزاء، وإنما عن الجزاء، فأنت قلت إن الله سيجازي المحسن بالعلم والحكمة ولكن ليس على الدرجة التي جازى بها يوسف وموسى عليهما السلام هذا واضح،ولكن لم لا يجاز الله المحسن بما جازى به موسى وهارون كذلك ولكن ليس على تلك الدرجة التي جازهم بها، فينصر المحسن وينجيه ولكن ليس على درجة انتصاره لموسى وهاورن، ويؤتيه الكتاب المبين ولكن ليس كالكتاب الذي أعطاهما .. وهكذا؟
ـ[محمدعبدالرحمن]ــــــــ[02 - Dec-2009, صباحاً 11:05]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
يا أخي هداك الله أنا لا أعلم أتقرأ جزء من كلامي وتترك جزء أم ماذا يأخي لو قرأت تفسيرهذه الاّية في كتب التفاسير لتضح لك الأمر لاكن يبدو أنك تحتاج إلى التتلمذ على يد العلماء وسؤالهم وعدم الإكتفا بالقرأة فقط.
وسأضح بتفصيل التفصيل إنشاء الله وسأبداء بسرد تفسير الشيخ أبوبكر الجزائري رحمه الله في كتابه أيسر التفاسير:
شرح الكلمات:
{ولقد مننا على موسى وهرون}: أي بالنبوة والرسالة.
{ونجيناهم وقومهما}: أي بني اسرائيل.
{من الكرب العظيم}: أي استعباد فرعون غياهم واضطهاده لهم.
{ونصرناهم}: على فرعون وجنوده.
{الكتاب المستبين}: أي التوراة الموضحة الأحكام والشرائع.
{وهديناهما الصراط المستقيم}: أي الإِسلام لله ربّ العالمين.
{وتركنا عليهما في الآخرين}: أي أبقينا عليهما في الآخرين ثناء حسنا.
{سلام على موسى وهرون}: أي سلام منا على موسى وهرون.
{إنا كذلك}: أي كما جزيناهما نجزي المحسنين منعبادنا المؤمنين.
{إنهما من عبادنا المؤمنين}: أي جزيناهما بما جزيناهما به لإِيمانهما.
معنى الآيات:
ما زال السياق في ذكر إفضال الله وإنعامه على من يشاء من عباده فبعد ذكر إنعامه على إبراهيم وولده إسحق ذكر من ذريّتهما المحسنين موسى وهرون فقال تعالى {ولقد مننا على موسى وهرون} أي بالنبوة والرسالة، {ونجيناهما وقومهما} اي بني اسرائيل {من الكرب العظيم} الذي هو استعباد فرعون والأقباط لهم واضطهادهم زمنا طويلا {ونصرناهم} أي على فرعون وملائه {فكانوا هم الغالبين} {وآتيناهما} أي أعطيناهما {الكتاب المستبين} وهو التوراة الواضحة الأحكام البيّن الشرائع لا خفاء فيها ولا غموض. {وهديناهما الصراط المستقيم} وهو الدين الصحيح الذي هو الإسلام دين الله الذي بعث به كافة رسله {وتركنا عليهما في الآخرين} أي وأبقينا عليهما الذكر الحسن والثناء العطر فيمن بعدهما رسلام على موسى وهرون} {إنا كذلك نجزي المحسنين} أي كما جزيناهما لإِحسانهما نجزي المحسنين {إنهما من عبادنا المؤمنين} فيه بيان لعلة ما وهبهما من الإنعام والإِفصال وهو الإِيمان المقتضي للإِسلام والإِحسان. (فإن الله جل علاه ذكر {ونجيناهما وقومهما} اي بني اسرائيل {من الكرب العظيم} الذي هو استعباد فرعون والأقباط لهم واضطهادهم زمنا طويلا {ونصرناهم} أي على فرعون وملائه {فكانوا هم الغالبين} {وهديناهما الصراط المستقيم} وهو الدين الصحيح الذي هو الإسلام دين الله الذي بعث به كافة رسله فهذه إشرك فيها الأنبياء وغيرهم فيها جزاء إحسانهم) وأما (قوله تعالى {ولقد مننا على موسى وهرون} أي بالنبوة والرسالة {وآتيناهما} أي أعطيناهما {الكتاب المستبين} وهو التوراة الواضحة الأحكام البيّن الشرائع لا خفاء فيها ولا غموض/فهذه لا يبلغها إلا الأنبياء لأنهم أعلى من الناس إحسانا)
(وهذا ماكنت أقصده سابقا فلا أظنك تقول بأن النبوة درجة يبلغها الناس بإحسانهم /ليس كما هو في الحكمة والعلم)
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى اّله أجمعين.
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[02 - Dec-2009, صباحاً 11:41]ـ
أضحك الله سنك!
ـ[محمدعبدالرحمن]ــــــــ[02 - Dec-2009, مساء 01:08]ـ
شكرا أخي عبدالله الفاصل
وشكرا لك مرة أخرى على جعل الموضوع مفصلا تفصيلا يوضح فيه أي إلتباس أفهم مغلوط
ـ[عربي فريد]ــــــــ[03 - Dec-2009, مساء 02:55]ـ
شكرا جزيلا لكم على هذه الافادة القيمة(/)
خادم الكعبة في الجاهلية؟!
ـ[أبو مسهر]ــــــــ[24 - Nov-2009, مساء 07:58]ـ
هل يذكر أحدكم من كان خادم الكعبة على عهد رسول الله (ص)
من كان يتولى جمع النذور للأصنام وقتها؟
من كان المستفيد الأول من بقاء عبادة الأصنام؟
بالدليل أو بالترجيح
كلاهما مقبول
و لسيادتكم جزيل الشكر(/)
بحاَجه الى مساعده في بحث عن مكانة الزواج في الجاهلية وعند أهل الكتاب وفي الاسلام.
