يقول ابن كثير – رحمه الله -: " وقوله: (فإذا وجبت جنوبها) قال ابن أبى نجيح عن مجاهد: يعنى سقطت إلى الارض. وكذا قال مقاتل بن حيان. وقال العوفى عن ابن عباس - رضى الله عنه -: (فإذا وجبت جنوبها): يعنى [نحرت]! وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: (فإذا وجبت جنوبها): يعنى: ماتت! وهذا القول [تفسير وجوب الجنوب بالموت]: هو مراد ابن عباس ومجاهد، فإنه لا يجوز الأكل من " البدنة " إذا نحرت، حتى تموت، وتبرد حركتها [تسكن ويبرد جسمها]. وقد جاء فى حديث مرفوع: " لا تعجلوا الأنفس أن تزهق "
وقد رواه " الثورى " فى جامعه، عن أيوب عن يحيى بن أبى كثير عن فرافصة الحنفى، عن عمر بن الخطاب – رضى الله عنه – أنه قال ذلك، ويؤيده حديث شداد بن أوس فى صحيح مسلم: " إن الله كتب الإحسان على كل شىء، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتلة، وإذا ذبحتم فاحسنوا الذِبحة، ولْيُحِدُّ أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته "!. وعن أبى واقد الليثى – رضى الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: " ما قطع من البهيمة وهى حية، فهو ميتة "
[لا يحل أكله] رواه أحمد وابو داوود، والترمذي، وصححه! (تفسير ابن كثير ج 3 ص 226.
الصحابة والتابعون – صلى الله عليه وسلم – فسروا [وجبت جنوبها] بالموت! بمعناه الحقيقى، الذى هو من بدائه الحقائق عند الناس منذ قتل قابيل هابيل! ولا يدعيَّن أحد هنا: انهم يقصدون بالموت: الموت " السريرى "
او " الإكلنيكى " أو موت جذع المخ، فلم تكن هذه" المفاهيم " المبتدعة عن " الموت " قد صكت أذن أحد من البشر، أو لوثت تصوره، وإدراكه للموت كما حدث للناس فى هذا الزمان! بأكذوبة موت المخ أو جذع المخ!
وفى " لسان العرب " (مادة: وجب):
" .. ووجب الرجل وجوبا: مات ... واستشهد بقول قيس بن الخطيم:
أطاعت بنو عوف أميرا نهاهم
عن السلم، حتى كان أول واجب!
وعلق ابن منظور: أي: " أول ميت "!
ونقل ابن منظور تفسير: " الوجوب " بالموت، وعزاه إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: قال: "وفى الحديث:
أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – جاء يعود عبد الله بن ثابت، فوجده قد غُلِبَ! (دخل فى غمرات الموت)، فاسترجع، وقال – صلى الله عليه وسلم -: غُلِبنَا عليك! [لأنه لا يملك أحد دفع الموت عن محتضر بلغ تلك الحال] مصداقا لقول ربنا -: ? فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (86) [مربوبين لله، وتحت قهره وسلطانه] تَرْجِعُونَهَا [الروح] إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ? [الواقعة: 86 – 87] ... فصاح النساء يبكين! فجعل ابن عتيك يسكتهن! فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – دعهن! فإذا " وجب " فلا تبكين باكية! فقال: ما "الوجوب"؟ قال – صلى الله عليه وسلم -: "إذا مات"! .. وإذا شرط وظرف لما يستقبل من الزمان .. ،"غلب" .. "غلبنا عليك": يعنى:
" دخل فى ساعة الاحتضار (انقطاع من الدنيا وإقبال من الاخرة) وهنا لا حيلة لأحد فى دفع "الموت " النازل،فالكل مغلوب على امره: المحتضر، ومن حوله على سواء!
وإلى هنا: فعبد الله [المحتضَر] فى غيبوبة، لم يمت بعد، بدليل قوله – صلى الله عليه وسلم -: دعهن .. " فإذا وجب " فلا تبكين باكية
(يعني " بصياح "، وبما كان يفعله أهل الجاهلية. وفى الحديث: " أنا برىء من الصالقة والحالقة "
" الصلق: الصوت الشديد. يريد – صلى الله عليه وسلم -: رفعه فى المصائب وعند الفجيعة بالموت، ويدخل فيه النوح "!
(النهاية لابن الاثير ج 3 ص 48 ...
" قد غُلِب " " غُلِبنا عليك " وصف للحظة من فترة الاحتضار، يدخل فيها المحتضر فى " غيبوبة "،
لا فَوَاق منها ولا إفاقة، حتى تنتهى بالموت! والقرآن يسميها سكرة: ? وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ? [ق: 19] وفى الحديث: (ان للموت لسكرات) و السكرة: هي الغيبوبة! هى ليست " موتا "، ما زال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ومن حوله: فى انتظار لحظة " الوجوب " أي" الموت "!
ولا أستبعد ناعقا يتبجح ويقول: وهل كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يعلم شيئا عن المفهوم الحديث للموت، وعن بدعة " موت جذع المخ " .... ؟؟!!
(يُتْبَعُ)
(/)
وأقول لمثل هذا الناعق: كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أعلم بحقيقة الموت، ودلائله من كل علماء الدين، وكل أطباء الدنيا! لأنه كان يستمد علمه هنا من كتاب الله، الذى وسع كل شيء علما، وأحصى كل شيء عددا!
أجل! كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: أعلم من كل الدنيا، لأن علمه لم يكن مبنيا على تصورات بشرية، تخطىء أكثر مما تصيب، أو على " تجارب "، لا تفيد يقينا مهما قيل عن دقة وسائلها، ودلالات وقائعها واحصاءاتها! فالأمر كما يقول ربنا: (والله يعلم وأنتم لا تعلمون) (أأنتم أعلم أم الله) جل جلاله!
علم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يتجاوز النطاق الحسي المادي الظاهر، إلي الأفق الغيبي،الذي لاسبيل إلي العلم به،إلا من خلال النبأ
الصادق عن علام الغيوب!
و علام الغيوب قال في كلامه المحكم في كتابه العزيز:
? فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ? [الحجر:29] وكانت صورة أدم عند تمام التسوية [وقبل نفخ الروح]
صورة تمثال: ? مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ? [الرحمن:14/الحجر:28] هذه صورة أدم ـ صلى الله عليه وسلم ـ قبل" نفخ الروح" تمثال خامد هامد،
لا حركة فيه، و لا حس، و لاشيء علي الإطلاق من مظاهر الحياه ولا شبه بينه وبين أبسط الأحياء" كالأميبا "مثلاهو كتمثال
" رمسيس" أو تمثال "اخناتون" مثلآ!
أما بعد" نفح الروح "فقد أصبح إنسانآ سويآ، ـيتحرك، و يحس، ويشعر، ويفكر، ويريد , ويحب، ويكره، ويسر، ويحزن
، ويعبد خالقه، ويبلغ أسرته رسالة ربه! ? ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ [بنفخ الروح فيه] فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ? [المؤمنون:14]
كان مَواتآ ميتاً،فصار بنفخ الروح،حياة حياً!
و مات "آدم" ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأنه نفس و (كل نفس ذائقة الموت)! مات بخروج الروح منه، وصعودها الي بارئها ـ جل وعلى! وبخروج الروح منه زالت واختفت كل مظاهر، وظواهر الحياة، التي كانت فيه وروحه في جسده لم تفارقه! عاد هامدآ خامدآ كما كان قبل نفخ الروح فيه!
لحظة وقوع الموت تحديدآ: هي اللحظة،التي تفارق الروح فيها الجسد مفارقة تامة .. وهنا لا يبقي عضو ولا خلية
واحدة، فيه أو فيها أثر ما لحياة! .. لاقلب ينبض، ولا رئة تشهق وتزفر، ولا" مخ" ينقل أوامر "الروح "وإشاراتها كأداة توصيل وربط بين أعضاء الجسم وخلاياه!
والقرآن العظيم علم رسول الله و علمنا: أن الروح ـ عندما يُقضَي الموت ـ تخرج من الجسد في طريق صاعد من أسفل البدن إلي أعلي:? كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ (26) وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ ? [القيامة: 26 - 27] والتراقي جمع ترقوة، وهى إحدي عظمتين في أعلي القفص الصدري، تحت" الحنجرة" بقليل!
? فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (86) تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ? [الواقعة: 83 – 85]. يقول ابن كثير ـ رحمه الله ـ: " و قوله تعالي ـ: (فلولا إن كنتم غير مدينين ترجعونها) معناه: فهلا ترجعون هذه النفس [الروح] التي بلغت الحلقوم إلي مكانها الأول، و مقرها في الجسد، إن كنتم غير مدينين. قال ابن عباس ـ صلى الله عليه وسلم ـ: يعني: محاسبين، وروي عن مجاهد،و عكرمة، والحسن، وقتادة، والضحاك، والسدي، وأبي فروة .. مثله!
وقال سعيد بن جبير- والحسن البصري: (فلولا إن كنتم غير مدينين): غير مصدقين أنكم تُدانون وتبعثون، وتُجْزَون .. ، فردوا هذه النفس!
وعن مجاهد: (غير مدينين): غير موقنين. وقال ميمون بن مهران: غير معذبين مقهورين! أهـ[ابن كثير ج4 ص306].
هكذا: "الروح" في صعودها خارجة إلي بارئها تمر في أخر مراحل خروجها .. بالتراقي، ثم "بالحلقوم" .. وحين تبلغ الحلقوم فلا مرد لها!
رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعلم هذا كله .. و يشخص اللحظة، التي ينقطع فيها المحتضر عن الدنيا،بما فيها ومن فيها .. " قد غُلِب" "غُلِبنا عليك"! إنقطع الأتصال والتواصل بيننا وبينه لكنه لما يمت بعد! بنص كلام من لا ينطق عن الهوي، كما ينطق مبتدعو بدعة "موت جذع المخ"! و أكذوبته!
" فإذا وجب " أي مات "! لم يمت إذاً حتي هذه اللحظة الفارقة!
(يُتْبَعُ)
(/)
أقول لأطبائنا و علمائنا: هل تختلف حال من دخلوا في غيبوبة "فشل المخ أو " جذع المخ " عن حال:"عبد الله بن ثابت "ـ رضى الله عنه ـ؟! هي هي بعينها! وقد قضى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بكلمة الفصل!
إنه لم يمت بعد! .. فالروح ما زالت لم تخرج بعد! وحين تخرج فلا وجود لأي أثر أو لمظهر أو لعلامة دالة علي حياة،أي حياة!
هذه حقيقة الموت، وهذا تعريفه الحقيقي: "مفارقة الروح للجسد مفارقة تامة "فهل أمسك أطباؤنا "روح" من شل جذع مخه، وأدخلوها قفصاً من زجاج مفرغ و تأكدوا من أنها خرجت بالفعل؟!
وهل لديهم أجهزة اختبار وقياس، يرصدون بها حركة "الروح" وهي تصعد إلي بارئها؟! أليست القضية ـ في لبها وجوهرها ـ غيبية، لانعلم ـ على اليقين ـ من أمرها شيئاً! إلا ما علمنا ربنا!
علينا: أن نكِل العلم إلي عالمه! إلي الله علام الغيوب، ثم إلي رسوله بما علمه ربنا وأطلعه عليه من غيوب هذه القضية!
"لا تُعْجِلوا الأنفس أن تزهق"! (فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها) هذا حق كفلته الشريعة الرحيمة للحيوان، فكيف نبطل حقاً هو أوجب للإنسان منه للحيوان؟! قلبنا القضية، فحرمنا الإنسان مما كفلته شريعة الله للحيوان!
بعد كل هذا: أليس غريباً و عجيباً أن يصدر عن عالم كبير كالشيخ يوسف القرضاوي ما قيل إنه قال في مجمع البحوث: "إن الموت لم يرد بخصوصه نص شرعي" هكذا: نكرة في سياق نفي فتعم؟! أتمنى أن يكون ما نسب - لأحمي الشيخ القرضاوي - ناله تحريف ماَ! و لا أدري ما يقصد بالنص هنا، و القرآن يشرع بفتحة و ضمة، متعاقبتان على لفظ واحد في سياق واحد! منهج القرآن شيء و طرق الفقهاء شيء مختلف!
القول" بموت جذع المخ" [هو فشل وليس موتاً] واعتباره موتاً حقيقياً، قول باطل، وحيلة مكذوبة، للتغلب علي معضلة: استحالة "زرع" أعضاء، نزعت من جسد، مات صاحبه موتاً حقيقياً! .. وأكبر برهان علي هذا ما وقع فيه أصحاب هذه المقولة، من تناقض، يتمثل في توصيفهم لمرضي جذع المخ، بمثل:"الميت ذو القلب النابض" "الميت ذو الجثة النابضة"! فما دام هناك عضو ينبض،أو خلية تنبض، فتلك علامة حياة، لادليل موت!
يقولون: لم يحدث أن عاد مريض الغيبوبة (بسبب فشل المخ أوجذع المخ) إلي الحياة (العادية) في كل التقارير و الإحصاءات
الطبية! و بمجرد أن ترفع عنه الأجهزة، التي تؤدي ـ صناعيآ ـ وظائف المخ، والرئتين، والقلب، .. فإنه يموت بعد ساعات إن لم يكن بعد دقائق! .. وهو اعتراف أولآ بأنه لم" يمت "بعد!
هو بحسب منطقهم: مآله الموت: عاجلاً ان لم يزود بأجهزة "الإنعاش"، أوآجلاً إن رفعت عنه! لكنه الآن غير ميت! لكنه الآن غير ميت قطعاً!
المستيقن الأن: أنه ما زال حياً، وكونه صائراً إلي الموت: احتمال لا يقين فيه! .. والاحتمال لا يبطل اليقين! .. وعَجْزُنا عن علاج" فشل جذع المخ " إنمايكشف عن عجْزٍآني وقتي غير أبدي، ولا يعني عجزاً مطلقا أبديا، وكم من أمراض، بدت فى وقت مستحيلة العلاج، ثم أصبحت من أيسر الأمراض علاجا! وعمليات " القلب المفتوح " اليوم أسهل – وربما أكثر احتمالا للنجاح – من عمليات استئصال " الزائدة " فى أول زمن إجرائها، ومن عمليات استئصال " دوالى المرىء " أو استخراج الحصى من " الكلية " أو من " المرارة " أو حتى من " الحالب " فيما يقول الأطباء، وربنا – جل وعلا – يقول: ? وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ? [النحل: 8] إنها نافذة أمل على المستقبل، لا تبقي مجالاً ليأس، أو موضعاً لقنوط .. ، فلنتقدم، وكلنا ثقة، ورجاء!
" لكل داء دواء، إلا الموت " قالها من لا ينطق عن الهوى! وإذاً فافتقاد " دواء " ما، " لداء " ما: مسألة وقت، وعلينا أن نضاعف الجَهد، فى البحث، فى مثابرة وجد! ولا نخلد إلى الهُوَينى فنقتل الأحياء!
إن الجزم باستحالة إفاقة من أصيب " بفشل جذع المخ " من غيبوبته هو تهجم على " غيب "، مِفتاحه بيد الله وحده، ورجم بالظنون يوحى باليأس من رَوْح الله، ويتنافى مع عقيدة المؤمن، التى جهر بها يعقوب – عليه السلام – حين قال لبنيه:
? يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ? [يوسف: 87] ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ألم يُحيى الله الموتى؟! ألم يجعل النار بردا وسلاما على إبراهيم؟! ألم يُعِد ابني يعقوب إليه، بعد أن يأس منهما كل من حوله؟! ألم يرد إليه بصره، بعد أن ابيضت عيناه من الحزن؟! ولا أتطرق هنا إلى ما يرويه الثقات من الأطباء عن حالات كثيرة، للإفاقة من "غيبوبة" طويلة، فقدرة الله فوق الشك، وفى غنى عن شهادات، من خارجها، فدلائلها ماثلة فى كل شىء!
إننى أربأ بأطبائنا، وأنزِهُهم عما قد يوحي به استماتة بعضهم فى "تمرير" مشروع قانون نزع الأعضاء، من أنهم يتحركون بدوافع مادية، أو مصالحَ مِهْنية، فمهنتهم إنسانية قبل كل شيء، والناس يأتمنونهم على أعز ما لديهم: وهل هناك ما هو أعز على الإنسان من نفسه؟! والمرضى فى يد الأطباء أمانة، والموتى أمانة فى أعناق الناس جميعا!
...
رابعا: إقحام الاعتبارات المالية والاقتصادية على قضية " نزع الاعضاء " خلط مفسد! هناك من يقول: إباحة " نزع الأعضاء " و " زرعها "، توفر أموالا طائلة، تنفق على من يحتجزون فى أقسام " العناية المركزة " و" غرف الإنعاش "، سواء
فى تدبير أماكن لاستيعابهم، أو تقديم الخِدمات الطبية اللازمة لهم! وقد تطول فترة العناية و الإنعاش، فتتضاعف التكلفة، فضلا عن شغل أَسِرَّة، ربما كان هناك من هم أولى بها! كلام خطابي لا يغني في مقاطع الحق شيئاً!
بداية: ما الغرض من إبقاء مرضى " جذع المخ " فى مراكز العناية والإنعاش، وأنتم تقولون: أن إفاقتهم من غيبوبتهم مستحيلة .. الآن على الأقل؟! .. إن كان الغرض ادخارهم ليكونوا مصدرا لقطع الغيار، الازمة، إذا تم – لا قدر الله – تمرير قانون " نزع الأعضاء "؟ فقد بينا أن " نزع الأعضاء " حرام، من الموتى والأحياء! وإن كان الغرض التثبت من استحالة إفاقتهم، قبل إسلامهم للموت برفع الأجهزة المساعدة عنهم، فالغرض شريف نبيل، لكنه لا يفرض بقاءَهم تحت " العناية " إلى ما لا نهاية! ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها. ليتفق الجميع على تحديد فترة ملائمة، يوقف بعدها ما كان يُبقِي المريض دون تحلل .. ، بشرط ألا يُظْهِر علاجه أى استجابة أو أثر لدواء! وهنا نقول ما قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لعبد الله بن ثابت: "قد غلب"! "غلبنا عليك"! تسليماً بقدر الله، واستيقانا بأنه لن يتقدم أجله، أو يتأخر لحظة واحدة! بذلنا ما فى وسعنا، واحتطنا ما أمكننا، وأعذرنا
إلى الله بالقيام بكل ما فى استطاعتنا! وهنا عاد الأمر كله لله الذى يقول: ? وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا ? [آل عمران: 145] .. هذا ولتكن فترة البقاء تحت " العناية والإنعاش " واحدة، وكفالة نفقاتها وتكاليفها على الدولة، دون تفرقة بين " غنى وفقير "، ولا بين " أمير وخفير "! وهنا أيضا أقول: إغلاق صنبور واحد من " صنابير " الفساد، التى يسحب من خلالها المال العام كفيل بتوفير أضعاف ما يتطلبه هذا " البرنامج " الإنسانى من إنفاق! واسترداد واحد من ألف، من المال المنهوب، والمهرب يغطى هذا ويزيد! وتوظيف الإعلام، لحث الناس على التبرع بالمال [لا الأعضاء] يحقق حصيلةً بغير حدود! و بقي أن إبقاء هؤولاء تحت العناية المركزة نوع من العلاج هو حق لهؤولاء المرضى مهما طالت غيبوبتهم.
بقيت مفارقة تحتاج الى تفسير:
ثمة مرضى " بفشل جذع المخ " [موتى جذع المخ بمنطق السيد الدكتور نقيب الاطباء ومشايعيه] موضوعون تحت العناية المركزة بالأقسام المجانية بمستشفيات الدولة .. يراد جنى أعضائهم ونزعها، وذلك يتطلب قانونا، ينص على اعتبارهم موتى، حتى يتسنى " نزع " قطع الغيار منهم وبهذا يحقق القانون مصلحتين: مصلحة " الانتفاع " بأعضائهم، حيث تؤخذ وهم أحياء، حتى لا تفقِد صلاحيتها للزرع، ومصلحة توفير الأموال، التى تنفق عليهم، واستخدام الأَسِرَّة التى يشغلونها فى استقبال غيرهم! لكن " المصلحة" لا تكون مصلحة حتى تكون معتبرة شرعا! أليست الخمر فيها منافع للناس وهي محرمة رغم ذلك!
(يُتْبَعُ)
(/)
وهناك مرضى " بفشل جذع المخ " لكنهم فى المستشفيات والمراكز الطبية الخاصة، ويدفعون النفقات الباهظة، التى تطلب من ذويهم، يعينهم على دفعها ثراؤهم! وهؤلاء بمنطق السيد الدكتور نقيب الأطباء ومشايعيه من المتحمسين لتقنين " نزع الأعضاء " وزرعها: " موتى "، تستحيل إفاقتهم من غيبوبتهم! فلم لا يُنص على اعتبارهم هم الآخرين " موتى "، وتوقف الأجهزة، والإجراءات، التى تحول دون تحلل أجسامهم؟! صيانة لأموالهم عن الذهاب فى غير طائل، وحفاظا على مال، أصبح من حق ورثتهم، ما دام أطباؤنا حكموا بموتهم، منذ دخلوا فى غيبوبتهم؟! ما رأى فقهائنا فى هذا؟! .. لماذا الاستعجال فى الحال الأولى، والإبطاء فى الثانية؟ وهل يكون تقنين، يسمح بمثل هذه المفارقة كفيلا بتحقيق العدالة والمساواة، وإسقاط الفوارق – التى مردها إلى الاختلاف بالغنى والفقر – ليستقيم التشريع؟! ثم هل تطبق معايير واحدة على الناس دون استثناء؟ فإذا " فَشِل جذع المخ " لملك، أو أمير، أو رئيس .. حكم بموته على الفور، وشغل منصبه، وقسمت تركته، ودفن،لأنه مات؟! " شارون " لعنه الله – فى غيبوبة، ولم يحكموا بموته، ولا دفنوه، وما يزال تحت أجهزة العناية والإنعاش منذ ثلاث سنوات! إن الله المنتقم الجبار يأبى عليه الموت، ليكون منه عظة، وعبرة! ترى: هل ينتكس التشريع عندنا، فيصبح طبقيا، لا ينظر فيه إلا للقادرين و الأغنياء؟! من يصدق: أن " عاملة " نظافة ستكون لها – عمليا – فرصة متكافئة – مع وزيرة للقوى العاملة؟! أو أن سائق عربة إسعاف ستكون له – عمليا – فرصة متكافئة مع وزيرٍ للصحة؟! ومن يصدق: أن سد أبواب التحايل من خلال الرشوة، والفساد .. ممكن؟!
...
ربنا - جل وعلا – وهو العليم بخلقه، والأرحم بهم، جعل " الموت " – الموت الحقيقى – حصانة للموتى، فمتى تحقق،
فلا صلاحية " لزرع "، وبالتالى لا جدوى " لنزع "؟! تبارك الله رب العالمين!
أجل: " الموت " حصانة، تحمى " الموتى " ماديا: بحماية اجسامهم، ومعنويا بستر عيوبهم، " لا تسبوا الأموات" [رواه البخارى] ..
هكذا الموت: حمي، يصون عرض الميت، ويصون جسده على السواء! ..
ورحم الله ابا العلاء! يقول:
لا تظلموا الموتى وإن طال المدى
إنى أخاف عليكم أن تلتقوا ..... !!
أسائل أطباءنا:
هل فى تقاريركم، وإ حصاءاتكم، ومعلوماتكم ما يفيد، ويثبت: أن ملكا، أو أميرا، أو رئيسا تبرع بعضو منه لسائق له أو طباخ، أو حتى حارس؟! .. وهل فى تقاريركم أن غنيا، تبرع لقريبه الفقير بعضو من جسده؟! إن " نزع " الأعضاء فى أمريكا إنما يكون من الأفارقة، والملونين، ولم يحدث أن " نزع " عضو من أمريكى أبيض، ليزرع فى جسد " هندى أحمر "، أو زنجى أفريقى! .. وفى دول الخليج - التى يستشهد المتحمسون بها فى إباحة " نزع " الأعضاء – لا يكون الضحايا إلا من العمال الوافدين الفقراء، البائسين .. من بنجلاديش، والهند، وباكستان ... وفى مصر: لم تكن سرقة الأعضاء، إلا من الفقراء .. رغم حظرها حتى الآن – ولن تكون – إن صدر قانون الإباحة – وأدعو الله أن يحول بقَدَرِه دون صدوره – إلا من الفقراء، مع فارق: أنها ستكون اكثر انتشارا، وبجرأة أشد، تحتمى بالقانون؟!
يتراءى لي الفقراء فى مصر، وقد أصبحوا " أشلاء "، تباع فى سوق الأعضاء، كما يباع الدجاج المقطع! فيارب: رحماك! رحماك! ألهِم القائمين على أمر بلادنا: ما يحمى هؤلاء البؤساء المستضعفين! هل لنا الان: أن نتحرر من تقليد الآخرين، ولا ندخل وراءهم جحر الضب الذى دخلوه؟!
انتهاك حرمات البشر – أحياءً وأمواتاً – بإباحة " نزع الأعضاء " تحت أى ذريعة، إنما يتم عمليا – لحساب الأغنياء، فهم وحدهم المنتفعون بها، وتقنين هذه الإباحة إنما ينظر فقط للمستفيد، ولا يبالى بالضحية، فهل أصبح " الاطباء "، يرون المسألة على أنها "أرزاق " سيقت إليهم .. والمثل يقول: " مصائب قوم عند قوم فوائد "! حمى الله أطباءنا من هذا المنزلق!
وبعد:
(يُتْبَعُ)
(/)
إن حادثة " الموت " أمر جلل! واقعة لا ينتهى أثرها عند حدوثها! لها آثار بعيدة المدى، وتنشىء أوضاعا تتجاوز " الميت "، لترتب حقوقا، وواجبات شرعية، على آخرين، ولهم، لم يكونوا أطرافاً قبل واقعة الموت! التى يعبر عنها القرآن العظيم بالمصيبة: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آَخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ ? [المائدة: 106] .. " مصيبة الموت " و " أصابتكم " " كُم ": جمع لا مفرد، تنبيها على أن الواقعة تتجاوز آثارها " الميت "، وتتعداه إلى من حوله!
أجل: أنشات واقعة الموت أوضاعا لم تكن قبل وقوعه!
" مال الميت " أصبح تركة، تُورَّث، وفق فريضة الله!
" ديون " الميت .. حلت، وأصبحت واجبة الأداء، قبل أى تصرف فى التركة، إلا بقدر ما يلزم لتكفينه، ودفنه!
" وصاياه " أصبحت واجبة التنفيذ، إن لم تستغرق الديون التركة، وفى حدود ما قررته الشريعة من أحكام.
" زوج " الميت (أو أزواجه) أصبحن " معتدات "، يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا، فأن تبين حمل انتقلن إلى عدة أولات الأحمال: ? أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ? [الطلاق: 4] وهناك أحكام تتصل بالنفقة، والسكنى، والإحداد، وحرية الخروج من المكان الذى تعتد فيه! وهناك قضية " نسب " الحمل، ومتى ينسب للميت ولدا له، ومتى لا يصح نسبه! وحتى خِطبة المعتدة لها حكمها: هى جائزة تعريضا لا تصريحا، وأفضل من التعريض: أن يكتم الراغب فيها ما فى نفسه، حتى تنقضى عدتها:? وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ [المعتدات عدة الوفاة] أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا [بالتعريض] وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ ? [البقرة: 235] فإذا بلغ الكتاب أجله، وانقضت العدة فقد ملكت أمرها، ولا يجوز عضلها، ولا التثريب عليها إن بدا لها أن تتزوج زواجا شرعيا:? فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ [خطاب لأوليائها] فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ? [البقرة: 234] "بالمعروف" يعنى ملتزمات بأحكام الشريعة وضوابطها!
يكفي هذا فى إجمال ما تنشئه واقعة " الموت " من أوضاع، لم تكن قبله! وبدهي: أن تطبيق الأحكام، التى تضبط أوضاع، وأحوال ما بعد " الموت " شرعا لابد لسلامته وصحته من تحقق وقوع الموت، تحققا لا شك فيه ..
فالميراث مثلا: يشترط فيه: تحقق حياة الوارث بعد موت المورث على وجه اليقين! ومن هنا لا يتوارث من ماتوا معا،
ولم يمكن التحقق من سبق بعضهم، وتأخر بعضهم كالغرقى، والهدمى .. ، والذين لم يعثر عليهم إلا أمواتا!
والعدة إنما تبدأ عقب تحقق الموت كذلك!
[و" النسب " رهين ومرتبط بوقت " الموت "، فإ ذا ولد لأكثر من ستة أشهر] في قانون الأحوال الشخصية المصري تحديد للمدة بـ 365 يومًا وهو مبنى على الغالب مع احتياط لا بأس به، مكتمل الخلق لا يثبت نسبه، لأن أقل مدة للحمل شرعا ستة أشهر بنص كتاب الله .. ? وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ? [الأحقاف: 15] فإذا أسقط منها مدة الرضاعة وهى عامان .. بقى للحمل ستة اشهر .. ?& szlig; وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ? [البقرة: 233] ..
هنا " توقيتات " محددة، تتوقف عليها احكام محددة كذلك، وضبطها، والالتزام بها فريضة: يقول ربنا عقب فرض المواريث، وبيانها: ? تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ? [النساء: 13] وبعدها: ? وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ ? [النساء: 14]. إذا كانت كل هذه التشريعات والأحكام منوطة " بالموت "، لا تطبق قبله، ولا يتأخر تطبيقها بعده، إنما تطبق على الفور عقبه .. بمعنى: أن يكون التطبيق مستندا إلى " وقت " الموت، لا قبل، ولا بعد! فهل يجوز أن نستند في تحديد لحظة الوفاة على مفهوم محرف مبتدع يتمثل
(يُتْبَعُ)
(/)
في خدعة و أكذوبة "موت جذع المخ"؟! و هل يجوزالعدول عن اليقين إلى الظن في أمر جلل كهذا: ? وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ? [النجم: 28]
ولنضرب مثلا:
سمى الله تعالى – الفترة، التى تقضيها المطلقة، أو المتوفى عنها زوجها، محرما عليها الزواج: سماها " عدة " ..
? وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ? [البقرة: 228] ? وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا ? [البقرة: 234] والتربص: انتظار مع توقع ? نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ ? [الطور: 30] وإنما سميت " عدة" لأنها تعد وتحصى، فالعدة لغة: مصدر كالعد: عدَّ يعُدُّ عدَّاً وعدَّة. و"عدة المرأة المطلقة، والمتوفى عنها زوجها: هى ما تعده من أيام أقرائها، أو أيام حملها، أو أربعة أشهر وعشرا " [النهاية لابن الاثير: ج3 ص 190] وقد سمى ربنا انتهاء فترة العدة ببلوغ الأجل (فإذا بلغن أجلهن) والأجل مدة مقدرة محصورة، ببداية ونهاية .. وبدايتها بالنسبة للمتوفى عنها زوجها:
هى ساعة الوفاة أي " الموت "!
إن أي تلاعب فى مفهوم " الموت " يجعله موضع شك، يوقع فى أخطاء فادحة، فتورث من لا حق له، وتحرم ذا حق، وتثبت نسبا لا يثبت، وتبطل نسبا واجب الاثبات .. وهو افتئات على شرع الله لا يجوز!
إن الله – جلت حكمته – وهو يبين فريضة المواريث، علمنا كيف نستخدم لغة منضبطة لا يمكن الإلتفاف عليها بتأويل جاهل،
أو تحريف غال، أو انتحال مبطل! فالأنصباء تحدد: بالنصف، والربع، والثمن، وبالثلثين، والثلث، والسدس، والأحوال التى تطبق فيها هذه المقادير .. تقرر بلغة بينة منضبطة كذلك لا تحتَمل! ومن أراد أن يتعلم كيف تصاغ القوانين، فليتفقه بآيات المواريث!
" إن كان له ولد " " فإن كان لكم ولد " ..
" من بعد وصية يوصِي بها أو دَين " " من بعد وصية يوصِين بها أو دَين " " من بعد وصية توصون بها أو دين " " من بعد وصية يوصَى بها أو دين " ولنتأمل: " من بعد " فى مواضعها الأربعة، لنتعلم: كيف يكون ضبط الأحكام، وتقرير الحقوق، وتقدير الاأصبة، فى إحكام ودقة، لا مكان معهما لتجاوز، أو ترخص!
ولنتأمل كذلك: " تلك حدود الله " " ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها"! و فى نهاية السورة، وبعد إفتاء الله فى الكلالة:? يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ? [النساء: 176]
هذه عناية القرآن بمسألة " الميراث"، وهى أثر من آثار واقعة الموت .. يتصل بالمال وهو أقل شأنا مما يتصل بالأبضاع والانساب!
" الموت " حدث جلل! بآثاره التى تترتب عليه، من تقرير حقوق، إلى إنشاء أوضاع، إلى الزام بواجبات .. [كالميراث، والنسب، والعدة .. على الترتيب]!
و " فشل جذع المخ " مرض كسائر الأ مراض، والمصاب به: حي شرعا، طالما بقى قلبه ينبض، وما دامت " الروح"لم تفارقه مفارقة تامة!
بين لحظة" الموت السريرى" أو " الإكلنيكى" – وهو ليس بالموت الحقيقى، مهما تحايل من يريدون تغيير مفهوم الموت، بما يمكن من نزع الأعضاء "الحرام من حيث المبدأ " قبل أن يحدث الموت الحقيقى، فينهي صلاحيتها للزرع! بينها وبين الموت الحقيقى فاصل زمنى، يبطل القول بأن المحتضر قد مات!
هذا اجتراء ينتهى إلى تغيير شريعة الله، كالاجتراء على تغيير خلق الله!
ولنختم بمثال، يتبين من خلاله ما يحدثه تفسير " الموت " بما يسمى – ادعاءً – " موت جذع المخ ":
دخل "س" في "غيبوبة" بسبب "فشل جذع المخ" الساعة الرابعة صباحاً من أول أيام رمضان ...
وضع تحت العناية المركزة و زود بأجهزة الإنعاش، و ظل جسمه يقوم بوظائفه الحيوية المعتادة حتى الساعة الرابعة صباحاً من صباح أول شوال حيث قرر الأطباء رفع الأجهزة عنه.
مات بعد خمس دقائق من رفع الأجهزة، حيث توقف قلبه تماماً عن النبض.
فإذا طبقنا عليه مفهوم الموت المبتدع: "موت جذع المخ" فإنه يعد ميتاً لحظة دخوله في الغيبوبة أول أيام رمضان.
(يُتْبَعُ)
(/)
و إذا طبقنا عليه مفهوم الموت الحقيقي – المعتمد شرعاً – فإنه يعتبر حياً، حتى لحظة صعود الروح و توقف قلبه و سائر أعضائه عن النبض .. أي: حتى الساعة الرابعة و خمس دقائق من صباح أول شوال.
فلو فرض أن مات أحد أولاد "س" هذا في الخامس عشر من رمضان، فنحن أما إحتمالين:
- أن نطبق عليه مفهوم الموت الجديد، و هنا يكون لابنه نصيب من تركته لتحقق شرط التوريث و هو بقاء الوارث حيا بعد وفاة المورث. و هو هنا مشكوك فيه
- أن نطبق عليه مفهوم الموت الحقيقي – المعتمد شرعاً – و هنا لا يكون لابنه نصيب من تركته حيث تخلف شرط التوارث، و هو تحقق حياة الوارث بعد تحقق وفاة المورث على وجه اليقين
ومثل هذا يقال فى قضية" النسب " إثباتا ونفيا ...
فلو ترك «س» هذا زوجًا حاملًا، وكان قد دخل بها قبل غيبوبته بخمسة أشهر [أي في أول ربيع الثاني من نفس العام] ووضعت حملها بعد وفاته، في أول شوال [من نفس العام أيضًا] .. فطبقًا لمفهوم الموت المتبع .. لا يثبت نسب هذا الوليد، ولا يرث من «س»، لأنه يكون قد ولد لأقل من ستة أشهر، وهي الحد الأدنى المعتبر شرعًا، شرطًا لثبوت النسب .. بإجماع الفقهاء المبني على نص كتاب الله ? وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ? [الأحقاف:15] فإذا أسقط منها مدة الرضاعة- وهي عامان [حدًا أقصى] ? وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ? [البقرة:233]- بقى للحمل ستة أشهر، لا يقل عنها لكن لو طبقنا مفهوم الموت الحقيقي، المعتبر شرعًا [وطبًا أيضًا بشهادة الثقات من الأطباء] يكون قد أمضى في بطن أمه [وعلى فراش أبيه] ستة أشهر كاملة، [من أول ربيع الثاني إلى أول شوال] وبهذا يثبت نسبه، ويستحق الميراث من أبيه!
ومثله كذلك يقال فى قضية العدة، بدءا وانتهاء!
قد يكون للأطباء العذر، حين تغيب عنهم هذه الأمور، لكن ليس للعلماء عذر، لا فى غيابها عنهم، ولا فى تقصيرهم بتبصير الأطباء بها، وهم مسلمون، لا يسعهم إلا الإذعان لحكم الله! غفر الله لنا جميعا، وهدانا سواء السبيل!
ألا هل بلغت؟! اللهم فاشهد!.
حلوان:
الجمعة الموافق: 13 من جمادى الاولى 1430 هجري
د/ إبراهيم محمد عبد الله الخولى
8 من مايو 2009 ميلاديا
الأستاذ المتفرغ بجامعة الأزهر
كلية اللغة العربية بالقاهرة
دعوة ورجاء
كل عالم مسلم، وكل فيه، مستقل الرأي، لا يؤثر عليه منصب ولا تضغط عليه قيود وظيفة:
كل هؤلاء مدعوون لإبداء الرأي في هذا البيان:
موافقة أو مخالفة، بالحجة والبرهان:
أداءً لأمانة العلم، ووفاء بحق الأمة، واتباعًا لقول ربنا: ? وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ? [العصر:3] صدق الله العظيم
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[12 - Jun-2009, مساء 05:58]ـ
الموضوع طرح سابقا هنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=34957(/)
يعاني من كثرة التثاؤب داخل الصلاة فماذا يصنع؟
ـ[علي الزيود]ــــــــ[12 - Jun-2009, مساء 05:31]ـ
1. عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا تَثَاوَبَ أَحَدُكُمْ – [وفي رواية: فِي الصَّلاةِ] فَلْيَكْظِمْ مَا اسْتَطَاعَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ) رواه مسلم (2995).
2. وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (التثاؤب من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع، فإن أحدكم إذا قال: " ها " ضحك الشيطان) رواه البخاري (3115) ومسلم (2994).
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:
" قال ابن بطال: إضافة التثاؤب إلى الشيطان بمعنى إضافة الرضا والإرادة , أي: أن الشيطان يحب أن يرى الإنسان متثائباً، لأنها حالة تتغير فيها صورته فيضحك منه، لا أن المراد أن الشيطان فعل التثاؤب.
وقال ابن العربي: قد بينَّا أن كل فعل مكروه نسبه الشرع إلى الشيطان لأنه واسطته , وأن كل فعل حسن نسبه الشرع إلى المَلَك لأنه واسطته , قال: والتثاؤب من الامتلاء، وينشأ عنه التكاسل، وذلك بواسطة الشيطان , والعطاس من تقليل الغذاء، وينشأ عنه النشاط، وذلك بواسطة المَلَك.
وقال النووي: أضيف التثاؤب إلى الشيطان لأنه يدعو إلى الشهوات إذ يكون عن ثقل البدن واسترخائه وامتلائه , والمراد: التحذير من السبب الذي يتولد منه ذلك، وهو التوسع في المأكل.
قوله: " فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع " أي: يأخذ في أسباب رده , وليس المراد به أنه يملك دفعه، لأن الذي وقع لا يرد حقيقة , وقيل: معنى (إذا تثاءب) أي: إذا أراد أن يتثاءب ... .
قال شيخنا – أي: الحافظ العراقي - في " شرح الترمذي ": أكثر روايات الصحيحين فيها إطلاق التثاؤب , ووقع في الرواية الأخرى تقييده بحالة الصلاة، فيحتمل أن يحمل المطلق على المقيد , وللشيطان غرض قوي في التشويش على المصلي في صلاته , ويحتمل أن تكون كراهته في الصلاة أشد , ولا يلزم من ذلك أن لا يكره في غير حالة الصلاة.
ويؤيد كراهته مطلقا كونه من الشيطان , وبذلك صرح النووي , قال ابن العربي: ينبغي كظم التثاؤب في كل حالة , وإنما خص الصلاة لأنها أولى الأحوال بدفعه، لما فيه من الخروج عن اعتدال الهيئة واعوجاج الخلقة ... .
وأما قوله في رواية مسلم: (فإن الشيطان يدخل) فيحتمل أن يراد به الدخول حقيقة , وهو وإن كان يجري من الإنسان مجرى الدم لكنه لا يتمكن منه ما دام ذاكراً لله تعالى , والمتثائب في تلك الحالة غير ذاكر فيتمكن الشيطان من الدخول فيه حقيقة.
ويحتمل أن يكون أطلق الدخول وأراد التمكن منه؛ لأن من شأن من دخل في شيء أن يكون متمكنا منه.
وأما الأمر بوضع اليد على الفم فيتناول ما إذا انفتح بالتثاؤب فيغطى بالكف ونحوه، وما إذا كان منطبقا حفظا له عن الانفتاح بسبب ذلك.
وفي معنى وضع اليد على الفم وضع الثوب ونحوه مما يحصل ذلك المقصود , وإنما تتعين اليد إذا لم يرتد التثاؤب بدونها , ولا فرق في هذا الأمر بين المصلي وغيره , بل يتأكد في حال الصلاة كما تقدم، ويستثنى ذلك من النهي عن وضع المصلي يده على فمه.
ومما يؤمر به المتثائب إذا كان في الصلاة أن يمسك عن القراءة حتى يذهب عنه لئلا يتغير نظم قراءته " انتهى.
" فتح الباري " (10/ 612).
وقال النووي رحمه الله:
" وسواء كان التثاؤب في الصلاة أو خارجها: يستحب وضع اليد على الفم , وإنما يكره للمصلي وضع يده على فمه في الصلاة إذا لم يكن حاجة كالتثاؤب وشبهه " انتهى.
" الأذكار " (ص 346).
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:
التثاؤب هو من الشيطان، صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وينبغي للإنسان إذا تثاءب سواء في الصلاة أم خارج الصلاة ينبغي له أن يكظم تثاؤبه ما استطاع، فإن عجز: فليضع يده على فمه، سواء في الصلاة أو في خارج الصلاة.
" فتاوى نور على الدرب ".
ومن أراد التخلص من التثاؤب في الصلاة فعليه بالدخول فيها بجد ونشاط وعزيمة قوية، وليعلم أن الشيطان له عدو فليتخذه عدوا، وليحاول رده ما استطاع، فإن غلبه فليضع يده على فيه.
سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:
أنا شاب متدين أبلغ من العمر 22 عاما أعاني من مشكلة أرجو من الله ثم منكم أن تساعدوني على التخلص منها وهي أنني حين أبدأ في الصلاة أبدأ في التثاؤب بغير قصد وهذه الحالة دائما تلازمني حتى عند قراءة آية الكرسي بالذات ولا أعرف سببا لذلك حيث إنني أتثاءب عشر مرات في الصلاة الواحدة أرجو إفادة؟
فأجاب:
" التثاؤب من الشيطان كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وكما يتسلط الشيطان على المصلي بإلقاء الوساوس في قلبه والهواجيس التي لا زمام لها ولا فائدة منها.
كذلك ربما يتسلط عليه في التثاؤب، ويتثاءب كثيرا حتى يشغله عن صلاته، فإذا وجد ذلك فليفعل ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم، يكظم ما استطاع، فإن لم يستطع فليضع يده على فمه حتى لا يجعل للشيطان سبيلا عليه.
وليحرص على أن يقبل على الصلاة بنشاط وهمة وعزيمة صادقة، وليسأل الله سبحانه وتعالى العافية مما يحدث له في صلاته، وإذا سأل الله تعالى بصدق وفعل ما يستطيع من محاولة إزالة هذه المظاهر فإن الله سبحانه وتعالى يقول: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) البقرة/186 " انتهى.
" فتاوى نور على الدرب ".
والله أعلم.
..... منقول
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عاشق الكتاب]ــــــــ[12 - Jun-2009, مساء 07:59]ـ
جزاك الله خير
لكن كثرة التثاؤب وخصوصا في الصلاة او عند سماع القران خصوصا اية الكرسي فهذا بسبب
الحسد فمن ابتلي بذلك فهو مصاب بالعين وقد يحدث ذلك عند رؤية شخص ما او عند
الذهاب للمسجد او سماع القران فعليه بالرقية الشرعية وكثرة الاذكار وقراءة
اواخر سورة البقرة واية الكرسي والقلاقل (قل اعوذ برب الفلق, قل اعوذ برب الناس
,قل هو الله) ويستحسن قراءة هذه الايات عند الشرب فعند تناول الكأس يحرص الانسان على
قراءة اية الكرسي واواخر البقرة ثم ينفث ويسمي ويشرب!!
والرقاة الشرعيين اعرف مني بذلك والله اعلم,,,
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[12 - Jun-2009, مساء 08:08]ـ
يظن بعض الناس أن الاستعاذة مشروعة عند التثاؤب ..
وليس هذا مما ورد في السنة ..
والله أعلم(/)
هل كلام الغزالي عن ((حركة اللسان بالذكر مع الغفلة .. ) صحيح
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[12 - Jun-2009, مساء 08:36]ـ
نقل الامام ابن حجر عن الامام الغزالي قوله: حركة اللسان بالذكر مع الغفلة عنه تحصل الثواب ; لأنه خير من حركة اللسان بالغيبة , بل هو خير من السكوت مطلقا , أي المجرد عن التفكر. قال: وإنما هو ناقص بالنسبة إلى عمل القلب انتهى
هل يحصل الثواب بمجرد ذلك؟؟
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[12 - Jun-2009, مساء 09:09]ـ
بارك الله فيك شيخنا الكريم ..
يروى ما يقارب هذا عن أبي عثمان عليه رحمة الله -وأظنه النهدي -أنه سئل فقيل له: "نذكر الله ولا نجد في قلوبنا حلاوة"، فقال:"احمدوا الله تعالى على أن زين جارحة من جوارحكم بطاعته" ذكره القرطبي في تفسيره عند قوله تعالى:" فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون".
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[12 - Jun-2009, مساء 09:21]ـ
بارك الله فيك اخي الفاضل اظن ان هناك فرقا بين من يفعل العبادة وهو قاصد للثواب
وبين الغافل حين ادائها عن قصد التقرب بها الى الله
وبين من لم يجد حلاوة العبادة فماذكرته من الاثر الذي لاسند له لاعلاقة له بموضوعنا والله اعلم
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[12 - Jun-2009, مساء 09:38]ـ
جزاك الله خيراً شيخنا الكريم،
أوافقك إلى حد لا بأس فيما قلته ولذلك استعملت فعل "يقارب" في مداخلتي.
ولكني مع ذلك لا أرى أن الأثر الذي أوردتُه لاعلاقة له بموضوعنا من كل وجه. وذلك أن أبا عثمان سمى هذا العمل طاعة مع أنه لاثمرة له إذ ثمرة الذكر اطمئنان القلوب كما صرّح به التنزيل. وهو الذي شكى غيابه السائلون كما في الأثر.
ولايظهر لي في كلام الغزالي رحمه الله الذي أوردتَه، شيخنا الفاضل، أن الذاكر لايقصد الثواب من الله وإنما فيه أنه يذكره بقلب ساه.
والله أعلم.
ـ[صفاء الدين العراقي]ــــــــ[12 - Jun-2009, مساء 11:46]ـ
السلام عليكم يشهد لقول الإمام قول الرسول صلى الله عليه وسلم لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله.
والله أعلم.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[13 - Jun-2009, صباحاً 12:28]ـ
وتأمل هذه الاحاديث:
حديث عبادة " من غزا وهو لا ينوي إلا عقالا فله ما نوى " أخرجه النسائي
ـ قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: (إنما الدنيا لأربعة نفر:
1 - عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه ويصل رحمه ويعلم لله فيه حقا فهذا بأفضل المنازل.
2 - وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا، فهو صادق النية يقول: لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته، فأجرهما سواء.
3 - وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما، يخبط في ماله بغير علم لايتقي فيه ربه ولايصل فيه رحمه ولا يعلم فيه حقا فهذا بأخبث المنازل.
4 - وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول: لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته، فوزرهما سواء).
–رواه الترمذي في كتاب الزهد وقال حسن صحيح، وابن ماجه وقال الألباني: صحيح
-. وهذا الحديث فيه فضل العلم مع التنبيه على خطورة شأن النية فيه
.
ـ[شجرة الدرّ]ــــــــ[13 - Jun-2009, صباحاً 06:39]ـ
وقفت على كلام لابن القيم - رحمه الله - يبين فيه أن الذكر على ثلاثة مراتب؛ فأعلاها ماتواطأ فيه القلب مع اللسان، ثم ذكر الله في القلب فقط و إن لم ينطق به اللسان، ثم ذكر الله باللسان فقط، فهذا أيضا يؤجر عليه العبد ..
((حقيقة لا أتذكر في أي كتاب ذكر هذا الكلام ولكني قطعاً وقفت عليه))
والله تعالى أعلم ..
ـ[أبوعبيدة الغريب]ــــــــ[13 - Jun-2009, صباحاً 08:04]ـ
تقصد الذكر مع الغفلة دون نية
وهو ما لا يفهم من كلام الغزالي.
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[13 - Jun-2009, صباحاً 10:01]ـ
وقفت على كلام لابن القيم - رحمه الله - يبين فيه أن الذكر على ثلاثة مراتب؛ فأعلاها ماتواطأ فيه القلب مع اللسان، ثم ذكر الله في القلب فقط و إن لم ينطق به اللسان، ثم ذكر الله باللسان فقط، فهذا أيضا يؤجر عليه العبد ..
((حقيقة لا أتذكر في أي كتاب ذكر هذا الكلام ولكني قطعاً وقفت عليه))
والله تعالى أعلم ..
هذا نص كلام ابن القيم رحمه الله من كتابه الفوائد (ص: 192)
(يُتْبَعُ)
(/)
((فائدة من الذاكرين من يبتدئ بذكر اللسان وإن كان على غفلة ثم لا يزال فيه حتى يحضر قلبه فيتواطئا على الذكر ومنهم من لا يرى ذلك ولا يبتدئ على غفلة بل يسكن حتى يحضر قلبه فيشرع في الذكر بقلبه فإذا قوى استتبع لسانه فتواطئا جميعا؛ فالأول ينتقل الذكر من لسانه إلى قلبه والثاني ينتقل من قلبه إلى لسانه من غير أن يخلو قلبه منه بل يسكن أولا حتى يحس بظهور الناطق فيه فإذا أحس بذلك نطق قلبه ثم انتقل النطق القلبي إلى الذكر اللساني ثم يستغرق في ذلك حتى يجد كل شيء منه ذاكرا وأفضل الذكر وأنفعه ما واطأ فيه القلب اللسان وكان من الأذكار النبوية وشهد الذاكر معانيه ومقاصده))
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[13 - Jun-2009, صباحاً 10:21]ـ
تقصد الذكر مع الغفلة دون نية
وهو ما لا يفهم من كلام الغزالي.
هذا كلام الغزالي من كتابه إحياء علوم الدين حتى تعرِفَ السياق الذي يريده؟!
إحياء علوم الدين (4/ 48 - 49): (( ... فإذن التضرع والاستغفار بالقلب حسنة لا تضيع عند الله أصلا بل أقول الاستغفار باللسان أيضا حسنة إذ حركة اللسان بها عن غفلة خير من حركة اللسان فى تلك الساعة بغيبة مسلم أو فضول كلام بل هو خير من السكوت عنه فيظهر فضله بالإضافة إلى السكوت عنه وإنما يكون نقصانا بالإضافة إلى عمل القلب ولذلك قال بعضهم لشيخه أبى عثمان (المغربى؟) إن لسانى فى بعض الأحوال يجرى بالذكر والقرآن وقلبى غافل فقال اشكر الله إذ استعمل جارحة من جوارحك فى الخير وعودة الذكر ولم يستعمله فى الشر ولم يعوده الفضول وما ذكره حق فإن تعود الجوارح للخير حتى يصير لها ذلك كالطبع يدفع جملة من المعاصى فمن تعود لسانه الاستغفار إذا سمع من غيره كذبا سبق لسانه إلى ما تعود فقال استغفر الله ومن تعود الفضول سبق لسانه إلى قول ما أحمقك وما أقبح كذبك ومن تعود الاستعاذة إذا حدث بظهور مبادىء الشر من شرير قال بحكم سبق اللسان نعوذ بالله وإذا تعود الفضول قال لعنه الله فيعصى فى إحدى الكلمتين ويسلم فى الأخرى وسلامته أثر اعتياد لسانه الخير وهو من جملة معانى قوله تعالى {إن الله لا يضيع أجر المحسنين} ومعانى قوله تعالى {وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما} فانظر كيف ضاعفها إذ جعل الاستغفار فى الغفلة عادة اللسان حتى دفع بتلك العادة شر العصيان بالغيبة واللعن والفضول هذا تضعيف فى الدنيا لأدنى الطاعات وتضعيف الآخرة {أكبر لو كانوا يعلمون})) انتهى كلامه
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[13 - Jun-2009, صباحاً 11:42]ـ
هذا كلام الغزالي من كتابه إحياء علوم الدين حتى تعرِفَ السياق الذي يريده؟!
إحياء علوم الدين (4/ 48 - 49): (( ... فإذن التضرع والاستغفار بالقلب حسنة لا تضيع عند الله أصلا بل أقول الاستغفار باللسان أيضا حسنة إذ حركة اللسان بها عن غفلة خير من حركة اللسان فى تلك الساعة بغيبة مسلم أو فضول كلام بل هو خير من السكوت عنه فيظهر فضله بالإضافة إلى السكوت عنه وإنما يكون نقصانا بالإضافة إلى عمل القلب ولذلك قال بعضهم لشيخه أبى عثمان (المغربى؟) إن لسانى فى بعض الأحوال يجرى بالذكر والقرآن وقلبى غافل فقال اشكر الله إذ استعمل جارحة من جوارحك فى الخير وعودة الذكر ولم يستعمله فى الشر ولم يعوده الفضول وما ذكره حق فإن تعود الجوارح للخير حتى يصير لها ذلك كالطبع يدفع جملة من المعاصى فمن تعود لسانه الاستغفار إذا سمع من غيره كذبا سبق لسانه إلى ما تعود فقال استغفر الله ومن تعود الفضول سبق لسانه إلى قول ما أحمقك وما أقبح كذبك ومن تعود الاستعاذة إذا حدث بظهور مبادىء الشر من شرير قال بحكم سبق اللسان نعوذ بالله وإذا تعود الفضول قال لعنه الله فيعصى فى إحدى الكلمتين ويسلم فى الأخرى وسلامته أثر اعتياد لسانه الخير وهو من جملة معانى قوله تعالى {إن الله لا يضيع أجر المحسنين} ومعانى قوله تعالى {وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما} فانظر كيف ضاعفها إذ جعل الاستغفار فى الغفلة عادة اللسان حتى دفع بتلك العادة شر العصيان بالغيبة واللعن والفضول هذا تضعيف فى الدنيا لأدنى الطاعات وتضعيف الآخرة {أكبر لو كانوا يعلمون})) انتهى كلامه
جزاك الله خيراً أخي الفاضل على هذا النقل ...
ثمة قرينة لكنها ليست قطعية على أن المراد بأبي عثمان المذكور عبد الرحمان بن مل التابعي المخضرم رضي الله عنه. وإليك سياق كلام القرطبي الذي أوردته في مشاركتي الأولى:". وقال أبو عثمان النهدي: إني لأعلم الساعة التي يذكرنا الله فيها، قيل له: ومن أين تعلمها؟ قال يقول الله عز وجل: " فاذكروني أذكركم ". وقال السدي: ليس من عبد يذكر الله إلا ذكره الله عز وجل، لا يذكره مؤمن إلا ذكره الله برحمته، ولا يذكره كافر إلا ذكره الله بعذاب. وسئل أبو عثمان فقيل له: نذكر الله ولا نجد في قلوبنا حلاوة؟ فقال: احمدوا الله تعالى على أن زين جارحة من جوارحكم بطاعته."
وهذا الصنيع، كما لايخفاك، معروف عند العلماء حيث يقيّدون عند ذكرهم الاسم أوّل مرة ثم يطلقون إذا أُمن الالتباس. وقد يقال لماذا إذن، فرّق بين الأثرين وأدخل بينهما أثر السدي؟ فالجواب، والله أعلم، أن أثر أبي عثمان و السدي يضمهما باب واحد وهو الحين الذي يذكر الله فيه عبده، وليس ذلك في الأثر الثاني.
والله تعالى أعلم بالصواب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعبيدة الغريب]ــــــــ[13 - Jun-2009, مساء 12:13]ـ
جزاك الله خيرا على النقل
وقد اعترض عليه أخونا الفاضل أبو محمد سابقا في تعقيبه على الفاضل العروي فبمثل اعتراضه يرد.
اظن ان هناك فرقا بين من يفعل العبادة وهو قاصد للثواب
وبين الغافل حين ادائها عن قصد التقرب بها الى الله
محاولة لتوجيه الكلام:
أن حدوث الفعل كان ثمرة لتعويد النفس وأن الأجر الحاصل واقع على النية في الأصل
ولتوضيح الصورة من حاجج عن فعل السوء بالتعود
أو من كانت حوقلته للاستهزاء.
هذا نقل من دليل الفالحين قد يستفاد منه
ولا تجب النية في عمل اللسان من نحو قراءة وذكر وأذان، إذ ليس شيء عادي من ذلك حتى يميز بالنية عنه، وصرّح الغزالي بحصول ثواب الذكر اللساني ولو مع الغفلة، نعم تجب في قراءة منذورة ومثلها كل ذكر نذره ليتميز الفرض من غيره (بالنيات)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[13 - Jun-2009, مساء 12:25]ـ
اخي أبوعبيدة الغريب وفقك الله
المقصود بقوله ((ولاتجب النية في عمل اللسان من نحو قراءة وذكر وأذان،))
النية التي يراد بها تمييز العبادات من العادات
ومثاله الغسل عبادة اذا كان للجنابة وعادة بهدف النظافة فقط
اما نية التقرب وارادة الثواب فهي لازمة لكل قول وعمل لحديث ((انما الاعمال بالنيات))
والله اعلم
ـ[أبوعبيدة الغريب]ــــــــ[13 - Jun-2009, مساء 01:20]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم.
النقل أوردته دون التعليق لأني لم أفهم مراد صاحبه جيدا إلا ما لونته بالأزرق
ما فهمته أنه جعل النية في التفريق بين العادة والعبادة وللتفريق بين العبادات كما هو معروف
لكنه أخرج ما لا يمكن أن يكون عادة فحكم بعدم إيجاب النية فيه - لكنه أغفل القصد إذا قلنا بالتفريق بين النية والقصد-
وهذا يعني أنه يثبت الأمر دون وجود نية التقرب وأظنه يجعلها مثبتة بمجرد الفعل.
وهذا كلامه كاملا لعله يوضح الصورة
وأل في الأعمال قيل للعهد الذهني: أي: غير الأعمال العادية لعدم توقف صحتها على النية؛ وقيل للاستغراق كما تقدم إلا أنه إضافي، والعموم مخصوص لخروج جزئيات من الأعمال عن الاحتياج إلى النية بأدلة مقرّرة كالواجب غير المتوقف على النية من نحو قضاء دين وكفّ عن محرم *-يعني أنه يصح لكن هل يثبت الأجر هذا جوابه-* والمتوقف على النية حصول الثواب في ذلك، وهو غير ما الكلام فيه، إذ هو هل تلزم النية في صحة الترك بحيث يعصى بتركها.
والتحقيق كما تقدم أنه لا تلزم النية فيه وأن المجرّد منها لاثواب فيه. وإنما يحصل بالكفّ الذي هو فعل النفس، وهو أن يقصد الترك بقصد امتثال أمر الشارع فيه. ولا تجب النية في عمل اللسان من نحو قراءة وذكر وأذان، إذ ليس شيء عادي من ذلك حتى يميز بالنية عنه، وصرّح الغزالي بحصول ثواب الذكر اللساني ولو مع الغفلة، نعم تجب في قراءة منذورة ومثلها كل ذكر نذره ليتميز الفرض من غيره (بالنيات)
الملون بالأحمر من كلامي والله أعلم.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[13 - Jun-2009, مساء 01:48]ـ
اخواني الكرام قال ابن تيمية رحمه الله
ولفظ النية يجري في كلام العلماء على نوعين: فتارة يريدون بها تمييز عمل من عمل، وعبادة من عبادة، وتارة يريدون بها تمييز معبود عن معبود، ومعمول له عن معمول له.
فالاول: كلامهم في النية هل هي شرط في طهارة الاحداث؟ وهل تشترط نية التعيين والتبييت في الصيام؟ واذا نوي بطهارته ما يستحب لها هل تجزيه عن الواجب؟ او انه لابد في الصلاة من نية التعيين ونحو ذلك؟
والثاني: كالتمييز بين اخلاص العمل لله، وبين اهل الرياء والسمعة، كما سالوا النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة وحَمِيَّة ورياءً، فاي ذلك في سبيل الله؟ فقال: (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله) وهذا الحديث يدخل فيه سائر الاعمال، وهذه النية تميز بين من يريد الله بعمله والدار الاخرة، وبين من يريد الدنيا؛ مالا وجاها ومدحًا وثناءً وتعظيمًا، وغير ذلك، والحديث دل على هذه النية بالقصد، وان كان قد يقال: ان عمومه يتناول النوعين، فانه فرق بين من يريد الله ورسوله، وبين من يريد دنيا او امراة، ففرق بين معمول له ومعمول له. ولم يفرق بين عمل وعمل. وقد ذكر الله تعالى الاخلاص في كتابه في غير موضع،
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[13 - Jun-2009, مساء 03:04]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وتأمل هذه الاحاديث:
حديث عبادة " من غزا وهو لا ينوي إلا عقالا فله ما نوى " أخرجه النسائي
.
أخي الفاضل كلام الغزالي صحيح لا غبار عليه ..
لأن الذكر مع عدم حضور القلب .. اسمه:ذكر
فيثاب عليه المرء ولو سها أثناء ذلك .. فإنه ما قصده ابتداء
إلا لأجل التقرب .. وقد أشار العلامة ابن القيم إلى مراتب الذكر وبين هذا
وهذا الحديث وإن كان معناه صحيحًا لكنه ضعيف الإسناد لجهالة يحيى بن الوليد بن عبادة ..
والله أعلم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[13 - Jun-2009, مساء 03:30]ـ
وهذا الحديث وإن كان معناه صحيحًا اختلف المعاصرون فيه
من غزا، وهو لا يريد إلا عقالا، فله ما نوى
الراوي: عبادة بن الصامت المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 3139
خلاصة الدرجة: حسن
ا: وقال المحقق: ماهر ياسين الفحل
لجامع العلوم والحكم بشرح خمسين حديثا من جوامع الكلم
قال: ((من غزا في سبيل الله ولم ينو إلا عقالا، فله ما نوى))
) أخرجه: أحمد 5/ 315 و320، والنسائي 6/ 24 وفي " الكبرى "، له (4346) و (4347).
وأخرجه أيضا: الدارمي (2421)، وعبد الله بن أحمد في " زياداته " 5/ 329، وابن حبان
(4638)، والحاكم 2/ 109، والبيهقي 6/ 331، وإسناده ضعيف؛ فإن يحيى بن الوليد بن عبادة مجهول لم يرو عنه غير جبلة بن عطية
__________ عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه أنه قال
جاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني عام حجة الوداع من وجع اشتد بي فقلت يا رسول الله قد بلغ بي من الوجع ما ترى وأنا ذو مال ولا يرثني إلا ابنة لي أفأتصدق بثلثي مالي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا فقلت فالشطر قال لا ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الثلث والثلث كثير إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس
وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت حتى ما تجعل في في امرأتك
(1
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[13 - Jun-2009, مساء 03:40]ـ
هذا يدل على ما قلته لك أخي العزيز ..
ولا تحتج بقول الألباني حسن .. لأني سأحتج بقول السعد مثلا: ضعيف
فالمعول على الدليل والبرهان .. والله يرعاك
ويرحم الله الألباني لو أنه لم يكثر من التصحيح والتضعيف .. ودقق النظر في كتاب واحد
مثلا:المسند .. لكان أنفع للأمة بكثير .. فلا أعلم من السالفين من صحح هذا الكم الهائل في كتاب واحد
وهو مما أدى به للتساهل والخطأ
والله أعلم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[13 - Jun-2009, مساء 04:31]ـ
ويرحم الله العلامة الألباني خادم السنة الشريفة فقد نفعنا الله بمؤلفاته
ومعليش ما نزعلش (ابتسامة)(/)
هل الإجماع متحقق على عدم دفع الزكاة لغير المسلمين؟
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[13 - Jun-2009, صباحاً 12:17]ـ
نقل ابن المنذر الإجماع على ذلك، ونقل ابن قدامة ما يشبه الإجماع في المغني - لا يعلم فيه خلافاً - ولكن روي عن الشعبي وإبراهيم الإجزاء (أحكام أهل الملل، ص 59) وعن الثاني الإجزاء إذا لم يجد مسلماً. وسئل أحمد (أحكام أهل الملل، ص 59) عن الزكاة هل تعطى ليهودي أو نصراني، فقال: الناس فيها مختلفون!.
فهل تصح دعوى الإجماع بعد هذا؟ وما مراد أحمد بالناس أهم العلماء أهم عامة المسلمين؟ فإن كان الأول انتقض الإجماع وإن كان الثاني فلا عبرة بخلاف العامة؟ ... وما العمل بمذهب الشعبي وإبراهيم؟ وماالعمل بما نقله أبو عبيد (كتاب الأموال،ص 606) عن بعض السلف أنهم كانوا يجمعون صدقة الفطر ويعطوا منها للرهبان؟ [1]
============================== ===============
[1] قال أبو عبيد: نراهم ترخصوا في هذا لأنه ليس من الزكاة، إنما هو من السنة!! (ص606)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[27 - Aug-2009, مساء 11:59]ـ
للرفع، فإني مهتم لأنها مسألة جديدة بالنسبة لي.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[28 - Aug-2009, صباحاً 02:44]ـ
المستقر من أقوال الأئمة الأربعة وأتباعهم، وغالب أهل العلم سلفاً وخلفاً = وهو الذي عليه الفتوى = أنهم يعطون من الصدقة لا من الزكاة.
والمقصود إن لم يكن في بلد المعطي مسلمٌ محتاج تجب له.
والله أعلم
ـ[حمد]ــــــــ[28 - Aug-2009, صباحاً 02:53]ـ
لعل الإجماع متحقق فيما إذا وُجِد المسلم المستحق لها.
أما إن لم يوجد فيُسقط ما ورد من الخلاف عليه.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[28 - Aug-2009, صباحاً 06:42]ـ
ربما المراد بالكافر الذي يعطى من سهم المؤلفة قلوبهم! و الله أعلم
ـ[التبريزي]ــــــــ[28 - Aug-2009, مساء 02:39]ـ
، ونقل ابن قدامة ما يشبه الإجماع في المغني - لا يعلم فيه خلافاً
وعن ابن قدامة أيضا:
(وَلا يُعْطَى الْكَافِرُ مِنْ الزَّكَاةِ , إلا لِكَوْنِهِ مُؤَلَّفًا) "المغني" (4/ 108)
المعروف أنه لا يجوز إعطاء الزكاة لكافر، واستثنوا من هذا الحكم الكافر إذا كان من المؤلفة قلوبهم ترغيبا له في الإسلام، وكان يُرجى إسلامه، وإلا فلا تجوز له الزكاة وتجوز له الصدقة ...
ولابن مفلح المقدسي في الفروع:
(ولا يجوز دفعها إلى كافر إلا ما سبق من كونه عاملا أو مؤلفا، لم يستثن صاحب المغني والمحرر وغيرهما سوى هذين .. ) .. والكفار غير المسلمين يلحق بهم الطوائف المارقة من الإسلام كغلاة الرافضة والبهائية والقاديانية والإسماعيلية ومن في حكمهم وإنْ ادّعوا الإسلام!! ...(/)
الى الأخوة في مصر هل الدخان عندكم مكروه؟
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[13 - Jun-2009, صباحاً 12:26]ـ
السلام عليكم
الى الاخوة في مصر هل الدخان عندكم مكروه وحتى انني سمعت ان خطيب الجمعة يدخن وهو يخطب او الامام (الشك مني)
ام انها فتوى قديمة
وحتى انني سمعت من الشباب في السعودية لا يظهر عليه الصلاح (الله يهدينا واياه) يقول بإن الدخان مكروه
فهل يوجد ايضا فتوى قديمة يبين بإن الدخان مكروه
الله المستعان
بارك الله فيككم
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[13 - Jun-2009, صباحاً 01:26]ـ
في ...
لكن ما علاقة مصر بالدخان؟
مصر دولة .. فيها علماء تختلف عقولهم، و تختلف مناهجهم، و تختلف حتى نياتهم ..
و لذلك تختلف فتاويهم، و تتباين آراءهم .. ولا عجب ؛ فهي كغيرها من دول العالم.
و إنما هذا قول شاذ، و بعيد عن الصواب.
ـ[أبومعاذالمصرى]ــــــــ[13 - Jun-2009, صباحاً 03:37]ـ
الجهات الرسمية قالت بالتحريم فى فتاويها وصدرت فتوى مختومة فى عهد الشيخ نصر فريد المفتى الأسبق عُلقت بأكثر المساجد
والمفتى الحالى سمعته يقول بالحرمة وإن كان هناك من يُدخن ممن ينتسبون للعلم من ائمة الأوقاف ولكنهم لايُتد بخلافهم فحالهم لايخفى على احد أما غير الرسميين من علماء ووعاظ الجمعيات الدينية كالجمعية الشرعية وانصار السنة فيفتون بالتحريم ايضا
هدانا الله واياكم لماينفعنا(/)
هل يتورك المُصلي أم يفترش في هذه الحالة؟
ـ[شجرة الدرّ]ــــــــ[13 - Jun-2009, صباحاً 06:46]ـ
في صلاة الليل عندما يَصِلْ المصلي الشفع بالوتر .. أو يجعل صلاته خمسا أو سبعا متصلة فمن المعلوم أنه لا يجلس إلا للتشهد الأخير فقط؛ فهل يتورك أم يفترش في هذه الحالة؟ وهل ثمة قاعدة لهذه المسألة؟
وجزى الله المُجيبَ - بعلم - خير الجزاء ..
ـ[ابو بردة]ــــــــ[13 - Jun-2009, صباحاً 09:33]ـ
الكلام هنا على عدة نقاط
الاولى
أن سردَ الركعات جميعاً في الوتر ثابت في الخمس والسبع والتسع وفي الثلاث خلاف معروف
ثانيا
الوتر بخمس أو ثلاث موصولة لا يجلس الا جلسة واحدة فقط عند السلام كما ثبت في الصحيح عن
هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ
عَائِشَةَ قَالَتْ
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي مِنْ اللَّيْلِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً يُوتِرُ مِنْ ذَلِكَ بِخَمْسٍ لَا يَجْلِسُ فِي شَيْءٍ إِلَّا فِي آخِرِهَا
ثالثا
الوتر بسبع أو تسع موصولة يخالف الثلاثَ والخمسَ فالسنة أن يجلس من أراد الوتر في السادسة والسابعة كلتيهما
وكذا يجلس في الثامنة والتاسعة
ففي صحيح مسلم من طريق قَتَادَةَ عَنْ زُرَارَةَ أَنَّ سَعْدَ بْنَ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ أَرَادَ أَنْ يَغْزُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ
00000000000
قُلْتُ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ أَنْبِئِينِي عَنْ وِتْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ كُنَّا نُعِدُّ لَهُ سِوَاكَهُ وَطَهُورَهُ فَيَبْعَثُهُ اللَّهُ مَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَهُ مِنْ اللَّيْلِ فَيَتَسَوَّكُ وَيَتَوَضَّأُ وَيُصَلِّي تِسْعَ رَكَعَاتٍ لَا يَجْلِسُ فِيهَا إِلَّا فِي الثَّامِنَةِ فَيَذْكُرُ اللَّهَ وَيَحْمَدُهُ وَيَدْعُوهُ ثُمَّ يَنْهَضُ وَلَا يُسَلِّمُ ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّ التَّاسِعَةَ ثُمَّ يَقْعُدُ فَيَذْكُرُ اللَّهَ وَيَحْمَدُهُ وَيَدْعُوهُ ثُمَّ يُسَلِّمُ تَسْلِيمًا يُسْمِعُنَا ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ مَا يُسَلِّمُ وَهُوَ قَاعِدٌ وَتِلْكَ إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً يَا بُنَيَّ فَلَمَّا سَنَّ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَخَذَهُ اللَّحْمُ أَوْتَرَ بِسَبْعٍ وَصَنَعَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ مِثْلَ صَنِيعِهِ الْأَوَّلِ فَتِلْكَ تِسْعٌ يَا بُنَيَّ 00 الحديث
يتبع إن شاء الله
ـ[شجرة الدرّ]ــــــــ[13 - Jun-2009, مساء 04:56]ـ
يتبع إن شاء الله
بانتظاركم أحسن الله إليكم ..
ـ[شجرة الدرّ]ــــــــ[16 - Jun-2009, صباحاً 11:51]ـ
لا زلت أنتظر ..
سؤالي حول " التورك & الافتراش "
ـ[ابو بردة]ــــــــ[16 - Jun-2009, مساء 01:34]ـ
عذرا على التأخر
روى البخاري في صحيحه
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا مَعَ نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْنَا صَلَاةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَبُو حُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ
أَنَا كُنْتُ أَحْفَظَكُمْ لِصَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَيْتُهُ إِذَا كَبَّرَ جَعَلَ يَدَيْهِ حِذَاءَ مَنْكِبَيْهِ 000000فَإِذَا جَلَسَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ جَلَسَ عَلَى رِجْلِهِ الْيُسْرَى وَنَصَبَ الْيُمْنَى وَإِذَا جَلَسَ فِي الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ قَدَّمَ رِجْلَهُ الْيُسْرَى وَنَصَبَ الْأُخْرَى وَقَعَدَ عَلَى مَقْعَدَتِهِ
قال ابن رجب في الفتح
وقد أخذ بهذا الحديث في التفريق بين الجلوس في التشهد الأول وإلاخر في الصلاة فقهاء الحديث كالشافعي وأحمد وإسحاق. ثم اختلفوا:
فقال الشافعي: يتورك في التشهد الذي يعقبه السلام بكل حال سواء كانت الصلاة فيها تشهد واحد أو تشهدان؛ لأن التشهد الذي يسلم فيه يطول بالدعاء فيه فيتورك فيه؛ لأن التورك أهون من الافتراش.
وقال أحمد وإسحاق: إن كان فيها تشهدان تورك في الأخير منهما وإن كان فيها تشهد واحد لم يتورك فيه، بل يفترش.
فيكون التورك للفرق بين التشهدين ويكون فيه فائدتان: نفي السهو عن المصلي ومعرفة الداخل معه في التشهد: هل هو في الأول أو الثاني. واتفقوا - أعني: هؤلاء الثلاثة - على أنه يفرش في التشهد الأول الذي لا يسلم فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد خرّج الإمام أحمد وأبو داود والنسائي والترمذي من حديث وائل بن حجر أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي فلما جلس أفترش. لكن اختلفت ألفاظ الروايات فيه:
ففي رواية الترمذي: ((يعني للتشهد)) وهذا التفسير من بعض الرواة وفي رواية للإمام أحمد: أن ذلك كان في جلوسه بين السجدتين. وفي رواية للنسائي: أنه كان يفعل ذلك إذا جلس في الركعتين وهذه الرواية، إنما تدل على افتراشه في جلوسه، بعد الركعتين وأحمد وإسحاق يقولان بذلك.
وفي ((صحيح مسلم)) عن عائشة قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول في كل ركعتين التحية وكان يفرش رجله اليسرى وينصب اليمنى. وهو محمول على صلاة الركعتين،بدلالة سياق أول الكلام.
وخّرج أبو داود من حديث رفاعة بن رافع، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال للمسيء في صلاته: ((إذا قعدت فاقعد على فخذك اليسرى)).
وفي رواية أخرى له -: ((فإذا جلست في وسط الصلاة فاطمئن وأفترش فخذك اليسرى، ثم تشهد)).
وهذه الرواية تدل على أنه إنما أمره بالافتراش في التشهد الأول خاصة. وفي
((المسند)) من طريق ابن إسحاق: حدثني عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه،عن ابن مسعود، قال: علمني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التشهد في وسط الصلاة وفي آخرها. فكنا نحفظ عن ابن مسعود، حين أخبرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علمه إياه، فكان يقول: إذا جلس في وسط الصلاة وفي أخرها على وركه اليسرى: ((التحيات لله)) - إلى آخر التشهد.
والظاهرُ: أن قوله ((على وركه)) يعود إلى قوله: ((وفي آخرها خاصة)).
وذهب طائفة من أهل العلم إلى أنه يفترش في جميع التشهدات، وهو قول أبي حنيفة والثوري والحسن بن صالح وابن المبارك، وحكاه الترمذي عن أكثر أهل العلم.
وقال طائفة: يتورك في جميعها، وهو قول مالك، وكذا قال في الجلوس بين السجدتين.وجميع ما سبق ذكره العلماء: أنه يفترش فيه. وفي ((صحيح مسلم)) عن ابن الزبير، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قعد في الصلاة جعل قدمه اليسرى بين فخذه وساقه، وفرش قدمه اليمنى وقد فسره بالتورك حرب الكرماني وغيره.
وقد روى التورك في الجلوس في الصلاة عن ابن عمر، ذكره مالك في الموطأ عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد أنه أراهم الجلوس في التشهد منضب رجله اليمنى وثنى رجله اليسرى، وجلس على وركه الأيسر، ولم يجلس على قدمه، ثم قال: أراني هذا عبد الله بن عبد الله بن عمر، وأخبرني أن أباه كان يفعل ذلك. وخرّجه أبو داود من طريقه.
وقال ابن جرير الطبري: كل ذلك جائز؛ لأنه يروى على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فيخير المصلي بينه، فيفعل منه ما شاء. ومال إلى قوله ابن عبد البر.
وقد نص أحمد في رواية إلاثرم عل الجواز التورك في التشهد الذي يسلم فيه من ركعتين، مع قوله: إن الافتراش فيه أفضل
انتهى كلام ابن رجب
إذن القول الأقوى هو ما دل عليه الحديث
وعليه فإن كان الموتِر صلى خمساً أو ثلاثاً بسلام واحد فيفترش حينئذٍ
أمَّا لو أوتر بسبع أو تسع فالقياس هنا أن يفترش في السادسة والثامنة
ويتورك في السابعة والتاسعة
واعلم أن الخلاف في السنة والاستحباب لا في الوجوب فلو افترش المصلي في جميع صلاته أو افترش في جميعها لصحّت صلاته لكن
قد ترك الأفضل عند من يفرِّق
والله أعلم وأحكم
ـ[شجرة الدرّ]ــــــــ[13 - Jun-2010, مساء 11:44]ـ
جزاكم الله خيراً أبا بردة ..
ورزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح ..(/)
شروع الحب بين الخلق ونتائجه الدنيوية والأخروية للأستاذ محمود عقيل العاني
ـ[القرشي]ــــــــ[13 - Jun-2009, مساء 01:34]ـ
يسال سائل ويقول: إنني احمل أنواعا متباينة من المحبة في نفسي، تتعلق بالأطعمة اللذيذة، وبنفسي وزوجتي وبأولادي ووالديّ وبأحبابي وأصدقائي، وبالأنبياء المكرمين والعلماء المتقين والأولياء الصالحين، بل يتعلق حبي بكل ما هو جميل، وبالربيع الزاهي خاصة وبالدنيا عامة .. فلو سارت هذه الأنواع المختلفة من المحبة وفق ما يأمر به القرآن الكريم، فما تكون نتائجها وما فوائدها؟.
الجواب: إن بيان تلك النتائج وتوضيح تلك الفوائد كلها يحتاج إلى تأليف كتاب ضخم في هذا الشأن، لذا سنشير وسنبين اولاً النتائج التي تحصل في الدنيا، ثم بعد ذلك نبين النتائج التي ستظهر في الآخرة.
وقبل أن ابدأ فلا بد أن أشير إلى أن أنواع المحبة التي لدى أرباب الغفلة والدنيا والتي لا تنبعث إلا لإشباع رغبات النفس، لها نتائج أليمة وعواقب وخيمة من بلايا ومشقات، مع ما فيها من نشوة ضئيلة وراحة قليلة.
فمثلاً: الشفقة تصبح بلاءً مؤلماً بسبب العجز، والحب يغدو حُرقة مفجعة بسبب الفراق، واللذة تكون شراباً مسموماً بسبب الزوال.
أما في الآخرة فستبقى دون جدوى ولا نفع، لأنها لم تكن في سبيل الله تعالى، أو تكون عذاباً أليماً إن ساقت إلى الوقوع في الحرام.
ولعل سؤالا يطرح نفسه استدراكا: كيف يظل حب الأنبياء الكرام والأولياء الصالحين دون نفع أو فائدة؟
الجواب: مثلما لا ينتفع النصارى المعتقدون بالتثليث من حبهم لسيدنا عيسى عليه السلام، وكذا الروافض من حبهم لسيدنا علي رضي الله عنه!
أما ما ذكرته من أنواع المحبة فان كانت وفق إرشاد القرآن الكريم وفي سبيل الله سبحانه وتعالى ومحبة الرحمن الرحيم، فان نتائج جميلة تثمر في الدنيا، فضلاً عن نتائجها الطيبة الخالدة في الآخرة.
أما نتائجها في الدنيا:
فان محبتك للأطعمة اللذيذة والفواكه الطيبة فهي نعمة إلهية لا يشوبها ألم، ولذة لطيفة في الشكر بعينه.
أما محبتك لنفسك أي إشفاقك عليها، والجهد في تربيتها وتزكيتها، ومنعها عن الأهواء الرذيلة، تجعلها منقادة إليك، فلا تسيرّك ولا تقيدك بأهوائها بل تسوقها أنت إلى حيث الهدى دون الهوى.
أما محبتك لزوجتك وهي رفيقة حياتك، فلأنها قد أسست على حُسن سيرتها وطيب شفقتها، وكونها هبة من الرحمة الإلهية، فستولها حباً خالصاً ورأفة جادة، وهي بدورها تبادلك هذه المحبة مع الاحترام والتوقير، وهذه الحالة تزداد بينكما كلما تقدمتما في العمر، فتقضيان حياة سعيدة هنيئة بإذن الله .. ولكن لو كان ذلك الحب مبنياً على جمال الصورة الذي تهواه النفس، فانه سرعان ما يخبو ويذبل، وتفسد الحياة الزوجية ايضاً.
أما محبتك للوالد والوالدة، فهي عبادة تُثاب عليها ما دامت في سبيل الله، ولا شك انك ستزيد الحب والاحترام لهما عندما يبلغان الكبر، وتكسب لذة روحية خالصة وراحة قلبية تامة لدى القيام بخدمتهما وتقبيل أيديهما وتبجيلهما بإخلاص، فتتوجه إلى المولى القدير، وأنت تشعر هذا الشعور السامي والهمة الجادة، بأن يطيل عمرهما لتحصل على مزيد من الثواب .. ولكن لو كان ذلك الحب والاحترام لأجل كسب حطام الدنيا ونابعاً من هوى النفس، فانه يولد ألماً روحياً قاتماً ينبعث من شعور سافل منحط وإحساس دنئ وضيع هو النفور من هذين الموقرَين اللذين كانا السبب لحياتكَ أنت، واستثقالهما وقد بلغا الكبر وباتا عبئاً عليك، ثم الأدهى من ذلك تمني موتهما وترقّب زوالهما!
أما محبتك لأولادك، أي حبك لمن استودعك الله إياهم أمانةً، لتقوم بتربيتهم ورعايتهم .. فحب أولئك المؤنسين المحبوبين من خلق الله، إنما هو حب مكلل بالسعادة والبهجة، وهو نعمة إلهية في الوقت نفسه، فإذا شعرت بهذا فلا يَنْتَابك الحزن على مصابهم ولا تصرخ متحسراً على وفاتهم. إذ إن خالقهم رحيم بهم حكيم في تدبير أمورهم وعند ذلك تقول إن الموت بحق هؤلاء لهو سعادة لهم. فتنجو بهذا من ألم الفراق وتتفكر أن تستدر رحمته تعالى عليك.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما محبتك للأصدقاء والأقرباء، فلأنها لوجه الله تعالى، فلا يُحول فراقهم ولا موتهم عن دوام الصحبة معهم، ودوام أخوتكم ومحبتكم ومؤانستكم؛ إذ تدوم تلك الرابطة الروحية والحب المعنوي الخالص، فتدوم بدورهما لذة اللقاء ومتعة الوصال .. ولكن إن لم يكن ذلك الحب لأجله تعالى ولا في سبيله، فان لذة لقاء يوم واحد يورث آلام الفراق لمائة يوم، بل إن ثانية واحدة من لقاء في سبيل الله تعالى تعدل سنة من العمر، بينما سنة من لقاء لأجل الدنيا الفانية لا تساوي ثانية البتة.
أما محبتك للأنبياء عليهم السلام وللعلماء المتقين والأولياء الصالحين، فان عالم البرزخ الذي هو عالم مظلم موحش في نظر أرباب الضلالة والغفلة تراه منازل من نور تنورت بأولئك المنورين، وعندها لا تستوحش من اللحاق بهم، ولا تجفل من عالم البرزخ، بل تشتاق إليه، وتحن إليه من دون أن يعكر ذلك تمتعك بالحياة الدنيا .. ولكن لو كان حبهم شبيهاً بحب أرباب المدنية لمشاهير الإنسانية، فان مجرد التفكر في فنائهم، وترمم عظامهم في مقبرة الماضي الكبرى، يزيد ألماً على آلام الحياة، ويدفع المرء إلى تصور موته وزواله حيث يقول سأدخل يوماً هذه المقبرة التي ترمم عظام العظماء! يقوله بكل مرارة وحسرة وقلق .. بينما في المنظور الأول يراهم يقيمون براحة وهناء في عالم البرزخ الذي هو قاعة المستقبل ورواقه، بعد أن تركوا ملابسهم الجسدية في الماضي .. فينظر إلى المقبرة نظرة شوق وأنس وعندها سيدرك أن حقيقة الموت حياة ولكن أي حياة هي!.
ثم أن محبتك للأشياء الجميلة والأمور الطيبة، لما كانت محبة في سبيل الله، وفي سبيل معرفة صانعها الجليل بحيث يجعلك تقول: ما أجمل خلقه!. فان هذه المحبة في حد ذاتها تفكر ذو لذة ومتعة، فضلاً عن أنها تفتح السبيل أمام أذواق حب الجمال والشوق إلى الحسن لتتطلع إلى مراتب أذواق أسمى وارفع، وتريه هناك كنوز تلك الخزائن النفيسة فيتملاها المرء في نشوة سامية عالية؛ ذلك لان هذه المحبة تفتح آفاقاً أمام القلب ليحوّل نظره من آثار الصانع الجليل إلى جمال أفعاله البديعة، ومن جمال الأفعال إلى جمال أسمائه الحسنى، ومن جمال الأسماء الحسنى إلى جمال صفاته الجليلة، ومن جمال الصفات الجليلة إلى جمال ذاته المقدسة .. فهذه المحبة وبهذا السبيل إنما هي عبادة لذيذة وتفكر رفيع ممتع في الوقت نفسه.
أما محبتك للشباب، فلأنك قد أحببت عهد شبابك لكونه نعمة جميلة لله سبحانه، فلا شك انك ستصرفه في عبادته تعالى ولا تقتله غرقاً في السفه وتمادياً في الغي؛ إذ العبادات التي تكسبها في عهد الشباب إنما هي ثمرات يانعة باقية خالدة أثمرها ذلك العهد الفاني، فكلما جاوزت ذلك العهد وطعنت في السن حصلت على مزيد من ثمراته الباقية، ونجوت تدريجياً من آفات النفس الأمارة بالسوء وسيئات طيش الشباب. فترجو من المولى القدير إن يوفقك إلى كسب المزيد من العبادة في الشيخوخة، لتكون أهلاً لرحمته الواسعة. وتربأ بنفسك أن تكون مثل أولئك الغافلين الذين يقضون خمسين سنة من عمر شيخوختهم وشيبهم أسفاً وندماً على ما فقدوه من متاع الشباب في خمس أو عشر سنوات. حتى عبّر أحد الشعراء عن ذلك الندم والأسف بقوله:
ألا لَيتَ الشَبابَ يعودُ يوماً فاُخبره بِمَا فَعَلَ المَشِيبُ
أما محبتك للمناظر البهيجة ولا سيّما مناظر الربيع، فحيث إنها مشاهدة لبدائع صنع الله واطلاع عليها، فذهاب ذلك الربيع لا يزيل لذة المشاهدة ومتعة التفرج، إذ يترك وراءه معانيه الجميلة، حيث الربيع أشبه ما يكون برسالة ربانية زاهية تفتح للمخلوقات. فخيالك والزمن شبيهان بالشريط السينمائي يديمان لك لذة المشاهدة هذه، ويجددان دوماً تلك المعاني التي تحملها رسالة الربيع. فلا يكون حبك إذن مؤقتاً ولا مغموراً بالأسف والأسى، بل صافياً خالصاً لذيذاً ممتعاً.
أما حبك للدنيا، فلأنه حب لله ولأجله سبحانه، فان موجوداتها المثيرة للرعب والدهشة تصبح لك أصدقاء مؤنسين، ولأنك تتوجه إليها بالحب من حيث كونها مزرعة الآخرة، تستطيع أن تجني من كل شئ فيها ما يمكن أن يكون ثمرة من ثمار الآخرة، أو تغنم منها ما يمكن أن يكون رأس مال للآخرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فمصائبها إذن لا تخيفك وزوالها وفناؤها لا يضايقك. وهكذا تقضي مدة أقامتك فيها، وأنت ضيف مكرم .. ولكن لو كان حبك لها كحب أرباب الغفلة، فقد قلنا لك مراراً: ستغرق نفسك وتفنى بحبٍ ساحقٍ، خانق، زائل، لا طائل وراءه ولا نفع!.
وأما نتائجها في الآخرة:
فالله سبحانه وتعالى، بإلوهيته الجليلة، ورحمته الجميلة، وربوبيته الكبيرة، ورأفته الكريمة، وقدرته العظيمة، وحكمته اللطيفة، قد زيّن هذا الإنسان الصغير بحواسَ ومشاعر كثيرة جداً، وجمّله بجوارح وأجهزة وأعضاء مختلفة عديدة؛ ليُشعر طبقات رحمته الواسعة ويذيقه أنواع آلائه التي لا تعد، ويعرّفه أقسام إحساناته التي لا تحصى، ويُطلعه عبر تلك الأجهزة والأعضاء الكثيرة على أنواع تجلياته التي لا تُحد لألف اسم واسم من أسمائه الحسنى، ويحببها إليه، ويجعله يحسن تقديرها حق قدرها.
فلكل عضو من تلك الأعضاء الكثيرة ولكل جهاز وآلة منها وظائفها المتنوعة وعباداتها المتباينة كما أن لذائذها مختلفة وآلامها متغايرة وثوابها متميز.
فمثلاً: العين، تشاهد الجمال في الصور، وترى معجزات القدرة الإلهية الجميلة في عالم الشهود، فتؤدي وظيفتها بتقديم الشكر لله من خلال نظرتها ذات العبرة. ولا يخفى على أحد مدى ما فيها من لذةٍ وما يحصل من زوالها من ألم، لذا لا داعي لتعريف لذة الرؤية وألم فقدانها.
والأذن، تشعر بلطائف الرحمة الإلهية السارية في عالم المسموعات، بسماعها أنواع الأصوات ونغماتها اللطيفة المختلفة. فلها عبادة خاصة بها، ولذة تخصها، وثواب يعود إليها.
وكذا حاسة الشم التي تشعر بلطائف الرحمة الإلهية الفواحة من شذى أنواع العطور والروائح، فان لها لذتها الخاصة به ضمن أدائها شكرها الخاص، ولا شك أن لها ثواباً خاصاً بها.
وحاسة الذوق التي في الفم أيضا. فهي تؤدي وظيفتها وتقدم بشكرها المعنوي بأنماط شتى من خلال إدراكها مذاقات أنواع الأطعمة ولذائذها.
وهكذا فلكل جهاز من أجهزة الإنسان ولكل حاسة وجارحة، ولكل لطيفة من لطائفه المهمة - كالقلب والروح والعقل وغيرها - وظائفها المختلفة، لذائذها المتنوعة الخاصة بها، فمما لا ريب فيه أن الخالق الحكيم الذي سخّر هذه الأجهزة لتلك الوظائف سيجزى كلاً منها بما يلائمها ويستحقها من جزاء في الاخرة.
واليك تفصيل نتائج الاخرة بربط ما سبق من نتائج في الدنيا وهي كالأتي:
فالنتيجة الاُخروية للمحبة المشروعة المكللة بالشكر للّه، نحو الأطعمة اللذيذة والفواكه الطيبة في الدنيا، هي تلك الأطعمة والفواكه الطيبة اللائقة بالجنة الخالدة .. كما ينص عليه القرآن الكريم. هذه المحبة، محبة ذات اشتياق واشتهاء لتلك الجنة وفواكهها. حتى إن الفاكهة التي تأكلها في الدنيا وتذكر عليها " الحمد للّه" تتجسم في الجنة فاكهة خاصة بها وتقدّم إليك طيبة من طيبات الجنة. فأنت تأكل هنا فاكهة، وهناك " الحمد للّه " مجسمة في فاكهة من فواكه الجنة .. وحيث انك تقدم شكراً معنوياً لذيذاً برؤيتك الإنعام الإلهي والالتفات الرباني في الأطعمة والفواكه التي تتناولها هنا، فستسلم إليك هناك في الجنة أطعمة لذيذة وفواكه طيبة، كما هو ثابت في الكتاب والسنة، وبمقتضى الحكمة الإلهية ورحمتها الواسعة.
وأما نتيجة المحبة المشروعة نحو النفس، أي محبتها المبنية في الدنيا على رؤية نقائصها دون محاسنها، ومحاولة إكمالها، وتزكيتها ورعايتها بالشفقة والرأفة، ودفعها إلى سبيل الخير، هي إعطاء البارئ عز وجلّ محبوبين يليقون بها وبالجنة، فالنفس التي تركت في الدنيا هواها وشهواتها وتركت رغباتها في سبيل الله، وأستعمل ما فيها من أجهزة متنوعة على أفضل وجه وأتمه، سيمنحها البارئ الكريم سبحانه مكأفاة على هذه المحبة المشروعة المكللة بالعبودية لله بالحور العين المترفلات بسبعين حلة من حلل الجنة المتنوعة بأنواع لطائفها وزينتها، والمتجملات بسبعين نوعاً من أنواع الحسن والجمال حتى كأنهن جنة مجسمة مصغرة تنبض بالروح والحياة، لتقرّ بها عينُ النفس التي أطاعت الله وتهدأ بها المشاعر التي اطمأنت إلى أوامر الله .. فهذه النتيجة لا ريب فيها، إذ الآيات الكريمة تصرح بها يقيناً.
ثم ان نتيجة المحبة المتوجهة نحو الشباب في الدنيا، إي صرف قوة الشباب ونضارته في العبادة والتقوى، هي شباب دائم خالد في دار البقاء والنعيم المقيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما النتيجة الأخروية لمحبة الزوجة المؤسسة على حُسن سيرتها وجميل خصلتها ولطيف شفقتها، والتي تصونها عن النشوز وتجنبها الخطايا والذنوب، فهي:
جعل تلك الزوجة الصالحة محبوبة ومحبة وصديقة صدوقة وأنيسة مؤنسة، في الجنة، جمالُها أبهى من الحور العين، زينتها أزهى من زينتهن، حسنها يفوق حسنهن .. تتجاذب مع زوجها أطراف الحديث، يستذكران أحداث أيام خلت .. هكذا وعد الرحيم الكريم. فما دام قد وعد فسيفى بوعده حتماً. ((وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً)) {النساء (122)}.
وأما نتيجة محبة الوالدين والأولاد فهي ان الرحمن الرحيم جل وعلا يُحسن إلى تلك العائلة السعيدة المحظوظة رغم تفاوت مراتبهم في الجنة لقاء بعضهم البعض والمعاشرة والمجالسة والمحادثة فيما بينهم بما يليق بالجنة ودار البقاء، كما هو ثابت بنص القرآن الكريم. وينعم على أولئك الآباء بملاطفة أولادهم الذين توفوا في دار الدنيا قبل سن البلوغ، ويجعلهم لهم ولداناً مخلّدين، في ألطف وضع وأحبّه إلى نفوسهم، وبهذا تطمئن رغبة مداعبة الأطفال المغروزة في فطرة الإنسان، فيستمتعون بمتعة خالدة وذوق دائم في الجنة، حيث خُلّد لهم أطفالهم الصغار الذين لم يبلغوا سن التكليف ولقد كان يُظن أن ليس في الجنة مداعبة الأطفال، لأنها ليست محلاً للتوالد. ولكن الجنة لأنها تحوى أفضل لذائد الدنيا وأجودها، فملاطفة الأولاد ومداعبة الأطفال لابد أنها موجودة فيها بأفضل صورها وأجمل أشكالها .. فيا بشرى أولئك الآباء الذين فقدوا أطفالهم في دار الدنيا!.
وأما نتيجة محبتك لصالح الأصدقاء والأقرباء التي يتطلبها " الحب في الله "، إنما هي في جلوسكم على سُرُر متقابلين ومؤانستكم بلطائف الذكريات، ذكريات أيام الدنيا وخواطرها الجميلة، وقضاء وقت ممتع وجميل بهذه المحاورة والمجالسة. كما هو ثابت بنص بقوله تعالى ((إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ)) {الحجر 47}
وأما نتيجة محبة الأنبياء عليهم السلام ومن تبعهم من أهل العلم والصلاح حسب ما بينه القرآن الكريم، فهي طاعة لله.
نعم، إن الحديث الشريف ينص على أن " المرء مع من أحب " فالإنسان إذن يستطيع أن يرتفع إلى أعلى مقام وارفعه بما نسج مع صاحبه من أواصر المحبة وبانتمائه إليه وإتباعه له.
وأما محبتك للأشياء الجميلة وللربيع، أي نظرك إليها من زاوية قولك: " ما أجمل خلقه! " وتوجيه محبتك إلى ما وراء ذلك الشئ الجميل من جمال الأفعال وانتظامها، والى ما وراء تلك الأفعال المنسقة من جمال تجليات الأسماء الحسنى، والى ما وراء تلك الأسماء الحسنى من تجليات الصفات الجليلة .. وهكذا .. ونتيجتها هي:
مشاهدة جمالٍ أسمى من ذلك الجمال الذي شاهدته في المصنوعات بألوف ألوف المرات. أي مشاهدة تجليات الأسماء الحسنى وجمال الصفات الجليلة بما يليق بالجنة ودار البقاء. حتى قال الإمام الرباني السرهندي رحمه الله تعالى: " إن لطائف الجنة إنما هي تمثلات الأسماء الحسنى " فتأمل!.
وأما محبتك للدنيا محبةً مشروعة، أي محبتك لها مع التأمل والتفكر في وجهيَها الجميلين اللذين هما: مزرعة الآخرة ومرآة التجليات للأسماء الحسنى فان نتيجتها الاُخروية هي أنه:
سيهَب لك جنة تسع الدنيا كلها، ولكنها لا تزول مثلها، بل هي خالدة دائمة. وستُظهر لك في مرايا تلك الجنة تجليات الأسماء الحسنى بأزهى شعشعتها وبهائها، تلك التي رأيت بعض ظلالها الضعيفة في الدنيا.
ثم إن محبة الدنيا في وجهها الذي هو مزرعة للآخرة، أي باعتبار الدنيا مشتلاً صغيراً جداً لاستنبات البذور لتتسنبل في الآخرة وتثمر هناك، فان نتيجتها هي:
أثمار جنة واسعة تسع الدنيا كلها، تنكشف فيها جميع الحواس والمشاعر الإنسانية التي يحملها الإنسان في الدنيا كبُذيرات صغيرة، انكشافاً تاماً ونمواً كاملاً، وتتسنبل فيها بُذيرات الاستعدادات الفطرية حاملة جميع أنواع اللذائذ والكمالات .. هذه النتيجة ثابتة بمقتضى رحمة الله الواسعة وحكمته المطلقة. وهي ثابتة كذلك بنص الحديث الشريف وإشارات القرآن الكريم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولما كانت محبتك للدنيا ليست لذلك الوجه المذموم الذي هو رأس كل خطيئة، وإنما هي محبة متوجهة إلى وجهَيها الآخرين اي إلى الأسماء الحسنى والآخرة، وقد عقدت لأجلهما أواصر المحبة معها وعمّرت ذينك الوجهين على نية العبادة، حتى كأنك قمت بالعبادة بدنياك كلها .. فلابد أن الثواب الحاصل من هذه المحبة يكون ثواباً أوسع من الدنيا كلها، وهذا هو مقتضى الرحمة الإلهية وحكمتها.
ثم لان المحبة قد حصلت معها بمحبة الآخرة وكونها مزرعة لها، وبمحبة الله سبحانه، وكونها مرآة لإظهار أسمائه الحسنى .. فلاشك أن تقابل هذه المحبة بمحبوب أوسع من الدنيا كلها، وما هو الاّ الجنة التي عرضها السّموات والأرض، والتي لو كان من الممكن أن تتجول بسرعة الخيال في أقطار الأرض كلها، وتزور اغلب النجوم التي في السماء، لكنت تقول عندئذٍ: ان العالم كله لي. فلا يزاحم حكمك هذا ولا ينافيه وجود الملائكة والناس الآخرين والحيوانات معك في هذا العالم الواسع.
وكذلك يمكنك إن تقول: إن تلك الجنة لي، حتى لو كانت مليئة بالقادمين إليها.
وأما نتيجة الإيمان بالله ومحبته سبحانه هي:
رؤية جمال مقدس وكمال منزّه للذات الجليلة سبحانه وتعالى كما هي ثابتة أيضا من قوله ((وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ)) {القيامة 22ـ23} هذه الرؤية التي تساوي ساعة منها ألف ألف سنة من نعيم الجنة، ذلك النعيم الذي ساعة منه تفوق ألف ألف سنة من حياة الدنيا الهنيئة، كما هو ثابت لدى أهل العلم بالاتفاق.
ويمكنك قياس مدى الشوق واللهفة التي تنطوي عليهما فطرة الإنسان لرؤية ذلك الجمال المقدس والكمال المنزّه، ومدى ما فيها من رغبة جياشة وتوق شديد وإلتياع لشهودهما، بالمثال الآتي:
كل إنسان يشعر في وجدانه بلهفة شديدة لرؤية سيدنا سليمان عليه السلام الذي أوتي الكمال ويشعر ايضاً بشوقٍ عظيم نحو رؤية سيدنا يوسف عليه السلام الذي اُوتي شطر الجمال. فيا ترى كم يكون مدى الشوق واللهفة لدى الإنسان لرؤية جمال مقدس وكمال منزّه، الذي من تجليات ذلك الجمال والكمال، الجنة الخالدة بجميع محاسنها ونعيمها وكمالاتها التي تفوق بما لا يحد من المرات جميع محاسن الدنيا وكمالاتها ..
اللّهم ارزقنا في الدنيا حبَّك وحبَّ ما يقرّبنا إليك، والاستقامة كما امرتَ، وفي الآخرة رحمتَك ورؤيتك.
(سبحانك لا عِلمَ لَنا الاّ ما عَلّمْتَنا إنَكَ أنَت العَليم الحَكيم)
اللّهمَ صلّ وَسَلم على مَن أرسَلته رَحمة للعالمين
وعلى آله وصحبه أجمعين. آمين(/)
مستنقع الأندية الرياضية النسائية
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[13 - Jun-2009, مساء 03:05]ـ
مستنقع الأندية الرياضية النسائية
فهد بن سعد أبا حسين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على من لانبي بعده اما بعد:
كثير من الناس تغيب عنهم مقاصد البدايات، كما تغيب عنهم معرفة مصادرها،ودعاة التغريب لهم بدايات تبدو خفيفة ... وهي تحمل مكايد عظيمة، فهم يستدرجون أهل هذه البلاد إلى مدارج الضلالة، فلنحذر من جعل الرياضه مؤسسه لإفساد المرأه باسم الأندية الرياضية النسائية.
وكم أتعجب من التكاتف بين شاشة وصحيفة وإذاعة في طرح موضوع النوادي الرياضية النسائية ومحاولة تبرير هذا الأمر شرعاً وتعجب من غيرة بعض الصحف وكأن قضية الأندية الرياضية النسائية قضية عقدية يدافعون عنها كما يدافع أهل العفة عن عفتهم وكرامتهم ونسائهم؟ فما الداعي لذلك؟
وإذا كانت المرأة إذا خرجت إلى المسجد – وهو المسجد – قد قال لها النبي صلى الله عليه وسلم (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيوتهن خير لهن) فكيف إذا خرجت إلى مستنقع الأندية الرياضية.
يقول عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: إن المرأة لتلبس ثيابها فيقال أين تريدين؟ فتقول أعود مريضاً أو أشهد جنازة أو أصلي في مسجد وما عبدت امرأة ربها مثل أن تعبده في بيتها (رواه الطبراني 9/ 8914 وانظر علل الدارقطني 5/ص314)
والجهاد في سبيل الله من أفضل الأعمال وهو ذروة سنام الإسلام بل من لم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق ومع ذلك فإن بعض العلماء ينهون عن الجهاد في سبيل الله إذا ترتبت عليه المفاسد العظيمة أفلا يُسد فساد الأندية الرياضية النسائية.
من يدعوا للأندية الرياضية النسائية ويقول نضع لها الضوابط الشرعية هل سأل نفسه: إلى أي رياضة تدعوا لها هذه الأندية؟ ألا يعلم أن الأندية الرياضية خرجت الملاكمة ولاعبة القوى وحاملة الأثقال ولاعبة الكرة والسلة؟
ثم ليسأل نفسه عن الزي الذي ستلبسه المرأة لممارسة الرياضة هل هي ملابس شفافة؟ أو ضيقة؟ أو قصيرة؟ ومن سيدربها؟
ليسأل نفسه أي جيل ستخرج لنا هذه الأندية؟ وهل ستكون مؤسسات لنشر التبرج والسفور وإفساد المرأة؟
ثم لينظر يمنة ويسرة ... ماذا حل بالمرأة المسلمة التي أقحمت في هذه الأندية الرياضية ... فكانت النهاية أن تنقل شبكات التلفاز العالمية صور الفتيات – الرياضيات – وهن شبه عاريات إلا مما يستر السوءة، ويتقدمن ليتوجن الهدايا والميداليات وهن على المنصة لتتسلط عليهن الأضواء والكميرات في مناظر مخزية فماذا بقي من الحياء؟ وماذا بقي من الحشمة؟ وماذا بقي من خصائص المرأة وأنوثتها؟ ما الذي سيميز المرأة المسلمة عن غيرها؟
تقول عائشة رضي الله عنها: لو أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ما أحدث النساء لمنعهن كما منعت نساء بني إسرائيل (رواه البخاري برقم 869)
اما سأل نفسه من اين جاءت الدعوة الى فتح الأندية الرياضية النسائية
ليسأل نفسه مرة أخرى عن البلدان المجاورة هل كانت الرياضة النسائية متاحة في جميع المجالات دفعة واحدة أم جاء ذلك بالتدرج مرحلة بعد مرحلة حتى صارت في واقعها المخزي المشاهد اليوم فهل الدعوة إلى فتح الأندية الرياضية النسائية دعوة إلى الفضيلة أم بوابة إلى الرذيلة؟؟؟ (انظر للفائده كتاب ـ الرياضه في مدارس البنات البداية والنهاية ـ للشيخ خالد الشايع)
إن الدعوة إلى الأندية الرياضية النسائية بالضوابط الشرعية يذكرني بتلك المرأة التي قالت: دخلت احدى النوادي الرياضية النسائية فرأيت العاملات في تلك الأندية بدأ بموظفة الاستقبال وانتهاء بالمدربات والإداريات حتى عاملات المقهى والمطعم كلهن يرتدين بنطلونات ضيقة لاصقة وبلايز مخصرة تكاد تتفجر من ضيقها ... وكأنك في حالة لعرض الأزياء وأما في المسابح فالأمر أشد! غياب تام للحياء والستر! ثم مع ذلك يوجد لوحات تؤكد على مسألة الاحتشام والالتزام بالستر داخل النادي؟ أهـ
والإنسان قبل أن يجيز ذلك بالضوابط الشرعية ينظر إلى مآلات الأمور، فالنظر الى مآلات الأفعال معتبر مقصود شرعاً. وينظر الى هذه الضوابط هل ستطبق ام لا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وما إن ظهرت مثل هذه الفتاوى حتى أجلبت الصحف بخيلها ورجلها .... فأخرجت صورا لفريق كروي سعودي نسائي ينتظر افتتاح مثل هذه الأندية ثم أجريت المقابلات في إحدى مناطق هذه البلاد مع بعض الأوربيات اللاتي يقدن الدراجات ... ويذهبن بها الى العمل فهل تتوقع أن تطبق الضوابط الشرعية إذا قادت المرأة الدراجة؟ وهل ستلبس العباءة أم البنطال على تلك الدراجة؟ الى غير ذلك من الأبواب التي يحاولون فتحها للمرأه.
والإسلام دين الفطرة فلا يباح للمرأة من الأعمال إلا ما يلتقي مع فطرتها وطبيعتها وأنوثتها لأنها زوجة تحمل وتلد وترضع وربة بيت وحاضنة أطفال ويعتريها الحيض والنفاس .......
ولا بد أن نعلم أن مثل هذه الآراء توظف في توجه معين فليُحذر من أن يكون المتحدث بذلك أداة لبناء فكر معين.
ولا أتوقع أن عاقلاً ينادي بجواز الأندية الرياضية النسائية بالضوابط الشرعية في صحف تبحث عن باب لإفساد المرأة وترمي بالضوابط الشرعية خلفها ظهريا.
فو الله لقد عظمت جرأتهم في دعوة نسائنا , وتلون مكرهم بما تجري به أقلامهم ... وانتهزوا الفرصة بمثل هذه الفتاوى ... ودفعوا فيها الأموال الطائلة لتصل كل إنسان في مشارق الأرض ومغاربها.
وبعض الصحف والقنوات لا تنتظر علماء هذه البلاد ليفتوا في تحريم الأندية الرياضية النسائية وإنما تبحث عن عالم واحد فقط يفتي بالجواز ... بل إن علمائنا لو أفتوا بتحريم الأندية فإن الصحف والقنوات لن ينشروا ذلك كما ينشرواالفتوى بجوازها.
ولقد توالت نداءات علمائنا في هذه البلاد في التحذير من هذه الأندية الرياضية فسماحة مفتى عام المملكة بين أن هدف الأندية الرياضية نزع الحياء من النساء (كما في إحدى مداخلاته الهاتفية لبعض وسائل الإعلام) والشيخ ابن عثيمين رحمه الله حذر الناس من دخول نسائهم لنوادي السباحة والألعاب الرياضية (مجلة الدعوة العدد 1765/ والنقل عبر موقع نور الإسلام) وهكذا فضيلة الشيخ ابن جبرين شفاه الله والشيخ عبدالرحمن البراك والشيخ عبدالعزيز الراجحي والشيخ عبدالكريم الخضير وغيرهم كثير
ولا يظنن ظان أن ممارسة المرأة للرياضة محرم فقد سابق النبي صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها ولا أتصور أن أحداً يمنع المرأة أن تمارس الرياضة في خلوتها بما يتوافق مع أنوثتها ومع عدم الإضرار بصحتها وجسمها فنحن لا نتحدث عن ممارسة المرأة للرياضة فهذا مباح وقد يكون مطلوبا في بعض الأحوال وإنما نتحدث عن النوادي الرياضية النسائية.
والذي يدعو إلى فتح الأندية الرياضية النسائية و يستدل بحديث عائشة رضي الله عنها إنما يحاول ان يجعل مشكلة النوادي النسائية محصورة في حكم الرياضة ... لا حكم الأندية الرياضية النسائية وشتان ما بين الأمرين.
هو كالرجل الذي يبحث عن ماء ليشربه، فوجد الماء في أماكن كثيرة،لكن لا يريد الوصول إليه إلا بطريق يدعوا للفساد، فمن حارب هذا الطريق قال له لماذا تمنعني من الماء ولماذا تحرم الماء؟ وهل نَهينا عن شرب الماء أم نهينا عن هذا الطريق؟
فرسول الله صلى الله عليه وسلم لما سابق عائشة رضي الله عنها لم يسابقها أمام الناس كما في بعض الروايات ففي مسند الإمام أحمد عن عائشة رضي الله عنها قالت: (خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره وأنا جارية لم أحمل اللحم ولم أبدن فقال للناس: تقدموا فتقدموا ثم قال لي: تعالي حتى أسابقك فسابقته فسبقته فسكت عني حتى إذا حملت اللحم وبدنت ونسيت خرجت معه في بعض أسفاره فقال للناس تقدموا فتقدموا ثم قال تعالي حتى أسابقك فسابقته فسبقني).
ووصيتي لنساء المسلمين أن يتذكرن أن الأصل هو القرار في البيت هذا هو الأصل في الإسلام بخلاف الأصل عند دعاة التغريب فالمرأة هي مصباح البيت ... وإذا كانت المرأة في بيتها فهي قريبةٌ من ربها.
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان وأقرب ما تكون من ربها وهي في قعر بيتها) (رواه الترمذي وابن حبان.أنظر علل الدارقطني 5/ص314) فلتتأمل المرأة في قوله (في قعر بيتها) ولتحذر المرأة ممن يدعوها للابتعاد عن ربها.
ولترجع صيحات التغريب خاسئة حسيرة ولتكن العفة والفضيلة تاجا وسياجا منيعا امام دعوات التغريب سدد الله الخطى ووفق الجميع لاتباع الحق.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
http://www.saaid.net/Doat/fahd/10.htm
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[13 - Jun-2009, مساء 03:15]ـ
وللفائدة: http://www.shobohat.com/vb/showthread.php?p=11814&posted=1#post11814
ـ[أبوهناء]ــــــــ[14 - Jun-2009, مساء 03:51]ـ
قلت ما يجول في خاطري وأكثر .. بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك .. ولا حول ولا قوة إلا بالله ..(/)
لقاء علمي مع الشيخ الدكتور زين العابدين بن محمد بلافريج (مرئي)
ـ[أبو عبيدالله الأثري]ــــــــ[13 - Jun-2009, مساء 04:38]ـ
هذا لقاء علمي أُجري مع فضيلة الشيخ الدكتور زين العابدين بن محمد بلافريج -حفظه الله- بمدينة لاهاي في هولندا. يوم الخميس 11 يونيو 2009
اللقاء المرئي: http://www.nor3alanor.com/play.php?catsmktba=15699 (http://www.nor3alanor.com/play.php?catsmktba=15699)
ترجمة موجزة للشيخ زين العابدين بلافريج
نشأت في المدينة العتيقة بالرباط بجوار الجامع الأعظم، و دخلت كتاب الزاوية الغربية في سن مبكرة و قرأت القرآن على الفقيه بوطالب الشهير بالمدينة. و ثنيت بقراءة القرآن على الفقيه الكبير مدرس القرآن للأجيال السيد المحجوب المدور رحمه الله بالجامع الكبير، و لازمت حصص الحزب معه و مع الفقيه ابن سليمان و غيرهم.
و في الصغر تمتعت في جملة من تمتع بالعلامة الفقيه الشيخ خليل الورزازي، في الجامع الكبير، فكنت ألازم دروسه في التفسير و الفقه.
وفي سنة 1970انتظمت في دار القرآن بالرباط، فدرست فيها مقدمة في علم القراءات على الأستاذ عثمان جوريو، ومقدمة في أصل مقرأ نافع من النجوم الطوالع لابن بري على الأستاذ العلامة عبد الله الجيرري رحمه الله و أحكام التجويد على الشيخ مولاي على الشريف العلوي رحمه الله درسنا عليه الجزارية، و الأستاذ عبد الحميد احساين رحمه الله. و درست السيرة النبوية و الأعلام لعياض على العلامة الشيخ مولاي مصطفى العلوي.
وكنت أدرس موازاة مع هذه الدراسة في المدرسة العصرية، فدرست العربية و الرياضيات والتاريخ و الفرنسية و الانجليزية بمدارس محمد الخامس بباب شالة.
و في سنة 1975التحقت بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، فدرست سنتين بالمعهد الثانوي، و من أبرز من أخذت عنهم، الدكتور محمود سيبويه بدوي، رحمه الله، أخذت عنه علم التجويد، و الشيخ عبد العزيز الشبل رحمه الله أخذت عنه الفقه، و وعن الشيخ عبد الفتاح العشماوي رحمه الله التفسير، وعن الشيخ سعد عبد الرحمان ندا التوحيد. و عن الشيخ عبد الصمد الكاتب الفرائض، و هكذا الأصول و غيرها.
وممن درست عليهم في الكلية الحديث الشريف و الدراسات الإسلامية الدكتور محمود أحمد ميرة الحلبي درست عليه مصطلح الحديث أربع سنوات في الكلية و سنة في الدراسات العليا. ودرست على الدكتور أحمد علي طه ريان الفقه أربع سنوات، و الدكتور مندور المهدي رحمه الله التربية و علم النفس، و الشيخ عبد الغفار حسن السندي الحديث والفقه.
ودرست علم التخريج و الجرح و التعديل عن الدكتور سعدي الهاشمي وكتب دراسات في كتب السنة عند الشيخ الدكتور ربيع عبد هادي المدخلي. ودرست التجويد على الشيخ عبد الفتاح المرصفي و الدكتور محمد سالم محيسين رحمهما الله والعربية على الشيخ محمد يوسف.
وتخرجت من كلية الحديث سنة1401هـ-1981م ونجحت في اختيار الدراسات العليا بتقدير ممتاز95/ 100 في لجنة مقابلة مكونة من الشيخين المحدث العلامة حماد بن محمد الأنصاري و العلامة عبد المحسن بن حمد العباد، ودرست عليهما في الدراسات العليا, عن الشيخ حماد علم الطبقات و عن الشيخ العباد دراسات في كتب السنة, والمصطلح ونقد الحديث عن الدكتور محمود ميرة الحلبي, و المناهج عن الدكتور أكرم ضياء العمري, و شرح الحديث عند الدكتور الشيخ سيد محمد الحكيم.
ولازمت مدة ليست بالقصيرة الشيخ حماد الأنصاري و أجازني، و شملني بواسع خلقه و جميل عطفه، وكانت لي عنده خظوة رحمه الله، واستفدت منه في الحديث و العقيدة.
وفي أواخر التسعينات الهجرية لازمت حلقة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني التي كان يعقدها في دار الحديث بشارع السحيمي من العصر إلى العشاء كل يوم في زياراته للمدينة.
وممن أدركتهم و حضرت لهم حضورا الشيخ عبد الفتاح القاضي رحمه الله، و الشيخ محمد أمين المصري وكان يعطينا دروس السيرة في المسجد الجامعة، و الشيخ محمد محمد أبو شهبة رحمه الله.
وناقشت رسالة الماجستير في تخصص السنة و علومها سنة 1404هـ بالجامعة الإسلامية و الدكتوراه في التخصص ذاته بجامعة الحسن الثاني كلية الآداب الدار البيضاء سنة1990م.
أوهو حاليا أستاذ التعليم العالي بجامعة الحسن الثاني كلية الآداب و العلوم الإنسانية ـ عين الشق ـ الدار البيضاء. حاصل على الدبلوم و دكتوراه الدولة في تخصص الحديث و علومه. ومشرف على البحوث العلمية في مرحلة الدبلوم والدكتوراه ومناقشة الأطروحات والبحوث ذات الصلة بالتخصص.
مؤلفاته
النكت على مقدمة ابن الصلاح للإمام بدر الدين الزركشي المتوفى سنة (794 هـ)
دراسة و تحقيق، صدر عن مكتبة أضواء السلف بالرياض في أربعة أجزاء.
منهج البحث في تاريخ الصحابة معاوية بن أبي سفيان نموذجا
الأقوال و الأفعال التي يلزم منها الكفر لبدر الرشيد الحنفي،
دراسة و تحقيق.
تخريج أحاديث البزدوي لابن قطلوبغا
تحقيق و دراسة.
وبعض الأبحاث الأخرى مثل:
منهج التجديد في دراسة السنة في البحث العقلي المعاصر
بحث في مفهوم التجديد في السنة النبوية، الإثبات و التفسير
بحث في منهج المحدثين في إخراج النص الخطي
بحث في منهج المدرسة العقلية في تفسير السنة قديما و حديثا
علوم الحديث واقع وآفاق
قواعد التحديث بين الإعمال و الإهمال
مصطلح الحديث وأثره في حفظ السنة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[13 - Jun-2009, مساء 05:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك ... بارك الله فيك ... أبا عبيدالله المغربي
وحفظ الله شيخنا الدكتور زين العابدين بلافريج ومتع الله به
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[13 - Jun-2009, مساء 07:36]ـ
بارك الله فيكم, وبارك في الشيخ.
× تصحيح:
"مؤلفاته
النكت على مقدمة ابن الصلاح للإمام بدر الدين الزركشي المتوفى سنة (794 هـ)
دراسة و تحقيق، صدر عن مكتبة أضواء السلف بالرياض في أربعة أجزاء."
بل طبع في 3 أجزاء.
ـ[أبو عبيدالله الأثري]ــــــــ[14 - Jun-2009, مساء 01:55]ـ
وفيك بارك الله أخي الكريم أبا أويس
وبوركت أخي عبد العزيز على التصحيح
ـ[أبو عبيدالله الأثري]ــــــــ[15 - Jun-2009, مساء 06:56]ـ
للرفع
ـ[الأحنف بن قيس]ــــــــ[08 - Dec-2009, صباحاً 12:18]ـ
جزا الله الشيخ زين العابدين خير الجزاء
ـ[الحُميدي]ــــــــ[09 - Dec-2009, صباحاً 12:34]ـ
الطبعة الأولى لنكت الزركشي في ثلاث مجلدات، و الثانية في أربع مجلدات كما أخبرني الشيخ بنفسه - حفظه الله -، و في الثانية أنواع ليست في الأولى .. ،(/)
فوائد من كتاب الوجازة في شرح الأصول الثلاثة (متجدد)
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[13 - Jun-2009, مساء 05:59]ـ
بعض الفوائد اقتبستها من شرح الشيخ علي الخضير على الاصول الثلاثة أنقلها لكم للفائدة
-اسم الرسالة (الأصول الثلاثة) و اختار ابن القاسم و الشيخ محمد صالح العثيمين (الثلاثة أصول).
-زمن تأليف الرسالة لعل الشيخ ألفها بعد أن صار له دار و منعة لأنه تحدث في الرسالة عن الهجرة, و يحتمل أنه ألفها في عيينة و يحتمل في الدرعية.
-من شفقة المؤلف و محبته للسامع يدعو له بقوله (اعلم رحمك الله)
-قول المصنف (يجب علينا) لم يرد بها كلمة الواجب الإصطلاحي لأن ما أشار إليه يعتبر من الأصول و الأركان (أي معرفة الله و الدين و النبي هي أركان و أصول).
-قوله (علينا) يدخل فيه المسلم و الكافر و الجن كذلك.
- (العلم) هو المعرفة كما أراد المصنف وهو اختيار أبو الخطاب.
-إيمان المقلد صحيح وهو اختيار ابن قدامة و الشنقيطي
-لا تلازم بين العمل و الدعوة فيجب على من يفعل معصية أن ينهى غيره عن فعلها و يأمره بتركها.
يتبع ...
أبو معاذ
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[14 - Jun-2009, مساء 03:36]ـ
-الشرك أن تجعل لله ندا في الأسماء و الصفات أو الربوبية أو الألوهية.
-العبادة باعتبار المتعبد به: هي اسم جامع لكل ما يحبه الله و يرضاه .... (تعريف شيخ الإسلام)
باعتبار التعبد: الذل و الخضوع لله بالطاعة.
-الشرك الأصغر لا يغفر على الراجح
-تعريف النبي: من أرسل إلى قوم مؤمنين يجدد رسالة الرسول الذي قبله, و الرسول: من أرسل إلى الكفار بشريعة جديدة.
-معنى الموالاة: المحبة و النصرة و المتابعة و الموافقة.
-ضابط المولاة الصغرى الغير مخرجة من الملة: كل ما يؤدي إلى توقير الكفار و احتراهم و تعظيمهم بشرط بغضهم و معاداتهم و تكفيرهم و عدم توليهم.
-الحنيف: هو المائل إلى التوحيد.
-الملة: ما تكرر فعله مما شرعه الله على لسان رسوله من العقائد و الأحكام.
يتبع ...
أبو معاذ.
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[15 - Jun-2009, مساء 08:15]ـ
يكون المرائي مشركا شركا أكبر في هذه الحالات:
-أن يدخل في الدين رياءا.
-أن يرائي بالأعمال التي تركها كفر كالصلاة مثلا.
-أن يكون الغالب على أعماله الرياء من حيث الكمية و هذا لا يصدر إلا عن منافق.
-إذا طرأ الرياء بعد العمل لا يضر
-كلمة الرب و كلمة الله إذا اجتمعا افترقا و أذا افترقا اجتمعا, إذا اجتمعا في السياق افترقا في المعنى, و إذا اجتمعا في السياق افترقا في المعنى.
-كلمة الرب و كلمة الله عند أهل البدع تأتي بنفس المعنى فلا فقر بين اجتماع و افتراق.
-الأدلة في معرفة الرب و انه الخالق المعبود ثلاثة:
1 - دليل فطري
2 - دليل عقلي
3 - دليل نقلي.
-أهل البدع عندهم أدلة اخرى فلسفية لإثبات وجود الله فقط لا لإثبات أنه المعبود, من ذلك دليل الأعراض و الأجسام.
-الأولى عدم ذكر الإسلام و الإيمان و الإحسان في أنواع العبادات لأن عادة أهل العلم ذكر هذه الأمرو في معرض الحديث عن مراتب الدين, كما سيفعل المصنف فيما بعد.
يتبع ....
أبو معاذ
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[18 - Jun-2009, مساء 06:07]ـ
-سؤال الأموات شرك أكبر مطلقا حتى لو سألهم ما يقدرون عليه لو كانوا أحياءا.
-مخاطبة الأموات من با العظة و العبرة جائز.
-الخوف الذي يؤدي بالشخص إلى ترك واجب أو فعل محرم بعض أهل العلم جعله من الشرك الأصغر و البعض الآخر جعله من جملة المحرمات.
-مراتب الأذية
1 - أذية شديدة غير محتملة وهو ما يسمى بالإكراه كالضرب الذي لا يحتمل و السجن الكثير.
2 - أذية فيها مشقة لكنها محتملة كالضرب المحتمل لا يجوز أن يخاف منها المرء فيفعل المحرم أو يترك الواجب
3 - أذية قليلة محتملة كالسب و السخرية فهذه كالالتي قبلها في عدم جواز الخوف الذي يؤدي إلى ترك واحب ...
4 - الوهن و الجبن: كالخوف من كل شيء و بعض الأشياء التي لا حقيقة لها.
-الرجاء:وصف قائم بالقلب يؤدي على التوقع و التأمل.
-التوقع من المخلوق فيما يقدر عليه مع الإعتماد عليه (الثقة التامة) شرك أصغر.
-الإعتماد على الأسباب شرك أصغر مثال الثقة بكثرة الجيش في حصول النصر, بنما الإرتياح للأسباب لا شيء فيه كمن أصلح سيارته و أعدها جيدا للسفر فهو يشعر براحة دون أن يثق ثقة تامة في عدم حصول المكروه.
-اختلف في حكم قول (توكلت عليك) بين مجيز و مانع.
-قول (متوكل على الله ثم عليك) لا يجوز التلفظ بها لأن المحذور في اللفظة نفسها سواء أفردها أم عطفها.
يتبع ....
أبو معاذ.(/)
مادليل النووي في مسالة الدعاء في خطبة الجمعه؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[13 - Jun-2009, مساء 07:47]ـ
قال الامام النووي رحمه الله في شرحه على مسلم ويجب الدعاء للمؤمنين
في الثانية على الأصح
يعني في خطبة الجمعة
فما دليله؟؟؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[13 - Jun-2009, مساء 08:18]ـ
الغالي العزيز (أبا محمد)
ليس هناك نص في المسألة كما صرح هو في موضع آخر، إنما هو نص من قول الإمام الشافعي رحمه الله تعالى نقله عنه المزني في مختصره، ولا يعدوا الأمر كونه اتباع للسلف ومضى عليه الخلف كما صرح به الهيتمي في (المنهج).
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[14 - Jun-2009, صباحاً 01:04]ـ
اخي الغالي العزيز التميمي
كلامه اذا فيه نظر اذالوجوب او الاستحباب لابد له من دليل شرعي
صحيح ثابت(/)
سؤال عن قاعدة كل أمر انعقد سببه ....
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[13 - Jun-2009, مساء 11:54]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
سؤالي عن القاعدة التي تنص على أن كل أمر انعقد سببه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي عهد الصحابة رضوان الله عليهم ولم يفعلوه مع إمكانية الفعل فعمله بدعة. فهل هذه القاعدة مطّردة، بمعنى أنها تصلح ميزاناً في كل أمر طرأ؟
وليعذرني الإخوان إن كان السؤال طرح من قبل فقد بحثت عنه جهدي فلم أقف عليه.
وبارك الله فيكم.
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[28 - Jun-2009, مساء 12:52]ـ
للتذكير ...
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[28 - Jun-2009, مساء 01:47]ـ
انظر هنا
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=36269&highlight=%C7%E1%CA%D1%DF%ED%C 9(/)
قال الشيخ صالح الفوزان: (يُسمّي عند الوضوء ولو كان في دورة المياه).
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[14 - Jun-2009, صباحاً 12:07]ـ
فضيلة الشيخ، يقول السائل: (ما حكم أو القول الراجح في البسملة عند الوضوء، وكيف يُبسمِل إذا كان داخل الحمام)؟
ج: التسمية عند الوضوء ورد فيها حديث تعددت رواياته وإن كان ضعيفا؛ لكن كثرة رواياته ومخارجه يعضد بعضها بعضا وهو قوله – صلى الله عليه وسلم -: (لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه) وبناء على ذلك الإمام أحمد يرى أن التسمية واجبة من واجبات الوضوء، إن تركها متعمدا لم يصح وضوؤه، وإن تركها ناسيا أو جاهلا صحّ وضوؤه، والجمهور على أنها سنة، جمهور أهل العلم على أن التسمية للوضوء سنة، وليست واجبة.
وأن معنى النفي: " لا وضوء " يعني نفي الكمال عندهم لا نفي الأصل، هذا يُؤوِّلون الحديث بهذا، والتسمية بالحمّام الذي ليس فيه نجاسة، إنما هو مجرد مكان لقضاء الحاجة، ثم يُرسل عليها الماء وتذهب، ولا يبقى لها أثر، فهذا لا، يأخذ حكم (الكُنُف والحُشوش)؛ لأن الحشوش والكنف هي التي تكون النجاسة موجودة فيها ولا تذهب.
أما مسألة دورات المياه اليوم فهذه اختلفت، صارت تَنظُف ويذهب البول والغائط، يذهب مع الماء ولا يبقى لهما أثر، فالأمر في هذا أخذ، يُسمّي عند الوضوء ولو كان في دورة المياه، نعم).
راجع: (شرح عمدة الأحكام) للشيخ (صالح الفوزان) الشريط الأول، الوجه الثاني.
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=32101
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[19 - Jun-2009, مساء 01:11]ـ
للفائدة ..
ـ[هادي آل غانم]ــــــــ[20 - Jun-2009, مساء 11:56]ـ
جزاك الله خيرا يا أيتها السلفية النجدية على هذه الفائدة، وقد كنت سمعت قديما العلامة الألباني يفتي بمثل هذا
ـ[عماد الدين الرشيد]ــــــــ[21 - Jun-2009, صباحاً 12:22]ـ
جزاك الله خيراً
بارك الله فيك
جزئية هامة
ـ[الورقات]ــــــــ[21 - Jun-2009, صباحاً 05:14]ـ
وقد كنت سمعت قديما العلامة الألباني يفتي بمثل هذا
يعني الشيخ صالح والشيخ الألباني يريان وجوب التسمية عند الوضوء؟
ـ[البدراوي]ــــــــ[23 - Jun-2009, مساء 01:30]ـ
لان النهي لذكر الله انها عند قضاء الحاجة لا عند الدخول و هو قول الامام مالك
ـ[ابو عبد الحق المصرى السلف]ــــــــ[24 - Jun-2009, صباحاً 01:05]ـ
شكر الله لكم فى نقل الفتيا عن اهل العلم حيث اننا عندنا فى مصر للاسف بعض الاخوة يرون حرمة التسمية فى الحمامات ويرنها بيت لسكن الجن ولا ادري من اين جاءو بهذه الافكار الغريبة والله المستعان
ـ[حارث البديع]ــــــــ[24 - Jun-2009, صباحاً 01:46]ـ
مع أني سئلت العلامة بنفسي
عن حكم الكلام في الحمام
قال مكروه
لعله تراجع عن جوابه
وإن تيسر سئلته اخرى.
ـ[الشرح الممتع]ــــــــ[24 - Jun-2009, صباحاً 10:00]ـ
جزاكم الله خير
القاعدة تقول ما تحققت مصلحته بقوله سرا قيل في الخلاء وما لا فلا
على هذه القاعدة
يسمي سرا للوضوء,,ويحمد الله اذا عطس سرا,,ويردد مع المؤذن سرا
ولاكن لايرد السلام لأن المصلحة لاتتحقق من الرد سرا .. والله أعلم
أشكر إدارة المجلس على قبولي عضو
ـ[الورقات]ــــــــ[24 - Jun-2009, مساء 11:22]ـ
وفقك الله أخي الشرح الممتع
تقصد سراً أي بصوت منخفض جداً أم " في سره " من غير نطق باللسان؟
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[25 - Jun-2009, صباحاً 12:10]ـ
مع أني سئلت العلامة بنفسي
عن حكم الكلام في الحمام
قال مكروه
لعله تراجع عن جوابه
وإن تيسر سئلته اخرى.
أخي الكريم: نحن هنا نتناقش في مسألة التسمية عند الوضوء في الحمام، لا في الكلام مطلقا ..
ـ[الشرح الممتع]ــــــــ[25 - Jun-2009, صباحاً 01:33]ـ
وفقك الله أخي الشرح الممتع
تقصد سراً أي بصوت منخفض جداً أم " في سره " من غير نطق باللسان؟
وإياك أخي
كأني أنظر للشيخ وهو يقعد القاعدة ويحرك لسانه وشفتيه بدون صوت
ـ[حارث البديع]ــــــــ[25 - Jun-2009, صباحاً 01:48]ـ
أختي المباركة إن كان الكلام عموما مكروه
من باب الأولى أن تكون التسمية لإشتمالها على الذكر
ـ[جذيل]ــــــــ[25 - Jun-2009, صباحاً 03:17]ـ
ابو حاتم الرازي رحمه الله يرى جواز ذكر الله على قضاء الحاجة.
قال في العلل لابنه 1/ 51:
الذي ارى ان يذكر الله على كل حال على الكنيف وغيره على هذا الحديث ..
يعني اثر عائشة كان يذكر الله على كل احيانه ..
وهذا القول هو الذي تطيب له نفسي دون شك لعدم ورود نص بالمنع.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[25 - Jun-2009, صباحاً 03:24]ـ
قول فيه وجاهة
بوركت
ـ[الشرح الممتع]ــــــــ[25 - Jun-2009, صباحاً 05:16]ـ
ابو حاتم الرازي رحمه الله يرى جواز ذكر الله على قضاء الحاجة.
قال في العلل لابنه 1/ 51:
الذي ارى ان يذكر الله على كل حال على الكنيف وغيره على هذا الحديث ..
يعني اثر عائشة كان يذكر الله على كل احيانه ..
وهذا القول هو الذي تطيب له نفسي دون شك لعدم ورود نص بالمنع.
بارك الله فيك وهذا عام أما الخاص فهو عدم ذكر الله بالخلاء
ودليله ثبتت به السنة كما في حديث ابن عمر قال:- مَرَّ بالنبي صلى الله عليه وسلم على رجل فسلم عليه وهو يبول فلم يرد عليه " رواه مسلم قال أبو داود:- يروى أنه تيمم ورد وهذا الحديث محمول على الأذكار التي يندب فيها الجهر أو يجب، فما بالك بالذكر المطلق وقس على ذلك سائر الأذكار ,,,
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حارث البديع]ــــــــ[25 - Jun-2009, صباحاً 07:43]ـ
بوركت
تعلم أن أفعال النبي
الغير معلومة الصفة (الحكم) وظهر فيها قصد القربة
تعلم انه هناك خلاف قوي بين العلماء في حكمها
منهم من حملها على الوجوب واخرون على الندب
وطائفة على الإباحة
إذا هذا الحديث
لانستطيع أن نقطع به بحرمة
أو كراهة الفعل (الذكر في الخلاء)
إلا من خلال قرائن أخرى
وإن كان الأليق (فيما أراه) بالمؤمن أن لايفعل
تعظيما لله.
ـ[أبوحازم الحربي]ــــــــ[21 - Jul-2009, صباحاً 12:36]ـ
الأصل جوازُ الكَلاَمِ في الخَلاَء سواءٌ كان بذِكْرِ الله - عزوجل - أو بغيرِه، أما حديث أبي سعيد مرفوعًا: لا يَخرجُ الرجلان يَضْرِبَانِ الغائط كاشفي عن عورَتِيهِمَا يَتَحَدَثانِ فإن الله يَمْقُت على ذلك. وهذا الحديث ضعيف أولاً ثُمَّ لا يَصلحُ الاستدلالُ به على الكَرَاهة، لو صَحَّ الحديث لكان الكَلاَمُ مُحرمًا لا مَكرُوهًا، فإذًا من حيثُ الثُبوت فيه نَظَر ومن حيثُ الاستدلال فيه نَظَر، إذًا الدليل هذا سَاقط من أصله.
وأما ما رواه مسلم عن ابن عمر قال: مَرَّ بالنبي صلى الله عليه وسلم رجلٌ فسلَّمَ عليه وهو يَبُول فلم يَرُدَّ عليه. يعني لم يَرُدَّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم سَلاَمَهُ، لِمَاذا؟ لكَوْنِه يَبُول ولكَوْنِه يَبُول إذًا ليس ثَمَّ عِلَة إلا هذه العِلَة وهي كَوْنُه قَاضِي حَاجة ويُكْرَهُ له الكَلاَم ولو برَدِّ السَّلاَم لكن نقول: هذا الاستدلالُ فيه ضعف لأن السَببَ جاءَ مُبَيِّنًا في روايةٍ أُخرى فعن المُهَاجِ بن قُنْفُذ أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يَبُول فَسَلَّمَ عليه فلم يَرُدَّ عليه حتى تَوَضأ ثُمَّ اعتذرَ إليه فقال: ((إني كَرِهتُ أن أذكرَ الله - عزوجل - إلا على طُهْرٍ - أو قال: على طَهَارَةٍ -)، والكَرَاهة هنا ليست كَرَاهةً شرعية وإنما هي كَرَاهةٌ نَفسِية فَكَرِهَ النبي صلى الله عليه وسلم أن يَذْكُر الله على غيرِ طَهَارَة، وهنا النبي صلى الله عليه وسلم لم يَترُكِ الرَّدَ مُطلقًا وإنما أَخَرَّهُ ولذلك قال: ((إنما مَنعنِي أن أَرُدَّ عليكَ السَّلاَم ... ) إذًا لم يَكن عَدَمُ رَدِّ النبي صلى الله عليه وسلم دليلاً على عَدَمِ جوازِ الكَلاَم أو كَرَاهة الكَلاَم حَالَ قَضَاء الحَاجة بل النبي صلى الله عليه وسلم اعتذرَ بكَوْنِه كان على غيرِ طُهْرٍ فلو كانت العِلَةُ كَوْنُه يَبُول لقال: كُنتُ أَبُول. وإنما قال: ((إني كَرِهتُ أن أذكرَ الله - عزوجل - إلا على طُهْرٍ - أو قال: على طَهَارَةٍ -) فحينئذٍ كيف نَجعلُ العِلَة بغير العِلَة التي عَلَّلَ بها النبي صلى الله عليه وسلم الحُكْمَ؟!
فإذا لم يَثبت الأول من جِهَةِ السَنَد بَطَلَ الحُكْمُ، وإذا ثَبَتَ الثاني وهو حديث مسلم من جِهَةِ السَنَد لا يُسَلَّمُ الاستدلالُ به ولذلك نقول: الصحيح هو عَدَمُ الكراهةِ مُطلقًا لعَدَمِ النَصِّ ونَرَجِعُ إلى الأصل وهو جوازُ الكَلاَمِ في الخَلاَء سواءٌ كان بذِكْرِ الله - عزوجل - أو بغيرِه، فإذا عَطَسَ فليَحْمَدِ الله - تعالى - بلفظ (الحمدلله) ويَجْهَرُ به ولا حَرَجَ في ذلك، ماالذي يَمْنَع؟ النَصُّ عام، جَاءَ عامًا سواءٌ كان لقَاضِي الحَاجة أو غيرِه، وليُجِب كذلك المُؤَذِن وهو قول مالك - رحمه الله تعالى - ذَكَرَهُ الحافظ في (الفَتْح): أن مالكًا يَرَىَ جَوَازَ ذِكْرِ الله - تعالى - في الخَلاَء وَرَجَّحَهُ القُرْطُبِيُّ في تَفسيرِه. والأدلة على ذلك كثيرة، عُمُومَاتُ القرآن بذِكْرِ الله - عزوجل - والأمرِ به مُطلقًا سواءٌ كان على طَهَارَةٍ أو لم يَكن، سواءٌ كان في بيتِ الخَلاَء أو لم يَكن، فهي عامة وتَخصيصُهَا يَحتاجُ إلى مُخَصِّص، ولذلك جاء حديث عائشة - رضي الله عنها -: كان النبي صلى الله عليه وسلم يَذْكُر الله على كُلِّ أحيانِه. (كُلِّ أحيانِه) يعني أوقاتِه وثَمَّ أوقات يكونُ قَاضيًا للحَاجة ولم يأتي ما يُخَصِّصُ هذا اللفظ فَنَبْقَى على الأصل، فالأصلُ جَوازُ الذِكْرِ ولا يُوجَدُ نَصٌ وَاضِحٌ في النَهْي عن ذِكْرِ الله مَعَ القواعد والأصول العامة، وقد شَرَعَ الله لَنَا ذِكْرَهُ في كُلِّ حَال وقال: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا)، وكذلك حَذَّرَ من نسيان ذِكْرِه فَلاَ نَترُك هذه النُصوص إلا لِنَصٍ صَرِيح، فإن قيل: تَرْكُ الذِكْرِ من باب التَكريمِ والتَعظيم. يعني نَصُون ذِكْرَ الله - عزوجل - من هذه المَوَاضِع نقول: ذِكْرُ الله هو التَعظيم وليس تَرْكُ الذِكْرِ هو التَعظيم. ولذلك تَرْجَمَ البُخَاري بَابًا قال: (بَابُ التَسْمِيَةِ على كُلِّ حَالٍ وعند الوِقَاعِ) ثَمَّ أَوْرَدَ حديث ابنَ عباسٍ قال صلى الله عليه وسلم: ((لو أن أحدهم إذا أرادَ أن يأتي أهلهُ قال: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ... الحديث)) قال الحافظ: (فيه إشارةٌ إلى تَضعيفِ ما وَرَدَ من كَرَاهِيَةِ ذِكْرِ الله في حَالين: الخَلاَءِ والوِقَاع) يعني أشارَ البُخَاري بهذه التَرجمة إلى تَضعيف القَوْل بأن ذِكْرَ الله - عزوجل - يُكْرَهُ في المَحَالِّ المُسْتَقْذَرَة ومنها الجِمَاعُ وهذا قَوْلُ: ابنُ سِيْرِين، والنَخَعِي، وهو الأرجح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حارث البديع]ــــــــ[21 - Jul-2009, صباحاً 01:27]ـ
بوركت.
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[21 - Jul-2009, صباحاً 01:30]ـ
سمعت الشيخ ابن عثيمين يقول يسمي بقلبه.
أما مسألة أن الحمام اليوم لا يأخذ حكم الحشوش والكنف ربما لا يسلم لهذا لأن العلة في النهي مختلف فيها بين العلماء فمنهم من قال لأنها مأوى للشياطين.(/)
ظاهرة الأغنية الدينية .... ؟
ـ[محمد الجزائري الثاني]ــــــــ[14 - Jun-2009, مساء 01:28]ـ
ظاهرة الأغنية الدينية
أحمد عبد العزيز القايدي
###
ما الأغنية الدينية؟
يمكن وصفها بأنها كلمات ذات طابع ديني أخلاقي اجتماعي لا يوجد فيها ابتذال أو فحش يقوم بأدائها مغنٍّ أو مغنية (امرأة) يستخدم فيها آلات العزف، فالمؤدي إذاً هو مغنٍّ من عامة المغنين له أغاني عشق وغرام وغزل، ولكنه غنَّى كلمات تحث على التوبة أو بر الوالدين، فأصبح غناؤه (دينياً)، ومن المعاني التي تدور حولها الكلمات: بر الوالدين، التوبة، المولد النبوي، مدح النبي -صلى الله عليه وسلم -والذب عنه، سرد الأسماء الحسنى، الحج، القضية الفلسطينية، رفقة الصالحين، التسامح مع الكفار، التكافل الاجتماعي، رمضان، أدعية، وغير ذلك.
تاريخ الأغنية الدينية:
كانت أم كلثوم من أوائل من ابتدع الغناء الديني، فكانت أغنية «نوّرت يا رمضان»، ثم تبعها على هذا النسق كثير من المغنيين في عصرها، واشتهرت هذه الظاهرة في ذلك الوقت، ومع مرور الزمن خبا بريق هذه الظاهرة. ويُعدّ سامي يوسف [1] من أوائل المعاصرين الذين أعادوا بريق مثل هذا النمط من الغناء بأغنيته الشهيرة (المعلم) التي بيع منها أكثر من مليون نسخة، ثم تبعه بعد ذلك مجموعة من المغنيين الرومانسيين الذين يخالفهم سامي يوسف في طريقته. وكثرت الألبومات المطروحة في الأسواق وبعضها لمغنيات مشهورات بالجرأة على التعري، ويوجد أيضاً فرقة (راب) [2] أمريكية راقصة متخصصة في الغناء الديني وتقيم الحفلات الغنائية في كثير من بلدان العالم، وتطلق على نفسها (جنود الله) ويبدو أن الاسم لم يثرْ اهتمام الأجهزة الأمنية الأمريكية؛فلم تمنع الفرقة من العمل داخل الولايات المتحدة.
المخالفات الشرعية:
يحوي ذاك الغناء مخالفات شنيعة، منها:
-الشرك بنوعيه الأكبر والأصغر:
فهذه كلمات إحدى هذه الأغاني تقول: مدَد مدَد مدَد مدَد مدَد مدَد مدَد يا رسول الله والحلف بغير الله موجود أيضاً؛ كالحلف بالنبي -صلى الله عليه وسلم -والحلف بسور القرآن: أقسمت بالإسراء وبراءة العذراء الدم كل سواء حرام بأمر الله
-الدعوة إلى البدع:
كالاحتفال بالمولد، وفي إحدى هذه الأغاني دعا المغني الجمهور إلى الذهاب إلى المولد، ويبدو أنه نسي نفسه فأتى بواقع المراقص معه وحث على الرقص، وربما لم يجد فرقاً بين الواقعين! وفي كليب آخر تُعرض رقصات الطريقة المولوية الصوفية الشهيرة.
- تمييع عقيدة البراء من الكفار:
فهذه الأغاني يكثر فيها الحديث عن التعايش مع الكفار والأخوة الإنسانية والسلام والمحبة. وفي هذا السياق يقول أحدهم: (لا ينبغي أن تُحصر الأغنية الدينية في دين معين، أو أن تنحاز، أو يكون القصد منها محاربة دين آخر. على العكس؛ من خلالها نسبِّح الله الواحد الذي يوحدنا جميعاً باختلاف طوائفنا ومذاهبنا. هذه غايتي منها، وأعتقد أننا متفقون جميعاً على حبّ الله) [3]
وفي إحدى الكلمات: أنشودة المسيح رسالة حرة على الأرض السلام، وبالناس المسرّة وترى في بعض الكليبات شيخاً محتضناً قسيساً يهنئه بمناسبة العيد والصليب يتدلى على صدره، والزنار مشدود على وسطه، ضارباً بعقيدة الولاء والبراء عرضَ الحائط، لذا تجد جزءاً من هذه الأغاني يكتب كلماتها أو ينتجها نصارى.
-الاختلاط:
فلا يكاد يخلو كليب من هذه الأغاني من اختلاط بين الرجال والنساء، إما في الأفراح، أو في حفلات التخرج الجامعي، أو في المناسبات العائلية أو الدينية. وفي أحد الكليبّات تظهر عروس وهي في كامل زينتها مع عريسها ليلة الزفاف سائرين بين الحضور، وفي آخر تمادى المنتج فأخرج لقطة لشاب وهو يغازل فتاة في السوق.
-التبرج والسفور:
ومع أن هذه الأغاني تحمل صفة دينية إلا أن مخرجيها لا يبالون أن يخرجوا النساء بلا حجاب مطلقاً، أو واضعات قطعة قماش على الرأس وهن في كامل زينتهن.
- الموسيقى:
يستخدم المغنون في هذه الأغاني جميع الأدوات الموسيقية بكل أشكالها وأنواعها؛ من الطبلة إلى القيثارة مروراً بالبيانو.
الآثار المترتبة:
-التلوَّن وذوبان الحقائق:
(يُتْبَعُ)
(/)
هو ناتج طبيعي لمثل هذه الأغاني، فإذا كان المغني على قناة يتحدث عن التوبة، وبمجرد ضغطة زر واحدة تجده على قناة أخرى في أحضان امرأة شبه عارية، فأيُّ معنى يبقى للتوبة التي يغني عنها؟ ومِنْ ماذا يتوب إذا كان وهو في كليبّ التوبة يعزف على (الناي)؟! فتُفرَّغ القيم الإسلامية بمثل هذه الممارسات من حقيقتها ويجتمع الإيمان والفسق. فهذا المغني الذي فُتِنت به نساء المسلمين، ولديه جلسات احتضان خاصة بالنساء، وأفلامه محل انتقاد عند السينمائيين أنفسهم؛ يأتي لِيوجّهنا إلى جعل «الجنة في بيوتنا»! وبهذا الشكل لا يبقى للمفاهيم الإسلامية خصوصية تبقيها متميزة عمّا سواها، زيادة على امتهانها والعبث بها بهذه الازدواجية.
-إضفاء الشرعية على مثل هذه الأغاني:
حتى تصبح واقعاً لا يصح إنكاره، بل ربما يُنكَر على من أنكره فيصبح المعروف منكراً والمنكر معروفاً. وهذا ينعكس على المغني نفسه؛ فلا يرى خطأ في شيء من ممارساته، بل يصده ذاك الاعتقاد عن التوبة إلى الله. وهذا ما حصل مع مغنٍّ شهير مات منتج كليباته بجواره، فعزم على التوبة، ولكنه اختار الغناء الديني، ثم بعد مدة عاد كما كان.
-تلبيس الحق بالباطل:
فالباطل هو الغناء والتشبه بالكفار في الزي والحركات، هذا كله يُلبَّس بالمعاني الإسلامية -المحرَّفة أصلاً -؛ فيروَّج للغناء بحجة أنه يحمل معاني إسلامية، وفيه خدمة للإسلام ووسيلة لنشر الدعوة؛ فيبقى هذا الباطل ويرسخ في النفوس على أنه مشروع، وتنتشر الأغاني في المجتمعات الإسلامية ويصبح سماعها سائغاً وتألفه النفوس.
-نشرٌ لعقيدة الإرجاء:
فهذا المغني الفاسق المتغزل بالنساء الشارب للخمر، إذا دخل المسجد ومدح النبي - صلى الله عليه وسلم -، وحثَّ على بر الوالدين؛ أصبح نموذج المسلم الصادق. وتلك المغنية المشهورة بالتعري إذا لبست الحجاب وسألت الله؛ أصبحت الطاهرة العفيفة، فالفسق عند ذلك لا يضر إيمانهم؛ فالرقص يجتمع مع الصلاة، والغناء مع القرآن، والتعري مع الحجاب، ولا ينقض أحدهما الآخر في هذه الأغاني، فيبقى الإسلام مجرد ممارسات وطقوس ولا علاقة له بضبط رغبات الناس وشهواتهم ولا سلطة له عليها.
-نشر البدع بين الناس:
هو جزء مما تمكِّنه هذه الأغاني؛ فدعاء غير الله، والذهاب إلى الموالد، والحلف بغير الله؛ يُظهر على أنه في حقيقة الإسلام وصورته التي يتسم بها المسلم إن ظاهرة الأغاني الدينية هي سمة بارزة للتدين الجديد المتفلِّت الذي يسعى كثير من الليبراليين وغيرهم إلى الترويج لهؤلاء باسم (الإسلام المعتدل.) قال -صلى الله عليه وسلم -: «ليكونن أقوام من أمتي يستحلون الحِرَ والحرير والخمر والمعازف» [4]. ولهذا وغيره؛ فإنه من الواجب الاحتساب على هذا الشطح بجميع الوسائل المتاحة , وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
المصدر: شبكة القلم الفكرية
_____________________
[1] مولود في طهران من أصل أذربيجاني، وانتقل مع عائلته وهو في سن الرابعة إلى بريطانيا.
[2] نوع من أنواع الغناء الأمريكي الصاخب المصحوب بالرقص الجامح.
[3] صحيفة الجريدة.
[4] أخرجه البخاري.
ـ[عبد المنعم الثاني]ــــــــ[23 - Jun-2009, مساء 06:11]ـ
إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم " قاله ابن سيرين
الأخ أبو جوشن عرف لنا أحمد عبد العزيز القايدي
ـ[حارث البديع]ــــــــ[23 - Jun-2009, مساء 08:14]ـ
قد سمعنا عن مثلها ولم ينقل لنا المخالفات التي ذكرت
سوى استخدام الموسيقى
وقد قال به علماء كبار من المعاصرين والقدامى
والتعميم في كل شئ لايصح
بارك الله فيك.(/)
هل يصح ترك الشافعي للقنوت لما صلى بقرب مقبرة أبي حنيفة؟
ـ[ابو حمنة]ــــــــ[14 - Jun-2009, مساء 04:33]ـ
ما صحة هذا القول:
وصلى الشافعي رحمه الله الصبح قريباً من مقبرة أبي حنيفة رحمه الله فلم يقنت
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[14 - Jun-2009, مساء 10:17]ـ
هذا القول أخي العزيز كثيرا ما أجد الإمام الدهلوي يستشهد به، وحقيقة هو يتناقل بين كتب العلماء خاصة المتأخرين منهم بلا سند، والقصة تلوح عليها المبالغة والإختلاق والله أعلم.
ملاحظة: قد رأيت الإمام القاسمي في كتابه (قواعد التحديث) قد ذكرها بلا سند.
وفي الواقع في النفس منها شيء.
ـ[بلقاسمي الجزائري]ــــــــ[15 - Jun-2009, صباحاً 08:25]ـ
أنت تكرمت بذكر أعلام الامة الذين اوردوا القصة لكنك لم تفندها بدليل أو قول اهل العلم؟!
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[15 - Jun-2009, صباحاً 11:07]ـ
أنت تكرمت بذكر أعلام الامة الذين اوردوا القصة لكنك لم تفندها بدليل أو قول اهل العلم؟!
شمّر عن ساعديك رعاك الله
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[15 - Jun-2009, مساء 02:55]ـ
جزاكم الله خيرا
متنها ومعناها صحيح فقها وأدبا
أما فقها: فيجوز للمصلي أن يأتم بمن يخالفه في فقه الصلاة
وأما أدبا: فيحسن ويجمل للعالم وطالب العلم ترك بعض آرائه واجتهاداته إذا كان في حضرة أو بلدة أو بيت عالم آخر يخالفه
وقد يكون الأحسن هو العكس كأن يكون قصده إظهار الخلاف لدفع توهم الإجماع مثلا
حسب المصلحة
وفي الباب آثار عن الإمام مالك وأحمد وغيرهما
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[15 - Jun-2009, مساء 03:14]ـ
هذا في الخلاف الذي تتجاذبه أدلة متقاربة أو كان غير مؤثر كأن يترك سنة ونحو ذلك .. أما لو صح الدليل عندي بنص وكان المخالف يفتقد هذا النص .. فلايجوز تركه مراعاة لهذه المسألة ..
والله أعلم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[15 - Jun-2009, مساء 03:18]ـ
غفر الله لك ياشيخ امجد
يقول العلماء اثبت العرش ثم انقش
ثانيا لم ياتم الشافعي بابي حنيفة فهو لم يدركه ولم ياتم باحد اصحابه حتى يوافقه في نرك القنوت
بل الاثر يقول صلى بقرب مقبرة أبي حنيفة؟
هل صلى لوحده في ارض فضاء اوصلى في مسجد بجوارها خلف امام حنفي ليس واضح
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[16 - Jun-2009, صباحاً 01:47]ـ
# (قريباً من مقبرة أبي حنيفة رحمه الله فلم يقنت)
# أمارات الاختلاق واضحة من قبل الاحناف لتقويت مذهبهم للرد على الشافعية!؟
ويظهر منه ان المختلق حنفي وفيه نزعة صوفية!
# سموا لنا رجالكم؟! الاسناد من الدين, لولا الاسناد لقال من شاء ما شاء!!(/)
نكتة دقيقة في الرياء، تعرف من خلالها الصادق من الكاذب.
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[15 - Jun-2009, صباحاً 02:17]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين .... أما بعد.
أيها المباركون
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
اليوم أتحفكم بنكتة؛ ذكرها العالم العلامة الواعظ الحافظ ابن رجب في رسالته {شرح حديث ماذئبان جائعان}
يقول، وهو يتكلم عن أدق أبواب الرياء
{وهاهنا نكتة دقيقة، وهي أن الإنسان قد يذم نفسه بين الناس يريد بذلك أن يرى أنه متواضع عند نفسه، فيرتفع بذلك عندهم، فيمدحونه به، وهذا من دقائق أبواب الرياء وقد نبه عليه السلف الصالح.
قال مطرف بن عبد الله بن الشخير: كفى بالنفس إطراء أن تذمها على الملأ، كأنك تريد بذمه زينتها.} انتهى
شرح ماذئبان جائعان ص 88.
قلت: وما أكثر هذا الصنف؛ يسلكون بالآداب الشرعية خططا غضيبة، يقصدون من ورائها الدنيا وزينتها، يأتي أحدهم فيذم نفسه، ويظهر بمظهر التقي الورع، المذنب الآثم في حق الله، فيرتفع بذلك عند الدهماء و الغوغاء. لا كثرهم الله.
ـ[ابوالبراء]ــــــــ[15 - Jun-2009, مساء 01:06]ـ
{وهاهنا نكتة دقيقة، وهي أن الإنسان قد يذم نفسه بين الناس يريد بذلك أن يرى أنه متواضع عند نفسه، فيرتفع بذلك عندهم، فيمدحونه به، وهذا من دقائق أبواب الرياء وقد نبه عليه السلف الصالح.
جزاك الله خير.
ننتظر جديدك في هذا الباب.(/)
سؤالي عن اهل الجنة جعلنا الله واياكم فيها
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[15 - Jun-2009, صباحاً 02:42]ـ
السلام عليكم ...
سؤالي عن اهل الجنة جعلنا الله واياكم فيها
عندي اسئلتين ومنكم الاجابة
س1 هل العبد في الجنة يكون بالروح فقط ولا الروح والجسد معا؟
س2 هل الجنة والنار في الارض ولا في السماء؟ لان الناس يحاسبون في يوم الحشر في الارض؟
شكرا لكم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[15 - Jun-2009, صباحاً 05:39]ـ
اخي الكريم هذا جوابي على ماسالت عنه
هل العبد في الجنة يكون بالروح فقط ولا الروح والجسد معا؟
الجواب يبعث النا س يوم القيامة باجسادهم وارواحهم ويدخل المؤمنون الجنة
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ عَلَى صورة الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ وَالَّذِينَ يَلُونَهُمْ عَلَى أَشَدِّ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ إِضَاءَةً لاَ يَبُولُونَ وَلاَ يَتَغَوَّطُونَ وَلاَ يَمْتَخِطُونَ وَلاَ يَتْفُلُونَ أَمْشَاطُهُمُ الذَّهَبُ وَرَشْحُهُمُ الْمِسْكُ وَمَجَامِرُهُمُ الأَلُوَّةُ وَأَزْوَاجُهُمُ الْحُورُ الْعِينُ أَخْلاَقُهُمْ عَلَى خُلُقِ رَجُلٍ وَاحِدٍ عَلَى صورةأَبِيهِمْ آدَمَ سِتُّونَ ذِرَاعًا فِي السَّمَاءِ
والكافرون في النار كلما نضجت جلودهم بدلهم الله غيرها
ومكان الجنة: معروف أن مكان الجنة في السماء، وأنه فوق السماء السابعة، وأن السقف عرش الرحمن، في السماءوفي الصحيحين من حديث أنس -رضي الله عنه- في قصة الإسراءوالمعراج وفي آخره: http://www.taimiah.org/MEDIA/H2.GIF ثم انطلق بي جبريل، حتى أتي سدرة المنتهى، فغشيها ألوان لا أدري ما هي قال: ثم دخلت الجنة، فإذا هي جنابذ اللؤلؤ، وإذا ترابها المسك ( http://java******:OpenHT('Tak/Hits24000857.htm'))http://www.taimiah.org/MEDIA/H1.GIF والجنابذ يعني قباب اللؤلؤ جمع قبة فقوله: http://www.taimiah.org/MEDIA/H2.GIF ثم دخلت الجنة ( http://java******:OpenHT('Tak/Hits24000857.htm'))http://www.taimiah.org/MEDIA/H1.GIF هذا دليل على أن الجنة مخلوقة الآن، خلافا لأهل البدع القائلين بأنها لا تخلق إلا يوم القيامة وكذلك جاء في الحديث فيمن احتضرمن المؤمنين بانها تفتح لهم أبواب السماء
ويقول تعالى
(اكتبوا كتاب عبدي في عليين)
واما النار فقد
سئل فضيلة الشيخ / محمد بن عثيمين
هل النار في السماء أو في الأرض
فأجاب قائلا: هي في الأرض ولكن قال بعض أهل العلم إنها هي البحار , وقال آخرون بل هي في باطن الأرض والذي يظهر أنها في باطن الأرض , ولكن ما ندري أين هي من الأرض , نؤمن بأنها في الأرض وليست في السماء ولكن لا نعلم في أي مكان هي على وجه التعيين والدليل على أن النار في الأرض قال تعالى (كلا إن كتاب الفجار لفي سجين) وسجين هي الأرض السفلى
, وكذلك جاء في الحديث فيمن احتضر وقيض من الكافرين فإنها لا تفتح لهم أبواب السماء ويقول تعالى (اكتبوا كتاب عبدي في سجين وأعيدوه إلى الأرض) ولو كانت النار في السماء لكانت تفتح لهم أبواب السماء ليدخلوها , لأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى أصحابها يعذبون فيها , وإذا كانت في السماء لزم من دخولهم في النار التي في السماء أن تفتح لهم أبواب السماء.
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[15 - Jun-2009, صباحاً 11:51]ـ
السلام عليكم
قد يكون عندي شبهة فأزل مني شبهة
كيف اجمع بين الجنة فوق قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ عَلَى صورة الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ...
لان فصل الخلائق يكون في الارض ثم منهم يدخلون الجنة ومنهم النار وكما قلت بإن الجنة وفوق والنار وهل هذا معناه ان اصحاب الجنة جعلني الله واياكم منها يوم الحشر يصعدون باوراحهم وجسدهم الى السماء لكي يدخلون الجنة كما ان الكافر في النار في الارض؟
بارك الله فيك
ـ[حمد]ــــــــ[15 - Jun-2009, مساء 01:38]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،
((وأُزْلِفَت الجنة للمتقين * وبُرِّزَت الجحيم للغاوين))
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[15 - Jun-2009, مساء 02:49]ـ
قال الألوسي في تفسيره روح المعاني
وللإمام في تقريب الجنة أوجه.
منها طي المسافة التي بينها وبين المتقين مع بقاء كل في مكانه وعدم انتقاله عنه ولكرامة المتقين قيل: {أزلفت * الجنة للمتقين} دون وأزلف المتقون للجنة،
ومنها أن المراد تقريب حصولها والدخول فيها دون التقريب المكاني، وفيه ما فيه،
ومنها أن التقريب على ظاهره والله عز وجل قادر على نقل الجنة من السماء إلى الأرض أي إلى جهة السفل أو الأرض المعروفة بعد مدها
وذكر ابن القيم في حادي الارواح:
عن ابن عباس أنه قال الجنة فوق السماء السابعة ويجعلها الله حيث شاء يوم القيامة وجهنم في الأرض السابعة
وعلى كل حال يجب ان نؤمن بماثبت في الكتاب والسنة من امور الغيب كالجنة والنار
ولايقاس عالم الغيب على عالم الشهادة والله اعلم(/)
الانشاد الجماعي في العقد (كتب الكتاب) داخل المسجد هل عليه دليل؟
ـ[باعث الخير]ــــــــ[15 - Jun-2009, مساء 12:40]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبعد
اخواني ومشايخي الكرام
هل هناك دليل على جواز الانشاد الجماعي داخل المسجد في العقد او العرس؟
وهل قال بهذا احد من اهل العلم؟
وهل يقاس على جوازه في المسجد انه جائز خارجه في الاعراس؟
نرجوا التوضيح
ـ[ابوالبراء]ــــــــ[15 - Jun-2009, مساء 03:57]ـ
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله -:
استحباب عقد النكاح في المسجد لا أعلم له أصلاً، ولا دليلاً عن النبي صلى الله عليه وسلم، لكن إذا صادف أن الزوج والولي موجودان في المسجد وعقد: فلا بأس؛ لأن هذا ليس من جنس البيع والشراء، ومن المعلوم أن البيع والشراء في المسجد حرام، لكن عقد النكاح ليس من البيع والشراء، فإذا عقد في المسجد: فلا بأس، أما استحباب ذلك بحيث نقول: اخرجوا من البيت إلى المسجد، أو تواعدوا في المسجد ليعقد فيه: فهذا يحتاج إلى دليل، ولا أعلم لذلك دليلاً.
" لقاء الباب المفتوح " (167 / السؤال رقم 12).
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[15 - Jun-2009, مساء 11:13]ـ
" وهل يقاس على جوازه في المسجد انه جائز خارجه في الاعراس؟ "
لعلك تقصد العكس؟
ـ[باعث الخير]ــــــــ[16 - Jun-2009, صباحاً 01:20]ـ
لعلك تقصد العكس؟
نعم بارك الله فيك اسف هذا وهم مني.
الاخ ابو البراء بارك الله فيك على هذا النقل عن العلامه العثيمين لكن اخي الفاضل ان اسأل بالاخص عن الانشاد فجمهور العلماء على استحباب العقد في المساجد فهل مع هذا يجوز الانشاد جماعة في العقد داخل المسجد؟
ـ[باعث الخير]ــــــــ[16 - Jun-2009, صباحاً 05:16]ـ
للرفع رفع الله قدركم(/)
عبادة المعشوق
ـ[ابوالبراء]ــــــــ[15 - Jun-2009, مساء 02:13]ـ
[عبادة المعشوق]
ومن الامور الواضحة أن المعشوق في هذا الزمان قد صار نداً لله في المحبة وكثير من العاشقين نسي محبة ربه لامتلاء قلبه من محبة معشوقة, وأعظم مايُوري هذه النار الغناء حيث أنه سكر الروح فتهيم في أودية الضلالة وقد قال الله تعالى {وَمِنَ النََاسِ مَن يَتََخذُ مِن دُونِ اللهِ أندَاداً يُحِبُُونَهُم كَحُبَََ اللهِ}. وإذا كان الغناء في كلام السلف رقية الزنا فهو في هذا العصر رقية الشرك حيث يقول بعضهم:
أحبه حبيبي وأعبد حبيبي, والأخر يقول:
وركعتُ ساعات على قَدَمَيِه, ونحو ذالك كثير. أ. هـ
[من كلام الشيخ الزاهد عبدالكريم الحميد].
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[15 - Jun-2009, مساء 02:18]ـ
كلام عليه نور ووضاءة ..(/)
سلسلة المفيد في شرح كتاب التوحيد " للشيخ: أبو سليمان الزنتاني حفظة الله "
ـ[الصحاري]ــــــــ[15 - Jun-2009, مساء 04:36]ـ
[ CENTER] شرح لمتن كتاب التوحيد الذي ألفه الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب ين سليمان التميمي رحمه الله تعالى المولود عام .... <<<1115هـ و المتوفى سنة 1206 >>> .... .
سلسلة المفيد في شرح كتاب التوحيد " للشيخ: أبو سليمان الزنتاني حفظة الله "
والمعدرة لنقص بعض الدروس ....
كتاب التوحيد: باب (32)
للاستماع:
http://www.al-sunn.com/download.php?action=lsn&id=308
للحفظ:
http://www.al-sunn.com/download.php?id=308
كتاب التوحيد: باب (34)
للاستماع:
http://www.al-sunn.com/download.php?action=lsn&id=310
للحفظ:
http://www.al-sunn.com/download.php?id=310
كتاب التوحيد: باب (35)
للاستماع:
http://www.al-sunn.com/download.php?action=lsn&id=311
للحفظ:
http://www.al-sunn.com/download.php?id=311
كتاب التوحيد: باب (36)
للاستماع:
http://www.al-sunn.com/download.php?action=lsn&id=312
للحفظ:
http://www.al-sunn.com/download.php?id=312
كتاب التوحيد: باب (39)
للاستماع:
http://www.al-sunn.com/download.php?action=lsn&id=314
للحفظ:
http://www.al-sunn.com/download.php?id=314
كتاب التوحيد: باب (40)
للاستماع:
http://www.al-sunn.com/download.php?action=lsn&id=315
للحفظ:
http://www.al-sunn.com/download.php?id=315
كتاب التوحيد: باب (41)
للاستماع:
http://www.al-sunn.com/download.php?action=lsn&id=316
للحفظ:
http://www.al-sunn.com/download.php?id=316
كتاب التوحيد: باب (50 - 49 - 48)
للاستماع:
http://www.al-sunn.com/download.php?action=lsn&id=317
للحفظ:
http://www.al-sunn.com/download.php?id=317
كتاب التوحيد: باب (53 - 52 - 51)
للاستماع:
http://www.al-sunn.com/download.php?action=lsn&id=318
للحفظ:
http://www.al-sunn.com/download.php?id=318
كتاب التوحيد: باب (56 - 55 - 54)
للاستماع:
http://www.al-sunn.com/download.php?action=lsn&id=319
للحفظ:
http://www.al-sunn.com/download.php?id=319
كتاب التوحيد: باب (59 - 58 - 47)
للاستماع:
http://www.al-sunn.com/download.php?action=lsn&id=320
للحفظ:
http://www.al-sunn.com/download.php?id=320
كتاب التوحيد: باب (33)
للاستماع:
http://www.al-sunn.com/download.php?action=lsn&id=309
للحفظ:
http://www.al-sunn.com/download.php?id=309
كتاب التوحيد: باب (38)
للاستماع:
http://www.al-sunn.com/download.php?action=lsn&id=313
للحفظ:
http://www.al-sunn.com/download.php?id=313
دعواتكم للاخوة في موقع: " شبكة السنن الاثرية " .... " www.al-sunn.com"[/CENTER (http://www.al-sunn.com"[/CENTER)](/)
قصتي مع الضاد
ـ[أحمد طنطاوي]ــــــــ[15 - Jun-2009, مساء 10:28]ـ
بدأت قصتي عندما سمعت من شيخي أن نطقنا للضاد خطأ يخالف النطق الصحيح للضاد العربية
، ثم سمعت نفس الكلام في كلية الآداب بقسم اللغة العربية بجامعة القاهرة من الدكتور محمود فهمي حجازي (حفظه الله)، ثم من الدكتور كمال بشر أحد عظماء كلية دار العلوم، لكن المشايخ في منطقتي هاجوا وماجوا لما سمعوا أن النطق الصحيح للضاد أن تكون قريبة من الظاء، ورموا من يقول بذلك بتحريف كلام رب الأرباب، وكانت حجتهم قوية وهي أن الفيصل في الأمر هو السند والتلقي وأن كل المشايخ تلقوا الضاد هكذا كما ينطقها المصريون وليس هناك شيخ تلقى الضاد قريبة من الظاء، فقرر شيخي البحث عن مشايخ ثقات تلقوا الضاد قريبة من الظاء وبالفعل وجد وكان العجب أن من وجده كان يقرئ طلابه بالضاد المصرية (الشديدة) وكان هو الشيخ قاسم الدجوي (عليه رحمة الله) بدار الأرقم بالمعادي ولما سأله شيخي لماذا يعلم الطلاب بهذا النطق للضاد وهو مخالف لما في الكتب ولما تلقاه من شيخه فقال بالحرف " أنا غلطان " وكنت شاهدا هذا اللقاء، ثم قابل شيخي عالمين فاضلين من شيوخ الإقراء وهما الشيخ عرفان، والدكتور محمد عيد عابدين عميد معهد القراءات سابقا وكلاهما من تلاميذ الشيخ عامر السيد عثمان، وقد قررا كلاهما أن النطق الصحيح للضاد هي كونها قريبة من الظاء لا كما ينطقها المصريون شديدة، فاقتنعت تمام الاقتناع بهذا واكتمل الاقتناع بعدما رأيت في كتاب نهاية القول المفيد أن النطق الصحيح للضاد أن تكون قريبة من الظاء والمفاجأة أن الكتاب بمراجعة الشيخ الضباع أحد أساطين القراءة والإقراء وأحد من يستند لأقواله من يذهبون إلى صحة الضاد الشديدة
وكان لا بد من الإجابة على السؤال المهم وهو كيف ينطق العظماء كالحصري والمنشاوي وعبد الباسط الضاد خطأ؟ أين تلك الحلقة المفقودة؟ ووجدتها أن هناك تساهل حدث من المشايخ إذ تركوا الطلبة خصوصا المصريين ينطقونها كما ينطقونها في بلدهم ودليل كلامي وجود تلاميذ للشيخ عامر عثمان ينطقونها قريبة من الظاء وفي الوقت نفسه وجود مشايخ من تلاميذه ينكرون ذلك إنكارا تاما، ودليل آخر ما شاهدته بأم رأسي من الشيخ قاسم الدجوي
لكن ما جعلني أشك في كل ذلك هو ظهور مشكلة في حرف آخر وهو القاف إذ تنص الكتب على كونه حرفا مجهورا وهو بنطقه الحالي مهموسا وأن النطق الصحيح للحرف ينبغي أن ينطق جيما قاهرية أي غير معطشة (كما ينطقها الصعايدة بمصر " جالي وجلتله " وأكد لي صديق يمني أن القاف المنتشرة في معظم البلاد العربية خطأ وأن النطق اليمني كالصعايدة في مصر هو الصواب وأدهشني أن كل المشايخ في اليمن ينطقون القاف جيما غير معطشة وأنهم تلقوها هكذا من مشايخهم بالسند المتصل إلى النبي (صلى الله عليه وسلم)
والحقيقة أنني اقبل ظهور بعض التغيير في حرف واحد لكني لا أقبل حرفين
فهل يساعدني أحد في حل تلك المعضلة خصوصا القاف وأرجو من الإخوة اليمنيين المشاركة وإبداء الرأي
ـ[ابوالبراء]ــــــــ[15 - Jun-2009, مساء 10:39]ـ
وهل يوجد سند إلى النبي صلى الله علية وسلم بالتجويد [لا اضن ذالك].
جزاك الله خير على الموضوع
ـ[إبراهيم أمين]ــــــــ[15 - Jun-2009, مساء 10:43]ـ
شكر الله لك أخي
عملت في الخليج أربع سنوات، وكان الطلاب ينطقون الضاد ظاءً، (هذا ظربني - هذا ظد هذا ... )، وكنا نحاول تصحيح نطقهم .. فما الصواب إذن؟
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[15 - Jun-2009, مساء 11:00]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى كما في مجموع الفتاوى:
وَأَمَّا مَنْ لَا يُقِيمُ قِرَاءَةَ الْفَاتِحَةِ فَلَا يُصَلِّي خَلْفَهُ إلَّا مَنْ هُوَ مِثْلُهُ فَلَا يُصَلِّي خَلْفَ الْأَلْثَغِ الَّذِي يُبَدِّلُ حَرْفًا بِحَرْفِ إلَّا حَرْفَ الضَّادِ إذَا أَخْرَجَهُ مِنْ طَرَفِ الْفَمِ كَمَا هُوَ عَادَةُ كَثِيرٍ مِنْ النَّاسِ
فَهَذَا فِيهِ وَجْهَانِ: مِنْهُمْ مَنْ قَالَ: لَا يُصَلَّى خَلْفَهُ وَلَا تَصِحُّ صَلَاتُهُ فِي نَفْسِهِ لِأَنَّهُ أَبْدَلَ حَرْفًا بِحَرْفِ؛ لِأَنَّ مَخْرَجَ الضَّادِ الشِّدْقُ وَمَخْرَجَ الظَّاءِ طَرَفُ الْأَسْنَانِ. فَإِذَا قَالَ (وَلَا الظَّالِّينَ) كَانَ مَعْنَاهُ ظَلَّ يَفْعَلُ كَذَا.
وَالْوَجْهُ الثَّانِي: تَصِحُّ وَهَذَا أَقْرَبُ لِأَنَّ الْحَرْفَيْنِ فِي السَّمْعِ شَيْءٌ وَاحِدٌ وَحِسُّ أَحَدِهِمَا مِنْ جِنْسِ حِسِّ الْآخَرِ لِتَشَابُهِ الْمَخْرَجَيْنِ.
وَالْقَارِئُ إنَّمَا يَقْصِدُ الضَّلَالَ الْمُخَالِفَ لِلْهُدَى وَهُوَ الَّذِي يَفْهَمُهُ الْمُسْتَمِعُ فَأَمَّا الْمَعْنَى الْمَأْخُوذُ مِنْ ظَلَّ فَلَا يَخْطِرُ بِبَالِ أَحَدٍ وَهَذَا بِخِلَافِ الْحَرْفَيْنِ الْمُخْتَلِفَيْنِ صَوْتًا وَمَخْرَجًا وَسَمْعًا كَإِبْدَالِ الرَّاءِ بِالْغَيْنِ فَإِنَّ هَذَا لَا يَحْصُلُ بِهِ مَقْصُودُ الْقِرَاءَةِ.
وقال ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره (1/ 143/ دار طيبة):
(مسألة): والصحيح من مذاهب العلماء أنه يغتفر الإخلال بتحرير ما بين الضاد والظاء لقرب مخرجيهما؛ وذلك أن الضاد مخرجها من أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس، ومخرج الظاء من طرف اللسان وأطراف الثنايا العليا، ولأن كلا من الحرفين من الحروف المجهورة ومن الحروف الرخوة ومن الحروف المطبقة، فلهذا كله اغتفر استعمال أحدهما مكان الآخر لمن لا يميز ذلك والله أعلم. وأما حديث: "أنا أفصح من نطق بالضاد" فلا أصل له والله أعلم. انتهى
((وَعَرَّفَ ابْنُ خَلِّكَانَ بِابْنِ الْأَعْرَابِيِّ صَاحِبِ اللُّغَةِ قَالَ: أَخَذَ عَنْ ثَعْلَبٍ وَابْنِ السِّكِّيتِ. قَالَ: وَكَانَ يُخَطِّئُ الْأَصْمَعِيَّ وَأَبَا عُبَيْدَة قَالَ: وَكَانَ يُجِيزُ فِي الْعَرَبِيَّةِ وَضْعَ الضَّادِ مَكَانَ الظَّاءِ وَالْعَكْسَ.)) من التاج والإكليل لمختصر خليل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[16 - Jun-2009, صباحاً 12:45]ـ
وهل يوجد سند إلى النبي صلى الله علية وسلم بالتجويد [لا اضن ذالك].
جزاك الله خير على الموضوع
نعم بالإجماع
ـ[ابن محمد الحنبلي المصري]ــــــــ[03 - Oct-2009, مساء 03:22]ـ
أما الكلام عن الضاد فصحيح، و الشيخ الحصري في بعض المواضع نطقها مثل الظاء. أما قاف الصعايدة، فهذه أول مرة أسمع بهذا بل بعض الناس يصحح قراءة من ينطقها "كـ" مفخمة (كالمصريين) و لا يقول إنها مجهورة ... لكن الله أعلم.
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[04 - Oct-2009, صباحاً 10:05]ـ
النطق الصحيح للضاد هو أن تكون قريبة من الظاء في السمع ولا تختلف معها إلا في الاستطالة وهي لا تكون متحققة إلا في المسكن سواء كان مثقلا أم مخففًّا، وهذا الذي يتفق مع وصف المتقدمين والمتأخرين من أهل اللغة والقراءة، وأكتفي بنقل كلام مكي بن أبي طالب (355 - 437 هـ)؛ لعدم توفر الكتب لدي الآن .. قال في باب الضاد من كتاب << الرعاية لتجويد القراءة وتحقيق لفظ التلاوة >>:
" .. والضاد يشبه لفظها بلفظ الظاء، لأنها من حروف الإطباق، ومن الحروف المستعلية، ومن الحروف المجهورة، ولولا اختلاف المخرجين وما في الضاد من الاستطالة، لكان لفظهما واحدا، ولم يختلفا في السمع. ".
وأما الضاد التي نسمعها اليوم من المصريين ومن تأثر بهم فهي دال مفخمة بلاشك، وإذا أردت أن تتحقق من ذلك بكل سهولة فسجل نطقك للضاد التي تلقيتها عنهم، ثم سجل نطقك للدال مفخمة، واستمع إليها وجاهد نفسك في التفريق بينهما.
ومن اللطيف أن الضاد الفصيحة يتحقق الفرق البسيط بينها وبين الظاء إذا استطيلت في المسكن مخففا كان أو مثقلا، وأما الضاد الحادثة فلا تتشابه مع الظاء إلا إذا استطيلت في المسكن مخففا كان أو مثقلا!! [وإن كانت كذلك ضعيفة الشبه حتى في الحالة هاته].
وأما فيما يتعلق بالإسناد والتلقي فأكثر الأيمة الذين تتصل أسانيدنا بهم ينصون على ذلك، وأصرح من نص على ذلك نصا لا مرية فيه الإمام ابن غانم المقدسي (ت 1004) وكل أسانيدنا تتصل به، وقد ألف رسالة صريحة واضحة رد فيها على من يفخمون الدال ويزعمون أنها ضاء، وبين فيها أن النطق بالضاد الفصيحة شبيه جدا بالظاء وسماها: << بغية المرتاد لتصحيح الضاد >> واستدل على ذلك باثني عشر دليلا عقليا واثني عشر دليلا نقليا!!
وقد تكلم عن هذه الرسالة الباحث الفاضل غانم قدور ونقل منها في كتابه: << الدراسات الصوتية عن علماء التجويد >>.
وأما عن سند القراء المصريين إلى المؤلف، فإني سأنقل لك سند المقرئ الكبير الشيخ أحمد الزيات إليه وهو من مصر وهو ممن يقرئ بالدال المفخمة!
فقد قرأ الشيخ أحمد الزيات على عبدالفتاح الهنيدي، وهو على المتولي، وهو على الدري التهامي، وهو على أحمد سلمونة، وهو على العبيدي، وهو على الأجهوري، وهو على البقري الصغير، وهو على البقري الكبير، وهو على عبدالرحمن شحاذة اليمني، وهو على ابن غانم المقدسي صاحب الرسالة، وهو على السمديسي، وهو على الأميوطي، وهو على ابن الجزري، وهو على محمد بن عبدالرحمن الصايغ، وهو على محمد بن أحمد الصايغ، وهو على صهر الشاطبي، وهو على الشاطبي، وهو على ابن هذيل الأندلسي، وهو على بن نجاح، وهو على الداني، وهو على أبي الحسن طاهر، وهو على الهاشمي، وهو على الأشناني، وهو على عبيد بن الصباح، وهو على حفص، وهو على عاصم، وهو على السلمي، وهو على عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وهو على رسول الله (ص).
وقد أطلت بذكر السند إشارة إلى أمرين: أحدهما أن ضادنا مسندة، وثانيهما هو أن بعض الناس يستشكل ورود نصوص صريحة عن بعض الإيمة المسندين تخالف ما تلقاه عنهم بواسطة شيوخه، فأقول إن الإمر ليس غريبا فقد حصل هذا كثيرا، ومع ذلك الأمر ليس مهولا؛ لأن أكثر هذه الأمور تتعلق بالأداء وأمره سهل، ولكن ينبغي الرجوع لنصوص الإيمة لأنهم أصل القراءة، ولذلك تراجع المتولي رحمه الله عن الإدغام بغنة في اللام والراء لورش من طريق الأزرق مع أنها تلقاها عن مشايخه وكانت مشهورة عند القراء في عصره، ومع ذلك تراجع لما لم يجد عليها نصا.
