روى أن أبا حنيفة كان له على بعض المجوس مال فذهب إلى داره ليطالبه به فلما وصل إلى باب داره وقع نعله على نجاسة فنفض نعله فانقلعت النجاسة عن نعله ووقعت على حائط دار المجوسى فتحير أبو حنيفة رحمه الله وقال إن تركتها كان ذلك شيئا يقبح جدار ذلك المجوسى وإن حككتها أحفر التراب من الحائط فدق الباب فخرجت الجارية فقال لها قولى لمولاك إن أبا حنيفة بالباب فخرج إليه وظن أنه يطالبه بالمال وأخذ يعتذر فقال أبو حنيفة رحمه الله: ههنا ما هو أولى بالاعتذار وذكر قصة الجدار وأنه كيف السبيل إلى التطهير فقال المجوسى فأنا أبدأ بتطهير نفسى فأسلم فى الحال.
والنكتة أن أبا حنيفة لما احترز عن ظلم ذلك المجوسى فى ذلك القدر القليل فلأجل بركة ذلك أسلم المجوسى ونجا من شقاوة الأبد فمن احترز عن الظلم نال سعادة الدارين وإلا فقد وقع فى الخذلان. أ هـ {روح البيان حـ 1 صـ 376}
من لطائف الإمام القشيرى فى الآية
إذا تحاكمتم إلى المخلوقين فاعلموا أن الله مطلع عليكم، وعِلْمه محيط بكم، فراقبوا موضع الاستحياء من الحق سبحانه، ولئن كان المخلوقون عالمين بالظواهر فالحق - سبحانه وتعالى - متولي بالسرائر. أ هـ {لطائف الإشارات حـ 1 صـ 158}
وقال العلامة نظام الدين النيسابورى:
التأويل: {بالباطل} أي بهوى النفس والحرص والإسراف {وتدلوا بها إلى الحكام} يعني النفوس الأمارة بالسوء {من أموال الناس} من الأموال التي خلقت للاستعانة بها على العبودية. الأهلة للزاهدين مواقيت أورادهم وللصديقين مواقيت مراقباتهم. والحج إشارة إلى ما يرد بحكم الوقت عليهم من غير اختيارهم، فمن كان وقته الصحو كان قيامه بالشريعة، ومن كان وقته المحو فالغالب عليه أحكام الحقيقة، فإن تجلى لهم بوصف الجلال طاشوا، وإن تجلى لهم بوصف الجمال عاشوا، فليس للمحبين وقت إلا أوقات محبوبهم كما ليس لهم وصف إلا أوصاف محبوبهم والله تعالى أعلم. أ هـ {غرائب القرآن حـ 1 صـ 527}
من فوائد الإمام الجصاص فى الآية
قال رحمه الله:
بَاب مَا يُحِلُّهُ حُكْمُ الْحَاكِمِ وَمَا لَا يُحِلُّهُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ}.
وَالْمُرَادُ، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ: لَا يَأْكُلْ بَعْضُكُمْ مَالَ بَعْضٍ بِالْبَاطِلِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} وَقَوْلُهُ: {وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ} يَعْنِي بَعْضَكُمْ بَعْضًا، وَكَمَا قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: {أَمْوَالُكُمْ وَأَعْرَاضُكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ} " يَعْنِي أَمْوَالَ بَعْضِكُمْ عَلَى بَعْضٍ، أَكْلُ الْمَالِ بِالْبَاطِلِ عَلَى وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا: أَخْذُهُ عَلَى وَجْهِ الظُّلْمِ وَالسَّرِقَةِ وَالْخِيَانَةِ وَالْغَصْبِ وَمَا جَرَى مَجْرَاهُ، وَالْآخَرُ: أَخْذُهُ مِنْ جِهَةٍ مَحْظُورَةٍ، نَحْوُ الثِّمَارِ وَأُجْرَةِ الْغِنَاءِ وَالْقِيَانِ وَالْمَلَاهِي وَالنَّائِحَةِ وَثَمَنِ الْخَمْرِ وَالْخِنْزِيرِ وَالْحُرِّ وَمَا لَا يَجُوزُ أَنْ يَتَمَلَّكَهُ وَإِنْ كَانَ بِطِيبَةِ نَفْسٍ مِنْ مَالِكِهِ؛ وَقَدْ انْتَظَمَتْ الْآيَةُ حَظْرَ أَكْلِهَا مِنْ هَذِهِ الْوُجُوهِ كُلِّهَا.
ثُمَّ قَوْلُهُ: {وَتُدْلُوا بِهَا إلَى الْحُكَّامِ} فِيمَا يُرْفَعُ إلَى الْحَاكِمِ فَيَحْكُمُ بِهِ فِي الظَّاهِرِ لِيُحِلَّهَا، مَعَ عِلْمِ الْمَحْكُومِ لَهُ أَنَّهُ غَيْرُ مُسْتَحِقٍّ لَهُ فِي الظَّاهِرِ؛ فَأَبَانَ تَعَالَى أَنَّ حُكْمَ الْحَاكِمِ بِهِ لَا يُبِيحُ أَخْذَهُ، فَزَجَرَ عَنْ أَكْلِ بَعْضِنَا لِمَالِ بَعْضٍ بِالْبَاطِلِ، ثُمَّ أَخْبَرَ أَنَّ مَا كَانَ مِنْهُ بِحُكْمِ الْحَاكِمِ فَهُوَ فِي حَيِّزِ الْبَاطِلِ الَّذِي هُوَ مَحْظُورٌ عَلَيْهِ أَخْذُهُ؛ وَقَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ} فَاسْتَثْنَى مِنْ الْجُمْلَةِ مَا وَقَعَ مِنْ التِّجَارَةِ بِتَرَاضٍ مِنْهُمْ بِهِ وَلَمْ يَجْعَلْهُ مِنْ الْبَاطِلِ،
(يُتْبَعُ)
(/)
وَهَذَا هُوَ فِي التِّجَارَةِ الْجَائِزَةِ دُونَ الْمَحْظُورَةِ.
وَمَا تَلَوْنَا مِنْ الْآيِ أَصْلٌ فِي أَنَّ حُكْمَ الْحَاكِمِ لَهُ بِالْمَالِ لَا يُبِيحُ لَهُ أَخْذَ الْمَالِ الَّذِي لَا يَسْتَحِقُّهُ، وَبِمِثْلِهِ وَرَدَتْ الْأَخْبَارُ وَالسُّنَّةُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: {كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ رَجُلَانِ يَخْتَصِمَانِ فِي مَوَارِيثَ وَأَشْيَاءَ قَدْ دَرَسَتْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنَّمَا أَقْضِي بَيْنَكُمَا بِرَأْيِ فِيمَا لَمْ يُنْزَلْ عَلَيَّ فِيهِ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بِحُجَّةٍ أَرَاهَا فَاقْتَطَعَ بِهَا قِطْعَةً ظُلْمًا فَإِنَّمَا يَقْتَطِعُ قِطْعَةً مِنْ النَّارِ يَأْتِي بِهَا إسْطَامًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي عُنُقِهِ فَبَكَى الرَّجُلَانِ، فَقَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ حَقِّي لَهُ، فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: لَا، وَلَكِنْ اذْهَبَا فَتَوَخَّيَا لِلْحَقِّ ثُمَّ اسْتَهِمَا وَلْيُحْلِلْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا صَاحِبَهُ}.وَمَعْنَى هَذَا الْخَبَرِ مُوَاطِئٌ لِمَا وَرَدَ بِهِ نَصُّ التَّنْزِيلِ فِي أَنَّ حُكْمَ الْحَاكِمِ لَهُ بِالْمَالِ لَا يُبِيحُ لَهُ أَخْذَهُ وَقَدْ حَوَى هَذَا الْخَبَرُ مَعَانِيَ أُخَرَ، مِنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ كَانَ يَقْضِي بِرَأْيِهِ وَاجْتِهَادِهِ فِيمَا لَمْ يَنْزِلْ بِهِ وَحْيٌ لِقَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: {أَقْضِي بَيْنَكُمَا بِرَأْيِ فِيمَا لَمْ يُنْزَلْ عَلَيَّ فِيهِ}.
وَقَدْ دَلَّ ذَلِكَ أَيْضًا عَلَى أَنَّ الَّذِي كُلِّفَ الْحَاكِمُ مِنْ ذَلِكَ الْأَمْرِ الظَّاهِرُ، وَأَنَّهُ لَمْ يُكَلَّفَ الْمُغَيَّبَ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى وَفِيهِ الدَّلَالَةَ عَلَى أَنَّ كُلَّ مُجْتَهِدٍ فِيمَا يَسُوغُ فِيهِ الِاجْتِهَادُ مُصِيبٌ؛ إذْ لَمْ يُكَلَّفْ غَيْرَ مَا أَدَّاهُ إلَيْهِ اجْتِهَادُهُ.
أَلَا تَرَى أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَدْ أَخْبَرَ أَنَّهُ مُصِيبٌ فِي حُكْمِهِ بِالظَّاهِرِ وَإِنْ كَانَ الْأَمْرُ فِي الْمُغَيَّبِ خِلَافَهُ وَلَمْ يُبِحْ مَعَ ذَلِكَ لِلْمَقْضِيِّ لَهُ أَخْذُ مَا قَضَى لَهُ بِهِ؟ وَدَلَّ أَيْضًا عَلَى أَنَّ الْحَاكِمَ جَائِزٌ لَهُ أَنْ يُعْطِيَ إنْسَانًا مَالًا وَيَأْمُرَ لَهُ بِهِ وَإِنْ لَمْ يَسَعْ الْمَحْكُومَ لَهُ أَخْذُهُ إذَا عَلِمَ أَنَّهُ غَيْرُ مُسْتَحِقٍّ، وَدَلَّ أَيْضًا عَلَى جَوَازِ الصُّلْحِ عَنْ غَيْرِ إقْرَارٍ؛ لِأَنَّ وَاحِدًا مِنْهُمَا لَمْ يُقِرَّ بِالْحَقِّ وَإِنَّمَا بَذَلَ مَالَهُ لِصَاحِبِهِ، فَأَمَرَهُمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالصُّلْحِ وَأَنْ يَسْتَهِمَا عَلَيْهِ، وَالِاسْتِهَامُ هُوَ الِاقْتِسَامُ وَيَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْقِسْمَةَ فِي الْعَقَارِ وَغَيْرِهِ وَاجِبَةٌ إذَا طَلَبَهَا أَحَدُهُمَا.
وَيَدُلُّ أَيْضًا عَلَى أَنَّ الْحَاكِمَ يَأْمُرُ بِالْقِسْمَةِ وَيَدُلُّ عَلَى جَوَازِ الْبَرَاءَةِ مِنْ الْمَجَاهِيلِ أَيْضًا؛ لِأَنَّهُ أَخْبَرَ بِجَهَالَةِ الْمَوَارِيثِ الَّتِي قَدْ دَرَسَتْ ثُمَّ أَمَرَهُمَا مَعَ ذَلِكَ بِالتَّحْلِيلِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَعَلَى أَنَّهُ لَوْ لَمْ يَذْكُرْ فِيهِ أَنَّهَا مَوَارِيثُ قَدْ دَرَسَتْ لَكَانَ يَقْتَضِي قَوْلُهُ " وَلْيُحْلِلْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا صَاحِبَهُ جَوَازَ الْبَرَاءَةِ مِنْ الْمَجَاهِيلِ لِعُمُومِ اللَّفْظِ؛ إذْ لَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ الْمَجْهُولِ مِنْ ذَلِكَ وَالْمَعْلُومِ وَدَلَّ أَيْضًا عَلَى جَوَازِ تَرَاضِي الشَّرِيكَيْنِ عَلَى الْقِسْمَةِ مِنْ غَيْرِ حُكْمِ الْحَاكِمِ وَدَلَّ أَيْضًا عَلَى أَنَّ مَنْ لَهُ قِبَلَ رَجُلٌ حَقٌّ فَوَهَبَهُ لَهُ فَلَمْ يَقْبَلْهُ أَنَّهُ لَا يَصِحُّ وَيَعُودُ الْمِلْكُ إلَى الْوَاهِبِ لِأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا رَدَّ مَا وَهَبَهُ الْآخَرُ وَجَعَلَ حَقَّ نَفْسِهِ لِصَاحِبِهِ؛ وَلَمَّا لَمْ يُفَرِّقْ فِي ذَلِكَ بَيْنَ الْأَعْيَانِ وَالدُّيُونِ وَجَبَ أَنْ يَسْتَوِيَ حُكْمُ الْجَمِيعِ إذَا رَدَّ الْبَرَاءَةَ وَالْهِبَةَ فِي وُجُوبِ بُطْلَانِهِمَا وَيَدُلُّ أَيْضًا عَلَى أَنَّ قَوْلَ الْقَائِلِ: " لِفُلَانٍ مِنْ مَالِي أَلْفُ دِرْهَمٍ " أَنَّهُ هِبَةٌ مِنْهُ وَلَيْسَ بِإِقْرَارٍ؛ لِأَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمْ يَجْعَلْ
قَوْلَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا: " الَّذِي لِي لَهُ " إقْرَارًا؛ لِأَنَّهُ لَوْ جُعِلَ إقْرَارًا لَجَازَ عَلَيْهِ وَلَمْ يَحْتَاجَا بَعْدَ ذَلِكَ إلَى الصُّلْحِ وَالتَّحْلِيلِ وَالْقِسْمَةِ؛ وَكَذَلِكَ قَالَ أَصْحَابُنَا فِيمَنْ قَالَ: لِفُلَانٍ مِنْ مَالِي أَلْفُ دِرْهَمٍ.
وَيَدُلُّ أَيْضًا عَلَى جَوَازِ التَّحَرِّي وَالِاجْتِهَادِ فِي مُوَافَقَةِ الْحَقِّ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ يَقِينًا، لِقَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: {وَتَوَخَّيَا لِلْحَقِّ} أَيْ تَحَرَّيَا وَاجْتَهِدَا وَيَدُلُّ أَيْضًا عَلَى أَنَّ الْحَاكِمَ جَائِزٌ لَهُ أَنْ يَرُدَّ الْخُصُومَ لِلصُّلْحِ إذَا رَأَى ذَلِكَ، وَأَنَّ لَا يَحْمِلَهُمَا عَلَى مُرِّ الْحُكْمِ؛ وَلِهَذَا قَالَ عُمَرُ: " رُدُّوا الْخُصُومَ كَيْ يَصْطَلِحُوا " وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُد قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {إنَّمَا أَنَا بَشَرٌ وَإِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إلَيَّ وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحَنَ بِحُجَّتِهِ مِنْ صَاحِبِهِ فَأَقْضِيَ لَهُ عَلَى نَحْوٍ مِمَّا أَسْمَعُ مِنْهُ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ مِنْ حَقِّ أَخِيهِ بِشَيْءٍ فَلَا يَأْخُذْ مِنْهُ شَيْئًا فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنْ النَّارِ}.
وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُد قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: {أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلَانِ يَخْتَصِمَانِ فِي مَوَارِيثَ لَهُمَا لَمْ تَكُنْ لَهُمَا بَيِّنَةٌ إلَّا دَعْوَاهُمَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ نَحْوَهُ، فَبَكَى الرَّجُلَانِ، وَقَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا: حَقِّي لَك، فَقَالَ لَهُمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمَّا إذْ فَعَلْتُمَا مَا فَعَلْتُمَا
فَاقْتَسِمَا وَتَوَخَّيَا الْحَقَّ ثُمَّ اسْتَهِمَا ثُمَّ تَحَالَّا} وَهَذَانِ الْحَدِيثَانِ فِي مَعْنَى الْحَدِيثِ الَّذِي قَدَّمْنَاهُ فِي حَظْرِ أَخْذِ مَا يَحْكُمُ لَهُ بِهِ الْحَاكِمُ إذَا عَلِمَ أَنَّهُ غَيْرُ مُسْتَحِقٌّ لَهُ؛ وَفِيهِمَا فَوَائِدُ أُخَرُ، مِنْهَا: أَنَّ قَوْلَهُ فِي حَدِيثِ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ {أَقْضِي لَهُ عَلَى نَحْوٍ مِمَّا أَسْمَعُ} يَدُلُّ عَلَى جَوَازِ إقْرَارِ الْمُقِرِّ بِمَا أَقَرَّ بِهِ عَلَى نَفْسِهِ؛ لِإِخْبَارِهِ أَنَّهُ يَقْضِي بِمَا يَسْمَعُ؛ وَكَذَلِكَ قَدْ
(يُتْبَعُ)
(/)
اقْتَضَى الْحُكْمُ بِمُقْتَضَى مَا يَسْمَعُهُ مِنْ شَهَادَةِ الشُّهُودِ وَاعْتِبَارِ لَفْظِهِمَا فِيمَا يَقْتَضِيهِ وَيُوجِبُهُ وَقَالَ فِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ هَذَا: {اقْتَسِمَا وَتَوَخَّيَا الْحَقَّ ثُمَّ اسْتَهِمَا} وَهَذَا الِاسْتِهَامُ هُوَ الْقُرْعَةُ الَّتِي يُقْرَعُ بِهَا عِنْدَ الْقِسْمَةِ. وَفِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى جَوَازِ الْقُرْعَةِ فِي الْقِسْمَةِ وَاَلَّذِي وَرَدَ التَّنْزِيلُ مِنْ حَظْرِ مَا حَكَمَ لَهُ بِهِ الْحَاكِمُ إذَا عَلِمَ الْمَحْكُومُ لَهُ أَنَّهُ غَيْرُ مَحْكُومٍ لَهُ بِحَقٍّ قَدْ اتَّفَقَتْ الْأُمَّةُ عَلَيْهِ فِيمَنْ ادَّعَى حَقًّا فِي يَدَيْ رَجُلٍ وَأَقَامَ بَيِّنَةً فَقَضَى لَهُ، أَنَّهُ غَيْرُ جَائِزٍ لَهُ أَخْذُهُ وَأَنَّ حُكْمَ الْحَاكِمِ لَا يُبِيحُ لَهُ مَا كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ مَحْظُورًا عَلَيْهِ.
وَاخْتَلَفُوا فِي حُكْمِ الْحَاكِمِ بِعَقْدٍ أَوْ فَسْخِ عَقْدٍ بِشَهَادَةِ شُهُودٍ إذَا عَلِمَ الْمَحْكُومُ لَهُ أَنَّهُمْ شُهُودُ زُورٍ، فَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: " إذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ بِبَيِّنَةٍ بِعَقْدٍ أَوْ فَسْخِ عَقْدٍ مِمَّا يَصِحُّ أَنْ يُبْتَدَأَ فَهُوَ نَافِذٌ وَيَكُونُ كَعَقْدٍ نَافِذٍ عَقَدَاهُ بَيْنَهُمَا وَإِنْ كَانَ الشُّهُودُ شُهُودَ زُورٍ " وَقَالَ أَبُو يُوسُفَ وَمُحَمَّدٌ وَالشَّافِعِيُّ: حُكْمُ الْحَاكِمِ فِي الظَّاهِرِ كَهُوَ فِي الْبَاطِنِ ".
وَقَالَ أَبُو يُوسُفَ: فَإِنْ حَكَمَ بِفُرْقَةٍ لَمْ تَحِلَّ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تَتَزَوَّجَ وَلَا يَقْرَبُهَا زَوْجُهَا أَيْضًا " قَالَ أَبُو بَكْرٍ: رُوِيَ نَحْوُ قَوْلِ أَبِي حَنِيفَةَ عَنْ عَلِيٍّ وَابْنِ عُمَرَ وَالشَّعْبِيِّ، ذَكَرَ أَبُو يُوسُفَ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْمِقْدَامِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَجُلًا مِنْ الْحَيِّ خَطَبَ امْرَأَةً وَهُوَ دُونَهَا فِي الْحَسَبِ، فَأَبَتْ أَنْ تُزَوَّجَهُ، فَادَّعَى أَنَّهُ تَزَوَّجَهَا وَأَقَامَ شَاهِدَيْنِ عِنْدَ عَلِيٍّ، فَقَالَتْ: إنِّي لَمْ أَتَزَوَّجْهُ، قَالَ: قَدْ زَوَّجَكِ الشَّاهِدَانِ؛ فَأَمْضَى عَلَيْهِمَا النِّكَاحَ. قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَكَتَبَ إلَيَّ شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ يَرْوِيهِ عَنْ زَيْدٍ أَنَّ رَجُلَيْنِ شَهِدَا عَلَى رَجْلٍ أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ بِزُورٍ، فَفَرَّقَ الْقَاضِي بَيْنَهُمَا، ثُمَّ تَزَوَّجَهَا أَحَدُ الشَّاهِدَيْنِ، قَالَ الشَّعْبِيُّ: ذَلِكَ جَائِزٌ، وَأَمَّا ابْنُ عُمَرَ فَإِنَّهُ بَاعَ عَبْدًا بِالْبَرَاءَةِ، فَرَفَعَهُ الْمُشْتَرِي إلَى عُثْمَانَ، فَقَالَ عُثْمَانُ: أَتَحْلِفُ بِاَللَّهِ مَا بِعْتَهُ وَبِهِ دَاءٌ كَتَمْتَهُ؟ فَأَبَى أَنْ يَحْلِفَ؛ فَرَدَّهُ عَلَيْهِ عُثْمَانُ، فَبَاعَهُ مِنْ غَيْرِهِ بِفَضْلٍ كَثِيرٍ، فَاسْتَجَازَ ابْنُ عُمَرَ بَيْعَ الْعَبْدِ مَعَ عِلْمِهِ بِأَنَّ بَاطِنَ ذَلِكَ الْحُكْمِ خِلَافُ ظَاهِرٍ، وَأَنَّ عُثْمَانَ لَوْ عَلِمَ مِنْهُ مِثْلَ عِلْمِ ابْنِ عُمَرَ لَمَا رَدَّهُ، فَثَبَتَ بِذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ مِنْ مَذْهَبِهِ أَنَّ فَسْخَ الْحَاكِمِ الْعَقْدَ يُوجِبُ عَوْدَهُ إلَى مِلْكِهِ وَإِنْ كَانَ فِي الْبَاطِنِ خِلَافَهُ.
وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى صِحَّةِقَوْلِ أَبِي حَنِيفَةَ فِي ذَلِكَ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قِصَةِ هِلَالِ بْنِ أُمَيَّةَ وَلِعَانِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُمَا، ثُمَّ قَالَ: {إنْ جَاءَتْ بِهِ عَلَى صِفَةِ كَيْتَ وَكَيْتَ فَهُوَ لِهِلَالِ بْنِ أُمَيَّةَ، وَإِنْ جَاءَتْ بِهِ عَلَى صِفَةٍ أُخْرَى فَهُوَ لِشَرِيكِ ابْنِ سَحْمَاءَ الَّذِي رُمِيَتْ بِهِ فَجَاءَتْ بِهِ عَلَى الصِّفَةِ الْمَكْرُوهَةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْلَا مَا مَضَى مِنْ الْأَيْمَانِ لَكَانَ لِي وَلَهَا شَأْنٌ} وَلَمْ تَبْطُلْ الْفُرْقَةُ الْوَاقِعَةُ بِلِعَانِهِمَا مَعَ عِلْمِهِ بِكَذِبِ الْمَرْأَةِ وَصِدْقِ الزَّوْجِ، فَصَارَ ذَلِكَ أَصْلًا فِي أَنَّ الْعُقُودَ وَفَسْخَهَا مَتَى حَكَمَ بِهَا الْحَاكِمُ مِمَّا لَوْ ابْتَدَأَ أَيْضًا
(يُتْبَعُ)
(/)
بِحُكْمِ الْحَاكِمِ وَقَعَ، وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ أَيْضًا أَنَّ الْحَاكِمَ مَأْمُورٌ بِإِمْضَاءِ الْحُكْمِ عِنْدَ شَهَادَةِ الشُّهُودِ الَّذِينَ ظَاهِرُهُمْ الْعَدَالَةُ، وَلَوْ تَوَقَّفَ عَنْ إمْضَاءِ الْحُكْمِ بِمَا شَهِدَ بِهِ الشُّهُودُ مِنْ عَقْدٍ أَوْ فَسْخِ عَقَدٍ لَكَانَ آثِمًا تَارِكًا لِحُكْمِ اللَّهِ تَعَالَى؛ لِأَنَّهُ إنَّمَا كُلِّفَ الظَّاهِرَ وَلَمْ يُكَلَّفْ عِلْمَ الْبَاطِنِ الْمُغَيَّبِ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى، وَإِذَا مَضَى الْحُكْمُ بِالْعَقْدِ صَارَ ذَلِكَ كَعَقْدٍ مُبْتَدَأٍ بَيْنَهُمَا.
وَكَذَلِكَ إذَا حَكَمَ بِالْفَسْخِ صَارَ كَفَسْخٍ فِيمَا بَيْنَهُمَا؛ وَإِنَّمَا نَفَذَ الْعَقْدُ وَالْفَسْخُ إذَا تَرَاضَى الْمُتَعَاقِدَانِ بِحُكْمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِذَلِكَ، وَكَذَلِكَ حُكْمُ الْحَاكِمِ. فَإِنْ قِيلَ: فَلَوْ حَكَمَ بِشَهَادَةِ عَبِيدٍ لَمْ يَنْفُذْ حُكْمُهُ إذَا تَبَيَّنَ مَعَ كَوْنِهِ مَأْمُورًا بِإِمْضَاءِ الْحُكْمِ بِهِ، قِيلَ لَهُ: إنَّمَا لَمْ يَنْفُذْ حُكْمُهُ مِنْ قِبَلِ أَنَّ الرِّقَّ مَعْنًى يَصِحُّ ثُبُوتُهُ مِنْ طَرِيقِ الْحُكْمِ، وَكَذَلِكَ الشِّرْكُ وَالْحَدُّ فِي الْقَذْفِ، فَجَازَ فَسْخُ حُكْمِ الْحَاكِمِ بِهِ بَعْدَ وُقُوعِهِ؛ أَلَا تَرَى أَنَّهُ يَصِحُّ قِيَامُ الْبَيِّنَةِ بِهِ وَالْخُصُومَةُ فِيهِ عِنْدَ الْحَاكِمِ؟ فَلِذَلِكَ جَازَ أَنْ لَا يَنْفُذَ حُكْمُ
الْحَاكِمِ بِشَهَادَةِ هَؤُلَاءِ، لِوُجُودِ مَا ذَكَرْنَا مِنْ الْمَعَانِي الَّتِي يَصِحُّ إثْبَاتُهَا، مِنْ طَرِيقِ الْحُكْمِ، وَأَمَّا الْفِسْقُ وَجَرْحُ الشَّهَادَةِ مِنْ قِبَلِ أَنَّهُمْ شُهُودُ زُورٍ، فَلَيْسَ هُوَ مَعْنًى يَصِحُّ إثْبَاتُهُ مِنْ طَرِيقِ الْحُكْمِ وَلَا تُقْبَلْ فِيهِ الْخُصُومَةُ، فَلَمْ يَنْفَسِخْ مَا أَمْضَاهُ الْحَاكِمُ، فَإِنْ أَلْزَمْنَا عَلَى الْعَقْدِ وَفَسْخِهِ الْحُكْمَ بِمِلْكٍ مُطْلَقٍ وَلَمْ نُبِحْ لَهُ أَخْذَهُ لَمْ يَلْزَمْنَا ذَلِكَ؛ لِأَنَّ الْحَاكِمَ عِنْدَنَا إنَّمَا يُحْكَمُ لَهُ بِالتَّسْلِيمِ لَا بِالْمِلْكِ؛ لِأَنَّهُ لَوْ حَكَمَ بِالْمِلْكِ لَاحْتِيجَ إلَى ذِكْرِ جِهَةِ الْمِلْكِ فِي شَهَادَةِ الشُّهُودِ، فَلَمَّا اتَّفَقَ الْجَمِيعُ عَلَى أَنَّهُ تُقْبَلُ شَهَادَةُ الشُّهُودِ مِنْ غَيْرِ ذِكْرِ جِهَةِ الْمِلْكِ دَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ الْمَحْكُومَ بِهِ هُوَ التَّسْلِيمُ، وَالْحُكْمُ بِالتَّسْلِيمِ لَيْسَ بِسَبَبٍ لِنَقْلِ الْمِلْكِ؛ فَلِذَلِكَ كَانَ الشَّيْء بَاقِيًا عَلَى مِلْكِ مَالِكِهِ. وَقَوْلُهُ: {لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} يَدُلُّ عَلَى أَنَّ ذَلِكَ فِيمَنْ عَلِمَ أَنَّهُ أَخَذَ مَا لَيْسَ لَهُ، فَأَمَّا مَنْ لَمْ يَعْلَمْ فَجَائِزٌ لَهُ أَنْ يَأْخُذَهُ بِحُكْمِ الْحَاكِمِ لَهُ بِالْمَالِ إذَا قَامَتْ بَيِّنَةٌ، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْبَيِّنَةَ إذَا قَامَتْ بِأَنَّ لِأَبِيهِ الْمَيِّتِ عَلَى هَذَا أَلْفَ دِرْهَمٍ أَوْ أَنَّ هَذِهِ الدَّارَ تَرَكَهَا الْمَيِّتُ مِيرَاثًا، أَنَّهُ جَائِزٌ لِلْوَارِثِ أَنْ يَدَّعِيَ ذَلِكَ وَيَأْخُذَهُ بِحُكْمِ الْحَاكِمِ لَهُ بِهِ وَإِنْ لَمْ يَعْلَمْ صِحَّةَ ذَلِكَ؛ إذْ هُوَ غَيْرُ عَالِمٍ بِأَنَّهُ مُبْطِلٌ فِيمَا يَأْخُذُهُ، وَاَللَّهُ تَعَالَى إنَّمَا ذَمَّ الْعَالِمَ بِهِ إذَا أَخَذَهُ بِقَوْلِهِ: {لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى نَفَاذِ حُكْمِ الْحَاكِمِ بِمَا وَصَفْنَا مِنْ الْعُقُودِ وَفَسْخِهَا، اتِّفَاقُ الْجَمِيعِ عَلَى أَنَّ مَا اخْتَلَفَ فِيهِ الْفُقَهَاءُ إذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ بِأَحَدِ وُجُوهِ الِاخْتِلَافِ
(يُتْبَعُ)
(/)
نَفَذَ حُكْمُهُ وَقُطِعَ مَا أَمْضَاهُ تَسْوِيغُ الِاجْتِهَادِ فِي رَدِّهِ، وَوَسِعَ الْمَحْكُومَ لَهُ أَخْذُهُ وَلَمْ يَسَعْ الْمَحْكُومَ عَلَيْهِ مَنْعُهُ، وَإِنْ كَانَ اعْتِقَادُهُمَا خِلَافَهُ، كَنَحْوِ الشُّفْعَةِ بِالْجِوَارِ وَالنِّكَاحِ بِغَيْرِ وَلِيٍّ وَنَحْوِهِمَا مِنْ اخْتِلَافِ الْفُقَهَاءِ. أ هـ {أحكام القرآن للجصاص حـ 1 صـ 311 ـ 316}
ومن فوائد ابن العربى فى الآية
قال رحمه الله:
قَوْله تَعَالَى {: وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} فِيهَا تِسْعُ مَسَائِلَ: الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى: هَذِهِ الْآيَةُ، مِنْ قَوَاعِدِ الْمُعَامَلَاتِ، وَأَسَاسِ الْمُعَاوَضَاتِ يَنْبَنِي عَلَيْهَا، وَهِيَ أَرْبَعَةٌ: هَذِهِ الْآيَةُ، وقَوْله تَعَالَى: {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} وَأَحَادِيثُ الْغَرَرِ، وَاعْتِبَارُ الْمَقَاصِدِ وَالْمَصَالِحِ، وَقَدْ نَبَّهْنَا عَلَى ذَلِكَ فِي مَسَائِلِ الْفُرُوعِ.
الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ اعْلَمُوا عَلَّمَكُمْ اللَّهُ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ مُتَعَلِّقُ كُلِّ مُؤَالِفٍ وَمُخَالِفٍ فِي كُلِّ حُكْمٍ يَدَّعُونَهُ لِأَنْفُسِهِمْ بِأَنَّهُ لَا يَجُوزُ، فَيُسْتَدَلُّ عَلَيْهِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ} فَجَوَابُهُ أَنْ يُقَالَ لَهُ: لَا نُسَلِّمُ أَنَّهُ بَاطِلٌ حَتَّى تُبَيِّنَهُ بِالدَّلِيلِ، وَحِينَئِذٍ يَدْخُلُ فِي هَذَا الْعُمُومُ؛ فَهِيَ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْبَاطِلَ فِي الْمُعَامَلَاتِ لَا يَجُوزُ، وَلَيْسَ فِيهَا تَعْيِينُ الْبَاطِلِ.
الْمَسْأَلَةُ الثَّالِثَةُ: قَوْله تَعَالَى: {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ}: الْمَعْنَى: لَا يَأْكُلُ بَعْضُكُمْ مَالَ بَعْضٍ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} وَكَقَوْلِهِ تَعَالَى: {فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ}: الْمَعْنَى: لَا يَقْتُلُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا.
وَلْيُسَلِّمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ.
وَوَجْهُ هَذَا الِامْتِزَاجِ أَنَّ أَخَا الْمُسْلِمِ كَنَفْسِهِ فِي الْحُرْمَةِ؛ وَالدَّلِيلُ عَلَيْهِ الْأَثَرُ وَالنَّظَرُ؛ أَمَّا الْأَثَرُ فَقَوْلُهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: {مَثَلُ الْمُسْلِمِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ إذَا اشْتَكَى عُضْوٌ مِنْهُ تَدَاعَى سَائِرُهُ بِالْحُمَّى وَالسَّهَرِ}.
وَأَمَّا النَّظَرُ فَلِأَنَّ رِقَّةَ الْجِنْسِيَّةَ تَقْتَضِيهِ وَشَفَقَةَ الْآدَمِيَّةِ تَسْتَدْعِيهِ.
الْمَسْأَلَةُ الرَّابِعَةُ قَوْله تَعَالَى: {وَلَا تَأْكُلُوا}: مَعْنَاهُ: وَلَا تَأْخُذُوا وَلَا تَتَعَاطَوْا.
وَلَمَّا كَانَ الْمَقْصُودُ مِنْ أَخْذِ الْمَالِ التَّمَتُّعَ بِهِ فِي شَهْوَتَيْ الْبَطْنِ وَالْفَرْجِ قَالَ تَعَالَى: {وَلَا تَأْكُلُوا} فَخَصَّ شَهْوَةَ الْبَطْنِ؛ لِأَنَّهَا الْأُولَى الْمُثِيرَةُ لِشَهْوَةِ الْفَرْجِ.
الْمَسْأَلَةُ الْخَامِسَةُ: قَوْله تَعَالَى: {بِالْبَاطِلِ}: يَعْنِي: بِمَا لَا يَحِلُّ شَرْعًا وَلَا يُفِيدُ مَقْصُودًا؛ لِأَنَّ الشَّرْعَ نَهَى عَنْهُ، وَمَنَعَ مِنْهُ، وَحَرَّمَ تَعَاطِيَهُ، كَالرِّبَا وَالْغَرَرِ وَنَحْوِهِمَا، وَالْبَاطِلُ مَا لَا فَائِدَةَ فِيهِ، فَفِي الْمَعْقُولِ هُوَ عِبَارَةٌ عَنْ الْمَعْدُومِ، وَفِي الْمَشْرُوعِ عِبَارَةٌ عَمَّا لَا يُفِيدُ مَقْصُودًا.
الْمَسْأَلَةُ السَّادِسَةُ: قَوْله تَعَالَى: {وَتُدْلُوا بِهَا إلَى الْحُكَّامِ}: أَيْ: تُورِدُونَ كَلَامَكُمْ فِيهَا: ضَرَبَ لِلْكَلَامِ الْمَوْرُودِ عَلَى السَّامِعِ مَثَلًا بِالدَّلْوِ الْمَوْرُودَةِ عَلَى الْمَاءِ، لِيَأْخُذَ الْمَاءَ وَحَقِيقَةُ اللَّفْظِ: وَتُدْلُوا كَلَامَكُمْ.
(يُتْبَعُ)
(/)
أَوْ يَكُونُ الْكَلَامِ مُمَثَّلًا بِالْحَبْلِ، وَالْمَالُ الْمَذْكُورُ مُمَثَّلًا بِالدَّلْوِ؛ لِتَقْطَعُوا قِطْعَةً مِنْ أَمْوَالِ غَيْرِكُمْ، وَذَلِكَ الْغَيْرُ هُوَ الْمُخَاصِمُ.
{بِالْإِثْمِ}: أَيْ مَقْرُونَةً بِالْإِثْمِ {وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}: تَحْرِيمَ ذَلِكَ.
الْمَسْأَلَةُ السَّابِعَةُ: قَالَ عُلَمَاؤُنَا: هَذَا النَّهْيُ مَحْمُولٌ عَلَى التَّحْرِيمِ قَطْعًا غَيْرُ جَائِزٍ إجْمَاعًا، وَقَدْ ثَبَتَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {إنَّمَا أَنَا بَشَرٌ وَإِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إلَيَّ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحَنَ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ فَأَقْضِيَ لَهُ عَلَى نَحْوِ مَا أَسْمَعُ مِنْهُ، فَمَنْ قَضَيْت لَهُ بِشَيْءٍ مِنْ حَقِّ أَخِيهِ فَلَا يَأْخُذْهُ، فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنْ النَّارِ}.
الْمَسْأَلَةُ الثَّامِنَةُ: إذَا ثَبَتَ هَذَا فَإِنَّ مَدَارَ حُكْمِ الْحَاكِمِ [هُوَ فِي الظَّاهِرِ] عَلَى كَلَامِ الْخَصْمَيْنِ لَا حَظَّ لَهُ فِي الْبَاطِنِ؛ لِأَنَّهُ لَا يَبْلُغُهُ عِلْمُهُ، فَلَا يَنْفُذُ فِيهِ حُكْمُهُ؛ وَإِنَّمَا يَحْكُمُ فِي الظَّاهِرِ وَالْبَاطِنِ الظَّاهِرُ الْبَاطِنُ سُبْحَانَهُ وَهَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُصْطَفَى لِلِاطِّلَاعِ عَلَى الْغَيْبِ يَتَبَرَّأُ مِنْ الْبَاطِنِ، وَيَتَنَصَّلُ مِنْ تَعَدِّي حُكْمِهِ إلَيْهِ، فَكَيْفَ بِغَيْرِهِ مِنْ الْخَلْقِ؟.
الْمَسْأَلَةُ التَّاسِعَةُ: هَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْحَاكِمَ مُصِيبٌ فِي حُكْمِهِ فِي الظَّاهِرِ وَإِنْ أَخْطَأَ الصَّوَابَ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى فِي الْبَاطِنِ؛ لِأَنَّهُ سُبْحَانَهُ قَالَ: {وَتُدْلُوا بِهَا إلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا} بِحُكْمِهِمْ {وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} بُطْلَانَ ذَلِكَ، وَالْحَاكِمُ فِي عَفْوِ اللَّهِ وَثَوَابِهِ، وَالظَّالِمُ فِي سَخَطِ اللَّهِ تَعَالَى وَعِقَابِهِ. أ هـ {أحكام القرآن لابن العربى حـ 1 صـ 137 ـ 139}.اهـ القماش
ـ[سحابة مطر]ــــــــ[21 - May-2009, مساء 01:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم الله يجعلك في الفردوس الأعلى واسقاك الله من حوض نبيه الكريم.
لكن اردت أن استوضح هل تدخل الآية الكريمة في المضاربة بالأسهم لأن كما نعرف ان هناك من ذهبت امواله ادراج الريح والبعض اغتنى من اموال غيره عبر المضاربة بالأسهم وبرضى الحكام أم لا وألف شكر لك على الرد.(/)
أريد ردا مختصرا على كلام هذا العلماني لاسيما تنفيره من حكم الإسلاميين بسبب تقاتلهم ..
ـ[ابن عباس المصري]ــــــــ[20 - May-2009, مساء 03:53]ـ
44725 السنة 133 - العدد2009مايو20 25 من جمادى الاولى 1430 هالأربعاءالأهرام المصرية
حين يحكم البشر باسم السماء!
بقلم: نبيل عمر
بعض الأصدقاء لايكفون عن العتاب كلما كتبت كلاما لا يعجبهم عن الدين والدولة والسياسة ويشتد عتابهم مع عدم قبولي فكرة أن الإسلام دين ودولة , وقد قابلني أحدهم اخيرا غاضبا: يعني نحتجزه في المسجد والشعائر .. هل تنكر شرع الله؟!
فقلت له: لا علي الاطلاق , الإسلام دين ومجتمع ويستحيل احتجازه داخل المسجد , لكن المجتمع غير الدولة ولايمكن ان تكون الدولة شرطا من شروط الإسلام , فإذا لم نؤسس هذه الدولة ينقص ديننا ويختل إيماننا , كيف يمكن أن نجمع كل المسلمين في دولة واحدة فيها الصيني المسلم والياباني المسلم والأمريكي المسلم والتركي المسلم والشيلي المسلم والهندي المسلم والبرازيلي المسلم والمصري المسلم معا في كيان سياسي واحد له حدود وأرض وسلطة , هذا مستحيل , والأصعب أنك تفرض علي المسلمين في أي دولة في العالم ـ كجزء من إيمانهم ـ أن يعملوا سرا أو جهرا علي تأسيس دولة لهم مستقلة عن الدولة الأم وتحرضهم علي ذلك , بينما يمكن ان يشكلوا مجتمعا مسلما في أي دولة من هذه الدول , مجتمعا له عاداته وتقاليده وقيمه وبعض أحكامه الخاصة , وهو مايحدث فعلا في الغرب أو الشرق في الدول التي ليس فيها أغلبية مسلمة.
قال: لكن الإسلام فيه نظرية سياسية ونظرية اقتصادية تصلحان لتأسيس دولة ..
قلت: فيه بضعة مباديء عامة لم تصل الي مرتبة النظرية , وهذه حكمة الله سبحانه وتعالي لأن النظريات في العلوم الإنسانية ومنها السياسية والاقتصادية تتغير من زمان إلي زمان ومن مكان الي مكان , وقد يصل هذا التغيير الي النظريات العلمية المادية , ولم تعرف البشرية نظرية ثابتة مستقرة , فنظرية الحكم في القبيلة غير نظرية الحكم في المملكة أو الإمبراطورية كما عرفها العالم القديم , وغير نظرية الحكم في الدولة الحديثة , واقتصاد الرعي غير اقتصاد الزراعة غير اقتصاد المجتمع الصناعي .. لأن عوامل الانتاج وتوزيع الثروة مختلفة الي حد كبير , ولهذا تطورت المجتمعات من حال إلي حال ويستحيل ان توجد نظرية شاملة تصلح لكل عصر وزمان وأدوات إنتاج ..
قال: فيه مئات الكتب والدراسات في نظام الحكم والاقتصاد الإسلامي.
قلت: هذا صحيح لكنها تقوم علي النظريات السياسية والاقتصادية في الغرب مع اضافة قواعد أخلاقية إليها وبعض مبادئ المعاملات التي شرعها الله في القرآن .. تم تسميتها إسلامية.
ورويت له حكاية وقعت قبل سنوات طويلة .. حين تعرفت علي أستاذ في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالسعودية وسألته: ماذا تدرس؟! فأجاب: إدارة إسلامية , فتعجبت: ماهي الإدارة الإسلامية؟! أعرف أن عمر بن الخطاب أخذ نظام الدواوين من الفرس لأن العرب لم يعرفوا مطلقا أي نظم إدارة في البيداء .. فرد: هذا علم حديث , فطلبت منه نسخة من الكتاب الذي يدرسه لطلابه , فأتاني به وتصفحته فوجدته يماثل كتاب التنظيم والادارة الذي كنت أدرسه في كلية التجارة مع اضافات عن الأخلاق والقيم وحسن معاملة الموظفين للمواطنين والعملاء .. الخ.
فسألني الصديق: وماذا تقصد؟ .. وماعلاقة هذا بالسياسة والدولة في الإسلام؟
قلت: نظام الحكم في الدولة الحديثة ليس هو الشوري ولا مجلس الحل والعقد ولا أمير لكل جماعة وإنما هو علاقات شبه متوازنة بين مؤسسات الدولة بعضها ببعض , المواطن فيها هو السيد والحكم , علاقة مجلس الشعب بالسلطة التنفيذية بالقضاء ودور المحكمة الدستورية وهذه علاقات حديثة مع نشوء الدولة القومية في القرن الثامن عشر ومابعدها , ولم تكن موجودة بهذا الشكل في التاريخ القديم لكن كان فيه نظريات في الحكم منذ أفلاطون وجمهوريته.
(يُتْبَعُ)
(/)
وطبعا في الدولة الإسلامية لابد أن يكون قضاة المحكمة الدستورية من الشيوخ والدعاة حتي يفصلوا في مدي دستورية القوانين الصادرة من البرلمان ومدي انطباقها مع تفسيراتهم البشرية الاجتهادية للشريعة وهذا خطر فادح علي الدولة المدنية ويحولها في النهاية الي دولة دينية , أي يحكم فيها البشر باسم الله ومن يعارضهم فهو يعارض الله , تخيل مع حكومة مدنية مستبدة لا نستطيع أن نسقطها فمابالك مع حكومة تزعم أنها تحكمنا باسم السماء؟!
عموما يكفينا الدماء التي سالت علي مدي تاريخ المسلمين باسم الإسلام السياسي من زمن الخلفاء الراشدين الي زمن جعفر نميري ..
قال ممتعضا: الخلفاء الراشدون .. حرام عليك!
قلت: يارجل العشرة المبشرون بالجنة أغلبهم مات مقتولا بالسيف وكان كل قاتل يرفع كتاب الله .. وفي معركة الجمل .. وقفت السيدة عائشة زوج النبي عليه الصلاة والسلام في جانب وحاربت علي بن أبي طالب , وكل جيش رفع المصحف علي أسنة الرماح زاعما أنه ينفذ تعاليم الدين الحنيف ورسالته , باختصار حين تتسلل السياسة في عباءة الدين الي الناس فهي شر مستطير لم يسلم منه أكثر الناس إيمانا وورعا وتقوي.
قال: ومارأيك بعد انهيار الاقتصاد العالمي , ولو كان العالم يأخذ بالاقتصاد الإسلامي ماحدثت هذه الكارثة وهذا يثبت أن الإسلام دين ودولة!
قلت له ضاحكا: ياسيدنا الاقتصاد العالمي لم ينهر , فمازالت ادوات الانتاج الكبير تعمل , الذي انهار هو النظام المالي , الطريقة التي كانوا يتصرفون بها في الأموال وسنداتها وأوراقها , وبالطبع هي مؤثرة علي النمو الاقتصادي بعدما ضعفت أو تآكلت قدرة المستهلكين علي الشراء لكن إمكانات الاقتصاد الغربي هائلة وهي قادرة علي امتصاص هذه الكارثة في سنوات قليلة ليعود الانتاج بقوة كما حدث في الأزمة العالمية في 1928 ومابعدها , ثانيا: فليذهب النظام الاقتصادي الحالي الي الجحيم .. وهذا يثبت أنه لا توجد نظرية ثابتة مستقرة الي الأبد ولست معنيا بالدفاع عن نظرية بعينها , فما يصلح هناك قد لا يصلح هنا لو نقلناه نقلا حرفيا ومايصلح عندنا قد لا يصلح عندهم , فالاجتهاد متاح ومفتوح لأنه من صنع البشر لكن في النظريات المنسوبة الي الدين الاجتهاد محدود وقد يغلق بدعوي (من يجرؤ أن يعدل أو يغير في كلام الله) , والرسول الكريم حسم المسألة حين قال: أنتم أعلم بشئون دنياكم , أي أن ثمة أمورا كثيرة في الدنيا متروكا تدبيرها للانسان بشرط أن يلتزم بالعدالة والمصلحة العامة في هذا التدبير.
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[20 - May-2009, مساء 11:41]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هاك الرد يا أخي الكريم:
لا شك أن لكل فن أهله، و لكل علم أساتذته .. فمن رام جوابا لسؤال في أي مجال فإنه يرجع إلى أهل التخصص لا غير ..
تخيل رجلا له ابن مريض، ثم هو يستشير صاحبه المثقف على المقهى، فإذا به ينطلق مجيبا عن أسئلته و يرسم العلاج لابنه و يحدد خطوات الطريق للشفاء، بل الأكبر من ذلك أنه يصده عن الذهاب إلى الأطباء، و ينفره عن ذلك، بشتى الدعوات ... فما يقول العقلاء في صاحبنا هذا؟
لا أظن أن الوضع يختلف كثيرا عن حال صاحبنا هنا صاحب المقال .. فقد انبرى مؤصلا لأصول الدين، و محددا لعلاقة الدين بالحياة و بالدولة، و مقعدا لقواعده، و مفرعا لفروعه ... إلخ.
وهو في ذلك نسى أو تناسى أنه ليس مؤهلا للذلك، أعنى لأن يتكلم بلسان من أحاط علما بالشريعة و مقاصدها.
فهذا الكاتب إما أنه من أعداء الدين و يعترف بذلك، فحينها لا يعتد بأقواله في وصف الإسلام وتعريفه لأنها أتت من عدو ..
و إما أن يقر بأنه مسلم لله، مؤمن بالقرآن، فحينها نطالبه بالبرهان على ذلك، وهو أن يجيب قول الله: {فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}.
هذا أولا في بيان فساد استلام و مناقشة مسائل الدين بهذه الطريقة.
ثانيا: نقد الأفكار الواردة في المقال:
-فكرة التفريق بين المجتمع و الدولة، وأن الإسلام يتعلق بالمجتمع ولا يتعلق بالدولة.
فمما اتفق عليه العقلاء أن الدولة تختلف عن المجتمع، في كونها تمتلك أدوات السيادة و الحكم، والأحكام الإلزامية، بخلاف المجتمع الذي لا يملك هذه الأدوات.
(يُتْبَعُ)
(/)
فنقول إن تكليف المجتمع بأحكام إلزامية واجبة التنفيذ تخص الدماء و الأموال، أمر لا يستقيم ولا يمكن تنفيذه إلا في أحيان استثنائية كحالة العز بن عبد السلام في إقامته للحدود و هو فرد منفصل عن الدولة، و كذلك في حالة شيخ الإسلام ابن تيمية في إقامته للجهاد و نفيره بالناس دون الأمراء لقتال أهل الجبال.
و إنما تكون الحكمة في توجيه هذه الأوامر إلى الدولة، لأنها الأقدر على تنفيذها و تطبيقها على المجتمع بشكل عام.
فنجد في الكتاب العزيز: {والسارق و السارقة فاقطعوا أيديهما}، فهل يستطيع المجتمع فعل هذا بدون غطاء من الدولة؟ و مثله الكثير من الأوامر التي ذكرها الله تعالى في كتابه.
فذكر التوجيهات و الأوامر في الحرب و السلام و في الاقتصاد و الاجتماع إنما يتوجه أساسا إلى الدولة و القائمين عليها و إلى من يقدر على إقامة هذه الأوامر من المسؤولين ورؤساء العشائر و كبار القوم، و يتوجه إلى من يستطيع أن يتعاون مع غيره على إقامة هذه الأوامر و كذلك إلى من يستطيع أن يأمر القادرين على إقامة هذه الأوامر، فكل له حظه على قدر طاقته و ما يقدر عليه.
-شبهة استحالة قيام دولة متعددة الأعراق.
هذه شبهة ضعيفة لأن الواقع و التاريخ يكذبانها بكل وضوح، و انظر في التاريخ إلى دولة الخلافة المترامية الأطراف، و انظر في الواقع إلى دولة الهند و إلى دولة الأمريكان، بل انظر إلى دولنا الإسلامية الضعيفة الصغيرة فإن فيها العديد من الأجناس و القوميات.
-فكرة عدم وضوح التفاصيل في بعض القضايا.
هذا الإجمال في بعض المواطن لا يدعو أبدا إلى ترك الأوامر المفصلة في مواطن أخرى .. ثم إن المسلم هو من أسلم وجهه إلى الله، فسواء أمر بأمر مجمل أو مفصل وجب عليه الانقياد و الخضوع ..
و كمثال للتفصيل في قضية مثل قضية البطالة (راجع مقال الإسلاميون و البطالة للشيخ عبد المنعم الشحات ( http://www.salafvoice.com/article.php?a=3247)) التي يؤدي تطبيق الشريعة في المجتمع إلى حل جزء كبير منها مع اختلاف الظروف، ونضرب أمثلة لبعض التشريعات التي تؤدي إلى انخفاض معدل البطالة:
الأول: من أهمها تحريم الربا، والذي يكون بديله أن أصحاب المدخرات المتوسطة والصغيرة عليهم أن يستثمروها عن طريق العمل وليس عن طريق إعطائها للمستثمرين الكبار بالربا؛ إما مباشرة وإما عن طريق البنوك، وهذا يوفر عددًا لا بأس به من المشروعات الصغيرة والمتوسطة؛ والتي تعاني الدول معاناة كبيرة في محاولة توفيرها لتوفر من خلالها فرص عمل للشباب.
الثاني: من مصارف الزكاة توفير آلة الحرف للفقير القادر على الكسب والذي لا يجد آلة حرفة، وهي فكرة مطبقة على بعض المستويات في بعض الجمعيات الخيرية.
الثالث: التربية الإسلامية التي تزهد في متاع الحياة الدنيا -لا سيما المفقود منها- يعين الشباب على القبول بالأعمال الشاقة بدلاً من التسكع انتظارًا للوظيفة المرموقة.
الرابع: التشريع الإسلامي في شأن المرأة؛ والذي اعتبر مجال عملها الأول هو بيتها -وإن أباح لها العمل كاستثناء وليس قاعدة- يوفر فرص عمل للرجال، ويضمن توزيعًا عادلاً لفرص العمل بين الأسر؛ بخلاف الوضع الحالي الذي يمكن أن تحصل فيه بعض الأسر على فرصتي عمل في مقابل فقدان أسرة أخرى لأية فرصة عمل.
بالإضافة إلى أن الأسرة التي فيها امرأة عاملة غالبًا ما يرتفع مستوى إنفاقها؛ كنتيجة لارتفاع دخلها ولاحتياج المرأة فيها إلى الكثير من التسهيلات وكثير من الكماليات، ولو أضفنا إلى هذا شيوع التبرج وكم الإنفاق الذي يتم عليه علمنا أن عمل المرأة غالبًا ما يعود إلى تجارات تسحب الثروة إلى خارج البلاد بلا فائدة؛ بل وبفرص عمل محدودة فضلاً عن كونها محرمة في الغالب.
الخامس: تحريم الإسلام لكثير من صور اللهو، وتحريمه للتكسب من اللهو حتى المباح منه يمنع وجود الصور المثبطة عن العمل؛ كما يحدث الإحباط لدى الشباب عندما يشاهد الدخول الفلكية للفنانين ولاعبي الكرة مما يجعل بعضهم يلهث خلف هذا السراب وبعضهم على الأقل يصيبه الإحباط العام.
(يُتْبَعُ)
(/)
السادس: التشريع الإسلامي في شأن تنظيم إحياء الموات وتمليك الموات لمن أحياه يساعد على سرعة انتشار العمران وتناسبه مع الازدياد في حاجة الناس، وهذا لا يمنع أن الدولة الإسلامية من الممكن أن تسبق إلى إحياء موات ثم تعيد توزيعها بالضوابط التي تراها؛ ولكن هذا لا يمنع من الإقرار لمن أحيا مواتًا من تلقاء نفسه بحقه الشرعي في تملكه.
هذه بعض للتشريعات الإسلامية ذات الأثر في علاج قضية البطالة؛ هذا بخلاف مبادئ الشريعة العامة: من العدالة، والإخوة الإيمانية، وحرمة المال العام، وتحريم الرشوة -ولو تحت مسمى الهدية- كل ذلك مما قد تحرمه أيضًا القوانين الوضعية؛ ولكنها لا تستطيع اكتشاف إلا القدر اليسير منه بينما يؤدي التطبيق الشامل للشرع وتربية الناس على هذه المعاني إلى وجود الوازع الإيماني الذي يقلل جدًا من هذه المظاهر.
هذا كله في حالة التطبيق الشامل للشرع ..
-فكرة أن بعض السنن و التطبيقات الإسلامية مأخوذة من الغير.
التشريعات هي إما أمر بها الله في وحيه، و إما سكت عنها ..
فما سكت عنها و لم يرد بشأنها ما يمنعها و ثبت بالحس نفعها، فالمؤمن أولى بالنفع أن يأخذه، فما المانع ان يأخذ شيئا نافعا أبيح له مع أن يمتثل أوامر الله الأخرى؟
وقد سميت إسلامية من باب أنها لا تتعارض مع تعاليم الإسلام .. فما وجه الحكمة في رد أوامر الله بدعوى أن هناك أشياء أباحها لنا الله يشترك معنا فيها الغير؟
فالعبرة أصلا في النظر إلى أوامر الله، فما كان مباحا جاز لنا أخذه، حتى و إن انتفع به الآخرون أو اخترعه الآخرون، و ما كان حراما وجب علينا تركه.
ألم تر إلى الجهاد البحري للصحابة في معركة ذات الصواري في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان، مع أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يجاهد أبدا في البحر؟؟ فلماذا أجمع الناس على تسميته جهادا، مع أن هذه الأساليب كانت للروم أصلا؟
-فكرة أن الحكام الدينيون يظلمون الشعوب باسم السماء.
هنا جاء الخلط الكبير بسبب استصحاب النفسية الغربية في معالجة الأمور، فنظرية أن الحاكم أو الراهب هو ظل الله في الأرض هي نظرية الكنيسة الغربية. أما في الإسلام، فالحاكم و المحكومون هم جميعا تحت حكم الله.
انظر إلى نصوص الشريعة في الكتاب و السنة، تجد قوله تعالى: {ولو تقول علينا بعض الأقاويل، لأخذنا منه باليمين، ثم لقطعنا منه الوتين، فما منكم من أحد عنه حاجزين} وهذا في حق النبي صلى الله عليه و سلم، وانظر إلى قول النبي صلى الله عليه و سلم: "إنما أهلك الناس قبلكم: أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، والذي نفس محمد بيده، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها".
طبعا عند التطبيق تجد الانحراف لا شك من البشر، وكلما بعدنا عن عصر النبوة كلما زاد الانحراف و قل بالتالي التوفيق، فمن أراد أن يدلل على نقص النظرية من خلال الخلل في التطبيق فقد أبعد النجعة، فكيف لو طبقنا هذا الأسلوب في الحكم على كل النظريات الأرضية التي أثبتت فشلها حتى الآن (تأصيلا و تطبيقا)؟
-الهمز و اللمز في تاريخ الخلفاء الراشدين.
فننصح بقراءة الجزء الخاص بالفتن في عصر الصحابة من كتاب العواصم من القواصم لأبي بكر بن العربي بتحقيق محب الدين الخطيب.
يتضح من أسلوب كاتب المقال التجاهل الشديد للوقائع التاريخية و محاولة التأثير النفسي الخفي على القاريء بالتنفير من عصر الخلافة الراشدة و ذلك من خلال استخدام صيغة الجمع (الخلفاء الراشدين!!) مع أن هذه الفتن لم تقع إلا في عهد الخليفة الراشد علي بن أبي طالب، و لا شك أنه كان مظلوما، و الحمد لله أنه رضي الله عنه كان ابن عم النبي صلى الله عليه و سلم، فما يتهمه بالظلم المتعمد إلا منافق معلوم النفاق.
ثم إن وقوع الفتن بل وقوع الحروب و إسالة الدماء لا يعني الحكم على مرتكبه بالسوء، إلا إن كان ظالما، ففي عهد النبي صلى الله عليه و سلم سالت دماء المشركين و فرق بين الوالد وولده، فهل نقول أن هذا ظلم؟
إن الأنبياء لا ينزهون عن الحرب العادلة، فارجعوا إلى التوراة و الإنجيل، لتجدوا النصوص الوافرة في وصف الحروب المقدسة، و كذلك في القرآن العظيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن كنا نجادل مؤمنا بالرسالات، فلا شك في إذعانه و تسليمه بأن الأنبياء لا ينزهون عن الحرب العادلة، و هذا ينسحب على أتباع الأنبياء أيضا!
وإن كنا نجادل ملحدا، فالأحرى به أن يتوارى خجلا لأن تاريخ الشيوعية و ما فعلته تاريخ أسود حافل بالإبادات الجماعية.
أما بالنسبة للفتن بين أتباع المرسلين، فللمجتهد منهم المصيب أجران و للمخطئ أجر واحد، أما ما حدث بين الصحابة فأصله يرجع إلى المندسين المتسللين بين كل فريق و الذين أشعلوا القتال و قضوا على محاولات الإصلاح، و قد صلى كل فريق خلف الآخر و لم يكفره، بل ترحموا على بعضهم البعض.
وقد مر بهم من الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ما يكفر سيئاتهم إن كانت سيئات، و سوء التقدير و التصرف أو نزول المصائب على الإنسان لا تعني أنه مسيء دائما.
فالمصائب (ومنها حدوث الفتن) قد تكون لرفع الدرجات و لحكم أخرى قدرية قدرها الله تعالى، فنحن نؤمن أنه لا يقع في ملكه إلا ما شاء، وهذا من كمال قدرته، فهذا قد وقع بأمر الله القدري مع أنه يخالف أمر الله الشرعي (من حقن الدماء و الابتعاد عن الفتن) ولكن قدره الله لمصالح أخرى و حكم يعلمها سبحانه وتعالى، منها رفع الدرجات، و إثبات نبوة رسولنا صلى الله عليه و سلم لأنه أخبر عن هذه الفتن، و قد أمر عليا رضي الله عنه أن يبشر قاتل الزبير بن العوام بالنار، و أخبر عائشة بأنها تمر من موضع معين قريب من موقعة الجمل، و قد خرجت رضي الله عنها للإصلاح و لم تقاتل، و ردها علي رضي الله عنه مكرمة معززة إلى المدينة، وكذلك استفدنا تقرير فقهاء الصحابة والتابعين لأحكام القتال مع الصائل و مع الباغي.
فما حدث من قتال خلاصته أن الزبير ابن العوام و طلحة و عائشة رضي الله عن الجميع خرجوا ليناصحوا عليا رضي الله عنه، و لكن وقعت مناوشات بالليل بين كل فريق باتفاق من المحرشين و لم يأمر الصحابة بالقتال، فظن كل فريق أن الآخر يهاجمه فوقعت الموقعة.
وحدوث سوء الفهم أو سوء التقدير لا يعني أن نترك أوامر الله في تشريعاته، بل يعني أن نستفيد من الأخطاء الاجتهادية السابقة و أن يزداد تمسكنا بحبل الله حتى يرزقنا التوفيق.
-شبهة أن الأمور موكولة إلى تدبير الإنسان
نعم، ما سكت عنه الشرع فهو موكول إلينا في الجملة، أما ما تكلم فيه الشرع و نزل فيه حكم، أنأخذ به مثل ما اخذنا بقول النبي صلى الله عليه و سلم: "أنتم أعلم بشؤون دنياكم"؟ أم نأخذ شيئا و نترك شيئا فنكون كالذين قال الله عز وجل فيهم: {أفتؤمنون ببعض الكتاب و تكفرون ببعض}؟ و نكون كالذين قالوا: {ويل للمصلين} وسكتوا؟
اللهم اهدنا فيمن هديت و عافنا فيمن عافيت و تولنا فيمن توليت وز بارك لنا فيما أعطنا و قنا شر ما قضيت، و صل اللهم على محمد و آله و صحبه و سلم.
ـ[ابن عباس المصري]ــــــــ[20 - May-2009, مساء 11:55]ـ
جزاك الله خيرا .........
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[21 - May-2009, مساء 05:49]ـ
جزاك الله خيرا .........
وجزاك ربي خيرا و أحسن إليك.(/)
زلزال العيص آية للشيخ عبد الرحمن البراك
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - May-2009, مساء 09:01]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فإن من الإيمان بالله الإيمان بأن الله هو المدبر لهذا العالم علويه وسفليه، وأنه لا يكون في السماء ولا في الأرض من حركة ولا سكون إلا بمشيئته سبحانه وحكمته وتدبيره، فبمشيئته تدور الأفلاك وتجري النجوم والشمس والقمر، وهو الذي يرسل الرياح ويصرفها ويقلب الليل والنهار، إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار، وهو الذي يرسل بالآيات الكونية تخويفا لعباده وعقوبة لأعدائه (وما نرسل بالآيات إلا تخويفا) وقد قص الله علينا في كتابه ما ابتلى به الأمم الماضية من أنواع المصائب والكوارث، وبين أسباب ذلك وحكمته في ذلك فقال تعالى: (ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون)، (فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين).
وقال في بني إسرائيل: (و بلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون) وأخبر أنه أخذ المكذبين بذنوبهم فأنزل بهم أنواع العقوبات (فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون)
وبعد؛ فسنة الله ماضية بإرسال الآيات تذكيرا وتحذيرا ليتوب العباد إليه ويتضرعوا (ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون) وقال تعالى: (أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون) وقال تعالى: (قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وإن يعودوا فقد مضت سنة الأولين) وقال تعالى: (استكبارا في الأرض ومكر السيئ ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله فهل ينظرون إلا سنة الأولين فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا) فيجب على العباد أن يؤمنوا بأن ما يحدث من الأعاصير والفيضانات والزلازل المدمرة والأوبئة المهلكة إنما تحدث بمشيئة الله وحكمته وإن كان لها أسباب طبيعية يعرفها الناس، فالله خلق الأسباب والمسبَّبات، ومن الجهل العظيم والضلال المبين الوقوف عند الأسباب، والغفلة عمن خلقها وقدرها ودبرها، ولا يقدر على دفعها غيره سبحانه وتعالى.
ومن المؤسف أن أكثر من يتحدث من المسلمين عما يحدث من الكوارث يقصر حديثه على أسبابها الطبيعة وآثارها، ولا يذكر ما وراء ذلك من تدبير الله ومشيئته وحكمته ولا يُذكِّر بما يجب على العباد من التذكر والرجوع إلى الله والضراعة إليه سبحانه بدفع مايخشونه وكشف ما نزل بهم.
هذا؛ وإن من آيات الله التي يخوف بها عباده في هذا الأيام ماوقع ـ ولا يزال ـ من الهزات الأرضية المتزايدة في مركز العيص وما جاوره شمال المدينة النبوية، مما أدى إلى ترحيل السكان إلى مناطق بعيدة؛ لأن هذه الهزات المتتابعة منذ شهر تنذر بخطر كبير، فيجب على الجميع حكومة وشعبا أن يأخذوا بأسباب الوقاية الشرعية والمادية وأن يتذكروا قوله تعالى: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) وأن يحذروا من حال من قال الله فيهم: (أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون) وأعظم الأسباب الشرعية: التوبةُ والاستغفارُ ودعاؤه سبحانه وتعالى بأن يرحم عباده ويصرف عنهم ما يكرهون، كما قال صلى الله في شأن الكسوف: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا" متفق عليه، وفي لفظ لهما: " إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِمَا عِبَادَهُ"
وثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه صلى في زلزلة ست ركعات وأربع سجدات، وقال: "هكذا صلاة الآيات" رواه البيهقي وغيره، لذلك ندعو سكان العيص ـ حفظهم الله ـ وما جاورها أن يقيموا صلاة الزلزلة كما فعل ابن عباس، وهي ركعتان بأربع ركوعات أو ست ركوعات وأربع سجدات، فإنها كصلاة الكسوف، ولهذا قال ابن عباس، هكذا صلاة الآيات.
نسأل الله لطفه وعفوه ورحمته وغفرانه، إنه هو العفو الغفور، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
http://albrrak.net/index.php?option=*******&task=view&id=13760
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[20 - May-2009, مساء 09:34]ـ
جزيت خيرا يا شيخ عبدالرحمان .. على نشرك هذا
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[21 - May-2009, مساء 08:49]ـ
بارك الله فيكم
ـ[عبدالله ابو محمد]ــــــــ[21 - May-2009, مساء 11:11]ـ
الشيخ / عبدالرحمن السديس حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعلم أن أمور التعبد (العبادة) أمور توقيفية تحتاج دليلاً شرعي من فعل الرسول صلى الله عليه وسلم.
فالصلاة أمر لم يرد عنه صلى الله عليه وسلم ... اليس الأولى الدعاء لهم؟
تحملنا حفظك الله ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[22 - May-2009, مساء 05:58]ـ
الشيخ / عبدالرحمن السديس حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعلم أن أمور التعبد (العبادة) أمور توقيفية تحتاج دليلاً شرعي من فعل الرسول صلى الله عليه وسلم.
فالصلاة أمر لم يرد عنه صلى الله عليه وسلم ... اليس الأولى الدعاء لهم؟
تحملنا حفظك الله ...
/// هو من فعل الصَّحابة:
مصنف عبد الرزاق ج3/ص101 - 102
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة وعاصم الأحول عن عبد الله بن الحارث عن بن عباس أنه صلى في الزلزلة بالبصرة فأطال القنوت ثم ركع ثم رفع رأسه فأطال القنوت ثم ركع 6 ثم ركع ثم سجد ثم صلى الثانية كذلك فصارت صلاته ثلاث ركعات 1 وأربع سجدت وقال هكذا صلاة الآيات 2 وقال معمر أخبرني بعض أصحابنا أن بن عباس قرأ في الركعة الأولى بالبقرة وفي الآخرة بآل عمران
4930 عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال صلى حذيفة بالمدائن بأصحابه مثل صلاة بن عباس في الآيات
4931 عن الثوري عن خالد الحذاء او عاصم الأحول عن عبد الله بن الحارث عن بن عباس أنه صلى في الزلزلة بالبصرة - فاتفقا على أنه ركع في ركعتين ست ركعات ثلاث في كل ركعة واختلفا - فقال عاصم قرأ ما بين كل ركعتين وقال خالد قرأ في الأولى من كل ركعة منها ثم عاد بعد 3
4932 عبد الرزاق عن الثوري قال أخبرني هشام عن رجل عن عبد الله بن الحارث عن بن عباس أنه حين صلى بهم قال هكذا صلاة الآيات
سنن البيهقي الكبرى ج3/ص343
باب من صلى في الزلزلة بزيادة عدد الركوع والقيام قياسا على صلاة الخسوف
6174 أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس أنبأ الربيع قال قال الشافعي بلاغا عن عباد عن عاصم الأحول عن قزعة عن علي رضي الله عنه أنه صلى في زلزلة ست ركعات في أربع سجدات خمس ركعات وسجدتين في ركعة وركعة وسجدتين في ركعة قال الشافعي ولو ثبت هذا الحديث عندنا عن علي رضي الله عنه لقلنا به قال الشيخ رحمه الله هو عن بن عباس ثابت كما
6175 أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن قتادة وعاصم عن عبد الله بن الحارث عن بن عباس أنه صلى في زلزلة بالبصرة فأطال القنوت ثم ركع ثم رفع رأسه فأطال القنوت ثم ركع ثم رفع رأسه فأطال القنوت ثم ركع فسجد ثم قام في الثانية ففعل كذلك فصارت صلاته ست ركعات وأربع سجدات قال قتادة في حديثه هكذا الآيات ثم قال بن عباس هكذا صلاة الآيات.
/// وينظر: الأوسط لابن المنذر (5/ 314 - 315).
ـ[حسن ابو عدي]ــــــــ[22 - May-2009, مساء 06:43]ـ
جزاكم الله خير على الموعظة الطيبة
ـ[عبدالله ابو محمد]ــــــــ[22 - May-2009, مساء 10:09]ـ
الفاضل / عدنان البخاري حفظة الله
لا جدال أن الزلزال آية من آيات الله سبحانه وتعالى.
* هل ثبت فعلاً الزلزال في زمان ابن عباس رضي الله عنه؟
* وماذا عن صحة الأثر المروي عن عمر بن الخطاب عندما هزة الأرض و أوقعت الحوائط والجدران فلم يصلي عمر بالناس بل طلب منهم التضرع لله.
رفع الله قدرك
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[22 - May-2009, مساء 10:49]ـ
* هل ثبت فعلاً الزلزال في زمان ابن عباس رضي الله عنه؟
/// نعم .. بارك الله فيك، قد ثبت بإسنادٍ صحيح:
قال الشيخ [يعني: البيهقي] رحمه الله: هو عن ابن عباس ثابت كما
6175 أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن قتادة وعاصم عن عبد الله بن الحارث عن ابن عباس أنه صلى في زلزلة بالبصرة فأطال القنوت ثم ركع ثم رفع رأسه فأطال القنوت ثم ركع ثم رفع رأسه فأطال القنوت ثم ركع فسجد ثم قام في الثانية ففعل كذلك فصارت صلاته ست ركعات وأربع سجدات.
قال قتادة في حديثه: هكذا الآيات.
ثم قال ابن عباس: هكذا صلاة الآيات.
* وماذا عن صحة الأثر المروي عن عمر بن الخطاب عندما هزة الأرض و أوقعت الحوائط والجدران فلم يصلي عمر بالناس بل طلب منهم التضرع لله.
/// عند ابن المنذر (5/ 315) وابن أبي شيبة (2/ 473) من حديث صفيَّة بنت أبي عبيد -امرأة ابن عمر-: أنَّ الأرض زلزلت في عهد عمر، فقام على المنبر، فخطب الناس، فقال: قد أحدثتم، لقد عجَّلتم.
وسمعتُ من يقول: إنَّه قال: "لئن عادت لأخرجنَّ من بين أظهركم".
/// وليس فيه -وفَّقك الله- أنَّه لم يصلِّ، واكتفى بأمرهم بالتضرُّع، وعدم النقل ليس نقلًا للعدم.
ـ[عبدالله ابو محمد]ــــــــ[23 - May-2009, صباحاً 04:43]ـ
بارك الله بك ونفع بك
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[23 - May-2009, صباحاً 11:53]ـ
بارك الله فيكم و في جهودكم
وحفظ الله الشيخ العلامه البراك
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[23 - May-2009, مساء 12:18]ـ
بارك الله فيكم و في جهودكم
وحفظ الله الشيخ العلامه البراك
اللهم آمين
وأسأل الله أن يحفظ أهل المدينة والقرى المجاورة لها العيص وغيرها
وكل المملكة من كل شر
وأشهد بالله أني زرت المدينة فما رأيت من أهلها إلا خيرا
وقد حملنا والعائلة أحد منهم في سيارته ورجع بنا إلى مكة فكان يسبح طول الطريق
ووضع لنا محاضرة، وسيارته كلها كتيبات نافعة
نعم الرجل والله، ولم أرى بها إلا نعم الناس، بإذن الله الله ربي سيحفظهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله ابو محمد]ــــــــ[24 - May-2009, صباحاً 11:48]ـ
فتوى الشيخ / عبدالعزيز بن باز رحمه الله
في حكم صلاة الكسوف عند الزلزال و نحوه
* هل تشرع صلاة الكسوف عند رؤية الآيات كالزلزال والصواعق والعواصف الشديدة وبياض الليل وسواد النهار والبراكين ونحوها؟
= لا أعلم دليلاً يعتمد عليه في شرعية الصلاة للزلزال ونحوها , وإنما جاءت السنة الصحيحة بالصلاة والذكر والدعاء والصدقة حين الكسوف. وذهب بعض أهل العلم إلى شرعية صلاة الكسوف للزلزال, ولا أعلم نصاً عن الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك.وإنما ذلك مروي عن ابن عباس رضي الله عنهما. وقد علم بالأدلة الشرعية أن العبادات توقيفية لا يشرع منها إلا ما دل عليه الكتاب والسنة الصحيحة , لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد)). متفق على صحته من حديث عائشة رضي الله عنها.
وأخرجه مسلم في صحيحة عنها رضي الله عنها: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)).
والمعنى فهو مردود على من أحدثه , لا يجوز العمل به و ولا نسبته إلى الشرع الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم.
مجموع فتاوى ابن باز
الجزء الثالث عشر ـ الصفحة 45
وفقني وإياكم الله إلى سنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
ـ[أبو عبد الأكرم الجزائري]ــــــــ[25 - May-2009, صباحاً 12:58]ـ
نصيحة حول الزلازل
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فإن الله سبحانه وتعالى حكيم عليم فيما يقضيه ويقدره، كما أنه حكيم عليم فيما شرعه وأمر به، وهو سبحانه يخلق ما يشاء من الآيات، ويقدرها تخويفا لعباده وتذكيرا لهم بما يجب عليهم من حقه، وتحذيرا لهم من الشرك به ومخالفة أمره وارتكاب نهيه كما قال الله سبحانه: وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلا تَخْوِيفًا [1] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8651#_ftn1)، وقال عز وجل: سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [2] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8651#_ftn2)، وقال تعالى: قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ [3] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8651#_ftn3) الآية.
وروى البخاري في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لما نزل قول الله تعالى: قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أعوذ بوجهك))، قال: أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ قال: ((أعوذ بوجهك)) [4] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8651#_ftn4).
وروى أبو الشيخ الأصبهاني عن مجاهد في تفسير هذه الآية: قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ قال: الصيحة والحجارة والريح. أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ قال: الرجفة والخسف.
ولا شك أن ما حصل من الزلازل في هذه الأيام في جهات كثيرة هو من جملة الآيات التي يخوف الله بها سبحانه عباده. وكل ما يحدث في الوجود من الزلازل وغيرها مما يضر العباد ويسبب لهم أنواعاً من الأذى، كله بأسباب الشرك والمعاصي، كما قال الله عز وجل: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ [5] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8651#_ftn5)، وقال تعالى: مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ [6] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8651#_ftn6)، وقال تعالى عن الأمم الماضية: فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ [7] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8651#_ftn7).
(يُتْبَعُ)
(/)
فالواجب على جميع المكلفين من المسلمين وغيرهم، التوبة إلى الله سبحانه، والاستقامة على دينه، والحذر من كل ما نهى عنه من الشرك والمعاصي، حتى تحصل لهم العافية والنجاة في الدنيا والآخرة من جميع الشرور، وحتى يدفع الله عنهم كل بلاء، ويمنحهم كل خير، كما قال سبحانه: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ [8] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8651#_ftn8)، وقال تعالى في أهل الكتاب: وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ [9] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8651#_ftn9)، وقال تعالى: أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ [10] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8651#_ftn10).
وقال العلامة ابن القيم - رحمه الله - ما نصه: (وقد يأذن الله سبحانه للأرض في بعض الأحيان بالتنفس فتحدث فيها الزلازل العظام، فيحدث من ذلك لعباده الخوف والخشية، والإنابة والإقلاع عن المعاصي والتضرع إلى الله سبحانه، والندم كما قال بعض السلف، وقد زلزلت الأرض: (إن ربكم يستعتبكم).
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد زلزلت المدينة، فخطبهم ووعظهم.، وقال: (لئن عادت لا أساكنكم فيها) انتهى كلامه رحمه الله.
والآثار في هذا المقام عن السلف كثيرة.
فالواجب عند الزلازل وغيرها من الآيات والكسوف والرياح الشديدة والفياضانات البدار بالتوبة إلى الله سبحانه، والضراعة إليه وسؤاله العافية، والإكثار من ذكره واستغفاره كما قال صلى الله عليه وسلم عند الكسوف: ((فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره)) [11] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8651#_ftn11). ويستحب أيضاً رحمة الفقراء والمساكين والصدقة عليهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((ارحموا ترحموا)) [12] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8651#_ftn12)، (( الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)) [13] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8651#_ftn13)، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((من لا يرحم لا يرحم)) [14] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8651#_ftn14).
وروي عن عمر بن عبد لعزيز رحمه الله أنه كان يكتب إلى أمرائه عند وجود الزلزلة أن يتصدقوا.
ومن أسباب العافية والسلامة من كل سوء، مبادرة ولاة الأمور بالأخذ على أيدي السفهاء، وإلزامهم بالحق وتحكيم شرع الله فيهم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما قال عز وجل: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [15] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8651#_ftn15)، وقال عز وجل: وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ [16] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8651#_ftn16)، وقال سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ [17] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8651#_ftn17)... والآيات في هذا المعنى كثيرة، وقال صلى الله عليه وسلم: ((من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته)) [18] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8651#_ftn18) متفق على صحته، وقال عليه الصلاة والسلام: ((من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)) [19] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8651#_ftn19) رواه مسلم في صحيحه. والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
والله المسئول أن يصلح أحوال المسلمين جميعاً، وأن يمنحهم الفقه في الدين وأن يمنحهم الاستقامة عليه، والتوبة إلى الله من جميع الذنوب، وأن يصلح ولاة أمر المسلمين جميعاً، وأن ينصر بهم الحق، وأن يخذل بهم الباطل، وأن يوفقهم لتحكيم شريعة الله في عباده، وأن يعيذهم وجميع المسلمين من مضلات الفتن، ونزغات الشيطان، إنه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
مفتي عام المملكة العربية السعودية
ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية الإفتاء
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد العبر]ــــــــ[02 - Jun-2009, مساء 09:21]ـ
بارك الله فيكم شيخنا على مااتحفتمونا به
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[02 - Jun-2009, مساء 11:38]ـ
وإنما ذلك مروي عن ابن عباس رضي الله عنهما. وقد علم بالأدلة الشرعية أن العبادات توقيفية لا يشرع منها إلا ما دل عليه الكتاب والسنة الصحيحة , لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد)). متفق على صحته من حديث عائشة رضي الله عنها.
ثبوت تلك الصلاة عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره من الصحابة يرقى للاستدلال على مشروعيتها عند من يقول بحجية قول الصحابي في المسائل التي وقع فيها الخلاف بينهم، فكيف بقولٍ قال به الصحابي ولم يُنقل إنكار الصحابة عليه، ولم يخالف به دليلا ظاهرا ولا اتفاقا ولا شبه اتفاق، بل وجاء الأثر بموافقة صحابي آخر له في ذلك (وصلاة جمع من المسلمين من أهل الطبقة الأولى مأمومين خلفهما جميعا في كلتا الواقعتين المنقولتين دونما استنكار)؟
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[02 - Jun-2009, مساء 11:52]ـ
بارك الله فيكم
وحفظ الله شيخنا العلامة عبد الرحمن البراك.
وحفظ الله أهل المدينة الطيبين.(/)
هل يفرق في النطق بين "إنما " و" إن ما"؟
ـ[ابن عبد القادر]ــــــــ[21 - May-2009, صباحاً 02:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أقرأ الإجازة علي شيخين
///فأحدهما يفرق بين الكلمتين في النطق
فيقرأ " إنما " باختلاس
ويقرأ " إن ما" بدون اختلاس
وكذلك "وما" الموصولة
"وما" النافية
///والآخر لا يفرق بين الكلمتين ويقرأهما لا اختلاس
أنا أعلم أني لا أستطيع أن أعبر عن المراد لأن ذلك مبنياً علي السماع!!
فهل هناك فرق؟
وهل التفريق بينهما من التنطع؟
أم أن هناك فرق والأصل الرواية؟ ولماذا اختلف المجازون؟؟؟
ـ[ابن عبد القادر]ــــــــ[21 - May-2009, صباحاً 02:23]ـ
أنا أعلم أني لا أستطيع أن أعبر عن المراد لأن ذلك مبنياً علي السماع!!
أعتذر (مبنيٌ)(/)
10توجيهات في زلازل الحجاز للشيخ المنجد
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[21 - May-2009, مساء 01:50]ـ
http://www.ansarallah.com/play_audio.php?audio=32 (http://www.ansarallah.com/play_audio.php?audio=32)
على هذا الرابط مقطع صوتي للشيخ محمد المنجد بعنوان10توجيهات في زلازل الحجاز
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[21 - May-2009, مساء 03:32]ـ
جزاك الله خيراَ ..
مادة صوتية جيدة!.
ـ[سحابة مطر]ــــــــ[21 - May-2009, مساء 05:25]ـ
بارك الله فيك على النقل واثابك الله عليه
ـ[حسن ابو عدي]ــــــــ[21 - May-2009, مساء 05:57]ـ
جزاك الله خير
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[21 - May-2009, مساء 06:30]ـ
بارك الله فيك .. تنبيهات مهمة، ونرجو تفريغها.(/)
أيها الأئمة احذروا الإعتداء في الدعاء!
ـ[مُسلم]ــــــــ[21 - May-2009, مساء 01:55]ـ
أيها الأئمة احذروا الإعتداء في الدعاء
?
كتبه
محمد بن أحمد الفيفي
عضو الدعوة بوزارة الشؤون الإسلامية
بالمملكة العربية السعودية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:
إنّ مما لا شك فيه أنّ «الدعاء هو العبادة» كما صَحّ بذلك الخبر عن المصطفى من حديث النعمان بن بشير ? (1). ومادام أنّ الدعاء عبادة فإنه يشترط لقبوله شرطان:
الأول: الإخلاص، فلا يدعو العبد إلا وهو يبتغي وجه الله لا رياءً ولا سمعةً،
والثاني: المتابعة: أي يقتفي فيه طريقة وهدي محمد ?، فإذا اختل واحد من هذين الشرطين فإن العمل يكون باطلاً مردوداً على صاحبه كائناً من كان؛ لحديث عائشة رضي الله عنها في «الصحيحين» قالت: قال عليه الصلاة
والسلام: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» ولمسلم: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد».
وقال شيخ الإسلام في "الفتاوى" (15/ 24): (وقوله تعالى: {إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} عقيب قوله: {ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً} دليل على أنّ من لم يدعه تضرعاً وخفيةً فهو من المعتدين الذين لا يحبهم).اهـ.
ولاشك أنه مما ينبغي للعبد أن يتفطن له هو ما يتقرب به إلى الله من الطاعات وخاصة الدعاء الذي نحن بصدد الكلام عليه، هل وافق فيها مراد الله وتابع فيها رسول الله؟ فإنْ كان كذلك فليحمد الله وليسأله المزيد، وإن كان غير ذلك فليتدارك ما بقي من عمره وليصحح ما أفسد من عمله قبل ألا ينفع الندم.
ألا وإنّ مما ابتليت به الأمة في بعض الأمصار من محدثات في طريقة الدعاء أو في ألفاظ الأدعية حتى رأينا وسمعنا ألوانا منها صعب علينا إحصاؤها فضلاً عن إنكارها، وربما توارثها الناس جيلاً بعد جيل إلى أن استقر الأمر عند بعضهم أنها من السنة وهي ليست كذلك، فإذا تُركِت قال: تُركت السنة، قال ابن مسعود ?: «كيف أنتم إذا لبستكم فتنة يهرم فيها الكبير ويربو فيها الصغير ويتخذها الناس سنة فإذا غُيرَت قالوا: غُيرَت السنة» قيل: متى ذلك يا أبا عبد الرحمن؟ قال: «إذا كثرت قراؤكم وقلت فقهاؤكم وكثرت أمراؤكم وقلت أمناؤكم والتمست الدنيا بعمل الآخرة [وتفقه لغير الدين]». رواه الدرامي (1/ 64) والحاكم (4/ 514 - 515) بسند صحيح.
فمن تلك الأمور المحدثة:
أولا: التغني بالدعاء والتطريب والتلحين وهو أمر مُحدَث ويدل لذلك:
1 - أنّ الأصل في العبادات المنع والتوقف لقوله ? من حديث عائشة: «مَن أحدَثَ في أمرنا هذا
ما ليس منه فهو رَد» رواه البخاري، فليس المنع مقتصراً على أصل العبادة فحسب بل حتى في صفتها ووقتها وعددها وزمنها ومكانها وهيئتها، ولا دليل على صفة التغني بالقنوت فكيف نتعبد الله بما لم يشرع لنا، ولو كان خيراً لسبقونا إليه ونقل إلينا.
2 - إنّ الأمر بالتغني والترتيل إنما ورد في تلاوة القرآن لما روى البخاري في «صحيحه» عن أبي هريرة: «ليس مِنا من لم يتغن بالقرآن» فلم يقل: تغن بالدعاء، وإنما بالقرآن، وقال عليه الصلاة والسلام: «زينوا القرآن بأصواتكم» ولم يقل: زينوا الدعاء ...
3 - ذَكَرَ شيخ الإسلام أنّ إدخال الألحان في الصلوات هي من طريقة النصارى حيث قال في «الفتاوى» (28/ 611): (وكذلك إدخال الألحان في الصلوات لم يأمر بها المسيح ولا الحواريون) اهـ، وخير شاهد على هذا في العصر الحاضر ما تبثه بعض القنوات والإذاعات من الأدعية البدعية والابتهالات الملحنة.
4 - أنك لو سألت الخطيب على المنبر هل تتغنى بالدعاء؟ لقال: لا، ولو سألت المصلي هل يتغنى بالدعاء في سجوده؟ لقال: لا، ولو سألت المصلي الذي في المسجد ينتظر الصلاة: هل تتغنى بالدعاء؟ لقال: لا، إذاً فما الذي خَصَّ دعاء القنوت بهذا التغني والتلحين والترتيل الذي نسمعه اليوم دون بقية الحالات؟؟ فإنّ الشريعة لا تفرق بين المتماثلات ولا تجمع بين المختلفات (1).
(يُتْبَعُ)
(/)
5 - أنّ التغني والتطريب بالدعاء من أسباب رده وعدم قبوله لأنه اعتداء في الدعاء، قال الكمال بن الهمام الحنفي: (ومما تعارف عليه الناس في هذه الأزمان من التمطيط والمبالغة في الصياح و الإشتهار لتحريرات النغم إظهار للصناعة النغمية لا إقامة العبودية؛ فإنه لا يقتضي الإجابة بل هو من مقتضيات الرد ... فاستبان أن ذلك من مقتضيات الخيبة والحرمان). «فيض القدير» للمناوي (1/ 229).
وقال: (ولا أرى أنّ تحرير النغم في الدعاء كما يفعله بعض القراء في هذا الزمان يصدر ممن يفهم معنى السؤال والدعاء وما ذاك إلا نوع لعبٍ، فإنه لو قدر في الشاهد سائل حاجة أدى سؤاله بتحرير النغم فيه من الخفض والرفع والتطريب والترجيع كالتغني نُسب البتة إلى السخرية واللعب إذ مقام طلب الحاجة هو التضرع لا التغني) اهـ.
ولك أخي الكريم أن تتأمل وأنت تسمع بعضهم وهو يدعو وكأنه يقرأ القرآن بالمدود والقلقلة والإخفاء والإظهار، حتى إنك ترى بعض المصلين عند سماعه للقنوت لا يفرق بين القرآن وبين الدعاء.
ثانيا: من المحدثات: رفع الصوت بالدعاء وهو فعل منكر لأمور:
1 - أنّ الرسول عليه الصلاة والسلام أنكر على الصحابة عندما رفعوا أصواتهم بالدعاء، فعن أبي موسى الأشعري ? قال: كُنا مع رسول الله ? فكنا إذا أشرفنا على واد هللنا وكبرنا ارتفعت أصواتنا فقال النبي ?: «يا أيها الناس إِربَعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصمّ ولا غائباً، إنه معكم إنه سميع قريب تبارك اسمه وتعالى جده». قال الحافظ في «الفتح» (6/ 135): (قال الطبري: فيه كراهية رفع الصوت بالدعاء والذِّكر، وبه قال عامة السلف من الصحابة والتابعين).اهـ.
2 - قال شيخ الإسلام في «الإستقامة» (1/ 322): (إن رفع الأصوات في الذِّكر المشروع لا يجوز إلا حيث جاءت به السنة كالأذان، والتلبية، ونحو ذلك، فالسنة للذاكرين والداعين ألا يرفعوا أصواتهم رفعاً شديداً .... وقد قال تعالى: {ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [سورة الأعراف: 55] وقال عن زكريا: {إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيّاً} [سورة مريم: 3]؛ وقال تعالى: {وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ} [سورة الأعراف: 205] وفي هذه الآثار عن سلف الأمة وأئمتها ما ليس هذا موضعه كما قال الحسن البصري: رفع الصوت بالدعاء بدعة. وكذلك نصّ عليه أحمد ابن حنبل وغيره).اهـ.
3 - وقال الألوسي في «روح المعاني» (8/ 139): (وترى كثيراً من أهل زمانك يعتمدون الصراخ في الدعاء خصوصاً في الجوامع حتى يعظم اللغط ويشتد، وتستك المسامع وتستد، ولا يدرون أنهم جمعوا بين بدعتين: رفع الصوت في الدعاء، وكون ذلك في المسجد، وروى ابن جرير عن ابن جريج: أنّ رفع الصوت بالدعاء من الإعتداء المشار إليه بقوله سبحانه: {إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}).اهـ.
4 - أخرج البخاري في «صحيحه» (5/ 2331): عن عائشة رضي الله عنها في قوله تعالى: {وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا} أنها قالت: (أُنزِلَت في الدعاء).
ثالثاً: من الأمور المحدثة في الدعاء: السجع:
1 - فقد كرهه السلف ونهوا عنه، قال ابن عباس رضي الله عنهما لمولاه عكرمة: «انظر السجع من الدعاء فاجتنبه فإني عهدت رسول الله وأصحابه لا يفعلون إلا ذلك الإجتناب .. » رواه البخاري.
2 - وهو أيضا مِن أسباب عدم الإجابة؛ ولذلك قال القرطبي (7/ 226): (ومنها أن يدعو بما ليس في الكتاب والسنة فيتخير ألفاظاً مفقرة، وكلماتٍ مسجعة قد وجدها في كراريس لا أصل لها ولا معول عليها فيجعلها شعاره، ويترك ما دعا به رسول الله ?، وكل هذا يمنع استجابة الدعاء) اهـ.
رابعاً: من الأمور المحدثة: الإطالة في الدعاء:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - فقد جاءت السنة في التحذير منه والحثّ على الإقتصار على الجوامع والكوامل من الدعاء وترك الأدعية المطولة، بل فهم السلف الصالح أن التطويل في الدعاء هو نوع من الإعتداء كما جاء في «سنن أبي داوود» أنّ سعد بن أبي وقاص سمع ابنا له يدعو ويقول: اللهم إني أسألك الجنة ونعيمها وبهجتها وكذا وكذا، وأعوذ بك من النار وسلاسلها وأغلالها وكذا وكذا، فقال: يا بني إني سمعت رسول الله ? يقول: سيكون قوم يعتدون في الدعاء. فإياك أن تكون منهم إن أعطيت الجنة أعطيتها وما فيها وإن أعذت من النار أعذت منها وما فيها من الشر. صححه الالباني (2/ 77).
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان النبي يستحب الجوامع من الدعاء ويَدَع ما سوى ذلك» رواه ابو داوود وصححه الالباني (2/ 77).
وقال عليه الصلاة والسلام لعائشة رضي الله عنها: «عليك بجمل الدعاء وجوامعه قولي: اللهم إني أسألك من الخير كلّه عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كلّه عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، وأسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل ... » الحديث رواه ابن ماجه والبيهقي وصححه الالباني (4047).
أفلا نستحب يا أُمّةَ محمد ما كان يحبه عليه الصلاة والسلام من الجوامع؟
أفلا نعمل بوصية رسول الله لعائشة ـ وهي أحب النساء إليه ـ بِجُمَلِ الدعاء؟
وتأمل أيها اللبيب قولها رضي الله عنها وهي تسأل الرسول عليه الصلاة والسلام فتقول: أرأيت إن وافقت ليلة القدر ماذا أقول؟ قال: «قولي: اللهم إنكَ عفوٌ تُحب العفو فاعفُ عني». رواه الترمذي: «صحيح الجامع» (4423).
وإنك لَتَعجَب عندما تسمع بعض الأئمة في قنوتهم وهم يتكلفون الوصف في الدعاء حيث يقول مثلا: (اللهم ارحمنا إذا ثقل منا اللسان، وارتخت منا اليدان، وبردت منا القدمان، ودنا منا الأهل والأصحاب، وشخصت منا الأبصار، وغسلنا المغسلون، وكفننا المكفنون، وصلى علينا المصلون، وحملونا على الأعناق، وارحمنا إذا وضعونا في القبور، وأهالوا علينا التراب، وسمعنا منهم وقع الأقدام، وصرنا في بطون اللحود، ومراتع الدود، وجاءنا الملكان ... الخ) ويزداد عجبك عندما تسمع بُكاء الناس ونشيجهم وهم يُؤَمِّنُون على هذا الدعاء، بل ويتسابقون على التبكير إلى هذا المسجد والصلاة خلف هذا الإمام، وقد تسمع من بعض الأئمة وهو يدعو على الأعداء فيقول (اللهم لاتدع لهم طائرة إلا أسقطتها، ولا سفينة إلا أغرقتها، ولا دبابة إلا نسفتها، ولا فرقاطة إلا فجرتها، ولا مدرعة إلا دمرتها، ولا .. ولا .. الخ) وكأنه يُملِي على الله كيف يفعل بالأعداء، بينما كان يكفيه أن يقول اللهم عليك بهم أو اللهم انتقم منهم ونحو ذلك.
خامساً: من الإعتداء في الدعاء أيضا تلك الأدعية التي تحوي في ثناياها ألفاظاً أو جملاً محذورة أو مُوهِمَة و مخالفة للشرع بل في بعضها ما يقدح في التوحيد ويخدش في الإيمان فمن ذلك:
1 - قول بعضهم: (اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك). ففي هذا الدعاء من المحاذير:
- أنه فيه تزكية للنفس وكأن الداعي معصوم أو أنه لم يقع في شيء من المعاصي والخطأ.
- وفيه أيضا: دعاء على النفس وعلى الناس بالذل فإن الإنسان لا يخلو من الوقوع في الخطأ، فقد قال عليه الصلاة والسلام: «كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون».
- إن المفترض أن يُدعى للناس بالهداية فهم أحوج ما يكون إلى ذلك بدل أن يدعى عليهم، ولا أدري متى سيحصل للأمة عزّة وهداية وبعض الأئمة والخطباء ما زالوا يدعون بالذّل على من يصلون خلفهم في قنوتهم وخطبهم؟؟ قال عليه الصلاة والسلام: «لا تدعوا على أنفسكم، ولا على أولادكم، ولا على أموالكم، فتُوَافِقُوا ساعة فيستجيب الله لكم» رواه مسلم في «الصحيح».
2 - قول بعضهم في الدعاء: (في السماء مُلكك، وفي الأرض سلطانك، وفي البحر عظمتك ... ).
وقد سُئِلَت اللجنة الدائمة للإفتاء ن هذه العبارة فكان الجواب: (أما العبارة المذكورة في السؤال فتركها أولى؛ لأن فيها إيهاماً فقد يظن منها البعض تخصيص الملك بالسماء فقط، أو السلطان بالأرض فقط، وهكذا.
وعظمة الله وملكه وسلطانه وقهره عام في جميع خلقه) اهـ. «فتاوى اللجنة» (26/ 369).
3 - قول بعضهم: (يا من لا تراه العيون، ولا يصفه الواصفون ... الخ).
(يُتْبَعُ)
(/)
جاءت هذه الرواية عند الطبراني وفيها عنعنة هشيم وهو مُدلس، وشيخ الطبراني يعقوب بن اسحاق، قال الهيثمي: لم أعرفه. «السلسلة الضعيفة» (10/ 128).
* قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في «مجموع فتاواه» (14/ 143) في جوابه عن حكم مثل هذا الدعاء فقال: (هذه أسجاع غير واردة عن النبي ?، وفيما ورد عنه من الأدعية ما هو خير منها من غير تكلف. والجملة الأولى: (يا من لا تراه العيون) إنْ أراد في الآخرة أو مطلقاً فخطأ مخالف لما دَلَّ عليه الكتاب والسنة وإجماع السلف الصالح مِن أنَّ الله تعالى يُرَى في الآخرة، وإنْ أراد في الدنيا فإنَّ الله تعالى يُثنى عليه بالصفات الدالة على الكمال والإثبات لا بالصفات السلبية. والتفصيل في الصفات السلبية بغير ما ورد من ديدن أهل التعطيل. فعليك بالوارد، ودع عنك الجمل الشوارد). اهـ.
* وقال العلامة الفوزان عن هذا الدعاء: (أما ما ذُكر في السؤال؛ فلم يَرِد في كلام الله وكلام رسوله فيما أعلم؛ فلا ينبغي الدُّعاء به. وأيضًا في كلمة: (لا يصفه الواصفون)! نظرٌ ظاهرٌ؛ لأنّ الله سبحانه يُوصف بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله ?، وربما يكون هذا اللفظ منقولاً عن نفاة الصِّفات). «المنتقى» (1/ 49).اهـ.
4 - قول بعضهم (يا من أمره بين الكاف والنون).
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في «شرح الأربعين النووية» (ص76): (وبهذه المناسبة أَوَد أن أُنبه على كلمة دارجة عند العوام حيث يقولون: (يامن أمره بين الكاف والنون) وهذا غلط عظيم، والصواب: (يا من أمره بعد الكاف والنون) لأن مابين الكاف والنون ليس أمراً، فالأمر لا يتم إلا إذا جاءت الكاف والنون؛ لأن الكاف المضمومة ليست أمراً والنون كذلك، لكن باجتماعهما تكون أمراً).اهـ.
5 - قول بعضهم (يا فرد يا صمد).
وقد جاء في حديث: «أشهد أنك فرد أحد صمد» قال عنه البيهقي: إسناد الحديث ليس بالقوي (انظر «الأسماء والصفات» للبيهقي (116 - 117).
* وقد سئل العلامة الفوزان: هل يوصف الله تعالى بالقِدَم؛ كأن يقول القائل: يا قديم! ارحمني! أو ما أشبه ذلك؟ وهل الفرد من أسماء الله تعالى؟ أفتوني مأجورين.
الجواب: (ليس من أسماء الله تعالى القديم، وإنما من أسمائه الأول، وكذلك ليس من أسمائه الفرد، وإنما من أسمائه الواحد الأحد؛ فلا يجوز أن يقال: يا قديم! أو: يا فرد! ارحمني! وإنما يقال: يا من هو الأول والآخر والظاهر والباطن! ارحمني واهدني. . . إلى غير ذلك؛ لأن أسماء الله تعالى توقيفية، لا يجوز لأحد أن يثبت شيئًا منها إلا بدليل. والله أعلم). «المنتقى» (1/ 27).
6 - قول بعضهم (اللهم عليك باليهود ومن هاودهم).
قال الفيروز آبادي في «القاموس المحيط» (ص420): (المهاودة: الموادعة والمصالحة والممايلة، والهوادة: اللين وما يرجى به الصلاح والرخصة).اهـ.
قلت: وهذه من عظيم الرزايا أن يدعو بعضهم بمثل هذا الدعاء ولا يعلم معناه لا من جهة اللغة
ولا حكمه وما يترتب عليه من جهة الشرع، وهذه مصيبة البعض أن يردد أدعية لا يفقه معناها إذ قد يترتب عليها لوازم خطيرة لولا أننا حكمنا بجهله لكان للشرع فيه حكم آخر.
* وقد سئل العلامة الفوزان: ما حكم قول بعض خطباء المساجد في نهاية الخطبة: (اللهم عليك باليهود ومن هاودهم). ألا يدخل في ذلك النبي ?؟ لأنه قد هاود اليهود ووادعهم، فهل هذا اعتداء في الدعاء؟
ج: (نعم، (هاودهم) هذه الكلمة معناها المصالحة، هاود معناه المصالحة، واليهود يجوز الصلح معهم، إذا كان فيه مصلحة للمسلمين، يجوز الصلح معهم كما صالحهم رسول الله ? في المدينة، وكما صالح قريشاً في الحديبية، الصلح إذا كان من مصلحة المسلمين فإن الكفار يُصالَحون لأجل مصلحة المسلمين، هذا هو الحقّ، أما كلمة (هادوهم) معناه أنّ الرسول يدخل في هذا، وسبق أني نبهت واحد على هذه اللفظة، لكنه لم يتجنّبها هداه الله). (شريط (4) وجه (ب) من شرح الحموية 4/ 11/1424هـ).
قلت: بل ويشمل هذا الدعاء كل حُكام المسلمين الذين صالحوا اليهود قديما وحديثا، فتأمل أيها اللبيب.
7 - ومن صور الإعتداء في الدعاء (الدعاء على عموم الكفار بالهلاك والاستئصال). ويدل لهذا:
* أولا: أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يثبت أنه دعا على عموم الكفار وإنما دعا على قبائل
(يُتْبَعُ)
(/)
أو أشخاص بأعيانهم، بل لما جاءه ملك الجبال وعرض عليه أن يطبق عليهم الأخشبين؟ فقال: لا،
لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئاً.
بل إنه لما دعا على بعضهم بأسمائهم نزل قوله تعالى: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ
أَوْ يُعَذَّبَهُمْ} وقد روى مسلم في «الصحيح» عن أبي هريرة قال قيل: يا رسول الله ادع على المشركين قال: «إني لم أبعث لعاناً وإنما بعثت رحمة».
* ثانياً: أن هذا يخالف مقتضى حكمة الله من بقاء الكفار إلى يوم القيامة، بل إن الساعة لا تقوم إلا على شرار الخلق، وأيضا سيترتب على هذا تعيطل باب الولاء والبراء، وباب الجهاد.
* ثالثاً: أنه ليس للمسلم أن يدعو بالإستئصال على من أمره الله بأن يبرهم ويقسط إليهم كما قال تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}.
بل كيف يستقيم أن يدعو المسلم على زوجته الكتابية بالهلاك مع أن الله تعالى قد أذن له في نكاحها، وامتن عليهما بقوله تعالى: {وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً}؟
أم كيف يستقيم أن يدعو الولد المسلم على والديه بالهلاك إن كانوا كافرين، والله جلّ وعلا يقول عنهما: {وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً}.فإن الدعاء على عموم الكفار يشملهما، فهل هذه هي المصاحبة بالمعروف؟
* قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في «شرح كتاب التوحيد» عند: باب قوله تعالى: {أَيُشْرِكُونَ
مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ}: (أما الدعاء بالهلاك لعموم الكفار، فإنه محل نظر، ولهذا لم يدع النبي ? على قريش بالهلاك، بل قال: «اللهم! عليك بهم، اللهم! اجعلها عليهم سنين كسني يوسف»، وهذا دعاء عليهم بالتضييق، والتضييق قد يكون من مصلحة الظالم بحيث يرجع إلى الله عن ظلمه. فالمهم أنَّ الدعاء بالهلاك لجميع الكفار عندي تردد فيه).
* وقال ابن تيمية في «مجموع الفتاوى» (8/ 336): ودعاء نوح على أهل الأرض بالهلاك كان بعد أن أعلمه الله أنه لا يؤمن من قومك إلا من قد آمن.
* وقال الشيخ الفوزان: (المشروع في القنوت وغيره الدعاء على المعتدين من الكفار على المسلمين، لأن النبي ? لما قَنَتَ يدعو على الكفار خَصَّ المعتدين منهم ولم يدع على جميعهم فقال: اللهم العن فلاناً وفلاناً والقبيلة الفلانية ولم يعمم الكفار). (مجلة الدعوة العدد1869 - 16 رمضان).
* وقد أفتت اللجنة الدائمة (24/ 275): مانصه: وقول الكاتب: (اللهم عليك بالكفار والمشركين واليهود، اللهم لا تبق أحداً منهم في الوجود، اللهم أفنهم فناءك عادا وثمود). والدعاء بفناء كل الكفار اعتداء في الدعاء؛ لأن الله قدر وجودهم وبقاءهم لحكمة، والله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد).اهـ.
* وقال معالي الشيخ صالح آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية: (هدي النبي ? وهدي الصحابة في دعائهم على الكفار أن يكون دعاءً خاصاً على المعتدي، على الظالم، على من حارب الإسلام وأهله، كما في دعاء عمر في القنوت: اللهم عليك بكفرة أهل الكتاب الذين يصدون عن دينك ويقاتلون أولياءك. رواه البيهقي في «السنن» (2/ 210)، أما الدعاء على اليهود والنصارى جميعاً بالإستئصال، فإنه لا يجوز شرعاً. وهو من الاعتداء في الدعاء؛ وذلك لأن الله جلّ وعلا أخبرنا أنّ اليهود والنصارى سيبقون إلى زمن خروج المسيح الدجال، فإذا دعا أحد بأن يستأصلهم الله جلّ وعلا الآن قبل نزول المسيح الدجال فهو إعتراضٌ على ما أجرى الله حكمته وقدره الكوني ببقائهم إلى آخر الزمان؛ ولهذا لم يؤثر عن أحد من السلف ولا من أئمة الإسلام أنه دعا بهذا الدعاء العام على اليهود والنصارى، وإنما يدعو بالدعاء الخاص لمن قاتل، لمن حارب، لمن آذى المؤمنين ونحو ذلك) اهـ.
فانظر أيها الأخ الكريم إلى أدعية الرسول عليه الصلاة والسلام كيف كانت جامعة لخير الدنيا والآخرة وانظر قبل ذلك إلى أدعية القرآن العظيمة ثم انظر إلى ما أحدثه كثير من الأئمة - هداهم الله - من الأدعية الطويلة والوقوف الطويل يتغنى بالدعاء، ويتكلف السجع، ويرفع الصوت، وقد سئم الناس طول الانتظار فقد أعياهم التعب وطول القيام حتى إن بعضهم يهِمُّ بالانصراف أكثر من مرة، ألا يخشى هؤلاء أن يدخلوا تحت حديث المصطفى ?: «يا أيها الناس إن منكم منفرين» متفق عليه.
وإنك لَتَعجَب عندما ترى بعد هذا كله التسجيلات الإسلامية والمؤسسات الإعلامية والشركات الإنتاجية كيف تتسابق وتتهافت على تسجيل هذه الأدعية وتتفنن في إخراجها لذلك القاريء وتخرجها في إصدارات خاصة (دعاء الختمة لفلان .. أو جزء تبارك وعم مع الدعاء .... ) وهكذا، فإلى الله المشتكى.
كتبه
محمد بن أحمد الفيفي
عضو الدعوة بوزارة الشؤون الاسلامية
الرياض28/ 8/1426هـ(/)
سؤال في قسمة الخمس،،
ـ[حسن ابو عدي]ــــــــ[21 - May-2009, مساء 03:20]ـ
السلام عليكم ورحمةالله بركاتة
اللهم علمنا ماينفعا ونفعنابما علمتنا
إخواني أريد أن نتناقش في هذه المسألة وهي قسمة الخمس،،لماذا الرسول صلى الله خص بني المطلب وبني هاشم ولم يعطي لبني نوفل وبني عبد شمس،وكيف نفهم الحديث الشريف
عن سعيد بن المسيب، أن جبير بن مطعم، أخبره أنه، جاء هو وعثمان بن عفان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلمانه فيما قسم من خمس خيبر لبني هاشم وبني المطلب فقالا قسمت لإخواننا بني هاشم وبني المطلب وقرابتنا واحدة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنما أرى بني هاشم وبني المطلب شيئا واحدا ".
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[22 - May-2009, صباحاً 03:12]ـ
هذا الخبر فيه دلالة واضحة على أن أولاد المطلب وأولاد هاشم يستوون في تحريم الصدقة عليهم.
وبيان ذلك من جهتين رعاك الله:
1) من جهة أن بني هاشم هم أصل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فمكانتهم من مكانته عليه الصلاة والسلام لمكانه الذي جعله الله به منهم.
وهذا لم يعترض عليه عثمان وجير كما في الرواية الأخرى.
2) من جهة أن بني المطلب كما قال هو نفسه في بيان ذلك صلى الله عليه وآله وسلم: "إنهم لم يفارقوني في جاهلية ولا إسلام".
ـ[أبو إسحاق المديني]ــــــــ[22 - May-2009, صباحاً 07:55]ـ
السلام عليكم
عبد مناف له زوجتان:
أ-- عاتِكَة بنت بُرَّة السُّلَمِيَّة== أنجبت
1_ هاشم = عبد المطلب=عبد الله=محمد (ص)
2_ المطلب
3_ عبد شمس ========== (منه جبير بن مطعم)
ب--واقدة بنت أبي عَدِيّ == أنجبت
1_ نوفل ============= (منه عثمان)
2_ أبو عمرو (توفي قبل أن يتزوج)
أرجو أن يكون مقصدي قد وصل
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[22 - May-2009, صباحاً 08:18]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
وصل المقصد أخي العزيز (أبو إسحاق) إن شاء الله تعالى، لكن ذكري لتخصيص هذين البطنين بالإستواء في المنع من الصدقة في أول كلامي هو ما قرره واستنتجه الإمام الحافظ ابن حبان في صحيحه؛ فقد عنون لهذا الحديث بهذا العنوان.
وهو رأي قوي يشهد له الواقع.
أما بالنسبة لما بينته في الوجهين بعد ذلك، فهما حاصل الرواية الثانية للحديث، وهي رواية أوضح بكثير في تحديد الأسباب التي من أجلها حصل التفريق.
والله تعالى اعلم
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[22 - May-2009, صباحاً 09:36]ـ
فائدة تعقيبيه
روى البيهقي في (الكبرى ج6/ص365) قال:
(أخبرنا أبو الحسين ابن الفضل القطان، أنا عبد الله بن جعفر، ثنا يعقوب بن سفيان، ثنا إبراهيم بن محمد الشافعي، حدثني جدي محمد بن علي، عن زيد بن علي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هاشم والمطلب كهاتين وضم أصابعه وشبك بين أصابعه، لعن الله من فرق بينهما، ربّونا صغارا وحملناهم كبارا".
قال الشيخ: وإنما تكلم فيه عثمان وجبير رضي الله عنهما لأن عثمان هو ابن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، وجبير هو ابن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف، وهاشم والمطلب وعبد شمس ونوفل كانوا إخوة فأعطى سهم ذي القربى بني هاشم وبني المطلب دون بني عبد شمس وبني نوفل؛ وقال: "إنهم لم يفارقوني في جاهلية ولا إسلام وإنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد" وفي الرواية المرسلة "ربونا صغارا وحملناهم أو قال وحملونا كبارا".
وإنما قال ذلك والله أعلم؛ لأن هاشم بن عبد مناف تزوج سلمى بنت عمرو بن لبيد بن حرام من بني النجار بالمدينة فولدت له شيبة الحمد ثم توفي هاشم وهو معها فلما أيفع وترعرع خرج إليه عمه المطلب بن عبد مناف فأخذه من أمه وقدم به مكة وهو مردفه على راحلته فقيل: عبدٌ ملكه المطلب، فغلب عليه ذلك الاسم، فقيل: عبد المطلب، وحين بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرسالة آذاه قومه وهموا به فقامت بنو هاشم وبنو المطلب مسلمهم وكافرهم دونه، وأبوا أن يسلموه فلما عرفت قريش أن لا سبيل إلى محمد صلى الله عليه وسلم معهم؛ اجتمعوا على أن يكتبوا فيما بينهم على بني هاشم وبني المطلب أن لا ينكحوهم ولا ينكحوا إليهم ولا يبايعوهم ولا يبتاعوا منهم، وعمد أبو طالب فأدخلهم الشعب شعب أبي طالب في ناحية من مكة، وأقامت قريش على ذلك من أمرهم في بني هاشم وبني المطلب سنتين أو ثلاثا حتى جهدوا جهدا شديدا، ثم إن الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
برحمته أرسل على صحيفة قريش الأرضة فلم تدع فيها اسما لله إلا أكلته وبقي فيها الظلم والقطيعة والبهتان، وأخبر بذلك رسوله وأخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا طالب واستنصر به أبو طالب على قومه، وقام هشام بن عمرو بن ربيعة في جماعة ذكرهم بن إسحاق في المغازي بنقض ما في الصحيفة وشقها فلذلك جمع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه في سائر العطية بين بني هاشم وبني المطلب وقدمهما على بني عبد شمس وبني نوفل، وإنما وقعت البداية ببني عبد شمس قبل نوفل لأن هاشما والمطلب وعبد شمس كانوا إخوة لأب وأم وأمهم عاتكة بنت مرة ونوفل كان أخاهم لأبيهم وأمه واقدة بنت حرمل، وعبد مناف وعبد العزى وعبد الدار بنو قصي كانوا إخوة، والبداية بعد بني عبد مناف إنما وقعت ببني عبد العزى لأنها كانت قبيلة خديجة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فإنها بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى).
قال الإمام ابن حزم في (المحلى ج6/ص147):
(فَصَحَّ أَنَّهُ لاَ يَجُوزُ أَنْ يُفَرَّقَ بين حُكْمِهِمْ في شَيْءٍ أَصْلاً لأنهم شَيْءٌ وَاحِدٌ بِنَصِّ كَلاَمِهِ عليه الصلاة والسلام، فَصَحَّ أَنَّهُمْ آلُ مُحَمَّدٍ، وَإِذْ هُمْ آلُ مُحَمَّدٍ فَالصَّدَقَةُ عليهم حَرَامٌ، وخرج بَنُو عبد شَمْسٍ وَبَنُو نَوْفَلٍ ابْنَيْ عبد مَنَافٍ وَسَائِرُ قُرَيْشٍ عن هَذَيْنِ الْبَطْنَيْنِ وَبِاَللَّهِ تَعَالَى التَّوْفِيقُ.
وَلاَ يَحِلُّ لِهَذَيْنِ الْبَطْنَيْنِ صَدَقَةُ فَرْضٍ وَلاَ تَطَوُّعٍ أَصْلاً، لِعُمُومِ قَوْلِهِ عليه الصلاة والسلام: "لاَ تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِمُحَمَّدٍ وَلاَ لآل مُحَمَّدٍ" فَسَوَّى بين نَفْسِهِ وَبَيْنَهُمْ.
وأما ما لاَ يَقَعُ عليه اسْمُ صَدَقَةٍ مُطْلَقَةٍ فَهُوَ حَلاَلٌ لهم كَالْهِبَةِ وَالْعَطِيَّةِ وَالْهَدِيَّةِ وَالنُّحْلِ وَالْحَبْسِ وَالصِّلَةِ وَالْبِرِّ وَغَيْرِ ذلك لأنه لم يَأْتِ نَصٌّ بِتَحْرِيمِ شَيْءٍ من ذلك عليهم).
فلذلك قال ابن قدامة في (المغني ج2/ص274):
(وقد أكد ذلك ما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم علل منعهم الصدقة باستغنائهم عنها بخمس الخمس فقال: "أليس في خمس الخمس ما يغنيكم"؟).(/)
حكم تخفيف الشارب؟؟؟
ـ[أبو عيد الظفيري]ــــــــ[21 - May-2009, مساء 05:08]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أحبتي في الله أريد أن أسئلكم عن حكم تخفيف الشارب ا (بالمكينة رقم صفر) هل يجوز أي الأخذ من الشارب حتى يبين جلده؟؟
و أيضا حكم حلق الشارب بالشفرة؟؟
وبارك الله فيكم، علما أنني أرى أعلاما من المشايخ والمحدثين يحلقون الشوارب بالشفرة ويخففونها جدا فما حكم ذلك ...
جزيتم كل خير ...
ـ[رياض النضرة]ــــــــ[21 - May-2009, مساء 05:41]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أحبتي في الله أريد أن أسئلكم عن حكم تخفيف الشارب ا (بالمكينة رقم صفر) هل يجوز أي الأخذ من الشارب حتى يبين جلده؟؟
و أيضا حكم حلق الشارب بالشفرة؟؟
وبارك الله فيكم، علما أنني أرى أعلاما من المشايخ والمحدثين يحلقون الشوارب بالشفرة ويخففونها جدا فما حكم ذلك ...
جزيتم كل خير ...
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لقد اختلفت الروايات في صفة الأخذ من الشارب، واختلفت تبعاً لذلك آراء العلماء. ففي بعض الروايات الأمر بإخفائه وإنهاكه وجزه. وفي المصباح أحفى الرجل شاربه بالغ في قصه. وقال ابن دريد: حفى شاربه حفوا إذا استأصل أخذ شعره. فالمعنى أزيلوا شعر الشارب إذا طال. والإنهاك هو المبالغة في الإزالة، والجزّ قص الشعر والصوف إلى أن يبلغ الجلد. قال الهروي معناه: ألزقوا الجز بالبشرة. وقال الخطابي: هو بمعنى الاستقصاء. وفي المصباح: الجز القطع. وقد أخرج الطبري والبيهقي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم المجوس فقال: "إنهم يوفون سبالهم ويحلقون لحاهم فخالفوهم"، قال: فكان ابن عمر يستعرض سبلته فيجزها كما يجز الشاة أو البعير.
وأخرج رزين أن ابن عمر كان يحفي شاربه حتى ينظر إلى الجلد ويأخذ هذين –يعني ما بين الشارب واللحية- وفي رواية لغيره: "حتى يرى بياض الجلد"، وأخرج الطبري والبيهقي عن ابن عبد الله بن أبي رافع قال رأيت أبا سعيد الخدري وجابر بن عبد الله وابن عمر ورافع بن خديج وأبا أسيد الأنصاري وسلمة بن الأكوع وأبا رافع ينهكون شواربهم كالحلق وأخرج الطبري من طرق عن عروة وسالم والقاسم وأبي سلمة أنهم كانوا يحلقون شواربهم. وذكر الطحاوي عن أبي سعيد وأبي أسيد ورافع بن خديج وسهل ابن سعد وعبد الله بن عمر وجابر وأبي هريرة أنهم كانوا يحفون شواربهم. وقد اقتدى هؤلاء رضي الله عنهم برسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أخرج الطبراني بسند حسن عن أم عباس قالت: "كان صلى الله عليه وسلم يحفي شاربه" .. وبهذا قال الإمام أحمد رضي الله عنه فقد سئل عن السنة في إحفاء الشارب فقال يحفى. كما قال صلى الله عليه وسلم: "احفوا الشوارب"، ولم يكن يرى ذلك لازماً وإنما كان يرى أنه أفضل وأولى من القص. سئل: ترى الرجل يأخذ شاربه أو يحفيه أم كيف يأخذه؟ فقال إن أحفاه فلا بأس وإن أخذه قصاً فلا بأس مخير، وقال الأثرم: كان أحمد يحفي شاربه إحفاءً شديداً، ونص على أنه أولى من القص كما ذهب أبو حنيفة وأصحابه إلى أن الإحفاء أفضل من التقصير. قال الطحاوي: ولما كان التقصير مسنوناً عند الجميع كان الحلق فيه أفضل قياساً على الرأس، وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم للمحلقين ثلاثاً وللمقصرين واحدةً فجعل حلق الرأس أفضل من تقصيره، وكذلك الشارب اهـ[1] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&p=231174#_ftn1)، ونقل أن الربيع والمزني يحفيان وقال: وما أخذا ذلك إلا عن الإمام الشافعي رضي الله عنه. ونقل ابن العربي عن الشافعي أنه يستحب حلق الشارب وفي حاشية العدوي: وأخذ أبو حنيفة والشافعي في قولهما: السنة جزه بخبر: "أحفوا الشوارب وأعفوا اللحى".
(يُتْبَعُ)
(/)
وروي عن الشافعي غير ذلك. وهكذا نرى أن جمهور العلماء على إحفاء الشارب كله، وأما حديث "ليس منا من حلق" [2] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&p=231174#_ftn2)، فليس في الشارب. ولقد جاءت أحاديث أخرى تفيد أن المطلوب قص الشارب منها حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من الفطرة حلق العانة وتقليم الأظافر وقص الشارب" [3] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&p=231174#_ftn3)، وأخرج الترمذي عن ابن عباس وحسنه: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يقص شاربه ويقول: إن إبراهيم خليل الرحمن يفعله"، وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: "ضفت النبي صلى الله عليه وسلم وكان شاربي وفيراً فقصه على سواك" [4] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&p=231174#_ftn4)، والمعنى أنه وضع سواكاً عند الشفة تحت الشعر وأخذ يعضه بالمقص. وروى البزار عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم أبصر رجلا وشاربه طويل فقال: "إيتوني بمقص وسواك فجعل السواك على طرفه ثم أخذ ما جاوزه" .. وعن أنس رضي الله عنه قال: "وقت لنا في قص الشارب وتقليم الأظافر ونتف الإبط وحلق العانة أن لا تترك. أكثر من أربعين ليلة" [5] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&p=231174#_ftn5).
وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عشر من الفطرة قص الشارب وإعفاء اللحية" الحديث [6] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&p=231174#_ftn6)، وأخرج البيهقي والطبراني من طريق شرحبيل بن مسلم الخولاني قال رأيت خمسة من صحاب رسيولأألببب1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
أصحاب رسول الله صلى عليه وسلم يقصون شواربهم: أبو أمامة الباهلي والمقدام بن معد يكرب الكندي وعتبة بن عوف السلمي والحجاج بن عامر الثمالي وعبد الله بن بسر، قال ابن حجر: وأما القص فهو الذي في أكثر الأحاديث وجاءت رواية عند النسائي بلفظ: "تقصير الشارب" في خصال الفطرة وهو واضح المعنى [7] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&p=231174#_ftn7)، قال ابن فارس: القاف والصاد أصل صحيح يدل على تتبع الشيء من ذلك قولهم اقتصصت الأثر إذا تتبعته وقال:
ومن الباب قصصت الشعر، وذلك أنك إذا قصصته فقد سويت بين كل شعرة وأختها فصارت الواحدة كأنها تابعة للأخرى مساوية لها في طريقها [8] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&p=231174#_ftn8)، وفي المصباح: قصصته قصاً من باب قتل، قطعته [9] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&p=231174#_ftn9)، قال ابن حجر: والمراد هنا قطع النابت على الشفة العليا من غير استئصال، وكذا قص الظفر أخذ أعلاه من غير استئصال [10] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&p=231174#_ftn10)، وبقص الشارب قال طائفة من العلماء، قال الإمام مالك رضي الله عنه: "وتقصيره عندي أولى من حلقه"، وقال: "إحفاء الشارب عندي مُثْلَةٌ"، وسئل عمن يحف شاربه فقال: "أرى أن يوجع ضرباً"، وقال: "يؤدب من جز شاربه ويبالغ في عقوبته؛ لأن حلقه مُثْلَة، وهو فعل النصارى"، وحمل الجزّ والإحفاء والإنهاك على القص لا على الاستئصال. والمراد بالحديث عنده المبالغة في أخذ الشارب حتى يبدو حرف الشفتين. وقال ابن عبد البر يرجح قول مالك: إنما في هذا الباب أصلان أحدهما احفوا وهو لفظ يحتمل التأويل والثاني قص الشارب وهو مفسر والمفسر يقضي على المجمل وهو عمل أهل المدينة اهـ[11] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&p=231174#_ftn11)، وقال: وقص الشارب أن يأخذ ما طال على الشفة بحيث لا يؤذي الآكل ولا يجتمع فيه الوسخ، وقال عمر بن عبد العزيز: "السنة في الشارب الإطار"، قال الإمام النووي: والمختار في الشارب ترك الاستئصال والاقتصار على ما يبدو به طرف الشفة والله أعلم" اهـ[12] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&p=231174#_ftn12).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد صرح في المهذب بأن هذا هو مذهب الشافعية .. وقوله صلى الله عليه وسلم: "احفوا الشوارب" يراد به إحفاء ما طال عن الشفة لا إحفاؤه كله. قال ابن حجر في أحاديث الإحفاء: كل ذلك محتمل لأن يراد استئصال جميع الشعر النابت على الشفة العليا، ومحتمل لأن يراد استئصال ما يلاقي حمرة الشفة من أعلاها، ولا يستوعب بقيتها، نظراً إلى المعنى في مشروعية ذلك، وهو مخالفة المجوس والأمْنُ من التشويش على الآكل، وبقاء زهومة المأكول فيه، وكل ذلك يحصل بما ذكرنا، وهو الذي يجمع متفرق الأخبار الواردة في ذلك وبذلك جزم الداودي في شرح أثر ابن عمر، ومقتضى تصرف البخاري لأنه أورد بعده حديث أبي هريرة في قص الشارب، فكأنه أشار إلى أن ذلك هو المراد من الحديث. وعن الشعبي أنه كان يقص شاربه حتى يظهر حرف الشفة العليا وما قاربه من أعلاه ويأخذ ما يزيد مما فوق ذلك، وينزع ما قارب الشفة من جانبي الفم ولا يزيد على ذلك. قال ابن حجر: "وهذا أعدل ما وقفت عليه من الآثار" اهـ[13] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&p=231174#_ftn13)، وقد رجح بعض العلماء قول الأكثرين وقال: الإحفاء الاستئصال، ورواية القص لا تنافيه لأنه قد يكون على جهة الإحفاء وقد لا يكون، ورواية الإحفاء معنية للمراد وحديث: "من لم يأخذ من شاربه فليس منا" [14] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&p=231174#_ftn14)، لا يعارض من حديث الإحفاء لأن فيه زيادة صحيحة يجب الأخذ بها.
والحق أن الأحاديث وردت بالأمرين، بالقص على أنه من الفطرة، وبالإحفاء على أنه أمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يشمل القص وزيادة. وكلا الأمرين صحيح والقص سنة، والإحفاء سنة، والمكلف مخير، والأمر واسع فيقص أحياناً ويحفي أحياناً ليعمل بكل الأدلة. قال الطبري: دلت السنة على الأمرين، ولا تعارض، فإن القص يدل على أخذ البعض، والإحفاء يدل على أخذ الكل وكلاهما ثابت فيتميز فيما شاء اهـ.
[1] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&p=231174#_ftnref1) زاد المعاد ج 1ص 46.
[2] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&p=231174#_ftnref2) أبو داود والنسائي.
[3] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&p=231174#_ftnref3) البخاري ج 4 ص 27.
[4] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&p=231174#_ftnref4) أبو داود.
[5] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&p=231174#_ftnref5) مسلم ج 3 ص 146.
[6] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&p=231174#_ftnref6) مسلم ج 3 ص147.
[7] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&p=231174#_ftnref7) فتح الباري ج10 ص 258.
[8] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&p=231174#_ftnref8) مقاييس اللغة ج5 ص11.
[9] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&p=231174#_ftnref9) المصباح المنير.
[10] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&p=231174#_ftnref10) فتح الباري ج10 ص 258.
[11] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&p=231174#_ftnref11) القرطبي ج1 ص 491.
[12] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&p=231174#_ftnref12) شرح مسلم ج3 ص 151.
[13] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&p=231174#_ftnref13) فتح الباري ج10 ص 269.
[14] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&p=231174#_ftnref14) أحمد والنسائي والترمذي وصححه.(/)
مناقشة أربع رسائل ماجستير بجامعة الشارقة يومي الأحد والاثنين القادمين
ـ[العوضي]ــــــــ[21 - May-2009, مساء 06:44]ـ
مناقشة رسالة ماجستير
تعلن كلية الشريعة والدراسات الإسلامية عن دعوتكم لحضور مناقشة رسالة الماجستير
للطالب صالح محمد أحمد آل علي
في برنامج الفقه وأصوله بعنوان:
(أحكام الشروط المقترنة بعقد النكاح وآثارها في الفقه الإسلامي)
وذلك في يوم الأحد 29/ 5/1430هـ الموافق 24/ 5/2009م الساعة العاشرة صباحاً في مسرح البخاري بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية m1
تتكون لجنة المناقشة من:
أ. د محمد مصطفى الزحيلي رئيساً المشرف على الرسالة
د. عبد الحق حميش عضواً (مناقش داخلي) أستاذ مشارك في الفقه بقسم الفقه وأصوله– جامعة الشارقة
د. سعد الدين صالح دداش عضواً (مناقش خارجي) أستاذ مشارك في أصول الفقه – جامعة الإمارات
...
مناقشة رسالة ماجستير
تعلن كلية الشريعة والدراسات الإسلامية عن دعوتكم لحضور مناقشة رسالة الماجستير
للطالب عبد اللطيف حسن عبد اللطيف
في برنامج الفقه وأصوله بعنوان:
(أحكام وقف غير المسلمين والوقف عليهم في الفقه الإسلامي)
وذلك في يوم الأحد 29/ 5/1430هـ الموافق 24/ 5/2009م الساعة الرابعة عصراً في مسرح البخاري بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية m1
تتكون لجنة المناقشة من:
أ. د عبد الله محمد الجبوري رئيساً المشرف على الرسالة
أ. د ماجد محمد أبو رخية عضواً (مناقش داخلي) أستاذ في الفقه المقارن بقسم الفقه وأصوله– جامعة الشارقة
د. يوسف حسين أحمد عضواً (مناقش خارجي) أستاذ مشارك في الفقه المقارن – كلية الدراسات الإسلامية والعربية – دبي
...
تعلن كلية الشريعة والدراسات الإسلامية عن دعوتكم لحضور مناقشة رسالة الماجستير
للطالب نافع بن زهران بن حمود الرواحي
في برنامج الفقه وأصوله بعنوان:
(أحكام الغضب في الفقه الإسلامي والقانون " دراسة مقارنة)
وذلك في يوم الاثنين 30/ 5/1430هـ الموافق 25/ 5/2009م الساعة العاشرة صباحاً في مسرح البخاري بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية m1
تتكون لجنة المناقشة من:
د. عبد الحق حميش رئيساً المشرف على الرسالة
د. إسماعيل كاظم العيساوي عضواً (مناقش داخلي) أستاذ في الفقه المقارن بقسم الفقه وأصوله– جامعة الشارقة
أ. د رضوان مختار بن غربية عضواً (مناقش خارجي) أستاذ مشارك في الفقه وأصوله – كلية الدراسات الإسلامية والعربية – دبي
...
تعلن كلية الشريعة والدراسات الإسلامية عن دعوتكم لحضور مناقشة رسالة الماجستير
للطالب أسامة أسعد أبو حسين
في برنامج الفقه وأصوله بعنوان:
(أحكام الحارس الأجير في الفقه الإسلامي)
وذلك في يوم الثلاثاء 1/ 6/1430هـ الموافق 26/ 5/2009م الساعة الثانية ظهراً في مسرح البخاري بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية m1
تتكون لجنة المناقشة من:
أ. د عبد الله محمد الجبوري رئيساً المشرف على الرسالة
أ. د هاشم جميل عبد الله عضواً (مناقش داخلي) أستاذ في الفقه المقارن بقسم الفقه وأصوله– جامعة الشارقة
د. خلف محمد الخلف عضواً (مناقش خارجي) أستاذ مشارك في الفقه وأصوله – جامعة عجمان
ـ[رشيد الكيلاني]ــــــــ[25 - Feb-2010, صباحاً 09:20]ـ
نتمنى لهم التوفيق ونتمنى منك اخي العوض ان تتحفنا بالجديد
ـ[جمال يوسف]ــــــــ[20 - Jul-2010, مساء 02:59]ـ
نبارك للأخ صالح محمد أحمد حسن على حصوله على درجة الماجستير من جامعة الشارقة ونتمنى له التوفيق والسداد والنجاح في الدنيا والآخرة
ونشكر جميع الأخوة بجامعة الشارقة وعلى رأسهم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حفظه الله الرئيس الأعلى للجامعة على حرصه ومتابعته لجامعة الشارقة لترتقي إلى أعلى المستويات ـ وأسأل الله له ولوالده الرحمة والمغفرة والسعادة في الدنيا والآخرة.
وأشكر إدارة الجامعة وجميع الدكاترة والأساتذة في جامعة الشارقة وأتمنى لهم الخير والسعادة في الدنيا والآخرة
وأشكر حكومة الشارقة وكل العاملين فيها
وأشكر حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة على إتاحة فرصة الدراسة وفتح باب الدراسات العليا في الإمارات والشارقة
ــــ أخوكم / جمال يوسف الزرعوني(/)
هل لي ان البس عمامة الازاهرة؟
ـ[البدراوي]ــــــــ[21 - May-2009, مساء 08:42]ـ
انا اقيم في الجزائر فهل لي ان البس عمامة الازاهرة؟ وهل يعتبر هذا خروج على لباس البلد؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[21 - May-2009, مساء 10:34]ـ
إذا كان منظرك سيكون غريبا .. بحيث تلفت الأنظار ..
الجواب: نعم .. وأنت أعلم ببيئتك
والله أعلم(/)
[فضل الصحابة] ومذهب أهل الحديث فيما جرى بينهم!
ـ[الدرة المصونة]ــــــــ[21 - May-2009, مساء 11:34]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[فضل الصحابة] ومذهب أهل الحديث فيما جرى بينهم!
فضيلة العلامة د. صالح بن فوزان الفوزان:
الصحابة: جمع صحابي: وهو من لقي النبي - صلى الله عليه وسلم - مؤمنًا به ومات على ذلك، والذي يجب اعتقاده فيهم: أنهم أفضل الأمة وخير القرون لسبقهم واختصاصهم بصحبة النبي - صلى الله عليه وسلم -، والجهاد معه، وتحمل الشريعة عنه، وتبليغها لمن بعدهم، وقد أثنى الله عليهم في محكم كتابه، قال تعالى: ? وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ?. [التوبة: 100]، وقال تعالى: ? مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ?. [الفتح: 29]، وقال تعالى: ? لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ. وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ?. [الحشر: 8 - 9].
ففي هذه الآيات أن الله - سبحانه - أثنى على المهاجرين والأنصار، ووصفهم بالسبق إلى الخيرات، وأخبر أنه قد رضي عنهم، وأعد لهم الجنات، ووصفهم بالتراحم فيما بينهم والشدة على الكفار، ووصفهم بكثرة الركوع والسجود وصلاح القلوب، وأنهم يعرفون بسيما الطاعة والإيمان، وأن الله اختارهم لصحبة نبيه ليغيظ بهم أعداءه الكفار، كما وصف المهاجرين بترك أوطانهم وأموالهم من أجل الله ونصرة دينه وابتغاء فضله ورضوانه، وأنهم صادقون في ذلك.
ووصف الأنصار بأنهم أهل دار الهجرة والنصرة، والإيمان الصادق، ووصفهم بمحبة إخوانهم المهاجرين وإيثارهم على أنفسهم، ومواساتهم لهم وسلامتهم من الشح، وبذلك حازوا على الفلاح.
هذه بعض فضائلهم العامة، وهناك فضائل خاصة ومراتب يفضل بها بعضهم بعضًا - رضي الله عنهم - وذلك بحسب سبقهم إلى الإسلام والجهاد والهجرة. فأفضل الصحابة الخلفاء الأربعة: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، ثم بقية العشرة المبشرين بالجنة - وهم: هؤلاء الأربعة، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو عبيدة بن الجراح، وسعد بن أبي وقاص، وسعيد بن زيد -، ويَفْضُلُ المهاجرون على الأنصار، وأهل بدر وأهل الرضوان، ويَفْضُلُ من أسلم قبل الفتح وقاتل على من أسلم بعد الفتح.
مذهب أهل السنة والجماعة فيما حدث بين الصحابة من القتال والفتنة:
سبب الفتنة: تآمر اليهودُ على الإسلام وأهله فدسوا ماكرًا خبيثًا تظاهر بالإسلام كذبًا وزورًا هو عبد الله بن سبأ من يهود اليمن، فأخذ هذا اليهودي ينفث حقده وسمومه ضد الخليفة الثالث من الخلفاء الراشدين: عثمان بن عفان - رضي الله عنه - وأرضاه، ويختلق التهم ضده. فالتف حوله من انخدع به من قاصري النظر وضعاف الإيمان ومحبي الفتنة، وانتهت المؤامرة بقتل الخليفة الراشد عثمان - رضي الله عنه - مظلومًا، وعلى أثر مقتله حصل الاختلاف بين المسلمين وشبت الفتنة بتحريض من اليهودي وأتباعه وحصل القتال بين الصحابة عن اجتهاد منهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال شارح " الطحاوية ": " إن أصل الرفض إنما يحدثه منافق زنديق، قصده إبطال دين الإسلام والقدح في الرسول - صلى الله عليه وسلم - كما ذكر ذلك العلماء، فإن عبد الله بن سبأ لما أظهر الإسلام أراد أن يفسد دين الإسلام بمكره وخبثه، كما فعل بولس بدين النصرانية، فأظهر التنسك، ثم أظهر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى سعى في فتنة عثمان وقتله، ثم لما قدم على الكوفة أظهر الغلو في علي والنصر له ليتمكن بذلك من أغراضه، وبلغ ذلك عليًّا فطلب قتله فهرب منه إلى قرقيس، وخبره معروف في التاريخ ".
قال شيح الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: " فلما قتل عثمان - رضي الله عنه - تفرقت القلوب وعظمت الكروب، وظهرت الأشرار وذل الأخيار، وسعى في الفتنة من كان عاجزًا عنها، وعجز عن الخير والصلاح من كان يحب إقامته، فبايعوا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وهو أحق الناس بالخلافة حينئذ وأفضل من بقي، لكن كانت القلوب متفرقة، ونار الفتنة متوقدة، فلم تتفق الكلمة، ولم تنتظم الجماعة، ولم يتمكن الخليفة وخيار الأمة من كل ما يريدونه من الخير ودخل في الفرقة والفتنة أقوام، وكان ما كان ". " مجموع الفتاوى ": (25/ 304 - 305).
وقال - أيضًا مبينًا عذر المتقاتلين من الصحابة في قتال علي ومعاوية -: " ومعاوية لم يدع الخلافة ولم يبايع له بها حين قاتل عليًا ولم يقاتل على أنه خليفة ولا أنه يستحق الخلافة، ويقرون له بذلك، وقد كان معاوية يقر بذلك لمن سأله عنه: ولا كان معاوية وأصحابه يرون أن يبتدئوا عليًا وأصحابه بالقتال ولا يعلو. بل لما رأى علي - رضي الله عنه - أصحابه أنه يجب عليهم طاعته ومبايعته إذ لا يكون للمسلمين إلا خليفة واحد. وأنهم خارجون عن طاعته يمتنعون عن هذا الواجب وهم أهل شوكة، رأى أن يقاتلهم حتى يؤدوا هذا الواجب فتحصل الطاعة والجماعة، وهم - أي معاوية ومن معه - قالوا: إن ذلك لا يجب عليهم، وأنهم إذا قوتلوا على ذلك كانوا مظلوميِن، قالوا: لأن عثمان قتل مظلومًا باتفاق المسلمين، وقتلته في عسكر علي وهم غالبون لهم شوكة، فإذا بايعنا ظلمونا واعتدوا علينا. وعلي لا يمكنه دفعهم كما لم يمكنه الدفع عن عثمان، وإنما علينا أن نبايع خليفة يقدر على أن ينصفنا ويبذل لنا الإنصاف ".
ومذهب أهل السنة والجماعة في الاختلاف الذي حصل والفتنة التي وقعت من جرائها الحروب بين الصحابة يتلخص في أمرين:
• الأمر الأول: أنهم يمسكون عن الكلام فيما حصل بين الصحابة، ويكفون عن البحث فيه، لأن طريق السلامة هو السكوت عن مثل هذا، ويقولون: ? رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ?. [الحشر: 10].
• الأمر الثاني: الإجابة عن الآثار المروية في مساوئهم وذلك من وجوه:
الوجه الأول: أن هذه الآثار منها ما هو كذب قد افتراه أعداؤهم ليشوهوا سمعتهم.
الوجه الثاني: أن هذه الآثار منها ما قد زيد ونقص فيه وغُير عن وجهه الصحيح ودخله الكذب، فهو محرف لا يلتفت إليه.
الوجه الثالث: أن ما صح من هذه الآثار - وهو القليل، هم فيه معذورون، لأنهم إما مجتهدون مصيبون. وإما مجتهدون مخطئون - فهو من موارد الاجتهاد الذي إن أصاب المجتهد فيه فله أجران، وإن أخطأ فله أجر واحد والخطأ مغفور. لما في الحديث: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - قال: (إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإن اجتهد فأخطأ فله أجر واحد).
الوجه الرابع: أنهم بشر يجوز على أفرادهم الخطأ، فهم ليسوا معصومين من الذنوب بالنسبة للأفراد - لكن ما يقع منهم فله مكفرات عديدة منها:
• أن يكون قد تاب منه - والتوبة تمحو السيئة مهما كانت - كما جاءت به الأدلة.
• أن لهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما صدر منهم - إن صدر -، قال تعالى: ? إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ. [هود: 114].
(يُتْبَعُ)
(/)
• أنهم تضاعف لهم الحسنات أكثر من غيرهم ولا يساويهم أحد في الفضل، وقد ثبت بقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (أنهم خير القرون، وأن المد من أحدهم إذا تصدق به أفضل من جبل أحد ذهبًا إذا تصدق به غيرهم) - رضي الله عنهم - وأرضاهم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: " وسائر أهل السنة والجماعة وأئمة الدين لا يعتقدون عصمة أحد من الصحابة ولا القرابة ولا السابقين ولا غيرهم، بل يجوز عندهم وقوع الذنوب منهم، والله - تعالى - يغفر لهم بالتوبة ويرفع لهم درجاتهم، ويغفر لهم بحسنات ماحية أو بغير ذلك من الأسباب، قال تعالى: ? إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ. لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ. لِيُكَفِّرَ اللهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ ?. [الزمر: 33 - 35]، وقال تعالى: ? وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ. أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ ?. [الأحقاف: 15 - 16] ". " مجموع الفتاوى ": (15/ 69).
وقد اتخذ أعداء الله ما وقع بين الصحابة وقت الفتنة من الاختلاف والاقتتال سببًا للوقيعة بهم والنيل من كرامتهم، وقد جرى على هذا المخطط الخبيث بعض الكتاب المعاصرين الذين يعرفون بما لا يعرفون فجعلوا أنفسهم حكمًا بين أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -يُصَوِّبون بعضهم ويخطئون بعضهم بلا دليل، بل بالجهل واتباع الهوى وترديد ما يقوله المغرضون والحاقدون من المستشرقين وأذنابهم - حتى شككوا بعض ناشئة المسلمين ممن ثقافتهم ضحلة بتاريخ أمتهم المجيدة، وسلفهم الصالح الذين هم خير القرون - لينفذوا بالتالي إلى الطعن في الإسلام وتفريق كلمة المسلمين، وإلقاء البغض في قلوب آخر هذه الأمة لأولها بدلاً من الاقتداء بالسلف الصالح والعمل بقوله تعالى: ? وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ?. [الحشر: 10].
تحرير عبد الله بن زيد الخالدي حفظه الله
م ن ق و ل(/)
قاعدة في بيع الأشياء التي تستعمل في المباح و الحرام كالجوال و التلفاز ....
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[22 - May-2009, صباحاً 02:53]ـ
فتوى من موقع الإسلام سؤال و جواب
السؤال
هل يجوز بيع الهاتف الجوال الذي به آلة تصوير أو آلة كاميرا؟
الحمد لله
آلة التصوير المصاحبة للجوال قد تستعمل في المباح، وقد تستعمل في الحرام، وما كان كذلك فالقاعدة فيه أنه:
1 - لا حرج في بيعه على من عُلم أو غلب على الظن أنه يستخدمه في المباح.
2 - لا يجوز بيعه لمن عُلم أو غلب على الظن أنه يستعمله في الحرام.
3 - إذا جهل الحال، فالعبرة بالغالب، فإذا كان الغالب في البلد استعماله في الحلال جاز بيعه، وإلا فلا.
وهذا ينطبق على بيع الجوال نفسه، وعلى بيع التلفاز، وأجهزة الفيديو، وأدوات الزينة، وملابس النساء، وغير ذلك مما يستعمل في الخير والشر.
أبو معاذ.
ـ[قادم من بعيد]ــــــــ[22 - May-2009, صباحاً 07:18]ـ
بارك الله فيك أبا معاذ
بس على الكلام هذا يعني لازم تغلق كوووووول المحلات التي تبيع هكذا أجهزة أبوابها في بلدنا
لأن الأغلب على أهل بلدنا استخدام ذلك في الحرام
وبدك المزبوط: ان أغلقت كان أفضل لنا في الدين والدنيا فمن أعظم ما ساعد على انتشار الفساد في شتى البلدان الاسلامية هي وسائل الاتصال ووسائل التكنولوجيا الحديثة
وسلامي على بلاد الافغان(/)
هل من ترجمة للشيخ محمد بن فهد العلي الرشودي؟
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[22 - May-2009, صباحاً 05:04]ـ
من عنده ترجمة للشيخ محمد بن فهد العلي الرشودي؟
و ماهي أخبار الشيخ؟
أبو معاذ.
ـ[أبو مجاهد الحنبلي]ــــــــ[09 - Jul-2009, مساء 09:46]ـ
رحمه الله رحمة واسعة، وتقبله ..
نبذة مختصره عن فهد العلي الرشودي رحمه الله
ولادته
ولد في مدينه بريدة سنه 1283هـ/1866م ... توفي سنه 1367هـ / 1947م
تعليمه
تلقى تعليمه الديني على فضيلة الشيخ محمد بن عمر بن سليم والشيخ محمد بن عبدالله بن سليم
حياته
عاش عيشه الزهاد وارتبط مع رجال الدين بعلاقات وثيقة وكانت آراوه دائما تلتقى معهم على مافيه صلاح الامه.
كان متدينا متعبدا طيلة حياته لايخرج من المسجد بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس ومع هذا كان مغورا مهيبا يضرب له الف حساب
اعماله
لايضاهيه احد في الراي السديد والنظر البعيد من الرجال الصلحاء الذين قل ان يجود الزمان بأمثالهم
طبع على نفقته عدد آمن الكتب الدينيه وزعها مجانا على علماء المسلمين.
انشأ مسجد الحويزة بمدينة بريده على نفقته. كان على راس أعيان مدينة بريده عندما دخلها عبدالعزيز بن سعود في منتصف ربيع الاول سنه 1322هـ , صاحب رائ مشورة , اشترك في حرب البكيرية وكان سفير عبدالعزيز بن سعود إلى عبدالعزيز بن رشيد للصلح بعد معركة البكيريه.
كم ماسور اطلق اسرة ومديون ابرى ذمته ومظلوم انصفه
ارسل الملك عبدالعزيز في ربيع الثاني عام 1366هـ اول طائرة تهبط في مطار القصيم وفيها طبيب لمعالجة المرحوم فهدالعلي
حنكته وماكتب عنه
عندما وصل فهد الرشودي إلى معسكر ابن رشيد غرب البكيريه قال اتق الله ياعبدالعزيز واقبل الصلح الذي يعرضه عليك ابن سعود قال ابن رشيد معاتبا ماحملكم ياهل القصيم على محاربتي , ولم اكن اقصدكم سوى في الخير , قال الرشودي لقد فعلت معنا امور لايمكن الصبر عليها اخذتم اموالنا واثقلتم كواهلنا بالخاوات والضرائب اذا ارتم حقن دماء المسلمين فاقبل دعوة ابن سعود للصلح وعودوا إلى بلدانكم قال ابن رشيد والله لن اترك الحرب حتى ادمر مدن القصيم والرياض.
يقول خير الدين الزركلي: ارسل ابن سعود فهد الرشودي (من اعيان بريده-) إلى ابن رشيد يدعوه للصلح , ضحك ابن رشيد قائلا: من يبغى حكم نجد لايتضجر وهل يصالح من في يده قوة الدوله (يقصد الدولة العثمانيه) لايغركم ابن سعود ياهل القصيم
ويقول الشيخ إبراهيم بن عبيد أرسل ابن سعود رسولا إلى عبدالعزيز بن رشيد وهذا الرسول هو فهد العلي الرشودي وكان فتى قويا عاقلا وذا راي سديد ومن أكبر اعضاء بريده لما وصل إلى معسكر ابن رشيد استعرض امامه القوه فاخذ ابن رشيد يتحدث إلى من حواليه حتى سكن جأشه واطمان التفت فهد الرشودي وقال ماذا عندك قال فهد ايها الامير تريد الصلح قال ابن رشيد: ابن سعود طالب ملك ولكن انتم ماذا حملكم على مقاومتي وانتم رعية لي قال الرشودي ياعبدالعزيز فعلت بنا امورا لايمكن الصبر عليها فقد اخذ خادمكم صياح اموالنا وابلنا واثقل كواهلنا بالضرائب حتى عجزنا عن الدفع لقله الاموال
اما عن مقاومتنا لكم فانت قد فعلتها بنفسك فغضب ابن رشيد وقال والله لولا ان الرسول لايقتل لقتلتك فهل يصالح من بيده قوة الدولة العثمانيه فوالله لاصلح الالا بعد ان اضرب بريدة وعنيزة والرياض ضربة لاتنساها ابد الدهر ماجئتكم يافهد بهذه القوة الا للحرب , قال الرشودي اذا قتلتني فانا فلاح لا اعز والا اذل , رجع إلى معسكر ابن سعود وابلغه بما قاله ابن رشيد
يقول أحد المعاصرين للشيخ فهد الرشودي وكان شهدا معركه البكيرية والشنانه
بعد ان فرع الرشودي من كلامه عن ابن رشيد دخل ابن سعود إلى خيمته للراحه والتفكير في وسيله اخرى وللكلام بقيه ...
يقول الريحاني: ارسل ابن سعود رسولا من كبار بريدة اسمه فهد الرشودي (من اعيان بريده) إلى ابن رشيد يدعوه للصلح فضحك ابن رشيد وقال متهكما ومتوعدا من يبغى حكم نجد لا يتضجر وهل يصالح من بيده قوة الدولة لا والله لاصلح قبل ان اضرب بريدة وعنيزه والرياض ضربة لاتنساها مدى الدهر وانتم ياهل القصيم لايغرنكم ابن سعود شاب طائش يبغى الدراهم
رجع فهد الرشودي يحمل الكلام إلى ابن سعود فألفاه في مجلسة وبعد ان فرغ من كلامه ختمه بقوله والله يااهل نجد مارايت هناك الا ظالما عتيا كفرعون
ويقول الريحاني: كان الرشودي رجلا حصيفا رصينا يحترمه الناس فأثرت كلماته في الحاضرين تأثير شديد
امتدت صله فهد الرشودي بابن سعود فكان اهل القصيم بصفه عامة وبريدة بصفه خاصه لايبرمون عقدا او يتقدمون برأي الا اذا كان فهد الرشودي على راسهم , كانت رسائل الملك عبدالعزيز توجه إلى جماعه بريده وكان دكان و بيت فهد ملتقى عدد من رجالات القصيم واصحاب المشاكل الذين يلجاون اليه لعرض مشاكلهم والبحث عن وسيله لحلها يرتضي المتخاصمين
ابناءه
من الاكبر حتى الاصغر
الشيخ علي بن فهد الرشودي (أحد ابرز رجال العقيلات) .. رحمه الله
الشيخ عبدالعزيز بن فهد الرشودي (رئيس اعضاء جماعه القصيم بعد ابيه) .. رحمه الله
الشيخ صالح بن فهد الرشودي (احد ابرز رجال العقيلات) .. رحمه الله
الشيخ عبدالله بن فهد الرشودي (تاجر) .. حفظه الله
الشيخ محمد بن فهد الرشودي (من المشايخ الاجلاء) .. حفظه الله
حصه بنت فهد الرشودي' .. حفضها الله(/)
كيف استفاد ابن حزم هذا الحكم من هذه الآية الخاصة بنكاح الزواني؟؟
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[22 - May-2009, صباحاً 06:38]ـ
كيف استفاد ابن حزم هذا الحكم من هذه الآية " الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك "
قال ابن حزم في المحلى:
"مسألة ولا يحل للزانية أن تنكح أحدا لا زاينا ولا عفيفا حتى تتوب فإذا تابت حل لها الزواج من عفيف حينئذ ولا يحل للزاني المسلم أن يتزوج مسلمة لا زانية ولا عفيفة حتى يتوب فإذا تاب حل له نكاح العفيفة المسلمة حينئذ، وللزاني المسلم أن ينكح (1) كتابية عفيفة وان لم يتب فان وقع شئ مما ذكرنا فهو مفسوخ أبدا
ثم قال بعد ذلك:
قال أبو محمد: والحجة لقولنا هو قول الله عز وجل: (الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين "
اعلم أن تفسير هذه الآية مشكلة جدا كما غير واحد من المفسرين
أرجو التواصل
وجزاكم الله خيرا
ـ[قادم من بعيد]ــــــــ[22 - May-2009, صباحاً 07:00]ـ
رحم الله الامام ابن حزم وأجزل له الثواب
"وحرّم ذلك على المؤمنين" لربما استفاد الحكم الذي سألت عنه أخي من هذا الموضع من الاية الكريمة
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[22 - May-2009, صباحاً 08:48]ـ
أبدا أخي الفاضل (مجدي فياض) الإستدلال في محله جدا، بيان ذلك:
قول الإمام: (ولا يحل للزانية أن تنكح أحدا لا زاينا ولا عفيفا حتى تتوب فإذا تابت حل لها الزواج من عفيف حينئذ).
بيانه: أن عدم جواز نكاح الزانية غير المؤمنة مطلقا حال كونها موصوفة بهذه الصفة لم تتب منها بعد؛ لا من زاني ولا من عفيف دليله هو قوله تعالى: {والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك} أي حال كونهما غير مؤمنين مثلها والحالة هذه، فإذا زال العارض بالتوبة منها عن هذه الصفة دخلت الآن تحت قوله تعالى: {وحرم ذلك على المؤمنين} وحرم نكاحها من الزاني وغيرالعفيف والمشرك لكونها الآن مؤمنة، فلا يجوز أن ينكجها إلا العفيف الآن.
أما قول الإمام: (ولا يحل للزاني المسلم أن يتزوج مسلمة لا زانية ولا عفيفة حتى يتوب فإذا تاب حل له نكاح العفيفة المسلمة حينئذ).
بيانه: أن الزاني المسلم غير المؤمن لا يجوز له أن يتزوج مسلمة حال كونه متصفا بهذه الصفة، لا زانية ولا عفيفة لقوله تعالى: {الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة} أي حال كونهما غير مؤمنين مثله؛ فإذا زالت هذه الصفة منه وتاب وأصبح مؤمنا فإنه في هذه الحالة كما قال الله تعالى: {وحرم ذلك على المؤمنين}، فليس له بعد ذلك إلا نكاح المسلمة العفيفة.
والله تعالى أعلم
تنويه: جزاك الله خيرا أخي العزيز (قادم من بعيد) وأرجو أن تكون قد استرحت من السفر.:)
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[22 - May-2009, صباحاً 08:50]ـ
نعم أخي الفاضل , لكن سؤالي عن التقسيم , فلماذا أحل نكاح الكتابية العفيفة للزاني
ولماذا لم يحل المشرك للزانية - وطبعا هذا لا يجوز - لكن أسأل؟ لأن الأية لا تساعده على النتيجة وخصوصا أنه لم يجز للزانية البتة أن تتزوج قبل التوبة بخلاف الزاني أجازه لم من كتابية عفيفة
بارك الله فيك
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[22 - May-2009, صباحاً 08:58]ـ
أخي الفاضل التميمي
ردي السابق ليس عليك فلم أقرأ مشاركتك إلا بعد إرسالي الرد
بصراحة لم أفهم جوابك أخي الفاضل!!
وكما قلت هذه الآية أعيت جمهور المفسرين ولعلك تراجع كلام الشيخ الشنقيطي في أضواء البيان
فلأرجو منك أخي الفاضل أن تقسم الأحكام المستفادة من كل فقرة في الأية
بارك الله فيكم أخي الفاضل التميمي والقادم من بعيد
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[22 - May-2009, صباحاً 09:00]ـ
نعم أخي الفاضل , لكن سؤالي عن التقسيم , فلماذا أحل نكاح الكتابية العفيفة للزاني
ولماذا لم يحل المشرك للزانية - وطبعا هذا لا يجوز - لكن أسأل؟ لأن الأية لا تساعده على النتيجة وخصوصا أنه لم يجز للزانية البتة أن تتزوج قبل التوبة بخلاف الزاني أجازه لم من كتابية عفيفة
بارك الله فيك
أحسنت وبارك الله فيك
إجابة إشكالك هذا أخي الحبيب هو قوله تعالى في الجزء الأخير من الآية: {وحرم ذلك على المؤمنين}، فلما أن الزاني غير مؤمن الآن وقد قلنا أنه لا يتزوج مما سبق فلا بأس إذا والحالة هذه أن ينزوج من كتابية غير مسلمة ولو عفيفة، لزوال صفة الإيمان عنها وهي التي جعلت شرطا في التحريم. فتنبه
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[22 - May-2009, صباحاً 09:15]ـ
سؤال أخي الفاضل هل قوله تعالى: "الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك " خبر أم نهي؟؟ وإن كان نهيا فما معناه؟؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[22 - May-2009, صباحاً 09:39]ـ
سؤال أخي الفاضل هل قوله تعالى: "الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك " خبر أم نهي؟؟ وإن كان نهيا فما معناه؟؟
الصحيح من أقوال العلماء: أنه خبرٌ عن نهي.
وبيانه ما ذكرت لك فوق من تقسيم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[22 - May-2009, صباحاً 09:47]ـ
ما معنى كلامك أخي الفاضل: الصحيح من أقوال العلماء: أنه خبرٌ عن نهي؟؟
فهو إما خبر مجرد؟؟ أو نهي مجرد؟؟ أو خبر لفظا نهي معنى؟؟
فأي الأقسام تريد؟؟
على أني أميل بشدة لمذهب أحمد وهو عدم جواز نكاح الزاني قبل أن يتوب مطلقا لا من مسلمة ولا من كتابية عفيفة ولا من كتابية غير عفيفة , لكن ما معنى الشطر الأول من الآية هل هو خبر لكن خبر عن من؟؟ إما نهي لكن نهي عن ماذا؟؟
وأما قوله تعالى " وحرم ذلك على المؤمنين " فهو يؤيد مذهب أحمد لا مذهب ابن حزم فيما أرى - إذ محل النزاع بينهما أحمد يمنع نكاح الزاني مطلقا قبل التوبة وابن حزم يجيزه لو تزوج بكتابية عفيفة فقط - لكن يبقى الإشكال ما المراد بالشطر الأول من الآية؟؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[22 - May-2009, صباحاً 11:32]ـ
أخي العزيز (مجدي) قراءة متمعنة لما سبق ستجد الأمر واضح جدا جدا.
يؤيد كلامي ما قاله شيخ الإسلام في (مجموع الفتاوى ج15/ص316) وسأنقله لك بطوله لنفاسته ففيه البيان الواضح:
وفي الآية دليل على أن الزاني ليس بمؤمن مطلق الإيمان وإن لم يكن كافرا مشركا كما في الصحيح: "لا يزني الزاني حين يزني هو مؤمن"، وذلك أنه أخبر أنه لا ينكح إلا زانية أو مشركة ثم قال تعالى: [وحرم ذلك على المؤمنين] فعلم أن الإيمان يمنع من ذلك ويزجر، وأن فاعله إما مشرك وإما زان ليس من المؤمنين الذين يمنعهم إيمانهم من ذلك، وذلك أن الزانية فيها إفساد فراش الرجل، وفى مناكحتها معاشرة الفاجرة دائما ومصاحبتها، والله قد أمر بهجر السوء وأهله ما داموا عليه، وهذا المعنى موجود في الزاني، فإن الزاني إن لم يفسد فراش امرأته كان قرين سوء لها كما قال الشعبي: (من زوج كريمته من فاسق فقد قطع رحمها).
وهذا مما يدخل به على المرأة ضرر في دينها ودنياها، فنكاح الزانية أشد من جهة الفراش، ونكاح الزاني أشد من جهة أنه السيد المالك الحاكم على المرأة، فتبقى المرأة الحرة العفيفة في أسر الفاجر الزاني الذي يقصر في حقوقها ويتعدى عليها.
ولهذا اتفق الفقهاء على اعتبار الكفاءة في الدين وعلى ثبوت الفسخ بفوات هذه الكفاءة، واختلفوا في صحة النكاح بدون ذلك، وهما قولان مشهوران في مذهب أحمد وغيره، فإن من نكح زانية مع أنها تزني فقد رضي بأن يشترك هو وغيره فيها، ورضي لنفسه بالقيادة والدياثة، ومن نكحت زان وهو يزني بغيرها فهو لا يصون ماءه حتى يضعه فيها، بل يرميه فيها وفي غيرها من البغايا، فهي بمنزلة الزانية المتخذة خدنا، فإن مقصود النكاح حفظ الماء في المرأة وهذا الرجل لا يحفظ ماءه، والله سبحانه شرط في الرجال أن يكونوا محصنين غير مسافحين؛ فقال: [وأحل لكم ما وراء ذلكم أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين] وهذا المعنى مما لا ينبغي إغفاله فإن القرآن قد نصه وبينه بيانا مفروضا كما قال تعالى: [سورة أنزلناها وفرضناها].
فأما تحريم نكاح الزانية فقد تكلم فيه الفقهاء من أصحاب أحمد وغيرهم، وفيه آثار عن السلف، وإن كان الفقهاء قد تنازعوا فيه، وليس مع من أباحه ما يعتمد عليه.
وقد ادعى بعضهم أن هذه الآية منسوخة بقوله: [والمحصنات] وزعموا أن البغيّ من المحصنات، وتلك الآيات حجة عليهم فإن أقل ما في الإحصان العفة، وإذا اشترط فيه الحرية فذاك تكميل للعفة والإحصان، ومن حرم نكاح الأمة لئلا يرق ولده كيف يبيح البغي التي تلحق به من ليس بولده؟! وأين فساد فراشه من رق ولده؟! وكذلك من زعم أن النكاح هنا هو الوطء والمعنى أن الزاني لا يطأ إلا زانية أو مشركة والزانية لا يطؤها إلا زان أو مشرك، وهذا أبلغ في الحجة عليهم، فمن وطئ زانية أو مشركة بنكاح فهو زان، وكذلك من وطئها زان، فإن ذم الزاني بفعله الذي هو الزنى حتى لو استكرهها أو استدخلت ذكره وهو نائم كانت العقوبة للزاني دون قرينه، وهذه المسألة مبسوطة في كتب الفقه.
(يُتْبَعُ)
(/)
والمقصود قوله: [الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة] فإن هذا يدل على أن الزاني لا يتزوج إلا زانية أو مشركة، وأن ذلك حرام على المؤمنين، وليس هذا لمجرد كونه فاجرا بل لخصوص كونه زانيا، وكذلك في المرأة ليس لمجرد فجورها بل لخصوص زناها، بدليل أنه جعل المرأة زانية إذا تزوجت زانيا كما جعل الزوج زانيا إذا تزوج زانية، هذا إذا كانا مسلمين يعتقدان تحريم الزنى، وإذا كانا مشركين فينبغي أن يعلم ذلك ومضمونه، أن الرجل الزاني لا يجوز نكاحه حتى يتوب، وذلك بأن يوافق اشتراطه الإحصان، والمرأة إذا كانت زانية لا تحصن فرجها عن غير زوجها بل يأتيها هو وغيره كان الزوج زانيا، هو وغيره يشتركون في وطئها كما تشترك الزناة في وطئ المرأة الواحدة، ولهذا يجب عليه نفى الولد الذي ليس منه.
فمن نكح زانية فهو زان أي تزوجها، ومن نكحت زانيا فهي زانية أي تزوجته، فان كثيرا من الزناة قصروا أنفسهم على الزواني فتكون المرأة خدنا وخليلا له لا يأتي غيرها، فإن الرجل إذا كان زانيا لا يعف امرأته وإذا لم يعفها تشوقت هي إلى غيره فزنت به كما هو الغالب على نساء الزواني أو من يلوط بالصبيان فإن نساءه يزنين ليقضين إربهن ووطرهن ويراغمن أزواجهن بذلك حيث لم يعفوا أنفسهم عن غير أزواجهن، فهن أيضا لم يعففن أنفسهن عن غير أزواجهن، ولهذا يقال: "عفوا تعف نساؤكم وأبناؤكم، وبروا آباءكم تبركم أبناؤكم" فإن الجزاء من جنس العمل، وكما تدين تدان، ومن عقوبة السيئة؛ السيئة بعدها، فإن الرجل إذا رضي أن ينكح زانية رضي بأن تزني امرأته، والله تعالى قد جعل بين الزوجين مودة ورحمة فأحدهما يحب لنفسه ما يحب للآخر فإذا رضيت المرأة أن تنكح زانيا فقد رضيت عمله، وكذلك إن رضي الرجل أن ينكح زانية فقد رضي عملها، ومن رضي الزنى كان بمنزلة الزاني، فإن أصل الفعل هو الإرادة ولهذا جاء في الأثر: (من غاب عن معصية فرضيها كان كمن شهدها أو فعلها) وفى الحديث: "المرء على دين خليله" وأعظم الخلة خلة الزوجين.
وأيضا فإن الله قد جعل في نفوس بني آدم من الغيرة ما هو معروف فيستعظم الرجل أن يطأ الرجل امرأته أعظم من غيرته على نفسه أن يزني، فإذا لم يكره أن تكون زوجته بغيا وهو ديوث كيف يكره أن يكون هو زان؟! ولهذا لم يوجد من هو ديوث أو قواد يعف عن الزنى، فإن الزاني له شهوة في نفسه والديوث ليس له شهوة في زنا غيره، فإذا لم يكن معه إيمان يكره به زنا غيره بزوجته كيف يكون معه إيمان يمنعه من الزنى؟! فمن استحل أن يترك امرأته تزني استحل أعظم الزنى، ومن أعان على ذلك فهو كالزاني، ومن أقر على ذلك مع إمكان تغييره فقد رضيه، ومن تزوج غير تائبة فقد رضي أن تزني إذ لا يمكنه منعها من ذلك فإن كيد النساء عظيم. انتهى
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[22 - May-2009, مساء 04:54]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الفاضل
سأقرأ إن شاء الله كلام ابن تيمية الذي أوردته آنفا
بارك الله فيك
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[22 - May-2009, مساء 05:59]ـ
بعد البحث مرة أخرى
وجدت هذا الحديث الذي أخرجه أبو داود وأحمد من حديث أبي هريرة وصححه الشيخ اللباني في السلسلة الصحيحة (2444)
على أن رواية أحمد في المسند (2/ 324) ليس فيها ذكر أبي هريرة فلا أدري هل هو مرسل أم سقط في الطبع
لكن قال ابن العربي كما في تفسير القرطبي:
" قال ابن العربي وهذا معنى لايصح نظرا كما لم يثبت نقلا وهل يصح أن يوقف نكاح من حد من الرجال على نكاح من حد من النساء فبأي أثر يكون ذلك وعلى أي أصل يقاس من الشريعة "
فما وجه ضفعه؟؟
وما تفسير الحديث إن صح؟؟ إذ معناه مشكل لدي!!
بارك الله فيك أخي الفاضل
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[22 - May-2009, مساء 11:07]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تعالى نستعين
أخي الغالي حفظه الله تعالى، للإجابة على إشكالاتك سأفند لك ما تريد أمرا أمرا؛ لكن عليك بالتروي رعاك الله والأناة، وستجد ما لم تره في غير هذه المشاركة ولله الحمد من قبل ومن بعد. فأقول وبالله التوفيق:
1) إعلم أن هذا الحديث ثابت مقبول محتج به لا غبار عليه بإذن الله تعالى، وقد رواه غير واحد من أهل العلم والرواية في مصنفاتهم بما لا يسع المجال لذكرهم هنا رعاك الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
2) الصواب إن شاء الله تعالى أن سند الإمام أحمد رحمه الله تعالى قد وقع فيه سقط، وليس الحديث من روايته مرسل، بل قد قال الإمام ابن عبد الهادي: رواه الإمام أحمد بسند جيد. فتنبه
إذ أنه لم يرو مرسلا في أي طريق وقفت عليه مع كثرتها إلا ما في المسند، زيادة على أنه لم يقل أحد ممن تعرض لهذا الحديث أنه قد روي من طريق مرسل، ناهيك أيضا عن أن الذين ضعفوه لم يذكروا هذه العلة فيه. فتأمل
3) إعتراض الإمام ابن العربي وغيره على الحديث سندا ومتنا آتٍ من جهتين:
الجهة الأولى: أنهم يرون أن الحديث منسوخ، كما هو رأيهم أصلا في الآية، فلذلك قال الإمام ابن العربي هذا الكلام عنه.
لكن الصحيح من أقوال أهل العلم أنه لا الآية ولا الحديث كلاهما محكمان غير منسوخان أبدا بل باقيان حكما وتلاوة.
الجهة الثانية: ورود بعض الرواة المتكلم فيهم، لكن عند التمحيص وجد العكس بل هم ثقات مقبولين محتج بهم وبأمثالهم، وهم:
· حبيب بن أبي قريبة المعلم. لكنه ثقة على الصحيح؛ قال الإمام أحمد عنه: ثقة ما أصح حديثه. وقال ابن عدي وهو من أكبر نقاد الرجال: أحاديثه صالحة، وأرجو أنه مستقيم في روايته.
· عمرو بن شعيب. والصحيح أنه ثقة أيضا معتبر الرواية محتج بها كما هو مقرر.
ولعل الغرابة هنا أتت من روايته عن غير أبيه، ولكن هذا غير معتبر لمن جعله علة. فتنبه
4) معنى الحديث وبيان المراد منه:
لتعلم أخي الحبيب أن الحديث هو عين معنى الآية تماما، فلذلك قال الإمام الأمير الصنعاني:
(الحديث دليل على أنه يحرم على المرأة أن تزوج بمن ظهر زناه، ولعل الوصف بالمجلود بناء على الأغلب في حق من ظهر منه الزنى، وكذلك الرجل يحرم عليه أن يتزوج بالزانية التي ظهر زناها.
وهذا الحديث موافق قوله تعالى: [وحرم ذلك على المؤمنين] إلا أنه حمل الحديث والآية الأكثر من العلماء على أن معنى (لا ينكح) لا يرغب الزاني المجلود إلا في مثله، والزانية لا ترغب في نكاح غير العاهر، هكذا تأولوهما.
والذي يدل عليه الحديث والآية؛ النهي عن ذلك لا الإخبار عن مجرد الرغبة، وأنه يحرم نكاح الزاني العفيفة والعفيف الزانية، ولا أصرح من قوله: [وحرم ذلك على المؤمنين] أي: كاملي الإيمان الذين هم ليسوا بزناة، وإلا فإن الزاني لا يخرج عن مسمى الإيمان عند الأكثر).
فلذلك قال الإمام الحافظ ابن الجوزي مستشهدا بالحديث:
(مسألة: لا يحل للزاني أن يتزوج الزانية حتى يتوبا خلافا لأكثرهم. قال أبو داود: وثنا مسدد، ثنا عبد الوارث، عن حبيب، قال: حدثني عمرو بن شعيب، عن سعيد المصري، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا ينكح الزاني المجلود إلا مثله"، ومعلوم أنه بعد التوبة لا يسمى زانيا).
وقال العلامة الشوكاني رحمه الله تعالى:
(هذا الوصف خرج مخرج الغالب باعتبار من ظهر منه الزنى، وفيه دليل على أنه لا يحل للمرأة أن تتزوج من ظهر منه الزنى، وكذلك لا يحل للرجل ان يتزوج بمن ظهر منها الزنى، ويدل على ذلك الآية المذكورة في الكتاب، لأن في آخرها: [وحرم ذلك على المؤمنين] فإنه صريح في التحريم.
قال في (نهاية المجتهد): اختلفوا في قوله تعالى: [وحرم ذلك على المؤمنين] هل خرج مخرج الذم، او مخرج التحريم؟ وهل الإشارة في قوله ذلك إلى الزنى، أو إلى النكاح؟ قال:
وإنما صار الجمهور إلى حمل الآية على الذم لا على التحريم لحديث ابن عباس الذي قدمناه.
وقد حكي في (البحر) عن علي وابن عباس وابن عمر وجابر وسعيد بن المسيب وعروة والزهري والعترة ومالك والشافعي وربيعة وأبي ثور أنها لا تحرم المرأة على من زنى بها لقوله تعالى: [وأحل لكم ما وراء ذلكم] وقوله صلى الله عليه وسلم: "لا يحرم الحلال الحرام" أخرجه ابن ماجه من حديث ابن عمر.
وحكي عن الحسن البصري أنه يحرم على الرجل نكاح من زنى بها واستدل بالآية.
وحكاه أيضا عن قتادة وأحمد إلا إذا تابا؛ لارتفاع سبب التحريم.
قال ابن القيم: وأما نكاح الزانية فقد صرح الله بتحريمه في سورة النور وأخبر أن من نكحها فهو زان أو مشرك، فهو إما أن يلتزم حكمه تعالى ويعتقد وجوبه عليه أو لا، فإن لم يعتقده فهو مشرك، وإن التزمه واعتقد وجوبه وخالفه فهو زان، ثم صرح بتحريمه فقال: [وحرم ذلك على المؤمنين].
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما جعل الإشارة في قوله: [وحرم ذلك] إلى الزنى فضعيف جدا، إذ يصير معنى الآية: الزاني لا يزني إلا بزانية أو مشركة، والزانية لا يزني بها إلا زان أو مشرك.
وهذا مما ينبغي أن يصان عنه القرآن، ولا يعارض ذلك حديث عمرو بن الأحوص وحديث ابن عباس المذكوران، فإنهما في الاستمرار على نكاح الزوجة الزانية، والآية وحديث أبي هريرة في ابتداء النكاح، فيجوز للرجل أن يستمر على نكاح من زنت وهي تحته، ويحرم عليه أن يتزوج بالزانية).
آخره والحمد عليه وعلى أوله.
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[22 - May-2009, مساء 11:22]ـ
أولا جزاكم الله خيرا على تواصلك معي وطول نفسك معي أخي الفاضل
قال الطحاوي في شرح مشكل الآثار في تعليقه على هذا الحديث:
"
فكان ذلك على الزانيين المقيمين على الأحوال المذمومة، أي أن أحدهما لا ينكح صاحبه إلا للأحوال المذمومة التي يوافقه عليها، وفيه أن المجلود لا ينكح إلا مجلودة على ذلك المعنى
وكان ذلك عندنا، والله أعلم، على مجلود في زنى هو مقيم عليه، مجلودة في زنى هي مقيمة عليه، لا على زانيين جلد كل واحد منهما في زناه جلدا جعله الله كفارة له، إذ كان قد نزع عن ذلك الزنى الذي جلد فيه ذلك الجلد وتاب إلى الله منه "
فظاهر كلام الطحاوي وهو مذهب الحسن وهو الظاهر الذي يفهم من الحديث كما أشار بذلك الطحاوي أن الزاني وإن لم يتب يحل له نكاح الزانية وإن لم تتب
ويكون المراد من قوله تعالى " وحرم ذلك على المؤمنين " أي يحرم على المسلم العفيف نكاح الزانية ويحرم على المسلمة العفيفة نكاح الزاني , أما لو كانا زانيين ولم يتوبا فيحل لهما نكاحهما!!!