ـ[مها بنت فهد]ــــــــ[24 - Nov-2009, مساء 09:34]ـ
السلام عليكم اعضاء المجلس العلمي
انا عندي بحث فصلي عن الزوجين وبأمس الحااااَجه الى مساعده
البحث يتكون من فصول سويت شوي منها وبقى الكثير
الفصل الأول /1 - مكانة الزواج في الجاهليه
2 - مكانة الزواج عند أهل الكتاب
3 - مكانة الزواج في الأسلام
التوثيق مهم في البحث و تكون المراجع مرفق معها رقم الطبعه والمؤلف واسم الكتاب
اللي يسااَعدني مارح أنساه من دعااَئي بأذن الله
ـ[مها بنت فهد]ــــــــ[25 - Nov-2009, صباحاً 01:10]ـ
ليه محد رد
من فرج عن مؤمن كربه فرج الله عنه كربة يوم القيامه
ـ[أبو مسهر]ــــــــ[25 - Nov-2009, صباحاً 01:44]ـ
فى الجاهلية و الإسلام
يكفيكى فتح أيا من كتب الحديث على باب النكاح
و أما عند أهل الكتاب
فإن هذا يستدعى البحث فيما كتبه أهل الكتاب أنفسهم
و كتبهم ليست لدينا
سأبحث لك عن مراجع بأقلامهم
و لا أضمن أن يسمح الإشراف بذلك
فهذا موقع لأهل السنه
لا لأهل الكتاب
ـ[مها بنت فهد]ــــــــ[25 - Nov-2009, صباحاً 03:06]ـ
اشكر لك أخي ردك و تفاعلك معي
ولكن المقصد من معرفة الزواج عند أهل الكتاب هو النظر الى الفرق بيننا وبينهم و توضيح ان الأسلام أفضل من كل دين
وليس القصد ان نأخذ منهم طرقهم وعاداتهم
اسأل الله أن يحقق لك ما تريد ويحفظك من كل سوء
بأنتظارك أخي
ـ[أبو تمام المصري]ــــــــ[25 - Nov-2009, مساء 01:44]ـ
السلام عليكم اعضاء المجلس العلمي
انا عندي بحث فصلي عن الزوجين وبأمس الحااااَجه الى مساعده
البحث يتكون من فصول سويت شوي منها وبقى الكثير
الفصل الأول /1 - مكانة الزواج في الجاهليه
2 - مكانة الزواج عند أهل الكتاب
3 - مكانة الزواج في الأسلام
التوثيق مهم في البحث و تكون المراجع مرفق معها رقم الطبعه والمؤلف واسم الكتاب
اللي يسااَعدني مارح أنساه من دعااَئي بأذن الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة عالمة المستقبل بإذن الله، وفقك الله في بحثك الشيق وسوف أدلك شريطة أن تتذكرني بالدعاء ـ فموضوعك مصادره ومراجعه متوفرة بإذن الله على الشبكة العنكبوتية (الانترنت) ويمكن أن تحصليها عن طريق محرك البحث جوجل
1 - العدد رقم 80 من مجلة عالم المعرفة: الزواج عند العرب في الجاهلية والإسلام للدكتور عبد السلام الترمانيني.
2 - رسالة أثر اختلاف الدين في أحكام الزواج في الفقه الإسلامي - ماجستير من جامعة النجاح الوطنية بفلسطين
3 - أسباب تأخر الزواج وعلاجها في الفقه الإسلامي بحث بمجلة محمد بن سعود م 16 العلوم التربوية والدراسات الإسلامية.
ويوجد غيرها الكثير يكفي أن تكتبي أحكام الزواج - أحكام الزواج في الفقه المقارن_ أحكام الزواج عند أهل الذمة بمحرك البحث جوجل [ ... والله ولي التوفيق ويوفقك لما يحب ويرضى ... مع الرجاء بدعوة صالحة بظاهر الغيب]
ـ[مها بنت فهد]ــــــــ[26 - Nov-2009, صباحاً 04:26]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة عالمة المستقبل بإذن الله، وفقك الله في بحثك الشيق وسوف أدلك شريطة أن تتذكرني بالدعاء ـ فموضوعك مصادره ومراجعه متوفرة بإذن الله على الشبكة العنكبوتية (الانترنت) ويمكن أن تحصليها عن طريق محرك البحث جوجل
1 - العدد رقم 80 من مجلة عالم المعرفة: الزواج عند العرب في الجاهلية والإسلام للدكتور عبد السلام الترمانيني.
2 - رسالة أثر اختلاف الدين في أحكام الزواج في الفقه الإسلامي - ماجستير من جامعة النجاح الوطنية بفلسطين
3 - أسباب تأخر الزواج وعلاجها في الفقه الإسلامي بحث بمجلة محمد بن سعود م 16 العلوم التربوية والدراسات الإسلامية.
ويوجد غيرها الكثير يكفي أن تكتبي أحكام الزواج - أحكام الزواج في الفقه المقارن_ أحكام الزواج عند أهل الذمة بمحرك البحث جوجل [ ... والله ولي التوفيق ويوفقك لما يحب ويرضى ... مع الرجاء بدعوة صالحة بظاهر الغيب]
أخي ابو تمام جزاك الله خير الجزاء وأسأل الله أن يجعلك ذخرا للمسلمين
فلن أنساك من دعائي في هذه الليلة المباركه
أشكرك على المساعده فأنا في هم لا يعلمه الا الله لأن وقت تسليم البحث بعد أسبوع وانا لم أبدأ به بداية فعليه بسبب الظروف التي أمر بها
أسأل الله ان يجعل لك من كل هم فرجا
حفظك الله وكثر من أمثالك الطيبين
ـ[أبو مسهر]ــــــــ[27 - Nov-2009, صباحاً 06:34]ـ
لم أجد أى مراجع بالعربية فى الزواج المسيحى و لا اليهودى
و لا حتى مواقع للبحث فى المسألة
فإن كنت تجيدين الإنجليزية
يكفى البحث عن " Christian marriage"
أو عن " judaism marriage"
فى الياهو لا غيره فالجوجل أيضا لا يفيد
فلن يجدى مطلقا البحث بالعربية فى تلك المسائل
ـ[رشيد الكيلاني]ــــــــ[27 - Nov-2009, صباحاً 08:13]ـ
كتاب غاية الارب في احوال العرب للعلامة الالوسي نافع جدا وعموما كتب السير والمغازي وحول زواج اليهود والنصارى من المراجع القديمة هداية الحيارى لابن القيم اذا كان محققا افضل - مراجع الكتاب - وكتاب ابن تيمية في الرد على النصارى ايضا مراجع الكتاب واذا كان محققا تحقيقا علميا افضل من غيره وهذا رابد نافع في الموضوع http://arabic.islamicweb.com/christianity/.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الدكتور حسين حسن طلافحة]ــــــــ[27 - Nov-2009, صباحاً 11:34]ـ
يمكنك الرجوع:
1 - نظام الزواج في الشرائع اليهودية والمسيحية. محمد شكري سرور. دار الفكر العربي. القاهرة. 1978.
2 - الزواج عند العرب في الجاهلية والإسلام. الترمانيني. عبد السلام. دار القلم العربي. حلب. 1989. ط2.