ـ[أحمد طنطاوي]ــــــــ[04 - Dec-2009, مساء 02:28]ـ
شكرا للأخ ابن محمد الحنبلي والأخ عبد الله الفاصل، ومتفق معكما بخصوص الضاد وأنها قريبة من الظاء بلا شك، لكن لا زالت مشكلة القاف تبحث عن حل، فأين إخوة اليمن؟
ـ[أبو مسهر]ــــــــ[04 - Dec-2009, مساء 03:09]ـ
يجب أن تفرق بين المقرئ الذى حصل على إجازة من شيخه
و المقرئ الذى قرأ القرءان على شيخه
فالأول قرأ بعضه فقط و اجتهد فى الباقى و القرءان لا يحتمل إجتهاده
و الثانى قد قرأ القرءان جميعا على شيخه فصوب له و راجعه
هذا و مسألة الإجازة بالقرءان هى السائرة الآن فى كافة الهيئات العلمية بحجة أن الشيخ لا وقت لديه لسماع القرءان كاملا
لا يمكن لأحد أن يحكم بخطأ الحصرى و عبد الباسط عبد الصمد رحمهما الله، إلا أن يكون مدعيا يبغى الشهرة
إن أردت القراءة الصحيحة فابحث عمن ختم قراءة القرءان على شيخه و إن كان أميا يسكن كهفا
إن كافة القراء اليوم يحرصون و يواظبون على خطأ شديد الشهرة فى القراءة ألا و هو التطريب
لا أجد فى المعاصرين واحدا يقرأ بدون حرص تام على التطريب
فبالله عليكم أهل المنتدى إن علمتم غير ذلك أخبرونى
من مميزات اللغة العربية التى لا تشاركها فيها لغة أخرى
أن مخارج حروفها مستقلة لا تتداخل
فمن أدخل الضاد فى الظاء خَرِف و من أدخل الجيم فى القاف خَرِف و قال بحرف بين بين حَرِف
و القرءان لا يقبل العبث
و اعلم أن للتجويد أصولا
و لكنها لا تسرى على السماع، فأنى للمستمع أن يسمع خلاف ما يُقرأ عليه؟؟؟
و من قال أن لا سند الى رسول الله (ص) بالتجويد فإنما يقر بتحريف القرءان!!!
فأنى قرءان بلا تجويد؟(/)
كن صريحا، واسأل نفسك: (هل عبادتي الآن كأول استقامتي)؟
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[15 - Jun-2009, مساء 10:51]ـ
إخوتي الكرام، وأخواتي الكريمات:
إنا تغيرنا وتغير حالنا .. نعم وربي تغيرنا ..
سابقا كنا نتسابق إلى فعل الخيرات .. ونصبر ونصابر على القيام بالطاعات ..
تذرف عيوننا فورا إن وقعنا في الملذات، خوفا من رب البريات ..
أمّا الآن! إلى الله المشتكى، وكأننا نسينا ما خُلقنا لأجله!
وإني والله لأحب لكم ما أحب لنفسي؛ لذا أنصحكم بسماع شريط (دمعة منتكس) للشيخ (مشعل العتيبي) ..
فنعم الشريط هو، وكأنه والله يخاطبنا ويتجدث عن حالنا، ولنكن صريحين ولا نبرّئ أنفسنا:
(هل عبادتنا الآن، كأول استقامتنا)؟
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[15 - Jun-2009, مساء 10:52]ـ
وجدتُ الشريط على الشبكة، دونكم إياه، وأفضِّل أن تسمعه لوحدك؛ عسى أن تبكي على ذنوبك، وتتيقن أنك قد تغيّرت ..
http://www.islamcvoice.com/play.php?catsmktba=2050 (http://www.islamcvoice.com/play.php?catsmktba=2050)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[16 - Jun-2009, صباحاً 01:21]ـ
جزاك الله خيرا على هذه التذكرة
قال إمام الوعاظ ابن الجوزي رحمه الله:
((فصل: احذروا الترخّص فيما لا يؤمن فساده.
كنت في بداية الصبوة [أي: الصبا] قد ألهمت سلوك طريق الزهاد، بإدامة الصوم والصلاة، وحببت إلي الخلوة، فكنت أجد قلبًا طيِّبًا، وكانت عين بصيرتي قوية الحدة، تتأسف على لحظة تمضي في غير طاعة، وتبادر الوقت في اغتنام الطاعات، ولي نوع أنس، وحلاوة مناجاة، فانتهى الأمر إلى أن صار بعض ولاة الأمور يستحسن كلامي، فأمالني إليه، فمال الطبع، ففقدت تلك الحلاوة. ثم استمالني آخر، فكنت أتقي مخالطته ومطاعمه لخوف الشبهات، وكانت حالتي قريبة، ثم جاء التأويل، فانبسطت فيما يباح، فعدم ما كنت أجد من استنارة وسكينة، وصارت المخالطة توجب ظلمة في القلب، إلى أن عدم النور كله، فكان حنيني إلى ما ضاع مني يوجب انزعاج أهل المجلس، فيتوبون ويصلحون، وأخرج مفلسًا فيما بيني وبين حالي!
وكثر ضجيجي من مرضي، وعجزت عن طلب نفسي، فلجأت إلى قبول الصالحين، وتوسلت في صلاحي، فاجتذبني لطف مولاي بي إلى الخلوة على كراهة مني، ورد قلبي على بعد نفور مني، وأراني عيب ما كنت أوثره، فأفقت من مرض غفلتي، وقلت في مناجاة خلوتي:
"سيدي كيف أقدر على شكرك؟ وبأي لسان أنطق بمدحك، إذ لم تؤاخذني على غفلتي، ونبهتني من رقدتي، وأصلحت حالي على كره من طبعي؟!
فما أربحني فيما سلب مني إذا كانت ثمرته اللجأ إليك!
وما أوفر جمعي إذ ثمرته إقبالي على الخلوة بك! وما أغناني إذ أفقرتني إليك! وما آنسني إذ أوحشتني من خلقك!
آهٍ على زمانٍ ضاع في غير خدمتك! أَسَفًا لوقتٍ مضى في غير طاعتك.
قد كنت إذا انتبهت وقت الفجر لا يؤلمني نومي طول الليل، وإذا انسلخ عني النهار لا يوجعني ضياع ذلك اليوم، وما علمت أن عدم الإحساس لقوة المرض، فالآن قد هبَّت نسائم العافية، فأحسست بالألم، فاستدللت على الصحة، فيا عظيم الإنعام! تَمِّمْ لي العافية.
آهٍ من سكر لم يعلم قدر عربدته إلا في وقت الإفاقة! لقد فتقت ما يصعب رتقه، فوا أَسَفَا على بضاعة ضاعت، وعلى ملاح تعب في موج الشمال مصاعِدًا مدة، ثم غلبه النوم، فرد إلى مكانه الأول.
يا من يقرأ تحذيري من التخليط! فإني -وإن كنت خنت نفسي بالفعل- نصيح لإخواني بالقول:
احذروا -إخواني- من الترخص فيما لا يؤمن فساده؛ فإن الشيطان يزين المباح في أول مرتبة، ثم يجر إلى الجناح، فتلمَّحوا المآل، وافهموا الحال! وربما أراكم الغاية الصالحة، وكان في الطريق إليها نوع مخالفة!
فيكفي الاعتبار في تلك الحال بأبيكم: {هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلَى} [طه: 120]، إنما تأمل آدم الغاية -وهي الخلد- ولكنه غلط في الطريق.
وهذا أعجب مصايد إبليس التي يصيد بها العلماء، يتأولون لعواقب المصالح، فيستعجلون ضرر المفاسد!!
مثاله: أن يقول للعالم: ادخل على هذا الظالم، فاشفع في مظلوم! فيستعجل الداخل رؤية المنكرات، ويتزلزل دينه، وربما وقع في شرك صار به أظلم من ذلك الظالم. فمن لم يثق بدينة، فليحذر من المصايد، فإنها خفية.
وَأَسْلَمُ ما للجبان العزلة، خصوصًا في زمان قد مات فيه المعروف، وعاش المنكر، ولم يبق لأهل العلم وقع عند الولاة، فمن داخلهم، دخل معهم فيما لا يجوز، ولم يقدر على جذبهم مما هم فيه.
ثم من تأمل حال العلماء الذين يعملون لهم في الولايات، يراهم منسلخين من نفع العلم، قد صاروا كالشرط، فليس إلا العزلة عن الخلق، والإعراض عن كل تأويل فاسد في المخالطة؛ ولأن أنفع نفسي وحدي خير لي من أن أنفع غيري وأتضرر.
فالحذر الحذر من خوادع التأويلات، وفواسد الفتاوى! والصبر الصبر على ما توجبه العزلة! فإنه إن انفردت بمولاك، فتح لك باب معرفته، فهان كل صعب، وطاب كل مر، وتيسر كل عسر، وحصلت كل مطلوب، والله الموفق بفضله، ولا حول ولا قوة إلا به)).
احذروا الترخّص فيما لا يؤمن فساده. ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=10536)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[17 - Jun-2009, صباحاً 09:15]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
صوت قلبي
هل أنت أنت!!؟؟
مقالة مبدوءة بسؤال أو بالأحرى محاسبة مبدوءة بسؤال، فكما أن المطر يبدأ بقطرة والنار تبدأ بشرارة، وهي بين المطر والنار فقد تكون محاسبة النفس مثمرة رحمة لصاحبها كالمطر، وقد تكون خاسرة محرقة كالنار هذا إن ينتج عنها رد فعل.
أعود إلى سؤالي وأقول هل أنت أنت؟؟ وهل أنا هو أنا؟؟؟
حسنًا، مناقشة بيني وبين نفسي تكشف لي إن كنت أنا هو أنا، أم تغيرت!!
الله أكبر الله أكبر ........... حي على الصلاة .... حي على الفلاح ....... يشرأب القلب بمجرد سماع هذه الكلمات فينطلق نحو المسجد مصلياً وتالياً خاشعاً وساكناً ساجداً وقائماً، ثم أرجع إلى حقيقتي الآن فأعلم أنه ماضٍ تلاشى، هذا أول زمن الاستقامة، أما الآن فحدث ولا حرج من تأخير وفوات لتكبيرة الإحرام، نعم نعم أدرك الإمام قبل السلام حتى لا أبخس نفسي حقها وأقدرها قدرها.
تسمع!؟ هل تسمع ما أسمع!!؟؟
كأنها تلاوة خاشعة بصوت مرتعد باكٍ، نعم هي كذلك آيات آناء الليل بل في الثلث الأخير منه وقت نزول الرحمن إلى السماء الدنيا، رحمن ينادي هل من داعٍ وآخر يسجد هو الداعي فما ظنك النتيجة!
الله أكبر الله أكبر ........ حي على الصلاة .... حي على الفلاح ....... ما أسمع أهو أذان الفجر! ثم يأتي المنادي قم قم يا أخي هذا أذان الجمعة الأول، فأتذكر أني لم أكن أنا، فلم أصلي من الليل إلا وتر ما بعد العشاء ثم نوم ثم فجر مع تأخير حضور ثم نوم إلى أذان الجمعة.
يااااالله كم فرطت من أوقات ....
لا قيام ولا تلاوة ولا استغفار ولا إدراك تكبيرة إحرام ولا ولا ......
الآن هل أنا أنا؟؟ وهل أنت أنت؟؟
سل نفسك كما سألتها أنا، لقد وجدت أن حالي في بداية استقامتي مختلف عنه الآن وبعد تباعد الزمان.
الآن أتذكر قولك سبحانك:
{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} العنكبوت69.
ربي سأجاهد فيك لإصلاح نفسي، اللهم اسألك التوفيق والسداد والهداية، فلا حل لما أنا فيه إلا بتزكية نفسي.
((قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا {9} وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا)) اللهم زكِّ نفسي أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها.
هذه كلمات صدرت من قلبي موجهة إلى نفسي، سعيت في نشرها ليستفيد منها من هو مثلي، فلا تشمل من هو أفضل مني.
ختاماً ((الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)).
ادعو لكاتبها بالهدى والسداد
حقوق الطبع مفتوحة مع عدم حذف الجملة الأخيرة
فهي خير ما في هذه الرسالة بعد كلام الله.
بقلم أخي.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[17 - Jun-2009, صباحاً 09:17]ـ
وخيرا جزاك الله، أخي الكريم (أمجد) ..
بورك فيكم على الإضافة المباركة ..
ونسأل الله الهدى والتقى والعفاف والغنى ..
ـ[علي الزيود]ــــــــ[17 - Jun-2009, صباحاً 09:43]ـ
وجدتُ الشريط على الشبكة، دونكم إياه، وأفضِّل أن تسمعه لوحدك؛ عسى أن تبكي على ذنوبك، وتتيقن أنك قد تغيّرت ..
http://www.islamcvoice.com/play.php?catsmktba=2050 (http://www.islamcvoice.com/play.php?catsmktba=2050)
جزاك الله خيرا ونفع بك
أنصح اخواني من هم مثل حالي من تقصير بسماعه
ـ[ابومصعب الكويتي]ــــــــ[17 - Jun-2009, مساء 02:06]ـ
إنا تغيرنا وتغير حالنا .. نعم وربي تغيرنا ..
سابقا كنا نتسابق إلى فعل الخيرات .. ونصبر ونصابر على القيام بالطاعات ..
تذرف عيوننا فورا إن وقعنا في الملذات، خوفا من رب البريات ..
أمّا الآن! إلى الله المشتكى، وكأننا نسينا ما خُلقنا لأجله!
(هل عبادتنا الآن، كأول استقامتنا)؟
الله المستعان .. .لقد رضينا من اعمالنا بالتواني كلما يزداد الواحد منا علما ازداد تيها،
وزاد حُسن ظنه بنفسه فيفعل ما يفعل معتقدا ان العلم يشفع له
.ونسي ان العلم اول خصومه يوم القيامة
والله ما أُوتينا الا من تقصيرنا .. وسوء فهمنا
يقول مالك بن دينار: من تعلم العلم لله كسره علمه، واذا طلبه لغير الله ازداد به فجورا او فخرا ..
المشكلة جد خطيرة ... بحثت عن السبب - بالنسبة لحالي -قلت: هل العلم فيه خلل .. ؟؟.
ثم اجبت نفسي: لا والله ليس فيه اي خلل .. وانما المصيبة في حامل العلم
- وبئس العلم الذي لا يبعث صاحبه على العمل- تفكرت ما السبب
ثم رأيت ان النية وسوء الفهم هما السبب:
اما سوء الفهم .. فلقد قرأنا جميعا اثار عن السلف تفيد ان العلم افضل من العبادة
.. وان تعلم باب من الفقه افضل من احياء ليلة .. فحملنا المسألة اطلاقها .. تركنا النوافل والاوراد بحجة ان العلم افضل من العبادة.
.وهكذا مع تزيين الشيطان وتأويلات النفس الامارة بالسوء
.. نقلل من الطاعات والنوافل .. وهكذا تدريجيا الى ان نقتصر على الفرائض فقط
((اليس هذا حاصل))
واما بالنسبة للنية .. أظن ان كلام مالك بن دينار كاف ٍ وشاف ...
لا بد ان نقف مع هذه القضية وقفة جادة لان العلم انما يراد للعمل .. لا للتزين به في المجالس
او لترصيع العبارات في المنتديات او المقالات و لصرف الوجوه .. الانسان كلما فُتح له ابواب في العلم.
.لابد ان يقابل هذه النعمة بزيادة في العبادة حى تحصل البركة
على العموم ... اثابكم الله جميعا وغفر لنا ولكم واصلح حالنا .. اللهم ردنا اليك ردا جميلا(/)
أين أجد هذه الكلام للامام النووي رحمه الله؟
ـ[باعث الخير]ــــــــ[16 - Jun-2009, صباحاً 01:34]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
في فتوى على موقع الشبكة الاسلامية وجدت هذا الكلام
ولكن يمنع إنشاد الشعر في المسجد، إذا أدى إلى اللغط وارتفاع الأصوات، فإن ذلك منهي عنه فيما رواه مسلم وغيره عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليلني منكم أولو الأحلام والنهى، ثم الذين يلونهم ثلاثاً، وإياكم وهيشات الأسواق".
ومن هيشات الأسواق كما قال النووي رحمه الله: (ارتفاع الأصوات واللغط والإنشاد جماعة في المسجد داخل في هذا والله أعلم).
ثم بحثت عن كلام الامام النووي في شرحه على مسلم وف يالمجموع ولم اجده
فأين اجد هذا الكلام بارك الله فييكم؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[16 - Jun-2009, صباحاً 02:13]ـ
بل هو في شرحه على الصحيح حفظك الله، انظره في ج4/ص156، باب تسوية الصفوف وإقامتها.
لكن الأمر الذي جعلك تستغرب أخي الفاضل هو مزج كلام المفتي بكلام الإمام النووي، فإن كلام الإمام النووي انتهى عند قوله: (وارتفاع الأصوات واللغط) ثم عقب المفتي بقوله: (والإنشاد جماعة في المسجد داخل في هذا والله أعلم).
آمل أن يكون الأمر وضح لديكم.
ـ[باعث الخير]ــــــــ[16 - Jun-2009, صباحاً 02:36]ـ
اذا جملة (والانشاد الجماعي) داخل في هذا من قول المفتي
اتضح الامر اخي بارك الله فيك(/)
إلى المتخصصين فى كتب النوازل معنى كلمة تازغة؟
ـ[اندلسية]ــــــــ[16 - Jun-2009, مساء 03:52]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارجوا من اخوانى الذين لهم معرفة بكتب النوازل ان يتكرموا ويفسروا لى الكلمة
التى رودت فى المعيار المعرب للونشريسى ج: 8، ص 181 ط بيروت 1981م
"وسئل المازرى عن عقد شركة مضمنة أن ثلاثة اشتركوا على أن أخرج أحدهم عشرة أقفزة تازغة وأخرج
الآخر حمارين وقوموا ذلك .... " اسأل عن المقصود بكلمة تازغة
وجزاكم الله خيرا
ـ[الأندلسي]ــــــــ[16 - Jun-2009, مساء 06:37]ـ
في انتظار جواب من عندهم العلم بكتب النوازل ..
هناك احتمال أن يكون المقصود ( ... أقفزة تامزغة ... ) أي مكيال منطقة (تامزغة) وهي منطقة في شمال أفريقيا. والله أعلم. ولو كان المخطوط موجودا فالأفضل التاكد من هذه اللفظة أكثر. والله أعلم
ـ[جمال الدين امحمدي]ــــــــ[16 - Jun-2009, مساء 08:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
حسب علمي المتواضع، تازغا كلمة مغربية دارجة تنطق حاليا تيزغا، وتطلق على إحدى نبتتين
ـ إما نبات قريب الشبه من النبق، وهو أصفر حامض لاذع
ـ أو تطلق على التوت البري الشوكي، وإن كنت أمازيغية مغربية، فهو المعروف عند الأمازيغ بـ تناجلت
والله أعلم أولا وأخيرا
ـ[اندلسية]ــــــــ[17 - Jun-2009, مساء 11:46]ـ
اخى الكريم الاندلسى
اخى الكريم جمال الدين
اشكركما جزيل الشكر على الاهتمام بالرد
ولا ادرى الان ايهما اعتمد
ان تكون مكيال لبلده؟ لا املك المخطوط لتوثيق ذلك
ام تكون اسم لنبات شبيه بالنبق او التوت؟ ايضا من خلال دراسة الزراعة فى
تلك الفترة التاريخية لم استدل على اسماء تلك النباتات
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[18 - Jun-2009, صباحاً 12:06]ـ
لا املك المخطوط لتوثيق ذلك
دونك المخطوط بارك الله فيك
رابط موضوع النسخة الأولى بمجلس المخطوطات. ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=34309&highlight=%C7%E1%E3%DA%ED%C7%D 1+%C7%E1%E3%DA%D1%C8)
رابط موضوع النسخة الثانية بمجلس المخطوطات. ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=34310&highlight=%C7%E1%E3%DA%ED%C7%D 1+%C7%E1%E3%DA%D1%C8)
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[18 - Jun-2009, صباحاً 01:09]ـ
في النسخة الأولى: تازغة.
ينظر في المرفقات
اللوحة رقم 143 من النسخة الأولى
السطر الحادي عشر من أسفل، الكلمة السابعة.
وأيضا في فهارس الكتاب المطبوع لم يذكروا في الفهارس أن تازغة المذكورة اسم مدينة.
وفقكم الله.
ـ[اندلسية]ــــــــ[18 - Jun-2009, مساء 12:52]ـ
في النسخة الأولى: تازغة.
ينظر في المرفقات
اللوحة رقم 143 من النسخة الأولى
السطر الحادي عشر من أسفل، الكلمة السابعة.
وأيضا في فهارس الكتاب المطبوع لم يذكروا في الفهارس أن تازغة المذكورة اسم مدينة.
وفقكم الله.
بارك الله فيك اخى الكريم عبد الله
بالفعل لقد بحثت فى فهارس الكتاب ولم اعثر على
تازغة كاسم لمدينة
وجزاك الله خيرا على توفير الوقت فى البحث داخل المخطوطة
وما زال البحث عن المعنى مستمر
ـ[الواحدي]ــــــــ[19 - Jun-2009, صباحاً 03:32]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
التوجيه الذي أوْرده الأخ "جمال الدين": توجيه يؤيِّده سياق النص في "المعيار". وترجيح الفاضل "عبد الله الحمراني" لكون "تازغة" ليست اسم موضع "ترجيحٌ راجح".
لكن لا ينبغي الاستناد في ذلك إلى غياب الكلمة من فهارس "المعيار"؛ لأنّ محقِّقيه الأفاضل، جازاهم الله خيرًا، غابت عنهم أشياء، سواء في تحقيق النص أو في وضع فهارسه، ولعل "تازغة" من تلك "الأشياء" ...
ومن العجيب أنّ محقِّقي "المعيار" لهم اهتمام خاص بالألفاظ العامية، فهي غالبًا ما تستوقفهم فيولونها الشرح الذي يقتضيه المقام. لكنهم غاب عنهم وجود أخت "أندلسية"، ستقرأ عملهم قراءة المدقِّق المحقِّق! فهل تجاهلوا الكلمة لوضوحها في أذهانهم؟ أم لشدّة غموضها؟
وقد سألت أحد الإخوة مِن متقني الأمازيغية عن كلمة "تازغة" في لسانهم، فأجابني بما أفاد به الأخ "جمال الدين"، أي: التوت البري الشوكي. لكنّني استشكلت ذلك، لأنّ التوت سريع التعرُّض للعطب؛ فكيف لو نُقِل إلى صقلّيّة!
فأصررت على الأخ المتقن للّسان الأمازيغي، وطلبت منه أن يفيدني بكل الكلمات المقاربة نطقًا للكلمة التي تعنينا. وبعد السرد، استوقفتني كلمة "تازرت"؛ بالراء لا الغين. وبين الحرفين تقارب ترويه لنا اللثغة ...
و"تازرت" معناها: التِّين المُجَفَّف، أو اليابس. وهذا أشبه ...
وينبغي في هذا الباب الحذر من الوقوع في مضحِكات أخطاء المستشرقين، عندما يستندون في فهم النصوص إلى وسطاء من أبناء العربية ...
وفحوى ما سبق من كلام أنّ كلمة "تازغة" قد لا تكون اسمًا لموضع يُنسَب إليه مكيال معيَّن. وبالمقابل: قد تكون اسمًا لبضاعةٍ ما. وهذه البضاعة قد تكون التين المجفَّف أو التوت الشوكي البري.
أقول هذا استنادًا إلى القرائن الاستئناسية، لا اعتمادًا على أدلة قطعية.
والمنهج، أختي الفاضلة، يقتضي منك التالي:
_ تتبّع "المعيار"، آملةً أن تعثري على نفس الكلمة في سياق آخر. أي: قراءة أكثر من 6000 صفحة! كان الله في عونك ...
_ البحث عن الكلمة نفسها في مؤلفات المازري.
_ البحث عن الكلمة نفسها في مؤلفات معاصري المازري من أبناء بلده.
_ الاتصال بأحد محقّقي "المعيار"، لعلّه يفيدك بما اتّضح في ذهنه وخفي على الناس ...
_ الاتصال بفقيه أو باحث يتقن الأمازيغية من أبناء تونس أو ليبيا، لعلّه يفيدك بالجواب.
وقبل ذلك، أرجو أن تتأمَّلي جيِّدًا صورة الورقة 143 التي تفضّل الأخ عبد الله الحمراني بإرفاقها. قارني نص السؤال بما هو مكتوب في المطبوع، وستجدين بينهما فروقًا، لعلّها تفيدك في حلِّ إشكال "التازغة". وأرجو من أخينا الفاضل الحمراني أن يفيدنا بما ينقدح له في هذا الإشكال (عدم مطابقة المطبوع للمخطوط).
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأندلسي]ــــــــ[19 - Jun-2009, صباحاً 04:26]ـ
أنا الآن أسحب احتمال أن تكون كلمة (تازغة) محرفة من (تامزغة) الذي هو منطقة مشهورة في شمال أفريقيا.
فقد قال فيما بعد (8/ 182): ( ... وأما ثلث التازغة والدنانير فهو على قبض ... ) فظهر أنه يقصد شئيا اسمه (تازغة). فسقط احتمال أن يكون الأمر متعلق بمكان.
ـ[الأندلسي]ــــــــ[19 - Jun-2009, صباحاً 07:06]ـ
قمت بمقابلة النص المطبوع (8/ 181 - 152) مع المخطوط الأول (ق143/أ-ب) والثاني (ق128 - ب) (129/أ) فوجدت ما يلي: ( ... وسئل المازري عن عقد شركة مضمنة أن ثلاثة اشتركوا على أن أخرج أحدهم عشرة أقفزة تازغة وأخرج الآخران (1) حمارين وقوّموا ذلك [على] (2) أن أسلفهم فخرج تازغة (3) خمسة دنانير يخرجونها في الملازم [و] (4) عليهما الثلثان منها وعلى أن يسافر [ا] (5) صاحبا (6) الحمارين إلى صقلية بالجميع. فلما ركبا رد عليهما الريح حتى رجعا لبعض قرى المهدية فنزل واحدٌ منهما بحماره ورجع عن السفر بعد عقد هذه الشركة. فأفتنا بما يجب في هذه الوثيقة.
فأجاب: الشركة فاسدة بسبب اختصاص بعضهم بالعمل وبالسلف أيضا، فما بقي من مال كل واحد تحت يده فربحه له وضمانه عليهِ، وما قبض من صاحبه بالشرط المذكور رُدَّ إن كان قائما. وما فات بعد قبضه منه أو من وكيله رُدَّ مكيلة ما يكال بموضع القبض وثلث الدنانير. وأما ثلث التازغة والدنانير فهو على ملك (7) صاحبهما (8) الدافع لهما (9) لأنهما قبضا على الإئتمان، فإذا نزل أحدهما وسفر الآخر وكان قادرًا على استعلام المقيم فلم يفعل متعدّ (10) والمقيم بالخيار بين أخذ ما بيع به أو تضمينه إياه لتعديه بانفراده بالسفر دون إذن المقيم. فَرُوجِعَ (11) كيف لو أنفق المسافران على دوابهما من تلك الدنانير، هل هو عليهما خاصة أو على الجميع؟
فأحاب: قدمت في جوابي أن ثلثي الدنانير على صاحب الحمارين، وأن الثلث الباقي على سبيل الإئتمان. فعلى هذا كل ما أنفقاه على أنفسهما و دوابهما طلبا به المقيم، وما سلفاه (12) وقبضاه فضمانه منهما بكل حال) اهـ
-----------
(1): في النسخة الثانية وفي المطبوع: (الآخر) والصواب ما في النسخة الأولى.
(2): ليس في النسخة الثانية.
(3): في النسخة الثانية: (التازغة) بالألف واللام، وهو الأنسب للسياق. وفي المطبوع: (التنازع)! وهو خطأ. لذلك استشكلاه المحققان فقالا: (كذا) والصواب ما في النسخة الثانية.
(4): زيادة من النسخة الثانية وفي المطبوع (وعليها) والصواب ما في النسختين.
(5): زيادة من النسخة الثانية. وليس في الأولى ولا في المطبوع.
(6): في المطبوع (صاحب) والصواب ما في النسختين.
(7): في المطبوع (قبض) وفي النسختين (مِلْك).
(8): في المطبوع (صاحبها) وهو خطأ.
(9): في المطبوع (لها) والصواب ما في النسختين.
(10): هنا كلمة بين (متعد) و (والمقيم) لم أستطع قراءتها، وليس موجودة لا في النسخة الأولى ولا المطبوع.
(11):هذه الكلمة غير موجودة في المطبوع، وفي مكانها (كذا) لأن الظاهر أن المحققين لم يستطيعا تبين الكلمة. والواو قبل (كيف) المتبتة في المطبوع، غير موجودة في المخطوطين.
(12): كذا في النسختين، وفي المطبوع (أسلفاه) بإثبات الألف.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[20 - Jun-2009, مساء 12:21]ـ
تعقيب مهم
أولا: لا يمكن استبعاد كون المراد موضع مكاني أبدا، بل هو الأقرب؛ فالفقهاء وغيرهم من العلماء بل ومن العامة أيضا؛ عندما يريدون نسبة أحد وحدات القياس والوزن والكيل فإنهم ينسبونه لبلده الذي هو معروف بها، كما لا يخفاكم.
ثانيا: لا أستيعد أن الكلمة كلها أصلا مصحفة، وأن المراد بها مدينة (تغازة)؛ قال القزويني في (آثار االبلاد): تغازة: بلدة في جنوبي المغرب بقرب البحر المحيط.
والله تعالى أعلم
ـ[الواحدي]ــــــــ[20 - Jun-2009, مساء 02:15]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
الأخ التميمي، حفظه الله.
الإشكال ليس في احتمال كون "تازغة" اسم موضع خارج سياق "المعيار". فتازغة اسم موضع في المغرب، وهي أرض سبخة. الإشكال في كونها دالة على اسم مكان نُسِب إليه مكيال من المكاييل في سياق نص "المعيار".
وقد تكرَّم الفاضل الأندلسي برفع الإشكال بعد قيامه بمقارنة المخطوطتين بالمطبوعة، جزاه الله خيرًا. وما أوضحه يدعم احتمال استبعاد كون "تازغة" اسمًا لمكيال.
وأذكر أنني قرأت كلامًا للمازري في "المعيار" عبارته: "صاعًا بالقرويين" أو ما قاربها من لفظ؛ لكنني متأكد من إدخاله الباء على القرويين. فلو كان مراده المكيال في النص الذي يشغلنا، لقال "بالتازغة" .. كما أنّ الغالب على لسان أهل المغرب قولهم "القروي" إشارة إلى المكيال. فلو كانت "تازغة" مكيالا، لقال "تازغي".
هذا عدا كون سياق الكلام، في السؤال وفي الجواب، يعضد استبعاد كون "تازغة" مكيالا.
يضاف إلى ذلك أنَّ المسألة فقهية تتعلَّق بنازلة. ومن تمام الجواب عن النازلة أن تبيَّن عناصرها. ومن المستبعد أن تكون "التازغة" مكيالاً؛ لأنَّ ذلك ينشئ جهالة تتعلَّق بمضمون الأقفزة.
وتأمَّل قوله:
"وأمَّا ثلث التازغة والدنانير، فهو على ملكصاحبهما الدافع لهما.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[20 - Jun-2009, مساء 04:47]ـ
إذا: فأنا لا أعلم.
إنما كان مجرد تعقيب استنتجته فقط.
لكن ما الذي ترجح الآن تقريبا بالنسبة لكم؟
ـ[اندلسية]ــــــــ[28 - Jun-2009, مساء 05:53]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلمة شكرا لن توفيكم حقكم
بارك الله فيكم اخوانى على تفضلكم بمد يد المساعدة
وجزاكم الله خيرا على كل ثانية قضيتموها فى
البحث عن معنى هذه الكلمة
واصدقكم القول باننى ساتجاوز عن هذه الكلمة
وذلك لضيق الوقت وضروره انهاء البحث
واامل ان شاء الله أن نصل لمعنى هذه الكلمة للمعرفة
ومن يدرى ربما يستفيد منها احد الباحثين فى المستقبل
دمتم جميعا بخير
ـ[ابن أبي الخير]ــــــــ[30 - Jun-2009, صباحاً 12:07]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الواقف على نص الونشريسي يكاد يستنتج ان تازغة بضاعة و أعتقد أن الإخوة متفقون على هذا ولذا عدت لكتب المصطلح الأعجمي لابن مراد و غيرها فلم اجد مايقابلها تماما، لكن أسعفني كتاب أبي الخير الإشبيلي، فوجدت كلمة:تازغت، بالتاء المفتوحة، وهي الغُيبراء، وهي كلمة بربرية أي تازغة، يقصد بها نبات من جنس الشجر، ورقها كورق الخلاف إلا أنها أقصر و أطرافها ليست بحدة أطراف الخلاف، وكأنها إلى الاستدارة، فيها انحفار يسير، غُبرٌ و كأن عليها زغبا يشبه الغبار، وأطراف الورق مما يلي المعلاق أوسع من الطرف الآخر، ولها زهر أبيض مائل إلى الصفرة، صغير، مشرّف ذو أربع شرافات، عطر الرائحة جدا، يظهر في زمن الربيع في أبريل، يخلفه ثمر كثمر التفاح إلا أنه أصغر في قدر البندق، طعمه قابض و هو أغبر، وقشر الخشب عليه شوكٌ حادٌ كشوق العوسج الأحمر، منابته الجبال، ويتخذ في البساتين، وزعم بعضهم أن لحاء عروق الغبيراء هو الجوذر الذي يدبغ به.
ذكر الغبيراء دايسقوريدس و يسمى باليونانية أوا، و بالفارسية سيسيار، وبالرومية أراسموسن، و بالعربية الغبيراء لغبرتها و بياض ورقها، وبالبربرية تازغت.
و قوم كثير يغلطون فيجعلونها قشر المشتهى لأني قد رأيت الشجرتين هما مختلفتان.
ثم يقول ولعل هذا الأهم:
و نبات الغبيراء كثير بناحية القيروان و الزاب وبلاد البربر و يعرفونها هناك بالجوذر ومنها هندية و عربية، فما نبت فشجره عظيم و ثمره كبير، وما نبت بالشام و أرض العرب فصغير الشجر دقيق الثمر. أهـ من كتاب أبي الخير الإشبيلي، عمدة الطبيب في معرفة النبات، ج2/ص:461
وقد عدت للدراسات التي ألفت حول الجانب الاقتصادي لهذه الفترة مثل تأليف عز الدين أحمد موسى و جودت عبد الكريم يوسف، وبرانشفيك و العلامة المنوني حول النقود في العهد المريني فلم أجد إشارة وماكتبه الجزائري الدكتور سعيدوني، كلها رجحت مانقلته لك اعلاه ارجو لك الفائدة و التوفيق.
ـ[الواحدي]ــــــــ[30 - Jun-2009, صباحاً 05:40]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
جزاك الله خيرًا، يا ابن أبي الخير!
فالتازغة = العنَّاب.
وكان ذهني التفت إليه، وفكّرتُ فيما يُسمّى "الفستق القفصي" ..
لكنني لم أجد قرينة في لغة القوم ترجّح هذا الظن.
زادك الله علما، ونفع بك.
وكان من اللائق أن يكون لأبي الخير فضل على "ابن أبي الخير" ...
فتح الله لك أبواب الخيرات ...
* وقد ذكر الجاحظ "العنّاب" ضمن "ما يُجلب من البلدان من طرائف السلع" في رسالة "التبصُّر بالتجارة" ...
ـ[ابن أبي الخير]ــــــــ[30 - Jun-2009, صباحاً 07:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي الواحدي
وقد وقع خطأٌ في الإملاء- في السطر الثالث الغُبيراء بدل الغيبراء- لعله استدرك بعد ذلك
نفع الله بنا جمينا عموم المسلمين آمين
وفعلا أخي لقد كان لأبي الخير وكتابه عمدة الطبيب فضلٌ عليّ في مشواري العلمي الأخير لا يعلم مداه إلا الله و أنصح الدارسين به في دراسة المصطلحات الأعجمية، وإن كان في باب النبات و الطب و الصيدلة إلا أني أحسب أن فضله أعم
جزى الله سلفنا عنا كل خير
ـ[الواحدي]ــــــــ[30 - Jun-2009, صباحاً 07:30]ـ
** تصويب
يضاف إلى ذلك أنَّ المسألة فقهية تتعلَّق بنازلة. ومن تمام الجواب عن النازلة أن تبيَّن عناصرها.
والصحيح الفصيح في هذا المقام: أجزاؤها.
لكن، جَرَفَتْنا العُجْمة ..
جَرَفَتْنا العُجْمةُ، يا مولاي!
جَرَفَتْنا العُجْمة ..
* وبعضهم يتساهل في اسعمال "عناصر" بمعنى "أجزاء". ومنهم المرحوم: السيد أحمد الصقر ...
ـ[اندلسية]ــــــــ[30 - Jun-2009, صباحاً 11:53]ـ
اخى الكريم ابن أبى الخير
اسأل الله
الذي لن تطيب الدنيا إلا بذكره
ولن تطيب الآخرة إلا بعفوه
ولن تطيب الجنة إلا برؤيته
أن يزيدك رزقاً وعلماً وعافية
وأن يهون عليك القواسى
وان يسخر لك العلم وأهله
وان يسهل خطاك لدروب الجنة
اخى الكريم
بعد ان كنت قد قررت التجاوز عن هذه الكلمة عدت اليها مرة اخرى بفضل
الله ثم ما ذكرته انت موثقا، فارجوا منك ان تمدنى ببيان نشر الكتاب للتوثيق
جزاك الله كل الخير ابن أبى الخير
ولا يفوتنى ان اكررعظيم شكرى وامتنانى لاخوتى على تفضلهم بالمساعدة
جزاهم الله عنى خير الجزاء
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[30 - Jun-2009, مساء 10:32]ـ
وأبشري أيضا أيتها (الأندلسية) ..
يقولون: إذا جاء الخير جاء دفعة واحدة.
قال العالم ابن البيطار المالقي ت 646هـ في كتابه (تفسير كتاب دياسقوريدوس في الأدوية المفردة ص203):
(بطراخيون: وتأويله الضفدعي، وبالسريانية"1" الكبيكج، وهو أربعة أنواع، وأهل المغرب تعرفه بكف الضبع"2"، وهو كف الكلب أيضا، وعامة أهل مصر تسميه تَازْغَلَّلْت"3".
(1) ليس سريانيا بل هو فارسي أصله: كبيكج.
(2) في كتاب المصنف (الجامع) سماه: السبع.
(3) هو مصطلح بربري أصله: Tazgallat. انظر (المصطلح الأعجمي) لابن مراد 2/ 659.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[30 - Jun-2009, مساء 10:41]ـ
تعقيب مهم
في الواقع أشك أنها (الغبيراء) فإنه في كتاب المالقي الآنف الذكر قال:
(أُوَاا: هو شجر الغبيراء، وهي معروفة بالعراق).
فأين العراق من بلاد المغرب، علما بأن أصلها بربري. فتأمل
إلا إن كان هو نفسه لكن بمسمى آخر عند العراقيين، ولعله الأقرب.
ـ[ابن أبي الخير]ــــــــ[30 - Jun-2009, مساء 11:21]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزى الله خيرا كل الإخوة الكرام، وجزاك الله خيرا أختنا على هذا الدعاء بارك الله فيكم جميعا،
وإليك معلومات الإحالة:
أبو الخير الإشبيلي، عمدة الطبيب في معرفة النبات،تقديم وتحقيق: محمد العربي الخطابي، دار الغرب الإسلامي بيروت ط:1،ج2،ص:561 رقم النبات المذكور في التعريف:1836.
وعدد صفحات الكتاب كما يمكنك وضعه في آخر بحثك في قائمة المصادر و المراجع:
عدد الصفحات:776. وهي إلى الأول:397.
و إذا أردت معلومات أبي الخير الإشبيلي فيمكنني إن شاء الله إرسالها لك، واعلمي أن العلامة محمد العربي الخطابي لم يعرف من اسمه إلا ماذكره في ديباجة الكتاب.
و أعلمك أختي للأمانة و الدقة رزقنيها الله و إياك أن أبا الخير لم يضع اسم دياسقوريدس بل وضع حرف الدال فقال:"ذكر الغبيراء (د) في 1" و هو يعني ذكر دياسقوريدس الغبيراء في المقالة الأولى من كتابه الذي أهداه الإمبراطور أرمانيوس ملك القسنطينية (905 - 959) للأمير عبد الرحمن الناصر رحمه الله تعالى سنة 337هـ/949م، ويعني بهذا كتابه أي كتاب دياسقوريدس في النبات أو الأدوية المفردة كما يسميه آخرون وقام بتفسيره العديد من علماء النبات المسلمين ومنهم ابن البيطار الذي يعد -حسب العلامة الخطابي- تفسيرا له- و لاحظي لفظ التفسير، فيكون النص كاملا بحذافيره منقولا لك من كتاب أبي الخير الذي يعد تفسيرا آخر لدياسقوريدس المذكور:
"من جنس الشجر، ورقها كورق الخلاف إلا أنها أقصر و أطرافها ليست بحدة أطراف الخلاف، وكأنها إلى الاستدارة، فيها انحفار يسير، غُبرٌ و كأن عليها زغبا يشبه الغبار، وأطراف الورق مما يلي المعلاق أوسع من الطرف الآخر، ولها زهر أبيض مائل إلى الصفرة، صغير، مشرّف ذو أربع شرّافات، عطر الرائحة جدا، يظهر في زمن الربيع في أبريل، يخلفه ثمر كثمر التفاح إلا أنه أصغر في قدر البندق، طعمه قابض و هو أغبر، وقشر الخشب عليه شوكٌ حادٌ كشوق العوسج الأحمر، منابته الجبال، ويتخذ في البساتين، وزعم بعضهم أن لحاء عروق الغبيراء هو الجوذر الذي يدبغ به.
ذكر الغبيراء (د) في 1، و يسمى باليونانية أوا، و بالفارسية سيسيار، وبالرومية أراسموسن، و بالعربية الغبيراء لغبرتها و بياض ورقها، وبالبربرية تازغت.
و قوم كثير يغلطون فيجعلونها قشر المشتهى لأني قد رأيت الشجرتين هما مختلفتان.
و نبات الغبيراء كثير بناحية القيروان و الزاب وبلاد البربر و يعرفونها هناك بالجوذر ومنها هندية و عربية، فما نبت في الهند فشجره عظيم و ثمره كبير، وما نبت بالشام و أرض العرب فصغير الشجر دقيق الثمر"، و المحقق يضع أساء النبات المذكورة في هذا التنصيص بأحرف غليظة وكذا الأمكنة.
أخي الكريم التميمي:
أصل النبة ليس ببربري بل البربر يسمون الغبيراء تازغة. و كثرته عندهم لايعني أصله كذلك و كان نقل النبات بين المواضع معروف عندهم.
ـ[اندلسية]ــــــــ[01 - Jul-2009, صباحاً 10:54]ـ
تعقيب مهم
في الواقع أشك أنها (الغبيراء) فإنه في كتاب المالقي الآنف الذكر قال:
(أُوَاا: هو شجر الغبيراء، وهي معروفة بالعراق).
فأين العراق من بلاد المغرب، علما بأن أصلها بربري. فتأمل
إلا إن كان هو نفسه لكن بمسمى آخر عند العراقيين، ولعله الأقرب.
بشرك الله اخى التميمى بما يسرك
وكف عنك ما يضرك
اشكرك جزيل الشكر على متابعتك البحث
اعتقد اخى ان الكلمة اقرب الى نوع من السلع وربما تكون الغبيراء
لانه وكما ورد فى النازلة:اقفزة تازغة
والقفيز من المكاييل فى افريقية
والله اعلم
جزاك الله خيرا
ـ[اندلسية]ــــــــ[01 - Jul-2009, صباحاً 11:10]ـ
اخى الكريم ابن ابى الخير
شكرا لك ... وبارك الله فيك
استئذنك فى كتابة سنة طبع الكتاب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن أبي الخير]ــــــــ[01 - Jul-2009, مساء 06:58]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد نسيت تماما سنة الطبع معذرة و هي 1995م
وفقك الله في بحثك العلمي
ـ[ابن أبي الخير]ــــــــ[01 - Jul-2009, مساء 08:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم التميمي:
كلام ابن البيطار مأخوذ من كتاب دياسقوريدس، الذي ذكرته، و قد قال فيه في المقالة الأولى::
129 - أوَاا: هو شجر الغُبيراء، وهي معروفة بالعراق، ذكرها جالينوس في المقالة الثامنة.
أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد ابن البيطار المالقي، في الأدوية المفردة، تفسير كتاب دياسقوريدس، تحقيق ابراهيم بن مراد، دار الغرب الإسلامي، بيروت ط1:1989،ص:152.
و لم تنقل تمام كلام ابن البيطار في كتابه الأدوية المفردة: وقد قال، بعد أن أتم تعريفه سواء في منقحه او أصله:"وكذا رأيته بقابس":
أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد ابن البيطار المالقي، الجامع لمفردات، الأدوية و الأغذية، دار الكتب العلمية!، بيروت1422/ 2001هـ، ج4،ص:203.
أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد ابن البيطار المالقي، تنقيح الجامع لمفردات الأدوية و الأغذية،تحقيق وتهذيب محمد العربي الخطابي،دار الغرب الإسلامي، بيروت،ط1: 1990،ص:259، رقم:1192.
و ظهوره في العراق لا يعني انفرده فيه، وإلا فإن كلام القدامى أظهر، و اسمه العلمي الحديث كما ذكر ابن مراد في حاشيته على تفسير ابن البيطار هو:" Pyrus sorbus Gaertn" و أحسب هذا نقلا عن العلامة أحمد عيسى بك
و أزيد اختنا أنني أعتقد أن هذه صورته وربما أحد أنواعه
http://www.sumfak.hr/~botanika/projekt00237/0105.jpg
ـ[ابن أبي الخير]ــــــــ[01 - Jul-2009, مساء 09:04]ـ
وهذه ثمرتها ولا حظي مطابقة لما جاء به أبوالخير الإشبيلي (القرن السادس الهجري/الثاني عشر الميلادي)
http://www.termcat.cat/dicci/noms_plantes/contingut/imatges/2009_1_8_121634950.JPG
ـ[اندلسية]ــــــــ[02 - Jul-2009, مساء 12:22]ـ
اخى الكريم ابن ابى الخير
جزاك الله خيرا على المساعدة
وجعلها الله فى ميزان حسناتك
ـ[ابن أبي الخير]ــــــــ[25 - Jul-2009, مساء 09:51]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عندما نسيت تماما موضوع لفظ "تازغة" وجدت القدر يعيدني إليه و إذا بكتاب نادر أشار إليها لفظا مطابقا لرسمك إياه "تازغة" لا كما ذكرها أبو الخير الإشبيلي "تازغت" بالتاء المفتوحة و و هذا في كتاب:" تفسير مفردات الانطاكى باللهجة التونسية / محمد محفوظ؛ راجعه وعلق عليه ابراهيم ابن مراد، و رغم جهدي لم اجد هذا الكاتب عندنا بالجزائر رغم بحثي عنه في مظانه، وعلمي بأنه لايخالف ماذكره أبو الخير كثيرا، لكن من باب تفادي تعاليق لجنة المناقشة الضاغطة أبشرك بأن الكتاب موجود بمكتبة الإسكندرية فما على أحد الإخوة الكرام المقمين قربها أو بها سوى الوقوف عليه و إفادتك و هاهي معلوماته بالمكتبة:"1متوفٌر في: ML : B1 - Manu******s المؤلفمحفوظ، محمد. ( http://cwg.bibalex.org:8000/cgi-bin/chameleon?sessionid=2009072521 291210411&skin=default&lng=ar&inst=consortium&conf=.%2fchameleon.conf&search=SCAN&function=INITRE
السؤال
&SourceScreen=INITRE
السؤال
&scant1=%d8%a8%d9%86%20%d9%85%d 8%b1%d8%a7%d8%af&scanu1=1003&elementcount=1&t1=%d9%85%d8%ad%d9%81%d9%88%d8 %b8%d8%8c%20%d9%85%d8%ad%d9%85 %d8%af.&u1=1003&pos=1&rootsearch=SCAN&beginsrch=1) العنوانتفسير مفردات الانطاكى باللهجة التونسية / محمد محفوظ؛ راجعه وعلق عليه ابراهيم ابن مراد. ( http://cwg.bibalex.org:8000/cgi-bin/chameleon?sessionid=2009072521 291210411&skin=default&lng=ar&inst=consortium&conf=.%2fchameleon.conf&search=SCAN&function=INITRE
السؤال
&SourceScreen=INITRE
السؤال
&scant1=%d8%a8%d9%86%20%d9%85%d 8%b1%d8%a7%d8%af&scanu1=1003&elementcount=1&t1=%d8%aa%d9%81%d8%b3%d9%8a%d8 %b1%20%d9%85%d9%81%d8%b1%d8%af %d8%a7%d8%aa%20%d8%a7%d9%84%d8 %a7%d9%86%d8%b7%d8%a7%d9%83%d9 %89%20%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%84 %d9%87%d8%ac%d8%a9%20%d8%a7%d9 %84%d8%aa%d9%88%d9%86%d8%b3%d9 %8a%d8%a9%20%2f%20%20%d9%85%d8 %ad%d9%85%d8%af%20%d9%85%d8%ad %d9%81%d9%88%d8%b8%20%d8%9b%20 %d8%b1%d8%a7%d8%ac%d8%b9%d9%87 %20%d9%88%d8%b9%d9%84%d9%82%20 %d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%87%20%d8 %a7%d8%a8%d8%b1%d8%a7%d9%87%d9 %8a%d9%85%20%d8%a7%d8%a8%d9%86 %20%d9%85%d8%b1%d8%a7%d8%af.&u1=4&pos=1&rootsearch=SCAN&beginsrch=1) الناشربيروت: دار الغرب الاسلامى، 1996. ( http://cwg.bibalex.org:8000/cgi-bin/chameleon?sessionid=2009072521 291210411&skin=default&lng=ar&inst=consortium&conf=.%2fchameleon.conf&search=SCAN&function=INITRE
السؤال
&SourceScreen=INITRE
السؤال
&scant1=%d8%a8%d9%86%20%d9%85%d 8%b1%d8%a7%d8%af&scanu1=1003&elementcount=1&t1=%20%d8%af%d8%a7%d8%b1%20%d8 %a7%d9%84%d8%ba%d8%b1%d8%a8%20 %d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b3%d9%84 %d8%a7%d9%85%d9%89%d8%8c&u1=2009&pos=1&rootsearch=SCAN&beginsrch=1) رقم الأستدعاء615.1 M2148 (http://cwg.bibalex.org:8000/cgi-bin/chameleon?sessionid=2009072521 291210411&skin=default&lng=ar&inst=consortium&conf=.%2fchameleon.conf&search=SCAN&function=INITRE
السؤال
&SourceScreen=INITRE
السؤال
&scant1=%d8%a8%d9%86%20%d9%85%d 8%b1%d8%a7%d8%af&scanu1=1003&elementcount=1&t1=615.1&u1=20&pos=1&rootsearch=SCAN&beginsrch=1) 245 ص.؛ 20 سم. "
فالرجاء من إخوتنا تعميم الفائدة(/)
ما منعك ألا تسجد؟
ـ[أبو الإمام الأثري]ــــــــ[17 - Jun-2009, صباحاً 12:55]ـ
إخواني
ورد لي خاطر في معنى هذه الآية في سورة الأعراف (ما منعك ألا تسجد إذ أمرتُك)
تعلمون أنه في سورة ص توجد آية أخرى فيها (ما منعك أن تسجد)
بعض العلماء قالو عن آية الأعراف أن (لا) زائدة
و البعض الآخر لا يرتضي القول بوجود حرف زائد في القرآن و منهم الشيخ الشعراوي رحمه الله فقال كلاما للتوفيق بين الآيتين ملخصه (في سورة ص ما منعك أن تسجد أي ما الذي حجزك و صدك عن السجود، و في الأعراف ما منعك ألا تسجد أي ما الذي أعطاك المنعة و القوة لكي لا تسجد)
ولي رأي آخر لا أعرف إن كان قال به أحد من المفسرين أم لا و هو
ما منعك .... (و قفنا)
أين متعلق الفعل (منعك)
محذوف دل عليه ما قبله و المعنى: ما منعك من السجود
ثم قال له الحق جل و علا:
ألا تسجد إذ أمرتك؟ (حض على السجود) كما قال هدهد سليمان: ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السماوات و الأرض ... الآية)
و الله تعالى أعلى و أعلم
أرجو من الإخوة المشاركة حتى نستفيد منهم
ـ[حسن ابو عدي]ــــــــ[17 - Jun-2009, صباحاً 02:13]ـ
بارك الله فيك اخي على هذا الطرح الطيب وهذه إضافة بسيطة من تفسير ابن كثير
قال بعض النحاة في توجيه قوله تعالى " ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك" لا هنا زائدة وقال بعضهم زيدت لتأكيد الجحد كقول الشاعر: ما إن رأيت ولا سمعت بمثله. فأدخل" أن " وهي للنفي على ما النافية لتأكيد النفي قالوا وكذا هنا " ما منعك ألا تسجد " مع تقدم قوله " لم يكن من الساجدين " حكاهما ابن جرير وردهما واختار أن منعك مضمن معنى فعل آخر تقديره ما أحرجك وألزمك واضطرك ألا تسجد إذ أمرتك ونحو هذا. وهذا القول قوي حسن والله أعلم
وهذا قول آخر
زيادة (لا) عند قوله تعالى في قصة خلق سيدنا آدم عليه السلام في سورة الأعراف " قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (12) "
ولكنه لم يُثبتها في سورة (ص): " قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) ".
إن السؤال في سورة (ص) عن المانع لإبليس من السجود .. أي: لماذا لم تسجد؟ هل كنت متكبراً أم متعالياً؟ (ذكرت الآية الكريمة سببان قد يكونان مانعين للسجود: الاستكبار والاستعلاء)
أما السؤال في سورة الأعراف فإنه عن شيء آخر .. ويكون معنى السؤال: ما الذي دعاك إلى ألا تسجد؟
والدليل على ذلك وجود (لا) النافية في الآية التي تدل على وجود فعل محذوف تقديره: أَلجأك، أحوَجَك ..
فالسؤال هنا عن الدافع له لعدم السجود، وليس عن المانع له من السجود.
والجمع بينهما أن السؤال جاء على مرحليتين:
الأولى: السبب المانع من السجود .. وامتناع إبليس عن السجود قاده إلى عدم السجود.
الثانية: السؤال عن السبب الحامل له على عدم السجود بعد أن أمره بذلك.
والحكمة من السؤال الثاني هو أنه من الممكن عقلا أن يكون هنالك سببان: سبب يمنع عن فعل شيء، وسبب يحمل على ترك شيء.
فقولك لأحدهم: لماذا لم تفعل كذا؟ يختلف عن سؤالك للآخر: ما الذي حملك على ترك كذا؟
أنظر: تفسير الطبري 8/ 97 والتحرير والتنوير لابن عاشور 8/ 40.
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[17 - Jun-2009, صباحاً 10:22]ـ
إخواني
ورد لي خاطر في معنى هذه الآية في سورة الأعراف (ما منعك ألا تسجد إذ أمرتُك)
تعلمون أنه في سورة ص توجد آية أخرى فيها (ما منعك أن تسجد)
بعض العلماء قالو عن آية الأعراف أن (لا) زائدة
و البعض الآخر لا يرتضي القول بوجود حرف زائد في القرآن و منهم الشيخ الشعراوي رحمه الله فقال كلاما للتوفيق بين الآيتين ملخصه (في سورة ص ما منعك أن تسجد أي ما الذي حجزك و صدك عن السجود، و في الأعراف ما منعك ألا تسجد أي ما الذي أعطاك المنعة و القوة لكي لا تسجد)
ولي رأي آخر لا أعرف إن كان قال به أحد من المفسرين أم لا و هو
ما منعك .... (و قفنا)
أين متعلق الفعل (منعك)
محذوف دل عليه ما قبله و المعنى: ما منعك من السجود
ثم قال له الحق جل و علا:
ألا تسجد إذ أمرتك؟ (حض على السجود) كما قال هدهد سليمان: ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السماوات و الأرض ... الآية)
و الله تعالى أعلى و أعلم
أرجو من الإخوة المشاركة حتى نستفيد منهم
جزى الله خيراً أخانا الكريم،
قد يستقيم تخريجك للآية من الناحية اللغوية لو أن "ألاّ" في آية سورة الأعراف قرئت بالتخفيف فتكون حرف تنبيه كالتي في سورة النمل على قراءة من قرأ بالتخفيف. فحينئذ يصبح التقرير ما منعك؟ (سكوت) ألا تسجد إذ أمرتك؟ كما تفضلت به. ولكن القراءة لاتساعد على ما ذهبت إليه إذ قرئت "ألاّ" مثقلة.
هذا ما ظهر لي والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[17 - Jun-2009, مساء 12:36]ـ
جزى الله خيراً أخانا الكريم،
قد يستقيم تخريجك للآية من الناحية اللغوية لو أن "ألاّ" في آية سورة الأعراف قرئت بالتخفيف فتكون حرف تنبيه كالتي في سورة النمل على قراءة من قرأ بالتخفيف. فحينئذ يصبح التقرير ما منعك؟ (سكوت) ألا تسجد إذ أمرتك؟ كما تفضلت به. ولكن القراءة لاتساعد على ما ذهبت إليه إذ قرئت "ألاّ" مثقلة.
هذا ما ظهر لي والله أعلم.
عفواً .. أقصد حرف عرض وتحضيض. كقوله تعالى " ألا تقاتلون قوماً نكثوا أًيمانهم"
ـ[أبو الإمام الأثري]ــــــــ[22 - Jun-2009, صباحاً 01:22]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم
غابت عني هذه الجزئية و هي أن القراءة بالتخفيف هي التي تدل على الحض و ليس القراءة بالتشديد(/)
هل للمدارس أصل في الدين .. ؟؟؟؟
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[17 - Jun-2009, مساء 05:35]ـ
المدارس التي يتلقى ابناؤنا التعليم فيها .. هل لها اصل في الدين أم أنها بدعة غربية جلبناها كما جلبنا غيرها لبلادنا ... ؟؟؟؟
يعني بمعنى هل مدارسنا تشبه مدارس امريكا واوربا واليابان .. ؟؟؟؟
وهل يدرسون كما ندرس ثمانية عشر فصلا دراسيا ولديهم اختبارات تستمر لمدة اسبوعين وهكذا ... ؟؟؟؟
هل ماهو معمول به الآن في مدارسنا هو مايجري الآن في بلاد الغرب .. ؟؟؟؟
أنتظر الاجابة بفارغ الصبر .. ؟؟؟
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[17 - Jun-2009, مساء 06:07]ـ
السؤال الصحيح أن يقال:
هل في الشرع دليل على حرمة المدارس؟
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[17 - Jun-2009, مساء 06:17]ـ
هل نستطيع أن نقول بملء أفواهنا أن هذه المدرسة خدعة إبليسية لإخراج التعليم من المساجد، وربطها بالشهادات الدنيوية لإملاءات شيطانية ايضا ... ؟؟؟
كان التعليم قديما في المساجد، وتم نقله قسريا إلى هذه المسماة "المدارس" وأُجلس الأبناء على الكراسي بعد أن كان يظلهم الرداء الواحد، ورُبط علمهم بالشهادات ... ألا يكفي أنني أحمل شهادة أن لااله الا الله ... ؟؟؟؟
ـ[خلوصي]ــــــــ[17 - Jun-2009, مساء 09:22]ـ
السؤال الصحيح أن يقال:
هل في الشرع دليل على حرمة المدارس؟
أستاذي الفاضل:
الأستاذ صالح يقصد محاورة من يبدّع الكيفيات التي لم يرد بها نص و هي أوسع و أغزر من أن تحصر ... كترتيبهم الخروج للدعوة على أيام محددة و ما إلى ذلك ... هذا فهمي له!
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[17 - Jun-2009, مساء 11:28]ـ
هل نستطيع أن نقول بملء أفواهنا أن هذه المدرسة خدعة إبليسية لإخراج التعليم من المساجد، وربطها بالشهادات الدنيوية لإملاءات شيطانية ايضا ... ؟؟؟
كان التعليم قديما في المساجد، وتم نقله قسريا إلى هذه المسماة "المدارس" وأُجلس الأبناء على الكراسي بعد أن كان يظلهم الرداء الواحد، ورُبط علمهم بالشهادات ... ألا يكفي أنني أحمل شهادة أن لااله الا الله ... ؟؟؟؟
يا أخي المبارك (صالح) بالله عليك أي مسجد هذا الذي سيستوعب (1000) طالب تقريبا بكادر التعليم معهم أيضا؟!!
الأمور المستجدة أخي العزيز اللجوء إلى حلول مستحدثة لها أمر طبيعي ما دام لا يخالف الدين وهو قائم على أسسه.
فليس صحيح رحمك الله تصورك هذا للمسألة، بل إنه من الضرر بالمسجد، بل حتى والتشويش على عباد الله فيه أن نجعل تعليمنا بهذا العدد الهائل فيه.
ثم أخي حتى قديما كان هناك مدارس خارج المساجد، وهي ما يعرف (بالكتاب) رعاك الله. فلا أجد وجها مناسبا لطرحك هذا أخي، ولا يهمني مشابهته للغرب أو مخالفته، مادمت أعلم أبنائي العلم النافع الجيد الذي يبني مستقبلهم ويرضي ربهم.
هون عليك فالأمر أسهل أسهل أسهل مما جال في صدرك.
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[18 - Jun-2009, صباحاً 12:26]ـ
نعمت - والله - هذه البدعة التي أخرجت لنا الأطباء و المهندسين ..
و ما زالت المساجد عامرة بطلبة العلم الشرعي ..
كبروا عقولكم .. ديننا ليس قبيحا! ولكن البعض يسعى لتقبيحه!
أخونا صالح:
هل أنت معتقد لبدعية المدارس؟
فترى أن الأمة كلها آثمة من قرون! سوى أشخاص لا يُشكلون نسبة من بين الأمة لم يتعلموا .. و لو حصل لهم لتعلموا في المدارس؟
أم أنَّك لديك رسالة أخرى تريد إيصالها؟
ـ[الورقات]ــــــــ[18 - Jun-2009, صباحاً 12:35]ـ
هون عليك فالأمر أسهل أسهل أسهل مما جال في صدرك.
إي نعم .. هون عليك، فالأمر أسهل.
ثم يا أخي البدع إنما هي في أمور الدين وليست في أمور الدنيا .. هذا أمرٌ معلوم،
فلا أرى وجهاً لهذا الكلام الذي ذكرتَ .. مالم تكن تقصد المدارس " الأجنبية " فهذه نعم، استوردت من الخارج ولها اهداف وأغراض سيئة للإضرار بالمسلمين وعقيدتهم وصرفهم عن دينهم وإدخال أفكار أجنبية مستوردة ساقطة على أبناء المسلمين!، وهي فعل الاستعمار .. وراجع إن أردت الاستزادة في شأن هذه المدارس وحكمها كتاب الشيخ بكر أبو زيد " المدارس العالمية الأجنبية الاستعمارية ".
ـ[حارث البديع]ــــــــ[18 - Jun-2009, صباحاً 12:48]ـ
لم أفهم الثمرة من السؤال
فهل من توضيح
إن كانت الإجابة بنعم اى مدارسنا تشبههم او لا
فما الثمرة؟
بورك فيك
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[18 - Jun-2009, صباحاً 01:11]ـ
أظن الأخَ صالحا يستشكل ولا يقرر والله أعلم
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[18 - Jun-2009, صباحاً 01:45]ـ
حتى استشكاله مشرفنا الفاضل فيه استشكال!
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[18 - Jun-2009, صباحاً 01:54]ـ
لا باس أخي الكريم
الاستشكال علم مستقل كما قال الشهاب القرافي رحمه الله
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[18 - Jun-2009, صباحاً 02:00]ـ
هل نستطيع أن نقول بملء أفواهنا أن هذه المدرسة خدعة إبليسية لإخراج التعليم من المساجد، وربطها بالشهادات الدنيوية لإملاءات شيطانية ايضا ... ؟؟؟
كان التعليم قديما في المساجد، وتم نقله قسريا إلى هذه المسماة "المدارس" وأُجلس الأبناء على الكراسي بعد أن كان يظلهم الرداء الواحد، ورُبط علمهم بالشهادات ... ألا يكفي أنني أحمل شهادة أن لااله الا الله ... ؟؟؟؟
أحسن الله إليك؛ لولا هذه المدرسة التي سميتها خدعة إبليسية لما كتبت هنا في الألوكة!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[18 - Jun-2009, مساء 02:20]ـ
ألم يقل البارئ جل شأنه:" غير المغضوب عليهم ولا الضالين " ..... !!!!!!
الأعجب من هذا أن كليات الدين والجامعات الإسلامية تنهج نفس طريق الكليات والجامعات الغربية ... !!!
نفس الترتيب حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ....
كلية الفنون الجميلة بجامعة اكسفورد يدرس طلابها ثمانية عشر أسبوعا دراسيا، وكذلك كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية تدرس ثمانية عشر أسبوعاً دراسيا .... وهكذا ...
وهذا تحديدا لاترتيبا كما فهمنا من أنظمة التعليم الوضعية، ولم ينكر أحد من العلماء والمشائخ هذا النهج بل إن كثيرا منهم حصل على الماجستير والدكتوراه بنفس هذا الترتيب الزمني ....
ولقد ذكر أحدهم أعلاه أن هذا ترتيب دنيوي وليس ديني،فماهو قوله بعد معرفة لترتيب كليا الشريعة وأصول الدين أم أن نظامها دنيوي أيضا ً.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[18 - Jun-2009, مساء 07:17]ـ
النظم الإدارية لاعلاقة لها
بالقوانين الوضعية
فقد بنى عمر الفاروق1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
سجنا وهذا لم يكن معروفا
ولاعليه نصا لكنه نظاما يضبط به الأمن
وأنشئت الدواوين كلها من أجل النظام
فهل نقول أن الفاروق 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - حكم بنظام وضعي
والتشبه المذموم ماكان في تقاليدهم وعباداتهم
بين مكفر وغير مكفر
أما على سبيل الإفتراض محاكاتهم
في أشياء أثبتت نفعها
فما الدليل على تحريمها؟
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[20 - Jun-2009, مساء 02:19]ـ
ألم يقل البارئ جل شأنه:" غير المغضوب عليهم ولا الضالين " ..... !!!!!!
الأعجب من هذا أن كليات الدين والجامعات الإسلامية تنهج نفس طريق الكليات والجامعات الغربية ... !!!
نفس الترتيب حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ....
كلية الفنون الجميلة بجامعة اكسفورد يدرس طلابها ثمانية عشر أسبوعا دراسيا، وكذلك كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية تدرس ثمانية عشر أسبوعاً دراسيا .... وهكذا ...
وهذا تحديدا لاترتيبا كما فهمنا من أنظمة التعليم الوضعية، ولم ينكر أحد من العلماء والمشائخ هذا النهج بل إن كثيرا منهم حصل على الماجستير والدكتوراه بنفس هذا الترتيب الزمني ....
ولقد ذكر أحدهم أعلاه أن هذا ترتيب دنيوي وليس ديني،فماهو قوله بعد معرفة لترتيب كليا الشريعة وأصول الدين أم أن نظامها دنيوي أيضا ً.
الواجب عليك و علي و على جميع المسلمين أن نقدم الشكر الجزيل للغرب الكافر!
فقد قدموا لنا منفعة كبيرة، ما كنا لنعرفها لولا الله ثم هم .. جزاهم الله خيرًا!
أما أنها بدعة .. فهات لنا تعريفا للبدعة حتى نرى هل هي بدعة حقا أم فهم خاطئ و تعجل ...
وعلى كل حال، المجال مفتوح لك! هات نظاما أفضل مما أتى به الكفار و نحن نتبعك و نتركهم!
ـ[النورس المهاجر]ــــــــ[20 - Jun-2009, مساء 06:20]ـ
كان الله فى عونك اخى العزيز
اذا كان هذا هو الفكر النير الذى تحملة
اؤيد ما قالة أحد الاخوة
أهلا وسهلا بالبدع التى تخرج الاطباء والمهندسين
بالله عليك يا اخى العزيز هل تنكر فضل المدارس عليك وعلى غيرك
هل كنت تستطيع ان تكتب حرفا فى هذا المنتدى لو لا المدرسة
من الذى سيعالج مر ضاك
ياخى ما يضيرنا اننا ندرس نفس الاسابيع او الاشهر اذا كان هذا للتنضيم
الحكمة ضالة المؤمن انى وجدها فهو أحق بها
هل استعار الغرب عندما أخذ كتبنا وترجمها واستفاد منها
أن العقول المتحجرة هى الحجر الكؤد فى طريقنا الى الرقى
هل انتهت مشاكل الامة ولم يبقى ما يؤرقها حتى تطرح هذا الموضوع
ولكنه قصر النضر بل ربما لايوجد نضر من الاصل
اسأل الله ان ينورنا ويهدينا سبلنا
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[20 - Jun-2009, مساء 06:26]ـ
الواجب عليك و علي و على جميع المسلمين أن نقدم الشكر الجزيل للغرب الكافر!
فقد قدموا لنا منفعة كبيرة، ما كنا لنعرفها لولا الله ثم هم .. جزاهم الله خيرًا!
أما أنها بدعة .. فهات لنا تعريفا للبدعة حتى نرى هل هي بدعة حقا أم فهم خاطئ و تعجل ...
وعلى كل حال، المجال مفتوح لك! هات نظاما أفضل مما أتى به الكفار و نحن نتبعك و نتركهم!
أما شكرهم الشكر الجزيل فهذه عجيبة من عجائب الزمن ... تشكر الكافر على كفره أم على ماذا ... ؟؟؟؟؟
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[20 - Jun-2009, مساء 06:29]ـ
الواجب عليك و علي و على جميع المسلمين أن نقدم الشكر الجزيل للغرب الكافر!
فقد قدموا لنا منفعة كبيرة، ما كنا لنعرفها لولا الله ثم هم .. جزاهم الله خيرًا!
أما أنها بدعة .. فهات لنا تعريفا للبدعة حتى نرى هل هي بدعة حقا أم فهم خاطئ و تعجل ...
وعلى كل حال، المجال مفتوح لك! هات نظاما أفضل مما أتى به الكفار و نحن نتبعك و نتركهم!
أما شكرهم فهذه تحتاج إلى وقفة جادة من أهل العلم لتبيين حقيقة الولاء والبراء .... !!!!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حارث البديع]ــــــــ[20 - Jun-2009, مساء 06:32]ـ
هل أحد قال نشكر الكفار على كفرهم
ياأخي مزيدا من التدبر فقط
نحن نقول نشكر الكفار على مااسدوه من علم لنا
وهل ينكر ذلك احد
فلم لانشكرهم
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[20 - Jun-2009, مساء 06:33]ـ
كان الله فى عونك اخى العزيز
اذا كان هذا هو الفكر النير الذى تحملة
اؤيد ما قالة أحد الاخوة
أهلا وسهلا بالبدع التى تخرج الاطباء والمهندسين
بالله عليك يا اخى العزيز هل تنكر فضل المدارس عليك وعلى غيرك
هل كنت تستطيع ان تكتب حرفا فى هذا المنتدى لو لا المدرسة
من الذى سيعالج مر ضاك
ياخى ما يضيرنا اننا ندرس نفس الاسابيع او الاشهر اذا كان هذا للتنضيم
الحكمة ضالة المؤمن انى وجدها فهو أحق بها
هل استعار الغرب عندما أخذ كتبنا وترجمها واستفاد منها
أن العقول المتحجرة هى الحجر الكؤد فى طريقنا الى الرقى
هل انتهت مشاكل الامة ولم يبقى ما يؤرقها حتى تطرح هذا الموضوع
ولكنه قصر النضر بل ربما لايوجد نضر من الاصل
اسأل الله ان ينورنا ويهدينا سبلنا
هذا نتاج المدارس ...
تحملة ... !!!!!!!
للتنضيم ... !!!!!
النضر .... !!!!!
يكفينا هذا من نتاج المدارس ... !!!!!!!
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[20 - Oct-2009, مساء 09:53]ـ
ماحدث من اختلاط مؤخرا في المدارس والجامعات في بلاد الحرمين هل كان ليحدث لو كان التعليم في المسجد ... !!!!!
هاهو ثمامة بن أثال يُربط بسارية المسجد ويرى بأم عينيه معاملات ومعاشرات وأخلاق المسلمين فيُعلن إسلامه؟
أين أعمال المسجد ... ؟؟؟ أين أعمال الهداية ... ؟؟؟
هل هذه طريقة لتعليم القرآن الكريم ... ؟؟؟ المعلم واضعا رجلاً على رجل وكذلك الطلاب على الكراسي وكثير منهم يضع رجلا على الأخرى ... ؟؟؟؟ أهكذا هو تعليم القرآن الكريم ... ؟؟؟؟
من أعمال الهداية في المسجد كما كانت في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم:
الدعوة إلى الله، والتعليم والتعلم، والعبادات والذكر، والخدمة ...
ألم يُشكل أباهريرة رضي الله عنه أهل السوق للمسجد أم للمدرسة ... ؟؟؟؟
لنكن واقعيين ياأفاضل، ونحاول إيجاد مخرج لماوصل إليه حال الأمة من تخبط ...
لافتة: الأخ الذي ذكر في أعلاه أنه لولا المدارس لما كتبت هنا ... أقول لك: لو كان تعليمي في المسجد أيضا كنت سأكتب هنا ...
ولو افترضنا جدلا أن لهذه المدارس شأن يُذكر أليست تقليدا للغرب الكافر ... ؟؟؟
بعد كل هذا نأتي وننكر على من له اصل في الدين من دعوة الناس والتجوال في مناطق العالم، ولاننكر على أشياءنا القريبة منّا كهذه المدارس وغيرها ....
هل كان في مكة المكرمة مدرسة محمد للتربية والتعليم ... ؟؟؟؟
كان تعليم وتربية الصحابة في دار الأرقم بن أبي الأرقم، ثم بعد الهجرة بدأت أعمال المسجد ...
لماذا لانحيي في الأمة أعمال المسجد ... ؟؟؟
لنبدأ ونخوض غمار التجربة، لعلنا نخرج من هذا النفق المظلم الذي تعيشه الأمة الآن ...
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[22 - Oct-2009, مساء 08:03]ـ
كان تعليم وتربية الصحابة في دار الأرقم بن أبي الأرقم، ثم بعد الهجرة بدأت أعمال المسجد
لقد رددت على نفسك
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[22 - Oct-2009, مساء 08:57]ـ
أولاً:
مكان التعليم ليست مشكلة , سواء كان في المسجد أو في غيره. (والله أعلم)
ثانياً:
التعليم فيما قبل المرحلة الجامعية (12 سنة) وبكل صراحة واقعه مؤبم جداً , طبعاً من عدة نواحي , ومنها:
* المناهج الدراسية:
(والتي تقحم السياسة نفسها فيها بغير حق)!!! , تكلم عن هذا الأمر كثير من أهل العلم.
(لن يدرس الطالب ما يحب أو ما يفيد , سيدرس ما يحب وما لا يحب , ما يفيد وما لا يفيد).
(أين التأصيل الشرعي التربوي والعلمي والأخلاقي , والتي تهم واقع شباب الأمة!!).
(باختصار: أين الإهتمام بالأمرين الذين ما إن تمسكنا بهما لن نضل أبداً؟!!!!!!!)
..
..
* وضع الطلاب:
(قد يندر أن تجد طالباً يدرس بفكرة طالب علم , طبعاً حين تسأل الطالب -لماذا تدرس- تجد الإجابة التي لا تسر).
..
..
ثالثاً:
وأخيراً (لا بد من إعادة النظر في واقع مدارسنا من جميع النواحي , وإعادة مسارها وانحرافها إلى ما فيه صلاحنا وصلاح أبنائنا وأولادنا).
والله المستعان ..
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[22 - Oct-2009, مساء 09:39]ـ
زوجها يرى عدم إرسال أولاده إلى المدارس لفسادها
(يُتْبَعُ)
(/)
السؤال: أنا في اختلاف دائماً مع زوجي، وسبب ذلك: أنه لا يريد ترك الأولاد يذهبون إلى المدارس , ويقول: إن المدارس تفسد تربية الأولاد، فما رأي حضرتكم من ناحية الدين؟
الجواب:
الحمد لله
أولاً:
الأولاد نعمة عظيمة مِن نعَم الله تعالى على عباده , وهي أمانة في عنق العبد يُسأل عنها يوم القيامة، كما جاء في الحديث عن ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا) رواه البخاري (853) ومسلم (1829).
ومن الواجب على الأب أن يحفظ أولاده من كل مكروه، مادي، أو معنوي , وأولى ما يجب حفظه هو دينهم، واستقامتهم.
ثانياً:
الأصل في المسلم أن يوازن بين حسنات الشيء وسيئاته، ويقارن بين السلبيات والإيجابيات، ويغلب الجانب الأرجح.
ولا شك أن المدارس لها سلبياتها، وإيجابياتها، فالمدارس لها تأثير إيجابي، وسلبي، في تربية الأولاد، وتنشئتهم، ويشكوا كثير من الآباء والأمهات من سلبيات المدارس , وهذا واقع تعيشه أغلب الأسر الملتزمة , ولكن يستطيع المسلم أن يتغلب على تلك السلبيات بأمور عدة:
أ. الاستعانة بالله سبحانه وتعالى في حفظهم بالدعاء، والتضرع إليه، والدعاء سلاح عظيم في حفظ الأولاد، وقد ذكر الله من دعاء الصالحين: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) الفرقان/ 74.
مع توضيح أن صلاح الوالدين له دور كبير في صلاح الأولاد، كما قال تعالى: (وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنز لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ) الكهف/ 82.
قال ابن رجب رحمه الله:
"وقد يحفظُ الله العبدَ بصلاحه بعدَ موته في ذريَّته، كما قيل في قوله تعالى: (وَكَانَ أَبُوْهُمُا صَالِحاً): أنَّهما حُفِظا بصلاح أبيهما" انتهى.
"جامع العلوم والحِكَم" (ص 186).
ب. أن يكون للوالدين دور في نشأة الأولاد، وتربيتهم , وعدم الاقتصار على دور المدرسة، فواجبٌ على الأب أن يصطحب أولاده إلى المسجد، ويبعث بهم إلى حلقات تحفيظ القرآن، ودروس العلم , وأن يغرس فيهم حب الدين، وهكذا الحال أيضاً بالنسبة للأم في بيتها مع بناتها.
ج. أن يراقب الأولادَ مراقبة حثيثة، ويتابعهم متابعة متواصلة في المدرسة، مع المعلمين , ومع الطلبة، مع النصح والتوجيه لأولاده بالرفق، واللين، ويجمع بين الترغيب والترهيب.
د. الاستعاضة عن المدارس الحكومية بالمدارس الإسلامية التي تهتم بالجانب الديني للطلبة , وأن يختار لذلك الأفضل، والأحسن , وهي كثيرة - والحمد لله -، وفي أغلب البلاد , فإن كان الأب لا يقدر ماديّاً على دفع رسوم تلك المدارس: فيمكنه البحث عن المدرسة الأحسن، والأفضل من المدارس العامة، بالسؤال، والاستشارة.
هـ. الحرص على أن يكون للوالدين دور في اختيار الصحبة الصالحة في المدرسة، وفي الحي، وذلك بأن يكونوا – مثلاً - من زملاء المسجد، أو حلقة تحفيظ القرآن، أو الأقرباء الذين يوثق بهم.
و. أن يحرص الوالدان أن لا يكون هناك فجوة بينهم وبين أولادهم، بحيث لو حصلت مشكلة مثلاً: سارع الأولاد إلى الوالدين لعرضها عليهم , وهذا معلوم بالتجربة.
والشاهد: أن مِن أعظم المسؤولية هي مسؤولية الأولاد، وقد قال ابن القيم رحمه الله: " فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه، وتركه سدى: فقد أساء إليه غاية الإساءة، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء، وإهمالهم لهم , وترك تعليمهم فرائض الدين، وسننه، فأضاعوهم صغاراً" انتهى.
"تحفة المودود" (ص 229).
ثم بعد ذلك نبين أنه لو اضطر إنسان لإخراج أولاده من المدارس: فالأصل أن يجد لهم بديلاً مناسباً عن تلك المدارس لئلا يضيع أمرهم إلى لا شيء، وخاصة أننا وجدنا من تورع عن المدارس فهجرها: ضاع أولاده ما بين التلفاز، والشارع، وغرقوا في الجهل، وأكثروا من اللعب، فلم يصنع شيئاً، بل قد أثم بإيقاع الضرر عليهم.
ولذلك، فإن النصيحة للأب أن لا يمنع أولاده من دخول المدارس النظامية، وعليه أن يعمل على علاج سلبياتها، بقدر ما يستطيع.
والنصيحة للأخت أن تستعين بالله، وأن تلجأ إليه بالدعاء , وأن تحاور زوجها , وتناقشه، باللين، والحجة، والبيان , وأن تستعين بأولي العقل والصلاح من أهلها، أو أهله , والله هو الله المأمول أن يحفظنا، وإياكم، وذريتنا من كل سوء، وشر.
والله أعلم
الإسلام سؤال , وجواب فتوى رقم ( http://www.islam-qa.com/ar/ref/132214)132214 , الرابط هنا ( http://www.islam-qa.com/ar/ref/132214)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مصعب الزهراني]ــــــــ[22 - Oct-2009, مساء 10:28]ـ
الحل بسيط بارك الله فيك
نغير إسم المدارس إلى كتاتيب ونبني لها منارة وتكون الدراسة أسبوعين في العام حتى نخالف الغرب الكافر
ولامانع من استخدام الفلكة لإضفاء شيء من المحلية على الجو الدراسي عفوا الكتاتيبي
عفواَ على الممازحة
لكن لو طبقت هذا الأمر على كثير من أمور حياتك لكنت الآن في خيمة
تعليم أطفال المسلمين في المدارس في الدول الغربية
السؤال: سمعنا أنه يحرم تعليم أطفال المسلمين في مدارس الكفار، أتكلم عن الأطفال الذين يعيشون في أوروبا وأمريكا (دار الكفر) للمعلومية يوجد مدارس للمسلمين ولكن جميعها خاصة وأقساطها غالية جداً، فما هو الحل بالنسبة للشخص الذي لا يستطيع أن يدفع أقساط لولده في مدارس المسلمين؟ أرجو أن تجيب على هذا السؤال لأن هذه أصبحت مشكلة عظمى يعاني منها الكثير من المسلمين الذين يهتمون بتدريس أبنائهم.
الجواب:
الحمد لله
إذا ترتب على دراستهم في مدارس الكفار مفسدة كالخوف عليهم من الانحلال واعتناق دين النصارى والزهد في دين المسلمين وتعظيم الكفار واحترامهم، واحتقار أهل الإسلام وعلومهم ونحو ذلك من الأخطاء، فنقول: يحرم تدريسهم في تلك المدارس الكفرية، وبقاؤهم على طبيعة آبائهم أولى من تدريسهم ما يصير سبباً في خروجهم من دين الإسلام، أم إذا لاحظهم أولياء أمورهم وربّوهم على الإسلام ودرسوهم بمدارس الكفار قدر ما يتعلمون به اللغة الأجنبية وما يتعلمون به الكتابة والقراءة والحساب ونحوه، فإن هذا جائز ولكن على أولياء أمورهم أن يلاحظوهم كل يوم أو كل أسبوع، ويتفقدوا معلوماتهم ويحذروهم من العقائد السيئة وينبهوهم على الكلمات الخاطئة، ويحذرونهم من الانخداع بدعاية الكفار حتى يكونوا سالمين من العقائد السيئة والملل الكفرية، وكل هذا خاص بمن يعجز عن دفع الأقساط في مدارس المسلمين.
والله أعلم
فضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين رحمه الله.
http://www.islam-qa.com/ar/ref/129896 (http://www.islam-qa.com/ar/cat/148)
هذا في الغرب فما بالك بالوطن
" التشبه بأهل الكتاب وغيرهم في الأمور الدنيوية لا يباح إلا بشروط
1 - أن لا يكون هذا من تقاليدهم وشعارهم التي يميّزون بها.
2 - أن لا يكون ذلك الأمر من شرعهم ويثبت ذلك أنه من شرعهم بنقل موثوق به، مثل أن يخبرنا الله تعالى في كتابه أو على لسان رسوله أو بنقل متواتر مثل سجدة التحية الجائزة في الأمم السابقة.
3 - أن لا يكون في شرعنا بيان خاص لذلك، فأما إذا كان فيه بيان خاص بالموافقة أو المخالفة استغنى عن ذلك بما جاء في شرعنا.
4 - أن لا تؤدي هذه الموافقة إلى مخالفة أمر من أمور الشريعة.
5 - أن لا تكون الموافقة في أعيادهم.
6 - أن تكون الموافقة بحسب الحاجة المطلوبة ولا تزيد عنها."
انظر كتاب السنن والآثار في النهي عن التشبه بالكفار لسهيل حسن ص 58 - 59.
http://www.islam-qa.com/ar/ref/21694
هل ينطبق أي شرط من هذه على ما تقول
في النهاية كنت سأسلك سؤالاً أخي الكريم وهو
هل طرح أحد من العلماء الكبار في زماننا هذا نفس الإشكال الذي طرحته؟
بمعنى
هل أنكر علمائنا المدارس واعتبروها بدعة وحيلة إبليسية
ثم انتبهت أنك أجبت بشكل أو بآخر عن هذا السؤال عندما قلت:
"ولم ينكر أحد من العلماء والمشائخ هذا النهج بل إن كثيرا منهم حصل على الماجستير والدكتوراه بنفس هذا الترتيب الزمني .... "
بالإضافة أنني وجدت أن الشيخ بن باز رحمه الله شجع على الالتحاق بالمدارس النظامية بل وطالب الدولة ببناء مدرسة خاصة في الدلم:
وهنا أنقل
"ولم يكتف- حفظه الله- بالدروس التي يلقيها في الجامع الكبير أو في بيته بل كان حريصا على نشر العلم بطرق كثيرة وخاصة بعد انتشار المدارس النظامية الحكومية، فطلب من ولي العهد آنذاك الأمير سعود بن عبد العزيز (الملك سعود فيما بعد) - رحمه الله- حيث كان مشرفا على التعليم خلال مقابلته له في مكة في موسم الحج لعام 1367 هـ افتتاح مدرسة ابتدائية في الدلم فصدر الأمر لمدير المعارف آنذاك الشيخ محمد بن مانع- رحمه الله- بافتتاح مدرسة ابتدائية في الدلم، فتم افتتاحها في عام 1368 هـ وسميت المدرسة السعودية الابتدائية (ابن عباس حاليا).
وقد أوكل الإشراف عليها لسماحته يرشح لها المدير والمدرسين الأكفاء، وأخذ الشيخ يحض الناس ويشجعهم على إلحاق أبنائهم في تلك المدرسة حرصا منه على تعليم الناس الخير وانتشار العلم ومحو الأمية والجهل. ولحرصه على المدرسة كان يفقد أحوالها ويسأل عن أوضاعها ويشجع القائمين عليها ويحثهم على بذل المزيد من العطاء.
ويحرص دائما- حفظه الله- على تجديد الجو العلمي لطلابه باهتمامه بالتربية الجسدية، لذا فعندما دعاه مدير ومدرسو المدرسة السعودية (ابن عباس حاليا) وهم بعض طلابه في الحلقات في الجامع للخروج معهم في رحلة إلى البر في إحدى الرياض المزدهرة طلب منهم البقاء في البر إلى الغد على حسابه ثم دعا وجهاء البلد والمسئولين فيه فخرجوا واندمجوا مع بعض في رياضات متعددة إلى جانب الدروس العلمية التي يلقيها الشيخ عليهم." انتهى
http://www.binbaz.org.sa/mat/21300
أنا أعتقد والله أعلم أننا لوطبقنا النظام التعليمي الغربي بحذافيره (لا أتحدث هنا عن المحتوى) وكان المدرسون والقائمون عليها بأمانة بعض الكفار لخرجنا من النفق المظلم الذي تتحدث عنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حارث البديع]ــــــــ[23 - Oct-2009, صباحاً 12:48]ـ
الذين ينقمون على المدارس لهم حقٌ في بعض ما يقولون
الا ان مجرّد التشكي لا يجدي في حقيقة الامر شيئاً
وهنا رؤوس اقلام تسهم في ادراك المشكلة ولو بشكل جزئي وهي في نظري:
1 - من الصعب ان لم يكن مستحيلاً ان نأمر الناس بهجران المدارس
ليس ذلك لأنه منوط بقضايا المعيشة فحسب
بل لانها تناط كذلك بالمصالح الشرعية.
2 - عند الحكم على المدارس من المستحيل ان نصدرَ حكما واحدا
ولايخفى هذا على من تأمل.
3 - الحل ,نعم في بعض المدارس او كثيرها بعض السلبيات
وتلك لم تنشأ من فراغ وهؤلاء المعلمين او الموجهين هم
نتاج تربية ابائهم وامهاتهم في البيوت
اذا فلنبدأ ثورة الإصلاحِ من البيت
(وكلم راع وكلكم مسؤلٌ عن رعيته).(/)
(سلوك مسلك الأدب خير من امتثال الأمر)
ـ[العطاب]ــــــــ[17 - Jun-2009, مساء 06:14]ـ
و المراد بالأمر ما ليس حتما .. أي ليس واجبا
وإليك الدليل من السنة
((عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب إلى بني عمرو بن عوف ليصلح بينهم وحانت الصلاة فجاء المؤذن إلى أبي بكر رضي الله عنه فقال أتصلي بالناس فأقيم قال نعم فصلى أبو بكر فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس في الصلاة فتخلص حتى وقف في الصف فصفق الناس وكان أبو بكر لا يلتفت في الصلاة فلما أكثر الناس التصفيق التفت فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن امكث مكانك فرفع أبو بكر يديه فحمد الله على ما أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك ثم استأخر أبو بكر حتى استوى في الصف وتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما انصرف قال يا أبا بكر ما منعك أن تثبت إذ أمرتك قال أبو بكر ما كان لابن أبي قحافة أن يصلي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لي رأيتكم أكثرتم من التصفيح من نابه شيء في صلاته فليسبح فإنه إذا سبح التفت إليه وإنما التصفيح للنساء)) أخرجه البخاري ومسلم.(/)
الإمام ابن حزم وفائدة في نطق كلمة التوحيد؟؟
ـ[العطاب]ــــــــ[17 - Jun-2009, مساء 06:40]ـ
مما علق في ذاكرتي مما قرأته من تراث هذا الإمام الحبر
مسألة تنم عن شفوف فقه في ذكر الله ...
فقال إن النطق بكلمة التوحيد لا يحتاج إلى تحريك الشفتين-أو كما قال-
وبالفعل كما قال الإمام
وجرب النطق بكلمة التوحيد تجد أن شفتيك لا تتحرك
فتعجبت من ذلك ومن شفوف فقه الإمام الحبر-رحمه الله-
فألبس الله هاتيك العظام وإن بليت
تحت الثرى عفوا وغفرانا
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[18 - Jun-2009, مساء 07:51]ـ
أحسن الله إليك و غفر الله لنا و للإمام أبي محمد بن حزم.
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[18 - Jun-2009, مساء 10:25]ـ
أحسن الله إليكم وغفر للإمام ابن حزم ...
ـ[العطاب]ــــــــ[22 - Jun-2009, مساء 12:02]ـ
بارك الله فيكم جميعا(/)
سلسلة "صلوا كما رأيتموني أصلي" -صوتية- / الشيخ وضاح الشعبي
ـ[حفيدة عائشة]ــــــــ[17 - Jun-2009, مساء 11:14]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
غلاف السلسلة
http://www.deemuae.com/vb/uploaded/134_01245182062.jpg
قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى:
"إنما حظهم من الإسلام على قدر حظهم من الصلاة، ورغبتهم في الإسلام على قدر رغبتهم في الصلاة، فاعرف نفسك يا عبد الله!! واحذر أن تلقى الله عز وجل ولا قدْرَ للإسلام عندك؛ فإن قدر الإسلام في قلبك كقدر الصلاة في قلبك" [طبقات الحنابلة: 1/ 354]
هذه سلسلة دروس ((صلوا كما رأيتموني أصلي)) رواه البخاري
لفضيلة الشيخ وضاح بن سعيد الشعبي حفظه الله
يبيّن فيها صفة صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم .. بشرحٍ مفصلٍ ودقيق كأنك تراه أمامك
الجزء الأول
http://www.salafishare.com/29HSV647BLVT/2EFJ1XF.rar
الجزء الثاني
http://www.salafishare.com/29OEJ4DU1FBF/7A008ZX.rar
الجزء الثالث
http://www.salafishare.com/29EORJI1PRTK/ME5W4XT.rar
الجزء الرابع
http://www.salafishare.com/29P1
السؤال
5UXS723/VENG2V0.rar
الجزء الخامس
http://www.salafishare.com/29KS4B76T
السؤال
96/V5OI9XF.rar
الجزء السادس
http://www.salafishare.com/2996HUE9C336/21NHBT5.rar
الجزء السابع
http://www.salafishare.com/29XYJES07AL5/W87KRW5.rar
الجزء الثامن
http://www.salafishare.com/2957BGL1M5HG/4U62DF7.rar
أختكم / حفيدة عائشة(/)
بشرى لأهل الكويت:: دورة العلامة الغنيمان
ـ[الورقات]ــــــــ[18 - Jun-2009, صباحاً 12:57]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
دورة العلامة محمد بن صالح العثيمين العلمية الثامنة
والتي ستقام في الفترة:
من السبت 4 - 7 - 1430هـ / الموافق 27 - 6 - 2009م
إلى الأثنين 13 - 7 - 1430هـ / الموافق 6 - 7 - 2009م
في مسجد فهد الزبن بمنطقة بيان، قطعة 8
محاضرة الافتتاح: " سبيل المؤمنين " يوم الجمعة 3 - 7 - 1430هـ الموافق 26 - 6 - 2009م
بعد صلاة المغرب
للشيخ العلامة عبدالله بن محمد الغنيمان
والشيخ الكريم عثمان بن محمد الخميس
الفجر: كتاب أصول الإيمان للشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله
للشيخ عبدالله الغنيمان
العصر: كتاب عمدة الفقة لابن قدامة رحمه الله
(من كتاب الوصايا إلى نهاية كتاب العتق)
للشيخ عثمان الخميس
العصر أيضا: كتاب الفتوى الحموية لابن تيمية رحمه الله
للشيخ عبدالله الغنيمان
المغرب: كتاب الفتوى الحموية لابن تيمية رحمه الله
للشيخ الغنيمان
وفق الله الجميع لطاعته
ـ[الورقات]ــــــــ[28 - Jun-2009, صباحاً 12:03]ـ
يُرفع
ـ[ابو نصار]ــــــــ[29 - Jun-2009, صباحاً 01:58]ـ
بشرك الله بالجنة. .
ـ[الورقات]ــــــــ[20 - Aug-2009, صباحاً 11:41]ـ
وإياك
للفائدة: دروس الدورة تجدها كلها على هذا الرابط
http://www.alothymeen.com/index.php?option=com_content&view=article&id=50:2009-06-29-07-44-48&catid=15:2009-06-09-08-41-41&Itemid=36
وكذا كل دروس الدورات السابقة موجوده في أرشيف الموقع(/)
هل عرفتم هذا (الحافظ): لا اظن ذلك
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[18 - Jun-2009, صباحاً 11:20]ـ
قال الأخ الأنصاري المديني (عضو معنا)!:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أضيف سؤالا لا اجابة أخي الكريم وهي جد مشوقة أيضا،وصاحبها أحدى فلتات الزمان بحفظه وعلومه ودراياته التي لا توصف بأي شكل من الأشكال،وهو على شرطك يا أخي -مغمور غير مشهور،وعالم يعجز عن وصفه أحدا،وأقف- وكان يعمل حمالا في محافظة بابل -الحلة- العراق:تصوروا لذلك،وعرف بعبدالله الحمال،اشتهر بين يدي ثلة قليلة جدا من أهل العلم بحمال العراق ...
وقد حدث عنه بعض من رآه ممن عرفه وذكروا أوصافا له عجيبة ..
واذا أردت أن تعرفوا جملة من أوصافه لعلي أدلكم على رجل -ربما- يحفظ لها يسكن مدينة الرياض اليوم ..
بالمناسبة قيل أن حمال العراق هو أحد طلبة العلامة سماحة الشيخ سالم البصري المديني رعاه الله تعالى ..
وترحموا عليه أحبتنا فقد علمنا باستشهاده -نسأل الله تعالى أن يجعلها شهادة في سبيله-قبل أكثر من سنتين،وقيل أن جمهرة من أهل العلم صلوا عليه في المسجد الحرام ..
هو مغمور غير مشهور ولكنه ليس بالصفات التي ذكرتها من ناحية الجامعة ونحوها،الا أنه حفظ ما يعجز أن يحفظه أحد من أبناء عصره وكان شاعرا مفوها ولغويا خريتا، ولولا ما مر به من ظروف -كما قيل- لكان من ....
ولكن رحمة الله عليه ..
ولم أر أحدا أعار الموضوع اهتمام مع أن الأنصاري هذا كثيرا ما يذكر أسماء من لا يعرفهم أحد , ومنهم سماحة العلامة سالم البصري!!!
ـ[خلوصي]ــــــــ[18 - Jun-2009, صباحاً 11:35]ـ
،اشتهر بين يدي ثلة قليلة جدا من أهل العلم بحمال العراق ...
عجيب جدا ... !
ربما لا يوجد في تاريخ العلماء من هذا مهنته إلا هو!!
ـ[الورقات]ــــــــ[21 - Jun-2009, صباحاً 05:23]ـ
من محققات الشيخ أ. د.سالم البصري المديني في الجامع الكبير بصنعاء
أفاد فضيلة الشيخ د. أحمد اليماني بأن من محققات الشيخ أ. د.سالم البصري المديني في مكتبة الجامع الكبير – صنعاء ما يلي:
(1) الصوارم الحداد للإمام الشوكاني.
(2) صوارم الحق الباترة .. للوزير.
(3) القول المختصر في علامات المهدي المنتظر للهيثمي.
(4) الربا والنسيئة للشوكاني.
(5) رفع الريبة فيما يجوز وما لا يجوز من الغيبة للشوكاني.
(6) المسائل المهمة فيما تعم به البلوى حكام الأمة لمحمد بن إسماعيل الأمير.
(7) تحقيق طريق حديث المسئ صلاته للعنسي.
(8) الأسانيد العالية للنخلي.
(9) الاستيعاب في أسماء المذكورين في الروايات.
(10) الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الحديث.
(11) الإمداد بمعرفة علو الإسناد للبصري.
(12) شرح نخبة الفكر.
(13) عيون الموارد المسلسلة في عيون الأسانيد المسلسلة.
(14) جمع الشتيت شرح أبيات التثبيت للأمير.
واليماني هو من طلبة سماحة الشيخ محمد بن اسماعيل العمراني.
منقول عن ملتقى أهل الحديث
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=156500
ـ[الواحدي]ــــــــ[21 - Jun-2009, صباحاً 06:41]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
عجيب جدا ... !
ربما لا يوجد في تاريخ العلماء من هذا مهنته إلا هو!!
بل منهم خلْقٌ كثير ...
وانظر، على سبيل المثال لا الحصر، أنساب السمعاني ...
ومنهم: رافع الحمَّال، الفقيه الزاهد. وممّن تفقَّه عليه: أبو إسحاق الشيرازي وأبو يعلى بن الفرَّاء.
ومِن الأعلام مَن أُطلِق عليه لقب الحمَّال لكثرة ما حمل من العلم، على ما يروى ...
والله أعلم.
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[22 - Jun-2009, صباحاً 02:11]ـ
يا استاذ ك الورقات ...
أوصدقت ما نشر هناك. صاحب المقال هناك هو النصاري المديني هنا , وكل الأسماء التي يذكرها وهمية ... ولا وجود لا لهذه الكتب ولا لمؤلفيها ...
وأنت ادخل لقوقل واكتب (الأنصاري المديني) وستجد العجب العجاب (الكذب الكذاب) ...
وأنا أتعجب من طلبة علم يتسلون بالكذب على خلق الله ...
ـ[حارث البديع]ــــــــ[22 - Jun-2009, صباحاً 05:36]ـ
بارك الله فيك ياعبد الرحمن هل لك أن تأتينا بالبينة
كي نستيقن.(/)
اين اجد تلخيص لدليل الطالب في الفقه الحنبلي
ـ[ابوصبا]ــــــــ[18 - Jun-2009, مساء 01:12]ـ
اتمنى احتساب الاجر
وله دعوات من القلب
ـ[الورقات]ــــــــ[18 - Jun-2009, مساء 03:54]ـ
وهل سمعتَ له بتلخيص؟
ـ[جمال سعدي]ــــــــ[18 - Jun-2009, مساء 04:48]ـ
من صاحب التلخيص
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[18 - Jun-2009, مساء 06:33]ـ
له تلخيص جيد للحفظ لخصه بعض طلبة العلم في الكويت، وهو تلخيص في الجملة جيد، كان عندي واستعاره بعض الإخوة و لم يرده!
ولي تكميل عليه، وتصحيح بعض الأمور.
لكن ما حيلتك فيمن يستعير، ولا يرد؟!!
ـ[بدرالسعد]ــــــــ[18 - Jun-2009, مساء 10:31]ـ
يوجد نظم دليل الطالب في مكتبة الملك سعود ببريدة
و منظومة الفقه للسعدي مختصرة في المذهب
ـ[ابوصبا]ــــــــ[19 - Jun-2009, مساء 01:28]ـ
أين أخواننا الحنابلة!!!!!!!!!!!!!!
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[19 - Jun-2009, مساء 01:42]ـ
هناك أخي العزيز كتاب: (بغية الطالب تلخيص دليل الطالب) للشيخ ثامر بن مبارك العامر.
ولا تسألني أين أجده، فأنا أيضا لا أعرف أين أجده.
ـ[الورقات]ــــــــ[24 - Jun-2009, مساء 11:37]ـ
لكن مما ينبغي أن يُذكر هنا أن هذا الكتاب وأمثاله كالعمدة لابن قدامه، والزاد، والتسهيل للبعلي، وعمدة الطالب للبهوتي ونحوها .. هذه المتون مختصرة أَصلاً، يعمد مؤلفوها إلى اختصار مسائل المذهب في هذا الكتاب المختصر المعدود الورقات، لذلك تجد بعض هذه المختصرات مغلق شبيه بالألغاز (كما يذكرون ذلك عن مختصر خليل المالكي)، وتجد المسألة الكبيرة المختلف فيها على أقوال كثيرة تجدها مختصره في جملة واحده، فهذه الكتب أصلاً " مختصرات " لا تحتمل مزيد اختصار إلا بحذف بعض مضمون الكتاب .. فإن كنت تسأل عن هذا المختصر لتدرسه فعليك بالكتاب نفسه وفقك الله.
وعلى كل حال .. لعلك تجد الكتاب الذي ذكره الأخ الكريم التميمي في موقع الشيخ:
http://www.bnmobarak.com/(/)
فقال: ((أو تحب ذلك؟)) ... هكذا قال نبي الأمة لصديقها ...
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[18 - Jun-2009, مساء 02:00]ـ
فقال عمر: خرجنا إلى تبوك في قيظ شديد فنزلنا منزلاً وأصابنا فيه عطش، حتَّى ظننا أن رقابنا ستنقطع، حتَّى إن كان أحدنا ليذهب فيلتمس الرَّحل فلا يرجع حتَّى يظن أن رقبته ستنقطع، حتَّى أن الرجل لينحر بعيره فيعتصر فرثه فيشربه، ثمَّ يجعل ما بقي على كبده.
فقال أبو بكر الصديق: يا رسول الله إنَّ الله قد عوَّدك في الدعاء خيراً، فادع الله لنا.
فقال: ((أو تحب ذلك؟))
قال: نعم! قال: فرفع يديه نحو السَّماء فلم يرجعهما حتَّى قالت السماء فأطلت، ثمَّ سكبت، فملئوا ما معهم ثمَّ ذهبنا ننظر، فلم نجدها جاوزت العسكر.
لم أفهم مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم للصديق رضي الله عنه:" أو تحب ذلك " ....
وقول عمر رضي الله عنه "حتَّى ظننا أن رقابنا ستنقطع " ... !!!!!!!
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[24 - Aug-2009, مساء 03:05]ـ
هل معنى: أو تحب ذلك .. ؟؟؟
أي أن الحال التي هم فيها يحبها الرب تبارك وتعالى ...
مكروهات البشر هي محبوبات عند الله تعالى .. أليس كذلك .. ؟!؟
" لخلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك "(/)
سياط القلوب في ازالة امراض القلوب
ـ[ابومصعب الكويتي]ــــــــ[18 - Jun-2009, مساء 02:59]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين ... لما كان السفر الى الله يقطع بالقلوب
.. ولا ينفع القلب صاحبه يوم القيامة الا اذا كان سليما من امراض الشهوات والشبهات
كما قال الخليل عليه السلام (يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم) ..
ولقد ابتلى الله عباده بامراض القلوب كما ابتلاهم بأمراض البدن //
ولا يقوى القلب على السير الى الله الا اذا كان سليما من الامراض ..
واحببت ان اكون مشاركا للشيخ محمد المنجد في الاجر.
.جعلت بين يديكم هذه السلسلة المباركة - بإذن الله- (سلسلة مفسدات القلوب)
اسأل الله ان ينفعنا واياكم بهذه المواعظ (سياط القلوب)
مقدمة عن احوال القلوب
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=33330&scholar_id=44&series_id=1855
اتباع الهوى (الجزء الاول)
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=33328&scholar_id=44&series_id=1855 (http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=33328&scholar_id=44&series_id=1855)
اتباع الهوى (الجزء الثاني)
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=33329&scholar_id=44&series_id=1855 (http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=33329&scholar_id=44&series_id=1855)
الغفلة
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=33336&scholar_id=44&series_id=1855 (http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=33336&scholar_id=44&series_id=1855)
الشهوة (الجزء الاول)
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=33333&scholar_id=44&series_id=1855 (http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=33333&scholar_id=44&series_id=1855)
الشهوة (الجزء الثاني)
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=33334&scholar_id=44&series_id=1855 (http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=33334&scholar_id=44&series_id=1855)
النفاق (الجزء الاول) -اخطر الامراض-.
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=33338&series_id (http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=33338&series_id)=
النفاق (الجزء الثاني)
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=33339&scholar_id=44&series_id=1855 (http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=33339&scholar_id=44&series_id=1855)
حب الرئاسة (الجزء الاول) – الشهوة الخفية والرياء الظاهر-
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=33340&scholar_id=44&series_id=1855 (http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=33340&scholar_id=44&series_id=1855)
حب الرئاسة (الجزء الثاني)
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=33341&series_id (http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=33341&series_id)=
التّرَف
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=33331&scholar_id=44&series_id=1855 (http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=33331&scholar_id=44&series_id=1855)
الجدال والمراء-
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=33332&scholar_id=44&series_id=1855
العشق
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=33335&scholar_id=44&series_id=1855 (http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=33335&scholar_id=44&series_id=1855)
ـ[تلميذة ابن القيم]ــــــــ[18 - Jun-2009, مساء 08:18]ـ
هذا ماكنت ابحث عنه
جزاكم الله خيرا(/)
المصلي داخل الكبعة إلى أي الجهات يصلي؟
ـ[الورقات]ــــــــ[18 - Jun-2009, مساء 07:36]ـ
سؤال: المصلي داخل الكبعة إلى أي الجهات يصلي؟
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالصلاة مستحبة في الكعبة نفلاً أو فرضاً عند جمهور العلماء،
وذهب ابن عباس رضي الله عنهما إلى أن الصلاة داخلها لا تصح مطلقاً، وعللَّه بأنه يلزم من ذلك استدبار بعضها، وقد ورد الأمر باستقبالها فيحمل على استقبال جميعها.
وبهذا القول قال بعض المالكية والظاهرية والطبري،
وقال المازري: المشهور في المذهب منع صلاة الفرض داخلها ووجوب الإعادة. وعن ابن عبد الحكم الإجزاء. وأطلق الترمذي عن مالك جواز النوافل. انتهى من كلام الحافظ ابن حجر في الفتح.
وعليه، فإذا صلى داخل الكعبة فإنه يصلي في أي مكان منها إذا استقبل جدارًا منها، أو إلى الباب إذ يصدق عليه أنه مستقبل الكعبة.
روى البخاري بسنده عن سالم عن أبيه قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم البيت هو وأسامة بن زيد وبلال وعثمان بن طلحة، فأغلقوا عليهم، فلما فتحوا كنت أوَّل من ولج فلقيت بلالاً فسألته، هل صلَّى فيه رسول الله؟ قال: نعم بين العمودين اليمانيين.
قال الشافعي: فيصلي في الكعبة النافلة والفريضة، وأيَّ الكعبة استقبل الذي يصلي في جوفها فهو قبلة ... ولو استقبل بابها فلم يكن بين يديه شيء من بنيانها يستره لم يجزه. انتهى من الأم.
وقال النووي: ... وإذا صلى في الكعبة فله أن يستقبل أي جدار شاء، وله أن يستقبل الباب إن كان مردوداً أو مفتوحاً، وله عتبة قدر ثلثي ذراع تقريباً. انتهى.
والله أعلم
http://www.islamweb.net/VER2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=29271&Option=FatwaId
ـ[الورقات]ــــــــ[18 - Jun-2009, مساء 07:38]ـ
إذا قدر لشخص أن يصلي داخل الكعبة، فأين تكون قبلته
</ U> الشيخ مشهور حسن سلمان
( http://www.almenhaj.net/SeekingAuther.php?Auther= الشيخ مشهور حسن سلمان)
الجواب: الصلاة داخل الكعبة فيها خلاف بين أهل العلم، والراجح من أقوال ومذهب المحققين، جواز الصلاة داخل الكعبة، في الفريضة والنافلة. ووردت أحاديث أن الصلاة لا تجوز في سبعة مواطن، ومنها: داخل الكعبة وفوقها، وهذا حديث ضعيف جداً لم يثبت ولم يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عباس وأسامة بن زيد رضي الله عنهم، نفوا أن يكون النبي قد صلى داخل الكعبة، وثبت عن بلال في الحديث المتفق عليه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قد صلى داخل الكعبة ورجح البخاري وغيره رواية المثبت على رواية الثاني، وابن عباس وأسامة لم يبلغهما وبلال بلغه، فقد ثبت في الصحيحين أن ابن عمر رضي الله عنه قال: ((سألت بلالاً فقلت: صلى فيه [أي في البيت]، قال: نعم، فقلت: في أي؟ فقال بلال: بين الاسطوانتين))
وقياس الصلاة بالطواف قياس مع الفارق ومذهب المالكية المنع وهو قول عند الحنابلة، والمشهور عند الحنابلة الكراهة مع الجواز ومذهب الشافعية والحنفية الجواز، واختيار الجواز في الفريضة، والنافلة هو اختيار الشيخ السعدي، وابن باز والألباني، وابن تيمية، والقول بالجواز هو الذي تقضيه النصوص، وثبت في صحيح مسلم عن عثمان ابن طلحة أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل فيه وصلى ركعتين والظاهر أن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم كانت في النافلة والفريضة كالنافلة، إذ اشترط القبلة في الحالتين.
وأما القول أن الصلاة في الكعبة فيها استدبار للكعبة، فنقول: هذا ليس بمانع ولا يكفي أن يكون ذلك مانعاً لاسيما أن النص قد صح، وأما القول بأن المصلي لا يستقبل جميع القبلة، فنقول: في كثير من البلدان المسلمون يصلون ويستقبلون جهة من الجهات، فأينما توجه المصلي داخل الكعبة أو على ظهرها فصلاته صحيحة، في الفريضة والنافلة، وليس فيها فضل زائداً إلا أنه تقصد أن يصلي في المكان الذي صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم، بين الاسطوانتين، والله أعلم.
شبكة المنهاج الإسلامية
http://www.almenhaj.net/makal.php?linkid=293(/)
هل صلاة المنتعل تفضل صلاة الحافي؟
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[18 - Jun-2009, مساء 07:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الذي أعرفه في هذا الباب أن الأفضل للمصلي أن يصلي تارة حافياً وتارة منتعلاً ولايتكلف أحد الأمرين بل يصلي كيف ما تيسر له. ولكن جاء في الفتاوى التتارخانية أن الصلاة في النعلين تفضل على صلاة الحافي أضعافاً مضاعفة مخالفةً لليهود.
فهل سبق ابنَ العلاء الأنصاري الأندريني رحمه الله أحد إلى هذا القول؟
وبارك الله فيكم.
ـ[الواحدي]ــــــــ[19 - Jun-2009, صباحاً 05:44]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
مستنده في ذلك: حديث شدّاد بن أوس، عن أبيه، أنّ الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم قال: "خَالِفُوا اليَهُودَ، فَإِنَّهُمْ لا يُصَلُّونَ فِي نِعَالِهمْ ولا خِفَافِهمْ."
رواه أبوداود، والحاكم في صحيحه بلفظ: "خَالِفُوا اليَهُودَ، فَإِنَّهُمْ لا يُصَلُّونَ فِي خِفَافِهمْ ولا نِعَالِهمْ"، وابن حبّان في صحيحه بلفظ: "خَالِفُوا اليَهُودَ والنَّصَارَى، فَإِنَّهُمْ لا يُصَلُّونَ فِي خِفَافِهمْ ولا نِعَالِهمْ."
وتجد كلام العلماء في هذه المسألة مبسوطا في كتب الفقه وشروح الحديث ...
وقد حمل بعضهم الأمر بالمخالفة على الاستحباب، جمعًا بين الأدلة؛ ولعل هذا هو وجه كلام صاحب "التتارخانية".
والله أعلم.
وممّا يروى في هذا الباب أنَّ عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه، قال لأبي موسى الأشعري، رضي الله عنه، وقد رآه يخلع نعليه للصلاة: "أبالوادي المقدَّس أنت؟ "
بارك الله فيك.
ولعلّك قصدت أمرًا آخر خفي عنّي ...
ـ[ابو بردة]ــــــــ[19 - Jun-2009, مساء 03:24]ـ
في صحيح البخاري
عن سعيد بن يزيد الأزدي، قال: سالت أنس بن مالك: أكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي في نعليه؟ قال: نعم.
قال الحافظ ابن رجب في الفتح
والصلاة في النعلين جائزة، لا اختلاف بين العلماء في ذلك
ثم قال
وقد روي الأمر بالصلاة في النعلين، ما خرجه أبو داود وابن حبان في ((صحيحه)) من حديث شداد بن أوس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: ((خالفوا اليهود فإنهم لا يصلون في نعالهم، ولا في خفافهم)).
وروى عبد الله بن المثنى، عن ثمامة، عن أنس، قال: لم يخلع النبي - صلى الله عليه وسلم - نعله في الصلاة إلا مرة، فخلع القوم نعالهم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لم خلعتم نعالكم؟)) قالوا رأيناك خلعت فخلعنا، قال: ((أن جبريل أخبرني أن فيهما قذراً)).
قال البيهقي: تفرد عبد الله بن المثنى، ولا بأس بإسناده.
وهذا يدل على أن عادة النبي - صلى الله عليه وسلم - المستمرة الصلاة في نعليه، وكلام أكثر السلف يدل على أن الصلاة في النعلين أفضل من الصلاة حافيا.
وقد أنكر ابن مسعود على أبي موسى خلعه نعليه عند إرادة الصلاة، قال لهُ: أبالوادي المقدس أنت؟!
وكان أبو عمرو الشيباني يضرب الناس إذا خلعوا نعالهم في الصلاة.
وقال العلامة الشوكاني عن حديث أوس
أَقَلُّ أَحْوَالِهِ الدَّلَالَةُ عَلَى الِاسْتِحْبَابِ، وَكَذَلِكَ سَائِرُ الْأَحَادِيثِ الَّتِي ذَكَرْنَا.
وَقَدْ أَخْرَجَ أَبُو دَاوُد مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {إذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ إلَى الْمَسْجِدِ فَلْيَنْظُرْ فَإِنْ رَأَى فِي نَعْلَيْهِ قَذَرًا أَوْ أَذًى فَلْيَمْسَحْهُ وَلْيُصَلِّ فِيهِمَا}.
وَيُمْكِنُ الِاسْتِدْلَال لِعَدَمِ الِاسْتِحْبَابِ بِمَا أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُد مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {إذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَخَلَعَ نَعْلَيْهِ فَلَا يُؤْذِ بِهِمَا أَحَدًا لِيَجْعَلْهُمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَوْ لِيُصَلِّ فِيهِمَا} وَهُوَ كَمَا قَالَ الْعِرَاقِيُّ: صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَحَدِيثُ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: {رَأَيْت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي حَافِيًا وَمُنْتَعِلًا} أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُد وَابْنُ مَاجَهْ.
وَرَوَى ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِإِسْنَادِهِ إلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى أَنَّهُ قَالَ: {صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَعْلَيْهِ فَصَلَّى النَّاسُ فِي نِعَالِهِمْ فَخَلَعَ نَعْلَيْهِ فَخَلَعُوا فَلَمَّا صَلَّى قَالَ: مَنْ شَاءَ أَنْ يُصَلِّيَ فِي نَعْلَيْهِ فَلْيُصَلِّ وَمَنْ شَاءَ أَنْ يَخْلَعَ فَلْيَخْلَعْ} قَالَ الْعِرَاقِيُّ: وَهَذَا مُرْسَلٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَيُجْمَعُ بَيْنَ أَحَادِيثِ الْبَابِ بِجَعْلِ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَمَا بَعْدَهُ صَارِفًا لِلْأَوَامِرِ الْمَذْكُورَةِ الْمُعَلِّلَةِ بِالْمُخَالَفَةِ لِأَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ الْوُجُوبِ إلَى النَّدْبِ لِأَنَّ التَّخْيِيرَ وَالتَّفْوِيضَ إلَى الْمَشِيئَةِ بَعْدَ تِلْكَ الْأَوَامِرِ لَا يُنَافِي الِاسْتِحْبَابَ كَمَا فِي حَدِيثِ {بَيْنَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلَاةٌ لِمَنْ شَاءَ} وَهَذَا أَعْدَلُ الْمَذَاهِبِ وَأَقْوَاهَا عِنْدِي.
انتهى كلام الشوكاني
وقيّد بعضُ أهل العلم الاستحباب إذا قصد المصلي مخالفة اهل الكتاب
قال الحافظ في الفتح
قَدْ رَوَى أَبُو دَاوُدَ وَالْحَاكِم مِنْ حَدِيث شَدَّاد بْن أَوْس مَرْفُوعًا " خَالِفُوا الْيَهُود فَإِنَّهُمْ لَا يُصَلُّونَ فِي نِعَالهمْ وَلَا خِفَافهمْ " فَيَكُون اِسْتِحْبَاب ذَلِكَ مِنْ جِهَة قَصْد الْمُخَالَفَة الْمَذْكُورَة.
والله أعلم وأحكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[19 - Jun-2009, مساء 06:51]ـ
بارك الله في الأخوين الفاضلين على رديهما النافعَين.
حديث شدّاد بن أوس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - الذي عند أبي داود معروف وإنما قصدت إطلاق المفاضلة التي جاءت في التتارخانية.
وخاصة قوله "أضعافاً مضاعفة" لأنه وقع في ذهني، عند قراءة العبارة، أن مثل هذا لا يقال بالرأي والاستنباط ولذلك طرحت السؤال. ثم إذا سلمنا هذا، يلزم منه -والله أعلم-أن المصلي يتكلف الصلاة بالنعل كما يتكلف الصلاة في الصف الأول مثلاً، بحيث يبكر للمسجد ولا يؤثر غيره إن وجد فرجة في الصف إلخ، وهو خلاف ما كنت أعرف في المسألة مما دفعني إلى طرح السؤال.
ومما يروى في هذا الباب عن إبراهيم النخعي رحمه الله بشأن الذين يخلعون نعالهم: "وددت أن محتاجاً جاء وأخذها."
وإذا أضفنا أثر إبراهيم هذا إلى أثر ابن مسعود1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وإلى أثر أبي عمرو رحمه الله، اتضح أن أهل الكوفة من أشد الناس إنكاراً على من يتعمد خلع نعليه في الصلاة.
والله أعلم(/)
من مس لحيته فقد لغى!
ـ[بدرالسعد]ــــــــ[18 - Jun-2009, مساء 10:52]ـ
http://tbn2.google.com/images?q=tbn:dZyyDY1Ga4cgUM:ht tp://www.dawah.ws/bg/0179.jpg
احد الخطباء انكر في خطبته على رجل رأه يمس لحيته تاره
وغترته تارة اخرى فقال الخطيب: " من مس لحيته او مفاتيحه فقد حرم اجر الجمعة
قياسا على من مس الحصى فقد لغى "
فسألت الدكتور عبد الله السكاكر
الشيخ مختص بالفقه وهو يعمل أستاذا في قسم الفقه في جامعة القصيم، وله ابحاث منشورة
فقال: (في نظري ان القياس صحيح بجامع الانشغال عن الانصات
المأمور به ولا بطلان ولكن نقص في الاجر والله اعلم)
ـ[سلام الهروي]ــــــــ[19 - Jun-2009, مساء 02:52]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابو بردة]ــــــــ[19 - Jun-2009, مساء 03:28]ـ
قياس مس اللحية على الحصى فيه نظر(/)
هل يجوز القول للكافر جزاك الله خيرا؟
ـ[حارث البديع]ــــــــ[19 - Jun-2009, صباحاً 12:13]ـ
ذكر الشيخ سلمان العودة
في برنامجه الحياة كلمة (جواز القول
للكافر جزاك الله خيرا إن قدم لي خدمة)
ومازلت أبحث عن حكم هذا
ليس نقصا في شيخنا
إنما لمعرفة العلم بدليله؟
وودي يتكرموا علينا إخواننا ليتحفونا بذلك
مشكورين.
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[19 - Jun-2009, صباحاً 12:38]ـ
عن أنس بن مالك أنه حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الكافر إذا عمل حسنة أطعم بها طعمة من الدنيا وأما المؤمن فإن الله يدخر له حسناته في الآخرة ويعقبه رزقا في الدنيا على طاعته. رواه مسلم
عن الشعبي أنه قال لنصراني سلم عليه: وعليك السلام ورحمة الله تعالى. فقيل له في ذلك فقال: أليس في رحمة الله يعيش
ربما كان الخير الذي دعا له به هو خير في الدنيا أو الخير الذي يرجى للكافر هو الإسلام و لا أعظم من هذا خير و الله أعلم
ـ[جذيل]ــــــــ[19 - Jun-2009, صباحاً 12:38]ـ
الذي يبدو ان الدعاء للكافر بهذا السياق غير جائز ..
وذلك ان (خيرا) نكرة تعم ..
ولو اكتفي بالدعاء لهم بالهداية كما في حديث تعاطس اليهود لكان هو الصواب والله اعلم.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[19 - Jun-2009, صباحاً 12:42]ـ
جزاكم الله خيرا
وتتميما فقد:
قال البخاري في الأدب المفرد:
باب كيف يدعو للذمي
حدثنا سعيد بن تليد قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عاصم بن حكم أنه سمع يحيى بن أبي عمرو الشيباني عن أبيه عن عقبة بن عامر الجهني: أنه مر برجل هيأته هيأة مسلم فسلم فرد عليه وعليك ورحمة الله وبركاته فقال له الغلام إنه نصراني فقام عقبة فتبعه حتى أدركه فقال إن رحمة الله وبركاته على المؤمنين لكن أطال الله حياتك وأكثر مالك وولدك
حدثنا أبو نعيم قال حدثنا سفيان عن ضرار بن مرة عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال: لو قال لي فرعون بارك الله فيك
قلت وفيك
وفرعون قد مات.
وعن حكيم بن الديلم عن أبي بردة عن أبي موسى قال: كان اليهود يتعاطسون عند النبي صلى الله عليه و سلم رجاء أن يقول لهم يرحمكم الله فكان يقول يهديكم الله ويصلح بالكم.ا. هـ
وانظر باب فِي اليهودِيِّ والنّصرانِيِّ يدعى له من مصنف ابن أبي شيبة
وعن عطاء رضي الله عنه:"وقولوا للناس حسنا" قال: للناس كلهم المشرك وغيره
وعن هشام بن عروة قال: عطس نصراني طبيب عند أبي فقال له رحمك الله
فقيل له: إنه نصراني
قال أبي: رحمة الله على العالمين
وفي الباب غير ذلك
واختلف العلماء في جواز ابتداء غير المسلم بالسلام
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[19 - Jun-2009, صباحاً 12:42]ـ
في قولك نظر اخي جديل فالنكرة لا تعم هنا, قوله خيرا اي خير واحد لا كل الخير و لو قال جازاك الله الخير نعم هنا تعم , النكرة تفيد العموم بعد النفي و الله أعلم
ـ[حارث البديع]ــــــــ[19 - Jun-2009, صباحاً 12:47]ـ
شكرالك
نتلهف للمزيد
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[19 - Jun-2009, صباحاً 12:49]ـ
الذي يبدو ان الدعاء للكافر بهذا السياق غير جائز ..
وذلك ان (خيرا) نكرة تعم ..
ولو اكتفي بالدعاء لهم بالهداية كما في حديث تعاطس اليهود لكان هو الصواب والله اعلم.
جزاك الله خيراً أخي الكريم
ليس تعقيباً على الحكم أتكلم وإنما عن استدلالك بالقاعدة اللغوية الأصولية " نكرة تعم" والذي أعرفه أن النكرة في سياق النفي هي التي تفيد العموم.
والله أعلم
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[19 - Jun-2009, صباحاً 12:52]ـ
في قولك نظر اخي جديل فالنكرة لا تعم هنا, قوله خيرا اي خير واحد لا كل الخير و لو قال جازاك الله الخير نعم هنا تعم , النكرة تفيد العموم بعد النفي و الله أعلم
عفواً أخي عبد الكريم لم أر ما كتبت لأني كنت أحرر الجواب لأخينا جذيل ...
ـ[حارث البديع]ــــــــ[19 - Jun-2009, صباحاً 01:02]ـ
أتيتوني بعلم لم أسمع أو اقرء به من قبل بارك الله فيكم
شكرال
أبو بكر العروي
وعبد الكريم
وجذيل
وأمجد الفلسطيني
فقد أتحفني
زيدونا بارك الله فيكم.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[19 - Jun-2009, صباحاً 08:01]ـ
/// وسُئل الإمام أحمد عمَّن قال لكافر: أحسن الله إليك؟ فقال: لا بأس، يريد به إسلامه.
ـ[أسماء]ــــــــ[21 - Jun-2009, مساء 03:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
جزاكم الله عنا خير الجزاء
ـ[جمانة انس]ــــــــ[21 - Jun-2009, مساء 04:01]ـ
ذكر الشيخ سلمان العودة
في برنامجه الحياة كلمة (جواز القول
للكافر جزاك الله خيرا إن قدم لي خدمة)
ومازلت أبحث عن حكم هذا
ليس نقصا في شيخنا
إنما لمعرفة العلم بدليله؟
وودي يتكرموا علينا إخواننا ليتحفونا بذلك
مشكورين.
--فهمي للمسألة--
ان الر سول صلى الله عليه وسلم
دعا اللهم اهد قومي فانهم لا يعلمون
وكانوا قد بالغوا في ايذائه
فاذا احسن و قدم خدمة فقلت جزاك الله خيرا
ما الماتع
لان اعطم خير يكرمه الله به
هو هد ايته للاسلام
و لا حرج ان تنوي عند الدعاء بالخير هد ايته للا سلام
لان للنية دورا في الدعاء
و هل هناك خير اعظم من هد ايته للاسلام
ففيه سعادة الد نيا و الاخرة
و لك الثواب بهذه النية
لان الدعاء بالهداية سنة الر سول صلى الله عليه وسلم
وهو مظهر من مظاهر حسن الخلق
المحببة في الا سلام
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم القرشي]ــــــــ[21 - Jun-2009, مساء 05:23]ـ
الاستدلال بدعاء النبي لقومه الكفار .. لا يعمم على كل دعاء
ولهذا كان سؤال الأخ عن "جزاكم الله خيرا" وجيها من هذه الناحية
فلا يجوز الدعاء للكفرة بالمغفرة أو الرحمة وهم على كفرهم ..
لكن يجوز الدعاء لهم بالهداية والرزق ومن هذا الباب "جزاكم الله خيرا"
والله الموفق
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[21 - Jun-2009, مساء 05:31]ـ
الصحيح من أقوال أهل العلم: أن الدعاء لهم جائز مع التأويل، كما هو مقرر في السنة والآثار.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[21 - Jun-2009, مساء 08:59]ـ
بارك الله في
عدنان البخاري دوما يتحفنا بالجديد
القرشي
جمانة
التميمي
وأقول للتميمي
أفدنا من أي كتاب قراته
وحبذا تتكرم وتتحفنا بالأدلة
ـ[حارث البديع]ــــــــ[22 - Jun-2009, مساء 10:01]ـ
أيها السكران التميمي
أفدنا بارك الله فيك
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[22 - Jun-2009, مساء 10:24]ـ
سامحني الآن انتبهت للنداء (ابتسامة)
لقد قرر أهل العلم المعتبرين أن الدعاء للكافر جائز على تأويل المراد من الدعاء وعدم قصده بعينه؛ نحو:
(أكثر الله مالك) لأن المال قد ينفع لجزيته، أو أنه يموت بلا وارث فيعود ماله للمسلمين، أو ينقض العهد ويلحق بدار الحرب فيكون ماله للمسلمين، وغير ذلك.
ونحو: (أكثر الله ولدك) لأنهم ربما أسلموا، أو نأخذ جزيتهم، وإن ماتوا قبل البلوغ فهم خدمنا في الجنة على رواية، وإن ماتوا بعد البلوغ فهم فداؤنا من النار.
كما يجوز له الدعاء بنحو: (الهداية، والصحة، والعافية) ونحوها.
فكل دعاء للكافر بأن يحسن الله إليه، أو أن يوفقه ونحو ذلك؛ فجائز إذا أريد به الإسلام والهداية.
أما الدعاء له بالمغفرة حال كفره فهذا لا يجوز إطلاقا، لأن الله لا يغفر أن يشرك به.
والكلام حفظك الله مبسوط في غير ما كتاب، ومعظمه كتبته لك من مدارساتي.
والله تعالى أعلم
ـ[جمانة انس]ــــــــ[22 - Jun-2009, مساء 10:25]ـ
الاستدلال بدعاء النبي لقومه الكفار .. لا يعمم على كل دعاء
ولهذا كان سؤال الأخ عن "جزاكم الله خيرا" وجيها من هذه الناحية
فلا يجوز الدعاء للكفرة بالمغفرة أو الرحمة وهم على كفرهم ..
لكن يجوز الدعاء لهم بالهداية والرزق ومن هذا الباب "جزاكم الله خيرا"
والله الموفق
طبعا لا يعمم
لان المغفرة و الر حمة لا ينالها الانسان الا بعد الهداية والا يمان
و من هنا دعا النبي صلى الله عليه وسلم لمن اذاه
بالهداية والتمس لهم العذر --فانهم لا يعلمون--
و كأنها شفاعة لطلب الهداية
و هذالانه صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين
و المطلوب من المسلم ان يكون رحمة و هو يعامل الناس
و رحمة و هو يدعو الى الله
(رحماء بينهم)
فلنتبع رسول الله صلة الله عليه وسلم
و نسال الرحمن الر حيم
ان يو فقنا لنكون رحمة للعالمين
اقتداء بر سول الله
صلى الله عليه وسلم
ـ[حارث البديع]ــــــــ[22 - Jun-2009, مساء 10:28]ـ
بارك الله فيك جهدك مشكور
هل لك ان تحيلني على الكتب إن كنت تذكر منها
وبارك الله فيك.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[24 - Jun-2009, صباحاً 01:04]ـ
انقدحت في ذهني خاطرة
تدل على جواز ماقاله العودة
قال (ص) (من صنع لكم معروفا فكافئوه)
ولايخفى أن لفظة من
من ألفاظ العموم فيشمل جميع من قدم لنا خدمة
مسلم وكافر
ومن عنده تعليق او اعتراض فليقدمه مشكورا.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[26 - Jun-2009, مساء 09:13]ـ
يا إخوان أفيدونا هل من تعليق أو اعتراض
بارك الله فيكم.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[29 - Jun-2009, صباحاً 01:23]ـ
ياإخوان لاتبخلوا علينا
نوركم الله
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[29 - Jun-2009, صباحاً 02:12]ـ
انقدحت في ذهني خاطرة
تدل على جواز ماقاله العودة
قال (ص) (من صنع لكم معروفا فكافئوه)
ولايخفى أن لفظة من
من ألفاظ العموم فيشمل جميع من قدم لنا خدمة
مسلم وكافر
ومن عنده تعليق او اعتراض فليقدمه مشكورا.
هو وإن كان اللفظ عام لكن لا بد من معرفة المراد منه، فقوله عليه الصلاة والسلام: "فكافئوه" المراد به: أي أعطوه أجره عليه عينيا، وأحسنوا إليه مثل ما أحسن إليكم أو أحسن.
فإن عدمت المكافأة العينية له، أو المساعدة البدنية معه، فكافئوه بالدعاء وكرروه له حتى تروا أن قد أديتم حقه، وحصلت تقريبا مثلية إحسانه لكم بدعائكم له.
فإن كان المحسن إليك كافر فإنه يكافأ وفق ضوابط الشرع الواردة في ذلك، إما مالاً، وإما دعاء مقننا مقيدا كما مر بك سابقا.
ويبقى قول الشيخ (العودة) رأي نطالبه معه بالدليل.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[29 - Jun-2009, صباحاً 03:22]ـ
تتمة الحديث
مشكور مبارك كلامك أخي الفاضل
يبقى الحديث عاما
إذا العام يبقى على عمومه
حتى يأتي مخصص له
فالنبي (ص) قال
فإن لم000
فقولوا له 000
بناء عليه يجوز القول للكافر جزاك الله خيرا
حتى يأتي مخصص
فأينه لم أجده أنا
فلنبحث بوركت.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محب الشيخين]ــــــــ[29 - Jun-2009, صباحاً 09:57]ـ
بارك الله فيك غالينا على هذا السؤال الجميل , وقد لا أستطيع افادتك بنفس لفظة جزاك الله خيرآ، لكن هناك لفظة أخرى وردت وهي:
عن ابن عباس قال لو قال لي فرعون بارك الله فيك قلت وفيك وفرعون قد مات
الراوي: - المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 8/ 185
خلاصة الدرجة: رجاله رجال الصحيح " من موقع الدرر السنية
وخذ تصحيح الإمام الألباني:
عن ابن عباس قال: لو قال لي فرعون: بارك الله فيك قلت: وفيك، وفرعون قد مات الراوي: سعيد بن جبير المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 2/ 322
خلاصة الدرجة: سنده صحيح على شرط مسلم
أيضآ غالينا وردت في الأدب المفرد اتمنى أفدتك "
محبكم: محب الشيخين """"""""""
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[29 - Jun-2009, صباحاً 10:31]ـ
يا أخي الكريم؛ وإن كان معنى الحديث عام، فإنه مخصص بالأحاديث الأخرى المحددة والمقننة للدعاء لهم أو نطق كلام حسن لهم. وليس الأمر على إطلاقه كما ذكرت رحمك الله.
راجع أحاديث الهدي النبوي في التعامل معهم وستجد ماهو المخصص.
وبالنسبة لما ذكره الأخ (محب الشيخين) من أثر عن ابن عباس ففيه نظر كبير. فلا يسلم لمن صححه.
وعلى التسليم أنه صحيح ليس معناه كما يتوهم جواز ذلك على الإطلاق، وحاشا حبر القرآن أن يمدح ويبارك لكافر إدعى الألوهية. فتنبه
أحبتي ما أحبكم للبحث والخوض في مسائل هي والله من فطر الدين ومسلماته، بغض النظر عن حسن الخلق ودماثته، فهناك هدي عندنا عنه صلى الله عليه وسلم، ويعلم الله قد تتبعت هديه في ذلك فوجدته من أضيق الأمور، فلأنه بأبي هو وأمي ليكتفي في بعض الأحيان بالكلمة الواحدة ردا على تحيتهم أو صنيعهم (وعليكم)!
فاليسعكم ما وسع سلفكم، ونصوص القرآن قبل السنة طافحة بعدم قبول أعمالهم ولا بلوغها لهم من غيرهم ما داموا كفارا لو اجتمع أهل الأرض كلهم على الدعاء لهم ما نفعهم، فلا يغرنكم زلة عالم جانب فيه الصواب، وعليكم بالمنبع الأصيل.
دمتم موفقين
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[29 - Jun-2009, مساء 12:54]ـ
يا أخي الكريم؛ وإن كان معنى الحديث عام، فإنه مخصص بالأحاديث الأخرى المحددة والمقننة للدعاء لهم أو نطق كلام حسن لهم. وليس الأمر على إطلاقه كما ذكرت رحمك الله.
راجع أحاديث الهدي النبوي في التعامل معهم وستجد ماهو المخصص.
وبالنسبة لما ذكره الأخ (محب الشيخين) من أثر عن ابن عباس ففيه نظر كبير. فلا يسلم لمن صححه.
وعلى التسليم أنه صحيح ليس معناه كما يتوهم جواز ذلك على الإطلاق، وحاشا حبر القرآن أن يمدح ويبارك لكافر إدعى الألوهية. فتنبه
أحبتي ما أحبكم للبحث والخوض في مسائل هي والله من فطر الدين ومسلماته، بغض النظر عن حسن الخلق ودماثته، فهناك هدي عندنا عنه صلى الله عليه وسلم، ويعلم الله قد تتبعت هديه في ذلك فوجدته من أضيق الأمور، فلأنه بأبي هو وأمي ليكتفي في بعض الأحيان بالكلمة الواحدة ردا على تحيتهم أو صنيعهم (وعليكم)!
فاليسعكم ما وسع سلفكم، ونصوص القرآن قبل السنة طافحة بعدم قبول أعمالهم ولا بلوغها لهم من غيرهم ما داموا كفارا لو اجتمع أهل الأرض كلهم على الدعاء لهم ما نفعهم، فلا يغرنكم زلة عالم جانب فيه الصواب، وعليكم بالمنبع الأصيل.
دمتم موفقين
جزاكم الله خيرا،فهذه خلاصة شافية كافية إن شاء الله
ـ[حارث البديع]ــــــــ[29 - Jun-2009, مساء 10:19]ـ
بوركت ياتميمي
أين الأحاديث المقيدة
لم أجد فإن كان عندك أعطنا
هل هناك حديث يمنع القول للكافر جزاك الله خيرا
إذا الثابت هو العام
والذي لم يثبت هو المخصص
فإن ثبت قيدناه
ولايثبت إلا بدليل
-والخارج عن محل النزاع
الدعاء للكافر من أجل كفره
أو معصيته فأتمنى ألا يكون هناك خلط.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[29 - Jun-2009, مساء 10:31]ـ
أعتذر منك أخي (حارث) لكن أعتقد أنه والله ما خلط إلا جنابكم في الموضوع
فإن أردت الحق بحق فلن تغلب على الوصول إليه.
أعتذر عن المواصلة معك
ـ[حارث البديع]ــــــــ[29 - Jun-2009, مساء 10:53]ـ
اعتبر نفسي انا من اختلط على
فبين لى الحق
والدعوة مناقشة واستفادة
واذا اخطا اخوك فالتمس له عذرا
وكلنا نستفيد
وماعرفتك الا ولك نفس طويل في النقاش
عجيب قولك
لاتجعل الشيطان ينزغ بيننا
(يُتْبَعُ)
(/)
ولم اخالف اصلا من اصول الدين او فرع مجمعا عليه
حتى تقول هذا الكلام
وكنت ادندن اني مازلت في بحث
عن جواب شافي ولم ادعي الوصول النهائي للجواب
ورايي صواب يحتمل الخطأ
فإن كان عنك علم على مسالتنا فأفدنا
وبوركت.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[30 - Jun-2009, مساء 02:36]ـ
أخي الحبيب (حارث) لم يزغ الشيطان ولن يقدر بإذن الله بيننا
روى أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا سلم عليكم أهل الكتاب .. فقولوا: وعليكم".
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لليهود الذين يعطسون بحضرته: "يهديكم الله ويصلح بالكم"، ولا يقل: يرحمك الله، فهذا لا يجوز لأحد قوله، لأن الكافر لا يرحم إلا أن يؤمن.
فعندنا حفظك الله نصوص صريحة من جهتين:
الجهة الأولى: عدم قبول أي عمل أو دعاء لهم بالخير ونحوه حال كفرهم، فإن قمنا بذلك فهذا يدخل تحت بابين:
الأول: تكذيب النصوص وعدم سريانها.
الثاني: عبث الكلام؛ إذ الفائدة المرجوة من الدعاء معدومة والحالة هذه، فهو من سقط الكلام.
وعليه فأي دعاء قد يصدر لهم فإنه لابد وأن يكون وفق الضوابط الشرعية التي اتت بها عمومات النصوص، فيبقى الأمر في الدعاء والثناء لهم على حالات:
1) الأصل وهو الذي أتت به النصوص: (وعليكم).
2) أمور دنيوية عامة لا علاقة لها بالدين، كالصحة والرزق والولد .. ، كما مر بك سابقا.
3) الدعاء بما فيه جزاء ديني أخروي، كالجنة، والخير _ لأن الله لا يعطي الخير إلا لأهله، فخير الله تفضل ولا يعطى فضل الله كافر _، والشكر له _ فإن الله لا يشكر لهم _، والشفاعة، والمغفرة ... ، فكل هذه أمور محرم الدعاء لهم بها.
الجهة الثانية: في التضييق عليهم وعدم البشاشة لهم أو الإحسان لهم إبتداءً.
وقد أمرنا رحمك الله بمعاداة الكفار، فلا يشرع لنا ما يستدعي مودتهم ومحبتهم.
وقال تعالى: {يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم}.
ويعلم الله أخي (حارث) النصوص كثيرة مستفيضة في هذا الأمر، فلا تقل لي: هذا دليل عام، فإن هذا العام أخي الفاضل أصله خطاب للمسلمين، وعلى فرض دخول الكفار فيه فإنه مخصوص بالأدلة الأخرى التي ذكرت لك.
ثم لا تأتي رحمك الله وتقول لي: العالم الفلاني قال ذلك، فأنا لا عبرت عندي بزلة عالم، قد جانب الصواب بقوله. فالعبرة بما ورد لا بغيره.
ليكن حكمك دقيقا متأنيا مترويا ووالله أنت بنفسك ستعرف حكم المسألة.
وأنا في خدمتك أخي العزيز ما دمت أعرف، وإلا فسامحني.
ـ[أبو عبد الأكرم الجزائري]ــــــــ[30 - Jun-2009, مساء 05:50]ـ
http://www.alabdulltif.net/index.php?option=*******&task=view&id=4947&Itemid=5 خذ هذا الرابط لعل الله ينفعك به ولكل من يهمه الامر
ـ[أبو عبد الأكرم الجزائري]ــــــــ[01 - Jul-2009, صباحاً 12:57]ـ
ذكر الامام ابن عبد البر رحمه الله في كتابه بهجة المجالس في باب°مؤاخاة من ليس على دينك قال ّروى اسماعيل بن اسحاق قال سمعت ابن ابي اويس يقول سئل مالك اترى بأسا اذا اهدى اليهودي او النصراني للمسلم ان يكافئه فقال معاذ الله وما للمسلم ان يقبل هديته حتى يكافئه
ـ[حارث البديع]ــــــــ[02 - Jul-2009, صباحاً 08:55]ـ
بوركت يامحب الشيخين
ويا أبوعبدالأكرم
لو تكرمت تبين لى الرابط الذي نوهت
عليه لأني لم أجده
وبوركت
ـ[أبو عبد الأكرم الجزائري]ــــــــ[02 - Jul-2009, مساء 05:39]ـ
http://www.alabdulltif.net/index.php?opt ion=*******&task=category§ionid=2&id=1940&Itemid=5 عنوان المقال ابعدت النجعة يا ابا معاذ والله الموفق
ـ[حارث البديع]ــــــــ[03 - Jul-2009, صباحاً 07:21]ـ
أخي الحبيب (حارث) لم يزغ الشيطان ولن يقدر بإذن الله بيننا
روى أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا سلم عليكم أهل الكتاب .. فقولوا: وعليكم".
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لليهود الذين يعطسون بحضرته: "يهديكم الله ويصلح بالكم"، ولا يقل: يرحمك الله، فهذا لا يجوز لأحد قوله، لأن الكافر لا يرحم إلا أن يؤمن.
وهذا محل اتفاق
فعندنا حفظك الله نصوص صريحة من جهتين:
الجهة الأولى: عدم قبول أي عمل أو دعاء لهم بالخير ونحوه حال كفرهم، فإن قمنا بذلك فهذا يدخل تحت بابين:
الأول: تكذيب النصوص وعدم سريانها.
الثاني: عبث الكلام؛ إذ الفائدة المرجوة من الدعاء معدومة والحالة هذه، فهو من سقط الكلام.
احسنت كل هذا محل اتفاق
لامرية فيه
وعليه فأي دعاء قد يصدر لهم فإنه لابد وأن يكون وفق الضوابط الشرعية التي اتت بها عمومات النصوص، فيبقى الأمر في الدعاء والثناء لهم على حالات:
1) الأصل وهو الذي أتت به النصوص: (وعليكم).
2) أمور دنيوية عامة لا علاقة لها بالدين، كالصحة والرزق والولد .. ، كما مر بك سابقا.
3) الدعاء بما فيه جزاء ديني أخروي، كالجنة، والخير _ لأن الله لا يعطي الخير إلا لأهله، فخير الله تفضل ولا يعطى فضل الله كافر _، والشكر له _ فإن الله لا يشكر لهم _، والشفاعة، والمغفرة ... ، فكل هذه أمور محرم الدعاء لهم بها.
لااحد ينازعك في هذا الامر
ثم لا تأتي رحمك الله وتقول لي: العالم الفلاني قال ذلك، فأنا لا عبرت عندي بزلة عالم، قد جانب الصواب بقوله. فالعبرة بما ورد لا بغيره.
وأنا أعلنها واعيدها ألا عبرة لي بقول عالم
زل او لم يزل الذي يعيني الدليل
واشرت لهذا في البداية
وكلامك وجيه
ليكن حكمك دقيقا متأنيا مترويا ووالله أنت بنفسك ستعرف حكم المسألة.
قرأت مقالك النافع المبارك
اكثر من مرة
الذي ارى فيه صدق الاخوة
وحسن الحوار وهذا ليس بغريب عليك
ويعلم الله اني استفدت
إلا أنني لم أفهم ولم أستطع ربط ماتفضلت به
على ماطرحته إذ ماطرحته هام في موضعه
واردت التخصيص على قضية الجواز القول للكافر جزاك00000
وانا بجهدي المقل لم اجد جوابا يشقيني بعد
وأنا في خدمتك أخي العزيز ما دمت أعرف، وإلا فسامحني.
[/ quote]
بارك الله فيك ونفع بك.
محبك في الله حارث البديع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زايد بن عيدروس الخليفي]ــــــــ[04 - Jul-2009, صباحاً 12:45]ـ
في نظري أن حكم المسألة قد تبين بشكل كبير ...
ـ[حارث البديع]ــــــــ[04 - Jul-2009, صباحاً 01:06]ـ
إذا بينه لى
ـ[زايد بن عيدروس الخليفي]ــــــــ[04 - Jul-2009, مساء 12:53]ـ
لما كانت النصوص والأحاديث في هذا الموضوع متباينة ... لزم تقييد كل منها بالحال التي ورد فيها ...
فما ورد من تجنب ذلك محمول على معارضته للثوابت الشرعية، وذلك من الاعتداء في الدعاء، المنهي عنه، كالدعاء لهم بالرحمة مثلا ...
وما ورد من فعله فمحمول على أمور دنيوية لا تعلق لها بكفره، كالدعاء له بكثرة المال والبنين مثلا ...
وهذا القسم الثاني قد يدخل في الأول حين تكون الأمور الدنيوية، تعارض الأخروية كالدعاء له بالتمكين مثلا ...
فالمسألة يراعى فيها قصد الداعي له بقدر كبير ...
هذا الذي اتضح لي ... والله أعلم ... في انتظار تعليقاتكم ....
ـ[أبو عبد الأكرم الجزائري]ــــــــ[04 - Jul-2009, مساء 02:21]ـ
السؤال: س49
هل يجوز لنا أن نقول: جزاك الله خيرا لغير المسلم إذا عمل لنا عملا، أو قدم لنا مساعدة؟
الجواب:-
لا يجوز الدعاء للكافر بالخير، فليس أهلا له، وإنما إذا عمل عملا نافعا ونحو ذلك فإنك تشكره بقولك: شكرا. أو أشكرك، لحديث: http://www.ibn-jebreen.com/images/h2.gif من لا يشكر الناس لا يشكر الله http://www.ibn-jebreen.com/images/h1.gif (http://www.ibn-jebreen.com/takhreeg/book67/Hits907.htm) http://www.ibn-jebreen.com/images/margintip.gif والأولى أن تستعمل كلمة الشكر بلغته، أي: بغير العربية، ويكفي الإشارة إلى اعترافك بفعله الجميل، مع ملاحظة أنه لا يجوز استخدام الكافر ولا قبول مساعدته؛ لما فيه من تحمل المنة، وفي الأثر: اللهم لا تجعل لمبتدع علي منة فيوده قلبي.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[04 - Jul-2009, مساء 02:37]ـ
جزاك الله خيرا يبقى الدليل
ورابطك يبدوا انه لا يعمل
وقد قرأت هذي الفتوى من قبل
بوركت لافض (قلمك)
وننتظر منك المزيد.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[12 - Jul-2009, مساء 02:30]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=251489#post25 1489
ـ[حارث البديع]ــــــــ[12 - Jul-2009, مساء 07:16]ـ
وفيك بارك الله
دوما تأتي بالجديد النافع
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[03 - Aug-2009, صباحاً 11:32]ـ
السؤال:
هل يجوز أن أطلق بعض الألفاظ لمن أسدى إليَّ معروفاً من الكفار كشكراً أو جزيت خيراً؟
الجواب:
(نعم هذا داخل في قول الرسول عليه الصلاة والسلام: (من صنع إليكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه) فإذا أحسن إليك أحد من غير المسلمين فكافئه فإن هذا من خلق الإسلام، وربما يكون في ذلك تأليف لقلبه فيحب المسلمين فيسلم) اهـ.
(اللقاء الشهري) العلامة العثيمين.
ـ[القرافي المالكي]ــــــــ[03 - Aug-2009, مساء 05:07]ـ
بارك الله في الأخ صاحب الموضوع، والإخوة الأعضاء.
ـ[الشرح الممتع]ــــــــ[03 - Aug-2009, مساء 06:45]ـ
ذكر رد السلام على غير المسلمين
وأحببت أن هذه الفتوى من الالباني رحمه الله
هل يجوز أن يقال في رد السلام على غير المسلم: و عليكم السلام ? فأجبت بالجوازبشرط أن يكون سلامه فصيحا بينا لا يلوي فيه لسانه , كما كان اليهود يفعلونه مع النبي صلى الله عليه وسلم و أصحابه بقولهم: السام عليكم. فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بإجابابتهم بـ " و عليكم " فقط , كما ثبت في " الصحيحين " و غيرهما من حديث
عائشة. قلت: فالنظر في سبب هذا التشريع , يقتضي جواز الرد بالمثل عند تحقق الشرط المذكور , و أيدت ذلك بأمرين اثنين:
الأول: قوله صلى الله عليه وسلم: " إن اليهود إذا سلم عليكم أحدهم فإنما يقول: السام عليك , فقولوا: و عليك " أخرجه الشيخان , و البخاري أيضا في " الأدب المفرد " (1106).
فقد علل النبي صلى الله عليه وسلم قوله: " فقولوا: و عليك " بأنهم يقولون: السام عليك , فهذا التعليل يعطي أنهم إذا قالوا: " السلام عليك " أن يرد عليهم بالمثل: " و عليك السلام " , و يؤيده الأمر
الآتي و هو:
الثاني: عموم قوله تعالى: (و إذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها
أو ردوها) فإنها بعمومها تشمل غير المسلمين أيضا.
هذا ما قلته في ذلك المجلس. و أزيد الآن فأقول: و يؤيد أن الآية على عمومها أمران:
الأول: ما أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " (1107) و السياق له و ابن جرير الطبري في " التفسير " (10039) من طريقين عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال: " ردوا السلام على من كان يهوديا أو نصرانيا أو مجوسيا ذلك بأن الله يقول: * (و إذا حييتم بتحية ... ) * الآية ".
قلت: و سنده صحيح لولا أنه من رواية سماك عن عكرمة و روايته عنه خاصة مضطربة و لعل ذلك إذا كانت مرفوعة و هذه موقوفة كما ترى , و يقويها ما روى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لو قال لي فرعون: " بارك الله فيك " قلت: و فيك.
و فرعون قد مات. أخرجه البخاري في " أدبه " (113) , و سنده صحيح على شرط مسلم.
و الآخر: قول الله تبارك و تعالى: * (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين و لم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم و تقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين) *. فهذه الآية صريحة بالأمر بالإحسان إلى الكفار المواطنين الذين يسالمون المؤمنين و لا يؤذونهم و العدل معهم و مما لا ريب فيه أن أحدهم إذا سلم قائلا بصراحة: " السلام عليكم " , فرددناه عليه باقتضاب: " و عليك " أنه ليس من العدل في شيء بله البر لأننا في هذه الحالة نسوي بينه و بين من قد يقول منهم " السام عليكم " , و هذا ظلم ظاهر. و الله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حارث البديع]ــــــــ[07 - Aug-2009, مساء 05:42]ـ
بوركتم على فوائدكم ودرركم
وأشكركم فردا فردا.(/)
(مقال جعلني أشتاق إلى ربي) // بعنوان: الحب أوّلاً .. !
ـ[منبع الخير]ــــــــ[19 - Jun-2009, صباحاً 06:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مع اليئس في مغفرة الله والوحشه من الأنس به وفقني الله لقرائة هذا المقال فأبعد مابي وهذا والله مانحتاج إليه التبشير برحمة الله وتعيرف (الخلق بالخالق) الناس بربهم بأسمائه وصفاته كما وردة في الكتاب والسنة ..
وكما قال (إذا عرفت الآمر هانت الأوامر)
ـــــــــــــــ المقال ـــــــــــــــــــ
حين تعيد قراءة الأسماء الحسنى؛ ستجد مفاجأة بانتظارك!
ليس من بين هذه الأسماء المذكورة اسم تمحّض للأخذ والعقاب والعذاب.
فيها أسماء الرحمة والود واللطف، وأسماء العلم والإحاطة، وأسماء الْخَلْق والرزق والإحياء والإماتة والتدبير، وأسماء القدرة والقوة، وأسماء العلوّ والعظمة، وأسماء الجمال والجلال والكمال، ..
فيها: الرحمن، الرحيم، الغفور، السلام، الوهّاب، الرزاق، الفتاح، اللطيف، الجميل، المجيب، الودود، الصمد، البر، العفو، الرؤوف، الغني، النور، الطيب، المنان، الجواد، ذو الفضل، .. إلخ
وليس فيها: المعذِّب، المنتقم، الآخذ، الباطش، وهل " شديد العقاب " اسم من الأسماء الحسنى؟!
الأصح أنه ليس من الأسماء الحسنى بل هو وصف لعقابه، بمنزلة قولنا " عقابه شديد " وبمنزلة قولنا " عذابه أليم " وهذه لا تكون في أسمائه الحسنى -عز وجل-، وهذا الذي اختاره ابن تيمية وابن القيم وجمع من المحققين.
يقول -رحمه الله-: " وليس من أسماء الله الحسنى اسم يتضمن الشر، إنما يُذكر الشر في مفعولاته، كقوله تعالى: (نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ) (الحجر: الآيتان 50،49)، وقوله تعالى: (اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (المائدة:98) (إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ * إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ * وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ) (البروج: الآيات 14،13،12)، وقال: " وليس في أسمائه الحسنى إلا اسم يُمدح به، ولهذا كانت كلها حسنى .. ".
ومثل ذلك قاله ابن القيم:
" إن أسماءه كلها حسنى، ليس فيها اسم غير ذلك أصلاً .. وهذا يدل على أن أفعاله كلها خيرات محض لا شر فيها، لأنه لو فعل الشر لاشتق له منه اسم، ولم تكن أسماؤه كلها حسنى، وهذا باطل، فالشر ليس إليه .. ".
وقال: " إن النعيم والثواب من مقتضى رحمته ومغفرته وبره وكرمه؛ ولذلك يضيف ذلك إلى نفسه، وأما العذاب والعقوبة فإنما هو من مخلوقاته، ولذلك لا يسمى بالمعاقِب والمعذِّب، بل يفرق بينهما، فيجعل ذلك من أوصافه، وهذا من مفعولاته حتى في الآية الواحدة، كقوله تعالى:
(نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ) (الحجر: الآيتان 50،49).
ويقول الدكتور عمر الأشقر:
" لا يدخل في أسماء الله ما كان من صفات أفعاله، أو صفات أسمائه، مثل شديد العقاب، وسريع العقاب، وسريع الحساب، وشديد المحال، ورفيع الدرجات .. ".
وهكذا قال غير واحد: إنها لم تستعمل إلا مضافة أو موصوفة على غير سبيل التسمي، بل على سبيل الوصف أو الإخبار، فلا تستعمل إلا بالصفة التي وردت.
وليس مما توجب أسماؤه الحسنى ألّا يزال معاقباً على الدوام، أو غضبان على الدوام، أو منتقماً على الدوام، وتأمُّلُ هذا المعنى يفتح للنفس آفاقاً من الفقه في أسمائه وصفاته، ويزيد معرفته ومحبته، ولذا كان النبي (ص) يقول في دعائه كما في الصحيحين: " والشَّرُّ لَيسَ إليكَ " ومعناه على التحقيق: أن الشر لا يضاف إلى الله، لا في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أسمائه، فإنّ له الكمال المطلق من جميع الوجوه، وصفاته كلها صفات كمال يُحمد عليها، ويُثنى عليه بها، وأفعاله كلها خير ورحمة وعدل وحكمة، وأسماؤه كلها حسنى، فكيف يُضاف الشر إليه؟
بل الشرّ يقع في مفعولاته ومخلوقاته منفصلاً غير قائم به سبحانه، وله في ذلك من الحكمة ما لا يحيط البشر به علماً.
هذا المعنى يتأكّد بدراسة الأسماء الحسنى كما دونها العلماء، وهو يدل على أن الفقيه والداعية ينبغي أن يعرّف العباد بربهم؛ مقدماً أسماءه الكريمة الحسنى المشتملة على برّه وجوده ورحمته ولطفه وعفوه ومغفرته.
وأن هذا خير ما يسوق العباد إلى ربهم، وهو شعور الحب الذي يُجمِع العلماء على أنه أفضل شعور وأنبل إحساس، وأنه مُقدّم على الخوف وعلى الرجاء.
والحب لا يلغي الرجاء، ولا يلغي الخوف، وهما في الفطرة الإنسانية, ولذا كان الأنبياء يدعون ربهم خوفاً وطمعاً، وتضرعاً وخيفة، (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) (الأنبياء: من الآية90)، (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً) (الأعراف: الآية 55 ومن الآية56) بيد أن تأمل الحكمة في اختصاص الأسماء الحسنى بمعاني المدح المطلق، والثناء المطلق، يسمح باقتباس هذا الدرس العظيم النافع في الدعوة والتربية والبناء والتعليم.
وليس من الوفاء لهذا الدرس العميق، أن نقرره، وأيدينا على قلوبنا، ونحن ننتظر أن ينتهي التقرير لنسارع ونقول:نعم .. ولكن!
من حق المعاني العظيمة أن تُقرر بعيداً عن المخاوف، وتأخذ حقها في النفوس، وفي الدروس، وفي الحياة العملية، دون أن نُصاب بداء الثنائية والحدّية؛ الذي يجعلنا نظن أن تقرير هذا المعنى يفضي إلى إلغاء جانب الخوف أو الرهبة أو الوجل.
بل يقرر هذا في سياقه بأريحية تامّة، ويقرر غيره بأريحية كذلك، وهي معانٍ تتكامل وتتعاضد ولا تتعاند.
ولو أننا قهرنا أنفسنا على هذا؛ لأورثنا فقهاً أوسع، وفتح لنا أبواباً من الخير ربما حرمناها بعجلتنا، ورحمة الله تعالى خير لنا من أعمالنا، فاللهمّ ارحمنا ولا تكلنا إلى أنفسنا.
الشيخ/سلمان بن فهد العودة.(/)
الوضوء شرط، والشرط حكم وضعي، والحكم الوضعي لا تكليف فيه؟
ـ[أبوحسانة]ــــــــ[19 - Jun-2009, صباحاً 10:38]ـ
يفرق الأصوليون بين الحكم الشرعي التكليفي والحكم الشرعي الوضعي من وجوه أبرزها:
1 - الحكم التكليفي مرتبط بالتكليف والتخيير، أما الحكم الوضعي فلا تكليف فيه ولا تخيير، وإنما هو ارتباط بين شيئين،بجعلهما أحدهما سببا للآخر أو شرطا له أو مانعا منه.
السؤال: عن الوضوء مثلاً نحن نقول إنه شرط ومع ذلك ففيه تكليف؟
فكيف يستقيم هذا الفرق، أرجو منكم أيها الإخوة الإجابة والإيضاح، كما أرجو المعذرة فأنا أصولي مبتدأ أسأل
2 - الحكم التكليفي يكون دائما في مقدور المكلف وفي استطاعته أن يفعله أو يكف عنه، لأنه لا تكليف إلا بمقدور.
وأما ما وضع سببا أو شرطا أو مانعا فقد يكون أمرا في مقدوره بحيث إذا باشره ترتب عليه أثره، وقد يكون ليس في مقدوره، بحيث إذا وجد ترتب عليه أثره.
3 - الحكم التكليفي يتعلق بأفعال العباد دون أفعال الحيوانات وغيرها مما لا يمكن تكليفهم،خلافا للحكم الوضعي فإنه يتعلق بكل هذه الأشياء.
فمثلا: لو أتلفت دابة شيئا ضمن صاحبها، فكان إتلافها سببا للضمان.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[19 - Jun-2009, مساء 01:06]ـ
أخي الفاضل الكريم، هناك أمور لا يستقيم الخلط فيها وتعميمها مع غيرها. وسأوضح لك:
لتعلم رحمك الله تعالى أن الحكم: هو خطاب الشارع المتعلق بأفعال المكلفين بالاقتضاء، أو التخيير، أو الوضع.
وهذا يشمل رعاك الله: (الأحكام الخمسة من: الوجوب، والندب، والحظر، والكراهة، والإباحة) كما يشمل الأحكام الثابتة بأسباب وضعية، وهو ما يسمى: (خطاب الوضع).
وقد أجمع أهل العلم قاطبة: على أن الوضوء من خطاب الشارع بالحكم الشرعي الواجب.
وعليه أخي لابد وأن تعرف أمرا آخر حتى يستبين الأمر بالكامل لديك إن شاء الله:
لتعلم رحمك الله أن الشرط هو: ما يلزم من انتفائه انتفاء الحكم، ولا يلزم من وجوده وجوده.
فالشرط على ثلاثة أقسام:
الأول: شرط شرعي. (كدخول الوقت بالزوال لصلاة الظهر، والطهارة للصلاة).
الثاني: شرط عقلي. (وهو ما لا يمكن المشروط في العقل دونه، نحو الحياة للعلم، والعلم للإرادة).
الثالث: شرط لغوي. (كقولك لزوجتك: إن دخلت الدار فأنت طالق).
فعليه أخي اشكالك فقط كان ينقصه الربط الصحيح، فلعله الآن قد وضح لديك بإذن الله.
ـ[بدرالسعد]ــــــــ[19 - Jun-2009, مساء 06:06]ـ
الشرط المقصود به في الوضوء والصلاة عند الفقهاء هو ما يسبق الواجب
شروط الوضوء ثم فروض الوضوء
شروط الصلاة ثم واجبات الصلاة
وسبب الخلط عندك انك مبتدىء وكلنا كذلك
ولكن لا تتأمل كثير واستظهر متنا في الفقه مع فهمه
ثم متنا في الاصول مع فهمه
ثم اقرأ الوحيين وتامل واستنبط اما الان فاعتقد انك جربت ولاحظت الخلط الذي حدث وسببه
ـ[أبوحسانة]ــــــــ[20 - Jun-2009, صباحاً 11:42]ـ
وقد أجمع أهل العلم قاطبة: على أن الوضوء من خطاب الشارع بالحكم الشرعي الواجب.
الآن هل الوضوء شرط (حكم وضعي) أم واجب (حكم تكليفي)؟
ـ[إبراهيم المسعود]ــــــــ[20 - Jun-2009, مساء 08:36]ـ
في ما قاله المشايخ بيان، وسأكرر ما قالوا بأسلوب مختلف وزيادة يسيرة، لعلي أُصوَّب فيما أخطئ فيه فأستفيد:
الحكم التكليفي من إيجاب وندب .. إلخ يتعلق بفعل للمكلف، كفعل المكلف للصلاة، فيوصف الفعل بأنه واجب أو مندوب ... إلخ.
هذا الفعل الواجب أو المندوب .. إلخ قد يكون أيضا شرطا لحكم، أو سببا له أو مانعا منه.
فالفعل له متعلقان: من جهة كونه مطلوبا للشارع يتعلق به الحكم التكليفي، ومن جهة كونه مؤثرًا في حكم آخر أو مرتبطا به كما ذكرتَ، يتعلق به الحكم الوضعي.
أمثلة:
الوضوء: واجبٌ تكليفًا، وشرط صحةٍ للصلاة وضعًا.
القتل العدوان: حرام تكليفًا، مانع إرثٍ وضعًا.
الزنى: حرام تكليفًا، سببُ حدٍّ وضعًا.
فما تعلق به الحكم الوضعي قد يكون فعلا للمكلف له حكم تكليفي، أو مباحا، وقد لا يكون فعلا للمكلف كالدلوك وحولان الحول.
وفي مثالك المذكور: الوضوء هو فعل المكلف، وقد تعلق به حكمان (أو اتصف بحكمين) أحدهما تكليفي هو الوجوب، فكان واجبًا، والآخر وضعي فكان شرطا لصحة الصلاة.
فاللبس عندك: بأنك ظننت الوضوء هو نفسه الحكم التكليفي والوضعي، وهو فعل للمكلف، اتصف بصفتين أو تعلق به حكمان: أحدهما تكليف والثاني وضع.
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[20 - Jun-2009, مساء 08:46]ـ
بكل اختصار
الحكم الوضعي هو حكم تكليفي وضع له الشارع علامة فاذا وجد السبب و تحققت الشروط و انتفت الموانع وجب الحكم التكليفي
مثال: السرقة حكم وضعي بسبب و هي السرقة و المكلف بتطبيق الحكم هو الحاكم
الصلاة: حكم تكليفي وضع له سبب و هو دخول الوقت
فقولك ان الحكم الوضعي لا تكليف فيه خطأ بل فيه تكليف فالحكم الوضعي يحوي حكما تكليفيا لكن العكس خطأ
الشارع لا يكلف العبد بتحصيل السبب، هنا يظهر عدم وجود التكليف و هو عدم تحصيل السبب فلا نطلب من العبد تحصيل نصاب الزكاة لكي تفرض عليه
و الله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوحسانة]ــــــــ[21 - Jun-2009, مساء 02:32]ـ
في ما قاله المشايخ بيان، وسأكرر ما قالوا بأسلوب مختلف وزيادة يسيرة، لعلي أُصوَّب فيما أخطئ فيه فأستفيد:
الحكم التكليفي من إيجاب وندب .. إلخ يتعلق بفعل للمكلف، كفعل المكلف للصلاة، فيوصف الفعل بأنه واجب أو مندوب ... إلخ.
هذا الفعل الواجب أو المندوب .. إلخ قد يكون أيضا شرطا لحكم، أو سببا له أو مانعا منه.
فالفعل له متعلقان: من جهة كونه مطلوبا للشارع يتعلق به الحكم التكليفي، ومن جهة كونه مؤثرًا في حكم آخر أو مرتبطا به كما ذكرتَ، يتعلق به الحكم الوضعي.
أمثلة:
الوضوء: واجبٌ تكليفًا، وشرط صحةٍ للصلاة وضعًا.
القتل العدوان: حرام تكليفًا، مانع إرثٍ وضعًا.
الزنى: حرام تكليفًا، سببُ حدٍّ وضعًا.
فما تعلق به الحكم الوضعي قد يكون فعلا للمكلف له حكم تكليفي، أو مباحا، وقد لا يكون فعلا للمكلف كالدلوك وحولان الحول.
وفي مثالك المذكور: الوضوء هو فعل المكلف، وقد تعلق به حكمان (أو اتصف بحكمين) أحدهما تكليفي هو الوجوب، فكان واجبًا، والآخر وضعي فكان شرطا لصحة الصلاة.
فاللبس عندك: بأنك ظننت الوضوء هو نفسه الحكم التكليفي والوضعي، وهو فعل للمكلف، اتصف بصفتين أو تعلق به حكمان: أحدهما تكليف والثاني وضع.
أنتَ أنتَ
لله درك
لا أدري إن كان مضمون كلامهم ككلامك لكني لا أشك أن كلامك أوضح من كلام غيرك وأفضل بكثير
جزاك الله خيرا
ـ[ابو عبدالعزيز]ــــــــ[21 - Jun-2009, مساء 11:38]ـ
ما شاء الله تبارك أنا وقع عندي نفس الاشكال اللي عند أخينا أبي حسانه .. ولم أفهم الردود الأولى لكن رد اخينا ابراهيم المسعود كان في غاية الوضوح والروعه ..
ورغبة مني في شكرك يا شيخ ابراهيم سأقول فيك قصيده كامله .. (مع ملاحظة أني لا أفهم أي شيء في الأوزان الشعرية وأنا أسوأ شخص في اللغة العربية في هذه المجرة وهذا أول بيت أكتبه في حياتي وإن شاء الله آخر بيت):
أخونا اللي رفع الإشكال ... واسمه ابراهيم المسعود
ماشاء الله تبارك الله عليه شرحه فوق الخيال ... ياليته يشرح لنا مراقي السعود
اللي يقع عنده سوء فهم يضع السؤال ... ابراهيم ان شاء الله يجاوبهود (هي أصلا يجاوبه وأضفت الواو والدال لأجل الضرورة الشعرية).
هذا ما جادت به قريحتي .. ورأفة بكم ورحمة باللغة العربية لن أكمل هذه المعلقة ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته (الله يستر لا يلغون عضويتي في المنتدى بعد هالمشاركة)
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[21 - Jun-2009, مساء 11:44]ـ
ورغبة مني في شكرك يا شيخ ابراهيم سأقول فيك قصيده كامله .. (مع ملاحظة أني لا أفهم أي شيء في الأوزان الشعرية وأنا أسوأ شخص في اللغة العربية في هذه المجرة وهذا أول بيت أكتبه في حياتي وإن شاء الله آخر بيت):
أخونا اللي رفع الإشكال ... واسمه ابراهيم المسعود
ماشاء الله تبارك الله عليه شرحه فوق الخيال ... ياليته يشرح لنا مراقي السعود
اللي يقع عنده سوء فهم يضع السؤال ... ابراهيم ان شاء الله يجاوبهود (هي أصلا يجاوبه وأضفت الواو والدال لأجل الضرورة الشعرية).
هذا ما جادت به قريحتي .. ورأفة بكم ورحمة باللغة العربية لن أكمل هذه المعلقة ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته (الله يستر لا يلغون عضويتي في المنتدى بعد هالمشاركة)
أضحك الله سنك!
لقد جعلتَ لك عروضا وأوزانا جديدة، حتى خرجتَ لنا ببحر يعجز النقاد عن وصفه فضلا تقطيعه، ناهيك عن لغته.
والحمد لله أنك لم تكمل المعلقة. (ابتسامات)
ـ[حارث البديع]ــــــــ[22 - Jun-2009, صباحاً 12:03]ـ
فيما درست أن الإختلاف بين الحكم الوضعي والتكليفي لايترتب
عليه كبير فائدة
وثمرة الخلاف ضئيلة إن لم تكن معدومة
وهذي من مشاكل الأصول مسائل لاثمرة فيها
لدخول علم الفلسفة والمنطق عليه.
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[22 - Jun-2009, مساء 12:41]ـ
فيما درست أن الإختلاف بين الحكم الوضعي والتكليفي لايترتب
عليه كبير فائدة
وثمرة الخلاف ضئيلة إن لم تكن معدومة
وهذي من مشاكل الأصول مسائل لاثمرة فيها
لدخول علم الفلسفة والمنطق عليه.
قد تظن ان بعض المسائل الأصولية لا ثمرة فيها و ها هو سؤال لك، ما ثمرة الدراسة الأصولية لتكليف الصبي؟
ـ[حارث البديع]ــــــــ[22 - Jun-2009, مساء 09:59]ـ
أخي العزيز
هل كل مسائل
الأصول المختلف
فيها فيها ثمرة؟
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[22 - Jun-2009, مساء 10:08]ـ
هل جهلك لثمرة خلاف في مسألة أصولية يعني أنه لا ثمرة فيها؟
ـ[حارث البديع]ــــــــ[22 - Jun-2009, مساء 10:25]ـ
أخي سؤالي واضح
الإجابة عليه بنعم أو لا؟
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[22 - Jun-2009, مساء 10:29]ـ
و سؤالي واضح اجب عليه بنعم او لا
ـ[حارث البديع]ــــــــ[23 - Jun-2009, صباحاً 12:49]ـ
أخي أنا من سئلتك قبل
فلاتجب بسؤال
فإن كان عندك جواب
وإلا فقل الله اعلم ليس
عيب عليك كلنا نتعلم
أما أن تجيب بسؤال
غير منطقي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حارث البديع]ــــــــ[23 - Jun-2009, صباحاً 12:52]ـ
وهات لى من أهل الفن من قال أن كل مسائل
الأصول المختلف عليها فيها ثمرة
إن كنت تقول نعم.
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[23 - Jun-2009, صباحاً 12:58]ـ
أنا من سألتك اولا و لست انت فتأمل ذلك جيدا!!!!!!
قد تظن ان بعض المسائل الأصولية لا ثمرة فيها و ها هو سؤال لك، ما ثمرة الدراسة الأصولية لتكليف الصبي؟
و أنت من أدعيت و لست انا فما دمت صاحب الدعوى فهات براهينك
فيما درست أن الإختلاف بين الحكم الوضعي والتكليفي لايترتب
عليه كبير فائدة
وثمرة الخلاف ضئيلة إن لم تكن معدومة
وهذي من مشاكل الأصول مسائل لاثمرة فيها
لدخول علم الفلسفة والمنطق عليه.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[23 - Jun-2009, صباحاً 01:20]ـ
المعذرة
أعتبر نفسي لاأعرف جواب مسألتك
فهل أجبتني؟
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[23 - Jun-2009, مساء 12:30]ـ
المعذرة
أعتبر نفسي لاأعرف جواب مسألتك
فهل أجبتني؟
أما جواب تكليف الصبي فقد ذكره القاضي عياض في الاكمال و ينبني عليه الزام الصبي بالهدي في الحج على مذهب من يجعله مكلفا فراجع شرح حديث حج الصبي في شرح مسلم
أما بالنسبة للفرق بين الحكم التكليفي و الوضعي فهو مهم جدا فمن لم يتقن الفرق بينهما خلط بين الخاص و العام و المطلق و المقيد و مثال ذلك النهي عن الصلاة بعد الصبح و العصر مع حديث النهي عن الصلاة عند الشروق و الغروب فمن خلط بين الحكم التكليفي و الحكم الوضعي ظن أن النهي الثاني تقييد للنهي الأول و قد رأيت من فعلها.
و عموما معرفة الفروق بين هذه المتشابهات لا بد منه لطالب العلم و الله أعلم
ـ[حارث البديع]ــــــــ[23 - Jun-2009, مساء 08:06]ـ
هل أجبتني على سؤالي؟
ـ[حارث البديع]ــــــــ[23 - Jun-2009, مساء 09:46]ـ
هل أجبتني؟
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[23 - Jun-2009, مساء 09:51]ـ
نعم اجبتك
ـ[حارث البديع]ــــــــ[23 - Jun-2009, مساء 10:22]ـ
لم تجب على سؤالي
هل كل مسائل الأصول المختلف فيها فيها ثمرة؟
ـ[حارث البديع]ــــــــ[24 - Jun-2009, صباحاً 12:48]ـ
من عرف الأصول
وسبرها
عرف أن بعض
مسائله لا ثمرة فيها
وفي هذه الحالات
يرجع فيها لأهل الفن والتخصص فهم أعلم الناس به
لنعرف هل حكمنا صحيح أم مجرد دعوى
مثاله
هل النسخ رفع وإزالة أم تبديل
أين ثمرة المسألة لمن يدعى ان كل المسائل فيها ثمرة
إمام عصره والمنار والمرجع الكبير في الأصول
يقول:
قال إمام الحرمين
(وهذي المسألة لاثمرة فيها)
بتصرف يسير
ومن تتبع وجد.(/)
ماحكم تعليق بنر في المسجد عليه رقم المصمم؟
ـ[أبو عبدالله البطاطي]ــــــــ[19 - Jun-2009, مساء 01:15]ـ
| السلام عليكم،،
أيها الإخوة،، لدينا في إحدى المساجد حفل تكريمي، وقمت بتصميم بنر ..
هذا البنر يُعلق في الحفل (في يوم الحفل فقط) .. خلف الكراسي والهدايا
ووضعت في التصميم اسمي ورقم هاتفي،،
ولكن أحد الإخوة، قال: إنه لا يجوز .. لأنه يعتبر من باب التجارة في المسجد.
هذا هو البنر الذي نود طبعه وتعليقه، وضعته والله لأجل التوضيح ..
وإن كان مخالف لقوانين المنتدى فاحذفوه ..
http://www.shawati.cc/download.php?img=3431
فأحببت أن أسألكم، هل ما قاله الأخ صحيح؟
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[19 - Jun-2009, مساء 01:45]ـ
السلام عليكم أخي الكريم
لو وضعت سؤالك في مكان الفتاوي لكان أحسن و الله أعلم
ـ[أبو عبدالله البطاطي]ــــــــ[19 - Jun-2009, مساء 04:08]ـ
??
ـ[أبو عبدالله البطاطي]ــــــــ[21 - Jun-2009, صباحاً 11:22]ـ
???(/)
مفهوم الشرعيّة
ـ[النورسى]ــــــــ[19 - Jun-2009, مساء 02:17]ـ
الشرعيّة
كثيرا ما نسمع هذا المصطلح (الشرعية) و يتردد دائماً على مسامعنا من أصحاب الإتجاهات المختلفة سواء كانت إتجاهات دينية أو لا دينية، و كل أتجاه يستخدمه و يُقدمه بطريقته و على الأُسس الفكرية القائم عليها هذا الإتجاه، و نظراً لإختلاف هذه الإتجاهات و كثرتها ظن الكثيرون أن هذا المصطلح (الشرعية) ليست له حدود معلومة و ماهية محددة و ظن البعض أنه مصطلح مُتغير قابل للتعديل و الأختلاف فيه من أتجاه إلى أخر و من آن إلى أخر، و فى الحقيقة إن الأمر ليس كذلك أننا نحن كمسلمون عندما نتعامل مع هذه المصطلحات و نظائرها فإن لنا نظرة خاصة بنا و هى التقييد بالمعنى الشرعى لها النابع من الكتاب و السنة و فهم الائمة و سلف الأمة فهذا هو المقياس و هذا هو الميزان عندنا الذى نمييز به المصطلحات و المواقف و الأحكام.
أولاً: مفهوم الشرعيّة:-
الشرعية هى الإجتماع على الكتاب و السنة، و السنة ثلاث درجات:
1 – السنة المحضة:
هى ما كان عليه النبى صلى الله عليه و سلم و أصحابه رضى الله عنهم [ما عليه أنا و أصحابى]، و السنه المحضة لا ياتيها الباطل من بين يديها و لا من خلفها، و هى المقياس الذى يرجع إليه عند الأختلاف.
2 – سنة أهل الأتباع:
و هو علم الأئمة الذين تلقتهم الأمة بالقبول و ذلك مثل من نقل عنهم الشيخ الكرخى الشافعى فى متابه (الفصول فى الأصول عن الأئمة الفحول) فذكر منهم: الشافعى و مالك و الثورى و احمد و ابن عيينه و ابن المبارك و الأوزعى و الليث بن سعد و إسحاق بن راهويه و البخارى و أبو زرعه و أبو حاتم و غيرهم مما أنتهى إليه علم السلف من أهل الحديث و الفقه و هؤلاء لا يخرج الحق عنهم و إجتهادات هؤلاء ترجع إلى أصول الصحابة.
3 – السنة العامة:
و هى [خير ٌ و فيه دخن]، و خيره: سنة أهل الإتباع و السنة المحضة، و دخنه:
أ / مناحى التقصير فى المجتمعات عما كان عليه الصدر الاول
ب / شيوع بعض أوجه الأثم فى المجتمعات
ج / دخول بعض الأثرة و الجور فى الولايات
د / الإبتداع الجزئى فى العمليات و العبادات
و / ما يدخل على العقائد من علم الكلام بما يقرب و لا يتباعد عن مذاهب أهل السنة
و هذه الأنواع الثلاثة للسنة هى التى يكتسب أى إجتماع حولها صفة الشرعية.
و الخروج عن السنة يكون: -
1 – بالإبتداع فى أصل كلى فى الدين
2 – بما يدخل على العقائد من علم الكلام بما يتباعد عن مذاهب أهل السنة و يتعارض معها
3 – الفرقة و الإنقسام
4 – غلبة الفسق على المجتمعات
و هذه الأوضاع المخالفة و الخارجة عن السنة متى كان الإجتماع حولها فلا يكتسب صفة الشرعية بل تسقط شرعيتها
ـ[حسن ابو عدي]ــــــــ[19 - Jun-2009, مساء 02:49]ـ
جزاك الله خير
ـ[النورسى]ــــــــ[19 - Jun-2009, مساء 03:25]ـ
و جزاك أخى ابو صهيب الكريم و الكلام عن الشرعيّة سيكون بإذن الله تعالى فى أكثر من مشاركة عن قريب إن شاء الله(/)
من شروط تغير المنكر ان يكون محرما مجمعا عليه
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[19 - Jun-2009, مساء 11:01]ـ
لعل الافاضل يوضحون لى قول الشيخ القرضاوي غفر الله لنا وله
((ان من شروط تغير المنكر (((ان يكون محرما مجمعا عليه))
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[21 - Jun-2009, صباحاً 04:02]ـ
نعم ذكر ذلك بعض أهل العلم
قال ابن رجب (جامع العلوم و الحكم)
والمنكر الذي يجب إنكاره: ما كان مجمعاً عليه، فأما المختلف فيه، فمن أصحابنا من قال: لا يجب إنكاره على من فعله مجتهداً فيه، أو مقلداً لمجتهد تقليداً سائغاً.
واستثنى القاضي في "الأحكام السلطانية " ما ضعف فيه الخلاف وكان ذريعة إلى محظور متفق عليه، كرباً النقد الخلاف فيه ضعيف، وهو ذريعة إلى ربا النسّاء المتفق على تحريمه، وكنكاح المتعة، فإنه ذريعة إلى الزنا، وذكر عن أبي إسحاق بن شاقلا
أنه ذكر أن المتعة هي الزنا صراحة, انتهى
و لكن كما هو معلوم ليس كل خلاف هو خلاف مشروع و مستساغ فيمكن أن يكون الخلاف مجرد قول شاذ أو قاول مخالف للدليل الصريح الواضح و الله أعلم.
أبو معاذ.
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[21 - Jun-2009, صباحاً 10:03]ـ
اذا حتى ننكر لابد ان نبحث في المسأله هل نقل فيها الاجماع ام لا
ـ[حارث البديع]ــــــــ[22 - Jun-2009, صباحاً 12:18]ـ
كثير من المسائل مختلف فيها
لكن للأسف بعض طلبة العلم ينقل الإجماع عليهاوالخلاف فيها قوي
وذلك إما لخلل في أمانة طالب العلم
أو هذا جهده
أو شخصيته ميالة للتشديد فكل قول سمع فيه
بقول تحريم أطلق القول
وغلظ على منكره
مسائل كثيرة دعوى الإجماع فيها تطير في الآفاق
ولاإجماع عليها
كالإختلاط
والغناء
وغيرها
ومن هنا أتت القاعدة الهامة وهي
لاإنكار في مسائل الإجتهاد
قال ابن عثيمين
بإختصار (ليس عليك اتباع قول المخالف ولاتنكر عليه)
وكلامنا يدور حول المسائل الخلاف فيها قوي وعليه أدلته
ولاعبرة بالأقوال الشاذة
أو أدلتها واهنة. [/ size][/font][/font][/font][/font][/size]
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[22 - Jun-2009, صباحاً 10:06]ـ
لا نكار في مسائل الاجتهاد وليس الخلاف وبينهما فرق
وشيخنا ابن عثيمين رحمه الله ينكر في مسائل الخلاف
سؤالى هل ثبت عن السلف انكارهم على مسائل اختلفوا فيها؟
ـ[حارث البديع]ــــــــ[22 - Jun-2009, صباحاً 10:24]ـ
لذلك أخي العزيز فرقت لك وأوضحت
جليا بين مسائل الخلاف فيها قوي= (لاإنكار في مسائل الإجتهاد)
ومثال أقرب في تارك الصلاة عمدا هل يكفر؟
وفي وجوب الوتر هل هي واجبة أم سنة؟
وغيرها
كل من الفريقين له دليله
أما كون الحق مع من فهذي مسألة أخرى؟؟؟
القصد أن المخالف فيها لاإنكار عليه
لم؟
لأنه تمسك بدليل يراه بحسب اجتهاده
أقوى من دليل المخالف
وهنا يثبت حديث النبي
(فإن اجتهد وأخطأ فله
أجر)
ومسائل التي تعني اى
(الخلاف)
فهذا إما أن يكون اجتهاده مخالف لنص صريح
أو حديث صحيح
أو تأويل فاسد
أو مخالفة لإجماع
هذى مسائل الخلاف= (ينبغي فيها الإنكار)
ولعلى أوضحت الفرق بينهما
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[23 - Jun-2009, مساء 03:39]ـ
النصيحة مشروعة، ليس فقط في المختلف فيه، بل حتى في المباح المتفق عليه):.