طبعا هذه النتيجة التي توصلت لها أكاد أجزم أخي الفاضل أنك لا توافقني عليها!! - على أني في بداية بحثي معك أخي الفاضل لم أقل هذه النتيجة أصلا إذ قلت بحرمة نكاح الزاني والزانية مطلقا قبل التوبة لأني لم أكن أعرف هذا الحديث فأثناء بحثي وجدته فمع القول بصحته لا أرى مفرا من قول الحسن!!
على أن هذا الحديث استدل به ابن حزم أيضا لكن ما أدري ما وجه الاستدلال الذي حصل به منه؟؟
أعيد أشكرك بشدة على تواصلك معي
أسأل الله أن يعلمني وإياك العلم النافع ويرزقنا العمل الصالح(/)
33 سببًا للخشوع في الصلاة
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[22 - May-2009, مساء 08:10]ـ
المقدمة
* وأما التظاهر بالخشوع ممقوت، ومن علامات الإخلاص إخفاء الخشوع
* حكم الخشوع
* وفي فضل الخشوع ووعيد من تركه يقول النبي صلى الله عليه وسلم
* وبناء على هذا التقسيم نستعرض فيما يلي طائفة من أسباب الخشوع في الصلاة
* أولا: الحرص على ما يجلب الخشوع ويقويه
* مسألة: فيمن كثرت الوساوس في صلاته، هل تصح أم عليه الإعادة
* خاتمة
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، الذي قال في كتابه المبين: {وقوموا لله قانتين}، وقال عن الصلاة: {وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين} والصلاة والسلام على إمام المتقين وسيد الخاشعين محمد رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد
فإن الصلاة أعظم أركان الدين العملية، والخشوع فيها من المطالب الشرعية، ولما كان عدو الله إبليس قد أخذ العهد على نفسه بإضلال بني آدم وفتنتهم، وقال: {ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم} صار من أعظم كيده صرف الناس عن الصلاة بشتى الوسائل، والوسوسة لهم فيها لحرمانهم لذة هذه العبادة وإضاعة أجرهم وثوابهم، ولما كان الخشوع أول ما يرفع من الأرض ونحن في آخر الزمان، انطبق فينا قول حذيفة رضي الله عنه: أول ما تفقدون من دينكم الخشوع، وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة، ورُبّ مصلٍّ لا خير فيه، ويوشك أن تدخل المسجد فلا ترى فيهم خاشعا. المدارج 1/ 521
ومما يلمسه المرء من نفسه ويسمعه من كثرة المشتكين من حوله بشأن قضية الوساوس في الصلاة وفقدان الخشوع؛ تتبين الحاجة إلى الحديث عن هذا الموضوع، وفيما يلي تذكرة لنفسي ولإخواني المسلمين أسأل الله أن ينفع بها:
فقد قال الله تعالى: {قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون}
أي خائفون ساكنون و" الخشوع هو السكون والطمأنينة والتؤدة والوقار والتواضع والحامل عليه الخوف من الله ومراقبته. " تفسير ابن كثير ط. دار الشعب 6/ 414 والخشوع هو قيام القلب بين يدي الرب بالخضوع والذل المدارج 1/ 520
ويروى عن مجاهد قال: (قوموا لله قانتين): فمن القنوت: الركوع والخشوع وغض البصر وخفض الجناح من رهبة الله عز وجل تعظيم قدر الصلاة 1/ 188
ومحل الخشوع في القلب وثمرته على الجوارح والأعضاء تابعة للقلب فإذا فسد خشوعه بالغفلة والوساوس فسدت عبودية الأعضاء والجوارح فإن القلب كالملك والأعضاء كالجنود له فبه يأتمرون وعن أمره يصدرون فإذا عُزل الملك وتعطّل بفقد القلب لعبوديته ضاعت الرعية وهي الجوارح.
وأما التظاهر بالخشوع ممقوت، ومن علامات الإخلاص:
إخفاء الخشوع
كان حذيفة رضي الله عنه يقول: إياكم وخشوع النفاق
فقيل له: وما خشوع النفاق
قال: أن ترى الجسد خاشعا والقلب ليس بخاشع.
وقال الفضيل بن عياض: كان يُكره أن يُري الرجل من الخشوع أكثر مما في قلبه.
ورأى بعضهم رجلا خاشع المنكبين والبدن فقال: يافلان، الخشوع هاهنا وأشار إلى صدره، لا هاهنا وأشار إلى منكبيه. المدارج 1/ 521
وقال ابن القيم رحمه الله تعالى مبيّناً الفرق بين خشوع الإيمان وخشوع النفاق: " خشوع الإيمان هو خشوع القلب لله بالتعظيم والإجلال والوقار والمهابة والحياء، فينكسر القلب لله كسرة ملتئمة من الوجل والخجل والحب والحياء و شهود نعم الله وجناياته هو، فيخشع القلب لا محالة فيتبعه خشوع الجوارح. وأما خشوع النفاق فيبدو على الجوارح تصنعا وتكلفا والقلب غير خاشع، و كان بعض الصحابة يقول: أعوذ بالله من خشوع النفاق، قيل له: وما خشوع النفاق؟ قال: أن يرى الجسد خاشعا والقلب غير خاشع.
فالخاشع لله عبد قد خمدت نيران شهوته، وسكن دخانها عن صدره، فانجلى الصدر وأشرق فيه نور العظمة فماتت شهوات النفس للخوف والوقار الذي حشي به وخمدت الجوارح وتوقر القلب واطمأن إلى الله وذكره بالسكينة التي نزلت عليه من ربه فصار مخبتا له، والمخبت المطمئن، فإن الخبت من الأرض ما اطمأن فاستنقع فيه الماء، فكذلك القلب المخبت قد خشع واطمأن كالبقعة المطمئنة من الأرض التي يجري إليها الماء فيستقر فيها، وعلامته أن يسجد بين يدي ربه إجلالا له وذلا وانكسارا بين يديه سجدة لا يرفع رأسه عنها حتى يلقاه. فهذا خشوع الإيمان، وأما القلب المتكبر فإنه قد اهتز بتكبره وربا فهو كبقعة
(يُتْبَعُ)
(/)
رابية من الأرض لا يستقر عليها الماء.
وأما التماوت وخشوع النفاق فهو حال عند تكلف إسكان الجوارح تصنعا ومراءاة ونفسه في الباطن شابة طرية ذات شهوات وإرادات فهو يتخشع في الظاهر وحية الوادي وأسد الغابة رابض بين جنبيه ينتظر الفريسة. كتاب الروح ص:314 ط. دار الفكر - الأردن.
" والخشوع في الصلاة إنما يحصل لمن فرّغ قلبه لها، واشتغل بها عما عداها، وآثرها على غيرها، وحيئذ تكون راحة له وقرة عين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( .. جعلت قرة عيني في الصلاة) " تفسير ابن كثير 5/ 456 والحديث في مسند أحمد 3/ 128 وهو في صحيح الجامع 3124
وقد ذكر الله الخاشعين والخاشعات في صفات عباده الأخيار وأخبر أنه أعد لهم مغفرة وأجرا عظيما سورة الأحزاب 35
ومن فوائد الخشوع أنه يخفف أمر الصلاة على العبد قال تعالى: (واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين) والمعنى: أي مشقة الصلاة ثقيلة إلا على الخاشعين. تفسير ابن كثير 1/ 125
والخشوع أمر عظيم شأنه، سريع فقده، نادر وجوده خصوصا في زماننا وهو من آخر الزمان قال النبي صلى الله عليه وسلم (أول شيء يرفع من هذه الأمة الخشوع، حتى لا ترى فيها خاشعا.) قال الهيثمي في المجمع 2/ 136: رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن وهو في صحيح الترغيب رقم 543 وقال: صحيح
" قال بعض السلف الصلاة كجارية تُهدى إلى ملك الملوك فما الظن بمن يُهدي إليه جارية شلاّء أو عوراء أو عمياء أو مقطوعة اليد والرّجل أو مريضة أو دميمة أو قبيحة، حتى يهدي إليه جارية ميتة بلا روح .. فكيف بالصلاة يهديها العبد ويتقرب بها إلى ربه تعالى؟ والله طيب لا يقبل إلا طيبا وليس من العمل الطيب: صلاة لا روح فيها. كما أنّه ليس من العتق الطيب عتق عبد لا روح فيه." المدارج 1/ 526
حكم الخشوع
والراجح في حكم الخشوع أنه واجب. قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: قال الله تعالى (واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين) وهذا يقتضي ذم غير الخاشعين ..
والذم لا يكون إلا لترك واجب أو فعل محرّم وإذا كان غير الخاشعين مذمومين دلّ ذلك على وجوب الخشوع .. ويدل على وجوب الخشوع فيها أيضا قوله تعالى: (قد أفلح المؤمنون. الذين هم في صلاتهم خاشعون .. - إلى قوله - أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون) أخبر سبحانه وتعالى أن هؤلاء هم الذين يرثون فردوس الجنة وذلك يقتضي أنه لا يرثها غيرهم .. وإذا كان الخشوع في الصلاة واجبا وهو المتضمن للسكون والخشوع (هكذا في الأصل ولعلها الخضوع) فمن نقر نقر الغراب لم يخشع في سجوده وكذلك من لم يرفع رأسه في الركوع ويستقر قبل أن ينخفض لم يسكن لأن السكون هو الطمأنينة بعينها فمن لم يطمئن لم يسكن ومن لم يسكن لم يخشع في ركوعه ولا في سجوده ومن لم يخشع كان آثما عاصيا .. ويدل على وجوب الخشوع في الصلاة أن النبي صلى الله عليه وسلم توعد تاركيه كالذي يرفع بصره إلى السماء فإنه حركته ورفعه وهو ضد حال الخاشع .. مجموع الفتاوى 22/ 553 - 558
وفي فضل الخشوع ووعيد من تركه يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
(خمس صلوات افترضهن الله تعالى، من أحسن وضوءهن وصلاهن لوقتهن، وأتم ركوعهن وخشوعهن كان له على الله عهد أن يغفر له، ومن لم يفعل، فليس له على الله عهد، إن شاء غفر له وإن شاء عذّبه.) رواه أبو داود رقم 425 وهو في صحيح الجامع 3242
وقال عليه الصلاة والسلام في فضل الخشوع أيضا: (من توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى ركعتين يُقبل عليهما بقلبه ووجهه [وفي رواية: لا يحدّث فيهما نفسه] غفر له ما تقدّم من ذنبه [وفي رواية إلا وجبت له الجنة]) البخاري ط. البغا رقم 158 والنسائي 1/ 95 وهو في صحيح الجامع 6166
وعند البحث في أسباب الخشوع في الصلاة يتبين أنها تنقسم إلى قسمين،
الأول: جلب ما يوجد الخشوع ويقويه.
والثاني دفع ما يزيل الخشوع ويضعفه. وهو ما عبّر عنه شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله في بيانه لما يعين على الخشوع فقال:
- والذي يعين على ذلك شيئان: قوة المقتضى و ضعف الشاغل.
أما الأول: قوة المقتضى:
فاجتهاد العبد في أن يعقل ما يقوله و ما يفعله، ويتدبر القراءة والذكر والدعاء، ويستحضر أنه مناجٍ لله تعالى كأنه يراه. فإن المصلي إذا كان قائما فإنما يناجي ربه.
(يُتْبَعُ)
(/)
والإحسان: (أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك). ثم كلما ذاق العبد حلاوة الصلاة كان انجذابه إليها أوكد، وهذا يكون بحسب قوة الإيمان.
والأسباب المقوية للإيمان كثيرة، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (حبب إليَّ من دنياكم: النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة) وفي حديث آخر قال: (أرحنا بالصلاة يا بلال) ولم يقل: أرحنا منها.
أما الثاني: زوال العارض:
فهو الاجتهاد في دفع ما يشغل القلب من تفكر الإنسان فيما لا يعنيه، و تدبر الجواذب التي تجذب القلب عن مقصود الصلاة، وهذا في كل عبد بحسبه، فإن كثرة الوسواس بحسب كثرة الشبهات والشهوات، وتعليق القلب بالمحبوبات التي ينصرف القلب إلى طلبها، والمكروهات التي ينصرف القلب إلى دفعها. مجموع الفتاوى 22/ 606 - 607
وبناء على هذا التقسيم نستعرض فيما يلي طائفة من أسباب الخشوع في الصلاة:
أولا: الحرص على ما يجلب الخشوع ويقويه
وهذا يكون بأمور منها:
(1) الاستعداد للصلاة والتهيؤ لها
ويحصل ذلك بأمور منها الترديد مع المؤذن والإتيان بالدعاء المشروع بعده " اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة، آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه المقام المحمود الذي وعدته "، والدعاء بين الأذان والإقامة، وإحسان الوضوء والتسمية قبله والذكر والدعاء بعده (أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله). (اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين). والاعتناء بالسواك وهو تنظيف وتطييب للفم الذي سيكون طريقا للقرآن بعد قليل لحديث: (طهروا أفواهكم للقرآن) رواه البزار وقال: لا نعلمه عن علي بأحسن من هذا الإسناد كشف الأستار 1/ 242 وقال الهيثمي: رجاله ثقات 2/ 99 وقال الألباني إسناده جيد: الصحيحة 1213.
وأخذ الزينة باللباس الحسن النظيف، قال الله تعالى: (يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد) والله عز وجل أحقّ من تُزيِّن له، كما أن الثوب الحسن الطيب الرائحة يعطي صاحبه راحة نفسية بخلاف ثوب النوم والمهنة. وكذلك الاستعداد بستر العورة وطهارة البقعة والتبكير وانتظار الصلاة، وكذلك تسوية الصفوف والتراص فيها لأن الشياطين تتخلل الفُرَج بين الصفوف.
(2) الطمأنينة في الصلاة
(كان النبي صلى الله عليه وسلم يطمئن حتى يرجع كل عظم إلى موضعه) صحح إسناده في صفة الصلاة ص: 134 ط.11 وعند ابن خزيمة نحوه كما ذكر الحافظ في الفتح 2/ 308 وأمر بذلك المسيء صلاته وقال له: (لا تتم صلاة أحدكم حتى يفعل ذلك.) رواه أبو داود 1/ 536 رقم 858
عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته، قال يا رسول الله: كيف يسرق صلاته، قال: (لا يتم ركوعها ولا سجودها). رواه أحمد والحاكم 1/ 229 وهو في صحيح الجامع 997
وعن أبي عبد الله الأشعري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مثل الذي لا يتمّ ركوعه، وينقر في سجوده، مثل الجائع يأكل التمرة والتمرتين، لا يغنيان عنه شيئا) رواه الطبراني في الكبير 4/ 115 وقال في صحيح الجامع: حسن
والذي لا يطمئن في صلاته لا يمكن أن يخشع لأن السرعة تذهب بالخشوع ونقر الغراب يذهب بالثواب
.
(3) تذكر الموت في الصلاة
لقوله صلى الله عليه وسلم: (اذكر الموت في صلاتك، فإن الرجل إذا ذكر الموت في صلاته لحريّ أن يحسن صلاته، وصلّ صلاة رجل لا يظن أنه يصلي غيرها) السلسلة الصحيحة للألباني 1421ونقل عن السيوطي تحسين الحافظ ابن حجر رحمه الله لهذا الحديث
وفي هذا المعنى أيضا وصية النبي صلى الله عليه وسلم لأبي أيوب رضي الله عنه لما قال له: (إذا قمت في صلاتك فصلِّ صلاة مودِّع) رواه أحمد 5/ 412 وهو في صحيح الجامع رقم 742، يعني صلاة من يظن أنه لن يصلي غيرها وإذا كان المصلي سيموت ولابد، فإن هناك صلاة مّا هي آخر صلاة له فليخشع في الصلاة التي هو فيها فإنه لا يدري لعلها تكون هذه هي.
(4) تدبر الآيات المقروءة وبقية أذكار الصلاة والتفاعل معها
(يُتْبَعُ)
(/)
القرآن نزل للتدبر {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدّبروا آياته وليذكّر أولوا الألباب} ولا يحصل التدبر إلا بالعلم بمعنى ما يقرأ فيستطيع التفكّر فينتج الدمع والتأثر قال الله تعالى: (والذين إذا ذُكِّروا بآيات ربهم لم يخرّوا عليها صمّا وعميانا) وهنا يتبين أهمية الاعتناء بالتفسير قال ابن جرير رحمه الله: " إني لأعجب ممن قرأ القرآن ولم يعلم تأويله (أي: تفسيره) كيف يلتذ بقراءته " مقدمة تفسير الطبري لمحمود شاكر 1/ 10 ولذلك فمن المهم لقارئ القرآن أن ينظر في تفسير ولو مختصر مع التلاوة مثل كتاب زبدة التفسير للأشقر المختصر من تفسير الشوكاني وتفسير العلامة ابن سعدي المسمى " تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان " وإن لم يكن فكتاب في شرح الكلمات الغريبة مثل " المعجم الجامع لغريب مفردات القرآن " لعبد العزيز السيروان فإنه جمع فيه أربعة كتب من كتب غريب القرآن. ومما يُعين على التدّبر كثيرا ترديد الآيات لأنه يعين على التفكّر ومعاودة النظر في المعنى وكان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك فقد جاء أنه صلى الله عليه وسلم " قام ليلة بآية يرددها حتى أصبح وهي: (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) ". رواه ابن خزيمة 1/ 271 وأحمد 5/ 149 وهو في صفة الصلاة ص: 102
وكذلك فإن مما يعين على التدبر التفاعل مع الآيات كما روى (حذيفة قال: صليت مع رسول الله ذات ليلة .. يقرأ مسترسلا، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح و إذا مر بسؤال سأل و إذا مر بتعوذ تعوذ) رواه مسلم رقم 772 وفي رواية (صليت مع رسول الله ليلة، فكان إذا مر بآية رحمة سأل، و إذا مر بآية عذاب تعوذ، و إذا مر بآية فيها تنزيه لله سبح). تعظيم قدر الصلاة 1/ 327 وقد جاء هذا في قيام الليل.
وقام أحد الصحابة ــ وهو قتادة بن النعمان رضي الله عنه ــ الليل لايقرأ إلا (قل هو الله أحد) يرددها لا يزيد عليها البخاري: الفتح 9/ 59 وأحمد 3/ 43
وقال سعيد بن عبيد الطائي: سمعت سعيد بن جبير يؤمهم في شهر رمضان وهو يردّد هذه الآية (فسوف يعلمون. إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يُسحبون. في الحميم ثم في النار يُسجرون.). وقال القاسم رأيت سعيد بن جبير قام ليلة يصلي فقرأ (واتقوا يوما تُرجعون فيه إلى الله ثم تُوفى كل نفس ما كسبت) فرددها بضعا وعشرين مرة. وقال رجل من قيس يُكنى أبا عبد الله: بتنا ذات ليلة عند الحسن فقام من الليل فصلى فلم يزل يردد هذه الآية حتى السّحر: وإن تعدّوا نعمة الله لا تُحصوها) فلما أصبح قلنا: يا أبا سعيد لم تكد تجاوز هذه الآية سائر الليل، قال: أرى فيها معتبرا، ما أرفع طرفا ولا أردّه إلا وقد وقع على نعمة وما لا يُعلم من نعم الله أكثر. التذكار للقرطبي ص: 125
وكان هارون بن رباب الأسيدي يقوم من الليل للتهجد فربما ردد هذه الآية حتى يُصبح: (قالوا يا ليتنا نُردّ ولا نكذّب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين) ويبكي حتى يُصبح.
ومما يعين على التدبر أيضا حفظ القرآن والأذكار المتنوعة في الأركان المختلفة ليتلوها ويذكرها ليتفكّر فيها.
ولا شك أن هذا العمل ـ من التدبر والتفكر والترديد والتفاعل ـ من أعظم ما يزيد الخشوع كما قال الله تعالى: (ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا)
وفيما يلي قصة مؤثرة يتبين فيها تدبره وخشوعه صلى الله عليه وسلم مع بيان وجوب التفكر في الآيات: عن عطاء قال: دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة رضي الله عنها فقال ابن عمير: حدّثينا بأعجب شيء رأيتيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبكت وقالت: قام ليلة من الليالي فقال: يا عائشة ذريني أتعبّد لربي، قالت: قلت: والله إني لأحبّ قربك، وأحب ما يسرّك، قالت: فقام فتطهر ثم قام يصلي، فلم يزل يبكي حتى بلّ حجره، ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بلّ الأرض، وجاء بلال يؤذنه بالصلاة، فلما رآه يبكي قال: يا رسول الله، تبكي وقد غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر؟ قال: أفلا أكون عبدا شكورا؟ لقد نزلت عليّ الليلة آيات ويل لمن قرأها ولم يتفكّر ما فيها: (إن في خلق السموات والأرض ... الآية) رواه ابن حبّان وقال في السلسلة الصحيحة رقم 68: وهذا إسناد جيد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن التجاوب مع الآيات التأمين بعد الفاتحة وفيه أجر عظيم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أمَّنَ الإمام فأمِّنُوا فإنه مَن وافق تأمِينُهُ تأمين الملائكة غُفر له ما تقدم من ذنبه) رواه البخاري رقم 747 وهكذا التجاوب مع الإمام في قوله سمع الله لمن حمده فيقول المأموم ربنا ولك الحمد وفيه أجر عظيم فعن رفاعة ابن رافع الزرقي قال: كنا يوما نصلي وراء النبي صلى الله عليه وسلم فلما رفع رأسه من الركعة قال: سمع الله لمن حمده، قال رجل وراءه: ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، فلما انصرف قال: من المتكلم، قال: أنا، قال: رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أولُ. رواه البخاري الفتح 2/ 284
(5) أن يقطّع قراءته آيةً آية
وذلك أدعى للفهم والتدبر وهي سنة النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكرت أم سلمة رضي الله عنها قراءة رسول الله عليه وسلم (بسم الله الرحمن الرحيم، وفي رواية: ثم يقف ثم يقول، الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، وفي رواية: ثم يقف ثم يقول: ملك يوم الدين) يقطّع قراءته آيةً آية رواه أبو داود رقم 4001 وصححه الألباني في الإرواء وذكر طرقه 2/ 60
والوقوف عند رؤوس الآي سنّة وإن تعلّقت في المعنى بما بعدها.
(6) ترتيل القراءة وتحسين الصوت بها:
كما قال الله عز وجل: (ورتل القرآن ترتيلا) وكانت قراءته صلى الله عليه وسلم (مفسرة حرفاً حرفا.) مسند أحمد 6/ 294 بسند صحيح صفة الصلاة: ص: 105 (وكان صلى الله عليه وسلم يقرأ بالسورة فيرتلها حتى تكون أطول من أطول منها) رواه مسلم رقم 733
وهذا الترتيل والترسل أدعى للتفكر والخشوع بخلاف الإسراع والعجلة.
ومما يعين على الخشوع أيضا تحسين الصوت بالتلاوة وفي ذلك وصايا نبوية منها قوله صلى الله عليه و سلم: (زينوا القرآن بأصواتكم فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا) أخرجه الحاكم 1/ 575 و هو في صحيح الجامع رقم 3581
وليس المقصود بتحسين الصوت: التمطيط والقراءة على ألحان أهل الفسق وإنما جمال الصوت مع القراءة بحزن كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (إن من أحسن الناس صوتا بالقرآن الذي إذا سمعتموه يقرأ حسبتموه يخشى الله) رواه إبن ماجه 1/ 1339 و هو في صحيح الجامع رقم 2202
(7) أن يعلم أن الله يُجيبه في صلاته:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (قال الله عز وجل قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل، فإذا قال: الحمد لله رب العالمين قال الله: حمدني عبدي فإذا قال: الرحمن الرحيم، قال الله: أثنى عليّ عبدي، فإذا قال: مالك يوم الدين، قال الله: مجّدني عبدي، فإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين، قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال: إهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين، قال الله: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل.) صحيح مسلم كتاب الصلاة باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة
وهذا حديث عظيم جليل لو استحضره كل مصلٍّ لحصل له خشوع بالغ ولوجد للفاتحة أثرا عظيما كيف لا وهو يستشعر أن ربّه يخاطبه ثم يعطيه سؤله.
وينبغي إجلال هذه المخاطبة وقدرها حقّ قدرها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أحدكم إذا قام يصلي فإنما يناجي ربه فلينظر كيف يناجيه) مستدرك الحاكم 1/ 236 و هو في صحيح الجامع رقم 1538
(8) الصلاة إلى سترة والدنو منها
من الأمور المفيدة لتحصيل الخشوع في الصلاة الاهتمام بالسترة والصلاة إليها فإن ذلك أقصر لنظر المصلي وأحفظ له من الشيطان وأبعد له عن مرور الناس بين يديه فإنه يشوّش ويُنقص أجر المصلي.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا صلى أحدكم فليصل إلى سترة و ليدن منها) رواه أبو داود رقم 695 1/ 446 و هو في صحيح الجامع رقم 651
وللدنو من السترة فائدة عظيمة، قال عليه الصلاة والسلام: (إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدن منها لا يقطع الشيطان عليه صلاته) رواه أبو داود رقم 695 1/ 446 و هو في صحيح الجامع رقم 650 والسنّة في الدنوّ من السترة أن يكون بينه وبين السترة ثلاثة أذرع وبينها وبين موضع سجوده ممرّ شاة كما ورد في الأحاديث الصحيحة. البخاري أنظر الفتح 1/ 574، 579
(يُتْبَعُ)
(/)
وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم المصلي بأن لا يسمح لأحد أن يمرّ بينه وبين سترته فقال: (إذا كان أحدكم يصلي فلا يدع أحدا يمر بين يديه، و ليدرأه ما استطاع فإن أبى فليقاتله فإن معه القرين) رواه مسلم 1/ 260 و هو في صحيح الجامع رقم 755
قال النووي رحمه الله تعالى: " والحكمة في السترة كف ّ البصر عما وراءه ومنع من يجتاز بقربه .. وتمنع الشيطان المرور والتعرض لإفساد صلاته " شرح صحيح مسلم 4/ 216
(9) وضع اليمنى على اليسرى على الصّدر
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام في الصلاة (وضع يده اليمنى على اليسرى) مسلم رقم 401 و (كان يضعهما على الصدر) أبوداود رقم 759 وانظر إرواء الغليل 2/ 71 وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (إنا معشر الأنبياء أمرنا .. أن نضع أيماننا على شمائلنا في الصلاة) رواه الطبراني في المعجم الكبير رقم 11485 قال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح؛ المجمع 3/ 155
وسئل الإمام أحمد رحمه الله تعالى عن المراد بوضع اليدين إحداهما على الأخرى حال القيام فقال: هو ذلّ بين يدي العزيز الخشوع في الصلاة ابن رجب ص:21
قال ابن حجر رحمه الله تعالى: قال العلماء: الحكمة في هذه الهيئة أنها صفة السائل الذليل وهو أمنع من العبث وأقرب إلى الخشوع. فتح الباري 2/ 224
(10) النظر إلى موضع السجود:
لما ورد عن عائشة (كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا صلى طأطأ رأسه و رمى ببصره نحو الأرض) رواه الحاكم ا/479 وقال صحيح على شرط الشيخين و وافقه الألباني صفة الصلاة ص 89
(و لما دخل الكعبة ما خلف بصره موضع سجوده حتى خرج عنها). رواه الحاكم في المستدرك 1/ 479 وقال صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي، قال الألباني وهو كما قالا؛ إرواء الغليل 2/ 73
أما إذا جلس للتشهد فإنه ينظر إلى أصبعه المشيرة وهو يحركها لما جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا جلس للتشهد (يشير بأصبعه التي تلي الإبهام إلى القبلة ويرمي ببصره إليها) رواه ابن خزيمة 1/ 355 رقم 719 وقال المحقق: إسناده صحيح وانظر صفة الصلاة ص: 139 وفي رواية (وأشار بالسبابة ولم يجاوز بصره إشارته) رواه أحمد 4/ 3 وأبو داود رقم 990.
مسألة
وهنا سؤال يدور في أذهان بعض المصلين وهو: ما حكم إغماض العينين في الصلاة خصوصا وأن المرء قد يحس بمزيد من الخشوع إذا فعل ذلك؟
والجواب: أن ذلك مخالف للسنة الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم كما تقدّم قبل قليل كما أن الإغماض يفوّت سنة النظر إلى موضع السجود وإلى الأصبع. ولكن هناك شيء من التفصيل في المسألة فلندع الميدان للفارس ولنفسح المكان للعلامة أبي عبد الله ابن القيم يبين الأمر ويجلّيه، قال رحمه الله تعالى: " ولم يكن من هديه صلى الله عليه وسلم تغميض عينيه في الصلاة، وقد تقدّم أنه كان في التشهد يومئ ببصره إلى أصبعه في الدعاء ولا يُجاوز بصره إشارته ...
وقد يدلّ على ذلك مدّ يده في صلاة الكسوف ليتناول العنقود لما رأى الجنة، وكذلك رؤيته النار وصاحبة الهرة فيها وصاحب المحجن، وكذلك حديث مدافعته للبهيمة التي أرادت أن تمرّ بين يديه وردّه الغلام والجارية وحجزه بين الجاريتين، وكذلك أحاديث ردّ السلام بالإشارة على من سلّم عليه وهو في الصلاة، فإنه إنما كان يشير إلى من يراه، وكذلك حديث تعرّض الشيطان له فأخذه فخنقه وكان ذلك رؤية عين. فهذه الأحاديث وغيرها يُستفاد من مجموعها العلم بأنه لم يكن يغمض عينيه في الصلاة.
وقد اختلف الفقهاء في كراهته، فكرهه الإمام أحمد وغيره وقالوا: هو فعل اليهود، وأباحه جماعة ولم يكرهوه ... والصواب أن يُقال إن كان تفتيح العين لا يُخلّ بالخشوع فهو أفضل، وإن كان يحول بينه وبين الخشوع لما في قبلته من الزخرفة والتزويق أو غيره مما يشوّش عليه قلبه فهنالك لا يُكره التغميض قطعا، والقول باستحبابه في هذا الحال أقرب إلى أصول الشرع ومقاصده من القول بالكراهة، والله أعلم " زاد المعاد 1/ 293 ط. دار الرسالة
وبهذا يتبين أن السنة عدم الإغماض إلا إذا دعت الحاجة لتلافي أمر يضرّ بالخشوع.
(11) تحريك السبابة:
وهذا أمر أهمله كثير من المصلين فضلا عن جهلهم بفائدته العظيمة وأثره في الخشوع
(يُتْبَعُ)
(/)
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لهي أشد على الشيطان من الحديد.) رواه الإمام أحمد 2/ 119 بسند حسن كما في صفة الصلاة ص: 159 " أي أن الإشارة بالسبابة عند التشهد في الصلاة أشد على الشيطان من الضرب بالحديد لأنها تذكّر العبد بوحدانية الله تعالى والإخلاص في العبادة وهذا أعظم شيء يكرهه الشيطان نعوذ بالله منه." الفتح الرباني للساعاتي 4/ 15.
ولأجل هذه الفائدة العظيمة كان الصحابة رضوان الله عليهم يتواصون بذلك ويحرصون عليه ويتعاهدون أنفسهم في هذا الأمر الذي يقابله كثير من الناس في هذا الزمان بالاستخفاف والإهمال، فقد جاء في الأثر ما يلي: (كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ بعضهم على بعض. يعني: الإشارة بالأصبع في الدعاء) رواه إبن أبي شيبة بسند حسن كما في صفة الصلاة ص: 141 وفي المطبوع من أبي شيبة [بأصبع] أنظر المصنف رقم 9732 ج10 ص: 381 ط. الدار السلفية - الهند
والسنة في الإشارة بالسبابة أن تبقى مرفوعة متحرّكة مشيرة إلى القبلة طيلة التشهد.
(12) التنويع في السور والآيات والأذكار والأدعية في الصلاة
وهذا يُشعر المصلي بتجدد المعاني والانتقال بين المضامين المتعددة للآيات والأذكار وهذا ما يفتقده الذي لا يحفظ إلا عددا محدودا من السور (وخصوصا قصارها) والأذكار، فالتنويع من السنّة وأكمل في الخشوع.
وإذا تأملنا ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتلوه ويذكره في صلاته فإننا نجد هذا التنوع
ففي أدعية الاستفتاح مثلا نجد نصوصا مثل:
(اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما يُنقّى الثوب الأبيض من الدّنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرَد.)
(وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أمِرتُ وأنا أول المسلمين.)
(سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جَدُّك ولا إله غيرك.)
وغير ذلك من الأدعية والأذكار والمصلي يأتي بهذا مرة وبهذا مرة وهكذا.
وفي السور التي كان صلى الله عليه وسلم يقرؤها في صلاة الفجر نجد عددا كثيرا مباركا مثل:
(طوال المفصّل كالواقعة والطور و ق، وقصار المفصّل مثل: إذا الشمس كورت والزلزلة والمعوذتين وورد أنه قرأ الروم ويس والصافات وكان يقرأ في فجر الجمعة بالسجدة والإنسان)
وفي صلاة الظهر ورد أنه كان يقرأ في كلّ من الركعتين قدر ثلاثين آية وقرأ بالطارق والبروج والليل إذا يغشى.
وفي صلاة العصر يقرأ في كل من الركعتين قدر خمس عشرة آية ويقرأ بالسور التي سبقت في صلاة الظهر.
وفي صلاة المغرب يقرأ بقصار المفصّل كالتين والزيتون وقرأ بسورة محمد والطور والمرسلات وغيرها.
وفي العشاء كان يقرأ من وسط المفصّل كـ (الشمس وضحاها) و (إذا السماء انشقت) وأمر معاذا أن يقرأ بـ الأعلى والقلم والليل إذا يغشى.
وفي قيام الليل كان يقرأ بطوال السور وورد في سنته صلى الله عليه وسلم قراءة مائتي ومائة وخمسين آية وكان أحيانا يقصّر القراءة.
وأذكار ركوعه صلى الله عليه وسلم متنوعة فبالإضافة إلى (سبحان ربي العظيم) و (سبحان ربي العظيم وبحمده) يقول: (سُبّوح قُدّوس رب الملائكة والروح) ويقول: (اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت وعليك توكلت أنت ربي، خشع سمعي وبصري ودمي ولحمي وعظمي وعصبي لله رب العالمين).
وفي الرفع من الركوع يقول بعد (سمع الله لمن حمده): (ربنا ولك الحمد) وأحيانا (ربنا لك الحمد) وأحيانا (اللهم ربنا (و) لك الحمد) وكان يضيف أحيانا (ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد) ويضيف تارة (أهل الثناء والمجد، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجدّ منك الجدّ)
وفي السجود بالإضافة إلى (سبحان ربي الأعلى) و (سبحان ربي الأعلى وبحمده) يقول أيضا: (سُبّوح قدوس رب الملائكة والروح) و (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي) و (اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه وصوّره وشقّ سمعه وبصره، تبارك الله أحسن الخالقين) وغير ذلك.
وفي الجلسة بين السجدتين بالإضافة إلى (رب اغفر لي رب اغفر لي) يقول (اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني وارفعني واهدني وعافني وارزقني).
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي التشهد عدد من الصيغ الواردة مثل (التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ... الخ) وكذلك ورد (التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله، السلام عليك أيها النبي ... الخ) وورد (التحيات الطيبات الصلوات لله، السلام عليك أيها النبي ... الخ).
فيأتي المصلي مرة بهذا ومرة بهذا.
وفي الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلّم عدّة صيغ منها: (اللهم صلّ عل محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعل آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد).
وورد أيضا (اللهم صلّ على محمد وعلى أهل بيته وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل بيته وعلى أزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد).
وورد (اللهم صلّ على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد).
ووردت صيغ أخرى كذلك والسنة أن ينوّع بينها كما تقدّم ولا يمنع أن يواظب على بعضها أكثر من بعض لقوة ثبوتها أو اشتهارها في كتب الحديث الصحيحة أو لأن النبي صلى الله عيه وسلم علّمها أصحابه لمّا سألوه عن الكيفية بخلاف غيرها وهكذا. جميع ما تقدّم من النصوص والصيغ من كتاب صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم للعلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني الذي اجتهد في جمعها من كتب الحديث.
(13) أن يأتي بسجود التلاوة إذا مرّ بموضعه
من آداب التلاوة السجود عند المرور بالسجدة وقد وصف الله في كتابه الكريم النبيين والصالحين بأنهم (إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجّدا وبكيا) قال ابن كثير رحمه الله تعالى: " أجمع العلماء على شرعية السجود هاهنا اقتداء بهم واتباعا لمنوالهم " تفسير القرآن العظيم 5/ 238 ط. دار الشعب.
وسجود التلاوة في الصلاة عظيم وهو مما يزيد الخشوع قال الله عز وجل: (ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا) وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سجد بسورة النجم في صلاته وروى البخاري رحمه الله في صحيحه (عن أبي رافع قال: صليت مع أبي هريرة رضي الله عنه العتمة [أي: العشاء] فقرأ (إذا السماء انشقت) فسجد فقلت له، قال: سجدت خلف أبي القاسم صلى الله عليه وسلم فلا أزال أسجد بها حتى ألقاه.) صحيح البخاري: كتاب الأذان، باب الجهر بالعشاء. فينبغي المحافظة على سجود التلاوة في الصلاة خصوصا وأن سجود التلاوة فيه ترغيم للشيطان وتبكيت له وذلك مما يضعف كيده للمصلي. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (إذا قرأ ابن آدم السجدة، اعتزل الشيطان يبكي، يقول: يا ويله، أمر بالسجود فسجد، فله الجنة، وأمرت بالسجود فعصيت، فلي النار). رواه الإمام مسلم في صحيحه رقم 133
المصدر: الاسلام سؤال وجواب
يتبع ...
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[22 - May-2009, مساء 08:16]ـ
(14) الاستعاذة بالله من الشيطان
الشيطان عدو لنا ومن عداوته قيامه بالوسوسة للمصلي كي يذهب خشوعه ويلبِّس عليه صلاته.
" و الوسواس يعرض لكل من توجه إلى الله تعالى بذكر أو بغيره، لا بد له من ذلك، فينبغي للعبد أن يثبت ويصبر، و يلازم ما هو فيه من الذكر والصلاة ولا يضجر، فإنه بملازمة ذلك ينصرف عنه كيد الشيطان (إن كيد الشيطان كان ضعيفا).
وكلما أراد العبد توجها إلى الله تعالى بقلبه جاء من الوسوسة أمور أخرى، فإن الشيطان بمنزلة قاطع الطريق، كلما أراد العبد السير إلى الله تعالى، أراد قطع الطريق عليه، ولهذا قيل لبعض السلف: " إن اليهود والنصارى يقولون: لا نوسوس قال: صدقوا، وما يصنع الشيطان بالبيت الخرب ". (مجموع الفتاوى 22/ 608).
" وقد مثل ذلك بمثال حسن، وهو ثلاثة بيوت: بيت للملك فيه كنوزه وذخائره وجواهره، وبيت للعبد فيه كنوز العبد وذخائره وجواهره وليس جواهر الملك وذخائره، وبيت خال صفر لا شيء فيه، فجاء اللص يسرق من أحد البيوت، فمن أيها يسرق؟ (الوابل الصيب ص: 43)
(يُتْبَعُ)
(/)
" والعبد إذا قام في الصلاة غار الشيطان منه، فإنه قد قام في أعظم مقام وأقربه وأغيظه للشيطان، وأشده عليه فهو يحرص ويجتهد كل الاجتهاد أن لا يقيمه فيه بل لا يزال به يعده ويمنّيه وينسيه، ويجلب عليه بخيله ورجله حتى يهوّن عليه شأن الصلاة، فيتهاون بها فيتركها. فإن عجز عن ذلك منه، وعصاه العبد، وقام في ذلك المقام، أقبل عدو الله تعالى حتى يخطر بينه وبين نفسه، ويحول بينه وبين قلبه، فيذكّره في الصلاة ما لم يكن يذكر قبل دخوله فيها، حتى ربما كان قد نسي الشيء والحاجة وأيس منها، فيذكره إياها في الصلاة ليشغل قلبه بها، ويأخذه عن الله عز وجل، فيقوم فيها بلا قلب، فلا ينال من إقبال الله تعالى وكرامته وقربه ما يناله المقبل على ربه عز وجل الحاضر بقلبه في صلاته، فينصرف من صلاته مثلما دخل فيها بخطاياه وذنوبه وأثقاله، لم تُخفَفْ عنه بالصلاة، فإن الصلاة إنما تكفر سيئات من أدى حقها، وأكمل خشوعها، ووقف بين يدي الله تعالى بقلبه وقالبه." الوابل الصيب ص: 36
ولمواجهة كيد الشيطان وإذهاب وسوسته أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى العلاج التالي:
عن أبي العاص رضي الله عنه قال: يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبِّسها عليّ، فقال رسول الله صلى عليه وسلم: (ذاك شيطان يُقال له خنزب فإذا أحسسته فتعوّذ بالله منه واتفل على يسارك ثلاثا). قال: ففعلت ذلك فأذهبه الله عني. رواه مسلم رقم: 2203
ومن كيد الشيطان للمصلي ما أخبرنا عنه صلى الله عليه وسلم وعن علاجه فقال: (إن أحدكم إذا قام يصلي جاء الشيطان فلبس عليه - يعني خلط عليه صلاته وشككه فيها - حتى لا يدري كم صلى. فإذا وجد ذلك أحدكم فليسجد سجدتين وهو جالس) رواه البخاري، كتاب السهو، باب السهو في الفرض والتطوع.
ومن كيده كذلك ما أخبرنا عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم بقوله: (إذا كان أحدكم في الصلاة فوجد حركة في دبره أحدث أو لم يحدث، فأشكل عليه، فلا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا). رواه مسلم رقم 389.
بل إن كيده ليبلغ مبلغا عجيبا كما يوضحه هذا الحديث: عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الرجل يخيّل إليه في صلاته أنه أحدث ولم يُحدِث، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الشيطان يأتي أحدكم وهو في صلاته حتى يفتح مقعدته فيخيل إليه أنه أحدث ولم يُحدث، فإذا وجد أحدكم ذلك فلا ينصرفن حتى يسمع صوت ذلك بأذنه أو يجد ريح ذلك بأنفه) رواه الطبراني في الكبير رقم 11556 ج:11 ص: 222 وقال في مجمع الزوائد 1/ 242 رجاله رجال الصحيح.
مسألة
وهناك خدعة شيطانية يأتي بها " خنزب " إلى بعض الخيِّرين من المصلين وهي محاولة إشغالهم بالتفكير في أبواب أخرى من الطاعات عن الصلاة التي هم بشأنها وذلك كإشغال أذهانهم ببعض أمور الدعوة أو المسائل العلمية فيستغرقون فيها فلا يعقلون أجزاء من صلاتهم وربما لبَّس عل بعضهم بأن عمر كان يجهِّز الجيش في الصلاة، ولندع المجال لشيخ الإسلام ابن تيمية يجلي الأمر ويجييب عن هذه الشبهة.
قال رحمه الله تعالى: " وأما ما يروى عن عمر بن الخطاب من قوله: (وإني لأجهز جيشي وأنا في الصلاة) فذاك لأن عمر كان مأمورا بالجهاد وهو أمير المؤمنين، فهو أمير الجهاد، فصار بذلك من بعض الوجوه بمنزلة المصلي الذي يصلي صلاة الخوف حال معاينة العدو، إما حال القتال وإما غير حال القتال، فهو مأمور بالصلاة، ومأمور بالجهاد، فعليه أن يؤدي الواجبين بحسب الإمكان. قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون)، ومعلوم أن طمأنينة القلب حال الجهاد لا تكون كطمأنينتة حال الأمن، فإذا قُدِّر أنه نقص من الصلاة شيء لأجل الجهاد لم يقدح هذا في كمال إيمان العبد وطاعته.
ولهذا تخفف صلاة الخوف عن صلاة الأمن، ولما ذكر الله سبحانه صلاة الخوف قال: (فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا) فالإقامة المأمور بها حال الطمأنينة لا يؤمر بها حال الخوف.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومع هذا: فالناس متفاوتون في ذلك، فإذا قوي إيمان العبد كان حاضر القلب في الصلاة، مع تدبره للأمور بها، وعمر قد ضرب الله الحق على لسانه وقلبه، وهو المحدَّث المُلهم فلا ينكر لمثله أن يكون مع تدبيره جيشه في الصلاة من الحضور ما ليس لغيره، لكن لا ريب أن حضوره مع عدم ذلك يكون أقوى، ولا ريب أن صلاة رسول الله حال أمنه كانت أكمل من صلاته حال الخوف في الأفعال الظاهرة فإذا كان الله قد عفا حال الخوف عن بعض الواجبات الظاهرة فكيف بالباطنة.
وبالجملة فتفكر المصلي في الصلاة [في] أمر يجب عليه، قد يضيق وقته، ليس كتفكره فيما ليس بواجب أو فيما لم يضق وقته. وقد يكون عمر لم يمكن [لعلها: يمكنه] التفكر في تدبير جيشه إلا في تلك الحال، وهو إمام الأمة والواردات عليه كثيرة، ومثل هذا يعرض لكل أحد بحسب مرتبته، والإنسان دائما يذكر في الصلاة ما لا يذكره خارج الصلاة، ومن ذلك ما يكون من الشيطان، كما أن بعض السلف ذكر له رجل أنه دفن مالا وقد نسي موضعه، فقال: قم فصل، فقام فصلى فذكره، فقيل له، من أين علمت ذلك؟ قال: علمت أن الشيطان لا يدعه في الصلاة حتى يذكره بما يشغله ولا أهم عنده من ذكر موضع الدفن، لكن العبد الكيِّس يجتهد كمال الحضور مع كمال فعل بقية المأمور، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. مجموع الفتاوى 22/ 610.
(15) التأمل في حال السلف في صلاتهم
وهذا يزيد الخشوع ويدفع إلى الاقتداء فـ " لو رأيت أحدهم وقد قام إلى صلاته فلما وقف في محرابه واستفتح كلام سيده خطر على قلبه أن ذلك المقام هو المقام الذي يقوم الناس فيه لرب العالمين فانخلع قلبه وذهل عقله " الخشوع في الصلاة ابن رجب ص: 22
قال مجاهد رحمه الله: " كان إذا قام أحدهم يصلي يهاب الرحمن أن يشد بصره إلى شيء أو يلتفت أو يقلب الحصى أو يعبث بشيء أو يحدث نفسه من شأن الدنيا إلا ناسيا ما دام في صلاته." تعظيم قدر الصلاة 1/ 188
كان ابن الزبير إذا قام في الصلاة كأنه عود من الخشوع، وكان يسجد فأتى المنجنيق فأخذ طائفة من ثوبه وهو في الصلاة لا يرفع رأسه، وكان مسلمة بن بشار يصلي في المسجد فانهدم طائفة منه فقام الناس وهو في الصلاة لم يشعر، ولقد بلغنا أن بعضهم كان كالثوب الملقى، وبعضهم ينفتل من صلاته متغير اللون لقيامه بين يدي الله عز وجل. وبعضهم إذا كان في الصلاة لا يعرف من على يمينه وشماله. وبعضهم يصفر وجهه إذا توضأ للصلاة، فقيل له إنا نراك إذا توضأت للصلاة تغيرت أحوالك، قال: إني أعرف بين يدي من سأقوم، وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه إذا حضرت الصلاة يتزلزل ويتلون وجهه، فقيل له: ما لك؟ فيقول: جاء والله وقت أمانة عرضها الله على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملتُها. وكان سعيد التنوخي إذا صلى لم تنقطع الدموع من خديه على لحيته. وبلغنا عن بعض التابعين أنه كان إذا قام إلى الصلاة تغير لونه، وكان يقول: أتدرون بين يدي من أقف ومن أناجي. فمن منكم لله في قلبه مثل هذه الهيبة؟ سلاح اليقظان لطرد الشيطان: عبد العزيز السلمان ص: 209
وقالوا لعامر بن عبد القيس: أتحدّث نفسك في الصلاة فقال: أوَ شيء أحبُّ إليّ من الصلاة أحدّث به نفسي! قالوا: إنا لنحدّث أنفسنا في الصلاة، فقال: أبالجنة والحور ونحو ذلك؟ قالوا لا، ولكن بأهلينا وأموالنا. فقال: لأن تختلف الأسنّة فيّ أحبُّ إليّ [أي لأن يكثر طعن الرماح في جسدي أحبّ إلي من أن أحدّث نفسي في الصلاة بأمور الدنيا]
وقال سعد بن معاذ: فيّ ثلاث خصال لو كنت في سائر أحوالي أكون فيهن، لكنت أنا أنا: إذا كنت في الصلاة لا أحدث نفسي بغير ما أنا فيه، وإذا سمعت من رسول الله حديثا لا يقع في قلبي ريب أنه الحقّ، وإذا كنت في جنازة لم أحدّث نفسي بغير ما تقول ويقال لها الفتاوى لابن تيمية 22/ 605
قال حاتم رحمه الله: أقوم بالأمر، وأمشي بالخشية، وأدخل بالنية، وأكبّر بالعظمة، وأقرأ بالترتيل والتفكير، وأركع بالخشوع، وأسجد بالتواضع، وأجلس للتشهد بالتمام، وأسلّم بالنية، وأختمها بالإخلاص لله عز وجل، وأرجع على نفسي بالخوف أخاف أن لا يقبل مني وأحفظه بالجهد إلى الموت الخشوع في الصلاة 27 - 28
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أبو بكر الصبغي: أدركت إمامين لم أُرزق السّماع منهما: أبو حاتم الرازي ومحمد بن نصر المروزي، فأما ابن نصر فما رأيت أحسن صلاة منه، لقد بلغني أن زنبورا قعد على جبهته فسال الدم على وجهه ولم يتحرك. وقال محمد بن يعقوب الأخرم: ما رأيت أحسن صلاة من محمد بن نصر، كان الذباب يقع على أذنه .. فلا يذبّه على نفسه، ولقد كنا نتعجب من حسن صلاته وخشوعه وهيبته للصلاة كان يضع ذقنه على صدره كأنه خشبة منصوبة. تعظيم قدر الصلاة 1/ 58 وكان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى إذا دخل في الصلاة ترتعد أعضاؤه حتى يميل يمنة ويسرة. الكواكب الدريّة في مناقب المجتهد ابن تيمية لمرعي الكرمي ص: 83 دار الغرب الإسلامي.
قارن بين هذا وبين ما يفعله بعضنا اليوم هذا ينظر في ساعته وآخر يصلح هندامه وثالث يعبث بأنفه ومنهم من يبيع ويشتري في الصلاة وربما عدّ نقوده وبعضهم يتابع الزخارف في السجاد والسقوف أو يحاول التعرّف على من بجانبيه.
تُرى لو وقف واحد من هؤلاء بين يدي عظيم من عظماء الدنيا هل يجرؤ على فعل شيء من ذلك.
(16) معرفة مزايا الخشوع في الصلاة
ومنها
- قوله صلى الله عليه و سلم: (ما من امريء مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها، إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة، وذلك الدهر كله). رواه مسلم 1/ 206 رقم 2/ 4/7
- أن الأجر المكتوب بحسب الخشوع كما قال صلى الله عليه وسلم: (إن العبد ليصلي الصلاة ما يُكتب له منها إلا عشرها، تسعها، ثمنها، سبعها، سدسها، خمسها، ربعها، ثلثها، نصفها) رواه الإمام أحمد 4/ 321 وهو في صحيح الجامع 1626
- أنه ليس له من صلاته إلا ما عقل منها كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنه: (ليس لك من صلاتك إلا ما عقلت منها).
- أن الأوزار والآثام تنحط عنه إذا صلّى بتمام وخشوع كما قال النبي صلى عليه وسلم: (إن العبد إذا قام يصلي أُتي بذنوبه كلها فوضعت على رأسه وعاتقيه فكلما ركع أو سجد تساقطت عنه) (رواه البيهقي في السنن الكبرى 3/ 10 وهو في صحيح الجامع). قال المناوي: " المراد أنه كلما أتم ركناً سقط عنه ركن من الذنوب حتى إذا أتمها تكامل السقوط وهذا في صلاة متوفرة الشروط والأركان والخشوع كما يؤذن به لفظ " العبد " و" القيام " إذ هو إشارة إلى أنه قام بين يدي ملك الملوك مقام عبد ذليل ". رواه البيهقي في السنن الكبرى 3/ 10 وهو في صحيح الجامع.
- أن الخاشع في صلاته " إذا انصرف منها وجد خفّة من نفسه، وأحس بأثقال قد وضعت عنه، فوجد نشاطا وراحة وروحا، حتى يتمنى أنه لم يكن خرج منها، لأنها قرّة عينه ونعيم روحه، وجنة قلبه، ومستراحه في الدنيا، فلا يزال كأنه في سجن وضيق حتى يدخل فيها، فيستريح بها، لا منها، فالمحبون يقولون: نصلي فنستريح بصلاتنا، كما قال إمامهم وقدوتهم ونبيهم صلى الله عليه وسلم: (يا بلال أرحنا بالصلاة) ولم يقل أرحنا منها.
وقال صلى الله عليه وسلم: (جعلت قرة عيني بالصلاة) فمن جُعلت قرّة عينه في الصلاة، كيف تقرّ عينه بدونها وكيف يطيق الصبر عنها؟ " الوابل الصيّب 37.
(17) الاجتهاد بالدعاء في مواضعه في الصلاة وخصوصا في السجود
لاشك أن مناجاة الله تعالى والتذلل إليه والطلب منه والإلحاح عليه مما يزيد العبد صلة بربّه فيعظم خشوعه، والدعاء هو العبادة والعبد مأمور به قال تعالى: (أدعو ربكم تضرعا وخفية) و (من لم يسأل الله يغضب عليه) رواه الترمذي كتاب الدعوات 1/ 426 وحسنه في صحيح الترمذي 2686 وقد ثبت الدعاء في الصلاة عن النبي صلى الله عليه وسلم في مواضع معينة هي السجود وبين السجدتين وبعد التشهد وأعظم هذه المواضع السجود لقوله صلى الله عليه وسلم: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء) رواه مسلم كتاب الصلاة باب مايقال في الركوع والسجود رقم 215 وقال: ( ... أما السجود فاجتهدوا في الدعاء فَقَمَن - أي حريّ وجدير - أن يُستجاب لكم) رواه مسلم كتاب الصلاة باب النهي عن قراءة القرآن في الركوع والسجود رقم 207
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن أدعيته صلى الله عليه وسلم في سجوده: (اللهم اغفر لي ذنبي دِقَّه وجِلَّه، وأوله وآخره، وعلانيته وسره) رواه مسلم: كتاب الصلاة، باب ما يُقال في الركوع والسجود رقم 216 وكذلك (اللهم اغفر لي ما أسررت وما أعلنت) أخرجه النسائي: المجتبى 2/ 569 وهو في صحيح النسائي1067 وقد تقدّم بعض ماكان يدعو به بين السجدتين أنظر السبب رقم 11.
ومما كان يدعو به صلى الله عليه وسلم بعد التشهد ماعلمناه بقوله: " (إذا فرغ أحدكم من التشهد فليستعذ بالله من أربع؛ من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر المسيح الدجال.) وكان يقول (اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل.) (اللهم حاسبني حسابا يسيرا) وعلّم أبا بكر الصديق رضي الله عنه أن يقول: (اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم) وسمع رجلا يقول في تشهده: (اللهم إني أسألك يا الله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد أن تغفر لي ذنوبي إنك أنت الغفور الرحيم فقال صلى الله عليه وسلم: قد غُفر له، قد غُفر له.) وسمع آخر يقول في تشهده: (اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك المنان يا بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: تدرون بما دعا؟ قالوا الله ورسوله أعلم قال: والذي نفسي بيده لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب وإذا سُئل به أعطى.) وكان من آخر ما يقوله صلى الله عليه وسلم بين التشهد والتسليم: (اللهم اغفر لي ما قدّمت وما أخّرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدِّم وأنت المؤخِّر، لا إله إلا أنت.) " هذه الأدعية وغيرها وتخريجها في صفة الصلاة للعلامة الألباني ص: 163 ط.11 وحفظ مثل هذه الأدعية يعالج مشكلة صمت بعض الناس وراء الإمام إذا فرغوا من التشهد لأنهم لا يدرون ماذا يقولون.
(18) الأذكار الواردة بعد الصلاة
فإنه مما يعين على تثبيت أثر الخشوع في القلب وما حصل من بركة الصلاة وفائدتها
ولاشك أن من حفظ الطاعة الأولى وصيانتها إتباعها بطاعة ثانية، وكذلك فإن المتأمل لأذكار ما بعد الصلاة يجد أنها تبدأ بالاستغفار ثلاثا فكأن المصلي يستغفر ربه عما حصل من الخلل في صلاته وعما حصل من التقصير في خشوعها فيها، ومن المهم كذلك الاهتمام بالنوافل فإنها تجبر النقص في الفرائض ومنه الإخلال بالخشوع.
وبعد الكلام عن تحصيل الأسباب الجالبة للخشوع يأتي الحديث عن
ثانيا: دفع الموانع والشواغل التي تصرف عن الخشوع وتكدِّر صفوه
(19) إزالة ما يشغل المصلي من المكان
عن أنس رضي الله عنه قال: كان قِرام (ستر فيه نقش وقيل ثوب ملوّن) لعائشة سترت به جانب بيتها، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: (أميطي - أزيلي - عني فإنه لا تزال تصاويره تعرض لي في صلاتي) رواه البخاري: فتح الباري 10/ 391.
وعن القاسم عن عائشة رضي الله عنها أنه كان لها ثوب فيه تصاوير ممدود إلى سهوة (بيت صغير منحدر في الأرض قليلا شبيه بالمخدع أو الخزانة) فكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي إليه فقال: (أخّريه عني فإنه لا تزال تصاويره تعرض لي في صلاتي) فأخرته فجعلته وسائد. رواه مسلم رحمه الله في صحيحه 3/ 1668
ويدل على هذا المعنى أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل الكعبة ليصلي فيها رأى قرني كبش فلما صلى قال لعثمان الحجبي (إني نسيت أن آمرك أن تخمر القرنين فإنه ليس ينبغي أن يكون في البيت شيء يشغل المصلي.) أخرجه أبو داود 2030 وهو في صحيح الجامع 2504
ويدخل في هذا؛ الاحتراز من الصلاة في أماكن مرور الناس وأماكن الضوضاء والأصوات المزعجة وبجانب المتحدثين وفي مجالس اللغو واللغط وكل ما يشغل البصر.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك تجنب الصلاة في أماكن الحرّ الشديد والبرد الشديد إذا أمكن ذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالإبراد في صلاة الظهر بالصيف لأجل هذا، قال ابن القيم رحمه الله تعالى: " إن الصلاة في شدة الحر تمنع صاحبها من الخشوع والحضور، ويفعل العبادة بتكرّه وتضجّر، فمن حكمة الشارع أن أمرهم بتأخيرها حتى ينكسر الحرّ، فيصلي العبد بقلب حاضر، ويحصل له مقصود الصلاة من الخشوع والإقبال على الله تعالى. " الوابل الصيّب ط. دار البيان ص: 22
(20) أن لا يصلي في ثوب فيه نقوش أو كتابات أو ألوان أو تصاوير تشغل المصلي
فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قام النبي الله صلى الله عليه و سلم يصلي في خميصة ذات أعلام - أي: كساء مخطط ومربّع - فنظر إلى علمها فلما قضى صلاته قال: (اذهبوا بهذه الخميصة إلى أبي جهم بن حذيفة و أتوني بأنبجانيّه - كساء ليس فيه تخطيط ولا تطريز ولا أعلام -، فإنها ألهتني آنفا في صلاتي " وفي رواية: " شغلتني أعلام هذه " وفي رواية: " كانت له خميصة لها علم، فكان يتشاغل بها في الصلاة " الروايات في صحيح مسلم رقم 556 ج: 1/ 391.
ومن باب أولى أن لا يصلي في ثياب فيها صور وخصوصا ذوات الأرواح كما شاع وانتشر في هذا الزمان.
(21) أن لا يصلي وبحضرته طعام يشتهيه
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا صلاة بحضرة طعام) رواه مسلم رقم 560
فإذا وُضع الطعام وحضر بين يديه أو قُدِّم له، بدأ بالطعام لأنه لا يخشع إذا تركه وقام يصلي ونفسه متعلِّقة به. بل إن عليه أن لا يعجل حتى تنقضي حاجته منه لقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا قرِّب العَشاء وحضرت الصلاة، فابدؤا به قبل أن تصلوا صلاة المغرب. ولا تعجلوا عن عشائكم.) وفي رواية: (إذا وُضع عشاء أحدكم وأقيمت الصلاة فابدؤا بالعشاء ولا يعجلنّ حتى يفرغ منه) متفق عليه، البخاري كتاب الآذن، باب إذا حضر الطعام وأقيمت الصلاة، وفي مسلم رقم 557 - 559.
(22) أن لا يصلي وهو حاقن أو حاقب
لاشكّ أن مما ينافي الخشوع أن يصلي الشخص وقد حصره البول أو الغائط ولذلك (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلي الرجل وهو حاقن) والحاقن أي الحابس البول. رواه إبن ماجه في سننه رقم 617 وهو في صحيح الجامع رقم 6832. والحاقب هو حابس الغائط.
ومن حصل له ذلك فعليه أن يذهب إلى الخلاء لقضاء حاجته ولو فاته ما فاته من صلاة الجماعة فإن النبي صلى الله عليه و سلم قال: (إذا أراد أحدكم أن يذهب الخلاء وقامت الصلاة فليبدأ بالخلاء). رواه أبو داود رقم 88 وهو في صحيح الجامع رقم 299
بل إنه إذا حصل له ذلك أثناء الصلاة فإنه يقطع صلاته لقضاء حاجته ثم يتطهر ويصلي لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا صلاة بحضرة طعام ولا وهو يدافعه الأخبثان.) صحيح مسلم رقم 560 وهذه المدافعة بلا ريب تذهب بالخشوع. ويشمل هذا الحكم أيضا مدافعة الريح.
(23) أن لا يصلي وقد غلبه النّعاس
عن أنس بن مالك قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا نعس أحدكم في الصلاة فلينم حتى يعلم ما يقول) أي فليرقد حتى يذهب عنه النوم. رواه البخاري رقم 210
وقد جاء ذكر السبب في ذلك: فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا نعس أحدكم و هو يصلي فليرقد، حتى يذهب عنه النوم فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس لا يدري لعله يستغفر فيسب نفسه). رواه البخاري رقم 209
وقد يحصل هذا في قيام الليل وقد يصادف ساعة إجابة فيدعو على نفسه وهو لا يدري، ويشمل هذا الحديث الفرائض أيضا إذا أمِن بقاء الوقت. فتح الباري: شرح كتاب الوضوء: باب الوضوء من النوم
(24) أن لا يصلي خلف المتحدث أو (النائم):
لأن النبي صلى الله عليه و سلم نهى عن ذلك فقال: (لا تصلوا خلف النائم ولا المتحدث) رواه أبو داود رقم 694 و هو في صحيح الجامع رقم 375 و قال حديث حسن.
لأن المتحدث يلهي بحديثه والنائم قد يبدو منه ما يلهي.
قال الخطابي رحمه الله: " أما الصلاة إلى المتحدثين فقد كرهها الشافعي وأحمد بن حنبل وذلك من أجل أن كلامهم يُشغل المصلي عن صلاته. " عون المعبود 2/ 388
(يُتْبَعُ)
(/)
أما أدلة النهي عن الصلاة خلف النائم فقد ضعّفها عدد من أهل العلم منهم أبو داود في سننه كتاب الصلاة: تفريع أبواب الوتر: باب الدعاء، وابن حجر في فتح الباري شرح باب الصلاة خلف النائم: كتاب الصلاة
وقال البخاري - رحمه الله تعالى - في صحيحه: باب الصلاة خلف النائم، وساق حديث عائشة: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وأنا راقدة معترضة على فراشه .. صحيح البخاري: كتاب الصلاة
" وكره مجاهد وطاوس ومالك الصلاة إلى النائم خشية أن يبدو منه ما يلهي المصلي عن صلاته .. " فتح الباري الموضع السابق.
فإذا أُمن ذلك فلا تُكره الصلاة خلف النائم والله أعلم.
(25) عدم الانشغال بتسوية الحصى:
روى البخاري رحمه الله تعالى عن معيقيب رضي الله عنه (أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الرجل يسوي التراب حيث يسجد قال: إن كنت فاعلا فواحدة) فتح الباري 3/ 79
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (لا تمسَح وأنت تصلي فإن كنتَ لا بدَّ فاعِلا فواحدة) يعني تسوية الحصى. رواه أبو داود رقم 946 و هو في صحيح الجامع رقم 7452
والعلة في هذا النهي؛ المحافظة على الخشوع ولئلا يكثر العمل في الصلاة. والأَولى إذا كان موضع سجوده يحتاج إلى تسوية فليسوه قبل الدخول في الصلاة.
ويدخل في الكراهية مسح الجبهة والأنف وقد سجد النبي صلى الله عليه وسلم في ماء وطين وبقي أثر ذلك في جبهته ولم يكن ينشغل في كل رفع من السجود بإزالة ما علق فالاستغراق في الصلاة والخشوع فيها ينسي ذلك ويشغل عنه وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن في الصلاة شغلا) رواه البخاري فتح الباري 3/ 72، وقد روى ابن أبي شيبة عن أبي الدرداء قال: ما أحب أن لي حمر النعم وأني مسحت مكان جبيني من الحصى. وقال عياض: كره السلف مسح الجبهة في الصلاة قبل الانصراف. الفتح 3/ 79. يعني الانصراف من الصلاة.
وكما أن المصلي ينبغي أن يحترز مما يشغله عن صلاته كما مرّ في النقاط السابقة فكذلك عليه أن يلتزم بعدم التشويش على المصلين الآخرين ومن ذلك:
(26) عدم التشويش بالقراءة على الآخرين:
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (ألا إن كلكم مناج ربه، فلا يؤذين بعضكم بعضا، ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة) أو قال (في الصلاة) رواه أبو داود 2/ 83 و هو في صحيح الجامع رقم 752 وفي رواية (لا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن) رواه الإمام أحمد 2/ 36 وهو في صحيح الجامع 1951.
(27) ترك الالتفات في الصلاة:
لحديث أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يزال الله عز وجل مقبلا على العبد وهو في صلاته ما لم يلتفت، فإذا التفت انصرف عنه) رواه أبو داود رقم 909 وهو في صحيح أبي داود.
والالتفات في الصلاة قسمان:
الأول: التفات القلب إلى غير الله عز وجل.
الثاني: التفات البصر، وكلاهما منهي عنه وينقص من أجر الصلاة، وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة فقال: (اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد) رواه البخاري: كتاب الأذان باب: الالتفات في الصلاة.
" ومثل من يلتفت في صلاته ببصره أو قلبه مثل رجل استدعاه السلطان فأوقفه بين يديه وأقبل يناديه ويخاطبه وهو في خلال ذلك يلتفت عن السلطان يمينا وشمالا، وقد انصرف قلبه عن السلطان فلا يفهم ما يخاطبه به لأن قلبه ليس حاضرا معه فما ظنّ هذا الرجل أن يفعل به السلطان؟.
أفليس أقل المراتب في حقه أن ينصرف من بين يديه ممقوتا مبعدا قد سقط من عينيه، فهذا المصلي لا يستوي والحاضر القلب المقبل على الله تعالى في صلاته الذي قد أشعر قلبه عظمة من هو واقف بين يديه فامتلأ قلبه من هيبته وذلت عنقه له، واستحيى من ربه أن يقبل على غيره أو يلتفت عنه وبين صلاتيهما كما قال حسان بن عطية: إن الرجلين ليكونان في الصلاة الواحدة، وإن ما بينهما في الفضل كما بين السماء والأرض، وذلك أن أحدهما مقبل بقلبه على الله عز وجل والآخر ساه غافل." الوابل الصيب لابن القيم. دار البيان ص: 36.
(يُتْبَعُ)
(/)
و أما الالتفات " لحاجة فلا بأس به، روى أبو داود عن سهل بن الحنظلية قال: (ثوب بالصلاة - صلاة الصبح - فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وهو يلتفت إلى الشعب). قال أبو داود: (وكان أرسل فارسا من الليل إلى الشعب يحرس). وهذا كحمله أمامة بنت أبي العاص، .. وفتحه الباب لعائشة ونزوله من المنبر لما صلى بهم يعلمهم، وتأخره في صلاة الكسوف، وإمساكه الشيطان وخنقه لما أراد أن يقطع صلاته، وأمره بقتل الحية والعقرب في الصلاة، وأمره بردّ المار بين يدي المصلي ومقاتلته، وأمره النساء بالتصفيق وإشارته في الصلاة وغير ذلك من الأفعال التي تُفعل لحاجة، ولو كانت لغير حاجة كانت من العبث - المنافي للخشوع - المنهي عنه في الصلاة ". مجموع الفتاوى 22/ 559.
(28) عدم رفع البصر إلى السماء:
وقد ورد النهي عن ذلك والوعيد على فعله في قوله صلى الله عليه وسلم: (إذا كان أحدكم في الصلاة فلا يرفع بصره إلى السماء، أن يلتمع بصره) رواه أحمد 5/ 294 وهو في صحيح الجامع رقم 762 وفي رواية: (ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم [وفي رواية: عن رفعهم أبصارهم عند الدعاء في الصلاة رواه مسلم رقم 429. فاشتد قوله في ذلك حتى قال: لينتهنّ عن ذلك أو لتخطفن أبصارهم) رواه الإمام أحمد 5/ 258 وهو في صحيح الجامع 5574.
(29) أن لا يبصق أمامه في الصلاة:
لأنه مما ينافي الخشوع في الصلاة والأدب مع الله لقوله صلى الله عليه و سلم: (إذا كان أحدكم يصلي فلا يبصق قِبَل وجهه فإن الله قِبَل وجهه إذا صلى). رواه البخاري في صحيحه رقم 397
و قال: (إذا قام أحدكم إلى الصلاة فلا يبصق أمامه، فإنما يناجي الله - تبارك و تعالى - ما دام في مصلاه، ولا عن يمينه فإن عن يمينه ملكا، و ليبصق عن يساره، أو تحت قدمه فيدفنها) رواه البخاري: الفتح رقم 416 1/ 512
وقال: (إن أحدكم إذا قام في صلاته فإنما يناجي ربه، وإن ربه بينه و بين قبلته، فلا يبزقن أحدكم في قبلته، ولكن عن يساره أو تحت قدمه) رواه البخاري الفتح الباري رقم 417 1/ 513
وإذا كان المسجد مفروشا بالسجاد ونحوه كما هو الغالب في هذا الزمان فيمكنه إذا احتاج أن يُخرج منديلا ونحوه فيبصق فيه ويردّه.
(30) مجاهدة التثاؤب في الصلاة:
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (إذا تثاءَب أحدُكم في الصلاة فليكظِم ما استطاع فإن الشيطان يدخل). رواه مسلم 4/ 2293. وإذا دخل الشيطان يكون أقدر على التشويش على خشوع المصلي بالإضافة إلى أنه يضحك من المصلي إذا تثاءب.
(31) عدم الاختصار في الصلاة:
عن أبي هريرة قال: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الاختصار في الصلاة) رواه أبو داود رقم 947 وهو في صحيح البخاري كتاب العمل في الصلاة، باب الخصر في الصلاة. والاختصار هو أن يضع يديه على خصره.
فعن زياد بن صبيح الحنفي قال: صليت إلى جنب ابن عمر فوضعت يدي على خاصرتي فضرب يدي فلما صلى قال هذا الصّلب في الصلاة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عنه رواه الإمام أحمد 2/ 106 وغيره وصححه الحافظ العراقي في تخريج الإحياء: أنظر الإرواء 2/ 94
وقد جاء في حديث مرفوع أن التخصّر راحة أهل النار والعياذ بالله رواه البيهقي عن أبي هريرة مرفوعا. قال العراقي: ظاهر إسناده الصحة
(32) ترك السدل في الصلاة:
لما ورد أن رسول الله صلى الله عليه و سلم (نهى عن السدل في الصلاة وأن يغطي الرجل فاه). رواه أبو داود رقم 643 و هو في صحيح الجامع رقم 6883 و قال حديث حسن في عون المعبود 2/ 347 قال الخطّابي: السدل؛ إرسال الثوب حتى يصيب الأرض. ونقل في مرقاة المفاتيح 2/ 236: السدل منهي عنه مطلقا لأنه من الخيلاء وهو في الصلاة أشنع وأقبح. وقال صاحب النهاية: أي يلتحف بثوبيه ويدخل يديه من داخل فيركع ويسجد. وقيل إن كانت اليهود تفعله. وقيل السدل: أن يضع الثوب على رأسه أو كتفه ويرسل أطرافه أمامه أو على عضديه فيبقى منشغلا بمعالجته فيخلّ بالخشوع بخلاف ما لو كان مربوطا أو مزررا لا يُخشى من وقوعه فلا يُشغل المصلي حينئذ ولا ينافي الخشوع. ويوجد في بعض ألبسة الناس اليوم من بعض الأفارقة وغيرهم وفي طريقة لبس بعض المشالح والأردية ما يبقي المصلي مشغولا في أحيان من صلاته برفع ما وقع أو ضم ما انفلت وهكذا فينبغي التنبه لذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما النهي عن تغطية الفم فمن العلل التي ذكرها العلماء في النهي عنه أنه يمنع حسن إتمام القراءة وكمال السجود مرقاة المفاتيح 2/ 236
(33) ترك التشبه بالبهائم:
لمّا أن الله كرّم ابن آدم وخلقه في أحسن تقويم، كان من المعيب أن يتشبه الآدمي بالبهائم وقد نهينا عن مشابهة عدد من هيئات البهائم وحركاتها في الصلاة لما في ذلك من منافاة الخشوع أو قبح الهيئة التي لا تليق بالمصلي فمما ورد في ذلك: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة عن ثلاث: عن نقر الغراب وافتراش السبع وأن يوطن الرجل المقام الواحد كإيطان البعير) رواه أحمد 3/ 428 قيل معناه أن يألف الرجل مكانا معلوما من المسجد مخصوصا به يصلي فيه كالبعير لا يُغير مناخه فيوطنه الفتح الرباني 4/ 91 وفي رواية: (نهاني عن نقرة كنقرة الديك، وإقعاء كإقعاء الكلب، والتفات كالتفات الثعلب.) رواه الإمام أحمد 2/ 311 وهو في صحيح الترغيب رقم 556
هذا ما تيسر ذكره من الأسباب الجالبة للخشوع لتحصيلها والأسباب المشغلة عنه لتلافيها
وإن من عِظم مسالة الخشوع وعلوّ قدرها عند العلماء أنهم ناقشوا القضية التالية
مسألة: فيمن كثرت الوساوس في صلاته، هل تصح أم عليه الإعادة
قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
فإن قيل ما تقولون في صلاة من عدِم الخشوع، هل يعتد بها أم لا؟
قيل: أما الاعتداد بها في الثواب: فلا يعتد بها، إلا بما عقل فيه منها، و خشع فيه لربه.
قال ابن عباس: ليس لك من صلاتك إلا ما عقلت منها.
و في المسند مرفوعا: إن العبد ليصلي الصلاة، و لم يكتب له إلا نصفها، أو ثلثها أو ربعها حتى بلغ عشرها.
فقد علق الله فلاح المصلين بالخشوع في صلاتهم، فدل على أن من لم يخشع فليس من أهل الفلاح، و لو اعْتُدَّ له بها ثوابا لكان من المفلحين. و أما الاعتداد بها في أحكام الدنيا وسقوط القضاء فإن غلب عليها الخشوع و تعقلها اعتد بها إجماعا، و كانت من السنن و الأذكار عقيبها (بعدها) جوابر و مكملات لنقصها.
وإن غلب عليها عدم الخشوع فيها وعدم تعقلها فقد اختلف الفقهاء في وجوب إعادتها، فأوجبها ابن حامد من أصحاب أحمد. ومن هذا أيضا اختلافهم في الخشوع في الصلاة وفيه قولان للفقهاء، وهما في مذهب أحمد وغيره.
وعلى القولين: اختلافهم في وجوب الإعادة على من غلب عليه الوسواس في صلاته، فأوجبها ابن حامد من أصحاب أحمد ولم يوجبها أكثر الفقهاء.
واحتجوا بأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر من سها في صلاته بسجدتي السهو ولم يأمره بالإعادة مع قوله: (إن الشيطان يأتي أحدكم في صلاته فيقول: أذكر كذا، أذكر كذا، لما لم يكن يذكر، حتى يُضل الرجل أن يدري كم صلى).
ولكن لا نزاع أن هذه الصلاة لا ثواب على شيء منها إلا بقدر حضور قلبه وخضوعه، كما قال صلى الله عليه وسلم: (إن العبد لينصرف من الصلاة ولم يكتب له إلا نصفها، ثلثها، ربعها، حتى بلغ عشرها)
وقال ابن عباس: (ليس لك من صلاتك إلا ما عقلت منها) فليست صحيحة باعتبار ترقب كمال مقصودها عليها وإن سميت صحيحة باعتبار أنا لا نأمره بالإعادة. مدارج السالكين 1/ 112
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيح أنه قال: (إذا أذن المؤذن بالصلاة أدبر الشيطان وله ضراط، حتى لا يسمع التأذين، فإذا قضى التأذين أقبل، فإذا ثوب بالصلاة أدبر، فإذا قضى التثويب أقبل، حتى يخطر بين المرء ونفسه، يقول: اذكر كذا اذكر كذا، ما لم يكن يذكر، حتى يظل لا يدري كم صلى، فإذا وجد أحدكم ذلك فليسجد سجدتين وهو جالس). قالوا: فأمره النبي في هذه الصلاة التي قد أغفله الشيطان فيها، حتى لم يدر كم صلى بأن يسجد سجدتي السهو، ولم يأمره بإعادتها، ولو كانت باطلة - كما زعمتم - لأمره بإعادتها.
قالوا: وهذا هو السر في سجدتي السهو، ترغيما للشيطان في وسوسته للعبد، وكونه حال بينه وبين الحضور في الصلاة، ولهذا سماها النبي المرغمتين. مدارج السالكين 1/ 528 - 530
فإن أردتم وجوب الإعادة: لتحصل هذه الثمرات والفوائد فذاك كله إليه إن شاء أن يحصلها وإن شاء أن يفوتها على نفسه.
وإن أردتم بوجوبها أنا نلزمه بها ونعاقبه على تركها ونرتب عليه أحكام تارك الصلاة فلا.
وهذا هو أرجح القولين. والله أعلم.
خاتمة
(يُتْبَعُ)
(/)
أمر الخشوع كبير، وشأنه خطير، ولا يتأتى إلا لمن وفقه الله لذلك، وحرمان الخشوع مصيبة كبيرة وخطب جلل ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه: (اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع .. ) رواه الترمذي 5/ 485 رقم 3482 وهو في صحيح سنن الترمذي 2769
والخاشعون درجات، والخشوع من عمل القلب يزيد وينقص فمنهم من يبلغ خشوعه عنان السماء ومن يخرج من صلاته لم يعقل شيئا، " والناس في الصلاة على مراتب خمسة:
أحدها: مرتبة الظالم لنفسه المفرط، وهو الذي انتقص من وضوئها ومواقيتها وحدودها
وأركانها. الثاني: من يحافظ على مواقيتها وحدودها وأركانها الظاهرة ووضوئها، لكنه قد ضيّع مجاهدة نفسه في الوسوسة، فذهب مع الوساوس والأفكار.
الثالث: من حافظ على حدودها وأركانها وجاهد نفسه في دفع الوساوس والأفكار، فهو مشغول بمجهادة عدوه لئلا يسرق صلاته، فهو في صلاة وجهاد.
الرابع: من إذا قام إلى الصلاة أكمل حقوقها وأركانها وحدودها، واستغرق قلبه مراعاة حدودها وحقوقها لئلا يضيع شيئا منها، بل همه كله مصروف إلى إقامتها كما ينبغي وإكمالها وإتمامها، قد استغرق قلبه شأن الصلاة وعبودية ربه تبارك وتعالى فيها.
الخامس: من إذا قام إلى الصلاة قام إليها كذلك، ولكن مع هذا قد أخذ قلبه ووضعه بين يدي ربه عز وجل، ناظرا بقلبه إليه، مراقبا له، ممتلئا من محبته وعظمته، كأنه يراه ويشاهده، وقد اضمحلت تلك الوساوس والخطرات، وارتفعت حجبها بينه وبين ربه، فهذا بينه وبين غيره في الصلاة أعظم مما بين السماء والأرض، وهذا في صلاته مشغول بربه عز وجل قرير العين به.
فالقسم الأول معاقب، والثاني محاسب، والثالث مكفّر عنه، والرابع مثاب، والخامس مقرّب من ربّه، لأن له نصيبا ممن جُعلت قرّة عينه في الصلاة، فمن قرّت عينه بصلاته في الدنيا، قرّت عينه بقربه من ربّه عز وجل في الآخرة، وقرّت عينه أيضا به في الدنيا، ومن قرت عينه بالله قرّت به كل عين، ومن لم تقرّ عينه بالله تعالى تقطعّت نفسه على الدنيا حسرات " الوابل الصيب ص: 40
وختاما أسأل الله عز وجل أن يجعلنا من الخاشعين وأن يتوب علينا أجمعين وأن يجزي بالخير من ساهم في هذه الرسالة وأن ينفع من قرأ فيها آمين، والحمد لله رب العالمين.
المصدر: الإسلام سؤال وجواب
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[22 - May-2009, مساء 10:03]ـ
بارك الله فيكم وغفر ذنبكم ورفع قدركم.
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[23 - May-2009, صباحاً 08:20]ـ
بارك الله فيكم وغفر ذنبكم ورفع قدركم.
اللهم آمين ..
شكر الله لكم الدعاء الطيب ..
ورزقنا وإياكم صدق القول والعمل ..
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[27 - May-2009, صباحاً 05:59]ـ
للرفع ..
نفع الله به، ورزقنا الإخلاص ..(/)
خطبة للشيخ صلاح البدير عن الزلازل
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[23 - May-2009, صباحاً 01:31]ـ
[ CENTER] بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:
فهذه خطبة الجمعة للشيخ صلاح البدير من المسجد النبوي 27/ 5/1430هـ، تحدث فيه عن نعمة ثبات الأرض واستقرارها، وكونها ممهدة قارة، ثم تحدث عن الآيات التي يخوف الله بها عباده، ومنها الزلازل، ثم تحدث عن واجب العبد تجاه هذا الحدث الجلل، ومدة الخطبة 19 دقيقة. أوصي بسماعها، ففيها عبر كثيرة، تستوجب منا الوقوف والتأمل.
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=62678"]http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=62678 (http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=62678[/CENTER)[/CENTER[/URL]]
رابط مباشر للتحميل http://38.100.87.58/2009/05/madinah2201.rm[/URL ([URL]http://38.100.87.58/2009/05/madinah2201.rm)]
----------------(/)
عشر وصايا جليلة، لطلاب العلم الصادقين .. (للشيخ عبد الله بن جبرين)
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[23 - May-2009, صباحاً 06:40]ـ
هل من وصية أخيرة توصون لها طالب العلم؟
هذه بعض الوصايا لعل الطالب الصادق أن يتمثل بها، ويسير على ضوئها، رجاء أن يكون ذلك سببا في تفوقه ونيله من العلم ما ينفعه، وينفع غيره.
نوصيه أولا وآخرا بتقوى الله -تعالى- فإنها وصية الله للأولين والآخرين، وحقيقتها الخوف من الله -تعالى- ومراقبته في السر والعلن، وفسّر ابن مسعود تقوى الله ? حَقَّ تُقَاتِهِ ? [سورة آل عمران، الآية: 102] بأن يطاع فلا يعصى، ويذكر فلا ينسى، ويشكر فلا يكفر.
ونوصيه (ثانيا) بالتواضع لله -تعالى- ولعباد الله، فإن من تواضع لله رفعه الله، ومن تكبر على الله وضعه، وحقيقة التواضع أن يصغر نفسه، وأن يحتقر علمه، ولا يرى أنه أرفع من فلان وفلان، ولا يشمخ بأنفه، ولا يعجب بعلمه ورتبته، ولا يذل نفسه بتعظيم أهل الدنيا، والتواضع لهم لأجل دنياهم، بل يصونه عن ابتذاله وامتهانه، حتى يرزقه الله -تعالى- الهيبة في قلوب الناس.
ونوصيه (ثالثا) أن يترفع عن مجالس اللهو، واللعب، والقيل، والقال، والخوض في الباطل، كما قال -تعالى-: " وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ " [سورة الأنعام، الآية: 68] وكما مدح الله المؤمنين بقوله: " وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا " [سورة الفرقان، الآية: 72]؛ وذلك لأن مجالسة السفهاء، والخوض معهم إقرار لهم على المعاصي والباطل، فمن استطاع أن ينصحهم ويرشدهم إلى الخير فعل ذلك، وله أجر كبير، ومن عرف أنهم لا يقبلون منه صد عنهم، وابتعد عن مجالستهم لينجو بنفسه.
ونوصيه (رابعا) أن يعز نفسه عن مزاحمة أهل الدنيا في دنياهم، سيما أهل الحرف الدنيئة والمكاسب المشتبهة التي توقع في الحرام أو تدني منه، فإن ذلك مما يزري بالعلم وأهله، وقد ورد النهي عن تعاطي كل حرفة أو صنعة رديئة يحتقر صاحبها في أفهام العامة، لكن عند الضرورة والحاجة تباح لأجل التعفف، والبعد عن الحاجة إلى الناس، وعن بذل العلم لأجل الدنيا.
ونوصيه (خامسا) أن يحافظ على الطاعات والعبادات، وأن يواظب على جميع الواجبات، كأداء الصلاة جماعة، والمسابقة إلى المساجد، والإكثار من الأعمال الصالحة كالقراءة، والذكر، والدعاء، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والنصيحة للأمة، والبر، والصلة، وحسن الجوار، وبذل السلام، ومواساة ذوي الحاجات، والمسارعة إلى الخيرات، ونوافل القربات من التهجد، وصوم التطوع، والحج والعمرة، والنفقة في سبيل الله، وتعاهد الصدقة، وأذكار الصباح والمساء، وكثرة ذكر الله في كل الحالات، والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- عند ذكره، وإظهار محبته، وتعظيم سنته، واحترام أقواله وأفعاله، ونحو ذلك مما هو من سمات المؤمنين، وأهل العلم أولى بذلك.
ونوصيه (سادسا) أن يحرص على التخلق بالفضائل، ومكارم الأخلاق، فينبسط للأمة، ويلقاهم بوجه طلق، ويبذل ما يقدر عليه من النفع لهم كإطعام الجائع، وكسوة العاري، وفك العاني، وقضاء الحوائج، والشفاعة لذوي الحاجات، والسعي في مساعدة العاجزين، وبذل الجاه في نفع المسلمين على حد قول الشاعر:
فرض الإله زكاة ما ملكت يدي * * * وزكاة جاهي أن أعين وأشفعا
ويستعمل مع ذلك التلطف ولين الكلام عند الإرشاد وإنكار المنكر، كما فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- مع الأعرابي الذي بال في المسجد، وكما عفا عن الآخر الذي سل سيفه وقال: من يمنعك مني؟ قال (الله) و لم يعاقبه، ولا شك أن هذه الأخلاق الرفيعة تنشر له سمعة حسنة، وقبولا بين الناس.
ونوصيه (سابعا) أن يتحلى بالفضائل، ويتخلى عن الرذائل، فيبتعد عن الحسد، والبغي، والظلم، والعدوان، وعن الرياء والإعجاب بنفسه، واحتقار غيره، وعن التكبر، والأشر، والبطر، والفخر، والخيلاء، والمباهاة بالمنصب، وحب المدح، واحتقار من هم مثله، والاشتغال بذم الناس، وتتبع عيوبهم، والمنافسة على الدنيا وحظوظها، وتتبع عثرات العلماء للإزراء بهم، وتنقص علوم غيره ليصرف الناس إليه، فقد ابتلي الكثير من العلماء بالمنافسة والحسد كما قال الشاعر:
ينسى من المعروف طودا شامخا * * * وليس ينسى ذرة ممن أسا
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد كثر الحسد وفشا بين مدعي العلم، وانشغل الكثير بعيوب غيره وتكبيرها، فيجعل من الحبة قبة، ويجسد الزلة الصغيرة. ويجعل الراجح مع غيره مرجوحا، ولا شك أن هذا اعتراض على الله -تعالى- في تصرفه، فهو سبحانه يعز من يشاء ويذل من يشاء، ويرفع بعضا، ويخفض آخرين، "ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ " [سورة الحديد، الآية: 21] وعلى العالم أن يعترف بما فضله الله به، ويعلم أن ذلك محض فضل من الله وجود منه، فيشكر ربه ويعبده ويحمده، ويعترف بفضل الآخرين وما حباهم الله من العلم والحلم، ولا يعترض على ربه في عطائه وفضله.
ونوصيه (ثامنا) باستعمال الأخلاق المرضية عند الله -تعالى- كالتوبة، والإنابة والرغبة، والرهبة، والخشوع، والخشية، وإخلاص العمل لله -تعالى- والتواصي بالحق، والتواصي بالصبر، والرضى عن الله -تعالى- بما قسمه، والاستعداد للرحيل، والقناعة بالقليل، والخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والتوكل على الله -تعالى- وتفويض الأمور إليه، والرضى به حسيبا ووكيلا، والشفقة والرحمة بالخلق وإيثار رضى الله -تعالى- على كل أحد، ومحبة الله -تعالى- ومحبة من يحبه الله، وبغض أعداء الله، وهجرهم في ذات الله، ولو كانوا أقرب قريب.
ونوصيه (تاسعا) بحفظ الوقت واستغلاله فيما يعود عليه بالفائدة، واستغلاله في التزود من العلم والعمل، فإن العلم كثير، والعمر قصير، ومما يذكر عن الشافعي -رحمه الله- أنه قال في وصف العلم وطلبة العلم: «العلم بطيء اللزام، بعيد المرام، لا يدرك بالسهام، ولا يرى في المنام، ولا يورث عن الأباء والأعمام، إنما هو شجرة لا تصلح إلا بالغرس، ولا تغرس إلا في النفس، ولا تسقى إلا بالدرس، ولا محصل إلا لمن أنفق العينين، وجثا على الركبتين، ولا يحصل إلا بالاستناد إلى الحجر، وافتراش المدر، وقلة النوم، وصلة الليل باليوم، انظر إلى من شغل نهاره بالجمع، وليله بالجماع، أيخرج من ذلك فقيها؟، كلا والله حتى يعتضد الدفاتر، ويستحصل المحابر، ويقطع القفار، ولا يفصل في الطلب بين الليل والنهار». اهـ. ومما روي عنه أنه قال: «حق على طلبة العلم بلوغ غايته جهدهم في الاستكثار من علمه، والصبر على كل عارض دون طلبه، وإخلاص النية لله -تعالى- في إدراك علمه نصا واستنباطا، والرغبة إلى الله -تعالى- في العون عليه». اهـ.
ثم نقول: ليس له أن يجهد نفسه ويتعبها مخافة الملل والضحر، فقد روى ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتخولنا بالموعظة مخافة السآمة علينا»؛ فله أن يريح نفسه وقت الأكل، والشرب والنوم، والاستراحة بعد التعب، وعليه أن يقوم بما عليه من حق زوجة أو ولد، أو زائر، أو سعي في طلب معاش، ويجعل بقية وقته في التعلم والعمل، فإنه لا ينال العلم براحة الجسم.
ونوصيه (عاشرا) أن لا يستنكف عن أخذ العلم عن غيره، ولو من صبي أو عامي، أو شريف، أو طريف، فإن الحكمة ضالة المؤمن، يلتقطها أين كانت، فالفاضل يستفيد من المفضول ما ليس عنده، فقد روى كثير من الصحابة عن بعض التابعين، ونقل عن سعيد بن جبير -رحمه الله تعالى- أنه قال: «لا يزال الرجل عالما ما تعلم، فإذا ترك التعلم وظن أنه قد استغنى واكتفى بما عنده فهو أجهل ما يكون».
وكان أبو حنيفة يجلس بين يدي مالك كالصبي، مع أنه أكبر منه سنا، وكان الشافعي يقول للإمام أحمد أنتم أعلم مني بالحديث، فإذا صح عندكم الحديث فقولوا لنا حتى نأخذ به، مع أن الشافعي أكبر وأشهر أهل زمانه.
ونسأل الله -تعالى- أن ينفعنا بما علمنا، وأن يزقنا علما نافعا، وعملا صالحا ونعوذ به من علم لا ينفع، ومن عمل لا يرفع، والله -تعالى- أعلم وأحكم، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
عبد اللَّه بن عبد الرَّحمن بن جِبرينٍ
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[25 - May-2009, صباحاً 08:14]ـ
... للرفع ...
... أسأل الله أن ينفع به ...
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[25 - May-2009, صباحاً 09:10]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أم المؤدب]ــــــــ[26 - Jul-2009, مساء 02:52]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،
وصايا غالية رحم الله الشيخ بن جبير رحمة واسعة
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[30 - Jul-2010, مساء 07:31]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبه وبعد،
جزاك الله خير، وصايا غالية نفعنا الله بها وإياك، ورحم الله شيخنا بن جبرين رحمة واسعة، لكن ممكن أن تذكر لى المصدر لو تكرمت، لأنى أريد نقلها إلى منتدى أخر إن أذنت لى.
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[01 - Aug-2010, صباحاً 10:36]ـ
الحقيقة أخي المكرم، أنّ هناك مَن سبقني لنقل هذا ـ أسأل الله العظيم أن يأجره ـ ..
ولم أنتبه ـ والله ـ إلا بعد وضع الموضوع ..
وهذا الرابط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=31640
وقد وضع المصدر ـ أعظم الله له الأجر ـ ..
- مع العلم أني نقلتُه من المصدر ألا وهو: كتاب (كيف تطلب العلم)، أثناء قراءتي له ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[02 - Aug-2010, مساء 01:43]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم ورحم الله شيخنا ورفع منزلته في الجنة إنه ولي ذلك والقادر عليه
ـ[علي مسعود]ــــــــ[02 - Aug-2010, مساء 01:54]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
رحم الله شيخنا الفاضل و نفعنا الله بعلمه
بارك الله فيك أخي على هدا النقل الطيب
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[02 - Aug-2010, مساء 02:20]ـ
الحقيقة أخي المكرم، أنّ هناك مَن سبقني لنقل هذا ـ أسأل الله العظيم أن يأجره ـ ..
ولم أنتبه ـ والله ـ إلا بعد وضع الموضوع ..
وهذا الرابط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=31640
وقد وضع المصدر ـ أعظم الله له الأجر ـ ..
- مع العلم أني نقلتُه من المصدر ألا وهو: كتاب (كيف تطلب العلم)، أثناء قراءتي له ..
جزاك الله خير
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[02 - Aug-2010, مساء 11:19]ـ
بارك الله فيك ... و جزاك الله خيرا ...
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[03 - Aug-2010, صباحاً 12:03]ـ
جزاكم الله خيرا وأغلب طلاب العلم اليوم معرضون عن هذه النصائح إلا من رحم ربي والله المستعان.(/)
للتذكير بحال السلف, في شأن الصلاة, وطلب العلم, ومجانبة حال الخلف!!
ـ[الرجل الرجل]ــــــــ[23 - May-2009, صباحاً 07:52]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين .......
وجدت الإنسان يدور بين ركنين عظيمين ..
الصلاة لله, وقيامه بين يدي رب العالمين .....
وسلوكه طريق العلم, ليرفع عن نفسه الجهل المشين!!
فتمعنت فرأيت أن الشياطين قد وضعوا ثقل جهدهم في هذين!!
فالصلاة ... " لا صلاة " .... فماذا استفدنا منها طوال عمرنا؟؟
أنت أنت ... لاجديد!
فإذا قرأت الاحاديث عرفت أن الشياطين تبكر للمسجد قبل المصلين فاذا صدح بالأذان
ولت هاربة!! ثم تعود ... " لا اله الا الله " .....
حرب!! نعم والله إنها معركة ....
فالعدو قد أخذ أهبته .. وشمر عن ساعده .. واقبلوا يتذامرون ...
وشعارهم بصوت واحد .. لا نجوتُ إن نجوتَ مني!!
ونحن عزل .. نعم .. والله عزل ...
فتجد أحدنا يدخل المسجد .. ولم يحدث لنفسه حتى فكرة!! كما قالأحمد!!
.. نعم .. فكرة .. لعلها على الأقل تساعدك في الخشوع .... لا تقل أنا ذاهب لأصلي ..
قل .. أنا ذاهب لإعتق رقبتي من النار .. نعم ..
ذاهب أجدد التوبه والأوبة لله .. ذاهب أطلب الصفح والمغفرة ..
يا أخي هل تعلم ما حالنا.؟ نحن باختصار .. محكوم علينا بالخسارة!! بالنار .. بالجحيم .. هل تعي معنى هذا؟
نعم .. نحن نزور الله في بيته ... خمس مرات في اليوم ..
ولكن هناك شيء غريب عجيب!! يوضحه هذا السؤال ..
إذا زرت أخ لك وأنت تحبه حبا عظيما وتكره ما يكره ....
فهل يعقل أن تأتي بشخص آخر يكرهه ويبغضه أخوك؟. الجواب .. لا.
طيب .. لماذا .. لماذا .. نزور الله في بيته .. ثم نجلب معنا مايبغضه الله ويكرهه ويلعنه!!
الدنيا .. نعم هي الدنيا .. لماذا لاتضعها مع نعليك خارج المسجد!!
طيب .. كيف تريد .. المغفرة .. والرحمة .. والخير .. ؟؟؟
وأما العلم ..
فشأنه عظيم .. فهو الآخر لم يسلم كما لم تسلم الصلاة ..
فتجد الانسان .. قد بذل وقته .. وذهب للمكتبات ..
وانفق الأموااااااال .... وضعف بصره ...
وناقش وجادل .... وارتفع صوته .. وعاداه أقوام ..
وسهر الليالي ... وتعب .. وتعب .. وتعب ... وتعب ...
لمن هذا كله؟ .. لله .. "ما شاء الله" .. كلمة بسيطة ..
تجري على اللسان .. كل يستطيع أن يقولها ..
" إن لله عزيز "
هل حققت قبل أن تتكلم ..
هل أتحت لنفسك فرصة لعلها تنجو؟؟
هل أنت أفضل من أولئك:
سمعت هشاما الدستوائي يقول: والله ما أستطيع أن أقول: إني ذهبت يوما قط أطلبالحديث أريد به وجه الله عزوجل.
قلت (الذهبي): والله ولا أنا.
فنسأل الله أن يعيننا أن نكتب من أحوالهم في هذين ........
ـ[الرجل الرجل]ــــــــ[23 - May-2009, مساء 10:46]ـ
حلية الأولياء لأبي نعيم:
أبو بكر بن عياش، قال:
لو رأيت منصور بن المعتمر،
والربيع بن أبي راشد
وعاصماً
في الصلاة، وقد وضعوا لحاهم على صدورهم عرفت أنهم من أبرار الصلاة.))
أسال الله ان نكون مثلهم,,,,
فهذه والله هي الحياة ...... والجنة التي يعيشونها في الدنيا ....
هل من مشمر؟ ذهب العمر ,, وربما نقص الايمان وزاد الوزر!!
ـ[الرجل الرجل]ــــــــ[05 - Jun-2009, صباحاً 05:14]ـ
طلب , العلم
عن " أبي العالية "، قال: تعلمت الكتاب والقرآن ..
فما شعر بي ..
أهلي ..
ولا رئي ..
في ثوبي ..
مداد قط.))
أين نحن من هذا الإخلاص؟ ..
الواحد منا ما أن يتم حفظ القرآن ..
إلا وعلم به جميع أصدقائه!!
لماذا؟ هلا سئلنا أنفسنا. لماذا؟؟
ما الداعي؟
هل تظن أن الشيطان سو يتركك .. ؟
وأنت قد انجزت شيئا عظيما؟!!
ويسأل بعض الشباب ..
فيقول: لماذا ذهبت تلك الحلاوة التي كنت أجدها؟!!
حتى قال لي بعضهم: والله يا " أبا محمد " ..
ما عملت عملا طيبا ولم يعلم به أحد ..
إلا وجدت حلاوته .. ورأيت به لطف الرب بي!!
فما هي إلا أيام .. فيأتيني الشيطان فيقول لي:
هلا أخبرت زملائك حتى ترتفع هممهم!!
(هذه الشبهة التي سقط بسببها الكثير)
أليس هناك طريقة غيرها؟
بل وألف طريقة؟ .. سبحان الله!!
هذا أصل الدين يا أخي وحبيبي!!
لا تجعله حقل تجارب!!
لا تقامر به!! ضن به!! أشد ممن يضن بالأموالي ..
فوالله ما ضرك شيء ..
لو نجوت وهلك قبيلك!!
ووالله ما نفعك شيء ..
لو خسرت ونجى قبيلك .. " لو عقلت " ...
فيكمل صاحبي قائلا: فوالله ما أخبرت أحدا بذلك ..
إلا سُلب مني ما كنت أجده ..
ومن لم يجرب ليس يعرف قدره ..
فجرب تجد صدق ما ذكرناه ...
ـ[عبدالله ابو محمد]ــــــــ[05 - Jun-2009, صباحاً 09:49]ـ
لله درك أخي .. هل من مزيد؟
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[05 - Jun-2009, صباحاً 11:30]ـ
بارك الله فيك ...
ونفع بك ...
والمؤمن لايزال بحاجة إلى أمثال هذه المواضيع, لكي ينظر إلى ماضيه, وسوالف أيامه وماذا قدم فيها.
* أخي:
ماذا تريد بقولك:
يا أخي هل تعلم ما حالنا.؟ نحن باختصار .. محكوم علينا بالخسارة!! بالنار .. بالجحيم .. هل تعي معنى هذا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الرجل الرجل]ــــــــ[06 - Jun-2009, صباحاً 04:39]ـ
أخواي الكريمان جزاكما الله خيرا ....
المقصود بارك الله فيك ...
أن الإنسان قد حكم عليه بالخسارة " والعصر إن الانسان لفي خسر ....... "
ثم استثنى الله من ذلك أناس بشروط ....
فنحن على يقين من هذه الخسارة .. وفي شك من تحقيق هذه الشروط ...
وقال تعالى " وان منكم الا واردها ثم ننجي الذين اتقوا .... "
فنحن على يقين من الورود .. وفي شك من النجاة ..
فالشروط ثقيلة!!
فهذا هو الذي جعل الأولين على وجل وخوف دائم ...
لا يرون لأنفسهم شيئا بتاتا!!
(وهذه هي العبودية التي أرادها الله من عباده)
فهم كما وصفهم ذاك فقال: " ألم تعلم يا أيوب أن لله عبادا أسكتتهم خشيته من غير عي , ولا بكم ..
وإنهم لهم الفصحاء النطقاء ..
النبلاء , الألباء , العالمون بالله وبآياته ..
ولكنهم إذا ذكروا عظمة الله انقطعت ألسنتهم ..
واقشعرت جلودهم , وانكسرت قلوبهم ..
وطاشت عقولهم إعظاما لله , وإعزازا , وإجلالا ..
فإذا استفاقوا من ذلك استبقوا إلى الله بالأعمال الزاكية ..
يعدون أنفسهم مع الظالمين والخاطئين ..
وإنهم لأنزاه برآء ..
ومع المقصرين والمفرطين، وإنهم لأكياس أقوياء ..
ولكنهم لا يستكثرون لله الكثير ..
ولا يرضون لله بالقليل، ولا يدلون عليه بالأعمال ..
فهم مروعون مفزعون ..
مغتمون خاشعون ..
وجلون مستكينون معترفون"
اخي وحبيبي تمعن في هذا:
/// قال جعفر بن سليمان: عدت هارون بن رئاب، وهو يجود بنفسه ....
فقال محمد بن واسع: كيف تجدك؟ فقال: هوذا أخوكم، يذهب به إلى النار، أو يعفو الله.))
/// لما احتضر محمد بن واسع جعل إخوانه يقولون: أبشر يا أبا عبد الله، فإنا نرجو لك؛ فبكى، ثم قال: يذهب بي إلى النار أو يعفو الله.))
///ان ابن رواحة بكا حين اراد الخروج إلى مؤتة فبكا يعني اهله حين راوه يبكي فقال والله ما بكيت جزعا من الموت ولا صبابة بكم ولكن بكيت من قول الله " وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا " فأيقنت أني واردها ولم ادر انجو منها ام لا(/)
مجرد تساؤل في زلزال العيص
ـ[كوكب الأرض]ــــــــ[23 - May-2009, صباحاً 08:26]ـ
أغلب خطاء الجمعة تكلموا عن هزات منطقة "العيص" وأنها نذر وآيات من الله أو عقوبة وهذا الكلام لا غبار عليه.
لكن مجرد تساءل خطر في ذهني أثناء الخطبة: هل يمكن أن نقول إن ما حصل عقوبة؟ وأين الدليل على أنه عقوبة من الله؟ وإذا كان عقوبة فلماذا لا يكون في الأماكن الأكثر عصياناً ومحادة لله من هذه المنطقة النائية؟
يعني باختصار هل نقول إن ما وقع عقوبة مع أننا لا نملك الدليل على ذلك؟
مجرد تساؤل برئ ..
ـ[كوكب الأرض]ــــــــ[29 - May-2009, مساء 06:13]ـ
عاجل (الرياض) -
قال المستشار في الديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبد الله بن سليمان المنيع إن النشاط الزلالي في منطقة العيص هو آية من آيات الله وليست دليلا فقط على معاصي العباد وإنما هو نتاج لاضطرابات جغرافية جعلها الله عبرة وعظة للناس. واعتبر بعض الدعاة والخطباء الذنوب والمعاصي هي السبب الرئيسي لتلك الزلازل بين الشيخ عبد الله بن سليمان المنيع: أن الزلازل آية من آيات الله يخوف بها عباده ويزجرهم بها ليتخذوا العظة والعبرة ويدركوا أن الله هو المسبب لجميع الأسباب ولو كانت أمورا طبيعية مثل الزلازل والبراكين وغيرها فهي أمور أوجدها الله لحكم عديدة وليست فقط تأنيبا لعباده وإنما يكون أوجدها لأخذ العظة والعبر حينا والتخويف حينا آخر وأحيانا تعتبر معاقبة للعباد على ذنوبهم أو تحذيرا لهم فهناك أقوام يصابون بكوراث طبيعية من باب الابتلاء والامتحان ..
وتابع الشيخ المنيع كلامه قائلا: قد لايكون هذا النشاط الزلالي مجرد عقاب للعباد فلربما أوجده الله لأخذ العظة والعبرة وتخويف العباد وهو أمر ينبطق على كل الكورارث الطبيعية فلن نحصر كل كارثة طبيعة أصيب بها قوم بأنها عقاب فقط فالمجتمع فيه الطائع والعاصي والمجاهر والمستتر .. ونحن بحمد الله مجتمع مسلم يحكم بشرع الله ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر رغم أن البعض قد يرتكب المعاصي ولكن لا ننظر إلى كل كارثة على أنها عقاب فقط فقد أوجدها الله لحكم عديدة كما قلت سابقا .. ومن جهة أخرى قال شرعيون أن تطمين الناس أولى من إرعابهم ببث الشائعات
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[29 - May-2009, مساء 09:03]ـ
قد يكون إنذار لأهل المنطقة، وإنذار لغيرهم من المناطق ... وللعلم فقد زلزلت الأرض في عهد عمر رضي الله عنه وقال مقولته المشهورة لأهل المدينة ...(/)
توضيح مهم متعلق بحلقة مصطفى حسني ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 - May-2009, مساء 01:06]ـ
الحمد لله وحده ...
قدر الله أنه كان لي في الأسبوع الماضي مدارسة مع بعض الإخوان حول كتاب الاعتصام للشاطبي،وكان مما قلتُه يومها: أن ما في هذا الكتاب من التقعيدات والأصول الضابطة لباب البدعة وفاعليها، منها ما لا ينضبط في نفسه ومنها ما هو منضبط في نفسه ولكنه ليس ميزاناً قاطعة بل يدخله الاجتهاد في تحقيق المناطات والنظر في موارد الأدلة ..
وكان مما ضربتُه من الأمثلة ما يقع من اختلاف بعض أهل العلم في الحكم على فعل معين بالبدعية .. هذا يُلحقه بالقواعد وهذا يُخرجه منها ...
فلما أُذيعت حلقة مصطفى حسني كلمني بعض من حضر تلك المدارسة ورأى ما أنكره الناس على مصطفى حسني، وسألني: أليست أقواله كلها راجعة إلى القول بأقوال لأهل العلم يسع فيها الاجتهاد في الجملة (؟؟)
ثم وجدتُ الشبهة عينها تتردد على الألسنة وفي المنتديات .. ونظرتُ في ردود بعض أهل العلم فوجدتها لم تغن في رد هذه الشبهة ...
فوجب هذا التوضيح ....
1 - صاحب الحلقة لم يصدر في حلقته عن تأصيل صحيح في البدعة ثم هو يُخالف في تحقيق مناطاته .. بل مدار حلقته ليس فيه تأصيل للبدعه ولو تأصيلاً خاطئاً فضلاً عن أن يكون تكلم بالتأصيل الصحيح. ومن كانت أصوله في باب البدعة أصولاً صحيحة ثم هو يخالِف ويُخالَف في بعض تطبيقاتها ومناطاتها ولو كثرت = فإن اجتهاده في الجملة يسع وهو فيه معذور مأجور، أما من لم ينطلق بأصول صحيحة بل كان في باطن أمره يرى بطلان أصول أهل السنة في البدعة ويتوسل في الظاهر بمن يوافقه في التفريعات ولو كان يخالفه في التأصيل = فاجتهاده فيها اجتهاد مذموم والله حسيبه فيه ..
2 - طريقُ إثبات الأحكام الشرعية بمجرد من قررها من أهل العلم،وعبارات من جنس: ((من رد فليرد عليهم)) هذا الطريق طريق مبتدع وليس من طرائق أهل العلم،ثم إن معه ما يدل على أن صاحبه متبع للهوى لا للعلم، وآيةُ ذلك من الجهة التي قررها الرادون وهي أن من أهل العلم من يقول ببدعية الفروع التي جوزها غيرهم فليس اتباع هؤلاء بأولى من اتباع أولئك ... ومن طريق آخر بديع: وهو أن نفس العلماء المعينين الذين استدل هو بهم لهم كلام في الأصول والفروع يُعرض عنه هو ولا يلتزمه ولا يقول به،وهذه الانتقائية القائمة على تلمس الموافقات هي من طرائق أهل الأهواء.
3 - لا يصح رد كلام صاحب الحلقة بأن ما استدل به = زلات للعلماء ... فهذا إن صح في مسألة فإنه لا يصح في غيرها،وليس الإشكال في مجرد القول بقول هؤلاء العلماء وإنما النظر هو في عيوب المنهج التي بيناها.
4 - ثم أصول صحيحة متفق عليها في باب البدعة،وإن تم البحث في تطبيقاتها = وصفها صاحب الحلقة بأنها كلام غير علمي، وهذا يدل على أن الخطأ في كلام صاحب الحلقة هو خطأ في المنهج والتأصيل، ومثل هذا لا ينفعه ما حشده من أفراد البدع التي رفع بدعيتها بعض أهل العلم،لأنه حينها طعن في الأصل الصحيح ..
5 - مَثَلُ صاحب الحلقة كمثل من يُبطل حجية حديث الآحاد في الاعتقاد فيذهب ليستدل ببعض ما ضعفه أهل العلم أو بعض ما استشكلوه وطلبوه له طرقاً أقوى= من أحاديث الآحاد .. وهي طريقة فاسدة جداً ..
6 - بعض الأفاضل ممن يؤذيهم غلو بعض السلفيين في بعض تقريرات البدعة= استروحوا لهذه الحلقة وظنوا أنها تنفع .. وصاروا يصححون بعض ما ورد في الحلقة ويتلمسون له عللاً صحيحة .. وهذا قبيح جداً بل هو غفلة شديدة، والباطل لا يُرد بباطل مثله ...
وما تقدم يُقرر أن هذه الحلقة خارجة عن أصول السلف في النظر والبحث والاستدلال ولا يكون ما فيها من الاجتهاد السائغ أبداً ...
والحمد لله وحده ..
ـ[ابن عبد القادر]ــــــــ[23 - May-2009, مساء 02:29]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[23 - May-2009, مساء 03:12]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ أبا فهر ..
لكنني سمعت حلقة الشيخ أبو إسحاق المسجلة في الروابط أدناه و قد عرج على هذه النقاط التي ذكرتها:
الجودة الممتازة ( http://www.archive.org/download/muslim2006_1352/fadfada20-05-09.avi)
جودة متوسطة ( http://www.archive.org/download/muslim2006_1353/fadfada20-05-09.WMV)
رابط صوت ( http://www.archive.org/download/muslim2006_1352/fadfada20-05-09.wma)
رابط صوت mp3 (http://www.archive.org/download/muslim2006_1342/fadfada13-05-09_vbr.mp3)
رابط فيديو ogg (http://www.archive.org/download/muslim2006_1342/fadfada13-05-09.ogv)
رابط mp4 بجودة عالية ( http://www.archive.org/download/muslim2006_1342/fadfada13-05-09_512kb.mp4)
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[23 - May-2009, مساء 03:15]ـ
ملاحظة: أنا لست أبا الفداء القاهري .. إنما أشبه ردي رده.
وأنا لا أكتب هناك، ولا أمتلك معرفا، وإنما أتفرج فقط.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[23 - May-2009, مساء 05:12]ـ
وقد خصص الشيخ أبو إسحاق الحويني حلقة كاملة للرد عليه:وكان يخاطبه بقوله: يا بني
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 - May-2009, مساء 08:40]ـ
لا أرى أن الشيخ قد استوفاه بل تاه ما ذكره منها وسط المقدمات الطويلة والتفريعات الكثيرة ..
ـ[الحاج عادل]ــــــــ[23 - May-2009, مساء 09:24]ـ
لا أرى أن الشيخ قد استوفاه بل تاه ما ذكره منها وسط المقدمات الطويلة والتفريعات الكثيرة ..
أحسنت أبا فهر، وأفدتَ وأجدتَ
وقد استمعتُ إلى جميع الردود على هذا المبتدع، فكنت أقول في نفسي: هذه ستجعله أشد تمسكًا ببدعته، لأنه لا يصح كلما اختلف فهم أحدنا مع أحد علماء السلف، أن نقول: هذه زلة عالم، فلماذا لا تكون زلة فهمك أنت؟
والحويني دخل في تفريعات، ومسالك، لا صلة لها بالأمر، وعبارات من هنا وهناك، بتهديد مصطفى من أنه ركب فرسا من ركبه سقط من عليه، وقال له: إذا جئتني بعالم سآتيك بعشرة ... إلى آخره.
والمطلوب هو أن نعترف أن جميع هذه الردود حتى الآن جاءت في غير موضعها.
ويجب دراسة الأحاديث التي اعتمدها المبتدع في إثبات بدعته، من الأمور التي فعلها الصحابة، دون إذن من النبي (ص)، ثم أقرها (ص).
إنه يعتبر هذا الإقرار مازال ساريًا لكل من هب ودب.
فإذا أقر النبي (ص) مثلا صحابيا على أنه صلى ركعتين بعد الوضوء.
فهذا معناه عند المبتدع أنه من حق أي متخلف أن يبتدع في دين الله جديدًا إلى يوم القيامة.
مشكلة مصطفى حسني ليست في تأصيل البدعة إطلاقا، لأنك ستقول له: فلان قال كذا.
سيقول لك: العالم السلفي الفلاني قال كذا.
ولكن ناقشوا صلب المشكلة، بالرجوع إلى محمد (ص)، فعنده النور، وأثبتوا لمصطفى أن تقريره (ص) في مسألة، يكون قاطعا ومحددًا.
وأسال الله أن يوفقني في كتابة شيء مفصل في هذا الأمر.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[23 - May-2009, مساء 09:36]ـ
لكنه لم ينته على أية حال ..
هو جعل الحلقة مقدمة .. أعني الحويني
ولا أرى أن يوصف مصطفى حسني بالمبتدع
فهو شاب نحسبه على خير .. لكنه غالط في النقاش في المسائل الكبار
دون علم كاف
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 - May-2009, مساء 09:41]ـ
نعم يا أبا القاسم ..
ولكن هذا المقام بالذات لا تصلح فيه المقدمات والإحالات،والعموم المعجل والخصوص المنسأ ...
بل الأحسن أن يقصد فيه الراد إلى صلب كلام المردود عليه في عبارة سهلة موجزة تبطل موضع الشبهة بكلام قليل يُفهم ويحفظ ...
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[23 - May-2009, مساء 09:43]ـ
صدقت .. جزاك الله خيرا
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[23 - May-2009, مساء 09:55]ـ
من هو مصطفى حسني وماذا شذ فيه؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 - May-2009, مساء 09:57]ـ
صح النوم!!
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=173266
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[23 - May-2009, مساء 10:00]ـ
صح النوم!!
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=173266
صح بدنك
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[23 - May-2009, مساء 11:08]ـ
لو كان على هذه القنوات رقابة ...
ما أبأس حالنا
لو تكلم في هذه الأبواب بعض أهل العلم لدفن كلامه ولم يكن معتبرا لكلية هذه الأصول ودقتها
والآن يتكلم فيها بعض صغار الطلبة أو من لا يعرف
ويشهر قوله أيما إشهار
بينما نجد من حرر الكلام في هذه المسائل ودقق حتى أنك لتشم رائحة سهر الليالي وأنت تقلب صفحات كتابه لا يكاد يذكر بين عموم الطلبة فضلا عن غيرهم
لكنها القنوات الفضائية!!!
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[23 - May-2009, مساء 11:45]ـ
قناة اقراء اوقفت الشيخ محمد العريفي لانه رد على اهل الشرك الذين يخالفون صريح القران والسنة
واما مصطفى حسني الذي يقدم بعض حلقاته وهو يلبس بنطال (برمودا) لم يتم التعرض له
ارى انه يجب تأديب قناة اقراء ومن يشرف عليها ويتم مقاطتعتها من قبل المشائخ والعلماء والعامة
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[24 - May-2009, صباحاً 12:00]ـ
لا يجوز قول مبتدع على هذا الشخص فرق بين النوع والمعين بارك الله فيكم فليس كل من يفعل بدعة يقال له مبتدع
ثانيا أستغرب جدا ممن يقول " والحويني دخل في تفريعات، ومسالك، لا صلة لها بالأمر، وعبارات من هنا وهناك "
الشيخ الحويني حفظه الله أصل تأصيلات كان لا بد منها ولا يمكن الدخول في الموضوع ألا بها والشيخ وعد أنه سيرد على كل شبهاته في قناة الحكمة وجزاكم الله خيرا
مع العلم أني لا أدافع عنه فكل كلامه مردود
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[24 - May-2009, صباحاً 02:54]ـ
في الحقيقة ... أظن أنه آن الآوان للسلفيين أن يراجعوا اساليبهم وطرق الضغط التي يتبعها بعضهم ... ولا أظن أن أحدا سيخالفني ...
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[24 - May-2009, صباحاً 03:15]ـ
وقال له: إذا جئتني بعالم سآتيك بعشرة ... إلى آخره.
يا حاج عادل بارك الله فيك ..
أرجو أن تستمع للشيخ بتركيز أعلى ..
لأن الشيخ أنكر على مصطفى حسني احتجاجه بأقوال الرجال، و قال له إذا ذكرت قول عالم سأذكر عشرة ... ثم رفض هذا الأسلوب، و قال له: أن الحق لا يقاس بالكيلو .. فهو بيّن أن هذا الأسلوب لا يصح لتقرير المسائل.
وما قرره الشيخ أبو إسحاق - لكنك ربما لم تلاحظ كل عبارات الشيخ - يشابه النقطة الثانية في رد الشيخ أبي فهر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[24 - May-2009, صباحاً 10:17]ـ
أحسن الله إليك شيخنا الفاضل فقط لو أضفت نقاطا متعلقة بالطريقة الصحيحة لقراءة الكتب العلمية والمنهج الصحيح لتحقيق أقوال العلماء فقد رأيت منه في الحلقة عجبا خصوصا وقد حاول الانتصار لمذهبه -ولا مذهب له- بأقوال شيخ الاسلام ابن تيمية والحافظ الذهبي وامثالهم وتمثل لذلك بشئ من كلامه (=الأستاذ) ...
ـ[السائر]ــــــــ[26 - May-2009, مساء 01:58]ـ
حرس الحدود - حلقة خاصة - التأصيل العلمى لمعنى البدعة - جودة عالية
http://www.alheweny.org/new/play.php?catsmktba=1159
ـ[عبد الملك السلفي]ــــــــ[26 - May-2009, مساء 08:59]ـ
بعد أن تفضل (أبو فهر السلفي) بتعليقاته على الاستاذ مصطفى حسني
قلت في نفسي مهموما كئيبا أإذا ما تفضل الله علي بفتح في دعوة أو توفيق في فهم وشعور بأن الله يستعملني أو محبة بين الناس
أعتز بها- هذا إن وجد- هل هذا مبرر لأن أقول
(والحويني دخل في تفريعات، ومسالك، لا صلة لها بالأمر، وعبارات من هنا وهناك، بتهديد مصطفى من أنه ركب فرسا من ركبه سقط من عليه، وقال له: إذا جئتني بعالم سآتيك بعشرة ... إلى آخره.)
أين الأدب مع العلماء أين الأدب يا أصحاب المنهج السلفي مع شيوخكم
والله المستعان
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[26 - May-2009, مساء 10:11]ـ
بارك الله فيك ...
العبارة ليست لي ...
وقد حملتها مالا تحتمل ...
ـ[عبد الملك السلفي]ــــــــ[26 - May-2009, مساء 10:57]ـ
آسف جدا جدا انا لم أقصدك
كان الواجب علي أن أنسب المقالة الى قائلها
أردت أن يقف كل واحد منا على ألفاظه وكلماته في حق المشائخ قبل الكتابة
أليس هذا هو حقهم علينا؟!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[26 - May-2009, مساء 11:56]ـ
أكيد .. هذا من حقهم بل وحق بني آدم جميعاً ..
ولكن لا يلزم من عدم الوقوف أو بعض الجفاف في العبارة = إرادة التنقص ...
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[27 - May-2009, صباحاً 12:50]ـ
(والحويني دخل في تفريعات، ومسالك، لا صلة لها بالأمر، وعبارات من هنا وهناك، بتهديد مصطفى من أنه ركب فرسا من ركبه سقط من عليه، وقال له: إذا جئتني بعالم سآتيك بعشرة ... إلى آخره.)
أين الأدب مع العلماء أين الأدب يا أصحاب المنهج السلفي مع شيوخكم
والله المستعان
أحسنت أخي الحبيب زادك الله حكمة وأدبا هذا ما أقوله دائما
كلام الشيخ أبي إسحاق حفظه الله واضح جدا وليس تفريعات لا صلة لها بالأمر بل هي من صميم الموضوع الشيخ يقول له أنت عندما تأتي بكلام لأهل العلم في المسألة أنا أتي لك بكلام ينقاضه لعشرات من أهل العلم فالمسألة لا تأخذ هكذا ثم لا تنسى أن الشيخ يكلم العوام وليس طلبة العلم فكان لازما أن يؤصل هذه التأصيلات.
ـ[السائر]ــــــــ[27 - May-2009, صباحاً 09:24]ـ
عبد الرحمن التونسي
جزاك الله خيرا، لقد قلت الذي كنت أريد أن أقوله
أبو فهر السلفي، وفقك الله لمرضاته
أسأل الله تعالى أن يحفظ الشيخ أبو إسحاق الحويني من كل سوء
ـ[ابن العاص]ــــــــ[27 - May-2009, مساء 06:54]ـ
لا أرى أن الشيخ قد استوفاه بل تاه ما ذكره منها وسط المقدمات الطويلة والتفريعات الكثيرة ..
أحسنت أبا فهر، وأفدتَ وأجدتَ
وقد استمعتُ إلى جميع الردود على هذا المبتدع، فكنت أقول في نفسي: هذه ستجعله أشد تمسكًا ببدعته، لأنه لا يصح كلما اختلف فهم أحدنا مع أحد علماء السلف، أن نقول: هذه زلة عالم، فلماذا لا تكون زلة فهمك أنت؟
والحويني دخل في تفريعات، ومسالك، لا صلة لها بالأمر، وعبارات من هنا وهناك، بتهديد مصطفى من أنه ركب فرسا من ركبه سقط من عليه، وقال له: إذا جئتني بعالم سآتيك بعشرة ... إلى آخره.
بارك الله فيكم ,
الشيخ الحويني لم يرد على حلقة مصطفى حسني بعد
هذه كانت اول حلقة وهي بمثابة تعليقات على حلقة ومنهج مصطفى حسني وعن الذين دفعوه لهذا الفعل .. فتنبهوا
واليوم الأربعاء ستكون الحلقة الثانية للشيخ حفظه الله
ثانيا: بدأ الدكتور مازن السرساوي بالرد على هذه الحلقة وهو يتبع الاسلوب العلمي في الرد فيقوم بالرد على جملة جملة قالها مصطفى حسني مع تفنيد نقولاته.
ثالثا ً: بعض المسائل التي عرضها مصطفى حسني منها مسائل خلافية اجتهادية ولكن الكثير من السلفين لا يعلمون شيء عنها غير انها لا تجوز فينكرون ذلك بعنف .. وهذا (بغض النظر عن تأصيلات مصطفى حسني وبعض اخطائه ونقولاته العجيبة بالحلقة) هو الوقت المناسب لبيان هذه الأشياء والتفريق بين الخلائف السائغ وغيره .. ومع ذلك فالحويني وغيره ممن تكلموا في هذا الموضوع لم يعمموا ولم يفندوا كل ماجاء في الحلقة بعد حتى نقعد نحن ونحكم على الردود هكذا من بدايتها قبل الانتهاء منها.
وبارك الله فيكم
ـ[أبو دجانة السلفي]ــــــــ[05 - Jun-2009, مساء 11:34]ـ
ثم لا تنسى أن الشيخ يكلم العوام وليس طلبة العلم فكان لازما أن يؤصل هذه التأصيلات.
هذه هي المصيبة
كنت أتمنى من الشيخ أن يشرع في الرد مباشرة
خاصة بعد ما ألقى الشبهات بشكل يقنع من يسمعها لكن الشيخ للأسف أجل الرد لبرنامج في قناة الحكمة
ثم لما كانت حلقة الحكمة رد ردا مجملا وأجل الرد المفصل إلى الحقات القادمة!
والله إني لأحب الشيخ
ولكن بصراحة تضايقت من إلقاء الشبهات على العوام وتأجيل الرد عليها
فكيف لو تكاسلوا عن متابعة الحلقات أو تشاغلوا بعد أن استقرت الشبهة في قلوبهم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[06 - Jun-2009, صباحاً 01:43]ـ
" فكيف لو تكاسلوا عن متابعة الحلقات أو تشاغلوا بعد أن استقرت الشبهة في قلوبهم "
لا حجة لهم أمام الله.
بارك الله في الشيخ الحويني.
ومن يرى في نفسه القدرة على أن يقوم مقام الشيخ الحويني، و يرد على الأخ مصطفى حسني، فليفعل!
أو ليترك الأمر إلى أهله .. و يقلل من الانتقاد! فما أسهل الكلام!
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[06 - Jun-2009, صباحاً 05:22]ـ
"ومن يرى في نفسه القدرة على أن يقوم مقام الشيخ الحويني، و يرد على الأخ مصطفى حسني، فليفعل!
أو ليترك الأمر إلى أهله .. و يقلل من الانتقاد! فما أسهل الكلام! "
بالنسبة للشبهات الشيخ مازن السرساوي رد على مصطفى بطريقة رائعة جدا فلهذا أظن والله أعلم أن الشيخ أبو إسحاق الحويني لم يكمل الرد عليه
وكذلك الشيخ خالد عبد الله طلب من مصطفى حسني أن يتصل بالشيخ أبو إسحاق الحويني حفظه الله ليوضح له أخطائه فلعل الأمر تم.
ـ[أبو دجانة السلفي]ــــــــ[06 - Jun-2009, مساء 03:00]ـ
" فكيف لو تكاسلوا عن متابعة الحلقات أو تشاغلوا بعد أن استقرت الشبهة في قلوبهم "
لا حجة لهم أمام الله.
"
بارك الله في الشيخ الحويني.
ومن يرى في نفسه القدرة على أن يقوم مقام الشيخ الحويني، و يرد على الأخ مصطفى حسني، فليفعل!
أو ليترك الأمر إلى أهله .. و يقلل من الانتقاد! فما أسهل الكلام!
يا أخي هون عليك ولا تحمل الكلام ما لا يحتمل
ما معنى قولك (فما أسهل الكلام)
هل تراني أشك في قدرة الشيخ على الرد وأدعي العلم لنفسي؟!
أبدا والله
ولكني فقط تمنيت لو أن تعجل الشيخ في الرد خاصة بعد أن سرد الأحاديث التي يستشهد بها المبتدعة
أو على الأقل يرجئ ذكر الشبهات إلى حين وقت الرد
فإلى الآن على- حد علمي- لم يتكلم أحد -لا الشيخ ولا غيره من مشايخنا الكرام حول هذه الأحاديث التي ذكرها الشيخ في مطلع حديثه
المشكلة يا أخي أنك إذا تصفحت المنتديات العامة ستجد أن من الشباب (الغير ملتزم) من ظن أن الشيخ الحويني لم يرد لعجزة عن ذلك وأنه والجماعة (بتوع الذقون) حاقدين على المخالف لصعود نجمه
طبعا هم جهال لا يعلمون قدر الشيخ وسعة علمه
ولكن في المقابل أليس من الأفصل أن "نحدث الناس على قدر عقولهم " حتى لا نتسبب في فتنتهم
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[06 - Jun-2009, مساء 05:30]ـ
"ومن يرى في نفسه القدرة على أن يقوم مقام الشيخ الحويني، و يرد على الأخ مصطفى حسني، فليفعل!
أو ليترك الأمر إلى أهله .. و يقلل من الانتقاد! فما أسهل الكلام! "
بالنسبة للشبهات الشيخ مازن السرساوي رد على مصطفى بطريقة رائعة جدا فلهذا أظن والله أعلم أن الشيخ أبو إسحاق الحويني لم يكمل الرد عليه
وكذلك الشيخ خالد عبد الله طلب من مصطفى حسني أن يتصل بالشيخ أبو إسحاق الحويني حفظه الله ليوضح له أخطائه فلعل الأمر تم.
بارك الله فيك.
و نسأل الله أن يهدي أخانا مصطفى حسني. و يجزيَ من ردَّ عليه خيرا.
أخانا الفاضل (أبو دجانة):
بارك الله فيك.
نعم، للعوام طريقة للكلام تختلف عن طريقة الكلام مع طلبة العلم، ولكن طالما أن هناك ردودا على الأخ مصطفى حسني غير رد الشيخ أبي إسحاق، فلربما رأى الشيخ أن لا يُكرر نفس الكلام! بل يُؤصِّل و يُفصِّل، و سيستفيد العوام فائدة أكبر من غيرها إذا انتبهوا و وعوا!
و من لا يُناسبه هذا الأمر، فهناك ردود أخرى دخلت مباشرة في الموضوع، يستطيع أن يحصل منها على مراده.
أنا لم أرَ حلقة الأخ مصطفى حسني أصلا، و لم أرَ أيَّ ردٍّ عليه!
و لكن أقول: الواجب علينا أن لا ننتقد؛ إذ إننا لم نفعل شيئا! ولم نتعلم شيئا (مقابل علم الشيخ أبي إسحاق) .. فالواجب أن لا ننتقد الشيخ، حتى و إن كانت لنا وجهة نظر.
جزاك الله خيرا، و أعتذر منك إذا فهمت من كلامي أيَّ إساءة أو تنقيص أو احتقار .. فإني والله ما قصدته و لكن ربما لم أوفق بالعبارة.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[06 - Jun-2009, مساء 09:26]ـ
ولم نتعلم شيئا (مقابل علم الشيخ أبي إسحاق) .. فالواجب أن لا ننتقد الشيخ، حتى و إن كانت لنا وجهة نظر.
هذا غير واجب وغيرمستحب بل هو من أفراد العصبية .. ولو قيست الأمور هكذا فالشيخ الحويني لم يتعلم شيئاً (مقابل علم ابن القيم) = فكيف استجاز لنفسه أن ينقد ابن القيم؟؟!!
يا أخانا خلِّ عنك هذه الأشياء فليست من العلم في شيء ...
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[06 - Jun-2009, مساء 10:23]ـ
هذا غير واجب وغيرمستحب بل هو من أفراد العصبية .. ولو قيست الأمور هكذا فالشيخ الحويني لم يتعلم شيئاً (مقابل علم ابن القيم) = فكيف استجاز لنفسه أن ينقد ابن القيم؟؟!!
يا أخانا خلِّ عنك هذه الأشياء فليست من العلم في شيء ...
أحسنت أبا فهر
مازال أهل العلم من السلف والخلف يخطئون بعضهم البعض ويرد صغيرهم على كبيرهم وكبيرهم على صغيرهم.
أما بالنسبة للشيخ الحويني حفظه الله فأرجو أن يتصل به شخص بدل ما نرمي كلام غير موزون هنا ومن يقول أن مصطفى لم يرد عليه أحد فهو خطأ فالشيخ مازن السرساوي رد عليه ومازال يرد وجزاكم الله خيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[07 - Jun-2009, صباحاً 01:01]ـ
أبا فهر، و عبدالرحمن التونسي - حفظكما الله -:
أعتذر على كل حال، فهذه أيضا تبقى وجهة نظر مني، أن انتقادكم لن يُقدِّم ولن يُؤخِّر، فالشيخ أبو إسحاق لم يخطئ في أمر شرعي حتى يتم التنبيه و الإشارة لذلك.
بل أنتما تريان أنه أخطأ في طريقة الرد، و كان الواجب عليه الرد مباشرة على الأخ مصطفى حسني ..
فما الفائدة المرجوة من ذكر مثل هذه الكلام؟؟
و أما عن التعصب .. فلم أرَ الشيخ الحويني و لا أعتقد أنني استمعت له محاضرة كاملة حتى أتعصب له!
و أما عن رد السلف على بعضهم البعض، فماذا فعل الشيخ الحويني حتى تردون عليه؟!
لأنه ما ردَّ مباشرة على الأخ مصطفى؟
ثم ماذا؟ الشيخ أبو إسحاق ليس معنا في المنتدى!.(/)
وارتفاع الحرارة نعمة
ـ[أبو عبد الأكرم الجزائري]ــــــــ[23 - May-2009, مساء 02:26]ـ
منذ تسع سنين نشر تحذير سياسي من خطر ارتفاع حرارة الأرض على مستقبل البشرية بسبب زيادة استهلاك الوقود في المصانع والمدافئ ووسائل النقل، ونفث الغازات المستهلكة في الفضاء. وتنبأ (جورج متشل) في كتابه (العالم يحترق) بأن ذلك سيحدث فوضى كونية وأعاصير عارمة تهدد ملايين البشر بالموت، وتسوق قارتي الهند وأفريقيا إلى المجاعة العامة.
ولكن (دنس آفري) قد يوافق على المقدمة، ويخالف النتيجة المتشائمة، فارتفاع درجة الحرارة في الأرض – كما يقول – إن حدثت، فلن تكون بالضرورة ضارة، بل ستكون خيرًا يعم سكان الأرض، وهذا موجز أدلته:
1 - عندما نشر متشل تحذيره كانت أجهزة الكمبيوتر البدائية للتنبؤات الجوية تتوقع أضعاف ما تتوقعه الأجهزة الحديثة لارتفاع درجة الحرارة، أما اليوم فإن الأبحاث المتخصصة لا تتوقع زيادة أكثر من درجتين أو ثلاث خلال القرن القادم.
2 - وهذا القدر من ارتفاع الحرارة حدث من قبل في القرون الوسطى، كما يقول المختصون في (معهد أوريكن للعلم والطب)، فكانت النتائج من خير ما سجله تاريخ البشر لازدهار الزراعة والتجارة والفن؛ فقد تضاعف إنتاج الغذاء بسبب دفء الشتاء وطول المواسم الزراعية، وزاد المطر، وقلت الفيضانات بزيادة نسبة التبخر، ونقص معدل الوفيات بسبب تحسن التغذية من جانب، ولقلة حاجة الناس للاجتماع في البيت حول نار التدفئة وما يسببه دخانها والرطوبة من الأمراض المعدية.
3 - وكانت نتيجة تحسن أحوال المعيشة: التفرغ للإبداع في الهندسة والفن والاختراع الفني، فبنى الأوروبيون الكاثدرائيات التي لا تزال تدهش السائحين بجمالها وتفوقها الهندسي، وفي جنوب شرقي آسيا شيد (الخمر) ـ قبل أن يحمروا ويدمروا ـ معبد (أنكروات)، وبنى (البورميون) الآف المعابد في عاصمة بلادهم (باكان). ودخلت طاحونة الهواء وآلة النسيج الحياة العامة، ويسر سبك الحديد الحصول على أدوات أدق وأجود. وازدهرت التجارة لأسباب منها قلة العواصف في البحار، وامتدت الزراعة إلى اليابان في الشرق، وإنكلترا وإسكندنافيا وروسيا في أوروبا.
4 - كانت كمية الأمطار التي هطلت على جنوب أمريكا الشمالية أكثر منها الآن، وحضارة (الأناسازي) تميزت بالازدهار الزراعي، ثم زالت بعد تغير درجة الحرارة في القرون الوسطى بالنقص، وقد اكتشفت دلائل على أن الصحراء في شمال أفريقيا انكمشت بسبب زيادة المطر مع زيادة الحرارة في القرون الوسطى.
5 - الدفء المتوقع سيرفع درجة الحرارة في الشتاء وفي الليل، ولن يرفع درجة الحرارة القصوى في الصيف وفي النهار، وبالتالي فلن يضر النبات والأشجار ولا البشر.
6 - والزيادة المتوقعة في نفث غازات (ديوكسايد كاربن 2) الناتجة عن حرق وقود الفحم والزيت ستخصب النبات لأن (د. ك 2) في الواقع سماد صناعي، وقد ظهر من أكثر من ألف تجربة في تسعة وعشرين بلدًا أن مضاعفة الـ (د. ك 2) يزيد المحصول من الحبوب بنسبة النصف، ويزيد في نمو الغابات، وبالتالي يتوفر الغذاء للطيور والحيوانات البرية.
7 - ليس لما أعلنته الصحف في الثمانينيات نصيب من الصحة حول التنبؤ بغرق مدن كبيرة بسبب ذوبان الجليد القطبي بسبب زيادة الحرارة؛ بل يرى المختصون أن ارتفاع الحرارة قليلًا في المناطق الباردة الجافة من القطب يزيد الجليد القطبي ولا ينقصه، فنتيجتها زيادة الرطوبة في الجو التي تزيد من نزول الثلج، وبالتالي: زيادة الجليد.
8 - ولا صحة لتنبؤ المتشائمين بأن زيادة الدفء سيزيد من الأعاصير والعواصف؛ يقول (إس فرد سكنر) الأستاذ ـ بروفسور ـ لعلوم البيئة في جامعة (فرجينيا): (بل يتوقع أن يقل حدوث ذلك بسبب نقص الفرق بين القطب وخط الاستواء في درجة الحرارة). وبلفظ آخر: كلما نقص الاختلاف بينهما في درجة الحرارة حدث اعتدال في المناخ، لأن ارتفاع درجة الحرارة ـ إن حدث ـ سيكون حول القطب أكثر منه حول خط الاستواء.
إذن، فلا خوف من نعيق غراب التشاؤم، بل نتذكر ما ورد عمن لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم: "لاتقوم الساعة حتى تعود جزيرة العرب مروجًا وأنهارًا"، ونتذكر واجب شكر الله؛ بأن نستعين بنعمته على فعل ما يرضيه لا ما يغضبه؛ من الإسراف في الاستهلاك بل وفي تشييد المساجد، فضلًا عن معابد الوثنية سواء نسبت إلى البوذية أو النصرانية أو الإسلام، بل وفي زخرفة المصاحف.(/)
(كن مفتاحاً للخير)
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[23 - May-2009, مساء 08:23]ـ
كن مفتاحاً للخير
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر, وإن من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير. فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه, وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه)) [ i]
ومن أراد لنفسه أن يكون من مفاتيح الخير مغاليق الشر أهلِ طوبى, فعليه بما يلي:
1) الإخلاص لله في الأقوال والأعمال, فإنه أساس كل خير وينبوع كل فضيلة.
2) الدعاء والإلحاح على الله بالتوفيق لذلك, فإن الدعاء مفتاح لكل خير, والله لا يرد عبداً دعاه ولايخيب مؤمناً ناداه.
3) الحرص على طلب العلم وتحصيله, فإن العلم داع إلى الفضائل والمكارم حاجز عن الفحشاء والعظائم.
4) الإقبال على عبادة الله ولاسيما الفرائض, وبخاصة الصلاة فإنها تنهى عن الفحشاء والمنكر.
5) التحلي بمكارم الأخلاق ورفيعها, والبعد عن سفاسف الأخلاق ورديئها.
6) مرافقة الأخيار ومجالسة الصالحين, فإن مجالسهم تحفها الملائكة وتغشاها الرحمة, والحذر من مجالس الأشرار والطالحين, فإنها متنزل الشياطين.
7) النصح للعباد حال معاشرتهم ومخالطتهم, بشغلهم في الخير وصرفهم عن الشر.
8) تذكر المعاد والوقوف بين يدي رب العالمين , فيجازي المحسن بإحسانه والمسئ بإساءته.
{فمن يعمل مثقال ذرةٍ خيراً يره, ومن يعمل مثقال ذرةٍ شراً يره} – الزلزلة 7 - 8 - 9) وعماد ذلك كله رغبة العبد في الخير وفي نفع العبد في الخير وقي نفع العباد, فمتى كانت الرغبة فائمة والنية مصممة والعزم أكيداً, واستعان بالله في ذلك وأتى الأمور من أبوابها, كان –بإذن الله- من مفاتيح الخير مغاليق الشر.
والله يتولى عباده بتوفيقه, ويفتح على من يشاء بالحق وهو خير الفاتحين.
[ i] رواه ابن ماجة (237) , وحسنه الألباني رحمه الله في صحيح سنن ابن ماجه (194)
الشيخ عبدالرزاق العباد حفظه الله.
كن ( http://www.al-badr.net/ ... /index.php?page=article&action=article&article=7) مفتاحاً للخير(/)
هل نستنتج من هذا الحديث دخول الحائض المسجد؟!!
ـ[ابن عبد القادر]ــــــــ[24 - May-2009, صباحاً 03:22]ـ
السلام عليكم
الحديث رواه البخاري من حديث عائشة أن وليدة كانت سوداء لحي من العرب ....
وفيه قول عائشة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - " فكان لها خباء في المسجد أو خفش .. "
والشاهد من الحديث أن هذه المرأة المقيمة في المسجد لا تخلو من الحيض في كل شهر ولم يرد عن النبي (ص) أن منعها أو نهاها من المكث في المسجد وكل ما لم ينه النبي (ص) فهو مباح ...
أرجو المناقشة
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[24 - May-2009, مساء 05:13]ـ
الحمد لله
فتوى من موقع الإسلام سؤال وجواب
إذا كانت ستجلس في المسجد لاستماع الخطبة فإن هذا لا يحل، لأنه لا يجوز للحائض أن تدخل المسجد إلا مروراً فقط.
أما إذا كانت ستجلس في مكان ملحق بالمسجد أو قريب من المسجد فإن هذا لا بأس به، لأنها لم تدخل في المسجد حيئنذٍ.
ولتفصيل الجواب في المكان الملحق بالمسجد انظر إجابة السؤال رقم (34815 ( http://islamqa.com/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&
السؤال
R=34815&dgn=3) ) لمعرفة متى يكون المكان الملحق بالمسجد حكمه حكم المسجد
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
يحرم على الحائض أن تمكث في المسجد، حتى مصلى العيد يحرم عليها أن تمكث فيه لحديث أم عطية رضي الله عنها قالت: أَمَرَنَا تَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نُخْرِجَ فِي الْعِيدَيْنِ الْعَوَاتِقَ وَذَوَاتِ الْخُدُورِ وَأَمَرَ الْحُيَّضَ أَنْ يَعْتَزِلْنَ مُصَلَّى الْمُسْلِمِينَ. رواه البخاري (324) ومسلم (890) اهـ رسالة الدماء الطبيعية للنساء (ص 52 - 53).
والعَاتِق هِيَ الْجَارِيَة الْبَالِغَة. وذوات الخدور هن الأبكار.
وسئلت اللجنة الدائمة (5/ 398) عن حكم دخول الحائض المسجد.
فأجابت: لا يجوز للحائض دخول المسجد إلا مروراً إذا احتاجت إلى ذلك كالجنب لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلا جُنُبًا إِلا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا) اهـ.
وسئلت اللجنة الدائمة أيضاً (6/ 272) ما حكم الشرع في حق المرأة التي تدخل المسجد وهي حائض للاستماع إلى الخطبة فقط؟
فأجابت: لا يحل للمرأة أن تدخل المسجد وهي حائض أو نفساء. . . أما المرور فلا بأس إذا دعت إليه الحاجة وأُمِن تنجيسها المسجد لقوله تعالى: (ولا جنبا إلا عابري سبيل) النساء / 43.
والحائض في معنى الجنب؛ ولأنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر عائشة أن تناوله حاجة من المسجد وهي حائض اهـ.
والله أعلم.
ـ[ابن عبد القادر]ــــــــ[24 - May-2009, مساء 06:28]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
جزاكم الله خيرا علي اهتمامكم وجعله في ميزان حسناتكم
ولكن يشكل عليّ هذا الحديث فما التوجيه؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[24 - May-2009, مساء 07:01]ـ
ترجيح القول بحرمة دخول الحائض المسجد للشيخ: (محمد حسن عبد الغفار ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=lecview&sid=1152)
والراجح من هذه الأقوال هو قول جمهور أهل العلم، وهو: حرمة المكث في المسجد للمرأة الحائض للأدلة الصريحة الصحيحة في ذلك، فهي قد منعت من دخول المصلى، فلأن تمنع من دخول المسجد من باب أولى، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخرج رأسه من المسجد وهو معتكف فترجله عائشة ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=1152&ftp=alam&id=1000053&spid=1152) وهي حائض، فلو كان دخولها المسجد جائزاً لكان ذلك أيسر على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا سيما وهو معتكف، فلا تحوجه أن يخرج رأسه إليها فترجله؛ ولأنه معلوم أن المعتكف لا يجوز له أن يخرج من المسجد وإلا بطل اعتكافه، وأيضاً لا ينبغي له أن يخرج جزءاً من أجزائه خارج المسجد، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يذهب إلى باب المسجد ويخرج رأسه فترجل عائشة ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=1152&ftp=alam&id=1000053&spid=1152) رضي الله عنها وأرضاها رأسه دون أن تدخل خباؤه، ففيه دلالة واضحة على أن المرأة الحائض تمنع من دخول المسجد.
أما الرد على ما استدل به من قال بالجواز:
(يُتْبَعُ)
(/)
أولاً نقول: إنه لا يستقيم الاستدلال بالبراءة الأصلية؛ لأنه قد أتى الناقل الصحيح الصريح الذي يمنع دخول الحائض إلى المسجد، ألا وهو: قول النبي صلى الله عليه وسلم: (ويعتزل الحيض المصلى)، أو (أمر الحيض باعتزال المصلى)، وهذا بالنسبة للمصلى فكيف بالمسجد! وأما استدلالهم بالمرأة التي كانت تقم المسجد فالرد عليهم من وجوه:
الوجه الأول: أنه يحتمل أنها كانت تقيم في المسجد، ووقت حيضها تخرج من المسجد، وهذا محتمل؛ لأنها عند إقامتها في المسجد تكون قد تعلمت من النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يخرج رأسه لعائشة ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=1152&ftp=alam&id=1000053&spid=1152) فترجله وهي حائض، وكان يمنع الحائض من دخول المصلى، فهذا الاحتمال إذا تطرق إلى الدليل سقط به الاستدلال.
الوجه الثاني: نقول: نتنزل معكم بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد علم بالمقيمة في المسجد، وعلم أنه حال نزول الدم منها وحال حيضها أنها تمكث في المسجد، فتركها ولم يخرجها من المسجد، ولم ينهها، فهذه هي السنة التقريرية، أي: أن النبي صلى الله عليه وسلم علم بأنها حاضت، وجلست في المسجد فأقرها على ذلك، فنقول: هذه سنة تقريرية، وأما قول النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم: (ويعتزل الحيض المصلى)، وفعل النبي صلى الله عليه وسلم بإخراج رأسه لترجله عائشة ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=1152&ftp=alam&id=1000053&spid=1152) ، فإن هذا أقوى في الدلالة، فإذا كان ظاهرهما تعارض السنة القولية والسنة الفعلية مع السنة التقريرية، فإن السنة القولية والسنة الفعلية تقدم؛ لأنهما أقوى دلالة من السنة التقريرية، وهذا مقرر عند علماء الحديث وعلماء الأصول.
الوجه الثالث: أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان قد -تنزلاً مع الخصم- علم ذلك وتركها في المسجد، فنقول: هذه واقعة عين، وحال المرأة بأنها شريدة وحيدة فريدة لا مكان لها يؤويها، فالنبي صلى الله عليه وسلم علم بحيضها فاستثناها من الحكم العام، وللشرع أن يستثني من شاء من الحكم والتأصيل العام، فيكون التأصيل العام بأن المرأة الحائض لا تدخل المسجد، وأن المرأة السوداء التي كانت تقم المسجد، وكانت وحيدة فريدة شريدة لا مكان لها يؤويها قد استثناها النبي صلى الله عليه وسلم من التأصيل العام، وأقرها على أن تبيت في المسجد ولو كانت حائضاً، ونقول أيضاً: هذه واقعة عين، ووقائع العين عند العلماء لا تعمم، ولا يقاس عليها إلا مثلها، بمعنى: أنه إذا وجد في هذا الزمان امرأة شريدة وحيدة لا مكان يؤويها، ولا مكان تأمن فيه على نفسها إلا المسجد، فيجوز لها أن تلبث في المسجد، وحتى لو كانت حائضة إلحاقاً بها على حكم المرأة السوداء
. الوجه الرابع: أننا لا نقول بأنها واقعة عين، يعني: يلحق بها مثلها، بل نقول: إن هذا خاص بالمرأة السوداء، والنبي صلى الله عليه وسلم قد سمح لها بالمكث في المسجد للضرورة؛ لأنه لا مكان يؤويها، والضرورات تبيح المحظورات.
ولا بد أن ننبه على أمر مهم، وهو: أن حكم منع المرأة الحائض من المسجد، لا ينسحب على المستحاضة، وبذلك تسلم أدلة الجمهور من المعارضة.
وأما من قال بجواز الدخول فأدلته ضعيفة جداً، والرد عليها من وجوه كما سبق وبينا، وعند ذلك تسلم الأدلة من المعارضة.
ونقول: بتحريم دخول المرأة الحائض المسجد، وكفى للمرأة أن تتقي ربها، وتعلم بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد منعها من دخول المصلى، فلأن يمنعها من دخول المسجد هو من باب أولى، وإذا قلنا: بأن هذا خلاف معتبر، فالقاعدة عند العلماء: الخروج من الخلاف مستحب
ـ[ابن عبد القادر]ــــــــ[24 - May-2009, مساء 07:09]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله كل خير
كان هذا هو الإشكال الوحيد المتبقي لي في هذه المسألة
أسأل الله أن يجمعني بكم مع نبيه في الجنة
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[24 - May-2009, مساء 07:33]ـ
وانت جزاك الله كل خير
وتقبل الله دعواتك(/)
أيُحسب الليل إلى طلوع الفجر أو إلى طلوع الشمس؟
ـ[الورقات]ــــــــ[24 - May-2009, صباحاً 06:05]ـ
أيُحسب الليل إلى اذان الفجر (طلوع الفجر) أو إلى طلوع الشمس؟
ومما ينبني على ذلك: معرفة الثلث الأول والأوسط والأخير من الليل، ومن ثَمَّ آخر وقت صلاة العشاء الاختياري (على القول فيها بالاختيار والاضطرار)
ـ[الورقات]ــــــــ[25 - May-2009, مساء 10:02]ـ
للرفع
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[25 - May-2009, مساء 10:49]ـ
قال الألوسي (تفسير الألوسي) في بيان النهار الشرعي والأئمة الأربعة رضي الله تعالى عنهم على أن أول النهار الشرعي طلوع الفجر فلا يجوز فعل شيء من المحظورات بعده وخالف في ذلك الأعمش ولا يتبعه إلا الأعمى، فزعم أن أوله طلوع الشمس كالنهار العرفي وجوز فعل المحظورات بعد طلوع الفجر. انتهى قلت (أبو معاذ) إذا كان أول النهار يبدأ بطلوع الفجر كان ذلك الوقت هو انتهاء الليل. و الله أعلم.
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[25 - May-2009, مساء 10:52]ـ
متى يبدأ الليل: هل من بعد أذان المغرب، أم من بعد أذان العشاء، وهل يمتد إلى أذان الفجر؟ الليل ما بين غروب الشمس إلى طلوع الفجر، هذا هو الليل، ما بين غروب الشمس إلى طلوع الفجر الصادق، هذا هو الليل. موقع ابن باز
ـ[الورقات]ــــــــ[26 - May-2009, مساء 11:33]ـ
الله يرفع قدرك يا أبو معاذ، أشكرك جدا على الإجابة
والله المستعان لطالما كنت أحسِبُه من غروب الشمس إلى طلوعها ثم أُقسِمه ثلاثا، فكنت أحْسَبُ أن حد صلاة العشاء (هذه الأيام) إلى الحادية عشر والنصف أو الثانية عشر إلا ربع (أخذا بالقول الراجح أن آخر وقتها إلى نصف الليل، وهذا بالنسبة لمن لا يصليها جماعه كالنساء وبعض المفرطين تاركي الجماعة) والان مادام الليل إلى طلوع الفجر فآخر وقتها يكون في الحادية عشر تقريبا .. والفرق ساعه إلا ربع تقريبا!
مبتدئين .. الله يعلمنا وإياكم ويُجنبنا سوء الفهم
أشكرك مرةً آخرى
ـ[الورقات]ــــــــ[26 - May-2009, مساء 11:36]ـ
عذرا .. خطأ نحوي ما انتبهت له: " يا أبا معاذ "
منادى منصوب (ابتسامه)
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[27 - May-2009, صباحاً 12:52]ـ
بارك الله فيك أخي.
أبو معاذ.
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[30 - May-2009, صباحاً 12:53]ـ
جزى الله السائل و المجيب خير الجزاء ..
ـ[الورقات]ــــــــ[18 - Jun-2009, مساء 02:24]ـ
وإياك أختي الكريمة(/)
الزلزال وأسبابه للشيخ صلاح البدير
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[24 - May-2009, مساء 01:29]ـ
الزلزال وأسبابه للشيخ صلاح البدير
27/ 5 / 1430 هـ
الخطبة الأولى:
الحمد لله العظيم في قدره العزيز في قهره، العليم بحال العبد في سره وجهره، أحمده على القدر خيره وشره، وأشكره على القضاء حلوه ومره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .. له الآيات الباهرة، ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمداً عبده ورسوله .. صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد، فياأيها المسلمون اتقوا الله حق تقاته، وسارعوا إلى مغفرته ومرضاته، وسابقوا إلى رحمته وجنته، وحاذروا سخطه وأليم نقمته .. إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون.
أيها المسلمون .. خلق الله الخلق وهو المعبود أبداً المحمود على طول المدى، ومن آيات قدرته العظيمة أن جعل الأرض قارة ساكنة ثابتة لا تزلزل ولا تضطرب ولا تميد ولا تتحرك بأهلها ولا ترجف بمن عليها، وجعلها مهاداً وبساطاً، وأرساها بالجبال وقررها وثقلها حتى سكنت وتذللت:
وحالها القرار فاستقرتِ وشدها بالراسيات الثُبتِ
أنبع عيونها وأظهر مكنونها، وأجرى أنهارها وأنبت زرعها وأشجارها وثمارها، وبث الخلق فيها إذ دحاها فهم قطانها حتى التنادي، يعيشون في أرجائها وأطرافها حتى إذا انتهى الأمر وانقضى الأجل أذن الله لها فتزلزلت وتحركت وألقت بما فيها من الأموات وحدثت بما عمل العاملون على ظهرها من الحسنات والسيئات: يوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا * يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ * فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ الزلزلة 4 - 8.
أيها المسلمون .. ولله آياتٌ وعظاتٌ يريها عباده في الدنيا إنذاراً وتخويفاً وتحذيراً وترهيباً وإيقاظاً وتذكيراً: .. وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً الإسراء 59 ..
قال قتادة: " إن الله يخوف الناس بما يشاء من عباده لعلهم يعتبرون ويذكرون ويرجعون ".
ومن الآيات المخيفة والنذر المرعبة والعظات الموقظة آية الخسف والرجفة والزلزلة، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " لا تقوم الساعة حتى يُقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن ويكثر الهرج - وهو القتل - حتى يكثر فيكم المال فيفيض " أخرجه البخاري ..
وعن عمران بن حصين - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " في هذه الأمة خسفٌ ونسفٌ وقذف، فقال رجل: يارسول الله ومتى ذاك؟ قال: إذا ظهرت القينات والمعازف وشُربت الخمورُ " أخرجه الترمذي ..
وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يكون في آخر هذه الأمة خسفٌ ومسخٌ وقذف، قالت: قلت: يارسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم .. إذا ظهر الخبث " أخرجه الترمذي ..
وعن صفية بنت أبي عبيد قالت: " زُلزلت الأرض في عهد عمر حتى اصطفقت السرر، فخطب عمر للناس فقال: أحدثتم لقد عجلتم .. لئن عادت لأخرجن من بين ظهرانيكم) .. أخرجه ابن أبي شيبة والبيهقي ..
وذُكر أن الكوفة رجفت على عهد عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - فقال: " يا أيها الناس إن ربكم يستعتبكم فأعتبوه "، ومعنى يستعتبكم؛ أي يطلب منكم الرجوع عن المعاصي إلى ما يرضيه عنكم.
أيها المسلمون .. إن ما حدث في الأيام الماضية من زلازل وهزات حدثٌ جللٌ وأمرٌ عظيم يبعث على الوجل من الله - تعالى - وعقوبته؛ فضجوا بالاستغفار وتخلصوا من الذنوب والأوزار، وأشفقوا من غضب الجبار، وأظهروا الخشية والتوبة والإنابة والتضرع والفاقة والمسكنة، وأكثروا الدعاء وعظموا الرغبة والرجاء، واصدقوا في اللجأ، ولا تفتروا عن ذكر الله - تعالى- والتذلل له والتقرب إليه والفرار إليه.
يا من إليه جميع الخلق يبتهل وكل حي على رحماه يتكل
أنت المنادى في كل حادثةٍ وأنت ملجأ من ضاقت به الحيل
أنت الغياث لمن سدت مذاهبه أنت الدليل لمن ضلت به السبل
إنا قصدناك والآمال واقعة عليك والكل ملهوف ومبتهل
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن غفرت فعن طَولٍ وعن كرم وإن سطوت فأنت الحاكم العدل
لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا ظالمين، ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، ربِّ اغفر وارحم.، ربِّ اغفر وارحم، ربِّ اغفر وارحم وأنت خير الراحمين.
ياكاشف الضر صفحاً عن جرائمنا لقد أحاطت بنا يارب بأساء
نشكو إليك خطوبا لا نطيق لها حملاً ونحن بها حقاً أحقاء
زلازل تخشع الصم الصلاب لها وكيف يقوى على الزلزال شماء
فباسمك الأعظم المكنون إن عظمت منا الذنوب وساء القلب أسواء
فاسمح وهب وتفضل وامحُ واعفُ وأجب واصفح فكل لفرط الجهل خطاء
وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ الشورى 30 ..
قال قتادة: " بلغنا أنه ليس أحدٌ يصيبه خدش عود ولا نكبة قدم ولا خلجات عرق إلا بذنب، ويعفو الله عنه أكثر " ..
وعن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: " خسفت الشمس في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - فقام فزعاً يخشى أن تقوم الساعة حتى أتى المسجد، فقام يصلي بأطول قيامٍ وركوعٍ وسجود ما رأيته يفعله في صلاة قط، ثم قال: " إن هذه الآيات التي يرسل الله لا تكون لموت أحد ولا لحياته، ولكن الله يرسلها يخوف بها عباده، فإذا رأيتم منها شيئاً فافزعوا إلى ذكره ودعائه واستغفاره " متفق عليه ..
وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رأى غيماً أو ريحاً عُرف في وجهه، فسألته، فقال: " يا عائشة ما يؤمني أن يكون فيه عذاب .. عُذب قومٌ بالريح، وقد رأى قومٌ العذاب فقالوا: هذا عارضٌ ممطرنا" أخرجه البخاري.
الناسكون يحاذرون وما بسيئة ألموا
كانوا إذا راموا كلاماً مطلقاً خطموا وزموا
إن قيلت الفحشاء أو ظهرت عموا عنها وصموا
فمضوا وجاء معاشر بالمنكرات قووا وطموا
ففم لطعم فاغر ويد على مال تضم
عدلوا عن الحسن الجميـ ل وللخما عمدوا وأموا
وإذا هم أعيتهم شنائعهم كذبوا وأموا
َلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ الأنعام 43، وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ المؤمنون 76
أيا عجباً للناس في طول ما سهوا وفي طول ما اغتروا وفي طول ما لهوا
يقولون نرجو الله ثم افتروا به ولو أنهم يرجون خافوا كما رجوا
وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَن يُنِيبُ غافر 13، وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ البقرة 269، إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ هود 103، إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَى النازعات 26، سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى الأعلى 10 - 11.
ما يجهل الرشد من خاف الإله ومن أمسى وهمته في دينه الفتر
ما يحذر الله إلا الراشدون وقد ينجي الرشيد من المحذورة الحذر
بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة، ونعفني الله وإياكم بما فيهما من الآيات والبينات والدلالات والحكمة ..
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ وخطيئةٍ؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه ..
وأشهد أن نبينا وسيدنا محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد، فياأيها المسلمون اتقوا الله وراقبوه، وأطيعوه ولا تعصوه: يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين.
أيها المسلمون .. من أُصيب بهذه المصيبة فصبر واحتسب وصبر واسترجع عوَّضه الله عما فاته هدًى في قلبه، ويقينًا صادقاً في نفسه وخلفاً عاجلاً في دنياه، فعن صهيب - رضي الله عنه - قال: " قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: " عجباً لأمر المؤمن إنَّ أمره كله له خير - وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن - إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له " أخرجه مسلم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وكلمة الاسترجاع: " إنا لله وإنا إليه راجعون " جعلها الله ملجأً لذوي البصائر وعصمة للمتحنين وبشرى للصابرين المسترجعين؛ فلا جزع ولا هلع .. ولكن رضا وتسليم، فعن أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: " سمعت الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: " ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله: إنا لله وإنا إليه راجعون .. اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها .. إلا أخلف الله له خيراً منها " أخرجه مسلم ..
وعن أبي سعيد وأبي هريرة - رضي الله عنهما - " أنهما سمعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " ما يصيب المؤمن من نَصَبٍ ولا وَصَبٍ ولا سقم ولا حزن .. حتى الهم يهمه إلا غفر به من سيئاته " أخرجه مسلم.
إذا ابتليت فثق بالله وارضَ به إن الذي يكشف البلوى هو الله
إذا قضى الله فاستسلم لقدرته ما للمرء حيلة فيما قضى الله
اليأس يقطع أحيانا ً بصاحبه لا تيأسن فإن الصانع الله
اللهم ارفع عنا الغلا والوبا والربا والزنا والزلازل والمحن. والزلازل والمحن. والزلازل والمحن، وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا هذا خاصةً وعن سائر بلاد المسلمين يارب العالمين ..
اللهم إنا نعوذ بك من يوم السوء ومن ليلة السوء ومن ساعة السوء ..
اللهم اجعلنا في ضمانك وأمانك وإحسانك ياأرحم الراحمين.
اللهم اجعل أهلنا في (العيص) و (أملج) وما حولهما في ضمانك وأمانك وإحسانك ياأرحم الراحمين ..
حسبنا الله وكفى. حسبنا الله وكفى، سمع الله لمن دعا، ليس وراء الله منتهى، على الله توكلنا وإليه أنبنا.
اللهم إنا نعوذ بك من الطعن والطاعون والوباء وهجوم البلاء في النفس والأهل والمال والولد، الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر، الله أكبر مما نخاف ونحذر، الله أكبر الله أكبر عدد ذنوبنا حتى تغفر ..
اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء ..
اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك،وتحول عافيتك وفجآءة نقمتك وجميع سخطك ..
نعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن برٌّ ولا فاجرٌ من شر ما خلق وبرأ وذرأ، ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما يلج في الأرض ومن شر ما يلج في الأرض ومن شر ما يخرج منها، ومن شر طوارق الليل والنهار إلا طارقاً يطرق بخير يارحمن ..
اللهم اغفر لنا ذنوبنا. اللهم اغفر لنا ذنوبنا، اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، ولا تؤاخذنا بذنوبنا فنهلك. ولا تؤاخذنا بذنوبنا فنهلك، ولا تؤاخذنا بذنوبنا فنهلك وأنت أرحم الراحمين وخير الغافرين.
اللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى، وخذ بناصيته للبر والتقوى، وهيئ له البطانة الصالحة الناصحة التي تدله على الخير وتعينه، وأبعد عنه بطانة السوء يارب العالمين.
اللهم وفق جميع ولاة أمر المسلمين لتحكيم شرعك واتباع سنة نبيك محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -.
اللهم ارحم موتانا، واشف مرضانا، وفك أسرانا، وانصرنا على من عادانا برحمتك ياقوي ياعزيز.
عباد الله .. اعلموا أن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه وثنى بملائكته المسبحة بقدسه، وأيَّه بكم أيها المؤمنون من جنه وأنسه فقال قولًا كريما: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً الأحزاب 56 ..
اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمدٍ وعلى جميع آله وأصحابه صلاةً تبقى وسلامًا يترى إلى يوم الدين.
عباد الله .. إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ النحل - 90 ..
فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.
__________________(/)
يعلمنا رسول الله عليه الصلاة والسلام عن كيفية ذبح الشاة وذكرفيه الطعن
ـ[حسن ابو عدي]ــــــــ[24 - May-2009, مساء 06:42]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
اللهم علمنا ماينفعنا ونفعنا بماعلمتنا
إخواني في الله في هذا الحديث الشريف
يعلمنا رسول الله عليه الصلاة والسلام
عن كيفية ذبح الشاة وذكرفيه الطعن
السوأل بارك الله فيكم وزادكم من فضلة
متى يكون الطعن وفي اي الأحوال يكون
الطعن ضرورياً,,
عن حماد بن سلمة، عن أبي العشراء، عن أبيه، قال قلت يا رسول الله ما تكون الذكاة إلا في الحلق واللبة قال " لو طعنت في فخذها لأجزأك ".
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[25 - May-2009, مساء 04:54]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وتحية طيبة مباركة لك أخي الفاضل (أبا صهيب)، وبعد ..
إعلم رحمك الله تعالى أن المراد بالطعن هنا في الحديث فيما لا تقدر على ذبحه من البهائم. إذا الحال هذه على التي لا يقدر على ذبحها في الحلق أو اللبة، إذ لا خلاف أن المقدور على ذبحه لا يكون ذلك ذكاته.
وقد روى سعيد والأثرم بإسنادهما عن الفرافصة قال: كنا عند عمر فنادى أن النحر في اللبة والحلق لمن قدر.(/)
(انجاب الأولاد) بين الرفض والقبول!
ـ[أشجعي]ــــــــ[24 - May-2009, مساء 09:02]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
يقول صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء.
وحكم الزواج يختلف باختلاف الرجل,
قضيتي بكل بساطة أنني لا أريد الانجاب, فهل في هذا بأس؟
أنا أخشى الوقوع في الفاحشة, فتزوجت لأجل أن أحصن نفسي كما في الحديث الوارد (( .... إنه أغض للبصر وأحصن للفرج))
ولم اتزوج لإنجاب الولد,,,
وقضية الأولاد قضية أتعبتني صراحة,
فبين مرغب ومرهب,
فقال رسول الله (ص): تكاثروا,,,, وتزوجوا الولود الودود,,,,, وولد صالح يدعو له, الى آخر الأحاديث المرغبة بالولد,
وبين صعوبة التربية في بيئاتنا وقول رسول الله في الأحاديث أن الولد مجبنة محزنة مجهلة مبخلة ... على خلاف الروايات ومن شروح الحديث أن مجبنة سبب لعدم الخروج الى الجهاد بسبب الخوف على الأولاد وأن مجهلة سبب لترك تحصيل العلم والطلب والاجتهاد فيه وتعويضه للاجتهاد في تحصيل المال للأولاد ... الى آخر الألفاظ والشروحات,
عدى عن هموم من حولك في قضية أولادهم,
أنا لا أنكر أن هناك أمثلة مشرقة ولكنها معدودة,
فما هي تعليقات الأخوة والمشايخ؟
وبارك الله فيكم
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[25 - May-2009, مساء 06:22]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
سئل الشيخ (عبد العزيز بن باز) - رحمه الله -:
(حكم استعمال حبوب منع الحمل، وما حكم أيضاً منع الحمل بطريق آخر غير الحبوب, كاللوالب وغيرها)؟
ج: (الحمد لله, وصلى الله وسلم على رسول الله, وعلى آله, وأصحابه, ومن اهتدى بهداه أما بعد .. فإن الله-سبحانه-شرع لعباده النكاح لما فيه من الفائدة العظيمة, من غض البصر وحفظ الفرج, ولما فيه من تكثير الأمة, وإيجاد النسل, ولهذا قال-عليه الصلاة والسلام-: (تزوجوا الولود الودود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة) , فالسنة للمؤمن أن يبادر بالزواج وهكذا المؤمنة, وأن يجتهد في الإنجاب وأسباب الإنجاب في تكثير الأمة, ولوجود أولاد يرجى فيهم الخير من الذكور والإناث, وعليهما أن يجتهدوا في أسباب صلاح الأولاد, وقيامهم بما يجب عليهم لله-سبحانه-, ولعباده ولوالديهم؛ لكن إذا دعت الحاجة لمنع الحمل فلا بأس, كأن تكون المرأة مريضة يشق عليها الحمل لمرض في رحمها, أو مرض قرر الأطباء أنه يضرها الحمل فتأكل الحبوب, أو الإبر لمنع الحمل, كذلك إذا كانت المرأة لديها أولاد كثيرون تلد هذا مع هذا, وهذا على هذا ويشق عليها التربية إلا بين وقت وآخر فلا مانع أن تأخذ الحبوب لمنع الحمل, أو عملاً آخر لمنع الحمل في مدة الرضاع سنة سنتين حتى تستطيع أن تقوم بالتربية, وتقوى على مئونة التربية , أما منع الحمل من غير علة فظاهر الأدلة الشرعية أنه لا يجوز , وإنما يجوز عند الحاجة كالعزل يعزل الرجل عن امرأته للحاجة، والله ولي التوفيق. بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً).
http://www.binbaz.org.sa/mat/10954
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[25 - May-2009, مساء 06:33]ـ
وأيضا سئل - رحمه الله -: (ما حكم استعمال لولب منع الحمل بالنسبة للنساء، وهل استعماله حرام ومعارض لحكم الله في إنجاب الأطفال، وبماذا تنصحون من سمح لزوجته أن تستعمل مثل هذا اللولب)؟
ج: (استعمال اللولب والحبوب لا يجوز لمنع الحمل، المطلوب طلب النسل، المطلوب من الزوجين أن يحرصا على طلب النسل، وكثرة الأولاد وتكثير الأمة، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: (تزوجوا الودود الولود فإني مكاثرٌ بكم الأمم يوم القيامة)، لكن إذا كان لعلة كمرض يشق معها الحمل، وتراضت هي وزوجها على ذلك، أو بحاجة الطفل لحليبها والحمل يمنع هذا اللبن، وهي تحتاج إلى أن ترضع طفلها فلا بأس أن تستعمل الحبوب أو اللولب لأجل المصلحة الشرعية، أو لأجل دفع المضرة التي عليها، أما من دون مرض ومن دون مصلحة فلا يجوز، بل الواجب ترك ذلك، وأن يحسنا الظن بالله-عز وجل-، وأن الرزق عند الله، ولو جاءهم عشرون أو ثلاثون أو أكثر، وهذا خيرٌ لهم، تكثير للأمة، تكثير لعباد الله الصالحين نسأل الله أن يصلح لهم الذريات، ووجود الذرية الصالحة خيرٌ لهم وللمسلمين، فعليهم أن يحسنوا الظن بالله وأن يَدْعُو الله أن يصلح لهم الذريات، وأن يَدَعُوا الحبوب واللولب إلا من مصلحة شرعية أو مرض حادث بها يضرها وجود الحمل).
http://www.binbaz.org.sa/mat/10974
.............................. ...................
س: (هل مانع الحمل أو أي نوع من أنواع موانع الحمل الطبية لمدة سنة أو سنتين أو ثلاث سنوات حرام، أو مكروه، أو مباح؟ وضحوا لنا الأمر، جزاكم الله خيراً)؟
على حسب الحاجة إلى ذلك، إذا دعت الحاجة إلى ذلك لمرض بالمرأة أو لأسباب أخرى تبيح لها أخذ موانع الحمل لا بأس، مثل كونها ترضع وإذا حملت حصل ضرر على الرضيع. فالمقصود أنه إذا كان عذر شرعي إما لكثرة الصبية وتعبها، أو لأن الصبي يتضرر بلبنها وهي حامل، أو لمرض بها هي يضرها الحمل بتقرير الأطباء الثقاة، فلا حرج في ذلك، أما أن تتعاطى موانع الحمل للترفه فلا يحوز، أو لخوف من يقوم بالخدمة أو النفقة هذا سوء ظن لا يصلح).
http://www.binbaz.org.sa/mat/10963
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشجعي]ــــــــ[27 - May-2009, مساء 01:09]ـ
المسألة ليست في استعمال اللولب او للترفه
ولا العياذ بالله خوف من رزق,
المسألة لعل لها جانبان
*حكم انجاب الأولاد بين الوجوب او الاباحة,
*تطلعات وطموحات سواء أكان في طلب العلم او الجهاد, يكون سبب فشلها الأبناء لحديث رسول الله المذكور أعلاه.
ثم العزل اذا كان برضا الزوجة واذنها فلا حرج ولا بأس بإذن الله فيه.
فما أعلم وما أدري,,,
ـ[أشجعي]ــــــــ[28 - Jun-2009, صباحاً 02:35]ـ
للرفع ....
ـ[طالب بصيرة]ــــــــ[07 - Aug-2009, مساء 02:21]ـ
طبعا الانجاب لان الرسول صلى الله عليه و سلم امر بذلك. و اما ان الاولاد مجبنة محزنة الخ فليس المراد التحذير من الانجاب و لكن المراد هو التحذير من فتنة البنين حتى لا يرتكن الرجل الى الدنيا و يسعى وراءها خوفا على الرزق او صلاح ذريته بعد موته. بل لو جاهد المرء نفسه في التوكل على الله حق التوكل لعلم ان الرزق و الامن و صلاح الذرية كله بيد الله و لا يسع المرء الا ان يؤدي حق الله و يدعو الله ان يوفقه الى ما يحبه و يرضاه كما انه يؤدي حق نفسه و اهله.
فكيف نتخلى عن السنة شيئا فشيئا بترك الزواج او الانجاب او السعي في الرزق الخ بحجة انها تفتننا عن مصالحنا و الاصل ان الصلاح فيها لانها سنة نبينا و قد امرنا بها حتى نكون منه و من ملته. و لو سألنا انفسنا لماذا حفظ عمر رضي الله عنه سورة البقرة في عشر سنوات, اقول لانه اعتدل في طلب العلم و التعبد و السعي في الرزق و السعي على الاهل و العمل الاجتماعي.
و الله اعلم
ـ[زكرياء الجزائري]ــــــــ[07 - Aug-2009, مساء 02:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي اشجعي بما انك لا تريد الانجاب فتفضل هذا الدعاء لعل الله يستجيب لي
اسال الله العلي القدير ان يرزقك اخي الكريم 10 ابناء كلهم من حفظة كتاب الله
اميييييييييييييييييييييييييييي يييييييييييييييييييييييييييييي يييييييين
ـ[الصامت]ــــــــ[07 - Aug-2009, مساء 08:21]ـ
*تطلعات وطموحات سواء أكان في طلب العلم او الجهاد, يكون سبب فشلها الأبناء لحديث رسول الله المذكور أعلاه.
حياك الله أخي أشجعي، أعانك الله ووفقك لما فيه الخير.
بالنسبة للجهاد والأبناء، فلا أظن أن الأبناء يضرون بالجهاد، حتى ولو هاجرت!
ودونك الشيخ الصنديد والبطل العنيد الشهيد -كما نحسبه ولا نزكيه على الله-: نزار ريان، في فلسطين.
كان -رحمه الله- متزوج من أربعة من النساء، وله من الأبناء ما يزيد عن العشرة أبناء!!
ورغم ذلك، لم يمنعه ذلك من طلب العلم والجهاد في سبيل الله، بل كان ذلك عوناً له، فإن خير متاع هذه الدنيا (الزوجة الصالحة)، فإنها ستكفيك المؤونة والله أعلم.
رفع الله قدرك، ويسر لك، وأرى أن الإنسان يسارع نفسه والزمن قبل مجيء الوقت المعتمد للزواج عند الأهل، حتى يكون قد كسب جزء من العلم، وجزء من رضى الوالدين.