3 - الزواج والعلاقات الجنسية في الإسلام. أبو العباس. عادل عبد المنعم. مكتبة القرآن. القاعرة. 1987.
4 - الزواج في ظل الإسلام. عبد الرحمن عبد الخالق. الدار السلفية. الكويت. 1988. ط3.
5 - الزواج في الشرائع السماوية والوضعية. المعدللي. هند. دار قتيبة. دمشق. 2002. ط1.
6 - الزواج. كحالة. عمر رضا. مؤسسة الرسالة. بيروت. 1977.
7 - موسوعة تاريخ الزواج. ويستر مارك. ادوارد. المؤسسة الجامعية للدراسات. بيروت. 2009.
8 - الحياة الاجتماعية في الإسلام. شنابلة. ناصر عبد اللطيف. دار الكتاب الثقافي. إربد. 2009.
9 - الزواج الإسلامي وأدب الخطوبة والزفاف والزواج. مبيض. محمد سعيد. دار الثقافة. الدوحة. 1986. ط3.
10 - زواج المسلم بغير المسلمة وزواج المسلمة بغير المسلم في ميزان الإسلام. جزائري. محمد عبد الكريم. ط2.
11 - أدب الزواج في الإسلام. قبلان. بيروت. 1983.
12 - الزواج في القرآن والسنة. بحر العلوم. بيروت. 1978.
13 - الزواج في الشريعة الإسلامية. علي حسب الله. دار الفكر العربي. القاهرة. 1900.
14 - الزواج في الشريعة الإسلامية. شافعي. أحمد محمود. مؤسسة الثقافة الجامعية. الإسكندرية. 1980.
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[28 - Nov-2009, صباحاً 01:27]ـ
موسوعة الزواج والعلاقة الزوجية فى الاسلام والشرائع الاخرى المقارنة. pdf
http://www.4shared.com/get/41954688/d1c5b05c/________.html
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[28 - Nov-2009, صباحاً 01:31]ـ
الزواج عند العرب في الجاهلية والأسلام - مقارنة. pdf
http://www.4shared.com/file/39945887/f712896c/______-_.html?s=1
محاضرات في عقد الزواج و آثاره -- محمد أبو زهرة. pdf
http://www.4shared.com/file/73198856/f3280802/______--___.html?s=1
تعدد الزوجات في الاديان ( http://al-mostafa.info/data/arabic/depot3/gap.php?file=014003.pdf)(/)
فتاوى نسائية
ـ[الزهراء السُنيّة]ــــــــ[25 - Nov-2009, مساء 08:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1 - هل يجب غسل الشعرعندكل وضوء اذا كان مدهون بالزيت؟
2 - هل ممكن للمرأة الحائض مسك المصحف والقرآءة فيه؟
3 - ارجو ان تفيدونى:لى اخت مسلمة تزوجت عرفى باشهارلاهلها فقط حيث انه متزوج من اخرى وله اولاد وبعد عدة شهور حدثت مشاكل كثيرة وعدم انفاق عليها واسترداد الشبكة التى من حقها وقطع ورقة الزواج العرفى وقال لها سوف اقولك كلمة طالق فى التليفون ولم يقولها الى الان فما حكمها هل هى طالق ام لا؟
ـ[مجلس المشرفين]ــــــــ[25 - Nov-2009, مساء 08:43]ـ
يمكنك طرح أسئلتك هنا:
http://www.alukah.net/Fatawa/(/)
دروس الشيخ سعد الشثري في الكويت (المعونة في الجدل , التحفة العراقية , شرح المناسك)
ـ[بو فوزي الكويتي]ــــــــ[28 - Nov-2009, صباحاً 12:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يسرنا تقديم بين أيديكم الدورة العلمية المكثفة لفضيلة الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري حفظه الله
عضو هيئة كبار العلماء - سابقا
و التي أقيمت في الكويت
و قد يسرنا الله سبحانه و تعالى بتسجيلها و تصويرها كاملة بفضل الله تبارك و تعالى
و كانت على النحو التالي
http://www.masajed.gov.kw/ftpImage/06/2009/11/09/untitled.JPG
أولاُ: (شرح كتاب " المعونة في الجدل" – للشيرازي – وهو رسالة في أصول الفقه) وذلك بعد صلاة الفجر.
الدرس الاول
صوتي
http://www.archive.org/download/kuwa...-jadalaudio.rm (http://www.archive.org/download/kuwaitsa3adalshithri/1-jadalaudio.rm)
مرئي
http://www.archive.org/download/kuwa...adalvideo.rmvb (http://www.archive.org/download/kuwaitsa3adalshithri/1-jadalvideo.rmvb)
الدرس الثاني
صوتي
http://www.archive.org/download/kuwa...-jadalaudio.rm (http://www.archive.org/download/kuwaitsa3adalshithri/2-jadalaudio.rm)
مرئي
http://www.archive.org/download/kuwa...adalvideo.rmvb (http://www.archive.org/download/kuwaitsa3adalshithri/2-jadalvideo.rmvb)
الدرس الثالث
صوتي
http://www.archive.org/download/kuwa...-jadalaudio.rm (http://www.archive.org/download/kuwaitsa3adalshithri/3-jadalaudio.rm)
مرئي
http://www.archive.org/download/kuwa...adalvideo.rmvb (http://www.archive.org/download/kuwaitsa3adalshithri/3-jadalvideo.rmvb)
الدرس الرابع
صوتي
http://www.archive.org/download/kuwa...-jadalaudio.rm (http://www.archive.org/download/kuwaitsa3adalshithri/4-jadalaudio.rm)
مرئي
http://www.archive.org/download/kuwa...adalvideo.rmvb (http://www.archive.org/download/kuwaitsa3adalshithri/4-jadalvideo.rmvb)
الدرس الخامس
صوتي
http://www.archive.org/download/kuwa...-jadalaudio.rm (http://www.archive.org/download/kuwaitsa3adalshithri/5-jadalaudio.rm)
مرئي
http://www.archive.org/download/kuwa...adalvideo.rmvb (http://www.archive.org/download/kuwaitsa3adalshithri/5-jadalvideo.rmvb)
الدرس السادس
صوتي
http://www.archive.org/download/kuwa...-jadalaudio.rm (http://www.archive.org/download/kuwaitsa3adalshithri/6-jadalaudio.rm)
مرئي
http://www.archive.org/download/kuwa...adalvideo.rmvb (http://www.archive.org/download/kuwaitsa3adalshithri/6-jadalvideo.rmvb)
ثانياً: (شرح كتاب " التحفة العراقية " لشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -) وذلك بعد صلاة المغرب.
