والحمد لله تعالى أن يسَّر لكِ الزواج من مسلم، وإن كنَّا نودُّ أن يكون زواجاً ليس فيه بعدٌ من زوجك عنكِ، وأن يعلم أهله عنه، وبما أن لإخفاء زوجك هذا الأمر عن أهله وابتعاده عنك دوراً كبيراً فيما حصل معكِ فإن عليك المسارعة في إصلاح هذا الأمر، وذلك بالطلب منه أن يجعل زواجكم علنيّاً، وأن يسارع في إخبار أهله، وأن يبقى إلى جانبك لإعانتك على طاعة الله تعالى، وعليه أن يتقي الله تعالى فيكِ وأن لا يعرضكِ للفتن، وليتنبه لهذه المسئولية الملقاة على عاتقه.
ثالثاً:
والحمد لله تعالى أن وفقكِ للتوبة والرجوع إليه قبل الانغماس في المعصية أو ارتكاب ما هو أشد منها، والمعصية يزينها الشيطان في نفس فاعلها، فإنْ تذكَّر عقوبة فِعلها وتذكَّر ما عند الله من الثواب على تركها، وعلم ما أعدَّه الله في الآخرة للطائعين: علِم أن ما عند الله خير وأبقى، وأن المعاصي مهما بلغ صاحبها في النشوة واللذة فهي إلى غمٍّ وهمٍّ ونكدٍ في الدنيا، وإلى عقوبة في الدار الآخرة، فاستمري على التوبة، وعلى ندمك على ما فعلتِ، واعزمي عزماً مؤكداً على عدم الرجوع إليها، وافعلي الطاعات تعويضاً عما فات وتقرباً إلى الله لزيادة الثواب.
رابعاً:
لا بدَّ أن تغلقي أبواب الفتن التي جاءتك المعاصي من خلالها، ونعني بذلك " تلك المحادثات " فعليك أن تبتعدي بالكلية عن تلك المحادثات الآثمة التي كانت مع الرجال، فلا يحل لك دخول الغرف الصوتية لهم ولا مراسلتهم والحديث معهم، وإن كانوا معك على " الماسنجر " فسارعي بشطب أسمائهم.
وإن خشيت أن يكون دخولك على الإنترنت سيجرك إلى محادثة هؤلاء فامتنعي كليةً عن الدخول على الإنترنت، واكتفي بالأشرطة الصوتية النافعة، وقراءة الكتب النافعة، والبحث عن صحبة صالحة من بنات جنسكِ يدلونك على الخير، ويمنعونك من السوء والشر.
ومن مقتضيات التوبة الصادقة التي يكون معها الندم والعزم على عدم الرجوع إليها أن تبتعدي عن مواضع الفتن الأخرى من مواقع محرمة، أو منتديات اللغو والفحش.
ولو أنك فرَّغتِ نفسكِ لسماع الأشرطة وقراءة الكتب النافعة، وقراءة الأجوبة والمقالات من المواقع الإسلامية المعروفة بصحة الاعتقاد، وسلامة المنهج لما كفتكِ حياتك كلها لو طالت، فكيف تضيِّعين العمر فيما لا ينفع وبين يديك كنوز الخير من الكتب والمقالات والأشرطة؟! وهي حجة عليك يوم القيامة إن فرطتِ فيها، وليس لك أن تقولي إنني وحيدة ولا أعرف كيف أقضي وقتي، وأنتِ بين بساتين الخير فيها الورود والأزهار ذوات الروائح الزكية، فتنقلي بين تلك البساتين واحرصي على الخير لنفسك، واعلمي أن العمر قصير، ولو قضاه الإنسان كلَّه في طاعة الله للقي الله تعالى مقصِّراً فكيف له أن يضيعه في اللغو والمعصية؟!
خامساً:
من عادة كثير من الرجال في مخاطبتهم للنساء أن يحرصوا على الاستمرار معهن حتى إذا قضوا حاجتهم منهن انتقلوا إلى غيرهن، وهذا ما أنقذك الله منه، وهي نعمة لا تقدَّر بمال الدنيا، وتحتاج منكِ إلى المداومة على شكره تعالى، وكذلك يتركونهن إلى غيرهن إذا أيسوا منهن أو انقطعت بينهم الاتصالات، وقد يخطر ببال كثير منهم أن ما حصل من محادثات لم يكن مع امرأة، وأن الصورة ليست لواحدة بعينها، بل قد تكون من أي محل تصوير أو من مجلة أو من جريدة، فإذا قطعتِ الاتصال بهم نهائيّاً – وهذا ما وفقك الله لفعله - فإن الأمر سيكون على تلك الاحتمالات، ولا داعي للاهتمام بالصورة والحرص على تحصيلها، فقد تستخدم وسيلة ابتزاز كما حدث مع كثيرات، فانسي الأمر تماماً وفوِّضي أمرك إلى الله تعالى، فهو " ستِّير يحب الستر " كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الذي وفقك للإسلام والتوبة، وهو الذي أنقذك، فلم تقعي في براثن تلك الذئاب، وهو الذي سيستر عليك، وييسر لك أمرك، بمشيئته سبحانه وتعالى، وصور النساء اللاتي تُظهر أكثر مما في صورتك تملأ الشبكة – عياذاً بالله – فلن يبقى أحدٌ منهم حريصا على صورةٍ مثل تلك، وبين يديه الآلاف غيرها.
سادساً:
(يُتْبَعُ)
(/)
وإياكِ أن تخبري زوجكِ بما حصل، بل عليك أن تستتري بستر الله تعالى، وقد يتسبب إخبارك له بعواقب وخيمة، فدعي الأمر بينك وبين الله، توبي إليه عز وجل، واطلبي منه العفو والمغفرة، وأكثري من فعل الطاعات، واحرصي على أن يعلن زوجك زواجك لأهله، واطلبي منه أن يبقى إلى جانبك ليعينك على طاعة الله، ولا تفتحي على نفسكِ أبواباً مغلقة بإخباره عما حصل منكِ، فليس هناك فائدة في إخباره، بل قد يترتب عليه آثار ليست في مصلحتك ولا مصلحة بيتكِ.
سابعاً:
ليس في إخبارك لأحدٍ أنك " مطلَّقة " أو " أنك ستطلَّقين " أي أثر على صحة عقد زواجك، فاطمئني ولا تقلقي، ومثل هذه الكلمات قد يترتب عليها أمور أخرى لو قالها الزوج، أما الزوجة فلا أثر لنطقها بتلك الكلمات على عقد الزواج، فلا داعي للقلق من هذه الناحية، وليس هناك حكم يترتب على قولك سوى أن عليك التوبة والاستغفار لأنه إخبار بغير الحقيقة.
ثامناً:
أنتِ لم تفسدي حياتك بل أصلحتيها بإسلامك أولاً، وبتوبتك من تلك المعاصي ثانياً، واعلمي أن الله تعالى غفور رحيم، وأنه يقبل التوبة من عباده، وأنه يبدل سيئات الصادقين في توبتهم حسنات، وأنه تعالى قد يوفقك لصدقك في التوبة لأن تكوني أفضل حالاً وأقوى استقامة بعد ذلك الرجوع الصادق إليه عز وجل، فلا يتطرق اليأس والقنوط إلى قلبك، فقد قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: (كل بني آدم خطَّاء، وخير الخطائين التوَّابون) وأنتِ من بنات آدم، وقد أخطأتِ، فكوني من خير الخطائين وهم التوابون، ونرجو من الله تعالى أن يكون قد وفقك للتوبة النصوح، وأن يتقبل منك.
واعلمي أن الله تعالى سيبدل سيئاتك حسنات لو أنك فعلتِ هذا، واسمعي ماذا يقول ربنا عز وجل في هذا، قال تعالى: (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا. يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا. إِلا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) الفرقان/68– 70.
والخلاصة:
استمري على توبتك، وأغلقي أبواب الفتنة عليك، واحرصي على الطاعة والصحبة الصالحة، ولا تخبري زوجك بما حصل معك، وثقي بالله تعالى أنه سيستر عليك لو أنك صدقتِ في توبتك.
ونرجو أن نكون قد أجبنا على تساؤلاتك، وستجدين هذا الموقع نصيراً لك، ودالاًّ لك على الخير، إن شاء الله تعالى، ونرجو أن نسمع عن تغير حالك إلى ما هو أحسن، وأن نرى زوجك أعلن زواجك أمام أهله، ونسأل الله تعالى أن يرزقك علماً نافعاً وعملاً صالحاً وذرية طيبة.
والله الموفق.
الإسلام سؤال وجواب
أحبت شابا في الشات ويرغب بالزواج منها وترغب بالمشورة http://www.islamqa.com/themes/files/imgs/up.jpg (http://www.islamqa.com/ar/cat/2010#top)
أنا فتاة أبلغ من العمر 20 عاماً، أحببت شاباً على الشات، والآن طلب مني أن يأتي ليخطبني من أهلي، فهل حرام أني كلمته من الأول؟ وماذا أفعل؟ أوافق على طلبه أم لا؟ مع العلم أنه شاب محترم جدّا جدّا جدّا، وأنا متأكدة من هذا.
الحمد لله
نعم، لقد وقعتِ أنت والشاب فيما حرَّم الله، ولم يكن يباح لكِ التعرف عليه، ولا محادثته، ولا مراسلته، وقد بيَّنا حكم هذا الفعل في فتاوى متعددة، فانظري أجوبة الأسئلة:
(78375 ( http://www.islamqa.com/index.php?ln=ara&ds=qa&
السؤال
R=78375)) و (34841 ( http://www.islamqa.com/index.php?ln=ara&ds=qa&
السؤال
R=34841)) و (23349 ( http://www.islamqa.com/index.php?ln=ara&ds=qa&
السؤال
R=23349)) .
ومن جهة أخرى لا ننصحكِ بالتزوج منه، فالزواج الذي مبدؤه الإنترنت ثبت فشله؛ وذلك لسببين رئيسين:
الأول: أنه ابتدأ بمعصية الله تعالى؛ وذلك من خلال المراسلة والمحادثة وتبادل الصور، وما مكان مبدؤه المعصية فلن يكون مؤسَّساًِ على طاعة الله ولن يبارك فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
والثاني: أنه مسبِّب لفقدان ثقة كل طرف بالآخر، فكيف للزوج أن يثق بزوجته التي تعرَّف عليها بالإنترنت وكان أجنبيّاً فحادثتْه وراسلتْه، كيف له أن يضمن عدم وقوعها في الأمر نفسه مع غيره؟! وهي كذلك كيف لها أن تثق به وقد تعرَّف عليها من خلال الإنترنت وفعل ما لا يحل له، فكيف ستضمن أنه لن يعيد الكرة مع غيرها؟!.
قال الشيخ عبد الله المنيع حفظه الله:
" هذه العلاقة علاقة آثمة، ولو كانت عن طريق المراسلة، والزواج شيء يقدِّره الله تعالى ويهيِّئه (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) الطلاق/3،4، فيجب على هذه الأخت أن تتقي الله تعالى في عفافها وحشمتها وكرامتها، وأن تطلب الخير من مصادره الشرعية، وأن تدرك أن الرجل الذي سمح لنفسه بمراسلة فتاة أجنبية منه يبث لها الوجد والحب: سيسمح لنفسه مرة أخرى وثالثة ورابعة بمراسلة فتيات أخريات يلعب عليهن، وفضلاً عن ذلك سيحتقر هذه الفتاة التي تجاوزت الحدَّ في كرامتها وحشمتها، وعرَّضت عفافها للخطر، ولن يسمح لنفسه أن تكون أمّاً لأولاده، إلا أن تكون رجولته ناقصة، والله المستعان " انتهى
" مجموع فتاوى وبحوث " (4/ 286، 287).
والحياة الزوجية إن كانت خالية من الثقة بين الطرفين فهي محكوم عليها بالفشل، ولا يزال الشيطان يعيد تلك الذكريات الحميمة المحرمة في مخيلة كل واحد منهما، ولا يزال الشيطان يدفعهما لإعادة الكرة، وما المانع وقد فَعلاها من قبل؟!
لذا: فالواجب عليكِ الآن قطع هذه العلاقة بالكلية، والتوبة إلى الله من هذا الفعل المحرم، وعدم العودة إلى إقامة علاقات مع رجال أجانب عنك.
والواجب عليكِ أيضاً ترك التفكير بخطبة هذا الشاب والزواج منه، ومثل هذه العلاقات محكوم عليها بالفشل لما بيناه سابقاً، وهو غير مرضي الدين والخلق فكيف لكِ ولأهلك الموافقة عليه زوجاً وهو لا يتصف بهما حتى يكون زوجاً صالحاً يقيم بيته على طاعة الله تعالى، ويربي أبناءه وبناته على الحشمة والحياء والعفاف؟!
هذا الذي نراه، ومن التجارب الكثيرة التي وقفنا عليها فإننا قد قدمنا لك خير ما نعلم، ونصحناكِ بما هو خير لدينك ودنياك.
فعليك بالتوبة الصادقة، وقطع العلاقات المحرمة، وداومي على الأعمال الصالحة، وأشغلي وقتك بالنافع والمفيد، ونسأل الله تعالى أن يرزقك زوجاً صالحاً وذرية طيبة.
وانظري جواب السؤال رقم (21933 ( http://www.islamqa.com/index.php?ln=ara&ds=qa&
السؤال
R=21933) ) .
والله الموفق.
الإسلام سؤال وجواب(/)
لبس المرأة الضيق أمام النساء (للمناقشة و الإستفادة)
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[22 - Apr-2009, صباحاً 02:28]ـ
هل يجوز للمرأة أن تلبس الضيق أمام المرأة, سواء قلنا ذلك يكون في أعلى الجسد أو أوسطه؟
ما هي صفة اللباس الضيق تحديدا و كيف يكون؟
نرجو النقاش العلمي و البعد عن الجرح و السب مدعمين ذلك بأقوال أهل العلم قديما و حديثا.
أبو معاذ.
ـ[علي الزيود]ــــــــ[26 - Apr-2009, مساء 02:36]ـ
ما حكم لبس النساء للملابس الضيقة عند النساء وعند المحارم؟.
الحمد لله
لبس الملابس الضيّقة التي تبيّن مفاتن المرأة وتبرز ما فيه الفتنة محرم، لأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (صنفان من أهل النار لم أرهما بعد. رجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس – يعني ظلماً وعدواناً – ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات) فقد فُسِّر قوله: " كاسيات عاريات " بأنهن يلبسن ألبسة قصيرة لا تستر ما يجب ستره من العورة، و فُسِّر بأنهن يلبسن ألبسة تكون خفيفة لا تمنع من رؤية ما وراءها من بشرة المرأة، و فُسِّر بأن يلبس ملابس ضيقة فهي ساترة عن الرؤية لكنها مبدية لمفاتن المرأة.
وعلى هذا فلا يجوز للمرأة أن تلبس هذه الملابس الضيقة إلا لمن يجوز لها إبداء عورتها عنده وهو الزوج فإنه ليس بين الزوج وزوجته عورة لقول الله تعالى: (إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ)، وقالت عائشة: (كنت أغتسل أنا والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تعني من الجنابة - من إناء واحد تختلف أيدينا فيه) فالإنسان بينه وبين زوجته لا عورة بينهما، وأما بين المرأة والمحارم فإنه يجب عليها أن تستر عورتها، والضيق لا يجوز لا عند المحارم ولا عند النساء إذا كان ضيّقاً شديداً يبيّن مفاتن المرأة. اهـ
فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، فتاوى نسائية ص (44).
http://www.islamqa.com/ar/ref/14302(/)
حكاية حال لا عموم لها
ـ[طالب بالماجستير]ــــــــ[22 - Apr-2009, صباحاً 03:06]ـ
السلام عليكم
يقال هذه حكاية حال لا عموم لها
ويقال واقعة عين لا عموم لها
والسءال
ما هو الفرق بين التعبيرين؟
وكيف أعلم كون الفعل المروي عن النبي عليه السلام واقعة حال لا عموم لها أو كونها تفيد العموم
السلفي الأزهري
ـ[طالب بالماجستير]ــــــــ[23 - Apr-2009, صباحاً 04:27]ـ
السلام عليكم
ما احد أجابني عن سأالي؟
ـ[طالب بالماجستير]ــــــــ[30 - May-2009, مساء 08:55]ـ
[ code] ما أحد جاوبني؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[30 - May-2009, مساء 10:17]ـ
معناهما متفق في كونهما لا عموم لها أخي الحبيب
فواقعة العين ما ارتبط حكمه بشخص معين .. وكان فيه دلالة على الخصوص
وحكاية الحال أي أن الخبر يحكي حالا لا يستبط منه تشريع ..
وذلك ككشف النبي صلى الله عليه وسلم فخذه فمن يقول بأن الفخذ عورة
يجعل هذه حكاية حال غير مقصود منها الجواز ..
ويعرف هذا بالقرائن التي تحف الخبر وكذلك بمجموع ماورد في الباب .. وهو محل اجتهاد ..
والله أعلم
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[30 - May-2009, مساء 10:27]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قولهم: (حكاية الحال) و (واقعة عين) في الحقيقة أخي الفاضل؛ هما مترادفان، بمعنى تعبيرين لمعنى واحد.
والمراد به: حكاية ووصف حالة وحادثة هي واقعة عين محددة شاهدوها وعلموها.
أما كيف تعرف ذلك أخي العزيز: وذلك بأن تكون توقيفية من النبي صلى الله عليه وسلم شاهدوه الصحابة رضوان الله عليهم وعلموا أنها بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم إياهم عليها.
وهذا أخي مما يعرف بالمشاهدة، وأنه لم يأت عنه ما يخالف هديه وسنته إلا في هذه الواقعة فقط، فعلم م نذلك أنها واقعة عين في تلك الحالة. والعلماء يقولون: لا يحتج بقضايا الأحوال.(/)
الموقع الرسمي للشيخ أبي أويس محمد بن الأمين بوخبزة الحسني
ـ[أبومحمد عادل خزرون]ــــــــ[22 - Apr-2009, صباحاً 03:10]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد: فيسر طلبة الشيخ ابي أويس أن يبشروكم على أنه سيفتتح موقع الشيخ خلال هذه أيام ليُنْتَفَع بعلومه كل متعطش والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته http://www.bou-khobza.com/
ـ[أمين بن محمد]ــــــــ[22 - Apr-2009, مساء 05:08]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
و لو كنت قد وضعتَه في الإستراحة لكان أحسن.
ـ[التقرتي]ــــــــ[22 - Apr-2009, مساء 05:16]ـ
لو استعمل الاخوان برنامج جملة لكان اسهل لهما و احسن من ناحية الصيانة و الله اعلم
ـ[السعيد وعزوز]ــــــــ[04 - Jun-2009, مساء 09:40]ـ
وفقكم الله وحفظ شيخنا أبي أويس(/)
لمن عنده علم بالفرائض (بنت وابن اخ)
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[22 - Apr-2009, مساء 05:57]ـ
هلك هالك عن بنات وابن اخ
كم نصيب ابن الاخ
ـ[خالد المصرى]ــــــــ[22 - Apr-2009, مساء 09:57]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
على ما اذكر والله اعلم
البنات الثلثين عدم المعصب 2 - عدم المشارك
وابن الاخ الثلث لانه هنا هو العصبه بالنفس
والابن والاخ مع الاناث --------يعصبانهن فى الميراث
وان شاء الله سوف ارجاع هذا الموضوع اليوم مره اخره
ـ[أبو سماحة]ــــــــ[23 - Apr-2009, صباحاً 06:29]ـ
صحيح
الثلثان لهن والباقي له (ابتسامة)
ـ[بين المحبرة والكاغد]ــــــــ[23 - Apr-2009, مساء 09:33]ـ
سؤال
لة لهم اخ
الا يكون له اكثر
وهذا ابن عم يكون لهم اقل
هل لهذا حكمه
ـ[خالد المصرى]ــــــــ[25 - Apr-2009, مساء 07:03]ـ
اخى الفاضل
بارك الله فيك
انا لم افهم السؤال جيدا
ولكن اولا علم المواريث علم المشرع فيه الله قال تعالى
\\اباؤكم ( file://\\ اباؤكم) وابناؤكم لا تدرون ايهم اقرب لكم نفعا فريضه من الله ان الله كان عليما حكيما \\النساء ( file://\\ النساء) 11
فى نهاية ايات المواريث قال تعالى
\\ومن ( file://\\ ومن) يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين \\
فى هذه المساله عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال صلى الله عليه وسلم
\\الحقوا ( file://\\ الحقوا) الفرائض باهلها فما ابقت الفرائض فلاولى رجل ذكر \\ اخرجه الشيخين
فاصحاب الفروض فى هذه المساله البنات واقسى ما لهم هو الثلثان وحسب المساله لا يوجد عصبه
غير ابن الاخ فهو العصبه بالنفس فى هذه المساله فيستحق الثلث
وعلى الفرض الذى ذكر ان كان للبنات اخ وهم ثلاث بنات مثلا
فهذا الابن يحجب كل العصبه ماعدا الاب لانه من اصحاب الفروض وهو عصبه
ويبقى الميراث بين الاخوه
للذكر مثل حظ الانثيين وتصبح القسمه على الخمس
ياخذ الابن خمسين وكل بنت خمس
ولك جزيل الشكر(/)
هل السنة في السواك عند تسوية الصف أم قبل الصلاة مطلقا؟
ـ[رياض النضرة]ــــــــ[22 - Apr-2009, مساء 06:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نرى كثيرا من الإخوة في المسجد وسواكهم في جيوبهم، وكلما أقيمت للصلاة والإمام أخذ في تسوية الصفوف هنالك يشرعون في السواك ...
ومن هنا أحب مدراسة المسألة مع الأخوة والإستفادة:
هل عرف من السلف فعل ذلك؟
هل السنة في السواك عند الوقوف في الصف؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[البادع]ــــــــ[23 - Apr-2009, صباحاً 02:07]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أخي رياض الأحاديث في السواك وفضله كثيرة
ومنها حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه يرفعه: (لولا أن أشُقّ على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة).
قال الحافظ في الفتح: الحكمة في استحباب السواك عند القيام إلى الصلاة كونها حال تقرب إلى الله فاقتضى أن تكون حال كمال ونظافة إظهارا لشرف العبادة، وقد ورد من حديث علي عند البزار ما يدل على أنه لأمر يتعلق بالملك الذي يستمع القرآن من المصلي، فلا يزال يدنو منه حتى يضع فاه على فيه. انتهى
ـ[حمد]ــــــــ[23 - Apr-2009, صباحاً 05:40]ـ
السواك في البيت أحسن قبل خروجك؛ لأنك ستحتاج إلى تفل الوسخ أثناء السواك أو بعده.
ـ[البدراوي]ــــــــ[23 - Apr-2009, مساء 12:06]ـ
مر علي ان احد الصحابة كان اذا قام الى الصلاة تسوك ثم يضعه فوق اذنه ولكن نسيت المصدر
ـ[البدراوي]ــــــــ[23 - Apr-2009, مساء 02:21]ـ
الاثر رواه الترمذي:: ولفظ الترمذي: فكان زيد بن خالد يشهد الصلوات في المسجد وسواكه على أذنه موضع القلم من أذن الكاتب لا يقوم إلى الصلاة إلا استن ثم رده إلى موضعه.
قال المنذري: وأخرجه الترمذي والنسائي , وحديث الترمذي مشتمل على الفضلين.
وقال: هذا حديث حسن صحيح
ـ[سعد هارون]ــــــــ[23 - Apr-2009, مساء 02:38]ـ
السواك .. مطهرةٌَ للفم مرضاةٌ للرب.
يعرف السواك بانه عود من اعواد شجرة الاراك له رائحة دائمة خاصة وطعم حراق لوجود مادة لها علاقة بالخردل
وتنمو هذه الشجرة في الاماكن الحارة والاستوائية
، ويوجد في طور سيناء والسودان و شرق الهند والسعودية
وتشبة شجرة الاراك شجرة الرمان، وهي دائمة الخضرة طوال فصول السنة، وتكون الشجرة الواحدة مثل الغابة لكثرة اغصانها، وازهارها صفراء مخضرة ولها ثمرة تشبه حبة الحمص وهي تؤكل ....
و روي عن السواك احاديث كثيرة منها:
"عن عائشة رضي الله عنها، ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اذا دخل بيته يبدأ بالسواك "رواه مسلم
"عن ابي هريره رضي الله عنه , قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لولا أن أشق على أمتي لأمرتكم بالسواك عند كل صلاة " متفق عليه.
وأما بالنسبة لما يحتويه السواك من الناحية العلمية:
1 - يحتوي السواك على مادة (حمض التنيك) .. ولهذه المادة تأثير مضاد للتعفنات كما أنه يعد مطهرا، وله استعمالات مشهورة ضد نزيف الدم، كما يطهر اللثة والأسنان ويشفي جروحها الصغيرة، ويمنع نزف الدم منها.
كما ان به مادة من مشتقات الخردل وهذه المادة تساعد على قتل الجراثيم.
2 - يحتوي ألياف السواك على بيكربونات الصوديوم وهي المادة المفضلة في تكوين معجون الأسنان (صناعيا) والتي أوصت بها جمعية طب الأسنان الامريكية ( a.d.a) .
- أفضل علاج وقائي لتسوس أسنان الأطفال لاحتوائه مادة الفلورايد.
- يزيل الصبغ والبقع لاحتوائه مادة الكلور.
- يبيض الأسنان لاحتوائه مادة السليكا.
- تحمي الأسنان من البكتريا المسببة للتسوس لاحتوائه مادة الكبريت والمادة القلويه (أو القلوانية).
- يفيد في إلتآم الجروح وشقوق اللثة وعلى نموها نموا سليما لاحتوائه مادة تراي مثيل أمين وفيتامين (ج).
- أفضل علاج لترك التدخين.
3 - يحتوي السواك على مادة تمنع تسوس الأسنان وهي تتكون كيميائيا من ألياف السيليلوز وبعض الزيوت الطيارة وبه راتنج عطري ومركبات أخرى.
قال الإمام ابن القيم (في فوائد السواك عدة منافع:
- طيب الفم.
- يشد اللثة.
- يقطع البلغم.
- يجلو البصر.
- يذهب بالحفر.
- يصح المعدة.
- يصفي الصوت.
- يعين على هضم الطعام.
- يسهل مخارج الكلام.
- ينشط للقراءة والذكر والصلاة.
- يطرد النوم.
- يعجب الملائكة.
- يكثر الحسنات ...
متى يستحب استعماله:
- عند الوضوء.
- عند الصلاة.
- عند قراءة القرآن.
- عند تغيير رائحة الفم بترك الأكل أو ماله رائحة أو طول السكوت أو كثرة الكلام.
- عند إرادة النوم.
- عند الاستيقاظ من النوم.
- عند الدخول إلى المنزل وملاقاة الأهل.
- بعد الأكل
ـ[رياض النضرة]ــــــــ[23 - Apr-2009, مساء 08:00]ـ
شكر الله للجميع وغفر ...
أما فضل السواك فمعلوم كذا الأحاديث الواردة فيه ...
ولكن الإشكالية في هل يصح الإنشغال بالإستياك حين تسوية الصف؟
فالملاحظ أن هناك كثيرا من الغيورين-بارك الله فينا وفيهم- ربما استاكوا قبل دخولهم المسجد ولكن ما أن بدأ المؤذن في التثويب إذا بهم يخرجون سواكهم من جيوبهم للإستعمال، والإمام حينها يأمر بالتسوية ... تُرى هل هذا اتباع أم ابتداع؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[البدراوي]ــــــــ[23 - Apr-2009, مساء 08:02]ـ
الحديث والاثر في صالحهم الا ترى ذلك
ـ[رياض النضرة]ــــــــ[23 - Apr-2009, مساء 08:32]ـ
الاثر رواه الترمذي:: ولفظ الترمذي: فكان زيد بن خالد يشهد الصلوات في المسجد وسواكه على أذنه موضع القلم من أذن الكاتب لا يقوم إلى الصلاة إلا استن ثم رده إلى موضعه.
قال المنذري: وأخرجه الترمذي والنسائي , وحديث الترمذي مشتمل على الفضلين.
وقال: هذا حديث حسن صحيح
بارك الله فيك أخي الفاضل ...
ألا ترى أن الأثر يقول: لا يقوم إلى الصلاة؟
أشعر أنه يستن قبل قيامه للصلاة كما هو ظاهر النص ..
وهل ثبت صحة الحديث نظرا لتساؤل الترمذي رحمه الله تعالى كما قال الألباني رحمه الله.(/)
هل تعرف ما معني كلمة تحياتي؟؟؟
ـ[عاصم طلال]ــــــــ[22 - Apr-2009, مساء 09:29]ـ
http://m002.maktoob.com/alfrasha/ups/u/25467/30865/388655.gif
هل تعرف ما معني كلمة تحياتي؟؟؟
تنبيه للاعضاء وغير الاعضاء الذين يستخدمون قول (تحياتي) هام جدا
http://www.al-wed.com/pic-vb/869.gif
أفتى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله بعدم جواز قول كلمة
(تحياتي مع تحيات تحياتي لك)
لأن التحيات تعريفها شرعا هي: البقاء والملك والعظمة
وهذه صفات لا تصرف إلا لله
وإن لاحظتم ففي كل صلاة نقول في التشهد: التحيات لله
http://www.al-wed.com/pic-vb/869.gif
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: التحيات جمع تحية والتحية هي التعظيم وقال أيضا: ولا أحد يحيّا على الإطلاق إلا
الله أما إذا حيّا إنسان إنسانا على سبيل الخصوص فلا بأس به
فلو قلنا مثلا: لك تحياتي أو لك تحياتنا مع التحية فلا بأس بذلك*
فالأولى أن يتقيد الإنسان في التحية باللفظ الذي جاءت به السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم وهي: السلام عليكم
ورحمة الله وبركاته
وهذه التحية هي التي شرعها الله عز وجل
والسلام مسك الختام
http://www.al-wed.com/pic-vb/869.gif
منقول للفائده وللأهميه
والصراحة تقال
لم أكن أعلم بتلك المعلومه إلا الأن وقد كنت من يستخدمها في السابق لذا من الأن فصاعدا لن أستخدم تلك الكلمه عسى ربي أن يغفر زلتي وجهلي من تلك الكلمه ..
والحمد لله رب العالمين
ـ[الشويحي]ــــــــ[22 - Apr-2009, مساء 09:44]ـ
أما إذا حيّا إنسان إنسانا على سبيل الخصوص فلا بأس به فلو قلنا مثلا: لك تحياتي أو لك تحياتنا مع التحية فلا بأس بذلك*
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
فلم كتبت الموضوع أصلا إذا كان لا بأس بها! بل الصحيح أنه لا بأس أن تقول لك تحياتى والأعمال بالنية ولكل امرئ ما نوى. وإذا قلت لك تحياتى الآن فهل معناه أنى أعظمك؟!
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[22 - Apr-2009, مساء 10:01]ـ
لا لا يا أخي - غفر الله لك -!
التثبت التثبت، لا سيما في نقل فتاوى أهل العلم، فهذه الفتوى مكذوبة على الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -، وقد يتناقلها العامة في المنتديات، وقبل سنوات أخرجتُ فتاواه في حكم التلفظ بهذه اللفظة، ووجدتها غير ذلك ..
ـ[عاصم طلال]ــــــــ[22 - Apr-2009, مساء 10:07]ـ
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
فلم كتبت الموضوع أصلا إذا كان لا بأس بها! بل الصحيح أنه لا بأس أن تقول لك تحياتى والأعمال بالنية ولكل امرئ ما نوى. وإذا قلت لك تحياتى الآن فهل معناه أنى أعظمك؟!
حياك الله اخي الكريم الشويحي ..
هذة الفتوى نقلتها من كلام ابن عثيمين اولاً,,ثانياً بارك الله فيك شيخنا:
افراد كلمة: تحياتي .. هو المقصود .. بمعنى لو قال لك شخص: تحياتي وسكت
هنا المحظور. بناءً على فتوى الشيخ بن عثيمين رحمة الله.
اما اذا جمعها مع عبارة اخرى فلابأس مثل:لك تحياتي ...
وانا لم اتي بشيء من عندي وانما فتوى للعلم من اعلام السلف .. وهو ابن عثيمين رحمة الله.
لا يسعني الا ان اشكر مرورك المميز اخي الشويحي .. واشكرك من قلبي. دمت بود.
ـ[عاصم طلال]ــــــــ[22 - Apr-2009, مساء 10:21]ـ
لا لا يا أخي - غفر الله لك -!
التثبت التثبت، لا سيما في نقل فتاوى أهل العلم، فهذه الفتوى مكذوبة على الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -، وقد يتناقلها العامة في المنتديات، وقبل سنوات أخرجتُ فتاواه في حكم التلفظ بهذه اللفظة، ووجدتها غير ذلك ..
كل الشكر اختي / السلفية النجدية .. الاميرية المباركة ..
واشكرك على الملاحظة .. ووجة النظر في الفتوى ..
وارجوا اختي: لاتعتمدي على نقل بعض المنتديات من ان الفتوى مكذوبة او غيرمنسوبة للشيخ
والموضوع ليس با العسير ان شاء الله ..
فجزاك الله خيراً على توجيهك المبارك.
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[22 - Apr-2009, مساء 11:29]ـ
أمرٌ رائع ألا وهو التحري عن ملفوظ ومكتوب لاسيما في عصر:
تحتشدُ الأقلامَ فيها كما ** يختلطُ الحابلُ بالنابلِ
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[23 - Apr-2009, صباحاً 12:06]ـ
الأخ الكريم/ عاصم طلال، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
الإخوة الكرام، الدكتور الشويحي ashwaihy، تحياتي لكم!، وبعد:
الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى يقول بمنع: "التحيات لفلان" - يعني: من البشر - ..
ويجيز قول: "تحياتي لك" "أهدي لكم تحياتي" "لكم تحياتنا" "مع التحية" "لك مني التحية" ..
انظر: "الشرح الممتع" 3: 146 - 147، و"مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين" 3: 70 و86.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[23 - Apr-2009, صباحاً 12:11]ـ
الأخت الكريمة/ السلفية النجدية،
أحسنت، وبارك الله فيك
ـ[أمة الله أم عبد الله]ــــــــ[23 - Apr-2009, صباحاً 12:23]ـ
جزاكم الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سعد هارون]ــــــــ[23 - Apr-2009, صباحاً 12:31]ـ
التحيات لله والصلوات والطيبات ..
هذه قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما عُرج به إلى السماء فحيا الله جل في علاه تحية تليق بجلاله
فقال:التحيات لله، والصلوات، والطيبات ..
والله تعالى أعلم .. ،،،،
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[23 - Apr-2009, صباحاً 12:35]ـ
كل الشكر اختي / السلفية النجدية .. الاميرية المباركة ..
واشكرك على الملاحظة .. ووجة النظر في الفتوى ..
وارجوا اختي: لاتعتمدي على نقل بعض المنتديات من ان الفتوى مكذوبة او غيرمنسوبة للشيخ
والموضوع ليس با العسير ان شاء الله ..
فجزاك الله خيراً على توجيهك المبارك.
جزاك الله خيرا على حسن ردك أيها الموقر، والشكر إليك موصول ..
لكن قولك: (وارجوا اختي: لاتعتمدي على نقل بعض المنتديات من ان الفتوى مكذوبة او غيرمنسوبة للشيخ، والموضوع ليس با العسير ان شاء الله) ..
أخي الكريم: ومن ذا الذي قال أني اعتمدتُ على نقل بعض المنتديات، بل هذا الشيء من أبغض الأمور إلي - لو تعلم -، فإني أحب أن اعتمد على المصادر الموثّقة، وإنما كان قولي: أن هذه الفتوى المنسوبة إلى الشيخ، (هي منتشرة بين المنتديات)، ولم أقل أني عرفتُ أنها منسوبة من خلال المنتديات، عرفتُ الحقيقة بعدما تيقنت من فتاوى الشيخ - رحمه الله - من موقعه الرسمي، ودلت فتاواه على غير هذه الفتوى المفتراه ..
وكذلك أريد تنبيهك على قولك: بأن هذا الأمر يسير، كلا أيها المكرّم، بل إنه خطير؛ لأننا ننسب إلى الشيخ فتاوى لم يتفوّه بها يوما ..
علما بأنك لم تذكر لنا مصدر هذه الفتوى - وفقك الله - ..
والله الهادي إلى سواء السبيل ..
ـ[معجمي]ــــــــ[23 - Apr-2009, صباحاً 01:01]ـ
اسمحوا لي أخواني أن أشارك في هذا النقاش العلمي، فأقول:
الفتوى ليست مكذوبة على الشيخ رحمه الله، ولكن أسيء فهمها:
قال الشيخ رحمه الله في الشرح الممتع على زاد المستقنع 3/ 51: (قوله: «التحيات لله» التحيات: جمع تحيَّة، والتحيَّة هي: التَّعظيم، فكلُّ لَفْظٍ يدلُّ على التَّعظيم فهو تحيَّة، و «الـ» مفيدة للعموم، وجُمعت لاختلاف أنواعها، أما أفرادها فلا حدَّ لها، يعني: كُلَّ نوع من أنواع التَّحيَّات فهو لله، واللام هنا للاستحقاق والاختصاص؛ فلا يستحقُّ التَّحيَّات على الإطلاق إلا الله عزّ وجل.
ولا أحد يُحَيَّا على الإطلاق إلا الله، وأمَّا إذا حَيَّا إنسانٌ إنساناً على سبيل الخصوص فلا بأس به.
لو قلت مثلاً: لك تحيَّاتي، أو لك تحيَّاتُنَا، أو مع التحيَّة، فلا بأس بذلك، قال الله تعالى: {{وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا}} الآية [النساء: 86] لكن التَّحيَّات على سبيل العموم والكمال لا تكون إلا لله عزّ وجل).
فالشيخ أنما منع الصيغة الواردة في التشهد، وهي التي تفيد العموم أي (التحيات) مجموعة دون إضافتها إلى ما يخصصها، ودون إفرادها، ولم يقصد رحمه الله بالتخصيص لفظة (لك) تقدَّمت أو تأخرت كما فهم بعضهم.
وختاماً أقول لأخي الفاضل الشويحي لو أدخلنا النوايا في الألفاظ والأساليب لما بقيت لفظة محرمة؛ فالواجب علينا الامتناع عمَّا ثبت النهي عنه من ذلك، وإن كان استعمالنا له يحتمل معنى لا بأس به.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[23 - Apr-2009, صباحاً 01:08]ـ
هذه فتاوى الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله وغفر له - في حكم لفظة " تحياتي ":
1 - سئل فضيلة الشيخ عن هذه الألفاظ (أرجوك)، (تحياتي)، و (أنعم صباحا)، و (أنعم مساءً)؟
فأجاب بقوله: (لا بأس أن تقول لفلان (أرجوك) في شئ يستطيع أن يحقق رجائك به.
وكذلك (تحياتي لك). و (لك منى التحية). وما أشبه ذلك لقوله تعالى: (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها)، وكذلك (أنعم صباحا) و (أنعم مساء) لا بأس به، ولكن بشرط ألا تتخذ بديلا عن السلام الشرعي.
http://www.ibnothaimeen.com/all/Talebalalm.shtml
2- سئل فضيلة الشيخ: عن عبارة (لكم تحياتنا) وعبارة (اهدي لكم تحياتي)؟
فأجاب قائلا: عبارة (لكم تحياتنا، وأهدي لكم تحياتي) ونحوهما من العبارات لا بأس بها قال الله – تعالى: (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها) (22). فالتحية من شخص لآخر جائزة، وأما التحيات المطلقة العامة فهي لله، كما أن الحمد لله، والشكر لله، ومع هذا فيصح أن نقول حمدت فلان على كذا وشكرته على كذا قال الله – تعالى-: (أن أشكر لي ولوالديك) (23).
تجدها في رقم (29) من هذا الرابط ..
http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_16992.shtml
3- حكم مقولة " لكم خالص تحياتي وشكري "؟
الفتوى صوتية، تجدها هنا، من موقع الشيخ - أعلى الله منزلته - ..
http://www.ibnothaimeen.com/all/sound/article_16216.shtml (http://www.ibnothaimeen.com/all/sound/article_16216.shtml)
والله الموفق ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[23 - Apr-2009, صباحاً 01:14]ـ
الأخ الكريم/ معجمي، سلام، وبعد:
المشاركة الأم، اشتملت على كذب وصدق
فقول الأخ: (أفتى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله بعدم جواز قول كلمة (تحياتي مع تحيات تحياتي لك)
هو من الكذب - بحسب علمي -
وما ذكرته أيها الكريم في 12 قد ذكرته من قبل في 7
والإحالة على نيّة القائل في بعض الألفاظ المحتملة من منهج الشيخ ابن عثيمين رحمه الله بحسب ما أعلم .. والله أعلم ..
ـ[الشويحي]ــــــــ[23 - Apr-2009, صباحاً 01:36]ـ
يبدو أن الأخ معجمى قد فهم من مشاركتى الأولى أنى أجيز التحيات لفلان اعتمادا على النية، ولم أقل هذا يا أخى بل قلت أن الأصل جواز تحياتى لك وفيها تخصيص يخرجها عن العموم المذكور فى فتوى الشيخ. وتحياتى لك (جائزة بنص فتوى الشيخ)! كما تقدم ذكره. وكان هذا استفهامى الأول عن جدوى طرح الموضوع أصلا إذ كانت جائزة.
ـ[فريد سعيد]ــــــــ[23 - Apr-2009, صباحاً 01:43]ـ
وختاماً أقول لأخي الفاضل الشويحي لو أدخلنا النوايا في الألفاظ والأساليب لما بقيت لفظة محرمة؛.
أعتذر لكم جميعا مسبقا عن تدخلي هذا على قصور علمي , لكنني أميل إلى رأي أخي الشويحي (لا لأنه صديق عزيز) وأرى خلافا لما في هذا الإقتباس أن النية لها جانب كبير من الأهمية حتى لقد جعلوا حديث انما الأعمال بالنيات شطر العلم لما للنية من أهمية كبرى بل هي أصل كل شيء , ألا ترى المنافق يعمل مثل الجبال فلا يقبل منه شيء والمؤمن يعمل القليل فيجده يوم القيامة أعظم من الجبال لخلوص نيته , وقد قال تعالى: وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين. صدق الله العظيم. أي مخلصين له النية كما فسره البعض. وقد يتفوه المرؤ بشيء فلا يؤاخذ إلا بما نواه كمن حلف أن لا يأكل وقصد الخبز لوحده فلا يحنث بأكل غيره عملا بمقصوده ونيته. فليس أمر النية هنا بهين والله أعلم.
فلو نطق أحدهم بكلمة لا يقصد بها انتهاكا لحرمة الله ولا يرى فيها شيئا من ذلك لظنه أنه لا إثم فيها كما يفعل أغلب الناس ولا أقصد من عرف الحكم الشرعي ثم تعمد خلافه فهل سيحاسبه الله حساب من انتهك حرمة من حرماته قاصدا ذلك؟ هذا سؤال أطرحه ولا علم لي بالجواب.
نعم هناك ألفاظ مستثناة لا يعذر فيها حتى بالجهل لكن هي ألفاظ تعلق بالسب كمن قال لعبد الجليل أو عبد الحميد: يا عبد .... وقلب إسم الله إلى لفظة أخرى فهذا قد قارب الكفر إن لم يكن قد كفر ولا يعذر بحال , ولكن يختلف الأمر هنا.
ـ[معجمي]ــــــــ[23 - Apr-2009, صباحاً 06:32]ـ
جزى الله كاتب الموضوع والمشاركين فيه خير الجزاء فقد أفدت منه كثيراً، وحملني على العودة إلى مصادر مختلفة.