ـ[جذيل]ــــــــ[25 - Jun-2009, صباحاً 03:49]ـ
قول ابن رجب رحمه الله يحتاج الى دليل , بل الدليل بخلافه , فقدكان الصحابة يختلفون فيما بينهم على مسائل غير مجمع عليها وينكر بعضهم على بعض في ذلك.
فمن كان لديه دليل على مسألة يرى حرمتها فله ان ينكرها ..
اما الناس فالضرورة تقول بأن يسيروا على وتيرة واحدة في القضاء والاحكام والعبادات وغيرها ..
وأظن ان اوضح دليل على هذا هلال شهر الحجة لو رآه شخص دون غيرها , ثم اراد ان يحج ويقف بعرفة قبل الناس , فلو وقف وحده لرؤيته لبطل حجه دون شك ..
ومثال آخر في لباس الشهرة وإن كان لا حرمة فيه , فالواجب ان ينكر على من لبسه ولو لم يكن متلبسا في فعله بمحرم ..
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[25 - Jun-2009, مساء 01:32]ـ
قول ابن رجب محل إجماع
ومراده ومراد غيره ممن ذكر هذه العبارة كالنووي هو نفس مراد العلماء الذين قالوا لا إنكار في مسائل الخلاف أي ذات الخلاف السائغ المعتبر وهي التي تسمى مسائل الاجتهاد عند أبي العباس ابن تيمية وغيره
ومعنى قولهم لا إنكار أي لا لوم ولا تشنيع ولا تعنيف ولا تبديع ولا نحو هذا
ولا يعنون به عدم النصيحة وبيان الخطأ على وجه النصح بعلم وأدب
وإنكار الصحابة في المسائل الخلافية السائغة من قبيل النصح وبيان الحق لا غير
هذا كله مقرر في كتب العلماء كشرح مسلم للنووي والمجموع لابن تيمية والإبانة لابن بطة من قبل
وقد جمع قي ذلك الشيخ حاتم العوني كتابا سماه اختلاف المفتين ارجع إليه يتضح لك الأمر غاية الوضوح
ـ[حارث البديع]ــــــــ[25 - Jun-2009, مساء 07:57]ـ
ومعنى قولهم لا إنكار أي لا لوم ولا تشنيع ولا تعنيف ولا تبديع ولا نحو هذا
ياليت لو اجتهدنا في تطبيقها في كثير من المسائل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حارث البديع]ــــــــ[25 - Jun-2009, مساء 08:00]ـ
ومعنى قولهم لا إنكار أي لا لوم ولا تشنيع ولا تعنيف ولا تبديع ولا نحو هذا
ياليت لو اجتهدنا في تطبيق هذي القاعدة(/)
معراج التصحيح
ـ[العطاب]ــــــــ[20 - Jun-2009, صباحاً 10:58]ـ
إن الناظر فيما حل بالأمة الإسلامية في الوقت الراهن على أيدي أعدائها من اليهود والنصارى وغيرهم ليعلم مدى هول الكارثة وفداحة الخطب ...
لقد مُزِقت البلاد الاسلامية إرباً إرباً عبر طوايف متعددة، ولم يعد القاسم المشترك بين المسلمين هو الإسلام بل الوطن القُطري القائم على أساس الحدود التي صنعها الغازي العتيق آنذاك ...
فقامت الولاآت لاعلى أساس الدين الواحد بل على أساس الولاء القُطرِي مما زاد في الألم ...
مع ما حل بنا من ضعف على كافة الصُعد مما أسال لعاب المعتدين فغزونا في عقر دارنا ولا حول ولا قوة إلا بالله ...
إن كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لكفيلان بتقديم المنهج الواضح للخلاص من المأزق الخطير، لأن الانحطاط ما طرأ على الأمة إلاعندما حادت عن هدي ربها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم ...
فعندما كان إدراك الراعي والرعية لضرورة هيمنة الدين على مناحي الحياة وألا يُقدم بين يدي الله ورسوله لا قانون وضعي أو هوى متبع أو إملاء متسلط = سادت وارتقت على سائر الأمم ولم يبلغ شأوها أحد من العالمين ودان لها ملوك الدنيا شرقا وغربا وانساحت جحافل المسلمين على الدنيا ليطهروها من رجس الوثنية وطغيان المخلوق حاملين السيف والإيمان لهداية البشرية ...
إن حركة التاريخ وتقلباته لخير دليل وكاشف عن مدى ارتباط المسلمين بدينهم وأثر ذلك على واقعهم،فالتاريخ كفيل بتدوين الأثر الحاصل من التمسك بدين الله القويم أو التفريط به ...
فالتاريخ كان أمينا في إبرازالعلاقة بين المسلمين ودينهم سواء عندما ارتفعت وتيرة التمسك في عصر صدر الإسلام وما تلاه أو عندما خفت شيئا فشيئا حتى ضعف ضعفا بالغا ... وأثناء هذا التباين تظهر الوقائع التاريخية كنتاج حتمي لطبيعة تلك العلاقة وأنت حال متابعتك لها لتلمس حقيقة المسألة
وفي واقعنا حاول البعض ترويج حلول عديمة الجدوى كمحاولة للرقي بالأمة إلى سقف الصدارة والتقدم ...
لقد جربت الأمة تلك الحلول ولم تجني من ورائها إلا الشعارات البراقة والهزائم المتوالية وأدرك المسلمون أنها ليست سبيل التصحيح ومعراجاه وأيقنت أن طريق النجاة في الإسلام ...
وفي المقابل وكتصرف استباقي ترى الكفار يستميتون في إقصاء الإسلام عن الساحة ومحاربته بشتى الوسائل حتى يبقى مُغيباً غيرَ حاضر أو حاضراً غيرَ فاعل ...
فالصراع بين التوحيد والوثنية قديم ٌو ليس وليد الساعة، ومن أشد صوره الصراع الدائر بين الإسلام والنصرانية،فالتاريخ لم يشهد تسلطا للنصرانية كما شهده الآن ... بل إن الصراع يشهد ضراوة ولهيبا متأججا غير مسبوقين لا سيما مع التفوق العسكري والاقتصادي لدى عباد الصليب ...
ولا بد أن يُعلم أن حقيقة الصراع ووقوده ليس سياسيا كما يريد الغرب أن يصوره –حتى لا يستثير عامل العقيدة في المواجهة-وكما يحلو للبعض أيضا حتى يتحاشا حتمية صراع الحضارات، وهذا التصور لحقيقة الصراع ليس من الحق في شيء .... بل هو صراع عقائد ... صراع بين الإيمان والكفر والحق والباطل والهلال والصليب ...
إن الأمة لتعاني الأمرين من التسلط النصراني عليها ولذا فلا بد من العودة للدين والتمسك به حق التمسك حتى نستحق النصر من الله جل وعلا ...
ولله الأمر من قبل ومن بعد(/)
جنايات على العلم والمنهج .. (14) قيامُ الوعاظ والمفكرين في مقامات الأئمة والمجددين ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[20 - Jun-2009, مساء 08:46]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ...
تنبيه: هذا الموضوع يحتاج لقراءة متأنية جداً فأرجو إعطاءه حظه من النظر ....
الأصل المحكم: أن من اجتهد في إرادة الحق من جهة الله ورسوله = فهو مأجور مغفور له خطأه.
ثم يقعُ للناس التقصير إما في شطر الاجتهاد وإما في شطر الإرادة،والله تبارك وتعالى يتولى حساب عباده على هذا التقصير، ولكن لا يكون ذلك المقصر أبداً بمنزلة من لم يجتهد أو من لم يُرد بالمرة.
وعليه فإننا في هذا الموضوع لا نثبت ذماً مطلقاً لمن نتكلم عنهم،ولا نمنعهم الأجر مطلقاً ولا نرفع عنهم المغفرة مطلقاً، وإنما من شاء أن يقرأ هذا الموضوع قراءة حسنة = فليجعله بمنزلة البحث في أسباب ضعف النتاج مع نشاط العمال. وليجعله بمنزلة البحث في أسباب اتساع الخلل مع كثرة العمل.
وبعد ...
فإنما ذكرنا الوعاظ (وربما سماهم الناس: الدعاة ولا أحب استعمال هذا اللفظ لأنه أعم من مجرد الوعظ) والمفكرين مثالاً،وإنما مثلنا بهم لكل شرائح العمل الإسلامي وجعلناهم أنوذجاً للعاملين لدين الله من مختلف الأصناف (وعاظ وقصاص ومذكرين ومفكرين ودعاة ومجاهدين ومفتين ومجتهدين الاجتهاد الجزئي ومتفننين ومتخصصين)
وكل من كان قاصراً على وصفه هذا ممن لم يبلغ درجة الإمامة أو التجديد ...
والإمامة: هي الفقه العام في الشرع مع البصر النافذ والبصيرة الكاشفة،يجمع صاحبها بين خصوصيات الاجتهاد وشمولية الفقه،وواقعية النظر.
والمجدد أخص من الإمام وغالباً ما تُبرزه ظروف مكانية وزمانية وسياسية واجتماعية تُخلصه من بين إخوانه من الأئمة وتظهر اختلاف مادته عنهم.
وليس لهاتين الرتبتين عبارة تحدهما،ولا هما مما يُتوصل إليهما بمجرد التحصيل العلمي، ولا تثبتان للرجل بمجرد شهادة واحد أو اثنان، والموصوف بهما أو بواحدة منهما يكون أمة وحده ونسيجاً وحده.
نأتي لفكرة المقال
لا شك أن العالم شهد تموجات شديدة جداً في منحنيات الحضارة أدت لتغييرات وتقلبات حضارية كثيرة جداً حتى باتت الصورة العامة للعالم في القرنين الآخرين مباينة مباينة تامة لأحوال العالم مذ خلقه الله وبلغنا خبره. ولستَ تقصد فترة من فترات تاريخ العالم إلا وتجد تشابهاً معقولاً بينها وبين التي تليها والتي قبلها،حتى إذا أتيت للقرون الثلاثة الأخيرة وجدت الوجه غير الوجه،ولو قذف رجل من القرن الرابع الهجري إلى القرن السابع الهجري لما أمكنك أن تجعل وجهاً للمقارنة بين ما سيحدث ساعتها وبين ما سيحدث لو قذف نفس الرجل للقرن الخامس عشر الهجري.
هذه التموجات الحضارية أثرت في الأمة الإسلامية كتأثيرها في باقي الأمم وتركت تلك التموجات هذه الأمة على الحالة التي نعرفها وقد تغيرت نظها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعلمية وبتنا في أبعد صورة عرفناها عن تلك الصورة التي مات عنهاخاتم النبيين صلى الله عليه وسلم.
ومنذ السقوط الأخير للخلافة = اشتدت الحاجة لعمل دؤوب يوقظ النائم وينبه الغافل ويستحث القاعد،ويذكر الآخرين بمجد الأولين، ويعيد الخالفين لما كان عليه السالفين.
فعلى صعيد الجماعات المنظمة الملقبة عملت تلك الجماعات ولا زالت تعمل وتبني وتصلح وفق نهج رأته وسارت عليه.
وعلى صعيد الجهود الفردية عرفت الأمة أسماء لا معة بذلت جهوداً جبارة بنت وأصلحت وفق نهج رأته وسارت عليه.
وعلى صعيد النقد والتقييم عرفت الأمة كتابات مؤثرة في النقد والتقويم والتصحيح ومحاولة رسم الآفاق الحضارية وتصحيح المسارات الإصلاحية.
وعلى صعيد الدول والحكومات رأينا جهوداً إصلاحية قليلة وفساد وإفساد عظيمين، وحتى هذه الجهود الإصلاحية القليلة أغلبها لم يأت من جهة إرادة الله والرسول وإنما من جهة مصالح خاصة أو سياسات باطلة أو قوميات مبتدعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولم كان العمل والجهد الإصلاحي التطوعي لا يُثمر ثمرته الناضجة من غير تكاتف وإعانة من جهة الدول والحكومات،وكانت الدول والحكومات تناصب التيارات الإصلاحية العداء وتعدها-غالباً-منابذة لها تريد عرشها= فقد نبغ من وسط صفوف العمل الإسلامي من لا يرى صلاحاً يرجى ولا إصلاحاً يطلب إلا بعد إزالة تلك الحكومات من مكانها.
ونازعه من يرى صواب رأيه كوناًولكن لا يرى صوابه شرعاً.
أو من يرى صوابه شرعاً ولكن لا يرى صوابه سياسة.
وفي الربع قرن الأخير عموماً وفي السنوات التي تلت الألفية الجديدة خصوصاً وكرد فعل لنشأة التيار المنابذ بالقوة= كثرت التنظيرات والأطروحات التي تناق خطوات البناء الطويلة، وصار يصك مسمعك كثيراً جداً عبارات مثل [النهضة-الإصلاح-الحضارة-العمران-البناء].
ولأبناء هذا التيار الإصلاحي الجديد نظرات نقدية للتيارات الإصلاحية القديمة. ونظرات أشد انتقاداً للتيار المنابذ بالقوة.
وقد نشط جداً رافعو هذه الأسماء وزاد نشاطهم جداً بعد الثورة الإعلامية الاتصالية الأخيرة عبر شبكات المعلومات والقنوات الفضائية.
وزاد من رسوخ أقدامهم هدنة غير معلنة أقامتها معهم الدول والحكومات فلم يتعاملوا معهم بنفس درجة التعامل التي تعاملوا بها مع التيارات الإصلاحية التقليدية.
وزاد من رسوخ أقدامهم أن استقطبت أحوالهم وأوضاعهم وأفكارهم فئاماً من التيارات الإصلاحية التقليدية.
ووسط هذه الصورة تظهر أطياف تمر كخطوط الفنانين التشكيليين في وسط هذه الصورة كالفروق التي تكون بين أبناء الجماعة الواحدة أو التيار الواحد،وكالاجتهادات الفردية والبروزات الأحادية لبعض الدعاة ومناهجهم.
الآن ما أريد قوله هو
1 - لا تبلغ هذه الأمة تمام المراد لها من النصر والتمكين إلا أن يهيء الله لها سلطاناً عادلاً يريد الله ونصرة دينه = فيضع هذه الجهود الإصلاحية جميعها في موضعها الصحيح ويستفيد من صوابها ويقوم أخطائها.
2 - لا أعني بذلك أن يقعد الجميع ويلتحفون بأغطيتهم ينتظرون خروج هذا السلطان من سردابه.
3 - ولا أقول كما يدعي بعضهم أن هذا السلطان لن يكون أبداً إلا من وراء عمل دؤوب لشرائح الأمة بأسرها = بل هذه سببية زائدة عن الحد المشروع والله تبارك وتعالى يصلح مهدي هذه الأمة في ليلة وهو قادر سبحانه على إصلاح من يجدد ما عفا من رسوم هذه الأمة في أقل من ذلك.
4 - إنما أقول: إن الله تبارك وتعالى شرع لنا الدين التام والشريعة الكاملة،ومن خصائص تلك الشريعة أن كل من ينضوي تحت لوائها لن يُكلف إلا نفسه ولن تكلف نفسه إلا وسعها،فأن يُحوم الإنسان بأفكاره في أودية من عالم الغيب يوشك ذلك أن يكون حيلة نفسية للفرار من عالم الواقع، وللهرب من ضغط التكاليف الشرعية على القلب الغافل اللاهي. وقد رأيتُ الناس تتقطع قلوبهم حسرات أيام حرب غزة. ولكني رأيتُ أقواهم قلوباً وأسلمهم نفساً وأصحهم نظراً فيها = هو من أتته تلك الأحداث وهو في خندق من خنادق العمل لدين الله عز وجل أياً كان نوعه، رأيت هذا الصنف يبحثون تطوير أدائهم،ويزيدون في فاعلية إنتاجهم. ورأيت غيرهم من القاعدين الكسالى وقد حاصوا حيصة من فجأته الساعة وهو قائم يعصي ربه.
5 - ولاشك أن ميادين العمل الإسلامي كثيرة جداً في العلم والجهاد والوعظ والتفكير والتخطيط والإدارة والاقتصاد والاجتماع .. وكل عامل في هذه الميادين فهو على ثغر من ثغور الإصلاح وباب من أبواب النهضة وبعد من الأبعاد الحضارية ومقوم من مقومات البناء. وليس يُطلب من هذا العامل أكثر من إتقان العمل وتجويده.
هذه المقدمات تقودني إلى بيت القصيد:
الملاحظ أن فئات غير قليلة من الوعاظ،والمفكرين، ومن عنده نوع اجتهاد = يتصدون لأبواب من النهضة والإصلاح هي ألصق ما تكون بالسياسة الشرعية العامة.
ومثل هذه الأبواب هي أحوج ما تكون للأئمة ذوي الفقه العام،وبعضها ربما احتاج لمن هو من جنس المجددين، وهذا الصنف بات قليلاً جداًبل شبه معدوم وإنما يوجد منه الأصلح فالأصلح.وتصدي هؤلاء الذين لهم شبه بالأئمة لتلك الأبواب يقع فيه أنواع من الخلل ولاشك = لكن الذي لاشك فيه أيضاً أن الخلل يكون أعظم والأثر يكون أفدح إن كان الذي تصدى لتلك الأبواب هو من جنس الوعاظ ومن له نوع اجتهاد دون مرتبة الإمامة والفقه العام.
(يُتْبَعُ)
(/)
والأحداث الأخيرة التي أحدقت بالأمة في السنوات العشر الأخيرة = خير شاهد.
حيث تصدى لها من له شبه بالأئمة ذوي الفقه العام فلم يكن تصديه هذا فاضلاً سالماً من الخلل.
وتصدى لها من هو من جنس الوعاظ وأشباههم فكان خللهم أعظم وخطأهم أطم.
ومثله: تصدي بعض المفكرين والوعاظ ومن له نوع اجتهاد = لما عدوه إصلاحاً وتصحيحاً للمسار في بعض الدول التي لها شبه بالحكومة الإسلامية،وكان الذي مع أولئك المصلحين من العلم والفقه العام أقل من أن يعينهم على ما يريدون. فلم يزيدوا على أن صنعوا نوعاً من الخلخلة في البنية الفكرية لتلك المجتمعات شنأهم بها المحافظون واستقوى بهم -كمطية- دعاة الليبرالية.
وأنا هنا لا أحجر على حرية رأي هؤلاء ولا أجعلهم مخالفين للقطعيات وإنما كلامي هو من جنس التخطئة لا من جنس الإقصاء.
وربما ذهب بعض من له فقه عام = إلى أن بقاء تلك الدولة على تماسكها الفكري المحافظ هو أدعى لبقاء دولتها ولتماسك منظومتها.وأن بعض الإقصائية التي يمارسها المحافظون ويبغضها أولئك المصلحون = ربما كانت هي المناسبة سياسة وإن لم تكن صواباً من جهة النظر الخاص.
هذا مثال ...
ومثال آخر:
دخول بعض أولئك الوعاظ في أبواب من السياسة الشرعية العامة،فيما يتعلق بمراعاة المصالح والمفاسد في زيارة بعض الدول العربية زيارات يحلون فيها ضيوفاً على أنظمة تلك الدول .. أو لا يحلون ضيوفاً ولكنهم يشتركون في الثناء العام المجمل مع إشارات خفيفة-إن وقعت- يذرون بها الرماد في أعين من يطالبهم بنصح تلك الأنظمة الرسمية.
ولاشك أن لهم في فعلهم ذلك نوع اجتهاد. لكن السؤال: هل قدر الاجتهاد الذي معهم وقدر العلم الذي معهم وقدر الفقه العام الذي معهم = هو اجتهاد تام بحسب تلك المسائل الكبار؟؟ أم هو قدر ناقص عن القدر المطلوب في تلك الأبواب؟؟
ومثلها: تصرفات وفتاوى بعض من له نوع اجتهاد في مسالة سياسية كبيرة جداً كمسألة منهج التعامل مع أصحاب الرسوم المسيئة ..
ومثلها: تقريرات بعض من له نوع اجتهاد في مسألة سياسية حضارية كبيرة أو يراد لها أن تكون كبيرة كمسألة حوار الأديان ...
هذه الأبواب جميعاً تكلم فيها بعض من له نوع اجتهاد ..
لكن سؤال المقال: هل قدر الاجتهاد المتوفر عند هؤلاء هو الذي يؤذن لهم بالدخول في تلك المسائل ويجعل كلامهم فيها من باب الاجتهاد التام؟؟
وهل قدر الفقه والورع المتوفر عند هؤلاء هو الذي يؤذن لهم بالخزل في تلك المسائل ويجعل كلامهم فيها يقصد به إرادة الحق التامة؟؟
ألا يُمكن أن يقال: إن أحد أعظم أسباب بطء عملية الإصلاح،واضطراب خطوات النهضة، وتشتت الرؤى الحضارية،واعوجاج جهات البناء = هو فقدان كثير من الداخلين في الأبواب الكبيرة لتلك الأمور للحصيلة الفقهية العامة التي تناسب عظم المسائل وضخامة الأحداث؟؟
منهجية الخلاف وافتقادها هي من أسباب تخلف الأمة ولا شك ..
لكن ألا يقال إن من أسباب اتساع هوة الفرقة في مسائل النزاع = أن أكثر المتنازعين بعيدون عن القدر اللازم من الفقه للكلام في تلك الأبواب الكبيرة ...
هل يصلح الوعاظ ولمفكرون ومن له نوع اجتهاد لإدارة الدفة الحضارية للأمة؟؟
هل عدمت الأمة من يصلح لمرتبة الإمامة في الدين أو يسد مسد التجديد فيها؟؟
أيهما أحسن للأمة:
أن يقعد كل واحد فلا يتكلم إلا في وبالقدر الذي يناسب ما معه من الفقه العام؟؟
أم يسارع الناس في العمل والحراك وإن أدى هذا لكثرة الأخطاء والآراء الفطيرة والنظرات الكسيرة؟؟
كيف يُعقل أن يتكلم رجل في مسائل عظيمة في السياسة والجهاد ثم يأتيه اتصال يخاطبه صاحبه بلفظ الشيخ = فيقول: لستُ شيخاً؟؟!!
هذه شذرات تحتاج لبصيرة ثاقبة تفاوض كاتبها فيها وتستوضحه فعي البيان بلية لا نجاة منها إلا بتوفيق من معلم البيان سبحانه ..
وأختم بما بدأت به
الأصل المحكم: أن من اجتهد في إرادة الحق من جهة الله ورسوله = فهو مأجور مغفور له خطأه.
ثم يقعُ للناس التقصير إما في شطر الاجتهاد وإما في شطر الإرادة،والله تبارك وتعالى يتولى حساب عباده على هذا التقصير، ولكن لا يكون ذلك المقصر أبداً بمنزلة من لم يجتهد أو من لم يُرد بالمرة.
وعليه فإننا في هذا الموضوع لا نثبت ذماً مطلقاً لمن نتكلم عنهم،ولا نمنعهم الأجر مطلقاً ولا نرفع عنهم المغفرة مطلقاً، وإنما من شاء أن يقرأ هذا الموضوع قراءة حسنة = فليجعله بمنزلة البحث في أسباب ضعف النتاج مع نشاط العمال. وليجعله بمنزلة البحث في أسباب اتساع الخلل مع كثرة العمل.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[20 - Jun-2009, مساء 10:29]ـ
بارك الله فيكم
أحسنت أبا فهر
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[21 - Jun-2009, صباحاً 09:29]ـ
كيف يُعقل أن يتكلم رجل في مسائل عظيمة في السياسة والجهاد ثم يأتيه اتصال يخاطبه صاحبه بلفظ الشيخ = فيقول: لستُ شيخاً؟؟!!
(((((((ابتسامات))))))))
يا له من تناقض ما أبينه، واستهتار ما أشنعه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شعبة بن الحجاج]ــــــــ[21 - Jun-2009, صباحاً 11:23]ـ
شيخنا الجليل أبا فهر حفظه الله
أشكلت علي عبارتكم هذه:
لا تبلغ هذه الأمة تمام المراد لها من النصر والتمكين إلا أن يهيء الله لها سلطاناً عادلاً يريد الله ونصرة دينه = فيضع هذه الجهود الإصلاحية جميعها في موضعها الصحيح ويستفيد من صوابها ويقوم أخطائها.
... ولا أقول كما يدعي بعضهم أن هذا السلطان لن يكون أبداً إلا من وراء عمل دؤوب لشرائح الأمة بأسرها = بل هذه سببية زائدة عن الحد المشروع والله تبارك وتعالى يصلح مهدي هذه الأمة في ليلة وهو قادر سبحانه على إصلاح من يجدد ما عفا من رسوم هذه الأمة في أقل من ذلك.
فهل لك في توضحيها أكثر؟!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[21 - Jun-2009, مساء 02:46]ـ
الأخ الفاضل أبو محمد العمري .. بوركت ونفع الله بك ..
الأخ المكرم عاطف إبراهيم .. جزاك الله خيراً ..
الأخ الفاضل شعبة .. أرجو بيان جهة الإشكال كي لا أجيب عما ليس مراداً لكم ..
ـ[خلوصي]ــــــــ[21 - Jun-2009, مساء 03:34]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل - لا تقل لست شيخا فيصيبك بعض قولك:) -
ملاحظتي الصغيرة هي أن الوعظ و لو ممن لا يؤبه له قد يكون هو أس أساس النهضة و التجديد!؟
ذلك أن السبب الجذري الأعظم في مرحلة ما قد يكون هو " حب الدنيا و كراهية الموت " كما قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ..
و حينئذ فإن واعظا متحققا بمعاني الزهد الحقيقي سيكون له الدور الأعظم في التجديد ... لا محالة! و لو لم يكن من أهل " الفقه " و " التأصيل " تاركا ذلكم لأهله الذين لن يجعل الله لهم مع " علمهم " القبول حتى يكونوا من التواضع بمكان أنهم لا يبالون أن يطلبوا " حال " أولئك الزاهدين بل أن يحاذوهم بالركب طالما كانوا من أهل الله ... كما علم الشافعيَّ راع اسمه شيبان!!
ـ[جمانة انس]ــــــــ[21 - Jun-2009, مساء 03:41]ـ
من الا خطاء المنتشرة ان البعض يسمع شر يطين و يقرا كتا بين
فيصبح مفتيا يوزع القاب الكفر و الشرك
و ينال من قدر العلماءالعظماء
فنرى من لا يعر ف ما يخرج من ام راسه حكما على اولئك الجبال الر اسخة
لاننا فقد نا علم تز كية النفوس
ـ[شعبة بن الحجاج]ــــــــ[21 - Jun-2009, مساء 04:24]ـ
الأخ الفاضل شعبة .. أرجو بيان جهة الإشكال كي لا أجيب عما ليس مراداً لكم ..
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل
وإني اهتبل هذه الفرصة لأسال الله أن يحفظكم بحفظه , فلكم أفدنا من كتاباتكم في الشبكة خصوصا في باب الكتب والمنهجيات وغيرها , وأنا من المتابعين لكتاباتكم منذ سنوات.
لا يخفى أهمية وجود السلطان المسلم القائم بشريعة الله في نصر الأمة وتمكنيها , لكن الذي أشكل علي أن ظاهر كلامكم يعني أن هذا النصر والتكمين يأتي بمجرد قيام هذا السلطان بشرع الله ودعوى أنه لا يكون هذا السلطان إلا*بعمل دؤوب لشرائح الأمة بأسرها = سببية زائدة.
هل هذا يعني أن مشكلة الأمة الآن في عدم وجود هذا السلطان , أم أن حصوننا مهددة من الداخل وأكثر المسلمين بعيدون عن التدين؟
واعذروا التلميذ على هذه الجرأة!
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[21 - Jun-2009, مساء 05:51]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل - لا تقل لست شيخا فيصيبك بعض قولك:) -
ملاحظتي الصغيرة هي أن الوعظ و لو ممن لا يؤبه له قد يكون هو أس أساس النهضة و التجديد!؟
ذلك أن السبب الجذري الأعظم في مرحلة ما قد يكون هو " حب الدنيا و كراهية الموت " كما قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ..
و حينئذ فإن واعظا متحققا بمعاني الزهد الحقيقي سيكون له الدور الأعظم في التجديد ... لا محالة! و لو لم يكن من أهل " الفقه " و " التأصيل " تاركا ذلكم لأهله الذين لن يجعل الله لهم مع " علمهم " القبول حتى يكونوا من التواضع بمكان أنهم لا يبالون أن يطلبوا " حال " أولئك الزاهدين بل أن يحاذوهم بالركب طالما كانوا من أهل الله ... كما علم الشافعيَّ راع اسمه شيبان!!
فيما فهمته من كلام أخي الفاضل أبي فهر أنه لم ينكر أو يعيب على الوعاظ أو المربين وعظهم وسلوكهم ودعوة الناس إلى هذا ... أبداً، طالما كانوا مقتصرين على ما يحسنون، بلا تجاوز إلى ما لا يحسنون أو ما لم يحصلوا علومه ويبلغوا مرتبته، فيهجموا على الكلام والإفتاء في مسائل كبار تهم الأمة ويجمع لها العلماء، فمن تسور منهم هذا الباب فهو الظلوم الملوم، وهؤلاء هم الجناة على العلم والمنهج.
ـ[خلوصي]ــــــــ[22 - Jun-2009, صباحاً 01:53]ـ
فيما فهمته من كلام أخي الفاضل أبي فهر أنه لم ينكر أو يعيب على الوعاظ أو المربين وعظهم وسلوكهم ودعوة الناس إلى هذا ... أبداً، طالما كانوا مقتصرين على ما يحسنون، بلا تجاوز إلى ما لا يحسنون أو ما لم يحصلوا علومه ويبلغوا مرتبته، فيهجموا على الكلام والإفتاء في مسائل كبار تهم الأمة ويجمع لها العلماء، فمن تسور منهم هذا الباب فهو الظلوم الملوم، وهؤلاء هم الجناة على العلم والمنهج.
تماما أخي العزيز .. و هذا لا يعارض كلامي الذي أردت منه التركيز على ما قد يغيب عنا ...
و قد اختلط الأمر علينا أحيانا بين " المجدد " و " المجتهد " .. فالأول منهما قد يكون مجرد قائد سياسي يجمع حوله من العلماء و المستشارين ما يجدد به الدين. و بارك الله فيكم أجمعين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد بن مهاجر]ــــــــ[21 - Oct-2009, صباحاً 03:45]ـ
ومثله: تصدي بعض المفكرين والوعاظ ومن له نوع اجتهاد = لما عدوه إصلاحاً وتصحيحاً للمسار في بعض الدول التي لها شبه بالحكومة الإسلامية،وكان الذي مع أولئك المصلحين من العلم والفقه العام أقل من أن يعينهم على ما يريدون. فلم يزيدوا على أن صنعوا نوعاً من الخلخلة في البنية الفكرية لتلك المجتمعات شنأهم بها المحافظون واستقوى بهم -كمطية- دعاة الليبرالية.
وأنا هنا لا أحجر على حرية رأي هؤلاء ولا أجعلهم مخالفين للقطعيات وإنما كلامي هو من جنس التخطئة لا من جنس الإقصاء.
وربما ذهب بعض من له فقه عام = إلى أن بقاء تلك الدولة على تماسكها الفكري المحافظ هو أدعى لبقاء دولتها ولتماسك منظومتها.وأن بعض الإقصائية التي يمارسها المحافظون ويبغضها أولئك المصلحون = ربما كانت هي المناسبة سياسة وإن لم تكن صواباً من جهة النظر الخاص.
هذا مثال ...
وياله من مثال،ويالها من جناية(/)
هل "الغاية لا تبرر الوسيلة" قاعدة معتبرة؟؟؟ وإن كانت كذلك فهل ...
ـ[أبو عبد العظيم]ــــــــ[21 - Jun-2009, صباحاً 12:29]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل "الغاية لا تبرر الوسيلة" قاعدة معتبرة؟؟؟ وإن كانت كذلك فهل تعارض القاعدة المعتبرة الثابتة "الوسائل لها احكام المقاصد" وبارك الله فيكم
ـ[حسن ابو عدي]ــــــــ[21 - Jun-2009, صباحاً 02:29]ـ
الغاية لا تبرر الوسيلة:
من الصعب علي أن أتصور
كيف يمكن أن نصل إلى غاية نبيلة
باستخدام وسيلة خسيسة!؟
إن الغاية النبيلة لا تحيا إلا في قلب نبيل.
فكيف يمكن لذلك القلب أن يطيق استخدام وسيلة خسيسة؟
بل كيف يهتدي إلى استخدام هذه الوسيلة؟!
حين نخوض إلى الشط الممرع بركة من الوحل
لا بد أن نصل إلى الشط ملوّثين ...
إن أوحال الطريق ستترك آثارها على أقدامنا،
وعلى مواضع هذه الأقدام،
كذلك الحال حين نستخدم وسيلة خسيسة:
إن الدنس سيعلق بأرواحنا،
وسيترك آثاره في هذه الأرواح، وفي الغاية التي وصلنا إليها!.
إن الوسيلة في حساب الروح جزء من الغاية.
ففي عالم الروح لا توجد هذه الفوارق والتقسيمات!
الشعور الإنساني وحده إذا حس غاية نبيلة
فلن يطيق استخدام وسيلة خسيسة ..
بل لن يهتدي إلى استخدامها بطبيعته!
" الغاية تبرر الوسيلة!؟ ":
تلك هي حكمة الغرب الكبرى!!
لأن الغرب يحيا بذهنه،
وفي الذهن يمكن أن توجد التقسيمات والفوارق بين الوسائل والغايات!.
هكذا قال من خاض في هذه المسئلة(/)
مفاجأة خطب الشيخ محمد طلبه
ـ[حسام الدين السيف الساطع]ــــــــ[21 - Jun-2009, مساء 12:23]ـ
{بسم الله الرحمن الرحيم}
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إليكم خطب الشيخ محمد طلبه
حوار ساخن مع الشباب1
http://www.mtolba.net/lessons/7ewarshabab1.rm (http://www.mtolba.net/lessons/7ewarshabab2.rm)
حوار ساخن مع الشباب2
http://www.mtolba.net/lessons/7ewarshabab2.rm
نصائح للأخوات1
http://www.mtolba.net/lessons/high/009_A.wma
نصائح للأخوات2
http://www.mtolba.net/lessons/high/009_B.wma
صلاة القلب 1
http://www.mtolba.net/lessons/low/salat1.rm
صلاة القلب 2
http://www.mtolba.net/lessons/low/salat2.rm
بحر الدموع 1
http://www.mtolba.net/lessons/low/Ba7r1.rm
بحر الدموع 2
http://www.mtolba.net/lessons/low/Ba7r2.rm
حديث المدينة1
http://www.mtolba.net/lessons/low/HadithAlmadina1.rm
حديث المدينة2
http://www.mtolba.net/lessons/low/HadithAlmadina2.rm
أبحث عن زوجة 1
http://www.mtolba.net/lessons/low/searchZoja1.rm
أبحث عن زوجة 2
http://www.mtolba.net/lessons/low/searchZoja2.rm
البهائية 1
http://www.mtolba.net/lessons/low/baha1.rm
البهائية 2
http://www.mtolba.net/lessons/low/baha2.rm
وقفات مع أبي هريرة1
http://www.mtolba.net/lessons/low/AboHorira1.rm
وقفات مع أبي هريرة2
http://www.mtolba.net/lessons/low/AboHorira2.rm
حوار مع شباب الإنترنت
http://www.mtolba.net/lessons/low/shababNet.rm
نصائح فرعونية 1
http://www.mtolba.net/lessons/low/Nasaah1.rm
نصائح فرعونية 2
http://www.mtolba.net/lessons/low/Nasaah2.rm
حديث الجساسة 1
http://www.mtolba.net/lessons/low/gasasa1.rm
حديث الجساسة 2
http://www.mtolba.net/lessons/low/gasasa2.rm
وقفة تأمل - أنفلونزا الطيور 1
http://www.mtolba.net/lessons/low/021Birds1.rm
وقفة تأمل - أنفلونزا الطيور 2
http://www.mtolba.net/lessons/low/021Birds2.rm
أيها الأزواج انتبهو 1
http://www.mtolba.net/lessons/low/azwag1.rm
أيها الأزواج انتبهو 2
http://www.mtolba.net/lessons/low/azwag2.rm
وقفات مع طالب العلم1
http://www.mtolba.net/lessons/low/TalbEl3lm1.rm
وقفات مع طالب العلم2
http://www.mtolba.net/lessons/low/TalbEl3lm2.rm
/// ونسألكم الدعاء///
ـ[حسام الدين السيف الساطع]ــــــــ[21 - Jun-2009, مساء 12:27]ـ
ارجو من الموقع تفعيل الراوبط
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[21 - Jun-2009, مساء 12:52]ـ
فُعِّلَتِ الروابط لكن يبدو أن هناك مشكلة في الموقع
ـ[حسام الدين السيف الساطع]ــــــــ[21 - Jun-2009, مساء 02:00]ـ
جزاكم الله خيراً(/)
تنبيه مهم حول دعاء مشهور نُسب إلى الشيخ ابن عثيمين!
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[21 - Jun-2009, مساء 02:07]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
------------------------------------------
تنبيه مهم جداً
ورد إلينا عبر البريد الإلكتروني أنه نُسب إلى فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله قوله:
أفضل الدعاء:
[اللهم إني أسألك الأنس بقربك]
يتحقق للمؤمن فيها أربع:
1 - عز من غير عشيرة.
2 - علم من غير طلب.
3 - غنى من غير مال.
4 - أنس من غير جماعة.
وهذه النسبة إلى الشيخ غير صحيحة إطلاقاً حيث كان فضيلة الشيخ رحمه الله تعالى يتحرى أن يدعو بالدعاء الوارد ويختار الجوامع من الدعاء إتباعاً للسنة وكان من عباراته المشهورة قوله رحمه الله: (عليك بالدعاء الوارد ودع عنك الجمل الشوارد).
ولا شك أن هذا الدعاء المنقول غير وارد فلا تصح نسبته إلى الشيخ ولذا جرى التنبيه.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ,,,
القسم العلمي
في مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية
http://www.ibnothaimeen.com/all/shaikh/article_18079.shtml"]http://www.ibnothaimeen.com/all/shaikh/article_18079.shtml (http://http://www.ibnothaimeen.com/all/shaikh/article_18079.shtml[/CENTER)
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[21 - Jun-2009, مساء 02:12]ـ
وردتني ثلة من الرسائل، على هاتفي المحمول، تواترت لفظا على ذكر هذه الرسالة مع النسبة، في أزمنة وتفاوتة، وأوقات متباعدة، وقرأت كذلك في بعض المنتديات الإنترنتية، فتعجبتُ أن يصدر هذا من ابن عثيمين - رحمه الله - وهو الأثري، وقلتُ: في الامر لبس، وسأبحث - إن شاء الله -، لكن نسيتُ وشغلت، ثم قبل قليل أثناء تصفحي لموقع الشيخ ابن عثيمين وجدتُ هذه الفائدة وهذا البيان، فكان كأنفس ما يكون من الفوائد التي تشفي العليل، وتروي الغليل، مؤيدة بالمصدر والدليل، فلله الحمد.
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[22 - Jun-2009, صباحاً 10:27]ـ
(عليك بالدعاء الوارد ودع عنك الجمل الشوارد).
/ all/shaikh/article_18079.shtml (http://%5burl%5dhttp://www.ibnothaimeen.com/all/shaikh/article_18079.shtml%5b/url%5d%5b/center)
تنبيه مهم .... جزاك الله خير ..
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[11 - Mar-2010, مساء 01:38]ـ
وإياك، وأسال الله أن يوفق الجميع للعلم النافع والعمل الصالح.
ـ[خلوصي]ــــــــ[14 - Mar-2010, صباحاً 05:09]ـ
إخوتي الكرام:
هذا الباب " الدعاء " واسع لا علاقة للأثرية به
ربما أكون في وضع نفسي فيلهمني الله دعاء يناسب ذلك الوضع فأحبه فألهج به دونما تصور انني ابتدع .. بارك الله فيكم.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[02 - Apr-2010, مساء 10:36]ـ
جزاك الله خيرًا.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[02 - Apr-2010, مساء 11:14]ـ
شكرا لك،، بارك الله فيك
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=23964&highlight=%DA%D4%ED%D1%C9
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=26720
ـ[ريم الغامدي]ــــــــ[03 - Apr-2010, صباحاً 07:26]ـ
جزاك الله خيراً على هذا التنبيه المهم ..(/)
شرح روضة الناظر وجنة المناظر في اصول الفقه
ـ[إيحاء]ــــــــ[21 - Jun-2009, مساء 02:10]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شرح روضة الناظر وجنة المناظر في اصول الفقه
للشيخ الدكتور عبد الكريم النملة
عبارة عن محاضرات صوتية
http://www.archive.org/details/Namlah-Rawdah
ـ[حسن ابو عدي]ــــــــ[21 - Jun-2009, مساء 02:28]ـ
جزاك الله خير
ـ[يحيى بن زكريا]ــــــــ[21 - Jun-2009, مساء 06:52]ـ
جزاك الله خيرا
ملحوظة: الشريط رقم 26 غير موجود فهل من سبيل إليه؟
ـ[يحيى بن زكريا]ــــــــ[22 - Jun-2009, صباحاً 05:18]ـ
66 كذلك غير موجود
ـ[حارث البديع]ــــــــ[22 - Jun-2009, صباحاً 05:28]ـ
وشرح الشيخ
من أهم الشروح المعاصرة
وعرف الشيخ بسبر أغوار تخصصه
وسهولة في عباراته
ـ[إيحاء]ــــــــ[22 - Jun-2009, مساء 06:24]ـ
جزاكم الله خيرا واثابكم ودلنا واياكم لطريق الخير
بالنسبة للناقص سأبحث عنه وسأضيفه ان وجدته
ـ[أبا إبراهيم عبدالرحمن]ــــــــ[23 - Jun-2009, صباحاً 08:32]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&postid=48203#post48203
هذا الرابط عنوانه الاخطاء العقدية في كتب الدكتور عبدالكريم النملة /
ووضعت الرابط للفائدة لا للنيل من احد فانا قد قرات الموضوع سابقا وقلت لعله يفيدكم لمجرد الحذر
فالخطأ في العقيدة ليس سهلا
ـ[حارث البديع]ــــــــ[23 - Jun-2009, صباحاً 09:32]ـ
لاحول ولا قوة
إلا
بالله
اللهم علمنا ماينفعنا وجنبنا علما
عن الحق يشغلنا
هب أنه وافق الأشعريين في مسألة
فهل يطلق عليه لفظ مبتدع
لم تقله صراحة لكنه مفهوم من السياق
رجل ترعرعى في بلاد أهل السنة والجماعة
ولا يعرف العقيدة
إذامن سيعرفها
ومع ذلك كله عل فرض صحة مانقل
فلا يسمى أشعريا
لرأى رآه فرجحه
حتى المعارض
يعترف أنه من أهل السنة ويقول
وإلا فهو في الأصول الكبار لأهل السنة كالقول في صفات الرب وأسمائه،
والقول في مسمى الإيمان موافق لأهل الحق والحديث.
فلنتبعد عن تضخيم الحدث
كأنه مبتدعا
وما من عالم يسلم من زلة.
ـ[إبراهيم المسعود]ــــــــ[23 - Jun-2009, صباحاً 09:43]ـ
ابن قدامة نفسه لم يسلم من أشعريات في الروضة أمرّها بغير انتباه، برغم رسوخ قدمه في الاعتقاد وموقفه المعروف من الأشاعرة .. فكيف بالشيخ النملة؟ لعله إذا روجع وبُيِّن له رجع.
وكثير ممن كتب في الأصول من أهل السنة وقع عنده أشعرية في مادته من غير قصد ولا انتباه.
ـ[إيحاء]ــــــــ[23 - Jun-2009, مساء 06:40]ـ
الناقص
http://www.archive.org/details/Namah-rawdah
مع الأعتذار عن التأخير
والشكر للجميع
ـ[يحيى بن زكريا]ــــــــ[23 - Jun-2009, مساء 07:02]ـ
جزاكم الله خيرا على التكملة
هل هناك من تابع الشيخ عبد الكريم النملة أو عقب على ما جاء في شروحه من أخطاء؟
وبم يُنصح محب العلم الذي لا يتسنى له الدراسة سوى عن طريق الأشرطة؟
ـ[محب المواريث]ــــــــ[26 - Jun-2009, صباحاً 02:47]ـ
الإخوة الأعزاء: لايسلم الإنسان من الخطأ، ولاننسى أن الروضة أصله من المستصفى الذي هو للغزالي وهو أشعري المذهب
فوجود بعض الأخطاء العقدية في كتب النملة قد يتسامح في بعضها , ولكن هناك كتب شروح للروضة منها: شرح البورنو
وكذا مذكرة الشنقيطي والروضة بتحقيق الدكتور محمد شعبان اسماعيل فقد يستعاض بها عن غيرها.
ـ[أبا إبراهيم عبدالرحمن]ــــــــ[26 - Jun-2009, صباحاً 09:36]ـ
الان من قال مبتدع
هذا رابط اثنى عليه مشايخ كثر
والكتاب منتشر وبعض الاخوان يظن انه مسلم لكل ما فيه
وان كنت لا تخشى على عقيدتك
ففيه مبتدئين يقرأون الكتاب
وليس الخطأ في العقيدة سهلا
الشيخ راس في الاصول فهل معنى هذا الا ننصح لدين الله
ـ[محب المواريث]ــــــــ[26 - Jun-2009, مساء 04:59]ـ
أنا لم أقل إن الشيخ النملة مبتدع فلم تقولني مالم أقله.
وإن كنت استنبط الابتداع من مشاركتي فالناظر فيها لايستنبط أني أقصد الشيخ النملة أنه مبتدع ,لإني قلت أخطاء ولم أقل ابتداع وهذه الأخطاء العقدية الموجودة في بعض كتب النملة يحتمل أنه خطأ في النقل وليس في العقيدة فالذي ينظر في تحقيق النملة للروضة أكثره نقولات عن العلماء والفرق والمذاهب
فيحتمل أن الخطأ وارد من هذه الجهة.(/)
أسباب ظهور المشكلات الاجتماعيه
ـ[الشيخ طه]ــــــــ[21 - Jun-2009, مساء 04:51]ـ
أسباب ظهور المشكلات الاجتماعية
أسباب المشكلات في المجتمع كثيرة جداً، أهمهما وأولها وأخطرها:
file:///D:/ ةاناىن_ files/fasil.gif
ضعف الوازع الديني والولاء للعقيدة
file:///D:/ ةاناىن_ files/parbotton.gif
نحن أمة شرفها الله بهذا الدين، فيجب أن تكون منطلقاتنا في كل قضايانا العقدية والفكرية والاجتماعية من منطلق عقدي شرعي، أما أن نجعل من الشريعة في قضايا الشعائر فقط والعبادات ولكن في القضايا الاجتماعية لا نسأل عن الحكم الشرعي في ذلك فهذا من التقصير.
تجد بعض الناس صالحاً في نفسه، محافظاً على الصلوات، وعنده خير، لكنه في القضايا الاجتماعية أو حينما يكون عنده قضية من قضايا الزواج -على سبيل المثال- تجده لا يأنف أن يخالف الشريعة في عدد من القضايا التي تعمل ليلة الزواج، أين الإسلام؟! هل جعلنا الإسلام في المساجد وأغفلناه عن قضايانا الأسرية والاجتماعية؟! إن هذه من اللوثات وموجات التغريب والعلمنة التي وجدت في العالم الإسلامي نتيجة جهل الناس بدينهم، صرفت كثيراً من الناس عن تحقيق الإسلام الحق كما يريده الله، الإسلام الذي يتمثل في المسجد وفي البيت، ويتمثل في ليلة الزواج وفي الأسرة والوظيفة والأخلاق والسلوك، وفي الأعمال العامة يراقب الله العبد في كل أمر من أموره، هكذا يجب أن يكون المسلمون، وهكذا يجب أن يكون كل مسلم، لا يجعل هناك انفصام بين قضايا الشريعة وقضايا الحياة، فكلها قضايا يجب أن تصطبغ بصبغة الشرع قال تعالى: file:///D:/ ةاناىن_ files/s
السؤال
oos.gif قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ file:///D:/ ةاناىن_ files/e
السؤال
oos.gif[ الأنعام:162 - 163].
أعلى الصفحة ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=Full*******&audioid=28525#top)
file:///D:/ ةاناىن_ files/fasil.gif
التقصير في جانب العقيدة
file:///D:/ ةاناىن_ files/parbotton.gif
إن كل مشكلة من المشكلات إنما تجد في الأمة نتيجة تقصيرهم في عقيدتهم.
وهناك رباط وثيق بين القضايا الاجتماعية والقضايا العقدية، ونحن أمة لا نفصل بين هذه القضايا، عقيدتنا مراقبة الله عز وجل ووحدانيته، والتزام أمره ومراقبته، كما نخافه في الشهادة نخافه في الغيب، ونتقيه جلَّ وعلا في السِّر والعلانية، لا نعصي الله عز وجل في قضايانا الأسرية والبيتية، لا أقول: المسجد للعبادة والبيت أفعل فيه ما أشاء، كما يحلوا لبعض الناس أن يقول أو يفعل، ولهذا فارتباطنا -نحن المسلمون أمة العقيدة الصحيحة- يجب أن يكون ارتباطاً عقدياً في كل القضايا الاجتماعية، أسأل وأبحث هل هذا الأمر يتنافى مع عقيدتي وشريعتي، أم أن الشريعة الإسلامية أباحت لي ذلك؟ وقضايانا الاجتماعية لم تكن لتحدث إلا لما فرطنا في القضايا العقدية، والقضايا العقدية هي القضايا المهمة التي لو صلحت في المجتمع صلحت القضايا الاجتماعية من باب أولى؛ لأن قضية قبول حكم الله عز وجل في كل أمر من الأمور قضية ينبغي أن يعيها المسلمون ولا يفرطوا فيها.
أعلى الصفحة ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=Full*******&audioid=28525#top)
file:///D:/ ةاناىن_ files/fasil.gif
ضعف العلم الشرعي
file:///D:/ ةاناىن_ files/parbotton.gif
من الأسباب التي تجعل المشكلات الاجتماعية تتفشى في المجتمع: ضعف العلم الشرعي. فلو وجد العلم الشرعي: العلم بكتاب الله، والعلم بسنة رسوله عليه الصلاة والسلام في كل قضية من القضايا وعمل الناس بذلك ما وجدت مشكلة، أعني: لو عرف الناس أمور دينهم وأمور شريعتهم في قضايا العبادات والعقائد والأخلاق والسلوك، والقضايا الاجتماعية -أو ما يسمى بالشخصية وغيرها- وتحلوا جميعاً بالعلم؛ لهان شيء كبير من المشكلات التي نعاني منها، ولكن قضية الجهل وتقصير العلماء وطلاب العلم في هذا المجال وعرض هذه القضايا وتنبيه الناس إليها جعل هذا الأمر يتفاقم.
أعلى الصفحة ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=Full*******&audioid=28525#top)
file:///D:/ ةاناىن_ files/fasil.gif
تحكيم العادات والأعراف على الشرع
(يُتْبَعُ)
(/)
file:///D:/ ةاناىن_ files/parbotton.gif
من أسباب وجود هذه المشكلات: استحكام ما يسمى بالعادات والأعراف والتقاليد المخالفة للإسلام.
نحن أمة لا نأخذ ديننا إلا من كتاب ربنا وسنة نبينا عليه الصلاة والسلام، وإن كان في شريعتنا ما يعرف بالعرف فإن العرف له ضوابط وشروط، فلا يؤخذ بالعرف إذا خالف الشرع بإجماع العلماء، فإذا كانت الأعراف والعادات والتقاليد حسنة لا تتنافى مع الإسلام فهي على العين والرأس، أما إذا كانت تخالف الإسلام فهي مرفوضة، ويجب أن يضرب بها الناس عرض الحائط.
إن مصدر التلقي عند المسلم كتاب ربه وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، لا يقول: أنا سأنظر إلى قبيلتي وعشيرتي، ماذا يقولون؟ هل نجعل الزواج مختصراً أم نجعله كبيراً، نجمع فيه الناس جميعاً ونذبح فيه ما يزيد على العشرات من الأغنام، ويكون في أحسن قصر من القصور، ويكون -أيضاً- من عادة قبيلتي وعشيرتي أو ما اعتدنا عليه أن يكون المهر مائة ألف أو مائة وخمسين أو مائتين أو أقل أو أكثر؟
يجب أن ينظر الناس في ذلك إلى شريعة الله، وإلى شريعة محمد بن عبد الله، أولسنا مؤمنين؟! لو قلت لإنسان ذلك لخشيت أن يضربك وأن ينالك منه إهانة وسباً وتقريعاً، لكن أين الإيمان؟ أين الأدلة العملية على تحقيق الإيمان؟ أولست مؤمناً؟
إذاً: فالإيمان يأمرك باتباع المصطفى عليه الصلاة والسلام، ومن هديه عليه الصلاة والسلام: التيسير في أمور الزواج وعدم المغالاة فيها.
ولهذا أُلفت النظر إلى قضية خطيرة يقع فيها كثير من الناس، وهي: كره شيء مما أنزل الله أو شيء مما جاء به الإسلام على حساب ما يعرف بالعادة والقبيلة والعرف والتقليد الذي نحن سائرون عليه، أن يكره شيئاً من الشريعة، أو أن يبغض شيئاً مما جاء به الإسلام بحجة الأعراف والعادات والتقاليد، وذلك صنم قد يعبد من دون الله عند بعض الناس والعياذ بالله! تضرب أوامر الشرع ظهرياً وتترك كأنهم ليسوا بمسلمين! وهؤلاء يخشى أن يحل فيهم قوله تعالى: file:///D:/ ةاناىن_ files/s
السؤال
oos.gif ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ file:///D:/ ةاناىن_ files/e
السؤال
oos.gif[ محمد:9] ومن أبغض شيئاً مما جاء به الإسلام أو كرهه أو كره من عمل به بسبب أنه متبع فيه هدي الإسلام؛ فذلك نوع من أنواع الردة عن الدين والعياذ بالله! شعر الإنسان أو لم يشعر، وما أكثر الذين يقعون في هذا وهم لا يعلمون! أيها المسلمون: نحن أمة نتلقى ديننا وأمورنا من كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، ويعجبني كثير من الناس عندما يسأل عن هدي الإسلام في مثل هذه القضايا، ولا سيما من الشباب المتطلع المتمسك بالعقيدة والمعتز بإسلامه، لكنه يواجه بمشكلات وعقبات كأراء من أناس لم تترسخ العقيدة الإيمانية في قلوبهم وانتسبوا إلى الإسلام اسماً، لكن انظر إليه في مجالات التطبيق العملي في البيوت والأسر، وفي مثل هذه القضايا الاجتماعية فتجد بوناً شاسعاً بينهم وبين ما يجب أن يكونوا عليه!
أعلى الصفحة ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=Full*******&audioid=28525#top)
file:///D:/ ةاناىن_ files/fasil.gif
تقصير أهل العلم في حل المشكلات
file:///D:/ ةاناىن_ files/parbotton.gif
من أسباب وجود المشكلات في المجتمعات الإسلامية: تقصير أرباب الإصلاح والدعوة في عرض هذه القضايا، حيث إن هذه القضايا تلامس شريحة كبيرة من المجتمع، فئات لا تحصى يعانون من قضايا اجتماعية، لماذا لا تولى هذه القضايا حلولاً وعلاجاً؟
ولا نريد علاجاً بالخطب الرنانة والكلمات الطنانة فقط فهذه لا تكفي في العلاج، وإنما نريد أهل الإيمان الذين يؤثرون دينهم على أهواء نفوسهم، يؤثرون ما جاء به الشرع على ما تراه النفوس الأمارة بالسوء، لماذا يا أخي بيتك مليء بالبنات ولا تدعو لهن من هؤلاء الشباب الصالح من يتزوجهن؟
يقول: أخشى أن يقول الناس عني كذا، أو أن يتهموا بناتي وأخواتي بكذا .. يا سبحان الله! أأنتم أعلم أم الله؟
أنحن أفضل أم رسول الله عليه الصلاة والسلام؟! أنحن أهدى أم صحابة الرسول عليه الصلاة والسلام؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ألم يعرض عمر بن الخطاب ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=46&ftp=alam&id=1000002&spid=0) رضي الله عنه حفصة ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=46&ftp=alam&id=1000424&spid=0) ابنته على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبله على أبي بكر ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=46&ftp=alam&id=1000001&spid=0) رضي الله عنه؟ ألم يعرض سعيد بن المسيب ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=46&ftp=alam&id=1000195&spid=0) عليه رحمة الله ابنته، بل يزوج ابنته من تلميذه أبي وداعة ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=46&ftp=alam&id=1000425&spid=0) ؟
هؤلاء أناس آثروا ما عند الله ولو سخط الناس كلهم، وإذا خالف الناس أمر الله أو إذا ألزموني بأمر يخالف شرع الله؛ فيضرب كلامهم بعرض الحائط ما دمت على بينة من أمري وعلى صراط مستقيم، وعلى حق ودليل وحجة فلا يبالي المسلم برضا الناس أو بسخطهم.
هذه قضايا يجب أن نتواصى بها؛ ولهذا ليس بغريب أن يقوم أحد من الحاضرين ويعلن أن عنده بنات ويبحث عن الأزواج الصالحين، أو أن يقوم أحد الصالحين من الأبناء الذين أضناهم البحث عن المرأة الطيبة في دينها وعقيدتها وأخلاقها فيسأل أحداً من الحاضرين -أو غيرهم- ابنته زوجة له، ولتسقط كل المخالفات الشرعية التي أثقلت كواهلنا، وأضنت شبابنا وشاباتنا، وأرهقت مجتمعنا بأمور ما أنزل الله بها من سلطان.
ولهذا ينبغي على الإخوة الطيبين الصالحين من الرجال والنساء -ولا غضاضة في ذلك- أن يعرض المرء نفسه على أخيه في الله ليخطب ابنته -مثلاً- أو موليته أو قريبته، أو يعرض عليه ليساعده في البحث عن زوجة صالحة، ولا مانع أن يوجد من الرجال من يخطب من هؤلاء الشبيبة لابنته أو قريبته، وليست القضية -أيها المسلمون- مادية، فنحن لا ننظر إلى القضايا الاجتماعية على أنها قضايا مادية، فما أفلسنا -والله- إلا حينما نظرنا إلى القضايا الاجتماعية على أنها قضايا نبحث من ورائها مادة وشهرة وجاهاً ورفعة وكلاماً بين الناس.
إن بناتك اللاتي أنعم الله بهن عليك بل ابتلاك بهن من أعظم إحسانك إليهن البحث عن الشريك الصالح والزوج الطيب، ولن يعدموا -ولله الحمد والمنة- بل هم كثر، وما أكثر الشباب الذي يبحثون عن الزوجات! بل وأقولها بكل صراحة: ما أكثر ما نعاني من بنات وفتيات يبحثن عن الأزواج، لكن من يكون وسيطاً في الإصلاح؟!
ومن يحتسب لأجل الإصلاح بين الناس، ولأجل الشفاعة الحسنة، والتعريف بين المجتمعات؛ علَّ الله أن يثيبه على ذلك؟! هذا أمر ينبغي أن نتجرد له جميعاً، ولهذا ينبغي أن يوجد في كل حي ومكان وفي كل مسجد عن طريق الإمام أو غيره أناس ينذرون أنفسهم لهذه القضايا، فقد ترى أناساً نذروا أنفسهم لطلب العلم أو للدعوة وتجدهم يجوبون البلاد ويخرجون للدعوة والإصلاح لكن قد يهملون أقرب قريب، وقد يتركون أناساً هم بحاجة إلى الإصلاح، وقد يكون مجتمعهم بحاجة إلى أن يصلحوا فيه، فيقصرون في ذلك، فلماذا لا تسد هذه الثغرة في المجتمع؟!
أعلى الصفحة ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=Full*******&audioid=28525#top)
file:///D:/ ةاناىن_ files/fasil.gif
الغزو الفكري والأخلاقي للمسلمين
file:///D:/ ةاناىن_ files/parbotton.gif
أيضاً من أهم الأسباب التي نريد التنبيه عليها حتى لا تكون مدخلاً لعرض القضايا والعلاج: الهجمات الشرسة، واسمحوا لي أن أقول بكل مرارة: الغزو الفكري والأخلاقي المركز على المجتمعات الإسلامية، الذي يريد أن يقلب المجتمعات الإسلامية من مجتمعات آمنة إلى مجتمعات قلقة ومضطربة بنشر المعاصي والفتن وبإثارة هذه المشكلات في المجتمع.
(يُتْبَعُ)
(/)
نعم .. جُنِدَت أسباب ووسائل كثيرة في مجتمعات المسلمين لإثارة مشكلات اجتماعية لها آثارها على المجتمعات الإسلامية، ونحن نقول: إن كل ما يخدش الفضيلة ويخالف الأخلاق بأي طريقة من الطرق أو وسيلة من الوسائل التي تريد جر المجتمعات الإسلامية من مجتمعات الفضيلة إلى مجتمعات رذيلة تعكر أسباب الزواج، لكنها في المقابل تفتح أبواب قضاء الشهوة المحرمة على مصارعها، وتضرب على وتر الجنس والشهوة التي تتأجج في نفوس الشباب والمراهقين من الجنسين بأفلام رخيصة، ومجلات داعرة، وصور عارية، وغناء ماجن خليع يقسي القلوب، ويزين الفواحش، ويبعد الناس عن صراط الله المستقيم، ويجعل الشباب ضحايا الصراع الجنسي، مع الأسف ونقولها بصراحة: أن يبتعد كثير من أبنائنا، وتوضع العقبات في طريقهم إلى الفضيلة وتسهل لهم كثير من القضايا المحرمة فهذه بحد ذاتها مشكلات يجب أن تعالج.
نعم .. لما وضعت العقبات في سبيل الزواج -على سبيل المثال- ووجد من يذكي الشهوة والغريزة في نفوس شبابنا وأبنائنا وبناتنا، مع إهمال القوامة والتربية الأسرية على شريعة الله وترك الحبل على الغارب للشباب المراهقين من الجنسين أن يفعلوا ما يشاءون، وينظروا ما يشاءون، ويسمعوا ما يشاءون، ماذا حصل؟
لقد سبب ذلك في وجود ضحايا نراهم في جلسات على الأرصفة، وفي سهرات محرمة مع قرناء السوء، بعيدين عن الذكر والتلاوة والطاعة وحلاوة الإيمان، وضحايا الوقوع في حبائل الشيطان وتسويله وتزيينه. فأقول: نحن اليوم في عصر الإعلام، ويجب أن تستغل الوسائل الإعلامية في بلاد المسلمين لعلاج القضايا الاجتماعية والمشكلات الأسرية، ويجب أن تركز على التربية وعلى تقويم الناس على نهج الله عز وجل وشريعة محمد عليه الصلاة والسلام، وتقوم بأداء ما ائتمنت عليه بأن تكون قنوات إصلاح وتوجيه وتربية لأجيال المسلمين وأسرهم.
أعلى الصفحة ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=Full*******&audioid=28525#top)
file:///D:/ ةاناىن_ files/fasil.gif
الإهمال في جانب التربية
file:///D:/ ةاناىن_ files/parbotton.gif
من الأسباب أيضاً: إهمال التربية من قبل الآباء للبيوت -وهذه مشكلة- فينشغل الآباء بدنياهم وتجاراتهم مع جلسائهم، ويهملون الزوجة والأولاد .. أين القوامة وأين التربية؟
إننا نريد من بيوتات المسلمين بيوتاً أن يعمها الذكر، وأن تكون خلايا نحل من التلاوة والطاعة، وسليمة من المحرمات والمنكرات، وقنوات توجيه وإصلاح يخرج منها أجيال يعيدون مجد الفاتحين والعظماء والجهابذة والعلماء، يعيدون أمجاد سلفنا الصالح ورعيلنا الفاتح المجاهدين في سبيل الله، أما أن يخرج أبناؤنا صرعى مسكرات ومخدرات وملهيات وفواحش ومغريات والعياذ بالله! فهذه -والله- من عدم القيام بالأمانة، وعدم الخوف من الله، والتفريط في ما اؤتمنا عليه {كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته}. فالأسرة يجب أن تقوم بدورها، ولما أُهملت الأسرة التي هي نواة المجتمع حصلت المشكلات في المجتمعات الإسلامية عموماً.
أعلى الصفحة ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=Full*******&audioid=28525#top)
file:///D:/ ةاناىن_ files/fasil.gif
ضعف التعليم
file:///D:/ ةاناىن_ files/parbotton.gif
كذلك من الأسباب: ضعف التعليم، وعدم إشباع نهم الأبناء والأولاد فيما يفيدهم في أمور دينهم وعقيدتهم، وأصبح بعض الناس يرى من الفخر أن يجيد أبناؤه العلوم المادية والعلوم الوافدة، وبعضهم لا يشجع أبناءه على العلوم الشرعية وهذه مشكلة، فإذا كان ابنك قليل البضاعة في علوم الشريعة فكيف تريده أن يكون سعيداً في مجتمعه؟!
فليست السعادة في المال ولا الثراء ولا الشهادة ولا المنصب، وإنما السعادة -والله- سعادة الإيمان، سعادة الصلاة. كم جرب أرباب الأموال والثراء؟! وكم جرب أصحاب الشهرة والمناصب؟! وكم جرب أهل الفن واللعب؟! كم جربوا هذه الأمور لكنها كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً، ولم يجدوا اللذة إلا بالإيمان، ولا السعادة إلا بطاعة الرحمن، ولما كانت حياتهم بين لهو وغناء، ومجون وخلاعة، وسهرات وفواحش؛ قست قلوبهم، وعمهم القلق والأرق والمشكلات، وهذه القضايا لم تجعل المجتمعات -التي جربت هذه الأمور سنين طويلة- سعيدة يوماً ما، فالدول المتقدمة صناعياً ومادياً هي من أكبر البلاد وأكثرها عدداً في الجرائم والانتحار ومشكلات لا أول لها ولا آخر، وما ذلك إلا تحقيقاً لقوله تعالى: file:///D:/ ةاناىن_ files/s
السؤال
oos.gif وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى file:///D:/ ةاناىن_ files/e
السؤال
oos.gif[ طه:124].
أعلى الصفحة ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=Full*******&audioid=28525#top)
file:///D:/ ةاناىن_ files/fasil.gif
ظاهرة التغريب في المجتمع
file:///D:/ ةاناىن_ files/parbotton.gif
أيضاً من الأسباب: موجات التغريب في المجتمعات الإسلامية التي لعبت دوراً كبيراً في التأثير على أبناء المسلمين وعلى فتياتهم وأسرهم؛ فوجدت مثل هذه القضايا. الحاصل: أن هذه وغيرها أسباب لكل ما يرد من مشكلات، ولكن لا نيئس من كثرة المشكلات فمجتمعنا -ولله الحمد والمنة- إذا قورن بغيره فمشكلاته قليلة؛ لأنه مجتمع بعامته -ولله الفضل والمنة- يدين بهذا الدين، والتقصير الذي يوجد عند بعض أبناء المسلمين هو الذي كان سبباً وراء استشراء هذه المشكلات.
الشيخ |طه
امام وخطيب ومدرس اول بوزارة الاوقاف مصر(/)
نقد كلام ابن القيم في قوله في مفتاح دار السعاده ((حتى الانسان))
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[21 - Jun-2009, مساء 06:06]ـ
قال ابن القيم رحمه الله (وما من صنف من اصناف حيوان البر الا وفي البحر امثاله حتى الانسان)
السؤال هل في البحر ما يشبه الانسان
ابن القيم يؤكد هذا
وكم من محقق يغلط ابن القيم في هذه الجملة
فهل فيكم من وقف على حاله او حيوان من الاسماك يشبه الانسان
مع اني سمعت بحالات كثيره تؤيد كلام ابن القيم من اسماك او ما يسمى عروسه البحر ان كان لها حقيقه
فهل من يفيد في هذا
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[21 - Jun-2009, مساء 07:27]ـ
قال العلامة الزرقاني في (الأجوبة العديدة) بتحقيقي؛ يسر الله إخراجه:
(ثالث عشرها (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=35885#_ftn1)1 ): آدمية البحر إذا تزوجها إنسان تكون معه في الجنة؟ جوابه (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=35885#_ftn2)2 ):
آدمية البحر من جملة البهائم لا يصح تزوجها، وفي وطئها الأدب، وتكون يوم القيامة ترابا كغيرها من البهائم).
(1) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=35885#_ftnref 1) هذا الجواب بأكمله ساقط من (ز).
(2) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=35885#_ftnref 2) في باقي النسخ ما عدا (هـ) و (ز): الجواب.
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[21 - Jun-2009, مساء 08:23]ـ
بورك فيك
واتم الله لك التجقيق ونفع بك العبيد
ـ[زكريااءُ]ــــــــ[21 - Jun-2009, مساء 10:23]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ..
قبل فترة كنت أحاول جمع بعض الأقوال في من قال بوجود إنسان الماء ..
فلعلك تفيدنا بنص كلام الامام ابن القيم رحمه الله تعالى مع ذكر مصدره.
قال الجمال السجستاني - من علماء الحنفية - في كتاب "منية المغني عن الفتاوى السراجية":
"لا يجوز المُنَاكَحَة بين الإنس والجن، وإنسان الماء؛ لاختلاف الجنس".
كذلك جاء في حاشية كفاية الفتى الرباني على رسالة أبي زيد القيرواني ذكر آدمية الماء ..
وللعلم هي سميت كذلك ليس لكونها بشراً وإنما هي نوع من الكائنات البحرية ولكن مجرد اسم ربما لتشابه أو شيء من هذا ..
كما يُقال كلب البحر وخنزير البحر ووإالخ
وفقك الله
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[21 - Jun-2009, مساء 11:11]ـ
مما نقل الينا البعض ان هناك ما يسمى عروسه البحر تشبه الانسان وان البعض اخرجها
وبما ان العلماء ذكروا مساله المناكحها يبدوا ان لها اصلا(/)
حق المسلم على اخية المسلم
ـ[م/ السيد على محمد]ــــــــ[21 - Jun-2009, مساء 09:10]ـ
http://illiweb.com/fa/subsilver/icon_multiquote_off_ar.png http://hitskin.com/themes/10/83/87/i_icon_quote.gif (http://meetloza.ahlamountada.com/post.forum?mode=quote&p=2061) من المعاملات التى شرعها الله عزوجل من أجل تأكيد الأخوة بين المسلمين وتوثيقها
هذه المحبة والصفاء والتعاون على الخير والبعد عن الهجران والقطيعة
هذه الحقوق التى أوجبها الله سبحانه وتعالى لكل مسلم على كل مسلم وهي التى جاءت فى الصحيحين وغيرهما
حق المسلم على المسلم هذا لا يستثني أحدا كل أهل الإسلام،هذا واجب كل مسلم اتجاه كل مسلم
يعرفه أو لا يعرفه من أهل بلده أو ليس كذلك يفهم لغته أو لا يفهمها
قال عليه الصلاة والسلام (حق المسلم على المسلم خمس رد السلام وعيادة المريض وإتباع الجنائز وإجابة الدعوة وتشميت العاطس
(والحديث فى الصحيحين وفى رواية لإمام مسلم
(حق المسلم على المسلم ست قيل ما هن يارسول الله قال
إذا لقيته فسلم عليه وإذا دعاك فأجبه وإذا استنصحك فأنصح له وإذا عطس فحمد الله فشمته وإذا مرض فعده وإذا مات فأتبعه)(/)
أفعال النبي صلى الله عليه وسلم
ـ[عبد الله المضحي]ــــــــ[21 - Jun-2009, مساء 09:19]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فبينا أنا أقرأ في كتاب العلامة محمد بن صالح بن عثيمين قدس الله روحه الموسوم بـ"منظومة أصول الفقه وقواعده" مرت بي فائدة نفيسة علق عليها الشيخ بقوله:"فهذه ستة أقسام لأفعال النبي صلى الله عليه وسلم، قل أن تجدها محصورة في كتاب معين أوفي مكان معين، بل تجدها متشتتة في كلام أهل العلم، لكن هذا ما حضرني منها"أ. هـ وأنا بعون الله سأذكر هذه الأقسام الستة مختصرة، ومن أراد المزيد فليراجع الكتاب المذكور آنفاً.
أقسام فعل النبي صلى الله عليه وسلم ستة:
القسم الأول: ما فعله بمقتضى الجبلة والطبيعة، فهذا بحد ذاته لا يتعلق به أمر ولا نهي.
مثاله: النوم، الأكل، الشرب، ونحوها، لكن قد يُطلب أن يكون على صفة معينة، فيكون مأموراً به على هذه الصفة، وقد ينهى أن يكون على صفة معينة فيكون منهياً عنه على هذه الصفة.
فالنوم مثلاً مما تقتضيه الطبيعة والجبلة، وعليه فلا حكم له في حد ذاته، لكن كونه ينام على الجنب الأيمن، وعلى ذكر الله، هذا سنة تفعل في هذا الفعل الجبلي.
القسم الثاني: ما فعله على وجه العادة فهذا مباح وليس بسنة، بل السنة فعل العادة في المكان الذي أنت فيه، والزمان الذي أنت فيه، ما لم تخالف الشرع، ولهذا لو قال قائل: أيهما أفضل الآن أن نلبس إزارا ورداء وعمامة أو أن نلبس قميصاً وسروالا وغترة؟ الثاني أفضل؛ لأن هذا هو السنة، فالسنة في اللباس تكون في الجنس أو النوع لا في العين، وذلك بأن يكون الإنسان موافقاً للعادة في لباسه وهيئته.
القسم الثالث: ما فعله امتثالا لأمر الله عز وجل، فحكمه حكم ذلك الأمر، إن كان الأمر ندبا فالفعل للندب وإن كان الأمر واجباً فالفعل واجب، ما لم يدل دليل على أن ذلك للسنة وليس للوجوب إلا أنه إذا كان بياناً لمجمل فهو واجب على الرسول صلى الله عليه وسلم، فإذا ورد أمر مجمل لم يتبين إلا بالفعل، فالفعل واجب على النبي صلى الله عليه وسلم لوجوب البيان والتبليغ عليه، ثم بعد هذا يكون مندوبا في حقه وحقنا، إذا كان الأمر للندب، وإن كان الأمر للوجوب فهو واجب علينا وعليه صلى الله عليه وسلم.
فالأمر بالصلاة مثلا في قوله تعالى:" وأقيموا الصلاة" أمر مجمل ولا تتبين كيفية الإقامة إلا بقول النبي صلى الله عليه وسلم أو فعله، فيكون فعل النبي صلى الله عليه وسلم مبيناً للوجوب وقس على هذا.
القسم الرابع: ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم فعلا مجردا يظهر فيه التعبد لله عز وجل فهذا واجب عليه لأجل الإبلاغ، وبعد أن يبلغ يكون ندباً له ولنا.
مثاله السواك عند دخول البيت فقد كان صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته أول ما يبدأ بالسواك، فهذا فعل مجرد من الرسول صلى الله عليه وسلم فليس بواجب ولكنه مستحب لأنه عبادة.
القسم الخامس: ما كان مترددا بين العادة والعبادة، بمعنى أننا لا ندري هل فعله النبي صلى الله عليه وسلم على سبيل التعبد أو على سبيل العادة، فهذا أحيانا يترجح أنه عبادة وأحيانا أنه غير عبادة.
فمثلاً كونه صلى الله عليه وسلم يتخذ شعر رأسه فكان لا يحلقه ولا يقصره إلا في حج أو عمرة فهل نقول إن اتخاذه عادة أو عبادة؟ اختلف العلماء في ذلك.
القسم السادس: ما فعله على وجه الخصوصية فهذا يختص به ولا يشاركه فيه أحد، ولكن لا بد من دليل يدل على الخصوصية لأن الأصل التأسي به صلى الله عليه وسلم. والله أعلم(/)
إيضاح الحق في دخول الجني في الإنسي والرد على من أنكر ذلك.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[22 - Jun-2009, صباحاً 01:20]ـ
(إيضاح الحق في دخول الجني في الإنسي والرد على من أنكر ذلك)، للشيخ (ابن باز) - رحمه الله -:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فقد نشرت بعض الصحف المحلية وغيرها في شعبان من هذا العام أعني عام 1407 هـ أحاديث مختصرة ومطولة عما حصل من إعلان بعض الجن - الذي تلبس ببعض المسلمات في الرياض - إسلامه عندي بعد أن أعلنه عند الأخ عبد الله بن مشرف العمري المقيم في الرياض، بعدما قرأ المذكور على المصابة وخاطب الجني وذكره بالله ووعظه، وأخبره أن الظلم حرام وكبيرة عظيمة، ودعاه إلى الإسلام لما أخبره الجني أنه كافر بوذي، ودعاه إلى الخروج منها، فاقتنع الجني بالدعوة وأعلن إسلامه عند عبد الله المذكور، ثم رغب عبد الله المذكور وأولياء المرأة أن يحضروا عندي بالمرأة حتى أسمع إعلان إسلام الجني فحضروا عندي فسألته عن أسباب دخوله فيها فأخبرني بالأسباب، ونطق بلسان المرأة لكنه كلام رجل وليس كلام امرأة، وهي في الكرسي الذي بجواري وأخوها وأختها وعبد الله بن مشرف المذكور، وبعض المشايخ يشهدون ذلك ويسمعون كلام الجني، وقد أعلن إسلامه صريحاً وأخبر أنه هندي بوذي الديانة، فنصحته وأوصيته بتقوى الله، وأن يخرج من هذه المرأة ويبتعد عن ظلمها، فأجابني إلى ذلك، وقال: أنا مقتنع بالإسلام، وأوصيته أن يدعو قومه للإسلام بعدما هداه الله له فوعد خيراً وغادر المرأة، وكان آخر كلمة قالها: السلام عليكم.
ثم تكلمت المرأة بلسانها المعتاد وشعرت بسلامتها وراحتها من تعبه، ثم عادت إلي بعد شهر أو أكثر مع أخويها وخالها وأختها وأخبرتني أنها في خير وعافية، وأنه لم يعد إليها والحمد لله، وسألتها عما كانت تشعر به حين وجوده بها فأجابت بأنها كانت تشعر بأفكار رديئة مخالفة للشرع، وتشعر بميول إلى الدين البوذي والإطلاع على الكتب المؤلفة فيه، ثم بعدما سلمها الله منه زالت عنها هذه الأفكار ورجعت إلى حالها الأولى البعيدة من هذه الأفكار المنحرفة.
وقد بلغني عن فضيلة الشيخ علي الطنطاوي أنه أنكر مثل حدوث هذا الأمر وذكر أنه تدجيل وكذب، وأنه يمكن أن يكون كلاماً مسجلاً مع المرأة، ولم تكن نطقت بذلك، وقد طلبت الشريط الذي سجل فيه كلامه وعلمت منه ما ذكر، وقد عجبت كثيراً من تجويزه أن يكون ذلك مسجلاً مع أني سألت الجني عدة أسئلة وأجاب عنها، فكيف يظن عاقل أن المسجل يسأل ويجيب، هذا من أقبح الغلط ومن تجويز الباطل، وزعم أيضا في كلمته أن إسلام الجني على يد الإنسي يخالف قول الله تعالى في قصة سليمان: وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي [1] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/8581#_ftn1)، ولا شك أن هذا غلط منه أيضاً هداه الله وفهم باطل فليس في إسلام الجني على يد الإنسي ما يخالف دعوة سليمان.
فقد أسلم جم غفير من الجن على يد النبي صلى الله عليه وسلم .. وقد أوضح الله ذلك في سورة الأحقاف وسورة الجن، وثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن الشيطان عرض لي فشد علي ليقطع الصلاة علي، فأمكنني الله منه فذعتّه، ولقد هممت أن أوثقه إلى سارية حتى تصبحوا فتنظروا إليه، فذكرت قول أخي سليمان عليه السلام: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي [2] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/8581#_ftn2)، فرده الله خاسئاً))، هذا لفظ البخاري ولفظ مسلم: ((إن عفريتا من الجن جعل يفتك علي البارحة ليقطع علي الصلاة، وإن الله أمكنني منه فذعته، فلقد هممت أن أربطه إلى جنب سارية من سواري المسجد حتى تصبحوا تنظرون إليه أجمعون أو كلكم، ثم ذكرت قول أخي سليمان: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي، فرده الله خاسئاً)).
(يُتْبَعُ)
(/)
وروى النسائي على شرط البخاري عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم: (كان يصلي فأتاه الشيطان فأخذه فصرعه فخنقه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حتى وجدت برد لسانه على يدي، ولولا دعوة سليمان لأصبح موثقا حتى يراه الناس)، ورواه أحمد وأبو داود من حديث أبي سعيد وفيه: ((فأهويت بيدي فما زلت أخنقه حتى وجدت برد لعابه بين أصبعي هاتين الإبهام والتي تليها)).
وخرج البخاري في صحيحه تعليقا مجزوما به جـ 4 ص 487 من الفتح عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: (وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته فقلت: والله لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: إني محتاج وعلي عيال ولي حاجة شديدة، قال فخليت عنه، فأصبحت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة))؟ قلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، شكا حاجةً شديدة وعيالاً فرحمته فخليت سبيله. قال: ((أما إنه قد كذبك وسيعود))، فعرفت أنه سيعود؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرصدته فجاء يحثو من الطعام، فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: دعني فإني محتاج وعلي عيال ولا أعود، فرحمته فخليت سبيله فأصبحت، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة؟))، قلت: يا رسول الله، شكا حاجةً شديدة وعيالاً فرحمته وخليت سبيله، قال: ((أما إنه قد كذبك وسيعود))، فرصدته الثالثة، فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم لا تعود ثم تعود .. قال: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها، قلت: ما هي؟ قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [3] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/8581#_ftn3)، حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربنك شيطان حتى تصبح، فخليت سبيله فأصبحت، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما فعل أسيرك البارحة، قلت: يا رسول الله، زعم أن يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله، قال: ما هي؟ قلت: قال لي: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ، وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح - وكانوا أحرص شيء على الخير - فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما إنه قد صدقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة؟ قال: لا قال: ذاك شيطان)).
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه الشيخان عن صفية رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم)). وروى الإمام أحمد رحمه الله في المسند جـ 4 ص 216 بإسنادٍ صحيح أن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه قال: (يا رسول الله، حال الشيطان بيني وبين صلاتي وبين قراءتي)، قال: ((ذاك شيطان يقال له خنزب، فإذا أنت حسسته فتعوذ بالله منه واتفل عن يسارك ثلاثاً))، قال: ففعلت ذاك فأذهبه الله عز وجل عني).
كما ثبت في الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن كل إنسان معه قرين من الملائكة وقرين من الشياطين حتى النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن الله أعانه عليه فأسلم فلا يأمره إلا بخير. وقد دل كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع الأمة على جواز دخول الجني بالإنسي وصرعه إياه، فكيف يجوز لمن ينتسب إلى العلم أن ينكر ذلك بغير علم ولا هدى، بل تقليداً لبعض أهل البدع المخالفين لأهل السنة والجماعة؟ فالله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وأنا أذكر لك أيها القارئ ما تيسر من كلام أهل العلم في ذلك إن شاء الله.
بيان كلام المفسرين رحمهم الله في قوله تعالى:
الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ [4] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/8581#_ftn4)، قال أبو جعفر بن جرير رحمه الله في تفسير قوله تعالى: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ، ما نصه:
(يُتْبَعُ)
(/)
(يعني بذلك يخبله الشيطان في الدنيا وهو الذي يخنقه فيصرعه من المس يعني: من الجنون)، وقال البغوي رحمه الله في تفسير الآية المذكورة ما نصه: لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ، (أي: الجنون. يقال: مُس الرجل فهو ممسوس إذا كان مجنوناً) أ هـ.
وقال ابن كثير رحمه الله في تفسير الآية المذكورة ما نصه: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ [5] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/8581#_ftn5)، ( أي: لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه وتخبط الشيطان له، وذلك أنه يقوم قياماً منكراً).
وقال ابن عباس رضي الله عنه: (آكل الربا يبعث يوم القيامة مجنوناً يخنق) رواه ابن أبي حاتم.
قال: وروي عن عوف ابن مالك وسعيد بن جبير والسدي والربيع بن أنس وقتادة ومقاتل بن حيان نحو ذلك. انتهى المقصود من كلامه رحمه الله. وقال القرطبي رحمه الله في تفسيره على قوله تعالى: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ [6] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/8581#_ftn6)، ( في هذه الآية دليل على فساد إنكار من أنكر الصرع من جهة الجن وزعم أنه من فعل الطبائع وأن الشيطان لا يسلك في الإنسان ولا يكون منه مس). أ هـ.
وكلام المفسرين في هذا المعنى كثير من أراده وجده.
وقال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله في كتابه [إيضاح الدلالة في عموم الرسالة للثقلين] الموجود في مجموع الفتاوى جـ 19 ص 9 إلى ص 65 ما نصه بعد كلام سبق. (ولهذا أنكر طائفة من المعتزلة كالجبائي وأبي بكر الرازي وغيرهما دخول الجن في بدن المصروع ولم ينكروا وجود الجن، إذ لم يكن ظهور هذا في المنقول عن الرسول كظهور هذا وإن كانوا مخطئين في ذلك. ولهذا ذكر الأشعري في مقالات أهل السنة والجماعة أنهم يقولون: أن الجني يدخل في بدن المصروع، كما قال تعالى: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ)، وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: (قلت: لأبي إن قوماً يزعمون أن الجني لا يدخل في بدن الإنسي، فقال: يا بني يكذبون هو ذا يتكلم على لسانه وهذا مبسوط في موضعه).
وقال أيضاً رحمه الله في جـ 24 من الفتاوى ص 276 - 277 ما نصه: (وجود الجن ثابت بكتاب الله وسنة رسوله واتفاق سلف الأمة وأئمتها، وكذلك دخول الجني في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة، قال الله تعالى: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ)، وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم)).
وقال عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل: (قلت: لأبي إن أقواماً يقولون: إن الجني لا يدخل بدن المصروع، فقال: يا بني يكذبون هو ذا يتكلم على لسانه)، وهذا الذي قاله أمر مشهور، فإنه يصرع الرجل فيتكلم بلسان لا يعرف معناه، ويضرب على بدنه ضرباً عظيماً لو ضرب به جمل لأثر به أثراً عظيماً، والمصروع مع هذا لا يحس بالضرب ولا بالكلام الذي يقوله، وقد يجر المصروع غير المصروع ويجر البساط الذي يجلس عليه ويحول الآلات وينقل من مكانٍ إلى مكان، ويجري غير ذلك من الأمور من شاهدها أفادته علماً ضروريا بأن الناطق على لسان الإنسي والمحرك لهذه الأجسام جنس آخر غير الإنسان، وليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجني في بدن المصروع، ومن أنكر ذلك وادعى أن الشرع يكذب ذلك فقد كذب على الشرع، وليس في الأدلة الشرعية ما ينفي ذلك. أ هـ.
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه [زاد المعاد في هدي خير العباد] جـ 4 ص 66 إلى 69 ما نصه:
(الصرع صرعان: صرع من الأرواح الخبيثة الأرضية، وصرع من الأخلاط الرديئة، والثاني: هو الذي يتكلم فيه الأطباء في سببه وعلاجه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما صرع الأرواح فأئمتهم وعقلاؤهم يعترفون به ولا يدفعونه، ويعترفون بأن علاجه بمقابلة الأرواح الشريفة الخيرة العلوية لتلك الأرواح الشريرة الخبيثة، فتدافع آثارها، وتعارض أفعالها وتبطلها، وقد نص على ذلك بقراط في بعض كتبه، فذكر بعض علاج الصرع وقال: (هذا إنما ينفع من الصرع الذي سببه الأخلاط والمادة، وأما الصرع الذي يكون من الأرواح فلا ينفع فيه هذا العلاج.
وأما جهلة الأطباء وسقطهم وسفلتهم ومن يعتقد بالزندقة فضيلة فأولئك ينكرون صرع الأرواح، ولا يقرون بأنها تؤثر في بدن المصروع، وليس معهم إلا الجهل، وإلا فليس في الصناعة الطبية ما يدفع ذلك، والحس والوجود شاهد به، وإحالتهم ذلك على غلبة بعض الأخلاط هو صادق في بعض أقسامه لا في كلها).
إلى أن قال: (وجاءت زنادقة الأطباء فلم يثبتوا إلا صرع الأخلاط وحده، ومن له عقل ومعرفة بهذه الأرواح وتأثيراتها يضحك من جهل هؤلاء وضعف عقولهم.
وعلاج هذا النوع يكون بأمرين: أمر من جهة المصروع، وأمر من جهة المعالج، فالذي من جهة المصروع: يكون بقوة نفسه وصدق توجهه إلى فاطر هذه الأرواح وبارئها، والتعوذ الصحيح الذي قد تواطأ عليه القلب واللسان، فإن هذا نوع محاربة، والمحارب لا يتم له الانتصاف من عدوه بالسلاح إلا بأمرين: أن يكون السلاح صحيحاً في نفسه جيداً، وأن يكون الساعد قوياً فمتى تخلف أحدهما لم يغن السلاح كثير طائل، فكيف إذا عدم الأمران جميعاً! ويكون القلب خراباً من التوحيد والتوكل والتقوى والتوجه، ولا سلاح له.
والثاني من جهة المعالج: بأن يكون فيه هذان الأمران أيضاً، حتى أن من المعالجين من يكتفي بقوله: (اخرج منه) أو يقول: (بسم الله) أو يقول: (لا حول ولا قوة إلا بالله)، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: ((اخرج عدو الله أنا رسول الله)).
وشاهدت شيخنا يرسل إلى المصروع من يخاطب الروح التي فيه. ويقول قال لك الشيخ: اخرجي، فإن هذا لا يحل لك، فيفيق المصروع، وربما خاطبها بنفسه وربما كانت الروح ماردةً فيخرجها بالضرب. فيفيق المصروع ولا يحس بألم، وقد شاهدنا نحن وغيرنا منه ذلك مراراً ... ) إلى أن قال: (وبالجملة فهذا النوع من الصرع وعلاجه لا ينكره إلا قليل الحظ من العلم والعقل والمعرفة، وأكثر تسلط الأرواح الخبيثة على أهله تكون من جهة قلة دينهم وخراب قلوبهم وألسنتهم من حقائق الذكر والتعاويذ والتحصنات النبوية والإيمانية، فتلقى الروح الخبيثة الرجل أعزل لا سلاح معه، وربما كان عرياناً فيؤثر فيه هذا .. ). انتهى المقصود من كلامه رحمه الله.
وبما ذكرناه من الأدلة الشرعية وإجماع أهل العلم من أهل السنة والجماعة على جواز دخول الجني بالإنسي، يتبين للقراء بطلان قول من أنكر ذلك، وخطأ فضيلة الشيخ علي الطنطاوي في إنكاره ذلك.
وقد وعد في كلمته أنه يرجع إلى الحق متى أرشد إليه فلعله يرجع إلى الصواب بعد قراءته ما ذكرنا، نسأل الله لنا وله الهداية والتوفيق.
ومما ذكرنا أيضاً يعلم أن ما نقلته صحيفة الندوة في عددها الصادر في 14/ 10/ 1407 هـ ص 8 عن الدكتور محمد عرفان من أن كلمة جنون اختفت من القاموس الطبي، وزعمه أن دخول الجني في الإنسي ونطقه على لسانه أنه مفهوم علمي خاطئ مائة في المائة. كل ذلك باطل نشأ عن قلة العلم بالأمور الشرعية وبما قرره أهل العلم من أهل السنة والجماعة، وإذا خفي هذا الأمر على كثير من الأطباء لم يكن ذلك حجة على عدم وجوده، بل يدل ذلك على جهلهم العظيم بما علمه غيرهم من العلماء المعروفين بالصدق والأمانة والبصيرة بأمر الدين، بل هو إجماع من أهل السنة والجماعة، كما نقل ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية عن جميع أهل العلم، ونقل عن أبي الحسن الأشعري أنه نقل ذلك عن أهل السنة والجماعة، ونقل ذلك أيضاً عن أبي الحسن الأشعري العلامة أبو عبد الله محمد بن عبد الله الشبلي الحنفي المتوفي سنة 799 هـ في كتابه [آكام المرجان في غرائب الأخبار وأحكام الجان] في الباب الحادي والخمسين من كتابه المذكور.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد سبق في كلام ابن القيم رحمه الله أن أئمة الأطباء وعقلاءهم يعترفون به ولا يدفعونه، وإنما أنكر ذلك جهلة الأطباء وسقطهم وسفلتهم وزنادقتهم. فاعلم ذلك أيها القارئ وتمسك بما ذكرناه من الحق ولا تغتر بجهلة الأطباء وغيرهم، ولا بمن يتكلم في هذا الأمر بغير علم ولا بصيرة، بل بالتقليد لجهلة الأطباء وبعض أهل البدع من المعتزلة وغيرهم، والله المستعان ..
تنبيه:
قد دل ما ذكرناه من الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن كلام أهل العلم على أن مخاطبة الجني ووعظه وتذكيره ودعوته للإسلام وإجابته إلى ذلك ليس مخالفا لما دل عليه قوله تعالى عن سليمان عليه الصلاة والسلام في سورة ص أنه قال: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ [7] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/8581#_ftn7)، وهكذا أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر وضربه إذا امتنع من الخروج، كل ذلك لا يخالف الآية المذكورة، بل ذلك واجب من باب دفع الصائل، ونصر المظلوم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما يفعل ذلك مع الإنسي.
وقد سبق في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم ذعّت الشيطان حتى سال لعابه على يده الشريفة، عليه الصلاة والسلام وقال: ((لولا دعوة أخي سليمان لأصبح موثقاً حتى يراه الناس))، وفي روايةٍ لمسلم من حديث أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن عدو الله إبليس جاء بشهابٍ من نار ليجعله في وجهي، فقلت: أعوذ بالله منك ثلاث مرات، ثم قلت: ألعنك بلعنة الله التامة فلم يستأخر ثلاث مرات، ثم أردت أخذه، والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقاً يلعب به ولدان أهل المدينة))، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
وهكذا كلام أهل العلم، وأرجو أن يكون فيما ذكرناه كفاية ومقنع لطالب الحق، وأسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوفقنا وسائر المسلمين للفقه في دينه، والثبات عليه، وأن يمن علينا جميعاً بإصابة الحق في الأقوال والأعمال، وأن يعيذنا وجميع المسلمين من القول عليه بغير علم، ومن إنكار ما لم نحط به علماً، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان.
[1] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/8581#_ftnref1) سورة ص الآية 35.
[2] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/8581#_ftnref2) سورة ص الآية 35.
[3] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/8581#_ftnref3) سورة البقرة الآية 255.
[4] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/8581#_ftnref4) سورة البقرة الآية 275.
[5] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/8581#_ftnref5) سورة البقرة الآية 275.
[6] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/8581#_ftnref6) سورة البقرة الآية 275.
[7] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/8581#_ftnref7) سورة ص الآية 35.
http://www.ibnbaz.org.sa/mat/8581 (http://www.ibnbaz.org.sa/mat/8581)
ـ[يعرب]ــــــــ[22 - Jun-2009, صباحاً 10:24]ـ
كم هي منتشرة في وقتنا الحاضر! أعاذنا الله وإياكم من الشياطين وكيدهم. بارك الله فيك أختي الكريمة على هذا الموضوع.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[22 - Jun-2009, صباحاً 11:18]ـ
لو كان دخول الجني في بدن المصروع حقاً - فكيف يتركنا النبي بدون إعلامنا بذلك؟
وما هي عدد المرات التي حدث فيها ذلك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟
ولماذا لم يرو شيء منها في كتب الصحاح؟
وهل حدث مثل ذلك في عهد الصحابة؟
ولماذا لم يحدد النبي صلى الله عليه وسلم طريقة الوقاية من ذلك، وطريقة العلاج في حال وقوع المصاب؟
وكيف يتم توجيه الآيات العديدة التي تنفي تسلط الجن والشياطين على الانسان إلا بالوسوسة؟
" وما كان لي عليكم من سلطان الا أن دعوتكم فاستجبتم لي "
انظر الى النكرة في سياق النفي، بالاضافة الى حرف " من " قبل " سلطان " لتشمل نفي أي نوع من السلطان على الانسان.
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[22 - Jun-2009, صباحاً 11:20]ـ
لو كان دخول الجني في بدن المصروع حقاً - فكيف يتركنا النبي بدون إعلامنا بذلك؟
وما هي عدد المرات التي حدث فيها ذلك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟
ولماذا لم يرو شيء منها في كتب الصحاح؟
وهل حدث مثل ذلك في عهد الصحابة؟
ولماذا لم يحدد النبي صلى الله عليه وسلم طريقة الوقاية من ذلك، وطريقة العلاج في حال وقوع المصاب؟
وكيف يتم توجيه الآيات العديدة التي تنفي تسلط الجن والشياطين على الانسان إلا بالوسوسة؟
" وما كان لي عليكم من سلطان الا أن دعوتكم فاستجبتم لي "
انظر الى النكرة في سياق النفي، بالاضافة الى حرف " من " قبل " سلطان " لتشمل نفي أي نوع من السلطان على الانسان.
هل أنت تنكر هذا؟؟!!
ـ[العطاب]ــــــــ[22 - Jun-2009, مساء 12:00]ـ
لو كان دخول الجني في بدن المصروع حقاً - فكيف يتركنا النبي بدون إعلامنا بذلك؟
وما هي عدد المرات التي حدث فيها ذلك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟
ولماذا لم يرو شيء منها في كتب الصحاح؟
وهل حدث مثل ذلك في عهد الصحابة؟
ولماذا لم يحدد النبي صلى الله عليه وسلم طريقة الوقاية من ذلك، وطريقة العلاج في حال وقوع المصاب؟
وكيف يتم توجيه الآيات العديدة التي تنفي تسلط الجن والشياطين على الانسان إلا بالوسوسة؟
" وما كان لي عليكم من سلطان الا أن دعوتكم فاستجبتم لي "
انظر الى النكرة في سياق النفي، بالاضافة الى حرف " من " قبل " سلطان " لتشمل نفي أي نوع من السلطان على الانسان.
سبحان الله والحمد لله ولا إله الا الله والله أكبر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[22 - Jun-2009, مساء 12:09]ـ
هداك الله يا أخ (شريف) وعفى عنك.
قال العلامة الزرقاني في (الأجوبة المفيدة) بتحقيقي؛ يسر الله طباعته:
(الثامن والعشرون: هل يمكن سلوكهم في أجساد بني آدم، الذكر في الأنثى وعكسه؟ الجواب:
جوز ذلك أهل السنة والجماعة، كما نقله الشيخ أبو الحسن الأشعري، وأحاله طائفة من المعتزلة وقالوا: لا يكون روحان في جسد.
ورد عليهم بما خرج (1) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=35923#_ftn1) ابن أبي الدنيا وأبو يعلى والبيهقي أنه صلى الله عليه وسلم قال: "إن الشيطان واضع خرطومه (2) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=35923#_ftn2) على قلب ابن آدم فإن ذكر الله خنس وإن نسي التقم قلبه" (3) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=35923#_ftn3).
وفي الصحيح: "إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم"، ومن ثم قال الإمام (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=35923#_ftn4)4 ) عبد الله بن الإمام أحمد لأبيه: إن قوما يقولون: إن الجني لا يدخل في بدن (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=35923#_ftn5)5 ) المصروع. فقال: يكذبون؛ هاهو ذا يتكلم على لسانه (6) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=35923#_ftn6).
أي: فدخوله في بدنه هو مذهب أهل السنة والجماعة.
وجاء من عدة طرق أنه صلى الله عليه وسلم جيء إليه بمجنون فضرب {على} (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=35923#_ftn7)7 ) ظهره وقال: "أخرج عدو الله" (8) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=35923#_ftn8).
وتفل في فم آخر وقال: "أخرج يا عدو الله فإني رسول الله" (9) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=35923#_ftn9).
قال ابن تيمية: وعامة ما يقول أهل العزائم فيه شرك، فليحذر.
وأخرج جماعة (( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=35923#_ftn10) 10) أن ابن مسعود قرأ في أذن مصروع: [أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا ... ] إلى آخر السورة؛ فأفاق، فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال: "والذي نفسي بيده لو أن رجلا موقنا قرأها على جبل لزال" (11) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=35923#_ftn11) ).
(1) (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=35923#_ftnref 1) في (أ): واخرج عن.
(2) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=35923#_ftnref 2) في مصادر التخريج: خطمه.
(3) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=35923#_ftnref 3) أخرجه أبو يعلى في المسند 7/ 278، شعب الإيمان 1/ 403، الطبراني في الدعاء ص512، الحلية 6/ 268، مسند الفردوس 2/ 379، وانظر الدر المنثور 8/ 694، الترغيب والترهيب 2/ 257.
(4) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=35923#_ftnref 4) زيادة من (الأصل) و (أ) و (ز).
(5) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=35923#_ftnref 5) في (أ): جسد ذا.
(6) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=35923#_ftnref 6) انظر عمدة القاري 21/ 214.
(7) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=35923#_ftnref 7) زيادة من (أ).
(8) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=35923#_ftnref 8) أخرجه الطبراني في الكبير 5/ 275، وتاريخ دمشق 4/ 369.
(( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=35923#_ftnref 9)9) أخرجه ابن ماجة 2/ 1174، المعجم الكبير 22/ 264، مسند الروياني 2/ 489، تاريخ دمشق 4/ 371.
(10) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=35923#_ftnref 10) ساقط من (د).
(11) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=35923#_ftnref 11) أخرجه ابن أبي حاتم في التفسير 8/ 2518، مسند أبي يعلى 8/ 458، الطبراني في الدعاء ص331، ابن السني في عمل اليوم والليلة ص585، الحلية 1/ 7، ضعفاء العقيلي 2/ 163، تاريخ بغداد 12/ 312، تاريخ دمشق 14/ 40.
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[22 - Jun-2009, مساء 12:25]ـ
لو كان دخول الجني في بدن المصروع حقاً - فكيف يتركنا النبي بدون إعلامنا بذلك؟
وما هي عدد المرات التي حدث فيها ذلك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟
ولماذا لم يرو شيء منها في كتب الصحاح؟
وهل حدث مثل ذلك في عهد الصحابة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ولماذا لم يحدد النبي صلى الله عليه وسلم طريقة الوقاية من ذلك، وطريقة العلاج في حال وقوع المصاب؟
وكيف يتم توجيه الآيات العديدة التي تنفي تسلط الجن والشياطين على الانسان إلا بالوسوسة؟
" وما كان لي عليكم من سلطان الا أن دعوتكم فاستجبتم لي "
انظر الى النكرة في سياق النفي، بالاضافة الى حرف " من " قبل " سلطان " لتشمل نفي أي نوع من السلطان على الانسان.
سبحان الله و من ادراك انه لم يعلمنا بذلك؟؟؟
الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
قال بن كثير
لَمَّا ذَكَرَ تَعَالَى الْأَبْرَار الْمُؤَدِّينَ النَّفَقَات الْمُخْرِجِينَ الزَّكَوَات الْمُتَفَضِّلِينَ بِالْبِرِّ وَالصَّدَقَات لِذَوِي الْحَاجَات وَالْقَرَابَات فِي جَمِيع الْأَحْوَال وَالْأَوْقَات شَرَعَ فِي ذِكْر أَكَلَة الرِّبَا وَأَمْوَال النَّاس بِالْبَاطِلِ وَأَنْوَاع الشُّبُهَات فَأَخْبَرَ عَنْهُمْ يَوْم خُرُوجهمْ مِنْ قُبُورهمْ وَقِيَامهمْ مِنْهَا إِلَى بَعَثَهُمْ وَنُشُورهمْ فَقَالَ " الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُوم الَّذِي يَتَخَبَّطهُ الشَّيْطَان مِنْ الْمَسّ " أَيْ لَا يَقُومُونَ مِنْ قُبُورهمْ يَوْم الْقِيَامَة إِلَّا كَمَا يَقُوم الْمَصْرُوع حَال صَرْعه وَتَخَبُّط الشَّيْطَان لَهُ وَذَلِكَ أَنَّهُ يَقُوم قِيَامًا مُنْكَرًا
و قال الطبري:
فَقَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ لِلَّذِينَ يُرْبُونَ الرِّبَا الَّذِي وَصَفْنَا صِفَته فِي الدُّنْيَا، لَا يَقُومُونَ فِي الْآخِرَة مِنْ قُبُورهمْ إلَّا كَمَا يَقُوم الَّذِي يَتَخَبَّطهُ الشَّيْطَان مِنْ الْمَسّ؛ يَعْنِي بِذَلِكَ: يَتَخَبَّلُهُ الشَّيْطَان فِي الدُّنْيَا، وَهُوَ الَّذِي يَتَخَبَّطهُ فَيَصْرَعهُ مِنْ الْمَسّ، يَعْنِي مِنْ الْجُنُون
عن صفية بنت حيي رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله ءصلى الله عليه وسلمء معتكفاً، فأتيته أزوره ليلاً فحدّثته، ثم قمتُ فانقلبت، فقام معي ليقلبني ءوكان مسكنها في دار أسامة بن زيد رضي الله عنهماء، فمر رجلان من الأنصار، فلما رأيا النبي ءصلى الله عليه وسلمء أسرعا، فقال النبي ءصلى الله عليه وسلمء: (على رسلكما، إنها صفية بنت حيي)، فقالا: سبحان الله يا رسول الله!، فقال: (إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، وإني خشيت أن يَقذف في قلوبكما سوأ ءأو قال شيئاء) ". متفق عليه، واللفظ للبخاري.
عن عثمان بن أبي العاص ء رضي الله تعالى عنه ء قال: لما استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف جعل يعرض لي شيء في صلاتي، حتى ما أدري ما أصلي فلما رأيت ذلك رحلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: ((ابن أبي العاص)) قلت: نعم يا رسول الله. قال: ((ما جاء بك)). قلت يا رسول الله عرض لي شيء في صلاتي حتى ما أدري ما أصلي قال: ((ذاك الشيطان، ادنه)) فدنوت منه فجلست على صدور قدمي قال: فضرب صدري بيده وتفل في فمي وقال: ((اخرج عدو الله)). ففعل ذلك ثلاث مرات ثم قال: ((الحق بعملك)) فقال عثمان فلعمري ما أحسبه خالطني بعد. {رواه ابن ماجة رقم 3548 في الطب. وقال الألباني حديث صحيح}
عن جابر بن عبد الله ء رضي الله عنه ء قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة ذات الرقاع، حتى إذا كنا بحرة واقم عرضت امرأة بدوية بابن لها فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله هذا ابني قد غلبني عليه الشيطان. فقال: ((ادنيه مني)) فأدنته منه. قال: ((افتحي فمه)) ففتحته، فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال ((اخسأ عدو الله أنا رسول الله)) ء قالها ثلاث مرات ء ثم قال ((شأنك بابنك ليس عليه فلن يعود إليه شيء مما كان يصيبه)) {قال الهيثمي في مجمع الزوائد المجلد (9/ 6): رواه أحمد وقال: رجاله رجال ابن سفيان ذكره ابن
(يُتْبَعُ)
(/)
أبي حاتم ولم يخرجه أحد، وبقية رجاله ثقات} ...
و لم ينكر الصرع إلا دعات العقل و الفلسفة أما الادلة فواضحة وضوح الشمس لمن اراد الحق و الله الموفق إلى الصواب
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[22 - Jun-2009, مساء 12:56]ـ
فلتسامحوني
أنا أريد جواباً على هذه الاشكالات واحدة واحدة - وليس استنكاراً غير مبرر
لو كان في المسألة اجماع يقيني تركت قولي فوراً - أما أن يحكى في كتاب أن القول بكذا هو قول أهل السنة والجماعة فليس ذلك بإجماع ملزم.
ثم ما بال النقول عن أبي الحسن الأشعري وكيف أصبحت حجة الآن في بيان مذهب أهل السنة؟؟
والروايات المنقولة عن النبي صلى الله عليه وسلم أو ابن مسعود لم تذكر في كتب السنة المعتمدة التي تلقتها الأمة بالقبول، ولم تشتهر فما بال جباهذة أهل الحديث تركوها وأهملوها.
وحديث البخاري ليس على ظاهره، وانظروا الى سبب قول النبي ذلك حيث خشي من الرجلين ظن السوء به فمثل سهولة القاء الظن السيء في القلب وقدرة الشيطان على ذلك بأنه يجري في الدم ومعلوم أن منتهى العروق والشرايين هو القلب،
ويلزم من يأخذ الحديث على ظاهره أن يقول أن الالقاء أيضاً على ظاهره وأن الظن السيء له جُرم وحقيقة مادية يمسك بها الشيطان ويقذف بها القلب.
وقد حكى ابن حجر تأويل الحديث قولاً من قولين ولم يبدع صاحبه أو يصفه بالاعتزال والضلال قال في فتح الباري:
وَقَوْله " يَجْرِي " قِيلَ هُوَ عَلَى ظَاهِرِهِ وَأَنَّ اللَّه تَعَالَى أَقَدَرَهُ عَلَى ذَلِكَ، وَقِيلَ هُوَ عَلَى سَبِيل الِاسْتِعَارَة مِنْ كَثْرَةِ إِغْوَائِهِ، وَكَأَنَّهُ لَا يُفَارِقُ كَالدَّمِ فَاشْتَرَكَا فِي شِدَّة الِاتِّصَال وَعَدَمِ الْمُفَارَقَةِ.ا. هـ.
ثم الحديث يقول يجري مجرى الدم ولم يقل انه يتلبس بالانسان أو يستقر في رأسه او كتفه أو قدميه أو بطنه ويصيبه ذلك بأذىً
ثم من يقولون ذلك يقولون أنه يمكن اخراج هذا الشيطان من جسده بالرقية وغيرها فخالفوا حقيقة أثبتها النبي الذي يثبت بقاء الشيطان في جسد الانسان الى أن يموت لأن الحديث عام في كل انسان " يجري من ابن آدم "
ويؤيد كل ذلك قول النبي في حديث التثاؤب أن الشيطان يدخل في فم الانسان إذا لم يضع يده على فيه - فإن أخذنا هذه الأحاديث على ظاهرها فكبف يدخل الشيطان في الانسان وهو أصلاً يجري منه مجرى الدم؟
أنا اعلم أن كلامي صادم، وأن كثيراً من الاخوة لا يحبون إلا سماع ما يوافقهم وما درجوا عليه وعلموه، ولكني أظن أن طلب الحق ينبغي ان يكون هدف الجميع.
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[22 - Jun-2009, مساء 01:09]ـ
ربما مشكلتك ليست في هذه الامور انما في الأصول نفسها، خدها قاعدة النص يؤخد على ظاهره ما لم تأتي قرينة تدل تصرفه.
فلما يقول الحديث يجري مجرى الدم فهو كذلك و لما تقول الاية كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس فهو كذلك
أما قولك: والروايات المنقولة عن النبي صلى الله عليه وسلم أو ابن مسعود لم تذكر في كتب السنة المعتمدة التي تلقتها الأمة بالقبول، ولم تشتهر فما بال جباهذة أهل الحديث تركوها وأهملوها
فهذا باطل لا يقول به مسلم كيف ذلك و قد جئناك بأحاديث صحيحة و منها حديث من سنن بن ماجة و اخر من المسند، هل نزعت الكتابين من الكتب المعتمدة؟
و هذا حديث من الصحيحين: عن عطاء بن رباح قال: قال لي ابن عباس رضي الله عنه: (ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ قلت: بلى، قال هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي، قال: إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك؟ فقالت: أصبر، فقالت: إني أتكشف فادع الله لي أن لا أتكشف، فدعا لها) (متفق عليه)
قال الحافظ بن حجر في الفتح (وعند البزار من وجه آخر عن ابن عباس في نحو هذه القصة أنها قالت: إني أخاف الخبيث أن يجردني، - والخبيث هو الشيطان - فدعا لها فكانت إذا خشيت أن يأتيها تأتي أستار الكعبة فتتعلق بها 000 ثم قال: وقد يؤخذ من الطرق التي أوردتها أن الذي كان بأم زفر كان من صرع الجن لا من صرع الخلط انتهى) (فتح الباري – 10/ 115)
فأين قولك انها لم يرد دليل في كتب السنة التي تلقتها الامة بالقبول؟
(يُتْبَعُ)
(/)
عن أم أبان بنت الوازع بن زارع بن عامر العبدي، عن أبيها (أن جدها الزارع انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق معه بابن له مجنون، أو ابن أخت له ء قال جدي: فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: إن معي ابنا لي أو ابن أخت لي – مجنون، أتيتك به تدعو الله له، قال: (ائتني به)، قال: فانطلقت به إليه وهو في الركاب، فأطلقت عنه، وألقيت عنه ثياب السفر، وألبسته ثوبين حسنين، وأخذت بيده حتى انتهيت به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (ادنه مني، اجعل ظهره مما يليني) قال بمجامع ثوبه من أعلاه وأسفله، فجعل يضرب ظهره حتى رأيت بياض إبطيه، ويقول: أخرج عدو الله، أخرج عدو الله)، فأقبل ينظر نظر الصحيح ليس بنظره الأول ثم أقعده رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه، فدعا له بماء فمسح وجهه ودعا له، فلم يكن في الوفد أحد بعد دعوة رسول الله يفضل عليه) (رواه الطبراني)
عن يعلى بن مرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أنه أتته امرأة بابن لها قد أصابه لمم – أي طرف من الجنون ـ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:" أخرج عدو الله أنا رسول الله " قال: فبرأ فأهدت له كبشين وشيئا من إقط وسمن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يا يعلى خذ الإقط والسمن وخذ أحد الكبشين ورد عليها الآخر) (سلسلة الأحاديث الصحيحة – 1/ 874 – 877)
عن عم خارجة بن الصلت التميمي رضي الله عنه: (أنه أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم، ثم أقبل راجعا من عنده، فمر على قوم عندهم رجل مجنون موثق بالحديد، فقال أهله: إنا حدثنا أن صاحبكم هذا، قد جاء بخير، فهل عندك شيء تداويه؟ فرقيته بفاتحة الكتاب، فبرأ، فأعطوني مائة شاة، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال: (هل إلا هذا) وقال مسدد في موضع آخر: (هل قلت غير هذا)؟ قلت: لا! قال: (خذها، فلعمري لمن أكل برقية باطل، لقد أكلت برقية حق) (السلسلة الصحيحة – 2027)
و الاحاديث الصحيحة اكثر من ان تذكر كلها هنا فأرجوا أن لا تكون ممن يرد الحديث الصحيح بالهوى
قولك ان جهابدة المحدثين تركوها كذب و افتراء كيف ذلك و ها هو امام السنة الامام احمد سئل عن الصرع في رمضان: قال الشبلي: (قال عبدالله ين الإمام أحمد بن حنبل: سألت أبي عن حديث (إذا جاء رمضان صفدت الشياطين) قال: نعم قلت: الرجل يوسوس في رمضان ويصرع قال: هكذا جاء الحديث) (أحكام الجان – ص 158)
قال محمد بن مفلح رحمه الله: (الشياطين تسلسل وتغل في رمضان على ظاهر الحديث أو المراد مردة الشياطين كما في هذا اللفظ، وكذا جزم به أبو حاتم ابن حبان وغيره من أهل العلم، فليس في ذلك إعدام الشر بل قلة الشر لضعفهم قال: وقد أجرى الإمام أحمد هذا على ظاهره قال عبدالله بن الإمام أحمد: قلت لأبي قد نرى المجنون يصرع في شهر رمضان!؟ قال: هكذا جاء الحديث ولا تكلم في ذلك، قال فإن أصل أحمد أن لا يتأول عن الأحاديث إلا ما تأوله السلف، وما لم يتأوله السلف لا يتأوله) (مصائب الإنسان – ص 144، وقال ابن مفلح إسناده حسن)
جاء في كتاب "طبقات الحنابلة" () للقاضي أبي الحسين بن أبي يعلى الفداء: أن الإمام أحمد بن حنبل كان يجلس في مسجده فأنفذ إليه الخليفة العباس المتوكل صاحباً له يعلمه أن جارية بها صرع، وسأله أن يدعو الله لها بالعافية، فأخرج له أحمد نعلي خشب بشراك من خوص للوضوء فدفعه إلى صاحب له، وقال له: امض إلى دار أمير المؤمنين وتجلس عند رأس الجارية وتقول له، يعني الجن: قال لك أحمد: أيما أحب إليك تخرج من هذه الجارية أو تصفع بهذه النعل سبعين. فمضى إليه، وقال له مثل ما قال الإمام أحمد، فقال له المارد على لسان الجارية: السمع والطاعة، لو أمرنا أحمد أن لا نقيم بالعراق ما أقمنا به، إنه أطاع الله، ومن أطاع الله أطاعه كل شيء، وخرج من الجارية وهدأت ورزقت أولاداً، فلما مات أحمد عاودها المارد، فأنفذ المتوكل إلى صاحبه أبي بكر المروذي وعرفه الحال، فأخذ المروذي النعل ومضى إلى الجارية، فكلمه العفريت على لسانها: لا أخرج من هذه الجارية ولا أطيعك ولا أقبل منك، أحمد بن حنبل أطاع الله، فأمرنا بطاعته.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قلت لأبي: إن قوماً يقولون: إن الجن لا يدخل في بدن المصروع من الإنس، فقال: يا بني يكذبون، وهو ذا يتكلم على لسانه ().
بل كل اهل السنة متفقون على هذا الامر و منهم المحدثين فأين هذا المحدث الذي انكر ذلك؟
سئل الشيخ أبو الحسن القابسي عن معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الشياطين تصفد في رمضان "، ونحن نجدها توسوس في رمضان، ونجد من المسلمين من يعصي في رمضان؟
فإجاب بأن قال: (قد يوسوس وهو مصفد , ثم قال: كنت بالمنستير في بعض الرمضانات، وكان بها رجل من أهل القرآن، وكانت به عرضة تصرعه , قال الشيخ: فأنا جالس حتى أتوني فقالوا لي: صرع فلان , ثم سألوني عن معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم في تصفيد الشياطين، فقال: قلت لهم: الحديث حق، وما يصيب الإنسان في هذا عيان؛ فيحتمل، والله أعلم أن يكون معنى قوله عليه السلام: وصفدت الشياطين؛ أي: كفرة الجن الذين يسمون شياطين، وأن المؤمنين من الجن لا يصفدون، فيكون الوسواس وتزيين المعاصي إنما يقع من فساق الجن ومن دونهم المسلمون منهم ويعدونها معاصي، مؤمني المسلمين يعصون؛ فكيف بمؤمني الجن والكفار منهم يصفدون دون المؤمنين لأنه عليه السلام لم يقل وصفدت الجن؟! إنما اختص الشياطين , قيل له: إن بعض الناس قال فيه تصفد عن بعض الأعمال دون بعض , فقال: القول بأن معناه يحتمل بعض الشياطين دون بعض أولى، وأولى من هذا أن يقال: لا علم لنا، قد قالها النبي صلى الله عليه وسلم رواها عنه العلماء؛ لأنه إذا لم يذكر لنا المعنى قد يحتمل أن يكون المعنى غير ما قلناه مما هو خير وأحسن مما تأولناه) (المعيار المعرب – 1/ 425، 426).
يقول الإمام أحمد بن محمد بن منصور ابن المنيِّر (توفي سنة 683هـ): "واعتقاد السلف وأهل السنة أن هذه أمور على حقائقها، واقعة كما أخبر الشرع عنها، وإنما القدرية خصماء العلانية، فلا جرم ينكرون كثيراً مما يزعمونه مخالفاً لقواعدهم، من ذلك: السحر وخبطة الشيطان، ومعظم أحوال الجن
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية (توفي سنة 728هـ): "ودخول الجن في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة .. وليس في أئمة الإسلام من ينكر دخول الجني في بدن المصروع وغيره" (4). وتحدث رحمه الله عن صرع الجن للإنسان ثم قال: "وقد اتفق عليه أئمة الإسلام كما اتفقوا على وجود ....
يقول العلامة ابن حجر الهيثمي (توفي سنة 974هـ): "فدخوله (أي الجني) في بدن الإنسان هو مذهب أهل السنة والجماعة
الأدلة واضحة يا أخي فأقرءها أولا ثم اعترض و ان كانت الامة قد اجمعت على الأمر فان اردت نقض الاجماع فتفضل هات من السلف من قال بغير ذلك؟ بالطبع لا تأتينا بقول علماء المعتزلة و انت كما ترى اجمع المفسرون في تفسير اية الربا على التشبيه بالصرع فهل تعرف تفسير غير هذا؟ ام ان كلام رب العالمين ستغيره حسب عقلك مثل ما فعلت المعتزلة؟
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[22 - Jun-2009, مساء 01:53]ـ
أما قولك " ستغيره حسب عقلك " فلست بمسامحك عليه
وأنا أعلم أن قولاً يخالف شيخ الاسلام وقول الامام احمد - عند الكثيرين - يعني دخولاً في حقل ألغام -
والمسألة ليست إجماعية، ولمن أراد ان يتعرف على المخالفين فيها فإليه هذا الرابط
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?cid=1122528623144&pagename=IslamOnline-Arabic-Ask_Scholar%2FFatwaA%2FFatwaAA skTheScholar
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[22 - Jun-2009, مساء 02:11]ـ
وأنا أعلم أن قولاً يخالف شيخ الاسلام وقول الامام احمد - عند الكثيرين - يعني دخولاً في حقل ألغام.
لم تنصف القول يا أخي (شريف) فقد أبعدت كثيرا في هذا.
الحق أحق أن يتبع رعاك الله.
ثم كون المسألة خلافية لا ينكر هذا أحد حفظك الله، لكن من هم المنكرين للتلبس والصرع؟! هنا السؤال.
قل الحمد لله، فلو أصيب أحد ممن تحب بذلك لكنت أنت أول القائلين بإمكان التلبس ووقوعه.
ولا أعتقد أن شخصا تصله أقوال العلماء الكبار الأئمة العظام في هذا الباب، ومن ثم يستهين أو يقلل من أهميتها!.
الأمر واقع حقيقي رعاك الله، وليست المسألة مسألة قبول عقلي من عدمه، فوالله لو أصيب واحد من هؤلاء بمس من الجن لعرف معنى أنكاره السابق لهذا.
لكن ليحفظنا الله وإياكم والمسلمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
والله تعالى أعلم
ـ[العطاب]ــــــــ[22 - Jun-2009, مساء 02:19]ـ
قد قلت وسأقول
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[22 - Jun-2009, مساء 03:04]ـ
لا حول و لا قوة بالله عندما يستشهد بقول الرازي في العقيدة و يتبع أقوال المعاصرين الضالين في نقض مذهب السلف!!!! و ينقل قول الزمخشري من غلاة المعتزلة استشهادا لرد الحديث الصحيح
المسألة ليست خلافية و لو تأملت الرابط لوجدت انه من نقلت عنهم هم من كبار الزائغين أما الزمخشري فلا تعليق و أما القرضاوي فهو يتبع قول شيخه الغزالي و الكل يعرف مذهبه في الأحاديث التي تخالف عقله و في نفيه الصرع و ليس بهذا يرد الحديث الصحيح و مذهب السلف و أما الرازي فالكل يعرف ايضا ضلاله في مثل هذه الأمور و في رد عقيدة السلف.
اين انت من هذه الجملة التي نقلتها بنفسك في الرابط:
واعتقاد السلف وأهل السنة أن ما دلت عليه أمور حقيقية واقعة كما أخبر الشرع عنها. والتزام تأويلها كلها يستلزم خبطاً طويلاً لا يميل إليه إلا المعتزلة ومن حذا حذوهم ....
و ها هي أقوال عشرات العلماء غير الامام احمد و بن تيمية:
1. يقول الإمام الطبري (توفي سنة 310هـ) في تفسيره: "فقال جلَّ ثناؤه للذين يأكلون الربا الذي وصفنا صفته في الدنيا لا يقومون في الآخرة من قبورهم إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس، يعني بذلك: يتخبطه فيصرعه من المس، يعني من الجنون، وبمثل ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل"
2. يقول أبو إسحاق الزجاج (توفي سنة 311هـ): "المعنى: الذين يأكلون الربا لا يقومون في الآخرة إلا كما يقوم المجنون من حالة جنونه، يقال بفلان مس، وهو أَلمْسَ وأَوْلقَ: إذا كان به جنون"
3. يقول الماوردي (توفي سنة 450هـ): (لا يقومون يوم القيامة من قبورهم إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس (، يعني الذي يخنقه الشيطان في الدنيا من المس، يعني الجنون"
4. يقول البغوي (توفي سنة 516هـ): "لا يقومون: يعني يوم القيامة من قبورهم (إلا كما يقوم الذي يتخبطه (أي يصرعه الشيطان، أصل الخبط: الضرب والوطء، وهو ضرب على غير استواء، (من المس (أي الجنون، يقال مس الرجل فهو ممسوس إذا كان مجنوناً، ومعناه آكل الربا يبعث يوم القيامة وهو كمثل المصروع"
5. يقول عبد الرحمن بن الجوزي (توفي سنة 579هـ): "قال ابن قتيبة: لا يقومون أي يوم البعث من القبور، والمس: الجنون، يقال رجل ممسوس: أي مجنون"
6. يقول القرطبي (توفي سنة 671هـ): "وفي هذه الآية دليل على فساد إنكار من أنكر الصرع من جهة الجن، وزعم أنه من فعل الطبائع، وأن الشيطان لا يسلك في الإنسان، ولا يكون منه مس
7. يقول النسفي (توفي سنة 701هـ): "لا يقومون إذا بعثوا من قبورهم (إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان (أي المصروع .. والخبط: الضرب على غير استواء، كخبط الغشواء، (من المس (من الجنون .. أي لا يقومون من المس الذي كان بهم إلا كما يقوم المصروع"
8. يقول أبو حيان الأندلسي (توفي سنة 754هـ): "وظاهر الآية أن الشيطان يتخبط الإنسان، فقيل ذلك حقيقة هو من فعل الشيطان، بتمكين الله تعالى له من ذلك في بعض الناس، وليس في العقل ما يمنع ذلك، وأصله من المس باليد، كان الشيطان يمس الإنسان فيجنه، ويسمى الجنون مساً، كما أن الشيطان يخبطه ويطأه برجله فيخبله، فسمي الجنون خبطة .. وهو على سبيل التأكيد ورفع ما يحتمله من المجاز
يقول بن جزي الكلبي (توفي سنة 741هـ): "أجمع المفسرون أن المعنى لا يقومون من قبورهم في البعث إلا كالمجنون، ويتخبطه يتفعله من قولك: خبط يخبط، والمس: الجنون". وما قاله حق، فلمْ يخالف في ذلك أحد من المفسرين.
10. يقول ابن كثير (توفي سنة 774هـ): "أي لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه وتخبط الشيطان له، وذلك أنه يقوم قياماً منكراً" (
11. يقول الألوسي (توفي سنة 1270هـ): "الذين يأكلون الربا لا يقومون يوم القيامة إلا قياماً كقيام المتخبط المصروع في الدنيا، (من المس (أي: الجنون، يقال مُسَّ الرجل فهو ممسوس إذا جُنَّ، وأصله اللمس باليد، وسُمي به لأن الشيطان قد يمس الرجل وأخلاطه مستعدة للفساد فتفسُد، ويحدث الجنون، والجنون الحاصل بالمس قد يقع أحياناً، وله عند أهله الحاذقين إمارات يعرفونه بها، وقد يدخل في بعض الأجساد على بعض الكيفيات ريح متعفن تعلقت به روح خبيثة بالتصرف، فتتكلم وتبطش وتسعى بآلات ذلك الشخص الذي قامت به من غير شعور للشخص بشيء من ذلك أصلاً"
12. يقول محمد الطاهر بن عاشور (توفي سنة 1284هـ):"والذي يتخبطه الشيطان هو المجنون الذي أصابه الصرع، فيضطرب به اضطرابات، ويسقط على الأرض إذا أراد القيام .. وإنما احتيج إلى زيادة قوله (من المس (ليظهر المراد من تخبط الشيطان، فلا يُظن أنه تخبط مجازي بمعنى الوسوسة"
13. يقول سيد قطب (توفي سنة 1965هـ): "إن صورة الممسوس المصروع صورة معروفة معهودة عند الناس، والنص القرآني يستحضرها لتؤدي دورها الإيجابي في إفزاع حس الإنسان المرابي واستجاشة مشاعره".
أين قولك ان جهابذة المحدثين لم ينقلوا احاديث الصرع؟ و اين انت من الأحاديث الصحيحة التي نقلتها لك؟ كن منصفا و قل سمعت و اطعت لكلام الله و رسوله عليه الصلاة و السلام هداك الله إلى الصراط المستقيم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[22 - Jun-2009, مساء 03:44]ـ
في المرفقات بحث حول الموضوع بعنوان
الأدلة الشرعية في إثبات صرع الشيطان للإنسان والرد على المنكرين(/)
الشيخ بن بداه البوصيري - رحمه الله - ومدرسته السلفية
ـ[العوضي]ــــــــ[22 - Jun-2009, مساء 07:08]ـ
مستل من كتاب السلفية وأعلامها في موريتانيا " شنقيط "
للشيخ الطيب بن عمر بن الحسين
اضغط هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=68 421&d=1245646439)
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[23 - Jun-2009, مساء 05:46]ـ
رحمه الله واسكنه فسيح جناته.(/)
الرد على مقال: هل النامصة ملعونة؟
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[22 - Jun-2009, مساء 08:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله «الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ» والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد وآله وسلم أما بعد:
فإن الله أوجب على كل مؤمن أن يطيعه ويطيع رسوله، وأمر بذلك في نصوص كثيرة جدا، وعلق الهداية بطاعته: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ}، وبين أن دعوى محبته تعالى لا تصح إلا باتباع رسوله: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}، ووعد من أطاعه وأطاع رسوله بالفوز العظيم: {وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}، وأن {مَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}.
فالواجب على كل مكلف تعظيم أوامره عليه الصلاة والسلام واتباعها، واجتناب نواهيه، والتسليم لسنته، فالحلال ما أحله، والحرام ما حرمه، والدين ما شرعه، ومن سواه من العلماء والأمراء إنما يطاعون تبعا لطاعته، ولا يقدم قول أحد من الخلق على قوله، ولا يرد قوله لقول أحد من البشر كائنا من كان.
ولذا كان الأئمة يأمرون بترك أقوالهم إذا عارضت سنته صلى الله عليه وسلم.
وبعد:
فقد رأيت في جريدة الرياض في 20/ 6/1430هـ مقالا للأخ محمد بن عبدالرحمن بن حسين آل إسماعيل، عنوانه: هل النامصة ملعونة؟ (1)
ابتدأ الأخ مقاله بذكر بعض الحكايات، والظاهر أنه ذكرها ليستميل بها القراء، ويجعلها مقدمة ومبررا للحكم الذي يريد التوصل إليه، وكان يمكنه الحديث عن المسألة بتقرير الحجة فيها من غير سلوك لهذه الطريقة.
ثم ذَكَر اللعن الوارد في صحيح مسلم في شأن النامصة ثم قال: «إنَّ اللعن ورد في شأن من تعمل ذلك من أجل الفجور، وأنه كان شعار الفاجرات».
وهذا التقييد لكلام الرسول صلى الله عليه وسلم وحصره في هذا النوع، لم يذكر له حجة، وإنما هو تحكم محض في كلام الرسول صلى الله عليه وسلم من أجل أن فلانا وفلانا من العلماء قال ذلك القول!
مع إعراضه عن أقوال غيرهم ممن هو أجل منهم، وأعلى قدرا، وأكثر عددا.
مع أنه لو أعطى الأدلة حقها من النظر = لعلم بعد هذا التأويل الذي ذكره.
فظاهر الحديث برواياته الكثيرة يرد تأويله، فقد ثبت في الصحيحين والسنن والمسانيد من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: «لعن الله الواشمات والمستوشمات، والنامصات والمتنمصات، والمتفلجات للحسن، المغيرات خلق الله.
قال: فبلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال لها أم يعقوب، وكانت تقرأ القرآن، فأتته فقالت: ما حديث بلغني عنك أنك لعنت الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله؟
فقال عبدالله: وما لي لا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه و سلم، وهو في كتاب الله؟!
فقالت المرأة: لقد قرأت ما بين لوحي المصحف فما وجدته!
فقال: لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه، قال الله عز و جل: {وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}.
فقالت المرأة: فإني أرى شيئا من هذا على امرأتك الآن!
قال: اذهبي فانظري.
قال: فدخلت على امرأة عبدالله = فلم تر شيئا، فجاءت إليه، فقالت: ما رأيت شيئا.
فقال: أما لو كان ذلك لم نجامعها». لفظ مسلم (2125).
وعند عبد الرزاق 3/ 145، وابن ماجه (1989): «قالت: إني لأظن أهلك يفعلون بعض ذلك».
وعند أحمد (3945): «قالت: المرأة فلعله في بعض نسائك! قال لها: ادخلي، فدخلت، ثم خرجت، فقالت: ما رأيت بأسا. قال: ما حفظت إذًا وصية العبد الصالح: {وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه}».
وعند أبي داود (4171): فقال: «لو كان ذلك ما كانت معنا».
وعند الترمذي (2782): «لعن الواشمات، والمستوشمات، والمتنمصات مبتغيات للحسن مغيرات خلق الله».
(يُتْبَعُ)
(/)
وعند النسائي (5107): «سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يلعن المتنمصات والمتفلجات والموتشمات اللاتي يغيرن خلق الله عز و جل».
وقد جاء معنى هذا الحديث من حديث ابن عباس وعائشة رضي الله عنهم.
فأنت ترى بوضوح علة لعن النبي صلى الله عليه وسلم وهي: تغيير خلق الله.
وترى بوضوح فهم الصحابي لذلك، وأن امرأته لو فعلت ذلك لطلقها ولم تبق معه.
ومما يبين فساد التأويل الذي ذكره أن الأمور المذكورة في النص ـ وبابها واحد ـ قد عللت بتعليل واحد، وهي لا تخص الفاجرات، وهي: النمص ووصل الشعر، والوشم، وبرد الأسنان.
ولا يمكن أن يدعى أن كل هذه الأفعال من أجل الفجور!
وبعضها معروف عندهم قبل النهي يفعلها النساء، وهي مذكورة في أشعار العرب وأخبارهم.
وقد قال البخاري في صحيحه: «باب: لا تطيع المرأة زوجها في معصية» وذكر تحته حديث (5205) عائشة رضي الله عنها: «أن امرأة من الأنصار زوَّجت ابنتها، فتمعط شعر رأسها، فجاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له، فقالت: إن زوجها أمرني أن أصل في شعرها. فقال: لا، إنه قد لُعن الموصلات» وفي لفظ: (5934) «فقال: لعن الله الواصلة والمستوصلة». ورواه مسلم أيضا (2123).
وفي صحيح مسلم (2122) عن أسماء بنت أبي بكر قالت: «جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه و سلم، فقالت: يا رسول الله إن لي ابنة عريسا أصابتها حصبة فتمرق شعرها أفأصله؟
فقال: لعن الله الواصلة والمستوصلة».
فأنت ترى أنه صلى الله عليه وسلم منع هذه المرأة من وصل الشعر مع:
1 - حاجتها لذلك لتساقط شعرها من المرض.
2 - هي حديثة عهد بعرس. 3
- وزوجها يريد ذلك.
ومع هذا كله = لم يأذن لها، وبين أن هذا الفعل محرم ولو كان من أجل الزوج.
ولذا فإن قول الأخ محمد: «لأنَّ اللعن طرد من رحمة الله وهذه المتزوجة عملته لزوجها لتعفه من النظر إلى غيرها واللعن لا يكون إلاَّ في شيء كبير وهو فعل ذلك من أجل الفاحشة لا لأجل الزوج.»
اعتراض على النص بتعليل عليل، ليس في النص أي دلالة عليه، والكبيرة قد بين العلماء ضابطها من خلال النصوص، وهو منطبق هنا.
وكون الفعل المحرم فعل لأجل الزوج = لا يغير من الحكم شيئا، كما لو طلب مواقعتها في الحيض أو الدبر = فلا يجوز لها تمكينه من ذلك ولو كانت تريد إعفافه؛ لأن هذه أفعال محرمة، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
وقوله: «ثم إنَّ المرأة مأمورة بالتجمل والتزين والتطيب والظهور في الصورة التي تحبب زوجها فيها ولا يصرف نظره إلى غيرها». وقوله في تعليل ذلك: «لئلا ينفر منها زوجها ولتدوم الألفة والمحبة».
هذا صحيح، لكن فيما أحله الله، ولا تعارض النصوص الصحيحة بهذا الكلام المجمل، وترد من أجله أوامر النبي صلى الله عليه وسلم، وقد تقدم منع النبي صلى الله عليه وسلم وصل المرأة لشعرها المتساقط لأجل زوجها.
وكما أنه لا يجوز للرجل أن يحلق لحيته ليتجمل بذلك لزوجه، ولو ترتب على ذلك أنها تنفر منه.
وقل مثل ذلك في أي فعل يريده أحد الزوجين ـ وهو محرم ـ وإن لم يفعله نفر منه الآخر.
وقوله: «جاء في معونة أولي النهى شرح المنتهى وعليه الفتوى لدى الحنابلة».
لما رد النص الصحيح الصريح أراد أن يساند قوله بما وجده في كتب العلماء، فنقل هذا النقل فيه القول المرجوح، وترك المعتمد في المذهب حتى عند صاحب الكتاب!
وقوله: «إن عليه الفتوى .. ».
غلط؛ لأن هذا الوصف لـ: «منتهى الإرادات» لا لشرحه. كما هو مقرر في كتب الحنابلة (2).
والذي في «منتهى الإرادات» ـ المعتمد في الفتوى ـ 1/ 42: «ويحرم نمص، ووشر، ووشم، ووصل ولو بشعر بهيمة، أو بإذن زوج». ولم يعرج على قول من قال بالجواز.
لأن المعتمد والمصحح في المذهب هو القوم بالتحريم مطلقا،
قال صاحب الإنصاف 1/ 125:
«ويحرم نمص، ووشر، ووشم، على الصحيح من المذهب».
وقال في الفروع 1/ 158:
«ويحرم نمص، ووشر، ووشم، في الأصح».
مع أن عبارة المعتمد في الفتوى عند الحنابلة قد ذهبتَ من قديم، والحنابلة من قيام الدعوة المباركة ـ دعوة الشيح محمد بن عبد الوهاب ـ لا يعولون على كتاب بعينه؛ بل عمدتهم الكتاب والسنة.
وقوله ـ ناقلا عن المعونة ـ: «وأباح ابن الجوزي النمص وحده وحمل النهي على التدليس أو أنه كان شعار الفاجرات وفي الغنية وجه يجوز بطلب زوج». اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا النقل عن ابن الجوزي ربما فيه تجوز؛ لأن في كتاب ابن الجوزي «كشف المشكل» 1/ 184: «وظاهر هذا الحديث أن الكلام مطلق في حق كل من فعل هذا، وقول ابن مسعود يدل على ذلك، ويحتمل أن يراد به المتصنعات من النساء للفجور؛ لأن مثل هذا التحسن دأبهن، ويحتمل أن يراد بهن المموهات على الرجال بمثل هذه الأفعال لتغر المتزوج».
ونحوه في كتابه الآخر «أدب النساء» كما نقله عنه السفاريني في «غذاء الألباب» 1/ 332.
فهو مقر بأن ظاهر الحديث الإطلاق، وإنما ذكر ما ذكره احتمالا.
فهل نترك نص الذي لا ينطق عن الهوى لاحتمالات رجل من أمته يصيب ويخطئ؟!
وكذا ما ذكره في الغنية من قوله: «كما جوَّز لها التزيين بألوان الثياب» قياس في معارضة النص، وهو قياس فاسد؛ لأنه قياس للمباح بالمحرم، وباقي كلامه من جنس كلام ابن الجوزي.
فهذا علل مستنبطةلم يذكروا لها دليلا، وتركوا العلة المنصوص عليها في الحديث، ولو كان ما ذكروه صحيحا لبينه النبي صلى الله عليه وسلم أتم بيان ولفهمه عنه أصحابه.
فهو أفصح الخلق، وأنصحهم، ويمتنع مع نصحه وفصاحته = أن يتكلم بكلام في مثل هذا الزجر، ويكون ظاهره باطلا غير مراد، حاشاه عليه الصلاة والسلام.
وقوله: «قال في الغنية وهو من أمهات كتب الحنابلة المعتمدة للشيخ الإمام عبدالقادر الجيلاني الذي أجمع العلماء على صلاحه وورعه وتقواه».
هذه الطريقة في التعريف بالكتاب والمؤلف = لتعطي نوعا من الثقة بهذا القول.
ونسي ـ هداه الله ـ أن من هو أكبر منه من أئمة العلماء قالوا أقوالا مرجوحة؛ بل باطلة، ولم يكن صلاحهم مروجا لما خالفوا فيه الحق، وإن كانوا مجتهدين.
وإنما تروج هذه على المقلدة الذي يتركون كلام الله ورسوله لكلام من يعظمون من العلماء.
وقوله: «ثم إنَّ عندنا أحاديث كثيرة فيها لعن مثل أحاديث لعن الذي يقطع شجر السدر ... ولكن الناس مازالوا يقطعون السدر لماذا؟ لأنَّ العلماء حملوا اللعن على قطع سدر الحرم».
لعله أراد بإيراد هذا تسهيل مخالفته، وأنها لها مثيلات من فعل العلماء!
وكلامه غير سديد، لأن من العلماء من ضعف أحاديث قطع السدر، فضعفها ابن الجوزي في «العلل المتناهية» 2/ 656: ونقل أيضا عن العقيلي أنه قال: والرواية في هذا الباب فيها اضطراب وضعف، ولا يصح في قطع السدر شيء، وقال أحمد بن حنبل: ليس فيه حديث صحيح. اهـ
وضعفه ابن القيم في «المنار المنيف» ص127 وغيرهم.
وهو مع ضعفه معارض بنصوص أخرى، كما في الصحيحين في الأمر بغسل الميت بماء وسدر، ومن العلماء من حمل الحديث على محامل أخر.
وهذا كله بخلاف هذا الحديث الصحيح الصريح الذي لم يعارضه شيء، والذي كان راويه يلعن من وصل ونمص و .. إلخ
وقوله ـ في خاتمة مقاله ـ: «فهذا هو الإسلام إذاً، المرأة أحق بالتزين والتجمل والتحبب لزوجها».
لا ليس هذا هو الإسلام؛ بل الإسلام هو غاية الانقياد والطاعة، وعدم معارضة الشرع بقول فلان وفلان.
والتجمل يكون بما أباحه الله لا بما لعن عليه، ومنعه.
قال الإمام أحمد عن السنة: «ولا تضرب لها الأمثال، ولا تدرك بالعقول ولا الأهواء، إنما هي الإتباع، وترك الهوى .. ومن لم يعرف تفسير الحديث ويبلغه عقله = فقد كفي ذلك وأُحكم له، فعليه الإيمان به والتسليم له». شرح أصول اعتقاد أهل السنة 1/ 176.
ومما يحزن أن الأخ أرسل هذا المقال للصحف الذي دأبت على تشكيك الناس في أمر دينهم، وأن ما كان حراما بالأمس فهو حلال اليوم، فأصبح جموع من العامة لا يثقون بفتاوى أهل العلم، وجموع منهم أصحاب أهواء يريدون أي رخصة، ولا ينظرون في دليل ولا تعليل، وواقع هذا المقال كذلك فقد طار به جملة منهم ونشروه في منتدياتهم، مع أنهم لا يعرفون قائله، ولا مكانته من العلم، ولا أقوال العلماء في المسألة، وإنما يتبعون كل قول يوافق أهواءهم.
فأين سياسة الفتوى، وضبط الناس على قول كبرائهم، ومن المستفيد من زوال ثقة الناس بفتاوى علمائهم؟
وما المصلحة المرجوة من نشر هذا الأقوال الشاذة؟
ألم يكفي هذا الأخ أن يفتي من سأله ووثق به، ويترك الكلام العام لمن هو أولى منه وأعلم، ويحمد ربه أنه عافاه من الفتيا، فلم ذهب وأقحم نفسه فيها؟!
ولم يكفه نشره في جريدةٍ، بل عاد ونشره بعدها بأسبوع في جريدة المدينة!
وربما لم يعلم أنه موضوعه نال حتى إعجاب بعض كتاب الشبكة الليبرالية، فنقله هناك!
ـــــــــــــــــــ
(1) http://www.alismaeil.com/wp/?p=184
مع الإشارة إلى أنه نشر في الجريدتين!
(2) «المدخل» لابن بدران ص442، و «المدخل المفصل» ص 778، و «المذهب الحنبلي» ص472، و «المنهج الفقهي العام لعلماء الحنابلة» ص343.
ـ[عالي السند]ــــــــ[22 - Jun-2009, مساء 11:30]ـ
بارك الله فيك يا شيخ، أجدت في ردك، والعجب أن الحديث صريح العبارة واضح الدلالة لماذا يُعدل للتأويل من أجل قول لبعضهم ضعيف، وتعليل بارد لا مسحة فيه لعلم!! إن بعض الدعاة أخذوا ينبشون على أقوال ضعيفة ويبرزونها، ويتركون منطوق الحديث الذي يرد على كل من يريد أن يؤول، تسويغاً لفعل النامصات اللاتي يبحثن عن من يفتيهن بهذا الفعل، هذه جرأة على لا أقول تفسير النصوص إنما تحريف النصوص وتقويل الرسول مالم يقله والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:" من يقل علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار "
ومما يلاحظ أن جريدة الرياض التي تقصي الأقلام المتدينة تتحفى بمثل هذه الموضوعات وتبرزها!
أسأل الله أن يدل الشيخ محمد آل اسماعيل لأن يراجع نفسه فقد أخطأ تقليداً لغيره، وما ينبغي لمثله أن يقول بما قال، نسأل الله أن يقينا من مضلات الفتن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نبض السلف]ــــــــ[23 - Jun-2009, مساء 12:20]ـ
بارك الله فيكم.
ولكن هل أنتم فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس إمام المسجد الحرام؟
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[23 - Jun-2009, مساء 12:27]ـ
يراجع:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=2243
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[23 - Jun-2009, مساء 02:19]ـ
أحسنت يا شيخ عبد الرحمن.
رد محكم و موفق جدا ..
نسأل الله أن يكتب لك أجر جهاد هؤلاء.
ـ[ابو عبدالله العازمي]ــــــــ[23 - Jun-2009, مساء 03:03]ـ
اثابك الله على هذا الرد وجزيت خيرا
ـ[نبض السلف]ــــــــ[24 - Jun-2009, مساء 01:41]ـ
جزيت خيرًا على التوضيح.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[24 - Jun-2009, مساء 02:08]ـ
يا حبذا يا شيخ (عبد الرحمن) لو ينشر هذا الرد في نفس الجريدتين، أو في غيرهما لا بأس، فإنه سيكون أعظم صدى في تعريف هذا المتحذلق نفسه
وجزاك الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[24 - Jun-2009, مساء 09:51]ـ
الإخوة الفضلاء جزاكم الله خيرا ونفع بكم
الحقيقة لم أرسله ولم يخطر ببالي؛ لشبه يقيني أنه لن ينشر؛ لأنه مخالف لأهوائهم، وفي أخرهم لمز لهم، وقد نشر في عدة مواقع أيضا، ولعل المقصود يحصل أو بعضه ـ إن شاء الله ـ بنشره في الشبكة.
وأرجو نشره في المواقع التي يكثر فيها النساء لمن لها اشتراك ليعم النفع.
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[25 - Jun-2009, مساء 04:17]ـ
الأخ عبد الرحمن الطريقة اللي تستعملها طريقة مذاكرة طلبة علم ما تصلح مع المنافقين المنافقين يحتاجون جهاد موب مذاكرة
ـ[أحمد الأحمد]ــــــــ[25 - Jun-2009, مساء 09:14]ـ
جزاك الله خيرا،
وأرجو أن تعيد تنسيق المقال حتى ينشر في الصحف لأن لها جمهورا غير جمهور الانترنت
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[25 - Jun-2009, مساء 11:16]ـ
الأخ عبد الرحمن الطريقة اللي تستعملها طريقة مذاكرة طلبة علم ما تصلح مع المنافقين المنافقين يحتاجون جهاد موب مذاكرة
هداك الله يا أخي ووفقك الله.
أنا إنما رددت على طالب علم، ولم أرد على منافق.
وجهاد المنافقين بالعلم، قال الباري سبحانه: {فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا}
والمطلوب هو بيان الحق ورد الباطل.
وربما تجد هنا فائدة: http://majles.alukah.net/showpost.php?p=11190&postcount=126
--------
الأخ أحمد جزاك الله خيرا
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[13 - Jul-2009, مساء 03:33]ـ
بعد هذا الرد على الأخ الذي لم أقف على رد آخر إلا رد الأخت الذي أشار إليه
عاد ونشر مقالا آخر في جريدة الرياض هذا نصه"
------------------------
النمص للمرأة جائز بهذا الشرط!
عندما نشرت موضوعي «هل النامصة ملعونة» في هذه الجريدة الموقرة كتبت ما كتبت عن حسن نية ولكني فوجئت بأن الشبكة العنكبوتية وقد أعدت عدتها بأقلام كلها حقد وحدة وغضب بل وتبديع وتفسيق وتحقير تتكرر وتتشابه الأقلام، وأقلام أخرى فهمت ما قصدته فجزاهم الله خيراً وكذلك جزى الله خيراً الشاتمين ولم أشأ أن أدخل في حوار لن ينتهي وقد نهينا عن الجدال والمراء والمجاراة في العلم، ولكني فوجئت بمقال في جريدة الرياض الموقرة يوم الثلاثاء 14 رجب 1430ه العدد 14988 بقلم من سمت نفسها نورة وحتى مقالها لا يخلو من استعلاء ودعوة بالهداية للفقير.
وسوف يكون ردي توضيحاً للشبكة العنكبوتية ومن دار في فلكها باسم حقيقي أو مستعار فأٍقول أولاًِ وقبل الدخول في الموضوع أنا لست مجتهداً ولا مفتياً ولن أعرف نفسي فأهل الصناعة وأصحاب البضاعة يعرفوني وأعرفهم ولست مندفعاً ولا مغروراً ولا تكفيرياً فإن لي موقعاً على الشبكة وشعاري هكذا «خادم أهل العلم» والكل يعرفه ولكن عين الرضا الخ ..
فأنا حنبلي المذهب ولست ممن يحرم تقليد المتقدمين ثم أتعصب للمتأخرين لا وكذلك أنتمي إلى المذاهب الثلاثة السنية المشهورة المالكية والشافعية والحنفية أحترمهم وأجلهم ولا أدعي فيهم العصمة ولا أنتقصهم.
والآن حان الدخول في الموضوع وباختصار شديد لأنني لن أكتب مرة ثانية.
قال الله تعالى: «فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم» يعني المصطفى صلى الله عليه وسلم وقال تعالى: «إن هو إلا وحي يوحى» وقال صلى الله عليه وسلم: «إلا أني أوتيت القرآن ومثله معه».
(يُتْبَعُ)
(/)
والاجتهاد فيما لا نص فيه ولا إجماع.
ومن قال لهؤلاء الكاتبين أو من أين أخذوا أو كيف فهموا أن مسلماً يرد حديثاً صحيحاً مثل هذا الحديث الصحيح فإن كان هناك تضليل أو تبديع أو تفسيق فليكيلوه إلى فقهاء حنابلة أصحاب سنة وأثر فأنا لا أفتي قلت لكم أنا مقلد فهؤلاء العلماء الأجلاء ما ردوا الحديث وهم أجل من ذلك الفهم المتعجل ولكنهم فهموه بطريقتهم وهم المحدثون وهم الفقهاء، ومنهج علمائنا ولله الحمد «إذا صح الحديث فهو مذهبي» وحتى الردود بين أهل السنة سيماها حسن الظن والأدب في النقاش بخلاف أهل البدعة ولو رجعنا إلى كتب الفقهاء لرأينا العجب العجاب.
وإليكم مرة ثانية مانقلته بنصه أما ما جاء في كتاب الغنية للإمام عبدالقادر الجيلاني الحنبلي فهو هكذا: «وعن الوليد بن مسلم أنه قال: وأما أخذ الشعر من الوجه بالمنقاش فمكروه للرجال والنساء لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن المتنمصات وهو أخذ الشعر من الوجه بالمنقاش ذكره أبو عبيدة وأما المرأة فيكره لها خف جبينها بالزجاج والموسى والشعر الخارج عن وجهها لما تقدم من النهي عن ذلك وقيل: يجوز لها ذلك لزوجها خاصة إذا طلب إليها ذلك وخافت إن لم تفعله أعرض عنها وتزوج بغيرها فأدى إلى الفساد والمضرة بها فيجوز لها ذلك لما فيه من المصلحة كما جوز لها التزيين بألوان الثياب والتطيب بأنواع الطيب والتشوق له والملاعبة والممازحة معه فعلى هذا لعن النبي صلى الله عليه وسلم المتنمصات على اللواتي أردن بذلك غير أزواجهن للفجور بهن والميل إليهن وتروج أنفسهن للزنا، والله أعلم، انتهى ص27 الناشر المكتبة التوفيقية. أما الكتاب الثاني فهو الكتاب الذي عليه الفتوى لدى الحنابلة واسمه منتهى الإرادات وشرحه اسمه معونة أولي النهى شرح المنتهى والشارح هو المؤلف ويعرف ذلك المختصون قال: وأباح ابن الجوزي النمص وحده وحمل النهي على التدليس أو أنه كان شعار الفاجرات وفي الغنية وجه يجوز بطلب الزوج ولها حلقه وحفه نص عليهما وتحسينه بتحمير ونحوه وكره ابن عقيل حفه كالرجل كرهه أحمد له والنتف أو بمنقاش لها. انتهى ج1 ص257.
هذا ما نقلته بنصه من كتب معتمدة في المذهب وأنا لست مفتياً ولا أحب الفتوى لأني مقلد وقد ورد: «لا يفتي إلا آمر أو مأمور أو متكلف» وأبرأ إلى الله من أن أكون متكلفاًَ.
اللهم ارزقنا الفقه في دينك وارزقنا الأدب مع سلفنا اللهم ولا تجعلني ممارياً ولا مجارياً إنك سميع مجيب وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
محمد بن عبدالرحمن بن حسين آل اسماعيل
http://www.alriyadh.com/2009/07/11/a....html#comments (http://www.alriyadh.com/2009/07/11/article443838.html#comments)
----------------------
أقول:
لا جديد إلا رمي من رد عليه، مع أنه لا يريد الجدل ولا المراء!
إلا أنه زاد تملصه حتى عن غلطه الظاهر في دعوى أن المعونة عليه الفتوى، فجاء بترقيع غير مقبول (يرجع إلى مقاله ثم الرد).
وأعرض عن كل ما تقدم من الحجج وجاء يعلن أنه مقلد وليس مفتيا ولا يحب الفتيا!
حسنا ألست كنت تقول في أول مقالك السابق: إنه يتصل بك كثير من الأخوات وتفتيهن بهذا؟!
ثم من الذي دعاك للتنقيب وسط هذه الكتب وتنقل هذا القول الذي يخالف الصحيح من مذهبك أيها المقلد؟ ثم جئت بهذا القول الغريب المخالف لما عليه الفتوى الآن وتنشرها بين الناس في جريدتين سيارتين؟!
ـ[فهد العبر]ــــــــ[20 - Jul-2009, مساء 06:36]ـ
بارك الله فيك ياشيخ
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[27 - Aug-2009, مساء 08:03]ـ
قلت لك ما هو بطالب علم لا تتذاكر معه بهذه الطريقة قلت لي رددت على طالب علم انظر كلام الشيخ صالح الفوزان في شرح ثلاثة الأصول:
قوله: رحمك الله: هذا دعاء لطالب العلم، فالشيخ يدعو لطلبة العلم بأن يرحمهم الله، وأن يلقي عليهم رحمته - سبحانه وتعالى - فهذا فيه التلطف من المعلم بالمتعلم، وأنه يبدأ بالكلام الطيب والدعاء الصالح حتى يؤثر ذلك فيه، ويقبل على معلمه.
أما إذا بدأ المعلم بالكلام القاسي والكلام غير المناسب فإن هذا يُنفره، فالواجب على المعلم وعلى من يدعو إلى الله، وعلى من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر التلطف بمن يخاطبه بالدعاء والثناء عليه والكلام اللين فإن هذا أدعى للقبول.
أما المعاند والمكابر فهذا له خطاب آخر قال الله سبحانه: http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B2.GIF وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B1.GIF .
فالذين ظلموا من أهل الكتاب وعاندوا وكابروا هؤلاء لا يخاطبون بالتي هي أحسن بل يخاطبون بما يردعهم، قال تعالى: http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B2.GIF يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B1.GIF ، المنافقون لا يجاهدون بالسلاح، وإنما يجاهدون بالحجة والكلام والرد عليهم بالغلظة ردعا لهم وتنفيرا للناس عنهم، وقال تعالى فيهم: http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B2.GIF وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Images/indexes/MEDIA-B1.GIF ، هؤلاء لهم خطاب خاص؛ لأنهم أهل عناد ومكابرة ولا يريدون الحق بل يريدون تضليل الناس فهؤلاء يخاطبون بما يليق بهم.
أما الطالب المسترشد فهذا يخاطب بالرفق والرحمة واللطف؛ لأنه يريد الحق ويريد العلم والفائدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[27 - Aug-2009, مساء 11:48]ـ
أشكر للشيخ عبدالرحمن حرصه وغيرته أصلح الله عملي وعمله.
خروج بسيط عن أصل الموضوع: أفتيت فتاة قبل عدة أيام بجواز قص بضع شعرات نفرت عن المكان المعتاد للحواجب إلى ما يلي وسط الأنف من الأعلى، فما رأيكم؟ لا أسأل لأني شاك في جواز ما أفتيت به ولكن لأرى من يؤيدني بأي دليل يؤيد.(/)
الإسراع في المشي للصلاة ... ؟؟ قول ابن عمر وابن مسعود ...
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[22 - Jun-2009, مساء 10:11]ـ
ذهب جماعة من السلف منهم ابن عمر وابن مسعود رضي الله عن الجميع أنه إذا خاف فوات الركعة أسرع ... وقال إسحاق أيضا: يسرع إذا خاف فوات الركعة.
وروي عن مالك نحوه ... وفال: لابأس لمن كان على فرس أن يحرك الفرس ... وقس على ذلك في زماننا السيارة ...
والله تعالى أعلم ... ،،،
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[22 - Jun-2009, مساء 10:12]ـ
هل من اثار صحيحة بمصادرها؟
ـ[البدراوي]ــــــــ[23 - Jun-2009, مساء 01:00]ـ
حسنها ابن عبد البر في التمهيد ثم قال لكن العبرة في قوله صلى الله عليه و سلم لا في افعال اصحابها و الله اعلم
ـ[سلام الهروي]ــــــــ[23 - Jun-2009, مساء 01:56]ـ
الصلاة يجب ان تاتى بوقار
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لصحابي (ان فيك خصلتين يحبها الله الحلم والأناة"
وما الداعي من الخوف من فوات ركعة الا ان يخاف الجماعة كلها فهذا شئ آخر(/)
هل القرد سبع؟
ـ[حمد]ــــــــ[23 - Jun-2009, مساء 02:59]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
هل القرد من السباع فعلاً؟
ذكر ذلك ابن قدامة في المغني في معرض أدلة تحريم أكل القرد.
أفيدونا.
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[23 - Jun-2009, مساء 04:20]ـ
سمي سبعا لأنه ذا ناب و يأكل اللحم
قال ابن عبد البر ( http://www.alislamnet.com/comments.aspx?id=1000467) : أجمع المسلمون جميعاً على تحريم أكل القرد. قيل: لأن فيه شبهاً بالإِنسان. وقيل: لأنه يأكل اللحوم، وهو الصحيح.
و الله أعلم
ـ[حمد]ــــــــ[23 - Jun-2009, مساء 04:57]ـ
أليس يتغذى على الفواكه!
يتغذى القرد على (الموز – الفول السودانى – اليوسفندى وغيرها من الفواكه)
http://atfalonline.net/news.php?n=12
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[23 - Jun-2009, مساء 05:19]ـ
أليس يتغذى على الفواكه!
http://atfalonline.net/news.php?n=12
هو شبيه بالإنسان يأكل كل أنواع الطعام من خضر و فواكه و الحشرات و بعض القردة تصطاد الحيوانات الصغيرة و تأكل اللحوم و من أنواع القرود التي تأكل اللحوم الشامبانزي و البابوا أما القرود الكبيرة مثل الغوريلا فتأكل الفواكه و الأعشاب و الله أعلم
ـ[حمد]ــــــــ[23 - Jun-2009, مساء 05:23]ـ
جزاك الله خيراً أخي الحبيب.
تأكل غالبية القرود أي شيء تجده، حيث يتكون غذاؤها من الطيور وبيض الطيور والأزهار والضفادع والعشب والحشرات وأوراق الأشجار والسحالي والبندق والجزر، بينما تصطاد قرود الرباح صغار الظباء الإفريقية وتأكلها.
تمثل أوراق الأشجار 40% من غذاء قرود اللنغور المخططة و80% من غذاء قرود الكولبس السوداء والبيضاء. ولدى كل القرود آكلة أوراق الأشجار قمم حادة على أسنانها الخلفية تستعملها في تمزيق أوراق الأشجار، وغدد لعابية كبيرة الحجم ومعدة ضخمة مقسمة لغرف عديدة مما يساعدها على هضم غذائها الخشن.
http://209.85.229.132/search?q=cache:JZW4qhbIMBsJ:ww w.startimes2.com/f.aspx%3Ft%3D15879680+%22%D8%A 7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%AF+%D8% A3%D9%86%D9%8A%D8%A7%D8%A8%D9% 87%22&cd=3&hl=ar&ct=clnk&gl=sa
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[23 - Jun-2009, مساء 05:53]ـ
بارك الله فيكم
ما هو الضابط في تمييز ما هو سبعٍ عن غيره؟
/// هل هو وجود صفة الافتراس فيه؟
/// أم قول العرب؟
/// أم قول أهل الخبرة في كل زمن؟
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[23 - Jun-2009, مساء 05:59]ـ
قال في اللسان: والسَّبُعُ يقع على ما له ناب من السِّباعِ ويَعْدُو على الناس والدوابّ فيفترسها مثل الأَسد والذِّئْب والنَّمِر والفَهْد وما أَشبهها؛ والثعلبُ، وإِن كان له ناب، فإِنه ليس بسبع لأَنه لا يعدو على صِغار المواشي ولا يُنَيِّبُ في شيء من الحيوان، وكذلك الضَّبُع لا تُعَدُّ من السباع العادِيةِ، ولذلك وردت السُّنة بإِباحة لحمها، وبأَنها تُجْزَى إِذا أُصِيبت في الحرم أَو أَصابها المحرم، وأَما الوَعْوَعُ وهو ابن آوى فهو سبع خبيث ولحمه حرام لأَنه من جنس الذِّئابِ إِلاَّ أَنه أَصغر جِرْماً وأَضْعَفُ بدَناً؛ هذا قول الأَزهري، وقال غيره: السبع من البهائم العادية ما كان ذا مِخلب، والجمع أَسْبُعٌ وسِباعٌ
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[23 - Jun-2009, مساء 06:02]ـ
بارك الله فيكم
ما هو الضابط في تمييز ما هو سبعٍ عن غيره؟
/// هل هو وجود صفة الافتراس فيه؟
/// أم قول العرب؟
/// أم قول أهل الخبرة في كل زمن؟
بالإضافة إلى هذا أزيد:
وهل يختلف قرد بلد عن بلد؟
وهل يختلف باختلاف حجمه ....
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[23 - Jun-2009, مساء 06:10]ـ
بارك الله فيك أخي عبد الكريم
هذا في لسان أهل اللغة _ولعله مع التتبع نجد بينهم خلافا يوسع الدائرة أو يضيقها_ لكن كيف هو في لسان الفقهاء فإنهم أعلم بلسان الشارع
وقد أشار الزين ابن رجب رحمه الله في الفتح أن تفسير الفقهاء كالشافعي وأحمد مثلا لألفاظ الشارع مقدم على تفسير أهل اللغة كأبي عمرو وغيره
وكأبي عبيد
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[23 - Jun-2009, مساء 06:28]ـ
قال في النيل:
قال ابن سينا: لا يجتمع في حيوان واحد ناب وقرن معا. وذو الناب من السباع كالأسد والذئب والنمر والفيل والقرد، وكل ما له ناب يتقوى به ويصطاد. قال في النهاية: وهو ما يفترس الحيوان ويأكل قسرا كالأسد والنمر والذئب ونحوها.
وقال في القاموس: والسبع بضم الباء وفتحها: المفترس من الحيوان انتهى. ووقع الخلاف في جنس السباع المحرمة، فقال أبو حنيفة: كل ما أكل اللحم فهو سبع حتى الفيل والضبع واليربوع والسنور. قال [ص: 132] الشافعي: يحرم من السباع ما يعدو على الناس كالأسد والنمر والذئب. وأما الضبع والثعلب فيحلان عنده لأنهما لا يعدوان قوله: (وكل ذي مخلب) المخلب بكسر الميم وفتح اللام. قال أهل اللغة: المخلب للطير والسباع بمنزلة الظفر للإنسان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[24 - Jun-2009, صباحاً 12:01]ـ
استدلال آخر على التحريم ... في المحلى:
1029 - مسألة - والقرد حرام أكله لان الله تعالى مسخ ناسا عصاة عقوبة لهم على صورة الخنازير.
والقردة، والضرورة يدرى كل ذى حس سليم انه تعالى لا يمسخ عقوبة في صورة الطيبات من الحيوان، فصح أنه ليس منها وإذ ليس هو منها فهو من الخبائث لانه ليس إلا طيب أو خبيث فما لم يكن من الطيبات طيبا فهو من الخبائث خبيث فإذا القرد خبيث لا والخنزير خبيث فهما محرمان، وهذا من البراهين أيضا على تحريم الخنزير جملة وكل شئ منه، (المحلى 7 - 430) ...
ـ[حمد]ــــــــ[24 - Jun-2009, صباحاً 12:07]ـ
استدل بعض أهل العلم بالمسخ على تحريم أكله، ولكن هل يلزم من قُبح هيئته خُبْث لحمه!
في ذلك نظر.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[24 - Jun-2009, صباحاً 12:26]ـ
استدل بعض أهل العلم بالمسخ على تحريم أكله، ولكن هل يلزم من قُبح هيئته خُبْث لحمه!
في ذلك نظر.
جواب كلامك أخى الفاضل في المشاركة السابقة
والضرورة يدرى كل ذى حس سليم انه تعالى لا يمسخ عقوبة في صورة الطيبات من الحيوان، فصح أنه ليس منها وإذ ليس هو منها فهو من الخبائث
والله أعلم بالصواب(/)
البدعة بين النصيحة والخدعة
ـ[الصيعاني]ــــــــ[23 - Jun-2009, مساء 04:36]ـ
خدعوك فقالوا دي نصيحة (البدعة بين النصيحة والخدعة)
إن الحمد لله نحمَده ونستعينه ونستغفِره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مُضل له ومن يُضلِل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
أما بعد: فإنَّ خيرَ الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بِدعة وكلّ بِدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
فهذا رد على ما أذاعته قناة اقرأ في برنامج الجمعة ضمن حلقة بعنوان " خدعوك فقالوا دي بدعة " أي خدعوك بقولهم هذه بدعة
من تقديم شاب مصري يدعى مصطفى حسني
نازع فيها من يخالفونه في موضوع البدعة، وبدأ منازعته لهم للأسف باتهامهم بالخداع عَبْر هذا العنوان العريض، وأكّد مراده منه منذ مطلع الحلقة
وإن الدارس لهذا الباب (باب البدعة في العبادات) يعلم أن أصول هذا الباب، من حدّ البدعة وضابطها، وشمولها لكل حَدَث ولو كان إضافيا أو نسبيا هو من المسائل التي لا يسوغ فيها الاجتهاد، لاتفاق السلف عليها
كيف لا وهو جانب مهم من معنى شهادة أن محمدا رسول الله، إذ قد عدّ النبي صلى الله عليه وسلم المخالف في هذا الباب راغبا عن سنته كما سيأتي في الحديث، فلا متبوع بحق إلا رسول الله
كيف لا وهو مرتبط بأحد شرطي قبول العبادة اللذَين لا تقبل العبادة إلا بهما وهو المتابعة والموافقة لما كان عليه النبي وصحابته، والآخر هو الإخلاص كما هو معروف
كيف لا وهو مرتبط بأصل هام وضروري من أصول الشرع ألا وهو
(الأصل في العبادات التوقيف والمنع) فلا يعبد الله إلا بترخيص وتشريع من المشرع
أخي الكريم أود أن أنبهك أننا أمام حقائق جلية تتعلق بحلقتي الأستاذ مصطفى (خدعوك فقالوا) لا أظن والله من سمعهما متتبعا يخالفني في هذه الحقائق، وهي والله مما لا يكاد يصدق عاقل صدورها عن شخص، لما اشتملت عليه من تناقضات صريحة يعجب منها الإنسان، والله بصورة تدهش وتذهل ولذلك سأذكر هنا بعضها مجملا ثم أبسط الكلام فيها موثِّقا كلامه بحروفه ما استطعت.
وأرجو أخي الكريم أن تركز في قراءتك وتصبر على ما سأذكره إن كان فيه شيء من الطول فالمراد مهم للغاية.
1ـ تكلم الأستاذ في الحلقة الأولى بصورة واضحة على أن مفهوم البدعة الذي ذكره من تعريفٍ للبدعة وذكرِ ضابطها وما يدل عليه من تطبيق هو مذهب العلماء والسلف وكل الأئمة باتفاق منذ أكثر من ألف ومائتي سنة وحتى قبل أربعمائة سنة.
فقد قال بالحرف الواحد عن مفهومه هو للبدعة وضابطها والذي طرحه في الحلقة فقال وكلامه بالعامية في الغالب:
(حنتكلم عن المفهوم اللي السلف والصحابة فهموه عن البدعة واللي تكلموا عنه في كتبهم وفي كتب أهل العلم من لدن الصحابة لغاية واسمحوا لي إنا نحنا بعد إذنكم مش حنستخدم كلام الناس اللي عايشين ... ) كذا
ثم عاد بعد أن صور أن مخالفه ليس له من سلف إلا كلام المشايخ في الأشرطة فقال عن مذهبه الذي طرحه في مقام الدعاية له:
(لكن الأقوى أن يكون ابن حجر متفق مع الشافعي متفقين مع الصحابة وكل الأئمة من السلف)
ثم قال متابعا دون فصل للكلام:
(على أنا نحنا بقى دي الوقت كبرنا أو صغرنا عندنا مشكلة في البدعة [يعني كما يزعم المخالف] وهم [يعني مخالفيه] عرفوها بطريقة مختلفة، خاصة وحانشوف دي الوقت في الكتب اللي أنا حاطط إيدي عليها وعايز أحط جواها في قلبي)
ثم كرر نحوا من هذا قائلا عن التطبيقات التي نقلها:
(وهل التطبيقات اللي حانشوفها ونحن ماشيين مع بعض في السلف الصالح في الألف سنة الأولانية [ولوح بيده] من أيام النبي صلى الله عليه وسلم لغاية أربعمائة سنة ... هل علماء السلف الصالح [ووضع يده على الكتب] كانوا بيفتوا بأي تعالوا ... )
وتعدد منه الادعاء بأن ما طرحه هو مذهب الأئمة ويخص منهم الأربعة بالذكر وتعددت أساليبه غير أن أسلوبه الكلامي أحيانا يجعل من العسر نقله حرفيا، للعامية في الكلام ولقطعه الكلام فجائيا وانتقاله إلى معنى آخر، بحيث نقلُه يحتاج إلى ربط وهذا يسبب في إطالة فاحشة لو نُقل وسأحرص في الأيام القادمة على نقل لقطات منه على ملف فيديو وسأنزله على اليوتيوب ففيه ما يجلي حقيقته
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم جاء في آخر الحلقة في آخر كلمات له وأكد ما سبق، قائلا عما قرره من مذهبه وأنه عين مذهب السلف فقال:
(وهذي السلف أهم)
وفي المقابل صور مذهب مخالفه الذي نقله على سبيل الرد بأنه لا يوجد في أقوال السابقين ولا في الكتب ولم يرِد عن العلماء وذلك بأساليب متنوعة أكثرها تعريضية (يا ترى العلماء قالوا كده) ثم ينفي (هل العلماء عرفوا البدعة كده) ثم ينفي وتارة (أوعى أقول لك قال ابن تيمية .. الشافعي .. مالك بتقول بس أنا سمعت في الشريط الشيخ قال كده) وكررها مرارا مرسخا في أذهان المشاهدين أن مخالفيه لا يملكون إلا كلاما في أشرطة يعني معاصرين فقط، وتارة ينادي بالتلقي عن العلماء ويصور أن انعدام هذا عند مخالفه هو مشكلة المخالف ويستدل بأنه (حتى النبي أخذ عن جبريل) مستنكرا هذا المذهب المجرّد من التلقي عن العلماء، بل صرح أكثر من مرة بظهوره مؤخرا ووصفه بالاختراع من قبل بعض الشباب وأن قائليه (هم الصحفيون) وسبب ظهوره (الجهل من هؤلاء وقلة العلم) (وهو غلط في نفسه) (وغلط على السلف) (وينافي تعريفات العلماء وتطبيقاتهم) (ومش علمي أصلا) (وكلام من لم يطلب العلم على المشايخ) (وسببه عدم العلم) (وهم لا يرجعون إلى السلف) (وما يعرفوش السلف بيعملوا أي) (وما يعرفوش معنى البدعة) وبالتالي هو الذي يصدق عليه أنه بدعة، (ولو أصر عليه صاحبه سيضيع دين النبي) وسبَّ أصحابه سبا عجيبا كما سيأتي.
وكل ما بين الأقواس هنا من كلامه بقريب من حروفه
وإضافة إلى هذا أكد مرارا ومرارا أن مخالفه لا يتبع العلماء السابقين بأساليب تعريضية كثيرة جدا
حتى أنه قال مصورا حجم المخالفة عند مخالفيه:
(يعني مش مسألة أنه قرر عن حاجة بدعة في حاجة السلف ما تكلموش فيها؟
دا هو الأئمة تكلموا أن دي مش بدعة وهو قال بدعة)
فانظر إلى تصويره مذهب مخالفه
وقال متكلما على لسان مخالفه محاولا أن يصور قدر جهله:
(دا، اللي خلاني ما اعرفش يبقى عندي الآلة أو المفتاح اللي يخليني أعرف أن دي بدعة ولا مش بدعة)
هل تصدق أخي الكريم أنه جاء في الحلقة الثانية بعد أسبوع وبعد أن رد عليه بعض الأفاضل فقال كلاما مناقضا لما سبق تماما، وكأنه لم يتكلم في قناة شاهدها ألوف مألفة وهذا موطن العجب فقال:
(ما حبيتش تأخذ برأيي وعندك إمام ثاني أنت حلو وأنا مش غلط، أنت ماشي صح وأنا ماشي صح.
أنا أصلا ما نقلتش الأقوال الأخرى لأنها مشهورة مش محتاجة تنقل) ا. هـ كلامه
وقال: (أنت صح معاك قول إمام وأنا صح معاي قول إمام)
وقال في هذه الحلقة مقررا الخلاف: (نحن كذا مختلفين مع بعض وذا اسمه رحمة)
وقال بأنه أراد فقط أن يعرف المشاهد أن هناك قولا آخر في المسألة غير الذي يقوله مخالفه، فقط هذا المراد من الحلقة
فهل يكون بيان أن هناك قول آخر وهو قولك يا أستاذ بمجانبة الصدق والقول بما يخالف الحقيقة وبتحريف الواقع؟
هذا يذكرني بقصة مشهورة في أحد البلاد العربية:
يحكى أن رجلين يقود كل منهما سيارته التقيا في الطريق فتخاصما فوقف كل منهما بجانب الطريق إثر المناوشة، فنزل أحدهما مسرعا وهو غاضب ففتح الصندوق الخلفي وأخرج منه المرفاع اليدوي (الكريك) ليضرب به الآخر وكان الآخر قد تباطأ في النزول قليلا فما أن نزل حتى كان صاحب المرفاع قد قاربه وإذا بهذا الذي كان قد تباطأ ضخم الجثة فلما رآه صاحب المرفاع تفاجأ وارتعب فلم يملك إلا أن قال مغيرا موقفه: (هذا المرفاع لك؟)
الأستاذ فعل ما فعله صاحب المرفاع
كيف سنتعامل مع من تصدر منه مثل هذه المناقضات؟
بالله اسألوا الدكاترة النفسيين عن مثل هذا المثال العلني هل يصدر مثله من شخص بشكل عارض أم عادة لايصدر إلا ممن به خلل متأصل؟
وسأختصر عليك الطريق بعشرات الأمثلة للأستاذ نفسه في هذه الحلقة والتي جمع فيها بين الانكار للمشهور والمناقضة المكشوفة والمغالطات العلمية الصريحة والتي سيأتي نقضها تفصيلا
2ـ قال عن السلف ومن جاء بعدهم: (هم زمان ما كانوش يقولوا دي سنة ودي بدعة) ينفي اشتغالهم ببيان السنة من البدعة؟!!
وهذا كلام والله سوقه يغني عن الرد عليه.
فيكفي أن العلماء ألفوا كتبا خاصة في بيان البدع من غيرها حتى أنه يصعب حصر ما كتب فيها خصوصا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأنا أدعوا كل أخ أن يأتي إلى أي مكتبة إلكترونية كالمكتبة الشاملة أو غيرها والتي تحوي أهم الكتب الاسلامية ويكتب في خانة البحث كلمة بدعة، ثم يضغط على البحث فسيجد نتائج هائلة تتجاوز الآلاف من النتائج وعند متابعتها سيجد الباحث أنها تتكلم عن البدعة وتحذر من الأعمال البدعية في الآلاف منها.
والله كثير ممن يرضاهم الأستاذ من أهل العلم لا يمكن أن يقولوا بهذا بل يعارضونه.
بل قال الأستاذ عن مخالفيه في موضوع البدعة مشبها:
(صخرة ضخمة اسمها: الغلط والصح، والبدعة والسنة، اسمع لهذا وما تسمعش لهذا، وأحاديث ضعيفة، وذا على المنهج السليم وذا على المنهج الغلط، صخرة عظيمة اسمها دي بدعة احنى بنحاول نقتلعها بعد ما ثبتت في قلوب كثير منا)
فالرجل بلغ مستوى من التفكير خطير يدل على أنه يعيش خللا بالغا، هو وأمثاله يريدون أن يتكلموا بما شاؤوا ويكيفوا الدين على أمزجتهم دون أن يعترضهم أحد، وتأمل نفرته من كل أساليب النقد بما فيها تضعيف الأحاديث ولذلك سيأتي غمزه في علم الحديث
وهذا الكلام منه يضاد دين الإسلام، ويضاد مذاهب المسلمين كافة لا أقول السلف فحسب، بل هذا الكلام يضاد حلقة الأستاذ نفسها لأنه كما اعترف في الحلقة يحارب الغلط الذي وقع من مخالفيه
فهل من يصدر منه هذا يكون خطؤه عارضا؟
3ـ نفى في أكثر من مرة استدلال العلماء بمبدإ أن مالم يفعله رسول الله ولم يثبت عن السلف فهو بدعة ولو كان خيرا لسبقونا إليه، ومن ذلك قوله:
(يا ترى النبي ما عملهاش ولو كان خيرا لسبقنا إليه! ذا كلام العلماء؟! ولا ذا كلام أصلا مش علمي)
وقال: (التبديعيين ... اللي في وسطنا اللي كل شوية يقولك دي بدعة والسلف ما عملوهاش ولو كان خيرا لسبقك إليه النبي
سبب وجود هؤلاء هو قلة العلم عموما وقلة السعي لطلب العلم) ا. هـ
وقال: (ولا واحد من الأئمة قال: اللي النبي ما عملهاش ولم يكن عليها هدي السلف تكون بدعة)
بينما هذا الذي أنكره مشهور مستفيض لا خلاف فيه كما سيأتي بيانه
فمثل هذا الكلام هل يصدر من شخص طبيعي في غلطه؟
4ـ قال بأن علم الحديث هو سبب وجود التبديعيين؟!
وبرره بعدم الدراسة على الأصوليين الفقهاء، فما علاقة علم الحديث بالبدعة لولا سوء النظرة لهذا العلم الشريف والبعد عن السوية في التصور؟!!
وأنا أنقل له هنا كلاما للإمام إبراهيم الحربي الذي كان يشبهه الدارقطني بأحمد بن حنبل وهو معاصر لأحمد يبين فيه بعد أصحاب الحديث من البدع وأنهم أبعد الناس عن ذلك
يقول الإمام إبراهيم الحربي رحمه الله:
" لا أعلم عصابة خيرا من أصحاب الحديث، إنما يغدو أحدهم ومعه محبرة، فيقول: كيف فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - وكيف صلى، إياكم أن تجلسوا إلى أهل البدع، فإن الرجل إذا أقبل ببدعة ليس يفلح ".
فشتان بين كلام الأئمة وكلام غيرهم، واستفد أخي القارئ من فلتات ألسنة القوم لينكشف لك ما يخفونه وإلا كيف يجعل علم الحديث الذي هو نصف الدين سببا للانحراف وهل الدين إلا حديث وتفسير
5ـ ادعى أن ابن تيمية الذي هو سلفي من دماغه إلى أخمص قدميه بأنه في صفّه وضد مخالفيه السلفيين وحاجج به مرارا ومنه قوله:
(أوعى أقول لك قال ابن تيمية ... تقول بس سمعت الشيخ في الشريط)
وكرر نحو هذا واستدل به في التعريف وفي تطبيقين وصوّره ممن يقول بالبدعة الحسنة وبالمفهوم الذي ذكره
فبالله هل يقبل بهذا حتى من يقول بقوله من العقلاء؟
وسيأتي نقل كلام ابن تيمية نفسه الذي يبطل ما نسبه له الأستاذ.
فهل يصدر هذا من أمين في نقله؟
6ـ أيضا مالك بن أنس إمام دار الهجرة ذكره أكثر من مرة محتجا به على أنه معه في الموضوع في مفهوم البدعة وفي التطبيقات مع أنه لم ينقل عنه حرفا واحدا في أية جزئية
بينما مالك بن أنس لا يوافقه في شيء مما ذكر، بل يقول ببدعية الدعاء بعد كل صلاة وبدعية التعريف بعرفة وينكر مسح الوجه بعد الدعاء وأيضا قراءة القرآن على القبور والموتى كما نقل عنه شيخ الاسلام والقرافي وهو في منح الجليل شرح مختصر خليل ولم يصح عن مالك سواه
وكل هذه أمثلة مثّل بها الأستاد لما ليس ببدعة عنده، ودعا إلى فعلها ونسب لمالك أنه يوافقه في جوازها، كما دل عليه احتجاجه بمالك عموما ومرارا، بينما مالك يمنع من هذه الأفعال ويكرهها ويراها محدثة
(يُتْبَعُ)
(/)
بل يمنع مالك أيضا من أمثلة أخرى سوغها الأستاذ على قاعدته وألمح إلى أنها سائغة:
كقراءة القرآن قراءة جماعية من باب الذكر.
وكالدعاء بصورة جماعية عقب الفراغ من القراءة.
وكالاجتماع للختم في ليلة من رمضان تُخصَّص للختم.
وكتخصيص سورة كالاخلاص بالتكرار في الصلاة.
وكتخصيص القول عند ذبح الأضحية بقول اللهم منك وإليك. وتخصيص أحد قوائم الثابوت بابتداء الحمل.
بل والقول ببدعية غسل اليدين قبل الطعام لغير علة.
وكل هذه أنكرها مالك والأستاذ يسوغها بقاعدته بل يشنع على من يقول ببدعيتها.
بل مالك كان يبالغ في إنكار المحدثات وأبرز ما يبين هذا ما سيأتي من إنكاره على المؤذن تذكيره الناس بالصلاة فيما يعرف بالتثويب الغير الوارد.
وسيأتي عزو هذه الأقوال لمالك مفصلة.
فمن أين جعل الأستاذُ مالكا موافقا لمذهبه؟
سلوا الباحثين والدارسين هل يكون صادقا من يقول إن مالكا يجوّز الإحداث في العبادات ما دام أن النصوص العامة قد جاءت بها ومادام أنها لاتخالف أصول الشرع؟ وأن التخصيص دون دليل هو من البدع الحسنة وأنه ليس كل بدعة مستقبحة؟
كيف وأشهب ينقل عنه منعه من البدعة ولو كانت في خير كما هو تعبيره وسيأتي
كيف وهو القائل: من ابتدع بدعة وزعم أنها حسنة فقد زعم أن محمدا خان الرسالة
والله لا خلاف بين المتخصصين جميعا المنصفين أن مالكا بريء من مذهب كهذا.