الدرس الأول
صوتي
http://www.archive.org/download/kuwa...iraqiaaudio.rm (http://www.archive.org/download/kuwaitsa3adalshithri/1-to7fairaqiaaudio.rm)
مرئي
http://www.archive.org/download/kuwa...aqiavideo.rmvb (http://www.archive.org/download/kuwaitsa3adalshithri/1-to7fairaqiavideo.rmvb)
الدرس الثاني
صوتي
http://www.archive.org/download/kuwa...iraqiaaudio.rm (http://www.archive.org/download/kuwaitsa3adalshithri/2-to7fairaqiaaudio.rm)
مرئي
http://www.archive.org/download/kuwa...aqiavideo.rmvb (http://www.archive.org/download/kuwaitsa3adalshithri/2-to7fairaqiavideo.rmvb)
الدرس الثالث
صوتي
http://www.archive.org/download/kuwa...iraqiaaudio.rm (http://www.archive.org/download/kuwaitsa3adalshithri/3-to7fairaqiaaudio.rm)
مرئي
http://www.archive.org/download/kuwa...aqiavideo.rmvb (http://www.archive.org/download/kuwaitsa3adalshithri/3-to7fairaqiavideo.rmvb)
الدرس الرابع
صوتي
http://www.archive.org/download/kuwa...iraqiaaudio.rm (http://www.archive.org/download/kuwaitsa3adalshithri/4-to7fairaqiaaudio.rm)
مرئي
(يُتْبَعُ)
(/)
http://www.archive.org/download/kuwa...aqiavideo.rmvb (http://www.archive.org/download/kuwaitsa3adalshithri/4-to7fairaqiavideo.rmvb)
الدرس الخامس
صوتي
http://www.archive.org/download/kuwa...iraqiaaudio.rm (http://www.archive.org/download/kuwaitsa3adalshithri/5-to7fairaqiaaudio.rm)
مرئي
http://www.archive.org/download/kuwa...aqiavideo.rmvb (http://www.archive.org/download/kuwaitsa3adalshithri/5-to7fairaqiavideo.rmvb)
ثالثاً: (شرح كتاب المناسك من زاد المستقنع – للحجاوي) وذلك بعد صلاة العشاء.
الدرس الأول
صوتي
http://www.archive.org/download/kuwa...anasikaudio.rm (http://www.archive.org/download/kuwaitsa3adalshithri/1-manasikaudio.rm)
مرئي
http://www.archive.org/download/kuwa...asikvideo.rmvb (http://www.archive.org/download/kuwaitsa3adalshithri/1-manasikvideo.rmvb)
الدرس الثاني
صوتي
http://www.archive.org/download/kuwa...anasikaudio.rm (http://www.archive.org/download/kuwaitsa3adalshithri/2-manasikaudio.rm)
مرئي
http://www.archive.org/download/kuwa...asikvideo.rmvb (http://www.archive.org/download/kuwaitsa3adalshithri/2-manasikvideo.rmvb)
الدرس الثالث
صوتي
http://www.archive.org/download/kuwa...anasikaudio.rm (http://www.archive.org/download/kuwaitsa3adalshithri/3-manasikaudio.rm)
مرئي
http://www.archive.org/download/kuwa...asikvideo.rmvb (http://www.archive.org/download/kuwaitsa3adalshithri/3-manasikvideo.rmvb)
الدرس الرابع
صوتي
http://www.archive.org/download/kuwa...anasikaudio.rm (http://www.archive.org/download/kuwaitsa3adalshithri/4-manasikaudio.rm)
مرئي
http://www.archive.org/download/kuwa...asikvideo.rmvb (http://www.archive.org/download/kuwaitsa3adalshithri/4-manasikvideo.rmvb)
الدرس الخامس
صوتي
http://www.archive.org/download/kuwa...anasikaudio.rm (http://www.archive.org/download/kuwaitsa3adalshithri/5-manasikaudio.rm)
مرئي
http://www.archive.org/download/kuwa...asikvideo.rmvb (http://www.archive.org/download/kuwaitsa3adalshithri/5-manasikvideo.rmvb)
و بهذا تمت الدورة المكثفة بحمد الله
لا تبخلوا علي بدعوة صالحة في ظهر الغيب أو جوف الليل
فانا بأمس الحاجة لدعائكم ...
أخوكم: بو فوزي
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين ....
ـ[أبوخالد النجدي]ــــــــ[30 - Nov-2009, صباحاً 08:54]ـ
جزاك الله خيراً وبارك فيك.
ـ[أبو عبد الله القاهري]ــــــــ[30 - Nov-2009, صباحاً 09:15]ـ
جزاكم الله خيرًا.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[02 - Dec-2009, صباحاً 10:11]ـ
الأخ الفاضل المكرّم / بو فَوْزِي الكويتيّ:
جزاكُم اللَّهُ خَيرًا،ونفعَ بكُم،وحفظ شيخَنا سعدًا.
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[02 - Dec-2009, صباحاً 11:35]ـ
عمل متميز
ـ[إمام محمود]ــــــــ[02 - Dec-2009, مساء 07:00]ـ
جزاكُم اللَّهُ خَيرًا،ونفعَ بكُم،وحفظ شيخَنا سعدًا في ظعنه (أي سفره) وإقامته، ونفع به الاسلام والمسلمين
آمين أمين
ـ[ابراهيم ناصر النفيعي]ــــــــ[03 - Dec-2009, مساء 10:01]ـ
جزاك الله خيراً وبارك فيك.
ـ[أسامة السلفي]ــــــــ[03 - Dec-2009, مساء 10:13]ـ
جزاكم الله خيرًا ...
وبارك لنا في الشيخ العلامة الأصولي ... ونفعنا بعلمه.
ـ[محمد الليبي]ــــــــ[10 - Dec-2009, مساء 10:17]ـ
جزاك الله خيراً وبارك فيك اخي
موقع الشيخ حفظه الله
http://www.alshathri.net/index.cfm (http://www.alshathri.net/index.cfm)
ـ[ابوعائش المصري]ــــــــ[11 - Dec-2009, مساء 09:23]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[13 - Dec-2009, صباحاً 06:39]ـ
أحسنت، نفع الله بك.