الأخ الفاضل أشرف بن محمد:
وعليكم السلام ورحمة الله، وبعد؛ فأعتذر عن عدم تنبُّهي لمشاركتك الأولى، ثم يا أخي ليس من اللائق أن تصف أخاك بالكذب، وقد اعتمد على فتوى موجودة للشيخ، وإنما هو أساء فهمها - وهذا لا يسمى كذبا بحسب علمي - والدليل أنه أساء الفهم أنه نقل عن الشيخ ما يناقض كلامه كما نبَّه على ذلك الأخ الشويحي.
وصدقت أخي فإنَّ الشيخ قد أحال على نية القائل في بعض الألفاظ كالمرحوم والعزيز والكريم، ووجَّه النهي في الحديث المتفق عليه: (لا يقل أحدكم: عبدي وأمتي، وليقل: فتاي، وفتاتي، وغلامي) على الكراهة بناء على النية.
وأخي الفاضل الشويحي:
سرَّني توضيحك كثيراً؛ فقد أزلت اللبس وبيَّنت مرادك، وكلامُك الأول محتمل، وقد أردتُ من توجيه الكلام إليك سابقاً مثلَ هذا التوضيح لأنَّك ممَّن يُحترَم رأيُه ويُتقبَّل كلامُه، ثقةً بك وحرصاً على ألاَّ ينقل عنك خلاف ما تريد.
وأنا لا أريد أن النية غير مؤثرة في الحكم، وإنما أردتُ عدم التعويل عليها في تجويز ما ثبت النهي عنه، فإن اللغة العربية حمَّالة للأوجُه، ولو أردت أن تجعل نيَّة القائل مجوِّزة للقول لما بقي محرَّم أو مكروه من الألفاظ، وقد لا تكون النية هي سبب النهي.
فلسنا على درجة من العلم والإحاطة بالمسائل تجعلنا قادرين على الوقوف على ما تكون فيه النية مجوِّزة أو محرمة للفظ، وإنما نعود في ذلك إلى نصوص الشريعة وأقوال الأئمَّة، فننتهي عمَّا نُهينا عنه، وفي اللغة من السعة ما يجعلنا نبتعد عن الألفاظ التي فيها أدنى شبهة.
وأخي المعطاء فريد سعيد ليتك أكملت الاقتباس الذي وضعته في مشاركتك، فلا خلاف بيننا فأنا قلت:
فالواجب علينا الامتناع عمَّا ثبت النهي عنه من ذلكوأنت قلت:
ولا أقصد من عرف الحكم الشرعي ثم تعمد خلافهفنحن متفقان بارك الله فيك
وقد أسعدني النقاش معكم، والله يحفظكم ويرعاكم.
ـ[عاصم طلال]ــــــــ[23 - Apr-2009, صباحاً 07:12]ـ
الأخ الكريم/ عاصم طلال، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
الإخوة الكرام، الدكتور الشويحي ashwaihy، تحياتي لكم!، وبعد:
الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى يقول بمنع: "التحيات لفلان" - يعني: من البشر - ..
ويجيز قول: "تحياتي لك" "أهدي لكم تحياتي" "لكم تحياتنا" "مع التحية" "لك مني التحية" ..
انظر: "الشرح الممتع" 3: 146 - 147، و"مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين" 3: 70 و86.
اشكرك من قلبي اخي اشرف على توضيحك واضافتك المميزة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عاصم طلال]ــــــــ[23 - Apr-2009, صباحاً 07:41]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخوة والاخوات الاعزاء:
قال تعالى ((ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن)). النحل125.
واشكركم جميعأ على تفاعلكم في موضوعي, وكنتم جميعاً على درجة عالية من النقاش, والتأصيل العلمي
الذي يهدف الى تحقيق مصالح العباد والبلاد ..
واشكر الذين تميزوا وتألقوا في ردودهم وهم كل من السادة:
الدكتور الشويحي.
السلفية النجدية /المبدعة والمميزة. ومشكورة على جهودك في النقل والاحالة.
امة الله ام عبد الله.
سعد هارون
فريد سعيد
معجمي.
جزاكم الله خيراً جميعاً .. دمتم بود .. وكم استفت من مناظراتكم وتعليقاتكم.
ـ[عاصم طلال]ــــــــ[23 - Apr-2009, صباحاً 07:56]ـ
أمرٌ رائع ألا وهو التحري عن ملفوظ ومكتوب لاسيما في عصر:
تحتشدُ الأقلامَ فيها كما ** يختلطُ الحابلُ بالنابلِ
اشكرك اخوي من قلبي على مشاركتك الطيفة العذبة ..
فجزاك الله خيراً على ما تفضل بة قلمك ...
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[23 - Apr-2009, مساء 12:30]ـ
الأخ الكريم/ معجمي، تحية طيبة، وبعد:
تقول بارك الله فيك: (ثم يا أخي ليس من اللائق أن تصف أخاك بالكذب، وقد اعتمد على فتوى موجودة للشيخ، وإنما هو أساء فهمها - وهذا لا يسمى كذبا بحسب علمي - والدليل أنه أساء الفهم أنه نقل عن الشيخ ما يناقض كلامه كما نبَّه على ذلك الأخ الشويحي).انتهى.
أخي الكريم! أقول للتوضيح فقط:
أنا لم أصف الأخ الكريم/ طلال، بالكذب، بل وصفت بعض نقله بالكذب، فقلت نصا:
(فقول الأخ: (أفتى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله بعدم جواز قول كلمة (تحياتي مع تحيات تحياتي لك)
هو من الكذب - بحسب علمي -).انتهى.
فقلت: (هو من الكذب). يعني: الزعم بأنّ الشيخ ابن عثيمين أفتى بكذا وكذا .. وهو كذب على الشيخ ابن عثيمين بحسب بحثي ..
ثم إني قيّدت كلامي بقولي: (- بحسب علمي -): لأنه قد يكون هناك قول قديم للشيخ لم أقف عليه، مع علمي أنّ ذلك ضعيف، ومع ذلك رأيت أنّ التقييد أَوْلَى ..
وأنا أعلم أن الأخ الكريم المهذّب/ طلال، قد يكون ليس له من الأمر شيء، وأنه قد يكون مجرد ناقل حسَن النيّة .. ولم أبحث عن تاريخ المشاركة الأم على الشبكة لعدم أهمية ذلك في هذا الموضع بحسب نظري .. بل المهم هو التنبيه على أن المشاركة الأم اختلط فيها الكذب بالصدق ..
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[23 - Apr-2009, مساء 12:59]ـ
ثم إني أذكّر الأخ الكريم/ معجمي، من باب الفائدة
أن الكذب قد يأتي ويراد به الخطأ
وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لكل من عبد الله بن عباس، وهشام بن حكيم: "كذبت".
قال بعض أهل العلم: قوله: "كذبت": هو على ما أُلِفَ من شِدّة عمر في الدِّين. وفيه إطلاق ذلك على غلبة الظن. أو: المراد بقوله: "كذبت"، أي: أخطأت؛ لأن أهل الحجاز يطلقون الكذب في موضع الخطأ.
ـ[عاصم طلال]ــــــــ[23 - Apr-2009, مساء 03:46]ـ
ثم إني أذكّر الأخ الكريم/ معجمي، من باب الفائدة
أن الكذب قد يأتي ويراد به الخطأ
وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لكل من عبد الله بن عباس، وهشام بن حكيم: "كذبت".
قال بعض أهل العلم: قوله: "كذبت": هو على ما أُلِفَ من شِدّة عمر في الدِّين. وفيه إطلاق ذلك على غلبة الظن. أو: المراد بقوله: "كذبت"، أي: أخطأت؛ لأن أهل الحجاز يطلقون الكذب في موضع الخطأ.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياك الله اخوي أشرف بن محمد ...
ومرحباً بك ... وفي ما نقلتة عن بعض المنتديات وربما قد اقع في الخطأ من حيث الا ادري
ارجوا الله ان يغفر زلتي.
وانت اخي اشرف صدقت فيما تقول: من ان الكذب يأتي احياناً با لخطأ .. وهذا صحيح
وياتي معنى كلمة خاطىء بمعنى عاصي. والدليل قولة علية السلام:
(من احتكر حكرةًيريد ان يغلي بها على المسلمين, فهو خاطىء) السلسلة الصحيحةرقم (1284)
اي عاصي,,هكذا سمعت اللالباني رحمة الله يقول في احدى اشرطة سلسلة/الهدى والنور.
ولكن اقول:
من لنا في الزمان هذا طلبة علم اذكياء امثالك يفهمون هذا .. من ان الكذب احياناً
يأتي بمعنى الخطأ .. ؟؟؟!!!
وجزاك الله خيراً .. وانا سعيد جداً اخي اشرف ان زرت موضوعي, واشكرك على الاضافة
القيمة. دمت بود يا صديقي العزيز.(/)
التسبيح بعد الصلاة ما كيفيته؟؟؟؟
ـ[الرجل المحترم]ــــــــ[23 - Apr-2009, صباحاً 01:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انكر على بعض الاخوة التسبيح بعد الصلاة على يدى اليمنى واليسرى
وقال لى ان التسبيح يعقد باليمنى فقط
فهل من دليل مع انى سمعت ان بعض الروايات التى تختص بالمسئلة فيها شذوذ
جزاكم الله خيرا(/)
ما معنى ليتك تحلو والحياة مريرة؟؟
ـ[أم شهد]ــــــــ[23 - Apr-2009, صباحاً 08:13]ـ
ما المقصود بـ (ليتك تحلو والحياة مريرة)؟؟
ـ[أبومعاذالمصرى]ــــــــ[23 - Apr-2009, صباحاً 09:05]ـ
العبارة اشتهرت عن رابعة العدوية وللمرأة اقوال عليها مآخذ كثيرة وهذه العبارة فى النفس منها شىء اظنها من شطحات المتصوفة
هنا تزعم انها تخاطب الله تعالى وهل من الادب معه سبحانه ان نقول له ليتك تحلو ليتك تصفو
ذرى هذا ياسيدتى وعليك بأهل الأثر حتى فى مناجاتهم
ـ[أم شهد]ــــــــ[23 - Apr-2009, صباحاً 09:23]ـ
العبارة اشتهرت عن رابعة العدوية وللمرأة أقوال عليها مآخذ كثيرة وهذه العبارة فى النفس منها شىء، أظنها من شطحات المتصوفة
هنا تزعم أنها تخاطب الله تعالى، وهل من الأدب معه سبحانه أن نقول له ليتك تحلو ليتك تصفو!!
ذرى هذا .. وعليك بأهل الأثر حتى فى مناجاتهم
أي والله يا أخي أنا أيضًا في نفسي منها شيء، فلا أفهم ما معنى أن الله تعالى يحلو؟؟
لكن وجدت الكثير يرددون هذا البيت ولا أحد يعلق عليه ويقول أنه لايصح!! فقلت لعلي لا أفهم معناه!!
وهناك من يقول أن البيت لإبن حمدون الأندلسي، وهناك من يقول أنه لأبي فراس الحمداني
سبحان الله وتعالى عما يصفون.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[23 - Apr-2009, مساء 01:32]ـ
تنبيه لطيف
شكرا لكم.و بارك الله فيكم ...
ـ[أبو عبد الله بن نعمة]ــــــــ[05 - Jun-2009, مساء 02:45]ـ
السلام عليكم
أَنشد اللحياني:
وإني لَحُلْوٌ تَعْتَريني مَرَارَةٌ، وإني لَصَعْبُ الرأْسِ غيرُ ذَلُولِ
يقول الجوهري: ويقال حَلِيَ فلان بعيني، بالكسر، وفي عيني وبصدري وفي صدري يَحْلَى حَلاوة إذا أَعجبك؛ قال الراجز: إنَّ سِرَاجاً لَكَرِيمٌ مَفْخَرُهْ، تَحْلَى به العَيْن إذا ما تَجْهَرُهْ قال: وهذا شيء من المقلوب، والمعنى يَحْلَى بالعَين.
إذن الاستخدام موجود
بقي الاشكال في قول: (ليتك) تحلو!!! لكن قد يدرأ الاشكال شطر البيت الثاني؛ (وليتك ترضى)
فيكون المقصود (إخبارا) وأنت الجميل الحلو وانت أهل الرضى ليتك تتكرم في حال مرارة الدنيا وغضب الناس ... فتحلو وترضى
وإن كان هذا سائغ في حق الآدميين ولا شك، إلا أنه في حق المولى جل وعلا فيه نظر
شكرا أم شهد على هذه اللفتة
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[05 - Jun-2009, مساء 07:14]ـ
أي والله يا أخي أنا أيضًا في نفسي منها شيء، فلا أفهم ما معنى أن الله تعالى يحلو؟؟
لكن وجدت الكثير يرددون هذا البيت ولا أحد يعلق عليه ويقول أنه لايصح!! فقلت لعلي لا أفهم معناه!!
وهناك من يقول أن البيت لإبن حمدون الأندلسي، وهناك من يقول أنه لأبي فراس الحمداني
سبحان الله وتعالى عما يصفون.
جزاكِ الله خيرًا يا أُمَّ شهد ..
وكأنكِ قُلتِ ما في نفسي .. والله المستعان
والذي أعلمه أنها لأبي فراس الحمداني، والله أعلم ..
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[05 - Jun-2009, مساء 11:06]ـ
البيت لأبي فراس وهو في الأسر يخاطب ابن عمه سيف الدولة ويعاتبه على تباطئه في فدائه
فليتك تحلو والحياة مريرة * وليتك ترضى والأنام غضابُ
والمعنى يتضح بتقدير الواو واو الحال
ـ[أم شهد]ــــــــ[06 - Jun-2009, مساء 05:36]ـ
جزاكم الله خيرًا ونفع بكم.
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[06 - Jun-2009, مساء 07:07]ـ
هذا البيت للحلاج (*) ـ عليه من الله ما يستحق ـ وقد تكرر بلفظه ومعناه عند أبي فراس، وعند ابن نباتة المصري (جمال الدين محمد بن محمد بن محمد بن الحسن الجذامي الفارقي) وعند شرف الدين الصابوني وعند أبي الوزير المؤدب، و قد أتى هذا المعنى من المحدثين
(عبد الغني النابلسي ـ عبد الباقي العمري ـ أمين الجندي ـ ميخائيل خير الله وردي)
والبيت واضح بين لايحتاج إلى شرح
______________________________
(*) الذي يرجح ذلك أنها في ديوانه وكانت وفاته عام 309، أما الحمداني أبو فراس فكانت وفاته 357، فلعل هذا من قبيل وقوع الحافر على الحافر
وممن نسب البيت لأبي فراس:
(1) الرافعي في "تدوين أخبار قزوين "
(2) الجراوي في " الحماسة المغربية "
(3) العبدلكاني الزوزني في " حماسة الظرفاء من أشعار المحدثين والقدماء "
(4) ابن كثير في " البداية والنهاية "
(5) ابن الجوزي في " المنتظم "
(6) أبو العلاء المعري في " معجز أحمد "
(7) الثعالبي في "يتيمة الدهر "
وممن رأي نسبته للعارفين من الصوفية ويؤكد نسبته للحلاج:
(1) اليوسي في " زهر الأكم في الأمثال والحكم "
(2) ابن عجيبة في " إيقاظ الهمم في شرح الحكم "
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[06 - Jun-2009, مساء 07:25]ـ
البيت لأبي فراس لا غير، والقصيدة من أشهر شعره، وهي ثابتة في ديوانه وفي كتاب اليتيمة لمعاصره الثعالبي
وأما نسبته إلى بقية الشعراء فعلى سبيل التضمين أو التشطير أو التخميس.
وتوجد بعض أبيات القصيدة في موسوعة الشعر العربي منسوبة إلى الحلاج، وهي نسبة باطلة بالتأكيد، وطالما نسب الصوفية أشعار الناس إلى الحلاج ورابعة العدوية وغيرهما.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[06 - Jun-2009, مساء 07:42]ـ
البيت لأبي فراس ويؤكد ذلك:
وممن نسب البيت لأبي فراس:
(1) الرافعي في "تدوين أخبار قزوين "
(2) الجراوي في " الحماسة المغربية "
(3) العبدلكاني الزوزني في " حماسة الظرفاء من أشعار المحدثين والقدماء "
(4) ابن كثير في " البداية والنهاية "
(5) ابن الجوزي في " المنتظم "
(6) أبو العلاء المعري في " معجز أحمد "
(7) الثعالبي في "يتيمة الدهر "
أما منشأ قولي أنه للحلاج لأن الصوفيه ينسبونه إليه وأنت تدري أستاذنا أنه مبثوث في مصنفاتهم، وأشرنا إلى إحدي مراجعهم ألا وهو كتاب " إيقاظ الهمم في شرح الحكم " للمتأخر ابن عجيبة صاحب البحر المديد، ثم أثبت أنه له من باب أنه كان أول من أتى بهذا البيت لأن وفاته كانت عام 309 بينما وفاة الحمداني أبو فراس كانت عام 357هـ فعللت ذلك من باب وقوع الحافر على الحافر، فأنا لم أجزم بنسبته بدلالة هاتيك المراجع التي أكدت بها أنها لأبي فراس، فهذه زيادة بسيطة من البسيط ذات فوائد جمة طويلة كأنها من الطويل وقد اجتث لنا الحقائق الأستاذ خزانة الأدب فنعم المجتث فشكراً لك أخي وأستاذي خزانة الأدب على هذا الخير المديد
والله المستعان وعليه التكلان
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[06 - Jun-2009, مساء 10:10]ـ
البيت لأبي فراس وهو في الأسر يخاطب ابن عمه سيف الدولة ويعاتبه على تباطئه في فدائه
فليتك تحلو والحياة مريرة * وليتك ترضى والأنام غضابُ
والمعنى يتضح بتقدير الواو واو الحال
لا تعدوا هذا الكلام أحبتي الكرام، فقد أتى على الصواب من أخينا الفاضل بارك الله فيه.
ومن جعل المخاطب هو (الله) تعالى عن ذلك فقد أبعد وأخطأ المراد.
والبيت يحمل في طياته مغزى مقصود للشاعر، يحمل معه رسالة تذمر وذم لمن يخاطب، وكأنه يقول: أني لم أجرب ولم أعهد منك معروفا قط لا حال السخط، ولا حال الرضا، لا والحياة منعمة لي، ولا والحياة قاسية عليّ.
والله تعالى أعلم
ـ[أم شهد]ــــــــ[07 - Jun-2009, مساء 04:57]ـ
جزاكم الله خيرًا على إثراء الموضوع.(/)
مشابهة الشيعة لليهود و النصارى
ـ[محمد الليبي]ــــــــ[23 - Apr-2009, مساء 12:46]ـ
مشابهة الشيعة لليهود و النصارى
مقدمة
أروع ما وصف به التشيع ((أنها بذرة نصرانية غرستها اليهودية في أرض مجوسية))
السبب في ذلك أن مؤسس التشيع كما يعترف الشيعة هو عبد الله بن سبأ اليهودي ( http://arabic.islamic ... .com/Shia/ibn_saba_founder.htm) الذي استعمل شخصية علي رضي الله عنه لتحريف الإسلام كما استعمل بولص اليهودي شخصية المسيح عليه السلام لتحريف المسيحية. و كان شيعة ابن سبأ اليهودي هم المجوس الفرس الذين كانو ناقمين على الإسلام الذي قوض دولتهم.
مشابهة الرافضة لليهود
قالت اليهود: لا يصلح الملك إلا في آل داود، و قالت الرافضة: لا تصلح الإمامة إلا في ولد علي.
قالت اليهود: لا جهاد في سبيل الله حتى يخرج المسيح الدجال و ينزل السيف، و قالت الرافضة: لا جهاد في سبيل اللهحتى يخرج المهدي و ينادي مناد من السماء.و قد بيّنّا أن مهدي الرافضة هو المسيح الأعور الدجال ( http://arabic.islamic ... .com/Shia/mahdi_jew.htm) بعينه.
اليهود يؤخرون المغرب إلى اشتباك النجوم؛ و كذلك الرافضة يؤخرون صلاة المغرب إلى اشتباك النجوم. و قد جاء في الحديث ((لا تزال أمتي على الفطرة ما لم يؤخروا المغرب إلى اشتباك النجوم)) و قال رسول الله (ص) أيضاً: ((بادروا بالمغرب قبل اشتباك النجوم ولا تتشبهوا باليهود فإنهم يصلون والنجوم مشتبكة)).
و اليهود حرفوا التوراة و كذلك الرافضة حرفوا القرآن ( http://arabic.islamic ... .com/Shia/nurain.htm). و الله قال عن اليهود: **وَ لَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَ كُفْراً وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَ الْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَ يَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَ اللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}
اليهود يكتبون الكتاب بأيديهم و يقولون: هذا من عند الله و كذلك الرافضة يكتبون الكذب و يقولون هذا من كلام الله تعالى و يفترون الكذب على رسول الله و أهل بيته رضي الله عنهم. و من المعروف عند علماء الحديث أن الرافضة وضعوا النصيب الأكبر من الأحاديث الموضوعة.
اليهود لا يرون المسح على الخفين و كذلك الرافضة (و للعلم فإن اليهود يتوضؤن كما تتوضأ الشيعة).
اليهود تبغض جبريل يقولون هو عدونا من الملائكة، والرافضة الغرائبية يقولون غلط جبريل بالوحي على محمد. و الغرائبية تقول: إن جبريل عليه السلام خائن حيث نزل بالوحي على محمد صلى الله عليه وسلم و كان الأولى و الأحق بالرسالة علي بن أبي طالب رضي الله عنه و لهذا كانوا يقولون "خان الأمين و صدها عن حيدري" فانظر -يا رعاك الله- كيف يتهمون جبريل بالخيانة و قد وصفه الله بالأمانة كما قال تعالى (نزل به الروح الأمين) و قوله (مطاع ثم أمين) ماذا تقول أيها المسلم في هذا الاعتقاد الذي يؤمن به الروافض؟
اليهود لا يرون العزل عن السراري و كذلك الرافضة.
اليهود يحرمون الجري (نوع من السمك يسمى الفيروز أبادي) و المرماهي و كذلك الرافضة.
اليهود حرموا الأرنب و الطحال و كذلك الرافضة.
اليهود لا يرون المسح على الخفين و كذلك الرافضة.
اليهود يدخلون مع موتاهم سعفه رطبة و كذلك الرافضة.
اليهود رموا مريم الطاهرة بالفاحشة و الرافضة قذفوا زوجة رسول الله (صلى الله علية و سلم)؛ أم المؤمنين عائشة المبرأة بالبهتان بصريح القرآن، و قد كفرهم بذلك الإمام مالك.
اليهود يقولون أن دينا بنت يعقوب خرجت و هي عذراء فافتر عها مشرك، و الرافضة يقولون إن عمر اغتصب بنت علي رضى الله عنه.
و اليهود مسخوا قردة و خنازير و قد نقل ذلك لبعض الرافضة في المدينة المنورة و غيرها بل قد قيل إنهم تمسخ صورهم و وجوههم عند الموت و الله أعلم. و منها الجمعة و الجماعة و كذلك اليهود فإنهم لا يصلون إلا فرادى، و معروف قولهم أن لا جماعة حتى يأتي المهدي.
الرافضة يجمعون بين المرأة و عمتها و بين المرأة و خالتها، و اليهود كانوا يجمعون في شرع يعقوب بين الأختين.
و من مشابهاتهم مع اليهود:
تركهم قول آمين وراء الإمام في الصلاة فإنهم لا يقولون آمين يزعمون أن الصلاة تبطل به.
(يُتْبَعُ)
(/)
و خروجهم من الصلاة بالفعل و تركهم السلام في الصلاة فإنهم يخرجون من الصلاة من غير سلام. بل يرفعون أيديهم و يضربون بها على ركبهم كأذناب الخيل الشمس.
و شدة عدوانهم للمسلمين و أخبر الله عن اليهود (لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود) و كذلك هؤلاء أشد الناس عداوة لأهل السنة والجماعة حتى إنهم يعدونهم أنجاساً ( http://arabic.islamic ... .com/Shia/nasib.htm) فقد شابهوا اليهود في ذلك و من خالطهم لا ينكر وجود ذلك فيهم.
و قولهم أن من عداهم من الأمة لا يدخلون الجنة بل يخلدون حفياً النار ( http://arabic.islamic ... .com/Shia/chosen_people.htm). و قد قال تعالى قول اليهود (لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى)
و اتخاذهم الصور الحيوانية كاليهود و النصارى و قد ورد الوعيد الشديد في تصوير الصور ذات الأرواح في البخاري و غيره أن رسول الله صلى الله علية وسلم قال: "لعن الله المصورين" و أنه قال "إن المصورين يكلف يوم القيامة أن ينفخ الروح فيما صوره و ليس بنافخ" و "لا تدخل الملائكة بيت فيه صورة ذات روح".
اليهود تخلفوا عن نصرة موسى و من تلاه من الأنبياء و الرسل و قد سجل الله لنا قولهم (اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون). و الرافضة تخلفوا عن نصر أئمتهم كما خذلوا علياً وحسيناً وزيداً و غيرهم رضي الله عنهم. قبحهم الله ما أعظم دعواهم في حب أهل البيت و أجبنهم عن نصرهم.
اليهود والرافضة لايعدلون في حبهم ولا بغضهم بل كلتا الطائفتين مسرفة ظالمة في هذا وذاك. فبينا ترى اليهود يغلون في بعض الأنبياء والأحبار ويتخذونهم آلهة أرباباً ويذلون لهم أعظم الذل (كقولهم عزير ابن الله)، إذا بهم يقدحون في فريق آخر من الأنبياء ويرمونهم بالخبث وبما هو فوق الخبث كذباً وزوراً. كذلك الرافضة، فبينما ترى انهم يغلون في علي (رضي الله عنه وعن سائر الصحابة أجمعين) وبعض ذريته ويؤلهونهم ويزعمون أن الله حلّ في ذواتهم لشرفهم وقداستهم، إذا بهم يقدحون في الفريق الآخر من الصحابة والمسلمين أمرّ القدح ويرمونهم بالكفر والنفاق كذباً وزوراً. خلقٌ يهوديٌ، وفعلةٌ إسرائيليةٌ موروثةٌ مستعارةٌ.
اليهود ضربت عليهم الذلة و المسكنة أينما كانوا كذلك الرافضة ضربت عليهم الذلة حتى أحيوا التقية (أي الكذب و النفاق) من شدة خوفهم و ذلهم. و العزيز الحمي الأبي لايرضى بالتقية و لا يلجأ إليها و إنما الذي يلجأ إليها هو الأذل أو الجبان.
ومنه أن اليهود ليس فيهم دعاه للدين عكس النصارى تجد المبشرين في كل مكان وعكس المسلمين أهل السنة الذين يعتبرون الدعوه واجبة. بعكس الرافضة فيما يروويه بخاريهم الكليني عن سليمان بن خالد قال قال أبوعبد الله (ياسليمان إنكم على دين من كتمه أعزه الله ومن أذاعه أذله الله) (الكافي 2/ 176).
و لم يؤمن من اليهود وحسن أسلامه إلا قليلا منهم كعبد الله بن سلام وصفية رضي الله عنهم. وقال تعالى (من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا في الدين ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا لكان خيرا لهم وأقوم ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا) (46) والشيعه لم يؤمن منهم إلا قليلا ومن أشهرهم آية الله البرقعي وكسروي.
و قال الله تعالى (وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَىَ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) (113) فمن هم الذين لا يعلمون و ما سر ذكرهم بعد اليهود؟ و لماذا ذكر الله تعالى أنهم يأتون بعد اليهود و بعد النصارى لكنهم لا يتلون الكتاب نفسه (العهد القديم)؟
و من أراد الاستزادة فعليه بكتاب بذل المجهود في إثبات مشابهة الرافضة لليهود، للأخ عبد الله الجميلي.
مشابهة الرافضة للنصارى
(يُتْبَعُ)
(/)
روى أحمد عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِي اللَّهم عَنْه قَالَ دَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَ سَلَّمَفَقَالَ إِنَّ فِيكَ مِنْ عِيسَى مَثَلاً أَبْغَضَتْهُ يَهُودُ حَتَّى بَهَتُوا أُمَّهُ وَ أَحَبَّتْهُ النَّصَارَى حَتَّى أَنْزَلُوهُ بِالْمَنْزِلِ الَّذِي لَيْسَ بِهِأَلا وَإِنَّهُ يَهْلِكُ فِيَّ اثْنَانِ مُحِبٌّ يُقَرِّظُنِي بِمَا لَيْسَ فِيَّ وَمُبْغِضٌ يَحْمِلُهُ شَنَآنِي عَلَى أَنْ يَبْهَتَنِي أَلا إِنِّي لَسْتُ بِنَبِيٍّ وَلا يُوحَى إِلَيَّ وَلَكِنِّي أَعْمَلُ بِكِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا اسْتَطَعْتُ فَمَا أَمَرْتُكُمْ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ فَحَقٌّ عَلَيْكُمْ طَاعَتِي فِيمَا أَحْبَبْتُمْ وَكَرِهْتُمْ.
كما أن النصارى اتخذو أربابهم و رهبانهم أرباباً من دون الله و اتخذو المسيح ابن الله ثم صورو حادث صلبه بحيث إنه يبدو إنساناً عاجزاً لا يملك من أمره شيأً، و يستهدف لكل إهانة و ذل و استهزاء و سخرية، كذلك الرافضة الذين خلعو علي رضي الله عنه صفات تثبت أن مكانته أرفع من مكانة النبي صلى الله عليه و سلم و لولاه لم يزدهر الإسلام و لم ينتشر في الآفاق و لم ينهزم الكفر، ثم أثبتو عجزه و ضعفه بإزاء الخلفاء الثلاثة إلى أنه لم يستطع أن يستنكر ما قد يراه خلافاً لضميره و عقيدته، و يحتمل كل إهانة و ذلة لنفسه و لأهل البيت من غير أن يحارب ذلك أو يدافع عنه، فهذا تناقض صريح، يعرفه كل ذي عقل، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية:
"و هؤلاء الرافضة يجمعون بين النقيضين لفرط جهلهم و ظلمهم: يجعلون علياً أكمل الناس قدرة و شجاعة حتى يجعلوه هو الذي أقام دين الرسول و أن الرسول كان محتاجاً إليه، و يقولون مثل هذا الكفر إذ يجعلونه شريكاً لله في إقامة دين محمد، ثم يصفونه بغاية العجز و الضعف و الجزع و التقية بعد ظهور الإسلام و قوته و دخول الناس فيه، و من المعلوم قطعاً أن الناس بعد دخولهم في دين الإسلام أتبع للحق منهم قبل دخولهم فيه، فمن كان مشاركاً لله في إقامة دين محمد حتى قهر الكفار و أسلم الناس، كيف لا يفعل هذا في قهر طائفة بغو عليه هم أقل من الكفار الموجودين عند بعثة الرسول، و أقل منهم شوكة و أقرب إلى الحق منهم"
و كذلك الرافضة وافقوا النصارى في خصلة النصارى؛ ليس لنسائهم صداق إنما يتمتعون بهن تمتعاً و كذا الرافضة يتزوجون بالمتعة و يستحلونها.
و فضلت اليهود و النصارى على الرافضة بخصلة:
سئلت اليهود: من خير أهل ملتكم قالوا: أصحاب موسى، و سئلت النصارى: من خير أهل ملتكم قالوا: حواري عيسى، و سئلت الرافضة: من شر أهل ملتكم؟ قالو: أصحاب محمد. فهؤلاء الرافضة ينطبق عليهم قول الله تعالى في سورة النساء:
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً **51} أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّهُ وَمَن يَلْعَنِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا **52}
أقول: هنيئاً للرافضة مشابهتهم لليهود والنصارى بل قد فاقوهم باطلاً وضلالاً والعياذ بالله. أفبعد هذا كله يتجرأ من يحسب نفسه على العلم ويثني على هؤلاء الضلال! و الرجل مع من أحب، و الذي يثني عليهم و يحضر مجالسهم فهو منهم رضي أم أبى، بل هو أشر منهم لأنه محسوب على المسلمين و لا حول و لا قوة إلا بالله.
نقلا عن كلام ابن تيمية من منهاج السنة بتصرف.
ـ[محمد الليبي]ــــــــ[25 - May-2009, مساء 04:57]ـ
اليهود يحرمون الجري (نوع من السمك يسمى الفيروز أبادي) و المرماهي و كذلك الرافضة.
اليهود حرموا الأرنب و الطحال و كذلك الرافضة.
اليهود لا يرون المسح على الخفين و كذلك الرافضة.
اليهود يدخلون مع موتاهم سعفه رطبة و كذلك الرافضة.(/)
حكم من أنكر جواز تعدد الزوجات
ـ[علي الزيود]ــــــــ[23 - Apr-2009, مساء 02:50]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله , قال تعالى {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا} [النساء: 3].
بعض النساء يفضلن العادات الاجتماعية في أوروبا أو في الغرب عموماً، أو في البلاد غيرالإسلامية، ويقلن في ذلك: إن تعدد الزوجة ممنوع، وهنا مثلاً في الحكم الشرعي يباحت عدد الزوجة.
من موقعالشيخ بن باز -رحمه الله-
من كره تعددالزوجات وزعم أن عدم التعدد هو أفضل هو كافر ومرتد عن الإسلام، لأنه -نعوذ بالله- منكر لحكم الله وكاره لما شرع الله؛ والله يقول سبحانه: ((ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم))، من كره ما أنزل الله حبط عمله؛ فالذي يكره تعددالزوجات ويرى أن الشريعة قد ظلمت؛ أو أن حكم الله في هذا ناقص أو مو طيب، أو أن ما يفعلونه في بلاد النصارى من الوحدة أن هذا أولى وأفضل،هذا كله ردة على الإسلام -نعوذ بالله- كالذي يقول إن فرض الصلاة ما هو مناسب؛ لو ترك الناس بدون صلاة كان أحسن أو بدون صيام أحسن، أو بدون زكاة يكون أحسن؛ من قال هذا فهوكافر؛ من قال أن عدم الصلاة أولى أو عدم الصيام أولى أو عدم الزكاة أولى، أو عدمالحج أولى كان كافراً؛ وهكذا لو قال: لا بأس أن يحكم بغير الشريعة، يجوز، ولو قالحكم الشريعة أفضل، لكن إذا قال إن الحكم بغير ما أنزل الله جائز أو إنه حسن، كل هذاردة عن الإسلام نعوذ بال؛ فالحاصل أن من كره ما أنزل الله وما شرعه الله فهو مرتد؛ وهكذا من أحب أو رضي بما حرم الله وقال إنه طيب وأنه مناسب كالزنا والسرقة يكون كافراً أيضاً، نسأل الله العافية.
ومن كلام الشيخ أحمد شاكر < ... فاتجهوا وجهة أخرى يتلاعبون فيها بالقرآن: فزعموا أنّ إباحة التعدد مشروطة بشرط العدل، وأنّ الله -سبحانه- أخبر بأنّ العدل غير مستطاع، فهذه أمارة تحريمه عندهم!! إذ قصَروا استدلالهم على بعض الآية: {وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ}، وتركوا باقيَها: {فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ}، فكانوا كالذين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض! > أ. ه
ولهذا نقول لأخواتنا أن تحدد موقفها من رفضها لعدم تعدد الزوجات , هل هو من قبيل الغيرة الفطرية وهذا لا بأس به , أما اذا كان من قبيل رفض هذا الامر وعدم قبوله شرعا فهذه يخشى على ايمانها. والله أعلم
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[23 - Apr-2009, مساء 03:19]ـ
بارك الله فيك
وهذا الواقع في عصرنا الحالي من إنكار النساء التعدد (بلسان الحال) والله المستعان.
ـ[عاصم طلال]ــــــــ[23 - Apr-2009, مساء 03:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكور اخي علي الزيود على الموضوع الشيق والجميل,,
والذي يبين فية حكم تعدد الزوجات .. وحكمة التعدد ..
جزاك الله خيراً ... وبارك الله فيك.
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[23 - Apr-2009, مساء 03:37]ـ
الحكومة التونسية أنكرت هذا الأمر و جرمت من يتزوج الثانية عليهم من الله ما يستحقون.
أبو معاذ.(/)
قرأ إمامنا سبح اسم ربك الأعلى فقال .... !!!!!!!
ـ[سعد هارون]ــــــــ[23 - Apr-2009, مساء 03:32]ـ
قرأ إمامنا سبح اسم ربك الأعلى فوقف لهنيهة وقال:سبحان الله ثم أكمل
وعند مطالعتي لكتاب حجة الله البالغة وقع عيني على مايلي:
ما يسن قوله عند تلاوة بعض الآيات:
وإذا مر القارئ على: {سَبِّحِ اسمَ رَبِّكَ الأعلى} قال: سبحان ربي الأعلى.
ومن قرأ: {أَلَيْسَ اللّه بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} فليقل بلى وأنا على ذلك من الشاهدين.
ومن قرأ: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلى أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى} فليقل بلى.
ومن قرأ: {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يؤمنونَ} فليقل: آمنا باللّه، ولا يخفى ما فيه من الأدب والمسارعة إلى الخير.
فهل فعله هذا جائز في الفريضة أم لا .. ؟؟؟ وبارك الله في الجميع.
ـ[التقرتي]ــــــــ[23 - Apr-2009, مساء 04:30]ـ
روى أحمد في المسند عن حذيفة رضي الله عنه قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان يقول في ركوعه: سبحان ربي العظيم، وفي سجوده سبحان ربي الأعلى. قال: وما مر بآية رحمة إلا وقف عندها فسأل، ولا آية عذاب إلا تعوذ منها. وصححه الأرناؤوط.، وفي رواية أخرى عند أحمد أيضا: وإذا مر بآية فيها تنزيه لله عز وجل سبح. ورواه أبو داود و صححه الألباني، ورواه النسائي أيضا.
وهذا الحديث يدل على جواز التفاعل مع آيات القرآن، فللمصلي أن يسأل الله الجنة عند ورود ذكر الجنة، وأن يستعيذ من النار عند ذكرها، وأن يسبح عند التسبيح، وغير ذلك.
لكن قد ذهب بعض الفقهاء إلى أن ذلك خاص بالنوافل.
قال الإمام الشوكاني بعد ذكره لعدة أحاديث تدل على التفاعل مع القرآن:-
هذه الأحاديث تدل على مشروعية السؤال عند المرور بآية فيها سؤال , والتعوذ عند المرور بآية فيها تعوذ والتسبيح عند قراءة ما فيه تسبيح , وقد ذهب إلى استحباب ذلك الشافعية وحديث الباب يدل على استحباب التعوذ من النار عند المرور بذكرها , وقد قيده الراوي بصلاة غير فريضة. وكذلك حديث حذيفة مقيد بصلاة الليل , وكذلك حديث عائشة الآتي وحديث عوف بن مالك.
وقال الخطيب الشربيني الشافعي في مغني المحتاج:-
ويسن للقارئ في الصلاة وخارجها إذا مر بآية رحمة أن يسأل الله الرحمة , أو بآية عذاب أن يستعيذ منه , أو بآية تسبيح أن يسبح , أو بآية مثل أن يتفكر , وإذا قرأ {أليس الله بأحكم الحاكمين} [التين] قال بلى وأنا على ذلك من الشاهدين , وإذا قرأ {فبأي حديث بعده يؤمنون} [المرسلات] قال آمنت بالله , وإذا قرأ: {فمن يأتيكم بماء معين} الملك] قال: الله رب العالمين. انتهى.
وقال ابن قدامة في المغني:-
قيل لأحمد , رحمه الله: إذا قرأ: {أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى} هل يقول: " سبحان ربي الأعلى ". قال: إن شاء قاله فيما بينه وبين نفسه , ولا يجهر به في المكتوبة وغيرها. وقد روي عن علي رضي الله عنه أنه قرأ في الصلاة: {سبح اسم ربك الأعلى}. فقال: سبحان ربي الأعلى ,. وعن ابن عباس , أنه قرأ في الصلاة: {أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى}. فقال: سبحانك , وبلى. وعن موسى بن أبي عائشة , قال: {كان رجل يصلي فوق بيته , فكان إذا قرأ: {أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى}. قال: سبحانك فبكى , فسألوه عن ذلك , فقال: سمعته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم}. رواه أبو داود. ولأنه ذكر ورد الشرع به , فجاز التسبيح في موضعه.انتهى.
وقال الحطاب المالكي في مواهب الجليل:-
إذا مر ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في قراءة الإمام فلا بأس للمأموم أن يصلي عليه وكذلك إذا مر ذكر الجنة والنار فلا بأس أن يسأل الله الجنة ويستعيذ به من النار ويكون ذلك المرة بعد المرة , وكذلك قول المأموم عند قول الإمام {أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى} بلى إنه على كل شيء قدير وما أشبه ذلك. وسئل مالك فيمن سمع الإمام يقرأ: {قل هو الله أحد} إلى آخرها فقال المأموم: كذلك الله , هل هذا كلام ينافي الصلاة؟ فقال: هذا ليس كلاما ينافي الصلاة.انتهى.
و قال في عون المعبود:
(يُتْبَعُ)
(/)
883 حدثنا زهير بن حرب حدثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحق عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ سبح اسم ربك الأعلى قال سبحان ربي الأعلى قال أبو داود خولف وكيع في هذا الحديث ورواه أبو وكيع وشعبة عن أبي إسحق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس موقوفا.
(كان إذا قرأ) إلخ. قال المظهر: عند الشافعي يجوز مثل هذه الأشياء في الصلاة وغيرها وعند أبي حنيفة لا يجوز إلا في غيرها قال التوربشتي: وكذا عند مالك يجوز في النوافل انتهى. وكذا الحكم في حديث مسلم عن حذيفة أنه صلى وراء النبي ء صلى الله عليه وسلم ء فكان إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ. كذا قال ملا علي القاري في المرقاة.
قلت: ظاهر الحديث يوافق ما ذهب إليه الشافعي. لأن قوله " كان إذا قرأ " عام يشمل الصلاة وغيرها، وحديث حذيفة مقيد بصلاة الليل كما مر، فهو حجة على من لم يجوز التسبيح والسؤال والتعوذ عند المرور بآية فيها تسبيح أو سؤال أو تعوذ في الصلاة مطلقا.انتهى.
و قال
وروينا في حديث إسماعيل بن أمية عن الأعرابي مسلم عن أبي هريرة عن النبي ء صلى الله عليه وسلم ء قال: من قرأ منكم والتين والزيتون فانتهى إلى آخرها أليس الله بأحكم الحاكمين فليقل: وأنا على ذلك من الشاهدين. ومن قرأ لا أقسم بيوم القيامة فانتهى إلى أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى فليقل: بلى، ومن قرأ والمرسلات فبلغ فبأي حديث بعده يؤمنون فليقل: آمنا به انتهى كلام البيهقي. انتهى.
وَقَالَ اِبْن جَرِير حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد حَدَّثَنَا حَكَّام عَنْ عَنْبَسَة عَنْ أَبِي إِسْحَاق الْهَمْدَانِيّ أَنَّ اِبْن عَبَّاس كَانَ إِذَا قَرَأَ " سَبِّحْ اِسْم رَبّك الْأَعْلَى " يَقُول سُبْحَان رَبِّي الْأَعْلَى وَإِذَا قَرَأَ " لَا أُقْسِم بِيَوْمِ الْقِيَامَة " فَأَتَى عَلَى آخِرهَا " أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى" يَقُول سُبْحَانك وَبَلَى وَقَالَ قَتَادَة " سَبِّحْ اِسْم رَبّك الْأَعْلَى " ذُكِرَ لَنَا أَنَّ نَبِيّ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا قَرَأَهَا قَالَ سُبْحَان رَبِّي الْأَعْلَى.انتهى.
قال الالباني في حديث داود:
كان إذا قرأ: (سبح اسم ربك الأعلى) قال: سبحان ربي الأعلى
صحيح (حم، د، ك) عن ابن عباس صحيح أبي داود 826، المشكاة 859
و الله اعلم
ـ[سعد هارون]ــــــــ[23 - Apr-2009, مساء 04:51]ـ
بارك الله فيك على ماتفضلت به ..(/)
أصل الصلاة ثلاثة أشياء: أولها «خضوع القلب»:
ـ[سعد هارون]ــــــــ[23 - Apr-2009, مساء 03:53]ـ
أصل الصلاة ثلاثة أشياء: أولها «خضوع القلب»:
وأصل الصلاة ثلاثة أشياء:
أن يخضع القلب عند ملاحظة جلال اللّه وعظمته، ويعبر اللسان عن تلك العظمة، وذلك الخضوع أفصح عبارة.