والله الموفق.(/)
الشيخ البسام رحمه الله كان يقول بعدم حرمة الإسبال لغير خيلاء (مع المصدر)
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[24 - May-2009, مساء 09:24]ـ
قال الشيخ عبدالله بن عبد الرحمن البسام رحمه الله في "توضيح الأحكام من بلوغ المرام" (6/ 246):
" إن القاعدة الأصولية هي حمل المطلق على المقيد وهي قاعدة مطردة في عموم نصوص الشريعة. والشارع الحكيم لم يقيد تحريم الإسبال – بالخيلاء – إلا لحكمة أرادها ولولا هذا لم يقيده. والأصل في اللباس الإباحة، فلا يحرم منها إلا ما حرمه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. والشارع قصد من تحريم هذه اللبسة الخاصة قصد الخيلاء من الإسبال وإلا لبقيت اللبسة المذكورة على أصل الإباحة. وإذا نظرنا إلى عموم اللباس وهيئاته وأشكاله لم نجد منه شيئاً محرماً إلا وتحريمه له سبب وإلا فما معنى التحريم وما الغرض منه، لذا فإن مفهوم الأحاديث أن من أسبل ولم يقصد بذلك الكبر والخيلاء، فإنه غير داخل في الوعيد "ا. هـ.
وأضيف للفائدة بحث لأحد طلبة العلم حول نفس الموضوع:
جمهور الفقهاء على إباحة إسبال الإزار بغير خيلاء
أولا: الأحاديث التي فهم منها العلماء جواز الإسبال لغير خيلاء:
1 - عن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: “من جر ثوبه خيلاء لم ينظر اللَّه إليه يوم القيامة”، فقال أبو بكر: يا رَسُول اللَّهِ إن إزاري يسترخي إلا أن أتعاهده. فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: “إنك لست ممن يفعله خيلاء” رَوَاهُ البُخَارِيُّ تحت باب (من جر إزاره من غير خيلاء) فكأنه يرى الجواز، وروى مسلم بعضه.
2 - وعَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ خَسَفَتْ الشَّمْسُ وَنَحْنُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ يَجُرُّ ثَوْبَهُ مُسْتَعْجِلاً حَتَّى أَتَى الْمَسْجِدَ وَثَابَ النَّاسُ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ فَجُلِّيَ عَنْهَا ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا وَقَالَ إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهَا شَيْئاً فَصَلُّوا وَادْعُوا اللَّهَ حَتَّى يَكْشِفَهَا. (رواه البخاري في باب من جر إزاره من غير خيلاء).
ثانيا: الآثار عن الصحابة والسلف التي تفيد جواز الإسبال لغير الخيلاء:
1 - أخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود بسند جيد أنه كان يسبل إزاره فقيل له في ذلك فقال إني حمش الساقين.
2 - وعن أبي إسحاق قال: رأيت ابن عباس أيام منى طويل الشعر، عليه إزار فيه بعض الإسبال، وعليه رداء أصفر.
قال الهيثمي: رواه الطبراني وإسناده حسن.
3 - أخرج ابن أبي شيبة وعنه أبو نعيم في الحلية: (5/ 322) وابن سعد في الطبقات: (5/ 403) عن عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن عمرو بن مهاجر قال كان قميص عمر بن عبد العزيز ما بين الكعب والشراك.
4 - قال البيهقي: وروينا عن عطاء بن أبي رباح أنه صلى سادلا وكأنه نسي الحديث أو حمله على أن ذلك إنما لا يجوز للخيلاء وكان لا يفعله خيلاء والله أعلم (سنن البيهقي الكبرى الجزء 2 ص 242).
5 - إبراهيم بن يزيد النخعي – رحمه الله تعالى –:
أخرج ابن أبي شيبة في ((المصَنَّفِ)) (رقم:24845) قال: حدثنا ابن مهدي، عن أبي عوانة، عن مغيرة قال:” كان إبراهيم قميصُه على ظهر القدم”. إسناده صحيحٌ.
6 - أيُّوب بن أبي تِميمَة السِّختِيَانيُّ – رحمه الله تعالى –:
أخرج الإمام أحمد في ((العلل)) – رواية ابنه عبد الله – (رقم: 841) قال:حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدَّثنا حماد بن زيد، قال:”أمرَنِي أيّوب أن أقطعَ له قميصاً قال: اجعلْه يضرِبُ ظَهْرَ القدم، و اجعَلْ فَمَ كُمِّهِ شبراً “.
إسنادهٌ صحيحٌ.
ومن أقواله –رحمه الله-: “كانت الشهرة فيما مضى في تذييلها، و الشهرة اليوم في تقصيرها“.
أخرجه معمر في ((جامعه)) (11/ 84) – و من طريقه عبد الرزاق في ((المصنف)) (11/ 84)، و من طريقه أيضا: أخرجه ابن سعد في ((الطبقات)) (1) (7/ 248) و الدينوري في ((المجالسة)) (1919) و أبو نعيم في ((الحلية)) (3/ 7) و البيهقي في ((الشعب)) (رقم:6243) –.
و لفظ الحلية: ((كان في قميص أيوب بعض التذييل فقيل له فقال: الشهرةُ اليومَ في التشمير)).
(يُتْبَعُ)
(/)
و لفظ ابن سعد: ((يا أبا عروة – هي كنيةُ معمرٍ –: كانت الشهرة فيما مضى في تذييلها، فالشهرة اليوم في تشميرها)).
و كما قال سفيان بن حسين لعمر بن علي بن مقدم: أتدري ما السمت الصالح؟! ليس هو بحلق الشارب!، و لا تشمير الثوب؛ و إنما هو: لزوم طريق القوم، إذا فعل ذلك قيل: قد أصاب السَّمت، وتدري ما الاقتصاد؟! هو المشي الذي ليس فيه غلو ولا تقصير.
أخرجه ابن عبد البر في التمهيد (21/ 68) و سنده صحيح.
ثالثا: فهم أهل الحديث في كتبهم لهذه المسألة:
1 - كما سبق أن أشرنا فقد عقد البخاري بابا في صحيحه بعنوانمن جر إزاره من غير خيلاء) وجاء فيه بالحديثين السابقين فكأن هذا مذهبه وهو أنه لا إثم على من جر ثوبه لغير خيلاء.
2 - وفي كتاب المنهيات للحكيم الترمذي ص 7:
وعامة الأحاديث التى جاءت عن جر الإزار، إنما تدل على أن النهى مع الشرط، قال: (من جر الإزار خيلاء)؛ فدل هذا على أن النهى عن جر الإزار إذا كان خيلاء.
حدثنا قتيبة عن سعيد، حدثنا مالك بن أنس، عن نافع وزيد بن أسلم وعبد الله بن زبير، كلهم يخبر عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر ثوبه خيلاء).
وحدثنا قتيبة، عن مالك، عن أبى الزناد، عن الأعرج، عن أبى هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا ينظر الله إلى من جر إزاره بطراً).
فهذا الإسبال والجر للثوب إنما كره للمختال الفخور.
وروى عن ابن عباس رضى الله عنه أنه قال: كل ما شئت، والبس ما شئت، ما أخطأتك خصلتان: سرف ومخيلة.
وقد كان في بدء الإسلام المختال يلبس الخز، ويجر الإزار ويسبله؛ فنهوا عن ذلك.
وقد كان فيهم من يلبس الخز ويسبل الإزار فلا يعاب عليه، منهم أبو بكر رضى الله عنه؛ حيث قال: يا رسول الله، إنى رجل قليل اللحم فإذا أبرزت سقط إزارى على قدمى وقد قلت ما قلت? قال: (لست منهم يا أبا بكر). حدثنا بذلك أبى، حدثنا أحمد بن يونس، عن زهير، عن موسى بن عقبة، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة)؛ فقال أبو بكر رضى الله عنه: بأبى أنت يا رسول الله، إن أحد شقى إزارى يسترخى إلا أن أتعاهد ذلك منه? فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لست ممن يصنعه خيلاء).
…… ..
ثم قال:
حدثنا سفيان، حدثنا أبى، عن منصور، عن أبى وائل، قال: كان عبد الله يسبل إزاره، فقيل له؛ فقال: إني رجل حمش الساقين. قال سفيان: يعنى رقيق الساقين.
فقد وضح لنا أن سبب النهى إنما هو الخيلاء، فإذا علم من قلبه أنه مختال فليجتنب وكان في بدء الأمر رفع الإزار إلى أنصاف الساق تجنبا للخيلاء والمراءاة، وكذلك تشمير القميص، فلم يزل الناس في تبديل من سوء ضمائرهم، حتى صار ذلك تصنعا ومراءاة؛ فكان من شمر الإزار والقميص ممقوتا لسوء مراده.
وروى عن أيوب السختيانى رحمه الله: أنه طول قميصه له الخياط في ذلك؛ فقال: السنة اليوم في هذا الزى، أو كلاما هذا معناه .. كأنه ذهب إلى أنه إنما نهى عن طوله للخيلاء فشمروا. فاليوم صار التشمير مراءاة وتصنعا وتزيينا للخلق يختالون في الدنيا بالدين!! وروى أن عمر بن عبد العزيز رحمه الله كان قميصه وجبته تضرب شراك نعليه.
3 - وفي مسند أبي عوانة باب بعنوان بيان الأخبار الناهية عن جر الرجل إزاره بطرا وخيلاء والتشديد فيه والدليل على أن من لم يرد به خيلاء لم تكن عليه تلك الشدة.
4 - وجاء في صحيح ابن حبان (2/ 281):
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا أبو خيثمة، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا سلام بن مسكين، عن عقيل بن طلحة، قال: حدثني أبو جري الهجيمي قال:
أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، إنا قوم من أهل البادية، فعلمنا شيئا ينفعنا الله به، فقال: ((لا تحقرن من المعروف شيئا، ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي، ولو أن تكلم أخاك، ووجهك إليه منبسط. وإياك وإسبال الإزار، فإنه من المخيلة، ولا يحبها الله. وإن امرؤ شتمك بما يعلم فيك، فلا تشتمه بما تعلم فيه، فإن أجره لك، ووباله على من قاله)).
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أبو حاتم: الأمر بترك استحقار المعروف أمر قصد به الإرشاد. والزجر عن إسبال الإزار زجر حتم لعلة معلومة، وهي الخيلاء، فمتى عدمت الخيلاء، لم يكن بإسبال الإزار بأس. والزجر عن الشتيمة، إذا شوتم المرء، زجر عنه في ذلك الوقت، وقبله، وبعده، وإن لم يشتم.
رابعا: أقوال شراح كتب الحديث في الأحاديث المطلقة بالوعيد والمقيدة له بقصد الخيلاء:
1 - جاء في شرح صحيح مسلم للنووي:
هذا التَّقييد بالجرِّ خيلاء يخصِّص عموم المسبل إزاره، ويدلُّ على أنَّ المراد بالوعيد من جرّه خيلاء، وقد رخَّص النَّبيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم- في ذلك لأبي بكر الصِّدِّيق -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- وقال: لست منهم إذ كان جرّه لغير الخيلاء.
ويقول:
أمَّا الأحاديث المطلقة: بأنَّ ما تحت الكعبين في النَّار، فالمراد بها: ما كان للخيلاء، لأنَّه مطلق، فوجب حمله على المقيَّد، واللهُ أعلم.
2 - وجاء في فتح الباري لابن حجر:
قال شيخنا في ” شرح الترمذي ” ما مس الأرض منها خيلاء لا شك في تحريمه.
قال: ولو قيل بتحريم ما زاد على المعتاد لم يكن بعيدا، ولكن حدث للناس اصطلاح بتطويلها، وصار لكل نوع من الناس شعار يعرفون به، ومهما كان من ذلك على سبيل الخيلاء فلا شك في تحريمه، وما كان على طريق العادة فلا تحريم فيه ما لم يصل إلى جر الذيل الممنوع.
ونقل عياض عن العلماء كراهة كل ما زاد على العادة وعلى المعتاد في اللباس من الطول والسعة.
ويقول:
وفي هذه الأحاديث أن إسبال الإزار للخيلاء كبيرة، وأما الإسبال لغير الخيلاء فظاهر الأحاديث تحريمه أيضا، لكن استدل بالتقييد في هذه الأحاديث بالخيلاء على أن الإطلاق في الزجر الوارد في ذم الإسبال محمول على المقيد هنا، فلا يحرم الجر والإسبال إذا سلم من الخيلاء.
قال ابن عبد البر: مفهومه أن الجر لغير الخيلاء لا يلحقه الوعيد، إلا أن جر القميص وغيره من الثياب مذموم على كل حال.
وقال النووي: الإسبال تحت الكعبين للخيلاء، فإن كان لغيرها فهو مكروه، وهكذا نص الشافعي على الفرق بين الجر للخيلاء ولغير الخيلاء، قال: والمستحب أن يكون الإزار إلى نصف الساق، والجائز بلا كراهة ما تحته إلى الكعبين، وما نزل عن الكعبين ممنوع منع تحريم إن كان للخيلاء وإلا فمنع تنزيه، لأن الأحاديث الواردة في الزجر عن الإسبال مطلقة فيجب تقييدها بالإسبال للخيلاء انتهى.
والنص الذي أشار إليه ذكره البويطي في مختصره عن الشافعي قال: لا يجوز السدل في الصلاة ولا في غيرها للخيلاء، ولغيرها خفيف لقول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر ا هـ، وقوله: ” خفيف ” ليس صريحا في نفي التحريم بل هو محمول على أن ذلك بالنسبة للجر خيلاء، فأما لغير الخيلاء فيختلف الحال، فإن كان الثوب على قدر لابسه لكنه يسدله فهذا لا يظهر فيه تحريم، ولا سيما إن كان عن غير قصد كالذي وقع لأبي بكر، وإن كان الثوب زائدا على قدر لابسه فهذا قد يتجه المنع فيه من جهة الإسراف فينتهي إلى التحريم، وقد يتجه المنع فيه من جهة التشبه بالنساء وهو أمكن فيه من الأول. انتهى ما ذكره الحافظ في الفتح.
3 - وجاء في فيض القدير للمناوي:
(والمسبل إزاره) الذي يطوّل ثوبه ويرسله إذا مشى تيهاً وفخراً (خيلاء) أي يقصد الخيلاء بخلافه لا بقصدها ولذلك رخص المصطفى صلى اللّه عليه وسلم في ذلك لأبي بكر حيث كان جره لغير الخيلاء.
4 - ويقول السندي في حاشيته على سنن النسائي في شرح حديث “ثلاثة لا يكلمهم الله… ومنهم المسبل“:
“المسبل” من الإسبال بمعنى الإرخاء عن الحد الذي ينبغي الوقوف عنده والمراد إذا كان عن مخيلة والله تعالى أعلم.
5 - وفي الديباج للسيوطي (بتحقيق الحويني): (”المسبل إزاره” المرخي له الجار طرفيه “خيلاء” فهو مخصص بالحديث الآخر لا ينظر الله إلى من جر ثوبه خيلاء وقد رخص صلى الله عليه وسلم في ذلك لأبي بكر حيث كان جره لغير الخيلاء).
6 - وقال الشوكاني في نيل الأوطار:-
الحديث يدل على تحريم جر الثوب خيلاء. والمراد بجره هو جره على وجه الأرض وهو الموافق لقوله صلى الله عليه وسلم: {ما أسفل من الكعبين من الإزار في النار.
وظاهر التقييد بقوله: خيلاء , يدل بمفهومه أن جر الثوب لغير الخيلاء لا يكون داخلا في هذا الوعيد. قال ابن عبد البر: مفهومه أن الجار لغير الخيلاء لا يلحقه الوعيد إلا أنه مذموم.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال النووي: إنه مكروه وهذا نص الشافعي. قال البويطي في مختصره عن الشافعي: لا يجوز السدل في الصلاة ولا في غيرها للخيلاء , ولغيرها خفيف , لقول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: إنك لست ممن يصنعه خيلاء حين رآه يتعاهد ثوبه برفعه عن الأرض.
وبهذا يحصل الجمع بين الأحاديث وعدم إهدار قيد الخيلاء المصرح به في الصحيحين.
وقد جمع بعض المتأخرين رسالة طويلة جزم فيها بتحريم الإسبال مطلقا , وأعظم ما تمسك به حديث جابر.
وأما حديث أبي أمامة الذي أخرجه الطبراني من حديث أبي أمامة قال: {بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ لحقنا عمرو بن زرارة الأنصاري في حلة إزار ورداء قد أسبل , فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ بناحية ثوبه ويتواضع لله عز وجل ويقول: عبدك وابن عبدك وأمتك حتى سمعها عمرو فقال: يا رسول الله إني أحمش الساقين , فقال: يا عمرو إن الله تعالى قد أحسن كل شيء خلقه , يا عمرو إن الله لا يحب المسبل}. والحديث رجاله ثقات وظاهره أن عمرا لم يقصد الخيلاء , فغاية ما فيه التصريح بأن الله لا يحب المسبل , وحديث أبي بكر مقيد بالخيلاء وحمل المطلق على المقيد واجب. وأما كون الظاهر من عمرو أنه لم يقصد الخيلاء فما بمثل هذا الظاهر تعارض الأحاديث الصحيحة. والله أعلم.
ويقول أيضا:
فلا بد من حمل قوله ” فإنها المخيلة ” في حديث جابر بن علي أنه خرج مخرج الغالب , فيكون الوعيد المذكور في حديث الباب متوجها إلى من فعل ذلك اختيالا , والقول بأن كل إسبال من المخيلة أخذا بظاهر حديث جابر ترده الضرورة , فإن كل أحد يعلم أن من الناس من يسبل إزاره مع عدم خطور الخيلاء بباله , ويرده قوله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: ” إنك لست ممن يفعل ذلك خيلاء ”، والحديث رواه الجماعة حيث قال صلى الله عليه وسلم: من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة , فقال أبو بكر: إن أحد شقي إزاري يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه , فقال: إنك لست ممن يفعل ذلك خيلاء} ففيه تصريح بأن مناط التحريم الخيلاء , وأن الإسبال قد يكون للخيلاء , وقد يكون لغيره.ا. هـ بتصرف.
خامسا: أقوال الأئمة الأعلام أصحاب المذاهب المتبوعة:
*الأحناف:
1 - قال صاحب المحيط من الحنفية وروي أن أبا حنيفة رحمه الله ارتدى برداء ثمين قيمته أربعمائة دينار وكان يجره على الأرض فقيل له أولسنا نهينا عن هذا؟ فقال إنما ذلك لذوي الخيلاء ولسنا منهم.
ذكره ابن مفلح في الآداب الشرعية وكذلك السفاريني في كتابه “غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب” وكلاهما حنبلي.
2 - وقال النحلاوي في الدرر المباحة:” لا يجوز إسبال الثوب تحت الكعبين، إنْ كان للخيَلاء، والتكبر، وإلاّ جاز إلا أنّ الأفضل أن يكون فوق الكعبين .. ”.
*المالكية:
وممن ذكر ذلك من المالكية: سليمان بن خلف الباجي في كتابه المنتقى شرح الموطأ والنفرواي في الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني.
1 - قال الباجي في المنتقى: وقوله صلى الله عليه وسلم الذي يجر ثوبه خيلاء يقتضي تعليق هذا الحكم بمن جره خيلاء، أما من جره لطول ثوب لا يجد غيره، أو عذر من الأعذار، فإنه لا يتناوله الوعيد.
2 - وجاء في الموسوعة الفقهية الكويتية:
وفي المواهب (وهو أحد كتب المالكية): ما كان من ذلك على سبيل الخيلاء فلا شكّ في تحريمه، وما كان على طريق العادة فلا تحريم فيه، ما لم يصل إلى جرّ الذّيل الممنوع منه.
3 - وتقدم في شرح ابن حجر للأحاديث قول ابن عبد البر:
قال ابن عبد البر: مفهومه أن الجر لغير الخيلاء لا يلحقه الوعيد، إلا أن جر القميص وغيره من الثياب مذموم على كل حال.
4 - وقد تعقب العراقي الشافعي ابن العربي المالكي حيث ذهب إلى تحريم الإسبال مطلقاً بخيلاء أو بغير خيلاء، فقال العراقي: وهو مخالف لتقييد الحديث بالخيلاء.
*الشافعية:
1 - ذكر البويطي في مختصره عن الشافعي قال: لا يجوز السدل في الصلاة ولا في غيرها للخيلاء، ولغيرها خفيف لقول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر:إنك لست ممن يصنعه خيلاء حين رآه يتعاهد ثوبه برفعه عن الأرض. ا هـ أفاده ابن حجر في الفتح.
2, 3, 4 – وقد قدمنا أقوال الإمامين النووي وابن حجر والسيوطي والمناوي –رحمهم الله-.
(يُتْبَعُ)
(/)
5, 6 ,7 - وهناك أيضا من الشافعية غير هؤلاء من ذهب إلى ذلك منهم: شيخ الإسلام زكريا الأنصاري والإمام شهاب الدين الرملي والحافظ ابن حجر الهيتمي وغيرهم كثير. ذكر ذلك الدكتور عبد الله الفقيه المفتي في موقع الشبكة الإسلامية.
8 - ويقول الحافظ العراقي في طرح التثريب:-
المستحب أن يكون الثوب إلى نصف الساقين، والجائز بلا كراهة ما تحته إلى الكعبين، فما نزل عن الكعبين فهو ممنوع، فإن كان للخيلاء فهو ممنوع منع تحريم , وإلا فمنع تنزيه.
وأما الأحاديث المطلقة بأن ما تحت الكعبين في النار فالمراد به ما كان للخيلاء ; لأنه مطلق فوجب حمله على المقيد انتهى – يقصد أن النهي عن الإسبال جاء من غير تحديد لسبب الإسبال في الحديث، إلا أننا وجدنا تقييد ذلك في حديث آخر بالخيلاء، فيجب تقييد الحديث المطلق بهذا الحديث المقيد.ا. هـ بتصرف.
9 - وجاء في سير أعلام النبلاء للذهبي:
أَنَّ المَرْأَةَ إِذَا كَانَتْ تَخْتَالُ فِي لُبْسِ الذَّهَبِ وَتَفْخَرُ، فَإِنَّهُ يَحْرُمُ، كَمَا فِيْمَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلاَءَ.
قلت (الأزهري الأصلي): لا شك أن لبس الذهب للنساء حلال بين فمعنى كلام الذهبي هو جواز الإسبال لغير الخيلاء بمفهوم المخالفة.
*الحنابلة:
1 - قال الإمام أحمد بن حنبل في رواية حنبل: جر الإزار إذا لم يرد الخيلاء فلا بأس به وهذا ظاهر كلام غير واحد من الأصحاب رحمهم الله.
وقال أحمد رضي الله عنه أيضا {ما أسفل من الكعبين في النار} لا يجر شيئا من ثيابه وظاهر هذا التحريم , فهذه ثلاث روايات.
ذكر ذلك ابن مفلح في الآداب الشرعية ونقله عنه السفاريني في غذاء الألباب.
2 - جاء في الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف للمرداوي (حنبلي):
يكره أن يكون ثوب الرجل إلى فوق نصف ساقه, نص عليه. ويكره زيادته إلى تحت كعبيه بلا حاجة, على الصحيح من الروايتين. وعنه”ما تحتهما في النار” وذكر الناظم: من لم يخف خيلاء لم يكره والأولى تركه ,هذا في حق الرجل.
3 - وذكر الراويات في ذلك أيضا ابن مفلح في الآداب الشرعية والسفاريني في غذاء الألباب وهاك نصهما:
قال ابن مفلح في الآداب الشرعية:-قال ابن تيمية: السنة في الإزار والقميص ونحوه من نصف الساقين إلى الكعبين فلا يتأذى الساق بحر وبرد ولا يتأذى الماشي ويجعله كالمقيد، ويكره ما نزل عن ذلك أو ارتفع عنه نص عليه – يقصد نص عليه أحمد بن حنبل.
وقال – يقصد أحمد بن حنبل – في رواية حنبل: جر الإزار إذا لم يرد الخيلاء فلا بأس به وهذا ظاهر كلام غير واحد من الأصحاب رحمهم الله.
وقال أحمد رضي الله عنه أيضا {ما أسفل من الكعبين في النار} لا يجر شيئا من ثيابه وظاهر هذا التحريم , فهذه ثلاث روايات، ورواية الكراهية منصوص الشافعي وأصحابه رحمهم الله.
قال صاحب المحيط من الحنفية وروي أن أبا حنيفة رحمه الله ارتدى برداء ثمين قيمته أربعمائة دينار وكان يجره على الأرض فقيل له أولسنا نهينا عن هذا؟ فقال إنما ذلك لذوي الخيلاء ولسنا منهم.
واختار الشيخ تقي الدين رحمه الله عدم تحريمه ولم يتعرض لكراهة ولا عدمها. ا. هـ بتصرف.
,وقال السفاريني في كتابه “غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب“:
واستدل له برواية حنبل عن الإمام رضي الله عنه أنه قال عن جر الإزار: إذا لم يرد به خيلاء فلا بأس به , وهو ظاهر كلام غير واحد من الأصحاب كما في الآداب الكبرى للعلامة ابن مفلح. وقال صاحب المحيط من الحنفية: روي أن أبا حنيفة رحمه الله ارتدى برداء ثمين قيمته أربعمائة دينار , وكان يجره على الأرض , فقيل له: أولسنا نهينا عن هذا؟ فقال: إنما ذلك لذوي الخيلاء , ولسنا منهم. قال في الآداب: واختار الشيخ تقي الدين عدم تحريمه , ولم يتعرض للكراهة , ولا عدمها.انتهى.
4 - قال ابن قدامة: ويكره إسبال القميص والإزار والسراويل؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر برفع الإزار، فإن فعل ذلك على وجه الخيلاء حرام.
5 - وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في شرح العمدة 4/ 363: وهذه نصوص صريحة في تحريم الإسبال على وجه المخيلة، والمطلق منها محمول على المقيد، وإنما أطلق ذلك؛ لأن الغالب أن ذلك إنما يكون مخيلة.
ثم قال: ولأن الأحاديث أكثرها مقيدة بالخيلاء فيحمل المطلق عليه، وما سوى ذلك فهو باقٍ على الإباحة، وأحاديث النهي مبنية على الغالب والمظنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم قال: وبكل حال فالسنة تقصير الثياب، وحدِّ ذلك ما بين نصف الساق إلى الكعب، فما كان فوق الكعب فلا بأس به، وما تحت الكعب في النار.
ويقول شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (22138): والفعل الواحد في الظاهر يثاب الإنسان على فعله مع النية الصالحة ويعاقب على فعله مع النية الفاسدة
وضرب عدة أمثلة ثم قال:
وكذلك اللباس فمن ترك جميل الثياب بخلا بالمال لم يكن له أجر ومن تركه متعبدا بتحريم المباحات كان آثما ومن لبس جميل الثياب إظهارا لنعمة الله واستعانة على طاعة الله كان مأجورا ومن لبسه فخرا وخيلاء كان آثما فإن الله لا يحب كل مختال فخور ولهذا حرم إطالة الثوب بهذه النية كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من جر إزاره خيلاء لم ينظر الله يوم القيامة إليه فقال أبو بكر يا رسول الله إن طرف إزاري يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه فقال يا أبا بكر إنك لست ممن يفعله خيلاء وفى الصحيحين عن النبي أنه قال بينما رجل يجر إزاره خيلاء إذ خسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة فهذه المسائل ونحوها تتنوع بتنوع علمهم واعتقادهم (أي بحسب النية).
6 - وممن نص على ذلك من الحنابلة أيضا: الرحيباني في مطالب أولي النهى شرح غاية المنتهى حيث يقول:
(وَحَرُمَ)، – وَهُوَ (كَبِيرَةٌ) لِلْوَعِيدِ الْآتِي بَيَانُهُ فِي الْخَبَرِ – (فِي غَيْرِ حَرْبٍ إسْبَالُ) شَيْءٍ مِنْ (ثِيَابِهِ خُيَلَاءَ وَلَوْ عِمَامَةً وَسَرَاوِيلَ)؛ لِمَا رُوِيَ {أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ رَأَى بَعْضَ أَصْحَابِهِ يَمْشِي بَيْنَ الصَّفَّيْنِ يَخْتَالُ فِي مِشْيَتِهِ قَالَ: إنَّهَا لَمِشْيَةٌ يَبْغَضُهَا اللَّهُ إلَّا فِي هَذَا الْمَوْطِنِ} وَذَلِكَ؛ لِأَنَّ الْخُيَلَاءَ مَذْمُومٌ فِي غَيْرِ الْحَرْبِ لِحَدِيثِ {مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلَاءَ لَمْ يَنْظُرْ اللَّهُ إلَيْهِ} مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. (فَإِنْ أَسْبَلَ) ثَوْبَهُ (لِحَاجَةٍ: كَسِتْرِ) سَاقٍ (قَبِيحٍ، وَلَا خُيَلَاءَ وَلَا تَدْلِيسَ) عَلَى النِّسَاءِ: (أُبِيحَ). قَالَ أَحْمَدُ فِي رِوَايَةِ حَنْبَلٍ: جَرُّ الْإِزَارِ وَإِسْبَالُ الرِّدَاءِ فِي الصَّلَاةِ، إذَا لَمْ يُرِدْ الْخُيَلَاءَ فَلَا بَأْسَ، وَكَذَلِكَ إذَا لَمْ يُرِدْ التَّدْلِيسَ.
ومثله في كشف القناع عن متن الإقناع.
بل إنه في كثير من كتب الفقه الحنبلي ذكر أنه يكره إسبال ثوبه خيلاء وهو أحد الوجهين فما بالنا بغير الخيلاء؟!!. جزم به في الهداية، و المذهب، و المذهب الأحمد، و المستوعب، و الوجيز، و الرعاية الصغرى، و الحاويين، و الفائق، و إدراك الغاية، و تجريد العناية، وغيرهم. وقدمه في الرعاية الكبرى.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[24 - May-2009, مساء 09:44]ـ
الأخ الفاضل (هشيم) رعاه الله تعالى.
قد سبق أخي طرح مثل هذا الموضوع حفظك الله، وبالنسبة لكلام شيخنا الشيخ عبد الله البسام رحمه الله تعالى لتعلم أنه يقرر المسألة من جهة الأصول، وإلا هو رعاك الله لم يفت بذلك إطلاقا.
وعليك بسؤال أي واحد من طلبة الشيخ رحمه الله تعالى حول هذه المسألة، ما فتواه فيها؟ وصدقني لن تجد إلا عدم الجواز.
قلت لك: الشيخ يحكي المسألة من جهة أصولية بحتة. فتنبه
وعلى كل المسألة قد قتلت بحثا وردا في موضع آخر فانظره غير مأمور.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[24 - May-2009, مساء 09:55]ـ
قال العلامة الأمير الصنعاني رحمه الله تعالى:
أخرج مسلم في (الصحيح) والبيهقي في (السنن الكبرى)، من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه، قال: مررت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفي إزاري إسترخاء، فقال: "يا عبد الله، ارفع إزارك". فرفعته، فقال: "زد". فزدت، فما زلت أتحرى بعد، فقال بعض القوم: أين؟ قال: "نصف الساقين".
وأخرج البيهقي – فيها أيضا – عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه قال: سألت أبا سعيد عن الإزار، فقال: أخبرك بعلم؟ سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "إزرة المؤمن إلى نصف الساقين، ولا جناح فيما بينه وبين الكعبين، فما أسفل من ذلك ففي النار، لا ينظر الله إلى من جر إزاره بطرا".
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد دلت الأحاديث على أن ما تحت الكعبين في النار، وهو يفيد التحريم. ودل على أن من جر إزاره خيلاء لا ينظر الله إليه، وهو دال على التحريم، وعلى أن عقوبة الخيلاء عقوبة خاصة في عدم نظر الله إليه، وهو مما يبطل القول بأنه لا يحرم إلا إذا كان للخيلاء، كما يأتي بسطه ورده.
وأخرج البيهقي في (السنن) – أيضا – من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما كان أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار".
وفي لفظ: "ما تحت الكعبين من الإزار ففي النار"، رواه البخاري في الصحيح.
وأخرجه – أيضا – من حديث يزيد بن أبي سمية، قال: سمعت ابن عمر يقول: ما قاله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الإزار فهو في القميص.
قلت: سيأتي رفعه بزيادة.
وأخرج أبو داود والبيهقي – أيضا – من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: بينما رجل يصلي مسبلا إزاره، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "اذهب فتوضأ"، ثم جاء فقال له: "اذهب فتوضأ"، فقال له رجل: يا رسول الله، أمرته أن يتوضأ، ثم سكت عنه؟ فقال: "إنه كان يصلي وهو مسبل إزاره، وإن الله لا يقبل صلاة رجل مسبل إزاره". قال النووي: إنه على شرط مسلم.
قلت: وقال الحافظ المنذري في (مختصر سنن أبي داود): في إسناده: أبو جعفر، رجل من أهل المدينة لا يعرف اسمه. انتهى.
قلت: وقال ابن رسلان في (شرح السنن): اسم أبي جعفر هذا: كثير بن جمهان السلمي، أو: راشد بن كيسان. انتهى.
وفي (التقريب) ما لفظه: كثير بن جمهان السلمي، أبو جعفر، مقبول. وفيه: راشد بن كيسان العبسي، بالموحدة، أبو فزارة الكوفي، ثقة، من الخامسة. انتهى.
وبه يعرف عدم صحة كلام الحافظ المنذري، في أن أبا جعفر مجهول، بل قد تردد بين ثقتين، ولكن الذي اخرج له مسلم هو راشد بن كيسان، ولم يخرج مسلم لكثير بن جمهان، إنما اخرج له أصحاب السنن الأربع.
فقول النووي: إن الحديث على شرط مسلم، دال على أنه راشد بن كيسان، لكن كنيته أبو فزارة لا أبو جعفر. فالمتعين أنه كثير بن جمهان، ولا وجه لقول ابن رسلان: أو: راشد بن كيسان؛ إذ ذلك كنيته أبو فزارة، والمروي عنه في السنن: أبو جعفر.
واخرج أبو داود وغيره، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "من أسبل إزاره في صلاته خيلاء، فليس من الله في حل ولا حرام". قال النووي: معناه: قد برئ من الله وفارق دينه.
وأخرج أبو داود والبيهقي – أيضا – عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن السدل في الصلاة.
واخرج البيهقي – أيضا – عن أبي عطية الوادعي: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مر برجل قد سدل ثوبه في الصلاة، فأخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثوبه فعطفه في الصلاة عليه. وهو وإن كان منقطعا، فقد أخرجه البيهقي من حديث أبي جحيفة موصولا، قال: مر النبي صلى الله عليه وآله وسلم برجل قد سدل ثوبه في الصلاة، فعطفه. وهو وإن كان فيه حفص بن أبي داود – وقد ضعف – فإنه يعضده ما سلف.
واخرج البخاري وغيره، من حديث ابن عمر رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "بينما رجل ممن كان قبلكم يجر إزاره من الخيلاء، خسف به، فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة".
الجلجلة: بالجيمين واللامين، صوت مع حركة. والمراد: أنه يسوخ في الأرض، أي: يغوص فيها.
وفي لفظ الترمذي – من حديث ابن عمرو بن العاص -: "يتلجلج"، وهو من التلجلج: التردد، فكأنه قال: يتردد في تخوم الأرض.
ولمسلم: أن أبا هريرة رضي الله عنه رأى رجلا يجر إزاره، فجعل يضرب برجله الأرض وهو يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الله لا ينظر إلى من جر إزاره بطرا".
وأخرج الشيخان وأبو داود والترمذي، من حديث ابن عمر رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من جر ثوبه خيلاء، لم ينظر الله إليه يوم القيامة"، فقال أبو بكر: يا رسول الله، إن إزاري يسترخي إلا أن أتعاهده. فقال له رسول الله: "إنك لست ممن يفعله خيلاء".
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخرج مسلم، عن ابن عمر رضي الله عنه، أنه رأى رجلا يجر إزاره، فقال له: ممن أنت؟ فانتسب له. فإذا رجل من بني ليث يعرفه ابن عمر، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم _ بأذني هاتين _ يقول: "من جر إزاره لا يريد بذلك إلا المخيلة، فإن الله لا ينظر إليه يوم القيامة".
وفي رواية لأبي داود والنسائي، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الإسبال في الإزار والقميص والعمامة. من جر شيئا منها خيلاء، لم ينظر الله إليه يوم القيامة".
وقد قدمناه بأقل من هذا موقوفا على ابن عمر، والذي رفعه: عبد العزيز ابن أبي رواد، مختلف فيه، قال فيه ابن حجر: إنه عابد صدوق، ربما وهم، ورمي بالإرجاء.
قلت: بعد الحكم بكونه صدوقا، لا يضرنا ما رمي به.
قال السيد محمد بن إبراهيم رحمه الله: الظاهر أن نافعا وقفه، ولا يضر؛ لأن الصحابي قد كان يفتي بالحديث غير مرفوع، خصوصا وقد رفعه الأكثرون. انتهى.
وأخرج أبو داود والترمذي والنسائي، من حديث ابن عمر رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من جر ثوبه خيلاء، لم ينظر الله إليه يوم القيامة"، فقالت أم سلمه رضي الله عنها: فكيف تصنع النساء بذيولهن؟ قال: "يرخين شبرا"، فقالت أم سلمه رضي الله عنها: إذا تنكشف أقدامهن، قال: "فيرخين ذراعا لا يزدن عليه".
وفي رواية لأبي داود، قال: رخص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأمهات المؤمنين في الذيل شبرا، فاستزدنه، فزادهن شبرا، فكن يرسلن إلينا نذرع لهن ذراعا.
وأخرج مالك وأبو داود والنسائي، عن أم سلمه رضي الله عنها، فقالت _ حين ذكر الإزار _: فالمرأة يا رسول الله؟ قال: "ترخيه شبرا"، قلت: إذا ينكشف عنها، قال: "ذراعا، لا تزيد عليه".
وأخرج البخاري والنسائي، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار".
قال ابن الأثير: معناه: إن مادون الكعبين من قدم صاحب الإزار المسبل ففي النار؛ عقوبة له على فعله. وذكر معنى آخر غير ظاهر.
وأخرج أحمد ومسلم وأهل السنن الأربع، من حديث أبي ذر رضي الله عنه، مرفوعا: "ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذاب اليم: المسبل إزاره، والمنان الذي لا يعطي شيئا إلا منّه، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب".
وأخرج الطبراني عن ابن عمر رضي الله عنه، مرفوعا: "ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: المنان عطاءه، والمسبل إزاره خيلاء، ومدمن الخمر".
إذا عرفت هذا، فههنا لفظان: الإسبال والسدل. قال في (النهاية): المسبل إزاره: هو الذي يطول ثوبه ويرسله إلى الأرض إذا مشى، وإنما يفعل ذلك كبرا واختيالا.
قال: والسدل: هو أن يلتحف بثوبه، ويدخل يديه من داخل، فيركع ويسجد وهو كذلك. وكانت اليهود تفعله، فنهوا عن ذلك. وهذا مطرد في القميص وغيره من الثياب.
وقيل: هو أن يضع وسط الإزار على رأسه، ويرسل طرفيه عن يمينه وشماله، من غير أن يجعلهما على كتفيه. ومنه حديث علي رضي الله عنه: أنه رأى قوما وهم يصلون وقد سدلوا ثيابهم، فقال: كأنهم اليهود. انتهى.
وبهذا يعرف أن تفسير ابن رسلان في شرحه للسنن للسدل والإسبال: بأنه إرسال طرفي الرداء _ وما في معناه من الطيلسان ونحوه _ حتى تصيب الأرض بذيلها، غير صحيح؛ لأنه بني على أنهما مترادفان، وكلام (النهاية) يقضي بتغايرهما، وهو الذي دل عليه صنيع البيهقي في (السنن الكبرى)؛ فإنه عقد لكل واحد بابا مستقلا.
ويدل له ما في (سنن الترمذي)؛ فإنه قال: (باب ما جاء في كراهية السدل في الصلاة). ثم ذكر بسنده إلى عسل بن سفيان، عن عطاء، عن أبي هريرة رضي الله عنه: نهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن السدل في الصلاة. قال: وفي الباب عن أبي جحيفة. قال أبو عيسى: حديث أبي هريرة لا نعرفه من حديث عطاء [عن أبي هريرة مرفوعا] إلا من حديث عسل بن سفيان. انتهى.
قلت: عسل، بالمهملتين، الأولى مكسورة، والثانية ساكنة، وقيل: مفتوحة. هو أبو قرة البصري، ضعيف. قاله في (التقريب).
ثم قال الترمذي: قال بعضهم: إنما كره السدل إذا لم يكن عليه إلا ثوب واحد، فأما إذا كان عليه قميص فلا بأس. وهو قول أحمد. وكره ابن المبارك السدل في الصلاة. انتهى.
ثم ذكر الترمذي بابا آخر في جر الإزار، وذكر فيه حديث ابن عمر.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهكذا أبو داود، جعل لكل بابا.
قال البيهقي: والسدل: إرسال الرجل ثوبه من غير أن يضم جانبيه بين يديه، فإن ضمه فليس بسدل. قال: وروي عن ابن عمر _ في إحدى الروايتين _ أنه كرهه. وكرهه مجاهد وإبراهيم النخعي. ويذكر عن جابر بن عبد الله، ثم عن الحسن وابن سيرين، أنهم لم يروا به بأسا. وكأنهم إنما رخصوا فيه لمن فعله لغير مخيلة، وأما من يفعله بطرا فهو منهي عنه. انتهى.
والخيلاء والمخيلة، فسرهما ابن الأثير بالعجب والكبر.
ولنعد إلى تحرير المقال في الإسبال، فنقول: ههنا أربع صور: إسبال مع مخيلة، وبغيرها، في الصلاة، وفي غيرها.
الأول: الإسبال في الصلاة:
قال النووي: إنه في الصلاة وفي غيرها سواء، فإن كان للخيلاء فهو حرام، وإن كان لغير الخيلاء فهو مكروه. انتهى.
ثم قال: فأما السدل لغير الخيلاء في الصلاة، فهو خفيف؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم لأبي بكر رضي الله عنه _ وقد قال: إن إزاري يسترخي، أي: يسقط من أحد شقي _: "إنك لست منهم". انتهى.
قلت: وكلامه مبني على تسليم مقدمتين: الأولى: حمل المطلق على المقيد. والثانية: القول بمفهوم الصفة. وفي المقدمتين نزاع طويل بين أئمة الأصول تأتي الإشارة إليه. ولم يذكر النووي: هل الصلاة صحيحة أو لا إذا أسبله فيها خيلاء؟ وكأنه يقول بصحتها، وغايته أنه صلى وهو فاعل محرم، فيكون كالصلاة في الدار المغصوبة، وهي عنده صحيحة وإن كان آثما.
وقال أبو محمد ابن حزم: (مسألة): ولا تجزئ صلاة من جر ثوبه خيلاء من الرجال، وأما المرأة فلها أن تسبل ذيل ما تلبسه ذراعا، فإن زادت على ذلك عالمة بالنهي بطلت صلاتها. وحق كل ثوب يلبسه الرجل أن يكون إلى الكعبين لا أسفل البتة، فإن أسبله فزعا أو نسيانا فلا شي عليه.
ثم ساق حديث مسلم عن ابن عمر، أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لا ينظر الله إلى من جر ثوبه خيلاء". قال: فهذا عموم للسراويل [والإزار] والقميص وسائر ما يلبس.
ثم ذكر حديث ابن مسعود: "المسبل في الصلاة ليس من الله في حل ولا حرام".
وعن ابن عباس رضي الله عنه: "لا ينظر الله إلى مسبل".
وعن مجاهد: كان يقال: من مس إزاره كعبه، لم يقبل الله له صلاة.
قال: فهذا مجاهد يحكي ذلك عمن قبله وليسوا إلا الصحابة؛ لأنه ليس من صغار التابعين، بل من أوساطهم.
وعن ذر بن عبد الله المرهبي _ وهو من كبار التابعين _ قال: كان يقال: من جر ثوبه لم يقبل الله له صلاة.
قال: ولا نعلم لمن ذكرنا مخالفا من الصحابة.
ثم قال: قال علي _ يعني ابن حزم نفسه المؤلف _: فمن فعل في صلاته ما حرم عليه فعله فلم يصل كما أمره الله، فلا صلاة له.
ثم ساق بعض ما قدمناه من أحاديث الوعيد على من جر ثوبه وأسبله.
قلت: وقوله: فإن أسبله فزعا أو نسيانا فلا شي عليه، هو إشارة إلى ما أخرجه البخاري والنسائي، من حديث أبي بكرة رضي الله عنه: أنها لما كسفت الشمس، خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فزعا يجر إزاره.
وأخرج مسلم وأبو داود والترمذي، من حديث عمران بن حصين رضي الله عنه، في قصة سجود السهو، وأنه صلى الله عليه وآله وسلم خرج غضبان يجر إزاره.
فدل على أنه عند الفزع _ ومثله الغضب والنسيان _ لا يأثم بجر إزاره، وذلك لأنه لابد من قصد الفعل، والفزع والغضبان والناسي لا قصد لهم أصلا، بل لا يخطر ببالهم الإسبال، فلا يقال: إن فعله صلى الله عليه وآله وسلم ذلك دليل على أن النهي عن الإسبال للتنزيه، وأنه فعله لبيان الجواز؛ لأنه لم يكن منه صلى الله عليه وآله وسلم فعلا مقصودا، ولأنه تقدم في أحاديث الوعيد: الوعيد بالنار، الذي لا يكون إلا على فعل محرم.
ثم قال أبو محمد ابن حزم: وأما المرأة، فلها أن تسبل ذيل ما تلبس ذراعا. واستدل بما قدمناه من أحاديث الترخيص لها.
قلت: إلا أنه يتم الاستثناء الذي قاله إلا إذا صلت مع الرجال؛ للعلة، وهي انكشاف القدم، فيراه من يحرم عليه رؤيتها، وأما إذا صلت خالية في منزلها أو مع نساء مثلها، فالواجب تغطية القدم بلا زيادة، وذلك يتم من دون إسبال؛ كما يدل له قوله صلى الله عليه وآله وسلم _ لما سئل عن المرأة تصلي بدرع وخمار من غير إزار _ قال: "لا بأس إذا كان الدرع سابغا يغطي ظهور قدميها". انتهى.
فإن قلت: إذا كان الثوب طويلا ولفه بحزام أو نحوه وصلى فيه: أيذهب التحريم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: نعم؛ لأنه يصدق عليه أنه يصل مسبلا. ويدل له ما تقدم من حديث ابن عمر رضي الله عنه، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم له: "ارفع إزارك" فرفعته، فقال: "زد" فزدته؛ فإنه دليل أنه لفه عليه، وحديث عطفه صلى الله عليه وآله وسلم الثوب الذي صلى عليه صاحبه مسبلا.
إن قلت: قد ذكر الشافعية كراهة شد المصلي وسطه.
قلت: إن تم لهم دليل ذلك، فهذا الشد لدفع الإسبال المحرم فلا تبقى كراهة، بل هو واجب. على أن دليلهم على ذلك، هو حديث: "ولا نكفت ثوبا"، والمراد: لا نكفت ما أبيح له عدم كفته، لا ما وجب عليه كفته.
فإن قلت: إذا صلى من يرى الإسبال مطلقا خلف مسبل جاهلا للتحريم، أو شافعي المذهب يرى أنه لا يحرم إلا للخيلاء، وأنه معها لا تبطل به الصلاة: هل يصح صلاة القائل بتحريمه مطلقا خلفه؟
قلت: أما في الصورة الأولى، فالجاهل غير آثم، فتصح الصلاة، ويجب تعريفه بأنه منهي عنه. وأما في الصورة الثانية، فالمسائل الخلافية: الإمام فيها حاكم، فيصح الصلاة. والدليل: حديث: "تصلون، فما صلح فلكم ولهم، وما فسد فعليهم دونكم". وفي معناه أحاديث الصلاة خلف الأمراء الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها، والأمر بالصلاة معهم.
واعلم أنه لم يصرح ببطلان صلاة المسبل خيلاء، إلا ابن حزم رحمه الله، ودليله نفي القبول في الأحاديث عن صلاة المسبل.
وقد طرد ابن حزم قاعدة نفي القبول في جعله دليلا على عدم الصحة، فجزم بعدم صحة صلاة العبد الآبق، فقال: (مسألة): أيما عبد أبق عن مولاه، فإنها لا تقبل له صلاة حتى يرجع، إلا أن يكون أبق لضرر محرم ولا يجد من ينصره عليه، فليس آبقا حينئذ إذا نوى البعد عنه فقط.
ثم استدل بحديث جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه، أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إذا أبق العبد لا يقبل الله له صلاة". قال: وبهذا يقول أبو هريرة. ثم ساق بإسناده إليه أنه قال: "إذا ابق العبد لا تقبل له صلاة ". قال: وهذا صاحب لا يعرف له من الصحابة مخالف. انتهى.
قلت: قد ذكر ابن دقيق العيد في (شرح العمدة)، في حديث: "لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ": إنه قد استدل جماعة من المتقدمين بانتفاء القبول على انتفاء الصحة، كما فعلوه في قولة صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار". قال: ولا يتم ذلك إلا بأن يكون انتفاء القبول دليلا على انتفاء الصحة.
قلت: وهذا هو الذي ذهب إليه أبو محمد ابن حزم.
ثم قال ابن دقيق العيد: وقد حرر المتأخرون في هذا بحثا؛ لأن انتفاء القبول قد ورد في مواضع مع ثبوت الصحة، كالعبد إذا أبق لا يقبل الله له صلاة، وكما ورد فيمن أتى عرافا، وكشارب الخمر.
ثم قال: إنه إذا قيل: قد دل الدليل على أن القبول من لوازم الصحة، فإذا انتفى انتفت، فيصح الاستدلال بنفي القبول على نفي الصحة، وتحتاج تلك الأحاديث التي نفي فيها القبول مع بقاء الصحة إلى تأويل أو تخريج جواب. انتهى.
قلت: معلوم أن حديث أبي هريرة _ وهو: "لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ" _ لم يسق إلا لبيان أنه لا صحة لصلاة بلا وضوء، والقول بأنه قد علم عدم صحة الصلاة إلا بوضوء من أدلة أخر، لا تدفع الاستدلال بالحديث على نفي الصحة بنفي القبول؛ فإن الأدلة على الحكم الواحد قد تكون متعددة من الكتاب والسنة والإجماع، وقد تكون متكررة من نوع من هذه الأنواع.
ثم إنا لا نسلم صحة صلاة الآبق ومن ذكر معه، وأين الدليل على صحتها؟ وقولهم: الدليل عليه الإجماع بعدم أمر الآبق ونحوه بإعادة الصلاة، ممنوع وقوع الإجماع، وهذا ابن حزم وأبو هريرة مخالفان، على أن الإجماع نفسه ممنوع تحققه كما قرره الأئمة المحققون في الأصول وغيرها.
فالملازمة بين نفي الصحة ونفي القبول هي الأصل، والدليل على من ادعى خلافها. ولا شيء أدل على ذلك من أمره صلى الله عليه وآله وسلم للمسبل بإعادة وضوئه، ثم قوله معللا له ذلك: "إن الله لا يقبل صلاة مسبل إزاره"، فالأمر بالإعادة دليل على ملازمة عدم القبول لعدم الصحة، ومن ادعى عدم تلازمهما طولب بالدليل على دعواه، على أن الحديث دل على عدم صحة وضوء من صلى مسبلا ولا عذر عن ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا، وقد ذكر ابن العربي المالكي فرقا بين ما نفي عنه القبول مع بقاء الصحة، وما نفي عنه مع عدمها. وهي فروق مذهبية قد سقناها في حاشيتنا على (شرح العمدة)، وذكرها صاحب (طرح التثريب)، وهي مبنية على تسليم القول بالصحة مع عدم القبول، وهو محل النزاع.
وأخرج الترمذي من حديث أبي أمامة مرفوعا: "ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم: العبد الآبق حتى يرجع، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط، وإمام أم قوما وهم له كارهون". قال الترمذي: حسن غريب من هذا الوجه. وهو مشعر بأنه لا صحة لهذه الصلاة؛ لأنها لا ترفع، بل هي باقية في ذمته.
وأخرج ابن خزيمة وابن حبان والبيهقي، من حديث جابر رضي الله عنه مرفوعا: "ثلاثة لا يقبل الله لهم صلاة، ولا ترفع لهم إلى السماء حسنة: العبد الآبق حتى يرجع إلى مواليه ... "، الحديث.
فهذا الكلام في الطرفين الأولين: الإسبال في الصلاة لخيلاء وغيرها. وقد عرفت أنه عند النووي لا يضر بالصلاة إن كان للخيلاء، بل يكون فاعل محرم فيها، وأنه يكره فيها إذا كان لغير خيلاء، وأنه يبطلها عند ابن حزم إذا كان للخيلاء.
وأما في غير الصلاة:
فقال الإمام المهدي _ عليه السلام _ في (البحر): ويكره تطويل الثياب حتى يغطي الكعبين.
قال عليه المحقق المقبلي ما لفظه: هذه المسألة في السنة نار على علم في منع ما تحت الكعبين، وأنه في النار، وأن الحد وسط الساقين، فإن أبيت فإلى الكعبين.
والعجب من الفقهاء في تهوين أمرها، وكان الواجب أن يهولوا ما هولت السنة، ويهونوا ما هونته، وهم إنما يلتفتون إلى هذه المسألة أدنى التفات فيما طولوا من المصنفات، وقل من يزيدها على لفظ الكراهة الذي غلب استعمالهم لها في التنزيه دون الحظر، وان زعم زاعمون أن إطلاقها أصل في الحظر، فإن المعروف من استقراء كلامهم ما ذكرنا.
وتقييد كثير من الروايات بالخيلاء، بيان للحامل على ذلك في الأغلب. وكذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم لأبي بكر رضي الله عنه _وقد قال حين سمع النهي: إني إذا لم أتعاهد إزاري يسترخي _: "لست ممن يفعل ذلك خيلاء"، أي: لست ممن يتعمد ذلك. وهذا ما نختاره من العمل بالمطلق وحمل المقيد على زيادة في موجب الحكم، فيكون التحريم عاما. انتهى.
قلت: نِعْمَ ما قال، أي: عاما في حال الخيلاء وغيرها. وهو يشير إلى ما نختاره، وهو مذهب الشافعي، وإليه يشير كلام النووي، وخالفهم الحنفية، ووافقهم صاحب (المنار).
وقال في (نجاح الطالب): المقيد إنما هو أحد الأفراد التي يصدق عليها المطلق، والنص على فرد من أفراد العام ليس بتخصيص مع اتفاق الحكمين، فكذا هنا. انتهى.
وقد بحث مع أئمة الأصول القائلين بالحمل، بما يظهر به قوة ما جنح إليه، مع أنه قد أشار هنا _ بقوله: بيان الحامل على ذلك في الأغلب _ إلى أن قيد الخيلاء خرج مخرج الأغلب، والمقيد إذا خرج مخرج الأغلب لم يعتبر له مفهوم عند جمهور أهل الأصول، كما قاله الجمهور في قوله تعالى: (وربائبكم التي في حجوركم. . .) الآية، لأن قيد (في حجوركم) أغلبي، فلا يعمل بمفهومه، فلا تحل الربيبة في غير الحجر، فكذلك الإسبال هنا، لا يحل مع عدم الخيلاء.
وفي كلام ابن الأثير ما يشعر بذلك، حيث قال: وإنما يفعل ذلك للخيلاء. ويؤيده: أن في بعض الأحاديث: "وإياك والإسبال، فإنه من المخيلة"، فجعل نفس الإسبال بعضا من المخيلة.
ثم وجدت _ بعد ثلاث سنين من تأليف هذه الرسالة _ في (فتح الباري شرح صحيح البخاري)، ما لفظه: قال ابن العربي: لا يجوز للرجل مجاوزة ثوبه كعبيه ويقول: لا أجره خيلاء، لأن النهي قد تناوله لفظا، ولا يجوز لمن تناوله اللفظ حكما أن يقول: لا أمتثله لأن تلك العلة ليست في؛ فإنها دعوى غير مسلمة، بل إطالته ذيله دال على تكبره. انتهى ملخصا.
ثم قال ابن حجر: وحاصله: أن الإسبال يستلزم جر الثوب، وجر الثوب يستلزم الخيلاء ولو لم يقصد اللابس الخيلاء. ويؤيده: ما أخرجه أحمد بن منيع، من وجه آخر عن ابن عمر _ في أثناء حديث رفعه _: "وإياك وجر الإزار، فإن جر الإزار من المخيلة. . .".
وأخرج النسائي وابن ماجة _ وصححه ابن حبان _ من حديث المغيرة: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم آخذا برداء سفيان بن سهل وهو يقول: "يا سفيان: لا تسبل، إن الله لا يحب المسبلين". انتهى.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما حديث أبي بكر رضي الله عنه، فالذي يظهر لي: أنه من باب نفي القيد والمقيد معا، وأن مراده صلى الله عليه وآله وسلم في جوابه عليه: أنك لا تسبل ولا تفعله مخيلة؛ وذلك أنه قال: إن إزاري يسترخي، وهذا ليس بإسبال؛ فإنه لابد أن يكون من فعل المسبل نفسه، وهنا نسب الاسترخاء إلى الإزار من غير إرادته.
فالجواب منه صلى الله عليه وآله وسلم من باب نفي القيد والمقيد، وهو نظير ما قاله صاحب (الكشاف) _ رحمه الله _ في قولة تعالى: (إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم): إنه نفي للتوبة والقبول، أي: لا توبة لهم ولا قبول. وأنشد البيت المعروف:
ولا يرى الضب بها ينجحر
ويؤيد أنه لابد من القصد في الإسبال، أنه لا يحرم جره حال الفزع والغضب والنسيان كما قدمناه. ولعل هذا الذي أراده صاحب (المنار)، وأشار إليه بقولة في حديث أبي بكر: "إنك لست ممن يتعمد ذلك"، وحينئذ فحديث أبي بكر ليس من محل النزاع في ورد ولا صدر، إنما توهم أبو بكر فسأل، فأجيب بأنه ليس من ذلك.
ثم وجدت في (التمهيد) لابن عبد البر _ بعد أيام من كتب هذه الرسالة _ ما لفظه: إنه صلى الله عليه وآله وسلم قال لأبي بكر: "إنك لست ممن يرضى ذلك ولا يتعمده، ولا يظن بك ذلك". انتهى. وهو بحمد الله صريح فيما قلناه.
ويدل له: أنه صلى الله عليه وآله وسلم أذن لأمهات المؤمنين في إسبال ذيولهن ذراعا، ولم يقل لأم سلمه رضي الله عنها _ وقد سألته _: إنه ليس من المخيلة؛ لأنهن قاصدات لذلك، فهو مخيلة أو مظنة لها، لكن عارض مفسدة الإسبال مفسدة أعظم منها، وهي انكشاف أقدام النساء وهي عورة، فأذن لهن وإن حصلت المخيلة دفعا لأعظم المفسدتين بأخفهما، وحينئذ يتوجه الوعيد على الإسبال لغير النساء، ولكن تخص الإباحة بذيولهن لا بقميصهن وثياب البذلة التي تلبسها في منزلها خالية عن الأجانب.
واعلم أن هذا الذي أشار إليه (المنار) في خروج المفهوم على الأغلب، تنزل منه على القول بالمفهوم، وإلا فهو ينفيه كما يأتي.
ثم قال في (حاشية المنار): ومما وقع لي من اللطف: أنه كان لي عباة، وما يكون من هذا النوع في زماننا عالية الطول، فكنت في اليمن _ لأنه يغلب على المتفقهة لبس ذلك _ اشتغل بطولها، فقلت مرة: إني لست ممن يفعل ذلك خيلاء، مشيرا إلى حديث أبي بكر رضي الله عنه، فقالت لي امرأة: أوما يكفيك أن يراك الله متخلقا بأخلاقهم؟ فكأنها كشفت عن قلبي غشاوة، واستغربت ذلك منها، ورأيت أنها ملقنة. انتهى.
هذا، وقد سبقت بنا الإشارة إلى أنه لا يتم حمل المطلق على المقيد كما قاله النووي والبيهقي إلا مع القول بمفهوم الصفة، والقول بحمل المطلق على المقيد، وفيهما نزاع كما اشرنا إليه.
فأما الحمل فقدمنا الكلام عليه.
وأما القول بمفهوم الصفة، فلنذكر كلام الثقات والمتثبتين ومن له ذوق سليم يعرف الصحيح من السقيم:
فقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "خيلاء" في حديث: "لا ينظر الله إلى من جر ثوبه خيلاء"، مفهومه من مفهوم الصفة؛ لاتفاقهم بأنه ليس المراد بها النحوية، بل كل ما تقيد بها من حال وعلة ونحوهما.
فذهب إلى القول بمفهوم الصفة: الشافعي وجماعة من الأئمة، وذهب إلى نفيه: الحنفية وأئمة من الشافعية كالقاضي والغزالي، ونفاه المعتزلة والمهدي في (البحر).
واستدل المثبتون بدليلين، كما في (مختصر ابن الحاجب) وغيره من كتب الأصول:
الأول: أنه نقل عن أبي عبيدة _ وهو من أئمة اللغة _ أنه قال في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: "ليّ الواجد يحل عقوبته وعرضه"، أنه يدل أن ليّ غير الواجد لا يحل عرضه وعقوبته. قال: وفي قوله صلى الله عليه وآله وسلم: "مطل الغني ظلم" مثل هذا. وأنه قيل له في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: "لأن يمتلئ بطن أحدكم قيحا خير له من ان يمتلئ شعرا"، المراد بالشعر هنا: الهجاء مطلقا، أو هجاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: لو كان كذلك لم يكن لذكر الامتلاء معنى، لأن قليله وكثيره سواء، فجعل الامتلاء من الشعر في قوة الشعر الكثير، ففهم منه أن القليل ليس كذلك، فاحتج به. وقد ألزم من تقدير الصفة المفهوم، فكيف مع التصريح بها؟
قالوا: ولأنه قال بمفهوم الصفة الشافعي، وهو وأبو عبيدة من أئمة اللغة، فظهر إفادتها لغة. انتهى.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأجيب عنه: بأن اللغة إنما تثبت بالنقل لا بالفهم، والنقل يختص بالموضوعات للشخص أو للنوع، وليس ذلك أحدهما، إلا إذا قامت قرينة على أنه من التعريض بغير المذكور، فمدلول القرينة منطوق؛ لما عرف من أن التعريض من الكناية، وهي موضوعه بالنوع، ولا نزاع في ذلك.
والحاصل: أنهما لم يوردا ذلك عن اللغة، وإنما أخبرا عن فهمهما ورأيهما، وهو كآرائهما الشرعية والنقلية. يوضحه: أنه إذا اختلف عربيان سليقيان في معنى، جعلنا كلامهما لغتين، وإذا اختلف إمامان لم نجعل كلامهما نصين، بل يجب الترجيح بين قوليهما، ولو كان قول ألائمه مقبولا مطلقا، لا ساوى قول السليقيين.
وأجيب _ أيضا _ بجواب آخر، وهو: أنهما إنما حكما بذلك؛ لموافقة الأصل لا بالمفهوم، والعقل من المخصصات كما علم.
أما في مطل الواجد فظاهر؛ إذ لا عذر له، بخلاف المعدوم، إذ التكليف إنما هو بالموجود.
وأما الشعر؛ فلأنه قد علم في الجاهلية والإسلام أن الاشتغال به مفخرة الناقص، ومنقصة الكامل، وأنه يشغل عن الكمالات، ويستلزم الكذب والتخيلات التي لا أصل لها، وملأ الجوف منه لا يخلو عن ذلك.
نعم، وماخلا القليل منه فلا كراهية فيه، كيف وقد تمثل به النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟ فهذه قرينة تعيد المفهوم منطوقا؛ لما عرفت من أن ما قامت القرينة على اعتباره من مفهوم المخالفة فهو منطوق.
وثاني أدلة من قال بإثبات مفهوم الصفة: أنه لو لم يدل على المخالفة، لم يكن لتخصيص محل الذكر بالمنطوق به فائدة. وتخصيص آحاد البلغاء بغير فائدة ممتنع، فالشارع أجدر.
وأجيب: بأن فائدته تشخيص مناط الحكم، فهو لتحصيل أصل المعنى، كاللقب؛ فإنك إذا قلت: أكرم زيدا التميمي، فقد أمرت أن يوقع الإكرام على زيد المقيد بكونه تميميا، ففائدة ذكر الصفة تعيين من أمرت بإكرامه وأردته، فكيف يقال: لم يكن لتخصيص محل النطق بالذكر فائدة؟! وكيف يطلب فائدة زائدة على فائدة الوضع؟
فعرفت من هذا التحرير مساواته لمفهوم اللقب، وأنه يختل الكلام عند إسقاط الصفة؛ لأن الكلام الذي اعتبر فيه زيد التميمي، من شرط إفادة المراد وجود هذه الصفة.
وكذلك قولك: جاءني زيد الطويل، ليس مسمى زيد فقط، بل الموصوف بالصفة، فهي داخله في مفهوم المسند إليه ليحصل معناه، ولا تدل العبارة أن زيدا القصير لم يجئ، الذي هو معنى اعتبار مفهوم الصفة، بل حكمه مسكوت عنه، بحيث لو قلت: جاءني زيد القصير بعد قولك: جاءني زيد الطويل، لم يكن كلاما متناقضا ظاهرا.
هذا قصارى ما عند الفريقين استدلالا وردا، فتأمل؛ فإنه لا يخفى عليك الأقوى دليلا، والأحسن قيلا.
وإذا عرفت ما قررناه، وأحطت علما بما سقناه، عرفت قوة التحريم مطلقا للإسبال في كل حال.
وأما ما نقل عن ابن حجر الهيتمي، أن الإسبال صار الآن شعارا للعلماء، وكأنه يريد علماء الحرمين لا غيرهم، قال: فلا يحرم عليهم، بل يباح لهم، فهو كلام يكاد يضحك منه الحبر والورق، وكأنه يريد: إذا صار شعارا لهم لم يبق فيه للخيلاء مجال.
ولكنه يقال: وهل يجعل ما نهى عنه رسوله صلى الله عليه وآله وسلم حلالا إذا صار شعارا معتادا لطائفة، لا سيما أشرف الطوائف، وهم هداة الناس وقدوتهم وأعيانهم، فيصير حلالا وينتفي عنه النهي؟ وهل قدوة العلماء والعباد، وإمام المبدإ والمعاد، سوى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، الذي أرسله معلما للعباد لكل ما يقربهم إلى ربهم ويبعدهم عن معصيته؟ حتى قال بعض الصحابة: لقد علمنا نبينا كل شي حتى الخراءه، أي: آداب التخلي.
فالشعار للعلماء هو شعاره وشعار أصحابه رضي الله عنهم، فهم القدوة، لا ما جعله من ارتكب ما نهي عنه شعارا، فإن أول من خالف النهي واتخذه له لباسا قبل أن يسبقه إليه أحد مبتدع قطعا، آتيا بما نهي عنه، لا تتم فيه هذه المعذرة القبيحة لأنه لم يكن شعارا إلا من بعده، ممن تبعه على الابتداع وارتكاب المنهي عنه، ثم اعتذر لنفسه بأنه صار له شعارا.
وسبحان الله! ما أقبح بالعالم أنه يروج فعله لما نهي عنه نهي تحريم أو كراهة، ويجعله شعارا مأذونا فيه. وكان خيرا منه الاعتراف بأنه خطيئة، أقل الأحوال: مكروهة ومحل ريبة؛ فإن هذه الأحاديث التي سمعتها من أول الرسالة تثير ريبة إذا لم يحصل التحريم، وقد ثبت حديث: "دع ما يريبك إلى مالا يريبك".
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا لم تثر هذه الأحاديث ريبة توجب الترك للمنهي عنه وعدم حله حلالا خالصا، فليس عند من سمعها أهلية لفهم التكاليف الشرعية، فكيف وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الذي أخبرت فيه امرأة بإرضاعها امرأة رجل، فأمره صلى الله عليه وآله وسلم بفراقها، وقال له: "كيف وقد قيل؟! ".
وهذا كله منا تنزل، وإلا فما قدمناه من الأدلة وبيان دلالتها، ما ينادي على التحريم أعظم نداء، والاعتذار بكون النهي للخيلاء عرفت بطلانه، وهل أوضح من قول الشارع: "ما زاد على الكعبين ففي النار"، دلالة على إطلاق التحريم وشدة الوعيد؟ وهو كقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "ويل للعراقيب من النار" في حديث الوضوء، ولم يستفصل صلى الله عليه وآله وسلم [من المسبل] ولا الذي أمره بإعادة الوضوء ولا غيرهما ممن نهاه: هل كان إسباله للخيلاء أو لغيرها في حديث واحد، وقد عرفت القاعدة الأصولية، وهي أن ترك الاستفصال في موضع الاحتمال، ينزل منزلة العموم في المقال.
ولا يروج جواز الإسبال إلا من جعل الشرع تبعا لهواه، ذلك ليس من شأن المؤمن، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: "والذي نفسي بيده، لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به".
ومما يدل على عدم النظر إلى الخيلاء، أمره صلى الله عليه وآله وسلم لابن عمر رضي الله عنه، وهل يظن بابن عمر أنه يفعل ذلك للخيلاء، مع شدة تأسيه به؟ وكيف يتأسى به في الفضائل، ولا يتأسى به صلى الله عليه وآله وسلم في ترك المحرمات؟! ما ذاك إلا أنه أرخى إزاره غير عالم بالتحريم قطعا، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: "إياك والإسبال، فإن الإسبال من المخيلة".
ولو جاز لغير المخيلة، لما جاز أن يطلق صلى الله عليه وآله وسلم النهي، فإن المقام مقام بيان، ولا يجوز تأخيره عن وقت الحاجة، وأي حاجة أشد من مقام النهي؟ والله أعلم.
وإلى هنا انتهى بنا ما أردنا تحريره، وإبانة المقام وإيضاحه، والله يرزقنا إتباع رسوله في كل حال، صلى الله عليه وعلى آله خير آل.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[24 - May-2009, مساء 10:55]ـ
بارك الله فيكما
الموضوع طرح كثيرا
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=25961
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=21803
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=22563
وغيرها(/)
ترك الزهد لنصرة الدين
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[24 - May-2009, مساء 09:52]ـ
يضن كثير من الناس أن السبيل إلى نصرت دين الإسلام هو الجري وراء الحداثة و التطور العلمي و الإقتصادي.
لأن الكفار قد تفوقوا على العالم الإسلامي بمآت السنين، فلابد من ركب التطور و اللحوق بهم حتى نستطيع أن نجاهدهم و نغلبهم
و أن هذا هو الجهاد الحقيقي في هذا الزمان.
و أن سبب إنحطاط الأمة في هذه المجالات هو إنشغال علمائها بالعلم الشرعي، و تركهم للعلم الدنيوي.
و كذلك الزهد في العلوم الدنيوية و الإقتصادية.
و لا يخفا عليكم أن هذا باطل من أوله إلى آخره.
فإن نصرت دين الله ليس في الجري وراء الحداثة و التطور العلمي و الإقتصادي
و أنما هو الرجوع إلى ما كان عليه النبي صلى الله عليه و سلم و أصحابه عقيدة و عملا
ثم إن دين الله ليس بمغلوب حتى ينصره أحد
و إنما يدخل الناس فيه أفواجا و يخرجون أفواجا و لا يضر هذا الخروج من هم في دين الله لأن وعد الحق أنه لا تزال طائفة ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم و لا من خالفهم حتى يأتي أمر الله و هم على ذلك.
و لأن المؤمن مهما كان ضعيفا فإنه عزيز أما الكافر بعز الإسلام و ذل الكفر.
و إنما حب الدنيا تجعل العبد ذليل إذ لا يجتمع حب الدنيا مع حب الآخرة.(/)
شخص توفي وترك أموالاً نرجو ممن له علم بيان أصحاب الحقوق الشرعية في التركة بالأدلة
ـ[المغيرة]ــــــــ[24 - May-2009, مساء 10:05]ـ
السلام عليكم ..
شخص توفي وترك أموال نرجوا من له علم أن يبين لنا أصحاب الحقوق الشرعية في التركة بالأدلة؟؟
*المتوفى له عشر أخوة غير أشقاء من جهة أبيه ..
* وله سبعة أخوة غير أشقاء من جهة أمه ..
* وله شقيقين من جهة أمه وأبيه ..
هل يورثوا هؤلاء جميعا"؟؟ أم أن بعضهم لايورث؟؟
ـ[أبو عبد الرحمن العتيبي]ــــــــ[24 - May-2009, مساء 10:40]ـ
الإخوة لأم لهم الثلث فرضا، والباقي للإخوة الأشقاء تعصيبا، والإخوة لأب لاشيء لهم.
ـ[ابو بردة]ــــــــ[25 - May-2009, صباحاً 09:10]ـ
أحسنت
الأخوة لإب لا يرثون شيئا فهم محجوبون بالإشقاء
أما الأخوة لأم فيرثون الثلث بينهم فرضا بالتساوي حتى لو كان معهم إناث
أما الأخوة الأشقاء فان كانوا ذكورا فقط فالمال بينهم بالتساوي
وإن كانوا جنسين فللذكر مثل حظ الأنثيين(/)
هل أحد من أهل العلم قال بسقوط المهر لو أسلمت الزوجة بعد الدخول بها من الزوج الكافر؟
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[24 - May-2009, مساء 11:44]ـ
السلام عليكم
لو أسلمت المرأة أو ارتدت بعد أن دخل بها هل يجوز للمرأة مطالبة الزوج بالمهر؟؟ - رغم كون الفسخ من قبل المرأة؟؟
فهل هناك احد من أهل العلم قال لو أسلمت المرأة أو ارتدت بعد أن دخل بها أنه ليس لها من المهر شيء لكون الفرقة من طرفها؟؟
ملحوظة: هناك من قال ذلك طبعا قبل الدخول لكن سؤالي بعد الدخول
وما تفسير آية المتحنة إذن وهي: " وَآَتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا "
إذ ظاهر الأية وجوب رد المهر للزوج المشرك - ولم تفرق بين المدخول بها وغير المدخول بها -
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[25 - May-2009, مساء 04:36]ـ
قال الشيخ السعدي في تفسيره:
" {وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ} أيها المؤمنون، حين ترجع زوجاتكم مرتدات إلى الكفار، فإذا كان الكفار يأخذون من المسلمين نفقة من أسلمت من نسائهم، استحق المسلمون أن يأخذوا مقابلة ما ذهب من نسائهم (2) إلى الكفار، وفي هذا دليل على أن خروج البضع من الزوج متقوم، فإذا أفسد مفسد نكاح امرأة رجل، برضاع أو غيره، كان عليه ضمان المهر، وقوله: {ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ} أي: ذلكم الحكم الذي ذكره الله وبينه لكم يحكم به بينكم (3) {وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} فيعلم تعالى، ما يصلح لكم من الأحكام، ويشرع لكم ما تقتضيه الحكمة (4).
وقوله: {وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ} بأن ذهبن مرتدات {فَعَاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا} كما تقدم أن الكفار إذا كانوا يأخذون بدل ما يفوت من أزواجهم إلى المسلمين، فمن ذهبت زوجته من المسلمين إلى الكفار وفاتت عليه، لزم أن يعطيه المسلمون من " الغنيمة بدل ما أنفق (5). أ. هـ
لكن من يقرأ في كتب الفقه كالمغني وغيره يكاد يجد عدم اختلاف أو شبه اتفاق - إذ لم أجد مخالفا على حسب علمي - أن للمرأة المهر كاملا طالما دخل الزوج بها حتى لو كانت الفرقة بسببها!!!
أرجو المناقشة
بارك الله فيكم
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[25 - May-2009, مساء 05:15]ـ
الآية تعرضت إلى حالتين:
1 - إسلام المرأة
2 - ارتداد المرأة
وفي الحالة الأولى يجب رد المهر للزوج المشرك , بغض النظر من هو الذي يرد له المهر للزوج المشرك هل المرأة التي أسلمت أم بيت مال المسلمين أم من يتزوج هذه المرأة من المسلمين؟؟
وفي الحالة الثانية يجب رد المهر للزوج المسلم , بغض النظر من هو الذي يرد له المهر هل المرأة التي ارتدت أم الكفار؟؟
هذا هو مقتضى تفسير الشيخ السعدي لكوت الفرقة من قبل المرأة وهو ظاهر الآية لكن كما قلت لم أجد من قال بذلك من أهل العلم بعد الدخول بالمرأة!!
ومقتضى الكلام لو أسلم الزوج أو ارتد لا يحق له مطالبة المرأة بالمهر بل هو لها لكون الفرقة من قبله حتى لو كان قبل الدخول
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[25 - May-2009, مساء 06:09]ـ
نعم قد أشار إلى هذا ابن قدامة في المغني أثناء كلام له، حيث قال:
(ولنا إن الفرقة جاءت من قبلها فسقط مهرها كما لو أسلمت أو ارتدت أو أرضعت من يفسخ نكاحها رضاعه).
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[25 - May-2009, مساء 11:31]ـ
لكن هذا أخي الفاضل في حالة ما قبل الدخول
قال ابن قدامة:
"أما إن اختارت الفسخ قبل الدخول فلا مهر لها نص عليه أحمد وهو مذهب الشافعي وعن أحمد رواية أخرى للسيد نصف المهر لأنه وجب للسيد فلا يسقط بفعل غيره ولنا إن الفرقة جاءت من قبلها فسقط مهرها كما لو أسلمت أو ارتدت أو أرضعت من يفسخ نكاحها رضاعه " أ. هـ
وإذا رجعت أخي الفاضل إلى باب نكاح أهل الشرك في المغني ستجده حكى الخلاف في حالة ما قبل الدخول وهو الفصل الثاني في ذلك الباب أما ما بعد الدخول فلم يحك خلافا بل ولم أجد أنا حتى الآن أحدا خالف في ذلك على حسب علمي!!! لكن هذا يشكل علي جدا وخصوصا أن ظاهر آية الممتحنة - وأقره الشيخ السعدي - أنه يجب رد المهر للزوج لو كانت الفرقة بسبب المرأة سواء بسبب إسلامها أو بسبب ارتدادها
ومما يدل على ذلك الخلع وهو فرقة حدثت من جهة المرأة والذي أفهمه - إذ لم أبحث في مسئلة الخلع - أن المهر يرد على الزوج كاملا سواء دخل بها أم لم يدخل نظرأ لأن الفسخ وهو الخلع من قبل المرأة وهذا طبعا على مذهب من يرى الخلع فسخا لا طلاقا
أشكرك أخي الفاضل على تعقيبك وأرجو أن تكمل معي المسيرة حتى نصل إلى الحق
بارك الله فيك
ـ[حمد]ــــــــ[26 - May-2009, صباحاً 12:21]ـ
أخي مجدي: آية الممتحنة لم يكن الفراق فيها باختيار المرأة، بل بحكم الله.
فتأمل.
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[26 - May-2009, صباحاً 06:52]ـ
أولا أخي الفاضل حمد - سواء قلت بحكم الله أو باختيار المرأة - ما أسأل عنه عو عين ما في آية الممتحنة إذ سؤالي هو زوجان مشركان وقد دخل الزوج بالمرأة وأعطا الزوج المهر للزوجة ثم أسلمت المرأة , ما حكم هذا المهر الذي سلمه الزوج المشرك لها لكون إسلام المرأة حصل بعد الدخول؟؟ هل له الحق في استرداده كما هو ظاهر آية الممتحنة أم لا حق له فيه لكونه استقر بعد الدخول كما يقول الكافة من العلماء؟؟
ثانيا أخي الفاضل لو ارتدت المرأة فذلك أيضا منصوص في آية الممتحنة وفي الآية التي بعدها وهو حكم الله أيضا
ثالثا ماذا تقول أخي الفاضل في الخلع لو حدث بعد الدخول؟؟ هل ترد المهر أم لا؟؟ وهنا الفرقة بسبب المرأة , وما تفسير قوله تعالى " فلا جناح عليهما فيما افتدت به "؟؟ إذ قد أقول لك أخي الفاضل هذه الفرقة منصوص عليها أيضا
وجزاكم الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حمد]ــــــــ[26 - May-2009, مساء 12:27]ـ
قال الزهري: لولا الهدنة والعهد الذي كان بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين قريش يوم الحديبية لأمسك النساء ولم يرد الصداق، وكذلك كان يصنع بمن جاءه من المسلمات قبل العهد، فلما نزلت هذه الآية أقر المؤمنون بحكم الله - عز وجل - وأدوا ما أمروا به من نفقات المشركين على نسائهم وأبى المشركون أن يقروا بحكم الله فيما أمروا به من أداء نفقات المسلمين [على نسائهم] فأنزل الله - عز وجل -: (وإن فاتكم).
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[26 - May-2009, مساء 04:16]ـ
قال القرطبي في تفسيره "
" الثامنة أمر الله تعالى برد مثل ما أنفقوا إلى الأزواج وأن المخاطب بهذا الإمام ينفذ مما بين يديه من بيت المال الذي لا يتعين له مصرف وقال مقاتل يرد المهر الذي يتزوجها من المسلمين فإن لم يتزوجها من المسلمين أحد فليس لزوجها الكافر شيء وقال قتادة الحكم في رد الصداق إنما هو في نساء أهل العهد فأما من لا عهد بينه وبين المسلمين فلا يرد إليهم الصداق والأمر كما قاله "
انظر أخي الفاضل لترجيح القرطبي لقول قتاده حينما قال: " والأمر كما قاله " ولم يجعل قتادة هذا الحكم خاص بأهل الحديبية فقط بل عمه في كل مشرك معه عهد!!
ـ[حمد]ــــــــ[26 - May-2009, مساء 04:56]ـ
أخي مجدي، بغضّ النظر عن أثر قتادة. -علماً بأنه يحتمل غير ما فهمته وسآتي إليه-
العهد في الحديبية: أنّ من أتى رسولَ الله من مكة مسلماً فإنه يرده لقريش.
فأنزل الله تحريم إرجاع النساء منهم،
ولأنّ في هذا مخالفة للعهد السابق، فإنهم يعوّضون عنهن بما أنفق أزواجهم عليهم.
فرد المهر هنا: تعويض عن الإرجاع الذي نصت عليه الهدنة - كما أشار الزهري -، لا لأنهم يستحقون المهر بالفراق مطلقاً.
وقول قتادة يُحمَل على العهد الذي في صورة عهد الحديبية، أو على العهد الذي بيننا وبين الحربيين.
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[26 - May-2009, مساء 05:19]ـ
وقال الطبري في تفسيره:
" وقوله وآتوهم ما أنفقوا يقول جل ثناؤه وأعطوا المشركين الذين جاءكم نساؤهم مؤمنات إذا علمتموهن مؤمنات فلم ترجعوهن إليهم ما أنفقوا في نكاحهم إياهن من الصداق وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل
ذكر من قال ذلك حدثني محمد بن سعد قال ثني أبي قال ثني عمي قال ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس قوله يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم الموءمنات مهاجرات إلى قوله عليم حكيم قال كان امتحانهن أن يشهدن أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فإذا علموا أن ذلك حق منهن لم يرجعوهن إلى الكفار وأعطى بعلها من الكفار الذين عقد لهم رسول الله صداقه الذي أصدقها
حدثني محمد بن عمرو قال ثنا أبو عاصم قال ثنا عيسى وحدثني الحارث قال ثنا الحسن قال ثنا ورقاء وإذا فررن من أصحاب النبي إلى المشركين الذين بينهم وبين نبي الله عهد جميعا عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وآتوهم ما أنفقوا وآتوا أزواجهن صدقاتهن
حدثنا بشر قال ثنا يزيد قال ثنا سعيد عن قتادة قوله يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم الموءمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن حتى بلغ والله عليم حكيم هذا حكم حكمه عز وجل بين أهل الهدى وأهل الضلالة كن إذا فررن من المشركين الذي بينهم وبين نبي الله وأصحابه عهد إلى أصحاب نبي الله فتزوجوهن بعثوا مهورهن إلى أزواجهن من المشركين الذي بينهم وبين نبي الله عهد وإذا فررن من أصحاب نبي الله إلى المشركين الذين بينهم وبين نبي الله عهد بعثوا بمهورهن إلى أزواجهن من أصحاب نبي الله
حدثنا ابن عبد الأعلى قال ثنا ابن ثور عن معمر عن الزهري قال نزلت عليه وهو بأسفل الحديبية وكان النبي صالحهم أنه من أتاه منهم رده إليهم فلما جاءه النساء نزلت عليه هذه الآية وأمره أن يرد الصداق إلى أزواجهن حكم على المشركين مثل ذلك إذا جاءتهم امرأة من المسلمين أن يردوا الصداق إلى أزواجهن فقال ولا تمسكوا بعصم الكوافر "
فكلام الشيخ السعدي هو نفس كلام الطبري وما رحجه القرطبي أنه يرد المهر للزوج المشرك ولم يذكروا تفريقا بين كونه دخل بها أم لا مع أن الغالب جدا الدخول بها!!!
فهل تجد أحدا من الفقهاء ذكر ذلك الحكم أخي الفاضل إذا دخل بالمرأة؟؟ بل شبه اتفاق على أن للمرأة المهر كاملا بسبب الدخول بها سواء أسلمت أو ارتدت!!
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[26 - May-2009, مساء 05:27]ـ
أخي الفاضل أولا أنا لم أقرأ مشاركتك إلا بعد وضعي مشاركتي فمعذرة
ثانيا أنا لا أوافقك على كون المهر بدلا من الإرجاع وإذا تأملت الآيات تجد ذلك بدليل أن المهر يرد للزوج لو ارتدت المرأة رد المهر للزوج المسلم وهذا هو عين مافهمه الشيبخ السعدي ومن قبله الطبري
قال الطبري كما مر في المشاركة السابقة:
" وإذا فررن من أصحاب نبي الله إلى المشركين الذين بينهم وبين نبي الله عهد بعثوا بمهورهن إلى أزواجهن من أصحاب نبي الله "
قال الشيخ السعدي:
"
وقوله: {وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ} بأن ذهبن مرتدات {فَعَاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا} كما تقدم أن الكفار إذا كانوا يأخذون بدل ما يفوت من أزواجهم إلى المسلمين، فمن ذهبت زوجته من المسلمين إلى الكفار وفاتت عليه، لزم أن يعطيه المسلمون من " الغنيمة بدل ما أنفق (5). أ. هـ
فهل هناك كان عهد بإرجاع المشركة للمسلمين؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حمد]ــــــــ[26 - May-2009, مساء 06:34]ـ
للمدارسة:
إن ارتدت، فالفراق من قِبَلها. فاستحق زوجها ما أنفق لها.
أما لو أسلمت من زوج كافر، فالفراق من قِبَله. فلا يعاد له المهر، إلا في صورة آية الممتحنة.
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[26 - May-2009, مساء 08:31]ـ
سأسلم لك أخي الفاضل ما قلته من فارق - مع أني غير موافقه عليه مبدئيا - لكن سؤال أخي الفاضل: هل تجد أحدا من الفقهاء قال بأن المرأة لو ارتدت بعد الدخول أن المهر لا تستحقه لأن الفراق من قبلها؟؟
ـ[حمد]ــــــــ[26 - May-2009, مساء 10:39]ـ
أتراجع عما ذكرتُه.
لكني اجتهدتُ جواباً على استشكالك الجيد أخي:
أنّ حكم الله سبحانه بإيتاء الطرفين (المسلمين والكفار) ما أنفق الأزواجُ؛ إنما هو لعدم تمكن الأزواج من الاختيار بين الاستمرار مع زوجاتهم وعدمه.
حيث هاجرت المسلمة إلى المسلمين، وفاتت المرتدة إلى الكفار.
فشرع الله ردّ المهور في هذه الأحوال تسكيناً لأنفس الذين ذهبت أزواجهم.
مثلاً: الذمي لا يشرع له ما أنفق لزوجه التي أسلمت؛ لأنه يستطيع أن يسلم ليبقى معها.
والله أعلم.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[26 - May-2009, مساء 10:45]ـ
فرد المهر هنا: تعويض عن الإرجاع الذي نصت عليه الهدنة - كما أشار الزهري -، لا لأنهم يستحقون المهر بالفراق مطلقاً.
.
أين في كلام الزهري - رحمه الله- أو في الآيات الكريمات أن المهر تعويض عن الارجاع؟
بل الظاهر أن رد المهر كان لما ضاع على الزوج من حق الزوجية.
وقول الزهري لولا الهدنة والعهد يفهم منه بداهة مجرد الصلح وانتهاء مرحلة المجابهة والحرب والتي لا يمكن فيها إعادة المهور الى الازواج حيث تهم كل طائفة بالتنكيل بالأخرى والمكر بها والعمل على الاضرار بها في الأموال والانفس.
وأعيد عليك سؤال الأخ مجدي فياض - بأن الآيات ذكرت أيضا أحقية من ارتدت زوجته في المهر " فهل كان هناك من بنود الصلح إرجاع المشركة للمسلمين؟؟ "
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[26 - May-2009, مساء 10:51]ـ
الأخ الفاضل (مجدي) أنظر لزاما إلى (الفتاوى الكبرى ج4/ص546 على نسختي) لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، فقد قال بم تسأل عنه في صلب مشاركتك.
ولولا خشية الإطالة لكتبت ما قاله، ولكن إن لم يكن عندك الكتاب فأخبرني وسيسهل الله كتابة كلامه إن شاء.
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[26 - May-2009, مساء 11:16]ـ
عندي الكتاب لكن الطبعة مختلفة
اذكر لي فقرة منها أبحث بها في الشاملة
في انتظار ردك
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[26 - May-2009, مساء 11:24]ـ
الأخ الفاضل حمد
قولك: " إنما هو لعدم تمكن الأزواج من الاختيار بين الاستمرار مع زوجاتهم وعدمه "
ثم قولك: " مثلاً: الذمي لا يشرع له ما أنفق لزوجه التي أسلمت؛ لأنه يستطيع أن يسلم ليبقى معها "
ما الفرق؟؟؟!!
أقول ما في آية الممتحنة يمكن أن أقول فيه ما قلت أنت في الذمي أن ذلك الكافر التي هاجرت امرأته مسلمة إلى المسلمين يستطيع أن يسلم ليبقى معها , أو العكس , فما فرق بين الصورتين أخي الفاضل؟؟
ثم لا أدري أخي الفاضل ما الذي تراجعت عنه بالضبط؟؟
ـ[حمد]ــــــــ[26 - May-2009, مساء 11:50]ـ
اقرأ مشاركتي الأخيرة أخي مجدي، وامحُ المثال منها.-> مثال خاطئ
وأبدِ رأيك فيها.
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[27 - May-2009, صباحاً 12:03]ـ
قولك أخي الفاضل:
" أنّ حكم الله سبحانه بإيتاء الطرفين (المسلمين والكفار) ما أنفق الأزواجُ؛ إنما هو لعدم تمكن الأزواج من الاختيار بين الاستمرار مع زوجاتهم وعدمه.
حيث هاجرت المسلمة إلى المسلمين، وفاتت المرتدة إلى الكفار.
فشرع الله ردّ المهور في هذه الأحوال تسكيناً لأنفس الذين ذهبت أزواجهم "
هو عين ما أريده وأريد ان أذهب إليه سواء قيل تسكينا لنفوس الأزواج الذين ذهبت أزواجهم أو سواء أن رد المهر كان لما ضاع على الزوج من حق الزوجية , المهم أن المهر سوف يرد للزوج - عند إسلام المرأة او ارتدادها - وظاهره سواء قبل الدخول أم بعد الدخول
أعيد وأكرر لم أجد أحدا من الفقهاء حسب علمي صرح برجوع المهر للزوج بعد الدخول سواء في حال إسلام المرأة او ارتدادها!!
فما قولك أخي الفاضل؟؟
وهل تجد أحدا قال بما أريد أن أقوله من الفقهاء؟؟ مع أن ذلك قول قتادة ورجحه القرطبي وقبلهما فسر الطبري به الآية وفسر به الشيخ السعدى الآية؟؟!!
في انتظار ردك
ـ[حمد]ــــــــ[27 - May-2009, صباحاً 12:20]ـ
قول قتادة هو فيمن كان بيننا وبينهم عهد. وهذا هو ما نزلت له الآية.
فلو ذهبنا إلى ذلك، فلا مضادة بينه وبين ما ذهب إليه الفقهاء من أنّ المهر مستحق للمرأة بالدخول.
لأنّه في خصوص العهد مع المحاربين قد تحصل مفسدة إن لم نؤت الزوج ما أنفق.
من ناحية المهاجرات: قد يثير في أزواجهم الكفّار نقض العهد، وهذا يعني = اشتعال الحرب.
ومن ناحية المرتدات: فيه غيظ أزواجهم المسلمين على ذهاب نسائهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[27 - May-2009, صباحاً 12:36]ـ
قول قتادة في حمله على العهد سليم لكن لا أرى حمله فقط على المحاربين إذا كان بينهم عهد بل للمستأمنين وأهل الذمة كذلك إذ بيننا وبينهم عهد أي كل من بيننا وبينه عهد
ثم أقول هناك من الفقهاء من أوجب رد المهر للزوج لو أسلمت المرأة لو كان إسلامها قبل الدخول وهو رواية في مذهب أحمد ومذهب مالك وقدمه ابن قدامة في المغني , ومنهم من أوجب رد نصف المهر فقط لو أسلمت المرأة - راجع المغني - فليس العبرة عند الفقهاء حين تعرضوا لهذه المسئلة كونهم أهل عهد ام أهل حرب أو هل يؤدي ذلك إلى اشتعال حرب أم لا؟؟ كل ذلك لم يلتفتوا إليه , بل العبرة عندهم في محل التفرقة هل دخل بها أم لا؟؟
وأقول مثلا لو ذمي تزوج ذمية ودخل بها ثم أسلمت المرأة بعد الدخول , ما حكم هذا المهر؟؟ هل تستحله المرأة ولم؟؟ أم يرد على الزوج الذمي وهو الذي تقتضيه آية الممتحنة؟؟
أو لو مسلم تزوج مسلمة ثم تنصرت الزوجة بعد الدخول , ما حكم هذا المهر؟؟ هل تستحله المرأة ولم؟؟ أم يرد على الزوج المسلم وهو الذي تقتضيه آية الممتحنة؟؟
ثم ما قولك أخي الفاضل في الخلع بعد الدخول هل ترد المرأة المهر أم لا؟؟
لعلك أخي الفاضل فهمت ما أدندن حوله أن الفرقة طالما كانت من قبل المرأة سواء بإسلامها او ارتدادها أو بخلعها أنه لا مهر لها وترد المهر إن قبضته سواء قبل الدخول أم بعد الدخول
في انتظار ردك
ـ[حمد]ــــــــ[27 - May-2009, صباحاً 06:34]ـ
وجدت عطاء يرى رأياً مخالفاً للجمهور.
http://209.85.229.132/search?q=cache:MEZCVNkReAgJ:al tafsir.com/Mojmal.asp%3FSoraNo%3D60%26Aya hNo%3D10+%22%D8%A7%D9%84%D9%85 %D9%87%D8%B1+%D9%88%D8%A3%D8%A E%D8%B0%D9%87+%D9%85%D9%86+%D8 %A7%D9%84%D9%83%D9%81%D8%A7%D8 %B1%22&cd=14&hl=ar&ct=clnk&gl=sa
وهذه الأحكام في رَدِّ المهر وأخذه من الكفار وتعويض الزوج من الغنيمة أو من صداق قد وجب رده على أهل الحرب منسوخٌ عند جماعة أهل العلم غير ثابت الحكم إلا شيئاً رُوي عن عطاء، فإن عبدالرزاق روى عن ابن جريج قال: قلت لعطاء: أرأيت لو أن امرأة من أهل الشرك جاءت المسلمين فأسلمت أيعوَّضُ زوجها منها شيئاً لقوله تعالى في الممتحنة: {وَآتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا}؟ قال: إنما كان ذلك بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين أهل عهده، قلت: فجاءت امرأة الآن من أهل عهد؟ قال: نعم، يُعَاضُ. فهذا مذهب عطاء في ذلك وهو خلاف الإجماع.
افرح أخي مجدي:)
ولا زالت المسألة مشكلة.
لنفترض لو جاءتنا امرأة أسلمت من زوج كافر يعيشان في دولة لا عهد بيننا وبينها البتة، ولا حرب.
فما الحكم؟
ـ[حمد]ــــــــ[27 - May-2009, مساء 04:54]ـ
لنفترض لو جاءتنا امرأة أسلمت من زوج كافر يعيشان في دولة لا عهد بيننا وبينها البتة، ولا حرب.
فما الحكم؟
http://209.85.229.132/search?q=cache:j29uoeoH
السؤال
IcJ:qu ran.al-islam.com/Tafseer/DispTafsser.asp%3Fl%3Darb%26ta f%3DGALALEEN%26nType%3D1%26nSo ra%3D60%26nAya%3D10+%D9%88%D8% A7%D8%B3%D8%A3%D9%84%D9%88%D8% A7+%D9%85%D8%A7+%D8%A3%D9%86%D 9%81%D9%82%D8%AA%D9%85+%D8%A7% D9%84%D8%AC%D9%84%D8%A7%D9%84% D9%8A%D9%86&cd=1&hl=ar&ct=clnk&gl=sa
( وَاسْأَلُوا) اُطْلُبُوا (مَا أَنْفَقْتُمْ) عَلَيْهِنَّ مِنْ الْمُهُور فِي صُورَة الِارْتِدَاد مِمَّنْ تَزَوَّجْهُنَّ مِنْ الْكُفَّار
نلاحظ هنا أنّ المفسّر علّق إيتاء المهر بـ: زواجها من غير زوجها الأول.
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[27 - May-2009, مساء 05:50]ـ
بصراحة أخي الفاضل موضوع الاقتباس ووضع المشاركة عندي عن طريق الاقتباس فيه مشكلة عندي فس نسخة الويندوز فليتك تعيد ما ذكرته في آخر مشاركتين بدون اقتباس لو سمحت
والذي فهمته سريعا أن عطاء يقول بما أريد ان أذهب إليه
في انتظارك أخي الفاضل
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[27 - May-2009, مساء 06:29]ـ
مصنف عبد الرزاق 7/ 185:
" 12707 أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا ابن جريج قال قلت
لعطاء أرأيت لو أن امرأة اليوم من أهل الشرك جاءت إلى المسلمين واسلمت ايعاض زوجها منها لقول الله في الممتحنة وآتوهم مثل ما انفقوا قال لا إنما كان ذلك بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين أهل العهد بينه وبينهم
12708 عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال إنما كان هذا صلح بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين قريش يوم الحديبيه فقد انقطع ذلك يوم الفتح ولا يعاض زوجها منها بشيء
12709 عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال قد انقطع ذلك
12710 عبد الرزاق عن الثوري في قوله وآتوهم ما انفقوا قال كان بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين أهل مكة ولا يعمل به اليوم
12711 عبد الرزاق قال أخبرنا ابن جريج قال قلت لعطاء فجاءت امرأة الآن من أهل العهد قال نعم يعاض " أ. هـ
فالقول عن عطاء مختلف عنه أم يحمل نفي كلامه على أهل الحرب والإثبات على أهل العهد!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حمد]ــــــــ[27 - May-2009, مساء 08:07]ـ
أخي ثبت الآن أنّ هناك من السلف من لا يقصر الآية على صلح الحديبية. وهو عطاء، كما يظهر في آخر أثر نقلتَه.
ولكن لنكيّف حكم الآية فقهياً: هل ردّ المهر فيها هو حكم مطلق يشمل جميع من فارق زوجه بإسلام أو ردّة؟
طبعاً لا.
فما سبب ردّ المهر فيها؟
هو أنّ المسلمة قد تتزوّج غير زوجها الكافر، والمرتدة قد تتزوج غير زوجها المسلم.
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[27 - May-2009, مساء 08:38]ـ
بداية أخي الفاضل أراك بدأت تميل إلى ما أقول به ..... ابتسامة محب
ثانيا ما يعني أن المسلمة قد تتزوج في مسئلة رد المهر من عدمه؟؟ وهل إذا لم تتزوج لا يرد المهر؟؟
وهل تقصد أخي الفاضل أن زوجها المسلم هو الذي يرد المهر!! ولماذا؟؟ ثم هو بعد ذلك يدفع لها مهر آخر جديد بنص آية الممتحنة , فيكون الزوج المسلم دفع مهرين!!
بل الظاهر أخي الفاضل أن الأمر هنا لجماعة المسلمين - أو قل بيت المال أو ما شابه - برد المهر للزوج المشرك كما أن الزوج المسلم إذا ارتدت امرأته يطالب بالمهر من جماعة الكفار , وهذا هو ظاهر آية الممتحنة
ثم أعيد لك سؤالي المتكرر أخي الفاضل ما حكم الخلع بعد الدخول هل تستحق المرأة المهر ولو بعد الدخول أم لا تستحقه المرأة لكون الفرقة من سببها؟؟ برجاء أخي الفاضل إجابة واضحة
بارك الله فيك أخي الحبيب
ـ[حمد]ــــــــ[27 - May-2009, مساء 09:23]ـ
ثانيا ما يعني أن المسلمة قد تتزوج في مسئلة رد المهر من عدمه؟؟ وهل إذا لم تتزوج لا يرد المهر؟؟
يرى بعض أهل العلم أن المسلمة من زوج كافر لا ينفسخ نكاحها منه ما لم تنكح.
http://www.al-zad.net/publish/printer_111.shtml
ثم أعيد لك سؤالي المتكرر أخي الفاضل ما حكم الخلع بعد الدخول هل تستحق المرأة المهر ولو بعد الدخول أم لا تستحقه المرأة لكون الفرقة من سببها؟؟ برجاء أخي الفاضل إجابة واضحة
معذرة، أنا الآن مشغول.
أرجو أن يجيبك بعض الإخوة.
بارك الله فيك أخي الحبيب
السلام عليكم أخي الحبيب.
ـ[حمد]ــــــــ[27 - May-2009, مساء 11:05]ـ
لعلك أخي الفاضل فهمت ما أدندن حوله أن الفرقة طالما كانت من قبل المرأة سواء بإسلامها او ارتدادها أو بخلعها أنه لا مهر لها وترد المهر إن قبضته سواء قبل الدخول أم بعد الدخول
غير صحيح،
يصح افتداؤها نفسَها في الخلع بأقل من المهر.
فما تدفعه إليه: فديةٌ عن نفسها، لا يرتبط بالمهر.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[28 - May-2009, صباحاً 10:06]ـ
اعتذر عن تأخري أحبتي الكرام
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى بعد كلام له سبق:
(وإن كان بعد الدخول فإيجاب مهرها فيه نظر، فإن اللذين أسلموا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بعض أنكحتهم ذلك، ولم يأمر أحدهم بإعطاء مهر).
والله تعالى أعلم
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[28 - May-2009, مساء 04:45]ـ
وجدت لكم نقلين ثمينين
أحدهما للشافعي في الأم والثاني في الفروع لابن مفلح حكى فيه كلام شيخه ابن تيمية
قال الشافعي في الأم:
" جماع الصلح في المؤمنات قال الشافعي رحمه الله تعالى قال الله عز وجل إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن قرأ الربيع الآية قال الشافعي وكان بينا في الآية منع المؤمنات المهاجرات من أن يرددن إلى دار الكفر وقطع العصمة بالإسلام بينهن وبين أزواجهن ودلت السنة على أن قطع العصمة إذا انقضت عددهن ولم يسلم أزواجهن من المشركين وكان بينا فيها أن يرد على الأزواج نفقاتهم ومعقول فيها أن نفقاتهم التي ترد نفقات اللائي ملكوا عقدهن وهي المهور إذا كانوا قد أعطوهن إياها وبين أن الأزواج الذين يعطون النفقات لأنهم الممنوعون من نسائهم وأن نساءهم المأذون للمسلمين بأن ينكحوهن إذا آتوهن أجورهن لأنه لا إشكال عليهم في أن ذوات الأزواج إنما كان الإشكال في نكاح ذوات الأزواج حتى قطع الله عز وجل عصمة الأزواج بإسلام النساء وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ذلك بمضي العدة قبل إسلام الأزواج فلا يؤتى أحد نفقته من امرأة فاتت إلا ذوات الأزواج وقد قال الله عز وجل للمسلمين ولا تمسكوا بعصم الكوافر فأبانهن من المسلمين وأبان رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ذلك بمضي العدة فكان الحكم في إسلام الزوج الحكم في إسلام المرأة لا يختلفان قال واسألوا ما أنفقتم وليسألوا ما أنفقوا
(يُتْبَعُ)
(/)
يعني والله تعالى أعلم أن أزواج المشركات من المؤمنين إذا منعهم المشركون إتيان أزواجهم بالإسلام أوتوا ما دفع إليهن الأزواج من المهور كما يؤدي المسلمون ما دفع أزواج المسلمات من المهور وجعله الله عز وجل حكما بينهم ثم حكم لهم في مثل ذا المعنى حكما ثانيا فقال عز وعلا وإن فاتكم شيء من أزواجكم إلى الكفار فعاقبتم والله تعالى أعلم يريد فلم تعفوا عنهم إذا لم يعفوا عنكم مهور نسائكم فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا كأنه يعني من مهورهن إذا فاتت امرأة مشرك أتتنا مسلمة قد أعطاها مائة في مهرها وفاتت امرأة مشركة إلى الكفار قد أعطاها مائة حسبت مائة المسلم بمائة المشرك المشرك فقيل قال الشافعي رحمه الله تعالى ويكتب بذلك إلى أصحاب عهود المشركين حتى يعطي المشرك ما قاصصناه به من مهر امرأته للمسلم الذي فاتت امرأته إليهم ليس ذلك ولو كان للمسلمة التي تحت مشرك أكثر من مائة رد الإمام الفضل عن المائة إلى الزوج المشرك ولو كان مهر المسلمة ذات الزوج المشرك مائتين ومهر امرأة المسلم الفائتة إلى الكفار مائة ففاتت امرأة مشركة أخرى قص من مهرها مائة وليس على الإمام أن يعطي ممن فاتته زوجته من المسلمين إلى المشركين إلا قصاصا من مشرك فاتت زوجته إلينا وإن فاتت زوجة المسلم مسلمة أو مرتدة فمنعوها فذلك له وإن فاتت على أي الحالين كان فردوها لم يؤخذ لزوجها منهم مهر وتقتل إن لم تسلم إذا ارتدت وتقر مع زوجها مسلمة تفريع أمر نساء المهادنين أخبرنا الربيع قال قال الشافعي رحمه الله تعالى إذا جاءت المرأة الحرة من نساء أهل الهدنة مسلمة مهاجرة من دار الحرب إلى موضع الإمام من دار الإسلام أو دار الحرب فمن طلبها من ولي سوى زوجها منع منها بلا عوض وإذا طلبها زوجها بنفسه أو طلبها غيره بوكالته منعها وفيها قولان أحدهما يعطي العوض والعوض ما قال الله عز وجل فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا قال الشافعي رحمه الله تعالى ومثل ما أنفقوا يحتمل والله تعالى أعلم ما دفعوا بالصداق لا النفقة غيره ولا الصداق كله إن كانوا لم يدفعوه قال الشافعي رحمه الله تعالى فإذا جاءت امرأة رجل قد نكحها بمائتين فأعطاها مائة ردت إليه مائة وإن نكحها بمائة فأعطاها خمسين ردت إليه خمسون لأنها لم تأخذ منه من الصداق إلا خمسين وإن نكحها بمائة ولم يعطها شيئا من الصداق لم نرد إليه شيئا لأنه لم ينفق بالصداق شيئا ولو أنفق من عرس وهدية وكرامة لم يعط من ذلك شيئا لأنه تطوع به ولا ينظر في ذلك إلى مهر مثلها إن كان زادها عليه أن نقصها منه لأن الله عز وجل أمر بأن يعطوا مثل ما أنفقوا ويعطي الزوج هذا الصداق من سهم النبي صلى الله عليه وسلم من الفيء والغنيمة دون ما سواه من المال لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما لي مما أفاء الله عليكم إلا الخمس والخمس يعني والله تعالى أعلم في مصلحتكم " أ. هـ
وفي الفروع لابن مفلح:
"
وَقَالَ شَيْخُنَا: مَتَى خَرَجَتْ مِنْهُ بِغَيْرِ اخْتِيَارِهِ بِإِفْسَادِهَا أَوْ لَا أَوْ بِيَمِينِهِ لَا تَفْعَلُ شَيْئًا فَفَعَلَتْهُ فَلَهُ مَهْرُهُ، وَذَكَرَهُ رِوَايَةً، كَالْمَفْقُودِ، لِأَنَّهَا اسْتَحَقَّتْ الْمَهْرَ بِسَبَبٍ هُوَ تَمْكِينُهَا مِنْ وَطْئِهَا، وَضَمِنَتْهُ بِسَبَبٍ هُوَ إفْسَادُهَا، وَاحْتَجَّ بِالْمُحْتَاجَةِ الَّتِي تَسَبَّبَتْ إلَى الْفُرْقَةِ.
قَالَ: وَالْمُلَاعَنَةُ لَمْ تُفْسِدْ النِّكَاحَ وَيُمْكِنُ تَوْبَتُهَا وَتَبْقَى مَعَهُ، مَعَ أَنَّ جَوَازَ عَضْلِ الزَّانِيَةِ يَدُلُّ أَنَّ لَهُ حَقًّا فِي مَهْرِهَا إذَا أَفْسَدَتْ نِكَاحَهُ: وَقَالَ فِي رُجُوعِهِ بِالْمَهْرِ عَلَى الْغَارِّ فِي نِكَاحٍ فَاسِدٍ وَمَعِيبَةٍ وَمُدَلِّسَةٍ: وَإِذَا أَفْسَدَهُ عَلَيْهِ وَنَحْوُهُ رِوَايَتَانِ، بِنَاءً عَلَى أَنَّ خُرُوجَ الْبُضْعِ مُتَقَوِّمٌ، وَصَحَّحَهُ، وَأَنَّ أَكْثَرَ نُصُوصِهِ تَدُلُّ عَلَيْهِ.
وَاحْتَجَّ بِالْآيَةِ أَنَّ لِزَوْجِ الْمُسْلِمَةِ إذَا ارْتَدَّتْ الْمَهْرَ، وَلِلْمُعَاهَدِ الَّذِي شَرَطَ رَدَّ الْمَرْأَةِ إذَا لَمْ تَرُدَّ الْمَهْرَ، وَالْمَنْصُوصُ الْمُسَمَّى لَا مَهْرَ الْمِثْلِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
قَالَ الْقَاضِي وَجَمَاعَةٌ: أَدَاءُ الْمَهْرِ وَأَخْذُهُ مِنْ الْكُفَّارِ وَتَعْوِيضُ الزَّوْجِ مِنْ الْغَنِيمَةِ وَمِنْ صَدَاقٍ وَجَبَ رَدُّهُ عَلَى أَهْلِ الْحَرْبِ مَنْسُوخٌ عِنْدَ جَمَاعَةٍ، نَصَّ
عَلَيْهِ أَحْمَدُ، قَالَ شَيْخُنَا: هُوَ إحْدَى
الرِّوَايَتَيْنِ، وَإِنَّ الْآيَةَ دَلَّتْ أَنَّ مَنْ أَسْلَمَتْ وَهَاجَرَتْ أَوْ ارْتَدَّتْ وَلَحِقَتْ بِالْكُفَّارِ فَلِزَوْجِهَا مَا أَنْفَقَ، فَيَلْزَمُ الْمُهَاجِرَةَ الْمُوسِرَةَ وَإِلَّا لَزَمَنَا كَفِدَاءِ الْأَسِيرِ، لَوْلَا الْعَهْدُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ لِلْمَصْلَحَةِ لَمَنَعَ الْمُسْلِمُ امْرَأَتَهُ مِنْ اللَّحَاقِ بِهِمْ وَلَمْ تَطْمَعْ بِهِ، فَلَزِمَنَا الْمَهْرُ لَهُ مِنْ الْمَصَالِحِ وَقَدْ يُقَالُ: يَجُوزُ لِحَاجَةٍ مِنْ الْأَرْبَعَةِ الْأَخْمَاسِ، لِأَنَّهُمْ نَالُوهَا بِالْعَهْدِ، فَالزَّوْجُ كَالرَّدِّ، وَلِهَذَا أَقَامَ عُثْمَانُ عَلَى رُقَيَّةَ يَوْمَ بَدْرٍ وَقَسَمَ لَهُ لِتَمَكُّنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْغَزْوِ وَإِنَّمَا أَخَذَ مِنْهُمْ مَهْرَ الْمُعَاهَدِ وَأُعْطِيَهُ مَنْ ارْتَدَّتْ امْرَأَتُهُ، وَهُوَ لَمْ يَحْبِسْ امْرَأَتَهُ، لِأَنَّ الطَّائِفَةَ الْمُمْتَنِعَةَ كَشَخْصٍ وَاحِدٍ فِيمَا أَتْلَفُوهُ
عَلَيْهِ أَحْمَدُ، قَالَ شَيْخُنَا: هُوَ إحْدَى
الرِّوَايَتَيْنِ، وَإِنَّ الْآيَةَ دَلَّتْ أَنَّ مَنْ أَسْلَمَتْ وَهَاجَرَتْ أَوْ ارْتَدَّتْ وَلَحِقَتْ بِالْكُفَّارِ فَلِزَوْجِهَا مَا أَنْفَقَ، فَيَلْزَمُ الْمُهَاجِرَةَ الْمُوسِرَةَ وَإِلَّا لَزَمَنَا كَفِدَاءِ الْأَسِيرِ، لَوْلَا الْعَهْدُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ لِلْمَصْلَحَةِ لَمَنَعَ الْمُسْلِمُ امْرَأَتَهُ مِنْ اللَّحَاقِ بِهِمْ وَلَمْ تَطْمَعْ بِهِ، فَلَزِمَنَا الْمَهْرُ لَهُ مِنْ الْمَصَالِحِ " أ. هـ
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[29 - May-2009, صباحاً 05:37]ـ
وعليكم السلام أخي الحبيب
جزاكم الله خيرا جميعا
ـ[حمد]ــــــــ[29 - May-2009, صباحاً 08:00]ـ
وجزاك الله خيراً.
استفدت من هذا النقاش بفضل الله.(/)
من كان بيته من زجاج فلا يرم غيره بحجر.
ـ[محمد الليبي]ــــــــ[25 - May-2009, صباحاً 02:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من كان بيته من زجاج فلا يرم غيره بحجر
قراءة وتأمل في أسفار العهد القديم
ومقارنة بين أخبارها المشوّهة
وبين
القصص القرآني العظيم
كتبه أبو محمد المقدسي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وأصحابه أجمعين
اما بعد فهذا كتاب الشيخ ابو محمد المقدسي حفظه الله وهو اسم الكتاب (من كان بيته من زجاج فلا يرم غيره بحجر. http://www.zshare.net/download/604717408250ea76/
http://www.zshare.net/info.html?60471740-b50c7cb33fc393a1df7d1e4d9bc3f3 fc (http://www.zshare.net/info.html?60471740-b50c7cb33fc393a1df7d1e4d9bc3f3 fc)
ـ[آبو يحيى الشآمي]ــــــــ[25 - May-2009, صباحاً 06:54]ـ
بورك فيكم ..
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[25 - May-2009, صباحاً 07:27]ـ
شكر الله لك ..
هناك نسخة حديثة لهذه الحكمة:
من كان بيته من زجاج فلا يغير ملابسه في الصالة!
ـ[آبو يحيى الشآمي]ــــــــ[25 - May-2009, مساء 03:22]ـ
شكر الله لك ..
هناك نسخة حديثة لهذه الحكمة:
من كان بيته من زجاج فلا يغير ملابسه في الصالة!
أضحك الله سنك شيخنا أبا القاسم .. - ابتسامة كبيرة -
جزاك الله يخرا على التنبيه ..
ـ[محمد الليبي]ــــــــ[25 - May-2009, مساء 04:46]ـ
بارك الله فيكم جميعاً(/)
فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء في وحدة الأديان
ـ[محمد الليبي]ــــــــ[25 - May-2009, صباحاً 02:40]ـ
فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء في وحدة الأديان
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله:
فإن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء استعرضت ما ورد إليها من تساؤلات، وما ينشر في وسائل الإعلام من آراء ومقالات بشأن الدعوة إلى (وحدة الأديان): دين الإسلام، ودين اليهود، ودين النصارى، وما تفرع عن ذلك من دعوة إلى بناء: مسجد وكنيسة ومعبد في محيط واحد، في رحاب الجامعات والمطارات والساحات العامة، ودعوة إلى طباعة القرآن الكريم والتوراة والإنجيل في غلاف واحد، إلى غير ذلك من آثار هذه الدعوة، وما يعقد لها من مؤتمرات وندوات وجمعيات في الشرق والغرب. وبعد التأمل والدراسة فإن اللجنة تقرر ما يلي:
أولاً: أن من أصول الاعتقاد في الإسلام، المعلومة من الدين بالضرورة، التي الاعتقاد في الإسلام، المعلومة من الدين بالضرورة، التي أجمع عليها المسلمون: أنه لا يوجد على وجه الأرض دين حق سوى دين الإسلام، وأنه خاتمة الأديان، وناسخ لجميع ما قبله من الأديان والملل والشرائع، فلم يبقَ على وجه الأرض دين يُتعبد الله به سوى الإسلام، قال الله تعالى: (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) {آل عمران: 85}. والإسلام بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم هو ما جاء به دون ما سواه من الأديان.
ثانيًا: ومن أصول الاعتقاد في الإسلام أن كتاب الله ــ تعالى ــ: (القرآن الكريم) هو آخر كتب الله نزولاً وعهدًا برب العالمين، وأنه ناسخ لكل كتاب أنزل من قبل من التوراة والزبور والإنجيل وغيرها، ومهيمن عليها، فلم يبق كتاب منزل يُتعبد الله به سوى: (القرآن الكريم) قال الله تعالى
وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق {المائدة: 48}.
ثالثًا: يجب الإيمان بأن (التوراة والإنجيل) قد نُسِخا بالقرآن الكريم، وأنه قد لحقهما التحريف والتبديل بالزيادة والنقصان كما جاء بيان ذلك في آيات من كتاب الله الكريم منها قول الله تعالى: (فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلا منهم) {المائدة: 13}
وقوله جل وعلا: فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون {البقرة: 79}. وقوله سبحانه: وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون {آل عمران: 78}.
ولهذا فما كان منها صحيحًا فهو منسوخ بالإسلام، وما سوى ذلك فهو محرف أو مبدل. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه غضب حين رأى مع عمر بن الخطاب ــ رضي الله عنه ــ صحيفة فيها شيء من التوراة، وقال ــ عليه الصلاة والسلام ــ: "أفي شك أنت يا ابن الخطاب؟! ألم آتِ بها بيضاء نقية؟ لو كان أخي موسى حيًا ما وسعه إلا اتباعي" (رواه احمد والدارمي وغيرهما).
رابعًا: ومن أصول الاعتقاد في الإسلام: أن نبينا ورسولنا محمدًا صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء والمرسلين، كما قال الله تعالى: (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين) {الأحزاب: 40}.
فلم يبق رسول يجب اتباعه سوى محمد صلى الله عليه وسلم، ولو كان أحد من أنبياء الله ورسله حيًا لما وسعه إلا اتباعه صلى الله عليه وسلم ــ وأنه لا يسع أتباعهم إلا ذلك ـ كما قال الله تعالى:) وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين) {آل عمران: 81}.
ونبي الله عيسى ــ عليه الصلاة والسلام ــ إذا نزل في آخر الزمان يكون تابعًا لمحمد صلى الله عليه وسلم وحاكمًا بشريعته. وقال الله تعالى: (الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل) {الأعراف: 157}.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما إن من أصول الاعتقاد في الإسلام أن بعثة محمد صلى الله عليه وسلم عامة للناس أجمعين، قال الله تعالى: (وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون) {سبأ: 28} وقال سبحانه: (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا) {الأعراف: 158} وغيرها من الآيات
خامسًا: ومن أصول الإسلام أنه يجب اعتقاد كفر كل من لم يدخل في الإسلام من اليهود والنصارى وغيرهم وتسميته كافرًا، وأنه عدو و ورسوله والمؤمنين، وأنه من أهل النار كما قال تعالى: (لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة) {البينة: 1}
وقال جل وعلا: (إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية) {البينة: 6} وغيرها من الآيات.
وثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة: يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار".
ولهذا: فمن لم يكفِّر اليهود والنصارى فهو كافر، طردًا لقاعدة الشريعة: (من لم يكفِّر الكافر فهو كافر).
سادسًا: وأمام هذه الأصول الاعتقادية والحقائق الشرعية؛ فإن الدعوة إلى: (وحدة الأديان) والتقارب بينها وصهرها في قالب واحد دعوة خبيثة ماكرة، والغرض منها خلط الحق بالباطل، وهدم الإسلام وتقويض دعائمه، وجرُّ أهله إلى ردة شاملة، ومصداق ذلك في قول الله ــ سبحانه ــ: (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا) {البقرة: 217} وقوله جل وعلا: (ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء) {النساء: 89}.
سابعًا: وإن من آثار هذه الدعوة الآثمة إلغاء الفوارق بين الإسلام والكفر، والحق والباطل، والمعروف والمنكر، وكسر حاجز النفرة بين المسلمين والكافرين، فلا ولاء ولا براء، ولا جهاد ولا قتال لإعلاء كلمة الله في أرض الله، والله ــ جل وتقدس ــ يقول: (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون) {التوبة: 29}
ويقول ــ جل وعلا ــ: (وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين) {التوبة:36}
ثامنًا: إن الدعوة إلى (وحدة الأديان) إن صدرت من مسلم فهي تعتبر ردة صريحة عن دين الإسلام؛ لأنها تصطدم مع أصول الاعتقاد فترضى بالكفر بالله ــ عز وجل ــ، وتبطل صدق القرآن ونسخه لجميع ما قبله من الكتب، وتبطل نسخ الإسلام لجميع ما قبله من الشرائع والأديان؛ وبناء على ذلك فهي فكرة مرفوضة شرعًا محرمة قطعًا بجميع أدلة التشريع في الإسلام من قرآن وسنة وإجماع.
تاسعًا: وتأسيسًا على ما تقدم:
1 ــ فإنه لا يجوز لمسلم يؤمن بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًا ورسولاً، الدعوة إلى هذه الفكرة الآثمة، والتشجيع عليها، وتسليكها بين المسلمين، فضلاً عن الاستجابة لها، والدخول في مؤتمراتها وندواتها، والانتماء إلى محافلها.
2 ــ لا يجوز لمسلم طباعة التوراة والإنجيل منفردَين، فكيف مع القرآن الكريم في غلاف واحد!! فمن فعل ذلك أو دعا إليه فهو في ضلال بعيد، لما في ذلك من الجمع بين الحق (القرآن الكريم) والمحرف أو الحق المنسوخ (التوراة والإنجيل).
3 ــ كما لا يجوز لمسلم الاستجابة لدعوة: (بناء مسجد وكنيسة ومعبد) في مجمع واحد، لما في ذلك من الاعتراف بدين يعبد الله به غير دين الإسلام، وإنكار ظهوره على الدين كله، ودعوة مادية إلى أن الأديان ثلاثة ولأهل الأرض التدين بأي منها، وأنها على قدم التساوي، وأن الإسلام غير ناسخ لما قبله من الأديان، ولا شك أن إقرار ذلك أو اعتقاده أو الرضا به كفر وضلال؛ لأنه مخالفة صريحة للقرآن الكريم والسنة المطهرة وإجماع المسلمين، واعتراف بأن تحريفات اليهود والنصارى من عند الله، ــ تعالى الله عن ذلك ــ.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما أنه لا يجوز تسمية الكنائس (بيوت الله) وأن أهلها يعبدون الله فيها عبادة صحيحة مقبولة عند الله؛ لأنها عبادة على غير دين الإسلام، والله ــ تعالى ــ يقول: (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) {آل عمران: 85} بل هي: بيوت يُكفر فيها بالله. نعوذ بالله من الكفر وأهله. قال شيخ الإسلام ابن تيمية ــ رحمه الله تعالى ــ في مجموع الفتاوى (22 - 162): "ليست ــ أي: البيع والكنائس ــ بيوت الله، وإنما بيوت الله المساجد، بل هي بيوت يُكفر فيها بالله، وإن كان قد يذكر فيها؛ فالبيوت بمنزلة أهلها وأهلها كفار، فهي بيوت عبادة الكفار".
عاشرًا: ومما يجب أن يُعلم أن دعوة الكفار بعامة وأهل الكتاب بخاصة إلى الإسلام واجبة على المسلمين بالنصوص الصريحة من الكتاب والسنة؛ ولكن ذلك لا يكون إلا بطريق البيان والمجادلة بالتي هي أحسن، وعدم التنازل عن شيء من شرائع الإسلام؛ وذلك للوصول إلى قناعتهم بالإسلام ودخولهم فيه، أو إقامة الحجة عليهم ليهلك من هلك عن بينة، ويحيا من حيَّ عن بينة قال الله ــ تعالى ــ:
(قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون) {آل عمران: 64}.
أما مجادلتهم واللقاء معهم ومحاورتهم لأجل النزول عند رغباتهم، وتحقيق أهدافهم، ونقض عُرَى الإسلام ومعاقد الإيمان فهذا باطل يأباه الله ورسوله والمؤمنون؛ والله المستعان على ما يصفون. قال تعالى: (واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك)
{المائدة: 49}
وإن اللجنة إذ تقرر ذلك وتبينه للناس فإنها توصي المسلمين بعامة وأهل العلم بخاصة بتقوى الله تعالى ومراقبته، وحماية الإسلام، وصيانة عقيدة المسلمين من الضلال ودعاته، والكفر وأهله، وتحذرهم من هذه الدعوة الكفرية الضالة: (وحدة الأديان)، ومن الوقوع في حبائلها، ونعيذ بالله كل مسلم أن يكون سببًا في جلب هذه الضلالة إلى بلاد المسلمين وترويجها بينهم.
نسأل الله سبحانه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يعيذنا جميعًا من مضلات الفتن، وأن يجعلنا هداة مهتدين، حماة للإسلام على هدى ونور من ربنا حتى نلقاه وهو راضٍ عنا، وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين (1).
__________
(1) فتوى صدرت برقم 19402 في 25 - 1 - 1418هـ عن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء برئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء (الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء) السعودية. واللجنة التي أصدرت هذه الفتوى مكونة من سماحة الرئيس العام ومفتي عام المملكة العربية السعودية (الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز) رئيسًا و (الشيخ عبد العزيز ابن عبد الله آل الشيخ نائبًا) وعضوية كل من الشيخ د. بكر أبو زيد، و الشيخ د. صالح بن فوزان الفوزان.(/)
الزلزال وأسبابه للشيخ صلاح البدير
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[25 - May-2009, صباحاً 10:31]ـ
الزلزال وأسبابه للشيخ صلاح البدير
27/ 5 / 1430 هـ
الخطبة الأولى:
الحمد لله العظيم في قدره العزيز في قهره، العليم بحال العبد في سره وجهره، أحمده على القدر خيره وشره، وأشكره على القضاء حلوه ومره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .. له الآيات الباهرة، ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمداً عبده ورسوله .. صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد، فياأيها المسلمون اتقوا الله حق تقاته، وسارعوا إلى مغفرته ومرضاته، وسابقوا إلى رحمته وجنته، وحاذروا سخطه وأليم نقمته .. إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون.
أيها المسلمون .. خلق الله الخلق وهو المعبود أبداً المحمود على طول المدى، ومن آيات قدرته العظيمة أن جعل الأرض قارة ساكنة ثابتة لا تزلزل ولا تضطرب ولا تميد ولا تتحرك بأهلها ولا ترجف بمن عليها، وجعلها مهاداً وبساطاً، وأرساها بالجبال وقررها وثقلها حتى سكنت وتذللت:
وحالها القرار فاستقرتِ وشدها بالراسيات الثُبتِ
أنبع عيونها وأظهر مكنونها، وأجرى أنهارها وأنبت زرعها وأشجارها وثمارها، وبث الخلق فيها إذ دحاها فهم قطانها حتى التنادي، يعيشون في أرجائها وأطرافها حتى إذا انتهى الأمر وانقضى الأجل أذن الله لها فتزلزلت وتحركت وألقت بما فيها من الأموات وحدثت بما عمل العاملون على ظهرها من الحسنات والسيئات: يوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا * يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ * فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ الزلزلة 4 - 8.
أيها المسلمون .. ولله آياتٌ وعظاتٌ يريها عباده في الدنيا إنذاراً وتخويفاً وتحذيراً وترهيباً وإيقاظاً وتذكيراً: .. وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً الإسراء 59 ..
قال قتادة: " إن الله يخوف الناس بما يشاء من عباده لعلهم يعتبرون ويذكرون ويرجعون ".
ومن الآيات المخيفة والنذر المرعبة والعظات الموقظة آية الخسف والرجفة والزلزلة، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " لا تقوم الساعة حتى يُقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن ويكثر الهرج - وهو القتل - حتى يكثر فيكم المال فيفيض " أخرجه البخاري ..
وعن عمران بن حصين - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " في هذه الأمة خسفٌ ونسفٌ وقذف، فقال رجل: يارسول الله ومتى ذاك؟ قال: إذا ظهرت القينات والمعازف وشُربت الخمورُ " أخرجه الترمذي ..
وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يكون في آخر هذه الأمة خسفٌ ومسخٌ وقذف، قالت: قلت: يارسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم .. إذا ظهر الخبث " أخرجه الترمذي ..
وعن صفية بنت أبي عبيد قالت: " زُلزلت الأرض في عهد عمر حتى اصطفقت السرر، فخطب عمر للناس فقال: أحدثتم لقد عجلتم .. لئن عادت لأخرجن من بين ظهرانيكم) .. أخرجه ابن أبي شيبة والبيهقي ..
وذُكر أن الكوفة رجفت على عهد عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - فقال: " يا أيها الناس إن ربكم يستعتبكم فأعتبوه "، ومعنى يستعتبكم؛ أي يطلب منكم الرجوع عن المعاصي إلى ما يرضيه عنكم.
أيها المسلمون .. إن ما حدث في الأيام الماضية من زلازل وهزات حدثٌ جللٌ وأمرٌ عظيم يبعث على الوجل من الله - تعالى - وعقوبته؛ فضجوا بالاستغفار وتخلصوا من الذنوب والأوزار، وأشفقوا من غضب الجبار، وأظهروا الخشية والتوبة والإنابة والتضرع والفاقة والمسكنة، وأكثروا الدعاء وعظموا الرغبة والرجاء، واصدقوا في اللجأ، ولا تفتروا عن ذكر الله - تعالى- والتذلل له والتقرب إليه والفرار إليه.
يا من إليه جميع الخلق يبتهل وكل حي على رحماه يتكل
أنت المنادى في كل حادثةٍ وأنت ملجأ من ضاقت به الحيل
أنت الغياث لمن سدت مذاهبه أنت الدليل لمن ضلت به السبل
إنا قصدناك والآمال واقعة عليك والكل ملهوف ومبتهل
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن غفرت فعن طَولٍ وعن كرم وإن سطوت فأنت الحاكم العدل
لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا ظالمين، ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، ربِّ اغفر وارحم.، ربِّ اغفر وارحم، ربِّ اغفر وارحم وأنت خير الراحمين.
ياكاشف الضر صفحاً عن جرائمنا لقد أحاطت بنا يارب بأساء
نشكو إليك خطوبا لا نطيق لها حملاً ونحن بها حقاً أحقاء
زلازل تخشع الصم الصلاب لها وكيف يقوى على الزلزال شماء
فباسمك الأعظم المكنون إن عظمت منا الذنوب وساء القلب أسواء
فاسمح وهب وتفضل وامحُ واعفُ وأجب واصفح فكل لفرط الجهل خطاء
وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ الشورى 30 ..
قال قتادة: " بلغنا أنه ليس أحدٌ يصيبه خدش عود ولا نكبة قدم ولا خلجات عرق إلا بذنب، ويعفو الله عنه أكثر " ..
وعن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: " خسفت الشمس في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - فقام فزعاً يخشى أن تقوم الساعة حتى أتى المسجد، فقام يصلي بأطول قيامٍ وركوعٍ وسجود ما رأيته يفعله في صلاة قط، ثم قال: " إن هذه الآيات التي يرسل الله لا تكون لموت أحد ولا لحياته، ولكن الله يرسلها يخوف بها عباده، فإذا رأيتم منها شيئاً فافزعوا إلى ذكره ودعائه واستغفاره " متفق عليه ..
وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رأى غيماً أو ريحاً عُرف في وجهه، فسألته، فقال: " يا عائشة ما يؤمني أن يكون فيه عذاب .. عُذب قومٌ بالريح، وقد رأى قومٌ العذاب فقالوا: هذا عارضٌ ممطرنا" أخرجه البخاري.
الناسكون يحاذرون وما بسيئة ألموا
كانوا إذا راموا كلاماً مطلقاً خطموا وزموا
إن قيلت الفحشاء أو ظهرت عموا عنها وصموا
فمضوا وجاء معاشر بالمنكرات قووا وطموا
ففم لطعم فاغر ويد على مال تضم
عدلوا عن الحسن الجميـ ل وللخما عمدوا وأموا
وإذا هم أعيتهم شنائعهم كذبوا وأموا
َلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ الأنعام 43، وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ المؤمنون 76
أيا عجباً للناس في طول ما سهوا وفي طول ما اغتروا وفي طول ما لهوا
يقولون نرجو الله ثم افتروا به ولو أنهم يرجون خافوا كما رجوا
وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَن يُنِيبُ غافر 13، وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ البقرة 269، إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ هود 103، إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَى النازعات 26، سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى الأعلى 10 - 11.
ما يجهل الرشد من خاف الإله ومن أمسى وهمته في دينه الفتر
ما يحذر الله إلا الراشدون وقد ينجي الرشيد من المحذورة الحذر
بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة، ونعفني الله وإياكم بما فيهما من الآيات والبينات والدلالات والحكمة ..
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ وخطيئةٍ؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه ..
وأشهد أن نبينا وسيدنا محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد، فياأيها المسلمون اتقوا الله وراقبوه، وأطيعوه ولا تعصوه: يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين.
أيها المسلمون .. من أُصيب بهذه المصيبة فصبر واحتسب وصبر واسترجع عوَّضه الله عما فاته هدًى في قلبه، ويقينًا صادقاً في نفسه وخلفاً عاجلاً في دنياه، فعن صهيب - رضي الله عنه - قال: " قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: " عجباً لأمر المؤمن إنَّ أمره كله له خير - وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن - إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له " أخرجه مسلم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وكلمة الاسترجاع: " إنا لله وإنا إليه راجعون " جعلها الله ملجأً لذوي البصائر وعصمة للمتحنين وبشرى للصابرين المسترجعين؛ فلا جزع ولا هلع .. ولكن رضا وتسليم، فعن أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: " سمعت الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: " ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله: إنا لله وإنا إليه راجعون .. اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها .. إلا أخلف الله له خيراً منها " أخرجه مسلم ..
وعن أبي سعيد وأبي هريرة - رضي الله عنهما - " أنهما سمعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " ما يصيب المؤمن من نَصَبٍ ولا وَصَبٍ ولا سقم ولا حزن .. حتى الهم يهمه إلا غفر به من سيئاته " أخرجه مسلم.
إذا ابتليت فثق بالله وارضَ به إن الذي يكشف البلوى هو الله
إذا قضى الله فاستسلم لقدرته ما للمرء حيلة فيما قضى الله
اليأس يقطع أحيانا ً بصاحبه لا تيأسن فإن الصانع الله
اللهم ارفع عنا الغلا والوبا والربا والزنا والزلازل والمحن. والزلازل والمحن. والزلازل والمحن، وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا هذا خاصةً وعن سائر بلاد المسلمين يارب العالمين ..
اللهم إنا نعوذ بك من يوم السوء ومن ليلة السوء ومن ساعة السوء ..
اللهم اجعلنا في ضمانك وأمانك وإحسانك ياأرحم الراحمين.
اللهم اجعل أهلنا في (العيص) و (أملج) وما حولهما في ضمانك وأمانك وإحسانك ياأرحم الراحمين ..
حسبنا الله وكفى. حسبنا الله وكفى، سمع الله لمن دعا، ليس وراء الله منتهى، على الله توكلنا وإليه أنبنا.
اللهم إنا نعوذ بك من الطعن والطاعون والوباء وهجوم البلاء في النفس والأهل والمال والولد، الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر، الله أكبر مما نخاف ونحذر، الله أكبر الله أكبر عدد ذنوبنا حتى تغفر ..
اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء ..
اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك،وتحول عافيتك وفجآءة نقمتك وجميع سخطك ..
نعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن برٌّ ولا فاجرٌ من شر ما خلق وبرأ وذرأ، ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما يلج في الأرض ومن شر ما يلج في الأرض ومن شر ما يخرج منها، ومن شر طوارق الليل والنهار إلا طارقاً يطرق بخير يارحمن ..
اللهم اغفر لنا ذنوبنا. اللهم اغفر لنا ذنوبنا، اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، ولا تؤاخذنا بذنوبنا فنهلك. ولا تؤاخذنا بذنوبنا فنهلك، ولا تؤاخذنا بذنوبنا فنهلك وأنت أرحم الراحمين وخير الغافرين.
اللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى، وخذ بناصيته للبر والتقوى، وهيئ له البطانة الصالحة الناصحة التي تدله على الخير وتعينه، وأبعد عنه بطانة السوء يارب العالمين.
اللهم وفق جميع ولاة أمر المسلمين لتحكيم شرعك واتباع سنة نبيك محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -.
اللهم ارحم موتانا، واشف مرضانا، وفك أسرانا، وانصرنا على من عادانا برحمتك ياقوي ياعزيز.
عباد الله .. اعلموا أن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه وثنى بملائكته المسبحة بقدسه، وأيَّه بكم أيها المؤمنون من جنه وأنسه فقال قولًا كريما: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً الأحزاب 56 ..
اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمدٍ وعلى جميع آله وأصحابه صلاةً تبقى وسلامًا يترى إلى يوم الدين.
عباد الله .. إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ النحل - 90 ..
فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.
__________________(/)
ما هي مميزات كتاب أقضية الرسول - صلى الله عليه وسلم -
ـ[العوضي]ــــــــ[25 - May-2009, مساء 06:57]ـ
لابن الطلاع المالكي - رحمه الله -
ما هو أول كتاب ألف في القضاء ?
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[25 - May-2009, مساء 07:31]ـ
ما هو أول كتاب ألف في القضاء ?
رسالة عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأبي موسى الأشعري رضي الله عنه. إن صح السند إليه.
وقد جمعها الأستاذ أحمد سحنون وأطال النفس حول الكلام في نسبتها.
ومن أوائل الكتب المؤلفة في القضاء:
- القضاء وآداب الحكام لأبي عبيد القاسم بن سلام (ت: 222 وقيل غير ذلك)، ذكره (ابن حجر. ولم أقف عليه.
- كتاب القضاء لسريج بن يونس (ت: 235هـ). ولا يوجد منه سوى الجزء الثاني، ولم تعلم عدد أجزائه.
- أخبار القضاة لمحمد بن خلف بن حيان المعروف بـ (وكيع) (ت: 306هـ).
- ولأبي بكر الأثرم كتاب في القضاء.
- الولاة والقضاة. لأبي عمر الكندي - محمد بن يوسف بن يعقوب. (بعد 355هـ)(/)
كيف تنضي شيطانك؟
ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[25 - May-2009, مساء 08:27]ـ
كيف تنضي شيطانك؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، صلى الله عليه، وعلى آله وصحبه ومن والاه .. وبعد:
ففي مسند الإمام أحمد بسند حسن، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله r قال:
إن المؤمن لينضي شياطينه كما ينضي أحدكم بعيره في السفر.
وفي رواية: إن المؤمن ينضي شيطانه كما ينضي أحدكم بعيره في السفر.
[رواه أحمد (2/ 380) والحكيم الترمذي (1/ 132) وابن أبى الدنيا في مكايد الشيطان (ص 41) وقال الهيثمي (1/ 116): فيه ابن لهيعة. والحديث من رواية قتيبة بن سعيد عن ابن لهيعة عن موسى بن وردان عن أبي هريرة به .. فمن حسنه، حسنه لأن قتيبة بن سعيد لم يكتب حديث ابن لهيعة إلا من كتب عبد الله بن وهب ثم يسمعه من ابن لهيعة، وابن وهب إنما سمع من ابن لهيعة قبل احتراق كتبه .. والمشهور في التراجم أن رواية قتيبة بن سعيد عن ابن لهيعة صالحة .. ولذلك حسنه الألباني في الصحيحة 3586]
وقوله: " إن المؤمن ينضي شيطانه " أي يهزله ويجعله ضعيفا مهزولاً، ويَجْعله نِضْوا. والنِضْو: الدابة التي أهْزَلَتْها الأسفار، وأذْهَبَت لَحْمَها. ومنه حديث علي " كلمات لو رَحَلْتُم فيهنَّ المَطِيَّ لأَنْضَيْتُموهنّ ". وحديث ابن عبد العزيز " أنْضَيتم الظَّهر " أي أهْزَلْتُموه. [النهاية 5/ 72]
- قال المناوي في فيض القدير:
وقوله: كما ينضي أحدكم بعيره في السفر .. فالبعير يتجشم في سفره أثقال حمولته فيصير نضوا لذلك، وشيطان المؤمن يتجشم أثقال غيظه منه لما يراه من الطاعة والوفاء لله فوقف منه بمزجر الكلب في ناحية ..
وأشار بتعبيره " لينضي " دون يهلك ونحوه إلى أنه لا يتخلص أحد من شيطانه ما دام حيا فإنه لا يزال يجاهد القلب وينازعه والعبد لا يزال يجاهده مجاهدة لا آخر لها إلى الموت ..
وقيل للحسن البصري أينام إبليس؟ فتبسم وقال: لو نام لوجدنا راحة.
وقال قيس بن الحجاج: قال لي شيطان: دخلت فيك وأنا مثل الجزور وأنا الآن كالعصفور، قلت: ولم ذا؟ قال أذبتني بكتاب الله. اهـ
- قال ابن القيم في بدائع الفوائد:
ذكر الله يقمع الشيطان ويؤلمه ويؤذيه كالسياط والمقامع التي تؤذي من يضرب
بها ولهذا يكون شيطان المؤمن هزيلا ضئيلا مضني مما يعذبه ويقمعه به من ذكر الله وطاعته كما جاء في هذا الحديث ..
لأنه كلما اعترضه صب عليه سياط الذكر والتوجه والاستغفار والطاعة فشيطانه معه في عذاب شديد ليس بمنزلة شيطان الفاجر الذي هو معه في راحة ودعة ولهذا يكون قويا عاتيا شديداً ..
فمن لم يعذب شيطانه في هذه الدار بذكر الله تعالى وتوحيده واستغفاره وطاعته عذبه شيطانه في الآخرة بعذاب النار، فلا بد لكل أحد أن يعذب شيطانه أو يعذبه شيطانه .. اهـ
وروى عبد الرزاق عن أبي الأحوص عن ابن مسعود قال:
إن شيطان المؤمن يلقى شيطان الكافر فيرى شيطان المؤمن شاحبا أغبر مهزولاً فيقول له شيطان الكافر: مالكَ ويحكً قد هلكت؟ فيقول شيطان المؤمن: لا والله ما أصل معه إلى شيء، إذا طعم ذكر اسم الله، وإذا شرب ذكر اسم الله، وإذا نام ذكر اسم الله، وإذا دخل بيته ذكر اسم الله ..
فيقول الآخر: لكني آكل من طعامه، وأشرب من شرابه، وأنام على فراشه، فهذا شاح وهذا مهزول.
[المصنف 10/ 419 والطبراني 9/ 156 بسند صحيح عن ابن مسعود]
· أسلحة لقهر الشيطان وغلبته
إذا فلابد من معرفة الأسلحة التي بها نحارب الشيطان، ونرد كيده في نحره، ونغزوه من حيث أراد غزونا ..
وأول ما لابد من معرفته ها هنا أن نتيقن أمور ثلاثة:
أولها: أن الشيطان هو عدونا الأول وأنه يجب علينا أن نتخذه عدوا ..
والثاني: أنه يعمل على إضلالنا وإهلاكنا ويخوفنا أولياءه ..
والثالث: أننا مطالبون بقتاله هو وحزبه وأولياءه تماما كما فرض علينا الجهاد لمقاتلة أعداء الله الكافرين والمارقين.
· إن الشيطان لكم عدو
قال تعالى:) إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (فاطر-6
وهذه الآية فيها فريضتان:
الأولى: فريضة علمية ضرورية، وهي العلم بأن الشيطان هو عدونا وهو أمر مؤكد بحرف إن، وأنه يدعوا أتباعه وحزبه إلى سعير جهنم.
(يُتْبَعُ)
(/)
والفريضة الثانية: فريضة عملية وهي وجوب اتخاذه عدواً وإنما قلنا وجوب لأن طاعته في معصية الله منها الكفر والضلال ..
والوجوب مأخوذ من قوله: فاتخذوه .. وهي أمر لمبادلته العداوة.
وقال تعالى:) أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آَدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ * وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (يس-62
والعهد هنا بمعنى الوصية أي: ألم أوصكم وأبلغكم على ألسنة الرسل ..
أن لا تعبدوا الشيطان: أي لا تطيعوه في معصيتي ..
إنه لكم عدو مبين: أي ظاهر العداوة ..
وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم: أي هو الحق ..
ولقد أضل منكم جبلا كثيراً: أي خلقا كثيراً ..
أفلم تكونوا تعقلون: أي أفما كان لكم عقل في مخالفة ما أمركم به ربكم من عبادته وحده وعدولكم إلى إتباع الشيطان ..
· فقاتلوا أولياء الشيطان
وقال تعالى:) الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً (النساء-76
أي المؤمنون يقاتلون في طاعة الله ورضوانه والكافرون يقاتلون في طاعة الشيطان، ثم هيج تعالى المؤمنين على قتال أعدائه بقوله) فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً (.
- يقول أبو الطيب محمد صديق خان بن حسن بن علي ابن لطف الله الحسيني البخاري القِنَّوجي المتوفى في (1307هـ) في كتابه القيم: حسن الأسوة بما ثبت من الله ورسوله في النسوة (1/ 116) وهو يتكلم على كيد النساء في موقف المراودة والهم في قصة يوسف عليه السلام:
وَعَن بعض الْعلمَاء إِنِّي أَخَاف من النِّسَاء مَا لَا أَخَاف الشَّيْطَان فَإِنَّهُ تَعَالَى يَقُول {إِن كيد الشَّيْطَان كَانَ ضَعِيفا} وَقَالَ للنِّسَاء (إِن كيدكن عَظِيم) وَلِأَن الشَّيْطَان يوسوس مسارقة وَهن يواجهن بِهِ الرِّجَال .. وهَذَا فِيمَا يتَعَلَّق بِأَمْر الْجِمَاع والشهوة لَا أَنه عَظِيم على الْإِطْلَاق إِذْ الرِّجَال أعظم مِنْهُنَّ فِي الْحِيَل والمكايدة فِي غير مَا يتَعَلَّق بالشهوة. اهـ
· التحرز من الشيطان
والطريقة النافعة لمحاربة الشيطان هي التحرز من شره واستخدام الأسلحة كالاستعاذة بالله من الشيطان وذكر الله وقراءة القرآن واستخدام الرقية الشرعية والطهارة والصلاة والتحرز من فضول النظر والكلام والطعام والمخالطة على تفصيل يأتي.
ثم العمل على الوقاية منه في كل أمورنا .. التي دل النص عليها.
وفي الفقرات الآتية إن شاء الله سنأتي بالأدلة على كل حرز من هذه الحروز لنرد كيد الشيطان في نحره .. والله المستعان.
الحرز الأول
وهو الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم
· استعن بصاحب الغنم
من أراد العصمة من الشيطان فعليه اللجوء إلى خالقه ..
قال ابن الجوزي في تلبيس إبليس: حكي عن بعض السلف أنه قال لتلميذه:
ما تصنع بالشيطان إذا سول لك الخطايا؟
قال: أجاهده، قال: فإن عاد؟ قال: أجاهده، قال: فإن عاد؟ قال: أجاهده!! قال: هذا يطول،، أرأيت إن مررت بغنم فنبحك كلبها أو منعك من العبور ما تصنع؟ قال: أكابده وأرده جهدي .. قال: هذا يطول عليك، ولكن استعن بصاحب الغنم يكفه عنك. اهـ
ولله المثل الأعلى ..
وروى اللالكائي عن جعفر عن ثابت عن مطرف بن عبد الله قال: نظرت فإذا ابن آدم ملقي بين يدي الله وبين يدي إبليس، فإن شاء الله أن يعصمه عصمه، وإن تركه ذهب به إبليس.
[انظر اعتقاد أهل السنة 4/ 682 رقم 1256 وابن أبي الدنيا في مكائد الشيطان 1/ 45]
فالاستعاذة بالله من الشيطان تكون باللسان واستقرار معناها في العقل والقلب.
· آيات الاستعاذة من الشيطان
الاستعاذة جاءت في الآيات الكريمات على قسمين:
الأول: على العموم .. مثل ما جاء في سورة الناس:
ومنه قوله تعالى:) وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (الأعراف-200
وقال تعالى:) وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (فصلت-36
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال تعالى:) إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (غافر-56
ومنه قوله تعالى عن أم مريم:) فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (آل عمران-36
والقسم الثاني من الاستعاذة: عند قراءة القرآن في الصلاة أو خارجها.
قال تعالى:) فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (النحل-98
- وقد قال الإمام أحمد في رواية حنبل: لا يقرأ في صلاة ولا غير صلاة إلا استعاذ لقوله عز وجل:) فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم (وقال في رواية عنه: كلما قرأ يستعيذ.
· الاستعاذة قبل القراءة
والاستعاذة تكون قبل القراءة وقالت طائفة من العلماء: يتعوذ بعد القراءة واعتمدوا على ظاهر سياق الآية ولدفع الإعجاب بعد فراغ العبادة ..
وحكي قول ثالث: وهو الاستعاذة أولا وآخراً جمعا بين الدليلين ..
والمشهور الذي عليه الجمهور أن الاستعاذة إنما تكون قبل التلاوة لدفع الموسوس عنها، ومعنى الآية عندهم:) فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم (أي إذا أردت القراءة كقوله تعالى:) إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم (أي إذا أردتم القيام.
والدليل على ذلك الأحاديث الواردة عن رسول الله r بذلك.
· فوائد الاستعاذة عند قراءة القرآن
قال ابن القيم:
فأمر سبحانه بالاستعاذة به من الشيطان عند قراءة القرآن لوجوه:
منها: أن القرآن شفاء لما في الصدور يذهب لما يلقيه الشيطان فيها من الوساوس والشهوات والإرادات الفاسدة.
ومنها: أن القرآن مادة الهدى والعلم والخير في القلب كما أن مادة الشيطان نار تحرق فكلما أحس بنبات الخير من القلب سعى في إفساده وإحراقه فأمر أن يستعيذ بالله عز وجل منه لئلا يفسد عليه ما يحصل له بالقرآن.
ومنها: أن الملائكة تدنو من قارئ القرآن وتستمع لقراءته كما في حديث أسيد بن حضير لما كان يقرأ ورأى مثل الظلة فيها مثل المصابيح فقال عليه الصلاة والسلام: تلك الملائكة.
[رواه البخاري 5018 ومسلم 795 باب نزول السكينة عند قراءة القرآن].
والشيطان ضد الملك وعدوه فأمر القارئ أن يطلب من الله تعالى مباعدة عدوه عنه حتى يحضره خاص ملائكته فهذه منزلة لا يجتمع فيها الملائكة والشياطين.
ومنها: أن الشيطان يجلب على القارئ بخيله ورجله حتى يشغله عن المقصود بالقرآن وهو تدبره وتفهمه ومعرفة ما أراد به المتكلم به سبحانه فيحرص بجهده على أن يحول بين قلبه وبين مقصود القرآن فلا يكمل انتفاعه به فأمر عند الشروع أن يستعيذ بالله عز وجل منه.
ومنها: أن القارئ يناجي الله تعالى بكلامه والله تعالى أشد أذنا للقارئ الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى قينته والشيطان إنما قراءته الشعر والغناء فأمر القارئ أن يطرده بالاستعاذة عند مناجاة الله تعالى واستماع الرب قراءته.
ومنها: أن الله سبحانه أخبر أنه ما أرسل من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته والسلف كلهم على أن المعنى: إذا تلا ألقى الشيطان في تلاوته قال الشاعر في عثمان:
تمنى كتاب الله أول ليله ** وآخره لاقى حمام المقادر.
فإذا كان هذا فعله مع الرسل عليهم السلام فكيف بغيرهم!
ولهذا يغلط – الشيطان- القارئ تارة ويخلط عليه القراءة ويشوشها عليه فيخبط عليه لسانه أو يشوش عليه ذهنه وقلبه فإذا حضر عند القراءة لم يعدم منه القارئ هذا أو هذا وربما جمعهما له فكان من أهم الأمور: الاستعاذة بالله تعالى منه.
ومنها: أن الشيطان أحرص ما يكون على الإنسان عندما يهم بالخير أو يدخل فيه فهو يشتد عليه حينئذ ليقطعه عنه ..
فالشيطان بالرصد للإنسان على طريق كل خير .. كما في الحديث: إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه. فهو بالرصد ولا سيما عند قراءة القرآن ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فأمر سبحانه العبد أن يحارب عدوه الذي يقطع عليه الطريق ويستعيذ بالله تعالى منه أولا ثم يأخذ في السير كما أن المسافر إذا عرض له قاطع طريق اشتغل بدفعه ثم اندفع في سيره.
ومنها: أن الاستعاذة قبل القراءة عنوان وإعلام بأن المأتى به بعدها القرآن ولهذا لم تشرع الاستعاذة بين يدي كلام غيره بل الاستعاذة مقدمة وتنبيه للسامع أن الذي يأتي بعدها هو التلاوة فإذا سمع السامع الاستعاذة استعد لاستماع كلام الله تعالى ثم شرع ذلك للقارئ وإن كان وحده لما ذكرنا من الحكم وغيرها ..
فهذه بعض فوائد الاستعاذة. اهـ
وقال ابن كثير: ومن لطائف الاستعاذة أنها طهارة للفم مما كان يتعاطاه من اللغو والرفث وتطييب له وهو لتلاوة كلام الله وهي استعانة بالله واعتراف له بالقدرة وللعبد بالضعف والعجز عن مقاومة هذا العدو المبين الباطني الذي لا يقدر على منعه ودفعه إلا الله الذي خلقه ولا يقبل مصانعة ولا يدارى بالإحسان بخلاف العدو من نوع الإنسان .. ولما كان الشيطان يرى الإنسان من حيث لا يراه استعاذ منه بالذي يراه ولا يراه الشيطان. اهـ
· صيغ الاستعاذة
الصيغة الأولى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم لظاهر قوله تعالى:) فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (.
وفي الصحيحين عن سليمان بن صرد رضي الله عنه قال:
استب رجلان عند النبي r ونحن عنده جلوس فأحدهما يسب صاحبه مغضبا قد احمر وجهه فقال النبي r إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجده ..
لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ..
فقالوا للرجل ألا تسمع ما يقول رسول الله r ؟ قال: إني لست بمجنون.
[رواه البخاري 3282 ومسلم 2610 وأبو داود 4781].
الصيغة الثانية: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ..
ويدل عليه ما رواه أبو داود في قصة الإفك: أن النبي r جلس وكشف عن وجهه وقال: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم.
[رواه أبو داود 785 بإسناد ضعيف وقد وردت الصيغة في أحاديث أخر].
الصيغة الثالثة:
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه.
لحديث أبي سعيد الخدري الذي رواه أحمد والترمذي قال:
كان النبي r إذا قام إلى الصلاة استفتح ثم يقول: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه.
[رواه احمد 3/ 50 وأبو داود 775 والترمذي 242 وابن ماجة 808 وصححه الألباني].
وصيغة رابعة: قال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي إذا قرأ استعاذ يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم إن الله هو السميع العليم.
لأن ظاهر قوله:) فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم (
وقوله في الآية الأخرى:) فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم (
يقتضي أن يلحق بالاستعاذة وصفه بأنه هو السميع العليم في جملة مستقلة بنفسها مؤكدة بحرف إن لأنه سبحانه هكذا ذكر. [راجع جمع الروايات في إرواء الغليل للألباني 2/ 53].
فالصيغة الجائزة والأفضل ما ورود بها الدليل من السنة ومعلوم أن السنة مترجمة للكتاب ومبينة لمعانيه وأحكامه ..
أما الصيغة الأخيرة الواردة عن الإمام أحمد فليس عليها دليل إلا ما فهمه الإمام من الآيات .. وتأخير السميع العليم عن الشيطان الرجيم ليس بمشهور.
ولو قدم السميع العليم على الشيطان الرجيم لوافق الصيغة الثانية الصحيحة الواردة وفي نفس الوقت أُخذ بالآيات.
· حكم الاستعاذة
اختلف العلماء في حكم الاستعاذة وهل هي واجبة أم مستحبة؟
قال ابن كثير: وجمهور العلماء على أن الاستعاذة مستحبة ليست بمتحتمة يأثم تاركها، وحكي عن عطاء ابن أبي رباح وجوبها في الصلاة وخارجها كلما أراد القراءة لظاهر الآية فاستعذ وهو أمر ظاهره الوجوب، وبمواظبة النبي r عليها، ولأنها تدرأ شر الشيطان وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ولأن الاستعاذة أحوط وهو أحد مسالك الوجوب ..
[مقدمة تفسيره وانظر شرح بلوغ المرام 2/ 49 والشرح الممتع 1/ 470 لابن عثيمين].
(يُتْبَعُ)
(/)
ويؤيد الوجوب الحديث الذي رواه مسلم عن عثمان بن أبي العاص الثقفي أنه أتى النبي r فقال: يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي، فقال له رسول الله r : ذاك شيطان يقال له خنزب فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل عن يسارك ثلاثاً، قال: ففعلت فأذهبه الله عني. [رواه مسلم 2203 وأحمد في المسند 4/ 216].
· معنى الاستعاذة
كلمات الاستعاذة غير لفظ الجلالة هي:
1 - أعوذ:
ومعنى أعوذ بالله: أي أمتنع به وأعتصم به وألجأ إليه، ومصدره العوذ والعياذ والمعاذ وغالب استعماله في المستعاذ به ..
ومنه قوله r لقد عذت بمعاذ.
[قاله لما أوتى بالجونية امرأة من بني الجون رواه أحمد 3/ 498 وسنده صحيح].
وأصل اللفظة من اللجأ إلى الشيء والاقتراب منه ..
ومن كلام العرب: أطيب اللحم عوذه: أي الذي قد عاذ بالعظم واتصل به .. وقولهم: ناقة عائذ: يعوذ بها ولدها.
فالاستعاذة هي الالتجاء إلى الله تعالى والالتصاق بجنابه من شر كل ذي شر .. والعياذة تكون لدفع الشر، واللياذ لطلب وجلب الخير، كما قال المتنبي:
يا من ألوذ به فيما أؤمله ** ومن أعوذ به ممن أحاذره
لا يجبر الناس عظما أنت كاسره ** ولا يهيضون عظما أنت جابره
ومعنى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم أي أستجير بجناب الله من الشيطان الرجيم أن يضرني في ديني أو دنياي أو يصدني عن فعل ما أمرت به أو يحثني على فعل ما نهيت عنه فإن الشيطان لا يكفه عن الإنسان إلا الله ..
ولهذا أمر تعالى بمصانعة شيطان الإنس ومداراته بإسداء الجميل إليه ليرده طبعه عما هو فيه من الأذى وأمر بالاستعاذة به من شيطان الجن لأنه لا يقبل رشوة ولا يؤثر فيه جميل لأنه شرير بالطبع ولا يكفه عنك إلا الذي خلقه.
2 - باء الاستعانة في لفظ الجلالة:
الباء المصاحبة للفظ الجلالة من قولنا: أعوذ بالله، هي باء الاستعانة أي استعين بالله في إعاذتي من الشيطان الرجيم.
قال الشيخ ابن عثيمين: الاستعاذة من الأمور الخفية لا تكون إلا بالله لأنه لا يقدر عليها إلا الله كالاستعاذة من الشياطين ..
والاستعاذة من الأمور الحسية تكون بالله وبغيره، بشرط أن يكون المستعاذ به قادرا على الاستعاذة، أما إذا كان غير قادرا فلا ..
فلو استعاذ الإنسان بصاحب القبر من شخص تسور عليه بيته فهذا شرك!
ولولا اعتقاد هذا المستعيذ بأمر خفي سري يعتقده في هذا القبر ما فعل ..
ولو استعاذ هذا الرجل بجاره حين قفز عليه السارق جاز فعله ..
ولهذا جاء في حديث الصحيحين لما ذكر ما ذكر من الفتن قال: من وجد معاذا فليعذ به.
[الحديث في الصحيحين رواه البخاري 3601 ومسلم 2886 عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ: ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي ومن يشرف لها تستشرفه ومن وجد ملجأ أو معاذا فليعذ به].
والاستغاثة الخفية أو الحسية نفس حكم الاستعاذة .. اهـ
3 - السميع العليم:
قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله – في شرح بلوغ المرام (2/ 49):
السميع: أي المتصف بالسمع، وسمع الله تبارك وتعالى نوعان: سمع إجابة وسمع إدراك، وهو في هذا يشمل الأمرين جميعاً ..
العليم: أي ذو العلم .. وعلم الله تبارك وتعالى محيط بكل شيء جملة وتفصيلاً سابقاً ولاحقاً وحاضراً وهو من صفات الكمال .. وإنما ذكر هذان الاسمان لأن السميع بمعنى المجيب مناسب لقولك: أعوذ .. والعليم كذلك مناسب لقولك: أعوذ لأن ما من معيذ إلا وعنده علم كيف يعيذ.
وقال ابن القيم في إغاثة اللهفان:
قوله:) فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم (أتى بالألف واللام في: السميع العليم .. لمزيد التأكيد والتعريف والتخصيص لأن سياق ذلك بعد إنكاره سبحانه على الذين شكوا في سمعه لقولهم وعلمه بهم ..
كما جاء في الصحيحين [البخاري 7521 في كتاب التوحيد ومسلم 2775] من حديث ابن مسعود قال: اجتمع عند البيت ثلاثة نفر قرشيان وثقفي أو ثقفيان وقرشي كثير شحم بطونهم قليل فقه قلوبهم فقالوا: أترون الله يسمع ما نقول؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فقال أحدهم: يسمع إن جهرنا ولا يسمع إن أخفينا فقال الآخر: إن سمع بعضه سمع كله فأنزل الله عز وجل:) وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ* وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (فصلت-23
فجاء التوكيد في قوله: إنه هو السميع العليم في سياق هذا الإنكار: أي هو وحده الذي له كمال قوة السمع وإحاطة العلم لا كما يظن به الجاهلون أنه لا يسمع إن أخفوا وأنه لا يعلم كثيرا مما يعملون ..
وأيضا فإن السياق هاهنا لإثبات صفات كماله وأدلة ثبوتها وآيات ربوبيته وشواهد توحيده .. فأتى بأداة التعريف الدالة على أن من أسمائه السميع العليم كما جاءت الأسماء الحسنى كلها معرفة.
وما جاء بلفظ: سميع عليم: جاء في سياق وعيد المشركين وإخوانهم من الشياطين ووعد المستعيذ بأن له ربا يسمع ويعلم وآلهة المشركين التي عبدوها من دونه ليس لهم أعين يبصرون بها ولا آذان يسمعون بها فإنه سميع عليم وآلهتهم لا تسمع ولا تبصر ولا تعلم فكيف تسوونها به في العبادة فعلمت أنه لا يليق بهذا السياق غير التنكير كما لا يليق بذلك غير التعريف. والله أعلم بأسرار كلامه.
4 - من الشيطان الرجيم:
الشيطان في لغة العرب مشتق من شطن إذا بعد فهو بعيد بطبعه عن طباع البشر وبعيد بفسقه عن كل خير ..
وقيل مشتق من شاط لأنه مخلوق من نار ومنهم من يقول كلاهما صحيح في المعنى ولكن الأول أصح وعليه يدل كلام العرب ..
قال أمية بن أبي الصلت في ذكر ما أوتي سليمان عليه السلام:
أيما شاطٍ عصاه عكاه ثم يلقى في السجن والأغلال.
فقال أيما شاطٍ ولم يقل أيما شائط، وقال النابغة الذبياني:
نأت بسعاد عنك نوى شطون فبانت والفؤاد بها رهين.
يقول: بعدت بها طريق بعيدة.
وقال سيبويه: العرب تقول تشيطن فلان إذا فَعل فِعل الشياطين ولو كان من شاط لقالوا تشيط فالشيطان مشتق من البعد على الصحيح ولهذا يسمون كل من تمرد من جني وإنسي وحيوان شيطاناً.
قال الله تعالى:) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا (الأنعام-112
وروي في المسند عن أبي ذر رضي الله عنه قال، قال رسول الله r : يا أبا ذر تعوذ بالله من شياطين الإنس والجن! فقلت: أو للإنس شياطين؟ قال: نعم. [رواه أحمد 5/ 178 وفيه عبيد بن الخشخاش وثقه ابن حبان ولينه بعضهم]
الرجيم: فعيل بمعنى مفعول أي أنه مرجوم مطرود عن الخير كما قال تعالى:) وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ (
وقيل: رجيم بمعنى راجم لأنه يرجم بالوساوس. والأول أشهر وأصح.
· فائدة:
ويلاحظ أنه لم يستعذ بشيطان من الشياطين وإنما استعاذ بالشيطان الأكبر بدليل وصفه بالرجيم وهي نص في الشيطان صاحب القصة مع نبي الله آدم عليه السلام فأفاد هذا الاستعاذة من الجنة عموما وشياطين الإنس والجن لأنهم تبع لوليهم الأكبر إبليس.
5 - همزه ونفخه ونفثه:
وقد جاء في آخر الحديث من تفسير النبي r عند أحمد ومن تفسير عمرو بن مرة راوي الحديث عند ابن ماجة أن همزه: المؤتة (وهي الخنقة التي تأتي للمجنون والمصروع) ونفخه: الكبر، ونفثه: الشعر.
وقال تعالى:) وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ (المؤمنون-97
والهمزات: جمع همزة كتمرات وتمرة وأصل الهمز الدفع ..
قال أبو عبيد عن الكسائي: همزته ولمزته ولهزته ونهزته إذا دفعته ..
والتحقيق: أنه دفع بنخز وغمز يشبه الطعن فهو دفع خاص ..
فهمزات الشياطين: دفعهم الوساوس والإغواء إلى القلب ..
قال ابن عباس والحسن: نزغاتهم ووساوسهم. وفسرت همزاتهم بنفخهم ونفثهم وهذا قول مجاهد وفسرت بخنقهم وهو الموتة التي تشبه الجنون ..
وظاهر الحديث أن الهمز نوع غير النفخ والنفث وقد يقال وهو الأظهر أن همزات الشياطين إذا أفردت دخل فيها جميع إصاباتهم لابن آدم وإذا قرنت بالنفخ والنفث كانت نوعا خاصا كنظائر ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[25 - May-2009, مساء 08:29]ـ
من أنواع الاستعاذة
· الاستعاذة بالله من الوسواس الخناس
قال تعالى:) قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (
وقد مر تفسيرها وبيان فوائدها في باب سبل الشيطان ..
وصح عن النبي r أنه قال لأبي مليح وكان رديفه: لا تقل تعس الشيطان فإنك إن قلت تعس الشيطان تعاظم وقال بقوتي صرعته وإذا قلت بسم الله خنس حتى يصير مثل الذباب.
[رواه أحمد 5/ 59 وأبو داود 4928 والحاكم 4/ 324 وصححه الألباني]
وفيه دلالة على أن القلب متى ذكر الله تصاغر الشيطان وغلب وإن لم يذكر الله تعاظم وغلب.
ومر معنا حديث النبي r : الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة.
وذكر البخاري عن ابن عباس: أن الوسواس إذا ولد المولود خنسه الشيطان فإذا ذكر الله عز وجل ذهب وإذا لم يذكر الله ثبت على قلبه. والأثر ضعيف.
وخنسه: أي خنس المولود أي نخسه وطعنه في خاصرته والوسواس هو الشيطان سمي به لكثرة ملابسته الإنسان ووسوسته له ..
والخناس: لأنه يخنس أي يتقهقر ويتأخر عند ذكر الله تعالى.
· التعوذ من الخبث والخبائث
ثبت في الصحيحين [البخاري 142 ومسلم 357] عن أنس أن رسول الله r كان إذا دخل الخلاء قال: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث.
قال كثير من العلماء استعاذ من ذكران الشياطين وإناثهم.
وجاء عن ابن عمر رضي اللّه عنهما وغيره: كان رسول اللّه r إذا دخل الخَلاء قال: اللَّهُمَّ إني أعُوذُ بِكَ مِنَ الرِّجس النَّجِسِ الخَبِيثِ المُخْبِثِ الشَّيْطانِ الرجِيمِ.
[رواه ابن السني 18 عن أنس وابن ماجة رقم 299 والطبراني 8/ 210 عن أبي أمامة وحسنه الحافظ بشواهده ورواه ابن أبي شيبة 1/ 11 عن أبي حذيفة وغيره من قوله].
· همزات الشياطين وأن يحضرون
وقال تعالى:) وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ (المؤمنون-98
فأمر تعالى أن يستعيذ العبد به من نوعي شر إصابتهم بالهمز وقربهم ودنوهم منه فتضمنت الاستعاذة أن لا يمسوه ولا يقربوه ..
وقال القرطبي: هذه الآية فيها مسألتان:
الأولى قوله تعالى:) من همزات الشياطين (والهمزات هي جمع همزة والهمز في اللغة النخس والدفع، يقال: همزه ولمزه ونخسه أي دفعه ..
وقال الليث: الهمز كلام من وراء القفا واللمز مواجهة، والشيطان يوسوس فيهمس في وسواسه في صدر ابن آدم ..
وقال أبو الهيثم: إذا أسر الكلام وأخفاه فذلك الهمس من الكلام وسمي الأسد هموسا لأنه يمشي بخفة فلا يسمع صوت وطئه.
الثانية: أمر الله تعالى نبيه r والمؤمنين بالتعوذ من الشيطان في همزاته وهي سورات الغضب التي لا يملك الإنسان فيها نفسه، وكأنها هي التي كانت تصيب المؤمنين مع الكفار فتقع المحادة، فلذلك اتصلت بهذه الآية، فالنزغات وسورات الغضب الواردة من الشيطان هي المتعوذ منها في الآية ..
وقوله:) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ (أي يكونوا معي في أموري فإنهم إذا حضروا الإنسان كانوا معدين للهمز وإذا لم يكن حضور فلا همز وفي صحيح مسلم: إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه حتى يحضره عند طعامه. اهـ
وفي سنن أبي داود عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله r كان يعلمهم من الفزع كلمات: أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون.
[رواه أبو داود 2/ 405 والنسائي كبرى 10601 وابن أبي شيبة 5/ 51 وحسنه الألباني]
قال في تحفة الأحوذي:
أعوذ بكلمات الله التامة أي الكاملة الشاملة الفاضلة وهي أسماؤه وصفاته وآيات كتبه، وعقابه أي عذابه، شر عباده من الظلم والمعصية ونحوهما ومن همزات الشياطين أي نزغاتهم وخطراتهم ووساوسهم وإلقائهم الفتنة والعقائد الفاسدة في القلب وهو تخصيص بعد تعميم وأن يحضرون أي ومن أن يحضروني في أموري كالصلاة وقراءة القرآن وغير ذلك لأنهم إنما يحضرون بسوء فإنها أي الهمزات لن تضره أي إذا دعا بهذا الدعاء وفيه دليل على أن الفزع إنما هو من الشيطان.
· الاستعاذة من الشيطان بكلمات الله
(يُتْبَعُ)
(/)
وعند البخاري وأحمد عن ابن عباس: أن رسول الله r كان يعوذ حسنا وحسينا يقول: أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة، وكان يقول: كان إبراهيم أبي يعوذ بهما إسماعيل وإسحاق.
[رواه البخاري 3371 وأحمد 1/ 236 وأبو داود 4737]
قال ابن حجر في فتح الباري:
بكلمات الله قيل المراد بها كلامه على الإطلاق وقيل أقضيته وقيل ما وعد والمراد بالتامة الكاملة وقيل النافعة وقيل الشافية وقيل المباركة وقيل القاضية التي تمضي وتستمر ولا يردها شيء ولا يدخلها نقص ولا عيب ..
قال الخطابي: كان أحمد يستدل بهذا الحديث على أن كلام الله غير مخلوق ويحتج بأن النبي r لا يستعيذ بمخلوق ..
وقوله: من كل شيطان: يدخل تحته شياطين الإنس والجن ..
وهامة: بالتشديد واحدة الهوام ذوات السموم وقيل كل ما له سم يقتل فأما ما لا يقتل سمه فيقال له السوام وقيل المراد كل نسمة تهم بسوء.
قوله: ومن كل عين لامة قال الخطابي: المراد به كل داء وآفة تلم بالإنسان من جنون وخبل، وقال ابن الأنباري: يعني أنها تأتي في وقت بعد وقت ..
وقال لامة ليؤاخي لفظ هامة لكونه أخف على اللسان. اهـ
· التعوذ من شر الشيطان وشركه
في سنن أبي داود عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال: يا رسول الله مرني بكلمات أقولهن إذا أصبحت وإذا أمسيت، قال: قل اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة، رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه، قال: قلها إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك. [رواه أحمد 1/ 9 وأبو داود 5067 والترمذي 3392 وصححه الألباني]
قال في تحفة الأحوذي:
قوله أعوذ بك من شر نفسي: أي من ظهور السيئات الباطنية التي جبلت النفس عليها ومن شر الشيطان أي وسوسته وإغوائه وإضلاله ..
وشركه بكسر الشين وسكون الراء أي ما يدعو إليه من الإشراك بالله ..
ويروى بفتحتين أي مصائده وحبائله التي يفتتن بها الناس.
قال ابن القيم: قد تضمن هذا الحديث الاستعاذة من الشر وأسبابه وغايته فإن الشر كله إما أن يصدر من النفس أو من الشيطان، وغايته إما أن يعود على العامل أو على أخيه المسلم فتضمن الحديث مصدري الشر الذي يصدر عنهما وغايتيه اللتين يصل إليهما. اهـ
فإن قيل: لم قدم الاستعاذة من شر النفس مع أن شر الشيطان أهم في الدفع وكيده ومحاربته أشد من النفس وشرها وفسادها إنما ينشأ من وسوسته ومن ثم أفردت له في التنزيل سورة تامة بخلافها؟
قيل: الظاهر أنه جعله من باب الترقي من الأدنى إلى الأعلى.
أو يقال: أن النفس هي محل قبول إغواء الشيطان ووساوسه، فالاستعاذة منها أي من ضعفها وتسليم قياد أمرها للشيطان .. والله أعلم
· فائدة الاستعاذة عند الجماع
في الصحيحين عن ابن عباس قال، قال رسول الله r :
لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتني فإن كان بينهما ولد لم يضره الشيطان ولم يسلط عليه.
[البخاري 3283 ومسلم 1434 وأبو داود 2161]
قال في عمدة القاري: قوله: لم يضره .. أي لم يضر الشيطان الولد يعني لا يكون له عليه سلطان ببركة اسمه عز وجل بل يكون من جملة العباد المحفوظين المذكورين في قوله:) إن عبادي ليس لك عليهم سلطان (
ويقال يحتمل أن يؤخذ قوله لم يضره عاما فيدخل تحته الضرر الديني ويحتمل أن يؤخذ خاصا بالنسبة إلى الضرر البدني بمعنى أن الشيطان لا يتخبطه ولا يداخله بما يضر عقله وبدنه وهو الأقرب وإن كان التخصيص خلاف الأصل لأنا إذا حملناه على العموم اقتضى أن يكون الولد معصوما عن المعاصي وقد لا يتفق ذلك ولا بد من وقوع ما أخبر به عليه الصلاة والسلام أما إذا حملناه على الضرر في العقل والبدن فلا يمتنع ..
وقال القاضي عياض: قيل المراد أنه لا يصرعه الشيطان وقيل لا يطعن فيه عند ولادته بخلاف غيره قال ولم نحمله على العموم في جميع الضرر لوجود الوسوسة والإغواء يعني الحمل على فعل المعاصي ..
وقال الداودي: لم يضره بأن يفتنه بالكفر. اهـ
ومن فوائد الحديث:
الأولى: فيه استحباب التسمية والدعاء المذكور في ابتداء الوقاع.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثانية: فيه الاعتصام بذكر الله تعالى ودعائه من الشيطان والتبرك باسمه والاستشعار بأن الله تعالى هو الميسر لذلك العمل والمعين عليه.
الثالثة: فيه الحث على المحافظة على تسميته ودعائه في كل حال حتى في حال ملاذ الإنسان ..
وقال ابن بطال: فيه الحث على ذكر الله في كل وقت على طهارة وغيرها ورد قول من قال لا يذكر الله تعالى إلا وهو طاهر ومن كره ذكر الله تعالى على حالتين على الخلاء وعلى الوقاع .. اهـ
· الاستعاذة عند السفر ودخول الفلوات
روت خولة بنت حكيم قالت: سمعت رسول الله r يقول: من نزل منزلا ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل. [أخرجه مسلم 2708 وأحمد 6/ 377 والترمذي 3437]
وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان رسول الله r إذا سافر فأقبل الليل قال: يا أرض ربي وربك الله أعوذ بالله من شرك وشر ما فيك وشر ما خلق فيك وشر ما يدب عليك وأعوذ بالله من شر أسد وأسود ومن الحية والعقرب ومن ساكن البلد ومن والد وما ولد. وقد ضعفه علماء الحديث ..
[رواه أبو داود 2603 وأحمد 2/ 132 وضعفه الألباني]
والأسود: الشخص، وساكن البلد: هم الجن سكان الأرض والبلد من الأرض: ما كان مأوى الحيوان وإن لم يكن فيه بناء ومنازل.