ـ[فالح العجمي]ــــــــ[13 - Dec-2009, مساء 04:01]ـ
بارك الله فيك(/)
العيد يخاطب المسلمين
ـ[محمد جمعة الحلبوسي]ــــــــ[28 - Nov-2009, مساء 10:20]ـ
من كل قلبي تهنئة خاصة بمناسبة هذا العيد الكريم>>> إلى كل شعوبنا الإسلامية
وإلىجميع أخوتي المسلمين في هذا المنتدىأعاده الله عليكم بالخيروالصحة أضحى مبارك
إن هذا العيد لسان حاله ينادي على المسلمين في كل بقاع الأرض ويقول لهم:
لن يتحقق لكم عيدكم إلا يوم أن تكون عقولكم واعية وأذهانكم صافية وقلوبكم نقية وصفوفكم متوحدة وشعوبكم عزيزة وبلادكم محررة وتعيشوا كالمجتمع الذي عاشه صحابة رسول الله ( r ) ...
فكيف كان ذلك المجتمع؟! وما هي أخلاقه؟
أخي المسلم إليك أخلاق ذلك المجتمع العظيم:
لبث عمر بن الخطاب ( t) قاضياً على المدينة المنورة زمن خلافة أبي بكر الصديق ( t) لمدة لم يختصم إليه فيها أحد، فطلب من أبي بكر أن يعفيه من هذه المهمة، فقال له أبو بكر أمن مشقة القضاء تطلب الإعفاء يا عمر؟ فقال لا يا خليفة رسول الله ولكن ليس لي حاجة عند قوم مؤمنين: عرف كل منهم ماله من حق فلم يطلب أكثر منه وما عليه من واجب فلم يقصر في أدائه، أحب كل منهم لأخيه ما يحب لنفسه إذا غاب أحدهم تفقدوه وإذا مرض عادوه وإذا افتقر أعانوه وإذا احتاج ساعدوه وإذا أصيب واسوه، دينهم النصيحة وخلقهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ففيم يختصمون؟!!
فيوم أن نصل بأخلاقنا إلى هذه القمم فهو العيد الأعظم ...
ويوم أن يشعَّ بيننا هذا النور فهو يوم الفرح والسرور.(/)
هل طريقتي صحيحة في وضع خطة البحث هذه؟
ـ[طالبة في الأصول]ــــــــ[30 - Nov-2009, صباحاً 12:20]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
طريقتي في البحث
1 - صفحة البدء العنوان والاسم.
2 - صفحة الإهداء وهي إختيارية.
3 - صفحة ملخص البحث.
4 - المقدمة.
5 - أسباب إختيار الموضوع.
6 - الصعوبات.
7 - الدراسات السابقة.
8 - كلمة الشكر والعرفان.
9 - خطة البحث.
10 - خطة بحث الفصل الأول وهكذا.
11 - الخاتمة.
12 - منهجي في البحث.
13 - قائمة المصطلحات والرموز.
14 - فهارس الآيات القرآنية.
15 - فهارس الأحاديث النبوية.
16 - فهارس ترجمة الأعلام.
17 - فهارس مواضيع البحث.
18 - قائمة المصادر والمراجع.
طبعا كل عنوان في صفحة
فهل هي صحيحة أرجو الإجابة
ـ[طالبة في الأصول]ــــــــ[30 - Nov-2009, صباحاً 04:28]ـ
أتمنى منكم إفادتي بارك الله فيكم
ـ[أم البررة]ــــــــ[30 - Nov-2009, صباحاً 06:08]ـ
لست خبيرة بإعداد البحوث لكن الذي أعرفه أن منهج البحث يكون قبل عرض البحث، ربما مع المقدمة أو بعدها
موفقة
ـ[أبوخالد النجدي]ــــــــ[30 - Nov-2009, صباحاً 07:39]ـ
بسم الله والحمد لله
1 - إذا لم تضعي للبسملة صفحة مستقلة -وهو غالب عمل الباحثين-، فاكتبيها أعلى صفحة المقدمة.
2 - لا تنسي الإعلان عن عنوان البحث قبل أسباب اختياره.
3 - بعض الباحثين يذكر أهمية البحث أثناء أسباب الاختيار وبعضهم يجعلها مستقلة.
4 - فهرس الموضوعات هو آخر الفهارس بعد فهرس المراجع.
5 - بعض الباحثين يضيف: أهداف البحث.
ـ[أسامة]ــــــــ[30 - Nov-2009, صباحاً 07:55]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قرأت منذ فترة كلام قيم لبعض أهل العلم حول كلمة الإهداء، وأن لا أصل لها، واستحداثها، وأنها قد تطعن في احتساب العمل.
فلا أرى إدراجها.
وفقك الله.
ـ[طالبة في الأصول]ــــــــ[30 - Nov-2009, صباحاً 08:24]ـ
جزاكم الله خير جميعاً
ولكنني أوشكت على الإنتهاء من كتابة فصول البحث فقد جمعت المادة العلمية
ومايهمني هل طريقتي هذه صحيحة؟ حتى أكتب على أساسها من المقدمة والخاتمة وغيرها
أتمنى تكونوا فهمتوا علي ...
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[30 - Nov-2009, صباحاً 08:25]ـ
أختي طالبة الأصول ـ حفظها الله ـ
إذا كان بحثك تربوي، فلقد كتبت في طريقة البحوث التربوية هذا الملخص:
خطوات كتابة البحث العلمي
الفصل الأول ـ مدخل البحث ويشمل:
· المقدمة: إعطاء فكرة عامة عن الموضوع انطلاقاً من المفهوم الأوسع إلى الذي يليه متضمن الغرض من هذا البحث.
· مشكلة البحث: ويكتب في هذا السبب وراء اختيار الموضوع للبحث.
· أهداف البحث: الأهداف المرجو تحقيقها من هذا البحث وتكون على شكل نقاط.
· أهمية البحث: ويقصد بها الأسباب التي شجعت الباحث للقيام بهذا البحث.
· أسئلة البحث: وتحت هذا العنوان يندرج مجموعة من الأسئلة بصيغة أسئلة فقط.
· حدود البحث: وهنا المقصود كتابة الحد الذي شمله البحث مكاناً وزماناً وموضوعاً.
· مصطلحات البحث: وفيه يكتب تعريفات المصطلحات التي وردت في عنوان البحث.
الفصل الثاني ـ الإطار النظري:
وفي هذا الجانب النظري يستعرض الباحث موضوعه بشكل مفصل من حيث التعريفات وأبرز ما قيل حول هذا الموضوع وغير ذلك حيث هذا الفصل هو لب البحث.
الفصل الثالث ـ الدراسات السابقة:
وفي هذا الفصل يكتب الباحث الدراسات التي سبق وأن تناولت الموضوع سواء بشكل مباشر أو غير مباشر وتسجل الدراسات بهذا الشكل:
عنوان الدراسة، سنة النشر (1425 هـ)، هدفها، العينة إذا توفرت، نتائج هذه الدراسة (أي ما توصلت إليه) فقط عناوين.