وأن يؤدب الجوارح حسب ذلك الخضوع قال القائل:
أفادتكم النعماء مني ثلاثة يدي ولساني والضمير المحجبا
ثانيها: «المناجاة»:
ومن الأفعال التعظيمية أن يقوم بين يديه مناجيا، ويقبل عليه مواجهاً.
وأشد من ذلك أن يستشعر ذلة وعزة ربه، فينكس رأسه إذ من الأمر المجبول في قاطبة البشر والبهائم أن رفع العنق آية التيه والتكبر، وتنكيسه آية الخضوع والإخبات، وهو قوله تعالى: {فظلت أعناقهم لها خاضعين}.
ثالثها: «تعفير الوجه»:
وأشد من ذلك أن يعفر وجهه الذي هو أشرف أعضائه ومجمع حواسه بين يديه، فتلك التعظيمات الثلاث الفعلية شائعة في طوائف البشر لا يزالون يفعلونها في صلواتهم وعند ملوكهم وأمرائهم.
وأحسن الصلاة ما كان جامعا بين الأوضاع الثلاثة مترقيا من الأدنى إلى الأعلى؛ ليحصل الترقي في استشعار الخضوع والتذلل، وفي الترقي من الفائدة ما ليس في أفراد التعظيم الأقصى، ولا في الانحطاط من الأعلى إلى الأدنى.
الصلاة أم الأعمال المقربة إلى اللّه:
وإنما جعلت الصلاة أم الأعمال المقربة دون الفكر في عظمة اللّه، ودون الذكر الدائم؛ لأن الفكر الصحيح فيها لا يتأتى إلا من قوم عالية نفوسهم، وقليل ما هم، وسوى أولئك لو خاضوا فيه تبلدوا، وأبطلوا رأس مالهم فضلا عن فائدة أخرى، والذكر بدون أن يشرحه ويعضده عمل تعظيمي يعمله بجوارحه، ويعنو في آدابها. لقلقة خالية عن الفائدة في حق الأكثرين.
الصلاة فكر مصروف تلقاء عظمة اللّه:
أما الصلاة فهي المعجون المركب من الفكر المصروف تلقاء عظمة اللّه بالقصد الثاني، والالتفات التبعي المتأتي من كل واحد، ولا حجر لصاحب استعداد الخوض في لجة الشهود أن يخوض، بل ذلك منبه له أتم تنبيه، ومن الأدعية المبينة إخلاص عمله للّه وتوجيه وجهه تلقاء اللّه وقصر الاستعانة في اللّه، ومن أفعال تعظيمية كالسجود والركوع يصير كل واحد عضد الآخر ومكمله والمنبه عليه، فصارت نافعة لعامة الناس وخاصتهم، ترياقاً قوي الإثر ليكون لكل إنسان منه ما استوجبه أصل استعد اده.
الصلاة معراج المؤمن:
والصلاة معراج المؤمن معدة للتجليات الأخروية، وهو قوله صلى اللّه عليه وسلم: «إنكم سترون ربكم فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا»،
وسبب عظيم لمحبة اللّه ورحمته وهو قوله صلى اللّه عليه وسلم: «أعني على نفسك بكثرة السجود»، وحكايته تعالى عن أهل النار: {ولم نك من المصلين}. وإذا تمكنت من العبد كفرت عنه خطاياه: {إن الحسنات يذهبن السيئات}. ولا شيء أنفع من سوء المعرفة منها لاسيما إذا فعلت أفعالها وأقوالها على حضور القلب والنية الصالحة، وإذا جعلت رسماً مشهوراً نفعت من غوائل الرسوم نفعاً بيناً، وصارت شعارا للمسلم يتميز به من الكافر، وهو قوله صلى اللّه عليه وسلم: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر»، ولا شيء في تمرين النفس على انقياد الطبيعة للعقل وجريانها في حكمه مثل الصلاة واللّه أعلم.(/)
أرجو المساعدة من أهل القرءان
ـ[فتى الشيوخ]ــــــــ[23 - Apr-2009, مساء 04:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل من يدلني على شيخة (قارئة) مجازة في القران وتجيز غيرها.
عندي بعض الأخوات المتقنات للقران والتجويد ويردن القراءة عن طريق الهاتف.
أرجو أن أجد بغيتي عندكم فقدت تعبت من البحث(/)
الانتماء ... حقيقته ولوازمه
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[23 - Apr-2009, مساء 05:44]ـ
الانتماء ... حقيقته ولوازمه
أبو يونس العباسي
الحمد لله الذي جعل الانتماء لدينه شرفا , ومعاداة مناوئيه للتوحيد شرطا , وتحمل الأذى في سبيله علامة على صدق الإيمان والتقوى , والكفر بالعلمانية واجبا وفرضا , ونشهد أن لا إله إلا الله , وحده لا شريك له , أفلح من باع النفس والمال له بيعا , والصلاة السلام على سيدنا محمد طيب النسب أصلا وفصلا , الذي ما كان يغضب إلا إذا انتهكت محارم الله هتكا , أما بعد ...
سبب المقال
في زمن تعددت فيه الانتماءات وتنوعت في الاتجاهات , وأجاز كثير من المسلمين لأنفسهم الانتماء للإسلام وغيره من المناهج البشرية الردية , في زمن جعل كثير من الناس الانتماء للإسلام شعارا لا حقيقة له , وانتسابا بدون توابع ومستحقات , كان لا بد من وضع حل لهذه المشكلة , وحدٍّ لهذا الواقع المؤلم , ولذلك كان هذا المقال , والذي عنونته بعنوان: الانتماء ... حقيقته ولوازمه
الانتماء وعلاقته بالولاء والبراء
لو فكر الإنسان في الانتماء لوجد أنه يمثل عقيدة الولاء والبراء , وعقيدة الولاء والبراء من أسس العقيدة والإيمان , لا من الفروع , والولاء يحتوي على ثلاثة معان ومحطات , فالولاء حب لله ورسوله والمؤمنين , وهو توحد واجتماع مع من وحد الله وأطاع الرسول الكريم , ونصرة لله ورسوله والمؤمنين , أما البراء فله ثلاث محطات كذلك , فهو عداوة لمن كفر بالله ورسوله , وعادى المؤمنين , واعتزال لمن عادى الله ورسوله وحارب المؤمنين , وبغض لمن كفر بالله ورسوله وحارب المؤمنين , ومن الأسس التي أصلها العلماء في هذا المجال:"أنه لا يكون ولاء إلا ببراء " , بمعنى أنه لا يكون ولاء لله ورسوله والمؤمنين , إلا ببراءة من الكفر والكافرين , وهذا أصل من أصول ملة إبراهيم , قال الله تعالى: "قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4) " (الممتحنة) , فالمسلم لا يكون منتميا لهذا الدين إلا إذا توجه بالخطاب للطواغيت وأتباعهم عربا وعجما بمثل الخطاب الذي توجه به إبراهيم والذين آمنوا معه لقومهم , فانظر يا أخا الإسلام إلى طواغيت العرب وأذنابهم وكيفية العلاقة بينهم وبين الموحدين , فتراهم قد حاربوهم وعادوهم , وسجنوا الكثيرين منهم , وطاردوا البقية , وقتلوا البعض الآخر , لا لشيئ إلا لأنهم يقولون ربنا الله , قال الله تعالى:" قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (9) " (البروج) , في الوقت نفسه الذي ترى فيه هؤلاء الطواغيت قد دخلوا في موالاة الغرب وحبهم , وتحقيق أهدافهم , ولقد ذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب من نواقض الإسلام العشرة:"موالاة الكافرين" , قال الله تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) " (المائدة) , فانتبه أيها اللبيب لهذه الآية , واعلم أن الانتماء لليهود والنصارى يجعلك منهم , وإن انتميت في الظاهر للإسلام وطبقت كثيرا من شعائره.
ضريبة الانتماء عناء وبلاء
(يُتْبَعُ)
(/)
يحسب كثير من الناس أن طريق الانتماء للدين والعمل في مضماره مفروش بالورود , وليس الأمر كذلك , فإن الانتماء له ضريبة وضريبة كبيرة , ضريبة في النفس , ضريبة في المال , ضريبة في العيال , ضريبة في وقتك وجهدك وراحتك وحريتك , قال الله تعالى:" أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (214) " (البقرة) , ويقول أيضا:" أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142) " (آل عمران) , وحول هذا المعنى , يقول الرسول صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري من حديث عائشة في الحديث الذي دار بين ورقة بن نوفل والرسول , أن ورقة قال للرسول:"ما جاء رجل بمثل ما جئت به إلا عودي" , وهنا ننبه أن كثيرا من الدعوات تتنازل عن كثير من مبادئها وأصولها رغبة في السلامة وطلبا للنجاة , فوقعوا في مداهنة الظالمين والترقيع لهم , ومعاداة الموحدين , ولا يزال الحبل على الجرار , قال الله تعالى:" وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (113) " (هود) ولا حول ولا قوة إلا بالله.
موانع الانتماء والعمل لدين رب الأرض والسماء
ويمتنع الكثيرون عن الانتماء والعمل لهذا الدين لمسوغات نذكر منها: الخوف من بطش الكافرين عليهم فيما لو التزموا بهذا الدين وانتموا إليه , وما علم هؤلاء , أن الله لا يضيع أولياءه , وما علموا أيضا: أن الله هو النافع والنافع وحده , وأنه هو الضار والضار وحده , وأنه لا مشيئة للمخلوقات إلا ما شاء الله لهم , فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن , وهاكم الأدلة على ما تقدم , قال الله تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) " (المائدة) , ويقول الله ذاكرا سبب امتناع القرشيين من اتباع سيد المرسلين:" وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آَمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (57) " (القصص) , ومن موانع الانتماء والعمل للدين: الكبر وحب الدنيا والتعلق بالمنصب , وإيثار الدعة والراحة مع التفريط بحقوق الله , على الالتزام بالدين مع ما يصاحبه من بلاءات وعناءات , قال الله تعالى:" أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآَخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (86) " (البقرة).
الانتماء المجتزئ ... ماهيته وموقفنا منه
من المفاهيم العملية التي طرأت على أمتنا الإسلامية ما يسمى بالانتماء المجتزأ , والذي يعني انتماء وعمل ببعض تعاليم الدين , وترك البعض الآخر , وهذا المعنى اشتهر بين الناس باسم العلمانية , وهذا مفهوم مرفوض جملة وتفصيلا , لأنه لا بد من الالتزام بالدين , جملة واحدة , قال الله تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208) " (البقرة) , ويقول أيضا:" الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا (3) " (المائدة) , ولقد شاع هذا الانتماء المجتزئ عند الكثيرين , وقصروا الدين على مجال العبادة , وفي المسجد وفقط , وفي وقت الصلاة وحسب , ونحّوا
(يُتْبَعُ)
(/)
دين الله عن الحكم في مجالات الحياة المختلفة , وأحلوا محله أحكام البشر ودساتيرهم , فوقعوا في الشرك الذي يسميه العلماء بشرك الحاكمية , قال الله تعالى:" وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44 " (المائدة) , وقال أيضا:" وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا (26) " (الكهف) , وقال في موضع ثالث:" إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (40) " (يوسف).
المنهج الواجب على المسلم الانتماء إليه
في وقت كثرت فيه الأحزاب والحركات وكل يدعي أنه الحق وأنه هو السائر على الكتاب والسنة ... كل يدعي وصلا بليلى وليلى لا تقر لهم بذاك , في مثل هذا الوقت يحار المسلم الصادق ويتساءل: إلى أي منهج أنتمي؟ وأي منهج اترك؟ فأقول: انتَمِ للإسلام كما كان يمارسه محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه – رضي الله عنهم - , لا كما يمارسه الحزبيون أو العلمانيون , ولا تمارسه كما يريده اليهود والنصارى , بل كما يريده الله تعالى , قال الله تعالى:" إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ (19) " (آل عمران) , وقال أيضا:" وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85) " (آل عمران) , نعم انتم للإسلام دينك ودين أبيك إبراهيم , قال الله تعالى:" وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (78) " (الحج) , وإن رأيت الناس يفتخرون بأنسابهم وأحسابهم وقبائلهم ومناصبهم فافخر بالإسلام , قال سلمان – رضي الله عنه -:أبي الإسلام لا أب لي سواه ... وإن افتخروا بقيس أو تميم , وقال آخر: ومما زادني فخرا وتيها ... وكدت بأخمصي أطأ الثريا ... دخولي تحت قولك يا عبادي ... وأن سيرت أحمد لي نبيا , فالفخر بالإسلام وبإخوة الإسلام وليس إلا , جاء في صحيح مسلم من حديث عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِهَارًا غَيْرَ سِرٍّ يَقُولُ: "أَلَا إِنَّ آلَ أَبِي يَعْنِي فُلَانًا لَيْسُوا لِي بِأَوْلِيَاءَ إِنَّمَا وَلِيِّيَ اللَّهُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ" , ومن مستلزمات هذا المنهج دعوة الناس إلى الالتزام به , والعمل بتوجيهاته , قال الله تعالى:" قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108) " (يوسف) , وقال أيضا:" وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) " (فصلت).
الانتماء وعلاقته بالبذل والتضحية
ولا يصح لمسلم انتماء إذا لم يبذل ويضح للمنهج الذي ينتم إليه , يضحي بنفسه أغلى ما يملك , ويضحي بماله , راجيا من وراء هذه التضحية جنات الرحمن – سبحانه وتعالى - , قال الله تعالى:" إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111) " (التوبة) , ومن المعلوم أن الصحابة ما نالوا الدرجات العلا في الدنيا والآخرة إلا يوم ضحوا بالغالي والنفيس من أجل هذا الدين , ومن هؤلاء: صهيب الرومي , الذي انخلع من ثروته للمشركين في سبيل أن ينجوا بدينه , وفيه نزل قوله تعالى:" وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (207) " (البقرة) ,
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان من أجل ما تعلمناه من مشائخنا أن الإسلام شجرة لا تسقى بالماء وإنما تسقى بالدماء , ورحم الله الأستاذ سيد قطب عندما قال:" ستبقى كلماتنا أعراسا من الشمع لا حياة فيها جامدة , حتى إذا ما ضحينا لأجلها ومتنا في سبيلها , انتفضت فيه الروح , وقامت حية بين الأحياء , وأما إذا قدمت الأمة متع الدنيا ولذاتها على الله وما عنده وضنت أن تضحي أو أن تبذل , فليس لها عند الله سوى العذاب الأليم , قال الله تعالى:" قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24) " (التوبة).
بين الانتماء والطاعة
ومن مستلزمات الانتماء لهذا الدين طاعة الله في ما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر , وألا تقدم طاعة أحد على طاعة الله تعالى وأوامره , وإلا وقعنا في شرك يسميه علماؤنا بشرك الطاعة , قال الله تعالى:" وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ (121) " (الأنعام) , فانظر إلى حال المسلمين اليوم كيف يقدمون طاعة من سوى الله على طاعة الله , وانظر إلى حكامهم كيف قدموا طاعة اليهود والنصارى على طاعة رب البرايا , بل انظر وتعجب من مشائخ الإرجاء , وأنصار الطواغيت , كيف جعلوا طاعة هؤلاء الحكام مبدأ من أهم المبادئ , وأصلا من أهم الأصول , لا في المعروف وحسب , بل وفي المتلوف أيضا , مع أن الرسول يقول كما صحيح البخاري من حديث على:"لا طاعة في معصية الله إنما الطاعة في المعروف" , وأنت إذا أطعت اليهود والنصارى أو أولياءهم فأنت منتم إليهم لا إلى الإسلام , مصيرك مصيرهم , لا مصير المسلمين , قال الله تعالى:" وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165) إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167) " (البقرة).
بين الانتماء والغضب
وإذا كان انتماؤك للإسلام خالصا , فلا بد أن تغضب له وتتعصب له , وتهمك قضاياه وقضايا إخوانك ممن انتسبوا وانتموا إليه , فمن لم يهتم لأمور المسلمين فليس منهم , فلا تكن كأنصار الطواغيت الذين يغضبون إذا ما نيل ن أسيادهم أولياء اليهود والنصارى , ولا يغضبون ولا يهتز في رؤوسهم شعرة إذا ما نيل من الشعوب المسلمة , ومن مقدساتها , فهم في واد والأمة في واد , ولقد بلغ من كمال انتماء الرسول لهذا الدين أنه لم يكن يغضب إلا له , أما لنفسه فلا , فقد أخرج مسلم من حديث عائشة قالت: " مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ وَلَا امْرَأَةً وَلَا خَادِمًا إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا نِيلَ مِنْهُ شَيْءٌ قَطُّ فَيَنْتَقِمَ مِنْ صَاحِبِهِ إِلَّا أَنْ يُنْتَهَكَ شَيْءٌ مِنْ مَحَارِمِ اللَّهِ فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ".
بين الانتماء والصبر والثبات
واعلم يا طالب الحق أنه لن يسلم لك انتماؤك إلا إذا صبرت , صبر على الأوامر وصبر على النواهى وصبر على الأقدار رغم كل شيئ , قال الله تعالى على لسان لقمان:" يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) " (لقمان) , وقال أيضا:" لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (186) " (آل عمران).
إخواني الموحدين: هذه كلمات آمنت بها , واعتقدت أن الحق في قولها ونشرها, ولا أدعي العصمة , فهي لرسول الله صلى الله عليه وسلم , وللمنهج الذي جاء به من عند ربه حال حياته ومن بعده , ما كان في هذا المقال من صواب فمن الله وحده , وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان , وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء, إلا ما رحم ربي , وأستغفر الله إنه كان غفارا, وأما الخطأ فأرجع عنه ولا أتعصب له , إذا دل الدليل الساطع عليه , وأسأله تعالى أن يلهمني رشدي والمسلمين , وأن يثبتني على الحق إلى ان ألقاه , إنه ولي ذلك والقادر عليه , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم: أبو يونس العباسي
مدينة العزة غزة(/)
الإرادة ... دواء الامتهان وطريق القيادة والريادة
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[23 - Apr-2009, مساء 05:48]ـ
الإرادة ... دواء الامتهان وطريق القيادة والريادة
أبو يونس العباسي
الحمد لله معز الإسلام بنصره , ومذل الشرك بقهره , ومصرف الأمور بأمره , ومستدرج الكافرين بمكره، الذي قدر الأيام دولا بعدله , وجعل العاقبة للمتقين بفضله , والصلاة والسلام على من أعلى الله منار الإسلام بسيفه , وعلى من سار على دربه واقتفى أثره , واهتدى بهديه واستن بسنته , إلى يوم الدين.
سبب المقال
تواجه أمتنا حملة شرسة من التحالف الصهيوصليبي وأعوانه وخدامه , وعلى جميع الأصعدة , مستخدمين في ذلك جميع الإمكانات , ويقف إخواننا المجاهدون في وجه هذا الصلف الصهيوصليبي , مع قلة ما بأيديهم من عدة وعتاد , فمنهم من يقتل , ومنهم من يؤسر , والبقية ثابتون , فسألت نفسي عن سر هذا الثبات , فوصلت إلى نتيجة تقول بأن سر الثبات هو الإرادة , وليست كأي إرادة , إنها إرادة مستمدة من الله الرحيم الرحمن.
معنى الإرادة
الإرادة شعور ينبع من القلب يؤزّ صاحبه على مواجهة الصعوبات وتخطى العثرات وتجاوز المشكلات والنجاح في تحقيق الأهداف وتشييد الإنجازات رغم كثرة المعوقات.
الإرادة وعلاقتها بالعمل
لا بد أن يعلم كل من يود العلم بأنه لا يكون هناك عمل بدون إرادة , وأنه إذا انعدمت الإرادة انعدم العمل , ويؤكد هذا الفهم ذلكم الحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه من حديث عمر بن الخطاب أن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:" إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه".
ولا بد أن يعلم أيضا: أن الإرادة الخيرة يتبعها عمل خير , وأن الإرادة السيئة يتبعها عمل سيئ , وضابط الخير والشر مرده إلى نصوص الوحي من قرآن وسنة , ودليل هذا ما أخرجه البخاري من حديث النعمان بن بشير أن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:" ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب " , وعبر عن هذا علماؤنا بالقاعدة التي تنص على:"التلازم بين الظاهر والباطن" , وأن الباطن إذا كانت إرادته خيرة فلا بد أن يبرز ذلك على الظاهر , والعكس صحيح , وإذا قلنا لا عمل إلا بإرادة , فدعونا نقول الآن: بأنه لا إرادة إلا بعلم , وفي هذا يقول الغزالي: بأن كل عمل لا يتم إلا بثلاثة أمور: بعلم وإرادة وقدرة , ويقول ابن القيم: كمال الإنسان بهمة ترقيه وعلم يبصره , وأما إذا كانت الإرادة بدون علم كانت أقرب إلى التصرفات البهيمية منها إلى التصرفات الآدمية , وإرادة وعلم بدون عمل أمر لا تحمد عواقبه عند الله تعالى ولا عند أي عاقل , قال الله تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3) " (الصف) , ولذلك فقد بوب الإمام البخاري في صحيحه:"باب: العلم قبل القول والعمل".
الصراع مع التحالف الصهيوصليبي وسلاح الإرادة
إنه لا يمكن لنا معاشر الموحدين , أن نواجه التحالف الصهيوصليبي , إلا بإرادة قوية حديدية مستمدة من رب البرية سبحانه وتعالى , قال الله تعالى:" وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) فَآَتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (148) " (آل عمران) , والإرادة القوية التي نحتاجها تتمثل في أمور منها: العزيمة على القتال والإصرار على الانتصار والصبر على الأكدار وعدم استعجال النتائج والثمار , أخرج البخاري في صحيحه من حديث خباب قال:" شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ قُلْنَا لَهُ أَلَا تَسْتَنْصِرُ
(يُتْبَعُ)
(/)
لَنَا أَلَا تَدْعُو اللَّهَ لَنَا قَالَ كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الْأَرْضِ فَيُجْعَلُ فِيهِ فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لَا يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ أَوْ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ " , قال الله تعالى:" وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (48) " (الأحزاب)
الصبر لون من ألوان الإرادة
ولا يستطيع عاقل أن يتصور الإرادة بدون صبر , أو أن يتصور المواجهة مع التحالف الصهيوصليبي وأزلامه بدون إرادة وعزيمة على الصبر , لأن الله سبحانه وتعالى جعل الصبر جواداً لا يكبو , وجنداً لا يهزم , وحصناً حصينا لا يهدم، فهو والنصر أخوان شقيقان، فالنصر مع الصبر، والفرج مع الكرب، والعسر مع اليسر، وأن الصبر أنصر لصاحبه من الرجال، ومحله من الظفر كمحل الرأس من الجسد.
وأخبر: أنه مع الصابرين بهدايته ونصره العزيز وفتحه المبين، فقال تعالى: (واصبروا إن الله مع الصابرين).
وجعل سبحانه: الإمامة في الدين منوطة بالصبر واليقين، فقال تعالى: (وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون).
وأخبر: أن الصبر خير لصاحبه , وأكد ذلك بلام التأكيد , فقال تعالى: (ولئن صبرتم لهو خير للصابرين).
وأخبر: أنه مع الصبر والتقوى لا يضر كيد العدو , ولو كان ذا قوة ومنعة، فقال تعالى: (وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً إن الله بما يعلمون محيط).
وأخبر عن نبيه يوسف الصديق: أن صبره وتقواه أوصلاه إلى محل العز والتمكين فقال: (إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين).
وعلق الفلاح بالصبر والتقوى: فقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون"
وأخبر عن محبته لأهل الصبر: فقال تعالى: (والله يحب الصابرين).
ولقد بشر الصابرين بثلاث:كل منها خير من الدنيا وما فيها، فقال تعالى: (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ... أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون)
وأوصى عباده: بالاستعانة بالصبر والصلاة , على نوائب الدنيا والدين فقال تعالى: (واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين).وجعل: الفوز بالجنة والنجاة من النار , لا يكون إلا بالصبر، فقال تعالى: (إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون)
وأخبر سبحانه مؤكدا بالقسم: (إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر).
وخص بالانتفاع بآياته: أهل الصبر وأهل الشكر , تمييزاً لهم عن غيرهم، فقال: (إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور).
وأخبر: أن الصبر صفة أهل العزم , والعزم يحبه الله فقال: (ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور).
أنواع الإرادة وأصنافها
والإرادة على صنفين: إرادة علوية أخروية , وإرادة سفلية دنيوية , أما صاحب الإرادة العلوية فهمُّه وهدفه إرضاء الله , والوصول إلى جنته ودار كرامته , وجعل كلمته في هذه الحياة الدنيا هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى , فهو يحيا لله , وإذا ما مات يموت لله كذلك , قال الله تعالى:" قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163) " (الأنعام) , وأما صاحب الإرادة السفلية الدنيوية فهو يحيا لملذاته وشهواته ويموت لملذاته وشهواته , فهو بهذا لا يختلف عن الحيوانات والأنعام كثيرا , إن لم نقل بأن الحيوانات أحسن حالا منه , قال الله تعالى:" وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ (12) " (محمد) , وقال أيضا:" أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ
(يُتْبَعُ)
(/)
يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (44) " (الفرقان) , ولقد ذكر الله أن سبب ما حل بالصحابة في أحد أن بعضهم كان يحمل في جنباته إرادات دنيوية , قال الله تعالى:" وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (152) " (آل عمران) , قال ابن مسعود: والله ما علمت أن أحداً من أصحاب محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يريد الدنيا إلا بعد نزول هذه الآية , وهنا نود أن ننبه المجاهدين أن من أهم أسباب الهزيمة إرادة الدنيا والإقبال عليها وتقديمها على الآخرة , أخرج أبو داوود في سننه من حدبث ابن عمر أن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:" إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ " , فلا بد على القائد أن يزهد جنوده في الدنيا فإن وجد بعضهم متمسكا بها ولا يمكنه تركها خَلّفه وراءه , فإن الإرادات الأخروية لا يصلحها الله ولا يكتب لها التوفيق إلا إذا كانت خالصة لوجهه الكريم غير مشوبة بإرادات دنيوية , والدليل على هذا ما أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة أن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:" غَزَا نَبِيٌّ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ فَقَالَ لِقَوْمِهِ لَا يَتْبَعْنِي رَجُلٌ مَلَكَ بُضْعَ امْرَأَةٍ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بِهَا وَلَمَّا يَبْنِ بِهَا وَلَا أَحَدٌ بَنَى بُيُوتًا وَلَمْ يَرْفَعْ سُقُوفَهَا وَلَا أَحَدٌ اشْتَرَى غَنَمًا أَوْ خَلِفَاتٍ وَهُوَ يَنْتَظِرُ وِلَادَهَا فَغَزَا فَدَنَا مِنْ الْقَرْيَةِ صَلَاةَ الْعَصْرِ أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ لِلشَّمْسِ إِنَّكِ مَأْمُورَةٌ وَأَنَا مَأْمُورٌ اللَّهُمَّ احْبِسْهَا عَلَيْنَا فَحُبِسَتْ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ " , وإذا تأملت آيات القران وجدت أن الله يعرض الإرادات الدنيوية التي يهواها بنو آدم جميعا , ثم يوجهنا إلى أن ما عنده أفضل وأن الإرادة المتوجهة إليه والطامعة في ما عنده أكمل , قال الله تعالى:" زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ (14) قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15) " (آل عمران) , ولا تقدم أمة مراداتها الدنيوية على المرادات الأخروية إلا استحقت العذاب العظيم من الله , قال الله تعالى:" قلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24) " (التوبة) , ولا يقدم إنسان المرادات الأخروية على الدنيوية إلا استحق جنات الرحمن وبكل جدارة , قال الله تعالى:" وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41) " (النازعات).
سبل تقوية الإرادة والعزيمة
وبعد أن علمنا أهمية الإرادة وحاجتنا الشديدة إليها , نتساءل ما هي سبل تقوية هذه الإرادة؟ وهاكم الإجابة مفصلة:
الدعاء وأثره في تقوية الإرادة
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الدعاء هو الوسيلة التي يتواصل بها المسلم مع ربه , ويستجلب بها المعونة والمدد والإرادة , فإرادة مستمدة من الله هل تظنون أنها إرادة ضعيفة؟!!! لا والله بل إرادة أقوى من الجبال في ثباتها , والله ليس بعيد عنا بل هو قريب ... أقرب إلى أحدنا من عنق راحلته , والقريب مجيب وعلى وجه السرعة تكون إجابته , ولقد جاء في أسباب النزول أن نفرا من أصحاب الرسول جاءوا إليه وسألوه عن الله , هل هو بعيد فينادونه أم قريب فيناجونه , فنزل قوله تعالى:" وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)
" (البقرة) , والدعاء ليس أمرا مستحبا بل هو أمر واجب , لأنه يظهر افتقار الإنسان لربه جل وعلا , قال الله تعالى: " قَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60) " (غافر)
ذكر الله وأثره في تقوية الإرادة
إن ذكر الله له كبير الأثر في جميع ميادين الصراع مع أعداء الله , ويدل على هذا الفهم قول الله تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوااللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" (الأنفال:45) , وأدعك أيها القارئ الأريب تتأمل سر جمع الله في الآية الكريمة بين الثبات "فاثبتوا" وبين ذكر الله "واذكروا" , وإن ذكر الله يزيد أيمان صاحبه ومن زاد إيمانه قويت إرادته وعزيمته , وإن الذكر يدمر المسبب في ضعف الإرادة والعزيمة ألا وهو الشيطان , وإنما تنقطع الأشياء بانقطاع مسبباتها , وإن بلالا لم يجد أفضل من الذكر ليثبت على دين الله ويقوي إرادته وعزيمته , في مقابل تعذيب الكافرين له فكان يقول: أحد أحد.
العقيدة الصيحة وأثرها تقوية الإرادة والعزيمة
إن من أعظم الوسائل التي تثبت المسلم على طاعة الله وتقوي من إرادته معرفة العقيدة التي جاء بها محمد - صلى الله عليه وسلم - والعمل بشروطها واجتناب نواقضها , قال الله تعالى:"ومن يؤمن بالله يهد قلبه " (التغابن:11) , وإن الله لا ينزع الإرادة إلا من ظالم كافر , وأما رجل العقيدة فالله يثبته ويقوي إرادته وعزيمته , قال الله تعالى:" يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ" (إبراهيم:27).
أثر الاتباع في تقوية الإرادة والعزيمة
إن الاتباع إنما يعني أن تعمل بكل ما جاء به محمد من عند ربه , إن كان في قرآن أو في سنة , فإن ارعويت لهذا وعملت به فاعلم أنك مكافؤ من قبل ربك بأن يقوي إرادتك وعزيمتك , قال الله تعالى:" وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا ... وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا ... وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا" (النساء:68,67,66) , وقال جل في علاه:" قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ " (سبأ:50)
طلب العلم والعمل به وأثره على تقوية الإرادة
معلوم أيها الأحبة أن العلم يورث الخشية من الله , والخشية من الله هي صمام الأمان الذي يقيك من أن تفتر إرادتك وتضعف عزيمتك , فمن خاف الله قوّى إرادته وزاد من عزيمته , قال الله تعالى: "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌغَفُورٌ" (فاطر:28) , وقال أيضا:" أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ" (الزمر:9) , ومعلوم عند المطلعين الفرق بين إرادة أهل العلم والمعرفة وبين إرادة غيرهم من الجهال سواء أكان الجهل في أمور الدنيا أم في أمور الآخرة.
الصحبة الصالحة وأثرها في تقوية الإرادة والعزيمة
(يُتْبَعُ)
(/)
قيل في الزمان السابق: الصاحب ساحب , إما أن يسحبك إلى خير وإما إلى شر , والرسول - صلى الله عليه وسلم – قال كما عند أبي داوود من حديث أبي هريرة: " المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل " , وهكذا يجعلك صاحبك قوي الإرادة مثله , ويجرك ضعيف الإرادة إلى ما هو عليه من ضعف وفتور وعجز ويأس وانعدام للعزيمة , وإنني تمر بي أحوال أكاد فيها أن أضل وتنعدم إرادتي فيسخر الله لي بمنه وكرمه أصدقاء السعادة ويمدون أيديهم إلى ويخرجونني من مستنقع الضلالة وفتور الإرادة إلى قمم الهداية وتيقظ العزيمة.
قصص الصالحين وأثرها في تقوية الإرادة والعزيمة
إن الله تعالى كان يثبت رسوله ويقوي إرادته وعزيمته بسرد قصص إخوانه من الأنبياء ليتأسى بهم وليحذو حذوهم ويسير على طريقتهم , قال الله تعالى:" وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ" (هود:120) , فعندما تقرأ قوله تعالى في قصة موسى وهول يقول لقومه:" فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) " (الشعراء) تثق بنصر الله وتتيقن من أن ربك لا يترك أولياءه وهذا يقوي الإرادة والعزيمة , وعندما ترى الأنبياء يواجهون أقوامهم متسلحين بسلاح التوكل على الله ليس إلا فهذا يقوي إرادتك وعزيمتك , قال الله تعالى:" إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آَلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (54) مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ (55) إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (56) " (هود) , وعندما تقرأ كيف كان الكافرون يقابلون دعوة الرسل في الوقت الذي يصبر فيه الرسل على أقوامهم فهذا يقوي إرادتك وعزيمتك , قال الله تعالى:" قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (11) وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آَذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (12) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ (13) " (إبراهيم) , وقال أيضا مخاطبا رسوله محمدا:" فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ (35) " (الأحقاف).
أمراض الإرادة
وبعد أن ذكرنا مقويات ومدعمات الإرادة , فلا ضير من أن نذكر أمراضها وهي كالتالي:
التذبذب والكسل وأثرهما السيئ على الإرادة
إن من أبرز أمراض الإرادة وأشدها فتكا التردد والتذبذب وعدم القرار على حال , فصاحب الإرادة إنسان صاحب هدف واضح , فإذا غمض عليك الهدف فاعلم أنك أُصبت في إرادتك , والتذبذب كمرض من أمراض الإرادة من أظهر صفات المنافقين , قال الله تعالى:" إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا (142) مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا (143) " (النساء) , والمنافق لا يعرف له طريق يتخبط يمنة ويسرة , أخرج مسلم في صحيحه من حديث ابن عمر أن الرسول صَلَّى اللَّهُ
(يُتْبَعُ)
(/)
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:" الْمُنَافِقِ كَمَثَلِ الشَّاةِ الْعَائِرَةِ بَيْنَ الْغَنَمَيْنِ تَعِيرُ إِلَى هَذِهِ مَرَّةً وَإِلَى هَذِهِ مَرَّةً " , وأما إذا تحدثنا عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهو صاحب إرادة وعزيمة , كيف لا يكون كذلك والله يخاطبه فيقول له:" فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159) " (آل عمران) , ومن أحداث سيرته والتي تدل على قوة إرادته وعزيمته ما قال قبيل معركة أحد:"ما كان لنبي لبس لأمة الحرب أن يضعها حتى يفصل الله بينه وبين خصمه "
العجز وأثره السيئ على العزيمة والإرادة
ومن أمراض الإرادة الشعور بالعجز , وهذا الشعور هو المخيم على أبناء الأمة , فهم يتوهمون أنه لا طاقة لهم في أن يفعلوا ما يفعله الغرب من صناعات حضارات , وأن مواجهة الغرب ضرب من الخيال أكثر مما هو حقيقة واقعة , ونشروا أمثال التعجيز , كالمثل القائل:"العين لا تواجه المخرز" , و"الباب الذي يأتيك منه الريح أغلقه واستريح" , ولخطورة العجز على الإرادة , فإن الرسول كان يستعيذ ربه من العجز , فقد أخرج البخاري في صحيحه من حديث أنس أن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:" اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْجُبْنِ وَالْهَرَمِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ " , بل إن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى المؤمن عن العجز فقال كما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة:" الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَان " , وحول هذا المعنى يقول الله تعالى:" وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) " (آل عمران) ويقول أيضا:" وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (104) " (النساء).
التشاؤم وأثره السيئ على الإرادة
إن التشاؤم من أكبر الأمراض التي تقضي على الإرادة , فالإرادة لا تعيش في قلب ينظر صاحبه إلى الدنيا ومن فيها نظرة سلبية سوداء معتمة , ولكن تعيش في قلب يسكنه الأمل والتفاؤل , ولخطر التشاؤم على الأرادة فإن الرسول نهى عنه وأمر بضده ألا وهو التفاؤل , وذلك في الحديث الذي أخرجه البخاري من حديث أنس عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ قَالُوا وَمَا الْفَأْلُ قَالَ كَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ " , ومن مستلزمات التشاؤم اليأس والقنوط , وهاتين الصفتان لا يتصف بهما مسلم , بل هما صفتان من صفات الكافرين , قال الله تعالى:" إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87) " , وقال أيضا:" قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ (56) " (الحجر)
المحيط الخارجي وأثره السيئ على الإرادة
(يُتْبَعُ)
(/)
قد يكون الإنسان صاحب إرادة قوية , لكن من حوله يعملون وبجد على هدمها بالأقوال والأفعال , ألا فاحذر من هؤلاء ولا تهتم لأقوالهم , فإن أقوالهم لا تقدم ولا تؤخر ,قال الثوري:"من عرف نفسه ,لم يضره ما قاله الناس عنه مدحا أو ذما" , وحتى تحافظ على إرادتك قوية فلا تهتم إلا لنظر ربك لا غير , قال الشاعر يخاطب ربه: ليتك حلو والحياة مريرة ... وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامر ... وبيني وبين العالمين خراب
إذا صح منك الود فالكل هين ... وكل الذي فوق التراب تراب
تسويف الأعمال وأثره السيئ على الإرادة
وإن مما يقتل الإرادة في النفس ألا يسارع صاحبها في إنجازها , ومن أجل ذلك أمرنا الله بالمسارعة في إنجاز أعمال الخير فقال:" وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) " (آل عمران) , وقال أيضا عن أنبيائه ورسله:" فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (90) " (الأنبياء) , وقال على لسان نبيه موسى:" وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى (84) " (طه) , وحول معنى الآيات يقول الرسول كما عند مسلم من حديث أبي هريرة:"بادروا بالإعمال" , قال عمر بن الخطاب:"العجلة مذمومة في كل شيئ إلا في أمور الآخرة" , قال الشاعر: إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة ... فإن فساد الرأي أن تترددا , ومن الحكم العربية المشهورة: لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد.
الخوف وأثره السيئ على الإرادة
ومما يضعف الإرادة ويخفي معالمها الخوف ممن غير الله , ولذلك جعل الله الخوف عبادة لا تصرف إلا له , فمن أنواع التوحيد: توحيد الله في الخوف منه , قال الله تعالى:" إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175) " (آل عمران) , وقال أيضا:" أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (13) " (التوبة) , وقال على لسان إبراهيم:" وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (80) وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (81) " (الأنعام) , ومن أنواع الخوف الذي يقتل الإرادات الخوف على الملك و الأموال والضيعات والأولاد والزوجات والبيوت والأنفس وسائر متع الدنيا , قال الله تعالى:" وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آَمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (57) " (القصص) , وقال أيضا:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14) إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (15) " (التغابن) , وقال أيضا:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) " (المائدة) , وعند الحاكم ن حديث الأسود بن خلف:" أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ حسينا فقبله، ثم أقبل عليهم، فقال: «إن الولد مبخلة مجبنة مجهلة محزنة» والمقصود بقوله صلى الله عليه وسلم مبخلة: يحمل أبويه على
(يُتْبَعُ)
(/)
البخل بالصدقة للمحافظة على المال من أجله وأما المقصود بقوله صلى الله عليه وسلم مجبنة: أي يجبن أباه عن الجهاد خشية ضيعته.
التسرع وأثره السيئ على الإرادة
وإن مما يفسد الإرادة ويوهن العزيمة التسرع , ففي العجلة الندامة وفي التأني السلامة , ومن القواعد الشرعية قاعدة تقول:"من استعجل الشيئ قبل أوانه عوقب بحرمانه " وفي الصحيح من حديث خباب أن الرسول لام أصحابه بقوله:"ولكنكم تستعجلون" , فيا لله كم أفسد الاستعجال من مشاريع وحطم من أهداف وأبطل من آمال ودمر من مخططات , ولذلك فلا غرابة من أن يذم الله الإنسان بقوله:" خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آَيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ (37) " (الأنبياء) فالأناة الأناة , فالوصول إلى الهدف مع الأناة خير من عدم الوصول مع السرعة , والله تعالى أعلم.
مع الإرادة لا يوجد مستحيل
مع الإرادة المستمدة من الله لا يوجد مستحيل في قاموس المؤمن , لأن الله على كل شيء قدير وكل أمر عليه يسير وأمره بين الكاف والنون كن فيكون ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء , وهو غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون , قال ابن القيم:"لو وقف رجل ذو إرادة أمام جبل وقرر أن يزيله لأزاله" , لقد هُزم خالد بن الوليد في الجاهلية هزائم كثيرة فما منعه ذلك من أن ينتصر انتصارات وبدون هزائم بعدما أسلم , إن إديسون ما نجح في صناعة المصباح الكهربائي إلا بعد أكثر من 5000 محاولة فشل , ولقد سئل بعد فشله في المرة أل5000 عن ما استفاده فقال: لقد تعلمت أنه يوجد 5000 محاولة خاطئة لصناعة المصباح , ولقد حاول عبد القادر عودة أن يكتب في التشريع الجنائي في الإسلام , ولكنه فوجئ بطلاسم واجهته وهو يراجع كتب الفقه التي سيعتمد عليها في الكتابة , ففترت همته عن الكتابة , فرأى نملة تصعد جدارا لتحضرا طعاما وتسقط ثم تسقط ثم تسقط ولا تيأس حتى وصلت إلى مرادها , فكان هذا دافعا للشيخ عبد القادر أن ينفض عن غيار الفتور والخور وضعف العزيمة وأن يتحلى بالإرادة , فكانت النتيجة بعد ذلك أنه نجح في كتابة كتاب فريد من نوعه في التشريع الجنائي في الإسلام , وما سردناه آنفا أردنا منه أن نثبت بأنه لا مستحيل مع الإرادة وبأنه لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس.
إخواني الموحدين: هذه كلمات آمنت بها , واعتقدت أن الحق في قولها ونشرها, ولا أدعي العصمة , فهي لرسول الله صلى الله عليه وسلم , وللمنهج الذي جاء به من عند ربه حال حياته ومن بعده , ما كان في هذا المقال من صواب فمن الله وحده , وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان , وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء, إلا ما رحم ربي , وأستغفر الله إنه كان غفارا, وأما الخطأ فأرجع عنه ولا أتعصب له , إذا دل الدليل الساطع عليه , وأسأله تعالى أن يلهمني رشدي والمسلمين , وأن يثبتني على الحق إلى ان ألقاه , إنه ولي ذلك والقادر عليه , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم: أبو يونس العباسي
مدينة العزة غزة
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[23 - Apr-2009, مساء 07:32]ـ
مع الإرادة لا يوجد مستحيل
مع الإرادة المستمدة من الله لا يوجد مستحيل في قاموس المؤمن , لأن الله على كل شيء قدير وكل أمر عليه يسير وأمره بين الكاف والنون كن فيكون ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء ..
أشكرك أخي (أبو يونس العباسي) على هذه المقالة الرائعة والمفيدة، وجعلنا الله وإياك وجميع إخواننا المسلمين من أهل الإرادة الخالصة لوجه الله الكريم.