إنه والله لخرق لأمانة العلم ومجانبة صارخة أن ينسب الأستاذ مذهبه لمالك
وأنا أطالبه إن كان واثقا من نفسه أن يذكر لنا لاحقا مستنده فيما نسبه لمالك بعيدا عن الانتقائية، مع أني أكاد أجزم أنه ولو انتقى ما انتقى فلن يظفر بما ينجيه من تهمة مجانبة الأمانة وليغلطني إن استطاع.
7ـ وصف أحد الذين ألفوا في جواز المولد في القرن السابع بأنه أحد الصالحين مروجا مقالته، بينما تكاد كتب التاريخ تتفق على كذبه وفساده وخبثه وسيأتي كلام ابن كثير فيه هو وبعض المؤرخين
فهل يفعل هذا أمين؟
8ـ استدل بحديث صلاة ركعتين بعد الوضوء من بلال فأتى بلفظ ملفق من روايتين وعزاه للبخاري! بينما شطره الأول ليس في الصحيح أبدا، فحذف شطر البخاري الأول لأنه يبطل استدلاله وأتى بشطر من رواية أخرى حتى يتم له استدلاله وأبقى على شطر رواية البخاري الثانية وعزاه كاملا للبخاري
بينما الشطر الذي حذفه يبطل استدلاله أو على الأقل يشوش عليه
وهذا تفنن في خرق أمانة العلم وسيأتي إيضاحه جليا
فهذه فقرات مجملة سيأتي إيضاحها وتفصيلها ضمن هذا الرد وهي بعض ما وقع فيه الأستاذ من انتهاكات
وسيأتي أن الأستاذ ارتكب مخالفات أخرى كثيرة وكبيرة تجلي مقدار الأمانة عنده بصورة واضحة، من حذف لبعض الكلام ومن خلط في نقل مواقف الأئمة، وانتقائية فاحشة في اختيار بعض أقوالهم دون بعض، ومن إلصاق كلام ببعض الأئمة يخالف عين كلامهم الذي لم ينقله وسيأتي كل هذا وغيره
ولقد حرصت أخي الكريم على أن يكون هذا الرد تأصيليا فجمعت لك من تطبيقات السلف صحابة وتابعين فمن بعدهم من خلال آثارهم ومن خلال تطبيقات الأئمة من كلامهم في هذا الموضوع الخطير ما يشفي صدر كل صادق
واقتصرت على الواضح منها والإيجابي الذي يحدد البدعة عندهم ويصف الفعل بالبدعة والذي هو تطبيق صريح لمعنى البدعة وهو الأصل في استعمال العلماء وهو الأكثر في التطبيق
فالعلماء ألفوا في البدع وبيانها وجمعوا ما وقفوا عليه مما يسمى بدعة،
ألف ابن وضاح في القرن الثالث وألف الطرطوشي وأبوشامة والشاطبي والسيوطي فلم يكن أصل كلامهم التمثيل لما ليس بدعة كما فعل الأستاذ هداه الله فمثل هذا لا يوضح المراد
فذكرت لك جملة من التطبيقات الواضحة
وأشرع الآن مع الأستاذ مصطفى في هذه الجولة مع ما ذكره عن البدعة
أولا الطرح المشتت والغير هادف:
ـ الأستاذ هداه الله لم يوضح طول حلقته حتى قوله الذي يقول به.
لم يوضح ما هي البدعة عنده، وذلك عندما ساق تعاريف مجملة دون بيان واضح لمعانيها ودون أن يمثل لها بأمثلة ولو بمثال واحد وفق مذهبه وهل تتضح مسألة كهذه دون تمثيل؟
فهو لم يقل العمل الفلاني بدعة أو المثال الفلاني نموذج للبدعة التي أُعرّفها وإنما اكتفى بالتمثيل لما ليس ببدعة فقط.
(يُتْبَعُ)
(/)
وما قام به الأستاذ من طرح يوحي بأنه مهتم فقط بإخراج المشاهد من الحلقة مشوشا، شاكا في هذا الباب من أصله وهذا أقرب إلى الأسلوب الهدمي أو التشويشي، وذلك عندما حرص في طرحه على نقل تعريفات مجملة دون ربطها بالأمثلة ولا بتطبيقات العلماء لها، لا الأمثلة المتفق عليها أو الصحيحة التي تنسجم مع التعريفات كما هو المنهج السوي ولا الأمثلة حتى المختلف فيها!!
و لاخلاف أنه بالمثال يتضح المقال، فأين التوضيح؟
وخاصة في موضوع دقيق وعلمي كهذا ولدقته فانظر ما جاء في فتاوى الأزهر عن مفهوم البدعة:
" إن تحديد المفاهيم عنصر هام من عناصر البحث فى أي موضوع، وبدونه تختلف الأحكام وتتضارب الأقوال، ويحدث التفرق.
وتحديد مفهوم البدعة التى هى ضلالة فى النار فيه صعوبة.
.... فإن موضوع البدعة دقيق، وفيه كلام طويل " ا. هـ
وضرب الأمثلة من أهم ما يبين المفاهيم، والأستاذ من أحوج الدعاة لذلك بسبب مستوى المشاهدين لحلقته التي هي مخصصة في الأصل لعامة الشباب ولا تختص بالمثقفين منهم
فأين الأمثلة على البدعة المذمومة عندك يا أستاذ؟ أين الصور المعنية في التعريفات التي نقلتها؟
لماذا لم تذكر مثالا واحدا طول حلقتك يصح وصفه بأنه بدعة مما تنطبق عليه النصوص الشرعية في وصف البدعة ولو بالمعنى الذي تنادي به؟
لماذا؟
وإنما اكتفى الأستاذ بعرض بعض الأمثلة لما ليس ببدعة عنده وبطرف من الأقوال التي لا تمثل التطبيق المذكور، فهي تنفي البدعية ولا تفيد في تصوير البدعة المعنية، وتتعلق بموقف بعضهم في جزئيات حصل في بعضها خلاف، وتُمثّل عند قائليها الجانب الخارج عن التعريف لا المعنِيّ والمراد بالتعريف، وهو من باب ما لا ينقض الوضوء، كما يُشبّه شيخُ الاسلام أمثالَ هذا الأسلوب، فمن أراد بيان نواقض الوضوء لا يقول في بيانها مثلا: شرب اللبن لا ينقضه وشرب العصير كذلك والسعال لا ينقضه والعطاس لا ينقضه والقفز لا ينقضه ... إلى ما لا يحصى من الأمور التي هي من قبيل السلب وإنما الإيضاح يكون بذكر الإيجاب، النوم ناقض والبول ناقض ...
هكذا تُشرح المسائل، فحضرة الاستاد شغل المشاهدين بما ليس بدعة في نظره هو، بناء على ضوء اطلاعه الانتقائي.
أما ما كان بدعة فلم يهتم به ولو من النافذة التي تناسب مذهبه بحيث أشغل وقت البرنامج وهو ساعة كاملة تقريبا بما يظن أنه ليس بدعة
فمما لا يليق بالأستاذ الخوض في الموضوع دون هدف نزيه يجلب للمستمع الطمأنينة بضبط المسألة وإحكامها
فهو هداه الله لا ضبط التعريف، ولا مثّل ولا بيّن نوع الأمثلة التي يسوغ فيها الخلاف والتي لا يسوغ والذي من شأنه أن يزيل اللبس والإشكال على المشاهد
ثم أضاف لهذا أنه بما خلص إليه من الحلقتين جعل المشاهد الكريم في حيرة عندما أوهمه أن هذا خلاف بين العلماء معروف حتى أنه صوّر من يقول الشيء الفلاني بدعة فهو من الفريق التبديعي ومن كان يقول ليس ببدعة فهو من الفريق الذي يتوسع في تجويز البدع ثم ترك المشاهد عند هذه النقطة
لم يبين حقيقة الخلاف ولا الصورة الواضحة لهذا الخلاف فضلا عن بيان وضبط مسائل الاجتهاد السائغة من غيرها
ولا يدري أن هؤلاء الذين يشاهدونه عندما يسمعون من الفريق الآخر احتجاجهم بنفس العلماء الذين احتج بهم الأستاذ سيتوهون إن كان كلام الأستاذ علق بأذهانهم.
فهو هداه الله لم يبال في طريقته ما الذي سيؤول إليه تفكيرهم؟ و أيضا عندما يسمعون من العالم الواحد عن أمر يقول عنه بدعة ثم يقول عن أمر آخر ليس ببدعة كيف سيكيفون قوله؟
طبعا الأستاذ بسياسته في الحلقتين تركهم في موطن ليس لهم معه إلا التيه وهذا من أبرز المآخذ على أستاذنا أصلحه الله
طبعا أنا أُرْجِع هذا الطرح المشتت من الأستاذ إلى عدة أسباب منها أن تجنب هذا التشتيت لا يخدم هدف الأستاذ من الحلقتين بل يصب في مصلحة القول الآخر الذي انبرى الأستاذ لنقده وتتفيهه
وحتى يكون طرحي مفيدا وصادقا وعلميا أكثر من كونه ناقدا أوضح الجانب العلمي للطرح الواضح بما يدل على ما وراء ذلك التشتيت من إخفاء لحقيقة المسألة وذلك بما يلي:
عند النظر في المسائل التي حكم عليها علماؤنا بموجب هذا الباب من بدعية أو عدمها نلحظ أنها تكاد تنحصر في الآتي:
1ـ أفعال اتفق السلف والخلف من العلماء على بدعيتها:
(يُتْبَعُ)
(/)
كالأذان يوم العيد فمع فعل بعض الأمراء له في عهد بني أمية لكن العلماء من السلف فمن بعدهم نصوا على بدعيته حتى نقل الإمام مالك عدم الخلاف في ذلك وسيأتي.
وكالمداومة على الجماعة في صلاة النفل المطلق وسيأتي النقل في ذلك.
وكذكر الله تسبيحا وتكبيرا ونحوه بأصوات ملحنة مطربة فإذا أضيف إليه معازف فهو أوضح.
وكقراءة سورة الأنعام في آخر صلاة التراويح.
وغيرها كثير وكلها ستأتي منقولة عن العلماء من مصادرهم.
2ـ أفعال اتفق السلف وجل الخلف على بدعيتها:
كالجهر بالذكر أثناء تشييع الجنازة، وكذكر الله تسبيحا وتكبيرا ونحوه بأصوات ملحنة مطربة فإذا أضيف إليه معازف فهو المعروف بالتغبير الذي أغلظ فيه السلف النكير.
وكدعاء الرجل قائما بعد الصلوات، وكرفع اليدين من الخطيب على المنبر في الجمعة في غير استسقاء وكمسح الوجه من دعاء القنوت أثناء الصلاة. وغيرها كثير وسيأتي عند الكلام على تطبيقات العلماء توثيق هذه الأقوال
3ـ أفعال حصل فيها شبه اتفاق والخلاف فيها لايكاد يذكر قليل وشاذ.
كالدعاء الجماعي دبر كل صلاة وكرفع المؤذن صوته بالصلاة والسلام على النبي عقب أذانه، وكالرجوع القهقري تعظيما لبيت الله الحرام وكالمصافحة بعد كل صلاة وكالتلفظ بالنية للصلوات وغيرها.
وهذا حال أكثر الأفعال المبتدعة
والفرق بين هذه الفقرة والتي قبلها أن التي قبلها ظهر إنكارها عند السلف لحدوثها أيضا في وقتهم خلافا للفقرة الثالثة التي يبدو أن ما ذكر فيها قد حدث بعدهم
4ـ أفعال اختلف فيها السلف والعلماء لاختلافهم في صحة الحديث أو الأثر أو ضعفه.
كمسح الوجه بعد الدعاء، وكقراءة القرآن على القبر ومنها الفاتحة، وكصلاة الضحى
من صحح ما ورد رأى أنه سنة ومن ضعف رأى أنه بدعة
5ـ أفعال اختلف فيها السلف نتيجة بلوغ النص لطرف وغيابه عن الآخر.
كصلاة الجنازة في المسجد، وكسجود الشكر، والسجود على الحجر الأسود
من بلغه الحديث قال بمشروعية الفعل ومن غاب عنه قال ببدعية الفعل وستأتي في التطبيقات موثقة
6ـ أفعال اختلف السلف فيها تبعا لاختلافهم في ثبوت ذلك عن النبي من عدمه ولكن من جهة فهم النص
كالجهر بالبسملة في الصلاة الجهرية
فمن فهم من حديث أنس أن النبي وأبابكر وعمر لم يكونوا يجهرون بها رأى أن الجهر بدعة ومن رأى أن الحديث لا يدل على نفي الجهر لم يبدع الجهر
7ـ أفعال اختلف فيها السلف نتيجة حدوث سبب لم يكن في زمن النبي مما أدى إلى عدم وجود سنة خاصة معمول بها في تلك الصورة
كانتشار البنيان والتوسع فيه بصورة تؤثر على إعلام الناس بصلاة الجمعة التي لم يكن لأول وقتها ـ وهو الذي تقام فيه الخطبة ـ علامة كونية ظاهرة كالزوال، فليس أول وقت النداء يوم الجمعة هو أول وقت النداء للظهر فقد ثبت عن بعض الصحابة صلاتها وقت الضحى وهو مذهب الإمام أحمد، فلم تكن هناك سنة خاصة معمول بها في مثل هذا الظرف حتى يرجع إليها.
فهذا السبب الحادث بعد النبي وهو انتشار البنيان هو الذي سبب في اختلافهم في إقامة أذان آخر كما فعل عثمان لقناعته بحاجة الناس إليه بعد حدوث ذلك التوسع في البنيان إذ إقامة الخطبة مباشرة بعد الأذان الغير محدد للناس بعلامة كونية ثابتة مع انتشار المساكن وبُعدها يجعل فوات الخطبة وربما الصلاة على الكثير أمرا حتميا
واعتبر بعض الصحابة هذا العمل بدعة حتى مع هذه المعطيات
كما سيأتي النقل عنهم
فانظر إلى حرص بعض الصحابة ولزومهم ما كان عليه عمله ص حتى في مثل هذه الحال
فهذه سبعة أنواع لمواقف السلف والعلماء من الأفعال التي توارد كلامهم فيها عن بدعيتها من عدمها بما يجلي مذهبهم وضابطهم في البدعة.
فقد تبين أن الفيصل عندهم والقاطع للنزاع ومربط الحكم عندهم والذي لم يختلفوا فيه هو التركيز على معرفة ورود الفعل عن النبي أو عن صحابته من عدم وروده
ولذلك نجدهم يحكمون بمشروعية ما ورد ولا يختلفون في هذا عند علمهم بثبوته
كما نجدهم يحكمون ببدعية ما لم يرد ولا يختلفون في هذا عند علمهم بعدم ثبوته
وعادة يرفقون أحكامهم بعبارات تدل على هذا كما سيأتي باستفاضة
وإليك الآن أمثلة على ما ذكرته من تشخيص أكتفي بها هنا والبقية ستأتي ضمن الأمثلة التطبيقية التي جاءت عن السلف والعلماء في هذا الباب
ففي رواية صحيحة ثابتة عند البيهقي
(يُتْبَعُ)
(/)
أن عائشة وبعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي عنهن أمرن بجنازة سعد بن مالك رضي الله عنه أن يمر بها عليهن فمر به في المسجد فجعل يوقف على الحجر فيصلين عليه
ثم بلغ عائشة رضي الله عنها أن بعض الناس عاب ذلك وقال هذه بدعة ما كانت الجنازة تدخل المسجد!
فقالت ما أسرع الناس إلى أن يعيبوا مالاعلم لهم به عابوا علينا أن دعونا بجنازة سعد تدخل المسجد وما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على سهيل ابن بيضاء الا في جوف المسجد
والحديث في صحيح مسلم بنفس المعنى وبنفس الدلالة ويحمل نفس الحجة التي أريدها غير أن هذا اللفظ أوضح ولا تستغرب إذا قلت لك إنه أصح
فعائشة بينت أنهم لعدم علمهم بهذا الدليل صاروا إلى الإنكار والتبديع
وأما المثال الثاني فعن قنوت الصبح
فقد روى الطبري عن أبي مجلز، قال: قلت لابن عمر: الكبر (1) يمنعك من القنوت (2)؟ قال: «لا أحفظه عن أحد من أصحابي»
ومن طريق آخر عن أبي مجلز، قال: قلت لابن عمر وابن عباس: الكبر (1) يمنعكما من القنوت (2)؟ قالا: «لم نأخذه عن أصحابنا»
والأثر ثابت صحيح
بينما ذهب من قال بالقنوت إلى تصحيح روايات وردت في المسألة.
وأيضا المثال الثالث كما في المغني لابن قدامة:
" وَإِذَا فَرَغَ مِنْ الْقُنُوتِ فَهَلْ يَمْسَحُ وَجْهَهُ بِيَدِهِ؟ فِيهِ رِوَايَتَانِ [يعني في المذهب]: إحْدَاهُمَا، لَا يُفْعَلُ؛ لِأَنَّهُ رُوِيَ عَنْ أَحْمَدَ أَنَّهُ قَالَ: لَمْ أَسْمَعْ فِيهِ بِشَيْءٍ.
وَلِأَنَّهُ دُعَاءٌ فِي الصَّلَاةِ، فَلَمْ يُسْتَحَبَّ مَسْحُ وَجْهِهِ فِيهِ، كَسَائِرِ دُعَائِهَا
الثَّانِيَةُ: يُسْتَحَبُّ؛ لِلْخَبَرِ الَّذِي رَوَيْنَاهُ.
وَرَوَى السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ، {أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إذَا دَعَا رَفَعَ يَدَيْهِ، وَمَسَحَ وَجْهَهُ بِيَدَيْهِ}.
وَلِأَنَّهُ دُعَاءٌ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِيهِ، فَيَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ، كَمَا لَوْ كَانَ خَارِجًا عَنْ الصَّلَاةِ، وَفَارَقَ سَائِرَ الدُّعَاءِ، فَإِنَّهُ لَا يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِيهِ ا. هـ
وتأمل قوله:
" لَا يُفْعَلُ؛ لِأَنَّهُ رُوِيَ عَنْ أَحْمَدَ أَنَّهُ قَالَ: لَمْ أَسْمَعْ فِيهِ بِشَيْءٍ "
وقوله: " الثَّانِيَةُ: يُسْتَحَبُّ؛ لِلْخَبَرِ الَّذِي رَوَيْنَاهُ "
فالمنع لعدم وجود دليل، والإستحباب عند وجود الدليل
وقال الحافظ في الفتح
" وَوَقَعَ فِي حَدِيث اِبْن مَسْعُود الْمُشَار إِلَيْهِ زِيَادَة أُخْرَى وَهِيَ " وَارْحَمْ مُحَمَّدًا وَآلَ مُحَمَّد كَمَا صَلَّيْت وَبَارَكْتَ وَتَرَحَّمْت عَلَى إِبْرَاهِيم " الْحَدِيث ...
وَبَالَغَ اِبْن الْعَرَبِيّ فِي إِنْكَار ذَلِكَ فَقَالَ: حَذَارِ مِمَّا ذَكَرَهُ اِبْن أَبِي زَيْد مِنْ زِيَادَة " وَتَرَحَّمْ " فَإِنَّهُ قَرِيب مِنْ الْبِدْعَة لِأَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَّمَهُمْ كَيْفِيَّة الصَّلَاة عَلَيْهِ بِالْوَحْيِ فَفِي الزِّيَادَة عَلَى ذَلِكَ اِسْتِدْرَاك عَلَيْهِ اِنْتَهَى ... فَإِنْ كَانَ إِنْكَاره لِكَوْنِهِ لَمْ يَصِحّ فَمُسَلَّمٌ، وَإِلَّا فَدَعْوَى مَنْ اِدَّعَى أَنَّهُ لَا يُقَال اِرْحَمْ مُحَمَّدًا مَرْدُودَة لِثُبُوتِ ذَلِكَ فِي عِدَّة أَحَادِيث ... " ا. هـ
فتأمل قوله
" فَإِنْ كَانَ إِنْكَاره لِكَوْنِهِ لَمْ يَصِحّ فَمُسَلَّمٌ " ثم قال: " وَإِلَّا فَدَعْوَى مَنْ اِدَّعَى أَنَّهُ لَا يُقَال اِرْحَمْ مُحَمَّدًا مَرْدُودَة لِثُبُوتِ ذَلِكَ فِي عِدَّة أَحَادِيث ... " ا. هـ
فالإنكار لأنه لم يصح مسلّم، وهو مردود لثبوته في أحاديث
وهكذا كل مسألة اختلف فيها السلف لا تجدها تخرج عما ذكرت أو تعود إليه
وهذه كتب أهل العلم فانظروا فيها وقارنوا
ومن هذا نعلم أنهم لا يختلفون في القاعدة التي ينطلقون منها في أحكامهم بالبدعة
وبعد هذا كونهم يختلفون في المسألة الفلانية تبعا لخلافهم هل ثبت الحديث أم لا أو تبعا لبلوغه لأحدهم وغيابه عن الآخر أو ... أو ... كما هو مذكور في النقاط السابقة فهذا لا يعني أنهم مختلفون في مفهوم البدعة كما يقرر الأستاذ سامحه الله
بل مفهوم البدعة وضابطها محل اتفاق من السلف ومن سار على خطاهم لم يختلفوا في ذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا الذي دلت عليه تطبيقات السلف في عشرات المسائل وقد تتبعتها بفضل الله، وسيأتي ذكر جملة منها ليست بالقليلة، وسبحان الله لم يمر بي مثال واحد يناقض المفهوم الذي أشرت إليه وسيأتي تفصيله، بينما جل التطبيقات ويكاد كلها تتنافى مع مفهوم الأستاذ وتدل على بطلانه وبعده عن مذهب السلف وأهل العلم
والمعلوم الذي لا خلاف فيه أنه كلما كان الأصل سليما كانت التطبيقات تابعة له وشاهدة بسلامته وكلما كان الأصل باطلا كانت التطبيقات الصحيحة كاشفة لبطلانه منافرة له
ومن شدة ظهور المعنى المذكور من خلال تطبيقات السلف وحدها والعلماء من بعدهم كدت أن أكتفي بسردها فقط دون تعليق لتتجلى الحقيقة للقارئ.
ولكن لاختلاف مستويات الناس وحاجة بعضهم بل كثير منهم لمثل هذا التبسيط ضممت لها هذه التوضيحات وما سيأتي من تعريفات ونحوها.
وإني أجد نفسي موقنة مطمئنة والله للمفهوم الذي أشرت إليه هنا وسأوضحه بالتعريفات والضوابط التي سأذكرها، مصحوبة بالأمثلة الجلية والتي استقيتها من كتب الأئمة، معتمدا على عبارات السلف أنفسهم في توضيحها كمالك وأحمد وغيرهما، وعبارات الأئمة المعروفين بالتحقيق والتخصص في هذا الباب، من أمثال الطرطوشي وأبي شامة وابن تيمية والشاطبي (رائد علم المقاصد) وابن الحاج صاحب المدخل وابن رجب وابن كثير وغيرهم
فلا خلاف بين السلف جميعا في مفهوم البدعة وإن اختلفوا في بعض الأمثلة.
وعلى كل ألخص لإخواني الكرام شيئا مما يضبط التعامل مع المخالف في هذا الباب وأيضا شيئا مما يتعلق بتمييز وتوضيح ما يسوغ فيه الخلاف مما لا يسوغ في هذه المسألة.
ـ فأولا لابد من التسليم بأن مذهب السلف في البدعة واحد وأصلهم وضابطهم واحد.
ـ أن المعنى المتفق عليه بين السلف دون خلاف وبإجماع منهم يتمثل في التالي:
أـ أن كل محدثة في الدين (البدعة الشرعية وليست اللغوية) بدعة ضلالة ولا شيء منها حسن ولا ممدوح.
ب ـ أن تخصيص العبادات بأحد المخصَّصات التالية دون دليل من سنة أو أثر تكون به العبادة بدعة مردودة
من (زمن أو كيفية أو مكان أو عدد أو حال يعني سبب أو جنس)
ج ـ أن البدعة مراتب يختلف الموقف من صاحبها بحسب رتبتها، وتمييزُ مراتبها إنما هو للمتخصصين من أهل العلم
وسيأتي توضيح هذا مفصلا بأدلته وأمثلته
طبعا من قال بهذا الأصل الذي اتفق عليه السلف فلا ينكَر عليه وإن خالف في تطبيق بعض الجزئيات.
كمن يرى بمسح الوجه بعد الدعاء يظن صحة الحديث، أو من باب تحسين الظن بالحسن البصري وأنه يغلب على الظن أنه أخذه عن الصحابة
فهذا الفعل وأمثاله لو صدر من أحد فإنه يبين له دون إنكار إلا إذا صاحب جوابه ما يوجب الإنكار فذلك بحسبه
ويعامل هذه المعاملة من الاكتفاء ببيان ما يخالف فيه من جزئيات ولو تعددت منه دون الإنكار إلا عند قيام موجبه من أمور أخرى.
فإن كثرت الجزئيات التي يخالف بها قاعدة السلف بحيث تشير هذه الكثرة في مخالفة الجزئيات إلى مخالفة حقيقية للقاعدة أو استناد إلى هوى سبّب في عدم التقيد بالقاعدة فإنه يكون عندئذ في حكم من خالف القاعدة فيتعين الإنكار
يقول الإمام الشاطبي رحمه الله:
" ويجري مجرى القاعدة الكلية كثرة الجزئيات فإن المبتدع إذا أكثر من إنشاء الفروع المخترعة عاد ذلك على كثير من الشريعة بالمعارضة كما تصير القاعدة الكلية معارضة أيضا وأما الجزئي فبخلاف ذلك بل بعد وقوع ذلك من المبتدع له كالزلة والفلتة وإن كانت زلة العالم مما يهدم الدين حيث قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ثلاث يهدمن الدين: زلة العالم وجدال منافق بالقرآن وأئمة مضلون ولكن إذا قرب موقع الزلة لم يحصل بسببها تفرق في الغالب ولا هدم للدين بخلاف الكليات
فأنت ترى موقع اتباع المتشابهات كيف هو في الدين إذا كان اتباعا مخلا بالواضحات وهي أم الكتاب وكذلك عدم تفهم القرآن موقع في الإخلال بكلياته وجزئياته " ا. هـ
فأهل العلم يفرقون بين مَن يوافق على القاعدة التي قررها السلف في مفهوم البدعة الشرعية، ثم يخطئ في بعض الجزئيات
كأن يقول بجواز القراءة أحيانا على القبر أو يقول بالسبحة أو التعريف يوم عرفة أو بمسح الوجه بعد الدعاء مع اعتقاده بأن كل بدعة في الدين ضلالة لكنه أخطأ في جزئية من هذه الجزئيات أو أكثر
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذا لا يجوز الانكار عليه مادام موافقا للسلف في أصلهم وقاعدتهم ومادام لا ينطلق في هذه الجزئيات وتجويزها من منطلق بدعي وما دام أن تلك الجزئيات لم تكثر منه بصورة تستلزم إعراضه عن تلك القاعدة التي دلت عليها تطبيقات السلف المتواترة، وهذا منهج أهل العلم من السلف ومن جاء بعدهم من المحققين الذين ساروا على منوالهم.
هذه هي القاعدة الأصل في التعامل مع من يخالف في هذا الباب وهي التي يرجع إليها عند الاشتباه في معاملة المخالف
وهناك صور أخرى في التعامل مع المخالف تلحق بهذه القاعدة وتعتبر كالاستثناء
ومن ذلك ما وجدناه من منهج الأئمة بأن الانكار قد يسوغ حتى في حق من خالف في جزئية واحدة إن كان وجه الاحداث ظاهرا في تلك الجزئية أو كان فعله لها قائما على منهجية تدل على خلل في أصل اتباع السلف وإليك المثال التالي الذي يشهد للتفصيل في حال من يفعل البدعة بنحو ما ذكرت وهو من إمام رفيع وبتوضيح إمام محقق:
يقول الإمام ابن رجب في مسألة الجهر بالبسملة في الصلاة:
" وأما الآثار الموقوفة فِي المسألة فكثيرة جداً.
وإلى ذَلِكَ [عدم الجهر] ذهب أكثر أهل العلم من أصْحَاب النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -، منهم: أبو بَكْر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم، ومن بعدهم من التابعين، وبه يَقُول سُفْيَان الثوري وابن المبارك وأحمد وإسحاق ...
وحكاه ابن شاهين عَن عامة أهل السنة، قَالَ: وهم السواد الأعظم.
وروى شعبة، عَن حصين، عَن أَبِي وائل، قَالَ: كانوا لا يجهرون بـ ((بسم الله الرحمن الرحيم)).
وروى الأثرم بإسناده، عَن عُرْوَةَ بْن الزُّبَيْر، قَالَ: أدركت الأئمة وما يستفتحون القراءة إلاّ بـ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} وعن الأعرج - مثله.
وعن النخعي، قَالَ: مَا أدركت أحداً يجهر بـ ((بسم الله الرحمن الرحيم)) وعنه، قَالَ: الجهر بِهَا بدعة.
وعن عَكْرِمَة، قَالَ: أنا أعرابي إن جهرت بـ ((بسم الله الرحمن الرحيم)).
وروى وكيع فِي ((كتابه)) عَن همام، عَن قتادة، قَالَ: الجهر بـ ((بسم الله الرحمن الرحيم)) أعرابية.
وعن سُفْيَان، عَن عَبْد الملك بْن أَبِي بشير، عَن عَكْرِمَة، عَن ابن عَبَّاس، قَالَ: الجهر بـ ((بسم الله الرحمن الرحيم)) قراءة الأعراب ...
وأكثر هؤلاء يكرهون الجهر، كما أنكره عَبْد الله بْن مغفل، وكما أنكره من قَالَ: ذَلِكَ قراءة الأعراب، ومن قَالَ: هُوَ بدعة، ونص أحمد عَلَى كراهته. "
فذكر ابن رجب بعض من خالف في المسألة من السلف ثم قال:
" وكان سُفْيَان الثوري وغيره من أئمة الأمصار يعدّون الإسرار بالبسملة من جملة مسائل أصول الدين الَّتِيْ يتميز بِهَا أهل السنة عَن غيرهم، كالمسح عَلَى الخفين ونحوه، حَتَّى قَالَ سُفْيَان لشعيب بْن حرب: لا ينفعك مَا كتبت حَتَّى ترى أن إخفاء: ((بسم الله الرحمن الرحيم)) أفضل من الجهر بِهَا.
وَقَالَ وكيع: لا يصلَّى خلف من يجهر بِهَا.
وَقَالَ أحمد فِي الصلاة خلف من يجهر بِهَا: إن كَانَ يتأول فلا بأس بِهِ، وإن كَانَ غير ذَلِكَ فلا يصلى خلفه.
يشير إلى أَنَّهُ يصلي خلف من جهر بِهَا من أهل العلم والحديث، دون من يجهر بِهَا من أهل الأهواء، فإنهم المعروفون بالجهر بِهَا ... "
إلى أن قال:
" وَهُوَ أَنَّهُ إنما يسوغ الخلاف فِي هذه المسألة من مثل هؤلاء العلماءالمجتهدين، دون أهل الأهواء الذين كَانَتْ هذه المسألة مشهورة عنهم ...
ونقل صالح بْن أحمد، عَن أَبِيه، قَالَ: نحن لا نرى الجهر ولا نقنت؛ فإن جهر رَجُل - وليس بصاحب بدعة، يتبع مَا روي عَن ابن عَبَّاس وابن عُمَر - فلا بأس بالصلاة خلفه والقنوت هكذا " ا. هـ
فانظر إلى الإمام أحمد كيف فصّل في حال من يخالف ما كان عليه النبي وكبار أصحابه في هذه الجزئية وجعل هذه المسألة وهي جزئية فيصلا يترك لأجلها الصلاة خلف من يخالف السنة فيها وإنما يستثني من تأول ويريد بذلك من خالف في هذه المسألة مع إعماله لمنهج السلف في الاستدلال وقاعدتهم، خلافا لمن خالف فيها بسبب منهج بدعي يسير عليه
ولهذا المسلك أشباه ونظائر من المسائل يقف منها أهل العلم نفس الموقف.
فمن خالف ولو في جزئيات قليلة من هذا القبيل فلا أقل من باب أولى أن يعامل بمثل ما ذكر أحمد من التفصيل
(يُتْبَعُ)
(/)
ويشهد للإنكار على من خالف ولو في جزئيات ما ذكره ابن مفلح في الفروع عندما قال ناقلا:
" وقال الفضل بن مهران: سألت يحيى بن معين وأحمد بن حنبل قلت: إن عندنا قوماً يجتمعون، فيدعون، ويقرأون القرآن، ويذكرون الله تعالى، فما ترى فيهم؟
قال: فأما يحيى بن معين فقال: يقرأ في مصحف، ويدعو بعد الصلاة ويذكر الله في نفسه، قلت: فأخ لي يفعل ذلك؟ [يعني بهيئة جماعية]. قال ابن معين: انهه، قلت: لا يقبل، قال: عظه. قلت: لا يقبل. أهجره؟ قال ابن معين: نعم.
ثم أتيت أحمد فحكيت له نحو هذا الكلام فقال لي أحمد أيضاً: يقرأ في المصحف ويذكر الله في نفسه ويطلب حديث رسول الله.
قلت: فأنهاه؟ قال: نعم. قلت: فإن لم يقبل؟ قال: بلى إن شاء الله، فإن هذا محدث، الاجتماع والذي تصف قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ أَهْجُرُهُ؟ فَتَبَسَّمَ وَسَكَتَ ا. هـ
فها هو الإمام ابن معين يفتي بهجر من يذكرون الله بصورة جماعية محدثة وكذا أحمد لم يعترض على الهجر وأفتى بالإنكار على من يفعل هذا وهذا إنكار على من خالف في جزئية.
وبه نعلم أن الجزئية التي يتضح فيها جانب الاحداث والابتداع يتعين فيها الانكار فمن باب أولى من خالف في جزئيات تدل على لا مبالاة من البدع والمحدثات.
وربما المسألة الواحدة يتنوع فيها حال المخالف بها بناء على اعتبارات عدة
قال شيخ الإسلام في الفتاوى (1/ 281):
" وتعريف ابن عباس بالبصرة وعمرو بن حريث بالكوفة، فإن هذا لما لم يكن مما يفعله سائر الصحابة، ولم يكن النبى شرعه لأمته لم يمكن أن يقال هذا سنة مستحبة، بل غايته أن يقال هذا مما ساغ فيه اجتهاد الصحابة، أو مما لا ينكر على فاعله لأنه مما يسوغ فيه الإجتهاد، لا لأنه سنة مستحبة سنها النبى لأمته.
أو يقال فى التعريف إنه لا بأس به أحيانا لعارض إذا لم يجعل سنة راتبة وهكذا يقول أئمة العلم فى هذا وأمثاله، تارة يكرهونه وتارة يسوغون فيه الإجتهاد وتارة يرخصون فيه إذا لم يتخذ سنة، ولا يقول عالم بالسنة إن هذه سنة مشروعة للمسلمين، فإن ذلك إنما يقال فيما شرعه رسول الله، إذ ليس لغيره أن يسن ولا أن يشرع.
وما سنه خلفاؤه الراشدون فإنما سنوه بأمره فهو من سنته، ولا يكون فى الدين واجبا إلا ما أوجبه ولا حراما إلا ما حرمه ولا مستحبا إلا ما استحبه ولا مكروها إلاما كرهه ولا مباحا إلا ما أباحه ".ا. هـ
لكن من أنكر (بمعنى عنف) على أحد ممن يوافق السلف في أصل وقاعدة البدعة ويخالفهم في بعض الجزئيات تأولا ولأسباب لا تدل على تسويغ لجنس المحدثات، من أنكر عليه تعنيفا لوقوعه في بعض البدع التي لا تزيد عن كونها جزئيات فهذا المنكِر هو الذي ينبغي أن ينكَر عليه.
إذ بعض من يمسح وجهه بعد الدعاء يظن أن الحديث فيه صحيح وكذا من يسبح بالمسبحة يظن صحة ماورد، أو يظن أن طريقة العد ليست من جنس العبادة فلا بأس أن تكون بأي صورة، وجملة من البدع وإن كانت قليلة قد تُفعل من قبل بعض من يعظم السلف لعدم ظهور جانب الاحداث فيها، فمن ينكر على أمثال هؤلاء فهو مخطئ وهو الذي ينكر عليه ولكن وإن أنكرنا عليه لا نعتقد أنه بإنكاره الخاطئ صار بدعيا ولكن يلحقه من الذم بحسب خطئه
أما من كان مخالفا للسلف في أصلهم وقاعدتهم، ويزعم أن البدعة شرعا فيها ما هو حسن كما يقول الأستاذ، وأن البدعة الإضافية ليست من قبيل المذموم، وبالتالي لزاما يخالف في جل الجزئيات فهذا يتعين الإنكار عليه بعد البيان والنصح، فإن أصر فيوصف بالبدعة
وهذا الذي يدل عليه أثر أحمد السابق، بل آثار السلف في هذا متواترة منها ما سبق وسيأتي الكثير
ولو اتفق الناس على لزوم قاعدة السلف ومذهبهم في البدعة لزال كثير من الخلاف ولن يبقى خلاف كبير في التطبيق.
وما يحصل من التردد في بعض الصور الدقيقة فالواجب فيه الاحتياط وعدم القول بالمشروعية
قال الإمام الكاساني في بدائع الصنائع:
" وَالْفِعْلُ إذَا تَرَدَّدَ بَيْنَ السُّنَّةِ وَالْبِدْعَةِ تُغَلَّبُ جِهَةُ الْبِدْعَةِ لِأَنَّ الِامْتِنَاعَ عَنْ الْبِدْعَةِ فَرْضٌ وَلَا فَرْضِيَّةَ فِي تَحْصِيلِ السُّنَّةِ "
قالها عند الخلاف في البسملة.
فانظر إلى حرص العلماء ليظهر لك خطر الانفلات في البدع
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا علمت ما ذكرته لك هنا من تلخيص لموقف السلف وتوضيح لما يظهر في بعض أحكامهم من خلاف، تبين لك أنه لم يكن عن خلاف في مفهوم البدعة، وستتجلى الصورة واضحة لكل من يقارن تطبيقاتهم وسيأتي منها قدر غير قليل
وإذا علمت كل هذا تبين لك ما حمله طرح الأستاذ من تشتيت وتشويش.
وتبين لك أن إعراض الأستاذ عن ذِكْرِ ولو مثال واحد للبدعة المنهي عنها لم يكن مصادفة ولا سهوا.
كيف وهو قد قام بحذف أمثلة العلماء من التعريفات التي نقلها وجردها جميعها من الأمثلة التي ذُكرت مع النعريفات لتوضحها
بل حذف حتى الأمثلة التي تخص البدعة اللغوية في مواطن حتى لا يشعر المشاهد بأن التعريف عام لا يخص البدعة الشرعية!!
ومن أوضحها ما قام به في تعريف ابن حزم.
وسأنقل كلام ابن حزم كاملا ثم أبين المحذوف منه ليتبين لك ما ذكرته لك
قال الإمام ابن حزم عن معنى البدعة:
"وهو في الدين كل ما لم يأت في القرآن، ولا عن رسول الله (ص) إلا أن منها ما يؤجر عليه صاحبه، ويعذر بما قصد إليه من الخير، ومنها ما يؤجر عليه صاحبه ويكون حسنا، وهو ما كان أصله الاباحة كما روي عن عمر رضي الله عنه، نعمت البدعة هذه وهو ما كان فعل خير جاء النص بعموم استحبابه وإن لم يقرر عمله في النص " ا. هـ
فحذف الأستاذ قوله: " كما روي عن عمر رضي الله عنه، نعمت البدعة هذه "
لماذا؟
فهي جملة قصيرة، وتوسطت الكلام، وذكرها صاحب التعريف يبين بها مراده، فلماذا الحرص على الحذف؟
مع أن الأستاذ كان يقرأ التعريف ويشرحه على مراده فلماذا استكثر قراءة هذه الكليمات؟
واحتاج إلى أن يقول: " ثم قال " ليتفادى ركاكة القطع؟
لماذا هذا العناء؟
ولماذا صادف هذا إعراض الأستاذ في حلقتيه عن ذكر الأمثلة لما هو بدعة عند العلماء ولو الموافِقة له؟ لماذا؟
وهذا العمل منه يؤكد أن الأستاذ كان يفضّل أن يكسو التعريفات كسوة الإجمال وترك التوضيح، حتى لا ينتبه المشاهد لأنه تعريف شامل للبدعة اللغوية، لأنه يعكر على الأستاذ بغيته في إقناع الناس أن هؤلاء العلماء يريدون بتعريفاتهم البدع شرعا فقط.
وقد فعل مع تعريف أبي شامة ما هو أشد من هذا، حيث حذف الأمثلة بنوعيها ومنها ما ينقض مذهب الأستاذ وسيأتي مفصلا وكذا فعل في تعريف ابن رجب حيث أعرض عنها.
فالأستاذ لو نقل الأمثلة لتبين للمشاهد أن التعريف لا يختص بالبدعة الشرعية وإنما هو تعريف عام شامل للبدعة اللغوية
وهذه والله وحدها تكشف حقيقة الأستاذ من حيث الأمانة العلمية
ـ الأسلوب التشويهي.
أهل العلم لهم أصول في نقد قول المخالف، وآداب للنقد لايخرجون عنها ومن أهمها عرض قول الطائفة المخالفة من خلال كلام المعتبرين فيها ممن يمثلونها، ولا يُعرض مذهب الطائفة بما يصدر عن شواذها وصغارها، فمن يفعل هذا وينسب للطائفة ما يصدر من شواذها وصغارها يعتبره أهل العلم مخالفا للأمانة في النقد، بحيث يصور للناس أن ما يعرضه، هو قول عامة تلك الطائفة
والخروج عن هذا الأدب في النقد لا يصدر إلا ممن يحرص على تشويه قول مخالفه، بحيث إنه يحتاج في إسقاط قول مخالفه بأن يعرضه في أسوء صورة وهذا عين ما فعله الأستاذ
فهو قد ذكر ضمن الأمثلة التي نسبها لمخالفيه قول مَنْ جعَل الوِرد القرآني الذي يحافظ عليه القارئ بدعة، وهذا لا يقوله مخالفه البتة، بل مخالفوه أكثرهم لهم أوراد يحافظون عليها، فنحن إن أحسنا الظن به وقلنا إنه لم يلصقه بنا ظلما ليشوهنا وينفر المشاهد من مذهبنا وهذا غير مستبعد منه لما صدر منه من خروقات في الأمانة العلمية، فإن أحسنا به الظن فهو قد بلغه من قول من لا يعتد به فكيف لو كان أمينا ينسبه لمخالفيه؟! وأكثر مخالفيه لهم أوراد قرآنية يحافظون عليها؟!
فحسبنا الله ونعم الوكيل
وأيضا ما نسبه لمخالفيه من تبديع من سبح مائة مرة أو صلى على النبي مائة مرة أو قال لا حول ولا قوة إلا بالله مائة مرة مع أنه لم يوضح المراد من هذه الصورة وكرر الكلام وصار يضرب أمثلة بأرقام بصورة تَندّرية
وكذلك ما ألصقه بمخالفيه ظلما من قوله بأننا نرى أنه إذا التقى زميلان يتذاكران فدعيا الله قبل المذاكرة فنسب لنا أننا نقول هذا بدعة وهذا والله ظلم عظيم بل مركب
بل لو تكرر هذا منهما ورأيا الحاجة للدعاء في كل مذاكراتهما لشدة امتحان أو نحوه فدعاؤهما عبادة مشروعة، بل من أعظم العبادات وهو من فعل العبادة في محلها ولا إشكال
فإلى الله المشتكى من هذا التشويه وهذا بعض من محاولات كثيرة يطول بيانها حرص فيها على التشويه
وفي مقابل ما يقوم به من تشويهات قرر تزيينا لقوله أنه اعتمد على كلام الأئمة الأربعة.
فقال في مقام الدعاية لما سيعرضه (سأستخدم كلام الأئمة الأربعة) وقال: (حانجيب كلام الإمام البخاري) وكرر أكثر من مرة الاعتماد على الإمام مالك
ولم يذكر حرفا واحدا! لا عن مالك ولا عن أبي حنيفة ولا عن البخاري! بل ولا عن الشافعي غير ما ساقه له من تعريف شرحه
وفق مراده
ولا يقول قائل إنه أتى بأقوالهم ونسي نقلها عنهم!
لأن الأستاذ كان يقرأ من أوراق، حتى أنه استكمل عرض المسائل التي قرر من أول الحلقة الكلام فيها عندما عرضها في صورة فهرسة لما أعده، فعرض تلك المسائل وهو يقلب الأوراق في كل مسألة وكلما أنهى ورقة وضعها، وعندما جاء في آخر مسألة إلى الدبلة أظهر أن الوقت ضاق عن هذه المسألة، ومع هذا أخذ بعد هذا من الوقت أكثر من خمس دقائق وكانت كافية لعرض أهم ما عنده، لكنه اشتغل بذكر استدلالات من كيسه، وبكلام يقطع المشاهد معه أنه قد أتى بما عنده وجاء في الحلقة الثانية يكرر بعض الكلام وأمضى أكثر الحلقة في أمور أكثر من جانبية.
يتبع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد البكري]ــــــــ[27 - Jun-2009, مساء 03:39]ـ
بارك الله فيك وجزاك خيرا.
ـ[أبوندى شاذلى محمد الصعيدى]ــــــــ[06 - Jul-2009, مساء 07:25]ـ
جزاك اللة خير
انصح اى اخ يسمع حلقة شيخنا أبى أسحاق الحوينى محدث الديار المصرية
وشيخنا مازن السرساوى
فقد أتوا على قواعدة الوهمية فدمروها
والعيب ليس فية انم فى عوام الناس التى لا تقراء فكل من قال من نقل عنة يريد ان يقول دى مش بدعة هو نفسة يقول على الباقى بدعة
وانى للة وانى الية راجعون
ـ[فهد العبر]ــــــــ[26 - Jul-2009, صباحاً 02:25]ـ
بارك الله فيك وعليك(/)
البدعة بين النصيحة والخدعة (الحلقة الثانية)
ـ[الصيعاني]ــــــــ[23 - Jun-2009, مساء 04:50]ـ
ثانيا: أسلوب السب والشتم والازدراء للمخالف من قبل الأستاذ.
ـ الأستاذ خص نقده بمن يرى الأمور التالية بدعة:
(الفاتحة على الميت ـ الدعاء بعد الصلاة ـ إهداء القرآن للمقبور ـ المصافحة بعد الصلاة ـ قول صدق الله العظيم بعد قراءة القرآن ـ السبحة ـ مسح الوجه بعد الدعاء ـ الاحتفال بالمولد النبوي)
كل من يرى هذه الأمور بدعة رشقه الأستاذ بسهام السب والشتم وكَذّبه وجَهّله وسخِر منه وتَفّهَه، ومن لم يصدّق فليشاهد حلقته الأولى
وإليك بعض ما قاله عن مخالفيه
(التبديعيين) كررها نابزا وشاتما لهم مرارا ومرارا، ومن سمعه علم مدى صدق ما أقول، بل لهجته بها على أشد من مجرد النبز
وقال بعبارة ـ عن مخالفه ـ شديدةٍ وغير متناسقة (أنت اللي بدعة) وقال (البدعة هو اللي بيقول هي بدعة)
ونقَل قول مخالفه بأن مسح الوجه بعد الدعاء لم يرِد فقال مخاطبا له (بِتكْذب؟، بِتكْذب؟)، وقال مكذبا لمخالفه: (تزوّد من عندك؟)
وقال مجهّلا له في أخرى مخاطبا (ما فتحْتشْ كتب السلف) وأيضا (ما يعرفش السلف) (ما يعرفش يرد) (مش عارف تعريف البدعة)
وقال (يعْرفوها الزّايْ هم ما تعلّموش) وقال مخاطبا محقّرا لمخالفه (تَعَلّم معنى البدعة وبعْدَين تعال) وقال مستخفا (أنت عالم؟) ويصفهم بـ (قلة علم) ونحوها من المعاني مرارا ومرارا
وقال (قرأوا شوية كتب) (ما تعلموش على المشايخ)
وقال محقرا لمخالفه مخاطبا المشاهد (قل له ما لكش دعوى)
واستخف بمخالفيه واصفا لهم بالصحفيين الذين يقرؤون ولا يفرقون بين الصواب من الخطأ
وجل هذه العبارات كررها مرارا بالمعنى وأحيانا باللفظ حتى ملأ الحلقة بها والكارثة أنه بنفسه لا يحسن القراءة
أما استخفافه وسخريته وتهكمه من مخالفه بطرق أخرى فلم يغفلها الأستاذ
تارة عن طريق الأسلوب المصحوب بإشارات السياق واللهجة، وتارة عن طريق المحاكاة لمخالفه ليصور للمشاهد بشاعة تصرف المخالف مقبحا له بتمثيل طريقة التكلم متقمصا دوره.
وأوضحها عندما شرع في الكلام عن السبحة، فوالله لقطة منافية لأدب الإسلام بشدة
وأما حركات رأسه وعينيه وأكتافه هزا وتغميضا بأسلوب تمثيلي واستخفافي بالغير فهذا لون آخر سلكه الأستاذ
ناهيك عن التأفف والتأحح بصورة غير لائقة وتخبيط الفخذين
بل بلغ به الأمر أنه سعى لإغاظة مخالفه وإثارته زيادة على ما في ما سبق من الإغاظة وإثارة المخالف وهذا نذير بشرّ لا تحمد عقباه وسعي في الفتنة
فمن أراد أن يعرف هل أنا خرجت عن الأدب في الرد أم لا فلينصف وليتق الله ولا تحمله العاطفة على البغي.
والغريب أن بعض من شاهد الحلقة كما في تعليقاتهم في عدة مواقع من الإنترنت لا يقبل الاعتراض على الأستاذ فيما صدر منه في حلقته وإذا وجد أحدا يعلق على كلام الأستاذ وما صدر منه من سب لمخالفيه وشتمهم كما وضحنا، بادر بوصف من يعترض بأنه طعّان! وعابه على اعتراضه! ودعاه للإشتغال بنفسه.
سبحان الله هذه ديمقراطية إسرائيل وأمريكا!!
هذه سياسة من يقول:
نحن الذين نقول أما أنتموا فالساكتون الصامتون النُّوَّم
فالأخلاق والأدب نطالَب به وحدنا بينما غيرنا فالضوء أمامه أخضر يسب ويشتم ويستخف ويُحسب له أدبا وخلقا
وإذا اعترضْنا حضرتْ القيم والمبادئ!!
ووحدة الصف نُسأل عنها ونُحاسب عليها وحدنا ومتى انتقدنا من يخالف السنة الصحيحة الصريحة صرنا مفرقين للأمة ومشتتين للصف!!
بينما غيرنا له حق النقد والرد حتى على من يخالف آراء البشر ومحدثاتهم وهو مع هذا يحارب الخلاف
لماذا هذه السياسة
إن العقلاء لا تنطلي عليهم هذه الأساليب الجائرة، والمحاولات المنافية للصدق إلباسا للحق لباس الباطل والباطل لباس الحق فهي سُنة من يعجز عن الكلام في السليم وسُنة من لم يجد ورقة يقدمها إلا الشعارات
والمهم أن الأستاذ هداه الله فيما نقلنا عنه آنفا من سب وشتم لم يستثن في سبه وشتمه واستخفافه وتهكمه أحدا ممن يقول ببدعية تلك الأفعال لا طائفة مسماة ولا غير مسماة ولا مؤسسة علمية ولا شيخا ولا عالما ولا داعية و لا كبيرا ولا صغيرا
فعمم في كلامه وشمل كل من يقول بهذا ولم يستثن أحدا!!
وليكذبني هو أو غيره إن كانوا قادرين على تكذيبي
(يُتْبَعُ)
(/)
واللجنة الدائمة للإفتاء بالمملكة العربية السعودية تقول ببدعية كل هذا على خلاف بينها في السبحة ومع هذا بعضهم قال ببدعيتها أيضا وفي هذه اللجنة كبار العلماء فضلا وعلما من أمثال فيما نحسب الولي الصالح والعامل العالم إمام هذا العصر عبد العزيز بن باز رحمه الله وباقي إخوانه العلماء الفضلاء وهم جمع رحم الله الميت وحفظ الله الحي
وهذه مواطن كلامهم من فتاواهم في فتاوى اللجنة
الفاتحة على الميت رقم 8946، الدعاء بعد الصلاة رقم 3552ـ 3901 ـ 5124، إهدا القرآن 2232 ـ 4835ـ 8601 المصافحة بعد الصلاة 3866 قول صدق الله العظيم 3303 4310 7306، مسح الوجه بعد الدعاء 2396،الا حتفال بالمولد 2139 ـ 7136 وعدة فتاوى أخرى تجاوز العشرة فتاوى
ففي كل هذه المواطن حكموا ببدعية هذه الأفعال ونهوا عنها
بل غيرهم من العلماء كثير في كل البلاد الإسلامية، في موريتانيا والمغرب والجزائر ومصر والسودان وبلاد الشام واليمن والكويت والإمارات وقطر ففيهم كثير ممن يقول بهذا الذي سبّه وتفّهه
فالعجب مِن هذا التهجم الشامل لأعلى مؤسسة علمية دينية في المملكة وفي عقر دارها وهي من أبرز المؤسسات العلمية في العالم!!
والشامل أيضا لهيئات وعلماء في شتى بقاع ديار الإسلام ومن قبل شاب صغير لا يعرف بمكانة علمية بل يعتمد باعترافه على غيره في التحضير
وإذا قال الأستاذ بأنه لم يشمل في كلامه من ذكرناهم وليس أمامه بعد هذا الكشف إلا أن يزعم هذا، فنقول له إئتنا بحرف واحد يستثني من ذكرنا في حلقتك التي خصصتها بالسب؟
فلسنا نعقل أحدا يسب قولا ويسب القائل به دون تخصيص ثم يقول أنا لا أعني القائل الفلاني ولا الفلاني ولا الجهة الفلانية القائلة به ولا الصنف الفلاني وكل هؤلاء لا أعنيهم
فهذا مع بعده ففيه لو سلمنا به عدم احترام لكل هؤلاء القائلين بما سبه وشتمه
ثم ليحدد لنا ولو بالوصف من الذين عناهم بذلك السب؟
وما هو السبب والمعنى الذي قام في هؤلاء وسوغ سبهم ولم يوجد في أولئك؟
وإذا كان هذا السبب أو المعنى لهذه الدرجة من تعلق كل ذلك الشتم به فلماذا لم يذكره مطلقا فضلا عن أن يوضحه
وهل سب التلميذ لأجل قول إلا سب لمن علّمه ذلك القول؟
وما هو جواب الأستاذ عن سب الأقوال؟
إن ما حصل من الأستاذ ليعد في أدنى أحواله تهميشا واستخفافا وتنقصا وعدم اعتبار لكل من ذكرنا من مخالفيه بهيئاتهم ومؤسساتهم وعلمائهم ودكاترتهم وفضلائهم
ومن المفارقات الغريبة أن نفس القناة الذي أذاعت هذه الحلقات المتهجمة والعدائية بصورة صارخة، أذاعت قبلها بمدة حلقة في التوحيد قدمها الدكتور محمد العريفي حفظه الله وكان تكلم فيها عن التوحيد الذي جاءت به الرسل وعرض خلال البرنامج صورا لبعض القبور المشيدة والتي تعبد من دون الله في إحدى المقابر لأحد البلاد العربية ولا أذكر الآن أنه سمى البلاد أم لا.
وتكلم الشيخ الدكتور بكل حكمة بل وبالغ في استعمال الحكمة وحذّر من هذه المظاهر بعيدا عن أي عبارة سب أو شتم.
وبعد تلك الحلقة تغيّب الأستاذ عن القناة مدة وقامت القناة بعد أيام قليلة لا أذكر كم؟ بكتابة اعتذار لأهل البلدة التي فيها تلك المقبرة، يصف هذا الاعتذار ما قام به الدكتور بالإساءة إلى أولئك القوم الذين لم يتعرض لهم الشيخ إطلاقا
فمسحوها في وجه الشيخ وصوّروه معتديا، مسيئا إلى غيره، مع عدم صدور أي لفظ منه حفظه الله فيه سب أو شتم وكنت قد شاهدت الحلقة مباشرة
فانظر إلى الحرص على وحدة الصف حتى في قضايا الشرك بالله ويعتذرون على حساب الشيخ الموحد
ولكنْ مَن سبّهم الأستاذ الآخر في حلقته عن البدعة أشد السب فلسان حال القناة ـ والأسبوع الثامن تقريبا يمر ـ يقول فليذهبوا إلى الجحيم
وسلوا هؤلاء المتحاملين على أهل السنة أتباعِ السلف
من هو الذي حقق لهم كتب التراث وكتب السنة وكتب السلف؟
اجردوا المطبوعات من كتب أئمة الدين السابقين، وانظروا من نشرها وحققها وحرص على إفادة الناس بها في كل التخصصات؟
أكثر من ستين في المائة منها هو جهد خالص من أتباع السلف والباقي مشترك، وهذا على أدنى احتمال.
مَن الذي قدّم للأمة موسوعة المكتبة الشاملة الالكترونية بمرافقها العلمية التي هي الأكثر إفادة في هذا الزمان من أي عمل علمي آخر على الاطلاق على يد أخينا نافع وإخوانه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
من الذي أحيى علم الحديث في هذا الزمان؟
من الذي علم الناس ضرورة التمييز بين الصحيح والضعيف
الإمام المعلمي والعلامة أحمد شاكر والعلامة الألباني والعلامة مقبل بن هادي والعلامة حماد الأنصاري وتلاميذهم والمستفيدون منهم الذين يغطون أكثر من ثمانين بالمائة من المشتغلين بعلم الحديث في هذا العصر يمثلون حراكا علميا زاهرا يجهله من يجهل هذا العلم؟
من الذي أثرى المكتبة الاسلامية بالدراسات العلمية الموسعة المتمثلة في رسائل الماجستير والدكتوراة التي فاقوا بها عشرات المرات ما يقدمه غيرهم في شتى التخصصات وأعني المنشور منها أما المخبأ فعلمه عند الله
والله الذي لا إله إلا هو إن أتباع السلف في أقل نسبة يمكن أن تقدر ولو من قبل خصومهم لا تقل عن خمسين بالمائة بل أكثر والله من كل خير يصيب هذه الأمة في شتى الجوانب الشرعية
آلاف الدكاترة وحملة الماجستير من المتخصصين يحاضرون في الجامعات ويثرون المكتبات بالبحوث الهامة.
فهل يقابَل أمثال هؤلاء بالإهانات والاستخفافات؟
لا نقول إلا الله المستعان وهو حسبنا
ثالثا: مجانبة الأستاذ التوفيق
يقول الإمام الشاطبي رحمه الله:
" وكذلك كل من اتبع المتشابهات أو حرف المناطات أو حمل الآيات ما لا تحمله عند السلف الصالح أو تمسك بالأحاديث الواهية أو اخذ الأدلة ببادي الرأي ... لا يفوز بذلك أصلا.
والدليل عليه استدلال كل فرقة شهرت بالبدعة على بدعتها يآية أو حديث من غير توقف ـ حسبما تقدم ذكره ـ وسيأتي له نظائر أيضا إن شاء الله
فمن طلب خلاص نفسه تثبّت حتى يتضح له الطريق ومن تساهل رمته أيدي الهوى في معاطب لا مخلص له منها إلا ما شاء الله ا. هـ
ومن اتباع المتشابه جمع زلات العلماء وهفواتهم في جزئيات، وتتبّعُها لمعارضة أصل شرعي ثابت تضافرت عليه النصوص، وتوافر فيه النقل ليوهم هذا المتتبع للجزئيات أن العلماء معه فيما ذهب إليه، وأنهم مختلفون في ذلك الأصل، ولهذا كان الأئمة يحذرون من سياسة تتبع الزلات.
فليس العلم أن تجمع فقط أقوالا لمسائل شتى ولعدة علماء وتغلق عينيك عن غيرها، ثم في كل مسألة تطلب قائلا بها دون مراعات أن مجموع ما عندك من أقوال لا يوجد من قال به مجتمعا بل يكون الذين نقلتَ عنهم يستنكرون جل أقوالك
ولهذا نبه العلماء على هذا الأسلوب التنقيبي الانتقائي المشين وها هو الإمام الأوزاعي يقول:
"من أخذ بقول أهل الكوفة في النبيذ وبقول أهل مكة في المتعة والصرف وبقول أهل المدينة في الغناء أو قال الحشوش والغناء فقد جمع الشر كله "
ولو نظرنا في واقع ما حصل من بعض العلماء من زلات، لتجلى لنا المعنى، ففيهم من كان يجوّز السحر حتى ألف فيه الرازي، وفيهم من كان قد قال بأن علم الله لا يشمل الجزئيات كما فعل الغزالي أبو حامد ومنهم من كان يقول بأن نور النبي أزلي وهذا قول عظيم كابن حجر الهيتمي، ومنهم .. ومنهم ..
وهذه الطريقة في تتبع الغير معتبر من الأقوال وفي حكمه الضعيف من الأقوال أشبه بما وقع فيه الأستاذ.
وسيأتي بيانه مفصلا
وأنا أعلم أن شريحة من الناس لا يهمها الدليل وستعرض عني وعن غيري ولو قال الحق الذي لايرده عاقل، فهؤلاء لست أعنيهم بهذا الرد ابتداء، وإن كنت أعنيهم تبعا لأنهم لابد أن يموتوا عن بينة، قبِلوا أو ردوا، فهذا وإن كنت قد لا أرجوه منهم لعنادهم ولكن لابد أن يبيّن لهم.
لكني أعني بهذا الرد إفادة لهم تلك القلوب التي لا يربطها بالأشخاص الصورة الشخصية، ولا مجرد الأساليب الشبابية التي قد تكون جذابة للبعض رائقة لهم من هز الرأس والأكتاف وتلويح الأيدي والأطراف، وتغميض العينين والأجفان بالطرق المبالغ فيها الأشبه بالتمثيلية قصدت أم لم تقصد
وإنما يربطها بالأشخاص نور الدليل والصدق في تحري الحق بأسبابه الظاهرة والعمل بها باطنا وظاهرا
فهؤلاء الذين أعنيهم ابتداء
ولذلك أقول مبينا:
إن الأستاذ حقيقة ليست له أهلية لخوض مواضيع علمية وقد اعترف بأنه لا يحضّر للمادة بنفسه وهذا ليس عيبا لكن من كان قادرا على التحضير بنفسه أكمل منه وأوثق في المعلومة منه لأن الأستاذ ـ بعد اعترافه وبَعْد لمسِنا لما هزّ عِلميته من أخطاء مرت وستأتي ـ قد فتح بابا للتخوف من المجهول الذي يقف وراءه وهل هو خريجة أوخريج كلية إعلام فعلا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وما علاقة هذا المجهول بالعلوم الشرعية ما دام أن تخصصه إعلام؟
وهل من ورائهما أحد؟
ومن هو الشيخ الذي يراجع لهم؟
ما مذهبه؟ ما هي علميته؟ لماذا اكتفى الأستاذ بوصفه مطنبا ومجلًّا ثم امتنع من ذكر اسمه؟ ما السبب؟
ما سر هذه السرية؟
أمور تحيّر وفي قناة كهذه!
ثم الأستاذ صراحة مع ما اعترف به من اعتماده على غيره ممن ذكرهم فقد وقع في أخطاء لا تقع من مؤهل أو متمرس، هذا ومعه الفريق الذي يعد له ويراجع!!
فمع ما سبق نجده وقع في الآتي:
ـ قرأ عن ذلك الملك الذي كان يقيم المولد ويحتفل به بأنه عَمّر الجامع المظفري، أي قام بتعميره وعمارته، فظن أن اسمه هكذا " عُمر بن الجامع المظفري " فلم يدرك معنى الجملة وهي ظاهرة، ثم الجامع المظفري من أشهر الجوامع في دمشق، وأيضا اسم الملك بعيد كل البعد من حروف تلك الجملة.
ـ عندما ذكر السيوطي عدّه في تلاميذ ابن حجر وهو لم يدركه
وعندما أراد إصلاح هذا الخطأ في الحلقة الثانية اعتذر بخطإ أشد من الأول، فقال: (لأن تلميذه جلال الدين السخاوي فقلت جلال الدين السيوطي باعتبار السخاوي فعلا تلميذ ابن حجر وكلاهما جلال الدين) هكذا بهذا المعنى
والسخاوي مشهور ليس في اسمه ولا لقبه جلال الدين أصلا!! فما أدري من أين أتى بهذا؟
ـ عندما ذكر كتاب الطبقات لأبي الحسين بن أبي يعلى نسب الكتاب لأبي يعلى وهو لابنه أبي الحسين
ـ عندما تكلم عن أدلة الشرع مثّل عند كلامه عن القياس بتحريم الحشيش وأنه تحريم بالقياس بينما هو محرم بالنص " كل مسكر حرام "
وهذا الخطأ تترتب عليه إشكاليات قد لا يعيها الأستاذ نحن في غنى عنها
ـ عدم تفريقه في حقيقة الأمر بين البدعة اللغوية والشرعية وإن أظهر التفريق وذلك بِعَدّه لتعريف الشافعي والعز ابن عبد السلام بأنها تعريفات للبدعة الشرعية بينما هي تعريفات عامة شاملة للغوية
ـ دعواه أن الاحتفال بالمولد تلقته الأمة بالقبول؟!
وعلاقة هذا بعلميته يدركها المتخصصون.
ـ استدل على مشروعية الدبلة في الخطوبة بتختمه صلى الله عليه وسلم بخاتم الفضة؟!
(بدون تعليق)
ـ استدل على مشروعية الدعاء الجماعي بعد كل صلاة بالاستغفار الوارد ثلاثا!!!
ـ ناهيك عن ضعفه في القراءة بصورة مزرية حتى أنه في أكثر من مرة لا يقيم الاسم المجرور بحرف الجر مقامه.
إذًا لماذا يا أستاذ ما دام أن هذه هي حالك تتهجم وتتنقص من خصومك وتصفهم بالصحفيين وأنهم (قرؤا شوية كتب) و (يعرفوها الزاي هم ما تعلموش) و (تعلّمْ معنى البدعة وبعدين تعال) وغيرها من عبارات الإزدراء والتجهيل التي ملأت بها الحلقة ناهيك عن السب والشتم
ثم مع هذا نجد الأستاذ يظهر انزعاجه ممن انتقده على الأخطاء الصريحة التي وقعت منه ويستخف بهم!
فهل هذا من الإنصاف في شيء؟ بل هل يعقل هذا؟
هلّا احترمهم حتى يطلب منهم التغاضي عنه؟
قال الإمام الطرطوشي رحمه الله تعالى:
" فتدبروا هذا الحديث فإنه يدل على أنه لا يؤتى الناس قط من قبل علمائهم وإنما يؤتون من قبل إذا مات علماؤهم أفتى من ليس بعالم فيؤتى الناس من قبلهم
قال: وقد صرف عمر رضى الله عنه هذا المعنى تصريفا فقال: ما خان أمين قط ولكان ائتمن غير أمين فخان
قال: ونحن نقول ما ابتدع عالم قط ولكنه استفتى من ليس بعالم فضل وأضل وكذلك فعل ربيعة قال مالك رحمه الله تعالى بكى ربيعة يوما بكاء شديدا فقيل له أمصيبة نزلت بك قال لا ولكن أستفتى من لا علم عنده وظهر في الإسلام أمر عظيم "
رابعا: حرص الأستاذ على انتقاء واستخلاص ما ينصر به قوله وإخفاء وحذْف و تجنّب ما ينقضه.
تارة يفعل هذا في نفس العبارة التي ينقلها يبقي منها ما يظن أنه يقرر مذهبه ويحذف ما ينقض مراده وإن كان هذا قليلا لانكشافه.
وتارة في نفس الكتاب فيستخلص ما يروق له ويترك ما يبطل مراده.
وتارة في نفس أقوال الإمام الذي يحتج به، فينقل عنه قولا ويترك عنه أقوالا تخالف ما يقرره الأستاذ
ونحن الآن في سنة 1430 هـ الموافق 2009 م وفي وقت الشبكة العنكبوتية (الانترنت) ومحركات البحث الالكتروني وفي وقت العالم أصبح فيه قرية صغيرة، فلا مجال لأن نتبلى على بعض ولا للخداع وسنذكر بينتنا في كل ما سنذكره.
(يُتْبَعُ)
(/)
وليت الأستاذ استحضر ما ذكرناه من سهولة المتابعة وإلا لما وقع فيما وقع فيه ولا ورط نفسه هذه الورطة التي أغلب الظن أنها بسبب ذلك المجهول الذي أحال عليه، ولو كان الأستاذ يقظا لما وقع في الشباك ولكن لقلة خبرته بالناس وقع فيما وقع فيه، هذا إن أحسنا به الظن
وسأبدأ بالأمثلة التي طرحها الأستاذ نفسه ومثّل بها لما ليس بدعة عنده وأبيّن ما ارتكبه من تجاوزات تقدح في أمانته وأبين موقف أهل العلم منها
ثم أثني بالأئمة الذين حاول أن يستكثر بهم ناقلا عنهم قولا، ومُعْرضا عن أقوالهم الأخرى التي لا تنقض مذهبه فقط بل وتبطل ترجيحاته في نفس الأمثلة التي اختارها
المثال الأول: قراءة القرآن على القبور:
نقل عن أحمد القول بجواز قراءة القرآن على القبور ناقلا رواية الخلال التي في إسنادها كلام وسيأتي الكلام عنها وقرأها من طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى
وصاح بها يتهلل وجهه (فتوى الإمام أحمد) (إمام أهل السنة)
هذا وهذا فقط الذي نقله الأستاذ، وصور للمشاهد أن هذا هو مذهب أحمد لا غير
بل أضاف إلى هذا أن ألصق إلى أحمد بالباطل استدلالا مناقضا لمذهب أحمد كما سيأتي
بينما أخفى الأستاذ عن المشاهدين الروايات الأكثر والأصح بلا خلاف عن أحمد، والتي تنقل تبديعه للقراءة ونهيه عنها، وهي معتبرة في مذهب أحمد، حتى أن بعض كبار الحنابلة يرجحها على رواية الجواز فهل هذا البتر من الدين بالله عليكم؟ هل هذا من الصدق؟ أين الأمانة؟
وإليك هذه الروايات:
ـ ما رواه الدوري في تاريخه (5414) سألت أحمد بن حنبل ما يقرأ عند القبر؟ فقال: " ما أحفظ فيه شيئًا "
ـ وقول أبي داود في مسائله (158): ((سمعت أحمد سُئل عن القراءة عند القبر؟ فقال: لا)).
وفي مسائل عبد الله:
" قال سألت ابي عن الرجل يحمل معه المصحف الى القبر يقرأ عليه؟ قال هذه بدعة
قلت لأبي وان كان يحفظ القرآن يقرأ؟
قال لا، يجيء ويسلم ويدعو وينصرف، الزيارة بعد حين رخص النبي صلى الله عليه وسلم فيها يقولون ذاك " ا. هـ
وفي مسائل ابن هانئ (946) عن أحمد قال:
" القراءة على القبر بدعة ".
نقلا من فتح الغفور في حكم قراءة القرآن على القبور لأن مسائل ابن هانئ ليس عندي
ـ ونقل في فتح الغفور روايات أخرى عن أحمد من طريق المروذي ومهنا وحنبل وأبي طالب وابن بدينا وإسحاق بن إبراهيم وغيرهم عن أحمد عدم جواز القراءة عند القبر، وبعضهم يروي عنه بِدْعيتها. كذا عن فتح الغفور
وكتاب فتح الغفور لم أقف عليه كاملا وإنما على جزء منه في ملتقى أهل الحديث ومنه نقلت النقلين الأخيرين
وقد نص شيخ الإسلام على أن هذا القول وهو المنع من القراءة على القبور هو الذي رواه عن أحمد أكثر أصحابه، وإن كان كثير من المتأخرين من الحنابلة أخذوا بالرواية الأخرى لكن أكثر الروايات عن أحمد بالمنع
والذي يهمنا قول أحمد نفسه لا ما اختاره من جاء بعده فلا خلاف من حيث واقع الرواية أن أكثر الروايات عن أحمد بالنهي أو المنع أو كراهة القراءة على القبور لا الجواز، وإن كان الجواز هو رواية عنه لم تصح إلا من طريق ابنه عبد الله كما سأبين
وأيضا أهل العلم اختلفوا في المترجح نقله عن أحمد من بين هذه الروايات، فمنهم من ذهب إلى المنع أو الكراهة وهم قدماء أصحابه كأبي بكر المروذي وعبد الوهاب الوراق وغيرهما، وهذا رأي معتبر في نقل قول أحمد كيف لا وهو الأصح عن أحمد رواية.
حتى أنه نُقل عن أحمد القول بأنه إن صليت الجنازة في المقبرة فلا تقرأ فيها الفاتحة
ومنهم من ذهب إلى الجواز، ومنهم من فصّل بين وقت الدفن فنقلوا الجواز ووقت ما بعد الدفن فقالوا بالمنع
قال شيخ الإسلام في الفتاوى:
" ولهذا لم يقل أحد من العلماء بأنه يستحب قصد القبر دائما للقراءة عنده إذ قد علم بالاضطرار من دين الإسلام أن ذلك ليس مما شرعه النبي صلى الله عليه و سلم لأمته لكن اختلفوا في القراءة عند القبور هل هي مكروهة أم لا تكره والمسألة مشهورة وفيها ثلاث روايات عن أحمد:
إحداها: أن ذلك لا بأس به وهي اختيار الخلال وصاحبه وأكثر المتأخرين من أصحابه وقالوا هي الرواية المتأخرة عن أحمد ...
والثانية: أن ذلك مكروه حتى اختلف هؤلاء هل تقرأ الفاتحة في صلاة الجنازة إذا صلى عليها في المقبرة وفيه عن أحمد روايتان.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه الرواية هي التي رواها أكثر أصحابه عنه وعليها قدماء أصحابه الذين صحبوه كعبد الوهاب الوراق وأبي بكر المروزي ونحوهما وهي مذهب جمهور السلف كأبي حنيفة ومالك وهشيم بن بشير وغيرهم ولا يحفظ عن الشافعي نفسه في هذه المسألة كلام لأن ذلك كان عنده بدعة وقال مالك ما علمت أحدا يفعل ذلك
فعلم أن الصحابة والتابعين ما كانوا يفعلونه
والثالثة: أن القراءة عنده وقت الدفن لا بأس بها كما نقل ابن عمر رضي الله عنهما وعن بعض المهاجرين وأما القراءة بعد ذلك مثل الذين ينتابون القبر للقراءة عنده فهذا مكروه فإنه لم ينقل عن أحد من السلف مثل ذلك أصلا
وهذه الرواية لعلها أقوى من غيرها لما فيها من التوفيق بين الدلائل والذين كرهو القراءة عند القبر كرهها بعضهم وإن لم يقصد القراءة هناك كما تكره الصلاة فان أحمد نهى عن القراءة في صلاة الجنازة هناك ا. هـ هذا الكلام بطوله لشيخ الإسلام.
فلا أدري لماذا أخفى الأستاذ كل هذه الروايات ولم يلمح إليها البتة ولو إشارة، بل أوهم بعرضه للكلام أن أحمد لم يقل إلا بالجواز، بينما أكثر الروايات عنه خلاف ذلك وهي أصح رواية بلا خلاف مع الرواية الثالثة التفصيلية، وهذا تصرف لا يمت إلى الأمانة العلمية بصلة فإلى الله المشتكى من هذه الانتهاكات العلمية الصارخة.
هذا بالنسبة إلى ما فعله الأستاذ مع قول أحمد من بتر.
أما غير أحمد في هذه المسألة فقد أخفى الأستاذ أقوالهم بل حرص على تصوير أنه لا أحد يقول بما يقول به مخالفه، وهذه والله كاشفة فقد سبق قول شيخ الإسلام عن رواية المنع:
" وهي مذهب جمهور السلف كأبي حنيفة ومالك وهشيم بن بشير وغيرهم ولا يحفظ عن الشافعي نفسه في هذه المسألة كلام لأن ذلك كان عنده بدعة وقال مالك ما علمت أحدا يفعل ذلك
فعلم أن الصحابة والتابعين ما كانوا يفعلونه " ا. هـ
سبحان الله أبو حنيفة ومالك وأكثر الروايات عن أحمد والمشهور عن الشافعي وجمهور السلف على المنع من القراءة على القبور ثم يأتي الأستاذ ويلتقط إحدى الروايات عن أحمد ثم يشيد بها ويهمل كل هذه الأقوال بل ويصور للقارئ أنه لا يوجد ما يخالف ما نقله
إن لم يكن هذا عبث في العلم وقلة أمانة واستخفاف بالغير فماذا سيكون؟
قال في منح الجليل شرح مختصر خليل من كتب المالكية، وسأنقل ما نقله عن مالك فقط:
" (وَ) كُرِهَ قِرَاءَةٌ عَلَى الْمَيِّتِ (بَعْدَهُ) أَيْ الْمَوْتِ (وَعَلَى قَبْرِهِ) أَيْ الْمَيِّتِ؛ لِأَنَّهَا لَيْسَتْ مِنْ عَمَلِ السَّلَفِ الصَّالِحِ، وَلِمُنَافَاتِهَا لِلْمَقْصُودِ مِنْ التَّدَبُّرِ فِي حَالِ الْمَيِّتِ كَمَا تَقَدَّمَ فِي التَّوْضِيحِ.
مَذْهَبُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ كَرَاهَةُ الْقِرَاءَةِ عَلَى الْقَبْرِ وَنَقَلَهَا سَيِّدِي ابْنُ أَبِي حَمْزَةَ قَائِلًا؛ لِأَنَّا مُكَلَّفُونَ بِالتَّفَكُّرِ فِيمَا قِيلَ لَهُمْ وَمَاذَا لَقُوا وَنَحْنُ مُكَلَّفُونَ بِالتَّدَبُّرِ فِي الْقُرْآنِ فَآلَ الْأَمْرُ إلَى إسْقَاطِ أَحَدِ الْعَمَلَيْنِ.ا هـ
فَهَذَا صَرِيحٌ فِي الْكَرَاهَةِ مُطْلَقًا ا هـ.
وأكده بنقل القرافي عن مالك المنع منها،
وفي كتاب (الدين الخالص) للعلامة محمود خطاب السبكي رحمه الله:
" يكره تحريمًا عند النعمان ومالك قراءة القرآن عند القبر؛ لأنه لم يصح فيها شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم، وليس من عمل السلف، بل كان عملهم التصدُّق والدعاء لا القراءة "ا. هـ نقلا
وأيضا قول كمال الدين بن حمزة الحسني الشافعي كما في مواهب الجليل:
" وَالْمَشْهُورُ مِنْ مَذْهَبِ إمَامِنَا الشَّافِعِيِّ وَشَيْخِهِ مَالِكٍ وَالْأَكْثَرِينَ كَمَا قَالَهُ النَّوَوِيُّ فِي فَتَاوِيهِ وَفِي شَرْحِ مُسْلِمٍ أَنَّهُ لَا يَصِلُ ثَوَابُ الْقِرَاءَةِ لِلْمَيِّتِ قَالَ بَعْضُ الْمُفْتِينَ: فَإِهْدَاءُ مَنْ لَا يَعْتَقِدُ الْوُصُولَ عَبَثٌ مَكْرُوهٌ " ا. هـ
قال شيخ الإسلام
" ولهذا لم يقل أحد من العلماء بأنه يستحب قصد القبر دائما للقراءة عنده إذ قد علم بالاضطرار من دين الإسلام أن ذلك ليس مما شرعه النبي صلى الله عليه و سلم لأمته "
فأين الأستاذ من هذه الأقوال؟ لماذا لم يشر إليها على الأقل؟ بل لماذا أوهم خلافها؟
(يُتْبَعُ)
(/)
المهم هنا أنه تبين صنيع الأستاذ من استخلاصه للأقوال بانتقائية مجانبة للأمانة.
وما سيقول إذا سأله أحد مشاهدي حلقته:
لماذا نقلت مذهب أحمد مبتورا وحذفت الروايات الأخرى وفيها ما هو أصح وهي تبين أنه قال بالبدعية فترة من عمره على أقل الأحوال؟
لماذا لم تبين أن المنع من القراءة مذهب جمهور السلف ومذهب مالك وأبي حنيفة وغيرهما من أئمة السلف؟
وهذا التبديع من أحمد ولو سلمنا أنه رجع عنه أحمد، فهو يبين أن القول ببدعيته محل اعتبار ويبين أن أحمد لا يكتفي بالنصوص العامة
المثال الثاني: التسبيح بالمسبحة أو بالحصى ونحوه.
استدل الأستاذ بأثر عن أبي هريرة أنه كان له خيط فيه ألفا عقدة (2000) عقدة يسبح بها
والأثر إسناده ضعيف فيه عبد الواحد بن موسى الفلسطيني لا يعرف بتوثيق
وشيخه أبو نعيم المحرر بن أبي هريرة لم يوثقه أحد وقال عنه الحافظ في التقريب مقبول يعني إذا توبع ولم يتابع وهو هنا قد تمشى روايته باعتباره يروي عن أبيه شيئا مشاهدا
وأيضا تلميذه زيد بن الحباب قال عنه الحافظ "صدوق يخطئ" وهو في الحقيقة إلى الصدوق أقرب
ولكن العلة في عبد الواحد لا يحتج به
فالأثر ضعيف ومتنه منكر
ويستلزم عند النظر أن يكون طول الخيط ما يقارب عشرة أمتار بل أكثر، هذا إذا كانت العقدة الواحدة بقدر نصف سنتمتر وعندما تضرب في العدد ألفين وهو عدد العقد ينتج عشرة أمتار، مع أننا لم نحسب مسافة ما بين العقدة والأخرى، وإن قلنا إن العقدة بقدر ربع سنتمتر، وهو يكاد يستحيل باعتباره حجما غير مناسب لا لصنعها ولا لاستخدامها، فتكون السبحة على هذا الاحتمال الأقل طولها خمسة أمتار من غير ما بين العقد من مسافات
المهم هذا طول منكر لا يعرف إلا في بؤر السحرة والمشعوذين ولو كان واقعا لاشتهر فكيف وهو قد روي من طريق ضعيف؟
وانتقى الأستاذ مع هذا الأثر المنكر كلاما لشيخ الإسلام يرخص فيه التسبيح بالمسبحة ثم كلاما للسخاوي
وصور في نفس الوقت أن مخالفه ليس له سلف في القول بالبدعية وذلك عندما قال على لسان مخالفه وبلهجة تهكمية ووالله في منتهى الخروج عن الأدب ومن لم يصدق فليسمع الحلقة، قال متقمصا دور مخالفه وبصوت ساخر:
" ـ السبحة، بدعة.
ـ ليه؟
ـ فيه شيخ سمعته في الشريط مؤلف مجموعة عن بدعية السبحة ا. هـ
واكتفى بهذا المقطع الذي مثّله بنفسه مبينا للمشاهد أنه قول مخترع من أصحاب الأشرطة، ليؤكد للمشاهد ما حرص عليه طول الحلقة مِنْ سَلْب مخالفه تبعية العلماء السابقين.
فانظر إلى هذا العرض التشويهي لقول مخالفه، ولو كان الأستاذ واثقا من قوله لما لجأ إلى هذه الأساليب الجائرة
وإليك الآن ما يبطل زعمه مما حرص الأستاذ على كتمه بذلك الأسلوب السيء من آثار وأقوال
روى ابن وضاح وهو من علماء القرن الثالث
عن عبد الله بن مسعود أنه رأى أناسا يسبحون بالحصا، فقال: «على الله تحصون، لقد سبقتم أصحاب محمد علما، أو لقد أحدثتم بدعة ظلما»
وعنده بسند صحيح عن الصلت بن بهرام قال: «مر ابن مسعود بامرأة معها تسبيح تسبح به، فقطعه وألقاه، ثم مر برجل يسبح بحصا، فضربه برجله ثم قال:» لقد سبقتم، ركبتم بدعة ظلما، أو لقد غلبتم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم علما "
وقد جاء من طرق وبألفاظ مقاربة وبمجموعها يثبت وهو صريح في إنكار عد التسبيح بالحصى وما في حكمها.
ولا خلاف بين أهل العلم السابقين فيما أعلم أن ابن مسعود كان يمنع من التسبيح عدًّا بالحصى وما شابهها من المسابح
وفي قصة أخرى
قَالَ أَبُو مُوسَى الأشعري مخاطبا ابن مسعود رضي الله عنه: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنِّى رَأَيْتُ فِى الْمَسْجِدِ آنِفاً أَمْراً أَنْكَرْتُهُ، وَلَمْ أَرَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ إِلاَّ خَيْراً. قَالَ: فَمَا هُوَ؟ فَقَالَ: إِنْ عِشْتَ فَسَتَرَاهُ - قَالَ –
رَأَيْتُ فِى الْمَسْجِدِ قَوْماً حِلَقاً جُلُوساً يَنْتَظِرُونَ الصَّلاَةَ، فِى كُلِّ حَلْقَةٍ رَجُلٌ، وَفِى أَيْدِيهِمْ حَصًى فَيَقُولُ: كَبِّرُوا مِائَةً، فَيُكَبِّرُونَ مِائَةً، فَيَقُولُ: هَلِّلُوا مِائَةً، فَيُهَلِّلُونَ مِائَةً، وَيَقُولُ: سَبِّحُوا مِائَةً فَيُسَبِّحُونَ مِائَةً ...
(يُتْبَعُ)
(/)
قَالُوا: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَصًى نَعُدُّ بِهِ التَّكْبِيرَ وَالتَّهْلِيلَ وَالتَّسْبِيحَ. قَالَ: فَعُدُّوا سَيِّئَاتِكُمْ فَأَنَا ضَامِنٌ أَنْ لاَ يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِكُمْ شَىْءٌ، وَيْحَكُمْ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ مَا أَسْرَعَ هَلَكَتَكُمْ، هَؤُلاَءِ صَحَابَةُ نَبِيِّكُمْ -صلى الله عليه وسلم- مُتَوَافِرُونَ وَهَذِهِ ثِيَابُهُ لَمْ تَبْلَ وَآنِيَتُهُ لَمْ تُكْسَرْ، وَالَّذِى نَفْسِى فِى يَدِهِ إِنَّكُمْ لَعَلَى مِلَّةٍ هِىَ أَهْدَى مِنْ مِلَّةِ مُحَمَّدٍ، أَوْ مُفْتَتِحِى بَابِ ضَلاَلَةٍ.
وبينتُ في التطبيقات دلالته على المراد
وروي بسند ضعيف عن أبان بن أبي عياش قال: «سألت الحسن عن النظام من الخرز والنوى ونحو ذلك، يسبح به؟ فقال:» لم يفعل ذلك أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم، ولا المهاجرات "
وروي بسند ضعيف عن إبراهيم النخعي أنه كان ينهى ابنته أن تعين النساء على فتل خيوط التسابيح التي يسبح بها.
بل كان ابن مسعود وابن عمر يكرهان العد حتى دون مسبحة
قال ابن أبي شيبة:
حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن إبراهيم قال كان عبد الله يكره العدد ويقول أيمن على الله حسناته.
حدثنا أزهر السمان عن ابن عون عن عقبة قال قال سألت ابن عمر عن الرجل يذكر الله ويعقد فقال تحاسبون الله؟.
وكلاهما ثابت
فالعجب من الأستاذ كيف يحرص على تسفيه قول من يرى أن السبحة بدعة؟
فماذا سيقول عمن ينكر العد من أصله من أمثال هذين الصحابيين؟
وعندما ينضم له عد بوسيلة محدثة كان ابن مسعود يراه أشد نكارة كما هو موقفه ممن يفعل ذلك
وقد كان جماعة من أهل العلم يرون كراهة التسبيح بالمسبحة ونحوها قال شيخ الإسلام:
" والتسبيح بالمسابح من الناس من كرهه ومنهم من رخّص فيه لكن لم يقل أحد: أن التسبيح به أفضل من التسبيح بالأصابع وغيرها.ا. هـ.
وقال:
" وأما التسبيح بما يجعل فى نظام من الخرز ونحوه فمن الناس من كرهه ومنهم من لم يكرهه، وإذا أحسنت فيه النية فهو حسن غير مكروه وأما إتخاذه من غير حاجة أو إظهاره للناس مثل تعليقه فى العنق أو جعله كالسوار فى اليد او نحو ذلك، فهذا إما رياء للناس أو مظنة المراءاة ومشابهة المرائين من غير حاجة، الأول محرم، والثاني أقل أحواله الكراهة " ا. هـ
مع أن الأستاذ قرأ هذا النقل لكن لم يبين ما فيه من دلالة على ذهاب بعض أهل العلم للبدعية التي يشنع على من يقول بها
و سئل سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله فقال:
" تركها أولى، و قد كرهها بعض أهل العلم، و الأفضل التسبيح و التهليل بالأنامل، كما كان يفعل ذلك النبي صلى الله عليه و سلم و روي عنه أنه أمر بعقد التسبيح بالأنامل و قال: " إنهن مسؤولات مستنطقات "
والمراد نقل الكراهة عن بعض أهل العلم
وقد جاء في فتاوى الأزهر ما يدعوا لإعادة النظر في السبحة لدى من يقول بجوازها حيث جاء فيها:
" وإحصاء الذكر بالسبحة من اختراع الهند، كما يقول الأستاذ السيد أبو النصر أحمد الحسينى "مجلة ثقافة الهند -سبتمبر1955 " اخترعه الدين البرهمى فيها، ثم تسرب إلى البلاد والأديان الأخرى، وتسمى السبحة فى اللغة السنسكريتية القديمة فى الهند "جب ما لا " أى عقد الذكر.
ثم يقول: وتختلف الفرق البرهمية فى عدد حباتها وفى ترتيبها، فالفرقة الشيوائية سبحتها أربع وثمانون حبة، والفرقة الوشنوية سبحتها مائة وثمان حبات. والخلاف راجع إلى حاصل ضرب 12 "عدد الأبراج السماوية" فى 7 "عدد النجوم الظاهرة بما فيها الشمس والقمر عند الفرقة الأولى" أو فى 9 "عدد النجوم الظاهرة عند الفرقة الثانية بإضافة أحوال القمر الثلاثة" وكل سبع حبات فى مجموعة متميزة.
وعند ظهور البوذية فى الهند بعد البرهمية اختار رهبانها السبحة الوشنوية "108 " من الحبات. وعند تفرق طوائفها فى البلاد قلد رهبان النصرانية هؤلاء فيها، وكل ذلك قبل ظهور الإسلام.
... وبناء على هذه الأخبار لم تكن "السبحة" المعهودة لنا معروفة عند المسلمين حتى أوائل القرن الثانى الهجرى، ويؤيد ذلك ما نقله الزبيدى فى "تاج العروس " عن شيخه أن السبحة ليست من اللغة فى شيء ولا تعرفها العرب، إنما حدثت فى الصدر الأول إعانة على الذكر وتذكيرا وتنشيطا.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول الأستاذ الحسينى فى المجلة المذكورة: ويظهر أن استعمالها تسرب بين المسلمين فى النصف الثانى من القرن الثانى الهجرى، فإن أبا نواس ذكرها وهو فى السجن، فى قصيدة خاطب بها الوزير ابن الربيع فى عهد الأمين "193 - 198".
أنت با ابن الربيع ألزمتنى النسك وعودتنيه والخير عادة
فارعوى باطلى وأقصر حبلى وتبدلت عفة وزهادة
المسابيح فى ذراعى والمصحف فى لبتى مكان القلادة
وهو أقدم ذكر للسبحة بالشعر العربى فيما يعلم ... وبقى استعمالها بين المسلمين بين راض،عنها وكاره لها، ... هذا، وقد تفنن الناس اليوم فى صنع السبحة من حيث المادة والحجم والشكل واللون والزخرفة وعدد الحبات، وعنى باقتنائها كبار الناس سواء أكان ذلك للتسبيح أم للهواية أم لغرض آخر ... " ا. هـ
ومع أن الفتوى آلت إلى تجويز المسبحة لكن ما نقلوه والله يوجب إعادة النظر في لك
وختاما أُبيّن للقارئ أنه لاخلاف بين أهل العلم المعتبرين أن الأصل والسنة هو التسبيح باليد دون استعمال مسبحة ونحوها وهذا لم يبينه الأستاذ
وأن المسبحة لا تستحب ولا هي من السنة وإنما غايتها في قول كثير من أهل العلم أنها رخصة فقط وأيضا هذا لم يوضحه
ولا أظن أن عالما معتبرا ينص على أنها تستحب إذ هي محدثة باتفاق فغايتها أنها رخصة
وأيضا أبين للقارئ أمرا يوضح له أن هجوم الأستاذ على أتباع السلف في هذه المسائل لم يكن أمينا وذلك أن أكثر أتباع السلف في هذا العصر يرخصون في المسبحة وفيهم جلة من كبار علمائنا ممن توفي وممن هو على قيد الحياة وفي المقابل كثير منهم يرى بدعيتها وأنا أميل إلى هذا.
فلماذا هذا الهجوم الشامل؟
بل لو كانوا كلهم يقولون ببدعية المسبحة لما ساغ منه هذا الهجوم التسفيهي لهم، لكون ما يقولون به هو قول معتبر قال به صحابة فكيف وجلهم يرخصون في المسبحة؟
هذا يبين لكل عاقل قدر التحامل الشديد والكراهية الدفينة التي تجر إلى الظلم دون شعور
ـ المثال الثالث: المصافحة بعد كل صلاة.
لم يذكر الأستاذ عن أحد من أهل العلم تجويزه المصافحة بعد كل صلاة وهذا يخالف قانون الحلقة الذي رسمه لنفسه
ومع هذا قال عن المسائل التي طرحها مخالفا الواقع بصورة صارخة:
(ما جبناش قول إمام واحد في أي مسألة، جبنا قول أئمة)
وهذه المسألة التي سفّه فيها موقف مخالفه فإليك ما قيل فيها:
نص الإمام العز بن عبد السلام نفسه الذي أشاد به الأستاذ على بدعية المصافحة في فتاويه وهو مطبوع خلافا لقوله الآخر، ونقله عنه البرزلي
ففي مواهب الجليل من كتب المالكية:
" َقَالَ الْبُرْزُلِيُّ فِي مَسَائِلِ الْجَامِعِ وَسُئِلَ عِزُّ الدِّين عَنْ الْمُصَافَحَةِ عَقِبَ صَلَاةِ الصُّبْحِ وَالْعَصْرِ أَمُسْتَحَبَّةٌ أَمْ لَا؟ وَالدُّعَاءُ عَقِيبَ السَّلَامِ مُسْتَحَبٌّ لِلْإِمَامِ فِي كُلِّ صَلَاةٍ أَمْ لَا؟ ...
(فَأَجَابَ) الْمُصَافَحَةُ عَقِيبَ صَلَاةِ الصُّبْحِ وَالْعَصْرِ مِنْ الْبِدَعِ إلَّا لِقَادِمٍ يَجْتَمِعُ بِمَنْ يُصَافِحُهُ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَإِنَّ الْمُصَافَحَةَ مَشْرُوعَةٌ عِنْدَ الْقُدُومِ، وَكَانَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يَأْتِي بَعْدَ السَّلَامِ بِالْأَذْكَارِ الْمَشْرُوعَةِ وَيَسْتَغْفِرُ ثَلَاثًا، ثُمَّ يَنْصَرِفُ وَرُوِيَ أَنَّهُ قَالَ: {رَبِّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ}.
وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي اتِّبَاعِ الرَّسُولِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَقَدْ اسْتَحَبَّ الشَّافِعِيُّ لِلْإِمَامِ أَنْ يَنْصَرِفَ عَقِبَ السَّلَامِ انْتَهَى
وسُئِلَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ - أَغْدَقَ اللَّهُ الرَّحْمَةَ عَلَى رُوحِهِ الزَّكِيَّةِ - عَنْ الْمُصَافَحَةِ بَعْدَ الْعَصْرِ وَالْفَجْرِ هَلْ هِيَ سُنَّةٌ مُسْتَحَبَّةٌ أَمْ لَا؟ أَجَابَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِقَوْلِهِ: أَمَّا الْمُصَافَحَةُ عَقِبَ الصَّلَاةِ فَبِدْعَةٌ لَمْ يَفْعَلْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَسْتَحِبَّهَا أَحَدٌ مِنْ الْعُلَمَاءِ انْتَهَى
وَسُئِلَ عَنْ الْمُصَافَحَةِ عَقِيبَ الصَّلَاةِ: هَلْ هِيَ سُنَّةٌ أَمْ لَا؟.
الْجَوَابُ
(يُتْبَعُ)
(/)
فَأَجَابَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ. الْمُصَافَحَةُ عَقِيبَ الصَّلَاةِ لَيْسَتْ مَسْنُونَةً بَلْ هِيَ بِدْعَةٌ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
قال ابن الحاج في المدخل:
"وينبغي له - أي للإمام - أي يمنع محدثوه من المصافحة بعد صلاة الصبح وبعد صلاة العصر وبعد صلاة الجمعة بل زاد بعضهم في هذا الوقت فعل ذلك بعد الصلوات الخمس وذلك كله من البدع وموضع المصافحة في الشرع إنما هي عند لقاء المسلم لأخيه لا في أدبار الصلوات الخمس وذلك كله من البدع فحيث وضعها للشرع نضعها فينهى عن ذلك ويزجر فاعله لما أتى من خلاف السنة اهـ.
قال الحافظ في فتح الباري في تعقب على النووي:
قَالَ النَّوَوِيّ: وَأَصْل الْمُصَافَحَة سُنَّة، وَكَوْنهمْ حَافَظُوا عَلَيْهَا فِي بَعْض الْأَحْوَال لَا يخْرج ذَلِكَ عَنْ أَصْل السُّنَّة.
قُلْت [الكلام للحافظ]: لِلنَّظَرِ فِيهِ مَجَال، فَإِنَّ أَصْل صَلَاة النَّافِلَة سُنَّة مُرَغَّب فِيهَا، وَمَعَ ذَلِكَ فَقَدَ كَرِهَ الْمُحَقِّقُونَ تَخْصِيص وَقْت بِهَا دُون وَقْت، وَمِنْهُمْ مَنْ أَطْلَقَ تَحْرِيم مِثْل ذَلِكَ كَصَلَاةِ الرَّغَائِب الَّتِي لَا أَصْل لَهَا " ا. هـ كلام الحافظ
وقال العلامة علي القاري في شرح المشكاة عند نقده لكلام العز في تقسيم البدعة:
" وَلَا يَخْفَى أَنَّ فِي كَلَام الْإِمَام نَوْعُ تَنَاقُضٍ لِأَنَّ إِتْيَان السُّنَّة فِي بَعْض الْأَوْقَات لَا يُسَمَّى بِدْعَةً مَعَ أَنَّ عَمَلَ النَّاسِ فِي الْوَقْتَيْنِ الْمَذْكُورَيْنَ لَيْسَ عَلَى وَجْه الِاسْتِحْبَاب الْمَشْرُوع، فَإِنَّ مَحَلّ الْمُصَافَحَة الْمَشْرُوعَة أَوَّل الْمُلَاقَاة وَقَدْ يَكُون جَمَاعَة يَتَلَاقَوْنَ مِنْ غَيْر مُصَافَحَة وَيَتَصَاحَبُونَ بِالْكَلَامِ وَمُذَاكَرَةِ الْعِلْمِ وَغَيْرِهِ مُدَّةً مَدِيدَةً ثُمَّ إِذَا صَلَّوْا يَتَصَافَحُونَ فَأَيْنَ هَذَا مِنْ السُّنَّة الْمَشْرُوعَةِ، وَلِهَذَا صَرَّحَ بَعْض عُلَمَائِنَا بِأَنَّهَا مَكْرُوهَةٌ مِنْ الْبِدَع الْمَذْمُومَة نعم لو دخل أحد في المسجد والناس في الصلاة أو على إرادة الشروع فيها فبعد الفراغ لو صافحهم لكن بشرط سبق السلام على المصافحة فهذا من جملة المصافحة المسنونة بلا شبهة ومع هذا إذا مد مسلم يده للمصافحة فلا ينبغي الإعراض عنه بجذب اليد لما يترتب عليه من أذى يزيد على مراعاة الأدب فحاصله أن الابتداء بالمصافحة حينئذ على الوجه المشروح مكروه لا المجابرة وإن كان قد يقال فيه نوع معاونة على البدعة والله أعلم اِنْتَهَى كَلَامه.
قال العلامة الشمس آبادي في عون المعبود شرح أبي داود:
" وَقَدْ ذَكَرَ الْإِمَام أَبُو مُحَمَّد بْن عَبْد السَّلَام أَنَّ الْبِدَع عَلَى خَمْسَة أَقْسَام: وَاجِبَة وَمُحَرَّمَةٌ وَمَكْرُوهَةٌ وَمُسْتَحَبَّةٌ وَمُبَاحَةٌ، قَالَ وَمِنْ أَمْثِلَةِ الْبِدَعِ الْمُبَاحَةِ الْمُصَافَحَةُ عَقِبَ الصُّبْح وَالْعَصْر اِنْتَهَى.
وَرَدَّ عَلَيْهِ الْعَلَّامَةُ عَلِيٌّ الْقَارِي فِي شَرْح الْمِشْكَاةِ [فذكره ثم قال]
قُلْت: وَاَلَّذِي قَالَهُ عَلِيٌّ الْقَارِي هُوَ الْحَقّ وَالصَّوَاب، وَقَوْل النَّوَوِيّ خَطَأ. وَتَقْسِيم الْبِدَع إِلَى خَمْسَة أَقْسَام كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الْإِمَام اِبْن عَبْد السَّلَام وَتَبِعَهُ عَلَيْهِ الْإِمَام النَّوَوِيّ أَنْكَرَ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنْ الْعُلَمَاءُ الْمُحَقِّقِينَ وَمِنْ آخِرِهِمْ شَيْخُنَا الْقَاضِي الْعَلَّامَة بَشِير الدِّين الْقِنَّوْجِيُّ رَحِمَهُ اللَّه فَإِنَّهُ رَدَّ عَلَيْهِ رَدًّا بَالِغًا.
قُلْت: وَكَذَا الْمُصَافَحَة وَالْمُعَانَقَة بَعْد صَلَاة الْعِيدَيْنِ مِنْ الْبِدَعِ الْمَذْمُومَةِ الْمُخَالِفَةِ لِلشَّرْعِ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
وكذلك العلامة المباركفوري قال بنفس كلام الشمس آبادي
وقال الإمام المناوي في فيض القدير:
" ... ومباحة كالمصافحة عقب صبح وعصر (قوله ومباحة: كالمصافحة إلخ: المصافحة المذكورة بدعة مكروهة لأنها مخالفة للسنة الصحيحة وهي ترك المصافحة عقب الصلوات "
وقال العلامة ابن عابدين الحنفي:
(يُتْبَعُ)
(/)
" لكن قد يقال إن المواظبة عليها بعد الصلوات الخمس خاصة قد تؤدي بالجهلة إلى اعتقاد سنيتها في خصوص هذا المواضع، وأن لها خصوصية زائدة على غيرها، مع أن ظاهر كلامه أنه لم يفعلها أحد من السلف في هذه المواضع وَكَذَا قَالُوا بِسُنِّيَّةِ قِرَاءَةِ السُّوَرِ الثَّلَاثَةِ فِي الْوَتْرِ مَعَ التَّرْكِ أَحْيَانَا لِئَلَّا يُعْتَقَدَ وُجُوبُهَا
وَنَقَلَ فِي تَبْيِينِ الْمَحَارِمِ: وفي الملتقط: تكره المصافحة بعد أداء الصلاة بكل حال، لأن الصحابة -رضي الله عنهم- لم يفعلوا ذلك، ولأنها من سنن الروافض ا. هـ
ثم نقل عن ابن حجر عن الشافعية أنها بدعة: لا أصل لها في الشرع، وأنه ينهى فاعلها أولاً ويعزر ثانياً. وفي المدخل: أنها من البدع، وموضع المصافحة في الشرع هو إنما عند لقاء المسلم لأخيه، لا في أدبار الصلوات، فحيث يضعها الشرع يضعها. فينهى عن ذلك ويزجر فاعله لما أتى به من خلاف السنة ا. هـ
في حين لم ينقل الأستاذ ما قال به عن أحد من أهل العلم
ـ المثال الرابع: الدعاء بعد كل صلاة.
ذكره الأستاذ وأراد الدعاء المعروف بعد الصلوات من الإمام والمأمومين.
ولم يذكر الأستاذ مَن سلفُه في القول باستحبابه أو مشروعيته ولا قائل به من السلف
ومع هذا فقد قال بالحرف الواحد عمن يقول ببدعية هذا الدعاء بالخصوص:
(أنت مش عارف تعريف البدعة)
فسبحان الله، هل مالك بن أنس إمام دار الهجرة مش عارف تعريف البدعة؟
جاء في كتاب (الدر الثمين) للشيخ محمد بن أحمد ميارة المالكي
" كره مالك وجماعة من العلماء لأئمة المساجد والجماعات الدعاء عقيب الصلوات المكتوبة جهراً للحاضرين ". نقلا
ونقله القرافي أيضا عن مالك على ما أذكر
وإلى بدعية هذا الدعاء ذهب العز بن عبد السلام
ففي مواهب الجليل من كتب المالكية:
" َقَالَ الْبُرْزُلِيُّ فِي مَسَائِلِ الْجَامِعِ وَسُئِلَ عِزُّ الدِّين عَنْ ... الدُّعَاءُ عَقِيبَ السَّلَامِ مُسْتَحَبٌّ لِلْإِمَامِ فِي كُلِّ صَلَاةٍ أَمْ لَا؟ ...
(فَأَجَابَ) ... وَكَانَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يَأْتِي بَعْدَ السَّلَامِ بِالْأَذْكَارِ الْمَشْرُوعَةِ وَيَسْتَغْفِرُ ثَلَاثًا، ثُمَّ يَنْصَرِفُ وَرُوِيَ أَنَّهُ قَالَ: {رَبِّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ}.
وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي اتِّبَاعِ الرَّسُولِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَقَدْ اسْتَحَبَّ الشَّافِعِيُّ لِلْإِمَامِ أَنْ يَنْصَرِفَ عَقِبَ السَّلَامِ انْتَهَى
وقال شيخ الإسلام في الفتاوى:
" وأما دعاء الإمام والمأمومين جميعا عقيب الصلاة فهو بدعة لم يكن على عهد النبي صلى الله عليه و سلم بل إنما كان دعاؤه في صلب الصلاة فإن المصلي يناجي ربه فإذا دعا حال مناجاته له كان مناسبا وأما الدعاء بعد انصرافه من مناجاته وخطابه فغير مناسب وإنما المسنون عقب الصلاة هو الذكر المأثور " ا. هـ
وهل الإمام الشاطبي مش عارف تعريف البدعة؟!
قال في مواهب الجليل:
" وَقَدْ أَلَّفَ الشَّيْخُ أَبُو إِسْحَاقَ الشَّاطِبِيُّ فِيهِ [في بدعيته] وَرَامَ ابْنُ عَرَفَةَ وَأَصْحَابُهُ الرَّدَّ عَلَيْهِ وَحُجَّتُهُمْ فِي ذَلِكَ ضَعِيفَةٌ ا. هـ
وسيأتي أن خمسة عشر من فقهاء المالكية ذهبوا إلى بدعية هذا الدعاء فقول ابن عرفة شاذ مردود في مذهب مالك وهو أشذ عند مقارنته بأقوال المذاهب الأخرى
قال الشاطبي في الاعتصام عن هذا الدعاء ناقلا بدعيته عن العلامة ابن بطال وعن أحد شيوخه فقال:
" قال بعض شيوخنا الذين استفدنا منهم:
... ولو كان هذا حسنا لفعله النبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه رضي الله عنهم ولم ينقل ذلك أحد من العلماء مع تواطئهم على نقل جميع أموره حتى: هل كان ينصرف من الصلاة عن اليمين أو عن الشمال؟
وقد نقل ابن بطال عن علماء السلف إنكار ذلك والتشديد فيه على من فعله بما فيه كفاية
هذا ما نقله الشيخ بعد أن جعل الدعاء بإثر الصلاة بهيئة الاجتماع دائما بدعة قبيحة واستدل على عدم ذلك في الزمان الأول بسرعة القيام والانصراف لأنه مناف للدعاء لهم وتأمينهم على دعائه بخلاف الذكر ودعاء الإنسان لنفسه فإن الانصراف وذهاب الإنسان لحاجته غير مناف لهما " ا. هـ
وقال الشاطبي أيضا:
(يُتْبَعُ)
(/)
" فتارة نسبتُ إلى القول بأن الدعاء لا ينفع ولا فائدة فيه كما يعزى إلى بعض الناس بسبب أني لم ألتزم الدعاء بهيئة الاجتماع في أدبار الصلاة حالة الإمامة وسيأتي ما في ذلك من المخالفة للسنة وللسلف الصالح والعلماء " ا. هـ
قال الشاطبي رحمه الله ردا على من زعم أن الدعاء بعد الصلوات لم ينكره العلماء فقال:
" بل ما زال الإنكار عليهم من الأئمة فقد نقل الطرطوشي عن مالك في ذلك أشياء تخدم المسألة فحصل إنكار مالك لها في زمانه وإنكار الإمام الطرطوشي في زمانه واتبع هذا أصحابه، ثم القرافي قد عد ذلك من البدع المكروهة على مذهب مالك وسلمه ولم ينكره عليه أهل زمانه ـ فيما نعلمه ـ مع [قوله] أن من البدع ما هو حسن
ثم الشيوخ الذين كانوا بالأندلس حين دخلتها هذه البدعة ـ حسبما يذكر بحول الله ـ قد أنكروها وكان من معتقدهم في ذلك أنه مذهب مالك وكان الزاهد أبو عبد الله بن مجاهد وتلميذه أبوعمران الميرتلي رحمهما الله ملتزمين لتركها حتى اتفق للشيخ أبي عبد الله في ذلك ما سنذكره إن شاء الله " ا. هـ
وقد اجتمع عندي خمسة عشر إماما من أئمة المالكية قالوا ببدعية الدعاء بعد كل صلاة بالهيئة المعروفة بما فيهم الشاطبي وهم:
ـ الإمام الطرطوشي
ـ ابن بطال
ـ الإمام القرافي
ـ ابن رشد محمد بن أحمد
ـ أبو عبد الله بن مجاهد
ـ أبو عمران الميرقلي
ـ خليل صاحب المختصر
ـ أحمد بن قاسم أبو العباس
ـ محمد بن محمد الحطاب
ـ محمد بن يوسف العبدري أبو عبد الله
ـ أحمد بن أحمد زروق
ـ أحمد بن محمد الدردير
ـ أحمد بن غنيم بن مهنا النفراوي
ـ العلامة الزرقاني في الشرح على المختصر
هؤلاء كنت قد استفدت جلهم من أحد إخواني من طلبة العلم له رسالة خاصة في الدعاء المذكور وقيدتهم منها وهذا قبل سنوات فأسأل الله أن يوفقه لكل خير وأن ينفع به
يضاف إليهم علماء الأندلس الذين نقل عنهم الشاطبي آنفا
وهؤلاء الخمسة عشر وغيرهم لا يوجد في المالكية من يخالفهم ممن يعتمد قوله فيما أعلم إلا على سبيل الشذوذ كما هو قول ابن عرفة
وأنا لا أعلم إلى لحظتي هذه أحد ممن يعتد بقوله ويقتدى به من العلماء المعروفين من قال بهذا الدعاء المحدث على الوجه المعمول به في المساجد غير ابن عرفة
وببدعية هذا الدعاء أفتت اللجنة الدائمة للإفتاء كما في الفتوى رقم 3901/ 5124 / 3552
فهل هؤلاء كلهم مش عارفين تعريف البدعة؟!!
بل مجرد الجلوس من الإمام بعد الصلاة قد جاء عن بعض السلف إنكاره
جاء في المدونة
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: وَبَلَغَنِي عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ: أَنَّهُ كَانَ إذَا سَلَّمَ لِمَكَانِهِ عَلَى الرَّضْفِ حَتَّى يَقُومَ، وَأَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: جُلُوسُهُ بَعْدَ السَّلَامِ بِدْعَةٌ.
وفي المدونة
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ: أَنَّ أَبَا الزِّنَادِ أَخْبَرَهُ قَالَ: سَمِعْتُ خَارِجَةَ بْنَ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ يَعِيبُ عَلَى الْأَئِمَّةِ قُعُودَهُمْ بَعْدَ التَّسْلِيمِ وَقَالَ: إنَّمَا كَانَتْ الْأَئِمَّةُ سَاعَةَ تُسَلِّمُ تَنْقَطِعُ مَكَانَهَا.
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ وَبَلَغَنِي عَنْ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهَا السُّنَّةُ.
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: يَجْلِسُ عَلَى الرَّضْفِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ ذَلِكَ.
قال ابن أبي شيبة
حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن أبي الاحوص قال: كان عبد الله إذا قضى الصلاة انفتل سريعا فإما أن يقوم وإما أن ينحرف.
حدثنا هشيم عن منصور وخالد عن أنس بن سيرين عن ابن عمر قال: كان الامام إذا سلم قام وقال خالد: انحرف.
حدثنا أبو أسامة عن الاعمش عن أبي زرين قال: صليت خلف علي فسلم عن يمينه وعن يساره ثم وثب كما هو.
حدثنا علي بن مسهر عن ليث عن مجاهد قال: قال عمر: جلوس الامام بعد التسليم بدعة.
حدثنا وكيع عن محمد بن قيس عن أبي حصين قال: كان أبو عبيدة بن الجراح إذا سلم كأنه على الرضف حتى يقوم.
حدثنا أبو معاوية عن عاصم عن عبد الله بن الحارث عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله إذا سلم لم يقعد إلا مقدار ما يقول: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والاكرام.
حدثنا علي بن مسهر عن ليث عن مجاهد قال: قال عمر: جلوس الامام بعد التسليم بدعة.
وعند عبد الرزاق عن معمر والثوري عن حماد، وجابر، وأبي الضحى عن مسروق: أن أبا بكر كان إذا سلم عن يمينه وعن شماله قال: السلام عليكم ورحمة اله [ثم] انفتل ساعة إذ كأنما كان جالسا على الرضف.
وقال عن معمر عن قتادة قال: كان أبو بكر إذا سلم كأنه على الرضف حتى ينهض.
وقال عن أيوب عن ابن سيرين قال: قلت لابن عمر: إذا سلم الامام انصرف؟ قال: كان الامام إذا سلم انكفت وانكفتنا معه
فانظر رحمك الله فالجلوس من الإمام في مكانه محدث وعابه عمر فيما روي عنه كما عابه خارجة بن زيد فيما صح عنه فكيف بما يفعله أئمة اليوم من الدعاء علاوة على الجلوس
وسبق قول الشاطبي عن أحد شيوخه:
" هذا ما نقله الشيخ بعد أن جعل الدعاء بإثر الصلاة بهيئة الاجتماع دائما بدعة قبيحة واستدل على عدم ذلك في الزمان الأول بسرعة القيام والانصراف لأنه مناف للدعاء لهم وتأمينهم على دعائه بخلاف الذكر ودعاء الإنسان لنفسه فإن الانصراف وذهاب الإنسان لحاجته غير مناف لهما " ا. هـ
ومع كل هذا ومع عدم نقل الأستاذ عن أحد ممن يقول بأنه ليس بدعة فهو يعتبر من يقول بالبدعية مش عارف تعريف البدعة، و يسبنا ويشتمنا ويستخف بنا لأننا وافقنا هؤلاء العلماء وخالفناه
فهل مثل هذا يكون صدقا؟
بينما لو بقي هو وكل من يقول بقوله إلى آخر عمرهم يبحثون فلن يجدوا من يقول بذلك الدعاء المعروف ممن يداني مالكا والطرطوشي وابن تيمية والشاطبي.
فما أرخص الدعاوى
يتبع بالحلقة الثالثة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن العاص]ــــــــ[23 - Jun-2009, مساء 09:12]ـ
بارك الله فيك أخي على المجهود
جزاك الله خيرا
متابعة
ـ[أبو الإمام الأثري]ــــــــ[24 - Jun-2009, صباحاً 12:35]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم، و ليس هذا غريبا على هذه القناة فقد شاهدت فيها قريبا حلقة للبوطي تكلم فيها عن فضل شد الرحال لزيارة قبر المصطفى صلى الله عليه و سلم و أخذ يرد على أقوال شيخ الإسلام في ذلك و ادعى أن شيخ الإسلام خالف الإجماع بقوله ببدعية شد الرحال إلى القبر الشريف
لكن لي جزئية أحببت أن أبينها
سمعت من الشيخ أبى إسحاق الحويني في شريط (أين العلماء الربانيين) أن السيوطي كان يحضر مجالس الحافظ ابن حجر و عمره حينئذ ست سنين فهل تتكرم و تراجع هذه المسألة
بوركت.(/)
فتوى اللجنة الدائمة في السفر والاحتفال والإجتماع من أجل افتتاح المساجد
ـ[نايف العساكر]ــــــــ[23 - Jun-2009, مساء 06:38]ـ
إذا بُني عندنا مسجد جديد وأريد ابتداء الصلاة فيه دُعي الناس من البلدان المجاورة فيجتمعون لهذا الذي يسمونه افتتاح المسجد، فما حكم إتيانهم لهذا الغرض؟ وهل حديث: (لا تُشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد ... ) يدل على تحريم ذلك؟ وإذا كان جائزاً فما الدليل على ذلك؟ وهل حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم دعاه بعض الصحابة ليصلي ناحية من بيته ليتخذها مصلّى ... يدل على جوازه؟ وكذلك هل يدل عليه مفهوم ما جاء في قصة مسجد الضّرار بحيث لم يوجه ربنا نهيه إلى مجرد عزمه على الذهاب، وإنما نهاه لأن المسجد لم يُبن إلا ضراراً وكفراً؟.
الحمد لله
افتتاح المساجد يكون بالصلاة فيها وعمارتها بذكر الله، من تلاوة قرآن والتسبيح والتحميد والتهليل وتعليم العلوم الشرعية ووسائلها ونحو ذلك مما فيه رفع شأنها، قال الله تعالى: (في بيوت أذن الله أن ترفع ويُذكر فيها اسمه، يسبح له فيها بالغدو والآصال، رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإتياء الزكاة يخافون يوماً تتقلب فيها القلوب والأبصار، ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب) بهذا ونحوه من النصائح والمواعظ والمشورة كان يعمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتبعه في هذا الخلفاء الراشدون وسائر صحابته وأئمة الهدى من بعده رضي الله عنهم ورحمهم، والخير كل الخير في الاهتداء بهديهم في الوقوف عندما قاموا به في افتتاح المساجد، وعمارتها بما عمروها به من العبادات وما في معناها من شعائر الإسلام ولم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم، ولا عمن اتبعه من أئمة الهدى أنهم افتتحوا مسجداً بالاحتفال وبالدعوة إلى مثل ما يدعوا إليه الناس اليوم، من الاجتماع من البلاد عند تمام بنائه للإشادة به، ولو كان ذلك مما يُحمد لكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، أسبق الناس إليه ولسنّه لأمته ولتبعه عليه خلفاؤه الراشدون وأئمة الهدى من بعده، ولو حصل ذلك لنُقل.
وعلى هذا فلا ينبغي مثل هذه الاحتفالات، ولا يُستجاب للدعوة إليها ولا يُتعاون على إقامتها بدفع مال أو غيره، فإنّ الخير في اتباع من سلف، والشر في ابتداع من خلف، وليس في دعوة بعض الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيته ليصلي في مكان منه ركعتين كي يتخذه صاحبه مصلى يصلي فيه ما قدر له من النوافل دليل على ما عُرف اليوم من الاحتفال لافتتاح المسجد، فإنه لم يدعه إلى احتفال بل لصلاة ولم يسافر لأجل تلك الصلاة، ثم السفر إلى ذلك الاحتفال أو للصلاة في ذلك المسجد داخل في عموم النهي عن شد الرحال إلى غير تلك المساجد الثلاثة المعروفة، فينبغي العدول عن تلك العادة المُحدثة، والاكتفاء في شؤون المساجد وغيرها بما كان عليه العمل في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأتباعه أئمة الهدى رحمهم الله.
اللجنة الدائمة من كتاب فتاوى إسلامية 1/ 18.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[07 - Jul-2009, مساء 02:33]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
لماذا استجاب الله لطلب ابليس؟؟
ـ[اسامة محمد خيرى]ــــــــ[23 - Jun-2009, مساء 08:42]ـ
سؤال لماذا استجاب الله لطلب ابليس بان يبقيه ليوم القيامة. بالرغم من ان ابليس رفض الاستجابة لامر رب العالمين بالسجود لادم؟ الاجابة
اعلم اخى الحبيب ان ابليس كا ن عابدا لله قبل المعصية حتى قيل انه عبد الله الاف السنين وكان يسمى رئيس العباد والزهاد. فلما عصى امر الله بالسجود طلب ثمنا ومقابل لعبادته. فطلب من الله ان يبقيه ليوم القيامة وهو يعلم ان الله سيستجيب له لان الله لا يضيع اجر من احسن عملا حتى لو كان ابليس. فكان ابقاء الله له ليوم القيامة مقابل ما عبد الله الاف السنين. لانه كما قلت لك اخى الحبيب ان الله لا يضيع اجر من احسن عملا. والحقيقة ابليس غبى بطلبه هذا لانه بذلك سيحمل اوزار من اضلهم الى يوم القيامة. فحمله الحقد على ادم وذريته الى هذا الطلب. ولو كان طلب موته لكان افضل له. فياله من غبى
ـ[ابو عبدالله العازمي]ــــــــ[23 - Jun-2009, مساء 11:36]ـ
جزاك الله خير على السؤال والجواب المفيد
لكن احسن الله اليك ... هل سبقك احد
لهذا الجواب من اهل العلم؟
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[24 - Jun-2009, مساء 12:20]ـ
استجاب الله عز وجل لطلب ابليس لحكمة الله السابقة وارادته النافذة لابتلاء الخلق، الذين خلقوا أصلاً للابتلاء والامتحان في هذه الدار، فجعلت وسوسة الشياطين من أفراد هذا الابتلاء.
أما إن ابليس كان من العباد وأن استجابة الدعاء كانت جزاءً على هذه العبودية، فأظن أنه ليس في الكتاب ولا في السنة الصحيحة دليل عليه، وهذه اخبار غيبية لا تقبل إلا من الوحيين.
ثم - عقلاً - فإن إجابة الله سؤال ابليس عقوبة وليست جزاءً لأنها سبباً لهلاكة ولزيادة عذابه - فتأمل.
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[24 - Jun-2009, مساء 12:51]ـ
سؤال لماذا استجاب الله لطلب ابليس بان يبقيه ليوم القيامة. بالرغم من ان ابليس رفض الاستجابة لامر رب العالمين بالسجود لادم؟ الاجابة
اعلم اخى الحبيب ان ابليس كا ن عابدا لله قبل المعصية حتى قيل انه عبد الله الاف السنين وكان يسمى رئيس العباد والزهاد. فلما عصى امر الله بالسجود طلب ثمنا ومقابل لعبادته. فطلب من الله ان يبقيه ليوم القيامة وهو يعلم ان الله سيستجيب له لان الله لا يضيع اجر من احسن عملا حتى لو كان ابليس. فكان ابقاء الله له ليوم القيامة مقابل ما عبد الله الاف السنين. لانه كما قلت لك اخى الحبيب ان الله لا يضيع اجر من احسن عملا. والحقيقة ابليس غبى بطلبه هذا لانه بذلك سيحمل اوزار من اضلهم الى يوم القيامة. فحمله الحقد على ادم وذريته الى هذا الطلب. ولو كان طلب موته لكان افضل له. فياله من غبى
المصدر أخي الكريم لو سمحت
ـ[اسامة محمد خيرى]ــــــــ[24 - Jun-2009, مساء 08:45]ـ
بارك الله فيك اخى ابا عبد الله.وفيك اخى شريف وفيك اخى حمدان. وفتح عليكم فتوح اهل اليقين. اخى الفاضل الشريف هل تعلم انه ورد فى القران ان ابليس كان من اكابر العباد ولكن بطريق غير مباشر؟؟ وقد تستغرب هذا.تدبر هذا السؤال وستجد في اجابته ما قلت لك السؤال من المعلوم ان امر الله بالسجود كان للملائكة فقط فلماذا دخل ابليس فى نطاق الامر بالرغم انه لم يكن من الملائكة بل كان من الجن بصريح القراءن؟؟.سؤال اخر للاخوة الكرام هل يستحق ابليس ابقاء الله له ليوم القيامة؟.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[26 - Jun-2009, مساء 05:38]ـ
يا أخي كون الخطاب للملائكة، فما الذي أدخل ابليس فيه؟ لا يعني بالضرورة أنه كان عابدا وأن عبادته كانت آلاف السنين الى آخره كل ذلك يفتقر الى دليل صريح
وهناك من العلماء من قال أن الخطاب للملائكة فدخل فيه الملائكة وكل من دونهم من باب أولى، وغير ذلك من الأقوال.(/)
ما حكم من قيد عبادة بقيد لم يرد - هذا القيد - في الشرع , وفي نفس الوقت لم ينسبه للشرع
ـ[أبو جهاد]ــــــــ[23 - Jun-2009, مساء 08:49]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ما حكم من قيد عبادة بقيد لم يرد - هذا القيد - في الشرع , وفي نفس الوقت لم ينسبه للشرع؟! وكذلك ما الحكم إذا داوم على هذا القيد دون اعتقاد أنه من الشرع؟!
مثال: رجل يستغفر في اليوم 13 مرة , ولم ينسب الرقم للشرع , وإنما يجعله كورد له.
مثال: عند انتهاء قراءة القرآن يقول: صدق الله العظيم ويداوم على ذلك , ولم ينسبه للشرع.
مثال: رجل يداوم على قراءة 7 أو 4 أجزاء من القرآن في اليوم دون التعبد بذا الرقم؟!
وإن كان غير جائز فما توجيه هذا الحديث: ((من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأة من الليل)) فظاهر الحديث أنه يجوز أن يضع العبد وردا لنفسه وإن لم يكن لهذا الورد أصل بالشرع؟!
ـ[حارث البديع]ــــــــ[23 - Jun-2009, مساء 09:00]ـ
الظاهر أن لاشئ عليه
لفعل أحد الصحابة
لما يختم في الصلاة بالإخلاص دوما
فشكوه للنبي صلى الله عليه وسلم
فلما سئله
قال إني أحب هذه اسورة
فأقره النبي صلى الله عليه وسلم
او كما ورد
والله تعالى اعلم.
ـ[أبو جهاد]ــــــــ[24 - Jun-2009, مساء 04:44]ـ
جزاك الله خيرا
بانتظار المزيد
ـ[جمانة انس]ــــــــ[24 - Jun-2009, مساء 06:45]ـ
من العبادات ما ورد محددا كيفيته كالصلاة و الحج ...
فالتقيد مطلوب شرعا
-------------------------------------------
من العبادات ما ورد عاما غير مقيد بكيفية اداء محددة لا يجوز تجاوزها
فهذه على الا باحةالمطلقة
فالتزام كيفية من حيث العدد او زمن الا داء و التزام ذلك
لا ما نع منه شرعا
لا ن هذا لا يدخل في جو هر العبادة
انما في تنظيم الا نسان لأمور حياته و عباداته
------------------------------------------
و التنظيم امر طيب لا نه يحقق نجاحا في حياة الا نسان بصورة افضل
و اسثمارا للزمن بشكل اجود
و الشرع حث على حفظ نعمة الو قت
اغتنم فراغك قبل شغلك
---------------------------------------------
و الا سلام يعلمنا التو قيت
فالصلاة مثلا لها او قات محددة
(ان الصلاة كانت على المؤ منين كتا با مو قو تا)
----------------------------------------------
ومن الملا حظ مثلا ان الدراسة في المدرسة
لو لم يكن لها نظام محدد في التو قيت لفشلت
و هكذا كل امور حياة الا نسان
---------------------------------------------
فالعبادات اولى ان يكون لها نظام يضبط التزام الا نسان بها
ويحثه على عد م نسيانها
----------------------------------------------
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[26 - Jun-2009, مساء 08:02]ـ
أخي الكريم أبا جهاد، أول ما نسأل هذا الذي يحدد الأذكار في ورده بهذا العدد، لماذا تلتزمه دائما دون زيادة عليه أو نقص منه؟ فإن قال للسهولة، قلنا له ولكن كلما كان العدد أقل من هذا كان أسهل، كما هو واضح! فلماذا هذا العدد بالذات، ولماذا لا تفتح الباب لنفسك لتذكر في كل مرة بما يتسير لك، بلا تحديد عدد مخصوص، ما دام القصد تكثير عدد مرات الذكر طلبا لعظم الأجر؟ إن لم تنسب القيد للشرع فإلى أي شيء تنسب الاعتقاد في أنه أفضل من غيره؟؟ ما دمت ستقيد قيدا ثابتا تلزمه في كل حال، فمن أين لك بأفضلية هذا على غيره حتى تلزمه ولا تحيد عنه؟ هذه هي المسألة.
ودعنا ننزل هذا الكلام على ما ذكرته من أمثلة حتى يزداد الأمر جلاءا.
تقول وفقك الله:
رجل يستغفر في اليوم 13 مرة , ولم ينسب الرقم للشرع , وإنما يجعله كورد له.
قلت فلماذا لا يجعلها 15 أو 30 أو أكثر أو أقل؟ مع أن النبي عليه السلام كان الصحابة لا يحصون له استغفاره في المجلس الواحد، وفيما ورد عنه أنه كان يستغفر الله في اليوم سبعين مرة! فلماذا يضع الرجل هذا القيد لعبادة الاستغفار ويلزم به نفسه في الوقت الذي جاء النص على فضل إطلاق الاستغفار بلا حد ولا عدد ما وسع المرءَ ذلك؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا هو الإشكال أيها الكريم، أنه خالف المسنون بلا دليل على أفضلية ما التزمه من حد أو من قيد إضافي! فالنص ينسب الفضل لإطلاق العبادة بلا قيد، أما هو فيفضل أن يجعله بهذا القيد، فهذا التقييد إذن لا يوصف إلا بأنه استدراك على الشرع! فالسنة إنما شرعت ليلتزمها الناس في عبادتهم، اتباعا وامتثالا ورجاءا للفضل، فإن قال أنا لا أعتقد الفضل وإنما جاء الأمر اتفاقا، قلنا له فلتحرص إذن على ألا تلتزم ما لم يرد النص على فضل الالتزام به، ولتحرص على ضبط عبادتك على أحسن وأصح ما يكون عليه الاتباع!
عند انتهاء قراءة القرآن يقول: صدق الله العظيم ويداوم على ذلك , ولم ينسبه للشرع.
هذا غير صحيح، بل ينسبون ذلك الفعل للشرع، ويستدلون عليه بقوله تعالى: ((قُلْ صَدَقَ اللّهُ فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)) [آل عمران: 95] فيقولون نحن نمتثل لهذه الآية بأن نجعل هذا القول عقب كل تلاوة للقرءان .. ونحن نقول الآية تدل على مطلق مشروعيتها نعم، ولكن أين النص على جعلها في هذا الموضع تحديدا؟ أين النص على جعلها بحيث لا يترك الرجل المصحف بعد تلاوة إلا ويحرص على هذا القول كأنما يمتثل بذلك لأمر شرعي مفاده: كلما قرأت القرءان فقل بعد الفراغ منه: صدق الله؟؟
هذه هي المسألة. فإن قال أنا لا أنسبه إلى الشرع، قلنا فبأي شيء استننت إذن في التزامك إلصاق هاتين العبادتين ببعضهما البعض على هذا النحو (قولك صدق الله العظيم) و (تلاوة القرءان الكريم)؟ ولماذا على هذا الترتيب وليس بتقديم قول المرء (صدق الله العظيم) على التلاوة مثلا؟ ومن أين جاءت زيادة (العظيم) على قوله تعالى (صدق الله) وجعلت سنة ثابتة على هذا النحو، وأنتم تستدلون بالآية وليس فيها (العظيم)؟ كل هذه أسئلة تهم العبد منا عند الإتيان بعبادة يرجو فضلها من الله تعالى! وإلا فما يدريه ما المشروع من غير المشروع، وما يدريه ما له فضل منصوص مما ليس كذلك؟ وكيف نميز العبادة وصفة العبادة في قيودها وتراتيبها المشروعة، مما جعله الناس بأهوائهم يدعون أنهم لم يقصدوا به التعبد والتسنن؟؟؟
أما هذا:
رجل يداوم على قراءة 7 أو 4 أجزاء من القرآن في اليوم دون التعبد بذا الرقم؟!
بل هو يتعبد بذلك وهو مشروع، وقد أوردتَ أنت بنفسك دليل مشروعيته، إذ ذكرت ما ورد في الحديث عن مشروعية تثبيت ورد للتلاوة فهذا نص في تلك العبادة يدل على مشروعيتها، ولكن لا يقال أن هذا يؤخذ منه قاعدة التقييد لأي عبادة أطلقها الشرع هكذا بغير دليل، بارك الله فيك.
أرجو أن يكون قد زال الإشكال إن شاء الله، هذا والله أعلى وأعلم.(/)
مسألة البول في قارورة ثم سكبها في الماء الراكد، اين ذكرها بن حزم؟
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[23 - Jun-2009, مساء 09:37]ـ
مسألة البول في قارورة ثم سكبها في الماء الراكد، اين ذكرها بن حزم؟
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[23 - Jun-2009, مساء 10:50]ـ
يشبهها ما في المحلى 1/ 150
وقد رأيت نقلا للنووي عن داود الظاهري حول هذه المسألة. المجموع 1/ 118 - 119
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[23 - Jun-2009, مساء 11:12]ـ
بارك الله فيك اخي لكن هل ممكن أن تعطيني عنوان المسألة في المحلى و في المجموع و طرف منها لأن ترقيم الصفحات يختلف من طبعة لأخرى
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[23 - Jun-2009, مساء 11:30]ـ
قال النووي في المجموع (1/ 119): قال [أي: داود] ويجوز لغيره لانه ليس بنجس عنده ولو بال في اناء ثم صبه في ماء أو بال في شط نهر ثم جرى البول إلى النهر قال يجوز أن يتوضأ هو منه لانه ما بال فيه بل في غيره قال ولو تغوط في ماء جار جاز ان يتوضأ منه لانه تغوط ولم يبل.
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[23 - Jun-2009, مساء 11:37]ـ
أما نقل المحلى فيبدو أني وهمت في النقل!
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[23 - Jun-2009, مساء 11:39]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[24 - Jun-2009, صباحاً 12:03]ـ
هذه المسألة مستخرجة على ما يظنه المخالف من أصول الظاهرية وغير موجودة في المحلى
ـ[البدراوي]ــــــــ[24 - Jun-2009, صباحاً 12:12]ـ
هي مسالة نقلها النووي عن بعض الشافعية انهم قال و نسبوا هذا القول الى داوود لا ابن حزم اما نسبتها الى داوود فهي غير معلومة من كتب الظاهرية
لان الاصل في كتب الائمة ان تثبت اقولهم من كتب اتباعهم لا مخالفيهم و الله اعلم
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[24 - Jun-2009, صباحاً 12:19]ـ
لماذا ينسبها البعض إلى بن حزم اذن؟ و قد قيل أن الشنقيطي نسبها إليه و كذلك الخضير و غير واحد من أهل العلم، حتى أنه في النيل نسبها للظاهرية، فلا يعقل ان يجتمع كل هؤلاء العلماء على نسبة قول غير صحيح للظاهرية؟
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[24 - Jun-2009, صباحاً 12:22]ـ
كما قال الأخ الفاضل:
الأصل في كتب الأئمة ان تثبت اقولهم من كتب اتباعهم لا مخالفيهم.
وكتاب المحلى موجود وراجعه سطراً سطراً
فهؤلاء ليسوا معصومين
إذا أتيتك بكلام لعلماء مثل هؤلاء أن ابن العربي قال في أحكام القرآن أن القياس باطل مثلاً وأصررت
ستقول لي بالتأكيد ها هو الكتاب أمامك فأخرج منه ما تقول!
ولن أستطيع http://www.mmf-4.com/vb/images/smilies/smile.gif
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[24 - Jun-2009, صباحاً 12:27]ـ
من هو أول من نقل هذه المسألة اذن؟
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[24 - Jun-2009, صباحاً 12:29]ـ
من هو أول من نقل هذه المسألة اذن؟
نقلها النووى رحمه الله عن بعض الشافعية
لكن من هم؟ وهل هم نقلوها عن آخرين ... لا أدري
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[24 - Jun-2009, صباحاً 12:31]ـ
و من طعن فيها من أهل العلم؟
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[24 - Jun-2009, صباحاً 12:33]ـ
لو طبقنا على هذه المقالة معايير ثبوت الخبر لوجدنا أنها منقولة عن مجهولين
وتخالف الحس (ما هو موجود في كتب من نسبت إليه)
فلا يثبت الخبر
ولا يلزم وجود من طعن فيه حتى ينفى ثبوته!
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[24 - Jun-2009, صباحاً 12:36]ـ
من باب الإطلاع على أقوال العلماء، جيد أن نعرف من نقل المسألة و من نفاها
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[24 - Jun-2009, صباحاً 12:38]ـ
بارك الله فيكم،
بحثت عن مسألة القارورة في كتاب الطهارة من المحلى فلم أجدها علماً بأن العلماء تناقلوها ومنهم الشوكاني والشنقيطي عليهما رحمة الله من المعاصرين.
136 - مسألة: "وكل شيء مائع - من ماء أو زيت أو سمن أو لبن أو ماء ورد أو عسل أو مرق أو طيب أو غير ذلك، أي شيء كان، إذا وقعت فيه نجاسة أو شيء حرام يجب اجتنابه أو ميتة، فإن غير ذلك لون ما وقع فيه أو طعمه أو ريحه فقد فسد كله وحرم أكله، ولم يجز استعماله ولا بيعه، فإن لم يغير شيئا من لون ما وقع فيه ولا من طعمه ولا من ريحه، فذلك المائع حلال أكله وشربه واستعماله - إن كان قبل ذلك كذلك - والوضوء حلال بذلك الماء، والتطهر به في الغسل أيضا كذلك، وبيع ما كان جائزا بيعه قبل ذلك حلال، ولا معنى لتبين أمره، وهو بمنزلة ما وقع فيه مخاط أو بصاقاإلا أن البائل في الماء الراكد الذي لا يجري حرام عليه الوضوء بذلك الماء والاغتسال به لفرض أو لغيره، وحكمه التيمم إن لم يجد غيره. وذلك الماء طاهر حلال شربه له ولغيره، إن لم يغير البول شيئا من أوصافه. وحلال الوضوء به والغسل به لغيره. فلو أحدث في الماء أو بال خارجا منه ثم جرى البول فيه فهو طاهر، يجوز الوضوء منه والغسل له ولغيره، إلا أن يغير ذلك البول أو الحدث شيئا من أوصاف الماء، فلا يجزئ حينئذ استعماله أصلا له ولا لغيره."
*وفي الكلام الذي نقلته مسألة أخرى وهي أن البائل في الماء لا يجوز له الوضوء منه بخلاف غير البائل، وهذا ما فهمه ابن دقيق العيد رحمه الله وإليكم كلامه:
*قارنوا ما لونته باللون البني من كلام الإمامين رحمهما الله.
قال الشارح (أي ابن دقيق العيد): "ارتكب الظاهرية ههنا مذهبًا وجه به الملامة اليهم وأفاض سيل الازراء عليهم حتى أخرجهم بعض الناس من أهلية الاجتهاد واعتبار الخلاف في الإجماع. قال ابن حزم منهم: إن كل ماء راكد قل أو كثر من البرك العظام وغيرها بال فيه إنسان فانه لا يحل لذلك البائل خاصة الوضوء منه ولا الغسل، وان لم يجد غيره ففرضه التيمم. وجائز لغيره الوضوء منه والغسل، فهو طاهر مطهر لغير الذي بال فيه. ولو أنه تغوط فيه أو بال خارجا منه فسال البول الى الماء الدائم أو بال في إناء وصبه في ذلك الماء ـ ولم تغير له صفة _ فالو ضوء منه أو الغسل جائز لذلك المتغوط فيه والذي سال بوله فيه ولغيره."
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[24 - Jun-2009, صباحاً 12:46]ـ
لم يقل الإمام ابن حزم البتة أن من بال في قارورة ثم صبها في الماء الراكد أنه حلال له الوضوء والاغتسال به .. !!
بل الذي قال الإمام واضح
كلام الإمام عن رجل بال ثم جرى هذا البول دون قصد منه إلى الماء الراكد ..
فجعل نية القصد إلى البول في الماء الراكد هي المانعة من صحة وجواز الوضوء ..
وكذلك جعل اللفظ والفعل مفرقاً في الحكم وهذا عند أهل العلم بإجماع ..
لذلك هو يفرق بين هذه الحال وبين من بال متعمداً قاصداً البول في الماء الدائم ثم يتوضأ منه ..
فقد قال الإمام ابن حزم الظاهري في هذه المسألة نصاً ..
فالبائل في الماء الدائم الذي ورد النهي له في الحديث الصحيح رجل بال في ماء راكد ..
والبائل الذي بال خارج الماء الدائم ليس هو الذي بال في الماء الدائم ..
فهذا فرق بين اللفظ والفعل الوارد عليه النهي ..
فقاتل العمد ليس هو قاتل الخطأ ..
والزاني المحصن ليس هو الزاني الغير محصن ..
والمسافر ليس هو المقيم ..
وهذا لا يحل لأحد أن يكابر فيه عند النظر في مفهوم الخطاب الشرعي واللغوي ..
فالنص ورد في صفة وفعل مخصوص .. وهو البائل في الماء الراكد .. فإن بال خارج الماء فهو ليس ببائل في الماء الدائم ..
ثم إن جرى هذا البول إلى الماء الدائم فلا يكون بائلاً في الماء الدائم ..
لأن جريان البول بعد بول البول خارج الماء ليس بولاً من البائل ..
وجريانه متعلق بميل الأرض لا بفعل الفاعل ..
ففعل البول وصفته من البائل في الماء الدائم ليس هو من البائل خارجه ..
فهذه القضايا جلية واضحة ..
فكل لفظ وفعل ورد بنص شرعي فإنه يلتزم به لنطبق عليه حكم النص ..
ولا يحل لأحد أن يدخل فيه ما ليس فيه ولا منه ..
وهذا ما فعله أبو محمد رحمه الله فإذا كابر أحدهم في ذلك نسأله كيف فرقت بين قاتل بحق وقاتل بباطل .. ؟!
ألم يكن بالفعل واللفظ والنية جميعاً ..
فالذي قتل من كان غير مسلم في مقاتلة بين كفار ومسلمين فهو قاتل بحق ..
ونسمي هذا جهاد كما ورد في الشرع ..
والذي قتل من كان مسلماً برئ الدم من قتل غيره فهو قاتل بباطل ..
ونسمي هذا قاتلاً بعمد أو خطأ بحسبه ..
فكل تصرف وفعل ولفظ ورد في الشريعة فله معنى يجب أن يلتزم به الناظر في النصوص ..
ويجعل الحكم للمعنى والاسم الذي ورد ولا يتجاوزه ..
وإلا كان مبطلاً للأسماء والمعاني الشرعية ..
فيعطي الاسم هذا حكم ذاك ..
وهذا باطل لا يحل لأحد أن يفعله ..
مسألة (136) .. المحلى
((إلا أن البائل في الماء الراكد الذي لا يجري حرام عليه الوضوء بذلك الماء والاغتسال به لفرض أو لغيره وحكمه التيمم إن لم يجد غيره، وذلك الماء طاهر حلال شربه له ولغيره إن لم يغير البول شيئا من أوصافه وحلال الوضوء به والغسل به لغيره، فلو أحدث في الماء أو بال خارجا منه ثم جرى البول فيه فهو طاهر يجوز الوضوء منه والغسل له ولغيره إلا أن يغير ذلك البول أو الحدث شيئا من أوصاف الماء فلا يجزىء حينئذ استعماله أصلا لا له ولا لغيره)) ..
هل جريان البول بعد أن يبول داخل في نية البائل .. ؟!
هذه غريبة جداً ..
فالبائل بعد أن يبول ويفرغ من بوله فما علاقة جريان بوله في الماء ونيته .. ؟!
..
تقرير النية في كل شيء هذا لا إشكال فيه .. وهو مذهب الظاهرية في كل شيء من أحكام الديانة .. فمن لم يعرف مذهب الظاهرية فيه فوجب أن يتحرص قبل الاعتراض عليه .. فالإمام حرم الوضوء على البائل في الماء الراكد ..
ثم أباحه له إن كان جريان البول لم يكن مقصوده .. لأنه بال خارج الماء ولم يبل داخل الماء .. وهذا واضح جداً ..
..
ثم تفيد التعقيب مع التراخي أي لا يكون الشيء بعد الشيء مباشرة عندكم وعندنا ..
وقد قال الإمام (ثم جرى البول فيه) ..
أي بعد انقضاء فعل البول الذي كان خارج الماء جرى هذا البول إلى الماء الراكد ..
فهل يملك الإنسان تقييد حركة البول وتوجيهها بعد فراغه .. ؟!
وهل له نية في توجيه هذا البول إلى الماء الراكد إذا دخل فيه .. ؟!
ثم إذا كنت لم تقرأ كلام الإمام قد نقبل منك هذا الاعتراض على ظاهره ثم نطلب منك تفصيله وسببه ..
فإن أتى أحد وقال إن ابن حزم لا يقول بنجاسة هذا الماء وتحريم الوضوء به إذا تغيرت أحد أوصافه فقد أخطأ ..
فالإمام يقول ..
كل ماء تغيرت أحد أوصافه الثلاثة من لون أو طعم أو ريح ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فإما أن تتغير بنجس فهو حرام الوضوء به نجس لا يحل استعماله ..
وإما أن تتغير بطاهر فهو حلال استعماله في غير العبادة ..
وهذا لا يخفى على متتبع مذهب الإمام ..
قال الإمام ابن حزم الظاهري في مراتب الإجماع صفحة 17 ..
((واتفقوا أن الماء الراكد اذا كان من الكثرة بحيث اذا حرك وسطه لم يتحرك طرفاه ولا شيء منهما فانه لا ينجسه شيء الا لونه أو طعمه أو رائحته))
فيكون قول الإمام إن صب أحد في ماء راكد عشرات التنكات كما يقول البعض راجع إلى تغير أوصاف الماء ..
والعجب أن هذا قول المالكيين والشافعيين والحنبليين والحنفيين .. !
ولم يشذ أحد منهم في هذا ..
كيف يكون الفرق بين البائل في الماء الراكد وبين البائل خارجه .. ؟!
نحاول أن نفهم هذا ...
البائل في الماء الراكد نهي عن الوضوء به ..
ولا يكون بائلاً في ماء راكد إلا من بال فيه بفعل البول أي قصد البول فيه ..
أي لا يتلبس هذا الرجل بهذا الاسم ويستحق الحكم الشرعي إلا إذا أتى بالشيء الذي يسمى به بائلاً في ماء راكد ..
أما البائل خارج الماء ثم جرى البول إلى الماء الراكد فلا يسمى بائلاً في الماء الراكد ..
بل يسمى بائلاً خارجه ..
لأن الأول وقف مريداً البول في الماء الراكد ..
والثاني وقف مريداً البول خارج الماء الراكد ..
ولا يمكن أن يقف رجل على ماء راكد ويبول فيه وهو لا ينوي البول فيه ..
فالأول قصد البول داخل الماء ..
والثاني قصد البول خارجه ثم بلا قصد منه جرى في الماء الراكد ..
فإن كان قاصداً البول في الماء الراكد فهنا يكون قد دخل تحت النهي المذكور ..
أما من لم يقصد ذلك فلا يدخل ولا يسمى بائلاً في الماء الراكد ..
وأما من بال في الماء الراكد لجهل بالحكم الشريعي أو أخطأ فهذا لا يدخل تحت النهي أصلاً لا عندنا ولا عند الإمام ..
لأن القاعدة عندنا وعند كل من يعتد به من أهل العلم أنه لا حكم على المخطئ أو أو الجاهل إلا ما تعلق بحق لغيره من مال أو دم
..
فيكون حكم الماء هنا باتفاق بين من يعتد بخلافه أن ذلك راجع إلى تغير الماء وعدمه ..
فإن تغير وصف من أوصافه حرمه عليه وإلا فهو حلال له ولغيره ..
وهذا ما يقوله الإمام وبثه في كتبه كلها ..
وأضرب مثلاً شريعياً آخر ..
فالشارب للخمر القاصد لهذا الشرب يجلد باتفاق ..
لأنه شارب للخمر بقصد بلا إشكال ..
وأن كان هناك رجلاً تاب من شرب الخمر وأراد سكبه، فسكبه في سطح بيته ..
وكان هناك ميزاب جرى فيه الخمر هذا ..
فإذا برجل تحت الميزاب نائم فجرى الخمر في فمه وبلعه دون قصد شربه ..
فلا يجلد باتفاق ..
لأنه لم يشرب الخمر أي لم يقصد الشرب بل سقط في فمه وجرى دون إرادة منه ..
ومثال آخر إذا قيل لك: صل الفجر ..
وإذا قيل صم رمضان ..
فلا تكون مصلياً إلا إذا فعلت فعل الصلاة ..
فإن فعلت فعلاً مشابهاً لفعل الصلاة لا تعتبر مصلياً ..
وهذا باتفاق ..
لأن المصلي لا يكون مصلياً إلا بقصد الصلاة أي بنية الصلاة وأن يأتيها بشروطها ..
وهكذا نفهم من خطابنا لبعضنا وخطاب الشرع ..
وكذلك الصيام بلا فرق ..
فمن اعتاد أن لا يأكل كل يوم حتى المغرب لا يكون صائماً إلا إذا نوى الصيام ..
وهاك أيضاً هذا المثال العامي ..
إذا قال المعلم ..
كل تلميذ يرمي قلمه على جاره فسيضرب ..
فرمى تلميذ قلم على صديقه ..
وقام تلميذ وبيده قلم يريد أن يخرج قطعة نقدية من جيبه وكان المعلم يراه فأسقط القلم على جاره ..
فسيضرب المعلم الأول بلا شك ..
ولن يضرب الثاني لأنه لم يرم قلماً وإنما سقط القلم ..
فهل تقول هنا أن الثاني يضرب كذلك لأنه فعل الشيء المنهي عنه أو لا .. ؟!
فالذي فرّق بينها قصد الفعل ..
فهذا الذي فرق فيه الإمام
فما الفرق بين البائل خارج الماء ثم جرى بوله في الماء الراكد وبين البائل في الماء الراكد ..
وبين الرامي لقلمه وبين والذي أسقطه ..
وبين الذي شرب الخمر وبين الذي جرى الخمر في فمه بعد أن صبوه في مكان دون قصد الشرب ..
وهذا أصل الخطاب والفهم بين الناس وبيننا وبين الشرع ..
ونحن لم نفعل كما يفعل البعض في اعتبار نص الإمام نص يستنبطون منه المفهوم والمنطوق ودليل الخطاب والقياس ..
ولكن الإمام وضع كتابه شارحاً لأحوال اختلف فيها الناس ..
فعندما يزعم عليه زاعم نرجع إلى كتابه لنفهم ماذا يقول وأي صنف يريد ..
والإمام إمام في اللغة وكل كلمة استعملها أراد منها ما ينتج منها ..
فالأمر في النية والقصد عند الجميع معتبر ..
والله الموفق ..
ـ[البدراوي]ــــــــ[24 - Jun-2009, صباحاً 12:46]ـ
هذا لا يخرج عن كونه كلام منقولا تجهل نسبته
كذلك اين مصدره من كتب الامام ابن حزم
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[24 - Jun-2009, صباحاً 12:50]ـ
لقد رأيت ما نقله الاخ في المحلى في مسألة حكم المائع اذا وقعت فيه نجاسة
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[24 - Jun-2009, صباحاً 12:50]ـ
قال الشوكاني رضي الله عنه:
وينظر ما القرينة الصارفة للنهي عن التحريم ولا فرق في تحريم البول في الماء بين أن يقع البول فيه أو في إناء ثم يصب إليه خلافا للظاهرية والتغوط كالبول وأقبح ولم يخالف في ذلك أحد إلا ما حكى عن داود الظاهري. قال النووي: وهو خلاف الإجماع وهو أقبح ما نقل عنه في الجمود على الظاهر. وقد نصر قول داود ابن حزم في المحلى"
لا حظوا أن كل الصيغ بالتمريض: حتى الإمام النووي ... ولا حظوا أنهم نسبوا القول لابن حزم وفي المحلى!!!! والمحلى بين أيدينا وأيديكم ...
الله أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه ... اللهم ارزقنا الإنصاف لغيرنا ولأنفسنا ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[24 - Jun-2009, صباحاً 12:57]ـ
أخي أبا محمد حفظه الله تعالى،
لم أعد إلا أن ذكرت كلام ابن حزم رحمه الله وقلت إني لم أجد مسألة القارورة ويمكنك مراجعة مشاركتي.
وأنا هنا لست في مقام الاعتراض، بل ذكرت كلام ابن دقيق رحمه الله وبينت كيف فهم كلام ابن حزم عليه رحمة الله.هذا وحسب.
ودمت موفقاً
ـ[الشرح الممتع]ــــــــ[26 - Jun-2009, صباحاً 02:12]ـ
لماذا ينسبها البعض إلى بن حزم اذن؟ و قد قيل أن الشنقيطي نسبها إليه و كذلك الخضير و غير واحد من أهل العلم، حتى أنه في النيل نسبها للظاهرية، فلا يعقل ان يجتمع كل هؤلاء العلماء على نسبة قول غير صحيح للظاهرية؟
أين قاله الخضير
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[26 - Jun-2009, مساء 12:37]ـ
أين قاله الخضير
سمعتها في أحد شروحه الصوتية أظنه على عمدة الأحكام, كما ذكر ايضا مسألة قول بن حزم في قوله تعالى و لا تقل لهما أف، لكنه في هذه اخطأ اكيد فهو يجعل بن حزم يجيز ضرب الوالدين , و عند التحقيق هذا ليس بصحيح فإبن حزم لا يجيز ذلك إنما يقول ان المنع ليس من الآية إنما من الأحاديث و الله أعلم
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[26 - Jun-2009, مساء 02:42]ـ
.... و عند التحقيق هذا ليس بصحيح فإبن حزم لا يجيز ذلك إنما يقول ان المنع ليس من الآية إنما من الأحاديث و الله أعلم
بل يقول ابن حزم إن المنع من الآية ففي نفس السياق ((وبالوالدين إحساناً)) والضرب والإيذاء و ..... ينافي الأمر بالإحسان.
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[26 - Jun-2009, مساء 03:50]ـ
بل يقول ابن حزم إن المنع من الآية ففي نفس السياق ((وبالوالدين إحساناً)) والضرب والإيذاء و ..... ينافي الأمر بالإحسان.
لو نقلت لنا النص و مصدره لكان أفضل
ـ[الشرح الممتع]ــــــــ[26 - Jun-2009, مساء 04:07]ـ
سمعتها في أحد شروحه الصوتية أظنه على عمدة الأحكام, كما ذكر ايضا مسألة قول بن حزم في قوله تعالى و لا تقل لهما أف، لكنه في هذه اخطأ اكيد فهو يجعل بن حزم يجيز ضرب الوالدين , و عند التحقيق هذا ليس بصحيح فإبن حزم لا يجيز ذلك إنما يقول ان المنع ليس من الآية إنما من الأحاديث و الله أعلم
لم يقل بهذاشيخنا بشرحه للعمدة , وأظن أنه لم يقله (ابتسامة)
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[26 - Jun-2009, مساء 04:45]ـ
لم يقل بهذاشيخنا بشرحه للعمدة , وأظن أنه لم يقله (ابتسامة)
اشك في ذلك، فكل الشيوخ يذكرون هذه القضية لكن مع فارق بينهم منهم من ينسبها لإبن حزم و منهم من يقول الظاهرية، حتى العثيمين نسبها للظاهرية
أما قضية و لا تقل لهما أف فقد قالها اكيد سمعتها منه أكثر من مرة و الله أعلم
هذا أحد شروح الشيخ من موقعه و هذا الرابط (عوض النجوم بكلمة t e x t )
http://www.khudheir.com/ref/3212/****
(( لا يبولن أحدكم في الماء الدائم ثم يتوضأ منه)) قال أبو عيسى: "هذا حديث حسن صحيح" ومخرج في الصحيحين وغيرهما، حديث الجماعة، "وفي الباب عن جابر" عند مسلم نهى عن البول في الماء الراكد، هذا عند مسلم من حديث جابر -رضي الله عنه-.
البول المقصود به: إيصاله إلى الماء بأي طريقة أو وسيلة، ولا يختلف أن يبول فيه مباشرة، أو يبول في إناء ثم يصبه فيه، أو يبول خارجه ثم ينساب إليه كل هذا لا يختلف إذا قصد من المكلف، ومن لازم المذهب عند الظاهرية أنه إذا بال في إناء ثم صبه فيه لا يدخل في النهي، وهذا لائق بظاهريتهم، والنهي عن البول عند الجمهور من باب أولى ما هو أشد منه، كالغائط من باب أولى، لكن عند الظاهرية أن التغوط فيه ما فيه إشكال، وهذا لازم على مذهبهم، من حيث الجمود على الظاهر، لكن عامة أهل العلم على أن التغوط أشد وهو من باب أولى لا يجوز.
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[26 - Jun-2009, مساء 05:10]ـ
وهذا لائق بظاهريتهم،
بل غير لائق , ولاوم القول ليس بلازم , فما بالك إذا نفاه الظاهرية عن أنفسهم!!!!!
والنهي عن البول في قارورة وإلقاءها في ماء البرك فساد نهينا عن اقترافه وإثم وعداون!
ـ[الشرح الممتع]ــــــــ[26 - Jun-2009, مساء 05:42]ـ
بروك بكم شيخنا عبدالكريم عبدالرحمن
الشيخ قال من لازم مذهبهم ولائق بمذهبهم ولم يقل قالوا به
لكن عند التغوط قال مذهبهم ,,
تابع معي درر الشيخ عبدالكريم على نفس المجلس الشرعي
لكن سوف أتوقف هذا الاسبوع لدرس الشيخ بالمدينة
وأكمل بعد أسبوع إن شاء الله
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[26 - Jun-2009, مساء 08:43]ـ
بل غير لائق , ولاوم القول ليس بلازم , فما بالك إذا نفاه الظاهرية عن أنفسهم!!!!!
والنهي عن البول في قارورة وإلقاءها في ماء البرك فساد نهينا عن اقترافه وإثم وعداون!
و ما حكم التغوط في الماء الدائم عند داود و بن حزم؟
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[26 - Jun-2009, مساء 09:25]ـ
بروك بكم شيخنا عبدالكريم عبدالرحمن
الشيخ قال من لازم مذهبهم ولائق بمذهبهم ولم يقل قالوا به
لكن عند التغوط قال مذهبهم ,,
تابع معي درر الشيخ عبدالكريم على نفس المجلس الشرعي
لكن سوف أتوقف هذا الاسبوع لدرس الشيخ بالمدينة
وأكمل بعد أسبوع إن شاء الله
بل قالها أخي و هذا هو النقل عنه: (الرابط http://www.hor3en.com/main/play.php?catsmktba=15119
)
إهمال أهل الظاهر للقياس أوقعهم في أشياء لا يقبلها عقل، منها ما نقل عنهم صراحة من قولهم، ومنها ما هو مجرد إلزام يلزمون به.
يعني تحريم البول في الماء الراكد جاء فيه النص: ((لا يبولن أحدكم في الماء الدائم)) حرام البول في الماء الدائم، لكن لو بال في إناء وصبه في الماء الدائم، عندهم حرام وإلا لا؟
طالب: ليس حراماً.
ليس بحرام.
لو تغوط في الماء الدائم حرام و إلا ليس بحرام؟
طالب: عندهم ليس بحرام.
ليس بحرام، يلغون القياس، النص في البول، وهم يقفون مع النص، قول (أف) للوالدين حرام؛ لأنه جاء به النص: {فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا} [(23) سورة الإسراء]، لكن لا يقاس عليه ما هو بمنزلته في الأذى بل ولا ما هو أشد منه كالضرب مثلاً
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[26 - Jun-2009, مساء 09:28]ـ
لا يجوز.
وهما إمامان فلا يظن بهما هذه السخافات العقلية التي نستهجنها بعقولنا رغم تفاهتنا أمامهم.
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[26 - Jun-2009, مساء 09:32]ـ
لا يجوز.
وهما إمامان فلا يظن بهما هذه السخافات العقلية التي نستهجنها بعقولنا رغم تفاهتنا أمامهم.
كما لا تظن بهما أن يقولا قولا مثل هذا لا نظن كذلك أن العلماء يتقولون عليهم، فهل لك أن تنقل لنا نقلا موثقا من كتبهم في المسألة
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[26 - Jun-2009, مساء 10:02]ـ
كما لا تظن بهما أن يقولا قولا مثل هذا لا نظن كذلك أن العلماء يتقولون عليهم، فهل لك أن تنقل لنا نقلا موثقا من كتبهم في المسألة
البينة على المدعى وليس المدعى عليه!
فينبغى لمن يذكر أن الإمام فلان قال كذا أن يأتي بكلامه موثقاً وليس نقل عن آخرين ربما نقلوا عن مجهولين كما ذكر بأعلى!
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[26 - Jun-2009, مساء 10:08]ـ
نحن نبحث عن التوثيق، و لا حاجة لتجريح العلماء، فمن نقل الكلام عن الظاهرية ليس أي بشر هؤلاء إستأمناهم و نقلوا لنا العلم.
اذن هل من كلام موثق من كتب الظاهرية ينفي ما نقله غيرهم
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[26 - Jun-2009, مساء 10:20]ـ
قال النووي رحمه في شرح مسلم تحت حديث [281]:
وَقَالَ أَصْحَابنَا وَغَيْرهمْ مِنْ الْعُلَمَاء: وَالتَّغَوُّط فِي الْمَاء كَالْبَوْلِ فِيهِ وَأَقْبَح، وَكَذَلِكَ إِذَا بَالَ فِي إِنَاء ثُمَّ صَبَّهُ فِي الْمَاء. وَكَذَا إِذَا بَالَ بِقُرْبِ النَّهَرِ بِحَيْثُ يَجْرِي إِلَيْهِ الْبَوْل فَكُلّه مَذْمُوم مَنْهِيّ عَنْهُ عَلَى التَّفْصِيل الْمَذْكُور، وَلَمْ يُخَالِف فِي هَذَا أَحَد مِنْ الْعُلَمَاء إِلَّا مَا حُكِيَ عَنْ دَاوُدَ بْن عَلِيّ الظَّاهِرِيّ أَنَّ النَّهْي مُخْتَصّ بِبَوْلِ الْإِنْسَان بِنَفْسِهِ، وَأَنَّ الْغَائِط لَيْسَ كَالْبَوْلِ وَكَذَا إِذَا بَالَ فِي إِنَاء ثُمَّ صَبَّهُ فِي الْمَاء أَوْ بَالَ بِقُرْبِ الْمَاء. وَهَذَا الَّذِي ذَهَبَ إِلَيْهِ خِلَاف إِجْمَاع الْعُلَمَاء وَهُوَ أَقْبَح مَا نُقِلَ عَنْهُ فِي الْجُمُود عَلَى الظَّاهِر. وَاللَّهُ أَعْلَم
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[26 - Jun-2009, مساء 10:23]ـ
نحن نبحث عن التوثيق، و لا حاجة لتجريح العلماء، فمن نقل الكلام عن الظاهرية ليس أي بشر هؤلاء إستأمناهم و نقلوا لنا العلم.
اذن هل من كلام موثق من كتب الظاهرية ينفي ما نقله غيرهم
نعم من نقل علماء لكنهم ذكروه بصيغة التمريض ولم يثبت عندهم وإلا ذكروا موضعه
ولا يلزم أهل الظاهر أن يأتوا بدليل على أنهم لم يقولوا ذلك فهذا عكس للقضية!.
بل من يقول وينقل ذلك هو المطالب بالتوثيق
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[26 - Jun-2009, مساء 10:42]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وتحية طيبة للجميع، وبعد ..
ليعلم الأحبة الكرام حفظهم الله تعالى؛ أن العبرة في تقرير قول عالم من العلماء هو تصريحه بقوله وبيانه له، او إيمائه له وتلميحه به، وفي حالة أنه لم يقله ولم يلمح به؛ فلا عبرة باستنتاجات الآخرين واستنباطاتهم وبناء هذا الإستنتاج أو هذا الإستنباط على الأصول العامة التي يقوم عليها مذهب هذا العالم، فهذا غير مضطرد إطلاقا، بل يكون في بعض الأحيان إلزام بما لا يلزم لهذا العالم.
وبالنسبة لمسألة (ضرب الوالدين) وأن الظاهرية متمثلة بإبن حزم هنا يجيزون ذلك بناء على ظاهر مذهبهم لأنه لم يأتي في القرآن خاصة منعه، فهذا (غلط) في التقعيد للمسائل و (قصور) عن منهجية هذا العالم التي قد تكون أدق من مجرد (ظاهر المذهب).
فإنه من المتقرر أن الظاهرية بما فيهم الإمام ابن حزم عندما يأتي نهي ما في الكتاب أو السنة، وهذا النهي لأمر ليس بالكبير؛ فإنه يدخل ويندرج تحته ومعه تبعا ولزاما الأمر العظيم من باب طريق الأولى. فتأمل
ومنه مسألة (الضرب).
وليس لهذا علاقة بقبولهم القياس أو رفضهم له، فهذا أسمى وأرفع من مجرد كونه قياس. بمعنى أن تحريم ضرب الوالدين حاصل بدلالة النص في قوله تعالى: {ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما}.
ويعلم الله تعالى أنني أنزه الإمام البحر (ابن حزم) والظاهرية عموما من أن يفهموا من هذه الآية الكريمة جواز ضرب الوالدين، ناهيك عن أنه لم يسطر هذا لهم في كتاب من كتبهم.
فقط أحببت التنويه عن هذا الأمر المهم، والذي في الحقيقة نبرأ من أن يوصف ويلصق بأهل الظاهر لمجرد (ظاهر المذهب).
ودمتم موفقين.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[26 - Jun-2009, مساء 11:02]ـ
تعقيب مهم جدا جدا
من أقدم من رأيته تعرض لمسألة (البول في الإناء وصبه في ماء .. ) هو العلامة أبو المعالي عبد الملك الجويني ت 478هـ، في (البرهان 2/ 575) حيث قال بالنص:
(وقد استجرأ على حجد بعضها أقوام يعرفون بأصحاب الظاهر، ثم إنهم تحزبوا أحزابا، وتفرقوا فرقا، فغلا بعضهم وتناهى عن الإنحصار على الألفاظ، وانتهى به الكلام إلى أن قال: من بال في إنا وصبه في ماء؛ لم يدخل تحت نهي الرسول عليه السلام؛ إذ قال: "لا يبولن أحدكم في الماء الدائم".
وهذا عند ذوي التحقيق جحد الضرورات ولا يستحق منتحله المناظرة، كالعناد في بدائه العقول). انتهى
قلت: وكل من أتى من بعده قد استقى رأي هذه المسألة عند الظاهرية من كلامه. فلا أعلم أقدم منه قال هذا.
والله تعالى أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[27 - Jun-2009, صباحاً 02:22]ـ
يا شيخ السكران , بارك الله فيك , ومنهجك العلمي ممتاز للغاية , فأحسن الله إليك وكثر من أمثالك ...
وأنبه الأخ الذي قال أنت لا تظن بالإمامين فلم لا تحسن الظن بالعلماء ..
أقول له: كلهم على الرأس والعين , ولكن النقل لم يثبت عن داود فهذا ليس ظنا.
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[27 - Jun-2009, صباحاً 02:37]ـ
قلت أنه لم يثبت فمن قال بقولك من علماء الظاهرية؟
ـ[إبن رجب الحنبلي]ــــــــ[28 - Jun-2009, صباحاً 10:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المسألة أصبحت متواترة عن ابن حزم ولكن لا تجد في المحلى هذه المسألة على هذا النحو ولا حول ولا قوة إلا بالله اتمني من الأإخوة أن يعطونا من كتب الظاهرية انفسهم ما يا يدل على هذا الأمر
بخلاف كلام الجويني فالجويني ليس من أهل الظاهر
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[28 - Jun-2009, مساء 01:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المسألة أصبحت متواترة عن ابن حزم ولكن لا تجد في المحلى هذه المسألة على هذا النحو ولا حول ولا قوة إلا بالله اتمني من الأإخوة أن يعطونا من كتب الظاهرية انفسهم ما يا يدل على هذا الأمر
بخلاف كلام الجويني فالجويني ليس من أهل الظاهر
قد يكون في المسألة تحريف لكن الذي هالني هو كثرة اعتمادها من طرف علماء العصر حتى يظن السامع أنها من المسلمات، فهل هذا يعود لقلة كتب الظاهرية المطبوعة!!!!
لم افهم بعد كيف ينسب بعضهم لإبن حزم أنه يقول بجواز ضرب الوالدين رغم ان كلامه واضح في تحريم ذلك في كتبه!!!
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[28 - Jun-2009, مساء 10:41]ـ
إستفساري لم يكن عن من نسب الكلام للظاهرية فعلماء العصر و لا شك لا ينتقصون منهم , إنما ينقلون فقط من كتب غيرهم لذلك كان سؤالي محددا و هو ما الذي جعل من يعتمدون هذه النقول لم يتنبهوا لتعارض بعضها مع أقوال الظاهرية فهل هو راجع لعدم إنتشار كتبهم في العصر الحالي مثلا؟
و في كل الأحوال العلماء خيرة الرجال فلا نظن بهم إلا خيرا و إن اخطأ بعضهم فهم بشر لكن لا ننتقص منهم من أجل ذلك فلكل عالم زلة
فها نحن بيننا نفهم بعضنا خطأ في كتابات لا تتعدى الأسطر فما بالك بكتب مؤلفة و تعابير معقدة
و إن كان في السابق صعب التحقق من أقوال الظاهرية لقلة إنتشار كتبهم فاليوم و الحمد لله طبعت العديد منها فيمكن التثبت من ما ينقل عنهم من باب الأمانة
و الله أعلم
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[28 - Jun-2009, مساء 11:02]ـ
كنت أتابع هذا الحوار وأتعجب من هؤلاء الظاهرية الجدد _وقلت: (جدد) لأن أغلبهم لم يفهم ظاهرية داود وابن حزم على الوجه_ من عدم شتمهم وطعنهم لأهل العلم والمخالف كما هي عادتهم
حتى وقفت على خلاف ذلك في موقع آخر فعلمت أنه خوف من المشرف لا خوف من الله
قال أبو محمد العمري وشكره أخونا المغربي:
والأعجب منه عندما تقول لهم هذه كتبنا فأين المسألة التى ذكرت قالوا لك:
علماؤنا ذكروها فهل هم مخطئون؟؟؟
كأن علماؤهم هؤلاء وسلفهم وخلفهم معصومون!!!
فإن قلت لهم هؤلاء ليسوا معصومين فربما نقلوا عن مجاهيل أو ....
وهذه كتبنا فأين المسألة التى ذكرت قالوا لك:
أئتنا أنت بدليل أن أئمتكم لم يقولوها؟؟!!!
أرأيتم عكساً للقضايا وهراءاً كهذا
نحن متهمون حتى تثبت إدانتنا طالما أن علماؤهم الحمقى اتهمونا وأسلافهم المفترين تقولوا علينا!!! هل تدرون من يقصدون بعلمائنا؟!!
إنهم يقصدون أصحاب المذاهب الأربعة الذين يودون أن يستيقظوا يوما وقد محى الله ذكرهم هم وتراثهم (أنسب هذا لهم عن خبرة بكلامهم)
مع أن علماء المذاهب الأربعة هم جمهور علماء الأمة
يا ظاهري؟
هل الجويني أحمق مفتري؟
هل النووي أحمق مفتري؟
هل ابن دقيق العيد أحمق مفتري؟
هل ابن تيمية أحمق مفتري؟
هل الشنقيطي .....
هل العثيمين ....
ألا تخشى الله؟ ألا تتقيه؟ ألم تقرأ سير هؤلاء العلماء لتعلم منزلتهم من الورع والعلم والتقوى
تركت جميع خصال ابن حزم رحمه الله من العلم والذكاء وغير ذلك وتمسكت بخصلة واحدة من خصاله ألا وهي الشدة على أهل العلم ثم زدت عليها
تصف أئمتنا بالحمقى وأنت تلحن بالكتابة تقول _كما هو أعلاه_ ... أن علماؤهم الحمقى .... وهي علمائهم لأنه اسم إن منصوب!!!
اللهم لين قلوبنا وعلمنا وارفع الجهل عنا والطف بنا يا رحيم
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[28 - Jun-2009, مساء 11:18]ـ
بارك الله في الاخ أمجد
لكن لا نعاملهم بالمثل فإن هم أساؤوا و اقتدوا بشدة ابن حزم رحمه الله، فليكن فينا حلم على إساءتهم و لنقتدي بعلمائنا و لنترفع عن مثل شتائمهم فلا يشتم إلا حاقد أو حاسد أو ضعيف حجة.
أنصح الاخوة كذلك بالأدب مع العلماء, عندما يَشتِم ابن حزم أحد العلماء يقال عالم اخطأ و عندما يشتم أحد رواد المنتديات العلماء يقال مثله كمثل من بال بولة أمام بحر ثم قال هذا بحر!!
لم افتح الموضوع إلا لتوثيق الأقوال و معرفة من قال ماذا من باب الأمانة العلمية، لا من باب مناقشة صحتها من خطئها أو الطعن في علماء الأمة
و وفق الله الجميع لمرضاته
ملاحظة
نحن متهمون حتى تثبت إدانتنا طالما أن علماؤهم
أظنها علماءهم بهمزة فوق السطر و الله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[28 - Jun-2009, مساء 11:23]ـ
/// لم يكذب علماؤنا على الظاهرية ولم يفتروا عليهم كما زعم في أول الموضوع
أما مسألة عدم فهم تحريم الضرب من قوله تعالى:"ولا تقل لهما أف .. ". فهو صحيح
قال أبو محمد ابن حزم رحمه الله تعالى في الإحكام:" أما قول الله تعالى:"وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبلوالدين إحسانا إما يبلغن عندك لكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهمآ أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما وخفض لهما جناح لذل من لرحمة وقل رب رحمهما كما ربياني صغيرا".
فلو لم يرد غير هذه اللفظة لما كان فيها تحريم ضربهما ولا قتلهما
ولما كان فيها إلا تحريم قول "أف" فقط
ولكن لما قال الله تعالى في الآية نفسها:"وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبلوالدين إحسانا إما يبلغن عندك لكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهمآ أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما وخفض لهما جناح لذل من لرحمة وقل رب رحمهما كما ربياني صغيرا".
اقتضت هذه الألفاظ من الإحسان والقول الكريم وخفض الجناح والذل والرحمة لهما والمنع من انتهارهما وأوجبت أن يؤتى إليهما كل بر وكل خير وكل رفق فبهذه الألفاظ وبالأحاديث الواردة في ذلك وجب بر الوالدين بكل وجه وبكل معنى والمنع من كل ضرر وعقوق بأي وجه كان لا بالنهي عن قول"أف" ...
فأبو محمد _وإحدى الروايتين عن داود_ برى أن تحريم الضرب لا يفهم من قوله تعالى:"فلا تقل لهما أف" ولكن يفهم من عموم أمر الله بالإحسان للوالدين في هذه الآية وغيرها
وهذا الذي أنكره العلماء عليهم وشتعوا به على مذهبهم وعدوه من بدعهم
وهو إنكار القياس الأولوي أو مفهوم الموافقة الأولوي
قال أبو العباس ابن تيمية:"ومن لم يلحظ المعاني من خطاب الله ورسوله , ولا يفهمُ تنبيه الخطاب وفحواه من أهل الظاهر كالذين يقولون إن قوله: "فلا تقل لهما أف ". لا يفيد النهي عن الضرب , وهو إحدى الروايتين عن داود , واختاره ابن حزم , وهذا في غاية الضعف , بل وكذلك قياس الأولى , وإن لم يدل عليه الخطاب , لكن عرف أنه أولى بالحكم من المنطوق بهذا , فإنكاره من بدع الظاهرية التي لم يسبقهم بها أحد من السلف , فما زال السلف يحتجون بمثل هذا .. الخ
وأنت إذا تتبعت كلام العلماء عن هذا وجدتهم ينكرون هذا المعنى على الظاهرية
ولا يقولون أنهم لا يرون حرمة ضرب الوالدين
لا يقولون هذا
ولكنهم أنكروا عليهم بدعتهم هذه التي نبه عليها أبو العباس رحمه الله
يتبع ...
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[28 - Jun-2009, مساء 11:31]ـ
نعم اخي هذا لا خلاف فيه لكن سمعت بأم اذني الشيخ عبد الكريم الخضير يقول اكثر من هذا و هو أن ابن حزم يجيز ضرب الوالدين، قالها لما ذكر حديث المعازف و قول بن حزم فيه في شرح الفية العراقي (عنعنة كخبر المعازف لا تصغ لابن حزم المخالف) و هذا النص منقول،
وابن حزم خالف في مسائل الغناء والمعازف ومسائل كثيرة، والإشكال أن قول ابن حزم هذا الذي هذا القول الضعيف المرذول المهجور المخالف للسنن الصحيحة المروج لهذا الغناء الذي هو مزامير الشيطان، والصاد عن ذكر الله، الآن وصل إلى بيوت المسلمين في قعرها يسمعه كبير السن، يسمعه الطفل، يسمعه الخير، يسمعه الفاسق، يسمعه كل أحد، ومن عوام الناس من لا يقرأ، ولا يكتب؛ تسمع النغمات الموسيقية في جواله، وإذا قلت له: هذه موسيقى، واللجنة الدائمة أفتوا بتحريمها، وأنه يجب تغييرها، يقول لك: ابن حزم إمام، الموسيقى جائزة عنده، والمعازف جائزة، طيب متى اطلعت على رأي ابن حزم؟ تريد أن تكون حزمي تأخذ بجميع ما يقول، تعال؛ خذ قوله بالموسيقى، لكن ما رأيك لو جاء ولدك، وأعطاك كف، ضربك؛ يعني على طرداً لقول ابن حزم ما فيه شيء، لكن لا يقول: أف، ترضى بمثل هذا أن تقتدي به؟ لو بال شخص في إناء، وصبه على الماء ما يتأثر، لكن لو بال على الماء مباشرة، تقبل أن يكون هذا قدوتك؟ أو تريد ما تهواه، وتشتهيه، وتترك ما لا تريد؛ صار الدين بالهوى، ما صار عبودية، وما صار هواك تبع لما جاء به النبي -عليه الصلاة والسلام-، فمثل هذا خطر على الديانة، إذا فتحت مثل هذه الأبواب؛ ما يبقى شيء، إذا أُسمع، أو أُطلع عوام المسلمين على شواذ الأقوال ما يبقى شيء؛ لأن عقولهم ما تحتمل مثل هذه الأمور.
(يُتْبَعُ)
(/)
لهذا لابد من الانصاف و التحري في نقل الاقوال فابن حزم لا يجيز ضرب الوالدين إنما يقول ان قول "أف" لا يعني تحريم ضربهما
و الله أعلم
ملاحظة للأخ الشرح الممتع: هذا نقل عن الشيخ ينسب فيه الكلام لإبن حزم
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[28 - Jun-2009, مساء 11:31]ـ
كنت أتابع هذا الحوار وأتعجب من هؤلاء الظاهرية الجدد _وقلت: (جدد) لأن أغلبهم لم يفهم ظاهرية داود وابن حزم على الوجه_ من عدم شتمهم وطعنهم لأهل العلم والمخالف كما هي عادتهم
حتى وقفت على خلاف ذلك في موقع آخر فعلمت أنه خوف من المشرف لا خوف من الله
قال أبو محمد العمري وشكره أخونا المغربي:
اقتباس:
والأعجب منه عندما تقول لهم هذه كتبنا فأين المسألة التى ذكرت قالوا لك:
علماؤنا ذكروها فهل هم مخطئون؟؟؟
كأن علماؤهم هؤلاء وسلفهم وخلفهم معصومون!!!
فإن قلت لهم هؤلاء ليسوا معصومين فربما نقلوا عن مجاهيل أو ....
وهذه كتبنا فأين المسألة التى ذكرت قالوا لك:
أئتنا أنت بدليل أن أئمتكم لم يقولوها؟؟!!!
أرأيتم عكساً للقضايا وهراءاً كهذا
نحن متهمون حتى تثبت إدانتنا طالما أن علماؤهم الحمقى اتهمونا وأسلافهم المفترين تقولوا علينا!!!
هل تدرون من يقصدون بعلمائنا؟!!
إنهم يقصدون أصحاب المذاهب الأربعة الذين يودون أن يستيقظوا يوما وقد محى الله ذكرهم هم وتراثهم (أنسب هذا لهم عن خبرة بكلامهم)
مع أن علماء المذاهب الأربعة هم جمهور علماء الأمة
يا ظاهري؟
هل الجويني أحمق مفتري؟
هل النووي أحمق مفتري؟
هل ابن دقيق العيد أحمق مفتري؟
هل ابن تيمية أحمق مفتري؟
هل الشنقيطي .....
هل العثيمين ....
ألا تخشى الله؟ ألا تتقيه؟ ألم تقرأ سير هؤلاء العلماء لتعلم منزلتهم من الورع والعلم والتقوى
تركت جميع خصال ابن حزم رحمه الله من العلم والذكاء وغير ذلك وتمسكت بخصلة واحدة من خصاله ألا وهي الشدة على أهل العلم ثم زدت عليها
تصف أئمتنا بالحمقى وأنت تلحن بالكتابة تقول _كما هو أعلاه_ ... أن علماؤهم الحمقى .... وهي علمائهم لأنه اسم إن منصوب!!!
اللهم لين قلوبنا وعلمنا وارفع الجهل عنا والطف بنا يا رحيم
اقسم بالله يا أمجد أنني لم أنتبه للعبارة المذكورة , والله ما أنا بالذي يوافق على مثل ما ذكر , وغنما أطللت على موضوع شيخنا أبي محمد بسرعة ثم شكرته , ... زسأحذفها .. فلا والله ما قصدت إلى هذا يوما .. وأظنك تعرف هذا عني ...
أما اللحن فحتى انت تلحن , فالرجاء الإبتعاد عن هذه الأساليب ... ونحن نتكلم العربية بعد أن نتعلم القواعد فلا بد من الخطأ لأن عوارض الذهول حاضرة وآفات النسيان متجددة ...
ملاحظة
اقتباس:
نحن متهمون حتى تثبت إدانتنا طالما أن علماؤهم
أظنها علماءهم بهمزة فوق السطر و الله أعلم
الحق معك يا أخي وأخطأ أمجد.
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[28 - Jun-2009, مساء 11:35]ـ
/// لم يكذب علماؤنا على الظاهرية ولم يفتروا عليهم كما زعم في أول الموضوع
المسألة المتنازع حولها اخي أمجد: عن البول في الماء الراكد وليس الضرب , ويبدو أنك نسيت أصل الموضوع فانتقلت لموضوع الضرب عن حسن نية ...
ثم تقول لم يكذبوا , ومن قال أنهم كذبوا: ربما كذب واحد أو وهم وتابعه الأخرون عن حسن نية!!!
لكنني لا أستبعد كذب المتعصبة (=وليس منهم ابن عثيمين وبعض من ذكرت فلا تدخل شيئا في شئ)
فأنا اطالبك الآن بتوثيق نسبة جواز البول في الماء الراكد للظاهرية ثم ننتقل لموضوع الضرب؟
يتبع ....
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[28 - Jun-2009, مساء 11:48]ـ
يا أخي
طعونكم في أهل العلم بادية للعيان تعج بها مشاركاتكم في المواقع الأخرى وهنا لكنها محذوفة من قبل الإشراف
ففي موقعكم وغيرهم
طعن بالحنابلة والمالكية على وجه الخصوص
وطعن بالشاطبي والتحذير من كتبه
وفي غيره
لا أريد أن ننشغل بهذه الأمور
لأن هؤلاء العلماء سيبقون علماء ولن يضر فيهم طعونكم فالأولى إخمالها
الحق معك يا أخي وأخطأ أمجد.أن عبد ضعيف كثير الخطأ
لكني لا أطعن في أهل العلم وأقول عنهم حمقى
أنا أعرف قدري
يكفيني أن أصف في صفوف المدافعين عنهم بحق
المقصود أن شيخك أبا محمد إنما وقع في الطعن بالعلماء لبعده عن العلم وقربه من ضده وإلا فلو تعلم لما صار إلى ما صار إليه
أما مسألة الضرب
فالمعروف أن التشنيع على الظاهرية إنما كان يما ذكرتُ عن ابن تيمية لا غير
هذا الموجود في الكتب وعلى ألسنة أهل العلم
أما نسبة عدم تحريم الضرب بهم مطلقا فلا أعلمه
والشيخ عبد الكريم الخضير من أفاضل أهل العلم في هذا العصر لا يكذب ولا يفتري
فإن صح ما نقله الأخ عبد الرحيم فيكون سبق لسان أو خطأ ناشيء عن وهم
فإن حقيقة المسألة مشهورة عنهم لا تخفى
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[28 - Jun-2009, مساء 11:55]ـ
النقل عنه صحيح و موجود في اشرطته و سمعته اكثر من مرة و هذا ما دعاني لنشر الموضوع من كثرة ما سمعته من الشيخ الخضير حفظه الله و الذي نفعني الله بدروسه من شروح العمدة و بلوغ المرام و الموطأ و الالفية و فضله علي كبير لا يوصف و ليست زلة لسان منه أو وهم بالذي سينقص من محبته في قلبي و إني لأحبه في الله.