ويحتمل أن يكون المراد بالوالد: إبليس، وبالولد: الشياطين.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله r قال:
لا تسبوا الشيطان، وتعوذوا بالله من شره.
قال المناوي في فيض القدير:
(لا تسبوا الشيطان) فإن السب لا يدفع عنكم ضرره ولا يغني عنكم من عداوته شيئا، ولكن (تعوذوا بالله من شره) فإنه المالك لأمره الدافع لكيده عمن شاء من عباده. اهـ
· هل يجوز سب الشيطان؟
في الحديث السابق: لا تسبوا الشيطان و تعوذوا بالله من شره.
[قال الألباني في السلسلة الصحيحة (5/ 547) رواه أبو طاهر المخلص (9/ 196/2) وعنه الديلمي (4/ 148) وتمام في فوائده (122/ 1) وأبو عبد الله الغضائري في أحاديثه (204/ 2) عن عبد الغفار بن داود أبي صالح الحراني قال: حدثنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا. قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الغفار بن داود فمن رجال البخاري. اهـ .. قلت: وعنعنة الأعمش عن أبي صالح السمان مع شهرته بالتدليس ليست هاهنا .. قال سبط ابن العجمي في التبيين لأسماء المدلسين (1/ 31): في ترجمة الأعمش في الميزان يدلس وربما دلس عن ضعيف ولا يدري به فمتى قال حدثنا فلا كلام ومتى قال عن تطرق إليه احتمال التدليس إلا في شيوخ له أكثر عنهم كإبراهيم وأبي وائل وأبي صالح السمان فان روايته عن هذا الصنف محمولة على الاتصال. انتهى.]
ومن النهي عن سب الشيطان أيضا: صح عن النبي r أنه قال لأبي مليح وكان رديفه: لا تقل تعس الشيطان فإنك إن قلت تعس الشيطان تعاظم وقال بقوتي صرعته وإذا قلت بسم الله خنس حتى يصير مثل الذباب.
[رواه أحمد 5/ 59 وأبو داود 4928 والحاكم 4/ 324 وصححه الألباني]
ومن الفوائد في هذا الباب:
روى الإمام مسلم عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: «قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعناه يقول: أعوذ بالله منك، ثم قال: ألعنك بلعنة الله، ثلاثا، وبسط يده كأنه يتناول شيئا، فلما فرغ من الصلاة قلنا: يا رسول الله: قد سمعناك تقول في الصلاة شيئا لم نسمعك تقوله قبل ذلك ورأيناك بسطت يدك، قال: إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي، فقلت: أعوذ بالله ثلاث مرات، ثم قلت: ألعنك بلعنة الله التامة، فلم يستأخر ثلاث مرات، ثم أردت أخذه، والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة».
[رواه مسلم (542) والنسائي (1215) وابن حبان (1979) وأبو عوانة (2/ 144) وأبو نعيم في دلائل النبوة (2/ 475) والبيهقي (2/ 264)]
- وجاء في كتاب الصمت وآداب اللسان لابن أبي الدنيا (ص 205) عن مجاهد رحمه الله أنه قال: قل ما ذكر الشيطان قوم إلا حضرهم، فإذا سمع أحدا يلعنه قال: لقد لعنت ملعونا، ولا شيء أقطع لظهره من: لا إله إلا الله.
قلت: وإسناده صحيح متصل إلى مجاهد، قال ابن أبي الدنيا: حدثنا داود بن عمرو حدثنا عباد بن العوام أنبأنا حصين قال: سمعت مجاهدا يقول .. فذكره.
(يُتْبَعُ)
(/)
- وفي زاد المعاد لابن القيم (2/ 323):
ومن هذا قوله صلى الله عليه وسلم: لا يقولن أحدكم: تعس الشيطان فإنه يتعاظم حتى يكون مثل البيت فيقول: بقوتي صرعتة ولكن ليقل: بسم الله فإنه يتصاغر حتى يكون مثل الذباب. [صحيح خرجه أبو داود كما سبق]
وفي حديث آخر: إن العبد إذا لعن الشيطان يقول: إنك لتلعن ملعنا.
[الحديث لم أجده وهو قريب مما قاله مجاهد أعلاه]
ومثل هذا قول القائل: أخزى الله الشيطان وقبح الله الشيطان فإن ذلك كله يفرحه ويقول: علم ابن ادم أني قد نلته بقوتي وذلك مما يعينه على إغوائه ولا يفيده شيئا فأرشد النبي صلى الله عليه وسلم من مسه شيء من الشيطان أن يذكر الله تعالى ويذكر اسمه ويستعيذ بالله منه فإن ذلك أنفع له وأغيظ للشيطان. اهـ
- وفي مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين (3/ 93): سئل فضيلة الشيخ برقم (491): عن حكم لعن الشيطان؟ فأجاب بقوله: الإنسان لم يؤمر بلعن الشيطان، وإنما أمر بالاستعاذة منه كما قال الله تعالى: وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم (الأعراف-200) وقال تعالى في سورة فصلت: وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم (فصلت-36). اهـ
- وفي شرح العقيدة الطحاوية للشيخ صالح آل الشيخ (1/ 214) قال: ويلحق ببحث لعن الكافر لعن الشيطان أو لعن إبليس، وهذا أيضا اختلف فيه أهل العلم على قولين: القول الأول: منهم من أجاز لعنه بعينه لقول الله ? {إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا * لَعَنَهُ اللَّهُ} [النساء:117 - 118]
وما جاء في الآيات في لعن إبليس وطرده عن رحمة الله.
القول الثاني: أنه لا يُلْعَنْ إبليس ولا الشيطان لما صَحَّ في الحديث أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن لعن الشيطان أو عن لعن إبليس وقال: «لا تلعنوه فإنه يتعاظم» رواه تمَّام في فوائده وغيره بإسناد جيد، قالوا: فهذا يدل على النهي عن اللّعن، وهذا متّجه في أنَّ اللعن عموماً في القاعدة الشرعية أنَّ المسلم لا يلعن؛ لأنّ اللعن منهي عنه المؤمن بعامة، ومن أعظم ما يكون أثراً للعن أنَّ اللَّعان لا يكون شفيعاً ولا شهيداً يوم القيامة. والمسألة فيها أيضاً مزيد بحث فيما جرى من لعن يزيد، ولعن بعض المعينين؛ ولكن الإمام أحمد لما سئل عن حال يزيد قال: أليس هو الذي فعل بأهل المدينة يوم الحرة ما فعل، أليس هو كذا؟ فقال له: لم لا تلعنه؟ فقال: وهل رأيت أباك يلعن أحداً؟. وهذا يدل على أنَّ ترك اللعن من صفات الأتقياء، وأنَّ اللَّعن من صفات من دونهم إذا كان في حقّ من يجوز لعنه عند بعض العلماء، أما لعن من لا يستحق اللعن فهذا يعود على صاحبه؛ يعني من لَعَنَ من لا يستحق اللعن عادت اللعنة؛ يعني الدعاء بالطرد والإبعاد من رحمة الله على اللاعن والعياذ بالله. اهـ
خلاصة ما ذكر: أن لعن الشيطان غير جائز للنص في النهي عن لعنه، وهو نص صحيح ..
وكذا حديث أبو داود: لا تقل تعس الشيطان، وهي وإن لم تكن لعنا إلا أنها أفادت أمرا مهما، وهي أن الشيطان يتعاظم بذلك ..
وأيده أثر مجاهد الصحيح عنه عند ابن أبي الدنيا كما مر ..
أما جواز اللعن فإنه يقيد بحالة الوسوسة والكيد فقط كما صح من حديث أبي الدرداء في مسلم وقول رسول الله له: ألعنك بلعنة الله، ثلاثا ..
فأفاد هذا الحديث جواز اللعن عند حصول الكيد والوسوسة، ولا يلعن ابتداءاً ..
والله أعلى وأعلم.
يتبع بإذن الله تعالى ***********
ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[25 - May-2009, مساء 08:30]ـ
الحرز الثاني: الذكر والرقية
والحرز الثاني وهو ذكر الله والرقية الشرعية .. فكثرة ذكر الله من أنفع الحروز من الشيطان .. وفيه أحاديث كثيرة نصطفي منها أصحها وهو الآتي:
· وصية محمد ويحيى عليهما السلام
في المسند وسنن الترمذي عن الحارث الأشعري عن النبي r قال:
إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بها ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها .. وجاء فيه في الخامسة قوله:
وآمركم أن تذكروا الله فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في أثره سراعا حتى إذا أتى على حصن حصين فأحرز نفسه منهم كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله .. الحديث.
(يُتْبَعُ)
(/)
[رواه أحمد 4/ 202 والترمذي 2863 والطبراني 3/ 286 وغيرهم وصححه الألباني]
قال ابن القيم في البدائع:
فقد أخبر النبي r في هذا الحديث أن العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله وهذا بعينه هو الذي دلت عليه سورة قل أعوذ برب الناس فإنه وصف الشيطان فيها بأنه الخناس والخناس الذي إذا ذكر العبد الله انخنس وتجمع وانقبض وإذا غفل عن ذكر الله تعالى التقم القلب وألقى إليه الوساوس التي هي مبادئ الشر كله فما أحرز العبد نفسه من الشيطان بمثل ذكر الله عز وجل.
· الذكر يحمي من الشيطان
وعند الترمذي عن عمارة بن شبيب السبائي قال:
قال رسول الله r : من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات على إثر المغرب بعث الله مسلحة يحفظونه من الشيطان حتى يصبح وكتب الله له بها عشر حسنات موجبات ومحي عنه عشر سيئات موبقات وكانت له بعدل عشر رقاب مؤمنات.
[رواه الترمذي 3534 والنسائي كبرى 6/ 149 وصححه الألباني]
· دعاء للحفظ من الشيطان وغيره
روى الإمام أحمد عن جبير بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم، سمعت عبد الله ابن عمر يقول: لم يكن رسول الله r يدع هذه الدعوات حين يصبح وحين يمسي:
اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي اللهم أحفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعود بعظمتك أن أغتال من تحتي ..
قال وكيع بن الجراح: أغتال من تحتي، يعني الخسف.
[رواه أحمد 2/ 25 وأبو داود 5074 وابن ماجة 3871 وغيرهم بسند صحيح]
· كلمات هن حرز من الشيطان
روى البخاري عن أبي هريرة أن رسول الله r قال:
من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر من ذلك.
[رواه البخاري 3293 وأحمد 2/ 302 والترمذي 3468]
فهذا حرز عظيم النفع والفائدة يسير سهل على من يسره الله تعالى عليه.
· إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك
ومر معنا أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال: يا رسول الله r مرني بكلمات أقولهن إذا أصبحت وإذا أمسيت قال: قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه قال: قلها إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك.
[رواه أحمد 1/ 9 وأبو داود 5067 والترمذي 3392 وسنده صحيح]
وفي سنن أبي داود عن أبي الأزهر الأنماري:
أن رسول الله r كان إذا أخذ مضجعه من الليل قال: بسم الله وضعت جنبي اللهم اغفر لي ذنبي واخسأ (وأخز) شيطاني وفك رهاني (وثقل ميزاني) واجعلني في الندي الأعلى.
[رواه أبو داود 5054 وصححه الألباني والزيادة للطبراني 22/ 298 وللحاكم 1/ 724]
· الشيطان يتصاغر كالذباب بالبسملة
والبسملة من أفضل الذكر وهي ذكر اسم الله على كل شيء أو عمل ..
روى أحمد وأبو داود عن أبي تميمة عن أبي المليح عن رجل قال:
كنت رديف النبي r فعثرت دابته فقلت تعس الشيطان،، فقال: لا تقل تعس الشيطان فإنك إذا قلت ذلك تعاظم حتى يكون مثل البيت ويقول بقوتي ولكن قل: بسم الله فإنك إذا قلت ذلك تصاغر حتى يكون مثل الذباب ..
وفي رواية الحاكم: لا تقل تعس الشيطان فإنك إن قلت تعس الشيطان تعاظم وقال بقوتي صرعته وإذا قيل بسم الله خنس حتى يصير مثل الذباب.
[رواه أحمد 5/ 59 وأبو داود 4928 والحاكم 4/ 324 وصححه الألباني]
وفي سنن الترمذي عن علي أن رسول الله r قال: ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا دخل أحدهم الخلاء أن يقول بسم الله.
وفي رواية أبي الشيخ في العظمة:
ستر بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا وضع ثوبه قال بسم الله.
[رواه الترمذي 606 وأبو الشيخ في العظمة 5/ 1668وصححه الألباني]
· البسملة وما يقول المرء إذا خرج من بيته
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي سنن الترمذي [3426 وصححه الألباني] عن أنس بن مالك قال، قال رسول الله r : إذا خرج الرجل من بيته فقال بسم الله وتوكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله قال يقال حينئذ هديت وكفيت ووقيت فتتنحى له الشياطين فيقول له شيطان آخر كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي.
· البسملة قبل النوم علاج لوساوس الشيطان
وعند أبي داود عن أبي الأزهر الأنماري: أن رسول الله r كان إذا أخذ مضجعه من الليل قال: بسم الله وضعت جنبي .. واجعلني في الندي الأعلى.
قال الخطابي: وقوله الندي الأعلى: يريد الملأ الأعلى من الملائكة.
[رواه أبو داود 5054 وصححه الألباني]
· ما يقول من بلي بالوسوسة
من حديث عائشة مرفوعاً: من وجد من هذا الوسواس فليقل: آمنا بالله ورسوله آمنا بالله ورسوله، فإن ذلك يذهب عنه.
[رواه ابن السني وهو حديث صحيح أنظره في صحيح الجامع 6587]
· كف الصبيان والبسملة
روى البخاري عن جابر عن النبي r قال: إذا استجنح أو كان جنح الليل فكفوا صبيانكم فإن الشياطين تنتشر حينئذ فإذا ذهب ساعة من العشاء فخلوهم .. وأغلق بابك واذكر اسم الله .. وأطفئ مصباحك واذكر اسم الله .. وأوك سقاءك واذكر اسم الله .. وخمر إناءك واذكر اسم الله .. ولو تعرض عليه شيئاً.
[رواه البخاري 3280 وأحمد 3/ 319 وأبو داود 3731]
· الرقية الشرعية
ومن أنفع العلاج لرد كيد الشيطان وعلاج الآفات الناجمة عن أفعاله الخبيثة هو استعمال الرقية الشرعية الواردة في صحيح السنة والتي يعالج بها لمم الشيطان ووسوسته وكذا بعض الأمراض النفسية كالعين والحسد والأمراض العضوية كالقروح ولدغ العقارب والحيات وأمثالهن ..
· الرقية بفاتحة الكتاب
ففي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:
أن أناسًا من أصحاب رسول الله r كانوا في سفر، فمروا بحي من أحياء العرب فاستضافوهم فلم يضيفوهم، فقالوا لهم: هل فيكم راق؟ فإن سيد الحي لديغ أو مصاب، فقال رجل منهم: نعم، فأتاه فرقاه بفاتحة الكتاب، فبرأ الرجل، فأعطي قطيعًا من غنم (وسقونا لبنًا (فأبى أن يقبلها، وقال: حتى أذكر ذلك للنبي r ، فأتى النبي r فذكر ذلك له فقال: يا رسول الله، والله ما رقيت إلا بفاتحة الكتاب، فتبسم، وقال: وما أدراك أنها رقية؟ ثم قال: خذوا منهم واضربوا لي بسهم معكم.
[متفق عليه رواه البخاري 5736 ومسلم 2201]
- وفيهما عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله r كان يرقي بهذه الرقية: أذهب البأس رب الناس، بيدك الشفاء، لا كاشف له إلا أنت.
[متفق عليه رواه البخاري 5675 ومسلم 2191]
- وفيهما عنها رضي الله عنها أنها قالت:
كان رسول الله r إذا اشتكى منا إنسان، مسحه بيمينه، ثم قال: أذهب البأس، رب الناس، واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقمًا ..
فلما مرض رسول الله r وثقل: أخذت بيده لأصنع به نحو ما كان يصنع، فانتزع يده من يدي ثم قال: اللهم اغفر لي واجعلني مع الرفيق الأعلى ..
قالت: فذهبت أنظر، فإذا هو قضى.
[متفق عليه رواه البخاري 5750 ومسلم 2191]
- وفيهما عن عبد العزيز بن صهيب قال: دخلت أنا وثابت على أنس بن مالك، فقال ثابت: يا أبا حمزة اشتكيت؟ فقال أنس: ألا أرقيك برقية رسول الله r ؟ قال: بلى، قال: اللهم رب الناس، مذهب البأس، اشف أنت الشافي، لا شافي إلا أنت، شفاء لا يغادر سقماً.
[متفق عليه رواه البخاري 5742 ومسلم 2191]
- وفيهما عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله r كان إذا اشتكى الإنسان الشيء منه، أو كانت به قرحة أو جرح، قال النبي r بإصبعه هكذا - ووضع سفيان سبابته بالأرض ثم رفعه- وقال:
باسم الله، تربة أرضنا، بريقة بعضنا، ليشفى به سقيمنا، بإذن ربنا.
[متفق عليه رواه البخاري 5745 ومسلم 2194]
- وعن عثمان بن أبي العاص الثقفي، أنه شكا إلى رسول الله r وجعاُ يجده في جسده منذ أسلم، فقال له رسول الله r :
ضع يدك على الذي تألم من جسدك، وقل باسم الله ثلاثاً، وقل سبع مرات: أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر.
[رواه مسلم 2202 وابن حبان 2964 والنسائي كبرى 10839]
وقوله: بريقة أرضنا .. قيل المراد جملة الأرض، وقيل: أرض المدينة خاصة لبركتها، والريقة أقل من الريق، والمعنى أنه يأخذ من ريقه على أصبعه السبابة ثم يضعها على التراب فيعلق بها منه شيء، فيمسح به على الموضع الجريح، أو العليل، ويقول هذا الكلام في حال المسح.
· رقية جبريل عليه السلام
في صحيح مسلم عن عائشة زوج النبي r أنها قالت: كان إذا اشتكى رسول الله r رقاه جبريل، قال: باسم الله يبريك، ومن كل داء يشفيك، ومن شر حاسد إذا حسد وشر كل ذي عين. [رواه مسلم 2185 ورواه أحمد 6/ 160 وإسحاق بن راهويه في مسنده 1743 منقطعا فإن محمد بن إبراهيم لم يدرك عائشة، ووصله مسلم في روايته السابقة]
وعنده عن أبي سعيد أن جبريل أتى النبي r فقال: يا محمد اشتكيت؟ فقال: نعم، قال: باسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسدٍ الله يشفيك، باسم الله أرقيك. [رواه مسلم 2186 وابن ابي شيبة 5/ 47 وعبد بن حميد 881 كلهم عن أبي سعيد]
ومن حديث أسماء بنت عميس قالت: دخل على رسول الله r بابني جعفر ابن أبي طالب فقال لحاضنتهما: مالي أراهما ضارعين؟ فقالت حاضنتهما: يا رسول الله إنه تسرع إليهما العين ولم يمنعنا أن نسترقي لهما إلا أنا لا ندري ما يوافقك من ذلك .. فقال رسول الله r : استرقوا لهما فإنه لو سبق شيء القدر لسبقته العين.
[صحيح بطرقه رواه احمد 6/ 438 والترمذي 2059 وابن ماجة 3510]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[25 - May-2009, مساء 08:31]ـ
الحرز الثالث
وهو قراءة القرآن
ولا شك أن قراءة القرآن هي أعظم حافظ من الشيطان .. وهي من أعظم الذكر كذلك وقراءة بعض السور أفضل من بعض مثل قراءة سورتي الفلق والناس موهما المعوذتين وسورة البقرة وخاتمتها وآية الكرسي.
· إبليس وفاتحة الكتاب
روى الطبراني عن مجاهد عن أبي هريرة قال:
إن إبليس رن حين أنزلت فاتحة الكتاب، وأنزلت بالمدينة.
[رواه الطبراني في الأوسط 5/ 100 من طريق ابن أبي شيبة وقد رواه في مصنفه 6/ 139 وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 7/ 20: وهو شبيه المرفوع ورجاله رجال الصحيح]
· سورة البقرة وخاتمتها
ومن حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله r : لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة.
وفي رواية لأحمد: لا تجعلوا بيوتكم مقابر وإن البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان. [رواه مسلم 780 وأحمد 2/ 284 و 2/ 387]
وفي سنن الدارمي عن ابن مسعود قال: ما من بيت يقرأ فيه سورة البقرة إلا خرج منه الشيطان وله ضراط. [رواه الدارمي 2/ 539 وفيه فطر بن خليفة وثقه أحمد وابن معين، والله أعلم]
وفي الصحيح من حديث أبي موسى الأنصاري قال، قال رسول الله r : من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه. [رواه البخاري 5051 ومسلم 807]
وفي الترمذي عن النعمان بن بشير عن النبي r قال: إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق الخلق بألفي عام أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة فلا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان. [رواه الترمذي 2882 وأحمد 4/ 274 وصححه الألباني]
· آية الكرسي والحفظ من الشيطان
مر معنا حديث الصحيحين: أن من قرأها في ليلة لا يقربه الشيطان حتى يصبح .. وجاء عن كثير من الصحابة ..
ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة قال: وكلني رسول الله r بحفظ زكاة رمضان فأتى آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله فذكر الحديث .. فقال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي فإنه لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح ..
فقال النبي r صدقك وهو كذوب، ذاك الشيطان. وقد خرجناه.
وفي الباب أحاديث منها ما رواه مسلم عن أبي بن كعب قال:
قال رسول الله r : يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟
قال قلت: الله ورسوله أعلم، قال يا أبا المنذر: أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ قال قلت: الله لا إله إلا هو الحي القيوم، قال: فضرب في صدري، وقال: والله ليهنك العلم أبا المنذر.
[رواه مسلم 810 وأبو داود 1460]
وفي سنن الترمذي قال سفيان بن عيينة في تفسير حديث عبد الله بن مسعود:
ما خلق الله من سماء ولا أرض أعظم من آية الكرسي ..
قال سفيان بن عيينة: لأن آية الكرسي كلام الله، وكلام الله أعظم من خلق الله من السماء والأرض.
[انظر سنن الترمذي رقم 2884 وحديث ابن مسعود رواه الذهبي في أحاديثه المختارة من طريق عاصم بن أبي النجود، وكذبه مرفوعا شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى 5/ 173 - 174 وكلام ابن مسعود بعيد عن القول بخلق القرآن كما بينه تفسير سفيان .. وقال الإمام أحمد بن حنبل كما في إيضاح الدليل (1/ 194): الخلق هنا يرجع إلى المخلوق لا إلى القرآن فلم يلزم من ذلك أن تكون آية الكرسي مخلوقة. ومع ذلك جاء في رواية البيهقي في الأسماء والصفات (2/ 58) عن ابن مسعود بلفظ: مَا مِنْ سَمَاءٍ وَلا أَرْضٍ وَلا سَهْلٍ وَلا جَبَلٍ أَعْظَمُ مِنْ آيَةِ الْكُرْسِيِّ]
· قراءة المعوذتين وقل هو الله أحد
وقراءة المعوذتين لهما تأثير عجيب في الاستعاذة بالله تعالى من شر الشيطان ودفعه والتحصن منه ولهذا قال النبي ما تعوذ المتعوذون بمثلهما.
كما في المسند عن ابن عابس الجهني أن رسول الله r قال له:
يا ابن عابس ألا أخبرك بأفضل ما تعوذ المتعوذون؟ قال قلت: بلى ..
فقال رسول الله r ) قل أعوذ برب الفلق (و) قل أعوذ برب الناس (
هاتين المسورتين. [رواه أحمد 4/ 144 بإسناد صحيح والنسائي في الكبرى 7845]
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان رسول الله r يتعوذ بهما كل ليلة عند النوم كما في صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله r إذا أوى إلى فراشه نفث في كفيه بـ) قل هو الله أحد (وبالمعوذتين جميعاً ثم يمسح بهما وجهه وما بلغت يداه من جسده .. قالت عائشة: فلما اشتكى كان يأمرني أن أفعل ذلك به. [رواه البخاري 5748 والطبراني في الكبير 3/ 344]
- وعند الترمذي عن أبي سعيد قال:
كان رسول الله r يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان فلما نزلتا أخذ بهما وترك ما سواهما. [رواه الترمذي 2058 وصححه الألباني]
- وفي سنن أبي داود عن معاذ بن عبد الله بن خبيب عن أبيه أنه قال:
قال رسول الله r : قل) قل هو الله أحد (والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء.
[رواه أبو داود 5082 والترمذي 3575 وحسنه الألباني]
الحرز الرابع
وهو الطهارة والصلاة
قال ابن القيم في بدائع الفوائد:
الوضوء والصلاة من أعظم ما يتحرز به من الشيطان ولا سيما عند توارد قوة الغضب والشهوة فإنها نار تغلي في قلب ابن آدم ..
فما أطفأ العبد جمرة الغضب والشهوة بمثل الوضوء والصلاة فإنها نار والوضوء يطفئها والصلاة إذا وقعت بخشوعها والإقبال فيها على الله أذهبت أثر ذلك كله وهذا أمر تجربته تغني عن إقامة الدليل عليه.
· الذكر بعض الوضوء يبعد الشيطان
في صحيح مسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي r قال:
ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ أو فيسبغ الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء.
ورواه الترمذي وأبو داود وزاد بسند حسن: اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين. [رواه مسلم 234 وأبو داود 169 وأحمد 4/ 145]
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال، قال رسول الله r :
من توضأ فقال سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك كتب في رق ثم جعل في طابع فلم يكسر إلى يوم القيامة ..
وفي رواية: ختم عليها بخاتم فوضعت تحت العرش فلم تكسر إلى يوم القيامة. [رواه النسائي 9911 وصححه الألباني]
· نقص الوضوء و تلبيس الشيطان
في المسند عن أبي روح الكلاعي قال:
صلى بنا نبي الله r صلاة فقرأ فيها بسورة الروم فلبس عليه بعضها فقال:
إنما لبس علينا الشيطان القراءة من أجل أقوام يأتون الصلاة بغير وضوء فإذا أتيتم الصلاة فأحسنوا الوضوء.
[رواه أحمد 3/ 471 والطبراني في الكبير 1/ 301 وحسنه الألباني]
وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله r قال:
يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد ..
يضرب كل عقدة: عليك ليل طويل فارقد ..
فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة ..
فإن صلى انحلت عقدة، فأصبح نشيطا طيب النفس ..
وإلا أصبح خبيث النفس كسلان.
[رواه البخاري 1142 ومسلم 776 وأحمد 2/ 243]
· فضل الصلوات الخمس
وفي الصحيحين عن أبي هريرة: أنه سمع رسول الله r يقول: أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمساً ما تقول ذلك يبقي من درنه (الوسخ)؟ قالوا: لا يبقى من درنه شيئاً .. قال: فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بها الخطايا. [رواه البخاري 528 ومسلم 667]
· المسجد حصن حصين
روى ابن أبي شيبة عن عبد الرحمن بن معقل قال:
كنا نتحدث أن المسجد حصن حصين من الشيطان.
[المصنف 7/ 115 وهناد في الزهد 2/ 473 من طريق الثوري عن الأعمش عنه]
وفي الباب أحاديث كثيرة في فضل المكث في المساجد .. منها حديث السبعة الذين يظلهم الله بظله وكان منهم: رجل كان قلبه معلقا بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه.
[أصله في الصحيحين والرواية للترمذي 2391 وغيره بسند صحيح]
وغيرها كثير فلتراجع في مظانها.
· الاستعاذة عند دخول المسجد والخروج منه
وعن أبي أسيد قال، قال رسول اللّه r : إذَا دَخَلَ أحَدُكُمُ المَسْجِدَ فَلْيُسَلِّم على النَّبيّ r وَلْيَقُل: اللَّهُمَّ أعِذْنِي مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ.
وفي رواية ابن ماجة: إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي r وليقل اللهم اعصمني من الشيطان الرجيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي رواية: أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم، من الشيطان الرجيم .. قال: فإذا قال ذلك، قال الشيطان: حفظ مني سائر اليوم. [رواه أبو داود 465 والنسائي 293 وابن ماجة 772 و940 وسنده صحيح]
الحرز الخامس
وهو فضول النظر والكلام والطعام ومخالطة الناس
قال ابن القيم:
فإن الشيطان إنما يتسلط على ابن آدم وينال منه غرضه من هذه الأبواب الأربعة
· فضول النظر
فإن فضول النظر يدعو إلى الاستحسان ووقوع صورة المنظور إليه في القلب والاشتغال به والفكرة في الظفر به فمبدأ الفتنة من فضول النظر كما قيل: النظرة سهم مسموم من سهام إبليس فمن غض بصره لله أورثه الله حلاوة يجدها في قلبه إلى يوم يلقاه [قلت: هذا نص حديث جاء مرفوعاً عن حذيفة في المستدرك 4/ 349 وصححه، وجاء عن ابن مسعود عند الطبراني في الكبير10/ 173 وعن ابن عمر في الحلية 6/ 101 وجاء عن غيرهم، وكثرة أسانيده تدل على أن له أصلاً]
فالحوادث العظام إنما كلها من فضول النظر فكم نظرة أعقبت حسرات لا حسرة كما قال الشاعر:
كل الحوادث مبداها من النظر* ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها * فتك السهام بلا قوس ولا وتر.
وقال الآخر:
وكنت متى أرسلت طرفك رائدا * لقلبك يوما أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا كله أنت قادر * عليه ولا عن بعضه أنت صابر.
والمقصود أن فضول النظر أصل البلاء ..
· فضول الكلام
وأما فضول الكلام فإنها تفتح للعبد أبوابا من الشر كلها مداخل للشيطان فإمساك فضول الكلام يسد عنه تلك الأبواب كلها وكم من حرب جرتها كلمة واحدة وقد قال النبي لمعاذ: وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم. [رواه أحمد 5/ 321 والترمذي 2616 وإسناده صحيح لشواهده]
وأكثر المعاصي إنما تولدها من فضول الكلام والنظر وهما أوسع مداخل الشيطان فإن جارحتيهما لا يملان ولا يسأمان بخلاف شهوة البطن فإنه إذا امتلأ لم يبق فيه إرادة للطعام وأما العين واللسان فلو تركا لم يفترا من النظر والكلام فجنايتهما متسعة الأطراف كثيرة الشعب عظيمة الآفات وكان السلف يحذرون من فضول النظر كما يحذرون من فضول الكلام وكانوا يقولون ما شيء أحوج إلى طول السجن من اللسان.
· فضول الطعام
وأما فضول الطعام فهو داع إلى أنواع كثيرة من الشر فإنه يحرك الجوارح إلى المعاصي ويثقلها عن الطاعات وحسبك بهذين شرا فكم من معصية جلبها الشبع وفضول الطعام وكم من طاعة حال دونها فمن وقى شر بطنه فقد وقى شرا عظيما والشيطان أعظم ما يتحكم من الإنسان إذا ملأ بطنه من الطعام ولهذا قيل: ضيقوا مجاري الشيطان بالصوم ..
وقال النبي r : ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن.
[رواه ابن ماجة 3349 وأحمد 4/ 132 وصححه الألباني]
ولو لم يكن في الامتلاء من الطعام إلا أنه يدعو إلى الغفلة عن ذكر الله ساعة واحدة جثم عليه الشيطان ووعده ومناه وشهاه وهام به في كل واد فإن النفس إذا شبعت تحركت وجالت وطافت على أبواب الشهوات وإذا جاعت سكنت وخشعت وذلت.
· مخالطة الناس
قال ابن القيم في بدائع الفوائد:
إن فضول المخالطة هي الداء العضال الجالب لكل شر وكم سلبت المخالطة والمعاشرة من نعمة وكم زرعت من عداوة وكم غرست في القلب من حزازات تزول الجبال الراسيات وهي في القلوب لا تزول ..
ففضول المخالطة فيه خسارة الدنيا والآخرة وإنما ينبغي للعبد أن يأخذ من المخالطة بمقدار الحاجة ويجعل الناس فيها أربعة أقسام متى خلط أحد الأقسام بالآخر ولم يميز بينهما دخل عليه الشر:
القسم الأول: من مخالطته كالغذاء لا يستغنى عنه وهم العلماء.
القسم الثاني: من مخالطته كالدواء يحتاج إليه عند المرض كمن تخالطهم للمعاش وكسب العيش وقضاء الحاجيات.
القسم الثالث: وهم من مخالطته كالداء على اختلاف مراتبه ..
وهو الثقيل البغيض العقل الذي لا يحسن أن يتكلم فيفيدك ولا يحسن أن ينصت فيستفيد منك ولا يعرف نفسه فيضعها في منزلتها بل إن تكلم فكلامه كالعصي تنزل على قلوب السامعين مع إعجابه بكلامه وفرحه به فهو يحدث من فيه كلما تحدث ويظن أنه مسك يطيب به المجلس وإن سكت فأثقل من نصف الرحا العظيمة التي لا يطاق جرها على الأرض ..
ويذكر عن الشافعي رحمه الله أنه قال: ما جلس إلى جانبي ثقيل إلا وجدت الجانب الذي هو فيه أنزل من الجانب الآخر ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وليس له بد من معاشرته ومخالطته فليعاشره بالمعروف حتى يجعل الله له فرجا ومخرجا.
القسم الرابع: من مخالطته الهلك كله ومخالطته بمنزلة أكل السم وهم أهل البدع والضلالة الصادون عن سنة رسول الله الداعون إلى خلافها الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا.
فمن كان بواب قلبه وحارسه من هذه المداخل الأربعة التي هي أصل بلاء العالم وهي فضول النظر والكلام والطعام والمخالطة واستعمل ما ذكرناه من الأسباب التي تحرزه من الشيطان فقد أخذ بنصيبه من التوفيق وسد على نفسه أبواب جهنم وفتح عليها أبواب الرحمة وانغمر ظاهره وباطنه ويوشك أن يحمد عند الممات عاقبة هذا الدواء فعند الممات يحمد القوم التقي وعند الصباح يحمد القوم السرى والله الموفق لا رب غيره ولا إله سواه. اهـ
قلت: من الناس من هم شياطين كما تقدم وذكرنا في الباب الأول ..
ومن الناس كذلك وهم أكثر من نخالط الأهل والأولاد وهم كما قال الله:
) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ (
وكذلك من الناس من هم من أهل المال والثراء والجاه والسلطان ..
ومنهم الفقراء والمساكين وقد قال الله:
) وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ (
وانظر إلى بعض المعاصي الكبار كالغيبة فهي لا تقع إلا في حق البعض أمام البعض .. والنميمة كذلك .. والنجوى من الشيطان ..
فالتوسط هو العدل: فالجماعة أمر شرعي والفرقة من الشيطان ..
والعزلة عن الناس فتنة إبليس الكبرى وهي تشبه عمل الرهبان ولا رهبانية في الإسلام .. فوجودك مع الناس يدخلك الجنة إما بالصبر على أذاهم، أو بالإحسان إليهم، وتزاورهم والنصح لهم .. الخ
فلا غنى لك عن مخالطة الناس سيئهم ومحسنهم بشرط أن تبتغي في معاملتك وجه الله وما عنده من خير ..
فالمرء يؤجر على بره والديه وتربيته ولده وإطعامه أهله وصلة رحمه ..
ويحمل الوزر في العقوق والهجر وقطع الأرحام ..
فالميزان لابد وأن يكون بما جاء به الشرع، فالدين كما حدد علاقتك بربك، بين لنا كذلك حدود معاملتك للناس خيرهم وشرهم ..
فالخلاص من ورطة المخالطة وآثارها كما ذكرها ابن القيم إنما تكون بإتباع ما بينه الله في كتابه وشرحه رسوله في سنته وهديه.
وانظر إلى هذا الموقف بعين الإنصاف:
روى مسلم عن أبي هريرة أن رجلا قال يا رسول الله:
إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني وأحسن إليهم ويسيئون إلي وأحلم عنهم ويجهلون علي فقال: لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم الملَّ ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك. [رواه مسلم 2558 وأحمد 2/ 300]
وقوله: الملَّ، هو الرماد الحار أي كأنما تطعمهموه.
وبهذا المثل يتضح لك الطريق .. والعاصم الله.
· محاربة الشيطان بسلاحه
والأمر المهم في الوقاية هو التحرز منه وأخذ الحيطة في كل أمورنا ..
قال الحارث بن قيس: إذا هممت بخير فعجله وإذا أتاك الشيطان فقال إنك ترائي فزدها طولاً .. أي الصلاة. [مصنف ابن أبي شيبة 2/ 223 بسند صحيح]
· التذكر عند طائف الشيطان
وقال تعالى:) إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ (الأعراف-201
قال ابن كثير:
يخبر تعالى عن المتقين من عباده الذين أطاعوه فيما أمر وتركوا ما عنه زجر أنهم إذا أصابهم طيف ومنهم من فسر ذلك بالغضب ومنهم من فسره بمس الشيطان بالصرع ونحوه ومنهم من فسره بالهم بالذنب ومنهم من فسره بإصابة الذنب تذكروا عقاب الله وجزيل ثوابه ووعده ووعيده فتابوا وأنابوا واستعاذوا بالله ورجعوا إليه من قريب فإذا هم مبصرون قد استقاموا وصحوا مما كانوا فيه.
وروى مسلم عن أبي هريرة قال، قال رسول الله r :
احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل ..
فإن لو تفتح عمل الشيطان. [رواه مسلم 2664 وابن ماجة 4168]
ومر معنا قول رسول الله r : التثاؤب من الشيطان فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع فان أحدكم إذا قال (ها) ضحك الشيطان. وقد خرجناه ..
وفيه مدافعة التثاؤب قدر المستطاع لأمرين: الأول: كي لا ينومك الشيطان فيفوت عليك صلاة أو عبادة فإن التثاؤب كثيرا ما يجيء لذلك ..
والثاني: كي لا يضحك منك الشيطان.
قال شقيق بن عبد الله البلخي [ذكره ابن القيم في إغاثة اللهفان]:
ما من صباح إلا قعد لي الشيطان على أربعة مراصد من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي فيقول: لا تخف فإن الله غفور رحيم، فأقرأ:
) وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى (
وأما من خلفي فيخوفني الضيعة على من أخلفه فاقرأ:) وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا (ومن قبل يميني يأتيني من قبل النساء فأقرأ:
) وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (ومن قبل شمالي فيأتيني من قبل الشهوات فاقرأ:
) وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ (.
وهكذا نحصن أنفسنا بالذكر وقراءة القرآن والاستعاذة بذي الجلال من شر الشيطان واجتناب مخالطة أهل السوء وأعوان الشيطان ..
وكذا نتحرز من الشيطان بسد جميع أبواب تسلطه وإغوائه ووسوسته ..
وإفشال خططه وتشتيت سبله ورد كيده في نحره ..
والمهدي من هدى الله فلا هادي سواه ..
ومن يعصمه الله فقد نجا وفاز .. نسال الله السلامة والهداية.
آخره .. والله أعلى وأعلم.
وأسألكم الدعاء بظاهر الغيب، كي يقول لكم الملك: ولكم بمثل ..(/)
الدرر الغوالي من ابن بدران إلى طلبة العلم [المنهج في دراسة الفقه وغيره من العلوم]
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[25 - May-2009, مساء 10:30]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد:
فهذه درر غوالي من كلام الشيخ عبد القادر بن بدران الدمشقي , وهي من النفاسة بمكان, ما تستحق معه القراءة مرات ومرات , والوصاية لطلبة العلم بل وأهل العلم بقراءتها , والسير على مارسمه فيها, خاصة في طريقة التفقه.
ولاحض أخي الكريم حرصهم _ ابن بدران وغيره_ على التدرج وعدم التذبذب, التي يعاني في هذ الأيام منها الكثير فمرة في هذا الكتاب ومرة في ذاك, ونتفا من الوقت عند العالم الفلاني, وشيئا يسيرا عند ذاك.
حتى إذا مضى به قطار الزمان والتفت إلى الوراء لم يجد إلا بلاقع , ولم ير في رصيده إلا الأصفار, فرأينا كثيا منهم لما رأى هذه النتيجة ترك الطلب وانقلب!!
لذا وجب الحرص على التدرج.
وهذا لايعنى البلادة, وضياع العمر فيها_ أي المختصرات_ , حتى رأينا من أمضى في العلم سنين عددا يسأل: ما أفضل شرح للأصول الثلاثة والبيقونية؟!!!
بل هي مدة قصيرة من الزمن , ينطلق بعدها إلى الأمهات.
وهذا أوان الشروع في المقصود:
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[25 - May-2009, مساء 10:31]ـ
[نداء إلى لمعلمين]
"اعلم أن كثيرا من الناس يقضون السنين الطوال في تعلم العلم, بل في علم واحد ولا يحصلون منه على طائل وربما قضوا أعمارهم ,ولم يرتقوا عن درجة المبتدئين وإنما يكون ذلك لأحد أمرين:
أحدهما: عدم الذكاء الفطري وانتفاء الإدراك التصوري وهذا لا كلام لنا فيه ولا في علاجه.
والثاني: الجهل بطرق التعليم, وهذا قد وقع فيه غالب المعلمين فتراهم يأتي إليهم الطالب المبتدىء ليتعلم النحو مثلا فيشغلونه بالكلام على البسملة, ثم على الحمدلة, أياما بل شهورا, ليوهموه سعة مداركهم وغزارة علمهم ثم إذا قدر له الخلاص من ذلك أخذوا يلقنونه متنا أو شرحا بحواشيه وحواشي حواشيه, ويحشرون له خلاف العلماء, ويشغلونه بكلام من رَد على القائل, وما أجيب به عن الرد ولا يزالون يضربون له على ذلك الوتر, حتى يرتكز في ذهنه أن نوال هذا الفن من قبيل الصعب الذي لا يصل إليه إلا من أوتي الولاية وحضر مجلس القرب والاختصاص. هذا إذا كان الملقن يفهم ظاهرا من عبارات المصنفين.
وأما إذا كان من أهل الشغف بالرسوم أشير إليه بأنه عالم, فموه على الناس وأنزل نفسه منزلة العلماء المحققين وجلس للتعليم فيأتيه الطالب بكتاب مطول أو مختصر فيتلقاه منه سردا , لا يفتح له منه مغلقا, ولا يحل له طلسما.
فإذا سأله ذلك الطالب المسكين عن حل مشكل, انتفخ أنفه, وورم , وقابله بالسب والشتم , ونسبه إلى البهائم, ورماه بالزندقة, وأشاع عنه أنه يطلب الاجتهاد.
ومن أولئك من لا يروم الحماقة, لكنه يقول: إننا نقرأ الكتب للتبرك بمصنفيها , وأكثر هؤلاء هم الذين يتصدرون لأقراء كتب المتصوفة, فإنهم يصرحون بأن كتبهم لا يفهمها إلا أهلها , وأنهم إنما يشغلون أوقاتهم بها تبركا. ولعمري لو تبرك هؤلاء بكتاب الله المنزل لكان خيرا لهم من ذلك الفضول وهؤلاء "كالمنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى".
ومنهم من يكون داريا بالمسائل وحل العبارات,
ولكنه متعاظم في نفسه فإذا جاءه طالب علم الفقه أحاله على "شرح منتهى الإرادات" إن كان حنبليا وعلى "الهداية" إن كان حنفيا وعلى" التحفة" إن كان شافعيا وعلى" شرح مختصر خليل" للحطاب إن كان مالكيا. ثم إن كان مبتدئا صاح قائلا إلى الملتقى يوم الدين.
وإن كان ممن زاول العربية وأخذ طرفا من فن أصول الفقه انتفع انتفاعا نسبيا لا حقيقيا.
وقد تفطن فلاسفة المسلمين لهذا الداء فألف أبو نصر الفارابي رسالة في كيفية المدخل إلى كتب أرسططاليس الفلسفية وحذا حذوه قوم من علماء الشرع, فأثبتوا نتفا من الكلام في هذا الموضوع , إذ غاية أمرهم أنهم يتكلمون على الفنون , فيذكرون الكتب المختصرة في الفن, والمتوسطة والمطولة. وربما كان ما ذكروه مشهورا في أيامهم , ثم عز وجوده وانقطع خبره.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم إنه بعد الألف من الهجرة ألف الفاضل المحدث الشيخ أحمد المنيني الدمشقي كتابا لطيفا سماه "الفرائد السنية في الفوائد النحوية" وأشار فيه إلى طرف من آداب المطالعة وقد لخصت ذلك الطرف في رسالة , وزدت عليه أشياء استفدتها بالتجربة وسميت تلك الرسالة "آداب المطالعة" وذكرت أيضا جملة كافية في مقدمة كتابي" إيضاح المعالم من شرح العلامة ابن الناظم" الذي هو شرح ألفية ابن مالك في النحو.
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[25 - May-2009, مساء 10:34]ـ
[كيفية التفقه]
وحيث إن كتابي هذا مدخل لعلم الفقه أحببت أن أذكر من النصائح ما يتعلق بذلك العلم فأقول:
لا جرم أن النصيحة كالفرض , وخصوصا على العلماء, فالواجب الديني على المعلم _إذا أراد إقراء المبتدئين _أن يقرئهم أولا كتاب "أخصر المختصرات" أو "العمدة" للشيخ منصور متنا إن كان حنبليا , أو "الغاية" لأبي شجاع إن كان شافعيا ,أو "العشماوية" إن كان مالكيا , أو "منية المصلي" أو "نور الإيضاح" إن كان حنفيا. ويجب عليه أن يشرح له المتن بلا زيادة ولا نقصان , بحيث يفهم ما اشتمل عليه ويأمره أن يصور مسائله في ذهنه , ولا يشغله بما زاد على ذلك.
وقد كانت هذه طريقة شيخنا العلامة الشيخ محمد بن عثمان الحنبلي , المشهور "بخطيب دوما" المتوفى بالمدينة المنورة سنة ثمان وثلاث مئة بعد الألف, وكان رحمه الله يقول لنا: لا ينبغي لمن يقرأ كتابا أن يتصور أنه يريد قراءته مرة ثانية , لأن هذا التصور يمنعه عن فهم جميع الكتاب , بل يتصور أنه لا يعود إليه مرة ثانية أبدا.
وكان يقول: كل كتاب يشتمل على مسائل ما دونه وزيادة, فحقق مسائل ما دونه لتوفر جدك على فهم الزيادة. انتهى.
ولما أخذت نصيحته مأخذ القبول لم أحتج في القراءة على الأساتذة في العلوم والفنون إلى أكثر من ست سنين , فجزاه الله خيرا , وأسكنه فراديس جنانه.
فإذا فرغ الطالب من فهم تلك المتون, نقله الحنبلي إلى "دليل الطالب" , والشافعي إلى "شرح الغاية" , والحنفي إلى "ملتقى الأبحر" , والمالكي إلى "مختصر خليل" , وليشرح له تلك الكتب على النمط الذي أسلفناه. فلا يتعداه إلى غيره, لأن ذهن الطالب لم يزل كليلا , ووهمه لم يزل عنه بالكلية.
والأولى عندي للحنبلي أن يبدٍل "دليل الطالب" "بعمدة" موفق الدين المقدسي إن ظفر بها , ليأنس الطالب بالحديث , ويتعود على الاستدلال به, فلا يبقى جامدا.
ثم إذا شرح له تلك الكتب , وكان قد اشتغل بفن العربية على النمط المتقدم, أوفقه هنالك , وأشغله بشرح أدنى مختصر في مذهبه في فن أصول الفقه , كـ "الورقات" لإمام الحرمين , وشرحها للمحلي, دون مالها من شرح الشرح لابن قاسم العبادي , والحواشي التي على شرحها.
فإذا أتمها نقله إلى "مختصر التحرير" إن كان حنبليا مثلا, ويتخير له من أصول مذهبه ما هو أعلى من الورقات وشرحها.
فإذا أتم شرح ذلك, أقرأه الحنبلي "الروض المربع بشرح زاد المستنقع" , والحنفي "شرح الكنز" للطائي , والمالكي أحد شروح متن خليل المختصرة , والشافعي شرح الخطيب الشربيني للغاية , ولا يتجاوز الشروح إلى حواشيها , ولا يقرئها إياه إلا بعد اطلاعه على طرف من فن أصول الفقه.
واعلم أنه لا يمكن للطالب أن يصير متفقها ما لم تكن له دراية بالأصول , ولو قرأ الفقه سنينا وأعواما , ومن ادعى غير ذلك كان كلامه إما جهلا وإما مكابرة.
فإذا انتهى من هذه الكتب وشرحها شرح من يفهم العبارات ويدرك بعض الإشارات, نقله الحنبلي إلى" شرح المنتهى" للشيخ منصور , و"روضة الناظر وجنة المناظر" في الأصول , والشافعي إلى" التحفة" في الفقه, "وشرح الإسنوي على منهاج البيضاوي" في الأصول, والمالكي إلى "شرح مختصر ابن الحاجب" الأصولي , و"شرح أقرب المسالك لمذهب مالك" , والحنفي إلى "الهداية" , و"شرح المنار في الأصول", فإذا فرغ من هذه الكتب وشرحها بفهم واتقان, قرأ ما شاء وطالع ما أراد , فلا حجر عليه بعد هذا.
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[25 - May-2009, مساء 10:37]ـ
[التفقه على طريقة ابن بدران]
واعلم أن للمطالعة وللتعليم طرقا ذكرها العلماء , وإننا نثبت هنا ما أخذناه بالتجربة , ثم نذكر بعضا من طرقهم, لئلا يخلو كتابنا هذا من هذه الفوائد.
إذا تمهد هذا فاعلم أننا اهتدينا _بفضله تعالى_ أثناء الطلب إلى قاعدة , وهي أننا كنا نأتي إلى المتن أولا, فنأخذ منه جملة كافية للدرس , ثم نشتغل بحل تلك الجملة من غير نظر إلى شرحها , ونزاولها حتى نظن أننا فهمنا , ثم نقبل على الشرح فنطالعه المطالعة الأولى امتحانا لفهمنا, فإن وجدنا فيما فهمناه غلطا صححناه , ثم أقبلنا على تفهم الشرح على نمط ما فعلناه في المتن , ثم إذا ظننا أننا فهمناه راجعنا حاشيته _إن كان له حاشية_ مراجعة امتحان لفكرنا , فإذا علمنا أننا فهمنا الدرس تركنا الكتاب واشتغلنا بتصوير مسائله في ذهننا , فحفظناه حفظ فهم وتصور , لا حفظ تراكيب وألفاظ , ثم نجتهد على أداء معناه بعبارات من عندنا , غير ملتزمين تراكيب المؤلف , ثم نذهب إلى الأستاذ للقراءة , وهنالك نمتحن فكرنا في حل الدرس , ونقٍوم ما عساه أن يكون به من اعوجاج , ونوفر الهمة على ما يورده الأستاذ مما هو زائد على المتن والشرح.
وكنا نرى أن من قرأ كتابا واحدا من فن على هذه الطريقة سهل عليه جميع كتب هذا الفن , مختصراتها ومطولاتها , وثبتت قواعده في ذهنه , وكان الأمر على ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[25 - May-2009, مساء 10:38]ـ
[الابتعاد عن الكتب المعقدة والعويصة]
ثم إن الأولى في تعليم المبتدىء أن يجنبه أستاذه عن إقرائه الكتب الشديدة الاختصار , العسرة على الفهم , كـ"مختصر الأصول" لابن الحاجب , و"الكافية" له في النحو , لأن الاشتغال بمثل هذين الكتابين المختصرين إخلال بالتحصيل , لما فيهما وفي أمثالهما من التخليط على المبتدىء , بإلقاء الغايات من العلم عليه , وهو لم يستعد لقبولها بعد , وهو من سوء التعليم , ثم فيه مع ذلك شغل كبير على المتعلم بتتبع ألفاظ الاختصار العويصة للفهم , بتزاحم المعاني عليها , وصعوبة استخراج المسائل من بينها, لأن ألفاظ المختصرات تجدها _لأجل ذلك_ صعبة عويصة , فينقطع في فهمها حظ صالح عن الوقت , كما أشار إلى ذلك ابن خلدون في مقدمته ثم قال:
وبعد ذلك فالملكة الحاصلة من التعليم في تلك المختصرات إذا تم على سداده , ولم ُتعقبه آفة , فهي ملكة قاصرة عن الملكات التي تحصل من الموضوعات البسيطة المطولة , بكثرة ما يقع في تلك من التكرار والإحالة المفيدين لحصول الملكة التامة , وإذا اقتصر على التكرار قصرت الملكة لقلته , كشأن هذه الموضوعات المختصرة , فقصدوا إلى تسهيل الحفظ على المتعلمين , فأركبوهم صعبا يقطعهم عن تحصيل الملكات النافعة وتمكنها. هذا كلامه.
واعلم أنك إذا قابلت بين من قرأ "الكافية" وبين من قرأ ابن عقيل شرح ألفية ابن مالك , وجدت الأول جامدا غير متسع الصدر في ذلك الفن , ووجدت الثاني أغزر مادة منفسحا له المجال.
وحاصل الأمر أن الأستاذ ينبغي أن يكون حكيما, يتصرف في طرق التعليم بحسب ما يراه موافقا لاستعداد المتعلم , وإلا ضاع الوقت بقليل من الفائدة وربما
لم توجد الفائدة أصلا.
وطرق التعليم أمر ذوقي , وأمانة مودعة عند الأساتذة , فمن أداها أثيب على أدائها , ومن جحدها كان مطالبا بها.
وقد أودع ابن خلدون في مقدمة تاريخه نفائس من هذه المباحث, كالمقدمات , ومطالعتها تهدي النتيجة لصادق الهمة , مطلق من قيد التقليد. ولله در ابن عرفة المالكي حيث قال:
إذا لم يكن في مجلس الدرس نكتة ... وتقرير إيضاح لمشكل صورة
وعزو غريب النقل أو حل مقفل ... أو إشكال أبدته نتيجة فكرة
فدع سعيه وانظر لنفسك واجتهد ... ولا تتركن فالترك أقبح خلة
وهنا وقف بنا جواد القلم عن المجال في هذا الميدان على سبيل الاختصار , ولو ركبنا متن الإسهاب لطال الكتاب , والهمم قاصرة , والإقبال في عصرنا على العلم قد صار روضة كالهشيم تذروه الرياح , وغضونه ذابلة , وجداوله تشتاق إلى الماء. فنسأله تعالى أن يرفع له منارا ويجدد شوقا لأهله على الإقبال عليه بمنه وكرمه".ا. هـ
[المدخل 485_ 492]
ـ[عالمة المستقبل]ــــــــ[02 - Jun-2009, صباحاً 04:14]ـ
بارك الله فيكم نقل ناااافع جداً, فوالله كنت أبحث عن مثل هذه الدرر
لكن في نظري ومن خلال تجربه علم الفقه والأصول يصعب علينا في هذا الزمان فهمه من دون معلم متمكن, فلقد جربت هذا العلم مرارًا وتكرارًا وانقطعت ... ولم افلح في طريقة نافعة إليه, فلعل أحد الأخوة يكتب لنا طريقته في تعلم علم الفقه والأصول لعلنا نخطوا خطوه.
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[23 - Oct-2009, مساء 11:09]ـ
بارك الله فيكم نقل ناااافع جداً, فوالله كنت أبحث عن مثل هذه الدرر
لكن في نظري ومن خلال تجربه علم الفقه والأصول يصعب علينا في هذا الزمان فهمه من دون معلم متمكن, فلقد جربت هذا العلم مرارًا وتكرارًا وانقطعت ... ولم افلح في طريقة نافعة إليه, فلعل أحد الأخوة يكتب لنا طريقته في تعلم علم الفقه والأصول لعلنا نخطوا خطوه.
وفيكم بارك ...(/)
دعاء صفة الله كفر! قاله شيخ الاسلام ..
ـ[الرجل الرجل]ــــــــ[26 - May-2009, صباحاً 07:34]ـ
الرد على البكري:
((وأما دعاء صفاته وكلماته فكفر باتفاق المسلمين فهل يقول مسلم يا كلام الله اغفر لي وارحمني وأغثني أو أعني أو يا علم الله أو يا قدرة الله أو يا عزة الله أو يا عظمة الله ونحو ذلك ... ))
أشكل علي ذلك!!
كيف .. الجمع بين هذا الكلام .. وبين هذا الحديث ..
" اللهم برحمتك استغيث .. "
ومعنى الكلام " أستغيث برحمتك يارب " ..
فهو قد استغاث بالرحمة!!
وهل هناك فرق بين هذا وبين ..
" يا رحمة الله استغيث بك "؟؟؟
من لها؟
ـ[محب الإمام ابن تيمية]ــــــــ[26 - May-2009, صباحاً 09:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سؤال أجاب عنه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ..
إذا كان دعاء صفة من صفات الله عز وجل محرم، فكيف نفهم الأدعية الآتية من كلام النبي صلى الله عليه وسلم كقوله: (أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر) وقوله: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق)؟
الجواب
وقوله: (أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك) كل هذا استعاذة بصفة الله والمراد الموصوف، لأن الدعاء المحظور أن تقول: يا قدرة الله اغفري لي، يا رحمة الله ارحميني، هذا الذي قال عنه شيخ الإسلام: إنه كفر بالاتفاق، لأنك إذا قلت: يا قدرة الله اغفري لي، أو: يا رحمة الله ارحميني، كأنك جعلت هذه الصفة شيئاً مستقلاً عن الموصوف فيغفر ويرحم ويغني، أما إذا قلت: أعوذ بعزة الله، فهذا من باب التوسل بعزة الله عز وجل إلى النجاة من هذا المرهوب الذي استعذت بالعزة منه، وكذلك: برضاك من سخطك، وكذلك قوله: (يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث) ليس المعنى أن الإنسان أن يستغيث بالرحمة منفصلة عن الله، لكن هذا من باب التوسل بصفات الله عز وجل المناسبة للمستعاذ منه أو للمدعو، وليس دعاء صفة، دعاء الصفة أن تقول: يا رحمة الله ارحميني، يا قدرة الله أعطيني، وما أشبه ذلك.
ومن أجوبة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك حفظه الله عن سؤال:
ورد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث". فهل يجوز الاستغاثة بصفات الله، ودعاؤه بصفاته كما ورد في هذا الحديث؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث: "برحمتك أستغيث" هذا من قبيل التوسل لا من قبيل دعاء الصفة، مثل: أسألك يا الله برحمتك، وفي دعاء الاستخارة: "أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك". صحيح البخاري (1166). ومثل الاستعاذة بالصفة، قوله صلى الله عليه وسلم: "أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك". صحيح مسلم (486). وكقوله -صلى الله عليه وسلم-: "أعوذ بكلمات الله التامات". صحيح مسلم (2708).
كل هذا من نوع التوسل إلى الله بصفاته، وهو من التوسل المشروع، وأما دعاء الصفة فلم يرد في الأدعية المأثورة، ولا يمكن أن يكون مشروعاً؛ لأن دعاء الصفة كقولك: يا رحمة الله، يا عزة الله، يا قوة الله. تقتضي أن الصفة شيء مستقل منفصل عن الله يسمع ويجيب، فمن اعتقد ذلك فهو كافر، بل صفات الله قائمة، وليس شيء منها إله يدعى، بل الله بصفاته إله واحد، وهو المدعو والمرجو والمعبود وحده لا إله إلا هو. والله أعلم.
منقول للغالي الرجل الرجل.
محبك محب الإمام ابن تيمية.
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[26 - May-2009, صباحاً 10:32]ـ
جزاكم الله خيرا
ورفع قدركم
ورحم الله علماءنا
وسدد الأحياء منهم
ـ[الرجل الرجل]ــــــــ[26 - May-2009, مساء 07:23]ـ
محب الإمام ابن تيمية:
جزاك الله خيرا ونفع بك ورفع قدرك .....
وجعل الله لك من معرفك نصيب ....
اتعبت من بعدك!
أحبك الله الذي احببتني فيه ....
الحمراني: نورت الموضوع بمرورك ...
فجزاك ربي من الخير مالم يخطر ببالك .....(/)
ترجمة العز إبن عبد السلام رحمه الله
ـ[نبراس]ــــــــ[27 - May-2009, صباحاً 01:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل من ترجمة للإمام العز إبن عبد السلام رحمه الله وما أقوال علماء أهل السنة و الجماعة فيه (القدماء و المعاصرين منهم)
بارك الله فيكم ...
ـ[روضة المحب]ــــــــ[27 - May-2009, صباحاً 01:52]ـ
سبقتني للفكرة والله
كنت أبحث اليوم عن ذلك ولم أجد فلعل من يجد يتحفنا بذلك
لكني رأيت بعض اخواننا نقل كلاما عن حقيقة العز بن عبد السلام ويحتاج الى نظر ومراجعة
http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=1628
واليك هذا الرابط الذي ربما يكون له صلة بالموضوع
http://www.saaid.net/Doat/ehsan/92.htm
ـ[نبراس]ــــــــ[27 - May-2009, مساء 07:59]ـ
بارك الله فيك ..
فقد إطلعت على هذين المقالين و غيرهما كما استمعت إلى سيرته في محاضرة لمحمد إبن موسى الشريف فلما رأيت تضارب الأقوال فيه أحببت أن أعرف القول الفصل فيه فأرجوا من الإخوة أن يفيدونا بما عندهم
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[27 - May-2009, مساء 08:30]ـ
انتظر علي أخي حتى آتيك بما ترتاح له قريحتك وتقر له عينك ولا تمجه أذنك، ولا تدمي قلبك، فانتظر حتى يتمطى صباح الحجة
ساعتها لن يكون الإصباح من المساء بأمثل
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[28 - May-2009, صباحاً 01:28]ـ
ترجمة سلطان العلماء
العز بن عبد السلام (رحمه الله تعالى)
الاسم: عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي القاسم بن الحسن بن مهذب.
كنيته: أبو محمد السُّلمي المغربي أصلاً والدمشقي مولداً والمصري داراً ووفاة.
لقبه: سلطان العلماء، لقبه بذلك تلميذه النجيب شيخ الإسلام ابن دقيق العيد.
مولده: ولد عام 577هجرية 1181ميلادية في بلاد الشام على وجه التحديد في دمشق.
طلبه للعلم:
تلقى العلم في دمشق ودمشق منذ العصر الأموي وهي تذخر بالعلماء، ويؤمها لجميع من المشرق والمغرب، ولم يطلب العزُّ العلم صغيراً كغيره من الأئمة المشهورين بل طلب العلم متأخراً كابن حزم، وحصل الكثير والكثير حتى كان له باع في شتى العلوم الشرعية.
شيوخه:
أشهر شيوخه:
(1) فخر الدين بن عساكر (طلب الفقه عليه)
(2) سيف الدين الآمدي (قرأ الأصول عليه)
(3) أبو محمد القاسم بن عساكر (سمع منه الحديث)
(4) عبد الحميد الحرستاني
(5) أبو الحسن أحمد بن الموازيني
(6) حنبل بن عبد الله
(7) أبو طاهر الخشوعي
(8) عبد اللطيف بن إسماعيل
تلاميذه:
أشهر تلامذته:
(1) ابن دقيق العيد
(2) الدمياطي
(3) أبو الحسن اليونيني
عقيدته: أشعري يرى مذهبهم سيما في باب التأويل وهذه من زلاته ـ رحمه الله تعالى ـ، وهذا لا يعني هجر ما عنده وإهداره، وإلا ما سلم معنا أحد، فإن جماعة من أفاضل أهل العلم وقعوا في مثل ما وقع فيه العز بل أشد، وما علمنا أحد من سلفنا أسقطه أو أهدر من نقله ومصنفاته، فهذا هو شيخ الإسلام الذهبي ـ رحمه الله ـ نعت الزمخشري مع أنه رأس الاعتزال بـ "العلامة" فقال عنه: العلامة كبير المعتزلة
والحافظ ابن حجر والإمام النووي والإمام البيهقي وابن قتيبة وغيرهم كثير وقعوا في مثل ما وقع فيه الأشعرية على اختلاف يسير بل وأكثر رواة الحديث تلبسوا ببعض المخالفات العقدية كتمذهبهم بمذهب الخوارج أو التشيع أو الإرجاء وهي لا تقل خطراً عن التمشعر وإن لم تكن أكبر منها، ومع ذلك فقد روى عنهم أئمة السنة وعلى رأسهم الشيخان البخاري ومسلم وأصحاب السنن وغيرهم.
الوظائف: كان يعمل في التدريس في المدرسة الشبلية، والمدرسة الغزالية كلاهما بدمشق.
ولما نزل مصر عمل بالمدرسة الصالحية بين القصرين وبجوار ذلك كان يلقي الخطابة في مسجد دمشق ثم عُين خطيباً في الجامع الأموي بدمشق عام 637هـ، 1239م، وكان خطيباً بارعاص ملء السمع والبصر.
ظل كذلك عاماً ثم منع من ذلك بسبب مواقفه التي ستأتي، ثم هاجر الشيخ إلى مصر سنة 639هـ، 1241م، واستقبله الصالح أيوب وتولى الخطابة في جامع عمرو بن العاص وعين قاضي القضاة.
وولي الإشراف على عمارة المساجد.
مواقفه:
(1) كان حاكم دمشق الصالح إسماعيل تخالف مع الصليبين ضد أخيه الصالح أيوب حاكم مصر، وسلم لهم صيدا، وشقيق وصفد، وأذن لهم بدخول دمشق لشراء السلاح لقتال المسلمين في مصر.
(يُتْبَعُ)
(/)
فحينئذ خطب الشيخ في الجامع الأموي وأفتى بحرمة بيع السلاح للإفرنج لأنهم يستخدمونه في محاربة المسلمين. فعُزل الشيخ من الخطابة والإفتاء واعتقل مدة، ثم فك حبسه وألزمه السلطان بلزوم البيت، ومنعه من الإفتاء ليسترضي الفرنجة، فقالوا له:" لو كان هذا قسيساً لغسلنا رجليه وشربنا مرقها ".
(2) كان الملك الصالح أيوب يكثر شراء المماليك وأسكنهم جزيرة الروضة واعتمد عليهم في غقامة دولتهم بدولة المماليك، فعلم بذلك العز، وهو قاضي القضاة، فأرسل إليهم وأعلمهم أنه لايجوز تصرفهم ولا بيعهم ... إلخ وحالوا مساومة الشيخ لكنهم لم يستطيعوا إلى ذلك سبيلا، وقال نعقد لكم مجلساً، وينادى عليكم للبيع لصالح بيت المال ثم يحصل العتق بطريق شرعي. فرفعوا الأمر إلى السلطان فراجع الشيخ فأبى، فأخبره أنه لا يعنيه هذا وليس من اختصاصه، فعزل الشيخ نفسه، وغادر القاهرة والناس في أثره، فركب السلطان إليه واسترضاه حتى رجع، ثم نادى عليهم واحداً واحدا وأغلى ثمنهم، ثم الشتراهم الملك الصالح وأعتقهم.
(3) العز وبيبرس:
عند بيعة بيبرس قال له الشيخ: أنا أعرفك مملوك البندقدار، فأحضر له الظاهر مايثبت أن البند قدار وهبه للملك الصالح أيوب وأعتقه فتقدم الشيخ وبايعه.
وكان الظاهر يحترمه ويقدره، حتى قال السيوطي ـ رحمه الله ـ عن الظاهر بيبرس: " كان بمصر منعماً تحت كلمة الشيخ عز الدين بن عبد السلام لا يستطيع أن يخرج عن أمره حتى أنه قال لما مات الشيخ: ما استقر ملكي إلا الآن ".
ثناء العلماء عليه:
قال ابن العماد الحنبلي في "شذرات الذهب " (3/ 301):وفيها أي سنة 660هـ توفى عز الدين شيخ الإسلام أبو محمد عبد العزيزبن عبد السلام بن أبي القاسم بن الحسن الإمام العلامة وحيد عصره سلطان العلماء السُلمي الدمشقي ثم المصري الشافعي.
قال ابن تغري بردي في " النجوم الزاهرة " (7/ 208): وفيها أي سنمة 660هـ توفى الشيخ الإمام العلامة شيخ الإسلام عز الدين بن محمد بن عبدالعزيز بن عبد السلام بن أبي القاسم بن الحسن بن محمد بن المهذب السلمي الدمشقي الشافعي المعروف بابن عبد السلام.
قال ابن كثير في " البداية والنهاية " (3/ 235): وانتهت إليه رياسة الشافعية وقصد بالفتاوى من الآفاق.
قال ابن خلكان في " الديباج المذهب ": الإمام العالم العلامة الملقب بسلطان العلماء.
قال ابن قاضي شهبة في " طبقات الشافعية " الشيخ الإمام العلامة وحيد عصره سلطان العلماء.
قال المقري في " نفح الطيب ": شيخ الإسلام عز الدين.
قال النووي في " تهذيب الأسماء والصفات ": الشيخ الإمام المجمع على إمامته وجلالته وتمكنه في أنواع العلوم وبراعته "
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في " مجموع الفتاوي ": (15/ 4): وكذلك رأيت في فتاوى الفقيه أبي محمد.
قال الإمام ابن القيم:" وقد اختلف في وجود هذه الرائحة من الصائم هل هي في الدنيا أو في الآخرة على قولين ووقع بين الشيخين الفاضلين أبي محمد [عز الدين] بن عبد السلام وأبي عمرو ابن الصلاح في ذلك تنازع"
قال الشيخ محمد رشيد رضا "ثم نقل الحافظ ابن حجر عن شيخ الإسلام العز بن عبد السلام إمام الشافعية في عصره.
قال الشيخ الألباني: " مساجلة علمية بين الإمامين العز وابن الصلاح ": فهذه مساجلة علمية مفيدة جرت في القرن السابع الهجري بين الإمامين العالمين الكبيرين العزبن عبد السلام ".
أخلاقه:
(1) الزهد:
قال الداودي " وكان كل أحد يضرب به المثل في الزهد والعلم ":
أ _ لما مرض الملك الأشرف مرض الموت وطلب الاجتماع به ليدعو له الطعام ويقدم له النصيحة اعتبر العز ذلك قربة، فذهب إليه ودعا له وأمره بإزالة المنكرات، وطلب منه الملك العفو والصفح قائلا: يا عز اجعلني في حل، قال الشيخ: أما محاللتك فإني كل ليلة أحالل الخلق وأبيت وليس لي عند أحد مظلمة، وأرى أن يكون أجري على الله، فأعطاه السلطان ألف دينار فردها وقال: هذه جلسة الله لا أكدرها بشيء من الدنيا.
ب ـ لما استقال العز من القضاء عند فتواه بيبيع الأمراء حمل أمتعته مع أسرته فلم تتجاوز حمل حمارٍ!!
(2) الورع:
عرض الظاهر عليه أن يجعل أي أبنائه شاء خلفاً له في منصبه بعد وفاته، فأبى فقال له الظاهر: من أين يعيش ولدك؟
قال: من عند الله، قال: نجعل له راتبا، قال: هذا إليكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
(3) السخاء:
ذكر بدر الدين بن جماعة ان الشيخ لما كان بدمشق وقع غلاء كبير حتى صارت البساتين تباع بالثمن القليل، فأعطته زوجته مصاغاً لها وقالت: اشتر لنا بستاناً، فأخذ المصاغ وباعه وتصدق بثمنه، فقالت: ياسيدي اشتريت لنا؟، قال نعم، بستاناً في الجنة، إني وجدت الناس في شدة فتصدقت بثمنه، فقالت: جزاك الله خيرا
قال ابن السبكي: وحكى أنه مع فقره كثير الصدقات، وأنه ربما قطع عمامته وأعطى فقيرا يسأله إذا لم يجد معه غير عمامته.
(4) الشجاعة:
لما جاء نائب السطان في مصر حاملاً سيفه ليقتله لفتواه ببيع الأمراء المماليك قام لاستقباله فاعترضه ابنه خشية عليه من أن يقتل، فقال: يا ولدس، أبوك أقل من أن يقتل في سبيل الله، فلما خرج على النائب أرعدت مفاصله، وسقط السيف من يده وسأل الشيخ أن يدعو له، وقال سيدي خير أيش تعمل؟ قال: أنادي عليكم وأبيعكم، قال: ففيم تصرف ثمننا، قال: في مصالح المسلمين.
تنبيه مهم: ذكر المدعو على الجفري الشيعي الخبيث الذي يظهر التصوف ويبطن التشيع: يروي أن العز بن عبد السلام ـ رحمه الله ـ عندما سمع أحد الأئمة يتكلم، قال: هلموا إلى كلام طري حديث عهد بربه. وقام العز متوجداً يصيح بالناس.
وهذا كذب وافتراء، كيف وهو يقول " وأما الرقص والتصفيق فخفة ورعونة مشبهة لرعونة الإناث، لا يفعلها إلا راعن أو متصنع كذاب، وكيف يتأتى الرقص المتزن بأوزان الغناء ممن طاش لبه وذهب قلبه وقد قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم " متفق عليه.
ولم يكن واحد من هؤلاء الذين يقتدى بهم يفعل شيئاً من ذلك، وإنما استحوذ الشيطان على قوم يظنون أن طربم عند السماع إنما هو متعلق بالله.
وقد حرم بعض العملماء التصفيق لقوله صلى الله عليه وسلم" إنما التصفيق للنساء " ولا يصدر التصفيق والرقص إلا من غبي جاهل .... إنما يفعل ذلك الجهلة السفهاء الذين التبست عليهم الحقائق بالأهواء ". (قواعد الأحكام في مصالح الأنام / (2/ 221))
أشهر مؤلفاته:
(1) "قواعد الأحكام في مصالح الأنام "في أصول الفقه
(2) "الغاية في أصول النهاية " في الفقه الشافعي
(3) مختصر صحيح مسلم
(4) بداية السول في تفضيل الرسول.
(5) الإشارة إلى المجاز في بعض أنواع الإيجاز
(6) "تفسير القرآن العظيم ". قال ابن كثير: له مصنفات حسان: منها تفسير القرآن
(7) مقاصد الصلاة
(8) مقاصد الصوم
(9) شرح السول والأمل في علمي الأصول والجدل
(10) والعماد في مواريث العباد.
وفاته:
أطال الله عمره حتى مات عن عمر يناهز الثمانين بنحو ثلاث سنوات قبل عصر يوم السبت 9 جمادى الأولى 660هـ / 18 إبريل 1066م، ثم دفن يوم الأحد قبل الظهر ودفن بسفح المقطم. وقد تنبأ لنفيه أن يعيش ثلاثاً وثمانين سنة، وذلك أن أحد أصحابه زاره يوماً فقال: رأيتك في المنام تنشد:
وَكُنت كَذي رِجلَينِ رِجلٍ صَحيحَةٍ *-*-*-*-* وَرِجلٍ رَمى فيها الزَمانُ فَشلَّتِ
فسكت ساعة ثم قال: أعيش ثلاثاً وثمانين عاماً فإن هذا الشعر لكثير عزة ولا نسبة بيني وبينه إلا السن، فهو شيعي وأنا سني، وهو قصير، وأنا طويل، وقد عاش ثلاثاً وثمانين عاماً ـ رحمه الله ـ رحمة واسعة.
مصادر الترجمة:
* دفع الإصر عن قضاة مصر
* طبقات الشافعية
* الأعلام للزركلي
* شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي
* النجوم الزاهرة ابن تغري بردي
* مرآة الجنان اليافعي
* البداية والنهاية لابن كثير
* تاريخ علماء بغداد ابن رافع السلامي
* فوات الوفيات لابن شاكر الكتبي
* إيضاج المكنون للبغدادي
* المنهاج الصافي والمستوفي بعد الوافي
* المختصر في أخبار البشر
**** هذه الترجمة مأخوذة من مقدمة تحقيق تفسير القرآن العظيم للعزبن عبد السلام تحقيق: أبي حفص الأثري أحمد بن محمد يوسف و محمد إبراهيم الحوتي ط مكتبة سلسبيل ـ القاهرة، حدائق الزيتون.
ـ[نبراس]ــــــــ[28 - May-2009, مساء 02:23]ـ
بارك الله فيك أخي
على هذه المشاركة و أنتظر منك المزيد خاصة في ما جاء من أقوال تدم الشيخ كما نقلها أبو عبد الله المدني مثلا في مقاله: "حقيقة العز بن عبدالسلام وموقف شيخ الإسلام ابن تيمية منه"
ـ[نبراس]ــــــــ[28 - May-2009, مساء 02:31]ـ
هذا مقال من موقع الصوفية أرجوا من الإخوة أن يدلوا برأيهم فيه
(يُتْبَعُ)
(/)
العز بن عبد السلام
جاء في كتاب المعيار المُعَرّب (11/ 29):
سُئل الشيخ عز الدين ابن عبد السلام عن جماعة من أهل الخير والصلاح والورع يجتمعون في وقت فينشدُ لهم مُنشد:
فأجاب: ((الرقص بدعة لا يتعاطاه إلا ناقص عقل، ولا يصلح إلا للنساء .. ))
وهي كذلك في فتاويه صفحة (163) وقد نقلها وأثبتها الحافظ التونسي الزبيدي رحمه الله، في كتابِه (المرآة إظهار الضلالات).
يدّعي بعض الصوفيّة أن الإمام العز ابن عبد السلام كان يتواجد ويرقص في مجالس السماع، ويتّخِذُون من ذلك حجّة على إباحة الرقص في مجالس الذكر عندهم. والحقيقة أن الذي ادّعوه غير صحيح، وكل من يعرف سيرة الإمام العز ابن عبد السلام، يدرك تماماً أن هذا الكلام كذب عليه، وأن إلصاق هذه التهمة بهذا الإمام إنما هو للتغرير بالعامّة من الناس.
وأكبر دليل على كذب الصوفية، أن العز رحمه الله، قد نصَّ في أهم كتبه على تحريم ذلك فقال: ((وأما الرقص و التصفيق فَخِفَّةٌ ورعونة، مُشْبِهَةٌ لرعونة الإناث لا يفعلها إلا راعن أو متصنع كذّاب، كيف يتأتى الرقص المتَّزن بأوزان الغناء، ممن طاش لُبُّه وذهب قلبه، وقد قال عليه الصلاة والسلام: "خير الناس قرني، ثمّ الذين يلونهم،ثم الذين يلونهم". متفق عليه، ولم يكن واحد من هؤلاء الذين يقلدونهم يفعل شيئاً من ذلك)). انتهى
(قواعد الأحكام في مصالح الأنام: 2ـ 186).
ومن شعر الشيخ عز الدين ابن عبد السلام في وصف الصوفية:
ذهبَ الرجال وحالَ دون مَجَالهم زُمَرٌ من الأوباش والأنذال
زعموا بأنهم على آثارهم ساروا ولكن سيرة البَطَّال
لبسوا الدلوق مرقعاً وتقشَّفوا كتقشّف الأٌطاب والأبدال
قطعوا طريق السالكين و أظلموا سُبُلَ الهدى بجَهالةٍ وضَلال
عَمَروا ظَواهرهم بأثواب التقى وحشَوا بواطنهم من الأدغال
إن قلت قال الله قال رسوله همزوك همز المنكر المتغالي
ويقول قال لي قلبي عن خاطري عن سرِّ سري عن صفا أفعالي
عن حضرتي عن فكرتي عن خلوَتي عن جَلْوَتي عن شاهدي عن حالي
عن صفْوِ وقتي عن حقيقة حكمتي عن ذات ذاتي عن صفا أفعالي
دعوى إذا حققتها أَلْفَيْتَها ألقاب زور لُفِّقَت بمحال
تركوا الشرائع والحقائق واقتدوا بطرائق الجهَّال والضُلال
جعلوا المِرَا فتحاً، وألفاظ الخنا شطحاً وصالوا صولة الإدلال
انظر الفكر السامي للشيخ محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي ج3 صـ69
http://www.alsoufia.com/articles.aspx?id=1089&page_id=0&page_size=15&links=False&gate_id=0
هل كتاب "الفكر السامي" للشيخ محمد بن الحسن الحجوي الثعالبي موجود على النت؟
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[28 - May-2009, مساء 03:55]ـ
أخي العزيز نبراس لمعرفة المزيد عن عقيدة العز من خلال تفسيره فعليك بكتاب الشيخ عبد الرحمن المغرواي ـ حفظه الله ـ:
وها هو رابطه في موضوع للأستاذ الجليس الصالح ـ بارك الله فيه ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=650
وصفحة العز في الكتاب من ص 886إلى 895
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[28 - May-2009, مساء 04:44]ـ
أخي نبراس الشيخ عز الدين بن عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي القاسم بن الحسن بن محمد مهذب الشافعي السلمي المغربي الدمشقي القاهري: {660:ت} ـ رحمه الله ـ:
*كان من الإئمة القامعين للبدعة وذلك لما ذكره عنه السبكي في طبقاته حيث قال:
قال الشيخ شهاب الدين أبو شامة أحد تلامذة الشيخ وكان أحق الناس بالخطابة والإمامة وأزال كثيرا من البدع التي كان الخطباء يفعلونها من دق السيف على لمنبر وغير ذلك وأبطل صلاتي الرغائب ونصف شعبان ومنع منهما. اهـ (8/ 210)
* ثانياً كان من الآمرين بالمعروق الناهين عن المنكر وذلك لما ذكره عنه السبكي في طبقاته حيث قال:
سمعت الشيخ الإمام رحمه الله يقول سمعت شيخنا الباجي يقول طلع شيخنا عز الدين مرة إلى السلطان في يوم عيد إلى القلعة فشاهد العساكر مصطفين بين يديه ومجلس المملكة وما السلطان فيه يوم العيد من الأبهة وقد خرج على قومه في زينته على عادة سلاطين الديار المصرية وأخذت الأمراء تقبل الأرض بين يدي السلطان فالتفت الشيخ إلى السلطان وناداه يا أيوب ما حجتك عند الله إذا قال لك ألم أبوئ لك ملك مصر ثم تبيح الخمور فقال هل جرى هذا فقال نعم الحانة الفلانية يباع فيها الخمور
(يُتْبَعُ)
(/)
وغيرها من المنكرات وأنت تتقلب في نعمة هذه المملكة يناديه كذلك بأعلى صوته والعساكر واقفون فقال يا سيدي هذا أنا ما عملته هذا من زمان أبي فقال أنت من الذين يقولون {إنا وجدنا آباءنا على أمة} فرسم السلطان بإبطال تلك الحانة.
سمعت الشيخ الإمام يقول سمعت الباجي يقول سألت الشيخ لما جاء من عند السلطان وقد شاع هذا الخبر يا سيدي كيف الحال فقال يا بني رأيته في تلك العظمة فأردت أن أهينه لئلا تكبر نفسه فتؤذيه فقلت يا سيدي أما خفته فقال والله يا بني استحضرت هيبة الله تعالى فصار السلطان قدامي كالقط
ورأيت في بعض المجاميع أن الذي سأله هذا السؤال تلميذه الشيخ أبو عبد الله محمد بن النعمان فلعل الباجي وابن النعمان سألاه
.اهـ (211،212/ 8)
وقال السبكي في طبقاته:
وعن الشيخ جمال الدين ابن الحاجب أنه قال ابن عبد السلام أفقه من الغزالي (214/ 8)
* ثالثاً: كان الشيخ لا يحابي في العلم ولذلك تراه كما روي عنه قال السبكي:
وحكى القاضي عز الدين الهكاري ابن خطيب الأشمونين في مصنف له ذكر فيه سيرة الشيخ عز الدين أن الشيخ عز الدين أفتى مرة بشيء ثم ظهر له أنه خطأ فنادى في مصر والقاهرة على نفسه من أفتى له فلان بكذا فلا يعمل به فإنه خطأ. اهـ (214/ 8)
أخي العزيز نبراس انظر للشيخ السبكي كيف بنى الفعل ذكر للمجهول حتى تدري بأن ذلك الخبر غير صحيح، قال السبكي:
وذكر أن الشيخ عز الدين لبس خرقة التصوف من الشيخ شهاب الدين السهروردي وأخذ عنه وذكر أنه كان يقرأ بين يديه رسالة القشيري فحضره مرة الشيخ أبو العباس المرسي لما قدم من الإسكندرية إلى القاهرة فقال له الشيخ
عز الدين تكلم على هذا الفصل فأخذ المرسي يتكلم والشيخ عز الدين يزحف في الحلقة ويقول اسمعوا هذا الكلام الذي هو حديث عهد بربه.اهـ
هل يقول هذا الشيخ عز الدين ـ رحمه الله ـ وهو يصف من يفعل ذلك بالحمق؟!!
قال الشيخ رحمه الله في كتابه "قواعد الأحكام في مصالح الأنام:"وأما الرقص والتصفيق فخفة ورعونة مشبهة لرعونة الإناث لا يفعلها إلا راعن أو متصنع كذاب وكيف يتأتى الرقص المتزن بأوزان الغناء ممن طاش لبه وذهب قلبه، وقد قال عليه السلام: "خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم"، ولم يكن أحد من هؤلاء الذين يقتدى بهم يفعل شيئا من ذلك. وإنما استحوذ الشيطان على قوم يظنون أن طربهم عند السماع إنما هو متعلق بالله عز وجل ولقد مانوا فيما قالوا وكذبوا فيما ادعوا من جهة أنهم عند سماع المطربات وجدوا لذتين اثنتين: إحداهما لذة المعارف والأحوال المتعلقة بذي الجلال. والثانية: لذة الأصوات والنغمات والكلمات الموزونات الموجبات للذات النفس التي ليست من الدين ولا متعلقة بأمور الدين، فلما عظمت عندهم اللذتان غلطوا فظنوا أن مجموع اللذة إنما حصل بالمعارف والأحوال، وليس كذلك بل الأغلب عليهم حصول لذات النفوس التي ليست من الدين بشيء. وقد حرم بعض العلماء التصفيق لقوله عليه السلام: "إنما التصفيق للنساء" ولعن عليه السلام المتشبهات من النساء بالرجال، والمتشبهين من الرجال بالنساء، ومن هاب الإله وأدرك شيئا من تعظيمه لم يتصور منه رقص ولا تصفيق، ولا يصدر التصفيق والرقص إلا من غبي جاهل، ولا يصدران من عاقل فاضل، ويدل على جهالة فاعلهما أن الشريعة لم ترد بهما في كتاب ولا سنة، ولم يفعل ذلك أحد الأنبياء ولا معتبر من أتباع الأنبياء، وإنما يفعل ذلك الجهلة السفهاء الذين التبست عليهم الحقائق بالأهواء، وقد قال تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ} وقد مضى السلف وأفاضل الخلف ولم يلابسوا شيئا من ذلك، ومن فعل ذلك أو اعتقد أنه غرض من أغراض نفسه وليس بقربة إلى ربه، فإن كان ممن يقتدى به ويعتقد أنه ما فعل ذلك إلا لكونه قربة فبئس ما صنع لإيهامه أن هذا من الطاعات، وإنما هو من أقبح الرعونات. اهـ (187/ 2)
أخي العزيز انظر ترجمة الشيخ السبكي له كاملة ستدري، ولعل ترجمتنا له في المشاركة رقم (5) تنبيك عن فضله، واعلم أن الصوفية ـ قبحهم الله ـ ينسبون إليهم الشيخ زوراً فإنهم لما رأوا فضله وباعه في العلم نسبوه إليهم، واذكر أنني كنت في مجلس من مجالسهم فرأيتهم يقولون إن الإمام ابن القيم كان صوفي وشيخ الإسلام ابن تيمية كان صوفي، ثم انبرى أحدهم وقال: ظل الدين منتصراً وذا شوكة حتى أتى ذلك الرجل السعودي محمد بن عبد الوهاب فأنهكنا وأفسد الدين بفعلته!!!!!
أرأيت ولذلك هم ينسبون كل عالم حق إليهم حتى يقولوا نحن نحن أهل الحق، وأنتم أنتم أهل الباطل تكذبون على كذا وكذا
حتى تفسدوا الدين بزعمكم فلا يختلجن صدرك ولا يخفقن قلبك لغير الحق، أما من ناحية العقيدة فالشيخ أشعري العقيدة ذلك لأن العقيدة الأشعرية كانت سائدة في هذا العصر فأنت ترى أهل القرن السابع كابن الجوزي والعز والرازي وغيرهم من الأشاعرة فلما أتى القرن الثامن وأتى الشيخ ابن تيمية عليه الرحمة وجدد الله على يديه كل بال من هاتيك الخروق فنبه الأمة إلى ما كانت عن في بحر الظلام بحر العقيدة الأشعرية
فالإمام العز كان = أشعري العقيدة نعم ولكن لا يترك، وإنما يفاد المرء من مصنفاته فيغرف من الصحيح ويتغاضي عن الخطأ ويحذر منه
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[روضة المحب]ــــــــ[29 - May-2009, مساء 04:32]ـ
لم تشفوا عليلي
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[05 - Jun-2009, صباحاً 02:39]ـ
لم تشفوا عليلي
جزاكم الله خيرا
قد تُنْكِرُ العيْنُ ضَوْءَ الشِّمْسِ من رَمَدٍ *-*-* ويُنْكِرُ الفَمُّ طَعْمَ الماءِ كم سَقَمٍ
أو كما قال الآخر
وما ضر الورود وما عليها *-*-* إذا المزكوم لم يطعم شذاها(/)
ما الحكمة في وجود اليهود والنصارى الى الان؟؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[27 - May-2009, صباحاً 06:37]ـ
قال الامام ابن الجوزي رحمه الله
فصل حكمة تعدد الملل
تفكرت في إبقاء اليهود والنصارى بيننا وأخذ الجزية منهم فرأيت في ذلك حكماً عجيبة.
منها ما قد ذكر أن الإسلام كان ضعيفاً فتقوى بما يؤخذ من جزيتهم.
ومنها ظهور عزه بذلهم إلى غير ذلك مما قد قيل.
ووقع لي فيه معنى عجيب.
وهو أن وجودهم وتعبدهم وحفظهم شرع نبيهم صلى الله عليه وسلم دليل على أنه قد كان أنبياء وشرائع وأن نبينا صلى الله عليه وسلم ليس ببدع من الرسل فقد اجتمعت الجن وهم على إثبات صانع وإقرار برسل فبان أننا ما ابتدعنا ما لم يكن.
ثم هم يصبرون على باطلهم ويؤدون الجزية فكيف لا نصبر على حق
والدولة لنا.
وفي بقائهم احترام لما كان صحيحاً من الدين وليرجع متبصر وليستعمل مفكر
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[27 - May-2009, صباحاً 09:15]ـ
http://abeermahmoud.jeeran.com/342-jzaaka.gif
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[27 - May-2009, مساء 02:16]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
الوهيبي .. لقد كنت ميتا أوعظ منك حيا!!
ـ[فرحان بن سميح العنزي]ــــــــ[27 - May-2009, مساء 12:59]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
يا آل الوهيبي إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط. لله ما أخذ ولله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى، فلتصبروا ولتحتسبوا.
أسأل الله أن يغفر للشيخ عبد العزيز مغفرة من عنده، ويرحمه رحمة يغنيه بها عن رحمة من سواه، وأن يرفع درجته في المهديين ويخلفه في عقبه في الغابرين ويغفر لنا وله يوم الدين.
الذين يموتون على مدار الساعة لا يحصون عدا، ولكن الذين ترتج لموتهم الأرض بما خلفوا من آثار صالحة قليل، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم منهم.
يا آل الوهيبي إن مصابكم جلل ولكنه قدر الله الذي لا مفر منه، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
يا آل الوهيبي مصابكم مصاب جميع من عرف الشيخ عن قرب فأحسنوا الظن بربكم فإن الناس شهداء الله في أرضه وكم هم شهود الشيخ الذي يشهدون له بالصدق والأمانة وقول كلمة الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نحسبه جمع هذه الصفات وغيرها ولا نزكي على الله أحدا.
عزاؤنا في الشيخ-رحمه الله- أنه قدم على رب رحيم أرحم به من الوالدة بولدها وهو الذي اختار له هذا المصاب. فما رحمة الخلق أجمعين بجانب رحمة رب العالمين!!!
عزاؤنا في الشيخ- بعد رحمة أرحم الراحمين- أعمال خيرة وألسنة داعية خلفها وراءه والله سبحانه لا يضيع أجر من أحسن عملا (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ) يس 12.
يا آل الوهيبي إن هذه الدنيا الملعونة شرعا لم تكن يوما من الأيام مطمعا لأمثال الشيخ عبد العزيز فنرجو أن ما عند الله خير للشيخ من هذه الدنيا بأجمعها. فعلام الأسف!!!
يا آل الوهيبي-آجركم الله في مصابكم- أعلم وتعلمون أن النائحة الثكلى ليست كالمستأجرة وأن ما تقاسونه ليس كما يقاسيه غيركم، ولكنه قدر الله الذي كتبه قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ {22} لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ {23}) الحديد. (قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ) يونس 49.
هل يتعظ من لا يزال سادرا في غيه ولهوه بمصارع الغابرين، ويتفكر في موت الصالحين الذين تهتز الدنيا لموتهم فيحاول أن ينضم إلى ركبهم فيفوز في الدارين (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) النحل 97.
هل يرضى العاقل أن يموت على فراشه كما تموت البهائم هائما في دنياه ناسيا مولاه لا يعرفه إلا أهله!! أم أن اللائق به أن يسعى في مرضاة ربه ويبذل جهده في طاعته ما استطاع حتى يعليه الله في الدنيا والآخرة ويضع له القبول في الأرض ويحبه أهل السماء ففي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الله تعالى إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال: إني أحب فلانا فأحبه فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله تعالى يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض و إذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه فيبغضه جبريل ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلانا فأبغضوه فيبغضونه ثم يوضع له البغضاء في الأرض).
نحسب الشيخ عبد العزيز رحمه الله من هذا الصنف ولا نزكي على أحدا.
أخيرا ...... أذكر بقول الإمام أحمد رحمه الله: "قولوا لأهل البدع: بيننا وبينكم يوم الجنائز". فستكون جنازة الشيخ عبد العزيز واعظا لكل مخالف ومظهرة لفضل أمثاله عند الناس (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ) المطففين 26.
أسأل الله أن يغفر للشيخ ذنوبه وخطاياه وأن يعلي درجاته وأن يخلف عليه وعلى أهله بخير وأن يشفى مصابهم ويجبر كسرهم إن ربي رؤوف رحيم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
والسلام
ـ[خالد سالم باوزير]ــــــــ[27 - May-2009, مساء 01:09]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون.
اللهم اغفر للشيخ عبد العزيز , وارفع درجته في المهديين , وافسح له في قبره , ونور له فيه , واخلفه في عقبه.
إن القلب ليحزن , وإن العين لتدمع , وإن على فراقكم ياشيخ عبد العزيز لمحزونون , ولا نقول إلا ما يرضي ربَّنا تبارك وتعالى: إنا لله وإنا إليه راجعون , اللهم اجرنا في مصيبتنا , وأخلف لنا خيرا منها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله مدني]ــــــــ[27 - May-2009, مساء 01:43]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
رحم الله الشيخ وأهله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته
اللهم اغفر لهم وارحمهم وعافهم واعف عنهم
ـ[حسن ابو عدي]ــــــــ[27 - May-2009, مساء 06:47]ـ
اللهم اغفر للشيخ عبد العزيز , وارفع درجته في المهديين , وافسح له في قبره
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[28 - May-2009, مساء 12:29]ـ
اللهم اغفر للشيخ عبد العزيز , وارفع درجته في المهديين , وافسح له في قبره
ونوّر له فيه وأكرم نزله ووسع مدخله وأبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله.
آآمين(/)
دليل المدينة المنورة المصور إلكتروني
ـ[عبدالله مدني]ــــــــ[27 - May-2009, مساء 01:58]ـ
http://www.alfrasha.com/up/1314132760495194113.gif
الحمد لله المحمود على كل حال ,
والصلاة والسلام على محمد وصحبه وآله خير صحب وآله ,
أما بعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني وأخواتي
المدينة المنورة , طيبة الطيبة ,
مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم
تحتل مكانة عظيمة في قلوب العالمين ,
وتسكن أفئدة الملايين
كيف لا وهي المدينة التي اختارها رب العالمين ,
مهاجرا لنبيه الأمين
ليبلغ دين الله
وينشر رسالته في الآفاق
ومن هذا المنطلق
بدأت فكرة إنتاج دليل يحتوي بعض أماكن المدينة
قديما وحاضرا
وقد يسر الله لنا هذا الدليل
http://filaty.com/i/905/11321/torrent_dash.jpg
.
ونشكر أخانا عبدالله المدني
على ما قام به من جهد ملموس فيشكر عليه
فجزاه الله عنا خير الجزاء
وأسكنه أعالي الجنان
كما نشكر كل من ساهم معنا في جمع مادته
وتسهيل أموره
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه
أخوكم
زكي الحجيلي
المدينة المنورة
الجمعة 13/ 5/1430هـ
لتحميل الدليل
تفضل من هنا ( http://www.rofof.com/5cyptz8/Dlil_al-mdina_al-mnora_.html)
http://www.21za.com/pic/salam_kalam007_files/76.gif
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[27 - May-2009, مساء 03:22]ـ
جزاكم الله خيرا
ولو رفعته على موقع رفع مباشر كميديا فاير وهذا بعد أن تضغطه وجوزيتم خيرا(/)
ما وراء زيارة البابا للأراضي المقدسة؟!
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[28 - May-2009, صباحاً 01:18]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حديث الأسبوع
زيارة البابا
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد:
ففي غضون الأسبوع المنصرم، قدم البابا (بندكتوس السادس عشر) أسقف الكنيسة الكاثوليكية، ورئيس حاضرة الفاتيكان، في زيارة إلى ما يسميه النصارى (الأراضي المقدسة)، وتشمل مواقع في الأردن، مثل: موقع المعمودية (المغطس) على نهر الأردن، وجبل (نيبو) و قلعة (مكاور). وفي فلسطين، مثل (المسجد الأقصى)، و (بيت لحم) و (الناصرة)، وغيرها. وغادرها اليوم الجمعة20/ 5/1430، الموافق 15/ 5/2009م. وكان سلفاه: البابا (بولس السادس: 1963 - 1978) و (يوحنا بولس الثاني: 1978 - 2005). فما سر هذه الزيارات البابوية المتعاقبة، لمنطقة إسلامية، ملتهبة، خلال العقود الخيرة؟
لا يغيب عن البال أن المرجعيات النصرانية؛ الدينية، والسياسية، عبر التاريخ، تشعر بالأسى الشديد، والغيظ العميق لكون مدارج النصرانية الأولى، ومهد المسيح عليه السلام باتت بأيدي المسلمين. فبلاد الشام الكبرى (سوريا، والأردن، وفلسطين) كانت تعج بمختلف الطوائف النصرانية المتناحرة، حين جاء الفتح الإسلامي بـ (البينة) التي لا غنى لهم عنها: (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ.رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً. فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ) [البينة/1 - 3]
فانخرطت أعداد هائلة من نصارى المشرق في الإسلام، ورأوا فيه الامتداد الطبيعي لدين الله، النقي من البدع، والشركيات، والفلسفات، التي جرى إدخالها في دين المسيح. وصارت بلاد الشام، والعراق، ومصر، وغيرها بلاد إسلام. بل إن أربعاً من خمس حواضر نصرانية مقدسة، صرن حواضر إسلامية؛ يرفع فيها الأذان، ويتلى فيها القرآن، ولم يبق بها سوى (أقليات) نصرانية، وهي: القدس، والقسطنطينية (استانبول)، و أنطاكية، والإسكندرية. وبقيت روما، وحدها بيد النصارى!
ولأجل هذا الغيظ التاريخي الديني، جرد الأباطرة، والبابوات، الحملات الصليبية المتعاقبة، لكنها باءت بالفشل الذريع أمام حجة الإسلام الباهرة، وجهاده المنبعث. كما فشلت الحملات الاستعمارية للغرب المتعلمن، في أعقاب الحربين العالميتين الأولى والثانية، في العصر الحديث، من أن تستقر في المنطقة الإسلامية، سواءً بسواء.
ومنذ منتصف القرن الميلادي العشرين، والمراجع النصرانية؛ ممثلةً بـ (الكنيسة الكاثوليكية)، التي يتبعها أكثر من مليار من نصارى العالم، و (مجلس الكنائس العالمي) الذي يستوعب الباقي، صارت ترفع شعار (التقارب) و (الحوار) الذي لا يسعها سواه في ظل مرحلة الضعف، والتهميش، الذي تحياه، وفي مواجهة المد الإسلامي في معاقلها العتيدة، الذي تلقاه.
وفي هذا السياق (التكتيكي) تأتي زيارات البابوات المتعاقبة للشرق الإسلامي، لتأكيد الارتباط التاريخي الديني بالمنطقة، وتعزيز الأقليات النصرانية المشرقية، رغم اختلافهم العميق فيما بينهم، من جهة، ومن جهة أخرى لترديد شعارات الحوار، والتقارب، التي يذرون فيها الرماد على العيون، في الوقت الذي يسيئون فيه للإسلام، والقرآن، ونبي الإسلام صلى الله عليه وسلم، في تصريحاتهم.
ولعل البابا الحالي (بندكتوس السادس عشر) كان أقل حذقاً من سلفه (يوحنا بولس الثاني)، إذ لم تكد تمضِ سنة على حبريته، حتى فاه في محاضرة ألقاها في جامعة (ريغينسبورغ) الألمانية في أيلول 2006م، بتصريحات مسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم، أثارت ردود فعل غاضبة، لدى المسلمين. ولم يكن منه، إلا أعرب عن (أسفه) لـ (سوء فهمه)، حين قال في بيانه الشخصي: (أنني أشعر بأسف عميق لردود الفعل في بعض البلدان، لفقرات قليلة من خطابي بجامعة ريغينسبورغ، والتي اعتبرت مسيئة لمشاعر المسلمين).
وهاهنا مغالطة لفظية، لا يدركها كثير من الجمهور الإسلامي، وتحمل دلالة مميزة في التصريحات السياسية، ألا وهي التفريق بين (الأسف) و (الاعتذار)! فالبابا يأسف لسوء فهم الآخرين، ولكنه، وحتى اللحظة التي زار فيها أحد مساجد الاردن قبل أيام، لم يعتذر!
(يُتْبَعُ)
(/)
وثمَّ، كمين لفظي آخر، لا يتفطن له كثير من المسلمين، وربما تنطلي عليهم خدعته، وهو ما يرد في التصريحات الكنسية من عبارات ثناء، ومجاملة، ابتداءً مما تضمنته وثيقة المجمع الفاتيكاني الثاني الشهيرة: (وتنظر الكنيسة بعين الاعتبار أيضاً إلى المسلمين، الذين يعبدون الإله الواحد القيوم الرحيم .. ) وانتهاءً بتصريحات البابا الحالي (بندكتوس السادس عشر) في الأردن حين قال إنه يستغل هذه الزيارة (كي يعرب عن عميق احترامه للمجتمع الإسلامي). إن جميع العبارات التوددية الصادرة من الجهات الكنسية لا تقدم تقديراُ لـ (الإسلام) بوصفه ديناً، وإنما لـ (المسلمين) بوصفهم أفراداً، ومجتمعات. وبالتالي، فهو إمعان في الإصرار على التكذيب بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وكون الإسلام ديناً من عند الله، فضلاً، أن يكون هو الدين الخاتم، الناسخ لجميع الأديان. وقد حلل الكاتب الروسي (إلكسي جورافسكي) في كتابه العميق (الإسلام والمسيحية) العبارات الحذرة التي صيغت بها دساتير، وقرارات، وبيانات، المجمع الفاتيكاني الثاني (1962 - 1965) حتى لا تقع في شَرَك تزكية الإسلام كدين، بما لا يتسع بسطه في هذا المقام. (انظر كتابي: دعوة التقريب بين الأديان: 1/ 412 - 415
وربما قال بعض السذج: ألم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يستقبل وفود اليهود والنصارى؟ فالجواب: بلى! بل ويستدعيهم، ويستضيفهم، بل ويقصدهم في كنيسهم، في يوم مدراسهم! لكنه، بأبي هو وأمي، كان يدعوهم على عبادة الله وتوحيده، والإيمان برسوله، ونبذ الشرك، والغلو، كم أمره ربه بقوله: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) [آل عمران/64]
فأين هذا من لقاءات المجاملة، والمداهنة، والمصانعة، التي يقال فيها كل شيء، إلا: (تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ). ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها.
كتبه: د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي
عنيزة. في 20/ 5/1430
http://www.al-aqidah.com/?aid=show&uid=vkdcpwi4(/)
جمع العقبين حال السجود غريب
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[28 - May-2009, صباحاً 03:57]ـ
لم يذكر جمع العقبين حال السجود في شيء من المذاهب الأربعة، و أن نهاية ما فيه ما ذكره ابن مفلح الحنبلي عن ابن تيمية و غيره أنه يجمع عقبيه و ليست هي رواية عن الإمام أحمد و المقرر في مذهب الحنابلة هو التفريج بين القدمين إلحاقا لسنة التفريج بين الركبتين و الفخذين.
فما ذكره ابن تيمية فرع غريب، لم يذكره رواية عن الإمام أحمد، و لم يذكر سلفه، و لا يمكن أن يكون فرعا مخرجا في المذهب، يبقى أنا لا نعلم من أين أتى به ابن تيمية و غيره؟
( http://www.islam ... .net/newlibrary/display_book.php?bk_no=78&ID=867&idfrom=1568&idto=1892&bookid=78&startno=52#docu)
(http://www.islam ... .net/newlibrary/showalam.php?ids=16524) (http://www.islam ... .net/newlibrary/display_book.php?bk_no=78&ID=867&idfrom=1568&idto=1892&bookid=78&startno=52#docu)
ـ[هادي آل غانم]ــــــــ[28 - May-2009, مساء 07:18]ـ
أخي الفاضل: رشيد
لعل دليل المسألة التي قال بها أبن تيمية وغيره هو حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان معي على فراشي فوجدته ساجدا، راصا عقبيه، مستقبلا بأطراف أصابعه القبلة يقول: " أعوذ برضاك من سخطك. .. إلى آخر الحديث
وهذا الحديث أخرجه الطحاوي في " مشكل الأثار " (1/ 103 رقم: 111) وابن خزيمة في " صحيحه " (رقم: 654) والحاكم في " المستدرك " (1/ 228) وعنه البيهقي في " السنن الكبرى " (2/ 116) وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، وتعقبهما الألباني ـ رحمه الله ـ قائلا: إنما هو صحيح على شرط مسلم فقط.
انظر صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم (الأصل) 2/ 736 ـ 737
ـ[هادي آل غانم]ــــــــ[28 - May-2009, مساء 07:35]ـ
وكذلك أخرجه ابن حبان في " صحيحه " انظر الإحسان (رقم: 1933) وقال عنها الحافظ في " التلخيص الحبير ": إنها رواية صحيحة / كما نقلها عنه العلامة الألباني ـ رحمه الله ـ في صفة الصلاة الأصل.
ـ[حسن ابو عدي]ــــــــ[28 - May-2009, مساء 08:31]ـ
أخي بارك الله فيك هذا بعض أقوال أهل العلم في ضم العقيبن
أما وضع القدمين أثناء السجود، هل السنة المباعدة بينهما، أو رصهما وإلصاقهما؟ فقد اختلف الفقهاء في هذه المسألة على قولين:
القول الأول: استحباب التفريق بينهما، وهو قول جماهير أهل العلم الذين نصوا على هذه المسألة، واستدلوا بما ثبت في السنة النبوية من استحباب تفريج الركبتين والفخذين أثناء السجود، قالوا: والقدمان تبع لهما، فالأصل أن يفرج بينهما أيضا.
فقد روى أبو داود (735) عن أبي حميد رضي الله عنه قال في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم: (وإذا سجد فَرَّج بين فخذيه).
قال الشوكاني رحمه الله:
" قوله: (فرَّجَ بين فخذيه) أي: فرق بين فخذيه، وركبتيه، وقدميه.
قال أصحاب الشافعي: يكون التفريق بين القدمين بقدر شبر" انتهى.
"نيل الأوطار" (2/ 297).
وقال النووي رحمه الله:
" قال الشافعي والأصحاب: يستحب للساجد أن يفرج بين ركبتيه وبين قدميه. قال القاضي أبو الطيب في تعليقه: قال أصحابنا: يكون بين قدميه قدر شبر " انتهى.
"المجموع" (3/ 407).
القول الثاني:
استحباب ضم القدمين، واختار هذا القول من المعاصرين الشيخ ابن عثيمين والشيخ الألباني رحمهما الله.
واستدل أصحاب هذا القول بما روته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: (فقدت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكان معي على فراشي، فوجدته ساجداً، راصّاً عقبيه، مستقبلاً بأطراف أصابعه القبلة، فسمعته يقول: أعوذ برضاك من سخطك، وبعفوك من عقوبتك، وبك منك، أثني عليك، لا أبلغ كل ما فيك).
أخرجه الطحاوي في "بيان مشكل الآثار" (1/ 104)، وابن المنذر في "الأوسط" (رقم/1401) وابن خزيمة في صحيحه (1/ 328)، وابن حبان في صحيحه (5/ 260)، والحاكم في "المستدرك" (1/ 352)، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/ 167).
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذا اللفظ، لا أعلم أحدا ذكر ضم العقبين في السجود غير ما في هذا الحديث.
وقال الذهبي في "التلخيص": على شرطهما.
قال ابن الملقن في "البدر المنير" (3/ 669): إسناده صحيح. وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في "أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم" (2/ 736).
وقد بوب ابن خزيمة لهذا الحديث بقوله: باب ضم العقبين في السجود.
وبَوَّب له البيهقي في السنن الكبرى (2/ 167): باب ما جاء في ضم العقبين في السجود.
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
" الذي يظهر مِن السُّنَّة أن القدمين تكونان مرصوصتين، يعني: يرصُّ القدمين بعضهما ببعض، كما في "الصحيح" من حديث عائشة حين فَقَدَتِ النَّبيَّ صلّى الله عليه وسلّم، فوقعت يدُها على بطن قدميه وهما منصوبتان، وهو ساجد.
واليد الواحدة لا تقع على القدمين إلا في حال التَّراصِّ.
وقد جاء ذلك أيضاً في "صحيح ابن خزيمة" في حديث عائشة المتقدِّم: (أنَّ الرسولَ صلّى الله عليه وسلّم كان رَاصًّا عقبيه).
وعلى هذا فالسُّنَّةُ في القدمين هو التَّراصُّ، بخلاف الرُّكبتين واليدين " انتهى.
"الشرح الممتع" (3/ 169).
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[28 - May-2009, مساء 09:15]ـ
لفظة رصّ العقبين من حديث عائشة في صحتها نظر، وقد تكلم فيها بعض أهل العلم.
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[28 - May-2009, مساء 11:45]ـ
هل لفضة "راصًَا عقبيه" تستلزم الجمع و الإلتصاق، أم تستلزم مطلق التراص دون لزوم التلاسق.
كما أنها هذه اللفضة ليست في صحيح مسلم.
فإن كانت صحيحة فلماذا لم يخرجها مسلم في صحيحه لما خرج الخديث.(/)
هل يصح أن يقال عن أمر فعله صحابي أو أكثر بأنه بدعة؟
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[28 - May-2009, صباحاً 10:23]ـ
أرحب بكم أعضاء المنتدى ..
هل يصح أن يقال عن أمر فعله صحابي أو أكثر بأنه بدعة؟
أريد البدعة التي هي الإحداث في الدين
لكم مني جزيل الشكر ..
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[28 - May-2009, مساء 03:31]ـ
نعم، ويكون هذا اجتهادا منه قد خالفه فيه من هو أوثق منه في العلم، فحينها يكون له أجر واحد ..
واعلم ان بعض البدع يسوغ الخلاف في اعتبارها بدعة أو طاعة ..
و أقرب مثال على هذا:
التوسل إلى الله في الدعاء بجاه أو بحق النبي صلى الله عليه و سلم .. أقصد بذاته صلى الله عليه و سلم، و لا أقصد بحبه و اتباعه فهذا لا خلاف فيه أنه طاعة.
ـ[صلاح سالم]ــــــــ[28 - May-2009, مساء 11:12]ـ
أخونا أبو عمار بارك الله فيك هل تقصد أنه يصح أن نقول بأن الصحابي فاعل الفعل مبتدع يعني أنه داخلٌ في وعيد رسول الله صلوات الله وسلامه عليه كما جاء في الحديث: من أحدث في أمرنا هذا في مسجدنا هذا ما ليس منه فعليه لعنة الله ... أو كما جاء عنه؟
أم أنك تقصد أنه اجتهد لثبوت فعل للنبي صلوات الله وسلامه عليه كما فعل عمر رضي الله عنه في صلاة التراويح فسماها بدعة ولكن ليست التي لا أصل لها في الدين؟
ومع هذا من قال من الأولين بجواز تسميت الصحابي مبتدع بارك الله فيك؟
ـ[أم شهد]ــــــــ[29 - May-2009, صباحاً 05:16]ـ
ليس كل فاعل بدعة مبتدع. أليس كذلك؟
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[29 - May-2009, مساء 06:22]ـ
أخي صلاح سالم .. بارك الله فيك و جزاك الله خيرا على حسن سؤالك و أدبك.
في رد الأخت أم شهد جزاها الله خيرا الصواب بإذن الله.
لا بد أن تعلم يا أخي أن هناك فرقا بين حكم الفعل و بين حكم الفاعل، أو، بين حكم النوع و حكم العين ..
بمعنى آخر ..
قد يكون هناك فعل ما، و له حكم في الشريعة: (بدعة، محرم، جائز، واجب، كفر، فسق ... إلخ).
فإذا ارتكب هذا الفعل أحد ما، فلا يقع عليه حكم هذا الفعل مباشرة ..
بل لا بد من انتفاء الموانع التي استقرأها أهل العلم من النصوص (الجهل - الإكراه - الصغر - الجنون - التأويل - النسيان - الخطأ).
فحكم الفعل شيء، و حكم الفاعل شيء آخر ..
لذلك كون الصحابي فعل ما رآه غيره من الصحابة أنه بدعة لا يسوغ لنا أن ننزل عليه حكم الفعل مباشرة ..
لذلك كان سؤال أخينا عبد المحسن دقيقا، إذ قال:"يقال عن أمر فعله صحابي" .. و لم يقل: "يقال عن صحابي".
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[29 - May-2009, مساء 07:28]ـ
سؤال:
1 - متى صدر هذا الفعل؟!! أفي حياة النبي صلى الله عليه وسلم أم بعد وفاته؟
2 - لو سقت المثال الذي أثار الإشكال لكان أحسن؟
ـ[أبو محمد الحنبلي]ــــــــ[29 - May-2009, مساء 07:53]ـ
إلى الأخ أبو عمار السلفي بارك الله فيك
من باب المذاكرة
قولك إذا خالفة من هو أوثق منه في العلم (هذه العبارة أطلقها علماء السلف على الشاذ وليس البدعة)
وأما قولك أن الفعل إذا فعله صحابي أو أكثر يجوز أن يقال عنه بدعة ففيه نظر
و قولك ((نعم، ويكون هذا اجتهادا منه قد خالفه فيه من هو أوثق منه في العلم، فحينها يكون له أجر واحد ..
وقولك ((واعلم ان بعض البدع يسوغ الخلاف في اعتبارها بدعة أو طاعة))
لا يصح بهذا الإطلاق فمن الخلاف من له حظ من النظر لقوة الأدلة بين المسألتين ومن الخلاف من حظ من النظر لعدم أو لضعف الأدلة. واتمنى منك أن تذكر مسألة واحدة أختلف السلف كونها بدعة أو طاعة حتى يتضح المقال
أولا إذا صدر من الصحابي فعل وخالفه عليه الصحابة لا يسمى هذا الفعل بدعة بل يسمى خلاف الصواب لسببين
الأول: التأدب مع الصحابة رضوان الله عليهم
ثانيا: لم يقل أحد من أهل العلم أن ابن عمر فعلة بدعة وهو الأخذ من القبضة مع مخالفتة ظاهر النصوص في هذه المسألة بل المشهور ممن خالفه من السلف أنهم قالوا خالف الصواب وهو مأجور وغيرها من المسائل
وكذلك لم يقل أحد في تعليق التمائم من القرآن في العنق وهو فعل عبد الله بن عمر بن العاص مع مخالفة أكثر الصحابة له لم يقل أحد بأنه بدعة
وكذلك دعاء ختم القرآن وغيرها من المسائل التي تفرد بها بعض الصحابة
وأما قولك
أقرب مثال على هذا:
التوسل إلى الله في الدعاء بجاه أو بحق النبي صلى الله عليه و سلم .. أقصد بذاته صلى الله عليه و سلم، و لا أقصد بحبه و اتباعه فهذا لا خلاف فيه أنه طاعة.
مثالك بنقسم لقسمين وهو غير واضح
الأول: التوسل بجاه أو بحق النبي صلى الله عليه وسلم إن كنت تقصد هذا فهذا لا يجوز بإتفاق علمائنا وهي بدعة محدثة
الثانية:التوسل بذاته صلى الله عليه وسلم فهذا له صورتين
الأولى: التوسل بذاته وطلب الدعاء منه صلى الله عليه وسلم في حياته وهذا لاخلاف بجوازة
الثانية: التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد مماته فهذا بدعة منكرة وشرك بالله تعالى
وتحرير المسألة: أن الفعل إذا صدر من الصحابي ولم يوجد له مخالف فهو حجة على الصحيح
وإن كان له مخالف من الصحابة فالخلاف في حجيتة حصل والصحيح أنه ليس بحجة ويكون فعله خلاف الصواب وهو مأجور بهذا
والله أعلى وأعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[29 - May-2009, مساء 08:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ الإمام العلامة البحر الفهامة عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين رحمه الله رحمة واسعة:
وأما الحديث: "من سن في الإسلام سنة حسنة ... " الحديث، فهو حديث صحيح، لكن ليس فيه حجة لأهل البدع.
وسبب قول النبي صلى الله عليه وسلم: أنه لمّا حثهم على الصدقة، ورغبهم فيها، جاء رجل من الأنصار {بصرة دراهم} (1) كادت كفه أن تعجز عنها، أو عجزت، ثم تتابع الناس بعده في الصدقة {م ق 1}، كل واحد بحسبه، سُرَّ صلى الله عليه وسلم بذلك، وقال: "من سن في الإسلام سنة حسنة {كان له} (2) أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة من غير أن ينقص من أجورهم شيئا".
فالمراد بالسنة الحسنة: أنه إذا كان باب من (3) الخير متروكا فعمل به إنسان وفتحه واقتدى به غيره كان قد سن سنة حسنة، كحال الأنصاري الذي بادر بالإتيان بصرة الدراهم وتتابع الناس بعده بالصدقات، وكمن كان في بلد أو عند ناس لا يصومون يوم {عرفة أو} (4) عاشوراء ونحو ذلك، فصامه إنسان فتابعوه على ذلك.
ولا مستدل في الحديث لمن ابتدع قولا أو عملا استحسنه، وقال: هذه بدعة حسنة، ولفظ الحديث: "من سن في الإسلام"، ولم يقل: من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة.
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "كل بدعة ضلالة" (1)، كلمة جامعة، وقوله: "من أحدث في ديننا هذا ما ليس منه فهو رد" (2)، وهذا أحد الأحاديث التي يدور عليها الإسلام، كما قال الإمام أحمد: الإسلام يدور على ثلاثة أحاديث، حديث عمر: "إنما الأعمال بالنيات" (1)، وحديث عائشة: "من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد"، وحديث: "الحلال بين والحرام بين {وبينهما أمور مشتبهات} (4) ... " (2) الخ.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في خطبه: "إياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة"، وهذا من جوامع {ق 1} الكلم التي أعطيها نبينا صلى الله عليه وسلم.
فمن ابتدع شيئا استحسنه وقال: هذه بدعة حسنة، فهو مشاق (8) لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "كل بدعة ضلالة".
وما يطلق عليه اسم البدعة مما فعله الصحابة، وأئمة التابعين، فهو بدعة لغوية، كقول عمر: (نِعْمَت البدعة هذه) (3)، يعني: التراويح، وكزيادة عثمان والصحابة الأذان الأول يوم الجمعة، فهذا لا يدخل في قوله صلى الله عليه وسلم: "كل بدعة ضلالة"، لأن له أصلا في الشرع، وأيضا فهو مما سن الخلفاء الراشدون، ولهم سنة يجب إتباعها، لقوله صلى الله عليه وسلم: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي" (1).
ومن ابتدع شيئا استحسنه وقال: هذه بدعة حسنه، فمقتضى دعواه أنه يقول: ليست كل بدعة ضلالة، فيقابل (2) هذه الكلمة الجامعة ممن أوتي جوامع الكلم بقوله: ليست كل بدعة ضلالة، فهذا مشاق للرسول {صلى الله عليه وسلم} (3) ومراغم له، وإنما الذي ينبغي أن يقال: أن ما ثبت حسنه من الأعمال التي قد قيل هي بدعة، أن هذا العمل المعين مثلاً (5) ليس ببدعة، فلا يندرج في الحديث.
قال ابن رجب (2): وما وقع في كلام السلف من {م ق 2} استحسان بعض البدع، فإنما ذلك في البدع اللغوية لا الشرعية.
وذكر من ذلك: جمع عمر على التراويح، وأذان الجمعة الأول، وجمع عثمان الناس على مصحف واحد، وقتال أبي بكر مانعي الزكاة، وغير ذلك.
ومما يبين أن البدعة المذمومة هي ما لم يشرع الله تعالى ورسوله فعله، إنكار الصحابة على من أذن لصلاة العيدين، لأنه لم يفعله صلى الله عليه وسلم، وإن كان فاعله قد يحتج بقوله سبحانه (1): [ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله] ونحو ذلك، وكإنكارهم على من قدم خطبة العيد (2) على الصلاة، وإنكارهم على من رفع {يديه} (1) في الدعاء في الخطبة، وإن كان رفع اليدين في الدعاء وردت الأحاديث به، لكن إنما أنكروا الرفع في هذا المحل لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعله في هذا الموضع، والآثار عنهم وعن التابعين والأئمة في ذلك كثيرة.
وروى ابن وضاح أن عبد الله بن مسعود حُدّثَ أن ناسا يسبحون بالحصى في المسجد، فأتاهم وقد كوم كل رجل منهم كومة من حصى بين يديه، فلم يزل يحصبهم بالحصى حتى أخرجهم من المسجد، ويقول: (لقد أحدثتم بدعاً (3) ظلماء أوَقَد فضلتم {على} (4) أصحاب محمد علما) (2).
(يُتْبَعُ)
(/)
وبلغه أن ناسا يجتمعون في المسجد ويقول أحدهم: هلّلوا كذا، وسبحوا كذا، وكبروا كذا، فيفعلون، فقال ابن مسعود: (إنكم لأهدى من أصحاب محمد أو أضل، بل هذه بل هذه) (3) يعني: أضل.
فانظر إلى إنكارهم لهذا الصنيع، مع أن فاعل ذلك ربما {يحتج بـ} ـدخوله (4) تحت قوله (5): [اذكروا الله ذكرا كثيرا] {الآية} (2)، وإنما أنكر ابن مسعود الذكر على هذه الهيئة التي لم يكن الصحابة يفعلونها.
وقال ابن مسعود: (اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم وكل بدعة ضلالة) (1)، وقال حذيفة: (اتبعوا سبيلنا فلئن اتبعتمونا لقد سبقتم سبقا بعيدا، ولئن خالفتمونا لقد ضللتم ضلالا بعيدا) (2)، والآثار عن الصحابة في ذلك كثيرة، وكذلك الآثار عمن بعدهم في النهي عن البدع والتحذير منها.
ومن ذلك كراهة الإمام أحمد للقارئ إذا أتى على سورة الصمد أن يكررها ثلاثاً، لعدم وروده عمن سلف، مع ما ورد فيها من الفضل، وكذا روي عن مالك، وسفيان، وغيرهما.
وكره أحمد قراءة سورة الجمعة في عشاء ليلة الجمعة لعدم وروده، وإن كانت المناسبة فيه ظاهره {م ق 3}، وكلامهم في ذلك كثير.
وكذا كراهتهم الدعاء إذا جلسوا بين التراويح، وكذا قول المؤذن قبل الأذان: [وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ... ] الآية، وكقوله {ق 2} قبل الإقامة: اللهم صل على محمد، ونحو ذلك من المحدثات.
ومثل ذلك ما أحدثوه من أزمنة من رفع الأصوات في المنابر ليلة الجمعة بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، الذي يسمونه التذكير، فلو كان ذلك خيرا يحبه الله لسبقنا إليه أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فإنهم قد كفوا من بعدهم، كما قالوا: (اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم)، فإنهم رضي الله عنهم بالخير أعلم، وعليه أحرص، فمن ابتدع شيئاً يتقرب به إلى الله {تعالى} (1)، ولم يجعله الله ورسوله قربة، فقد شرع في الدين ما لم يأذن به الله [أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله]، واستدرك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنهم لم يعلموا ما علمه، أو أنهم لم يعملوا بما علموا، فلزم استجهال السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، وتقصيرهم في العمل، فهم رضي الله عنهم قد كفوا من بعدهم، والخير في الإتباع، والشر في الابتداع.
أرأيت لو أن رجلاً أذن، فكبر أول الأذان خمس مرات، أو ست مرات، أو كرر لا إله إلا الله في آخر الأذان ثلاث مرات، أو أربع {مرات} (2)، أليس ينكر عليه؟ وإن احتج بفضل الذكر، وبقوله: [اذكروا الله ذكراًُ كثيرا] ونحو ذلك، وكذا لو زاد في الصلاة ركعة، وقال: هذه زيادة خير، فيدخلوا (3) تحت قوله تعالى: [وافعلوا الخير] ونحو ذلك.
والحمد لله الذي أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة ورضي لنا الإسلام دينا، نسأله برحمته الوفاة على الإسلام والسنة، آمين {آمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم} (1).
المصدر: فتاوى للشيخ لم تطبع بعد هي قيد التحقيق من قبل العبد الضعيف سهل الله إتمامها آمين
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=29801 (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=29801)
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[29 - May-2009, مساء 08:32]ـ
شيخنا التميمي الكريم:
مع احترامي لك وإعجابي بمداخلاتك إلا أن مداخلتك هذه لا ترفع الإشكال!! فبعض المناصرين للبدع ينطلق من مقدمات خاطئة ليصل الى نتائج مغلوطة ومن ذلك خلطهم بين السنة التقريرية والبدعة المنكرة ليصلوا الى تبرير الواقع ورمي المخالفين بالتشدد والطرف وعدم رعاية حرمة العلماء وقد صادفت من أمثالهم خلقا كثيراً ولعل هذا هو بيت القصيد ومناط الأمر ودافع الكاتب ليتساءل عن مثل هذه الأمور والغريب أني اتصلت بالعديد من المشائخ عندنا في الجزائر وما من جواب بل هو الزجر والوعظ وكفى!! رغم أن الواجب هو تأصيل المسائل وتفصيلها ودحض ما علق بالحق من شبهات ... آمل أن لا يكون البيان قد خانني وأنا في أمس الحاجة إليه
محبكم من الجزائر
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[29 - May-2009, مساء 08:51]ـ
رفع الله قدرك أيها الحبيب الغالي (العاصمي)
لكن هل مثل هؤلاء يقام لهم وزن؟!
أليسوا فقاعات، تعلوا قليلا ثم تنفجر بإذن الله تعالى؟!
حقيقة بالنسبة لي أعتقد أن إعطائهم فوق حجمهم قد يزيد من محاولتهم تطوير أفكارهم وتنظيمها وبلورتها. فمثل هؤلاء لا تعطى مطاعنهم قدرا بل تسفه وتحقر وستجد أنها عفت من تلقاء نفسها.
هذا ما أتصوره.
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[29 - May-2009, مساء 10:25]ـ
بارك الله في الإخوة السكران التميمي و العاصمي الجزائري ..
ولكن لا أرى متعلق قوي بهذا الموضوع يا إخوتي في ما تفضلتم به ..
أخي الكريم أبو محمد الحنبلي ..
راجع مسألة التوسل بجاه النبي صلى الله عليه و سلم (أي بذاته) بعد موته - صلى الله عليه و سلم - في كتب أهل العلم، وخاصة الحنابلة، و ستتأكد أنها ليست من الشرك الأكبر أبدا ..
بل هي بدعة على الراجح، و أقول على الراجح لأن الخلاف فيها يسوغ.
لأنه قد وردت بعض أسانيد عن عثمان بن حنيف أنه فعل هذا مع الرجل الأعمى ووجهه إلى فعل ذلك ..
فعلى القول بصحة هذه الأسانيد، نقول إن هذا ثبت عنه رضي الله عنه، و قد خالفه من هو أعلم منه من الصحابة، كعمر رضي الله عنه عندما توسل بدعاء العباس عدولا عن التوسل بذات النبي صلى الله عليه و سلم.
فكان ترك الصحابة لهذا التوسل مع وجود المقتضي له و هو الحاجة الماسة إلى استجابة الدعاء لوجود القحط والجدب، و مع انتفاء المانع وهو أن جسد النبي صلى الله عليه و سلم محفوظ في قبره و جاهه قائم عند الله، فترْكهم لذلك مع وجود المقتضي و انتفاء المانع دل على أنه بدعة لا تجوز.
واعلم أن البدع ليست على درجة واحدة من الشناعة، فهناك بدع ثقيلة و هناك بدع أخف، و الصحابة رضوان الله عليهم يجوز في حقهم المعاصي بل و الكبائر أيضا، ولم يختلف في ذلك أهل السنة، ولك في قصة ماعز و حاطب رضي الله عنهم و عن جميع الصحابة أدلة على وقوع ذلك.
وهذه البدعة بلا شك هي أخف من معصية الزنا، فتأمل.
طبعا لا يعني وقوع الصحابي في بدعة أنه آثم، بل هو متأول له أجر واحد، ولا يطلق عليه نعت "المبتدع" بحال، بل هو "مجتهد".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد الحنبلي]ــــــــ[30 - May-2009, صباحاً 05:07]ـ
أخي الكريم أبو عمار السلفي
أنا أقصد ان
إن التوسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته شرك أكبر
قال سماحة الوالد العلامة المفتي الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى في حكم التوسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم
التوسل بدعائه والاستغاثة به, وطلبه النصر على الأعداء والشفاء للمرضى - فهذا هو الشرك الأكبر , وهو دين أبي جهل وأشباهه من عبدة الأوثان , وهكذا فعل ذلك مع غيره من الأنبياء والأولياء أو الجن أو الملائكة أو الأشجار أو الأحجار أو الأصنام. (1)
وأما التوسل بذاته كأن يقول أن يقول: اللهم اغفر لي , وارحمني , وأدخلني الجنة بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم , أوبجاه نبيك محمد صلى الله عليه وسلم ,ونحو ذلك , فهذا بدعة ووسيلة إلى الشرك ولا شك, لكن إن قصده بالدعاء كأن يقول يارسول الله أشفني ونحوها فهذا لا خلاف كونه شرك أكبر
وأما بالنسبة للصحابة أنهم يقعون في البدع
قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله في المجلد الأول ص280
قال: قاعدة، وذلك لأن المتابعة أن يفعل مثل ما فعل على الوجه الذي فعل.
المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم: أن تفعل مثل ما فعل على الوجه الذي فعل، ثم فسرها فقال: فإذا فعل فعلا على وجه العبادة شرع لنا أن نفعله على وجه العبادة، وإذا قصد تخصيص زمان أو مكان بالعبادة خصصناه بذلك، كما كان عليه الصلاة والسلام يقصد أن يطوف حول الكعبة، وأن يستلم الحجر الأسود، وأن يصلي خلف المقام، وأن يصلي عند الاسطوانة التي في مسجد المدينة، يعني سارية، ويقصد الصعود على الصفا والمروة وعرفة ومزدلفة، أما ما فعله بحكم الاتفاق ولم يقصده، مثل أن ينزل بمكان ويصلي في مكان؛ لكونه نزله لا قصد لتخصيصه فإن تخصيصه إذا فعلنا ذلك لسنا متبعين، بل هذا من البدع التي كان ينهى عنها عمر رضي الله عنه، كما ثبت بالإسناد، وذكر الحديث الذي عندكم.
قال: فلما كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يقصد تخصيصه بالصلاة، بل صلى فيه؛ لأنه موضع نزوله رأى عمر أن مشاركة النبي صلى الله عليه وسلم في صورة فعل من غير الموافقة له في القصد ليس متابعة، بل تخصيص ذلك المكان بالصلاة من بدع أهل الكتاب التي هلكوا بها.
ففاعل ذلك متشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم في الصورة، ومتشبه باليهود والنصارى في القصد الذي هو عمل القلب، وهذا هو الأصل؛ فإن المتابعة في السنة أبلغ من المتابعة في صورة العمل، بمعنى أن الناس إذا تحروا هذا فإنهم قد شابهوا النبي صلى الله عليه وسلم في الصورة، لكن ما شابهوه في القصد عليه الصلاة والسلام، وإنما كما قال عمر اتخذوها كنائس وبيع.
وكان ابن عمر يتحرى أن يسير في مواضع سير النبي صلى الله عليه وسلم، وينزل المواضع منزله، ويتوضأ في السفر حيث رآه يتوضأ، ويصب فضل مائه على شجرة صب النبي صلى الله عليه وسلم عليها فضل مائه.
ثم قال: ولا يعني هذا أن فعل ابن عمر بدعة؛ فإن الصحابة لا يفعلون البدع، الصحابة لا يفعلون بدعا، وإنما ابن عمر ما كان، كان ابن عمر يرى أن النبي عليه الصلاة والسلام أكمل الناس في العبادة وأحسنهم سمتا في العادة، فكان يفعل أشياء لا يريد من الناس أن يقتدوا بها
ما أثر عن ابن عمر أنه أمر الناس أن يفعلوا مثل فعله، وإنما هو بنفسه يقول: أنا أحب أن أجلس في المكان الذي جلس فيه النبي صلى الله عليه وسلم، أو إن النبي صلى الله عليه وسلم يحب هذه الأشياء أنا أحبها، ويكره هذه الأشياء أنا أكرهها، هذا أمر يخصه هو، لم يفعلها على أنها سنة و أن الناس يفعلون هذا.
هذا ما أردت بيانه والله أعلم
____________________________
نشر في مجلة الدعوة العدد 1220 في 16/ 5 / 1410هـ
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[30 - May-2009, مساء 07:09]ـ
وأما التوسل بذاته كأن يقول أن يقول: اللهم اغفر لي , وارحمني , وأدخلني الجنة بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم , أوبجاه نبيك محمد صلى الله عليه وسلم ,ونحو ذلك , فهذا بدعة ووسيلة إلى الشرك ولا شك
يعني يا أخي الكريم أنت تقول أن ما قد يثبت عن عثمان بن حنيف رضي الله عنه هو بدعة ووسيلة إلى الشرك؟؟؟ وفي نفس الوقت تقول أن هذا لا يجوز في حق الصحابة؟!!
ثم قال: ولا يعني هذا أن فعل ابن عمر بدعة؛ فإن الصحابة لا يفعلون البدع، الصحابة لا يفعلون بدعا
اتق الله يا أخي في نقلك عن أهل العلم .. فلم أجد ما تقول في مجموع الفتاوى و لا في كل كتب ابن تيمية عندي.
نصيحة لك يا أخي: من شروط الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر: العلم، فلا تتكلم إلا فيما تحسن.
واعلم أن العلم يتجزأ، فما أنت به عليم فتكلم به و انفع الناس وأمر بالمعروف، و ما لا تعلمه فتعلمه أولا وليكن كلامك فيه على هيئة المذاكرة لا الاعتراض.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[30 - May-2009, مساء 07:53]ـ
أخي أبا عمار
بارك الله فيك
قطعا لم يقصد أخونا أبو محمد الحنبلي التلبيس عندما لم يفصل بين كلام المنقول عنه وكلام شيخ الإسلام
ولكنه لم يميز لاتصال الكلام ولا أظنه نقله من مجموع الفتاوى ولكنه نقله من المجلة التي أحال عليها
فهو لم يتعمد ذلك ولم يرد التلبيس
ونصيحتك صحيحة في ذاتها ونحن محتاجونها جميعا
ولكن أخوك قد قدم لك أنه يطرح ما يطرح من باب المذاكرة هذا أولا وثانيا أخونا تكلم بعلم فيما أرى ومسألة التوسل تحتاجا أن تحررا محل النزاع بينكما فالاختلاف بينكما أراه في الفهم وتحديد بعض النقاط
وأرجو أن لا يطول النقاش في هذا لخروجه عن الموضوع بارك الله فيكما
ـــــــ
أما أصل المسألة
فالذي أراه أنه لا يقال عن فعل فعله الصحابي هو بدعة
وهو ظاهر كلام الشافعي والشاطبي وغيرهما
وهذه المسألة لها علاقة يما تقدم الكلام حوله هنا:
هل قوة دليل القول واختيار بعض السلف له يمنع من إطلاق البدعة عليه؟ ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=15176)
هل من ضابط لهذه المسائل في تصنيف الناس والحكم على الآخرين؟؟ ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=5800)
ولي عودة مع كلام الشافعي وغيره بارك الله في الجميع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[30 - May-2009, مساء 08:33]ـ
السلام عليكم
للاسف ما اسرع الناس في اطلاق الاحكام واتهام الصحابة بانهم ابتدعوا في دين الله بدعا منكرة والعياذ بالله
وللاسف اقول كما قال احد العلماء: انكم تجيبون عن اسئلة لو طرحت على عمر رضي الله عنه لجمع لها اهل بدر.
وثانيا يا ابا عمار اين ثبت عن احد الصحابة انه توسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته صلى الله عليه وسلم؟
اتمنى ان تثبت لي ذلك
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[30 - May-2009, مساء 11:13]ـ
وعليكم السلام
بارك الله فيكم أخي أبا قتادة وجزاك الله خيرا على هذه النصيحة
/// هذا كلام الشافعي رحمه الله ورضي عنه:
قال في رواية الربيع عنه:"والبدعة ما خالف كتابا أو سنة أو أثرا عن بعض أصحاب رسول الله (ص).
قال ابن القيم: "فجعل ما خالف قول الصحابي بدعة".
/// وهذا كلام الشاطبي في الاعتصام عند كلامه على أثر عبد الله بن عمرو في عدم أخذه برخصة النبي (ص) في الحديث المشهور:"إني أطيق أفضل من ذلك":
"كما أنه لا ينبغي أن يعتقد في الصحابي أنه خالف أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم قصدا للتعبد بما نهاه عنه فالصحابة رضي الله تعالى عنهم أتقى لله من ذلك وكذلك ما ثبت عن غيره من وصال الصيام وأشباهه وإذا كان كذلك لم يمكن أن يقال: إنها بدعة".
وقال في أول الباب الخامس منه:"إن البدعة الحقيقية: هي التي لم يدل عليها دليل شرعي لا من كتاب ولا سنة ولا إجماع ولا استدلال معتبر عند أهل العلم لا في الجملة ولا في التفصيل ولذلك سميت بدعة".
/// ولا أعلم أحدا من أهل العلم قال إن الإمام الثوري أو مالك أو أحمد فعلوا فعلا هو بدعة
فالصحابة أولى
وفي الباب غير ذلك والله أعلم
ـ[أبو محمد الحنبلي]ــــــــ[31 - May-2009, صباحاً 01:04]ـ
شكرا للجميع وبارك الله فيكم
ـ[أبو محمد الحنبلي]ــــــــ[31 - May-2009, صباحاً 01:06]ـ
اخي الفاضل ابو عمار السلفي
لعلك تعجلت في أطلاق الحكم على من يذاكرك بارك الله فيك
أما ما عزوته لشيخ الإسلام بن تيمة فأنا عزوته من فتاواه ولا تتعجل بارك الله فيك وارجع للفتاوى وستجده إن شاء الله
وأما ما عزوته لمجلة الدعوه فهو كلام الشيخ بن باز رحمه الله
وإليك كلام آخر للشيخ صالح الفوزان
فالتوسل بذات المخلوق أو بحقه أو بجاهه هو إقسام على الله عز وجل بأحد خلقه، وهو مبتدع محدث، وهو بالتالي وسيلة إلى الشرك بتلك الواسطة كما فعل المشركون الأولون الذين قال الله فيهم: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى}. وقال تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ}.
ففي البداية يسألون الله بحقهم وبجاههم، ثم ينتهي بهم الأمر إلى أن يتقربوا إليهم بأنواع العبادة، ويطلبوا منهم المدد والشفاعة؛ كحال عباد القبور اليوم.
2 - قول البهنساوي: " ليس صحيحًا أن كلام الشيخ حسن البنا عن التوسل يؤدى إلى الشرك الصريح، وأن من أثبت وسائط بين الله وخلقه؛ فهو مشرك يقتل ردة ".
نقول: هذا مغالطة وجحود للواقع، والتوسل بالمخلوق أدى إلى الشرك بالمتوسل به، وما يفعل عند قبور الأولياء اليوم -أو من يُظَنُّ أنهم أولياء- أكبر شاهد على ذلك، ومن أثبت الوسائط بين الله وبين خلقه في قضاء الحاجات وتفريج الكربات وإجابة الدعوات؛ فهو مشرك يقتل ردة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في " مجموع الفتاوى " (1/ 124):
" فمن جعل الملائكة والأنبياء وسائط يدعوهم ويتوكل عليهم ويسألهم جلب المنافع ودفع المضار؛ مثل أن يسألهم: غفران الذنب، هداية القلوب، وتفريج الكروب، وسد الفاقات؛ فهو كافر بإجماع المسلمين. . . ".
(يُتْبَعُ)
(/)
إلى أن قال (1/ 146): " وإن أثبتهم وسائط بين الله وبين خلقه؛ كالحجاب الذي بين الملك ورعيته، بحيث يكونون هم يرفعون إلى الله حوائج خلقه، فالله إنما يهدي خلقه ويرزقهم بتوسطهم، فالخلق يسألونهم وهم يسألون الله كما أن الوسائط عند الملوك يسألون الملوك الحوائج للناس لقربهم منهم والناس يسألونهم أدبا منهم أن يباشروا سؤال الملك، أو لأن طلبهم من الوسائط أنفع لهم من طلبهم من الملك؛ لكونهم أقرب إلى الملك من الطالب للحوائج، فمن أثبتهم وسائط على هذا الوجه؛ فهو كافر مشرك يجب أن يستتاب، فإن تاب؛ وإلا قتل، وهؤلاء مشبهون، شبهوا المخلوق بالخلق، وجعلوا لله أندادا، وفي القرآن من الرد على هؤلاء ما لم تتسع له هذه الفتوى " انتهى. (1)
وأما أثر عثمان بن حنيف
وهو
أن رجلا كان يختلف إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه في حاجة له وكان عثمان لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته فلقي عثمان بن حنيف فشكا ذلك إليه فقال له عثمان بن حنيف ائت الميضأة فتوضأ ثم ائت المسجد فصل فيه ركعتين ثم قل اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي فيقضي حاجتي وتذكر حاجتك ورح إلي حتى أروح معك فانطلق الرجل فصنع ما قال له ثم أتى باب عثمان فجاء البواب حتى أخذ بيده فأدخله على عثمان بن عفان فأجلسه معه على الطنفسة وقال ما حاجتك فذكر حاجته فقضاها له ثم قال ما ذكرت حاجتك حتى كانت هذه الساعة وقال ما كانت لك من حاجة فائتنا ثم إن الرجل خرج من عنده فلقي عثمان بن حنيف فقال له جزاك الله خيرا ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إلي حتى كلمته في فقال عثمان بن حنيف والله ما كلمته ولكن شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتاه رجل ضرير فشكا إليه ذهاب بصره فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أو تصبر فقال يا رسول الله إنه ليس لي قائد وقد شق علي فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ائت الميضأة فتوضأ ثم صل ركعتين ثم ادع بهذه الدعوات فقال عثمان بن حنيف فوالله ما تفرقنا وطال بنا الحديث حتى دخل علينا الرجل كأنه لم يكن به ضر قط.
ضعيف
ضعفه الشيخ الألباني رحمه الله تعالى
وأنظر إلى ضعيف الترغيب ةالترهيب جزء الأول
وانظر التوسل صفحة رقم 85
فلا تحجل علينا بارك الله فيك فإني ذكرت لك أنه من باب المذاكرة
ولعلي أذكر مصادري ولم أراك تذكرمصادرك والقارئ يحكم من الذي يحيل كلامه
________________
(1) البيان لاخطاء بعض الكتاب
(مجموعة ردود ومناقشات في مواضيع مختلفة)
بقلم
صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
ـ[صلاح سالم]ــــــــ[01 - Jun-2009, مساء 11:45]ـ
أخونا الفاضل أبو عمار السلفي ارجو العفوا كنت قد غبت بعض الشيء ولم اتباع الموضوع ولكن بارك الله فيك ألم تنتبه إلى شيء مهم على تجزويك إلقاء كلمة [فعله بدعه] يدخل تحتهُ فعل أم المؤمنين في رضاعة الكبير وفعل عبد الله ابن عمر في الصيام و و و؟
فعل قولك هذا يصح أن يبدع الصحابة إذا أصروا على فعلٍ لم يأتي به النبي صلوات الله وسلامهُ عليه كما جمع عمر رضي الله عنه الصحابة في ليلة رمضان؟ وقولهُ نعمة البدعة أعتقد أنك ستستند عليه حتى تقوي مذهبك مع أنه ليس لك فيه سلف بارك الله فيك، وانصحك بمراجعة كتاب الإمام الجليل الشاطبي الإعتصام ففيه الكفاية بإذن الله، وارجو أن تبين لنا من أين أتيت بهذا القول حفظك الله ومن هو سلفك بهذا التأصيل بارك الله فيك.
أما عن حديث عثمان فبارك الله في الأخوة قد بينوا لك الأمر في ضعف الحديث فلا زيادة فيه فالحمد لله على نعمة الأخوة الصادقة من الأخوة حفظهم الله.
وارك بارك الله فيك متخبطٌ في هذه المسألة ألا وهي مسألة التوسل لنفاحك عما تعتقده، فهذه شبهة خطيرة فتنبه لها بارك الله فيك ولا تستهن بها وهذه نصيحة محب لمن يحب من أخوته في الله ونحسبكم على خير والله حسيبكم لما نرى من الردود التي في المنتدى بارك الله فيكم لكم.
ـ[أبو محمد الحنبلي]ــــــــ[02 - Jun-2009, صباحاً 02:44]ـ
شكرا لأخي الكريم صلاح سالم على هذه المداخلة الشافية الوافية
ـ[أبو محمد الحنبلي]ــــــــ[02 - Jun-2009, صباحاً 02:57]ـ
أخي الكريم أبو عمار
وها أنا بنت لك المسألة ولعل القارئ الكريم هو الذي يعرف من عنده ضعف في الحجة ومن ساق الأدلة الدامغه والمشكلة أنك تقول لم أجد في فتاوى ابن تيمية (هذه من عجائب الدنيا)
وأخشى أن تقول لم أجد تضعيف الشيخ الألباني للحديث
أخي الكريم إن من التواضع التسليم للحق أيا كان قائلة ومن الكبر رد الحق فتنبه بارك الله فيك
فالتوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم بدعة منكرة ووسيلة للشرك وما كان السلف يفعلونها
أما التوسل بدعائة بعد موته فهو الشرك بعينه وهو دين أبو جهل وأبو لهب وعباد القبورمن الروافض والصوفية وغيرهم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الرجل الرجل]ــــــــ[02 - Jun-2009, صباحاً 04:41]ـ
جزاكم الله خيرا ......
عدة اسئلة:
1 - هل الصحابة معصومون من الصغائر؟ ولماذا
2 - هل الصحابة معصومون من الكبائر؟ ولماذا
هل الصحابة معصومون من الشرك الاصغر؟ ولماذا
هل الصحابة معصومون من الشرك الاكبر؟ ولماذا
هل الصحابة معصومون من النفاق الاصغر؟ ولماذا
هل الصحابة معصومون من النفاق الاكبر؟ ولماذا
هل الصحابة معصومون من البدعة غير المكفرة؟ ولماذا
هل الصحابة معصومون من البدعة المكفرة؟ ولماذا
حتى نستفيد: الجواب يكون لكل الاسئلة (ومختصر) .. ترى الاختصار طيب ودليل على علم الرجل ..
.. حتى يستفيد القارئ .. ونعرف موطن الخلاف .. ومنزع الخلاف ..
لاني والله رايت الموضوع شبه خرج عن مساره ... حتى ربما من يقرا تختلط عليه الامور
ـ[أبو محمد الحنبلي]ــــــــ[02 - Jun-2009, صباحاً 04:47]ـ
لفظ العصمة لا يكون إلا للرسل والأنبياء بارك الله فيل
ويا حبذا لو قلت (يقعلون) أو (يقعون) لكان أولا
شكرا لك
ـ[صلاح سالم]ــــــــ[02 - Jun-2009, صباحاً 10:22]ـ
جزاكم الله خيرا ......
عدة اسئلة:
1 - هل الصحابة معصومون من الصغائر؟ ولماذا
2 - هل الصحابة معصومون من الكبائر؟ ولماذا
هل الصحابة معصومون من الشرك الاصغر؟ ولماذا
هل الصحابة معصومون من الشرك الاكبر؟ ولماذا
هل الصحابة معصومون من النفاق الاصغر؟ ولماذا
هل الصحابة معصومون من النفاق الاكبر؟ ولماذا
هل الصحابة معصومون من البدعة غير المكفرة؟ ولماذا
هل الصحابة معصومون من البدعة المكفرة؟ ولماذا
حتى نستفيد: الجواب يكون لكل الاسئلة (ومختصر) .. ترى الاختصار طيب ودليل على علم الرجل ..
.. حتى يستفيد القارئ .. ونعرف موطن الخلاف .. ومنزع الخلاف ..
لاني والله رايت الموضوع شبه خرج عن مساره ... حتى ربما من يقرا تختلط عليه الامور
ارجو العفوا اخي لا اعلم من أنت ولكن طريقة الأسئلة تخيف وتشمأز لها الأبدان فتنبه لها فوالله ما حاول أحد تصغير القوم رضي الله عنهم إلا أذله الله، وما حاول نسبة التشكيك في القوم إلا خرج عن الملة لأنهم هم من نقل لنا الدين فلا تجعل للشيطان علينا سبيل هداك الله بمثل هذه الأسئلة، ويكفي تعديل الله لهم فلا نحاول أن نزيكيهم وقد زكاهم من يملك السموات العلى فتنبه للمسألة.
وجوابي عليك بارك الله فيك بهذه النصوص التالية:
قال تبارك وتعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ... (18)} الفتح، دليل واضح على رضا الله عليهم، ويصدقها غير آية في كتاب الله ومنها قوله تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119)} التوبة، قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية ما نصهُ: ((وَعَنْ عَبْد اللَّه بْن عُمَر فِي قَوْله " اِتَّقُوا اللَّه وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ " قَالَ: مَعَ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابه. وَقَالَ الضَّحَّاك: مَعَ أَبِي بَكْر وَعُمَر وَأَصْحَابهمَا. وَقَالَ الْحَسَن الْبَصْرِيّ: إِنْ أَرَدْت أَنْ تَكُون مَعَ الصَّادِقِينَ فَعَلَيْك بِالزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا وَالْكَفّ عَنْ أَهْل الْمِلَّة)).
فلو لم يكونوا كذلك ما أعطاهم الله الرضا الذي ميزهم به عن غيرهم من الأتباع، وأختارهم لصحبة نبيه صلوات الله وسلامهُ عليه، قال ابن القيم رحمهُ الله: ((قال غيرُ وأحد من السلف: هم أصحاب محمد، ولا ريب أنهم أئمة الصادقين، وكل صادقٍ بعدهم فيهم يأتمُ في صدقه، بل حقيقة صدقه إتباعهُ لهم وكونهُ معهم، ومعلومٌ أن من خالفهم في شيء ــ وإن وأفقهم في غيره ــ لم يكن معهم فيما خالفهم فيه، فحينئذٍ يصدقُ عليه أنهُ ليس معهم)). (إعلام الموقعين 4/ 101).
وقال تبارك وتعالى: {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى? عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى? ... (59)} النمل، قال ترجمان القرآن في تفسير هذه الآية: هم أصحاب محمدٍ، والدليل عليه قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ? ... (32)} فاطر، وحقيقة الاصطفاء اِفتعال التصفية، فيكون صفاهم من الأكدار، والخطأ من الأكدار، فيكونون مصفىين منه. . . (إعلام الموقعين 4/ 100).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال جل شأنه: {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى? صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (6)} سباء، وإذا كانوا أوتوا العلم كان إتباعهم واجب.فيتلخص لنا من الآيات أنفة الذكر ما يلي:
1 ــ أن العدالة لازمة لهم وملكتهم بنص القرآن، يقول ابن تيمية رحمه الله: ((وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولله الحمد من أصدق الناس حديثاً عنهُ ولا يعرف منهم من تعمد عليه الكذاب مع أنهُ كانت تقع منهم الهانات ما يقع، وليسُ معصومين، ومع هذا فقد جرب أهل النقر والاِمتحان أحاديثهم واعتبروها بما تعتبر به الأحاديث، فلم يوجد عن أحدٍ منهم من تعمد كذبة ... ولهذا كان الصحابة كلهم ثقات باتفاق أهل العلم بالحديث والفقه)). (منهاج السنة النبوية 1/ 328 ــ 329).
2 ــ وجودهم في خير القرون، لقوله صلى الله عليه وسلم: <<خير القرونِ قرنِ ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم>>.
3 ــ علمهم بأسباب النزول، أي عاشوا الوحي وعلموا فيما نزل وأين نزل.
4 ــ فصاحة لسانهم والقوة البيانية الخطابية عندهم، أي أن القرآن نزل بلسانهم ففهمُ ووعوا.
5 ــ تعبدهم بظواهر النصوص، أي حملهم الأوامر والأخبار على ظاهرها موضوعةً على الحقيقة اللسانية.
لذلك لم يؤثر عنهم أنهم قسموا اللسان إلى حقيقة ومجاز كما فعلة المبتدعة من المعتزلة ومن نحا نحوهم، عندما قال تعالى: {الرَّحْمَ?نُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى? (5)} طه تبادر إلى أذهانهم من أول وهلةٍ أنهُ العلو والارتفاع.
6 ــ عدم تنازعهم في مسألةٍ من مسائل الأسماء والصفات، بخلاف بعض المسائل الفقهية والأحكام العملية، والحق معهم لا يخرج عنهم طرفة عين، علمهُ منهم من علمه، وجهلهُ منهم من جهله.
ولهذا قال الإمام الشافعي رحمه الله: هم فوقنا في كل علم وفقهٍ ودينٍ وهدى، وفي كل سببٍ ينالُ به علمٍ وهدى، ورأيهم خيرٌ لنا من رأينا لأنفسنا ... فيما تقدم يتبن لك سر قوله تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى? وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى? وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ? وَسَاءَتْ مَصِيرًا (115)} النساء. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ((فمن شاقه فقد اتبع غير سبيلهم وهذا ظاهر، ومن اتبع غير سبيلهم فقد شاقهُ أيضاً، فإنه قد جعل لهُ مدخلاً في الوعيد، فدل على أنه وصفٌ مؤثرٌ في الذم، فمن خرج عن إجماعهم فقد اتبع غير سبيلهم قطعاً، والآية توجب ذم ذلك)). (مجموع الفتاوى 19/ 105 ــ 106). ولقد استدل الإمام الشافعي بهذه الآية على حجية الإجماع، يقول ابن حزم: الإجماع من عند الله تعالى إذ الحق من عنده، وليس في الدنيا إلا إجماعٌ أو اِختلاف ...
فالصحابة هم الذين شاهدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعوه، فإجماعهم على ما أجمعوا عليه هو الإجماع المفترض إتباعه، لأنهم نقلوه عن رسول الله عن الله تعالى بلا شك ... (النبذ ص 25 ــ 26). (انظر هذه الأقوال في كتاب منهاج أهل السنة في تقرير عقيدة الأمة لأبو عزير عبد الإله) بتصرف بسيط.فكيف بعد هذا كله يقول ما قالوا؛ فمثل هذه الأسئلة تشكلك في قول الله تبارك وتعالى في عدالتهم وصدقهم وبعدهم عن كل نقص، ومع هذا نقول هم بشر وليسوا ملائكة لهم ما لنا وعليهم ما علينا ولكن يكفيهم ما قالهُ فيهم معلمهم الخير صلوات الله وسلامهُ عليه حيث جاء عند مسلم في صحيحه قال: كتاب فضائل الصحابة باب 54 - تَحْرِيمِ سَبِّ الصَّحَابَةِ رضى الله عنهم
6651 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، وَاَبُو بَكْرِ بْنُ اَبِي شَيْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ قَالَ يَحْيَى اَخْبَرَنَا وَقَالَ الاخَرَانِ، حَدَّثَنَا اَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الاَعْمَشِ، عَنْ اَبِي صَالِحٍ، عَنْ اَبِي، هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " لاَ تَسُبُّوا اَصْحَابِي لاَ تَسُبُّوا اَصْحَابِي فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ اَنَّ اَحَدَكُمْ اَنْفَقَ مِثْلَ اُحُدٍ ذَهَبًا مَا اَدْرَكَ مُدَّ اَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ ".
6652 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ اَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الاَعْمَشِ، عَنْ اَبِي صَالِحٍ، عَنْ اَبِي، سَعِيدٍ قَالَ كَانَ بَيْنَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ وَبَيْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ شَىْءٌ فَسَبَّهُ خَالِدٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " لاَ تَسُبُّوا اَحَدًا مِنْ اَصْحَابِي فَاِنَّ اَحَدَكُمْ لَوْ اَنْفَقَ مِثْلَ اُحُدٍ ذَهَبًا مَا اَدْرَكَ مُدَّ اَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ ".
فهل بعد هذا يصح لنا أن قول عنهم أو نتسئل اسألة ولو في أنفسنا مثل التي أتيتي بها؛ والله أعوذ بالله من هذا، لأن في هذه الطريقة التي وضعتها إستنقاص من قدرهم وتعظيم شأنهم فهل يقول هذا عاقل!!!.
هذا بختصار كما طلبت ولم أطول الموضوع لأن الموضوع يستحق كتباً تكتب لهذه الأسئلة التي وضعتها هداك الله وإيانا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الرجل الرجل]ــــــــ[02 - Jun-2009, مساء 01:43]ـ
يا اخي والله طولت الموضوع من غير فائدة .. ان لله وانا اليه راجعون ...
دع المجال لغيرك ... وما كتبته ليس جوابا بارك الله فيك ...
وما ادري لماذا الخوف!! هذه مسالة فقهية!!
وقولك: ان في ذلك تنقص من حقهم .. هذا شيء صوره لك عقلك ..
الم يتكلم العلماء في الانبياء هل هم معصومون من الكبائر؟؟
وهل هم معصومون من الصغائر؟؟
وهل هم معصومون من الكفر؟؟
........ الخ
فهل هولاء تنقصوا الانبياء وعلى راسهم شيخ الاسلام
اخي الحنبلي " رفع الله قدرك ": انا اريد الجواب على لفظ العصمة!
ـ[صلاح سالم]ــــــــ[03 - Jun-2009, صباحاً 12:59]ـ
اخي الكريم ليس له أي داعي الرد بهذه الصورة بارك الله فيك، والذي قلته أنت في ردك الأن صحيح ولكن لمن هل لأهل السنة أم لأهل الغي والضلالة بارك الله فيك.
فإن العلماء لم يفتحوا هذه الأبواب للموحدين بل فتحوها للنقاش والرد على من ملك قلبه الهوى والبعد عن الحق، فلم اسمع عن عالمٍ ناقش هذه المسألة أما العامة أو بين طلاب العلم في المسجد بل تكون بين الخاصة من طلاب العلم المتمكنين حفظك الله، أما فتحها على هذه الصورة فلا أعتقد أنك مصيب بارك الله فيك، وألأمر ليس بتسويد صفحات بل تبين أمر لمن قد تسول له نفسه العب بالصحابة وهذه شبكة عنكبوتيه فلا تدري من يدخل معك هل من أهل السنة والجماعة ام باطني زنديق يريد الطعن في الصحابة بارك الله.
ـ[الرجل الرجل]ــــــــ[03 - Jun-2009, صباحاً 06:02]ـ
اخي الكريم ليس له أي داعي الرد بهذه الصورة بارك الله فيك، والذي قلته أنت في ردك الأن صحيح ولكن لمن هل لأهل السنة أم لأهل الغي والضلالة بارك الله فيك.
فإن العلماء لم يفتحوا هذه الأبواب للموحدين بل فتحوها للنقاش والرد على من ملك قلبه الهوى والبعد عن الحق، فلم اسمع عن عالمٍ ناقش هذه المسألة أما العامة أو بين طلاب العلم في المسجد بل تكون بين الخاصة من طلاب العلم المتمكنين حفظك الله، أما فتحها على هذه الصورة فلا أعتقد أنك مصيب بارك الله فيك، وألأمر ليس بتسويد صفحات بل تبين أمر لمن قد تسول له نفسه العب بالصحابة وهذه شبكة عنكبوتيه فلا تدري من يدخل معك هل من أهل السنة والجماعة ام باطني زنديق يريد الطعن في الصحابة بارك الله.
جزاك الله خيرا ونفع بك .. وانا ارجع الى قولك وأدع قولي .. واستغفر الله
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[03 - Jun-2009, صباحاً 10:31]ـ
الله أكبر
أَدَبٌ جَمٌّ
الأخ/ الرجل الرجل والأخ / صلاح سالم
أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكُمَا
وَسَدَّدَ عَلَى الخَيْرِ خُطَاكُمَا
ـ[صلاح سالم]ــــــــ[03 - Jun-2009, صباحاً 11:57]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك .. وانا ارجع الى قولك وأدع قولي .. واستغفر الله
حفظك الله وبارك لك في علمك ونفعنا بك وزادنا الله من فضله حكمة في الدين اللهم آمين
وأعتذر إن زلت اصابعي على زرٍ قد يغضبك بارك الله
ـ[صلاح سالم]ــــــــ[03 - Jun-2009, صباحاً 11:57]ـ
الله أكبر
أَدَبٌ جَمٌّ
الأخ/ الرجل الرجل والأخ / صلاح سالم
أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكُمَا
وَسَدَّدَ عَلَى الخَيْرِ خُطَاكُمَا
أجمعين أخي الغالي اللهم آمين(/)
كلامٌ يحتَاج إلى تحقيقٍ مليحٍ في (مُذكّرةُ الشّنقِيطِي) فَمن يُبسّطها!!!
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[28 - May-2009, مساء 12:23]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وبعد:
فهذه مسألةٌ دقيقة جليلة , أتمنى فمن أحد أفاضلنا أن يتكرّم بتوضيح كلام أهل الكلام مزيدا للفائدة.
(فصل)
قال المؤلف رحمه الله ابن قدامة في روضة الناظر وجنة المناظر:
الأمر بالشيء نهى عن ضده من حيث المعنى فأما الصيغة فلا، فان قوله (قم) غير قوله (لا تقعد) وإنما النظر في المعنى وهو أن طلب القيام هل هو بعينه طلب ترك القعود .... ) إلى آخره.
قال الشيخ الشنقيطي - رحمه الله -:
اعلم أن كون الأمر بالشيء نهياً عن ضده فيه ثلاثة مذاهب:
المذهب الأول: أن الأمر بالشيء هو عين النهى عن ضده وهذا قول جمهور – ليس لازم القول قولا المتكلمين، قالوا أسكن مثلا، السكون المأمور به فيه، هو عين ترك الحركة، قالوا وشغل الجسم فراغاً هو عين تفريغه للفراغ الذي انتقل عنه، والبعد من المغرب هو عين القرب من المشرق وهو بالإضافة إلى المشرق قرب وإلى المغرب بعد قالو ومثل ذلك طلب السكون فهو بالنسبة إليه أمر، وإلى الحركة نهى، والذين قالوا بهذا القول اشترطوا في الأمر كون المأمور به معيناً وكون وقته مضيقاً ولم يذكر ذلك المؤلف، أما إذا كان غير معين كالأمر بواحد من خصال الكفارة فلا يكون نهياً عن ضده، فلا يكون في آية الكفارة نهى عن ضد الإعتاق، مثلا، لجواز ترك الإعتاق من أصله والتلبس بضده والتكفير بالإطعام مثلا، وذلك بالنظر إلى ما صِدقُه أي فرده المعين كما مثلنا لا بالنظر إلى مفهومه وهو الأحد الدائر بين تلك الأشياء.
فان الأمر حينئذ نهى عن ضد الأحد الدائر، وضده هو ما عدا تلك الأشياء المخير بينها وكذلك الوقت الموسع فلا يكون الأمر بالصلاة في أول الوقت نهياً على التلبس بضدها في أول الوقت وتأخيرها إلى وسطه أو آخره بحكم توسيع الوقت.
قال مقيده عفا الله عنه:
الذي يظهر والله أعلم (أن قول المتكلمين ومن وافقهم من الأصوليين أن الأمر بالشيء هو عين النهى عن ضده، مبنى على زعمهم الفاسد أن الأمر قسمان: نفسى ولفظى، وأن الامر النفسى، هو المعنى القائم بالذات المجرد عن الصيغة وبقطعهم النظر عن الصيغة، واعتبارهم الكلام النفسي، زعموا أن الأمر هو عين النهى عن الضد، مع أن متعلق الأمر طلب، ومتعلق النهى ترك، والطلب استدعاء أمر موجود، النهى استدعاءُ ترك، فليس استدعاء شىء موجود، وبهذا يظهر أن الأمر ليس عين النهى عن الضد وأنه لا يمكن القول بذلك الا على زعم أن الامر هو الخطاب النفسى القائم بالذات المجرد عن الصيغة، ويوضح ذلك اشتراطهم فى كون الامر نهياً عن الضد أن يكون الامر نفسياً يعنون الخطاب النفسى المجرد عن الصيغة، وجزم ببناء هذه المسألة على الكلام النفسي صاحب الضياء اللامع وغيره، وقد أشار المؤلف إلى هذا بقوله من حيث المعنى، وأما الصيغة فلا ولم ينتبه لان هذا من المسائل التي فيها النار تحت الرماد، لان أصل هذا الكلام مبنى على زعم باطل وهو أن كلام الله مجرد المعنى القائم بالذات المجرد عن الحروف والألفاظ، لان هذا القول الباطل يقتضى أن ألفاظ كلمات القرآن بحروفها لم يتكلم بها رب السموات والارض، وبطلان ذلك واضح وسيأتى له إن شاء الله زيادة إيضاح فى مباحث القرآن ومباحث الأمر.
المذهب الثاني: إن الأمر بالشيء ليس عين النهى عن ضده، ولكنه يستلزمه، وهذا هو أظهر الأقوال لان قولك أسكن مثلا يستلزم نهيك عن الحركة لان المأمور به لا يمكن وجوده مع التلبس بضده لاستحالة اجتماع الضدين وما لا يتم الواجب الا به واجب كما تقدم، وعلى هذا القول أكثر أصحاب مالك، وإليه رجع الباقلانى فى آخر مصنفاته وكان يقول بالأول.
المذهب الثالث: أنه ليس عينه ولا يتضمنه وهو قول المعتزلة والأبيارة من المالكية، وإمام الحرمين والغزالي من الشافعية، واستدل من قال بهذا بأن الآمر يجوز أن يكون وقت الأمر ذاهلا عن ضده أو أضداده وإذا كان ذاهلا عنه فليس ناهياً عنه إذ لا يتصور النهى عن الشيء مع عدم خطوره بالبال أصلا، ويجاب عن هذا بأن الكف عن الضد لازم لأمره مستلزم ضرورة للنهى عن ضده لاستحالة اجتماع الضدين قالوا ولا تشترط إرادة الآمر كما أشار إليه المؤلف رحمه الله.
قال مقيده عفا الله عنه:
قولهم هنا ولا تشترط إرادة الآمر! في هذا المبحث غلط، لان المراد بعدم اشتراط الإرادة في الأمر إرادة الآمر وقوع المأمور به أما إرادته لنفس اقتضاء الطلب المعبر عنه بالأمر، فلا بد منها على كل حال وهى محل النزاع هنا
ومن المسائل التي تنبني على الاختلاف في هذه المسألة: قول الرجل لامرأته ان خالفت نهيي فأنت طالق، ثم قال قومي فقعدت فعلى أن الأمر بالشيء نهى عن ضده، فقوله قومي هو عين النهى عن القعود فيكون قعودها مخالفة لنهيه المعبَر عنه بصيغة الأمر فتطلق وعلى أنه مستلزم له فيتفرع على الخلاف المشهور في لازم القول هل هو قول أولا، وعلى أنه ليس عين النهى عن الضد ولا مستلزما له فإنها لا تطلق.
ومن المسائل المبينة عليها أيضاً ما لو سرق المصلى فى صلاته أو لبس حريراً أو نظر محرما، فعلى أن الأمر بالشيء نهى عن ضده فيكون الأمر بالصلاة هو عين النهى عن السرقة مثلا فتبطل الصلاة، بناء على أن النهى يستلزم الفساد، فعين السرقة منهي عنها في الصلاة بنفس الأمر بالصلاة، فعلى أن النهى يقتضى الفساد فالصلاة باطلة. وسيأتي لهذا زيادة إيضاح إن شاء الله تعالى وخلاف العلماء في مثل هذه الفروع مشهور.
(تنبيه)
تكلم المؤلف رحمه الله على الأمر بالشيء الذي له ضد ولم يذكر حكم الشيء الذي له أضداد متعددة وحكمها واحد فالأمر بالشيء نهى عن الضد الواحد أو مستلزم له إلى آخره، ونهى عن جميع الأضداد المتعددة أو مستلزم لها إلى آخره مثال الواحد ضد السكون، وهو الحركة ومثال المتعددة النهى عن القيام فضده القعود والاضطجاع.
نسأل الله الفهم السليم والرأي السديد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Jun-2009, صباحاً 08:44]ـ
فرق بين أن يقال:الأمر بالشيء هو ذاته النهي عن ضده .. وأن يقال: الأمر بالشيء يستلزم النهي عن ضده (أو أضداده بالأحرى) .. كمثل الفرق بين أن تفسر صفة الغضب لله تعالى بأنها إرادة الانتقام .. وبين أن يقال:الغضب يقتضي أن يعاقب الله تعالى المغضوب عليه .. وهذا الموضع الذي تفضلت بنقله من دقائق فقه الشنقيطي رحمه الله فتأمل كيف يستدرك على مثل ابن قدامة وكيف خفي عليه هذا الموضع وكتابه يعد اختصارا لكتاب الغزالي في الأصل "المستصفى"
بيان ذلك أن الشيخ كشف السر في قولهم:الأمر بالشيء نهي عن ضده وأنه فرع على قولهم بالكلام النفساني .. في حق الله -تعالى الله عن قولهم-لأنهم لما جعلوه مجرد معنى قائم بالنفس وليس ألفاظا ذات حروف .. فراراً من إثبات صفة الكلام على طريقة أهل السنة -أي بصوت وحرف-كان من لازم ذلك أن يكون الأمر بالشيء -وهو مجرد معنى قائم بالنفس-هو هو الأمر بضده .. فبين الشيخ بطلان ذلك من حيث إن الأمر طلب استدعاء فعل هو شيء موجود .. بخلاف النهي:فليس فيه استدعاء شيء موجود .. بل هو طلب للترك وكفى ..
وحينئذ إذا قيل:كُل .. فهذا استدعاء للأكل .. أي استدعاء موجود ..
بخلاف ما لو قيل:لا تأكل .. فهو استدعاء للعدم ..
ولو قيل بأن الأمر -وهو الأكل هنا- هو نفسه:النهي عن ضده .. فإذا تلبس بفعل آخر مع الأكل .. لم يكن ممتثلا للأمر
ولكن إذا تصورنا الأمر بالشيء مجرد معنى نفسي .. فهذا المعنى إما أن يوجد وإما أن ينتفي .. بمثابة النقيض ونقيضه ..
فيكون كالصفات الواقعة بين الإيجاب والسلب ولا شيء ثالث .. كصفة الحياة والموت .. فكل حي .. ليس بميت .. ومن كان ميتا فليس بحي قطعا ..
وكمعنى الحب مثلا .. فالحب معنى قائم بالنفس .. إذا انتفى لم يكن في المحل القابل إلا الكره ..
ألا ترى أنهم يقولون:لا أحب فلانا .. وهي بمعنى أكرهه؟
أمّا تصور الأمر بدلالته اللفظية فيكون كما تقدم: طلب استدعاء فعل شيء موجود ..
وبهذه المثابة لا يكون هو نفسه النهي عن ضده .. لأن النهي مجرد كف وترك .. وليس فيه تحصيل وجودي
وأما الثمرات لتي أشار إليها كمسألة الطلاق ونحوها فهذا من تكلفات المتكلمين وافتراضاتهم العجيبة
وإن كان الطلاق في حقيقة الأمر اختلفت فيه مذاهب العلماء بين اعتبار اللغة في اللفظ أو العرف ..
أو النية .. إذا لم يكن بلفظ صريح مباشر
والله أعلم
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[04 - Sep-2009, مساء 02:38]ـ
صيغة الأمر ليست هي صيغة النهي، و هذا معروف من الوضع اللغوي.
فمعنى قولهم (الأمر بالشيء ليس عين النهي عن ضده): أن صيغة الأمر التي هي (افعلْ) ليست هي صيغة النهي التي هي (لا تفعلْ)، و هذا واضح جليٌّ.
أما من حيث المعنى فالمذهب الصحيح - و الذي عليه أكثر أصحاب مالك و رجع إليه الباقلاني و صححه شيخنا أبو عبد المعزّ - هو: أن الأمر بالشيء مستلزِمٌ النهيَ عن ضدّه، لا هو بعينه و لا هو غيره، هذا ملخص ما يفهم من كلام الشنقيطيّ -رحمه الله تعالى -.
و الله أعلم و أحكم،،،(/)
الاستدل على جواز إحداث ذكر في الصلاة غير ماثور! ?
ـ[نبراس]ــــــــ[28 - May-2009, مساء 02:43]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاء في فتح الباري،كتاب الأذان، باب فضل ربنا ولك الحمد:
[959]
766 - حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن نعيم بن عبد الله المجمر، عن علي بن يحيى بن خلاد الزرقي، عن أبيه، عن رفاعة بن رافع الزرقي قال:
كنا يوما نصلي وراء النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رفع رأسه من الركعة، قال: (سمع الله لمن حمده). قال رجل وراءه: ربنا ولك الحمد، حمدا طيبا مباركا فيه. فلما انصرف، قال: (من المتكلم). قال: أنا، قال: (رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها، أيهم يكتبها أول).