لي فقط ملحظ دقيق في قولك (وأمره بين الكاف والنون) هذا القول يخالف ما ورد في قوله تعالى (كن فيكون) فأمره بعد الكاف والنون، وليس بين الكاف والنون. وهذه المقولة اشتهرت بين الناس وترددت على ألسنة الكثير دون التفكر في معناها وموافقتها لما ورد في كتاب الله، فكيف يكون الأمر بين الكاف والنون، لاشك أن هذا خطأ ينبغي تلافيه. والله تعالى أعلم.(/)
ماالقول الفصل في الخمر والمني أنحكم بطهارتهما أم نجاستهما؟
ـ[رياض النضرة]ــــــــ[23 - Apr-2009, مساء 08:08]ـ
المنيّ مختلف في طهارته من نجاسته كذا الخمر فما القول الفصل والبرهان القوي من القولين؟
وبارك الله في الجميع
ـ[حمد]ــــــــ[23 - Apr-2009, مساء 08:54]ـ
يُنضَح على المني؛ لأنه يمر في مجرى البول فيحمل شيئاً يسيراً منه.
ـ[رياض النضرة]ــــــــ[23 - Apr-2009, مساء 09:12]ـ
يُنضَح على المني؛ لأنه يمر في مجرى البول فيحمل شيئاً يسيراً منه.
أخي بارك الله فيك ..
يعني هو طاهر؟
وهل لك أن توضح أكثر ومن القائل غيرك بالنضح بالعلة المذكورة؟
وما قولك في الخمر؟
ـ[حمد]ــــــــ[23 - Apr-2009, مساء 10:27]ـ
المجموع ج2/ص511
قالوا [أي المنجّسين للمني]: وقياسا على البول والحيض؛ لأنه يخرج من مخرج البول.
أما الخمر فالأصح -في نظري- أن لا يُجعَل في كتاب الطهارة في الفقه.
هو رجس كما وصفه الله تعالى. ولكن ما علاقته بالصلاة؟
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[23 - Apr-2009, مساء 10:48]ـ
بالنسبة للمني المسألة خلافية و الأقرب و الله أعلم قول من قال بطهارته وهم الشافعية (بعض الشافعية قالوا بنجاسته) و الحنابلة (عن أحمد ثلاث روايات) و ذهب إليه ابن حزم و الشوكاني
قال الشيخ عبد الله الفوزان (فتوى على الشبكة)
عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغسل المني، ثم يخرج إلى الصلاة في ذلك الثوب،وأنا أنظر إلى أثر الغسل فيه) متفق عليه.ولمسلم: لقد كنت أفركه من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فركاً، فيصلي فيه، وفي لفظ له: لقد كنت أحكه يابساً بظفري من ثوبه.
الحديث دليل على طهارة مني الآدمي، وأن هدي النبي صلى الله عليه وسلم فيه غسل رطبه وفرك يابسه، وهذا دليل على طهارته، وعدم نجاسته، لأن فرك الثوب منه يابساً وصلاته فيه من غير غسل دليل على طهارته، وهذا المشهور عند الحنابلة والشافعية.
وقالت الحنفية والمالكية: إن مني الآدمي نجس، ولا بد في طهارته من الماء سواء كان يابساً أو رطباً، وقالت الحنفية: رطبه لا بد فيه من الماء، ويابسه يطهره الفرك، واستدلوا بحديث عائشة المذكور، وفي رواية: (كنت اغسل الجنابة من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيخرج إلى الصلاة وإن بقع الماء في ثوبه).
ووجه الدلالة: أن الغسل لا يكون إلا عن نجس، والمقرر في الأصول، أن المضارع بعد لفظة (كان) يدل على المداومة والإكثار من ذلك الفعل - كما تقدم - وهذا يشعر بتحتم الغسل.
وأجابوا عن أحاديث فرك المني بأجوبة غير ناهضة، كقولهم: إنه ليس من لازم الفرك الطهارة، وقولهم: إن الثوب الذي كانت عائشة تفركه هو ثوب النوم، وليس ثوب الصلاة، إلى غير ذلك مما ظاهره التكلف والتعسف.
كما استدلوا بأن المني خارج من أحد السبيلين، وكل خارج من سبيل فهو نجس.
قالت الحنفية: وكان القياس يقتضي غسله لكونه نجساً، ولكنه ترك للأحاديث الواردة في فرك يابسه.
والراجح أن المني طاهر لقوة دليله، فإنه لو كان نجساً لكان القياس وجوب غسله،كما تغسل سائر النجاسات، كالدم وغيره دون الاكتفاء بفركه، لأن النجس لا يزيله من الثوب الفرك دون الغسل.
ولا تعارض بين حديث الغسل وحديث الفرك لإمكان الجمع، وذلك بحمل الغسل على الاستحباب والتنظيف، لا على الوجوب جمعاً بين الأدلة لأن الغسل لا يدل على نجاسة الشيء، فإنه لا ملازمة بين الغسل والتنجيس، لجواز غسل الطاهرات كالتراب والطين والدهن وغيرها مما يصيب البدن أو الثوب، ثم إنه لم يثبت أمر بغسل المني، ومطلق الفعل لا يدل على شيء زائد على الجواز.
ومما يؤيد ذلك ما ورد عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلت المني من ثوبه بِعْرق الإذخر، ثم يصلي فيه، ويحته من ثوبه يابساً، ثم يصلي فيه) «» وهذا صريح في طهارة المني لا يحتمل تأويلاً ويفيد مع ما قبله أن المشروع إزالة أثر المني وعدم تركه على الثوب حتى على القول بطهارته ..
ومما يؤيده - أيضاً - ما ورد عن إسحاق بن يوسف الأزرق قال: حدثنا شريك عن محمد بن عبد الرحمن، عن عطاء، عن ابن عباس قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن المني يصيب الثوب، فقال: (إنما هو بمنزلة المخاط والبصاق، و إنما يكفيك أن تمسحه بخرقة أو بإذخرة).
وأما قولهم: بأنه خارج من سبيل، وكل خارج من سبيل فهو نجس، فهذا استدلال بمحل النزاع على محل النزاع، فلا يقبل، ثم إن قياسه على كل خارج بجامع الاشتراك في المخرج منقوض بالفم، فإنه مخرج النخامة والبصاق الطاهرين، والقيء النجس، وكذا الدبر مخرج الريح الطاهر، والغائط النجس، وكون المني يخرج من مخرج البول لا يلزم منه النجاسة، لأن ملاقاة النجاسة في الباطن لا تؤثر، وإنما تؤثر ملاقاتها في الظاهر، والله أعلم.
أبو معاذ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رياض النضرة]ــــــــ[24 - Apr-2009, صباحاً 10:54]ـ
المجموع ج2/ص511
قالوا [أي المنجّسين للمني]: وقياسا على البول والحيض؛ لأنه يخرج من مخرج البول.
أما الخمر فالأصح -في نظري- أن لا يُجعَل في كتاب الطهارة في الفقه.
هو رجس كما وصفه الله تعالى. ولكن ما علاقته بالصلاة؟
بارك الله فيك ونفع بك أخي حمد!
حتى الآن لم تبين موقفك من المسألة هل أنت مع القائلين بنجاسة المني أم لا؟
وأما قولك في الخمر بأنها رجس كما وصفها القرآن، لا يستلزم ذلك نجاستها، ولو أنك لا حظت سياق الآية، لوجدت أن هذا النعت منطبق أيضا على الميسروالأنصاب والأزلام لكن لا اختلاف في طهارة هذه المذكورة.
وعليه فالظاهر حتى الآن هو طهارة الخمر.
............
منتظرا من يشد عضدنا أو يصرفنا عن موقفنا بسلطان مبين.
ـ[رياض النضرة]ــــــــ[24 - Apr-2009, صباحاً 10:58]ـ
بالنسبة للمني المسألة خلافية و الأقرب و الله أعلم قول من قال بطهارته وهم الشافعية (بعض الشافعية قالوا بنجاسته) و الحنابلة (عن أحمد ثلاث روايات) و ذهب إليه ابن حزم و الشوكاني
قال الشيخ عبد الله الفوزان (فتوى على الشبكة)
عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغسل المني، ثم يخرج إلى الصلاة في ذلك الثوب،وأنا أنظر إلى أثر الغسل فيه) متفق عليه.ولمسلم: لقد كنت أفركه من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فركاً، فيصلي فيه، وفي لفظ له: لقد كنت أحكه يابساً بظفري من ثوبه.
الحديث دليل على طهارة مني الآدمي، وأن هدي النبي صلى الله عليه وسلم فيه غسل رطبه وفرك يابسه، وهذا دليل على طهارته، وعدم نجاسته، لأن فرك الثوب منه يابساً وصلاته فيه من غير غسل دليل على طهارته، وهذا المشهور عند الحنابلة والشافعية.
وقالت الحنفية والمالكية: إن مني الآدمي نجس، ولا بد في طهارته من الماء سواء كان يابساً أو رطباً، وقالت الحنفية: رطبه لا بد فيه من الماء، ويابسه يطهره الفرك، واستدلوا بحديث عائشة المذكور، وفي رواية: (كنت اغسل الجنابة من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيخرج إلى الصلاة وإن بقع الماء في ثوبه).
ووجه الدلالة: أن الغسل لا يكون إلا عن نجس، والمقرر في الأصول، أن المضارع بعد لفظة (كان) يدل على المداومة والإكثار من ذلك الفعل - كما تقدم - وهذا يشعر بتحتم الغسل.
وأجابوا عن أحاديث فرك المني بأجوبة غير ناهضة، كقولهم: إنه ليس من لازم الفرك الطهارة، وقولهم: إن الثوب الذي كانت عائشة تفركه هو ثوب النوم، وليس ثوب الصلاة، إلى غير ذلك مما ظاهره التكلف والتعسف.
كما استدلوا بأن المني خارج من أحد السبيلين، وكل خارج من سبيل فهو نجس.
قالت الحنفية: وكان القياس يقتضي غسله لكونه نجساً، ولكنه ترك للأحاديث الواردة في فرك يابسه.
والراجح أن المني طاهر لقوة دليله، فإنه لو كان نجساً لكان القياس وجوب غسله،كما تغسل سائر النجاسات، كالدم وغيره دون الاكتفاء بفركه، لأن النجس لا يزيله من الثوب الفرك دون الغسل.
ولا تعارض بين حديث الغسل وحديث الفرك لإمكان الجمع، وذلك بحمل الغسل على الاستحباب والتنظيف، لا على الوجوب جمعاً بين الأدلة لأن الغسل لا يدل على نجاسة الشيء، فإنه لا ملازمة بين الغسل والتنجيس، لجواز غسل الطاهرات كالتراب والطين والدهن وغيرها مما يصيب البدن أو الثوب، ثم إنه لم يثبت أمر بغسل المني، ومطلق الفعل لا يدل على شيء زائد على الجواز.
ومما يؤيد ذلك ما ورد عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلت المني من ثوبه بِعْرق الإذخر، ثم يصلي فيه، ويحته من ثوبه يابساً، ثم يصلي فيه) «» وهذا صريح في طهارة المني لا يحتمل تأويلاً ويفيد مع ما قبله أن المشروع إزالة أثر المني وعدم تركه على الثوب حتى على القول بطهارته ..
ومما يؤيده - أيضاً - ما ورد عن إسحاق بن يوسف الأزرق قال: حدثنا شريك عن محمد بن عبد الرحمن، عن عطاء، عن ابن عباس قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن المني يصيب الثوب، فقال: (إنما هو بمنزلة المخاط والبصاق، و إنما يكفيك أن تمسحه بخرقة أو بإذخرة).
وأما قولهم: بأنه خارج من سبيل، وكل خارج من سبيل فهو نجس، فهذا استدلال بمحل النزاع على محل النزاع، فلا يقبل، ثم إن قياسه على كل خارج بجامع الاشتراك في المخرج منقوض بالفم، فإنه مخرج النخامة والبصاق الطاهرين، والقيء النجس، وكذا الدبر مخرج الريح الطاهر، والغائط النجس، وكون المني يخرج من مخرج البول لا يلزم منه النجاسة، لأن ملاقاة النجاسة في الباطن لا تؤثر، وإنما تؤثر ملاقاتها في الظاهر، والله أعلم.
أبو معاذ
جزاك الله خيرا وبارك فيك ونفع بك ..
أولا (أبو وأم معاذ)؟؟؟
أحسنت النقل وهذا هو الظاهر في مسألة المني ...
وبقيت لنا الآن مسألة الخمر ...
.................
بانتظار أكرمكم الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[24 - Apr-2009, مساء 04:54]ـ
الخمر اختلف في نجاستها كذلك فالجمهور على نجاستها (المذاهب الأربعة و ابن حزم) ,و قال بطهارتها الليث و ربيعة و المزني وهو الأقرب و الله أعلم
قال الشيخ الألباني (تمام المنة)
تعليقا على كلام سيد سابق (وذهبت طائفة إلى القول بطهارتها ".)
يعني: الخمر.
قلت: يحسن أن أذكر هنا أسماء بعض الأئمة الذين اختاروا هذا القول مع شئ يسير من تراجمهم، حتى لا يظن بهم أحد أن لا شأن لهم في العلم، ولا قدم راسخة لهم في الفقه، بينما لهم في ذلك القدح المعلى:
1 - ربيعه بن أبي عبد الرحمن المعروف ب " ربيعة الرأي "، قال في " التهذيب ": " أدرك بعض الصحابة والأكابر من التابعين، وكان صاحب الفتوى بالمدينة، وكان يجلس إليه وجوه الناس بالمدينة، وكان يحضر في مجلسه أربعون معتما، وعنه أخذ مالك ".
2 - الليث بن سعد المصري الفقيه، إمام مشهور، اعترف بفضله كبار الأئمة، منهم الإمام مالك في رسالة كتبها إليه، بل قال الإمام الشافعي: " الليث أفقه من مالك، إلا أن أصحابه لم يقوموا به ".
وقال ابن بكير: " الليث أفقه من مالك، ولكن كانت الحظوة لمالك ". 3 - إسماعيل بن يحيى المزني صاحب الإمام الشافعي، وهو إمام مجتهد منسوب إلى الشافعي، كما قال النووي في " المجموع " (1/ 72).
وغير هؤلاء كثيرون من المتأخرين من البغداديين والقرويين، رأوا جميعأ أن الخمر طاهرة، وأن المحرم إنما هو شربها كما في " تفسير القرطبي " (6/ 88)، وهو الراجح، وللأصل المشار إليه آنفا، وعدم الدليل المعارض.
وهذه بعض أدلة من ذهب إلى نجاستة الخمر و الرد عليها
أخذته من بحث أخينا الدكتور ربيع سيد (مشارك معنا في المجلس)
قال الدكتور ربيع (التبصير بطهارة الخمر)
أدلة القائلين بنجاسة الخمر
الدليل الأول: قوله ?: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ? [المائدة:90].
وجه الدلالة كما يقولون: الرجس هو النجس، لقوله ?: ? قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ? [الأنعام من الآية 145] والرجس في هذه الآية بمعنى النجس نجاسة حسية، فكذلك هو في آية الخمر رجس أي نجس نجاسة حسية،،وقد أخبر الله أنها رجس، والرِّجْس في كلام العرب كل مستقذر تعافه النفس وقيل: إن أصله من الركس وهوالعذرة والنتن.
مناقشة الدليل الأول: الآية لا يستدل بها على نجاسة الخمر نجاسة حسية لما يلى:
1 - إن الله ? قيد الرجس بقوله: ? رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ? فهو رجس عملي وليس رجساً عينياً ذاتياً، بمعنى أنه قبيح أو محرم أوخبيث مستقذر، ومعنى ? من عمل الشيطان? أي بحمله عليه وتزيينه.
2 - اقتران هذه الأربعة: الخمر والميسر والأنصاب والأزلام في وصف واحد،وهو الرجسية والأصل أن تتفق فيه، فإذا كانت الثلاثة نجاستها نجاسة معنوية، فكذلك الخمر نجاسته معنوية. 3 - عدم تفسير أحد من السلف الرجس بالنجس فقوله ?: "رجس" قال ابن عباس ? في هذه الآية: ?رجس? سخط من عمل الشيطان وقال سعيد بن جبير?: إثم، وقال زيد بن أسلم?: أي شر من عمل الشيطان.
4 - لفظ رجس من الألفاظ المشتركة فهي تحتمل معان كثيرة منها القذر والمحرم والقبيح والعذاب و اللعنة والكفر والشر والإثم والنجس وغيرها، ولا يوجد دليل صحيح صريح في قصد النجس من الرجس، والمشترك يحتاج لقرينة توضح المراد منه،فإذا وجدت القرينة فهو مشكل، والمشكل هو اللفظ الذي لا يدل بصيغته على المراد منه،ولكن يمكن تعيين المراد منه بقرينة خارجية. ومثاله اللفظ المشترك؛ فإنه موضوع لأكثر من معنى واحد، وليس في صيغته ما يدل على المعنى الذي يقصده الشارع منه، ولكن القرينة الخارجية تعين المعنى الذي يقصده،وإذا لم توجد القرينة فهو مجمل يحتاج إلى بيان من الله،واللفظ المجمل هو اللفظ الذي لا يدل بصيغته على معناه،ولا توجد قرائن تعين المعنى المراد،ويحتاج لنص من الله لمعرفة المعنى المراد فإذا وجد نص فهو مفسر، والفرق بين المشكل والمجمل أن إزالة خفاء
(يُتْبَعُ)
(/)
المشكل يكون بالبحث والتأمل في القرائن المصاحبة له،أي يكون بالاجتهاد، وأما المجمل فإن إزالة خفائه تتوقف على بيان من الله أي لا يدخل فيه اجتهاد، ومسألة نجاسة الخمر ترجع إلى مسألة عموم اللفظ المشترك أي أن يطلق اللفظ المشترك،ويراد جميع معانيه التي وضع لها،وقد اختلف العلماء في ذلك على ثلاثة أقوال المنع، والجواز في النفي والإثبات، والجواز في النفي فقط،و جمهور الأصوليين على المنع من إرادة اللفظ المشترك العموم، فلا يجوز استعمال اللفظ المشترك إلا في معنى واحد؛ لأنه لم يوضع لجميع ما يدل عليه بوضع واحد بل بأوضاع متعددة أي وضع لكل معنى من معانيه بوضع على حدة، وَمعنى الْوَضْعُ تَخْصِيصُ اللَّفْظِ بِالْمَعْنَى فَلَوْ اُسْتُعْمِلَ فِي معانيه كلها حَقِيقَةً لَكَانَ كُلٌّ معنى نَفْسَ الْمَوْضُوعِ لَهُ أَيْ الْمَعْنَى الَّذِي خُصَّ بِهِ اللَّفْظُ، وَهُوَ بَاطِلٌ لنفيه التَّخْصِيصِ فإرادة جميع معانيه يخالف أصل وضعه، وهذا لا يجوز،ومهما تعددت معاني اللفظ المشترك فإن الله لا يقصد إلا أحدها دون غيره فإرادة جميع معانيه يخالف أصل وضعه، وهذا لايجوز، ويوضح ذلك أن المشترك يدل على معانيه على سبيل البدل لا العموم، فالمشترك لا يدل على معانيه دفعة واحدة؛ لأن وضعه لها كان وضعاً متعدداً فإذا كان اللفظ مشتركاً بين معنيين أو أكثر من المعاني اللغوية وجب حمله على معنى واحد منها بدليل يعينه، ومَنْ عَرَفَ سَبَبَ وُقُوعِ الِاشْتِرَاكِ لَا يَخْفي عَلَيْهِ امْتِنَاعُ اسْتِعْمَالِ اللَّفْظِ الْمُشْتَرَكِ فِي معانيه حَقِيقَةً فِي إطْلَاقٍ وَاحِدٍ، وَذَلِكَ لِأَنَّ سَبَبَ اللَّفْظِ الْمُشْتَرَكِ هُوَ الْوَضْعُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْ معانيه قرر ذلك عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودِ بْنِ تَاجِ الشَّرِيعَةِ في التلويح على التوضيح،والمشترك يمكن إطلاقه على معانيه التي وضع لها مجازاً أي يكون بذلك قد خالف أصل وضعه؛ لِأَنَّ الْوَاضِعَ لَمْ يَضَعْهُ لِلْمَجْمُوعِ، وَإِلَّا لَمْ يَصِحَّ اسْتِعْمَالُهُ فِي أَحَدِهِمَا بِدُونِ الْآخَرِ بِطَرِيقِ الْحَقِيقَةِ، وقد قرر ذلك الغزالى في المستصفي، و يَدُلّ عَلَى فَسَادِ حمل المشترك على جميع معانيه عند التجرد عن القرائن وُجُوهٌ: أَحَدُهَا: أَنّ اسْتِعْمَالَ اللّفْظِ فِي مَعْنَيَيْهِ إنّمَا هُوَ مَجَازٌ إذْ وَضْعُهُ لِكُلّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى سَبِيلِ الِانْفِرَادِ هُوَ الْحَقِيقَةُ،وَاللّفْظُ الْمُطْلَقُ لَا يَجُوزُ حَمْلُهُ عَلَى الْمَجَازِ بَلْ يَجِبُ حَمْلُهُ عَلَى حَقِيقَتِهِ. الثّانِي: أَنّهُ لَوْ قُدّرَ أَنّهُ مَوْضُوعٌ لَهُمَا مُنْفَرِدَيْنِ،وَلِكُلّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مُجْتَمَعَيْنِ فَإِنّهُ يَكُونُ لَهُ حِينَئِذٍ ثَلَاثَةُ مَفَاهِيمَ فَالْحَمْلُ عَلَى أَحَدِ مَفَاهِيمِهِ دُونَ غَيْرِهِ بِغَيْرِ مُوجِبٍ مُمْتَنِعٌ. الثّالِثُ: أَنّهُ حِينَئِذٍ يَسْتَحِيلُ حَمْلُهُ عَلَى جَمِيعِ مَعَانِيهِ إذْ حَمْلُهُ عَلَى هَذَا وَحْدَهُ،وَعَلَيْهِمَا مَعًا مُسْتَلْزِمٌ لِلْجَمْعِ بَيْنَ النّقِيضَيْنِ فَيَسْتَحِيلُ حَمْلُهُ عَلَى جَمِيعِ مَعَانِيهِ.وَالرّابِعُ: أَنّهُ لَوْ وَجَبَ حَمْلُهُ عَلَى الْمَعْنَيَيْنِ جَمِيعًا لَصَارَ مِنْ صِيَغِ الْعُمُومِ؛ لَأَنّ حُكْمَ الِاسْمِ الْعَامّ وُجُوبُ حَمْلِهِ عَلَى جَمِيعِ مُفْرَدَاتِهِ عِنْدَ التّجَرّدِ مِنْ التّخْصِيصِ، وَلَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَجَازَ اسْتِثْنَاءُ أَحَدِ الْمَعْنَيَيْنِ مِنْهُ،وَلَسَبَقَ إلَى الذّهْنِ مِنْهُ عِنْدَ الْإِطْلَاقِ الْعُمُومُ وَكَانَ الْمُسْتَعْمِلُ لَهُ فِي أَحَدِ مَعْنَيَيْهِ بِمَنْزِلَةِ الْمُسْتَعْمِلِ لِلِاسْمِ الْعَامّ فِي بَعْضِ مَعَانِيهِ فَيَكُونُ مُتَجَوّزًا فِي خِطَابِهِ غَيْرَ مُتَكَلّمٍ بِالْحَقِيقَةِ،وَأَنْ يَكُونَ مَنْ اسْتَعْمَلَهُ فِي مَعْنَيَيْهِ غَيْرَ مُحْتَاجٍ إلَى دَلِيلٍ،وَإِنّمَا يَحْتَاجُ إلَيْهِ مَنْ نَفي الْمَعْنَى الْآخَر َ،وقال الإسنوي: " اللفظ المشترك قد يقترن به قرينة مبينة للمراد وقد يتجرد عنها فإن تجرد عن القرائن فهو مجمل إلا عند الشافعي والقاضي فإنه يحمله على الجميع "،وشكك ابن القيم في نسبة هذا الكلام للشافعي،ونقل عن ابن تيمية
(يُتْبَعُ)
(/)
التشكيك في نسبة هذا القول إلى الشافعي أيضاً في زاد المعاد،فخلاصة الكلام أن المسألة راجع إلى ما هو مقرر في الأصول،وإجازة حمل المشترك على جميع معانيه ليس بصواب فالمشترك يحتاج لقرينة تدل على إرادة جميع معانيه عند جمهور الأصوليين،أي أن المشترك إذا تجرد عن القرائن فهو مجمل فلا يعمل به حتى يُبَين فلا حجة لمن يقول يحمل لفظ الرجس على جميع معانيه لتجرده عن القرائن المعينة على تعيين معناه،وقال الشنقيطي رحمه الله في تفسيره قوله: ?رِجْسٌ? يقتضي نجاسة العين في الكل، فما أخْرجه إجماع، أو نصّ خرج بذلك، وما لم يخْرجه نصّ ولا إجماع، لزم الحكم بنجاسته؛ لأن خروج بعض ما تناوله العام بمخصّص من المخصصات، لا يسقط الاحتجاج به في الباقي، كما هو مقرر في الأصول ا. هـ وهذا القول رغم جلالة قائله وغزارة علمه وفضله قد جانب الصواب فهو إما أنه يقصد أن لفظ رجس لفظ عام،وهذا خلاف الصحيح فلفظ الرجس لفظ مشترك،وليس لفظا عاما،أو يقصد أن لفظ الرجس مشترك يحمل على جميع معانيه،وهذا منعه جمهور الأصوليين فاللفظ المشترك لفظ يدل على معنيين أو أكثر على سبيل البدل لا على سبيل الجمع،والرجس في اللغة كما في القاموس: الرِّجْسُ، بالكسر: القَذَرُ، ويُحَرَّكُ وتفتح الراءُ وتكسر الجيمُ، والمَأْثَمُ، وكلُّ ما اسْتُقْذِرَ من العَمَلِ، والعَمَلُ المُؤَدِّي إلى العذَابِ، والشَّكُّ، والعِقَابُ، والغَضَبُ. ورَجِسَ، كفرِحَ وكَرُمَ، رَجاسَة: عَمِلَ عَمَلاً قبيحاً.
خلاصة مناقشة الدليل الأول: لا دليل في الآية على نجاسة الخمر فلفظ الرجس لفظ مشترك،والمشترك يحتاج قرينة تدل على معناه فإذا تجرد عن القرائن فهو مجمل،وليس في الآية دليل على قصد النجاسة بل الأدلة على قصد النجاسة الحكمية لا العينية أظهر فالرجس عملي،وليس عينيا، واقترن مع الميسر والأنصاب و الأزلام،وقد نقل النووي الإجماع على طهارتها،والأصل أن تشترك في الرجسية فإذا كانت الثلاثة نجاستها نجاسة معنوية، فكذلك الخمر نجاسته معنوية،ولم ينقل عن أحد السلف تفسير الرجس بالنجس، وغاية ما في الآية احتمال نجاسة الخمر نجاسة حسية،وإذا تطرق إلى الدليل الاحتمال سقط به الاستدلال.
الدليل الثاني: قال بعض العلماء: ويدل على نجاسة الخمر
مفهوم المخالفة في قوله ? في شراب أهل الجنَّة: ? وَسَقَـ?هُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً?؛ لأن وصفه لشراب أهل الجنة بأنه طهور يفهم منه، أن خمر الدنيا ليستْ كذلك.
مناقشة الدليل الثانى: استدلالهم على نجاسة الخمر بمفهوم المخالفة في قوله ? في شراب أهل الجنَّة: ? وَسَقَـ?هُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً? غير مسلم؛ لعدم وجود مفهوم لهذا الشيء من نعيم الآخرة؛ لأننا نتكلَّم عن أحكام الدُّنيا،،وكلُّ ما في الجنَّة طَهُور فليس هناك شيء نجس، ثم إن شراب أهل الجنَّة ليس مقصوراً على الخمر، بل فيها أنهار من ماء ولَبَن وعسَل، وكلُّها يُشْرب منها، فهل يُقال: إنَّ ماء الدنيا ولَبَنَها وعسَلَها نَجِس بمفهوم هذه الآية؟!.
الدليل الثالث: قال بعضهم إنه يحكم بنجاستها تغليظاً وزجراً عنها قياساً علي الكلب،وما ولغ فيه،وأنها محرمة التناول، ولأن الناس مشغوفون بها فينبغي أن يحكم بنجاستها تأكيداً للزجر عنها،وإطلاق الرجس عليها،والرجس كل مستقذر تعافه النفس.
مناقشة الدليل الثالث: النجس كلُّ عينٍ يجب التَّطهُّرُ منها أو كلُّ عَينٍ يَحْرُم تناولُها؛ لا لحرمتها؛ ولا لاستقذارها؛ ولا لضررٍ ببدَنٍ أو عقلٍ، وقلنا: "يحرم تناولُها" خرج به المباحُ، فكلُّ مباحٍ تناولُه فهو طاهر.
وقلنا: "لا لضررها" خرج به السُّمُّ وشبهُه؛ فإنَّه حرام لضرره، وليس بنجس.
وقلنا: "ولا لاستقذارها": خرج به المخاطُ وشبهُه، فليس بنجس رغم استقذاره.
وقلنا: "ولا لحرمتها" خرج به الصَّيْدُ في حال الإحرام، والصَّيْدُ داخلَ الحرمِ؛ فإنه حرام لحرمته. وقياس الخمر على لعاب الكلب قياس غير مسلم؛ لأن لعاب الكلب،وجدت نصوص تنص على نجاسته،و يجب التطهر منه أما الخمر فلا يوجد نص صحيح صريح يدل على نجاسته،والحكم بالنجاسة حكم شرعى يحتاج لنص صحيح صريح يحسم مادة الخلاف، فإذا لم يوجد يبقى الحكم على البراءة الأصلية،وليس للفقيه أن يقول بوجوب شىء لم يوجبه الله،و استدلالهم على نجاسة الخمر بأن الرجس كل مستقذر تعافه النفس فغير مسلم، فليس كل مستقذر تعافه النفس نجساً
،واستدلالهم على نجاسة الخمر بأنها محرمة فغير مسلم أيضاً؛ لأنه لا يلزم من التحريم النجاسة؛ بدليل أن السُمَّ حرام،وليس بنجس.انتهى
أبو معاذ.
ـ[التقرتي]ــــــــ[24 - Apr-2009, مساء 05:20]ـ
اضيف على قول الاخ ابي معاذ بارك الله فيه:
هناك من ادعى الاجماع بنجاستها لكن هذا الاجماع فيه نظر لوجود المخالف و قد ذكر الاخ بعضا منهم. كذلك إشتهر مذهب الحنفية بالوضوء بالنبيذ و النبيذ خمر.
الأمر الثاني انه لا يخالف احد اليوم في التعالج بالكحول لم يختلف العلماء في التعالج بالكحول و حتى من نجسها قال بجواز ذلك للضرورة و لو اردنا منع ذلك لما استطعنا.
الأمر الثالث ان اصل الخل خمر فلو كان الخمر نجس لكان ما تولد عنه نجس و هذا محال لأن الخل طاهر حلال اكله
الأمر الرابع أنه عند نزول اية تحريم الخمر ألقي الخمر في شوارع المدينة و لو كان نجسا لما نجسوا به الطرقات و لكان الأولى دفنه او إلقاؤه خارج المدينة
الأمر الخامس لو كان الخمر نجس لأمر الرسول عليه الصلاة و السلام شاربه بغسل فمه قبل نزول آية التحريم و معلوم انهم كانوا يشربونه و يصلون كذلك حتى نزلت الاية الأولى بمنع اقتراب شاربه الصلاة
و الله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رياض النضرة]ــــــــ[24 - Apr-2009, مساء 05:44]ـ
أخي الفاضل بارك الله فيك وجزاك خيرا على النقل الموفق إن شاء الله ..
...........
في الواقع هذا ما تطمئن -حتى اللحظة- إليه النفس، إذ حكم الشرع بحرمة شيء لا يستلزم نجاسته وإلا لحكمنا بنجاسة الحرير والذهب بل وحتى الأمهات لقوله تعالى: (حرمت عليكم أمهاتكم ...... ) كما قال به الإمام الشوكاني رحمه الله تعالى.
................
ولا مانع من الإنتظار لمداخلات الإخوة إن وجدت.(/)
حكم التفجيرات ومخالفاتها السيئة للشيخ فركوس
ـ[البدراوي]ــــــــ[23 - Apr-2009, مساء 08:34]ـ
في حكم التفجيرات ومخلفاتها السيِّئة
السؤال:
ما حكم التفجيرات والعمليات الانتحارية التي تعرَّضت لها الجزائر خاصَّةً وسائر بلدان المسلمين عاَّمةً، وما حكمُ تدميرِ مُنشآتِ الكفار وترهيبِهم في بلادهم أو في بلاد المسلمين؟ وهذا بغضِّ النظر عن الجهة التي تقف وراءَ هذه العمليات، فإن كانت الجهة إسلاميةً، فهل هذا العمل يعدُّ من الجهاد في سبيل الله؟ أفيدونا جزاكم الله خيرًا. والرجاء تأصيل المسألة وتفصيلُها بالأدلة كما عوّدتمونا.
الجواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فالمعلوم أنَّ مِنْ شرط الوسيلة الدعوية أن يكون المقصود منها مشروعًا، فإن كان ممنوعًا فلا يتوسَّل إليه بأيِّ وسيلة؛ لأنَّ النهي عن المقصد نهي عن جميع وسائله المؤدِّية إليه، كما أنَّ من شرطها -أيضًا- أن تكون في ذاتها غير مخالفة لنصوص الشرع أو لقواعده العامَّة، فلا يجوز أن يتوسَّل بها إلى المقاصد والغايات، ومخالفة الشرع في باب الوسائل كمخالفته في باب المقاصد، لقوله تعالى: ?فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ? [النور: 63]، فالآية دلَّت على التحذير من مخالفة أمره وهو عامٌّ شاملٌ لباب الوسائل والمقاصد على حدٍّ سواء؛ لأنَّ النكرة المضافة تفيد العموم.
ولا يخفى أنَّ شريعة الإسلام تأمر بالمحافظة على الضروريات الخمس، ودماءُ المسلمين وأموالهم وأعراضهم محرَّمة لا يجوز الاعتداء عليها بنصِّ قوله تعالى: ?وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا? [النساء: 93]، وقوله تعالى: ?مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا? [المائدة: 32]، وقوله صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «كُلُّ المُسْلِمِ عَلَى المُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ» (1 - أخرجه مسلم في «صحيحه» كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم ظلم المسلم وخذله واحتقاره ودمه وعرضه: (6706)، وأبو داود في «سننه» كتاب الأدب، باب في الغيبة: (4884)، والترمذي في «سننه» كتاب البر والصلة، باب ما جاء في شفقة المسلم على المسلم: (2052)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. ( java******:AppendPopup(this,' pjdefOutline_1')))، وقولِه صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا» (2 - أخرجه البخاري في «صحيحه» كتاب العلم، باب ليبلغ العلم الشاهد الغائب: (105)، ومسلم في «صحيحه» كتاب القسامة والمحاربين، باب تغليظ تحريم الدماء والأعراض والأموال: (4383)، من حديث أبي بكرة رضي الله عنه. ( java******:AppendPopup(this,' pjdefOutline_2')))، وقوله صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عِنْدَ اللهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ» (3 - أخرجه الترمذي في «سننه» كتاب الديات، باب ما جاء في تشديد قتل المؤمن: (1395)، والنسائي في «سننه» كتاب تحريم الدم، باب تعظيم الدم: (3987)، من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما. وأخرجه ابن ماجه في «سننه» كتاب الديات، باب التغليظ في قتل مسلم ظلمًا: (2619)، من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه، والحديث صححه ابن الملقن في «البدر المنير»: (8/ 347)، والألباني في «صحيح الجامع»: (5077). ( java******:AppendPopup(this,' pjdefOutline_3')))، وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: «رَأَيْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَطُوفُ بالكَعْبَةِ وَيَقُولُ مَا أَطْيَبَكِ وَأَطْيَبَ رِيحَكِ، مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لحرْمَةُ المؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ الله حُرْمَةً مِنْكِ مَالُهُ وَدَمُهُ وَأَنْ نَظُنَّ بِهِ إِلاَّ
(يُتْبَعُ)
(/)
خَيْرًا» (4 - أخرجه ابن ماجه في «سننه» كتاب الفتن، باب حرمة دم المؤمن وماله: (3932)، من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما. والحديث حسنه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (7/ 2/1250). ( java******:AppendPopup(this,' pjdefOutline_4'))).
وعليه، فإنَّ اتخاذ وسيلةِ التفجير والتدمير والتخريب والاغتيال والانتحار يهدم هذا الأصلَ المقاصديَّ ويخالف نصوص الشرع الآمرةَ بوجوب المحافظة عليه، ومن هنا يظهر أنَّ «الوَسِيلَة المحُرَّمة حرام»، و «الوَسيلة إلى الحرام حرامٌ»، فمن اعتبر مقاصد الشرع دون مراعاة وسائله، أو بالعكس اعتبر وسائل الشرع دون مقاصده فقد أخذ بجزء الدِّين وأهمل الآخر، وقد قال الله تعالى: ?أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ? [البقرة: 85]، وخالف الهديَ النبويَّ، حيث كان صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم يوصي المجاهدين على الأعداء بوصايا أخلاقيةٍ كالوفاء بالعهد، وعدم الغدر، وينهى عن قتل النساء والشيوخ والصبيان، ونحو ذلك. قال أبو حامدٍ الغزالي -رحمه الله- في معرِض الحديث على التوسُّل إلى الحسنة بالسيئة: «فهذا كلُّه جهل، والنية لا تؤثِّر في إخراجه عن كونه ظلمًا وعدوانًا ومعصيةً، بل قصده الخير بالشر -على خلاف مقتضى الشرع- شر آخر، فإن عَرَفَه فهو معاندٌ للشرع، وإن جَهِله فهو عاصٍ بجهله، إذ طلبُ العلم فريضةٌ على كلِّ مسلم» (5 - «إحياء علوم الدين» (4/ 368). ( java******:AppendPopup(this,' pjdefOutline_5')))، ويؤكِّده قولُ ابن تيمية -رحمه الله-: «ليس كلُّ سببٍ نال به الإنسان حاجتَه يكون مشروعًا ولا مباحًا، وإنما يكون مشروعًا إذا غلبت مصلحته على مفسدته ممَّا أَذِن فيه الشرع» (6 - «مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (27/ 177). ( java******:AppendPopup(this,' pjdefOutline_6'))).
هذا، وتحريم هذه الأساليب التدميرية والأعمال التهديمية والعمليات الانتحارية ليست قاصرةً على حقِّ المسلم بل تتعدَّى إلى الكافر، سواء كان ذِمِّيًّا أو معاهدًا أو مستأمنًا لقوله تعالى: ?وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ? [التوبة: 6]، والأمان إذا ما أعطي لكافرٍ ولو كان محاربًا سواء أعطاه هذا العهد شخصٌ طبيعي من المسلمين، أو شخص معنوي كالدولة أو الهيئات، رسمية أو غير رسمية، فلا يجوز الغدر به، سواء دخل بلاد المسلمين لحاجتهم، أو لحاجة نفسه، لقوله تعالى: ?وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ? [النحل: 91]، وقوله تعالى: ?وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً? [الإسراء: 34]، وقوله تعالى: ?وَبِعَهْدِ اللهِ أَوْفُواْ? [الأنعام: 152]، وقد شهد الكفار للنبي صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم أنه لا يغدر، بل جعله صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم من صفات المنافقين في قوله صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ» (7 - أخرجه البخاري في «صحيحه» كتاب الإيمان، باب علامة المنافق: (34)، ومسلم في «صحيحه» كتاب الإيمان، باب بيان خصال المنافق: (210)، من حديث ابن عمرو رضي الله عنهما. ( java******:AppendPopup(this,' pjdefOutline_7')))، وأكّد وجوب احترام العهد بقوله صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مَسِيرَةَ أَرْبَعِينَ عَامًا» (8 - أخرجه البخاري في «صحيحه» كتاب الجزية والموادعة، باب إثم من قتل معاهدا بغير جرم: (2995)، وابن ماجه في «سننه» كتاب الديات، باب من قتل معاهدًا: (2686)، من حديث ابن عمرو رضي الله عنهما. ( java******:AppendPopup(this,' pjdefOutline_8')))، ويدخل في عقد الأمان مع الكافر أي مسلم ولو كان المؤمِّنُ امرأةً، لقوله صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «المُسْلِمُونَ تَتَكَافَأ دِماَؤُهُمْ، وَيَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ -أي: العَهد- أَدْنَاهُمْ» (9 - أخرجه أبو داود في «سننه» كتاب الجهاد، باب في السرية ترد على أهل العسكر: (2751)، من حديث عبد الله بن عمرو
(يُتْبَعُ)
(/)
رضي الله عنهما. والحديث صححه الألباني في «الإرواء»: (7/ 265). ( java******:AppendPopup(this,' pjdefOutline_9')))، ولما أجارت أمُّ هانئ رضي الله عنها رجلاً مشركًا عامَ الفتح أراد عليٌّ بن أبي طالب رضي الله عنه أن يقتله، ذهبت إلى النبي صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم فأخبرته فقال: «قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ يَا أُمَّ هَانِئٍ» (10 - أخرجه البخاري في «صحيحه» كتاب الجزية والموادعة، باب أمان النساء وجوارهن: (3000)، ومسلم في «صحيحه» باب استحباب صلاة الضحى: (1669)، من حديث أم هانئ رضي الله عنها. ( java******:AppendPopup(this,' pjdefOutline_10')))، ولا شكّ أنَّ وسيلة التفجير والتدمير والانتحار والاغتيال وغيرها فاسدة بهذا الاعتبار، واستخدامها عملاً دعويًّا تأباه شريعة الإسلام بما تجرُّه من مهلكات عظام، ومفاسد وآثام، فمن جملتها:
- هلاك الناس بالاعتداء على حرمة بلاد المسلمين، وترويع الآمنين فيها، وإزهاق أرواح الأبرياء والأنفس المعصومة، وإتلاف لأموالهم وجهودهم، وتضييع ممتلكاتهم.
- كما أنَّ استخدام وسائل العنف والبطش يؤدي إلى ردِّ فعلٍ عنيفٍ مضادٍّ، وبطشٍ يعادله أو أقوى منه، الأمر الذي يسبب نشر الفتن والفوضى في الأُمَّة، وإضعافًا لقوتها وشَقًّا لترابطها وتلاحمها، ويفتح ثغرًا على المسلمين يتسلط منه أعداء الأمة والدِّين. كما تنعكس سلبياته على مجال الدعوة إلى الله تعالى، وتتقهقر بالتضييق على أهلها وروادها بشتَّى أنواع الأساليب.
هذا، وبالمقابل فإنَّ المسلمين الذين لهم دولة ذات سيادة ومَنَعَة فمن حقِّهم الأكيدِ أن يسوسَهم ولاةُ الأمور بالحقِّ والعدل، بأن يحموا لهم دينَهم -الذي هو عصمة أمرهم- بكافة محاسنه وقِيَمه من أي تبديل أو تغيير أو تشويه أو تحريفٍ، وأن يحفظوا ديارَهم وأموالهم من كيد الأعداء والتسلُّط على بلادهم واستغلال خيراتهم، وأن يصونوا أعراضهم المعصومةَ، لأن أعراض المسلمين متكافئة، ذلك لأنّ حِفْظَ هذه الضروريات من مسؤولية ولاة الأمر لقوله صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» (11 - أخرجه البخاري في «صحيحه» كتاب العتق، باب العبد راع في مال سيده: (2419)، ومسلم في «صحيحه» كتاب الإمارة، باب فضيلة الإمام العادل وعقوبة الجائر: (4724)، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما. ( java******:AppendPopup(this,' pjdefOutline_11')))، فإنَّ من ثمرات إقامة العدل بالحقِّ تحقيق طمأنينة نفس المؤمن، وسكون قلبه، وإحلال المحبة محلَّ البغض، والرضا محلَّ السَّخَط، وقد أخبر النبي صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم عن كرامتهم عند ربهم بقوله: «إِنَّ المُقْسِطِينَ -عِنْدَ اللهِ- عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا» (12 - أخرجه مسلم في «صحيحه» كتاب الإمارة، باب فضيلة الإمام العادل وعقوبة الجائر: (4721)، والنسائي في «سننه» كتاب آداب القضاة، باب فضل الحاكم العادل في حكمه: (5379)، وأحمد في «مسنده»: (6449)، من حديث ابن عمرو رضي الله عنهما. ( java******:AppendPopup(this,' pjdefOutline_12')))، وبقوله صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ: إِمَامٌ عَادِلٌ .. » (13 - أخرجه البخاري في «صحيحه» كتاب الجماعة والإمامة، باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة: (629)، مسلم في «صحيحه» كتاب الزكاة، باب فضل إخفاء الصدقة: (2380)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. ( java******:AppendPopup(this,' pjdefOutline_13'))).