الفصل الرابع ـ نتائج البحث:
وتحت هذا العنوان يكتب السؤال الأول الذي ورد في أسئلة البحث ويتم الإجابة عليه مما ورد في الجانب النظري و الدراسات السابقة والتعليق عليه ثم السؤال الثاني وهكذا بقية الأسئلة.
وبعد الإجابة على جميع الأسئلة تكتب الرأي الذي توصلت إليه من خلال بحثك.
توصيات البحث:وتكون للجهات الرسمية التي لها علاقة بموضوع البحث.
مقترحات البحث: أي إضافات تريد إضافتها للبحث في المستقبل، دراسات مستقبلية.
المراجع:يكتب المرجع على النحو التالي:
اللقب ثم الاسم الأول، سنة النشر، عنوان الكتاب، الطبعة، جهة النشر (المدينة أو المكان، الدولة).
ملحوظة:أثناء الاقتباس لا يعمل حاشية أسفل الصفحة، إنما يكتب بجانب الاقتباس لقب المؤلف والسنة ورقم المجلد إن كان هناك مجلدات ورقم الصفحة وتوضع بين قوسين هكذا ().
ملحوظة أخرى: كلمة الشكر والعرفان يأتي في صفحة بعد كلمة الإهداء.
بعد ذلك تضعين (فهارس محتويات البحث فقط).
الفهارس الأخرى (اختيارية) في آخر البحث، لا في أوله.
أما ملخص البحث فالعادة أنه يوضع في آخر البحث. في فصل مستقل.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالبة في الأصول]ــــــــ[30 - Nov-2009, مساء 05:49]ـ
>>>جزاك الله خير <<<
ولكن بحثي ليس تربوياً بل في أصول الفقه
أتمنى أن تفيدوني - هل طريقتي صحيحة حتى أكتبها أم لا؟
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[30 - Nov-2009, مساء 09:03]ـ
خطة جيدة:
اجعلي: في نهاية البحث:
الخاتمة:
ـ نتائج البحث. (الملخص).
ـ توصيات الباحث.
ملخص البحث لا يذكر في المقدمة، إنما يذكر في نهاية البحث وما توصل إليه الباحث من دراسة أو نتيجة.
أسأل الله لك التوفيق
ـ[أبو سعيد الباتني]ــــــــ[29 - Apr-2010, صباحاً 12:56]ـ
الأخت الفاضلة جزاك الله خيرا
قرأت ما تفضلت به، ووجدت أنك ذكرت عناصر البحث، إلا أنها تحتاج إلى ترتيب
ومستعد لمساعدتك ببعض النصائح:
* فملخص البحث لا يكون قبل المقدمة، وإنما يذيل به البحث ّفي آخر البحث ّّ.
* أسباب اختيار الموضوع، ومنهج البحث، والصعوبات، والدراسات السابقة، وبعض ما ذكرت يكون ضمن المقدمة.
أكتب هذا على عجالة
لي عودة إن شاء الله.
ـ[أبو سعيد الباتني]ــــــــ[29 - Apr-2010, مساء 02:43]ـ
الترتيب المنهجي لما ذكرت يكون من الشكل:
1 - صفحة البدء: العنوان والاسم.
وتكون بمقاييس معينة (حسب ما تختارها الكلية أو الجامعة).
.................
2 - صفحة الإهداء وهي إختيارية.
.................
3 - كلمة الشكر والعرفان.
................
4 - المقدمة، وتشتمل على:
أ- أسباب إختيار الموضوع.
ب- الصعوبات.
جـ- الدراسات السابقة.
د- خطة البحث.
.................
ويمكن إضافة أمور أخرى، كالمنهج المعتمد في البحث، الأهمية والهدف من البحث.
.................
5 - خطة بحث الفصل الأول.
هذا في حالة اعتمادك على الفهارس الفصلية، ولكنها ليست مطلوبة.
..................
6 - الخاتمة.
...................
7 - صفحة ملخص البحث.
....................
ثم تقوم بإعداد:
قائمة المصطلحات والرموز.
فهارس الآيات القرآنية.
فهارس الأحاديث النبوية.
فهارس ترجمة الأعلام.
فهارس مواضيع البحث.
قائمة المصادر والمراجع.
...........................
ملاحظة:
الصحيح منهجيا: أن تسمى هذه القوائم بكشافات، ولا يصدق عليها اسم فهارس، إلا فهرس مواضيع البحث.
...................
وفقك الله.
...................
ملاحضة ثانية:
أن ما ذكرته لك من إدراج تلك العناصر ضمن مقدمة البحث هو متعلق بالطريقة القديمة المعتمدة اليوم في كثير من الجامعات العربية.(/)
صاحب البدعـ (من فتاوى الفوزان) ـة والمبتدع!
ـ[أبو قتادة العماني]ــــــــ[30 - Nov-2009, مساء 08:42]ـ
السؤال
أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة، وهذا سائل يقول: هل هناك فرق بين صاحب بدعة والمبتدع؟ ومتى يخرج صاحب البدعة من السنة؟
الجواب
لا فرق بين صاحب البدعة والمبتدع، صاحبه هو المبتدع فمن ارتكب بدعة فإنه يسمى مبتدعاً، إلا إذا كان جاهلاً لا يعلم أنها بدعة فلا يحكم عليه بالابتداع حتى يبين له، أما إذا كان متعمداً وعارفاً أنها بدعة وعمل بها هذا مبتدع، والبدعة تختلف، منها ما هو كفر، ومنها ما هو كبيرة، ومنها ما هو دون ذلك؛ فالبدع تختلف، ولكن كلها محرمة وضلالة كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "وإن كل محدثة في الدين بدعة وكل بدعة ضلالة"، قال -عليه الصلاة والسلام-: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي، تمسكوا بها، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة"، وفي الحديث الأخر: " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد"، وفي رواية: "من أحدث من أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"؛ فكل ما خالف الأدلة في الاعتقاد أو في العمل؛ فإنه بدعة، لكن البدع تختلف منها ما يصل إلى حد الكفر مثل البناء على القبور ودعاء الأموات والاستغاثة بالأموات هذا شرك، بدعة شركية، وكذلك الأقوال مثل القول بخلق القرآن منهج الجهمية ومن تبعهم، هذا قول مبتدع وهو كفر؛ لأنه جحود لكلام الله عز وجل، جحود لصفة من صفات الله عز وجل، جحود وتكذيب لما جاء من القرآن المنزل من عند الله؛ فهذا كفر هذه المقالة كفر يخرج من الملة، نسأل الله العافية، ومنها ما هو دون ذلك.