[766] قوله عن على بن يحيى في رواية بن خزيمة أن على بن يحيى حدثه والإسناد كله مدنيون وفيه رواية الأكابر عن الأصاغر لأن نعيما أكبر سنا من على بن يحيى وأقدم سماعا وفيه ثلاثة من التابعين في نسق وهم من بين مالك والصحابى هذا من حيث الرواية وأما من حيث شرف الصحبة فيحيى بن خلاد والد على مذكور في الصحابة لأنه قيل إن النبي صلى الله عليه وسلم حنكه لما ولد قوله فلما رفع رأسه من الركعة قال سمع الله لمن حمده ظاهره أن قول التسميع وقع بعد رفع الرأس من الركوع فيكون من أذكار الاعتدال وقد مضى في حديث أبي هريرة وغيره ما يدل على أنه ذكر الانتقال وهو المعروف ويمكن الجمع بينهما بان معنى قوله فلما رفع رأسه أي فلما شرع في رفع رأسه ابتدأ القول المذكور وأتمه بعد أن اعتدل قوله قال رجل زاد الكشميهني وراءه قال بن بشكوال هذا الرجل هو رفاعة بن رافع راوي الخبر ثم استدل على ذلك بما رواه النسائي وغيره عن قتيبة عن رفاعة بن يحيى الزرقي عن عم أبيه معاذ بن رفاعة عن أبيه قال صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم فعطست فقلت الحمد لله ونوزع في تفسيره به لاختلاف سياق السبب والقصة والجواب أنه لا تعارض بينهما بل يحمل على أن عطاسه وقع عند رفع رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا مانع أن يكنى عن نفسه لقصد إخفاء عمله أو كنى عنه لنسيان بعض الرواة لاسمه وأما ما عدا ذلك من الاختلاف فلا يتضمن إلا زيادة لعل الراوي اختصرها كما سنبينه وأفاد بشر بن عمر الزهراني في روايته عن رفاعة بن يحيى أن تلك الصلاة كانت المغرب قوله مباركا فيه زاد رفاعة بن يحيى مباركا عليه كما يحب ربنا ويرضى فأما قوله مباركا عليه فيحتمل أن يكون تاكيدا وهو الظاهر وقيل الأول بمعنى الزيادة والثاني بمعنى البقاء قال الله تعالى وبارك فيها وقدر فيها أقواتها فهذا يناسب الأرض لأن المقصود به النماء والزيادة لا البقاء لأنه بصدد التغير وقال تعالى وباركنا عليه وعلى إسحاق فهذا يناسب الأنبياء لأن البركة باقية لهم ولما كان الحمد يناسبه المعنيان جمعهما كذا قرره بعض الشراح ولا يخفى ما فيه وأما قوله كما يحب ربنا ويرضى ففيه من حسن التفويض إلى الله تعالى ما هو الغاية في القصد قوله من المتكلم زاد رفاعة بن يحيى في الصلاة فلم يتكلم أحد ثم قالها الثانية فلم يتكلم أحد ثم قالها الثالثة فقال رفاعة بن رافع أنا قال كيف قلت فذكره فقال والذي نفسي بيده الحديث قوله بضعة وثلاثين فيه رد على من زعم كالجوهرى أن البضع يختص بما دون العشرين قوله أيهم يكتبها أول في رواية رفاعة بن يحيى المذكورة أيهم يصعد بها أول وللطبرانى من حديث أبي أيوب أيهم يرفعها قال السهيلي روى أول بالضم على البناء لأنه ظرف قطع من الإضافة وبالنصب على الحال انتهى وأما أيهم فرويناه بالرفع وهو مبتدأ وخبره يكتبها قاله الطيبي وغيره تبعا لأبي البقاء في إعراب قوله تعالى يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم قال وهو في موضع نصب والعامل فيه ما دل عليه يلقون وأي استفهامية والتقدير مقول فيهم أيهم يكتبها ويجوز في أيهم النصب بان يقدر المحذوف فينظرون أيهم وعند سيبويه أي موصولة والتقدير يبتدرون الذي هو يكتبها أول وأنكر جماعة من البصريين ذلك ولا تعارض بين روايتى يكتبها ويصعد بها لأنه يحمل على أنهم يكتبونها ثم يصعدون بها والظاهر أن هؤلاء الملائكة غير الحفظة ويؤيده ما في الصحيحين عن أبي هريرة مرفوعا أن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر الحديث واستدل به على أن بعض الطاعات قد يكتبها غير الحفظة وقد استشكل تأخير رفاعة إجابة النبي صلى الله عليه وسلم
(يُتْبَعُ)
(/)
حين كرر سؤاله ثلاثا مع أن إجابته واجبة عليه بل وعلى كل من سمع رفاعة فإنه لم يسأل المتكلم وحده وأجيب بأنه لما لم يعين واحدا بعينه لم تتعين المبادرة بالجواب من المتكلم ولا من واحد بعينه فكأنهم انتظروا بعضهم ليجيب وحملهم على ذلك خشية أن يبدو في حقه شيء ظنا منهم أنه أخطأ فيما فعل ورجوا أن يقع العفو عنه وكأنه صلى الله عليه وسلم لما رأى سكوتهم فهم ذلك فعرفهم أنه لم يقل بأسا ويدل على ذلك أن في رواية سعيد بن عبد الجبار عن رفاعة بن يحيى عند بن قانع قال رفاعة فوددت أني خرجت من مالي وأنى لم أشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم تلك الصلاة ولأبي داود من حديث عامر بن ربيعة قال من القائل الكلمة فإنه لم يقل بأسا فقال أنا قلتها لم أرد بها إلاخيرا وللطبرانى من حديث أبي أيوب فسكت الرجل ورأى أنه قد هجم من رسول الله صلى الله عليه وسلم على شيء كرهه فقال من هو فإنه لم يقل إلا صوابا فقال الرجل أنا يا رسول الله قلتها أرجو بها الخير ويحتمل أيضا أن يكون المصلون لم يعرفوه بعينه إما لاقبالهم على صلاتهم وإما لكونه في آخر الصفوف فلا يرد السؤال في حقهم والعذر عنه هو ما قدمناه والحكمة في سؤاله صلى الله عليه وسلم له عمن قال أن يتعلم السامعون كلامه فيقولا مثله واستدل به على جواز إحداث ذكر في الصلاة غير ماثور إذا كان غير مخالف للمأثور وعلى جواز رفع الصوت بالذكر ما لم يشوش على من معه وعلى أن العاطس في الصلاة يحمد الله بغير كراهة وأن المتلبس بالصلاة لا يتعين عليه تشميت العاطس وعلى تطويل الاعتدال بالذكر كما سيأتي البحث فيه في الباب الذي بعده واستنبط منه بن بطال جواز رفع الصوت بالتبليغ خلف الإمام وتعقبه الزين بن المنير بأن سماعه صلى الله عليه وسلم لصوت الرجل لا يستلزم رفعه لصوته كرفع صوت المبلغ وفي هذا التعقب نظر لأن غرض بن بطال إثبات جواز الرفع في الجملة وقد سبقه إليه بن عبد البر واستدل له بإجماعهم على أن الكلام الأجنبي يبطل عمده الصلاة ولو كان سرا قال وكذلك الكلام المشروع في الصلاة لا يبطلها ولو كان جهرا وقد تقدم الكلام على مسألة المبلغ في باب من أسمع الناس تكبير الإمام فائدة قيل الحكمة في اختصاص العدد المذكور من الملائكة بهذا الذكر أن عدد حروفه مطابق للعدد المذكور فإن البضع من الثلاث إلى التسع وعدد الذكر المذكور ثلاثة وثلاثون حرفا ويعكر على هذا الزيادة المتقدمة في رواية رفاعة بن يحيى وهي قوله مباركا عليه كما يحب ربنا ويرضى بناء على أن القصة واحدة ويمكن أن يقال المتبادر إليه هو الثناء الزائد على المعتاد وهو من قوله حمدا كثيرا الخ دون قوله مباركا عليه فإنه كما تقدم للتأكيد وعدد ذلك سبعة وثلاثون حرفا وأما ما وقع عند مسلم من حديث أنس لقد رأيت أثنى عشر ملكا يبتدرونها وفي حديث أبي أيوب عند الطبراني ثلاثة عشر فهو مطابق لعدد الكلمات المذكورة في سياق رفاعة بن يحيى ولعددها أيضا في سياق حديث الباب لكن على اصطلاح النحاة والله أعلم
أشكل علي فهم كلام إبن الحجر حيث ناقشت أحد الإخوة المنتمين إلى أحد الجماعات الصوفية فاستدل بكلام إبن حجر في إثبات تقسيم البدعة إلى مدمومة و حسنة فأرجوا شرح كلام ابن حجر (المكتوب بالأحمر) بارك الله فيكم
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[29 - May-2009, صباحاً 02:28]ـ
ذكر هذه الشبهة الشيخ العلامة أبو إسحاق الحويني حفظه لله في رده على الداعية مصطفى حسني في حلقة يوم الجمعة
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[29 - May-2009, صباحاً 08:53]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=316743
ـ[نبراس]ــــــــ[29 - May-2009, مساء 08:16]ـ
بارك الله فيكما أرجوا من الأخ عبد الرحمان ان يضع رابط رد الشيخ الحويني على مصطفى حسني حتى أستفيد منه(/)
هل بدأ مؤشر بوصلة جامعة الإمام بالعمل , أم هو يشير إلى اتجاهات خاطئة؟
ـ[عضو جدة]ــــــــ[28 - May-2009, مساء 08:01]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هل بدأ مؤشر بوصلة جامعة الإمام بالعمل , أم هو يشير إلى اتجاهات خاطئة؟
لجينيات.
الحمدلله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد , وعلى آله وصحبه أجمعين , ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فقبل أيام طالعتنا جامعة الإمام محمد بن سعولإسلامية بخبر حول استضافة (الغذامي) ليحاضر في كلية اللغة العربية , ثم وردنا أن المحاضرة تأجلت , وبلغنا أن السبب كان فنيَّا , وذلك لأن الضيف العظيم (الغذامي) كان يحتاج إلى حفاوة من مقارب له في المنزلة والرتبة , لأن وكيل الجامعة وبقية الوكلاء حسب فهمي للتبرير (مايواجهون) , إلا إذا كان (الغذامي) معجزة علمية , جعلت مدير الجامعة يحرص على النهل من معينه , والاستفادة من اللحظات التي تجمعهما سويَّا , فهنا يمكن أن نهمس في أذن معالي مدير الجامعة قائلين: هلاَّ ذهبت إليه حيث يُقيم , فأسندت ركبتيك إلى كبتيه , ونهلت من هذا العلم الذي حرصت ألايفوتك منه شيء!!.
حين يستضاف في جامعة الإمام أحد رؤساء التحرير , ويقابل بحفاوة بالغة , فأنا قد أجد لهذا التصرف عذرا , يمكن أن أدرجه ضمن بند (لاتنسونا من صالح تلميعكم) , وهو ما يترجمه واقع الحال وللأسف , لكن أن يستضاف (الغذامي) ليحاضر في كلية اللغة العربية , ثمَّ يخرج علينا أستاذ الأدب المقارن بقسم الأدب , مبرراً استضافته بأنها تندرج تحت روح الحوار الذي يصبُّ في الصالح العام , ويؤكد أن التأخير لتكريم الضيف , وكأنه يؤكد أن وكلاء الجامعة لم يبلغوا مستوى يؤهلهم لتكريمه , رغم أن دكتور الأدب يتحدث بلغة الواثق , فهو لايعمل في الكلية حسب علمي , وليس له فيها نصاب , بل هو مستشار لمدير الجامعة , وحديثه يأخذ طابعا آخر غير الطابع الشخصي , والرأي الاجتهادي.
هنا يجب علينا أن نسأل وبوضوح: هل انفتاح جامعة الإمام على التوجهات الأخرى ينطلق من مبدأ الحوار؟.
إذا كان الجواب: نعم.
فالسؤال الأهم: لماذا يتم إقصاء الأطراف الأخرى من هذه المائدة؟ , وهل ستستضيف الجامعة رئيس تحرير مجلة الأسرة مثلاً , أو أحد من يصفونهم بالسروريين أو القطبيين أو الحزبيين أو الإخوانيين أو التبليغيين أو الجهاديين أو التكفيريين أو الخوارج أو أي أحد ممن تمَّ الختم على رقبته بشيء من أوصاف القوم ضدَّ خصومهم؟.
واقع حال الجامعة يُكذِّب أن الدعوة للحوار , بل سيكون (الغذامي) متحدِّثاً , ولن تتمَّ محاورته , أو مواجهته بشيء من أفكاره , وكيف يُمكن أن يواجه بأفكاره ومعالي مدير الجامعة قد أجَّل المحاضرة حتى يكون هو من يقوم بتكريمه والاحتفاء به؟.
وإذا كانت الجامعة جادة في الحوار والمناقشة , وتسعى لرأب صدع المجتمع , وتوثيق الروابط والصلات بين أفراده , فأين سنضع تلك التصنيفات واللجان والأسئلة والتقارير التي لايشكُّ عاقل أنها تفسد أكثر مما تصلح , وتهدم أكثر مما تبني؟.
حين أذنت الجامعة لجريدة الجزيرة أن تكون بمتناول الطلاب والطالبات دون مقابل مادي , لماذا تسأل عبر لجانها الفكرية عن قناة المجد ومجلة الأسرة؟.
حين سمحت للغذامي أن يحاضر في حرمها لماذا تسأل الطلاب في المقابلات عن رأيهم في الشيخ فلان (الحزبي)؟.
حين قبلت مبدأ الحوار والتعددية , والانفتاح على الثقافات الأخرى , لماذا استبعدت بعض مدراء المعاهد العلمية , واتخذت مواقف متشدِّدة مع بعض الأساتذة هنا وهناك؟.
حين سعت للتقارب , واتسمت بالأريحية مع فكر الحداثة , لماذا تهرب من محاورة الحزبيين الحركيين الإخوانيين كما تصفهم , بل جعلتهم مقاييس للقبول والرفض , فمن أثنى على أحد ممن وصفوه بتلك الأوصاف , فحقُّه الإبعاد والإقصاء , ومن نال أحداً بسُبَّةٍ , أو أعلن أنه بريء منه , فذاك المحظوظ المقبول!!؟.
يبدو والله أعلم أم مؤشر بوصلة الجامعة يترنَّح , فهو يتَّجه للشمال , لكن الوجهة الصحيحة له أيمن من وجهته بمراحل , وهذا ما أثارفي نفوس كثير من المطلعين مئات من علامات التعجب , لأنه يستحيل تصديق تلك الدعاوى لمجرد إطلاقها , بينما البيِّنات كلها تتجه لتكذيبها وبطلانها.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن احتفاء الجامعة بـ (الغذامي) في البداية , رزية على الجامعة , ثمَّ إذا ثبت أن مدير الجامعة ينوي تكريمه بنفسه , وحضور محاضرته , فهي رزية أخرى , ولعلي هنا أن أسأل معاليه , وأيُّ شيء من فكر (الغذامي) راق لك؟ , أو رأيت أنه يستحق الإشادة والاحتفاء؟ , وهل هذا يتفق مع منهج السلف في التعامل مع أهل الأهواء؟ , وأين تلك الخطب الرنانة , والمناحات على التوحيد والسلفية؟.
حدثني أحد الفضلاء الأثبات , قال: سألني مرة الشيخ عبدالرحمن آل فريان رحمه الله قائلا: وشلون سليمان أباالخيل؟ , ثم قال الشيخ رحمه الله: إنه أمسك بي مرة وقال لي: أدركوا جامعة الإمام.
وأنا هنا أقول بعد أن فارق الشيخ عبدالرحمن الفريان رحمه الله الدنيا , وتركها وراء ظهره , وانتقلت إدارة جامعة الإمام لسليمان أباالخيل , هل هذا ماتريد إنقاذها به , أو جرَّها إليه؟.
لديَّ شيء كثير سأقوله حول هذه الجامعة , لجنتها الفكرية , لجان المقابلات , القرارات , التعيينات , التقارير , الإنفاق والعقود , المحسوبية , مراكز دراسة الطالبات , وملفات أخرى , وكل شيء منها أستند فيه إلى وثائق وحقائق , وقريباً بحول الله تعالى سأكشفها , لأن الجامعة أعطتنا الضوء الأخضر من خلال تبنيها لسياسة النقد والحوار, وسأشكرها إن رأيت حسنة , وأوقفها على الخلل لتتفاداه وتصلحه.
أعلم أنَّ بعض المستفيدين من الوضع القائم في الجامعة , أو بعض من يتفق مع توجُّهها , سينبري للدفاع , ممتطياً صهوة (مكافحة الإرهاب) , أو ممسكاً بعنان (الإخوان المسلمون) , أوشاهراً سيف (الأفكار المنحرفة) , أو ملوِّحاً بحربة (الفئة الضالة) , أو غير ذلك من الشعارات المستهلكة , التي يحاول الزجَّ بهافي كل خصومة أو مجادلة , ليضع مخالفه في خندق ملتهب , أو يحرجه أمام جهات أخرى , لكنَّ هذا الأسلوب الكريه , لم يعد ينطلي أو يجدي , فأنا ولله الحمد أحارب كلَّ ما يسيء إلى أمن بلدي , وأقف في صفِّ كل جهد يقضي على الأفكار الوافدة , والعنف والتسرع بالتكفير , وأدعو إلى نبذ واطِّراح كلِّ ما يخالف منهج سلف الأمة , لكني في الوقت ذاته أنكر الأساليب الانتهازية في التعامل مع القضايا , أو تجيير المكاسب للحسابات الشخصية , أو تصفية الحسابات الشخصية من خلال انتهاز الفرص , ولو على حساب مصالح الأمة الكبرى.
إنني في الوقت الذي أحارب فيه العنف والأفكار المتهورة الضالة , أحارب كذلك استغلال توجُّه الدولة ضد العنف , لمصالح الأفراد الشخصية البحتة , أو كما يقال: يقتل القتيل ويتبع جنازته باكياً!!.
وإذا كانت الجامعة ستفاخر بأنها أقامت مؤتمرات عن الإرهاب , أو دورات في بعض مدن المملكة , شارك فيها بعض طلاب العلم , أو المحسوبين عليهم , وروَّجت أن تلك الدورات لقيت تجاوباً ملحوظاً , وطالبت الحضور من خلال تلك المؤتمرات والدورات باحترام أهل العلم , والرجوع إليهم عند النوائب , وأشادت بمواقف الدولة في دعم الدعوة ومناشط الخير , فهي في الوقت نفسه قد ضخَّت بين منسوبيها , وبشكل مقززصحيفة يتناول بعض كتابها العلماء والدعاة تناولاً سافراً.
ففي حين تستضيف الجامعة مفتي عام المملكة , تروِّج لمن يصفه باستعراض عضلات لسانه على المنبر , وحين تثني على الدولة , وتبالغ في الثناء على الأمير نايف بن عبدالعزيز – حفظه الله – وهو لذلك أهل , نراها تروِّج لمن يطالب بإلغاء هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , التي أخبر الأمير – حفظه الله – أنها باقية مابقيت هذه الدولة , ومابقي الإسلام فيها!!!.
نعم هذا الواقع , وهو ما يدفعنا للسؤال: على حساب من تلك الأعداد المهولة من جريدة الجزيرة؟.
إن كانت تبرعاً من الجريدة , فهل ستقبل الجامعة أن يتبرع لها أحد بأعداد من مجلة الأسرة , أو غيرها من المجلات (الحزبية) الأخرى!!؟ , أم إن الجامعة لا تقبل إلا الجرائد (السلفية) كالجزيرة والرياض والوطن؟ , وإذا كان الأمر كذلك فهل سنرى قريباً (سلفية ليبرالية) , على اعتبار أن أغلب مانراه في تلك الصحف يخدم التوجه الليبرالي النتن؟.
وإن كانت مشتراة من مال الجامعة , فمن الذي خول الجامعة صرف تلك الأموال بهذا الوجه؟ , وما المستند النظامي لهذا العمل؟ , وما الأثر التعليمي والتربوي لهذه الصحف حتى تقتحم حرم الجامعة بهذه الصورة المزعجة؟.
اللهم اهدِ ضال المسلمين , وعافِ مبتلاهم , وفكَّ أسراهم , وارحم موتاهم , واشفِ مريضهم , وأطعم جائعهم , واحمل حافيهم , واكسُ عاريهم , وانصر مجاهدهم , وردَّ غائبهم , وحقق أمانيهم.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه , والباطل باطلا وارزقنا اجتنابه , ولاتجعله ملتبسا علينا فنضل.
اللهم أصلح أحوال المسلمين وردهم إليك ردا جميلا
اللهم أصلح الراعي والرعية
هذا والله أعلى وأعلم , وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
وكتبه
سليمان بن أحمد بن عبدالعزيز الدويش أبو مالك
mamal_m_s@hotmail.com
منقول http://www.lojainiat.com/?action=showMaqal&id=8494 (http://www.lojainiat.com/?action=showMaqal&id=8494)
للفائدة(/)
الربح الناتج من عمل الابن مع أبيه
ـ[أبو عبيدة محمد السلفي]ــــــــ[28 - May-2009, مساء 09:22]ـ
لو عمل الأولاد بمال أبيهم في حياته وحدهم أو مع أبيهم ثم حصل ربح
فهل هذا الربح الناتج من عملهم لأبيهم؟
ـ[أبو عبيدة محمد السلفي]ــــــــ[29 - May-2009, مساء 07:20]ـ
سئل الشيخ صالح الفوزان:
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/FatwaaTree/tabid/84/Default.aspx?View=Page&NodeID=15469&PageID=1797
رقم الفتوى
1797
عنوان الفتوى
الميراث وكسب الابن بعد الوالد
نص السؤال
توفي والدي وترك بنتًا عمرها ثلاث سنين، وابنًا عمره أربع سنين، وقد تزوجت أمهما وتركت لي مسؤولية تربيتهما، وقد أخذت ما يخصهما من الإرث بعد والدي، والآن تزوج الولد والبنت وأصبحا يطالبانني فيما اكتسبته بعد وفاة والدي؛ علمًا بأنني الوحيد الذي شاركته الاكتساب في حياته، فهل لهم الحق في المطالبة فيما اكتسبته بعد وفاته أم أنه يخصني وحدي فقط؟
نص الإجابة
أما ما كان لوالدك، فهذا يعتبر لأخواتك الصغار نصيب فيه؛ لأنه من تركة ميتهم فكان الواجب عليك أن تحصره وأن تحصيه وأن تحفظه لهما حتى يكبرا وتنفق عليهما منه، وإذا بقي شيء بعد النفقة عليهما، تدفعه إليهما إذا كبرا أما ما كسبته بعد وفاة والدك، فهذا إن كان رأس المال هو الذي كان مع والدك قبل وفاته، فلهم نصيب أيضًا من ربحه؛ لأنه يعتبر كالمضاربة وإن كان من مالك الخاص وتصرفت في مالك الخاص بعد وفاة والدك، فإنه لا علاقة لهم به؛ لأنه يعتبر كسبك ومالك، وعلى كل حال القضية فيها طرفان وإذا رجعتما إلى المحكمة الشرعية، فهي إن شاء الله ستدرس ملابسات القضية وتبين لكل ذي حق حقه.
رقم الفتوى
1797
عنوان الفتوى
الميراث وكسب الابن بعد الوالد
نص السؤال
توفي والدي وترك بنتًا عمرها ثلاث سنين، وابنًا عمره أربع سنين، وقد تزوجت أمهما وتركت لي مسؤولية تربيتهما، وقد أخذت ما يخصهما من الإرث بعد والدي، والآن تزوج الولد والبنت وأصبحا يطالبانني فيما اكتسبته بعد وفاة والدي؛ علمًا بأنني الوحيد الذي شاركته الاكتساب في حياته، فهل لهم الحق في المطالبة فيما اكتسبته بعد وفاته أم أنه يخصني وحدي فقط؟
نص الإجابة
أما ما كان لوالدك، فهذا يعتبر لأخواتك الصغار نصيب فيه؛ لأنه من تركة ميتهم فكان الواجب عليك أن تحصره وأن تحصيه وأن تحفظه لهما حتى يكبرا وتنفق عليهما منه، وإذا بقي شيء بعد النفقة عليهما، تدفعه إليهما إذا كبرا أما ما كسبته بعد وفاة والدك، فهذا إن كان رأس المال هو الذي كان مع والدك قبل وفاته، فلهم نصيب أيضًا من ربحه؛ لأنه يعتبر كالمضاربة وإن كان من مالك الخاص وتصرفت في مالك الخاص بعد وفاة والدك، فإنه لا علاقة لهم به؛ لأنه يعتبر كسبك ومالك، وعلى كل حال القضية فيها طرفان وإذا رجعتما إلى المحكمة الشرعية، فهي إن شاء الله ستدرس ملابسات القضية وتبين لكل ذي حق حقه.(/)
الشيخ العلامة الحويني يقول أما شيخنا فهو العلم المفرد ولكن ..
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[29 - May-2009, صباحاً 01:04]ـ
هذا كلام نقله من كتاب إقامة الدلائل على عموم المسائل المسمى فتاوي أبي إسحاق الحويني حفظه الله ليتعلم طلاب العلم الأدب مع مشايخهم وجزاكم الله خيرا
http://www8.0zz0.com/2009/05/28/21/891926696.jpg
http://www8.0zz0.com/2009/05/28/21/891926696.jpg ("http://www.0zz0.com)"][/URL]
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[29 - May-2009, صباحاً 01:16]ـ
جزاك الله خيرا
هكذا تعلمنا الأدب مع الكبار.
ومن ذا الذي ما ساء قط
ومن له الحسنى فقط
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[29 - May-2009, صباحاً 08:50]ـ
الله يجزيك خير على هذا النقل طيب ..
هكذا يكون الأدب مع العلماء ..
ليس كمثل أدعياء السلفية ..
والله المستعان ..
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[29 - May-2009, مساء 07:26]ـ
الله يجزيك خير على هذا النقل طيب ..
هكذا يكون الأدب مع العلماء ..
ليس كمثل أدعياء السلفية ..
والله المستعان ..
اللهم أمين
نعم صدقتم اليوم العلم موجود بين طلبة العلم لكن الأدب الله المستعان
أتذكر قصة رواها الشيخ أبو إسحاق الحويني حفظه الله أن شيخنا كان يدرس كتابا لطلبته فكلما مر بمسألة يقول أخطأ شيخنا رحمه الله , أخطأ شيخنا رحه الله ... ثم قال كفر شيخنا رحمه الله!!! فالله المستعان
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[29 - May-2009, مساء 08:34]ـ
اليوم العلم موجود بين طلبة العلم لكن الأدب الله المستعان
الله المستعان ..
علمٌ لا يروث أدب، لا خير فيه ..
قال عبد الله بن المبارك (كاد الأدب يكون ثلثي العلم)(/)
صور عجيبة من اخلاص العلماء للعلامة الحوالي
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[29 - May-2009, صباحاً 11:44]ـ
صور عجيبة من اخلاص العلماء للعلامة الحوالي
قال حفظه الله وشافاه
ثمرة الإخلاص في العلم والوقت
ما أعظم ثمرات الإخلاص، وما أحوج المسلمين، وما أحوج المتقين، وما أحوج العباد الذين يريدون الله والدار الآخرة، ويعلمون حقارة وتفاهة هذه الحياة الدنيا، أن يخلصوا أعمالهم لله عز وجل، فيرون الثمرات ويرون البركات، ويرون أموراً لا يمكن أن يصدقها أحد في حدود المنظور المادي، والواقع العادي عند الناس. ومن ذلك أن العلماء الذين كتبوا لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وطلبوا العلم بإخلاص؛ جعل الله تبارك وتعالى لهم من البركة في أوقاتهم وأعمارهم وعلومهم، ونفع بهم كثيراً.
ومن ذلك -مثلاً- صحيح البخاري ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=263&ftp=book&id=4000012&spid=263)، فكم من الكتب كتبت وألفت؟! لكن هذا الكتاب لما أخلص صاحبه لله، وكان لا يكتب الحديث إلا بعد أن يتوضأ ويصلي ركعتين ويستخير الله، وكان فيه من العبادة والزهد في الدنيا، ما هو معلوم من سيرة الإمام البخاري ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=263&ftp=alam&id=1000058&spid=263) رحمه الله. لما كان كذلك بارك الله له في وقته، وبارك له في علمه، وجعل هذا الكتاب بهذه الدرجة والمنزلة، فهو أصح كتابٍ بعد كتاب الله، وتلقاه المسلمون قديماً وحديثاً إلى يوم القيامة بالقبول، وهذه كرامة عظيمة، وإلا فكم، وكم أُلِّف من كتب، لكن ليس لها ما لهذا الكتاب.
كذلك حياة الإمام أحمد ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=263&ftp=alam&id=1000016&spid=263) رضي الله عنه وأرضاه، وما أعطاه الله تبارك وتعالى من القبول، فإنه شيء مدهش، حيث كان الإمام أحمد ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=263&ftp=alam&id=1000016&spid=263) رحمه الله إذا أشار بيده لرجل أن ينعم، أو إذا ذكر فلان وقال: نعم، فقط: نعم، أثنى عليه بأنه نعم، أو نِعْم الرجل، أو ما أشبه ذلك، رفعه الله عند الأمة قاطبة، فيرتفع هذا الرجل، وتنقل هذه التزكية من بغداد ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=263&ftp=amaken&id=3000018&spid=263) إلى خراسان ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=263&ftp=amaken&id=3000006&spid=263) إلى مصر ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=263&ftp=amaken&id=3000001&spid=263) إلى الأندلس ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=263&ftp=amaken&id=3000071&spid=263) وإلى كل مكان، وتسجل وتكتب، أن أحمد ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=263&ftp=alam&id=1000016&spid=263) قال فيه: نعم الرجل أو أثنى عليه أو ذكره بخير، فتكون تزكية له وقبولاً لروايته وعلمه، وتصحيحاً لعقيدته. وإن قال في أحدٍ: لا، أو نحو ذلك، سقط مهما كان علمه ومهما كانت قيمته، وينتشر هذا الجرح في الآفاق حتى لا يكاد أن تجده عند أحد إلا وقبله حتى وإن زكاه غيره لا بد أن يقول: ولكن أحمد ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=263&ftp=alam&id=1000016&spid=263) قال فيه كذا. والخليفة المتوكل ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=263&ftp=alam&id=1000313&spid=263) من شدة حرصه على أن يزكى لدى الأمة كعادة الحكام في كل زمانٍ ومكان، طلب من الإمام أحمد ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=263&ftp=alam&id=1000016&spid=263) أن يأتي إليه؛ لأن الناس يعلمون أن الإمام أحمد ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=263&ftp=alam&id=1000016&spid=263) لا يأكل إلا من طعامٍ حلال، فيريد أن يأتي إليه ويطعم من طعامه، فيتحدث الناس بذلك، فيتزكى المتوكل ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=263&ftp=alam&id=1000313&spid=263) عند الأمة بأن الإمام أحمد ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=263&ftp=alam&id=1000016&spid=263) أكل من طعامه فقط، ولو لم يثن عليه ولا بكلمة. فأبى الإمام أحمد
(يُتْبَعُ)
(/)
( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=263&ftp=alam&id=1000016&spid=263)، ثم لمَّا ألحَّ عليه الخليفة، وهو المتوكل ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=263&ftp=alam&id=1000313&spid=263) الذي أحيا الله به السنة وقمع به البدعة، وله فضل على أهل السنة والجماعة، وهو إمام المسلمين، فلم ير بداً من أن يطيعه، فذهب إليه ولكنه واصل الصيام. حتى يقول ابنه عبد الله ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=263&ftp=alam&id=1000207&spid=263) وابنه صالح ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=263&ftp=alam&id=1000298&spid=263): أشفقنا وخشينا على الإمام من الموت، واصل الأيام والليالي، وكان لا يشرب إلا الماء؛ لأن الماء ليس لأحد فيه فضل، والمتوكل ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=263&ftp=alam&id=1000313&spid=263) يظن أنه يطعم من طعامه، لأنه لم يقابله ولم يجالسه على مائدة، فلِمَ كانت لهم هذه المنزلة؟! إنما هي بإخلاصهم لله تبارك وتعالى.
ثم من ناحية البركة في الوقت: انظر مؤلفات شَيْخ الإِسْلامِ ابن تيمية ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=263&ftp=alam&id=1000010&spid=263)
رحمه الله، ومؤلفات الذهبي ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=263&ftp=alam&id=1000013&spid=263)، ومؤلفات ابن كثير ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=263&ftp=alam&id=1000015&spid=263)، ومؤلفات النووي ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=263&ftp=alam&id=1000834&spid=263) ترى عجباً، عندما ترى هذه المؤلفات مع ما تعرضوا له -ولا سيما مثل ابن تيمية ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=263&ftp=alam&id=1000010&spid=263) رحمه الله- من النفي والسجن والأذى والمحاكمات وحرق الكتب، وحبس ما يكتب به، والاشتغال مع ذلك بالعبادة، بل حتى بالجهاد، شَيْخ الإِسْلامِ ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=263&ftp=alam&id=1000010&spid=263) رحمه الله جاهد الباطنيين، وجاهد التتار، جهاد وعلم، تحصيل للعلم وتنقيب في الكتب، وعبادة، ثم يؤلف هذه الكتب، كيف كان ذلك؟! نحن الآن كما ترون نسأله عز وجل البركة في أوقاتنا وأعمارنا، وأن يرزقنا الإخلاص الذي به تحل البركة، الطالب يظل خمس سنوات في الدكتوراة ثم يخرج كتاباً إذا قرأته وجدت أنه نُقول فحسب، لو جدَّ فيها لجمعها في أشهر، ولو كان من السلف لجمعها في أيام وأسابيع؛ فإنها مجرد نقول فحسب، ولم يفن هذا العمر؟ إن هذا بقدر ما لدينا من إخلاص، فكيف هذه؟ حتى قال بعضهم: لو قسمت عمره على كتبه لوجدت أنه كان يكتب في كل يومٍ كراسة من عشرين لوحة، فهل يمكن لأحد أن يكتب هذه، ومتى يحققها؟ ومتى يحررها؟ وإذا طلبنا من أخ مقالاً في صفحة واحدة فإنه سيكتبها الليلة ويراجعها في اليوم الذي بعده، وينقحها بعد ذلك، وقد يمضي الأسبوع ولم يأت بها، سبحان الله!! كيف يكتب هؤلاء، إذا كتب عشرين لوحة محررة منقحة بأقوال معزوة إلى أصحابها، وأمانة في النقل، ودقة في الاستنباط، لا يمكن أن يكون هذا إلا ببركة من الله تبارك وتعالى في عملهم، وذلك بسب إخلاصهم لله عز وجل. ولذلك أوتوا الهمة العليا،
فعندما قال الإمام الطبري ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=263&ftp=alam&id=1000155&spid=263) رحمه الله لتلاميذه: سأُملي عليكم التفسير في ثلاثمائة مجلد، قالوا: هذا كثير -ثلاثمائة كثير لا يستطيعونها- فقال: الله أكبر!! ضعفت الهمم، فجعله في ثلاثين بدلاً من الثلاثمائة، فهذه الثلاثون جزءاً، كانت على قدر الهمم، فسعة تفسير الطبري ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=263&ftp=book&id=4000081&spid=263)، وما فيه من الأقوال والأسانيد، وأقوال له في اللغة رواية ودراية معاً، فهذا كتبه رحمه الله لضعيفي الهمم، ونحن الآن نقول: الطبري ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=263&ftp=alam&id=1000155&spid=263) يحتاج أن نختصره، وبالفعل يختصر؛ لأن ما عليه الهمة الآن هي عُشر ما كانت عليه في أيام تلاميذ الطبري
(يُتْبَعُ)
(/)
( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=263&ftp=alam&id=1000155&spid=263) ... وهكذا، فلماذا تضعف الهمة؟ تضعف الهمة بقلة الإخلاص، ومع الإخلاص تكون أعلى، ويكون اليقين أكثر، وإذا اجتمع للإنسان الإخلاص واليقين والمحبة وسائر ما ذكرنا، وما سنذكر من أعمال القلب، فإنه يكون في غاية الهمة. والصحابة رضوان الله تعالى عليهم لما تحقق لهم ذلك لم يفكروا على الإطلاق في قوى الدنيا كلها مهما كانت، بل ترسل الجيوش شرقاً وغرباً، براً وبحراً ولا يبالون، ولا ينظرون إلى العدو -نعم يعدون العدة تماماً- ويستطلعون أموره كأدق ما يكون من الدراسات الاستراتيجية أو الاستخبارات العسكرية، لكن يعلمون أنهم إنما يقاتلون في سبيل الله، فلم تقم أمامهم أية قوة، إنما هم انتصروا بإيمانهم وبتقواهم وبإخلاصهم وبصدقهم مع الله تبارك وتعالى. ثم بقيت مسألة نختم بها وهي: أن الإخلاص يورث العبد بأن يكون من المخلصين؛ وهذا لأن الجزاء من جنس العمل، فإذا أخلص العبد وصدق مع الله تبارك وتعالى، فإنه يجعله الله تبارك وتعالى من المخلصين، والمخلَصون هم صفوة وخيرة من خلق الله تبارك وتعالى، وهم الذين يعرفون الله، ومن أهم صفاتهم -وهي كثيرة- أنهم يعرفون الله تبارك وتعالى، كما في سورة الصفات، بعد أن ذكر الله عز وجل حال المشركين وأمثالهم الذين نسبوا إلى الله تعالى الولد، وجعلوا بينه وبين الجنة نسباً، قال عقب تلك الآيات: [] سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ] [الصافات:159]، [] إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ []] [الصافات:40]. فكل ما يصفه به الواصفون فهو منزه عنه، إلا ما يصفه به من يعرفونه ويقدرونه حق قدره، ويصفونه بصفات الكمال والثناء والمحامد المرضية. نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يجعلني وإياكم من المخلَصين المخلِصين، وأن يتقبل منا أعمالنا جميعاً، وأن لا يجعل فيها شيئاً لأحدٍ غيره إنه سميع مجيب
ـ[حسن ابو عدي]ــــــــ[29 - May-2009, مساء 02:03]ـ
نسأل الله الكريم أن يجعلنا من المخلصين
بارك الله فيك وغفرلك
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[29 - May-2009, مساء 02:54]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابو الفيصل]ــــــــ[29 - May-2009, مساء 05:28]ـ
رفع الله قدر القائل و الناقل ..
و ثبتنا الله و شيخنا سفر الحوالي على الحق حتى نلقاه و هو عنا راض
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[29 - May-2009, مساء 05:50]ـ
بارك الله فيكم و لكم
هل هذا النقل مسموع مباشره ام منقول من الكتب؟
ان كان حديث فما هي اخبار الشيخ؟
حفظكم الله و رعاكم و رزقكم الله الاخلاص في القول و العمل
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[29 - May-2009, مساء 10:58]ـ
شكرا لكما و بارك الله فيكما
اخي ابو البراء تقول.هل هذا النقل مسموع مباشره ام منقول من الكتب؟
منقول من محاضرة قديمة للشيخ. حفظه الله وشافاه
ـ[أبو أنس الشامي]ــــــــ[29 - May-2009, مساء 11:18]ـ
رحمهم الله تعالى ...
وحفظ الله شيخنا الحوالي ...
وأثابك الله على ما نقلت وأفدت يا فاضل ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[30 - May-2009, مساء 03:10]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[01 - Jun-2009, مساء 12:07]ـ
جزاكم الله خيرًا ..
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[01 - Jun-2009, مساء 03:03]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبوإسماعيل الهروي]ــــــــ[02 - Jun-2009, مساء 08:27]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[الحافظة]ــــــــ[03 - Jun-2009, صباحاً 12:10]ـ
من أجمل ماقرأت ... بارك الله في الشيخ الحوالي وفيكم ورفع قدركم في عليين ...
حقاااا بقدر الإخلاص يكون توفيق الله للعبد فتجد البركة في وقته والخير والتيسير من حيث لايدري ...
... رزقنا الله وإياكم الإخلاص في القول والعمل ووفقنا لما يحب ويرضى ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[03 - Jun-2009, صباحاً 12:28]ـ
بارك الله في الشيخ الحوالي
وجزاكما الله خيرا
ـ[أبو يعقوب البويطي]ــــــــ[03 - Jun-2009, صباحاً 07:58]ـ
" الله أعلم حيث يجعل رسالته "
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[03 - Jun-2009, مساء 04:32]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
أيهما ترون اعظم عند الله؟
ـ[الورقات]ــــــــ[29 - May-2009, مساء 02:53]ـ
مسألة: إذا اشتبه على المرأة دم الحيض بدم الاستحاضة (كأن يكون على صفة الحيض لكن في غير وقته، أو يجيء في شهر مرتين أو غير ذلك مما يختلف باختلاف النساء) فلو حصل هذا الاشتباه ولم تستطع المرأة الجزم بكونه حيضا أو استحاضة ولم يُيسر لها أهل العلم فتسألهم (كأن تتصل والخط مشغول أو لا يُردُ عليه) ووقت الصلاة سيخرج .. فأيما ترون أعظم عند الله:
1 - أن تصلي وقد يكون هذا الدم دم حيض فتكون صلت وهي حائض!
2 - أو تترك الصلاة وقد يكون هذا الدم استحاضة، فتكون تركت صلاة مفروضة حتى خرج وقتها!
كنت أفكر في هذه المسألة فحيرتني، وتعلمون أن بعض العلماء كفر من صلى محدثا وهو عامد فكيف بمن صلت مع احتمال أنها حائض! وكذا ترك الصلاة المفروضة حتى يخرج وقتها كبيرة من الكبائر، بل مجرد تأخيرها لا يجوز وعند الحنابلة إلا لنوٍ جمعها أو مشتغل بشرطها (والثاني هذا ضعيف والراجح أنه يُصلي على حاله إذا خاف خروج الوقت)
وسؤالي هنا هو بالنسبة لهذه المرأة لا بالنسبة للمفتي، فالمتفي يعرف أحكام الحيض ويمكنه أن يفتيها بكونه حيضا أو استحاضة فتصلي أو تترك بناء على فتواه، ولكن سؤالي هو بالنسبة لهذه المرأة التي اشتبه عليها الأمر ولم تتمكن من سؤال أهل العلم والصلاة سيخرج وقتها .. أتصليها أم لا؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[30 - May-2009, مساء 11:03]ـ
فأيما ترون أعظم عند الله:
1 - أن تصلي وقد يكون هذا الدم دم حيض فتكون صلت وهي حائض!
2 - أو تترك الصلاة وقد يكون هذا الدم استحاضة، فتكون تركت صلاة مفروضة حتى خرج وقتها!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله
بالنسبة للفقرة الأولى: فلتعلم أخي العزيز أنه وإن حصلت الصلاة والحالة هذه فهي جاهلة لا تدري حكم الدين فيها، فلا يحق لنا أن نقول: أنها قد فعلت أمرا عظيما عند الله تستحق عليه منه العقوبة. فإنها أصلا ما صلت والحالة هذه إلا خشية من الله وخوفا أن يكون دم استحاضة فتقع في الذنب بترك الصلاة.
فالأمر في هذا يسير إن شاء الله تعالى إذا بان الجهل وعدم القصد.
والنسبة للفقرة الثانية: فقد يكون هذا الكلام هو الأقوى من سابقه في حقها، فكونها تترك أمرا هي شاكة فيه غير متأكدة لمجرد الظن فلا يقبل، بل تصلي على تقدير أنه ليس بدم حيض، فإن ثبت أنه دم حيض بعد ذلك فتستغفر وتتوب، وليس عليها تثريب بإذن الله تعالى، فتبقى مجتهدة في مقابل عدم تيسر من يبين لها ويوضح.
والنصوص في الإستبراء للدين، والأخذ بالأحوط، وكذا العفو عن الجهل والخطأ كثيرة مستفيضة، فالحمد لله على نعمة الإسلام.
والله تعالى أعلم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[31 - May-2009, صباحاً 01:45]ـ
قد تفضل الشيخ السكران ما لا مزيد عليه .. وأضيف نكتة:
الأحوط في هذه الحالة:الصلاة لا تركها .. لأن صلاتها امتثال للأمر .. وعدم صلاتها:انتهاء
فإذا تساويا ولم يترجح لها أحد الشيئين .. ففعل المأمور مقدم من وجوه ..
منها أن فعل المأمور أفضل من ترك المنهي و أحب إلى الله تعالى على الراجح
والله أعلم
ـ[الورقات]ــــــــ[02 - Jun-2009, صباحاً 02:06]ـ
أحسنتم الاجابة .. شكراً لكم
رفع الله قدركم ونفع بكم وبعلمكم(/)
سؤال:تسبيح وسجود أجساد الكفار كرها وتعذيبها فى القبر والنار
ـ[ايمان نور]ــــــــ[29 - May-2009, مساء 06:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
هذا سؤال إن كان من التكلف فأستغفر الله
فى تفسير الآيات البينات الآتية
( http://www.islam ... .net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=13&ayano=15#docu) ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال
وقوله
وإن من شىء إلا يسبح بحمده
اختلف العلماء بين القول بأن المقصود تسبيح وسجود الدلالة وآخرون قالوا العبادة
فأيهما أقرب للصواب من حيث تعذيب أجساد الكفار يوم القيامة وأجساد العصاة
هل الأقرب للصواب أنه تسبيح دلالة وسجود دلالة بمعنى الذل والإنقياد وانها مخلوقة مفتقرة؟
ومامعنى إذا التخصيص فى قوله تعالى: " إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشى والإِشراق "
الشيخ ابن تيمية فى رسالة قنوت الأشياء كلها لله تعالى ذكر أنواع القنوت
أحدها بمعناه أن كل شىء تحت قدرته ومشيئته وإرادته
والثانى الإعتراف بربوبيته وانه الخالق
والثالث كقوله أمن يجيب المضطر إذا دعاه
يضطر إليه الكافر كما يلتجىء المؤمن
والرابع قال نصا وأريد تفسيره وزيادة توضيحه
أنهم كلهم لا بد لهم من القنوت والطاعة في كثير من أوامره وإن عصوه في البعض وإن كانوا لا يقصدون بذلك طاعته بل يسلمون له ويسجدون طوعا وكرها وذلك أنه أرسل الرسل وأنزل الكتب بالعدل فلا صلاح لأهل الأرض في شيء من أمورهم إلا به ولا يستطيع أحد أن يعيش في العالم مع خروجه عن جميع أنواعه بل لا بد من دخوله في شيء من أنواع العدل حتى قطاع الطريق لا بد لهم فيما بينهم من قانون يتفقون عليه ولو أراد واحد منهم أن يأخذ المال كله لم يمكنوه وأظلم الناس وأقدرهم لا يمكنه فعل كل ما يريد بل لا بد من أعوان يريد أرضاءهم ومن أعداء يخاف تسلطهم ففي قلبه رغبة ورهبة تلجئه إلى أن يلتزم من العدل الذي أمر الله تعالى به ما لا يريده فيسلم لله ويقنت له وإن كان كارها وهو سبحانه قال كل له قانتون والقنوت العام يراد به الخضوع والإستسلام والإنقياد وإن كان في الابطن كارها كطاعة المنافقين هم خاضعون للمؤمنين مطيعون لهم في الظاهر وإن كانوا يكرهون هذه الطاعة
والخامس خضوع الجزاء فى الدنيا والقبر والآخرة ..
وأستغفر الله إن كان سؤالى من التكلف وبارك الله فيكم ونفعنا بكم ..
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Jun-2009, صباحاً 09:03]ـ
لعلك يا أخية توضحين السؤال أكثر ليكون محددا ..
فإن كان مقصود سؤالك: كيف يعذبها وهي تسبح له-إن قلنا بهذا المعنى في تفسير قوله تعالى "وإن من شيء إلا يسبح بحمده"-؟
فالجواب: أن الله تعالى "لايظلم مثقال ذرة" فالتعذيب واقع على الشخص نفسه وإن كان عبر إحساسه "كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب" ولا يلزم من هذا أن للجلد فكرا وإحساسا مستقلا بحيث يتألم بمثابة الشخص نفسه
كما أنه لا تعارض بين تسبيح الجلد نفسه ووقوع العذاب عليه في ذات الوقت .. لأن الله يقول"ولكن لا تفقهون تسبيحهم"
فهو من جنس الجمادات .. لا يحس ولا يشعر .. ولكن يسبح تسبيحا يليق به الله أعلم به
أما طلب البند الرابع من كلام الإمام ابن تيمية .. فهو يقول رحمه الله تعالى إن العباد كلهم برهم وفاجرهم مضطرون إلى الطاعة في بعض الأمور قطعا .. وضرب لك مثلا بقطاع الطرق .. فإنهم مضطرون إلى وضع نظام وقانون فيما بينهم يتفقون عليه
يتحقق بموجبه عدل معين يرتضونه (والعدل من أوامر الله تعالى) ثم مثل لك بنوع آخر من هذا الاضطرار القهري
بالمنافقين .. فهم كما وصفهم الله "يخادعون الله وهو خادعهم" ووجه خداع الله لهم أنهم لما نافقوا التزموا بأحكام الإسلام ظاهرا .. وخداع الله لهم أنه عاملهم معاملة المسلمين في الظاهر .. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام "لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه" فالمنافق يكره أن يتظاهر بالإسلام فيضطر للصلاة وغير ذلك .. حتى يحسب من المسلمين ..
فيكون مقهورا من هذا الوجه .. وهو كاره له ..
أما التخصيص بذكر تسبيح الجبال مع داود عليه السلام فالظاهر أنه كان يسمع هذا التسبيح
فذلك قوله "معه" ..
والله أعلم
ـ[ايمان نور]ــــــــ[02 - Jun-2009, مساء 06:11]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
جزاك الله عنّا خيرا وبارك فيك ورفع قدرك فى الدارين
سؤال أخير هل تسبيحهم تسبيح عبادة أم دلالة؟
أى قوله مثلا فأبين أن يحملنها
هل معناه أتينا بدون إرادة تشريعية كالتى حملها الإنسان
وبالتالى فعبادتهم وتسبيحهم وذكرهم دلالة لا يستحقون عليه ثواب - وبالنسبة لجسد الكافر - وقتها يستحق العقاب
وبالتالى جسد الكفار تسبيحه وسجوده خضوع قهرى لا يستحق النعيم؟
هل هذا التفكير صحيح؟
وأريد منك شرحا أخى مفصلا يربط بين قوله تعالى إنا عرضنا الأمانة إلى قوله فحملها الإنسان وبين قوله وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون وقوله إنى جاعل فى الارض خليفة
وجزاك الله خيرا وألبسك لباس الصحة والتقوى والعافية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[03 - Jun-2009, صباحاً 10:08]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمد لله .. وبعد
أما تسبيح الخلائق فهو تسبيح حقيقي .. يليق بهذه الخلائق كل بحسبه ..
ولو كان الأمر مجرد انفعال هذه المخلوقات لقوانين الله الكونية ..
لم يكون لقوله "ولكن لا تفقهون تسبيحهم" معنى .. فهو تسبيح يليق بهم كما أن لكل موصوف ما يليق به من الصفات .. فإذا قلنا كلمة "يد" هكذا مطلقة لم نستفد منها معنى محددا حتى تضاف .. فيقال يد الباب .. أو يد الإنسان .. أو غير ذلك .. وكذلك التسبيح .. والسجود .. لهذه المخلوقات تسبيح معين أفادناه الله تعالى فنقول آمنا به كل من عند ربنا .. فهو تسبيح عبادة .. ويتضمن كذلك ما سميتيه دلالة
أما قول الله تعالى "إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا"
فالمعنى أن الله سبحانه خيّر هذه الأشياء وبين لها أنه إذا ترك لها حرية الاختيار على أن يكون لها ثواب حين تطيع وعقاب حين تعصي .. فأبين هذا العرض لما علمنه من ثقل التبعة
غير أن الإنسان قبل العرض .. وهنا عقب الله تعالى بقوله"إنه كان ظلوما جهولا" .. أي إذا فرط في حمل الأمانة ..
أما إذا أدى الأمانة فهو موعود بالنعيم المقيم
وهذا التفريط يقع منه تارة بسبب الجهل .. وتارة بسبب الظلم .. وهذان الأصلان أساس كل شر ..
وقد قال السلف بهذا الذي قلته لك فهذ ابن عباس رضي الله عنه برواية علي بن أبي طلحة وهي من أصح صحيفة عنه .. يقول:الأمانة: الفرائض عرضها الله على السماوات والأرض والجبال إن أدوها أثابهم. وإن ضيعوها عذبهم فكرهوا ذلكوأشفقوا من غير معصية ولكن تعظيما لدين الله ألا يقوموا بها ثم عرضها علىآدمفقبلها بما فيها .. وعلى نحو هذا التفسير عامة السلف
أما المعتزلة ونحوهم فلهم تأويلات بعيدة ..
أما كلامك عن أجساد الكفار .. فأقول وبالله التوفيق ..
تعذيب الجسد تعذيب للكافر نفسه .. يتأذى به الكافر .. وليس معنى وقوع العذاب على جلده وبدنه أن للجلد المسبّح أذية مستقلة عنه .. بل أقول هو مسبح حتى أثناء تحريقه بالنار .. لقول تعالى "وإن من شيء إلا يسبح بحمده"
فهذا الجذع يئن على فراق النبي صلى الله عليه وسلم .. ولو ركله أحد أو قطعه لما تألم بذلك .. ولما كان الراكل -باعتباره جذعا من الجذوع- عاصياً
وقد روى الإمام مسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال:كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فضحك حتى بدت نواجذه ثم قال أتدرون مم أضحك قلنا الله ورسوله أعلم قال من مجادلة العبد لربه يقول يارب ألم تجرني من الظلم فيقول بلى فيقول لا أجيز علي إلا شاهدا من نفسي فيقول كفى بنفسك اليوم عليك شهيدا وبالكرام عليك شهودا فيختم على فيه ويقال لأركانه انطقي فتنطق بعمله ثم يخلى بينه وبين الكلام فيقول بعداً لكن وسحقاً فعنكن كنت أناضل .. وكما ترين يظن أن أعضاءه ستنحاز له بحكم أن تعذيبه سيكون بها .. لكنها انحازت للحق!
فهذه أمور من الغيب لا تفهم بالأقيسة التي بيننا نحن العقلاء ..
وأما سؤالكم عن الربط بين آية عرض الأمانة .. وآية "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"
فكأني بك تريدين الجمع بين الآيتين .. لأن ظاهرهما يبدو لك متعارضا ..
وأقول مستعينا بالله تعالى: لا تعارض بينهما لأن علم الله الأزلي قاطع في المسألة
فهو يعلم سبحانه ما يكون في قابل الزمان .. فيعلم أنه سيعرض الأمانة .. وأن الإنسان سيحملها ..
وقدر سبحانه أنه يخلق الإنسان ليعبده مع غناه عن عبادته ويعلم ذلك
كما يعلم مصائر العباد قبل أن يخلقهم .. ويأمرهم في ذات الوقت بطاعته ...
وهذا سر القدر .. لا يبلغ أحد من العباد درْكَه .. ولا يعرف أحد من العلماء كنهه ..
حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعلم سر القدر .. لكن الله تعالى عدل .. لا يظلم الناس شيئا
فالسعيد ميسر لعمل الخير والشقي ميسر لعمل أهل الشقاوة .. كما قال عليه الصلاة والسلام"اعملوا فكل ميسر لما خلق له" والمقصود أن عرضه الأمانة على الإنسان .. ثم قبول هذا الإنسان بها ..
هو من مقتضى علمه السابق .. وحيث كان علمه قاضيا بذلك فإنه خلقهم لعيبدوه ..
وسأضرب لك مثلا .. لتجلية الأمر ..
افترضي أنك معلمة .. وتعلمين من حال تلاميذك الذين تربوا على يديك أنك لو خيرتيهم بين درس الفقه والحديثز .. سيختارون الحديث .. وكنت ناوية أن تدرسيهم الحديث لأنه تخصصك الأصلي ..
فلو خيرتيهم .. واختاروا الحديث .. كما كنت تتوقعين .. جاز لك أن تقولي:أنا جئت هنا لأدرسكم الحديث خاصة ..
ولله المثل الأعلى .. فالله خلقنا لنعبده .. ومع هذا أوقع العرض .. فأشفقن الجمادات .. وحملها الإنسان .. إنه كان ظلوما جهولا .. إذا لم يف بالأمانة "مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا"
شكر الله لك دعاءك الطيب .. ولكم بمثل
والسلام عليكم
ـ[ايمان نور]ــــــــ[03 - Jun-2009, مساء 08:03]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،،
بارك الله فيك وجزاك عنّا الجنة
والحمد لله التعارض لا يظهر عندى بل لأنى أناقش أحد الملاحدة بعد هذا الرابط ( http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=12510) عن طريق الخاص وأنا أناقشه واقرأ وأجيب راودنى السؤال الأول بخصوص التسبيح وقرأت تفسيرت عدة بينها قولهم أنه للخضوع أو تسبيح دلالة أو كما يقول ابن تيمية لا يقصدون بذلك عبادة أو طاعة فى قوله "أنهم كلهم لا بد لهم من القنوت والطاعة في كثير من أوامره وإن عصوه في البعض وإن كانوا لا يقصدون بذلك طاعته" فى قنوت الأشياء كلها لله وبعض العلماء قالوا تسبيح عبادة يخرج منه كما فهمت أو يخرج من جزء منه الكافر لأنه صاحب إرادة تشريعية أو أمانة خان فيها فأردت الإستزادة لأكون على بصيرة وأفهم وأُفهم غيرى والسؤال الثانى راودنى وأنا أناقشه عن أصناف الناس فى الفهم والسماع وعن خلق الله لأهل النار وعلمه بمصيرهم والفرق بين تخييره لهم وبين الإستشارة وأن الإستشارة نقص وأن التخيير كان بين العبادة بثواب وعقاب أو لا لا بين الوجود والعدم كما يظن بعض الملاحدة.
فلو وجدت أى نقطة لا أعرفها أو أريد ترتيبها فبارك الله فيكم وعلمنا بكم أستاذى الكريم سأعود وأضع سؤالى بارك الله فيك وجزاكم عنّا خيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[03 - Jun-2009, مساء 08:25]ـ
لا أنصحك بمجادلة هذا الملحد بارك الله فيك
فهذه مزلة أقدام ومهلكة عظيمة إلا أن يكون المرء راسخا متعمقا
ويبدو لي أن الأمر مازال مشكلا عندك ..
وآمل أن تستجيبي لنصحي ..
والله الموفق
ـ[ايمان نور]ــــــــ[03 - Jun-2009, مساء 08:39]ـ
لو تقصد سؤالى الأول ففى نفسى منه شيئا
لا أقصد أن الأجساد تعذب وهى تعبد لأنى أصلا أقول بأن الرأى الأصح هو قول من قالوا أن تسبيحهم وسجودهم دلالة
ولكن ماجعل فى نفسى شىء ما قوله تعالى لا تفقهون تسبيحهم
!
هل يمكن أن يقال تسبيح عبادة ولكن عبادة قهر لا تستحق ثواب وبالتالى لا يثاب جسد المؤمن على تسبيحه بل على عمل صاحبه وبالتالى يعاقب جسد الكافر على عمل صاحبه
العلماء قسموا العبادة إلى عبادة قهر وعبادة إختيار
هل من الممكن أن يندرج التسبيح والسجود تحت تلك العبادة القهرية إلى جانب قنوت الخضوع؟
هذا السؤال لى لم أناقشه فيه ولكن مع القراءة يرد لطالب العلم بعض الاسئلة
ما قولك؟ وبارك الله فيك.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[03 - Jun-2009, مساء 08:51]ـ
هاهي الملائكة تعبد الله .. فهل تعرفين لهم وعدا بالثواب على ذلك؟
نعم هذه الأشياء مجبولة على العبادة مقهورة .. ولا يلزم من العبادة:الثواب
ولا يكن في نفسك منه شيء لأن أهل السنة والجماعة يعملون بظاهر النصوص في الأصل ..
وقد أريتك تفسير السلف ..
أما المؤمن فيثاب .. على عمله .. وكذلك الكافر يعاقب على كفره ..
وإنما يكون العذاب واقعا على الجسد .. وإلا كيف سيعذب!؟
مع العلم أن جسدي المؤمن والكافر يسبحان الله بنفس السوية ..
وأرجو منك التمعن في قراءة الجواب ..
وليس ثم إشكال أبدا ..
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[03 - Jun-2009, مساء 08:54]ـ
وقد ورد في الحديث أن أهل الجنة يلهمون التسبيح كما يلهم أهل الدنيا النفس
فهاهم مجبولون على العبادة .. كما ترين .. بما يشبه عبادة الملائكة
ـ[ايمان نور]ــــــــ[03 - Jun-2009, مساء 09:16]ـ
نعم بارك الله فيك وجزاك الجنة
الملائكة وضعهم مختلف لأنهم مشرّفون بالعبادة ويصطفى الله منهم رسلا وهل بعد العبادة بدون تكليف فضل إلا رؤية الله تعالى
وسائر الجمادات والحيوانات ستفنى يوم القيامة فالفرق واضح بين الملائكة ومن سواهم
فى قول الله تعالى
وله من في السماوات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون يسبحون الليل والنهار لا يفترون
وقوله فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسأمون
وقوله لا يعصون الله ماأمرهم ويفعلون مايؤمرون
وقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربهم؟ قلنا: وكيف تصف الملائكة عند ربهم؟ قال صلى الله عليه وسلم: يتمون الصفوف المتقدمة، ويتراصون في الصف
وقوله فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه الإنس والعديد من الصفات تبين لنا أن لهم
قدرة وإرادة وقلوب منهم الموكل بكذا وهذا بكذا وهذا بكذا أى جنود لله وقرأت أن لهم أرواحا مع الأجساد
الأمر مختلف
الثواب والعقاب (الحساب) يكون مع التمييز +التكلييف وهذا للإنس والجان
لأن الملائكة تمييز وتشريف فعطاء الله لهم فضل واجر فهم فى نعمته وفضله وتشريفهم بالعبادة
والجمادات والسموات والأجساد لا تمييز ولا تكليف وبالتالى عبادتهم وتسبيحهم خضوع
اتضح لى المعنى الحمد لله فجزاك الله خيرا
ـ[ايمان نور]ــــــــ[03 - Jun-2009, مساء 09:18]ـ
وقد ورد في الحديث أن أهل الجنة يلهمون التسبيح كما يلهم أهل الدنيا النفس
فهاهم مجبولون على العبادة .. كما ترين .. بما يشبه عبادة الملائكة
نعم بارك الله فيك وجعلنى وإياكم من أهل الفردوس الأعلى.آميبن
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[03 - Jun-2009, مساء 09:32]ـ
الفرق المذكور لا يؤثر .. لأن المقصود بيان أن المخلوقات كلها تعبد الله دون لزوم أن يرتب عليه ثواب ..
وفي الحديث الصحيح أن الشمس تسجد تحت العرش .. فهذا سجود حقيقي وهو عبادة ..
وسير هذه الأجرام في الأفلاك وفق مراد الله هو أيضا خضوع لله تعالى وسننه في الكون ..
فكلا المعنيين صحيح .. فهذا بارك الله فيك من الغيب الذي لا يطلب له تفسير معقول ..
ولا يقع عليه القياس .. لأن العقل لا يدرك مالا نظير لديه .. فيكون القياس ممتنعا ..
قال ابن عباس: ليس في الجنة مما وصثف لكم إلا الأسماء ..
والله يرعاكم(/)
مختصر (صلاة الآيات) دراسة حديثية فقهية
ـ[بندار]ــــــــ[30 - May-2009, صباحاً 06:31]ـ
هذا مختصر لبحث (صلاة الآيات دراسة حديثية فقهية) د عبدالعزيز الشايع، وقد أخبرني بعض الفضلاء، أنه سينشر كاملاً في مجلة (سنن) التي تصدرها (جمعية السنة النبوية).
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الأمين، وعلى آله وصحبه الغر الميامين، أما بعد
فإن الصلاة صلة بين العبد وربه، و خير موضوع، وهي نور ونجاة يوم القيامة.
ومن رحمته تعالى بعباده وحكمته أن شرع لهم - مع الفرائض- التطوع و نوافل العبادات زيادة وقربة، ومفزعاً عند الهم و الكربة.
ومن الصلوات النوافل التي جاءت بها السنن والآثار مفزعاً إلى العزيز الغفار، عند حدوث الآيات العظام (صلاة الآيات).
والباعث على بيان حكمها:
أن كثيراً من الفقهاء يشيرون إلى هذه الصلاة إشارة لطيفة ضمن باب صلاة الكسوف، ولا يفصلون القول فيها، ولذا خفيت هذه الصلاة فضلاً عن تفاصيل أحكامها على كثير من العامة.
يضاف إلى ذلك ما نشاهده ونسمعه في هذا العصر من وقت لآخر من حدوث الزلازل والآيات التي يخوف الله بها عباده، فيحتاج المؤمن إلى معرفة حكم هذه الصلاة وصفتها.
فمن حكمته ما -سبحانه وتعالى – ما يجريه في بعض مخلوقاته من تغيير على خلاف المعهود كالكسوف و الخسوف و الزلازل تخويفاً وتذكيراً للعباد لعلهم يرجعون، وهذا هو المقصود بالآيات هنا في هذا البحث.
قال قتادة في قوله تعالى: (وَمَا نُرْسِلُ بِالاٌّيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا) [سورة الإسراء: 59]
: إن الله تعالى يخوف الناس بما شاء من الآيات لعلهم يعتبرون أو يذكرون أو يرجعون، ذكر لنا أن الكوفة رجفت على عهد ابن مسعود رضي الله عنه فقال: يا أيها الناس إن ربكم يستعتبكم فاعتبوه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وقوله ×: (يخوف الله بهما عباده)، كقوله تعالى: (وما نرسل بالآيات إلا تخويفاً). ولهذا كانت الصلوات مشروعة عند الآيات عموماً مثل تناثر الكواكب، والزلزلة وغير ذلك والتخويف إنما يكون بما هو سبب للشر المخوف كالزلزلة والريح العاصف وإلا فما وجوده كعدمه لا يحصل به تخويف " (1) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn1).
وقال أيضاً: وتسمى صلاة الكسوف صلاة الآيات وهي مشروعة في أحد القولين في مذهب أحمد في جميع الآيات التي يحصل بها التخويف كانتثار الكواكب، والظلمة الشديدة وتصلى للزلزلة نص عليه كما جاء الأثر بذلك (2) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn2)
وقال ابن القيم -في كلامه على سجود الشكر-:وقد فزع النبي × عند رؤية انكساف الشمس إلى الصلاة وأمر بالفزع إلى ذكره ومعلوم أن آياته تعالى لم تزل مشاهدة معلومة بالحس والعقل لكن تجددها يحدث للنفس من الرهبة والفزع ما لا تحدثه الآيات المستمرة. (3) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn3) اهـ.
و قد ورد ذكر هذه الصلاة في دواوين الإسلام المعروفة من السنن والمسانيد وغيرها من المؤلفاتهم الحديثية المشهورة، وترجم الإمام البخاري في " صحيحه" في كتاب الصلاة، باب ما قيل في الزلازل والآيات (1) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn4) .
وترجم الإمام أبو داود في كتابه " السنن" باب الصلاة عند الظلمة.
والفقهاء يشيرون إلى هذه الصلاة إشارة لطيفة ضمن كتاب صلاة الكسوف.
وهذا أوان الشروع في هذا المختصر.
جمهور أهل العلم على استحباب الاشتغال بالصلاة فرادى عند وقوع الآيات والشدائد للعمومات الواردة في هذا الباب.
ومنها حديث حذيفة: " كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة " تقدم تخريجه (ص/16).
نقل البيهقي عن الإمام الشافعي: أحب للناس أن يصلي كل رجل منهم منفرداً عند الظلمة والزلزلة وشدة الريح والخسف وانتثار النجوم وغير ذلك من الآيات (1) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn5) .
وقال البغوي: المبادرة إلى الخير وأعمال البر، والتضرع عند حدوث الآيات من السنة (2) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn6) .
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الحافظ ابن رجب: واعلم أن الشغل بالصلاة في البيوت فرادى عند الآيات أكثر الناس على استحبابه، وقد نص عليه الشافعي وأصحابه، كما يشرع الدعاء والتضرع عند ذلك؛ لئلا يكون عند ذلك غافلاً.
وإنما محل الاختلاف:
1 - هل تصلى جماعة أم لا؟
2 - وهل تصلى ركعة بركوعين كصلاة الكسوف أم لا (3) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn7) . اهـ
وفيما يأتي تحرير مذاهب الأئمة الأربعة و غيرهم في صلاة الآيات.
الترجيح
عمدة الأدلة في هذه المسألة الآثار الواردة عن الصحابة -رضي الله عنهم-، و القياس.
و لم يثبت فيها عن النبي × شيء.
والراجح - والله أعلم- مشروعية الصلاة جماعة على صفة صلاة الكسوف عند كل آية من الآيات العظيمة التي يخوف الله بها عباده.
هذا قول أبي حنيفة (1) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn8) ، وأحمد – في رواية عنه-، و إسحاق بن راهويه، و أبي ثور، وابن حزم، ومحققي أصحاب أحمد.
وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، ومن المعاصرين الشيخ العلامة ابن عثيمين.
وعلق الإمام الشافعي القول به على ثبوت الخبر الوارد فيها عن علي بن أبي طالب. قال البيهقي وابن حجر عقبه: قد ثبت عن ابن عباس (2) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn9) .
وسيأتي ذكر أقوالهم.
-نصوص القائلين بمشروعية صلاة الآيات:
قال عبد الله بن الإمام أحمد في " مسائله": رأيت أبي إذا كان ريح أو ظلمة أو أمر يفزع الناس منه يفزع إلى الصلاة كثيراً والدعاء حتى ينجلي ذلك وأحسب أني رأيته فعل ذلك في الكسوف (1) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn10) .
وقال ابن المنذر في باب ذكر الصلاة عند حدوث الآيات سوى الكسوف من الزلازل وغير ذلك: وممن رأى الصلاة عند الزلزلة: أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه. وقال أحمد: يصلى عند الزلزلة جماعة ثماني ركعات في أربع سجدات كالصلاة في الكسوف. وقال أبو ثور: كسوف الشمس والقمر من الآيات فكل آية تخاف عندها صلوا حتى يكشفها الله (2) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn11) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: و لهذا شرع عند الكسوف الصلاة الطويلة و الصدقة و العتاقة و الدعاء لدفع العذاب و كذلك عند سائر الآيات التي هي إنشاء العذاب كالزلزلة و ظهور الكواكب و غير ذلك (3) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn12) .
وقال أيضاً: وقوله: (يخوف الله بهما عباده) كقوله تعالى: (وما نرسل بالآيات إلا تخويفا) [سورة الإسراء: 59]. ولهذا كانت الصلوات مشروعة عند الآيات عموماً مثل تناثر الكواكب والزلزلة وغير ذلك والتخويف إنما يكون بما هو سبب للشر المخوف كالزلزلة والريح العاصف وإلا فما وجوده كعدمه لا يحصل به تخويف " (4) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn13).
وقال: وتصلى صلاة الكسوف لكل آية كالزلزلة وغيرها، وهو قول أبي حنيفة، ورواية عن أحمد، وقول محققي أصحابنا وغيرهم (5) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn14) .
وقال الشيخ العلامة ابن عثيمين في " الشرح الممتع": إذا وُجدت آية تخويف كالصواعق، والرياح الشديدة، وبياض الليل، وسواد النهار، والحمم، وغير ذلك فإنه لا تصلى صلاة الكسوف إلا الزلزلة، فإنه إذا زلزلت الأرض فإنهم يصلون صلاة الكسوف حتى تتوقف. والمراد بالزلزلة: الزلزلة الدائمة.
وهذه المسألة اختلف فيها العلماء على أقوال ثلاثة:
القول الأول: ما مشى عليه المؤلف أنه لا يصلى لأي آية تخويف إلا الزلزلة.
وحجة هؤلاء أن النبي × كانت توجد في عهده الرياح العواصف، والأمطار الكثيرة، وغير ذلك مما يكون مخيفاً ولم يصل.
وأما الزلزلة فدليلهم في ذلك أنه روي عن عبد الله بن عباس، وعلي بن أبي طالب ـ رضي الله عنهم ـ: أنهما كانا يصليان للزلزلة، فتكون حجة الصلاة في الزلزلة هي فعل الصحابة.
القول الثاني: أنه لا يصلى إلا للشمس والقمر؛ لقوله ×: «فإذا رأيتموهما فصلوا»، ولا يصلى لغيرهما من آيات التخويف.
وما يروى عن ابن عباس أو علي فإنه ـ إن صح ـ اجتهاد في مقابلة ما ورد عن النبي × من ترك الصلاة للأشياء المُخيفة.
(يُتْبَعُ)
(/)
القول الثالث: يصلى لكل آية تخويف ... وهذا الأخير هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ، له قوة عظيمة، وهذا هو الراجح (1) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn15) .
والحجة في ذلك:
الأثر عن ابن عباس –رضي الله عنهما- حبر الأمة وترجمان القرآن، وفيه أنه جمع الناس وصلى بهم جماعة، وفيهم الصحابة وكبار التابعين في البصرة وجاء في بعضها:
عن عبد الله بن الحارث، قال: زلزلت الأرض ليلاً فقال ابن عباس: لا أدري هل وجدتم ما وجدت قالوا: نعم قد وجدنا، فانطلق من الغد، فصلى بهم ... وفيه قال ابن عباس: هكذا صلاة الآيات.
وهو أثر صحيح، صححه البيهقي وابن رجب وابن حجر، واحتج به شيخ الإسلام ابن تيمية كما تقدم، وهذا أصح شيء في هذا الباب، والحجة القوية لمن قال بها.
ووجه الاحتجاج بفعل ابن عباس –رضي الله عنهما- على إثبات شرعية صلاة الآيات من طريقين:
الأول: أنه فعل هذا جماعة بمحضر الصحابة الذين كانوا بالبصرة، وهو أميرها.
وهذا ليس من باب قول الصحابي، بل أرفع من ذلك وأقوى، فهو إلى الإجماع السكوتي أقرب (1) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn16) .
قال ابن القيم: وإن لم يخالف الصحابي صحابياً آخر، فإما أن يشتهر قوله في الصحابة أولا يشتهر، فإن اشتهر فالذي عليه جماهير الطوائف من الفقهاء أنه إجماع و حجة ".
ثم أقام ابن القيم 46 دليلاً على حجية قول الصحابي إذا اشتهر ولم يخالف (1) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn17) .
وهذا يشبه ما حصل لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- لما حضرته الوفاة بعدما طعن قال – رضي الله عنه- بمحضر من الصحابة رضوان الله عليهم -: " لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة ".
وقد عد شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم أثر عمر –رضي الله عنه- هذا من إجماع الصحابة (1) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn18)
الثاني: أن يقال: إن ما فعله ابن عباس –رضي الله عنهما- من صلاة الكسوف عند الزلزلة مما لا مجال للرأي والاجتهاد فيه، فيكون له حكم الرفع، وهذا له نظائر معروفة (2) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn19) .
وقد استدل بعض أهل العلم في هذه المسألة بأدلة موضع اختلاف، وهي:
أولاً: القياس على صلاة الكسوف بجامع العلة المنصوص عليها، وهي قوله -×- في الكسوف (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يخوف بهما عباده).
قال ابن المنذر: قال أبو ثور: كسوف الشمس والقمر من الآيات، فكل آية تخاف عندها صلوا حتى يكشفها الله.
وقال ابن المنذر: قالت طائفة: يصلى استدلالا بأن النبي لما قال: (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يخوف بهما عباده .. )، فكذلك الزلزلة، وما أشبه ذلك من آيات الله يصلى عندها كما يصلى عند الكسوف إذ كلها آيات (1) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn20).
وقال البيهقي في " السنن الكبرى" في كتاب الكسوف: باب من صلى في الزلزلة بزيادة عدد الركوع والقيام قياساً على صلاة الخسوف (2) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn21).
وقال ابن قدامة: أحمد قال: يصلى للزلزلة الدائمة لأن النبي e علل الكسوف بأنه آية يخوف الله بها عباده، والزلزلة أشد تخويفاً فأما الرجفة فلا تبقى مدة تتسع لصلاة (3) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn22).
و قال ابن رشد: وقد استحب قوم الصلاة للزلزلة والريح والظلمة وغير ذلك من الآيات قياساً على كسوف القمر والشمس لنصه عليه × على العلة في ذلك وهو كونها آية، وهو من أقوى أجناس القياس عندهم لأنه قياس العلة التي نص عليها (4) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn23).
وتقدم قول شيخ الإسلام ابن تيمية: وقوله -×-: (يخوف الله بهما عباده)، كقوله تعالى: (وما نرسل بالآيات إلا تخويفاً) [سورة الإسراء 59]. ولهذا كانت الصلوات مشروعة عند الآيات عموماً مثل تناثر الكواكب والزلزلة وغير ذلك " (5) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn24).
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانياً: أن من الآيات التي يخوف الله بها عباده ما هو أعظم من آية الكسوف تخويفاً، كالزلزلة العظيمة و الظلمة الشديدة في النهار ونحو ذلك، فإذا شرعت الصلاة لأجل آية الكسوف، فمن باب أولى أن يصلى لتلك الآية.
قال ابن قدامة: أحمد قال: يصلى للزلزلة الدائمة لأن النبي e علل الكسوف بأنه آية يخوف الله بها عباده، والزلزلة أشد تخويفاً " (1) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn25) .
قال الشيخ ابن عثيمين في سرد أدلة القائلين بمشروعيتها: إن الكربة التي تحصل في بعض الآيات أشد من الكربة التي تحصل في الكسوف (2) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn26) .
هذه أشهر و أقوى أدلة القائلين بمشروعية صلاة الآيات و استحبابها، وقد اُستدل أيضاً بأدلة أخرى عامة تدخل فيها صلاة الآيات وغيرها، وهي:
- أن النبي ×: «كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة» أي: إذا كربه وأهمه.
قال الشيخ ابن عثيمين: وإن كان الحديث ضعيفاً لكنه مقتضى قوله تعالى: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ) [البقرة: 45] (3) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn27) .
- أنها فعل خير ليس فيه ما يمنعه في أصول الشريعة.
استدل بهذا ابن حزم الظاهري على مشروعية الصلاة عند الآيات
قال: يصلى لكسوف الشمس و لكسوف القمر جماعة، ولو صلى عند كل آية تظهر من زلزلة أو نحوها لكان حسناً لأنه فعل خير، وإن شاء صلى ركعتين ويسلم ثم ركعتين ويسلم هكذا حتى ينجلي الكسوف في الشمس والقمر و الآيات (4) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn28).
الجواب عن أدلة القائلين بعدم مشروعيتها:
أقوى ما استدل به القائلون بعدم مشروعية هذه الصلاة، وأشهر أدلتهم ما نقله الحافظ ابن حجر عن الإمام الشافعي قال: لا نعلم أن رسول الله × أمر بالصلاة عند شيء من الآيات ولا أحداً من خلفائه غير الكسوفين (1) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn29) . اهـ
و قال ابن قدامة: ولا يصلي لغير الكسوف من الآيات لأنه لم ينقل عن النبي e ولا عن أحد من خلفائه (2) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn30) . وقد ثبت أن الزلزلة وقعت في عهد عمر –رضي الله عنه – كما تقدم ولم يصل لها بل خطب الناس وذكرهم.
والجواب عن ذلك فيما يأتي:
أولاً: الاستدلال بعدم فعل النبي × استدلال فيه نظر، لأنه لم يكن في عهده × من الآيات العظيمة التي يخوف الله بها عباده كالزلزلة والظلمة الشديدة سوى الكسوف.
قال ابن عبدالبر: لم يأت عن النبي e من وجه صحيح أن الزلزلة كانت في عصره ولا صحت عنه فيها سنة وقد كانت أول ما كانت في الإسلام على عهد عمر (3) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn31).
وقال الشيخ ابن عثيمين: وأما ما ذكر من أن النبي × كانت توجد في عهده العواصف، وقواصف الرعد، فإن هذا لا يدل على ما قلنا؛ لأنه قد تكون هذه رياحاً معتادة، والشيء المعتاد لا يخوِّفُ وإن كان شديداً، فمثلاً في أيام الصيف اعتاد الناس أن الرياح تهب بشدة وتكثر، ولا يعدُّون هذا شيئاً مخيفاً. صحيح أنه أحياناً قد توجد صواعق عظيمة متتابعة تخيف الناس، فهل الصواعق التي وقعت في عهد النبي × كهذه؟ لا يستطيع أحد أن يثبت أن هناك صواعق في عهد النبي × خرجت عن المعتاد (4) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn32) اهـ.
أما انشقاق القمر فهي آية ومعجزة أجراها الله –سبحانه وتعالى- لبيان صدق النبي ×، وليس المقصود منها تخويف المؤمنين.
ثانياً: الأثر الوارد عن عمر-رضي الله عنه- في عدم صلاته للزلزلة.
- يجاب عنه بما يأتي:
1 - أنها زلزلة خفيفة، وعليه يدل سياق الأثر – كما تقدم- وفيه: عن صفية بنت أبي عبيد قالت: زلزلت الأرض على عهد عمر حتى اصطفقت السرر و ابن عمر يصلي فلم يدر بها ولم يوافق أحداً يصلي فدرى بها فخطب عمر الناس.
فهذا ابن عمر –رضي الله عنه- ما أحس بها ولا درى.
2 - أن الصلاة أحد الأمور المشروعة المستحبة عند الآيات، فإن أرادوا صلوا وإن أرادوا تصدقوا واستغفروا. وقد بوب البخاري في " صحيحه" في كتاب العتق، باب ما يستحب من العتاقة في الكسوف و الآيات.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأورد فيه حديث أسماء: أمر النبي × في كسوف الشمس بالعتاقة. وفي لفظ: كنا نؤمر عند الخسوف بالعتاقة. (1) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn33)
3- أن عمر لم يبلغه ما بلغ ابن عباس رضي الله عنهم أجمعين، هذا على القول إن فعل ابن عباس مما لا مجال للاجتهاد فيه، وإن ابن عباس لديه مستند عن النبي × في ذلك.
ثالثاً: لو قال قائل: أسلم لكم صحة أثر ابن عباس المتقدم، لكنه خاص بالصلاة عند الزلزلة فقط دون غيرها من الآيات، فيقتصر على الوارد فيه ولا يتجاوزه.
وهذا الرأي هو المذهب عند الحنابلة كما تقدم.
فالجواب عليه: يرد هذا قول ابن عباس –رضي الله عنه- عقب صلاته، قال: (هكذا صلاة الآيات). ولم يقل: (هكذا صلاة الزلزلة).
- صفة صلاة الآيات:
الفقهاء القائلون بمشروعية صلاة الآيات يذكرونها ضمن باب صلاة الكسوف، ولا يذكرون لها باباً خاصاً ولا صفة تميزها عن الكسوف.
فهي عندهم على صفة صلاة الكسوف، ولذا لم يفصلوا القول في صفتها لأن بابهما وباعثهما واحد.
وأصلهم في ذلك ما ثبت عن ابن عباس –رضي الله عنه- حيث أداها على إحدى صفات صلاة الكسوف كما تقدم، وقد جاء في بعض الروايات التصريح بذلك
قال عبد الله بن الحارث: زلزلت الأرض بالبصرة فقال ابن عباس: والله ما أدري أزلزلت الأرض أم بي أرض فقام بالناس فصلى يعني صلاة الكسوف.
قال ابن قدامة -في آخر باب صلاة الكسوف-: قال أصحابنا: يصلي للزلزلة كصلاة الكسوف. نص عليه وهو مذهب إسحاق وأبي ثور (1) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn34).
وقال المجد ابن تيمية: ولا تصلى صلاة الكسوف لغيره إلا للزلزلة " (2) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn35) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: وتصلى صلاة الكسوف لكل آية كالزلزلة وغيرها (3) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn36) اهـ
وكذلك هو عمل المحدثين، فقد أورد الإمام أبو داود في " سننه": باب الصلاة عند الظلمة ضمن أبواب صلاة الكسوف. (4) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn37)
وأورد الإمام البخاري في " صحيحه" باب ما قيل في الزلال والآيات قبيل كتاب صلاة الكسوف (5) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn38) .
وبناء عليه فالخلاف المشهور الجاري في صفة صلاة الكسوف (1) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn39) - يأتي هنا أيضاً:
1 - فعلى القول بأن صلاة الكسوف إنما وقعت مرة واحدة، وصفتها ركعتان في كل ركعة كما ثبت في " صحيح البخاري"، فتكون صلاة الآيات كذلك.
2 - وعلى القول بأنها صحت بعدة صفات، فتكون صلاة الآيات كذلك.
وعلى الثاني يحمل الأثر المتقدم الوارد عن ابن عباس – رضي الله عنه-: أنه صلى بهم في زلزلة كانت أربع سجدات فيها ست ركعات.
وكذا تحمل الرواية التي نقلها ابن المنذر عن الإمام أحمد قال: يصلى عند الزلزلة جماعة ثماني ركعات في أربع سجدات كالصلاة في الكسوف (2) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn40) .
قال ابن قدامة في صفة صلاة الكسوف: ومقتضى كلام أحمد أنه يجوز أن يصلى للكسوف على كل صفة رويت عن النبي × (3) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn41). اهـ
وتقدم أن هذا من باب القياس في أحكام العبادة و صفتها لا في أصلها، ومنه قياس العقيقة على الأضحية.
تنويه: فإن قيل شأن بعض الآيات التي يخوف الله به عباده شأن عظيم -كالزلزلة الشديدة و الإعصار القاصف- لا يستطيع الناس معه صلاة الآيات جماعة، فكيف تقام صلاة الآيات في هذه الأحوال، فالجواب عنه من وجوه:
1 - أنه يصلى للزلزلة الشديدة و إن سكنت، وهذا الذي فعله ابن عباس –رضي الله عنه- حيث صلى للزلزلة من الغد بعدما توقفت كما تقدم، يصنع ذلك توبة و فزعاً إلى الله و رجاء أن يخفف الله آثارها وما تخلف عنها.
(يُتْبَعُ)
(/)
و رغبة في أن يدفع الله عن المسلمين مثيلاتها و تبعاتها، لأنه من المعلوم المشاهد في الزلازل وقوع زلزلة شديدة ثم تستقر ثم تتبعها –أحياناً- هزات قد تكون عنيفة يسميها أهل هذا الشأن (هزات ارتدادية) (1 ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn42))
2- أنه في بعض الأحيان تكون الزلزلة مستمرة -وتسمى الرجفة -يمكن معها الصلاة جماعة، وهذا الصورة هي التي أشار لها جماعة من فقهاء الحنابلة، ولذا قيدوا الزلزلة بـ (الدائمة)
قال البهوتي: وأما الزلزلة وهي رجفة الأرض واضطرابها وعدم سكونها فيصلى لها – إن دامت- (2) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn43) .
3- إذا لم يتيسر الاجتماع للصلاة للآية يصلى لها فرادى كصلاة الكسوف.
قال ابن قدامة في " المغني" -في صلاة الكسوف-: ويسن فعلها جماعة وفرادى وبهذا قال مالك والشافعي (3) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn44) . اهـ
فإذا كانت صلاة الكسوف يسن فعلها فرادى مع التمكن من الاجتماع لها، فالأمر في صلاة الآيات التي لا يمكن الاجتماع لها أظهر كما لا يخفى.
الخاتمة
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على المصطفى المبعوث رحمة للعالمين، و بعد فيتجلى من خلال ما تقدم في هذا البحث جملة من النتائج، تتلخص في النقاط الآتية:
1 - الآيات التي يخوف الله بها عباده على قسمين:
-منها ما جاء النص الصحيح الصريح المتفق عليه باستحباب الصلاة عندها، وهي آية الكسوف.
- ومنها ما اختلفت فيه الأحاديث والآثار كالظلمة الشديدة والزلزلة، وبسبب ذلك اختلف أهل العلم في حكمها، وهذا القسم هو مقصود البحث.
2 - لم يثبت عن النبي × في الصلاة للآيات حديث، و عمدة الأدلة في هذه المسألة الآثار الواردة عن الصحابة –رضي الله عنهم-.
3 - جمهور العلماء على استحباب الاشتغال بالصلاة في البيوت فرادى عند الآيات، وإنما محل الاختلاف: هل تصلى جماعة على صفة صلاة الكسوف أم لا؟
4 - ثبت عن ابن عباس رضي الله عنه أنه صلى للزلزلة جماعة على صفة صلاة الكسوف، صححه البيهقي وابن رجب وابن حجر، واحتج به شيخ الإسلام ابن تيمية وهو أصح ما في الباب، و أقوى دليل لمن قال بها.
5 - حجة من قال بعدم مشروعيتها: أنه لم يثبت عن النبي × في هذا الباب شيء، وأنه قد وقعت زلزلة في عهد عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- فلم يصل لها.
6 - الراجح - والله أعلم- مشروعية الصلاة جماعة عند كل آية من الآيات العظيمة التي يخوف الله بها عباده، هذا قول أبي حنيفة، وأحمد – في رواية -، و إسحاق بن راهويه، و أبي ثور، وابن حزم، ومحققي أصحاب أحمد. وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، ومن المعاصرين الشيخ ابن عثيمين.
وعلق الإمام الشافعي القول بها على ثبوت الخبر الوارد فيها.
7 - صفة صلاة الآيات كصفة صلاة الكسوف كما جاء بذلك الأثر عن ابن عباس –رضي الله عنهما-.
(1) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref1) " منهاج السنة النبوية" (5/ 445).
(2) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref2) " النبوات" (2/ 735).
(3) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref3) " إعلام الموقعين " (2/ 410)
(1) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref4) " صحيح البخاري" (1/ 350)، و أورد فيه البخاري حديثين: 1 - حديث قبض العلم وتقارب الزمان وكثرة الهرج. 2 - حديث نجد وفيه: هناك الزلالزل والفتن.
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في " فتح الباري" (9/ 255): والاستدلال بهذا الحديث على أن لا صلاة للزلزلة بعيد، والاستدلال بالحديث الذي قبله - أيضاً -؛ لأن هذا إنما سيق لذم نجد وما يحدث فيه، كما أن الذي قبله سيق لذم آخر الزمان، وما يحدث فيه، دون أحكام ما ذكر من قبض العلم وتقارب الزمان وكثرة الهرج.
وأحكام هذه الحوادث مذكورة في مواضع أخر، فلا يدل السكوت عنه هاهنا على شيء من أحكامها بنفي ولا إثبات، فكذلك يقال في أحكام الزلازل، والله أعلم.
(1) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref5) " معرفة السنن والآثار" (3/ 91).
(يُتْبَعُ)
(/)
(2 ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref6)) " شرح السنة " (4/ 385).
(3) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref7) " فتح الباري" (9/ 250).
(1) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref8) مذهب أبي حنيفة أنه يصلى للآيات ركعتين على صفة الصلاة المعتادة كتحية المسجد، لأنها على صفة صلاة الكسوف، وليس لصلاة الكسوف عنده صفة مخصوصة كما تقدم.
(2) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref9) " فتح الباري" (2/ 606).
(1) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref10) " مسائل الإمام أحمد –رواية ابنه عبدالله-" (ص/133).
(2) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref11) " الأوسط" (5/ 314).
(3) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref12) " مجموع الفتاوى" (17/ 535).
(4) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref13) " منهاج السنة" (5/ 445).
(5) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref14) " الفتاوى الكبرى" (4/ 442).
(1) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref15) " الشرح الممتع " (5/ 255 - 258) الطبعة الأولى ليس فيها عبارة (وهو الراجح)، وفي طبعة دار ابن الجوزي (5/ 195): جاءت هذه العبارة، وقد أضافها الشيخ بعد قراءتها للتصحيح.
(1) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref16) " المستصفى" للغزالي (1/ 188)، " روضة الناظر " لابن قدامة (ص/ 132) في مبحث الإجماع، فصل: إذا قال بعض الصحابة قولاً فانتشر.،
(1) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref17) " إعلام الموقعين" (4/ 150) وأورد ابن القيم احتمالات عدة لقول الصحابي إذا اشتهر و لم يخالف غيره، ذكرها في الدليل الثالث والأربعين على حجية قول الصحابي، وهي:
1 - أنه قد سمعه من النبي ×.
2 - أنه قد سمعه ممن سمعه منه.
3 - أن يكون فهمه من آيات الله فهماً خفياً.
4 - أن يكون قد اتفق عليه ملؤهم ولم ينقل إلينا إلا قول المفتي به وحده.
5 - أن يكون لكمال علمه باللغة ودلالة اللفظ على الوجه الذي انفرد به عنّا، أو لقرائن حالية اقترنت بالخطاب، أو لمجموع أُمور فهموها على طول الزمان من رؤية النبي × ومشاهدة أفعاله وأحواله وسيرته وسماع كلامه والعلم بمقاصده وشهود تنزيل الوحي ومشاهدة تأويله بالفعل، فيكون فهم ما لا نفهمه نحن، وعلى هذه التقارير الخمسة تكون فتواه حجة يجب اتباعها.
6 - أن يكون فهم ما لم يرده الرسول واخطأ في فهمه، والمراد غير ما فهمه، وعلى هذا التقدير لا يكون قوله حجّة.
ومعلوم قطعاً أنّ وقوع احتمال من خمسة أغلب على الظن من وقوع احتمال واحد معين، وذلك يفيد ظناً غالباً قوياً على أنّ الصواب في قوله دون ما خالفه من أقوال مَن بعده، وليس المطلوب إلاّ الظنّ الغالب والعمل به متعيّن، ويكفي العارف هذا الوجه.
(1) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref18) الأثر أخرجه مالك في " الموطأ" (رقم/82)، من طريق عروة بن الزبير. و محمد بن نصر في "تعظيم قدر الصلاة": (2/ 892،894)، من طريق ابن أبي مليكة جميعاً عن المسور بن مخرمة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وفيه قصة. وأخرجه محمد بن نصر في "تعظيم قدر الصلاة": (2/ 893) من طريق الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس به.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان أدلة كفر تارك الصلاة في "شرح العمدة" كتاب الصلاة (ص/ 75): " ولأن هذا إجماع الصحابة، قال عمر رضي الله عنه لما قيل له و قد خرج إلى الصلاة: " نعم ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة " وقصته في الصحيح وفي رواية عنه قال: " لا إسلام لمن لم يصل " رواه النجاد. وهذا قاله بمحضر من الصحابة ".
وقال العلامة ابن القيم في كتاب "الصلاة" (ص/ 50): " وأما إجماع الصحابة. [ثم ذكر أثر عمر] ... وقال: فقال هذا بمحضر من الصحابة ولم ينكروه عليه ".
(يُتْبَعُ)
(/)
(2) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref19) قال السيوطي في " تدريب الراوي " (1/ 190) وقد أدخل ابن عبد البر في كتابه التقصي عدة أحاديث من ذلك مع أن موضوع الكتاب للمرفوعة منها حديث سهل بن خيثمة في صلاة الخوف، وقال في التمهيد: هذا الحديث موقوف على سهل مثله لا يقال من قبل الرأي.
(1) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref20) " الأوسط" (5/ 314).
(2) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref21) " السنن الكبرى" (3/ 343).
(3 ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref22)) " الكافي" (1/ 239).
(4) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref23) " بداية المجتهد" (1/ 155)
(5) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref24) " منهاج السنة" (5/ 445). و قال ابن مفلح في " المبدع" (2/ 199): وعنه يصلى لكل آية ذكره الشيخ تقي الدين قول المحققين من العلماء لأنه عليه السلام علل الكسوف بأنه آية وهذه صلاة رهبة كما أن صلاة الاستسقاء صلاة رغبة ورجاء.
(1) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref25) " الكافي" (1/ 239).
(2) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref26) " الشرح الممتع " (5/ 256).
(3) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref27) " الشرح الممتع " (5/ 257) والحديث تقدم تخريجه (ص/16)، وقال عنه ابن حجر: حسن.
(4) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref28) " المحلى" (5/ 96). تنويه: مذهب ابن حزم كمذهب أبي حنيفة في صفة صلاة الكسوف، وهو أنه ليس لها صفة مخصوصة، بل تصلى على صفة الصلاة المعتادة كصلاة السنة الراتبة.
(1) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref29) " التلخيص الحبير" (2/ 93).
(2) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref30) " الكافي" (1/ 239).
(3) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref31) " الاستذكار" (2/ 418).
(4) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref32) " الشرح الممتع" (5/ 257).
(1) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref33) " الصحيح" (رقم/ 2383، 2384).
(1) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref34) " المغني" (2/ 146).
(2) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref35) " المحرر" (1/ 270)، وفي نسخة: للزلزلة الدائمة.
(3) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref36) " الفتاوى الكبرى" (4/ 442).
(4) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref37) ( 2/148/1189) .
(5) (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref38) (1/325/1036) .
(1) (http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref39) الخلاف في صفة صلاة الكسوف وتفصيله مشهور معروف في كتب الفقه والحديث وقد أفرد بمصنفات وأبحاث خاصة منها " صفة صلاة النبي × للكسوف" للعلامة الألباني، و قد تقدمت الإشارة إليه.
(2) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref40) " الأوسط" (5/ 314).
(3) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref41) " المغني " لابن قدامة (3/ 330)، ثم قال ابن قدامة: إلا أن اختياره من ذلك الصلاة على الصفة التي ذكرناها .... وهذا قول إسحاق وابن المنذر وبعض أهل العلم قالوا: تجوز صلاة الكسوف على كل صفة صح أن النبي × فعلها. قال ابن قدامة: وحكي عن إسحاق أنه قال: وجه الجمع بين هذه الأحاديث أن النبي × إنما كان يزيد في الركوع إذا لم ير الشمس قد انجلت، فإذا انجلت سجد، فمن هاهنا صارت زيادة الركعات ولا يجاوز أربع ركعات في كل ركعة لأنه لم يأتنا عن النبي × أكثر من ذلك.
(1) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref42) من شواهد ذلك ما نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس) على موقعها على شبكة المعلومات، في 11/ 11/1429هـ الموافق 09 نوفمبر 2008م.
-ضربت هزة ارتدادية متوسطة القوة اليوم المناطق التي دمرها الزلزال في إقليم بلوشستان الجنوبي الغربي الباكستاني.
وقالت مصادر رسمية باكستانية: إن قوة الهزة سجلت أربع درجات على مقياس ريختر وشعر بها سكان منطقة زيارات والمناطق المجاورة لها بالإقليم دون أن ترد أي معلومات عن وقوع خسائر في الأرواح أو الأملاك.
وأوضحت المصادر أن المناطق التي ضربها الزلزال المدمر يوم التاسع والعشرين من الشهر الماضي في بلوشستان شهدت حتى الآن أكثر من 1300 هزة ارتدادية خفيفة ومتوسطة.
(2) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref43) " الروض المربع" (ص/166). والغريب أن هذا القيد (الدائمة) يخالف الأصل المحتج به وهو أثر ابن عباس وفيه أنه صلى بعدما سكنت الزلزلة.
(3) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref44) " المغني" (3/ 322).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[30 - May-2009, صباحاً 08:46]ـ
جزاك الله خيرا وسلمت يداك على هذا المختصر البديع والعرض الدقيق(/)
طلب العلم الشرعي فرض كفاية ويتعين في حالات
ـ[الرياني]ــــــــ[30 - May-2009, مساء 04:51]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية
http://up3.m5zn.com/photo/2009/5/30/06/ynr0fgti8.bmp/bmp (http://www.m5zn.com)
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[30 - May-2009, مساء 05:14]ـ
جزاكم الله خيرا على النقل الطيب وياريت تذكر إسم الكتاب والصفحة ليكتمل الخير بإذن الله
ـ[الرياني]ــــــــ[30 - May-2009, مساء 09:11]ـ
جزاك الله خيرا
المصدر هو / مجموع الفتاوى جـ 28 صـ 80
ـ[حسن ابو عدي]ــــــــ[31 - May-2009, صباحاً 01:54]ـ
جزاك الله خير وبارك فيك(/)
حكم شراء وإهداء ما يسمى البطاقة العائلية للنبي صلى الله عليه وسلم
ـ[أبو عبد الأكرم الجزائري]ــــــــ[31 - May-2009, صباحاً 12:46]ـ
السؤال:
انتشر في بعض البلدان والأسواق كتيب على أنه البطاقة العائلية للنبي صلى الله عليه وسلم وفيه معلومات مفيدة عن حياته، فهل اطلعتم عليه؟ وما حكم شرائه وإهدائه؟
الجواب:
الحمد لله:
لا شك أن مقام النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في نفوس المؤمنين مقامٌ عظيمٌ جليل، وكلُّ مؤمن يفديه بنفسه وماله ويجب أن يكون العالم كله محباً ومجلاً ومعظماً له صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وتختلف أساليب الناس في التعبير عن هذا الحب، فمنهم من يؤلف كتاباً مطولاً في سيرته ومنهم من يختصر، ولكن الذي فاجأ العالم الإسلامي هو تدني أسلوب البعض في التعريف به صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى درجة السخف والسماجة حيث انتشر بين الناس هذا الكتيب الصغير والذي يشبه جواز السفر وكأنه بطاقة عائلية خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم، وجُعل لون الجواز وشكله يشبه جوازات السفر المستخدمة حالياً، وجُعل لهذا الجواز رقماً عالمياً، وعليه ختم الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم المعروف "محمد رسول الله"، والكتيب مكون من 32 صفحة تتضمن معلومات شخصية عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعن أفراد أسرته، بل وفيه أيضاً فصيلة الدم وهي: (ن و ر) من الله، ودُوِّن فيه تاريخ التسجيل "قيود ونفوس" الرسول صلى الله عليه وسلم وتاريخ ولادته في الثاني عشر من ربيعٍ الأول، وفي هذه الوثيقة أيضا التوثيق التالي:
إصدار: أمين سجل يثرب
مسؤول الإحصاء: حذيفة بن اليمان
هذا ملخص ما في الكتيب والذي سموه بجواز سفر الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وزعموا أنه طريقة عصرية للتعريف به.
والناظر إلى هذا الكتيب يجد فيه كثيراً من المغالطات والتي منها:
1 - تسمية المدينة بيثرب والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم سماها المدينة كما في صحيح مسلم مرفوعاً: (يقولون يثرب، وهي المدينة).
2 - زعمهم أن حذيفة رضي الله عنه كان مسؤول الإحصاء في عهد النبي وهذا غير صحيح بل كان صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
3 - زعمهم أن زمرة (أي: فصيلة) دم النبي صلى الله عليه وآله وسلم هي: (ن و ر) من الله، وهذا من عقائد غلاة الصوفية الذين يعتقدون أنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم خلق من نور الله وهذا باطل.
4 - إثباتهم لتاريخ ولادة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأنها في الثاني عشر من ربيع الأول، مع العلم أن فيها خلافاً مشهوراً والصواب عدم معرفتها بالتحديد.
هذا وقد أعجبني قول الشيخ يوسف القرضاوي عن هذا الكتيب: (إنه من عجائب ما ولدته الليالي، مما لا يفهم له غرض، ولا يفقه له معنى، ولا يعرف له فائدة، إلا أنه من (تقاليع) الفارغين، الذين فرغت عقولهم من العلم، وقلوبهم من الآلام والآمال، فشُغلوا بهذه التوافه، التي ما أنزل الله بها من سلطان، ولا قام عليها من العقل أو النقل برهان. وأقلَّ ما يُقال في هذا: إنه من البدع المرفوضة في الدين، أو من التقاليع المذمومة في الدنيا. ومن المقرَّر أن "كلَّ بدعة ضلالة"، وكلَّ ضلالة في النار. ثم إنه لم يحسن أن يعرِّف به أدنى تعريف، وقد وضع مبتدع الجواز المزعوم للنبي صلى الله عليه وسلم مقابل صفحة الجواز: صفحة أخرى، يبدو أن المقصود منها: الدعوة إلى رسالة محمد، وتعاليم محمد صلى الله عليه وسلم، وكنا نتخيَّل أن تشتمل هذه الصفحة على أساسيات الرسالة، والمبادئ العامة لعقيدة الإسلام وشريعته وأخلاقه وقِيَمه، والمقاصد الكلية لهذا الدين. ولكن خاب أملنا، حيث لم نجد فيها دعوة إلى التوحيد، ولا إلى الإيمان بالآخرة، ولا الإيمان بكتب الله ورسله، ولا إلى العبادات والشعائرية الكبرى: من الصلاة والزكاة والصيام والحج، ولا إلى مكارم الأخلاق التي بُعث محمد صلى الله عليه وسلم ليتمِّمها) أ. هـ
ولا شك أن مثل هذا الفعل ليس فيه توقيرٌ للنبي صلى الله عليه وسلم والله سبحانه وتعالى يقول: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} [الفتح: 9] قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في (الصارم المسلول على شاتم الرسول): التعزير اسم جامع لنصره وتأييده ومنعه منكل ما يؤذيه، والتوقير اسم جامع لكل ما فيه سكينة وطمأنينة من الإجلال وأن يعامل من التشريف والتكريم والتعظيم بما يصونه عن كل ما يخرجه عن حد الوقار. اهـ
وقد أمر الله تعالى المسلمين أن لا يخاطبوا نبيهم كما يخاطبون بعضهم بعضاً فقال: {لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا} [النور:63] قال ابن كثير: فهذا كله من باب الأدب في مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم والكلام معه. أ.هـ وهؤلاء جعلوه كغيره من البشر.
فليس من الأدب ولا التوقير صناعة مثل هذه الأشياء ونسبتها إلى نبي الأمة وعظيمها صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والمسلم عليه أن يتعالى عن مثل هذه السفاهات، فأيُّ فائدة في صناعة مثل هذا، مع وجود البدائل الكثيرة والكثيرة جداً مما يتفق العلماء والعقلاء على جوازه وحسنه: كطباعة ونشر الكتب، والكتيبات، والمطويات، وإلقاء الدروس، والمحاضرات، وتوزيع الأشرطة، وغير ذلك مما فيه الحديث عن سيرته وشمائله صلى الله عليه وسلم، ثم إن جواز السفر المعروف اليوم لا يحصل عليه الفرد إلا بعد انتسابه وتجنسه بجنسية بلد معين فليت شعري إلى أي بلد ينتسب خليل الله وبأي جنسية يريد هؤلاء العابثون أن يجنسوه بها حاشاه بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام.
وعليه فلا يجوز شراء مثل هذا الكتيب ولا بيعه ولا نشره ولا توزيعه، والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
هذه الفتوى من الشيخ علوي بن عبد القادر السقاف(/)
هل جبل الطور الذي كلَّم الله ُ فيه موسى في مصر أو في السعودية (صور ودلائل)
ـ[ابو بردة]ــــــــ[31 - May-2009, صباحاً 11:07]ـ
قال تعالى (و التين و الزيتون و طور سينين و هذا البلد الأمين)
في Galatians 4:25 mountin of sinai in arabia
النقطة الأولى
لا توجد اي إشارة الى أن جبل الطور المذكور في القرآن الكريم يجب أن يكون فيما يعرف الأن بشبه جزيرة " سيناء " المصريه , و كثير من المؤرخين ذكروا ان اسم سيناء انما أخذ من اللفظ التوراتي لمعتقد انها مكان الجبل " sinai " المقدس, و اللفظ القرآني الكريم جاء كما نلاحظ موافقا للفظ التوراتي (سينين: و ساينا) , بل!!! و عند عودة موسى عليه السلام معه اهله الى ارض مصر قادما من مدين في شمال الحجاز .... مالذي يجعل موسى و معه نساء ينعطفون الى اقاصي جنوب سيناء الغير مأهوله وهو يعرف ان وجهته أرض مصر حيث فرعون و قومه , و هذا يعني ان الطور منطقيا ليس بجبل موسى في جنوب سيناء.
قال تعالى"فلما قضى موسى الاجل وسار باهله آنس من جانب الطور نارا قال لاهله امكثوا اني انست نارا لعلي اتيكم منها بخبر او جذوة من النار لعلكم تصطلون)
النقطة الثانيه: جغرافيا لم تكن شبه جزيرة سيناء في القديم جزئا من Arabia فلم يكن هناك أي فاصل جغرافي (قناة السويس الإصطناعيه) لتفصل مصر من سيناء.
النقطه الثالثه: عشرات من الملايين من الأبحاث التي انفقتها مراكز أبحاث مدعومه من الكنيسه في الولايات الأمريكيه في الخمسينيات و السبعينيات من القرن الماضي فشلت في العثور على أي دليل يشير الى وجود أي اثار بشرية أو اثار عربات الخيل الفرعونيه في خليج السويس , و هذه النتائج أعطت الملاحده - الغير دينيين - بانكار قضية العبور من الأساس.
قبل الدخول في طرح الأدله أو الشواهد , لابد من اظهار امر فيه اختلاف بسيط بين النصوص القرآنيه (وهو الحق الذي لا يأتيه الباطل) و بين التوراة , فالقرآن الكريم يتناول قضية النبي موسى و تكليم الله له خلال عودته من أرض مدين في الحجاز ثم إيتاء موسى عليه السلام الألواح عندما غاب عن أهله 40 يوما, بينما في التوراة تظهر ان التكليم الأساسي حدث عندما عبر النبي موسى مع بني إسرائيل حيث تم اعطاء الألواح أو الصحف. و رغم هذا الإختلاف إلا انه بسيط و لا يؤثر في مجرى الموضوع , حيث أن " قدسية الوادي طوى " هي التي جعلت النبي موسى ينحرف ببني اسرائيل مرة اخرى الى أرض العرب بغية " الوادي المقدس " و حيث اعطاهم الله هناك المن و السلوى.
الهـ روب
(وأوحينا الى موسى أن أسر بعبادي إنكم متبعون)
http://www.biblediscoveries.com/images/exod_new.gif (http://www.biblediscoveries.com/images/exod_new.gif)
الصورة أعلاه تظهر رحلة النبي موسى هربا مع قومه من فرعون و ظلمه , و كما تظهر الخارطه فلم يكن هناك مانع طبيعي (بحري) يحول بين مرور النبي موسى قبل خليج العقبه , و لذلك فشلت جميع الأبحاث التي بحثت في خليج السويس على مر عقد من الزمان - و منذ حملة نابليون - من الوصول الى أي توكيدات حول هذه الحادثه التاريخيه.
الإسرائيليات تشير الى أن بني إسرائيل كان عددهم كبيرا , و هناك في التوراه ما يقول " " They are entangled in the land, the wilderness hath shut them in " و هذه الأرض المبسوطه يمكن رؤيتها بسهوله على شاطئ نويبع الذي يعتقد ان بني إسرائيل تجمعوا عنده و تحسسوا أن موسى ٌقد أوقعهم في مأزق خصوصا و ان هذه المنطقه الممهده تسمح بتجمع الأسباط الإثني عشر الذين رافقوا موسى (تحتاج الى منطقه واسعه لتحملهم وما معهم من أطفال بالطبع لن يستطيعوا تسلق الجبال)
http://www.biblediscoveries.com/images/Nuweiba.jpg (http://www.biblediscoveries.com/images/Nuweiba.jpg)
قال تعالى (فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم)
و هناك ملاحظه لابد من الوقوف عندها!
فاختيار المصريين شاطئ " نوبيع " للمرور منه للحج لم يكن إعتباطيا, فهو يعتبر اقرب مكان يابس الى شبه الجزيرة العربيه حيث تبلغ المسافه بين شبه الجزيرة العربيه و سيناء في تلك النقطه ما لا يصل الى 7 ميل , و ليس هذا المهم!!
(يُتْبَعُ)
(/)
الأهم ... أن البحر في تلك المنطقه عندما يشاهد من الأقمار الإصطناعيه التي تقيس اعماق البحار فإن البحر في تلك المنطقه الأن و بشكل غير مفسر يرتفع ليصبح عمقه أقل من 800 قدم فقط!! و الأعجب أنه لم يكن بالشكل التدريجي المعهود في جميع البحار (التدرج في العمق) فالغريب ان يمين ذلك الممر عمقه أكثر من 5 أضعاف البحر عند الممر , و يساره عمقه يتجاوز 5000 قدم!
و هذه الصورة لقياس العمق من قمر اصطناعي تظهر البحر باللون الأزرق الفتح في المنتصف بينما العمق يزداد عن الجهتين , كما يظهر شاطئ نويبع كمنطقه ممهده تختلف عن الشريط الجبلي عن الجهتين
http://www.arkdiscovery.com/exnuweibabridge.JPG (http://www.arkdiscovery.com/exnuweibabridge.JPG)
و هذه صورة جغرافيه مرسومه تظهر الجسر البري المغطى بالمياه الضحله و الذي يصل بين شبه الجزيرة العربيه و مصر
http://www.worldnetdaily.com/images2/LandBridge2.jpg (http://www.worldnetdaily.com/images2/LandBridge2.jpg)
* الوصول الى الضفة الأمنه
و بعد أن أغرق فرعون و جيشه في البحر , ووصول موسى عليه السلام و قومه الى شبه الجزيرة العربيه , يوجد ما يتماشى مع الأحداث و لكن أين في شبه الجزيرة العربيه و ليس في شبه جزيرة سيناء.
و الصور التاليه تظهر اثار العربات الفرعونيه التي تجرها الخيول وعرف الفراعنه باستخدمها في الحروب , و كلها وجدت في خليج العقبه و ليس في خليج السويس, و الصورة الأولى رسم فيها صورة تخيليه لعجلات العربه الفرعونيه لتقارن بالأثر الموجود بقاع خليج العقبه.
http://www.arkdiscovery.com/exwheel.JPG (http://www.arkdiscovery.com/exwheel.JPG)
و هذه ايضا
http://www.arkdiscovery.com/exwheel2.JPG (http://www.arkdiscovery.com/exwheel2.JPG)
و هذه ايضا
http://www.worldnetdaily.com/images2/WheelHub2.jpg (http://www.worldnetdaily.com/images2/WheelHub2.jpg)
في أرض الحجاز مباركة من نبي الله إبراهيم و رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم .. و الأن موسى عليه السلام!
(فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس)
أولا: الجبل , على الضفه الأخرى (الشرقيه) من خليج العقبه في الجهه المقابله لنويبع يعرف أهل المنطقه (جبل اللوز)! المثير ... و بشكل لا نراه في جبال الحجاز الناريه , أن رأس هذا الجبل مسود بشكل مختلف وواضح عن بقية الجبل بل وحتى لون الجبال المجاوره المائله الى اللون البني , و يمكن مشاهده الجبل من خلال الصور التاليه
http://www.chinese.sdaglobal.org/evangelism/arch/images/sinai/sinai.jpg (http://www.chinese.sdaglobal.org/evangelism/arch/images/sinai/sinai.jpg)
و هذه صورة أخرى للجبل
فهل هذا الٍإسوداد لرأس الجبل نتيجة لطلب البشري موسى عليه السلام من الله عزوجل ليظهر له , فطلب الله سبحانه من موسى ان ينظر الى الجبل الذي (قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني و لكن انظر الى الجبل فإن استقر ... الاية الكريمه)
أو هي كما يتوافق مع التوراة التي تذكر ان نور الله قد سطع على الجبل عندما تسلم موسى الألواح من ربه
* عودة موسى إلى أهله و العجل
كما هو مذكور في القرآن الكريم و التوراه , بعد أن عاد موسى عليه السلام من لقاء ربه وجد قومه قد اتخذوا من العجل صنما مقدسا!
و كما نلاحظ في الصور التاليه , انه حتى الدوله السعوديه قامت بتسييج المكان الذي يعتقد انه المكان الذي ثبت عليه العجل الذهبي , خصوصا بعد مشاهدة نقوش على حجارة قاعدة الصخور وجود نقوش واضحه لرسوم " للعجل " مرسومه بشكل يشابه النقوش الموجوده في مصر لرسم الأبقار التي تتميز بالقرون الطويله " الجواميس " و الجزيرة العربيه لم تكن تعرف هذا النوع من الأبقار " الجاموس " ذو القرون الطويله.
http://www.chinese.sdaglobal.org/evangelism/arch/images/sinai/cow.jpg (http://www.chinese.sdaglobal.org/evangelism/arch/images/sinai/cow.jpg)
ليس هذا فحسب!! بل حتى توجد أثار اخرى و كلها تقع داخل السياج ..
http://www.chinese.sdaglobal.org/evangelism/arch/images/sinai/altar.jpg (http://www.chinese.sdaglobal.org/evangelism/arch/images/sinai/altar.jpg)
المثير ايضا , وجود صخره فيها فالق عظيم بجوار الجبل مباشرة ,
قال تعالى (و اذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا).
http://www.chinese.sdaglobal.org/evangelism/arch/images/sinai/horeb.jpg (http://www.chinese.sdaglobal.org/evangelism/arch/images/sinai/horeb.jpg)
و لا ننسى أن الرسول صلى الله عليه وسلم و خلال توجهه الى غزوة تبوك في شمال الحجاز , كان قد أشار الى أصحابه الى أن النبي موسى عليه السلام مدفون الطريق الى تبوك , أي أنه داخل شبه الجزيرة العربيه , قال أبو هريرة: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فلو كنت ثَم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق عند الكثيب الأحمر" فلو كان بنو اسرائيل قد تاهوا داخل سيناء ومعهم النبي موسى عليه السلام فكيف كان سيمر عليه النبي صلى الله عليه وسلم؟؟
للإخوة الذين يريدون مشاهده السياج السعودي بالمرسوم الملكي للمكان في القرن الهجري المنصرم يمكنكم الإطلاع على اللوحه و السياج عبر مقطع طوله 5 دقائق من يو-تيوب و للمعلوميه من صوره و علق عليه هم للأسف - نصارى امريكيين - دخول الى البلاد كباحثين وصوروا هذا المقطع
فهل ندرك الأن لماذا تنازل اليهود لمصر عن سيناء؟
و في ختام هذا الموضوع أقول: نعم قد تكون تلك اثار بني إسرائيل , لكن تذكروا ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم ليهود المدينه (نحن أولى بموسى) و جعل يوم عاشوراء يوم صيام للمسلمين يؤجر من يقوم به في ذكرى العبور.
فنحن الذين صدقنا بموسى عليه السلام , وبرب موسى رغم اننا لم نرى شيئا , و ليس مثل يهود الذين رغم ما شاهدوه مع موسى إلا ان المعصية كانت ديدنهم
منقول
وثمَّت بحث آخر سأنقله إن شاء الله
فما رأي الأخوة الأفاضل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[31 - May-2009, مساء 09:12]ـ
كله كوم وبقاء آثار العربات في الماء 3000 سنة كوم!
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[31 - May-2009, مساء 09:37]ـ
جزاك الله خيراً
ولقد استنكرت الأمر في بدء الكلام، ثم تلاشى بعضه مع القراءة، وأظن الأمر يحتاج الى المزيد من البحث والتدبر.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[31 - May-2009, مساء 09:41]ـ
ماذا عندك في قول الله تعالى " وشجرة تخرج من طور سيناء " فأثبت لسيناء طوراً؟؟
وهل يزرع الزيتون في المنطقة شرق خليج العقبة؟ أو أي شجرة أخرى تنبت بالدهن؟
ـ[أبو علي الذهيبي]ــــــــ[31 - May-2009, مساء 10:40]ـ
[ quote= وهل يزرع الزيتون في المنطقة شرق خليج العقبة؟ أو أي شجرة أخرى تنبت بالدهن؟ [/ quote]
نعم يزرع الزيتون في شرق خليج العقبة ((مدينة تبوك)).
أما أصل الموضوع. فالله أعلم.
ـ[أبو مسهر]ــــــــ[03 - Nov-2009, مساء 11:15]ـ
هل يوجد فى هذا الجبل الأسود أيه علامات أو تصدعات تدل على أن هذا الجبل وحده قد تعرض لزلزال أو ما شابه؟
لأن فى القرءان أن الجبل لم يستقر مكانه!
هذه علامات لا يمحوها الزمن
شيء يحتاج الى دراسة
أما الطريق الى تبوك فهل دفن موسى عليه الصلاة و السلام فى المملكة؟
أم استجاب الله لدعائه و دفن على حدود المدينه المقدسة التى لم يقدر له دخولها؟
أما عن تنازل اليهود عن سيناء! فهل تعنى أن النبى موسى عليه الصلاة و السلام قد ابتعد ببنى اسرائيل عن القدس كل تلك المسافة حتى أن العجل المذكور فى كلامك كان بعيدا عن شاطئ البحر!!
و أخيرا ماذا تعنى عيون موسى الإثنى عشر فى الأردن هل هى أيضا تلفيق؟
موضوع يحتاج إلى بحث عميق
ـ[أسامة]ــــــــ[04 - Nov-2009, صباحاً 04:49]ـ
ذكر الأخ الكريم صاحب الموضوع أنه منقول.
وللفائدة ... أحببت أن أقوم بتعريف المصدر بشكل سريع لبيان حقيقته.
هذه الدراسة صدرت على احدى المواقع النصرانية تحت اسم: اكتشافات الإنجيل.
وصاحب الموقع والبحث اسمه: دكتور اومن Dr. Oommen
يقول عن نفسه "سيرته الذاتية" نقلاً عن موقعه:
الدكتور تي في أومن، هو باحث وعالم في الكتاب المقدس. وقد نشأ في بيت نصراني، ومضى سنوات في دراسة الكتاب المقدس وعمل أبحاث حوله ... وعلى الأخص العلوم عن أماكن العلوم الإنجيلية والآثار التوراتية.
وبعض من مساهماته الأصيلة موجودة على موقع الاكتشافات الإنجيلية، تحت عنوان: سر الخليقة، الطوفان والألغاز.
وهو يحاضر "جامعيا" عن هذه المواضيع منذ عام 1973 .... إلخ
ثم يقول:
وهو هندي النشأة إلا أنه حاصل على الجنسية الأمريكية، وكانت ولادته في مدينة تيروفالا، وهي المدينة التي يسيطر عليها النصارى في ولاية كيرلا حيث يتجمع نصاري سانت توماس في الهند.
وسانت توماس الحواري يُعتقد أنه ارتحل إلى ولاية كيرلا الهندية في القرن الأول الميلادي على أغلب الظن بحريًا مع التجار اليهود.
ترجمة سريعة فقط لصاحب هذه البحث الأصلي.
ثم زِيد على ذلك تحوير أبحاث هذا الرجل ليوافق رأيًا آخر ليكون مصدر آخر "مجهول" لهذه الدراسة "إن صح تسميتها دراسة" غير مستندة على علم ولا شرع، بل لا يغفو عن ظني أنهم الملاحدة قبحهم الله يستهزئون بعقول المسلمين.
فمصر والسعودية ما هما سوى أرض الله التي فيها عباد لله يقولون: لا إله إلا الله
ـ[أبو مسهر]ــــــــ[19 - Nov-2009, مساء 10:17]ـ
سؤال عجيب
هل يكون الله عز و جل قد نقل جبل الطور من سيناء الى السعوديه؟
فالقرءان ينص على أن الجبل لم يستقر مكانه!!
هل انتقل الجبل؟
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[22 - Nov-2009, صباحاً 01:00]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ...
هذه نظرية نصرانية معاصرة سعى أصحابُها لمخالفة الموروث المسيحي التقليدي، فانطلقوا معتمدين على نصوص التوراة والإنجيل لديهم. فقالوا إن جبل الطور في مدين استناداً إلى سفر الخروج الذي فيه أن الله كلّم موسى ليس عند عودته إلى مصر بل وهو يرعى غنم حميه في مدين! وهذه مخالفة صريحة للقرآن! ثم رسموا مسار خروج بني إسرائيل بناءً على الروايات "المتضاربة" في أسفار الخروج والعدد والتثنية، إضافةً إلى قول بولس في رسالته إلى أهل غلاطية إن جبل سيناء في "العربية". وحمَلَها أصحابُ النظرية على أن "العربية" هنا المقصود بها المملكة العربية السعودية، وهو قول غير دقيق لأن "العربية" في التقسيم الروماني القديم - المتزامن مع أسفار النصارى - كانت تُطلق على دولة الأنباط (الأردن وشمال الحجاز وجنوب فلسطين وشبه جزيرة سيناء)، وعُرفت باسم Arabia Petraea أي: بلاد العرب الصخرية.(/)
هل يسلم للإختلافات الفقهية بين العلماء؟
ـ[عبدالله ابو محمد]ــــــــ[31 - May-2009, صباحاً 11:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الأفاضل: حفظكم الله جمعياً ..
من الملاحظ عند السؤال عن أمر من الأمور والبحث عن حكمه يخرج لنا اختلاف بين العلماء
فهل نسلم لهذا الإختلاف ونرى الأخذ به طبيعياً كأن نقول قال العالم الفلاني حكمه كذا وخالفه العالم الفلاني في حكمه.
أم نرجح الخلاف حسب فهمنا القاصر ونراه هو الراجح.
خاصة وأنا هناك أحكام فقهية قول الجمهور فيها حسب نظرتنا القاصرة مرجوح.
سدد الله أقلامكم للصواب ..
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[31 - May-2009, مساء 02:20]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
/// اختلاف علماء الشريعة طبيعي فطري محتم الوقوع لطبيعة الاختلاف في الفهم والنظر ولطبيعة النصوص الشريعية
/// لا يمكن لأحد أن يلغي الخلاف ويحمل الناس على قول واحد
فهذا غير ممكن في الخارج إلا من نبي وهو على التحقيق مخالف للشرع لأنه جوز الاختلاف السائغ
/// هذا الاختلاف لا يقدح في علماء الشريعة ولا يدل على أنهم متبعون لأهوائهم ويشرعون على وفق مصالحهم كرهبان النصارى وأحبار اليهود
بل هذا الاختلاف دليل على فضلهم وتجردهم في طلب الحق وتحقيق مصالح العباد التي جاءت من أجله الشريعة
فهذا الاختلاف منقبة لهم لا منقصة كما يظنه بعض المغرضين من أعداء الإسلام والحق
والاختلاف من العلماء واقع في كل العلوم والفنون حتى الدنيوية كالعلوم التجريبية وغيرها
وكلما كان العلم أدق وأصعب وأوسع وأشمل كان وقوع الاختلاف فيه من العلماء أكثر
ومعلوم أن علم الشرع من أدق العلوم وأوسعها شهد بذلك كل من اطلع على طرف منها فضلا عمن خاص في دقائقها
/// ثمت حقيقة لا يعرفها كثير من عوام المسملين عن علوم شريعتهم وعلمائهم وهي:
أن مسائل الوفاق بين علمائهم في المسائل الشرعية أكثر من مسائل الخلاف
كما نبه على ذلك شيخ الإسلام وغيره
ولكن العامي وبعض طلبة العلم لا ينتبه للمسائل المتفق عليها لشهرة الخلاف أكثر من الإجماع
وأغلب اتفاقات العلماء في الأصول وأكثر اختلافهم في الفروع
وهذه بحد ذاتها منقبة بخلاف الواقع بين علماء النصارى واليهود وغيرهم
فاختلافهم كثير في الأصول
/// المعاملة مع اختلاف العلماء يسير وهين ولكن كثير من العوام وطلبة العلم المبتدئين لم يقرأ عن ذلك:
الناظر في اختلاف العلماء أحد أحدين:
الأول: هو العامي الذي لا يملك آلة الترجيح بين النصوص والاختلافات فهذا له خمس مراحل يمر بها على الترتيب بقدر الوسع والطاقة وهي:
الأولى: أن يأخذ بأرجح الأقوال عنده وأقربها للحق إن كان يستطيع معرفة ذلك وإلا
الثانية: فليأخذ برأي الجمهور فإن لم يستطع تمييزهم
الثالثة: أخذ برأي أعلم العلماء وأورعهم في نظره واجتهاده فإن لم يستطع معرفة أعلمهم وأورعهم
الرابعة: أخذ بأحوط الأقوال وأقربها إلى الورع ما لم يشق عليه فإن شق عليه
الخامسة: أخذ بأيسر الأمور وأسهلها
الثاني: طالب العلم الذي يملك آلة الترجيح وهذا إن قدر على معرفة الراجح على وفق الأصول والضوابط العلمية في الترجيح أخذ به وإلا كان حكمه حكم العامي الذي قبله
ـ[عبدالله ابو محمد]ــــــــ[31 - May-2009, مساء 04:36]ـ
الفاضل / أمجد الفلسطيني ..
أجزل الله لك الأجر والمثوبة.
سؤالي ليس قدحاً في أهل العلم وأهله إنما هو أمر رأية فيه أن في الخلاف بين العلماء إجابة صائبة أو استنباط صحيح للحكم وقد يكون غيره بعيد عن الصحة ومعمول به لدى الناس.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[31 - May-2009, مساء 05:11]ـ
بارك الله فيك
نعم ظننتك تصف من يقع في قلبه حرج من اختلاف العلماء فيصاب بالحيرة والشك أحيانا
أما ما سألت عنه _إن كنتُ فهمتُه على الوجه_ فلا شك أن الحق واحد من هذه الأقوال المختلفة وعلى الناظر فيها أن يأخذ بالراجح ويفتي به إذا كان أهلا للترجيح
لكن الراجح في الغالب يكون نسبيا فما تراه أنت راجحا يراه غيرك مرجوحا وما تراه طائفة من أهل العلم في زمن من الأزمان راجحا يراه غيرهم مرجوحا سواء كانوا في زمنهم أو في غيره
ولذلك لا يصح إلغاء ما نراه مرجوحا ولا يصح كتم خلاف العلماء والأقوال التي لم نأخذ بها
لما تقدم فقد يكون يوما راجحا لاختلاف اجتهادنا ولأن فيه كتما للعلم وتصويرا للمسألة على خلاف الواقع فتُظن من من مسائل الإجماع والخلاف فيها مشهور وتُظن من المسائل ذات الخلاف غير السائغ والضعيف
وهذا وقع في هذا العصر عند كثير من مقلدي الأشياخ
ظنوا كثيرا من المسائل المختلف فيها مسائل إجماع
وظنوا كثيرا من المسائل المختلف فيها اختلاف قويا وسائغا مسائل ذات خلاف شاذ غير معتبر
المقصود:
/// أن مسائل الخلاف السائغ المعتبر لا يصح إلغاء أحد جانبيه وكتمه وإن لم يترجح لنا
/// وأن الترجيح أمر نسبي بالنسبة للمرجح نفسه وبالنسبة لغيره من المرجحين
/// وأن قول الجمهور لا يمكن أن يكون غير معتبر ولا يمكن أن يكون خلافهم غير سائغ
/// وأن الحق في الغالب لا يتعداهم
/// وأن كثيرا من المسائل اشتهرت في هذا الزمن مع أنها كانت غريبة عند السلف والجمهور
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله ابو محمد]ــــــــ[31 - May-2009, مساء 07:49]ـ
جزاك الله خيراً على الإفادة(/)
أين أجد قول الإمام أحمد في جواز لباس ألبسة الكفار إذا كنات منتاشرة في المسلمين
ـ[عبدالله]ــــــــ[31 - May-2009, مساء 07:33]ـ
أين أجد قول الإمام أحمد في جواز لباس ألبسة الكفار إذا كنات منتاشرة أيضا عند المسلمين
ولو كان اللباس في الأصل من الكفار
كثير من العلماء الحنابلة المعاصرين ينسب هذا القول للإمام أحمد لكن أين أجده؟
وشكرا
ـ[عبدالله]ــــــــ[02 - Jun-2009, مساء 02:46]ـ
؟؟؟؟؟؟(/)
من يجيب على هذا التحدي؟ هل كل صحابي له اكثر من زوجة
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[31 - May-2009, مساء 08:19]ـ
قال احدهم في محاضرة له يرى فيها ان الاصل تعدد الزوجات
وأنا أتحدى أي شخص يأتيني بسند ولو موضوع أن صحابياً مات وتحته امرأة واحدة، بل ما من صحابي من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وكانت تحته على الأقل أربع نساء من النكاح
ـ[أبو عبد الله بن نعمة]ــــــــ[31 - May-2009, مساء 08:43]ـ
قال احدهم في محاضرة له يرى فيها ان الاصل تعدد الزوجات
وأنا أتحدى أي شخص يأتيني بسند ولو موضوع أن صحابياً مات وتحته امرأة واحدة، بل ما من صحابي من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وكانت تحته على الأقل أربع نساء من النكاح
وعلى الأكثر كم يا أبا محمد؟؟؟؟؟؟؟:)
سنراجع المسألة ربما نظفر بشيئ
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[31 - May-2009, مساء 10:53]ـ
الشيخ الغالي، وحبيبنا (أبا محمد)
ما رأيك بغسيل الملائكة؟! ألم يمت عن واحدة؟!
أبو الدرداء رضي الله عنه، لم يعرف أنه تزوج على أم الدرداء حتى مات
هذا مبدئيا فقط، وإلا هناك غيرهما على الصحيح، والأمر يحتاج إلى استقراء واطلاع.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[31 - May-2009, مساء 11:21]ـ
شكرا لكما و ... بارك الله فيكما
اخي التميمي
ابن مسعود رضي الله عنه هل له زوجة اخرى غير زينب رضي الله عنها وجليبيب رضي الله عنه والرجل الذي قتل الحية ثم مات وكان حديث عهد بعرس
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[31 - May-2009, مساء 11:32]ـ
يعني يا (أبا محمد) نبقى على أم العيال والله يعينا عليها ويصبرنا على غثاها:):):)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[01 - Jun-2009, صباحاً 12:01]ـ
بارك الله لك فيك وفي أهلك ومالك ..
ـ[بندر المسعودي]ــــــــ[01 - Jun-2009, صباحاً 01:23]ـ
السلام عليكم ورحمة الله /
هذه المسألة فيها خلاف بين العلماء هل الأصل التعدد أم لا.
أما فعل الصحابة فالغالب التعدد أما أن يجزم بأن كل الصحابة كانوا تحتهم أكثر من زوجة فهذا يحتاج إثبات.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Jun-2009, صباحاً 07:27]ـ
حياكم الله تعالى أخي المكرم أبا محمد ..
والحق أنه لا يقال في مثل هذا:الأصل الاكتفاء بواحدة كما لا يقال:الأصل التعدد
بل الأصل: الجواز,,وقد يكون الاكتفاء بواحدة في حق أناس: واجبا أو مستحبا .. وقد يكون حراما
وكذلك بالمثل في حالة التعدد .. ربما يكون في حق آخرين: واجبا أو مستحبا أو محرما ..
أو يكون مكروها كذلك في الحالتين .. كل بحسب حالته
والله تعالى أعلم
ـ[زبيدة 5]ــــــــ[01 - Jun-2009, صباحاً 10:02]ـ
إذا كنا بصدد الحديث عن الأصل فالحديث عن أصل الخلق حقيقة هو أبونا آدم عليه السلام، هل خلق الله له حواء واحدة تؤنسه وتهبط معه من الجنة وتكابد هموم الدنيا أم خلق له حواءات؟
قال تعالى: وأصلحنا له زوجه، وذكر زوجة نوح وزوجة لوط ... وامرأته قائمة ... إلى غير ... ولم يقل أزواجا ... هل لأن الأصل هو أن تكون الزوجة واحدة؟ والله أعلم وأحكم
عن المسور بن مخرمة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم، وهو علىالمنبر وهو يقول: إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب فلا آذن لهم، ثم لا آذن لهم ثم لاآذن لهم، إلا أن يحب ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم. فإنما ابنتي بضعة مني، يريبني ما أرابها، ويؤذيني ما آذاها.
إذا كان الزواج من امرأة أخرى يؤذي الزوجة الأولى، فإلى أي حد يمكنني تحقيق السكن والمودة مع رجل آذاني؟ هذا مجرد سؤال مخالف أتمنى أن تتم مناقشته، وهل تزوج على كرم الله وجهه على فاطمة؟ ستقولون لي أنه كره الجمع بين ابنته وابنة عدو الله، ولكن ... هل تزوج علي كرم الله وجهه على فاطمة بنت حبيب من أحباب الله؟ كلا.
إذا كانت رعاية الأبناء في هذا الزمان الملئ بالفتن تقتضى الحضور الدائم للأب والمتابعة والسهر فكيف ستكون تربية أولاد لا يراهم والدهم إلا بعد أربعة أيام؟ هذا إذا كانوا في مدينة واحدة أو في حي واحد؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أنا سمعت شيخا يقول أن نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم تزوج جهادا في سبيل الله، لم أصل إلى درجة طالب العلم لأناقش هذه المسألة ولكنني أظن أن المرأة حين تعلم أن مهمة شريكتها هي إعلاء دين الله فإنها ستتقبل الأمر وترافقها في خندق الدعوة، ما نراه اليوم هو هدم للبيوت وسعي وراء الزواج من صغيرات السن والإغراق في الملذات وتشتيت الهموم والقذف بالأسر هنا وهناك، لست أعمم ولكنني أتحدث عن بلدي.
أتمنى أن يغتني هذا المنتدى بالنقاش الهادف، كما أتمنى أن يرتكز النقاش على الموضوع نفسه.
قد لا يتبنى المخالف الكثير من الآراء بقدر ما يتساءل راميا إلى التعرف على الحقيقة.
إن أسأت فمني وإن توفقت فمن الله.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Jun-2009, صباحاً 10:26]ـ
أختي الفاضلة زبيدة .. حفظها الله تعالى ..
ليس فيما قدمت دليل ..
أما قول الله "وأصلحنا له زوجه" .. ونظائرها .. فهذا لا يفيد أنهم كان لهم زوجة واحدة
فالخليل عليه السلام كان له زوجتان ولكن الله يتكلم عن إحدى زوجتيه .. فلماذا يثني أو يجمع؟
أما سؤالك وأرجو ألا يكون اعتراضا على حكم الله فالجواب عنه من وجوه:-
1 - هل يوجد زواج بثانية لايؤذي الأولى؟ .. هذا أشبه بالخيال .. وحينئذ يكون السؤال متضمنا لاعتراض على حكم الله تعالى .. وأربأ بك عن ذلك .. بارك الله فيك
2 - ثم هب أن أختك في الله بلغت سنا لم يعد يرغب فيها راغب .. أفلا يكون من التراحم والتكافل الذي هو من مقاصد هذا الدين العظيم أن تضحي إحداكن .. بشيء من الأنانية الفردية .. مقابل مصلحة الجماعة .. (أين الائتساء بالرعيل الأول -المهاجرون والأنصار والمؤاخاة بينهم مثالا)
إن الإسلام يقدم مصلحة الأمة على الفرد حين تتعارض .. ولاشك أن الله حين شرع التعدد فلأنه يعلم من خلق .. وأسألك:ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير؟ .. وتخيلي أنك أنت أيتها الفاضلة لم تتزوجي .. أو بنتك .. والمرأة ضعيفة بحاجة لمن يسترها ويعفها ويصونها ويحميها من غدرات المجتمع ونظرات الناس التي لا ترحم .. فأي الخيارين أحق بالأمن إن كنت مؤمنة بالله تعالى؟
على أننا لا نطالب بإلغاء الغيرة .. فهذا أمر مركوز في غرائز النساء .. لكن:لا تتحول هذه الغيرة إلى تعد وظلم .. واعتراض على حكم الله وشرعه
تصريحا أو تلويحا .. فهذا مزلة خطيرة تورد المهالك
وأما المشاكل التي افترضتيها من التشتت .. فإن شرط العدل الذي وضعه الله تعالى .. يعصم من ذلك
ومن كان لا يأنس من نفسه ذلك .. فلا يحل له أن يعدد .. بنص القرآن ..
ولتعلمي أن قلوب الرجال خلقت مهيأة لتسع أكثر من واحدة بالفطرة .. بخلاف المرأة فقلبها ضيق على شخص
وهذا أمر معروف مقرر في علم النفس ..
ومع هذ فلم أقل شخصيا إن الأصل هو التعدد .. ولا قلت بأنه الاكتفاء بواحدة ..
ولكن كل واحد بحسبه .. والأصل: الإباحة إذا تحققت الشروط
-وبمناسبة ذكر علي رضي الله عنه .. فهذه تبرعت مشكورة بالجواب عنها .. وبعد أن توفيت فاطمة رضي الله عنها تزوج علي كثيرا ..
وكان له أكثر من زوجة في آن واحد ..
تنبيه: لا يقال رديف اسم علي: كرم الله وجهه .. بل" رضي الله عنه" كسائر الصحابة
فإذا كان الثلاثة الخلفاء قبله وهم أفضل منه يقال في حقهم رضي الله عنهم كما قال الله تعالى ..
فلا يقال في المفضول خصيصة تميزه عنهم
فهذا من رواسب الشيعة .. تلقفه بعض السنة وخصصوا به عليا دون مخصص ..
والله يرعاكم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Jun-2009, مساء 12:25]ـ
تتمة بخصوص الأذى ..
فرض الله تعالى الجهاد على الرجال وقال "لن يضروكم إلا أذى" تخفيفا على المؤمنين
والأذى اسم لما خفت وطأته من الضرر وكان محتملا أي على المؤمنين
.. والله تعالى لم يفرض عليكن معاشر النساء القتال في سبيله ..
لكنه سبحانه في المقابل أمر الزوج بطاعة زوجها .. وعلق على ذلك دخول الجنة ..
فإذا صابرت إحداكن واحتسبت حين يتزوج أختا لها .. وجاهدت في ذلك أعد الله لها من الأجر الجزيل ما يفوق التصور
بل إن المؤمن إذا جاهد في الله ورضي بأمره الشرعي والقدري .. لايلبث وهو كذلك في المجاهدة أن يستلذ
بهذا الذي كان يكابده "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا" .. ويستشعر فيه حلاوة الإيمان .. وكما قال عليه الصلاة والسلام لأم المؤمنين عائشة:أجرك على قدر نصبك ..
والله الموفق
ـ[أم شهد]ــــــــ[01 - Jun-2009, مساء 12:54]ـ
إن كنتم تبحثون فابحثوا في أغنياء الصحابة؛ لأن الصحابة _ رضوان الله عليهم جميعًا _ أغلبهم كانوا فقراء؛
منهم من لم يكن يملك سوى ثوبٍ واحد، ومنهم من لم يكن يملك حتى خاتم من حديد يتزوج به واحدة، فكيف بأربعة!!
ـ[ابوعبدالله زياد]ــــــــ[01 - Jun-2009, مساء 12:57]ـ
الشيخ الغالي، وحبيبنا (أبا محمد)
ما رأيك بغسيل الملائكة؟! ألم يمت عن واحدة؟!
أبو الدرداء رضي الله عنه، لم يعرف أنه تزوج على أم الدرداء حتى مات
هذا مبدئيا فقط، وإلا هناك غيرهما على الصحيح، والأمر يحتاج إلى استقراء واطلاع.
جزاك الله خيرا يالسكران التميمي
ابودالدرداء كان متزوجا ام الدرداء الكبرى وبعدما توفت تزوج باخرى وكناها بام الدرداء الصغرى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زبيدة 5]ــــــــ[01 - Jun-2009, مساء 01:31]ـ
الحمد لله الذي أنعم علينا بهذا المنتدى المبارك.
(سأعود بحول لاحقا لمناقشة النقاط الأخرى، ولا أخفيكم أنني كنت أتوقع كلاما عنيفا كما تعودنا مع بعض من ينتمون لطلب العلم الشرعي وأعددت حقائبي لمغادرة المنتدى، والله يشهد أننا لا نريد إلا الحوار لإعزاز الحق وإذلال الباطل فجزاكم الله خيرا)
الحمد لله مرة أخرى أن إحدى أخواتنا دخلت على الخط، وأتمنى أن يتكثف حضورهن حتى يصل النقاش إلى إغناء حقيقي.
عودة إلى الموضوع:
الرجل قال أن أحد المشايخ ذكر بأن الأصل هو التعدد، وتوقف زمنيا لإثبات الأصل عند الصحابة الكرام رضي الله عنهم وقد طرحت تساؤلا في بداية مداخلتي كالتالي:
إذا كنا بصدد الحديث عن الأصل زمنيا فالحديث عن أصل الخلق حقيقة هو أبونا آدم عليه السلام، هل خلق الله له حواء واحدة تؤنسه وتهبط معه من الجنة وتكابد هموم الدنيا أم خلق له حواءات؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Jun-2009, مساء 01:43]ـ
الله خلق له حواء واحدة .. نعم
ولكن هذا لا يستفاد منه حكم في المسألة ..
لأن رسول الله وهو خير من آدم بل سيد ولد آدم .. كان له تسع زوجات
وكذلك غيره من الأنبياء .. والحكم على بدء الخليقة ليس دليلا على مرامك
لأن الله خلق آدم .. فتزوج أولاده أخواتهم .. وهل يجوز في شريعتنا: أن يتزوج الأخ بأخته؟
وعليه .. فإن محاولة جعل أحد الأمرين أصلا .. غلط أصلا
ففي حالات يكون الزواج بأكثر من واحدة مشروعا جدا .. لحد الوجوب
والعكس قد يكون التعدد في أحوال محرما أو مكروها .. كما تقدم بيانه ..
ولايخلو من جاعل أحد الأمرين هو الأصل من جور في المسألة
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Jun-2009, مساء 01:54]ـ
وأضيف: بأن الله اقتضت حكمته أن يكون في بدء الخليقة ذكر وأنثى مخلوقة منه كي تقع المقابلة
فيكون الجنس البشري من ذكر وأنثى .. رأسا برأس .. وهذا من مقتضى عدله سبحانه وحكمته
ومن مقتضى حكمته التشريعية أن أباح التعدد فيما بعد حين خلق أسبابه .. ودواعيه ..
والله الموفق
تنبيه: أرجو النظر في الكلام بعين البصيرة وليس بنفَس المناظرة ..
والله الموفق
ـ[أبو عبد العظيم]ــــــــ[01 - Jun-2009, مساء 02:23]ـ
[2 - ثم هب أن أختك في الله بلغت سنا لم يعد يرغب فيها راغب .. أفلا يكون من التراحم والتكافل الذي هو من مقاصد هذا الدين العظيم أن تضحي إحداكن
بارك الله فيكم أخي
لكن لي سؤال
هل الذين يعددون يعددون بمن هذه اوصافها؟؟؟؟؟؟؟ الجواب لا
كلا أخي العزيز
بل يعددون بمن هي أفضل من الأولى وأصغر منها سنا، وهم في ذلك خالفوا مقصد التعدد من التقليل من العنوسة، بل وزادوا فيها بان أصبحت الأخت الموصوفة بهذا الوصف لا احد يتقدم لها
أقول لك هذا عن خبرة اخي العزيز
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Jun-2009, مساء 02:25]ـ
توضيح أخير بخصوص سؤالكم أختي الموقرة:
هناك شيء اسمه:أمر قدري .. وأمر شرعي ..
فالأصل في أمر الله القدري أي الكوني في خلقه
أنه جعل منشأ البشرية:من ذكر وأنثى ..
لكن السؤال عن الأمر الشرعي .. وشتان بينهما
فالأمر الكوني قد يحدث وإن كان غير محبوب لله تعالى
أما الشرعي فلايكون إلا محبوبا .. فقول القائل:هل الأصل الاكتفاء بواحدة أو التعدد
سؤال عن الأمر الشرعي .. وحضرتك خلطت بين الأمرين ولا تلازم بينهما
وأكرر الأصل في هذا:الجواز .. وقد يطرأ من الملابسات ما يجعل الجواز ينتقل إلى التحريم أو الوجوب وما بينهما
سواء في التعدد أو التفرد ..
والله أعلم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Jun-2009, مساء 02:29]ـ
هذا يقع قليلا ويقع غيره كثيرا
وبالمثل أقول لك: هل الصغيرات الموصوفات بالحسن يقبلن بصاحب الزوجة؟
هذا نادر .. ولايكون إلا في أحوال خاصة ..
ونرجو ألا يتحول الجدال بيننا وكأننا علمانيون بارك الله فيكم
فقفوا عند شرع الله .. وقولوا آمنا به وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم"
والله المستعان
ـ[أبو فيصل الحضني]ــــــــ[01 - Jun-2009, مساء 03:29]ـ
[ quote]
أما سؤالك وأرجو ألا يكون اعتراضا على حكم الله فالجواب عنه من وجوه:-
1 - هل يوجد زواج بثانية لايؤذي الأولى؟ .. هذا أشبه بالخيال .. وحينئذ يكون السؤال متضمنا لاعتراض على حكم الله تعالى .. وأربأ بك عن ذلك .. بارك الله فيك
(يُتْبَعُ)
(/)
باركك الرب يا أخي أبا القاسم ولا زلت موفقا ..... وبعد:
لم يسعفني قصور فهمي بإدراك كون سؤال الأخت يتضمن الاعتراض على حكم الله، أرأيت لو أن امرأة اشترطت على زوجها ألا يتزوج عليها، هل كان يجوز له ـ في حكم الله وحكم المروءة ـ ألا يفي لها بشرطها؟ اللهم لا!
( ... وإن أحق الشروط أن توفوا به ما استحللتم به الفروج)
قد تقول:هذه مسألة قد اختلفت فيها انظار العلماء، فمنهم من من ألزمه بالوفاء ومنهم من استحبه له،ومنهم من أجاز له عدم الوفاء!
وقد علمت ـ أيها الموفق ـ أنه متى جاءك امرفيه اختلاف بين أصحاب رسول الله ـ بله من دونهم ـ نظرت في الراي الذي هو أقرب الى أصول الديانة،و ألصق بروح الشريعة، و اكرم في مذاهب المروءة، فاتخذته لك رائدا، ثم لا عليك بعد ذلك من كثرة المخالفين، ولا تسؤك قلة الموافقين.
ولي في الكلام على الشروط راي لا يسعني في هذا المقام إيراده.
ثم هب أن أختك في الله بلغت سنا لم يعد يرغب فيها راغب .. أفلا يكون من التراحم والتكافل الذي هو من مقاصد هذا الدين العظيم أن تضحي إحداكن .. بشيء من الأنانية الفردية .. مقابل مصلحة الجماعة .. (أين الائتساء بالرعيل الأول -المهاجرون والأنصار والمؤاخاة بينهم مثالا)
وهذا منك أيضا كلام لا يتسق مع قولك: (1 - هل يوجد زواج بثانية لايؤذي الأولى؟ .. هذا أشبه بالخيال ... )
-إن الإسلام يقدم مصلحة الأمة على الفرد حين تتعارض .. ولاشك أن الله حين شرع التعدد فلأنه يعلم من خلق .. وأسألك:ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير؟ .. وتخيلي أنك أنت أيتها الفاضلة لم تتزوجي .. أو بنتك .. والمرأة ضعيفة بحاجة لمن يسترها ويعفها ويصونها ويحميها من غدرات المجتمع ونظرات الناس التي لا ترحم .. فأي الخيارين أحق بالأمن إن كنت مؤمنة بالله تعالى؟
أنا ـ أتهم عقلي القاصر ـ لم أفهم من كلام هذه الأخت انها تنازع في جواز التعددولكنها تتكلم عن تعسف في استعمال هذا الحق وومتى عاد الحكم الشرعي الفرعي بالنقض على مقاصد الشرع لم يعمل به، ولذلك نظائر. بل إنها تقول بصريح اللفظ المرأة حين تعلم أن مهمة شريكتها هي إعلاء دين الله فإنها ستتقبل الأمر وترافقها في خندق الدعوة، ما نراه اليوم هو هدم للبيوت وسعي وراء الزواج من صغيرات السن والإغراق في الملذات وتشتيت الهموم والقذف بالأسر هنا وهناك، لست أعمم ولكنني أتحدث عن بلدي
على أننا لا نطالب بإلغاء الغيرة .. فهذا أمر مركوز في غرائز النساء .. لكن:لا تتحول هذه الغيرة إلى تعد وظلم .. واعتراض على حكم الله وشرعه
ومن ذا الذي يطالب بإلغائها؟ وهل يصح في الشرع أو العقل التكليف بذلك؟ محال!
والغيرة تحمل على الأمر العظيم.
ولا تفتؤ تتحدث عن الاعتراض على حكم الله، وإني سائلك ـ سؤال متعلم مسترشد علم الله ـ: كيف نوجه اعتراض فاطمة صلى الله على ابيها وعليها على زواج زوجها بغيرها؟ هل كانت ـ وحاشاها ـ ظالمة متعدية؟
أرجو ان يتسع صدرك لكلامي، ولايكن فيه حرج منه.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[01 - Jun-2009, مساء 03:31]ـ
شكرا لكم جميعا على تفاعلكم مع الموضوع
حيث ثبت بالدليل القاطع خطا هذا الشيخ في محاضرته وكان الاولى به استقراء تراجم جميع الصحابة رضي الله عنهم
قبل هذا التحدي المتسرع ومن شاء فليعدد بشروط ثلاثة ذكرها شيخنا العلامة ابن عثيمين رحمه الله
وهي القدرة البدنية والقدرة المادية والقدرة على العدل
ومن عجز فليصبر حتى يجعل الله له مخرجا
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[01 - Jun-2009, مساء 04:57]ـ
بارك الله فيكم .. لي تعقيب على جزئيتين:
/// ثبوت أن بعض الصحابة لم يكن له إلا زوجة واحدة، لا يُستدل به على بطلان قول القائل بأن الأصل التعدد .. فالاستثناء لا ينفي الأصل كما هو معلوم. وإنما يستدل به - فقط - على بطلان قول من يدعي أنه لم يكن من الصحابة من لم يُعدد!
/// ليست مكافحة العنوسة المقصد الوحيد من مقاصد التعدد! بل منه الإعفاف أيضا لمن قد لا تكفيه امرأة واحدة، ويخشى عليه من الوقوع في الزنى إن لم يتزوج بامرأة أخرى، فتنبهوا بارك الله فيكم! ولأن النصارى تعنتوا على أنفسهم ومنعوا التعدد الذي شرعه الله، فشت فيهم الخيانات الزوجية حتى أصبحت هي الأصل في بيوتهم في سائر بلاد العالم اليوم، فالحمد لله على نعمة الإسلام.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[01 - Jun-2009, مساء 05:09]ـ
قد قرات قديما كلاما جيدا لبعض اهل العلم بانه ليس الاصل التعدد
واستدل باية التعددنفسها حيث في اولها ((وان خفتم ان لاتقسطوا قي اليتامى قانكحوا ما طاب لكم من النساء)) الاية
فمن ياتي لنا بكلام هذا العالم واظنه بعض المفسرين رحمه الله
جزاكم الله خيرا
شكرالك يا با الفداء
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[01 - Jun-2009, مساء 05:12]ـ
والذي أراه هو ما تفضل به الفاضل أبو القاسم - وفقه الله - من كون الأمر على الإباحة، ولا يمكن الاستدلال على أي تأصيل في المسألة، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم معاذة]ــــــــ[01 - Jun-2009, مساء 05:26]ـ
/// ليست مكافحة العنوسة المقصد الوحيد من مقاصد التعدد! بل منه الإعفاف أيضا لمن قد لا تكفيه امرأة واحدة، ويخشى عليه من الوقوع في الزنى إن لم يتزوج بامرأة أخرى،.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل - في رأيي - أن الرجل المؤمن التقي الذي يخاف الله لن يلجأ إلى الزنى ولو لم يكن متزوجا؛ أما الرجل الفاجر فلن يملأ عينه سوى التراب.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[01 - Jun-2009, مساء 06:01]ـ
بل الرجل التقي القادر على الزواج الذي تحركه الشهوة - كسائر البشر - لن يجد إلا أن يلجأ للزواج! فإن لم تكفه واحدة فمن تقواه - أيضا - إن كان قادرا = أن يأخذ بالمزيد مما شرعه له ربه ليعف نفسه .. وهذه الثانية في حقه حينئذ حكمها كما كان حكم زواجه من الأولى، تدور ما بين الاستحباب والوجوب، وقد تكون له الأولى واجبة والثانية مستحبة إن كان قادرا، وكل بحسب حاله .. فتأملي بارك الله فيك.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[01 - Jun-2009, مساء 06:29]ـ
حيث ثبت بالدليل القاطع خطا هذا الشيخ في محاضرته وكان الاولى به استقراء تراجم جميع الصحابة رضي الله عنهم
/// الذي يظهر أنَّ هذا المحاضر إنَّما قال الكلام مبالغة واندفاعًا دون إعمال بحثٍ ولا فكر، ومثل هذا يحصل عند الارتجال في الكلام والاندفاع فيه دون رويَّةٍ ولا تفكُّر.
/// وقد سمعت مرَّةً أحدهم عندا ألقى كلمة في مناسبة من المناسبات =يقول في حماسته واندفاعه: هاتوا صحابي واحد بس زنى أوسرق أوأقيم عليه الحدُّ؟!
/// وهذه اللغة الحماسيَّة تطغى على الوعَّاظ والمناظرين أكثر من الفقهاء أوالمنظِّرين.
/// ولا أرى داعيًا للانشغال بمحاولة الرد على مثل هذه الأقوال علميًّا؛ لأنَّ فسادها ظاهرٌ بمثال أومثالين، بل الأولى أن ينصح المحاضر بإعادة النَّظر فيما قاله وقت اندفاعه.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[01 - Jun-2009, مساء 06:52]ـ
بارك الله فيكم .. ياشيخ عدنان لقد صدقت في قولك
وهذه اللغة الحماسيَّة تطغى على الوعَّاظ والمناظرين أكثر من الفقهاء أوالمنظِّرين.
بارك الله في الاخوة والاخوات جميعا
ـ[أم معاذة]ــــــــ[01 - Jun-2009, مساء 07:10]ـ
أنا لا أتكلم عن الزواج وإنما عن كون اللجوء إلى الزنى قد يكون سببه الحرمان من التعدد، فهذا هو قصدي بارك الله فيك.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[01 - Jun-2009, مساء 07:22]ـ
التقوى ليست على درجة واحدة في قلوب الخلق أيتها الفاضلة، وللشيطان خطوات وخطوات .. ولهذا قامت الشريعة المطهرة على سد الذرائع، وإلزام سائر المكلفين برهم وفاجرهم بتلك الشريعة على السواء. فمن خشي على نفسه الفتنة ولو كان أتقى الأتقياء فلم يجد إلا أن يتزوج من ثانية وثالثة وهو قادر ضابط للحقوق والواجبات = فلا أقول له ذلك، بل عليه بذلك! وليس الزنى والوقوع فيه بأبعد عن أحدنا منه عن برصيصا العابد، والحي لا تؤمن عليه الفتنة، نسأل الله السلامة!
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[01 - Jun-2009, مساء 11:25]ـ
ابو ذر الغفاري رضي الله عنه لم يذكر ان له غير زوجة واحدة
ـ[أم معاذة]ــــــــ[01 - Jun-2009, مساء 11:38]ـ
أيها الفاضل أنت ترد علي بما لا خلاف فيه بيننا، فأنا لست ضد التعدد وحاشا أن أكون كذلك، وإنما الجزئية التي خالفتك فيها هي أن نجعل من عدم التعدد سببا لارتكاب كبيرة الزنى، حضرتك ضربت مثالا ببرصيصا الراهب، فهل ورد أن برصيصا كان متزوجا؟ هذه نقطة، النقطة الثانية هي أن برصيصا الراهب لم يجتنب مواطن الفتنة ولهذا هلك؛ أرجو أن أكون قد وضحت فكرتي.
بارك الله في الجميع.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - Jun-2009, مساء 11:52]ـ
الأخ الحصني سدده الله تعالى .. المعذرة لن أرد عليك ..
وإن كان كل ما قلته يتطلب ردا .. لكني لا أكتمك ..
تكلمت بما فيه الكفاية ولا أحب تطويل النقاش ..
والقضية واضحة ليست بحاجة لهذه الجدالات المطولة
وما استدركته علي ليس بصحيح أخي الكريم ..
وربما أجيبك لاحقا على الخاص بخصوص ما استشكلته
والله الموفق
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[02 - Jun-2009, صباحاً 12:44]ـ
هي أن نجعل من عدم التعدد سببا لارتكاب كبيرة الزنى،
لم أقل هذا! إنما أردت أن من ذرائع الزنى ما لا يمكن سده في حق كثير من الصالحين الأتقياء المتزوجين من واحدة، إلا بالتعدد .. فأرجو أن يكون القصد قد اتضح.
أما برصيصا فما ذكرته إلا لأبين لك أن أعبد الناس وأتقاهم قد ينقلب حاله في لحظة من فتنة النساء! فسبيل التحصن من تلك الفتنة التي هي أضر الفتن على الرجال بإطلاق = قد لا يكون في حق كثير من هؤلاء الأتقياء الصالحين إلا بالتعدد، فتأملي القصد بروية أكرمك الله.
ـ[الحافظة]ــــــــ[02 - Jun-2009, صباحاً 01:27]ـ
بارك الله فيكم وزادكم من فضله على هذا الموضوع القيم والإضافات القيمة وجعلها الله في ميزان حسناتكم
.... أغلب الصحابة رضوان الله عليهم عددوا لحرصهم على الخير ....
فياأسفاه على ذاك الزمان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[02 - Jun-2009, صباحاً 05:39]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو فيصل الحضني]ــــــــ[02 - Jun-2009, صباحاً 06:35]ـ
الأخ الحصني سدده الله تعالى .. المعذرة لن أرد عليك ..
وإن كان كل ما قلته يتطلب ردا .. لكني لا أكتمك ..
تكلمت بما فيه الكفاية ولا أحب تطويل النقاش ..
والقضية واضحة ليست بحاجة لهذه الجدالات المطولة
وما استدركته علي ليس بصحيح أخي الكريم ..
وربما أجيبك لاحقا على الخاص بخصوص ما استشكلته
والله الموفق
أخي أبا القاسم. جزاك الله خيرا،ولكني أكره ان تخصني دون اخواني بشيء من العلم حول هذا الإشكال، وقد قال مالك رحمه الله تعالى: (لن يهلك هذا العلم حتى يكون سرا).فانفعنا بما عندك على هذه الصفحة لتعم الفائدة وتحسن العائدة وأدام الله علينا عليكم العافية.
ـ[زبيدة 5]ــــــــ[02 - Jun-2009, صباحاً 08:19]ـ
إذا كان هناك عوانس في مجتمع ما، فهذا خلل اجتماعي خطير تجب معالجته بمقاربة دقيقة خصوصا إذا تحول إلى ظاهرة، هناك أستاذي المحترم (عوانس) بين الذكور لا يتحدث عنهم أحد، وإذا كان هناك ميسور بإمكانه فتح بيت ثان لتكون تحته زوجة ثانية فهناك من العزاب من تقطعه الفاحشة وتهلك دينه وليس لديه زوجة أصلا، ألا يجدر بمن له القدرة أن يعين هذا الشاب على العفاف والإحصان ويفتح بيتا جديدا من أن يؤذي زوجته ويفتح بيتا ثانيا؟
ـ[زبيدة 5]ــــــــ[02 - Jun-2009, صباحاً 08:37]ـ
كنت أدرس الشباب بدولة أوربية وسألوني مرة عن التعدد، ووجدت أن لديهم أفكارا مغلوطة إلى حد كبير، ذهبت إلى مكتبة المركز الإسلامي وعكفت باحثة عن ما أجيبهم به، فلم تقنعني تلك الأقوال التي تكررت في مداخلة أحد الإخوة عن الخوف من الزنا والانزلاق إلى الفاحشة وتساءلت في نفسي إن كان الزواج الذي هو الميثاق الغليظ أضعف من أن ينهار بسبب أن الرجل له قوة جنسية أو يخشى الزنا الخ ... قلت مرة أخرى هل الأمر بهذه الهشاشة؟ ماذا إذن عن الأعزب الذي أمر بالصوم وغض البصر وهو لم يتزوج أصلا ... ومما وجدت من البلوى قولهم أن الرجل إذا حاضت زوجته يحتاج لقضاء شهوته وبالتالي يتزوج! يا إلهي؟ ماذا لو تصادف أن حاضت الإثنتان؟ ... استجمعت قناعاتي وهرعت إلى عالم من السعودية فكرر على مسامعي ما قرأته ... وظل هذا الموضوع يؤرقني لأنني مقتنعة بداخلي أن ديننا عظيم وأنه أعز المرأة ولم يجعل أذيتها بهذه السهولة، وعندما قرأت قصة زواج بنت رسول الله الله صلى الله عليه وسلم فهمت أنه صلى الله عليه وسلم تزوج لإعلاء كلمة الله كما ذكر أحد الفضلاء، واقتنعت أن هذا ما جعل التعدد لأجله وحينها ستقبل به المرأة بالأحضان لأنه سيكون طريقها إلى الجنة.
ـ[زبيدة 5]ــــــــ[02 - Jun-2009, صباحاً 08:46]ـ
ربما يكون هناك من يقول لي أن نقاشك ليس علميا أو ليس لديك ما هو من صميم مهمة العلماء ... الخ، أنا طويلبة علم أريد أن أناقش وأفهم، وربما لو بزغت فقيهات كثيرات في ما مضى وظهرت لهن مدارس فقهية جلية لكانت لدينا آراء أخرى للنساء في قضية تهمهن.
على الأقل في بلدي حيث توزع موانع الحمل في بعض الثانويات على الشباب وتنتشر الفاحشة للأسف في كل مكان انتقاما من البلد الذي كان يوما مفتاح النور إلى أوربا، لا أتخيل أن ينشغل الأب عن تربية أبنائه بزوجة أخرى وأبناء آخرين لحظة واحدة، والواقع لدينا أن الكثير من الأسر انحرف أبناؤها لهذا السبب كما ينحرف أبناء الطلاق، كان المجتمع النبوي العظيم البيت الثاني لفلذات الأكباد ... فلمن يترك الأب تربية أبنائه وحجته أن طاقته الجنسية فائرة؟ هل أبناؤه المراهقين أقل فورانا منه؟
ـ[زبيدة 5]ــــــــ[02 - Jun-2009, صباحاً 08:53]ـ
أستاذي الفاضل: أبو القاسم
الإعفاف أيضا لمن قد لا تكفيه امرأة واحدة
أرجوكم أريد أن أعلم من قال بهذا من الصحابة الأجلاء رضي الله عنهم ... هل كسر نفسية المرأة بهذا اليسر والسهولة؟ هل المرأة المنكسرة تحقق المودة والرحمة؟
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[02 - Jun-2009, صباحاً 08:56]ـ
يا اخت زبيدة اسباب التعدد لا تنحصر في الخوف من الزنا والزواج من واحدة كذلك لا تنحصر اسبابه بالخوف من الزنا
ـ[زبيدة 5]ــــــــ[02 - Jun-2009, صباحاً 08:59]ـ
أفلا يكون من التراحم والتكافل الذي هو من مقاصد هذا الدين العظيم أن تضحي إحداكن .. بشيء من الأنانية الفردية .. مقابل مصلحة الجماعة
مصلحة الجماعة في تزويج العزاب وإحصانهم، والأنانية الكبرى في أخذ حقوقهم وإغلاق الباب أمامهم ... حين رفضت فاطمة رضي الله عنها وأرضاها أن يتزوج عليها علي رضي الله عنه، هل تصفها بالأنانية؟ حاشا لله، حتى أن أباها صلى الله عليه وسلم شعر بمعاناتها وقام خطيبا ناهيا ومكررا النهي، ولكن من يرحم ابنته اليوم أو زوجته ويمنع عنها رجلا يتركها بحجة أن طاقته فائرة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زبيدة 5]ــــــــ[02 - Jun-2009, صباحاً 09:25]ـ
تأملت في زواج سيدنا ابراهيم عليه السلام من هاجر ولم تكن سارة ولودا فوجدت أنه زواج لإعلاء كلمة الله، ولولا ذلك الزواج المبارك لما كانت تلك البئر المعنوية التي فاضت بالنور على البشرية بأسرها ... هل نرى زيجات لأجل إعلاء كلمة الله؟ يا مرحبا.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[02 - Jun-2009, صباحاً 09:29]ـ
أختي زبيدة .. وفقك الله .. كلامك عموميات لا يصلح للنقاش العلمي بارك الله فيك
ولاريب أنه غير صحيح .. وأنت بحكم كونك أنثى فقد غاب عنك طبيعة الرجل
كما غاب عنك أنه ليس كل شيء لابد من درك حكمة الله فيه .. فقد غابت عنك أشياء كثيرة
وكلامك الذي قلتيه لا يليق أن يصدر عن مؤمنة تعرف ربها وشريعته ..
فأدعوك لمراجعة نفسك ..
وقد كررت مسألة يؤذي زوجته .. وأقول لك من جديد: الله تعالى وهو الخبير العليم بهذه الجزئية وغيرها
هو من شرع الزواج .. وحاصل كلامك التقبيح لمسألة التعدد .. والتشنيع على فاعلها بأنه مؤذ .. لا غير
أرجو أن تتكلمي كلاما علميا واضحا مؤصلا دون هذه الأمور العامة المشوشة ..
ولقائل أن يعترض على حدود الله بمثل ما تفعلين فيقول: الإسلام دين التسامح .. فلماذا قطع اليد للسارق؟!
لماذا يرجم الزاني المحصن بهذه القتلة الشنيعة التي ظاهرها مخالفة سماحة الإسلام!!؟
ما ردك على هذا القائل؟
يتبع
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[02 - Jun-2009, صباحاً 09:44]ـ
وظل هذا الموضوع يؤرقني لأنني مقتنعة بداخلي أن ديننا عظيم وأنه أعز المرأة ولم يجعل أذيتها بهذه السهولة، وعندما قرأت قصة زواج بنت رسول الله الله صلى الله عليه وسلم فهمت أنه صلى الله عليه وسلم تزوج لإعلاء كلمة الله كما ذكر أحد الفضلاء، واقتنعت أن هذا ما جعل التعدد لأجله وحينها ستقبل به المرأة بالأحضان لأنه سيكون طريقها إلى الجنة.
-اشتمل هذا على مغالطات كثيرة .. غفر الله لك
1 - أما الأذية .. فهي أذية محتملة في مقابل دفع مفسدة أكبر .. سواء عقلتيها أو لم تعقليها .. ولا ينبغي أن يكون الهدف محاولة الكشف عن حِكم الله تعالى .. بل دأب المؤمنين في مثل هذه المواطن "سمعنا وأطعنا" فهمنا الحكمة أو لم نفهمها
وقد تقدمت الإشارة إلى أن هذه دار ابتلاء وكبد وجهاد .. والجهاد في سبيل الله يورث الدماء والأشلاء ومع هذا استصغر الله هذا مقابل الهدف الأسمى فقال "لن يضروكم إلا أذى" ومن جهاد المرأة أن تصبر على زوجها إذا هو أراد ضم أخت لها معها ..
2 - ولو خيرت كل زوجة زوجات الرسول بأن يتزوج معهن أو ينفرد بها لاختارت الثانية .. وعلى كلامك فقد آذاها وفرط بالميثاق الغليظ-حاشاه بأبي هو وأمي- .. لأن الواقع من استقراء غيرتهن أن كل واحدة كأي فتاة ترغب أن لو استأثرت به لاسيما وهو سيد ولد آدم .. (انظري حديث غارت أمكم مثالا)
أما قولك بأنه تزوجهن إعلاء لكلمة الله .. فهذا أولا -شرط ليس في كتاب الله ولا سنة رسول الله .. وإنما هو تصور من عندك لتخريج الأمر بطريقة تستسيغينها .. بدليل أن عائشة وغيرها لم تستقبل زوجاته الأخريات بالأحضان بل كان بينهن من المناكفات ما الله به عليم .. حتى سجل الله بعضا منها في كتابه .. فهل تزايدين يا أخية على أمهات المؤمنين؟ .. هذا غير متصور ولا مقبول
.. والله إذا أحل أمرا .. وأباحه .. فلا يجوز وضع قواعد لا أصل لها في الدين لإباحة هذا الأمر .. ولقائل أن يقول إنني أتزوج بالثانية .. لأنجب أولادا مجاهدين أكثر بهم سواد الأمة المحمدية .. أو أعفف نفسي وأخمد نار شهوتي بحكم طبيعتي .. أو غير ذلك من المقاصد .. وكلها مقاصد شرعية ..
ولو لم يكن له هدف سوى أنه يريد التمتع بما أباحه الله .. لم يجز أن يعترض عليه اعتراضا شرعيا .. مادام أنه ملتزم بالعدل وحسن العشرة بالمعروف
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[02 - Jun-2009, صباحاً 09:50]ـ
أفلا يكون من التراحم والتكافل الذي هو من مقاصد هذا الدين العظيم أن تضحي إحداكن .. بشيء من الأنانية الفردية .. مقابل مصلحة الجماعة
مصلحة الجماعة في تزويج العزاب وإحصانهم، والأنانية الكبرى في أخذ حقوقهم وإغلاق الباب أمامهم ... حين رفضت فاطمة رضي الله عنها وأرضاها أن يتزوج عليها علي رضي الله عنه، هل تصفها بالأنانية؟ حاشا لله، حتى أن أباها صلى الله عليه وسلم شعر بمعاناتها وقام خطيبا ناهيا ومكررا النهي، ولكن من يرحم ابنته اليوم أو زوجته ويمنع عنها رجلا يتركها بحجة أن طاقته فائرة؟
كلامك بالطبع يخالف ما عليه عامة العلماء .. وهو مجرد رأي شخصي ربما تأثرت بسبب تجربة قريبة تعرفينها أو بسبب الإعلام .. أو بسبب تعاملك مع الثقافة الغربية ..
فقصة فاطمة رضي الله عنها .. تقدمت الإشارة إليها وبيان أسبابها .. ثم إن مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وخصوصيته يجعل تزويج بنت مع بنته .. فيه ما فيه .. فكيف وهي بنت عدو الله .. وهذا هو السبب الرئيس أصلا ... فلا تدفعي النصوص المحكمة الواضحة البينة والسنة المتبعة في هدي رسول الله وكثير من أصحابه بمثل هذه الأقاويل ..
وإلا فحاصل كلامك أنه لم يعبأ بمعاناة عائشة رضي الله عنها حين جمع إليها .. لا أقول واحدة .. بل ثماني زوجات! .. فهل تقولين إن رسول الله يأبه لشعور بنته دون شعور بنت الصدّيق؟
أرجو منك الكفّ عن هذا الجدال والاستغفار لله عز وجل ..
والله المستعان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[02 - Jun-2009, صباحاً 10:15]ـ
[ quote= أبو القاسم;234859]
باركك الرب يا أخي أبا القاسم ولا زلت موفقا ..... وبعد:
لم يسعفني قصور فهمي بإدراك كون سؤال الأخت يتضمن الاعتراض على حكم الله، أرأيت لو أن امرأة اشترطت على زوجها ألا يتزوج عليها، هل كان يجوز له ـ في حكم الله وحكم المروءة ـ ألا يفي لها بشرطها؟ اللهم لا!
( ... وإن أحق الشروط أن توفوا به ما استحللتم به الفروج)
قد تقول:هذه مسألة قد اختلفت فيها انظار العلماء، فمنهم من من ألزمه بالوفاء ومنهم من استحبه له،ومنهم من أجاز له عدم الوفاء!
وقد علمت ـ أيها الموفق ـ أنه متى جاءك امرفيه اختلاف بين أصحاب رسول الله ـ بله من دونهم ـ نظرت في الراي الذي هو أقرب الى أصول الديانة،و ألصق بروح الشريعة، و اكرم في مذاهب المروءة، فاتخذته لك رائدا، ثم لا عليك بعد ذلك من كثرة المخالفين، ولا تسؤك قلة الموافقين.
ولي في الكلام على الشروط راي لا يسعني في هذا المقام إيراده.
وهذا منك أيضا كلام لا يتسق مع قولك: (1 - هل يوجد زواج بثانية لايؤذي الأولى؟ .. هذا أشبه بالخيال ... )
أنا ـ أتهم عقلي القاصر ـ لم أفهم من كلام هذه الأخت انها تنازع في جواز التعددولكنها تتكلم عن تعسف في استعمال هذا الحق وومتى عاد الحكم الشرعي الفرعي بالنقض على مقاصد الشرع لم يعمل به، ولذلك نظائر. بل إنها تقول بصريح اللفظ
ومن ذا الذي يطالب بإلغائها؟ وهل يصح في الشرع أو العقل التكليف بذلك؟ محال!
والغيرة تحمل على الأمر العظيم.
ولا تفتؤ تتحدث عن الاعتراض على حكم الله، وإني سائلك ـ سؤال متعلم مسترشد علم الله ـ: كيف نوجه اعتراض فاطمة صلى الله على ابيها وعليها على زواج زوجها بغيرها؟ هل كانت ـ وحاشاها ـ ظالمة متعدية؟
أرجو ان يتسع صدرك لكلامي، ولايكن فيه حرج منه.
أولا-أرد عليك أخي الفاضل هنا استجابة لطلبك وإن كنت كارها له والله المستعان
ثانيا-لايحسن أن تقول باركك الرب .. لأنها طريقة نصرانية في الدعاء وهي أشبه بالشعار والأولى اجتنابها .. والله أعلم
ثالثا-قولك متى اختلف الصحابة .. إلخ .. هذا ليس على إطلاقه .. بل النظر في قوة الأدلة نفسها ومورد كل فريق فيها هو الأصل في الترجيح ولا بأس من استصحاب مقاصد الشريعة وكلياتها بعد ذلك .. والخلاصة أن هذا مورد خلاف ومحل نزاع فلا يجوز الاحتجاج به
وعلى التسليم بأنه يجب عليه الوفاء .. فليس فيه دليل أصلا ..
لأن الأخت شنعت على التعدد من أجل علة الأذية .. وقالت بالحرف
إذا كان الزواج من امرأة أخرى يؤذي الزوجة الأولى، فإلى أي حد يمكنني تحقيق السكن والمودة مع رجل آذاني؟
تأمل كيف اشتمل ذلك على ضرب كتاب الله بعضه ببعض .. فإن الله تعالى قرر أن الزواج مودة وسكن وجعله من آياته .. وعارضت به التعدد لكون الأذية بدعواها لا يمكن أن تجتمع مع المودة والسكن؟ .. فهذا وجه الاعتراض الذي أنكرته يا أخي المكرم
وأختم بأن الأخت لم تتكلم عن استغلال سيء لمسألة التعدد إلا إذا كان هذا خفيا في بواطن الكلام التي لا ترى بالعين المجردة .. وأما فاطمة رضي الله عنها .. فقد أجاب العلماء عن ذلك .. بل منطوق الحديث يدل عليه .. إنني كمسلم لا أستسيغ أن يتزوج زوج ابنتي ابنة عدوي المسلم .. فكيف بالكافر المستعلن بالكفر والشرك؟ ..
والله الموفق
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[02 - Jun-2009, صباحاً 10:30]ـ
أستاذي الفاضل: أبو القاسم
الإعفاف أيضا لمن قد لا تكفيه امرأة واحدة
أرجوكم أريد أن أعلم من قال بهذا من الصحابة الأجلاء رضي الله عنهم ... هل كسر نفسية المرأة بهذا اليسر والسهولة؟ هل المرأة المنكسرة تحقق المودة والرحمة؟
نعم هذا وارد .. ولكن خفي عليك طبيعة الرجل وأن الإعفاف قد لا يتحقق عند بعض الرجال إلا بأن يكون ذا ثانية أو ثالثة
فهذا سيد ولد آدم .. كان يأتي نساءه كلهن في ليلة واحدة .. لأنه كان بأبي هو وأمي قويا
وكذلك بعض الرجال لديهم من القوة الجسمانية ما لو اكتفوا به بواحدة لكان ذلك مظنة وقوع الحرام منهم .. وهذا أمر معروف نفسيا وطبيا .. ولا يقال فيه: من قال من الصحابة؟!
إذ مناط المسألة على تفاوت قوة الرجال وشبقهم الجنسي ..
ولكن قولي:ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير
وقولي: وهو أحكم الحاكمين
وامتثلي: ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل ألئك كان عنه مسؤولا
وقولي: لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ..
وكان في الشرائع السابقة .. لا حد للتعدد ..
وهو معروف من القدم كما لا يخفى .. والإسلام جاء بشرعة تحديده بما لايزيد عن أربع ..
ولهذا حين جادلني بعض النصارى مستنكرا مسألة التعدد .. نقلت له من التوراة عن الأنبياء الذين يؤمن بهم كداود وسليمان وغيرهما ما يفيد أن لهم عشرات الزوجات ..
أتمنى منك التوقف عن الجدال .. وأسأل الله لي ولك أن نكون وقافين عند حدوده .. غير خائضين في شرعه بما تهواه الأنفس .. نعم الغيراء معذورة في غيرتها .. لكنها غير معذورة في الاستدراك على الشريعة بمثل هذه الأقاويل .. لأن الشريعة جاءت بمقاصد عريضة وأحكام جليلة .. ليس كل أحد يعب حِكمها وآثارها ومنافعها
أما إساءة استغلال التعدد على حساب أمور هي أولى ونحو ذلك ..
فهذا شيء آخر .. لا نقره ولا نوافقه وصاحبه يأثم بحسب تجاوزه ..
لكني أتكلم عن أصل الشرعة التي نص الله عليها في سورة النساء
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[02 - Jun-2009, صباحاً 10:43]ـ
أخي الحضني واضح من تعليقك أنك لم تفهم كلامي كما أردته ..
والله المستعان ..
لقد تعبت أخي .. من الجدال
والسلام عليكم
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[02 - Jun-2009, صباحاً 11:06]ـ
حرر
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[02 - Jun-2009, صباحاً 11:26]ـ
أختي زبيدة .. الله يبارك فيك ..
بداية أذكرك بالحديث: (لا يبلغ العبد حقيقة الإيمان حتى يحب للناس ما يحب لنفسه من الخير)
ثم أدعوك لقراءة كتاب فقه السنة لسيد سابق (بخصوص رفض الرسول صلى الله عليه وسلم زواج علي على ابنته رضي الله عنهما).
وكذلك أدعوك لقراءة كلام سيد قطب رحمه الله حول آية التعدد في سورة النساء.