وأخيرًا، فإنَّ حاجة الأُمَّة شديدةٌ إلى دعوةٍ علميةٍ صادقةٍ مؤصَّلةٍ على الكتاب والسُّنَّة وَفق فهم سلف الأُمَّة، وحاجتُها اليومَ إليها أكثرُ من أيِّ وقتٍ مَضَى، لذلك يجب الحِرص على تحصيل العلم الشرعي النافعِ، والعناية بمداركه وموارده، مع التحلي بأخلاق الشريعة وآدابها، والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، مع الصبر على المعارضين والمغرضين، والناوئين، والشانئين، عملاً بقوله تعالى: ?قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ? [يوسف: 108].
إنَّ القيام بالمهمة الدعوية على بصيرةٍ والتحلي بالصبر عليها لَهُوَ أعظم الجهاد في سبيل الله، فقد ذكر ابن القيم -رحمه الله- أنَّ الجهاد بالحُجَّة واللسان مقدَّمٌ على الجهاد بالسيف والسِّنان، حيث قال: «وهذا جهاد الخاصة من أتباع الرسل، وهو جهاد الأَئمَّة، وهو أفضل الجهادين، لعظم منفعته، وشِدَّة مُؤْنَتِه، وكثرةِ أعدائه» (14 - «مفتاح دار السعادة» لابن القيم (1/ 271). ( java******:AppendPopup(this,' pjdefOutline_14')))، وقال يحي بن يحي شيخِ البخاري: «الذَّبُّ عن السُّنَّةِ أفضل من الجهاد في سبيل الله» (15 - «مجموع الفتاوى» لابن تيمية (4/ 13). ( java******:AppendPopup(this,' pjdefOutline_15')))، وقال أبو عبيدٍ القاسم بن سلاَّم: «المُتَّبِعُ للسُّنَّة كالقابض على الجمر، وهو اليومَ عندي أفضل من الضرب بالسيوف في سبيل الله» (16 - «تاريخ بغداد» للخطيب البغدادي (12/ 410). ( java******:AppendPopup(this,' pjdefOutline_16'))).
أصلحَ اللهُ أحوالَ المسلمين، ووقاهم كيدَ أعداء الدِّين، والمسلمُ إذا كان يحب لنفسه الخيرَ، فليحبَّه لإخوانه، ويجتهد في جلبه لهم، وإذا كان يكره لنفسه الشرَّ، فليكرهه لإخوانه، فيصرف شره عنهم، ويجتهد في صرف شرِّ غيره عن إخوانه، مصداقًا لقوله صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ» (17 - أخرجه البخاري في «صحيحه» كتاب الإيمان، باب من الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه: (13)، ومسلم في «صحيحه» كتاب الإيمان، باب الدليل على أن من خصال الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير: (170)، من حديث أنس رضي الله عنه. وزاد النسائي في «سننه» كتاب الإيمان وشرائعه، باب علامة الإيمان (5017) في آخر الحديث: «من الخير»، وصححها الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (73). ( java******:AppendPopup(this,' pjdefOutline_17')))
.
وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
الجزائر في: 20 رمضان 1429ه
الموافق ل: 20 سبتمبر 2008م
«لا مانع من نقل الفتوى بشرط ألاَّ يُتصرَّف في نصِّها»
1 - أخرجه مسلم في «صحيحه» كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم ظلم المسلم وخذله واحتقاره ودمه وعرضه: (6706)، وأبو داود في «سننه» كتاب الأدب، باب في الغيبة: (4884)، والترمذي في «سننه» كتاب البر والصلة، باب ما جاء في شفقة المسلم على المسلم: (2052)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
2 - أخرجه البخاري في «صحيحه» كتاب العلم، باب ليبلغ العلم الشاهد الغائب: (105)، ومسلم في «صحيحه» كتاب القسامة والمحاربين، باب تغليظ تحريم الدماء والأعراض والأموال: (4383)، من حديث أبي بكرة رضي الله عنه.
3 - أخرجه الترمذي في «سننه» كتاب الديات، باب ما جاء في تشديد قتل المؤمن: (1395)، والنسائي في «سننه» كتاب تحريم الدم، باب تعظيم الدم: (3987)، من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما. وأخرجه ابن ماجه في «سننه» كتاب الديات، باب التغليظ في قتل مسلم ظلمًا: (2619)، من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه، والحديث صححه ابن الملقن في «البدر المنير»: (8/ 347)، والألباني في «صحيح الجامع»: (5077).
4 - أخرجه ابن ماجه في «سننه» كتاب الفتن، باب حرمة دم المؤمن وماله: (3932)، من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما. والحديث حسنه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (7/ 2/1250).
5 - «إحياء علوم الدين» (4/ 368).
6 - «مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (27/ 177).
7 - أخرجه البخاري في «صحيحه» كتاب الإيمان، باب علامة المنافق: (34)، ومسلم في «صحيحه» كتاب الإيمان، باب بيان خصال المنافق: (210)، من حديث ابن عمرو رضي الله عنهما.
8 - أخرجه البخاري في «صحيحه» كتاب الجزية والموادعة، باب إثم من قتل معاهدا بغير جرم: (2995)، وابن ماجه في «سننه» كتاب الديات، باب من قتل معاهدًا: (2686)، من حديث ابن عمرو رضي الله عنهما.
9 - أخرجه أبو داود في «سننه» كتاب الجهاد، باب في السرية ترد على أهل العسكر: (2751)، من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما. والحديث صححه الألباني في «الإرواء»: (7/ 265).
10 - أخرجه البخاري في «صحيحه» كتاب الجزية والموادعة، باب أمان النساء وجوارهن: (3000)، ومسلم في «صحيحه» باب استحباب صلاة الضحى: (1669)، من حديث أم هانئ رضي الله عنها.
11 - أخرجه البخاري في «صحيحه» كتاب العتق، باب العبد راع في مال سيده: (2419)، ومسلم في «صحيحه» كتاب الإمارة، باب فضيلة الإمام العادل وعقوبة الجائر: (4724)، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
12 - أخرجه مسلم في «صحيحه» كتاب الإمارة، باب فضيلة الإمام العادل وعقوبة الجائر: (4721)، والنسائي في «سننه» كتاب آداب القضاة، باب فضل الحاكم العادل في حكمه: (5379)، وأحمد في «مسنده»: (6449)، من حديث ابن عمرو رضي الله عنهما.
13 - أخرجه البخاري في «صحيحه» كتاب الجماعة والإمامة، باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة: (629)، مسلم في «صحيحه» كتاب الزكاة، باب فضل إخفاء الصدقة: (2380)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
14 - «مفتاح دار السعادة» لابن القيم (1/ 271).
15 - «مجموع الفتاوى» لابن تيمية (4/ 13).
16 - «تاريخ بغداد» للخطيب البغدادي (12/ 410).
17 - أخرجه البخاري في «صحيحه» كتاب الإيمان، باب من الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه: (13)، ومسلم في «صحيحه» كتاب الإيمان، باب الدليل على أن من خصال الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير: (170)، من حديث أنس رضي الله عنه. وزاد النسائي في «سننه» كتاب الإيمان وشرائعه، باب علامة الإيمان (5017) في آخر الحديث: «من الخير»، وصححها الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (73).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[23 - Apr-2009, مساء 10:50]ـ
بارك الله فيك ...
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=20690
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[24 - Apr-2009, مساء 02:06]ـ
بارك الله فيكم.
وجزى الله الشيخ فركوس خيرا.
ـ[آبومصعب المجآهد]ــــــــ[24 - Apr-2009, مساء 02:20]ـ
العهود والمواثيق واهل الذمة وغيرها ..
وولي الامر الشيخ عبد العزيز بوتفليقة .. طبعا يحق له ذلك ..
هذا هو الحال .. وحسبنا الله ونعم الوكيل ..
ـ[أحمد البكري]ــــــــ[25 - Apr-2009, صباحاً 07:05]ـ
لماذا يحاولون إيهام العوام وكأن المجاهدين - نصرهم الله تعالى- يستهدفون المسلمين والمعاهدين؟
وكأن جند الطاغوت مسلمون!
وكأن المارينز والاستخبارات الفرنسية والأمريكية معاهدون!(/)
قول: يا من أمره بين الكاف والنون، غلط!!
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[23 - Apr-2009, مساء 08:47]ـ
اشتهر عند العوام قولهم: يا من أمره بين الكاف والنون، وهذا غلط: لأن أمر الله ليس بين الكاف والنون، بل بعد الكاف والنون، فلا يتم الأمر بين الكاف والنون، بل لا يتم الأمر إلا بالكاف والنون، فهذه المقولة تخالف ما ورد في قوله تعالى:) إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ، فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ((يس 82،83) فأمره بعد الكاف والنون، وليس بين الكاف والنون.
وهذه المقولة اشتهرت بين الناس وترددت على ألسنة الكثير، حتى وصل الحال إلى ترديد بعض الخطباء لها في دعاء الخطبة وغيره دون التفكر في معناها وموافقتها لما ورد في كتاب الله، فكيف يكون الأمر بين الكاف والنون، لاشك أن هذا خطأ عظيم ينبغي تلافيه. والله أعلم.
ولقد نبه على غلط هذه المقولة الشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين ـ في شرح الأربعين نووية ـ الحديث الثاني، صفحة (63 ـ 64) فقال: ـ رحمه الله ـ: " وبهذه المناسبة أودّ أن أنبّه على كلمة دارجة عند العوام، حيث يقولون (يا من أمره بين الكاف والنون) وهذا غلط عظيم، والصواب: (يا من أمره بعد الكاف والنون) لأن ما بين الكاف والنون ليس أمراً، فالأمر لا يتم إلا إذا جاءت الكاف والنون لأن الكاف المضمومة ليست أمراً والنون كذلك، لكن باجتماعهما تكون أمراً.
فالصواب أن تقول: (يا من أمره ـ أي مأموره ـ بعد الكاف والنون) كما قال تعالى:) إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ، فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ((يس:82،83) ". انتهى.(/)
رسالة الى مغرور
ـ[البدراوي]ــــــــ[23 - Apr-2009, مساء 09:56]ـ
للشيخ فركوس حفظه الله
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فإنَّ الواجب على المسلم أن لا يظهر في غيرِ مظهرِه، ولا خلافَ ما يُبطِن، ولا خلافَ حاله، ولا يحكم على نفسه بعُلُوِّ مرتبته وسُموِّها، ولا يتكلَّف ما ليس له، فإنَّ هذا الخُلُقَ من صدق الحال، وقد قال صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «الْمُتَشَبِّعْ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلاَبِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ» (1 - أخرجه البخاري: (9/ 317) في «النكاح»، باب المتشبِّع بما لم ينل، وما ينهى من افتخار الضَّرَّة، ومسلم: (14/ 110) في اللِّباس: باب النهي عن التزوير في اللِّباس، وأبو داود: (5/ 269) في الأدب: باب في المتشبِّع بما لم يعط، من حديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما. ومعنى الحديث عند العلماء: «المكثر بما ليس عنده بأن يظهر أنَّ عنده ما ليس عنده يتكثَّر بذلك عند الناس ويتزيَّن بالباطل فهو مذموم كما يذمّ من لبس ثوبي زور» [«شرح مسلم للنووي»: (14/ 110)]. قال ابن حجر في «الفتح»: (9/ 318): «وأمَّا حكم التثنية في قوله (ثوبي زور) فللإشارة إلى أنَّ كذب المتحلّى مثنى، لأنّه كذب على نفسه بما لم يأخذ وعلى غيره بما لم يعط، وكذلك شاهد الزور يظلم نفسه ويظلم المشهود عليه» ( java******:AppendPopup(this,' pjdefOutline_1')))، وقد جاء من أقوالهم:
وَمَن يَدَّعِي بِمَا لَيْسَ فِيهِ فَضَحَتْهُ شَوَاهِدُ الامْتِحَانِ
لذلك لا يجوز أن يَدَّعي العلمَ فيما لا يَعلم، والإتقانَ فيما لا يُتقِن، ولا أن يتصدَّر قبل التأهُّل، فإنَّ ذلك آفةُ العلم والعمل، لذلك جاء في أقوالهم: «من تصدَّر قبل أوانه؛ فقد تصدَّى لهوانه»، وقد جاء –أيضًا- عن بعض الأندلسيِّين قولهم:
نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ أُنَاسٍ تَشَيَّخُوا قَبْلَ أَنْ يَشِيخُوا
ثمَّ ينبغي أن يُعلَم أنَّ من كان سائرًا على مثل هذا الخُلُق من الصِّدق، أنَّ الصدقَ من مُتمِّمات الإيمان، ومُكمِّلات الإسلام، وقد أمر اللهُ به، وأثنى على المتَّصفين به في قوله تعالى: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ? [التوبة: 119]، وقال عزّ وجلّ: ?وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ? [الزمر: 33]، وقال سبحانه وتعالى -أيضًا- في الثناء على أهله: ?رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ? [الأحزاب: 23]، ويكفي أن يكون الصدق يهدي إلى البِرِّ، وأنَّ البِرَّ يهدي إلى الجَنَّة، كما في الحديث المتَّفق عليه: «عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا زَالَ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا» (2 - أخرجه البخاري: (10/ 507) في «الأدب»، باب قول الله تعالى: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ? وما ينهى عن الكذب، ومسلم: (16/ 160) في البرِّ والصلة: باب قبح الكذب وحسن الصدق وفعله، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ( java******:AppendPopup(this,' pjdefOutline_2')))، ولا يخفى أنَّ الجنَّة هي أسمى غاياتِ المسلم، وأقصى أمانيه، والصدق في اللَّهجة عنوان الوقار، وشرف النفس، وصنعة العلم، لا يرتفع فيها إلاَّ صادق، فالصدق أَوْلَى تخلُّقًا من تحصيل العلم، وعلى المسلم أن يبدأ بتربية نفسه على الصدق قبل تحصيل العلم، كما جاء في بعض آثار السلف.
ثمَّ ينبغي –أيضًا- توقيرُ العلماء، وأنَّ توقيرَهم وتقديرَهم واحترامَهم من السُّنَّة، وأنَّهم بَشَرٌ يخطئون، لكنَّ الواجب على المؤمن أن يظنَّ بأهل الإيمان والدِّين والصلاحِ الخيرَ، وعلى الطالب أن يترك الاعتراض على أهل العلم والأمانة والعدل، ويتَّهم رأيه عندهم، ولا يسعى بالاعتراض والمبادرة إليهم في موضع الاحتمال والاجتهاد قبل التوثُّق، ودون تثبُّتٍ وتبيُّنٍ؛ ذلك لأنَّ اتِّهامهم به غيرُ صحيحٍ، وإن ورد من غير عالِمٍ فهو لا يعرف خطأ نفسه، فأنَّى له أن يحكم عليه بالخطإ، فضلاً عن انتقاصهم، والاستدراكِ عليهم، بل الواجب أن يضع
(يُتْبَعُ)
(/)
الطالبُ أو المسلم ثقتَه في أهلِ العلم، ويصونَ لسانه عن تجريحهم أو ذمِّهم، فإنَّ ذلك يُفقدهم الهَيبةَ، ويجعلهم محلَّ تُهمَةٍ، كما عليه أن يتحلَّى برعاية حُرمتهم، وتركِ التطاولِ والمماراة والمداخلات، وخاصَّة مع ملإٍ من الناس، فإنَّ ذلك يوجب العُجْبَ، ويورث الغرورَ .. نعم، إن وقع خطأٌ منهم أو وَهْمٌ، نَبَّهَ عليه من غيرِ انتقاصٍ منهم، ولا يثير البلبلةَ والهرج عليهم، ويفرحُ بالحطِّ فيهم، وما يفعل ذلك إلاَّ متعالِمٌ، «يريد أن يكحِّل عَيْنَه فيعميها»! أو «يريد أن يُطِبَّ زكامًا فيحدث جذامًا»!
هذا، وأريدُ أن أَصِلَ كلامي بالكلام السابق، وهو أنَّ العبد ينبغي عليه أن يعلم أنَّ مصدر كلِّ فضلٍ، وواجبَ كلِّ خيرٍ إنَّما هو الله سبحانه وتعالى، وأنَّ الله سبحانه وتعالى إذا أعطى اليومَ المالَ والعلمَ والقُوَّةَ والعزَّة والشرف، قد يسلبه غدًا إن شاء، فهو سبحانه المانع الضارُّ، المعطي النافعُ، يعطي ويأخذُ، ومن شكر نعمَه وأحسن الشكر زاده: ?لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ? [إبراهيم: 7]، ومن جَحَدها ظاهرًا وباطنًا وسلوكًا، واتصف بغير ما أمر به سبحانه وتعالى، وعمل ما نهى عنه، وجحد نعمَه، فإنَّ النعمةَ تنقلب عليه نِقمةً، ومن أعظم المهالك -في الحال والمآل- هو ذلك العُجْبُ بالنفس والعمل، والزهو والغرور، وما يترتَّب عليه في باب العلم من ترك الاستفادة، ويحمله العجب والغرور إلى التعالم، واحتقار الناس، واستصغار من سواه، فهذه العوالق والعوائق من أكبر المثبِّطات، ومن أكبر الحواجز التي تمنع كمال المسلم، أو كمال طالب العلم، فهي تصيِّر العزَّ ذلاًّ، وتحوِّل القوَّة ضعفًا، وتنقلب بها النعمة نقمةً، لذلك جاء في الكتاب والسنَّة ما ينفِّر ويحذِّر من العجب والغرور في كونها آفةً تحبط العمل، فالإخلاص آفتُه العجب، فمَن أُعجب بعمله حبطَ عملُه، وكذلك من استكبر حبط عملُه، وإذا كان الرياء يدخل في باب الإشراك بالخَلق، فإنَّ العجب يدخل في باب الإشراك بالنفس، على ما نصَّ عليه شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيِّم (3 - «التفسير القيّم» فيما جمع لابن القيِّم: (48) ( java******:AppendPopup(this,' pjdefOutline_3')))، فالعجب أخو الرياء، فالمرائي لا يحقِّق: ?إِيَّاكَ نَعْبُدُ? [الفتحة: 5]، والمعجَب بنفسه، المغرور بذاته وعمله لا يحقِّق: ?إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ? [الفتحة: 5]، وقد جاء القرآن الكريم محذِّرًا من هذه الآفة في قوله تعالى: ?وَغَرَّتْكُمُ الأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللهِ، وَغَرَّكُم بِاللهِ الغَرُورُ? [الحديد: 14]، وقال سبحانه وتعالى: ?وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا? [التوبة: 25]، وقال سبحانه وتعالى –أيضًا-: ?يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الكَرِيمِ? [الانفطار: 6]، وفي الحديث: «ثَلاَثٌ مُهْلِكُاتٌ: شُحٌّ مُطَاعٌ، وَهَوًى مُتَّبَعٌ، وَإِعْجَابُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ» (4 - أخرجه ابن عبد البرّ في «جامع بيان العلم وفضله»: (1/ 143) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، والحديث له طرق حسَّنه الألباني بمجموع طرقه، وبه جزم المنذري. [انظر: «سلسلة الأحاديث الصحيحة» للألباني: (4/ 412 - 416)] ( java******:AppendPopup(this,' pjdefOutline_4'))).
وعلى المسلم أن يتعامل مع الناس بالحُسْنَى، ويعترف بحقوقهم، ويكفَّ الأذى عنهم بعدم ارتكاب ما يضرُّهم، أو فعل ما يؤذيهم خاصَّةً إذا كانوا أكبر منه سِنًّا وعِلمًا وشرفًا، أو كانوا سببًا في توجيهه، أو لحقه منهم شيءٌ من فضلهم، فلهم الفضل عليه فهم بمثابة والديه، والواجب نحوهما البرّ وإيصال الخير لهما، وكفُّ الأذى عنهما، والدعاء، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما، فإنَّ ذلك كلّه من الإحسان، والإحسان -كما لا يخفى- جزءٌ من عقيدة المسلم، وشَقْصٌ كبيرٌ من إسلامه، ذلك لأنَّ مبنى الدِّين على ثلاثة أصول، وهي الإيمان، والإسلام، والإحسان، كما جاء في حديث جبريل عليه السلام المتَّفق عليه، حيث قال رسول الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم فيه عقب انصراف جبريل عليه السلام، قال: «هَذَا جِبْرِيلُ، أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ أَمْرَ دِينِكُمْ» (5 - أخرجه مسلم: (1/ 150) في «الإيمان»، باب بيان الإيمان والإسلام والإحسان، وأبو داود: (5/ 69) في
(يُتْبَعُ)
(/)
السنّة: باب في القدر، والترمذي: (5/ 5) في الإيمان، باب ما جاء في وصف جبريل للنبيّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم الإيمان والإسلام وابن ماجه: (1/ 24) في «المقدّمة»، باب في الإيمان. من حديث عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه ( java******:AppendPopup(this,' pjdefOutline_5')))، فجعل الإحسانَ من الدِّين، أمَّا العبارات التي يأتي بها غالبًا هؤلاء الطلبة في غاية القبح، من السبِّ، والفزاعة، والفحش، وغيرها من الكلمات، واللَّمز، والطعن، ومختلف آفات اللِّسان؛ فليست من الإحسان في شيء، وقد قال الله سبحانه وتعالى: ?وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا? [البقرة: 83]، وقال الله سبحانه وتعالى: ?إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ? [النحل: 90]، وأهل الصلاح والدِّين يتحاشون مثل هذه الكلمات، وقد قال صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ، وَلاَ اللَّعَّانِ، وَلاَ الفَاحِشِ، وَلاَ البَذِيءِ» (6 - أخرجه الترمذي: (4/ 350) في «البرّ والصلة»، باب ما جاء في اللعنة؛ وصحَّحه الحاكم: (1/ 12)؛ والألباني في الصحيحة (320) وفي «صحيح الترمذي»: (2/ 370)؛ وقوى إسناده الأرناؤوط في «شرح السنة»: (13/ 134) ( java******:AppendPopup(this,' pjdefOutline_6')))، بل إنَّ الإسلام نوَّه بالخُلُق الحسن، ودعا إلى تربيته في المسلمين، وتنميته في نفوسهم، وأثنى الله سبحانه وتعالى على نبيِّه صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم بحسن الخلق، وقد قال سبحانه وتعالى: ?وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ? [القلم: 4]، وأمره بمحاسن الأخلاق، فقال: ?اِدْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ? [فصّلت: 34]، ورسالة الإسلام كُلُّها حُصِرت في هذا المضمون من التزكية والتطهير، فقد قال صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم في الحديث: «إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُِتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ» (7 - أخرجه أحمد: (2/ 318). والبخاري في: «الأدب المفرد» رقم (273) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، والحديث صحَّحه الألباني في «السلسلة الصحيحة» رقم: (45) ( java******:AppendPopup(this,' pjdefOutline_7')))، ومنه نعلم أنَّ النبيَّ صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم قد أتمَّ هذه التزكية منهجًا وعملاً؛ لأنّ الله سبحانه وتعالى أتمَّ دينَه ونعمتَه على رسوله وعلى المؤمنين، فالتزكية التي هي غاية الرسالات وثَمرتُها تُعَدُّ من أصول الدعوة السلفية، وإحدى أركانها الأساسية.
والذي يمكن أن أنصحه –أخيرًا- هو أنَّ الإسلام ليس عقيدةً وعبادةً فَحَسْب، بل هو أخلاقٌ ومُعامَلة، فالأخلاقُ المذمومة في الإسلام جريمةٌ مَمقوتةٌ، والممقوتُ لا يكون خُلقًا للمسلم، ولا وصفًا له بحالٍ من الأحوال؛ ذلك لأنَّ الطهارةَ الباطنية مكتسبةٌ من الإيمان والعمل الصالح، وهي لا تتجانس مع الصفات الممقوتةِ، ولا تتفاعل مع الأخلاق الذميمة، التي هي شرٌّ محضٌ، لا خيرَ فيها، فعلينا أن نجتنب الشرَّ، ونقترب من الخير، وعلينا أن نتحلَّى بالصلاح والتقوى، فهو مقياس التفاضل، وميزانُ الرجال.
اللهمَّ إنَّا نعوذ بك من كلِّ خُلُقٍ لا يُرضي، وكلِّ عمل لا يَنفع، واللهُ من وراء القصد، وهو يهدي السبيل، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على محمَّد وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا(/)
النظر إلى أحوال الطقس
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[23 - Apr-2009, مساء 11:38]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
ما رأي طلبة العلم في رجل أراد السفر إلى بلدة، فنظر في أحوال الطقس في التلفاز ثم أخذ أهبته لذلك السفر وفق ما أملته الأحوال الجوية، كأن يضع في حقيبته ثياب صوف إذا أُعلن أن الجو سيكون بارداً أو ثياباً رقاقاً إذا أُعلن أنه سيكون دافئاً، وقس على هذا المثال كل ما يمكن أن يرِد، كأن يُلغي المنظمون، قبل ثلاثة أيام مثلاً، لقاءً من المفروض أن يُعقد في الخارج، لأنه أُعلن أن السماء ستمطر في ذلك اليوم، إلخ.
وهذا المثالان قد وقعا وليس هما من باب: "أرأيت لو أن .... "
وبارك الله فيكم.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[23 - Apr-2009, مساء 11:44]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأخذ بالأسباب أخي العزيز لا ينافي التوكل، بل أن أمثلتك قد تكون داخلة في قوله تعالى: {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة}
فالحذر واجب
أما إن كان الدافع أمرا مخالفا فهذه مسألة أخرى
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[24 - Apr-2009, صباحاً 12:02]ـ
بارك الله فيك أخي الموقر التميمي،
مرادي أن الأشخاص في المثالين الذَين أوردت لهم ثقة تامة بما توحيه نشرة الأحوال الجوية ولذلك رتبوا عليها أموراً.
وهناك فرق بين الاحتمال و الاعتقاد الجازم. فما موقف الشرع من هذا الاعتقاد الجازم؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[24 - Apr-2009, صباحاً 12:18]ـ
بارك الله فيك أخي الموقر التميمي،
مرادي أن الأشخاص في المثالين الذَين أوردت لهم ثقة تامة بما توحيه نشرة الأحوال الجوية ولذلك رتبوا عليها أموراً.
وهناك فرق بين الاحتمال و الاعتقاد الجازم. فما موقف الشرع من هذا الاعتقاد الجازم؟
أحسنت وبارك الله فيك
الآن اتضحت، فلم تكن هكذا قبلا:)
إذا هي المسألة الأخرى التي قلت لك في آخر كلامي، وهذا أمر خطير نسأل الله السلامة
ـ[عاصم طلال]ــــــــ[24 - Apr-2009, صباحاً 09:47]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكور اخي ابو بكر على الملاحظة ...
لكن اذا اعتقد الشخص اعتقاداً جازماً بأقوال الارصاد الجوية,, فهذا ينافي العقيدة الصحيحة,,بان يلبس ملابس واقية
عن المطر لمجرد سماع النشرة الجوية.
... اما اذا لبس من باب الاخذ بالاسباب فلا حرج على الانسان ان يفعل هذا .. والله اعلم
وارجوا ان نستفيد من سؤالك الطيب ..
ـ[التقرتي]ــــــــ[24 - Apr-2009, صباحاً 11:44]ـ
مسألة الارصاد كمسألة من يهيئ الزاد قبل السفر فلا نقول له لا تحمل الماء و لا نقول لمن يخيط ثيابا للشتاء لا تفعل فربما كان الشتاء حارا ... و ما شابه
إن الله سبحانه و تعالى سن سننا في الكون فمن رأى سحابا كثيفا توقع مطرا فإن اتقى قبل وقوعه لا يعني انه يعتقد انه يعلم الغيب لكن الله سن سننا و امرنا بالاخد بالاسباب فهذا الذي نفعله و الله اعلم(/)
تأييد الشيخ فركوس
ـ[عبد القادر ابن احمد]ــــــــ[24 - Apr-2009, صباحاً 12:52]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
تأييد الشيخ فركوس
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده.
أما بعد ... فقد سألني بعض الإخوة الشباب من طلبة العلم الشرعي عن مضمون فتوى الشيخ أبي العز فركوس المتعلقة بمقاطعة شرائح شركة الهاتف النقال" جيزي" و ما قولي فيها.
فأقول و بالله أستعين: ليس مثلي يسأل عن فتاوي الشيخ الفاضل أبي العز فركوس، فعلى الشباب أولا مراجعة بعض قواعد التعامل مع أهل العلم، و أن لا يشحذوا سكاكينهم في أهل العلم، ولا يتعلموا الحلاقة في رؤوسهم، أقصد خاصة مشائخ الجزائر، فهذا من الزهد فيهم،كما قال عكرمة: أزهد الناس في عالم أهله.
فمن أراد أن يخدم الدين، و أن يبرز فما عليه إلا أن يشمر على ساعد الجد،أما المشائخ أمثال الشيخ فركوس فالواجب علينا كاهل سنة أن نلتف حولهم، و نشد من عضدهم من غير تعصب، فالشيخ فركوس مشهود له بالسبق، والرسوخ في علم الفقه و أصوله، وله قدم صدق، وصبر ومصابرة في نصرة الحقّ جزاه الله كل خير.
وفي سنن أبي داود عن عائشة أنها قالت:" أمرنا رسول الله أن ننزل الناس منازلهم "، ومما نتقرب به إلى الله نصره وموالاته ومعاونته على نصرة الدين و إعزازه، فإنه ينبغي أن تكون مواقف الشباب معاونة له، ومناصرة له، لما فيه علو قدر الدين.
ولنحذر من أن نجعله غرضا لسهام الأعداء باختلافنا معه و منافرتنا له.
فلابد أن الشيخ فركوس قد قدر المصالح الشرعية التي تترتب عليها فتواه، و إن كنت من حيث توثيق الفتوى لا استطيع الجزم إن صدرت منه أولا، فلم أقف بعد على كلامه، فمعلوماتي عنها بعض ما يتناقله الشباب، أو ما كتبته الصحف، و أظن أن أصلها صحيح، و إن كان المخبرون قد يزيدون و ينقصون منها.
وعليه، فالذي يظهر لي أن فتوى الشيخ فركوس وقد عللها، و ذكر أسبابها المشروعة، وهي عدم إعانة من يعصي الله أو يشيع المعصية بطريق من الطرق، في حدود القدرة و الإمكان، فهذا أصل معروف عند فقهاء الأثر في مسألة عدم معونة الكافر على كفره، و الفاسق على فسقه، قد فصلها شيخ الإسلام في كتابه الماتع "الاقتضاء" كما فصلها غيره.
و حيث إن الشيخ فركوس قد علل فتواه بما هو واضح ومعروف للكافة، و حيث انه راعى المآلات و المقاصد الشرعية من إرجاع الأمر إلى ولي الأمر، إذ هذا من خصائصه، و قد أدى الشيخ فركوس واجبه كعالم من علماء المسلمين ببيان الحكم الشرعي، فلا استدراك عليه بوجه من الوجوه إن شاء الله.
وهذه الفتوى يمكن مناصرتها بالشرع الصحيح و الأدلة عليها كثيرة ليس هذا موضع بسطها، كما كذلك مما يجب أن يتنبه إليه أهل الدين أن فتوى الشيخ فركوس فتوى يتعزز بها الدين، و يتعزز بها أهل الدين، وكل ما أفضى إلى عزة الدين وذل أعدائه فهو مقصود شرعا.
و أما ما يثيره بعض الناس كما كتب في جريدة الخبر من تعجب بعضهم من هذه الفتوى، كون الشيخ فركوس ينتمي حسب قولهم إلى فئة تضلل من يقاطع السلع الأجنبية، فالشيخ فركوس غير ملزم بما يفتي به غيره، و غير ملزم بالثبات على فتوى معينة إذا ظهر له وجه آخر و أدلة أخرى، فهذا رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول:" وإنِّى وَاللهِ لاَ أَحْلِفُ عَلَى يَمِينٍ، فَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرَاً مِنْهَا، إلاَّ كَفَّرْتُ عَنْ يَمِينى وَأَتَيْتُ الَّذى هُوَ خَيْرٌ".
كما يجب أن يعلم الشباب أن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فريضة على أهل العلم يقومون بها بأقلامهم و ألسنتهم وفق الضوابط الشرعية، وما يقوم به الشيخ فركوس يدل على الغيرة الإسلامية و عمارة القلب بشرف الإيمان.
و بالتالي يلزم الشباب أن يساندوا الشيخ فركوس في فتواه، و أن يلتفوا حوله، فهذا من مظاهر الوعي بواقع الأمة، و الوعي بأهمية أهل العلم ومكانتهم التي يجب أن يحتلوها في المجتمع.
اسأل الله أن يوفقنا جميعا لخدمة دينه، و التعاون على البر و التقوى، و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين.
أرزيو/ الجزائر في2009 - 04 - 21
مختار الأخضر الطيباوي
ـ[البدراوي]ــــــــ[24 - Apr-2009, مساء 01:16]ـ
بارك الله فيك اخي عبد القادر فان المسلم يتقرب الى الله بحب العلماء خاصة اهل السنة كما يتقرب اليه ببغض المتفيقهة الذين يبغضونهم
ـ[التقرتي]ــــــــ[24 - Apr-2009, مساء 02:05]ـ
الواجب مساندة الشيخ لا مساندة فتواه، الشيخ اجتهد و له ذلك لكن لا نساند فتاوي ان لم يتضح لنا فيها رجحان الدليل و الله اعلم(/)
تصحيح الأخطاء العلمية للشيخ شمس الدين
ـ[عبد القادر ابن احمد]ــــــــ[24 - Apr-2009, صباحاً 01:24]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
سلسلة هدي السلف لإصلاح الخلف
تصحيح الأخطاء العلمية للشيخ شمس الدين ـ1 ـ
الحلقة الأولى
براءة الحنابلة والسلفيين من مطاعن الشيخ شمس الدين و طائفته القبوريين
ـ[البدراوي]ــــــــ[24 - Apr-2009, مساء 12:56]ـ
بارك الله فيك اخي عبد القادر(/)
كلمات ابن قيم رحمه الله
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[24 - Apr-2009, صباحاً 03:31]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
>>>>>>>> في النفس كبر إبليس، وحقد قابيل ( http://www.almotaqeen.net/mak/play.php?catsmktba=13) <<<<<<<<
صفات حيوانية في النفس البشرية
قال ابن القيم رحمه الله:
في النفس كِبر إبليس، وحسد قابيل.
وعتو عاد، وطغيان، ثمود، وجرأة نمرود.
واستطالة فرعون، وبغي قارون،
وحيل أصحاب السبت، وتمرد الوليد.
وجهل أبي جهل، وحرص الغراب.
وشَره الكلب، ورعونة الطاووس.
ودناءة الجُعل، وعقوق الضب.
وحقد الجمل، ووثوب الفهد.
وصولة الأسد، وفسق الفأرة.
وخبث الحية، وعبث القرد.
وجمع النملة، ومكر الثغلب.
ونوم الضبع.
غير أن الرياضة والمجاهدة تُذهب ذلك
فمن استرسل مع طبعه فهو من هذا الجند، لا تصلح
سلعته لعقد (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم)
المرجع / الفوائد: 98
>>>>>>>> مساوىء الشهوة ( http://www.almotaqeen.net/mak/play.php?catsmktba=14) <<<<<<<<
مساوىء الشهوة
قال ابن القيم رحمه الله
الصبر عن الشهوة أسهل من الصبر على ما توجبه الشهوة
فإن الشهوة:
إما أن توجب ألماً وعقوبة.
وإما أن تقطع لذة أكمل منها.
وإما أن تضيع وقتاً إضاعته حسرة وندامة.
وإما أن تُذهب مالاً بقاؤه خير من ذهابه.
وإما أن تسلب نعمة بقاؤها ألذ وأطيب من قضاء الشهوة.
وإما أن تجلب هماً وغماً وحزناً وخوفاً لا يقارب الشهوة.
وإما أن تُنسي علماً ذكره ألذ من نيل الشهوة.
وإما أن تشمت عدواً وتُحزن ولياً.
وإما أن تقطع الطريق على نعمة مقبلة.
وإما أن تحدث عيباً يبقى صفة لا تزول
كتاب الفوائد 182
>>>>>>>> علامة السعادة - علامة الشقاء ( http://www.almotaqeen.net/mak/play.php?catsmktba=15) <<<<<<<<
علامة السعادة وعلامة الشقاوة
قال ابن القيم
1 - طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس
2 - وويل لمن نسي عيبه وتفرغ لعيوب الناس
فالأول علامة السعادة
والثاني علامة الشقاوة
المرجع طريق الهجرتين / 176
>>>>>>>> كلمة عظيمة لابن القيم في فضل العلم ( http://www.almotaqeen.net/mak/play.php?catsmktba=16) <<<<<<<<
فائدة عظيمة في فضل العلم
ذكرها ابن القيم
قال رحمه الله:
فيالها من مرتبة ما أعلاها، ومنقبة ما أجلها وأسناها، أن
يكون المرء في حياته مشغولاً ببعض أشغاله، أو في
قبره قد صار أشلاء متمزقة وأوصلاً متفرقة، وصحف
حسناته متزايدة يملي فيها الحسنات كل وقت، وأعمال
الخير مهداة إليه من حيث لا يحتسب.، تلك والله المكارم
والغنائم، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
طريق الهجرتين ص 510.
>>>>>>>> هل تريد أن تعرف أنفع نومة تنامها؟ ( http://www.almotaqeen.net/mak/play.php?catsmktba=17) <<<<<<<<
هل تريد أن تعرف أفضل نومة تنامها
قال ابن القيم رحمه الله: عند ذكر اسباب النجاة من عذاب القبر:
من أنفعها أن يجلس الرجل عندما يريد النوم لله ساعة
يحاسبنفسه فيها على ما خسره وربحه في يومه، ثم
يجدد له توبة نصوحا بينه وبين الله، فينام على تلك
التوبة، ويعزم على أن لا يعاود الذنب إذا استيقظ
، ويفعل هذا كل ليلة، فإن مات في ليلته مات على
توبة، وإن استيقظ استيقظ مستقبلاً للعمل مسروراً
بتأخير أجله حتى يستقبل ربه ويستدرك ما فاته،
وليس للعبد أنفع من هذه النومة، ولا سيما إذا
عقب ذلك بذكر الله واستعمال السنن التي وردت
عن الرسول عند النوم حتى يغلبه النوم، فمن أراد
الله به خيراً وفقه لذلك.
المرجع / كتاب الروح ص 99.
>>>>>>>> أنواع مخالطة الناس ( http://www.almotaqeen.net/mak/play.php?catsmktba=18)<<<<<<<<
أنواع الناس في المخالطة
قال رحمه الله:
الناس على أربعة أقسام:
1 - من مخالطته كالغذاء لا يستغنى عنه.
وهذا أعز من الكبريت الأحمر وهم العلماء بالله وأوامره
الناصحون لله ولكتابه ولرسوله ولخلقه.
2 - من مخالطته كالدواء.
يحتاج إليه عند المرض فقط، وهم من لا يستغنى عن
مخالطتهم في مصلحة المعاش.
3 - من مخالطته كالداء.
وهم من في مخالطته ضرر ديني أو دنيوي.
4 - من في مخالطته الهلاك كله.
وما أكثر هذا الضرب في الناس، وهم أهل البدع والضلالة
المرجع: الفوائد: 1/ 519
(يُتْبَعُ)
(/)
>>>>>>>> فوائد غض البصر ( http://www.almotaqeen.net/mak/play.php?catsmktba=19) <<<<<<<<
فوائد غض البصر
قال ابن القيم وفي غض البصر فوائد
أحدها: تخليص القلب من ألم الحسرة، فمن أطلق
نظره دامت حسرته
ثانيا: أنه يورث القلب نوراً وإشراقاً يظهر في العين وفي
الوجه وفي الجوارح
ثالثا: أنه يورث صحة الفراسة فإنها من النور وثمراته.
رابعا: أنه يورث قوة القلب وثباته وشجاعته.
خامسا: أنه يفتح له طرق العلم وأبوابه ويسهل عليه
أبوابه
سادسا: أنه يخلص القلب من أسر الشهوة فإن الأسير
أسير الشهوة
سابعا: أنه يخلص القلب من سكر الشهوة ورقدة
الغفلة
قال بعض السلف: إن الذي يخالف هواه يفرق الشيطان
من ظله
المرجع: روضة المحبين ص: 94
>>>>>>>> أسباب انشراح الصدر ( http://www.almotaqeen.net/mak/play.php?catsmktba=20) <<<<<<<<
أسباب انشراح الصدر
قال ابن القيم فأعظم انشراح الصدر:
1 - التوحيد:
فالهدى والتوحيد من أعظم أسباب انشراح الصدر
2 - العلم:
فإنه يشرح الصدر ويوسعه حتى يكون أو سع من الدنيا
3 - الإنابة إلى الله:
ومحبته بكل القلب والإقبال عليه والتنعم بعبادته.
4 - دوام ذكره على كل حال وفي كل موطن:
فللذكر تأثير عجيب في انشراح الصدر ونعيم القلب
5 - الإحسان إلى الخلق ونفعهم بما يمكنه:
من المال والجاه والنفع بالبدن وأنواع الإحسان
6 - الشجاعة:
فإن الشجاع منشرح الصدر واسع البطان متسع القلب
والجبان أضيق الناس صدرا وأحصرهم قلبا.
7 - إخراج دغل القلب من الصفات المذمومة.
8 - ترك فضول النظر والكلام والاستماع والمخالطة
فإن هذه الفضول تستحيل آلاماً وغموما وهموماً في
القلب.
زاد المعاد / 2/ 32
>>>>>>>> القلب ( http://www.almotaqeen.net/mak/play.php?catsmktba=21) <<<<<<<<
من كلام ابن القيم / القلب
قال ابن القيم رحمه الله:
1 - ما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب
2 - خلقت النار لإذابة القلوب القاسية
3 - من أراد صفاء قلبه فليؤثر الله على شهوته
4 - القلوب المتعلقة بالشهوات محجوبة عن الله بقدر تعلقها
5 - خراب القلب من الأمن والغفلة.
6 - وعمارته من الخشية والذكر.
7_ القلب يمرض كما يمرض البدن وشفاؤه بالتوبة والحمية
8 - القلب يصدأ كما تصدأ المرآة وجلاؤه الذكر.
9 - لا تدخل محبة الله في قلب فيه حب الدنيا إلا كما
يدخل الجمل في سم الإبرة.
>>>>>>>> عشرين كلمة من كلمات ابن القيم ( http://www.almotaqeen.net/mak/play.php?catsmktba=22) <<<<<<<<
عشرين كلمة من كلمات ابن القيم:
1 - لو نفع العلم بلا عمل لما ذم الله أحبار أهل الكتاب
2 - ولو نفع العمل بلا إخلاص لما ذم المنافقين.
3 - الدنيا من أولها لا تساوي غم ساعة فكيف بغم الدهر.