و بارك الله في الجميع
في موقع طريق الاسلام (شرح الالفية للخضير http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=4111 ، من اراد التفريغ في ملف وورد من هنا http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=6700)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[29 - Jun-2009, صباحاً 12:13]ـ
يا شيخ أمجد ألا تستطيع الإجابة عن سؤالي: أين الدليل على ان الظاهرية قالوا بجواز البول في القارورة؟؟!!!
*********************
قل لي بربك: من رأيته طعن في أشخاص أهل العلم غير ما نقلته عن أبي محمد؟
**********************
هذا موقفي: هم علماء لا نقاش في ذلك , نستفيد من علمهم , ونرد عليهم أخطاءهم. على أن فيهم بعض المبتدعة فوجب التنبه.
******************
وتذكروا أنني لا أتكلم إلا بأدب , ووالله لو لم أعرف شيئا لقلت لك: وضح لي المسألة؟ وكل واحد له الحق في إبداء رايه , والرد على ما يراه مخالفا لما يراه الصواب والحكم للأدلة ... فلا اخشى من شئ لحمد الله.
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[29 - Jun-2009, صباحاً 12:37]ـ
يا شيخ أمجد ألا تستطيع الإجابة عن سؤالي: أين الدليل على ان الظاهرية قالوا بجواز البول في القارورة؟؟!!!
*********************
قل لي بربك: من رأيته طعن في أشخاص أهل العلم غير ما نقلته عن أبي محمد؟
**********************
هذا موقفي: هم علماء لا نقاش في ذلك , نستفيد من علمهم , ونرد عليهم أخطاءهم. على أن فيهم بعض المبتدعة فوجب التنبه.
******************
وتذكروا أنني لا أتكلم إلا بأدب , ووالله لو لم أعرف شيئا لقلت لك: وضح لي المسألة؟ وكل واحد له الحق في إبداء رايه , والرد على ما يراه مخالفا لما يراه الصواب والحكم للأدلة ... فلا اخشى من شئ لحمد الله.
هون عليك يا أخي، المهم فقط هو توثيق الأقوال فمن قال النووي قال فقد وثق و من قال الجويني قال فقد وثق لأنه نسب القول لمن نقله، بعدها سنقول قال النووي كذا عن الظاهرية، فإن كان عندك قول للظاهرية مخالف ايضا فأنقله و قل مثلا قال عقيل الظاهري كذا أو قال بن حزم كذا أو قال مقبل الوادعي كذا ...
المهم أن ننسب الأقوال لقائليها بعدها طالب العلم يمحص و كل و منهجيته في التصرف بالأقوال و لا حاجة للدخول في نقاشات هدفها تبرئة فلان أو علان و الله الموفق للصواب
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[29 - Jun-2009, صباحاً 12:39]ـ
لينظر الجميع لزاما في (المحلى ج1/ص135 وما بعدها).
ومن كان عنده كتاب الشيخ تاج الدين الفاكهي (رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام ج1/ص258) فلينظره أيضا لزاما.
وحبا في الله وكرامة دعوا الخوض في باب العلماء أياً كانوا، فوالله لحسناتهم أكبر وأعظم من زلّات معدودة لهم.
وبورك في الجميع
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[30 - Jun-2009, صباحاً 12:41]ـ
يا شيخ أمجد ألا تستطيع الإجابة عن سؤالي: أين الدليل على ان الظاهرية قالوا بجواز البول في القارورة؟؟!!!
*********************
قل لي بربك: من رأيته طعن في أشخاص أهل العلم غير ما نقلته عن أبي محمد؟
**********************
هذا موقفي: هم علماء لا نقاش في ذلك , نستفيد من علمهم , ونرد عليهم أخطاءهم. على أن فيهم بعض المبتدعة فوجب التنبه.
******************
وتذكروا أنني لا أتكلم إلا بأدب , ووالله لو لم أعرف شيئا لقلت لك: وضح لي المسألة؟ وكل واحد له الحق في إبداء رايه , والرد على ما يراه مخالفا لما يراه الصواب والحكم للأدلة ... فلا اخشى من شئ لحمد الله.
بارك الله فيك أخي عبد الرحمن
أنا في الحقيقة لا أحب هذه المواضيع التي فيها مشاحنات حتى لو اختلطت بفوائد وعوائد
سأجيب عن مشاركتك هذه فقط
لما ذكرتُ ولأن دخولي كان فقط لنفي نسبة الكذب والافتراء عن العلماء لا لتوثيق نسبة هذه الأقوال إلى الظاهرية أم لا وهو أصل موضوع الأخ عبد الحكيم
فأقول:
///أما طعن غيره من الظاهرية فموجود في موقعكم وعندي دليل كل طعن برابطه
لكن نحن لا نريد أن ننشغل بهذا
لما تقدم ذكره
ولأنك لا توافقهم على ذلك كما تقول
خرجنا من هذه
/// المسائل التي نسبها العلماء للظاهرية على جهة التشنيع:
ـ مسألة القارورة
ـ ومسألة التفريق بين التغوط والتبول في الراكد
ـ ومسألة عدم فهم الضرب من التأفيف المذكور في الآية
وغيرها من المسائل
/// فالكلام هنا في مقامين:
الأول: توثيق ذلك عن الظاهرية
الثاني: بيان عدم كذب وافتراء العلماء عليهم
أما الثاني فينبغي أن نعلم أن ثمة فرق بين الكذب والافتراء وبين الاجتهاد في نسبة الأقوال إلى أصحابها سواء أصاب في هذا القول أم لا
فالأول صاحبه مذموم والثاني مأجور أجرين إن أصاب وإلا فواحد
/// أما مسألة ضرب الوالدين فقد تقدم توثيقها من كتاب ابن حزم
فلم يكذب علماؤنا
وثبت التشنيع على الظاهرية في هذه المسألة عندهم
وأما مسألة التغوط وهي أشنعها
فتوثيقها من كلام ابن حزم إذا قال في المحلى 1/ 135: " إلا أن البائل في الماء الراكد الذي لا يجري حرام عليه الوضوء بذلك الماء والاغتسال به لغرض أو لغيره، وحكمه التيمم إن لم يجد غيره ... فلو أحدث في الماء أو بال خارجا منه ثم جرى البول فيه فهو طاهر يجوز الوضوء منه والغسل له ولغيره إلا أن يغير ذلك البول أو الحدث شيئا من أوصاف الماء فلا يجزئ حينئذ استعماله أصلا لا له ولا لغيره ".
فقوله:"فلو أحدث في الماء". تفريق بين البول وغيره كالغائط
وهو الذي شنع العلماء به على الظاهرية
وأما مسألة القارورة فإنها لازم قول أبي محمد رحمه الله إذ قال في الموضع السابق:"أو بال خارجا منه ثم جرى البول فيه فهو طاهر يجوز الوضوء منه والغسل له ولغيره".
لأن العلة واحدة
فإن قلتم لازم القول ليس بلازم قيل هذا فيه خلاف على أقوال:
الثالث: ليس على إطلاقه فإن كان اللازم واضحا لزم وإلا فلا
وهذا هو الصواب في هذه المسألة
وفي مسألتنا اللازم واضح
/// هذا على أن علماءنا قد وقفوا على ما لم نقف عليه من المصادر
ومعلوم أن مصادر الظاهرية لم تصل إلينا بكاملها وخاصة كتب داود
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى المصرى]ــــــــ[30 - Jun-2009, صباحاً 01:27]ـ
.......
أما مسألة ضرب الوالدين فقد تقدم توثيقها من كتاب ابن حزم
فلم يكذب علماؤنا
وثبت التشنيع على الظاهرية في هذه المسألة عندهم
ما فهمته والله أعلم أن الرجل لم يقل بجواز ضرب الوالدين بل قال إن الآية ليس فيها التحريم
والتحريم يثبت من نصوص أخرى كما نعلم جميعاً.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[30 - Jun-2009, صباحاً 01:36]ـ
نعم أخي
ولم ينسب له العلماء جواز الضرب فيما أعلم
وإنما أنكروا عليه أنه يقول بأن حرمة الضرب لا تفهم من قوله تعالى:"فلا تقل لهما أف".
فهذا إنكار للقياس الأولوي أو مفهوم الموافقة الأولوي وإنكاره عندهم مذموم عقلا وشرعا ومخالف لإجماع السلف
هذا محل التشنيع والإنكار فيما أعلم
ـ[مصطفى المصرى]ــــــــ[30 - Jun-2009, صباحاً 01:40]ـ
نعم أخي
ولم ينسب له العلماء جواز الضرب فيما أعلم
وإنما أنكروا عليه أنه يقول بأن حرمة الضرب لا تفهم من قوله تعالى:"فلا تقل لهما أف".
فهذا إنكار للقياس الأولوي أو مفهوم الموافقة الأولوي وإنكاره عندهم مذموم عقلا وشرعا ومخالف لإجماع السلف
هذا محل التشنيع والإنكار فيما أعلم
لا حاجة للأولى هنا
النصوص العامة بالإحسان تفي بالغرض
وهم عندهم لا يأخذون بنص دون نص
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[30 - Jun-2009, صباحاً 01:43]ـ
كان ذا حاجة أم لا
المهم أنه أنكر نوع الاستدلال أو أصله أو قاعدته
وهو مخالف للعقل السليم وإجماع السلف عندهم
ـ[مصطفى المصرى]ــــــــ[30 - Jun-2009, صباحاً 01:50]ـ
المشكلة يا أمجد أنك تحكم عليهم من خلال أصولنا نحن!
فينبغي فهم طريقة نظرهم واستدلالهم حتى نحكم على أقوالهم بطريقة سليمة.
وأحسن من قرأت لهم في شرح طرق استدلالهم هو الشيخ ابن عقيل النجدي فأنصحك بكتبه.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[30 - Jun-2009, صباحاً 01:53]ـ
لست بملزم أن أحكم بأصولهم لأني لا أذهب إليها
يكفيني أن أفهم كلامه الفهم الصحيح الذي فهمه العلماء ثم أحاكمه بعد ذلك بناء على هذا الفهم
كما هو الواقع في هذه المسألة
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[30 - Jun-2009, صباحاً 02:39]ـ
بضع ملاحظات سريعة:
1 - كتب داود ضائعة، فالقول بأن العلماء قد افتروا عليه تهوُّر وتعصُّب من القائل، ولا سيما أن الرأي المنسوب إليه يتفق مع أصول المذهب. وقد نسبوه إليه عندما كانت كتبه موجودة، بينما الذين ينكرون الآن إنما ينكرون لمعرفتهم بأن الكتب ضائعة!
وقد تكرر مراراً أن كذَّب أصحابُ الأهواء المعاصرين نقولَ علماء الإسلام، ثم ظهرت براءتهم وصحة نقولهم بظهور المخطوطات التي كان يظن أنها ضائعة!
2 - القول بأن أقوال الائمة تثبت من كتب اتباعهم لا مخالفيهم، باطل! لأن أقوالهم تثبت بنقل الثقات سواء أكانوا من أتباعهم أم من مخالفيهم!
ما الذي يمنع من تصديق نقل الجويني والنووي لقول داود؟!
لا شيء!
فهو جار على أصول مذهبه!
ولم يقل قدماء الظاهرية بأن داود مكذوب عليه في هذه المسألة!
ولا قيمة لعناد معاصريهم وحذلقاتهم!
3 - لا أدري كيف تُعتبر مسألة القارورة من باب الافتراء على أبي محمد، فهي مفهومة من كلامه وجارية على أصوله، وإن لم يكتب لفظة القارورة! لأن البائل في القارورة لا تنطبق عليه حرفية النص، ولو ألقاها في الماء بعد ذلك! بل لو بال فيها قاصداً إلقاءها في الماء فلا تنطبق عليه حرفية النص (عند أبي محمد).
وأما تخريج الأخ العمري له بالنية فلم أجد له أصلا في كلام أبي محمد (الذي نقله هو!). ولم يفرق أبو محمد بين الذي يبول على حافة الماء قاصداً التلويث، وبين الذي يجري البول إلى الماء من غير إرادته، وبعيد جداً أن يكون مدار المسألة على هذا الفرق - كما يزعم العمري - ويفوت بيانه على مثل أبي محمد!
والغريب أن يتجاهل الأخ قول أبي محمد (فلو أحدث في الماء)!! فهل الذي أحدث في الماء لم يقصد الإحداث فيه؟!
إن من يتأمل المسألة - وغيرها - بعين الإنصاف يعلم علم اليقين أن الافتراء على الظاهرية لم يخطر على بال علماءنا، وأنهم قد عرفوا أصول المذهب الظاهري أكثر من هذه النابتة الظاهرية المعاصرة!
4 - الشيخ عبدالكريم الخضير لم يخطئ ولم يظلم، ولا حاجة للاستشهاد بالأشرطة! إذ يستحيل أن يخطر بباله أو ببال سامعيه أن ابن حزم يبيح ضرب الوالدين! وإنما قصده الظاهر المستقيم هو ما صرح به أبو محمد (فلو لم يرد غير هذه اللفظة لما كان فيها تحريم ضربهما ولا قتلهما ولما كان فيها إلا تحريم قول "أف" فقط)، وهو قول في غاية الصراحة والشناعة!
فالعجب ممن يتغافل عن هذا الرأي الصريح الواضح، ويبحث عن شعرة في عين الشيخ عبدالكربم!
ولا أدري كيف يخرِّج المتحذلقون ضرب الوالدين وقتلهما على أساس النيَّة!!
5 - يلاحظ على الظاهرية الجدد التعصب الزائد للمذهب، بينما نجد أن معظم علماء المذاهب الأربعة - أو الذين نعرف أحوالهم على الأقل - يدرسون ويدرِّسون كتب أبي محمد للاستفادة منها لا للرد عليها. وحتى كلام النووي والشوكاني إذا تأمله المنصف وجد أنهم يحكون أقوالهم من منطلق أنهم فقهاء معتبرون.
وتخيَّل بإزاء: لو وُجدت جامعة أو دولة للظاهرية! أتراهم يدرسون كتب الأئمة الأربعة للاستفادة منها؟!(/)
ما أنا إلا طويلب علم ولا أدري لم الغرور!!
ـ[تلميذة ابن القيم]ــــــــ[24 - Jun-2009, صباحاً 12:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنقل لكم هذه الموعظة جزى الله كاتبها خير الجزاء وجعله في ميزان حسناته يوم لاينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم ...
قال صالح آل الشيخ – حفظه الله وغفر له -:
" ... ولا نظن أننا حققنا ما يجب علينا، فلا مكان في الحقيقة بيننا لمن يرضى عن نفسه، أنا لا أرضى عن نفسي ولا عن عملي فيما قدمت.
إن من يعمل لهذا الدين لا ينبغي له أن يرضى عن عمله ويقول أنا بذلت وبذلت لأن هذه بداية النهاية، أو بداية دخول الشيطان على النفس في ذلك، بل تبذل وتنسى.
وهذا يذكرني بكلمة قالها أحد العلماء الحفاظ كان يستشهد كثيرا بالأحاديث وبالشعر وباللغة، فقال له أحد الطلاب: يا شيخ كم تحفظ؟ فالتفتَ إليه مغضباً وقال: أنا لست كسلانا مثلك، أعدّ ما أحفظ!
إن من يبدأ يحسب؛ أنا والله جلستُ مدة سنة أشتغل كذا، وأنا بدأت كذا، وعملت كذا، هذا ينبغي له أن ينظر إلى نفسه من جديد، هذا المجال هو مجال احتساب، ومجال بذل بلا عدّ، والله جلّ وعلا لا يضيع عنده شيء ولا يضيع أجرَ من أحسن عملا.
لهذا أنا أوصي نفسي وإياكم جميعا كبارا وصغارا في هذا الميدان أن يبذل المرء ما يستطيع ولا ينظر إلى ما بذل، بل يحتقر ما بذل في خضمّ الواجب عليه، فإن الأمرَ كبيرا جدّا جدًّا ... "
لستُ إلا طويلب علم .. !
– دعوة للتواضع -
لستُ إلا طويلب علم .. !
كلمة قالها العَلَم الربّانيّ وأحد المجددين في هذا العصر
العلامة المحدث ـ محمد ناصر الدين الألباني –
رحمه الله وغفر له - ...
هذا الإمام وصف نفسه بأنه طويلب علم ...... !!
أي تربية فرضها – رحمه الله على نفسه .. وهو من هو في جلالة قدره وعلمه
قال الإمام بن باز –رحمه الله -: " لا أعلم تحت قُبَةِ الفلك في هذا العصر، أعلم من الشيخ الألباني ".
لستُ إلا طويلب علم .. !
هكذا العلماء لا يتركون الكبر .. والغرور .. والتعالي .. والتطاول لأنفسهم سبيلا رغم ما آتاهم الله من علم وإمامة – رحمهم الله وغفر لهم –
لستُ إلا طويلب علم .. !
كلمة أهديها لمن ظن نفسه أنه طالب علم حقا؟ فأصبح يقلب أعراض إخوانه يمينا وشمالا .. !!
تطاول عليهم وكأنه فَقِه العلوم كلها، فرمى هذا بأنه في بداية الطلب لا يجوز له أن يتكلم أو يبدي رأيا مهما كان لأنه في حضرة طالب العلم المتمكن إن لم أقل العالم.
لستُ إلا طويلب علم .. !
كلمة أهديها لمن قرأ رسالة أو رسالتين أو كتابا فخال نفسه أنه حصد مقاصد الأحكام فأصبح يرجح بين الأقوال لأنه المتفنن المتقن!!.
. فلا يُعارَض أبدا.
لستُ إلا طويلب علم .. !
أهديها لمن أراد أن يُصلح غيره قبل أن يُصلح نفسه الأمّارة بالسوء.
فيا أيها الرجل المعلم غيره ... هلا لنفسك كان ذا التعليم
لستُ إلا طويلب علم .. !
أهديها لمن نسي يوما حقيقته وأنه لو نظر إلى ما كسبته يداه من سيئات لوسعه بيته وبكى على خطيئته.
لستُ إلا طويلب علم .. !
أهديها لمن لمز أو غمز إخوانه مهما كان وكأنه حاز الكمال في كل شيء، وكأنه قرأ أفكارهم فطعن في نواياهم - طبعا لمن لا يوافق رأيه -
لستُ إلا طويلب علم .. !
أهديها لمن نصّب نفسه على الناس حكما فوزن إخوانه .. عدّل وزكّى من شاء – طبعا لمن وافق رأيه –
لستُ إلا طويلب علم .. !
هي دعوة لأن نتعلم الآدب من هؤلاء الأعلام قبل أن نتعلم منهم العلم.
لستُ إلا طويلب علم .. !
هي دعوة لإعادة النظر فيما نكتب أو تخطه أيدينا،بل وما نحمله من شعور تجاه غيرنا، فلا يعلم أحدنا متى يفارق هذه الدنيا ليومٍ تبسط فيه الأعمال ويا ويل من أساء لأحد إخوانه بكلمة ..
روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة قوله رضي لله عنه: (إنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ)
لستُ إلا طويلب علم .. !
هي دعوة للتواضع ونبذ التطاول على الآخرين، فيوشك أن لا يدخل الجنّة من كان في قلبه مثقال ذرة من خردل من كبر.
هي دعوة لتصفى النفوس وتزكوا بأن يحب كل واحد منا للآخر ما يحبه لنفسه وإيّاك أن تنسى نفسك عندما تريد أن تصلح غيرك.
قال الإمام بن عثيمين -رحمه الله وغفر له -: ( ... والعلم الشرعي يدعو إلى كل خلق فاضل من الصدق، والوفاء ومحبة الخير للمؤمنين .. )
قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه "
من حديث أنس بن مالك الذي رواه مسلم وعن عبدالله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم: " .... من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأت إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه .... ) رواه مسلم
" وكثير من الناس عندهم غيرة وحب للخير، ولكن لا يسعون الناس بأخلاقهم، نجده عنده شدة وعنف حتى في مقام الدعوة إلى الله – عز وجل، نجده يستعمل العنف والشدة، وهذا خلاف الأخلاق التى أمربها الله - عز وجل ـ.
واعلم أن حسن الخلق هو ما يقرب إلى الله – عز وجل – وأولى الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم وأدناهم منه منزلة أحاسنهم أخلاقاً كما قال صلى الله عليه وسلم " إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً، وإن أبغضكم إلى وأبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمفيهقون". قالوا يا رسول الله! قد علمنا الثرثارون والمتشدقون فما المتفيهقون؟ قال؟ "المتكبرون" ... ) أو كما قال
هي دعوة إلى نفسي أولا و إلى كل واحد منّا لأن يُُلين الجانب ويتواضع لإخوانه وأن يحمل كلامهم محملا حسنا. وإن كان ولابد النصيحة فلا يبديها علنا.
هي دعوة لمن قال قد حصّلت المقصود والغاية وهو لا يعلم أنه حكم على نفسه بالنهاية
فاحذروا بداية النهاية!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التوحيد]ــــــــ[24 - Jun-2009, مساء 12:43]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أحسن الله إليك
نقل طيب نفعنا الله وإياك به ورزقنا الإخلاص والقبول في القول والعمل.
ـ[حسن ابو عدي]ــــــــ[24 - Jun-2009, مساء 02:21]ـ
جزاك الله خير وبارك فيك
ـ[ابو عبدالله العازمي]ــــــــ[24 - Jun-2009, مساء 02:58]ـ
رحم الله الشيخ الالباني رحمة واسعة
وجزاك الله خير على الموضوع
ـ[محب المواريث]ــــــــ[26 - Jun-2009, صباحاً 02:43]ـ
الله أكبر ماأعلى تواضع الشيخ الألباني جمعنا الله به في الجنة(/)
حفلات المو لد مباحة شكلا و تو قيتا مشروعة مضمو نا
ـ[جمانة انس]ــــــــ[24 - Jun-2009, مساء 01:14]ـ
--هل يصح القول ان حفلات المولد مباحة تو قيتا و شكلا مشروعةمضمونا؟؟
هل يصح القول: ان الصحابة الكرام لم يكونوا بحاجة الى حفلات المولد؟؟
والى كثير من البرامج التلفازية والا ذاعية التي تقام للتعر يف بشمائل النبي صلى الله عليه وسلم واخلاقه وسيرته
و الى غر س محبته واتباعه؟؟
لم يكونوا بحاجة لهذا كله ....
لانهم كانوا على درجة عالية من حبه والقرب منه والا طلاع على سيرته صلى الله عليه وسلم
----بينما نحن بحاجة الى انوا ع مختلفة والى تفنن في ابتكار الا ساليب التي تعرف الناس بها بهذا الر سول الكريم
ولنغرس محبته في قلوب الناس صلى الله عليه وسلم
============================
و تأتي حفلات المولد كنموذج مبتكر يحقق هذا الغرض
و من كان حاله على درجة الصحابة والتابعين والسلف في حب النبي صلى الله عليه وسلم
فليس بمحتاج الى هذه الحفلات و البر امج
اما واقعنا فالحاجة كبيرة الى غر س محبة النبي صلى الله عليه وسلم في قلوب الناس بمختلف الا ساليب
و يكون المو لد احدها
--وجهت انظار بعض البا حثين الى الا خطاء التي تكون في حفلات المولد في بعض الحالات و ربما تصل الى حد
المخا لفات الشر عية احيانا
فقالوا بتحر يم هذه الحفلات
و هذاالتحريم خطأ شرعي لانه يجب ان ينصب التحريم الى الا خطاء الشر عية
و لا نحرم الا بدقة
و الا حر منا ما احله الله
وعلى سبيل المثال: لو حد ثت مخالفات شر عية اثناء الحج فهل نحرمه وهو ركن
طبعا لا انما نحرم الاخطاء
كذلك المبا حات اذا واكبتها اخطاء فالتحريم يوجه للا خطاء
فاذا خلت من الا خطاء كانت مباحة
============================== =======
والان خروجا من حدوث جدل بلا فا ئدة احدد تعر يف حفلة المو لد
المباح شكلا و تو قيتا و المشر وع مضمونا
==========
حفلة المولد تحتوي على:
قراءة للقران الكريم
التعر يف بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم و شما ئله و اخلاقه
و الدعوة الى محبته
من خلال الكلمات النثرية والشعرية والترنم بالقصائد بمحبته و هديه صلى الله عليه وسلم
دون ان يصا حب ذلك اي مخا لفات شر عية
ثم تختم الحفلة بتناول طعام او تو زيع الحلوى
=== او قات اقامة هذه الحفلات
---اول هذه المنا سبات اليوم الذي ولد فيه صلى الله عليه وسلم
--- ثم مختلف المنا سبات الا جتما عية
يستفاد منها لا قا مة هذه الحفلات فتكون فرصا لا جتما ع الناس وتذكيرهم
بر سول الله صلى الله عليه وسلم
التماسا لبر كة ما يحويه جمع الناس على حفلة مو لد حول رسول الله صلى الله عليه وسلم
و من امثلة ذلك
ولادة امراة و سلامتها
نجاح طالب
........
او اي فر صة اجتما عية
---------------------------------------------
الحكم الشر عي:
مضمون الحفلة كما صو رته مشروع بلا خلاف-
ربطه بالمناسبات و حتى بدون مناسبات على الا باحة
==============================
هذا مو ضوع اطرحه للمنا قشة العلمية الدقيقة
راجية عدم الخلط في التعليق
بين الحفلات التي يصا حبها محر مات
و بين الحفلا ت الصافية
اذ هو جم المو لد كثيرا بدون دقة واختلط الحال ولم تكن الفتاوى دقيقة
ونسال الله ان يهد ينا للصواب
============================
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[24 - Jun-2009, مساء 01:42]ـ
الخطر كل الخطر أن يتحذلق الإنسان على شرع الله، وأن يجعل طريق سلوكه لهذا الشرع أفكار الشيطان وخواطره
ثم المصاب كل المصاب أن تبزغ الشمس ساطعة موضحة لك طريقك حتى تسير فيه، ومن ثم تحاول إغماض عينيك وتريد المضي قدما في هذا الطريق
لا حول ولا قوة إلا بالله
سبحانك هذا بهتان عظيم
طرحك هذا سيجعلنا في فترة من الفترات (رافضة السنة)!!
ـ[جمانة انس]ــــــــ[24 - Jun-2009, مساء 02:22]ـ
الخطر كل الخطر أن يتحذلق الإنسان على شرع الله، وأن يجعل طريق سلوكه لهذا الشرع أفكار الشيطان وخواطره
ثم المصاب كل المصاب أن تبزغ الشمس ساطعة موضحة لك طريقك حتى تسير فيه، ومن ثم تحاول إغماض عينيك وتريد المضي قدما في هذا الطريق
لا حول ولا قوة إلا بالله
سبحانك هذا بهتان عظيم
طرحك هذا سيجعلنا في فترة من الفترات (رافضة السنة)!!
لقدطرحت مو ضو عي للمنا قشة العلمية الفقهية
و لم اجد في مد اخلتك منا قشة علمية و لا بحثا فقهيا
--و قد علقت في ختام كلامك بدعوى خطيرة لم تشرح لنا كيف و لماذا
فحبذا لو فصلت فربما كانت الفكرة واضحة بذهنك
لكنها غير و اضحة للقارىء
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[24 - Jun-2009, مساء 02:41]ـ
إذا تريدين نقاشا علميا لإباحة وتحليل (المولد)؟! سامحك الله
عفوا؛ أنا خارج المناقشة
وبالنسبة لكلمتي الأخيرة، فدعيها للبيب الذي يفهم الإشارة
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[24 - Jun-2009, مساء 02:49]ـ
هذا خلط كبير بين الوسائل و المقاصد و البدعة و المصالح المرسلة يطول شرحه لكن من يقع في خلط كهذا لا داعي لمناقشته في هذه المسألة بالذات و إنما نوجهه أولا لدراسة ما يلزمه لكي لا يقع في هذا الخلط
و نبدأ ذلك من هذا السؤال، ما الفرق بين المصالح المرسلة و البدعة؟ مثلا لماذا قراءة القرآن جماعة من أجل العبادة أو الذكر الجماعي يعتبر بدعة لكن تدريس القرآن جماعة في المدارس ليس كذلك؟
السؤال الثاني هل يوم مولد النبي عليه الصلاة و السلام مميز شرعيا؟ أي عنده افضلية بالنسبة لسائر ايام السنة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمانة انس]ــــــــ[24 - Jun-2009, مساء 02:52]ـ
إذا تريدين نقاشا علميا لإباحة وتحليل (المولد)؟! سامحك الله
عفوا؛ أنا خارج المناقشة
وبالنسبة لكلمتي الأخيرة، فدعيها للبيب الذي يفهم الإشارة
جز اك الله خيرا
و بارك الله فيك
اذا كنت هكذا تفكر فا حسنت اذ كنت خارج المنا قشة
ـ[حارث البديع]ــــــــ[24 - Jun-2009, مساء 09:17]ـ
كثير من علماء عصرنا أجازوه
ومحرميه
اعتمدوا في تحريمه على شركيات فيه أو معاصي
ترتكب
إذا خلت الموالد من هذا فما حكمها
يقولون بدعة
وضابط البدعة ماسلم من اعتراضات,
يجب أن نراعي أن المسألة في طور الإجتهاد
(ماخلت من شركيات وذنوب)
في بعض البلدان غير مشهورة عنهم الموالد
وينشأون على ذلك مما يخيل إليهم أن المسألة قطعية
لايجوز فيها الخلاف
علينا أن نضع في الحسبان أنا في العالم ليس لوحدنا
هناك اخرون لهم مشارب غير مشاربنا
وأن فهم الدين ليس محصورا على طائفة من العلماء فقط
كذا فهناك علماء يشهد لهم بالنزاهة والتبحر
أجازوه
فليكن قدرا من التسامح في وجهات النظر.
ـ[شيخ نفسي]ــــــــ[24 - Jun-2009, مساء 09:36]ـ
المولد النبوي يندرج تحت الاحتفالات التي تدخل ضمن الأمور التعبدية
والأعياد والاحتفالات مما تختص به الأمم والملل ومعلوم في التاريخ أن أول من
أنشأ هذه البدعة الرافضة في الدولة العبيدية فإقامة الموالد بدعة من وجهين
-أنها خارجة عن نظام الدين من حيث أصل نشأتها
-وأنها تتعلق بإحياء أمر لو كان خيرا لما أغفله الشارع الحكيم
ولكن يقع الخلط عند الناس بين الوسائل والمقاصد وبين البدع الإضافية والمصالح المرسلة كما أشار الأخ الفاضل
فالمولد النبوي بدعة محضة إذ هو مما يتقرب به الناس عبر تخصيص يوم أو أيام في السنة
يقام فيها جملة من النشاطات الدينية .. وهذا التخصيص المتعلق بالعبادة أو الذكر ونحوه من خصائص الله عز وجل
وليتنا نفهم قاعدة:لو كان خيرا لسبقنا إليه خير القرون, فهذه قاعدة جليلة تحل كثيرا من الإشكالات
وأسأل الله أن يشرح صدر الكاتبة للحق مع العلم أن مولد النبي نفسه مختلف فيه على خمسة أقوال
ولو شاء الله لأبانه وأظهره .. ومن حكمة عمر وبالغ علمه رضي الله عنه أنه لم يرتض التأريخ بالمولد بل جعله أمرا يخص الدعوة والرسالة نفسها
ـ[جمانة انس]ــــــــ[24 - Jun-2009, مساء 11:01]ـ
هذا خلط كبير بين الوسائل و المقاصد و البدعة و المصالح المرسلة يطول شرحه لكن من يقع في خلط كهذا لا داعي لمناقشته في هذه المسألة بالذات و إنما نوجهه أولا لدراسة ما يلزمه لكي لا يقع في هذا الخلط
و نبدأ ذلك من هذا السؤال، ما الفرق بين المصالح المرسلة و البدعة؟ مثلا لماذا قراءة القرآن جماعة من أجل العبادة أو الذكر الجماعي يعتبر بدعة لكن تدريس القرآن جماعة في المدارس ليس كذلك؟
السؤال الثاني هل يوم مولد النبي عليه الصلاة و السلام مميز شرعيا؟ أي عنده افضلية بالنسبة لسائر ايام السنة؟
جز اك الله خيرا و بارك فيك على اهتمامك بالمو ضوع
و مدا خلتك قيمة و كان من الممكن ان تكون علمية بصورة افضل
فلا تتناول تجر يحا شخصيا و لو من بعيد
و و ساغض الطرف و اتجا وز
و لنتو جه للنقاش العلمي
سا تناول جز ئية الان و هي ابسط معلومة
سالت عن تميز يوم مو لد النبي صلى الله عليه و سلم شرعا
فاذكرك انه سئل عليه الصلاة و السلام عن صوم يوم الا ثنين
فبين ان ذلك يوم و لد فيه
الا ترى انه يشير الى تميز لهذا اليوم
============================
علما ان طر يقة تناولي للمو ضوع لا تنطلق من تقر ير ان يوم المو لد مميز شرعا
============================== =
و يذكر هنا
ان الله تعالى قال في حق عيسى عليه السلام
(وسلام علي يوم ولدت)
فلا شك ان الر سول محمد صلى الله عليه و سلم
كان عليه سلا م من الله يوم ولد من باب اولى
و من تعريف النا س بمقام الا نبياء و صور اكرامهم
الا شارة الى هذا المعنى القراني
--------------------------
و قد ذكر القران رعاية الله ليتم النبي صلى الله عليه وسلم
و رعا يته لكونه عا ئلا (ووجدك عا ئلا فا غنى)
و هذا مما يبين كرامة النبي صلى الله عليه و سلم عند الله
-------------------------------
اكتفي بهذ ا التعليق في هذه الجز ئية
و اترك البا قي بعد ان ا قرا ردكم الكر يم
============================== ===
ثا نيا--اذا كنتم ترون خلطا
ففي النقاش العلمي لا بد من تفسير الخلط و لا يكتفى بالدعوى
فر بما اختلطت الا مور على المدعي
هذا ليس من المحال
اما البيان لدعوى الخلط المدلل و المعلل فيكون اقوى
و انا قش عند ئذ على نظر تك للمو ضوع
ما تصورت فيه من الخلط
ثم اعترف و اتر اجع او انا قش و اعلل
اما الان فاظن ان ر بما تد اخلت الا مور عليكم
او نظر تم للمو ضوع من زوايا و خلفيات اخرى
و اجا بتكم الكر يمة ستو ضح الا مور
---------------------------------
اذ كيف لي ان اكشف الغيب و ارى ما وقع في ذهنكم الكريم
===========================
اشكر اهتمامكم و للحوار صلة بتو فيق الله
و جز اكم الله كل خير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمانة انس]ــــــــ[24 - Jun-2009, مساء 11:04]ـ
انا ادرس الموضوع من زاوية مختلفة
اشكر اهتمامك
و ارجو ان تناقش لو احببت
الزاوية التي نا قشت من خلا لها
و جزاك الله خيرا على كل حال
ـ[جمانة انس]ــــــــ[24 - Jun-2009, مساء 11:08]ـ
جزاك الله خيرا
لقد عالجت المو ضوع من زاوية تختلف عن طر يقة دراستي له
اشكرك
و اتمنى لو تكر مت ان تنا قش نقا شا علميا لما طر حته
فقد كنت مر كزة و محددة للمو ضوع
بصورة دقيقة
و الله المو فق و الفتاح
ـ[شيخ نفسي]ــــــــ[24 - Jun-2009, مساء 11:12]ـ
قوله صلى الله عليه وسلم:ذاك يوم ولدت فيه لم يفهمه أحد من السلف في القرون المفضلة
أنه يوم مخصوص بإقامة شعائر أو احتفالات دينية
هذا لم يقع منهم مطلقا وأنت محجوجة بهذا لأن الفهوم الجديدة التي لم يتفطن لها خير القرون وفيها خير يقرب إلى الله لا يمكن أن تكون من الشرع بل هذا من تعاريف البدعة (وينظر الاعتصام للشاطبي)
وإذا كانت تتضمن إقامة حفلات تختص بالدين وتضاهي أفعال الكفار فلاشد في كونها بدعة
لأن فيها معنى التخصيص دون مخصص والتخصيص الشرعي إنما يكون من الله
وقد تقدم أن أول من أنشأها هم الرافضة فالموالد محرمة من جهة أخرى وهي كونه عيداً ففيها تعريف العيد لغة وشرعا والشريعة سدت هذا الباب وجعلت عيدين فقط
وقد صح أن أبا ذر قال:تركنا رسول الله وما من طائر يقلب جناحيه في السماء إلا وحدثنا منه خبرا
والخلط الذي عندك هو أنك جعلت:ذاك يوم ولدت فيه دليلا على المشروعية
ولكن هذا سيق لبيان مشروعية الصوم فأضفت أنت شيئا جديدا لو كان خيرا لنبه إليه المصطفى
فهذا معنى البدعة الإضافية
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[24 - Jun-2009, مساء 11:36]ـ
قال تعالى: (ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) [النساء: 83]
عذرا سألتحق بالاخ السكران التميمي، السلام عليكم
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[24 - Jun-2009, مساء 11:45]ـ
النصيحة الأولى لوجه الله تعالى
قال الإمام المؤيد تاج الدين الفاكهاني:
(لا أعلم لهذا المولد أصلاً في كتاب ولا سنة، ولا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة، الذين هم القدوة في الدين، المتمسكون بآثار المتقدمين، بل هو بِدعة، أحدثها البطالون، وشهوة نفسٍ اغتنى بها الأكالون، بدليل أنَّا إذا أدرنا عليه الأحكام الخمسة قلنا:
إما أن يكون واجباً، أو مندوباً، أو مباحاً، أو مكروهاً، أو محرماً.
وهو ليس بواجب إجماعاً، ولا مندوباً؛ لأن حقيقة المندوب: ما طلبه الشرع من غير ذم على تركه، وهذا لم يأذن فيه الشرع، ولا فعله الصحابة، ولا التابعون، ولا العلماء المتدينون ـ فيما علمت ـ وهذا جوابي عنه بين يدي الله إن عنه سئلت.
ولا جائز أن يكون مباحاً؛ لأن الابتداع في الدين ليس مباحاً بإجماع المسلمين.
فلم يبق إلا أن يكون مكروهاً، أو حراماً، وحينئذٍ يكون الكلام فيه في فصلين، والتفرقة بين حالين:
أحدهما: أن يعمله رجل من عين ماله لأهله وأصحابه وعياله، لا يجاوزون في ذلك الاجتماع على أكل الطعام، ولا يقترفون شيئاً من الآثام: فهذا الذي وصفناه بأنه بدعة مكروهة، وشناعة، إذ لم يفعله أحد من متقدمي أهل الطاعة، الذين هم فقهاء الإسلام، وعلماء الأنام، سُرُجُ الأزمنة، وزَيْن الأمكنة.
والثاني: أن تدخله الجناية، وتقوى به العناية، حتى يُعطي أحدهم الشيء ونفسه تتبعه، وقلبه يؤلمه ويوجعه؛ لما يجد من ألم الحيف، وقد قال العلماء رحمهم الله تعالى: أخذ المال بالحياء كأخذه بالسيف، لا سيما إن انضاف إلى ذلك شيء من الغناء مع البطون الملأى بآلات الباطل، من الدفوف، والشبابات، واجتماع الرجال مع الشباب المرد، والنساء الغانيات، إما مختلطات بهم، أو مشرفات، والرقص بالتثني والانعطاف، والاستغراق في اللهو ونسيان يوم المخاف.
وكذا النساء إذا اجتمعن على انفرادهن رافعات أصواتهن بالتهنيك والتطريب في الإنشاد، والخروج في التلاوة والذكر عن المشروع والأمر المعتاد، غافلات عن قوله تعالى: (إن ربك لبالمرصاد).
وهذا الذي لا يختلف في تحريمه اثنان، ولا يستحسنه ذوو المروءة الفتيان، وإنما يَحِلُّ ذلك بنفوس موتى القلوب، وغير المستقلين من الآثام والذنوب. وأزيدك أنهم يرونه من العبادات، لا من الأمور المنكرات المحرمات.
فإنا لله وإنا إليه راجعون، بدأ الإسلام غريباً وسيعود كما بدأ.
ولله در شيخنا القشيري حيث يقول فيما أجازَناه:
قد عرف المنكر واستنكر الـ .......... ـمعروف في أيامنا الصعبة
وصار أهل العلم في وهدةٍ .......... وصار أهل الجهل في رتبة
حادوا عن الحق فما للذي .......... سادوا به فيما مضى نسبة
فقلت للأبرار أهل التقى .......... والدين لما اشتدت الكربة
لا تنكروا أحوالكم قد أتت .......... نوبتكم في زمن الغربة
ولقد أحسن الإمام أبو عمرو بن العلاء رحمه الله تعالى حيث يقول: لا يزال الناس بخير ما تعجب من العجب!!
هذا مع أن الشهر الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم ـ وهو ربيع الأول ـ هو بعينه الشهر الذي توفي فيه، فليس الفرح بأولى من الحزن فيه).
ملاحظة: نقل الشيخ ابن منيع إجماع الأوائل على ابتداعها؛ أي الإحتفال بالموالد، فهل يجمعون على باطل ومنكر؟!! ثم ما حكم مخالف الإجماع؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[25 - Jun-2009, صباحاً 12:38]ـ
(النصيحة الثانية لوجه الله تعالى)
حكم الاحتفال بالمولد النبوي
لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فقد تكرر السؤال من كثير عن حكم الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، والقيام له في أثناء ذلك، وإلقاء السلام عليه، وغير ذلك مما يفعل في الموالد.
والجواب أن يقال: لا يجوز الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا غيره؛ لأن ذلك من البدع المحدثة في الدين؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعله، ولا خلفاؤه الراشدون، ولا غيرهم من الصحابة رضوان الله على الجميع، ولا التابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة، وهم أعلم الناس بالسنة، وأكمل حباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومتابعة لشرعه ممن بعدهم.
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)) أي: مردود عليه، وقال في حديث آخر: ((عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة)).
ففي هذين الحديثين تحذير شديد من إحداث البدع، والعمل بها.
وقد قال سبحانه وتعالى في كتابه المبين: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}، وقال عز وجل: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}، وقال سبحانه: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}، وقال تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}، وقال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا}.
والآيات في هذا المعنى كثيرة.
وإحداث مثل هذه الموالد يفهم منه: أن الله سبحانه لم يكمل الدين لهذه الأمة، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبلغ ما ينبغي للأمة أن تعمل به، حتى جاء هؤلاء المتأخرون فأحدثوا في شرع الله ما لم يأذن به، زاعمين: أن ذلك مما يقربهم إلى الله، وهذا بلا شك فيه خطر عظيم، واعتراض على الله سبحانه وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم، والله سبحانه قد أكمل لعباده الدين، وأتم عليهم النعمة.
والرسول صلى الله عليه وسلم قد بلغ البلاغ المبين، ولم يترك طريقاً يوصل إلى الجنة، ويباعد من النار إلا بينه للأمة، كما ثبت في الحديث الصحيح، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما بعث الله من نبي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم)) رواه مسلم في صحيحه.
ومعلوم أن نبينا صلى الله عليه وسلم هو أفضل الأنبياء وخاتمهم، وأكملهم بلاغاً ونصحاً، فلو كان الاحتفال بالموالد من الدين الذي يرضاه الله سبحانه لبينه الرسول صلى الله عليه وسلم للأمة، أو فعله في حياته، أو فعله أصحابه رضي الله عنهم، فلما لم يقع شيء من ذلك علم أنه ليس من الإسلام في شيء، بل هو من المحدثات التي حذر الرسول صلى الله عليه وسلم منها أمته، كما تقدم ذكر ذلك في الحديثين السابقين.
وقد جاء في معناهما أحاديث أخر، مثل قوله صلى الله عليه وسلم في خطبة الجمعة: ((أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلاله)) رواه الإمام مسلم في صحيحه.
والآيات والأحاديث في هذا الباب كثيرة.
وقد صرح جماعة من العلماء بإنكار الموالد والتحذير منها، عملا بالأدلة المذكورة وغيرها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وخالف بعض المتأخرين فأجازها إذا لم تشتمل على شيء من المنكرات؛ كالغلو في رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكاختلاط النساء بالرجال، واستعمال آلات الملاهي، وغير ذلك مما ينكره الشرع المطهر، وظنوا أنها من البدع الحسنة.
والقاعدة الشرعية: رد ما تنازع فيه الناس إلى كتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
كما قال الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيْلاً}، وقال تعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ}.
وقد رددنا هذه المسألة وهي: الاحتفال بالموالد إلى كتاب الله سبحانه، فوجدناه يأمرنا باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فيما جاء به، ويحذرنا عما نهى عنه، ويخبرنا بأن الله سبحانه قد أكمل لهذه الأمة دينها، وليس هذا الاحتفال مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، فيكون ليس من الدين الذي أكمله الله لنا وأمرنا باتباع الرسول فيه،
وقد رددنا ذلك - أيضاً- إلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فلم نجد فيها أنه فعله، ولا أمر به، ولا فعله أصحابه رضي الله عنهم، فعلمنا بذلك أنه ليس من الدين، بل هو من البدع المحدثة، ومن التشبه بأهل الكتاب من اليهود والنصارى في أعيادهم.
وبذلك يتضح لكل من له أدنى بصيرة ورغبة في الحق، وإنصاف في طلبه أن الاحتفال بالموالد ليس من دين الإسلام، بل هو من البدع المحدثات، التي أمر الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم بتركها والحذر منها.
ولا ينبغي للعاقل أن يغتر بكثرة من يفعله من الناس في سائر الأقطار، فإن الحق لا يعرف بكثرة الفاعلين، وإنما يعرف بالأدلة الشرعية، كما قال تعالى عن اليهود والنصارى: {وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}، وقال تعالى: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}.
ثم إن غالب هذه الاحتفالات بالموالد مع كونها بدعة لا تخلو من اشتمالها على منكرات أخرى؛ كاختلاط النساء بالرجال، واستعمال الأغاني والمعازف، وشرب المسكرات والمخدرات، وغير ذلك من الشرور، وقد يقع فيها ما هو أعظم من ذلك وهو الشرك الأكبر، وذلك بالغلو في رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو غيره من الأولياء، ودعائه والاستغاثة به، وطلبه المدد، واعتقاد أنه يعلم الغيب، ونحو ذلك من الأمور الكفرية التي يتعاطاها الكثير من الناس، حين احتفالهم بمولد النبي صلى الله عليه وسلم وغيره ممن يسمونهم بالأولياء.
وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين))، وقال عليه الصلاة والسلام: ((لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله)) خرجه البخاري في صحيحه، من حديث عمر رضي الله عنه.
ومن العجائب والغرائب: أن الكثير من الناس ينشط ويجتهد في حضور هذه الاحتفالات المبتدعة، ويدافع عنها، ويتخلف عما أوجب الله عليه من حضور الجمع والجماعات، ولا يرفع بذلك رأساً، ولا يرى أنه أتى منكراً عظيماً، ولا شك أن ذلك من ضعف الإيمان وقلة البصيرة، وكثرة ما ران على القلوب من صنوف الذنوب والمعاصي، نسأل الله العافية لنا ولسائر المسلمين.
ومن ذلك: أن بعضهم يظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحضر المولد، ولهذا يقومون له محيين ومرحبين، وهذا من أعظم الباطل، وأقبح الجهل، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يخرج من قبره قبل يوم القيامة، ولا يتصل بأحد من الناس، ولا يحضر اجتماعهم، بل هو مقيم في قبره إلى يوم القيامة، وروحه في أعلى عليين عند ربه في دار الكرامة، كما قال الله تعالى في سورة المؤمنين: {ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنا أول من ينشق عنه القبر يوم القيامة وأنا أول شافع وأول مشفع)) عليه من ربه أفضل الصلاة والسلام.
فهذه الآية الكريمة، والحديث الشريف، وما جاء في معناهما من الآيات والأحاديث، كلها تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الأموات، إنما يخرجون من قبورهم يوم القيامة، وهذا أمر مجمع عليه بين علماء المسلمين ليس فيه نزاع بينهم، فينبغي لكل مسلم التنبه لهذه الأمور، والحذر مما أحدثه الجهال وأشباههم من البدع والخرافات التي ما أنزل الله بها من سلطان. والله المستعان، وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا به.
والله المسؤول أن يوفقنا وسائر المسلمين للفقه في دينه والثبات عليه، وأن يمن على الجميع بلزوم السنة، والحذر من البدعة، إنه جواد كريم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[25 - Jun-2009, صباحاً 12:42]ـ
قال تعالى " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا " سورة المائدة:3
ـ[حارث البديع]ــــــــ[25 - Jun-2009, صباحاً 01:28]ـ
ملاحظة: نقل الشيخ ابن منيع إجماع الأوائل على ابتداعها؛ أي الإحتفال بالموالد، فهل يجمعون على باطل ومنكر؟!! ثم ما حكم مخالف الإجماع؟!
[/ quote]
بارك الله فيك
لا يخفاك أن الإجماع مختلف في
حجيته على التسليم أن هناك إجماع في المسألة
فمنهم من جزم بقطعيته ومنهم من جزم بظنيته
ومنهم أئمة كالرازي والآمدي وغيرهم وعليه
فالمخالف لاتستطيع أن تخطئه من دليل ظني
فضلا أنه لم يثبت عنده
أو تمسك بأدلة في ظاهرها وعمومها خلاف الإجماع.
وليس كل عالم قال بجوازه هو بطال أو صاحب هوى
شيئا من الموضوعية في إنصاف العلماء وإن خالفونا
فمنهم يشهد له بالصلاح والعلم
فلم التعميم؟
فلنكن دقيقين في العلم.
وأن نبتعد عن النوايا فعالمها باريها سبحانه
وشاكرين.
ـ[جمانة انس]ــــــــ[25 - Jun-2009, صباحاً 03:30]ـ
قوله صلى الله عليه وسلم:ذاك يوم ولدت فيه لم يفهمه أحد من السلف في القرون المفضلة
أنه يوم مخصوص بإقامة شعائر أو احتفالات دينية
هذا لم يقع منهم مطلقا وأنت محجوجة بهذا لأن الفهوم الجديدة التي لم يتفطن لها خير القرون وفيها خير يقرب إلى الله لا يمكن أن تكون من الشرع بل هذا من تعاريف البدعة (وينظر الاعتصام للشاطبي)
وإذا كانت تتضمن إقامة حفلات تختص بالدين وتضاهي أفعال الكفار فلاشد في كونها بدعة
لأن فيها معنى التخصيص دون مخصص والتخصيص الشرعي إنما يكون من الله
وقد تقدم أن أول من أنشأها هم الرافضة فالموالد محرمة من جهة أخرى وهي كونه عيداً ففيها تعريف العيد لغة وشرعا والشريعة سدت هذا الباب وجعلت عيدين فقط
وقد صح أن أبا ذر قال:تركنا رسول الله وما من طائر يقلب جناحيه في السماء إلا وحدثنا منه خبرا
والخلط الذي عندك هو أنك جعلت:ذاك يوم ولدت فيه دليلا على المشروعية
ولكن هذا سيق لبيان مشروعية الصوم فأضفت أنت شيئا جديدا لو كان خيرا لنبه إليه المصطفى
فهذا معنى البدعة الإضافية
جزاك الله خيرا وشكر سعيك و اهتمامك و غير تك على السنة
لو تكر مت فد ققت قراءة المدا خلات لما و قعت بماو قعت فيه من اللبس
انا لم استنتج من قول النبي صلى الله عليه وسلم ذاك يوم ولدت فيه
انه دليل على انه ((يوم مخصوص بإقامة شعائر أو احتفالات دينية))
فذاك الامر لم اتطرق لدراسته مطلقا
و هو ليس دا خلا في دراستي للمو ضوع ويمكن مر اجعة مقالتي لتتاكد
لكن احد الاخوة الفضلا ء جزاه الله خيرا
سألني سؤالاوهو
السؤال الثاني هل يوم مولد النبي عليه الصلاة و السلام مميز شرعيا؟ أي عنده افضلية بالنسبة لسائر ايام السنة؟
فذكرته بهذا الحد يث الشريف
و اظن انه يصلح جو ابا
فاذا كان لك نقاش حول هذا من هذه الزاوية فاكرمنا به
و لا تخلط البحث
اذ حصر مسا ئل النقاش يو صل للدقة
و شكرا لك
ـ[جذيل]ــــــــ[25 - Jun-2009, صباحاً 04:02]ـ
في صحيح مسلم أن افضل يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة فيه ولد ادم وفيه ادخل الجنة وفيه تقوم الساعة وفيه ساعة يستجاب فيها .. وفيه وفيه ..
والسؤال:
اذا كان يوم البعث يوم الجمعة لماذا لا يضع اصحاب الموالد عيدا في هذا اليوم من كل اسبوع لان الرسول عليه الصلاة والسلام سيحيا في اليوم الذي هو خير من ايام الدنيا بالنسبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
ـ[جمانة انس]ــــــــ[25 - Jun-2009, صباحاً 04:31]ـ
اخي الفاضل السكران التميمي حفظك الله و رعاك ..
اشكر جميع مداخلاتك و لعمري انها لتدل على اهتمام كر يم ..
و لكن ألست معي ان القص و اللصق غير مجد في النقاش العلمي ..
--و قد تفضلت بايراد دراسات لعلماء اجلاء رحمهم الله تعالى ..
و لكنهم في النقول التي سر دتها ينظرون للمو ضوع من زوايا مختلفة
فهم ينا قشون منا قشة عامة لصور متنو عة،و يدر سون صورا تا ريخية قد يمة ..
و انا حصرت دراستي بحالة واحدة ومن حيثيات محددة
و درستها من زاوية مختلفة و هي مو جودة بين يدي القراء
تعرف بنفسها و لا ار يد ان اشر حها
وهي مطروحة للنقاش العلمي ...
ختا ما اكرر شكري لك و لجميع الا خوة الكرام الذين تكرموا بمدا خلاتهمجزى الله الجميع كل خير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[26 - Jun-2009, صباحاً 06:30]ـ
هل يصح القول ان حفلات المولد مباحة توقيتا و شكلامشروعة مضمونا؟؟
هل يصح القول: ان الصحابة الكرام لم يكونوا بحاجة الى حفلاتالمولد؟؟
والى كثير من البرامج التلفازية والا ذاعية التي تقام للتعر يف بشمائلالنبي صلى الله عليه وسلم واخلاقه وسيرته
و الى غر س محبته واتباعه؟؟
لميكونوا بحاجة لهذا كله ....
لانهم كانوا على درجة عالية من حبه والقرب منه
والاطلاع على سيرته صلى الله عليه وسلم
----بينما نحن بحاجة الى انوا ع مختلفة والىتفنن في ابتكار الا ساليب التي تعرف الناس بها بهذا الر سول الكريم
ولنغرس محبتهفي قلوب الناس صلى الله عليه وسلم
===========================
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد
الأخت الفاضلة وفقك الله إلى الخير، بداية أرجو منك الصبر على قراءة هذه المداخلة (على طولها المقصود)، والتأمل في قراءتها وعدم التعجل بالتعقيب عليها .. أسأل الله جل وعلا أن يشرح صدري وصدرك للصواب وأن يلهمنا وإياك الصبر على طلب الحق وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه. آمين.
الأخت الفاضلة، تعودتُ عند المناقشة العلمية ألا أترك عبارة فيها التباس أو إبهام إلا طالبت كاتبها ببيانها وتوضيحها، حتى إني لأتخلل كلام محاوري بالتعقيب على جملة جملة من كلامه في بعض الأحيان عندما تدعو الحاجة إلى ذلك، فأرجو منك الصبر على هذا وفقك الله. فمعلوم أن تحرير المفاهيم والمصطلحات التي يتفق المتحاوران عليها في مادة البحث هو المنطلق الأول لتحرير محل الخلاف، وكلما زادت معاقل الاتفاق بينهما في ذلك التحرير لفظا وتأصيلا كلما ضاقت دائرة النزاع بينهما، وضاقت السبل أمام التشتت في الحوار والتشعب إلى بنيات الطريق، وزاد الرجاء في تجلي المشرب الصحيح لكليهما. فإن هما تجردا للحق وأخلصا لله جميعا، ثم لم يخرجا بعد ذلك على اتفاق، فإننا نرجو من الله أن يجعل أحدهما مأجورا والآخر معذورا عند جلاء المأخذ، أو أن يجعلهما ما بين الأجرين والأجر الواحد إن كان الأمر متقاربا، والله الموفق للرشد والسداد، وهو الذي بيده قلوب العباد، وهو المستعان وعليه التكلان.
وبداية أود أن أقرر قاعدة منهجية أرجو أن تكون محل اتفاق بيننا في النظر، فبدونها لا يدري الناس أهكذا فهم المخاطبون الأوائل بهذا الدين خطاب رب العالمين أم على خلافه! إنها المرجعية السلفية التي أطبق عليها أهل العلم عبر أعصار الأمة، تلك التي عبر عنها الإمام مالك رحمه الله بقوله: "والله لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، فما لم يكن يومئذ دينا فليس اليوم دينا". أو كما قال رحمه الله. فعند النزاع على فهم النصوص، أي الأفهام يُقدم؟ وأيها يُرَجَّح ما جاء به وما نسبه إلى الشارع جل وعلا أنه هو مراده من النصوص؟ أنا أدين لله تعالى بأنه فهم السلف الأول، فهم من كانوا أقرب عهدا بالنبي عليه السلام وخلفائه الراشدين – الذين نص الوحي على أن سنتهم من سنته - وحوارييه رضي الله عنهم، فهم خير القرون، وهم سبيل المؤمنين الذي زكاه النبي عليه السلام، فما كان من فهمهم واتفق عليه عملهم، أفيُظن أن يكون الحق في مراد رب العالمين من وحيه خارجا عنه؟ كلا والله!
((ومن يشاق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا))
فهم القوم لا يجتمعون على ضلالة قط – بمنطوق النص الصحيح - ولا يخرج الحق عن مجموعهم! رضي الله عنهم وأرضاهم وألحقنا وإياك والمسلمين بركبهم المبارك، آمين.
فدعينا أيتها الفاضلة نستقرئ سبيل المؤمنين كيف كان، فما تبين لنا أنه هو قبلناه وبه قلنا وإليه دعونا، وإلا رددناه وما التفتنا. والله الموفق.
----------------------
تقولين في رأس الطرح الذي تفضلت به ما نصه:
" هل يصح القول ان حفلات المولد مباحة توقيتا و شكلامشروعة مضمونا؟؟
"
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت هذا التعبير - أكرمك الله – ينطوي في ذاته على مفاهيم تحتاج إلى وقفات في بيان الموافق منها للأصول المتفق عليها مما دون ذلك. فقولك "مباحة توقيتا" يوحي بأن هذا الفعل التعبدي الذي يراد به التقرب إلى الله بتخصيص ذلك التوقيت له من كل عام، وتلك الصفة التعبدية المقيَّدة له، يدخل أصوليا في جملة الأفعال التي يقال فيها أن أصلها الإباحة ما لم يرد نص بالمنع .. وهي باتفاق الأصوليين سائر أفعال العادات والمعاملات التي لم يأتنا الحكم بمنعها .. وقد خالف بعضهم وقال أن الحلال ما أحله الله كما أن الحرام ما حرمه الله، فذهبوا إلى ضرورة النص على الإباحة في تلك الأمور كما على التحريم، وهذا منهم تكلف غير سائغ إذ النصوص تدل بعمومها على جواز السير في الأرض وابتغاء فضل الله والأكل مما رزقنا الله وتحليل طيبات الرزق التي أخرج الله لعباده ونحو ذلك، فيصبح هذا هو الأًصل والتحريم هو الاستثناء في ذلك.
ومن الظاهر جدا أننا لسنا نتكلم ههنا عن هذا الصنف من الأفعال، لا أكل ولا شرب ولا معاملات ولا عادات ولا نحو ذلك! فالذي بين أيدينا إنما هو فعل تعبدي، يراد به التقرب إلى الله بشعائر مشهورة ورسوم متوارثة، وفي توقيت ثابت جعله الناس قيدا له لا ينفك عنه، بل واستدلوا لمشروعية التقييد بذلك التوقيت بنصوص قد أوردتها أنت في بعض ما كتبت من مداخلاتك المتعاقبة .. فهذا أيتها الفاضلة على هذه الصفة، لا نتكلم فيه عن حد الإباحة، وإنما عن عبادة مخصوصة هل جاء النص – وبالنص أقصد كل ما يرقى للاستدلال في هذا المقام باتفاق الأصوليين – بمثله أم لا؟ فالسؤال عن المشروعية حينئذ يكون سؤالا عن ورود النص بتشريع عبادة (إيجابا أو استحبابا) لا عن ورود النص بمنع شيء من الأشياء التي لولا النص لكان حكمها على أصل الإباحة .. فتنبهي لهذا الفرق الدقيق أحسن الله إليك.
ولأجلي لك الأمر، دعينا نتساءل: هل يصح القول بأنه يجوز أن يقف الناس في يوم عرفة من كل سنة يتذكرون فضائل النبي عليه السلام وسيره، يصلون عليه مئة مرة، ويحتفلون بذكرى وقوفه بتلك البقعة المقدسة – مثلا – بحيث يفتتحون الاحتفالية بقراءة القرءان ثم الإنشاد ثم إلقاء المفوهين منهم خطبا أو كلمات قصيرة تذكر الناس بفضائله ومكارم أخلاقه وسيرته ونحو ذلك، بأبي هو وأمي، بحيث يجعل هذا الأمر كله على هذه الصورة شرعة سنوية يلتزم الناس بها في ذاك المقام تقربا إلى الله تعالى إضافة إلى عبادة الحج نفسها؟
إن قلت أن هذا مشروع، ألزمناك بإخراج الدليل عليه، لأنها كما هو واضح أفعال تعبدية زائدة مقيدة بتراتيب مخصوصة، ومقيدة بوقت مخصوص، اعتقادا لفضل مخصوص في الإتيان بهذه الأفعال في مكان مخصوص أو وقت مخصوص لا يصيبه الناس إلا بتحري ذلك! فإن لم يكن ثم دليل من كتاب أو سنة أو من قول وفعل الخلفاء الراشدين والصحابة الكرام (وهذا داخل في السنة على تفصيل)، فأي شيء يكون ذلك إلا الابتداع في دين رب العالمين؟
إن قالوا نحن نريد إحياء ذكرى النبي عليه السلام لنقربه إلى قلوب الناس وهذا قصد نبيل مشروع مندوب بل واجب شرعا، قلنا نعم صدقتم، ولكن ما في المقصد خالفناكم أصلا، ولكن في الوسيلة المفضية إليه! فلولا أنكم اعتقدتم فضلا مخصوصا لجمع تلك الأفعال المخصوصة في ذلك اليوم المخصوص، ما قيدتموها بهذه القيود، وما جعلتموها في ذلك اليوم دون غيره! فإن صح أن لذلك اليوم فضلا عند الله، فما دليل تخصيص تلك العبادة فيه على هذه الهيئة تحريا لذلك الفضل؟ لولا أننا وجدنا الدليل الصحيح على أنه عليه السلام صام يوم الاثنين لأنه يوم ولد فيه، لما قيدنا له صياما نتقرب به إلى الله، طلبا لفضل ذلك الفعل في ذلك اليوم تحديدا، اتباعا لهديه عليه السلام! فأين الدلالة في مثل هذه السنة المباركة على مشروعية تعدي ذلك الفعل إلى غيره مما جعلتموه (تشريعا) مماثلا ولكن في الذكرى السنوية لمولده عليه السلام – على فرض صحة أنه ولد في ذلك اليوم أصلا؟ وإن كان ذلك كذلك، فلماذا لا تجعلون تلك الاحتفالية في كل يوم اثنين من كل أسبوع، إذ الذي تتمسكون به إنما هو صيامه في يوم مولده من كل أسبوع لا من كل سنة، فأين جاء التقييد باليوم السنوي؟
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه كلها أيتها الفاضلة مسائل أصولية تصب في لب محل النزاع، إذ نحن نتكلم في الحقيقة عن فعل تعبدي، جعل البعض له قيدا وصفة لم يرد الشرع بها! ولا يقال هذا من المصلحة المرسلة! يصح أن يقال أنها من المصلحة المرسلة لو لم تكن مقيدة بتلك القيود التعبدية المحضة! كأن يأتي بعض الشباب في يوم من أيام السنة – أي يوم بلا تقييد – فيتفقون على الاجتماع في مكان ما للتذاكر في سيرة النبي عليه السلام وتلمس السبل الدعوية والوعظية لإحياء محبته عليه السلام في قلوبهم، فهذا أمر لا مرية في مشروعيته وفي كونه مندوبا مطلوبا! ولكن الأمر ليس على هذه الصورة! إنما هو يوم عيد أضافه القوم إلى ما نص النبي عليه السلام أنه جعله الشارع عيدا لهذه الأمة، بغير سند من فعل الخلفاء الراشدين ولا من جاء بعدهم، وادعوا أن القوم ما كانوا يحتاجون إلى مثل هذا لأنهم كانوا أقرب عدها وأشد إيمانا، فلا يحتاجون إلى كذا وكذا، وهذا كلام فاسد، لأن ما به صلح السلف الأول لا يكون صلاح الخلف إلا فيه، ولو كان خيرا لوجدنا مثله عندهم! ودعوى أن تحقيق محبة النبي عليه السلام في قلوبنا نحن تكون خير ما تكون بمثل هذا منتقضة عقلا وحسا! إذ الاحتفال مقام لهو ولعب وأكل وشرب أصلا، وليس مقام تذكرة ولا نحو ذلك، وحال الموالد وما يجري فيها ليس بخاف عن منصف عاقل! وما فشا ذلك الفساد فيها إلا لأنها في حقيقتها وصفتها – في معنى الاحتفال نفسه - على خلاف ما كان عليه السلف! فما اجتهد مبتدع في بدعة إلا وهدم معها من السنن والهدي القويم وجلب بها من الفساد ما الله به عليم!
والعيد (أو تخصيص يوم للعب والاحتفال السنوي) في الاصطلاح الشرعي ليس من جملة المباحات التي تبقى على الأصل إن لم يمنعها الشرع، بل هي من التوقيفيات التي جاء الشرع بالتوقيف عليها ونسخ ما كان في الأمة مما سواها، فتنبهي لهذا بارك الله فيك.
حلقة الدرس في المسجد فعل تعبدي، المقرأة فعل تعبدي، فمن زاد في المقرأة مثلما يزيد بعضهم في نهايتها فعلا تعبديا آخر مخصوص كأن يقولوا بصوت واحد: "سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين" ثم يقرأون فاتحة الكتاب ونحو ذلك، فمن أين لهم أن ثمة فضلا لإضافة تلك العبادات في هذا المقام لتلك العبادة (عبادة الاجتماع لتدارس القرءان) وتقييدها بها على هذا النحو؟؟؟ هل كان لهذا العمل فضل غفل عنه السلف والصحابة وعرفه من جاء بعدهم فلزموه كما لم يلزمه الأوائل؟ فمن أين عرفوا بذلك؟؟
هذا هو مناط النظر في المسألة!
فقولك وفقك الله:
هل يصح القول: ان الصحابة الكرام لم يكونوا بحاجة الى حفلاتالمولد؟؟
والى كثير من البرامج التلفازية والا ذاعية التي تقام للتعر يف بشمائلالنبي صلى الله عليه وسلم واخلاقه وسيرته
و الى غر س محبته واتباعه؟؟
لميكونوا بحاجة لهذا كله ....
لانهم كانوا على درجة عالية من حبه والقرب منه
والاطلاع على سيرته صلى الله عليه وسلم
----بينما نحن بحاجة الى انوا ع مختلفة والىتفنن في ابتكار الا ساليب التي تعرف الناس بها بهذا الر سول الكريم
ولنغرس محبتهفي قلوب الناس صلى الله عليه وسلم
قلت ليس الشأن في الصحابة وحدهم أيتها الفاضلة، فالدين كما مارسه الصحابة لم يكن مشروعا على ذلك النحو لهم وحدهم، حتى إذا جاء من بعدهم من يحتاج إلى المزيد على ما كانوا عليه، جاز له أن يزيد ما لم يكن عندهم بمشروع أو من يرى أنه لا يحتاج إلى التزام ما التزموه جاز له أن يتركه ويدعي أنه لم تعد بالناس إليه حاجة!! إن قائل هذا الكلام لا يمكن أن يضبط فهما صحيحا لمعنى توقيف العبادات في دين الله ولحقيقة البدعة في الشريعة المطهرة! القوم رأوا الرسول عليه السلام عيانا وعايشوا سيرته المباركة، أما نحن فجاءنا الخبر به وبهم سماعا .. فما الذي يلزمنا والحالة هذه؟ يلزمنا أن نكثر من السماع ومن الحرص على صحة الاتباع، ولنجعل لذلك من الوسائل المباحة – التي تدخل في جملة المصالح المرسلة – ما يلزم له، من البث الإعلامي ومن إقامة الدروس والحلق والدورات والندوات والمسابقات وما فتح الله علينا به من تلك الأفكار الطبية لتربية الشباب والنشء على محبة النبي عليه السلام، كل هذا خير، ونحن ولا شك أحوج إليه في غربتنا ممن سبقونا .. ولكن من ادعى أننا نحتاج إلى أن نجعل هذا الأمر على هيئة احتفال
(يُتْبَعُ)
(/)
سنوي بيوم مولده عليه السلام، يكون فيه كذا وكذا من الأفعال المقيدة به تخصيصا، فهذا قد جاء بما لا برهان له عليه من نقل ولا عقل! وليس له أن يقول أن هذا من المصالح المرسلة!
فالصواب أن يقال: أما عموم التذكير بالنبي عليه السلام وتعليق قلوب الناس به وبسيرته فمطلب شرعي عظيم ومقصد لا مرية في ضرورته وفي أننا أشد حاجة من كل من سبقونا إلى الزيادة من ذلك .. أما الاحتفال بيوم المولد على هذا النحو أو غيره وتقييد ذلك بتلك القيود، فكلا والله لم يكونوا هم محتاجين إليه، ولا نحن اليوم نحتاج إليه، ولو كان من الدين في شيء لرأيناه في سنن الراشدين، يعلمونه للناس من بعدهم ليلزموه إلى يوم الدين، حتى إذا ما جاء زمان المساكين المحرومين من أمثالنا كان مثل هذا الاحتفال السنوي بيننا هو سبيل المؤمنين من القرون الأولى! ولكن ليس الحال كذلك أبدا!!
وجهت انظار بعض البا حثينالى الا خطاء التي تكون في حفلات المولد في بعض الحالات و ربما تصل الى حد
المخا لفات الشر عية احيانا
فقالوا بتحر يم هذه الحفلات
و هذاالتحريم خطأشرعي لانه يجب ان ينصب التحريم الى الا خطاء الشر عية
و لا نحرم الا بدقة
والا حر منا ما احله الله
قلت هنا يأتي الخلل الأصولي مرة أخرى – بارك الله فيك - وقد سبق التنبيه عليه في مسألة اعتبار هذا الفعل التعبدي من جملة ما كان أصله الحل ولا يحرم إلا بدليل. وليس كذلك كما تقدم. بل هو يحتاج إلى نص تشريع بخلاف أصل المنع، وليس العكس. ومن هنا يتبين الخلط في قولك وفقك الله:
وعلى سبيل المثال: لو حد ثت مخالفات شر عية اثناء الحجفهل نحرمه وهو ركن
طبعا لا انما نحرم الاخطاء
كذلك المبا حات اذا واكبتهااخطاء فالتحريم يوجه للا خطاء
فاذا خلت من الا خطاء كانتمباحة
قلت هذا القياس حجة عليك لا لك كما هو واضح لأن الحج ليس من المباحات إنما هو من العبادات المفصلة المقيدة بزمان ومكان، والتي استفاضت النصوص الدالة على مشروعيتها ووجوبها وتقييدها بتك القيود المفصلة جميعا، فلا يقال بمنعها ولا بتعطيل شيء من شعائرها من أجل مفسدة وقعت فيها! فأين أمثال هذه النصوص في مسألتنا، مسألة الاحتفال السنوي بالمولد؟؟
ارفعوا عن تلك المجالس صفة العيد والاحتفال السنوي، وانزعوا عنها تلك القيود المبتدعة جميعا، واكتفوا بجنس ما جرى عليه عمل القرون الفاضلة من مجالس وعظ وتذكرة في أي يوم من أيام السنة، وتلمسوا لذلك من الوسائل المباحة ما يعين على تحقيق المطلوب، ثم تعالوا بعدها لنتناقش في فعل هو من جملة العبادات المندوبة، كيف نفعل به إذا ما فشت فيه مفسدة من شراذم من الخلق لسبب ما أو لآخر!
والان خروجا من حدوث جدل بلافا ئدة احدد تعر يف حفلة المو لد
المباح شكلا و تو قيتا و المشر وعمضمونا
حفلة المولد تحتوي على:
قراءة للقران الكريم
التعريف بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم و شما ئله و اخلاقه
و الدعوة الى محبته
من خلال الكلمات النثرية والشعرية والترنم بالقصائد بمحبته و هديه صلى اللهعليه وسلم
دون ان يصا حب ذلك اي مخا لفات شر عية
ثم تختم الحفلة بتناول طعاماو تو زيع الحلوى
قلت – أكرمك الله – هذا الترتيب والرسم والتقييد بالتوقيت، وابتغاء الفضل التعبدي من ذلك كله في ذلك الموعد من كل سنة: ما الدليل عليه؟؟؟
هذا حرف المسألة.
او قات اقامة هذه الحفلات
---
اول هذه المنا سبات اليومالذي ولد فيه صلى الله عليه وسلم
--- ثم مختلف المنا سبات الا جتما عية
يستفاد منها لا قا مة هذه الحفلات فتكون فرصا لا جتما ع الناس وتذكيرهم
برسول الله صلى الله عليه وسلم
التماسا لبر كة ما يحويه جمع الناس على حفلة مو لدحول رسول الله صلى الله عليه وسلم
و من امثلة ذلك
ولادة امراة وسلامتها
نجاح طالب
........
او اي فر صة اجتماعية
قلت هنا خلط واضح وتذبذب في تحرير محل النزاع! فليس النزاع في مشروعية اغتنام المناسبات العامة للتذكير بالنبي عليه السلام وتحبيب المسلمين فيه! هذا لا مرية في أنه خير – إن خلا من القيود التعبدية البدعية والمخالفات الشرعية – إنما الشأن فيما يكون في يوم مولده تحديدا، فتبنهي وحرري محل النزاع، بارك الله فيك.
وقولك – سامحك الله -:
" التماسا لبر كة ما يحويه جمع الناس على حفلة مو لدحول رسول الله صلى الله عليه وسلم"
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا استدلال بمحل النزاع، لأن البحث أصلا غايته إثبات أن هناك بركة مخصوصة أو فضل مخصوص "لجمع الناس على حفلة مولد رسول الله" كما تقررين هنا! فهذه لو ثبتت بالدليل لقلنا بمشروعية هذا الاحتفال في يوم مولده دونما توقف، ولوجدنا حينئذ – ولابد - أنه قد سبقنا إليها الصحابة والسلف اغتناما لتلك البركة تحديدا، ولكن أين؟
هذا على التسليم بصحة التاريخ ابتداءا كما تقدم، فإن عدم عناية السلف بأسانيد الروايات الدالة على تحديد ذلك التاريخ = من أوضح الأدلة على أنهم ما كانوا يرون في ذلك اليوم من أيام السنة فضلا مخصوصا أو "بركة" يندب من أجلها لمثل هذا "العيد السنوي"! بخلاف فضل يوم الاثنين من كل أسبوع فهذا قد ثبت به النص الذي قيد له عبادة تطوعية معلومة.
الحكم الشر عي:
مضمونالحفلة كما صو رته مشروع بلا خلاف-
ربطه بالمناسبات و حتى بدون مناسبات على الاباحة
قلت هذا الكلام فيه خلط واضح أرجو أن يكون قد تبين مما تقدم شرحه وبيانه! ونعود لتحرير المصطلح فنقول إن قولك "مضمون الحفلة" إن كان المراد به المقصد الشرعي فلا نزاع في مشروعية ذلك المقصد وفي أنه مندوب في أحوال بل وواجب في أحوال .. أما قولك (كما صورته) فهنا نستوقفك لزاما ونقول لك ماذا تقصدين بصورته؟؟ فهذه تشمل كافة التفاصيل التي قيدها الناس لتلك الحفلة توقيتا وترتيبا، وهذا هو ما نطالبك بتقديم الدليل عليه بالأساس!
صنعة الأصول أيتها الفاضلة لها مصطلحاتها وإطلاق أحكام الشرع على ألفاظ مبهمة على هذا النحو دونما استدلال = مسلك من لا خلاق لهم بالعلم فانتبهي!! أي شيء هذا الذي حكمه أنه "مشروع بلا خلاف"؟ وأين مبنى الدليل فيما ذكرتِ؟؟
-------------------------
وختاما أقول
/// محل النزاع ليس في هذا السؤال:
-هل يجوز شحذ محبة النبي عليه السلام في قلوب المسلمين بالتماس بعض المحافل العامة للناس وإلقاء الدروس والمواعظ والتذكير فيها بسيرته وهديه والحض على اتباعه عليه السلام والتفنن في ابتكار الوسائل الدعوية المعينة على ذلك، كالمسابقات والمؤتمرات والدورات والمنتديات ونحوها، والتقرب لله تعالى بهذه العبادات جميعا على هذا النحو؟
/// إنما محل النزاع في هذا السؤال:
-هل يجوز اتخاذ يوم مولد النبي عليه السلام عيدا يحتفل فيه الناس في كل سنة، مع تقييد بعض العبادات فيه كتلاوة القرءان والذكر والإنشاد والوعظ ونحو ذلك، تحقيقا لمقصد شحذ محبة النبي عليه السلام في قلوب المسلمين، والتقرب لله تعالى بهذه العبادة على هذه الصفة؟
فأرجو من المولى جل وعلا أن يكون محل النزاع قد اتضح لك أيتها الفاضلة، والله الموفق إلى الرشاد.
ـ[أبو جهاد]ــــــــ[26 - Jun-2009, مساء 06:52]ـ
شكرا جزيلا للأستاذ أبي الفداء , ومن باب المدارسة الاستفادة لدي استفسار بسيط.
تقول الأخت جمانة:
حفلة المولد تحتوي على:
قراءة للقران الكريم
التعريف بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم و شما ئله و اخلاقه
و الدعوة الى محبته
من خلال الكلمات النثرية والشعرية والترنم بالقصائد بمحبته و هديه صلى اللهعليه وسلم
دون ان يصا حب ذلك اي مخا لفات شر عية
ثم تختم الحفلة بتناول طعاماو تو زيع الحلوى
وعقب عليها أبو الفداء:
قلت – أكرمك الله – هذا الترتيب والرسم والتقييد بالتوقيت، وابتغاء الفضل التعبدي من ذلك كله في ذلك الموعد من كل سنة: ما الدليل عليه؟؟؟
هذا حرف المسألة
لو قال قائل:
1 - الترتيب 2 - والرسم 3 - والتقييد بالتوقيت , لم نعتقد ولم نتعبد ولم ننسبه للشريعة , إنما هو من باب التنظيم والتنسيق , كما يقابله في ذلك: ترتيب وتقييد الدروس بأوقات معينة وإقامة الدورات السنوية.
فما رأيكم في هذا؟! وجزاكم الله خيرا
وإن أمكن المرور من هنا, فحسن:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=36034 (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=36034)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[26 - Jun-2009, مساء 07:17]ـ
شكرا جزيلا للأستاذ أبي الفداء , ومن باب المدارسة الاستفادة لدي استفسار بسيط.
وعقب عليها أبو الفداء:
لو قال قائل:
1 - الترتيب 2 - والرسم 3 - والتقييد بالتوقيت , لم نعتقد ولم نتعبد ولم ننسبه للشريعة , إنما هو من باب التنظيم والتنسيق , كما يقابله في ذلك: ترتيب وتقييد الدروس بأوقات معينة وإقامة الدورات السنوية.
(يُتْبَعُ)
(/)
فما رأيكم في هذا؟! وجزاكم الله خيرا
وإن أمكن المرور من هنا, فحسن:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=36034 (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=36034)
بارك الله فيكم. نقول لهم أن دعواهم عدم التعبد بتقييد ذلك اليوم بالذات لتلك الأعمال بالذات، دعوى تخالف الواقع من فعلهم وتهدم العلة التي من أجلها أصبح هناك ما يصطلح الناس عليه باحتفال المولد النبوي! فهم يرون ذلك من الأعمال الحسنة التي لا تأتي بفضلها المراد منها إلا إن جعلوها في ذلك اليوم، - وأنت ترى بجلاء أنهم ما يقيمون مثل هذه الأعمال إلا في ذلك اليوم وتحت هذا المسمى! - ويصرحون أحيانا بقياس صنيعهم ذاك على صيام النبي عليه السلام في يوم الاثنين معللا ذلك بأنه يوم ولد فيه! فالنبي عليه السلام هو الذي شرع لنا الصيام في ذلك اليوم بعلة أنه يوم ولد فيه، فمن الذي شرع لنا هذه الأعمال السنوية التعبدية بعلة أنه يوم ولد فيه أيضا؟
قد تقدم أن الترتيبات والوسائل بمختلف أنواعها لا إشكال فيها - ما دامت مشروعة في ذاتها لا مخالفة فيها - طالما أنها لا تقيد بقيد بدعي ولا بيوم مخصوص لاعتقاد أفضلية الإتيان بها في ذلك اليوم دون غيره،
فالأمر فيه ما يلي:
/// بدعة إضافية بتقييد تلك الأعمال بذلك اليوم دون قيد ثابت في الشرع (وأعني تلك الأعمال التي تسمى في مجموعها بالاحتفال بذكرى المولد أو إحياء ذكرى المولد أو نحو ذلك)
/// فضلا عن البدعة الأصلية المتمثلة في تخصيص يوم سنوي للاحتفال واللعب لم يرد عليه دليل، وهذا عام في كل ما يصح أن يقال له "عيد" - وهذا الاحتفال السنوي في معنى العيد كما هو واضح - والأصل في هذا حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال: ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما يوم الأضحى ويوم الفطر». رواه أبو داود (1/ 675) والنسائي (3/ 179).
ونحن لم يرد لنا ما به نعلم مناسبة هذين اليومين، فلربما كان سببهما الاحتفال بالذكرى السنوية لمولد رجل عظيم عندهم أو ذكرى الانتصار في حرب قديمة أو نحو ذلك، بل وربما كان احتفالا بذكرى مولد نبي من أنبياء الله السابقين الذين بعثهم الله في القوم في قرون غابرة، ومع هذا، فالنص واضح في أنه عليه السلام لم يسألهم عن المناسبة أو السبب أصلا، وإنما نسخ ذلك كله وأثبت في مكانه الأعياد المشروعة لأمة المسلمين .. فتخصيص يوم سنوي للاحتفال بأي ذكرى أيا كانت، يرجع بنا إلى جنس ما نسخه النبي عليه السلام من الأعياد وأشباهها مما كان في الجاهلية! ومن قال أنه يستثنى من ذلك هذا الاحتفال لأنه يحقق مقاصد شرعية في محبة النبي عليه السلام ونحو ذلك، رجعنا به إلى ما تقدم بيانه من أن المقصد لا إشكال لنا معه، ولكن الوسيلة هي التي لا نرتضيها ولا نقرها، ولم نرها في فعل أحد من أهل القرون الفاضلة قط، وفيها ما فيها مما ذكرنا، والله أعلم.
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[26 - Jun-2009, مساء 08:40]ـ
بارك الله في الأخ أبا الفداء
و أضيف هذه الزيادة أن النصارى كانوا السباقين للإحتفال بيوم ميلاد نبيهم فعلى هذا في المسألة تشبه بالنصارى أيضا
و أضيف كذلك قصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
في صحيح البخاري:
عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال قال رجل من اليهود لعمر يا أمير المؤمنين لو أن علينا نزلت هذه الآية اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا لاتخذنا ذلك اليوم عيدا فقال عمر إني لأعلم أي يوم نزلت هذه الآية نزلت يوم عرفة في يوم جمعة سمع سفيان من مسعر ومسعر قيسا وقيس طارقا اهـ
فدل الحديث على أن الأعياد توقيفية لا يجوز اتخادها إلا بدليل و هذا ما يعنيه حديث العيدين السابق الذكر: حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال: ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما يوم الأضحى ويوم الفطر».ابو داود و النسائي
و الله أعلم
ـ[جمانة انس]ــــــــ[27 - Jun-2009, صباحاً 06:45]ـ
الا خ الفاضل ابو الفداء
(يُتْبَعُ)
(/)
جزاكم الله خيرا على دراستكم القيمة حول هذا المو ضوع و التي تميزت بالدقة و المنهجية
والو ضوح ولا اخفيكم سرا انني بعد قراءتها بدات البحث عن المو ضوعات الا خرى التي اسهمتم بها في المجلس العلمي لما لمسته في كتا بتكم من عمق علمي و اضح
----- واتفق معكم فيما ذكرتم من تحر ير لمو ضع النز اع والحكم الشر عي له
-----واتقدم ببعض الا يضاحات:
1 - ان قو لي ان حفلات المو لد مباحة (تو قيتا) اقصد فيه انها ليست عبادة مشروعة
من حيث ربطها بيوم المو لد او بيوم ولادة امرأة او بيوم نجاح طالب او اي منا سبة اجتما عية
فلا يجوز ابدا ان يعتقد ان هذا الر بط لكون هذه الا وقات و المناسبات وقتا مشروعا لهذه الحفلات كما يخصص مثلا رمضان للصيام او و قت الضحى لصلاة الضحى
2 - كذلك قو لي مباحة شكلا لا اقصد ان هذا التر تيب للحفلات عبادة مشروعة وان هذا
التر تيب له ثواب خا ص كما هو الحال مثلا في كيفية الصلاة
انما يمكن ان تتم الحفلات باي اسلوب يحقق الغرض العام من المضمون الذي شر حته
--- و بذلك فليست هذه الحفلات --على هذا الا ساس --محلا للنزاع
3 - اما المضمون المشروع بلا خلاف لهذه الحفلات
فاقصد به ان هذه الا شياء التي اوردتها من (تلاوة للقران و غرس لمحبة النبي واتباعه من خلال شمائله وسيرته صلى الله عليه وسلم) فهذه الا شياء مشر وعة بلا خلاف بحد ذاتها
بغض النظر عن ربطها بالحفلات تو قيتا و شكلا
----------------------------------------------
فلقد امرنا الله تعالى بتلاوة القران و بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم و بالدعوة الى
غر س محبته و تعليم هديه و شما ئله و ان يكون احب الينا من كل ما سوى الله فالذين امنوا
اشد حبا لله
-----------------------------------------------
و لم يحصرنا الشارع بكيفية معينة محددة لاداء هذه العبادات انما عمم و ترك المجال مفتوحا
لكافة الا ختيارات بشرط عدم المخالفات الشر عية
و من هنا فاي صورة يطبقها المسلمون عبر الا جيال فهي مباحة بحد ذاتها
و تعتبير داخلة تحت عمو م المشروعية لكافة الكيفيات المباحة للاداء
فكل كيفية تعتبر مشروعة من حيث انها تلبي عمو م الا مر
ولتو ضيح فهمي للمو ضوع اطرح المثال التالي:
امرنا الله بالا ستغفار و بكثرة ذكره تعالى ولكن لم يحصرنا بكيفية اداء محددة كالصلاة
فاي كيفية للذكر و الا ستغفار تكون داخلة تحت عمو م المشر وعية
----------------------------------------------
اما اختيار يوم المو لد كاحد منا سبات حفلات المو لد
فليس لثواب يخص هذا اليوم و لكن لمراعاة المنا سبة و الا ستفادة منها لا لتميز شرعي
لاداء الحفلات بهذا اليوم
وان كان هذا اليوم بحد ذاته مميز شرعا من حيث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
شرع صيام الا ثنين لانه ولد فيه و لانه بعث فيه ايضا
و لم يكتف رسول الله صلى الله عليه وسلم بمشروعية صيامه لمرة واحدة بالسنة
انما هناك احتفال اسبوعي بصيام يو م مو لده صلى الله عليه وسلم و بعثته
و لا شك ان هذا وحي من الله
ليتذكر المؤمن نعمة الله عليه بر سول الله صلى الله عليه وسلم اسبو عيا
و يذكر هنا ان الله تعالى لم يمتن على عباده في القران الا بنعمة الر سول صلى الله عليه وسلم
و الا يمان
و ما ذلك الا لحكم ليتذكر المؤمن هذا الر سول صلى الله عليه وسلم دا ئما فيكون قدوة له
------------------------------------------------
فاذا جاء يوم المو لد السنوي فشرحنا للناس ما خص به رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مو لده من صيام اسبو عي و عللنا ذلك و تو سعنا بذكر شما ئله و احو اله
فنكون قد بينا مسالة شر عية وهي فضيلة هذا اليوم و تو سعنا بعر ض مسا ئل مباح عر ضها في كل حين وهذا اليوم من باب اولى
طبعا دون اعتقاد فضلية شر عية للاتيان بهذا في هذا اليوم
اتصور ا ن ذلك ليس بالامر المنكر بل من المباح شكلا و تو قيتا بالمعنى الذي ذكرته مسبقا
============================== ===
لقد و صف الله النبي صلى الله عليه وسلم بقوله (وما ار سلناك الا رحمة للعالمين)
و قال في اية أخرى (قل بفضل الله وبر حمته فبذلك فليفر حوا)
فلو فهم -البعض- ان الفرح بر حمة الله للعالمين صلى الله عليه وسلم هو من الفرح المذكور في هذه الا ية (و برحمته)
فلا اتصور انه بعيد من الصواب
============================== ==================
ختاما من اللطيف ان اختم مد اخلتي بقول الله تعالى عن عيسى عليه السلام (و السلام على يوم ولدت و يوم اموت و يوم ابعث حيا)
و قوله (ان الله وملا ئكته يصلون على النبي) وهذا يفيد دوام صلاة الله عليه و لاشك ان الله قد اوى رسوله في عالم الحياة منذ ولادته لانه ولد يتيما وقد قال (الم يجد ك يتيما فاوى)
ومن الا يواء الصلاة عليه من الله دائما، فقد نال صلى الله عليه وسلم يوم مو لده صنو فا من الا كرام تميز بها عن غيره من المو اليد فلو بينا ذلك في ذكرى مو لده الا سبوعي او السنوي من باب الا ستفادة من المناسبة فهو امر لطيف
============================== ====================
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[27 - Jun-2009, صباحاً 10:41]ـ
الموضوع كله يقوم على التلبيس، مع الأسف!
وهو أن الإشكال قد يكون في بعض التفاصيل، وإذا تصورنا موالد (نظيفة) فهو مباحة بل مشروعة بل سنَّة!
كالحجّ مثلاً!
تقول الأخت صاحبة الموضوع:
لو حد ثت مخالفات شر عية اثناء الحج فهل نحرمه وهو ركن
طبعا لا انما نحرم الاخطاء
كذلك المبا حات اذا واكبتها اخطاء فالتحريم يوجه للا خطاء
فاذا خلت من الا خطاء كانت مباحة
ويقول الأخ الآخر مؤيداً لهذا الطرح:
كثير من علماء عصرنا أجازوه. ومحرميه اعتمدوا في تحريمه على شركيات فيه أو معاصي ترتكب
وهذا الطرح باطل بالمرة!
أولاً: لأن الذين يعارضون الموالد يعارضون أصل الموالد، وقد يستطردون إلى المضمون لتعزيز الاعتراض الأصلي. ولا أعلم معارضاً للموالد يقول بأن الإشكال في مضمونها وإلا فهي من المباحات!
وثانياً: لأن دعاة الموالد يستخدمون الأسلوب ذاته لتمرير المضمون، فيقولون: الإنشاد مباح إذا حلا من المحظور؛ والقيام لسماع اسم الرسول صلى الله عليه وسلم هو لأجل الاحترام والإجلال وهو أمر مشروع، ولا بأس بالأحاديث والقصص الضعيفة التي تقال في الموالد لأن الغرض طيب؛ وهذه التفاصيل تتعدد فيها المشارب ووجهات التظر، وهي إما أمور مشروعة أو بدع حسنة كالمولد نفسه ... إلخ إلخ
وثالثاً: لأن هذا الأسلوب في الطرح المقصود بها المنافحة عن الموالد ضد المانعين لها، بتغيير الموضوع من مناقشة أصل المسألة إلى مناقشة التفاصيل، وليس تنقية الموالد من المضمون غير المشروع (إن كانوا يعتقدون بالحاجة إلى التنقية أصلاً!)، بدليل أن الموالد تتكرر بضع مرات في كل عام، تحت أسماعهم وأبصارهم، ومع ذلك لا نجد لهذه الأصوات وجوداً ولا تأثيراً في تلك المناسبات، بل كثيراً ما نجدهم يشاركون في الموالد ولا يعترضون على شيء من مضامينها؛ فإذا تكلم غيرهم عن بدعية الموالد والتحذير منها هرعوا إلى مخاصمته وتسفيه رأيه بهذه السفسطات والتمييعات.
وهذا الأسلوب بعينه استخدمه محمد علوي المالكي فقال:
كل ما ذكرناه سابقا من الوجوه في مشروعية المولد إنما هو في المولد الذي خلا من المنكرات المذمومة التي يجب الإنكار عليها، أما إذا اشتمل المولد على شئ مما يجب الإنكار عليه كاختلاط الرجال بالنساء وارتكاب المحرمات وكثرة الإسراف مما لا يرضى به صاحب المولد صلى الله عليه وسلّم فهذا لاشك في تحريمه ومنعه لما اشتمل عليه من المحرمات لكن تحريمه حينئذ يكون عارضاً لا ذاتياً كما لا يخفى على مَن تأمّل ذلك.
إن العقلية التي تسوغ بدعة المولد لا يمكن أن تعترض على البدع في التفاصيل! وأنت ترى أن المالكي يستنكر الاختلاط والإسراف في الطعام لأنهما خارج الموضوع وليسا موضع خلاف، ولكنه أجلب بخيله ورجله لتسويغ جميع مضامين الموالد، كقوله مثلاً:
... القيام في المولد النبوي ليس بواجب ولا سنة ولا يصح اعتقاد ذلك أبداً، وإنما هي حركة يعبّر بها الناس عن فرحهم وسرورهم فإذا ذكر أنه صلّى الله عليه وسلّم ولد وخرج إلى الدنيا يتصور السامع في تلك اللحظة أن الكون كله يهتز فرحاً وسروراً بهذه النعمة فيقوم مظهراً لذلك الفرح والسرور معبّراً عنه، فهي مسألة عادية محضة لادينية، إنها ليست عبادة ولا شريعة ولا سنة وما هي إلا أنْ جرت عادة الناس بها
ثم نقض كلامه هذا بأن جعل القيام من المستحسنات، ثم من السنن المشروعة! وهذا كلامه بحروفه على طوله:
أما القيام في المولد النبوي عند ذكر ولادته صلّى الله عليه وسلّم وخروجه إلى الدنيا، فإن بعض الناس يظن ظناً باطلاً لا أصل له عند أهل العلم فيما أعلم بل عند أجهل الناس ممن يحضر المولد ويقوم مع القائمين، وذاك الظن السيء هو أن الناس يقومون معتقدين أن النبي صلى الله عليه وسلّم يدخل إلى المجلس في تلك اللحظة بجسده الشريف، ويزيد سوء الظن ببعضهم فيرى أن البخور والطيب له وأن الماء الذي يوضع في وسط المجلس ليشرب منه.
وكل هذه الظنون لا تخطر ببال عاقل من المسلمين، وإننا نبرأ إلى الله من كل ذلك لما في ذلك من الجراءة على مقام رسول الله صلى الله عليه وسلّم والحكم على جسده الشريف بما لايعتقده إلا ملحد مفتر وأمور البرزخ لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
والنبي صلى الله عليه وسلّم أعلى من ذلك وأكمل وأجل من أن يُقال في حقه إنه يخرج من قبره ويحضر بجسده في مجلس كذا في ساعة كذا.
أقول: هذا افتراء محض وفيه من الجراءة والوقاحة والقباحة ما لا يصدر إلا من مبغض حاقد أو جاهل معاند.
نعم إننا نعتقد أنه صلى الله عليه وسلّم حيٌّ حياة برزخية كاملة لائقة بمقامه، وبمقتضى تلك الحياة الكاملة العليا تكون روحه صلى الله عليه وسلّم جوّالة سيّاحة في ملكوت الله سبحانه وتعالى ويمكن أن تحضر مجالس الخير ومشاهد النور والعلم، وكذلك أرواح خُلّص المؤمنين من أتباعه، وقد قال الإمام مالك: بلغني أن الروح مرسلة تذهب حيث شاءت.
وقال سلمان الفارسي: أرواح المؤمنين في برزخ من الأرض تذهب حيث شاءت. (كذا في الروح لابن القيم)
إذا علمت هذا فاعلم أن القيام في المولد النبوي ليس بواجب ولا سنة ولا يصح اعتقاد ذلك أبداً، وإنما هي حركة يعبّر بها الناس عن فرحهم وسرورهم فإذا ذكر أنه صلّى الله عليه وسلّم ولد وخرج إلى الدنيا يتصور السامع في تلك اللحظة أن الكون كله يهتز فرحاً وسروراً بهذه النعمة فيقوم مظهراً لذلك الفرح والسرور معبّراً عنه، فهي مسألة عادية محضة لادينية، إنها ليست عبادة ولا شريعة ولا سنة وما هي إلا أنْ جرت عادة الناس بها
استحسان العلماء لقيام المولد وبيان وجوهه
واستحسن ذلك من استحسنه من أهل العلم، وقد أشار إلى ذلك البرزنجي مؤلف أحد الموالد بنفسه إذ قال بالنّص: (وقد استحسن القيام عند ذكر مولده الشريف أئمةٌ ذوو رواية ورويّه، فطوبى لمن كان تعظيمه صلى الله عليه وسلّم غاية مرامه ومرماه)، ونعني بالاستحسان للشئ هنا كونه جائزاً من حيث ذاته وأصله ومحموداً مطلوباً من حيث بواعثه وعواقبه، لا بالمعنى المصطلح عليه في أصول الفقه، وأقل الطلاب علماً يعرف أن كلمة (استحسن) يجري استعمالها في الأمور العادية المتعارف عليها بين الناس فيقولون: استحسنت هذا الكتاب وهذا الأمر مستحسن واستحسن الناس هذه الطريقة، ومرادهم بذلك كله هو الاستحسان العادي اللغوي وإلا كانت أمور الناس أصولاً شرعية ولا يقول بهذا عاقل أو مَن عنده أدنى إلمام بالأصول.
وجوه استحسان القيام
الوجه الأول: أنه جرى عليه العمل في سائر الأقطار والأمصار واستحسنه العلماء شرقاً وغرباً، والقصد به تعظيم صاحب المولد الشريف صلى الله عليه وسلّم، وما استحسنه المسلمون فهو عند الله حسن، وما استقبحوه فهو عند الله قبيح كما تقدم في الحديث.
الوجه الثاني: أن القيام لأهل الفضل مشروع ثابت بالأدلة الكثيرة من السنة، وقد ألف الإمام النووي في ذلك جزءاً مستقلاً وأيّده ابن حجر وردّ على ابن الحاج الذي ردّ عليه بجزء آخر سّماه رفع الملام عن القائل باستحسان القيام.
الوجه الثالث: ورد في الحديث المتفق عليه قوله صلّى الله عليه وسلّم للأنصار (قوموا إلى سيدكم) وهذا القيام كان تعظيماً لسيدنا سعد رضي الله عنه ولم يكن من أجل كونه مريضاً وإلا لقال قوموا إلى مريضكم ولم يقل إلى سيدكم ولم يأمر الجميع بالقيام بل كان قد أمر البعض.
الوجه الرابع: كان من هدي النبي صلّى الله عليه وسلّم أن يقوم تعظيماً للداخل عليه وتأليفاً كما قام لابنته السيدة فاطمة وأقرّها على تعظيمها له بذلك، وأمر الأنصار بقيامهم لسيدهم فدلّ ذلك على مشروعية القيام، وهو صلى الله عليه وسلّم أحق من عظّم لذلك.
الوجه الخامس: قد يقال إن ذلك في حياته وحضوره صلّى الله عليه وسلّم، وهو في حالة المولد غير حاضر، فالجواب عن ذلك أن قارئ المولد الشريف مستحضر له صلّى الله عليه وسلّم بتشخيص ذاته الشريفة، وهذا التصور شئ محمود ومطلوب بل لابد أن يتوفر في ذهن المسلم الصادق في كل حين ليكمل اتباعه له صلّى الله عليه وسلّم وتزيد محبته فيه صلّى الله عليه وسلّم ويكون هواه تبعاً لما جاء به.
فالناس يقومون احتراماً وتقديراً لهذا التصور الواقع في نفوسهم عن شخصية ذلك الرسول العظيم مستشعرين جلال الموقف وعظمة المقام وهو أمر عادي – كما تقدم – ويكون استحضار الذاكر ذلك موجباً لزيادة تعظيمه صلّى الله عليه وسلّم.
ولو صدق مع نفسه ومع المسلمين لاعتبر القيام واجباً من الواجبات، كما يعتبره الذين يفعلونه ولا يتحلفون عنه، لأن تعظيم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم واجب من أعظم الواجبات.
هذا مع أن المالكي يعتقد بأن روح رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تحضر مجالس الذكر، وأن بعض الناس يجتمعون به يقظة لا مناماً، وأن العامة - والخاصة أيضاً - إنما يقومون في المولد لتحيته معتقدين بحضوره، وكلامه في تسويغ القيام يؤول إلى هذا المعنى؛ فلماذا يستنكر حضوره رسول الله صلّى الله عليه وسلّم للمولد؟ ولماذا يصف خصومه بالجرأة والوقاحة لأنهم يفسرون القيام بهذا التفسير البديهي الذي لا يوجد سواه أصلاً؟!
إنها ثقافة التلبيس، وإن شئت فقل: ثقافة التدرُّج الباطنية!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمانة انس]ــــــــ[27 - Jun-2009, مساء 12:20]ـ
الأخ الفاضل (خزانة الا دب) رعاك الله ..
لا يوجد في المو ضوع سفسطات و لا تمييعات
احترم رايك كثيرا و ارجو الله ان يو فقنا للبحث المو ضوعي
و اقترح عليك مراجعة دراسة الباحث ابي الفدء بدقة ففيها تحليل علمي بارع مو ضوعي
و شكرا لمداخلتك ..
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[27 - Jun-2009, مساء 01:18]ـ
أما الموضوع فهو تمييع للموضوع! وإليك البرهان من كلامك أنت!
فقد أفتيتِ بأن تحريم الموالد (خطأ شرعي)، واعترفتِ (بالأخطاء التي تكون في حفلات المولد في بعض الحالات و ربما تصل الى حد المخا لفات الشر عية احيانا)، وسرعان برَّأتِ الموالد من ذلك فقلتِ بالحرف الواحد:
حفلة المولد تحتوي على: قراءة للقران الكريم التعر يف بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم و شما ئله و اخلاقه و الدعوة الى محبته من خلال الكلمات النثرية والشعرية والترنم بالقصائد بمحبته و هديه صلى الله عليه وسلم دون ان يصا حب ذلك اي مخا لفات شرعية
هذا هو التمييع للموضوع: الموالد فيها مخالفات شرعية أحياماً! لا ليس فيها مخالفات شرعية!
واللافت للنظر أنت تدافعين عن الموالد من طريق اللف والدوران، لأنك لا تقولين إن هذا رأيك، بل تحذرين من البداية من تشخيص الأمر!
والأمر في الحقيقة لا يحتاج إلى ذلك، فما أكثر المدافعين عن الموالد، وهم على الأقل لديهم الشجاعة الفكرية!
فاتركي هذا الأسلوب بارك الله فيك!
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[27 - Jun-2009, مساء 03:51]ـ
ان قو لي انحفلات المو لد مباحة (تو قيتا) اقصد فيه انها ليست عبادةمشروعة
من حيث ربطها بيوم المو لداو بيوم ولادة امرأة او بيوم نجاح طالب او اي منا سبة اجتماعية
فلا يجوز ابدا ان يعتقد ان هذاالر بط لكون هذه الا وقات و المناسبات وقتا مشروعا لهذه الحفلات كما يخصص مثلارمضان للصيام او و قت الضحى لصلاة الضحى
بارك الله فيك، هذا التقرير بشأن قيد الوقت الذي تفضلتِ به يخالف ما عليه واقع الحال في المسألة محل الدراسة، بل يخالف ما يقول به المنتصرون للموالد أصلا! فلا نعلم أحدا ممن يجيزون الاحتفال بالمولد – والموالد عموما – يرى تحريرها من الارتباط بقيد التوقيت ومن موافقة اليوم الذي يظنونه يوم ميلاد النبي عليه السلام! ولو حرروها من قيد الوقت لما اصطلحوا عليها بحفلة المولد أصلا، بل ولما جعلوها "حفلة" بالأساس، أليس كذلك؟
وكذا تقريرك في عدم جواز اعتقاد مشروعية الربط بهذه الأوقات لهذه الحفلات، هذا يجعلني أطالبك بحالة واحدة سبقت في تاريخ الأمة أن احتفل جماعة من الناس بذكرى مولد النبي عليه السلام في غير ذلك اليوم السنوي الذي يعتقدونه يوم ميلاده!
ويا أيتها الفاضلة اعلمي أن مفهوم "المشروعية" ليس على صفة واحدة .. فنحن لا نقول أن القوم يعتقدون بأن علة مشروعية ربط يوم المولد لتلك الحفلات والسماعات والأنشطة، تماثل علة ربط يوم العاشر من ذي الحجة بموقف عرفة في الحج – مثلا!! هذا واضح جلي وليس مما نحن فيه في شيء! القوم يستحسنون تخصيص اليوم – من كل سنة لا من كل أسبوع والفرق واضح – الذي يعتقدون أن النبي عليه السلام قد ولد فيه = بهذه الأفعال ربطا وتقييدا واضحا، يزول معنى الاحتفال أصلا بزواله!! وهذا الاسحتسان قد تقدم أنه لم يسبقهم إليه أحد من السلف، وأن تخصيص يوم سنوي للاحتفال بذكرى شرعية – أيا كانت – إنما هو صورة من صور التشريع حتى وإن لن يعتقد فاعله ذلك، وهو يوافق سنن الجاهلية في الأعياد التي نسخها الإسلام، وقد تقدم كذلك أنه يخالف ما تنافحين أنت عنه في كلامك من عموم مشروعية تذكر النبي عليه السلام وإحياء سنته وهديه ونحو ذلك في أي مناسبة من المناسبات! فنحن إنما نتكلم عن القيد وما ترتب – وسيترتب لا محالة - على ذلك القيد عند الناس من لهو ولعب وسماع وغير ذلك، إذ المناسبة إسمها (حفلة ذكرى المولد) وليس (موعظة المولد) مثلا!
فأرجو التدقيق في تأمل ما تقدم بيانه في المشاركات الآنفة بروية، بارك الله فيك، إن أردت تحرير محل النزاع بوضوح.
كذلك قو لي مباحة شكلا لا اقصد ان هذا التر تيب للحفلات عبادة مشروعةوان هذا
التر تيب له ثواب خا ص كماهو الحال مثلا في كيفية الصلاة
انما يمكن ان تتم الحفلات باي اسلوب يحقق الغرض العام من المضمون الذيشر حته
(يُتْبَعُ)
(/)
--- و بذلك فليست هذهالحفلات --على هذا الا ساس --محلا للنزاع
بل هي بعينها محل النزاع بارك الله فيك، في أصل جعلها "حفلة" وكما تقدم فلو حررتموها من قيد الوقت لما جعلتموها على هذا "الشكل" أصلا! هي جملة قيود استحسنها القوم لجملة من الأفعال التعبدية، نتج منها صنف آخر من الأفعال التي لا تنفك عنها، يعتقد فاعلوها أنها جميعها على هذه الهيئة وبهذا الوصف = خير وأنها من الدين، وليس لهم في ذلك الوضع الذي سنوه وشرعوه مستند من دليل ولا سلف، وهذا هو مفهوم البدعة بالأساس يا أختاه، فتأملي!
اما المضمون المشروع بلا خلاف لهذه الحفلات
فاقصد به ان هذه الا شياء التي اوردتها من (تلاوة للقران وغرس لمحبة النبي واتباعه من خلال شمائله وسيرته صلى الله عليه وسلم) فهذه الا شياءمشر وعة بلا خلاف بحد ذاتها
بغضالنظر عن ربطها بالحفلات تو قيتا و شكلا
وهذا لا يخالفك فيه مسلم. وقد تقدم فلا داعي لإعادة توضيحه.
و لم يحصرنا الشارع بكيفية معينة محددة لاداء هذه العباداتانما عمم و ترك المجال مفتوحا
لكافة الا ختيارات بشرط عدم المخالفات الشر عيةو من هنا فاي صورة يطبقها المسلمون عبر الا جيال فهي مباحةبحد ذاتهاو تعتبير داخلة تحت عموم المشروعية لكافة الكيفيات المباحة للاداء فكل كيفية تعتبر مشروعة من حيث انها تلبي عمو م الامر
بل تشريع ما لم يأذن به الله واستحسانه بلا دليل = هذا في حد ذاته فعل مخالف للشرع!
فإذا كان الشرع لم يحصرنا كما تقولين، فماذا يكون صنيع الذي يضع حصرا وترتيبا مخصوصا يتخذه الناس شرعة وسنة من بعده، إلا أن يكون استدراكا على الشارع، وإن لم يعتقد صاحبه ذلك؟؟؟ هل هو أحسن للمسلمين أن يتركوا ما لم يقيده الله مطلقا بلا قيد، أم أن يضعوا له قيدا من عندهم لتنظيمه وكذا؟؟؟ لو اعتقد أحدهم أنه أحسن لو جعل له قيدا يلتزمه هو وغيره من الناس لكان منابذا لحق الله في التقييد والإطلاق للعبادات! وأرجو أن تدققي في هذا المعنى كثيرا، بارك الله فيك. فقد رأيتك توردين مثال تنظيم حلق العلم والدروس ونحو ذلك على أنه من باب تقييد ما أطلقه الله، وليس الأمر كذلك، فتنظيم الحِلق والدروس بمواقيت يتفق عليها الناس هذا أمر كان ولا يزال مفتوحا للمصلحة المرسلة، من القرون الأولى وإلى يوم الناس هذا، لا يزال الناس ينظمونه بما يناسب أوقاتهم، كما هو الشأن في أعي عمل جماعي لم يرد النص بتقييده بنظام مخصوص تقتضيه المصلحة الشرعية الراجحة.
ولكن لما يأتي بعضهم ويقولون سنجعل في كل يوم إثنين – مثلا – درسا شرعيا في السيرة إحياءا لذكرى مولد النبي عليه السلام يوم الإثنين، فهذا تقييد لتلك العبادة بقيد لم يثبت لها! وقد تقدم أنه لولا أن صام النبي عليه السلام يوم الاثنين من كل أسبوع بتلك العلة، ما جاز لنا نحن أن نستحسن ذلك الفعل في كل يوم اثنين من كل أسبوع من عند أنفسنا، ثم نقول لا بأس بهذا وأنه من باب التنظيم والمصالح المرسلة!! كلا ليس كذلك!
ولتو ضيح فهمي للمو ضوع اطرحالمثال التالي:
امرنا الله بالاستغفار و بكثرة ذكره تعالى ولكن لم يحصرنا بكيفية اداء محددةكالصلاة
فاي كيفية للذكر و الاستغفار تكون داخلة تحت عمو م المشر وعية
ليس هذا الكلام صحيحا بهذا الإطلاق! فمعنى أن هناك عبادات لم تقيد في الشرع لا يعني جواز اتخاذ قيود لها لم تثبت بها النصوص، ثم نقول أن هذه القيود ليست تشريعا! أرجو أن يكون مفهوم القيد التشريعي واضحا، وإلا فلا مانع عندي من أن نبسط الكلام فيه، بارك الله فيك.
اما اختيار يوم المو لد كاحد منا سبات حفلات المولد
فليس لثواب يخص هذا اليوم و لكنلمراعاة المنا سبة و الا ستفادة منها لا لتميز شرعي
لاداء الحفلات بهذا اليوم
وهذا هو عين ما أقصده بتقييد العبادة لأفضلية اليوم وليس للمصلحة المرسلة! لم أقل أنه لثواب مخصوص ورد في ذلك اليوم! ولكن كما هو واضح فلا يمكن أصلا لأحد أن يحتفل بما يسمى حفلة المولد في غير يوم المولد!! فهذه "العبادة" عبادة "حفلة المولد" لا يمكن جعلها إلا في هذا اليوم!! أليس كذلك؟؟؟
لوا خالفتي في هذا المعنى فإنك تخالفين من تنتصرين لمذهبهم أصلا، فانتبهي!!!
وان كان هذا اليوم بحد ذاته مميز شرعا من حيث ان رسول اللهصلى الله عليه وسلم
شرع صيام الاثنين لانه ولد فيه و لانه بعث فيه ايضا
(يُتْبَعُ)
(/)
و لم يكتف رسول الله صلى الله عليه وسلم بمشروعية صيامه لمرة واحدةبالسنة
انما هناك احتفال اسبوعيبصيام يو م مو لده صلى الله عليه وسلم و بعثته
و لا شك ان هذا وحي من الله
ليتذكر المؤمن نعمة الله عليه بر سول الله صلى الله عليه وسلم اسبو عيا
و يذكر هنا ان الله تعالى لم يمتنعلى عباده في القران الا بنعمة الر سول صلى الله عليه وسلم
و الا يمان
و ما ذلك الا لحكم ليتذكر المؤمن هذا الر سول صلى الله عليه وسلم دا ئمافيكون قدوة له
تقدم أن العبادة المحددة التي شرعها الله في الذكرى الأسبوعية لمولد النبي عليه السلام، إنما هي الصيام. فمن زاد على ذلك في يوم الاثنين لزمه الدليل، ومن خصص اليوم السنوي وليس الأسبوعي فقد وقع فيما تقدم، ويلزمه إخراج الدليل أيضا. ليس الدليل على مشروعية كل عبادة من تلك العبادات في ذاتها، ولا على مشروعية جعلها في أي وقت يختاره الناس، ولكن على مشروعية ربطها وتقييدها بيوم مخصوص لذكرى مخصوصة، وربطها باحتفال (عيد) لإحياء هذه الذكرى على نحو ما يصنعون!
فاذا جاء يوم المو لد السنوي فشرحنا للناس ما خص به رسولالله صلى الله عليه وسلم يوم مو لده من صيام اسبو عي و عللنا ذلك و تو سعنا بذكرشما ئله و احو اله
فنكون قد بينامسالة شر عية وهي فضيلة هذا اليوم
أي يوم؟ يوم الاثنين من كل أسبوع، (الذي عندنا الحجة فيه على مشروعية التعبد بالصيام لهذه العلة) أم ذلك اليوم السنوي الذي لم يثبت فيه أي فضل ولا ندري أصلا على وجه من وجوه الثبوت الشرعي هل ولد فيه النبي حقا أم في غيره؟؟؟ أرجو التفريق بين اليومين، بارك الله فيك.
و تو سعنا بعر ض مسا ئل مباح عر ضها في كل حين وهذا اليوم من باب اولى طبعا دوناعتقاد فضلية شر عية للاتيان بهذا في هذا اليوم
هذا تناقض يا سيدتي! كيف بعد كل هذا نقول "دون اعتقاد فضيلة شرعية بهذا اليوم"؟؟؟ أليس هو اليوم الذي ولد فيه النبي عليه السلام؟ أليس هو اليوم الذي يعتقدون أن فيه رحم الله العالمين، بل وفيه روايات لم يصبت منها شيء في انهدام جدار كسرى، وغير ذلك مما تعلمين، يتسدلون بذلك كله على أفضلية اليوم لأنه يوم ولد الحبيب عليه السلام؟؟؟ ألا يخلطون بين فضل يوم الاثنين من كل أسبوع، وفضل ذلك اليوم السنوي، لعلة تشريع عبادة الصيام في يوم الاثنين لأنه يوم ولد فيه النبي عليه السلام؟؟؟
إن لم يعتقدوا له فضلا شرعيا فلماذا يخصصونه أصلا بهذه الأشياء ويقيدون ذلك الاحتفال به؟؟؟ من باب التنظيم والمصلحة المرسلة؟؟؟ هذا لا يقول القوم به أصلا يا سيدتي بارك الله فيك.
أرجو الروية – أكرمك الله – في تناول مأخذ المخالف، فضلا عن مأخذ من تنتصرين لمذهبه، وعندئذ يتجلى لك محل النزاع بوضوح، ويزول الإشكال إن شاء الله، وفقني الله وإياك للصواب والرشاد، آمين.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[27 - Jun-2009, مساء 04:58]ـ
سؤالان للأخت الفاضلة، أرجو أن تجيب عليهما بصراحة وشجاعة!
أولاً:
النبي صلى الله عليه وسلم يقول (لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم)
وقد علم القاضي والداني أن من إطراء النصارى لعيسى بن مريم: احتفالهم بمولده، وأن احتفالهم بمولده كان موجوداً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، بل قبله بعدة قرون.
والأخت تقول (الحاجة كبيرة الى غرس محبة النبي صلى الله عليه وسلم في قلوب الناس بمختلف الاساليب ويكون المولد إحدها)
فهل ستقول الأخت:
احتفالهم بمولد عيسى ليس من الإطراء المنهيّ عنه؟ ولم يخطر على بال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ينهى عن الإطراء؟
ثانياً:
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه (لتتبعنَّ سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب خرب لدخلتموه. قالوا: اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟!).
وقد علم القاضي والداني أن النصارى قد اختاروا يوماً في السنة يحتفلون فيه بالمولد، مع أن تاريخ المولد غير معلوم يقيناً، وتكون الحفلة رسمية يحضرها رجال الدين والدولة، على ترتيب معيَّن، وتُنشد فيها الأناشيد والمدائح والابتهالات، بموسيقى وبغير موسيقى، وتُحكى القصص والحكايات عن المولد، كقصة الحكماء الثلاثة القادمين من بلاد فارس، وهروب العائلة المقدسة إلى مصر، إلى غير ذلك من التفاصيل المعروفة.
وقد قلَّدهم المسلمون في ذلك كله!
فهل ستقول الأخت:
(يُتْبَعُ)
(/)
الاحتفال بالمولد ليس من ضمن سنن النصارى؟! ولم يخطر على بال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! ولم يكن وقوعه وانتشاره بين المسلمين علَماً من أعلام النبوَّة؟!
بانتظار الإجابة الواضحة!
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[27 - Jun-2009, مساء 11:29]ـ
الأخت الفاضلة جمانه ـ حفظها الله ـ ما ذكره الأخ أبو الفداء ـ حفظه الله ـ فيه الكفاية، واريد أن أبين أمراً قد يخفى ذكره في كثير من مسائل الخلاف:
الأمر الأول: أن أي أمر قام سببه في عهده ـ صلى الله عليه وسلم ـ أوفي عهد خلفائه ـ رضي الله عنهم ـ الذين أمرنا باتباع سنتهم والعض عليها بالنواجذ، ولم يفعل لهذا السبب عبادة أو أمر يختص به، فلا نفعله، لقيام سببه وعدم تخصيصه بعبادة أو نحوه، وإذا وجد شيئ من ذلك فنقتصر على ماورد فيه.
مثال ذلك وهو موضع النقاش: مولده عليه الصلاة والسلام. قام سببه في عهده ـ صلى الله عليه وسلم ـ وفي عهد خلفائه ـ رضي الله عنهم ـ من بعده، ولم يحتفل به ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ولا خلفائه من بعده، مع أن سببه قائم في عهده عليه الصلاة والسلام، وفي عهد خلفائه. فكيف لنا أن نحدث لهذا السبب أمراً لم يحدثه صلى الله عليه وسلم، ولا خلفاؤه الراشدون من بعده، وهو الاحتفال بمولده عليه الصلاة والسلام ولهذا جاء قول الإمام مالك رحمه الله ليدلل على هذا الأمر بقوله: والله لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، فما لم يكن يومئذ دينا فليس اليوم دينا. والرسول لو احتفل بمولده أو خلفاؤه فلا شك أن احتفالهم سوف يخلو من أي منكر ـ لا سمح الله ـ ومع ذلك لم يحدث هذا فمن أين لنا بمشروعية أمر قام سببه ولم يقم الأمر بفعل شيئ فيه.
الأمر الثاني: أننا نأخذ الدليل الشرعي ولا ننظر إلى فعل صاحب الشريعة، وهذا ما يوقع الكثير في الخلط والابتداع.
مثال ذلك: صيام يوم الإثنين: قال عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ هذا يوم ولدت فيه. فهذا قول صاحب الشريعة، فما هو فعله عليه الصلاة والسلام، هل فعل غير ذلك أو أمر بغير الصيام. فالاقتصار على فعل صاحب الشريعة هو عين الاتباع لصاحبها عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
مثال آخر: الأمر بالذكر. ننظر إلى فعل صاحب الشريعة، وكيف كان يذكر ربه. وهكذا.
وأنا في الحقيقة لا أريد الإطالة، فما ذكره المشرف أبو الفداء فيه الخير والبركة، وكذا الإخوة.
وأكرر مرة أخرى ـ بارك الله فيك أختنا جمانه وأبان لك الحق والصواب ـ.
ـ[جمانة انس]ــــــــ[28 - Jun-2009, صباحاً 01:20]ـ
أما الموضوع فهو تمييع للموضوع! وإليك البرهان من كلامك أنت!
واعترفتِ (بالأخطاء التي تكون في حفلات المولد في بعض الحالات و ربما تصل الى حد المخا لفات الشر عية احيانا)، وسرعان برَّأتِ الموالد من ذلك فقلتِ بالحرف الواحد:
حفلة المولد تحتوي على: قراءة للقران الكريم التعر يف بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم و شما ئله و اخلاقه و الدعوة الى محبته من خلال الكلمات النثرية والشعرية والترنم بالقصائد بمحبته و هديه صلى الله عليه وسلم دون ان يصا حب ذلك اي مخا لفات شرعية
هذا هو التمييع للموضوع: الموالد فيها مخالفات شرعية أحياماً! لا ليس فيها مخالفات شرعية!
واللافت للنظر أنت تدافعين عن الموالد من طريق اللف والدوران، لأنك لا تقولين إن هذا رأيك، بل تحذرين من البداية من تشخيص الأمر!
والأمر في الحقيقة لا يحتاج إلى ذلك، فما أكثر المدافعين عن الموالد، وهم على الأقل لديهم الشجاعة الفكرية!
فاتركي هذا الأسلوب بارك الله فيك!
الدقة مطلوبة كي لا يخرج الحوار من النقاش العلمي الى امر اخر ..
فقو لك (فقد أفتيتِ بأن تحريم الموالد (خطأ شرعي)،)
لو رجعت الى مدا خلتي تجد انني لم افتي هكذا ..
بل كنت دقيقة بتو فيق الله .. وكان كلامي مقيدا
-- و الا خطاء مو جودة في بعض حالات حفلات المولد ..
-- اما الحالة التي ادرسها فهي الو ضع المضبوط و الخالي من المخالفات ..
ومن هنا فلا تناقض ..
و كلامي مو جود يمكن التاكد من ذلك لمن ير غب
و لم تختلط الا مور و لم تميع
انما طرحك هكذا لمداخلتي ر بما كان متسرعا ..
لم تحا لفه الدقة -ربما عن غير قصد-
ـ[جمانة انس]ــــــــ[28 - Jun-2009, صباحاً 01:35]ـ
[ quote= خزانة الأدب;245974] سؤالان للأخت الفاضلة، أرجو أن تجيب عليهما بصراحة وشجاعة!
(يُتْبَعُ)
(/)
أولاً:
النبي صلى الله عليه وسلم يقول (لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم)
وقد علم القاضي والداني أن من إطراء النصارى لعيسى بن مريم: احتفالهم بمولده، وأن احتفالهم بمولده كان موجوداً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، بل قبله بعدة قرون.
والأخت تقول (الحاجة كبيرة الى غرس محبة النبي صلى الله عليه وسلم في قلوب الناس بمختلف الاساليب ويكون المولد إحدها)
فهل ستقول الأخت:
احتفالهم بمولد عيسى ليس من الإطراء المنهيّ عنه؟ ولم يخطر على بال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ينهى عن الإطراء؟
ثانياً:
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه (لتتبعنَّ سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب خرب لدخلتموه. قالوا: اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟!).
وقد علم القاضي والداني أن النصارى قد اختاروا يوماً في السنة يحتفلون فيه بالمولد، مع أن تاريخ المولد غير معلوم يقيناً، وتكون الحفلة رسمية يحضرها رجال الدين والدولة، على ترتيب معيَّن، وتُنشد فيها الأناشيد والمدائح والابتهالات، بموسيقى وبغير موسيقى، وتُحكى القصص والحكايات عن المولد، كقصة الحكماء الثلاثة القادمين من بلاد فارس، وهروب العائلة المقدسة إلى مصر، إلى غير ذلك من التفاصيل المعروفة.
وقد قلَّدهم المسلمون في ذلك كله!
فهل ستقول الأخت:
الاحتفال بالمولد ليس من ضمن سنن النصارى؟! ولم يخطر على بال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! ولم يكن وقوعه وانتشاره بين المسلمين علَماً من أعلام النبوَّة؟!
بانتظار الإجابة الواضحة! [/ quote
اطراء النصارى لعيسى ابن مر يم هو تاليه عيسى عليه السلام
اما مو لد عيسى عليه السلام
فقد حكى القران قصة مو لده
و المسلمون يتذكرون قصة مو لده و يقراونها كلما ختمو ا القران
--اما التشبيه و المقارنة بين الصورة التي ادرسها للاحتفال و بين ما يجري عند النصارى
فهذا الكلام من العجاب حقا فالا ختلاف بينهما كالشمس و ضحاها
والمسلمون منهيون عن تقليد الكفار فيما اختصوا به من الكفر و الضلال
فمن المعلوم ان الر سول صلى الله عليه وسلم دخل المد ينة و صام عا شو راء
و كانت اليهود تصو مه و لم يقل لا اقلد اليهود في هذا؟؟
ـ[جمانة انس]ــــــــ[28 - Jun-2009, صباحاً 01:47]ـ
الأخت الفاضلة جمانه ـ حفظها الله ـ ما ذكره الأخ أبو الفداء ـ حفظه الله ـ فيه الكفاية، واريد أن أبين أمراً قد يخفى ذكره في كثير من مسائل الخلاف:
الأمر الأول: أن أي أمر قام سببه في عهده ـ صلى الله عليه وسلم ـ أوفي عهد خلفائه ـ رضي الله عنهم ـ الذين أمرنا باتباع سنتهم والعض عليها بالنواجذ، ولم يفعل لهذا السبب عبادة أو أمر يختص به، فلا نفعله، لقيام سببه وعدم تخصيصه بعبادة أو نحوه، وإذا وجد شيئ من ذلك فنقتصر على ماورد فيه.
مثال ذلك وهو موضع النقاش: مولده عليه الصلاة والسلام. قام سببه في عهده ـ صلى الله عليه وسلم ـ وفي عهد خلفائه ـ رضي الله عنهم ـ من بعده، ولم يحتفل به ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ولا خلفائه من بعده، مع أن سببه قائم في عهده عليه الصلاة والسلام، وفي عهد خلفائه. فكيف لنا أن نحدث لهذا السبب أمراً لم يحدثه صلى الله عليه وسلم، ولا خلفاؤه الراشدون من بعده، وهو الاحتفال بمولده عليه الصلاة والسلام ولهذا جاء قول الإمام مالك رحمه الله ليدلل على هذا الأمر بقوله: والله لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، فما لم يكن يومئذ دينا فليس اليوم دينا. والرسول لو احتفل بمولده أو خلفاؤه فلا شك أن احتفالهم سوف يخلو من أي منكر ـ لا سمح الله ـ ومع ذلك لم يحدث هذا فمن أين لنا بمشروعية أمر قام سببه ولم يقم الأمر بفعل شيئ فيه.
الأمر الثاني: أننا نأخذ الدليل الشرعي ولا ننظر إلى فعل صاحب الشريعة، وهذا ما يوقع الكثير في الخلط والابتداع.
مثال ذلك: صيام يوم الإثنين: قال عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ هذا يوم ولدت فيه. فهذا قول صاحب الشريعة، فما هو فعله عليه الصلاة والسلام، هل فعل غير ذلك أو أمر بغير الصيام. فالاقتصار على فعل صاحب الشريعة هو عين الاتباع لصاحبها عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
مثال آخر: الأمر بالذكر. ننظر إلى فعل صاحب الشريعة، وكيف كان يذكر ربه. وهكذا.
وأنا في الحقيقة لا أريد الإطالة، فما ذكره المشرف أبو الفداء فيه الخير والبركة، وكذا الإخوة.
وأكرر مرة أخرى ـ بارك الله فيك أختنا جمانه وأبان لك الحق والصواب ـ.
1 - لم تقيدنا الشر يعة بالنسبة للذكر بكيفية و لازمان كمافعلت بالنسبة لعبادات اخرى كالصلاة والصيام بل الا مر جاء مطلقا في الكيفيات و الزمن و الكمية فكل اداء يد خل تحت عمو م المشر وعية
2 - اذا كنا نتحدث عن المشروع في الذكرى الا سبو عية لمو لده فلا نز يد عن الصيام
و بيان ان الر سول صلى الله عليه وسلم سن صو مه لانه و لد فيه مشروع
3 - مو ضو ع النقاش على ضوء بيانك في او ل مد اخلتك ليس المو لد
لاننا لا نعتبر المو لد مشروعا بكيفيته و زمانه بل احدى التطبيقات الممكنة للمو ضوع الاساس
وهو غر س محبة النبي صلى الله عليه وسلم و اتباعه
و هذا الا مر كان مشرقا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وصحا بته و السلف الصالح
فهو مشروع لا مبتدع
لكن لم يحدد الشرع كيفية مخصصة لتنفيذ هذا بل متروك على العموم
فاي كيفية اداء لا تخالف عمو م الشر يعة تد خل تحت عمو م المشر وعية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمانة انس]ــــــــ[28 - Jun-2009, صباحاً 02:01]ـ
في صحيح مسلم أن افضل يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة فيه ولد ادم وفيه ادخل الجنة وفيه تقوم الساعة وفيه ساعة يستجاب فيها .. وفيه وفيه ..
والسؤال:
اذا كان يوم البعث يوم الجمعة لماذا لا يضع اصحاب الموالد عيدا في هذا اليوم من كل اسبوع لان الرسول عليه الصلاة والسلام سيحيا في اليوم الذي هو خير من ايام الدنيا بالنسبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
ليست الدراسة لا جل اقامة اعياد
حتى نبحث عن مقتر حات لا قامة اعياد
فمفهوم الا عياد الشرعية يقتصر على عيد ين
لان العيد الشرعي يحرم صو مه و تسن فيه صلاة العيد و تشرع زيارة الا رحام
و هو امر لا اجتهاد فيه مقصور على مانص عليه الشارع الحكيم
---اما بقية الا عياد التي تقيمها الامة فهي اعياد اعتبارية نسبية تتشابه بالاسم لا المضمون
و ليست اعياد شر عية يحرم صو مها و تسن فيها صلاة العيد و ...
فلا حرج فيها الا اذا قلنا انها اعياد شر عية يحرم صو مها و تشرع فيها صلاة العيد
و هذا ضلا ل و العياذ بالله لا يقوله عاقل
اما ما عدا ذلك فو اقع الامة تحتفل باعياد اعتبارية و منا سبا ت كثيرة كاعياد تسلم بيعة ولي الا مرو مرور مائة عام على التا سيس و قد شارك بهذا كبار اعلام الا مة دون نكير
--و لا حاجة لا سماء و تفا صيل--
فالمشكلة ليست اسم العيد بل المعنى المقصود بهذا الا طلاق
فالاعياد الشر عية محصورة بعيد ين لا ثالث لهما الفطر و الا ضحى
ـ[جمانة انس]ــــــــ[28 - Jun-2009, صباحاً 04:24]ـ
الاخ الفاضل ابو الفداء
جز اكم الله خيرا على اهتما مكم بمتا بعة الحوار حو ل المو ضوع
و على جهدكم الكر يم في الحوار و المناقشة
ويبدو لي ان هناك خلط في تعقيبكم بين دراسة
و اقع الحفلات بالمو لد في انحاء العالم الا سلامي
و بين الصورة المحددة التي عر ضت لدراستها
--و يظهر اثر ذلك كما في المثال التالي
فقد قلتم ((هذا تناقض يا سيدتي! كيف بعد كل هذا نقول "دون اعتقاد فضيلة شرعية بهذا اليوم"؟؟؟))
بينما قولي هو
((و تو سعنا بعر ض مسا ئل مباح عر ضها في كل حين وهذا اليوم من باب اولى طبعا دون اعتقاد فضيلة شر عية للاتيان بهذا في هذا اليوم))
فلا ادري لم حذفت __ للاتيان بهذا__ وتو سعت بالتعليق بناء على ذلك
و المعنى يختلف كما يظهر عند التامل
و شكرا
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[28 - Jun-2009, صباحاً 07:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الأخت الفاضلة جمانة صاحبة الموضوع
الأخوة والشيوخ الأكارم ممن شارك في النقاش
النقاش تشعب وتفرع ولي وجهة نظر أرجو أن نتأملها جميعاً:
بداية نحن نتناقش في أمور فرعية وأصولية فى آن واحد
أرجو أن يبدأ النقاش فى تعريف للبدعة وأصولها ومتى يكون الأمر بدعة ومتى لا يكون
وقبل هذا أن نتفق على مرجعية للرجوع عند الاختلاف
فيبدو لي أن أصول المتناقشين المرجعية غير واحدة
فمثلاً نتفق على الأصول التى نرجع إليها عند الاختلاف هل هي الكتاب والسنة والإجماع وهل يجوز إضافة إليها كالعقل مثلاً!
فإن اتفقنا على مرجعية فلنتناقش في تعريف للبدعة ومتى يكون الأمر بدعة ومتى لا يكون وهل تدخل البدعة في العبادات والعادات أو العبادات فقط ... إلخ
وإن اختلفنا نرجع إلى الأصول المتفق عليها
ولا ننتقل من نقطة إلى أخرى حتى نستوفي السابقة بحثاً ونصل إلى نتيجة
ثم نأتى إلى الصورة التى اقترحتها الأخت الفاضلة للمولد وهل ينطبق عليها أنها بدعة حسب التعريف الذي اتفقنا عليه أم لا؟
مع الالتزام بالطبع بأدب الحوار وعدم التجريح ... إلخ ولا أظن أن أحد المتناقشين يخالف هذه النقطة فنحن تجمعنا أخوة الإسلام قبل كل شئ
وأنتظر رأيكم سادتنا الكرام.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[28 - Jun-2009, صباحاً 08:39]ـ
وهذا اليوم من باب اولى طبعا دون اعتقاد فضيلة شر عية للاتيان بهذا في هذا اليوم
أيتها الفاضلة، دعينا نركز الحوار ولا نتشتت ..
أنتِ تتكلمين بهذا الكلام المقتبس أعلاه في غير ما يقرره القائلون بمشروعية الموالد أصلا، وقد ذكرتُ لك هذا من قبل وبينته ولكن لم يحظ منك باهتمام، أو يبدو لي أنك لم تدققي في القراءة!
أولا: هذا اليوم عند القوم ليس "من باب أولى"، بل هو من باب الحصر والتقييد .. ولهذا شددت على مناقشتك في مفهومك لمعنى القيد التشريعي، ولا زلت!! فمن الواضح جدا أننا لم نر أحدا في تاريخ هذه الأمة يقيم شيئا اسمه "حفلة المولد" إلا في اليوم الذي اسمه "يوم المولد" ... فأسألك بالله، هل رأيت أنت أحدا يحتفل بالمولد في غير يوم المولد؟؟؟؟؟
أرجو الجواب جوابا محددا على هذا السؤال.
وأكرر أن رأس النقاش هو ما يسمى بحفلة المولد بالأساس، ليس عموم الذكر وقراءة القرءان ونحو ذلك، فهذا كله لم يقيد بتلك الحفلة على هذا النحو إلا تبعا للاحتفال كمراسم وشعائر له، والاحتفال لم يجعل في هذا اليوم إلا لأنه هو ذلك اليوم تحديدا!!
ثانيا: هذه العبارة من كلامك التناقض فيها جلي جدا، لأنك تقررين ابتداءا أن "هذا اليوم من باب أولى"، وفي نفس الوقت تقولين "دون اعتقاد فضيلة شرعية للاتيان بهذا في هذا اليوم"!! ففي أي شيء تكون الأولوية إذن؟ وكما تقدم فهي ليست أولوية بل هو تقييد باليوم إذ لا يستقيم إقامة شيء اسمه حفلة المولد إلا فيه!!! وأقول حتى على التنزل وافتراض إمكان إقامة شيء اسمه حفلة المولد في غير يوم المولد: فإن لم يعتقد القوم أن خير موعد ووقت للإتيان "بهذا" هو "هذا اليوم" فما معنى الفضيلة الشرعية عندهم أصلا، وما وجه التفضيل "للاتيان بهذا" في "هذا اليوم"؟؟؟
أنت تقررين أن يوم مولد النبي عليه السلام يوم له فضيلة شرعية، وقد تقدم أن هذا هو ما يعتقده القائلون بالمولد .. ثم تقولين أنهم لا يتخيرون هذا اليوم للاحتفال بذكرى المولد اعتقادا لفضيلة شرعية في ذلك اليوم ..... فهلا تفضلتِ مشكورة ببيان مفهومك لمعنى الفضيلة الشرعية؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[28 - Jun-2009, صباحاً 08:56]ـ
ليست الدراسة لا جل اقامة اعياد
حتى نبحث عن مقتر حات لا قامة اعياد
فمفهوم الا عياد الشرعية يقتصر على عيد ين
لان العيد الشرعي يحرم صو مه و تسن فيه صلاة العيد و تشرع زيارة الا رحام
و هو امر لا اجتهاد فيه مقصور على مانص عليه الشارع الحكيم
---اما بقية الا عياد التي تقيمها الامة فهي اعياد اعتبارية نسبية تتشابه بالاسم لا المضمون
و ليست اعياد شر عية يحرم صو مها و تسن فيها صلاة العيد و ...
فلا حرج فيها الا اذا قلنا انها اعياد شر عية يحرم صو مها و تشرع فيها صلاة العيد
و هذا ضلا ل و العياذ بالله لا يقوله عاقل
اما ما عدا ذلك فو اقع الامة تحتفل باعياد اعتبارية و منا سبا ت كثيرة كاعياد تسلم بيعة ولي الا مرو مرور مائة عام على التا سيس و قد شارك بهذا كبار اعلام الا مة دون نكير
--و لا حاجة لا سماء و تفا صيل--
فالمشكلة ليست اسم العيد بل المعنى المقصود بهذا الا طلاق
فالاعياد الشر عية محصورة بعيد ين لا ثالث لهما الفطر و الا ضحى
هذا مبحث آخر أرجو ألا نتشعب إليه، وقد قدمت لك بالنص أن النبي عليه السلام نسخ أياما كان يلعب فيها أهل المدينة - بغض النظر عن مناسبتها وسببها - وجعل هذين اليومين في مكانها، ليلعب فيها المسلمون، فما دخل التشريعات الإضافية المتعلقة بالعيدين بما هو واضح جلي من النص في أن هذين العيدين ينسخان كل ما سواهما من الأيام السنوية للهو واللعب والاحتفال ونحو ذلك؟؟؟ كان هناك أعياد - قد يكون منها يوم الجلوس على العرش ويوم الزينة ومهرجان الربيع ويوم ذكرى حرب كذا وكذا ... إلخ - فجاء النبي عليه السلام فنسخ هذا كله، وقال أن الله أبدلنا ما هو خير منه: عيد الأضحى وعيد الفطر، وشرع لنا فيهما شرائع مخصوصة .. فمن الذي قال أن العودة إلى تخصيص أيام أخرى للعب واللهو (وهو مفهوم العيد عموما) يجوز ويسوغ لنا من بعد ما نسخ النبي ذلك كله وشرع لنا ما شرع في مكانه؟؟؟؟ كل عيد غير العيدين هو بدعي وإحياء لسنن الجاهلية لأن معنى النسخ واضح جدا، ولا دخل له بالشرائع التفصيلية التي جعلها الشارع في هذين العيدين المشروعين!! ومن زاد في الأعياد البدعية بدعة إضافية وجعل فيها صلاة كصلاة العيد فقد أوغل في الضلالة وبنى بدعة فوق بدعة، لا بدعة فوق أمر مباح لا حرج فيه، فتأملي أيتها الفاضلة ..
هذا وأرجو منك إغفال الرد على هذا التعقيب حتى نفرغ من مواصلة النقاش في مسألة "حفلة المولد" وحتى لا نتشتت ... بارك الله فيك
ـ[جمانة انس]ــــــــ[28 - Jun-2009, مساء 12:29]ـ
أولا: هذا اليوم عند القوم ليس "من باب أولى"، بل هو من باب الحصر والتقييد .. ولهذا شددت على مناقشتك في مفهومك لمعنى القيد التشريعي، ولا زلت!! فمن الواضح جدا أننا لم نر أحدا في تاريخ هذه الأمة يقيم شيئا اسمه "حفلة المولد" إلا في اليوم الذي اسمه "يوم المولد" ... فأسألك بالله، هل رأيت أنت أحدا يحتفل بالمولد في غير يوم المولد؟؟؟؟؟
أرجو الجواب جوابا محددا على هذا السؤال.
هذا مو جود بكثرة ...
ولعل بعض الا خوة الذين اطلعوا يؤكدون
وانا لم ادرس الو اقع التطبيقي كي لا نقع في مثل هذه التساؤلات
و نختلف في الا جابة عنها
و انما حددت صورة ودر ستها و طر حتها للنقاش العلمي
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[28 - Jun-2009, مساء 01:05]ـ
موجود بكثرة؟
سبحان الله!!
أي شيء هذا الذي هو موجود بكثرة؟؟؟
يحتفلون احتفالا يسمونه "حفل المولد النبوي" - ولاحظي التسمية لأنها رابط جامع لكل ما جرت به العادة من أفعال تتعلق به - بكل ما في ذلك الاحتفال من متعلقات وتراتيب قوامها ذكرى ميلاد النبي عليه السلام، في يوم غير يوم ميلاده؟؟
هذا شيء والله ما سمعنا به قط! ولو أحلتيني إلى مثال واحد لحفلة في إحياء ذكرى مولده كانت في يوم غير يوم المولد = أكن لك من الشاكرين.
وعلى أي حال فبغض النظر هل وقع أم لا، فالأصل الذي أردت الوصول إليه من هذا السؤال هو أن هذه العبادات إنما يجمعها رابط واحد، ألا وهو "إحياء ذكرى الميلاد"، وهو نفس الرابط الذي يجمع ما يكون في أي مولد من موالد الأولياء ونحوهم من أفعال منها المشروع بغير هذا القيد، والمباح بإطلاق والمحرم بإطلاق! فكلامنا في جميع الأحوال مناطه هو هذا الجامع نفسه، هذا الرابط الجامع الذي قيده أصحابه بالمناسبة التي هي المولد، وأسموه بحفلة المولد، وجعلوا فيه ما جعلوا من أفعال كل منها له حكمه المستقل عند انفكاكه عن ذلك الرابط.
(ولهذا أرجو منك ترك الكلام عن أي مجموعة من هذه الأفعال المشروعية في ذاتها يجمعها أصحابها في أي يوم آخر غير ذلك اليوم تحت أي مسمى آخر غير "حفلة المولد")
محل البحث هو ما يكون من "حفلة مولد" في "يوم المولد" .. فلنركز في هذا.
---------
ملحوظة: هل كلامي واضح فيما أسميه بالرابط و"الجامع" و"القيد"؟؟؟
فإن لم يكن واضحا فاطلبي التوضيح بارك الله فيك.
ولا زلت في انتظار اجابتك على السؤال الثاني.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[28 - Jun-2009, مساء 01:15]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الأخت الفاضلة جمانة صاحبة الموضوع
الأخوة والشيوخ الأكارم ممن شارك في النقاش
النقاش تشعب وتفرع ولي وجهة نظر أرجو أن نتأملها جميعاً:
بداية نحن نتناقش في أمور فرعية وأصولية فى آن واحد
أرجو أن يبدأ النقاش فى تعريف للبدعة وأصولها ومتى يكون الأمر بدعة ومتى لا يكون
وقبل هذا أن نتفق على مرجعية للرجوع عند الاختلاف
فيبدو لي أن أصول المتناقشين المرجعية غير واحدة
فمثلاً نتفق على الأصول التى نرجع إليها عند الاختلاف هل هي الكتاب والسنة والإجماع وهل يجوز إضافة إليها كالعقل مثلاً!
فإن اتفقنا على مرجعية فلنتناقش في تعريف للبدعة ومتى يكون الأمر بدعة ومتى لا يكون وهل تدخل البدعة في العبادات والعادات أو العبادات فقط ... إلخ
وإن اختلفنا نرجع إلى الأصول المتفق عليها
ولا ننتقل من نقطة إلى أخرى حتى نستوفي السابقة بحثاً ونصل إلى نتيجة
ثم نأتى إلى الصورة التى اقترحتها الأخت الفاضلة للمولد وهل ينطبق عليها أنها بدعة حسب التعريف الذي اتفقنا عليه أم لا؟
مع الالتزام بالطبع بأدب الحوار وعدم التجريح ... إلخ ولا أظن أن أحد المتناقشين يخالف هذه النقطة فنحن تجمعنا أخوة الإسلام قبل كل شئ
وأنتظر رأيكم سادتنا الكرام.
هذا الذي طلبته من الاخت من البداية تعريف البدعة لكنها رفضت و بما أنها رفضت فأنصح الاخوة عدم اتعاب انفسهم فهذا من باب الجدال العقيم. فأي باحث عن الحق يعرف المصطلحات أولا قبل الأخد و الرد و إلا أصبح نقاش عنزة و لو طارت.
فمثل هذه المسألة لا تحتاج صفحات من النقاش لمن له ادنى إلمام بالقواعد الشرعية و طبقها تطبيق الصبي لعمليات الضرب الحسابية فتأمل ذلك.
الأصل في العبادات التوقف ما لم يأذن بها المشرع فكل زيادة في العبادة لا تنفك عنها و تعلقت بها نية العبادة لذاتها فهي بدعة و من هنا يأتي التفريق بين تخصيص يوم بالصيام لذاته من غير تخصيص للشرع له بالصيام كصيام منتصف شعبان مثلا كل عام أو تخصيص يوم المولد بالاحتفال كل هذه زيادات في العبادة تعلقت بها النية لذاتها.
و من هنا أيضا يتضح أن مكبرات الصوت مثلا في الصلاة ليست ببدعة و ذلك لإنفكاكها عن العبادة و عدم تعلق نية التعبد بها لذاتها و كذلك بناء دور المياه بجانب المساجد فحكمها حكم الوسائل و لم تتعلق نية العبادة بها لذاتها. فهي لم توضع للتعبد لذاتها و لكن وسيلة لتسهيل الوضوء للمصلين و هذا يدخل في المصالح المرسلة.
و كل هذا نستنتجه من حديث واحد من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. فالاحداث ابتداع طريقة في الشرع لم يأتي بها المشرع و كيف نعرف ما هو ابتداع مما هو غير ذلك؟ نعرفه من هذا الضابط هو عدم انفكاكه عن العبادة و من هنا تتعلق به نية التقرب لذاته فلا يجوز التقرب إلى الله بغير ما شرعه.
فالله شرع قراءة القرآن و شرع الاجتماع لدارسة العلم لكن لو اجتمع الناس لقراءة القرآن جماعة بنية التعبد لأصبحت بدعة لأن الاجتماع للقراءة زيادة في هذه العبادة تعلقت بها نية التقرب و لا تنفك عنها.
و من هنا يأتي الخلاف في السبحة فمن حكم لها بحكم الوسائل اي انها للعد فقط و جعلها منفكة عن التسبيح قال انها ليست بدعة و من نظر لها من ناحية اعتقاد الناس في بركتها و تعويض العد بالاصابع المسنون بها قال انها بدعة.
و من قبيل مسائل عدم الانفكاك مسألة الصلاة في الدار المغصوبة و الصلاة في الحرير مثلا و مثال هذا في الشرع كثير.
هذا واضح وضوح الشمس في تخصيص يوم المولد النبوي بالاحتفال فهذا التخصيص لا ينفك عن هذا الاحتفال إن سلمنا أصلا أنه يحتفل بمولد رسول الله عليه الصلاة و السلام حتى في غير هذا اليوم لأن الاحتفال أصلا ليس من باب الزيادة في العبادة انما من باب ابتداعها فهو من أغلظ البدع اذن و الله أعلم.
ـ[جمانة انس]ــــــــ[28 - Jun-2009, مساء 01:15]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الأخت الفاضلة جمانة صاحبة الموضوع
الأخوة والشيوخ الأكارم ممن شارك في النقاش
النقاش تشعب وتفرع ولي وجهة نظر أرجو أن نتأملها جميعاً:
بداية نحن نتناقش في أمور فرعية وأصولية فى آن واحد
أرجو أن يبدأ النقاش فى تعريف للبدعة وأصولها ومتى يكون الأمر بدعة ومتى لا يكون
(يُتْبَعُ)
(/)
وقبل هذا أن نتفق على مرجعية للرجوع عند الاختلاف
فيبدو لي أن أصول المتناقشين المرجعية غير واحدة
فمثلاً نتفق على الأصول التى نرجع إليها عند الاختلاف هل هي الكتاب والسنة والإجماع وهل يجوز إضافة إليها كالعقل مثلاً!
فإن اتفقنا على مرجعية فلنتناقش في تعريف للبدعة ومتى يكون الأمر بدعة ومتى لا يكون وهل تدخل البدعة في العبادات والعادات أو العبادات فقط ... إلخ
وإن اختلفنا نرجع إلى الأصول المتفق عليها
ولا ننتقل من نقطة إلى أخرى حتى نستوفي السابقة بحثاً ونصل إلى نتيجة
ثم نأتى إلى الصورة التى اقترحتها الأخت الفاضلة للمولد وهل ينطبق عليها أنها بدعة حسب التعريف الذي اتفقنا عليه أم لا؟
مع الالتزام بالطبع بأدب الحوار وعدم التجريح ... إلخ ولا أظن أن أحد المتناقشين يخالف هذه النقطة فنحن تجمعنا أخوة الإسلام قبل كل شئ
وأنتظر رأيكم سادتنا الكرام.
شكرا على اقتراحك و اهتمامك
لكن لا يمكن بحال من الا حوال ان يكون العقل مصدرا من مصادر التشر يع
او مر جعا من مراحع الباحثين في الفقه و الشر يعة
و انما العقل اداة اكرم الله بها الا نسان ليفهم الشر يعة
ومن هنا قال تعالى (لقوم يعقلون)
و هو اداة يتدبر بها الا نسان كتاب الله تعالى و فق اصول التدبر و الفهم
و الا ستنباط الشر عية
(كتاب انز لناه اليك مبارك ليد بر وا اياته)
(لعلمه الذين يستنبطونه منهم)
فالتدبر و الا ستنباط يكون بواسطة مو هبة العقل لكن لا بالهوى ويتم و فق الا صول
و القو اعد المقررة لا ستنباط المعاني من النصو ص الشر عية و هي دقيقة جدا
---و من هنا فقد يفتح الله على اللاحق بما لم يفتح به على السابق
وهذا ليس قصورا في السا بق
انما فضل الله الذي لا يحصر بزمن او مكان او شخص
==و مو ضو عنا بسيط
فمن المتفق عليه ان الا سلام يحث على الد عوة الى محبة النبي (ص)
و اتباعه و تعليم سير ته و شما ئله و تفا صيل حياته و عنا ية الله به و اكرامه له
و يطالب بتلاو ة القران و الصلاة على النبي (ص)
== و لم تحصرنا الشر يعة بكيفية معينة و زمن معين لاداء هذه الا وامركما فعلت بالصلاة و الحج و الصو م مثلا
== ومن هنا فكل كيفية اداء لهذه الا مور المشر وعة بعمو مها تعتبر داخلة تحت عمو م
المشر وعية و لا يعطى لهذه الكيفية زيادة اعتبار على غير ها الا بمقدار ما تحققه من اداء
للغاية منها و هذا الا عتبا رالز ائد ليس اعتبارا شر عيا
--مع ملا حظة انكل ذلك لا بد ان يتم بدون مخا لفات شر عية بشكل بدهي
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[28 - Jun-2009, مساء 01:35]ـ
شكرا على اقتراحك و اهتمامك
لكن لا يمكن بحال من الا حوال ان يكون العقل مصدرا من مصادر التشر يع
او مر جعا من مراحع الباحثين في الفقه و الشر يعة
و انما العقل اداة اكرم الله بها الا نسان ليفهم الشر يعة
ومن هنا قال تعالى (لقوم يعقلون)
و هو اداة يتدبر بها الا نسان كتاب الله تعالى و فق اصول التدبر و الفهم
و الا ستنباط الشر عية
(كتاب انز لناه اليك مبارك ليد بر وا اياته)
(لعلمه الذين يستنبطونه منهم)
فالتدبر و الا ستنباط يكون بواسطة مو هبة العقل لكن لا بالهوى ويتم و فق الا صول
و القو اعد المقررة لا ستنباط المعاني من النصو ص الشر عية و هي دقيقة جدا
---و من هنا فقد يفتح الله على اللاحق بما لم يفتح به على السابق
وهذا ليس قصورا في السا بق
انما فضل الله الذي لا يحصر بزمن او مكان او شخص
==و مو ضو عنا بسيط
فمن المتفق عليه ان الا سلام يحث على الد عوة الى محبة النبي (ص)
و اتباعه و تعليم سير ته و شما ئله و تفا صيل حياته و عنا ية الله به و اكرامه له
و يطالب بتلاو ة القران و الصلاة على النبي (ص)
== و لم تحصرنا الشر يعة بكيفية معينة و زمن معين لاداء هذه الا وامركما فعلت بالصلاة و الحج و الصو م مثلا
== ومن هنا فكل كيفية اداء لهذه الا مور المشر وعة بعمو مها تعتبر داخلة تحت عمو م
المشر وعية و لا يعطى لهذه الكيفية زيادة اعتبار على غير ها الا بمقدار ما تحققه من اداء
للغاية منها و هذا الا عتبا رالز ائد ليس اعتبارا شر عيا
--مع ملا حظة انكل ذلك لا بد ان يتم بدون مخا لفات شر عية بشكل بدهي
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا ليس اقتراحا انما هي اصول النقاش، فلا يمكن نقاش البدعة ان لم نتفق على تعريفها شرعا أصلا , أو انك لم تفهم حجية الاجماع او حجية السنة التركية و ما شابه من أصول الاستنباط و فهم الشريعة فتأمل ذلك
ـ[جمانة انس]ــــــــ[28 - Jun-2009, مساء 01:49]ـ
الا خ الفا ضل ابو الفداء رعاك الله
اشكر اهتمامك و سعة صدرك للحوار العلمي، و اهتمامك الجاد الو اضح بالمو ضوع،
فجزاك الله خيرا، و نفع بك المسلمين.
و بداية اود ان اشير الى انني افهم بتو فيق الله ما ذكرته من مصطلحات علمية تندرج
تحت مفردات علم اصو ل الفقه و لست بعيدة عن هذا العلم من فضل الله
-- اما سؤالك (ولو أحلتيني إلى مثال واحد لحفلة في إحياء ذكرى مولده كانت في يوم غير يوم المولد = أكن لك من الشاكرين.)
فالا مثلة اكثر من ان تعد و تحصى على سعة العالم الا سلامي
و الصور متنو عة وكثيرة جدا ..
و اذا اردت مثالا واحدا فسا حكي لك عن تجارب شخصية شاركت بها،
فكم حد ثت من ولادات و نجاح طالبات وشفاء مر ضى وكثير من المنا سبات
كحفلات الا عر اس اقيم فيها حفلات مو لد مضبو طة شرعا بحيث استفيد فيها من المنا سبة الا جتما عية للقيام بحفلات المو لد وتم ذلك دون مخالفات شرعية بفضل الله تعالى
ولا شك ان هناك تطبيقات اخرى قد تحدث فيها مخالفات كما نسمع ..
فدراسة الو اقع التطبيقي لا تقتصر على منطقة معينة بل عمو م العا لم الا سلامي
و ادعو القراء الر جال من انحاء العالم الا سلامي ان يتحد ثوا و يجيبوا من خلال تجا ربهم الشخصية:
هل حفلات المو لد مقصورة على الذكرى السنو ية ليوم مو لد الر سول صلى الله عليه وسلم
ام تقام في منا سبات مختلفة على مدار العام؟؟
============================== ================
و لا بد ان اشير هنا انني لا ادرس
==واقع تطبيقات حفلات المولد في العالم الا سلامي==
فذلك له طر يقة وتفا صيل اخرى في الدراسة و لكن تطر قت لهذه النا حية بناء على سؤالك
و على ضوء تو سعك ببحث المو ضوع، -ولا اشك ان كل بحث مفيد باذن الله-وبناء على دمجك فيه احيانا بين الحالة التي ادر سهاوبين واقع التطبيقات
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[28 - Jun-2009, مساء 01:56]ـ
ومن هنا فكل كيفية اداء لهذه الا مور المشر وعة بعمو مها تعتبر داخلة تحت عمو م
المشر وعية
الأخت الفاضلة، مصطلحاتك - كما هو واضح جلي - على خلاف كلام أهل صنعة الأصول، وهي كما صرح الإخوة سبب التناقض في كلامك، يرحمك الله!
وفي هذه العبارة التي تصرين عليها على الرغم مما تقدم بيانه في مشاركات عدة = خير مثال!
/// أنت تقولين "كيفية أداء هذه الأمور .. " فماذا تقصدين بالكيفية؟ العبادة كلها توقيفية .. فإن قصدت بالكيفية ما اصطلح عليه الأصوليون بالهيئة، واقتصرت على ذلك، فقد أخرجت بذلك من توقيفية العبادة أمورا أخرى لا يمكن أن تخرج منها .. وبيان هذا الكلام كالتالي (وأرجو ألا نضطر إلى إعادته):
1 - تفصيل العبادة ذاتها وما فيها من شعائر وأفعال تعبدية، (وهو ما يصطلح عليه الأصوليون بالهيئة) كله أمور توقيفية ولا شك، لأنه لا يمكننا أن نؤدي عبادة على هيئة غير ما شرعه الله فيها! وهذا أرجو أن نكون متفقين عليه.
2 - تقييد العبادة بقيد مخصوص يتقرب العبد به إلى الله، ويرى أنه الأولى أو الأفضل في أداء تلك العبادة، هو أيضا من الكيفية وهو توقيفي محض ..
تلك القيود تكلم عنها أهل العلم، ومنها المكان والزمان والهيئة والعدد .. إلخ.
وبهذا فرق العلماء بين بدعتين: البدعة الحقيقية أو الأصلية (وهي اختراع عبادة جديدة لم يأت بها الشرع، أو نسخ نظائرها كما في حالتنا هذه = وهي في حالتنا هذه: مطلق معنى الحفلة المرتبطة بذكرى المولد)، وهذه تخترع ثم يوضع لها تفاصيل وتراتيب مخصوصة، قد يكون في أفرادها ما هو في ذاته مباحا أو مشروعا (يعني تجعل لها هيئة وعدد ووقت ومكان ونحو ذلك) ..
والبدعة الإضافية، وهي أن يأتي أحدهم إلى عبادة مشروعة منصوص عليها، فيغير في شيء من هيئتها بإضافة أو حذف، كأن يجعل لها قيدا لم يشرعه الشارع، فيخصص لها وقتا لم يرد النص بتخصيصه، أو عددا لم يرد النص يتحديده، أو مكانا لم يرد دليل على أفضليته أو تخصيصه، ويصبح ذلك سنة في الناس يتقربون به على هذا النحو إلى الله .. وفي حالتنا هذه فمثال البدعة الإضافية = تخصيص وتقييد قراءة القرءان على نحو مخصوص في يوم المولد، أو تقييد سماعيات وأذكار مخصوصة في مطلقها قد تكون مباحة، ولكنه يربطها بهذا القيد كجزء من عبادة متكاملة هي عنده ما يسمى بحفلة المولد ..
ومن هنا يتبين أن حفلة المولد قد جمعت في ثناياها كلا الصنفين: البدعة الحقيقية والبدعة الإضافية.
كتبت هذا وبسطت الكلام فيه حتى تتضح لك مصطلحات أهل الأصول في هذه المسألة، لأنه من الواضح أنك لا تضبطينها.
/// هذا ومن الواضح الجلي أن اتفاق الناس على موعد أسبوعي - مثلا - لإقامة درس أو حلقة من حلق الذكر، ليس من هذين الصنفين في شيء. لأنه لا يكون من باب التشريع أصلا، ولا ينوي العبد بهذا التقييد = التقرب إلى الله به إذ يرى أنه لا يمكن أن تتم العبادة على الوجه الأكمل أو الأحسن - الذي يرجو به قبولها - إلا على هذا النحو .. هذا لا يكون في هذه الحالة ..
فإلقاء الدروس أمر يتفق الناس على مواقيته بما يناسب مصالحهم وأوقاتهم وليس تعبدا باختيار هذه الأوقات بالذات!! فليس في هذا إضافة لمعنى تعبدي جديد (كالاحتفال مثلا) ولا تقييد بقيد أو هيئة أو مكان أو زمان أو عدد تعبدي لم يرد الشرع به!
فأرجو أن يكون المعنى قد اتضح عندك وزال الالتباس، والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[28 - Jun-2009, مساء 02:11]ـ
/// هذا ومن الواضح الجلي أن اتفاق الناس على موعد أسبوعي - مثلا - لإقامة درس أو حلقة من حلق الذكر، ليس من هذين الصنفين في شيء. لأنه لا يكون من باب التشريع أصلا، إذ إلقاء الدروس أمر يتفق الناس على مواقيته بما يناسب مصالحهم وأوقاتهم وليس في هذا إضافة لمعنى تعبدي جديد (كالاحتفال مثلا) ولا تقييد بقيد أو هيئة أو مكان أو زمان أو عدد لم يرد الشرع به!
فأرجو أن يكون المعنى قد اتضح عندك وزال الالتباس، والله المستعان.
بارك الله في الاخ أبي الفداء
نعم الدروس التي تخصص لها أوقات، أوقاتها تنفك عنها فليس في التوقيت نية تقرب و ان اراد الحاضرون تغيير الوقت غيروه لكن أوجبت المصلحة العامة اتفاق الناس على توقيت فمن غير هذا التوقيت ما استطاعوا تنظيم الدروس، فالدرس منفك عن الموعد المخصص له و الموعد المخصص له ليست فيه نية تقرب فعُلِم بهذا أنه داخل في الوسائل لا في المقاصد لأنه ليس مقصودا لذاته. و قد سبق أن ضربت مثالا عن هذا مثل من يحفر بئرا للوضوء منها أو بناء دور المياه بجانب المساجد فهذه وسائل و ليست مقصودة لذاتها بعكس المولد النبوي الذي قصد تخصيص يومه بالاحتفال لذاته، فلو ذّكرنا بسيرة الرسول عليه الصلاة و السلام في خطبة جمعةٍ أو درسٍ لما كان فيه حرج لكن لو خصصنا يوم ميلاده بالتذكير كل عام فأقل ما يقال في مثل هذا هو النهي لسد الذرائع و يظهر ذلك جليا في ضرب عمر بن الخطاب رضي الله عنه لمن صلى بعد العصر رغم ثبوت صلاة النبي عليه الصلاة و السلام بعد العصر إلا أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يضرب سدا للذريعة لكي لا يتذرع الناس بالصلاة للصلاة عند الغروب و كقطعه لشجرة بيعة العقبة و كتحويل قبر دانيال عليه السلام و إخفائه و كجعل الجدار المحيط بقبر الرسول عليه الصلاة و السلام في شكل مثلث بعد أن وسعوا المسجد النبوي لكي لا يستقبله الناس بالصلاة و هذا باب واسع في الشرع و الله أعلم
ـ[جمانة انس]ــــــــ[28 - Jun-2009, مساء 02:46]ـ
اخي ابو الفداء رعاك الله
جز اك الله خيرا على مد اخلتك الكر يمة و شكر الله سعيك الجاد لدراسة المو ضوع
لكن اؤكد ان في حفلات المو لدلا نضيف معنى تعبديا جد يدا
فلا يقصد بقيود الشكل و الكيف و الز مان لحفلات المولد:
التعبد بهذه الا شكال و الكيفيات و الا زمنة، و لا نقصد تشر يعا جد يدا _معاذ الله_
-ومن قصد ذلك فقصده مردود شرعا
و على ضو ء ذلك:لا يكون هنا ك مانعا شر عيا لمن ار اد اقامة حفلات المو لد في مختلف
المنا سبات
و اما سؤالك
(أنت تقولين "كيفية أداء هذه الأمور .. " فماذا تقصدين بالكيفية؟ العبادة كلها توقيفية .. )
فاجيب: لا شك العبادات كلها تو قيفية و لكن من العبادات ما هو محصور بكيفية اداء ومن العبادات ماهو غير محصور بكيفية اداء محددة بعينها لا يجوز غير ها
مثال تو ضيحي:الدعاء امر الله به عباده دون ان تحصر الشر يعة الدعاء بصيغ معينة
فكل دعاء يد خل تحت تطبيق عمو م الامر بالدعاء
و ارجو التنبه الى انني لا انفي صيغ الدعاء و احواله المسنونة
لكن لم تحصر الشر يعة الدعاء بصيغ و احوال و حر مت ما عداها
-------------------------------------------------
و ذلك كما هو الحال في الصلاة مثلا فلا تجوز الصلاة الا بالو صف و القيد الذي حددها الشار ع بهما
------------------------------------------------
كذلك يقال هنا بالنسبة لغر س محبة النبي صلى الله عليه وسلم و الدعوة لشما ئله وسير ته ..
== فقد امر الشار ع بها و بالتر غيب فيها و الد عوة اليها
==ولم يحصر تطبيق الامر بهيئة و كيفية محددة
فكل هيئة و صورة و تطبيق زمانا ومكانايدخل تحت عمو م المشروعية
------------------------------------------------
ومن هنا فحفلات المو لد:
هي احدى الصور الممكنة و المباحة لتطبيق عمو م الا مر و الذي لم يقيد بكيفية اداء محددة
بانه لا يجوز غيره
وارجو ان يلاحظ انني منذ بدا ية عر ضي للمو ضوع و طر حه للمنا قشة
اردت وحصرت نفسي بدراسة التطبيق الصحيح لحفلات المو لد
لا كافة التطبيقات و لا شك بو جود مخالفات في بعض التطبيقات تدرس بطرق منهجية
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[28 - Jun-2009, مساء 03:09]ـ
اخي ابو الفداء رعاك الله
(يُتْبَعُ)
(/)
جز اك الله خيرا على مد اخلتك الكر يمة و شكر الله سعيك الجاد لدراسة المو ضوع
لكن اؤكد ان في حفلات المو لدلا نضيف معنى تعبديا جد يدا
فلا يقصد بقيود الشكل و الكيف و الز مان لحفلات المولد:
التعبد بهذه الا شكال و الكيفيات و الا زمنة، و لا نقصد تشر يعا جد يدا _معاذ الله_
-قصد ذلك فقصده مردود شرعا
و على ضو ء ذلك:لا يكون هنا ك مانعا شر عيا لمن ار اد اقامة حفلات المو لد في مختلف
المنا سبات
و اما سؤالك
(أنت تقولين "كيفية أداء هذه الأمور .. " فماذا تقصدين بالكيفية؟ العبادة كلها توقيفية .. )
فاجيب: لا شك العبادات كلها تو قيفية و لكن من العبادات ما هو محصور بكيفية اداء ومن العبادات ماهو غير محصور بكيفية اداء محددة بعينها لا يجوز غير ها
مثال تو ضيحي:الدعاء امر الله به عباده دون ان تحصر الشر يعة الدعاء بصيغ معينة
فكل دعاء يد خل تحت تطبيق عمو م الامر بالدعاء
و ارجو التنبه الى انني لا انفي صيغ الدعاء و احواله المسنونة
لكن لم تحصر الشر يعة الدعاء بصيغ و احوال و حر مت ما عداها
-------------------------------------------------
و ذلك كما هو الحال في الصلاة مثلا فلا تجوز الصلاة الا بالو صف و القيد الذي حددها الشار ع بهما
------------------------------------------------
كذلك يقال هنا بالنسبة لغر س محبة النبي صلى الله عليه وسلم و الدعوة لشما ئله وسير ته ..
== فقد امر الشار ع بها و بالتر غيب فيها و الد عوة اليها
==ولم يحصر تطبيق الامر بهيئة و كيفية محددة
فكل هيئة و صورة و تطبيق زمانا ومكانايدخل تحت عمو م المشروعية
------------------------------------------------
ومن هنا فحفلات المو لد:
هي احدى الصور الممكنة و المباحة لتطبيق عمو م الا مر و الذي لم يقيد بكيفية اداء محددة
بانه لا يجوز غيره
وارجو ان يلاحظ انني منذ بدا ية عر ضي للمو ضوع و طر حه للمنا قشة
اردت وحصرت نفسي بدراسة التطبيق الصحيح لحفلات المو لد
لا كافة التطبيقات و لا شك بو جود مخالفات في بعض التطبيقات تدرس بطرق منهجية
من قال أن الاحتفال بميلاد النبي عليه الصلاة و السلام عبادة مشروعة أصلا؟
نطلب منك أولا إقامة الدليل على أنه يجوز الاحتفال بميلاد النبي صلى الله عليه و سلم!!!! ثم نناقش الموضع الثاني و هو تقييده بيوم ميلاده.
الأمر الثاني قولك ان من العبادات الغير محصور بكيفية آداء محددة!!! بل كل العبادات مقيدة بطريقة آداء حتى الدعاء بنفسه مقيد بطريقة آداء فمن خصص كلاما محددا بالدعاء اعتقد فيه نسبته إلى الشرع فقد ابتدع كمثل الادعية التي يبتدعها الصوفية مثلا.
اما غرس محبة الرسول عليه الصلاة و السلام فهي من مقاصد الشريعة لكن الغاية لا تبرر الوسيلة فغرس محبته يتم بما اجازه الشرع لا بالابتداع.
فلا يجوز تخصيص يوم من اجل غرس محبة النبي عليه الصلاة و السلام فالقاصي و الداني يعلم أن غرس محبته يكون في سائر الايام و لو كان الغرض من الاحتفال بالمولد النبوي غرس المحبة فلماذا لا يحتفلون كل الايام؟ هل نتذكر محبة النبي صلى الله عليه و سلم إلا في هذا اليوم أو هو اعتقاد بخصوصية هذا اليوم؟ اكيد هو الثاني فهذا ابتداع واضح ايضا و الله أعلم
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[28 - Jun-2009, مساء 03:29]ـ
اخي ابو الفداء رعاك الله
جز اك الله خيرا على مد اخلتك الكر يمة و شكر الله سعيك الجاد لدراسة المو ضوع
لكن اؤكد ان في حفلات المو لدلا نضيف معنى تعبديا جد يدا
فلا يقصد بقيود الشكل و الكيف و الز مان لحفلات المولد:
التعبد بهذه الا شكال و الكيفيات و الا زمنة، و لا نقصد تشر يعا جد يدا _معاذ الله_
-قصد ذلك فقصده مردود شرعا
و على ضو ء ذلك:لا يكون هنا ك مانعا شر عيا لمن ار اد اقامة حفلات المو لد في مختلف
المنا سبات
ما هو مفهوم قصد التعبد عندك؟ يعني كيف تعرفين هذا المعنى؟
(يُتْبَعُ)
(/)
قصد التعبد في القيد الشرعي على ما يفهمه أهل الأصول: هو استصحاب النية المبنية على الظن بأن هذه العبادة لا تصح أو لا تكمل أو لا تكون على أحب ما يكون إلى الله تعالى إلا إن كانت بهذا القيد = وهذا المعنى داخل في مخ معنى العبادة نفسه كما هو واضح. فبهذا أقصد كل وضع يمكن أن يقال في مثله: "هذه العبادة يستسحن أن تفعل على الشكل الفلاني أو بالعدد الفلاني أو على الهيئة الفلانية أو في المكان والوقت الفلاني، فهذا أرجى لأن يتقبلها الله".
ومن الواضح أن أصحاب حفلة المولد قد قيدوها بهذا اليوم تحديدا لأنهم يطمعون في أن تأتي تلك الأعمال فيها من الثمار التعبدية بما لا تأتي بمثله في غير ذلك اليوم!
وهذا منهم تقييد تعبدي، قصدوا ذلك أو لم يقصدوه ..
فهذا الاستحسان المتعلق بيوم سنوي محدد هو من جنس القيود التشريعية التي لا يجوز لمسلم أن يستحسنها إلا بدليل شرعي ..
أرجو أن يكون المعنى قد اتضح.
و اما سؤالك
(أنت تقولين "كيفية أداء هذه الأمور .. " فماذا تقصدين بالكيفية؟ العبادة كلها توقيفية .. )
فاجيب: لا شك العبادات كلها تو قيفية و لكن من العبادات ما هو محصور بكيفية اداء ومن العبادات ماهو غير محصور بكيفية اداء محددة بعينها لا يجوز غير ها
رجعنا إلى الكلام الخارج عن اصطلاح أهل الصنعة!!! يا سيدتي قد تقدم بيان اختلاط هذا اللفظ (الكيفية) والتفصيل في الأوجه التي تدخل فيه! أليست قيود ومواقيت وأماكن وهيئات العبادات داخلة في الكيفية؟؟ أليست هي الأخرى توقيفية؟؟؟
مثال تو ضيحي:الدعاء امر الله به عباده دون ان تحصر الشر يعة الدعاء بصيغ معينة
فكل دعاء يد خل تحت تطبيق عمو م الامر بالدعاء
و ارجو التنبه الى انني لا انفي صيغ الدعاء و احواله المسنونة
لكن لم تحصر الشر يعة الدعاء بصيغ و احوال و حر مت ما عداها
بل حرمت كل ما كان في موضع غير مشروع وبمعاني غير مشروعة على هيئة غير مشروعة - ويخرج من ذلك الدعاء بصيغ غير واردة لأنه متفق على مشروعيته بأدلة ليس هذا محل النظر فيها - وما كان مقيدا بقيد عددي أو مكاني أو زماني غير منصوص عليه = يرجو العبد فيه ما لا يرجوه في غيره .. كل هذا داخل في معنى كيفية الدعاء المشروعة، وقد صنف أهل العلم من المتقدمين والمتأخرين مجلدات في بيان ما يصح وما لا يصح في الدعاء!! فقولك "لم تحصر الشريعة" لابد أن نتفق فيه أولا على حد ما نقصده بقولنا "الشريعة"، حتى نعرف إن اتفقنا على ذلك الحد، ما هو خارج عنها وما هو داخل فيها!! وقد أفضت وأفاض الإخوة في الكتابة فيما تقدم في بيان ذلك، ولكن لا أدري هل تقرأين ما نكتبه أصلا أم لا، والله المستعان!!
ـ[جمانة انس]ــــــــ[28 - Jun-2009, مساء 03:51]ـ
تو ضيح و استدراك مهم ما كتب بالازرق انما هو اقتباس من كلام احد البا حثين المشار كين في النقاش
و للاسف فقد ظن انه كلامي و نا قشني على ضو ئه
و اعتبر انني متنا قضة و لم ينتبه انه كلامه و قد اوردته لمنا قشته
فخلط بين الا مر ين فاقتضى التنو يه
من قال أن الاحتفال بميلاد النبي عليه الصلاة و السلام عبادة مشروعة أصلا؟
ارجو الانتباه بانني لم ولن اقول ان الحفلات عبادة بحد ذا تها
انما العبادة ما يتم فيها من تلاوة للقران و صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم و عر ض لسير ته وشما ئله التي تعبدنا الله باتباعه فيها و غر س محبته فهذا كله بحد ذاته عبادة ((مباركة)) بغض النظر عن ربطها بحفلة او غير ذلك
فهذا ما نقصده بالعبادة فارجو التكرم بالتد قيق في الفر ق بين الا مر ين وهو فر ق كبير
نطلب منك أولا إقامة الدليل على أنه يجوز الاحتفال بميلاد النبي صلى الله عليه و سلم!!!! ثم نناقش الموضع الثاني و هو تقييده بيوم ميلاده.
الأمر الثاني قولك ان من العبادات الغير محصور بكيفية آداء محددة!!! بل كل العبادات مقيدة بطريقة آداء حتى الدعاء بنفسه مقيد بطريقة آداء فمن خصص كلاما محددا بالدعاء اعتقد فيه نسبته إلى الشرع فقد ابتدع كمثل الادعية التي يبتدعها الصوفية مثلا
لاحظ اخي الكر يم انك قيدت التحر يم بقولك-- اعتقد فيه نسبته الى الشرع-- وانا او افقك بهذا
تماما، لكن لا حظ ان الحرمة في نسبة شيء الى الشرع لم ير د في الشرع، اما ذات الدعاء
فاذا لم يقصد نسبته الى الشرع فلا حرج شرعا لانه يد خل تحت عمو م الد عاء المباح بعمو مه
المشروع با صله وهو كما ترى فارق دقيق تسر عت و لم تنتبه اليه كما يبدو
اما غرس محبة الرسول عليه الصلاة و السلام فهي من مقاصد الشريعة لكن الغاية لا تبرر الوسيلة فغرس محبته يتم بما اجازه الشرع لا بالابتداع.
نعم الغاية لا تبرر الو سيلة اذا كانت الو سيلة محرمة
فنحن قيدنا الحفلات ان لا تخا لف عمو م الشر يعة
فلا يجوز تخصيص يوم من اجل غرس محبة النبي عليه الصلاة و السلام فالقاصي و الداني يعلم أن غرس محبته يكون في سائر الايام
لا خلاف ان غر س محبته في سا ئر الا يام
و لا يجوز تخصيص يوم و الغاء بقية الا يام نعم هذا لا يجوز هذاجفاء للحبيب (ص)
و فعل ذلك في الحفلات لا يلغيه من بقية الا يام
بل ان المحب الصادق لا ينسى محبو به ابدا ابدا (ص)
كيف و هو عبد الله و رسو له و حبيبه صلى الله عليه وسلم
فالمحب الصادق يد عو لحبه في كل زمان ومكان (ص)
--واذا جلست الى قو م احا د ثهم \\\كنت حد يثي بين جلا سي (ص)
و لو كان الغرض من الاحتفال بالمولد النبوي غرس المحبة فلماذا لا يحتفلون كل الايام؟
نعم ما تقو له فيجب ان نحتفل به دائما
و ان نجعله قدو تنا في كل حال
فهو الا سوة الحسنة
هل نتذكر محبة النبي صلى الله عليه و سلم إلا في هذا اليوم
بل يجب ان نعيش محبته في كل حال
أو هو اعتقاد بخصوصية هذا اليوم؟ اكيد هو الثاني فهذا ابتداع واضح ايضا
خصو صية اليوم ثا بتة بحدود شروعية الصيام بالذكرى الا سبو عية له و لا نز يد على هذا
ومن زاد فعليه الد ليل
لكن لا يمنع ان نستفيد من المنا سبة لا قامة حفلات لغر س المحبة و التذكير بنعمة الله علينا بهذا الر سو ل الكر يم (ص) دون اعتقاد خصو صية لاقامة ذلك في هذا اليوم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[28 - Jun-2009, مساء 03:59]ـ
فلا يجوز تخصيص يوم من اجل غرس محبة النبي عليه الصلاة و السلام فالقاصي و الداني يعلم أن غرس محبته يكون في سائر الايام
لا خلاف ان غر س محبته في سا ئر الا يام
و لا يجوز تخصيص يوم و الغاء بقية الا يام نعم هذا لا يجوز هذاجفاء للحبيب (ص)
و فعل ذلك في الحفلات لا يلغيه من بقية الا يام
بل ان المحب الصادق لا ينسى محبو به ابدا ابدا (ص)
كيف و هو عبد الله و رسو له و حبيبه صلى الله عليه وسلم
فالمحب الصادق يد عو لحبه في كل زمان ومكان (ص)
--واذا جلست الى قو م احا د ثهم \\\كنت حد يثي بين جلا سي (ص)
و لو كان الغرض من الاحتفال بالمولد النبوي غرس المحبة فلماذا لا يحتفلون كل الايام؟
نعم ما تقو له فيجب ان نحتفل به دائما
و ان نجعله قدو تنا في كل حال
فهو الا سوة الحسنة
هل نتذكر محبة النبي صلى الله عليه و سلم إلا في هذا اليوم
بل يجب ان نعيش محبته في كل حال
أو هو اعتقاد بخصوصية هذا اليوم؟ اكيد هو الثاني فهذا ابتداع واضح ايضا
خصو صية اليوم ثا بتة بحدود شروعية الصيام بالذكرى الا سبو عية له و لا نز يد على هذا
ومن زاد فعليه الد ليل
لكن لا يمنع ان نستفيد من المنا سبة لا قامة حفلات لغر س المحبة و التذكير بنعمة الله علينا بهذا الر سو ل الكر يم (ص) دون اعتقاد خصو صية لاقامة ذلك في هذا اليوم
هنا تناقض بين أول كلامك و آخره اذ كيف تقرين على أنه لا يجوز تخصيص هذا اليوم بالاحتفال
خصو صية اليوم ثا بتة بحدود شروعية الصيام بالذكرى الا سبو عية له و لا نز يد على هذا
ومن زاد فعليه الد ليل
ثم تقولين نستفيد من اليوم لغرس المحبة
لكن لا يمنع ان نستفيد من المنا سبة لا قامة حفلات لغر س المحبة و التذكير بنعمة الله علينا بهذا الر سو ل الكر يم (ص) دون اعتقاد خصو صية لاقامة ذلك في هذا اليوم
جعله مناسبة أصلا هو محل الدعوى،ماذا نناقش من الصباح؟ انه ليس بمناسبة شرعية أصلا
ثم غرس المحبة عبادة كما قلت ثم زدت عليها قيدا هو تخصيصها بهذا اليوم و هذه هي الزيادة في العبادة التي لا تنفك عنها فثبت أنه بدعة.
كيف يخص اليوم بالاحتفال دون اعتقاد خصوصيته!!!! لماذا خص اصلا ان لم يكن في التخصيص دعوى بخصوصيته!!! فقولك يخص يجعله مخصصا!!!!
بل لماذا يذكر بيوم الولادة اليس يوم الهجرة أولى؟ بل يوم الولادة هو يوم الوفاة
لماذا كل هذا التناقض ثم ما ادى إلى الحرام فهو حرام، فهل نجوز لأحدهم بناء اصنام بدعوى انه لا يعبدها؟ او يسجد امام صنم ثم يقول لا اخصه بالعبادة؟
ثم أقول لك من اليوم ممن يحتفل بالمولد النبي يحتفل به كل يوم؟
ثم لماذا التذكير به يوم المولد بذاته لماذا لا يتأخرون يوما قبل أو يوما بعد؟
اذن التزم ما قلتيه التذكير به دائما، و على هذا فان صادف التذكير يوما قبل أو يوما بعد المولد النبوي خرجتِ من البدعة لكن انتظار اليوم بذاته للتذكير فهذا واضح أنه تخصيص لليوم بذاته، هذا ان سلمنا انه مجرد تذكير بل ربط قراءة القرآن بالتذكير بالمولد النبوي في حد ذاته بدعة فلم يأتي الشرع بقراءة القرآن يوما كاملا للتذكير بمولد النبي عليه الصلاة و السلام!!!!
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[28 - Jun-2009, مساء 05:18]ـ
أختي جمانه ـ رعاها الله ـ:
الاحتفال بالمولد أو إقامة الاحتفال بالمولد وتذكير الناس من استغلال هذا المناسبة العظيمة أولمراعاة المنا سبة و الا ستفادة منها ـ كما يفعل في مناسبات الملوك والعظماء، وأظن أن هذا هو مقصدك ـ رعاك الله ـ، وهو ما تدندنين حوله:
أختي الكريمة: سيرة الرسول وحياته تختلف كل الاختلاف عن سيرة أي أحد، فوالله ليس هناك لحظة في حياة المؤمن إلا وفيها المحبة والمتابعة والصلاة لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فالإنسان المسلم منذ ولادته وحتى موته والرسول يعيش معه في كل أفعاله، وأقواله أحسوة حسنة.
والرسول ليس بحاجة إلى أن يذكر الناس بسيرته ومنجزاته كل ما مر عام على ولادته، أو نبوته، أو هجرته، لا بل سيرته وسنته يذكر بها في كل يوم ولحظة ووقت فالتذكير والمحبة لا تكفي بل لا بد من الاتباع لكل ما جاء به الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يجب أن نربي الناس على أن يكون الرسول قدوتنا في كل يوم وفي كل لحظة وفي كل وقت، وأن نعلم الناس سيرته وسنته في كل وقت، ولا يقصر هذا المفهوم على مولده أو الاحتفال في يوم مولده أو في عدة أيام من بعد مولده.
في أحد المجالس العادية وقد دعي إليه مجموعة من الناس لوليمة عشاء، فدار حوار جميل حول جانب من جوانب سيرته ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكان في المجلس بعض العوام فقال كلاماً ينم عن الخطأ الحاصل في تربية الناس على محبته ـ صلى الله عليه وسلم ـ واتباع سنته، قال باللهجة العامية: شكلكم قلبتم المجلس مولداً. مع أن هذا الرجل من البسطاء في لغتنا العامية، وكبير في السن، وفيه خير كثير.