**
ثم لا تنسي القاعدة الفقهية: (يتحمل الضرر الخاص بدفع الضرر العام) ولا يعقل إهدار مصلحة تحصل لعامة الناس من أجل شخص واحد أو فئة قليلة من الناس، على أن هذا (الشخص) لا يتضرر بـ (ترجيح) مصلحة الجماعة عليه لدخوله غالبا فيهم، وتعدد الزوجات، قد يكون ضرورة ومصلحة للرجال والنساء على حدٍّ سواء في بعض الحالات. ولن يعدم الخير رجل عدّد ابتغاء وجه الله عز وجل في تحقيق مصلحة قد لا يكون مضطراً إليها لاكتفائه؛ إلا أنه وضع في حسبانه المصالح العامة التي تخدم الأمة على المدى القريب والبعيد، وما من شك في أن الخير كل الخير فيما شرعه الحكيم الخبير، وستظهر لنا الحكمة من تعدد الزوجات ولو بعد حين، وستظل عقولنا قاصرة عن تلمس الحكم من هذا التشريع الحكيم ما دمنا نخضعها لأهوائنا وعواطفنا، ونغمض أعيننا عن المصالح المترتبة عليه. وهي مصالح تجري على كل الأمم، من: قضاء على الرذيلة وستر عورة، وكفالة أيتام في حجر أرملة، وتكثير أمة محمد صلى الله عليه وسلم. و كسر شوكة الأعداء وذلك لأن التعدد من مظاهر التكاتف والتراحم والقوة في المسلمين، وغيرها من المصالح ..
أختي الكريمة قارني بين المصالح المترتبة على تعدد الزوجات أو لنقل المفاسد المترتبة على منعه، وبين ما تصاب به المرأة من الأذية من زواج زوجها بغيرها .. مجرد (أذية) تختلف درجاتها من امراة إلى أخرى وهي حاصلة بسبب الغيرة والغيرة طبيعة في المراة ولن يتوقف التشريع عليها بطبيعة الحال. ويمكن للمراة أن تتجنبها فيما لو صبرت وأذعنت لحكم ربها. وأضف إلى ذلك أن أمهات المؤمنين قد عانين من الغيرة وصدرت من بعضهن أفعالا بفعل الغيرة استنكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك لم نرَ منهن اعتراضا على حكم الله عز وجل بإباحة التعدد، بل ونهى الرسول صلى الله عليه وسلم أن تسأل المراة طلاق ضرتها!
ومسالة أن الغني الذي يريد التعدد، فالأولى له أن يتبرع بماله لفقير يتزوج به، فالرسول صلى الله عليه وسلم حين جاءته امراة تهب نفسها له، فقام رجل وقال زوجنيها ولم يكن يملك إلا إزاره فأمره الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يلتمس خاتما ولو من حديد، في حين كان في مجلسه أغنياء الصحابة، فلم يأمر أحدهم بان يعطي هذا الرجل من ماله ليتزوج به!
فهل تريدين أن نأمر الغني بأن يصرف النظر عن التعدد ويهب ماله وسكنه لرجل لا يملك بيتا ولا مالا حتى يتزوج به!
مجرد تساؤل!:
عن سر عدم وجود هذه النظرة أو هذا التخوف الشديد من ” تعدد الزوجات“ في العصور المتقدمة سواء من الرجال أو النساء?! يدلنا على ذلك قلة المؤلفات في هذا الجانب، وعلى حسب علمي لم يكن هناك معارضة لهذا التشريع، في اعتقادي أن السر يكمن في درجة الإيمان عندهم، وتعظيم المشرِّع بالتسليم لشرعه والانقياد له بالطاعة دون اعتراض أو انتصار للنفس والهوى، وكذلك لقرب تلك العصور من عصر النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام والتابعين لهم، فكان الاقتداء بهم فضيلة يحرص عليها الناس ويتسابقون إليها. أضف إلى هذا ما كانت تنعم به بلاد المسلمين من وحدة وتماسك والضرب بيد من حديد على من يتجرأ بنشر أفكاره الخبيثة أو يسعى إلى تشكيك المسلمين بعقيدتهم.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[02 - Jun-2009, صباحاً 11:30]ـ
أختي الأمل الراحل .. أحسنت وأجدت .. وكفيت ووفيت
بارك الله فيك وأثابك على حسن البيان والاستدلال
ـ[أبو فيصل الحضني]ــــــــ[02 - Jun-2009, صباحاً 11:40]ـ
الأخ الحصني سدده الله تعالى .. المعذرة لن أرد عليك ..
وإن كان كل ما قلته يتطلب ردا .. لكني لا أكتمك ..
تكلمت بما فيه الكفاية ولا أحب تطويل النقاش ..
والقضية واضحة ليست بحاجة لهذه الجدالات المطولة
أخي الحضني واضح من تعليقك أنك لم تفهم كلامي كما أردته ..
والله المستعان ..
لقد تعبت أخي .. من الجدال
أولا-أرد عليك أخي الفاضل هنا استجابة لطلبك وإن كنت كارها له والله المستعان
غفر الله يا هذا. تأمل "افتتاحية""ردودك"علي. أراك تنشط لجواب غيري ما لا تنشط لجوابي،فهل هو"موقف"لك مني؟ لم؟؟؟
مهما يكن الجواب، فإنني لا أرى ما يرغمك على اجابتي بمثل هذه "الإفتتاحيات"،فسكوت بحلم خير من جواب بظلم. والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[03 - Jun-2009, صباحاً 12:40]ـ
ليس الأمر كذلك يا أخي المكرم أبا فيصل .. إنما أنشط للرد على الأخت الفاضلة زبيدة صاحبة الإشكال ..
أما الحوارات الجانبية المتعلقة بها فتشتت الحوار وتطيله .. دون كبير جدوى ..
ولست أحمل تجاهك إلا الأخوة والحب والتقدير .. لا كما ظننت غفر الله لك
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[03 - Jun-2009, صباحاً 12:55]ـ
بما ان الموضوع له علاقة بالتعدد وقد خاض فيه كثير من الاخوة والاخوات هنا احببت نقل هذه الفتوى النافعة
حكم تعدد الزوجات والحكمة منه
كانت عندي رغبة حقيقية في الإسلام. وقد زرت هذا الموقع لأتعرف على كيفية الدخول في هذا الدين. وبينا أنا أتصفح الموقع، تعرفت على أمور كثيرة متعلقة بهذا الدين لم أكن أعرفها من قبل. وهذه الأمور شوشت علي، وربما أوصلتني إلى مرحلة العدول عن الدخول في الإسلام. أنا آسف لأني أشعر بذلك، لكنها الحقيقة. وأحد الأمور التي أزعجتني هو تعدد الزوجات، فأنا أريد أن أعرف أين ورد ذلك في القرآن، أرجو أن تقدم لي إرشادات تمكنني من العيش وفق تلك الصورة دون أن أفقد صوابي.
الحمد لله
فإن الله قد ختم الرسالة بدين الإسلام الذي أخبر سبحانه بأنه لا يقبل ديناً غيره فقال: (إن الدين عند الله الإسلام ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) آل عمران/85.
وتراجعك عن دين الإسلام يعتبر خسارة لك وفقدٌ للسعادة التي كانت تنتظرك لو أنك دخلت في الإسلام.
فعليك بالمبادرة بالدخول في الإسلام، وإياك والتأخير فقد يؤدي بك التأخير إلى ما لا تُحمد عقباه ...
وأما ما ذكرت من أن السبب في تراجعك عن الإسلام هو تعدد الزوجات، فإليك أولاً حكم التعدد في الإسلام ثم الحِكَم والغايات المحمودة من التعدد ...
أولاً: حُكم التعدد في الإسلام:
- النص الشرعي في إباحة التعدد:
قال الله تعالى في كتابه العزيز: (وإن خفتم ألا تُقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا) النساء/3.
فهذا نص في إباحة التعدد فقد أفادت الآية الكريمة إباحته، فللرجل في شريعة الإسلام أن يتزوج واحدة أو اثنتين أو ثلاثاً أو أربعاً، بأن يكون له في وقت واحد هذا العدد من الزوجات، ولا يجوز له الزيادة على الأربع، وبهذا قال المفسرون والفقهاء، وأجمع عليه المسلمون ولا خلاف فيه.
وليُعلم بأن التعدد له شروط:
أولاً: العدل
لقوله تعالى: (فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة) النساء/3، أفادت هذه الآية الكريمة أن العدل شرط لإباحة التعدد، فإذا خاف الرجل من عدم العدل بين زوجاته إذا تزوج أكثر من واحدة، كان محظوراً عليه الزواج بأكثر من واحدة. والمقصود بالعدل المطلوب من الرجل لإباحة التعدد له، هو التسوية بين زوجاته في النفقة والكسوة والمبيت ونحو ذلك من الأمور المادية مما يكون في مقدوره واستطاعته.
وأما العدل في المحبة فغير مكلف بها، ولا مطالب بها لأنه لا يستطيعها، وهذا هو معنى قوله تعالى: (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم) النساء/129
ثانياً: القدرة على الإنفاق على الزوجات:
والدليل على هذا الشرط قوله تعالى: (وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يغنيهم الله من فضله) النور/33. فقد أمر الله في هذه الآية الكريمة من يقدر على النكاح ولا يجده بأي وجه تعذر أن يستعفف، ومن وجوه تعذر النكاح: من لا يجد ما ينكح به من مهر، ولا قدرة له على الإنفاق على زوجته ". المفصل في أحكام المرأة ج6 ص286
ثانياً: الحكمة من إباحة التعدد:
1 - التعدد سبب لتكثير الأمة، ومعلوم أنه لا تحصل الكثرة إلا بالزواج. وما يحصل من كثرة النسل من جراء تعدد الزوجات أكثر مما يحصل بزوجة واحدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومعلوم لدى العقلاء أن زيادة عدد السكان سبب في تقوية الأمة، وزيادة الأيدي العاملة فيها مما يسبب ارتفاع الاقتصاد – لو أحسن القادة تدبير أمور الدولة والانتفاع من مواردها كما ينبغي – ودع عنك أقاويل الذين يزعمون أن تكثير البشرية خطر على موارد الأرض وأنها لا تكفيهم فإن الله الحكيم الذي شرع التعدد قد تكفّل برزق العباد وجعل في الأرض ما يغنيهم وزيادة وما يحصل من النقص فهو من ظلم الإدارات والحكومات والأفراد وسوء التدبير، وانظر إلى الصين مثلاً أكبر دولة في العالم من حيث تعداد السكان، وتعتبر من أقوى دول العالم بل ويُحسب لها ألف حساب، كما أنها من الدول الصناعية الكبرى. فمن ذا الذي يفكر بغزو الصين ويجرؤ على ذلك يا ترى؟ ولماذا؟
2 - تبين من خلال الإحصائيات أن عدد النساء أكثر من الرجال، فلو أن كل رجل تزوج امرأةً واحدة فهذا يعني أن من النساء من ستبقى بلا زوج، مما يعود بالضرر عليها وعلى المجتمع:
أما الضرر الذي سيلحقها فهو أنها لن تجد لها زوجاً يقوم على مصالحها، ويوفر لها المسكن والمعاش، ويحصنها من الشهوات المحرمة، وترزق منه بأولاد تقرُّ بهم عينها، مما قد يؤدي بها إلى الانحراف والضياع إلا من رحم ربك.
وأما الضرر العائد على المجتمع فمعلوم أن هذه المرأة التي ستجلس بلا زوج، قد تنحرف عن الجادة وتسلك طرق الغواية والرذيلة، فتقع في مستنقع الزنا والدعارة - نسأل الله السلامة – مما يؤدي إلى انتشار الفاحشة فتظهر الأمراض الفتاكة من الإيدز وغيره من الأمراض المستعصية المعدية التي لا يوجد لها علاج، وتتفكك الأسر، ويولد أولاد مجهولي الهوية، لا يَعرفون من أبوهم؟
فلا يجدون يداً حانية تعطف عليهم، ولا عقلاً سديداً يُحسن تربيتهم، فإذا خرجوا إلى الحياة وعرفوا حقيقتهم وأنهم أولاد زنا فينعكس ذلك على سلوكهم، ويكونون عرضة للانحراف والضياع، بل وسينقمون على مجتمعاتهم، ومن يدري فربما يكونون معاول الهدم لبلادهم، وقادة للعصابات المنحرفة، كما هو الحال في كثير من دول العالم.
3 - الرجال عرضة للحوادث التي قد تودي بحياتهم، لأنهم يعملون في المهن الشاقة، وهم جنود المعارك، فاحتمال الوفاة في صفوفهم أكثر منه في صفوف النساء، وهذا من أسباب ارتفاع معدل العنوسة في صفوف النساء، والحل الوحيد للقضاء على هذه المشكلة هو التعدد.
4 - من الرجال من يكون قوي الشهوة، ولا تكفيه امرأة واحدة، ولو سُدَّ الباب عليه وقيل له لا يُسمح لك إلا بامرأة واحدة لوقع في المشقة الشديدة، وربما صرف شهوته بطريقة محرمة.
أضف إلى ذلك أن المرأة تحيض كل شهر وإذا ولدت قعدت أربعين يوماً في دم النفاس فلا يستطيع الرجل جماع زوجته، لأن الجماع في الحيض أو النفاس محرم، وقد ثبت ضرره طبياً. فأُبيح التعدد عند القدرة على العدل.
5 - التعدد ليس في دين الإسلام فقط بل كان معروفاً عند الأمم السابقة، وكان بعض الأنبياء متزوجاً بأكثر من امرأة، فهذا نبي الله سليمان كان له تسعون امرأة، وقد أسلم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم رجال بعضهم كان متزوجاً بثمان نساء، وبعضهم بخمس فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بإبقاء أربع نساء وطلاق البقية.
6 - " قد تكون الزوجة عقيمة أو لا تفي بحاجة الزوج أو لا يمكن معاشرتها لمرضها، والزوج يتطلع إلى الذرية وهو تطلع مشروع، ويريد ممارسة الحياة الزوجية الجنسية وهو شيء مباح، ولا سبيل إلا بالزواج بأخرى، فمن العدل والإنصاف والخير للزوجة نفسها أن ترضى بالبقاء زوجة، وأن يسمح للرجل بالزواج بأخرى.
7 - وقد تكون المرأة من أقارب الرجل ولا معيل لها، وهي غير متزوجة، أو أرملة مات زوجها، ويرى هذا الرجل أن من أحسن الإحسان لها أن يضمها إلى بيته زوجة مع زوجته الأولى، فيجمع لها بين الإعفاف والإنفاق عليها، وهذا خير لها من تركها وحيدة ويكتفي بالإنفاق عليها.
8 - هناك مصالح مشروعة تدعو إلى الأخذ بالتعدد: كالحاجة إلى توثيق روابط بين عائلتين، أو توثيق الروابط بين رئيس وبعض أفراد رعيته أو جماعته، ويرى أن مما يحقق هذا الغرض هو المصاهرة – أي الزواج – وإن ترتب عليه تعدد الزوجات.
اعتراض:
قد يعترض البعض ويقول: إن في تعدد الزوجات وجود الضرائر في البيت الواحد، وما ينشأ عن ذلك من منافسات وعداوات بين الضرائر تنعكس على من في البيت من زوج وأولاد وغيرهم، و هذا ضرر، والضرر يزال، ولا سبيل إلى منعه إلا بمنع تعدد الزوجات.
دفع الاعتراض:
والجواب: أن النزاع في العائلة قد يقع بوجود زوجة واحدة، وقد لا يقع مع وجود أكثر من زوجة واحدة كما هو المشاهد، وحتى لو سلمنا باحتمال النزاع والخصام على نحو أكثر مما قد يحصل مع الزوجة الواحدة فهذا النزاع حتى لو اعتبرناه ضرراً وشراً إلا أنه ضرر مغمور في خير كثير وليس في الحياة شر محض ولا خير محض، والمطلوب دائماً تغليب ما كثر خيره وترجيحه على ما كثر شره، وهذا القانون هو المأخوذ والملاحظ في إباحة تعدد الزوجات.
ثم إن لكل زوجة الحق في مسكن شرعي مستقل، ولا يجوز للزوج إجبار زوجاته على العيش في بيت واحد مشترك.
اعتراض آخر:
إذا كنتم تبيحون التعدد للرجل، فلماذا لا تبيحون التعدد للمرأة، بمعنى أن المرأة لها الحق في أن تتزوج أكثر من رجل؟
الجواب على هذا الاعتراض:
المرأة لا يفيدها أن تُعطى حق تعدد الأزواج، بل يحطّ من قدرها وكرامتها، ويُضيع عليها نسب ولدها؛ لأنها مستودع تكوين النسل، وتكوينه لا يجوز أن يكون من مياه عدد من الرجال وإلا ضاع نسب الولد، وضاعت مسؤولية تربيته، وتفككت الأسرة، وانحلت روابط الأبوة مع الأولاد، وليس هذا بجائز في الإسلام، كما أنه ليس في مصلحة المرأة، ولا الولد ولا المجتمع ". المفصل في أحكام المرأة ج6 ص 290.
موقع الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد(/)
الشيخ:بن باز في ضيافة الشيخ د/ ناصر العمر)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[01 - Jun-2009, مساء 10:59]ـ
مختصر محاضرة
(في ظلال آيات من سورة آل عمران))
في ظلال آيات من سورة آل عمران
تفسير قوله تعالى: (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم ... )
الشيخ ابن باز ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=159&ftp=alam&id=1000044&spid=159) : في هذه الآيات الكريمات مواعظ وتذكير لأهل الإيمان والتقوى ولغيرهم من ذوي العقول السليمة، يقول الله عز وجل: [وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ) [آل عمران:133] لما ذكر قصة أحد ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=159&ftp=amaken&id=3000001&spid=159) وما جرى فيها من المصائب العظيمة على المسلمين، وما ذكر فيها من بعض الحكم، ثم نهاهم عن الربا، وأمرهم بالتقوى، قال بعد هذا:] وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ] [آل عمران:133] أي: لا يمنعكم ما حصل من المصائب، أو لا يضعفكم، أو لا يكسلكم ما حصل من المصائب عن المسارعة:] وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ] [آل عمران:133] أي: إلى أسباب المغفرة، والمسارعة بالمغفرة معناها: المسارعة إلى أسبابها، من طاعة الله وتقواه، والتوبة إليه سبحانه وتعالى. قال تعالى: [] وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ [[آل عمران:133]، الله يدعونا إلى أن نسارع إلى أسباب المغفرة وأسباب الجنة، وهي التوبة الصادقة، والأعمال الصالحة، ثم يبين أن الجنة أعدت للمتقين، كما أن النار أعدت للكافرين، فالجنة أعدها الله للمتقين.
تفسير قوله تعالى: (الذين ينفقون في السراء والضراء ... )
ثم ذكر بعض أعمال المتقين فقال سبحانه: [] الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً [] [آل عمران:134 - 135]، ذكر الله، خمساً من صفاتهم، والمتقي على الإطلاق هو الذي يتقي غضب الله وعقابه بطاعته وترك معصيته، هذا هو المتقي، وهو المؤمن، وهو المهتدي، وهو الصالح، وهو المسلم حقاً، وهو البر الذي يتقي غضب الله ويتقي عقابه بأداء الفرائض وترك المحارم، والوقوف عند الحدود التي حدها الله، هذا هو المتقي وهو المؤمن حقاً. فمن صفاتهم ومن أعمالهم أنهم ينفقون في السراء والضراء، ينفقون من أموالهم ومما أعطاهم الله، في الشدة والرخاء، في السراء والضراء، نفقتهم مطلقة ليست تخص الضراء، بل في السراء والضراء، في وجوه الخير، والمشاريع النافعة، ومساعدة الفقراء والمحاويج، إلى غير هذا من وجوه الخير. قال تعالى:] وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ] [آل عمران:134] يصيبهم ما يصيبهم من النكبات والظلم فيكظمون الغيظ، يصبرون ويحتسبون ويتحملون في سبيل الله .. هكذا المؤمن، هكذا طالب العلم، يتحمل ويكظم الغيظ يرجو ما عند الله من المثوبة، والإنسان قد يغضب كثيراً لأسباب كثيرة، لكنه إذا عفا وأصلح وكظم الغيظ في محله كان له أجر عظيم، وإذا انتقم واقتص فلا بأس في محله، فالمقصود أن المؤمن بين العفو والسماح وبين القصاص إذا رأى المصلحة في ذلك. قال تعالى:] وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ G][ آل عمران:134]، فالكظم غير العفو عن الناس، وفي آية أخرى:] وَالَّذِينَ ( http://audio.islam ... .net/audio/s
السؤال
oos.gif[/IMG] وَالَّذِينَ) إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ] [الشورى:39] إذا دعت المصلحة للانتصار انتصر، وإذا دعت المصلحة للعفو عفا، وكظم الغيظ، فالعفو في محله، والانتصار والقصاص في محله.
تفسير قوله تعالى: (والذين إذا فعلوا فاحشة ... )
ثم ذكر من صفاتهم المسارعة بالتوبة إذا فعلوا فاحشة، والفاحشة كل ما نهى الله عنه فهو فاحشة، والكبائر أعظم الفواحش، والشرك أعظمها وأكبرها. قال تعالى:] أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ G][ آل عمران:135] أي: بشيء من أنواع الظلم للنفس من سائر المعاصي، فإن الفاحشة تطلق على الصغيرة والكبيرة، أو ظلموا أنفسهم بما يعد ظلماً ويعتبر ظلماًَ من سائر المعاصي .. [] ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ [آل عمران:153] ذكروا عظمة الله، وذكروا عظيم حقه، وذكروا شدة غضبه، فبادروا بالتوبة والإصلاح، وبادروا بالندم والإقلاع، فاستغفروا لذنوبهم استغفاراً كاملاً معه التوبة والندم وعدم الإصرار .. فالاستغفار المفيد النافع هو الذي تصحبه التوبة والندم، والإقلاع وعدم الإصرار، أما الاستغفار بالقول من دون عزم صادق على الترك، ومن دون إقلاع، فهذا مجرد كلام، وقد يرد على صاحبه ولا يقبل عقوبة له، فالمقصود أن الاستغفار المفيد العظيم النفع الحقيقي هو الذي تصحبه التوبة والندم وعدم الإصرار، ولهذا قال بعده:] وَلَمْ يُصِرُّوا [آل عمران:135] أي: استغفروا صادقين، وتابوا صادقين، فلم يصروا على الذنوب، بل استغفروا بالألسنة وصدقوا ذلك بالقلوب، بالندم، والإقلاع، والعزم الصادق ألا يعودوا.
تفسير قوله تعالى: (أولئك جزاؤهم مغفرة ... )
]
قال تعالى:] أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ] [آل عمران:136] هذا جزاء التائبين المستغفرين الصادقين غير المصرين:]] جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ [] [آل عمران:136] هذا فيه رحمة، ودعوة للعاصي بالمبادرة بالتوبة وعدم اليأس من الله، فلا يقنط، ويبادر بالتوبة، والله يتوب على التائبين. ا
مقدم المحاضرة: جزاك الله خيراً يا سماحة الشيخ! ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزق هذه الأمة اليقين به، الذي يحقق لها النصر المبين إن شاء الله. والآن مع كلمة لصاحب هذه الدار المباركة أخونا الدكتور ناصر العمر ( http://audio.islam ... .net/audio/index.php?page=ft&sh=159&ftp=alam&id=1000067&spid=159)، يرحب فيها بضيوفه الكرام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسن ابو عدي]ــــــــ[02 - Jun-2009, صباحاً 01:54]ـ
جزاك الله خير شيخنا ابو محمد وبارك فيك
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[02 - Jun-2009, صباحاً 05:36]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
ماذا قال شيخ الإسلام في الروافض
ـ[أبو محمد الحنبلي]ــــــــ[02 - Jun-2009, صباحاً 04:52]ـ
قول شيخ الإسلام ابن تيمية في الرافضة
س1 - ما قول شيخ الإسلام ابن تيمية في الرافضة؟
ج1 - هم أعظم ذوي الأهواء جهلاً وظلماً، يعادون خيار أولياء الله تعالى، من بعد النبيين، من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان – رضي الله عنهم ورضوا عنه – ويوالون الكفار والمنافقين من اليهود والنصارى والمشركين وأصناف الملحدين، كالنصيرية والإسماعيلية، وغيرهم من الضالين. ص 20 جـ (1)
س2 - هل هم متعاونون مع اليهود؟
ج2 - معاونتهم لليهود أمرٌ شهير. ص 21جـ (1).
س3 - يدعي البعض أنّ قلوبهم طيبة، ما قولكم؟
ج3 - من أعظم خُبث القلوب أن يكون في قلب العبد غلٌ لخيار المؤمنين وسادات أولياء الله بعد النبيين. ص 22 ج (1)
س4 - متى أطلق عليهم لقب الرافضة، ولماذا، ومن أطلقه؟
ج4 - من زمن خروج زيد افترقت الشيعة إلى رافضة وزيدية، فإنه لما سئل عن أبي بكر وعمر فترحم عليهما، رفضه قوم فقال لهم: رفضتموني. فسُمّوا رافضة لرفضهم إياه، وسُمّي من لم يرفضه من الشيعة زيدياً لانتسابهم إليه. ص 35 جـ (1).
س5 - ممن يتبرأ الرافضة؟
ج5 - يتبرءون من سائر أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلاّ نفراً قليلاً نحو بضعة عشر. ص 39 (1).
س6 - لماذا يكثر فيهم الكذب والجهل؟
ج6 - لما كان أصل مذهبهم مستند إلى جهل، كانوا أكثر الطوائف كذباً وجهلاً. ص 57 جـ (1).
س7 - بماذا امتاز الروافض؟
ج7 - اتفق أهل العلم بالنقل والرواية والإسناد، على أنّ الرافضة أكذب الطوائف، والكذب فيهم قديم، ولهذا كان أئمة الإسلام يعلمون امتيازهم بكثرة الكذب. ص 59 جـ (1).
س8 - هل صحيح أنهم يقدسون الكذب والخداع وماذا يسمونه؟
ج8 - يقولون: ديننا التّقيّة!! وهو: أن يقول أحدهم بلسانه خلاف ما في قلبه، وهذا هو الكذب والنفاق. ص 68 جـ (1).
س9 - ما هو موقف الرافضة من ولاة أمور المسلمين؟
ج9 - هم أعظم الناس مخالفة لولاة الأمور، وأبعد الناس عن طاعتهم إلاّ كرها. ص 111 جـ (1).
س10 - كيف تنظرون إلى أعمالهم؟
ج10 - أيُ سعي أضلُ من سعي من يتعب التعب الطويل، ويُكثر القال والقيل، ويفارق جماعة المسلمين، ويلعن السابقين والتابعين، ويعاون الكفار والمنافقين، ويحتال بأنواع الحيل، ويسلك ما أمكنه من السّبل، ويعتضد بشهود الزور، ويدلّي أتّباعه بحبل الغرور. ص 121 جـ (1).
س11 - إلى أي حدٍ بلغ الغلو عندهم فيمن زعموا أنهم أئمة لهم؟
ج11 - اتخذوهم أرباباً من دون الله. ص 474 جـ (1).
س12 - هل الروافض من عبّاد القبور؟
ج12 - صنف شيخهم ابن النعمان كتاباً سمّاه مناسك المشاهد، جعل قبور المخلوقين تُحجُ كما تحج الكعبة. ص 476 جـ (1).
س13 - هل من أصولهم الكذب والنفاق؟
ج13 - أخبر الله تعالى عن المنافقين أنّهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم والرافضة تجعل ذلك من أصول دينها وتسميه التّقيّة، وتحكي هذا عن أئمة أهل البيت الذين برأهم الله عن ذلك، حتى يحكوا ذلك عن جعفر الصادق أنه قال: التقية ديني ودين آبائي. وقد نزّه الله المؤمنين من أهل البيت وغيرهم عن ذلك، بل كانوا من أعظم الناس صدقاً وتحقيقاً للإيمان، وكان دينهم التقوى لا التقية. ص 46 ج (2)
س14 - في أي أصناف الناس يوجد الرافضة؟
ج14 - أكثر ما تجد الرافضة: إمّا في الزنادقة المنافقين الملحدين، وإمّا في جهال ليس لهم علم بالمنقولات ولا بالمعقولات. ص 81 ج (2).
س15 - هل عند الرافضة زهد وجهاد إسلامي صحيح؟
ج15 - حُبّهم للدنيا وحرصهم عليها ظاهر، ولهذا كاتبوا الحسين – رضي الله عنه – فلما أرسل إليهم ابن عمه ثم قدم بنفسه، غدروا به وباعوا الآخرة بالدنيا، وأسلموه إلى عدوه، وقاتلوا مع عدوه، فأي زهد عند هؤلاء وأي جهاد عندهم، وقد ذاق منهم علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – من الكاسات المرّة ما لا يعلمه إلاّ الله، حتّى دعا عليهم فقال: اللهم إني سئمتهم
وسئموني، فأبدلني بهم خيراً منهم، وأبدلهم بي شراً مني. ص 90 - 91 جـ (2).
س16 - هل هم من الضالين؟
ج16 - هل يوجد أضلّ من قوم يعادون السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، ويوالون الكفار والمنافقين. ص 374 جـ (3).
س17 - ما موقفهم من المنكرات؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ج17 - هم غالباً لا يتناهون عن منكر فعلوه، بل ديارهم أكثر البلاد منكراً من الظلم والفواحش وغير ذلك. ص 376 جـ (3).
س18 - ما موقفهم من الكفار؟
ج18 - هم دائماً يوالون الكفار من المشركين واليهود والنصارى ويعاونونهم على قتال المسلمين ومعاداتهم. ص 378 جـ (3).
س19 - ماذا أدخلوا في دين الله؟
ج19 - أدخلوا في دين الله من الكذب على رسول الله – صلى الله عليه وسلم- ما لم يكذبه غيرهم، وردوا من الصدق ما لم يرده غيرهم، وحّرفوا القرآن تحريفاً لم يحرفه غيرهم. ص 404 جـ (3).
س20 - دعوى الرافضة متابعتهم لإجماع أهل البيت ما مدى صحتها؟
ج20 - لا ريب أنهم متفقون على مخالفة إجماع العترة النبوية، مع مخالفة إجماع الصحابة، فإنه لم يكن في العترة النبوية – بنو هاشم – على عهد النبي – صلى الله عليه وسلم – وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي – رضي الله عنهم – من يقول بإمامة الاثني عشر، ولا بعصمة أحد بعد النبي – صلى الله عليه وسلم – ولا بكفر الخلفاء الثلاثة، بل ولا من يطعن في إمامتهم، بل ولا من ينكر الصفات، ولا من يكذب بالقدر. ص 406 - 407 جـ (3).
س21 - نرغب في ذكركم لبعض الصفات الخاصة بطائفتهم؟
ج21 - الكذب فيهم،والتكذيب بالحق، وفرط الجهل، والتصديق بالمحالات وقلة العقل، والغلو في اتّباع الأهواء، والتعلق بالمجهولات، لا يوجد مثله في طائفة أخرى. ص 435 جـ (3).
س22 - لماذا يطعنون في الصحابة؟
ج22 - الرافضة يطعنون في الصحابة ونقلِهِم، وباطنُ أمرهم: الطعن في الرسالة. ص 463 جـ (3).
س23 - من الذي يوجّه الشيعة؟
ج 23 - الشيعة ليس لهم أئمة يباشرونهم بالخطاب، إلاّ شيوخهم الذين يأكلون أموالهم بالباطل، ويصدونهم عن سبيل الله. ص 488 جـ (3).
س24 - بماذا يأمُرُ شيوخُ الرافضة أتباعهم؟
ج24 - يأمرونهم بالإشراك بالله، وعبادة غير الله، ويصدونهم عن سبيل الله فيخرجون عن حقيقة شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فإنّ حقيقة التوحيد أن نعبد الله وحده، فلا يُدعى إلا هو، ولا يُخشى إلا هو، ولا يُتّقى إلا هو، ولا يُتوكل إلا عليه، ولا يكون الدين إلاّ له، لا لأحدٍ من الخلق، وأن لا نتخذ الملائكة والنبيين أرباباً، فكيف بالأئمة والشيوخ والعلماء والملوك وغيرهم. ص490 جـ (3).
س25 - ما حالهم مع الشهادة؟
ج25 - الرافضة إن شهدوا: شهدوا بما لا يعلمون، أو شهدوا بالزور الذي يعلمون أنه كذب، فهم كما قال الشافعي – رحمه الله –: ما رأيت قوماً أشهد بالزور من الرافضة. ص 502 جـ (3).
س26 - أصول الرافضة هل وضعها أهل البيت؟
ج26 - هم مخالفون لعلي – رضي الله عنه – وأئمة أهل البيت في جميع أصولهم التي فارقوا فيها أهل السنة والجماعة. ص 16 جـ (4)
س27 - ما قولكم فيما تنسبه الرافضة إلى جعفر الصادق؟
ج27 - كُذِب على جعفر الصادق أكثر مما كُذب على من قبله، فالآفة وقعت من الكذّابين عليه،لا منه، ولهذا نُسب إليه أنواع من الأكاذيب. ص 54 ج (4).
س28 - ما رأيكم في انتساب الرافضة لآل البيت؟
ج28 - من المصائب التي ابتلي بها ولد الحسين انتساب الرافضة إليهم. ص 60 جـ (4).
س29 - بِمَ يحتجُ الرافضة لإثبات دينهم ومذهبهم؟
ج29 - الرافضةُ غالبُ حججهم أشعارٌ تليق بجهلهم وظلمهم، وحكايات مكذوبة تليق بجهلهم وكذبهم، وما يُثبت أصول الدين بمثل هذه الأشعار، إلاّ من ليس معدوداً من أولي الأبصار. ص 66 جـ (4).
س30 - للشعر دور في خدمة الإسلام فهل أثبتم شيئا منه؟
ج30 - إذا ما شئت أن ترضى لنفسك مذهباً
تنال به الزلفى وتنجوا من النارِ
فدن بكتاب الله والسنن التي
أتت عن رسول الله من نقل أخيار
ودع عنك دين الرفض والبدع التي
يقودك داعيها إلى النار والعار
وسر خلف أصحاب الرسول فإنهم
نجوم هدى في ضوئها يهتدي السار
وعج عن طريق الرفض فهو مؤسس
على الكفر تأسيساً على جُرُفٍ هار
هما خطتا: إما هدىً وسعادة
وإما شقاءً مع ضلالة كفار
فأي فريقينا أحق بأمنه
وأهدى سبيلاً عندما يحكم البار
أمن سبّ أصحاب الرسول وخالف ال
كتاب ولم يعبأ بثابت أخبار
أم المقتدي بالوحي يسلك منهج ال
صحابة مع حب القرابة الأطهار
ص 128 جـ (4).
س31 - مذهب الرافضة ماذا جمع؟
ج31 - جمع عظائم البدع المنكرة:فإنّهم جهمية قدرية رافضة. ص 131 جـ (4).
(يُتْبَعُ)
(/)
س32 - مذهب الرافضة هل يشتمل على المتناقضات؟
ج32 - الرافضة من جهلهم وكذبهم يتناقضون تناقضاً كثيراً بيّناً، إذ هم في قول مختلف، يؤفكُ عنه من أفك. ص 285 جـ (4)
س33 - هل الرافضة مُحبّون لعلي – رضي الله عنه – حقاً وصدقاً؟
ج33 - هم من أعظم الناس بغضاً لعلي – رضي الله عنه –. ص 296 جـ (4).
س34 - ما موقفهم من أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها –؟
ج34 - هم يرمون عائشة – رضي الله عنها – بالعظائم، ثم منهم من يرميها بالفاحشة التي برأها الله منها وأنزل القرآن في ذلك. ص 344 جـ (4).
س35 - هل يعتبر صنيعهم هذا أذىً للنبي – صلى الله عليه وسلم –؟
ج35 - من المعلوم أنّه من أعظم أنواع الأذى للإنسان أن يكذب على امرأته رجل ويقول: إنّها بغي. ص 345 - 346 جـ (4).
س36 - من الذي ابتدع مذهب الرافضة؟
ج36 - الذي ابتدع مذهب الرافضة كان زنديقاً ملحداً عدواً لدين الإسلام وأهله. ص 362 جـ (4).
س37 - بماذا يصفون علياً – رضي الله عنه –؟
ج37 - الرافضة يتناقضون: فإنّهم يصفون علياً بأنه كان هو الناصر لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – الذي لولاه لما قام دينه، ثم يصفونه بالعجز والذل المنافي لذلك. ص 485 جـ (4).
س38 - الرافضة يجعلون الصحابة شراً من إبليس، فما جوابكم؟
ج38 - من جعل أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – شراً من إبليس فما أبقى غاية في الافتراء على الله ورسوله والمؤمنين، والعدوان على خير القرون في مثل هذا المقام، والله ينصر رسله والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد. ص 516 جـ (4).
س39 - هل تصفون لنا شيوخهم؟
ج39 - إن كان أحدهم يعلم أنّ ما يقوله باطل، ويظهره، ويقول: إنّه حق من عند الله، فهو من جنس علماء اليهود الذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً فويل لهم مما كتبت أيديهم
وويل لهم مما يكسبون، وإن كان يعتقد أنّه حقّ، دلّ ذلك على نهاية جهله وضلاله. ص 162 جـ (5).
س40 - ما قولكم في أبي جعفر الباقر، وجعفر بن محمد الصادق؟
ج40 - لا ريب أنّ هؤلاء من سادات المسلمين، وأئمة الدين، ولأقوالهم من الحرمة والقدر ما يستحقّه أمثالهم، لكنّ كثيراً مّمّا يُنقل عنهم كذب. ص 163 جـ (5).
س41 - كيف ينظر أهل السنة إلى علي – رضي الله عنه –؟
ج41 - أهل السنة يحبّونه ويتولّونه، ويشهدون بأنّه من الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين. ص 18 جـ (6).
س42 - الرافضة ماذا يسمون الفاروق – رضي الله عنه –؟
ج42 - الرافضة تسميه: فرعون هذه الأمة. ص 164 جـ (6).
س43 - ما هو موقف علي من أبي بكر وعمر – رضي الله عنهم –؟
ج43 - علي – رضي الله عنه – قد تواتر عنه من محبتهما وموالاتهما وتعظيمهما وتقديمهما على سائر الأمة، ما يُعلم حاله في ذلك، ولم يُعرف عنه قط كلمة سوءٍ في حقهما، ولا أنه كان أحق بالأمر منهما، وهذا معروف عند من عرف الأخبار الثابتة المتواترة عند الخاصة والعامة، والمنقولة بأخبار الثّقات. ص 178 جـ (6)
س44 - هل الرافضة من الزائغين؟
ج44 - الرافضة من شرار الزائغين الذين يبتغون الفتنة الذين ذمّهم الله ورسوله. ص 268 جـ (6).
س45 - كلام الرافضة المشتمل على رواياتهم وأقوالهم هل هو متناقض؟
ج45 - الرافضة تتكلم بالكلام المتناقض الذي ينقُضُ بعضه بعضا. ص 290 جـ (6).
س46 - من أين ظهرت الفتنة في الإسلام؟
ج46 - أمّا الفتنة فإنّما ظهرت في الإسلام من الشيعة، فإنهم أساس كل فتنة وشرّ، وهم قطب رحى الفتن. ص 364 جـ (6)
س47 - لمن يوجهون سيوفهم؟
ج47 - أصل كل فتنة وبلية هم الشيعة ومن انضوى إليهم، وكثير من السيوف التي سلّت في الإسلام إنما كانت من جهتهم. ص 370 جـ (6).
س48 - ماذا تقولون لكل مخدوع بالرافضة؟
ج48 - دع ما يُسمع ويُنقل عمن خلا، فلينظر كل عاقل فيما يحدث في زمانه وما يقرب من زمانه من الفتن والشرور والفساد في الإسلام، فإنه يجد معظم ذلك من قبل الرافضة، وتجدهم من أعظم الناس فتناً وشراً، وأنهم لا يقعدون عما يمكنهم من الفتن والشرّ وإيقاع الفساد بين الأمة. ص 372 جـ (6).
س49 - رسالة توجّهونها للذين يمكّنون الرافضة، ماذا بداخلها؟
ج49 - الرافضة إذا تمكّنوا لا يتّقون. ص 375 جـ (6).
س50 - الرافضة ينافقون أهل السنة ويخادعونهم فكيف ذلك؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ج50 - الرافضة من أعظم الناس إظهاراً لمودة أهل السنة، ولا يُظهر أحدهم دينه، حتى أنهم يحفظون من فضائل الصحابة والقصائد التي في مدحهم وهجاء الرافضة ما يتوددون به إلى أهل السنة. ص 423 جـ (6).
س51 - هل من توضيح أكثر؟
ج51 - الرافضي لا يعاشر أحداً إلا استعمل معه النفاق، فإن دينه الذي في قلبه دين فاسد، يحمله على الكذب والخيانة وغش الناس وإرادة السوء بهم فهو لا يألوهم خبالاً ولا يترك شراً يقدر عليه إلاّ فعله بهم. ص 425 جـ (6).
س52 - هل تكثر فيهم صفات المنافقين؟
ج52 - الله وصف المنافقين في غير موضع: بالكذب والغدر والخيانة، وهذه الخصال لا توجد في طائفة أكثر منها في الرافضة. ص 427 جـ (6).
س53 - هل مذهب الرافضة معادٍ للإسلام؟
ج53 - أصل الرفض كان من وضع قوم زنادقة منافقين، مقصودهم الطّعن في القرآن والرسول ودين الإسلام. ص 9 جـ (7).
س54 - إلى ماذا ينتهي بأصحابه؟
ج54 - الرفض أعظم باب ودهليز إلى الكفر والإلحاد. ص 10 جـ (7).
س55 - من أين كان اشتقاقه وخروجه؟
ج55 - الرفض مشتق من الشرك والإلحاد والنفاق. ص 27 جـ (7).
س56 - ما هو الهدف من ابتداع هذا المذهب؟
ج56 - الذي ابتدع الرفض كان مقصوده إفساد دين الإسلام، ونقض عراه وقلعه بعروشه .. وهذا معروف عن ابن سبأ وأتباعه، وهو الذي ابتدع النّص في علي، وابتدع أنه معصوم. ص 219 - 220 جـ (7)
س57 - هل لأهل البيت علاقة بمذهب الرافضة؟
ج57 - أهلُ البيت لم يتّفقوا – ولله الحمد – على شيء من خصائص مذهب الرافضة، بل هم المبرّؤون المنزّهون عن التدنّس بشيء منه. ص 395 جـ (7).
س58 - ما هو النقل الثابت عن أهل البيت تجاه الخلفاء الراشدين؟
ج58 - النقل الثابت عن جميع علماء أهل البيت من بني هاشم من التابعين وتابعيهم من ولد الحسين بن علي وولد الحسن – رضي الله عنهم – وغيرهما: أنهم كانوا يتولّون أبا بكر وعمر – رضي الله عنهما – وكانوا يفضلونهما على علي – رضي الله عنه – والنقول عنهم ثابتة متواترة. ص 396 جـ (7).
س59 - الرافضة تزعُم أنها تُبجل أهل البيت، هل هذا صحيح؟
ج59 - الرافضة من أعظم الناس قدحاً وطعناً في أهل البيت. ص 408 جـ (7).
س60 - ما هو مُنتهى أمرُ الرافضة؟
ج60 - منتهى أمرهم: تكفير علي وأهل بيته بعد أن كفّروا الصحابة والجمهور. ص 409 جـ (7).
س61 - ما الذي تسعى إليه الرافضة؟
ج61 - الرافضة ليس لهم سعي إلاّ في هدم الإسلام، ونقض عراه، وإفساد قواعده. ص 415 جـ (7).
س62 - هل لمذهب الرافضة علاقة بالإسلام؟
ج62 - من له أدنى خبرة بدين الإسلام يعلم أنّ مذهب الرافضة مناقض له. ص 497
من كتاب منهاج السنة النبوية في الرد على الشيعة القدرية / لشيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله
ـ[أبو سعدة]ــــــــ[02 - Jun-2009, مساء 05:00]ـ
بارك الله فيك ما شاء الله تلخيص بديع
ـ[أشجعي]ــــــــ[02 - Jun-2009, مساء 05:22]ـ
رحم الله شيخ الاسلام ورفع قدرع بالعليين
وكتب لك أجرك اخي
ولعن الله الرافضة والشيعة الخنازير
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[02 - Jun-2009, مساء 05:42]ـ
رحم الله إمام الدنيا، وحفظ الله الناقل والقاريء
بارك الله فيك
ـ[أبو محمد الحنبلي]ــــــــ[02 - Jun-2009, مساء 11:18]ـ
شكرا للجميع
وقبح الله الروافض المجوس(/)
محاضرة -والسماء ذات الحبك- للشيخ د. ناصر بن سليمان العمر بجدة -الجمعة
ـ[الخميس]ــــــــ[02 - Jun-2009, صباحاً 10:23]ـ
يسر موقع المسلم أن ينقل لكم وعلى الهواء مباشرة الدرس الشهري
بعنوان (والسماء ذات الحبك)
لفضيلة الشيخ الدكتور ناصر بن سليمان العمر حفظه الله
يوم الجمعة الموافق 12/ 6 / 1430 هـ
بعد صلاة المغرب في مدينة جدة
بجامع خالد بن الوليد
على الرابط ( http://www.almoslim.net/node/111347)(/)
فتوى عاااااااااااااااجلة جدا
ـ[أبوهمام البدرى]ــــــــ[02 - Jun-2009, مساء 06:54]ـ
الاخوة رواد المجلس العلمى ارجو شاكرا الاجابة على ما اعرضه من فتوى اجابة تفصيلية وموثقة بالبراهين والادلة
هنالك شركة تقدم خدمة لعملائها بتمليكهم اى منتج يحتاجونه بثلث ثمنه فاذا كان المنتج يكلف ثلاثمائة دولار فالشركة تملكه لعملائها بمائة دولار وذلك مقابل ان يقدم العميل خدمة تسويقية للشركة وهى احضاره لثلاثة عملاء جدد تشترط الشركة ان يقوموا بالشراء منها بنفس القيمة التى اشترى بها العميل الاول او بأزيد منها وهى تقوم بتمليك العميل الاول فور اتمام الاشخاص الثلاثة الذين احضرهم لعملية الشراء من الشركة وهى تبيع منتجات حقيقية والناس يتوافدون اليها لشراء هذه المنتجات بهذا السعر المخفض مقابل احضارهم لثلاثة اشخاص فهم لا يتسارعون للشراء من الشركة مقابل العمولة ولكن مقابل حصولهم على المنتج بسعر منخفض والشركة تضعهم امام ثلاثة خيارات اما ان يشتروا المنتج بسعره الحقيقى الجارى فى السوق نقدا واما ان يشتروه عن طريق التقسيط مع زيادة السعر فى حال الاجل واما ان يشتروه بثلث السعر مقابل احضارهم لثلاثة عملاء جدد وتوقع الشركة مع العميل اتفاقا ان ما دفعه من ثلث الثمن عبارة عن عربون لا يرد فى حالة فشله فى احضار ثلاثة اشخاص ولكنه اذا استطاع احضار الثلاثة اشخاص فهو يمتلك المنتج بثلث ثمنه ولو بعد شهر او شهرين فما هو الحكم الشرعى فى هذا؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[02 - Jun-2009, مساء 07:01]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=27931(/)
أضرار الشرب قائماً طبياً ونبوياً
ـ[أبو الخطاب السنحاني]ــــــــ[03 - Jun-2009, مساء 12:58]ـ
أضرار الشرب قائماً ( http://majdah.maktoob.com/vb/search.php?do=process&query= الشرب%20قائماً%20& mfs_type=forum&utm_source=Related-Search&utm_medium=Links&utm_campaign=Related) طبياً ونبوياً
الحمد لله والصلاة على رسول الله وبعد لقد وردت أحاديث تنهى المسلم وتزجره عن الشرب قائماً، وأخرى تبين شربه صلى الله عليه وسلم، وثلاثة من خلفائه الراشدين، وبعض الأصحاب وهم قيام.
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم زجر عن الشرب قائماً ( http://majdah.maktoob.com/vb/search.php?do=process&query= الشرب%20قائماً%20& mfs_type=forum&utm_source=Related-Search&utm_medium=Links&utm_campaign=Related) رواه مسلم.
و عن أنس وقتادة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم " أنه نهى أن يشرب الرجل قائماً "، قال
قتادة: فقلنا فالأكل فقال: ذاك أشر و أخبث "رواه مسلم و الترمذي
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال:
لا يشربن أحدكم قائماً فمن نسي فليستقي " رواه مسلم.
و عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:"
نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الشرب قائماً ( http://majdah.maktoob.com/vb/search.php?do=process&query= الشرب%20قائماً%20& mfs_type=forum&utm_source=Related-Search&utm_medium=Links&utm_campaign=Related) و عن الأكل قائماً و عن المجثمة و الجلالة و الشرب من فيّ السقاء ".
الإعجاز الطبي:
يقول الدكتور عبد الرزاق الكيلاني * أن الشرب و تناول الطعام جالساً أصح و أسلم و أهنأ و أمرأ حيث يجري ما يتناول الآكل والشارب على جدران المعدة بتؤدة و لطف. أما الشرب واقفاً فيؤدي إلى تساقط السائل بعنف إلى قعر المعدة و يصدمها صدماً،
و إن تكرار هذه العملية يؤدي مع طول الزمن إلى استرخاء المعدة و هبوطها و ما يلي ذلك من عسر هضم.
و إنما شرب النبي واقفاً لسبب اضطراري منعه من الجلوس مثل الزحام المعهود في المشاعر المقدسة، و ليس على سبيل العادة و الدوام.
كما أن الأكل ماشياً ليس من الصحة في شيء و ما عرف عند العرب و المسلمين.
و يرى الدكتور إبراهيم الراوي **
أن الإنسان في حالة الوقوف يكون متوتراً و يكون جهاز التوازن في مراكزه العصبية في حالة فعالة شديدة حتى يتمكن من السيطرة على جميع عضلات الجسم لتقوم بعملية التوازن و الوقوف منتصباً. و هي عملية دقيقة يشترك فيها الجهاز العصبي العضلي في آن واحد مما يجعل الإنسان غير قادر للحصول على الطمأنينة العضوية التي تعتبر من أهم الشروط الموجودة عند الطعام و الشراب، هذه الطمأنينة يحصل عليها الإنسان في حالة الجلوس حيث تكون الجملة العصبية و العضلية في حالة من الهدوء و الاسترخاء و حيث تنشط الأحاسيس و تزداد قابلية الجهاز الهضمي لتقبل الطعام و الشراب و تمثله بشكل صحيح.
و يؤكد د. الراوي أن الطعام و الشراب قد يؤدي تناوله في حالة الوقوف (القيام) إلى إحداث انعكاسات عصبية شديدة تقوم بها نهايات العصب المبهم المنتشرة في بطانة المعدة، و إن هذه الإنعكاسات إذا حصلت بشكل شديد و مفاجىء فقد تؤدي إلى انطلاق شرارة النهي العصبي الخطيرة Vagal Inhibation لتوجيه ضربتها القاضية للقلب، فيتوقف محدثاً الإغماء أو الموت المفاجىء.
كما أن الإستمرار على عادة الأكل و الشرب واقفاً تعتبر خطيرة على سلامة جدران المعدة و إمكانية حدوث تقرحات فيها حيث يلاحظ الأطباء الشعاعيون أن قرحات المعدة تكثر في المناطق التي تكون عرضة لصدمات اللقم الطعامية و جرعات الأشربة بنسبة تبلغ 95% من حالات الإصابة بالقرحة.
كما أن حالة عملية التوازن أثناء الوقوف ترافقها تشنجات عضلية في المريء تعيق مرور الطعام بسهولة إلى المعدة و محدثة في بعض الأحيان آلاماً شديدة تضطرب معها وظيفة الجهاز الهضمي و تفقد صاحبها البهجة عند تناوله الطعام و شرابه ..
أقوال العلماء في الشرب قائماً
(يُتْبَعُ)
(/)
قال النووي في شرحه لصحيح مسلم5 ( http://www.islamadvice.com/sulook/sulook19.htm#_ftn5) معلقاً على الأحاديث السابقة وجامعاً بينها: (أشكل معناها على بعض العلماء حتى قال فيها أقوالاً باطلة، وزاد حتى تجاسر ورام أن يضعِّف بعضها، وادعى فيها دعاوى باطلة لا غرض لنا في ذكرها.
إلى أن قال: وليس في هذه الأحاديث بحمد الله تعالى إشكال، ولا فيها ضعف، بل كلها صحيحة، والصواب فيها أن النهي فيها محمول على كراهة التنزيه، وأما شربه صلى الله عليه وسلم قائماً فبيان للجواز، فلا إشكال ولا تعارض، وهذا الذي ذكرناه يتعين المصير إليه، وأما من زعم نسخاً أوغيره فقد غلط غلطاً فاحشاً، وكيف يصار إلى النسخ مع إمكان الجمع بين الأحاديث لو ثبت التاريخ، وأنى له بذلك؟ والله أعلم؛ فإن قيل: كيف يكون الشرب قائماً مكروهاً وقد فعله النبي صلى الله عليه وسلم؟ فالجواب: إن فعله صلى الله عليه وسلم إذا كان بياناً للجواز لا يكون مكروهاً، بل البيان واجب عليه صلى الله عليه وسلم.
إلى أن قال: وأما قوله صلى الله عليه وسلم: "فمن نسي فليستقئ"، فمحمول على الاستحباب والندب، فيستحب لمن شرب قائماً أن يتقيأه لهذا الحديث الصحيح الصريح، فإن الأمر إذا تعذر حمله على الوجوب حمل على الاستحباب؛ وأما قول القاضي عياض: لا خلاف بين أهل العلم أن من شرب ناسياً ليس عليه أن يتقيأه، فأشار بذلك إلى ضعف الحديث، فلا يلتفت إلى إشارته، وكون أهل العلم لم يوجبوا الاستقاءة لا يمنع كونها مستحبة.
إلى أن قال: ثم اعلم أنه يستحب الاستقاءة لمن شرب قائماً ناسياً أومتعمداً، وذكر الناسي في الحديث ليس المراد به أن القاصد يخالفه، بل للتنبيه به على غيره بطريق الأولى، لأنه إذا أمر به الناسي وهو غير مخاطب فالعامد المكلف المخاطب أولى).
وقال ابن القيم في تعليقه على سنن أبي داود6 ( http://www.islamadvice.com/sulook/sulook19.htm#_ftn6) موفقاً بين هذه الأحاديث: (فاختلف في هذه الأحاديث، فقوم سلكوا فيها مسلك النسخ، وقالوا: آخر الأمرين من رسول الله صلى الله عليه وسلم الشرب قائماً، كما شرب في حجة الوداع؛ وقالت طائفة: في ثبوت النسخ بذلك نظر، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لعله شرب قائماً لعذر، وقد حلف عكرمة أنه كان حينئذ راكباً، وحديث عليّ قصة عين لا عموم لها.
إلى أن قال معلقاً على ما روته كبشة وأم سُليم: فدلت هذه الوقائع على أن الشرب منها قائماً كان لحاجة لكون القربة معلقة، وكذلك شربه من زمزم أيضاً لعله لم يتمكن من القعود لضيق الموضع، أوالزحام، أوغيرها، والجملة فالنسخ لا يثبت بمثل ذلك.
أما حديث7 ( http://www.islamadvice.com/sulook/sulook19.htm#_ftn7) ابن عمر فلا يدل على نسخ إلا بعد ثلاثة أمور، مقاومة لأحاديث النهي في الصحة، وبلوغ ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، وتأخره عن أحاديث النهي، وبعد ذلك فهو حكاية فعل لا عموم لها، فإثبات النسخ في هذا عَسِرٌ).
وقال ابن القيم عن هديه في الشرب: (وكان أكثر شربه قاعداً، بل زجر عن الشرب قائماً، وشرب مرة قائماً، فقيل: هذا نسخ لهديه، وقيل: بل فعله لبيان جواز الأمرين، والذي يظهر فيه – والله أعلم – أنها واقعة عين شرب فيها قائماً لعذر، وسياق القصة يدل عليه، فإنه أتى زمزم وهم يستقون منها، فأخذ الدلو وشرب قائماً.
والصحيح في هذه المسألة النهي عن الشرب قائماً، وجوازه لعذر يمنع من القعود، وبهذا تجمع أحاديث الباب، والله أعلم).8 ( http://www.islamadvice.com/sulook/sulook19.htm#_ftn8)
وقال الحافظ ابن حجر في الفتح9 ( http://www.islamadvice.com/sulook/sulook19.htm#_ftn9): ( وسلك العلماء في ذلك مسالك:
أحدها: الترجيح وأن أحاديث الجواز أثبت من أحاديث النهي.
الثاني: دعوى نسخ أحاديث النهي.
الثالث: الجمع بين الخبرين بضرب من التأويل.
ثم قال: وسلك آخرون في الجمع بحمل أحاديث النهي على كراهة التنزيه، وأحاديث البيان على جوازه، وهي طريقة الخطابي وابن بَطَّال في آخرين، وهذا أحسن المسالك وأسلمها وأبعدها من الاعتراض، وقد أشار الأثرم إلى ذلك أخيراً، فقال: إذا ثبتت الكراهة حملت على الإرشاد والتأديب لا على التحريم، وبذلك جزم الطبري، وأيده بأنه لو كان جائزاً ثم حرمه، أوكان حراماً ثم جوزه، لبين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بياناً واضحاً، فلما تعارضت الأخبار بذلك جمعنا بينها بهذا).
الخلاصة
أولاً: الأصل الشرب قاعداً، وهذا هديه الذي كان عليه صلى الله عليه وسلم.
ثانياً: للحاجة والعذر يجوز الشرب قائماً.
ثالثاً: أن النهي الوارد عن الشرب قائماً نهي تنزيه، وليس نهي تحريم، جمعاً بينه وبين فعله صلى الله عليه وسلم وفعل بعض أصحابه.
رابعاً: الحالات التي شرب فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون وبعض أصحابه حالات عين، وتحمل على وجود أعذار لديهم.
خامسا: يستحب لمن شرب عامداً أوناسياً من غير عذر أن يستقيء ما شرب عملاً بالحديث السابق.
سادساً: ينبغي للوالدين، والمربين، والمعلمين أن يعودوا ناشئة المسلمين على السنن الحميدة، ويحملوهم على هدي نبيهم صلى الله عليه وسلم، حتى يشبوا على ذلك ويتطبعوا به، فمن شبَّ على شيء شاب عليه.
سابعاً: ينبغي على كل مسلم عالم بهذه السنة وقادر، أن يذكر وينبه من وجده مخالفاً لها، حتى تشيع هذه السنة في مجتمعات المسلمين، فإن الهدي الصالح والسمت الصالح جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة.
ثامناً: الأخذ بالرخص يكون عند الحاجة، ولا ينبغي أن يكون هو الأصل.
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من خُتِم به الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه والتابعين.(/)
كن كالصقر في العوالي، لا ينزل إلا لحاجة ..
ـ[السائر]ــــــــ[03 - Jun-2009, مساء 02:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،
وبعد:
خلق الله تعالى الخلق صنوفا وأنواعا مختلفة، فمنهم من يمشي على رجله، ومنهم من يشمي على بطنه، ومنهم من يطير بجناحيه، ما يمسكه إلا الرحمن، ولكل ميزة تميزه عن غيره ..
فالصقر نوع من أنواع الطيور يميزه عن غيره هو شموخه وعزته، فيا ترى ما هو سبب ذلك؟
عندما يكون الهدف غاليا، تكون الهمة عالية، فترى الذي عيناه نصب ذلك الهدف، لا يرضى بالدون، ولا بالهوان، لا يزيغ بصره عن هدفه إلا لراحة أو مؤونة تعينه على الوصول إلى ما يريد ..
وكذلك الصقر، تراه يحلق في السماء عاليا، ويسكن في المساكن العالية من الجبال، والأشجار الطوال، وغيرها .. لا ينزل إلا لحاجة، كصيد قوت له ولذريته، ولا يطيل المكث في نزوله ..
فإن طال المكوث، فإنما هو لعلة اعترته من جرح أو سقم أو حبس ..
وهكذا الإنسان المؤمن ينبغي أن يكون، همه الأعلى الآخرة، ونصب عينيه الجنة، ويكون مترفعا عن حطام الدنيا، لا يلتفت إليها إلا لحاجة كما قال الله تعالى:
(وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا)
القصص 77
فإن زاد في التوغل في الدنيا، تعرض لآفاتها التي لا تحصى، وربما تعرض للحبس المرير، كما يحصل للصقر إن طال به المكث على الأرض ..
فارتق ولا تنزل إلا لحاجة تعينك على الرقي أكثر فأكثر ..
اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا
آمين
ـ[الحافظة]ــــــــ[03 - Jun-2009, مساء 09:23]ـ
بارك الله فيكم وزادكم من فضله على هذا الموضوع القيم وجعله الله في ميزان حسناتكم ..
ـ[السائر]ــــــــ[03 - Jun-2009, مساء 09:25]ـ
اللهم آمين
وفيكم بارك
ـ[الحافظة]ــــــــ[03 - Jun-2009, مساء 09:26]ـ
قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
" علو الهمة ألا تقف -أي النفس- دون الله وألا تتعوض عنه بشيء سواه ولا
ترضى بغيره بدلاً منه ولا تبيع حظها من الله وقربه والأنس به والفرح والسرور
والابتهاج به بشيء من الحظوظ الخسيسة الفانية، فالهمة العالية على الهمم كالطائر
العالي على الطيور لا يرضى بمساقطهم ولا تصل إليه الآفات التي تصل إليهم،
فإن الهمة كلما علت بعدت عن وصول الآفات إليها، وكلما نزلت قصدتها الآفات "
ـ[السائر]ــــــــ[03 - Jun-2009, مساء 09:36]ـ
سبحان الذي وفقنا إلى موافقة كلام هذا الإمام العلم
أسأل الله تعالى أن يرحمنا برحمته وأن يزيدنا علما وإيمانا ويقينا وأن يرزقنا الإخلاص فيما نقول ونعمل
آمين
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[07 - Jun-2009, مساء 02:02]ـ
جزاك الله خيرا ..
العجيب أمثال هذه المواضيع لا يعبأ بها الكثير
لا تجدهم إلا حين تكون ثم خلاف علمي حول نقطة علمية محضة لا غير ..
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[07 - Jun-2009, مساء 02:22]ـ
أخي (السائر) جعل الله همتك عالية .. وجعلك من جنده.
(وكن رجلا إن أتوا بعدَه * يقولون مَرَّ وهذا الأثر)
ـ[السائر]ــــــــ[07 - Jun-2009, مساء 06:53]ـ
أبو القاسم
جزاك الله خيرا أخي الحبيب وحفظك من كل سوء
والمهم أن يستفيد الناس مما نكتب حتى وإن لم ندري بذلك
أبو بكر المكي
اللهم آمين .. جزيت الجنة يا أخي
ـ[وفاء الأحرار]ــــــــ[07 - Jun-2009, مساء 11:02]ـ
وأنا أشهد أن الصقرَ صاحبُ همة لا ترضى بالدون مهما كانت الملذات في الأرض
بارك الله في صقور الأمة
وأنعم على دجاجها صفة المشابهة
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[08 - Jun-2009, صباحاً 01:25]ـ
بارك الله فيك
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[12 - Oct-2009, صباحاً 08:16]ـ
جزاكم الله خيراً و أحسن لكم المثوبة ..
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[12 - Oct-2009, مساء 01:22]ـ
هل حلقنا مع المحلقين في جو السماء ... !!!!!!!
"كنتم خير أمة أُخرجت للناس .... الآية "
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[12 - Oct-2009, مساء 02:26]ـ
أحسن الله إليكم
وجزاكم الخير والجنة
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[12 - Oct-2009, مساء 10:53]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[قلب طيب]ــــــــ[13 - Oct-2009, مساء 08:35]ـ
جزاكم الله خيرا.(/)
بيان جبهة علماء الأزهر حول ما فعلته فنانة ماجنة في مسجد الحسين
ـ[العرب]ــــــــ[03 - Jun-2009, مساء 04:22]ـ
http://www.jabhaonline.org/ArticlesImages/a.jpg
إلى سيادة رئيس الجمهورية
بعد أن هُتِك شرفُ الأمة واستبيح حرمة مساجد مصر بعد الأزهر للرقص الداعر.
نستدفع بك ياسيادة الرئيس اليوم غضبة ربنا الماحقة، ولعنة ربنا الساحقة، التي إن نزلت هذه المرة- وعساها بالصمت الزري من وزارة الأوقاف وأئمة الفتوى والبيان قد اقترب أجلها،وحلَّ أوانها (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) ونُعيذكم والأمة بالله أن يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا (هود:102)
إنها أخذة و لعنة إن نزلت- ونعوذ بالله أن يطول أمدُ صمت الأمة بها بعد أن انعقد ت كل أسبابها، إنها إن نزلت ستتصاغر عندها كلُّ بلية ومصيبة حلَّت بأرضنا من قبل، ولا تزال تستدعي توابعها.
فماذا بعد أن يُطردَ المصلون من مسجد الحسين لترقص بصحنه وعلى أرضه داعرة تدنس شرف دين الأمة ودينك ياسيادة الرئيس بمثل تلك العبارات التي جاء عليها تثني جسمها، وتكسر أعطافها، وغنج ألفاظها وتأوّه عباراتها وهي تسب أشرف أئمتنا وأعلامنا فتقول الساقطة وفي ساحة مسجد الحسين " يلعن أبوه شافعي ومالكي وأبو حنيفة" على و فق مانشربصحيفة الموجز المصرية بالعدد 162ليو م الثلاثاء 26 من مايو 2009م.
الأ لعنة الله عليها وعلى كل من ساعدها وآواها وأسبغ عليها حمايته، ومكَّنها من شرف مساجد الله الذي (أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه) فإذا بهذه الفاجرة تفعل بساحته مالم يفعله السِّكِّير العربيد قديما بشرف مصر الذي قال فيه المرحوم احمد شوقي:
هتفوا بمن شرِب الطلا في تاجهم وأصار عرشهم فراش غرام
ومشي على تاريخهم مستهزئا ولو استطاع مشى على الأهرام
وقد استطاع الفجور اللبناني أن يفعل بمقدساتنا بعد ما فعل بساستنا وأخلاقنا ماعجزعنه الفجور الروماني من قبل تجاه تراثنا وقبور عظمائنا، فصيَّر مساجدنا وهي أغلى عندنا جميعا من عروشنا إلى أن تكون برعاية رسمية فراش غرام وساحات عربدة، وحانات فجور وتطاول على القمم والهامات. ونعيذكم سيادة الرئيس بالله أن يكون سبق علمكم بتلك الجريمة.
سيادة الرئيس"
إن الدين كما قال صلى الله عليه وسلم هو " النصيحة" وأنت أحقُّ من يُنْصَحُ له، وقد أخرج الإمام مالك في الموطأ عن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه " كان يقال إن الله لايؤاخذ العامة بذنب الخاصة، ولكن إذا فُعلت المعصية جهارا استحقوا جميعا العذاب".
وإننا نعيذ عهدكم بالله أن يُقال فيه غدا إنه كان عهد استئصال انفلونزا العاهرات.
إن الأمة تتلهف إلى موقف من الرئاسة عاجل ينتصف فيه لدينها، ويثأر فيه لشرف مؤسساتها الرسمية التي أصبحت ألوكة الألسنة وحديث المجالس، ويريح به المهج الهادرة، ويشفي به الله صدور قوم مؤمنين،"فإن الله يزع بالسلطان ما لايزع بالقرآن"
صدر عن جبهة علماء الأزهر صبيحة الجمعة 5جمادى الآخرة 1430هـ 29من مايو 2009م.
http://www.jabhaonline.org/ArticlesImages/stamp.gif
ـ[صفاء الدين العراقي]ــــــــ[03 - Jun-2009, مساء 10:06]ـ
الله أكبر لعنة الله عليها وعلى كل من عاونها وربي لقد هزلت حتى بان هزالها.
ـ[عبدالرحمن صالح]ــــــــ[05 - Jun-2009, مساء 03:14]ـ
يا لعِرض الإسلام!
أصبح علماؤنا لا يقوون على إنكار المنكر إلا بورق ملطخ بشيء من حِبر بعد أن كانوا يوماً شركاء في صناعة القرار، وما عاد يُذكر أن العلماء هم من ولاة الأمر إلا في كتب العقيدة والفقه مع تعقيب لبعض المتأخرين أن هذا ليس بصحيح،،
يا لِعرض الإسلام، وا خجلتاه ..(/)
سؤال بخصوص المرض المتوارث هل يجوز كتمه عند عقد النكاح؟
ـ[بذل المجهود]ــــــــ[03 - Jun-2009, مساء 07:46]ـ
هل أحد من طلبة العلم مر علية مسألة مرض الوراثة هل يجوز كتمه في النكاح وعدم إخبار أهل الخطيبة به قبل النكاح بحجة أنه قد يحصل وقد لايحصل علماً أن هناك عائلة فيهم مرض وراثي ليس كلهم بل بعضهم هل يجوز السكوت لإحد أفراد هذه العائلة الإصحاء الذين قد يصبهم المرض وقد لايصبهم إذا تقدم لعائلة ما ليخطب أبنتهم السكوت أويجب عليه الإخبار بحال عائلته علماً أن المتقدم بأتم الصحة والعافية إلا أن أباه وأربعة من إخوانه أصيبوا بالمرض من بين أفراد العائلة المكونة من12فرد، علماً أن التقارير الطبية تؤكد أنه مرض وراثي،وأنه إذا كان أحد الأبوين مصاب بالمرض فإن هذا يعني أن50 %من الذرية قد يصابون ولايكون شرطاً أنهم يصابون وإذا أصيبوا قد يكون المتقدم لخطبة الفتاة من الخمسين في المئة وقد لايكون منهم، هل أحد من طلبة العلم مرت عليه هذه المسائلة أو مظان بحثها في كتب الفقه إذا أحد مرت عليه هذه المسائلة أرجوا التكرم بدلالتي عليها والعلم يزيد ببذله وينقص بكتمه وجزاكم الله خيرا(/)
دعوة لمن يرغب في تعلم الفقه
ـ[صفاء الدين العراقي]ــــــــ[03 - Jun-2009, مساء 09:51]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هنالك أستاذ يدرس الفقه الشافعي بطريقة جديدة مبتكرة أعتقد أن من شأنها أن تجعل الفقه ملكة عند طلاب العلم فمن يرغب بالإستفادة من هذه المعلومات التي سأقوم برفعها لكم تباعا يقوم بالتالي:
1 - تسجيل اسمه هنا لنعلم من يرغب ويا حبذا لو يتواجد المشايخ فالدرس إن شاء الله يعمر بالفوائد.
2 - يجب بعد قراءة هذه الدروس توجيه الأسئلة والإعتراضات إن وجد طلاب علم لهم هذه القدرة والأستاذ جدا يرغب بهذا.
بالنسبة لمستوى الكتاب فهو مبتدأ ولكن الدرس مليء بما هو مفيد ويتعرض الشيخ في النهاية بالشرح لعبارات متن الغاية والتقريب.
ملاحظة دوري في الموضوع هو نقل كلامه إلى ملفات pdf أو وورد حسب الرغبة وتلقي الأسئلة والإعتراضات.
ملاحظة ثانية أنا لا أدري وأنا أشارك هنا لأول مرة إن كان هذا هو المكان المناسب لطرح هذا الموضوع وإذا كانت هنالك منتديات أخرى ممكن أن نتفاعل معها فلا تبخلوا علينا بالنصيحة.
هذا العرض مستمر لمدة عشرة أيام بداية من اليوم 3 - 6 - 2009
والسلام.
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[03 - Jun-2009, مساء 11:33]ـ
بارك الله فيك.
سجلني معكم ....
أخوكم: أبو خالد الكمالي
من دولة الكويت
عندي اقتراح بارك الله فيكم:
ما رأيكم لو كان الأمر شرحا على متن أبي شجاع، حتى تكون الدراسة منهجية.
ثم بعد متن أبي شجاع ممكن إن يسر الله لنا الانتقال لما هو أوسع منه كتحفة الطلاب لشيخ الإسلام زكريا الأنصاري.
أرجو نقل اقتراحي للشيخ، و حبذا لو أخبرتنا عن موعد البدء، و اسم الشيخ، و بعض التفاصيل.
ـ[صفاء الدين العراقي]ــــــــ[03 - Jun-2009, مساء 11:55]ـ
حياك الله أخي
الكتاب هو شرح لمتن الغاية والتقريب لكن بطريقة ممتعة وهنالك شرح لعباراته أيضا.
موعد البدء ننتظر خلال هذه الأيام حتى يكون هنالك عدد من الإخوة.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[04 - Jun-2009, صباحاً 01:02]ـ
لو ذكرت اسم الشيخ أو عرفت به لكان ذلك أدعى للإقبال على التسجيل
نفع الله بك
ـ[نور الدرب]ــــــــ[04 - Jun-2009, صباحاً 07:54]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[نور الدرب]ــــــــ[04 - Jun-2009, صباحاً 07:57]ـ
ياحبذا لو تبين هده الطريفة المتميزة حتى يستفاذ منها و بارك الله في جهودكم
ـ[صفاء الدين العراقي]ــــــــ[04 - Jun-2009, مساء 12:50]ـ
حياكم الله
بالنسبة لاسم الأستاذ فلا يهم بشيء.
بالنسبة للطريقة فالرجل يعتمد على أسلوب المبالغة في التوضيح والشرح بحيث يخيل إلي أن الطالب المبتدأ بمجرد قراءة الكلام سيفهم المتن من غير حاجة إلى مدرس بجنبه هذا مع ضرب الأمثلة ورسم المخططات وذكر طريقة التطبيقات العملية بعد كل فصل ولا يهم عدد من يريد التسجيل إن لم أجد أحدا يرغب بالتعلم ينتهي الموضوع.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[04 - Jun-2009, مساء 01:48]ـ
وحياك الله
ليس كذلك
في ظني أن معرفة الشيخ شيء مطلوب وأمر مهم
لأن الطالب إذا علم أن الشيخ الفلاني مشهود له بالعلم فسيقبل على سماعه وأخذ العلم منه
وإذا علم أنه متمكن في الفن الذي يدرسه زاد إقبلاه على ذلك
وهكذا
ـ[نبض الامة]ــــــــ[04 - Jun-2009, مساء 05:18]ـ
جزاكم الله خيرا
أخي أريد أن أعرف أولا متى سيبدأ الشرح؟
ثم أقول لكم بإذن الله إن أردت أن أشارك معكم لأنني أريد أن أتعلم الفقه
وألن تقول لنا ما اسم هذا الأستاذ الفاضل؟ أرجو منك أن تخبرنا
وبارك الله فيكم
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[04 - Jun-2009, مساء 05:28]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن شاء الله أنا أشارك يا أخي،
لكن هل أنت المدرس بارك الله فيك؟ هذه الأمور ليس فيها تواضع إن كنت أنت، أو كان غيرك فعرفنا به فهذا أدعى للاستجابة.
كما أذكرك أن تعلنوا عن الدروس إلى جانب هذا المجلس المبارك في ملتقى المذاهب والدراسات الفقهية على هذا الرابط www.mmf-4.com (http://www.mmf-4.com/vb/index.php) ففيه قسم للدورات العلمية
ـ[صفاء الدين العراقي]ــــــــ[05 - Jun-2009, صباحاً 01:42]ـ
حياك الله أخي سنبدأ الدروس ونرى مقدار الإسفادة منها.
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[06 - Jun-2009, صباحاً 01:10]ـ
أنا مشارك معكم إن شاء الله.
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[06 - Jun-2009, مساء 04:51]ـ
لا تهتموا باسم الشيخ بقدر اهتمامكم بما يعطيه لكم الشيخ.
وقتها ستحكمون إن كان شيخًا أم لا.(/)
دورة حفظ الصحيحين بجدة دعوة للتسجيل - ميسرة
ـ[أبو ندى]ــــــــ[04 - Jun-2009, صباحاً 02:28]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يسر المركز العلمي الأول لتعليم الكتاب والسنة بجدة أن يدعوَ الإخوة للمشاركة في دورة حفظ الصحيحين
بإشراف الشيخ يحي بن عبدالعزيز اليحي حفظه الله
وهي ميسرة للجميع إن شاء الله , وتراعي ذوي الأشغال والوظائف
الفترة من 10/ 7 / 1430 إلى 29/ 7
فترة التسميع مسائية من بعد العصر
فروع الدورة:
1 - حفظ نصف المتفق عليه
2 - حفظ ربع المتفق عليه
3 - حفظ كتاب الإيمان
4 - برنامج خاص للحفاظ السابقين لمراجعة ما حفظوه
الشروط:
1 – حفظ القرآن
2 - المقابلة
3 - المواظبة
للاستفسار: 0594367644
أو الحضور للمركز في حي المنتزهات غرب بلدية أم السلم بجوار جامع علي بن أبي طالب
** يمكن متابعة الحفظ بعد الدورة بيسر عن طريق لقاء أسبوعي
و الله الموفق(/)
تحت لواء سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم ..... بأبي هو و أمي.
ـ[خلوصي]ــــــــ[04 - Jun-2009, صباحاً 08:21]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على من قال " أنا سيد ولد آدم و لا فخر "
و بعد أيها الأحباب الكرام:
فما أمس حاجتنا اليوم لأن نتذكر و نستحضر دوما أننا من أمة الإجابة التي كرمها رب العالمين فهداها لتكون تحت لواء من هو رسول الله ... نعم رسول الله!
تخيلوا أننا نسير تحت لواء من هو رسول الله صلى الله عليه و سلم .. !
في معركة هي الأعظم و الأخطر .. هي الأولى و الأخيرة ..
معركة الموطن الأصلي:
فحيا على جنات عدن فإنها ـــ منازلنا الأولى و فيها المخيم
و لكننا سبي العدو فهل ترى ـــ نعود إلى أوطاننا و نسلّم
فما أحوجنا أن نسير في ظلال هذا الرسول العظيم الذي لعظمته صار سطح الأرض مسجده ... و في مسجده الكبير هذا مكة كلها محرابه و الناس في الأرض مؤتمون به ... و المدينة كلها منبره لأنه يعلم العالمين جميعا دساتير سعاداتهم!!!
فيا أيها الركب الكريم:
تعالوا ننتق من معرفة النبي صلى الله عليه و سلم
و من سيرته العظيمة
و من أخلاقه
من أوامره و نواهيه
الأولى فالأولى حسب حال إيماننا و حال أمتنا .. في أنفسنا و في واجباتنا
و لنستحضر دوما أننا في المعركة الكبرى مع النبي الأعظم ..
و على قدر المهمة تكون الهمم!!
و لا ننس:
" لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي "
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[07 - Jun-2009, مساء 02:56]ـ
بارك الله فيك وأحسن إليك ..
نِعم الموعظة هذه على وجازتها.
ولعلك لو جعلتها "تعالوا نستقِ" (من الاستقاء) كانت أصوب من قولك: "تعالوا ننتقِ" (من الانتقاء)، إذ كما تعلم نحن مأمورون بالدخول في السِلم كافة، ولفظ الانتقاء ظاهره - وإن لم تكن تريد ذلك المعنى - الدخول في بعض السلم وترك بعضه انتقاءا، والله أعلم.
ـ[خلوصي]ــــــــ[10 - Jun-2009, صباحاً 10:55]ـ
بارك الله فيك وأحسن إليك ..
نِعم الموعظة هذه على وجازتها.
ولعلك لو جعلتها "تعالوا نستقِ" (من الاستقاء) كانت أصوب من قولك: "تعالوا ننتقِ" (من الانتقاء)، إذ كما تعلم نحن مأمورون بالدخول في السِلم كافة، ولفظ الانتقاء ظاهره - وإن لم تكن تريد ذلك المعنى - الدخول في بعض السلم وترك بعضه انتقاءا، والله أعلم.
و فيكم بارك الله أيها الحبيب و أحسن إليكم ..
و نعم الملاحظة ..... !
فلا تتركنا من استقائك الكريم ...
لعل الله أن يسقينا بالأخوة و المناصحة تحت هذا اللواء العظيم ما لا يسقي بغيره ..
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[10 - Jun-2009, مساء 05:31]ـ
جزاكم الله خيرا وسددكم
ـ[خلوصي]ــــــــ[11 - Jun-2009, صباحاً 08:14]ـ
جزاكم الله خيرا وسددكم
و إياكم أيها العزيز الجميل ..
و يا ليتكم تثرون الموضوع بين الفينة و الأخرى ... فنحن تحت اللواء:).
ـ[خلوصي]ــــــــ[15 - Jun-2009, صباحاً 07:50]ـ
فكرت فيما يمكن أن أبدأ به هذا الموضوع المهيب مما يليق بجناب خاتم الأنبياء و المرسلين صلى الله عليه و سلم ... و لم يمض سوى لحظات حتى لاح بخاطري قول الله عز و جل الآتي ...
فبالله عليكم رتلوه و لا تمروا عليه مرور من يعرف الآية ...
فالفرق كبير!
و لولا الخوف من شبهة لقطعت الآية و جعلتها في أسطر لزيادة التركيز و التنبيه!:
? مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ?
...
ـ[خلوصي]ــــــــ[18 - Mar-2010, مساء 02:52]ـ
نظرت في الموضوع لإضافة شيء فلم أر أجمل من تكرار قول الله عز و جل:
ألا ترتّلونه؟
? مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ?
...
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[18 - Mar-2010, مساء 03:32]ـ
من أراد الوصول إلى الحضرة الربانية دون الوساطة المحمدية رد بعصا الأدب إلى اسطبل الدواب ... !!!!!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلوصي]ــــــــ[30 - Jun-2010, صباحاً 01:54]ـ
و في إخبار أشبه بالأمر
يقول الرسول الأكرم (ص):
" ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل عزاً يعز الله به الإسلام وذلاً يذل الله به الكفر "
فتحت لواء سيد الخلق هذا نظرة إلى أقطار الأرض!
نظرة واثق متيقن ينظر بنور الحقّ!
بقلب مليء بالشفقة على الخلق!
إنه لا خُلف فيما يقول ... بل الخُلف فينا نحن!
ـ[خلوصي]ــــــــ[12 - Oct-2010, صباحاً 12:12]ـ
و تحت ذاك اللواء العظيم المهيب لا خصومة! لأنها خطر على الإيمان! خاصّة في زمان الاستضعاف! و خاصةّ أن أهل الأرض قد اشرأبّت أعناقهم يتطلّعون إلى نوره صلى الله عليه و سلّم .. يبحثون عمّن يأخذ بأيديهم لينوّر قلوبهم بنور التوحيد:
فالحذر الحذر من داء الأمم:
«دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الأُمَمِ قَبْلَكُمْ الْحَسَدُ وَالْبَغْضَاءُ هِىَ الْحَالِقَةُ لاَ أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعْرَ وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لاَ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَفَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِمَا يُثَبِّتُ ذَاكُمْ لَكُمْ أَفْشُوا السَّلاَمَ بَيْنَكُمْ»
رواه الترمذي
ـ[خلوصي]ــــــــ[08 - Nov-2010, صباحاً 06:21]ـ
" ... أَفَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِمَا يُثَبِّتُ ذَاكُمْ لَكُمْ أَفْشُوا السَّلاَمَ بَيْنَكُمْ»
رواه الترمذي
ف:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:) يا إخوة الإيمان.(/)
تحت رعاية حاكم الشارقة الدورة العلمية التاسعة
ـ[داعي الامارات]ــــــــ[04 - Jun-2009, صباحاً 09:36]ـ
حكومة الشارقة – المنتدى الإسلامي
الدورة العلمية التاسعة - جامع المغفرة
الدعوة عامة
السكن متوفر للقادمين من خارج الدولة
http://www7.0zz0.com/2009/06/04/05/220776516.jpg (http://www.0zz0.com)
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[04 - Jun-2009, صباحاً 10:21]ـ
فقط السكن متوفر للقادمين من خارج الدولة او التاشيرة والطعام والفطورأيضا
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[04 - Jun-2009, مساء 12:36]ـ
جزاكم الله كل خير وبارك فيكم ولكن بصراحة المتون العلمية في الدورة ليست مغرية
مقارنة بغيرها من الدورات السنوية التي تعقد في الصيف ان شاء الله
ـ[فيصل السويدي]ــــــــ[05 - Jun-2009, مساء 09:12]ـ
جزاك الله خيراً
ولكن هل الشيخ محمد المختار الشنقيطي هو الواعظ في المسجد النبوي؟
ـ[أبو حازم البصري]ــــــــ[06 - Jun-2009, صباحاً 02:46]ـ
المدرس في الدورة هو محمد المختار بن محمد الأمين الشنقيطي، أبوه صاحب الأضواء، والله أعلم.
ـ[داعي الامارات]ــــــــ[25 - Jun-2009, صباحاً 11:21]ـ
فقط السكن متوفر للقادمين من خارج الدولة او التاشيرة والطعام والفطورأيضا
السكن + المأكل (الفطور + الغداء + العشاء) + المواصلات
ماعدا التأشيرة على حسابكم
ـ[داعي الامارات]ــــــــ[25 - Jun-2009, صباحاً 11:23]ـ
جزاك الله خيراً
ولكن هل الشيخ محمد المختار الشنقيطي هو الواعظ في المسجد النبوي؟
هو استاذ بالجامعة الإسلامية وجامعة طيبة - المدينة المنورة
ـ[داعي الامارات]ــــــــ[25 - Jun-2009, صباحاً 11:34]ـ
المدرس في الدورة هو محمد المختار بن محمد الأمين الشنقيطي، أبوه صاحب الأضواء، والله أعلم.
صحيح - جزاك الله خير(/)
بحث مهم: في حقيقة جماع الجن لنساء بني آدم
ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[04 - Jun-2009, مساء 04:03]ـ
بحث مهم: في حقيقة جماع الجن لنساء بني آدم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، صلى الله عليه، وعلى آله وصحبه ومن والاه ..
أما بعد ...
فقد أثار أحد الأخوة الطيبين في إحدى المنتديات الطيبة تساؤلاً عن حقيقة جماع الجني للإنسية .. وقال: هل يقع ذلك حقيقة أم لا؟
وذكر في بداية موضوعه أثرا عن عائشة أم المؤمنين في أنها قتلت جنياً ..
وتساءل بعض المشاركين عن صحة هذا الخبر العجيب ..
وإن كان الأثر غير موضوع السؤال ولا رابط بينهما إلا أن عائشة ظهر لها جنيا ..
فأحببت أن أشارك بما لدي إجابة للأخ السائل الكريم ورجاء نفع بعض إخواننا وأخواتنا في كثير من المنتديات ..
وعليه فسيكون الكلام – بإذن الله - عن مسألتين:
المسألة الأولى
في قصة عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قتلت جنيا فرأت في المنام أن قائلا يقول لها: قد قتلت مسلما؟ فقالت: لو كان مسلما لم يدخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم! قال: ما دخل عليك إلا عليك ثيابك .. فأصبحت فأمرت باثني عشر ألف درهم فجعلت في سبيل الله.
أقول بحول الله وقوته:
كنت قد خرجت هذا الأثر في كتابي (إفلاس إبليس) الجزء الثاني ص 397 وهو مطبوع في قطر أول شهر ذي الحجة عام 1429 هـ.
وقلت عن هذا الأثر:
رواه ابن أبي شيبة في المصنف (6/ 182) قال حدثنا عبد الله بن بكر السهمي (وهو شيخه الثقة الحافظ) عن حاتم بن أبي صغيرة (ثقة) عن ابن أبي مليكة (ثقة) عن عائشة بنت طلحة (ثقة وهي بنت أخت عائشة) عن عائشة أم المؤمنين .. به
ومن طريقه رواه ابن عبد البر في التمهيد (4/ 379) وإسناده صحيح، وعنه أيضاً أبو نعيم في حلية الأولياء (2/ 49) ورواه أبو الشيخ في العظمة (5/ 1654) من طريق آخر إلى حاتم بن أبي صغيرة به. فالأثر صحيح.
ورواه الذهبي في تذكرة الحفاظ (1/ 29) وجاء بقصته كاملة في سير أعلام النبلاء (2/ 420) من رواية عفيف بن سالم، عن عبد الله بن المؤمل، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن عائشة بنت طلحة، قالت: كان جان يطلع على عائشة، فحرَّجت عليه مرة، بعد مرة، بعد مرة. فأبى إلا أن يظهر، فعدت عليه بحديدة، فقتلته.
فأتيت في منامها، فقيل لها: أقتلت فلانا؟ وقد شهد بدراً، وكان لا يطلع عليك، لا حاسرا ولا متجردة، إلا أنه كان يسمع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فأخذها ما تقدم وما تأخر ; فذكرت ذلك لأبيها فقال: تصدقي باثني عشر ألفا ديته. اهـ
قال الذهبي: رواه عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن عفيف، وهو ثقة. وابن المؤمل، فيه ضعف، والإسناد الأول أصح. وما أعلم أحدا اليوم يقول بوجوب دية في مثل هذا. اهـ
قلت: لم أجده في مصنفات عبد الله بن أحمد حسب جهدي، وعفيف بن سالم وثقه أيضاً ابن معين، وأبو داود، وأبو حاتم وغيرهم.
وعبد الله بن المؤمل الجمهور على ضعفه حتى قال أحمد: حديثه مناكير، ليس بذاك. وقيل فيه من غيره أيضا: ليس به بأس - صالح الحديث.
وهو من صالحي أهل مكة وولي قضاءها، وثقه ابن حبان وابن سعد في الطبقات. وروى له البخاري في الأدب المفرد والترمذي وابن ماجة.
والخلاصة أنه أقرب إلى الضعف منه إلى تحسين حاله، ولكن روايته هذه تحتمل التحسين، لأنها تتقوى بالطريق الأولى إن شاء الله تعالى، وإن اكتفينا بالرواية الأولى الصحيحة فبها ونعمت، والله أعلم ..
وفي هذا الباب قصص أخرى لا داعي لذكرها حتى لا يطول المقال.
المسألة الثانية: وهي جماع الجني للإنسية والعكس ..
فإجمالا نقول: تبعا لما ورد في الأدلة الشرعية الواردة في هذا الباب فإن الجن والشياطين يجامعون المرأة من بنات آدم، مسلمة كانت أو كافرة، برة تقية أو فاجرة، وهو محاسبون على ذلك وعليهم عقاب ولهم ثواب كبني آدم ..
والتفصيل يأتي على ثلاثة نقاط:
أولا: إثبات قدرة الجن على النكاح والتزاوج
فمن المقرر شرعا أن مناكحة الجن فيما بينهم هو ما دل عليه ظاهر الكتاب والسنة ..
وثبت عن سلمان أن النبي r قال: لا تكن أول من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منها، فبها باض الشيطان وفرخ.
رواه الطبراني في الكبير 6/ 248 بسند صحيح.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأصله في مسلم (6469) موقوفاً عن سلمان قال: لا تكونن إن استطعت أول من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منها، فإنها معركة الشيطان وبها ينصب رايته.
وفي الأول دلالة على أن للشيطان ذرية من صلبه. والله أعلم.
قال القرطبي: قال الشعبي: سألني رجل فقال: هل لإبليس زوجة؟
فقلت: إن ذلك عرس لم أشهده، ثم ذكرت قوله تعالى:) أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ (فعلمت أنه لا تكون ذرية إلا من زوجة، فقلت: نعم.
وهو ظاهر قوله تعالى:) لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان (كما في التفسير ..
ولا يثبت عندنا كيفية التوالد منهم وحدوث الذرية عن إبليس فيتوقف الأمر فيه على النقل الصحيح، وهو ما جاء في الحديث أعلاه.
فإنه ثبت لهم التزاوج فيترتب عليه النكاح والجماع ..
ثانيا: انتفاء المانع العقلي على ذلك
فالشبهة المعترضة لهذا .. قول من قال: أن الجن من عنصر النار والإنسان طيني مائي، وعليه فعنصر النار يمنع من أن تكون النطفة الإنسانية في رحم الجنية لما فيها من الرطوبة، وكذا بالعكس وهو أن الجني من نار والإنسية كما هو معلوم ..
والجواب ذكره الشبلي في آكام المرجان في أحكام الجان (1/ 79) فقال:
أنهم وإن خلقوا من نار فليسوا بباقين على عنصرهم الناري بل قد استحالوا عنه بالأكل والشرب والتوالد والتناسل كما استحال بنو آدم عن عنصرهم الترابي بذلك، على أنا نقول إن الذي خلق من نار هو أبو الجن كما خلق آدم أبو الإنس من تراب وأما كل واحد من الجن غير أبيهم فليس مخلوقا من النار كما أن كل واحد من بني آدم ليس مخلوقا من تراب وقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه وجد برد لسان الشيطان الذي عرض له في صلاته على يده لما خنقه وفي رواية قال النبي - صلى الله عليه وسلم - فما زلت أخنقه حتى برد لعابه فبرد لسان الشيطان ولعابه دليل على أنه انتقل عن العنصر الناري إذ لو كان باقيا على حاله فمن أين جاء البرد؟ .. وهذا المصروع يدخل بدنه الجني ويجري الشيطان من ابن آدم مجرى الدم فلو كان باقيا على حاله لأحرق المصروع ومن جرى منه مجرى الدم. اهـ
وثالثاُ: الأدلة الشرعية على ذلك كثيرة
ففي قوله تعالى: (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ) [الرحمن-56]
قال ابن جرير: وكان بعض أهل العلم بكلام العرب من الكوفيين يقول: الطمث هو النكاح بالتدمية، ويقول: الطمث هو الدم، ويقول: طمثها إذا دماها بالنكاح ..
وإنما عنى في هذا الموضع أنه لم يجامعهنّ إنس قبلهم ولا جانّ ..
وروى عن عكرمة قال: لا تقل للمرأة طامث، فإن الطَّمْث هو الجماع، إن الله يقول (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ).
قال ابن جرير في جامع البيان في تفسير الآية:
فإن قال قائل: وهل يجامع النساء الجنّ؟ فيقال له قال الله تعالى: (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ)؟ فإن مجاهداً روي عنه ما حدثني به محمد بن عمارة الأسدي، قال: ثنا سهل بن عامر، قال: ثنا يحيى بن يَعْلَى الأسلميّ عن عثمان بن الأسود، عن مجاهد، قال: إذا جامع الرجل ولم يسمّ، انطوى الجانّ على إحليله فجامع معه، فذلك قوله: (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ).
وكان بعض أهل العلم ينتزع بهذه الآية في أن الجنّ يدخلون الجنة. اهـ
قلت: في سند ابن جرير - لأثر مجاهد – يحيى بن يعلى الأسلمي وهو ضعيف.
وقال ابن الجوزي في قوله تعالى: (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ) فيه دليل على أن الجني يغشى المرأة كالإنس. اهـ
وقال البغوي في تفسيره (5/ 106): وروي عن جعفر بن محمد أن الشيطان يقعد على ذكر الرجل فإذا لم يقل: "بسم الله" أصاب معه امرأته وأنزل في فرجها كما ينزل الرجل.
وروي أن رجلا قال لابن عباس: إن امرأتي استيقظت وفي فرجها شعلة من نار؟ قال: ذلك من وطء الجن. اهـ
فجمهور مفسري القرآن .. يقررون تحت تفسير قوله تعالى: (فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ) [الرحمن - 56]
أن هذه الآية فيها دليل على ما ذهبنا إليه من ناحيتين:
الناحية الأولى: قدرة الجن على الطمث وهو الجماع بتدمية كما في لغة القرآن عند جميع المفسرين ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الزجاج كما في تفسير الإمام البغوي (4/ 275): فيه دليل على أن الجني يغشى كما يغشى الإنسي.
وقال الخازن في تفسيره (6/ 31): وفي الآية دليل على أن الجني يغشى كما يغشى الإنسي. اهـ
وقدرة الجن على الغشيان والجماع أمر متفق عليه لوجود الذرية منهم بنص القرءان.
الناحية الثانية: وذلك بأن الله تبارك وتعالى وصف الحور العين بأنه لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان: ويعلمك هذا أن نساء الآدميات قد يطمثهن الجان، وأن الحور العين قد برئن من هذا العيب ونُزِّهنَ. وهذا من ضمن كلام القرطبي كما سيأتي.
ويقول الدكتور الأشقر في عالم الجن والشياطين (ص31):
ومما يدل على وقوع التناكح بين الإنس والجن قوله تعالى (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ) فدلت الآية على صلاحيتهن للإنس والجن على حد سواء. اهـ
وذكرنا أثر مجاهد، ومع ضعفه فقد نقله أكثر المفسرين، وقال الإمام القرطبي في تفسيره (17/ 181): قد مضى القول .. وأنه جائز أن تطأ بنات بني آدم.
وفي قوله: {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنٌّ} يعلمك أن نساء الدنيا [في الجنة] لم يطمثهن الجان. والحور العين قد برئن من ذلك العيب. اهـ بتصرف
وقال الألوسي- رحمه الله - في تفسيره (27/ 119): ونفي طمثهن عن الأنس ظاهر، وأما عن الجن فقال مجاهد والحسن: قد تجامع الجن نساء البشر مع أزواجهن إذا لم يذكر الزوج اسم الله تعالى، فنفى هنا جميع المجامعين، وقيل: لا حاجة إلى ذلك، إذ يكفي في نفي الطمث عن الجن إمكانه منهم، ولا شك في إمكان جماع الجنيِّ إنسيةً بدون أن يكون مع زوجها الغير الذاكر اسم الله تعالى. اهـ
وقال فخر الدين الرازي في تفسيره للآية (15/ 107): المسألة الثامنة: ما الفائدة في ذكر الجان مع أن الجان لا يجامع؟ نقول: ليس كذلك بل الجن لهم أولاد وذريات وإنما الخلاف في أنهم هل يواقعون الإنس أم لا؟ والمشهور أنهم يواقعون وإلا لما كان في الجنة أحساب ولا أنساب، فكأن مواقعة الإنس إياهن كمواقعة الجن من حيث الإشارة إلى نفيها. اهـ
وكلام المفسرين في هذه المسألة كثير نكتفي بما ذكرنا ..
هل المخنثون أولاد الجن؟
وذكر الشبلي في آكام المرجان في أحكام الجان (1/ 93) عن الطرطوسي في كتاب تحريم الفواحش من رواية يحيى بن أيوب عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال: المخنثون أولاد الجن، قيل لابن عباس كيف ذلك؟ قال إن الله عز وجل ورسوله - صلى الله عليه وسلم - نهيا أن يأتي الرجل امرأته وهي حائض فإذا أتاها سبقه إليها الشيطان فحملت فجاءت بالمخنث. اهـ
وذكره ابن عدي في الكامل (6/ 295) وعنه الذهبي في ميزان الاعتدال (4/ 363) في مناكير يحيى بن أيوب مرفوعا فقال: عن أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ثنا عمي حدثني يحيى بن أيوب عن ابن جريج عن عطاء بن أبى رباح عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المؤنثون أولاد الجن قيل لابن عباس يا أبا الفضل كيف ذلك؟ قال نهى الله ورسوله أن يأتي الرجل امرأته وهي حائض فإذا أتاها سبقه الشيطان إليها فحملت منه فأتت بالمؤنث.
قلت: الطريقين فيهما يحيى بن أيوب وهو ضعيف بالاتفاق، فالأثر لا يصح موقوفا ولا مرفوعاً.
المغربون: الذين يشترك فيهم الجن
وفي سنن أبي داود بسند فيه ضعف عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال لي رسول الله r : هل رؤي فيكم المغربون؟ قلت وما المغربون؟ قال: الذين يشترك فيهم الجن.
رواه أبو داود 5107 والترمذي الحكيم في نوادر الأصول وضعفه الألباني.
والمغربون: قيل سموا بذلك لأنه دخل فيهم عرق غريب أو جاؤوا من نسب بعيد ..
وقيل أي المبعدون عن ذكر الله تعالى عند الوقاع حتى شارك فيهم الشيطان.
قلت: ولعل الأطفال الذين ولدوا بالعته المغولي منهم .. والله وأعلم.
قال في عون المعبود: مقصود المؤلف – أبي داود - من إيراد الحديث في هذا الباب أن الأذان في أذن المولود له تأثير عجيب وأمان من الجن والشيطان كما أن الدعاء عند الوقاع له تأثير بليغ وحرز من الجن والشيطان .. والله أعلم ..
قلت: ساق في باب الصبي يولد فيؤذن في أذنه حديث عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه قال: رأيت رسول الله r أذن في أذن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة بالصلاة.
رواه أبو داود 5105 وحسنه الألباني ثم ضعفه آخرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالتسمية والاستعاذة من الشيطان عند الوقاع والآذان في أذن المولود يدحر الشيطان دحرا ويضعف تسلطه على المولود .. لأن الشيطان يهرب من الآذان وله ضراط كما سيأتي.
وقال شيخ الإسلام ابن القيم في إعلام الموقعين (4/ 408) تعليقا على هذا الحديث مع ضعفه: وهذا من مشاركة الشياطين للإنس في الأولاد وسموا مغربين لبعد أنسابهم وانقطاعهم عن أصولهم ومنه قولهم عنقاء مغرب. اهـ
آثار عن أمير المؤمنين عمر
وروى عبد الرزاق (المصنف 7/ 409) بسنده عن إبراهيم النخعي قال: بلغ عمر عن امرأة أنها حامل فأمر بها أن تحرس حتى تضع فوضعت ماء أسود فقال عمر: لمة من الشيطان.
قلت: وإبراهيم لم يدرك عمر وحدث عن أبو سعيد الخدري وعائشة وعامة ما يروى عن التابعين كعلقمة ومسروق والأسود. فالأثر منقطع.
وفي المصنف أيضا (7/ 410):
عبد الرزاق عن ابن عيينة عن عاصم بن كليب الجرمي عن أبيه أن أبا موسى كتب إلى عمر في امرأة أتاها رجل وهي نائمة فقالت إن رجلا أتاني وأنا نائمة فوالله ما علمت حتى قذف في مثل شهاب النار، فكتب عمر تهامية تنومت قد يكون مثل هذا وأمر أن يدرأ عنها الحد.
وسنده حسن من أجل عاصم بن كليب وأبيه فإنهما صدوقان.
وفيه عن الثوري عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال بلغ عمر أن امرأة متعبدة حملت فقال عمر أراها قامت من الليل تصلي فخشعت فسجدت فأتاها غاو من الغواة فتحشمها فأتته فحدثته بذلك سواء فخلى سبيلها. وسنده صحيح أيضاً.
فهذه الآثار ظاهرة في وقوع جماع الجني للإنسية ..
قصة صحيحة يرويها أنس
وروى ابن أبي الدنيا بسنده عن أنس بن مالك قال: كانت ابنة عوف بن عفراء مستلقية على فراشها فما شعرت إلا بزنجي قد وثب على صدرها ووضع يده في حلقها فإذا صحيفة صفراء تهوي بين السماء والأرض حتى وقعت على صدري فأخذها فقرأها فإذا فيها: من رب لكين إلى لكين: اجتنب ابنة العبد الصالح فإنه لا سبيل لك عليها فقام وأرسل بيده من حلقي وضرب بيده على ركبتي فتورمت حتى صارت مثل رأس الشاة، قالت: فأتيت عائشة رضي الله عنها فذكرت ذلك لها فقالت: يا ابنة أخي إذا خفت فاجمعي عليك ثيابك فإنه لن يضرك إن شاء الله قال: فحفظها الله بأبيها فإنه كان قتل يوم بدر شهيدا.
رواه في مكائد الشيطان (1/ 28) قال: محمد بن قدامة حدثنا عمر بن يونس اليمامي الحنفي قال: حدثنا عكرمة بن عمار حدثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قال: حدثني أنس به .. وهذا إسناد صحيح رواته ثقات.
وروى أيضاً عن الحسن بن الحسن قال دخلت على الربيع بنت معوذ بن عفراء أسألها عن بعض الشيء فقالت بينا أنا في مجلسي إذ انشق سقفي فهبط على منه أسود مثل الجمل أو مثل الحمار لم أر مثل سواده وخلقه وفظاعته قالت فدنا مني يريدني وتبعته صحيفة صغيرة ففتحها فقرأها فإذا فيها من رب عكب إلى عكب أما بعد فلا سبيل لك إلى المرأة الصالحة بنت الصالحين قال فرجع من حيث جاء وأنا انظر إليه قال حسن بن حسن فأرتني الكتاب وكان عندهم.
وسند هذا الأثر فيه من لم أعرفه ..
فإن قال قائل: لعله أراد شيئا غير الجماع .. قلت: يرده قول عائشة: يا ابنة أخي إذا خفت فاجمعي عليك ثيابك فإنه لن يضرك إن شاء الله ..
وفي الرواية الثانية قالت: قالت فدنا مني يريدني .. الخ، وهو واضح.
كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في هذه المسألة
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في مجموع الفتاوى (19/ 39):
وَصَرْعُهُمْ لِلْإِنْسِ قَدْ يَكُونُ عَنْ شَهْوَةٍ وَهَوًى وَعِشْقٍ كَمَا يَتَّفِقُ لِلْإِنْسِ مَعَ الْإِنْسِ وَقَدْ يَتَنَاكَحُ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ وَيُولَدُ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ وَهَذَا كَثِيرٌ مَعْرُوفٌ وَقَدْ ذَكَرَ الْعُلَمَاءُ ذَلِكَ وَتَكَلَّمُوا عَلَيْهِ وَكَرِهَ أَكْثَرُ الْعُلَمَاءِ مُنَاكَحَةَ الْجِنِّ. اهـ
فهو أثبت وقوعِ ذلك ونقل كراهته شرعا كما في كلامه هذا ..
وله كلام صريح في دقائق التفسير (2/ 135) عن الاستمتاع الجنسي، فقال في تفسير قوله تعالى: (وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله) وبعد أن ذكر كلام السلف:
قلت الاستمتاع بالشيء هو أن يتمتع به ينال به ما يطلبه ويريده ويهواه ويدخل في ذلك استمتاع الرجال بالنساء بعضهم لبعض كما قال (فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة) ومن ذلك الفواحش كاستمتاع الذكور بالذكور والإناث بالإناث ..
ثم قال: وفي الجملة استمتاع الإنس بالجن والجن بالإنس يشبه استمتاع الإنس بالإنس .. وتارة يمكنه من نفسه فيفعل به الفاحشة وكذلك الجنيات منهن من يريد من الإنس الذي يخدمنه ما يريد نساء الإنس من الرجال وهذا كثير في رجال الجن ونسائهم فكثير من رجالهم ينال من نساء الإنس ما يناله الإنسي وقد يفعل ذلك بالذكران ..
وصرع الجن للإنس هو لأسباب ثلاثة: تارة يكون الجني يحب المصروع ليتمتع به وهذا الصرع يكون أرفق من غيره وأسهل، وتارة يكون الإنسي آذاهم إذا بال عليهم أو صب عليهم ماء حارا أو يكون قتل بعضهم أو غير ذلك من أنواع الأذى هذا أشد الصرع وكثيرا ما يقتلون المصروع، وتارة يكون بطريق العبث به كما يعبث سفهاء الإنس بأبناء السبيل. اهـ
يتبع بإذن الله تعالى *******
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[04 - Jun-2009, مساء 04:05]ـ
ويؤيد ما ذكر أعلاه أدلة كثيرة عامة،، منها:
أن الشيطان يحضر عند الجماع
روى البخاري عن ابن عباس قال، قال رسول الله r : لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتني فإن كان بينهما ولد لم يضره الشيطان ولم يسلط عليه.
رواه البخاري 7396 ومسلم 1434 وأبو داود 2161.
قال الحافظ في الفتح (9/ 229): وقال الداودي معنى لم يضره أي لم يفتنه عن دينه إلى الكفر وليس المراد عصمته منه عن المعصية.
وقيل لم يضره بمشاركة أبيه في جماع أمه كما جاء عن مجاهد أن الذي يجامع ولا يسمي يلتف الشيطان على إحليله فيجامع معه ولعل هذا أقرب الأجوبة. اهـ
والدعاء بتجنيب الشيطان ها هنا كالاستعاذة، وأفاد أمرين:
الأول: حماية المولود من الشيطان كي لا يسلط عليه ..
والثاني: كي لا يجامع شيطان الجن مع الإنسي فينتج مولود على غير طبيعته.
الحيض ركضة من ركضات الشيطان
في سنن أبي داود عن حمنة بنت جحش قالت: كنت أستحاض حيضة كثيرة شديدة فأتيت رسول الله r أستفتيه وأخبره فوجدته في بيت أختي زينب بنت جحش فقلت يا رسول الله إني امرأة أستحاض حيضة كثيرة شديدة فما ترى فيها؟ قد منعتني الصلاة والصوم؟
فقال: أنعت لك الكرسف فإنه يذهب الدم، قالت: هو أكثر من ذلك. قال: فاتخذي ثوبا، فقالت: هو أكثر من ذلك إنما أثج ثجا، قال رسول الله r : سآمرك بأمرين أيهما فعلت أجزأ عنك من الآخر فإن قويت عليهما فأنت أعلم، قال لها: إنما هذه ركضة من ركضات الشيطان ..
فتحيضي ستة أيام أو سبعة أيام في علم الله تعالى ثم اغتسلي.
رواه أبو داود 287 وحسنه الألباني موقوفا على حمنة.
فإذا كانت قدرة الجان أو الشيطان على فعل الاستحاضة في المرأة فلا يستبعد جماعه لها كما في الأدلة أعلاه.
والمرأة تستحلم مثل الرجال
وفي صحيح مسلم أن أم سليم بنت ملحان قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: المرأة ترى في المنام مثل ما يرى الرجل أتغتسل؟ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نعم، فلتغتسل»، فقالت لها عائشة: أفٌ لكِ، وهل ترى ذلك المرأة؟ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تربت يمينك، من أين يكون الشبه؟»
وهذا دليل قوي في أن الشيطان يخيل للنائم ذكرا كان أو امرأة من المناظر ما يقوي غريزته فيستدعي خروج المني وهو ما يسمى بالاستحلام.
وأنه ينظر إلى المرأة والرجل إذا وضعا ثيابهما
في سنن الترمذي عن علي أن رسول الله r قال: ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا دخل أحدهم الخلاء أن يقول بسم الله.
وفي رواية أبي الشيخ في العظمة: ستر بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا وضع ثوبه قال بسم الله.
رواه الترمذي 606 وأبو الشيخ في العظمة 5/ 1668وصححه الألباني.
فإن كان ينظر ويسترق النظر فطمعه بالنساء ظاهر ..
وقد روي في الحيطة في ذلك، ما جاء حميدة مولاة عمر بن عبد العزيز أنه قال لها:
لا تدعين بناتي ينمن مستلقيات على ظهورهن فإن الشيطان يظل يطمع ما دمن كذلك.
رواه ابن أبي شيبة 4/ 34 وحميدة مولاة عمر لا يعرف عن حالها شيئا.
فللشيطان تعلق كبير بالنساء كما في سنن الترمذي عن عبد الله بن مسعود عن النبي r قال: المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان.
رواه الترمذي 1173 وابن حبان 12/ 413 وابن خزيمة 3/ 93 وصححه الألباني.
والشيطان يفرك بين الزوجين
ويحاول جاهدا أن يوقع بين الزوجين الكراهة والمقت كما روى عبد الرزاق عن أبي وائل قال:
جاء رجل من بجيلة إلى عبد الله بن مسعود فقال إني قد تزوجت جارية بكرا وإني قد خشيت أن تفركني (تكرهني)؟ فقال عبد الله: إن الإلف من الله وإن الفرك من الشيطان ليكره إليه ما أحل الله له، فإذا أدخلت عليك فمرها فلتصل خلفك ركعتين وقل: اللهم بارك لي في أهلي وبارك لهم في، اللهم ارزقني منهم وارزقهم مني، اللهم اجمع بيننا ما جمعت إلى خير، وفرق بيننا إذا فرقت إلى خير.
رواه عبد الرزاق في المصنف 6/ 191 والطبراني 9/ 204 وسنده صحيح.
ويعمل الحيل ليغضب الزوج على زوجته
(يُتْبَعُ)
(/)
لذلك فالشيطان يجتهد في صنع الحيل للوقيعة بين الزوجين كما روى البخاري في الأدب المفرد عن أزهر بن سعيد قال سمعت أبا أمامة يقول: إن الشيطان يأتي إلى فراش أحدكم بعد ما يفرشه أهله ويهيئونه فيلقي عليه العود والحجر أو الشيء ليغضبه على أهله، فإذا وجد ذلك فلا يغضب على أهله، قال: لأنه من عمل الشيطان.
رواه البخاري في الأدب المفرد 1191 وحسنه الألباني في صحيح الأدب برقم 911.
والطلاق من الشيطان
وبهذا الجهد المبذول من الشيطان يقع الطلاق والفراق والشقاق ..
روى عبد الرزاق في مصنفه عن مالك بن الحويرث عن ابن عباس وقد سأله رجل فقال: إن عمي طلق امرأته ثلاثا، فقال: إن عمك عصى الله فأندمه وأطاع الشيطان فلم يجعل له مخرجا.
قال: كيف ترى في رجل يحلها له؟ قال: من يخادع الله يخدعه.
وروى كذلك عن عبد الملك بن أبي سليمان أنه سمع رجلا يذكر لابن جبير ابنة عم له وأن الشيطان يوسوس إليه بطلاقها فقال له سعيد بن جبير: ليس عليك من ذلك بأس حتى تكلم به أو تشهد عليه.
وروى أيضا عن معمر عن الزهري عن سالم بن عبد الله عن ابن عمر قال: طلق غيلان بن سلمة الثقفي نساءه وقسم ماله بين بنيه في خلافة عمر فبلغ ذلك عمر فقال: طلقت نساءك وقسمت مالك بين بنيك؟ قال نعم، قال: والله إني لأرى الشيطان فيما يسرق من السمع سمع بموتك فألقاه في نفسك فلعلك أن لا تمكث إلا قليلا، وأيم الله لئن لم تراجع نساءك وترجع في مالك لأورثهن منك إذا مت ثم لآمرن بقبرك فليرجمن كما رجم قبر أبي رغال - قال الزهري وأبو رغال أبو ثقيف - قال فراجع نساءه وراجع ماله فما مكث إلا سبعا حتى مات.
وقال أيضا: أخبرنا ابن جريج قال: جاء رجل إلى عطاء فقال: حلفت على يمين ما أدري ما هي أطلاق أم غيره؟ قال: إنما ذلك الشيطان كفر عن يمينك وافعل.
وهذه الآثار في المصنف بالترتيب: 6/ 266 و 6/ 412 و 7/ 66 و 8/ 439 وأسانيدها صحيحة.
فرح الشيطان بوقوع الطلاق
ولذلك يكون الشيطان فرحا بوقوع الطلاق، بل ويكافئ من تسبب في ذلك من الشياطين ..
كما في الحديث الصحيح عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن النبي r قال:
إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة يجيء أحدهم فيقول فعلت كذا وكذا فيقول ما صنعت شيئا ويجيء أحدهم فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين أهله فيدنيه منه ويقول نعم أنت.
أخرجه أحمد (3/ 314) ومسلم (2813) وغيرهما.
بعض خصائص الجن والشيطان
ويؤكد هذا الذي ذكرناه بوضوح إذا ما ألقينا الضوء بنظرة عامة على خصائص الجن والشيطان وسيظهر لنا الآتي:
- أنهم يتناكحون ويتناسلون.
- وأنهم يأكلون ويشربون.
- ويشاركون الآدمي إن لم يسمي على طعامه وشرابه.
- ويدخلون البيت للمبيت إن لم يسم الآدمي.
- وأنهم يحلون ويظعنون وينامون.
- وأنهم يولدون ويموتون.
- وأنهم يتلبسون بالآدمي.
- ويجري منه مجرى الدم.
- ويسببون له الصرع والأمراض.
- وأنهم قد يقتلون الآدمي ويؤذوه.
- وأنهم يتشكلون في صور شتى من إنسان وحيوان.
- وأنهم يحملون الأشياء وقد يسرقون من الآدمي.
- وأنهم يصارعون الإنس وقد صارعا عمر وعمار ..
- وأن له ضراط من دبره إذا نودي بالصلاة
- وأن لهم لعاب يسيل كما في قصة النبي والشيطان.
وكل هذا المنقول له أدلته المعروفة في الصحاح والسنن والمسانيد ..
وتبعا لهذا فإن لهم تصرف في أحوال بني آدم:
فللشيطان والجان أفعال بالإنسان .. قد يستغربها من لا يعلمها .. وأذكر منها:
في المسند عن أبي هريرة قال رسول الله r : إن أحدكم إذا كان في المسجد جاءه الشيطان فالتبس به كما يلتبس الرجل بدابته فإذا سكن له زنقه أو ألجمه ..
قال أبو هريرة: فأنتم ترون ذلك أما المزنوق فتراه مائلا كذا لا يذكر الله، وأما الملجوم ففاتح فاه لا يذكر الله عز وجل. رواه أحمد 2/ 330 وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده قوي.
وصح مرفوعا: إن الشيطان أتى بلالاً وهو قائم يصلي فأضجعه فلم يزل يهدئه كما يهدأ الصبي حتى نام. رواه مالك في الموطأ رواية يحيى الليثي 1/ 14 وصححه الألباني في المشكاة.
وأنه يتحكم في ناصية المصلي اللاهي: كما جاء عن أبي هريرة: إن الذي يرفع رأسه قبل الإمام ويخفض قبله فإنما ناصيته بيد الشيطان.
رواه مالك 280 وعبد الرزاق 2/ 373 وابن أبي شيبة 2/ 116 وسنده حسن.
(يُتْبَعُ)
(/)
والحيض: ركضة من ركضات الشيطان كما صح في الحديث ..
وأنه يبيت على خيشوم ابن آدم كما صح أيضا.
وأنه يضرط بين إليتيه كما في المسند عن أبي هريرة مرفوعا: إن أحدكم إذا كان في الصلاة جاءه الشيطان فالتبس به كما يلتبس الرجل بدابته فإذا سكن له أضرط بين إليتيه ليفتنه عن صلاته. رواه احمد بإسناد قوي.
والحديث: إن الشيطان يأتي أحدكم وهو في صلاته فينقر دبره.
وحديث: إن الشيطان يأتي أحدكم وهو في صلاته فيأخذ شعرة من دبره فيمدها فيرى أنه قد أحدث فلا ينصرفن حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا. رواه أحمد وحسنه الأرناؤوط لغيره.
وأن الشيطان يعقد على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد. كما صح في الحديث.
وأنه يبول في أذن الآدمي كي لا يسمع الآذان ويذهب للصلاة.
وأنه ينخث الصبي بإصبعه عند ولادته فيسبب له الألم فيبكي الصبي.
وقال النبي r عن جارية كانت تغني: قد نفخ الشيطان في منخريها. صححه الألباني.
كما جاء أن المغني يبعث الله عز وجل عليه شيطانين يرتقدان على عاتقيه - يجلسان على منكبيه - ثم لا يزالان يضربان بأرجلهما على صدره.
وأهم من ذلك كله: حديث المرأة التي كانت تصرع فدعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: فإني أتكشف .. والحديث في الصحيحين.
فهذه المرأة أصابها الشيطان بالصرع وجعلها تتكشف!!!!
وبهذه الصورة كاملة: نراهم أهل للتكليف كالإنس تماما ويشاركونهم في كثير من الخصائص الحياتية ..
غير أن الله حجب رؤيتنا لهم على حقيقتهم وقد نراهم في تشكلهم بغير جنسهم.
وإذا تقرر ذلك واتفقنا عليه: فهاهنا تساؤل:
قوله في الحديث الصحيح (اللهم جنبنا الشيطان) على الزوجين ذكرا وأنثى ما وجهه؟
ما هو وجه تجنب الشيطان عند الجماع؟
وقوله وجنب الشيطان ما رزقتنا في موضوع آخر وهو المولود المرتقب من هذا الجماع ..
فقوله: جنبنا خاص بالزوجين حالة الجماع، وما رزقتنا خاص بالمولود.
وهذا من أظهر ما يكون وضوحا للتفرقة بين الجملتين في الدعاء.
والحديث الصحيح: ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا وضع أحدهم ثيابه أن يقول بسم الله.
علام هذه التسمية، والتسمية قبل الجماع؟
إن لم تكن لغير ذلك فليس لها فائدة إذ إن الشيطان والجان يروننا من غير ما نراهم ..
ولماذا حثنا رسول الله؟ الجواب: لكي لا يروا عوراتنا. كما هو نص الحديث.
وماذا إذا رأوا العورات؟ قد يطمعون في بني آدم ..
وماذا لو طمعوا؟ قد يقع المحذور من الجماع والعبث.
فهذه الأدعية الصحيحة الواردة في هذا الباب لها وجه في تقرير الحيطة من وقوع المحذور ..
وقد ثبت أن الشيطان قد يجامع الشيطانة في الطريق ..
كما روى أبو داود والطبراني عن أسماء بنت يزيد قالت: كنا عند رسول الله r الرجال والنساء فقال: عسى رجل يحدث بما يكون بينه وبين أهله أو عسى امرأة تحدث بما يكون بينها وبين زوجها؟ فأرم القوم فقلت: أي والله يا رسول الله إنهم ليفعلون وإنهن ليفعلن، قال: فلا تفعلوا فإن مثل ذلك مثل شيطان لقي شيطانة في ظهر الطريق فغشيها والناس ينظرون. رواه أبو داود والطبراني 24/ 162 وصححه الألباني.
وبثبوت تصرفهم الكبير مع بني آدم ذكورا وإناثا، فكيف يستبعد هذا؟
كلام المعالجين بالقرآن
أما عن الواقع والمشاهد .. فيخبرنا المتخصصين في علاج الجان بالرقية والأذكار .. من أهل السنة عن تجاربهم في هذا المجال ..
وخلاصته: أن جماع الجني للإنسية يحصل كثيراً، وترى المرأة نفسها وكأن رجلا يجامعها جماعا حقيقيا، وتشعر بالإيلاج، وقد تجد منيا، وذكر الشبلي عن الفقهاء أن في هذه الحالة يجب عليها الغسل ..
وأن الجن وان كان يجامع المرأة كرها واغتصابا، فقد يكون ذلك لعشق أو لإيذاء ابتداء كما أشار إليه شيخ الإسلام ابن تيمية.
وأكدوا أن الجني لا يستطيع فض غشاء البكارة ولا أن يسبب الحمل للإنسية وعللوا ذلك باختلاف النوعين، وأكدوا أنه لو ظهر لها في صورة إنسي قد يفض الغشاء ..
وأقول: هذا الذي ذكروه لا يستغرب لما مر من أدلة ..
وأن أقرب حالة لجماع الجني للإنسية تكون أثناء النوم في حلم يكون هو فيه حقيقة وتكون المرأة في ثبات عميق فتفيق وقد أدركت أن هذا حصل لها كما يتذكر احدنا حلمه ..
وإذا جاز وقوع الجماع بين الإنسان والبهائم من الحيوان فما هو المانع من وقوعه بين الإنسان والجان؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن قيل الحيوان محسوس ظاهر وهذا غير مرئي، فقد كابر لأن الجن يتشكل.
وقد اتفق ثلاثتهم (الإنس والجن والحيوان) في امتلاك الآلة لعملية الجماع ..
أما حكم الزواج بين الجنسين الجن والإنس
فقد اختلف العلماء في هذه المسألة .. فقال بجواز ذلك الإمام مالك وسليمان بن مهران الأعمش ..
فتوى الإمام مالك
قال الشبلي: وقد سئل مالك بن أنس رضي الله عنه فقيل إن هاهنا رجلا من الجن يخطب إلينا جارية يزعم أنه يريد الحلال فقال ما أرى بذلك بأسا في الدين ولكن أكره إذا وجدت امرأة حامل قيل لها من زوجك قالت من الجن فيكثر الفساد في الإسلام بذلك.
وهذا الذي ذكرناه عن الإمام مالك رضي الله عنه أورده أبو عثمان سعيد بن العباس الرازي في كتاب الإلهام والوسوسة في باب نكاح الجن فقال حدثنا مقاتل حدثني سعد بن داود الزبيدي قال كتب قوم من إلى مالك بن أنس رضي الله عنه يسألونه عن نكاح الجن وقالوا إن هاهنا رجلا من الجن إلى آخره.
حكاية الأعمش عن زواج الجني من إنسية
وقال أيضا: قال أبو سعيد عثمان بن سعيد الدارمي في كتاب إتباع السنن والأخبار حدثنا محمد بن حميد الرازي حدثنا أبو الأزهر حدثنا الأعمش حدثني شيخ من نجيل قال علق رجل من الجن جارية لنا ثم خطبها إلينا وقال إني أكره أن أنال منها محرما فزوجناها منه قال فظهر معنا يحدثنا فقلنا ما أنتم فقال أمم أمثالكم وفينا قبائل كقبائلكم قلنا فهل فيكم هذه الأهواء قال نعم فينا من كل الأهواء القدرية والشيعة والمرجئة قلنا من أيها أنت قال من المرجئة.
وقال أحمد بن سليمان النجاد في أماليه حدثنا علي بن الحسن بن سليمان أبي الشعناء الحضرمي أحد شيوخ مسلم حدثنا أبو معاوية سمعت الأعمش يقول تزوج إلينا جني فقلت له ما أحب الطعام إليكم فقال الأرز قال فأتيناه به فجعلت أرى اللقم ترفع ولا أرى أحدا فقلت فيكم من هذه الأهواء التي فينا قال نعم قلت فما الرافضة فيكم قال شرنا.
قال شيخنا الحافظ أبو الحجاج المزي تغمده الله برحمته هذا إسناد صحيح إلى الأعمش.
قلت: والجمهور على كراهة ذلك ومنعه .. وسئل قتادة عن تزويج الجن فكرهه وسئل الحسن عن تزويج الجن فكرهه ..
المانع من جواز النكاح بين الإنس والجن
قال الشبلي عن موانع النكاح بين الإنس والجن:
1 - إما اختلاف الجنس عند بعضهم ..
2 - أو عدم حصول المقصود على ما نبينه ..
3 - أو عدم حصول الإذن من الشرع في نكاحهم ..
أما اختلاف الجنس فظاهر مع قطع النظر عن إمكان الوقاع وإمكان العلوق.
وأما عدم حصول المقصود من النكاح فنقول إن الله امتن علينا بأن خلق لنا من أنفسنا أزواجا لنسكن إليها وجعل بيننا مودة ورحمة فقال تعالى (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء)
وقال تعالى (هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها)
وقال تعالى (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون)
وقال تعالى (فاطر السماوات والأرض جعل لكم من أنفسكم أزواجا)
والجن ليسوا من أنفسنا فلم يجعل منهم أزواج لنا فلا يكونون لنا أزواجا لفوات المقصود من حل النكاح من بني آدم وهو سكون احد الزوجين إلى الآخر لأن الله تعالى أخبر أنه جعل لنا من أنفسنا أزواجا لنسكن إليها فالمانع الشرعي حينئذ من جواز النكاح بين الإنس والجن عدم سكون أحد الزوجين إلى الآخر إلا أن يكون عن عشق وهوى متبع من الإنس والجن فيكون إقدام الإنسي على نكاح الجنية للخوف على نفسه وكذلك العكس إذ لو لم يقدموا على ذلك لآذوهم وربما أتلفوهم البتة ومع هذا فلا يزال الإنسي في قلق وعدم طمأنينة وهذا يعود على مقصود النكاح بالنقض وأخبر الله تعالى أنه جعل بين الزوجين مودة ورحمة وهذا منتف بين الإنس والجن لأن العداوة بين الإنس والجن لا تزول بدليل قوله تعالى (وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو)
وقوله - صلى الله عليه وسلم - في الطاعون وخز أعدائكم من الجن ولأن الجن خلقوا من نار السموم فهم تابعون لأصلهم.
وفي الصحيحين من حديث أبي موسى قال احترق بيت في المدينة على أهله بالليل فحدث النبي - صلى الله عليه وسلم - بشأنهم فقال إن هذه النار إنما هي عدو لكم فإذا نمتم فأطفئوها عنكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا كانت النار عدوا لنا فما خلق منها فهو تابع لها في العداوة لنا لأن الشيء يتبع أصله فإذا انتفى المقصود من النكاح وهو سكون أحد الزوجين إلى الآخر وحصول المودة والرحمة بينهما انتفى ما هو وسيلة إليه وهو جواز النكاح.
وأما عدم حصول الإذن من الشرع في نكاحهم فإن الله تعالى يقول (فانكحوا ما طاب لكم من النساء)
والنساء اسم للإناث من بنات آدم خاصة والرجال إنما أطلق على الجن لأجل مقابلة اللفظ في قوله تعالى (وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن)
وقال تعالى (قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم)
وقال تعالى (إلا على أزواجهم) فأزواج بني آدم من الأزواج المخلوقات لهم من أنفسهم المأذون في نكاحهن وما عداهن فليسوا لنا بأزواج ولا مأذون لنا في نكاحهن والله أعلم هذا ما تيسر لي في الجواب وفتح الله علي به وبالله التوفيق. اهـ
وروى ابن عدي في ترجمة نعيم بن سالم بن قنبر مولى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، عن الطحاوي قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال: قدم علينا نعيم بن سالم مصر فسمعته يقول: تزوجت امرأة من الجن. فلم أرجع إليه.
وقال شيخ الإسلام شمس الدين الذهبي رحمه الله تعالى: رأيت بخط الشيخ فتح الدين اليعمري، وحدثني عنه عثمان المقاتلي قال: سمعت الشيخ أبا الفتح القشيري يقول: سمعت الشيخ عز الدين بن عبد السلام يقول: وقد سئل عن ابن عربي فقال: شيخ سوء كذاب.
فقيل له: وكذاب أيضاً؟ قال: نعم، تذاكرنا يوماً نكاح الجن، فقال: الجن روح لطيف والإنس جسم كثيف فكيف يجتمعان؟ ثم غاب عنا مدة وجاء في رأسه شجة، فقيل له في ذلك، فقال: تزوجت امرأة من الجن فحصل بيني وبينها شيء فشجتني هذه الشجة! قال الشيخ الذهبي بعد ذلك: وما أظن ابن عربي تعمد هذه الكذبة وإنما هي من خرافات الرياضة. اهـ
وفي مسألة النكاح بين الإنس والجن كلام كثير ليس هذا محله .. وإن كان الراجح عدم جوازه.
وفيما ذكرنا كفاية .. والله أعلى وأعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[04 - Jun-2009, مساء 05:52]ـ
جزاك الله خيرا يا (أبا سليمان) بحث قيم، وكلام علمي موزون مدروس.
سددك الله ووفقك وأعلى منزلتك وقدرك(/)
جنايات على العلم والمنهج .. (13) الخروج عن الحذاء ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[04 - Jun-2009, مساء 08:07]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد ...
فحديثي اليوم عن ظاهرة قديمة جديدة،تخبو وتشتعل، تخفت وتستعلي، تنحصر وتستشري.وعلى كثرة من أتاها من أهل العلم يهدمُ قواعدها = إلا أنها تبقى ذبالات منها في نفوس قوم ربما جهلوا أنها فيهم ولربما ذموا أهلها وهم منهم ولكن لا يشعرون.
رسم رسام لوحة ضخمة معجبة كثيرة التفاصيل،وكان من ضمن تلك التفاصيل الكثيرة (حذاء)،وانتظر الرسام رأي النقاد وخبراء الفن في لوحته.فكان ممن دخل مرسمه ورأى لوحته = إسكافٍ (صانع أحذية)،فتكلم هذا الإسكافي أول ما تكلم عن الحذاء فانتقده وانتقد طريقة رسمه،ثم عدا إلى باقي اللوحة ينتقدها ويُبرز ما يراه من أخطاءها فلما رأى ذلك أحدُ النقاد مال على الإسكافي وهمس في أذنه قائلاً: فلتبق في الحذاء.
نعم. وآفة كثير ممن يتصدى لنقد الفرق والطوائف والرجال والكتب أنهم يخرجون عن الحذاء، ولو بقوا فيه لكان خيراً لهم.
وللخروج عن الحذاء صور كثيرة جداً لكني أكتفي منها الآن بصورة واحدة كرامة لها؛إذ هي حركتني لكتابة هذا المقال وكنتُ كتمته في نفسي إرادة مني لإمضاء قرار إيقاف سلسلة: ((جنايات على العلم والمنهج .. )) قليلاً ...
تلك الصورة هي ما تراه اليوم من بعض المتصدين للنقد أن كان أولُ أمرهم التصدي لنقد الزائغين بيقين من أهل الكتاب أو الليبراليين أو العلمانيين أو أصحاب الإسلاميات المعدلة وفق النسق الغربي.
ثم بدا لهؤلاء النقاد أن يتصدوا لنقد وتصحيح ما يقع داخل طوائف العمل الإسلامي ممن هو من أهل السنة والجماعة في الجملة.
وللأسف الشديد كان هذا منهم خروجاً عن الحذاء!!
فغالب أولئك النقاد لا يسمح لهم محصولهم الشرعي بأن يتصدوا لهذا الباب الخطير .. وغالبهم قضى ردحاً من زمانه في الرد على من تخالف أخطاءه ثوابت الدين فكان من أثر هذا:
أولاً: أن اكتسب لسانهم لغة شديدة ولكنة فكرية زائدة تُناسب عقول المردود عليهم أولئك وتناسب ألسنتهم وطرحهم ودرجة خطأهم ومقدار بعدهم عن الحق= ولكنها أبداً لا تُناسب المخالفين من أهل السنة.
ثانياً: أن اكتسبت نفوسهم حالة من الصلابة الزائدة في الرأي وهذه الصلابة قد تُناسب الرد على من يُخالف في الثوابت لكنها لا تُناسب أبداً من يخالفك إما فيما ليس قطعياً وإما في تحقيق مناط القطعية.
ثالثاً: اكتسب بحثهم العلمي سطحية ظاهرة فقلة محصولهم الشرعي لم تكن لتنكشف في مقام الرد على من يُنازع في الثوابت لقلة علم جل أولئك العلمانيين ومن جاورهم بالشرعيات = فلما انتقل أولئك النقاد لبحث تصرفات المجتهدين من أهل السنة مع ما في هذه البحوث من دقة فغالبها من مضايق الاجتهاد ومدارك المصالح = ظهر الضعفُ العلمي جلياً، وبانت السطحية فصيحة.
رابعاً: اكتسبت نفوسهم ولعاً شديداً بالبحث في الأغراض الخفية والدوافع المخفية والتداعيات السياسية ونظريات المؤامرة،لغلبة هذه الأمور على أحوال الليبراليين ونحوهم. أما عندما ينتقل البحث للدعاة وأهل العلم من أهل السنة = يُصبح استعمال هذه الأساليب هجنة لصاحبه وسقطة في موازين البحث.
فكان خروج أولئك النقاد عن الحذاء وبالاً عليهم وجناية على العلم والمنهج ..
1 - إذ تعاملوا مع المخالفين من أهل السنة بكثير من المفردات والسياسات والتراكيب التي كانوا يستعملونها مع الليبراليين بقصد وغير قصد.
2 - في ردهم على الليبراليين كانوا يذمون من يذمه الله ورسوله ويغضبون على من يغضب عليه الله ورسوله،فلما خرجوا عن الحذاء ودخلوا في نقد الدعاة وأهل العلم صحبهم نفس النفس وأبعاضاً منه بقصد وغير قصد،فنسوا أو تناسوا أن الغالب والمحكم في أخطاء أهل العلم من أهل السنة أنهم لا يُذمون عليها ولا يغضب الله عليهم لأجلها بل هم في الغالب معذورون وربما مأجورون، ولكن أولئك النقود اختلطت في نفوسهم المعاني لما قل علمهم وغلب عليهم طبع ردودهم القديم فصاروا يغضبون ويذمون على من لا يغضب الله عليه ولا يذمه
بصيرة
(يُتْبَعُ)
(/)
قال شيخ الإسلام: ((وهكذا يصيب أصحاب المقالات المختلفة إذا كان كل منهم يعتقد أن الحق معه وأنه على السنة فإن أكثرهم قد صار لهم في ذلك هوى أن ينتصر جاههم أو رياستهم وما نسب إليهم لا يقصدون أن تكون كلمة الله هي العليا وأن يكون الدين كله لله بل يغضبون على من خالفهم وإن كان مجتهدا معذورا لا يغضب الله عليه ويرضون عمن يوافقهم وإن كان جاهلا سيىء القصد ليس له علم ولا حسن قصد فيفضي هذا إلى أن يحمدوا من لم يحمده الله ورسوله ويذموا من لم يذمه الله ورسوله وتصير موالاتهم ومعاداتهم على أهواء أنفسهم لا على دين الله ورسوله وهذا حال الكفار الذين لا يطلبون إلا أهواءهم ويقولون هذا صديقنا وهذا عدونا .. لا ينظرون إلى موالاة الله ورسوله ومعاداة الله ورسوله ومن هنا تنشأ الفتن بين الناس قال الله تعالى: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله}.
فإذا لم يكن الدين كله لله وكانت فتنة وأصل الدين أن يكون الحب لله والبغض لله والموالاة لله والمعاداة لله والعبادة لله واالاستعانة بالله والخوف من الله والرجاء لله والإعطاء لله والمنع لله وهذا إنما يكون بمتابعة رسول الله الذي أمره أمر الله ونهيه نهي الله ومعاداته معاداة الله وطاعته طاعة الله ومعصيته معصية الله وصاحب الهوى يعميه الهوى ويصمه فلا يستحضر ما لله ورسوله في ذلك ولا يطلبه ولا يرضى لرضا الله ورسوله ولا يغضب لغضب الله ورسوله بل يرضى إذا حصل ما يرضاه بهواه ويغضب إذا حصل ما يغضب له بهواه ويكون مع ذلك معه شبهة دين أن الذي يرضى له ويغضب له أنه السنة وهو الحق وهو الدين فإذا قدر أن الذي معه هوالحق المحض دين الإسلام ولم يكن قصده أن يكون الدين كله لله وأن تكون كلمة الله هي العليا بل قصد الحمية لنفسه وطائفته أو الرياء ليعظم هو ويثنى عليه أو فعل ذلك شجاعة وطبعا أو لغرض من الدنيا لم يكن لله ولم يكن مجاهدا في سبيل الله فكيف إذا كان الذي يدعي الحق والسنة هو كنظيره معه حق وباطل وسنة وبدعة ومع خصمه حق وباطل وسنة وبدعة؟؟!!
وهذا حال المختلفين الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا وكفر بعضهم بعضا وفسق بعضهم بعضاً)).
قلتُ وقد شهدتُ في أحد المنتديات وقائع عدة تدل على تصديق كلام هذا الإمام الجليل، ترى الرجلَ يرى الرجلَ يبغي ويظلم عالماً أو داعية بصنوف من البغي والظلم لا يرضاها هو على نفسه أو على من يحبه = ولما كان الكلامُ يوافق هوى في نفسه = تراه يثني ويُبرك وجزاك الله خيراً يا أخ فلان.
خلاصة
النقد والنصيحة واجب شرعي لا يرتفع فوقه أحد بدءاً من أئمة أهل السنة وانتهاء بأئمة الكفر والضلالة،ولكن الله جعل لكل شيء قدراً،ومن العقل إنزال الناس منازلهم، ولكل جنس من الناس وجنس من الأخطاء منهج من النقد ولسان في البيان، فلا يُسوى بين من لم يسو بينهم الله،ولا يُتكلم مع المجتهد المعذور بما يتكلم به مع الضال الأثيم، ولا يُخاطب من علم عنه حسن القصد بمثل ما يُخاطب به من علم عنه إرادة الزيغ.
وبعد ذلك وهو موضوع المقال: إن الكلام في أخطاء الدعاة وأهل العلم من أهل السنة يحتاج إلى رتبة علمية أرفع من الكلام في نقد النصرانية والعلمانية والليبرالية، والكلام في مسائل السياسة الشرعية والجهاد يحتاج لرتبة أرفع من هاتين الرتبتين جميعاً،فالعلم والعدل والحلم = مراتب إذ كانوا من الإيمان،وكلما ضاق خطأ الرجل وضاقت المسافة بينه وبين الحق = احتاج للبصر به ونقده إلى من هو أعلم وأعدل وأحلم ممن يتصدى لنقد الأخطاء المنافية للثوابت، فنحن نشكر لكثير من الإخوة المتصدين لنقد النصارى والعلمانيين والليبراليين جهودهم، ولكن قلة قليلة جداً ممن رأيته يتصدى لهذه الأبواب هم الذين يصلح أن يقال عنهم إنهم من أهل العلم القادرين على البحث في نقد ونصح الدعاة والعلماء من أهل السنة، فنشكر للباقين ولمن لم تتوفر فيهم الأهلية ونسأل الله لهم الإعانة على الثغور التي هم عليها ولكنا نهتف بهم رجاء: ابقوا في الحذاء.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[04 - Jun-2009, مساء 08:21]ـ
كلام جميل جدا أيها الشيخ الفاضل (أبا فهر) فقط لو كانت كلمة: (أعزكم الله) بعد كل كلمة (حذاء) لكان أتى الغاية
فجزاك الله خيرا
ـ[السائر]ــــــــ[04 - Jun-2009, مساء 08:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أظن أن هذه الجناية هي من أعظم وأكثر الجنايات المنتشرة على العلم والمنهج في وقتنا الحاضر ..
فبارك الله لك على ضمها إلى هذه السلسلة المباركة بإذن الله تعالى
إن هؤلاء خرجوا من الحذاء وأصبحوا كجوارب منتنة أعزكم الله، آذوا أنفسهم قبل غيرهم ..
أسأل الله تعالى أن يردهم إلى الحق وأن يرزقنا وإياهم الإنصاف، فإنه عز وندر في زماننا والله المستعان
ـ[محمد جاسم]ــــــــ[04 - Jun-2009, مساء 09:33]ـ
أحسن الله إليك يا شيخ أبا بفهر
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[04 - Jun-2009, مساء 11:56]ـ
الإخوة والمشايخ الأفاضل ...
السكران التميمي .. وملاحظته -حفظه الله- في محلها ..
السائر ..
محمد بن جاسم ..
بارك الله فيكم ونفعنا الله بما نكتب ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو جهاد]ــــــــ[05 - Jun-2009, صباحاً 12:50]ـ
سؤال:
هل الرد على مخطئ معين يكفيني فيه معرفة الأدلة على أنه خطأ؟! أو أنه يشترط أن أكون في رتبة ذلك المخطئ؟!
إن الكلام في أخطاء الدعاة وأهل العلم من أهل السنة يحتاج إلى رتبة علمية أرفع من الكلام في نقد النصرانية والعلمانية والليبرالية، والكلام في مسائل السياسة الشرعية والجهاد يحتاج لرتبة أرفع من هاتين الرتبتين جميعاً
أفهم من كلامك أن من ليس لديه رتبة علمية للرد على النصارى , لا يحق له الكلام في مسائل السياسة الشرعية والجهاد أو أخطاء بعض الدعاة؟! هل فهمي صحيح؟!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[05 - Jun-2009, صباحاً 01:16]ـ
بارك الله فيك ...
جواب السؤال الأول: لا. لا يلزم وإلا لما جاز لي ولك أن نرى خطأ ابن عمر وابن عباس فضلاً عن الشافعي وشيخ الإسلام ..
أما السؤال الثاني فلم أفهمه ..
وإجمالاً: فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جماعه = العلم والعدل والحلم.
وكما أن قدر العلم الذي يحتاجه محقق رسالة ذم قسوة القلب يختلف عن قدر العلم الذي يحتاجه محقق علل الترمذي الكبير = فقدر العلم وبالتالي الحلم والعدل وفقه النفس الواجب توفره في الراد على النصارى والعلمانيين يختلف عن قدر العلم الذي يحتاجه الراد على المخالف من أهل السنة.
فبينما لا يكاد يحتاج ناقد النصارى والليبراليين سوى لمعرفة محل الخطأ ورتبته ودليله ..
تجد الراد على المخالف من أهل السنة يحتاج مع ما تقدم إلى معرفة أصول التعامل مع المخالف من أهل السنة،وإلى فقه مراد المخطيء منهم ومرتبة خطأه، وربما احتاج لمعرفة رتبة هذا المخطيء ومنزلته في العلم والاجتهاد،ومع ذلك يحتاج إلى شيء من فقه المصالح والمفاسد.
ومثلاً:
فبينما تجد مناطات الحكم على أعيان النصارى ومعينات أقوالهم ورتبتها وحكمها وحكمهم = ظاهرة جلية = ترى تلك المناطات تزداد خفاء إذا كان المخالف هو ثمامة بن أشرس ثم تخفى أكثر إذا كان المخالف هو ابن حزم وتخفى أكثر إذا كان هو ابن حجر وتخفى أكثر إذا كان هو ابن حبان وتخفى أكثر إذا كان ابن خزيمة ... وهكذا!!
ـ[أبو خليفة العسيري]ــــــــ[06 - Jun-2009, مساء 10:34]ـ
أخي الفاضل جزاك الله خيرا
لدي أسئلة أربعة _ على ترتيب المقال_، وكلها استفهام حقيقي _، ويعقبها ملاحظات للمشاركة:
الأول: هل المقصودون بهذه الظاهرة هم من أهل السنة أصلا؟ أم كانوا يردون على من خالف الثوابت مع كونهم من أهل الأهواء كالمعتزلة والأشاعرة ... إلخ؟
الثاني: قولك حفظك الله (ظاهرة قديمة ... )، تفيد الكثرة منذ القديم، فهل لديك أمثلة؟ _ لما وصفته وليس ما وصفه ابن تيمية _
الثاني: مَن الكثيرون من أهل العلم الذين أتوا يهدمون قواعد هذه الظاهرة؟ _ الذي وصفتها وليس ما وصفه ابن تيمية _
الثالث: هل قصة الإسكافي حقيقية؟ أم قصة رمزية تخيلية لغرض تقريب المعنى؟
أما الملاحظات:
1. الراد على المخالفين للثوابت ممدوح، وهو على ثغر عظيم، لا يناسبه التمثيل بالإسكافي _ في ظني _، وبقاؤه على ((جهاده)) لا يضرب له مثلا بالبقاء في صناعة الحذاء _ في ظني _.
2. (وآفة كثير ممن يتصدى لنقد الفرق والطوائف والرجال والكتب أنهم يخرجون عن الحذاء) حسب سياق المقال وسباقه فالفرق والرجال والكتب هم من مخالفي الثوابت من أهل الكتاب والعلمانيين أو أصحاب الإسلاميات المعدلة .. ، أما أهل الأهواء والبدع فالظاهر خروجهم من هذا الكلام لأن لهم اسما يخصهم في عرف الكتّاب، فالمنتقل من التصدي لجهاد أهل الأهواء أظنه لا يشمله مقالك.
3. وصفتَ نفع الله بك هذه الجماعة الكثيرة بأنهم (لا يسمح لهم محصولهم الشرعي بأن يتصدوا لهذا الباب الخطير) _ أي نقد ما يقع داخل طوائف العمل الإسلامي ممن هو من أهل السنة والجماعة في الجملة _، وأنهم (اكتسب لسانهم لغة شديدة ولكنة فكرية ... )، وبأنهم (اكتسبت نفوسهم حالة من الصلابة الزائدة في الرأي .. )، وبأنهم (اكتسب بحثهم العلمي سطحية ظاهرة) _ لقلة محصولهم الشرعي _، وبأنهم (اكتسبت نفوسهم ولعا شديدا ... )، ألا ترى أخي أن هؤلاء كانوا مقصرين أصلا قبل ما وصفته بالخروج عن الحذاء، فالتصدي للرد والنقد كما يبدو يعني بالتأليف والمناظرة والمناقشة وووإلخ، كما يفهم من الكلام، وليس المقصود إنكار منكر معين في مجلسٍ ما فهذا يجب على كل أحد
(يُتْبَعُ)
(/)
بشروطه، وهذا يشمل حتى أصحاب هذه الأوصاف السابقة، أما التصدي الذي وصفته فلا، فتسليط الضوء على (الخروج عن الحذاء) أظنه قاصر من جهة إيحائه أن مكمن الإشكال هو هذا الخروج؟ والأمر كما يصرّح به وصفك لمسيرتهم العلمية والدعوية ليس كذلك، فلو صرحت بتوسيع دائرة الضوء والاهتمام _ لصورة الظاهرة _ لتُخرج مَن جامعهم فقط في (الخروج من الحذاء) من أهل العلم والفضل والبصيرة في الدين.
4. بدأت مقالك بانتقال المقصودين (لنقد ما يقع داخل طوائف العمل الإسلامي ممن هو من أهل السنة والجماعة في الجملة)، ثم تطور الكلام إلى (لا يناسب المخالفين من أهل السنة)، ثم قفزت فجأة فأصبحت القضية مع (تصرفات المجتهدين من أهل السنة) و (للدعاة وأهل العلم من أهل السنة)، فما أدري هل هذه أسماء وأوصاف لمسمى وموصوف واحد، أم هناك فرق لديك بينهم لكن الحكم واحد، فلو اقتصر أحدهم على الانتقال إلى الصنف الأول مثلا فحكمه كما لو انتقل بحثه لتصرفات المجتهدين من أهل السنة؟! أنا أظن في الكلام خلط، إلا إذا كنت تقصد أناسا معينين تعرفهم أنت فلو مثلت بهم لكان خيرا لفهم الكلام.
5. والكلام العظيم الذي نقلته عن شيخ الإسلام، لو اكتفيت به لكان خيرا، ولو أضفت له خلاصتك لكانت خلاصة نافعة لا تخرج فردا مقصودا، ولا تدخل ما يشوش إدخاله، فما العلاقة بين كلامك وكلام ابن تيمية، هل هو مثال لكلامك، أم كلامك مثال له، أم أنت ذكرت الأسباب؟ كلام شيخ الإسلام واضح ويشمل كل من يقع فيه، ولم يخلط ظواهر وبواطن حسنة وسيئة بحيث كانت الصورة التي يقصدها ظاهرة جدا، ولم يذكر في الموضوع صفات ليس لها علاقة بالموضوع أصالة، ولم يتكلم بكلام يظهر منه انتقاص عمل من أعمال الدين العظيمة.
6. وإذا أردت ذكر أسباب ما تراه في الظاهر من الشدة أو التصلب أو أو .. ، فهذا ليس محصورا بالخلفية المتعلقة بالرد على من ذكرت، بل هناك أمور كثيرة منها الطبع الأصلى، والبيئة، وقد يكون مدى خطورة المسألة، وقد يكون اختلاف الناقد معك أو غيرك من الناظرين في تحقيق كون المردود عليه من أهل السنة أم لا، أو من العلماء المجتهدين أم لا ... ، وقد يكون المردود عليه سنيا لكن فيه مكر أو كذب _ ضعيف الإيمان _ ... إلخ.
7. وأخيرا أخي الفاضل من ثمرات تمثيلك بقصة الحذاء، أن جاء أخ _ مازحا _ وقال: (لو كانت كلمة (أعزكم الله) بعد كلمة حذاء)، وجاء ثان بحنق فقال: (إن هؤلاء خرجوا من الحذاء وأصبحوا كجوارب منتنة)، فهذا خطاب لا يناسب المجاهدين _ إن كانوا كذلك _، وعلى الفكرة التي تقصدها من استعمال الأسلوب الحسن مع أهل السنة فلا يناسب وصفهم بالجوارب المنتنة إن كانوا من أهل السنة مع خطئهم، إلا إن كانوا ليسوا كذلك فالمقال إذن من بدايته يحتاج إلى إعادة نظر.
8. وهذه خارج الموضوع، قلت (وإلا لما جاز لي ولك أن نرى خطأ ابن عمر وابن عباس فضلا عن الشافعي وشيخ الإسلام)، ألا يكون ما بعد (فضلا عن) من باب الأولى، والمعنى المقصود هنا أظنه دقة الفقه وليس تعقيد الكلام وصعوبته، فلو عكست الجملة.
أخي ليس وراء السطور شيء، إنما هي أمور اعترضتني أثناء قراءة مقالك فأحببت مشاركتك، وأشكرك على طرق هذه المواضيع المهمة والنافعة.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[06 - Jun-2009, مساء 11:05]ـ
أخي الفاضل جزاك الله خيرا
لدي أسئلة أربعة _ على ترتيب المقال_، وكلها استفهام حقيقي _، ويعقبها ملاحظات للمشاركة:
الأول: هل المقصودون بهذه الظاهرة هم من أهل السنة أصلا؟ أم كانوا يردون على من خالف الثوابت مع كونهم من أهل الأهواء كالمعتزلة والأشاعرة ... إلخ؟
أما ظاهرة الخروج عن الحذاء في النقد فهي عامة شاملة،أما الصورة المعينة فالمذكورون المنتقدون هم من أهل السنة ..
الثاني: قولك حفظك الله (ظاهرة قديمة ... )، تفيد الكثرة منذ القديم، فهل لديك أمثلة؟ _ لما وصفته وليس ما وصفه ابن تيمية
ظاهرة الخروج عن الحذاء في أبواب العلم عموماً وفي النقد خصوصاً = قديمة جداً، بل هي من عيوب الجنس البشري،وتستطيع تلمسها فيمن قال لرسول الله (ص) اعدل، وفيمن قال لهم أسامة: أولا ترون أني أنصحه،وفي المعتزلة الذين ظنوا أن ردودهم على النصارى تُخول لهم صك إصابة في باقي أبواب العلم وتجعلهم حراس السنة، وفي الأشاعرة الذين ظنوا أن ردودهم على المعتزلة تخول لهم صك إصابة في باقي أبواب العلم وتجعلهم أئمة السنة، وفي بعض الحنابلة وأهل السنة الذين ظنوا أن كونهم على السنة وعلى طريقة أحمد تُخول لهم صك إصابة في باقي أبواب العلم فغلوا في الإثبات أو بغوا على مخالفيهم بل وبعض موافقيهم .. وفي العصر الحديث وجد من بدأوا أمرهم رادين على نفر من الأشاعرة ثم انثنوا بسيوفهم في نحور أهل السنة صارخين: الراد على أهل البدع مجاهد!!
_
الثاني: مَن الكثيرون من أهل العلم الذين أتوا يهدمون قواعد هذه الظاهرة؟ _ الذي وصفتها وليس ما وصفه ابن تيمية _
كلام أهل العلم في دخول المرء فيما لا يُحسن معروف مشتهر،وكلامهم في منع الناقد من الدخول في النقد إلا مع العلم التام والورع التام = معروف مشهور أما في عين الصورة المذكورة فهي صورة حادثة عمرها قريب جداً ولم أر من نبه عليها ..
الثالث: هل قصة الإسكافي حقيقية؟ أم قصة رمزية تخيلية لغرض تقريب المعنى؟
قصة قصيرة من الأدب الفرنسي ولا أذكر كاتبها أو مصدرها فهي من القراآت القديمة
.
هذه الأسئلة وأعود للملاحظات بعدُ ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو خليفة العسيري]ــــــــ[09 - Jun-2009, مساء 10:03]ـ
أخي أبا فهر أين أنت؟
أشكرك على اهتمامك ... وإجاباتك على أسئلتي
لو أتممت فوائدك ... بارك الله فيك
لم أداخلك بعد إجابتك حتى لا أشتت مشاركتك وأنتفع بعودتك للملاحظات
نفعك الله بما تكتب ونفع بك
ـ[محب الأدب]ــــــــ[10 - Jun-2009, مساء 08:23]ـ
وبعد ذلك وهو موضوع المقال: إن الكلام في أخطاء الدعاة وأهل العلم من أهل السنة يحتاج إلى رتبة علمية أرفع من الكلام في نقد النصرانية والعلمانية والليبرالية، والكلام في مسائل السياسة الشرعية والجهاد يحتاج لرتبة أرفع من هاتين الرتبتين جميعاً،فالعلم والعدل والحلم = مراتب إذ كانوا من الإيمان،وكلما ضاق خطأ الرجل وضاقت المسافة بينه وبين الحق = احتاج للبصر به ونقده إلى من هو أعلم وأعدل وأحلم ممن يتصدى لنقد الأخطاء المنافية للثوابت، فنحن نشكر لكثير من الإخوة المتصدين لنقد النصارى والعلمانيين والليبراليين جهودهم، ولكن قلة قليلة جداً ممن رأيته يتصدى لهذه الأبواب هم الذين يصلح أن يقال عنهم إنهم من أهل العلم القادرين على البحث في نقد ونصح الدعاة والعلماء من أهل السنة، فنشكر للباقين ولمن لم تتوفر فيهم الأهلية ونسأل الله لهم الإعانة على الثغور التي هم عليها ولكنا نهتف بهم رجاء: ابقوا في الحذاء.
بديع في بديع من بديع
لا عدمنا تلكم اليراعة البليغة وذالكم العقل المفكر
وفقكم الله وسدد خطاكم
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[10 - Sep-2009, مساء 12:56]ـ
بارك الله فيك يا شيخنا وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[10 - Sep-2009, مساء 12:59]ـ
شيخكم إيه بس يا مولانا؟!
وفيك بارك الله ..(/)
لاول مرة ... شرح صوتي لكتاب النشر لابن الجزرى
ـ[منى العبادي]ــــــــ[04 - Jun-2009, مساء 09:17]ـ
لاول مرة على شبكة الانترنت شرح صوتي مباشر لكتاب النشر
للدكتور: السالم الجكني الشنقيطي
الاستاذ المشارك بجامعة طيبة - المدينة المنورة
المحقق لكتاب النشر
الرابط هنا
http://qiraatt.com/vb/index.php (http://qiraatt.com/vb/index.php)
سارع بالتسجيل
انشر تؤجر بإذن الله تعالى
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[05 - Jun-2009, مساء 02:21]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[06 - Jun-2009, مساء 12:56]ـ
جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم
متابعون معكم إن شاء الله
ـ[منى العبادي]ــــــــ[17 - Jun-2009, مساء 02:01]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
هل هناك دراسات سابقة في أحاديث الصبر؟؟
ـ[راجية الفردوس الأعلى]ــــــــ[05 - Jun-2009, مساء 03:46]ـ
السلام عليكم.
إخواني مشرفي و أعضاء الملتقى هل هناك دراسات سابقة في جمع أحاديث الصبر ودراستها؟
أرجو التكرم بالإجابة نفع الله بكم.
ـ[حمد]ــــــــ[05 - Jun-2009, مساء 06:05]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله،،
http://www.heartsactions.com/ref/bpa.htm
كلية أصول الدين بالرياض عبدالله الخثلانأحاديث الصبر المرفوعة (رسالة ماجستير)
ـ[راجية الفردوس الأعلى]ــــــــ[06 - Jun-2009, صباحاً 01:14]ـ
شكر الله لك أخي الفاضل وأجزل لك الأجر والمثوبة.
===
ننتظر المزيد من الإخوة بارك الله في الجميع.(/)
حكم استخدام الموبايلات داخل المساجد
ـ[سمير عبد الخالق]ــــــــ[05 - Jun-2009, مساء 07:02]ـ
مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والصلاة والسلام على خير البرية وعلى آله وصحبه أما بعد,
فقد حرصالإسلام على أن تكون صلاة المسلم كاملة الخشوع والخضوع بعيدة عما يُلهي عن الصلاةوالانشغال بغيرها حتى ولو بقراءة القرأن الكريم, ولعلّ أصوات رنين الموبايلات في المساجد أشدُّ حرمةً:
بسبب صدور نغمات موسيقية منها والأصوات الموسيقية منكرة ومحرمة شرعا بنص القرآن الكريم والسنة النبوية, ويزداد شناعةً وقبحاً وتحريماً وانكاراعندما يتم صدور هذه الأصوات في بيوت الله عزوجل المأمورين نحن حماة هذا الدين العظيم باحترامها وتعظيمها , لما فيها من إعلان للباطل المحرم في هذاالمكان المبارك , فيكون إثم صاحبه أشدُّ , ووزره أعظم, وكما هو معلوم أن كتاب الله عزوجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم قد نصّا على تحريم المعازف الموسيقية , ولعل هذه الجوالات مسجل فيه امن هذه الأصوات المنكرة ما يكفي تحريمها , والتي تذاع منها وتتكرر في كل مكالمة تأتي إلى صاحب الجوال , وليت شعري ماذاسيُكتب في صحائف هؤلاء الذين تعزف جوالاتهم بالموسيقى في بيوتٍ اذنَ الله أن تُرفعَ ويُذكرُ فيها اسمُه.
والعجيب من هؤلاء أنهم حين يدخلون الى أماكن غير المساجد يُذعنون لأمر ادارة ذلك المكان باغلاق الهواتف , على حين لا نجدهم يُذعنون لأمر الجبار المتعال في احترام بيوته والتي هي أولى في أن تُجلُّ وتُحترم, ولعلهم بهذا الاثم يعينون صوت الباطل ومزمار الشيطان ان يرتفع في بيوت الله جلّ وعلينا الواجب علينا وجوب عين كمسلمين احترام قدسيتها من منطلق قوله تعالى:
ومن يُعظِّمُ شعائر الله فانها مِن تقوى القلوب.
ألا يتقي هؤلاءربهم ويتوبون إليه ويقلعون عما هم فيه من الغي والفساد , ويغلقون هواتفهم المحمولة قبل دخولهم المساجد اذعانا لأمر الله عزوجل:
وأنّ المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً؟
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناسفأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفعه فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان
واذا كان هذا حال من يمر أمام المصلي , فما بالنا بمن يُزعج المصلين بالتحدث بالموبايل دون أدنى احترام لقدسية المكان الذي يتواجد فيه؟
قال الزرقاني رحمه الله عن قوله صلى الله عليه وسلم فانما هو شيطان: أي: فِعله فعل الشيطان؛لأنه أبى إلا التشويش على المصلي.
وعنه رضي الله عنه قال: اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة فكشف الستروقال:
ألا إن كلكم مُناجٍ ربه فلا يُؤذينَّ بعضُكم بعضا , ولا يرفع بعضكم على بعض فيالقراءة أو قال في الصلاة.
واذا كان هذا الحال مع من يرفع صوته وهو يقرأ كتاب الله الكريم فما بالنا بمن يرفع صوته وهو يتحدث في الموبايل؟
والخلاصة: أنّ الإسلام حث على الخشوع في الصلاة والاستقامة فيها، وما نرى هذهالهواتف المتنقلة في الحالة التي ذكرت إلا سبباً لضياع الخشوع من الصلاة لأن فيهتشويشاً مضراً بروح الصلاة والطمأنينة فيها فننصح الأخوة المصلين ألا يتركون هذه الأجهزة قابلة للاستقبال عند دخولهم المساجد بأن يجعلوها في وضع الاستقبال احتراما لقدسية المكان.
والله أعلى وأعلم.
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[05 - Jun-2009, مساء 11:09]ـ
الموسيقى محرمة في المساجد وفي غيرها
لذلك على حاملي الجوالات أن يضعوا الأناشيد الخالية من الموسيقى
كنغمة للجوال
لكن كان الأفضل أن يقال هذا الأمر لحاملي الجوالات في أثناء الصلاة
وليس أن تطلق عموما
فأحيانا يكون الشخص في درس أو محاضرة في المسجد
وهنا لا نعطي الدرس حكم الصلاة
فقد يكون هناك أمر هام يتطلب منه أن يرد على الجوال
بوركتم
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[05 - Jun-2009, مساء 11:14]ـ
الشيخ عبد الحميد الاطرش قال انها من الكبائر او قد تصل الى الكبائر - والشك منى
ـ[سمير عبد الخالق]ــــــــ[21 - Dec-2009, صباحاً 06:08]ـ
الموسيقى محرمة في المساجد وفي غيرها
لذلك على حاملي الجوالات أن يضعوا الأناشيد الخالية من الموسيقى
كنغمة للجوال
لكن كان الأفضل أن يقال هذا الأمر لحاملي الجوالات في أثناء الصلاة
وليس أن تطلق عموما
فأحيانا يكون الشخص في درس أو محاضرة في المسجد
وهنا لا نعطي الدرس حكم الصلاة
فقد يكون هناك أمر هام يتطلب منه أن يرد على الجوال
بوركتم
الأصل في الحظر أختي الفاضلة هو احترام قدسية المكان, وأنا أرى والعلم عند الله أنّ استخدام الموبايل داخل المسجد محظورا حتى وان كان المسجد خاليا من المصلين.
والله وحده أعلم بغيبه
ـ[أسامة ضيف الله]ــــــــ[21 - Dec-2009, مساء 01:51]ـ
وأنا أرى والعلم عند الله أنّ استخدام الموبايل داخل المسجد محظورا حتى وان كان المسجد خاليا من المصلين.
والله وحده أعلم بغيبه
ألا ترى أن هذا الكلام مبالغ فيه؟؟؟؟(/)
من هو عالم الجزائر محمد على فركوس؟
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[05 - Jun-2009, مساء 08:26]ـ
ترجمة الشيخ بخط أبي الوليد خالد بن صالح تواتي الجزائري
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هدي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
?يَا أَيُهَا الذِينَ آمَنوُا اتَقُوا اللهَ حَقَ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَ إِلاَ وَأََنْتُمْ مُسْلِمُونْ? [آل عمران ???]
?يَا أَيُهَا النَاسُ اْتًقُوا رَبَكُمْ الذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً، وَاْتَّقُوا اللهَ الذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَام إِنَ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً? [النساء ?]
?يَا أَيُهَا الذِينَ آمَنوُا اْتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنوُبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً? [الأحزاب 71 - 72].
أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
فقد ورد في القرآن الكريم وفي السنة النبوية في العديد من المواضع بيان فضل العلم والعلماء، فمن القرآن الكريم، قوله تعالى?يَرْفَعِ اللهَ الذِينَ آمَنوُا مِنْكمْ وَ الذِينَ أُوْتوُا العِلْمَ دَرَجَات? [المجادلة ??]، وقوله ? (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الذِينَ يَعْلَمُونَ وَالذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ? [الزمر 8]، وقوله ?إِنَمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاء? [فاطر ??].
ومن السنة، قوله صلى الله عليه وسلم (العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورّثوا دينارا ولا درهما ولكن ورّثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر) (1 - أخرجه أبوداود كتاب العلم رقم (3643) والترمذي كتاب العلم رقم (2898) والدرامي في مقدمة سننه (351) من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه وصححه الألباني في صحيح الجامع (6297) ( java******:AppendPopup(this,' pjdefOutline_1'))).
أهل العلم هم الذين أحرزوا قصبات السبق إلى وراثة الأنبياء لعلمهم بفقه الكتاب والسنة وبهدي نبي هذه الأمة صلى الله عليه وسلم، فلا شرف فوق شرف وارث ميراث النبوة، نسأل الله تعالى أن يكون شيخنا أبو عبد المعز ممن نالوا تلك المرتبة إذ يعد حفظه الله تعالى حلقة وصل لمن مضى من سلف هذه الأمة المتبعين للدعوة المحمدية حقا: معتقدا ومنهجا وفقها وعلما، فهو منذ أن حاز نصيبا من العلوم الشرعية ونبغ فيها قام بالدعوة إلى الله، داعيا إلى كتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وفق منهج سلف هذه الأمة، لا يحابي في الحق أحدا، ولا يوالي على الباطل قريبا ولا بعيدا، جمع بين علمي النقل والعقل، يؤصل الأجوبة ويستدل لها ويحقق المسائل دون تقليد لغير الدليل، ويدعو إلى السنة ويحارب البدعة بلسانه وقلمه، له تآليف وشروحات وتعليقات بلغت الغاية في الدقة والتحرير، فجزاه الله تعالى عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
هذا وقد طلبت من شيخنا أن يزودني ببعض المعلومات حتى أترجم له، فوافق جزاه الله خيرا، فقمت بإعداد هذه النبذة عن حياة شيخنا الطيبة وذلك في سطور، وسميتها بعد استشارة شيخنا "ترجمة شيخنا الأعز أبي عبد المعز". فأقول وبالله التوفيق
?- اسم شيخنا ونسبه ومولده:
هوشيخنا أبوعبد المعز محمد علي بن بوزيد بن علي فركوس القبي، نسبة إلى القبة القديمة بالجزائر (العاصمة) التي كانت مسقط رأسه بتاريخ: يوم الخميس 29 ربيع الأول 1374ه الموافق لـ: 25 نوفمبر 1954م في شهر وسنة اندلاع الثورة التحريرية في الجزائر ضد الاستعمار الفرنسي الغاشم.
2 - نشأة شيخنا العلمية:
(يُتْبَعُ)
(/)
تدرج شيخنا أبو عبد المعز في تحصيل مدارك العلوم بالدراسة -أولا- على الطريقة التقليدية فأخذ نصيبه من القرآن الكريم وشيئا من العلوم الأساسية في مدرسة قرآنية على يد الشيخ محمد الصغير معلم، ثم التحق بالمدارس النظامية الحديثة التي أتم فيها المرحلة الثانوية، وبالنظر إلى عدم وجود كليات ومعاهد عليا في العلوم الشرعية في ذلك الوقت كانت أقرب كلية تدرس فيها جملة من المواد الشرعية كلية الحقوق العلوم الإدارية التي أنهى دراسته بها، ولا تزال - طيلة مرحلته الجامعية - تشده رغبة أكيدة وميول شديد للاستزادة من العلوم الشرعية والنبوغ فيها، فأكرمه الله تعالى بالقبول في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، فاستطاع أن يجد ضالته في هذا البلد الأمين، وقد استفاد أثناء مرحلته الدراسية من أساتذة وعلماء كرام -سواء في الجامعة الإسلامية وفي المسجد النبوي الشريف- ملازمة ومجالسة وحضورا، أمثال: الشيخ عطية بن محمد سالم -رحمه الله- القاضي بالمحكمة الكبرى بالمدينة النبوية في موطأ مالك -رحمه الله- والشيخ عبد القادر بن شيبة الحمد، أستاذ الفقه والأصول في كلية الشريعة، والشيخ أبوبكر جابر الجزائري الواعظ بالمسجد النبوي، وأستاذ التفسير بكلية الشريعة، والشيخ محمد المختار الشنقيطي -رحمه الله- أستاذ التفسير بكلية الشريعة، ومدرس كتب السنة بالمسجد النبوي، والشيخ عبد الرؤوف اللبدي أستاذ اللغة (نحو وصرف) بكلية الشريعة، وأمثالهم، كما استفاد من المناقشات العلمية للرسائل الجامعية التي كان يناقشها الأساتذة والمشايخ، وكذا المحاضرات التي كان يلقيها فحول العلماء أمثال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله- والشيخ حماد بن محمد الأنصاري -رحمه الله- وغيرهم. ثم عاد إلى الجزائر سنة 1402ه/1982م، فكان من أوائل الأساتذة الذين التحقوا بمعهد العلوم الإسلامية الذي اعتُمد رسميا في تلك السنة، وتعين فيه بعد ذلك مديرا للدراسات والبرمجة، ثم انتقل إلى جامعة محمد الخامس بالرباط -المغرب- قصد التفرغ لاستكمال أطروحة الدكتوراه التي حولها بعد ذلك إلى الجزائر العاصمة، فكانت أول رسالة دكتوراه الدولة التي نوقشت بالجزائر العاصمة في مجال العلوم الإسلامية، وهولا يزال بنفس الكلية يستفيد منه طلبة العلم داخل الجامعة وخارجها.
? - صفات شيخنا الخلقية والخلقية:
وشيخنا أبو عبد المعز _حفظه الله_ يتمتع بما وهبه الله من صفات بدنية وقوة جسمية منيعة، تظهر صفاته الخلقية من خلالها من كمال الهيئة وحسن السمت وجمال الوجه والمظهر، وهو قريب الشبه في شكله وصورته وصوته للشيخ محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله تعالى- كما شهد بذلك من رآهما.
كما توجت سيرة شيخنا أبي عبد المعز الذاتية والعلمية بجملة من مكارم الأخلاق التي يعرفها طلبة العلم عنه، وهو على جانب كبير من التواضع وطيب الطبع وحسن الألفة والمعاشرة وجمال الخلق، يتوخى في دعوته أسلوب اللين بالحكمة والموعظة الحسنة، يدعو للحق سالكا منهج أهل السنة والجماعة، راكنا إلى أهلها يحبهم ويميل إليهم ويواليهم ويشد على من يبغضهم ويعادي من يدعو على خلافهم، وهو قائم بالعدل، منصف مع الغير، يعظم العلم، يقبل النصيحة في الحق ويرجع إليه، ولا ينصر العامة على العلماء، ولا يجرئهم على التجاسر، ويشفق عليهم وهو رحيم بهم، ومن صفاته حسن الاستقبال والعشرة وعلو الهمة.
4 - مؤلفات شيخنا العلمية:
هذا ولشيخنا أبي عبد المعز _حفظه الله_ مؤلفات علمية صدرت مطبوعة من دور النشر خارج الجزائر وداخلها وسلسلتين في الفقه، وتمتاز كتبه ورسائله بالدقة في الأسلوب الممتزج بين الأسلوب الأصولي والأدبي، وعباراته علمية دقيقة مسلسلة، بعيدة عن التعقيد اللفظي والتعصب المذهبي.
ومن مؤلفاته ورسائله:
1. تقريب الوصول إلى علم الأصول لأبي القاسم محمد بن أحمد بن جزي الكلبي الغرناطي المتوفى سنة 741 هـ، دار الأقصى _ القاهرة 1410 هـ.
2. ذوو الأرحام في فقه المواريث _دار تحصيل العلوم 140?هـ الموافق لـ ?9?? م.
?. الإشارة في معرفة الأصول والوجازة في معنى الدليل للإمام أبي الوليد الباجي المتوفى سنة 4?4 هـ _ المكتبة المكية السعودية _
(يُتْبَعُ)
(/)
4. مفتاح الوصول إلى بناء الفروع على الأصول ويليه كتاب مثارات الغلط في الأدلة للإمام أبي عبد الله محمد بن أحمد الحسني التلمساني ???هـ/???? م _ مؤسسة الريان، الطبعة الأولى 1419هـ/ 1991م، دار تحصيل العلوم 1420هـ / ????م.
5. مختارات من نصوص حديثية في فقه المعاملات المالية _ دار الرغائب والنفائس 1419هـ / 1998م.
6. الفتح المأمول في شرح مبادئ الأصول للشيخ عبد الحميد بن باديس المتوفى سنة 1359هـ _ دار الرغائب والنفائس، الطبعة الأولى: 1421هـ / 2000م.
سلسلة فقه أحاديث الصيام
?/?. حديث تبييت النية _دار الرغائب والنفائس، الطبعة الأولى 1419هـ / 1999م
8/ 2. حديث النهي عن صوم يوم الشك _دار الرغائب والنفائس، الطبعة الأولى 1419هـ / 1999م.
?/?. حديث الأمر بالصوم والإفطار لرؤية الهلال _ دار الرغائب والنفائس، الطبعة الأولى1422هـ / 2001م.
??/4. حديث حكم صيام المسافر ومدى أفضليته في السفر _دار الرغائب والنفائس، الطبعة الأولى 1422هـ / ?00?م.
سلسلة ليتفقهوا في الدين
?/11. طريق الاهتداء إلى حكم الائتمام والاقتداء _دار الرغائب والنفائس، الطبعة الثانية 1419هـ / 1998م.
12/ 2. المنية في توضيح ما أشكل من الرقية _دار الرغائب والنفائس، الطبعة الثانية 1419هـ / 1999م.
3/??. فرائد القواعد لحل معاقد المساجد _دار الرغائب والنفائس، الطبعة الثانية 1423هـ/ 2002م.
14/ 4. محاسن العبارة في تجلية مقفلات الطهارة _دار الرغائب والنفائس، الطبعة الأولى1420هـ/ 1999م.
15/ 5. الإرشاد إلى مسائل الأصول والاجتهاد _ مكتبة دار الريان، الطبعة الأولى 1420هـ / 2000 م.
16/ 6. مجالس تذكيرية على مسائل منهجية _ دار الرغائب والنفائس، 1424هـ / 2003م.
17/ 7. 40 سؤال في أحكام المولود _ دار الرغائب والنفائس، 1425هـ / 2004م.
18/ 8. العادات الجارية في الأعراس الجزائرية _ دار الرغائب والنفائس، 1426هـ / 2005م.
19. مقال في مجلة "الرسالة" الصادرة من وزارة الشؤون الدينية تحت عنوان [حكم التسعير: هل التسعير واجب أم ضرورة في الشريعة الإسلامية؟].
20. مقالة في مجلة "الموافقات" الصادرة من المعهد الوطني العالي لأصول الدين بالخروبة تحت عنوان [حكم بيع العينة]
21. مقالة في مجلة "منابر الهدى" تحت عنوان [إعتبار إختلاف المطالع في ثبوت الأهلّة وآراء الفقهاء فيه]
مؤلفات قيد الإصدار:
1. من سلسلة ليتفقهوا في الدين العدد التاسع (حول مسائل الحج).
2. الإنارة في التعليق على كتاب الإشارة.
3. شرح وتعليق على العقائد الإسلامية للشيخ عبد الحميد بن باديس المتوفى سنة 1359هـ.
ولشيخنا أبي عبد المعز _ حفظه الله _ مقالات نشرت ضمن أعداد من مجلة منابر الهدى وله إجابات عن أسئلة وردت عليه من مختلف جهات بلدنا الجزائر ومن غيره، منها المكتوب بخطه ومنها المسجل في أشرطة، فهي فتاوى متنوعة ومؤصلة في العقيدة والمنهج وفي الفقه وأصوله، مما يدل على سعة مداركه العلمية.
هذا وليعلم أن الذي نكتبه عن شيخنا هو القليل من حياته العلمية، وإنا مما نشهد على ما رأيناه من شيخنا حفظه الله تعالى: هو حسن أخلاقه وسمته وتواضعه مع طلبة العلم، ورحمته بهم كالوالد مع ولده، فهويقربهم إليه ويبسط لهم المسائل ويؤصلها لهم، ويعلمهم الكيفية المثلى في الإجابة، ويعقد لهم المجالس الخاصة فضلا عن العامة، في البيت والمسجد والجامعة، كما أنه يتعاهدهم ويسأل عنهم ويساعدهم على قضاء حوائجهم المادية فإن لم يستطع فبالتوجيه والكلمة الطيبة، كما أنه ينصحهم بما يفيدهم في دينهم ودنياهم، ويرغبهم في التكتل على الحق واتباع منهج النبوة، ويرهبهم من التكتل على الباطل واتباع منهج الضلال، فهو الشيخ الفقيه بدينه الفقيه بواقعه، فجزاه الله تعالى عن المسلمين خير الجزاء، وأثابه وإيانا الثواب الجزيل، وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.
في سنة 1424 - 1425 هـ / 2004 م.