4 - إضاعة الوقت أشد من الموت، لإن إضاعة الوقت
تقطعك عن الله والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها.
5 - من خلقه الله للجنة لم تزل هداياها تأتيه من المكاره.
6 - ومن خلقه للنار لم تزل هداياها تأتيه من الشهوات.
7 - العمل بغير إخلاص ولا اقتداء كالمسافر يملأ جرابه رملاً
يثقله ولا ينفعه.
8 - من تلمح حلاوة العافية هانت عليه مرارة الصبر.
9 - غرس الخلوة يثمر الإنس.
10 - الدنيا لا تساوي نقل أقدامك إليها فكيف تعدو خلفها؟
11 - من أراد من العمال أن يعرف قدره عند السلطان فلينظر
مذا يوليه من العمل وبأي شغل يشغله.
12 - الدنيا جيفة والأسد لا تقع على الجيفة.
13 - من عرف نفسه اشتغل بإصلاحها عن عيوب الناس.
14 - أنفع العمل أن تغيب فيه عن الناس بالإخلاص وعن نفسك
بشهود المنّة.
15 - الحرص: هو الذي أخرج أدم من الجنة.
16 - الدنيا كامرأة بغي لا تثبت مع زوجي.
17 - إنما تفاوت القوم بالهمم لا بالصور.
18 - البخيل فقير لا يؤجر على فقره.
19 - كم جاء الثواب يسعى إليك فوقف بواب: سوف، ولعل،
وعسى
20 - لليس للعابد مستراح إلا تحت شجرة طوبى
والله أعلم / أخوكم سليمان بن محمد اللهيميد
>>>>>>>> كيف تحقيق الزهد في الدنيا ( http://www.almotaqeen.net/mak/play.php?catsmktba=23)<<<<<<<<
قال ابن القيم رحمه الله
كيف تحقيق الزهد في الدنيا
أحدها: علم العبد بأن الدنيا ظل زائل وخيال زائر
الثاني: علمه أن وراءها داراً أعظم منها قدراً وأجل
الثالث: معرفته أن زهده فيها لا يمنعه شيئا كتب له منها
(يُتْبَعُ)
(/)
وأن حرصه عليها لا يجلب له ما لم يقض له منها
فهذه الأمور الثلاثة تسهل على العبد الزهد في الدنيا وتثبت
قدمه
الثلاثاء 3/ 12 / 1426هـ المرجع / طريق الهجرتين ص 354
>>>>>>>> المفاتيح ( http://www.almotaqeen.net/mak/play.php?catsmktba=24) <<<<<<<<
من أقوال ابن القيم: المفاتيح
وقد جعل الله سبحانه لكل مطلوبا مفتاحاً يفتح به
فجعل مفتاح الصلاة: الطهور
ومفتاح الحج: الإحرام
ومفتاح البر: الصدق
ومفتاح الجنة: التوحيد
ومفتاح العلم: حسن السؤال
ومفتاح النصر: الظفر والصبر
ومفتاح المزيد: الشكر
ومفتاح الولاية: المحبة والذكر
ومفتاح الفلاح: التقوى
ومفتاح التوفيق: الرغبة والرهبة
ومفتاح الإجابة: الدعاء
ومفتاح حياة القلب: تدبر القرآن والتضرع بالأسحار
ومفتاح الرزق: السعي مع الاستغفار والتقوى
ومفتاح العز: طاعة الله
ومفتاح كل شر: حب الدنيا وطول الأمل
السبت 28/ 12 / 1426هـ
المرجع / حادي الأرواح ص: 100
>>>>>>>> نفوس حيوانية ( http://www.almotaqeen.net/mak/play.php?catsmktba=25)<<<<<<<<
من كلام ابن القيم: نفوس حيوانية.
فمنهم: من نفسه سُبيعية غضبية:
همته العدوان على الناس وقهرهم.
ومنهم: من نفسه فأرية.
فاسق بطبعه، مفسد لما جاوره.
ومنهم: من طبعه طبع خنزير.
يمر بالطيبات فلا يلوي عليها، فإذا قام الإنسان من
رجعيه قَمّه --- وهكذا كثير من الناس
ومنهم: من هو على طبيعة الطاوس.
ليس له إلا التطوس والتزين بالريش وليس وراء ذلك من شيء.
ومنهم: من هو على طبيعة الجمل.
أحقد الحيوان وأغلظه كبداً.
مدارج السالكين / 1/ 394
الاثنين: 13/ 11 / 1427هـ
>>>>>>>> من روائع ابن القيم ( http://www.almotaqeen.net/mak/play.php?catsmktba=26) <<<<<<<<
من أقوال ابن القيم / 6
1 - من أراد أن ينال محبة الله فليلهج بذكره
2 - من لاح له كمال الآخرة هان عليه فراق الدنيا
3 - في غض البصر: نور القلب والفراسة
4 - قصر الأمل: هو العلم بقرب الرحيل وسرعة انقضاء
مدة الحياة.
5 - قصر الأمر بناؤه على أمرين:
الأول: تيقن زوال الدنيا ومفارقتها.
الثاني: تيقن لقاء الآخرة وبقائها ودوامها.
6 - الحاسد عدو النعم.
7 - حب الدنيا والمال وطلبه أصل كل سيئة.
8 - لاشيء أنفع للقلب من قراءة القرآن بالتدبر.
9 - أدب المرء: عنوان سعادته وفلاحه.
10 - وقلة أدبه: عنوان شقاوته وبواره.
من موقع رياض المتقين
ـ[أمة الله أم عبد الله]ــــــــ[24 - Apr-2009, صباحاً 04:27]ـ
جزاكم الله خيراً(/)
لماذا الرافضة .... يصلون .... ولايُسلّمو ن .. !
ـ[أمة الله أم عبد الله]ــــــــ[24 - Apr-2009, صباحاً 04:31]ـ
لماذا الرافضة .... يصلون .... ولايُسلّمو ن .. !
الحمد لله رب العالمين
الرافضة قاطبة يقولون:
((صلى الله عليه وآله))
ولا يسلمون
لا على الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
ولا على آله .. !!
مخالفين قول الحق تبارك وتعالى:
" إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ
وَسَلِّمُوا تسْليْما"
سورة الأحزاب آية 56
ثم يتهمون أهل السنة
بأنهم يصلون الصلاة البتراء
وهي أن بعض أهل السنة لايذكر الآل في صلاته على النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
والله سبحانه لم يذكر الآل في الآية ... فهل يأمرنا ربنا بالصلاة البتراء ... !!!
وهل تلومون أهل السنة باتباعهم للقرآن .. !!
وهكذا بلايا الرافضة
تتكشف مع القرآن ومع السنة الصحيحة ومع العقل الصريح النقي من الأهواء ومع اللغة العربية ومع الإعجاز العلمي
فيا رافضة ... في كتبكم أجمعين وفي نواحاتكم وصياحاتكم وموالدكم و حسينياتكم
لاتسلّمون على رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ولا على آله فما هذا الجفاء .. !!!
أما في الصلاة فلافرق بيننا وبينكم فنحن جميعاً نصلي عليه فلا مزية لكم عنّا ... !
أين عملكم بهذا الأمر الإلهي
" وسلّموا تسليماً "
ما أبعدكم عن كتاب الله وما أهجركم له(/)
اخواني لا تنسو التبكير للجمعة (لك اجر 100 سنة)!! كانك صائم وقائم!!
ـ[الرجل الرجل]ــــــــ[24 - Apr-2009, صباحاً 06:39]ـ
صحيح سنن أبي داود - (1/ 345)
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من غسل يوم الجمعة واغتسل ثم بكر وابتكر ومشى ولم يركب ودنا من الإمام فاستمع ولم يلغ كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها.
لان اقرب مسجد يبعد 100 خطوة!! وخاصة مع مقاربة الخطى,, فلعل هذا يفوق فضل ليلة القدر!!
ـ[عاصم طلال]ــــــــ[24 - Apr-2009, صباحاً 09:34]ـ
صحيح سنن أبي داود - (1/ 345)
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من غسل يوم الجمعة واغتسل ثم بكر وابتكر ومشى ولم يركب ودنا من الإمام فاستمع ولم يلغ كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها.
لان اقرب مسجد يبعد 100 خطوة!! وخاصة مع مقاربة الخطى,, فلعل هذا يفوق فضل ليلة القدر!!
جزاك الله خيراً .. ايها الرجل على التذكير ......
موضوع قيم لما اشتملة الحديث على الفائدة العظيمة.
والاسف اليوم اعرضوا عن سنة التبكير للجمعة .. الا من رحم الله.
ـ[عامي باحث]ــــــــ[24 - Apr-2009, مساء 08:44]ـ
ما رأي الإخوة في متن الحديث، والأجر الكثير جداً!!؟
ـ[الرجل الرجل]ــــــــ[24 - Apr-2009, مساء 08:45]ـ
اسعدني مرورك اخي الفاضل
جزيت خيرا,,
ـ[عامي باحث]ــــــــ[24 - Apr-2009, مساء 08:52]ـ
أخي الرجل الرجل هلاّ تكرمت ونسخت لنا ما في ملتقى أهل الحديث من فوائد حول هذا الحديث
فالموقع للأسف محظور عندي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/archive/index.php/t-41237.html
وجزاك الله خيراًً
ـ[عامي باحث]ــــــــ[25 - Apr-2009, مساء 01:33]ـ
الحمد لله رجع ملتقى أهل الحديث
قال الإمام الذهبي وله علة مهدرة
وقال الإمام ابن كثير صححه العلماء ومنهم من علله
وليُراجع كلام الدارقطني والبيهقي في المسألة!
والإشكال عندي في المتن فمن يحل الإشكال مشكوراً مأجوراً:
علمنا في القرآن الكريم أنّ ليلة القدر أفضل الليالي بنص القرآن ليلة القدر خير من ألف شهر
أي تقريباً 83 سنة، ولو فرضنا أن الأخ عمل المذكور في الحديث أعلاه ومشى لأكثر من 100 خطوة
أي أجر صيام وقيام 100 سنة!!
فهذا يعني تفوقه على من قام ليلة القدر وهذا تناقض! (من وجهة نظري القاصرة)
بل الحديث (أجر 100 سنة) ربما أفضل من صلاة الجمعة نفسها في الأجر!
أوليس الإمام ابن الجوزي رحمه الله يقول من علامات الحديث الموضوع أن تعمل الأعمال اليسيرة بأجور كثيرة مُبالغ فيها
ثم سؤالي إذا صح الحديث سنداً ومتناً أليس اللغو لا بد من الوقوع فيه أم معناه عدم الكلام؟
أعذروني فالحديث مُشكل جداً عندي وإن صححه عُلماء كُثر!
ـ[عامي باحث]ــــــــ[02 - May-2009, مساء 08:23]ـ
للرفعِ، رفعَ اللهُ قدَركم ..
فالإشكال ما زال معشعشٌ فيّ!
ـ[حمد]ــــــــ[02 - May-2009, مساء 10:28]ـ
هذه هي الرواية الصحيحة أخي:
سنن البيهقي الكبرى ج3/ص227
عن أوس بن أوس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: - وذكر يوم الجمعة - (من غسل واغتسل وغدا وابتكر ودنا وأنصت واستمع غفر له ما بين الجمعة إلى الجمعة وزيادة ثلاثة أيام ومن مس الحصا فقد لغا).
واللفظ الآخر خطأ، وهذا ما رجحه الإمام البيهقي رحمه الله.
ـ[خلوصي]ــــــــ[02 - May-2009, مساء 10:52]ـ
أليس أخي العامي الباحث من يستغفر للمسلمين و المسلمات له بكل نسمة حسنة؟
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[02 - May-2009, مساء 10:57]ـ
أليس أخي العامي الباحث من يستغفر للمسلمين و المسلمات له بكل نسمة حسنة؟
يُنظر:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=45570
ـ[هشام المحيميد]ــــــــ[03 - May-2009, صباحاً 09:37]ـ
جزاكم الله عنا خيرا
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[03 - May-2009, مساء 03:09]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تعالى نستعين
الحديث أحبتي باللفظ الذي ذكره الأخ (الرجل الرجل) صحيح ثابت لا غبار عليه، ولا طعن أبدا.
وقد تتبعت طرق الحديث وروايته، وهاهي بين أيديكم لتعلموا ثبوت الحديث وصحته، فأقول وبالله التوفيق:
الحديث من رواية أوس بن أوس مداره على أبي الأشعث الصنعاني، قد أخرجه عدة من الحفاظ في مصنفاتهم؛ وهو يروى عنه من ثمانية (8) طرق:
الطريق الأول: طريق يحيى بن الحارث؛ أخرجه كلٌ من:
(يُتْبَعُ)
(/)
1) الحاكم في (المستدرك برقم 1041).
2) ابن خزيمة في (صحيحه برقم 1767) من طريقين بلفظين؛ فقال: أنا أبو طاهر، نا أبو بكر، ثنا أبو موسى، نا أبو أحمد. (ح) وثنا سعيد بن أبي يزيد، نا محمد بن يوسف قال: ثنا سفيان، عن عبد الله بن عيسى، عن يحيى بن الحارث، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن أوس بن أوس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من غسل واغتسل ثم غدا وابتكر وجلس من الإمام قريبا فاستمع وأنصت كان له من الأجر أجر سنة صيامها وقيامها" هذا حديث أبي موسى، وفي حديث محمد بن يوسف: "كان له بكل خطوة أجر سنة صيامها وقيامها".
3) النسائي في (السنن برقم 1685).
4) الترمذي في (السنن برقم 496) وقال: حديث حسن.
5) الدارمي في (السنن برقم 1547).
6) ابن أبي عاصم في (الآحاد والمثاني برقم 1574).
7) الطبراني في (الكبير برقم 582).
8) الطبراني في (مسند الشاميين برقم 340).
9) تمام في (الفوائد برقم 1256).
10) الطوسي في (الأربعين برقم 27).
11) ابن عساكر في (تاريخ دمشق 8/ 363).
12) ابن سعد في (الطبقات 5/ 511).
الطريق الثاني: طريق حسان بن عطية؛ أخرجه كلٌ من:
1) الحاكم في (مستدركه برقم 1042) وقال: قد صح هذا الحديث بهذه الأسانيد على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
2) أبو داوود في (السنن برقم 345).
3) ابن ماجة في (السنن برقم 1087).
4) البيهقي في (السنن برقم 5670) و (الشعب برقم 2988) و (فضائل الأوقات برقم 270).
5) ابن أبي شيبة في (المصنف برقم 4990).
6) ابن أبي عاصم في (الآحاد والمثاني برقم 1573).
7) الطبراني في (الكبير برقم 585).
8) الإمام أحمد في (المسند برقم 16218).
9) تمام في (فوائده برقم 1531).
10) ابن عساكر في (تاريخ دمشق 9/ 400).
11) ابن قانع في (معجم الصحابة 1/ 27)
الطريق الثالث: طريق عثمان الشامي عن أبي الأشعث عن أوس بن أوس عن عبد الله بن عمرو بن العاص؛ أخرجه كلٌ من:
1) الحاكم في (المستدرك برقم 1043) وقال: أظنه حديث واه لا يعلل مثل هذه الأسانيد الثابتة الصحيحة بمثله من أوجه: أولها: أن حسان بن عطية قد ذكر سماع أوس بن أوس من النبي صلى الله عليه وسلم. وثانيها: أن ثور بن يزيد دون أولئك في الاحتجاج به. وثالثها: أن عثمان الشيباني (الشامي) مجهول.
2) البيهقي في (السنن برقم 5658) وقال: هكذا رواه جماعة عن ثور بن يزيد، والوهم في إسناده ومتنه من عثمان الشامي هذا، والصحيح رواية الجماعة عن الأشعث عن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم. والله أعلم
3) الإمام أحمد في (المسند برقم 6954)، وقال المنذري في (الترغيب) والهيثمي في (المجمع): رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. أهـ
قلت: وكأنه فاتهما التنبيه على غرابة الطريق رحمهما الله.
4) الحارث في (مسنده برقم 201).
5) الطبراني في (مسند الشاميين برقم 452).
6) ابن عساكر في (تاريخ دمشق 9/ 401) وقال: تابعه المعافى بن عمران الموصلي عن ثور، وخالفهما أبو عاصم الضحاك بن مخلد قراءة عن ثور، ولم يذكر عبد الله بن عمرو. (ح) أخبرناه أبو الحسن بن قبيس، أنا أبي أبو العباس، أنا أبو محمد بن أبي نصر، أنا خيثمة بن سليمان، حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن سيار النصيبي، حدثنا أبو عاصم، عن ثور، عن عثمان أبي خالد، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن أوس بن أوس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من غسل واغتسل وغدا وابتكر ودنا فاقترب وسمع فأنصت كان له بكل خطوة صيام سنة وقيامها".
الطريق الرابع: طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر؛ أخرجه كلٌ من:
1) ابن خزيمة في (صحيحه برقم 1758).
2) النسائي في (السنن برقم 1619) وقال في رواية أخرى: أخبرني محمود بن خالد قال: نا الوليد قال: نا بن جابر قال: نا أبو الأشعث قال: سمعت أوس بن أوس يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم. (ح) وأخبرني عمرو بن عثمان قال: نا الوليد، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر أنه سمع أبا الأشعث يحدث: أنه سمع أوس بن أوس وكان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من اغتسل يوم الجمعة وغسل وغدا وابتكر ومشى ولم يركب ودنا من الإمام وأنصت ولم يلغ كان له بكل خطوة عمل سنة".
(يُتْبَعُ)
(/)
قال محمود في حديثه: "فإذا خرج الإمام أنصت ولم يلغ كان له به عمل سنة"، قال ابن جابر: فذاكرني يحيى بن الحارث هذا؛ فقد قال: أنا سمعت أبا الأشعث يحدث بهذا الحديث وقال: "بكل قدم عمل سنة صيامها وقيامها" قال ابن جابر: حفظ يحيى ونسيت.
3) الطبراني في (الكبير برقم 584) وقال: حدثنا أبو خليفة، ثنا علي بن المديني، ثنا الوليد بن مسلم، عن ابن جابر قال: سمعت أبا الأشعث الصنعاني يقول: سمعت أوس بن أوس الثقفي يخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من غسل واغتسل يوم الجمعة ثم غدا وابتكر ومشى ولم يركب ولم يلغ كتب له به عمل سنة". قال ابن جابر: فحدثت بهذا الحديث يحيى بن الحارث الذماري فقال: أنا سمعت أبا الأشعث يحدث به عن أوس بن أوس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: "له بكل قدم عمل سنة صيامها وقيامها" قال ابن جابر: فحفظ يحيى ونسيت. قال الوليد: فذكرت ذلك لأبي عمرو الأوزاعي فقال: ثبت الحديث أن له بكل قدم عمل سنة.
4) الإمام أحمد في (المسند برقم 16217).
5) الطبراني في (مسند الشاميين برقم 556).
6) ابن عساكر في (تاريخ دمشق 9/ 401).
الطريق الخامس: طريق أبي قلابة؛ أخرجه كلٌ من:
1) الطبراني في (الكبير برقم 581) بلفظ: "من غسل واغتسل يوم الجمعة وبكر وابتكر ودنا من الإمام فأنصت كان له بكل خطوة يخطوها صيام سنة وقيامها وذلك على الله يسير".
قلت: وهذا اللفظ يرد على من استغرب كثرة الغفران من الله، وما عرف هذا أن فعل مثل هذه الأمور من غسل وتبكير وعدم عبث ورفث وإنصات للإمام عظيمة شديدة قليل من يفعلها، فلا تستحق هذا الأجر؟!
الطريق السادس: طريق راشد بن داوود الصنعاني؛ أخرجه كلٌ من:
1) الطبراني في (الكبير برقم 7134) و (مسند الشاميين برقم 1100).
2) الإمام أحمد في (المسند برقم 16221).
الطريق السابع: طريق العلاء بن الحارث؛ أخرجه كلٌ من:
1) ابن عساكر في (تاريخ دمشق 9/ 400).
الطريق الثامن: طريق سليمان بن موسى؛ أخرجه كلٌ من:
1) ابن عساكر في (تاريخ دمشق 9/ 401).
وقد ظفرت له بطريق أخرى عن أوس رضي الله عنه صحيحة من رواية (محمد بن سعيد)؛ أخرجه كلٌ من:
1) عبد الرزاق في (المصنف برقم 5566) قال: عبد الرزاق، عن ابن جريج، عن عمر بن محمد، عن سعيد بن أبي هلال، عن محمد بن سعيد الأسدي، عن أوس بن أوس، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا كان يوم الجمعة فغسل أحدكم رأسه ثم اغتسل ثم غدا وابتكر ثم دنا فاستمع وأنصت كان له بكل خطوة يخطوها كصيام سنة وقيام سنة".
2) ومن طريقه الطبراني في (الكبير برقم 587).
3) ولها طريق آخر أيضا عند الطبراني في (الكبير برقم 588)، وابن قانع في (معجم الصحابة 1/ 27).
4) الإمام أحمد من طريق عبد الرزاق في (المسند برقم 16206).
5) الخطيب في (موضح الجمع والتفريق 2/ 397).
6) الطيالسي في (المسند برقم 1114) وفيه: محمد بن سعد الأزدي.
ثم ظفرت بشاهد له من رواية محمد الطبري رضي الله عنه؛ أخرجه كلٌ من:
1) ابن أبي عاصم في (الآحاد والمثاني ج5/ص217) قال:
حدثنا محمد بن مسكين، نا سعيد بن أبي مريم، نا يحيى بن أيوب، حدثني ابن عجلان، عن أبي المصفى، عن عبد الرحمن بن امرئ القيس، عن محمد الطبري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في غسل الجمعة: "من غسل رأسه أو اغتسل ثم غدا وابتكر ثم دنا فأنصت واستمع كان له بكل خطوة يخطوها أجر سنة صيامها وقيامها".
2) الخطيب في (موضح أوهام الجمع 2/ 399).
وشاهد آخر أيضا من رواية ابن عباس رضي الله عنهما، أخرجه كلٌ من:
1) رواه الطبراني في (المعجم الأوسط ج4/ص353) و (مسند الشاميين برقم 2474) قال:
حدثنا عبد الله بن محمد بن الأشعث قال: نا إبراهيم بن محمد بن عبيدة قال: نا أبي قال: نا الجراح بن مليح قال: حدثني إبراهيم بن عبد الحميد بن ذي حماية، عن عطاء بن عجلان، عن مغيرة بن حكيم الصنعاني يرده إلى طاوس، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من غسل يوم الجمعة واغتسل ثم غدا وبكر ودنا حيث يسمع خطبة الإمام ثم أنصت كان له بكل خطوة عمل سنة صيامها وقيامها".
2) العقيلي في (الضعفاء 2/ 210).
قلت: وسنده ضعيف، قال العقيلي: لا أدرى هو الأول أو غيره، وهذا أيضا غير محفوظ بهذا الإسناد، ولا أعرف عائذا، وقد روي هذا الكلام عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير هذا الوجه، رواه أوس بن أوس الثقفي وغيره بإسناد صالح.
وشاهد ثالث من رواية أنس بن مالك رضي الله عنه؛ أخرجه كلٌ من:
1) الواسطي في (تاريخ واسط برقم 33) قال: حدثنا أسلم قال: ثنا وهب قال: ثنا محمد بن يزيد قال: ثنا أبو عمار، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من غسل واغتسل وبكر وابتكر ولم يرفث ودنا من الإمام ولم يلغ كان له بكل خطوة كفارة سنة صيامها وقيامها".
وشاهد رابع من رواية أبي طلحة رضي الله عنه؛ أخرجه كلٌ من:
1) الطبراني في (الكبير برقم 4726) قال: حدثنا أحمد بن عمرو البزار وأحمد بن عبد الله البزار التستري قالا: ثنا محمد بن مسكين اليماني، ثنا إبراهيم بن محمد بن جناح، ثنا يحيى بن شعبة قال: سمعت إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة يحدث؛ عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من غسل واغتسل وغدا وابتكر ودنا من الإمام فأنصت ولم يلغ في يوم الجمعة كتب الله له بكل خطوة خطاها إلى المسجد صيام سنة وقيامها".
قال الهيثمي في (المجمع): فيه إبراهيم بن محمد بن جناح ولم أجد من ذكره وبقية رجاله ثقات.
تنبيه: وقع عند الطبراني في (الكبير رقم 7134) سند الحديث هكذا: حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرق الحمصي، ثنا عبد الوهاب بن الضحاك، ثنا إسماعيل بن عياش، عن راشد بن داود، عن أبي الأشعث، عن شداد بن أوس، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قلت: وهذا خطأ، وعلته: عبد الوهاب بن الضحاك.
هذا ما وقفت عليه من طرق الحديث ورواياته، وهو حديث صحيح ثابت لا علة فيه. فتأمل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حمد]ــــــــ[03 - May-2009, مساء 05:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الطريق الأول: طريق يحيى بن الحارث؛
الأظهر أنّ يحيى لم يسمع من أبي الأشعث.
لأنّ يحيى ولد سنة 55 هـ قبل وفاة معاوية بخمس أو أربع سنين
وأبو الأشعث توفي زمن معاوية، إذاً لم يسمع منه.
الطريق الثاني: طريق حسان بن عطية؛:
كذلك حسان، أظنه لم يسمع من أبي الأشعث؛ فوفاته كانت بين سنة 120 و 130 هـ.
إلا إن كان معمّراً جداً، وهذا يحتاج إلى إثبات.
الطريق الرابع: طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر؛ أخرجه كلٌ من:
يبدو أنه لم يسمعه من أبي الأشعث أيضاً، والدليل:
مسند أحمد بن حنبل ج4/ص10
ثنا على بن إسحاق قال أنا على بن المبارك قال أنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال حدثني عبد الرحمن الدمشقي قال حدثني أبو الأشعث قال حدثني أوس بن أوس الثقفي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر الجمعة فقال: (من غسل أو اغتسل ثم غدا وابتكر وخرج يمشى ولم يركب ثم دنا من الإمام فأنصت ولم يلغ كان له كأجر سنة صيامها وقيامها).
واللفظ مختلف أيضاً، وليس فيه تلك المبالغة.
وبقية الطرق أظنها معلولة أيضاً.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[03 - May-2009, مساء 06:02]ـ
جزاك الله خيرا أخي (حمد) ونفع بك
أخي العزيز أرجو التريث قليلا في الحكم حفظك الله، فالطرق روايتها متصلة السماع، فتنبه.
وعلى العموم أخي المبارك، أريد منك أن تحضر لي من قال من أهل العلم المباركين أن هذه الطرق لم يثبت اتصالها بالسماع.
وجزاك الله عني خير الجزاء
ـ[حمد]ــــــــ[03 - May-2009, مساء 06:07]ـ
انظر أخي الحبيب إلى تواريخ مولدهم ووفياتهم.
ـ[الرجل الرجل]ــــــــ[03 - May-2009, مساء 06:18]ـ
اخي السكران جزاك المولى مكرمة وخيرا
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[03 - May-2009, مساء 07:31]ـ
أخي العزيز الفاضل (حمد) لعل هذا يزيح عنك حفظك الله ورعاك:
أبو الأشعث: (شراحيل بن آدة) والرواية عنه:
· أما رواية أبي قلابة عنه، فأخرجها الإمام مسلم في (صحيحه). _ قصدي أبو قلابة عن أبو الأشعث _. ولن يخرج مسلم عمن لم يصح سماعهما أبدا. كما صرح بها الإمام البخاري في (تاريخه الكبير)، وابن أبي حاتم نقلا عن أبيه أيضا في (الجرح والتعديل)، وغيرهم الكثير.
· وأما رواية راشد بن داوود فأثبتها الإمام البخاري في (تاريخه الكبير)، والإمام مسلم في (الكنى والأسماء)، وغيرهم الكثير.
· وأما رواية حسان بن عطية، ويحيى بن الحارث، وعبد الرحمن بن يزيد، وعثمان الشامي، فأثبتها ابن أبي حاتم نقلا عن أبيه في (الجرح والتعديل)، وقد صرح بروايتهم عنه الإمام الذهبي في (السير)، والسيوطي في (طبقات الحفاظ)، وغيرهم الكثير.
وغفر الله لي ولك وللمسلمين لم يذكر خبر وفاته إلا ابن حبان فقط، ولا شك أنه وهم فيها رحمه الله، وإلا فقد أورد الذهبي في السير وغيره قصة توحي بتأخر وفاته إلى ما بعد زمن معاوية. فتنبه
الحديث أخي ثابت صحيح متصل السند غير معل.
ـ[حمد]ــــــــ[03 - May-2009, مساء 08:03]ـ
وغفر الله لي ولك وللمسلمين لم يذكر خبر وفاته إلا ابن حبان فقط، ولا شك أنه وهم فيها رحمه الله،
أثبتها ابن سعد أخي الحبيب:
الطبقات الكبرى ج5/ص536
أبو الأشعث الصنعاني شراحيل بن شرحبيل بن كليب بن أدة من الأبناء وكان قد نزل بآخره دمشق وروى عنه الشأميون وتوفي قديماً في ولاية معاوية بن أبي سفيان.
ـ[ابن العاص]ــــــــ[03 - May-2009, مساء 08:29]ـ
لمنا في القرآن الكريم أنّ ليلة القدر أفضل الليالي
أخي لا ارى اية اشكال
فكلامك عن ليلة من الليالي وهي ليلة القدر أفضل الليالي
وهذا الحديث عن المشي والتبكير الى صلاة الجمعة.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[03 - May-2009, مساء 09:10]ـ
أثبتها ابن سعد أخي الحبيب:
الطبقات الكبرى ج5/ص536
أبو الأشعث الصنعاني شراحيل بن شرحبيل بن كليب بن أدة من الأبناء وكان قد نزل بآخره دمشق وروى عنه الشأميون وتوفي قديماً في ولاية معاوية بن أبي سفيان.
وإن كان أخي الحبيب هذا وهم، وتبعه عليه ابن حبان.
دع عنك وفاة أبو الأشعث أخي الفاضل، فهي هنا وهم. لكن أريدك أن تحضر لي نقلا واحد فقط (نقلا واحدا فقط) أن أحدا من الأئمة شكك في سماعهم منه.
وزادك الله حرصا
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[03 - May-2009, مساء 09:22]ـ
أخي (حمد) خذ هذا النص من إمام العلل ولعله أيضا يجلي ما وقع عندك:
قال الدارقطني في كتابه (العلل): وسئل عن حديث أوس بن أوس الثقفي، عن أبي بكر الصديق، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من غسل واغتسل وبكر وابتكر ومشى ولم يركب ... " الحديث.
فقال: يرويه ابن الحارث الذماري من رواية الحسن بن ذكوان عنه عن أبي الأشعث الصنعاني عن أوس بن أوس عن أبي بكر الصديق عن النبي صلى الله عليه وسلم، وخالفه جماعة من الشاميين وغيرهم؛ فرووه عن يحيى بن الحارث عن أبي الأشعث عن أوس بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ لم يذكروا فيه أبا بكر، وهو الصواب. انتهى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[03 - May-2009, مساء 10:43]ـ
تنبيه مهم جدا
قد رأيت الأخوان الفاضلان رعاهما الله (عامي باحث) و (حمد) يستشهادان على تعليل الحديث بكلام الإمام البيهقي رحمه الله، ومع إحترامي للجميع فهذا استشهاد خاطئ ليس في محله أبدا، ولم يتعرض الإمام البيهقي رحمه الله للكلام على حديثنا هذا أبدا، سوى ما سأبينه لكم من المراد بكلامه رحمه الله، حتى لا تظنوا رحمكم الله خلاف المقصود من كلامه.
الإمام البيهقي ما تكلم إلا على طريق واحدة من طرق الحديث هي التي أعلها لأنها تخالف الطرق الأخرى، وهذه الطريق هي الطريق الثالثة من التخريج الذي عملته وهي طريق: عثمان الشامي، حيث أتى السند من طريقه هكذا:
(عثمان الشامي عن أبي الأشعث عن أوس بن أوس عن عبد الله بن عمرو بن العاص)
وهو قد قلد شيخه قبله الإمام الحاكم حيث اعترض قبله على هذه الطريق، فقال الحاكم:
(أظنه حديث واه لا يعلل مثل هذه الأسانيد الثابتة الصحيحة بمثله من أوجه: أولها: أن حسان بن عطية قد ذكر سماع أوس بن أوس من النبي صلى الله عليه وسلم. وثانيها: أن ثور بن يزيد دون أولئك في الاحتجاج به. وثالثها: أن عثمان الشيباني (الشامي) مجهول).
فلذلك قال البيهقي تبعا له لما تبين علته:
(هكذا رواه جماعة عن ثور بن يزيد، والوهم في إسناده ومتنه من عثمان الشامي هذا، والصحيح رواية الجماعة عن الأشعث عن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم. والله أعلم).
فتنبهوا حفظكم الله، فليس كلام الإمام البيهقي معكما أبدا أبدا.
زادكم الله حرصا وعلما ونفع بكم آمين
ـ[عامي باحث]ــــــــ[04 - May-2009, مساء 12:16]ـ
حديث من استغفر للمؤمنيين ... ضعيف كما بينّه الشيخ عبد الرحمن الفقيه
وحديث السوق والأجور الكثير بيّن ضعفه كذلك الشيخ الفقيه
ولعل الإخوة تكلموا هنا عن السند وأغفلوا المتن، والإشكال في المتن؟؟
علمنا في القرآن الكريم أنّ ليلة القدر أفضل الليالي بنص القرآن ليلة القدر خير من ألف شهر
أي تقريباً 83 سنة، ولو فرضنا أن الأخ عمل المذكور في الحديث أعلاه ومشى لأكثر من 100 خطوة
أي أجر صيام وقيام 100 سنة!!
فهذا يعني تفوقه على من قام ليلة القدر وهذا تناقض! (من وجهة نظري القاصرة)
بل الحديث (أجر 100 سنة) ربما أفضل من صلاة الجمعة نفسها في الأجر!
أوليس الإمام ابن الجوزي رحمه الله يقول من علامات الحديث الموضوع أن تعمل الأعمال اليسيرة بأجور كثيرة مُبالغ فيها
ثم سؤالي إذا صح الحديث سنداً ومتناً أليس اللغو لا بد من الوقوع فيه أم معناه عدم الكلام؟
أعذروني فالحديث مُشكل جداً عندي وإن صححه عُلماء كُثر!
أليس الشذوذ في المتن إذا خالف الثقة من هو أوثق منه، فكيف بمخالفته للقرآن
ومساوته بل وتفضيله على أعظم الليالي
بعملٍ يسير وكل إسبوع!!
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[04 - May-2009, مساء 12:44]ـ
حديث من استغفر للمؤمنيين ... ضعيف كما بينّه الشيخ عبد الرحمن الفقيه
وحديث السوق والأجور الكثير بيّن ضعفه كذلك الشيخ الفقيه
ولعل الإخوة تكلموا هنا عن السند وأغفلوا المتن، والإشكال في المتن؟؟
علمنا في القرآن الكريم أنّ ليلة القدر أفضل الليالي بنص القرآن ليلة القدر خير من ألف شهر
أي تقريباً 83 سنة، ولو فرضنا أن الأخ عمل المذكور في الحديث أعلاه ومشى لأكثر من 100 خطوة
أي أجر صيام وقيام 100 سنة!!
فهذا يعني تفوقه على من قام ليلة القدر وهذا تناقض! (من وجهة نظري القاصرة)
بل الحديث (أجر 100 سنة) ربما أفضل من صلاة الجمعة نفسها في الأجر!
أوليس الإمام ابن الجوزي رحمه الله يقول من علامات الحديث الموضوع أن تعمل الأعمال اليسيرة بأجور كثيرة مُبالغ فيها
ثم سؤالي إذا صح الحديث سنداً ومتناً أليس اللغو لا بد من الوقوع فيه أم معناه عدم الكلام؟
أعذروني فالحديث مُشكل جداً عندي وإن صححه عُلماء كُثر!
أليس الشذوذ في المتن إذا خالف الثقة من هو أوثق منه، فكيف بمخالفته للقرآن
ومساوته بل وتفضيله على أعظم الليالي
بعملٍ يسير وكل إسبوع!!
أخي الفاضل (عامي باحث)
في كلامك رحمك الله من الخلط الكثير الذي لا يعلمه إلا الله، فما هكذا تقرر الإشكالات رحمك الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
على العموم قد أبنت لكم بما لا مجال للشك فيه، ولا ألزمكم بما قلت وكتبت، وبالنسبة للمشاركة هنا فستكون هذه مشاركتي الأخيرة فيها، ولا تهتموا لي ففي الأخوة خير كثير، فالحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
ـ[التقرتي]ــــــــ[04 - May-2009, مساء 05:11]ـ
حديث من استغفر للمؤمنيين ... ضعيف كما بينّه الشيخ عبد الرحمن الفقيه
وحديث السوق والأجور الكثير بيّن ضعفه كذلك الشيخ الفقيه
ولعل الإخوة تكلموا هنا عن السند وأغفلوا المتن، والإشكال في المتن؟؟
علمنا في القرآن الكريم أنّ ليلة القدر أفضل الليالي بنص القرآن ليلة القدر خير من ألف شهر
أي تقريباً 83 سنة، ولو فرضنا أن الأخ عمل المذكور في الحديث أعلاه ومشى لأكثر من 100 خطوة
أي أجر صيام وقيام 100 سنة!!
فهذا يعني تفوقه على من قام ليلة القدر وهذا تناقض! (من وجهة نظري القاصرة)
بل الحديث (أجر 100 سنة) ربما أفضل من صلاة الجمعة نفسها في الأجر!
أوليس الإمام ابن الجوزي رحمه الله يقول من علامات الحديث الموضوع أن تعمل الأعمال اليسيرة بأجور كثيرة مُبالغ فيها
ثم سؤالي إذا صح الحديث سنداً ومتناً أليس اللغو لا بد من الوقوع فيه أم معناه عدم الكلام؟
أعذروني فالحديث مُشكل جداً عندي وإن صححه عُلماء كُثر!
أليس الشذوذ في المتن إذا خالف الثقة من هو أوثق منه، فكيف بمخالفته للقرآن
ومساوته بل وتفضيله على أعظم الليالي
بعملٍ يسير وكل إسبوع!!
لم تنصف يا اخي، كان الأولى أن تسأل قبل ان تضعف بعقلك حديثا صحيحا!!!
و اعلم انه لا يحق لك ان تقول بنكارة المتن ما لم يسبقك إلى ذلك عالم، فلست من شراح الحديث
قبل الشرح اريد ان اسألك بعض الاسئلة:
ما هو تعريف الحديث الشاذ؟ اظن ان عندك مشكلة في ذلك
ما معنى أن ليله القدر خير من ألف شهر؟ هل يعني ذلك انها خير من الوقوف بعرفة؟ و خير من حج مبرور الذي لا يتجاوز ايام؟
هناك الكثير من الاحاديث الصحيحة و الموجودة في الصحيحين بمثل هذه الفضائل مثلا صيام يوم عاشوراء يكفر السنة الماضية لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ " رواه مسلم 1162 فهل هذا معارض لليلة القدر؟ صيام يوم كفر اجر سنة؟
ما هي ضوابط تضعيف الحديث بالمتن و هل كل تعارض في عقل احدهم يضعف به الحديث؟
اين هو التناقض مع ليلة القدر؟
في الحقيقة لا نقول بنكارة المتن إلا اذا تعذر الجمع، و هنا لا تناقض في هذا الحديث مع ليلة القدر فليلة القدر مقصود بها قيامها و صيامها، أي اجر القيام و الصيام و هنا مقصود السعي للجمعة مع استماع الخطبة دون اشتغال النفس بأمور اخرى و هو امر صعب المنال من منا يقدر عليه؟
انه لأسهل عليك قيام ليلة القدر على أن تستمع خطبتين بدون حديث نفس و سهو و من منا لا يسهى!!!
فراجع كل هذا اخي و زد عليه ما في عون المعبود في شرح الحديث ثم نواصل ان اردت ان شاء الله و بارك الله في الجميع
ـ[عامي باحث]ــــــــ[07 - May-2009, صباحاً 11:42]ـ
أخي السكران التميمي:وفقك الله أجدتَ وأفدتَ في تبيين وإهدار العلة المهدره!
ولكنكم أغفلتم الكلام على المتن وصحة السند ليست دليل على صحة الحديث
وما أنا إلا سائل مُستشكِل، فلا تحرمنا من مشاركتك!
الأخ التقرتي: يا اخي غفر الله لك لو لاحظت لوجدت أني سائل لا أني أحكم بشذوذ الحديث
ومن أنا؟ مجرد عامي!
يقولون هذا عندنا غير جائز **ومن نحن حتى يكون لنا عند!!
ولو لاحظت أيضاً لوجدت أني اسأل على شكل أوليس؟ أليس؟ ما رأي؟؟؟ الخ
وإنما قلت الحديث الشاذ إذا خالف الثقة من هو أوثق منه فكيف بالقرآن؟ هو صنيع الشيخ العثيمين عندما
سئل عن حديث"لحم البقر داء" الذي صححه الألباني فقال العثيمين قل حديث ضعيف ولا تُبالي لإنه مخالف
للقرآن ولا يمكن أن يحل القرآن داءً وقال الحديث الشاذ مخالفة لثقة لمن هو أوثق منه فكيف بمخالفة القرآن؟ ا. هـ
وهناك أحاديث صحيحة السند لكن معناها يخالف القرآن خذ مثلاً "الوائدة والمؤودة في النار"! وصححه الألباني
لكن معناها باطل قطعاً ومهما تكلّف الشُراح في شرحها فلا أظن يُسلم لهم!!
عموماً، كلامك مقنع أخي التقرتي أنت والأخ التميمي فقد بحثتُ فلم أجد أحداً ضعّف الحديث بحسب بحثي القاصر
وقد صححه المتقدمين والمتأخرين والفقهاء!!
وقد غرّني كتاب "السنة بين أهل الفقه وأهل الحديث"!
وأتراجع عن قولي جزئياً، وما زال بعض الإشكال-صراحةً- في المتن وسأوضحه:
قياسك هذا الحديث مع صيام عاشورء مع فارق فعاشورء في السنة مرة، وذاك في كل خطوة عمل سنة!!
والإشكال المتبقي لدي أن جميع ما ذكرتَه من أمثله أخي هذا الحديث يشملها واكثر ..
فلو فرضنا 100 خطوة يعني عمل 100 سنة
52 جمعة في السنة الواحدة * 100= أي ما يقارب عمل 5200 سنة!!
ويشملها ليلة القدر وعاشورء وجميع الفضائل لإن الحديث يقول أجر سنة صيامها وقيامها فيشمل ليلة القدر
وعاشوراء وغيرها ويفوقهم بلا مقارنة وهنا مكمن الإشكال .. !
وأما رد المتن أو ظاهره مخالف للقرآن فهو صنيع السلف انظر أمنا عائشة رضي الله عنها
وكيف تستدل بالقرآن إذا سمعت الحديث!!
عموماً .. أنا كما إسمي عامي فنرجو منكم التعليق والشرح، وبارك الله فيكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التقرتي]ــــــــ[07 - May-2009, صباحاً 11:56]ـ
برك الله فيك اخي
لكن رد السنة بالقرآن يا اخي ليس لك و لا لي، هذا لمن فقه القرآن و من نحن حتى نبلغ هذه المرتبة
مشكلتك يا اخي سهلة لو تضع عقلك القاصر جانبا و تفكر بطريقة اخرى بدل الحساب
الله يجزي من يريد و على ما يريد
اعطيك سؤالا واحدا كم من جمع لحد الان صليتها مع الامام و استمعت الخطبتين من بدايتها لنهايتها دون ان تسهو و لو للحظة؟
ـ[عامي باحث]ــــــــ[07 - May-2009, مساء 12:14]ـ
أخي , التقرتي: طرحناه! ونعود لنستفيد من الموضوع ونعمل به إن شاء الله.
نريد تحرير القول في شرح الحديث ..
وبخاصة معنى كلمة ولم يلغ، فما معنى اللغو؟
هل تعني عدم الكلام من بداية الخطبة، وهو سهل!