هذا المفهوم سوف يتصوره الناس، وربما قصره الناس في يوم من الأيام على أن لا يتحدث عن سيرة الرسول أوالكلام فيها إلا إذا ورد لها مناسبة هو بلا شك يوم مولد أو الاحتفال بيوم مولده، وقصور المفاهيم عند الناس معلومة، وتلبيس الشيطان على بني آدم معلوم، وما قصة قوم نوح ببعيد ووقوع الشرك فيهم، مع سلامة مقصد من كان قبلهم، فقد يأتي اليوم الذي يحصر فيه سيرة هذا النبي العظيم ـ صلى الله عليه وسلم ـ في يوم أو في أيام من السنة ـ نعوذ بالله من ذلك ـ هذا الرجل العظيم والنبي الكريم عليه الصلاة والسلام سيرته وسنته وأمره ونهيه يعيش معنا كل لحظة من حياتنا فهو القدوة الحسنة لنا إلى يوم القيامة. وهذا الذي يجب علينا أن نربي الناس عليه.
فما دام أن المولد ليس له دليل شرعي على إقامته، واستغلال مناسبة مولده لتذكير الناس فيها بسيرته قد يحصر مفهومه لدى الناس في يوم من الأيام، فما الذي يدعونا إلى هذا كله؟ ولماذا لا تكون سيرته ـ صلى الله عليه وسلم ـ وسنته أمام أعيننا صباح مساء وأنه لا غنى لنا عن ذلك أبدا؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمانة انس]ــــــــ[28 - Jun-2009, مساء 05:28]ـ
اخي الكر يم الفا ضل ابو الفداء رعاك الله و شكر سعيك و اهتمامك الو اضح
لكن ار جو ان تسمح لي بان اعلق بانك بالغت وخر جت قليلا عن المو ضو عية
فهل يعقل كلامك
((ولكن لا أدري هل تقرأين ما نكتبه أصلا أم لا، والله المستعان!!))
لن احكمك في مدى صحة كلامك فليس من المعقول ان تكون المد عي و القا ضي معا
بل سا حكم القارىء عليه؟؟؟
و اختم مد اخلاتي بانك بالغت قليلا في تحليل بعض جو انب المو ضوع
فقولك
( .. فبهذا أقصد كل وضع يمكن أن يقال في مثله: "هذه العبادة يستسحن أن تفعل على الشكل الفلاني أو بالعدد الفلاني أو على الهيئة الفلانية أو في المكان والوقت الفلاني، فهذا أرجى لأن
يتقبلها الله" .. )
هذا صحيح لان ما هو ارجى لان يتقبله الله يعلم بنص الشر يعة على ذلك
و حال حفلات المو لد كما كررت مرارا ليس فيها ما ذكرته
و ليس هناك تقييدا بهذا اليوم كما ذكرت لك و اجبتك الا ان كنت لم تصد ق جو ابي فهذا امر اخر
بل يوم المو لد احدى المنا سبات المنا سبة لحفلات المو لد
و لا شك اننا نتذكر مو لد رسول الله و نستشعر نعمة الله ببعثته كل اسبوع من خلال سنية صيام الا ثنين الذي هو الذكرى الا سبو عية للمو لد
فهل هناك حرج من الا ستفادة من المنا سبة كا حدى الفر ص االمتاحة لمن ير غب بذلك
دون قصد تقييد تعبدي
و لما ذا القول (((وهذا منهم تقييد تعبدي، قصدوا ذلك أو لم يقصدوه)))
واسمح هل هكذا تدرس الامور شرعا؟؟؟؟
و القول (((لأنهم يطمعون في أن تأتي تلك الأعمال فيها من الثمار التعبدية بما لا تأتي بمثله في غير ذلك اليوم!))) مبالغة فيها نظر، و هناك نظر في منهجية دراسة النوازل و الو قائع بهذه الصورة
و على كل حال فلنضع قيدا توضيحياو ننهي الخلاف
الا عمال التي تقام في حفلات المو لد سواء يو م الذكرى السنو ية للمو لد او في اية منا سبة اخرى لا ثمار تعبد ية خاصة لها من حيث كو نها تقام في تلك المنا سبات او في تلك الكيفيات بل الثمار التعبد ية تنحصر في ذات الا عمال فقط كفضل تلاوة القران و فضل الصلاة على النبي و فضل الحد يث عن شما ئله و هد يه فلا خلاف في ذلك
==== و بالنسبة لقيود المو ضع و المعاني و الهيئة بالنسبة للدعاء فلا شك بداهة ان عموم الامر بالدعاء مقيد بعد م مخالفات شر عية
اما القول بان الدعاء محصور بالصيغ المسنونة و لا يجوز غير ها فذلك خطأ و تضييق بلا دليل
بل الدعاء على عمو مه بشرط عدم المخالفات الشر عية
و لا شك ان للصيغ المسنو نة خصو صية و بر كة و نور اتباع النبي (ص)
لكن الدعاء جاء اوسع من حصره بصيغ محددة رحمة وكرما و فضلا من الله
وعلى سبيل المثال هناك مسلمون بجميع لغات العالم فهل يحرم عليهم الدعاء الا بالصيغ الو اردة
حصرا و بالالفاظ العر بية؟؟؟؟؟؟؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[28 - Jun-2009, مساء 06:03]ـ
والله لن ترضى عنكم حتى تتبعوا فكرتها
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[28 - Jun-2009, مساء 06:20]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ما يجري الآن أمامي من الذب عن هذه البدعة السخيفة هو ثمرة من ثمار (الجهل) بالابتداع وخطورته ..
والأخت لو ذهبت إلى جوجل واستعرضت الرسائل في هذا وأقوال العلماء، ومنهم من قبل 600 عام وأكثر، لكان كافيًا للعاقل الذي يريد نجاة نفسه يوم لا ينفع مال ولا بنون ..
من أراد سيرة النبي (صلى الله عليه وسلم) فقد ألفت كتب كثيرة، والمسؤولية تقع على المقصر الخامل الذي لا يقرأ أو لا يستمع للدروس المعقودة بهذا .. لا أن يأتي فينشأ لنا بدعة تعاد كل عام ..
ثم أخبروني: ما الفرق بين من يحتفل بمولد النبي (صلى الله عليه وسلم) وبين من يحتفل بميلاد رسول الله عيسى (عليه السلام)؟
برجاء الاطلاع على هذا الرابط:-
( http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1771 )
ونرجوا مراجعة الكتاب النافع (اقتضاء الصراط المستقيم) ففيه من الفقه بهذه المسائل ما لا يوجد في غيره .. والله ولي التوفيق ..
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[28 - Jun-2009, مساء 06:36]ـ
بل يوم المو لد احدى المنا سبات المنا سبة لحفلات المو لد
و لا شك اننا نتذكر مو لد رسول الله و نستشعر نعمة الله ببعثته كل اسبوع من خلال سنية صيام الا ثنين الذي هو الذكرى الا سبو عية للمو لد
(يُتْبَعُ)
(/)
بل اصلا جعل يوم مولد النبي عليه الصلاة و السلام امر من الشرع بدعة في الشرع!!!!
و هذه البدعة بعينها التي ذكرتها هو جعل الصيام تذكيرا بمولد النبي عليه الصلاة و السلام!!!!!
صيام الاثنين لله سبحانه لا لمولد النبي عليه الصلاة و السلام، من جعل الصيام سبيلا لتذكر مولد النبي عليه الصلاة و السلام فقد اشرك!! هذا هو الشرك بعينه اشراك غير الله سبحانه في عبادته
و هنا خلط عظيم!! بعد ان كنت تدندنين حول جعل المولد وسيلة لتذكر النبي عليه الصلاة و السلام (مع أني لا ادرى ما هو مغزاك من قولك تذكر؟ هل هو تذكر كونه رسول عليه الصلاة و السلام أم تذكر ماذا!!!) , جعلته هنا مقصدا بصيام يوم الاثنين لتذكره؟ فانظري كيف تحول من وسيلة التي ندرسها كوسلية لغاية شرعية و هي زيادة الايمان بتذكر نبوة الرسول عليه الصلاة و السلام , ليتحول غاية شرعية فيصبح بذاته بدعة لم ترد به الشريعة أصلا.
فهل هناك حرج من الا ستفادة من المنا سبة كا حدى الفر ص االمتاحة لمن ير غب بذلك
دون قصد تقييد تعبدي
نعم هناك حرج فلم يرد الشرع بجعل مولد النبي من الشريعة لكي نستفيد منه لتذكر النبي صلى الله عليه و سلم فمن قال تذكر النبي صلى الله عليه و سلم قال بالمعنى نسيانه و هل تنسى لا اله الا الله محمد رسول الله عليه الصلاة و السلام!!!! و متى نسي النبي صلى الله عليه و سلم حتي يطلب تذكره؟ فهذا ايضا خروج من دين الله فأحذري من هذا
و القول (((لأنهم يطمعون في أن تأتي تلك الأعمال فيها من الثمار التعبدية بما لا تأتي بمثله في غير ذلك اليوم!))) مبالغة فيها نظر، و هناك نظر في منهجية دراسة النوازل و الو قائع بهذه الصورة
النوازل في امور الناس لا في امور الشرع فهل المولد النبوي من النوازل؟ ما هذا الفهم السقيم
كيف تقولين تذكر النبي عليه الصلاة و السلام عبادة في كلامك فوق ثم تجعلين هذا الامر نازلة!!! بل كل كلامك مبني على شفا جرف هار
الا عمال التي تقام في حفلات المو لد سواء يو م الذكرى السنو ية للمو لد او في اية منا سبة اخرى لا ثمار تعبد ية خاصة لها من حيث كو نها تقام في تلك المنا سبات او في تلك الكيفيات بل الثمار التعبد ية تنحصر في ذات الا عمال فقط كفضل تلاوة القران و فضل الصلاة على النبي و فضل الحد يث عن شما ئله و هد يه فلا خلاف في ذلك
جعل الموائد بمناسة مولد النبي ليس فيها تقرب الله؟ لماذا وضعت الموائد اذن من اجل حب الشيطان؟ الم يضعوها حبا للرسول عليه الصلاة و السلام و هذا الحب من الايمان؟ أم انك الان اخرجت حب النبي و تذكره من العبادة بعد ان اقررت دخولها فيه في كلامك فوق؟ ما هذه المكابرة و اللف و الدوران؟؟؟ اتقي الله يا اختاه
اما القول بان الدعاء محصور بالصيغ المسنونة و لا يجوز غير ها فذلك خطأ و تضييق بلا دليل
بل الدعاء على عمو مه بشرط عدم المخالفات الشر عية
و لا شك ان للصيغ المسنو نة خصو صية و بر كة و نور اتباع النبي
لكن الدعاء جاء اوسع من حصره بصيغ محددة رحمة وكرما و فضلا من الله
وعلى سبيل المثال هناك مسلمون بجميع لغات العالم فهل يحرم عليهم الدعاء الا بالصيغ الو اردة
حصرا و بالالفاظ العر بية؟؟؟؟؟؟؟
اما قولك ان الصيغ المسنونة بركة و نور و اتباع النبي فهذه ذريعة إلى الشرك و عبادة الانبياء , انما الصيغ المسنونة تشريع من الله سبحانه لا من بركة قائلها هذا من كلام الصوفية!! , قائلها لا ينطق عن الهوى بل ينطق بوحي من الله سبحانه و تعالى فيربط الدعاء المسنون بالله عز وجل و لا شك , الاعتقاد في ثوابها نابع من كونها تشريعا و إلا لأعتقدنا بثواب افعال النبي عليه الصلاة و السلام الجبلية و هذا خطأ
كذلك من قال اننا حصرنا الدعاء في صيغة معينة؟ انما الحصر جاء بما لا يمانع الشرع اي ما ضبطه الشرع فلا يجوز الاعتقاد بثواب زائد في لفظ ابتدعه بعضهم مقابل لفظ اخر
سبحان الله كل كلامك غلط في غلط و خلط في خلط لا ادري هل تنتبهين لذلك ام لا!!!!
ـ[جمانة انس]ــــــــ[28 - Jun-2009, مساء 06:50]ـ
والله لن ترضى عنكم حتى تتبعوا فكرتها
هداك الله ايها الباحث النبيل
الهدف المشترك للباحثين المخلصين اتباع الحقيقة
و سنسال امام الله عن ذلك
فليست الا مو ر متروكة عبثا و لعبا
اما ما اشرت له فانما
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا شأن اليهود و النصارى لا المسلمين فضلا عن طلبة العلم
(و لن تر ضى عنك اليهود و النصارى حتى تتبع ملتهم)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[28 - Jun-2009, مساء 07:28]ـ
هداك الله ايها الباحث النبيل
الهدف المشترك للباحثين المخلصين اتباع الحقيقة
و سنسال امام الله عن ذلك
فليست الا مو ر متروكة عبثا و لعبا
اما ما اشرت له فانما
هذا شأن اليهود و النصارى لا المسلمين فضلا عن طلبة العلم
(و لن تر ضى عنك اليهود و النصارى حتى تتبع ملتهم)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما دمت تعرفين الاية فلماذا تحيين مولد النبي عليه الصلاة و السلام كما تحي النصارى مولد نبيهم؟
الباحث عن الحق يلتزم سبيل أهل العلم و لا يخلط و يتخبط بإستدلالات واهية
المولد النبوي
تاريخه، حكمه، آثاره، أقوال العلماء فيه على اختلاف البلدان والمذاهب
ناصر بن يحيى الحنيني
• مقدمة: (نداء إلى كل مسلم يريد الوصول إلى الحق وأن يعبد الله على بصيرة).
أخي المسلم، أختي المسلمة: لاشك أننا جميعا نُكِنُ في صدورنا محبة لرسولنا الكريم وحبيبنا العظيم وقدوتنا وإمامنا صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن عمل بسنته واهتدى بهديه إلي يوم الدين، وإن هذه المحبة تعتبر من أصول الدين ومن لا يحب النبي صلى الله عليه وسلم فإنه كافر وممن نتقرب إلى الله ببغضه وهي من صفات المنافقين الذي قال الله فيهم أنهم في: (الدرك الأسفل من النار)
وإنني أضع بين يديك هذا البحث المتواضع لتقرأه بعين البصيرة تقرأه بغية الوصول للحق وتقرأه بعيدا عن التعصب لعلماء بلدك أو مذهبك أو ما تعوّدت عليه فإن كان ما فيه حقاً قبلته وعملت فيه طاعة لله ورسوله الذي أمرنا باتباع الحق وما كان فيه من باطل أو خطأ فأعيذك بالله أن تتبعه لأننا لسنا متعبدون إلا بالحق الذي دل عليه الدليل الشرعي.
وفقنا الله وإياك لسلوك الطريق المستقيم الذي ارتضاه لنا نبينا الكريم والله الموفق وعليه المعتمد والاتكال وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم،،،،.
• تاريخه:
إن الناظر في السيرة النبوية وتاريخ الصحابة والتابعين وتابعيهم وتابع تابعيهم بل إلى ما يزيد على ثلاثمائة وخمسين سنة هجرية لم نجد أحدا لا من العلماء ولا من الحكام ولا حتى من عامة الناس قال بهذه العمل أو أمر به أو حث عليه أو تكلم به.
قال الحافظ السخاوي في فتاويه:"عمل المولد الشريف لم ينقل عن أحد من السلف الصالح في القرون الثلاثة الفاضلة وإنما حدث بعد".أهـ (1) ( http://www.saaid.net/mktarat/Maoled/1.htm#([1]))
إذن السؤال المهم: " متى حدث هذا الأمر –أعني المولد النبوي-وهل الذي أحدثه علماء أو حكام وملوك وخلفاء أهل السنة ومن يوثق بهم أم غيرهم؟ "
والجواب على هذا السؤال عند المؤرخ السني (الإمام المقريزي) رحمه الله:
• يقول في كتابه الخطط (1/ ص 490وما بعدها):" ذكر الأيام التي كان الخلفاء الفاطميون يتخذونها أعياداً ومواسم تتسع بها أحوال الرعية وتكثر نعمهم"
• قال:" وكان للخلفاء الفاطميين في طول السنة أعياد ومواسم وهي مواسم (رأس السنة)،ومواسم (أول العام)، (ويوم عاشوراء)، (ومولد النبي صلى الله عليه وسلم)، (ومولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه)، (ومولد الحسن والحسين عليهما السلام)، (ومولد فاطمة الزهراء عليها السلام)، (ومولد الخليفة الحاضر)، (وليلة أول رجب)، (ليلة نصفه)، (وموسم ليلة رمضان)، (وغرة رمضان)، (وسماط رمضان)، (وليلة الختم)، (وموسم عيد الفطر)، (وموسم عيد النحر)، (وعيد الغدير)، (وكسوة الشتاء)، (وكسوة الصيف)، (وموسم فتح الخليج)، (ويوم النوروز)، (ويوم الغطاس)، (ويوم الميلاد)، (وخميس العدس)، (وأيام الركوبات) "أ. هـ.
• وقال المقريزي في إتعاظ الحنفاء (2/ 48) سنة (394):
"وفي ربيع الأول ألزم الناس بوقود القناديل بالليل في سائر الشوارع والأزقة بمصر".
• وقال في موضع آخر (3/ 99) سنة (517):
"وجرى الرسم في عمل المولد الكريم النبوي في ربيع الأول على العادة".وانظر (3/ 105).
• ووصف المقريزي هيئة هذه الاحتفالات التي تقام للمولد النبوي خاصة وما يحدث فيها من الولائم ونحوها (أنظر الخطط1/ 432 - 433، صبج الأعشى للقلقشندي3/ 498 - 499).
(يُتْبَعُ)
(/)
• ومن النقل السابق تدبر معي كيف حُشِر المولد النبوي مع البدع العظيمة مثل:
-بدعة الرفض والغلو في آل البيت المتمثل في إقامة مولد علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم.
وسيأتي مزيد بسط لبيان أن الدولة العبيدية التي تدعي أنها فاطمية: بأنها دولة باطنية رافضية محاربة لله ولرسوله ولسنته ولحملة السنة المطهرة.
- بدعة الاحتفال بعيد النيروز وعيد الغطاس وميلاد المسيح وهي أعياد نصرانية.
يقول ابن التركماني في كتابه" اللمع في الحوادث والبدع" (1/ 293 - 316) عن هذه الأعياد النصرانية:"فصل ومن البدعة أيضا والخزي والبعاد ما يفعله المسلمون في نيروز النصارى و مواسمهم و الأعياد من توسع النفقة " قال:" وهذه نفقة غير مخلوفة وسيعود شرها على المنفق في العاجل والآجل " وقال: " ومن قلة التوفيق والسعادة ما يفعله المسلم الخبيث في يعرف بالميلادة (أي ميلاد المسيح) ".، ونقل عن علماء الحنفية أن من فعل ما تقدم ذكره ولم يتب منه فهو كافر مثلهم.وذكر عدد من الأعياد التي يشارك فيها جهلة المسلمين النصارى وبين تحريمها بالكتاب والسنة ومن خلال قواعد الشرع الكلية.
• ذكر من أبطلها من خلفاء الدولة العبيدية الفاطمية:
قال المقريزي في خططه (1/ 432):"وكان الأفضل بن أمير الجيوش قد أبطل أمر الموالد الأربعة: النبوي، والعلوي، والفاطمي، والإمام الحاضر وما يهتم به وقدم العهد به حتى نسي ذكرها فأخذ الأستاذون يجددون ذكرها للخليفة الآمر بأحكام الله ويرددون الحديث معه فيها ويحسنون له معارضة الوزير بسببها وإعادتها وإقامة الجواري والرسوم فيها فأجاب إلى ذلك وعمل ما ذكر .. "أ. هـ
فعلى هذا أول من أحدث ما يسمى بالمولد النبوي هم بنو عبيد الذين اشتهروا بالفاطميين (2) ( http://www.saaid.net/mktarat/Maoled/1.htm#([2])).
• ماذا قال أهل العلم عن الدولة الفاطمية العبيدية التي أحدثت هذا الأمر (المولد النبوي)؟:
قال الإمام أي شامة المؤرخ المحدث صاحب كتاب الروضتين في أخبار الدولتين ص 200 - 202عن الفاطميين العبيديين:
" أظهروا للناس أنهم شرفاء فاطميون فملكوا البلاد وقهروا العباد وقد ذكر جماعة من أكابر العلماء أنهم لم يكونوا لذلك أهلا ولا نسبهم صحيحا بل المعروف أنهم (بنو عبيد)؛ وكان والد عبيد هذا من نسل القداح الملحد المجوسي وقيل كان والد عبيد هذا يهوديا من أهل سلمية من بلاد الشام وكان حدادا.
وعبيد هذا كان اسمه (سعيدا) فلما دخل المغرب تسمى ب (عبيد الله) وزعم أنه علوي فاطمي وادعى نسبا ليس بصحيح -لم يذكره أحد من مصنفي الأنساب العلوية بل ذكر جماعة من العلماء بالنسب خلافه -
ثم ترقت به الحال إلى أن ملك وتسمى ب (المهدي) وبنى المهدية بالمغرب ونسبت إليه وكان زنديقا خبيثا عدوا للإسلام متظاهرا بالتشيع متسترا به حريصا على إزالة الملة الإسلامية قتل من الفقهاء والمحدثين جماعة كثيرة وكان قصده إعدامهم من الوجود لتبقى العالم كالبهائم فيتمكن من إفساد عقائدهم وضلالتهم والله متم نوره ولو كره الكافرون.
ونشأت ذريته على ذلك منطوين يجهرون به إذا أمكنتهم الفرصة وإلا أسروه، والدعاة لهم منبثون في البلاد يضلون من أمكنهم إضلاله من العباد وبقي هذا البلاء على الإسلام من أول دولتهم إلى آخرها وذلك من ذي الحجة سنة تسع وتسعين ومائتين (299) إلى سنة سبع وستين وخمسمائة (567)،.
وفي أيامهم كثرة الرافضة واستحكم أمرهم ووضعت المكوس على الناس واقتدى بهم غيرهم وأفسدت عقائد طوائف من أهل الجبال الساكنين بثغور الشام كالنصيرية والدرزية والحشيشية نوع منهم وتمكن رعاتهم منهم لضعف عقولهم وجهلهم مالم يتمكنوا من غيرهم وأخذت الفرنج أكثر البلاد بالشام والجزيرة إلى أن من الله على المسلمين بظهور البيت الأتابكي وتقدمه مثل (صلاح الدين) فاستردوا البلاد وأزالوا هذه الدولة عن أرقاب العباد.
وكانوا أربعة عشر مستخلفا ... يدّعون الشرف ونسبتهم إلى مجوسي أو يهودي حتى اشتهر لهم ذلك بين العوام فصاروا يقولون الدولة الفاطمية والدولة العلوية وإنما هي (الدولة المجوسية أو اليهودية الباطنية الملحدة).
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن قباحتهم انهم كانوا يأمرون الخطباء بذلك (أي أنهم علويون فاطميون) على المنابر ويكتبونه على جدران المساجد وغيرها وخطب عبدهم جوهر الذي أخذ لهم الديار المصرية وبنى لهم القاهرة (المعزية) بنفسه خطبة قال فيها: (اللهم صلي على عبدك ووليك ثمرة النبوة وسليل العترة الهادية المهدية معد أبي تميم الإمام المعز لدين الله أمير المؤمنين كما صليت على آبائه الطاهرين وسلفه المنتخبين الأئمة الراشدين) كذب عدوّ الله اللعين فلا خير فيه ولا في سلفه أجمعين ولا في ذريته الباقين والعترة النبوية الطاهرة منهم بمعزل رحمة الله عليهم وعلى أمثالهم من الصدر الأول.
والملقب بالمهدي لعنه الله كان يتخذ الجهال ويسلطهم على أهل الفضل وكان يرسل إلى الفقهاء والعلماء فيذبحون في فرشهم وأرسل إلى الروم وسلطهم على المسلمين وأكثر من الجور واستصفاء الأموال وقتل الرجال وكان له دعاة يضلون الناس على قدر طبقاتهم فيقولون لبعضهم (هو المهدي ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم وحجة الله على خلقه) ويقولون لآخرين (هو رسول الله وحجة الله) ويقولون لاخرى (هو الله الخالق الرازق) لا اله إلا الله وحده لا شريك له تبارك سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا ولما هلك قام ابنه المسمى بالقائم مقامه وزاد شره على شر أبيه أضعافا مضاعفة وجاهر بشتم الأنبياء فكان ينادى في أسواق المهدية وغيرها (العنوا عائشة وبعلها العنوا الغار وما حوى) اللهم صلي على نبيك وأصحابه وأزواجه الطاهرين وألعن هؤلاء الكفرة الفجرة الملحدين وارحم من ازالهم وكان سبب قلعهم ومن جرى على يديه تفريق جمعهم وأصلهم سعيرا ولقهم ثبورا وأسكنهم النار جمعا واجعلهم ممن قلت فيهم الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.
ولو وفق ملوك الإسلام لصرفوا أعنة الخيل إلى مصر لغزو الباطنية الملاعين فإنهم من شر أعداء دين الإسلام وقد خرجت من حدّ المنافقين إلى حد المجاهرين لما ظهر في ممالك الإسلام من كفرها وفسادها وتعين على الكافه فرض جهادها وضرر هؤلاء أشدّ على الإسلام وأهله من ضرر الكفار إذا لم يقم بجهادها أحد إلى هذه الغاية مع العلم بعظيم ضررها وفسادها في الأرض ".أ. هـ بتصرف يسير.
وانظر رحمك الله إلى ما قرره هذا العالم المؤرخ وهو قريب عهد منهم حيث عاش ما بين سنة (599 - 665) للهجرة النبوية، وكيف تألم لما حل بالمسلمين من كرب وضيق من جرّاء حكم هؤلاء الباطنيين وعلى هذا فالمولد النبوي أصله ومنشئه من الباطنيين ذي الأصول المجوسية اليهودية المحيين شعائر الصليبية، ونحن هنا نقول لكل منصف هل يصح أن نجعل أمثال هؤلاء مصدر عباداتنا وشعائرنا ونحن نقول مرة أخرى إن القرون المفضلة التي عاش فيها سلفنا الصالح لم يكن فيها أثر لمثل هذه العبادة منهم أو من أعدائهم أو حتى من جهلتهم وعامتهم أفلا يسعنا ماوسعهم.
•بيان حكم المولد النبوي وبيان فساد قول من قال بمشروعيته من أوجه عديدة:
إعلم رحمني الله وإياك أن ما يسمى بالمولد النبوي ليس مشروعا ولم يدل عليه دليل من كتاب ولا سنة لا إجماع ولا قياس صحيح ولا حتى دليل عقلي ولا فطري وما كان بهذه الصيغة فهو بدعة مذمومة.
قال الحافظ ابن رجب (3) ( http://www.saaid.net/mktarat/Maoled/1.htm#([3])) :" والمراد بالبدعة ما أحدث مما لا أصل له في الشريعة يدل عليه ".
ويقول أيضاً (4) ( http://www.saaid.net/mktarat/Maoled/1.htm#([4])) : " فكل من أحدث شيئا ونسبه إلى الدين ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه فهو ضلالة والدين بريء منه، وسواء في ذلك مسائل الاعتقاد أو الأعمال أو الأقوال الظاهرة والباطنة".
والبدعة كذلك " ما لم يشرعه الله من الدين فكل من دان الله بشيء لم يشرعه الله فذاك بدعة وإن كان متاولاً". (5) ( http://www.saaid.net/mktarat/Maoled/1.htm#([5]))
ويظهر فساد القول بجوازه ومشرعية من خلال الأوجه التاليه:
- الوجه الأول:
أن هذا الفعل لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولاأمر به ولافعله صحابته ولاأحد من التابعين ولا تابعيهم ولا فعله أحد من أهل الإسلام خلال القرون المفضلة الأولى وإنما ظهر- كما تقدم- على ايدي أناس هم أقرب إلى الكفر منهم إلى الإيمان وهم الباطنيون.
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا تقرر هذا فالذي يفعل هذا الأمر داخل ضمن الوعيد الذي توعد الله عزو جل صاحبه وفاعله بقوله (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدي ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا) والذي يفعل ما يسمى بالمولد لاشك انه متبع لغير سبيل المؤمنين من الصحابة والتابعين وتابعيهم.
- الوجه الثاني:
أن الذي يمارس هذا الفعل واقع فيما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم حين قال " إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة" وجاء في رواية أخرى (وكل ضلالة في النار).
فقوله (كل بدعة ضلالة) عموم لا مخصص له يدخل فيه كل أمر مخترع محدث لا أصل له في دين الله والعلماء مجمعون على انه أمر محدث فصار الأمر إلى ما قلنا أنه بدعة ضلالة تودي بصاحبها إلى النار أعاذنا الله وإياك منها.
الوجه الثالث:
أن فاعل هذه البدعة غير مأجور على فعله بل مردود على صاحبه لقول النبي صلى الله عليه وسلم (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) ولايكفي حسن النية بل لابد من متابعة النبي صلى الله عليه وسلم.
- الوجه الرابع:
قال الله تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم أتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا).
والذي يقول إن المولد عبادة نتعبد لله تعالى بها فهو مكذب بهذه الآية وهو كفر بالله عزوجل فان قال انه مصدق بها لزمه ان يقول ان المولد ليس بعبادة ويكون اقرب الى العبث واللعب منه الى ما يقرب الى الله عزوجل.
وقلنا له أيضاً كأنك مستدرك على الله وعلى رسوله بأنهم لم يدلونا على هذه العبادة العظيمة التي تقرب إلى الله والرسول.
فان قال أنا لا أقول أنها عبادة ولا استدرك على الله ورسوله ومومن بهذه الآية لزمه الرجوع إلى القول الحق وأنها بدعة محدثة هدانا الله وكل مسلم لما يحبه ربنا ويرضى.
- الوجه الخامس:
أن الممارس لهذا الأمر- اعني بدعة المولد- كأنه يتهم للرسول صلى الله عليه وسلم بالخيانة وعدم الأمانة -و العياذ بالله- لأنه كتم على الأمة ولم يدلها على هذه العبادة العظيمة التي تقربها إلى الله
قال الإمام مالك – رحمه الله (6) ( http://www.saaid.net/mktarat/Maoled/1.htm#([6]))-: " من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم ان محمدا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة لأن الله يقول (اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) فما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا".
- الوجه السادس (7) ( http://www.saaid.net/mktarat/Maoled/1.htm#([7])) :
أن فاعل المولد معاند للشرع ومشاق له لأن الشارع قد عين لمطالب العبد طرقا خاصة على وجوه وكيفيات خاصة وقصر الخلق عليها بالأوامر والنواهي وأخبر أن الخير فيها والشر في مجاوزتها وتركها لأن الله اعلم بما يصلح عباده وما أرسل الرسل ولا أنزل الكتب إلا ليعبدوه وفق ما يريد سبحانه والذي يبتدع هذه البدعة راد لهذا كله زاعم أن هناك طرقا أخرى للعبادة وان ما حصره الشارع أو قصره على أمور معينة ليس بلازم له فكأنه يقول بلسان حاله إن الشارع يعلم وهو أيضا يعلم بل ربما يفهم أن يعلم أمرا لم يعلمه الشارع سبحانك هذا بهتان عظيم وجرم خطير وإثم مبين وضلال كبير.
- الوجه السابع:
أن في إقامة هذه البدعة تحريف لأصل من أصول الشريعة وهي محبة النبي صلى الله عليه وسلم واتباعه ظاهرا وباطنا واختزالها في هذا المفهوم البدعي الضيق الذي لايتفق مع مقاصد الشرع المطهر إلى دروشة ورقص وطرب وهز للرؤوس لان الذي يمارسون هذه البدعة يقولون ان هذا من الدلائل الظاهرة على محبته ومن لم يفعلها فهو مبغض للنبي صلى الله عليه وسلم
وهذا لاشك تحريف لمعنى محبة الله ومحبة رسول لان محبة الله والرسول تكون باتباع سنته ظاهرا وباطنا كما قال جل وعلا (قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)
فالذي يجعل المحبة باقامة هذه الموالد محرف لشريعة الله التي تقول ان المحبة الصحيحة تكون باتباعه صلى الله عليه وسلم، بل محو لحقيقة المحبة التي تقرب من الله وجعلها في مثل هذه الطقوس التي تشابه ما عند النصارى في أعيادهم وبهذا يعلم أنه (ما أحييت بدعة إلا وأميتت سنة).
- الوجه الثامن:
(يُتْبَعُ)
(/)
أن هذا المولد فيه مشابهة واضحة لدين النصارى الذين يحتفلون بعيد ميلاد المسيح وقد نهينا عن التشبه بهم كما قال صلى الله عليه وسلم (ومن تشبه بقوم فهو منهم). (8) ( http://www.saaid.net/mktarat/Maoled/1.htm#([8]))
- الوجه التاسع:
أن فيه قدحا في من سبقنا من الصحابة ومن أتى بعدهم بأننا أكثر محبة للنبي صلى الله عليه وسلم منهم، وأنهم لم يوفوه حقه من المحبة والاحترام لان فاعلي المولد يقولون عن الذين لا يشاركونهم انهم لا يحبون النبي صلى الله عليه وسلم وهذه التهمة منصرفة إلى أصحابه الأطهار الذين فدوه بأرواحهم وبآبآءهم وأمهاتهم رضي الله عنهم وأرضاهم.
- الوجه العاشر:
ان فاعل هذا المولد واقع فيما نهى النبي صلى الله عليه وسلم أمته صراحة فقد قال صلى الله عليه وسلم (لاتطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم) فقد نهى عن تجاوز الحد في إطرائه ومدحه وذكر أن هذا مما وقع فيه النصارى وكان سبب انحرافهم.
وما يفعل الآن من الموالد من أبرز مظاهر الإطراء وإذا لم يكن في الموالد- (التي تنفق فيها الاموال الطائلة وتنشد فيها المدائح النبوية التي تشتمل على أعظم أنواع الغلو فيه صلى الله عليه وسلم من إعطائه خصائص الربوبية كما سوف يمر معنا) - إطراء ففي ماذا يكون الإطراء؟
الوجه الحادي عشر:
وبدعة المولد النبوي مجاوزة في الحد المشروع، ومجاوزة في حد ما امرنا به من محبة النبي صلى الله عليه وسلم، ومجاوزة للحد المشروع في إقامة الأعياد فليس في شرعنا للمسلمين إلا عيدان فقط ومن أتى بثالث فهو متجاوز للحد المشروع.
الوجه الثاني عشر:
أن فعل المولد غلو مذموم في شخص النبي صلى الله عليه وسلم و من أعظم الذرائع المؤدية للشرك الأكبر وهو الكفر المخرج من الملة لأن الغلو في الصالحين كان سبب وقوع الأمم السابقة في الشرك وعبادة غير الله عزوجل.
وقد جاءت الشريعة بسد الذرائع الموصلة للشرك.
وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم أمته من ذلك فقال صلى الله عليه وسلم: (إياكم والغلو فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو) (9) ( http://www.saaid.net/mktarat/Maoled/1.htm#([9])) وهذا عام في جميع أنواع الغلو في الاعتقادات والأعمال وإن كان سبب وروده في في لقط الجمار ونهيه عن لقط الكبار من الجمار لأنه نوع من الغلو في العبادة ومجاوزة للحد المشروع.
ومعلو ان سبب الشرك الذي وقع في بني آدم هو مجاوز الحد والغلو في تعظيم الصالحين فقد جاء في البخاري برقم (4920) عن ابن عباس" في قول الله تعالى (وقالوا لاتذرن ألهتكم ولا تذرن ودّا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسراً) قال: هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصابا وسموها بأسمائهم ففعلوا ولم تعبد حتى إذا هلك اولئك ونسي العلم عبدت ".
وقارن بما حصل عند قوم نوح مع أنهم لم يصرفوا شيئا من العبادة في أول الأمر حتى وقعوا في الشرك والسبب هذه التماثيل وهي مظهر من مظاهر الغلو وانظر ما حصل ويحصل في الموالد فهو ليس من ذرائع الشرك فحسب؛ بل يحصل الشرك بعينه من دعاء لغير الله عزوجل وإعطائه صلى الله عليه وسلم بعض خصائص الرب جل وعلا كالتصرف في الكون وعلم الغيب ففي هذه الموالد يترنمون بالمدائح النبويةوعلى رأسها بردة البوصيري الذي يقول:
ياأكرم الخلق مالي من ألوذ به ... سواك عند حلول الحادث العمم
فإن من جودك الدنيا وضرتها ... ومن علومك علم اللوح والقلم
ويقول أحمد بن محمد ابن الحاج السلمي:
نور الهدى قد بدا في العرب والعجم ... سعد السعود علا في الحل والحرم
بمولد المصطفى أصل الوجود ومن ... لولاه لم تخرج الأكوان من عدم
فماذا بقي لرب العباد إن هذا ليس شركا في الألوهية بل هو شرك في الربوبية وهو أعظم من شرك كفار قريش والعياذ بالله لأن كفار قريش كانوا يعتقدون أن المتصرف في الكون هو الله عزو جل لا أصنامهم وهؤلاء يزعمون أن المتصرف في الكون الذي بيده الدنيا والآخرة هو النبي صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وانظر الى قوله (يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به) فهو يعتبر رسول الله هو الملاذ وهو الذي يستغاث به ويدعوه عند الملمات وهذا هو عين شرك كفار قريش الذي يعبدون الاوثان بل هم احسن حالا منه فهم عند الشدائد يخلصون الدعاء والعبادة والبوصيري عند الشدائد والملمات يدعوا غيرالله.
والموالد لايمكن ان تقوم بغير أبيات البردة والله المستعان فهي الشعيرة والركيزة الأساسية في هذه الموالد البدعية.
ولولم يكن فيها إلا هذه المفسدة لكفى بها مبرراً لتحريمها والتحذير منها.
وإن زعم شخص انه سوف يخليه مما تقدم قلنا له المولد بحد ذاته هو مظهر من مظاهر الغلو المذموم فضلا عما يحتويه من طوام عظيمة وبدعة في الدين محدثة لم يشرعهاولم يأذن بها الله.
الوجه الثالث عشر:
أن الفرح بهذا اليوم والنفقه فيه وإظهار الفرح والسرور فيه قدح في محبة العبد لنبيه الكريم إذ هذا اليوم باتفاق هو اليوم الذي توفي فيه النبي صلى الله عليه وسلم فكيف يفرح فيه والله المستعان.
وأما يوم مولده فمختلف فيه،فكيف تكون عبادة عظيمة تقرب إلى الله واليوم الذي يحتفل فيه غير مجزوم به.
يقول الحافظ في فتح الباري (شرح حديث برقم 3641):". وَقَدْ أَبْدَى بَعْضهمْ لِلْبُدَاءَةِ بِالْهِجْرَةِ مُنَاسَبَة فَقَالَ: كَانَتْ الْقَضَايَا الَّتِي اُتُّفِقَتْ لَهُ وَيُمْكِن أَنْ يُؤَرَّخ بِهَا أَرْبَعَة: مَوْلِده وَمَبْعَثه وَهِجْرَته وَوَفَاته , فَرَجَحَ عِنْدهمْ جَعْلهَا مِنْ الْهِجْرَة لِأَنَّ الْمَوْلِد وَالْمَبْعَث لَا يَخْلُو وَاحِد مِنْهُمَا مِنْ النِّزَاع فِي تَعْيِين السَّنَة , وَأَمَّا وَقْت الْوَفَاة فَأَعْرَضُوا عَنْهُ لِمَا تُوُقِّعَ بِذِكْرِهِ مِنْ الْأَسَف عَلَيْهِ , فَانْحَصَرَ فِي الْهِجْرَة "أ. هـ
ويقول ابن الحاج في المدخل (2/ 15):" ثم العجب العحيب كيف يعملون المولد للمغاني والفرح والسرور لأجل مولده عليه الصلاة والسلام كما تقدم في هذا الشهر الكريم وهو عليه الصلاة والسلام فيه انتقل إلى كرامة ربه عزو جل وفجعة الأمة فيه وأصيبت بمصاب عظيم لايعدل ذلك غيرها من المصائب أبداً فعلى هذا كان يتعين البكاء والحزن الكثير وأنفراد كل إنسان بنفسه لما أصيب به ...... ". أهـ
الوجه الرابع عشر:
اشتمال هذه الموالد على كثير من كبائر وعظائم الأمور والتي يرتع فيها أصحاب الشهوات ويجدون فيها بغيتهم مثل: الطرب والغناء واختلاط الرجال بالنساء ويصل الأمر في بعض البلدان التي يكثر فيها الجهل أن يشرب فيها الخمر وكذلك إظهار ألوان من الشعوذة والسحرومن يحضر هذه الأماكن بغير نية القربة فهو آثم مأزور غير مأجور فكيف إذا انضم إليه فعل هذه المنكرات على أنها قربة إلى الله عزوجل فأي تحريف لشعائر الدين أعظم من هذا التحريف. (10) ( http://www.saaid.net/mktarat/Maoled/1.htm#([10]))
الوجه الخامس عشر:
اشتماله على أنواع عظيمة من البذخ والتبذير وإضاعة الأموال وإنفاقها على غير اهلها.
الوجه السادس عشر:
أن في هذه الموالد والتي كثرت وانتشرت حتى وصلت في بعض الأشهر أن يحتفلوا بثمان وعشرين مولدا أن فيها من استنفاد الطاقات والجهود والأموال واشغال الأوقات وصرف للناس عن ما يكاد لهم من قبل أعدائهم فتصبح كل أيامهم رقص وطرب وموالد فمتى يتفرغون لتعلم دينهم ومعرفة ما يخطط لهم من قبل أعدائهم ولهذا لما جاء المستعمرون للبلاد الإسلامية حاولوا القضاء على كل معالم الإسلام وصرف الناس عن دينهم ومحاولة إشاعة الرذيلة بينهم وما كان من تصرفات المسلمين فيه مصلحة لهم وفت في عضد المسلمين وإضعاف لشانهم فإنهم باركوه وشجعوه مثل الملاهي والمحرمات ونحوها ومن ذلك البدع المحدثة التي تصرف الناس عن معالم الإسلام الحقيقية مثل بدعة المولد وغيرها من الموالد، بل مثل هذه البدع من أسباب تخلف المسلمين وعدم تقدمهم على غيرهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول السيد رشيد رضا في المنار (2/ 74 - 76):" فالموالد أسواق الفسوق فيها خيام للعواهر وخانات للخمور ومراقص يجتمع فيها الرجال لمشاهدة الراقصات المتهتكات الكاسيات العاريات ومواضع أخرى لضروب من الفحش في القول والفعل يقصد بها إضحاك الناس .... (إلى أن قال): فلينظر الناظرون إلى أين وصل المسلمون ببركة التصوف واعتقاد أهله بغير فهم ولا مراعاة شرع اتخذوا الشيوخ أنداداً وصار يقصد بزيارة القبور والأضرحة قضاء الحوائج وشفاء المرضى وسعة الرزق بعد أن كانت للعبرة وتذكرة القدوة وصارت الحكايات الملفقة ناسخة فعلا لما ورد من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتعاون على الخير ونتيجة لذلك كله؛ أن المسلمين رغبوا عما شرع الله إلى ما توهموا أنه يرضي غيره ممن اتخذوهم أنداداً وصاروا كالإباحيين في الغالب فلاعجب إذا عم فيهم الجهل واستحوذ عليهم الضعف وحرموا ماوعد الله المؤمنين من النصر لأنهم انسلخوا من مجموع ما وصف الله به المؤمنين ولم يكن في القرن الأول شيئ من هذه التقاليد والأعمال التي نحن عليها بل ولا في الثاني ولايشهد لهذه البدع كتاب ولاسنة وإنما سرت إلينا بالتقليد أو العدوى من الامم الأخرى، إذ رأى قومنا عندهم أمثال هذه الاحتفالات فظنوا أنهم إذا عملوا مثلها يكون لدينهم عظمة وشأن في نفوس تلك الأمم فهذا النوع من اتخاذ الأنداد كان من أهم أسباب تأخر المسلمين وسقوطهم فيما سقطوا فيه ".أ. هـ
نابليون المستعمر الفرنسي يحي المولد ويدعمه:
واسمع إلى ما يحدثنا به المؤرخ المصري الجبرتي في كتابيه عجائب الآثار (2/ 249،201) ومظهر التقديس بزوال دولة الفرنسيس ص47
تحدث وذكر ان المستعمرين الفرنسيين عندما احتلوا مصر بقيادة نابليون بونابرت انكمش الصوفيه وأصحاب الموالد فقام نابليون وأمرهم بإحياءها ودعمها
قال في مظهر التقديس:" وفيها (أي سنة 1213هـ في ربيع الأول):سأل صاري العسكر عن المولد النبوي ولماذا لم يعملوه كعادتهم فاعتذر الشيخ البكري بتوقف الأحوال وتعطل الأمور وعدم المصروف فلم يقبل وقال (لابد من ذلك) واعطى الشيخ البكري ثلاثمائة ريال فرانسة يستعين بها فعلقوا حبالا وقناديل واجتمع الفرنسيس يوم المولد ولعبوا ودقوا طبولهم واحرقوا حراقة في الليل وسواريخ تصعد في الهواء ونفوطاً".
ولعل سائلا يسأل ما هدفهم من تأييد ودعم مثل هذه البدع وهذه الموالد؟
ندع الجواب للمؤرخ الجبرتي المعاصر لهم حيث يقول في تاريخ عجائب الآثار (2/ 306):
" ورخص الفرنساوية ذلك للناس لما رأوا فيه من الخروج عن الشرائع واجتماع النساء واتباع الشهوات والتلاهي وفعل المحرمات ".
•أقوال أهل العلم في المولد:
لقد أفتى علماء العالم الإسلامي على اختلاف أماكنهم وأزمانهم ومذاهبهم الفقهية بحرمة عمل المولد وأنه من البدع المحدثة التي لاأصل لها وإليك بعضهم:
• شيخ الإسلام ابن تيمية وهو من علماء الشام ومن المجتهدين. (انظر اقتضاء الصراط المستقيم (2/ 619)، ومجموع الفتاوى (1/ 312).
• العلامة الشيخ تاج الدين عمر بن علي اللخمي السكندري المشهور بالفاكهاني له رسالة بعنوان (المورد في الكلام على عمل المولد). وهو عالم مالكي المذهب ت بالاسكندرية سنة 734هـ.
• الاستاذ ابو عبد الله محمد الحفار له فتاوى ذكرها الونشريسي في المعيار المعرب. وهو من علماء المغرب.
• العلامة ابن الحاج ابو عبد ال محمدبن محمد بن محمد العبدري الفاسي المالكي ت بالقاهرة (732هـ) له كلام نفيس في المدخل بداية الجزالثاني
• الشيخ العلامة الشيخ محمد بخيت المطيعي الحنفي مفتي الديار المصرية.
• الشيخ على محفوظ في كتابه الإبداع في مضار الابتداع.
• الإمام الشاطبي وله كلام نفيس في فتوى له في كتاب طبع باسم فتاوى الإمام الشاطبي وهو عالم مالكي أندلسي.
• الشيخ رشيد رضا في أكثر من موضع من مصنفاته كما في المنار (9/ 96)، (2/ 74 - 76) (17/ 111) (29/ 664 - 668).وفتاواه (الجزء الخامس في الصفحة 2112 - 2115) و (الجزء الرابع في الصفحة 1242 - 1243).
• الشيخ أبو الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي وهو من علماء الهند (أنظر رسالة الشيخ حمود التويجري ص235 ط. العاصمة ضمن المجموع في الرسائل الخاصة ببدعة المولد).
• الشيخ بشير الدين القنوجي وهو من علماء الهند وهو شيخ أبي الطيب (المصدر السابق).
(يُتْبَعُ)
(/)
• الشيخ فوزان السابق كما في كتابه البيان والإشهارص 299.
• الشيخ محمد بن عبد السلام خضر الشقيري في كتابه السنن والمبتدعات.
• شيخ الإسلام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.
• العلامة الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ كما في الدرر السنية.
• العلامة الشيخ محمد بن ابراهيم له رسالة في إنكار عمل المولد وانظر مجموع فتاواه (3/ 48 - 95) فقد اشتملت على عدد من الفتاوى المتنوعة حول المولد.
• العلامة الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد في رسالته هداية الناسك إلى أهم المناسك.
• العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز له رسالة في حكم الاحتفال بالمولد النبوي.
• العلامة الشيخ حمود بن عبد الله التويجري في رسالة بعنوان (الرد القوي على الرفاعي والمجهول وابن علوي وبيان أخطائهم في المولد النبوي).
• الشيخ العلامة إسماعيل الأنصاري له رسالة وهي من أجود مارأيت بعنوان القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل.
• العلامة الشيخ محمد الصالح العثيمين.
• الشيخ العلامة عبد الله بن جبرين.
• الشيخ صالح بن فوزان الفوزان.
• هناك فتاوى متناثرة في مجلة التوحيد التي تصدر في مصر عن جماعة أنصار السنة المحمدية.
في الختام أسأل الله العلي القدير ان يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كتبه وأملاه
الفقير إلى عفو مولاه
ناصر بن يحيى الحنيني
10/ 3/ 1422هـ - الرياض
==========
(1) نقلا عن سبل الهدى والرشاد للصالحي (1/ 439) ط. وزارة الأوقاف المصرية.
(2) وقد قرر هذا جماعة من المتأخرين منهم:
- العلامة الحنفي مفتي الديار المصرية سابقا الشيخ (محمد بخيت المطيعي في كتابه " أحسن الكلام فيما يتعلق بالسنة والبدعة من الأحكام".
- الأستاذ الشيخ على محفوظ في كتابه" الإبداع في مضار الإبتداع ".
- الشيخ إسماعيل الأنصاري في كتابه:" القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل ".
- والشيخ بن منيع في رده على المالكي.
- وانظر بقية من قال به من أهل العلم لما نقله مشهور حسن سلمان في تعليقه أثناء تحقيقه لكتاب " الباعث على إنكار البدع والحوادث " ص 96 في الحاشية.
(3) جامع العلوم والحكم (2/ 127).ت: الارناؤوط.
(4) المصدر السابق (2/ 128).
(5) أنظر مجموع الفتاوى (18/ 346).
(6) الاعتصام (1/ 49).
(7) اقتبست هذا الوجه من الإما م الشاطبي في الاعتصام (1/ 49).
(8) أنظر اقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية (2/ 581).
(9) الحديث صحيح: أخرجه أحمد (215،347).
(10) أنظر مبحثا نفيسا لابن الحاج في كتابه المدخل (2/ من بداية الجزء) فقدد ذكر ما يحدث من عظائم الأمور والمنكرات ما يندى له الجبين، وانظر مانقله الشيخ اسماعيل الانصاري في رسالته القيمة (القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل ص648) ط. دار العاصمة والتي جمعت عددا من الرسائل في حكم المولد. مجلدين.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[28 - Jun-2009, مساء 07:32]ـ
الحقيقة واضحة وضوح الشمس، وقد نقشها الأحبة لك نقش العرش، لكن الخلل فيمن يدعي البحث عن الحقيقة الواضحة ويماطل ويماري في الأدلة الباهرة.
طلب العلم له أهله، والجدال والخصام بلا علم له أهله؛ لكن شتان بين الثرى والثريا، فما أراك باحثة عن طلب العلم والحقيقة، بل ولا فكرتي في هذا أصلا.
والله الذي لا إله إلا هو الذي نفسي بيده لو أعلم أنك تريدين الحق صدقا، وتبحثين عن الفائدة شغفا، لأبنت لك خلل كلامك ومجانبته الصواب من ثلاث جلسات. (ولا أدعي الكمال والقدرة، إنما هو لسقوط فكرتك أصلا).
لكن لما عرفت غايتك ومرادك وجدت أن مداخلتي معك رفع لفكرتك الهابطة، وتسفيه للقواعد الثابتة، فاتقي الله واعبدي الله على بصيرة واضحة.
رحم الله خير البشر، وحشرنا معه في جنة خلد عند مليك مقتدر؛ القائل: "ومن يعش منكم فسيرى إختلافا كبيرا".
ـ[جمانة انس]ــــــــ[28 - Jun-2009, مساء 07:43]ـ
الحقيقة واضحة وضوح الشمس، وقد نقشها الأحبة لك نقش العرش، لكن الخلل فيمن يدعي البحث عن الحقيقة الواضحة ويماطل ويماري في الأدلة الباهرة.
طلب العلم له أهله، والجدال والخصام بلا علم له أهله؛ لكن شتان بين الثرى والثريا، فما أراك باحثة عن طلب العلم والحقيقة، بل ولا فكرتي في هذا أصلا.
والله الذي لا إله إلا هو الذي نفسي بيده لو أعلم أنك تريدين الحق صدقا، وتبحثين عن الفائدة شغفا، لأبنت لك خلل كلامك ومجانبته الصواب من ثلاث جلسات. (ولا أدعي الكمال والقدرة، إنما هو لسقوط فكرتك أصلا).
لكن لما عرفت غايتك ومرادك وجدت أن مداخلتي معك رفع لفكرتك الهابطة، وتسفيه للقواعد الثابتة، فاتقي الله واعبدي الله على بصيرة واضحة.
رحم الله خير البشر، وحشرنا معه في جنة خلد عند مليك مقتدر؛ القائل: "ومن يعش منكم فسيرى إختلافا كبيرا".
انا وانت نؤمن بالله
و نؤمن انه يعلم السر و اخفى
فلاتتزاكى على الله
انه هو الحسيب و لست انت
لكن اذكر نفسي و اذكرك ان كل كلمة سنسال عنها امام الله
(و قفو هم انهم مسؤولون)
وهذا كفا ية وبلاغ لمن امن ونحن جميعا مؤمنين و لله الحمد
سددنا الله على ما ير ضى و حفظنا من كل متلاعب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[28 - Jun-2009, مساء 07:45]ـ
للباحث عن الحق، هذا رابط لأقوال اهل العلم:
الجامع لفتاوى ومقالات العلماء في المولد النبوي
http://alsalafway.com/media/books/rodood/almoled.zip
و هذا مقال نقله الاخ ابو البراء: أقوال علماء من المالكية في بدعة المولد النبوي
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=13259
ـ[محب الشيخين]ــــــــ[28 - Jun-2009, مساء 08:38]ـ
تابعت النقاش فخلصت منه بما يأتي:
* في النقاش فوائد عظيمة , واسأل الله أن يكتب أجر كل من شارك بعلم وصدق وأخص من الأحبة وإن كانوا كثر أخي الغالي أبي الفداء وأخي أبي محمد العمري.
* أغلب النقاش لم يكن في نقطة البحث، وإن كانت صاحبة الموضوع أختنا جمانة خانها التعبير أكثر من مرة، وبعض الأحبة الذين علقوا ابتعدوا عن الموضوع.
* أغلب الخلاف في وجهات النظر سببه في نظري شيء واحد هو التفاوت في التأصيل العلمي.
* حاول بعض الأحبة تأصيل الموضوع أكثر من مرة إذ لا تستطيع أن تصل لنتيجة دون التأصيل والإتفاق على الأصول حتى يرجع لها وقت الخلاف لكن للأسف لم يحصل ذلك.
*بعض الأحبة الذين شاركوا في الموضوع لم يعالج أصل المسألة وإنما أصبح يدخل في نية صاحبة الموضوع وهذا لا يهمنا فالذي يهمنا هو تبيين الحق الذي يوافق الدليل "
* أحد الأحبة شارك بمشاركة جدآ نافعة وقوية، لكن بسبب اسلوب عرض كتابته الذي لم ينتبه لها ورص الكلمات على بعضها بدون تنسيق ربما جعل أغلب المتحاورين لم ينتبه لها مع أهميتها.
أخيرآ:
أوصي نفسي وأحبتي بالإستمساك بالكتاب والسنة والمسير على درب سلف هذه الأمة ووالله إن الحق كل الحق معهم وإن الشر كل الشر في بنيات الطريق , وما أجمل مقولة شيخ الإسلام ابن تيمية لما قال الصحابة أوسع فهمآ، وما أجمل قاعدة:
لو كان خيرآ لسبقونا إليه.
همسة:
علامة المحبة الإتباع "
استغفر الله مما كتبته إن كان فيه زلل، وجزاكم الله خيرآ أحبتي ""
محبكم:: محب الشيخين """""""""""""""""""
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[28 - Jun-2009, مساء 08:43]ـ
جميل أنك تتركين الحكم للقارئ .. هذا أمر مفروغ منه أيتها الفاضلة، ولولا خوفنا على هذا القارئ لا سيما العامة وأشباههم من الافتتان بكثير مما في كلامك من التناقض والخلط الأصولي المبين، ما صبرنا على هذه المناقشة التي انقطع رجاؤنا في وصولها إلى ثمرة معك منذ أمد بعيد، والله المستعان ....
و اختم مد اخلاتي بانك بالغت قليلا في تحليل بعض جو انب المو ضوع
قلت هل هذا يا عباد الله - ويا من تقولين أنك أستاذة جامعية - مما يؤاخذ به الباحثون والمتناظرون في مسائل العلم؟ "بالغت في التحليل"؟ التحليل بلغة العلم يعني تفكيك الشيء إلى عناصره الأولية، والتحليل سبيل العلماء للفهم والتفاهم، والبحث والتباحث، فهل من المعقول اصطلاحا أن يقال لباحث أنه "بالغ في التحليل"؟ إما أنه أصاب فيما فكك إليه المسألة - من بعد الإصابة في اختيار مادة التحليل ابتداءا - أو لم يصب، ولكن بالغ في التحليل؟؟ هذه ما سمعتها من قبل والله.
و حال حفلات المو لد كما كررت مرارا ليس فيها ما ذكرته وليس هناك تقييدا بهذا اليوم كما ذكرت لك و اجبتك الا ان كنت لم تصد ق جو ابي فهذا امر اخر
سبحان الذي قسم على الخلق عقولهم وأفهماهم كما قسم عليهم طعامهم وشرابهم .. !!
ما عدت أجد ما أعلق به والله! أنت تكررين ونحن نكرر ونفصل ونحلل حتى لم يبقى موطئ قلم في المسألة .. ومع ذلك لا فائدة، وكأنما هو حوار الطرشان! وصدق الفاضل الذي قال: قد بلغ السيل الزبى!!
الأخت تصر على أن حفلة ذكرى المولد النبوي غير مقيدة بيوم المولد النبوي وعلى أنه قد وقع كثيرا أن احتفل الناس بحفلة المولد النبوي في غير يوم المولد النبوي أو مناسبة المولد النبوي .. وتصر على أن حفلة المولد النبوي ليست مقيدة عند القائلين بها والقائمين عليها بأي يوم مخصوص أصلا!!!! ثم تطالبنا بالنقاش العلمي!! أي نقاش وأي علم؟؟؟ وأين الالتزام بأوليات ذلك العلم على الأقل ولو من جهة الاصطلاح؟؟؟؟
لله در القائل:
ليس يصح في الأفهام شيء .... إذا احتاج النهار إلى دليل!
(يُتْبَعُ)
(/)
و القول (((لأنهم يطمعون في أن تأتي تلك الأعمال فيها من الثمار التعبدية بما لا تأتي بمثله في غير ذلك اليوم!))) مبالغة فيها نظر، و هناك نظر في منهجية دراسة النوازل و الو قائع بهذه الصورة
حسبك بمثل هذا الكلام أن تقرأه .. ففيه ما تغني قراءته عن الرد عليه!
على كل حال فلنضع قيدا توضيحياو ننهي الخلاف
المشكلة أنك أصلا لا تتصورين الخلاف، فلا أنت تضبطين مذهب المبيحين للموالد، ولا تفهمين مذهبنا بعد كل ما تقدم بيانه، فلا حيلة لنا مع مثل هذا والله، ولا سبيل لإنهاء مثل هذا الخلاف إلا أن يشاء الله!!
هل مر بكم من قبل يا من درستم أصول الفقه شيء اسمه "قيدا توضيحيا"؟؟؟ طيب إن كنت يا أختنا ولابد ستخترعين مصطلحاتك الخاصة، فهلا كتبت لها شرحا توضيحيا بين قوسين حتى نفهم؟؟؟
اما القول بان الدعاء محصور بالصيغ المسنونة و لا يجوز غير ها فذلك خطأ و تضييق بلا دليل
لن أطالبك بإخراج الموضع من كلامي الذي فهمت أنت منه هذا المعنى .. فقد تعبت والله وأعياني هذا الجدال الأجوف، الذي لا نقف فيه على اتفاق في لغة العلم أصلا، ولا حول ولا قوة إلا بالله!!! لا القيد عندنا هو القيد عندك، ولا العبادة عندنا هي العبادة عندك، ولا "المشروع" عندنا هو المشروع عندك، ولا تريدين أن تحرري اصطلاحك في كل من هذه المعاني كما طالبناك مرارا .. فما فائدة مواصلة الجدال؟؟
إلى الله المشتكى!
/// هذا وفي الختام أقول:
قد تجلى للقراء مذهبنا ومذهبك وطريقتنا وطريقتك، وبان لنا بما لم يعبد يبقى لنا فيه مدخل للشك أنك لا تجيدين إلا تكرار وتقرير ما تعتقدينه على ما فيه من مخالفة للواقع المحسوس والدليل المنقول ولما تدركه العقول، ومخالفة لما جرى عليه السلف وما اصطلح عليه الفحول من أهل صنعة الأصول .. وقد حسبنا أول الأمر أنك ضابطة لأصول الصنعة التي تتكلمين فيها والمذهب الذي تنافحين عنه، ولكن تبين لنا أن الأمر ليس بذاك .. وأن الخرق جد واسع ... والله المستعان.
فلما بان لنا ذلك، اتفقت كلمتنا في الإشراف على صيانة أوقاتنا وأوقات الإخوة الكرام من هذا الجدال العقيم، سائلين المولى جل وعلا أن يغفر لنا ولك، وأن يلهمنا وإياك رشدنا، وأن يقينا شرور أنفسنا، وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه والباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه، والله المستعان لا رب سواه، والحمد لله رب العالمين.(/)
بقاء الذكر الحسن للعبد للشيخ صلاح البدير
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[24 - Jun-2009, مساء 02:56]ـ
بقاء الذكر الحسن للعبد للشيخ صلاح البدير
خطبة المسجد النبوي - 26 جمادى الآخرة 1430 –
الخطبة الأولى:
الحمد لله الرحيم الغفور الحميد الشكور، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تتضاعف بها الأجور وتنفع صاحبها بعد الموت والدثور، وتنجي قائلها يوم البعث والنشور، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمداً عبده ورسوله، أسفر فجره الصادق فمحا ظلمات أهل الزيغ والفجور، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ذوي الذكر المرفوع والفضل المشمور صلاة وسلام دائمين ممر الليالي والدهور.
أما بعد: فيا أيها المسلمون، أما بعد: اتقوا الله حق تقاته، وسارعوا إلى مغفرته ومرضاته، وسابقوا إلى رحمته وجنتهإِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ النحل 128.
أيها المسلمون .. لا خلود في دار الدنيا لأحد، لكن الأعمال الجليلة والآثار الجميلة والسنن الحسنة تخلد ذكرى صاحبها بين الناس، وتورثهم في حياتهم وبعد مماتهم ذكراً وحمداً، وثناء ودعاءً
أحاديث تبقى والفتى غير خالد إذا هو أمسى هامة فوق صير
وكم من العلماء والفطناء والعظماء قد غيبهم الأجل وطواهم الموت، ولازالت مذاكرهم وآثارهم وممادحهم ومفاخرهم تبعث في المجالس طيباً وأريجاً، يحمل الناس على عمل الخير وفعل الجميل والاقتداء الحسن
قد مات قوم وما ماتت مكارمهم وعاش قوم وهم في الناس أموات
إن قيل مات فلم يمت من ذكره حي على مر الأيام باقي
وبقاء الذكر الجميل، واستمرار الثناء الحسن والصيت الطيب، والحمد الدائم للعبد بعد رحيله عن هذه الدار نعمة عظيمة يختص الله بها من يشاء من عباده ممن بذلوا الخير والبر، ونشروا الإحسان ونفعوا الخلق، وجمعوا مع التقوى والصلاح مكارم الخصال وجميل الخلال .. يقول - جل في علاه -:وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ * إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ * وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ * وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِّنْ الْأَخْيَارِ * هَذَا ذِكْرٌ .. ص 45 - 48 أي شرف وثناء جميل يُذكَرون به، وقال - تعالى -:وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً مريم 50، قال ابن عباس - رضي الله عنه - يعني: الثناء الحسن.
وأرفع الناس قدرا وأبقاهم ذكرا، وأعظمهم شرفا وأكثرهم للخلق نفعا النبي المعظَّم والرسول المكرَّم نبيُّنا وسيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - الذي قال الله - تعالى - عنه:
وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (الشرح 4)، قال أبو بكر بن عياش - رحمه الله تعالى-: " وأهل السنة يموتون ويحيا ذكرهم، وأهل البدعة يموتون ويموت ذكرهم؛ لأن أهل السنة أحيوا ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - فكان لهم نصيبٌ من قوله - تعالى -: وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ، وأهل البدعة شنؤوا ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - فكان لهم نصيبٌ من قوله - تعالى -:إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ).
والإمام العادل القوي الشجاع الذي يحمي الحوزة، ويذب عن البيضة، وينتصر لدينه وعقيدته وأرضه تراه معظَّماً في النفوس، كبيراً في أعين الناس، جليلاً عند أهل الإسلام،ممدوحاً عند أهل العلم والمؤرخين، والعالم التقي المتواضع للناس الذي يسعى في نفعهم وتعليمهم والإحسان إليهم يعلو في الأرض ذكره، ويرتفع في النفوس قدره ويبقى بين الخلق أثره لعلمه ودينه واتباعه للسنة وإخلاصه لله - تعالى -.
والجواد الكريم السخي المعطاء الذي يعطف على الفقراء ويرحم المحتاجين ويشفق على المساكين، فإن العامة تضِجُّ بالدعاء له وذكر محاسنه، ويُكتب له قبولٌ تام وجاهٌ عريض، والعافُّ عن المحارم الكافُّ عن أعراض الناس الذي يكف الأذى ويحتمل المشقة ويرضي الناس في غير معصية بأصالة رأي ورجاحة عقل، وسلامة قلب وعفة في الفرج واليد واللسان، فذاك السيد الوجيه الذي يقدم على الأمثال وتهابه الرجال ويبقى ذكره في الأجيال.
إذا شئت أن ترثي فقيداً من الورى وتدعو له بعد النبي المكرم
(يُتْبَعُ)
(/)
فلا تبكين إلا لفقد عالمٍ يبادر بالتفهيم للمتعلم
وفقد إمامٍ عالمٍ قام ملكه بأنوار حكم الشرع لا بالتحكم
وفقد شجاعٍ صادقٍ في جهاده وقد كُسِِرت رايته في التقدم
وفقد كريمٍ لا يمل من العطا ليطفئ بؤس الفقر عن كل معدم
وفقد تقيٍّ زاهدٍ متورعٍ مطيعٍ لرب العالمين معظم
فهم خمسة يُبكى عليهم وغيرهم إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم
أوصى رجلٌ بنيه، فقال: يابني عاشروا الناس معاشرةً إن غبتم عنهم حنوا إليكم وإن متم بكوا عليكم ..
ويموت أناس فلا يُؤسَى على فراقهم ولا يحزن على فقدهم؛ فلم يكن لهم آثارٌ صالحة ولا أعمالٌ نافعة ولا إحسانٌ إلى الخلق ولا بذل ولا شفقة ولا عطف ولا رحمة ولا خلق حسن .. يقول الله – تعالى- في أمثال هؤلاء: فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ .. الدخان 29
لا يرى لهم في الأرض شاكر ولا لهم بالخير ذاكر
كأنهم قَطُّ ما كانوا ولا وجدوا ومات ذكرهم بين الورى
فالحقود الحسود، والجموع المنوع، والفاحش البذيء، وصاحب الظلم والكبر والهوى، والذي يعامل الناس بالغلظة والقسوة والشدة يقطع الله الذكر الحسن عنه، ويبقى له البغض في الأرض، والذم من الخلق.
كم طامع بالثنا من غير بذل يد ومشتهٍ حمداً ولكن بمجاني
والناس أكيس من أن يمدحوا رجلاً حتى يروا عنده آثار إحسانِ
وعن عمرو بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أراد الله بعبد خير عسَّله – قيل يا رسول الله وما عسله؟ قال: فتح له عملاً صالحاً بين يدي موته؛ حتى يرضي عنه من حوله " أخرجه أحمد وابن حبان، قال ابن قيتبة: " قوله: عسله أراه مأخوذاً من العسل .. شبه العمل الصالح الذي يفتح للعبد حتى يرضى الناس عنه ويطيب ذكره فيهم بالعسل ".
ومن الأعمال الصالحة التي تفتح للموفقين فيرضى الله بها عنهم ويرضي بها الخلق ويلحقهم أجرها بعد الممات حبس النفس عن التعلم، وإقراء القرآن والتحديث، ونشر العقيدة الصحيحة، والتصدر للإفادة والتصدير والتأليف، وطباعة الكتب النافعة، وبناء المدارس والمساجد والمشافي، وسقي الماء وحفر الآبار، وكثرة الصدقة وإدامة البر والإحسان، والشفقة على الضعاف وتزويج المعدوم، وإعطاء المحروم وإنصاف المظلوم، والأداء عن المحبوس، وقضاء الحوائج ومواساة الفقراء، وإدخال السرور على المرضى، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والنصيحة لأئمة المسلمين وعامتهم، والإصلاح بين المتخاصمين، وجمع كلمة الأمة على الخير والهدى، والتقوى والصلاح، إلى غير ذلك من طرق الخير ووجوه البر ..
فعن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " سبعٌ يجري للعبد أجرهن في قبره بعد موته من علم علماً، أو أجرى نهراً، أو غرس نخلاً، أو بنى مسجداً، أو ورث مصحفاً، أو ترك ولداً يستغفر له بعد موته " أخرجه أحمد، وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن مما يمحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علماً علمه ونشره، وولداً صالحاً تركه، ومصحفاً ورثه، أو مسجداً بناه، أو بيتاً لابن السبيل بناه، أو نهراً أجراه، أو صدقة أخرجها في صحته وحياته يمحقه من بعد موته " أخرجه ابن ماجه.
أيها المسلمون .. والحب يسري والحمد يبقى، والثناء والدعاء يدوم لمن عم نفعه وشمل عطاؤه وإحسانه وتواصل بره وخيره، فقدموا لأنفسكم من الآثار الطيبة والأعمال الصالحة، والقُرَب والطاعات والإحسان ما لا ينقطع لها عمل، ولا تقف لها أجور مع تواصل الدعوات الصادقة لكم من المسلمين على مر الأيام والأعوام .. اللهم اجعلنا مباركين أينما كنا.
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ وخطيئةٍ، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه .. صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه وسلَّم تسليماً كثيراً.
أما بعد: فيا أيها المسلمون اتقوا الله وراقبوه، وأطيعوه ولا تعصوه .. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ التوبة 119.
(يُتْبَعُ)
(/)
أيها المسلمون .. والرجل حين يعامل زوجه وأولاده بالرفق والإحسان والشفقة والرحمة والمحبة والعطف والبذل والكرم يبقى محمود الذكر بعد موته، والمرأة حين تحسن إلى زوجها وتحوطه بالإكرام والاحترام يبقى حبها في قلبه ويسري حمدها على لسانه، فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: " ما غرت على أحد من نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - ما غرت على خديجة وما رأيتها، ولكن كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يُكثر ذكرَها، وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء، ثم يبعثها في صدائد خديجة، فربما قلت له: كأن لم يكن بالدنيا إلا خديجة، فيقول - صلى الله عليه وسلم -: " إنها كانت وكانت، وكان لي منها ولد " أخرجه البخاري، وعند الطبراني: " وكان إذا ذكرت خديجة لم يسأل من ثناء عليها واستغفار لها "؛ فأعمالها الجليلة وصفاتها الحميدة خلدت مكانتها في نفس الرسول - صلى الله عليه وسلم - وقلبه، فكان يكثر ذكرها وحمدها، والثناء عليها والدعاء لها.
أيها المسلمون .. والمسلم لا يبذل الخير اجتلاباً للمدحة، ولا طمعاً في الثناء، ولا رغبة في الذكر، ولكن من بذل الخير بنيةٍ خالصة وقصد حسن قَبِل الله سعيَه، ووضع له القبول والحب بين عباده، ونشر له الذكر الحسن، والثناء والدعاء في حياته وبعد مماته، فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أهل الجنة من ملأ الله أذنيه من ثناء الناس خيراً وهو يسمع، وأهل النار من ملأ الله أذنيه ثناء الناس شراً وهو يسمع " أخرجه ابن ماجه .. جعلنا الله وإياكم من الموفقين وهداة مهتدين.
ثم اعلموا أن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه وثنى بملائكته المسبحة بقدسه وأيَّه بكم أيها المؤمنون من جنه وأنسه، فقال قولاً كريماً: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماًالأحزاب 56 .. اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن خلفائه الأربعة أصحاب السنة المتبعة - أبي بكر وعمر وعثمان وعلي - وعن سائر الصحابة أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وكرمك وجودك وإحسانك ياأرحم الراحمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًا سخاءًً رخاءً وسائر بلاد المسلمين.
اللهم ادفع عنا الغلا والوبا والربا والزنا والزلازل والمحن. والزلازل والمحن. والزلازل والمحن، وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا هذا - خاصةً - وعن سائر بلاد المسلمين يارب العالمين ..
اللهم إنا نعوذ بك من الطعن والطاعون. اللهم إنا نعوذ بك من الطعن والطاعون. اللهم إنا نعوذ بك من الطعن والطاعون والوباء وهجوم البلاء. والوباء وهجوم البلاء، والوباء وهجوم البلاء في النفس والأهل والمال والولد ياأرحم الراحمين. ياأرحم الراحمين. يا أرحم الراحمين.
اللهم إنا نعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن برٌّ ولا فاجرٌ من شر ما خلق وبرأ وذرأ، ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما يلج في الأرض ومن شر ما يلج في الأرض ومن شر ما يخرج منها، ومن شر فتن الليل والنهار، ومن شر طوارق الليل والنهار إلا طارقاً يطرق بخير يارحمن.
اللهم كن لإخواننا في فلسطين ناصراً ومعيناً ومؤيداً وظهيراً ..
اللهم عليك باليهود. اللهم عليك باليهود. اللهم عليك باليهود، اللهم إن اليهود قد طغوا وبغوا وأسرفوا وأفسدوا واعتدوا؛ اللهم زلزلِ الأرضَ من تحت أقدامهم. اللهم زلزل الأرض من تحت أقدامهم. اللهم زلزل الأرض من تحت أقدامهم، وألقِ الرعبَ في قلوبهم، واجعلهم غنيمة للمسلمين يارب العالمين.
اللهم وفق إمامنا وولي أمرنا الملك / عبد الله بن عبد العزيز لما تحب وترضى، اللهم واجزه خيراً على ما قدمه للحرمين الشريفين وللإسلام والمسلمين، اللهم وأظله تحت ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك كما ظلل ساحات الحرم على المصلين في مسجد رسولك - صلى الله عليه وسلم - اللهم وأظله تحت ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك كما ظلل ساحات الحرم على المصلين في مسجد رسولك - صلى الله عليه وسلم - ..
اللهم وفق ولي عهدك الأمين ووفق نائبه الثاني لما تحب وترضى، اللهم وهييء لهم البطانة النافعة الناصحة التي تدلهم على الخير وتعينهم عليه، وأبعد عنهم بطانة السوء يارب العالمين.
اللهم أعز الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، اللهم احفظهم ودافع عنهم، اللهم ومن أرادهم بسوءٍ أو شرٍّ فاكشف سره واهتك ستره وأبطل مكره، واكفنا شره، واجعله عبرةً يارب العالمين.
اللهم ارحم موتانا، واشف مرضانا، وعافِ مبتلانا، وفُكَّ أسرانا، وانصرنا على من عادانا يارب العالمين.
اللهم وفق أبناءنا الطلاب، اللهم وفق أبناءنا الطلاب وبناتنا الطالبات في دراستهم، اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً؛ فاجعل الامتحان سهلاً ميسراً عليهم يارب العالمين، اللهم اجعل الامتحان سهلاً ميسراً عليهم يارب العالمين، اللهم ذلل لهم الصعاب، ووفقهم للصواب وألهمهم حسن الجواب ..
اللهم حقق لهم النجاح، واكتب لهم التوفيق والفلاح، اللهم اجعلهم لوالديهم وأهليهم وأوطانهم ودينهم قرة عين، وقهم شر الحسد والعين، وأبعد عنهم قولان السوء يارب العالمين.
عباد الله .. إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ النحل – 90؛ فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، (ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[24 - Jun-2009, مساء 05:30]ـ
جزاك الله خير أبا عبد الله، خطبة رائعة من الشيخ البدير ـ حفظه الله ـ.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[22 - Oct-2009, صباحاً 06:51]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
هل يشتراط لوصف العدالة السلامة من البدعة
ـ[الحضرمي2007]ــــــــ[24 - Jun-2009, مساء 05:34]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد
أخواني الافاضل ومشيخنا الاكارم هنا إستفسار حصل بسببه خلاف وهو ((هل البدعة من مباحث العدالة أو من الوصف بالعدالة وهل يشترط للراوي لكي يوصف بالعدالة والتقوى السلامة من البدعة))
نرجوا الافادة ةبالنقول بارك الله فيكم
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[25 - Jun-2009, صباحاً 04:29]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3786
أبو معاذ.
ـ[جذيل]ــــــــ[25 - Jun-2009, صباحاً 04:33]ـ
هناك رجال في صحيح البخاري ومسلم على ما اذكر لديهم بدع ..(/)
اهمية كتابة الو صية و تجديدها دائما
ـ[جمانة انس]ــــــــ[24 - Jun-2009, مساء 07:42]ـ
احببت تسليط بعض الضوء على اهمية الو صية المتجددة
راجية ممن يتيسر له ان يسهم في تفصيل الا مر
فكتابة الو صية امر دعا له الشرع الحنيف
وهي من الدوافع التي تجعل الا نسان مستعدا للموت متذكرا له دائما
ذلك التذكر الا يجابي
الذي يدفعه للعمل والاستعداد للاخرة والحرص على الوقت وعدم الخوض في اللغو
كمن ادخل للسوق و قيل له في اي لحظة ستا تي السيارة لتعود بك الى البيت
فحاول الا ستفادة من الوقت واشتر اكبر قدر يتيسر
فان كان مو فقا
فيسارع للشراء و لا يضيع ثا نية ليكون مستعدا للخروج في اية لحظة با كبر قدر من الحاجات
وتذكر الموت اكبر محفز ايجابي للمؤمن
لان الا سلام عجيب جدا في هذا المجال
وكم اقف مشدوهة امام امر النبي صلى الله عليه وسلم انه اذا قامت القيامة وفي يد احدا غرسة فليغرسها
فافكر انه بقيامة القيامة لن يستفيد احد من الغر سة
و مع ذلك يد عو الا سلام للعمل حتى الر مق الا خير للحياة كلها
فما اعظم الا سلام
لا شك سر عظمته لا نه وحي و ليس صنع بشر
الخلاصة تذكر الموت امر ايجابي يرقق القلب و يحفز للا ستعداد له
و يذكر المؤمن اذا كان يحب الحياة ان يد عو الله ليطيل عمره
كما يحفزه لصلة الر حم لانها من مسببات البركة بالعمر
اما كتابة الو صية المتجددة
فهي ان يكتتب الا نسان كافة التفاصيل الحياتية التي تتعلق بالاخر ين
دائما يسجل كل شيء
اضا فة للو صية العامة
و هذا يسهل الامر بعد مو ته
فلو مات فجاة فتكون اموره ميسرة
فمن يفتح اوراقه و اموره الخا صة يجد كل شيء مسجلا
فتكون الا مو ر وا ضحة و لاتضيع الحقوق
و احكي عن تجر بة شخصية انني قمت بفتح اوراق و سجلات و تركات احد المتو فين الا حبة
رحمه الله رحمة واسعة و المسلمين اجمعين
فرا ينا الو صية العا مة من تا ريخ عشر ين عاما قد كتبت
و راينا دفترا سجل فيه كل تفاصيله اليو مية المتعلقة بحقوق الناس
و كانه يتو قع الموت كل لحظة
فكان سهلا علينا معر فة تر تيب الامور من بعد مو ته رحمه الله
كما راينا الامو ال قد وضع بعضها في ظروف و كتب عليها هذه امانة لو لد ي فلان
كما كتب اين امو اله البا قية في اي بنك قد وضعت
لكن لا اخفيكم بعض الا مو ر المهمة تمنينا لو بين الحا ل فيها
كي نعرف كيف نتصرف
وكاننا تمنينا لو يعود من مو ته و لو لحظات ليشرح حا لها
طبعا هذا محال لكن اذكر هذا للتنبيه
لكن يو مها قررت ان اتعامل مع اموري كمن سترحل اي لحظة
ان شا ء الله
فو ضعت سجلا يمثل الو صية المتجددة
و كان من ابسط فو ائد هذا الشيء انني استفدت فو ائد كثيرة من هذا السجل في نجاح حياتي
قبل ان يستفاد منه يوما ما عند موتي اسال الله ان يبارك في عمر نا جميعا
فاقترح الوصية اليومية المتجددة
و قد سمعت مو قفا ان احد الاشخاص اعط لاخر مبلغا من المال ليوكله بالتصدق به
فاخرج المتوكل مبا شرة ورقة وكتب عليها هذا المبلغ و قدره --للصدقة وكلت به
و قال اخشى ان اموت بعد قليل فيظن الو رثة ان هذا لهم
و هو مثال يبين المقصود من فكرة الو صية المتجددة
و هي تشمل كل ما يحتاج الا خرون معر فته بعد موتك
كما يمكن ان تسجل نصا ئحك الثمينة التي لمستها خلا صة تجر بة ما
لتسير الا مور على الصواب و تقد مها للاجيال اللاحقة
و هي في تقد يري
تعتبر من العبادة
لانها من جو انب اتقان العمل و الحر ص على عدم ضياعه
ارجو ممن يجد حاجة لاي ملا حظة ان يتكرم بها
والله المو فق
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[10 - Jul-2009, مساء 07:15]ـ
بارك الله فيك غاليتي نعم صدقتي
وأضيف لما قلتي
إذا كان للانسان مال يريد أن يوصي به فينبغي مراعاة أمور
1 - أنه لا يجوز أن يوصي لوارث لحديث (لا وصية لوارث)
2 - أن تنفذ الوصية بعد سداد ديون الميت إن وجدت، لأن أداء حقوق الناس أولى من الوصية 0
3 - ألا يكون الموصى به زائدا عن الثلث لحديث سعد بن أبي وقاص في الصحيحين: (الثلث والثلث كثير) قاله النبي صلى الله عليه وسلم لسعد حينما أراد أن يتصدق بثلثي ماله 0ثم قال: (إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس) 0
4 - الأفضل أن يوصي إن أراد بالخمس كما هو فعل الصحابة كأبي بكر الصديق رضي الله عنه 0
5 - وكيفية كتابة الوصية هي أن يبدأ بالحمد لله والثناء عليه ثم الصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم، ثم يوصي أهله بتقوى الله سبحانه ويوجه لهم نصيحة تنفعهم في أمور دينهم ودنياهم، ثم يذكر الديون التي له والديون التي عليه، ثم بعد ذلك يذكر وصيته سواء كانت لشخص أو مجموعة أو لأعمال خيرية، ثم يختم بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم 0 والله أعلم
بوركتي غاليتي
ـ[جمانة انس]ــــــــ[11 - Jul-2009, صباحاً 03:18]ـ
جزاك الله خيرا، وبارك جهودك المتميزة، وشكراعلى هذه الا ضا فات المهمة، و التو ضيحات الضرورية،
و قد لفت نظري تنبيهك بقولك:
(( .. ثم يوصي أهله بتقوى الله سبحانه ويوجه لهم نصيحة تنفعهم في أمور دينهم ودنياهم .. ))
فان الانسان بعد مو ته يزداد تعلق احبته به و تا ثرهم بكلامه
ومن هنا يكون التأثير الكبير باذن الله للكلمات التي يتر كها
كو صية
ستقرأ بتمعن كثيرا، وربما يتداولها أحبته فتر ة طويلة، وربما يتوارثونها
كذكرى من الغالي وبخاصةلو كانت مكتو بة بصورة متميزة وبلغة مؤثرة على انها ذكرى من الغالي ..
و احكي تجربة لي للعبرة، فقد تو في احد الا عزاء على قلبي،
رحمه الله و جميع مو تى المسلمين، فكان مما كتب بوصيته
,,والدعاء بالغفرة والر حمة والر ضوان ,,
فانا -بتو فيق الله- اتذكر هذه العبارة بعد كل صلاة و عند كل منا سبة للدعاء فادعو الله له بهذه الكلمات راجية قبول الله من كرمه
فلاتستهينوا باثر النصيحة و المو عظة و الو صية ..
فاثر الكلام بعد الموت اكبر مما نتصور باذن الله ..
واٍسألوا الله أن ينفع بو صا يكم و علمكم ..(/)
هل هذا إتباع للدليل أم تلفيق بين المذاهب؟؟!!
ـ[فجر الاسلام]ــــــــ[25 - Jun-2009, صباحاً 04:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الكرام في هذا المنتدى الطيب المبارك:
هناك مسألة أود طرحها للنقاش وإبداء الرأي الشرعي الراجح حولها لأنها شكلت عندي التباسا في الفهم رغم كثرة قراءتي لكثير مما يتعلق بهذا الموضوع لكن هناك نقطة غامضة لم تتوضح عندي وأرجو منكم بيانها وتوضيحها لي ولكم الأجر والثواب من الله الكبير المتعال.
من المعلوم لدى الجميع أن علمائنا الأجلاء عرّفوا التلفيق بأنه هو الإتيان بكيفية لا يقول بها كلُّ إمام إذا عُرض عليه الوضعُ الحاصل أو ما في معناه، كمن توضأ ولم يمسح إلا بعض رأسه تقليداً للشافعي، ثم خرج منه دم وسال ولمس امرأتَه، فهذا الوضوء على الحالة التي صار إليها المتوضئ، لا تصح الصلاة به لأنه إذا عُرض ذلك على الإمام الشافعيَّ فلا يُقِرُّه بسبب لمس المرأة، وإذا عُرض على الإمام أبي حنيفة فلا يُجيزه بسبب خروج الدم. لكن إذا لم يكن القصد من التلفيق مجرّدَ العَبَث، ولم يكن القصد من وراء ذلك تتبُّع رُخَص المذاهب، واختيار أيسرها وأسهلها لديه بحيث يؤدِّي ذلك إلى التحلُّل من الأحكام الشرعية، بل لأنه لكونه يملك نوع إلمام بأحكام المذاهب، وأهلية للنظر والاستدلال كونه منْ طلبة العلم المتبصِّرين الذين حصَّلوا من علوم الدليل وعلوم الآلة ما يجعلهم يستطيعون به الوقوف على الأدلة في المسألة والترجيحَ بينها فيه، فإنه مثلا رغم كونه شافعي المذهب أخذ برأي الإمام ابو حنيفة في لمس المرأة لكون دليله في نظره أقوى لكنه بقي على رأي الأمام الشافعي في بقية مسائل الطهارة والصلاة؟؟ هل يجوز هذه الحالة أم لا ولماذا؟؟ لأن بعض العلماء يقولون أن المسألة التي يجوز له أن يترك الحكم الذي كان يقلده فيها الى حكم آخر يشترط فيها أن تكون مسألة منقطعة عن غيرها أما إن كانت متصلة مع بغيرها فإنه لا يجوز له تركها حتى يترك جميع المسائل المتصلة بها لأنها تعتبر كلها مسألة واحدة (مثل الطهارة والصلاة) فلا يصح على رأيهم هذا لمن يقلد الشافعي أن يقلد أبا حنيفة (وكما أسلفت أنه يتبع رأي أبي حنيفة لان دليله أقوى) في قوله أن لمس المرأة لا ينقض الوضوء و يظل يصلي على مذهب الشافعي حتى ولو كان يرى قوة أدلة أبي حنيفة.
ما صحة هذا الكلام شرعا؟؟ أرجو توضيحها لانها مشكلة تؤرقني منذ مدة ولم أجد لها حلا!!!!!!
ـ[حارث البديع]ــــــــ[25 - Jun-2009, صباحاً 04:51]ـ
حقبة أقول بكل اسف عنها شبه مظلمة
إذ انتشر تتبع المذاهب وتقليدها
وعدم الخروج على ذلك
واشتهر هذا فترة وأظنه إلى الساعة
وتتبين ذلك من خلال الصفح عن الدليل وتلقف رأى
العالم وإن أخطأ وما منا معصوم
ومن شواهدنا
انتشرت فتوى في القرون السابقة
سيتعجب منها البعض
فحواها
يحرم على المرء أن يخرج من مذهب إمامه
ويقلد آخرا ولو في مسألة
هذه الفتوى تصور لنا مدى عمى التقليد
الذي خيم علينا
ومن أراد أن يقف على صحة دعوانا
فلينظر في التاريخ
ليعرف مانقول
الخلاصة
-إن كان المرء طالب علم فما الحرج
أن يرجح مذهب على آخر
في مسألة أو أكثر
كان الإمام أحمد في مجلسه يتحدث
فهلع الطلاب لكراريسهم
يكتبون فتعجب أحمد
قال: ماتصنعون
قالوا ياإمام نكتب فتاويك
قال: لاتكتبوها
خذوا مما أخذنا
(الكتاب والسنة)
وأترك التعليق على القصة للقارئ الكريم.
ـ[فجر الاسلام]ــــــــ[25 - Jun-2009, مساء 08:28]ـ
أرجو ممن يملك الجواب ان لا يبخل علينا!!
ـ[فجر الاسلام]ــــــــ[26 - Jun-2009, مساء 09:44]ـ
من يكرمنا بجواب وله جزيل الثواب يوم الحساب من رب الأرباب
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[26 - Jun-2009, مساء 10:23]ـ
بارك الله فيك
ما ذكرته ليس تلفيقا
وما فهمته من قولهم عن انقطاع المسائل واتصالها ليس كذلك
بيان الأول:
أن التلفيق عندهم هو ما ذكرته إذا كان عن اتباع هوى على جهة تتبع والتقاط الرخص
أما إذا كان عن ترجيح ونظر فليس تلفيقا
وبيان الثاني:
أن المراد بقولهم:ينبغي أن تكون هذه المسألة أو المسائل منقطعة عن غيرها
هو أن يكون الأخذ بحكم هذه المسائل يعود بالنقض على المسائل الأخرى أو على أصولها لانطلاق الكل من أصل واحد أو قاعدة واحدة
أما إذا لم يعد بالنقض صح الترجيح وكانت المسألة منقطعة وانبنى عليه صحة العمل ولا تلفيق حينئذ
ومعلوم أن فروع كتاب الطهارة لا تنطلق من أصل واحد بل من أصول ولا من قاعدة واحدة بل من قواعد ولا من ضابط واحد بل من ضوابط وكذا باقي الكتب
فمتى كان المصير لحكم مسألة مخالفا لنظائرها يلزم منه التناقض لم يصح وإلا صح
ومن هنا تأت أهمية معرفة فقه الجمع والفرق والأشباه والنظائر والتسلسل في الفروع
ويعلم قاصري النظر أن كتب الحديث وشروحها لا تغني عن كتب الفقه وأصولها في الوقوف على حقيقة الفقه والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فجر الاسلام]ــــــــ[27 - Jun-2009, مساء 10:39]ـ
بارك الله فيك
ما ذكرته ليس تلفيقا
وما فهمته من قولهم عن انقطاع المسائل واتصالها ليس كذلك
بيان الأول:
أن التلفيق عندهم هو ما ذكرته إذا كان عن اتباع هوى على جهة تتبع والتقاط الرخص
أما إذا كان عن ترجيح ونظر فليس تلفيقا
وبيان الثاني:
أن المراد بقولهم:ينبغي أن تكون هذه المسألة أو المسائل منقطعة عن غيرها
هو أن يكون الأخذ بحكم هذه المسائل يعود بالنقض على المسائل الأخرى أو على أصولها لانطلاق الكل من أصل واحد أو قاعدة واحدة
أما إذا لم يعد بالنقض صح الترجيح وكانت المسألة منقطعة وانبنى عليه صحة العمل ولا تلفيق حينئذ
ومعلوم أن فروع كتاب الطهارة لا تنطلق من أصل واحد بل من أصول ولا من قاعدة واحدة بل من قواعد ولا من ضابط واحد بل من ضوابط وكذا باقي الكتب
فمتى كان المصير لحكم مسألة مخالفا لنظائرها يلزم منه التناقض لم يصح وإلا صح
ومن هنا تأت أهمية معرفة فقه الجمع والفرق والأشباه والنظائر والتسلسل في الفروع
ويعلم قاصري النظر أن كتب الحديث وشروحها لا تغني عن كتب الفقه وأصولها في الوقوف على حقيقة الفقه والله أعلم
استاذنا الكريم الشيخ امجد:
السلام عليكم, جزاك الله خيرا على ما تفضلت به من درر الكلام النقطة الاولى صارت واضحة وسأكون لك شاكرا لو وضحت لنا النقطة الثانية بمثال.تحياتي لك أخي الكريم
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[29 - Jun-2009, مساء 09:32]ـ
القول الأول: النوم الطويل لا ينقض الوضوء إذا نام جالساً.
القول الثاني: النوم لا ينقض الوضوء إذا غفا وهو مضجع نومة خفيفة.
الراجح عند الملفقين: النوم الطويل لا ينقض الوضوء ولو كان مضجعاً جمعاً بين الأقوال!!!!!
الجالس يبعد عنه خروج الريح، وكذا من نام نومة خفيفة، أما الذي يضطجع وينااااااام فعلى الدنيا السلام!
هذا هو التلفيق الذي يخرب علينا المسائل ويحول الحلال حراماً!
ـ[فجر الاسلام]ــــــــ[13 - Jul-2009, صباحاً 04:37]ـ
ما زلت ارى المسألة غامضة
ـ[هشام فاروق]ــــــــ[13 - Jul-2009, مساء 09:57]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...
إذا كان حال الشخص كما ذكرت أخي الكريم: أي أن يكون يملك نوع إلمام بأحكام المذاهب، وأهلية للنظر والاستدلال لكونه منْ طلبة العلم المتبصِّرين الذين حصَّلوا من علوم الدليل وعلوم اللغة ما يجعلهم يستطيعون به الوقوف على الأدلة في المسألة والترجيحَ بينها فيه فإنه وفقا لرأي الجمهور يستطيع أن يجتهد في المسائل التي يعرف دليلها ويفتي بها و يرجح بين الآراء ... حتى ولو كان في مسائل أخرى لا يعرف دليلها مجرد مقلد ...
و ليس في هذا الأمر أي تلفيق أو تتبع للرخص تحللا من الأحكام الشرعية ...
فكما قلت: نص الجمهور على أن من علم دليل مسألة جاز له الترجيح بين الآراء و الاجتهاد فيها و الإفتاء بها ... حتى لو كان مقلدا في المسائل الأخرى التي لا يعرف دليلها ...
هذه المسألة يطلق عليها في الفقه: تجزئة الاجتهاد ... و جمهور الفقهاء على جواز ذلك ...
و هذه بعض أقوالهم:
1 - ابن حزم رحمه الله، بعدما ذكر العلوم اللازمة للمفتي المجتهد قال:
(فحدّ الفقه هو المعرفة بأحكام الشريعة من القرآن، ومن كلام المرسل بها، الذي لاتؤخذ إلا عنه، وتفسير هذا الحد كما ذكرنا المعرفة بأحكام القرآن وناسخها ومنسوخها، والمعرفة بأحكام كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ناسخه ومنسوخه، وماصح نقله مما لم يصح، ومعرفة ماأجمع العلماء عليه، ومااختلفوا فيه، وكيف يرد الاختلاف إلى القرآن وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم، فهذا تفسير العلم بأحكام الشريعة.
وكل من علم مسألة واحدة من دينه على الرتبة التي ذكرنا جاز له أن يفتي بها، وليس جهله بما جَهِل بمانع من أن يفتي بما علم، ولا علمه بما عَلِم بمبيح له أن يفتي فيما جهل، وليس أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا وقد غاب عنه من العلم كثير هو موجود عند غيره، فلو لم يُفْتِ إلا من أحاط بجميع العلم لما حل لأحد من الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفتي أصلا، وهذا لايقوله مسلم، وهو إبطال للدين، وكفر من قائله. وفي بعثة النبي صلى الله عليه وسلم الأمراء إلى البلاد ليعلموا الناس القرآن وحكم الدين ولم يكن أحد منهم يستوعب جميع ذلك، لأنه قد كان تنزل بعدهم الآيات والأحكام: بيان
(يُتْبَعُ)
(/)
صحيح بأن العلماء وإنْ فاتهم كثير من العلم فإن لهم أن يفتوا ويقضوا بما عرفوا.
وفي هذا الباب أيضا بيان جلي على أن من علم شيئا من الدين علماً صحيحاً فله أن يفتي به، وعليه أن يطلب علم ماجهل مما سوى ذلك. ومن علم أن في المسألة التي نزلت حديثا قد فاته، لم يحل له أن يفتي في ذلك حتى يقع على ذلك الحديث.) (الإحكام) جـ 5 صـ 127 ــ 128.
وقول ابن حزم (ولم يكن أحد منهم يستوعب جميع ذلك) يعنى الصحابة رضي الله عنهم، وقد بَوَّب البخاري رحمه الله لهذه المسألة في كتاب الاعتصام من صحيحه في باب (الحجة على من قال إن أحكام النبي صلى الله عليه وسلم كانت ظاهرة، وماكان يغيب بعضهم عن مشاهد النبي صلى الله عليه وسلم وأمور الإسلام) (فتح الباري) جـ 13/ 320، وأقام فيه البخاري الأدلة على أن بعض السُّنن كانت تخفى على بعض الصحابة ويعلمها غيرهم لتفاوت ماعندهم من العلم، وكانوا ــ مع ذلك ــ يُفتون فيما علموه، وهذه حجة لمن أجاز تجزئة الاجتهاد وجواز الإفتاء معه، كما احتج بذلك ابن حزم رحمه الله.
2 - أبو حامد الغزالي رحمه الله - بعدما ذكر علوم المجتهد - قال: دقيقة في التخفيف يغفل عنها الأكثرون)
اجتماع هذه العلوم الثمانية إنما يشترط في حق المجتهد المطلق الذي يفتي في جميع الشرع، وليس الاجتهاد عندي منصباً لايتجزأ، بل يجوز أن يقال للعالم بمنصب الاجتهاد في بعض الأحكام دون بعض، فمن عرف طريق النظر القياسي فله أن يفتي في مسألة قياسية وإن لم يكن ماهراً في علم الحديث، فمن ينظر في مسألة المشتركة يكفيه أن يكون فقيه النفس عارفا بأصول الفرائض ومعانيها وإن لم يكن قد حصل الأخبار التي وردت في مسئلة تحريم المسكرات أو في مسئلة النكاح بلا ولي فلا استمداد لنظر هذه المسئلة منها ولاتعلق لتلك الأحاديث بها فمن أين تصير الغفلة عنها أو القصور عن معرفتها نقصاً؟، ومن عرف أحاديث قتل المسلم بالذمي وطريق التصرف فيه فما يضره قصوره عن علم النحو الذي يعرِّف قوله تعالى «وامسحوا برؤسكم وأرجلكم إلى الكعبين» وقس عليه ما في معناه، وليس من شرط المفتي أن يجيب عن كل مسئلة فقد سُئل مالك رحمه الله عن أربعين مسئلة فقال في ستة وثلاثين منها لا أدري، وكم توقف الشافعي رحمه الله بل الصحابة في المسائل فإذاً لايشترط إلا أن يكون على بصيرة فيما يفتي، فيفتي فيما يدري ويدري أنه يدري، ويميز بين مالا يدري وبين ما يدري، فيتوقف فيما لايدري ويفتي فيما يدري) (المستصفى) جـ 2 صـ 353 ــ 354.
3 - ابن الصلاح رحمه الله - بعد ماذكر علوم المجتهد المستقل -قال: (إنما يُشترط اجتماع العلوم المذكورة في المفتي المطلق في جميع أبواب الشرع، أما المفتي في باب خاصٍ من العلم، نحو علم المناسك، أو علم الفرائض، أو غيرهما. فلا يشترط فيه جميع ذلك، ومن الجائز أن ينال الإنسان منصب الفتوى والاجتهاد في بعض الأبواب دون بعض، فمن عرف القياس وطرقه وليس عالماً بالحديث فله أن يفتي في مسائل قياسية يعلم أنه لاتعلق لها بالحديث. ومن عرف أصول المواريث وأحكامها جاز أن يفتي فيها، وإن لم يكن عالماً بأحاديث النكاح، ولا عارفاً بما يجوز له الفتوى في غير ذلك من أبواب الفقه. قطع بجواز هذا الغزالي، وابن بَرهان، وغيرهما. ومنهم من منع من ذلك مُطلقاً. وأجازه أبو نصر بن الصَّبَّاغ، غير أنه خصصه بباب المواريث. قال: لأن الفرائض لا تنبني على غيرها من الأحكام، فأما ماعداها من الأحكام فبعضه مرتبط ببعض.
والأصحُّ أن ذلك لايختص بباب المواريث، والله أعلم.)
(أدب المفتي) صـ 89 ــ 91.
وابن بَرهَان هو أبو الفتح أحمد بن علي بن بَرْهان الأصولي فقيه شافعي، ت 518. وابن الصبّاغ هو أبو نصر عبدالسيد بن محمد بن عبدالواحد بن الصَّبَّاغ، من كبار أئمة الشافعية، ت 477 هـ.
4 - ابن تيمية رحمه الله قال: (والاجتهاد ليس هو أمراً واحداً لايقبل التجزي والانقسام، بل قد يكون الرجل مجتهداً في فن أو باب أو مسألة دون فن وباب ومسألة، وكل أحد فاجتهاده بحسب وسعه) (مجموع الفتاوي) جـ 20 صـ 212.
إلا أن ابن تيمية أشار إلى أن هذا لا يتأتي إلا لمن حَصَّل العلوم اللازمة للاجتهاد،
(يُتْبَعُ)
(/)
فقال: (وكذلك العامي إذا أمكنه الاجتهاد في بعض المسائل جاز له الاجتهاد فإن الاجتهاد منصب يقبل التجزي والانقسام، فالعبرة بالقدرة والعجز، وقد يكون الرجل قادراً في بعض عاجزاً في بعض، لكن القدرة على الاجتهاد لاتكون إلا بحصول علوم تفيد معرفة المطلوب، فأما مسألة واحدة من فن فيبعد الاجتهاد فيها، والله سبحانه أعلم.) (مجموع الفتاوي) جـ 20 صـ 204.
5 ــ ابن القيم رحمه الله قال: (الاجتهاد حالة تقبل التجزُّؤ والانقسام، فيكون الرجل مجتهداً في نوع من العلم مقلدا في غيره، أو في باب من أبوابه. كمن استفرع وُسعه في نوع العلم بالفرائض وأدلتها واستنباطها من الكتاب والسنة دون غيرها من العلوم، أو في باب الجهاد أو الحج، أو غير ذلك، فهذا ليس له الفَتْوى فيما لم يجتهد فيه، ولاتكون معرفته بما اجتهد فيه مُسَوغة له الإفتاء بمالا يعلم في غيره، وهل له أن يفتي في النوع الذي اجتهد فيه؟ فيه ثلاثة أوجه: أصحها الجواز، بل هو الصواب المقطوع به. والثاني: المنع. والثالث: الجواز في الفرائض دون غيرها.
فحجة الجواز أنه قد عرف الحق بدليله، وقد بذل جهده في معرفة الصواب، فحكمه في ذلك حكم المجتهد المطلق في سائر الأنواع.
وحجة المنع تعلق أبواب الشرع وأحكامه بعضها ببعض، فالجهل ببعضها مظنة للتقصير في الباب والنوع الذي قد عرفه، ولايخفى الارتباط بين كتاب النكاح والطلاق والعدَّة وكتاب الفرائض، وكذلك الارتباط بين كتاب الجهاد ومايتعلق به، وكتاب الحدود والأقضية والأحكام، وكذلك عامة أبواب الفقه.
ومن فرق بين الفرائض وغيرها رأي انقطاع أحكام قسمة المواريث ومعرفة الفروض ومعرفة مستحقها عن كتاب البيوع والإجارات والرهون والنِّضَال وغيرها، وعدم تعلقاتها، وأيضاً فإن عامة أحكام المواريث قَطْعية، وهى منصوص عليها في الكتاب والسنة.
فإن قيل: فما تقولون فيمن بذل جهده في معرفة مسألة أو مسألتين، هل له أن يفتي بهما؟
قيل: نعم يجوز في أصح القولين، وهما وجهان لأصحاب الإمام أحمد، وهل هذا إلا من التبليغ عن الله وعن رسوله، وجزي الله من أعان الإسلام ولو بشطر كلمة خيراً، ومَنْعُ هذا من الإفتاء بما عَلِم خطَأ محض، وبالله التوفيق.) (اعلام الموقعين) جـ 4 صـ 216 ــ 217.
6 - ونقل السيوطي عن شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني قوله (المُوَلّي في واقعة معينة يكفيه أن يعرف الحكم فيها بطريق الاجتهاد المعلَّق بتلك الواقعة، بناء على أن الاجتهاد يتجزأ وهو الأرجح) أهـ. ثم قال السيوطي (وكذا كل من ولاّه الإمام في جزئية معينة لايشترط فيه إلا الاجتهاد المتعلق بتلك الجزئية فقط، هذا مجموع كلام العلماء في ذلك) (الرد على من أخلد إلى الأرض) صـ 88 و 96.
7 - الشوكاني رحمه الله، بعدما عرض أقوال من أجاز تجزئة الاجتهاد وهم الأكثر، ومن منع منه، قال كلاما قريبا من كلام ابن تيمية وهو إنه وإن جاز تجزئة الاجتهاد إلا أنه لابد لمن يجتهد في مسألة من أن يستوفي العلوم اللازمة للاجتهاد، فقال: (ولا فرق عند التحقيق في امتناع تجزي الاجتهاد فإنهم قد اتفقوا على أن المجتهد لايجوز له الحكم بالدليل حتى يحصل له غلبة الظن بحصول المقتضي وعدم المانع وإنما يحصل ذلك للمجتهد المطلق، وأما من ادعى الاحاطة بما يحتاج إليه في باب دون باب أو في مسألة دون مسألة فلا يحصل له شئ من غلبة الظن بذلك لأنه لايزال يجوز الغير ماقد بلغ إليه علمه فإن قال قد غلب ظنه بذلك فهو مجازف وتتضح مجازفته بالبحث معه) (ارشاد الفحول) صـ 237. فالشوكاني ذهب إلى أبعد مما قاله ابن تيمية، فأجاز تجزئة الاجتهاد في الصورة ونفاه في الحقيقة إذ قصره على المجتهد المطلق، وهذا خلاف المقصود الذي ذهب إلى جوازه أكثر العلماء، والله أعلم ...
أرجو أن تكون المسألة قد اتضحت و الحمد لله ...
اللهم علمنا ما جهلنا وانفعنا بما علمتنا و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ...
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[13 - Jul-2009, مساء 11:28]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الكرام في هذا المنتدى الطيب المبارك:
(يُتْبَعُ)
(/)
هناك مسألة أود طرحها للنقاش وإبداء الرأي الشرعي الراجح حولها لأنها شكلت عندي التباسا في الفهم رغم كثرة قراءتي لكثير مما يتعلق بهذا الموضوع لكن هناك نقطة غامضة لم تتوضح عندي وأرجو منكم بيانها وتوضيحها لي ولكم الأجر والثواب من الله الكبير المتعال.
من المعلوم لدى الجميع أن علمائنا الأجلاء عرّفوا التلفيق بأنه هو الإتيان بكيفية لا يقول بها كلُّ إمام إذا عُرض عليه الوضعُ الحاصل أو ما في معناه، كمن توضأ ولم يمسح إلا بعض رأسه تقليداً للشافعي، ثم خرج منه دم وسال ولمس امرأتَه، فهذا الوضوء على الحالة التي صار إليها المتوضئ، لا تصح الصلاة به لأنه إذا عُرض ذلك على الإمام الشافعيَّ فلا يُقِرُّه بسبب لمس المرأة، وإذا عُرض على الإمام أبي حنيفة فلا يُجيزه بسبب خروج الدم. لكن إذا لم يكن القصد من التلفيق مجرّدَ العَبَث، ولم يكن القصد من وراء ذلك تتبُّع رُخَص المذاهب، واختيار أيسرها وأسهلها لديه بحيث يؤدِّي ذلك إلى التحلُّل من الأحكام الشرعية، بل لأنه لكونه يملك نوع إلمام بأحكام المذاهب، وأهلية للنظر والاستدلال كونه منْ طلبة العلم المتبصِّرين الذين حصَّلوا من علوم الدليل وعلوم الآلة ما يجعلهم يستطيعون به الوقوف على الأدلة في المسألة والترجيحَ بينها فيه، فإنه مثلا رغم كونه شافعي المذهب أخذ برأي الإمام ابو حنيفة في لمس المرأة لكون دليله في نظره أقوى لكنه بقي على رأي الأمام الشافعي في بقية مسائل الطهارة والصلاة؟؟ هل يجوز هذه الحالة أم لا ولماذا؟؟ لأن بعض العلماء يقولون أن المسألة التي يجوز له أن يترك الحكم الذي كان يقلده فيها الى حكم آخر يشترط فيها أن تكون مسألة منقطعة عن غيرها أما إن كانت متصلة مع بغيرها فإنه لا يجوز له تركها حتى يترك جميع المسائل المتصلة بها لأنها تعتبر كلها مسألة واحدة (مثل الطهارة والصلاة) فلا يصح على رأيهم هذا لمن يقلد الشافعي أن يقلد أبا حنيفة (وكما أسلفت أنه يتبع رأي أبي حنيفة لان دليله أقوى) في قوله أن لمس المرأة لا ينقض الوضوء و يظل يصلي على مذهب الشافعي حتى ولو كان يرى قوة أدلة أبي حنيفة.
ما صحة هذا الكلام شرعا؟؟ أرجو توضيحها لانها مشكلة تؤرقني منذ مدة ولم أجد لها حلا!!!!!!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته /
هذا هو صنيع كبار اتباع المذاهب وإنما يتبعون الأئمة في الأصول فقط أما المسائل فهم يأخذون ما دل عليه الدليل سواء وافق الشافعي أم خالفه مع كونه شافعي أما التلفيق وتتبع الرخص إنما هذا ممنوع في حق العامي وأيضا هذا فيه خلاف فإن بعض العلماء ذهب إلى الجواز ودعوى ابن حزم الإجماع على المنع غير صحيح.(/)
فوائد ودرر الخضير على عمدة الأحكام الشهير
ـ[الشرح الممتع]ــــــــ[25 - Jun-2009, صباحاً 07:40]ـ
السلام عليكم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد أما بعد,,
حديث ((إنما الأعمال بالنيات))
1/ وبه افتتح الإمام البخاري كتابه حتى أن بعضهم نص على أنه قبل الترجمة، قبل قوله: (باب بدء الوحي) ليكون الحديث كالخطبة للكتاب.
2/ ((إنما الأعمال)) و (أل) هذه جنسية، تشمل جميع الأعمال بما في ذلك أعمال القلوب، وعمل اللسان وهو القول، وعمل الجوارح.
3/ التسلسل في الماضي ممنوع ,مثاله النية لاتحاج إلى نية والتسلسل في المستقبل مسموح مثاله الشكر توفيقك لهذا الشكر نعمة يحتاج إلى شكر, الشكر الثاني والثالث نعم تحتاج إلى شكر.
4/ إيجاد الأعمال لله -عز وجل-، مما يتقرب به إلى الله -عز وجل-، لا تصح إلا بالنيات.
5/ العبادات ,لا تصح إلا بالنيات، العادات تصح من غير النية، لكنها إن وجدت بالنية تحولت هذه العادات إلى عبادات.
6/ البخاري حذف ((فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله)) لئلا يتوهم أنه -رحمه الله- يزكي عمله، وأن تأليفه هذا الكتاب لله ورسوله.
7/ الحذف من الحديث، يجوز بشرط: أن لا يتوقف فهم المذكور على المحذوف.
8/لا بد من تقدير متعلق يختلف به الشرط عن الجزاء ((فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله)) نية وقصداً ((فهجرته إلى الله ورسوله)) ثواباً وأجراً.
9 / طهارة التيمم لا بد فيها من النية عند الأئمة الأربعة.
10/ الوضوء عند أبي حنيفة لا يحتاج إلى نية؛ لأنه من باب الوسائل.
ـ[الشرح الممتع]ــــــــ[25 - Jun-2009, مساء 03:19]ـ
الحديث الثاني
وعن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ)).
1/ إذا وجد في النص أمر خارج عن العبادة يمكن أن يحال عليه نفي القبول صار نفي ثواب، إذا لم يكن في النص أمر خارج عن العبادة يمكن أن يحال عليه نفي القبول صار النفي للصحة.
مثال الأول // ((لا يقبل الله صلاة عبد آبق)) نفي ثواب
مثال الثاني // ((لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار)) نفي صحة
الخلاصة// إذا تضمنت العبادة نهياً يخرج عنها وعن شرطها صحت العبادة يعني مع الإثم وعدم ترتب الثواب، إذا عاد النهي إلى ذات العبادة أو إلى شرطها بطلت
2// رجل يصلي و ستر عورته بثوب حرير صلاته باطلة
رجل يصلي عليها عمامة حرير صلاة صحيحة مع الإثم.
3 / ((لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث)) نفي الصحة عاد لشرط وهو الوضوء.
4/ ((صلاة أحدكم)) صلاة مفرد، وهو مضاف يفيد العموم، أي شيء يمكن أن يسمى صلاة لا يصح إلا بطهارة.
5/ جمهور العلماء أن سجود التلاوة والشكر صلاة يطلب لها ما يطلب للصلاة.
6/ وذكر البخاري وغيره عن ابن عمر أنه كان يسجد على غير طهارة, اعتباراً منه أن هذه ليست بصلاة.
7 / الحدث هو الخارج وقول أنه عملية الإخراج وقول هو الوصف
والاخير هو الذي يمكن رفعه.
8/ ((لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ)) دل على أن الوضوء شرط لصحة الصلاة.
9/ ((حتى يتوضأ)) تدل على أنه لا يلزم الوضوء لكل صلاة.
ويتبع الحديث الثالث إن شاء الله ..
ـ[الشرح الممتع]ــــــــ[26 - Jun-2009, صباحاً 04:53]ـ
الحديث الثالث
((ويل للأعقاب من النار)).
1/ لا يجزئ غسل بعض العضو دون بعض، بل لا بد من استيعاب جميع العضو.
2/ والكعبان هما العظمان الناتئان في جانبي القدم، فيدخل في ذلك ظهر القدم وبطن القدم والعقب وما ارتفع حتى يغطي الكعبين.
3/ حديث الباب يردعلى من يقول: إن الكعبين هما العظمان الناتئان على ظهر القدم عند معقد الشراك.
4/ الذي يصلي بغير طهارة عند أبي حنيفة يكفر، لأنه مستهزئ.
5/ وغسل كل عضو ولو مرة واحدة مسبغاً الوضوء عمم جميع العضو بالماء كفى، النبي -عليه الصلاة والسلام- توضأ مرة مرة، إن توضأ مرتين مرتين فالنبي -عليه الصلاة والسلام- ثبت عنه أنه توضأ مرتين مرتين، وثبت عنه أيضاً أنه توضأ ثلاثاً ثلاثاً.
6/ لا يزيد على الثلاث ولا ينقص عن الواحدة.
ـ[الشرح الممتع]ــــــــ[27 - Jul-2009, صباحاً 05:37]ـ
للرفع,,
ـ[عاشق المجد]ــــــــ[27 - Jul-2009, مساء 12:50]ـ
جميل
تابع بارك الله فيك أخي الشرح الممتع
ـ[الشرح الممتع]ــــــــ[28 - Jul-2009, مساء 06:46]ـ
الحديث الرابع
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((إذا توضأ أحدكم فليجعل في أنفه ماء ثم لينتثر، ومن استجمر فليوتر، وإذا استيقظ أحدكم من نومه فليغسل يديه قبل أن يدخلهما في الإناء ثلاثاً، فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده؟)) وفي لفظ لمسلم: ((فليستنشق بمنخريه من الماء)) وفي لفظ: ((من توضأ فليستنشق)).
1/ عندنا ((إذا توضأ أحدكم)) إذا شرع في الوضوء.
2/ الاستنشاق: هو جذب الماء بالنفس إلى الأنف، جذب الماء إلى داخل الأنف بالنفس، والانتثار: إخراج الماء من الأنف بالنفس أيضاً.
3/ ((ومن استجمر فليوتر)) استجمر: استعمل الحجارة في إزالة أثر الخارج، استجمر، عندنا استنجاء واستجمار، الاستنجاء: قطع أثر الخارج بالماء، والاستجمار: بالحجارة.
4/ أقل ما يجزئ في الاستجمار ثلاثة, لكن إن احتاج إلى رابع، يزيد خامس ليقطعه على وتر، إن زاد خامس ولا أنقى فاحتاج إلى سادس يزيد سابع تحقيقاً للأمر.
5/ قوله: ((من نومه)) يشمل الليل والنهار، لكن باتت؟ المبيت لا يكون إلا بالليل، وبهذا قال أحمد: إنه لا يلزمه غسل يديه إلا إذا استيقظ من نوم الليل، والعلة في ذلك: ((فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده؟)).
6/ يجب عليه أن يغسل يديه تعبداً لله -عز وجل- امتثالاً لهذا الأمر، ولو لم نطلع على العلة، ما يلزم تكون نجسة.
7/ هذا الأمر ((فليستنشق)) ((فلينتثر)) ((فليجعل)) هذا اللام في المواضع كلها لام الأمر، والأصل في الأمر الوجوب، وعلى هذا الاستنشاق واجب، وسواء قلنا: إن الأنف داخل في مسمى الوجه لنقول: إن الاستنشاق داخل في المنصوص عليه: {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وجُوهَكم} [(6) سورة المائدة] والأنف من الوجه ومثله الفم، أو قلنا: إن هذا خارج وجاء النص بالزيادة على ما جاء في الآية فالاستنشاق واجب ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المتعلم]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 03:44]ـ
بارك الله فيك وفي الشيخ.
ـ[دامو]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 09:35]ـ
واصلوا بارك الله فيكم، شرح نفيس و جعل الله ذلك في ميزان حسناتكم و كذلك الشيخ
ـ[السليماني]ــــــــ[12 - Nov-2010, صباحاً 07:53]ـ
جزاك الله خيراً
وحفظ الله الشيخ عبد الكريم الخضير
ـ[برهان الدين اليماني]ــــــــ[16 - Nov-2010, مساء 03:49]ـ
قوله حفظه الله
3/ التسلسل في الماضي ممنوع ,مثاله النية لاتحاج إلى نية والتسلسل في المستقبل مسموح مثاله الشكر توفيقك لهذا الشكر نعمة يحتاج إلى شكر, الشكر الثاني والثالث نعم تحتاج إلى شكر.
ينبغي أن يعلم هنا أن المراد بالتسلسل هو في أفعال المخلوقين لا في أفعال الخالق
وبينهما بون شاسع وفرق كبير
ـ[دامو]ــــــــ[16 - Nov-2010, مساء 04:29]ـ
بارك الله فيكم(/)
الدعاء للاموات .. بر كريم .. قد نغفل عنه احيانا ..
ـ[جمانة انس]ــــــــ[25 - Jun-2009, مساء 02:35]ـ
من المتفق عليه ان الدعاء للميت ينفعه من فضل الله
فار جو تسليط الضوء على اهمية الدعاء للاموات
و ان لاننسى احبتنا و المسلمين عمو ما من دوام الدعاء لهم
مما يفيدهم رحمة و ثوابامن كرم الله
و يجعلنا على دوام التذكر للموت و الا ستعداد له
كما ارجو تسليط الضوء على الا شياء الا خرى المتفق على وصولها للاموات باذن الله
كالحج عنهم
------------------------------------
وبالنسبة لقراءة القران للاموات
فلا شك ان القران نزل هدى للمتقين
ومن فضل الله انه جعل تلا وته
حتى بدون فهم من قبل الاعاجم
لها ثواب عظيم
فخروجا من الخلاف في و صول ثواب التلاوة للاموات
يمكن لمن ير غب بذلك ان يتلو القران الكريم
ثم يدعو الله تعالى ان يتقبل التلاوة و ان يجعلها ثوابها في صحيفة فلان
و يسمي من احب ان تكون له التلاوة
و ذلك على سبيل الا مل بكرم الله ان يتقبل التلاوة
و ان يتقبل الدعاء
و هذا العمل يكون حكمه من المباحات من حيث هذه الكيفية
و عبادة من حيث تلاوة القران المشروع تلا وتها
و الدعاء للاموات المنصوص --وولد صالح يدعو له--
و الله اعلم(/)
مؤتمر نبي الرحمه صلى الله عليه وسلم.
ـ[عالمة المستقبل]ــــــــ[25 - Jun-2009, مساء 04:25]ـ
الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على من لانبي بعده، وآله وصحبه، أمابعد:
فتعتزم الجمعية العلمية السعودية للسنة وعلومها -بإذن الله- إقامة مؤتمر دولي، موضوعه: نبي الرحمة محمد r؛ لقيام دواعيه في هذه الحقبة الزمنية التي تعرض فيها رسول الله r وسنته إلى هجمة شرسة من بعض الحاقدين الغربيين، الذين حاولوا تصوير النبي r بأبشع صورة، وقابل ذلك المؤمنون، والمنصفون من غير المسلمين بالإنكار والاستهجان؛ لكونه اعتداء على مقام النبوة، ومخالفة صريحة لما هو متواتر عنه من سنته وسيرته، ولما جاءت به الكتب السابقة من إثبات نبوته وكريم شمائله، ووجوب الإيمان به، واتباعه.
وقد وقف المسلمون في أرجاء المعمورة تجاه هذا العدوان صفا واحدا، واجتهدوا في صده وبيان زيفه، ومخالفته للشرائع السماوية، والقوانين الدولية، ودعوا إلى توقيره r، وإنزاله منزلته التي أنزله الله إياها، في جهود مشكورة، ومساع حميدة، حققت ثمارا طيبة بفضل الله جل وعلا.
إلا أن المطلع على ذلك يجد أن كثيرا منها ليس إلا جهودا وقتية، أو ردة فعل طارئة، ذهبت بها الأيام، كما يجد كثيرا من هذه البرامج والنشاطات ليست مؤصلة تأصيلا علميا، يعالج المشكلة من أصلها، بل وجد في بعضها كثير من الأخطاء والتجاوزات الشرعية والتناقضات وإن كان قصد أهلها حسنا.
لأجل هذا استشعر القائمون على الجمعية ضرورة إيجاد نشاطات علمية تتصف بالتأصيل الشرعي، والمنطق المقنع؛ لمواجهة مثل هذه الهجمات، تجمع الجهود، وتكشف عن المنهجية الصحيحة في التعامل مع مثل هذا الحدث، وتبرز جانبا مهما من سيرته r، وهو (الرحمة) بشموليتها للزمان والمكان والدين والجنس، وللحياة كلها؛ مما يعزز انتماء المؤمن لدينه، ويكشف عنه الشبهات، ويساعد على دفع ما يوصف به دين الإسلام من العدوان والإرهاب، ويطلع الجماهير الغربية وخاصة المثقفين منهم على حقيقة دعوته عليه الصلاة والسلام المتضمنة لتصحيح المفاهيم حول النبي r ورسالته، بالحقائق العلمية، والأسلوب المناسب.
تاريخ الإنعقاد:
في المدة من 24 - 26/ 5 / 1431 هـ
الأهداف:
1) التعريف برسالة الإسلام، وما اشتملت عليه شريعته r من رحمة للعالمين.
2) التعريف بشخص النبي r وإبراز جوانب الرحمة في سيرته.
3) دراسة اتجاهات الرأي في الغرب حول الإسلام ورسالته ونبيه عليه الصلاة والسلام.
4) الدفاع عن جناب النبي r بالأسلوب الصحيح، المرتكز على الدليل الشرعي، والإقناع العقلي، والمثالية في سيرته.
5) تصحيح المفاهيم الخاطئة لدى العالم الغربي، والرد على الشبهات المثارة حول الرسول والإسلام.
6) تصحيح سلوك بعض المسلمين المخالف لهدي النبي r.
المحاور والموضوعات:
المحور الأول: معالم الرحمة في شخص النبي r وسيرته.
1 - الرحمة ودلائل النبوة.
2 - صفة النبي r في الكتب السابقة.
3 - معالم الرحمة في أخلاق النبي r.
4- معالم الرحمة في علاقة النبي r بمجتمعه.
5 - معالم الرحمة في علاقة النبي r بأسرته.
6 - معالم الرحمة في علاقة النبي r بالمخالفين.
المحور الثاني: معالم الرحمة في شريعة نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم.
1 - معالم الرحمة في الشعائر التعبدية.
2 - معالم الرحمة في الجهاد.
3 - معالم الرحمة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
4 - معالم الرحمة في الاقتصاد والمعاملات.
5 - معالم الرحمة في أحكام الأسرة.
6 - معالم الرحمة في الحدود والتعزيرات.
7 - معالم الرحمة في حقوق الإنسان.
8 - معالم الرحمة في حقوق المرأة.
9 - معالم الرحمة في حقوق المساكين واليتامى.
10 - معالم الرحمة في حقوق المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة.
11 - معالم الرحمة بالحيوان.
المحور الثالث: دراسة تقويمية لأراء الكتاب غير المسلمين في الإسلام ونبيه عليه الصلاة والسلام.
1 - دراسة تقويمية لموقفهم من الوحي.
2 - دراسة تقويمية لموقفهم من الحديث النبوي.
3 - دراسة تقويمية لموقفهم من نبي الرحمة.
4 - دراسة تقويمية لموقفهم من الإسلام.
5 - دراسة تقويمية لموقفهم من وصف الإسلام بالإرهاب.
المحور الرابع: حقوق النبي r بين الغلو والجفاء.
1 - حقوق الأنبياء علية الصلاة والسلام وصلة رسالته برسالات الأنبياء.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - الإيمان بالنبي r ويدخل في ذلك (نبوته، وعموم رسالته، وختم النبوة، وعصمته).
3 - محبة النبي r.
4- حقيقة إتباع النبي r.
المحور الخامس: وسائل الدفاع عن النبي r بين الغلو والجفاء.
1 - الضوابط الشرعية في الدفاع عن النبي r.
2- الدعوة إلى الله بالطريقة الشرعية.
3 - الحوار.
4 - الرد على الشبهات المثارة حول النبي r.
5- الدفاع عن النبي r بالبراهين الشرعية والعقلية، والتدليل بذلك على صدق نبوته ورسالته.
6 - تقويم المفاهيم الخاطئة في الدفاع عن النبي r.
7- تقويم الأعمال الخاطئة في الدفاع عن النبي r.
المحور السادس: جهود السلف وعلماء المسلمين في الدفاع عن النبي r.
1- جهود المتقدمين في الدفاع عن النبي r.
2- جهود المتأخرين في الدفاع عن النبي r.
3- جهود المعاصرين في الدفاع عن النبي r.
المحور السابع: دور الإعلام والتقنية الحديثة في إبراز معالم الرحمة في دين الإسلام وسيرة نبيه r .
1- دور الصحافة المقروءة.
2 - دور الإعلام المرئي والمسموع.
3 - دور الشبكات العالمية (الانترنت).
المحور الثامن: دور المؤسسات العلمية والدعوية والأفراد في إبراز معالم الرحمة في دين الإسلام وسيرة نبيه صلى الله عليه وسلم.
1 - دور المؤسسات الحكومية.
2 - دور المنظمات والمراكز والجمعيات الإسلامية.
3 - دور الأفراد من (ملوك، وقادة، ومفكرين، ورجال أعمال ... ).
الشروط والضوابط:
أ) اللغات المقبولة للبحوث هي: العربية، الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية، الأوردو، الصينية، اليابانية.
ب) يرسل الباحث ملخصاً (بإحدى لغات المؤتمر) بحيث لا يتجاوز (250 كلمة)، مع بيان بسيرته الذاتية مختصراً إلى (اللجنة العلمية).
ج) ترسل الملخصات بالبريد الإلكتروني أو البريد المعتاد وإذا أرسلت بالبريد المعتاد فيرفق معها ( CD) بالملخصات والسيرة الذاتية مكتوبين على برنامج ( MS WORD).
د) ترسل الملخصات في موعد أقصاه [1/ذو القعدة/1430هـ] الموافق [20/أكتوبر/2009م].
ذ) إذا قُبل الملخص فينبغي إرسال البحث كاملاً (بالمواصفات السابقة) على أن لا تزيد صفحات البحث عن (30 صفحة) وآخر موعد لاستقبال الأبحاث يوم [10/صفر/1431هـ] الموافق [25/يناير/2010م].
ر) يرفق بالبحث ملخص نهائي للبحث، وضمن فيه التوصيات المقترحة.
ز) تخضع أوراق العمل من حيث القبول لرأي اللجنة العلمية وآخر موعد لاستقبال أوراق العمل يوم [10/صفر/1431هـ] الموافق [25/يناير/2010م].
س) سوف يخصص لكل باحث (15 دقيقة) لإلقاء بحثه، كما سوف تنشر الأبحاث المقبولة في الإصدار الخاص بالمؤتمر.
ش) ترسل الأبحاث وأوراق العمل و الملخصات على عنوان الجمعية (البريد الإلكتروني أو البريد المعتاد) باسم [اللجنة العلمية للمؤتمر / د. عبد الله بن ناصر الشقاري].
ص) عناوين التواصل للمؤتمر:
1) البريد الإلكتروني [ rahmah@sunnah.org.sa].
2) عنوان البريد المعتاد:
الجمعية العلمية السعودية للسنة وعلومها
ص. ب. [46811] الرياض [115142]
ت: [2582749/ 009661] ف: [2582743/ 009661](/)
سأبدأ إن شاء الله فى دراسة فتح المجيد
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[25 - Jun-2009, مساء 05:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
بدأت فى قراءة (فتح المجيد) على شيخ فاضل،
فهل عندكم نصيحة لكيفية مذاكرة مسائل هذا الكتاب واستيعابها؟
جزاكم الله خيراً
ـ[جذيل]ــــــــ[25 - Jun-2009, مساء 06:20]ـ
لو قيدت المسائل المعاصرة التي ذكرها الشيخ عبدالرحمن بن حسن لازدادة الفائدة , ولو اردت ان تفرد موضوعا هنا لذلك لكان جيدا ..
وفقك الله
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[26 - Jun-2009, صباحاً 12:24]ـ
جزاك الله خيراً،
هل يحضرك مثال لتلك المسائل؟
ـ[أبو إسحاق إبراهيم]ــــــــ[27 - Jun-2009, صباحاً 12:43]ـ
وفقك الله ونفع بك ..
عليك بالطبعة التي حققها الدكتور وليد الفريان .. وتعليقات الشيخ ابن باز رحمه الله ..
واستعن بشرح صوتي ..
منها شرح للشيخ عبد الله الغنيمان حفظه الله - بمكتبة المسجد النبوي الصوتية -(/)
تساؤلات في البحث الشرعي
ـ[جمانة انس]ــــــــ[25 - Jun-2009, مساء 10:00]ـ
اطرح بعض الا سئلة --اذا سمح لي المجلس العلمي--لا لقاء الضوء عليها حيث شعرت وجود حاجة كبيرة لها في و اقع البا حثين
1 - ما اهمية الا خلاق في البحث العلمي (الايماني) و (الفقهي)
2 - ما اهمية الصدق و الضبط و الدقة في البحث العلمي (الا يماني) و (الفقهي)
و قد لا حظت ان كثير من الدر اسات-----و هذا رايي لكم قبوله او رده -----ينفر القار ىء منها
فلا تحقق فا ئدة بسبب عدم المصداقية في عر ض بعض جو انبها و المبالغة في تصوير بعض
الا خطاءو البعد عن المنهجية الى الذاتية
مما يسقط جهد البا حث و يعر ضه للمعصية بسبب الكذب و الا فتراء او الشتم و الاهواء
فقد تقد مت مختلف العلوم التقنيةو التجر يبية و اصبحت في و ضع متقدم جدا بمنهجية البحث السليمة
والتي من مفر داتها الدقة والضبط و الصدق و الا خلاق
افلا يجدر بنا و نحن نبحث قضا يا الا يمان و الفقه ان نتحلى بالاخلاق
افلا يجدر بنا ان نتحلى بالدقة و الضبط و الصدق في تحليل كل شيء دون مبالغات او كذب او تهو يل او عدو انية
فلن يتطور علم العقيدة والبحث الفقهي و لن تنال ا بحا ثنا القبول من الله تعالى و بالتالي
التا ثير بالناس و النجاح
الا بالاخلاق و بالصدق و بالدقة و بالضبط و بالا خلاص و التسامح و التر احم
عندها سيجعل الله تعالى في كلا منا نورا و تا ثيرا و سننجح بتو فيق الله تعالى
فالعقيدة و الفقه دين قبل ان يكونا بحثا علميا
مما يؤكد اهمية هذه المعاييرفي دراسة مسائلهما من باب اولى
احببت ان اذكر نفسي اولا بهذه المعاني
طالبة من البا حثين الكرام اثراء المو ضوع بنصا ئحهم و مد اخلا تهم ان راوا للمو ضوع اهمية و ضرورة
والله الفتاح و الهادي
ربنا اتنا من لد نك رحمة و هيء لنا من امرنا رشدا
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[25 - Jun-2009, مساء 10:20]ـ
أختي الفاضلة ..
حتى يستقيم طرحك السابق هذا، ومن ثم يكون مجديا فعالا، لابد أن نطبق قول الخليفة الراشد؛ الإمام علي بن أبي طالب:
(حدثوا الناس بما يعرفون أتحبون أن يكذب الله ورسوله)!
هديتي ووفقتي(/)
في حكم إطلاق لفظ الناموس على البعوض (فتوى للشيخ فركوس)
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[25 - Jun-2009, مساء 11:18]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
في حكم إطلاق لفظ «الناموس» على البعوض
فضيلة الشيخ د. محمد علي فركوس - حفظه الله -
السؤال:
جاء في الحديث الصحيح وصفُ جبريل - عليه السلام - بالناموس (1)، بينما يُطلق لفظ الناموس في منطقتنا على البعوض، فهل في مثل هذا الإطلاق محذور شرعي؟ أفيدونا جزاكم الله خيرًا.
الجواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:
فالمرادُ بالناموس لغةً هو صاحب سِرُّ الإنسان، ويطلق على الجاسوس؛ لأنه صاحب سرِّ الشرِّ، وإنما أراد في الحديث بالناموس الأكبر جبريل - عليه السلام -؛ لأنه صاحب سرِّ المَلِكِ - سبحانه -، فخصَّه اللهُ - تعالى - بالوحي والغيب اللَّذَين لا يطَّلع عليهما غيرُه. قال ابن دريد: «كُلُّ شيء سترتَ به شيئًا فهو ناموس له» (2)، ويُستعمل الناموس أيضًا في المكر والخداع والتلبيس؛ لأنَّه يسترها ويخفيها.
قلت: ولعلَّ إطلاق تسمية الناموس على مكمن البعوض وأماكن استتاره فيه أوَّلاً، ثمَّ استعيرت فيه.
والعلمُ عند الله - تعالى -، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.
الجزائر في: 8 ربيع الثاني 1427ه
الموافق ل: 5 ماي 2006م
1 - أخرجه البخاري في «بدء الوحي»: (3)، ومسلم في «الإيمان»: (422)، وأحمد: (26616)، من حديث عائشة - رضي الله عنها -.
2 - «مقاييس اللغة» لابن فارس: (5/ 481).
المصدر: http://ferkous.com/rep/Ba30.php (http://ferkous.com/rep/Ba30.php)
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[25 - Jun-2009, مساء 11:27]ـ
قال في اللسان:
النَّمَسُ، بالتحريك: فساد السَّمْن والغَالِية وكلِّ طِيبٍ ودُهْن إِذا تغير وفسد فساداً لَزِجاً.
ونَمِسَ الدهن، بالكسر، يَنْمَسُ نَمَساً، فهو نَمِسٌ: تغير وفسد، وكذلك كل شيء طيِّب تغير؛ قال بعض الأَغفال: وبِزُيَيْتٍ نَمِسٍ مُرَيْرِ ونَمَّسَ الشعرُ: أَصابه دهن فتوسخ.
والنَّمَسُ: ريح اللبَنِ والدَّسَم كالنَّسَم.
ويقال: نَمِسَ الوَدَكُ ونَسِمَ إِذا أَنْتَن، ونمَّسَ الأَقِطُ، فهو مُنَمِّسٌ إِذا أَنتن؛ قال الطرماح: مُنَمِّسُ ثِيرانِ الكَريصِ الضَّوائِن والكريص: الأَقِطُ.
والنِّمْسُ: سَبُع من أَخبث السُّبُع (* قوله «سبع» هكذا بالأصل مضبوطاً ولم نجده مجموعاً إلا على سباع وأَسبع كرجال وأَفلس.).
وقال ابن قتيبة: النِّمْسُ دُوَيْبَّةٌ تقتل الثُّعْبان يتخذها الناظر إِذا اشتد خوفه من الثعابين، لأَن هذه الدابة تتعرض للثعبان وتَتَضاءَلُ وتَسْتَدِقُّ حتى كأَنها قطعة حبل، فإِذا انطوى عليها الثُّعْبان زَفَرَتْ وأَخذت بنَفَسِها فانتفخ جوْفها فيتقطع الثعبان، وقد ينطوي عليها (* قوله «ينطوي عليها» كذا بالأَصل.
ولعل الضمير للثعبان وهو يقع على الذكر والأنثى.) النِّمْسُ فَظَعاً من شدة الزَّفْرَة؛ غيره: النِّمْس، بالكسر، دوَيْبَّة عريضة كأَنها قطعة قَدِيدٍ تكون بأَرض مصر تقتل الثعبان.
والنَّامُوس ما يُنَمِّسُ به الرجل من الاحْتِيالِ.
والنامُوسُ المَكْرُ والخِداع.
والتَّنْمِيسُ: التَّلْبيس.
والنامِسُ والنامُوس: دوَيْبَّة أَغْبَرُ كهيئة الذَّرَّة تلكع الناس.
والنامُوسُ قُتْرة الصائد التي يَكْمُن فيها للصيد؛ قال أَوس بن حجر: فَلاقَى عليها من صُباحٍ مُدَمِّراً لِنامُوسِه من الصَّفِيح سَقائِفُ. قال ابن سيده: وقد يهمز، قال: ولا أَدري ما وجه ذلك.
والنامُوسُ بيت الراهب.
ويقال للشَّرَكِ نامُوس لأَنه يُوارَى تحت الأَرض؛ وقال الراجز يصف الركاب يعني الإِبل: يَخْرُجْنَ من مُلْتَبِسٍ مُلَبَّسِ، تَنْمِيسَ نامُوسِ القَطا المُنَمَّسِ يقول: يخرجن من بلد مشتبه الأَعلام يشتبه على من يسلكه كما يشتبه على القطا أَمر الشَّرَكِ الذي ينصب له.
وفي حديث سعد: أَسَدٌ في نامُوسِه؛ الناموسُ: مَكْمَن الصياد فشبه به موضع الأَسد.
والنَّامُوس وِعاء العِلْم.
والنَّاموس جبريل، صلى اللَّه على نبينا محمد وعليه وسلم، وأَهل الكتاب يسمون جبريل، عليه السلام: الناموس.
وفي حديث المَبْعَث: أَن خديجة، رضوان اللَّه عليها، وصفت أَمر النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، لِوَرَقَة بن نَوْفَل وهو ابن عمها، وكان نصرانيّاً قد قرأَ الكتب، فقال: إِن كان ما تقولين حقّاً فإِنه ليَأْتِيه النامُوس الذي كان يأْتي موسى، عليه السلام، وفي رواية: إِنه ليأْتيه النَّاموس الأَكبر. أَبو عبيد: النامُوس صاحب سر الملِك أَو الرجل الذي يطلعه على سِرِّه وباطن أَمره ويخصه بما يستره عن غيره. ابن سيجه: نامُوسُ الرجل صاحبُ سِرِّه، وقد نَمَسَ يَنْمِسُ نَمْساً ونامَسَ صاحبَه مُنامَسَةً ونِماساً: سارَّه.
وقيل: النامُوسُ السِّرُّ، مثل به سيبويه وفسره السيرافي.
ونَمَسْتُ الرجلَ ونامَسْتُه إِذا سارَرْته؛ وقال الكميت: فأَبْلِغْ يَزِيد، إِنْ عَرَضْتَ، ومُنْذراً وعَمَّيْهِما، والمُسْتَسِرَّ المُنَامِسا ونَمَسْتُ السِّرَّ أَنْمِسُه نَمْساً: كَتَمْتُه.
والمُنَامِسُ: الداخل في الناموس، وقيل: النامُوس صاحب سِرّ الخير، والجاسُوسُ صاحب سِرّ الشر، وأَراد به وَرَقَةُ جبريلَ، عليه السلام، لأَن اللَّه تعالى خصه بالوحي والغيب اللذين لا يطَّلع عليهما غيره.
والنَّامُوسُ الكذَّاب.
والنَّاموس النمَّام وهو النمَّاس أَيضاً. قال ابن الأَعرابي: نَمَسَ بينهم وأَنْمَسَ أَرَّشَ بينهم وآكل بينهم؛ وأَنشد: وما كنتُ ذا نَيْرَبٍ فيهمُ، ولا مُنْمِساً بينهم أُنْمِلُ أَدِبُّ وذو النُّمْلَةِ المُدْغِلُ أُؤَرِّشُ بينهمُ دائباً، ولكِنَّنني رائبٌ صَدْعَهُمْ، رَقُوءٌ لِما بينَهُمْ مُسْمِلُ رَقُوءٌ: مُصْلِحٌ. رَقأْتُ بينهم، أَصلحت.
وانَّمَسَ في الشيء: دخل فيه.
وانَّمَسَ فلان انِّماساً: انْغَلَّ في سُتْرةٍ. الجوهري: انَّمَسَ الرجلُ، بتشديد النون، أَي استتر، وهو انْفَعَلَ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حسّان محمد الذّهبي]ــــــــ[07 - Nov-2009, مساء 10:40]ـ
بارك الله فيكم ... وحفظ الله الشيخ فركوس وأعانه في الدعوة إلى الله(/)
قاعدة اليقين لا يزول بالشك و الوضوء أو غسل اليدين بعد القيام من النوم؟
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[26 - Jun-2009, مساء 02:30]ـ
من يجمع لنا مذاهب العلماء في التوفيق بين قاعدة اليقين لا يزول بالشك و الوضوء أو غسل اليدين بعد القيام من النوم و نظرة المالكية لهذه القاعدة.
أقدم لكم نص القرافي في القاعدة من كتابه الفروق:
(الفرق السابع والتسعون بين قاعدة الشك في طريان الإحداث بعد الطهارة يعتبر عند مالك ( http://islamweb.org/newlibrary/showalam.php?ids=16867) رحمه الله تعالى وبين قاعدة الشك في طريان غيره من الأسباب والروافع للأسباب لا تعتبر)
اعلم أنه قد وقع في مذهب مالك ( http://islamweb.org/newlibrary/showalam.php?ids=16867) رحمه الله فتاوى ظاهرها التناقض وفي التحقيق لا تناقض بينها؛ لأن مالكا ( http://islamweb.org/newlibrary/showalam.php?ids=16867) قال إذا شك في الحدث بعد الطهارة يجب الوضوء فاعتبر الشك، وإن شك في الطهارة بعد الحدث فلا عبرة بالطهارة فألغي الشك، وإن شك هل طلق ثلاثا أو واحدة لزمه الثلاث فاعتبر الشك، وإن شك هل طلق أم لا لا شيء عليه فألغي الشك، وإن حلف يمينا وشك في عينها هل هي طلاق أو عتاق أو غيرهما لزمه جميع ما شك فيه فاعتبر الشك، وإن شك هل سها أم لا لا شيء عليه فألغي الشك، وإن شك هل صلى ثلاثا أم أربعا جعلها ثلاثا وصلى وسجد بعد السلام [ص: 164] لأجل الشك فاعتبر الشك، فوقعت هذه الفروع متناقضة كما ترى في الظاهر، وإذا حققت على القواعد لا يكون بينها تناقض بل القاعدة أن كل مشكوك فيه ملغى فكل سبب شككنا في طريانه لم نرتب عليه مسببه، وجعلنا ذلك السبب كالعدم المجزوم بعدمه فلا نرتب الحكم، وكل شرط شككنا في وجوده جعلناه كالمجزوم بعدمه فلا نرتب الحكم، وكل مانع شككنا في وجوده جعلناه ملغى كالمجزوم بعدمه فيترتب الحكم إن وجد سببه فهذه القاعدة مجمع عليها من حيث الجملة غير أنه قد تعذر الوفاء بها في الطهارات، وتعين إلغاؤها من وجه واختلفت العلماء رحمهم الله بأي وجه تلغى وإلا فهم مجمعون على اعتبارها فقال الشافعي ( http://islamweb.org/newlibrary/showalam.php?ids=13790) رضي الله عنه إذا شك في طريان الحدث جعلته كالمجزوم بعدمه.
والمجزوم بعدمه لا يجب معه الوضوء فلا يجب على هذا الشاك الوضوء، وقال مالك ( http://islamweb.org/newlibrary/showalam.php?ids=16867) رحمه الله براءة الذمة تفتقر إلى سبب مبرئ معلوم الوجود أو مظنون الوجود، والشك في طريان الحدث يوجب الشك في بقاء الطهارة، والشك في بقاء الطهارة يوجب الشك في الصلاة الواقعة هل هي سبب مبرئ أم لا فوجب أن تكون هذه الصلاة كالمجزوم بعدمها، والمجزوم بعدم الصلاة في حقه يجب عليه أن يصلي فيجب على هذا الشاك أن يصلي بطهارة مظنونة كما قال الشافعي ( http://islamweb.org/newlibrary/showalam.php?ids=13790) رضي الله عنه حرفا بحرف، وكلاهما يقول المشكوك فيه ملغى لكن ألغاه مالك ( http://islamweb.org/newlibrary/showalam.php?ids=16867) في السبب المبرئ وإلغاء الشافعي ( http://islamweb.org/newlibrary/showalam.php?ids=13790) في الحدث ومذهب مالك ( http://islamweb.org/newlibrary/showalam.php?ids=16867) أرجح من جهة أن الصلاة مقصد والطهارات وسائل، وطرح الشك تحقيقا للمقصد أولى من طرحه لتحقيق الوسائل فهذا هو الفرق بين الطهارات يشك فيها وبين غيرها إذا شك فيه، وأما إذا شك في الطهارة بعد الحدث فالمشكوك فيه ملغى على القاعدة فتجب عليه الطهارة، وإن شك هل طلق ثلاثا أو واحدة يلزمه الثلاث؛ لأن الرجعة شرطها العصمة، ونحن نشك في بقائها فيكون هذا الشرط ملغى على هذه [ص: 165] القاعدة.
وإن شك هل طلق أم لا لا شيء عليه؛ لأن المشكوك فيه ملغى على القاعدة وإذا شك في عين اليمين لزمه الجميع لأنا نشك إذا اقتصر على بعضها في السبب المبرئ فلعله غير ما وقع فوجب استيعابها حتى يعلم السبب المبرئ كما قلنا في الصلاة إذا شك في طريان الحدث على طهارتها، وإن شك هل سها أم لا فلا شيء عليه؛ لأن المشكوك فيه ملغى على القاعدة، وإن شك هل صلى ثلاثا أم أربعا سجد؛ لأن الشك نصبه صاحب الشرع سببا للسجود لا للزيادة، وقد تقدم بسط هذه المباحث في الفرق الرابع والأربعين بين الشك في السبب وبين السبب في الشك فليطالع من هناك، وإنما المقصود هاهنا الفرق بين الشك في الطهارات وبين الشك في غيرها، وقد أشرت إليه هاهنا وتكميله هناك.
ـ[البدراوي]ــــــــ[28 - Jun-2009, صباحاً 12:13]ـ
بارك الله فيك و شكرا على هذا الموضوع
موفق باذن الله
ـ[مصطفى المصرى]ــــــــ[01 - Jul-2009, مساء 05:11]ـ
المذاهب الأخرى:
غسل اليدين بعد القيام من النوم فرض (رواية عن أحمد)
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[01 - Jul-2009, مساء 05:46]ـ
بارك الله فيكم
لكن الذي أحببت أن أناقشة هو كون غسل اليدين يعني تقديم الشك على استيقان الطهارة عند النوم و القاعدة تقول أن الشك لا يرفع باليقين فإن استيقن أحدهم طهارة يده قبل النوم ثم إستيقظ فالذي يقتضيه النص أن الشك بوقوعها على نجاسة يرفع اليقين بطهارتها عند النوم و هذا يعارض القاعدة الأصولية أما عند المالكية فلا يوجد اشكال لتفريقهم بين الشك في الصلاة و خارجه فجعلوا الشك معتبرا اذا بنيت عليه الصلاة فأصبحت الصلاة هي المشكوكة فيها فقدم اليقين و بطلت هذه الصلاة لذلك أمروا بإعادة الوضوء.
أما غيرهم من المذاهب فكيف يوجهون هذه القاعدة؟
لمن عنده إضافات من الاخوة فليتكرم علينا بها و بارك الله فيكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حاتم الرازي]ــــــــ[02 - Jul-2009, صباحاً 05:56]ـ
فصل: حكم غمس اليدين؟ في الوعاء قبل غسلهما
فصل: فإن غمس يده في الإناء قبل غسلها فعلى قول من لم يوجب غسلها يؤثر غمسها شيئا ومن أوجبه قال: إن كان الماء كثيرا يدفع النجاسة عن نفسه لم يؤثر أيضا لأنه يدفع الخبث عن نفسه وإن كان يسيرا فقال أحمد: أعجب إلي أن يهريق الماء فيحتمل أن تجب إراقته وهو قول الحسن لأن النهي عن غمس اليد فيه يدل على تأثيره فيه وقد روى أبو حفص عمر بن المسلم الكعبري في الخبر زيادة عن النبي صلى الله عليه و سلم: [فإن أدخلها قبل الغسق أراق الماء] ويحتمل أن لا تزول طهوريته ولا تجب إراقته لأن طهورية الماء كانت ثابتة بيقين والغمس المحرم لا يقتضي إبطال طهورية الماء لأنه إن كان لوهم النجاسة فالوهم لا يزول به يقين الطهورية لأنه لم يزل يقين الطهارة فكذلك لا يزيل الطهورية فإننا لم نحكم بنجاسة اليد ولا الماء ولأن اليقين لا يزول بالشك فبالوهم أولى وإن كان تعبدا فنقتصر على مقتضى الأمر والنهي وهو جوب الغسل وتحريم الغمس ولا يعدى إلى غير ذلك ولا يصح قياسه على رفع ههنا بين أن ينوي أو لا ينوي وقال أبو الخطاب: إن غمس يده في الماء قبل غسلها فهل تبطل طهوريته؟ على روايتين. 141/ 1 المغني
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[02 - Jul-2009, صباحاً 11:03]ـ
بارك الله فيك أخي
لكن المراد ليس حكم غسل اليدين إنما قاعدة الشك لا يرفع اليقين، كيف توجه هذه القاعدة في حديث غسل اليدين عند الاستيقاظ.
و بارك الله في الجميع
ـ[أبو حاتم الرازي]ــــــــ[06 - Jul-2009, مساء 11:16]ـ
بارك الله فيك أخي
لكن المراد ليس حكم غسل اليدين إنما قاعدة الشك لا يرفع اليقين، كيف توجه هذه القاعدة في حديث غسل اليدين عند الاستيقاظ.
و بارك الله في الجميع
حياك الله أخي الكريم
لأن النهي عن غمس اليد فيه يدل على تأثيره فيه وقد روى أبو حفص عمر بن المسلم الكعبري في الخبر زيادة عن النبي صلى الله عليه و سلم: [فإن أدخلها قبل الغسق أراق الماء] ويحتمل أن لا تزول طهوريته ولا تجب إراقته لأن طهورية الماء كانت ثابتة بيقين والغمس المحرم لا يقتضي إبطال طهورية الماء لأنه إن كان لوهم النجاسة فالوهم لا يزول به يقين الطهورية لأنه لم يزل يقين الطهارة فكذلك لا يزيل الطهورية فإننا لم نحكم بنجاسة اليد ولا الماء ولأن اليقين لا يزول بالشك فبالوهم أولى وإن كان تعبدا فنقتصر على مقتضى الأمر والنهي وهو جوب الغسل وتحريم الغمس ولا يعدى إلى غير ذلك. 141/ 1 المغني
أرجوا أن تتأمل المنقول فإن القاعدة عمل بها في هذا النص ووجهوا الحديث الآخر وهو إن أحدكم لا يدري أين بانت يده إلى التعبد ... وأتمنى أن أكون قد أثريت الموضوع
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[06 - Jul-2009, مساء 11:27]ـ
لا يؤول الحديث بالقاعدة و إنما القاعدة من تخضع للحديث لذلك ما نقلته لا يستقيم ,و يظهر ذلك جليا في إلزام النائم بالوضوء فأين هو تطبيق القاعدة هنا؟ لذلك قلت أن ما نقلته لم يعطي تفسيرا للجمع بين هذه القاعدة و بين هذه النصوص و الله أعلم
ـ[أبو حاتم الرازي]ــــــــ[06 - Jul-2009, مساء 11:41]ـ
لا يؤول الحديث بالقاعدة و إنما القاعدة من تخضع للحديث لذلك ما نقلته لا يستقيم ,و يظهر ذلك جليا في إلزام النائم بالوضوء فأين هو تطبيق القاعدة هنا؟ لذلك قلت أن ما نقلته لم يعطي تفسيرا للجمع بين هذه القاعدة و بين هذه النصوص و الله أعلم
اليقين لا يزول بالشك قاعدة كلية من قواعد الشرع ودليلها ظاهر من الكتاب والسنة وليست هي قاعدة مخترعة فقد قال صلى الله عليه وسلم (إذا وجد أحدكم في بطنه شيئا فأشكل عليه أخرج منه شيء أم لا؟ فلا يخرجن من المسجد حتى يسمع صوتا أو يجد ريحاً)
وعلى هذه القاعدة مدار ثلاثة أرباع الفقه أو أكثر كما قال السيوطي (الأشباه والنظائر 50)
أما الجمع الذي لم تفهمه .. فهو أن العلة للتعبد في هذا الحكم وهو غسل اليد وليس بأن اليد نجسة!!
وموضع الأشكال عندك بارك الله فيك أنك جعلت اليد نجسة وبنيت عليه حكم وجوب الغسل وهم لم يحكموا بالنجاسة وإنما حكموا بوجوب الغسل وقالوا اليد باقية على طهارتها!!
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[06 - Jul-2009, مساء 11:53]ـ
من القائل ان القاعدة دليلها ظاهر و قد نقلت لك فوق قول المالكية في ذلك فهم يخالفون في كون القاعدة مطلقة، و الحديث يقول بخلافها، ما ذكرته ليس فيه دليل على هدة القاعدة بتاتا إنما هو من باب الخاص اريد به الخاص فمن اين لك ان الشك لا يزيل اليقين و النائم لا بد له أن يتوضأ؟ كل ما افهمه من الحديث الذي نقلته هو الشك في خروج الريح لا التعميم بالشك لا يرفع اليقين مطلقا و الدليل أنهم لم يتفقوا على ذلك فها هم المالكية يخالفون اذن أثبت ما أثبته الدليل و الأولى الجمع بالأدلة لا تحريف الحديث حسب قاعدة فقهية.
أما كون اليد بها نجاسة فهذا الحديث الذي ذكره لست انا الم يقل الحديث لا يدري اين باتت يده؟ ان لم تبت في نجاسة فأين باتت في رأيك؟ و من قال ان العلة تعبدية؟ و العلة منطوقة في الحديث و اين تركت وضوء النائم ام ان وضوءه ايضا لعلة تعبدية.
لا بد ان تدرس القاعدة في ضوء الحديث(/)
نقد قاعدة (لا إيثار في القرب)
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[26 - Jun-2009, مساء 05:01]ـ
قال ابن القيم رحمه الله
(وقول مَن قال من الفقهاء: لا يجوز الإيثار بالقُرَبِ، لا يصح. وقد آثرتْ عائشةُ عمرَ بن الخطاب بدفنه فى بيتها جوار النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسألها عمرُ ذلك، فلم تكره له السؤال، ولا لها البذلَ، وعلى هذا، فإذا سأل الرجل غيره أن يؤثره بمقامه فى الصف الأول، لم يُكره له السؤال، ولا لذلك البذل، ونظائره. ومَن تأمل سيرةَ الصحابة، وجدهم غيرَ كارهين لذلك، ولا ممتنعين منه، وهل هذا إلا كرمٌ وسخاء، وإيثارٌ على النفس بما هوأعظمُ محبوباتها تفريحاً لأخيه المسلم، وتعظيماً لقدره، وإجابة له إلى ما سأله، وترغيباً له فى الخير، وقد يكون ثواب كل واحد من هذه الخصال راجحاً على ثواب تلك القُرْبة، فيكون المؤثر بها ممن تاجر، فبذل قُرْبةً، وأخذ أضعافها، وعلى هذا فلا يمتنع أن يُؤثر صاحب الماءِ بمائه أن يتوضأ به ويتيمم هو إذا كان لا بُد مِن تيمم أحدهما، فآثر أخاه، وحاز فضيلة الإيثار، وفضيلة الطُّهر بالتراب، ولا يمنع هذا كتاب ولا سُنَّة، ولا مكارم أخلاق، وعلى هذا فإذا اشتد العطش بجماعة، وعاينوا التلف ومع بعضهم ماء، فآثر على نفسه، واستسلم للموت، كان ذلك جائزاً، ولم يقل: إنه قاتل لنفسه، ولا أنه فعل مُحَرَّماً، بل هذا غاية الجود والسخاء كما قال تعالى: {وَيُؤثِرُونَ عَلَى أنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [الحشر: 9]، وقد جرى هذا بعينه لجماعة من الصحابة فى فتوح الشام، وعُدَّ ذلك من مناقبهم وفضائلهم، وهل إهداء القُرَب المجمَع عليها والمتنازَع فيها إلى الميتِ إلا إيثارٌ بثوابها، وهو عَيْن الإيثار بالقُرَب، فأى فرق بين أن يُؤثره بفعلها ليحرز ثوابَها، وبين أن يعمل، ثم يؤثره بثوابها. وبالله التوفيق) (زاد المعاد في هدي خير العباد - (ج 3 / ص 506)
ـ[عمر بن يوسف]ــــــــ[26 - Jun-2009, مساء 07:16]ـ
(الإيثار في القرب مكروه وفي غيرها محبوب)
الذي اعرفه ان جماهير العلماء متفقون على هذه القاعدة
طيب سؤال
هل هناك من يوافق ابن القيم في نقده لهذه القاعدة؟؟
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[26 - Jun-2009, مساء 07:48]ـ
(الإيثار في القرب مكروه وفي غيرها محبوب)
الذي اعرفه ان جماهير العلماء متفقون على هذه القاعدة
طيب سؤال
هل هناك من يوافق ابن القيم في نقده لهذه القاعدة؟؟
جاء في (البحر الرائق شرح كنز الدقائق) (ج 3 / ص 419)
(فِي حَاشِيَتِهَا لِلسَّيِّدِ الْحَمَوِيِّ عَنْ الْمُضْمَرَاتِ نَقْلًا عَنْ النِّصَابِ وَإِنْ سَبَقَ أَحَدٌ بِالدُّخُولِ إلَى الْمَسْجِدِ مَكَانَهُ فِي الصَّفِّ الْأَوَّلِ فَدَخَلَ رَجُلٌ أَكْبَرُ مِنْهُ سِنًّا أَوْ أَهْلُ عِلْمٍ يَنْبَغِي أَنْ يَتَأَخَّرَ وَيُقَدِّمَهُ تَعْظِيمًا لَهُ ا هـ.
قَالَ فَهَذَا مُفِيدٌ لِجَوَازِ الْإِيثَارِ فِي الْقُرْبِ عَمَلًا بِعُمُومِ قَوْله تَعَالَى {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} إلَّا إذَا قَامَ دَلِيلُ تَخْصِيصٍ)
ـ[عمر بن يوسف]ــــــــ[26 - Jun-2009, مساء 08:00]ـ
جاء في (البحر الرائق شرح كنز الدقائق) (ج 3 / ص 419)
(فِي حَاشِيَتِهَا لِلسَّيِّدِ الْحَمَوِيِّ عَنْ الْمُضْمَرَاتِ نَقْلًا عَنْ النِّصَابِ وَإِنْ سَبَقَ أَحَدٌ بِالدُّخُولِ إلَى الْمَسْجِدِ مَكَانَهُ فِي الصَّفِّ الْأَوَّلِ فَدَخَلَ رَجُلٌ أَكْبَرُ مِنْهُ سِنًّا أَوْ أَهْلُ عِلْمٍ يَنْبَغِي أَنْ يَتَأَخَّرَ وَيُقَدِّمَهُ تَعْظِيمًا لَهُ ا هـ.
قَالَ فَهَذَا مُفِيدٌ لِجَوَازِ الْإِيثَارِ فِي الْقُرْبِ عَمَلًا بِعُمُومِ قَوْله تَعَالَى {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} إلَّا إذَا قَامَ دَلِيلُ تَخْصِيصٍ)
بارك الله فيك أخي
لكن الغرض من العبادات التعظيم والإجلال فمن آثر به فقد ترك إجلال الإله وتعظيمه
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[26 - Jun-2009, مساء 08:01]ـ
للفائدة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=93031
http://ahlalhdeeth.com/~ahl/vb/showthread.php?t=123289 (http://ahlalhdeeth.com/%7Eahl/vb/showthread.php?t=123289)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=29856
ـ[عمر بن يوسف]ــــــــ[26 - Jun-2009, مساء 08:05]ـ
للفائدة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=93031
http://ahlalhdeeth.com/~ahl/vb/showthread.php?t=123289 (http://ahlalhdeeth.com/%7Eahl/vb/showthread.php?t=123289)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=29856
جزاك الله خير
ـ[أبو الخطاب السنحاني]ــــــــ[27 - Jun-2009, مساء 10:20]ـ
جزاكم الله خيراً(/)
البدعة بين النصيحة والخدعة (الحلقة الثالثة)
ـ[الصيعاني]ــــــــ[26 - Jun-2009, مساء 06:45]ـ
المثال الخامس: الاحتفال بالمولد النبوي:
أيضا بطريقة تبجحية استنكارية استخفافية بالمخالف عرض الأستاذ ما وقف عليه من أقوال وهو لا يقف إلا على ما يخدم قوله.
ولم يكتف بهذا حتى ادعى تلقي الأمة بالقبول للمولد وهذا محض تقول، وهو والله من أظهر الأدلة على أن الأستاذ يلقي الكلام دون مبالاة ولا مراعاة لصحة الكلام من عدمه
وإليك الأقوال التي أعرض عنها الأستاذ في المولد وادعى خلافها بتلقي الأمة بالقبول.
فممن أنكر الاحتفال بهذه المناسبة (الذي هو محدث باتفاق):
الإمام الشاطبي في " الاعتصام "، وابن الحاج في " المدخل "، والشيخ تاج الدين علي بن عمر اللخمي وألّف في إنكاره كتاباً مستقلاً، والعلامة أبو عبد الله الحفار المالكي شيخ الإسلام ابن تيمية في " اقتضاء الصراط المستقيم "، والشيخ محمد بشير السهسواني الهندي في كتابه " صيانة الإنسان "، والسيد محمد رشيد رضا ألف فيه رسالة مستقلة، والشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ألف فيه رسالة مستقلة.
قال العلامة ابن الحاج في " المدخل ":
(فإن خلا ـ أي المولد ـ منه ـ أي من السماع وتوابعه ـ وعمل طعاما فقط، ونوى به المولد ودعا إليه الإخوان، وسلم من كل ما تقدم ذكره فهو بدعة بنفس نيته فقط، إذ إن ذلك زيادة في الدين ليس من عمل السلف الماضين، وإتباع السلف أولى، بل أوجب من أن يزيد نية مخالفة لما كانوا عليه، لأنهم أشد الناس اتباعاً لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعظيما له ولسنته صلى الله عليه وسلم، ولهم قدم السبق في المبادرة إلى ذلك، ولم ينقل عن أحد منهم أنه نوى المولد، ونحن لهم تبع، فيسعنا ما وسعهم، وقد علم ان إتباعهم في المصادر والموارد، كما قال الشيخ أبو طالب المكي ـ رحمه الله ـ في كتابه.
وقد جاء في الخبر: (لا تقوم الساعة حتى يصير المعروف منكراً والمنكر معروفاً)، وقد وقع ما قاله عليه الصلاة والسلام بسبب ما تقدم ذكره وما يأتي بعد؛ لأنهم يعتقدون أنهم في طاعة، ومن لا يعمل عملهم يرون أنه مقصر، فإنا لله وإنا إليه راجعون) ا. هـ
ويرى ابن الحاج في " المدخل ": أن نية المولد بدعة، ولو كان الاشتغال في ذلك اليوم بصحيح البخاري، وعبارته:
" وبعضهم ـ أي المشتغلين بعمل المولد ـ يتورع عن هذا ـ أي سماع الغناء وتوابعه ـ بقراءة البخاري وغيره عوضاً عن ذلك، هذا وإن كانت قراءة الحديث في نفسها من أكبر القرب والعبادات وفيها البركة العظيمة والخير الكثير، لكن إذا فعل ذلك بشرطه اللائق به على الوجه الشرعي لا بنية المولد، ألا ترى أن الصلاة من أعظم القرب إلى الله تعالى، ومع ذلك فلو فعلها إنسان في غير الوقت المشروع لها لكان مذموماً مخالفاً، فإذا كانت الصلاة بهذه المثابة فما بالك بغيرها ".
وقال الإمام الشاطبي رحمه الله ممثلا لبعض البدع:
" وجعل الثاني عشر من ربيع الأول ملحقا بأيام الأعياد لأنه عليه السلام ولد فيه وكمن عد السماع والغناء مما يتقرب به إلى الله بناء على أنه يجلب الأحوال السنية أو رغب في الدعاء بهئية الاجتماع في أدبار الصلوات دائما بناء على ما جاء في ذلك حالة الواحدة أو زاد في الشريعة أحاديث مكذوبة لينصر في زعمه سنة محمد صلى الله عليه و سلم "
وقد أنكره في غير موطن من كتابه
وقال العلامة تاج الدين عمر بن علي اللخمي الإسكندراني المشهور بـ: (الفاكهاني) في رسالته في المولد المسماة بـ " المورد في عمل المولد ":
(لا أعلم لهذا المولد أصلا في كتاب ولا سنة، ولا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة، الذين هم القدوة في الدين، المتمسكون بآثار المتقدمين، بل هو بِدعة أحدثها البطالون، وشهوة نفسٍ اغتنى بها الأكالون، بدليل أنَّا إذا أدرنا عليه الأحكام الخمسة قلنا: إما أن يكون واجباً، أو مندوباً، أو مباحاً، أو مكروهاً، أو محرماً.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو ليس بواجب إجماعاً، ولا مندوباً؛ لأن حقيقة الندب: ما طلبه الشرع من غير ذم على تركه، وهذا لم يأذن فيه الشرع، ولا فعله الصحابة، ولا التابعون ولا العلماء المتدينون ـ فيما علمت ـ وهذا جوابي عنه بين يدي الله إن عنه سئلت. ولا جائز أن يكون مباحاً؛ لأن الابتداع في الدين ليس مباحاً بإجماع المسلمين.
فلم يبق إلا أن يكون مكروهاً، أو حراماً).
ومن علماء المالكيَّة الإمام العلامة الأستاذ أبو عبد الله الحفَّار المالكي، وله في ذلك جواب حافل نقله الونشريسي في المعيار المعرب، نختصر منه ما يلي، قال رحمه الله:
"ليلة المولد لم يكن السلف الصالح يجتمعون فيها للعبادة، ولا يفعلون فيها زيادةً على سائر ليالي السنة، والخير كلُّه في اتِّباع من سلف، فالاجتماع في تلك الليلة ليس بمطلوب شرعًا، بل يؤمر بتركه ... "
كما في المعيار المعرب و الجامع المغرب لفتاوى علماء إفريقية و الأندلس و المغرب (7/ 99).
وقال شيخ الإسلام في الفتاوى:
"وأما إتخاذ موسم غير المواسم الشرعية كبعض ليالي شهر ربيع الاول التى يقال انها ليلة المولد او بعض ليالي رجب أو ثامن عشر ذي الحجة او اول جمعة من رجب او ثامن شوال الذي يسميه الجهال عيد الابرار فإنها من البدع التى لم يستحبها السلف ولم يفعلوها والله سبحانه وتعالى أعلم " ا. هـ
وقال في الفتاوى أيضا:
" وهكذا القول فى ليلة المولد وغيرها والبدع المكروهة ما لم تكن مستحبة فى الشريعة وهى أن يشرع ما لم يأذن به الله فمن جعل شيئا دينا وقربة بلا شرع من الله فهو مبتدع ضال وهو الذى عناه النبى بقوله كل بدعة ضلالة فالبدعة ضد الشرعة والشرعة ما أمر الله به ورسوله أمر ايجاب أو أمر استحباب "
وقال شيخ الإسلام في الاقتضاء
" إذ الأعياد شريعة من الشرائع، فيجب فيها الاتباع، لا الابتداع.
وللنبي صلى الله عليه وسلم خطب وعهود ووقائع في أيام متعددة: مثل يوم بدر، وحنين، والخندق، وفتح مكة، ووقت هجرته، ودخوله المدينة، وخطب له متعددة يذكر فيها قواعد الدين. ثم لم يوجب ذلك أن يتخذ أمثال تلك الأيام أعيادًا. وإنما يفعل مثل هذا النصارى الذين يتخذون أمثال أيام حوادث عيسى عليه السلام أعيادًا، أو اليهود، وإنما العيد شريعة، فما شرعه الله اتبع. وإلا لم يحدث في الدين ما ليس منه. وكذلك ما يحدثه بعض الناس، إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام، وإما محبة للنبي صلى الله عليه وسلم، وتعظيمًا. والله قد يثيبهم (1) على هذه المحبة والاجتهاد، لا على البدع- من اتخاذ مولد النبي صلى الله عليه وسلم عيدًا. مع اختلاف الناس في مولده. فإن هذا لم يفعله السلف، مع قيام المقتضي له وعدم المانع منه لو كان خيرًا. ولو كان هذا خيرًا محضا، أو راجحًا لكان السلف رضي الله عنهم أحق به منا، فإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيمًا له منا، وهم على الخير أحرص. وإنما كمال محبته وتعظيمه في متابعته وطاعته واتباع أمره، وإحياء سنته باطنًا وظاهرًا، ونشر ما بعث به، والجهاد على ذلك بالقلب واليد واللسان. فإن هذه طريقة السابقين الأولين، من المهاجرين والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسان " ا. هـ
وقال العلامة محمد عبد السلام خضر الشقيري في كتابه السنن والمبتدعات:
" في شهر ربيع الأول وبدعة المولد فيه: لا يختص هذا الشهر بصلاة ولا ذكر ولا عبادة ولا نفقة ولا صدقة، ولا هو موسم من مواسم الإسلام كالجمع والأعياد التي رسمها لنا الشارع - صلوات الله وتسليماته عليه، وعلى سائر إخوانه من الأنبياء والمرسلين -، ففي هذا الشهر ولِد صلى الله عليه وسلم، وفيه تُوفي، فلماذا يفرحون بميلاده ولا يحزنون لوفاته؟! فاتخاذ مولده موسماً، والاحتفال به بدعة منكرة، وضلالة لم يرد بها شرع ولا عقل، ولو كان في هذا خير فكيف يغفل عنه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي - رضوان الله عليهم -، وسائر الصحابة والتابعين وتابعيهم، والأئمة وأتباعهم؟ " ا. هـ
ومن علماء المالكية المتأخِّرين بمصر الشيخ المفتي محمَّد عليش المالكي، من علماء الأزهر ومن فقهاء المالكية في زمانه من نحو قرن، قال في كتابه فتح العلي المالك:
(يُتْبَعُ)
(/)
"عمل المولد ليس مندوبًا، خصوصًا إن اشتمل على مكروه، كقراءة بتلحين أو غناء، ولا يسلم في هذه الأزمان من ذلك وما هو أشدّ." ا. هـ
وقال السيد رشيد رضا في كتابه " ذكرى المولد النبوي ":
" إن من طباع البشر أن يبالغوا في مظاهر تعظيم أئمة الدين أو الدنيا في طور ضعفهم ـ أي البشر ـ في أمر الدين أو الدنيا؛ لأن هذا التعظيم لا مشقة فيه على النفس، فيجعلونه بدلاً مما يجب عليهم من الأعمال الشاقة التي يقوم بها أمر الدين أو الدنيا، و إنما التعظيم الحقيقي بطاعة المعظم، والنصح له، والقيام بالأعمال التي يقوم بها أمره ويعتز دينه إن كان رسولا، وملكه إن كان ملكا، وقد كان السلف الصالح أشد ممن بعدهم تعظيما للنبي صلى الله عليه وسلم ثم للخلفاء، وناهيك ببذل أموالهم وأنفسهم في هذا السبيل، ولكنهم دون أهل هذه القرون التي ضاع فيها الدين في مظاهر التعظيم اللساني، ولاشك أن الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم أحق الخلق بكل تعظيم، وليس من التعظيم الحق له أن نبتدع في دينه بزيادة أو نقص أو تبديل أو تغيير لأجل تعظيمه به، وحسن النية لا يبيح الابتداع في الدين فقد كان جل ما أحدث أهل الملل قبلنا من التغيير في دينهم عن حسن نية.
ومازالوا يبتدعون بقصد التعظيم وحسن النية حتى صارت أديانهم غير ما جاءت به رسلهم، ولو تساهل سلفنا الصالح كما تساهلوا، وكما تساهل الخلف الذين اتبعوا سننهم شبراً بشبر وذراعاً بذراع لضاع أصل ديننا أيضا، ولكن السلف الصالح حفظوا لنا الأصل، فالواجب علينا أن نرجع إليه ونعض عليه بالنواجذ " اهـ.
وقد أفتت اللجنة الدائمة بالمملكة ببدعية هذا الاحتفال كما في الفتوى رقم (2139 ـ 7136) وعدة فتاوى تجاوز العشرة فتاوى.
فهل يقال في مسألة محدثة كهذه باعتراف الأستاذ وأنها حدثت بعد قرون ومع إنكار كل من نقلنا عنهم هذه البدعة.
هل يقال إنها قد تلقتها الأمة بالقبول؟
الجواب يعرفه القارئ
أما عن أول من أحدث المولد وابتدعه إذ لا خلاف أن القرون المفضلة قرون السلف لم يحتفل فيها أحد بالمولد فأول من ابتدعه هم الفاطميون الشيعة الباطنية فقد جاء في فتاوى الأزهر:
" لا يعرف المؤرخون أن أحدا قبل الفاطميين احتفل بذكرى المولد النبوى -كما قال الأستاذ حسن السندوبى - فكانوا يحتفلون بالذكرى فى مصر احتفالا عظيما ويكثرون من عمل الحلوى وتوزيعها كما قال القلقشندى فى كتابه " صبح الأعشى". ...
ولانتشار البدع فى الموالد أنكرها العلماء، حتى أنكروا أصل إقامة المولد، ومنهم الفقيه المالكى تاج الدين عمر بن على اللخمى الإِسكندرى المعروف بالفاكهانى، المتوفى سنة 731 هـ، فكتب فى ذلك رسالته " المورد فى الكلام على المولد" أوردها السيوطى بنصها فى كتابه " حسن المقصد".
ثم قال الشيخ محمد الفاضل بن عاشور: وقد أتى القرن التاسع والناس بين مجيز ومانع .... " ا. هـ
مع أن بقية الفتوى أجازت أصل المولد لكن مرادنا من النقل تحديد تاريخ هذه البدعة
والفاطميون كانوا معروفين بالبدع والموالد
فالخلاصة أن أول من احتفل بالمولد النبوي هم بنو عبيد القداح (الفاطميون)، ويدلُّ على ذلك: ما ذكره المقريزي في خططه وما ذكره القلقشندي في صبح الأعشى.
وقد رجح نسبة هذا المولد للفاطميين جماعة من العلماء المتأخرين وصرَّحُوا به.
منهم: محمد بخيت المطيعي في كتابه أحسن الكلام ص (44)، وعلي محفوظ في كتابه الإبداع ص (251)، وحسن السندوبي في كتابه تاريخ الاحتفال بالمولد النبوي ص (62)، وعلي الجندي في كتابه نفح الأزهار ص (185، 186)، وإسماعيل الأنصاري في كتابه القول الفصل ص (64)، وغيرهم من المؤلفين في هذا المجال.
انظر بحث الشيخ حمد الجاسر بتعليق الباحث الناصح سليمان الخراشي
ودولة الفاطميين كانت حريصة على بث البدع بين المسلمين لتشويه الدين وقد حكم العلماء بزندقة أمرائها
قال ابن كثير:
(يُتْبَعُ)
(/)
" وقد كان الفاطميون أغنى الخلفاء وأكثرهم مالا، وكانوا من أغنى الخلفاء وأجبرهم وأظلمهم، وأنجس الملوك سيرة، وأخبثهم سريرة، ظهرت في دولتهم البدع والمنكرات وكثر أهل الفساد وقل عندهم الصالحون من العلماء والعباد، وكثر بأرض الشام النصرانية والدرزية والحشيشية، وتغلب الفرنج على سواحل الشام بكماله، حتى أخذوا القدس ونابلس وعجلون والغور وبلاد غزة وعسقلان وكرك الشوبك وطبرية وبانياس وصور وعكا وصيدا وبيروت وصفد طرابلس وإنطاكية وجميع ما والى ذلك، إلى بلاد إياس وسيس، واستحوذوا على بلاد آمد والرها ورأس العين وبلاد شتى غير ذلك، وقتلوا من المسلمين خلقا وأمما لا يحصيهم إلا الله، وسبوا ذراري المسلمين من النساء والولدان مما لا يحد ولا يوصف، وكل هذه البلاد كانت الصحابة قد فتحوها وصارت دار إسلام، وأخذوا من أموال المسلمين ما لا يحد ولا يوصف، وكادوا أن يتغلبوا على دمشق ولكن الله سلم، وحين زالت أيامهم وانتقض إبرامهم أعاد الله عزوجل هذه البلاد كلها إلى المسلمين بحوله وقوته وجوده ورحمته " ا. هـ كلام ابن كثير.
وهؤلاء هم سلف مروجي البدع.
فانتبه أخي الكريم للمخطط الذي قد لا تدرك أبعاده، فالإسلام الصافي دين كاسح، يجتاح الباطل بقوة لا توصف، ولذلك هم يريدون بث البدع والمحدثات ليزيلوا صفاء الاسلام وبالتالي لتضعف فيه خاصية الاكتساح.
بأقل كلمات هذه هي الحقيقة
والبدعة ثغرة عظيمة لا يمكن أن يغفل عنها أعداء الاسلام
وبالتالي متى ما أردنا أن نقطع الطريق على هذه الاختراق الخطير من العدو فلا ملجأ ولا عصمة إلا بلزوم ما كان عليه المسلمون أول الإسلام زمن الصحابة والتابعين
فالذي كانوا عليه هو الذي قادهم إلى المجد.
هو الذي لاخلاف بأنه الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم
هو الأقرب إلى المنبع والذي من شأنه الصفاء
هو الطريق الوحيد والأقرب لجمع كلمة المسلمين
هو أضمن طريق على الإطلاق إلى الجنة
هو أبعد طريق عن التغيير والتبديل
فلماذا لا يرضى مدعوا الحرص على الإسلام والمنادون بنبذ الخلاف والساعون بالشعارات فقط لتوحيد كلمة المسلمين، لماذا إن كانوا صادقين لا يرضون بهذا الطريق الواضح وفقط.
لماذا؟
الجواب واضح، هم أحرص الناس على الفرقة، وعلى رسم طرق شتى، وعلى تكدير المنبع، وعلى تشتيت الكلمة، وعلى تغيير معالم الإسلام!!
وإلا فهل يتصور عاقل يملك ذرة من الفهم أن رسول الله النبي الأمين يفتتح حلقات العلم بالتطبيل والتزمير؟ وبعروض الأزياء النسائية والفواصل الطربية كما يفعل حضرة الداعية!!
بل هل يتصور أن يرضى بهذا؟
أي عقلية هذه يمكن أن نتصور أنها منصفة وتحمل خيرا للمسلمين
فأقوال السلف من صحابة وتابعين وتابعيهم متوفرة بأسانيدها وقد حوتها كتب مسندة معروفة موثقة من تأليف أئمة متفق عليهم كتبت قبل أكثر من ألف سنة، وسبل تمييز الصحيح منها بفضل الله هي محل اتفاق بين أهل السنة كافة
فيا ترى نسأل أنفسنا أسئلة واقعية
الذين عاشوا مع النبي وعاشروه وهم أعرف بيوم ميلاده الذي هو محل خلاف عندنا، ومنهم من كانت تربطه به بنوة كبناته ومنهم العم وابن العم ومنهم الصهر ومنهم الصاحب المقرب و ... و ... الخ وأصحابه بلغوا في حياته قرابة المائة ألف
وفي نفس الوقت هم أتبع الناس للسنة وأقرب الناس له حالا وأقرب الناس إلى ربهم ولا خلاف أن محبتهم له لا تعدلها محبة بل لا يجرؤ عاقل أن يزعم محبته للنبي أكثر منهم ومن زعم هذا فلا شك في كذبه
إذًا أيتصور ممن هم أبعد الناس عن تحري سنته ممن جاء بعد قرون أن يكونوا أكثر أدبا معه صلى الله عليه وسلم وأكثر حبا وأكثر وفاءا؟
أيعقل أن يكون نابليون الصليبي أبرّ بمحمد صلى الله عليه وسلم من أبي بكر الصديق؟!
فقد ذكر الجبرتي أن نابليون أمر الشيخ البكري بإقامة الاحتفال بالمولد وأعطاه ثلاثمائة ريال [لعله قصد فرنك] فرنسي، وأمره بتعليق الزينات، بل وحضر الحفل بنفسه من أوله إلى أخره ا. هـ
وإن تعجب فاعجب من كافر كنابليون وتمييزه لما هو دخيل على الدين وما يبعد عن روح الإسلام ليدعمه بينما مسلمون يصرون على فعل كل شيء دون تمييز فسبحان الله
ثم بدعة المولد قائمة على التشبه بالنصارى باعتراف مروجيها
قال السخاوي:
(يُتْبَعُ)
(/)
" إذا كان أهل الصليب اتخذوا ليلة مولد نبيهم عيدا أكبر فأهل الإسلام أولى بالتكريم وأجدر " ا. هـ (التبر المسبوك /14)
صدق رسول الله لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه
وأثر التبعية في زرع الهزيمة النفسية أمر لا يخفى
المثال السادس مسح الوجه بعد الدعاء:
انظر كيف بدأ هذا الرجل الكلام عن هذه المسألة
قال هداه الله على هيئة حوار متكلما على لسان مخالفه كالتالي:
ـ (الأستاذ): مسح الوجه بعد الدعاء.
ـ (مخالفه): بدعة
ـ (الأستاذ): ليه؟
ـ (مخالفه): لم يؤثر عن النبي و عن السلف.
ـ (الأستاذ بلهجة توبيخية شديدة): بتكذب، بتكذب، جمعت العلم كله علشان قلت لم يؤثر عن السلف؟ أيش عرفك أنه لم يؤثر عن السلف؟ قرأت أيه؟ " ا. هـ
والكلام كله للأستاذ ساغه على هيئة حوار
وهذه هي منزلة المخالف عند الأستاذ، وهو طول الحلقة يعامل مخالفه معاملة الذليل، ويصوّر خصمه دائما بصورة التافه الحقير، وهذا هو الإسلام الذي ينادي به أمثال هؤلاء تحت أكذوبة ما يسمونه بالرأي والرأي الآخر.
وأنت لا تعرف أدب الخلاف إذا اقتديت بالسلف فأنكرت عين ما ينكره السلف.
أما الأدب الرفيع فهو حلية هؤلاء الذين يسلقون أتباع السلف بألسنة حداد والله المستعان
انظر أيها القارئ المنصف ماذا قال الإمام أحمد في رواية عنه أخفاها الأستاذ
وكذا ماذا قال الإمام مالك؟ وماذا قال عبد الله ابن المبارك عن نفس المسألة (مسح الوجه بعد الدعاء)
قال الإمام محمد بن نصر المروزي في كتابه الوتر:
" وأما أحمد بن حنبل فحدثني أبو داود قال: سمعت أحمد، وسئل عن الرجل يمسح وجهه بيديه إذا فرغ من الوتر. فقال: لم أسمع فيه بشيء، ورأيت أحمد لا يفعله "
هذه رواية عن أحمد كتمها الأستاذ
وأما مالك فقال الإمام ابن نصر في نفس الكتاب:
" وسئل مالك عن الرجل يمسح بكفيه وجهه عند الدعاء، فأنكر ذلك، وقال: ما علمت " ا. هـ (كذا)
أي ما علمت شيئا في المسألة يجوزها، بدليل إنكاره
أما ابن المبارك فروى البيهقى في السنن الكبرى عن علي الباشانى قال سألت عبد الله - يعنى ابن المبارك - عن الذي إذا دعا مسح وجهه؟
قال [ابن المبارك]: لم أجد له ثبتا، قال علي ولم أره يفعل ذلك ا. هـ
أي لم أجد فيه شيئا ثابتا.