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/bookTabs/tabid/70/Default.aspx?mode=title&PageID=3985(/)
[اغْترَارُ الجَهَلةِ بِآيِ الكِتَابِ والسنَّةِ]
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[02 - Dec-2009, مساء 06:43]ـ
الحمد لله رب العالمين , وأصلّي وأسلّم على سيّد المرسلين , وعلى آله ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين: أما بعد:
فلا يخفى على متيقّظ متبصّر بالعلم الشرعي وأصوله وفروعه اغترار وسفاهة وسقامة علم بعض الجهلة الذين لم يرزقوا الفهم الصحيح والقول السديد بل بتسويل الشيطان لعقولهم ولعبهم بها بأن يتمتعوا بتفسير الكتاب العزيز والسنة العزيزة على ما توافق به أهواءهم وجهالتهم.
وبينما أقرأ كتاب {الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي} أو {الداء والدواء} لابن القيم الجوزية -رحمه الله-. تكلّم الإمام عن اغترار واتّكال بعض السفهاء بالدين إما بآيةٍ قرآنيةٍ أو حديثٍ نبويٍ شريف أو سنة من السنن أو خاطرةٍ من الخواطر.
ولذا .. أحببت أن أضع كلام الشيخ ابن القيم في اغترارهم بآيات وأحاديث فقط حتى يكون هذا يقظة لنا بأن نفهم القرآن وننتبه لمعانيه ونحجم أقاويل من لا مقالة له. ومن أحبّ الرجوع لكلامه بذكر اتكالهم على أفهامٍ سقيمة واستنبطاتٍ عجيبة فليرجع!.
قال ابن القيم الدمشقيّ الزرعيّ - رحمه الله -: وَمِنْهُمْ مَنْ يَغْتَرُّ بِفَهْمٍ فَاسِدٍ فَهِمَهُ هُوَ وَأَضْرَابُهُ مِنْ نُصُوصِ الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ، فَاتَّكَلُوا عَلَيْهِ كَاتِّكَالِ بَعْضِهِمْ عَلَى:
(1) قَوْلِهِ تَعَالَى: وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى [سُورَةُ الضُّحَى: 55].
قَالَ: وَهُوَ لَا يَرْضَى أَنْ يَكُونَ فِي النَّارِ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِهِ، وَهَذَا مِنْ أَقْبَحِ الْجَهْلِ، وَأَبْيَنِ الْكَذِبِ عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ يَرْضَى بِمَا يَرْضَى بِهِ رَبُّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَاللَّهُ تَعَالَى يُرْضِيهِ تَعْذِيبُ الظَّلَمَةِ وَالْفَسَقَةِ وَالْخَوَنَةِ وَالْمُصِرِّينَ عَلَى الْكَبَائِرِ، فَحَاشَا رَسُولَهُ أَنْ يَرْضَى بِمَا لَا يَرْضَى بِهِ رَبُّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى.
(2) وَكَاتِّكَالِ بَعْضِهِمْ عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا [سُورَةُ الزُّمَرِ: 53]
وَهَذَا أَيْضًا مِنْ أَقْبَحِ الْجَهْلِ، فَإِنَّ الشِّرْكَ دَاخِلٌ فِي هَذِهِ الْآيَةِ، فَإِنَّهُ رَأْسُ الذُّنُوبِ وَأَسَاسُهَا، وَلَا خِلَافَ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ فِي حَقِّ التَّائِبِينَ، فَإِنَّهُ يَغْفِرُ ذَنْبَ كُلِّ تَائِبٍ مِنْ أَيِّ ذَنْبٍ كَانَ، ((وَلَوْ كَانَتِ الْآيَةُ فِي حَقِّ غَيْرِ التَّائِبِينَ لَبَطَلَتْ نُصُوصُ الْوَعِيدِ كُلُّهَا)).
وَأَحَادِيثُ إِخْرَاجِ قَوْمٍ مِنَ الْمُوَحِّدِينَ مِنَ النَّارِ بِالشَّفَاعَةِ. وَهَذَا إِنَّمَا أَتَى صَاحِبَهُ مِنْ قِلَّةِ عِلْمِهِ وَفَهْمِهِ، فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ هَاهُنَا عَمَّمَ وَأَطْلَقَ، فَعُلِمَ أَنَّهُ أَرَادَ التَّائِبِينَ، وَفِي سُورَةِ النِّسَاءِ خَصَّصَ وَقَيَّدَ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [سُورَةُ النِّسَاءِ: 48]، فَأَخْبَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ أَنَّهُ لَا يَغْفِرُ الشِّرْكَ، وَأَخْبَرَ أَنَّهُ يَغْفِرُ مَا دُونَهُ، وَلَوْ كَانَ هَذَا فِي حَقِّ التَّائِبِ لَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ الشِّرْكِ وَغَيْرِهِ.
(3) وَكَاغْتِرَارِ بَعْضِ الْجُهَّالِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: يَاأَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ [سُورَةُ الِانْفِطَارِ: 66] فَيَقُولُ: كَرَّمَهُ، وَقَدْ يَقُولُ بَعْضُهُمْ: إِنَّهُ لَقَّنَ الْمُغْتَرَّ حُجَّتَهُ، وَهَذَا جَهْلٌ قَبِيحٌ، وَإِنَّمَا غَرَّهُ بِرَبِّهِ الْغَرُورُ، وَهُوَ الشَّيْطَانُ، وَنَفْسُهُ الْأَمَّارَةُ بِالسُّوءِ وَجَهْلُهُ وَهَوَاهُ، وَأَتَى سُبْحَانَهُ بِلَفْظِ الْكَرِيمِ وَهُوَ السَّيِّدُ الْعَظِيمُ الْمُطَاعُ، الَّذِي لَا يَنْبَغِي الِاغْتِرَارُ بِهِ، وَلَا إِهْمَالُ حَقِّهِ، فَوَضَعَ هَذَا الْمُغْتَرُّ الْغَرُورَ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ، وَاغْتَرَّ بِمَنْ لَا يَنْبَغِي الِاغْتِرَارُ بِهِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
(4) وَكَاغْتِرَارِ بَعْضِهِمْ بِقَوْلِهِ تَعَالَى فِي النَّارِ: لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى [سُورَةُ اللَّيْلِ: 15 - 16]، وَقَوْلِهِ: أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ [سُورَةُ الْبَقَرَةِ: 24].