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[05 - Jun-2009, مساء 10:17]ـ
بارك الله فيكم
ـ[محمد مرباح البجمعوي]ــــــــ[26 - Sep-2009, مساء 02:10]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته أما بعد: فحبذا لو اهتم الأستاذ علي فركوس بجانب العقيدة لأن الدعوة توقيفية فقد بدأ النبي صلى الله عليه و سلم بالعقيدة الصحيحة و نبذ الشرك و الأصنام، و نحن في الجزائر في أمس الحاجة للقضاء على الوعدات و الزردات و القباب التي تدعى من دون خالق الأرض و السماوات.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[26 - Sep-2009, مساء 02:36]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته أما بعد: فحبذا لو اهتم الأستاذ علي فركوس بجانب العقيدة لأن الدعوة توقيفية فقد بدأ النبي صلى الله عليه و سلم بالعقيدة الصحيحة و نبذ الشرك و الأصنام، و نحن في الجزائر في أمس الحاجة للقضاء على الوعدات و الزردات و القباب التي تدعى من دون خالق الأرض و السماوات.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الشيخ العلامة محمد علي فركوس دعوته دعوة سلفية، يهتم بالتوحيد اهتماما كبيرا، فلا حاجة إلى التشويش.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[26 - Sep-2009, مساء 04:21]ـ
(ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين) فصلت:33
ـ[أبوالبراء التوحيدي]ــــــــ[26 - Sep-2009, مساء 10:56]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الشيخ العلامة محمد علي فركوس دعوته دعوة سلفية، يهتم بالتوحيد اهتماما كبيرا، فلا حاجة إلى التشويش.
السلام عليكم.
سلفية المدخلي أو سلفية الحلبي؟!!!
في الجزائر السلفية لوحدها تنقسم إلى 73 فرقة!! كل فرقة تقول أنها هي السلفية الحقا .... و السلفية منهم براء.
ملاحظة: أتكلم عن علمٍ ... فأنا مسلم من الجزائر ..
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[26 - Sep-2009, مساء 11:17]ـ
من يبغض الشيخ فركوس فهو ليس سلفيا
ـ[أبوالبراء التوحيدي]ــــــــ[27 - Sep-2009, صباحاً 12:17]ـ
من يبغض الشيخ فركوس فهو ليس سلفيا
لم يبلغ الأمر إلى حد أن أبغضه ... بل قل: لا أحبه في الله ...
فأنتم تسمون عالما من زكاه المدخلي و الحلبي و الجابري ... الخ
أما نحن فنسمي عالما من زكاه علمه و عمله ...
أما عن قولك لي بأني لست بسلفي ...
قأقول: نعم ... لست بسلفي ... أي ولله لست سلفيا السلفية الحزبية التي يدع لها القوم ... !! كأنها علامة تجارية!!
أنا كما قلت سابقاً: مسلم جزائري.
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=41157
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله:
يستفاد يُستفاد من قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: " إنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي .. " أنه إذا كثرت الأحزاب في الأمة؛ لا تنتمِ إلى حزب.
هنا ظهرت طوائف من قديم الزمان: خوارج، معتزلة، جهمية، شيعة بل رافضة ..
ثم ظهرت أخيراً: إخوانيون، وسلفيون، وتبليغيون، وما أشبه ذلك.
كل هذه الفرق اجعلها على اليسار، وعليك بالأمام، وهو: ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: " عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين ".
ولا شك أن الواجب على جميع المسلمين أن يكون مذهبهم مذهب السلف، لا الانتماء إلى حزب معيّن يسمى (السلفيين) ..
الواجب أن تكون الأمة الإسلامية مذهبها مذهب السلف الصالح، لا التحزب إلى من يسمى (السلفيون) .. انتبهوا للفَرْق!!
هناك طريق سلف، وهناك حزب يُسمى (السلفيون) .. المطلوب إيش؟ اتباع السلف.
لماذا؟ لأن الإخوة السلفيين، هم أقرب الفرق للصواب، لا شك .. لكن مشكلتهم كغيرهم، أن بعض هذه الفرق يُضلل بعضاً، ويُبدّعهم، ويُفسّقهم ..
نحن لا ننكر هذا إذا كانوا مستحقين، لكننا ننكر معالجة هذه البدع بهذه الطريقة ..
الواجب أن يجتمع رؤساء هذه الفرق، ويقولون بيننا كتاب الله - عز وجل - وسنة رسوله، فلنتحاكم إليهما لا إلى الأهواء، و الآراء، ولا إلى فلان أو فلان.
كلٌّ يخطيء ويصيب مهما بلغ من العلم والعبادة، ولكن العصمة في دين الإسلام.
فهذا الحديث أرشد النبي صلى الله عليه وسلم فيه إلى سلوك طريق يسلم فيه الإنسان، لا ينتمي إلى أي فرقة؛ إلا إلى طريق السلف الصالح، بل سنة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والخلفاء الراشدين المهديين.
العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
المرجع للاستماع صوتياً: http://www.IslamGold.com
واستمع:
http://www.islamgold.com/view.php?gid=2&rid=145 (http://www.islamgold.com/view.php?gid=2&rid=145)
http://www.islamgold.com/view.php?gid=2&rid=144 (http://www.islamgold.com/view.php?gid=2&rid=144)(/)
ما حُجَّة من يحلق شاربه؟
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[05 - Jun-2009, مساء 10:46]ـ
اسال الله لنا والكم الصدق والاخلاق فيما نكتب ونبحث
اقول ايها الاخوه الفاضل والسؤال موجة لمن يحلق شاربه ما هي حجتكم في ذلك وهل صح لديكم من هدي النبي صلى الله عليه وسلم انه فعل ذلك. وبارك ربي فيكم
(لا اريد نقل قول من قال به من العلماء اريد الحجة من هدي النبي صلى الله عليه وسلم)
ـ[وفاء الأحرار]ــــــــ[05 - Jun-2009, مساء 11:03]ـ
لسنا من ذوي الشوارب لكننا علمنا أن أمنا أم المؤمنين عائشة روت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " عشرٌ من الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، واستنشاق الماء، وقص الأظفار، وغسل البراجم، ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء. قال زكريا: قال مصعب: ونسيت العاشرة. إلا أن تكون المضمضة ".
حدَّث به الأإمام مسلم والعلامة الهمام ناصر السنة ناصر الدين الأألباني
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[05 - Jun-2009, مساء 11:46]ـ
لسنا من ذوي الشوارب لكننا علمنا أن أمنا أم المؤمنين عائشة روت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " عشرٌ من الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، واستنشاق الماء، وقص الأظفار، وغسل البراجم، ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء. قال زكريا: قال مصعب: ونسيت العاشرة. إلا أن تكون المضمضة ".
حدَّث به الأإمام مسلم والعلامة الهمام ناصر السنة ناصر الدين الأألباني
بورك فيك قص الشارب لا شكال فيه سؤالى عن الحلق
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[05 - Jun-2009, مساء 11:54]ـ
قص الشارب بالمقص بدقة من دون استخدام الموس لا بأس به إن شاء الله:
(أنهكوا الشوارب، وأعفوا اللحى) البخاري
(خالفوا المشركين: وفروا اللحى، وأحفوا الشوارب. وكان ابن عمر: إذا حج أو اعتمر قبض على لحيته، فما فضل أخذه) البخاري
(جزوا الشوارب وأرخوا اللحى. خالفوا المجوس) مسلم
والله أعلم
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[06 - Jun-2009, صباحاً 12:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد
الأمر مختلف فيه فقد بوب البخاري بابا في صحيحه
باب قَصِّ الشَّارِبِ
وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُحْفِي شَارِبَهُ حَتَّى يُنْظَرَ إِلَى بَيَاضِ الْجِلْدِ وَيَأْخُذُ هَذَيْنِ يَعْنِي بَيْنَ الشَّارِبِ وَاللِّحْيَةِ
وكذلك أستدل من يرى الحلق بظاهر الألفاظ النبوية الواردة في هذا الباب، ومنها: (أَحْفُوا الشَّوَارِبَ) البخاري (5892) ومسلم (259)، (أَنْهِكُوا الشَّوَاربَ) البخاري (5893)، وفي لفظ لمسلم (260) (جُزُّوا الشَّوَارب).
فالأمر واسع والله أعلم
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[06 - Jun-2009, صباحاً 12:56]ـ
القص يحمل على الحف والجز والإنهاك ولا تحمل عليه؛ من هذا فهمت الإزالة تماما.
والمسألة يسيرة والحمدلله.
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[06 - Jun-2009, صباحاً 01:16]ـ
فرق بين القص و الحلق.
و لكن ما المقصود أصلا بحف الشارب؟
هل هو الأخذ مما نبت على الشفة؟ (وهو الذي كان يفعله عمر بن الخطاب رضي الله).
أم يشمل الأخذ من جميع الشارب؟ وهو يدل عليه قوله - صلى الله عليه و سلم -: " أنهكوا الشارب " " جزوا الشوارب ".
أما الحلق، فالإمام مالك كان يراه مثلة، و يرى تأديب من يفعل ذلك ..
و الله أعلم.
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[06 - Jun-2009, صباحاً 11:33]ـ
بارك الله فيكم
ما زلت اذكر اني اطلب شيئا من هدي النبي صلى الله عليه وسلم من قوله اوفعله يؤيد الحلق
كل ماثبت عن نبينا صلى الله عليه وسلم يفيد الاخذ من الشارب سواء اخذ منه من بعضه او اخذ غالبه
ام الحلق تماما بحيث لايبقي شيئا هذا الذي اسال عنه
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[06 - Jun-2009, مساء 02:53]ـ
يفيد قوله (ص): " أنهكوا " الاستئصال تماما؛ فالإنهاك لغة المبالغة في الشيء، ولذلك فهمنا المنع من الاستئصال في خفاض الإناث من قوله (ص): " أشمي ولا تنهكي ".
فلا أدري كيف فهمنا من هذا الاستئصال ولم نفهمه من حديث الشارب.
وكذلك قوله (ص): " جزوا " فإنه لغة القطع لا التخفيف. وهو المفهوم من قولهم (جز ناصيته).
وأما الحف فمشكل عندي، ولكنه والقص يحمل على الجز والإنهاك، فالقص يصدق على الإزالة تماما ولا تصدق الإزالة تمام على التخفيف، فلذلك فهمت الإزالة تماما بالجمع.
وأما طرف الشفة فمن قال إنه الشارب؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[06 - Jun-2009, مساء 05:04]ـ
وهذا احسن ماجمع به بين النصوص الواردة في الباب
قال ابن حجر في الفتح:
وقال ابن عبد البر: الإحفاء محتمل لأخذ الكل، والقص مفسر للمراد، والمفسر مقدم على المجمل
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[06 - Jun-2009, مساء 05:22]ـ
شيخنا الفاضل (أبو عبدالله الفاصل):
ألفاظ السنة النبوية تدل على الأخذ من جميع الشارب، مع المبالغة في ذلك، إذ جاءت الألفاظ (أنهكوا) (جزوا) ...
و لذلك نقول حف الشارب هو: المبالغة في قصِّه من جميعه.
أما حلقه، فهذا هو محل النقاش، و هو متروك لكم بارك الله فيكم، فإذا حضر طلاب العلم، سكت العوام المقلِّدون):
و هناك معنى آخرَ للحف، إذ جاء أن عمرَ بن الخطاب كان يفتل شاربه، و هذا يدل على أنه كان يترك سباليه (طرفي الشارب)، فيكون معنى حف الشارب إذًا: أخذ ما نبت على الشفة.
و لكن الألفاظ تدل على المعنى الأول.
ملاحظة:
الخلاف قائم بين العلماء في هذه المسألة، و هم يفهمون أكثر منا جميعا!
فلا داعي لمثل هذه الألفاظ التي تستفز (لا حجة) (لا نريد من أقوال العلماء)!
فإن علماءنا يفهمون، و لسنا أحسن منهم!
ملاحظة أخرى: لا يحلق شاربه في بلادنا إلا الفسقة في الغالب، وهذا لا تأثير له على الحكم، و لكن لربما يكون تفسيرا لسبب غضب بعض أهل ديارنا و شدتهم على من يحلقون شاربهم!
وفق الله الجميع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[06 - Jun-2009, مساء 05:45]ـ
أحسن الله إليكم جميعا ..
شيخي الحبيب أبا خالد الكمالي، قال في القاموس المحيط: ((جَزَّ الشَّعَرَ والحَشِيشَ جَزّاً وَجَزَّةً وَجِزَّةً حَسَنَةً، فهو مَجْزُورٌ وَجَزِيزٌ: قَطَعَه)).
تأمل معي قال: قطعه، ولم يقل قطع منه، فالمراد قطع أصله، ولذلك نفهم من قولهم: ((جز ناصيته)) قطعها لا تخفيفها.
ونحن الآن نتحدث عن النصوص لا عن فعل الصحابي، فإذا سُلّم المقصود بالنص بغض النظر عن فعل الصحابي انتقلنا للكلام عن فعله.
فهل تسلم بأن المراد بالنصوص حلق الشارب تماما؟
وسؤالي بغض النظر عما يتعلق به من مباحث أخرى، كالحكم التكليفي له وأفعال الصحابة رضوان الله عليهم وغيرها.
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[06 - Jun-2009, مساء 08:17]ـ
شيخنا الفاضل (أبو عبدالله الفاصل):
ألفاظ السنة النبوية تدل على الأخذ من جميع الشارب، مع المبالغة في ذلك، إذ جاءت الألفاظ (أنهكوا) (جزوا) ...
و لذلك نقول حف الشارب هو: المبالغة في قصِّه من جميعه.
أما حلقه، فهذا هو محل النقاش، و هو متروك لكم بارك الله فيكم، فإذا حضر طلاب العلم، سكت العوام المقلِّدون):
و هناك معنى آخرَ للحف، إذ جاء أن عمرَ بن الخطاب كان يفتل شاربه، و هذا يدل على أنه كان يترك سباليه (طرفي الشارب)، فيكون معنى حف الشارب إذًا: أخذ ما نبت على الشفة.
و لكن الألفاظ تدل على المعنى الأول.
ملاحظة:
الخلاف قائم بين العلماء في هذه المسألة، و هم يفهمون أكثر منا جميعا!
فلا داعي لمثل هذه الألفاظ التي تستفز (لا حجة) (لا نريد من أقوال العلماء)!
فإن علماءنا يفهمون، و لسنا أحسن منهم!
ملاحظة أخرى: لا يحلق شاربه في بلادنا إلا الفسقة في الغالب، وهذا لا تأثير له على الحكم، و لكن لربما يكون تفسيرا لسبب غضب بعض أهل ديارنا و شدتهم على من يحلقون شاربهم!
وفق الله الجميع.
لا يخفى علي خلاف العلماء
ولا ضير على ان اردت الدليل على هدي النبي صلى الله عليه وسلم
ولا اريد من كلام العلماء الذي ليس عليه دليل واضح من هدي النبي صلى الله عليه وسلم
وانا في هذا المقام لا ريد ذكر الخلاف في هذه المساله وانما اردت الحوار حول الثابت من هدي النبي صلى الله عليه و سلم
والى هذه الحظه لم اجد ما يؤيد استاصل سعر الشارب بالكلية
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[07 - Jun-2009, صباحاً 01:12]ـ
الشيخ أبو عبدالله الفاصل:
غفر الله لك، كيف تصفني بالمشيخة!؟
أنا كما قلت لك عامي مقلِّد، فلست شيئا بالعلم .. أسأل الله أن ييسر لي طلبه.
و أما سؤالك الموجَّه لي، فإني أوجهه للأخ (بين المحبرة و الكاغد) .. إذ لا جواب عندي (ألم أقل لك .. عامي مقلِّد):).
الأخ (بين المحبرة و الكاغد):
أنا أعلم أنه لا يخفاك خلاف العلماء في هذه المسألة، وفقك الله.
على كل حال، فهذا شيخنا (أبو عبد الله الفاصل) جاء بنقل من القاموس المحيط عن معنى الجز، فما تعليقك؟(/)
"نقد المتديّنين" .. هل أصبح موضة؟!
ـ[عبدالرحمن صالح]ــــــــ[05 - Jun-2009, مساء 11:11]ـ
"نقد المتديّنين" .. هل أصبح موضة؟!
منذ سنين بدأت المواجهات بين التيار الإسلامي وتيارات أخرى تتلبس تارة بالحداثة وتارة بالليبرالية وتارة بالديمقراطية، والأيام حُبلى بمزيد أسماء تهدف في نهاية الأمر إلى نزع الهوية الإسلامية السلفية من المسلمين وإبدالهم بـ "إسلام أمريكاني" أو "إسلام عصراني"، وللأسف فإن هذه المحاولات ولو لم تستطع أن تسيطر وتحقق أهدافها مع الجماهير عموماً في ظل هذه المسميات؛ فالجماهير تحب الإسلام باسمه وبعقيدته وشريعته، إلا أنه كان لتلك "الموضات" أثر بيّن في صفوف (المتثيقفين) و (المتعالمين) و (المتشددين) فخرجت لنا نتائج، من ضمنها: "التنويرون" كما يحبون أن يتسموا، و "العصرانوين" وغيرهم .. (لسنا هنا بصدد هذا الموضوع ولكن لا بد من هذه المقدمة).
لا شك أن الحرب ضروس بين هذين التيارين (التيار الإسلامي والتيار الآخر أيا كان) وكلٌ يحاول أن يبيّن عوار الآخر وأن يبين أنه لا يفقه وأنه جاهل وربما نجح الإسلاميون في هذا ولكن لا أظن أن التيار المقابل سينجح؛ لأن الله يقول عن هذا التيار وعن هذا المنهج: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}.
فحين يسمع بعض السذج النقد اللاذع الموجّه للإسلاميين عبر الجرائد اليومية باسم "الوطنية" وتأتي بعض القنوات الأمريكية الناطقة بالعربية لتسب "الإسلاميين" باسم "الإسلاميين الجدد" وتبيّن أن هؤلاء متشددين ولا يمثلون الإسلام بأي شكل من الأشكال، لا عقيدة ولا شريعة ولا مظهر ولا لغة خطاب، حينها ماذا نتوقع تكون النتائج؟!
النتائج واضحة، فأصبح يُتطاول على المدارس السلفية وجُنّد لذلك المدرسة العقلانية –مع تحفظي على هذه التسمية ولكنها بهذا عرفت-، وأصبح يُتطاول على عقيدة السلف وعلى عقيدة أهل السنة والجماعة وجُنّد لذلك دعاة التسامح والإنبطاحية، وأصبحنا نرى مِن مَن هم محسوبين على الدعاة يهاجمون بعض مظاهر التدين وبعض الشعائر تحت ذريعة (فقه الواقع) و (مراعاة أحوال المخاطبين) و (المقاصد الشرعية) وهذه كلها يجب أن تكون في الحسبان ولكن ليس على حساب أصول الدين!
الأمر تجاوز إلى مرحلة أشد خطورة ألا وهي: أن "الجميع" أصبح يتكلم وينقد، فتارة تلاك أعراض خطباء الجمعة وتارة ينتهك عرض رجال الحسبة وأخرى يعرّج على هيئة كبار العلماء وهلم جراً .. ،وإذا جاء من ينصح ويذكر كان الجواب: (داءٌ قد استشرى!)، وأصبح كل من يريد أن يُظهر أنه ذو عَقل وثقافة جاء ليتسلق على أكتاف العظماء والكبار ممن هم قدواتنا، وبهذا نرى قوله صلى الله عليه وسلم قد تحقق (سيأتى على الناس سنوات خداعات، يصدق فيها الكاذب، و يكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة، قيل: وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة)
إنني هنا لا أحرّم النقد الذي سماه الشرع بـ"النصيحة"، بل هو دين ندين الله به: (الدين النصيحة .. ) ولم يكن العلاج بالنصيحة يوماً باستخدام أذرب الألفاظ وأشدها في مواجهة مشاكل فردية تظهر من ذي لحية وتعميم هذا الفعل على منهج كامل، ولم تكن النصيحة بالانسياق خلف الصحافة وتأجير عقولنا لهم ليلقوا فيها ما شاءوا من قمامة تحت اسم (الحرية) ثم نأتي نحن ونكون سفراء لهم في مجالسنا ومنتدياتنا نخدمهم ونخدم أسيادهم الذين قد أشبعوا أرصدتهم البنكية بأصفار عن يمين أرصدتهم الأصلية ليتكلموا باسم الدين بأفكار تناقض الدين ويخدعوا بذلك العامة؛ لأنهم يملكون أدواة قمع لا يملكها الإسلاميون!
أرجو أن أكون قد وُفقت في إيصال رسالتي، سأورد كلاما يذكر بعض آداب النصيحة ثم سأختم:
يقول ابن حزم الأندلسي في كتابه الأخلاق والسير في مداواة النفوس ص153 - 158: (إذا نصحت فانصح سرا لا جهرا وبتعريض لا بتصريح إلا أن لا يفهم المنصوح تعريضك فلا بد من التصريح ... وإذا نصحت ففي الخلاء وبكلام لين .. )
حين ينوي أحدنا النصيحة أو ما يسمى بـ (النقد) فليلاحظ أنه عبد مسلم مسيّر وفق ما أرد الله لا بما يريده هواه، وليتذكر أن أعراض الناس محفوظة مصانة فكيف بذوي العلم والديانة، وليتذكر دوما أن في السكوت السلامة!
وكتبه
عبدالرحمن بن صالح المسكين
عفا الله عنه(/)
ابن جبرين .... الأسطورة المشاهدة ... (حياة قلب ... وتاريخ يمشي) ....
ـ[المدني1]ــــــــ[06 - Jun-2009, مساء 11:34]ـ
عبد الله بن جبرين (الأسطورة المشاهدة)
بقلم
خضر بن صالح بن سند
11/ 6/1430
******************
شيخ في الثمانين من العمر , تداعب همته ونشاطه مخيلة أبناء العشرين.
ليس ابن جبرين من دهماء الناس وعامتهم , بل هو رأس الطبقة وزينة الوقت, وهو اليوم مفخرة من مفاخر علماء السنة , وعالم من أكابر علماء الزمن الحاضر.
كل من جالسه عرف أنه عالم وداعية , زاهد وداهية , عربي غير مستعجم , حضري غير خاضع لذل الحضارة , شيخ في طاقة شاب , ورجل يحمل همّ أمة.
بلغ من العلوم أعلاها , يرع في العلوم حتى أُعجِب به من رآه وسمعه , وبرع في التعليم حتى أتعب من بعده.
******************
بين الواحات بيوت القرية:
عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين هكذا اسمه الكامل , ولد في عام (1349) في قلب جزيرة العرب , بين قرى وادعة , ونخيل باسق , وصحراء ممتدة شاسعة , تسمى بلدته الكبرى (القويعية) , وقريته التي نشأ بها مع والديه تسمى (الرين) وهي قرية صغيرة تتبع إدارياً البلدة الأم.
تقع هذه المنطقة بعيداً عن الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية بمسافة (160) كيلوا متر تقريباً , في الطريق المؤدي لمكة ويعرف بطريق الطائف , ولد ابن جبرين في قلب الجزيرة الصحراوي حيث عَرَف الرمال والتلال , وعرف المزارع والأشجار التي هي واحات في عمق الصحراء , تنقل على ظهور الجمال , , ذاق حرارة الشمس النجدية , جلس بجوار أشجار الغضا يناجيها وتناجيه , وسرح ببصره في جلال وعظمة الكون ليلاً ونهاراً.
لعب وقفز على بيوت الطين المنتشرة هناك , شرب من مياه الآبار الضحلة وجلس على أطرافها يسمع الأخبار والحكايات , لبس الملابس المتواضعة في قريته الطينية , لم يلبس الغالي والنفيس , لم يفكر في شراء أثواب كل شهر أو شهرين , بل كان مثل أبناء الجزيرة العربية آنذاك يفرح بالثوب والثوبين من العيد إلى العيد , عاش بين الناس الذين تقاربت مستويات معيشتهم , عاش بآمالهم , وعاش بأحلامهم , وتغنى بمستقبلهم , ضحك بين النخيل , جرى مع الطيور والعصافير يداعبها وتداعبه , وجرى مع الصبية وهم يلهون بين ماء الزروع وبقايا الغنم والإبل هناك , يراه الناس وهو قد ملأ الطين رجليه وساقيه النحيلتين ويفرح بذلك الجو البهيج فهو يعتبر ذلك شعاراً للإنسان الحر النبيل.
لم يكن والده في القرية رجلاً عادياً بل كان من المتعلمين , ولذلك أحاط ولده برعايته , ونشأ بن جبرين بين أبوين حنونين في بيوت الطين الجميلة , حيث الحياة الريفية الهادئة البعيدة عن منغصات المدن , حفظ القرآن وهو صغير , تعلم على طريقة الكتاتيب والكتابة في الألواح , نشأ بين مكتبة والده وقرأ عليه عدداً من العلوم , وتنقل على شيوخ القرى يطلب العلم , ومنهم شيخه الأكبر الذي يدعى عند الناس أبو حبيب واسمه (عبد العزيز الشثري) فقرأ عليه كثيراً من العلوم والفنون ولازمه ملازمة كثيرة وطويلة , يراه الناس بين المزارع والنخيل وهو يمشي على قدميه ليسمع من شيخ في قرية أخرى أو يرحل لقرية أخواله , وأحياناً يركب الجمل إذا كان المكان بعيداً يحتاج لوقت طويل ليسمع حديثهم ويتعلم منهم.
في قريته أوفي طريقه لزيارة القرى , يلتقي مع الناس على سجيتهم , يشاركهم البيع والشراء , يسمع قصصهم وأخبارهم وغزواتهم ومعاركهم , يتعلم طريقة الحياة , يرى الفلاح والعالم والشاعر كيف تتلاحم أواصر المحبة بينهم في القرية الصغيرة , نشأ وشبّ وكبر في قريته وبين أهله وذويه , ربما رحل مع والدته إلى أخواله في موسم التمر حين يشتد , فيسير بين الرمال والتلال والكثبان وفي بطون الأودية وهو فرح مسرور تلفحه شمس الصحراء , ويتقيها بيده أو يحجبها بقماش فوق رأسه أو يداريها بظل بيت طيني قديم أو شجرة باسقة شامخة , حياة وادعة , أناس طيبون على فطرتهم وسجيتهم , لا يوجد أخلاط من أجناس الناس وشعوب الأرض , عرف النقاء والصدق منذ نعومة أظفاره.
******************
ابن القرية في العاصمة:
(يُتْبَعُ)
(/)
تمر به الأيام والليالي , وتسير به السنون , يخرج ذلك الفتى الجميل القروي بقوامه المعتدل كالسيف الصقيل , يخرج بعد أن قارب الخامسة والعشرين من العمر من قريته ليؤم الرياض عاصمة المملكة السعودية , خرج مع شيخه عبد العزيز أبو حبيب , خروجه كان في عام (1374) , ذهابه إلى لرياض لأجل أن يدرس في مدارس التعليم النظامي في المعهد الذي أنشأه المفتي الشيخ محمد بن إبراهيم , تقدم للدراسة وتم اختباره وأختاره المفتي آنذاك ليكون مع طلاب السنة الرابعة لنظراً لتقدمه في العلوم , وبناء على تزكية شيخه أبو حبيب الذي أصبح مدرساً في ذلك المعهد.
لقد وصل إلى الرياض من قريته بعد أن صلب عوده وتزوج وأحاط بكثير من العلوم والفنون , ترك الشاب أسرته الصغيرة ووالديه في القرية وسافر هو بجسده وبقي قلبه , سيعيش بضع سنين لوحده في بلد الغربة كما يراه آنذاك قبل أن يستقدمهم , وسيرسل من مصروفه لأهله لكي يقتاتوا عليه , سيرتقي في سلم النجاحات والتفوق إلى أن يصل القمة.
وفي الرياض يأنس بحضارة المدن الكبرى , يتأقلم مع تلك الحياة المعقدة , تستمر حياته في الرياض بقية عمره , ويعيش بجسده بين أكوام البشر وزحمة الطرقات ودخان عوادم السيارات , ويبقى الفتى القروي في عاصمة الحضارة كما هو بأخلاقه العربية , فهو كريم , وشجاع , وشهم , و (صاحب فزعة) , وهو لا يرضى بالكذب , ولا يأنس بالمجاملات الخادعة , ولا يحب أن يحيى حياة اللهو والعبث أو حياة الذلة والهوان.
يعيش مع عامة الناس كما سيعيش بعد ذلك مع الملوك والكبراء , تمر به الأيام فإذا هو يطأ بأقدامه البلاط الملكي والقصور العامرة , بعد أن كان يمشي في تراب القرية وطينها سابقاً , فلم يتغير من هيبة الحياة وقيمتها شيء في نظره , كان في القرية يسير على الرمضاء , ويسافر على الجمال , أما في المدنية الصاخبة الواسعة فهو يسير بالسيارات المكيفة الفاخرة , ويسافر بأسرع الوسائل الحديثة , تغير النمط والأسلوب ولكن بقيت المعاني والقيم كما هي , بل حتى ثوبه ونعله وهيئته هي من فصيلة وسلالة ذلك الملبوس القديم مع تطوير لا يكاد يذكر , فالإنسان العربي في قلبه وحياته لم يتزحزح , وجوهره واحد وإن اختلفت الأماكن والصفات.
تحول ذلك القروي لأشهر أبطال العاصمة , فهو غاية في البساطة والتواضع في الحديث مع الجلساء , وغير معقد في صفة الجلوس حيث يترك نفسه على سجيتها القروية , فيحترم الجليس ويقوم للغريب ولا يمل المرء من مجالسته اللطيفة , وهو سهل في مواعيد الزيارة والحياة الاجتماعية, وفوق كل هذا هو في القمة من العلم الواسع المتخصص والثقافة التي يعجب المرء من تنوعها في صدره , ولديه من الشجاعة والقوة ما يبهر أبناء المدن وسكان العواصم الذين أحبوا الحياة وبهرجها, وهو من أقدر الناس على التعامل مع الحضارة الحديثة , ولديه القدرة على فهم أبعادها وحاجة الناس إليها , فلم يتقوقع حول نفسه , أو ينكمش مع الماضي الجميل الذي أدركه.
تفوق دراسياً على زملائه , وترقى في شهادات التعليم النظامي , وحصل على شهادة الدكتوراة التي تفخر به ولا يفخر بها عادة , حصل عليها بعد أن قارب عمره الستين سنة , وذلك في حوالي عام (1407) , تقدم بها في مجلدات كثيرة , وهي في تخريج أحاديث كتاب وتحقيقه , وهو شرح الزركشي على مختصر الخرقي , لم تكن الشهادة ذات قيمة علمية له آنذاك , ولكنه ساير الحضارة ولم ينقطع عنها , ولم تكن هذه الشهادة لتهبه منصبا جديداً , أو سلماً وظيفياً عالياً فقد بلغ سن التقاعد أو قاربه.
لم يعاتب نفسه بقوله إني بدأت في الدراسة النظامية بعد أن بلغت الخامسة والعشرين فماذا تفيدني هذه الشهادات , لم تراوده نفسه أنه نشأ بين بيئة علمية تقليدية لاتقدر هذه الشهادات وحملتها , لم يفكر أن مشايخه لم يحصلوا على شهادة رسمية ولو صغيرة , ولكنّ نفسه طامحة للسمو والعلو وهاهو البطل اليوم يصبح عصرياً , بدأ من الكتابة على الألواح في كتاتيب القرية , ودرس في التعليم النظامي بعد أن كبر سنه , وناقش رسالته ولحيته بيضاء ناصعة , ناقشها وطلابه هم دكاترة الجامعات وعمداء الكليات , ولم يرهبه هذا فأحب أن يمارس هوايته العلمية , أحب أن يمشي في ركاب الحضارة ويكسر التقاليد والأعراف , فعاش عمره بين النخل والماء وبيوت الطين ولازال يحب تلك الحياة
(يُتْبَعُ)
(/)
ويألفها , وعاش بين المدن والطائرات والبنايات الضخمة.
إنه مذهل حقاً فقد جمع بين الأصالة والمعاصرة , بين القلب القروي والعقل الحضري.
******************
منزله ومناصبه الزهيدة:
لم يأبه للمناصب الرسمية , وكثير من الناس يصفونه بمناصب تَشرفُ به, وينعتونه بها من حسن ظنهم بنزاهة المناصب ومن يتولاها , لكنه لم يعين فيها أصلاً , بل ليس له منصب رفيع إلا في قلوب الناس , فهو خطيب لجامع عادي في الرياض , وعضو إفتاء متقاعد فقط , هكذا بدون زيادة , شغل منصب معلم في معهد في الرياض سنين طوال , وهذا المعهد إنما تعادل شهادته الثانوية , ونقلت خدماته للجامعة على كبر سنه , فلم يمكث فيها إلا بضع سنين.
ثم طلبه شيخه ابن باز ليكون معه في رئاسة الإفتاء بمرتبة مفتٍ يرد على الهاتف ويجيب على الأسئلة الشفهية ويراجع البحوث قبل نشرها بمجلة الإفتاء , لم يكن ذا منصب رسمي كبير في رئاسة الإفتاء مثل بقية الشيوخ , ولكنه إذا دخل مكتبه تقاطر الناس عليه كما يتقاطرون على مواقع الربيع والخير , فكان هو زينة للمنصب , وبقي رفيع الجاه والمكانة عند الناس.
هذا هو ابن جبرين رجل يملأ سمع وبصر طلبة العلم في الخليج قاطبة , يتشرف طلبة العلم بجلسة معه , يفخرون بسؤاله مباشرة , وهو يحبهم ويودهم ولا يأبه بدنياهم , وما ازداد إلا حباً في قلوب الناس , وما أزداد إلا تواضعاً , فهو طيب القلب , وادع في تعامله , حنون على أمته وأبنائها.
هاهو يبحث عن اليتيم والأرملة ,كما يبحث المزارع عن شجرة يحبها فينظر هل تحتاج لعناية فيصلحها , يقضي سحابة نهاره مع الشعب , يمسح دمعة هذا , ويشفع في حال ذاك , يجمع تبرعات لتلك الأسرة الفقيرة , يسدد فاتورة الكهرباء لذلك العجوز الذي لم يجد معيناً وأنيساً , يسمع الأخبار عن أحوال المضطهدين والمشردين في العالم , يبكي ويحزن ويتألم لمصاب ابن آدم على هذا الكوكب الصغير.
في بداية الأمر سكن الرياض في أول قدومه في بيوت الطين وبقي فيها دهراً طويلاً , ثم بنى بيتاً في حي من أحياء المدينة الممتدة وبيته الجديد في الرياض لم يبنه إلا بعد أن زاد عمره على الخمسين , يقع المنزل في منطقة عادية وحي يسكنه عامة الناس , وكان مبلغ بنائه للمنزل عبارة عن قرض من صندوق للإقراض العقاري الحكومي في المملكة بدون فوائد ربوية.
فهو مثل بقية عباد الله من أواسط الشعب ذوي الدخول المحدودة رغم شهرته وسمعته , يقترض من الصناديق العامة , ويسدد من حسابه كل شهر , ولو أراد أن يتاجر بكتبه أو يرتزق من محاضراته ودروسه لفعل ولغنم أي غنيمة ,لم يهرب من الدنيا ويرفضها , ولكنه لم يركض ويلهث ورائها , ومع ذلك جاءته الدنيا صاغرة فركلها بقدميه , وآثر ما عند الله فعاش سعيداً محبوباً من الناس.
******************
أبطال من الصحراء:
نخوته ونجدته أصبحت حديث الناس , فهو يتكلم بصوت مسموع إذا عجز العلماء عن النطق , ويتحرك إذا قعدت بهم نفوسهم عن الحركة , يصارع الحياة ويغالب الوقائع , يراه المرء في مواقف الكرامة التي يخشى الشاب على نفسه من الولوج فيها.
لا يرضى بأن تؤذى حمامة فكيف بأن يؤذى مسلم , وأعظم من ذلك في نظره أن يكون الذي لحقه الأذى عالماً مخلصاً , أو شاباً أوذي من أجل دينه وعقيدته , فيراه الناس جميعاً يحرص أن يكون أول الزوار له , والمناصرين له , لا يبالي بكلام الناقمين , ولا يلتفت لغضب الغاضبين ممن جرفتهم الأهواء , أو خشوا أن يؤثر ذلك على مكانتهم الدنيوية أو مناصبهم الرسمية.
عرفه طلبة العلم في المواقف الصعبة , فهو لا يتحدث إذا وجد من يكفيه في الحديث فهو لا يتكلم لمجرد أن يقال تكلم فلان, وهو لا يشارك الغوغاء صخبهم سواء كانوا من المنتسبين للعلم أو جهلة الناس , ولكنه إذا رأى أن العجز والضعف دب لقلوب الخاصة , وخشي أن لا يقوم بالحق قائم , تراه وقد قام من بين الصفوف ليكون فيصلاً وناطقاً يحمده التاريخ , فهو يَسترُ عنا سوءة الضعف والخور التي رافقت المسلمين في عصورهم المتأخرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
في مواقفه تلك يحرص ألا يؤذي هذا ولا ذاك , فهو لا يَمدُّ لسانه لشتم أحد أو التنقص من أحد, بل يعمل في صمت وخلق رفيع , ويحمل في قلبه صدق العربي القروي الذي يعامل الناس بصفاء سريرة ومودة ومحبة , ولذلك زرع محبته في قلوب الحكام والمحكومين , فهو طراز فريد اجتمعت فيه غيرة المؤمن وإباء وعزة العربي الصميم.
يحافظ على الأمن الفكري والأمن الحسي , لا يشوش على الناس حياتهم , ولا يحث على زعزعة الأمن , ولا يقبل أن يشوه الدين , يقف بحكمة وروعة دائماً , ولو جمعت مواقفه في ذلك لكانت شيئاً عجباً يستفيد منها الجيل بعد الجيل.
من مواقفه التي أوذي فيها وخرج ناصعاً نقياً , موقفه من طائفة من المنادين بشعارات ظاهرها الرحمة وباطنها الخداع والتمويه.
فقد فصل من عمله الرسمي بسبب جمعية تأسست باسم الدفاع عن الحقوق , وليس لها من اسمها نصيب , جاء أصحابها إليه فأيدهم شفهياً , كما يبارك ويؤيد كثيراً من أصحاب المشاريع , فأوهموا العامة أن من زعمائهم ابن جبرين , كانت هذه الوقائع والأحداث بعد حرب الخليج التي احتل فيها العراقيون الكويت بسنتين وذلك عام (1413).
فثارت عليه الصحف ليس من باب كرهها في المعارضة , ولكن لأنه عالم شرعي ديني ورغبة في إقصائه , وإلا فمنهج عدد من الكتاب في الصحافة العربية فيه لوثة كبيرة , وعدد منهم ينتمي لتيارات فكرية هدامة ويعلن ذلك في كل محفل , ومع كل تلك المخازي لعدد من كتاب الصحف لم تتحدث الصحافة عن أصحابها , ولم تزمجر في وجه أصحابها بالويل والثبور وعظائم الأمور كما هي عادتها إذا كان الخصم يمثل الإسلام , وعندما قامت الحملة الشرسة عليه لم يحاول ابن جبرين إثارة الرأي العام ولا الانتصار لنفسه , ولم يشتم أحداً أو يؤذي أحداً , فهو لم يتعود على الانتصار لنفسه , وإنما هدفه دائماً نصرة الإسلام.
ثم بعد فترة عرف ابن جبرين حقيقة هذه الفئة , بعد أن تواصل معه عدد من كبار العلماء الذين عروهم من قديم , وعرف أنهم يتلبسون باسم الحقوق ليصلوا لمآرب أخرى , ففاجأ الناس بخطاب كتبه بخط يده , كما هي عادته في خطاباته وفتاواه التي لا يقبل أن يصوغها أحد له , نشر تبرؤه من هذه المجموعة بكل وضوح وبدون لبس وغموض , وأعلن عدم تأييده لهم ولمنهجهم , وذكر أن الخير والصلاح في جمع الكلمة , ولم الشمل , وأن التفرق مذموم في الشريعة , ومنهج الإصلاح ليس فيه تأليب على انفلات الأمن , ولا دعوة للخروج على النظام العام , وليس فيه تهيج لعواطف العامة واستغلال سذاجتهم وسطحية تفكيرهم , ولا تلبيس وتدليس للحقائق وكتم الحسنات وإظهار السيئات.
شجاعته في التبرؤ منهم أذهلت الناس , فهو بهذا يخالف سذاجة العامة وبساطة تفكيرهم , وكثير من أصحاب الأقلام الصحفية يحاول أن يكسب التيار المعارض ولو كان على الباطل والجهل , والحق أن العالم الرباني هو الذي يقول الكلمة بناء على ما ترجح له , ليس بناء على ضغط طلابه وجمهوره , ولذلك كان بيانه في تلك الفترة من علامات قوته وشجاعته في قول ما يعتقد هو , وعدم قبوله للفكر الهمجي الغوغائي.
من مواقفه الخالدة موقفه في الدفاع عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والدفاع عن أعراض أمهات المؤمنين , لقد سطر على صفحات المجد أروع القصص في الذب عن أعراض الأبرار الأتقياء , وجاءه من الأذى ما لو وزع على جموع كثيرة لأتعبهم , حرصه على العقيدة والتوحيد أكثر من حرصه على جمع حطام الدنيا والسعي خلف بهارجها ومناصبها , لم يحسن بعض الجهلة التعامل مع مواقفه هذه , وشنعوا عليه وعليها , ولكنه قال وكتب ما يكون شامة في جبين الأمة التي ضرب الذل والهوان على أكثرها.
ابن جبرين لازال شوكة في حلوق طوائف من أهل البدع والخرافة , وخاصة الرافضة الذين يشتمون الصحابة ويكفرون أمهات المؤمنين ويطعنون في الرسالة الخالدة وقرآنها وحملتها , ويتمسحون بقبور الأولياء ويدعون سادتهم عند الملمات وينسون فاطر الأرض والسموات.
فتاواه فيهم مصدرها الكتاب والسنة , وهدفها حماية المجتمع المسلم من الاغترار بالشعارات البراقة ونسيان العقائد المنحرفة , كان موفقاً وحكيماً وشجاعاً في مواقفه , فكم من رسالة جامعية لم تؤثر فيهم , وكم من مؤتمر عام للتنديد بجرائمهم لم يظهر أثره عليهم , وكم من خطبة ومحاضرة تكلمت عنهم لم تجد طريقها للناس.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن قصاصة من كلام من ابن جبرين أو خطبة منه قلبت الدنيا ظهراً على عقب , وتلقفتها القنوات الإخبارية مباشرة , وسعت الصحافة لإبرازها والحديث عنها فالمتحدث هو العالم الجليل وبطل الرياض العظيم.
كلامه عنهم طار في الشرق والغرب وأصبح تاريخاً لوحده , كما فعلت فيهم يوماً من الأيام خطبة إمام المسجد النبوي الشيخ علي الحذيفي , لقد تعالت صيحات الرافضة مطالبة النصارى بمحاكمة ابن جبرين!! , تعالت صيحاتهم المشبوهة مطالبة بمحاسبته علناً وهو طريح الفراش يصارع المرض لا يدري عن نفسه , فهل رأيت مريضاً يهابه ملايين الأصحاء في الأبدان!! , فصحة العقل والدين لا يعدلها صحة وقوة , ومرض العقل والدين لا يصلح معه شيء آخر.
ابن جبرين رغم فتاواه في الرافضة قد بين مراراً للطلاب والناس مغزى الفتاوى , فبيان الحق لا يعني استحلال الدماء وخلخلة الأمن , ففرق بين البيان العلمي وحماية عقول الناشئة والعامة , وبين القتل والتدمير وإزهاق الأرواح.
وهذا حق وعقل , ومتى اجتمع الحق والعقل الرشيد صلحت البلدان وعمرت الأوطان وحميت الأديان , وإذا نظرنا كيف أن الله أمر بجهاد المنافقين , وأمر بالغلظة عليهم , وهذا الأمر بجهادهم جاء في أكثر موضع , ولم يكن أمراً للندب بل هو للوجوب , ومع ذلك لم يأمر الله بقتلهم , ولم يأمر الله بزعزعة الأمن في المدينة النبوية التي كثر فيها المنافقون في عصر النبوة , وقد تَرَك النبي صلى الله عليه وسلم قتلهم تقديراً لشعور الناس العام وحتى لا يقال إن محمداً يقتل أصحابه.
وكان النص القرآني يفضحهم ويفضح مخططاتهم , ويُشِّهر بأعمالهم , ويتحدث عن صفاتهم وطريقة كلامهم , ولكن بقيت شخوص كثير منهم مجهولة لكثير من الصحابة , حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أخبر نفراً يسيراً من الصحابة عن شخوص المنافقين وأسمائهم , وعاش الناس في ظل دولة إسلامية , تطبق شرع الله , وتقيم حدود الله , وهي تعلم أن من بين أبنائها ومن بين أعضائها شياطين في المكر والفساد والعناد.
وإذا كان هذا حال القرآن مع المنافقين فهكذا حال العلماء الربانيين مع أهل البدع , فهم يبينون للناس دين الله , ويفضحون المخططات ويجهزون عليها , يقولون الحق بدون مواربة أو ضبابية أو غموض وتلبيس , فدين الله له رجال يحمونه , وله رجال يذودون عن حياضه , ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين.
وكلام أهل العلم يجب أن يفهم على أنه للبيان والحقيقة , وليس استغلالاً لواقع سياسي أو مطمع دنيوي , وأعمال الجُهال لا يلام عليها العلماء , وإلا لحذفنا آيات العداوة من المصحف مع اليهود والنصارى حتى نجامل اليوم الغرب ونسير في ركاب حضارتهم.
******************
الرحالة الكبير في جبال وصحراء المملكة:
الحق الذي لا مرية فيه أنه بعد وفاة شيخه ابن باز أصبح عالم الرياض الأكبر , ومفتي الناس , ومعلم الناس الخير , الشيخ الذي يتترس الشباب الأقوياء بفتاواه ومواقفه ويكون أولهم في الصف , صاحب الرحلات الصيفية الوعظية والإرشادية الطويلة جداً.
تراه وهو شيخ كبير تتناوشه الأمراض , يسافر في كل صيف يطوف المملكة من شرقها إلى غربها , ومن الجنوب إلى الشمال , يقطع الآف الكيلومترات , يبحث عن الناس في المدن , أو في البوادي , يبحث عنهم في مدينة عالمية , أو قرية ساحلية , أو مجموعة تعيش في الجبال بعيداً عن الحضارة , لا يهمه ذلك , المهم أنه سيجد بشراً يتحدث معهم , سيجد أقواماً يرشدهم إلى الله, سيجد أناساً يسألونه فيجيب.
يجلس بين الناس بكل حب وود ونقاء , يبين لهم أحكام الشريعة بوضوح ويسر , يراعي ظروفهم , ويتكلم بما يناسب عقولهم , يتكلم ولا يمل هو من الحديث المكرر فهو يتكلم في هذه القرية , ويعيد الموضوع عند جارتها , وهكذا بدون ملل , ربما شرح لهم كتاباً وأقام أياماً , وربما عقد لهم دورة علمية مكثفة كل سنة , يكتب لهم التزكيات والتوصيات , ويزور مشاريعهم الخيرية ويجلس مع أعضائها , ويلتقي بالقضاة وطلبة العلم والدعاة الذين يحرصون أن يروه ويجلسون معه , مع أنه لا يحمل صفة رسمية للزيارة , بل يسبق زيارته أحياناً تنسيق مع رجال الدعوة هناك , لا يدخل قصور المسئولين والأمراء في المناطق إلا نادراً , تراه يسكن في منزل متواضع أو فندق عادي , يظنه الإنسان يستعجل نشاطه
(يُتْبَعُ)
(/)
قبل عجزه , ويمارس رياضة مع روحه وجسده ليرتقي بها للكمالات.
وكل هذا يفعله بدون مقابل مالي أو تكليف رسمي , والأعجب أنه يسافر بدون أن يتنقل في طائرة ليس لأنه يحرمها , بل لأنها لن تدخل القرى والبوادي التي يريدها , فهو يتنقل بسيارته في لهيب الحرّ حيث صيف الجزيرة العربية اللافح , يتنقل مع رفقة من طلابه , تارة في مدينة جبلية أو في مدينة ساحلية , من مكة إلى جدة والطائف والباحة وأبها , ثم تراه يسافر إلى الساحل الشرقي لدورة علمية مكثفة , ثم يعود إلى المدن النجدية القائمة على الصحاري اللاهبة , ثم شمال الجزيرة مروراً بالمسجد النبوي , ويستمر في الرحلة قرابة الشهرين من كل عام , وهو قد جاوز السبعين من عمره.
ولقد حدثني عدد كبير من الدعاة عن القرى النائية التي دخلها , ولقد رأيته بنفسي أيضاً يدخل مناطق وقرى بعيدة عن مواطن التجارة والمطارات والأسواق , وهذه القرى لم يزرها داعية بحجم أحد من طلابه فكيف بمثله , فتراه بين الجبال في قرى تهامة , وفي سهول الأودية , وفي قرى الشمال حيث الصحراء , وهو في غاية النشاط والحرص على التعليم.
يتغير رفقائه في الرحلة أحياناً , فمن ذا الذي يستطيع أن يصمد كما يصمد؟ , ومن ذا الذي يتحمل ويطيق ما يتحمل؟.
إنه يحمل قلباً نقياً , قلباً ينبض بحب الإسلام , قلباً لم يزل يحب الناس ويأنس بهم , قلباً يحب الإرشاد والوعظ والتعليم ونفع الناس , إنه يبحث عن الناس ولا يكتفي بمجرد الكلام , يبحث عنهم في المساجد والتجمعات.
حدثني أحد خواص طلابه ممن يعمل مدرساً في إحدى الجامعات قائلاً:
قررت يوماً أن أصحبه في محاضرة خارج الرياض بمائة وخمسين كيلاً , فاتفقت مع سائقه الذي هو من طلابه عادة , فصليت العصر مع الشيخ في المسجد يوم الأربعاء , فألقى درسه في الفرائض وشرح الرحبية , ثم انطلقنا قبل المغرب وصلينا قي أطراف الرياض , ولازلنا نسير وهو يملأ السيارة علماً وحكمة حيث كنا اثنان معه فقط , وربما سمع شريطاً لبعض محاضرات طلابه أو من في مستواهم , يقول تلميذه هذا ثم استأذنته في قراءة قطعة من كتاب زاد المستقنع , فأذن لي , فكان يشرح لي كما يشرح في المسجد أو سع , وكنت أناقشه في كل مسألة , وهو لا يتململ من ذلك بل يفرح بذلك , فلما قارب وقت العشاء وصلنا للمدينة التي سيلقي فيها المحاضرة وكانت بعد العشاء , فألقى محاضرته وهو في غاية النشاط والقوة , يقول محدثنا فغلبني النعاس من وعثاء السفر , ولكني تمالكت نفسي , ثم انطلقنا بعد المحاضرة لمناسبة دعي إليها في هذه المدينة , فحضرها وألقى عليهم بعض النصائح والمواعظ , وأجاب على أسئلتهم , وفوجئت أن المحاضرة كانت عبارة عن درس شهري يلقيه عليهم من سنين بانتظام.
قال صاحبنا: ثم قفلنا عائدين للرياض , فإذا هو يحمل في جيبه شريطاً تسجيلاً أهداه له أحد الناس بعد المحاضرة فستأذن منا لتشغيله وسماعه , وبعد سماعه وفراغه عدنا لحديثنا الشيق وسماع الفوائد منه , ووصلنا للرياض في تمام الساعة الثانية ليلاً , وأوصلنا الشيخ لسكنه , يقول صاحبنا وذهبت لأنام ولكنني فوجئت بأن درس الخميس لابن جبرين بقي عليه نحو ثلاث ساعات فقط ويبدأ , وسألت من معي هل أقام درسه اليوم الخميس فكانت المفاجأة أنه أقام الدرس واستمر مع طلابه وأحبابه يشرح لهم ويعلق إلى قرابة الساعة التاسعة صباحاً , ثم أقام دروسه في ذلك اليوم كالمعتاد. .إنتهى كلام تلميذه الحبيب.
كان بإمكانه أن يبرر لنفسه بكبر سنه وتأثير السفر عليه وعلى صحته , أو يبرر لها خشونة صوته , أو توفر القنوات الفضائية ذائعة الصيت التي كانت تستضيفه وتذيع حلقاته ودروسه , لكنه لم يفعل ذلك أبداً.
فظهر في القنوات حيث القوة الإعلامية وسعة الانتشار , وظهر في حلقات المساجد حيث الشباب المتوضئ الجميل الطلعة , وظهر في جلسات البيوت حيث الخصوصية وحرية الحوار , وظهر في مجالس الملوك والوجهاء حيث الأبهة والعظمة , وفي كل ذلك كان هو ذلك الذي يعرفه الناس , فلم تتغير نبرته , ولم يتغير موقفه , ولم تتغير رقته وبساطته.
******************
المعلم المحتسب الحليم:
(يُتْبَعُ)
(/)
بن جبرين هكذا يقال اسمه اختصاراً , عالم ٌ فريد الطراز , يلقي دروسه على طريقة الشرح والتقرير و التحرير غالب , اليوم ويشرح في اليوم الواحد كتباً وفنوناً تحتاج لتحضير وتأمل ومراجعة , لكنه واسع الإطلاع , سريع التحضير , يستحضر الأدلة والنصوص كما يستحضر الهواء لرئتيه.
ابن جبرين يجمع بين المعرفة بالنصوص الشرعية , ومعرفة المذاهب الفقهية , وبين الربط والتحليل واختيار القول الصحيح حتى لو خالف ما عليه الناس , ففتواه يأنس بها طلبة العلم لما فيها من القوة العلمية , ففيها الجمع بين أقوال الفقهاء القدامى , مع دقة الفقه والفهم للمسائل المحدثة المعاصرة التي يكثر فيها الخلاف والنزاع.
فتاواه سبق بها علماء عصره , و لذلك رغم تدريسه لمذهب الحنابلة فهو متوسع في الإطلاع على الحديث والأدلة , بل هو أميل لمذهب المحدثين , فكانت فتاواه تحمل المعاصرة مع هيبة الدليل , فلم يكن ليرضي العامة بفتاواه أو يساير الواقع ويبرر للناس فعلهم , ولكنه يبحث عن الدليل ويجمع أقوال الفقهاء فيكون قوله أشبه ما يكون فيصلاً قوياً عند النزاع , فيحترم طالب العالم رأيه لأنه مبني على دليل وليس هوى أو مجاراة لما يطلبه المستمعون.
عرفه الناس قبل فترة طويلة بأنه صاحب الفتاوى الجريئة التي ربما تخالف بعض أراء مشايخه أو المذهب الحنبلي , ولكنه لم يكن ليفتي بالرأي أو إرضاء للجمهور أو العامة بل كان الحق مذهبه والدليل قائده وهاديه.
يحب ويأنس التدريس في المساجد , وهو متعته وغايته في الحياة , فالمسجد هو منبع قوة المسلمين , ومكان اللقيا فيه هو سمت الصالحين وشعار المؤمنين , فلم يكتف بالظهور الإعلامي القوي, أو ينتقل للمسارح والقاعات الفخمة فقط , بل جمع بين الحسن كله , ولكنه لا يقدم على المسجد شيئاً , حيث تؤدى الصلوات وتتنزل الرحمات وتخشع القلوب في بيوت الله تعالى.
فهو يجلس في حلقته يومياً ساعات يُدّرس , يجلس على كرسي متواضع مرتفع قليلاً ليراه الطلاب الكثيرون , طلابه فيهم القضاة وفيهم أساتذة الجامعات وفيهم أصحاب المناصب الرفيعة وفيهم شباب في بداية الطلب من طلاب الجامعات وغيرهم وهم من جنسيات مختلفة , وبقدرة فائقة يمنحهم جميعاً حناناً واحداً ومحبة صادقة وهم يبادلونه الشعور بالمثل.
يلتف الطلاب حوله كفراشات تجمع الرحيق الجميل , يعلمهم ويفهمهم , لا يمل من أسئلتهم واستشكالاتهم , يسهل لهم المعلومات ولا يعقدها , يحاول إيصال الفكرة بأقرب طريق فيضرب لهم الأمثلة , يستشهد بالأشعار التي يحفظ منها المئات الكثيرة ليشحذ أذهانهم , ويلقي عليهم الأسئلة ليختبر جودة فهمهم , يدرس لطلابه الكتب المنوعة في العلوم , فهو مُعلمُ للحديث والمصطلح , ومُعلمٌ للفقه وأصوله , ومُعلمٌ للعقيدة الصافية النقية , وُمعلمٌ للغة العربية نحوها وصرفها , وهكذا تنوعت معارفه وقدرته , لكنها لم تكن عن تشبع بما لم يعط , ومحاولة لإظهار العلم , بل هي قوة علمية شهد له بها كبار شيوخه , وأذنوا له في التدريس والتعليم.
يعتني بعقائد طلابه , يعلمهم عقيدة الإسلام النقية ويحذرهم من البدع , ربما لحقه تجريح وردود على بعض ذلك في بعض الوسائل الإعلامية لكنه لا يبالي , فصفاء عقائد المسلمين أولى في نظره من كل شيء , فماذا ينفع الطالب علمه إذا فسدت عقيدته , أو شك في المنهج الذي يتبعه , أو ضعف في بيان الحق الذي ينجيه من النار يوم القيامة , وإذا رأى الطالب شيخه يعتني بالعقيدة ترسخ ذلك في مستقبل حياته , وترسم ذلك في طريقة تعليمه لمن سيعلمهم بعد موت شيخه.
يجتمع الطلاب بعد الدروس حوله , فيكتب لهذا تزكية , لهذا شفاعة , ويجيب سؤال أحدهم , يبستم ويضحك مع صغيرهم وكبيرهم , يأخذ بأيديهم ويحثهم على فعل الخيرات , وعلى نشر الدين وطلب العلم , يخرجون فينهاهم عن التعلق بشخصه فهو يمنعهم من تقبيل رأسه ويده , ولطالما ردّ أناساً ودفعهم بعيداً عن جسمه وهم يرغبون في تقبيل رأسه كما هي العادة المتبعة في نجد عند مقابلة أهل العلم, فلا يسمح بتقديسه والتمسح به ويغضب من ذلك ولايرضاه.
يدرس أحياناً في بيته , وأحياناً في المسجد , وفي بعض السنين ضاق البيت بالطلاب فنقل الدرس للمسجد , هكذا يحب أن يكون معلماً.
(يُتْبَعُ)
(/)
يتكلم كثيراً في دروسه عن آداب وأخلاق طالب العلم , يسرد عشرات الأبيات في العلم وفضله , يتكلم عن الصفا ت الخلقية والأخلاقية , بدون أن يكون في ذلك تشبه بالصوفية , أو بالخيال الذي يجعل طالب العلم جسداً مهاناً أمام الشيخ , يسجل الطلاب هذا الكلام بالمسجلات , ينسخونه , يتداولونه بينهم , ثم يطبع مفرقاً, يصبح كلامه أنموذجاً عملياً غير مبالغ فيه , فليس مغرقاً في الخيال , ويناسب الواقع والحياة المعاصرة , ويتلائم بين متطلبات الأسرة والجسد والأقارب , وبعض المناهج التي يذكرها غيره تكاد تغرق في المثالية , وترغب في قطيعة الأرحام وإهمال الأسرة القريبة.
يحذرهم من أن يكون للطالب عقل معطل عن التفكير كما يفعل شيوخ المتصوفة والرافضة , ويتكلم عن الاحترام بين العالم والمتعلم بدون أن يكون هناك تبعية روحية أو تقليد وتعظيم للذوات , تراه سهل لين يضغط بيد ناعمة على يد السائل, ليحاول إفهامه إذا تعسر عليه الفهم , يجلس على الأرض المفروشة بالسجاد , أو التراب والبسط المتواضعة , أو الأرائك الفارهة كل ذلك سيان عنده , فهو معلم من طبقة الشعب يعيش حياتهم ويتقرب لقلوبهم ولا يتكلف من أجل ذلك شيئاً.
في عدد من المجالس شاهدته يجلس على الأرض ويقترب منه السائلون , فيفسح لهم ليكونوا بجواره , وربما رفع رجله ليجلس متحفزاً ليسع المكان للسائل الذي سيجلس بجواره , فكان بعض علية القوم وكبارهم يتحدثون بصوت خافت إنه لا يعجبهم هذا التنازل للناس ويرون أنه يجب أن يكون له أبهة وهيبة زائدة , أما ابن جبرين فكان هو الرجل المتواضع حقاً بدون تكلف وبدون أن يبحث عن شخص يعظمه أو يقدره , فهو يرى نفسه خادما للناس ولطلبة العلم وليس أكثر من ذلك.
جدول دروسه اليومي أشبه بجامعة مفتوحة مجانية , يدرس الكتب الكثيرة , بدون أن يتألم أو يتوجع أو يتذمر , لا يعرف عنه أنه طرد طالباً أو شتم حاضراً , أو تململ من الحضور وانسحب , أو انقطع فترة طويلة لغير سفره للمحاضرات والدعوة خارج الرياض.
يقضي سحابة يومه بين أهله وكتبه ومسجده وطلبته , ومع ذلك يعجب المرء من عدم تخلفه عن إجابة الدعوات الخاصة والعامة , وتلبية الطلبات الخارجية للمحاضرات والندوات , وتسجيل الحلقات التلفزيونية , وتربية أولاده الذين لا يكادون يفارقونه في أغلب رحلاته وزيارته , فهم يذهبون معه بناء على رغبتهم وبطلبهم وليس إكراهاً منه لهم , فترى فيهم الحب والاحترام وحسن التربية والرغبة لمرافقة أبيهم حيثما ذهب.
*****************
شيوخ وتلميذ:
كما يحب طلابه فهو يحب مشايخه ويرى أن الوفاء أعظم من مدحهم في الوجه أو تقبيل رؤوسهم أو أيديهم , قبل عشر سنوات حضرت جنازة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله بمكة , فرأيت الجموع بمئات الألوف وبعد خروج الجنازة من المسجد الحرام توجهت للمقبرة.
وكان بن جبرين من خواص طلابه وأحبابه , ولكثرة الزحام طوّق الحرس المقبرة أثناء الدفن بمئات العسكر حتى لا تتهدم القبور , وحتى لا تسقط الجنازة , وكانت لحظة الدفن حزينة جدا ًعلى الناس , بعد فراغ أهله ومن رافقهم من الأمراء والكبراء من دفنه , كنت أشاهد المنظر من خارج المقبرة على أطم صغير جلست على حافته مثل المئات غيري.
خرج الناس وبقي شيخ نحيل الجسم , مصقول الوجه ذا لحية بيضاء نقية , أمام الألوف المؤلفة بقي هذا الشيخ لوحده وهاهو يقف على القبر , رافعاً يديه ودموعه تسيل على خديه وهو يدعوا لصاحب القبر , وذهب الناس وذهبت المواكب الرسمية , وفتحت المقبرة وبقي هو قائم يدعوا لحبيبه بدون أن يتحرك أو يتأفف من حر الشمس , لم يكن الشخص غريباً على الناس فهو ابن جبرين , كان المنظر مؤثراً مثل تأثير الجنازة نفسها , إنه صادق في حبه وصادق في وفائه وصادق في تعامله.
تراه بعد خمسين سنة على فراق مشايخه يذكرهم , ويدعوا لهم ,يعرف الناس بهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فيتكلم عن شيخه محمد بن إبراهيم وهو مفتي الديار السعودية السابق توفي (1389) ويعقد محاضرات للتعريف به وبشخصيته وصفة دروسه , كان ابن إبراهيم من أفذاذا الرجال ولذلك أثرت شخصيه على بن جبرين , فهو صاحب مناصب حساسة وثقيلة , رجل يدير عدة وزارات , ومع ذلك لم يترك التدريس والتعليم في المسجد!! , لكنه مع الناس والعامة قلباً وقالباً , يجده الفقير وطالب العلم في المسجد أو البيت بدون عناء في البحث أو أن يجد مذلة في سبيل الحصول على دقائق للجلوس معه.
يتكلم عن شيخه أبو حبيب الشثري وقد توفي سنة (1387) , فتراه يفيض عند الكلام عنه وعن مواقفه في الأمر بالمعروف والصدع بكلمة الحق , ويسجل رحلاته وأخلاقه وصفاته , أبو حبيب الشثري من كبار رجال الدولة , وله مكانة خاصة في قلب ابن جبرين , فقد عاش معه في القرية ثم أصطحبه للمدينة التي هي العاصمة الكبرى , وبسبب أبي حبيب تعرف ابن جبرين بالمفتي والمشايخ سريعاً فقد كان يصطحبه للمجالس الخاصة معهم أحياناً , فيرون فطنته وذكائه وعبقريته، ومن العجائب أنه سجل يوميات رحلته مع شيخه أبو حبيب لزيارة قرى وهجر شمال المملكة في عام (1380) , وطبعت هذه الرحلة بعد خمسين سنة , وفن الرحلات لم يكن من الفنون التي يدونها بالتفصيل علماء نجد آنذاك , وهي رحلة ماتعة يذكر فيها معاناة الصحراء , وصفة البدو والقبائل , ويذكر فيها الفوائد العلمية والنفيسة التي مرت بهم في الرحلة.
عندما يتحدث ابن جبرين عن شيوخه فإنما يتكلم عنهم من باب البر والوفاء , فما كان ليجحد فضل أحد عليه , ولا كان ليظهر نفسه بمظهر العصامي في العلم بل كان يدعوا لهم ويذكر محاسنهم , ويجدد ذكراهم للناس.
*********************
حديث الصور والمشاعر:
عندما توفي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز رحمه الله أمير منطقة مكة سنة (1428) وصلي عليه في الرياض , نقلت شعائر الصلاة عليه في القنوات الفضائية ,كان الناس عندنا في السعودية متسمرين عند الشاشات يشاهدون مراسم التشييع والصلاة عليه.
في الجامع الكبير في الرياض حضر مسئولون كُثر من الدول الإسلامية , وجميع أفراد الأسرة الملكية , وجميع الوزراء والمسئولين للصلاة على الأمير عبد المجيد رحمه الله , كان المسجد محاطاً بألوف من العسكر والجنود , وفي لحظة سريعة بدا بين أمام المشاهدين و الحضور خيال ابن جبرين يدخل من الباب الأمامي , اصطفاه وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز ليكون بجواره , فما بينهما من الحب والصفاء أكبر من أن تكدره ظنون وأراجيف الأعداء , أدى السنة وقدّم واجب العزاء في الفقيد وتكلم مع الأمير نايف ثم تحولت الكاميرا عنهم قليلاً.
ولكن ملايين المشاهدين في السعودية وغيرها تفاجئوا بتغيير مكان ابن جبرين بعد لحظات معدودة , فيكون له مكان جديد في صدر المقام , حيث أصبح بجوار الملك وكبار الأسرة المالكة , ورأى الناس ولاة الأمر يقدمونه على أبنائهم وضيوف الدولة والوزراء والأمراء , وهم فرحين بكونه معهم , فلسان حال الجميع يقول له: (يا إمام أنت أعلم من يمشي اليوم على وجه جزيرة العرب , فتعال لتدعوا لأميرنا وأخينا الراحل بالرحمة والغفران , فبمثلك من الصالحين تلتمس إجابة الدعوة).
لم يكن ابن جبرين مجهول الشكل عند الأمراء الكبار, فهم يعرفونه جيداً ويعرفهم , ولم يكونوا يحملون له إلا الحب الذي يبادلهم إياه , ولم يكن عنيفاً في تعامله أو قاسياً في خطابه , بل كان عالماً ربانياً.
ومجالس عدد من كبار الأمراء ذوي المناصب الرفيعة في السعودية يغشاها العلماء وطلبة العلم , وليس الأمراء كما يصورهم بعض الجهلة بعيدون عن العلم وأهله , ولكن الإعلام العربي والمحلي في واد والحياة الدينية في البلد في واد آخر , فغالب أخبار الإعلام وصوره عن سفلة المغنين وأراذل الناس , وأما أخبار العلم وأهله , وأخبار الدروس العلمية في المساجد وأصحابها فلا تذكر إلا للنقد والتشويه , وأما زيارة العلماء من أهل السنة لولاة الأمر فهي ليست للبهرجة والضجيج الإعلامي كما يظن الناس , بل هناك تلاحم ومودة ومحبة أكبر من زيارة رسمية ربما لا يريدها الضيف , ولذلك تعجب المصورون من هذا المنظر ومن هذا الكهل الذي لا يعرفه أكثرهم ويتغير مكانه أكثر من مرة في محبة وإجلال له , وتداولت معظم الصحف ومواقع الأخبار
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه الصور وكأنهم يشاهدون هذا الرجل لأول مرة.
بقيت هذه الصور في الإنترنت يشاهدها من يرغب في ذلك ويحمدون لولاة امرهم هذا الحب للعلماء الربانيين.
لم يكن ابن جبرين بعيداً عن الناس بل هو محبوب من كل الطبقات , يعرف الجميع أنه صادق , لا يستغل علمه لتلميع نفسه , ولا لبناء شعبية لقومه , ولا للانتصار لحزب معين ضد آخر , وإنما هو يدعوا الناس ليطيعوا ربهم , وأن يطبقوا الشريعة على أنفسهم , فهو معلم ومربي وأب للمجتمع.
عندما سقط بن جبرين مريضاً في المستشفى قبل أربعة أشهر , كان أول الزائرين له الملك , وإذا قيل الملك عبد الله بن عبد العزيز فمعنى ذلك أن هذا المريض يهم أمره الكبراء قبل العامة , وهذا الملك قريب من الناس عطوف على الشعب , وابن جبرين مريض يحمل ضمير الشعب بين جنبيه , وهو مريض يحمل هَمّ الناس أينما كان , كسر الملك قواعد ومثاليات الدول في زيارة الرسميين فقط من الشخصيات أو أصحاب المناصب العليا , وذهب مباشرة ليعود رجلاً يحب الناس ويحبونه ,أجتمعت طيبة قلب الملك خادم الحرمين مع طيبة قلب ابن جبرين , فهما في رقة الطبع وحب الناس يشيركان سوياً , جلس الملك المتواضع على مقعد صغير يرمقه ويدعوا له ويباسطه في مرضه , وبعد أن زاره أمرَ بأن تتكفل الدولة بعلاجه في أرقى مستشفيات العالم.
قبل بضع سنوات في عام (1426) وفي مدينة جدة , عندما سمع ابن جبرين أن شيخ الحجاز (سفر الحوالي) قد مزق المرض جسمه النحيل , وأنه طريح الفراش في المستشفى وفي غرف العناية الخاصة , أصرّ ابن جبرين على مقابلته والاطمئنان على حالته , وذهب بتواضع الزهاد ليعوده وينظر في حاله , فهو يعلم أنّ الحوالي رجل أمة ورجل علم , رجل لم يكن ليعيش لنفسه فقط , وهي صفات اشترك فيها العظيمان بطل الصحراء وبطل الجبال.
كان ابن جبرين يحضنه ويقبله كأب يخاف أن يفقد ولده الحبيب ,كان يمسح بيده على جسمه ليخفف مصابه ومصاب أهله , تسير أصابعه الجميلة على أطراف جسمه ووجهه وهو يدعوا له , يحاول أن يرفع من عزيمته وأن يبشره بثواب الله ورضوانه , ينظر ابن جبرين للحوالي كما ينظر لأسد سقط وخارت قواه بإرادة الله لا بإرادة الناس , يفكر في الوعي العلمي الذي نشره وأوذي بسببه , كأنه يقول في نفسه لقد أوذيت أنا وأنت , وهاجمنا الكتاب والناس , لقد حملت همّ أمتك ودينك ولكنك سقطت قبلي على السرير الأبيض.
وتناقل الناس حديث الزيارة التي صورها بعض المحبين بدون أن يكون مع ابن جبرين فريق من الإعلاميين والصحافيين , لكنها صُورٌ التقطت بعفوية مفاجأة من بعض أقارب الحوالي ممن حضر اللقاء ونشرها في الإنترنت وتداولها الناس.
لم يمض وقت طويل حتى رأينا المرض يعصف بابن جبرين نفسه , وينام على سرير المرض ترقبه عيون محبيه , وهي دامعة خاشعة لمصابه وألمه , وتصبح أخباره وسفره لألمانيا حديث الناس.
وهي سنة الله في أعلام الأمة وقادتها , يُقّطعهم المرض كما يقطع غيرهم من الناس, يتألمون ونتألم لألمهم , يحملون همّ الناس وربما حمل بعض المخلصين همومهم , يشاركون الناس أفراحهم وأحزانهم , يعملون أعمالاً عظيمة لوجه ربهم الكريم بدون أن يطلبوا من حطام الدنيا شيئاً , بذلوا أوقاتهم وأنفسهم لخدمة هذا الدين , ضحوا بأنفس ما يملكون من المال والجاه و الوقت لتكون كلمة الله هي العليا , ولن يكون مرضهم عائقاً أمام انتشار الخير والعلم بإذن الله , فأمة أنجبت من قبلهم عظماء ولازالت تنجب عظماء لن تكون عقيمة بإذن الله تعالى.
خضر بن صالح بن سند
جدة 11/ 6/1430هـ
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[07 - Jun-2009, صباحاً 12:05]ـ
اخي المدني1 جزاك الله كل خير اثرت فينا الاشجان وجددت فينا الاشواق
على شيخنا وحبينا الامام عبد الله بن جبرين حفظه الله لنا وللاسلام والمسلمين
مواقف الشيخ ابن جبرين واخباره تحتاج إلى مجلدات حتى نوفيه حقه ونبلغ صفته
ولا انسى ذلك الموقف عندما كنا في اثناء ازمة التفجيرات التي قامت بها الفئة الضالة
وفي ساعة متأخر من الليل رأينا الشيخ عبد الله بن جبرين في قناة المجد وفي بث مباشر
وهو يخاطب اولئك الشباب حدثاء الاسنان وينصحهم نصيحة الاب المشفق الرحيم
ويطلب منهم ان يكفوا عن ما يقمون به ويتوبوا إلى الله ويرجعوا إلى الحق ...(/)
إذا كان النمص هو أخذ شعر الوجه كيف يجوز للمرأة أن تأخذ شعر لحيتها؟
ـ[أبو إلياس الليبي]ــــــــ[07 - Jun-2009, صباحاً 12:37]ـ
ما هو الدليل على جوزا أخذ المرأة شعر لحيتها إن نبتت لها لحية أو شارب؟
ما هو الدليل على الجواز.
إن قال قائل أنت مطالب بالدليل.
قلت ذهب الألباني و ابن جرير الطبري إلى تحريم ذلك مستدلين أن النمص هو أخذ الشعر من مطلق الجسد فكيف يرد على هذه الشبهة؟
علما و أن كتب اللغة لم تخص النمص بشعر الحاجبين بل ذكروا شعر الوجه و الجسد.
نردو جوابا مدعما بالدليل بارك الله.
ـ[أبو إلياس الليبي]ــــــــ[07 - Jun-2009, صباحاً 01:22]ـ
للرفع
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[07 - Jun-2009, صباحاً 01:47]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=25189
ـ[أم شهد]ــــــــ[07 - Jun-2009, صباحاً 06:10]ـ
ما وظيفة اللحية عند المرأة؟؟
هل هي شيء جميل وطيب ومفيد أم أنها من الأذى؟؟
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[07 - Jun-2009, صباحاً 10:16]ـ
و قول عائشة (و الذي جمل الرجال باللحى .. ).
فاللحية مختصة بالرجل دون النساء.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[07 - Jun-2009, مساء 12:33]ـ
أخي المكرم ..
ليس سديدا أن تقول ذهب الألباني وابن جرير الطبري .. هكذا .. !
إنما يقال:ذهب أبو عبيد القاسم بن سلام وابن جرير .. أو الإمام أحمد والإمام الطبري .. وهكذا ..
أو تقول ذهب الإمام ابن جرير الطبري ومن المعاصرين:الشيخ الألباني
من باب حفظ المقامات .. والعدل في القول
أما جعل النمص الأخذ من شعر الوجه جملة .. فهو استدلال بمحل النزاع
والصواب أنه خاص بالحواجب وعليه الجماهير ..
والله أعلم(/)
العلمانية حقيقتها وخطورتها
ـ[أبو عبد الأكرم الجزائري]ــــــــ[07 - Jun-2009, صباحاً 12:49]ـ
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أما بعد:
فكلمة «العلمانية» اصطلاح لا صلة له بلفظ العلم ومشتقاته مطلقاً، وتعني العلمانية في جانبها السياسي بالذات اللادينية في الحكم، وقد راج التعبير عنها في مختلف المصنفات الإسلامية بأنّها: "فصل الدين عن الدولة" وهذا المدلول قاصر لا تتجسد فيه حقيقة العلمانية من حيث شمولها للأفراد والسلوك الذي لا ارتباط له بالدولة، لذلك يمكن التعبير عن مدلول آخر أكثر مطابقة لحقيقة العلمانية بأنّه «إقامة الحياة على غير الدين»، وبغضّ النّظر عن كون العلمانية في عقيدتها وفلسفتها التي ولدت في كنف الحضارة الغربية متأثرة بالنصرانية (1 - ممّا تنادي النصرانية: إعطاء لقيصر سلطة الدولة، ولله سلطة الكنيسة، ومنه يتجلّى مبدأ: "فصل الدين عن الدولة" وينسب ذلك إلى المسيح عيسى عليه السلام من قوله: "أعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله" وهذا ما تتفق به النصرانية مع العلمانية، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ( java******:AppendPopup(this,' pjdefOutline_1'))) أو الاشتراكية فإنّ العلمانية اللادينية مذهب دنيوي يرمي إلى عزل الدين عن التأثير في الحياة الدنيا، ويدعو إلى إقامة الحياة على أساس ماديّ في مختلف نواحيها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية والقانونية وغيرها، وعلى أرضية العلم الدنيوي المطلق، وتحت سلطان العقل والتجريب، مع مراعاة المصلحة بتطبيق مبدأ النفعية على كلّ ميادين الحياة اعتماداً على مبدأ الميكيافيلية «الغاية تبرّر الوسيلة» في الحكم والسياسة والأخلاق، بعيدًا عن أوامر الدين ونواهيه التي تبقى مرهونة في ضمير الفرد لا يتعدّى بها العلاقة الخاصة بينه وبين ربّه، ولا يرخّص له بالتّعبير عن نفسه إلاّ في الشعائر الدينية أو المراسم المتعلّقة بالأعراس والولائم والمآتم ونحوها.
هذا، ولم يصب عين الحقيقة من قسَّم العلمانية إلى ملحدة تنكر وجود الخالق أصلاً ولا تعترف بشيء من الدين كليّة، وإلى علمانية غير ملحدة وهي التي تؤمن بوجود الخالق إيمانًا نظريًّا وتنكر وجود علاقة بين الله تعالى وحياة الإنسان وتنادي بعزل الدين عن الدنيا والحياة، وتنكر شرع الله صراحة أو ضمنًا، لأنّ حقيقة العلمانية في جميع أشكالها وصورها ملحدة، ذلك لأنَّ الإلحاد هو: الميل والعدول عن دين الله وشرعه، ويعمّ ذلك كلّ ميل وحيْدة عن الدين، ويدخل في ذلك دخولاً أوليًّا الكفر بالله والشرك به في الحرم، وفعل شيء ممَّا حرّمه الله وترك شيء ممَّا أوجبه الله (2 - أضواء البيان للشنقيطي: 5/ 58،59 ( java******:AppendPopup(this,' pjdefOutline_2'))) ، وأصل الإلحاد هو ما كان فيه شرك بالله في الربوبية العامّة، وفي إنكار أسماء الله أو صفاته أو أفعاله.
إنّ دعوة العلمانية تمثّل خطرًا عظيمًا على دين الإسلام والمسلمين، وغالبية المسلمين يجهلون حقيقتها لتستّرها بأقنعة مختلفة كالوطنية والاشتراكية والقومية وغيرها كما تختفي وراء النظريات الهدَّامة كالفرويدية والداروينية التطوّرية وغيرها ويتعلّق مناصروها بأدلّة علميّة ثابتة -زعموا- وما هي إلاَّ شبه ضعيفة يردّها العقل والواقع ?كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ? [العنكبوت: 41]
وخاصّة تلك التي تظهر بمظهر المؤيّد للدين تضليلاً وتلبيسًا على عوام المسلمين، فلا تمنع الحجّ والصلاة في المساجد، وتساعد على بنائها، وتشارك في المواسم والأعياد، وتمنح الجوائز وتعطي الهدايا للأئمة وحفاظ القرآن، ولا تبدي في ذلك محاربة للدين ولا عداءًا له مع محاولة جادّة لحصر الدين في المساجد وعزله عن ميادين الحياة، فمِن مظاهر العلمنة ومجالاتها التي أبعد الدين عنها:
• السياسة والحكم وتطبيق العلمنة فيهما جليّ لا يخفى على مبصر.
• التعليم ومناهجه وتطبيق العلمنة فيه لا ينكره عاقل.
• الاقتصاد والأنظمة المالية وتطبيق العلمنة فيهما ظاهر للمعاين.
(يُتْبَعُ)
(/)
• القوانين المدنية والاجتماع والأخلاق، وتطبيق العلمنة فيها لا يدع مجالاً للريبة والشكّ، فالعلمانية تجعل القيم الروحية قيما سلبية وتفتح المجال لانتشار الإلحاد والاغتراب والإباحية والفوضى الأخلاقية، وتدعو إلى تحرير المرأة تماشيًا مع الأسلوب الغربي الذي لا يُدين العلاقات المحرّمة بين الجنسين، الأمر الذي ساعد على فتح الأبواب على مصراعيها للممارسات الدنيئة التي أفضت إلى تهديم كيان الأسرة وتشتيت شملها وبهذا النّمط والأسلوب تربِّي فيه الأجيال تربية لا دينية في مجتمع يغيب فيه الوازع الديني ويعدم فيه صوت الضمير الحيّ ويحلّ محلّها هيجان الغرائز الدنيوية كالمنفعة والطمع والتنازع على البقاء وغيرها من المطالب المادّية دون اعتبار للقيم الروحية.
تلك هي العلمانية التي انتشرت في العالم الإسلامي والعربي بتأثير الاستعمار وبحملات التنصير والتبشير وبغفلة المغرورين من بني جلدتنا رفعوا شعارها، ونفذوا مخططات واضعيها ومؤيّديها الذين لبَّسوا على العوام شبهات ودعاوى غاية في الضلال قامت عليها دعوتهم متمثّلة في:
• الطعن في القرآن الكريم والتشكيك في النبوّة.
• الزعم بجمود الشريعة وعدم تلاؤمها مع الحضارة، وأنّ أوربا لم تتقدّم حتى تركت الدين.
• دعوى قعود الإسلام عن ملاحقة الحياة التطورية، ويدعو إلى الكبت واضطهاد حرية الفكر.
• الزعم بأنّ الدين الإسلامي قد استنفذ أغراضه، ولم يبق سوى مجموعة من طقوس وشعائر روحية.
• دعوى تخلّف اللغة العربية عن مسايرة العلم والتطوّر، وعجزها عن الالتحاق بالرّكب الحضاري والتنموي، والملاحظ أنّ العربية وإن كانت هي اللغة الرسمية في البلدان العربية إلاَّ أنّها همِّشت في معظم المؤسسات الإدارية والجامعية والميادين الطبيّة في البلدان المغاربية خاصّة، وحلّت اللغة الفرنسية محلّها فأصبحت لغة تخاطب واتصال فعلية في الميدان، وتقهقرت اللغة العربية تدريجيًّا بحسب المخطّطات المدروسة لعلمهم بأنها لغة القرآن ومفتاح العلوم الشرعية.
• الزعم بأنّ الشريعة مطبقة فعلاً في السياسة والحكم وسائر الميادين، لأنّ الفقه الإسلامي يستقي أحكامه من القانون الروماني -زعموا-.
• دعوى قساوة الشريعة في العقوبات الشرعية من قصاص وقطع ورجم وجلد .. واختيار عقوبات أنسب، وذلك باقتباس الأنظمة والمناهج اللادينية من الغرب ومحاكاته فيها لكونها أكثر رحمة وأشد رأفة.
فهذه مجمل الدعاوى التي تعلق بها أهل العلمنة وتعمل على تعطيل شرع الله تعالى بمختلف وسائلها من شخصيات ومجلات وصحافة وأجهزة أخرى، وفصل دينه الحنيف عن حياة المجتمع برمته وحصره في أضيق الحدود والمجالات، وذلك تبعا للغرب في توجهاته وممارساته التي تهدف إلى نقض عرى الإسلام والتحلل من التزاماته وقيمه، ومسخ هوية المسلمين، وقطع صلتهم بدينهم، والذهاب بولائهم للدين وانتمائهم لأمتهم من خلال موالاة الغرب الحاقد.
إنّ الإسلام دين ودولة ينفي هذه الثنائية في إقامة حاجز منيع بين عالم المادة وعالم الروح نفيًا قطعيًا ويعدها ردة، كما لا يقبل لطهارته وصفائه وسلامة عقيدته وأخلاقه انتشار أمراض المجتمع الغربي من الإلحاد، ونشر الإباحية المطلقة، والفوضى الأخلاقية وسائر الرذائل والنجاسات العقدية والأخلاقية التي تعود بالهدم على عقيدة التوحيد، والتحطيم لكيان الأسرة والمجتمع.
إنّ الإسلام يأمر المسلم أن يكون كلّه لله في كلّ ميادين الحياة: أعماله وأقواله وتصرفاته ومحياه ومماته كلّها لله سبحانه وتعالى: ?قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ? [الأنعام: 162 - 163].
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.
أبو عبد المعز محمّد علي فركوس</ SPAN>(/)
هل من الممكن أن يتمثل الشيطان بالأنبياء في حلم؟
ـ[الورقات]ــــــــ[07 - Jun-2009, صباحاً 12:52]ـ
هذا بالطبع باستثناء النبي صلى الله عليه وسلم لورود الدليل في ذلك، لكن هل ينسحب هذا الدليل على سائر الأنبياء؟
من يعرف كلام لأهل العلم في هذه المسألة؟
ـ[ابو بردة]ــــــــ[07 - Jun-2009, صباحاً 09:27]ـ
قال في أسنى المطالب
وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَمْزَةَ هَلْ جَمِيعُ الْأَنْبِيَاءِ وَالرُّسُلِ لَا يَتَمَثَّلُ الشَّيْطَانُ عَلَى صُوَرِهِمْ أَوْ هَذَا خَاصٌّ بِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ فِي الْحَدِيثِ مَا يَدُلُّ عَلَى الْخُصُوصِ قَطْعًا وَلَا عَلَى الْعُمُومِ قَطْعًا وَلَا هَذِهِ الْأُمُورُ مِمَّا تُؤْخَذُ بِالْقِيَاسِ وَلَا بِالْعَقْلِ، وَمَا عُلِمَ مِنْ عُلُوِّ مَكَانَتِهِمْ عِنْدَ اللَّهِ يُشْعِرُ بِأَنَّ الْعِنَايَةَ تَعُمُّهُمْ؛ لِأَنَّهُمْ عُصِمُوا مِنْ تَعَرُّضِ الشَّيْطَانِ وَحِزْبِهِ فَأَشْعَرَ بِأَنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ بِصُوَرِهِمْ
وقال القاري في المرقاة
قوله (فإن الشيطان لا يتمثل بي)
وفي رواية لمسلم فإن الشيطان لا ينبغي له أن يتشبه بي وفي أخرى له لا ينبغي أن يتمثل في صورتي وفي رواية لغيره لا يتكونني وذلك لئلا يتدرع بالكذب على لسانه في النوم وكما استحال تصوره بصورته يقظة إذ لو وقع اشتبه الحق بالباطل، ومنه أُخذ أن جميع الأنبياء كذلك
انتهى
وذكر بعض أهل العلم أن في بعض روايات الحديث
(فإن الشيطان لا يتمثل في صورة الأنبياء)
والله أعلم
ـ[الورقات]ــــــــ[08 - Jun-2009, صباحاً 01:21]ـ
قال في أسنى المطالب
وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَمْزَةَ هَلْ جَمِيعُ الْأَنْبِيَاءِ وَالرُّسُلِ لَا يَتَمَثَّلُ الشَّيْطَانُ عَلَى صُوَرِهِمْ أَوْ هَذَا خَاصٌّ بِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ فِي الْحَدِيثِ مَا يَدُلُّ عَلَى الْخُصُوصِ قَطْعًا وَلَا عَلَى الْعُمُومِ قَطْعًا وَلَا هَذِهِ الْأُمُورُ مِمَّا تُؤْخَذُ بِالْقِيَاسِ وَلَا بِالْعَقْلِ، وَمَا عُلِمَ مِنْ عُلُوِّ مَكَانَتِهِمْ عِنْدَ اللَّهِ يُشْعِرُ بِأَنَّ الْعِنَايَةَ تَعُمُّهُمْ؛ لِأَنَّهُمْ عُصِمُوا مِنْ تَعَرُّضِ الشَّيْطَانِ وَحِزْبِهِ فَأَشْعَرَ بِأَنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ بِصُوَرِهِمْ
أحسنت .. شكر الله لك
لكن من الذي قال في " أسنى المطالب "؟ .. لا يخفاك أن هناك أكثر من كتاب موسوم بهذا الاسم فالأولى ذكر الاسم كاملاً حتى لا يحصل اللبس .. بارك الله فيك
ـ[ابو بردة]ــــــــ[08 - Jun-2009, مساء 12:46]ـ
بارك الله فيك
((أسْنى المطالبِ شرح روضِ الطالبِ)) في الفقه الشافعي
لشيخ الإسلام أبي يحيى زكريا بن محمد الأنصاري المتوفَّى سنة (925هـ) وقيل (926هـ) رحمه الله تعالى.
أما كتاب ((روض الطالب))
فهو لشرف الدينِ إسماعيل بن أبي بكر بن عبد الله اليمني المقرئ
المتوفَّى سنة (925هـ) رحمه الله تعالى اختصره من روضة الطالبين للإمام النووي
وللفائدة
معنى أسْنى أي أرفع
ـ[الورقات]ــــــــ[10 - Jun-2009, صباحاً 01:36]ـ
ماشاءالله .. شكر الله لك على هذا التوضيح
ـ[سمو الفكر]ــــــــ[10 - Jun-2009, صباحاً 09:51]ـ
والله أعلم ان الشيطان لا يتمثل بصورة وشكل وهيئة النبي صلى الله عليه وسلم
لكن ربما بأسمه والشكل يختلف عن مواصفات النبي صلى الله عليه وسلم
فربما ياتي على شكل رجل عجوز ابيض الشعر وغير ذلك مما هي مخالفه لصفة النبي محمد صلى الله عليه وسلم
وهذا الأمر أحفظه مشافه من الشيخ المحدث يحي بن عبدالعزيز اليحي حفظه الله ورعاه
والله ينفع بكم
ـ[جذيل]ــــــــ[10 - Jun-2009, مساء 10:47]ـ
ومصداقا لكلام الاخر سمو الفكر ..
البخاري رحمه الله اشار الى هذا الامر , فبعد قوله عليه الصلاة والسلام (من رآني في المنام فسوف يراني فإن الشيطان لا يتمثل بي) قال ابو عبدالله - يعني البخاري نفسه - قال ابن سيرين إذا رآه على صورته.
ثم نقل ابن حجر أثر ابن سيرين اذا قص عليه من رآى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: صف لي الذي رأيته , فإن وصف له صفة لا يعرفها قال: لم تره .. قال ابن حجر وسنده صحيح.
وانظر للتوسع في هذا الامر كتاب الرؤى عند اهل السنة والجماعة والمخالفين. رسالة ماجستير ص 356
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الورقات]ــــــــ[24 - Jun-2009, مساء 11:52]ـ
سمو الفكر
جذيل
شكر الله لكما
وانظر للتوسع في هذا الامر كتاب الرؤى عند اهل السنة والجماعة والمخالفين. رسالة ماجستير ص 356
لمن الرسالة وفقك الله؟
ـ[الورقات]ــــــــ[25 - Jun-2009, صباحاً 12:04]ـ
مرة من المرات حدثنا الشيخ الكريم فلاح بن اسماعيل مندكار حفظه الله حديثاً طويلاً عن الرؤى وأصحابها، وحذراً تحذيراً ممن لهم تعلق شديد بالرؤى وقال أن هذا يسبب فتنة للإنسان، وأذكر أنها كانت محاضرة مؤثرة بالنسبة لي (في الكلية)،
وذكر لنا قصة عن أحد الطالبات لا أذكر الآن ما قصتها بالضبط لكن كأنها كانت ترى الأشياء في المنام قبل وقوعها وتكرر هذا كثيراً، وتذكر أيضاً أنها رأت الرسول صلى الله عليه وسلم، وصاحباتها فيما أذكر هم الذين جاؤوا للشيخ وأخبروه خبرها (كأنه كان قد انتشر بين الطالبات أو شيء من هذا) ثم لما كلمها الشيخ وقال لها ماذا رأيتي قالت كنت قد توضأت قبل النوم وأضطجعت على شقي الأيمان، وذكرت سنن النوم (يعني أنها فعلت أموراً تكون بها حرية أن ترى رؤيا) قالت ثم رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم فتح باب داري ودخل ثم صافحني وكأن الشيخ سألها فقالت أنه كان على هيئته صلى الله عليه وسلم وأذكر الشيخ يضحك وهو يخبرنا القصة قال يا بنتي انت ما رأيتي الرسول، الرسول ما يدخل على النساء دورهم ولا يصافح النساء!
وأذكر أني استغربت من هذا وقلت في نفسي أن هذا حلم فقط مهو حقيقة! وسأل الشيخ في المحاضرة حتى في الحلم؟ فقال نعم، ومما فهمته منه حفظه الله أن هذه قاعده أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يفعل شيئ مخالفاً حتى في المنام، وهذه فائدة.
وهذا الكلام والقصه كتبته من حفظي وبإسلوبي ولا أذكر تفاصيل القصة ولا تفاصيل كلام الشيخ، لأن الذي كتبته هو فيما أذكر،وأنا إلى اليوم أريد أن أتحقق من الشيخ في هذه المسألة واسأله مرةً أخرى عنها، لكن التسويف هذا مشكلة.
وفقنا الله وإياكم
ـ[محمّد الأمين]ــــــــ[26 - Jun-2009, مساء 05:37]ـ
ومما فهمته منه حفظه الله أن هذه قاعده أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يفعل شيئ مخالفاً حتى في المنام، وهذه فائدة.
لا دليل على هذا
ـ[الورقات]ــــــــ[13 - Jul-2009, صباحاً 12:23]ـ
وهل ترى أخي الكريم محمد أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يُنزه عن فعل الأمور المحرمة في النوم أيضاً؟
يعني مثل هذا الكلام له وجه، لكني في الحقيقة ما أعلم دليله ولا يعني هذا عدم وجوده،
وإن شاءالله أتحقق من الشيخ في هذه المسألة .. فإن كان ما فهمته هو مراده سألته عن الدليل.
وفقك الله
ـ[أبو عبد الأكرم الجزائري]ــــــــ[13 - Jul-2009, صباحاً 12:38]ـ
اخواتي الكرام لا يخفى عليكم ان هذه المسألة من الامور العقائدية ولا يمكن اثبات شيئ الا بدليل صحيح وهذا الامر يتعلق بالايمان بالرسول فعلينا بدليل اما من القرءان او السنة(/)
فوائد عديدة لـ: غض البصر
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[07 - Jun-2009, صباحاً 01:43]ـ
قال الامام ابن القيم رحمه الله
وفي غض البصر عدة فوائد
أحدها تخليص القلب من ألم الحسرة فإن من أطلق نظره دامت حسرته فأضر شيء على القلب إرسال البصر فإنه يريه ما يشتد طلبه ولا صبر له عنه ولا وصول له إليه وذلك غاية ألمه وعذاب
الفائدة الثانية أنه يورث القلب نورا وإشراقا يظهر في العين وفي الوجه وفي الجوارح كما أن إطلاق البصر يورثه ظلمة تظهر في وجهه وجوارحه ولهذا والله أعلم ذكر الله سبحانه آية النور في قوله تعالى الله نور السموات والأرض عقيب قوله قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم وجاء الحديث مطابقا لهذا حتى كأنه مشتق منه وهو قوله النظرة سهم مسموم من سهام إبليس فمن غض بصره عن محاسن امرأة أورث الله قلبه نورا الحديث
الفائدة الثالثة أنه يورث صحةالفراسة فإنها من النور وثمراته وإذا استنار القلب صحت الفراسة لأنه يصير بمنزلةالمرآة المجلوة تظهر فيها المعلومات كما هي والنظر بمنزلة التنفس فيها فإذا أطلق العبد نظرة تنفست نفسه الصعداء في مرآة قلبه فطمست نورها كما قيل
مرآة قلبك لا تريك صلاحه % والنفس فيها دائما تتنفس
وقال شجاع الكرماني من عمر ظاهره باتباع السنة وباطنه بدوام المراقبة وغض بصره عن المحارم وكف نفسه عن الشهوات وأكل من الحلال لم تخطىء فراسته وكان شجاع لا تخطىء له فراسة والله سبحانه وتعالى يجزى العبد على عمله بما هو من جنسه فمن غض بصره عن المحارم عوضه الله سبحانه وتعالى إطلاق نور بصيرته فلما حبس بصره لله أطلق الله نور بصيرته ومن أطلق بصره في المحارم حبس الله عنه بصيرته
الفائدة الرابعة أنه يفتح له طرق العلم وأبوابه ويسهل عليه أسبابه وذلك بسبب نور القلب فإنه إذا استنار ظهرت فيه حقائق المعلومات وانكشفت له بسرعة ونفذ من بعضها إلى بعض ومن أرسل بصره تكدر عليه قلبه وأظلم وانسد عليه باب العلم وطرقه
الفائدة الخامسة أنه يورث قوة القلب وثباته وشجاعته فيجعل له سلطان البصير مع سلطان الحجة وفي الأثر إن الذي يخالف هواه يفرق الشيطان من ظله ولهذا يوجد في المتبع لهواه من ذل القلب وضعفه ومهانة النفس وحقارتها ما جعله الله لمن آثر هواه على رضاه قال الحسن إنهم وإن هملجت بهم البغال طقطقت بهم البراذين إن ذل المعصية لفي قلوبهم أبى الله إلا أن يذل من عصاه
الفائدة السادسة أنه يورث القلب سرورا وفرحة وانشراحا أعظم من اللذة والسرور الحاصل بالنظر وذلك لقهره عدوه بمخالفته ومخالفة نفسه وهواه
وأيضا فإنه لما كف لذته وحبس شهوته لله وفيها مسرة نفسه الأمارة بالسوء أعاضه الله سبحانه مسرة ولذة أكمل منها كما قال بعضهم والله للذة العفة أعظم من لذة الذنب ولا ريب أن النفس إذا خالفت هواها أعقبها ذلك فرحا وسرورا ولذة أكمل من لذة موافقة الهوى بما لا نسبة بينهما وهاهنا يمتاز العقل من الهوى
الفائدة السابعة أنه يخلص القلب من أسر الشهوة فإن الأسير هو أسير شهوته وهواه فهو كما قيل
طليق برأي العين وهو أسير
ومتى أسرت الشهوة والهوى القلب تمكن منه عدوه وسامه سوء العذاب وصار
كعصفورة في كف طفل يسومها % حياض الردى والطفل يلهو و يلعب
الفائدة الثامنة أنه يسد عنه بابا من أبواب جهنم فإن النظر باب الشهوة الحاملة على مواقعة الفعل وتحريم الرب تعالى وشرعه حجاب مانع من الوصول فمتى هتك الحجاب ضري على المحظور ولم تقف نفسه منه عند غاية فإن النفس في هذا الباب لا تقتع بغاية تقف عندها وذلك أن لذتها في الشيء الجديد فصاحب الطارف لا يقتعه التليد وإن كان أحسن منه منظرا وأطيب مخبرا فغض البصر يسد عنه هذا الباب الذي عجزت الملوك عن استيفاء أغراضهم فيه
الفائدةالتاسعة أنه يقوي عقله ويزيده ويثبته فإن إطلاق البصر وإرساله يحصل إلا من خفة العقل وطيشه وعدم ملاحظته للعواقب فإن خاصة العقل ملاحظة العواقب ومرسل النظر لو علم ما تجني عواقب نظره عليه لما أطلق بصره قال الشاعر </ span>
بو أعقل الناس من لم يرتكب سببا % حتى يفكر ما تجني عواقبه
أعقل الناس من لم يرتكب سببا % حتى يفكر ما تجني عواقبه
الفائدة العاشرة أنه يخلص القلب من سكر الشهوة ورقدة الغفلة فإن إطلاق البصر يوجب استحكام الغفلة عن الله والدار الآخرة ويوقع في سكرة العشق كما قال الله تعالى عن عشاق الصور لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون
وفوائد غض البصر وآفات إرساله أضعاف أضعاف ما ذكرنا وإنما نبهتا عليه تنبيها ولا سيما النظر إلى من لم يجعل الله سبيلا إلى قضاء الوطر منه شرعا كالمردان الحسان فإن إطلاق النظر إليهم السم الناقع والداء العضال وقد روى الحافظ محمد بن ناصر من حديث الشعبي مرسلا قال قدم وفد عبدالقيس على النبي وفيهم غلام أمرد ظاهر الوضاءة فأجلسه النبي وراء ظهره
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[07 - Jun-2009, مساء 10:43]ـ
شكرا لك بارك الله فيك
ووفقني وأياك الى رضاه وتقاه وغناه وهداه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[07 - Jun-2009, مساء 11:54]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[08 - Jun-2009, صباحاً 10:21]ـ
ويوقع في سكرة العشق
فائدة: قد يعشق الإنسان بالسماع قبل النظر. ألم يقل بشار بن برد:
ياقوم أذني لبعض الحي عاشقة ٌ ... والأذن تعشق قبل العين أحيانًا.
ـ[الحافظة]ــــــــ[10 - Jun-2009, صباحاً 12:12]ـ
... بارك الله فيكم ورفع قدركم وزادكم من فضله ...
وإني
لأعجب ممن أطلق بصره كيف غفل عن هذه الأية:
قال تعالى: "يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور"
.. أسأل الله أن يقينا الفتن ماظهر منها ومابطن وأن يحفظ أبصارنا ويثبت قلوبنا على طاعته ويختم لنا بما يرضيه عنا ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[10 - Jun-2009, صباحاً 05:17]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
لماذا ندرج الصحابة في صيغة الصلاة على النبي وآله؟؟
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[07 - Jun-2009, صباحاً 09:49]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله
سمعت من البعض أن إدراج الصحابة في صيغ الصلاة على النبي من البدع وليس له دليل، فتدبرت الأمر فلم أجد دليلاً، فهل أجد عند أحد من الاخوة دليلاً؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[07 - Jun-2009, مساء 01:22]ـ
كلمة الآل في صيغة الصلاة على النبي .. يدخل فيها الصحابة .. وجميع من اتبع نبي الله صلى الله عليه وسلم بإحسان
هذا هو الصحيح المستقيم مع قواعد الشرع ...
ولكن في خرج الصلاة .. استحب العلماء ذكر الصحابة تنويها على فضلهم ودخولهم .. من باب التميز عن الرافضة قبحهم الله ..
وحيث إن الصلاة تجوز على غير النبي مالم تكن شعاراً لازما .. جاز أن يفرد الصحابة بالذكر تبعاً لا استقلالاً ..
قال تعالى "وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم" .. وحديث "أجعل صلاتي كلها لك" .. يدل على هذا الجواز
والله أعلم
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[07 - Jun-2009, مساء 03:08]ـ
الأخ الكريم / أبو القاسم
حفظك الله وشكر لك
إن كانت كلمة الآل تشمل الأصحاب لأن معناها الأتباع - فلا ضرورة لذكرهم مع الآل لا خارج الصلاة ولا داخلها.
وإن كانت الآل تعني الأهل فقط، فكيف ندرج الأصحاب لمجرد التميز عن الرافضة؟
ألا يعد هذا ابتداعاً في الدين؟
فنحن نتهمهم بذلك حين يخصصون الآل بالسلام أو الصلاة على وجه الانفراد؟
ثم أين نجد هذا الاستحباب الذي أقره الفقهاء؟
وما وجه الدلالة في قول الله تعالى " وصل عليهم " والتي معناها أُدع لهم أو سل الله ان يَصِلَهم؟
ثم هو أمر للنبي صلى الله عليه وسلم يفتقر الى دلالة العموم،
ثم إنه عام في المؤمنين جميعا لم يخصص بالأصحاب؟
أرجو التفضل بالرد على كل فقرة - جزاك الله خيرا
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[07 - Jun-2009, مساء 05:41]ـ
أخي الحبيب غفر الله لك .. من قال هذا؟
لإفرادها بالذكر سببان مشروعان وذلك خارج الصلاة .. فقط:-
1 - مخالفة الرافضة .. وهو مقصد شرعي معتبر
2 - الاهتمام والعناية .. لأنه ليس كل أحد يفهم من الآل شمولها للأتباع على الحق
كما أن بعضهم يخالف في ذلك أصلا فاحتيج لإفرادها من باب الاهتمام فيكون من عطف الخاص على العام
أو تكون الآل حين عطف الصحب عليها مخصوصة بالقرابة ..
ولا يعد ذلك ابتداعا لأن صيغة الصلاة .. عبارة عن دعاء .. وقد تقدم جواز أن تصلي على مسلم
فتقول اللهم صل وسلم على أبي بكر الصديق ..
وهذا يفارق قولهم:عليه السلام .. في حق علي رضي الله عنه لأنها صارت شعاراً يرفعه لمقام النبيين .. ولا موجب لهذا التخصيص شرعا .. بل استحقاق فاطمة لأن يقال رديف اسمها "عليها السلام" أولى -والله أعلم-من استحقاق علي من باب كونها بضعة نبوية .. ومع هذا نقول في الجميع رضي الله عنهم ..
أما قولنا وصحبه .. فهو على التبعية .. لا على وجه الاستقلال .. فانتفى أن تكون شعارا
وهذا من جملة الآدعية المشروعة التي لا يقال عنها بدعة .. وذلك كقولك: اللهم صل على محمد وآله ومن اتبعه بإحسان إلى يوم الدين .. وثم إجماع عملي على هذا من عامة أهل العلم .. لأنه مجرد دعاء لا ذكر مخصوص
أما دعوى التخصيص في قوله "وصل عليهم " فبحاجة لدليل .. لأن الأصل أن ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم يكون مشروعا للجميع حتى يرد ما يدل على الخصوصية .. فكونه وجهه سبحانه وتعالى إلى الصلاة على بعض أصحابه وفي الحديث"اللهم صل على آل أبي أوفى" .. علم من ذلك الجواز ..
والحديث الذي أنسيت التعقيب عليه بارك الله فيك في الرجل الذي قال له النبي:إذن تكفى همك ويغفر ذنبك ..
قال له ذلك عقب قوله:إذن أجعل لك صلاتي كلها .. ومعنى قوله ذلك:جواز الصلاة على غيره ..
والله الموفق
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[07 - Jun-2009, مساء 07:16]ـ
ألا يكفي أن الامة كلها كابر عن كابر
مجمعة على ذلك
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[07 - Jun-2009, مساء 07:50]ـ
بارك الله فيك.
كيف لا تكون بدعة؟
وهي عبادة ما فعلها النبي - صلى الله عليه و سلم -، و قد قمنا نحن بالتزامها في جميع الأحوال و الأوقات .. ولم ترد عن الرسول - صلى الله عليه و سلم - ..
أم أن هذه البدعة تجوز لأن الرافضة لا تقوم بها، و بالتالي حتى نتميز نحن عن الرافضة .. نفعلها!
و على فرض أن الرافضة لا يحتفلون بالمولد النبوي .. هل تُجوِّز لنا أن نحتفل به مخالفةً لهم - و هو مقصد شرعي معتبر! -.
و إن قلت أن الصلاة على الصحب لها سبب آخر، و هو التنبيه على فضلهم، سيُردُّ عليك بأن هذا ليس مسوغا لإدخال زيادة لم ترد عن النبي - صلى الله عليه و سلم - في عبادة من العبادات، و إلا فإن من يحتفل بالمولد أيضا سيقول لك إن مقصده هو تنبيه الغافلين و إعلامهم بسيرة سيد المرسلين - صلى الله عليه و سلم - ..
فإن قلتَ لهم: ذكِّرهم بها في أيِّ يوم، لكن لا تلتزم يوما معينا .. فسيقول لك و أنت كذلك ذكِّر الناس بفضل الصحابة في كل وقت و لكن لا تزد لفظ الصحابة عند الصلاة على الرسول - صلى الله عليه و سلم -!
أقول هذا، و أنا معارض لطريقة الاستدلال لا للرأي نفسه فتنبهوا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[07 - Jun-2009, مساء 07:52]ـ
لو فهمت الكلام لما اعترضت بهذا ..
والله المستعان
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[07 - Jun-2009, مساء 08:01]ـ
طبعا الإشكالات التي أوردتها أخي الكريم على طريقة الاستدلال مردودة ..
وبعض الرد عليها في ثنايا ردي نفسه .. وإذا أحياني الله تعالى سأبين ذلك
وقد بينت الأمر بالإجماع .. وبأن هذا ليس ذكراً مخصوصا .. بل دعاء ..
فإذا اجتمع إلى ذلك قصد مخالفة المشركين كان مشروعا ..
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[07 - Jun-2009, مساء 08:15]ـ
أبو القاسم:
جزاك الله خيرًا، و معذرةً على عدم اقتناعي بما أوردتَ.
أما قولُك: " وقد بينت الأمر بالإجماع ":
فهل تظن أنني أقول إن إدراج الصحابة عند الصلاة على النبي - صلى الله عليه و سلم - بدعة؟ أعوذ بالله من مثل هذا القول.
و في انتظار مزيد بيان، و السلام عليكم.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[10 - Jun-2009, مساء 09:16]ـ
أما وقد أبى الأكثرون إلا الاقرار بضرورة الحاق الأصحاب مع الآل في الصلاة على خير ولد آدم - وأن ذلك ليس ببدعة بالرغم من عدم اشتهاره -فيما أعلم - في القرون الأولى، ففي أي زمن أو عصر ظهر هذا الالحاق، ومن من العلماء تحدث في هذا الأمر، ومن أقدم من تحدث بذلك؟
أو باختصار نقول، الله عز وجل شرع الصلاة على رسوله، والنبي شرع الصلاة على نفسه وآله، فمن شرع الصلاة على اصحابه؟؟؟
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[12 - Jun-2009, صباحاً 11:52]ـ
للرفع
ـ[حنفى شعبان]ــــــــ[14 - Jun-2009, مساء 10:52]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لقد قرأت مأورده الاخوة الاكارم من ردود فأردت أن أدلى بدلوى حتى ولو كان صغيرا ألفت انتباهكم الى حديث رواه الامام مسلم من حديث ابى موسى الاشعرى مرفوعا (وأصحابى أمنة لامتى فأذا ذهب أصحابى أتى أمتى ما توعد) فالمقصود والعلم عند الله ذهاب أعيانهم وذهاب ذكرهم ولاجل الثانية نذكرهم دائما ألا ترى أنه فى البلاد التى ذهب فيها ذكرهم حدثت فيها الفتن كالعراق وايران ولبنان وغيرها فذكرهم أمنة للبلاد والعباد
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[24 - Jun-2009, مساء 10:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لقد قرأت مأورده الاخوة الاكارم من ردود فأردت أن أدلى بدلوى حتى ولو كان صغيرا ألفت انتباهكم الى حديث رواه الامام مسلم من حديث ابى موسى الاشعرى مرفوعا (وأصحابى أمنة لامتى فأذا ذهب أصحابى أتى أمتى ما توعد) فالمقصود والعلم عند الله ذهاب أعيانهم وذهاب ذكرهم ولاجل الثانية نذكرهم دائما ألا ترى أنه فى البلاد التى ذهب فيها ذكرهم حدثت فيها الفتن كالعراق وايران ولبنان وغيرها فذكرهم أمنة للبلاد والعباد
وكيف الحال بالنسبة لأفغانستان، وباكستان، والبوسنة، وكشمير، والشيشان والتي لم يذهب منها ذكر الصحابة، ثم أصلاً كيف أتيت بهذا المعنى " ذهاب ذكرهم " من الحديث؟
ثم لو سلمنا جدلاً بذلك -" ضرورة الابقاء على ذكرهم " - فهل ذلك موجبُ لإدخالهم في الصلاة على النبي وآله؟
ـ[عبدالله ابو محمد]ــــــــ[25 - Jun-2009, صباحاً 11:13]ـ
جزاكم الله خيراً ..
الأخ / شريف شلبي حفظه الله
رداً على سؤالك ........ فمن شرع الصلاة على اصحابه؟؟؟
جاء في صحيح مسلم (باب الدعاء لمن أتى بصدقة)
حدثنا يحيى بن يحيى ( http://islamweb.org/newlibrary/showalam.php?ids=17342) وأبو بكر بن أبي شيبة ( http://islamweb.org/newlibrary/showalam.php?ids=12508) وعمرو الناقد ( http://islamweb.org/newlibrary/showalam.php?ids=16696) وإسحق بن إبراهيم ( http://islamweb.org/newlibrary/showalam.php?ids=12418) قال يحيى ( http://islamweb.org/newlibrary/showalam.php?ids=17342) أخبرنا وكيع ( http://islamweb.org/newlibrary/showalam.php?ids=17277) عن شعبة ( http://islamweb.org/newlibrary/showalam.php?ids=16102) عن عمرو بن مرة ( http://islamweb.org/newlibrary/showalam.php?ids=16718) قال سمعت عبد الله بن أبي أوفى ( http://islamweb.org/newlibrary/showalam.php?ids=51) ح وحدثنا عبيد الله بن معاذ ( http://islamweb.org/newlibrary/showalam.php?ids=16526) واللفظ له حدثنا أبي ( http://islamweb.org/newlibrary/showalam.php?ids=17104) عن شعبة ( http://islamweb.org/newlibrary/showalam.php?ids=16102) عن عمرو وهو ابن مرة ( http://islamweb.org/newlibrary/showalam.php?ids=16718) حدثنا عبد الله بن أبي أوفى ( http://islamweb.org/newlibrary/showalam.php?ids=51) قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه قوم بصدقتهم قال اللهم صل عليهم فأتاه أبي أبو أوفى بصدقته فقال اللهم صل على آل أبي أوفى ( http://islamweb.org/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=53&ID=3035#docu) ح وحدثناه ابن نمير ( http://islamweb.org/newlibrary/showalam.php?ids=13608) حدثنا عبد الله بن إدريس ( http://islamweb.org/newlibrary/showalam.php?ids=16410) عن شعبة ( http://islamweb.org/newlibrary/showalam.php?ids=16102) بهذا الإسناد غير أنه قال صل عليهم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفرج المنصوري]ــــــــ[25 - Jun-2009, صباحاً 11:29]ـ
الإشكال في التخصيص والإلحاق بالصلاة على النبي وآله، وليس في الدعاء بصيغة (اللهم صلِّ على فلان)، فهذا ثابت كما تفضلتم، ولا أحد يمنع أن نقول: اللهم صلِّ على أبي بكر وعمر، ولكن أن نلحقها بالصلاة على النبي بدون مستند شرعي فهنا الإشكال؛ لأن الصلاة على النبي عبادة ـ والعبادة توقيفية، والصحابة كانوا يأتون إلى النبي _صلى الله عليه وسلم_ ويقولون كيف الصلاة عليك، فيخبرهم بنص فلا يجوز الازدياد عليه، كما لا يجوز النقص منه.
والله أعلم
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[25 - Jun-2009, مساء 01:31]ـ
بارك الله فيك أخي أبا الفرج - فهذا ما أردت قوله ولا أجد حتى الآن رداً عليه.
ـ[صارم الجزيرة]ــــــــ[25 - Jun-2009, مساء 02:15]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم:
أما قول بعض الأخوة هداهم الله بأن هذه بدعة فالأمر على خلافه، إذ البدعة في اللغة:ما أحدث في الدين على غير مثال سابق، وفي الشرع كما عرفها الإمام الشاطبي عليه رحمة الله:طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها مايقصد بالطريقة الشرعية.
والصلاة على النبي وآله وأصحابه ليس من البدع في الدين لما سبق ذكره من الأخوةالفضلاء آنفا من أنه تكريم وتشريف لصحابة رسول الله وأنهم خير الخلق بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وأيضا لما ذكر من مخالفة الرافضة الاثناعشرية وغيرهم.
ومما لم يذكره الأخوة أن نفهم ما معني الصلاة والسلام على الرسول وآله وأهل بيته فعندها ينجلي الأمر ويتضح:
فالصلاة من الله على نبيه مغفرة ورفع درجات وثناء على عبده في الملأ الأعلى كما ذكره البخاري (إن الله وملائكته يصلون على النبي).
والصلاة من الملائكة دعاء واستغفار.
ومن العبد للعبد: دعاء له وثناء عليه وذكراً لفضائله.
وعندها يتين أنه لاحرج ولا منافاة في إلحاق الصحابة بالصلاة والسلام عليهم على وجه التبع لا على وجه الاستقلال.
ولعلي أورد إليكم أيها الأخوة الكرماء هذا النقل للشيخ صالح آل الشيخ في شرحه للطحاوية:
- فالصلاة من الله - عز وجل - على عبده، على الأنبياء والمرسلين وعلى المؤمنين {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ} [الأحزاب:43]، تكون الصلاة من الله - عز وجل - بمعنى الثناء؛ يعني يُثني على نبيه في الملإ الأعلى.
(اللهم صلِّ على محمد) يعني اللهم أثْنِ على محمد في الملإ الأعلى بما هو أهله صلى الله عليه وسلم.
- والصلاة من الملائكة على المؤمنين هو الدعاء لهم والاستغفار {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ} يعني الملائكة تدعو لابن آدم: اللهم اغفر له اللهم ارحمه، تستغفر له كما قال - عز وجل - {وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا} [غافر:7].
- والصلاة من العبد للعبد: اللهم صلِّ على فلان؛ يعني اللهم أثني على فلان، صليتُ عليك أو لك؛ يعني دعوت لك، لهذا قال - عز وجل - {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ} [التوبة:103].
إذا تبين ذلك، فالصلاة من الله - عز وجل - مُخْتَصَّة بالأنبياء والمرسلين.
يعني لا يقال على وجه الانفراد (اللهم صلَّ على فلان) إلا أن يكون نبياً أو رسولاً.
أما غيرهم فلا يُصَلَّى عليه على وجه الانفراد، وقد يُصَلَّى عليه على وجه التَّبَع (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد)، (اللهم صل على محمد وآله وصحبه)، (صلى الله عليه وآله وصحبه)، هذا يجوز من جهة التّبع، أما من جهة الاستقلال فلا يقال: (صلى الله على آل محمد،) فقط، (صلى الله على الصحابة) فقط.
وقد يجوز على المفرد إذا لم يكن شعاراً، مَرَّة مرتين تارةً تارتين ونحو ذلك، ولا يكون شعاراً، كما قال صلى الله عليه وسلم لما جاءه ابن أبي أوفى بالصدقة قال «اللهم صل على آل أبي أوفى» (2)، هذا دعاء لهم، هذا يكون على وجه الانفراد، ولا يكون شعاراً.
فإذاً لا يكون شعاراً أَنَّا نُصَلِي على عَلِيٍّ رضي الله عنه، كلما ذكر علي رضي الله عنه قلنا عليه السلام، أو بعض الآل نقول عليهم الصلاة والسلام أو نحو ذلك، فهذا مخالف للهدي هدي الصحابة رضوان الله عليهم.
تجوز الصلاة على المفرد بشرطين -ذكرتهما لك-:
1 - الشرط الأول: ألا تكون دائماً، بمعنى أن تكون أحياناً.
2 - الشرط الثاني: أن لا تكون شعاراً على شخص أو على مجموعة؛ مثل الأئمة (صلى الله على الأئمة)، هذه كلها من شعارات أهل البدع.
أسال الله تعالى أن ينفعنا بما علنا وأن يجعلنا مباركين أينما كنا والله يحفظكم أخواني.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[26 - Jun-2009, مساء 05:32]ـ
لا أزال انتظر دليلاً على جواز الالحاق
ولي سؤال للذين يجوزون
هل يجوز زيادة الصلاة على الصحب الكرام في الصلاة على النبي وآله بعد تشهد الصلاة؟
الاجابة في - الغالب - لا يجوز
السؤال ... لماذا؟
وما الفارق بين الأمر داخل الصلاة وخارجها، إذا سلمنا أن الصلاة على النبي وآله عبادة سواءً فُعلت داخل الصلاة أوخارجها - فلا ينبغي الابتداع بالزيادة والنقصان فيها؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حمد]ــــــــ[26 - Jun-2009, مساء 06:09]ـ
إن أحببت أن لا تدرج الصحابة فلا تفعل.
لكن لا تنكر على من يفعل ذلك؛ لأنه من جنس الدعاء.
إلا إن اعتقد أنّ إدراجهم أفضل من عدمه.
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[08 - Jul-2009, مساء 01:25]ـ
صارم الجزيرة ( http://majles.alukah.net/member.php?u=37174) :
إذًا نستفيد من كلامك أن الاحتفال بالمولد النبوي ليس بدعة.
فقراءة سيرة النبي - صلى الله عليه و سلم - ليس ببدعة، بل أمر مرغوب!
و كذلك من قال صدق الله العظيم بعد الانتهاء من قراءة القرآن .. فليس فعله بدعة!
إذ له أصل، فالله يقول: " قل صدق الله ".
أخي الكريم:
الصلاة على النبي - صلى الله عليه و سلم - عبادة.
و أنتم زدتم فيها بما لم يرد شرعا! ثم تقولون أن له أصلا و هو فضل الصحابة و إلخ!
و لذلك يستطيع المحتفلون بالمولد النبوي أن يردوا عليك بأن قراءة سيرة النبي - صلى الله عليه و سلم - لها أصل!
ذكرتني بمن قال أن زيادة عثمان لأذان صلاة الجمعة لها أصل! فكان الأصل: أذان الفجر الثاني.
تعريف البدعة ............... يا ليتنا نتوصل لتعريف صحيح!
حينها سنحل
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[08 - Jul-2009, مساء 01:46]ـ
لو فهمت الكلام لما اعترضت بهذا ..
والله المستعان
بوركتم
ـ[محب الشيخين]ــــــــ[09 - Jul-2009, مساء 01:45]ـ
الحمد لله رب العالمين أما بعد:
أقول مستغفرآ ربي ومستعينآ به:
أما من قال أنه لا تجوز إضافة الصلاة على صحابة رسول الله لأنها عبادة توقيفية ولا يجوز الزيادة فيها.
يرد عليه:
أنها في موضعها في الصلاة نعم عبادة توقيفية ولا يجوز ذكر الصحابة مع الآل في الصلاة وهذا لا خلاف فيه ولا نزاع.
وأما في غير الصلاة فهي تذكر تبعآ وهذا لا شيء فيه. إذ أنه يدخل في عموم جنس الدعاء
فلا ينكر على من قالها تبعآ ولا من لم يقلها "
أيضآ لم يسمع أحد ينكر على الناس عدم ذكرها ويأمرهم بذكرها حتى يكون هناك تخصيص فيه فافهم بارك الله فيك "
أيضآ ينبغي أن يفرق بين ما هو عبادة داخل عبادة مخصوصة بشيء مخصوص، وبين مطلق الذكر والدعاء "
فيرد على من يقول أنه لا يجوز أن تدخلها في خارج الصلاة تبعآ مع النبي والآل، أنه في الدعاء يجوز أن تخلط بعض الأدعية مع بعضها وتزيد بلا تعدي في خارج الصلاة بل في داخلها كما في بعض النوافل وتزيد في ذلك وتنقص "
وأما ادعاء أنها بدعة فهذا قول بعيد كما وضحنا لأسباب أختصرها فيما يلي:
_ أنه هناك فرق بين ما يكون داخل العبادة المخصصة وخارجها.
_ أنها تدخل في عموم جنس الدعاء.
_ أيضآ لم يلزم أحد ممن يقول هذا الدعاء أحد بأن يذكر الصحابة تبعآ، بل من اكتفى بالنبي صلى الله عليه وسلم والآل فهو محسن "
_ أن في الدعاء المطلق لا ينكر على من زاد بشيء من الدعاء وركبه على بعضه وهذا أمر معلوم معروف خاصة إذا كان يستند إلى دليل أخذه بعمومه "
_ أيضآ بعض الإخوة لم يرعو انتباهمم لمسألة مخالفة الرافضة الطاعنين وهذا فقه.
أخيرآ نقول للمانع هات دليلك عل المنع إذ نحن فعلنا موافق لعامة النصوص ومطلق الدعاء والحمد لله رب العالمين "
وأما قول أحد الأحبة لا اعلم اجماعآ فهذا شيء عجيب وإليك أخي الغالي ما تريد:
وقال ابن كثير رحمه الله بعد ذكر الخلاف ملخصا هذا الخلاف: " وأما الصلاة على غير الأنبياء، فإن كانت على سبيل التبعية كما تقدم في الحديث: (اللهم، صل على محمد وآله وأزواجه وذريته)، فهذا جائز بالإجماع، وإنما وقع النزاع فيما إذا أفرد غير الأنبياء بالصلاة عليهم.
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " والصلاة على غير الأنبياء تبعاً جائزة بالنص والإجماع لكن الصلاة على غير الأنبياء استقلالاً لا تبعاً هذه موضع خلاف بين أهل العلم هل تجوز أو لا؟ فالصحيح جوازها، أن يقال لشخص مؤمن صلى الله عليه وقد قال الله تبارك وتعالى للنبي صلى الله عليه وسلم: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عليهم) فكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي على من أتى إليه بزكاته وقال: (اللهم صلى على آل أبي أوفى) حينما جاؤوا إليه بصدقاتهم، إلا إذا اتخذت شعاراً لشخص معين كلما ذكر قيل: صلى الله عليه، فهذا لا يجوز لغير الأنبياء، مثل لو كنا كلما ذكرنا أبا بكر قلنا: صلى الله عليه، أو كلما ذكرنا عمر قلنا: صلى الله عليه، أو كلما ذكرنا عثمان قلنا: صلى الله عليه، أو كلما ذكرنا علياً قلنا: صلى الله عليه، فهذا لا يجوز أن نتخذ شعاراً لشخص معين " انتهى من "فتاوى نور على الدرب".
وقال الشيخ محمد المنجد حفظه الله:
والحاصل أنه لا حرج في الصلاة أو السلام على الصحابي منفردا أحيانا، بأن يقال: أبو بكر عليه السلام، أو علي عليه السلام، بشرط ألا يتخذ ذلك شعارا يخص به صحابي دون من هو أفضل منه.انتهى
فأتمنى دومآ أن لا يُدعى شيء بغير تتبع، وأتصور أن المسألة انتهت هكذا لأن الإجماع حجة والحمد لله
استغفر الله من كل خطأ لا يرضي الله ومن كل شطط في كتابتي "
محبكم::: محب الشيخين "
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[10 - Jul-2009, مساء 11:37]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المسألة ذكرها الإمام ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ في كتاب (جَلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على محمد خير الأنام) ص (465) آخر فصل من هذا الكتاب:
قال ـ رحمه الله تعالى ـ: " وهل يصلى على آله منفردين عنه؟ فهذه المسألة على نوعين: أحدهما: أن يقال: " اللهم صل على آل محمد " فهذا يجوز، ويكون ـ صلى الله عليه وسلم ـ داخلاً في آله، فالإفراد عنه وقع في اللفظ، لا في المعنى.
الثاني: أن يُفرد واحد منهم بالذكر، فيقال: اللهم صل على علي، أو على حسن، أو الحسين، أو فاطمة، ونحو ذلك، فاختلف في ذلك وفي الصلاة على آله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الصحابة ومن بعدهم، فكره ذلك مالك، وقال: لم يكن من عمل من مضى، وهو مذهب أبي حنيفة أيضاً، وسفيان بن عيينة، وسفيان الثوري، وبه قال طاووس.
وقال ابن عباس: لا ينبغي الصلاة إلا على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
قال إسماعيل بن إسحاق: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب قال: حدثنا عبدالرحمن بن زياد، حدثني عثمان بن حنيف، عن عكرمة، عن ابن عباس أنه قال: لا تصلح الصلاة على أحد إلا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولكن يدعى للمسلمين والمسلمات بالاستغفار. [قال محقق الكتاب الشيخ شعيب، و عبد القادر الأرناؤوط: أخرجه في " فضل الصلاة على النبي " ص (31) ورجاله ثقات "].
وهذا مذهب عمر بن عبد العزيز.
قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدثنا حسين بن علي، عن جعفر بن برقان قال: كتب عمر بن عبد العزي: أما بعد، فإن ناساً من الناس قد التمسوا الدنيا بعمل الآخرة، وإن القصاص قد أحدثوا في الصلاة على خلفائهم وأمرائهم عِدل صلاتهم على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فإذا جاءك كتابي، فمرهم أن تكون صلاتهم على النبيين ودعاؤهم للمسلمين عامة، ويدعو ما سوى ذلك. [قال محقق الكتاب: رجاله ثقات وهو في فضل الصلاة على النبي، ص (32)].
وهذا مذهب أصحاب الشافعي ولهم ثلاثة أوجه:
أحدها: أنه منع تحريم.
والثاني: وهو قول الأكثرين: أنه منع كراهية تنزيه.
والثالث: أنه من باب ترك الأولى وليس بمكروه، حكاها النووي في " الأذكار " قال: والصحيح الذي عليه الأكثرون أنه مكروه كراهية تنزيه.
ثم ذكر ـ رحمه الله ـ أدلة هذا القول وما احتج به أصحابه وهي عشرة أدلة .. ثم قال: " وقالوا: فعلم بهذه الوجوه العشرة اختصاص الصلاة بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وآله.
وخالفهم في ذلك آخرون فقالوا: تجوز الصلاة على غير النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وآله.
قال القاضي أبو الحسين بن الفراء في " رؤوس مسائلة ": وبذلك قال الحسن البصري، وخصيف، ومجاهد، ومقاتل بن سليمان، ومقاتل بن حيان، وكثير من أهل التفسير، قال: وهو قول الإمام أحمد، نص عليه في رواية أبي داود، وقد سئل: أينبغي أن يُصلى على أحد إلا على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ؟ قال: أليس قال علي لعمر ـ رضي الله عنهما ـ: " صلى الله عليك " قال: وبه قال أسحاق بن راهوية، وأبو ثور، ومحمد بن جرير الطبري، وغيرهم، وحكى أبو بكر بن أبي داود عن أبيه ذلك، قال أبو الحسن: وعلى هذا العمل، واحتج هؤلاء بوجوه:
ثم ذكرها ـ رحمه الله ـ وهي أربعة عشر وجهاً، وذكر الرد على تلك الأدلة والوجوه .. ثم قال:
" وفصل الخطاب في المسألة: أن الصلاة على غير النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إما أن يكون آله وأزواجه وذريته أو غيرهم، فإن كان الأول فالصلاة عليهم مشروعة ومع الصلاة على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وجائزة مفردة.
وأما الثاني، فإن كان الملائكة وأهل الطاعة عموماً الذين يدخل فيهم الأنبياء وغيرهم، جاز ذلك أيضاً، فيقال: اللهم صل على ملائكتك المقربين وأهل طاعتك أجمعين، وإن كان شخصاً معيناً، أو طائفة معينة كره أن يتخذ الصلاة عليه شعاراً لا يخلُ به. ولو قيل بتحريمه، لكان له وجه، لاسيما إذا جعلها شعاراً له، ومنع منها نظيره، او من هو خير منه، وهذا كما تفعل الرافضة بعلي ـ رضي الله عنه ـ فإنهم حيث ذكروه قالوا: عليه الصلاة والسلام، ولا يقولون ذلك فيمن هو خير منه، فهذا ممنوع لاسيما إذا اتخذ شعاراً لا يُخل به، فتركه حينئذ متعين،، وأما إن صلى عليه أحياتاً بحيث لا يجعل ذلك شعاراً كما يصلي على دافع الزكاة، وكما قال ابن عمر للميت: " صلى الله عليه ". وكما صلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على المرأةو وزوجها، وكما روي عن علي من صلاته على عمر فهذا لا بأس به.
وبهذا التفصيل تتفق الأدلة وينكشف وجه الصواب. والله الموفق ". انتهى كلامه ـ رحمه الله ـ وبه أنتهى كتاب " جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على محمد خير الأنام ".
يراجع هذا الفصل بأدلته من الكتاب فإنه مفيد في بابه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[قابض على الجمر]ــــــــ[13 - Jun-2010, مساء 01:17]ـ
السؤال: هل فعل هذا الصحابة أنفسهم؟
يبدو أن االأمر نشأ وظهر بشكل واضح في العصر الأموي
وربما يتضح بشكل اكبر لما ننظر لقضية الإفراد .. أن نفرد الصحابي بالصلاة أو السلام
لاحظت أن البخاري في صحيحه يفرد علياً بالسلام عليه أحياناً
ولم يفعل ذلك مع الصحابة!!
الروافض غالوا في آل البيت .. هل معنى هذا ان نخالف الكتاب والسنة نكاية بالروافض
أم ان لمنهج النواصب تأثير في المسألة؟
الحق ثقيل على النفوس .. يجب ان نحارب منهج النصب بنفس المقدار الذي نحارب فيه
انحرافات الروافض والمتصوفة وأهل الاهواء والبدع
الاخ الذي يدعوكم إلى الالتزام بالمأثور والصحيح لماذا تقسون عليه؟
لماذا نترك فرصة للروافض للطعن باهل السنة؟ لماذا لانفنّد منهج النواصب؟
تساؤلات أتمنى أن يتسع صدر إخواني لها .. ويجيبوني بالدليل لا بالعواطف
جزاكم الله خيراً
ـ[أسامة]ــــــــ[15 - Jun-2010, صباحاً 06:52]ـ
السؤال: هل فعل هذا الصحابة أنفسهم؟
يبدو أن االأمر نشأ وظهر بشكل واضح في العصر الأموي
وربما يتضح بشكل اكبر لما ننظر لقضية الإفراد .. أن نفرد الصحابي بالصلاة أو السلام
لاحظت أن البخاري في صحيحه يفرد علياً بالسلام عليه أحياناً
ولم يفعل ذلك مع الصحابة!!
الروافض غالوا في آل البيت .. هل معنى هذا ان نخالف الكتاب والسنة نكاية بالروافض
أم ان لمنهج النواصب تأثير في المسألة؟
الحق ثقيل على النفوس .. يجب ان نحارب منهج النصب بنفس المقدار الذي نحارب فيه
انحرافات الروافض والمتصوفة وأهل الاهواء والبدع
الاخ الذي يدعوكم إلى الالتزام بالمأثور والصحيح لماذا تقسون عليه؟
لماذا نترك فرصة للروافض للطعن باهل السنة؟ لماذا لانفنّد منهج النواصب؟
تساؤلات أتمنى أن يتسع صدر إخواني لها .. ويجيبوني بالدليل لا بالعواطف
جزاكم الله خيراً
الإجابة:
لم يكن هذا على عهد النبي ولا الخلفاء.
والمسألة غير متعلقة بشأن سياسي ليقال العصر الأموي، فهذا التشبيه غير وجيه، وإنما الصواب أن يقال (حدث في عصر التابعين).
وأما مسألة الإفراد فقد يحدث تبعا لبعض تصرفات بعض النساخ، وغير مسلم به لأن أهل السنة والجماعة لم يقرروا هذا في الأصل.
والأصل عندنا أننا نصلي ونسلم ونترضى .. كل في موضعه .. سواء كتب أم لم يكتب.
الروافض خصوا ـ (بعض) ـ "آل البيت" بغلو، والصحابة من ضمن الآل عند أهل التحقيق.
فلعدم مشابهتهم في توليهم بعض الآل وإخراج الصحب .. إتخذ أهل السنة والجماعة هذه اللفظة للتأكيد، فورود لفظ (الآل) وحده يدخل فيه الصحب، وإن أفرد كل منهما فالمعنى واحد.
وهذا هو المراد، تحقيق المصلحة دون الولوج في مفسدة .. ولا يدخل ضمن الابتداع، لأن هذا في مقام التقرير، وأما في مقام العبادة فيثبت بلفظه.
وفي هذا التقرير رد على فرقتين من الفرق الضالة.
الآل: ردًا على النواصب الذين نصبوا العداء لأهل بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
الصحب: ردًا على الرافضة الذين نصبوا العداء لأهل الملة جميعًا.
وأما صاحب الموضوع، فهو يستفسر في المقام الأول، وهذا ما يظهر لي .. والله أعلم.
والمأثور في الصلاة الإبراهيمية المعلومة لا يخفى على أحد من القرون المفضلة، ولا يخفى على الذين من دونهم من باب أولى.
ولكن نظرًا لأن النواصب قد حذفوا (الآل) من صلاتهم .. ولأن الرافضة أخرجوا (الصحابة) من معنى الآل، فقد أثبتها أهل السنة والجماعة لفظًا وتقريرًا.
وفي مشاركة أبي القاسم أعلاه مزيد بيان بما أقره أهل السنة والجماعة.
والله الموفق.
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[06 - Aug-2010, مساء 11:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
فمعذرةً على إحياء الموضوع من جديد، و القصد هو الاستفادة؛ إذ إنّ هذا السؤل ما زال محيرًا بالنسبة لي.
أرجو أن يتسعَ صدرُ من يرد من بعدي؛ فإني لا أرجو إلا أن أصلَ إلا الحق و أقتنعَ به.
بدايةً أقول:
أنا أصلي على النبي - صلى الله عليه و سلم -، و أصلي على آله الأطهار، و صحابته الأخيار.
أقولُ هذا حتى لا يقول من بعدي: " إن الأمة أجمعت على جواز ذلك " ... إلخ هذا الكلام.
و إنما محل النزاع، هو أنني بحثتُ فلم أجد فرقا بين هذا، وبين الاحتفال بالنبوي الشريف.
كيف؟
أقول لكم:
الصلاة على النبي - صلى الله عليه و سلم - عبادة.
و قراءة سيرة النبي - صلى الله عليه و سلم - عبادة.
أنتم زدتم عند الصلاة على النبي - صلى الله عليه و سلم - الصلاة على الصحابة.
و المحتفلون بالمولد النبوي الشريف خصصوا يوما معيَّنا من أيام السنة لقراءة السيرة النبوية الشريفة.
أنتم أجزتم الزيادة على العبادة (و ذلك بالتزام الصلاة على الصحابة عند الصلاة على النبي - صلى الله عليه و سلم -).
و حرمتم تخصيص يومٍ من أيام السنة لفعل عبادة مشروعة.
فما هو الفرق أيها الأحباب - حفظكم الله -؟
ما رأيكم بمن يلتزم قول صدق الله العظيم عند الانتهاء من قراءة القرآن الكريم؟
إن كان حرامًا، فلماذا؟! و أنتم قد فعلتم الشيءَ نفسَه فالتزمتم الصلاة على الصحابة - رضي الله عنهم أجمعين - عند الصلاة على النبي - صلى الله عليه و سلم -، مع أن اِلتزام قول صدق الله العظيم عند الانتهاء من قراءة القرآن لم يرد، و كذلك التزام الصلاة على الصحابة عند الصلاة على النبي - صلى الله عليه و سلم - أمر لم يرد.
بانتظار الفوائد منكم - بارك الله فيكم -.
أخوكم الصغير / أبو خالد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة]ــــــــ[07 - Aug-2010, صباحاً 01:54]ـ
...
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك.
كما يقال: لكل مقام مقال، والأمر هاهنا ما بين:
1 - عبادة
2 - تقرير
- العبادة: الأصل في العبادات التوقيف، فهي توقيفية على النص.
- التقرير والإخبار: يتسع فيها المقام لكل ما هو صحيح المعنى والعبارة.
والصلاة على النبي قد تأتي في مقام العبادة وقد تأتي في مقام التقرير.
فإن كانت في مقام العبادة، كان الحكم بالتوقيف على النص.
وإن كانت في مقام التقرير والإخبار .. جاز ذكر كل ما هو صحيح المعنى والعبارة.
وبنحو من ذلك .. الأسماء الحسنى، فالإثبات اللفظي لما دل عليه الدليل لفظا.
وفي مقام التقرير والإخبار فيتسع المقام لكل ما هو صحيح المعنى والعبارة.
فاللبس الحادث نتيجة التوهم بأن أهل السنة والجماعة قد أجازوا الزيادة على العبادة، وهذا أمر غير صحيح.
وأما القياس فهو قياس مع الفرق.
وأما تحديدهم يوم معين لهذه العبادة لم يعينه الشارع، فداخل في البدع إضافية.
والله أعلم.
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[07 - Aug-2010, مساء 03:15]ـ
ألا يتعبد اللهَ من قال: " اللهم صلِّ على سيدنا محمد و على آله و صحبه "؟!
ـ[أسامة]ــــــــ[07 - Aug-2010, مساء 06:46]ـ
ألا يتعبد اللهَ من قال: " اللهم صلِّ على سيدنا محمد و على آله و صحبه "؟!
/// يتعبد مع الإساءة والخلل، وهذا يحدث مع كثير من العامة.
لأنه سيّد النبي بعد ذكر اسم الله مجردا، وهذا لا يصح.
إذا ذكر اسم الله مجردا وجب تجريد اسم من دونه.
فيكون الصحيح: اللهم صلّ على محمد ..
/// الشهادة كمثال تقريبي وهي أحد أركان الإسلام: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.
إن قال شخص: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا النبي الأمي الهاشمي القريشي خاتم الأنبياء وإمام المتقين بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة فكشف الله به الغمة وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.
هل تقول له .. الكلام الذي أتيت به بدعة أو غير صحيح؟
بالطبع لا. والسبب؟ أنه أتي بهذا التقرير المفصل بعبارة صحيحة ومعنى مستقيم.
فإن كان أحدهم في صلاته .. ويقرأ التشهد على سبيل المثال .. فعليه أن يأتي بالصيغة التعبدية الواردة.
وإن كان في خارج هذا المقام التعبدي وأتى بمعنى صحيح وعبارة صحيحة .. فمقبولة في الجملة، وقد يتفق عليها لعلة.
فعندك مخالفة الرافضة وأذنابهم، والنواصب ومن على شاكلتهم.
الذين يتولون بعض أهل البيت .. دون باقي الآل.
والذين يتولون بعض أصحابه .. دون باقي الصحب.
والذين يعادون أهل البيت في الجملة دون الصحب.
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[07 - Aug-2010, مساء 11:48]ـ
بارك الله فيك.
إنما كان كلامي عن قائل هذه الجملة " اللهم صل على سيدنا محمد و على آله و صحبه "، و هي ليس فيها ذكر الله - تبارك و تعالى -.
على كل حال:
1 - لا يخفى عليك أنني لا أقول بأن إدراج الصحابة في صيغة الصلاة على النبي - صلى الله عليه و سلم - أمرٌ جائز، و ليس ببدعة.
2 - قياسك هذا الأمر على من قال " .. و أشهد أن محمدًا النبي العربي الأمي ..... "، أرى أنه غير صحيح، فنحن نسأل عن من (يلتزم) إدراج الصحابة عند الصلاة على النبي - صلى الله عليه و سلم -.
3 - ماذا لو التزم الإنسان زيادة (كريم) في قوله: " اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا "، هل تجوز هذه الزيادة؟ فيلتزم مثلا قول اللهم إنك عفو رؤوف تحب العفو فاعف عني .. و هكذا؟!
4 - انتبهْ إلى أنَّ الأسئلة لا أقصدُ منها تقريرَ هذا الأمر، و إنما أقصد البحثَ عن فرق بين هذا، و بين من يخصص يوما من أيام السنة لعبادة مشروعة - كقراءة سيرة النبي - صلى الله عليه و سلم -.
5 - أجبتَ بأن من يقول: " اللهم صل على محمد و على آله و صحبه " يتعبد الله - عزَّ و جلَّ -.
فما قولُك فيمن يلتزم بهذه العبادة طولَ وقته، فإذا أراد الصلاة على النبي - صلى الله عليه و سلم - قال: " اللهم صلِّ على محمد و على آله و صحبه "؟ هل يجوز فعلُه هذا؟
أليست هذه زيادة في العبادة لم ترد، و بذلك ندخل ضمن البدعة؟
6 - أنا أقول: البدعة هي أن تنسب للدين ما ليس منه، فمن قال بأن قراءةَ سيرة النبي - صلى الله عليه و سلم - في يوم مولده سنة أو واجبة، فقد ابتدع.
(يُتْبَعُ)
(/)
و من قال بأن الصلاة على الصحابة - رضوان الله عليهم أجمعين - سنة أو واجبة فقد ابتدع.
و من قال بأن قول صدق الله العظيم بعد الانتهاء من قراءة القرآن الكريم فقد ابتدع.
أما من فعل ذلك و هو يعتقد أنه لا يوجد فضل مخصوص لقول " صدق الله العظيم " بعد الانتهاء من قراءة القرآن، ففعله هذا جائز.
بارك الله فيك، و حفظك.
ـ[أسامة]ــــــــ[08 - Aug-2010, صباحاً 02:03]ـ
....
بارك الله فيك.
- ذكر الله متمثل في قول القائل (اللهم) والتي تستخدم في الدعاء، وبنحوها: (بسمك اللهم).
- إدراج الصحابة محقق بالصلاة على الآل، إدراج ضمني، إلا إذا تلبس أحدهم بذكر الآل قاصدا متعمدا في نيته إخراج الصحب من ضمن الآل كما يفعل الرافضة.
وفيما يظهر أنك تقصد "التلفظ".
والتلفظ بالمعنى الصحيح لا يعتبر مخالفة ولا يُقال أنه أمر غير جائز، بل هو جائز ولا خلاف في ذلك.
- (الالتزام) بإدراج الصحابة التزام صحيح وليس خطأ كما قد يُتوهم، وهذا الالتزام تارة يكون بالمعنى وتارة باللفظ، وكلاهما صحيح.
فإن قلت: اللهم صلّ على محمد وعلى آله.
فالآل يدخل فيها الأتباع، وهم الصحب، كقوله تعالى: {وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ} أي: أتباعه وأصحابه.
وإن قلت: اللهم صلّ على محمد وعلى آله وصحبه.
فقد أفردت هاهنا، فيكون الآل بمعنى الأهل "وفي ذلك رد على النواصب الذي يعادون أهل البيت والرافضة الذين يعادون جُلّ أهل البيت" وأفردت ذكر الصحابة "ردا على الرافضة".
وأما المسألة الافتراضية التي طرحتها، وهو كأن يكون هناك من (يلتزم) بإفراد الصحابة لفظا في كل موضع.
فمقام التعبد لابد وأن يكون باللفظ الوارد.
ومثله مثل من يأتي بزيادة: اللهم صلّ على سيدنا محمد.
وكلاهما خطأ. والصحيح هو التلفظ بما ورد في الأثر الصحيح.
- وأما الأمثلة المذكورة كزيادة "كريم" و"رؤوف"، فالزيادة من الناحية الحديثية غير ثابتة، وأما من الناحية الشرعية ففيها تفصيل قد لا نحتاجه هاهنا.
- العبادة المشروعة وهي طلب العلم ويدخل فيها دراسة سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر غير مختلف على مشروعيته، ولكن تخصيص يوم دون باقي الأيام لم يشرعه الشارع فهو أمر غير مختلف على عدم مشروعيته.
وبهذا يظهر أن القياس بعيد ... لأنه قياس بين المشروع وغير المشروع.
ـ[مؤمل عفو الغفور]ــــــــ[08 - Aug-2010, مساء 02:11]ـ
اللهم صلي على محمد و على آل محمد كما صليت على إبراهيم و على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[08 - Aug-2010, مساء 03:54]ـ
بارك الله فيك.
- ذكر الله متمثل في قول القائل (اللهم) والتي تستخدم في الدعاء، وبنحوها: (بسمك اللهم).
- إدراج الصحابة محقق بالصلاة على الآل، إدراج ضمني، إلا إذا تلبس أحدهم بذكر الآل قاصدا متعمدا في نيته إخراج الصحب من ضمن الآل كما يفعل الرافضة.
وفيما يظهر أنك تقصد "التلفظ".
والتلفظ بالمعنى الصحيح لا يعتبر مخالفة ولا يُقال أنه أمر غير جائز، بل هو جائز ولا خلاف في ذلك.
- (الالتزام) بإدراج الصحابة التزام صحيح وليس خطأ كما قد يُتوهم، وهذا الالتزام تارة يكون بالمعنى وتارة باللفظ، وكلاهما صحيح.
فإن قلت: اللهم صلّ على محمد وعلى آله.
فالآل يدخل فيها الأتباع، وهم الصحب، كقوله تعالى: {وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ} أي: أتباعه وأصحابه.
وإن قلت: اللهم صلّ على محمد وعلى آله وصحبه.
فقد أفردت هاهنا، فيكون الآل بمعنى الأهل "وفي ذلك رد على النواصب الذي يعادون أهل البيت والرافضة الذين يعادون جُلّ أهل البيت" وأفردت ذكر الصحابة "ردا على الرافضة".
وأما المسألة الافتراضية التي طرحتها، وهو كأن يكون هناك من (يلتزم) بإفراد الصحابة لفظا في كل موضع.
فمقام التعبد لابد وأن يكون باللفظ الوارد.
ومثله مثل من يأتي بزيادة: اللهم صلّ على سيدنا محمد.
وكلاهما خطأ. والصحيح هو التلفظ بما ورد في الأثر الصحيح.
- وأما الأمثلة المذكورة كزيادة "كريم" و"رؤوف"، فالزيادة من الناحية الحديثية غير ثابتة، وأما من الناحية الشرعية ففيها تفصيل قد لا نحتاجه هاهنا.
- العبادة المشروعة وهي طلب العلم ويدخل فيها دراسة سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر غير مختلف على مشروعيته، ولكن تخصيص يوم دون باقي الأيام لم يشرعه الشارع فهو أمر غير مختلف على عدم مشروعيته.
وبهذا يظهر أن القياس بعيد ... لأنه قياس بين المشروع وغير المشروع.
بارك الله فيك أخي الحبيب على سعة صدرك و تحملك لأخيك الصغير (علمًا و سنًا).
أخي الكريم:
1 - قلتَ - حفظك الله - بأن زيادة (كريم - رؤوف) لم ترد عن النبي - صلى الله عليه و سلم - و هذا من الناحية الحديثية، أمَّا من الناحية الشرعية فهناك تفصيل، فهل تذكر - بارك الله فيك - هذا التفصيل - مشكورًا مأجورًا غيرَ مأمور - لأنني أظن أننا نحتاجه هنا.
فأرى أن من خصص يومًا معينًا لعبادة مشروعة لكن لم يرد تخصيصها في يومٍ معين .. مثل من خصص لفظا في دعاء مشروع لك لم يرد هذا اللفظ في هذا الدعاء ...
و كلامنا هو عن من التزم بهذا، لا من ذكر هذا مرةً أو من غير مصادفة لأنَّ هذا لا خلاف في جواز فعله.
2 - قلت - حفظك الله - عن مسألة تخصيص يوم من أيام السنة لدراسة سيرة النبي - صلى الله عليه و سلم - أمرٌ غير مختلف على عدم مشروعيته!
و هذا قولٌ غريب؛ إذ إنَّ الخلاف قائمٌ حول جواز ذلك من عدمِه.
و لا يخفى عليك ما ألفه الإمام السيوطي - رحمه الله - في رسالته " حسن المقصد في عمل المولد "، و نقل عن بعض الأئمة أنهم أجازوا هذا الأمر.
3 - ما رأيك بالقول هذا (و هو الذي أنا مقتنعٌ به):
- البدعة هي أن تنسب للدين ما ليس منه، فمن قال بأن قراءةَ سيرة النبي - صلى الله عليه و سلم - في يوم مولده سنة أو واجبة، فقد ابتدع.
و من قال بأن الصلاة على الصحابة - رضوان الله عليهم أجمعين - سنة أو واجبة فقد ابتدع.
و من قال بأن قول صدق الله العظيم بعد الانتهاء من قراءة القرآن الكريم فقد ابتدع.
أما من فعل ذلك و هو يعتقد أنه لا يوجد فضل مخصوص لقول " صدق الله العظيم " بعد الانتهاء من قراءة القرآن، ففعله هذا جائز.
بارك الله فيك، و حفظك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة]ــــــــ[10 - Aug-2010, صباحاً 02:02]ـ
بارك الله فيك
بارك الله فيك يا أبا خالد.
حتى نتفادى التشعبات، في مناقشة أي مسألة لابد من دراسة كل شىء على حدى .. والنظر في أوجه التشابه ليكون للقياس وجه من الوجوه. وهناك وقفات منها:
- لا يوجد من يلتزم هذا الالتزام الذي ألزمت مخالفك به.
- لا يوجد خلاف في الأصل عند أهل السنة والجماعة على جواز الصلاة والسلام على الصحابة تبعا ضمن الآل، والقول بالكراهة إنما هو في الإفراد عموما لأن الصلاة للنبي خاصة والآل تبعا للنبي. وفصّل هذا الأمر ابن قيم الجوزية وابن حجر والنووي وغيرهم من الأئمة المحققين.
- ما لم يثبت في الأثر عن النبي – صلى الله عليه وسلم – كالأمثلة المطروحة فلها شروط وضوابط وأحكام متفرعة وخلاصة الأمر أنها على أضرب:
1 - أن تكون مقبولة المعنى وصحيحة العبارة.
2 - أن تكون فاسدة في نفسها.
3 - أن تكون محتملة لمعنى صحيح وآخر فاسد.
والتفصيل والضوابط وغير ذلك ليس له محل في هذا النقاش، إذ أن المثال المطروح فرضا يختلف بالكلية عن المبحث الذي نناقشه. ومن أوجه المخالفة:
1 - الصحابة تبعا للآل كما سبق بيان ذلك.
2 - الاحتفال بالمولد، احتفال ليس له أصل في الإسلام بالكلية. وهو إحداث لا يخفى.
3 - صور الاحتفالية مبنية على أصل فاسد. وما بني على فاسد فهو فاسد.
4 - طلب العلم الشرعي إنما هو للتقرب إلى الله وهو أصل الهدى الذي هو العلم النافع والعمل الصالح. ولا يشرع التقرب لله إلا بما أباحه الله دون ابتداع.
5 - تخصيص أمر تعبدي بوقت لم يحدده الشرع بدعة جلية، إذ لا يوجد دليل مشروعية.
6 - الصورة الالزامية المفترضة غير واقعة في الصلاة الإبراهيمية، وهذا ينقض الالزام تماما.
7 - مخالفة الكفار والمشركين ومن على شاكلتهم أمر شرعي، ومن علامات أهل البدع محاولة إخراج أتباع النبي عن أهله ليكون معنى الآل موافق لدينهم وعقديتهم الفاسدة.
وغير ذلك من الأوجه الكثيرة، والتي توجد في مظانها.
وبذلك يظهر الاختلاف فيما بين المسألة والقياس، لأن:
الأول أصله صحيح، والثاني أصله فاسد.
الأول: بيان وتوضيح، والثاني: ابتداع.
الأول: غير متلازم، والثاني: ملازم.
الأول: صحيح في نفسه، والثاني: أضيفت إليه بدعة غير مشروعة.
الأول: مخالفة لأهل الأهواء، والثاني: موافقة لأهل الأهواء.
جزاكم الله خيرا. والله الموفق.
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[10 - Aug-2010, مساء 11:16]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم، و شكرَ لك حِلمَك و حسنَ أدبِك و سعةَ صدرك.
أخي الكريم:
عندما ضربتُ مثالَ المولد النبوي الشريف كنتُ أقصد (قراءةَ سيرة النبي - صلى الله عليه و سلم -)، و لم أقصدْ أبدًا ما يفعله الجهلةُ من مخالفات شرعية جليَّة، لا تجوز عقلا و لا شرعا.
فهذه عبادة جائزة، لكن تخصيص يومٍ معيَّنٍ من أيام السنة لهذه العبادة جعل من الأمر بدعة (عند من يقول بهذا القول).
أليس من يزيد لفظًا لم يرد في عبادة معينة (كالصلاة على النبي - صلى الله عليه و سلم -) و يلتزم بهذا، أيضًا يصيرُ فعله (لأجل الزيادة) بدعةً و حرامًا؟
أما القول بأنَّ هذا جائز لأن الصحب جزء من الآل .. فأقول: لكن لم ترد هذه الزيادة.
هذا ما أراه، والله أعلم.
بارك الله فيك.
ـ[أسامة]ــــــــ[14 - Aug-2010, صباحاً 04:37]ـ
بارك الله فيك.
حفظك الله.
/// هو مثال مطروح تحت عنوان (المولد)، وما بني على فاسد فهو فاسد. وفساده ليس في أصله وإنما لشىء طاريء عليه.
/// الصلاة على النبي والصلاة على غيره لها أصل، وهذا أمر غير مختلف عليه.
قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ}
وقال سبحانه: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ}
وقال تعالى ذكره: {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ}
ومن الكيفيات المعلومة شرعا، الصلاة الإبراهيمية. وقد وردت بصور كثيرة.
والآل تبعا في الغالب، كأن تقول: اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على آل إبراهيم.
فيكون دخول إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - ضروريا في آله. وله نظائر كقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: اللهم صل على آل أبي أوفى.
وقول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ} داخل في هذا الخطاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وأتباعه من أهله وأزواجه وذريته وأصحابه وأتباعه من أمته.
وجميع ذلك أدلة مشروعية كافية لدخول الصحابة في الصلاة.
وأما في الصلاة الإبراهيمية والتي موضعها الصلاة، فلها شأن تعبدي محض يؤدى على كيفيته المعلومة.
وفي الحالات الأخرى غير الإبراهيمية، فينظر.
وفصل في هذا أهل العلم كثيرا بما لم يدعوا فيه مجالا لآخر الأمة لبحث مثل هذه المسألة، فجزاهم الله عنا خيرا؛ وإياكم.
بارك الله فيكم.
ـ[يس الحاج]ــــــــ[20 - Oct-2010, صباحاً 10:44]ـ
نريد أن نتفق على تعريف البدعة أولا(/)
إذا عقد المسلمون عقد الذمة مع الوثني على القول به هل يقر بقاء أصنامه معه
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[07 - Jun-2009, مساء 05:59]ـ
ما رأيكم في هذه المسألة؟
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[09 - Jun-2009, مساء 02:06]ـ
ألا مجيب
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[30 - Jun-2009, صباحاً 12:07]ـ
للرفع(/)
أكثر ما في الإقناع والمنتهى مخالف لمذهب أحمد ونصه!!
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[08 - Jun-2009, صباحاً 01:37]ـ
قال مجدد هذه الدعوة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:
"أكثر ما في الإقناع والمنتهى مخالف لمذهب أحمد ونصه، فضلا عن نص رسول الله
صلى الله عليه وسلم يعرف ذلك من عرفه .. "
[وقال نحو ذلك في كتب المتأخرين من أهل المذاهب]. [حاشية الروض لابن قاسم 1/ 17]
والحقيقة أن هذا التعميم مشكل ..
وهو محل للنظر, والمناقشة من الإخوان.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[11 - Jun-2009, مساء 09:46]ـ
قد ذكره أيضا رحمه الله في رسالته التي أرسلها إلى عبد الله بن محمد بن عبد اللطيف رحمه الله، وقد أوضح في هذه الرسالة منهجه ودعوته وطريقته رحمه الله، إلى أن قال:
(فهؤلاء الحنابلة من أقل الناس بدعة؛ وأكثر الإقناع والمنتهى مخالف لمذهب أحمد ونصه، يعرف ذلك من عرفه، ولا خلاف بيني وبينكم أن أهل العلم إذا أجمعوا وجب اتباعهم؛ وإنما الشأن إذا اختلفوا هل يجب علي أن أقبل الحق ممن جاء به؛ وأرد المسألة إلى الله والرسول مقتديا بأهل العلم؟! أو أنتحل بعضهم من غير حجة، وأزعم أن الصواب في قوله؟!
فأنتم على هذا الثاني؛ وهو الذي ذمه الله وسماه شركا؛ وهو اتخاذ العلماء أربابا، وأنا على الأول أدعو إليه، وأناظر عليه، فإن كان عندكم حق رجعنا إليه وقبلناه منكم) إلخ.
ولعلك عرفت رعاك الله مقصد الشيخ من كلامه، وإن كان فيه شيئا من المبالغة لكنه رحمه الله قصد النصوص الأول التي صدرت عنه رضي الله عنه ورحمه، والتي أبدلها الأصحاب وتلامذتهم من بعدهم برويات أخرى أو وجوه تخالف الجهة الأولى للنص.
والشيخ رحمه الله من خلال كلامه استدعى الأمر هذه المبالغة لكي يقرر غلط خصمه بما ذهب إليه ومشى عليه، وإن كان هذا الصنيع منه رحمه الله لا يقدم عليه إلا خبير ممحص للكتابين، وإني لأعتقد أن الشيخ رحمه الله من أعرف الناس بهما، كيف وقد لخص من هما أكبر منهما الشرح الكبير والإنصاف، لكن تبقى مسألة المبالغة فقط. فالله أعلم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[11 - Jun-2009, مساء 10:14]ـ
لعل عمدته في ذلك مقارنة ما في الإقناع بكلام ابن مفلح في الفروع .. وابن مفلح لا يجاريه في معرفة مذهب أحمد أحد
بشهادة العلامة ابن القيم
والله أعلم
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[15 - Jun-2009, مساء 04:24]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5965
ـ[أبو المظفر الشافعي]ــــــــ[15 - Jun-2009, مساء 11:54]ـ
أولا: لا نسلم بأن محمد بن عبد الوهاب قد وصل إلى مرتبة صاحبا الإقناع والمنتهى عليهما رحمة الله, بل نقول له: أعط القوس لباريها.
وممارسة أقوال صاحب المذهب وتحقيق المعتمد منها تحتاج لمزيد تفرغ واطلاع واستقراء للنصوص مما هو غير موجود عند الرجل, يعلم ذلك من طالع رسائله.
وثانياً: ثم نقول لو سلمنا له في مذهب الحنابلة - وهو أقل المذهب خدمة وتحقيق في أقوال الإمام- فأهل المذاهب الأخرى أعلم بمذاهبهم.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[16 - Jun-2009, صباحاً 12:09]ـ
أولا: لا نسلم بأن محمد بن عبد الوهاب قد وصل إلى مرتبة صاحبا الإقناع والمنتهى عليهما رحمة الله, بل نقول له: أعط القوس لباريها.
وممارسة أقوال صاحب المذهب وتحقيق المعتمد منها تحتاج لمزيد تفرغ واطلاع واستقراء للنصوص مما هو غير موجود عند الرجل, يعلم ذلك من طالع رسائله.
بل لا نسلم لك ما سطرته يداك هداك الله، فمن أين لك أن الإمام محمد بن عبد الوهاب لم يصل إلى مرتبهما، بغض النظر عن وقوع ذلك فيه أم لا، بل أنت أعط القوس باريها؛ ودع ذلك للذين عرفوا الشيخ الإمام وعلمه، وسبرو علمه وفقهه.
ولا أعتقد أن الشيخ رحمه الله سيتكلم من غير معرفة ودراية ومحاسبة لكلامه الذي يقوله، أم أنه العصبية العمياء هداك الله.
ومن أنت هديت حتى تحكم على الشيخ محمد رحمه الله بأنه قد قَصُرَ عن الإستقراء والتفرغ للمطلاعة. ومن ثم تصفه تقليلا (بالرجل)!!!!! وكيف عرفت أنت تقصيره هذا وحدك ما شاء الله!!!!!
بل مؤلفاته رحمه الله تعالى أكبر رادا عليك وعلى أمثالك الذين ما يفتاؤن يتصيدون مثل هذه المقالات.
اعرف من هو الشيخ الإمام ثم قم رعاك الله بالرد عليه. (لقد زببت قبل أن تحصرم).
فلا حول ولا قوة إلا بالله.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[16 - Jun-2009, صباحاً 12:16]ـ
وثانياً: ثم نقول لو سلمنا له في مذهب الحنابلة - وهو أقل المذهب خدمة وتحقيق في أقوال الإمام- فأهل المذاهب الأخرى أعلم بمذاهبهم.
بل والله لا تقل كتب المذهب الحنبلي خدمة وتحقيقا عن غيرها من كتب المذاهب الأخرى. وأئمة الحنابلة الكبار معروفون يشار إليهم بالبنان.
فلا أدري هل حاولت قراءت كتابتك قبل أن تضغط أيقونة (اعتمد المشاركة)؟!!
ـ[أبو المظفر الشافعي]ــــــــ[16 - Jun-2009, صباحاً 12:47]ـ
أخي السكران
قبل أن تسألني من أنا لأحكم على محمد بن عبدالوهاب أثبت لي أنت أنه في مرتبة صاحبا الإقناع والمنتهى. أم هو _ وفقك الله - التعصب الذي ترمون به أتباع المذاهب.
ثم قولك: [بأنّ مؤلفات الرجل خير شاهد] فهو كلام إنشائي, وليس بإحالة طالب علم.
وأذكرك أخي الفاضل بأن طالب العلم لايتكلم إلا وهو يعي ما يقول.
وقد خبرت مذهب الحنابلة في دراستي الجامعية مع خبرتي لمذهبي الشافعي وقراءة واسعة في مذهب الأحناف فوجدت البون شاسع بين مذهب الحنابلة من جهة ومذهب الشافعية والأحناف من جهة أخرى.
ومن أوضح الأدلة على ذلك كثرة الروايات في مسألة واحدة من غير بيان المعتمد.
وأوجه لك سؤالاً: هل هناك ترتيب لكتب الإمام البهوتي عند اختلافها كترتيب الشافعية لكتب الإمام ابن حجر الهيتمي؟
وما هي المنهجية الدقيقة التي يسلكها الفقيه الحنبلي عند الترجيح؟
وفي الختام أسأل الله تعالى أن يوفقني وإياك للعلم النافع والعمل الصالح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[16 - Jun-2009, صباحاً 01:00]ـ
ما زلت تكتب ما لم تحرره.
أعد ترتيب أوراقك بذوق وعلم، واكتب كلاما موزونا معقولا، وابتعد عن التعصب المذموم، ومن ثم نجيب على كل تساؤلاتك.
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[16 - Jun-2009, مساء 02:44]ـ
ليتك أجبته أخي السكران , ليستبين القول الصحيح , اما عبارات من قبيل: من أنت-حرر ما تقول- لا زلت لم تحرر ...
فتخبر عن اشياء: إما أنك متعصب -وحاشاك (إن شاء الله) ولكن كيف يعرف هذا من يقرأ لك أول مرة- أو أنك جاهل - وحاشاك فمشاركاتك شاهدة- ... وعذرا.
والأخ ابو المظفر قال كلاما يستحق أن ينظر فيه موافقة أو معارضة بكلام علمي.
ـ[أبو المظفر الشافعي]ــــــــ[16 - Jun-2009, مساء 04:47]ـ
أشكر أخي الفاضل عبد الرحمن المغربي على إنصافه وبعده عن التعصب.
أما الأخ المحترم السكران التميمي فأقول له:
كلامك الأخير تهرب من الكلام في محل النزاع.
وما دمت تصرّ على قولك لي: من أنت؟ فسأجيبك بكل أريحية:
أنا أحد رجلين:
إما جاهل فعلمني بالأسلوب العلمي, لا بكلام إنشائي, أو إرهاب فكري كالذي استخدمته معي في مشاركاتك السابقة.
وإما باحث عن الحق فأرشدني إليه إن كنت تعتقد أنّك تملكه.
ثم هنا مسألة أتمنى من كل منصف أن يستمع لي فيها وهي:
هل موضوع محمد بن عبد الوهاب من المسلمات العقدية التي يكفر جاهدها, أم هي مسألة قابلة للبحث.
والظن بك أخي السكران أنني لو أنكرت نبوة المصطفى عليه الصلاة والسلام لما استخدمت معي هذا الأسلوب ولأقمت لي الدليل تلو الدليل على نبوته.
فكيف تفعل ما فعلت وأنا فقط أنكرت إمامة رجل من عموم أتباعه؟!
وأنا في انتظار حوارك العلمي غير المشروط.
وفي الختام أسأل الله للجميع التوفيق للعلم النافع والعمل الصالح.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[16 - Jun-2009, مساء 05:37]ـ
فكيف تفعل ما فعلت وأنا فقط أنكرت إمامة رجل من عموم أتباعه؟!
ما أعظم جرأتك وتعديك على أهل العلم الكبار، يا من لا يعد حتى نقطة في بحارهم.
أفق أيها المسكين، فلست الأول ولن تكون الأخير من كان الشيخ الإمام وأولاده وتلامذته وعلماء هذه الأمة المقتفين أثره شعاعة في نحوركم، ودرعا للأمة في مقابل أفكاركم وترهاتكم.
جعلت الشيخ الإمام رحمه الله تعالى نكرة وحاشاه وكرمه الله عن إفتراءاتك، وجعلته لا يملك من العلم إلا القيل؛ وإن كان بودك حتى سلب هذا القليل منه!
ومن ثم تريد مني أن أناقشك وأحاورك!!! والله لن تعدوا قدرك.
ولتعلم أنت ومن نافح عنك وهو لا يعرف غايتك ومرادك، أن المسألة ليست مسألة تعصب كما تدندن أنت وأشكالك، والتي هي متوغلة فيك أصلا من رأسك لأخمص قدميك، بل والله مسألة حق واضح جلي أردت أنت بترهاتك أن تغيره وتبدله بباطل كلامك. فأفق من أنت؟!!
كتب العلماء تغص بها المكتبات العامرة في الرد على شبهاتك الباطلة والتي ترددونها هي هي في كل مجلس لكم. فاتقوا الله تعالى في أنفسكم قبل إخوانكم.
ولتعلم أني إن رددت عليك فسيكون كلامي ترديدا أيضا لكلامهم المسطر في كتبهم، وسيكون إعطاء كلامك أكبر من حجمه.
ملاحظة: إن أردت أيضا فلتجعل هذا أيضا تهربا كما زعمت عني؛ فلا أبالي، فسكوتي عن إفتياءاتك إطفاء لنار فتنتك.
والله تعالى أعلم(/)
نزع الأعضاء من أجساد الموتى أو الأحياء: حلال أم حرام؟! د. إبراهيم الخولي
ـ[مصطفى عجوة]ــــــــ[08 - Jun-2009, مساء 03:04]ـ
مرفق ملف
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[08 - Jun-2009, مساء 03:32]ـ
جزاك الله خيرا
يرجى إرفاق ملف الخطوط لأن الآيات تظهر على شكل رموز(/)
رسالة إلى التاجر المسلم
ـ[فرحان بن سميح العنزي]ــــــــ[08 - Jun-2009, مساء 06:15]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه رسالة جاهزة للتاجر المسلم تصلح للمحلات التي يباع فيها ما حرم الله.
أرجو احتساب الأجر في نشرها وإبداء الملاحظات عليها فالدال عل الخير كفاعله.
ولا تنسونا من دعائكم.
حمل الرسالة من هذا الرابط:
ط±ط³طظ„ط© ط ظ„ظ‰ طظ„ط?ططط± طظ„ظ…ط³ظ„ظ…. doc (http://www.mediafire.com/?zvwrz4zzi5z)
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[08 - Jun-2009, مساء 07:25]ـ
أحسن الله إليك
وجزاك الله خيرا
ـ[فرحان بن سميح العنزي]ــــــــ[09 - Jun-2009, صباحاً 11:15]ـ
أخي عبد الله ........... وفقك الله وشكرا على مرورك الكريم
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[09 - Jun-2009, صباحاً 11:23]ـ
جزاك الله خيرا
ونأمل في مزيد من التواصل في هذا المنتدى المبارك(/)
هل يوجد أدلة تاريخية تتحدث عن أهل الكهف!!
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[08 - Jun-2009, مساء 08:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يتحج بعض المغرضين للاسلام والمسلمين فى قصة أصحاب الكهف , وهم يعتبرونهم أنهم جزء مما ذكرة كتبهم ..
فأستشهدوا بهذة المقولة ..
استشهاد جنود الملك داكيوس بأفسس فى القرن الثالث الميلادى (أهل الكهف) (20 مسرى)
في مثل هذا اليوم من سنة 252 م استشهد الفتيان السبعة القديسين الذين من أفسس: مكسيموس، مالخوس، مرتينيانوس، ديوناسيوس، يوحنا، سرابيون، قسطنطين، وكانوا من جند الملك داكيوس وقد عينهم لمراقبة الخزينة الملكية ن ولما آثار عبادة الأوثان وشي بهم لديه فالتجأوا إلى كهف خوفا من أن يضعفوا فينكروا السيد المسيح. فعلم الملك بذلك وأمر بسد باب الكهف عليهم وكان واحد من الجند مؤمنا بالسيد المسيح. فنقش سيرتهم علي لوح من نحاس وتركه داخل الكهف. وهكذا أسلم القديسون أرواحهم الطاهرة. وأراد الله أن يكرمهم كعبيده الأمناء. فأوحي إلى أسقف تلك المدينة عن مكانهم. فذهب وفتح باب الكهف فوجد أجسادهم سليمة. وعرف من اللوح النحاس أنه قد مضي عليهم نحو مائتي سنة. وكان ذلك في عهد الملك ثاؤذوسيوس الصغير كما عرفوا من قطع النقود التي وجدوها معهم وعليها صورته أنهم كانوا في أيام داكيوس.
___________
فهل يوجد أدله تاريخية من القرأن أو السنه تتحدث عن هؤلاء , علما" أنه لايوجد أى حديث يتحدث على أنهم كانوا نصارى أو يهود ..
والسلام عليكم
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[14 - Jun-2009, مساء 11:39]ـ
فهل يوجد أدله تاريخية من القرأن أو السنه تتحدث عن هؤلاء , علما" أنه لايوجد أى حديث يتحدث على أنهم كانوا نصارى أو يهود ..
والسلام عليكم(/)
تعليق الشيخ البراك على ما كتب رسام «جريدة الوطن» خالد
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[08 - Jun-2009, مساء 08:16]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:
فقد نشرت جريدة الوطن في العدد 3166 في تاريخ 7/ 6/1430هـ رسما (كريكاتير) قال عنه الرسام خالد: «بركان في أعماق المحيط»، وبجواره صورة لرجل وامرأة أمام التلفاز، يقول الرجل: «هذي آخرة معاصي الأسماك!».
وواضح من التعليق أن الرسام يسخر بمن يفسر الكوارث الكونية من الزلازل والبراكين والأعاصير والفيضانات بسبب ذنوب بني آدم يرسلها الله تخويفا لقوم من عباده، وعقوبة وابتلاء لآخرين، والتفسير مستمد من الكتاب والسنة، قال تعالى: {وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا}، وقال تعالى: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ}، وقال تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}، وقال تعالى: {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكن الله تعالى يخوف بهما عباده». متفق عليه.
وكأن الرسام خالد يقول للمؤمنين بالله وبحكمته: ما سبب البراكين التي تكون في أعماق المحيط، أترونها بسبب معاص الأسماك؟!
ومعلوم عند المؤمنين أن الأسماك لا ذنوب لها؛ بل هي مسبحة لربها، وتستغفر لمعلمي الناس الخير.
ومعنى هذا الرسم والتعليق لرسام خالد: أن البراكين في أعماق المحيط لا معنى لها إلا أنها أمور طبيعية، كذلك الزلازل والبراكين السطحية ونحوها من الكوارث أمور طبيعية ليس لها أسباب شرعية، ولا غايات وحكم إلهية!
وهذا التفسير الذي يدل عليه الرسم والتعليق قد سمعت معناه على لسان متحدث في إذاعة «لندن» قد يكون كافرا، وقد يكون مسلما جاهلا يستنكر على من يقول: إن الزلازل بسبب غضب الرب، مع أنه يحدث أحيانا في أعماق البحار.
وهذه الشبهة مصدرها الجهل بالله وبعموم مشيئته وحكمته في تدبيره، ولا تصدر من المسلم إلا بسبب إعراضه عن تدبر القرآن والسنة وما بينه العلماء في مسائل الاعتقاد.
وحِكمُ الله في أقداره وتدبيره لا تحيط بها العقول، ولا تعلم منها إلا ما عمله الله تعالى لعباده في الكتاب والسنة، أو هداها إليه بالتفكر في آياته: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.
فاستغفر ربك يا خالد، وتدبر كتاب ربك، نفعنا الله وإياك بما فيه من الآيات البينات، قال تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
أملاه
عبد الرحمن بن ناصر البراك.
حرر في 9/ 6/1430هـ
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[08 - Jun-2009, مساء 09:25]ـ
* قول الشيخ: "وتستغفر لمعلمي الناس الخير ".
جاء هذا في حديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: «إنه ليستغفر للعالم من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في البحر». رواه ابن ماجه وغيره. قال الشيخ الألباني: صحيح.
* ونسي هذا الرسام أو جهل أن فيضان تسونامي الذي أهلك أمما من الناس في شرق آسيا كان بسبب زلزال داخل المحيط!
ولو فرض أنه حصل زلزال بداخل المحيط أو أرض ليس فيها أحد = فلا يعني أنه لغير حكمة؛ بل فيه تخويف للعباد، فالذي حرك هذه الأرض وأسكن الأرض التي تحتكم = قادر على عكس ذلك.
ثم لا يعني وقوع الزلزال داخل المحيط أو في المكان الذي ليس فيه أحد = أن تكون الحكمة هي نفسها في الموضع أخر، وهذا واضح.
ومثله في الأمطار والريح فتكون في مكان رحمة ونعمة، وفي آخر عذاب ونقمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنصَرُونَ}
وقال تعالى: {مَثَلُ مَا يُنفِقُونَ فِي هِذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَلَكِنْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا}
وقال تعالى: {فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاء حَيْثُ أَصَابَ}
{وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْموْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
والآيات في هذا المعنى كثيرة، وهذا معروف وواضح يدركه الناس في حياتهم.
* وصدق الله: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ}
ويا ليت قومي يفقهون!
وقد رأيت تعليقات مؤيدة له في موقع الجريدة مفاد بعضها:
أن بعض الدول لم تعذب كإسرائيل وغيرها من أماكن الكفر أو الفجور، وأصيب غيرها بمثل هذه الأمور.