وكان الإمام سفيان الثوري يكرهه قال ابن نصر المروزي:
" وسئل عبد الله [بن المبارك] عن الرجل، يبسط يديه فيدعو ثم يمسح بهما وجهه، فقال: كره ذلك سفيان "
فمسألة كهذه يقول فيها أئمة رفعاء كهؤلاء مثل هذا الكلام الذي صرحوا فيه بعدم ورد شيء بلغهم ثم يأتي الأستاذ ويصرّ على تكذيب مخالفه لأنه نفى ورود شيء عن السلف في المسألة وربما يكون هذا الذي كذبه الأستاذ اعتمد في نفيه على كلام هؤلاء الأئمة وفهم منهم نفي وجود أي رواية في الباب
فلماذا كتم الأستاذ هذه الروايات وأحدها في السنن الكبرى؟
لماذا حرص على أن يصور مخالفه بأنه يكذب في هذه المسائل ليشكك في كل ما ينكرونه من بدع؟
إذًا لا تلم مخالفك إذا اتهمك بما اتهمته به! عندما قلت في مقام عام مصورا أن السلف لم يكونوا يهتمون بتصنيف العبادات المحدثة من غيرها فقلت:
" هم زمان ما كانوش يقولوا دي سنة ودي بدعة "
مع أن أقل الناس علما لا يشك في أن السلف كانوا يكثرون من قول هذه سنة وهذه بدعة فضلا عن أن هذا كان يصدر منهم
لا تلم مخالفك إذا اتهمك بما اتهمته به! عندما ذكرت أن الكلام التالي لا يقوله العلماء
(النبي ما عملهاش ولو كان خيرا لسبقونا إليه)
هذا الذي ذكرتَ أنه لا يقوله العلماء وأنه ليس كلاما علميا وأنه كلام محدث وبدعة
لا تلم مخالفك إذا اتهمك بما اتهمته به! لأن هذه العبارة عبارة أهل السنة كافة في ضبط البدع، ولا يخفى هذا على الكثير وستأتي النقول فيه.
وأمور أخرى أنت أقرب فيها إلى التهمة من مخالفك فدع عنك العبارات المنافية للأدب والأساليب المنافية للإحترام
بل أنت قد خرقت الأمانة بإعراضك عن رواية أحمد الأخرى وقول مالك والثوري وابن المبارك
ومع ما حصل فالرواية التي نقلها الأستاذ هي كالآتي
سئل أبي وأنا أسمع عن رفع الأيدي في القنوت يمسح بها وجهه قال الحسن يروى عنه انه كان يمسح بها وجهه في دعائه اذا دعا " ا. هـ
فأين تجويز أحمد لمسح الوجه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
غاية ما في جوابه أنه نقل ما يعرفه من فعل الحسن، أما أن أحمد يجوزه فليس بصريح، وهذا الجواب قد يصدر عند حصول تردد من الإمام في المسألة أو لغير ذلك كما هو معلوم
وأحمد وإن اعتمدت كتب المذهب نقل الجواز عنه كإحدى الروايات لكن مفهوم هذه الرواية مفيد لمن يريد معرفة أقوال أحمد كلها، ومعرفة أيها قد يكون سبق، ومفيد في الترجيح أيضا لأن عزو المسألة لأحمد في كتب مذهبه فيه أقوال
وما نقله أيضا الأستاذ عن إسحاق بن راهويه فقد أوهم السامع أنه مشترك بينه وبين أحمد وأنه قول لكليهما وليس كذلك
وقد نقل ابن نصر عن إسحاق استحسان مسح الوجه فقال
"ورأيت إسحاق يستحسن العمل بهذه الأحاديث "
وقد أوهم الأستاذ مشاهديه أن إسحاق استحب هذا العمل مع علمه بأنه محدث واحتج بهذا المثال على تجويز السلف للمحدثات وأنهم لا يلتفتون لكون الفعل محدثا ما دام أنه لا يخالف أصول الشرع، وهذا عمل غير لائق بأمانة العلم، فإسحاق من الظاهر أنه قال بالمسح للأحاديث الواردة وهو صريح ما نقله عنه تلميذه محمد بن نصر:
" يستحسن العمل بهذه الأحاديث " فلماذا ينسب الأستاذ إلى إسحاق خلاف كلامه؟!
أهكذا تكون الأمانة؟ أين في كلام إسحاق أنه فعله مع اعترافه بأنه محدث؟
وكذا عبارة أحمد عند ابن نصر دالة على تعويل أحمد في المسألة على الوارد، سلبا أم إيجابا
قال محمد بن نصر المروزي في كتاب الوتر له:
" وأما أحمد بن حنبل فحدثني أبو داود قال: سمعت أحمد، وسئل عن الرجل يمسح وجهه بيديه إذا فرغ في الوتر. فقال: لم أسمع فيه بشيء، ورأيت أحمد لا يفعله. قال: وعيسى بن ميمون هذا الذي روى حديث ابن عباس ليس هو ممن يحتج بحديثه، وكذلك صالح بن حسان، وسئل مالك عن الرجل يمسح بكفيه وجهه عند الدعاء، فأنكر ذلك، وقال: ما علمت، وسئل عبد الله عن الرجل، يبسط يديه فيدعو ثم يمسح بهما وجهه، فقال: كره ذلك سفيان " ا. هـ
فتأمل تعليل أحمد عدم المسح بضعف الرواية يتبين لك المراد
وتأمل أيضا ما نقله ابن قدامة عن أحمد وإن كان في المسح داخل الصلاة
ففي المغني:
" وَإِذَا فَرَغَ مِنْ الْقُنُوتِ فَهَلْ يَمْسَحُ وَجْهَهُ بِيَدِهِ؟ فِيهِ رِوَايَتَانِ [يعني في المذهب]: إحْدَاهُمَا، لَا يُفْعَلُ؛ لِأَنَّهُ رُوِيَ عَنْ أَحْمَدَ أَنَّهُ قَالَ: لَمْ أَسْمَعْ فِيهِ بِشَيْءٍ.
وَلِأَنَّهُ دُعَاءٌ فِي الصَّلَاةِ، فَلَمْ يُسْتَحَبَّ مَسْحُ وَجْهِهِ فِيهِ، كَسَائِرِ دُعَائِهَا الثَّانِيَةُ: يُسْتَحَبُّ؛ لِلْخَبَرِ الَّذِي رَوَيْنَاهُ.
وَرَوَى السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ، {أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إذَا دَعَا رَفَعَ يَدَيْهِ، وَمَسَحَ وَجْهَهُ بِيَدَيْهِ}.
وَلِأَنَّهُ دُعَاءٌ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِيهِ، فَيَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ، كَمَا لَوْ كَانَ خَارِجًا عَنْ الصَّلَاةِ، وَفَارَقَ سَائِرَ الدُّعَاءِ، فَإِنَّهُ لَا يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِيهِ ا. هـ
تأمل قوله:
" لَا يُفْعَلُ؛ لِأَنَّهُ رُوِيَ عَنْ أَحْمَدَ أَنَّهُ قَالَ: لَمْ أَسْمَعْ فِيهِ بِشَيْءٍ "
وقوله: " الثَّانِيَةُ: يُسْتَحَبُّ؛ لِلْخَبَرِ الَّذِي رَوَيْنَاهُ "
فالمنع لعدم وجود دليل، والإستحباب عند وجود الدليل
فلا يوجد ما ينادي به الأستاذ من أنه لا يلزم وجود دليل خاص وإنما تكفي الأدلة العامة وإن لم توجد فيكفي أن لا تصادم أصول الشرع
فهذا التأصيل البدعي لا يوجد عند السلف قاطبة ولا عند من جاء بعدهم ممن سار على منهجهم وإنما هو تأصيل بدعي حادث لا يشهد له إلا بعض التطبيقات الخاطئة الشاذة لدي بعض متأخري أهل العلم التي تصادم عامة تطبيقات أهل العلم سلفا وخلفا
فإلصاق هذا الأصل المبتدع الحادث بأحمد بن حنبل وإسحاق خطأ فادح
أما الأقوال الأخرى عن أهل العلم فهو لون آخر من الأمانة العلمية ضرب به الأستاذ المثل، وأبرز ذلك قول العز بن عبد السلام في المسألة فلقد ملأ الأستاذ حلقته إشادة بالعز ومذهبه في البدعة وعندما وصل إلى هذه المسألة سكت عن العز مع أن تطبيقه هنا مهم جدا
فأين الأمانة؟ أين أمانة العلم يا أستاذ؟
حسبنا الله ونعم الوكيل
قال في مغني المحتاج من كتب الشافعية
(يُتْبَعُ)
(/)
" وَأَمَّا مَسْحُ الْوَجْهِ عَقِبَ الدُّعَاءِ خَارِجَ الصَّلَاةِ، فَقَالَ ابْنُ عَبْدِ السَّلَامِ بَعْدَ نَهْيِهِ عَنْهُ لَا يَفْعَلُهُ إلَّا جَاهِلٌ ا هـ.
وهو في فتاوى العز نفسها ص 392
وقال شيخ الإسلام:
" وأما رفع النبي صلى الله عليه و سلم يديه في الدعاء: فقد جاء فيه أحاديث كثيرة صحيحة وأما مسحه وجهه بيديه فليس عنه فيه إلا حديث أو حديثان لا يقوم بهما حجة والله أعلم "
فتاوى ابن تيمية
أما التعريف يوم عرفة في غير عرفة فأقوال السلف في إنكاره وبدعيته كثيرة نقلها أبوشامة وابن تيمية وهي بأسانيدها في مصنف ابن أبي شيبة وغيره وستأتي في التطبيقات وهي تبطل ما صوره الأستاذ للمشاهد
الانتقائية منه في عرض مواقف أهل العلم:
طبعا الأستاذ نقل في الحلقة عدة أقوال عن جماعة من العلماء وسبق بيان ما قام به من انتقاء في الأمثلة التي ساقها بما أظنه كاف في بيان حاله.
أما انتقائية الأستاذ في مواقف الأئمة فالأمر فيه أظهر، حيث كان بصورة ظاهرة يحتج بأحدهم في مثال ويشنع عليه بطريقة غير مباشرة في مثال آخر، حتى أن جل مَن ذَكَرهم لا يوافقونه في أكثر الأمثلة التي ساقها ولا يوجد واحد منهم يوافقه في كل ما مثّل به، ناهيك عن تطبيقاتهم أعني هؤلاء الذين احتج بهم، فجل تطبيقاتهم تناقض مذهب الأستاذ نقضا واضحا وهذا يكشف لك حقيقة إخلال الأستاذ بأمانة العلم كأقوال أحمد والشافعي والعز بن عبد السلام وأبي شامة وابن تيمية وابن رجب والسيوطي وأبين هذا بما يلي
أما أقوال أحمد وتطبيقاته في البدعة التي تبين حقيقة مذهبه والأمثلة الصريحة التي تَنقُض وتبطل ما نسبه إليه الأستاذ وألصقه به فهي كثيرة جدا، فإليك أخي الكريم بعض ما انتشلناه من تلك الموؤودات
ـ قال الإمام أحمد:
" أُصُولُ السُّنَّةِ عِنْدَنَا: التَّمَسُّكُ بِمَا كَانَ عَلَيْهِ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالِاقْتِدَاءُ بِهِمْ، وَتَرْكُ الْبِدَعِ، وَكُلُّ بِدْعَةٍ فَهِيَ ضَلَالَةٌ " ا. هـ
فأحمد يرى كل بدعة (شرعا) ضلالة خلافا لما قرره الأستاذ وألصقه بأحمد
ـ قَالَ: مُهَنَّا: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَنْ الرَّجُلِ يَجْلِسُ إلَى الْقَوْمِ فَيَدْعُو هَذَا وَيَدْعُو هَذَا، وَيَقُولُونَ لَهُ: اُدْعُ أَنْتَ.
فَقَالَ [أحمد]: لَا أَدْرِي مَا هَذَا؟ " ا. هـ
لماذا لم يجوز ذلك أحمد؟ أليس الدعاء قد أمرت به النصوص العامة؟
فإذا كان أحمد كما يصور الأستاذ فلماذا لم يسوغ هذا؟
ويوضحه بقية ماجاء في المسألة
" قَالَ ابْنُ مَنْصُورٍ لِأَبِي عَبْدِ اللَّه (أحمد):
يُكْرَهُ أَنْ يَجْتَمِعَ الْقَوْمُ يَدْعُونَ وَيَرْفَعُونَ أَيْدِيَهُمْ؟
فَقَالَ: مَا أَكْرَهُهُ لِلْإِخْوَانِ إذَا لَمْ يَجْتَمِعُوا عَلَى عَمْدٍ إلَّا أَنْ يَكْثُرُوا.
قَالَ ابْنُ مَنْصُورٍ: قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهْوَيْهِ كَمَا قَالَ وَإِنَّمَا مَعْنَى إلَّا أَنْ يَكْثُرُوا إلَّا أَنْ يَتَّخِذُوهَا عَادَةً حَتَّى يَكْثُرُوا ا. هـ
فأجاز أحمد الاجتماع العارض للدعاء أما المداومة الدالة على التخصيص فهو لا يراه ويكرهه بنص كلامه
قال ابن مفلح:
" قَالَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ: فَقَيَّدَ أَحْمَدُ الِاجْتِمَاعَ عَلَى الدُّعَاءِ إذَا لَمْ يُتَّخَذْ عَادَةً " ا. هـ
فتأمل
وفي الشرح الكبير لابن قدامة
" قال أحمد ولا يقول خلف الجنازة سلم رحمك الله فإنه بدعة " ا. هـ
لماذا؟ أليس دعاء مشروعا في أصله؟ لماذا بدعه؟ فتأمل أخي الكريم لتعلم البدعة عند أحمد وأنه لا يرى العمل بالنص العام كافيا في مثل هذه المواطن
ـ وفي مسائل الإمام أحمد بن حنبل وابن راهويه:
قلت التطريب في الأذان؟
قال: " كل شيء محدث " كأنه لم يعجبه.
قال إسحاق كما قال لأنه بدعة
ـ وفي مسائل أحمد بن حنبل رواية ابنه عبد الله
قال سألت ابي عن القراءة بالألحان
فقال محدث إلا أن يكون طباع ذلك يعني الرجل طبعه كما كان ابو موسى الاشعري
قال الخلال:
أخبرني محمد بن جعفر، أن أبا الحارث، حدثهم أن أبا عبد الله قيل له: القراءة بالألحان والترنم عليه؟ قال: «بدعة، قيل له: إنهم يجتمعون عليه ويسمعونه، قال: الله المستعان»
وقال الخلال:
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخبرني محمد بن أبي هارون، أن إسحاق، حدثهم قال: قال لي أبو عبد الله يوما وكنت سألته عنه: هل تدري ما معنى: «من لم يتغن بالقرآن فليس منا»؟ قال: يرفع صوته، فهذا معناه: إذا رفع صوته فقد تغنى به. سألت أحمد بن يحيى النحوي ثعلب عن قوله: ليس منا من لم يتغن بالقرآن؟ فقال ذهب بعضهم: إلى أنه الغناء، يترنم به. وبعضهم يذهب إلى الاستغناء، وهو الذي عليه العمل. . «
وذكر عن أنس، وعن التابعين، فيه كراهية،
قلت: أليس يروى عن معاوية بن قرة، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم رجع عام الفتح، وقال: «لو شئت أن أحكي لكم اللحن». فأنكر أبو عبد الله أن يكون هذا على معنى الألحان، وما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: «ما أذن لشيء ما أذن لنبي أن يتغنى بالقرآن». وقال: «ليس منا من لم يتغن بالقرآن». وقال: كان ابن عيينة يقول: فيستغني بالقرآن، يعني: الصوت، وقال وكيع: يستغني به، قال: وقال الشافعي: يرفع صوته، وأنكر أبو عبد الله الأحاديث التي يحتج بها في الرخصة في الألحان " ا. هـ
وعند ابن قدامة عن أحمد:
" وفي رواية عبدوس: في دعاء القنوت في الصلاة عند من قال به جاء فيها: إن زاد حرفا على الوارد فاقطع صلاتك "ا. هـ
وانظر ما قاله أحمد في حشر نوع القصائد التي هي من شأن أهل الغفلة والطرب في الذكر والوعظ
قال الخلال في الأمر بالمعروف:
" أخبرني محمد بن موسى، قال: سمعت عبدان الحذاء، قال: سمعت عبد الرحمن المتطبب، قال: سألت أحمد بن حنبل، قلت: ما تقول في أهل القصائد قال: «بدعة لا يجالسون»
أخبرني محمد بن أبي هارون، ومحمد بن جعفر، أن أبا الحارث، حدثهم قال: سألت أبا عبد الله: ما ترى في التغبير أنه يرقق القلب؟ فقال: «بدعة»
أنا الحسين بن صالح العطار، حدثنا هارون بن يعقوب الهاشمي، قال: سمعت أبي أنه، سأل أبا عبد الله عن التغبير، فقال: «هو بدعة ومحدث»
والتغبير هو ذكر الله عن طريق الغناء والتطريب
وهناك آثار كثيرة عن السلف في هذا
فهذا هو أحمد بن حنبل الذي أشاد به الأستاذ إشادة كبيرة وهو لها أهل رحمه الله حتى قال الأستاذ بالحرف الواحد:
(أحمد يقول قل حاضر)
وذلك خلال رده على من يقول إن قول أحمد لا يقبل إلا بدليل
والأستاذ لم يكن واقعيا في هذا الكلام ولو كان واقعيا أولاً لما بتر أقواله في القراءة على القبر ولا ترك أصح الروايات عنه في مسألة القراءة ومسألة المسح على الوجه الذي اتفق كل الحنابلة بأن أحمد لم يفعله بينما اختلف هل رخص فيه أم لا
لماذا لو كنت واقعيا لم تقل حاضر يا أحمد في كل الأمثلة التي نقلناها وأخفيتها على القراء
كإنكاره الاجتماع مداومة على الدعاء والذكر
وإنكار الآذان الملحن بالألحان
وكالإنكار على من يزيد في دعاء القنوت على المأثور لدرجة أمره بقطع الصلاة
وكإنكاره القصائد الرقائقية الملحنة (بالمقامات ونحوها)
لماذا لم تقل عن كل أقوال أحمد هذه حاضر لو كنت واقعيا في قولك سابقا (أحمد يقول، قل حاضر)
أحمد كان ينكر بشدة الموسيقى ويأمر بكسر آلاتها لم تختلف الروايات عنه في هذا فذكر بالصريح العود والطبل والطنبور و كان يأمر بكسرها حتى لو كانت مع الصبيان
بل كان يفتي بضرب من يفعل ذلك انظر الرسائل والمسائل المروية عن أحمد ولم تختلف المذاهب الأربعة في حرمة الموسيقى
فلماذا لم تقل لأحمد حاضر وأنت تصك آذان مشاهديك في مقدمة البرنامج وخاتمته وفي الفواصل المتعددة؟
وهذه مسائل لم تختلف فيها الروايات عن أحمد
هل يكون واقعيا من يقول حاضر فيما هو مختلف فيه عن أحمد ثم يولي ظهره لما هو متفق عليه عن أحمد وكان أحمد يشدد فيه أكثر؟
لم تختلف الروايات عن أحمد بأن الله يوصف بأنه يتكلم بصوت وأنه كلم موسى حين كلمه بصوت
فهل يقول الأستاذ حاضر؟
بينما مذهب شيخه الذي أشاد به أن هذا تشبيه
هل يقول لأحمد حاضر في وصف الله بأنه فوق سماواته مستو على عرشه؟
هو يعرف متى يقول حاضر
أما أبو شامة فهو من أوضح الأمثلة على إخلال الأستاذ بالأمانة.
وكل ما سيأتي من كلام أبي شامة فهو مما كتمه الأستاذ عن مشاهديه وحجبه عنهم ولم يكتف بهذا حتى نسب لأبي شامة خلاف ما قرره أبو شامة في كتابه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وسيأتي امتناع الأستاذ من نقل تفصيل أبي شامة للفرق بين البدعة اللغوية والشرعية باعتبار الأستاذ جعل من مَحاوِره الأصلية في الحلقة دمج البدعة لغة في البدعة شرعا تحت مسمى البدعة الشرعية وسيأتي إيضاحه.
وبدأ الأستاذ النقل عنه بحذف كلمات لم أفهم مراد الأستاذ من حذفها وسأحسن الظن به حقيقة وأنه غفل عنها
قال أبو شامة:
" والبدعة الحدث في الدين بعد الإكمال
قلت وهو ما لم يكن في عصر النبي مما فعله أو أقر عليه أو علم مع قواعد شريعته الإذن فيه وعدم النكير عليه نحو ما سنشرحه في الفصل الآتي " ا. هـ
فنقله الأستاذ ولم ينقل قوله: " في الدين بعد الإكمال " وقد أحسنت الظن بالأستاذ
لكن الذي أُنكره عليه هو تجنب الأمثلة التي ساقها أبو شامة يبين بها البدعة والتي أشار إليها أبو شامة في تعريفه مبينا أهميتها في توضيح التعريف بقوله: " نحو ما سنشرحه في الفصل الآتي " فأهملها الأستاذ حتى لا يدرك المشاهد مراد أبي شامة الذي هو ضد ما ألصقه به الأستاذ، وها أنا أنقلها لأبين حقيقة ما قام به الأستاذ في حق مشاهديه
ـ قال أبو شامة
" فالبدع الحسنة متفق على جواز فعلها والاستحباب لها ورجاء الثواب لمن حسنت نيته فيها وهي كل مبتدَع موافق لقواعد الشريعة غير مخالف لشيء منها ولا يلزم من فعله محذور شرعي وذلك نحو بناء المنابر والربط والمدارس وخانات السبيل وغير ذلك من أنواع البر التي لم تعد في الصدر الأول فإنه موافق لما جاءت به الشريعة من اصطناع المعروف والمعاونة على البر والتقوى " ا. هـ
وهذه أمثلة البدعة اللغوية المتفق عليها كما ذكر أبو شامة، فلولا هذه الأمثلة لظن القارئ أن البدع الحسنة عنده هي جانب من معنى البدعة الشرعية ولظن الحسنة عنده هي الذكر الجماعي الموحد أوتخصيص رجب بالصيام الذي أنكره بنفسه كما سيأتي، وهذا التمثيل من أبي شامة يكشف لك مقصد الأستاذ من حذف الأمثلة.
أما أمثلة البدعة شرعا فستأتي ضمن كلامه الآتي:
قال أبو شامة عند كلامه عن القسم الثاني من البدعة بالمعنى الشرعي
وتكلم بكلام طويل إلى أن قال:
" ولا ينبغي تخصيص العبادات بأوقات لم يخصصها بها الشرع بل يكون جميع أفعال البر مرسلة في جميع الأزمان، ليس لبعضها على بعض فضل إلا ما فضله الشرع وخصه بنوع من العبادة، فإن كان ذلك اختص بتلك الفضيلة تلك العبادة دون غيرها كصوم يوم عرفة وعاشوراء ... ومن الأزمان ما جعله الشرع مفضلا فيه جميع أعمال البر كعشر ذي الحجة وليلة القدر التي هي خير من ألف شهر أي العمل فيها أفضل من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر، فمثل ذلك يكون أي عمل من اعمال البر حصل فيها كان له الفضل على نظيره في زمن آخر
فالحاصل أن الملكف ليس له منصب التخصيص بل ذلك الى الشارع وهذه كانت صفة عبادة رسول الله
قال الحافظ البيهقي في السنن الكبير:
باب من كره ان يتخذ الرجل صوم شهر يكمله من بين الشهور أو صوم يوم من الأيام
وساق فيه من الصحيحين حديث أبي سلمة عن عائشة رضى الله عنها أنها قالت كان رسول الله يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم وحديث علقمة قال قلت لعائشة رضى الله عنها هل كان رسول الله صلع يخص من الأيام شيئا قالت لا كان عمله ديمة
قال الأمام الشافعي: وأكره ان يتخذ الرجل صوم شهر يكمله كما يكمل رمضان وكذلك يوم من بين الأيام قال وإنما كرهته ليتأسى رجل جاهل فيظن ان ذلك واجب أو فعل حسن
وذكر الشيخ أبو الخطاب في كتاب أداء ما وجب من بيان وضع الوضاعين في رجب عن المؤتمن بن أحمد الساجي الحافظ قال:
كان الإمام عبد الله الأنصاري شيخ خراسان لا يصوم رجب وينهي عن ذلك ويقول:
ما صح في فضل رجب ولا في صيامة عن رسول الله شيء وقد رويت كراهة صومه عن جماعة من الصحابة منهم أبو بكر وعمر رضى الله عنهما وكان عمر يضرب بالدرة صوامه
قال: وسئل سفيان الثوري رحمه الله تعالى عمن يقرأ قل هو الله أحد لا يقرأ غيرها يكررها فكرهه وقال إنما أنزل القرآن ليقرأ ولا يخص شيء دون شيء وإنما انتم متبعون ولم يبلغنا عنهم مثل هذا
قال محمد بن مسلمة:
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا يؤتى شيء من المساجد يعتتقد فيه الفضل بعد المساجد الثلاثة إلا مسجد قباء قال وكره أن يعد له يوما بعينه فيؤتى فيه خوفا من البدعة وأن يطول بالناس زمان فيجعل ذلك عيدا يعتمد أو فريضه تؤخذ ولا بأس أن يؤتى كل حين ما لم تجيء فيه بدعة " ا. هـ
وقال أبوشامة ولا زال الكلام من كتابه:
" وقرأت في كتاب شرح الجامع للزعفراني الحنفي فصلا حسنا أعجبني إثباته ههنا قال وكان يكره ان يتخذ شيئا من القرآن حتما يوقت لشيء من الصلاة وكره أن تتخذ السجدة وهل أتى على الإنسان لصلاة الفجر يقرآن كل جمعة "
ثم قال أبو شامة:
" وإنما كره الملازمة في قراءة السورة، فأما أحيانا فمستحب لأن الحديث قد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأهما في صلاة الفجر ولكن فعل ذلك لا يدل على اللزوم ا. هـ
هذا الكلام الواضح الصريح من أبي شامة أخفاه الأستاذ عن المشاهدين وقرر خلافه ونسبه لأبي شامة
فهل من منكر؟ هل من مدافع عن العلم وهو ينتهك؟
والإمام أبو شامة - رحمه الله - أنكر في كتابه هذا "الباعث على إنكار البدع والحوادث" كثيراً من بدع الجنائز مثل قول القائل أثناء حمل الجنازة: استغفروا له غفر الله لكم، كما أنكر أن يكون للجمعة سنة قبلية وأنكر كذلك صلاة الرغائب وأنكر كذلك صلاة ليلة النصف من شعبان.
وهذا هو مذهب أبي شامة من خلال كلامه نفسه.
بالله عليكم ألم يقرر الأستاذ طول حلقته خلاف هذه التطبيقات وخلاف هذه الأحكام على أمثال هذه الأمثلة؟
ألم ينسب لأبي شامة وغيره أنهم لا يحكمون بالبدعة على ما جاءت به النصوص العامة ولم يخالف أصول الشرع؟
أين هذا الادعاء من كلام أبي شامة نفسه؟
أليس هذا مخالفة للحقائق؟
فلماذا نقل الأستاذ بعض كلام أبي شامة المجمل وترك باقي كلامه الموضح بالأمثلة الصريحة الذي هو ضد كلام الأستاذ تماما والذي نص أبو شامة نفسه أنه ألف كتابه من أجله؟ لماذا؟
أنا أريد القارئ الكريم أن يحكم على الأستاذ في صنيعه هذا.
كيف يكون أمينا من يفعل هذا؟
هل هذه أمانة أن تنقل تعريفا وتبتر الأمثلة المذكورة عقبه ثم تمثل من عندك بأمثلة تناقض أمثلة صاحب التعريف ثم تختم هذه الأفاعيل بأن تنسب ما ذكرته لصاحب التعريف في صورة عزو مجملة على أن هذه الأمثلة والتطبيقات هي مراده من التعريف وهي حقيقة مذهبه في هذه القضية؟
والأنكى أن تستخف بتطبيقاته هو مستدلا به في ذلك!!
وإضافة إلى شرحه لكلام أبي شامة بما يخالف مذهبه ونسبة هذه المخالفة لأبي شامة، وإضافة إلى تقرير أحكام تطبيقية خاطئة وإلصاقها بمذهب أبي شامة في البدعة
فإن الأستاذ استنكر كلاما واستدل على إنكاره بتعريف أبي شامة بينما عَيْن هذا الكلام قاله أبو شامة وأقر به!!
فقد استنكر الأستاذ على مخالفه حكمه بالبدعة على تخصيص العبادات بوقت أو كيفية دون دليل وجعله مخالفا لأقوال العلماء
فمثّل لقول مخالفه بـ (الدعاء المعين في وقت معين) كذا مثّل الأستاذ واستنكر تبديع مخالفه لهذا وذلك قبل شروعه في التعريفات
ثم استدل بتعريف أبي شامة ضمن بقية التعريفات على بطلان تبديع مخالفه الدعاء المعين في وقت معين وأشباهه من الأمثلة، ثم عاد ونقل نفس الصورة مستنكرا تبديعها وقال في بيانها:
(واحد يشوف واحد يخصص دعاء معين في وقت معين أو رقما معينا في ذكر معين يقولك ما تخصصش في وقت معين أو ما تعملهاش بكيفية لم ترد)
ثم كر عليها بالرد في كلام طويل ولم يخل من استخفاف به
وبالله عليك انظر ماذا قال أبو شامة:
" ولا ينبغي تخصيص العبادات بأوقات لم يخصصها بها الشرع بل يكون جميع أفعال البر مرسلة في جميع الأزمان ليس لبعضها على بعض فضل إلا ما فضله الشرع وخصه بنوع من العبادة فان كان ذلك اختص بتلك الفضيلة تلك العبادة دون غيرها كصوم يوم عرفة وعاشوراء ..
فالحاصل أن الملكف ليس له منصب التخصيص بل ذلك الى الشارع وهذه كانت صفة عبادة رسول الله قال الحافظ البيهقي في السنن الكبير باب من كره ان يتخذ الرجل صوم شهر يكمله من بين الشهور أو صوم يوم من الأيام ... " ا. هـ
ثم مثّل أبو شامة للتخصيص البدعي بصوم رجب وتخصيص يوم معين بالصيام واستدل بالشافعي وسبق قبل قليل ومثّل بتخصيص قراءة سورة الإخلاص وتكرارها وبتخصيص مسجد معين وتفضيله للعبادة وسبق كلامه كاملا قبل قليل
ماذا نسمي هذا الصنيع منك يا أستاذ؟
(يُتْبَعُ)
(/)
لماذا تصر على إبطال كلام يقول به أبو شامة وتنسب له أنه ممن يبطله بينما هو يقول به؟!!
هذا والله هو العجب
إنه والله استخفاف صارخ بالعلم.
أما العز بن عبد السلام فأيضا حذف الأستاذ من تعريفه كل الأمثلة المصاحبة والتي توضح مراده من التعريف بما يدل على أن العز أدمج البدعة لغة في تعريفه وهذا مناف لما قرره عنه الأستاذ عندما ذكر تعريف العز على أنه للبدعة الشرعية وهو خطأ على العز
فقد ذكر العز في البدعة الواجبة علم النحو وحفظ معاني القرآن الغريبة لغة
وذكر في البدعة المندوبة بناء المدارس وصلاة التراويح
وذكر في البدع المباحة التوسع في المآكل والمشارب والملابس والمساكن
وكل هذه الأمثلة دالة على شمول تعريفه للبدعة اللغوية خلافا لصنيع الأستاذ الذي جعله خاصا بالبدعة الشرعية
ولم يخطئ العز في التمثيل إلا عندما جعل المصافحة بعد الصبح والعصر من البدع المباحة مع أنه قرر بأنها من البدع المذمومة في فتاواه كما نقلت آنفا عندما جعلها بدعة مخالفة للسنة وحث على تركها
وإليك أقواله وتطبيقاته التي ولى لها الأستاذ ظهره مع إشادته العظيمة بشخص العز، ومن بينها مسألة مسح الوجه بعد الدعاء والمصافحة بعد الصلوات والدعاء بعدها من الإمام والتي كاد الأستاذ أن يكفر مخالفيه بها فكذب وشتم كعادته في الحلقة
يقول العز في كتاب "الفتاوى" له (ص392):
" ولا يستحب رفع اليد في القنوت كما لا ترفع في دعاء الفاتحة، ولا في الدعاء بين السجدتين، ولم يصح في ذلك حديث، وكذلك لا ترفع اليدان في دعاء التشهد؛ ولا يستحب رفع اليدين في الدعاء إلا في المواطن التي رفع فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -يديه، ولا يمسح وجهه بيديه عقيب الدعاء إلا جاهل، ولم تصح الصلاة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -في القنوت، ولا ينبغي أن يزاد على صلاة رسول الله في القنوت بشيء ولا ينقص " اهـ.
وسبق نقل كلامه عن المصافحة والدعاء أدبار الصلوات
قارن هذه التطبيقات بما يلصقه الأستاذ للعز من تسويغ للعمل بالنصوص العامة مطلقا ما لم تخالف أصول الشرع.
فالعز وإن كان قد أخطأ في هذا الباب كما نبه العلماء على هذا لكنه لا يقول بهذا الاطلاق الذي يلصقه الأستاذ به ظلما، وكلامه هذا وما سيأتي ناطق بنفسه على هذا
وفي "فتاواه" أعني العز بن عبد السلام (ص289) قال:
" ومن فعل طاعة لله تعالى، ثم أهدى ثوابها إلى حي؛ أو ميت لم ينتقل ثوابها إليه إذ ((وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى)) [النجم: 39] فإن شرع في الطاعة ناوياً أن يقع عن ميت لم يقع عنه إلا فيما استثناه الشرع كالصدقة: والصوم، والحج " انتهى
وقال العز ابن عبد السلام في الفتاوى الموصلية:
" ذِكر الصحابة والخلفاء والسلاطين بدعة غير محبوبة "
يعني في الخطب على المنابر مداومة
وفي كتاب أسنى المطالب للشافعية:
" قَالَ ابْنُ عَبْدِ السَّلَامِ إنَّ التَّرَضِّي عَنْ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ عَلَى الْوَجْهِ الْمَعْهُودِ فِي زَمَانِنَا بِدْعَةٌ غَيْرُ مَحْبُوبَةٍ "
وفي أسنى المطالب:
" قَالَ [العز] ابْنُ عَبْدِ السَّلَامِ الْقِيَامُ لِلْمُصْحَفِ بِدْعَةٌ لِأَنَّهُ لَمْ يُعْهَدْ فِي الصَّدْرِ الْأَوَّلِ "
وتأمل قوله: " بِدْعَةٌ لِأَنَّهُ لَمْ يُعْهَدْ فِي الصَّدْرِ الْأَوَّلِ "
فهذا المعنى قد أنكره الأستاذ بشدة وسفه القائل به مرارا في تلك الحلقة والله المستعان
وفيه أيضا:
(وَيُكْرَهُ الْقِيَامُ بِالْأَنْعَامِ فِي رَكْعَةٍ مِنْهَا) لِاعْتِقَادِ أَنَّهَا نَزَلَتْ جُمْلَةً وَقَالَ ابْنُ الصَّلَاحِ وَالنَّوَوِيُّ إنَّهُ بِدْعَةٌ تَشْتَمِلُ عَلَى مَفَاسِدَ وَصَوَّرَهَا فِي التِّبْيَانِ "
وفي حاشية البجيرمي وهو من كتب الشافعية قال عن تلقين الميت في قبره:
" وَفِي كَلَامِ الْحَافِظِ السُّيُوطِيّ:
لَمْ يَثْبُتْ فِي التَّلْقِينِ حَدِيثٌ صَحِيحٌ وَلَا حَسَنٌ بَلْ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ بِاتِّفَاقِ الْمُحَدِّثِينَ، وَلِهَذَا ذَهَبَ جُمْهُورُ الْأُمَّةِ إلَى أَنَّ التَّلْقِينَ بِدْعَةٌ وَآخِرُ مَنْ أَفْتَى بِذَلِكَ الْعِزُّ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ " ا. هـ
أيضا تأمل قوله: " ولهذا ذهب جمهور ... " لأجل عدم ثبوت حديث وهذا المعنى هو ما أنكره الأستاذ مرارا
وقال العز أيضا:
(يُتْبَعُ)
(/)
" وَقَدْ يُخْتَلَفُ فِي بَعْضِ ذَلِكَ، فَيَجْعَلُهُ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ مِنْ الْبِدَعِ الْمَكْرُوهَةِ، وَيَجْعَلُهُ آخَرُونَ مِنْ السُّنَنِ الْمَفْعُولَةِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَا بَعْدَهُ، وَذَلِكَ كَالِاسْتِعَاذَةِ فِي الصَّلَاةِ وَالْبَسْمَلَةِ " ا. هـ
يعني حال الجهر بها
وحكمه على هذا المثال بالخلافي يبين لك البون الشاسع بينه وبين ما ينادي به الأستاذ من إغلاق باب الحكم بالبدعة على ما أصله من العبادات ويصف الاشتغال به بالصخرة التي ينبغي أن تزال
وتأمل المسائل التي ذكرها العز والتي يروج لها الأستاذ وينكر على من يرى ببدعيتها كما صريح قاعدته وصريح ما نادى به من تطبيق مماثل ثم يستدل بالعز في إنكارها
وهذا غاية في انعدام الأمانة
أما الإمام الشافعي فانظر إلى تطبيقاته التي تبين بُعد المفهوم الذي ألصقه الأستاذ به
قال أبوشامة في كتابه الحوادث:
" قال الإمام الشافعي:
وأكره أن يتخذ الرجل صوم شهر يكمله كما يكمل رمضان وكذلك يوم من بين الأيام قال وإنما كرهته ليتأسى رجل جاهل فيظن أن ذلك واجب أو فعل حسن " ا. هـ
فانظر إلى منع الشافعي من التخصيص لتعلم أن الأستاذ كان يهرول في ناحية بينما الشافعي في ناحية أخرى
قَالَ الشَّافِعِيُّ في الأم:
" وَأُحِبُّ أَنْ يُخْلِصَ الْإِمَامُ ابْتِدَاءَ الْخُطْبَةِ بِحَمْدِ اللَّهِ وَالصَّلَاةِ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْعِظَةِ وَالْقِرَاءَةِ وَلَا يَزِيدُ عَلَى ذَلِكَ , (قَالَ الشَّافِعِيُّ): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَجِيدِ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قُلْت لِعَطَاءٍ مَا الَّذِي أَرَى النَّاسَ يَدْعُونَ بِهِ فِي الْخُطْبَةِ يَوْمئِذٍ أَبَلَغَك عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ عَمَّنْ بَعْدَ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ؟ قَالَ لَا إنَّمَا أُحْدِثَ إنَّمَا كَانَتْ الْخُطْبَةُ تَذْكِيرًا (قَالَ الشَّافِعِيُّ): فَإِنْ دَعَا لِأَحَدٍ بِعَيْنِهِ , أَوْ عَلَى أَحَدٍ كَرِهْته وَلَمْ تَكُنْ عَلَيْهِ إعَادَةٌ " انتهى من الأم
فتأمل حكمه على تخصيص الخطبة بدعاء معين بأنه محدث وكراهته له كراهة تحريم كما هو أصل الكراهة عند الشافعي وهو معروف، وبدليل أنه نص على أنها لا تصل حد إبطال الصلاة وهو حجم للكراهة يتنافى مع التنزيه، ويكفي تعليله كراهتها لأنها محدثة فماذا يريد الأستاذ أيضا
وقال الإمام الشافعي رحمه الله في كلمته المشهورة التي نقلها عنه أئمة مذهبه وعلماؤه كالغزالي في "المنخول" والمحلي في "جمع الجوامع-2/ 395 بحاشيته": "من استحسن فقد شرع "
ويقول كمال الدين بن حمزة الحسني الشافعي كما في مواهب الجليل
" وَالْمَشْهُورُ مِنْ مَذْهَبِ إمَامِنَا الشَّافِعِيِّ وَشَيْخِهِ مَالِكٍ وَالْأَكْثَرِينَ كَمَا قَالَهُ النَّوَوِيُّ فِي فَتَاوِيهِ وَفِي شَرْحِ مُسْلِمٍ أَنَّهُ لَا يَصِلُ ثَوَابُ الْقِرَاءَةِ لِلْمَيِّتِ قَالَ بَعْضُ الْمُفْتِينَ: فَإِهْدَاءُ مَنْ لَا يَعْتَقِدُ الْوُصُولَ عَبَثٌ مَكْرُوهٌ "
فهل هذه الأقوال تصدر ممن يرى أن العمل يثبت بمجرد النص العام وأنه متى لم يصادم أصول الشرع فلا بأس به كما ينسب له الأستاذ؟
إذا لماذا أنكر الشافعي هذه الأعمال في هذه الأمثلة؟
ولماذا لم ينقل عنه الأستاذ ولو تطبيقا واحدا؟ لا فيما طرحه من أمثلة ولا في غيرها؟
فهل هذه هي الأمانة العلمية؟ أن تنسب للإمام ما لم يقل وتتجنب ما قال؟
وأما السيوطي- رحمه الله – فهو نموذج مكشوف لإخلال الأستاذ بالأمانة
وأتركك مع هذه الباقة من أقواله التي أقسم بالله الجليل أنها تصادم ما قرره الأستاذ مصادمة واضحة وأن الأستاذ قد ألصق بالسيوطي ما يخالفها والله المستعان
قال السيوطي رحمه الله:
" وكل اجتماع يتكرر بتكرر الأسابيع والشهور والأعوام غير الاجتماعات المشروعة هو المبتدع، ففرق بين ما يفعل من غير ميعاد وبين ما يتخذ سنة وعادة؛ فإن ذلك يضاهي المشروع وقد كره ابن مسعود وغيره من الصحابة اعتياد الاجتماع في مكان مخصوص، وهو المنصوص عن أحمد أنه، قيل له:
تكره أن يجتمع القوم يدعون الله تعالى ويرفعون أيديهم؟ فقال: ما أكره للإخوان إذا لم يجتمعوا على عهد إلا أن يكثروا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأصل هذا أن العبادات المشروعة التي تتكرر بتكرر الأوقات حتى تصير سنناً ومواسم، قد شرع الله منها ما فيه كفاية المتعبد، فإذا أُحدث اجتماع زائد كان مضاهاة لما شرعه الله تعالى وسنة رسوله " ا. هـ
تأمل بالله هذا الكلام لتعلم أي جناية جناها ذلك الأستاذ على السيوطي وغير السيوطي
بماذا سيحكم القارئ عندما يجد الأستاذ ينسب للسيوطي كلاما آخر ومذهبا آخر غير مذهبه لمجرد أنه وافقه في مسألة؟
وقال السيوطي أيضا:
" ومن البدع ما يفعل في الجنائز من ترك .. الإنصات فيها، وقراءة القرآن معها بالألحان "
وقال السيوطي:
" ومن ذلك [من البدع] التلحين في القراءة والآذان. وقد روي أن رجلاً من المؤذنين قال لابن عمر: " إني أحبك في الله، فقال له: لكني أبغضك في الله، قال: لم؟ قال: لأنك تتغنى في الآذان وتأخذ عليه " ا. هـ.
بالله هل هذا كلام من يكتفي بالنصوص العامة ولا يرى بدعة إلا ما خالف أصول الشريعة؟ اتقوا الله ياقوم
وانظر هنا إلى كلام السيوطي عن أحد المسائل التي شغب فيها الأستاذ على مخالفه وهي التعريف يوم عرفة في غير مكان عرفة
قال السيوطي رحمه الله:
" ومن ذلك التعريف المحدث:
قال ابن وهب: سمعت مالكاً يسأل عن جلوس الناس في المسجد عشية عرفة بعد العصر واجتماعهم للدعاء، فقال: ليس هذا من أمر الناس، وإنما مفاتيح هذه الأشياء من البدع.
وقال مالك في العتبية: وأكره أن يجلس أهل الآفاق يوم عرفة في المساجد للدعاء، ومن اجتمع إليه الناس فلينصرف في مقامه، ومقامه في منزله أحب إليه، فإذا حضرت الصلاة رجع فصلى في المسجد
وروى محمد بن وضاح: أن الناس اجتمعوا بعد العصر من يوم عرفة في مسجد النبي (يدعون، فخرج نافع مولى ابن عمر فقال: يا أيها الناس، إن الذي أنتم فيه بدعة، وليست بسنة، أدركت الناس ولا يصنعون هذا.
وقال إبراهيم النخعي: الاجتماع يوم عرفة أمر محدث.
... " ا. هـ
وهذه هي نفس المسألة التي شنع فيها الأستاذ على مخالفيه
وقال السيوطي أيضا:
" ومن البدع قراءة سورة الأنعام في ركعة صلاة التراويح، ويروون في ذلك حديثاً لا أصل له عن ابن عباس عن أبي بن كعب رضي الله عنهما عن النبي (، قال: " أنزلت سورة الأنعام جملة واحدة يشيعها سبعون ألف ملك بالتسبيح والتحميد ". وهذا الحديث إسناده ضعيف مظلم، فاغتر بذلك من سمعه من عوام المصلين. ثم لو صح هذا الحديث لم يكن فيه دلالة على استحباب قراءتها في ركعة.
فقراءتها في ركعة واحدة بدعة من وجوه.
أحدها: تخصيص ذلك بسورة الأنعام دون غيرها، فيوهم أن ذلك سنة فيها دون غيرها، والأمر بخلاف ذلك.
والثاني: تخصيص ذلك بصلاة التراويح دون غيرها.
والثالث: ما فيه من التطويل على المؤمنين، لا سيما على من يجهل ذلك من عادتهم، فيقلق ويضجر ويسخط ويكره العبادة.
والرابع: ما فيه من مخالفة السنة من تقليل القراءة في الركعة الثانية عن الأولى. وقد عكس صاحب هذه البدعة قضية ذلك، وخالف الشريعة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وابتدع بعضهم بدعة أخرى وهي: جمع آيات سجدات القرآن عقيب ختم القرآن في صلاة التراوح في الركعة الأخيرة فيسجد بالمأمومين جميعاًا. هـ
بالله عليك قارن بين هذا الكلام من السيوطي نفسه وبين ما ألصقه به الأستاذ من كلام منافي للعلم فنحن أمام خروقات علمية جسيمة تحتاج إلى محكمة شرعية
وقال السيوطي:
" ومن البدع في الخطبة أشياء، فمن ذلك دق الخطيب المنبر عند صعوده ثلاث مرات بأسفل سيفه دقاً مزعجاً.
ومنها: تباطؤه في الصعود واشتغاله بالدعاء قبل الإقبال على الناس، والسلام عليهم، ورفع يديه عند الدعاء، فبدعة قديمة.
ومنها الالتفات يميناً وشمالاً عند قوله آمركم وأنهاكم، وعند الصلاة على النبي (، ولا أصل لشيء من ذلك، بل السنة الإقبال على الناس من أول الخطبة إلى آخرها، قال الشافعي رضي الله عنه: ويقبل الخطيب بوجهه على الناس، ولا يلتفت يميناً وشمالاً " ا. هـ
وقال السيوطي:
" ومن البدع ... اجتماع الرجال على القبر اليوم الثاني والثالث. ومن ذلك السجع في الدعاء"
وقال أيضا:
" ومن ذلك زخرفة المساجد، وتحلية المصاحف، وكثرة المساجد في المحلة الواحدة "
وقال السيوطي عن الصلاة على رسول الله عقب العطاس زيادةً على الحمد الذي في الذكر الوارد:
" فالعدول إلى غيره أو الزيادة فيه عدول عن المشروع وزيادة عليه وذلك بدعة ومذموم " ا. هـ
وقد أنكر في كتابه "الأمر بالاتباع والنهي عن الابتداع" الصلاة في المساجد المبنية على القبور! وكذلك إيقاد السرج على القبور والمزارات وأنكر صلاة الرغائب وأنكر الاجتماع للعزاء وأنكر التلفظ بالنية قبل الصلاة
وقال أيضا:
(وأما السؤال الرابع والثلاثون): فجوابه أن أحداث الألحان في الذكر بدعة لم تكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا أبي بكر و لا عمر ولا عثمان ولا علي ولا فعلها أحد من الصحابة ولا التابعين ولا السلف الصالحين فإن انضم إلى ذلك تمطيط الأحرف والإشباع في غير موضعه والاختلاس في غير موضعه والترقيص والتطريب وتعويج الحنك والرأس فهذا مغن لا ذاكر وأخشى عليه أن يجاب من قبل الله باللعنة " ا. هـ
فتأمل فإنه بدّع الذكر بهذه الصفة بمجرد إحداث الألحان، ويخشى اللعنة على صاحبها إذا انضاف إلى ذلك تمطيط وتطريب ... الخ
وكلامه في كتابه كثير أكتفي بما ذكرته هنا
والسيوطي وإن قسم البدعة إلى مستحسنة ومستقبحة وقال بجواز المولد وكلاهما خطأ لكنه موافق للسلف في القاعدة وفي ضابط البدعة في الجملة، وكل هذه التطبيقات الصحيحة التي نقلناها عنه من كتابه شاهدة بهذا فهو أقرب إلى مذهبنا في البدعة من مذهب الأستاذ بل لا يوجد قرب بين مفهوم البدعة عند الأستاذ وعند السيوطي، لكن الأستاذ لا يريد أن يخوض الموضوع بأمانة فألصق بالسيوطي ما هو منه براء وإلى الله الالتجاء(/)
البدعة بين النصيحة والخدعة (الحلقة الرابعة)
ـ[الصيعاني]ــــــــ[26 - Jun-2009, مساء 06:53]ـ
أما الحافظ ابن رجب رحمه الله فأكتفي في بيان وكشف ما ألصقه به الأستاذ بجملة واحدة، قال في "فضل علم السلف" (ص31):
" ... فأما ما اتفق السلف على تركه؛ فلا يجوز العمل به؛ لأنهم ما تركوه إلا على علم أنه لا يعمل به".
وسيأتي عنه تقرير أن كل بدعة ضلالة وأن البدعة شرعا لا يوجد فيها مستحسن
وأما شيخ الإسلام ابن تيمية فاحتجاج الأستاذ به على ما طرحه من مفاهيم باطلة وإلصاقها به فهو من أظهر ما قام به الأستاذ من مجانبة لأمانة العلم وخروج عن أدب الدعوة إلى الله، يشهد بفحش صنيعه والله وبالله وتالله كل من له صلة ولو ضعيفة بالعلم ولو من طائفته التي ينصرها.
أنا لا أتكلم عن مجرد ذكره له في مسألة السبحة أو مسألة إهداء القرآن للميت، فهو لم يقتصر على هذا وإنما أتكلم عن حرصه على إيهام السامع بأن شيخ الاسلام معه في تعريفه للبدعة عندما نقل تعريفا لابن تيمية وشرحه بما يوافق مذهبه، وحرص على بيان أنه معه في مفهوم البدعة الذي قرره الأستاذ، وأنه في مسألة السبحة وإهداء القرآن قد برهن على موافقته له في أصل الموضوع بناء على أنه نموذج لغيرها، وكلامه واضح جدا.
ومن ذلك عندما كان يتكلم عن الموضوع ككل وعن المفهوم الذي طرحه ودافع عنه قال مخاطبا مخالفه:
(سيبك مني أنا، رد على الشافعي رد على ابن تيمية .. )
ولم يكن يتكلم عن تطبيق معين أو مثال معين وإنما على مجموع ما طرحه
وأكده أيضا عندما قال في كلام عام عن الموضوع لا عن مسألة منه:
(أوعى أقول لك قال ابن تيمية أو الشافعي أو مالك بتقول أنا بس سمعت في الشريط الشيخ قال كده)
فالرجل ينادي بأن ما عرضه من معنى للبدعة موافق لابن تيمية
وحرص على أن يبين للمشاهد أن شيخ الإسلام ضد مخالفيه في هذا الباب
وهذا والله عمل منافي للأمانة ويعلمه الأستاذ يقينا لكنها سياسة أهل الباطل المنافية لتعاليم الإسلام ويظنونها شطارة وذكاء وكياسة
وفاتهم أن هذه هي الغفلة الحقيقية والله، وصدق الصديق أبوبكر رضي الله عنه عندما قال:
" إن أكيس الكيس التقى وإن أحمق الحمق الفجور "
لكن (من يهن الله فما له من مكرم) (ومن يضلل الله فماله من هاد)
(وما الله بغافل عما تعملون)
وإليك طرفا من كلام شيخ الإسلام الذي أغمض عنه الأستاذ عينيه
وسيأتي له مزيد أمثلة عند ذكر التطبيقات، وأيضا سيأتي إبطال شيخ الإسلام لتقسيم البدعة إلى مستحسنة ومستقبحة بل وتشديده على من يقسمها.
وسأبدأ ببعض المسائل التي طرحها الأستاذ كأمثلة عنده لما ليس بدعة وسفه فيها الأستاذ من يقول بالبدعية
سُئِلَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ - أَغْدَقَ اللَّهُ الرَّحْمَةَ عَلَى رُوحِهِ الزَّكِيَّةِ - عَنْ الْمُصَافَحَةِ بَعْدَ الْعَصْرِ وَالْفَجْرِ هَلْ هِيَ سُنَّةٌ مُسْتَحَبَّةٌ أَمْ لَا؟
أَجَابَ رَحمه الله بِقَوْلِهِ:
"أَمَّا الْمُصَافَحَةُ عَقِبَ الصَّلَاةِ فَبِدْعَةٌ لَمْ يَفْعَلْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَسْتَحِبَّهَا أَحَدٌ مِنْ الْعُلَمَاءِ " انْتَهَى
وَسُئِلَ عَنْ الْمُصَافَحَةِ عَقِيبَ الصَّلَاةِ: هَلْ هِيَ سُنَّةٌ أَمْ لَا؟.
الْجَوَابُ
فَأَجَابَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ. الْمُصَافَحَةُ عَقِيبَ الصَّلَاةِ لَيْسَتْ مَسْنُونَةً بَلْ هِيَ بِدْعَةٌ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ " ا. هـ
وقال في الفتاوى عن الدعاء بعد كل صلاة:
" وأما دعاء الإمام والمأمومين جميعا عقيب الصلاة فهو بدعة لم يكن على عهد النبي صلى الله عليه و سلم بل إنما كان دعاؤه في صلب الصلاة فإن المصلي يناجي ربه فإذا دعا حال مناجاته له كان مناسبا وأما الدعاء بعد انصرافه من مناجاته وخطابه فغير مناسب وإنما المسنون عقب الصلاة هو الذكر المأثور " ا. هـ
وقال عن المولد كما في الفتاوى:
" وهكذا القول فى ليلة المولد وغيرها والبدع المكروهة ما لم تكن مستحبة فى الشريعة وهى أن يشرع ما لم يأذن به الله فمن جعل شيئا دينا وقربة بلا شرع من الله فهو مبتدع ضال وهو الذى عناه النبى بقوله كل بدعة ضلالة فالبدعة ضد الشرعة والشرعة ما أمر الله به ورسوله أمر ايجاب أو أمر استحباب "
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال عن مسألة: فيمن يعمل كل سنة ختمة في ليلة مولد النبي صلى الله عليه و سلم هل ذلك مستحب أم لا؟
الجواب: الحمد لله جمع الناس للطعام في العيدين وأيام التشريق سنة وهو من شعائر الإسلام التي سنها رسول الله صلى الله عليه و سلم للمسلمين وإعانة الفقراء بالإطعام في شهر رمضان هو من سنن الإسلام فقد قال النبي صلى الله عليه و سلم: [من فطر صائما فله مثل أجره وإعطاء فقراء القراء ما يستيعنون به على القرآن عمل صالح في كل وقت ومن أعانهم على ذلك كان شريكهم في الأجر]
وأما اتخاذ موسم غير المواسم الشرعية كبعض ليالي شهر ربيع الأول التي يقال أنها ليلة المولد أو بعض ليالي رجب أو ثامن عشر ذي الحجة أو أول جمعة من رجب أو ثامن شوال الذي يسميه الجهال (عيد الأبرار) فإنها من البدع التي لم يستحبها السلف ولم يفعلوها والله سبحانه وتعالى أعلم
وقال عن مسح الوجه
" وأما رفع النبي صلى الله عليه و سلم يديه في الدعاء: فقد جاء فيه أحاديث كثيرة صحيحة وأما مسحه وجهه بيديه فليس عنه فيه إلا حديث أو حديثان لا يقوم بهما حجة والله أعلم "
وكل هذه الأمثلة السابقة تخص الأمثلة التي نقلها الأستاذ لكنه لم يلتفت إليها مجانبة للأمانة واستغفالا للمشاهدين هداه الله
وقال شيخ الإسلام عن دعاء الخطيب بعد صعوده المنبر على نحو مخصوص:
" وأما دعاء الإمام بعد صعوده ورفع المؤذنين أصواتهم بالصلاة فهذا لم يذكره العلماء وإنما يفعله من يفعله بلا أصل شرعي
وأما رفع المؤذنين أصواتهم وقت الخطبة بالصلاة وغيرها فهذا مكروه باتفاق الأئمة "
وقال:
" الجهر بالنية في الصلاة من البدع السيئة ليس من البدع الحسنة وهذا متفق عليه بين المسلمين لم يقل أحد منهم أن الجهر بالنية مستحب ولا هو بدعة حسنة فمن قال ذلك فقد خالف سنة الرسول صلى الله عليه و سلم وإجماع الأئمة الأربعة وغيرهم وقائل هذا يستتاب فإن تاب وإلا عوقب بما يستحقه
وإنما تنازع الناس في نفس التلفظ بها سرا هل يستحب أم لا؟ على قولين والصواب أنه لا يستحب التلفظ بها فإن النبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه لم يكونوا يتلفظون بها لا سرا ولا جهرا والعبادات التي شرعها النبي صلى الله عليه و سلم لأمته ليس لأحد تغييرها ولا إحداث بدعة فيها
وليس لأحد أن يقول: إن مثل هذا من البدع الحسنة مثل ما أحدث بعض الناس الأذان في العيدين والذي أحدثه مروان بن الحكم فأنكر الصحابة والتابعون لهم بإحسان ذلك هذا وإن كان الأذان ذكر الله لأنه ليس من السنة وكذلك لما أحدث الناس اجتماعا راتبا غير الشرعي: مثل الاجتماع على صلاة معينة أول رجب أو أول ليلة جمعة فيه وليلة النصف من شعبان فأنكر ذلك علماء المسلمين ا. هـ
وقال في مسألة: في رجل مؤذن يقول عند دخول الخطيب إلى الجامع: إن الله وملائكته يصلون على النبي فقال رجل: هذا بدعة فما يجب عليه؟
الجواب: جهر المؤذن بذلك كجهره بالصلاة والترضي عند رقي الخطيب المنبر أو جهره بالدعاء للخطيب والإمام ونحو ذلك: لم يكن على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم وخلفائه الراشدين ولا استحبه أحد من الأئمة
وأشد من ذلك الجهر بنحو ذلك في الخطبة وكل ذلك بدعة والله أعلم
قال شيخ الإسلام
مسألة: فيما يصنعه أئمة هذا الزمان من قراءة سورة الأنعام في رمضان في ركعة واحدة ليلة الجمعة هل هي بدعة أم لا؟
الجواب: نعم بدعة فإنه لم ينقل عن النبي صلى الله عليه و سلم ولا عن أحد من الصحابة والتابعين ولا غيرهم من الأئمة أنهم تحروا ذلك
وأيضا فلو كان الصحابة كلهم يقرأون الفاتحة خلفه إما في السكتة الأولى وإما في الثانية لكان هذا مما تتوفر الهمم والدواعي على نقله فكيف ولم ينقل هذا أحد عن أحد من الصحابة أنهم كانوا في السكتة الثانية خلفه يقرأون الفاتحة مع أن ذلك لو كان مشروعا لكان الصحابة أحق الناس بعلمه وعمله فعلم أنه بدعة ا. هـ
وغير هذه الأقوال كثير من كلام شيخ الاسلام سيأتي ذكر جملة منها في تعريف البدعة وعند بيان أن البدعة ليس فيها حسن وفي تقرير البدعة الإضافية بل كل ما ذكره الأستاذ قد تكلم شيخ الإسلام بضده بصورة يقطع معها الناظر بأن الأستاذ كان تائها تماما عن مذهب شيخ الإسلام وسواء ذلك عن قصد لتتويه الغير أم لا فالله حسيبه لكن الذي يمكننا القطع به أنه تائه
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن تصرفات الأستاذ الغير اللائقة نقله قول ابن تيمية الذي قال فيه:
" وما خالف النصوص فهو بدعة باتفاق المسلمين وما لم يعلم أنه خالفها فقد لا يسمى بدعة " ا. هـ
فعلق الأستاذ قائلا ها هو ابن تيمية قال لا يسمى بدعة ا. هـ
وهذا تصرف لا ينبغي فكل دارس ولو كان ضعيفا في العلم يعلم أن قوله " فقد لا يسمى بدعة " لا يساوي قوله "لا يسمى بدعة" وإنما معناه " وقد يسمى بدعة "
فلماذا فسرها الأستاذ بأنها لاتسمى بدعة مطلقا؟!
هذا لا يليق بعلم الأستاذ ولا أمانته، فمرادك الانتصار لمذهبك ينبغي ألا يؤثّر على ضوابط النقل والأمانة فيه
ولقد اعتمد الأستاذ على تلك الانتقائية المنافية للأمانة حتي في غير صلب الموضوع استكثارا للاستدلال بمن ليس بمعتبر
فقد احتج برجل وصفه بأنه (أحد الصالحين) وهو أبو الخطاب بن دحية من أوائل من ألّف في جواز المولد ومن أوائل من قال به
هذا الذي وصفه الأستاذ بالصلاح انظر ما حقيقة حاله
قال ابن كثير في البداية
" قال السبط: وقد كان [يعني ابن دحية] كابن عنين (كذا) في ثلب المسلمين والوقيعة فيهم، ويتزيّد في كلامه فترك الناس الرواية عنه وكذبوه، وقد كان الكامل مقبلا عليه، فلما انكشف له حاله أخذ منه دار الحديث وأهانه، توفي في ربيع الاول بالقاهرة ودفن بقرافة مصر.
قال ابن كثير
قلت: وقد تكلم الناس فيه بأنواع من الكلام، ونسبه بعضهم إلى وضع حديث في قصر صلاة المغرب، وكنت أود أن أقف على إسناده لنعلم كيف رجاله، وقد أجمع العلماء كما ذكره ابن المنذر وغيره على أن المغرب لا يقصر، والله سبحانه وتعالى يتجاوز عنا وعنه بمنه وكرمه ا. هـ
وقال الزركلي في الأعلام
وكان كثير الوقيعة في العلماء والائمة فأعرض بعض معاصريه عن كلامه، وكذبوه في انتسابه إلى " دحية " وقالوا: إن دحية الكلبي لم يعقب ".
حتى أن له كتابا في أسماء الخمر كما ذكر الزركلي
وقال الإمام صلاح الدين الصفدي في كتابه الوافي وهو من أشهر كتب التواريخ:
" وكان [يعني أبا الخطاب بن دحية] يقول إنه حفظ صحيح مسلم. وكان ظاهريَّ المذهب، كثير الوقيعة في أئمَّة الجمهور وفي العلماء من السلف.
قال محبّ الدين بن النجَّار: وكان خبيث اللسان، أحمق، شديد الكِبَر، قليل النظر في الأمور الدينية، متهافتاً في دينه، وقال قبل ذلك: وذكر أنه سمع كتاب الصلة لتاريخ الأندلس من ابن بَشْكُوال، وأنه سمع من أهل الأندلس، غير أنِّي رأيت الناس مُجمعين على كذبه، وضعفه، وادّعائه لقاء من لم يلقه، وسماع ما لم يسمعه. وكانت أمارات ذلك لائحةً عليه، وكان القلبُ يأبى سماع كلامه، ويشهد ببطلان قوله. وكان يُحكى من أحواله، ويحرِّف في كلامه، وصادف قبولاً من السلطان الملك الكامل، وأقبل عليه إقبالاً عظيماً، وكان يُعظِّمه ويحترمه، ويعتقد فيه، ويتبرَّك به، وسمعتُ من يذكر أنه كان يُسَوِّي له المداس حين يقوم. وكان صديقنا إبراهيم السَّنْهوري المحدّث، صاحب الرحلة إلى البلاد، قد دخل إلى بلاد الأندلس، وذكر لعلمائها ومشايخها أن ابن دحية يدَّعي أنه قرأ على جماعة من شيوخ الأندلس القدماء، فأنكروا ذلك وأبطلوه، وقالوا: لم يلقَ هؤلاء ولا أدركهم، وإنَّما اشتغل بالطلب أخيراً، وليس نسبه بصحيح في ما يقوله، ودحية لم يُعْقِبْ. فكتب السَّنهوري مَحْضَراً، وأخذ خطوطهم فيه بذلك، وقدم به ديار مصر، فاشتكى إلى السلطان منه، فقال: هذا يأخذ من عرضي ويؤذيني؛ فأمر السلطان بالقبض عليه، وأُشهر على حمار، وأُخرج من ديار مصر، وأخذ ابن دحية المحضر وخرَّقهُ.
قال الشيخ شمس الدين: وبسببه بنى السلطان دار الحديث بالقاهرة، وجعله شيخها. وكان يُرمى بشيءٍ من المجازفة، وقيل عنه ذلك للكامل، فأمره بتعليق شيءٍ على الشهاب، فعلَّق كتاباً، تكلَّم فيه على الأحاديث والأسانيد، فلمَّا وقف عليه الكامل قال له بعد أيام: قد ضاع منِّي ذلك الكتاب، فعلِّق لي مثله؛ ففعل، فجاء في الثاني مناقضةُ الأول، فعلم الكامل صحَّة ما قيل عنه. ا. هـ
أهذا أحد الصالحين يا أستاذ؟
وسواء قصر الأستاذ أو تعمد إخفاء حاله أيا كان فإنه يقدح في أمانته، ومن يكون بهذه الدرجة من التقصير كيف يكون أمينا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
لو أنك أيها القارئ أودعت مالا ذا قيمة لدى رجل لا يكذب ولا يسرق ولا يُشك فيه من هذه الناحية ثم جاءك بعد فترة وقال لك ضاع مني المال، وعندما سألتَه تبين أنه ترك المال في البيت ونسي أن يغلق الباب وذهب إلى نزهة لمدة أيام وفي طريقه إلى النزهة لحقه شك في إغلاق الباب لكنه لم يرجع كسلا
بماذا ستصفه؟ أيكون مثله أمينا؟
فكيف من يكون مهملا في العلم نحو هذا الاهمال؟
ولماذا لا يهمل الأستاذ إلا عندما يكون الإهمال يخدم قوله ورأيه هل هذه مصادفة؟
كمن يحفظ ماله ومال غيره كلما فُقد شيء من المال تبين أن المفقود هو مال الغير!!
فهل في ائتمان هذا النوع من خير؟
والله لو فعل الأستاذ مثل هذه الانتهاكات في خصومة على أرض أو في حق قبيلة وأنسابها لنكل به لكن في العلم والدين إنما يجد من يصفق له ويمكّنه من العبث أمام الملايين
أما ذلك الوالي الذي استأنست به وأثنيت عليه وصورته في صورة القدوة باعتباره من أوائل من أحيا المولد فانظر إلى ما كان يعمله في المولد.
قال ابن خلكان في وفيات الأعيان عن ذلك الملك أبو سعيد كوكبري بن زين الدين علي بن بكتكين وما كان يفعله في المولد النبوي:
فإذا كان أول صفر زينوا تلك القباب بأنواع الزينة الفاخرة المتجملة، وقعد في كل قبة جوق [فرقة] من الأغاني، وجوق من أرباب الخيال ومن أصحاب الملاهي، ولم يتركوا طبقة من تلك الطبقات (طبقات القباب) حتى رتبوا فيها جوقاً.
وتبطل معايش الناس في تلك المدة، وما يبقى لهم شغل إلا التفرج والدوران عليهم ...
إلى أن قال: فإذا كان قبل يوم المولد بيومين أخرج من الإبل والبقر والغنم شيئاً كثيراً زائداً عن الوصف وزفها بجميع ما عنده من الطبول والأغاني والملاهي، حتى يأتي بها إلى الميدان ...
إلى أن قال: فإذا كانت ليلة المولد عمل السماعات بعد أن يصلي المغرب في القلعة. ا. هـ.
قال الحافظ ابن كثير في البداية (2) في ترجمة أبي سعيد كوكبري: وكان يعمل المولد الشريف في ربيع الأول ويحتفل به احتفالاً هائلاً ... إلى أن قال: قال السبط: حكى بعض من حضر سماط المظفر في بعض الموالد أنه كان يمد في ذلك السماط خمسة آلاف رأس مشوي، وعشرة آلاف دجاجة، ومائة ألف زبدية، وثلاثين ألف صحن حلوى ... إلى أن قال: ويعمل للصوفية سماعاً من الظهر إلى الفجر ويرقص بنفسه معهم ا. هـ.
بالله عليكم هل هذا دين النبي الكريم رقص وهيص؟
هذه أول ثمار المولد وهو في مهده، فرق موسيقية ورقص من هذا الملك الذي استأنس به الأستاذ واستكثر به، وكل هذا أخفاه الأستاذ عن الناس مع رجوعه لابن خلكان، وقد ذكر السيوطي رقص الملك في كتابه الذي قرأ منه الأستاذ واكتفى الأستاذ بمدح هذا الملك والثناء عليه؟!
ولتعلم حجم ما وقع فيه الأستاذ انظر ما قاله العلامة ابن تيمية الذي أجلّه الأستاذ إجلالا عظيما قال رحمه الله:
(فأما الاجتماع في عمل المولد على غناء ورقص ونحو ذلك واتخاذه عبادة، فلا يرتاب أحد من أهل العلم والإيمان في أن هذا من المنكرات التي ينهى عنها، ولا يستحب ذلك إلا جاهل أو زنديق).
والأستاذ بكل جرأة يؤيد مذهبه بكليهما
بابن تيمية الذي يعد استحباب هذا جهلا أو زندقة
وبذلك الملك الذي يستحب هذا الفعل ويقارفه!!
خامسا: إنكار الأستاذ وجود أقوال يحتج بها مخالفه ونفيه لها مع أن منها ما هو مجمع عليه ومنها ما هو مشهور محتج به عند أكثر أهل العلم.
ـ فالأستاذ أكثر من الإنكار في حلقته لمقالة عبر عنها بقوله:
(النبي ما عملهاش ولو كان خيرا لسبقونا إليه)
كررها منكرا مرارا ومرارا بصورة ظاهرة بنفس هذا اللفظ وبقريب منه، تارة يسوقها حاكيا لها عن مخالفه متهكما به مجهلا وتارة يصرح بأنه لم يقلها أحد من العلماء، وأخرى راميا مخالفه بأنه اخترعها من عنده وغير هذا من صور النكير المصحوبة بالتنقص من مخالفه والتي شملت إنكار العبارة ذاتها وشملت إنكار استعمالها في مقام الحكم بالبدعة على الأعمال المحدثة.
ومن ذلك قوله: (دي الوقت الشباب أصحابنا يقولك النبي ما عملهاش! يا ترى النبي ما عملهاش ولو كان خيرا لسبقنا إليه! ذا كلام العلماء؟! ولا ذا كلام أصلا مش علمي)
وذكر من سماهم بالتبديعيين وعرفهم قائلا:
(اللي في وسطنا اللي كل شوية يقولك دي بدعة والسلف ما عملوهاش ولو كان خيرا لسبقك إليه النبي
(يُتْبَعُ)
(/)
سبب وجود هؤلاء هو قلة العلم عموما وقلة السعي لطلب العلم) ا. هـ
وقال: (ولا واحد من الأئمة قال: اللي النبي ما عملهاش ولم يكن عليها هدي السلف تكون بدعة)
وهذا من أعجب الأمور، إذ العبارة عبارة أهل السنة قاطبة وهم عليها وبها وعنها يذودون كافة وهذه من الأستاذ والله كاشفة
إذ الجلي من الخلل يبين الخفي، ومَنْ غيّر في حدود الأرض تزيُّدا وهي داخل التخطيط ولم يبال بالعلامات المنصوبة الثابتة فلا غرو أن يغير في الأرض الأخرى التي قد تخفى علاماتها، ومن أنكر الحق المتفق عليه وليس معه فيه أحد فلن يألوا جهدا في إنكار الحق الذي وَجَد معه فيه معارضا والله الموعد وعند الله تجتمع الخصوم
وأقول له ـ هداه الله ـ:
قال الإمام العدل الثقة الحافظ ابن كثير في كتابه العظيم المشهور المتوفر الذي لا تخلو منه مكتبة، قال رحمه الله:
" وأما أهل السنة والجماعة فيقولون في كل فعل وقول لم يثبت عن الصحابة: هو بدعة؛ لأنه لو كان خيرا لسبقونا إليه، لأنهم لم يتركوا خصلة من خصال الخير إلا وقد بادروا إليها " ا. هـ
يكاد يكون عين ما نفاه الأستاذ بحروفه ينسبه هنا الإمام العلم ابن كثير إلى أهل السنة كافة فتبصر يا طالب الحق.
ونقل الإمام الشاطبي في فتاويه عن الإمام مالك إمام دار الهجرة وقدوة الصادقين أهل السنة وأكثر من تكلم في باب البدعة من الأئمة
أنه قال عن مسألة الاجتماع لقراءة القرآن (طبعا بصوت جماعي) قال مالك رحمه الله:
" إنه شيء أُحدث، وإن السلف كانوا أرغب للخير، فلو كان خيراً لسبقونا إليه " ا. هـ
وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره أيضا
" ومن وهذه الآية الكريمة استنبط الشافعي، رحمه الله، ومن اتبعه أن القراءة لا يصل إهداء ثوابها إلى الموتى؛ لأنه ليس من عملهم ولا كسبهم؛ ولهذا لم يندب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته ولا حثهم عليه، ولا أرشدهم إليه بنص ولا إيماء، ولم ينقل ذلك عن أحد من الصحابة، رضي الله عنهم، ولو كان خيرا لسبقونا إليه، وباب القربات يقتصر فيه على النصوص، ولا يتصرف فيه بأنواع الأقيسة والآراء " ا. هـ
نفس الإمام الذي احتج به الأستاذ، يثبت نفس ما نفاه الأستاذ، في نفس المثال والتطبيق الذي أنكره الأستاذ!!!
فإلى أين سيهرب الأستاذ؟
وذلك في كتاب لايكاد يخلو منه بيت فضلا عن مكتبة طالب علم فماذا يريد بعد هذا؟
هذا والله هو العبث بعينه.
وقال شيخ الإسلام في كتابه الاقتضاء:
" مع اختلاف الناس في مولده. فإن هذا لم يفعله السلف، مع قيام المقتضي له، وعدم المانع منه لو كان خيرًا.
ولو كان هذا خيرًا محضا، أو راجحًا لكان السلف رضي الله عنهم أحق به منا " ا. هـ
أيضا نفس الإمام الذي احتج به الأستاذ، يثبت نفس ما نفاه الأستاذ، في نفس المثال والتطبيق الذي أنكره الأستاذ!!!
عجب والله!!
وقال في شرح العمدة:
" وفي كل ذلك يُحرم هو والمسلمون من الميقات ولم يندب أحدا إلى الإحرام قبل ذلك ولا رغب فيه ولا فعله أحد على عهده فلو كان ذلك أفضل لكان أولى الخلق بالفضائل أفضل الخلائق وخير القرون ولو كان خير لسبقونا إليه وكانوا به أولى وبفضل لو كان فيه أحرى ولندب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك كما ندب إلى جميع الفضائل "
قال العلامة عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ رحمه الله وليس معاصرا كما في الدرر السنية:
" وأما البدعة المنهي عنها، فكل ما حدث بعد النبي وأصحابه، ولا دل عليه قول من النبي صلى الله عليه وسلم ولا فعل، وكذلك أصحابه، الذين هم أحرص الأمة على فعل الخير، فكل ما حدث بعدهم في العبادات، وغيرها من أمور الدين، فهو بدعة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه في خطبته: "وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة"
وبسط القول في هذا يستدعي كتابا ضخما، لكن في أصول الأدلة، ما يكفي المسافر إلى الله على صراطه المستقيم; وكل ما لم يفعله أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مما حدث بعدهم، فالجواب أن يقال: لو كان خيرا لسبقونا إليه " ا. هـ
قاعدة عامة وثابتة يا أستاذ بنص كلام العلماء
فمن عدم توفيق الله للأستاذ وجود المقالة التي نفاها في عين المسائل التي طرحها كما سبق عن ابن كثير وابن تيمية والآن عن ابن إبراهيم فما أبعده عن التوفيق وهذا حال كل من يخالف السنة، والبركة لاتنال دونها
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ وقال الأستاذ مستنكرا على من يتقيدون بالسنة حتى فيما تركه صلى الله عليه وسلم الذين يعتقدون أن التعبد بأمرٍ ترَك النبي التعبد به يعتبر بدعة كتركه التلفظ بالنية مثلا ولم يمثل به الأستاذ لكنه تكلم عن هؤلاء الذين يقولون مثل هذا الكلام عن حد البدعة
فقال مستنكرا:
(في حياتي ما شفتش إمام قال: الترك يفيد النهي) يريد النهي بالبدعية وصرح بأنه عنى هذا وأنه لا يوجد من يقول الترك يفيد البدعية عندما قال مستنكرا:
(يعني تعريف البدعة: ما تركه رسول الله صلى الله عليه وسلم بس كذا؟ ويسكت ويقول: بدعة ضلالة، يجيبوا)
يعني يأتوا من يقول بهذا
حاضر يا أستاذ خذ الذين قالوا بذلك:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية الذي احتج به الإستاذ أيما احتجاج
" وكل ما يحدث في العبادات المشروعة من الزيادات التي لم يشرعها رسول الله صلى الله عليه و سلم فهي بدعة بل [ما] كان صلى الله عليه و سلم يداوم في العبادات على تركها ففعلها والمداومة عليها بدعة وضلالة " ا. هـ
وقال:
" المداومة على خلاف ما داوم عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم في العبادات فإن هذا بدعة باتفاق الأئمة وإن ظن الظان أن في زيادته خيرا " ا. هـ
فهذا نفس الإمام الذي احتج به يثبت نفس ما نفاه الأستاذ
وقال الحافظ ابن رجب في "فضل علم السلف" (ص31): " ... فأما ما اتفق السلف على تركه؛ فلا يجوز العمل به؛ لأنهم ما تركوه إلا على علم أنه لا يعمل به".
فنفس الإمام الذي احتج به يثبت نفس ما نفاه الأستاذ.
وقال أحمد بن علي بن منجور المالكي كما في شرح المنهج المنتخب:
" كل ما تركه النبي ص مع قيام المقتضي لفعله كان تركه سنة وفعله بدعة مذمومة " نقلا
وقال العلامة ابن القيم في إعلام الموقعين:
" ... والثاني: عدم نقلهم لما لو فعله لتوفرت هممهم ودواعيهم أو أكثرهم أو واحد منهم على نقله.
فحيث لم ينقله واحد منهم ألبتة ولا حدّث به في مَجْمع أبدا علم أنه لم يكن , وهذا كتركه التلفظ بالنية عند دخوله في الصلاة , وتركه الدعاء بعد الصلاة مستقبل المأمومين وهم يؤمنون على دعائه دائما بعد الصبح والعصر أو في جميع الصلوات , وتركه رفع يديه كل يوم في صلاة الصبح بعد رفع رأسه من ركوع الثانية , وقوله: {اللهم اهدنا فيمن هديت} يجهر بها ويقول المأمومون كلهم " آمين ...
وتركه الاغتسال للمبيت بمزدلفة ولرمي الجمار ولطواف الزيارة ولصلاة الاستسقاء والكسوف , ومن ها هنا يعلم أن القول باستحباب ذلك خلاف السنة ; فإن تركه صلى الله عليه وسلم سنة كما أن فعله سنة , فإذا استحببنا فعل ما تركه كان نظير استحبابنا ترك ما فعله , ولا فرق. "
وقال الحافظ في فتح الباري:
" وَأَجَابَ الشَّافِعِيّ عَنْ قَوْل مَنْ قَالَ لَيْسَ شَيْء مِنْ الْبَيْت مَهْجُورًا: إأَنَّا لَمْ نَدَّعِ اِسْتِلَامهمَا هَجْرًا لِلْبَيْتِ، وَكَيْفَ يَهْجُرهُ وَهُوَ يَطُوف بِهِ، وَلَكِنَّا نَتَّبِع السُّنَّة فِعْلًا أَوْ تَرْكًا " ا. هـ
وفي الفتاوى الحديثية لابن حجر الهيتمي قال:
"وقول عمر رضي الله عنه في التراويح (نعمت البدعة هي) أراد البدعة اللغوية وهو ما فعل على غير مثال كما قال تعالى {قل ما كنت بدعا من الرسل} وليست بدعة شرعا فإن البدعة الشرعية ضلالة كما قال صلى الله عليه وسلم ... ألا ترى الصحابة رضي الله عنهم والتابعين لهم بإحسان ... كرهوا استلام الركنين الشاميين والصلاة عقب السعي بين الصفا والمروة قياسا على الطواف وكذا ما تركه صلى الله عليه وسلم مع قيام المقتضى فيكون فيكون تركه سنة وفعله بدعة مذمومة " ا. هـ
وقال الشوكاني في نيل الأوطار عن حديث من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد:
" وَمِنْ مَوَاطِنِ الِاسْتِدْلَالِ لِهَذَا الْحَدِيثِ كُلُّ فِعْلٍ أَوْ تَرْكٍ وَقَعَ الِاتِّفَاقُ بَيْنَك وَبَيْنَ خَصْمِك عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخَالَفَك فِي اقْتِضَائِهِ الْبُطْلَانَ أَوْ الْفَسَادَ "
قال الغماري ـ وهو على شرط الأستاذ ـ في حكم إرسال اليدين في الصلاة،:
"لم يفعله النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا الصحابة؛ فهو بدعة لا شك".ا. هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
فكل ما تركه النبي ص في عبادة من عباداته وثبت بالاستقراء أنه لم يفعله فيها مطلقا يكون فعله في تلك العبادة بدعة ولو كان هذا الفعل في الأصل هو عبادة أيضا
بل حتى بلغ الأمر بمالك في غسل اليدين قبل الأكل مع كونه مقبولا عقلا ونفسا وعرفا أنه يراه بدعة لترك النبي له
قال البيهقي في الشعب:
فيما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت عبد الله بن موسى يقول: سمعت الفضل بن محمد يقول: سمعت، أبا مصعب يقول: «دعا أمير من الأمراء مالكا إلى غدائه قال: فلما قربت الإبريق، والطشت قال: لا أعود إلى غدائك، قال: لم؟ قال: لأن غسل اليدين بدعة عند الطعام»
وكان الشافعي يستحب لزوم ترك الغسل قبل الطعام
وهذا القول من مالك والشافعي قد نتوقف في قبوله حتى يتبين أن النبي كان يحافظ على ترك غسل اليدين قبل الأكل وهو مستبعد لا مجرد تركه مرة، وهذا طبعا عند عدم وجود داعي خاص لغسلهما من اتساخ أو نحوه وإلا فالغسل عند ذلك هو الأوفق للسنة بلا خلاف وقد يجب
ولكن انظر إلى تشدد مالك في ذلك، فهو تطبيق له دلالته الظاهرة لتعلم أين يراوح الأستاذ
وأما إثبات الأستاذ لما ينافي الواقع ولما هو غير منقول فقوله عن المولد النبوي والاحتفال به محتجا:
" وهذا قد تلقته الأمة بالقبول "
بصراحة أنا لا أدري ما الذي جرى للأستاذ؟
ينفي ما هو ثابت لينصر مذهبه، ويثبت ما هو منفي ليصل إلى نفس الغرض؟
فأين الأمانة في النقل؟!
أو أن الأستاذ يكتب في غير حالة وعي!
عندما يكون هناك قول مثبت ومشتهر ومستفيض ينفيه نفيا مطلقا ويصرف النظر عن التثبت في ذلك، مع أن التريث في نفي ما يثبته الغير آكد من التريث في إثبات ما ينفيه الغير.
ولكن يبدو أن الأستاذ لايفرق ولذلك ترك التريث في الأمرين
وأقول للأستاذ مبينا له أن كلامه بتلقي الأمة للمولد قبولا لا يقوله من عنده واقعية ولا من يحتكم في تقريراته إلى الأمور الثابتة المستندة للأدلة وإنما يقول أمثاله من يلقي الكلام دون ميزان ومن يسترخص الدعاوى ولا يميز الرخيص من النفيس
ذكر السيوطي في الحاوي ناقلا عن:
" الشيخ تاج الدين عمر بن علي اللخمي السكندري المشهور بالفاكهاني من متأخري المالكية أن عمل المولد بدعة مذمومة وألف في ذلك كتابا سماه المورد في الكلام على عمل المولد،
قال السيوطي:
وفيه: لا أعلم لهذا المولد أصلا في كتاب ولا سنة و لا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة الذين هم القدوة في الدين المتمسكون بآثار المتقدمين بل هو بدعة أحدثها البطالون، وشهوة نفس اعتني بها الأكالون ...
وهذا لم يأذن فيه الشرع ولا فعله الصحابة ولا التابعون المتدينون فيما علمت ...
وهذا الذي وصفناه بأنه بدعة مكروهة وشناعة إذ لم يفعله أحد من متقدمي أهل الطاعة الذين هم فقهاء الإسلام وعلماء الأنام سرج الأزمنة وزين الأمكنة ... ا. هـ
وهذا كله كلام الإمام عمر بن علي اللخمي وكتاب السيوطي نقل عنه الأستاذ في حلقته
وجاء في فتاوى الأزهر
" ولانتشار البدع فى الموالد أنكرها العلماء، حتى أنكروا أصل إقامة المولد، ومنهم الفقيه المالكى تاج الدين عمر بن على اللخمى الإِسكندرى المعروف بالفاكهانى، المتوفى سنة 731 هـ، فكتب فى ذلك رسالته " المورد فى الكلام على المولد" أوردها السيوطى بنصها فى كتابه " حسن المقصد".
وقال الشيخ محمد الفاضل بن عاشور: " وقد أتى القرن التاسع والناس بين مجيز ومانع .... " ا. هـ
وسبق إنكار شيخ الإسلام ابن تيمية له والإمام الشاطبي والعلامة ابن الحاج أيضا والشيخ محمد بشير السهسواني الهندي في كتابه " صيانة الإنسان " والعلامة الحفار المالكي والعلامة القشيري وغيرهم
ولا زال أنصار شيخ الإسلام من بعده ينكرونه بما في ذلك مدرسة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وتتابع على ذلك تلاميذ هذه المدرسة حتى وقت الشيخ محمد بن إبراهيم وإلى وقتنا هذا والتي مقرها أرض الوحي والحرمين وهي قلب بلاد الإسلام وهذا جزء مهم من الأمة
فهل يقال فيما كان هذا حاله أنه تلقته الأمة بالقبول؟
لا أدري لماذا الأستاذ يستكثر من هذا الكلام الذي ليس له صلة بالواقع؟
سادسا: أما ما اقترفه الأستاذ من أمور رئيسية حول أصل الموضوع فيتمثل في التالي:
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ الخلط بين مفهوم البدعة اللغوية والبدعة الشرعية وعدم التمييز بينهما تجاهلا للفروق التي ذكرها من احتج بهم الأستاذ ونقل عنهم
ـ تقسيم البدعة الشرعية إلى بدعة محمودة وبدعة مذمومة
كثمرة لذلك الخلط.
ـ هجر الأستاذ للتعريف الصريح الخاص بالبدعة الشرعية وترك الإشارة إليه مطلقا هجرا كاملا بل وإيهامه بعدمه
ـ إنكار الأستاذ البدعة الإضافية والكلام سيأتي عليها مستوفى إذ هو
لب الموضوع.
ـ هجر أصل شرعي هام في الموضوع وهو قولهم: (الأصل في العبادات المنع والتوقيف) إضافة إلى إغفال شرطي قبول العبادة مع شديد صلة ذلك بالموضوع وهما الاخلاص والمتابعة
ـ هجر أهم مصادر كتبت في الموضوع، ككتاب البدع والنهي عنها لابن وضاح، وكتاب الحوادث للطرطوشي، والكتاب العجيب الذي هو زبدة مذهب السلف كتاب الاعتصام للإمام الجهبذ أبي إسحاق الشاطبي، وكتاب اقتضاء الصراط المستقيم لشيخ الإسلام وكتاب الأمر بالاتباع والنهي عن الابتداع للسيوطي
ـ ترك أشهر وأهم ما ورد عن الصحابة من أمثلة لما حكموا عليه بالبدعة كأثر ابن مسعود مع المجتمعين للذكر في مسجد الكوفة، وكأثر ابن عمر مع الذي عطس وقال السلام على النبي وكأثر ابن عمر مع من يبغي في أذانه ومراده تغنيا كما جاء في بعض الروايات وترك أثارا كثيرة ستأتي لا تقل أهمية على هذه وإنما ذكرت هذه لشهرتها ولعلم الأستاذ ومن أعد له بها لكنها قلة الأمانة
بل ترك الجواب على أشهر الأدلة في المسألة وهو حديث النبي مع أولئك الثلاثة نفر الذين عزم أحدهم على عدم الزواج والآخر على عدم الفطر والثالث على عدم النوم بالليل.
فلم يذكره الأستاذ مطلقا فيما يخص معنى البدعة ولا ذكر علاقته بالبدعة مطلقا وإنما ذكره بطريقة خاطفة مستدلا به على معنى آخر جانبي وهو أن النبي لا يسكت عند صدور خطإ من صحابي فإذا أخطأ الصحابي بين النبي خطأه
أما هذه الأفعال من أي ناحية أنكرها النبي فقد أعرض عنه الأستاذ مكتفيا بقوله هذا الفعل أصله غلط ثم لم يزد حرفا، وأنى له وهو يعارض مذهبه كما سيأتي إيضاحه.
وإليك تفصيل ما سبق مما يحتاج إلى بسط
1ـ الخلط بين مفهوم البدعة اللغوية والبدعة الشرعية وعدم تمييز الأستاذ بينهما وتجاهله للفروق التي ذكرها من نقل عنهم واحتج بهم
فقد عرف الأستاذ البدعة لغة بأنها ما اخترع وليس له مثال سابق
ثم جاء يعرفها في الدين فقال:
" طيب في الدين يعني اصطلاحا في الدين، المعنى الشرعي للبدعة ... "
فذكر مقدمة خفيفة ثم شرع فذكر تعريف الشافعي ضمن هذا ثم تعريفات أخرى لأبي شامة والعز بن عبد السلام وغيرهما
وتجتمع أغلب التعريفات التي ذكرها في اتفاقها على تقسيم البدعة إلى حسنة وسيئة، محمودة ومذمومة
واعتبار هذه التعريفات تعريفات للبدعة الشرعية فقط هو خلط واضح لا يختلف فيه اثنان من المتخصصين في العلم
إذ التعريفات هي تعريفات عامة شاملة للبدعة اللغوية فاللغوية هي التي قد تكون حسنة أما البدعة شرعا فليس فيها حسن بلا خلاف بين السلف
قال الإمام ابن رجب في جامع العلوم:
" وأما ما وقع في كلام السَّلف مِنِ استحسان بعض البدع، فإنَّما ذلك في البدع اللُّغوية، لا الشرعية، فمِنْ ذلك قولُ عمر - رضي الله عنه - لمَّا جمعَ الناسَ في قيامِ رمضان على إمامٍ واحدٍ في المسجد، وخرج ورآهم يصلُّون كذلك فقال: نعمت البدعةُ هذه وروي عنه أنَّه قال: إنْ كانت هذه بدعة، فنعمت البدعة "
ثم قال:
" ومراد الشافعي - رحمه الله - ما ذكرناه مِنْ قبلُ: أنَّ البدعة المذمومة ما ليس لها أصل منَ الشريعة يُرجع إليه، وهي البدعةُ في إطلاق الشرع، وأما البدعة المحمودة فما وافق السنة، يعني: ما كان لها أصلٌ مِنَ السنة يُرجع إليه، وإنَّما هي بدعةٌ لغةً لا شرعاً؛ لموافقتها السنة " ا. هـ كلام ابن رجب
وقال الإمام ابن كثير رحمه الله:
" والبدعة على قسمين تارة تكون بدعة شرعية كقوله فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وتارة تكون بدعة لغوية كقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عن كم إياهم على صلاة التراويح واستمرارهم نعمت البدعة. اهـ.
وقال الإمام الشاطبي رحمه الله:
" فعلى هذا لا ينبغي أن يسمى علم النحو أو غيره من علوم اللسان أو علم الأصول أو ما أشبه ذلك من العلوم الخادمة للشريعة بدعة أصلا
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن سماه بدعة فإما على المجاز كما سمى عمر بن الخطاب رضي الله عنه قيام الناس في ليالي رمضان بدعة وإما جهلا بمواقع السنة والبدعة فلا يكون قول من قال ذلك معتدا به ولا معتمدا عليه "
وقال الإمام أبو شامة:
" فأما صلاة التراويح فليست بدعة في الشريعة بل هي سنة بقول رسول الله صلى الله عليه و سلم وفعله ...
ثم نقول أكثر ما في هذا تسمية عمر تلك بدعة مع حسنها وهذه تسمية لغوية لا تسمية شرعية وذلك أن البدعة في اللغة تعم كل ما فعل ابتداء من غير مثال سابق " ا. هـ
وكان قال في مطلع كتابه:
" قلت وقد غلب لفظ البدعة على الحدث المكروه في الدين مهما أطلق هذا اللفظ ومثله لفظ المبتدع لا يكاد يستعمل إلا في الذم وأما من حيث أصل الاشتقاق فإنه يقال ذلك في المدح والذم " ا. هـ
وهذا تفريق واضح بين البدعة لغة وشرعا.
قال الإمام الزركشي في كتابه المنثور في القواعد:
" الْبِدْعَةُ قَالَ (ابْنُ دُرُسْتَوَيْهِ): هِيَ فِي اللُّغَةِ إحْدَاثُ سُنَّةٍ لَمْ تَكُنْ، وَتَكُونُ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: فُلَانٌ بِدْعَةٌ، إذَا كَانَ مُجَاوِزًا فِي حِذْقِهِ، وَجَعَلَ مِنْهُ (ابْنُ فَارِسٍ) فِي (الْمَقَايِيسِ) قَوْله تَعَالَى {قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنْ الرُّسُلِ} أَيْ أَوَّلَ فَأَمَّا فِي الشَّرْعِ فَمَوْضُوعَةٌ لِلْحَادِثِ الْمَذْمُومِ، وَإِذَا أُرِيدَ الْمَمْدُوحُ قُيِّدَتْ، وَيَكُونُ ذَلِكَ مَجَازًا شَرْعِيًّا حَقِيقَةً لُغَوِيَّةً، وَفِي الْحَدِيثِ {كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ}، وَقَالَ الْإِمَامُ الشَّافِعِيُّ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) الْمُحْدَثَاتُ ضَرْبَانِ: أَحَدُهُمَا: مَا أُحْدِثَ مِمَّا يُخَالِفُ كِتَابًا أَوْ سُنَّةً أَوْ أَثَرًا أَوْ إجْمَاعًا، فَهَذِهِ الْبِدْعَةُ الضَّلَالَةُ.
وَالثَّانِي: مَا أُحْدِثَ مِنْ الْخَيْرِ لَا خِلَافَ فِيهِ، وَقَدْ قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي قِيَامِ (رَمَضَانَ): نِعْمَتْ الْبِدْعَةُ هِيَ يَعْنِي أَنَّهَا مُحْدَثَةٌ لَمْ تَكُنْ، وَإِذَا كَانَتْ لَيْسَ فِيهَا رَدٌّ لِمَا مَضَى انْتَهَى.
وَانْظُرْ كَيْفَ تَحَرَّزَ الْإِمَامُ الشَّافِعِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي كَلَامِهِ عَنْ لَفْظِ الْبِدْعَةِ، وَلَمْ يَزِدْ عَلَى لَفْظِ الْمُحْدَثَةِ، وَتَأَوَّلَ قَوْلَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى ذَلِكَ " ا. هـ
وقال الحافظ ابن حجر في الفتح:
" وَأَمَّا " الْبِدَع " فَهُوَ جَمْع بِدْعَة وَهِيَ كُلّ شَيْء لَيْسَ لَهُ مِثَال تَقَدَّمَ فَيَشْمَل لُغَة مَا يُحْمَد وَيُذَمّ، وَيَخْتَصّ فِي عُرْف أَهْل الشَّرْع بِمَا يُذَمّ وَإِنْ وَرَدَتْ فِي الْمَحْمُود فَعَلَى مَعْنَاهَا اللُّغَويِ " ا. هـ.
وقال السخاوي في فتح المغيث:
((هي ما أحدث على غير مثال متقدم فيشمل المحمود و المذموم، و لكنها خصت شرعا بالمذموم مما هو خلاف المعروف)) ا. هـ
وفي الفتاوى الحديثية لابن حجر الهيتمي
" وقول عمر رضي الله عنه في التراويح نعمت البدعة هي، أراد البدعة اللغوية وهو ما فعل على غير مثال كما قال تعالى {قل ما كنت بدعا من الرسل} وليست بدعة شرعا فإن البدعة الشرعية ضلالة كما قال صلى الله عليه وسلم. قال: ومن العلماء من قسمها إلى حسن وغير حسن فإنما قسم البدعة اللغوية ومن قال " كل بدعة ضلالة " فمعناه البدعة الشرعية " ا. هـ
وقال المباركفوري صاحب تحفة الأحوذي شرح الترمذي:
" فقوله صلى الله عليه وسلم كل بدعة ضلالة من جوامع الكلم لا يخرج عنه شيء وهو أصل عظيم من أصول الدين وأما ما وقع في كلام السلف من استحسان بعض البدع فإنما ذلك في البدع اللغوية لا الشرعية فمن ذلك قول عمر رضي الله عنه في التراويح نعمت البدعة. اهـ.
ماذا نسمي الإعراض عن كل هذا الكلام الذي يصيح بالحق صياحا؟ وماذا نسمي هذا الصمم عن هذا الصوت المدوي بالحق؟
إن العين التي لاتبصر والأذن التي لا تسمع، على صاحبها أن يفتش في نفسه ويبحث عن أسباب ذلك فهذا حال من ليس على هدى
(يُتْبَعُ)
(/)
ولو نظر الأستاذ فقط في الأمثلة المصاحبة لتلك التعريفات التي نقلها لاتضحت له الصورة جلية وأن المستحسن من البدع هو من البدع اللغوية لا الشرعية حتى ولو لم يقف على كلام الأئمة، لكن الأستاذ انتهج سياسة من لا يريد إلا ما يريد.
ومن هذه الناحية وهي ترك النظر في الأمثلة دخل على الأستاذ ما دخل من الخلل
2 ـ تقسيم البدعة الشرعية إلى بدعة محمودة وبدعة مذمومة كثمرة لذلك الخلط.
الأستاذ وفقه الله للهداية قسم البدعة الشرعية الوارد ذكرها في الشرع إلى بدعة مستحسنة وبدعة مستقبحة كما سبق تبعا لعدم تفريقه بين اللغوية والشرعية تفريقا حقيقيا، وهذا هو الخطأ التوأم لخطئه السابق.
فسبحان الله لم يأت في نص من كتاب ولا سنة ولا أثر مدح لفظ البدعة ولا معناها ولا مدح نوع يندرج تحتها مع كثرة النصوص والآثار ووفرتها، لا بإطلاق ولا تقييد.
بل العكس فقد جاءت النصوص والآثار تذم بإطلاق البدعة وما يتصل بها ذما كليا شاملا بعدة أساليب مما يقطع معها الجامع لها أن هذا الجذر (ب. د. ع) فيما يتعلق بالأفعال الدينية غير مبارك جملة وتفصيلا.
ولو لم يكن هكذا فماذا سيكون؟ وهل الحق إلا نص وأثر؟
وإليك جملة من هذه النصوص لا على سبيل الحصر
قال تعالى ذاما غلو أهل الكتاب:
(ورهبانية ابتدعوها)
وفي الحديث عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وهو في الصحيح قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا خَطَبَ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ وَعَلاَ صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ يَقُولُ «صَبَّحَكُمْ مَسَّاكُمْ». وَيَقُولُ «بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ كَهَاتَيْنِ». وَيَقْرِنُ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى ثُمَّ يَقُولُ «أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ خَيْرَ الأُمُورِ كِتَابُ اللَّهِ وَخَيْرَ الْهَدْىِ هَدْىُ مُحَمَّدٍ وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ».
هذا في جل خطبه صلى الله عليه وسلم وما أكثرها، فهل يعقل بعد هذا أن تلغى الكلية؟
وفي حديث العرباض أنه صلى الله عليه وسلم قال:
فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، فتمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ (4)، وإياكم ومحدثات (5) الأمور فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة»
وهو صحيح غاية في الصحة وليس هذا محل بيانه
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد "
وهو في الصحيح أيضا.
ولم يرد حديث يمدح البدعة قط مع أن ذمّ النبي السابق للبدعة بتلك الصيغة الشمولية كان يكرره في كل خطبة وهذا وحده كاف
والسلف أخذوا هذا الذي دلت عليه النصوص متفقة فكانوا يعتقدون أن كل بدعة في الدين ضلالة وليس فيها حسنة ولم يكن استخدامهم لهذا المعنى إلا ذما له وتحذيرا منه
عن عمر، أنه كان يقول: «أصدق القيل قيل الله، وأن أحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وإن شر الأمور محدثاتها، ألا وإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار
وعن ابن مسعود، إنه كان يقول كل عشية خميس في درسه الأسبوعي: «إنما هو القول والعمل، فأصدق القول قول الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وإن كل محدثة بدعة (4)، وكل بدعة ضلالة»
وعن عبد الرحمن بن يزيد، قال: قال عبد الله بن مسعود:
«الاقتصاد في السنة، خير من الاجتهاد في البدعة (1)، وكل بدعة ضلالة»
عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ:"اتَّبِعُوا، وَلا تَبْتَدِعُوا فَقَدْ كُفِيتُمْ، كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ".
عن الشعبي عن عمه قيس بن عبد (3) قال: اختلفت إلى عبد الله بن مسعود سنة فما رأيته مصليا صلاة الضحى، ولا صائما يوما من غير رمضان، قال: فبينا نحن عنده ذات ليلة أتى، فقيل له: هذا رسول الوليد، فقال عبد الله: أطفئوا المصباح، فدخل فقال له: إن الامير يقول لك أترك هؤلا الكلمات التي تقول، قال: وما هن؟ قال: هذه الكلمات، قال: فلم يزل يرددهن، قال قولك: كل محدثة بدعة، قال: إني لن أتركهن، قال: فإنه يقول لك: فاخرج، قال: فإني خارج، قال فخرج إلى المدينةا. هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
فانظر إلى محاربة المفهوم الصحيح للبدعة منذ عهد الصحابة
وقال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: "أيها الناس! إنكم ستحدثون ويحدث لكم، فإذا رأيتم محدثة؛ فعليكم بالأمرِ الأول
عن يزيد بن عميرة، عن معاذ بن جبل قال:
" إياكم وما ابتدع؛ فإن كل ما ابتدع ضلالة»
عن نافع، عن ابن عمر، قال: «كل بدعة ضلالة، وإن رآها الناس حسنة»
عن عثمان بن حاضر الأزدي، قال: سألت ابن عباس، فقال: «عليك بالاستقامة، واتباع الأثر، وإياك والتبدع»
وعن ابن عباس، قال: إن أبغض الأمور إلى الله البدع
وقال حذيفة رضي الله عنه: كل عبادة لم يتعبدها أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فلا تعبدوها فإن الأول لم يدع للآخر مقالا فاتقوا الله يا معشر القراء وخذوا بطريق من كان قبلكم
وعن معن قال: قال عبد الملك: «كل محدثة بدعة»
وقال ابن وضاح قال أشهب:
" وقد كان مالك يكره كل بدعة، وإن كانت في خير " ا. هـ
وقال ابن الماجشون:
سمعت مالكاً يقول: من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمداً - صلى الله عليه وسلم - خان الرسالة، لأن اللّه يقول: {اليوم أكملتُ لكم دينكم} فما لم يكن يومئذٍ ديناً، فلا يكون اليوم ديناً.
وقال الإمام أحمد بن حنبل:
" أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم والاقتداء بهم وترك البدع وكل بدعة فهي ضلالة "
وقال ابن وضاح
باب «كل محدثة بدعة»
ثم ساق جملة من الروايات السابقة
" وقد ثبت في الأصول العلمية أن كل قاعدة كلية أو دليل شرعي كلي؛ إذا تكررت في مواضع كثيرة وأوقات متفرقة وأحوال مختلفة، ولم يقترن بها تقييد ولا تخصيص فذلك دليل على بقائها على مقتضى لفظها العام المطلق.
وأحاديث ذم البدع والتحذير منها من هذا القبيل.
فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يردد من فوق المنبر على ملأ من المسلمين في أوقات كثيرة وأحوال مختلفة أن (كل بدعةٍ ضلالة) ولم يأت في آية ولا حديث تقييد ولا تخصيص ولا ما يفهم منه خلاف ظاهر الكلية من العموم فيها [بل جاء في التطبيق النبوي وما في حكمه تأكيد الكلية]، فدل ذلك دلالة واضحة على أنها على عمومها وإطلاقها.
وقد أجمع السلف الصالح على ذمها وتقبيحها والهروب عنها وعمن اتسم بشيء منها، ولم يقع منهم في ذلك توقف ولا استثناء، فهو - بحسب الاستقراء - إجماع ثابت يدل دلالة واضحة على أن البدع كلها سيئة ليس فيها شيء حسن " ا. هـ
عن كتاب اللمع في الرد على محسني البدع للسحيباني وفقه الله وما بين الأقواس فمن العبد الفقير
فلم ترد البدعة في الكتاب ولا في السنة ولا في آثار الصحابة بمعناها الشرعي (بعيدا عن المعنى اللغوي المجرد) إلا مذمومة، ولم تمدح بدعة شرعية قط.
ولأنه لا انفصامية بين النصوص وواقعها، ولا بين الأدلة وأصحابها وأهلها من العلماء، فلا يمكن البتة أن يكون في ذلك الجذر بركة و لا حُسن ولا مدح فيما يتعلق بالأفعال الدينية، ولن تجد من يقول به من سلف الأمة والمبرزين من علمائها، ومن ظن هذا فقد أبعد أيما بعد وجعل بينه وبين العلم في هذا الباب مفاوز.
وكل ما سبق في الفقرة السابقة من أقوال الأئمة إضافة لما أشرنا إليه من الأدلة يبين لك أن البدعة الشرعية لا تكون إلا مذمومة ولا تكون إلا ضلالة وليس فيها محمود
وإليك طرفا من أقوال العلماء الأخرى.
نقل غير واحد من أئمة المالكية أن متقدمي المالكية متفقون على أن البدع الشرعية كلها ليس فيها حسن أو محمود
وقال الحافظ ابن رجب:
" فقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((كلُّ بدعة ضلالة)) من جوامع الكلم لا يخرج عنه شيءٌ، وهو أصلٌ عظيمٌ من أصول الدِّين، وهو شبيهٌ بقوله: ((مَنْ أَحْدَثَ في أَمْرِنا ما لَيسَ مِنهُ فَهو رَدٌّ)) ((2))، فكلُّ من أحدث شيئاً، ونسبه إلى الدِّين، ولم يكن له أصلٌ من الدِّين يرجع إليه، فهو ضلالةٌ، والدِّينُ بريءٌ منه، وسواءٌ في ذلك مسائلُ الاعتقادات، أو الأعمال، أو الأقوال الظاهرة والباطنة ...
وأما ما وقع في كلام السَّلف مِنِ استحسان بعض البدع، فإنَّما ذلك في البدع اللُّغوية، لا الشرعية " ا. هـ
وقال الإمام الشاطبي رحمه الله:
" والجواب:
(يُتْبَعُ)
(/)
أن هذا التقسيم أمر مخترع، لا يدل عليه دليل شرعي، بل هو نفسه متدافع، لأن من حقيقة البدعة أن لا يدل عليها دليل شرعي لا من نصوص الشرع ولا من قواعده.
إذ لو كان هنالك ما يدل من الشرع على وجوب أو ندب أو إباحة لما كان ثم بدعة، ولكان العمل داخلا في عموم الأعمال المأمورة بها أو المخير فيها، فالجمع بين عد تلك الأشياء بدعا وبين كون الأدلة تدل على وجوبها أو ندبها أو إباحتها جمع بين متنافيين " ا. هـ
وقال الإمام الشاطبي:
" الباب الثالث:
في أن ذم البدع والمحدثات عام لا يخص محدثة دون غيرها ويدخل تحت هذه الترجمة جملة من شبه المبتدعة التي احتجوا بها
فاعلموا ـ رحمكم الله ـ أن ما تقدم من الأدلة حجة في عموم الذم من أوجه:
أحدها: أنها جاءت مطلقة عامة على كثرتها لم يقع فيها استثناء البتة، ولم يأت فيها ما يقتضي أن منها ما هو هدى، ولا جاء فيها: (كل بدعة ضلالة إلا كذا وكذا) ولا شيء من هذه المعاني فلو كان هنالك محدثة يقتضي النظر الشرعي فيها الاستحسان أو أنها لاحقة بالمشروعات لذكر ذلك في آية أو حديث، لكنه لا يوجد فدل على أن تلك الأدلة بأسرها على حقيقة ظاهرها من الكلية التي لا يتخلف عن مقتضاها فرد من الأفراد
والثاني: أنه قد ثبت في الأصول العلمية أن كل قاعدة كلية أو دليل شرعي كلي إذا تكررت في مواضيع كثيرة وأتى بها شواهد على معان أصولية أو فروعية ولم يقترن بها تقييد ولا تخصيص مع تكررها وإعادة تقررها فذلك دليل على بقائها على مقتضى لفظها من العموم، كقوله تعالى: (ألا تزر وازرة وزر أخرى * وأن ليس للإنسان إلا ما سعى) وما أشبه ذلك.
وبسط الاستدلال على ذلك هناك فيما نحن بصدده من هذا القبيل إذ جاء في الأحاديث المتعددة والمتكررة في أوقات شتى وبحسب الأحوال المختلفة:
أن كل بدعة ضلالة وأن كل محدثة بدعة وما كان نحو ذلك من العبارات الدالة على أن البدع مذمومة، ولم يأت في آية ولا حديث تقييد ولا تخصيص ولا ما يفهم منه خلاف ظاهر الكلية فيها فدل ذلك دلالة واضحة على أنها على عمومها وإطلاقها
والثالث: إجماع السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن يليهم على ذمها كذلك وتقبيحها والهروب عنها وعمن اتسم بشيء منها، ولم يقع منهم في ذلك توقف ولا مثنوية فهو ـ بحسب الاستقراء ـ إجماع ثابت فدل على أن كل بدعة ليست بحق بل هي من الباطل"
وقال شيخ الإسلام في الاقتضاء:
" واعلم أن هذه القاعدة وهي الاستدلال بكون الشيء بدعة على كراهته قاعدة عامة عظيمة وتمامها بالجواب عما يعارضها "
إلى أن قال:
" وهؤلاء المعارضون يقولون ليست كل بدعة ضلالة
والجواب:
أما أن القول أن شر الأمور محدثاتها وأن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار والتحذير من الأمور المحدثات فهذا نص رسول الله صلى الله عليه و سلم فلا يحل لأحد أن يدفع دلالته على ذم البدع ومن نازع في دلالته فهو مراغم "
إلى أن قال:
" وأيضا لا يجوز حمل قوله صلى الله عليه و سلم كل بدعة ضلالة على البدعة التي نهى عنها بخصوصها!
لأن هذا تعطيل لفائدة هذا الحديث، فإن ما نُهي عنه من الكفر والفسوق وأنواع المعاصي قد علم بذلك النهي أنه قد حُرّم سواء كان بدعة أو لم يكن بدعة!
فإذا كان لا منكر في الدين إلا ما نهى عنه بخصوصه!
سواء كان مفعولا على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو لم يكن!
وما نهى عنه فهو منكر سواء كان بدعة أو لم يكن!
صار وصف البدعة عديم التأثير لا يدل وجوده على القبح ولا عدمه على الحسن!
بل يكون قوله كل بدعة ضلالة بمنزلة قوله كل عادة ضلالة!
أو كل ما عليه العرب والعجم فهو ضلالة!
ويراد بذلك أن ما نهى عنه من ذلك فهو الضلالة
وهذا تعطيل للنصوص من نوع التحريف والإلحاد ليس من نوع التأويل السائغ وفيه من المفاسد أشياء:
أحدها: سقوط الاعتماد على هذا الحديث!
فإن ما علم أنه منهي عنه بخصوصه فقد علم حكمه بذلك النهي، وما لم يعلم فلا يندرج في هذا الحديث!
فلا يبقى في هذا الحديث فائدة مع كون النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يخطب به في الجمع ويعده من جوامع الكلم
الثاني: أن لفظ البدعة ومعناها يكون اسما عديم التأثير فتعليق الحكم بهذا اللفظ أو المعنى تعليق له بما لا تأثير له كسائر الصفات العديمة التأثير
(يُتْبَعُ)
(/)
الثالث: أن الخطاب بمثل هذا إذا لم يقصد إلا الوصف الآخر وهو كونه منهيا عنه [فهو] كتمان لما يجب بيانه وبيان لما لم يقصد ظاهره فإن البدعة والنهي الخاص بينهما عموم وخصوص، إذ ليس كل بدعة جاء عنها نهي خاص وليس كل ما جاء فيه نهي خاص بدعة
فالتكلم بأحد الاسمين وإرادة الآخر تلبيس محض لا يسوغ للمتكلم إلا أن يكون مدلسا كما لو قال الأسود وعنى به الفرس أو الفرس وعنى به الأسود
الرابع: أن قوله كل بدعة ضلالة وإياكم ومحدثات الأمور إذا أراد بهذا ما فيه نهي خاص كان قد أحالهم في معرفة المراد بهذا الحديث على مالا يكاد يحيط به أحد ولا يحيط بأكثره إلا خواص الأمة ومثل هذا لا يجوز بحال
الخامس: أنه إذا أريد به ما فيه النهي الخاص كان ذلك أقل مما ليس فيه نهي خاص من البدع فإنك لو تأملت البدع التي نهى عنها بأعيانها وما لم ينه عنها بأعيانها وجدت هذا الضرب هو الأكثر واللفظ العام لا يجوز أن يراد به الصور القليلة أو النادرة
فهذه الوجوه وغيرها توجب القطع بأن هذا التأويل فاسد لا يجوز حمل الحديث عليه سواء أراد المتأول أن يعضد التأويل بدليل صارف أو لم يعضده فإن على المتأول بيان جواز إرادة المعنى الذي حمل الحديث عليه من ذلك الحديث ثم بيان الدليل الصارف له إلى ذلك
وهذه الوجوه تمنع جواز إرادة هذا المعنى بالحديث " ا. هـ
وقال:
" ولا يحل لأحد أن يقابل هذه الكلمة الجامعة من رسول الله صلى الله عليه و سلم الكلية وهي قوله كل بدعة ضلالة بسلب عمومها وهو أن يقال ليست كل بدعة ضلالة فإن هذا إلى مشاقة الرسول أقرب منه إلى التأويل ...
فإنَّ قَصْد التعميم المحيط ظاهر من نص رسول الله صلى الله عليه و سلم بهذه الكلمة الجامعة فلا يعدل عن مقصوده بأبي هو وأمي صلى الله عليه و سلم " ا. هـ
وقال الحافظ في الفتح:
" فَالْبِدْعَة فِي عُرْف الشَّرْع مَذْمُومَة "
و قال الحافظ ابن حجر:
" تطلق في الشرع في مقابل السنة فتكون مذمومة "
وقال كما سبق:
" وَأَمَّا " الْبِدَع " فَهُوَ جَمْع بِدْعَة وَهِيَ كُلّ شَيْء لَيْسَ لَهُ مِثَال تَقَدَّمَ فَيَشْمَل لُغَة مَا يُحْمَد وَيُذَمّ، وَيَخْتَصّ فِي عُرْف أَهْل الشَّرْع بِمَا يُذَمّ وَإِنْ وَرَدَتْ فِي الْمَحْمُود فَعَلَى مَعْنَاهَا اللُّغَويِ " ا. هـ
وممن تعقب تقسيم العز بن عبد السلام للبدعة إلى أحكام الشريعة الخمسة العلامة زروق في " شرح رسالة القيرواني "، قال بعد ذكر هذا التقسيم متعقبا:
(قال المحققون: إنما تدور ـ أي البدعة ـ بين محرم ومكروه؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: " كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة " ا. هـ
وأنبه إلى أن الانكار على تقسيم العز إنما هو باعتبار ما يجره من إيهام بأن التقسيم يخص البدعة الشرعية وإنكاره بهذا المعنى حق لا غبار عليه أما بالنظر إلى أنه تقسيم عام شامل للبدعية اللغوية ونظن أنه مراد العز فهذا لا إشكال فيه في ذاته ولكن ننفر عنه لما يحدثه من إيهام اختصاصه بالبدعة الشرعية.
وقال العلامة أبو الطيب آبادي في عون المعبود شرح سنن أبي داود:
" وَقَدْ ذَكَرَ الْإِمَام أَبُو مُحَمَّد بْن عَبْد السَّلَام أَنَّ الْبِدَع عَلَى خَمْسَة أَقْسَام: وَاجِبَة وَمُحَرَّمَةٌ وَمَكْرُوهَةٌ وَمُسْتَحَبَّةٌ وَمُبَاحَةٌ، قَالَ وَمِنْ أَمْثِلَةِ الْبِدَعِ الْمُبَاحَةِ الْمُصَافَحَةُ عَقِبَ الصُّبْح وَالْعَصْر اِنْتَهَى.
وَرَدَّ عَلَيْهِ الْعَلَّامَةُ عَلِيٌّ الْقَارِي فِي شَرْح الْمِشْكَاةِ فَقَالَ: وَلَا يَخْفَى أَنَّ فِي كَلَام الْإِمَام نَوْعُ تَنَاقُضٍ ...
فَإِنَّ مَحَلّ الْمُصَافَحَة الْمَشْرُوعَة أَوَّل الْمُلَاقَاة وَقَدْ يَكُون جَمَاعَة يَتَلَاقَوْنَ مِنْ غَيْر مُصَافَحَة وَيَتَصَاحَبُونَ بِالْكَلَامِ وَمُذَاكَرَةِ ُثمَّ إِذَا صَلَّوْا يَتَصَافَحُونَ فَأَيْنَ هَذَا مِنْ السُّنَّة الْمَشْرُوعَةِ، وَلِهَذَا صَرَّحَ بَعْض عُلَمَائِنَا بِأَنَّهَا مَكْرُوهَةٌ مِنْ الْبِدَع الْمَذْمُومَة اِنْتَهَى كَلَامه.
(يُتْبَعُ)
(/)
قُلْت: وَاَلَّذِي قَالَهُ عَلِيٌّ الْقَارِي هُوَ الْحَقّ وَالصَّوَاب، وَقَوْل النَّوَوِيّ خَطَأ. وَتَقْسِيم الْبِدَع إِلَى خَمْسَة أَقْسَام كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الْإِمَام اِبْن عَبْد السَّلَام وَتَبِعَهُ عَلَيْهِ الْإِمَام النَّوَوِيّ أَنْكَرَ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنْ الْعُلَمَاءُ الْمُحَقِّقِينَ وَمِنْ آخِرِهِمْ شَيْخُنَا الْقَاضِي الْعَلَّامَة بَشِير الدِّين الْقِنَّوْجِيُّ رَحِمَهُ اللَّه فَإِنَّهُ رَدَّ عَلَيْهِ رَدًّا بَالِغًا.
قُلْت: وَكَذَا الْمُصَافَحَة وَالْمُعَانَقَة بَعْد صَلَاة الْعِيدَيْنِ مِنْ الْبِدَعِ الْمَذْمُومَةِ الْمُخَالِفَةِ لِلشَّرْعِ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
وقال الإمام الشوكاني في نيل الأوطار
" وَهَذَا الْحَدِيثُ مِنْ قَوَاعِدِ الدِّينِ؛ لِأَنَّهُ يَنْدَرِجُ تَحْتَهُ مِنْ الْأَحْكَامِ مَا لَا يَأْتِي عَلَيْهِ الْحَصْرُ.
وَمَا أَصْرَحَهُ وَأَدَلَّهُ عَلَى إبْطَالِ مَا فَعَلَهُ الْفُقَهَاءُ مِنْ تَقْسِيمِ الْبِدَعِ إلَى أَقْسَامٍ وَتَخْصِيصِ الرَّدِّ بِبَعْضِهَا بِلَا مُخَصِّصٍ مِنْ عَقْلٍ وَلَا نَقْلٍ فَعَلَيْك إذَا سَمِعْت مَنْ يَقُولُ هَذِهِ بِدْعَةٌ حَسَنَةٌ بِالْقِيَامِ فِي مَقَامِ الْمَنْعِ مُسْنِدًا لَهُ بِهَذِهِ الْكُلِّيَّةِ وَمَا يُشَابِهُهَا مِنْ نَحْوِ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ} طَالِبًا لِدَلِيلِ تَخْصِيصِ تِلْكَ الْبِدْعَةِ الَّتِي وَقَعَ النِّزَاعُ فِي شَأْنِهَا بَعْدَ الِاتِّفَاقِ عَلَى أَنَّهَا بِدْعَةٌ، فَإِنْ جَاءَك بِهِ قَبِلْته، وَإِنْ كَاعَ كُنْت قَدْ أَلْقَمْته حَجَرًا وَاسْتَرَحْت مِنْ الْمُجَادَلَةِ.
وَمِنْ مَوَاطِنِ الِاسْتِدْلَالِ لِهَذَا الْحَدِيثِ كُلُّ فِعْلٍ أَوْ تَرْكٍ وَقَعَ الِاتِّفَاقُ بَيْنَك وَبَيْنَ خَصْمِك عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخَالَفَك فِي اقْتِضَائِهِ الْبُطْلَانَ أَوْ الْفَسَادَ ا. هـ
وقال الإمام الصنعاني رحمه الله: ليس في البدعة ما يمدح بل كل بدعة ضلالة. اهـ.
كما في كتاب سبل السلام له
وقال العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ عن التقسيم:
" هذا التقسيم في غاية المناقضة لما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى مسلم في صحيحه من حديث جابر رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: " أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة "، وفي رواية النسائي: " وكل ضلالة في النار " وروى أصحاب السنن عن العرباض بن سارية، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عَضُّو عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة ".
وكلام العلماء في رد هذا التقسيم كثير حتى قال الغماري وهو على شرط الأستاذ:
"زلةٌ قبيحةٌ، حيث جعلوا البدعة مندوبة ... "
فالاستاذ مع تجاهله لكل هذه اللآلئ والدرر من معين الوحي الصافي ومن واحة السلف الصالح الزاهية ومن ينابيع أهل العلم المحققين العذبة ومع مخالفته لهذا الهدي الرباني تجاهلا ومخالفة، مع كل هذا نجده يحرص على تصوير مخالفه بالتفرد في رد التقسيم الذي حكاه عن العز ومن معه؟
فقد تكلم الأستاذ عن العز مثنيا عليه وعلى تقسيمه للبدعة ثم قال:
(اللي بعدوا [بعد العز] قبلوا التقسيم، وأنت ترد)
فانظر إلى إصراره على رمي مخالفه بالتفرد والشذوذ ظلما وعدوانا وجحدا ومكرا وكيدا وحقدا!!
فأسأل الله العلي العظيم أن يقتص لنا من هذا الظلم
بل ودعواه أن من بعد العز قبلوه هو من التزوير الذي جعله الأستاذ مهمة لا تغيب.
وهؤلاء كل من ذكرنا من العلماء ينكرونه حتى قال العلامة أبو الطيب آبادي شارح أبي داود:
" وَتَقْسِيم الْبِدَع إِلَى خَمْسَة أَقْسَام كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الْإِمَام اِبْن عَبْد السَّلَام وَتَبِعَهُ عَلَيْهِ الْإِمَام النَّوَوِيّ أَنْكَرَ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنْ الْعُلَمَاءُ الْمُحَقِّقِينَ وَمِنْ آخِرِهِمْ شَيْخُنَا الْقَاضِي الْعَلَّامَة بَشِير الدِّين الْقِنَّوْجِيُّ رَحِمَهُ اللَّه فَإِنَّهُ رَدَّ عَلَيْهِ رَدًّا بَالِغًا "
فإلى الله المشتكى من هذا الظلم المركب.
فأين تلك الأقوال المتتابعة على إنكار كلام العز لا نقلها الأستاذ أمانة للعلم ولا سكت عنها بل تجرأ على نفيها وزعم أن من بعده قبلوا التقسيم وعاب مخالفه ظلما(/)
البدعة بين النصيحة والخدعة (الحلقة الخامسة)
ـ[الصيعاني]ــــــــ[26 - Jun-2009, مساء 07:04]ـ
3ـ هجْر الأستاذ للتعريف الصريح الخاص بالبدعة الشرعية وترْك الإشارة إليه مطلقا هجرا كاملا
فقد سبق ما جاء في تعريفات الأستاذ مِن خَرق للعلم وللأمانة، ومن مجانبته للأمانة جحدُه التعريف الخاص بالبدعة الشرعية.
وبيان البدعة الشرعية هو كما يلي:
قال شيخ الإسلام:
" وأما البدعة الشرعية فكل مالم يدل عليه دليل شرعي "
وقال ابن كثير في تفسيره:
" وأما أهل السنة والجماعة فيقولون في كل فعل وقول لم يثبت عن الصحابة: هو بدعة؛ لأنه لو كان خيرا لسبقونا إليه، لأنهم لم يتركوا خصلة من خصال الخير إلا وقد بادروا إليها " ا. هـ
و عرفها الحافظ بقوله كما في نزهة النظر:
" هي اعتقاد ما أحدث على خلاف المعروف عن النبي صلى الله عليه و سلم لا بمعاندة بل بنوع شبهة " ا. هـ
وقال السخاوي عن البدعة شرعا:
" ولكنها خصت شرعا بالمذموم مما هو خلاف المعروف عن النبي صلى الله عليه و سلم فالمبتدع من اعتقد ذلك لا بمعاندة بل بنوع شبهة " ا. هـ
وقد سبق كلامه كاملا
وقال السيوطي في الأمر بالاتباع:
" البدعة عبارة عن فعلة تصادم الشريعة بالمخالفة أو توجب التعاطي عليها بزيادة أو نقصان ".
وجاء في مواهب الجليل
" قَالَ فِي شَرْحِهِ الشَّيْخُ زَرُّوق وَالْبِدْعَةُ لُغَةً الْمُحْدَثُ، وَفِي الشَّرْعِ إحْدَاثُ أَمْرٍ فِي الدِّينِ يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ مِنْهُ وَلَيْسَ مِنْهُ، وَمَرْجِعُهُ لِاعْتِقَادِ مَا لَيْسَ بِقُرْبَةٍ عَلَى وَجْهِ الْحُكْمِ بِذَلِكَ ا. هـ
وأما اللجنة الدائمة للإفتاء بالمملكة أجزل الله لأعضائها المثوبة فعرفوها بقولهم:
" أما البدعة الدينية فهي: كل ما أحدث في الدين مضاهاة لتشريع الله " ا. هـ
وفي فتاوى الأزهر وفق الله أصحابه لكل خير وأجزل لهم المثوبة جاء فيها:
" وأفيد سعادتكم أن كل عبادة لم يرِد بها نص عن النبى صلى اللّه عليه وسلم.
ولم يأت فى عمله - صلى اللّه عليه وسلم - ولا فى عمل أصحابه اقتداء به وإن لم نعرف وجهة الاقتداء فهى بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار فهى ممقوتة للشارع يجب منعها ا. هـ
ثم جاء في عقب هذا الكلام أحكام على عدة أعمال بالبدعية منها:
ـ قراءة بقية سورة الكهف جهرا يوم الجمعة لأجل عدم غوغاء الفلاحين بالكلام الدنيوى.
ـ الترقية قبل الخطبة مع مراعاة الآداب فى الإلقاء وحديث إذا قلت لصاحبك والإمام يخطب إلى أخره.
ـ الأذان قبل الوقت يوم الجمعة بما يشتمل على استغاثات وصلوات على النبى - صلى اللّه عليه وسلم - لتنبيه الفلاحين الموجودين بالغيطان الغافلين عن مكان الجمعة.
ـ الصلاة والسلام على النبى - صلى اللّه عليه وسلم - عقب الأذان فى الأوقات الخمس إلا المغرب.
ـ الذكر جهرا أمام الجنازة بكيفية معتدلة خالية عن التلحين ا. هـ
فكل هذه عدوها بدعا كأمثلة للتعريف وهي مسؤول عنها بعينها في السؤال.
واستثنوا الأذان بين يدي الخطيب فجوزوه من دون الأمثلة السابقة
مع أن في بعض الفتاوى لهم ما يخالف هذا التطبيق وكأنه لاختلاف المجيب لأن الجواب ليس جماعيا
وسيأتي ملخص يوضح ما اشتملت عليه هذه التعريفات.
وقال الإمام الهمام جبل هذا العلم الشاطبي رحمه الله وقد أخرت تعريفه لما احتواه من بسط حيث قال:
" ومن هذا المعنى [يعني اللغوي] سميت البدعة [يعني الشرعية] بدعة فاستخراجها للسلوك عليها هو الابتداع وهيئتها هي البدعة وقد يسمى العلم المعمول على ذلك الوجه بدعة فمن هذا المعنى سمي العمل الذي لا دليل عليه في الشرع بدعة وهو إطلاق أخص منه في اللغة حسبما يذكر بحول الله ...
ثم قال:
فأفعال العباد وأقوالهم لا تعدو هذه الأقسام الثلاثة:
ـ مطلوب فعله
ـ ومطلوب تركه
ـ ومأذون في فعله وتركه
والمطلوب تركه لم يطلب تركه إلا لكونه مخالفا للقسمين الأخيرين لكنه على ضربين:
أحدهما: أن يطلب تركه وينهى عنه لكونه مخالفة خاصة مع مجرد النظر عن غير ذلك، وهو إن كان محرما سمي فعلا معصية وإثما وسمي فاعله عاصيا وآثما، وإلا لم يسم بذلك ودخل في حكم العفو حسبما هو مبين في غير هذا الموضع ولا يسمى بحسب الفعل جائزا ولا مباحا لأن الجمع بين الجواز والنهي جمع بين متنافيين
(يُتْبَعُ)
(/)
والثاني: أن يطلب تركه وينهى عنه لكونه مخالفة لظاهر التشريع من جهة ضرب الحدود وتعيين الكيفيات والتزام الهيئات المعينة أو الأزمنة المعينة مع الدوام ونحو ذلك، وهذا هو الابتداع والبدعة ويسمى فاعله مبتدعا.
فالبدعة إذن عبارة عن طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه وهذا على رأي من لا يدخل العادات في معنى البدعة وإنما يخصها بالعبادات
وأما على رأي من أدخل الأعمال العادية في معنى البدعة فيقول: البدعة طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها ما يقصد بالطريقة الشرعية " ا. هـ
والأول هو تعريف البدعة الشرعية، أما هذا الثاني الذي يشمل العادات فهو تعريف شامل للبدعة اللغوية المتصل فعلها بالشرع
ثم قال شارحا:
" وقوله في الحد تضاهي الشرعية يعني أنها تشابه الطريقة الشرعية من غير أن تكون في الحقيقة كذلك بل هي مضادة لها من أوجه متعددة
منها: وضع الحدود كالناذر للصيام قائما لا يقعد ضاحيا لا يستظل والاختصاص في الانقطاع للعبادة والاقتصار من المأكل والملبس على صنف دون صنف من غير علة ..
ومنها: التزام الكيفيات والهيئات المعينة كالذكر بهيئة الاجتماع على صوت واحد واتخاذ يوم ولادة النبي صلى الله عليه و سلم عيدا وما أشبه ذلك
ومنها: التزام العبادات المعينة في أوقات معينة لم يوجد لها ذلك التعيين في الشريعة كالتزام صيام يرم النصف من شعبان وقيام ليلته
وثم أوجه تضاهي بها البدعة الأمور المشروعة فلو كانت لا تضاهي الأمور المشروعة لم تكن بدعة ـ لأنها تصير من باب الأفعال العادية
وأيضا فإن صاحب البدعة إنما يخترعها ليضاهي بها السنة " ا. هـ
إلى أن قال:
" وفي الحد أيضا معنى آخر مما ينظر فيه وهو أن البدعة من حيث قيل فيها: أنها طريقة في الدين مخترعة ـ إلى آخره ـ يدخل في عموم لفظها البدعة التركية كما يدخل فيه البدعة غير التركية " ا. هـ
حتى قال القرافي وهو ممن تأثر بتقسيم العز:
" فَالْبِدْعَةُ إذَا عَرَضَتْ تُعْرَضُ عَلَى قَوَاعِدِ الشَّرِيعَةِ وَأَدِلَّتِهَا فَأَيُّ شَيْءٍ تَنَاوَلَهَا مِنْ الْأَدِلَّةِ وَالْقَوَاعِدِ أُلْحِقَتْ بِهِ مِنْ إيجَابٍ أَوْ تَحْرِيمٍ أَوْ غَيْرِهِمَا، وَإِنْ نَظَرَ إلَيْهَا مِنْ حَيْثُ الْجُمْلَةُ بِالنَّظَرِ إلَى كَوْنِهَا بِدْعَةً مَعَ قَطْعِ النَّظَرِ عَمَّا يَتَقَاضَاهَا كُرِهَتْ فَإِنَّ الْخَيْرَ كُلَّهُ فِي الِاتِّبَاعِ، وَالشَّرَّ كُلَّهُ فِي الِابْتِدَاعِ " ا. هـ
قال الحافظ في الفتح عن حديث الذي ذبح أضحيته قبل صلاة العيد:
" قال الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة: وفيه أنَّ العملَ وإن وافق نية حسنة لَم يصح إلاَّ إذا وقع على وفق الشرع " ا. هـ
نجد مما تقدم أنه قد اجتمع في تعريف البدعة الآتي:
1ـ كل فعل أو قول لم يدل عليه مستند من حديث أو آية أو أثر صحابي.
2ـ ولو كان أصله مشروعا كأن يكون المحدَث مجرد زيادة أو نقصان على ما هو مشروع
3ـ فتحصل المشابهة والمضاهاة للتشريع باعتبار أن تلك الزيادة من شأن الشارع في أشباهها من العبادات
4ـ كتحديدات مكانية أو زمانية أو وصفية يداوَم عليها ونحوها من التحديدات فكل العبادات لم تأت مجردة من تحديد إما صفة وهو أعمها وإما بأكثر من ذلك فإحداث تحديدات محدثة هي مشابهة لتحديدات الشارع
5ـ وبدافع الإكثار من التعبد غالبا وربما من باب النشاط الطارئ أحيانا ولو مع إقلال
6ـ ولو لم يظهر منها معارضة للشرع سوى أنها محدثة
7ـ ولو كان الدافع شبهة لا عنادا.
8ـ وكلها مذموم ليس فيها ما يمدح
وهذه النقاط توضح ما دل عليه مجموع تلك التعريفات وكل ما سيأتي إنما هو إيضاح لها.
ولا أعرف عالما معتبرا خالف في حد البدعة هذا سوى على سبيل الشذوذ، وإنما قد تجد من بعض المتأخرين المخالفة في بعض التطبيقات
وستأتي جملة وافرة من التطبيقات عن السلف والأئمة من بعدهم تُجلي لك تماما أن البدعة بالمعنى الذي اجتمعت عليه تلك التعريفات هو المتفق عليه عندهم، وهو الذي لا يصح سواه عن السلف.
والعلماء الذين نقلنا تعريفاتهم، فمنهم من تأثر ببعض ذلك كالسخاوي وهو متأخر جدا وأما السيوطي فأقلهم خطأ ولكن تجد لهم تطبيقات صحيحة كثيرة لا تجدها لدى مروجي البدع في زماننا
(يُتْبَعُ)
(/)
مما يدل على أن معنى البدعة بذلك الانفتاح والانفلات لا يتصل بطرائق حتى المتأخرين من أهل العلم إلا شذوذا
كالقول بأنه يسوغ إقامة المحدثات ما لم تصادم أصول الشرع فهذا والله ضلال مبين
ولذلك لا تجد من الأئمة المحققين ولو من المتأخرين من يقول بهذا سوى على سبيل الشذوذ لو وجد.
وستأتي جملة وافرة من التطبيقات عن السلف والأئمة من بعدهم تُجلي لك تماما أن البدعة بالمعنى الذي اجتمعت عليه تلك التعريفات هو المتفق عليه عندهم، وهو الذي لا يصح سواه عن السلف، لكن اخترت لك الآن بعضا منها مما يبرز جانبا مهما من معناها لطالما أنكره الأستاذ وهو اعتبارهم سبب الحكم بالبدعة وتعليلهم بأنه لأجل عدم وروده عن النبي وصحابته أو السلف وحدوثه بعدهم وهو معنى لا يحتاج إلى الاستدلال ولكن الأستاذ اضطرنا إليه
ـ فمما جاء عنهم في هذا:
عن مالك: سئل عن القراءة بالمسجد [يعني مخصصة بعقب الصلوات] فقال:
لم يكن بالأمر القديم وإنما هو شيء أحدث ولم يأت آخر هذه الأمة بأهدى مما كان عليه أولها والقرآن حسن
قال ابن رشد: يريد التزام القراءة في المسجد بإثر صلاة من الصلوات على وجه ما مخصوص حتى يصير ذلك كله كما بجامع قرطبة إثر صلاة الصبح (قال): فرأى ذلك بدعة.
قال ابن وضاح في البدع والنهي عنها:
نا محمد بن عمرو، عن مصعب قال: سئل سفيان عن رجل يكثر قراءة قل هو الله أحد، لا يقرأ غيرها كما يقرأها، فكرهه، وقال: «إنما أنتم متبعون، فاتبعوا الأولين، ولم يبلغنا عنهم نحو هذا، وإنما نزل القرآن ليقرأ ولا يخص شيء دون شيء»
وعن إحداث كيفية في الركوع مخالفة للسنة
قال عبد الرزاق عن ابن جريج قال قال إنسان لعطاء: إني أرى أناسا إذا ركعوا خفضوا رؤوسهم، حتى كانوا يجعلون أذقانهم بين رجلهم، فقال: لا، هذه بدعة، لم يكن من مضى يصنعون ذلك
وفي الفروع عَنْ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: سَأَلْت أَحْمَدَ [بن حنبل] عَنْ الرَّجُلِ يَقُولُ بَيْنَ التَّرَاوِيحِ: الصَّلَاةَ قَالَ لَا يَقُولُ الصَّلَاةَ، كَرِهَهُ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، إنَّمَا كَرِهَهُ لِأَنَّهُ مُحْدِثٌ
وفي أسنى المطالب:
" قَالَ [العز] ابْنُ عَبْدِ السَّلَامِ الْقِيَامُ لِلْمُصْحَفِ بِدْعَةٌ لِأَنَّهُ لَمْ يُعْهَدْ فِي الصَّدْرِ الْأَوَّلِ "
وفي المجموع للنووي:
" وقال القاضي أبو الطيب في تعليقه وآخرون يلتفت إليه في حال انصرافه كالمتحزن عليه * وقال جماعة من أصحابنا يخرج ماشيا تلقاء وجهه ويولي الكعبة ظهره ولا يمشي قهقرة أي كما يفعله كثير من الناس قالوا بل المشي قهقري مكروه لانه بدعة ليس فيه سنة مروية ولا أثر لبعض الصحابة فهو محدث لا أصل له فلا يفعل ا. هـ
قال الإمام ابن رجب:
" وفي هذه الأزمان التي بَعُدَ العهد فيها بعُلوم السلف يتعيَّن ضبطُ ما نُقِلَ عنهم مِنْ ذلك كلِّه، ليتميَّزَ به ما كان من العلم موجوداً في زمانهم، وما حدث من ذلك بعدَهم، فيُعْلَم بذلك السنةُ من البدعة ا. هـ
وقال في البحر الرائق:
" وَظَاهِرُ مَا فِي فَتْحِ الْقَدِيرِ اخْتِيَارُ أَنَّهُ بِدْعَةٌ فَإِنَّهُ قَالَ:
قَالَ بَعْضُ الْحُفَّاظِ: لَمْ يَثْبُتْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ طَرِيقٍ صَحِيحٍ وَلَا ضَعِيفٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الِافْتِتَاحِ أُصَلِّي كَذَا وَلَا عَنْ أَحَدٍ مِنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ بَلْ الْمَنْقُولُ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إذَا قَامَ إلَى الصَّلَاةِ كَبَّرَ وَهَذِهِ بِدْعَةٌ.
وَسُئِلَ الشَّيْخُ عِزُّ الدِّينِ عَنْ الرَّجُل يَذْكُرُ فَيَقُولُ: اللَّهُ اللَّهُ وَيَقْتَصِرُ عَلَى ذَلِكَ هَلْ هُوَ مِثْلُ قَوْلِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَاَللَّهُ أَكْبَرُ وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ أَمْ لَا؟ وَإِذَا لَمْ يَكُنْ بِمَثَابَتِهِ فَهَلْ هُوَ بِدْعَةٌ لَمْ تُنْقَلْ عَنْ السَّلَفِ أَمْ لَا؟ فَأَجَابَ هَذِهِ بِدْعَةٌ لَمْ تُنْقَلْ عَنْ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا عَنْ أَحَدٍ مِنْ السَّلَفِ وَإِنَّمَا يَفْعَلُهُ الْجَهَلَةُ، وَالذِّكْرُ الْمَشْرُوعُ كُلُّهُ لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ جُمْلَةً فِعْلِيَّةً أَوْ اسْمِيَّةً وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ
(يُتْبَعُ)
(/)
الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَأَذْكَارِ الْأَنْبِيَاءِ، وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي اتِّبَاعِ الرَّسُولِ وَاتِّبَاعِ السَّلَفِ الصَّالِحِينَ دُونَ الْأَغْبِيَاءِ مِنْ الْجَاهِلِينَ انْتَهَى.
والأمثلة على هذا يعسر حصرها والله كلها تدل على أن السلف يعللون تبديعهم للأعمال ويُرجعون سبب حكمهم بالبدعة لكونها محدثة لم تكن على عهد رسول الله ولا صحابته
ولكون هذه الأمثلة لا تحصر فإني أعتبر تشنيع الأستاذ في هذا على مخالفه ودعواه أن هذا لا يوجد هو استخفاف بالقناة التي جعلها منبرا للخلط بل واستخاف بالشرع قبل ذلك واستخفاف بالمسلمين كافة
ـ ومما يجلّي مفهوم البدعة عند السلف أيضا أنهم حتى فيما ثبت عن النبي من عمله أو اختلفوا في ثبوته عن النبي نجدهم يحكمون ببدعيته بمجرد عدم علمهم بأنه ثابت، أو ترجيحهم عدم ثبوته.
وهذا يدل بجلاء على أنه حتى ما كان لا ينافي أصول الشرع فإنهم يعتبرونه بدعة ما دام أنه حسب علمهم محدث.
ولو كانوا يراعون ما جاءت به النصوص العامة وما لا يصادم أصول الشرع كما زعم المخالف لما حكموا بالبدعة على تلك الأعمال لمجرد عدم علمهم بالنصوص الخاصة مع أنها جاءت بها النصوص العامة وهذا يبطل مزاعم المخالفين.
وأكتفي بمثال واحد من بين أمثلة كثيرة تركتها خشية الإطالة.
فعن عائشة وبعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي عنهن أمرن بجنازة سعد بن مالك رضي الله عنه أن يُمَر بها عليهن، فمُر به في المسجد فجعل يوقف على الحجر فيصلين عليه
ثم بلغ عائشة رضي الله عنها أن بعض الناس عاب ذلك وقال هذه بدعة ما كانت الجنازة تدخل المسجد
فقالت: ما أسرع الناس إلى أن يعيبوا ما لاعلم لهم به عابوا علينا أن دعونا بجنازة سعد تدخل المسجد وما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على سهيل ابن بيضاء إلا في جوف المسجد
فهل كانت صلاة الجنازة في المسجد تصادم أصول الشرع حتى حكم أولئك ببدعيتها أو إنكارها؟
4ـ إنكاره للبدعة الإضافية
أنكر الأستاذ وجود ما يسمى بالبدعة الإضافية والتي تصدق على أكثر الأمثلة في هذا الباب، بل هي المقصودة بكل ما سبق وسيأتي، وهذه نتيجة حتمية لما طرحه من مفهوم للبدعة مخالف لما كان عليه السلف بل لما كان عليه عامة أهل العلم المحققين، وبيانه كالتالي
البدعة الاضافية هي ما كان أصله مشروعا كالاعتكاف بصورته الشرعية، ولكن على وجه محدث كأن يكون في غير المسجد
فسيأتي عن ابن عباس حكمه عليه بالبدعة لأن المكان محدث لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في غير المسجد يعني الاعتكاف المخصوص في السنة
فمع أن الاعتكاف عبادة لكن فعله على وجه محدث صيره بدعة وهذه هي البدعة الاضافية.
والإضافة في كونها: من جانب هي عبادة، ومن جانب هي محدثة
فهي بدعة نسبية أو إضافية
وهكذا كل عبادة تُحدَّد وتُخصَّص بغير دليل شرعي سواء بوقت أو عدد أو سبب أوكيفية (صفة) أو مكان
فالصيام عبادة عظيمة لكن من كان يخص شهر ربيع الأول بالصيام فيكون قد أحدث وابتدع لأن النبي لم يكن يخص ربيعا الأول بالصيام
فمِن جانبِ أصلِ العمل هو عبادة ومن جانب تخصيص ربيع الأول هو محدث وبدعة فيكون الحكم على مجموع العمل بأنه محدث
وهكذا
قال الشاطبي رحمه الله:
" ومن البدع الإضافية التي تقرب من الحقيقية أن يكون أصل العبادة مشروعا إلا أنها تخرج عن أصل شرعيتها بغير دليل توهما أنها باقية على أصلها تحت مقتضى الدليل وذلك بأن يقيد إطلاقها بالرأي أو يطلق تقييدها وبالجملة فتخرج عن حدها الذي حد لها ..
فإذا خص منه يوما من الجمعة بعينه أو أياما من الشهر بأعيانها ـ لا من جهة ما عينه الشارع ـ فإن ذلك ظاهر بأنه من جهة اختيار المكلف كيوم الأربعاء مثلا أو الجمعة والسابع والثامن في الشهر وما أشبه ذلك بحيث لا يقصد بذلك وجها بعينه مما لا ينثني عنه فإذا قيل له: لم خصصت تلك الأيام دون غيرها؟ لم يكن له بذلك حجة غير التصميم أو يقول: إن الشيخ الفلاني مات فيه أو ما أشبه ذلك فلا شك أنه رأي محض بغير دليل ضاهى به تخصيص الشارع أياما بأعيانها دون غيرها فصار التخصيص من المكلف بدعة إذ هي تشريع بغير مستند
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن ذلك تخصيص الأيام الفاضلة بأنواع من العبادات التي لم تشرع لها تخصيصا كتخصيص اليوم بكذا وكذا من الركعات أو بصدقة كذا وكذا أو الليلة الفلانية بقيام كذا وكذا ركعة أو بختم القرآن فيها أو ما أشبه ذلك فإن ذلك التخصيص والعمل به إذا لم يكن بحكم الوفاق أو بقصد يقصد مثله أهل العقل والفراغ والنشاط كان تشريعا زائدا " ا. هـ
فالتخصيص الغير مقصود كمن لا يجد وقتا لعبادة ما إلا في وقت خاص لظروف شغل أو نحوه فلا يدخل في البدعة، لأنه لم يقصد وكذا من خطر له في وقت من الأوقات أن يتقرب إلى الله بعبادة من العبادات ثم كررها في نفس الوقت، ولو مرارا دون تقصّد ولا تحري فلا يدخل في البدعة خلافا لما ألصقه الأستاذ بمخالفيه تشويها وتشنيعا.
ثم قال الشاطبي:
" ومن ذلك أيضا جميع ما تقدم في فضل السنة التي يكون العمل بها ذريعة إلى البدعة من حيث إنها عمل بها ولم يعمل بها سلف هذه الأمة
ومنه تكرار السورة الواحدة في التلاوة أو في الركعة الواحدة فإن التلاوة لم تشرع على ذلك الوجه ولا أن يخص من القرآن شيئا دون شيء لا في صلاة ولا في غيرها ـ فصار المخصص لها عاملا برأيه في التعبد لله
وخرج ابن وضاح عن مصعب قال: سئل سفيان عن رجل يكثر قراءة: {قل هو الله أحد} لا يقرا غيرها كما يقرؤها فكرهه وقال: إنما أنتم متبعون فاتبعوا الأولين ولم يبلغنا عنهم نحو هذا وإنما أنزل القرآن ليقرأ ولا يخص شيء دون شيء
وخرج أيضا ـ وه في العتبية من سماع ابن القاسم ـ عن مالك رحمه الله أنه سئل على قراءة {قل هو الله أحد} مرارا في الركعة الواحدة فكره ذلك وقال: هذا من محدثات الأمور التي أحدثوا" ا. هـ
ومما أجاب به عما يروجه بعضهم من تسويغ للبدع التي من هذا النوع بحجة أنها مشروعة في أصلها مبينا أن الحكم إنما يبنى على مجموع العمل بما فيه من قيد محدث فيكون العمل محدثا بالمآل
قال الصيرفي الماهر الإمام الشاطبي رحمه الله:
" فإذا كانت الصفة الزائدة على المشروع على هذه النسبة صار المجموع منهما غير مشروع فارتفع اعتبار المشروع الأصلي
ومن أمثلة ذلك أيضا قراءة القرآن بالإدارة على صوت واحد فإن تلك الهيئة زائدة على مشروعية القراءة وكذلك الجهر الذي اعتاده أرباب الزوايا ..
واعلموا أنه حيث قلنا: إن العمل الزائد على المشروع يصير وصفا لها أو كالوصف فإنما يعتبر بأحد أمور ثلاثة: إما القصد وإما بالعادة وإما بالشرع أو النقصان
أما بالعادة فكالجهر والاجتماع في الذكر المشهور بين متصوفة الزمان فإن بينه وبين الذكر المشروع بونا بعيدا إذ هما كالمتضادين عادة وكالذي حكى ابن وضاح عن الأعمش عن بعض أصحابه قال: مر عبد الله برجل يقص في المسجد على أصحابه وهو يقول: سبحوا عشرا وهللوا عشرا: فقال عبد الله: إنكم لأهدى من أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم أو أضل بل هذه (يعني أضل) وفي رواية عنه أن رجلا كان يجمع الناس فيقول: رحم الله من قال كذا وكذا مرة سبحان الله ـ قال ـ فيقول القوم ويقول: رحم الله من قال كذا وكذا مرة الحمد لله ـ قال ـ فيقول القوم ـ قال ـ فمر بهم عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقال لهم: هديتم لما لم يهد نبيكم! وإنكم لتمسكون بذنب ضلالة
وذكر له أن ناسا بالكوفة يسبحون بالحصى في المسجد فأتاهم وقد كوم كل رجل منهم بين يديه كوما من حصى ـ قال ـ فلم يزل يحصبهم بالحصى حتى أخرجهم من المسجد ويقول: لقد أحدثتم بدعة وظلما وقد فضلتم أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم علما؟ فهذه أمور أخرجت الذكر المشروع كالذي تقدم من النهي عن الصلاة في الأوقات المكروهة أوالصلوات المفروضة إذا صليت قبل أوقاتها فإنا قد فهمنا من الشرع القصد إلى النهي عنها والمنهي عنه لا يكون متعبدا به وكذلك صيام يوم العيد ...
وعن يونس بن عبيد أن رجلا قال للـ حسن: يا أبا سعيد! ما ترى في مجلسنا هذا؟ قوم من أهل السنة والجماعة لا يطعنون على أحد نجتمع في بيت هذا يوما وفي بيت هذا يوما فنقرأ كتاب الله وندعو لأنفسنا ولعامة المسلمين؟ قال: فنهى الحسن عن ذلك أشد النهي والنقل في هذا المعنى كثير
(يُتْبَعُ)
(/)
حكى ابن وضاح عن عبد الرحمن أبي بكرة قال: كنت جالسا عند الأسود بن سريع وكان مجلسه في مؤخر المسجد الجامع فافتتح سورة بني إسرائيل حتى بلغ: (وكبره تكبيرا) فرفع أصواتهم الذين كانوا حوله جلوسا فجاء مجالد بن مسعود متوكئا على عصاه فلما رآه القوم قالوا: مرحبا اجلس قال: ما كنت لأجلس إليكم وإن كان مجلسكم حسنا ولكنكم صنعتم قبلي شيئا أنكره المسلمون فإياكم وما أنكر المسلمون فتحسينه المجلس كان لقراءة القرآن وأما رفع الصوت فكان خارجا عن ذلك فلم ينضم إلى العمل الحسن حتى إذا انضم إليه صار المجموع غير مشروع
ويشبه هذا ما في سماع ابن القاسم عن مالك في القوم يجتمعون جميعا فيقرؤون في السورة الواحدة مثل ما يفعل أهل الإسكندرية فكره ذلك وأنكر أن يكون من عمل الناس
وسئل ابن القاسم أيضا عن نحو ذلك فحكى الكراهية عن مالك ونهى عنها ورآها بدعة " ا. هـ
قال العلامة أبو شامة:
" ولا ينبغي تخصيص العبادات بأوقات لم يخصصها بها الشرع بل يكون جميع أفعال البر مرسلة في جميع الأزمان ليس لبعضها على بعض فضل إلا ما فضله الشرع وخصه بنوع من العبادة فان كان ذلك اختص بتلك الفضيلة تلك العبادة دون غيرها كصوم يوم عرفة وعاشوراء ... ومن الأزمان ما جعله الشرع مفضلا فيه جميع أعمال البر كعشر ذي الحجة وليلة القدر التي هي خير من ألف شهر أي العمل فيها أفضل من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر فمثل ذلك يكون أي عمل من اعمال البر حصل فيها كان له الفضل على نظيره في زمن آخر
فالحاصل أن الملكف ليس له منصب التخصيص بل ذلك الى الشارع وهذه كانت صفة عبادة رسول الله قال الحافظ البيهقي في السنن الكبير باب من كره ان يتخذ الرجل صوم شهر يكمله من بين الشهور أو صوم يوم من الأيام وساق فيه من الصحيحين حديث أبي سلمة عن عائشة رضى الله عنها أنها قالت كان رسول الله يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم وحديث علقمة قال قلت لعائشة رضى الله عنها هل كان رسول الله صلع يخص من الأيام شيئا قالت لا كان عمله ديمة
قال الأمام الشافعي وأكره ان يتخذ الرجل صوم شهر يكمله كما يكمل رمضان وكذلك يوم من بين الأيام قال وإنما كرهته ليتأسى رجل جاهل فيظن ان ذلك واجب أو فعل حسن
وذكر الشيخ أبو الخطاب في كتاب أداء ما وجب من بيان وضع الوضاعين في رجب عن المؤتمن بن أحمد الساجي الحافظ قال كان الإمام عبد الله الأنصاري شيخ خراسان لا يصوم رجب وينهي عن ذلك ويقول ما صح في فضل رجب ولا في صيامة عن رسول الله شيء وقد رويت كراهة صومه عن جماعة من الصحابة منهم أبو بكر وعمر رضى الله عنهما وكان عمر يضرب بالدرة صوامه
قال وسئل سفيان الثوري رحمه الله تعالى عمن يقرأ قل هو الله أحد لا يقرأ غيرها يكررها فكرهه وقال إنما أنزل القرآن ليقرأ ولا يخص شيء دون شيء وإنما انتم متبعون ولم يبلغنا عنهم مثل هذا قال محمد بن مسلمة ولا يؤتى شيء من المساجد يعتتقد فيه الفضل بعد المساجد الثلاثة إلا مسجد قباء قال وكره أن يعد له يوما بعينه فيؤتى فيه خوفا من البدعة وأن يطول بالناس زمان فيجعل ذلك عيدا يعتمد أو فريضه تؤخذ ولا بأس أن يؤتى كل حين ما لم تجيء فيه بدعة
وقال
وقرأت في كتاب شرح الجامع للزعفراني الحنفي فصلا حسنا أعجبني إثباته ههنا قال وكان يكره ان يتخذ شيئا من القرآن حتما يوقت لشيء من الصلاة وكره أن تتخذ السجدة وهل أتى على الإنسان لصلاة الفجر يقرآن كل جمعة "
ثم قال:
" وإنما كره الملازمة في قراءة السورة فأما أحيانا فمستحب لأن الحديث قد صح أن النبي صلع قرأهما في صلاة الفجر ولكن فعل ذلك لا يدل على اللزوم ا. هـ
وَقَالَ ابن الحاج فِي الْمَدْخَلِ مشيرا للبدعة الإضافية:
"وَيَنْهَى الْإِمَامُ الْمُؤَذِّنِينَ عَمَّا أَحْدَثُوهُ مِنْ التَّسْبِيحِ بِاللَّيْلِ، وَإِنْ كَانَ ذِكْرَ اللَّهِ حَسَنًا سِرًّا وَعَلَنًا لَكِنْ فِي الْمَوَاضِعِ الَّتِي ذَكَرَهَا الشَّارِعُ وَلَمْ يُعَيِّنْ فِيهَا شَيْئًا مَعْلُومًا "
وقال الإمام القرافي في هذا الشأن أيضا:
(يُتْبَعُ)
(/)
" ... بِدَعٌ مَكْرُوهَةٌ، وَهِيَ مَا تَنَاوَلَتْهُ أَدِلَّةُ الْكَرَاهَةِ مِنْ الشَّرِيعَةِ وَقَوَاعِدُهَا كَتَخْصِيصِ الْأَيَّامِ الْفَاضِلَةِ أَوْ غَيْرِهَا بِنَوْعٍ مِنْ الْعِبَادَاتِ وَمِنْ ذَلِكَ فِي الصَّحِيحِ مَا خَرَّجَهُ مُسْلِمٌ وَغَيْرُهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {نَهَى عَنْ تَخْصِيصِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ بِصِيَامٍ أَوْ لَيْلَتِهِ} بِقِيَامٍ، وَمِنْ هَذَا الْبَابِ الزِّيَادَةُ فِي الْمَنْدُوبَاتِ الْمَحْدُودَاتِ كَمَا وَرَدَ فِي التَّسْبِيحِ عَقِيبَ الصَّلَوَاتِ ثَلَاثَةً وَثَلَاثِينَ فَيُفْعَلُ مِائَةٌ وَوَرَدَ صَاعٌ فِي زَكَاةِ الْفِطْرِ فَيُجْعَلُ عَشَرَةُ آصُعٍ بِسَبَبِ أَنَّ الزِّيَادَةَ فِيهَا إظْهَارُ الِاسْتِظْهَارِ عَلَى الشَّارِعِ، وَقِلَّةُ أَدَبٍ مَعَهُ بَلْ شَأْنُ الْعُظَمَاءِ إذَا حَدَّدُوا شَيْئًا وُقِفَ عِنْدَهُ، وَالْخُرُوجُ عَنْهُ قِلَّةُ أَدَبٍ وَالزِّيَادَةُ فِي الْوَاجِبِ أَوْ عَلَيْهِ أَشَدُّ فِي الْمَنْعِ؛ لِأَنَّهُ يُؤَدِّي إلَى أَنْ يُعْتَقَدَ أَنَّ الْوَاجِبَ هُوَ الْأَصْلُ، وَالْمَزِيدُ عَلَيْهِ " ا. هـ
واشتهر نقله في كثير من كتب الأئمة المالكية
وقال الحافظ ابن حجر مستدركا على النووي وعلى العز بن عبد السلام:
" قَالَ النَّوَوِيّ: وَأَمَّا تَخْصِيص الْمُصَافَحَة بِمَا بَعْد صَلَاتَيْ الصُّبْح وَالْعَصْر فَقَدْ مَثَّلَ اِبْن عَبْد السَّلَام فِي " الْقَوَاعِد " الْبِدْعَة الْمُبَاحَة مِنْهَا. قَالَ النَّوَوِيّ: وَأَصْل الْمُصَافَحَة سُنَّة، وَكَوْنهمْ حَافَظُوا عَلَيْهَا فِي بَعْض الْأَحْوَال لَا يُخْرِج ذَلِكَ عَنْ أَصْل السُّنَّة.
قُلْت: لِلنَّظَرِ فِيهِ مَجَال، فَإِنَّ أَصْل صَلَاة النَّافِلَة سُنَّة مُرَغَّب فِيهَا وَمَعَ ذَلِكَ فَقَدَ كَرِهَ الْمُحَقِّقُونَ تَخْصِيص وَقْت بِهَا دُون وَقْت، وَمِنْهُمْ مَنْ أَطْلَقَ تَحْرِيم مِثْل ذَلِكَ كَصَلَاةِ الرَّغَائِب الَّتِي لَا أَصْل لَهَا " ا. هـ
مع أن العز قرر كما سبق في الفتاوى بدعية المصافحة
وقال صاحب كشف الأسرار شرح أصول البزدوي في توضيح البدعة
" وَكَذَا الْجَهْرُ بِالتَّكْبِيرِ دُبُرَ الصَّلَوَاتِ غَيْرُ مَشْرُوعٍ لِلْعَبْدِ فِي غَيْرِ أَيَّامِ التَّكْبِيرِ بَلْ هُوَ مَنْهِيٌّ عَنْهُ لِكَوْنِهِ بِدْعَةً ..
وَمَا كَانَ سُنَّةً فِي وَقْتِهِ كَانَ بِدْعَةً فِي غَيْرِ وَقْتِهِ فَلَا يقضى.
الأدلة على منع البدع ولو كانت إضافية:
جل ما سبق بل كله وما سيأتي في التطبيقات دال على المنع من البدع الإضافية بجلاء بل هذا الرد بكامله في هذه الناحية
ومن الأدلة ما رواه أنس رضي الله عنه في الثلاثة رهط الذين استقلّوا عبادة النبي صلى الله عليه وسلم فقال أحدهم:
" أما أنا أصلي الليل أبدا، وقال الآخر: وأنا اصوم الدهر ولا أفطر، وقال الثالث: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا
فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: " أنتم قلتم كذا وكذا أما والله وإني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم وأفكر ,اصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني "
فالإكثار من الصلاة والصوم جاءت النصوص العامة تحث عليه وكذا التفرغ من ملاذ الدنيا والإقبال على الطاعة للتكثر من العبادات ولكن كل هذا لما كان مخالفا لما كان عليه عمله صلى الله عليه وسلم كان العمل بتلك النصوص العامة بدعة ضلالة
وترك الزواج مباح في قول جماهير أهل العلم لاستحبابه في الأصل عندهم، والسعي للتفرغ للعبادة والطاعة أمر مطلوب شرعا دلت عليه كثير من النصوص العامة، ولكن لما كان في مجموع هذا مخالفة للسنة، وكان ترك الأول إنما كان سببا لتحقيق الثاني وهذا من المبالغة كان العمل بتلك النصوص العامة بدعة فأين ما يشترطه المخالف من مخالفة النصوص؟
وتأمل كيف كان هذا النوع من العبادة المأمور بها يحمل في حقيقته رغبة عن السنة ومخالفة للسنة وإعراضا عن السنة بينما ظاهره إقبال ومنه تعلم أن العبادة إن لم تكن على السنة فهي ضلال
ويدل على أن فعل العبادة (المشروعة من حيث أصلها) يكون بدعة إذا أضيف إليه قيد محدث من تخصيص لمكان أو نحوه وأن هذا كان ممنوعا وأن المنع أصل ثابت، الذي يدل على هذا ما جاء عَنْ أَنَسٍ قَالَ
(يُتْبَعُ)
(/)
قَالَ عُمَرُ:
وَافَقْتُ رَبِّى فِى ثَلاَثٍ، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوِ اتَّخَذْنَا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى فَنَزَلَتْ (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى) ...
رواه البخاري
و عن جعفر بن محمد، عن أبيه، سمع جابرا، يحدث عن حجة النبي، صلى الله عليه وسلم قال: لما طاف النبي صلى الله عليه وسلم قال له عمر: هذا مقام أبينا إبراهيم؟ قال: «نعم» قال: أفلا تتخذه مصلى؟، فأنزل الله تعالى: (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى
فعمر رضي الله عنه لم يجرؤ على اتخاذ المكان خلف المقام مصلى يخصه بالصلاة حتى جاء واستأذن النبي ص في ذلك ولم يجبه النبي ص حتى نزل الوحي.
فكيف يقال إن هذا التخصيص الذي خطر في بال عمر هو مستحب من الأصل ولا يحتاج إلى دليل خاص لعموم الأدلة التي تحث على الإكثار من السجود؟
إذًا لماذا جاء يستأذن النبي ولماذا انتظر النبي الوحي؟
ما ذاك إلا لأنه ممنوع في الأصل والحديث ظاهر في ذلك
وقد تنوعت النصوص للدلالة على أن مجرد كون العمل عبادة لا يعني أنه يكون عبادة دائما، بل متى ما أضيف إليه قيد مخالف للسنة فإنه يفقد شرعيته، لأن الحكم إنما على مجموع العمل بما اتصل به من قيد،
فقراءة القرآن من أعظم القربات إلى الله، ولكن في حال الركوع تكون القراءة منهيا عنها بسبب هذا القيد، ولا يقال القرآن في نفسه منهي عنه وإنما النهي بما دخله من قيد الركوع أو السجود كما جاء النص بذلك، ولا يقال أيضا كيف تكون قراءة القرآن حراما، فهذا اعتراض خاطئ لأن الذي نقل لنا القرآن هو الذي قال بحرمته أو كراهته في هذه الحال
وأيضا الصلاة أعظم أعمال الإسلام لكن إن أديت قبل الغروب أو حال الشروق كانت منهيا عنها لقيد الوقت ليس إلا وهذا منصوص عليه
أيضا إذا خصت ليلة الجمعة بالصلاة أصبحت منهيا عنها لهذا القيد لا بالنظر إلا أصلها
أيضا غسل أعضاء الوضوء بالماء رفعا للحدث هو من أطهر الطاعات لكن إن تجاوز العدد المسنون أصبح منهيا عنه لا باعتبار أصله وإنما لهذا القيد وهو الزيادة على العدد المشروع وفي هذا جاء النهي
أيضا الصوم من أفضل القربات وجنة للعباد، لكن فعله يوم العيد أو يوم الشك على وجه الاحتياط هو منهي عنه، لا باعتبار أصله ولكن لقيد الزمان وفيه جاءت النصوص
وهكذا كل العبادات التي نهى الشارع عنها باعتبار ما يطرأ عليها من قيود لا باعتبار أصلها.
فلا يقال كيف تكون الصلاة التي أمر الله بها حراما أو كيف يكون الصيام أو قراءة القرآن ونحوها من الطاعات كيف تكون هذه العبادات محرمة؟
فهذا كلام من لم يَعِ هذا الباب، وكلام من يردّ الدليل الظاهر بغير دليل.
ومن ذلك ما يطرأ من قيود نهى الشارع عنها بالعموم بحيث كلما اتصلت بعبادة أخرجتها عن أصلها من كونها مشروعة إلى كونها إما محرمة أو مكروهة.
كفعلها رياء، أو فعلها في ظرف يصرف صاحبها عن استشعار شيء من معانيها من شدة انهماك بغرض يحول بين العبد وبين استحضار قلبه كلية حتى يكون أشبه بالذي يدافع الأخبثين ونحو هذا من أحوال
أو فعلها على وجه يجر إلى منكر أشد من مجرد ترك العبادة في ذلك الظرف
إلى غير هذه القيود التي نهى الشارع عنها بالعموم ومع هذا فقيام قيد منها بالعبادة يصيرها ممنوعة خلافا للأصل
وهنا نقول وكذلك كل قيد محدث من تخصيص مكان لم يخصه الشارع، أو زمان أو عدد أو هيئة لأي عبادة، فإن هذا القيد المحدث يُصيّر تلك العبادة ممنوعة، للنصوص التي حرمت الإحداث والابتداع بالعموم.
وبعد هذا فلا ينبغي أن نستشكل تحريم العلماء للدعاء جماعة دبر كل صلاة ولا نقول كيف يكون الدعاء الذي أمر الله به محرما؟
وإنما نفهم أن العلماء لم يحرموه لأنه دعاء، ولكن للقيد المحدث الذي هو مخالف للسنة، فالاجتماع في وقت لم يخصه الشارع هو من المحدثات التي نهى عنها الشارع
وعليه فتحريم العبادة لأجل وقت محدث أو مكان محدث أو عدد محدث هو أمر تشهد له عشرات النصوص ولا ينكره إلا من لم يعرف تلك النصوص ومقصد الشارع منها
فلماذا لم يستشكل هذا المعترض تحريم النبي ص للصيام في اليوم الذي يلي يوم التاسع والعشرين من شوال ولم يستشكل النهي عن قيام ليلة الجمعة تخصيصا مع أن الصوم والصلاة مأمور بهما في النصوص العامة
فلا شك للأدلة الواردة في النهي
(يُتْبَعُ)
(/)
ونحن نقول أيضا الدعاء بعد كل صلاة جماعة والأذان يوم العيد وغيرها من المحدثات ينبغي ألا نستشكل النهي عنها فقد نهت الأدلة عنها عندما نهت عن كل محدث ويكفي أن السلف والعلماء أجمعوا على إنكار كثير من العبادات الثابتة بالنصوص العامة لأجل ما أضيف إليها من محدثات، كإنكارهم الأذان يوم العيد والاجتماع على الذكر بصورة جماعية مرتبة مداومة وكالمداومة على صلاة النافلة جماعة، وكذكر الله بالألحان المطربة وغيرها كثير جدا
وحتى تتيقن أخي الكريم فإني أرفقت هذا الرد بأكثر من مائة وخمسة عشر نقلا أكثرها عن السلف وبعضها عن الأئمة من بعدهم، كلها تقرر المنع من البدعة الاضافية لعشرات المسائل بلغت أكثر من خمس وخمسين مسألة ورتبتها حسب الحدث المضاف وجلها صحيح من حيث الرواية، ولم أعتمد في مسألة على أثر ضعيف فإنه إذا كان ضعيفا أذكره استئناسا وهو مع هذا قليل.
ولكن قبل إيراد هذه التطبيقات السنية والتي سأرجئ نقلها إلى آخر الرد أذكر بعض الآثار والأقوال عن السلف التي تظهر حجم البدع في العبادات عندهم وتبين شدة نكارتها لديهم، وتجلّي أن التهوين من البدع الإضافية ذات الإحداث في العبادات التي أصلها مشروع هو تهوين مناف لمذهب الصحابة والسلف الذين يصنفون الابتداع من هذا النوع من أخطر الأعمال ويشددون على من يقع فيه.
فبالله عليك أخي القارئ تأمل هذه الآثار التي سأنقلها هنا عن السلف الصالح وبالله عليك انظر ما اشتملت عليه من تغليظ وتشديد في الانكار وزجر، بل وتعزير وفي نفس الموضوع الذي نتكلم عليه (بدع العبادات) كرفع اليدين على المنبر والجهر بالبسملة وكالتعريف يوم عرفة وكالتثويب للصلاة في غير الوارد وكأذان الجمعة الأول وكالاعتكاف في غير المسجد وكرفع الصوت مبالغة بالذكر.
روى وكيع في ((كتابه)) عن هشام بن الغاز، قال: سألت نافعاً عن الأذان يوم الجمعة؟ فقالَ: قالَ ابن عمر: بدعةٌ، وكل بدعة ضلالة، وإن رآه الناس حسَناً.
يعني الأذان الأول
وهذا إسناد صحيح
وقال الحافظ ابن رجب في الفتح:
" وقد روي عن ابن عباس، أنه سئل عن اعتكاف المرأة في مسجد بيتها؟ فقال: بدعة، وأبغض الأعمال إلى الله البدع، لا اعتكاف إلا في مسجد تقام فيه الصلاة "
وفي الفروع لابن مفلح
" لِمَا رَوَاهُ حَرْبٌ وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ امْرَأَةٍ جَعَلَتْ عَلَيْهَا أَنْ تَعْتَكِفَ فِي مَسْجِدِ نَفْسِهَا فِي بَيْتِهَا، فَقَالَ: بِدْعَةٌ، وَأَبْغَضُ الْأَعْمَالِ إلَى اللَّهِ الْبِدَعُ، فَلَا اعْتِكَافَ إلَّا فِي مَسْجِدٍ "
وعَن ابن عَبْد الله بْن مغفل، قَالَ:
سمعني أَبِي وأنا فِي الصلاة أقول: " بسم الله الرحمن الرحيم ".
فَقَالَ: أي بني، محدث، إياك والحدث. قَالَ: ولم أرأحداً من أصْحَاب النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ أبغض إليه الحدث فِي الإسلام - يعني: مِنْهُ - قَالَ: وقد صليت مَعَ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -، ومع أَبِي بَكْر ومع عُمَر ومع عُثْمَان، فَلَمْ أسمع أحداً منهم يقولها، إذا أنت صليت فقل: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.
وقرر حسنه ابن رجب في الفتح له كما يدل عليه سياق كلامه بشكل واضح
عن عبد الله بن أبي الهذيل العنزي قال:
كنا جلوسا مع عبد الله بن خباب بن الأرت وهو يقول: سبحوا كذا وكذا، واحمدوا كذا وكذا، وكبروا كذا وكذا. قال: فمر خباب فنظر إليه ثم أرسل إليه فدعاه، فأخذ السوط فجعل يضرب رأسه به وهو يقول: يا أبتاه، فيم تضربني؟ فقال: مع العمالقة، هذا قرن الشيطان قد طلع، أو قد بزغ
عن سعيد بن السيب أنه رأى رجلا يصلي بعد طلوع الفجر أكثر من ركعتين يكثر فيها الركوع والسجود فنهاه فقال يا أبا محمد يعذبني الله على الصلاة قال لا ولكن يعذبك على خلاف السنة
وذكر أشهب عن مالك أنه قال في حلق الشارب هذه بدع وأرى أن يوجع ضربا من فعله
وروى البيهقي عن عبد العزيز بن عبد الله الأويسي قال ذكر مالك بن أنس إحفاء بعض الناس شواربهم فقال مالك ينبغى أن يضرب من صنع ذلك ثم ذكر أنها بدعة ظهرت
وروى ابن أبي شيبة في رفع اليدين على المنبر فقال
(يُتْبَعُ)
(/)
حدثنا ابن نمير وأبو معاوية عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق قال رفع الإمام يوم الجمعة يديه على المنبر فرفع الناس أيديهم فقال مسروق: قطع الله أيديهم
حدثنا ابن إدريس عن حصين عن عمارة بن رويبة قال رأى بشر بن مروان رافعا يديه على المنبر فقال قبّح اللهُ هاتين اليدين لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يزيد على أن يقول بيديه هكذا وأشار بأصبعه المسبحة.
وفي أسنى المطالب من كتب الشافعية
قال عن المبالغة في رفع الصوت بالصلاة على النبي في الخطبة
قَالَ الْأَذْرَعِيُّ .. الرَّفْعُ الْبَلِيغُ كَمَا يَفْعَلُهُ بَعْضُ الْعَوَامّ فَإِنَّهُ لَا أَصْلَ لَهُ بَلْ بِدْعَةٌ مُنْكَرَةٌ
قال الشاطبي عن التثويب في غير ما ورد فيه:
" فتأمل كيف منع مالك من إحداث أمر يخفى شأنه عند الناظر فيه ببادىء الرأي وجعله أمراً محدثاً، وقد قال في التثويب: إنه ضلال، وهو بين، لأن:
" كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة" ولم يسامح للمؤذن في التنحنح ولا في ضرب الأبواب، لأن ذلك جدير بأن يتخذ سنة ا. هـ
قال الشاطبي
" وأيضا فمن شنع على المبتدع بلفظ الابتداع فاطلق العبارة بالنسبة إلى المجتمعين يوم عرفة بعد العصر للدعاء في غير عرفة ـ إلى نظائرها ـ فتشنيعه حق " ا. هـ
قال أبو شامة
وروى المالكي في كتاب رياضة النفوس أن يحيى بن عمر الفقيه الأندلسي كان يعبر في القيروان على موضع ناس حاكه فإذا كانت أيام العشرين يرفعون أصواتهم بالتكبير والتهليل فنهاهم فلم ينتهوا وكان شديدا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال فدعا الله عليهم ثم انقرضوا وخربت ديارهم برهة من الزمان
وقال ابن وضاح حدثني عن موسى، عن ابن مهدي، عن سفيان، عن همام بن الحارث التيمي، قال: «لما قص إبراهيم التيمي أخرجه أبوه من داره وقال: ما هذا الذي أحدثت؟»
وَقَالَ رَجُلٌ لِإِبْرَاهِيم الْحَرْبِيِّ: خَاصَمَنِي رَجُلٌ، فَقَالَ لِي يَا سِفْلَةُ، فَقُلْت وَاَللَّهِ مَا أَنَا بِسِفْلَةٍ، فَقَالَ إبْرَاهِيمُ هَلْ تَمْشِي خَلْفَ النَّاقَةِ وَتَصِيحُ يَا مَعْلُوفُ غَدًا إنْ شَاءَ اللَّهُ فَقَالَ: لَا، فَقَالَ هَلْ تَصِيحُ " الصَّلَاةَ الْإِقَامَةَ " قَالَ لَا، قَالَ: لَسْتَ بِسِفْلَةٍ إنْ شَاءَ اللَّهُ ا. هـ
يريد لو كنت تفعل هذه البدعة لكنت من السفلة
وأنا أبين مراده الظاهر ولا أحكم من عندي
وفي شرح العمدة لشيخ الإسلام:
" وعن أبي العالية قال كنا مع ابن عمر في سفر ونزلنا بذي المجاز على ماء لبعض العرب فحضرت الصلاة فأذن مؤذن ابن عمر ثم أقام الصلاة فقام رجل فعلا على رحل من رحالات القوم ثم نادى بأعلى صوته الصلاة يا أهل الماء الصلاة فجعل ابن عمر يسبح في صلاته حتى إذا قضت الصلاة قال ابن عمر من الصائح بالصلاة قالوا أبو عامر يا أبا عبد الرحمن فقال له ابن عمر لا صليت ولا تليت أي شيطانك أمرك بهذا أما كان في الله وسنة نبيه صلى الله عليه و سلم والصالحين ما أغنى عن بدعتك هذه إن الناس لا يحدثون بدعة وان رأوها حسنة إلا أماتوا سنة فقال رجل من القوم إنه ما أراد إلا خيرا يا أبا عبد الرحمن فقال ابن عمر لو أراد خيرا ما رغب بنفسه عن سنة نبيه والصالحين من عباده رواه ابن بطة " ا. هـ
وأختم النقول بكلام لابن رجب عن الذين يضبطون أبواب الشرع بضوابط محدثة، كما يفعل مروجوا البدع بمفهوم البدعة، الذين يحرصون على تشويه هذا الباب بآرائهم المحدثة
قال العلامة ابن رجب:
" ومن ذلك أعني محدثات العلوم ما أحدثه فقهاء أهل الرأي من ضوابط وقواعد عقلية وردِّ فروع الفقه إليها. وسواء أخالفت السنن أم وافقتها طرداً لتلك القواعد المقررة وإن كان أصلها مما تأولوه على نصوص الكتاب والسنة لكن بتأويلات يخالفهم غيرهم فيها وهذا هو الذي أنكره أئمة الإسلام على من أنكروه من فقهاء أهل الرأي بالحجاز والعراق: وبالغوا في ذمه وإنكاره.
فأما الأئمة وفقهاء أهل الحديث فإنهم يتبعون الحديث الصحيح حيث كان إذا كان معمولا به عند الصحابة " ا. هـ
فهاهم السلف والأئمة من بعدهم وهذا والله غيض من فيض
هاهم يعلنون ألوان النكير على من يفعل هذه البدع التي لا تخرج عن كونها من البدع الإضافية والتي روج لها الأستاذ وعنف على من ينكرها
(يُتْبَعُ)
(/)
فمنهم من يرى ضرب الفاعل ومنهم من يطرده ولو كان ابنه ومنهم من يباشر الضرب ومنهم من يدعوا على الفاعل دعاء شديدا ومنهم من يحرض على التبديع والتشنيع في حق من يفعلها ومنهم من يشبّه ظهورها بقرن الشيطان ناهيك عن التقبيح والزجر والأوصاف المنفرة
وهذا كما ذكرت لك غيض من فيض
سابعا: استدل الأستاذ على جواز التخصيص لأي عبادة بأي وقت بحديث بلال بن رباح
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - أَنَّ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لِبِلاَلٍ عِنْدَ صَلاَةِ الْفَجْرِ «يَا بِلاَلُ حَدِّثْنِى بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ فِى الإِسْلاَمِ، فَإِنِّى سَمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَىَّ فِى الْجَنَّةِ». قَالَ مَا عَمِلْتُ عَمَلاً أَرْجَى عِنْدِى أَنِّى لَمْ أَتَطَهَّرْ طُهُورًا فِى سَاعَةِ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ إِلاَّ صَلَّيْتُ بِذَلِكَ الطُّهُورِ مَا كُتِبَ لِى أَنْ أُصَلِّىَ.
فقال الأستاذ ها هو بلال خصص الصلاة بحال الوضوء ولم ينكر عليه النبي ص وعليه فلا حرج على أي أحد أن يخصص أي عبادة بأي وقت أو مكان
والجواب عليه بسؤاله:
أين في الحديث أن ما فعله بلال كان من عنده ومن تلقاء نفسه وليس عن دليل شرعي سابق؟
أين ما يدل على أنه محدث من عند بلال؟
وسؤال النبي ص له لا يوحي بأنه سأله عن شيء جديد غير معمول به عند غير بلال؟
بل قوله: " أرجى عمل عملته في الإسلام " ظاهر منه السؤال عن جنس العمل الشرعي المعهود المنصوص عليه في الكتاب والسنة مما يعمله بلال والذي يريد النبي أن يعرفه تحديدا من بلال نفسه وما الذي يظنه بلال منها في أنه كان من الأسباب الرئيسية لتقدمه في الجنة من بين جملة الطاعات التي يقدمها بلال والجواب إنما كان عن هذا
فلو قال الأستاذ معترضا بأن بلالا أجابه بما أحدثه من عنده مما لم يسبق أن جاء به النص لكان جوابه هذا مجرد دعوى تخالف أصل الرواية حملا للجواب عن جنس المسؤول عنه
ولجاز لنا أيضا أن ندعي أنه أجابه بما كان يعمله من السنن المنصوص عليها بنصوص خاصة
وأنبه إلى أن الأستاذ حذف شطر الحديث الذي يدل على ما ذكرت وهو قوله:
" يَا بِلاَلُ حَدِّثْنِى بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ فِى الإِسْلاَمِ " حذفه الأستاذ الداعية إلى الله حتى لا يشوش على استدلاله وأتى بلفظ آخر ونسبه للبخاري وهو قوله:
" بم سبقتني إلى الجنة يا بلال؟ فقال: يا رسول الله لم أتطهر طهورا في ساعة من ليل أو نهار إلا ... " مثل بقيته.
وهذا سياق ملفق بين لفظ أبي هريرة كما هو الشطر الثاني وبين لفظ بريدة كما هو شطره الأول وليس في البخاري كما نقل الأستاذ والدليل على أن هذا التلفيق لم يكن منقولا وإنما معمولا أنه لا يوجد هكذا في المصادر المسندة فليذكر لنا الأستاذ من أين أتى به هكذا ملفقا ولماذا نسبه للبخاري وهو لا يوجد فيه؟
وإذا علمنا أن ما فعله بلال من صلاة بعد كل وضوء هو من السنن الثابتة بالنصوص الخاصة وقد وردت فيه روايات مرفوعة تستحبه بطل احتجاج الأستاذ من أصله، وتأكد ما ذكرته من أن النبي إنما سأله عن العمل الذي يظن بلال أنه سبب ما من الله به عليه من تقدمه في الجنة لا أن النبي إنما سأله عن عمل مجهول من أصله
فروى البخاري ومسلم من حديث عثمان قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - «مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِى هَذَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، لاَ يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»
وروى أبو نعيم الأصبهاني في معرفة الصحابة
من طريقين عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن زيد بن خالد الجهني، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من توضأ ثم صلى ركعتين لا سهو فيهما غفر له ما تقدم من ذنبه»
ومن طريق محمد بن أبان، عن زيد بن أسلم نحوه
وهو جيد بطريقيه
وروى أبو يعلى كما في المطالب العالية والطبراني في الدعاء وغيرهما بإسناد حسن
عن أبي الدرداء رضي الله عنه: قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:» من توضأ ثم قام فصلى ركعتين، أو أربع ركعات مكتوبة أو غير مكتوبة، أتم فيها الركوع والسجود، ثم يستغفر الله، إلا غفر الله له «
وروي من حديث معاوية مرفوعا
(يُتْبَعُ)
(/)
فما قام به بلال لم يكن من عنده وليس بمحدث بل عنده فيه دليل إلا أن يقول الأستاذ إن بلالا فعله قبل ورود الأحاديث وأنه هو الذي أحدث هذا التخصيص
فعندها سنقول له: لم يعد الكلام علميا! فبِوحي عرفتَ هذا أم بإلهام أم برؤيا منام؟
وسبحان الله حرصُ مخالفنا على الاستدلالات الواهية يجسد لك قدر المعاناة التي يعيشها بسبب ضعف الحجة
مع أنه ولو لم يصح شيء من الأحاديث التي دلت على استحباب السنة الخاصة للصلاة بعد كل وضوء فليس في الحديث دليل للأستاذ لأن عدم علمنا بمستند بلال الخاص لا يعني أنه لا دليل وأنه أحدث ذلك من عنده
وسياق الحديث لا يدل على أن ما فعله بلال كان من عنده دون نص فلا حجة في الحديث ولو لم تصح تلك الروايات فكيف وهي صحيحة مع أن إقرار النبي وحده كاف لمنع القياس لو ثبت فعلا أن ما فعله بلال كان من محض اجتهاده.