ام عدم التفكير في أي شيء إلا في الخطبة وهو صعب جداً .. جداً؟
ام عدم الإنشغال بغير الخطبة؟
بورك فيكم ..
ـ[التقرتي]ــــــــ[07 - May-2009, مساء 12:48]ـ
لتفهم معنى الحديث اعطيك حديثا مقاربا له في المعنى:
عثمان بن عفان دعا بإناء، فأفرغ على كفيه ثلاث مرار، فغسلهما، ثم أدخل يمينه في الإناء، فمضمض، واستنشق، ثم غسل وجهه ثلاثا، ويديه إلى المرفقين ثلاث مرار، ثم مسح برأسه، ثم غسل رجليه ثلاث مرار إلى الكعبين، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من توضأ نحو وضوئي هذا، ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه، غفر له ما تقدم من ذنبه"
هذه ركعتان يغفر لك بهما ما تقدم من ذنبك فان كنا عمرك خمسين سنة كان لك غفران خمسين سنة!!!! من اجل ركعتين و الحديث في البخاري
لماذا؟ لا بد ان تتقنهما و لا تسهو فيهما فمن منا لا تكلمه نفسه في الصلاة الأمر صعب المنال إلا لمواضب فلو واضبت كان جزاؤك في النهاية ليس من اجل الركعتين اللتين وافقتا الحديث لكن من اجل كل سنوات المواضبة!!!
كذلك صلاة الجمعة
هدة الاحاديث ترغب المسلم في عمل الخيرات لكن الامر صعب المنال فمن واضب وافق عمله احدى هذه الاحاديث و لو مرة ان شاء الله و هذا هو الغرض من الترغيب أن يواضب المسلمون
فقوله عليه الصلاة و السلام "فاستمع ولم يلغ": الانصات هو كامل الانصات و عدم اللغو عدم الكلام و عدم الاشارة و عدم اللعب بالحصى و كل ما جاء في الاحاديث بمعنى اللغو قال صاحب عون المعبود: (ولم يلغ) من لغا يلغو لغوا معناه: استمع الخطبة ولم يشتغل بغيرها.
فالامر صعب المنال لكن من واضب يصل اليه ان شاء الله فلا عجب ان يجزى كل هذا الجزاء فلا يتصور احد انه ان خرج من بيته و عقله في امور الدنيا ثم يحضر الخطبتين و عقله في مكان اخر ثم يركع الركعتين و نفسه تحدثه بما سيأكله في الغداء انه سينال كل هذا الجزاء!!!!
فمعنى الحديث انه ان اتقنت الجمعة ايما اتقان و اكملتها كلها لله سبحانه و تعالى من غير ان تشتغل عن ذكر الله بأمور الدنيا جزاك الله سبحانه و تعالى ايما جزاء و كمال الجزاء على كل خطوة , فكان الجزاء من جنس العمل!!!
فكان جزاء هذه الخطبة هو جزاؤك على كل سنوات المواضبة , لن يصل احد لمثل هذا الا اذا واضب لسنوات و الحسنة بعشر امثالها و خير الاعمال ما كان خالصا لوجه الله و الله يضاعف لمن يشاء
و الله اعلم
ـ[حمد]ــــــــ[07 - May-2009, مساء 01:17]ـ
أخي عامي باحث، الحديث لا يثبت -سنداً- باللفظ المذكور.
ـ[التقرتي]ــــــــ[07 - May-2009, مساء 01:33]ـ
سنن أبي داود - كتاب الطهارة
باب في الغسل يوم الجمعة - حديث: 295
حدثنا محمد بن حاتم الجرجرائي حبي، حدثنا ابن المبارك، عن الأوزاعي، حدثني حسان بن عطية، حدثني أبو الأشعث الصنعاني، حدثني أوس بن أوس الثقفي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من غسل يوم الجمعة واغتسل، ثم بكر وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام فاستمع ولم يلغ كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها " حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن عبادة بن نسي، عن أوس الثقفي، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من غسل رأسه يوم الجمعة واغتسل " ثم ساق نحوه
قال الالباني: صحيح (حم، 4، حب، ك) عن أوس بن أوس صحيح أبي داود 372، صحيح الترغيب 690
و قال في مشكاة المصابيح و اسناده صحيح (1388)
اقوال بن حجر في رجال السند:
محمد بن حاتم بن يونس الجرجرائي: ثقة
عبد الله بن المبارك (غني عن التعريف)
الأوزاعي (غني عن التعريف)
حسان بن عطية: ثقة فقيه عابد , (من رجال مسلم)
شراحيل بن آدة أبو الأشعث الصنعاني: ثقة , (من رجال مسلم: قال الذهبي توفي بعد المائة ولم يخرج له البخاري ولا لأبي سلام؛ لأنهما لا يكادان يصرحان باللقاء، وهو لا يقنع بالمعاصرة)
أوس بن أوس الثقفي: صحابي
و قد صرحوا كلهم بالسماع الا عبد الله بن مبارك و هو غني عن التعريف
الخلاصة: لا مقال في السند و الله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[07 - May-2009, مساء 02:38]ـ
الأخ الفاضل (باحث عامي)
أرجو منك غير مأمور بيان الأمور المشكلة عندك على شكل فقرات، بدون زيادة على ذلك.
ـ[حمد]ــــــــ[07 - May-2009, مساء 03:31]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=540
(1) نكارة المتن مع
(2) احتمال الخطأ في ذكر السماع في السند (حدثني أبو الأشعث).
(3) مع إعراض البخاري ومسلم عن الحديث مع أنهما أخرجا للأوزاعي عن حسان بن عطية.
(4) مع بُعد الزمن بين وفاة حسان ووفاة أبي الأشعث.
كلها قرائن تدل على ضعف الحديث.
ـ[التقرتي]ــــــــ[07 - May-2009, مساء 03:54]ـ
ضعف الحديث ليس بالظن
1 - نكارة المتن، من قال بنكارته غيرك؟ كيف ذلك و قد صححه ائمة اهل الحديث
2 - اعراض البخاري و مسلم ليس دليلا على ضعف الحديث و كم من حديث صحيح ليس في الصحيحين
3 - صرح بتحديث حسان عن أبي الأشعث الذهبي في السير
كما ان أبا الأشعث توفي بعد المئة (أنظر السير) و حسان سنة مئة و واحد و عشرين و قال الذهبي سنة ثلاثين ومائة فأين هذا البعد المزعوم!!!
و قد تابع الاوزاعي الوليد بن مسلم القرشي و صرح بتحديث حسان
و تابع حسان: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر و يحيى بن الحارث الذماري الغساني و راشد بن داود البرسمي و سليمان بن موسى و أبو قلابة
سنن الترمذي الجامع الصحيح - أبواب الجمعة
باب ما جاء في فضل الغسل يوم الجمعة - حديث: 478
حدثنا محمود بن غيلان قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، وأبي جناب يحيى بن أبي حية، عن عبد الله بن عيسى، عن يحيى بن الحارث، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن أوس بن أوس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " " من اغتسل يوم الجمعة وغسل، وبكر وابتكر، ودنا واستمع وأنصت، كان له بكل خطوة يخطوها أجر سنة صيامها وقيامها " " قال محمود: قال وكيع: اغتسل هو وغسل امرأته، ويروى عن ابن المبارك: أنه قال في هذا الحديث: " " من غسل واغتسل: يعني غسل رأسه واغتسل " " وفي الباب عن أبي بكر، وعمران بن حصين، وسلمان، وأبي ذر، وأبي سعيد، وابن عمر، وأبي أيوب: " " حديث أوس بن أوس حديث حسن " "، وأبو الأشعث الصنعاني اسمه شراحيل بن آدة *
السنن الصغرى - كتاب الجمعة
فضل المشي إلى الجمعة - حديث: 1373
أخبرني عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير، قال: حدثنا الوليد، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، أنه سمع أبا الأشعث حدثه، أنه سمع أوس بن أوس، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من اغتسل يوم الجمعة وغسل، وغدا وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام، وأنصت ولم يلغ، كان له بكل خطوة عمل سنة "
مسند أحمد بن حنبل - مسند المدنيين
حديث أوس بن أبي أوس الثقفي وهو أوس بن حذيفة - حديث: 15875
حدثنا الحكم بن نافع، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن راشد بن داود الصنعاني، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن أوس بن أوس الثقفي، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من اغتسل يوم الجمعة، وغسل ثم ابتكر، وغدا إلى المسجد، ثم جلس قريبا من الإمام حتى ينصت كان له بكل خطوة خطاها عمل سنة صيامها وقيامها
مسند الشاميين للطبراني - ما انتهى إلينا من مسند بشر بن العلاء أخي عبد الله
ما انتهى إلينا من مسند النعمان بن المنذر اللخمي - النعمان عن سليمان بن موسى
حديث: 1235
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني عبدة بن عبد الرحيم المروزي، ح وحدثنا أحمد بن محمد بن أبي موسى الأنطاكي، ثنا يزيد بن قييس، قالا: ثنا محمد بن شعيب بن شابور، عن النعمان بن المنذر، عن سليمان بن موسى، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن أوس بن أوس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أدركته الجمعة فغسل واغتسل , ثم غدا وابتكر , ثم دنا من الإمام وأنصت واستمع؛ كان له في كل خطوة كعمل سنة قيامها وصيامها "
ورواه أبو قلابة، عن أبي الأشعث
معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني - حرف الألف
باب من اسمه أوس - وأوس بن حذيفة الثقفي
حديث: 924
حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن مخلد، ثنا محمد بن يوسف بن الطباع، ثنا محمد بن مصعب، ثنا الأوزاعي، عن حسان بن عطية، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن أوس بن أوس، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من غسل يوم الجمعة واغتسل، وبكر وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام ولم يلغ، كان له بكل خطوة عمل سنة، أجر صيامها وقيامها " ورواه ابن المبارك، عن الأوزاعي، ورواه الليث بن سعد، عن هقل بن زياد، عن الأوزاعي حدثناه أبو بكر بن خلاد، ثنا أبو الربيع الحسين بن الهيثم، ثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث، قال: حدثني أبي، عن جدي، ورواه أبو قلابة، عن أبي الأشعث
مصنف عبد الرزاق الصنعاني - كتاب الجمعة
باب عظم يوم الجمعة - حديث: 5400
عبد الرزاق، عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن أوس بن أوس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " من غسل واغتسل، وبكر وابتكر، ودنا من الإمام فأنصت كان بكل خطوة يخطوها صيام سنة وقيامها، وذلك على الله يسير
ورواه عبادة بن نسي الكندي عن أوس بن أوس
معجم الصحابة لابن قانع - أوس بن أوس بن ربيعة بن مالك بن كعب بن عمرو
حديث: 34
حدثنا محمد بن غالب بن حرب، نا محمد بن مقاتل المروزي قال: حدثني ابن المبارك، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية قال: حدثنا أبو الأشعث الصنعاني قال: حدثنا أوس بن أوس الثقفي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من غسل واغتسل وبكر وابتكر ومشى ودنا واستمع كان له بكل خطوة أجر سنة " حدثناه أحمد بن علي الخزاز، نا شجاع بن أشرس، نا الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن عبد الله بن سعيد، عن عبادة بن نسي، عن أوس بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه *
السند لا غبار عليه
بل قد حدث حسان عن سعيد بن المسيب و هو المتوفي قبل أبي الأشعث!!!!
و الحديث له من الطرق ما لا يدع شكا للظن فأين هذا الضعف المزعوم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن بن شيخنا]ــــــــ[19 - Feb-2010, صباحاً 12:47]ـ
في هذا الرابط ماهو متعلق بالحديث
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=331790#post33 1790(/)
البدعة ....
ـ[أحمر العين]ــــــــ[24 - Apr-2009, مساء 05:11]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ..
وبعد:
البدعة الشرعية ونظرات المسلمين::
وقبل الشروع في الكلام عن البدعة لابد من الكلام على بعض الأسس المختلف فيها:
فقد كثر في هذه الأزمان إطلاق لفظ البدعة وانتشارها بين أوساط الناس على كثير من الأمور السليمة والسقيمة ومنهم من يفهمها ومنهم من لا يفهم عنها شيئاً ومنهم من يطلقها على ما لم يعجبه ..
وللأسف إن من الناس من يكاد ينكرها فلا تعجبه أصل هذه العبارة!
فما هي إذاً هذه البدعة؟
مقدمة:
اعلم أخي المسلم المحب لدينه أنه بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم وبداية انقراض عصر الصحابة واختلاط المسلمين بالعجم من يهود ونصارى ومجوس وفلاسفة .. نتيجة للفتوحات الإسلامية. بدأت تظهر بعض الاختلافات والبدع التي لم تكن موجودة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم
وبدأت تتفاقم وتتكاثر فحاربها من بقي من الصحابة رضي الله عنهم وحاربها من بعدهم من التابعين رحمهم الله وهذا مصداق قول النبي صلى الله عليه وسلم ((تفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلى واحدة)) قالوا من هي يا رسول الله قال ((هم الجماعة)) وفي لفظ ((من كان على ما أنا عليه وأصحابي)) ..
وتفرقت الأمة فهذا شيعي يبغض أبا بكر وعمر وعائشة رضي الله عنهم ويكفرهم ..
وذاك رافضي يدعي عصمة أئمته وقرآناً غير قرآننا ..
وهذا خارجي يكفر الأمة ويستحل دمهم. .
وهذا قدري ينفي عن الله قدرته وعلمه.
وصوفي حلولي ينسب لوجود الله الحلول واتحاده بالبشر والجماد كقول النصارى في المسيح عياذاً بالله ..
ومعتزلي وجهمي لا يثبتون لله اسم ولا صفة كأنه العدم ..
وغيرهم ممن قدم العقل على كتاب الله وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ومنطق اليونان وفلسفتهم على الوحي الإلهي وأراد الجمع بينهما (1)
----------------
(1) انظر تدرج البدع في مجموع الفتاوى10/ 354 وسير أعلام النبلاء 11/ 236و13/ 468
----------------
ولو رجعنا إلى كتاب ربنا لوجدنا فيه رد على كل بدعة فسبحانه الذي أتقن كل شيء.
فالمهم أن الناس عندما بعدوا عن العلم واستحسنوا أشياء وتعبدوا الله بها جهلاً وما علموا أن الله لا يقبل هذه الاستحسانات حتى قال الإمام الشافعي: من استحسن في الدين فقد شرع أ. هـ ولا مشرع غير الله.
إذاً لابد من وجود ضابط تعرف به البدعة من السنة.
تعريف البدعة:
لغة: البدعة في اللغة هي ما أحدث على غير مثال سابق , فالشيء المخترع بغير مثيل قبله يسمى بديع وبدعة ومبتدع. قال الله تعالى] بديع السماوات والأرض [أي مخترعهن وموجدهن على غير مثال سبق , فلم يكن موجوداً قبلها شيء.
وقال تعالى] قل ما كنت بدعاً من الرسل [قال علامة التفسير إسماعيل ابن كثير في تفسيره الشهير: أي لست بأول رسول طرق العالم بل قد جاءت رسل من قبلي أ. هـ
فعلى هذا يدخل في مسمى البدعة كل ما وجد على غير مثال سابق وكل ما وجد في هذا الزمن لم يكن موجوداً قبله كالسيارات والساعات والأجهزة عموماً فكلها بدع , ولكن هذا لا يقتضي تحريمها أو ذمها.
اصطلاحاً: البدعة اصطلاحاً يمكن تعريفها بأنها كل عمل أو لفظ أو اعتقاد أُحدث بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم بنية التعبد.
أو يقال هي: طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد .. وهذا تعريف الشاطبي في كتابه الاعتصام.
إذاً البدعة في الشرع كل عبادة يُتعبد الله بها لم يتعبده بها نبيه صلى الله عليه وسلم
وكل ما ذُكِرَ آنفاً من سيارة وغيره .. , لا يدخل في البدع لأنه أمر دنيوي لا ديني.
فالأصل في العادات الدنيوية , الإباحة والجواز ما لم يرد دليل المنع.
والأصل في العبادات الدينية , التوقف والمنع والحرمة ما لم يأتي دليل الجواز.
والعبادة: هي اسم ظاهر لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة. وهذا تعريف شيخ الإسلام ابن تيمية.
وهذه القاعدة هي حكم البدعة ..
حكمها:
التحريم .. وذلك لأن عبادة ما عبد النبي صلى الله عليه وسلم بها ربه فليست بعبادة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
لأنه أفضل البشر وأتقاهم لربه وأفضل الخلق وأبرهم لله فكيف يظن ظان أنه فُضِلَ عليه بعبادة لم يفعلها؟!
وقد دلنا صلى الله عليه وسلم على كل خير وحذرنا من كل شر (2)
--------
(2) فقال صلى الله عليه وسلم ((إنه ليس شيء يقربكم إلى الجنة إلا قد أمرتكم به و ليس شيء يقربكم إلى النار إلا قد نهيتكم عنه)) صححه في الصحيحة. وقيل لسلمان رضي الله عنه: علمكم نبيكم صلى الله عليه وسلم كل شيء حتى الخراءة قال أجل .. رواه مسلم.
--------
فلما لم يتعبد بعبادة فهي قطعاً ليست بسنة مطلوبة وهو القائل ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)) [رواه البخاري 2697 ومسلم 1718 عن عائشة]
وقال صلى الله عليه وسلم ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)) [رواه البخاري تعليقاً في كتاب الاعتصام13/ 329 باب20 ومسام 1718 موصولاً.].
وقال عليه السلام ((إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة)) [حديث العرباض بن سارية في السنن وهو حسن الإرواء 2455]
فهذه جملة من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عن الابتداع وأن كل محدث مردود غير مقبول بل هو بدعة , والبدعة سماها ضلالة إذاً فهي حرام.
وقد يقول قائل: قد يكون المبتدع له نية حسنة ولا يقصد سوءً.
فنقول له:
أما نيته وقصده فإلى الله وليس لنا من سرائر الناس شيء إنما المعاملة بالظواهر. وأما بدعته فمردودة ,غير مقبولة عند رب العالمين .. ويجب محاربتها والتحذير منها من عباد العزيز الحكيم
وقد جاء في الصحيحين [رواه البخاري 5073 ومسلم 140عن أنس] أن رجالاً ثلاثة أتوا إلى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألوهن عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم ليتعبدوا الله بها.
فأُخبِروا عن عبادته صلى الله عليه وسلم وأنه يصوم ويفطر ويقوم الليل يصلي وينام ويأكل اللحم إن وجد ..
فلما سمعوها كأنهم تقالوها أي استقلوها وظنوها قليلة ,
ثم شرعوا يعتذرون عن النبي صلى الله عليه وسلم
فقالوا:ذاك رسول قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ,وأما نحن فذنوبنا كثيرة ولابد من الاجتهاد في العبادة ..
فبدءوا في وضع خطة تعبد تناسبهم. فنياتهم حسنة ومقصدهم جميل ويبتغون الأجر من الله ويريدون الخير الجزيل.
فقال الأول: أما أنا فأصوم [الدهر] ولا أفطر.
وقال الثاني: أما أنا فأصلي الليل ولا أنام.
وقال الثالث: أما أنا فلا أتزوج النساء [لكي أتفرغ للعبادة].
فهذه أمور مشروعة ونيات حسنة فماذا كان رد النبي صلى الله عليه وسلم؟!
أأقرهم على ذلك؟
لا بل العكس وقع. فإنه عليه السلام لما علم بخبرهم قام فخطب الناس ثم قال ((ما بال أقوام قالوا كذا وكذا , أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني))
موقف السلف من البدع:
إذا تبين مدى حرص النبي صلى الله عليه وسلم أن يُعَّلِم الناس ألا يخرجوا عن طريقته وينهاهم عن هذا فإن الصحابة رضي الله عنهم ومن تبعهم من التابعين وأتباعهم كانوا يتبعون النبي صلى الله عليه وسلم في هذا ويُحَذِرون أشد التحذير من المحدثات والبدع , وإليك نماذج من مواقفهم ومثال على كل قرن وجيل:
1 - عبد الله بن مسعود رضي الله عنه صحابي جليل من أعلم الصحابة, ذات يوم جاءه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه
فقال أبو موسى: يا أبا عبد الرحمن إني رأيت في المسجد آنفاً أمراً أنكرتُه ولم أرَ ولله الحمد إلا خيراً.
[انظر كيف أنكر الأمر الذي رآه مع وصفه له بأنه ليس بالشر , لأن نم الخير ما قد ينكر كمن يصلي الظهر ثمان ركعات أو غير هذا]
قال ابن مسعود: وما هو؟
قال أبو موسى: إن عشتَ فستراه. رأيت قوماً حلقاً جلوساً ينتظرون الصلاة في كل حلقة رجل وفي أيديهم حصى فيقول: كبروا مائة فيكبرون مائة. فيقول هللوا مائة , فيهللون ,فيقول سبحوا مائة , فيسبحون مائة.
قال ابن مسعود: فماذا قلت لهم؟
قال أبو موسى: ما قلت لهم شيئاً انتظار رأيك.
[وماذا سيقول لهم؟ ما هي إلا عبادة تسبيح وتكبير وذكر لله! ولكنه لما كان على غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم كانت الإجابة أنه] وقف على حلقة من تلك الحلق ينظر إليهم ثم:
قال: ما هذا الذي أراكم تصنعون؟
قالوا: يا أبا عبد الرحمن , حصى نعد به التكبير والتهليل والتسبيح والتحميد.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال: فعدوا سيئاتكم , فأنا ضامن من أن لا يضيع من حسناتكم شيء , ويحكم يا أمة محمد , ما أسرع هلكتكم , هؤلاء أصحابه متوافرون وهذه ثيابه لم تبل وآنيته لم تكسر , والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد أو مفتتحوا باب ضلالة.
قالوا: والله يا أبا عبد الرحمن ,ما أردنا إلا الخير
فقال: وكم مريد للخير لن يصيبه. إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أن قوماً يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم. وايم والله لا أدري لعل أكثرهم منكم [رواه الدارمي وغيره بسند حسن].
2 - سعيد بن المسيب تابعي كبير أبوه وجده صحابة وهو من أفاضل التابعين .. رأى رجلاً يصلي بعد طلوع الفجر أكثر من ركعتين فنهاه [وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة بعد الفجر قبل الفرض أكثر من ركعتين , انظر الإرواء2/ 232 وأخطاء المصلين ص196].
فقال الرجل: يا أبا محمد أيعذبني الله على الصلاة؟
فقال سعيد: لا. ولكن يعذبك على خلافك السنة [رواه البيهقي وعبد الرزاق والدارمي وغيرهم وسندها صحيح انظر القول المبين في أطاء المصلين ص196].
رحمه الله ما أحسن إجابته على من استحسن في الدين برأيه.
3 - مالك بن أنس أحد أعلام تابع التابعين ومن أكابرهم ينسب إليه المذهب المالكي. جاءه رجل فقال: من أين أحرم؟
قال مالك: من الميقات الذي وقت رسول الله وأحرم منه.
قال الرجل: فإن أحرمت من أبعد منه.
أجاب الإمام مالك: لا أرى لك ذلك.
الرجل: وما تكره في ذلك.
قال الإمام: أكره عليك الفتنة.
الرجل: وأي فتنة و في ازدياد الخير [إنما هي بضعة أميال أزيدها]
فأجاب رحمه الله: إن الله يقول] فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم [وأي فتنة أعظم من أنك خصصت بفضل لم يختص به رسول الله صلى الله عليه وسلم [رواه أبو شامة في الباعث على إنكار البدع والحوادث نقلاً عن الخلال كما في التوحيد للفوزان ص89]
والآثار في هذا الباب كثيرة جُمِعَت في كتب .. وإنما ذكرنا نماذج ,
والعلماء لا يزالون ينكرون على المبتدعة في كل عصر والحمد لله.
أسباب الوقوع في البدع:
هناك أسباب كثيرة أذكر منها:
1 - الجهل بأحكام الكتاب والسنة وهو من أهم الأسباب قال صلى الله عليه وسلم: ((إن الله لا يقبض العلم ينتزعه من العِباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا)) [رواه البخاري 100 ومسلم 2673 عن ابن عمرو بن العاص]
وكلما بعد الزمن وزاد بعد الناس عن الكتاب والسنة وانتشرت البدع أكثر فأكثر. قال صلى الله عليه وسلم ((من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً)) [صححه الألباني في الصحيحة]
وقد وجد ذلك الاختلاف السلف فقد دخل أبو الدرداء على زوجته مغضباً فقالت: ما لك؟
قال: والله ما أعرف فيهم شيئاً من أمر محمد إلا أنهم يصلون جميعاً. [رواه البخاري]
رحم الله أبا الدرداء إذ كيف به لو رأى زماننا وما أحدثه أهل زماننا؟
2 - إتباع الهوى: قال الله عز وجل] فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله [
وقال سبحانه] أرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم [
3 - التعصب لآراء الرجال وهو من أهم الأسباب وأكثرها انتشاراً وتطبيقاً .. فالبشر يخطئ ويصيب ,
والتقليد الأعمى للشخص مهما بلغ علمه لا يجوز فقد يكون مخطئاً مأجوراً على اجتهاده أما مقلده فمحاسب مأزور.
وكم من أناس تقول لهم: هذا لا يجوز .. أو هذا بدعة لقول الله ولنهي النبي صلى الله عليه وسلم .. فيقول: أنتم أتيتم بدين جديد وأنا على ملة آبائي فيأخذه الكبر والتكبر عن الحق .. وربنا يقول في شأن التعصب للرجال] وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون * قال أولوا جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون * فانتقمنا منهم فانظر كيف كان عاقبة المكذبين [[الأمة هنا الدين والملة والمذهب.]
-------
ويقول جل جلاله] وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه أبائنا أولوا كان آباؤهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون [
وهناك أسباب أخرى أعرضت عنها تجنباً للإطالة (3).
--------
(يُتْبَعُ)
(/)
(3) انظر كتاب التوحيد للفوزان ص86 ورسالة البدعة له ص13
--------
****
لسان حال المبتدع:
من أتى ببدعة ليس لها أثر من كتاب أو سنة فلا يخرج حاله عن أربع حالات هي:
1 - إما أن يقول الدين ناقصه البدعة الفلانية , وفي هذا اتهام لله سبحانه القائل في محكم التنزيل] اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً [
2 - أو أن يتهم جبريل عليه السلام بأنه ما بلغ كل الدين ,والله عز وجل يقول] من كان عدواًً لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقاً لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين [
3 - وإما أن يتهم النبي صلى الله عليه وسلم أنه قصر في البلاغ والله جل في علاه يقول] يأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس [
4 - أو أن يتهم الصحابة رضوان الله عليهم أنهم تواطؤا على كتم شيء من الدين. ولو اعتقدنا هذا لجرنا إلى اتهامهم بالخيانة ومن ثم إلى الشك في القرآن الذي نقلوه وهذه زندقة.
ثم وإن كان شيء من هذا حقاً وكل ذلك اعتقاده كفر أكبر فكيف يعلمه هذا المبتدع وقد أخفاه هؤلاء.
وبالطبع لا يقول بهذا عاقل ولكن هو من باب الإلزام ولسان الحال لا المقال.
****
مثال:
ونختم هذه المقدمة التعريفية بضرب مثال للبدعة , وهو أشهر من نار على علم:
المولد:
ويكفي للقول ببدعيته أنه أُحدث بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم بخمسمائة عام (4) أي بعد موت الصحابة والتابعين وأتباع التابعين وأتباع أتباعهم
---------
(4) انظر رسالة فتنة التكفير والحاكمية ص68 لمحمد بن عبد الله الحسين والتوحيد للفوزان ص92.ومجموع فتاوى ابن باز 1/ 183 وفتاوى مهمة ص35.وحوار مع مالكي لابن منيع ..
---------
ناهيك عن ما فيه من مخالفات شرعية
كاختلاط النساء بالرجال
والآلات والمعازف الموسيقية
وشرب المسكرات والمخدرات في بعض المجتمعات ..
واعتقادهم حضور النبي صلى الله عليه وسلم مولده ليباركهم!!
ولا تسل عن الألفاظ الشركية التي يَدَّعون بها محبة النبي صلى الله عليه وسلم فيطرونه ويغالون في وصفه ليرفعونه فوق منزلة البشر بل ويوصفونه بصفات الألوهية والربوبية مثبتين له الضر والنفع (5)
-------
(5) قال النبي صلى الله عليه وسلم ((لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله)) رواه البخاري ومسلم .. ومن أراد الخير فعليه باقتفاء أثر النبي صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل [قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم]
-------
فماذا تركوا للنصارى في عيسى عليه السلام؟!
ولما الإنكار على النصارى إذاً؟!
هذا غير ما فيه من أذكار مبتدعة ليس لها آثارة من علم ,
لا سيما وأنه أصلاً تشبه بالكفار بعيد ميلاد المسيح بن مريم عليه السلام.
ثم إنه يجر إلى إقامة موالد أخرى للأولياء (6) والمشايخ والزعماء كمولد الحداد والبدوي والحسين في مصر وغيرهم.
----------
(6) الولي هو من آمن بالله واتقاه فقط وليس له مزية أخرى ككرامة أو غيرها قال الله سبحانه وتعالى ((ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون))
------
والحمد لله على توفيقه ..(/)
هل من الممكن آيات تدحض دعوى الصوفية؟!!!
ـ[العصورالوسطى]ــــــــ[24 - Apr-2009, مساء 11:24]ـ
وأكون لكم شاكرا إذا زدتمونى بالحديث الذى قال فيه المصطفى صلى الله عليه وسلم: " أخوك أعبد منك "
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[25 - Apr-2009, صباحاً 06:04]ـ
اخي الكريم هذا الحديث ممايرد به عليهم وعلى غيرهم في عدم الاخذ بالاسباب
عن عمر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا رواه الترمذي وقال: حديث حسن معناه: تذهب أول النهار خماصا: أي ضامرة البطون من الجوع وترجع آخر النهار بطانا: أي ممتلئة البطون
الشرح
قوله: حق توكله أي: توكلا حقيقيا تعتمدون على الله اعتمادا كاملا في طلب رزقكم وفي غيره لرزقكم كما يرزق الطير الطير رزقها على الله عز وجل لأنها طيور ليس لها مالك فتطير في الجو وتغدو إلى أوكارها وتستجلب رزق الله عز وجل تغدو خماصا الغدو: الذهاب في أول النهار وخماصا: جائعة كما قال الله فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم مخمصة مجاعة تغدو خماصا ليس في بطونها شيء لكنها متوكلة على ربها عز وجل وتروح بطانا تروح أي: ترجع في آخر النهار لأن الرواح هو آخر النهار بطانا أي: ممتلئة البطون من رزق الله عز وجل
ففي هذا دليل على مسائل
أولا: أنه ينبغي للإنسان أن يعتمد على الله حق الاعتماد
ثانيا: أنه ما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها حتى الطير في جو السماء لا يمسكه في جو السماء إلا الله ولا يرزقه إلا الله كل دابة في الأرض من أصغر ما يكون كالذر أو أكبر ما يكون كالفيلة وأشباهها فإن على الله رزقها كما قال الله http://www.sonnaonline.com/images/AyaStart.jpg وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها http://www.sonnaonline.com/images/AyaEnd.jpg
وفي هذا: دليل على أن الإنسان إذا توكل على الله حق التوكل فليفعل الأسباب
وضل من قال: لا أفعل السبب وأنا متوكل فهذا غير صحيح المتوكل هو الذي يفعل الأسباب معتمدا على الله عز وجل
ولهذا قال كما يرزق الطير تغدو خماصا تذهب لتطلب الرزق ليست الطيور في أوكارها ولكنها تغدو وتطلب الرزق فأنت إذا توكلت على الله حق التوكل فلابد أن تفعل الأسباب التي شرعها الله لك من طلب الرزق من وجه حلال بالزراعة بالتجارة بالعمالة بأي شيء من أسباب الرزق اطلب الرزق معتمدا على الله ييسر الله لك الرزق
منقوول
ـ[العصورالوسطى]ــــــــ[25 - Apr-2009, مساء 05:10]ـ
جزاك الله خيرا أخى الكريم ولكن هل من الممكن حديث أخوك أعبد منك بتخريجه
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[25 - Apr-2009, مساء 05:32]ـ
سئل الشيخ ابي اسحاق الحويني عن صحة الحديث (العمل عبادة) فقال:
ما صحة حديث: " العمل عبادة ".]
] فاجاب الشيخ:
وهذا الحديث لا أصل له، ولعل مستند هذا القول هو ما يتداوله العوام من أن رجلاً كان يتعبد فى المسجد ليل نهار وله أخ ينفق عليه، فرآه النبى صلى الله عليه وسلم فقال له: من ينفق عليك؟ قال: أخى. قال: أخوك أعبد منك وهذا باطل لا أصل له فى شىء من كتب السنة المعتبرة بل يبطله ما أخرجه الترمذى (2345)، والحاكم (10/ 93 – 94)، والسهمى فى " تاريخ جرجان " (542)، وابن عبد البر فى " جامع العلم " (1/ 59) من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت عن أنس قال: كان أخوان على عهد النبى صلى الله عليه وسلم فكان أحدهما يأتى النبى صلى الله عليه وسلم والأخر يحترف – يعنى يعمل – فشكى المحترف أخاه إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال له: " لعلك ترزق به " قال الترمذى: " حسن صحيح " وقال الحاكم: " صحيح من شرط مسلم ورواته عن آخرهم أثبات ثقات " ووافقه الذهبى وهو كما قالوا وليس فى هذا الحديث أيضاً ما يتكئ عليه العاطلون، فقد تتابعت الأحاديث فى الحض على العمل والنهى عن السؤال، وبيان عدم التعارض بين الأحاديث يحتاج إلى مقام آخر وأخرج البخارى فى " التاريخ الكبير " (4/ 1/181)، ويعقوب بن سفيان فى " المعرفة " (1/ 311)، والطبرانى فى " الكبير " (ج19/رقم 63)، وأبو نعيم فى " الحلية " (3/ 125) والبيهقى (10/ 194 – 195) من طريق بكر بن بشر العسقلانى، ثنا عبد الحميد بن سوار، عن إياس بن معاوية عن أبيه عن جده وساق حديثاً فيه: " والعمل من الإيمان " لكنه ضعيف وبكر بن بشير مجهول كما قال الذهبى فى الميزان، وعبد الحميد بن سوار ضعيف وبه أعله الهيثمى فى " المجمع " (8/ 27) ولو صح لم يكن فيه دليل للحديث المسئول عنه، لأن المقصود منه أن الأعمال التى هى كالصلاة والزكاة وغيرها من تمام الإيمان وفيه رد على المرجئة الذين لا يعتبرون الأعمال داخلة فى الإيمان. وهناك تنبيه وهو أن المسلم لو عمل أى عمل مباح واقترنت به نية الزلفى إلى الله تعالى فإنه يدخل فى جنس العبادة، فلو ذهب لعمله وفى نيته أنه يستعف به ويؤدى ما أوجبه الله عليه من النفقة على زوجته وأولاده كان بذلك عابداً لله لأنه لو قصر فى ذلك حتى ضيعهم أثم به، وقد صح عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: " كفى بالمرء إثماً أن يحبس عمن يملك قوته " أخرجه مسلم وغيره. والله أعلم.
المصدر: موقع الشيخ ابي اسحاق الحويني0(/)
طلب موقف العلماء من متن إبن عاشر
ـ[بسام]ــــــــ[25 - Apr-2009, صباحاً 12:15]ـ
السلام عليكم،
هل أن أحدا من الإخوة على اطلاع على موقف العلماء من متن إبن عاشر، و هل ينصح به أم لا؟
ـ[التقرتي]ــــــــ[25 - Apr-2009, صباحاً 12:21]ـ
ان تركت جانبا مقدمة المتن في العقيدة الاشعرية فالباقي لا بأس به ان كنت تريد دراسة المذهب المالكي و الله اعلم(/)
هل كل قول مشهور هو الراجح؟
ـ[التقرتي]ــــــــ[25 - Apr-2009, صباحاً 12:45]ـ
لأقرب المعنى مثلا قضاء الصلاة على العامد اشتهر في القديم وجوب قضائها حتى حكى بعضهم الاجماع على ذلك ثم اليوم تغيرت الموازين فاشتهر القول بعدم قضائها!!!!
فهل كل قول مشهور هو الراجح؟
ـ[ابو العسل التسامرتي]ــــــــ[07 - May-2009, مساء 08:18]ـ
أحيلك أخي التقرتي على أقرب كتاب إلى يدك و الله أعلم، و هو نظم البوطليحية، أنظر فيما علّقه المحشي على الأبيات الأُوَل تجد بغيتك إن شاء الله.
و دمتم سالمين،،،
ـ[التقرتي]ــــــــ[07 - May-2009, مساء 08:20]ـ
بارك الله فيك
لكن السؤال اعم من المشهور من المذهب المالكي انما اقصد الشهرة بتبني الرأي الكثير من العلماء المعاصرين او المشهورين عند الطلبة
ـ[ابو العسل التسامرتي]ــــــــ[07 - May-2009, مساء 08:47]ـ
ابتداء استميحك عذرا لأني أجبت على عجل انطلاقا لما عنونت به نفع الله بك.
أقول: سؤالك عن كون المشهور هو الراجح أم هو غيره لا يفيدك بشيء ما دام متعلق سؤالك عن سبب اشتهار رأي في زمن دون آخر، ثم لأن ما مثلت به لا يدل صراحة عما سألت عنه، إذ لا يلزم مما جرى في القديم أن يكون راجحا لزاما.
ثم إن كون ما جرى به العمل اليوم لربما كان من قبيل ما استقرت به الفتوى، أو كان من اختيار عالم سُبق به فأذاعه طلبته فظننت أنه من قبيل الراجح إذ لا يلزم منه ذلك.
و تمثيلك بالصلاة في عدم القضاء عند المتأخرين لا أعلم من انتشر عنه القول بذلك أكثر من الشيخ محمد بن الصالح العثيمين.
و الله أعلم و أحكم.
كتبته على عجلة من أمري فاقبله على ما فيه، و إنما أردت به تقريب شيء مما تصورته عنما سألت عنه، و أنت المفيد إن وقفت على شيء.
و دمتم سالمين،،،
ـ[التقرتي]ــــــــ[07 - May-2009, مساء 08:53]ـ
بارك الله فيك
لكن القول بعدم القضاء للعامد قال به بن بن تيمية و بن القيم و الشوكاني و في المعاصرين الالباني و العثيمين و بن باز و الشيخ فركوس بل اغلب المعاصرين اليوم
و المثال مناسب جدا للموضوع فقد روي الاجماع قديما في قضاء الصلاة على العامد حتى جاء بن حزم فقال بخلافه ثم تبعه بن تيمية و انتصر للقول بن القيم ثم بن رجب ثم الشوكاني و اغلب المعاصرين اليوم
و بارك الله فيك على المشاركة
ـ[ابو العسل التسامرتي]ــــــــ[07 - May-2009, مساء 09:16]ـ
لعلك تعني بالقديم الثلاث القرون المفضلة، لأن ابن حزم في القرن الخامس.
فإن كان هذا ما عَنيته، فهل لك أستاذي أن تنقل لي ما ذكرته من إجماع ومن حكاه.
و الذي يظهر لي من كلامك أن ابن حزم رحمه الله هو من تغيير الحكم معه و أن ليس له إماما في المسألة قبله!.
نفع الله بك.
ـ[التقرتي]ــــــــ[07 - May-2009, مساء 09:43]ـ
بارك الله فيك
القول المشهور اعني به ما اشتهر عند السلف و من جاء بعدهم بقرون.
القول بقضاء العامد مشهور عند السلف و لم يخالف الا الحسن البصري رحمه الله, حتى أن الامام احمد رحمه الله كان يقول بكفره و لكن يلزمه بالقضاء بعد التوبة
الاجماع نقله بن عبد البر و بن قدامة (بل استدل به بن قدامة على عدم تكفير تارك الصلاة) و في المعاصرين نقل الاجماع كذلك الزحيلي، و القول بقضاء العامد هو قول المطيعي رحمه الله ايضا
اما بن حزم فروى اجماعا مخالفا بأنه لا يقضي!!!
اما بن القيم و بن رجب نقضوا الاجماع برواية الحسن البصري انه كان لا يرى قضاء تارك الصلاة عمدا فعلى هذا الاجماع لم يثبت عندهم
و أصل المسألة اصولية هل القضاء بالأمر الأول او بأمر جديد
لم يشتهر القول بعدم القضاء الا في العصور المتأخرة و هذا ما نصره الشوكاني في ارشاد الفحول و المعاصرون اليوم
السؤال هو كيف كان اغلب السلف يرون القضاء حتى نقلوا الاجماع ثم انقلب الامر اليوم!!
احيانا نتساءل هل هو الدليل (و في هذه الحال هناك اشكال كيف فات هذا الدليل جمهورعلماء السلف و من بعدهم حتى جاء بن حزم بخلافه)
او ان هناك تقليدا في الاتجاهات فيفسر ذهاب المعاصرون لخلاف قول الجمهور بتقليدهم لمدرسة معينة و ذلك لعدم ظهور ادلة جديدة في المسألة!!
بل ان بن عبد البر في رده على بن حزم اغلظ المقال و اعتبره خارجا عن جماعة المسلمين!!! (راجع الاستذكار)
الواقع ما طرحت السؤال الا لأن بعض الاخوة يعتبرون القول المشتهر اليوم هو الحق حتى انهم احيانا يفسقون و يبدعون من خالفهم و خير مثال على ذلك اسبال الثياب فالمشهور عند الجمهور ان الاسبال مقيد بالخيلاء لكن المشهور اليوم هو العكس التحريم مطلقا!!!!
لذلك نتساءل في امور مثل هذه هل فعلا هي ادلة قوية او انها مدارس!!!(/)
مناقشة جميلة للشيخ الالباني رحمه الله مع بعض المقلدة!!
ـ[الرجل الرجل]ــــــــ[25 - Apr-2009, صباحاً 03:28]ـ
المناظرات باب جميل من ابواب المدارسة والزام الخصم وافحامه, فلو احد جمعها لكان ذلك عمل عظيم ....
السلسلة الصحيحة الكاملة - (1/ 86)
فما أبعد ضلال بعض المقلدة
الذين يذهبون إلى أن الدين محفوظ بالمذاهب الأربعة، و أنه لا ضير على المسلمين
من ضياع قرآنهم لو فرض وقوع ذلك!! هذا ما كان صرح لي به أحد كبار المفتين من
الأعاجم و هو يتكلم العربية الفصحى بطلاقة و ذلك لما جرى الحديث بيني و بينه
حول الاجتهاد و التقليد.
قال - ما يردده كثير من الناس -: إن الاجتهاد أغلق بابه منذ القرن الرابع!
فقلت له: و ماذا نفعل بهذه الحوادث الكثيرة التي تتطلب معرفة حكم الله فيها
اليوم؟
قال: إن هذه الحوادث مهما كثرت فستجد الجواب عنها في كتب علمائنا إما عن عينها
أو مثلها.
قلت: فقد اعترفت ببقاء باب الاجتهاد مفتوحا و لا بد!
قال: و كيف ذلك؟
قلت: لأنك اعترفت أن الجواب قد يكون عن مثلها، لا عن عينها و إذ الأمر كذلك،
فلابد من النظر في كون الحادثه في هذا العصر، هي مثل التي أجابوا عنها، و حين
ذلك فلا مناص من استعمال النظر و القياس و هو الدليل الرابع من أدلة الشرع،
و هذا معناه الاجتهاد بعينه لمن هو له أهل! فكيف تقولون بسد بابه؟! و يذكرني
هذا بحديث آخر جرى بيني و بين أحد المفتين شمال سورية، سألته: هل تصح الصلاة
في الطائرة؟ قال: نعم. قلت: هل تقول ذلك تقليدا أم اجتهادا؟ قال: ماذا
تعني؟ قلت: لا يخفى أن من أصولكم في الإفتاء، أنه لا يجوز الإفتاء باجتهاد،
بل اعتمادا على نص من إمام، فهل هناك نص بصحة الصلاة في الطائرة؟ قال: لا،
قلت: فكيف إذن خالفتم أصلكم هذا فأفتيتم دون نص؟ قال: قياسا.