والذي ربما لا يفهمه هؤلاء أن الله عز وجل يفعل ما يشاء، فيملي لمن يشاء، ويمهل من يشاء ويدبر هذا الكون بحكمة بالغة لا تدركها فهوم هؤلاء، ولا تسير حسب اقتراحاتهم.
قال الله عزو جل: {وَإِن مَّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِك فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا}
{وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا}
{وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ}.
وفي الصحيحين عن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته قال: ثم قرأ: {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد}.
ورأيت بعضهم كذب وقال: إن العلماء قالوا: "إن هذا الزلزال بسبب ذنوب أهل العيص! "
وإنما تكلم العلماء على جهة العموم وأنها بسبب ذنوب العباد، ولم يقولوا: بسبب ذنوب أهل تلك القرية أو غيرها.
والمشكلة أن هؤلاء القوم يدعون العقل مع إعراضهم شبه التام عن فهم الكتاب والسنة وسنن الله في هذا الكون، وعامة كلامه سطحي ليس من العقل ولا العلم بسبيل.
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[09 - Jun-2009, صباحاً 12:07]ـ
ما أكثرَ الذين على شاكلته .. !
لكن صبر جميل و الله المستعان على ما يصفون.
بارك الله فيكم.
ـ[العرب]ــــــــ[09 - Jun-2009, صباحاً 01:01]ـ
حفظ الله الشيخ الامام
ـ[خالد سالم باوزير]ــــــــ[09 - Jun-2009, صباحاً 06:03]ـ
نسأل الله تعالى أن يهدي كتابنا , وأن يبصرهم في أمور دينهم , وأن يكشف لهم وجوه الحقائق , وأن يصلح حالهم , وأن يردهم إليه ردا جميلا , وأن يحبب إليهم الإيمان ويزينه في قلوبهم , وأن يكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان , وأن يجعلهم من الراشدين , إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير.
ـ[يحيى بن زكريا]ــــــــ[09 - Jun-2009, صباحاً 10:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا
ما مدى صحّة الاستدلال بهذا الحديث: صلى لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليل، فلما انصرف أقبل على الناس فقال: هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي، مؤمن بالكوكب
والقصد أن من يردّ الزلازل إلى تدافع الطبقات مثله مثل من يقول مطرنا بنوء كذا وكذا، هل يصحّ هذا؟
ولدي تساؤل، هل صحيح أن الله تعالى ما عاد يأخذ القرى بظلمها فيهلكها أو يفنيها بعد بعثة النبيّ عليه الصلاة والسلام؟ كما كان الحال مع الأولين (عاد - ثمود ... )
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[09 - Jun-2009, صباحاً 10:53]ـ
الملاحظ أن الشيخ حفظه الله تعالى .. خفف حدة اللهجة مع أمثال هؤلاء المنافقين؟
فما السبب يا شيخ عبد الرحمان بنظرك؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[09 - Jun-2009, صباحاً 11:17]ـ
الملاحظ أن الشيخ حفظه الله تعالى .. خفف حدة اللهجة مع أمثال هؤلاء المنافقين؟
فما السبب يا شيخ عبد الرحمان بنظرك؟
حتي يعلم الشيخ أمثالنا كيفية الرد على الجهلة
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[09 - Jun-2009, مساء 12:16]ـ
بارك الله في الشيخ و صحفنا أصبحت تتطاول على الدين أخزاهم الله.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[09 - Jun-2009, مساء 02:45]ـ
أخي المكرم أبا عبد الرحمان ..
سؤالي حفظك الله:لماذا تغير الشيخ في نبرة الرد
وليس هو:لماذا منهجه الأصلي في الرد هكذا
لأني لاحظت تغيراً,,
وفقك الله
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[09 - Jun-2009, مساء 04:09]ـ
بارك الله فيكم.
والقصد أن من يردّ الزلازل إلى تدافع الطبقات مثله مثل من يقول مطرنا بنوء كذا وكذا، هل يصحّ هذا؟
الذي يظهر لي أنه لا يصلح؛ لأن هؤلاء الجهلة لا ينكرون نسبة هذه لله تعالى، وإنما ينكرون على من يجعل سببها ذنوب العباد.
ولدي تساؤل، هل صحيح أن الله تعالى ما عاد يأخذ القرى بظلمها فيهلكها أو يفنيها بعد بعثة النبيّ عليه الصلاة والسلام؟ كما كان الحال مع الأولين (عاد - ثمود ... )
راجع كلام أهل التفسير عند هذه الآية: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِن بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} (43) سورة القصص.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[09 - Jun-2009, مساء 04:12]ـ
الملاحظ أن الشيخ حفظه الله تعالى .. خفف حدة اللهجة مع أمثال هؤلاء المنافقين؟
فما السبب يا شيخ عبد الرحمان بنظرك؟
حياك الله يا أبا القاسم.
الحقيقة لم ألحظ هذا في مجمل ما كتب الشيخ.
وربما خفف اللهجة مع هذا لأنه لا يراه منافقا، أو لأنه لا يعلم عنه كبير شيء، فعامله على أنه جاهل يحتاج إلى تعليم برفق.
والله أعلم.(/)
من لديه تاريخ وفاة هؤلاء الأعلام
ـ[جمال البليدي]ــــــــ[08 - Jun-2009, مساء 11:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
هل من الإخوة الأفاضل من لديه تاريخ وفاة هؤلاء الأعلام:
1 - أبي عمرو عثمان بن أبي الحسن بن الحسين السهروردي الفقيه المحدث من أئمة أصحاب الشافعي
2 - الإمام أبي بكر محمد بن محمود بن سورة التميمي فقيه نيسابور.
وجزاكم الله خيرا .....
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[09 - Jun-2009, صباحاً 10:44]ـ
للأسف لم أجدهما في الإشارة إلى وفيات الأعيان، لا في فهرس الأعلام ولا في فهرس الأماكن.
فائدة:
قرأت في وفيات سنة (تسع و أربعين و خمسمئة):
(الظافر بالله، إسماعيل بن الحافظ العبيدي، اغتاله عباس في المحرم، وله ثنتان وعشرون *سنة، وأجلس مكانه ولده الفائز طفلًا .. )
* شاب عمره 22 سنة يُسطر اسمه ضمن وفيات الأعلام!!
أين نحن منهم .. !!
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[09 - Jun-2009, صباحاً 11:40]ـ
فائدة:
قرأت في وفيات سنة (تسع و أربعين و خمسمئة):
(الظافر بالله، إسماعيل بن الحافظ العبيدي، اغتاله عباس في المحرم، وله ثنتان وعشرون *سنة، وأجلس مكانه ولده الفائز طفلًا .. )
* شاب عمره 22 سنة يُسطر اسمه ضمن وفيات الأعلام!!
أين نحن منهم .. !!
نحن في خير أختي الكريمة ولله الحمد والمنة بانتسابنا إلى أهل السنة وإليك ترجمته من سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي:
الظافر بالله *
صاحب مصر الظافر بالله أبو منصور إسماعيل بن الحافظ لدين الله عبد المجيد بن محمد بن المستنصر معد بن الظاهر علي بن الحاكم، العبيدي المصري الاسماعيلي، من العبيدية الخارجين على بني العباس.
ولي الامر بعد أبيه خمسة أعوام.
وكان شابا جميلا وسيما لعابا عاكفا على الاغاني والسراري.
استوزر الافضل سليم (1) بن مصال فساس الاقليم.
وانقطعت دعوته (1) ودعوة أبيه من سائر الشام والمغرب والحرمين.
وبقي لهم إقليم مصر.
ثم خرج على ابن مصال العادل ابن السلار (3)، وحاربه وظفر به، واستأصله، واستبد بالامر.
وكان ابن مصال من أجل الامراء، هزمه عسكر ابن السلار بدلاص (4)، وأتوا برأسه على قناة (5) وكان علي بن السلار من أمراء الاكراد ومن الابطال المشهورين، سنيا مسلما حسن المعتقد شافعيا، خمد بولايته نائرة الرفض.
وقد ولي أولا الثغر (6) مدة، واحترم السلفي (7)، وأنشأ له المدرسة العادلية، إلا أنه كان ذا سطوة، وعسف، وأخذ على التهمة، ضرب مرة دفا ومسمارا على دماغ الموفق متولي الديوان
لكونه في أوائل أمره شكا إليه غرامة لزمته في ولايته، فقال: كلامك ما يدخل في أذني، فبقى كلما دخل المسمار في أذنه يستغيث، فيقول: أدخل كلامي بعد في أذنك (8)؟.
وقدم من إفربقية عباس بن أبي الفتوح (9) بن الملك يحيى بن تميم بن المعز بن باديس مع أمه صبيا.
فتزوج العادل بها قبل الوزارة، فتزوج عباس، وولد له نصر، فأحبه العادل، ثم جهز أباه للغزو، فلما نزل ببلبيس، ذاكره ابن منقذ (1)، وكرها البيكار (2)، فاتفقا على قتل العادل، وأن يأخذ عباس منصبه.
فذبح نصر العادل على فراشه في المحرم سنة 548، وتملك عباس وتمكن (3).
وكان ابنه نصر من الملاح.
فمال إليه الظافر وأحبه، فاتفق هو وأبوه
عباس على الفتك بالظافر (4).
فدعا نصر إلى دارهم ليأتي متخفيا، فجاء إلى الدار التي هي اليوم المدرسة السيوفية.
فشد نصر عليه فقتله وطمره في الدار.
وذلك في المحرم سنة تسع وأربعين [وخمس مئة].
فقيل كان في نصفه (5)، وعاش الظافر اثنتين وعشرين سنة.
ثم ركب عباس من الغد وأتى القصر.
وقال: أين مولانا؟ فطلبوه ففقدوه.
وخرج جبريل ويوسف أخوا الظافر، فقال: أين مولانا؟ قالا: سل ابنك، فغضب.
وقال: أنتما قتلتماه، وضرب رقابهما في الحال (6).
سير أعلام النبلاء (15/ 202 - 204)
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[09 - Jun-2009, صباحاً 11:46]ـ
المنتخب من كتاب السياق لتاريخ نيسابور لتقي الدين أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الصيرفيني- (1/ 64)
121 أبو بكر ابن سورة
محمد بن محمود بن سورة الفقيه أبو بكر التميمي مشهور من بيت الثروة والمرورة والفضل ختن أبي عثمان الصابوني على ابنته أبو سبطيه الحسن والحسين
توفي ليلة الإثنين الخامس والعشرين من شهر ربيع الأول سنة سبع وسبعين وأربع مائة وصلى عليه أبو بكر الصابوني ودفن في مقبرة الحسين
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[09 - Jun-2009, صباحاً 11:55]ـ
وقد ذكر الذهبي في تاريخ الإسلام (32/ 211) أنه ممن توفي في نفس السنة والشهر الآنفين، ولم يحدد يوما.
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[09 - Jun-2009, مساء 12:57]ـ
نحن في خير أختي الكريمة ولله الحمد والمنة بانتسابنا إلى أهل السنة وإليك ترجمته من سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي
أخي الكريم عبدالله .. لماذا اتعبت نفسك وأحضرت ترجمته!!
كنت سأفتح السير لأراها ..
على كلٍ جزاك الله خيرًا و وفقك لنيل مراضيه ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[09 - Jun-2009, مساء 01:00]ـ
وإياكِ أختي الكريمة.
معذرة على النقل!!
وسبب النقل:
1 - لمن لم يتيسر له الرجوع إلى الكتاب.
2 - لمعرفة حقيقة الرجل.
وبالله التوفيق
ـ[جمال البليدي]ــــــــ[09 - Jun-2009, مساء 07:57]ـ
بارك الله فيكم جميعا وأحسن إليكم
وجدت في كتاب (إجتماع الجيوش الإسلامية) لابن القيم ما نصه:
(قول الإمام أبي عمرو عثمان بن أبي الحسن بن الحسين السهروردي) الفقيه المحدث من أئمة أصحاب الشافعي من أقران البيهقي وأبي عثمان الصابوني وطبقتهما له كتاب في أصول الدين .... ))
لكنني لم أجد تاريخ وفاته!!!(/)
هل هذه الكلمة مصحفة في طبعة المغني لابن قدامة , أم هي صحيحة لكن ما مراد المصنف بها؟؟
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[09 - Jun-2009, صباحاً 06:01]ـ
هل هذه الكلمة مصحفة في طبعة المغني لابن قدامة , أم هي صحيحة لكن ما مراد ابن قدامة بها؟؟
قال ابن قدامة في كتاب الصداق 10/ 100 طبعة عالم الكتب (هجر):
" ولأن قول الله عز وجل " وأحل لكم ما وراء ذلكم أن تبتغوا بأموالكم " النساء يدخل فيه القليل والكثير ولأنه بدل منفعتها فجاز ما تراضيا عليه من المال كالعشرة وكالأجرة " أ. هـ
والسؤال ما المراد بكلمة " كالعشرة"؟؟
هل هي مصحفة وما صوابها؟؟
أم هي صحيحة لكن ما مراد ابن قدامة إذن؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابو بردة]ــــــــ[09 - Jun-2009, صباحاً 09:57]ـ
ليست مصحَّفةً
ومقصوده
العِشرة التي تكون بين الزوجين بإنفاق الرجل على زوجته بالمعروف فإذا تراضيا
على نفقة محددة بينهما قليلة كانت أم كثيرة جاز سواء كانت النفقة مالاً أم طعاماً
أم يومية أم شهرية أم غير ذلك
كالصداق إذا تراضيا عليه
وكذا الأجير إذا اتفق على ثمن الأجرة مع من استأجره قليلا كان أو كثيرا
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[09 - Jun-2009, صباحاً 11:15]ـ
تعقيب سليم أبا بردة
موفق بإذن الله
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[09 - Jun-2009, مساء 04:44]ـ
أخي الفاضل
المشبه وهو الصداق مال
والمشبه به الثاني وهو الأجرة أيضا مال
إذن ينبغي أخي الفاضل أن يكون المشبه به الأول أن يكون أيضا مالا وهو واضح جدا
فلا تصح أن يكون المراد العشرة لأنه لو صح لتعين أن تكون النفقة لأن النفقة هي المال كالأجرة وليست العشرة مالا!!
على أني أستبعد جدا أن يكون المشبه به له علاقة بعقد النكاح أي أعني أستبعد أيضا أن يكون المشبه به الآخر هو النفقة , لماذا أخي الفاضل؟؟ لأنه يريد أن يقرر أمرا ما متعلق بعقد النكاح وهو حد الصداق فلا بد ان يقرره بشيء خارج عن محل النزاع حتى يستقيم الإلزام!!
ولو راجعت بعض كتب الحنابلة أخي الفاضل تجدهم يتكلمون عن هذا الموضوع فيقولون كالثمن في البيع والأجرة فالمشبهان به لا بد أن يتوفر فيهما أمران:
1 - أن يكونان مالا
2 - أن يكونان خارجين عن صلب عقد النكاح حتى يستقيم الإلزام
وهم طبعا متوفران في المشبه به الثاني وهو الأجرة
فلا بد أن يتحقق هذان الشرطان أيضا في المشبه الأول , كما أنه لا بد أن يكون الكلمة الصحيحة مقاربة لرسم كلمة العشرة
في انتظار المساعدة
بارك الله في الجميع
ـ[الواحدي]ــــــــ[10 - Jun-2009, صباحاً 05:12]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
انظر: "الحاوي الكبير" للماوردي (فصل القول في أقل الصداق، ج9، ص 398 - 400)، لعلَّك تجد فيه بغيتك.
بارك الله فيك.
ـ[ابو بردة]ــــــــ[10 - Jun-2009, صباحاً 10:02]ـ
بارك الله فيك
لا يلزم أن يكون المشبه به مطابقاً تماماً للمشبَّه
لكن لما كان من لوازم --العِشرة-- الانفاق وهو مال شبَّه به
أما قولك انَّ المشبه به (وهو الأجرة) توفر فيه الشرطان ففيه نظر
ذلك أن غالب المعاوضة في الإجارة تكون مالية ولو اعتاض عنها الأجير بطعام أو بنكاح كما حصل لموسى عليه السلام
أو مقبل سكن أو أي خدمة للإجير لصحت الإجارة ولو لم يأخذ الأجير مالاً
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[10 - Jun-2009, مساء 06:58]ـ
بارك الله فيكما جميعا
وأخص بالشكر أخانا الواحدي
قال الماوردي في الحاوي:
"
وَيَدُلُّ عَلَيْهِ مِنْ طَرِيقِ الْقِيَاسِ: هُوَ أَنْ كُلَّ مَا صَلَحَ أَنْ يَكُونَ ثَمَنًا، صَلَحَ أَنْ يَكُونَ مَهْرًا كَالْعَشَرَةِ، وَلِأَنَّهُ عَقْدٌ ثَبَتَ فِيهِ الْعَشَرَةُ عِوَضًا، فَصَحَّ أَنْ يَثْبُتَ دُونَهَا عِوَضًا كَالْبَيْعِ، وَلِأَنَّهُ عِوَضٌ عَلَى إِحْدَى مَنْفَعَتَيْهَا فَلَمْ يَتَقَدَّرْ قِيَاسًا عَلَى أُجْرَةِ مَنَافِعِهَا، وَلِأَنَّ مَا يُقَابِلُ الْبُضْعَ مِنَ الْبَدَلِ لَا يَتَقَدَّرُ فِي الشَّرْعِ كَالْخُلْعِ " أ. هـ
فالكلمة ليست مصحفة لكنها بفتح العين من العشرة وهو العدد الذي بعد التسعة وليست بكسر العين
ويدل على ذلك قول الماوردي قبل ذلك وكذلك ذكر ذلك ابن قدامة قبل ذلك ما يوضح ذلك فقال الماوردي:
" وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ وَأَصْحَابُهُ: أَقَلُّهُ دِينَارٌ أَوْ عَشَرَةُ دَرَاهِمَ "
ثم قال بعد ذلك:
"وَرَوَى مُبَشِّرُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تُنْكِحُوا النِّسَاءَ إِلَّا الْأَكْفَاءَ، وَلَا يُزَوِّجُ إِلَّا الأولياء وَلَا مَهْرَ أَقَلُّ مِنْ عَشَرَةِ دَرَاهِمَ.وَهَذَا نَصٌّ. " أ. هـ
فمراد الماوردي وابن قدامة أنه كما يجوز أن يكون المهر عشرة دراهم جاز أقل أو جاز أكثر والحديث غير صحيح فلا يصح التحديد به
أخي الفاضل أبا بردة لا حظ بعد فهم الصواب أن كلا المشبه به الأول والثاني مالا وهما العشرة دراهم والأجرة وأنا أفهم ما قلته في موضوع الأجرة لكن جعل الأجرة خدمة ما أو سكنى ما هي تعبر مالا أيضا لأن الخدمة أو السكنى يتحصل عليها بمال فكونه جعل الأجرة خدمة او سكنى هو تحصيل لمال أيضا
بارك الله فيكما جميعا
وأشكر بشدة أخانا الفاضل الواحدي(/)
حكم وصف الممرضات بملائكة الرحمة (للشيخ ابن باز).
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[09 - Jun-2009, مساء 03:25]ـ
(حكم وصف الممرضات بملائكة الرحمة):
سؤال من (أ. أ.ع) من الدمام يقول: (نقرأ ونسمع كثيراً من عامة الناس وكتابهم وشعرائهم من يصف في كتابه أو شعره الممرضات بأنهن ملائكة الرحمة، فما رأي سماحتكم في مثل هذا الوصف، وهل يجوز ذلك؟ أفتونا جزاكم الله خيراً، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته).
الجواب: (هذا الوصف لا يجوز إطلاقه على الممرضات؛ لأن الملائكة ذكور وليسوا إناثاً، وقد أنكر الله سبحانه على المشركين وصفهم الملائكة بالأنوثية؛ ولأن ملائكة الرحمة لهم وصف خاص لا ينطبق على الممرضات؛ ولأن الممرضات فيهن الطيب والخبيث فلا يجوز إطلاق هذا الوصف عليهن، والله الموفق).
http://www.binbaz.org.sa/mat/2044
ـ[ابو نصار]ــــــــ[09 - Jun-2009, مساء 09:21]ـ
جزاك الله خير على هذا النقل المفيد. .
ـ[سمو الفكر]ــــــــ[10 - Jun-2009, صباحاً 10:16]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[13 - Jun-2009, صباحاً 06:18]ـ
لكن ما دليل الشيخ على أن الملائكة ذكورا؟
ـ[أبو عبد الله بن نعمة]ــــــــ[13 - Jun-2009, صباحاً 07:16]ـ
(وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا أشهدوا خلقهم. ... )
ولو أردنا أن نسأل هنا فالسؤال يكون:
هل يلزم التشابه في كل الصفات لإطلاق لفظ التشبيه؟
إنما التشبيه من وجه دون وجه
والمقصود استعارة معنى الرحمة واللطف من الملائكة لا أكثر
والله أعلم(/)
ما حكم التمثيل؟ وما حكم كتابة القصص الخيالية؟
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[09 - Jun-2009, مساء 03:42]ـ
رقم الفتوى: 1639.
عنوان الفتوى: حكم التمثيل.
نص السؤال: ما حكم التمثيل؟ وما حكم كتابة القصص الخيالية؟
نص الإجابة: التمثيل من وسائل اللهو المستوردة إلى بلاد المسلمين فلا يجوز فعله والاشتغال به وفيه كذب ومخالفة للواقع وفيه تنقص للشخصيات المحترمة الممثلة وفيه تشبه بالشخصيات الكافرة الممثلة أيضًا وفيه محاذير كثيرة.
وقد كتب فيه بعض المشايخ - جزاهم الله خيرًا - كتابات قيمة شخصت مضاره وحذرت منه مثل ما كتبه فضيلة الدكتور الشيخ بكر أبو زيد وما كتبه فضيلة الشيخ عبد السلام بن برجس العبد الكريم وما كتبه الشيخ حمود التويجري فلتراجع وما يقال فيه من المنافع فإن المضار الحاصلة بسببه أضعافها ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح.
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Fata...px?PageID=1639
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[09 - Jun-2009, مساء 07:10]ـ
وما حكم كتابة القصص الخيالية؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[09 - Jun-2009, مساء 08:09]ـ
قراءة وكتابة القصص والروايات الخيالية
السؤال:
هل يجوز قراءة وكتابة القصص والروايات الخيالية؟.
الجواب:
1. أما قراءتها فهو من تضييع الوقت، والإنسان ينخدع بالفراغ الذي يجده في حياته، وهو مما سيسأل عنه يوم القيامة.
- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ ". رواه البخاري (6049).
ومغبون: أي: مخدوع.
- وعن أبي برزة الأسلمي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه وعن علمه فيم فعل وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وعن جسمه فيم أبلاه ". رواه الترمذي (2417) وصححه.
2. وأما الكتابة، فإنه بالإضافة لما سبق من أن فيها تضييع الأوقات، فإن فيها محذوراً ثانياً، وهو الكذب، وهو ما لا بدَّ منه ليتم حبك الصور الخيالية والتي لا واقع لوجودها.
وإن كان لا بدَّ فاعلاً فليكتب عن الشيء الذي له وجود في الواقع مما في حياة الناس الآن، ويكتب آخذا العبرة والعظة والفائدة من حدث حقيقي حصل له أو سمع عنه، أو ليكتب على طريقة ضرب المَثَل ويذْكر ذلك في المقدّمة، والأعلى من ذلك والأولى أن يكتب عن القصص الحقّيقية والصحيحة التي وردت في القرآن والسنّة أو يكتب عن سيَر وحياة الشّخصيات الإسلامية العظيمة كالأنبياء والعلماء والصّالحين أو قصص الأمم السابقة التي قصّها الله علينا، بأسلوب تشويقي وجذّاب لا يحرّف فيه ولا يُضيف ما لم يحصل وما ليس له به عِلْم، وكذلك يسوقها بأسلوب سهل ميسّر مناسب للأطفال وليوجّه في كتاباته إلى الخلق والفضيلة.
.
والله أعلم.
موقع ,الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكون صديقا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب، حتى يكتب عند الله كذابا.
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 6094
خلاصة الدرجة: [صحيح]
8634 - ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب ويل له ويل له
الراوي: معاوية بن حيدة القشيري المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2315
خلاصة الدرجة: حسن
ـ[أبو عبيدة محمد السلفي]ــــــــ[09 - Jun-2009, مساء 09:22]ـ
و لمن أراد التوسع في معرفة حكم التمثيل فليرجع إلى
- التمثيل للشيخ بكر أبو زيد رحمه الله ( http://s203995553.onlinehome.us/waqfeya/books/24/07/tmthel.rar)
- إيقاف النبيل على حكم التمثيل للشيخ عبد السلام بن برجس آل عبد الكريم ( http://www.burjes.com/click/go.php?id=63)
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[09 - Jun-2009, مساء 10:39]ـ
سمعت الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-يقول: لابأس بالتمثيل إذا كان خاليا من الفتنة وكان يهدف لمعالجة ظاهرة إجتماعية او مشكلة مما عمت بها البلوى وما شابه ذلك شرط:
-أن لاتحتوي على محضور شرعي من إختلاط وعري وخناعة ووو
هذا الكلام سمعته من سلسلة -لقاءات الباب المفتوح- والله أعلم
ـ[معترك النظر]ــــــــ[09 - Jun-2009, مساء 11:42]ـ
وبجواز التمثيل للمصلحة قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في شرحه لكتاب التوحيد (القول المفيد) عند حديث الأبرص والأقرع والأعمى
ـ[أبومعاذالمصرى]ــــــــ[10 - Jun-2009, صباحاً 03:00]ـ
وبجواز التمثيل للمصلحة قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في شرحه لكتاب التوحيد (القول المفيد) عند حديث الأبرص والأقرع والأعمى
نعم صدق الشيخ رحمه الله الحديث دليل قوى لمن يرى الجواز فقد تنكر الملك فى هيئة مسكين وزعم الفقر والحاجه (وهو ماليس بحقيقة) وهو رد عمن يقول بعدم الجواز بسبب الكذب عند تقمص الادوار
اما بالنسبة للقصص الخياليه فكتب التراث مليئة بأمثلة ضربها العلماء لشخصيات من الخيال وحتى احداث وكلام على السنة الحيوانات وكانوا يقصدون ضرب امثله عن الكرم والبخل والشجاعة والخيانة ونحوه فماالفارق بين ضرب الامثله وقصها شفاهة وبين تدوينها فى قصة مكتوبة والمهم ان يعرف القارىء انها قصة من وحى الخيال
والله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[10 - Jun-2009, مساء 05:58]ـ
بارك الله تعالى فيكم بخصوص (التمثيل الديني) فقط.
العلماء الذين أفتوا ببدعة التمثيل الديني، بحثوا ولم يجدوا دليل من فعل النبي صلى الله عليه وسلم أو فعل أحداً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم للتمثيل الديني.
فلذلك أفتوا بأنه بدعة في الدين.
وبخصوص القصص الخيالية لتتويب العصاة وهداية الضلال:
لمن يرى جوازها ويقوم بتأليفها نرجوا أن يضع في حسبانه أن لا يتخذها فناً وسمتاً مستقلاً بديلاً عن الطرق الشرعية في الدعوة لله عز وجل.
ـ[شريف شلبي]ــــــــ[10 - Jun-2009, مساء 09:03]ـ
لمن يتحدث عن الكذب في التمثيل:
ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم: " مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها ......... " فهل كان ثم سفينة أو أقوام او استهام؟؟؟؟؟؟؟؟
ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم: " لله أفرح بتوبة عبده من احدكم فقد بعيره وعليها زاده وماءه .............. " فهل كان ثم ضال أو بعير أو قائل اللهم أنت عبدي وأنا ربك.
بالاضافة الى ما سبق ذكره من حديث الأعمى والأبرص.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[10 - Jun-2009, مساء 09:47]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هناك رسالة علمية (ما جستير) باسم " أحكام فن التمثيل في الفقه الإسلامي " إعداد الباحث محمد بن موسى بن مصطفى الدالي، تقدم بها الباحث لنيل درجة الماجستير في الفقه في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية من كلية الشريعة قسم الفقه، وتمت مناقشتها في 19/ 3 / 1428 هـ ونال المؤلف الدرجة بتقدير عام ممتاز، وقد طبعة سنة 1429 هـ في مكتبة الرشد.
وقد تناول الباحث في بحثه ما يأتي:
ـ حكم اللهو في الشريعة الإسلامية.
ـ حكم المزاح وحدّه في الشريعة الإسلامية.
ـ تعريف التمثيل.
ـ الألفاظ ذات الصلة: مثل التقليد، المحاكاة، التشخيص، الملهاة، خيال الظل.
ـ ما ورد في القرآن والسنة مما يتعلق بالتمثيل.
ـ نشأة التمثيل.
ـ أهداف التمثيل.
ـ أنواع التمثيل.
ـ عناصر التمثيل.
ـ حكم التمثيل: ذكر مصالح ومفاسد التمثيل، الحكم الإجمالي للتمثيل، الحكم التفصيلي للتمثيل:
حكم تمثيل الذات الإلهية، حكم تمثيل الأنبياء والرسل، حكم تمثيل الملائكة، حكم تمثيل الصحابة، حكم تمثيل الأئمة والعلماء، حكم تمثيل القادة والزعماء، حكم تمثيل القصص القرآني، حكم تمثيل القصص الأسطورية والخيالية، حكم التمثيل للدعوة، حكم التمثيل للإصلاح، حكم التمثيل للتعليم، حكم إنشاء معاهد لتعليم التمثيل، حكم اتخاذ التمثيل تجارة.
إلى غير ذلك من المباحث المتعلقة بدقائق ما له صلة ويحدث في التمثيل.
رسالة شيقة ومفيدة و موثقة بالدليل والبرهان، بلغت (860) صفحة بفهارسها.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[11 - Jun-2009, صباحاً 12:35]ـ
السؤال: (ما هو حكم التمثيليات والمسرحيات الإسلامية)؟
المفتي: محمد بن صالح العثيمين ( http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa&iw_a=mufties&mufti_id=50)
الإجابة: (القيام بالتمثيليات اختلف فيه علماء عصرنا ... فمنهم من يقول أنه لا يجوز القيام بالتمثيليات إطلاقا وعللوا قولهم بأن التمثيلية كذب .. لأن الرجل يقوم بدور فلان مثلا ليس هو فلانا .. وحينئذ يكون كاذبا في دعواه لأن الكذب ما كان خلاف الحقيقة.
وقال بعض أهل العلم:
إنه لا بأس بالتمثيليات، وإنه ليس فيها الكذب وذلك لأن الكذب هو الإخبار بخلاف الحقيقة والواقع .. وهذا الرجل ممثل .. وهو لا يقول إنني فلان نفسه .. ولكنه يقول أنا أمثل فلانا .. أي أفعل فعلا يشبه فعل فلان .. وهذا واقع وحقيقة ..
والحاضرون يعلمون هذا كلهم أنه هذا هو المراد بالتمثيلية .. بخلاف من جاء إليك في بيتك ودق الباب وقال أنا فلان وهو يكذب .. فهذا هو الكذب، أما الرجل يقوم بدور إنسان آخر فإنه لم يكذب وليس يدعي أنه هو نفسه فبناء على هذا لا تكون المسألة كذب ..
ولكن إذا اشتملت المسرحية على شيء محرم كأن يستلزم تنقص ذوي الفضل فإنها لا تجوز .. وعلى هذا فأرى أن الصحابة رضي الله عنهم لا يمثلون ولا سيما الخلفاء الراشدون منهم.
كذلك إذا تضمنت شيئا محرما كما لو قام فيها الرجل بدور المرأة، أو المرأة بدور الرجل .. لأن هذا من باب التشبه وقد لعن الرسول صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهين من النساء بالرجال.
كذلك إذا اشتملت على محاكاة البهائم والحيوان، فإن هذا لم يرد في القرآن والسنة إلا في مقام الذم: قال الله تعالى: " واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين، ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب " سورة الأعراف .. فالمقام هنا مقام ذم
وكقوله تعالى: " مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا " ..
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: " العائد في هبته كالكلب يقيء ثم يعود في قيئه " ..
فإذا اشتملت التمثيلية على محرم صارت حراما من هذا الوجه ... لا لأنها كذب!
والله أعلم).
http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa&iw_a=view&fatwa_id=188
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[11 - Jun-2009, مساء 01:00]ـ
الذي يجوز كتابة الراويات يلزمه جواز التمثيل إذ الأصل واحد. فالتمثيل هو فرع عن الرواية أصلا. وقد قال العلامة رشيد رضا في "فتاويه" أن الحريري في مقدمة كتابه "المقامات " إشار إلى أن هناك إجماعا على جواز مثل تلك الروايات. والله أعلم
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[13 - Jun-2009, صباحاً 01:34]ـ
بارك الله تعالى فيكم بخصوص (التمثيل الديني) فقط.
العلماء الذين أفتوا ببدعة التمثيل الديني، بحثوا ولم يجدوا دليل من فعل النبي صلى الله عليه وسلم أو فعل أحداً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم للتمثيل الديني.
فلذلك أفتوا بأنه بدعة في الدين.
وبخصوص القصص الخيالية لتتويب العصاة وهداية الضلال:
لمن يرى جوازها ويقوم بتأليفها نرجوا أن يضع في حسبانه أن لا يتخذها فناً وسمتاً مستقلاً بديلاً عن الطرق الشرعية في الدعوة لله عز وجل.
فهل عثمان بن عفان - رضي الله عنه و أرضاه - وجد دليلا من فعل النبي - صلى الله عليه و سلم - على الأذان الثالث ليوم الجمعة؟
وهل العلماء و المشايخ عندما يقولون: " يجوز أن يجلس الإمام بعد كلِّ جمعة ليعقد مجلسا للإفتاء .. " وجدوا لذلك الفعل دليلا من فعل الرسول - صلى الله عليه و سلم -؟
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[13 - Jun-2009, مساء 12:59]ـ
فهل عثمان بن عفان - رضي الله عنه و أرضاه - وجد دليلا من فعل النبي - صلى الله عليه و سلم - على الأذان الثالث ليوم الجمعة؟
وهل العلماء و المشايخ عندما يقولون: " يجوز أن يجلس الإمام بعد كلِّ جمعة ليعقد مجلسا للإفتاء .. " وجدوا لذلك الفعل دليلا من فعل الرسول - صلى الله عليه و سلم -؟
الأخ الكريم.
لا ينبغي كلما وُجِد الكلام على البدعة، والدليل من فعل النبي - صلى الله عليه وسلَّم - وغير ذلك، أن نستحضر على الفور: مسألة الأذان الثالث، وصلاة التراويح، وتأبير النخل، وصلاة العصر في بني قريظة، ونحو ذلك مما دُرس وقتل دراسة في سياقه.
فكل هذا يدرس في سياقه، ولا يُقذف به هكذا في وجه كل من يدعو إلى التقوى والورع.
والله - عز وجل - يقول: {{وتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون}}.
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[13 - Jun-2009, مساء 01:04]ـ
بارك الله فيك.
و إنما أوردتُ ذلك ليتفكر فيه من يحكم على كل أمر لم يرد عن النبي - صلى الله عليه و سلم - بأنه بدعة!
و ليس المراد طرح شبهة، أو تعكير الموضوع.
بارك الله فيكم.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[13 - Jun-2009, مساء 01:13]ـ
ومن المساوئ أيضًا للقصص الخيالية:
أن الكاتب يتخيل - ويتمادى في التخيل - من الأحداث ما يكون مأساويًّا، ثم يعرض - ويتفنن في العرض - لتلك المأساة، ولا يرى أنه قد نجح في لعبته تلك إلا إذا علق قلب قارئه وخاطره، وسحبه سحبًا شديدًا إلى غير الواقع، بكل مشاعره وخلجاته، يقوده ويجره إلى ظلمات من الحزن والبؤس واليأس، فيُدمي قلبَه قبل أن يُسيل دمع عينيه.
وحينئذ - فقط - يرى أنه قد أجاد في رسم صورة مأساوية (تراجيدية) جيدة.
فهل ترون هذا يجوز؟؟
لقد شعر أحد السلف: الخبزأرزي - وليس هو من نابغي العلماء ولا الصالحين فيما أعلم - بما في تعليق القلب من الأذى فقال:
خليليَّ هل أبصرْتُما أو سمعتُما * * * بأكرمَ من مَولى تمشَّى إلى عبدِ
أتى زائرًا من غيرِ وعْدٍ وقال لي: * * * أصونُك عن تعليقِ قلبِك بالوعْدِ
فماذا ترون إذًا؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[13 - Jun-2009, مساء 01:23]ـ
سمعت الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله وقد سئل في مقره بمنى ايام الحج
عن حكم التمثيل واستخدامه في الدعوة الى الله فقال رحمه الله انه لايجوز لانه مبني على الكذب
تقول انك ابوبكر وعمر واينك من ابي بكر وعمر
وفعلا كلامه صحيح رحمه الله فالممثل او لممثلة يقول انا فلان اوفلانه وهوليس اسمه الحقيقي ويقول انا مريض او مسافر
وهو كاذب ويقول هذه زوجتي وهو كاذب في ذلك كله
وتاتي الخطورة من تمثيل الصحابةرضي الله عنهم من قبل اناس عرفوا بالشر والفجورفتربط في اذهان الناشئة
ان فلانا الصحابي صاحب تلك الصورة
يقول بعض الزملا ء من الدعاة الى الله اتصل بي شخص فقال من هي هند بنت عتبة قلت لماذا؟؟ فقال لاني سبيتها ولعنتها بسبب مسلسل فقال له الداعية هذه صحابية رضي الله عنا فجلس الرجل يستغفر الله مما حصل منه بسبب التمثيليات والمسلسلات
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[13 - Jun-2009, مساء 08:13]ـ
لمن يتحدث عن الكذب في التمثيل:
ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم: " مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها ......... " فهل كان ثم سفينة أو أقوام او استهام؟؟؟؟؟؟؟؟
ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم: " لله أفرح بتوبة عبده من احدكم فقد بعيره وعليها زاده وماءه .............. " فهل كان ثم ضال أو بعير أو قائل اللهم أنت عبدي وأنا ربك.
بالاضافة الى ما سبق ذكره من حديث الأعمى والأبرص.
بارك الله تعالى فيك، قال الشيخ العلامة بكر أبو زيد:
[[وأما قياسه علي ضرب الأمثال في الكتاب والسنة فهذا قياس مقدوح فيه بقيام الفارق بين المقيس والمقيس عليه، إذ الأمثال قولية، وأما (التمثيليات) فهي فعلية تمارس بالذوات، فكيف هذا علي هذا مع عدم تطابقهما. فثبت فساد القياس]] اهـ التمثيل.
فرق بارك الله تعالى فيك بين أن أضرب المثل وأقول: (مثل الذي يشرب الخمر والذي لا يشرب الخمر، كمثل الرجل الطالح والرجل الصالح).
وبين أن أقوم بتمثيل شرب الخمر!!
فإن قلت أن تمثيل شرب الخمر حرام، فلماذا لم تقل أن ضرب المثل برجل يشرب الخمر حرام؟!
هنا يكون ظهر الفرق بين ضرب المثل بفعل الشىء، وبين أن أقوم أنا بفعل هذا الشىء.
يعني فرق بين أن أقول: (مثل الذي يفعل شىء ....
وبين أن أقوم انا بفعل هذا الشىء، كما بين الإمام بن باز رحمه الله تعالى في هذه الصفحة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[13 - Jun-2009, مساء 08:20]ـ
بارك الله فيك.
و إنما أوردتُ ذلك ليتفكر فيه من يحكم على كل أمر لم يرد عن النبي - صلى الله عليه و سلم - بأنه بدعة!
و ليس المراد طرح شبهة، أو تعكير الموضوع.
بارك الله فيكم.
وفقكم الله تعالى لكل خير:
الدعوة لله عز وجل إما ان تكون:
بالطرق الشرعية، أو الطرق البدعية.
فهل الدعوة لله عز وجل بالتمثيل من الطرق الشرعية؟!
وليتنبه فأنا أقول (طرق الدعوة)، ولا أقول وسائل الدعوة أو أدوات الدعوة!
قال شيخ الإسلام بن تيمية: [فلا يجوز أن يقال أنه ليس في الطرق الشرعية التي بعث الله بها نبيه ما يتوب به العصاة، فإنه قد علم بالاضطرار، والنقل المتواتر: أنه قد تاب من الكفر، والفسوق، والعصيان، من لا يحصيه إلا الله تعالي من الأمم بالطرق الشرعية] اهـ.مجموع الفتاوى
وإن كانت عندكم الدعوة لله عز وجل بالتمثيل من الطرق الشرعية.
فهل استخدم النبي صلى الله عليه وسلم هذه الطريقة في الدعوة لله عز وجل؟!
هل استخدمها الخلفاء الراشدون في الدعوة لله عز وجل؟!
ومعلوم أن ضابط البدعة شرعاً هو: التعبد لله عز وجل بشىء لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يفعله الخلفاء الراشدون، دليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم ((فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة)).
فمن يتعبد أو يتقرب إلى لله عز وجل باستخدام التمثيل في تتويب العصاة وهداية الضلال، فليبرز لنا الدليل على ذلك من فعل النبي صلى الله عليه وسلم للتمثيل، أو الخلفاء في الدعوة لله عز وجل؟!!
وننتظر الدليل لتعم الفائدة وفقكم الله تعالى لكل خير.
وليسأل كل من يقول بشرعية الأفلام والتمثيليات والمسرحيات الدينية نفسه؟
على مدار الزمان من لدن النبي صلى الله عليه وسلم ومثات الألوف من علماء المسلمين
هل وجدت عالم واحد من مئات الألوف على مر الزمان قام بعمل:
((فيلم ديني))، أو ((مسرحية دينية))، أو ((مسلسل ديني))؟!!!!!
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[13 - Jun-2009, مساء 11:02]ـ
وفقكم الله تعالى لكل خير:
الدعوة لله عز وجل إما ان تكون:
بالطرق الشرعية، أو الطرق البدعية.
فهل الدعوة لله عز وجل بالتمثيل من الطرق الشرعية؟!
وليتنبه فأنا أقول (طرق الدعوة)، ولا أقول وسائل الدعوة أو أدوات الدعوة!
قال شيخ الإسلام بن تيمية: [فلا يجوز أن يقال أنه ليس في الطرق الشرعية التي بعث الله بها نبيه ما يتوب به العصاة، فإنه قد علم بالاضطرار، والنقل المتواتر: أنه قد تاب من الكفر، والفسوق، والعصيان، من لا يحصيه إلا الله تعالي من الأمم بالطرق الشرعية] اهـ.مجموع الفتاوى
وإن كانت عندكم الدعوة لله عز وجل بالتمثيل من الطرق الشرعية.
فهل استخدم النبي صلى الله عليه وسلم هذه الطريقة في الدعوة لله عز وجل؟!
هل استخدمها الخلفاء الراشدون في الدعوة لله عز وجل؟!
ومعلوم أن ضابط البدعة شرعاً هو: التعبد لله عز وجل بشىء لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يفعله الخلفاء الراشدون، دليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم ((فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة)).
فمن يتعبد أو يتقرب إلى لله عز وجل باستخدام التمثيل في تتويب العصاة وهداية الضلال، فليبرز لنا الدليل على ذلك من فعل النبي صلى الله عليه وسلم للتمثيل، أو الخلفاء في الدعوة لله عز وجل؟!!
وننتظر الدليل لتعم الفائدة وفقكم الله تعالى لكل خير.
وليسأل كل من يقول بشرعية الأفلام والتمثيليات والمسرحيات الدينية نفسه؟
على مدار الزمان من لدن النبي صلى الله عليه وسلم ومثات الألوف من علماء المسلمين
هل وجدت عالم واحد من مئات الألوف على مر الزمان قام بعمل:
((فيلم ديني))، أو ((مسرحية دينية))، أو ((مسلسل ديني))؟!!!!!
" ومعلوم أن ضابط البدعة شرعاً هو: التعبد لله عز وجل بشىء لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يفعله الخلفاء الراشدون، دليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم ((فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة)).
"
معلوم بالنسبة لك.
فلذلك تحملني قليلا، و علمني .. جزاك الله خيرًا.
لا أدري هل الصحابي لما قال دعاء الرفع من الركوع .. كان مبتدعا أم لا؟
على الضابط المعلوم للبدعة الذي ذكرتَه.
"
وليتنبه فأنا أقول (طرق الدعوة)، ولا أقول وسائل الدعوة أو أدوات الدعوة! "
ما الفرق؟
" فهل استخدم النبي صلى الله عليه وسلم هذه الطريقة في الدعوة لله عز وجل؟! "
هل أذن في عهد الرسول - صلى الله عليه و سلم - للجمعة أذانا ثالثا؟
" هل استخدمها الخلفاء الراشدون في الدعوة لله عز وجل؟! "
فأنت إذا ممن يقول ببدعية الأناشيد، كون المنشد يتعبد الله بها، و يدعو بها الناس إلى الله، و لم يفعلها النبي - صلى الله عليه و سلم -، ولا الخلفاء الراشدون ...
أقول، فلماذا تتباين و تختلف آراء المشايخ حول الأناشيد .. رغم أن الضابط الشرعي للبدعة معلوم!!؟؟
ماذا عن استخدام الانترنت .. التلفاز .. وغيرها مما لم يكن في عهد الرسول - صلى الله عليه و سلم -؟ للدعوة إلى الله؟
الظاهر أنها بدعة أليس كذلك؟ إذ ما فعلها الرسول - صلى الله عليه و سلم - ولا الخلفاء الراشدون؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[13 - Jun-2009, مساء 11:05]ـ
" على مدار الزمان من لدن النبي صلى الله عليه وسلم ومثات الألوف من علماء المسلمين
هل وجدت عالم واحد من مئات الألوف على مر الزمان قام بعمل:
((فيلم ديني))، أو ((مسرحية دينية))، أو ((مسلسل ديني))؟!!!!! "
هو سؤال جدلي.
لم يكن معروفا لديهم، و لذلك لا يوجد أحد منهم قام بمثل هذه الأعمال!
لكن هذا بالنسبة لي لا يدل على شيء!
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[14 - Jun-2009, صباحاً 12:06]ـ
لا أدري هل الصحابي لما قال دعاء الرفع من الركوع .. كان مبتدعا أم لا؟
على الضابط المعلوم للبدعة الذي ذكرتَه.
اقره صلى الله عليه وسلم على فعله فكان سنة فالسنة قولية اوفعلية اوتقريرية
اذانه لايقر على خطا اومنكر
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[14 - Jun-2009, صباحاً 12:45]ـ
معلوم بالنسبة لك.
فلذلك تحملني قليلا، و علمني .. جزاك الله خيرًا.
.......
لا أدري هل الصحابي لما قال دعاء الرفع من الركوع .. كان مبتدعا أم لا؟
على الضابط المعلوم للبدعة الذي ذكرتَه.
أحسن الله إليك، ما ذكرته من الضابط الشرعي للبدعة هو من الإمام بن عثيمين رحمه الله تعالى
قال الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله -: " البدعة شرعاً ضابطها " التعبد لله بما لم يشرعه الله "، وإن شئت فقل: " التعبد لله بما ليس عليه النبي صلى الله عليه وسلم، ولا خلفاؤه الراشدون "
فالتعريف الأول مأخوذ من قوله تعالى: (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله).
والتعريف الثاني مأخوذ من قول النبي صلى الله عليه وسلم: " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور ".
فكل من تعبد لله بشيء لم يشرعه الله، أو بشيء لم يكن عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وخلفاؤه الراشدون فهو مبتدع سواءٌ كان ذلك التعبد فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته أو فيما يتعلق بأحكامه وشرعه.
"
وليتنبه فأنا أقول (طرق الدعوة)، ولا أقول وسائل الدعوة أو أدوات الدعوة! "
ما الفرق؟
فرق بين الأداة والطريقة.
الاداة: مثل مكبر الصوت ... إلخ.
الطريقة: مثل المحاضرة أو الخطبة أو إلخ .....
فمكبر الصوت أداة لطريقة الدعوة لله عز وجل، وهي المحاضرة أو الخطبة او غير ذلك من الطرق الشرعية للدعوة لله عز وجل.
ولم أقل " وسائل " لأن هذا اللفظ عليه خلاف الآن ـ فأردت استخدام ما ذكره شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى، وهى الطرق الشرعية والطرق البدعية للدعوة لله عز وجل.
" هل استخدمها الخلفاء الراشدون في الدعوة لله عز وجل؟! "
فأنت إذا ممن يقول ببدعية الأناشيد، كون المنشد يتعبد الله بها، و يدعو بها الناس إلى الله، و لم يفعلها النبي - صلى الله عليه و سلم -، ولا الخلفاء الراشدون ...
أقول، فلماذا تتباين و تختلف آراء المشايخ حول الأناشيد .. رغم أن الضابط الشرعي للبدعة معلوم!!؟؟
ماذا عن استخدام الانترنت .. التلفاز .. وغيرها مما لم يكن في عهد الرسول - صلى الله عليه و سلم -؟ للدعوة إلى الله؟
الظاهر أنها بدعة أليس كذلك؟ إذ ما فعلها الرسول - صلى الله عليه و سلم - ولا الخلفاء الراشدون؟
كما قلت لك، فرق بين الأداة والطريقة.
فكل ما ذكرته هو من الأدوات: ((مكبر الصوت – الإنترنت – التلفاز -)
أما التمثيل، فهو طريقة للدعوة لله عز وجل.
فإن كانت الأداة مباحة ـ فلا بأس باستخدامها في طرق الدعوة لله عز وجل.
أما إن كانت غير مباحة فلا يجوز استخدامها في الطرق للدعوة لله عز وجل.
ففرق وفقك الله تعالى بين الأداة، والطريقة.
كالفرق بين (مكبر الصوت) وبين (خطبة الجمعة).
هو سؤال جدلي.
لم يكن معروفا لديهم، و لذلك لا يوجد أحد منهم قام بمثل هذه الأعمال!
لكن هذا بالنسبة لي لا يدل على شيء!
قال صاحب ((تاريخ اليونان)) نقلاً من كتاب إيقاف النبيل على حكم التمثيل للشيخ عبد السلام بن برجس:
((تكمن الأصول الأولي للمسرح اليوناني في الاحتفالات الدينية التي كانت تقام في المناطق المختلفة في بلاد اليونان)) ا هـ
وهي مسرحيات كفرية.
فلتعلم وفقك الله تعالى لكل خير أن المسرحيات كانت نشأتها في العصر اليوناني!!،
وقولك: (لم يكن معروفا لديهم، و لذلك لا يوجد أحد منهم قام بمثل هذه الأعمال!)
فلماذا أخترع طرق جديدة للدعوة لله عز وجل لم يعرفها الرسول صلى الله عليه وسلم ولا الخلفاء؟
قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى:
[فإن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين: كانوا يدعون من هو شر من هؤلاء، من أهل الكفر، والفسوق، والعصيان: بالطرق الشرعية، التي أغناهم الله بها عن الطرق البدعية.
فلا يجوز أن يقال أنه ليس في الطرق الشرعية التي بعث الله بها نبيه ما يتوب به العصاة، فإنه قد علم بالاضطرار، والنقل المتواتر: أنه قد تاب من الكفر، والفسوق، والعصيان، من لا يحصيه إلا الله تعالي من الأمم بالطرق الشرعية] اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حارث البديع]ــــــــ[14 - Jun-2009, صباحاً 02:13]ـ
أرى في نظري عدة اعتراضات
في كلام من يحرم التمثيل:
1 - يقولون فيه كذب فالممثلون
يحاكون شخصيات ليست واقعة
-ونقول: هل أحد من الذين يشاهدون هذي التمثليات
يعلم أن هذي الشخصيات ليست على اسمها أو شخصيتها الحقيقية
الجواب واضح
كل من يراها يعلم يقينا أن هؤلاء الممثلون
إنما يمثلون أدورا بأسماء مختلفة
وحتى في بداية التمثيلية
يأتون بأسمائهم الحقيقية
والناس تعلم هذا
فأين الكذب؟
2 - يقولون أن هذي بدعة
-والسؤال هل كل شئ لم يفعله الرسول (ص)
ولاثبت عن الصحابة
معناه التحريم؟ والخلط في نظري من أين أتى؟
أن بعض الشباب الذين كتبوا مشكورين
خلطوا بين الوسائل
والغايات
وهذا يتأتى لعدم تصور صحيح للمسألة
فلو حرمت التمثليات لأنها لم ترد
فحرم المايك والنت والسيارات
والراديو وإخ
00000
ولاأحد يقول بهذا
إذا نسأل
مالغاية من المسلسلات الهادفة؟
*نشر الدعوة
*إحياء الفضائل في الناس
*حل المشاكل الإجتماعية
إلخ
(والوسائل لها حكم المقاصد)
كما هي القاعدة المعروفة
وأختم بكلام ابن عثيمين
لما رأى مسرحية
قال: (هذي المسرحية تؤثر اكثر من ألف محاضرة).
وهذا المشاهد ثم إني أتكلم عن التمثيليات الهادفة
حتى لايساء الفهم؟.
ـ[المعتز بدينه]ــــــــ[14 - Jun-2009, صباحاً 02:45]ـ
أظن والله أعلم ..
أن سبب الإشكال هو ربط الدعوة إلى الله بالتمثيل والإنشاد ..
فمثلاً الحداء .. كان موجوداً في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام .. فهو مباح ..
لكن ماذا كان هدف الحداء في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام؟!
كان هدفه تنشيط الروح لقطع عناء السفر , فهو إذن يدخل في معنى التسلية .. وهو هدف مطلوب ..
ولم يكن على حسب علمي المتواضع , هدف الحداء الدعوة إلى الله ..
وبناءاً على ما سبق من ناحية الإنشاد , فهو يدخل في باب التنشيط والتسلية ..
ومثله التمثيل يدخل في باب التسلية ويمكن من خلاله تحقيق أهداف اجتماعية وتربوية جيدة , والتأثير على المجتمع إيجاباً ..
ولست مفتياً , حتى أقول هذا حرام , وهذا حلال ..
إلا أنني أعتقد أن التمثيل والإنشاد ليسا من وسائل الدعوة إلى الله , مع أن فيها تحقيق أهداف إيجابية , ويمكن فيها التأثير على المجتمع , طبعاً إذا خلت من المحاذير الشرعية , كما قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ..
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[14 - Jun-2009, مساء 01:43]ـ
غريب جدا كلامك اخي حارث: تقول
فلو حرمت التمثليات لأنها لم ترد ...
اقول الم تر مانفلته لك
عن شيخ العلامة ابن عثيمين العلامة ابن باز رحمهم الله
سمعت الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله وقد سئل في مقره بمنى ايام الحج
عن حكم التمثيل واستخدامه في الدعوة الى الله فقال رحمه الله انه لايجوز لانه مبني على الكذب
تقول انك ابوبكر وعمر واينك من ابي بكر وعمر
ثم قلت فحرم المايك والنت والسيارات والراديو
اقول يا اخي لاتخلط الامور البدعة طريق مخترع في الدين يتقرب به صاحبه الى الله
تدخل في حديث ((من احدث في امرنا))
والسيارة وغيرها هل تدخل في حديث ((من احدث في امرنا))
والا هي امور دنيوية مخترعة
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[14 - Jun-2009, مساء 02:19]ـ
لا أدري هل الصحابي لما قال دعاء الرفع من الركوع .. كان مبتدعا أم لا؟
على الضابط المعلوم للبدعة الذي ذكرتَه.
اقره صلى الله عليه وسلم على فعله فكان سنة فالسنة قولية اوفعلية اوتقريرية
اذانه لايقر على خطا اومنكر
بارك الله فيك.
و لكن أرى أنك لم تفهم وجه استدلالي؟
قبل أن يقره الرسول - صلى الله عليه و سلم - ..
هل كانت بدعة؟
فإن كانت نعم، فلمَ لم ينكر عليه رسول الله - صلى الله عليه و سلم -؟
و إن لم تكن، فلمَ كان التمثيل بدعة؟
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[14 - Jun-2009, مساء 02:28]ـ
أحسن الله إليك، ما ذكرته من الضابط الشرعي للبدعة هو من الإمام بن عثيمين رحمه الله تعالى
قال الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله -: " البدعة شرعاً ضابطها " التعبد لله بما لم يشرعه الله "، وإن شئت فقل: " التعبد لله بما ليس عليه النبي صلى الله عليه وسلم، ولا خلفاؤه الراشدون "
فالتعريف الأول مأخوذ من قوله تعالى: (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله).
(يُتْبَعُ)
(/)
والتعريف الثاني مأخوذ من قول النبي صلى الله عليه وسلم: " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور ".
فكل من تعبد لله بشيء لم يشرعه الله، أو بشيء لم يكن عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وخلفاؤه الراشدون فهو مبتدع سواءٌ كان ذلك التعبد فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته أو فيما يتعلق بأحكامه وشرعه.
"
فرق بين الأداة والطريقة.
الاداة: مثل مكبر الصوت ... إلخ.
الطريقة: مثل المحاضرة أو الخطبة أو إلخ .....
فمكبر الصوت أداة لطريقة الدعوة لله عز وجل، وهي المحاضرة أو الخطبة او غير ذلك من الطرق الشرعية للدعوة لله عز وجل.
ولم أقل " وسائل " لأن هذا اللفظ عليه خلاف الآن ـ فأردت استخدام ما ذكره شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى، وهى الطرق الشرعية والطرق البدعية للدعوة لله عز وجل.
كما قلت لك، فرق بين الأداة والطريقة.
فكل ما ذكرته هو من الأدوات: ((مكبر الصوت – الإنترنت – التلفاز -)
أما التمثيل، فهو طريقة للدعوة لله عز وجل.
فإن كانت الأداة مباحة ـ فلا بأس باستخدامها في طرق الدعوة لله عز وجل.
أما إن كانت غير مباحة فلا يجوز استخدامها في الطرق للدعوة لله عز وجل.
ففرق وفقك الله تعالى بين الأداة، والطريقة.
كالفرق بين (مكبر الصوت) وبين (خطبة الجمعة).
قال صاحب ((تاريخ اليونان)) نقلاً من كتاب إيقاف النبيل على حكم التمثيل للشيخ عبد السلام بن برجس:
((تكمن الأصول الأولي للمسرح اليوناني في الاحتفالات الدينية التي كانت تقام في المناطق المختلفة في بلاد اليونان)) ا هـ
وهي مسرحيات كفرية.
فلتعلم وفقك الله تعالى لكل خير أن المسرحيات كانت نشأتها في العصر اليوناني!!،
وقولك: (لم يكن معروفا لديهم، و لذلك لا يوجد أحد منهم قام بمثل هذه الأعمال!)
فلماذا أخترع طرق جديدة للدعوة لله عز وجل لم يعرفها الرسول صلى الله عليه وسلم ولا الخلفاء؟
قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى:
[فإن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين: كانوا يدعون من هو شر من هؤلاء، من أهل الكفر، والفسوق، والعصيان: بالطرق الشرعية، التي أغناهم الله بها عن الطرق البدعية.
فلا يجوز أن يقال أنه ليس في الطرق الشرعية التي بعث الله بها نبيه ما يتوب به العصاة، فإنه قد علم بالاضطرار، والنقل المتواتر: أنه قد تاب من الكفر، والفسوق، والعصيان، من لا يحصيه إلا الله تعالي من الأمم بالطرق الشرعية] اهـ
بارك الله فيك.
أقول:
1 - فيما يتعلق بضابط البدعة:
ذكرتَ أنه مأخوذ من فضيلة الشيخ الإمام محمد بن صالح العثيمين.
بارك الله فيك، و لكن أظنك أوردتَه و أنت موافق عليه؟
فلنطبق هذا الضابط على بعض الأمثلة، و لنرى.
2 - لم ترد على نقطة دعاء الرفع من الركوع .. هل ينطبق عليه ضابط البدعة الذي ذكرتَه؟
و أنا أعلم أن النبي - صلى الله عليه و سلم - أقرَّه فصار سنة، و لكن قبل أن يُقرَّه الرسول - صلى الله عليه و سلم - .. هل كان الصحابي مبتدعا؟
إن قلتَ نعم .. فلمَ لم ينهه النبي - صلى الله عليه و سلم - عن البدعة؟
و إن قلتَ لا .. فلماذا؟
3 - فيما يتعلق بالتفريق بين الطريقة و الأداة، جزاك الله خيرًا على هذه الفائدة.
و لكن لم أفهم الفرق بين الطريقة و الوسيلة؟! أم أنك فقط اختلاف في اللفظ؟
4 - قلتَ: " فلتعلم وفقك الله تعالى لكل خير أن المسرحيات كانت نشأتها في العصر اليوناني!!، "
شكرا على هذه الفائدة.
5 - " فلماذا أخترع طرق جديدة للدعوة لله عز وجل لم يعرفها الرسول صلى الله عليه وسلم ولا الخلفاء؟
قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى: "
لماذا اخترع عثمان بن عفان - رضي الله عنه - الأذان الثالث ليوم الجمعة؟ و هذا أمر ما عرفه رسول الله - صلى الله عليه و سلم -؟
ـ[حارث البديع]ــــــــ[14 - Jun-2009, مساء 11:37]ـ
حياك اخي
استدللت على بكلام ابن باز على ابن عثيمين
بحجة انه أعلم
وهذا استلال في نظري لايستقيم
فكل عالم له فضله وعلمه الغزير
وليس هذا ماأردت
إنما قصدت ان ليس لاحد حجة على أحد
بكلام بشر
إن كان الصحابي قوله
ليس بحجة
إن اختلفوا كماهو معلوم
فكيف بما هو دونه
-قلت انهم يكذبون على الناس
فيقول أنا ابابكر انا عمر
وأينه منهما
أقول صدقت هذا إن كان كذب
لكن الناس يعلمون يقينا
أن هؤلاء ليسوا الأشخاص الحقيقين
ومن لم يعرف ذلك
فهذا شاذ ولايعقل
فأين الكذب؟
ثم إني لم اتحدث عن حكم تمثيل الصحابة!؟
فلاتربط حكم التمثيل بهم
-ائتنا بضابط للبدعة نتفق عليه
حتى نحدد إن كان التمثيل بدعة ام لا؟
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[15 - Jun-2009, صباحاً 12:58]ـ
نعم نعم نريد ضابطا للبدعة، لكن أرجو أن يكون جامعا مانعا بحيث لا نضطر بعد ذلك لإضافة التعديلات عليه و الاستثناءات .. فكثرة الاستثناءات تدل على الضعف.
و قد ذُكِرَ هذا الضابط:
" البدعة شرعاً ضابطها " التعبد لله بما لم يشرعه الله "، وإن شئت فقل: " التعبد لله بما ليس عليه النبي صلى الله عليه وسلم، ولا خلفاؤه الراشدون "
إذًا: حتى يكون العمل بدعة:
1 - يكون عبادة.
2 - لم يفعلها النبي - صلى الله عليه و سلم -. أو: 3 - لم يفعلها الخلفاء الراشدون.
سؤال: هل يجوز للخلفاء الراشدين أن يتقربوا لله بما لم يشرعه رسول الله - صلى الله عليه و سلم -؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[15 - Jun-2009, صباحاً 01:10]ـ
-قلت انهم يكذبون على الناس
فيقول أنا ابابكر انا عمر
وأينه منهما
أقول صدقت هذا إن كان كذب
لكن الناس يعلمون يقينا
أن هؤلاء ليسوا الأشخاص الحقيقين
ومن لم يعرف ذلك
فهذا شاذ ولايعقل
فأين الكذب؟
بارك الله تعالى فيك:
إن قال الممثل: [أنا أحمد بن حنبل]
وكل الناس تعلم يقيناً أنه ليس أحمد بن حنبل.
ألا يكون ذلك كذباً ـ حتى لو كل الناس تعلم يقيناً أنه ليس كذلك؟!!
يعنى إن جئت أنا الآن ووقفت في الطريق وقلت بأعلى صوتي أنا شيخ الإسلام بن تيمية.
وكل الناس تعلم يقيناً أنني لست شيخ الإسلام بن تيمية.
ألا يكون ما فعلته من الكذب؟!!
والأحاديث الدالة علي تحريم الكذب عامة، فلا تخصص إلا بما خصصه الشرع
[رخص النبي صلى الله عليه وسلم من الكذب في ثلاث: في الحرب، وفي الإصلاح بين الناس، وقول الرجل لامرأته. وفي رواية: وحديث الرجل امرأته، وحديث المرأة زوجها]. (صحيح الألباني)
فما الذي يخصص الكذب عن طريق التمثيل من الأحاديث العامة؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[15 - Jun-2009, صباحاً 02:08]ـ
الكذب اخبار بخلاف الواقع فلو قال هذه البضاعة سليمة وهي مغشوشة الايعد كاذبا
فلو قال للممثلة هذه زوجتي هل هو صادق ام كاذب؟؟ ولوقال انا مريض وليس بمريض الايعد كاذبا
واحيانا يحلفون على الكذب وهم يعلمون
ـ[حارث البديع]ــــــــ[15 - Jun-2009, صباحاً 02:17]ـ
شفى الله اخاك وبورك فيك
مثالك الذي ذكرت
لاشأن له بموضوع بحثنا
فمن فعل ماقلت
إما أن يقول الناس عنه مجنون
اومجنون
والتمثيل
يقوم على معرفة الناس بالشخصية الحقيقية للممثل
والشخصية الأخرى الغير حقيقية المرادة من التمثيل
إنما يمثل وغايته قصة في التاريخ يستعرضها
أو اى هدف آخر
مثل ذلك كفعل المختار (ص) لما مثل لأصحابه
بأمثلة يسوقها
فهل هذي الأمثة حقيقية؟
ـ[حارث البديع]ــــــــ[15 - Jun-2009, صباحاً 02:32]ـ
إن كان التمثيل يقوم على معرفة الناس بالشخصية الحقيقية للممثل
والشخصية الأخرى الغير حقيقية المرادة من التمثيل
فأين الكذب؟
ـ[حارث البديع]ــــــــ[15 - Jun-2009, صباحاً 03:43]ـ
أقصد شاذ
ولايعقل بضم الياء
كناية عن استحالته في نظري
لم أقصد من كلامي الإساءة لاحد أنه
لايعقل بفتحها
حتى لاافهم خطأ.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[16 - Jun-2009, صباحاً 02:52]ـ
طلبنا من اخواننا ضابط للبدعة
كي لانلقي الاحكام جزافا دون روية
فهل يتكرموا علينا اخواننا بذلك.
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[16 - Jun-2009, صباحاً 09:03]ـ
أخونا الفاضل: حارث البديع:
لقد ذُكِرَ هذا الضابط:
" البدعة شرعاً ضابطها " التعبد لله بما لم يشرعه الله "، وإن شئت فقل: " التعبد لله بما ليس عليه النبي صلى الله عليه وسلم، ولا خلفاؤه الراشدون "
إذًا: حتى يكون العمل بدعة:
1 - يكون عبادة.
2 - لم يفعلها النبي - صلى الله عليه و سلم -. أو: 3 - لم يفعلها الخلفاء الراشدون.
سؤال: هل يجوز للخلفاء الراشدين أن يتقربوا لله بما لم يشرعه رسول الله - صلى الله عليه و سلم -؟
ـ[حارث البديع]ــــــــ[16 - Jun-2009, صباحاً 09:15]ـ
نعم أشكرك اخي الفاضل
كلامك جميل
لكني اريد من الإخوة الذين يعارضون التمثيل
أن يأتوا هم بالضابط
فإن لم يفعلوا ذكرنا ماقلت
لعلنا نمهلهم؟
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[16 - Jun-2009, مساء 02:44]ـ
بارك الله فيك.
هذا الضابط ليس مني بارك الله فيك.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[16 - Jun-2009, مساء 04:03]ـ
نعم اعلم بارك الله فيك
ان هذا الضابط ليس من
عندك.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[19 - Jun-2009, صباحاً 12:05]ـ
إخواننا المعارضين للتمثيل أبرز اعتراضاتهم تكمن في:
1 - الكذب حيث يمثل الفنان شخصية ليست هي شخصيته
2 - أنها بدعة
وبما أننا جوابنا عن الأولى بمايكفي فبقيت الثانية
وقد طالبناهم بضابط للبدعة فتأخروا
وهذ ضابط نقله الأخ الفاضل
أبو خالد الكمالي
قال:" البدعة شرعاً ضابطها " التعبد لله بما لم يشرعه الله "، وإن شئت فقل: " التعبد لله بما ليس عليه النبي صلى الله عليه وسلم، ولا خلفاؤه الراشدون "
إذًا: حتى يكون العمل بدعة:
- يكون عبادة.
هل الممثلون يقصدون بالتمثيل عبادة لم يشرعها الله سبحانه,
البدعة في الدين أن تضيف عبادة
أو تنقص عبادة على وجه الدوام
ثضاهي بها شريعة الله
كزيادة ركعة في العصر
أو زيادة صوم يوم بعد رمضان على وجه الوجوب هذي البدعة
فأينها من التمثيل؟
هذا جواب مختصر على اعتراض إخواننا
ومشكورين.
ـ[حارث البديع]ــــــــ[19 - Jun-2009, صباحاً 12:07]ـ
(والتمثيل كغيره من الوسائل حكمه حكم مايقصد له)
ـ[حارث البديع]ــــــــ[28 - Jun-2009, صباحاً 05:24]ـ
أتيتكم بضابط للبدعة للعلامة ابن باديس
ليتجلى لنا حقيقة البدعة أكثر
قال في الآثار (5/ 154) ((البدعة كل ما احدث على أنه عبادة وقربة ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فعله وكل بدعة ضلالة))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[28 - Jun-2009, صباحاً 05:41]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[28 - Jun-2009, مساء 11:33]ـ
إخواننا المعارضين للتمثيل أبرز اعتراضاتهم تكمن في:
1 - الكذب حيث يمثل الفنان شخصية ليست هي شخصيته
2 - أنها بدعة
وبما أننا جوابنا عن الأولى بمايكفي فبقيت الثانية
وقد طالبناهم بضابط للبدعة فتأخروا
وهذ ضابط نقله الأخ الفاضل
أبو خالد الكمالي
قال:" البدعة شرعاً ضابطها " التعبد لله بما لم يشرعه الله "، وإن شئت فقل: " التعبد لله بما ليس عليه النبي صلى الله عليه وسلم، ولا خلفاؤه الراشدون "
إذًا: حتى يكون العمل بدعة:
- يكون عبادة.
هل الممثلون يقصدون بالتمثيل عبادة لم يشرعها الله سبحانه,
البدعة في الدين أن تضيف عبادة
أو تنقص عبادة على وجه الدوام
ثضاهي بها شريعة الله
كزيادة ركعة في العصر
أو زيادة صوم يوم بعد رمضان على وجه الوجوب هذي البدعة
فأينها من التمثيل؟
هذا جواب مختصر على اعتراض إخواننا
ومشكورين.
وفقك الله تعالى لكل خير، اطلعت على بعض كلامك في الكلام على المولد النبوي، فأحببت ان تطلع على هذا الكلام لعلك تجد فيه حقاً إن شاء الله تعالى.
قال النبي صلى الله عليه وسلم " إنما الأعمال بالنيات " – فكما أن البدع تكون في العبادات _ فالسلوك بالعادات مسلك التعبدات: بهو بدعة أيضاً.
وأي عادة يقصد بها التعبد لله عز وجل على وجه لم ترد به الشريعة – صارت هذه العادة بدعة.
ونية التعبد في فعل وترك العادات على وجه لم ترد به الشريعة ـ جعلت هذا الفعل والترك عبادة فصارت بدعة.
فمن كانت نيته أن يتعبد لله عز وجل بالصمت مطلقاً، أو عدم الأكل والشرب مطلقاً كان هذا الصمت ـ وعدم الأكل والشرب بدعة.
فالبدعة تدخل في العادات التي يقصد بها التعبد والتقرب إلى الله عز وجل، كما تدخل في العبادات.
والأمثلة على ذلك:
* " التغبير ": الذي حكم عليه أئمة الدين بأنه بدعة.
* عدم الأكل والشرب مطلقاً، والصمت مطلقاً.
* الذي يعتزل النساء ولا يتزوج أبداً "، يتعبد بذلك لله عز وجل "
* الذي لا ينام على الفراش أبداً، يتعبد بذلك لله عز وجل.
قال شيخ الإسلام بن تيمية:
" وأما ما تضمنته سنة رسول اللّه صلى الله عليه وسلم من المقام بمنى يوم التروية، والمبيت بها الليلة التي قبل يوم عرفة، ثم المقام بعرنة ـ التي بين المشعر الحرام وعرفة ـ إلى الزوال، والذهاب منها إلى عرفة والخطبة، والصلاتين في أثناء الطريق ببطن عرنة ـ فهذا كالمجمع عليه بين الفقهاء، وإن كان كثير من المصنفين لا يميزه، وأكثر الناس لا يعرفه لغلبة العادات المحدثة. " اهـ " مجموع الفتاوى "
و قال شيخ الإسلام بن تيمية:
لكن إن كان ذلك الرجل معروفا ـ بأن في ماله حرامًا ـ ترك معاملته ورعا. وإن كان أكثر ماله حرامًا ففيه نزاع بين العلماء. وأما المسلم المستور فلا شبهة في معاملته أصلا، ومن ترك معاملته ورعا كان قد ابتدع في الدين بدعة ما أنزل اللّه بها من سلطان.
و قال شيخ الإسلام بن تيمية:
لا خلاف بين العلماء أن من وقف على صلاة أو صيام أو قراءة أو جهاد غير شرعي ونحو ذلك لم يصح وقفه، بل هو ينهى عن ذلك العمل، وعن البذل فيه، والخلاف الذي بينهم في المباحات لا يخرج مثله هنا؛ لأن اتخاذ الشيء عبادة، واعتقاد كونه عبادة، وعمله؛ لأنه عبادة لا يخلو من أن يكون مأمورًا به، أو منهيًا عنه، فإن كان مأمورًا به ـ واجبًا أو مستحبًا في الشريعة ـ كان اعتقاد كونه عبادة، والرغبة فيه لأجل العبادة، ومحبته وعمله مشروعًا، وإن لم يكن اللّه يحبه ولا يرضاه فليس بواجب ولا مستحب، لم يجز لأحد أن يعتقد أنه مستحب، ولا أنه قربة وطاعة، ولا يتخذه دينًا، ولا يرغب فيه لأجل كونه عبادة.
وهذا أصل عظيم من أصول الديانات، وهو التفريق بين المباح الذي يفعل لأنه مباح، وبين ما يتخذ دينا وعبادة وطاعة وقربة واعتقادًا ورغبة وعملًا. فمن جعل ما ليس مشروعًا ولا هو دينا ولا طاعة ولا قربة جعله دينًا وطاعة وقربة، كان ذلك حرامًا باتفاق المسلمين.
وقال شيخ الإسلام بن تيمية:
(فأما الصمت الدائم فبدعة منهي عنها، وكذلك الامتناع عن أكل الخبز واللحم وشرب الماء: فذلك من البدع المذمومة أيضاً) مجموع الفتاوى.
وقال شيخ الإسلام بن تيمية:
(إن اتخاذ لبس الصوف عبادة وطريقاً إلي عبادة الله بدعة) مجموع الفتاوى.
------------------
والتمثيل الديني، هل هو تقرب إلى الله تعالى؟ ام لا؟!
هل هو طريقة جديدة للتقرب والتعبد لله عز وجل ام لا؟!
وهل يجوز عمل مسرحية دينية في البيت الحرام؟!
وهل يجرأ أحد على ان يتخيل، لن أقول النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهم يمثلون مسرحية دينية؟!
عليك بالعتيق أيها الأخ الكريم.
وانظر كيف جعل شيخ الإسلام بن تيمية هذا الأصل من أصول الديانات:
وهذا أصل عظيم من أصول الديانات، وهو التفريق بين المباح الذي يفعل لأنه مباح، وبين ما يتخذ دينا وعبادة وطاعة وقربة واعتقادًا ورغبة وعملًا. فمن جعل ما ليس مشروعًا ولا هو دينا ولا طاعة ولا قربة جعله دينًا وطاعة وقربة، كان ذلك حرامًا باتفاق المسلمين.
وفقك الله تعالى لكل خير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حارث البديع]ــــــــ[29 - Jun-2009, صباحاً 01:04]ـ
بارك الله فيك ووفقك لكل خير
أخي الموقر
هل التمثيل إحداث عبادة أو زيادة أو نقص في عبادة
أنظر ماقاله الإمام الأصولي العلامة الشاطبي عن تعريف البدعة
: ((طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية، يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه))
أخي يامن تريد الحق
هل التمثيل المعروف عند الناس يفعل
من أجل هذا
هل ينطبق عليه التعريف
كل من كان منصفا واحسبك منهم قال
لا
ولاعلاقه له ألبتة بالعبادة فلم نحاول زجه قسرا في العبادة
الرأى الذي لانراه نقول لانراه
ولاننكر على المخالف مادام في طور الإجتهاد
لكن لانحاول أن نعسف الأدلة
ونخرج كلام أهل العلم عن ظاهره
ليوافق رأينا
وعمدتنا الدليل
مع فهم السلف له
لا الإقتصار على عالم بعينه
وتحميل كلامه على
مالايحتمل
لانجعل الأمر مسلم به لايقبل الجدال
فمن أصاب له اجران ومن اخطأ له اجر
وأذكرك ونفسي من قبل
أن كلام العالم على رأسنا لكن لانجعله بمنزلة النصوص
التي ينبغي التحاكم إليها
هذا تقليد اعمى واتوقع الكل يتفق معنا على هذا.ولانريد إلصاق كلمة الدين بالتمثيل يكفينا قول (التمثيل الهادف)
واقول لك شكرا على أرائك قد استفدت منك
ورأيي صواب يحتمل الخطأ
وشكرا على حوارك الهادئ وشفى الله اخاك.
ـ[وادي الذكريات]ــــــــ[01 - Jul-2009, صباحاً 12:43]ـ
بارك الله فيك ووفقك لكل خير
أخي الموقر
هل التمثيل إحداث عبادة أو زيادة أو نقص في عبادة
أنظر ماقاله الإمام الأصولي العلامة الشاطبي عن تعريف البدعة
: ((طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية، يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه))
أخي يامن تريد الحق
هل التمثيل المعروف عند الناس يفعل
من أجل هذا
هل ينطبق عليه التعريف
كل من كان منصفا واحسبك منهم قال
لا
ولاعلاقه له ألبتة بالعبادة فلم نحاول زجه قسرا في العبادة
الرأى الذي لانراه نقول لانراه
ولاننكر على المخالف مادام في طور الإجتهاد
لكن لانحاول أن نعسف الأدلة
ونخرج كلام أهل العلم عن ظاهره
ليوافق رأينا
وعمدتنا الدليل
مع فهم السلف له
لا الإقتصار على عالم بعينه
وتحميل كلامه على
مالايحتمل
لانجعل الأمر مسلم به لايقبل الجدال
فمن أصاب له اجران ومن اخطأ له اجر
وأذكرك ونفسي من قبل
أن كلام العالم على رأسنا لكن لانجعله بمنزلة النصوص
التي ينبغي التحاكم إليها
هذا تقليد اعمى واتوقع الكل يتفق معنا على هذا.ولانريد إلصاق كلمة الدين بالتمثيل يكفينا قول (التمثيل الهادف)
واقول لك شكرا على أرائك قد استفدت منك
ورأيي صواب يحتمل الخطأ
وشكرا على حوارك الهادئ وشفى الله اخاك.
جزاك الله تعالى خيراً على الدعأء، اللهم آمين.
-------------------------------
وفقك الله تعالى لكل خير:
بينت لك ولله الحمد من كلام شيخ الإسلام بن تيمية أن البدع تدخل في العادات التي يقصد بها التعبد لله عز وجل على وجه لم ترد به الشريعة.
فعقبت أنت وقلت: [هذا تقليد اعمى واتوقع الكل يتفق معنا على هذا].
ثم نقلت أنت كلام العلامة الأصولي الشاطبي عن البدعة ـ ولم تكمل تعريف البدعة عند الشاطبي رحمه الله تعالى، فسأنقله لك إن شاء الله تعالى، وسأنقل لك من كلامه أن كلامه ولله الحمد متفق مع شيخ الإسلام بن تيمية في أن البدع والمحدثات تدخل في العادات التي يقصد به التعبد لله عز وجل على وجه لم ترد به الشريعة.
لتعلم وفقك الله تعالى لقول الحق أن المسألة ليست اخراج كلام أهل العلم عن ظاهره ليوافق أرائنا ولله الحمد.
استكمال تعريف البدعة عند الشاطبي رحمه الله تعالى:
[فالبدعة إذن عبارة عن طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه، وهذا على رأي من لا يدخل العادات في معنى البدعة، وإنما يخصها بالعبادات، وأما على رأي من أدخل الأعمال العادية في معنى البدعة فيقول: البدعة طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها ما يقصد بالطريقة الشرعية] اهـ الإعتصام
وبعد هذا التعريف ألف الشاطبي رحمه الله تعالى باباً في الكتاب عنوانه:
الباب السابع: في الابتداع. هل يدخل في الأمور العادية أم يختص بالأمور العبادية؟
فقال في هذا الباب:
(يُتْبَعُ)
(/)
[وأن العاديات من حيث هي عادية لا بدعة فيها، ومن حيث يتعبد بها أو توضع وضع التعبد تدخلها البدعة، وحصل بذلك اتفاق القولين، وصار المذهبان مذهباً واحداً، وبالله التوفيق] اهـ الإعتصام.
وقد حكم الشاطبي رحمه الله تعالى على ترك بعض العاديات التي يقصد بها التقرب والتعبد لله عز وجل بأنها بدعة.
كما حكم شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى ترك بعض العاديات بأنها بدعة حيث قال:
[فأما الصمت الدائم فبدعة منهي عنها، وكذلك الامتناع عن أكل الخبز واللحم وشرب الماء: فذلك من البدع المذمومة أيضاً] اهـ مجموع الفتاوى
الدليل من كلام الشاطبي الموافق لكلام شيخ الإسلام: [وقوله في الحد تضاهي الشرعية يعني أنها تشابه الطريقة الشرعية من غير أن تكون في الحقيقة كذلك، بل هي مضادة لها من أوجه متعددة.
منها: وضع الحدود كالناذر للصيام قائماً لا يقعد، ضاحياً لا يستظل، والاختصاص في الانقطاع للعبادة، والاقتصار من المأكل والملبس على صنف دون صنف من غير علة] اهـ الإعتصام.
فنحن ولله الحمد نتبع ما قرره علماء الأصول كالذي قرره شيخ الإسلام بن تيمية، والعلامة الأصولي الشاطبي كما وصفته أنت.
وحتى لا يقال أننا نقلد الشاطبي بدون أدلة:
فإليك وفقك الله تعالى لكل خير قول الشاطبي المدعم بالادلة:
قال رحمه الله تعالى في كتاب الإعتصام:
[أما الشرع ففيه ما يدل على خلاف ذلك، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم رد على من قال:
"أما أنا فأقوم الليل ولا أنام "، وقال الآخر: "أما أنا فلا أنكح النساء " إلى آخر ما قالوا، فرد عليهم ذلك صلى الله عليه وسلم وقال:" من رغب عن سنتي فليس مني ".
وهذه العبارة أشد شيء في الإنكار، ولم يكن ما التزموا إلا فعل مندوب أو ترك مندوب إلى فعل مندوب آخر، وكذلك ما في الحديث "أنه عليه السلام رأى رجلاً قائماً في الشمس فقال: ما بال هذا؟ قالوا: نذر أن لا يستظل ولا يتكلم ولا يجلس ويصوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مره فليجلس وليستظل وليتم صومه " قال مالك: أمره أن يتم ما كان لله عليه فيه طاعة، ويترك ما كان عليه فيه معصية.
ويعضد هذا الذي قاله مالك ما في البخاري عن قيس بن أبي حازم، قال دخل أبو بكر على امرأة من أحمس يقال لها زينب فرآها لا تتكلم، فقال:
ما لها فقال حجت مصمتة قال لها: تكلمي، فإن هذا لا يحل، هذا من عمل الجاهلية فتكلمت الحديث إلخ
وقال مالك أيضاً في قوله عليه الصلاة والسلام:
"من نذر أن يعصي الله فلا يعصيه"إن ذلك أن ينذر الرجل أن يمشي إلى الشام وإلى مصر وأشباه ذلك مما ليس فيه طاعة، أو أن لا أكلم فلاناً، فليس عليه في ذلك شيء إن هو كلمه لأنه ليس لله في هذه الأشياء طاعة، وإنما يوفي لله بكل نذر فيه طاعة من مشي إلى بيت الله أو صيام أو صدقة أو صلاة، فكل ما لله فيه طاعة فهو واجب على من نذره.
فتأمل كيف جعل القيام في الشمس وترك الكلام ونذر المشي إلى الشام أو مصر معاصي، حتى فسر فيها الحديث المشهور، مع أنها في أنفسها أشياء مباحات، لكنه لما أجراها مجرى ما يتشرع به ويدان لله به صارت عند مالك معاصي لله، وكلية قوله: " كل بدعة ضلالة " شاهدة لهذا المعنى، والجميع يقتضي التأثيم والتهديد والوعيد، وهي خاصية المحرم] اهـ كتاب الإعتصام للشاطبي رحمه الله تعالى.
قال الشيخ عبد السلام بن برجس رحمه الله تعالى: [وفي لفظ لمسلم: [فقال بعضهم: لا أتزوج النساء، وقال بعضهم لا آكل اللحم، وقال بعضهم لا أنام على فراشٍ .. ] اهـ
والنبي صلى الله عليه وسلم أنكر ذلك كما هو معلوم وقال: [من رغب عن سنتي فليس مني
قال الشاطبي رحمه الله تعالى:
[وأما إن كان الترك تديناً فهو الابتداع في الدين على كلتا الطريقتين، إذ قد فرضنا الفعل جائزاً شرعاً فصار الترك المقصود معارضة للشارع في شرع التحليل وفي مثله نزل قول الله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين " فنهى أولاً عن تحريم الحلال. ثم جاءت الآية تشعر بأن ذلك اعتداء لا يحبه الله.
وسيأتي للآية تقرير إن شاء الله.
لأن بعض الصحابة هم أن يحرم على نفسه النوم بالليل، وآخر الأكل بالنهار، وآخر إتيان النساء، وبعضهم هم بالاختصاء، مبالغة في ترك شأن النساء. وفي أمثال ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"من رغب عن سنتي فليس مني".
فإذا كل من منع نفسه من تناول ما أحل الله من غير عذر شرعي فهو خارج عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم. والعامل بغير السنة تديناً، هو المبتدع بعينه] اهـ.
---------------------------------
وبخصوصو التمثيل الديني الإسلامي:
قال الشاطبي رحمه الله تعالى: [وأما على رأي من أدخل الأعمال العادية في معنى البدعة فيقول: البدعة طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها ما يقصد بالطريقة الشرعية، ولا بد من بيان ألفاظ هذا الحد. فالطريقة، والطريق والسبيل والسنن هي بمعنى واحد وهو ما رسم للسلوك عليه وإنما وإنما قيدت بالدين لأنها فيه تخترع وإليه يضيفها صاحبها] اهـ.
كما يفعل الآن من الأفلام والمسرحيات والمسلسلات الدينية الإسلامية.
وفقك الله تعالى لكل خير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حارث البديع]ــــــــ[01 - Jul-2009, صباحاً 01:04]ـ
[ quote= صدى الذكريات;247439] جزاك الله تعالى خيراً على الدعأء، اللهم آمين.
-------------------------------
وفقك الله تعالى لكل خير:
بينت لك ولله الحمد من كلام شيخ الإسلام بن تيمية أن البدع تدخل في العادات التي يقصد بها التعبد لله عز وجل على وجه لم ترد به الشريعة.
هذا إن كان التمثيل يقصد به التعبد
أما إن لم يقصد فلاعلاقة له بالتعريف
إذا لايشمله الحكم.
(وأن العاديات من حيث هي عادية لا بدعة فيها
الشاطبي)
هذا على التنزل مع الآخر.
وبوركت.
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[01 - Jul-2009, صباحاً 01:37]ـ
جزيتم جميع خير الجزاء والشكر موصول لصاحبة الموضوع
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[20 - May-2010, صباحاً 07:21]ـ
الذي يجوز كتابة الراويات يلزمه جواز التمثيل إذ الأصل واحد. فالتمثيل هو فرع عن الرواية أصلا. وقد قال العلامة رشيد رضا في "فتاويه" أن الحريري في مقدمة كتابه "المقامات " إشار إلى أن هناك إجماعا على جواز مثل تلك الروايات. والله أعلم
ان لم تخني ذاكرتي فان كلام الحريري هذا كان أصلا للدفاع عن مثل هذا امام اتهامات الفقهاء لهذا الفن بالكذب .. يعني ما يدل على وجود الخلاف القديم فيها .. :) و كان كلام الشريشي فيما اتذكر موافقا له و ان لم يتجرأ على دعوى الاجماع ..(/)
ضوابط الاختلاف فى ميزان السنه
ـ[خالد المصرى]ــــــــ[10 - Jun-2009, صباحاً 01:17]ـ
الحمد لله على الائه والصلاة والسلام على صفوة انبيائه
وعلى اله وصحبه ومن تبعهم باحسان
وسلك طريقهم الى يوم الدين
وبعد
هذا الموضوع قد دعت اليه عوامل والحت عليه
امور وحركته كوامن فهو نتاج استجابه فطريه
لما يتردد ويشاع فى المجالس والمنتديات والجامعات
والمساجد 0
وهذا الموضوع فرض نفسه وبقوه على الواقع المعاصر
بالتالى فقد استحوذ على عقل كل من يعمل
فى الحقل الدينى بل على عقل العامى والجاهل
وهذا الفرض ازعج الغيورين واقلق المهتمين بامر
صفاء الفكره ونقائها والحفاظ عليها بعيدا
عن كل تشويش وافتعال او تكلف او اقتتال
وبحث اهل الاختصاص للمشكله عن مخرج لتبقى
الامور كما كانت صافيه ممتده واصله
بين اطر الزمن وعمق المكان وبرزت فى الافق
معالجات مجديه من شانها ان تجيب كل سائل
وترد الى الصواب كل حائر تستشعر فيها صدق الرغبه
ومدى الحرص على راب الصدع
وجمع الشمل وتوحيد الكلمه والفكره
(ولكن اى صف واى جمع شمل فهل نجمع الرافضى
مع الخارجى مع العلمانى مع المعتزلى فى سله واحده)
كما يقول البعض بحسن قصد او سوء قصد
(فلنتعاون فيما اتفقنا عليه
وليعذر بعضا بعضا فيما اختلفنا فيه)
نعم هذا القول حق اذا كان الخلاف بينا اختلاف تنوع
كما كان يحدث بين الائمه
اما اذا كان الخلاف خلاف تضاد فهذا القول
حق يراد به باطل وتمييع الدين
===
اذا لابد لنا من ضوابط للاختلاف
لتكون السنه هى الحكم ---
فتعرض الاقوال عليها وتوزن الاراء بميزنها
وتضبط الاختلافات بضوابطها
فالاحتكام الى السنه من اساسيات الاسلام وقواعده
قال تعالى
(فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ
يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تسليما)
النساء 65
(وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به
ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه
الذين يستبطونه منهم) النساء 83
كما ان مطلوب السنه الوفاق ورد المختلف فيه
اليها بعد القران
وامر الناس فى صلاح ما داموا يحتكمون الى سنة
نبيهم صلى الله عليه وسلم فان هم خرجوا عنها
هلكوا وضلوا 0
ومن بديع تشبيه قال الامام مالك بن انس
(السنن سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق)
قال الامام احمد
(من رد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
فهو على شفا هلكه)
وقال له احد اصحابه ظهرت البدع
(فقال فمن لم يكن عنده حديث وقع فيها)
---------
اولا --- حقيقة الخلاف والاختلاف والصله بينهما
الخلاف بمعنى ان يجى شى بعد شى يقوم مقامه
بمعنى خلاف قدام وبمعنى التغيير
وبمعنى المخالفه لقوله تعالى
(فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله) التوبه 81
وفى لسان العرب الخلاف المضاده وفى قوله تعالى
... «وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه». هود 88
اذا الخلاف عكس الاتفاق والاتحاد والاستواء ومثال
وخالفه فى كذا سلك طريقا اخر غير طريقه
2 - الاختلاف بمعنى عدم الاستواء ومنه فى صحيح مسلم
(استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم)
وبمعنى عدم الموافقه بين الشيئين
ويستعمل عند المقارنه غالبا
فى الاصطلاح قال الاصفهانى
(والاختلاف والمخالفه ان ياخذ كل واحد طريقا
غير طريق الاخر فى حاله او قوله)
قال الجوهرى
(والخلاف اعم من الضد لان كل ضدين مختلفان
وليس كل مختلفين ضدين لما كان الاختلاف بين
الناس فى القول قد يقتضى التنازع استعير ذلك
للمنازعه والمجادله)
قال شيخ الاسلام بن تيميه
(ولفظ الاختلاف فى القران يراد به التضاد
والتعارض ولا يراد به مجرد التماثل)
(ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه أختلافاً كثيراً) النساء 82
(ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر) البقره 253
3 - - الصله بين الخلاف والاختلاف
عند المتقدمين لا يوجد فرق بين الخلاف والاختلاف
وقد يقال احدهما قائم على دليل والاخر ليس كذلك
ويرى البعض ضرورة الفصل بين الخلاف والاختلاف
وعدم الخلط بينهما وان من خواص الاختلاف
التفاعل ومن خواص الخلاف التصارع
---
ثانيا -- اسباب الخلاف والاختلاف بين الناس
1 - -ان الاختلاف الواقع فى احوال الناس وملكاتهم
(يُتْبَعُ)
(/)
وخصائصهم والوانهم وطرائق تفكيرهم
مظهر من مظاهر قدرة الله تعالى وايه من اياته قال تعالى
(ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف
ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين)
وان تتبع الاسباب واستقصائها صعب وقد لا يتيسر
نظرا لتدخلها وكثرتها ومنها
2 - - اختلاف الميزان اله تقدير الاشياء والحكم عليها
فالمؤمن صاحب العقيده ينظر اشياء ويقدرها بخلاف غيره
ومثال بسيط اسال عن سبب الانحطاط الذى فيه الناس
بدون شك سوف تجد الاجابه تختلف بحسب
منهج هذا الشخص 0
سئل عمر بن الخطاب رضى الله عنه اتوشك القرى
ان تخرب وهى عامره
(قال نعم اذ علا فجارها على ابرارها)
فهذه الاجابه مستنده من رصيد من ميراث النبوه
ذلك انه لما انتاب النبى شى من القلق والفزع
قال (ويل للعرب من شر قد اقترب) قالت ام المؤمنين
(انهلك وفينا الصالحون) قال نعم اذا كثر الخبث
3 - - اتباع الهوى
ومن الهوى السقوط من مكان مرتفع لانه يهوى
بصاحبه فى الدنيا الى كل داهيه
وفى الاخره الى الهاويه
فليس الذى يثير النزاع هو اختلاف وجهات النظر
انما هو الهوى الذى يجعل كل صاحب
وجهه يصر عليها مهما تبين له وجه الحق فى غيرها
قال ابن عباس رضى الله عنهما
(ما ذكر الله هوى فى القران الا ذمه)
4 - - تحكيم الرجال وايثارهم على الحق والغلو فى
المذهب او الجماعه او التعصب للجنس
او التراب وهو امر ضل بسببه افراد وزل به اقوام
خرجوا عن حد الاعتدال
حتى ان سلطة الافكار تكتسب قداسه بمرور الوقت
(ومن هنا رفض الاسلام كل انواع العصبيات)
5 - -الاعجاب بالنفس
ورفع السعر وادعاء المرء لنفسه منزله يستعلى
بها على الاخرين كما فعل ابليس
(أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً)
وكما فعل اليهود والنصارى
(وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه)
6 - - غياب البعد الايمانى
والادراك السليم لما جاء به الرسل الكرام
7 - -الغفله عن العواقب المترتبه على الاختلاف والفرقه
انه يؤدى الى التمزق والتحزب والفشل الى الهلاك
قال تعالى
(ولا تكونوا كالذين افترقواو اختلفوا من بعد ما جاءهم
البينات وأولئك لهم عذاب عظيم)
8 - - حب الدنيا وطلب الرئاسه
9 - - عدم التعقل فالعقل قوه ضابطه لعواطف
المرء كابحه لنزواته
10 - -اهمال نصوص الشرع قال تعالى
(فنسوا حظا مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة
والبغضاء إلى يوم القيامة)
11 - -تحقيق مشيئة الله وقدره قال تعالى
(ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون
مختلفين إلا من رحم ربك)
وذكر صاحب الموافقات الامام الشاطبى
(ان الاختلاف لا مدخل للفرد فيه ولا كسب)
وقال شيخ الاسلام ابن تيميه
\\بل الاختلاف كسبى بتحصيل اسبابه واتيان مقدماته \\
---------
الاخوه والاخوات الكرام
بهذا الاسباب ودراستها والتعمق فيها يمكن نتدارك ها ونحذر الوقوع فيها وكما قلت
فى اول الموضوع لابد لضوابط للاختلاف
واقتراح ان يكون باقى الموضوع عن طريق الحوار
ولكن من يدخل يتكلم عن هذه الضوابط
ويكون الحكم هو السنه ليس زبالة العقول
واراء الرجال فقد عصفت على القلوب هذه
الاهواء فاطفات مصابيحها وتمكنت منها اراء الرجال
فاغلقت ابوابها واضاعت مفاتيحها
وران عليها كسبها فلم تجد حقائق القران والسنه
اليها منفذا كما قال شيخ الاسلام بن القيم
قال شيخ الاسلام ابن القيم
(والله انها فتنه اعمت القلوب عن مواقع رشدها
وحيرت العقول عن طرائق قصدها
يربى فيها الصغير ويهرم فيها الكبير)
ضوابط الاختلاف للحوار
1 - - التسليم للائمه المجتهدون فيما اجمعوا عليه
2 - - ترك الانكار فى المسائل الخلافيه (المعتبره)
3 - - ان يكون المعتبر اثبات الاختلاف دون الاحتجاج به
4 - - العلم باختلاف العلماء
5 - - الاتفاق على اصل يكون بينهما
6 - - تقدير حاجة الناس الى تغير الفتوى
7 - - اعتبار المصالح
يتبع
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[خالد المصرى]ــــــــ[10 - Jun-2009, صباحاً 01:33]ـ
1 - -التسليم للائمه المجتهدين فيما اجمعوا واتفقوا
عليه لان الحق لا يخرج عنه
(ولان اجماعهم حجه قاطعه)
(فان الائمه لا يجتمعون على باطل)
ولو بحسب الواقع لاعمدا ولا خطا
وهذا الضابط يحتاج الى تاصيل من الناحيه الشرعيه
والعقليه من الناحيه الشرعيه
1 - فقد ورد الشرع بعصمة الامه اذا اجمعت على
(يُتْبَعُ)
(/)
امر واجارتها من الاجتماع على خطا
دل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم
(لا تجتمع امتى على ضلاله ابدا) اخرجه الترمذى
(لا يجمع الله هذه الامه على ضلاله ويد الله مع الجماعه)
اخرجه الحاكم وصححه
(ان الله اجاركم من ثلاث -----وان لاتجتمعوا على ضلاله) اخرجه ابو داود
(فعلكيم بالجماعه فان الله لن يجمع امتى الا على هدى) اخرجه الامام احمد
وتقرير الاستدلال فى الاحاديث
نفى وجود الضلاله والخطا ضلاله فلا يقع
كما دل على ان الامه معصومه فى اجماعها
وانها لا تجتمع الا على حق
وقوله صلى الله عليه وسلم فى الصحيح
(لا تزال طائفه من امتى ظاهرين على الحق
لا يضرهم من خذلهم حتى ياتى امر الله)
2 - من الناحيه الكليه فان التسليم للائمه المجتهدين
تسليم بحكم الله تعالى وحكم نبيه
صلى الله عليه وسلم فيهم
فقد اختارهم ربنا سبحانه دون غيرهم امناء على شرعه
وحفاظا لعلمه وحيه وحراسا على منهجه
ولهذا فقد عدلهم وزكاهم وليس بعد تعديل الله تعديل
قال تعالى
(شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما
بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم)
فقد اشهدهم دون غيرهم على اجل مشهود عليه
وهو توحيده وقرن شهادتهم بشهادة
الملائكه قال شيخ الاسلام ابن القيم
(فى ضمن هذا تزكيتهم وتعديلهم فان الله
لا يستشهد من خلقه الا العدول)
وقوله تعالى
(فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا
يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تسليما)
واولوا الامر هم العلماء والفقهاء وهو احد قولى
العلماء فى الايه
والتسليم للائمه تسليم للشريعه فجميعهم اسرى
فى يدها لم يخرجوا عنها باقوالهم
قد الزموا انفسهم بها وامروا بالاعراض عن كل مخالف لها
فقد اسسوا مذاهبهم على قواعدها ولم يخرجوا عنها
وكان دورهم فى بناء المذهب قائما
على الاصلين الكبيرين ثم الفهم
فالحكام الفقهيه المستنبطه من الكتاب والسنه لا تشذ عنها
واما الفهم فى الصحيح من حديث على ابن ابى طالب
رضى الله عنه
(قال ابى جحيفه قلت لعلى هل عنكم كتاب قال لا
الا كتاب الله او فهم اعطيه رجل مسلم)
ولاهميته فقد بوب البخارى بابا
(من يرد الله به خيرا يفقهه فى الدين)
قال شيخ الاسلام ابن القيم
(ان صحة الفهم وحسن القصد من اعظم نعم الله
التى انعم بها على عبده)
3 - - ونسلم للائمه ايضا لانهم قد سلموا لبعضهم البعض
فما منهم امام الا وقد سلم
لنظيره كما كان العلم والشرع رحما موصوله بينهم
قال الامام الشافعى
(العلم بين اهل الفضل والعقل رحم متصل)
نماذج من هذا التسليم
1 - - سلم الصحابه جميعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم
مطلقا محققين قول الله تعالى
(فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا
يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تسليما)
2 - -دل على ذلك قول سيدنا عمر رضى الله عنه
فى حق النبى صلى الله عليه وسلم والصديق
رضى الله عنه (هما المران اهتدى بهما)
يعنى النبى صلى الله عليه وسلم والصديق
وقوله لسيدنا ابى بكر رضى الله عنه (راينا لرايك تبع)
انى لاستحى من الله ان اخالف ابا بكر
3 - وكان سيدنا على رضى الله عنه يتبع قضايا عمر
واحكامه ويقول
(ان عمر كان رشيد الامر)
وهذا مقام يصعب تتبعه وغاية ما فيه ان ناخذ
بمسلك الصحابه مع بعضهم فالخير كله
(فى اقتفاء اثرهم)
وسلم جيل التابعين للصحابه الكرام
ولم لا قال الحسن البصرى
(ابر هذه الامه قلوبا واعمقها علما واقلهم تكلفا
قوما اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم
فتشبهوا باخلاقهم وطرائقهم فانهم ورب الكعبه
على الهدى المستقيم)
قال الامام ابو حنيفه
(اما اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
فاخذ بقول من شئت منهم ولا اخرج عن قول
جميعهم الى قول غيرهم)
قال الامام الشافعى
(وقد اثنى الله تبارك وتعالى على اصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم فى القران الكريم والتوراة
والانجيل وسبق لهم على لسان رسول الله صلى
الله عليه وسلم من الفضل ما ليس لاحد بعدهم)
وهذا الامام الشافعى يقول
القياس عندى قتل الراهب لولا ما جاء عن ابى بكر الصديق
رضى الله عنه فترك القياس لقول الصديق رضى الله عنه
وهذا ابن سيرين يسئل عن الاشربه وكان يقول بحلها فيقول
(نهى عنه امام الهدى عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه)
يترك قوله لقول عمر
من ذلك ايضا ان الامام الشافعى
قد ترك القنوات لما صلى فى مسجد ابى حنيفه قال
(كيف اقنت بحضرة الامام وهو لايقول به)
وانظر الى فعل الامام احمد فى مسجد الامام الشافعى
(حين قنت فى صلاة الفجر وهو يقول بدعتة القنوات قال
\\كيف لا اقنت عند الامام وهو يقول به)
4 - - نسلم للائمه لانهم اكمل الناس عقلا واعدلهم
حكما واصحهم نظرا واهداهم استدلالا واتمهم فراسه
واصدقهم الهاما
5 - نسلم للائمه المجتهدين لما فى التسليم لهم من
جمع للشمل وتوحيد للكلمه والفكره وحفاظا على وحده
الامه وعزتها فى ظل هذه التكتلات العالميه الجديده
6 - -نسلم للائمه المجتهدين لان الحق لا يعرف الا من
طريقهم ولا يتوصل اليه الا من خلالهم
ورايهم لنا احمد من راينا لا نفسنا بهم قام الحق
وبه قاموا بهم عرف الحق وبهم عرف الحق
وبه عرفوا حكم الله ويستعان بفهمهم افهم مراد
الله تعالى وهم الوسيله لمعرفه الاحكام
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
حكم مراعاة قواعد النغم, مع ذم التنطع والتكلف في القراءة.
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[10 - Jun-2009, صباحاً 10:57]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد:
فهذه كلمات مفيدة , وشذرات ماتعة عن حكم النغم وتحسين الصوت بالقرآن ..
مع بيان حكم التكلف والتنطع في قراءة القرآن, وبيان أن مثل هذه الأفعال مجانبة لما كان عليه سلفنا الصالح من الاهتمام بتدبره وتفهمه والعمل به بدلا من التقعر في أدائه.
وهو موضوع متجدد , يضاف إليه كل ما استجد من أقوال لأهل العلم المتقدمين والمتأخرين [وبعضها عندي].
والله أعلم.
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[10 - Jun-2009, صباحاً 10:58]ـ
× قال النووي: وإن لم يكن حسن الصوت حسنه ما استطاع، ولا يخرج بتحسينه عن حد القراءة، وإلى التمطيط المخرج له عن حدوده، ويستحب البكاء عند القراءة وهي صفة العارفين، وشعار الصالحين، والآيات والأحاديث فيه كثيرة، وطريقه في تحصيل البكاء أن يتأمل ما يقرؤه من التهديد، والوعيد الشديد، والمواثيق والعهود، ثم يفكر في تقصيره فيها، فإن لم يحضره حزن وبكاء فليبك على فقد ذلك، فإنه من المصائب.
وقال: والذي يتحصل من الأدلة أن حسن الصوت بالقرآن مطلوب, فإن لم يكن حسنا فليحسنه ما استطاع، ومن جملة تحسينه أن يراعي فيه قوانين النغم، فإن الصوت الحسن يزداد بذلك حسنا، وإن خرج عنها أثر ذلك في حسنه، وغير الحسن ربما انجبر بمراعاتها، ما لم يخرج عن شرط الأداء المعتبر عند أهل القرآن، فإن خرج عنه لم يف تحسين الصوت بقبح الأداء، فلعل هذا مستند من كره القراءة بالأنغام، لأن الغالب على من راعى الأنغام أن لا يراعي الأداء.
× وفي شرح الرسالة: ويتحصل من كلام الأئمة أن تحسين الصوت بمراعاة قوانين النغم، مع المحافظة على الأداء هو محل النزاع، فمن العلماء من رأى أن النفس تميل إلى سماع القراءة أكثر من ميلها لمن لم يترنم، لأن للترطيب تأثيرا في رقة القلب، وإجراء الدمع، فقال بجوازه، بل بطلبه واستحبابه، ومن العلماء من رأى أنه خلاف ما كان عليه السلف، وأن القارئ على هذا الوجه ربما غفل عن وجه الأداء فقال بعدم الجواز سدا للذريعة وأما تحسين الصوت بالقرآن من غير مراعاة قوانين النغم فهو مطلوب بلا نزاع.
× وقال الحافظ: ما كان طبيعة وسجية كان محمودا، وما كان تكلفا وتصنعا مذموم، وهو الذي كرهه السلف وعابوه، ومن تأمل أحوالهم علم أنهم بريئون من التصنع، والقراءة بالألحان المخترعة دون التطريب والتحسين الطبيعي، وقد ندب إليه صلى الله عليه وسلم.
× وقال ابن رشد: الواجب أن ينزه القرآن عما يؤدي إلى هيئة تنافي الخشوع، ولا يقرأ إلا على الوجه الذي يخشع منه القلب، ويزيد في الإيمان، ويشوق فيما عند الله اهـ.
والتغني الممدوح بما تقتضيه الطبيعة، وتسمح به القريحة، من غير تكلف ولا تمرين وتعليم، بل إذا خلي وطبعه، واسترسلت طبيعته بفضل تزيين وتحسين، كما قال أبو موسى" لحبرته لك تحبيرا" فإن من هاجه الطرب والحب والشوق، لا يملك من نفسه دفع التحزين والتطريب في القراءة، والنفوس تقبله وتستحيله.
× وقال شيخ الإسلام وابن القيم وغيرهما -في تزيين الصوت بالقرآن-: هو التحسين والترنم بخشوع وحضور قلب، لا صرف الهمة إلى ما حجب به أكثر الناس بالوسوسة في خروج الحروف وترقيقها وتفخيمها وإمالتها والنطق بالمد الطويل والقصير والمتوسط، وشغله بالوصل والفصل، والإضجاع والإرجاع والتطريب، وغير ذلك، مما هو مفض إلى تغيير كتاب الله، والتلاعب به، حائل للقلوب، قاطع لها عن فهم مراد الرب من كلامه، ومن تأمل هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وإقراره أهل كل لسان على قراءتهم تبين له أن التنطع بالوسوسة في إخراج الحروف ليس من سنته.
× وقال ابن قتيبة: وقد كان الناس يقرءون القرآن بلغاتهم، ثم خلف من بعدهم قوم من أهل الأمصار وأبناء الأعاجم فهفوا وضلوا وأضلوا، وأما ما اقتضته طبيعة القارئ من غير تكلف فهو الذي كان السلف يفعلونه، وهوالتغني الممدوح.
ولابن ماجه عن جابر مرفوعًا، «إن من أحسن الناس صوتا الذي إذا سمعته يقرأ حسبته يخشى الله»، ولأبي داود عن جابر: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نقرأ القرآن وفينا الأعرابي والأعجمي، فقال: «اقرءوا فكل حسن وسيجيء أقوام يقيمونه كما يقام القدح، يتعجلونه ولا يتأجلونه»، أي يبالغون في عمل القراءة كمال المبالغة للرياء والمباهاة، والشهرة والتأكل، ويذهب الخشوع.
× قال الذهبي: القراء المجودة فيهم تنطع وتحرير زائد، يؤدي إلى أن المجود القارئ يبقى مصروف الهمة إلى مراعاة الحروف، والتنطع في تجويدها، بحيث يشغله ذلك عن تدبر كتاب الله، ويصرفه عن الخشوع في التلاوة حتى ذكر أنهم ينظرون إلى حفاظ كتاب الله بعين المقت.
× قال ابن تيمية: وأهل القرآن هم العالمون به، العاملون بما فيه، وإن لم يحفظه عن ظهر قلب، والثواب ورفع الدرجات والأقدار على قدر معاملة القلوب، وما يحصل عند تلاوته وذكر الله، ومن وجل القلب، ودمع العين، واقشعرار الجسم، هو أفضل ذلك، وإذا قرأ لله فإنه يثاب على ذلك، ولو قصد بقراءته أن لا ينساه لحديث استذكروا القرآن، والقرآن لا يؤذي ولا يؤذى به، فلا يرفع به صوته يغلط المصلين، أو يؤذي نائما ونحوه، وليس لأحد أن يجهر بالقرآن بحيث يؤذي غيره
[هذا المقطع مستفاد من حاشية الروض2/ 207](/)
[مشهد] قسوة القلوب الشيخ: سعود الشريم؛ تلاوة: محمد اللحيدان
ـ[المميزبدون]ــــــــ[10 - Jun-2009, مساء 11:05]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
. . . . .
القلب يمرض كما يمرض البدن وشفاؤه التوبة،
ويصدأ كما تصدأ المرآة وجلاؤه الذِكر،
ويعرى كما يعرى الجسم وزينته التقوى،
ويجوع كما يجوع البدن وطعامه وشرابه المعرفة والمحبة والتوكل والإنابة،
قسوة القلوب
قسوة القلوب من آثار الغفلة والمعصية
ودواء ذلك الإكثار من طاعة الله
وذكره سبحانه وتعالى، مع البدار بالتوبة النصوح
التي يمحو الله بها الذنوب،
مع الحذر من السيئات مستقبلاً.
سماحة الشيخ: عبد العزيز بن باز رحمه الله
.
.
.
المشهد بعنوان: قسوة القلوب
للشيخ: سعود الشريم مع تلاوة بصوت القارئ: محمد اللحيدان لسورة القيامة
وهو من سلسلة مشاهد .. وذكر بالقرآن من يخاف وعيد
http://www.rofof.com/dw.png (http://www.rofof.com/6ertdf5/
السؤال
swtulqlwb.html)
تذكر؛
.. أبعد القلوب من الله القلب القاسي ..
وتأمل؛
(فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ)
.
.
< المشاهد السابقة
[سورة التكاثر]
للقارئ: ناصر القطامي
http://www.rofof.com/dw.png (http://www.rofof.com/11ipz05f/Al-tkathr.html)
[ أين رقابة الله]
للشيخ: فيصل الشدي و تلاوة بصوت القارئ: محمد اللحيدان
http://www.rofof.com/dw.png (http://www.rofof.com/11bf08tx/Ayn_Rqabtullh_%D8%9F.html)
.
.
.
وفي الختام
نسأل الله العلي العظيم أن يبارك في هذه السلسلة وأن ينفع بها
.
.
.
http://www.rofof.com/img/118p29mo.jpg
إعداد: عبد اللطيف
المصدر: ملتقى أهل القرآن ( http://www.ahlalquraan.com/vb/showthread.php?t=10719)
</I>
ـ[ابو نصار]ــــــــ[12 - Jun-2009, صباحاً 12:22]ـ
جزاك الله خيرا. . و إنا لله و إنا إليه راجعون(/)
الآن الدرس الثاني من دروس الفقه الشافعي
ـ[صفاء الدين العراقي]ــــــــ[11 - Jun-2009, مساء 09:17]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا هو الدرس الثاني من دروس الفقه الشافعي يأتي بعد أن طرحنا الدرس قبل اسبوع نرجوا من الإخوة طرح الإسئلة والمباحثة، وقد قمنا بتنقيح الدرس الأول وإضافة بعض الفقرات.
ملاحظة تم فحص الملفين باثنين من أقوى الأنتي فايروسات في العالم.
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[12 - Jun-2009, صباحاً 07:51]ـ
بارك الله فيك.
أعتذر، إذ سأبتعد الفترة القادمة لظروف الاختبارات، و من بعد ذلك سأعود بإذن الله لدراسة ما فاتني، و سأرسل التعليقات بعد الدراسة إن شاء الله.
دعواتكم.(/)
السرقة الأدبية (منقول من مركز شامة)
ـ[عاشق المدينة]ــــــــ[12 - Jun-2009, صباحاً 11:28]ـ
ماذا يقول الفقهاء حول السرقة الادبية؟
ليس للسرقة الأدبية والفكرية حكم صريح عند الفقهاء والمشرعين المسلمين، وإن وضعت لها مؤسسات الثقافة العالمية أحكاماً تصل إلى الغرامة ومصادرة المال المسروق ومنع ممارسة مقترفها الكتابة والنشر، فسارقو النصوص العربية ما زالوا محميين، لا يطولهم شرع ولا قانون وضعي.
ونحن هنا لا نتكلم عن توارد خاطر أو إهمال في ذكر مصدر الاقتباس والتضمين، وإنما نتكلم عن سرقة نصوص كاملة تصل إلى فصول وكتب، مارسها أشخاص لو تعرضوا للمساءلة ظهر جلياً عوزهم وفقرهم لما يتصدون له من أدب وعلم، وهم محتالون لا يقل فعلهم ضحالة من مزيفي النقود.
حمل المؤلف الناقد الأدبي، قبل القضاة والفقهاء، مسؤولية صيانة ورعاية رد الأموال الفكرية إلى أصحابها، فهو الذي يقوم بمهمة الباحث الجنائي، ولا يستغني عن دوره في ظل عدم وجود قوانين لحماية هذا النوع من الملكية في فضح السارق محذراً من التعامل معه من قبل دور النشر والمكتبات والقراء، ودفعه إلى الاعتراف علناً بحق الآخرين. لقد باتت السرقة الأدبية صناعة في ظل تسهيلات الأجهزة الإلكترونية في النسخ والطباعة ونقل المعلومات وسهولة تحويرها، يستفيد منها مدعو الكتابة والبحث.
ما حكم السرقة الأدبية والعلمية في الفقه، وأعني سرقة نص مكتوب من كتاب أو مجلة أو أي دورية أخرى، مطبوعة ومنشورة ونسبته إلى كاتب آخر، نصاً أو بعد تحوير وتحرير، وما حكم سرقة الأفكار والآراء الأدبية والعلمية بعد كشفها بالدليل القاطع، وهل يشبه حكمها حكم سرقة المال والحلال، مع أنها أكثر خطورة من غيرها».
كانت فتوى لجنة الأزهر في اختلاس الأفكار والنصوص واضحة، باعتباره سرقة قد يطول مقترفها حكم سرقة الأموال بتقدير وقياس الفعل، مع التمييز بين الاقتباس والسرقة، جاء في الفتوى: «تفيد اللجنة بأن الاقتباس بكل أنواعه من كتاب أو مجلة أو مرجع جائز شرعاً، ولا شيء فيه، بشرط أن ينسب إلى مصدره وصاحبه عند الكتابة والتسجيل، ورده إلى مصدره الأصلي. أما النقل من كتاب أو مصدر أو مجلة عند التأليف ونسبة ما كتبه الكاتب، وما نقله عن غيره إلى نفسه فهذا أمر حرمه الشرع والقانون، وهو نوع من السرقة. أما النقل للأفكار وكتابتها وتطويرها وتزويرها بأفكار أخرى وتحديثها فليس في ذلك شيء، وذلك ينطبق على سرقة الأفكار والآراء العلمية والدينية بشرط أنه عند هذا السؤال تنسب الفكرة إلى مخترعها ومبدعها، وذلك لا يشبه في حكمه شرعاً حكم سرقة الأموال والمتاع من قطع اليد وإقامة الحد، وإن كان يجوز في ذلك التقدير إذا كان الحال كما جاء بالسؤال، والله تعالى أعلم»
دفعني إلى كتابة هذا الموضوع عملي مع أحد الإخوة في تحقيق كتاب (البارق في قطع يد السارق) للحافظ السيوطي رحمه الله
-----------------------------
للأمانة منقول: http://www.shamacenter.com/shamfrm/showthread.php?p=1041#post1041(/)
الدكتور إبراهيم الخولى - نزع الأعضاء
ـ[الأندلسى]ــــــــ[12 - Jun-2009, مساء 03:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصلنى نص مقال للدكتور إبراهيم الخولى أنقله إليكم لعموم الفائدة
راجياً من الله أن ينفع به المسلمين
**************
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان إلى الأمة
(وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه)
صدق الله العظيم
ألا هل بلغت؟! اللهم فاشهد!
نزع الأعضاء من أجساد الموتى أو الأحياء: حلال أم حرام؟!
ليس فى الدنيا من ينكر على مريض حقه فى علاج أو دواء، يعافيه الله تعالى به، من مرضه، أو يخفف عنه ألمه!
وليس فى الدنيا من يقر بأن هذا الحق يُخوِّل الباحث عن "الشفاء"، أو عن تخفيف الألم: أن يعتدى على حق إنسان آخر، أو يسبب له ضرراً، أو يعتدى على كرامته الآدمية، وحرماته الإنسانية: لا حيا، ولا ميتا! وليس فى الدنيا من ينكر على الأطباء حقهم، ونبل مقصدهم فى السعي وراء ما يعتقدونه وسيلة لشفاء مريضٍ أو تخفيف ألمٍ عن مبتلَى! وليس فى الدنيا من ينكر أجر العلماء والفقهاء فى اجتهادهم حول وسيلة، يقترحها الأطباء الأمناء الثقات، الخبراء، للعلاج من مرض، أو تخفيف ألم!
هذه كلها مسلمات بَدَهية، لا يختلف حولها اثنان، طالما كانت "الوسيلة" المتخذة من أجل الشفاء أو تخفيف الآلام، لا تتعدى الشخص المريض، إلى غيره، فتسبب له ضرراً، أو تعتدي على كرامته و حرمته، التى أسبغها عليه خالقه - جل وعلى - حياً كان أو ميتا ?وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ? [الإسراء:70] "كسر عظم الميت ككسره حيا" ....
ونحن- المسلمين - لا نبتغى غير الإسلام دينا، نؤمن به عقيدةً، ونطبقه شريعةً، فلا نُحِل إلاما أَحَل الله، ولا نُحرم إلا ما حرمه الله! فالتحليل، والتحريم من أمر الله وحده!
...
وقضية نقل الأعضاء] ونحن نتحفظ على هذه التسمية، فهى فى حقيقتها: نزع، وقطع، واستئصال، لجزء أو عضو من جسد حي أو ميت [هذه القضية تتشابك فيها أطراف، لا يجوز أن يطغى بعضها على بعض، أو يقفز بعضها على بعض! هناك "شريعة الله"، التى لا يسع مسلما - أياً كان - إلا تحكيمها والإذعان لحكمها! وهناك العلم بفروعِه وشِعابه، وفي مقدمتها: علم الطب بالنسبة لقضيتنا، وهناك "القانون" الذى ينظم الممارسة، ويضبطها، بوضع الشروط، والضوابط، والروادع، التى تكفل سلامة التطبيق، وحماية الممارسة من أي تجاوز، أو انحراف، أو التفاف، من أجل فتح الثغرات!
وهكذا تترتب المدارك حول هذه القضية:
الحكم الشرعي أولا!
الرأى الطبي ثانيا!
التنظيم القانوني ثالثا!
ومعنى ترتيب المدارك هنا:
أن كلمة الطب تبدأ بعد بيان الحكم الشرعي، بالإباحة أو الحظر!
وأن دور القانون يأتى بعد حكم الشرع، ورأي الطب!
...
ومن البَيِّن - والقضية مطروحة للجدل والحوار منذ أمد - أن المسألة خلافية: فى جانبها الفقهي بين الفقهاء، وفى جانبها الطبي بين الأطباء .. ، وهو اختلاف محمود، يعين على استجلاء الحق: شرعا، واستكشاف الحقيقة: طبا! ..... ونحن نقدِّر كل اجتهاد، وكل فتوى، و كل رأي حول المسألة، ونحسن الظن بدوافع، ومقاصد كل من شاركوا فى الجدل، والحوار بشانها .. حتى أولئك الذين تبدو في مواقفهم شوائب التأثر: بالمصالح، والضغوط! ومنها: إرضاء الرأى العام! ويكاد الخلاف والاختلاف بين الفقهاء ينحصر فى "حكم نزع الأعضاء" تمهيداً لزرعها، وينحصر بينهم وبين الأطباء فى مفهوم "الموت" وحقيقته عند القائلين بإباحة "النزع"!
...
حكم "نزع" الأعضاء شرعا:
هو حرام محظور! من الموتى والأحياء على السواء!
فالذين أباحوا "نزع الأعضاء" حرموا "البيع" بلا خلاف بينهم، وأصابوا! وأباحوا "التبرع"] هبة
أو وصية [فجانبهم الصواب!
إن شرط التصرف - بالبيع أو الهبة أو الوصية - شرعا هو "الِملك": أن يكون المتصرف مالكا لما يتصرف فيه، والإنسان لا يملك جسده .. جسده ملك لخالقه - سبحانه - ولو كان الإنسان يملك جسده - على الحقيقة - لما كان "الإنتحار" جريمة مؤثمة، جناية على النفس حرَّم الله الجنة على من يرتكبها: "بادرنى عبدى حرمت عليه الجنة". (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما).
(يُتْبَعُ)
(/)
التفرقة بين البيع والتبرع [هبة أو وصية] غير مفهومة، ولا سند لها من كتابٍ أو سنةٍ، أو حتى فقهٍ اجتهادى معتبر. ومن المفارقات التى لا يقضي منها العجب: أن يُجْمِع هؤلاء على تحريم "البيع" ثم يبيحون نظائره: من "الهبة" و "الوصية" وشرط صحتها ونفاذها، كشرط صحة ونفاذ"البيع" على سواء! الِملُك!
وإذا كان"الإنسان" لا يملك جسده، ولا ولاية له عليه -[إتلافه جسده بالانتحار أو بقطع عضو منه دون ضرورة - حرام محظور!]
وإذا كان المرء نفسه لا يملك جسده، ولا ولاية له عليه، حتى يبيعه، أو يتبرع به، فليس لغيره ولاية على جسده من باب أوْلَى! لا لورثته، ولا لأقاربه الأقربين، ولا لولي أمر، ولو كان مكتمل الشرعية، واجب الطاعة فى المعروف!
إن المماثلة بين التصرفات الثلاثة:"البيع" و "الهبة" و "الوصية" تلزم القائلين بجواز "التبرع" بإباحة "البيع" وإلا فعليهم بيان الفرق، ولا فرق! وهنا: أحذر: إن فتح باب "التبرع" - وهو لا سند له - سيفتح باب "البيع" على مصراعيه، وسوف يستغل المتربصون [مافيا تجارة الأعضاء] فتاوى إباحة "التبرع" لاستحلال"البيع" بناءً على المماثلة، وانتفاء الفرق، والسرية - تستراً على الجريمة - حيلة متاحة!
من باب الجدل العلمي من حقنا: أن نسائل المبيحين: لماذا أبحتم "التبرع"، وحظرتم "البيع"؟ وقد يكون الذى نزع العضو من أجله، فاحش الغنى، والمنزوع منه بالغ الفاقة؟ وهل تضمنون التكافؤ في الفرص بين "غنى" لا يؤوده دفع نفقات "النزع" و"الزرع"، وفقير ينوء بثمن "قوت يوم" متواضع؟!
وحين أعطيتم أهل الميت، حق "الإذن" بنزع أعضاء منه، ألا تكونون قد جعلتم "جسد الميت" تَرِكة، يملكها الورثة أو الأقارب، ويتصرفون فيها من بعده؟
ثم: لماذا تفتحون باب "الابتزاز" بسيف الحياء .. ؟ ما ذنب امرأة، ابتلي زوجها "بفشل كُلوي" مثلا، حتى تتعرض للابتزاز، استغلالاً باطلاً لمعنى "الوفاء"؟ ولم تحرج "أخت"، استغلالاً باطلاً لرابطة "الرحم"؟ ولعل أخاها لم يصل رحمها مرةً واحدة! ثم إنها - بعد نزع "كلية" منها - ستصبح معوقة، ولو بقيت بعافيتها، لخدمت أخاها، حتى يبلغ الكتاب أجله، الذي لن يتغير!
أهل المريض وأقاربه بحاجة إلى حماية "أخلاقية" من ضعفهم الذاتي من جهة، ومن الضغوط المحيطة بهم من ناحية أخرى: لا يجوز أن تستغل العواطف الإنسانية بغير الحق: ? إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا ? [النساء: 135]. ثم هل يجوز ابتزاز من حكم عليه "بالموت" قصاصا، أو عقابا، فى لحظة ضعف، يسيطر عليه فيها الشعور بالذنب، لننتزع منه "الوصية" بأعضائه؟ إن "الحد" قد طهره، ما دام أذعن له راضيا راجيا عفو ربه، لقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى شأن "الغامدية" التي رجمت فى الزنى: "لقد تابت توبة لو قسمت على أهل المدينة لكفتهم"! ليس من العدل: ابتزاز الناس فى لحظات الضعف! وأبعد من الصواب هنا: ما يُفتَى به من جواز أخذ أعضاء المحكوم عليه "باالإعدام" دون إذن من أحد!
...
ثمة شبهتان، يستند إليهما من يبيحون " نزع" الأعضاء! ويسوقونهما دليلاً على الإباحة والجواز: قالوا: "الضرورات تبيح المحظورات"، و "الضرر الأعلى يرفع بالضرر الأدنى" والإجمال فى مقام التفصيل مضلل ومفسد!
إن مستنبط الشبهة الأولى [أقول "شبهة"، لأنها لم تفصل، ولم تضبط، ولم تحرر] مستنبطها: آية البقرة: 173: ?إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ? ... وآية المائدة: 3: ?حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ
(يُتْبَعُ)
(/)
فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ? .. وآية النحل: 115: ? إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ?.
بنص الآيات: الضرورة تجيز تناول المحرم، لكنها لا تغير حكمه! ولا تحوله من حرام إلى حلال .. كما أنها لا تغير وصفه، فالميتة - مثلا - تظل "ميتة" كما يظل حكمها "أنها حرام" .. فقط أجازت الضرورة تناولها ..
والضرورة تتقدر بقَدْرها .. فلا يجوز الأكل من الميتة إلا بمقدار ما يسد الرمق، ويدرأ الموت جوعا! وهى دلالة: "ولا عاد" .. ، فلا يأكل حتى الشبع .. وتبقى دلالة: "غير باغٍ" لتضع ضابطا آخر: ألا يستمرئ الأكل منها .. كما يَستمرئه من يأكلون "الميتة" عادة أو دينا! إنه يأكلها بقدر، وهو كاره لها، لأنها فى الأصل "حرام"!
هذا وبكل اعتبار: فالميتة، التى أبيح تناولها للضرورة، لا يصيبها ضرر ولا أذى! ورضى الله عن أسماء: "إن الشاة لا تتألم بالسلخ بعد ذبحها"! و الإنسان ليس شاة و لا بقرة!
إن عدم ضبط "الضرورة" تترتب عليه نتائج باطلة وخطيرة:
مثلا: إذا عجز إنسان عن "الزواج"، وبلغ به العنت كل مبلغ فهل هذه ضرورة تبيح له الزنى؟! ربنا - وهو أعلم بخلقه وأرحم يقول: ?وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ? [النور: 33] والنبى - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يا معشر الشباب: من استطاع منكم الباءة فليتزوج! ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وِجاء"! .. هنا: عجز عن "الزواج" [عجز عن أعبائه من مهر ونفقة إلخ] لم يعده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضرورة تبيح المحرم وهو الزنى، وضغط "الغريزة" واحتدامها لدى مستقيم محروم: أمر بيِّن! وكان الله فى عون "الشبان" و"الشابات"، الذين ظلمهم المجتمع، وحرمهم الحق "الطبيعي" فى إشباع الحاجة إلى إعفاف النفس - فضلا عن إشباع غريزة الأبوة والأمومة! إن مأساة هؤلاء ربما تشكل من الالام النفسية، أضعاف ما تشكله الأمراض البدنية مهما اشتدت آلامها! [متوسط سن الزواج بين الرجال: 45 سنة ومتوسطه بين النساء: 35!] فلنتجه لإنهاء هذه المأساة!
ثم من قال: إن الرغبة فى مزيد من الحياة ضرورة، تبيح حرمات الآخرين كالموتى، أو تسبيبَ ضررٍ فادحٍ لآخرين، كما فى حالات "نزع" الأعضاء من الأحياء وهم باعتراف الأطباء يصبحون معوقين، أو مُعَرضينَ لأن يصبحوا معوقين .. فالله - العليم بخلقه - لم يخلق الأعضاء المزدوجة عبثا .. ، وإذا كنا - لقصور علمنا - لا ندرك حكمة ازدواجها كاملة، فلنتواضع! ولنقل: (صنع الله الذى أتقن كل شىء).
وفى النهاية: من يستطيع أن يجزم بأن "زرع" عُضوٍ بتر من جسم آخر سيجعل المنقول إليه مكتمل الصحة، كامل العافية، وهو محتاج لأن يتناول من "مثبطات" العوامل التى تسبب رفض الجسم للعضو المزروع، ما يضعف "المناعة" فى هذا الجسم، ويعرضه بسبب ضعفها لأمراض شتى، ربما تكون أشد من مرضه الأول؟!
هذا وقد ذم ربنا اليهود لشدة حرصهم على الحياة، ودمغهم بأنهم إنما يخافون الموت بسبب ما قدمت أيديهم!
أما الشبهة فهى الثانية: "الضرر الأعلى يرفع بالضرر الأدنى"!
وهذا الإجمال المبهم مضلل مفسد! كذلك!
والسؤال هنا: ضرر أعلى" بمن"؟! وضرر أدنى "لمن"؟!
واضح هنا: أن "الضرر الأعلى" مفروض فى الشخص المريض المحتاج لعضو من جسد غيره ليزرع فى جسده! وأن "الضرر الأدنى" مفروض فيه أن يلحق بإنسان آخر حى أو ميت!
ووضع القاعدة على هذا النحو فاسد! وتطبيقها بالتالى غير مصيب!
"الضرر الأعلى" و "والضرر الأدنى" هنا إنما ينصبان على شخص واحد! في النظر الفقهي الصحيح!
(يُتْبَعُ)
(/)
عندما تصيب الأكلة [تسوس العظام] رجل إنسان .. أو حين تصل حال مريض بالسكر - عافاهم الله، وهيأ لهم دواء ناجعا- إلى وضع يستلزم بتر ساقيه [لإصابتهما بالغرغرينة] حتى لا يسري الداء لسائر الجسم .. هنا يكون إعمال القاعدة صحيحاً وواجباً .. وهنا لا يكون فى إعمال القاعدة إبطال لقاعدة أخرى، هى أمكن منها وأقعد، لأنها من وضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وليست من استنباط فقهاء: "لا ضرر ولا ضرار" .. لا ضرر من طرف واحد [يضر غيره] ولا "ضرار" من طرفين، يضر كلاهما الآخر [صيغة فاعل]
ولا شك: أن انتزاع عضو من إنسان، يلحق به ضرراً بالغا، مدى الحياة، ويجعله فى رعب كلما أحس بأى عرض - ولو كان عابرا - يظن معه أن عضوه الباقى قد أصيب!
"رفع الضرر الأعلى، بالضرر الأدنى مشروط بأن يكون "الضرر الأدنى" لاحقا بنفس الشخص، وإلا كان ضرراً بالغير، لا يجوز!
إن فقه "الضرورة" يتطلب دقة، وأناة، وإحاطة بأصول المسائل، وفروعها واحتياطاً فى الاستنباط، لا تتهيأ جملتها للنظرة العجلى، أو التى تكتفى بالإجمال حيث يجب التفصيل، أو التى تتأثر بعواطف، لا مكان لها فى مقاطع الحق!
وحديثنا الآن فى إطار "الضرر" الذى يلحق بالأبدان [فى حال نزع أعضاء] وهناك صور ربما تشتبه وتلتبس: "رضيع" هو ابن لمطلقة، بانت من أبيه، وعجز أبوه عن استئجار مرضعة له، أو أبى الرضيع الرضاعة إلا من صدر أمه .. هنا تجبر الأم على إرضاعه، ويقدر لها أجر، يكون دَيْنا على أبيه، نظرة إلى ميسرة! هنا رفع ضررٍ أعلى عن الطفل، بضرر أدنى، يقع على الأم! صيانة للطفل عن الهلاك!
و واضح: أن "الضرر الأدنى" هنا، لا يصيب الأم فى بدن، أو نفس! وهذا فارق، يمنع قياس حالة "نزع الأعضاء" على مثل هذه الحالة!
وليكن بينا: أن شرط دفع الضرر هنا مشروط بأن يتعين شخص بعينه لدرء هذا الضرر! وليكن بينا: أن الأم المطلقة ليس عليها إرضاع طفلها من مطلقها إلا باجر .. وبقبول منها .. ?وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى? [الطلاق: 6]
خلاصة: "نزع" الأعضاء من الأحياء .. بالبيع أو بالتبرع (الهبة والوصية): حرام! والله أعلم!
بقيت لفتة: أرجوأن يجيب المبيحون لنزع الأعضاء عنها: استندتم فى القول بالإباحة: على قاعدة: "الضرر الأعلى يرفع أو يدفع بالضرر الأدنى"! حسن!
فهل يمارى أحد: أن العور [بنزع إحدى العينين] "ضرر أدنى" وأن "العمى" "ضرر أعلى" بالقياس إليه؟! فهل تمضون بالقاعدة وتفتون بجواز "التبرع" بإحدى العينين من"بصير" "لأعمى"؟ وفى العالم الاسلامى - كغيره - عشرات الملايين ممن ابتلوا بالحرمان من البصر .. "دفعا للضرر الأعلى بالضرر الأدنى" إعمالا للقاعدة على طريقتكم؟ وهل يتقدم المفتون المجيزون، والأطباء المتحمسون فيقدِّموا المثل والقدوة، فيكونوا أول المتبرعين؛ فتتسع دائرة البر "والصدقة الجارية" كما يقال! وبهذا تفتحون نافذةَ أمل أمام فئة عريضة من المجتمع ممتحنة؟! حسب قولكم! و إلا فربنا يقول: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ? [الصف: 2].
ولفتة أخرى: هل يتبرع "الأطباء" والمراكز الطبية، وحماسهم لتقنين "نزع الأعضاء" بالغُ المدى .. هل يتبرع هؤلاء "بأجورهم" وتكاليف إجراء عمليات "النزع" و"الزرع" ورعاية المنقول منه والمنقول إليه طوال فترة النقاهة، وطالما بقيت الحاجة الى هذه الرعاية زكاة عن علمهم وما منَّ الله به عليهم؟! وهل يطالب الأخ د/ حمدى السيد نقيب الأطباء وهو أشد المتحمسين للتقنين بأن تتولى الدولة أعباء خدمة "نزع" الأعضاء وزرعها بالكامل؟ فيكون لدينا قطاع طبي عام متخصص فى هذا الفرع من فروع الطب الذى تثقل أعباؤه الأغنياء، ويعجز عنها الفقراء؟ وبهذا تغلق كل أبواب الطمع فى المغانم، والمكاسب، ويُقضى على "السوق السوداء" و"مافيا" سرقة الاعضاء، والاتجار فيها .. ، فلم يعد هناك من يشترى؟ ولم يعد ثمة مكان لسمسار!
اقول هذا من باب الجدل، بُغْية كشف الحقيقة، وإماطة كل الأقنعة التى تحجبها!
و يبقى ما قررناه من تحريم نزع الأعضاء كما هو - من موتى كان أم من أحياء! ألا يشوش عليه هذا الجدل!
...
أمام "تقنين" نزع الأعضاء معضلتان: إحداهما تواجه الفقهاء، والأخرى تواجه الأطباء!
(يُتْبَعُ)
(/)
معضلة فقهية منشؤها: أن الشريعة تقرر: أن الإنسان لا يملك جسده، هو ملك خالص لخالقه - سبحانه! ومن هنا حرم الانتحار، وأثم، كما حرم إتلاف الإنسان لأى عضو من جسده! ومن هنا حرم بيع الإنسان شيئا من جسده كذلك! وتحريم بيع شىء من الجسم البشرى، لا يختلف فيه الفقهاء .. هو محل إجماع من الجميع!
ومعضلة " طبية "، منشؤها: استحالة زرع عضو انتزع من جسد مات موتا حقيقيا كاملا! وهذا لا يختلف فيه الأطباء، هو محل إجماع منهم كذلك! أمام هاتين المعضلتين كان على الفقهاء: أن يبحثوا عن "مخرج" فقهى، وعلى الأطباء: أن يبحثوا عن "مخرج" طبى ..
وكانت مقولة: "بيع الأعضاء حرام، والتبرع بها - هبة أو وصية - جائز "هى المخرج" الذى تمخض عنه سعي الفقهاء لإباحة "نزع الأعضاء".
وكانت مقولة "موت جذع المخ" هى المخرج، الذى تمخض عنه سعي الأطباء، للحصول على"الأعضاء" المنشودة، قبل أن تموت، فتفقد صلاحيتها للزرع!
وفشل الفقهاء فى إثبات الفرق بين"البيع" و"التبرع"! .. و من أبطل الباطل قياس التبرع بالأعضاء على التبرع بالمال! فهناك فارقٌ، أكبر فارقٍ، يبطل القياس! فالجسد منحة خالصة من الله خالقه، و ليس للإنسان ملك و لا شبهة ملك فيه!
أما المال ـ و إن كان في الحقيقة مال الله ـ فللإنسان دور في تحصيله: ? لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ? [النساء: 32]. و من هنا ينسب المال إلى حائزيه: ? خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً? [التوبة:103]. و لا كسب و لا اكتساب بشأن الجسد! و من هنا جاز التبرع بالمال و كان الحض عليه، و منع التبرع بالجسد، و حُرِّم إتلافه، أو الإذن به!
كما فشل الأطباء فى تعديل "مفهوم الموت" .. ! وللعلم: الخلاف حول اعتبار "موت جذع المخ" موتا حقيقيا كاملا قائم فى كل أنحاء الدنيا، والمعركة حوله محتدمة بين فئات الأطباء .. وأطباء المخ والاعصاب - عندنا فى مصر – يرفضون تحديد مفهوم الموت بموت "جذع المخ" .. زادهم الله علما وهدى! وهدى المتحمسين من المفتين، والأطباء الى رؤية الحق، والتجرد من الضغوط، والمؤثرات والدوافع الذاتية والخارجية، "وكفى بالموت واعظا" كما قال إمام الهداة، رسول الله - صلى الله عليه وسلم -!
...
كان الحسن البصري - رضى الله عنه - يقول:"ما رأيت يقينا لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه من الموت"!
هو يصف غفلة الناس عن "الموت"، ونسيانهم أو تناسيهم أنه لا محالة نازل بهم، حتى يظن من يرى مسلكهم هذا: أنهم يشكون فى الموت شكا، لا يشوبه شىء من اليقين! وصدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الناس نيام فاذا ماتوا انتبهوا"!
هذه "الغفلة" تفسر لنا هذا الركون الركين الى الدنيا، وهذا الحرص البالغ على "حياة" أي حياة .. بأي ثمن، وبأي وسيلة، دون مبالاة بكونها مشروعة أو مؤَثَّمة، وهذه الغفلة أفقدتنا ما كنا نستشعره من جلال الموت، وندركه من عبرته، وبالتالي لم نعد نعظم حرمات الموتى، بل لم نعد نتأثم من انتهاك حرماتهم!
خالق البشر - جل وعلى - يقول: (ولقد كرمنا بني آدم) إنه تكريم منوط "بالآدمية" المجردة .. دون اعتبار لجنس أو عرق، أو لون، أو لغة، أو دين، ودون التفات لطاعة او معصية!
وحديث الأطباء المتحمسين لنزع الأعضاء وزرعها، يظهرهم كما لو كانوا على يقين تام من أن عمليات "نزع وزرع" الأعضاء .. ستشفى حتما - مرضى الفشل الكلوى وما إليه .. وستعيدهم أصحاء أسوياء، وافري القوة .. وهو وقوف عند الأسباب .. وكأنها مؤثرة بذاتها .. وليست محكومة بإرادة المسبب [الله جل جلاله] .. إن شاء منحها التأثير المعتاد من مثلها، وإن شاء سلبها هذا التأثير .. ، فالطبيب يداوي، والشافي هو الله .. (وإذا مرضت فهو يشفين) هو وحده – سبحانه! وقد تكون العملية، التى يراد بها دفع خطر الموت هى السبب المباشر للموت .. وقد قيل:
راح يبغى نجوة من هلاك فهلك
و ربما كانت منية المتمنى فى أمنيته!
والشواهد كثيرة متكررة! إنها قضية " الأجل " قبل كل شىء!
والأطباء فى غمرة الحماس، لا يصارحون " المنزوع " منهم بأنهم سيصبحون معوقين .. ناقصى القدرة، معرضين – إذا ما اصيبت " الكلية " المتبقية مثلا لفشل أو مرض – أن يصبحوا بحاجة إلى من يرحمهم، ويتبرع لهم .. هيهات! وقد يكون عامل الزمن جعل من المستحيل إجراء عملية " الزرع " لأمثالهم!
(يُتْبَعُ)
(/)
والأطباء فى غمرة الحماس لا يصارحون " المنزوع " من أجلهم: أنهم سيعيشون ما يقدر لهم أن يعيشوه تحت ضرورة تناول مثبطات " المناعة " لديهم، حتى لا ترفض أجسامهم الأعضاء الغريبة، التى أقحمت عليها! وضعف المناعة لديهم يعرضهم لما قد يكون أشد ضررا وخطرا من الفشل الكلوى!
والمفتون بإباحة " نزع " الأعضاء، فى غمرة الحماس، ونشوة الظن بأنهم حلوا المعضلة، شغلوا عن رؤية أبعاد وجوانب من القضية، ما كان لهم أن يشغلوا عنها! وبالتالى تصدر عنهم مقولات، وأفكار جد غريبة وخطيرة!
قال قائل: أليس أخذ أعضاء " الميت "، لينتفع بها " حى " أولى من أن تأكلها الأرض والديدان؟!
إنها نظرة لا تفرق بين " البشر الموتى "، و"الحيوانات النافقة "! وشتان ما بينهما!
وإذا أخذنا بنظرية المنفعة هذه، فلم لا نمنح لحوم " الموتى " للجياع، المعرضين للموت او للفقراء، الذين
لا يذوقون اللحم إلا من " صناديق " القمامة؟! أليس ذلك أولى من أن تأكلها الأرض والديدان .. عملا بمنطقهم؟! اللهم غفرا!
وقال قائل: إن " نزع " الأعضاء مشروط بإذن الميت – عن طريق الوصية – او بإذن وليه من ذوى رحمه الأقربين! ..
أما إذن الميت نفسه فلغو! لأنه لا يملك جسده، ولا ولاية له عليه! وحكاية إذن أوليائه الأقربين تجعل
" جسده " عنصرا من عناصر تركته، وقد ينتهى الأمر الى أن يقتسموا جسده بحسب أنصبتهم فى الميراث .. فهذا له كلية، وهذا له رئة، وهذه لها قلبه، وهذه لها كبده، وذاك له " قرنيته "، وتلك لها ساقه .. وهلم جرا! وإذا تقدم طب " زرع " الأعضاء، بحيث يعم كل أجزاء الجسد، حتى " الجلد " – وهو احتمال وارد – فعلينا من الآن أن نجهز " مجازر آلية " متطورة .. يخرج منها الميت معبأ بكامله فى أكياس .. وفكرة " بنك الأعضاء " مطروحة، وهى برهان على أننا لا نسبح فى خيال!
وقال قائل: إذا لم يكن للميت أولياء، أو جهلت هويته ولم يتعرف عليه – فالإذن بنزع أعضائه يكون من حق ولى الأمر!
وهذا عجيب! فإذا كان الميت نفسه لا ولاية له على جسده، لأنه لا يملكه، فكيف يكون لأقاربه، أو لولى الأمر " الحاكم " ولاية عليه؟! ولم نحمل الحاكم وزر الإذن فيما لا يملك؟!
وقال قائل: من يحكم عليه بالموت " الإعدام " تؤخذ أعضاؤه، دون حاجة إلى وصيته أو إذن منه! وكأن من يقام عليه القصاص بالقتل حدا، أصبح كلأ مستباحا، لا حق له ولا حرمة، ولا كرامة! لقد زجر رسول الله –صلى الله عليه وسلم – خالد – رضى الله عنه – حين نبت منه كلمة فى شأن امرأة أقيم عليها حد الرجم: مه يا خالد!! لقد تابت توبة،
لو قسمت على أهل المدينة لوسعتهم! طهرها الحد تطهيرا، وبقيت حقوقها وكرامتها الإنسانية مصونة،
لا تمس! ثم هل كل من حكم عليه " بالإعدام " كان حقا يستحق الإعدام؟!
بالمناسبة: المتربصون، وبأيديهم سكاكين وأدوات جنى الأعضاء، يرون فى الذى يعدم شنقا، " صيدا ثمينا "! لأنه يظل قلبه ينبض وأعضاؤه حية، لعدة دقائق بعد دق عنقه بحبل الشنق، [وبالمناسبة القتل شنقا ليس هو الأسلوب الذى وضعته الشريعة، وفيه من تعذيب " المشنوق " حسيا، ومعنويا، ما يعد زيادة على الحد، لا تجوز!] [القتل بالسيف أسرع، وأقل ألما، وأبعد عن الإهانة] .. (إذا قتلتم فأحسنوا القتلة .. ) [رواه البخاري]
...
والفقهاء والأطباء يبدون كأنهم فى مباراة، لكسب الرأى العام .. أو لإرضاء جهات ضاغطة تستعجل تشريع تقنين " جريمة نزع الأعضاء " وهى فى حالة " النزع " ممن يطلق عليهم – باطلا وكذبا – " موتى " جذع المخ –جريمةُ قتل عمد، حكم كل من يشارك فيها: القتل قصاصا عادلا .. : " لو تمالأ عليه أهل صنعاء لقتلتهم به " هكذا قال عمر .. فى حادثة قتل، اتهم فيها أكثر من واحد! وإذا درأت الشبهة الحد فلن ترفع الإثم و لن تسقط الدية!
وهم فى هذه المباراة: يلقى كل طرف منهم تبعة تأخير " تقنين " " نزع الأعضاء " على الطرف الاخر ..
و قد قلت: ترتيب المدارك يوجب أن تكون كلمة " الشريعة " أولا، ولا تحال القضية للأطباء، إلا بعد تبيانها تبيانا قاطعا، لا يحتمل لبسا!
و قد قلت: أن " نزع الأعضاء " من الاحياء ومن الموتى، حرام محظور! وأطباء" المخ والأعصاب " يرفضون تفسير الموت بموت جذع المخ، وهم على الحق!
(يُتْبَعُ)
(/)
أقول لإخوتنا من علماء الدين: تأخير البيان عن وقت الحاجة إليه حرام! والأطباء " أهل ذكر " فى حدود علمهم، وفنهم المهنى .. وليسوا " أهل ذكر "فى قضية "الموت والحياة "! بكل يقين أقول: هم ليسوا " أهل ذكر " فى هذه القضية! وقولهم فى تفسير " الموت " بموت " جذع المخ " – وهو محل خلاف علىالمستوى العالمى – بين الأطباء، وغيرهم .. يلزمنا بالاحتياط فى البناء على ارائهم!
والأطباء – مع كل الاحترام والتقدير – أصحاب " مصلحة " فى استصدار قانون يبيح " نزع الأعضاء "، ليمنحهم غطاء شرعيا .. إن استظل به بعضهم بأمانة وشرف فهناك من ينتظره، ليحتمى به، وهو يرتكب جرائمه، التى يمارسها حتى وهى محظورة بحكم القانون!
وهنا أسال: السيد نقيب الأطباء الدكتور حمدى السيد، وأنا اذكر اسمه تحديدا لأنه فى نظرى سيكون أول المسؤلين أمام الله، أامام التاريخ عن الترخيص بإباحة فتح " سوق سوداء " للتجارة فى البشر، وأعضائهم، وإباحة انشاء مجازر، سوف تكون ذبائحها – مهما قيل عن ضمانات، وضوابط، وعقوبات – هم الفقراء، الذين لا يجدون إلا بيع أجزاء من أجسامهم، أو من أجساد من لهم ولاية عليهم .. والسرية كفيلة بستر جريمة الاتجار والسمسرة، والبيع! وليأخذها منى نصيحة، وهو مازال فى سعة من أمره، و أنا أحب له الخير و أقدره.
يقول السيد نقيب الاطباء وغيره من المتحمسين: أن الغاية من إصدار تشريع، يبيح " نزع الأعضاء " هى القضاء على " السوق السوداء" وعلى" مافيا " عصابات الناشطين فى هذه السوق!
وأنا أسأله: أين تتم عمليات " سرقة الأعضاء "؟. من يقوم بنزعها وزرعها؟ وأين تتم هذه الجرائم؟!
أليست تتم باعترافكم بأيدى أطباء منكم؟ وفى مراكز وعيادات طبية خانت أمانة المهنة، بعد أن انتهكت حرمات البشر، طمعا فى كسب مادى كبير؟! رخيص؟!
وإذا كان هذا يجرى، وهذه الممارسات محظورة ومجرمة بحكم القانون، فكيف يكون الحال إذا أضفى التشريع المنتظر غطاء وحماية قانونية لجرائمها؟!
يقولون هناك ضوابط، وضمانات، وعقوبات مشددة! .... وأقول: متى منعت الضوابط، والعقوبات وقوع الجرائم؟ خاصة إذا كانت دوافعها وعوائدها تغرى بالاحتيال عليها، بل وتحديها؟ وأمامنا قضية " انتشار المخدِّرات " تهريبا، وتجارة، وتناولا .. ألم تفشل كل القوانين وروادع العقوبات - و من بينها عقوبة الإعدام - فى القضاء عليها .. بل فى الحد من انتشارها؟
هنا ملاحظة: مشروع القانون – كما طرحت الصحف – ولا أدرى لماذا لا ينشر نصه كاملاً علينا وعلىالملأ – اكتفى فى تحديد العقوبات على جزاءات، لا تتجاوز " الحبس "و" الغرامة " .. وإغلاق المنشأة إغلاقا مؤقتا
أو نهائيا! .. فلم لا ينص القانون – وهذا من باب الجدل – على أن من سرق " كُلية " أو شارك فى سرقتها تؤخذ منه كلية، يعوض بها من سرقت كليته، مع تعويض عادل عما أصابه من ضرر، ومع تحميل المجرم كافة " تكاليف " الفك والتركيب "!
أستغفر الله! أصبحنا نفكر ونتحدث كما لو كنا فى " ورش" مع آلات، وليس مع بشر، كرمهم الله!
هذا و السيد الدكتور نقيب الأطباء أعلن مرارا .. عن عجز النقابة عن توقيع العقوبات المناسبة، بهؤلاء المخالفين! رغم صدور أحكام ضدهم!
إن الثقات من الأطباء، ذوى الاختصاص علىمستوى العالم يرفضون اعتبار " فشل جذع المخ " موتا! وأنا أقول " فشل جذع المخ " فهذه التسمية أصدق وأدق! جذع المخ عضو كسائر أعضاء الجسم، وفشله فى أداء وظيفته مرض كسائر أمراض الأعضاء، التى نصفها بالفشل فى أداء وظائفها .. وكل " داء " له " دواء"
إلا الموت! وإذا كنا لم نكتشف علاجا لفشل " جذع المخ " حتى الآن، فمن يدرينا ما يخبئه الغيب؟ قد نفاجأ غدا بكشف جديد، يقلب كل المفاهيم! ولا يجوز أن نسقط عجزنا – كبشر – على قدرة الله، الذى يقول للشىء كن فيكون! وما دام الأمر فى دائرة الاحتمال، فلن نيأس من روح الله! ولو قدر وحدث – أن أفاق من فشل جذع مخه – والمصادر الطبية الموثقة تذكر وقائع كثيرة أفاق فيها المرضى – لو قدر هذا، فهل نحيى من قتلناهم بأثر رجعى، وهل نحن مستعدون لدفع دية القتل خطأ لكل مريض حكمنا بموته – وهو حي!
ومرة أخرى أذكر أخى الدكتور حمدى السيد – وأبلغ للتاريخ – بما دار فى مقر نقابة الأطباء،حيث تحدثت
(يُتْبَعُ)
(/)
إلى جمع من الأطباء كانوا بصدد البحث فى مشروع قانون لنزع الأعضاء سابق – عام 1998 إن لم تخنى الذاكرة – وقلت: إنكم بهذا المشروع تقنون لعملية " قتل عمد "، والفتاوى التى تستندون إليها – كانت بملف وزع على الحاضرين – باطلة، لأنها لا تستند إلى كتاب أو سنة أو حتى فقه معتبر، وأن تبادل إلقاء التبعة بين الفقهاء والأطباء، لن يغنى شيئا، وقلت بالحرف: يا دكتور حمدي: حيرتمونا! حين نناقش الشيوخ يحيلوننا على الأطباء، وحين نناقش الأطباء يحيلونا على الشيوخ، وأصبحنا أمام " فزورة " الفرخة والبيضة! ولن يغني عنك شيخ الازهر ولا غيرُه من الله شيئا، ولن تغنوا عنه من الله شيئا! وضربت مثلا، مهدت له بهذا:
واجب الطبيب إنسانيا ومهنيا: أن يستميت فى علاج المريض، لا يدخر جهدا ولا يترك وسيلة، ولا ييأس، حتى ينتزع الأجل مريضَه من بين يديه بالموت! إنتزاعاً!
أما المثل فهو:
ملك، أو امير، أو رئيس، أو ثرى من أثرياء النفط .. نزل بأحد المشافى، التى تليق بمثله – وقال" سكرتيره"
لهيئة الإدارة: أن ملكه أو أميره .. "نذر"نذرا قدره مئة مليون " ريال " أو " دولار " أو " جنية " إن شفاه الله على أيدى القائمين بالطب فى هذا المشفى! نصفها للأطباء، الذين سيقومون بنزع الأعضاء المطلوبة ثم زرعها، وربعها للجهاز الإدارى بالمشفى، وربعها الباقى لمساعدة مرضى القسم المجانى من الفقراء ...
هذا المبلغ " نذر" يا دكتور حمدى، وليس " رشوة "! وكررت هذه العبارة تهكما! ثم طرحت السؤال:
حين تسوق الأقدار فى قسم الاستقبال، مصابا فى حادث، تنطبق على أعضائه كل المواصفات والشروط المطلوبة، ويجد مسعفه نفسه فى صراع – وهو بشر – بين واجبه فى إسعافه، وبين نصيبه فى " النذر "
(مرة اخرى النذر لا الرشوة) وليكن خمسة ملايين (د /ر / ج) أيظن احد ان دافع هذا الطبيب لإسعاف هذا المصاب لن يتأثر – ولو باللا شعور – وشبح الملايين الخمسة يتراءى لعينيه، ويغريه؟! وللآن أنا لم أدخل فى الاعتبار ما هو شائع فى مستشفياتنا من إهمال، وتقصير، ولا أقول من تجاوزات، وخطايا! وأخبار سرقة الأعضاء فيها يتحدث عنها كل الناس!
قلت هذا لأخى نقيب الأطباء .. وكلاما كثيرا غيره .. وكان أن قام شيخ كبير من الأطباء الحاضرين، وقف ليقول في حزم، وحسم: نحن أصحاب الشأن فى هذه القضية [كان رئيس أطباء المخ والأعصاب بمصر وظننت انه يرد علي فقد كنت عالم الدين الوحيد، وحضرت الندوة خطا، لأننى أبلغت أن الدعوة عامة]! ولكنى فوجئت به يعلن رأيه ممثلاً لجمعيته، ويقول: أنه يتفق معي فى رفض اعتبار "موت جذع المخ" موتاً وبالتالى هو يرفض مشروع القانون المطروح .. وانسحبت من الجلسة معتذرا عن حضورى خطأ!
ودعانى الدكتور " بدر الدين أبو غازى " نائب رئيس نادى هيئة تدريس جامعة القاهرة إلى حضور حلقة نقاشية نظمها النادى، لأشارك ببيان الحكم الشرعى فى القضية، ولبيت، وحضرها نحو ثلاثين من كبار الأطباء المختصين، وبعد حوار مستفيض كان القرار بإجماع الحاضرين: رفض المشروع، وقد قرأت بعد ذلك بحثا إضافياً عميقا ومؤصلا للدكتور رءوف سلام زادنى قناعة بصحة رؤيتى للقضية من الوجهة الشرعية، وقد فند تفنيداً علمياً رائعا مقولة أن "موت جذع المخ موت حقيقى" كما أبان عن الخلاف العميق حول الضوابط والاختبارات، التى يلجا إليها قبل الحكم " بموت جذع المخ " وكيف تختلف من بلد الى آخر .. بل من ولاية امريكية إلى ولاية أخرى .. وانتهى بحثه برفض قاطع للفكرة! وليس لدينا من وسائلهم، وأجهزتهم لعمل هذه الإختبارات والقياسات شيء يصلح للمقارنة!
أسوق هذا، لأن من حق أمثال هؤلاء الثقات أن تسجل مواقفهم، وليعلم الناس: أن أمتنا بخير، ففيها أطباء ثقات أمناء يخشون الله، وفيها علماء ثقات متجردون، لا يخشون فى كلمة الحق لومة لائم إن شاء الله!
بقيت أمور، بيانها واجب، نصيحة للجميع، وتواصيا بالحق:
أولا: أن الآجال والأعمار مقدرة محددة، لا تزيد ولا تنقص، ولا تتقدم ولا تتأخر! (إذا جاء أجلهم
فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) ..
و"الأجل " هو الموعد، الذى ينزل فيه الموت بالإنسان .. وبكل كائن حى! وهو مغيب عنا .. يأتى بغتة .. كقيام الساعة! (وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا وما تدرى نفس بأى أرض تموت) الأجل، قضية مبرمة،
(يُتْبَعُ)
(/)
لا تتأثر بالأسباب، هى فوق الأسباب، و" الموت " سببه الحق: مجىء " الأجل"، المقدر سلفا فى علم الله، المقضى به سلفا فى قدر الله! (حتى إذا جاء أحدكم الموت [جاء أجله] توفته رسلنا وهم لا يفرطون)!
(وما كان لنفس أن تموت إلا باذن الله) ولو تعرضت لكل اسباب الموت المعتادة، التى يربط الناس بينها وبين "الموت "، يظنون – جهلا – أنه يكون نتيجة لها، وأنها لو لم تكن لما مات من مات بسببها فى اعتقادهم!
كان الجاهليون من المشركين والمنافقين، يثبطون المؤمنين عن الجهاد، ويخوفونهم من القتل لو خرجوا إلى ساحته، فإذا قدر لهؤلاء المجاهدين أن يستشهدوا، قال هؤلاء القاعدون المثبطون ? لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا? [آل عمران: 168] لو عملوا بنصيحتنا، وقعدوا عن الجهاد، ولم يعرضوا أنفسهم لسيوف الأعداء ..
ما قتلوا! .. جعلوا خروجهم للجهاد سبب موتهم! ورد الله – تعالى – عليهم:? قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ? أى: فى ربط الموت بالأسباب وحدها .. وهو وَهْم .. ? أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ ? [النساء:78] .. "الموت " رهين بشىء واحد: " الأجل "!
ربط الموت بغير " الأجل " باطل! وهنا لا يجوز أن نقول:" لو نزعت كُلية وزرعت فى جسد هذا" لما مات!
.. " لولا زرع الكُلية لمات لتوه "! وأبطل منها: أن يقال: " أنقذته العملية من موت محقق "! " منحناه حياة أخرى بزرع الكلية أو الكبد .. أو .. "! " أطلنا عمره أو حياته حين أجرينا له كذا أو كذا "! كل ذلك جهل بحقيقة الموت، وبسببه الحتمى، وهو حلول الأجل! وقديماً قال الشاعر الحكيم:
و دعوت ربي بالسلامة جاهداً
ليُصِّحني فإذا السلامة داء!
و زهير يقول: من لم يمت عبطة يمت هَرَما!
وقد نهانا ربنا وحذرنا من الإنزلاق إلى هذه الجهالة، التى تفسد رؤيتنا للحقيقة، والتى لا تُعْقِب من يركنون إليها إلا الحسرة! يقول ربنا محذرا، ومتوعدا: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ [للتجارة و طلب الرزق] أَوْ كَانُوا غُزًّى [غزاة مجاهدين] لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ? [آل عمران: 156].
الكفار: جعلوا " السفر " و " الجهاد " السبب فى " موت " إخوانهم أو " قتلهم "! وأنهم لو ظلوا " عندهم " مقيمين، بعيدين عن هذه الأسباب .. لما ماتوا، ولما قتلوا! وإذا فالإقامة، فى مكان، آمن .. خال من أسباب الموت المعتادة، تحول دون الموت والقتل، على نحو قاطع! فى زعمهم!
وكان الرد على هذا الجهل المطبق، وهذا المنطق المتهافت: (والله يحيى ويميت)! .. هذا هو السبب، والتفسير الحقيقى لموت من يموت، وحياة من يحيى! وهو لا يموت إلا إذا استوفى أجله، ولا يبقى حيا لحظة واحدة، إذا حان هذا الأجل! والأجل بيد الله وحده! وبقدره، الذى لا يتغير، وهو فوق الأسباب، يحكمها،
ولا تؤثر هي فيه! ..
فى حوار بين الإمام على وابن عباس – رضى الله عنه – قال علي:"أما علمت أن الأجل يحرس صاحبه"! وهي كلمة استقاها من مشكاة النبوة، يقول – صلى الله عليه وسلم - " إن مع كل إنسان ملكين يحفظانه؛ فإذا جاء الأجل خليا بينهما وبينه "! و القرآن العظيم يقول: ?وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ? [الأنعام: 61]
ما أسمعه، وأقرؤه فى حملات التحريض على " التبرع " – الباطل – بالأعضاء يتضمن كثيرا من اللغو، الذى يقترب كثيرا من منطق الكفار والمنافقين المتهافت، ولا يستضىء بنور الحقيقة التى نعلمها، ونستيقنها من كلام الخالق – سبحانه!
من اللغو الباطل أن يقال: " لو زرعت كلية " او كبد لهذا المريض لما مات "! ............. " لولا زراعة الكلية أو الكبد له لما بقى حيا "!
ثم ألا يحدث فى وقائع كثيرة: أن تكون العملية، التى أجريت هى السبب الظاهر المباشر للموت؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
هل يعنى هذا: أن نلغى الأخذ كلية بالأسباب؟ .. بالقطع لا! فربنا يقول: ?فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ? [الملك: 15] ورسولنا – صلى الله عليه وسلم – يقول: " يا عباد الله تداووا، فإن الله لم يخلق داء إلا خلق له دواء إلا الموت "! نحن متعَبِّدون شريعة بالأخذ بالأسباب، ونحن ملزمون عقيدة بأن نتجاوزها إلى المسبب – سبحانه – فهو الفاعل دونها، يمنحها الفاعلية والتأثير إن أراد، ويسلبها ذلك إذا شاء! ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن " ولو توفرت كل الأسباب، أو تجمعت كل الموانع! ألم يقل للنار: (كونى بردا وسلاما على إبراهيم) فكانت كما أمر؟! سلبها مسبب الأسباب خاصيتها فى الإحراق، فلم تمس من جسد إبراهيم – صلى الله عليه وسلم – شعرة، ولا من ثيابه خيطا! سبحان الله! " لا تقل لو أنى فعلت كذا لكان كذا وكذا .. ! ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فان " لو " تفتح عمل الشيطان .. " وعمل الشيطان هنا ما يوسوس به، من قبيل مقولات الكفار والمنافقين، التى عابها القرآن العظيم، وردها عليهم!
" قدر الله وما شاء فعل "! تسليم بقدر الله! ينير العقل، ويريح الضمير، ويملأ نفس المؤمن سكينة، ورضا، ويمده بطاقة من رَوْح الله، تهون عليه ما يمتحن به من بلاء! أما غير المؤمن فلا يجنى من منطقه المتهافت إلا الحسرة والاسى!
لن تطيل الصحة والسلامة عمرا، ولن يقصر المرض أو الحوادث عمرا! فلا ينبغى ان نغتر، ونطيل الأمل
فى الأُولى، ولا ينبغى أن نهلع أو نيأس فى الثانية! .. ورحم الله أبا العلاء، قد كان على بصيرة:
والناس يلحون (يلومون) الطبيب وإنما
غلط الطبيب إصابة الأقدار!
ورحم الله" شوقى "، فقد كان نافذ الرؤية:
فى الموت ما أعيى وفى أسبابه
كل امرىءٍ رهن بطي كتابه!
إن غاب عنك فكل طب نافع
أو لم يغب فالطب من أسبابه
على مرضانا – عافاهم الله وشفاهم – ألا يهلعوا، ولا يجزعوا، ولا ييأسوا! عليهم أن يسلموا تسليما بأن "الأجل" حدد لكل إنسان من قبل أن يوجد ويخلق! وأن يلتزموا فى السعى من أجل الشفاء بما يجعلهم أهلا لعون الله، قريبين من رحمته، وأن يستيقنوا: أن الصبر على البلاء، والرضا بالقضاء أعظم مكفرات الخطايا والآثام! و ليجعلوا من دعوة يوسف الصديق – صلى الله عليه وسلم – حين أتم الله عليه نعمة الدين و الدنيا - (توفنى مسلما وألحقنى بالصالحين) سبحة لهم ..
...
ثانيا: على العلماء والمفتين: أن يعينوا هؤلاء المرضى على الثبات، وأن يبصروهم بما هو واجب المؤمن من تحمل البلاء، وعدم إلقاء بلواه على الآخرين، وألا يستعين بسلاح العواطف، التى تُنْشِئُها الرحم، بين الأقارب، أو بسلاح الأخلاق، كما يحدث بالضغط على " المرأة" لتقدم عضواً من جسدها لزوجها باسم "الوفاء"!
وعلى العلماء تزويد المرضى – والناس عامة – بثقافة الموت، الصحيحة، وأنه ليس صيرورةً إلى العدم، وإنما هو نُقلة من حياة فانية قصيرة إلى حياة باقية ممتدة، وأنه بالنسبة للمؤمن: خروج من سجن الدنيا، وراحة من كَدْح، ومكابدة، لا ينتهيان إلا بالموت! وأن الدنيا دار مَمَر، لا دارُ مَقَر، وأن كل من بها ضيف، وكل ما بيده عارية، والضيف مرتحل، والعارية مؤداة. وليضربوا لهم مثلا من حياة الأنبياءِ والمرسلين، وكيف كان نصيبهم من البلاء النصيبَ الأوفى! .. ثم عليهم ألا ينساقوا إلى مجاراة دعوات، وتيارات،
لا تستضىء بنور الدين، ولا تلتزم بأخلاق العلم! ?لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ? [المائدة: 105]
...
ثالثا: على الأطباء: ألا يتجاوزوا حدود علمهم، فلا يخوضوا فى قضايا، الكلمة فيها ليست للطب، ولا للعلم، وإنما هى فوق الطب والعلم، لأن لها ابعادا غيبية، ليس للطب، ولا للعلم فيها وِرْدٌ، ولا صَدَر!
(يُتْبَعُ)
(/)
أجل! فى " الموت " جانب غيبى متصل به، لا نعلم من أمره شيئا! إنه " الروح "! " الروح " هى سر الحياة .. ، تدور معها وجودا، وعدما! والموت – فى حقيقته المستيقنة – إنما يحدث بمفارقة " الروح " للجسد، مفارقة تامة! فهل يزعم عالم دين، أو عالم طب، أو علماء الدنيا جميعا أنهم يعلمون ما هى " الروح "؟ وهل لديهم وسائل أو أجهزة، أو قياسات أو اختبارات .. تبين لهم: كيف تعمل " الروح "، وكيف تدير نفس الإنسان؟ ومتى تخرج، وتفارق الجسد، فيموت؟ .. كل ذلك من عالم الغيب .. الذى استأثر الله بعلمه .. ? وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ? [الاسراء: 85]
وعلم الظواهر هنا قشور، لا تغنى شيئا. ?وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (6) يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا? [لروم:6 – 7].
الموت يكون بخروج الروح، و علامة خروج الروح .. حدوث الموت الحقيقى، حيث لا وجود، ولا شبهة وجود لشىء من مظاهر الحياة .. على الإطلاق، يصحبه شخوص البصر .. فالحياة و الموت ضدان لا يجتمعان.
وفى الحديث: " دخل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على أبى سلمة، وقد شق بصره، فأغمضه، ثم قال: إن الروح إذا قبض تبعه البصر " [رواه مسلم].
" الروح" يقبض، فمن يقبضه؟ ملك الموت! ?قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ? [السجدة:11] ملك الموت هو الذى يقبض " الروح"، فهل يتصور أطباؤنا المشهد؟! وهل جلاه لهم المفتون والعلماء، حتى يقفوا على جلاله، وهيبته، وما ينبغى إزاءه من الإعتبار والاتعاظ، والتواضع، والوقوف عند حدود علم، لا يملك حولا ولا قوة أمام مشهد غيبى بجملته وتفاصيله؟! مشهد الاحتضار، مشهد اللحظات الفارقة بين الدنيا والاخرة، مشهد وقوف الإنسان على " عتبة " الباب الرابط بين الحياة والموت! .. مشهد يقول عنه علام الغيوب – جل وعلا -: ?وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آَيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ? [الأنعام: 93] ... " أخرجوا أنفسكم "! خطاب مهين مزلزل، ومعه هذا الوعيد: " اليوم تجزون عذاب الهون "!
هذا عن المحتضر الكافر الظالم لنفسه ..
أما المؤمنون فى مشهد الاحتضار، فأمرهم مختلف!
ـ[الأندلسى]ــــــــ[12 - Jun-2009, مساء 03:08]ـ
(بقية المقال)
------
ينبئنا ربنا عنهم فى مشهد الاحتضار يقول: ? الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ? (النحل: 32) .. " سلام عليكم " تحية، وأمان، وطمأنينة! و " ادخلوا الجنة " بشرى بالسعادة، وحسن المصير!
قارن بين: " أخرجوا أنفسكم " وبين: (يأيتها النفس المطمئنة. ارجعى الى ربك راضية مرضية. فادخلى فى عبادى وادخلى جنتى) واختر لنفسك ما تحب!
مشهد الاحتضار، وما يحفه، ويحيط به، ويجرى فيه لا ينبغى أن يغيب عن عقل المؤمن، وذاكرته .. ليكون أبدا، مترقبا له، ومتهيئا له!
يقول ربنا – جل وعلا -:
? وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ? [الأنعام: 61] .. " ويرسل عليكم حفظة " ملائكة، فريق منهم يحفظ بدنه .. ، وفريق يحصى عليه عمله!
" حتى إذا جاء أحدكم الموت " أى جاءت ساعة الاحتضار، وحلول الأجل " توفته رسلنا " ملائكة،
هم أعوان ملك الموت، يخرجون " الروح " من الجسد، فاذا انتهت الى الحلقوم قبضها ملك الموت
? قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ? [السجدة: 11].
لو رفع الحجاب، وكشف لنا عما يملأ مشهد الاحتضار، لآمن على الفور كل كافر، ولتاب كل آثم، ولزهد فى الدنيا كل متهافت، ولما بقى عند أحد حرص على حياة! ولما تجرأ طبيب على لمس محتضر بمبضع أو مشرط؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
? وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ? [الأنفال: 50] " لو " أداة شرط، وجوابها غير مذكور، لتذهب النفس فى تصوره كل مذهب، وإيحاءً بأن ما يحدث لهؤلاء الكفار ساعة الاحتضار، لا يمكن وصفه، ولا تحيط به عبارة!
ثمةً ضرب، ينال الوجوه والأدبار، ضرب من الأمام، ومن الخلف يعُم! ومثل آية الأنفال: آية محمد: ? فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ ? [محمد: 27].
وما أجمله القرآن من غيوب مشهد الاحتضار، لا نملك شيئا من تفاصيله، لأنه غيب! بَيْد أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يخبرنا ببعض ما أطلعه الله عليه من تفاصيل هذه الغيوب!
عن البراء بن عازب – رضى الله عنه – قال:
" خرجنا مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فى جنازة رجل من الأنصار، فانتهينا إلى القبر، ولمَّا يُلْحَد، فجلس رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وجلسنا حوله، كأن على رءوسنا الطير، وفى يده عود، ينكت به الأرض، فرفع رأسه، فقال: استعيذوا بالله من عذاب القبر! مرتين أو ثلاثا! ثم قال: إن العبد المؤمن، إذا كان فى انقطاع من الدنيا، وإقبال من الآخرة، نزل إليه ملائكة من السماء، بيض الوجوه، كأن وجوههم الشمس، معهم كفن من أكفان الجنة، وحَنوط [طيب] من حنوط الجنة، حتى يجلسوا منه [المحتضَر] مد البصر، ثم يجىء ملك الموت، حتى يجلس عند رأسه [ينتظر اللحظة التى يحين فيها أجله] فيقول: أيتها النفس الطيبة: اخرجى إلى مغفرة من الله ورضوان، قال – صلى الله عليه وسلم -: فتخرج تسيل، كما تسيل القطرة من فِي [فم] السقاء، فيأخذُها، فإذا أخذها لم يدعوها [الملائكة] في يده طرفة عين، حتى يأخذوها، فيجعلوها في ذلك الكفن، وفى ذلك الحنوط، ويخرج منها كأطيب نفحة مسك، وجدت على وجه الأرض، فيصعدون بها، فلا يمرون على ملأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذه الروح الطيبة؟! فيقولون: فلان بن فلان، بأحسن أسمائه، التى كانوا يسمونه بها فى الدنيا ..... .............. وإن العبد الكافر إذا كان فى انقطاع من الدنيا، وإقبال من الآخرة، نزل إليه ملائكة من السماء، سود الوجوه، معهم المسوح [جمع مِسح: كساء غليظ خشن] فجلسوا منه مد البصر، ثم يجىء ملك الموت، فيجلس عند رأسه، فيقول: أيتها النفس الخبيثة: اخرجى إلى سخط من الله وغضب! قال: فتفرق فى جسده، فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول، فيأخذها. فإذا أخذها لم يدعوها فى يده طرفة عين، حتى يجعلوها فى تلك المسوح، فيخرج منها كأنتن ريح جيفة، وجدت على وجه الأرض، فيصعدون بها، فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذه الروح الخبيثة؟! فيقولون: فلان بن فلان بأقبح أسمائه، التى كان يسمى بها فى الدنيا ... " [رواه الإمام أحمد وأبو داوود، والنسائى، وابن ماجة! والنقط تشير الى ما تركناه اختصارا] والأحاديث حول مشهد الاحتضار كثيرة!
هذا مشهد " الاحتضار "، تصوره آيات كتاب الله، وأحاديث رسول الله! وهذه صورة رسول الله – ص – وصحابته، وهو يصف لهم هذا المشهد .. " كأن على رءوسهم الطير "! فلينظر الأطباء، المتربصون بالمحتضر، وبيدهم أدوات التشريح، وأسلحة التقطيع. يتعجلون الإذن لهم بالانقضاض على الفريسة – قبل أن تزهق الروح – وإلا ضاعت الغنيمة من أيديهم، إن أمهلوا " المحتضَر " ليموت موتا حقيقيا، يقضى على صلاحية أعضائه " للزرع "!
يقول الرحمن الرحيم بخلقه: (وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ) [الحج: 36] .. " وجبت جنوبها ": سقطت على الأرض ميتة، فالإبل تنحر وهى قائمة على ثلاثة أرجل ... فإذا ماتت سقطت هامدة، لا حراك بها!
(يُتْبَعُ)
(/)