ـ أما استدلال الأستاذ بحديث خبيب وصلاته ركعتين قبل أن يُقتل فهو لا يقوم على ساق
أين التخصيص؟
صراحة هذا كلام من لا يعرف التخصيص، فالقتل يحصل مرة و لا يتكرر، وخبيب لم يبين أنه قصد معنى التخصيص، فمن أين اعتبرناه قد خصص؟
رجل سيترك الدنيا ماذا سيطلب؟
جاءت النصوص تحض كل مسلم على أن تكون خاتمته حسنة فنظر خبيب فوجد من أنسب الأعمال التي تناسب وضعه هو صلاة ركعتين فما أظن من المناسب أن يقول لهم اتركوني إلى موسم الحج حتى أحج ثم اقتلوني!!
وعلى فهمك يا أستاذ لو لم يُصلّ خبيب وقرأ قرآنا مثلا لقلت ها قد خصص! أو تصدق على أحد المستضعفين من مسلمي مكة لقلت قد خصص
وعليه فاتك أن تستدل أيضا بدعائه على الكفار فتقول خصص الدعاء بالقتل!
وأيضا فاتك أن تستدل بعثمان فقد قتل وهو يقرأ القرآن ويعلم أن القوم قاتلوه من خلال ما كان يشاهده من تدهور أمر الحصار وما آل إليه ومن خلال الرؤيا التي رآها يومها فهو أيضا قد خصص
ثم يا أستاذ! الحجة أين؟ فيما فعله خبيب؟ أم فيما قرره النبي؟
فإقراره صلى الله عليه وسلم هو الذي سن به لكل من حصل له ما حصل لخبيب أن يفعل مثله
قال العلامة القسطلاني في "إرشاد الساري":
"وإنما صار فعل خبيب سنةً، لأنه فعل ذلك في حياة الشارع - صلى الله عليه وسلم - واستحسنه".
وقال أيضاً:
"وإنما صار ذلك سنةً، لأنه فعل في حياته - صلى الله عليه وسلم - فاستحسنه و أقره".
وقال أيضاً:
"واستُشكل قوله: "أول من سن"، إذ السنة إنما هي أقوال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأفعاله وأحواله، وأجيب بأنه فعلهما في حياته - صلى الله عليه وسلم - واستحسنهما"انتهى كلام القسطلاني.
قال أبو غدة (وهو على شرط الأستاذ):
" وواضح من حديث أبي هريرة وقصة قتل خبيب فيه: أن لفظ (السنة) ولفظَ (سن) معناه: الفعل المشروع المتبوع في الدين، وعلى هذا فلا يصح لمتفقهٍ أن يستدل على سنية صلاة الركعتين عند القتل، بأن الحديث جاء فيه لفظ "سن"، فتكون صلاتهما سنةً مستحبةً، لأن حكم السنية لصلاة ركعتين هنا استفيد من دليلٍ آخر خارج لفظ "سن" بلا ريب وهو إقرار الرسول - صلى الله عليه وسلم - لفعله)
يتبع بالحلقة السادسة والأخيرة(/)
البدعة بين النصيحة والخدعة (الحلقة السادسة)
ـ[الصيعاني]ــــــــ[26 - Jun-2009, مساء 07:22]ـ
ـ أما استدلاله بحديث رفاعة بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِىِّ
قَالَ: كُنَّا يَوْمًا نُصَلِّى وَرَاءَ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ قَالَ «سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ». قَالَ رَجُلٌ وَرَاءَهُ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ «مَنِ الْمُتَكَلِّمُ». قَالَ أَنَا. قَالَ «رَأَيْتُ بِضْعَةً وَثَلاَثِينَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا، أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا أَوَّلُ»
قال الأستاذ:
" رفاعة بيصلي وراءه قال ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه
أي الكلام ده ... ولا سيدنا محمد قال له بتعمل حاجة من عندك جُوّا الصلاة "
وانطلق الاستاذ يستدل به على جواز إحداث ذكر عند الرفع من الركوع وبالتالي على جواز الإحداث في الدين مادام أصل العمل مشروعا ونقل كلاما لابن حجر أوهم أنه يتبناه بينما هو ينقله عن غيره بصورة الابهام " واستُدِلّ "
طبعا صاحب المهنة لا يترك مهنته في العادة، ولقد أثبت الأستاذ أنه حفظ الدرس جيدا فلم يسه عما اعتاده من مخالفة للأمانة العلمية فساق رواية من روايات حديث رفاعة وتصرف فيها وضرب صفحا بالروايات الأخرى التي تبطل استدلاله
والرواية التي ساقها الأستاذ أقرب إلى طريق علي بن يحيى عن أبيه يحيى بن خلاد الزرقي عن عمه رفاعة بن رافع به
وليس فيها أن القائل هو رفاعة مما يدل على أن الأستاذ كان يعلم بالروايات الأخرى!
ولا فيها أن القائل قال ذلك وهو يصلي فهذا قد اختلفت فيه الروايات كما سيأتي
فمما أخفاه الأستاذ عن المشاهد من الروايات المهمة لنفس الحديث
ما رواه قتيبة بن سعيد وتابعه سعيد بن عبد الجبار كلاهما قال نا رفاعة بن يحيى بن عبد الله بن رفاعة بن رافع عن عم أبيه معاذ بن رفاعة بن رافع عن أبيه رفاعة قال:
صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فعطست فقلت الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: أَيْنَ الْمُتَكَلِّمُ فِي الصَّلاةِ؟ ... الحديث وهذا هو المحفوظ من رواية معاذ بن رفاعة
وهذه الرواية إسنادها جيد
وليس فيه أنه قال ذلك حين الرفع من الركوع، وفي هذه الرواية أنه قالها حين عطس ولم يقلها من باب الذكر للرفع من الركوع
ويؤيد هذه الرواية ما رواه شَرِيكٌ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
عَطَسَ شَابٌّ مِنَ الأَنْصَارِ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ فِى الصَّلاَةِ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ حَتَّى يَرْضَى رَبُّنَا وَبَعْدَ مَا يَرْضَى مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا ... الحديث
غير أن شريكا ضعيف واضطرب فيه فقد رواه بغير هذا الوجه
وقال الترمذي بعد أن ساق حديث رفاعة بلفظ العطاس:
" وَكَأَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّهُ فِى التَّطَوُّعِ لأَنَّ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنَ التَّابِعِينَ قَالُوا إِذَا عَطَسَ الرَّجُلُ فِى الصَّلاَةِ الْمَكْتُوبَةِ إِنَّمَا يَحْمَدُ اللَّهَ فِى نَفْسِهِ وَلَمْ يُوَسِّعُوا فِى أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ "
فتأمل منع هؤلاء العلماء من السلف للتوسع ولو بالحمد في أثناء الفرض وهذا يصادم استدلال الأستاذ.
وحديث رفاعة فيه اختلاف من جهتين:
من جهة القائل للحمد، ففي الأولى أنه رجل غير رفاعة كما هو ظاهرها
وفي الثانية أنه رفاعة نفسه
ومن جهة سبب الحمد، ففي الرواية الأولى لم تذكر سببا سوى أنه تزامن مع التسميع، وفي الثانية أنه حمد بسبب العطاس دون مناسبة التسميع
وجاءت رواية غير محفوظة عند البزار من طريق رفاعة بن يحيى عن معاذ بن رفاعة
وفيها ذكر وجه ثالث: بأن الرجل كان داخلا للمسجد والجماعة يصلون فقال الذي قاله بعد الرفع من الركوع ولفظه غير واضح هل هو حمد لإدراكه الصلاة قبل أن يدخلها كما في بعض روايات أنس الآتية؟ أم بعد دخوله الصلاة كذكر للرفع؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلى كل هذه الرواية الثالثة التي رواها البزار شاذة غير محفوظة من طريق رفاعة بن يحيى وهي خليط من مجموعة روايات وتفرد بها راو دون من هو أوثق منه
وبينما اختلفت الروايات عن رفاعة نجد أن أنسا رواه بعيدا عن هذه الصورة من الاختلاف ومن طرق أقوى وأكثر وهو عند مسلم، ولا يتردد الناظر في جميع الطرق بأنها الأصح في الباب وهي تمثل الوجه الثالث لأصل الخبر بالنسبة للروايات المحفوظة نسبيا
ففي صحيح مسلم وغيره عن جمع منهم قَتَادَةُ وَثَابِتٌ وَحُمَيْدٌ كلهم وغيرهم عَنْ أَنَسٍ أنه قال:
إنَّ رَجُلاً جَاءَ فَدَخَلَ الصَّفَّ وَقَدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ. فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- صَلاَتَهُ قَالَ «أَيُّكُمُ الْمُتَكَلِّمُ بِالْكَلِمَاتِ». فَأَرَمَّ الْقَوْمُ فَقَالَ «أَيُّكُمُ الْمُتَكَلِّمُ بِهَا فَإِنَّهُ لَمْ يَقُلْ بَأْسًا». فَقَالَ رَجُلٌ جِئْتُ وَقَدْ حَفَزَنِى النَّفَسُ فَقُلْتُهَا. فَقَالَ «لَقَدْ رَأَيْتُ اثْنَىْ عَشَرَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَرْفَعُهَا».
كذا رواه مسلم في صحيحه
وبالنظر في الروايات عن أنس نجد التالي:
ـ أن قتادة وثابتا وحميدا قد اتفقوا في الرواية عن أنس بأن الرجل قد جاء إلى المسجد والناس يصلون ولم يشهد تكبيرة الإحرام معهم
ـ وأنه قال تلك الصيغة من الحمد من أول انضمامه في الصف
ـ واتفقوا على عدم ذكر الرفع من الركوع ولا التسميع
ـ ووجدنا أن رواية حميد المحفوظة عنه ولا يصح عنه سواها ذكرت أن ذلك الحمد كان قبل دخوله الصلاة وقبل تكبيره كما هو ظاهر اللفظ المحفوظ عنه فهو على هذا من باب الحمد على إدراك الصلاة ولفظه:
" حميد عن أنس وفيه: فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى الصَّفِّ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْداً كَثِيراً طَيِّباً مُبَارَكاً فِيهِ ".
ـ ووجدنا أن لفظ قتادة الذي جاء في كل الروايات المفردة والتي لم تسق روايته مقرونة لا مع ثابت ولا مع حميد وهو المحفوظ عنه هو أقرب لرواية حميد وأن الرجل قال الذي قاله عند انضمامه إلى الصف على إجمال في هذا ولفظه:
" قَتَادَةُ عَنْ أَنَسٍ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ وَالنَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- فِى الصَّلاَةِ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْداً كَثِيراً طَيِّباً مُبَارَكاً فِيهِ ".
فظاهره أنه قال ذلك بمجرد دنوه من الصف ومشاهدته للقوم يصلون
ـ ووجدنا أن لفظ ثابت الذي لم يرد في أي رواية مفردة لا عن حميد ولا عن قتادة وإنما جاء في جل الروايات المقرونة التي تواجد فيها ثابت سواء التي قرن فيها ثابت مع قتادة فقط أم التي قرن فيها مع حميد وقتادة، كلما وجد ثابت وجد هذا اللفظ
وهذا يدل كما يعرف هذا المتخصصون المشتغلون عمليا بتحقيق الروايات على أنه لفظ ثابت وحده وهو كالتالي:
عن أنس أنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بنا إذ جاءه رجل فدخل المسجد وقد حفزه النفس فقال الله أكبر الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه
وهذا اللفظ يدل على أن تلك المقالة في الحمد إنما قالها الرجل بعد تكبيرته للإحرام ولهذا استدل به أبوداود في سننه والنسائي في السنن وابن خزيمة في صحيحه ثلاثتهم في باب دعاء الاستفتاح على أنه يقال بعد تكبيرة الإحرام
ولهذا صح عن ابن طاووس عن أبيه أنه كان إذا استفتح الصلاة قال: الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا طيبا مباركا فيه
وبهذه الصورة من مقابلة الروايات نجد أن القول بأن الأقرب إلى الصحة في حديث أنس هو قولها قبل التكبير قول له حظ من النظر باعتباره ظاهر روايتي حميد وقتادة
وعلى أي ترجيح فحديث أنس أصح من حديث رفاعة لأنه لا اختلاف حقيقي بين الروايات في حديث أنس وإنما هو اختلاف دقيق في مفهوم سياق على آخر
بينما حديث رفاعة فالاختلاف فيه بيّن
وكل الروايات من حديث أنس ومن حديث رفاعة من طريقيه عن رفاعة بن يحيى عن معاذ بن رفاعة عن أبيه كلها أخفاها الأستاذ
بل وهناك رواية صحيحة من حديث الصحابي وائل بن حجر وفيها أن الرجل كان قد دخل والناس يصلون مؤكدا رواية أنس غير أن لفظه مجمل لم يبين أنه قالها بعد دخوله الصلاة أم قبل دخولها
وقد جاء في لفظ من ألفاظه أنه قال عبارة الحمد عندما قرأ النبي صلى الله عليه وسلم آخر آيات الفاتحة
(يُتْبَعُ)
(/)
وجاءت رواية عن ابن عمر وهي ضعيفة غير محفوظة وكذا رواية عن عبد الله بن عمرو وكلاهما روايات واهية
وهذه الروايات المحفوظة السابقة كلها أخفاها الأستاذ على القارئ لأسباب متنوعة ترجع جميعها إلى غياب الأمانة العلمية وضعف الوازع الديني والإيماني
وأنا لا أطالب الأستاذ ببحث علمي يفصل به ألفاظ الروايات ولكن يبين بصورة مجملة أن هناك اختلافا ولا ينتقي ما يتماشى مع رأيه ويدفن ما يخالفه
ـ فهو أخفاها جميعها لأنَّ نقلها للمشاهد يفسد عليه مهمته ويبين أن الوجه الذي استدل به لا يوجد ما يرجحه على غيره بل غيره أقوى منه فيعود استدلاله غير مسلم به وقد يكون مرجوحا
ـ هو أخفاها جميعها لأنها تبين بشكل واضح أنه لا يوجد ما يدل على أن القائل لتلك الصيغة من الحمد كان يخصصها بفعل من أفعال الصلاة ويداوم عليها بل بعض الروايات التي أخفاها تدل على أنه دعاء عارض بسبب إدراكه للصلاة بعد سعيه لإدراكها وتمكنه من ذلك مما دفعه للحمد بتلك الصيغة وهذا أمر لا أحد يمنع منه
وعلى كل فبالنظر إلى مجموع الروايات لا يستطيع كائنا من كان أن يدعي أن الرجل كان يقول تلك الصيغة على سبيل التخصيص
بل ابتدار الملائكة لها أيهم يُبلّغها هو دليل قاطع على أنه يقولها لأول مرة وإلا فأي معنى حصل يومها ولم يكن فيما سبق؟!!
وبعد عرض الروايات التي دفنها الأستاذ مجانبة للأمانة نسأله أسئلة واضحة ووجيهة
هذا الصحابي الذي حمد الله بصيغة جعلت الملائكة تبتدر رفعها
هل كان مداوما على ذلك قبل أن يمدح النبي عبارته ويخبر عن ابتدار الملائكة لها؟
وما هو الدليل على أنه كان مداوما على ذلك إن كنت تقول به ولا نريد تكهنات ولا دعاوى ولا رمي للكلام بالمزاج؟
وكيف نفعل بالروايات التي دلت على ضد ما تقول وسبقت؟
وأين كانت الملائكة قبل ذلك اليوم؟!
فهل يعقل أن تغيب الملائكة على رسول الله وصحابته في صلاتهم طول الفترة التي تزعم أنه كان مداوما فيها وهي لا تغيب مطلقا عن أي اجتماع فيه طاعة لله؟!
وكيف رجح الأستاذ أن ذلك الحمد بتلك الصيغة الخاصة كان من الرجل وهو في الصلاة رافعا من ركوعه وعلى سبيل الذكر الخاص بالرفع من الركوع؟ مع عدم ورود هذا بشكل صريح أعني قولها وهو داخل الصلاة؟ ومع مجيء أكثر الروايات بخلافه إن سلمنا ومنها ما هو أصح قطعا؟!
فماذا نفعل بالرواية التي تقول بأنه قالها بسبب عطاسه وهي لا تقل صحة عن رواية الأستاذ باعتبارها رواية ابن رفاعة؟!
وماذا نفعل بالرواية التي ذكرت أنه قالها في محل دعاء الاستفتاح
أو الرواية التي ظاهرها في أنه قالها عند قيامه في الصف قبل تكبيره
أو الرواية التي ذكرت أنه قالها عند ختم فاتحة الكتاب؟!
بأي شيء تركت كل هذه الروايات؟
وأخيرا هب أيها الأستاذ أنه لا توجد كل هذه الروايات التي دفنتها
أين في الرواية التي استنْدتَ إليها أن ذلك الرجل كان مداوما عل ذلك اللفظ من قبل حتى يصح قولك أنه خصص من عنده فالثناء العارض غير ما يفعل مداومة ودون إثباتك لهذه المداومة مفاوز
ثم أخيرا ليس من شأن الصادق ومريد الحق والأمين أن ينطلق في تقرير ما يرجحه من منطلق التشغيب، ومن منطلق إغماض العينين عن مجموع النصوص والنظر إلى نص مبتور
فأين نضع حديث النبي عندما كان يعلم البراء أذكار النوم فأخطأ البراء في ذكر الوِرد فقال: " وبرسولك الذي أرسلت "
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «لاَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِى أَرْسَلْتَ».
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:
" وأولى ما قيل في الحكمة في ردّه صلّى الله عليه وسلّم على من قال " الرّسول " بدل " النّبيّ " أنّ ألفاظ الأذكار توقيفيّة، ولها خصائص وأسرار لا يدخلها القياس، فتجب المحافظة على اللّفظ الّذي وردت به، وهذا اختيار المازري، قال: فيقتصر فيه على اللّفظ الوارد بحروفه، وقد يتعلق الجزاء بتلك الحروف، ولعلّه أوحى إليه بهذه الكلمات، فيتعيّن أداؤها بحروفها " اهـ
وأما ما استدل به الأستاذ من كلام الحافظ عن زيادة ذكر محدث فهو من منقول الحافظ وليس من قوله لكن الأستاذ اعتاد الغلط وكأني به حلف ألا يستدل استدلالا سليما
وأيضا حديث النبي صلى الله عليه وسلم:
كان يعلمهم التشهد كما يعلمهم السورة من القرآن
وهو في الصحيحين بهذا المعنى.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلماذا الحرص منه صلى الله عليه وسلم على أداء الأوراد بألفاظها؟ ولماذا لم يقبل من البراء حتى اللفظ المقارب في المعنى وحرص على تأدية الورد بلفظه النصي؟
لماذا هذا التدقيق؟
لماذا يعامل التشهد معاملة النص القرآني؟
وأيضا إنكار ابن عمر على من أضاف السلام على النبي مع الحمد في العطاس
لماذا أنكر ابن عمر على ذلك الذي سلم على النبي عندما عطس؟
لماذا؟
قال العلامة ملا عليّ القاري في " مرقاة المفاتيح " معلقا عليه:
" وأمّا زيادة ذكرٍ آخر بطريق الضّمّ إليه فغير مستحسنٍ، لأنّ من سمع ربّما يتوهّم أنّه من جملة المأمورات " ا. هـ
وبنحوه قال السيوطي
ولماذا أنكر سعد بن أبي وقاص على من لبى تلك التلبية التي رآها محدثة كما صح عن عبد الله بن أبي سلمة أنه قال:
سمع سعد بن أبي وقاص رجلا يقول: لبيك ذا المعارج
فقال سعد: لبيك ذا المعارج؟ إنه ذو المعارج، ولم يكن يقال هذا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
فعندما كان مبلغ علم سعد رضي الله عنه أنها تلبية محدثة أنكرها وهذا محل الشاهد.
لكن صح من حديث جابر مرفوعا أن النبي أقرها
وقال الحافظ ابن حجر عن زيادة الترحم في الصلاة الإبراهيمية:
" وَوَقَعَ فِي حَدِيث اِبْن مَسْعُود الْمُشَار إِلَيْهِ زِيَادَة أُخْرَى وَهِيَ " وَارْحَمْ مُحَمَّدًا وَآلَ مُحَمَّد كَمَا صَلَّيْت وَبَارَكْتَ وَتَرَحَّمْت عَلَى إِبْرَاهِيم " الْحَدِيث ...
وَبَالَغَ اِبْن الْعَرَبِيّ فِي إِنْكَار ذَلِكَ فَقَالَ: حَذَارِ مِمَّا ذَكَرَهُ اِبْن أَبِي زَيْد مِنْ زِيَادَة " وَتَرَحَّمْ " فَإِنَّهُ قَرِيب مِنْ الْبِدْعَة لِأَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَّمَهُمْ كَيْفِيَّة الصَّلَاة عَلَيْهِ بِالْوَحْيِ فَفِي الزِّيَادَة عَلَى ذَلِكَ اِسْتِدْرَاك عَلَيْهِ اِنْتَهَى. وَابْن أَبِي زَيْد ذَكَرَ ذَلِكَ فِي صِفَة التَّشَهُّد فِي " الرِّسَالَة " لَمَّا ذَكَرَ مَا يُسْتَحَبّ فِي التَّشَهُّد وَمِنْهُ " اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآل مُحَمَّد " فَزَادَ " وَتَرَحَّمْ عَلَى مُحَمَّد وَآل مُحَمَّد، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّد وَآل مُحَمَّد إِلَخْ " فَإِنْ كَانَ إِنْكَاره لِكَوْنِهِ لَمْ يَصِحّ فَمُسَلَّمٌ، وَإِلَّا فَدَعْوَى مَنْ اِدَّعَى أَنَّهُ لَا يُقَال اِرْحَمْ مُحَمَّدًا مَرْدُودَة لِثُبُوتِ ذَلِكَ فِي عِدَّة أَحَادِيث ...
هَذَا كُلّه فِيمَا يُقَال مَضْمُومًا إِلَى السَّلَام أَوْ الصَّلَاة، وَقَدْ وَافَقَ اِبْن الْعَرَبِيّ الصَّيْدَلَانِيّ مِنْ الشَّافِعِيَّة عَلَى الْمَنْع " ا. هـ
ثم نقول للأستاذ بناء على استدلاله، ها هو الأذان إنما أخذه النبي من رؤيا منامية لعمر بن الخطاب وعبد الله بن زيد فهل نقول بأنه يجوز التصرف في عبارات الأذان لأن النبي إنما أخذ أصله من رؤيا؟
والذي أستغربه من الأستاذ هو إطلاقه القول بجواز إحداث الأذكار والأوراد والتصرف في الأوراد التي جاءت بها السنة دون الجمع بين النصوص، وهو تخريب للسنة ما بعده تخريب فإنه لو سلمنا له باستدلاله من حديث رفاعة لما سلمنا بهذا الإطلاق المصادم لجملة من النصوص ولكان عليه أن يعيش الفرعية في المسألة لا أن يجعلها أصلا يرد من أجله جملة النصوص.
ولذلك بعض أهل العلم ممن ترجح لديه أن ذلك الحمد من الرجل كان ضمن ذكر الرفع من الركوع إنما جوز في هذا الموطن فقط (الرفع من الركوع) الزيادة على ما ورد وليست أي زيادة وإنما زيادة بالثناء قياسا على الحديث كما نقل معناه ابن رجب في الفتح عن الشافعي ورواية عن أحمد
لكن الأستاذ لا يلتفت إلا إلى ما يريد والله المستعان.
ـ أما تسبيح أبي هريرة اثنتي عشرة ألف تسبيحة في اليوم، فالذي صح مما وقفت عليه هو قوله:
" إني لأسبح كل يوم اثنتي عشرة مرة ألف تسبيحة قدر ديتي - أو قدر ديته "
وهو محتمل لأن يكون ألف تسبيحة فقط مجزءة على اثنتي عشرة مرة ومحتمل لما ذكره الأستاذ
والجواب كالتالي:
أولا المحكم من آثار الصحابة ومن نصوص الكتاب والسنة والذي ثبت عن طريق عشرات النصوص وعشرات الآثار لعشرات الصحابة من خلفائهم وعلمائهم وهو الذي عليه عامة السلف كما سبق وسيأتي هو المنع من التخصيص دون دليل
هذا أصل ثابت محكم ولا يرده تطبيق واحد متشابه غير واضح بل ولا تطبيقين أو ثلاثة
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا لو كان فعلا يتعارض معها فما بالك وهو غير صريح في معارضة ما جاء في المحكم فلا أحد يقطع بأن هذا الرقم تحديدي قطعا، بمعني أنه لا يسبح (11960) تسبيحة ولا (12040) أو أكثر من هذا أو أقل هذا لايقوله من شم العدل، فوارد ودون تكلف أن يكون تقريبيا وخاصة أن العرب دائما تحكي الأرقام بمبدإ جبر الكسر وأبو هريرة عربي دوسي
وعليه مثل هذا الرقم لا يلزم أن يكون أبو هريرة يفضله على غيره ويطلبه تحديدا هذا لايلزم بل مستبعد جدا ولا أنه يحدده لمعنى بدا له وعن غير توقيف بل مثل هذا يبعد جدا لأنه يتيم في فقه الصحابة وهديهم ولا نظير له يجعله واردا بصورة معتبرة
بل بما أن الرقم تقريبي في الغالب وإنما ذكر جبرا للكسر وهذا على الغالب فيكون من الوارد أن أبا هريرة قد اعتاد الاشتغال بالتسبيح لفترة من الزمن فكان متوسط ما يسع له وقته وظرفه وطاقته قرابة اثنتي عشرة ألف تسبيحة كل يوم وهو ما يقارب من حيث الزمن ثلاث ساعات ونصف تقريبا فبعد زمن من الاجتهاد في الإكثار من التسبيح استقر عدد تسبيحاته التي يسع لها جهده ووقته استقر فيما يقارب هذا العدد فهل في هذا من حجة على جواز الإحداث؟
يا أخي أنا لو كنت مجتهدا في الصدقة ولا يفوت يوم إلا وأتصدق فيه تارة أعطي عشرة جنيهات وتارة أعطي أحد عشر وتارة أعطي تسعة وبحسب دخلي كان بمقدوري التصدق بنحو هذا الرقم يوميا ولو كان بوسعي أن أتصدق بأكثر لفعلت
وبعد فترة علمت فعلا ما يناسب دخلي فكان ما أدفعه يوميا بمتوسط عشرة جنيهات فحافظت على هذا المتوسط حتى آخر عمري فجاء أحد تلاميذي وقال كان فلان يتصدق يوميا بعشرة جنيه فهل في عملي هذا حرص على تحديد الرقم وتخصيص أم أنه وافق طاقتي فقط
هذا المعنى تماما يرِد على فعل أبي هريرة
وهذا المثال يختلف فيه الحكم، فإذا كان تحديد عدد ما للتسبيحات مرادا ومقصودا كرقم ويعتقد صاحبه استحباب التقيد بهذا العدد فعند ذلك لا شك أنه يصبح بدعة
كمن يسبح بعدد آيات القرآن يعتقد أنه تحديد مفضل
أو يسبح بعدد من شهدوا فتح مكة وهم عشرة آلاف ويعتبره من أهم الأحداث فرأى استحباب التقيد بعددهم ونحوه من التحديدات
فهذا الذي نراه بدعة ضلالة
وأيضا نحذر من كل تحديد عموما ولو كان صاحبه لا يظهر اعتقادا خاصا بالعدد لأنه إن لم يكن موافقا لصريح البدعة فلا أقل من أن يكون ذريعة لها
وإنما نستثني من يقارب عددا معينا ويحافظ عليه مقاربة لا عن اعتقاد ولا عن تحديد مجرد، وإنما لكونه قدر الطاقة أو الجهد أو قدر الوقت المتيسر
و لا يفوتني أن أنبه إلى أن مذهب ابن مسعود وابن عمر هو منع التحديد مطلقا كما سبق نقله بأسانيد صحيحة
فعلى من يُصرّ على الاستدلال بأثر أبي هريرة بالمعنى الذي استبعدناه أن لا يكتم الناس أنه مخالف بذلك المعنى لمذهب صحابة آخرين
وعليه أن يتق الله فلا يجعل من هذا الأثر بذلك المعنى المستبعد مع مخالفته لآثار أخرى أصرح وأكثر وأصح
لا يجعله أصلا مع كل هذا ومع مخالفته لعامة تطبيقات السلف وعامة النصوص المحرمة لإدخال التحديدات على العبادات
فهذا منه اتباع للمحتمل وترك للصريح والواضح؟
اتباع للمتشابه وترك للمحكم
فليس هذا والله سبيل أهل الإيمان، بل حكاه تعالى عن أصحاب الزيغ عندما قال: (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله)
ثم لا يوجد باطل في الدنيا إلا وأهله يؤيدونه بما يظنونه دليلا، فمجرد إيراد ما ظاهره أنه دليل لا يعني شيئا حتى تثبت دلالته الصحيحة بل حتى الكفر الصراح هناك من يستدل له بآيات وأحاديث يظنها صاحبها تدل على مراده
فأن يترك الواحد منا النصوص الأكثر والمتوافرة والمجتمعة على معنى واحد والواضحة ثم يأتي لنص محتمل أو اثنين ويأخذ به دون التفات لتلك النصوص فهذا هو قطعا اتباع المتشابه الذي وصف الله به أهل الزيغ، وقد أخبر الله في كتابه وعلى لسان رسوله أنه تعالى لحكمة لم يجعل كل النصوص محكمة واضحة جلية ليتبين من يتبع هواه ويستند في تغطيته بالمتشابه ومن يسلم لمراد الله ولا يستغل المتشابهات والله الهادي إلى سواء السبيل
ـ ذكر الأستاذ عن علي بن الحسين أنه كان يصلي في اليوم ألف ركعة يركع ركعتين عند كل نخلة حتى ينتهي من بستانه الذي فيه خمسمائة نخلة
(يُتْبَعُ)
(/)
طبعا لم يعز القصة إلى كتاب وهي قصة موضوعة لا يصدقها مع تأملها عاقل.
إذ يلزم من صلاة ألف ركعة في اليوم أنه يصرف يوميا من الوقت في أقل تقدير، وعلى ضوء أخف ركعتين، بأقصر سور، وبالاقتصار على تسبيحة واحدة في الركوع والسجود، يلزم أنه يصرف في هذا ما لا يقل عن قرابة واحد وعشرين ساعة تقل قليلا.
وهذه بالمساعدة إذ لا يمكن صلاة ركعتين شرعيتين في أقل من دقيقتين ونصف
ولم نحسب وقت التنقل بين كل نخلة وأخرى إذ في كل نقلة يكون فيها في حالة جلوس فيقف ويتجه إلى النخلة الأخرى ويأخذ مكانه عندها ويصلي وهكذا.
وهذا لو قدرناه في أقل تقدير بخمس ثوان في كل نقلة لكان المجموع أكثر من واحد وأربعين دقيقة، فقط تنقّل
ولم نحسب مشوار الذهاب والمجيء إلى البستان وسأساعد الأستاذ بالقول إنه يسكن في بستانه
فياترى رجل يمضي في اليوم واحدا وعشرين ساعة وهو يصلي!!
كم بقي لنومه؟ كم بقي لأكله؟ كم بقي للصلوات الخمس جماعة؟ كم بقي لحاجته البشرية؟ كم بقي لعلمه فقد كان مشتغلا بالعلم ورواية الأحاديث؟ كم بقي لمهنته واشتغاله برزقه؟ كم بقي لولده وأهله؟
والعجيب أن الأستاذ احتج بالقصة وبالغ في الاحتجاج بها مع عدم معرفته بصحة القصة وهذا يبين لك أن السياسة المتبعة لديه وأمثاله ممن لا يلتفتون للتحقيق والتثبت هي استفادته في تلك اللحظة فقط بالظهور أمام العامة بمظهر صاحب الدليل والحجة
وسبحان الله علق على الأثر بطريقة استخف فيها بمخالفيه فعليه أن يتعلم حتى لا يستخف بالناس ولو فيما كان فيه محقّا فكيف بما هو أحق بالإعابة به
تطبيقات السلف والأئمة التي تبين حقيقة البدعة عندهم:
وإليك أخي الكريم هذه التطبيقات للسلف الكرام من صحابة وتابعين وتابعيهم مضمومة إليها أقوال العلماء على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم، وبالله قارن بين مفهوم البدعة عندهم أعني السلف على ضوء هذه التطبيقات وبين ما يحرص على طرحه مروجوا البدع ودعاة الانفلات البدعي ومدعوا أن البدعة لا تكون إلا فيما يخالف النصوص العامة
وتأمل في هذا الكم من الأمثلة وتساءل؟
هل يستطيع مخالفنا توجيه هذه التطبيقات على ضوء ما طرحه من مفهوم؟
عشرات العبادات والطاعات التي جاء الحث عليها في النصوص العامة قد حكم السلف ومن بعدهم ببدعيتها عندما خصصت بأوقات أو أمكنة أو أعداد أو كيفيات محدثة دون دليل خاص، فبماذا سيجيب مخالفنا وهو ينادي بخلاف هذه الأحكام ويلصقها بالسلف؟
هل يمكن أن يجيب ذلك الأستاذ عن هذه الأمثلة بأي جواب علمي فضلا عن أن يجيب بما يجعل هذه التطبيقات تدل على مفهومه الانفلاتي للبدعة؟
نترك الخيار للأستاذ و لمن وراءه ممن يُعِدّ له ويراجع أن يقفوا من هذه التساؤلات وهذه التطبيقات ما شاؤوا فنحن قد قمنا بما علينا وهم يعلمون ما عليهم أمام ربهم وكل مسؤول عند الله ومحاسب ولكن بحسب الموقف يكون الجزاء، وما الله بغافل عما نعمل، وعند الصباح يحمد القوم السراة
1ـ تخصيص العبادة بسبب أو حال دون دليل.
مَن خصّص عبادة من العبادات بأي سبب أو حال، بعطاس أو تثاؤب أو دخول أو خروج أو بدإ في طاعة أو انتهاء منها أو أي حال أو سبب دون دليل يدل على التخصيص فذلك التخصيص بذكر أو دعاء أو أي عبادة يكون بدعة.
ـ عن نافع قال: رأيت ابن عمر، وقد عطس رجل إلى جنبه، فقال: الحمد لله وسلام على رسول الله، فقال ابن عمر: وأنا أقول: السلام على رسول الله، ولكن ليس هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، «أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن نقول إذا عطسنا: الحمد لله على كل حال» ا. هـ
فلماذا أنكر ابن عمر السلام على النبي بعد العطاس؟ أليس السلام على النبي من أفضل الطاعات؟
وأليس السلام على النبي قد جاءت به النصوص العامة فلماذا أنكره هذا الصحابي الجليل؟
ما ذاك إلا لأنه احتف به تخصيص محدث
والأثر جاء من طريق زياد بن الربيع اليحمدي نا الحضرمي عن نافع به
ومن طريق سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى عن نافع به
وهو صحيح قطعا ولا يصح بغير هذا اللفظ
ـ وفي الفروع لابن مفلح قال:
عَنْ إبْرَاهِيمَ الْحَرْبِيِّ أَنَّهُ قَالَ عَنْ قَوْلِ الرَّجُلِ إذَا أُقِيمَتْ الصَّلَاةُ:
" الصَّلَاةَ الْإِقَامَةَ، بِدْعَةٌ يُنْهَوْنَ عَنْهُ " ا. هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
فاعتبر من ينبه الناس إلى الصلاة بعد الإقامة بعبارة محدثة يداوم عليها اعتبره بدعة.
وإبراهيم الحربي من علماء القرن الثالث من أقران البخاري
وتأمل قوله: " يُنهَون " فهو يحث على الإنكار عليهم لا مجرد تركها
وفي الفروع أيضا عَنْ أَبِي طَالِبٍ قَالَ:
" سَأَلْت أَحْمَدَ عَنْ الرَّجُلِ يَقُولُ بَيْنَ التَّرَاوِيحِ: الصَّلَاةَ؟
قَالَ: لَا يَقُولُ الصَّلَاةَ، كَرِهَهُ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، إنَّمَا كَرِهَهُ لِأَنَّهُ مُحْدِثٌ" ا. هـ
فانظر بماذا حكم ابن جبير وأحمد بن حنبل وقبلهما الحربي على تنبيه الناس بالصلاة؟
مع أنه داخل في عموم النصوص التي تحث على التعاون على البر وعلى الأمر بالمعروف وعلى التذكير بالخير والتنبيه إليه
وانظر كيف بين أحمد أن سبب المنع هو الإحداث فماذا يريد المخالف بعد هذا؟
بل جاء نحو هذا عن ابن عمر
عن أبي العالية قال كنا مع ابن عمر في سفر ونزلنا بذي المجاز على ماء لبعض العرب فحضرت الصلاة فأذن مؤذن ابن عمر ثم أقام الصلاة فقام رجل فَعَلا على رَحل من رحالات القوم ثم نادى بأعلى صوته:
" الصلاة يا أهل الماء الصلاة "
فجعل ابن عمر يسبح في صلاته حتى إذا قضت الصلاة قال ابن عمر: من الصائح بالصلاة؟
قالوا: أبو عامر يا أبا عبد الرحمن، فقال له ابن عمر:
لا صليت ولا تليت، أي شيطانك أمرك بهذا؟ أما كان في الله وسنة نبيه صلى الله عليه و سلم والصالحين ما أغنى عن بدعتك هذه؟ إن الناس لا يحدثون بدعة وإن رأوها حسنة إلا أماتوا سنة.
فقال رجل من القوم إنه ما أراد إلا خيرا يا أبا عبد الرحمن فقال ابن عمر لو أراد خيرا ما رغب بنفسه عن سنة نبيه والصالحين من عباده" ا. هـ رواه ابن بطة.
كذا نقله شيخ الإسلام في شرح العمدة عن كتاب لابن بطة خاص بهذه المسائل
ـ وأيضا عن تخصيص الدعاء ورفع اليدين بسجود التلاوة
قال ابن وضاح وحدثني عن موسى، عن ابن مهدي، عن حماد بن سلمة، عن حميد: أن قوما قرءوا السجدة، فلما سجدوا رفعوا أيديهم واستقبلوا القبلة، فأنكر ذلك عليهم مورق العجلي وكرهه ا. هـ
ومورق من كبار التابعين
وقال ابن وضاح: وحدثني عن موسى، عن ابن مهدي، عن همام بن يحيى، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، ومورق، قالا: «يكره اختصار السجود، ورفع الأيدي والصوت في الدعاء»
والأثران ثابتان
فها هو رفعُ اليدين قد كرهه هذان الإمامان التابعيان بل من كبار التابعين وذلك لتخصيصه بحال سجود التلاوة مع أن رفع اليدين قد جاءت به النصوص العامة
ـ وعن تخصيص الجنائز بذكر أو تذكير
قال ابن المنذر في الأوسط:
حدثنا إسحاق، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الحسن، قال: «أدركت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يستحبون خفض الصوت عند الجنائز، وعند قراءة القرآن، وعند القتال» وكره سعيد بن المسيب، وسعيد بن جبير والحسن البصري والنخعي وأحمد وإسحاق قول القائل خلف الجنازة: استغفروا له قال عطاء: محدثة، وقال الأوزاعي: بدعة، وقال النخعي: كانوا إذا شهدوا جنازة عرف ذلك فيهم ثلاثا قال أبو بكر: ونحن نكره من ذلك ما كرهوا إلا أن ذلك الشيء أحدث ا. هـ
ثم ذكر عن أبي هريرة استغفاره في جنازة لرجل كان شاربا للخمر وفيه قول أبي هريرة: فإنما يُستغفر لمسيء مثله"
فاتخاذها مع كل جنازة بدعة محدثة بلا خلاف.
وفي الشرح الكبير لابن قدامة:
(فصل) ويكره رفع الصوت عند الجنائز لنهي النبي صلى الله عليه وسلم أن تتبع الجنائز بصوت، قال ابن المنذر: روينا عن قيس بن عباد انه قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرهون رفع الصوت عند ثلاث: عند الجنائز، وعند الذكر، وعند القتال.
وكره سعيد بن المسيب وسعيد بن جبير والحسن والنخعي وإمامنا وإسحق قول القائل خلف الجنازة استغفروا له.
قال الاوزاعي بدعة.
وقال سعيد بن المسيب في مرضه إياي وحاديهم هذا الذي يحدو لهم يقول استغفروا له غفر الله لكم.
وقال فضيل بن عمرو بينا ابن عمر في جنازة إذ سمع قائلا يقول: استغفروا له غفر الله لكم.
فقال ابن عمر لا غفر الله لك.
رواهما سعيد.
قال أحمد ولا يقول خلف الجنازة سلم رحمك الله فانه بدعة ا. هـ
فلماذا لم يكتف هؤلاء بالنصوص العامة ويجوزوا ما استنكروه؟
لماذا حكموا بالبدعية مع مجيء النصوص العامة تحث على ما حكموا ببدعيته؟
(يُتْبَعُ)
(/)
لا جواب إلا لأنه محدث مخالف لما كان عليه السلف وتأمل عدم تهوينهم من الأمر
ـ وعند عبد الرزاق عن ابن جريج قال: قلت لعطاء: دعاء أهل مكة بعدما يفزعون من الوتر في شهر رمضان؟ قال: بدعة، قال: أدركت الناس وما يصنع ذلك بمكة، حتى أحدث حديثا.
وإسناده صحيح
فها هو الدعاء وهو مأمور به في النصوص العامة ومع هذا حكموا ببدعيته لأجل تخصيصه بعقب الوتر دون دليل
ـ وعن محمد بن عبيد عن الاعمش قال: سئل إبراهيم عن الامام إذا سلم فيقول: صلى الله على محمد لا إله إلا الله فقال: ما كان من قبلهم يصنع هكذا.
وعن محمد بن عبيد عن الاعمش عن عطاء بن السائب عن أبي البختري قال: هذه بدعة.
وكلاهما صحيح والأعمش ممن سمع من عطاء قبل اختلاطه
فانظر أخي الكريم إلى هذين التابعيين وكيف أنكرا هذا التخصيص وعده كلاهما محدثا وهو بدعة كما هي عبارة التابعي الكبير أبي البختري
ـ قال ابن أبي شيبة:
حدثنا وكيع عن مسعر عن ابن الاصبهاني عن أبي عبد الرحمن أنه رأى رجلا يدعو قائما بعد ما انصرف فسبه أو شتمه.
حدثنا وكيع عن مسعر عن الحكم عن عبدة بن أبي لبابة عن عبد الرحمن بن يزيد أنه كرهه.
حدثنا غندر عن شعبة قال قلت للمغيرة أكان إبراهيم يكره إذا انصرف أن يقوم مستقبل القبلة يرفع يديه قال نعم.
وهذا عن تخصيص دبر الصلاة بالدعاء قياما على انفراد، والآثار المذكورة كلها صحيحة
ـ وقال في البحر الرائق من كتب الأحناف:
قَالَ الْحَلَبِيُّ وَمِنْ الْمَكْرُوهِ مَا يَفْعَلُهُ بَعْضُ الْجُهَّالِ مِنْ صَلَاةِ رَكْعَتَيْنِ مُنْفَرِدًا بَعْدَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ لِأَنَّهَا بِدْعَةٌ مَعَ مُخَالَفَةِ الْإِمَامِ وَالصَّفِّ ا هـ
يريد بين الترويحات
ـ وعن تخصيص حالة الصعود على المنبر بأفعال محدثة
قال أبو شامة
" فمن البدع دق الخطيب المنير عند صعوده في ثلاث مرات بأسفل سيفه دقا مزعجا فاصل بين كل ضربتين بقليل من الزمان ومنها تباطؤه في الطلوع ... "
وبنحوه قال السيوطي في كتابه الأمر بالاتباع والنهي عن الابتداع
وقال الصنعاني في سبل السلام
" وَيُكْرَهُ دَقُّ الْمِنْبَرِ بِالسَّيْفِ إذْ لَمْ يُؤْثَرْ فَهُوَ بِدْعَةٌ "
ـ وعن تخصيص درجات المنبر بالدعاء حال الصعود ورفع الناس أيديهم كذلك حال دعائه
قال أبو شامة عن بدع بعض الخطباء
" واشتغاله بالدعاء قبل الإقبال على الناس والسلام عليهم وأما رفع أيديهم عند الدعاء فبدعة قديمة "
ـ وكذا الاستغفار الجماعي
وقال القشيري: ((والاستغفار جماعة على صوت واحد بعد التسليم من الصلاة بدعة. والسنة استغفار كل واحد في نفسه ثلاثاً، وقولهم بعد الاستغفار: يا أرحم الراحمين - جماعةً - بدعة، وليس هذا محل هذا الذكر))
فهذه بعض الأمثلة التطبيقية في التخصيص بالأسباب وإن يسر الله سأحرص على جمع المزيد منها إن دعت الحاجة
2ـ تخصيص العبادة بكيفية محدثة دون دليل
ـ قَالَ أَبُو مُوسَى الأشعري مخاطبا ابن مسعود رضي الله عنه:
يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنِّى رَأَيْتُ فِى الْمَسْجِدِ آنِفاً أَمْراً أَنْكَرْتُهُ، وَلَمْ أَرَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ إِلاَّ خَيْراً. قَالَ: فَمَا هُوَ؟
فَقَالَ: إِنْ عِشْتَ فَسَتَرَاهُ – قَالَ: – رَأَيْتُ فِى الْمَسْجِدِ قَوْماً حِلَقاً جُلُوساً يَنْتَظِرُونَ الصَّلاَةَ، فِى كُلِّ حَلْقَةٍ رَجُلٌ، وَفِى أَيْدِيهِمْ حَصًى فَيَقُولُ: كَبِّرُوا مِائَةً، فَيُكَبِّرُونَ مِائَةً، فَيَقُولُ: هَلِّلُوا مِائَةً، فَيُهَلِّلُونَ مِائَةً، وَيَقُولُ: سَبِّحُوا مِائَةً فَيُسَبِّحُونَ مِائَةً.
قَالَ ابن مسعود: فَمَاذَا قُلْتَ لَهُمْ؟
قَالَ: مَا قُلْتُ لَهُمْ شَيْئاً انْتِظَارَ رَأْيِكَ أَوِ انْتِظَارَ أَمْرِكَ.
قَالَ ابن مسعود: أَفَلاَ أَمَرْتَهُمْ أَنْ يَعُدُّوا سَيِّئَاتِهِمْ وَضَمِنْتَ لَهُمْ أَنْ لاَ يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِهِمْ.
ثُمَّ مَضَى ابن مسعود وَمَضَيْنَا مَعَهُ حَتَّى أَتَى حَلْقَةً مِنْ تِلْكَ الْحِلَقِ، فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ:
مَا هَذَا الَّذِى أَرَاكُمْ تَصْنَعُونَ؟
(يُتْبَعُ)
(/)
قَالُوا: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَصًى نَعُدُّ بِهِ التَّكْبِيرَ وَالتَّهْلِيلَ وَالتَّسْبِيحَ. قَالَ: فَعُدُّوا سَيِّئَاتِكُمْ فَأَنَا ضَامِنٌ أَنْ لاَ يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِكُمْ شَىْءٌ، وَيْحَكُمْ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ مَا أَسْرَعَ هَلَكَتَكُمْ، هَؤُلاَءِ صَحَابَةُ نَبِيِّكُمْ -صلى الله عليه وسلم- مُتَوَافِرُونَ وَهَذِهِ ثِيَابُهُ لَمْ تَبْلَ وَآنِيَتُهُ لَمْ تُكْسَرْ، وَالَّذِى نَفْسِى فِى يَدِهِ إِنَّكُمْ لَعَلَى مِلَّةٍ هِىَ أَهْدَى مِنْ مِلَّةِ مُحَمَّدٍ، أَوْ مُفْتَتِحِى بَابِ ضَلاَلَةٍ.
قَالُوا: وَاللَّهِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا أَرَدْنَا إِلاَّ الْخَيْرَ.
قَالَ: وَكَمْ مِنْ مُرِيدٍ لِلْخَيْرِ لَنْ يُصِيبَهُ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- حَدَّثَنَا أَنَّ قَوْماً يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، وَايْمُ اللَّهِ مَا أَدْرِى لَعَلَّ أَكْثَرَهُمْ مِنْكُمْ. ثُمَّ تَوَلَّى عَنْهُمْ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ سَلِمَةَ: رَأَيْنَا عَامَّةَ أُولَئِكَ الْحِلَقِ يُطَاعِنُونَا يَوْمَ النَّهْرَوَانِ مَعَ الْخَوَارِجِ.
وهذا أثر صحيح
فانظر رحمك الله فإن محل الإنكار على هؤلاء من قبل هذين الصحابيين هو ما لخصه أبو موسى من حالهم قبل أن يصحبه ابن مسعود إليهم في قوله:
" رَأَيْتُ فِى الْمَسْجِدِ قَوْماً حِلَقاً جُلُوساً يَنْتَظِرُونَ الصَّلاَةَ، فِى كُلِّ حَلْقَةٍ رَجُلٌ، وَفِى أَيْدِيهِمْ حَصًى فَيَقُولُ: كَبِّرُوا مِائَةً، فَيُكَبِّرُونَ مِائَةً، فَيَقُولُ: هَلِّلُوا مِائَةً، فَيُهَلِّلُونَ مِائَةً، وَيَقُولُ: سَبِّحُوا مِائَةً فَيُسَبِّحُونَ مِائَةً "
فهذا هو الذي دفع أبا موسى لأن يتوجه إلى ابن مسعود يطلب تدخله وهذا صريح الأثر
وأكد أن هذا هو محل الإنكار تعليق ابن مسعود على صنيعهم قبل مسيره إليهم بقوله:
" أَفَلاَ أَمَرْتَهُمْ أَنْ يَعُدُّوا سَيِّئَاتِهِمْ وَضَمِنْتَ لَهُمْ أَنْ لاَ يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِهِمْ "
وأيضا يؤكده سؤال ابن مسعود لهم وجوابهم إذ لم يتجاوز كل ذلك المذكور
إذًا أنكر الصحابة عليهم الآتي:
ـ الاجتماع على هيئة عدة حلق لأجل الذكر وبصورة مترابطة توافقية ولكل حلقة من يقودها متوسطا فيها
ـ يذكرون بهيئة تراتبية تبادلية
ـ وبأعداد معينة محددة تخدم ذلك الترتيب
ـ وبوسيلة الحصى
فأنكر عليهم ابن مسعود إنكارا بليغا وخص بالذكر في إنكاره عدّهم وإحصاءهم بتلك الحصى إضافة لإنكاره لمجمل الموقف وإلا فما معنى تركيزه على العد والإحصاء من قَبل مشاهدتهم وبعدها؟
فإذًا عندما كانت الكيفية للذكر محدثة كانت مستنكرة خارجة عن الذكر المشروع
وسبق عند الكلام عن السبحة آثار أخرى عن ابن مسعود
وثبت نحو هذا الإنكار من الصحابي الجليل خباب بن الأرت
قال ابن وضاح
وحدثني عن موسى، عن ابن مهدي، عن سفيان، عن أبي سنان، عن عبد الله بن أبي الهذيل، عن عبد الله بن الخباب، قال:
«بينما نحن في المسجد ونحن جلوس مع قوم نقرأ السجدة ونبكي، فأرسل إلي أبي، فوجدته قد أحضر معه هراوة له (عصا غليظة) فأقبل علي، فقلت:
يا أبة، ما لي ما لي؟
قال: ألم أرك جالسا مع العمالقة؟ ثم قال: هذا قرن خارج الآن"
وحدثني محمد بن وضاح، نا محمد بن سعيد قال: نا أسد بن موسى قال: نا قيس بن الربيع، عن أبي سنان ضرار بن مرة، عن عبد الله بن أبي الهذيل العنزي قال: كنا جلوسا مع عبد الله بن خباب بن الأرت وهو يقول: سبحوا كذا وكذا، واحمدوا كذا وكذا، وكبروا كذا وكذا. قال: فمر خباب فنظر إليه ثم أرسل إليه فدعاه، فأخذ السوط فجعل يضرب رأسه به وهو يقول: يا أبتاه، فيم تضربني؟ فقال: مع العمالقة؟ هذا قرن الشيطان قد طلع، أو قد بزغ
وخبر خباب ثابت صحيح
وروي بغير هذا اللفظ بإسناد ضعيف فيه علتان
ـ وعن قراءة القرآن بشكل جماعي قال الطرطوشي:
" هذه الآثار تقتضي جواز الاجتماع لقراءة القرآن الكريم على معنى الدرس له والتعلم والمذاكرة وذلك يكون بأن يقرأ المتعلم على المعلم، أو يقرأ المعلم على المتعلم، أو يتساويا في العلم، فيقرأ أحدهما على الآخر على وجه المذاكرة والمدارسة هكذا يكون التعليم والتعلم، دون القراءة معاً " ا. هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي التاج والإكليل عن القراءة الجماعية
" كَرِهَ مَالِكٌ اجْتِمَاعَ الْقُرَّاءِ يَقْرَءُونَ فِي سُورَةٍ وَاحِدَةٍ وَقَالَ: لَمْ يَكُنْ مِنْ عَمَلِ النَّاسِ، وَرَآهَا بِدْعَةً " ا. هـ
وهذا إحداث في كيفية القراءة فانظر إلى قدر التقيد بالمأثور حتى اعتبر الإمام مالك ومِن بعده الطرطوشي قراءة القرآن بصوت جماعي بدعة إلا عند التعليم فقط
ـ وقال محمد بن وضاح، عن عبد الله بن محمد قال: نا معاوية بن هشام قال: نا سفيان، عن سعيد الجريري، عن أبي عثمان النهدي، قال: كتب عامل لعمر بن الخطاب إليه أن ههنا قوما يجتمعون فيدعون للمسلمين وللأمير.
فكتب إليه عمر: " أقبل بهم معك "
فأقبل، وقال عمر للبواب: أعد سوطا.
فلما دخلوا على عمر علا أميرَهم ضربا بالسوط
فقلت: يا أمير المؤمنين، لسنا أولئك الذين يعني، أولئك قوم يأتون من قبل المشرق»
أثر جيد ثابت
فتأمل هذه الآثار المتوافرة على معنى متقارب وهو الذكر أو الدعاء بكيفيات محدثة وانظر موقف هؤلاء الصحابة وكيف أنكروا ذلك أشد الإنكار
ـ وَسُئِلَ الشَّيْخُ عِزُّ الدِّينِ بن عبد السلام عَنْ الرَّجُل يَذْكُرُ فَيَقُولُ: اللَّهُ اللَّهُ، وَيَقْتَصِرُ عَلَى ذَلِكَ هَلْ هُوَ مِثْلُ قَوْلِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَاَللَّهُ أَكْبَرُ وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ أَمْ لَا؟
وَإِذَا لَمْ يَكُنْ بِمَثَابَتِهِ فَهَلْ هُوَ بِدْعَةٌ لَمْ تُنْقَلْ عَنْ السَّلَفِ أَمْ لَا؟
فَأَجَابَ:
هَذِهِ بِدْعَةٌ لَمْ تُنْقَلْ عَنْ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا عَنْ أَحَدٍ مِنْ السَّلَفِ وَإِنَّمَا يَفْعَلُهُ الْجَهَلَةُ، وَالذِّكْرُ الْمَشْرُوعُ كُلُّهُ لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ جُمْلَةً فِعْلِيَّةً أَوْ اسْمِيَّةً وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَأَذْكَارِ الْأَنْبِيَاءِ، وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي اتِّبَاعِ الرَّسُولِ وَاتِّبَاعِ السَّلَفِ الصَّالِحِينَ دُونَ الْأَغْبِيَاءِ مِنْ الْجَاهِلِينَ انْتَهَى.
ـ وقال علاء الدين الكاساني الحنفي في كتابه (بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع):
عن أبي حنيفة رحمه الله تعالى: أن رفع الصوت بالتكبير بدعة في الأصل، لأنه ذكر. والسنة في الأذكار المخافتة؛ لقوله تعالى: {ادعوا ربكم تضرعاً وخفية} [الأعراف: 55]. ولقوله r : (( خير الدعاء الخفي)). ولذا فإنه أقرب إلى التضرع والأدب، وابعد عن الرياء فلا يترك هذا الأصل إلا عند قيام الدليل المخصص. انتهى
ـ وعن كيفية الدعاء جاء في المسند
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ بِشْرِ بْنِ حَرْبٍ سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ إِنَّ رَفْعَكُمْ أَيْدِيَكُمْ بِدْعَةٌ مَا زَادَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى هَذَا. يَعْنِى إِلَى الصَّدْرِ.
وإسناده لا بأس به إن شاء الله
ـ وعن نظم الأذكار بترتيب معين محدث والمحافظة على ذلك الترتيب
روى الدارمي
أَخْبَرَنَا سَهْلُ بْنُ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الأَشْعَثِ عَنْ أَبِيهِ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ - قَالَ:
رَأَيْتُ مَعَ رَجُلٍ صَحِيفَةً فِيهَا سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ
فَقُلْتُ: أَنْسِخْنِيهَا، فَكَأَنَّهُ بَخِلَ بِهَا ثُمَّ وَعَدَنِى أَنْ يُعْطِيَنِيهَا، فَأَتَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ فَإِذَا هِىَ بَيْنَ يَدَيْهِ
فَقَالَ: إِنَّ مَا فِى هَذَا الْكِتَابِ بِدْعَةٌ وَفِتْنَةٌ وَضَلاَلَةٌ، وَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ هَذَا وَأَشْبَاهُ هَذَا، إِنَّهُمْ كَتَبُوهَا فَاسْتَلَذَّتْهَا أَلْسِنَتُهُمْ وَأُشْرِبَتْهَا قُلُوبُهُمْ، فَأَعْزِمُ عَلَى كُلِّ امْرِئٍ يَعْلَمُ بِمَكَانِ كِتَابٍ إِلاَّ دَلَّ عَلَيْهِ وَأُقْسِمُ بِاللَّهِ - قَالَ شُعْبَةُ فَأَقْسَمَ بِاللَّهِ قَالَ أَحْسَبُهُ أَقْسَمَ - لَوْ أَنَّهَا ذُكِرَتْ لَهُ بِدَارِ الْهِنْدِ - أُرَاهُ يَعْنِى مَكَاناً بِالْكُوفَةِ بَعِيداً - إِلاَّ أَتَيْتُهُ وَلَوْ مَشْياً.
وإسناده جيد لا غبار عليه
(يُتْبَعُ)
(/)
فتأمل يرعاك الله هذه الصلابة وهذا التقيد بالمأثور وهذا الحكم بالفتنة والضلال في هذه البدعة الإضافية وقارن بما عليه أصحاب المد البدعي ومروجو المحدثات
وأنبه إلى أن المذكور في الرواية إنما هو إشارة لأصل ما كان مكتوبا
ـ وفي أسنى المطالب من كتب الشافعية عن المبالغة في رفع الصوت بالصلاة على النبي في الخطبة:
قَالَ الْأَذْرَعِيُّ .. الرَّفْعُ الْبَلِيغُ كَمَا يَفْعَلُهُ بَعْضُ الْعَوَامّ فَإِنَّهُ لَا أَصْلَ لَهُ بَلْ بِدْعَةٌ مُنْكَرَةٌ ا. هـ
وقال في الشرح الكبير للدردير
" وأما الجهر بالكثير فيحرم قطعا ومنه ما يفعل بدكة المبلغين فإنه بدعة مذمومة "
يريد الذكر كما صريح أول كلامه
ـ وفي فتح القدير أن الجماعة في النفل بدعة
وقال في البحر الرائق
وَسَيَأْتِي فِي بَابِ الْإِمَامَةِ أَنَّهُ سُئِلَ [يعني الحلواني] عَمَّنْ يَجْمَعُ بِأَهْلِهِ أَحْيَانًا هَلْ يَنَالُ ثَوَابَ الْجَمَاعَةِ قَالَ لَا وَيَكُونُ بِدْعَةً وَمَكْرُوهًا بِلَا عُذْرٍ " ا. هـ
ـ وعن حشر نوع القصائد التي هي من شأن أهل الغفلة والطرب وإقحامها في الذكر والوعظ ككيفية محدثة قال الخلال في الأمر بالمعروف:
أخبرني محمد بن موسى، قال: سمعت عبدان الحذاء، قال: سمعت عبد الرحمن المتطبب، قال: سألت أحمد بن حنبل، قلت: ما تقول في أهل القصائد قال: «بدعة لا يجالسون»
أخبرني محمد بن أبي هارون، ومحمد بن جعفر، أن أبا الحارث، حدثهم قال: سألت أبا عبد الله: ما ترى في التغبير أنه يرقق القلب؟ فقال: «بدعة»
مع أنه مشتمل على الذكر ولكن بكيفية محدثة
أنا الحسين بن صالح العطار، حدثنا هارون بن يعقوب الهاشمي، قال: سمعت أبي أنه، سأل أبا عبد الله عن التغبير، فقال: «هو بدعة ومحدث»
وهناك آثار كثيرة عن السلف في هذا
ـ وعن إحداث كيفية في العبادة كقراءة القرآن بكيفية لم تؤثر عن السلف من تكلف الألحان بالتقليد والمبالغة في ذلك
روى الخلال في الأمر بالمعروف
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: سمعت أبي وقد، سئل عن القراءة، بالألحان؟ فقال: «محدث إلا أن يكون من طباع ذلك الرجل - يعني طبع الرجل - كما كان أبو موسى»
وأخبرني محمد بن علي السمسار، أن يعقوب بن بختان حدثهم، أنه قال لأبي عبد الله: فالقرآن بالألحان؟ فقال: لا، إلا أن يكون جرمه - أو قال: صوته - مثل صوت أبي موسى، أما أن يتعلمه، فلا
.. أخبرني محمد بن جعفر، أن أبا الحارث، حدثهم أن أبا عبد الله قيل له: القراءة بالألحان والترنم عليه؟ قال: «بدعة، قيل له: إنهم يجتمعون عليه ويسمعونه، قال: الله المستعان»
أخبرني الحسن بن صالح العطار، قال: حدثنا يعقوب الهاشمي، قال: سمعت أبي أنه سأل أبا عبد الله عن القراءة بالألحان، فقال: «هو بدعة ومحدث، قلت: تكرهه يا أبا عبد الله؟ قال: نعم، أكرهه، إلا ما كان من طبع، كما كان أبو موسى، فأما من يتعلمه بالألحان فمكروه
وقال ابن وضاح
حدثني إبراهيم بن محمد، عن حرملة بن يحيى، عن ابن وهب، عن ابن عون قال: «كان محمد بن سيرين يقول في أصوات القرآن: محدث»
ـ وعن إحداث كيفية في الذكر ولو لم تشتمل على تغيير الذكر نفسه كالتغني فيه
يقول: رأيت ابن عمر يسعي بين الصفا والمروة (4) ومعه ناس، فجاءه رجل فقال: يا أبا عبد الرحمن! إني لاحبك في الله، فقال ابن عمر: لكني أبغضك في الله، فكأن أصحاب ابن عمر لاموه وكلموه، فقال: إنه يبغي في أذانه، ويأخذ عنه أجرا
وقد نقله ابن الاثير فقال: أراد التطريب فيه والتمديد من تجاوز الحد
وعند عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن الضحاك بن قيس أن رجلا قال: إني لاحبك في الله قال له: ولكني أبغضك في الله، قال:
لم؟ قال: إنك تبغي في أذانك، وتأخذ الاجر على كتاب الله
قال المحقق وصوابه " تبغي أو تتغنى ".
وفي المجمع عن يحيى البكاء قال: قال رجل لابن عمر: إني لأحبك في الله فقال ابن عمر: لكني أبغضك في الله قال: ولم؟ قال: إنك تتغنى في أذانك وتأخذ عليه أجراً.
وفي المواهب
(يُتْبَعُ)
(/)
قَالَ الْإِمَامُ أَبُو طَالِبٍ الْمَكِّيُّ: وَمِمَّا أَحْدَثُوهُ: التَّلْحِينُ فِي الْأَذَانِ، وَهُوَ مِنْ الْبَغْيِ وَالِاعْتِدَاءِ، قَالَ رَجُلٌ مِنْ الْمُؤَذِّنِينَ لِابْنِ عُمَرَ: إنِّي لَأُحِبّكَ فِي اللَّهِ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: إنِّي لَأَبْغَضُكَ فِي اللَّهِ؛ لِأَنَّكَ تُغَنِّي فِي أَذَانِكَ، وَتَأْخُذُ عَلَيْهِ أَجْرًا انْتَهَى.
ـ وعن إحداث كيفية في الركوع مخالفة للسنة
قال عبد الرزاق عن ابن جريج قال قال إنسان لعطاء: إني أرى أناسا إذا ركعوا خفضوا رؤوسهم، حتى كانوا يجعلون أذقانهم بين رجلهم، فقال: لا، هذه بدعة، لم يكن من مضى يصنعون ذلك
والأثر صحيح
ـ وعن كيفية الدعاء أثناء الخطبة
بوب الترمذي باب كراهية رفع الأيدي على المنبر وبوب النسائي بقوله باب الإشارة في الخطبة وبوب أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف باب الرجل يخطب يشير بيده
وجاء في مصنف ابن أبي شيبة في رفع الأيدي في الدعاء يوم الجمعة
حدثنا أبو بكر قال حدثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهري قال رفع الأيدي يوم الجمعة محدث
حدثنا سهل بن يوسف عن ابن عون عن محمد قال أول من رفع يديه في الجمعة عبيد الله بن عبد الله بن معمر
[وكلاهما صحيح]
حدثنا جرير بن عبد الحميد عن ليث عن طاوس قال كان يكره دعاءهم الذي يدعونه يوم الجمعة وكان لا يرفع يديه
وفيه ليث فيه كلام
حدثنا ابن نمير وأبو معاوية عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق قال رفع الإمام يوم الجمعة يديه على المنبر فرفع الناس أيديهم فقال مسروق قطع الله أيديهم
وهذا أثر صحيح
حدثنا ابن إدريس عن حصين عن عمارة بن رويبة قال رأى بشر بن مروان رافعا يديه على المنبر فقال قبح الله هاتين اليدين لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يزيد على أن يقول بيديه هكذا وأشار بأصبعه المسبحة.
وهو صحيح
مع أن النصوص العامة جاءت برفع اليدين في الدعاء فأين ما زعمه المخالف من أن البدعة لا تكون فيما جاءت به النصوص العامة
ـ ومخالفة السنة في الصفة بدعة
قال في البحر الرائق من كتب الأحناف:
فالحاصل أن التلفظ باللسان بالنية بدعة مطلقا في جميع العبادات ا. هـ
وقال:
وَظَاهِرُ مَا فِي فَتْحِ الْقَدِيرِ اخْتِيَارُ أَنَّهُ بِدْعَةٌ فَإِنَّهُ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُفَّاظِ: لَمْ يَثْبُتْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ طَرِيقٍ صَحِيحٍ وَلَا ضَعِيفٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الِافْتِتَاحِ أُصَلِّي كَذَا وَلَا عَنْ أَحَدٍ مِنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ بَلْ الْمَنْقُولُ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {كَانَ إذَا قَامَ إلَى الصَّلَاةِ كَبَّرَ} وَهَذِهِ بِدْعَةٌ.
وسبق في أول الرد نقل عدة أقوال للعلماء أخرى وهي أقوى(/)
البدعة بين النصيحة والخدعة (الحلقة السابعة والأخيرة)
ـ[الصيعاني]ــــــــ[26 - Jun-2009, مساء 07:27]ـ
3ـ تخصيص العبادة بمكان دون دليل من سنة أو أثر.
فمن فعل عبادة في مكان ما لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يفعله فيه وكان يداوم على خلافه فإقامتها في ذلك المكان بدعة
ـ قال الحافظ ابن رجب في الفتح له:
وقد روي عن ابن عباس، أنه سئل عن اعتكاف المرأة في مسجد بيتها؟ فقال: بدعة، وأبغض الأعمال إلى الله البدع، لا اعتكاف إلا في مسجد تقام فيه الصلاة ا. هـ
وقال ابن مفلح في الفروع
" لِمَا رَوَاهُ حَرْبٌ وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ امْرَأَةٍ جَعَلَتْ عَلَيْهَا أَنْ تَعْتَكِفَ فِي مَسْجِدِ نَفْسِهَا فِي بَيْتِهَا، فَقَالَ: بِدْعَةٌ، وَأَبْغَضُ الْأَعْمَالِ إلَى اللَّهِ الْبِدَعُ، فَلَا اعْتِكَافَ إلَّا فِي مَسْجِدٍ
فتأمل هذا المثال ولتعلم أن مدار الأمر ومناط الحكم هو الإحداث فانظر كيف حكم على تعميم المكان خلافا للسنة التي خصت المساجد بأنه بدعة فكما أن التخصيص بدعة وهو الأكثر فكذلك التعميم والقاسم هو الإحداث
ـ وقال ابن عابدين الحنفي عن تخصيص القبر بالتعزية
" أخرج ابن شاهين عن إبراهيم [النخعي] " التعزية عند القبر بدعة " ا. هـ
ـ وقال أبو شامة عن تخصيص مسجد عن غيره استحبابا
" قال محمد بن مسلمة ولا يؤتى شيء من المساجد يعتتقد فيه الفضل بعد المساجد الثلاثة إلا مسجد قباء.
قال: وكره أن يعد له يوما بعينه فيؤتى فيه خوفا من البدعة وأن يطول بالناس زمان فيجعل ذلك عيدا يعتمد أو فريضه تؤخذ ولا بأس أن يؤتى كل حين ما لم تجيء فيه بدعة ا. هـ
هذا وفي مكان خاص بالعبادة فما بالك بغيره كمن يستحب الصلاة في مكان مجلس شيخه أو في غرفته ونحو ذلك
ـ وفي كتاب (الدين الخالص) بحث العلامة محمود خطاب السبكي رحمه الله وعفا عنه مسألة قراءة القرآن عند القبور فقال في بداية بحثه لها:
(يكره تحريمًا عند النعمان [أبي حنيفة] ومالك قراءة القرآن عند القبر؛ لأنه لم يصح فيها شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم، وليس من عمل السلف، بل كان عملهم التصدُّق والدعاء لا القراءة) ا. هـ
قال شيخ الإسلام عن تخصيص القبور بقراءة القرآن وفي صدد ذكر الروايات فيها
" ... والثانية: أن ذلك مكروه حتى اختلف هؤلاء هل تقرأ الفاتحة في صلاة الجنازة إذا صلى عليها في المقبرة وفيه عن أحمد روايتان وهذه الرواية هي التي رواها أكثر أصحابه عنه وعليها قدماء أصحابه الذين صحبوه كعبد الوهاب الوراق وأبي بكر المروزي ونحوهما وهي مذهب جمهور السلف كأبي حنيفة ومالك وهشيم بن بشير وغيرهم ولا يحفظ عن الشافعي نفسه في هذه المسألة كلام لأن ذلك كان عنده بدعة وقال مالك ما علمت أحدا يفعل ذلك
فعلم أن الصحابة والتابعين ما كانوا يفعلونه ا. هـ
وذكرت كلامه كاملا كما سبق
فهذا تخصيص القبور بالقراءة، ومن جوزه لم يجوزه إلا بناء على ظنه صحة ما روي في القراءة من الأثار وهذا لايعارض استدلالنا إذ لا يجوزه عالم مع ترجيحه أنه محدث لم يفعله السلف
ـ وقال الدردير في الشرح الكبير عن العيد وأدائه في غير المكان المسنون
" (و) ندب (إيقاعها) أي صلاة العيد (به) أي بالمصلى أي الصحراء وصلاتها بالمسجد من غير ضرورة داعية بدعة لم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم ولا خلفاؤه (إلا بمكة) فبالمسجد لما فيه من مشاهدة البيت" ا. هـ
أليست عبادة مأمورا بها أديت في مكان عبادة؟ ومع هذا أنكرها للإحداث المخالف للسنة
ـ وعن إيقاع الإحرام في غير مكانه قال أبو شامة:
" ومثاله ما رواه مالك بن أنس في الموطأ عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن ربيعة بن عبد الله بن الهذيل أنه رأى رجلا مجردا بالعراق فسأل عنه الناس فقيل أنه أمر بهديه أن يقلد فلذلك تجرد قال ربيعة فلقيت عبد الله بن الزبير فذكرت ذلك له فقال بدعة ورب الكعبة
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت [الكلام لأبي شامة] فوصف ذلك عبد الله بأنه بدعة لما كان موهما أنه من الدين لأنه قد ثبت أن التجرد مشروع في الإحرام بنسك الحج والعمرة فإذا فعل في غير ذلك أوهم من لا يعلم من العوام أنه مشروع في هذه الحالة الأخرى لأنه قد ثبت شرعته في صورة فربما يقتدى به فيتفاقم الأمر في أنتشار ذلك ويعسر الفطام عنه كما قد وقع في غيره من البدع على ما يأتي في كتاب الجامع لأبي بكر الخلال
حدثنا موسى بن محمد الزبيري ثنا الزبير ثنا محمد بن الضحاك وغيره أن رجلا جاء الى مالك بن أنس فقال من أين احرم فقال من الميقات الذي وقت رسول الله وأحرم منه فقال الرجل فإن أحرمت من أبعد منه فقال مالك لا أرى ذلك فقال ما تكره من ذلك قال أكره عليك الفتنة قال وأي فتنة في ازدياد الخير فقال مالك فإن الله تعالى يقول فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم سورة النور أية 63 وأي فتنة أ كبر من من أنك خصصت بفضل لم يختص به رسول الله " ا. هـ
4ـ تخصيص العبادة بوقت دون دليل
فتخصيص ذكر من الأذكار أو أي عبادة بوقت معين ولو وقت فاضل دون دليل خاص هو بدعة إلا إذا فعل دون اعتقاد التخصيص ودون مداومة.
ـ مثاله القنوت يوم الجمعة
قال ابن أبي شيبة حدثنا حفص بن غياث عن ليث عن طاوس قال القنوت يوم الجمعة بدعة.
وفيه ليث فيه كلام
(2) حدثنا عبد الاعلى عن برد عن مكحول أنه كان يكره القنوت يوم الجمعة.
وهذا أثر صحيح
(3) حدثنا أبو بكر قال حدثنا شريك عن عبيد الله بن يزيد عن إبراهيم قال القنوت في الجمعة بدعة.
وشريك معروف فيه كلام
ـ ومن أمثلته ما قال أبو شامة ففي الباعث:
" وروى المالكي في كتاب رياضة النفوس أن يحيى بن عمر الفقيه الأندلسي كان يعبر في القيروان على موضع ناس حاكه فإذا كانت أيام العشرين يرفعون أصواتهم بالتكبير والتهليل فنهاهم فلم ينتهوا وكان شديدا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال فدعا الله عليهم ثم انقرضوا وخربت ديارهم برهة من الزمان " ا. هـ
ـ وقال أبو شامة أيضا في أمثلة أخرى:
" فالحاصل أن الملكف ليس له منصب التخصيص بل ذلك الى الشارع وهذه كانت صفة عبادة رسول الله قال الحافظ البيهقي في السنن الكبير باب من كره ان يتخذ الرجل صوم شهر يكمله من بين الشهور أو صوم يوم من الأيام وساق فيه من الصحيحين حديث أبي سلمة عن عائشة رضى الله عنها أنها قالت كان رسول الله يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم وحديث علقمة قال قلت لعائشة رضى الله عنها هل كان رسول الله صلع يخص من الأيام شيئا قالت لا كان عمله ديمة
قال الأمام الشافعي وأكره ان يتخذ الرجل صوم شهر يكمله كما يكمل رمضان وكذلك يوم من بين الأيام قال وإنما كرهته ليتأسى رجل جاهل فيظن ان ذلك واجب أو فعل حسن
وذكر الشيخ أبو الخطاب في كتاب أداء ما وجب من بيان وضع الوضاعين في رجب عن المؤتمن بن أحمد الساجي الحافظ قال كان الإمام عبد الله الأنصاري شيخ خراسان لا يصوم رجب وينهي عن ذلك ويقول ما صح في فضل رجب ولا في صيامة عن رسول الله شيء وقد رويت كراهة صومه عن جماعة من الصحابة منهم أبو بكر وعمر رضى الله عنهما وكان عمر يضرب بالدرة صوامه ا. هـ
وقد نقل الطرطوشي كراهة الإمام مالك الاجتماع لختم القرآن في ليلة من ليالي رمضان. وكراهيته الدعاء عقب الفراغ من قراءة القرآن بصورة جماعية
عن كتاب الحوادث والبدع للطرطوشي
وقال أبو شامة
وقد أنكر الإمام الطرطوشي على أهل القيروان اجتماعهم ليلة الختم في صلاة التراويح في شهر رمضان ونصب المنابر وبين أنه بدعة ومنكر وان مالكا رحمة الله تعالى كرهه
وأكثر ما سبق عن أبي شامة إنما اعتمده من كتاب الطرطوشي فيعتبر كله مذهبا لكليهما
ـ ومن الأمثلة ما رواه ابن أبي شيبة قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة قال: سألت الحكم وحمادا عن التكبير أيام العشر فقالا: محدث.
والأثر صحيح غاية
مع أن التكبير في العشر ثبت من فعل ابن عمر وأبي هريرة ولكن لما لم يبلغهما رأيا أن تخصيص التكبير بدعة لكن إن فعل مع غيره من الأذكار دون تخصيص له عنها فهو ليس ببدعة حتى عند الحكم وحماد
ومنها تخصيص وقت صلاة العيد بذكر كالأذان دون دليل
قال ابن أبي شيبة حدثنا الثقفي عن أيوب عن محمد بن [سيرين] قال: " الأذان في العيد محدث "
(يُتْبَعُ)
(/)
حدثنا وكيع عن هشام عن قتادة عن ابن المسيب قال:
" أول من أحدث الاذان في العيدين معاوية "
والأثران صحيحان
حدثنا وكيع عن إسرائيل عن جابر عن عامر والحكم قالا الاذان يوم الاضحى والفطر بدعة.
وإسناده ضعيف
قال ابن رجب:
" واتفق العلماء على أن الأذان والإقامة للعيدين بدعة ومحدث.
وممن قالَ: إنه بدعة: عبد الرحمن بن أبزى والشعبي والحكم.
وقال ابن سيرين: وهو محدث ". ا. هـ
[مع أنه فعله معاوية وروي عن ابن الزبير]
وفي الموطأ عن مَالِكٍ أَنَّهُ سَمِعَ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنْ عُلَمَائِهِمْ يَقُولُ لَمْ يَكُنْ فِى عِيدِ الْفِطْرِ وَلاَ فِى الأَضْحَى نِدَاءٌ وَلاَ إِقَامَةٌ مُنْذُ زَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِلَى الْيَوْمِ. قَالَ مَالِكٌ وَتِلْكَ السُّنَّةُ الَّتِى لاَ اخْتِلاَفَ فِيهَا عِنْدَنَا.
أليس الأذان ذكرا لله؟ أليس قد أمر به النبي عند حضور الصلاة؟ أليست هذه صلاة؟ فلماذا كانت بدعة؟
إذا لا يكفي في مشروعية العمل أن تأتي به النصوص العامة بل لابد من مراعاة عمل النبي وصحابته ولا بد من دليل على التخصيص
ـ ومن الأمثلة تخصيص يوم بالاكتحال تسننا
قال ابن عابدين:
"قال الحاكم أيضا: الاكتحال يوم عاشوراء لم يرد عن النبي (ص) فيه أثر، وهو بدعة "ا. هـ
ـ ومنها الاشتغال والتفرغ لعبادة مشروعة في وقت كان النبي ص يحافظ على تركها
فمن طريق بن أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعْدِ بن إِسْحَاقَ بن كَعْبٍ، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ كَعْبِ بن عُجْرَةَ يَوْمَ الْعِيدِ إِلَى الْمُصَلَّى،"فَجَلَسَ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ الإِمَامُ، وَلَمْ يُصَلِّ حَتَّى انْصَرَفَ الإِمَامُ، وَالنَّاسُ ذَاهِبوُنَ كَأَنَّهُمْ عُنُقٌ نَحْوَ الْمَسْجِدِ، فَقُلْتُ: أَلا تَرَى؟، فَقَالَ:"هَذِهِ بِدْعَةٌ وَتَرْكُ السُّنَّةِ".
ومن طريق أَنَس بن عِيَاضٍ، عَنْ سَعْدِ بن إِسْحَاقَ بن كَعْبِ بن عُجْرَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بن كَعْبِ بن عُجْرَةَ، قَالَ:"شَهِدْتُ مَعَ كَعْبٍ إِحْدَى الْعِيدَيْنِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ النَّاسُ ذَهَبَ أَكْثَرُهُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ، وَرَأَيْتُهُ يَعْمِدُ إِلَى الْبَيْتِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَهْ، أَلا تَعْمِدُ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَإِنِّي أَرَى النَّاسَ يَعْمِدُونَ إِلَيْهِ؟، فَقَالَ:"إِنَّ كَثِيرًا مِمَّا تَرَى جَفَاءٌ، وَقِلَّةُ عِلْمٍ، إِنَّ هَاتَيْنِ الرَّكْعَتَيْنِ [يعني ركعتي العيد] سُبْحَةُ هَذَا الْيَوْمِ حَتَّى تَكُونَ الصَّلاةُ تَدْعُوكَ".
فلما لم يكن من هديه صلى الله عليه وسلم بعد صلاة العيد الاشتغال بالمسجد للصلاة و الانهماك بالتنفل بل كان يحافظ على ترك ذلك في هذا الوقت كان فعل ذلك قصدا أو مداومة بدعة محدثة كما قد حكم في الأثر
5ـ تخصيص العبادة بعدد مجاوز أو مخالف للسنة يعد بدعة
وكذا بعدد غير وارد في السنة إن داوم عليه تقصدا
ومنه الزيادة على العدد الذي حافظ عليه النبي ص
ـ قال أبو شامة ناقلا الخبر مسندا
عن سعيد بن السيب أنه رأى رجلا يصلي بعد طلوع الفجر أكثر من ركعتين يكثر فيها الركوع والسجود فنهاه فقال يا أبا محمد يعذبني الله على الصلاة قال لا ولكن يعذبك على خلاف السنة
وهو أثر ثابت
ـ وجاء في الشرح الكبير للدردير:
" (و) ندب (عدم زيادة) على الصاع، بل تكره الزيادة عليه لانه تحديد من الشارع، فالزيادة عليه بدعة مكروهة كالزيادة في التسبيح على ثلاث وثلاثين وهذا إن تحققت الزيادة وأما مع الشك فلا.
ـ وكذا تخصيص شيء من القرآن بأعداد ولو غير محددة وبتكرار محدث
قال أبو شامة:
" قال وسئل سفيان الثوري رحمه الله تعالى عمن يقرأ قل هو الله أحد لا يقرأ غيرها يكررها؟
فكرهه وقال: إنما أنزل القرآن ليقرأ ولا يخص شيء دون شيء وإنما أنتم متبعون ولم يبلغنا عنهم مثل هذا ا. هـ
قال ابن وضاح في البدع والنهي عنها:
نا محمد بن عمرو، عن مصعب قال: سئل سفيان عن رجل يكثر قراءة قل هو الله أحد، لا يقرأ غيرها كما يقرأها، فكرهه، وقال: «إنما أنتم متبعون، فاتبعوا الأولين، ولم يبلغنا عنهم نحو هذا، وإنما نزل القرآن ليقرأ ولا يخص شيء دون شيء»
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال محمد بن وضاح: حدثني سحنون، وحارث، عن ابن القاسم، عن مالك أنه سئل عن قراءة قل هو الله أحد مرارا في ركعة، فكره ذلك، وقال: «هذا من محدثات (1) الأمور التي أحدثوها ا. هـ
وهذه آثار صحيحة
ـ وكذا الزيادة على الوارد
قال ابن أبي شيبة حدثنا هشيم قال أخبرنا شيخ من قريش عن نافع قال سمعته يحدث عن ابن عمر أنه قال الأذان يوم الجمعة الذي يكون عند خروج الامام والذي قبل ذلك محدث.
حدثنا شبابة قال حدثنا هشيم بن الغاز عن نافع عن ابن عمر قال الاذان الاول يوم الجمعة بدعة.
حدثنا وكيع قال حدثنا ابن الغاز قال سألت نافعا مولى ابن عمر الاذان الأول يوم الجمعة بدعة فقال ابن عمر بدعة.
قال حدثنا هشيم بن بشير عن منصور عن الحسن أنه قال النداء الاول يوم الجمعة الذي يكون عند خروج الامام والذي قبل ذلك محدث.
وعند الطبراني في الشاميين
حدثنا طالب بن قرة الأذني، ثنا محمد بن عيسى الطباع، ثنا مصعب بن سلام، عن هشام بن الغاز، عن نافع، عن ابن عمر، قال:
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صعد المنبر أذن بلال، فإذا فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من خطبته أقام الصلاة، والأذان الأول بدعة
والآثار صحيحة عن عمر
وقال ابن رجب في الفتح:
" وقد أنكر عطاء الأذان الأول، وقال: إنما زاده الحجاج، قال: وإنما كان عثمان يدعو الناس دعاء "
خرّجه عبد الرزاق وهو ثابت عنه.
وقال عمرو بن دينار: إنما زاد عثمان الأذان بالمدينة، وأما مكة فأول من زاده الحجاج، قال: ورأيت ابن الزبير لا يؤذن له حتى يجلس على المنبر، ولا يؤذن له إلا أذان واحد يوم الجمعة.
خرّجه عبد الرزاق –أيضاً ...
وروى وكيع في ((كتابه)) عن هشام بن الغاز، قال: سألت نافعاً عن الأذان يوم الجمعة؟ فقالَ: قالَ ابن عمر: بدعةٌ، وكل بدعة ظلالة، وإن رآه الناس حسناً.
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: لم يكن في زمان النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - إلا أذانان: أذان حين يجلس على المنبر، وأذان حين تقام الصَّلاة [يعني الإقامة] قال: وهذا الأخير [يعني المحدث] شيء أحدثه الناس بعد.
خرّجه ابن أبي حاتمٍ.
وقال سفيان الثوري: لا يؤذن للجمعة حتى تزول الشمس، وإذا أذن المؤذن قام الإمام على المنبر فخطب، وإذا نزل أقام الصلاة، قال: والأذان الذي كان على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر أذان وأقامة، وهذا الأذان الذي زادوه محدثٌ.
وقال الشافعي -فيما حكاه ابن عبد البر -:
أحب إلي أن يكون الأذان يوم الجمعة حين يجلس الإمام على المنبر بين يديه، فإذا قعد أخذ المؤذن في الأذان، فإذا فرغ قام فخطب، قال: وكان عطاءٍ ينكر أن يكون عثمان أحدث الأذان الثاني، وقال: إنما أحدثه معاوية.
قال الشافعي: وأيهما كان، فالأذان الذي كان على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -،وهو الذي ينهى الناس عنده عن البيع ا. هـ
فإذا كان الله قد أمر بذكره ذكرا كثيرا فلماذ هذا الاعتراض على الأذان وهو من أعظم الذكر وأبلغه ولماذا كان عثمان قد أمر به في المدينة ولم يأمر به في مكة ولا في غيرها؟
وليس الاشكال أن نختلف في مثال كأذان عثمان أو في بعض الأمثلة فهذا الأمر فيه واسع إن اتفقنا على الأصل الذي كان عليه السلف ولكن الاشكال كل الاشكال هو مخالفة السلف في أصلهم.
الاشكال كل الاشكال هو الانفلات البدعي الذي يصادم صفاء الإسلام.
هؤلاء الذين يروجون للبدع والمحدثات والله إنما يسعون لتكدير الاسلام وتشويهه شعروا بهذا أم لم يشعروا والله المستعان
ـ بل مجرد إحداث عبادات أو عادات في مواطن وتخصيصها بها لم ترد بها السنة والآثار يعد بدعة
جاء في المدونة
قَالَ ابْنُ الْقَاسِمِ قَالَ مَالِكٌ: أَكْرَهُ أَنْ يُتْبَعَ الْمَيِّتُ بِمِجْمَرَةٍ أَوْ تُقَلَّمَ أَظْفَارُهُ أَوْ تُحْلَقَ عَانَتُهُ، وَلَكِنْ يُتْرَكُ عَلَى حَالِهِ، قَالَ: وَأَرَى ذَلِكَ بِدْعَةً مِمَّنْ فَعَلَهُ.
وقال الدردير عن حلق الميت
" أي ما ذكر من الحلق والقلم (بدعة) قبيحة لم تعهد في زمن السلف "
ـ وعن تخصيص أي شيء بعمل فيما سكت عنه الشارع مداومة عليه أو اعتقاد لأفضليته
قال في التاج والإكليل
(يُتْبَعُ)
(/)
(وَالْمُعَيِّنُ مُبْتَدِعٌ) مِنْ الْمُدَوَّنَةِ قَالَ مَالِكٌ: قَوْلُ مَنْ قَالَ يُبْدَأُ بِالْيَمِينِ بِدْعَةٌ.
وفي المدونة نفسها
قَالَ ابْنُ الْقَاسِمِ قُلْتُ لِمَالِكٍ: مِنْ أَيِّ جَوَانِبِ السَّرِيرِ أَحْمِلُ الْمَيِّتَ، وَبِأَيِّ ذَلِكَ أَبْدَأُ؟ فَقَالَ: لَيْسَ فِي ذَلِكَ شَيْءٌ مُؤَقَّتٌ، احْمِلْ مِنْ حَيْثُ شِئْتَ إنْ شِئْتَ مِنْ قُدَّامٍ وَإِنْ شِئْتَ مِنْ وَرَاءٍ، وَإِنْ شِئْتَ احْمِلْ بَعْضَ الْجَوَانِبِ وَدَعْ بَعْضَهَا، وَإِنْ شِئْتَ فَاحْمِلْ وَإِنْ شِئْتَ فَدَعْ، وَرَأَيْتُهُ يَرَى أَنَّ الَّذِي يَذْكُرُ النَّاسُ فِيهِ أَنْ يَبْدَأَ بِالْيَمِينِ بِدْعَةٌ.
ـ وعن تخصيص صيغة في الدعاء بموطن دون دليل
جاء في المدونة
قَالَ: فَقُلْتُ لِمَالِكٍ: فَهَذَا الَّذِي يَقُولُ النَّاسُ [يعني في الأضحية] اللَّهُمَّ مِنْكَ وَإِلَيْكَ؟ فَأَنْكَرَهُ، وَقَالَ: هَذَا بِدْعَةٌ.
فبناء على أنه لم يثبت عنده روايةً حكم ببدعيته
ـ وكذا ما تركه النبي ص في عبادة من عباداته وثبت بالاستقراء أنه لم يفعله فيها مطلقا يكون فعله في تلك العبادة بدعة ولو كان هذا الفعل عبادة أيضا
كما في قراءة القرآن أثناء الطواف
قال ابن أبي شيبة: نا عباد عن يحيى البكاء قال: سمع: ابن عمر رجلا يقرأ وهو يطوف بالبيت فنهاه.
وقال نا جرير عن ليث عن مجاهد قال: كان يكره القراءة في المشي في الطواف، ولكن يذكر الله ويحمده ويكبره.
وقال نا فضيل بن عياض عن هشام عن الحسن وعطاء قال:
القراءة في الطواف محدث.
وقال نا ابن مهدي عن حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه أنه كان يكره القرآن في الطواف.
وعند عبد الرزاق عن هشام بن حسان عن عطاء (1) قال: كانوا يطوفون ويتحدثون، قال: وسئل عطاء عن القراءة في الطواف، فقال: هو محدث (2).
وقال عن معمر عن ابن أبي نجيح سئل عن القراءة في الطواف، فقال: أحدثه الناس.
وقال عن الاسلمي بن أبي بكرة (4) عن يحيى البكاء أنه سمع ابن عمر يكره القراءة في الطواف، يقول (5): محدث
وقال الأزرقي في أخبار مكة
حدثنا أبو الوليد قال: حدثني جدي، عن فضيل بن عياض، قال: حدثنا منصور، عن إبراهيم، قال: «القراءة في الطواف بدعة (1)»
وجل هذه الآثار صحيح
وجوزه عطاء في رواية أخرى وسبق عنه أيضا المنع
ـ وعن تخصيص العبادة بنوايا محدثة
قال الصنعاني في سبل السلام:
وَأَمَّا قِرَاءَةُ الْفَاتِحَةِ بِنِيَّةِ كَذَا، وَبِنِيَّةِ كَذَا، كَمَا يُفْعَلُ الآنَ، فَلَمْ يَرِدْ بِهَا دَلِيلٌ، بَلْ هِيَ بِدْعَةٌ ا. هـ
ـ وعن تخصيص شيء من القرآن معين بصلاة معينة ولو كان مما ورد تخصيصه أحيانا
قال أبو شامة:
" وقرأت في كتاب شرح الجامع للزعفراني الحنفي فصلا حسنا أعجبني إثباته ههنا قال وكان يكره ان يتخذ شيئا من القرآن حتما يوقت لشيء من الصلاة وكره أن تتخذ السجدة وهل أتى على الإنسان لصلاة الفجر يقرآن كل جمعة ...
ثم قال: وإنما كره الملازمة في قراءة السورة فأما أحيانا فمستحب لأن الحديث قد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأهما في صلاة الفجر ولكن فعل ذلك لا يدل على اللزوم " ا. هـ
وعن تخصيص الآيات المشتملة على السجدات أو ذات الأدعية في التراويح
قال أبو شامة
"وابتدع بعضهم أيضا جمع آيات السجدات يقرأ بها في ليلة ختم القرآن وصلاة التراويح ويسبح بالمأمومين في جميعها ..
وابتدع آخرون سرد جميع ما في القرآن من آيات الدعاء في آخر ركعة من التراويح بعد قراءة سورة الناس فيطول الركعة الثانية على الأولى نحو من تطويله بقراءة الأنعام مع اختراعه لهذه البدعة وكذلك الذين يجمعون آيات يخصونها بالقراءة ويسمونها آيات الحرس ولا أصل لشيء من ذلك فليعلم أن جميع ذلك بدعة وليس شيء منها من الشريعة بل هو مما يوهم أنه من الشرع وليس منه وبالله التوفيق " ا. هـ
ـ وشدّدَ السلف حتى في أدنى المحدثات كانتشار الوعظ بالقصص مفردا عن غيره بعد أن كان نادرا تابعا لصور أخرى من الوعظ
قال ابن وضاح
نا أسد قال: نا أبو هلال قال: نا معاوية بن قرة قال: «كنا إذا رأينا الرجل يقص قلنا: هذا صاحب بدعة»
(يُتْبَعُ)
(/)
وحدثني عن موسى، عن ابن مهدي، عن سفيان، عن همام بن الحارث التيمي، قال: «لما قص إبراهيم التيمي أخرجه أبوه من داره وقال: ما هذا الذي أحدثت؟»
وحدثني عن موسى، عن ابن مهدي، عن أبي سليمان، عن يزيد الرشك، عن خالد الأشج ابن أخي صفوان بن محرز قال: «كنا في مسجد المدينة، وقاص لنا يقص علينا، فجعل يختصر سجود القرآن فيسجد ونسجد معه، إذ جاء شيخ فقام علينا فقال:» لئن كنتم على شيء، إنكم لأفضل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسألنا عنه فقلنا: من هذا الشيخ؟ فقالوا: هذا عبد الله بن عمر «
حدثني ابن وضاح، عن أبي أيوب الدمشقي سليمان بن شرحبيل قال: نا ضمرة بن ربيعة، قال سمعت سفيان الثوري، وسأله عمر بن العلاء اليماني فقال: «يا أبا عبد الله أستقبل القاص؟ فقال:» ولوا البدع ظهوركم «
وقال ابن وضاح: عن عبد الله بن محمد قال: نا شبابة قال: نا شعبة قال: نا عقبة بن جرير قال سمعت ابن عمر وجاء رجل قاص فجلس في مجلسه، فقال له ابن عمر: «قم من مجلسنا، فأبى (1) أن يقوم، فأرسل ابن عمر إلى صاحب الشرطة: أقم القاص، قال: فبعث إليه فأقامه»
حدثني محمد بن وضاح، عن عبد الله بن محمد قال: ثنا شريك، عن إبراهيم، عن مجاهد قال: «دخل قاص فجلس قريبا من ابن عمر، فقال له:» قم، فأبى (1) أن يقوم، فأرسل إليه شرطيا فأقامه «. وسمعت ابن وضاح يقول في القصاص:» لا ينبغي لهم أن يبيتوا في المساجد، ولا يتركوا أن يبيتوا فيها «ا. هـ
مع أن القََصَص المنضبط بالروايات المظنون ثبوتها، البعيدة عن استرخاص كل خيال، قد جوزه بعض أتباع التابعين لنفعه للعامة ولثبوت أصله، ومنهم الإمام أحمد فلم تخل الأحاديث المرفوعة من قصص بل والقرآن فمتى ما كان منضبطا جاز وليس هذا من الإستدلال بالعام بل بالنصوص الخاصة ولكن الذي أنكره السلف هو التوسع وإفراده كطريقة للوعظ بما جعله هيئة محدثة.
فمن جرّد وعظه إلا من القصص المستمد من الواقع كان فِعْله أشبه بما أنكره السلف
وعلى كل فإنكار هؤلاء السلف من صحابة وتابعين دال على مفهوم البدعة عندهم
ـ وعن القيام بالعمل في غير ما شرع له
قال في البحر الرائق من كتب الحنفية:
" الِاسْتِنْجَاءَ لَا يُسَنُّ إلَّا مِنْ حَدَثٍ خَارِجٍ مِنْ أَحَدِ السَّبِيلَيْنِ غَيْرِ الرِّيحِ؛ لِأَنَّ بِخُرُوجِ الرِّيحِ لَا يَكُونُ عَلَى السَّبِيلِ شَيْءٌ فَلَا يُسَنُّ مِنْهُ بَلْ هُوَ بِدْعَةٌ " ا. هـ
ـ وعن تذكير المؤذن للناس بالصلاة على سبيل المداومة في غير ما ورد به التذكير
روى البيهقي وغيره عن مجاهد قال كنت مع ابن عمر فثوب رجل في الظهر أو العصر فقال اخرج بنا فان هذه بدعة.
قال الشاطبي في الاعتصام:
" وحكى ابن وضاح قال: ثوب المؤذن بالمدينة في زمان مالك، فأرسل إليه مالك فجاءه، فقال له مالك: ما هذا الذي تفعل؟ فقال: أردت أن يعرف الناس طلوع الفجر فيقومون. فقال له مالك: لا تفعل، لا تحدث في بلدنا شيئا لم يكن فيه، قد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا البلد عشر سنين وأبو بكر وعمر وعثمان فلم يفعلوا هذا، فلا تحدث في بلدنا ما لم يكن فيه.
فكف المؤذن عن ذلك وأقام زماناً، ثم إنه تنحنح في المنارة عند طلوع الفجر، فأرسل إليه مالك فقال له: ما الذي تفعل؟ قال: أردت أن يعرف الناس طلوع الفجر. فقال له: ألم أنهك أن لا تحدث عندنا ما لم يكن؟ فقال: إنما نهيتني عن التثويب. فقال له: لا تفعل.
فكف زماناً. ثم جعل يضرب الأبواب، فأرسل إليه مالك فقال: ما هذا الذي تفعل: أردت أن يعرف الناس طلوع الفجر. فقال له مالك: لا تفعل، لا تحدث في بلدنا ما لم يكن فيه.
قال ابن وضاح: وكان مالك يكره التثويب ـ قال ـ وإنما أحدث هذا بالعراق. قيل لابن وضاح: فهل كان يعمل به بمكة أو المدينة أو مصر أو غيرها من الأمصار؟ فقال: ما سمعته إلا عند بعض الكوفيين والإباضيين.
فتأمل كيف منع مالك من إحداث أمر يخفى شأنه عند الناظر فيه ببادىء الرأي وجعله أمراً محدثاً، وقد قال في التثويب: إنه ضلال، وهو بين، لأن:
" كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة" ولم يسامح للمؤذن في التنحنح ولا في ضرب الأبواب، لأن ذلك جدير بأن يتخذ سنة ا. هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
مع أن تذكير الناس بالطاعة ومعاونتهم عليها من أشهر ما جاءت به النصوص العامة فلماذا بدعه ابن عمر
وهذه أخي الكريم جملة من التطبيقات للسلف الصالح أظنها كافية لمريد الحق وغيرها كثير تركتها خشية الإطالة وإن كنت قد أطلت فأعتذر على ذلك
وأعتذر أيضا على هذا الترتيب الذي لم يكن دقيقا فعسى في فرصة لاحقة أفعل ذلك لعسره الآن بالنسبة لظرفي والله الموفق للهدى والصواب.
وفي الختام أنبه إلى ما نبه إليه العلماء من أن فتح باب الإحداث بالتسويغ لكل أحد أن يخصص من عنده أوقاتا أو أمكنة أو كيفيات بالعبادات المشروعة في أصلها يؤدي مستقبلا إلى تبديل الشريعة ومحوها وهذا يهدد أعظم مقصد من مقاصد الشرع ألا وهو حفظ الدين.
وهذا مما أغفله الأستاذ وما أكثر ما أغفله، مع ما في هذا من إبراز لحقيقة خطر هذا الأمر
ـ وأيضا لابد من التنبيه إلى أن الحالة النفسية كما تقود المرأة المتبرجة للتشكيك في أخواتها المتحجبات لما تعكسه المتحجبات من ظاهرة حية محسوسة تؤرق تلك المقصرة وتجدد في نفسها ـ باستمرار ـ الشعورَ بالتقصير.
وكما تقود تلك الحالة النفسية المتهاونَ والمقصّرَ للتشكيك فيمن ظاهرهم الإستقامة وهو كثير وملحوظ لنفس السبب وذاته.
فكذلك نفس السبب يحضر ليبين تلك الحالة التي تخيم على مروجي البدع والمتلطخين بها فتدفعهم لمحاربة النزهاء من البدع والأبرياء من كبيرها وصغيرها، والمعتصمين بالسنة والسنة فقط
فهذا هو سبب النفرة والتنفير الذي جعله الأستاذ مهمة يحملها على عاتقه، وممن؟
ممن لا يقبل بديلا عن السنة، ولا يحيد عنها قيد أنملة، ويعضّ عليها بالنواجذ كما أوصاه نبيه الحبيب
فسبحان الله بدل أن يُكَرّم هؤلاء على ما هم عليه من حرص يُنفّر منهم ويُهانوا ويُسَبوا ويُشتموا من قبل الأستاذ، والأعجب أنه باسم الدين!! وباسم محاربة الخلاف!! وباسم التقريب!!
هذا وهو يريد التقريب ورفْع الخلاف ولا أدري ماذا سيفعل إذا أراد أن يحاربهم ويمحوهم؟!
ـ وأخيرا أنبه إلى أن هؤلاء ينادون بتسويغ مخالفة ما كان عليه النبي ص وصحابته بينما لا يقبلون بهذا فيما سنوه هم للناس!!
وهذا أمر بيّن لا يخفى تجدهم ينكرون على الناس تركهم هذه المحدثات إنكارا شديدا مبالغا فيه وأمثلته كثيرة في القديم والحديث ومنه ما نقله الشاطبي رحمه الله وهذا في السبعمائة هجري أو قبلها حيث قال:
" فحكى القاضي أبو الخطاب بن خليل حكاية عن أبي عبد الله بن مجاهد العابد:
أن رجلا من عظماء الدولة وأهل الوجاهة فيها ـ وكان موصوفا بشدة السطو وبسط اليد ـ نزل في جوار ابن مجاهد وصلى في مسجده الذي كان يؤم فيه وكان [ابن مجاهد] لا يدعو في أخريات الصلوات تصميما في ذلك على المذهب (يعني مذهب مالك) لأنه مكروه في مذهبه وكان ابن مجاهد محافظا عليه
فكره ذلك الرجل منه ترك الدعاء وأمره أن يدعو فأبى وبقي على عادته في تركه في أعقاب الصلوات فلما كان في بعض الليالي صلى ذلك الرجل العتمة في المسجد فلما انقضت وخرج ذلك الرجل إلى داره قال لمن حضره من أهل المسجد: قد قلنا لهذا الرجل يدعو إثر الصلوات فأبى فإذا كان في غدوة غد أضرب رقبته بهذا السيف وأشار في يده فخافوا على ابن مجاهد من قوله لما علموا منه فرجعت الجماعة بجملتها إلى دار ابن مجاهد فخرج إليهم وقال: ما شأنكم؟ فقال لهم: والله لقد خفنا من هذا الرجل وقد اشتد الآن غضبه عليك في تركك الدعاء فقال لهم: لا أخرج عن عادتي ... " ا. هـ
فانظر إلى هذا العداء من أجل الدعاء الجماعي بعد الصلوات وهو محدث مخترع لم يفعله لا رسول الله ولا صحابته بل أنكره جملة من الأئمة كما سبق
ومما هو واقع الآن أن الذكر الجماعي والدعاء بعد كل صلاة وبعض الأوراد التي يمارسها الناس في المساجد مع أنها محدثة فإن من كان له نوع سلطة من هؤلاء في مسجده لا يقبل ترك هذه الأمور حتى أن كثيرا منهم يفرض من منطلق مكانته في المسجد منع التقدم للإمامة إلا من يحافظ على هذه المحدثات!!
حتى أن وزارة الأوقاف بقيادة علماء الصوفية في بعض البلاد العربية قننت في شروط الإمامة الدعاء بعد كل صلاة!
فهؤلاء لا يرضون بمخالفة سنتهم التي سنوها من عند أنفسهم أو من عند شيوخهم!
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم هم لايقبلون من يقف نفس الموقف ممن يترك سنة النبي فالعجب من الإجحاف والبغي وإلى الله وحده المشتكى من هذه القسمة الجائرة.
وأنا لا أنسى ما كان يفعله أحد المشايخ الذين درست عليهم القرآن فإنه بلغ به الأمر وكنت وقتها أبلغ من العمر ستة عشر سنة أنه طردني وكل من يقرأ عنده ممن لا يوافقه على حضور جلسات المديح أيام المولد وكنت أنا ومن معي من الشباب من أبرز تلاميذه ولم يبال مع قلة مراكز التحفيظ يومها
فهؤلاء أيها الإخوة يستنكرون شدتنا على من يخالف السنة ويتهموننا في ديننا لأجل ذلك بينما يرحبون بمن يدافع عن البدع ولو بتلك الصورة العدائية!!
ومما يشبه هذا ما جاء من الأستاذ في إنكاره على من لا يرى صيام يوم المولد النبوي فبالله عليكم هل هذا حال من يحارب الخلاف؟
أم هي الشعارات!!
أيها الإخوة الكرام لماذا لا نكتفي بما كان عليه النبي ص من سنن وعبادات فالسنة كافية ووافية
سبحان الله يقول تعالى:
(وماذا عليهم لو آمنوا بالله واليوم الآخر وأنفقوا مما رزقهم الله وكان الله بهم عليما إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا)
سبحان الله
ماذا عليهم لو أنهم دعوا الناس إلى لزوم سنة النبي الكريم التي عاش عليها ومات عليها؟!!
ماذا عليهم لو أنهم نصحوا من أراد أن يصلي أو يصوم أو يحج أو يدعوا ربه أو يذكره أن يجتهد في فعل ما كان يفعله النبي ص وصحابته؟
إن أجندة السنة النبوية مليئة بالعبادات، مليئة بالأذكار، مليئة بالعمل، مليئة بالخير، مليئة بالبركة
صاحبها تفطرت قدماه من كثرة العبادة
يصلي إذ ينامون، ويصوم إذ يفطرون ويذكر إذ يفترون ويثبت إذ يفرون ويتقدم في القتال إذ يتأخرون
فلماذا تحرصون على أجندة أخرى دخيلة؟؟
حتى إن الله عندما خلق الناس متفاوتين في القدرات وفي الظروف والأحوال فتح لهم مجال العبادة بما قد يوسع على صاحب الظرف ويناسب ويلائم صاحب القدرة والطاقة وذلك عن طريق الأجندة العامة للسنة التي لم يكن النبي يقيدها بزمن ولا مكان ولا هيئة وكيفية ولا عدد
فسبح ما شئت واذكر ما شئت وصل ما شئت واقرأ القرآن ما شئت
فقد كان النبي ص يذكر الله على كل أحواله
فقط احذر أمرين:
أ ـ لا يكون ذلك على وجه منهي عنه كأن تصلي قبل غروب الشمس أو قبل طلوعها أو كأن تقرأ القرآن وأنت راكع أو وأنت ساجد أو تصوم في يوم عيد أو في أيام التشريق
ب ـ ولا تقرب في عبادتك جانب التشريع فعندما تنشط نفسك للتعبد فلا تستحسن وتُشرّع:
1ـ لاكيفيات 2ـ ولا أعدادا 3ـ ولا أزمنة 4ـ ولا أمكنة
لم يرد استحسانها في السنة.
ما أهنأ أن يعيش المسلم على السنة لا يخطو خطوة في عبادته إلا بها في صلاة أو صيام أو ذكر أو دعاء بعيدا عن كل رأي محدث
قال محمد بن مخلد العطار: سمعت إبراهيم الحربي يقول:
" لا أعلم عصابة خيرا من أصحاب الحديث، إنما يغدو أحدهم ومعه محبرة، فيقول: كيف فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - وكيف صلى، إياكم أن تجلسوا إلى أهل البدع، فإن الرجل إذا أقبل ببدعة ليس يفلح ".
يقول العلامة ابن رجب:
" فالعلم النافع من هذه العلوم كلها ضبط نصوص الكتاب والسنة وفهم معانيها والتقيد في ذلك بالمأثور عن الصحابة والتابعين وتابعيهم في معاني القرآن والحديث. وفيما ورد عنهم من الكلام في مسائل الحلال والحرام. والزهد. والرقائق. والمعارف. وغير ذلك والاجتهاد على تمييز صحيحه من سقيمه أولا. ثم الاجتهاد على الوقوف في معانيه وتفهمه ثانياً. وفي ذلك كفاية لمن عقل. وشغل لمن بالعلم النافع عني واشتغل "
هذا وأسأل الله أن يجمع أهل الإسلام على الكتاب والسنة، وعلى ما كان عليه المسلمون في الزمن الأول، يوم أن كانوا أقرب للمنبع، ويوم أن كانوا أبعد عن الانحراف، وأنجح في نصر الاسلام، وأقوى من أي وقت مر على المسلمين، وأصدق في التزام تعاليم الإسلام
آمين يا رب العالمين
وكتبه الفقير إلى ربه محمد بن خليفة الرباح(/)
ليسوا بمحللين ولا مفكرين وإنما هم قوم مُشَوهون ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[26 - Jun-2009, مساء 07:36]ـ
تحليل للواقع .. أم تشويه له؟!!
مذ وطأت أناملي ساحة المنتديات وأنا أرى وأتلقى عدداً كبيراً جداً من الدعوات لدخول مواضيع تشتغل بتحليل الواقع.
سواء في ذلك: الواقع السياسي أو الواقع الدعوي أو الواقع العلمي أو الواقع الجهادي، أو الواقع القطري لبلد معين، أو الواقع الطائفي لجماعة معينة. أو الواقع الفكري لرجل معين أو اتجاه معين،بل وفي مرات قليلة جرتني شهوة (المحلل) و (المفكر) للركض في نفس المضمار.
ويوماً بعد يوم يزداد يقيني بأن غالب تلك المقالات والمواضيع والتحليلات= تُشوه الواقع وتمزجه بأهواء كاتبه أكثر من كونها تصفه أو تحلله.
وفي الآونة الأخيرة كثرت المقالات التي تشتغل بتحليل التيارات السلفية في الجملة سواء منها بعض الخطوط الدعوية أو حتى الخط الجهادي،وما زاددتني تلك الكثرة إلا إيماناً بصحة نظرتي الأولى وأن أولئك المحللين قوم مشوهون. وتزداد الواردات على قلبي طمأنينة بقراءتي قول بعض الفضلاء:
((ولستُ أبالغ إذا قلتُ: إن كثيراً من الناس حين يحاول تصوير واقع ما = لا يستخدم عقله وأدوات المعروفة ووسائل الإثبات في محاولة إدراك حقيقة ما يجري؛ وإنما يلتقط صوراً محددة من ذلك الواقع، وهي بالتحديد تلك الصور التي يمكنها أن تُغذي ظنونه وخيالاته وأحلامه ومعتقداته التي امتلكها مسبقاً حول ذلك الواقع.
وبذلك فإنه يصور لنا الواقع ليس على ما هو عليه، ولكن على ما يشتهي أن يكون عليه!
والحل: أنه لابد أن نعترف أولاً بقصور الأدوات التي تمكننا من فهم الواقع.
ولابد أن نعترف أيضاً بأن الواقع الذي نريد فهمه يتمتع بطبيعة زئبقية؛ فهو يستعصي على التشكيل.
وحين نؤمن بهذا = نستطيع أن نسير في الاتجاه الصحيح لفهم الواقع، وذلك عبر استقصاء منهجي له،واستقراء حليم لمفرداته، وتحديد التعريفات، وتقسيم الواقع إلى أصغر وحدات ممكنة، والقيام بتحريات دقيقة، وتوفير معلومات موثقة، والبعد عن سمادير الوهم وخيالات الظن، والسعي لتحصيل كل ما من شأنه = زيادة قدرة حواسنا الضعيفة والمحدودة.
وبعد كل هذا نقول: إن التوصيف الذي سنصل إليه،والتحليل الذي سندلل عليه = ليس كاملاً،بل هو قابل للجدال والنقاش، بل وقابل للحكم عليه بالخطأ والزلل أيضاً.
وإذا لم نفعل ذلك فإن تحليلنا لأي واقع لا يصور هذا الواقع بمقدار ما يصور جهلنا وغرورنا وقلة صبرنا على التعامل مع الأشياء الدقيقة والمباحث خطرة الشأن)) [بتصرف زيادة]
ـ[ابن العاص]ــــــــ[27 - Jun-2009, مساء 03:36]ـ
بارك الله فيك أخي أبو فهر
ولكني لم أفهم لم تستخدم علامة =
أراها لا تناسب الجمل التي تقوم باستخدامها فيها , إلا اذا كان لك تفصيل:)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 - Jun-2009, مساء 04:08]ـ
أستخدمها في ثلاثة مواطن:
1 - بين الشرط وجوابه.
2 - بين المبتدأ والخبر والفعل والفاعل ونحوها (إذا طال الفصل بينهما)
3 - بين السبب والنتيجة.
وأكثرهم طرداً ووجوداً في كلامي الأولى ...
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[27 - Jun-2009, مساء 04:10]ـ
بارك الله فيك أخي أبو فهر
ولكني لم أفهم لم تستخدم علامة =
أراها لا تناسب الجمل التي تقوم باستخدامها فيها , إلا اذا كان لك تفصيل:)
ينظر:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=36068
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[28 - Jun-2009, صباحاً 12:08]ـ
ينظر:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=36068
/// وينظر أيضًا:
http://ahlalhdeeth.cc/vb/showpost.php?p=347009&postcount=12
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[01 - Jul-2009, صباحاً 11:25]ـ
الكثيرمن من يسمون بالمحللين او الخبراء يصورون القضايا كما تشتهي انفسهم وعلى راسهم من نشاهدهم او نقراء لهم
في القنوات الفضائيه والصحف الليبرالية وانا لا ادري لقب (باحث) او (خبير) من اين ياتون به او من يقوم بتوزيعه عليهم
ـ[أبوندى شاذلى محمد الصعيدى]ــــــــ[06 - Jul-2009, مساء 07:11]ـ
جزاك اللة خير ابى فهر واللة انى احبك فى اللة
الغريب أنهم عملين محللين وهم عوزين يتحللوا
هم لقط أعنى لقط العلم لهم طلبة علم ولا عرفوا بين طلبة العلم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[07 - Jul-2009, صباحاً 12:55]ـ
بارك الله في الإخوة الكرام جميعاً ...
ـ[ابومعاذ]ــــــــ[07 - Jul-2009, صباحاً 08:43]ـ
بارك الله فيك أخي ابو فهر
لكن تنسيق الخط الذي تكتب به متعب للقراءة (ابتسامه)(/)
هل يستنتج من هذه الآية أن إبليس ليس من الملائكة؟
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[26 - Jun-2009, مساء 07:39]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؟
هل في قول إبليس " قال أنظرني إلى يوم يبعثون" دليل على أنه ليس من الملائكة؟
ومسلك الدليل هو أن الملائكة مُنظرون قدراً، فلو كان إبليس منهم لما كان لدعائه وجه.
ثم ليس الكلام هنا عن أدلة الفريقين فإنها معروفة في مظانها، وإنما الكلام عن الاستدلال بهذه الآية، فيرجى مراعاة ذلك وبارك الله فيكم.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[26 - Jun-2009, مساء 10:15]ـ
أظن أن لا دليل فيه - حيث من الممكن ان يقال أنه من الملائكة ولكن لما عصى علم أنه قد يمكن أن لايشمله قدر الإنظار بعد المعصية، فسأل الله الانظار - والله أعلم
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[26 - Jun-2009, مساء 10:56]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم.(/)
الياقوت والمرجان فى قصة الهدهد مع سليمان
ـ[اسامة محمد خيرى]ــــــــ[26 - Jun-2009, مساء 09:42]ـ
اعلم اخى الحبيب.لما قال سيدنا سليمان واوتينا من كل شىء فيه رائحة فخر وزهو خفى.فاجرى الله على لسان الهدهد احطت بما لم تحط به.ثم قال الهدهد الا يسجدوا لله الذى يخرج الخبء فى السموات والارض ويعلم ما تخفون وما تعلنون.فاخرج الله الخبء وهو الفخر الخفى من طى سيدنا سليمان.فموسى قال انا اعلم اهل الارض فقال له الخضر وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا.وسليمان قال اوتينا من كل شىء فقال له الهدهد احطت بما لم تحط به. حتى اخرج الله الفخر الخفى الذى كان فى طيهما.والهدهد كان مهندس سليمان يبحث له عن الماء تحت الارض.فكما جعله الله سببا لاخراج الماء من تحت الارض لسليمان جعله الله سببا لاخراج الفخر الخفى من طي سليمان.فكان نفعه لسليمان فى الدنيا والدين.
______________
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[26 - Jun-2009, مساء 09:59]ـ
أبا محمد؛ دع عنك التفسير الإشاري الخالي من أي صبغة علمية مستندة على أركان لا تتزحزح، والذي هو _ التفسير الإشاري _ مجرد فيض خواطر عرفانية منبعها الخيال.
لا ترمي بخواطرك عندنا (أبا محمد) وتهرب!
ـ[اسامة محمد خيرى]ــــــــ[27 - Jun-2009, مساء 08:44]ـ
بارك الله فيك اخى السكران وفتح عليك فتوح العارفين. تاملوا ايها الاحبة الاية {أَلاَّ يَسْجُدُواْ للَّهِ ?لَّذِي يُخْرِجُ ?لْخَبْءَ فِي ?لسَّمَ?وَ?تِ وَ?لأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ( java******:Open_Menu()) }. لماذا وجه الهدهد كلامه الى سليمان بالرغم انه يتكلم عن بلقيس وقومها فقال ما تخفون وما تعلنون. ولم يقل ما يخفون وما يعلنون؟
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[28 - Jun-2009, مساء 02:28]ـ
للعلم
فإن غالب القراء يقرأون الفعلين بياء الغيبة " ويعلم ما يخفون وما يعلنون " وإنما قرأها حفص والكسائي بالتاء - ذكره ابن عاشور في تفسيره.(/)
العلامة الشيخ بكر أبو زيد .. فقيد العلم
ـ[أبو إسحاق إبراهيم]ــــــــ[27 - Jun-2009, صباحاً 12:10]ـ
العلامة بكر أبو زيد .. العلم المتين , والقلم المبين.
فقد العلماء الربانيين ثلمة عظيمة ومصيبة كبيرة , فهم "الذين ينفون عن دين الله تحريف الجاهلين وتأويل الضالين, وانتحال المبطلين , فما أحسن أثرهم على الناس" .. وفي أيامنا هذه فقدت الساحة العلمية علماً شامخاً , تحلى بالرسوخ العلمي, والمنهج السوي , والخلق الرضي, فقدت المجامع العلمية أحد أكابر علماء العصر ألا وهو العلامة الشيخ بكر بن عبد الله أبوزيد رحمه الله , العالم النحرير , المتفنن المتقن , صاحب قلم التحقيق والتدقيق وذو المؤلفات العديدة الفريدة , ولئن رحل العلامة بكر أبو زيد برد الله مضجعه , فإنه رحمه الله ورث للأمة تراثاً علمياً كتب له الذيوع والانتشار والقبول الحسن , لما امتازت به من جدة وأصالة وعمق معرفي ولغة جزلة وبيان مشرق ورؤية متبصرة ونصح للأمة , وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. وفي مصنفاته المباركة يظهر الفقه العميق والبيان المشرق , ونَفَس الاجتهاد الموفق ظاهر فيها , قرّب فيها بأجلى صورة تراث السلف ,فتجد كنوز الفوائد في غير مظانها , وأماط اللثام عن الحكم الفقهي في قضايا العصر برأي سديد وخطاب رشيد, فللّه دره من فقيه غزير العلم , متبحر في علوم شتى , زان علمه بالأخلاق الفاضلة , والشمائل الحسنة, تواضع عن الألقاب العلمية, فتواضع أهل الفضل على تعريفه بالعلامة. نافح عن لغة القرآن الكريم , ودعا إلى التعلق بها والاعتزاز بثقافتها , والنهل من معين العلم الصافي , ولهج بالتمسك بالسنة ومنابذة البدع , والدوران مع الدليل الشرعي , والتأدب بأخلاق أهل العلم , والاتساء بصفات أهل الفضل والحلم. امتاز بالتبحر والتبصر , ودعا إلى التثبت والتيقن والتيقظ. وفي كثير من مؤلفات البحاثة الكبير الشيخ بكر أبو زيد ترى البحث في حوادث العصر وتجلية الحكم الشرعي فيها من قبيل السفور والحجاب و"حوار الأديان" و" التمثيل" و"أدب الهاتف" و"تصنيف الناس" و"الألقاب العلمية" و"الرقابة على التراث" , والمسائل الطبية , والاقتصادية ,وكثير من الكتب النافعة المفيدة. وقبل أشهر رغبت أن أقف على الحكم الشرعي في مسألة (حقوق الطبع) , وقدراً وقفت على مجلة المجمع الفقهي (برابطة العالم الإسلامي) العدد الثاني عام 1408, هـ , وتتضمن بحثاً بعنوان (ملكية التأليف .. تأريخاً وحكماً) دبجه يراع الشيخ بكر ابوزيد, وكعادة قلمه السيال وذهنه الوقاد وإطلاعه الواسع في كتب التراث , وكتب المعاصرين , ولغته الناصعة يتسطر العلم نوراً. وبدأت في قراءة البحث , ويقدر الله أن تصلني فاجعة فقد الشيخ ولما أكمل بعد قراءة بحثه الماتع الفريد. وبغياب العلامة الجِهبذ بكر أبو زيد يفتقد المسلمون علماً من أعلام العلماء, وأحد أساطين المحققين , ونوادر المؤلفين ,وكما نعاه الشيخ أبو إسحاق الحويني " لقد دفن معه علم كثير" , ولكن تبقى كتبه المفيدة , ويبقى العلم الزكي الذي ورّثه , اللهم ارحم الشيخ بكر أبو زيد واجزه حير الجزاء كفاء ما قدم للإسلام والمسلمين.
ـ[ابن محمود القريشي]ــــــــ[28 - Jun-2009, صباحاً 02:42]ـ
جزاك الله خير ..
ورحم الله الشيخ"بكر أبو زيد"وأسكنه فسيح جناته ...
آمين ....
ـ[أبو إسحاق إبراهيم]ــــــــ[13 - Aug-2009, صباحاً 12:13]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم ..
ورحم الله الشيخ(/)
قاعدة: ((الصحة تقتضي النفوذ))؟
ـ[أبوحسانة]ــــــــ[27 - Jun-2009, صباحاً 11:14]ـ
هذه قاعدة ذكرها الشيخ بن عثيمين رحمه الله في الأصول من علم الأصول ولم يذكر معناها في الشرح فما معناها؟ ما هو الفرق بين الصحة والنفوذ؟
أفيدونا مأجورين بإذن الله
ـ[العطاب]ــــــــ[27 - Jun-2009, صباحاً 11:55]ـ
هذه قاعدة ذكرها الشيخ بن عثيمين رحمه الله في الأصول من علم الأصول ولم يذكر معناها في الشرح فما معناها؟ ما هو الفرق بين الصحة والنفوذ؟
أفيدونا مأجورين بإذن الله
سأحاول توضيح المسألة لك بإذن الله مع ذكر المصدر:
انتبه:
عندما يريد شخصان إبرام عقد ما-البيع مثلا- ...
فإذا استجمع عقد البيع الشرائط المعتبرة شرعا فإنه يوصف والحالة هذه بالصحة
أي أنه عقد صحيح شرعا ...
وأما إذا لم يستجمع الشرائط فهو عقد فاسد ...
كأن يبيع الشخص مكرها ...
فالبيع فاسد
والنفاذ في البيع -مثلا- معناه أنه بمجرد انعقاده صحيحا قد نقل ملكية المبيع للمشتري وملكية الثمن إلى البائع ...
ونفاذ عقد الزواج معناه أنه بمجرد انعقاده صحيحا قد أحل الفراش وأوجب على كل منهما الحقوق والإلتزامات ... وهكذا بقية العقود
ولا أريد الإطالة ...
انظر كتاب الشيخ العلامة مصطفى الزرقا-رحمه الله- ((المدخل الفقهي العام)) (1/ 498) ط. دار القلم
وإن أردت التوسع في نظرية العقد وغيرها فراجع الكتاب السابق فهو كتاب نفيس في بابه وأنصحك أن تقتنيه ...
ولا تستحي من السؤال فلا ينال العلم مستح ولا مستكبر
وأسأل الله لك التوفيق والسداد ...(/)
إخواني، تعالوا بنا نستفيد من قصة. ابن العربي المالكي، وقائد السفينة.
ـ[أبو سعيد الباتني]ــــــــ[27 - Jun-2009, مساء 12:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إخواني، تعالوا بنا نستفيد من قصة
روى الإمام ابن العربي الإشبيلي المالكي في أحكام القرآن، عن شيخه أبي بكر الطرطوشي قال: "كان شيخنا أبو بكر الفِهري يرفع يديه عند الركوع، وعند رفع الرأس منه، وهذا مذهب مالك والشّافعيّ، وتفعله الشّيعة، فحضر عندي يومًا بِمُحْرِسٍ بن الشّوّاء بالثّغر موضع تدريسي عند صلاة الظّهر، ودخل المسجد من المحرِس المذكور، فتقدّم إلى الصّفّ الأوّل وأنا في مؤخّره قاعد على طاقات البحر، أتنسّم الرّيح من شدّة الحرّ، ومعه في صفٍّ واحد أبو ثُمنَة - رئيس البحر وقائده -، مع نَفرٍ من أصحابه ينتظر الصَّلاة، ويتطلّع على مراكب تحت الميناء.
فلمّا رفع الشّيخ يديه في الرّكوع وفي رفع الرّأس منه، قال أبُو ثمنة لأصحابه:
"ألا ترون إلى هذا المَشرِقيِّ كيف دخل مسجدنا؟، فقوموا إليه فاقتلوه وَارمُوا بِه في البحر، فلا يراكم أحد!!!! ".
فطار قلبي من بين جوانحي، وقلت:"سبحان اللَّه، هذا الطُّرطُوشي فقيه الوقت! ".
فقالوا لي: "ولِمَ يرفع يديه؟ ".
فقلت: كذلك كان النبيّ صلى الله عليه وسلم يفعل، وهو مذهب مالك في رواية أهل المدينة عنه"، وجعلت أُسَكِّنهم وأسكِتُهم، حتَّى فرغ من صلاته، وقمتُ معه إلى المسكن من المحرِس، ورأى تغيُّر وجهي، فأنكره، وسألني فأعلمته فضحك، وقال: "ومِن أين لي أن أُقتَل على سُنَّة"، فقلت له: "ولا يحِِلُّ لك هذا، فإنّك بين قوم إن قمت بِها قاموا عليك، ورُبَّما ذهب دَمُك". فقال: دَع هذا الكلام وخُذ في غيره" اهـ.
من خلال هذه الرواية يمكن أن نستخلص مجموعة من الفوائد: الفائدة الأولى:
قول الإمام في بداية حديثه:
أنّ الشّيخ كان يرفع يديه في موضعين، وتصديره القول بأنّ ذلك مذهب مالك.
فيه دليل على أنّه رحمه الله كان عالماً بقول آخر في مذهب الإمام مالك، وبذلك لا يدع مجالاً للتعقيب.
فنستفيد من ذلك إنّ المرء إذا خاطب قوماً لا يعرفون إِلاّ شيخاً واحداً، وعلمت أن القول الذي ترضاه يوافقك فيه هذا الشيخ، فصَدّر قولك بأنّ هذا مذهب فلان، حتّى يرتاح مخاطبك المتعصب.
الفائدة الثانية:
تسمية الإمام للشّخص المعترض، مع ذكر المِهنَة التيّ كان يشتغلها، وهي: قائد سفينة.
فيه فائدة: أنّ المعترضين اندفاعاً وتعصباً غالباً ما يكونون بعيدين عن العلم الشرعي، وعن التخصص، فيجب أن يتنبه طالب العلم للمعاملة التّي تليق بهؤلاء.
الفائدة الثالثة:
قول قائد السفينة لأصحابه: ألقوا به في البحر.
دليل على أن المتعصب قد يفعل كل شيء إرضاءً لهِواه.
الفائدة الرابعة:
جواب الإمام ابن العربي لهم: بأنّ هذا الرجل هو الطرطوشي، إمام الوقت.
فيه فائدة: أن لا يسارع طالب العلم في الإجابة عن المسألة إلا بعد أن يبين قائلها، ويعلم الجُهَّال قدر الأئمة. فمن جاءك يعترض مثلاً عن إمام يفعل القنوت في الصبح، فذكره أولاً بقدر فاعله، فإن لم يرضى به، فذكره بأنّه قول مالك والشّافعي، فإن تعجب ولم يصدقك، فذكره بأنّ النبي صلى الله عليه وسلم التحق بربه، وترك أصحابه في المدينة في القرون المفضلة الثلاث يفعلون ذلك حتى أصبح حجة قطعية كانت من أقوى أدلة مالك فيها، فإن فعل مثل هذا المتعصب فلا حاجة لك بعدها أن تُسَكنه، وتسكته، ولا أن تبسط له المسألة بأدلتها، وبالرد على أدلة المخالفين وبيان ضعفها، لأنّك ببساطة تجادل متعصبا!!.
الفائدة الخامسة:
قول الشيخ الطرطوشي: "ومِن أين لي أن أُقتَل على سُنَّة؟ ".
فيه فائدة: أنّ طالب العلم إذا فعل شيئاً من العِبادة، يجب أن يعتقد أنّه بِفعله لها فهو مصيب للسنة، فإن كان قادراً على النظر في الأدلة فيجب عليه التحري، وإن كان عاجزاً عن ذلك فيختار الإمام الذّي يثق فيه أنّه سيوصله إلى السنة.
الفائدة السادسة:
أمّا الفائدة السادسة التّي يمكن أن نستخلصها من هذه القصة، هي ما جاء في آخرها.
عندما قال الإمام الطرطوشي لتلميذه ابن العربي: "دَع هذا الكلام وخُذ في غيره".
ففيه فائدة أنّ المرء لا يشغل نفسه بهذه المسائل الخلافية، ولا يعقد حلقات عليها، وإنّما يكفيه أن يقرأ أسباب الخلاف بين الفقهاء، ويتعلم أن ذلك سَعَة، وفي كل خير ما دامت الأقوال لها مقدمات بُنِيت عليها.
هذا ولا يفوتني أن أذكر لإخواني شيئاً أرجو من كلّ من قرأه أن يدعو الله لي التوفيق والسداد، والإخلاص في القول والعمل، وهي أنّ الناس إذا أَلِفوا شيئا معينا فيصعب تغييره عندهم، والحكيم من أعطاه الله العقل الراجح، والصدر الرحب، وكثير من المسائل اعتادها الشيوخ وكبار السن عندنا، فربما جهلوا من يفعل خلافها، أو يخرجوه من الملة – عفانا الله-، هذا وإنّ بعض هذه الأمور التّي اعتادها كبار السن، قد نُسِخت والحمد لله، لكن بأشياء قد يكون الدليل فيها ضعيفا، فاعتادها الشباب أيضا، فكان هروبنا من التقليد إلى التقليد، فنسأل الله أن يعيننا لبناء أمتنا، وإعادة حضارتنا.
وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا الله، أستغفرك وأتوب إليك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد البكري]ــــــــ[27 - Jun-2009, مساء 03:20]ـ
فمن جاءك يعترض مثلاً عن إمام يفعل القنوت في الصبح، فذكره أولاً بقدر فاعله، فإن لم يرضى به، فذكره بأنّه قول مالك والشّافعي، فإن تعجب ولم يصدقك، فذكره بأنّ النبي صلى الله عليه وسلم التحق بربه، وترك أصحابه في المدينة في القرون المفضلة الثلاث يفعلون ذلك حتى أصبح حجة قطعية كانت من أقوى أدلة مالك فيها
هل صح - بارك الله فيك- هذا؟!
ـ[أبو سعيد الباتني]ــــــــ[27 - Jun-2009, مساء 06:30]ـ
السلام عليكم.
بارك الله فيك أخي على المشاركة.
قال ابن العربي في عارضة الأحوذي:
" ثبت أنّ النبي (ص) قنت في صلاة الفجر، وثبت أنّه قنت قبل الركوع، وبعد الركوع، وثبت أنّه قنت لأمر نزل بالمسلمين من خوف عدو، أو حدوث حادث، ولكن قنت الخلفاء بالمدينة، وسنّه عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - واستقر بمسجد رسول الله (ص)، فلا تلتفتوا إلى غير ذلك .. ".(/)
السنة التركية. هل يمكن أن أن تكون دليلا يُحتَكم إليه.
ـ[أبو سعيد الباتني]ــــــــ[27 - Jun-2009, مساء 12:54]ـ
هل ترك النبي صلى الله عليه وسلّم فعل أمر ما، يدل على عدم جوازه؟.
إخواني المشاركين في هذا المنتدى المبارك، كثيراً ما نسمع من بعض الأئمة والدعاة تحريمهم
لأشياء، ووصفها بالبدعة، فإذا طولبوا بالدليل، قالوا بأنّ النبي صلى الله عليه وسلّم، وأصحابه،
ومن بعدهم لم يفعلوها.
فهل مجرد ترك النبي صلى الله عليه وسلّم يصلح أن يكون حُجَّةً، مع العلم أنّ أدلة التشريع
ليس فيها ما يشير لذلك.
أفيدوني جزاكم الله خيراً.
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[27 - Jun-2009, مساء 01:26]ـ
الأصل في العبادة التوقف فلا تعبد الله إلا بما شرعه الله لك لقوله تعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ}
و لقوله تعالى {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا}
و لقوله صلى الله عليه وسلم (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) أخرجه البخاري ومسلم
و الأصل في المسائل الدنيوية الإباحة لقوله تعالى {هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا} حتى يأتي دليل شرعي على تحرميها.
ترك النبي عليه الصلاة و السلام دليل من أدلة التشريع فكما تعلم أن السنة منها القولية و الفعلية و لا يترك الرسول عليه الصلاة و السلام شيئا عن هوى كما أنه لا يقر باطلا فإن سكت فهذا إقرار منه بالجواز.
فإن أردت عبادة الله فلا بد أن تعبده بما شرعه لك و ما شرعه لك لا يأتي إلا عن وحي، لذلك نرجع إلى مصادر الوحي و ندخل الصحابة فيها لأن فعلهم مما لا يقال بالرأي له حكم المرفوع أيضا فهم لا يتقدمون على فعل دون علم مسبق من رسول الله عليه الصلاة و السلام على إباحته كذلك لقوله عليه الصلاة و السلام (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ) و لقوله (خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) و الصحابة هم من نقلوا لنا الشريعة و عاصروا نزول الوحي فهم أعلم بمضمونها، و لا يشرعون من عند أنفسهم إنما يعملون عن علم تلقوه من النبي عليه الصلاة و السلام.
فإن ورد خبر بالفعل نفعل ,و إن لم يرد نتوقف فإن ورد ترك فهذا أقوى من من عدم الورود فإن كانت أصلا العبادة قائمة على التشريع فما بالك إن ورد خبر بالترك فالترك أولى.
و لنضرب على ذلك أمثلة:
هل بناء المدارس بدعة؟ لا لأنه عمل دنوي له حكم المقاصد و إن لم تبنى على عهد رسول الله عليه الصلاة و السلام فهنا تُحَكِّم الأصل الثاني , أنه عمل دنيوي احتيج له فحكمه الإباحة.
هل تخصيص المولد النبي بالاحتفال بدعة؟ نعم لأنه تخصيص يوم بميزة متعلقة بالشريعة و هنا تُحَكِّم الأصل الأول أن التشريع حكمه التوقيف حتى يرد لك دليل يجيز لك ذلك فإعتقاد أن لهذا اليوم ميزة كالعيدين أو عرفة أو غيره لم يقم عليه دليل من الشرع بل ورد الحديث بحصر العيدين في يومين فقط. و كل إعتقاد ببركة في هذا اليوم بدعة لم يأتي بها الشرع لأن الاعتقاد تشريع و لا يجوز إلا بدليل.
هل وضع مكبرات الصوت في الصلوات بدعة؟ لا, هنا عندك ضابط و هو هل هذا العمل ينفصل عن العبادة أم لا؟ نعم ينفصل عن الصلاة فما دام انفصل عن العبادة فهو في حكم الوسائل كمن حفر بئرا ليتوضأ الناس منها, فهذه وسيلة تنفصل عن الوضوء فحكمها حكم الوسائل و هذه داخلة في الاباحة.
اذن اذا تعلقت بالفعل نية تعبدية لذاته و لم يدل عليها الشرع فهو بدعة.
فقد تكون البدعة في الفعل ذاته أو جزء من الفعل، كتخصيص يوم في السنة بالصيام مثلا دون غيره، فهذا التخصيص زيادة تعلقت بها نية العبادة فإن لم يقم على هذه الزيادة دليل فهي بدعة كتخصيص منتصف شعبان بالصيام مثلا أو الإحتفال بليلة القدر، فإن قام دليل على ذلك فهي ليست بدعة كصوم عاشوراء مثلا, مثال آخر قراءة القرآن جماعة من أجل التعبد فالتجمع لا ينفصل عن القراءة لأنه أصلا تجمع لأجلها فهذه زيادة في العبادة لم يقم عليها دليل لكن إن تصادف ناس في كل ناحية من المسجد يقرؤون القرآن فهذه ليست ببدعة لأنهم لم يجمتعوا لهذا العمل.
(يُتْبَعُ)
(/)
كذلك ما ينشر في المنتديات من تخصيص صيام يوم من أجل فلسطين مثلا فهذه بدعة أيضا أو تجمع الناس للتسبيح الجماعي مثلا. و كل زيادة في العبادة لم يدل عليها الشرع فهي بدعة.
و من هنا يأتي الخلاف في السبحة هل هي بدعة أم لا؟ شيخ الاسلام لا يرى أنها بدعة فهو ينظر إليها من جهة أنها منفكة فلها حكم الوسائل.
المعاصرون يرون أنها بدعة فهم يرونها من ناحية عدم الإنفكاك من وجهين أولها اعتقاد الناس في مقام السبحة من الدين فربطت به و الثاني من كونها وسيلة عوضت بها سنة و هي العد بالاصابع.
و ما زال الصحابة ينكرون الإحداث في الدين كالزيادة في السلام و ما شابه ذلك: عن عمرو بن سلمة: كنا نجلس على باب عبد الله بن مسعود قبل الغداة، فإذا خرج مشينا معه إلى المسجد، فجاءنا أبو موسى الأشعري، فقال أَخَرَجَ إليكم أبو عبد الرحمن بعد؟ قلنا: لا. فجلس معنا حتى خرج، فلما خرج قمنا إليه جميعًا، فقال له أبو موسى: يا أبا عبد الرحمن، إني رأيت في المسجد آنفًا أمرًا أنكرته، ولم أر والحمد لله إلا خيرًا. قال: فما هو؟ فقال: إن عشت فستراه. قال: رأيت في المسجد قومًا حِلَقًا جلوسًا ينتظرون الصلاة، في كل حلقة رجل، وفي أيديهم حَصَى، فيقول: كبروا مائة، فيكبرون مائة، فيقول: هللوا مائة، فيهللون مائة، ويقول: سبحوا مائة، فيسبحون مائة.
قال: فماذا قلت لهم؟ قال: ما قلت لهم شيئًا انتظار رأيك وانتظار أمرك.
قال: أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم، وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم شيء؟
ثم مضى ومضينا معه، حتى أتى حلقة من تلك الحلق، فوقف عليهم، فقال: ما هذا الذي أراكم تصنعون؟ قالوا: يا أبا عبد الرحمن، حَصَى نعد به التكبير والتهليل والتسبيح.
قال: فعدّوا سيئاتكم، فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء. ويحكم يا أمة محمد، ما أسرع هلكتكم! هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم متوافرون، وهذه ثيابه لم تبل، وآنيته لم تكسر، والذي نفسي بيده، إنكم لعلى ملَّة أهدى من ملَّة محمد، أو مفتتحوا باب ضلالة. قالوا: والله يا أبا عبد الرحمن، ما أردنا إلا الخير. قال: وكم من مريد للخير لن يصيبه.
إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حدثنا أن قومًا يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم.
وأيم الله ما أدري، لعل أكثرهم منكم، ثم تولى عنهم. فقال عمرو بن سلمة: رأينا عامة أولئك الحلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج.
{أخرجه الدارمي وصححه الألباني، انظر السلسلة الصحيحة 5 - 12}
أشير كذلك إلى الحذر من الخلط بين المصالح المرسلة وبين البدعة، فالمصالح المرسلة لا تتعلق بها العبادة لذاتها لكنها قد تكون من وسائلها كبناء دور المياه بجانب المساجد مثلا فهي منفكة عن العبادة بعكس البدعة التي لا تنفك عنها.
و الله أعلم
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[27 - Jun-2009, مساء 01:41]ـ
بامكانك الاطلاع على بحث جيد في هذه المسألة من خلال كتاب المقدمات العشر في نقض أصول صوفية العصر للشيخ الريس آل ريس وفيه رد على شبهات الغماري حول هذه المسألة واليك التفصيل:
المقدمة الثالثة من كتاب
المقدمات العشر
في نقض أصول صوفية العصر
تقديم
فضيلة الشيخ / صالح بن فوزان الفوزان
إعداد
عبدالعزيز بن ريس الريس
1426 هـ
المقدمة الثالثة:
كل إحداث في الدين لم يدل عليه دليل معتبر شرعاً فهو من جملة البدع المحرمة في الشرع. قال ابن تيمية [1] ( http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=81398#_ftn1) " والعبادات مبناها على التوقيف والاتباع لا على الهوى والابتداع" ا. هـ، وقال [2] ( http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=81398#_ftn2) " فالأصل في العبادات ألاَّ يشرع منها إلا ما شرعه الله " ا. هـ،وقال " فباستقراء أصول الشريعة نعلم أن العبادات التي أوجبها الله أو أحبها لا يثبت الأمر بها إلا بالشرع - ثم قال – ولهذا كان أحمد وغيره من فقهاء أهل الحديث يقولون إن الأصل في العبادات التوقيف فلا يشرع منها إلا ما شرعه الله وإلا دخلنا في معنى قوله] أم لهم شركاءُ شرعوا لهم من الدِّين ما لم يأذن به الله … (ا. هـ[3]
(يُتْبَعُ)
(/)
( http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=81398#_ftn3) ، وقال ابن القيم [4] ( http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=81398#_ftn4) " ولا دين إلا ما شرعه، فالأصل في العبادات البطلان حتى يقوم دليلٌ على الأمر " وكلام الأئمة في هذا مشهورٌ ويدلُّ على هذه القاعدة قوله تعالى) اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً … (فالدِّين كاملٌ لا يقبل المُحدَثاتِ وقوله تعالى) لقد كان لكم في رسول الله أسوةٌ حسنةٌ لمن كان يرجو الله واليوم الآخر … (وقوله) قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم … (وحديث عائشة " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردٌّ " وحديث العرباض بن سارية " إياكم ومُحدَثاتُ الأمور فإن كل مُحدَثةٍ بدعةٌ " وحديثُ جابرٍ " وكلُّ بدعةٍ ضلالةٌ " رواه مسلم وثبت عن ابن مسعودٍ أنه قال " اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كُفيتم، كل بدعةٍ ضلالةٌ " [5] ( http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=81398#_ftn5). وثبت عن حذيفة بن اليمان أنه كان يدخل المسجد فيقف على الحِلَق فيقول " يا معشر القرَّاء اسلكوا الطريق فلئن سلكتموها لقد سبقتم سبقاً بعيداً، ولئن أخذتم يميناً وشمالاً لقد ضللتم ضلالاً بعيداً " [6] ( http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=81398#_ftn6)
فائدة: ما ثبت أنه بدعةٌ في الدِّين فهو ضلالةٌ إذ كل بدعةٍ ضلالةٌ ويدل لهذا عموم الآيات والأحاديث الذامة للبدع كحديث جابر قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم " وكل بدعةٍ ضلالةٌ " رواه مسلم وحديث العرباض بن سارية أن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم قال " إياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعةٍ ضلالة " وقد سبق قول ابن مسعود " وكل بدعةٍ ضلالةٌ " وروى اللالكائي [7] ( http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=81398#_ftn7) وغيره عن ابن عمر قوله " كلُّ بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنةً " فمن هذا يُعلم أن البدع كلها سيئةٌ ولا توجد في الدِّين بدعةٌ حسنةٌ ففي هذا ردٌ على مقسَّمي البدع قسمين حسنةً وسيئةً كالعز بن عبد السلام والقرافي والنووي والزركشي الشافعي وابن حجر الهيثمي والسخاوي والسيوطي وأبي السعادات ابن الأثير وعلي الجرجاني وغيرهم على أنّ لهؤلاء أدلّة في هذا التقسيم فإليكها مع الإجابة عليها:
أ – ما رواه الخطيب عن أنس أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم " فما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسنٌ ".
ب- وما رواه مسلم من حديث جرير بن عبد الله البجلي أنه قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلَّم في صدر النهار قال فجاءه قومٌ حفاةٌ عُراةٌ مجتابي النمار أو العباء مُتقلديّ السيوف عامَّتهم من مُضرَ بل كلهم من مُضر فتمعَّر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلَّم لمِا رأى بهم من الفاقة فدخل ثم خرج فأمر بلالاً فأذن وأقام فصلى ثم خطب فقال:) يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ … (الآية والآية التي في سورة الحشر) اتقوا الله ولتنظر نفسٌ ما قدمت لغدٍ واتقوا الله … (تصدق رجلٌ من ديناره من درهمه من ثوبه من صاع برِّه من صاع تمره (حتى قال) ولو بشقِّ تمرةٍ " قال فجاء رجلٌ من الأنصار بصُرَّةٍ كادت كفُّه تعجز عنها بل قد عجزت قال ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين من طعامٍ وثيابٍ حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلَّم يتهلَّل كأنه مذهبةٌ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم " من سنَّ في الإسلام سُنةً حسنةً فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيءٌ ومن سنَّ في الإسلام سنةً سيئةً كان عليه وزرُها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيءٌ ".
ج-وقول عمر بن الخطاب لما رأى الناس يُصلون القيام جماعةً في رمضان " نعمت البدعةُ " رواه البخاري.
د- كتابة القرآن وجمعه في مصحفٍ واحدٍ كما أمر أبو بكر- بمشورة عمر –زيد بن ثابت. والحديث في البخاري وقد تقدم.
وإليك الإجابة على هذه الأدلة بالاختصار ما أمكن:
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الدليل الأول / فهو ضعيف لا يصح مرفوعاً. قال ابن عبدالهادي: إسناده ساقط والأصح وقفه على ابن مسعود ا. هـ[8] ( http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=81398#_ftn8) وروى الحديث مرفوعاً الخطيب البغدادي [9] ( http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=81398#_ftn9) وبين الشيخ الألباني – رحمه الله – أن في إسناده كذاباً ثم ذكر أنه إنما يثبت على ابن مسعود [10] ( http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=81398#_ftn10) كما أخرجه الإمام أحمد والخطيب في الفقيه والمتفقه. ومعناه ما أجمع العلماء عليه ولا تنس أن عبد الله بن مسعود يقول بأن كل بدعةٍ ضلالةٌ.
أما الدليل الثاني /حديث " سن في الإسلام سنةً حسنةً … " فالرد على المستدلين به من أوجهٍ:
1 - لفظة (سنَّ) في الحديث محتملةٌ لمعنى أنشأ ولمعنى أحيا وذكَّر والاحتمال الثاني هو المتعين لأمرين:أولهما /مناسبةُ الحديث إذ غاية ما فيه أن الأنصاري صاحب الصُّرة أحيا وذكّر بهذه السنة. وثانيهما /أن الاحتمال الأول معارَضٌ بالأحاديث الذامة والناهية عن البدع فعلى هذا يترجح الاحتمال الثاني.
2 - أن معرفة كون هذا العمل من الأمور الحسنة أو السيئة في الدِّين راجعٌ للشرع لأمرين: أولهما /أن عبد الله بن مسعود قال وكم من مريدٍ للخير لن يصبه. أخرجه الدارمي. وثانيهما /أن عقول الناس تتفاوت فلا يصلح كونها ميزاناً في تميز الحسن والسيئ [11] ( http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=81398#_ftn11) في الدِّين.
أما الدليل الثالث /قول عمر " نعمت البدعة " فالمراد بالبدعة في اللغة لا في الشرع فإن هذا الفعل ليس من جملة البدع لكون رسول الله صلى الله عليه وسلَّم قد فعل القيام جماعة في رمضان ثم تركه لمانعٍ وهذا المانع زال بموته فصار فعله سنةً شرعيةً فيُحمل قول عمر بن الخطاب هذا على المعنى اللغوي لا الشرعي لكون هذا الفعل ليس بدعةً شرعيةً بل سنةٌ نبويةٌ ويُقال أيضاً عمر من الخلفاء الراشدين الذين أمرنا باتباعهم كما في حديث العرباض بن سارية [12] ( http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=81398#_ftn12).
أما الدليل الرابع /وهو جمع القرآن في مصحفٍ واحدٍ فلا مَمسَك فيه لأنه من المصالح المرسلة.على أنه من سنةِ الخلفاء الراشدين الذين أمرنا بالتمسك بسنتهم.
فبهذا يتبين أن هذا التقسيم محدث لم يعرفه السلف فلا يجوز تقليد هؤلاء فيه.
تذييلات مهمات:
التذييل الأول: ذكر عبدالله الغماري في كتاب " إتقان الصنعة في تحقيق معنى البدعة " [13] ( http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=81398#_ftn13) حديث "من أحدث في أمرنا هذا – مخصصٌ لحديث " كل بدعةٍ ضلالةٌ " ومبينٌ للمراد منها، كما هو واضحٌ، إذ لو كانت البدعة ضلالة بدون استثناء لقال الحديث من أحدث في أمرنا هذا شيئاً فهو ردٌ، لكن لما قال: "أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه، فهو ردٌ " أفاد أن المحدث نوعان ما ليس من الدِّين بأن كان مخالفاً لقواعده ودلائله فهو مردودٌ وهو البدعةُ الضلالة وما هو من الدين بأن شهد له أصلٌ، أو أيده دليلٌ فهو صحيحٌ مقبولٌ وهو السنة الحسنةُ "ا. هـ[14] ( http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=81398#_ftn14)
والرد أن يقال: ما قاله داعية البدعة الغماري خطأ وتأصيل لفتح باب البدع التي هي ضلالة وإنما مفهومه الصحيح هو أن يُحمل على أحد أمرين:
الأول/ المصالح المرسلة المعتبرة التي لم تُفعل إلا بعد عهد رسول الله صلى الله عليه وسلَّم كجمع القرآن وأذان عثمان الأول يوم الجمعة وهكذا ...
الثاني/ على العبادات التي لم يفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلَّم لوجود مانعٍ كقيام رمضان جماعةً في المسجد وهذا كله لأجل ألا يتعارض مفهوم هذا الحديث مع السنة التركية فإن السنة التركية دليل شرعي معتبر فإليك تقرير الاحتجاج بها، وبعض ما يتعلق بها من مهمات:
(يُتْبَعُ)
(/)
السنة التركية هي: ما تركه رسول الله صلى الله عليه وسلَّم وأصحابه الأخيار من العبادات مع وجود المقتضي وانتفاء المانع. فتركه واجب وفعله بدعة منكرة.
وهذه قاعدة مهمة ضبطها يجلي كثيراً من البدع فإن ترك رسول الله صلى الله عليه وسلَّم العمل مع إمكان فعله – وهو الحريص كل الحرص على طاعة ربه الموصوف بأنه أخشى خلق الله وأتقاهم له – والمانع منتفٍ فهو والحالة هذه كفعله للعمل التعبُّدي ففعله صلى الله عليه وسلَّم سنةٌ وتركه صلى الله عليه وسلَّم سنةٌ لكن لا يصح لنا الاستدلال بالسنة التركية إلا عند توفُّر الدواعي للنقل فلا ينقل.وأقوى ما يتصور هذا فيما إذا نقل جزء العبادة دون جزئها الآخر. كما أشار لهذا ابن تيمية [15] ( http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=81398#_ftn15) على أن الأصل في العبادات أنها مما تتوفر الدواعي على نقلها ولا ينتقل عن هذا الأصل إلا بدليل بيّن وحجّة واضحة. وفائدة هذا أنه أحياناً تتوفر الدواعي لنقل الفعل أكثر من الترك، وأحياناً على قلةٍ لا تتوفر- كما سيأتي توضيحه فيما يستقبل -، فمثلاً صلاة الرغائب والألفية لم يثبت فيها حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم وأصحابه ففعلها بعد تركهم مع إمكان فعلهم لها والمانع منتفٍ من جملة البدع إذ لو كان خيراً لسبقونا إليه.أما ما تركه رسول الله صلى الله عليه وسلَّم لوجود مانعٍ فليس داخلاً في البدع وذلك كمثل استخدام مكبّرات الصّوت في الآذان فهذا لو فعله رسول الله صلى الله عليه وسلَّم لنقل لكن لا يصح وصفه بالبدعة لأنّه وجد مانع من فعله وهو عدم وجوده في زمن النبي صلى الله عليه وسلَّم،وكمثل صلاة القيام جماعةً في رمضان فإن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم تركه خشية أن يُفترض كما جاء في حديث عائشة المتفق عليه فلما زال المانع بموته - إذ الوحي انقطع فما لم يكن مفروضاً فلن يفرض - أمر الفاروق عمر بن الخطاب بفعلها كما ثبت في صحيح البخاري.وأما مالم ينقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم لأنّ الدّواعي لم تتوافر على نقله فهذا لا يصح وصف فعله بأنّه بدعة إذ اختلّ فيه شرط توفّر الدواعي للنقل- وقد سبق أنّ هذا لا يصار إليه إلا بدليل -،وهذا مثل وضع اليدين على الصّدر بعد الرّفع من الركوع فإنّ بعد الركوع لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلَّم فيه شيء لا بالوضع ولا عدمه،مما دلّ على أنّ الدواعي لم تتوفّر للنقل. فيتلخّص من هذا أنّه لا يصح وصف فعل تركه رسول الله صلى الله عليه وسلَّم أو صحابته بأنّه بدعة إلا إذا اجتمع فيه أمران:
أ- توافر الدواعي للنقل وهذا هو الأصل في كل عبادة ولا ينتقل عنه إلا ببرهان واضح.
ب- أنّ لا يوجد مانع يمنع رسول الله صلى الله عليه وسلَّم أو صحابته من فعله.والله أعلم.
الأدلة على هذه القاعدة نوعان عامةٌ وخاصةٌ:
أما العامة: فكل ما سبق من الأدلة القرآنية والحديثية في تحريم البدع إذ فعل ما تركه رسول الله صلى الله عليه وسلَّم مع إمكان فعله بدون مانع إحداثٌ في الدِّين.
أما الخاصة فكثيرة وهذا بعضها:
1 - ما رواه مسلم عن عمارة بن رؤيبة أنه رأى بشر بن مروان على المنبر رافعاً يديه فقال قبح الله هاتين اليدين لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلَّم ما يزيد على أن يقول بيده هكذا وأشار بإصبعه المسبحة " وجه الدلالة / أن الصحابي عمارة بن رؤيبة استدل بالسنة التركية في الإنكار على بشر بن مروان
2 - ما رواه الشيخان عن أنس بن مالك قال: جاء ثلاثة رهطٍ إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلَّم، يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلَّم، فلما أخبروا كأنهم تقالُّوها وقالوا: أين نحن من النبي صلى الله عليه وسلَّم قد غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. قال أحدهم: أما أنا فأصلي الليل أبداً وقال الآخر وأنا أصوم الدهر ولا أفطر وقال الآخر وأنا أعتزل النساء فلا أتزوَّج أبداً فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلَّم إليهم فقال " أنتم الذين قلتم كذا وكذا. أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوَّج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني " وجه الدلالة / أن هؤلاء لم يعتبروا السنة التركية دليلاً -تأوُّلاً منهم -فأنكر عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلَّم وبين أن التارك لها
(يُتْبَعُ)
(/)
تاركٌ لسنته.
3 - ما رواه الشيخان عن معاذة قالت: سألت عائشة فقلت ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة؟ فقالت: أحروريةٌ أنت؟ قالت لست بحروريةٍ، ولكني اسأل، قالت كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة. وجه الدلالة / أن عائشة أم المؤمنين استدلت بتركهم وإقرار رسول الله صلى الله عليه وسلَّم لذلك.
4 - ما رواه البخاري عن زيد بن ثابت في قصة جمع القرآن وأن عمر ابن الخطاب أشار على أبي بكر بجمع القرآن فقال له أبو بكر: كيف تفعل شيئاً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلَّم؟ فلما أن شرح الله صدر أبي بكر لهذا كلَّف زيد بن ثابت به فقال زيدٌ: كيف تفعلون شيئاً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلَّم. وجه الدلالة / أن كلا من أبي بكرٍ وزيدٍ احتجا بالسنة التركية. فإن قيل كيف خالفوها؟ فيُقال لأن المقتضي من فعلها في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم لم يكن موجوداً إذ كان الرسول صلى الله عليه وسلَّم بينهم حافظاً للقرآن فلا يخشى ذهابه بخلاف ما بعد وفاته صلى الله عليه وسلَّم. وقد سبق تقرير حجية السنة التركية عند وجود المقتضي وانتفاء المانع.
5 - اخرج البخاري عن أبي وائل قال جلست مع شيبة على الكرسي في الكعبة فقال لقد جلس هذا المجلس عمر. فقال لقد هممت أن لا أدع فيها صفراء ولا بيضاء إلا قسمته قلت: إن صاحبيك لم يفعلا قال هما المرآن اقتدى بهما. وجه الدلالة / أنه ترك ما هم به استدلالاً بالسنة التركية.
6 - أخرج الدارمي في سننه وابن وضاح في كتاب ما جاء في البدع وغيرهم عن عمرو بن سلمة كنا نجلس على باب عبد الله بن مسعود قبل الغداة، فإذا خرج مشينا معه إلى المسجد فجاءنا أبو موسى، فقال: أخرج إليكم أبو عبد الرحمن بعد؟ قلنا: لا. فجلس معنا حتى خرج، فلما خرج قمنا إليه جميعاً، فقال له أبو موسى يا أبا عبد الرحمن إني رأيت في المسجد أمراً أنكرته ولم أرَ – والحمد لله – إلا خيراً. قال فما هو؟ فقال إن عشت فستراه. قال: رأيت في المسجد قوماً جلوساً، ينتظرون الصلاة، في كل حلقةٍ رجلٌ، وفي أيديهم حصاً، فيقول كبِّروا مائة، فيكبِّرون مائة، فيقول هللوا مائةً، فيهللون مائةً ويقول سبِّحوا مائة، فيسبِّحون مائةً، قال فماذا قلتَ لهم؟ قال ما قلتُ شيئاً انتظار رأيك أو انتظار أمرك. قال أفلا أمرتهم أن يعدُّوا سيئاتهم، وضمنت لهم ألا يضيع من حسناتهم؟ ثم مضى ومضينا معه، حتى أتى حلقةً من تلك الحلق، فوقف عليهم فقال ما هذا الذي أراكم تصنعون؟ قالوا يا أبا عبد الرحمن حصاً نعدُّ به التكبير، والتهليل، والتسبيح. قال فعدُّوا سيئاتكم فأنا ضامنٌ ألا يضيع من حسناتكم شيءٌ وَيحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلَّم متوافرون، وهذه ثيابه لم تبل، وآنيته لم تُكسر والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملَّةٍ أهدى من ملَّة محمد أو مفتِّحوا باب ضلالةٍ. قالوا والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير. قال وكم من مريدٍ للخير لن يُصيبه، إن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم حدثنا " إنَّ قومنا يقرؤون القرآن لا يُجاوز تراقيهم " وأيم الله لا أدري، لعلَّ أكثرهم منكم. ثم تولَّى عنهم. فقال عمرو بن سلمة رأينا عامة أولئك الخلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج " [16] ( http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=81398#_ftn16) وجه الدلالة / أن الصحابي ابن مسعود اعتمد في الإنكار على هؤلاء بأن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم وأصحابه لم يفعلوا هذا الأمر (السنة التركَّية) ففاعلُهُ ما بين أمرين أن يزعم أنه أهدى منهم أو أنه يكون مفتحاً لباب ضلالةٍ و الثاني هو المتعيِّن. وبعد ذكر هذه الأدلة العامة والخاصة في إثبات السنة التركية بضوابطها إليك أقوال أهل العلم الدالة على اعتبارهم السنة التركيَّة.
أقوال أهل العلم في اعتبار السنّة التركية:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الشافعي " وللناس تبرٌ غيره من نحاس وحديد ورصاص فلما لم يأخذ منه رسول الله ولا أحد بعده زكاة تركناه اتباعاً بتركه ". ا. هـ[17] ( http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=81398#_ftn17) ، وقال ابن تيمية " والترك الراتب سنَّةٌ كما أن الفعل الراتب سنةٌ بخلاف ما كان تركه لعدم مقتضٍ أو فوات شرطٍ أو وجود مانعٍ وحدث بعده من المقتضيات والشروط وزوال المانع ما دلَّت الشريعة على فعله حنيئذٍ كجمع القرآن في المصحف وجمع الناس في التراويح على إمامٍ واحدٍ وتعلُّم العربية وأسماء النقلة للعلم وغير ذلك مما يُحتاج إليه في الدِّين، بحيث لا تتم الواجبات أو المستحبات الشرعية إلا به وإنما تركه صلى الله عليه وسلَّم لفوات شرطه أو وجود مانعٍ فأما ما تركه من جنس العبادات مع أنه لو كان مشروعاً لفعله أو أذن فيه، وَلَفَعَله الخلفاء بعده والصحابة، فيجب القطع بأنه بدعةٌ وضلالةٌ. ويمتنع القياس في مثله .. ا. هـ[18] ( http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=81398#_ftn18) وقال: " فحاصُلُه أن الرسول صلى الله عليه وسلَّم أكمل البشر في جميع أحواله فما تركه من القول والفعل فتركه أولى من فعله، وما فعله ففعله أكمل من تركه " [19] ( http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=81398#_ftn19) ا.هـ، وقال [20] ( http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=81398#_ftn20) " والقياس هنا فاسد الوضع والاعتبار، لأنه موضوعٌ في مقابلة النَّص، وذاك أن ترْكه صلى الله عليه وسلَّم سنةٌ كما أن فعله سنةٌ " وقال [21] ( http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=81398#_ftn21) " ولأن التلفظ بذلك لم يُنقل عن النبي صلى الله عليه وسلَّم ولا عن أصحابه ولا عن أحدٍ من التابعين لهم بإحسانٍ ومعلومٌ أن ذلك لو كان مستحباً لفعلوه وعلَّموه وأمروا به، ولو كان ذلك لنُقل كما نُقل سائر الأذكار وإذا لم يكن كذلك كان من محدثات الأمور … " ا. هـ،
وقال رحمه الله " بل يُقال ترك رسول الله صلى الله عليه وسلَّم مع وجود ما يعتقد مقتضياً وزوال المانع سنةٌ كما أن فعله سنةٌ. فلما أمر بالأذان في الجمعة وصلى العيدين بلا أذانٍ ولا إقامةٍ كان ترك الأذان فيهما سنةً، فليس لأحدٍ أن يزيد في ذلك – ثم قال – ومع هذا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، فهذا الترك سنةٌ خاصةٌ، مقدمةٌ على كل عمومٍ وكل قياس " ا. هـ[22] ( http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=81398#_ftn22)، وقال " لأن ذلك الفضل إن لم يعلمه النبي صلى الله عليه وسلَّم ولا أصحابه ولا التابعون، ولا سائر الأئمة، امتنع أن نعلم نحن من الدِّين الذي يقرِّب إلى الله ما لم يعلمه النبي صلى الله عليه وسلَّم والصحابة والتابعون وسائر الأئمة وإن علموه امتنع مع توفُّر دواعيهم على العمل الصالح وتعليم الخَلق والنصيحة لهم ألاّ يعلموا أحداً بهذا الفضل ولا يسارع إليه واحدٌ منهم فإذا كان هذا الفضل المدَّعى مستلزماً لعدم علم الرسول صلى الله عليه وسلَّم وخير القرون لبعض دين الله ولكتمانهم وتركهم ما تقضي شريعتهم وعاداتهم ألا يكتموه ولا يتركوه وكل واحدٍ من اللازمَين منتفٍ إما بالشرع وإما بالعادة مع الشرع علم انتفاء الملزوم وهو الفضل المدعى"ا. هـ[23] ( http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=81398#_ftn23) ، وقال ابن القيم " لأن هذا مما انعقد سبب فعله في عهد النبي صلى الله عليه وسلَّم فإذا لم يفعله ولم يشرَعه كان تركه هو السنة – ثم قال – فلذلك كان الصحيح أنه لا يُسنّ الغُسل للمبيت بمزدلفة ولا لرمي الجمار ولا للطواف ولا للكسوف ولا للاستسقاء، لأن النبي صلى الله عليه وسلَّم وأصحابه لم يغتسلوا لذلك مع فعلهم لهذه العبادات " ا. هـ[24] ( http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=81398#_ftn24)، وقال –رحمه الله –كلاماً مفيداً للغاية فيما يتعلق بالسنة التركية مع ذكره بعض الأمثلة عليها. قال (3)
(يُتْبَعُ)
(/)
( http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=81398#_ftn25) " وأما نقلهم لتركه صلى الله عليه وسلَّم فهو نوعان: وكلاهما سنة أحدهما / تصريحهم بأنه ترك كذا وكذا ولم يفعله، كقوله في شهداء أحد " ولم يغسلهم ولم يصل وقوله في صلاة العيد " لم يكن أذان ولا إقامةٌ ولا نداءٌ " وقوله في جمعه بين الصلاتين " ولم يسبح بينهما ولا على أثر واحدةٍ منهما ونظائره.والثاني / عدم نقلهم لما لو فعله لتوفرت هممهم و دواعيهم أو أكثرهم أو واحدٍ منهم على نقله، فحيث لم ينقله واحدٌ منهم ألبتة ولا حدث به في مجمع أبداً عُلم أنه لم يكن، وهذا كتركه التلفُّظ بالنية عند دخوله في الصلاة، وتركه الدعاء بعد الصلاة مستقبل المأمومين وهم يؤمنون على دعائه دائماً بعد الصبح والعصر أو في جميع الصلوات، وتركه رفع يديه كل يوم في صلاة الصبح بعد رفع رأسه من ركوع الثانية وقوله " اللهم اهدنا فيمن هديت " يجهر بها ويقول المأمومون كلهم" آمين " ومن الممتنع أن يفعل ذلك ولا ينقله عنه صغيرٌ و لا كبيرٌ ولا رجلٌ ولا امرأةٌ ألبتة وهو مواظبٌ عليه هذه المواظبة لا يخلُّ به يوماً واحداً، وتركه الاغتسال للمبيت بمزدلفة ولو رمى الجمار ولطواف الزيارة ولصلاة الاستسقاء والكسوف، ومن ههنا يُعلم أن القول باستحباب ذلك خلاف السنة، فإن تركه صلى الله عليه وسلَّم سنةٌ كما أن فعله سنةٌ، فإذا استحببنا فعل ما تركه كان نظير استحبابنا ترك ما فعله، ولا فرق فإن قيل من أين لكم أنه لم يفعله وعدم النقل لا يستلزم نقل العدم؟ فهذا سؤالٌ بعيد جداً عن معرفة هديه وسنته وما كان عليه، ولو صحَّ هذا السؤال وقُبِل لا ستحبَّ لنا مستحبٌّ الأذان للتراويح، وقال من أين لكم أنه لم يُنقل؟ واستحبّ لنا مستحبٌ آخر الغسل لكل صلاةٍ وقال من أين لكم انه لم يُنقل؟ واستحبَّ لنا مستحبٌّ آخر النداء بعد الأذان للصلاة يرحمكم الله ورفع بها صوته وقال " من أين لكم أنه لم يُنقل؟ واستحبّ لنا آخرُ لبس السواد والطرحة للخطيب وخروجه بالشاويش يصيح بين يديه ورفعُ المؤذنين أصواتهم كلما ذكر اسم الله واسم رسول الله صلى الله عليه وسلَّم جماعةً وفُرادى وقال من أين لكم أن هذا لم يُنقل؟ واستحبَّ لنا آخر صلاة ليلة النصف من شعبان أو ليلة أول جمعة من رجب وقال من أين لكم أن إحياءهما لم يُنقل؟ وانفتح باب البدعة وقال كل من دعا إلى باب بدعة من أين لكم أن هذا لم يُنقل؟ " ا. هـ فانظر – يا رعاك الله – ما ذكره ابو عبد الله محمد بن أبي بكر المعروف بابن القيم، وتقسيمه للسنة التركية قسمين،ودقته في تنزيل هذا الأصل على الفروع التي ذكرها. وقال ابن رجب [25] ( http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=81398#_ftn26) " فأما ما اتفقوا على تركه فلا يجوز العمل به لأنهم ما تركوه إلا على علم أنه لا يُعلم به " ا. هـ، وقال العيني [26] ( http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=81398#_ftn27)" إن الترك – مع حرصه عليه السلام على إحراز فضيلة النفل – دليل الكراهة " ا. هـ، وقال الشاطبي [27] ( http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=81398#_ftn28)" وذلك أن سكوت الشارع عن الحكم في مسألةٍ ما أو تركه لأمرٍ ما على ضربين:أحدهما / أن يسكت عنه أو يتركه، لأنه لا داعية له تقضيه، ولا موجب يُقرر لأجله ولا وقع سببُ تقريره كالنوازل الحادثة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلَّم فإنها لم تكن موجودةً ثم سكت عنها مع وجودها، وإنما حدثت بعد ذلك فاحتاج أهل الشريعة إلى النظر فيها وإجرائها على ما تبين في الكليات التي كمل بها الدِّين – ثم قال – والضرب الثاني /أن يسكت الشارع عن الحكم الخاص أو يترك أمراً ما من الأمور وموجبه المقتضي له قائمٌ وسببه في زمان الوحي وفيما بعده موجودٌ ثابتٌ إلا إنه لم يُحدد فيه أمرٌ زائدٌ على ما كان من الحكم العام في أمثاله و لا ينقص منه، لأنه لما كان المعنى الموجب لشرعية الحكم العقلي الخاص موجوداً ثم لم يُشرع ولا نبَّه (السبطا [28] ( http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=81398#_ftn29)) كان صريحاً في أن الزائد على ما ثبت
(يُتْبَعُ)
(/)
هنالك بدعةٌ زائدة ومخالفةٌ لقصد الشارع، إذ فهم من قصده الوقوف عند ما حدّ هنالك لا الزيادة ولا النقصان منه " ا. هـ، وقد ذهب العلامة عبد العزيز بن باز - رحمه الله - إلى بدعية رفع اليدين بعد الفريضة استدلالاً بعدم فعله صلى الله عليه وسلَّم ولا أصحابه مبيناً أن فعله سنةٌ وتركه سنةٌ [29] ( http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=81398#_ftn30) وقال العلامة الألباني-رحمه الله - " من المقرر عند ذوي التحقيق من أهل العلم أن كل عبادةٍ مزعومة لم يشرعها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم بقوله، ولم يتقرَّب هو بها إلى الله بفعله، فهي مخالفةٌ لسنته لأن السنة على قسمين سنةٌ فعليةٌ وسنةٌ تركيةٌ فما تركه صلى الله عليه وسلَّم من تلك العبادات، فمن السنة تركها ألا ترى مثلاً أن الأذان للعيدين ولدفن الميت مع كونها ذكراً وتعظيماً لله عز وجل لم يجز التقرُّب به إلى الله عز وجل، وما ذاك إلا لكونه سنةً تركها رسول الله صلى الله عليه وسلَّم. وقد فهم هذا المعنى أصحابه صلى الله عليه وسلَّم، فكثر عنهم التحذير من البدع تحذيراً عاماً، كما هو مذكور في موضعه " ا.هـ[30] ( http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=81398#_ftn31) .
تنبيهات:
التنبيه الأول:
قد يعترض البعض على الاستدلال بالسنة التركية بقوله " عدم العلم بالشيء لا يدل على العدم " والاستدلال بهذا صحيح لكن بشرط ألا تتوفر الدواعي والهمم على النقل ثم لا يُنقل – راجع ما سبق نقله عن ابن القيم – فإنه أحياناً لا تتوفر الدواعي للنقل لقرينة ما فمثل هذا لا يُستدل بالسنة التركية مع كون الأصل في باب العبادات أن الدواعي متوفرةٌ للنقل –كما سبق- وإليك مثال موضحاً ذلك: قال بعض الفضلاء يلزم من الاستدلال بالسنة التركية عدم إيجاب الوضوء لصلاة الجنازة والاستسقاء لعدم وجود النص الخاص المبيِّن لوضوء رسول الله صلى الله عليه وسلَّم والاستدلال بالنص العام معارضٌ بالسنة التركية إذا لم يُنقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم أنه توضأ لهذه الصلوات خاصةً وعندك أن السنة التركية مقدمةٌ على النصّ العام. فيُقال جواباً على هذا إن تقديم السنة التركية على النص العام هو المتعين كما سبق بعض كلام الأئمة فيه، وأيضاً سيأتي بحثه بأوضح مما سبق لكن بشرط توفر الدواعي للنقل. وأنت إذا تأملت وجدت أن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم لو لم يتوضأ لهذه الصلوات لكان النقل لهذا أدعى وأشد فعلى هذا الاستدلال بالسنة التركية هنا لا يصح لأن الدواعي توفرت لنقل العكس فتنبه.
التنبيه الثاني:
ليعلم المستدلُّ بالسنة التركية أنه نافٍ وباب النفي أوسع وأصعب من باب الإثبات كما هو معروفٌ. لذا يجب عليه الحذر وعدم الاستعجال وليس معنى هذا أن يقفل باب الاستدلال بالسنة التركية كلا بل المراد أنه لا ينفي إلا بعد بحثٍ يجعل ظنَّه الغالب يحكم على هذا الأمر بالنفي إذ التعبُّد بالظن الغالب متعيِّن وحصرُ العلم في القطعيات واليقينيات هي طريقة المتكلمين. [31] ( http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=81398#_ftn32) وقد ينفي اعتماداً على الظن الغالب ثم يجد بعدُ ما يُخالف نفيه ففي مثل هذه الحالة هو مأجورٌ غير مأزور ولكن يجب عليه الرجوع للحق إذ هو دين الله. وليعلم المستدلُّ بالسنة التركية أيضاً أن على مخالِفِه المدَّعِي العملَ بجزئيةٍ معينةٍ إثبات مشروعية العمل بهذه الجزئية إذ الأصل في باب العبادات المنع والحضر كما تقدم.
التنبيه الثالث:
قرر عبدالله الغماري في رسالة له بعنوان " حسن التفهم والدرك لمسألة الترك " [32] ( http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=81398#_ftn33) أن ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم له عدة دوافع ولا تفيد التحريم إلا إذا احتف بقرينة تفيد التحريم فقال: قررت في كتاب " الرد المحكم المتين " أن ترك الشيء لا يدل على تحريمه، وهذا نص ما ذكرته هناك: والترك وحده إن لم يصحبه نص على أن المتروك محظور لا يكون حجة في ذلك بل غايته أن يفيد أن ترك ذلك الفعل مشروع. وإما أن ذلك الفعل المتروك يكون محظوراً فهذا لا يستفاد من الترك وحده، وإنما يستفاد من
(يُتْبَعُ)
(/)
دليل يدل عليه ا. هـ[33] ( http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=81398#_ftn34) وهو بتقريره هذا قد خلط غاية التخليط بين ترك العبادة مع إمكان فعلها بأن تتوافر الشروط وتنتفي الموانع، وبين ترك غير العبادات، لذا أورد بعد ص147 حديث " كان آخر الأمرين من رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك الوضوء مما مست النار " وهذا المثال غير داخل في ما نحن بصدده لأنه ليس تركاً للعبادة وقد تقدم التدليل أن ترك العبادة مع إمكان فعلها يكون ملزماً ومن فعلها وقع في البدع وهذه الشبهة من أقوى شبه القوم التي أضلتهم مع وضوح بطلانها فالحمد لله على نعمة التوحيد والسنة (ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ)
التذييل الثاني: رُوى عن الشافعي كلامٌ تمسَّك به القائلون بتقسيم البدعة قسمين حسنةً وسيئةً والجواب على ما تمسّكوا به من وجهين: 1 - لو سلمنا أن ما ذكرتم هو مقصود الشافعي فإنه خالف غيره من أئمة الدِّين- كما سبق- كالصحابة الذين ذموا البدع كلّها وإن رآها الناس حسنة وقد قال الإمام أحمد:وكل بدعةٍ ضلالةٌ وأيضاً خالف كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم فليس قوله حجةً يصحّ التمسك به. 2 - أنا لا نسلّم لكم بما فهمتم من كلامه لأنه أراد بالبدعة المحمودة هي البدعة اللغوية ليس غير قال ابن رجب [34] ( http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=81398#_ftn35) " وقد روى الحافظ أبو نعيم بإسناده عن إبراهيم بن الجنيد حدثنا حرملة بن يحيى قال سمعت الشافعي رحمه الله يقول البدعة بدعتان بدعةٌ محمودةٌ وبدعةٌ مذمومةٌ، فما وافق السنة، فهو محمودٌ وما خالف السنة فهو مذمومٌ. واحتجَّ بقول عمر بن الخطاب " نعمت البدعة هي " ومراد الشافعي رحمه الله ما ذكرنا من قبل أن البدعة المذمومة ما ليس لها أصلٌ من الشريعة يُرجع إليه، وهي البدعةُ في إطلاق الشرع، وأما البدعةُ المحمودة فما وافق السنة يعني ما كان لها أصلٌ من السنة يُرجع إليه وإنما هي بدعةٌ لغةً لا شرعاً لموافقتها السنة. وقد رُوى عن الشافعي كلامٌ آخرُ يُفسِّر هذا، وأنه قال والمحدثات ضربان: ما أُحدث مما يُخالف كتاباً أو سنةً أو أثراً أو إجماعاً، فهذه البدعةُ الضلالة، وما أُحدث من الخير، لا خلاف فيه لواحدٍ من هذا، وهذه محدثةٌ غير مذمومةٍ " ا. هـ.
التذييل الثالث: ينسب بعض دعاة البدع [35] ( http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=81398#_ftn36) إلى الإمام ابن تيمية أنه يرى جواز الاحتفال بالمولد معتمدين في ذلك على عبارة ذكرها في الاقتضاء [36] ( http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=81398#_ftn37): وكذلك ما يحدثه بعض الناس إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام وإما محبة للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيما له والله قد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد لا على البدع من اتخاذ مولد النبي صلى الله عليه وسلم عيدا مع اختلاف الناس في مولده فإن هذا لم يفعله السلف مع قيام المقتضى له وعدم المانع منه ولو كان هذا خيرا محضا أو راجحا لكان السلف رضي الله عنهم أحق به منا فإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيما له منا وهم على الخير أحرص وإنما كمال محبته وتعظيمه في متابعته وطاعته واتباع أمره وإحياء سنته باطنا وظاهرا ونشر ما بعث به والجهاد على ذلك بالقلب واليد واللسان فإن هذه هي طريقة السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان وأكثر هؤلاء الذين تجدونهم حرصاء على أمثال هذه البدع مع مالهم فيها من حسن القصد والاجتهاد الذي يرجى لهم بهما المثوبة تجدهم فاترين في أمر الرسول عما أمروا بالنشاط فيه وإنما هم بمنزلة من يحلي المصحف ولا يقرأ فيه أو يقرأ فيه ولا يتبعه وبمنزلة من يزخرف المسجد ولا يصلي فيه أو يصلي فيه قليلا وبمنزلة من يتخذ المسابح والسجادات المزخرفة ا. هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا الكلام صريح في أن المولد بدعة من البدع عنده إذ قال: (لا على البدع من اتخاذ مولد النبي صلى الله عليه وسلم عيداً)، وأكد ذلك بقوله في موضع آخر: وأما إتخاذ موسم غير المواسم الشرعية كبعض ليالي شهر ربيع الأول التي يقال أنها ليلة المولد أو بعض ليالي رجب أو ثامن عشر ذي الحجة أو أول جمعة من رجب أو ثامن شوال الذي يسميه الجهال عيد الأبرار فإنها من البدع التي لم يستحبها السلف ولم يفعلوها والله سبحانه وتعالى أعلم ا. هـ[37] ( http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=81398#_ftn38)
فإذا اتضح وبان أنه صرح ببدعية هذا اليوم فما معنى قوله: إنه يثاب ويؤجر؟ يقال: إن كلامه صريح في أن الإثابة على نية محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحسن القصد لا على العمل، وذلك كقوله صلى الله عليه وسلم:" إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر واحد " أخرجه الشيخان عن عمرو بن العاص. فهذا الحاكم أثيب لحسن نيته أجراً كما أفاده الشافعي وغيره وإن كان العمل خطأ، ومثله المقلد فإنه إذا قلد من يثق فيه وعمل المولد ظناً منه أن فعله مشروع فهو لا يثاب على العمل لأنه أخطأ وإنما على حسن النية والقصد. كما قال في موضع آخر: وإنما الذي أراده ربيعة -والله أعلم- أن من كانت له نية صالحة أثيب على نيته وإن كان الفعل الذي فعله ليس بمشروع إذا لم يتعمد مخالفة الشرع فهذا الدعاء وإن لم يكن مشروعا لكن لصاحبه نية صالحة قد يثاب على نيته فيستفاد من ذلك أنهم مجمعون على أن الدعاء عند القبر غير مستحب ولا خصيصة في تلك البقعة وإنما الخير قد يحصل من جهة نية الداعي ا. هـ[38] ( http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=81398#_ftn39)
وعلى كل فليس لأحد أن ينسب إلى ابن تيمية القول بجواز الاحتفال بالمولد وأنه لا يبدعه، ثم لو قدر أن ابن تيمية ينفي بدعيته فإنه – رحمه الله -ليس حجة ولا دليلاً معصوماً، وعليه فأقواله يحتج لها لا بها.
[1] ( http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=81398#_ftnref1) مجموع الفتاوى (22/ 510).
[2] ( http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=81398#_ftnref2) الاقتضاء (2/ 585).
[3] ( http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=81398#_ftnref3) القواعد النورانية ص134،وانظر مجموع الفتاوى (31/ 35)
[4] ( http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=81398#_ftnref4) ابن القيم في الأعلام (1/ 344).
[5] ( http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=81398#_ftnref5) أخرجه أبو خيثمة في كتاب العلم وابن وضاح في البدع.
[6] ( http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=81398#_ftnref6) أخرجه ابن نصر في السنة وابن وضاح في البدع وأخرج البخاري نحوه في كتاب الاعتصام.
[7] ( http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=81398#_ftnref7) ( 1/92 ) رقم (126).
[8] ( http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=81398#_ftnref8) بواسطة كشف الخفاء (2/ 188).
[9] ( http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=81398#_ftnref9) تاريخ بغداد (4/ 165).
[10] ( http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=81398#_ftnref10) السلسلة الضعيفة (2/ 17).
[11] ( http://www.echoroukonline.com/montada/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=81398#_ftnref11) انظر الاقتضاء (2/ 585) والاعتصام (1/ 233) وجامع العلوم والحكم (2/ 128) وكتاب حقيقة البدعة (1/ 394) والإبداع في كمال الشرع ص 18 وأصول البدع ص 121 وكتاب البدعة وأثرها السيئ في الأمة ص 42 - 45.
(يُتْبَعُ)
(/)