وَلَمْ يَدْرِ هَذَا الْمُغْتَرُّ أَنَّ قَوْلَهُ: فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى هِيَ - نَارٌ مَخْصُوصَةٌ مِنْ جُمْلَةِ دَرَكَاتِ جَهَنَّمَ -، وَلَوْ كَانَتْ جَمِيعَ جَهَنَّمَ فَهُوَ سُبْحَانَهُ لَمْ يَقُلْ لَا يَدْخُلُهَا بَلْ قَالَ لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى وَلَا يَلْزَمُ مِنْ عَدَمِ صَلْيِهَا، عَدَمُ دُخُولِهَا، فَإِنَّ الصَّلْيَ أَخَصُّ مِنَ الدُّخُولِ، وَنَفْيُ الْأَخَصِّ لَا يَسْتَلْزِمُ نَفْيَ الْأَعَمِّ.
ثُمَّ هَذَا الْمُغْتَرُّ لَوْ تَأَمَّلَ الْآيَةَ الَّتِي بَعْدَهَا؛ لَعَلِمَ أَنَّهُ غَيْرُ دَاخِلٍ فِيهَا، فَلَا يَكُونُ مَضْمُونًا لَهُ أَنْ يُجَنَّبَهَا. انتهى كلامه رحمه الله.
قلتُ: وهذا -كما سبق - يبصّرنا أن ننتبه لكلام أصحاب الأهواء أو أصحاب العقائد الفاسدة كالآشاعرة والجهمية والمعتزلة والصوفية ومن شابههم على أقاويلهم الدعيّة.
وأرى من المفيد جدّاً أن نخصّص مقالا يشارك فيه الأحبة من طلبة العلم هنا في جمع التفاسير (القرآنيّة والحديثية) المبتورة الموافقة لعقولهم ومعتقداتهم وعاداتهم. فمثلاً:
يستدلّ الصوفية بقول (الله الله الله) لقول الله تعالى {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ} والآيات التي فيها {قل الله} وهي كثيرة جدا. والله تعالى أعلم.
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[05 - Dec-2009, مساء 02:20]ـ
قوله تعالى {إلى ربها ناظرة} فقد أوّلها الأشاعرة لنفي الرؤية بقول أن "إلى" من آلاء. أي: إلى نعم ربهم ناظرة.
وهذا تفسير سقيم. فالذي يجب علينا حمل اللفظ على ظاهره وعدم تأتويلها إلا إذا اقتضى ذلك. فنقول " إلى " حرف جرّ , ونثبت رؤية البشر لله تعالى.
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[07 - Dec-2009, صباحاً 12:14]ـ
لابن القيم الجوزية -رحمه الله-
الأخ معاذ، حفظك الله بالإسلام وأسدل عليك سوابغ النِعم والإحسان ..
نقلٌ مبارك عن ابن القيّم رحمه الله، ودونك فائدة لُغوية:
لا يصح أن نقول: (ابن القيم الجوزية)، إما أن تقول (ابن القيم) فقط أو (ابن قيم الجوزية)!
لأن القيّم مضاف للجوزية و المضاف لا يصح أن يعرف بـ (ال)
فمثلاً: إما أن نقول (ابن المدير) أو (ابن مدير المدرسة)
و لا يصح أن يقال (ابن المدير المدرسة) .. :)
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[07 - Dec-2009, مساء 03:50]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل على حسنك الظن وحسنك المقال: صلاح سالم.
بارك الله فيك وأثابك على التصحيح اللغوي أخي الطيب: أنس عسيري.
قال الشيخ صالح آل الشيخ: أما قول الأشاعرة في المسألة وهو أنهم قالوا يُرَى إدراكاً لا إلى جهة فإنه عجيب. فإنَّ قول المعتزلة في نفي الرؤية أقرب إلى العقل من قول الأشاعرة - يعني إلى عقل وفهم السامع - خلافاً لقول الشارح إنَّ قول الأشاعرة أقرب إلى العقل من قول من نفى. بل الحقيقة العكس: من نَفَى الرؤية لأنه لا يثبت العلو قال ما دام أننا لا نثبت العلو فالرؤية لا يمكن أن تكون إلا إلى جهة. الإنسان كيف يرى؟ لابد إلى جهة يراه، أما يرى شيئاً ليس أمامه ولا خلفه ولا عن يمينه ولا عن شماله وليس بأعلى منه ولا أسفل منه فكيف يراه؟ وأين يراه؟ لا شك أنَّ هذا العقل يرده. ولهذا نقول قول الأشاعرة إنه يُرَى لا إلى جهة؛ يعني لا يُرَى في جهة العلو ويُرَى إدراكاً، فإنَّ هذا ولو كان إثباتاً للرؤية فهو غير مقبول عقلاً ولا مقبول سمعاً. والواجب إثبات النصوص التي جاء فيها ذلك وإثبات ما دلت عليه من أنَّ الرؤية تكون على ما أخبر الله - عز وجل -، وأنَّ الله سبحانه يطَّلع إلى أهل الجنة وأنه يكشف الحجاب فيرفعون رؤوسهم فينظرون إلى الرب - عز وجل -، وأنه سبحانه مستوٍ على عرشه كما يليق بجلاله وعظمته، وأنَّ عرش الرحمن فوق الجنة؛ يعني سقف الجنة، وهكذا في أدلة كثيرة. فمن نفى علو الرحمن - عز وجل - وقال هو -سبحانه- في كل مكان، فكيف يُقْبَلُ إثباته للرؤية؟ لاشك أنَّ قول الأشاعرة عجيب وليس لهم حجة من جهة سمعية ولا من جهة عقلية، إلا شيئاً واحداً وهو أنهم أبطلوا: نفي علو الله - عز وجل -؛ وأنّه سبحانه في كل مكان وفرَّعُوا عليه أنَّ الرؤية لمَّا جاءت بها الأدلة قالوا يُرَى لا إلى جهة وهذا باطل. انتهى. شرح الطحاوية.
قال الشيخ الكبير سفر الحوالي: قالوا -الأشاعرة-: إن الجهة مستحيلة في حق الله ثم قالوا بإثبات الرؤية، ولهذا قيل فيهم: " من أنكر الجهة وأثبت الرؤية فقد أضحك الناس على عقله ".). وقال: إن موضوع الصحابة هو الموضوع الوحيد الذي يتفقون فيه مع أهل السنة والجماعة. منهج الأشاعرة (1/ 32, 33).
وإذا أحب الأخوة الاستزادة من قول الأشاعرة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=167261
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=156491
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=93417
(يُتْبَعُ)
(/)