قلت: ما هو المقيس عليه؟ قال: الصلاة في السفينة.
قلت: هذا حسن، و لكنك خالفت بذلك أصلا و فرعا، أما الأصل فما سبق ذكره،
و أما الفرع فقد ذكر الرافعي في شرحه أن المصلي لو صلى في أرجوحة غير معلقة
بالسقف و لا مدعمة بالأرض فصلاته باطلة. قال: لا علم لي بهذا.
قلت: فراجع الرافعي إذن لتعلم أن (فوق كل ذي علم عليم)، فلو أنك تعترف أنك
من أهل القياس و الاجتهاد و أنه يجوز لك ذلك و لو في حدود المذهب فقط، لكانت
النتيجة أن الصلاة في الطائرة باطلة لأنها هي التي يتحقق فيها ما ذكره الرافعي
من الفرضية الخيالية يومئذ. أما نحن فنرى أن الصلاة في الطائرة صحيحة لا شك في
ذلك، و لئن كان السبب في صحة الصلاة في السفينة أنها مدعمة بالماء بينها و بين
الأرض، فالطائرة أيضا مدعمة بالهواء بينها و بين الأرض. و هذا هو الذي بدا
لكم في أول الأمر حين بحثتم استقلالا، و لكنكم لما علمتم بذلك الفرع المذهبي
صدكم عن القول بما أداكم إليه بحثكم!؟
أعود إلى إتمام الحديث مع المفتي الأعجمي، قلت له: و إذا كان الأمر كما
تقولون: إن المسلمين ليسوا بحاجة إلى مجتهدين لأن المفتي يجد الجواب عن عين
المسألة أو مثلها، فهل يترتب ضرر ما لو فرض ذهاب القرآن؟ قال: هذا لا يقع،
قلت: إنما أقول: لو فرض، قال: لا يترتب أي ضرر لو فرض وقوع ذلك!
قلت: فما قيمة امتنان الله عز و جل إذن على عباده بحفظ القرآن حين قال: (إنا
نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون)، إذا كان هذا الحفظ غير ضروري بعد الأئمة
؟!
ـ[أبو جهاد]ــــــــ[27 - Apr-2009, مساء 02:53]ـ
جميلة جداً(/)
المواضع الأربعة التي يتعيَّن فيها القتال (ابن عثيمين)
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[25 - Apr-2009, صباحاً 06:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ ابن عثيمين في ذكره لفوائد قول الله "واقتلوهم حيث ثقفتموهم .. ":
وقتال الكفار في الأصل فرض كفاية؛ وقد يكون مستحباً؛ وقد يكون فرض عين ــــ وذلك في أربعة مواضع ــــ:
الموضع الأول: إذا حضر صف القتال فإنه يكون فرض عين؛ ولا يجوز أن ينصرف؛ لقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفاً فلا تولوهم الأدبار * ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفاً لقتال أو متحيزاً إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير} [الأنفال: 15، 16].
الموضع الثاني: إذا حصر بلده العدو فإنه يتعين القتال من أجل فكّ الحصار عن البلد؛ ولأنه يشبه من حضر صف القتال.
الموضع الثالث: إذا احتيج إليه؛ إذا كان هذا الرجل يحتاج الناس إليه إمّا لرأيه، أو لقوته، أو لأيّ عمل يكون؛ فإنه يتعين عليه.
الموضع الرابع: إذا استنفر الإمام الناس وجب عليهم أن يخرجوا، ولا يتخلف أحد؛ لقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة ... } [التوبة: 38] إلى قوله تعالى: {إلا تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً ويستبدل قوماً غيركم ... } [التوبة: 39] الآية.
وما سوى هذه المواضع فهو فرض كفاية؛ واعلم أن الفرض سواء قلنا فرض عين، أو فرض كفاية لا يكون فرضاً إلا إذا كان هناك قدرة؛ أما مع عدم القدرة فلا فرض؛ لعموم الأدلة الدالة على أن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها، ولقوله تعالى: {ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله} [التوبة: 91]؛ فإذا كنا لا نستطيع أن نقاتل هؤلاء لم يجب علينا؛ وإلا لأثَّمْنا جميع الناس مع عدم القدرة؛ ولكنه مع ذلك يجب أن يكون عندنا العزم على أننا إذا قدرنا فسنقاتل؛ ولهذا قيدها الله عز وجل بقوله تعالى: {إذا نصحوا لله ورسوله} [التوبة: 91]؛ ليس على هؤلاء الثلاثة حرج بشرط أن ينصحوا لله ورسوله؛ فأما مع عدم النصح لله ورسوله، فعليهم الحرج ــــ حتى وإن وجدت الأعذار في حقهم ــــ.
فالحاصل أننا نقول إن القتال فرض كفاية؛ ويتعين في مواضع؛ وهذا الفرض ــــ كغيره من المفروضات ــــ من شرطه القدرة؛ أما مع العجز فلا يجب؛ لكن يجب أن يكون العزم معقوداً على أنه إذا حصلت القوة جاهدنا في سبيل الله؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من مات ولم يغز، ولم يحدث به نفسه، مات على شعبة من النفاق» (1).
-------------
(1) أخرجه مسلم ص1019، كتاب الإمارة، باب 47 ذم من مات ولم يغز ... ، حديث رقم 4931 [158] 1910.
----- ------ ------ ------
تفسير سورة البقرة، للشيخ ابن عثيمين، المجلد الثاني، ص379، 380، 381.
ـ[ابومعاذ]ــــــــ[25 - Apr-2009, صباحاً 10:36]ـ
يعني الخلاصه ان مافيه جهاد
حسبنا الله ونعم الوكيل
ـ[فارس الأزدي]ــــــــ[25 - Apr-2009, مساء 12:09]ـ
يعني الخلاصه ان مافيه جهاد
حسبنا الله ونعم الوكيل
إتق الله ياأبا معاذ حفظك الله ورعاك.
هذه قواعد مؤصلة عند أهل العلم ولا يعني ذلك "مافيه جهاد" بارك الله فيك.
ارجع لكلام أهل العلم
ـ[أشجعي]ــــــــ[25 - Apr-2009, مساء 01:03]ـ
يعني الخلاصه ان مافيه جهاد
حسبنا الله ونعم الوكيل
لأ فيه جهاد,
بس شو قاعد بتسوي عندي؟؟؟؟؟؟
وليش انت مش طالع تجاهد؟؟؟
افتح باب واحنا وراك -يا فلسفجي-
ـ[التقرتي]ــــــــ[25 - Apr-2009, مساء 02:53]ـ
يعني الخلاصه ان مافيه جهاد
حسبنا الله ونعم الوكيل
الشيخ يتكلم عن الجهاد متى يكون فرض عين على الفرد و ليس يتكلم عن متى يعلن الحاكم الجهاد
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[25 - Apr-2009, مساء 02:57]ـ
يعني الخلاصه ان مافيه جهاد
حسبنا الله ونعم الوكيل
أخي - وفقك الله لهداه - قد سبقَ ذكر الأحوال التي يتعيَّن فيها الجهاد، مع أدلتها، وسبقَ ذكر شرط القدرة ودليله، وعليه فإنه يجب على المسلم التسليم لشرع الله وقدره، وألا يكون في نفسه حزازة من شيء من أوامر الشرع، قال الله "وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرًا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم" فيجب التسليم من غير اختيار أو تردد.
وقال صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئتُ به" صححه النووي في الأربعين.
قال ابن القيم في الرسالة التبوكية: كم من حزازة في نفوس كثير من الناس من كثير من النصوص وبودهم أن لو لم ترد؟ وكم من حرارة في أكبادهم منها، وكم من شجى في حلوقهم منها ومن موردها؟
ستبدو لهم تلك السرائر بالذي يسوء ويخزي يوم تبلى السرائر. أ. هـ
وقال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى، المجلد 28: وما أكثر ما تفعل النفوس ما تهواه، ظانة أنها تفعله طاعة لله.
فليتفقد المسلم نفسه.(/)
الثناء السَنِي من الشيخ بكر على الألبانِي
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[25 - Apr-2009, صباحاً 06:33]ـ
قال العلامة: بكر بن عبدالله أبو زيد ـ رحمه الله ـ في: ”التحذير من مختصرات الصابوني” (ص 344) [ضمن: ”الردود”]:
(ارتسام علمية الألباني في نفوس أهل العلم، ونصرته للسنة، وعقيدة السلف أمر لا ينازعه فيه إلا عَدُوٌّ جاهل، والحكم ندعه للقراء، فلا نطيل) أ. هـ
فرحم اللهُ الإمامينِ العلميْنِ الجليليْن، وجزاهما خيرًا بما قدَّماه نصرةً للسنة، والذب عنها.(/)
من فضائل الحجاب
ـ[أبو قتادة العماني]ــــــــ[25 - Apr-2009, صباحاً 10:49]ـ
فرض الله الحجاب لحكم وأسرار عظيمة، وفضائل محمودة، وغايات ومصالح كبيرة، منها:
أولا: حفظ العرض: الحجاب حراسة شرعية لحفظ الأعراض، ودفع أسباب الريبة والفتنة والفساد.
ثانيا: طهارة القلوب: الحجاب داعية إلى طهارة قلوب المؤمنين والمؤمنات، وعمارتها بالتقوى، وتعظيم الحرمات. وصدق الله - سبحانه - {ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن}.
ثالثا: مكارم الأخلاق: الحجاب داعية إلى توفير مكارم الأخلاق من العفة والاحتشام والحياء والغيرة، والحجب لمساويها من التلوث بالشائنات كالتبذل والتهتك والسفاله والفساد.
رابعا: علامة على العفيفات: الحجاب علامة شرعية على الحرائر العفيفات في عفتهن وشرفهن، وبعدهن عن دنس الريبة والشك: {ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين}، وصلاح الظاهر دليل على صلاح الباطن، وإن العفاف تاج المرأة، وما رفرفت العفة على دار إلا أكسبتها الهناء. ومما يستطرف ذكره هنا، أن النميري لما أنشد عند الحجاج قوله: يخمرن أطراف البنان من التقى ---- يخرجن جنح الليل معتجرات
قال الحجاج: وهكذا المرأة الحرة المسلمة.
خامسا: قطع الأطماع والخواطر الشيطانية: الحجاب وقاية اجتماعية من الأذى، وأمراض قلوب الرجال والنساء، فيقطع الأطماع الفاجرة، ويكف الأعين الخائنة، ويدفع أذى الرجل في عرضه، وأذى المرأة في عرضها ومحارمها، ووقاية من رمي المحصنات بالفواحش، وإدباب قالة السوء، ودنس الريبة والشك، وغيرها من الخطرات الشيطانية. ولبعضهم:
حور حرائر ما هممن بريبة --- كظباء مكة صيدهن حرام.
سادسا: حفظ الحياء: وهو مأخوذ من الحياة، فلا حياة بدونه، وهو خلق يودعه الله في النفوس التي أراد - سبحانه - تكريمها، فيبعث على الفضائل، ويدفع في وجوه الرذائل، وهو من خصائص الإنسان، وخصال الفطرة، وخلق الإسلام، والحياء شعبة من شعب الإيمان، وهو من محمود خصال العرب التي أقرها الإٍسلام ودعا إليها، قال عنتره العبسي: وأغض طرفي إن بدت لي جارتي حتى يواري جارتي مأواها فآل مفعول الحياء إلى التحلي بالفضائل، وإلى سياج رادع، يصد النفس ويزجرها عن تطورها في الرذائل. وما الحجاب إلا وسيلة فعالة لحفظ الحياء، وخلع الحجاب خلع للحياء.
سابعا: الحجاب يمنع نفوذ التبرج والسفور والاختلاط إلى مجتمعات أهل الإسلام.
ثامنا: الحجاب حصانة ضد الزنا والإباحية، فلا تكون المرأة إناءً لكل والغ.
تاسعا: المرأة عورة، والحجاب ساتر لها، وهذا من التقوى، قال الله تعالى: {يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوآتكم وريشاً ولباس التقوى ذلك خير} (الأعراف / 26). قال عبدالرحمن بن أسلم - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية: يتقي الله فيواري عورته فذاك لباس التقوى. وفي الدعاء المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي) رواه أبو داود وغيره.
فاللهم استر عوارتنا وعورات نساء المؤمنين، آمين.
عاشرا: حفظ الغيرة.
من كتاب: حراسة الفضيلة / للشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد (رحمه الله تعالى)
ـ[أبو قتادة العماني]ــــــــ[30 - Aug-2009, مساء 12:57]ـ
يرفع للفائدة ....
ـ[حسين ابو عبد الله]ــــــــ[30 - Aug-2009, مساء 01:17]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
جزاك الله خيرا اخي أبو قتادة
ونفع الله بك الإسلام والمسلمين(/)
الزرياب الإبريز
ـ[عربي مسلم]ــــــــ[25 - Apr-2009, مساء 02:06]ـ
http://a.m.h.334.googlepages.com/asasmmasas33.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من جديد التسجيلات الإسلامية محاضرة لفضيلة الشبخ: علي بن عبد الخالق القرني .. حفظه الله
وكانت بعنوان:
الزرياب الإبريز في وفاء النبي العزيز
صلى الله عليه وسلم
http://www.aboshdg.net/up/uploads/images/aboshdg-ed37218f01.jpg
يتحدث فيها الشيخ عن الوفاء .. ويعرض صوراً من وفائه صلى الله عليه وسلم
ووفاء صحابته والتابعين لهم بإحسان
http://a.m.h.334.googlepages.com/asasmmasas33.gif
قام إخوانكم في منتديات أسماع بتقطيع المحاضرة
وجعل كل قصة أو عنوان تحدث فيه الشيخ لوحده
نسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم
وأن يوفقنا جميعاً لمرضاته .. واتباع نبيه صلى الله عليه وسلم
إلى المحاضرة
http://a.m.h.334.googlepages.com/asasmmasas33.gif
.. المحاضرة ( http://http://uploadingit.com/files/1090762_z31v8/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%A7 %D8%B6%D8%B1%D8%A9%20%D9%83%D8 %A7%D9%85%D9%84%D8%A9.mp3) كاملة ..
الزرياب الإبريز ... منتديات أسماع
1المقدمة ( http://http://uploadingit.com/files/1090644_owssz/1%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A F%D9%85%D8%A9.mp3)[/CENTER]
رابط رفوف
http://www.rofof.com/dw.png (http://http://www.rofof.com/4kwzjb22/1almqdmh.html)
الزرياب الإبريز ... منتديات أسماع
2 ( http://http://uploadingit.com/files/1090645_f2nhg/2%20%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%8A%D 8%A9.mp3) بداية
رابط رفوف
http://www.rofof.com/dw.png (http://http://www.rofof.com/4vwqyn22/2_Bdayh.html)
الزرياب الإبريز ... منتديات أسماع
3 ( http://http://uploadingit.com/files/1090646_uvsml/3%20%D9%85%D8%B9%D9%86%D9%89%2 0%D8%A7%D9%84%D8%B2%D8%B1%D9%8 A%D8%A7%D8%A8%20%2B%20%D9%85%D 8%AF%D8%AE%D9%84.mp3) معنى الزرياب + مدخل
رابط رفوف
http://www.rofof.com/dw.png (http://http://www.rofof.com/4ihrpw22/3_m3na.html)
الزرياب الإبريز ... منتديات أسماع
4 ( http://http://uploadingit.com/files/1090647_fm9uh/4%20%D8%B2%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D 8%A8%20%D9%8A%D9%82%D9%88%D9%8 4.mp3) زرياب يقول
رابط رفوف
http://www.rofof.com/dw.png (http://http://www.rofof.com/4jwqxi22/Dow.html)
الزرياب الإبريز ... منتديات أسماع
5 ( http://http://uploadingit.com/files/1090648_epqrm/5%20%D8%B5%D9%88%D8%B1%20%D9%8 5%D9%86%20%D9%88%D9%81%D8%A7%D 8%A1%20%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A 8%D9%8A%20%D8%B5%D9%84%D9%89%2 0%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87%20%D 8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87%20%D9%8 8%D8%B3%D9%84%D9%85.mp3) صور من وفاء النبي صلى الله عليه وسلم
رابط رفوف
http://www.rofof.com/dw.png (http://http://www.rofof.com/4ckesh22/5_swr.html)
الزرياب الإبريز ... منتديات أسماع
6 ( http://http://uploadingit.com/files/1090649_pflpp/6%20%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7%2 0%D9%82%D8%A7%D9%84%20%D8%B9%D 9%86%D9%87%20%D9%85%D9%83%D8%B 1%D8%B2.mp3) ماذا قال عنه مكرز
رابط رفوف
http://www.rofof.com/dw.png (http://http://www.rofof.com/4lpezb22/6_madha.html)
الزرياب الإبريز ... منتديات أسماع
7 ( http://http://uploadingit.com/files/1090650_qrwgk/7%20%D9%88%D9%81%D8%A7%D8%A4%D 9%87%20%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%8 7%20%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%84%D 8%A7%D8%A9%20%D9%88%D8%A7%D9%8 4%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%20%D 9%84%D9%84%D8%A3%D8%B9%D8%B1%D 8%A7%D8%A8%D9%8A.mp3) وفاؤه عليه الصلاة والسلام للأعرابي
رابط رفوف
http://www.rofof.com/4yextv22/7_wfau'h.html"] (http://)http://www.rofof.com/dw.png
الزرياب الإبريز ... منتديات أسماع
8 ( http://http://uploadingit.com/files/1090651_e934i/8%20%D8%B5%D9%84%D8%AD%20%D8%A 7%D9%84%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%A 8%D9%8A%D8%A9.mp3) صلح الحديبية
رابط رفوف
http://www.rofof.com/dw.png (http://http://www.rofof.com/4flyxk22/Dow.html)
(يُتْبَعُ)
(/)
الزرياب الإبريز ... منتديات أسماع
9 ( http://http://uploadingit.com/files/1090652_arqqo/9%20%D8%A3%D8%A8%D9%88%20%D8%B 3%D9%81%D9%8A%D8%A7%D9%86%20%D 9%85%D8%B9%20%D9%87%D8%B1%D9%8 2%D9%84%20%D8%A7%D9%84%D8%B1%D 9%88%D9%85.mp3) أبو سفيان مع هرقل الروم
رابط رفوف
http://www.rofof.com/4oldvr22/9_'abw.html"] (http://)http://www.rofof.com/dw.png
الزرياب الإبريز ... منتديات أسماع
10 ( http://http://uploadingit.com/files/1090653_qrwyv/10%20%D8%A3%D8%A8%D9%88%20%D8% B1%D8%A7%D9%81%D8%B9%20%D8%B1% D8%B6%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D9% 84%D9%87%20%D8%B9%D9%86%D9%87. mp3) أبو رافع رضي الله عنه
رابط رفوف
http://www.rofof.com/4gtqkn22/10_'abw.html"] (http://)http://www.rofof.com/dw.png
الزرياب الإبريز ... منتديات أسماع
11 ( http://http://uploadingit.com/files/1090654_o2sfo/11%20%D9%88%D9%81%D8%A7%D8%A4% D9%87%20%D9%84%D8%B9%D8%AB%D9% 85%D8%A7%D9%86%20%D8%A8%D9%86% 20%D8%B7%D9%84%D8%AD%D8%A9.mp3 ) وفاؤه لعثمان بن طلحة
رابط رفوف
http://www.rofof.com/4cvqex22/11_wfau'h.html"] (http://)http://www.rofof.com/dw.png
الزرياب الإبريز ... منتديات أسماع
12 ( http://http://uploadingit.com/files/1090666_gfjuf/12%20%D8%B5%D9%88%D8%B1%20%D9% 85%D9%86%20%D9%88%D9%81%D8%A7% D8%A6%D9%87%20%D8%B5%D9%84%D9% 89%20%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87% 20%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87%20% D9%88%D8%B3%D9%84%D9%85%20%D9% 84%D8%A3%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D8% A8%D9%87.mp3) صور من وفائه صلى الله عليه وسلم لأصحابه
رابط رفوف
http://www.rofof.com/dw.png (http://http://www.rofof.com/4wuiak22/12_swr.html)
الزرياب الإبريز ... منتديات أسماع
13 ( http://http://uploadingit.com/files/1090667_obbnb/13%20%D9%88%D9%81%D8%A7%D8%A4% D9%87%20%D9%84%D8%B9%D9%85%D9% 87%20%D8%A3%D8%A8%D9%88%20%D8% B7%D8%A7%D9%84%D8%A8.mp3) وفاؤه لعمه أبو طالب
رابط رفوف
http://www.rofof.com/4jxnvk22/13_wfau'h.html"] (http://)http://www.rofof.com/dw.png
[CENTER] الزرياب الإبريز ... منتديات أسماع
يتبع >>
ـ[عربي مسلم]ــــــــ[25 - Apr-2009, مساء 02:07]ـ
http://uploadingit.com/files/1090668_lejhy/14%20%D9%88%D9%81%D8%A7%D8%A4% D9%87%20%D9%84%D8%B1%D8%AD%D9% 85%D9%87%20%D8%A7%D9%84%D8%A8% D8%A7%D9%82%D9%8A%D9%86%20%D8% B9%D9%84%D9%89%20%D9%83%D9%81% D8%B1%D9%87%D9%85%20%D9%88%D8% A5%D8%AE%D9%88%D8%A7%D9%86%D9% 87%20%D9%85%D9%86%20%D8%A7%D9% 84%D8%B1%D8%B6%D8%A7%D8%B9.mp3"] (http://)14 وفاؤه لرحمه الباقين على كفرهم وإخوانه من الرضاع
رابط رفوف
http://www.rofof.com/4vubgd22/14_wfau'h.html"] (http://)http://www.rofof.com/dw.png
الزرياب الإبريز ... منتديات أسماع
http://uploadingit.com/files/1090669_pbzby/15%D9%88%D9%81%D8%A7%D8%A4%D9% 87%20%D9%84%D8%B2%D9%88%D8%AC% D8%A7%D8%AA%D9%87%20%D9%88%D8% AD%D8%A7%D8%B6%D9%86%D8%AA%D9% 87.mp3"] (http://)15 وفاؤه لزوجاته وحاضنته
رابط رفوف
http://www.rofof.com/4zruyt22/Dow.html"] (http://)http://www.rofof.com/dw.png
(http://www.rofof.com/4zruyt22/15wfau'h_lzwjat'h.html)
الزرياب الإبريز ... منتديات أسماع
http://uploadingit.com/files/1090670_adpvg/16%20%D9%88%D9%81%D8%A7%D8%A4% D9%87%20%D9%84%D9%84%D9%88%D8% A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86.mp3"] (http://)16 وفاؤه للوالدين
رابط رفوف
http://www.rofof.com/4nsvlt22/16_Wfau'h_Llwaldyn.html"] (http://)http://www.rofof.com/dw.png
الزرياب الإبريز ... منتديات أسماع
http://uploadingit.com/files/1090671_lxzqk/17%20%D9%82%D8%B5%D8%B5%20%D9% 85%D9%86%20%D9%88%D9%81%D8%A7% D8%A6%D9%87%20%D8%B5%D9%84%D9% 89%20%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87% 20%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87%20% D9%88%D8%B3%D9%84%D9%85.mp3"] (http://)17 قصص من وفائه صلى الله عليه وسلم
رابط رفوف
http://www.rofof.com/4mnobr24/17_qss.html"] (http://)http://www.rofof.com/dw.png
الزرياب الإبريز ... منتديات أسماع
(يُتْبَعُ)
(/)
http://uploadingit.com/files/1090445_9qtro/18%20%D9%85%D9%86%20%D9%88%D9% 81%D8%A7%D8%A1%20%D8%A7%D9%84% D8%B5%D8%AD%D8%A7%D8%A8%D8%A9% 20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8% A7%D8%A8%D8%B9%D9%8A%D9%86%20% D9%84%D9%87%D9%85%20%D8%A8%D8% A5%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D9%86.mp3"] (http://)18 من وفاء الصحابة والتابعين لهم بإحسان
رابط رفوف
http://www.rofof.com/4esuyq24/18_mn.html"] (http://)http://www.rofof.com/dw.png
الزرياب الإبريز ... منتديات أسماع
http://uploadingit.com/files/1090446_uqb15/19%20%D9%87%D8%A7%D8%B1%D9%88% D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8% B4%D9%8A%D8%AF.mp3"] (http://)19 هارون الرشيد
رابط رفوف
http://www.rofof.com/4wjneh24/19_Harwn_Al-rshyd.html"] (http://)http://www.rofof.com/dw.png
الزرياب الإبريز ... منتديات أسماع
http://uploadingit.com/files/1090447_j6z3a/20%20%D9%88%D9%81%D8%A7%D8%A1% 20%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8% AE%20%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88% D9%8A%D8%AC%D8%B1%D9%8A%20%D9% 84%D8%A3%D9%85%D9%87.mp3"] (http://)20 وفاء الشيخ التويجري لأمه
رابط رفوف
http://www.rofof.com/4shkzw24/20_wfa.html"] (http://)http://www.rofof.com/dw.png
الزرياب الإبريز ... منتديات أسماع
http://uploadingit.com/files/1090448_kutv7/21%20%D8%A7%D8%A8%D9%86%20%D8% A8%D8%A7%D8%B2%20%D9%88%D8%A7% D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9% D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8% B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8% A9.mp3"] (http://)21 ابن باز والجامعة الإسلامية
رابط رفوف
http://www.rofof.com/4utbvr24/21_abn.html"] (http://)http://www.rofof.com/dw.png
الزرياب الإبريز ... منتديات أسماع
http://uploadingit.com/files/1090449_vb4n2/22%D8%AE%D8%A7%D9%84%D8%AF%20% D8%A8%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D9% 88%D9%84%D9%8A%D8%AF.mp3"] (http://)22 خالد بن الوليد
رابط رفوف
http://www.rofof.com/4tfvuo24/22khald_Bn_Al-wlyd.html"] (http://)http://www.rofof.com/dw.png
الزرياب الإبريز ... منتديات أسماع
http://uploadingit.com/files/1090450_shmmb/23%20%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF% 20%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9% 8A%D9%81%20%D8%A8%D8%B7%D9%84% 20%D8%A7%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9% 82%D9%8A%D8%A7.mp3"] (http://)23 أحمد الشريف بطل افريقيا
رابط رفوف
http://www.rofof.com/4uhgzo24/23_'ahmd.html"] (http://)http://www.rofof.com/dw.png
الزرياب الإبريز ... منتديات أسماع
http://uploadingit.com/files/1090451_6dce0/24%20%D8%B9%D8%A8%D8%AF%20%D8% A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%AF%D8% B1%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3% D9%8A%D9%86%D9%8A.mp3"] (http://)24 عبد القادر الحسيني
رابط رفوف
http://www.rofof.com/4okszq24/24_3bd.html"] (http://)http://www.rofof.com/dw.png
الزرياب الإبريز ... منتديات أسماع
http://uploadingit.com/files/1090452_gjinf/25%20%D9%85%D8%A7%20%D8%A3%D8% AD%D9%88%D8%AC%D9%86%D8%A7%20% D8%A5%D9%84%D9%89%20%D8%A7%D9% 84%D9%88%D9%81%D8%A7%D8%A1.mp3"] (http://)25 ما أحوجنا إلى الوفاء
رابط رفوف
http://www.rofof.com/4pxcan24/25_ma.html"] (http://)http://www.rofof.com/dw.png
الزرياب الإبريز ... منتديات أسماع
http://uploadingit.com/files/1090453_y2ju1/26%20%D8%A3%D9%8A%D9%87%D8%A7% 20%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%8A%D9% 84%20..%20%D9%84%D9%86%D8%AD%D 9%88%D9%84%20%D8%A7%D9%84%D9%8 3%D9%84%D8%A7%D9%85%20%D8%A5%D 9%84%D9%89%20%D8%A3%D9%81%D8%B 9%D8%A7%D9%84.mp3"] (http://)26 أيها الجيل .. لنحول الكلام إلى أفعال
رابط رفوف
http://www.rofof.com/4plrcy24/26_'ayha.html"] (http://)http://www.rofof.com/dw.png
الزرياب الإبريز ... منتديات أسماع
http://uploadingit.com/files/1090454_gbriy/27%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AE% D8%B1%D8%AC%20%D9%85%D9%86%20% D8%A7%D9%84%D9%81%D8%AA%D9%86. mp3"] (http://)27 المخرج من الفتن
رابط رفوف
http://www.rofof.com/4kxsmd24/27_Al-mkhrj_Mn_Al-ftn.html"] (http://)http://www.rofof.com/dw.png
(يُتْبَعُ)
(/)
الزرياب الإبريز ... منتديات أسماع
http://uploadingit.com/files/1090455_nzse6/28%20%D9%84%D9%86%D9%82%D8%A7% D8%B7%D8%B9.mp3"] (http://)28 لنقاطع
رابط رفوف
http://www.rofof.com/4xgcie24/28_Lnqat3.html"] (http://)http://www.rofof.com/dw.png
الزرياب الإبريز ... منتديات أسماع
http://uploadingit.com/files/1090456_zphun/29%20%D8%A3%D9%85%D8%A9%20%D8% A7%D9%84%D9%84%D9%87.mp3"] (http://)29 أمة الله
رابط رفوف
http://www.rofof.com/4znmxw24/29_Amtullh.html"] (http://)http://www.rofof.com/dw.png
الزرياب الإبريز ... منتديات أسماع
http://uploadingit.com/files/1090457_yrrsg/30%20%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B9% D8%AA%D8%B5%D8%A7%D9%85%20%D8% A8%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9% 86.mp3"] (http://)30 الاعتصام بالدين
رابط رفوف
http://www.rofof.com/4gzlao24/30_Al-a3tsam_Baldyn.html"] (http://)http://www.rofof.com/dw.png
الزرياب الإبريز ... منتديات أسماع
http://uploadingit.com/files/1090458_xwisw/31%20%D8%A3%D8%A8%D9%86%D8%A7% D8%A1%20%D9%81%D9%84%D8%B3%D8% B7%D9%8A%D9%86.mp3"] (http://)31 أبناء فلسطين
رابط رفوف
http://www.rofof.com/4qalzh24/31_Abna'a_Flstyn.html"] (http://)http://www.rofof.com/dw.png
الزرياب الإبريز ... منتديات أسماع
http://uploadingit.com/files/1090459_lmfyn/32%20%D8%B1%D8%AC%D8%A7%D9%84% 20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8% A8%D8%A9.mp3"] (http://)32 رجال الحسبة
رابط رفوف
الزرياب الإبريز ... منتديات أسماع
http://uploadingit.com/files/1090460_ny2wz/33%20%D8%AE%D8%A7%D8%AA%D9%85% D8%A9.mp3"] (http://)33 خاتمة
رابط رفوف
http://www.rofof.com/4bqwse24/33_Khatmh.html"] (http://)http://www.rofof.com/dw.png
الزرياب الإبريز ... منتديات أسماع
http://a.m.h.334.googlepages.com/asasmmasas33.gif
أخيراً .. نتمنى أن يكون هذا العمل قد حاز على إعجابكم
فما كان فيه من صواب فمن الله وحده .. وما كان فيه من خطأ أوتقصير فمن أنفسنا والشيطان
مع تحيات إخوانكم في:
منتديات أسماع
http://www.asmma3.com/vb3"] (http://)www.asmma3.com/vb3 (http://www.asmma3.com/vb3)
http://a.m.h.334.googlepages.com/asasmmasas33.gif
منقول
لمن أراد نشر العمل فالتنسيق جاهز في المرفقات
: yasser-atrees (201)
http://a.m.h.334.googlepages.com/asasmmasas33.gif
مع أطيب المنى،،،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
: yasser-atrees (201)
http://a.m.h.334.googlepages.com/asasmmasas33.gif(/)
كن مفتاحا خير
ـ[أبو عبد الأكرم الجزائري]ــــــــ[25 - Apr-2009, مساء 02:13]ـ
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر, وإن من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير. فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه, وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه)) [ i] (http://www.al-badr.net/ ... /tiny_mce/blank.htm#_edn1) ومن أراد لنفسه أن يكون من مفاتيح الخير مغاليق الشر أهلِ طوبى, فعليه بما يلي:1) الإخلاص لله في الأقوال والأعمال, فإنه أساس كل خير وينبوع كل فضيلة.2) الدعاء والإلحاح على الله بالتوفيق لذلك, فإن الدعاء مفتاح لكل خير, والله لا يرد عبداً دعاه ولايخيب مؤمناً ناداه.3) الحرص على طلب العلم وتحصيله, فإن العلم داع إلى الفضائل والمكارم حاجز عن الفحشاء والعظائم.4) الإقبال على عبادة الله ولاسيما الفرائض, وبخاصة الصلاة فإنها تنهى عن الفحشاء والمنكر.5) التحلي بمكارم الأخلاق ورفيعها, والبعد عن سفاسف الأخلاق ورديئها.6) مرافقة الأخيار ومجالسة الصالحين, فإن مجالسهم تحفها الملائكة وتغشاها الرحمة, والحذر من مجالس الأشرار والطالحين, فإنها متنزل الشياطين.7) النصح للعباد حال معاشرتهم ومخالطتهم, بشغلهم في الخير وصرفهم عن الشر.8) تذكر المعاد والوقوف بين يدي رب العالمين , فيجازي المحسن بإحسانه والمسئ بإساءته. {فمن يعمل مثقال ذرةٍ خيراً يره, ومن يعمل مثقال ذرةٍ شراً يره} – الزلزلة 7 - 8 - 9) وعماد ذلك كله رغبة العبد في الخير وفي نفع العبد في الخير وقي نفع العباد, فمتى كانت الرغبة فائمة والنية مصممة والعزم أكيداً, واستعان بالله في ذلك وأتى الأمور من أبوابها, كان –بإذن الله- من مفاتيح الخير مغاليق الشر. والله يتولى عباده بتوفيقه, ويفتح على من يشاء بالحق وهو خير الفاتحين.(/)
شرور القنوات الفضائية
ـ[أبو عبد الأكرم الجزائري]ــــــــ[25 - Apr-2009, مساء 02:18]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: فإننا نعيش هذه الأيام زمنا تكاثرت فيه الشرور وعظمت فيه الفتن، وصارت بسبب كثرتها يرقق بعضها بعضا ولعل في هذا مصدقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: {إن هذه الأمة جُعل عافيتها في أولها، وسيُصيب أخرَها بلاء وأمور تُنكرونها، تجيئ الفتن يرقق بعضها بعضا، وتجيئ الفتنة فيقول المؤمن هذه مهلكتي ثم تنكشف، وتجيئ الفتنة فيقول المؤمن هذه هذه، فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر}. لقد تزايد في هذا الزمان كيد الكفار أعداء الله وأعداء دينه وأعداء عباده المؤمنين، مستهدفين ديار المسلمين، يبتغون خلخلة دينهم وزعزعة إيمانهم وتدمير أخلاقهم و إفساد سلوكهم ونشر الفاحشة والرذيلة بينهم وإخراجهم من حظيرة الإسلام، لا بلغهم الله ما يريدون. ولقد كانوا سابقا يعجَزون عن الوصول إلى أفكار الشباب وعقول الناشئة لبث ما لديهم من سموم وعرض ما عندهم من كفر و إلحاد و مجون، أما الآن فقد أصبحت تحمل أفكارهم الرياح، إنها رياح مهلكة، بل أعاصير مدمرة تقصف بالمبادئ والقيم، وتدمر الأديان والأخلاق، وتقتلع جذور الفضيلة والصلاح، وتجتث أصول الحق واليقين. لقد تمكن أعداء دين الله من خلال القنوات الفضائية والبث المباشر من الوصول إلى العقول والأفكار، ومن الدخول إلى المساكن والبيوت، يحملون نتنهم وسمومهم، ويبثون كفرهم وإلحادهم و مجونهم، وينشرون رذائلهم وحقاراتهم وفجورهم في مشاهد زور، ومدارس خنى، وفجور، تطبع في نفوس النساء والشباب محبة العشق والفساد والخمور، بل إنها بمثابة شرك الكيد وحبائل الصيد تقتنص القلوب الضعيفة وتصطاد النفوس الغافلة، فتفسد عقائدها، وتحرف أخلاقها وتوقعها في الافتتان، ولا أشد من الفتنة التي تغزو الناس في عقر دورهم ووسط بيوتهم محمومة مسمومة محملة بالشر والفساد. ومن أسف! بل ومما يملؤ القلب حزناً وكمداً أن أصبح في أبناء المسلمين وبناتهم من يجلس أمام هذه الشاشات المدمرة ساعات طوال، و أوقات كثار يصغي بسمعه إلى هؤلاء، وينظر بعينه إلى ما يعرضون ويقبل بقلبه و قالبه على ما يقدمون ومع مر الأيام تتسلل الأفكار الخبيثة وتتعمق المبادئ الهدامة وتغري العقول والأفكار، ويتحقق للكفار ما يريدون فَلاَ تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ [القلم: 8،9]، وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء] النساء: 89 [، وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم [البقرة:109]، وَدَّت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ [آل عمران:69]. إن من يتأمل الأضرار والأخطار التي يجنيها من يشاهد ما يَبُثه هؤلاء يجدها كثيرة لا تحصى وعديدة لا تستقصى، أضرار عقائدية، وأضرار اجتماعية، وأضرار أخلاقية وأضرار فكرية ونفسية. فمن الأضرار العقائدية خلخلة عقائد المسلمين والتشكيك فيها ليعيش المسلم في حيرة واضطراب، وشك وارتياب، واضعاف عقيدة الولاء والبراء والحب والبغض فينصرف المسلم عن حب الله وحب دينه وحب المسلمين إلى حب زعماء الباطل ورموز الفساد ودعاة المجون، إضافة إلى ما فيها من دعوات صريحة إلى تقليد النصارى وغيرهم من الكفار في عقائدهم وعاداتهم وتقاليدهم واعيادهم وغير ذلك. ومن الأضرار الاجتماعية ما تبثه تلك القنوات الآثمة من الدعوة إلى الجريمة بعرض مشاهد العنف والقتل والخطف والاغتصاب، والدعوة إلى تكوين العصابات للاعتداء والإجرام، وتعليم السرقة والاحتيال والاختلاس والتزوير، والدعوة إلى الاختلاط والسفور والتعري وتشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال، والدعوة إلى إقامة العلاقات الجنسية الفاسدة لتشيع الفاحشة وتنشر الرذيلة إضافة إلى ما فيها من إكساب النفوس طابع العنف والعدوان بمشاهدة أفلام العنف والدماء والرصاص والأسلحة والجريمة، ناهيك عما تسببه تلك المشاهدات من إضاعة للفرائض والواجبات و إهمال للطاعات والعبادات ولاسيما الصلوات
(يُتْبَعُ)
(/)
الخمس التي هي ركن من أركان الإسلام. إلى غير ذلك من الأضرار والأخطار التي يصعب حصرها ويطول عدها إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً وَأَكِيدُ كَيْداً فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً [الطارق:17 - 15]. هذا بعض ما يقوم به هؤلاء ويسعون إلى الوصول إليه، فما الواجب علينا تجاه ذلك كله، أيليق بالمسلم أن يصغى لكيدهم و يركن لشرهم ويستمع لباطلهم، أيليق بالمسلم أن يرضى لنفسه وأبنائه وبناته الجلوس لمشاهدة ما ينشره هؤلاء و الاستماع إلى ما يبثون، أيليق بالمسلم أن يرضى لنفسه بالدنية ولأهل بيته بالخزي والعار و الرزية. لقد حذر الله عباده من الركون إلى الكفار، وبين عظم شرهم وكبر خطرهم وفداحة كيدهم ومكرهم، وبين سبحانه لعباده السبيل السوية التي من سلكها نجا ومن سار عليها هدي إلى صراط مستقيم، إنها العودة الصادقة لدين الله والاعتصام الكامل بحبله والسير الحثيث على نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم و الصبر على ذلك كله إلى حين لقاء الله وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ [آل عمران: 120]. إن المسئولية تجاه النشأ عظيمة، والواجب نحوهم كبير، فهم أمانة في الأعناق، وكل مسئول عمن يعول يوم القيامة يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [التحريم:6]. روى البخاري ومسلم في صحيحهما عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول في أهله، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته، وكلكم راع ومسؤول عن رعيته}. وروى الترمذي بإسناد صحيح عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {إن الله سائل كل راع عما استرعاه، أحفظ أم ضيّع}.وروى مسلم في صحيحه عن معقل بن يسار قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {ما من عبد يسترعيه الله رعية، يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة}. فنسأل الله أن يعين الجميع على ما تحملوه من مسؤولية، وأن يعيذ المسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يرد ضالهم إلى الحق ردا جميلا، وأن يثبت صالحهم على الحق والهدى، إنه سميع مجيب.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.(/)
هل يجوز استبدال التلفاز بفارق؟؟
ـ[أبوصهيب الأثري]ــــــــ[25 - Apr-2009, مساء 02:28]ـ
تعمل بعض الشركات حالياً علي بيع أو استبدال التلفاز الحديث ذي الإمكانيات المتقدمة بإي تلفاز مع دفع فارق ثابت - ويعلن عنه في بعض القنوات الفاضلات - فما ترون فيه؟؟
(بغض النظر عن ذات التلفاز هل بيعه محرم أم لا لكن فقط أريد هذه النقطة)
ا
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[27 - Apr-2009, صباحاً 12:07]ـ
قصدك هل يجري فيه الربا
التلفاز ليس من الأصناف الربوية
فلا بأس باستبداله(/)
" الليل والنوم " للشيخ عبدالمحسن القاسم
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[25 - Apr-2009, مساء 03:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه خطبة الجمعة من المسجد النبوي، 21/ 4/1430 هـ، للشيخ عبدالمحسن بن محمد بن عبدالرحمن القاسم حفظه الله.
وقد سمعتُها غير ما مرة، لنفاستها وجمالها، وعظيم نفعها مع وجازتها، فهي برمتها عشرون دقيقة فقط، تحدث عن آية الليل، فذكر آيات من القرآن طالما قرأناها لكننا غفلنا عن معانيها، ثم عقب بعد ذلك بذكر آية النوم، وهي عجيبة لمن تأمل، مفيدة لمن تفكر، جميلة لمن تدبر!
أوصي بتكرار سماعها، فضلًا عن مجرد سماعها.
والحمد لله رب العالمين.
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=61412[/URL (http://[URL]http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=61412)]
ـ[الورقات]ــــــــ[24 - Jul-2009, مساء 01:04]ـ
الله يجزاك خير .. لكن الرابط لا يعمل؟(/)
موقف يدل على حرص الشيخ ابن باز على الصلاة!!
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[25 - Apr-2009, مساء 03:15]ـ
في يوم من الأيام كان سماحة الشيخ على موعد بعد صلاة الفجر، فلم يصلِّ في المسجد، وذهبنا بعد الصلاة إلى منزل سماحته وانتظرناه، وقلقنا عليه، فخرج علينا وسأل عن الوقت، فأخبرناه بأن الجماعة قد صلوا.
وكان رحمه الله متعباً في الليل، ولم ينم إلا في ساعة متأخرة، وبعد أن قام للتهجد اضطجع فأخذه النوم، ولم يكن حوله أحد يوقظه، أو يضبط له الساعة المنبهة.
وبعد أن علم أن الناس قد صلوا صلى، وقال للأخوين الزميلين الشيخ عبدالرحمن العتيق، والأخ حمد بن محمد الناصر: هذه أول مرة تفوتني صلاة الفجر.
http://www.binbaz.org.sa/mat/21320[/URL ([URL]http://www.binbaz.org.sa/mat/21320)]
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[25 - Apr-2009, مساء 04:44]ـ
سبحان الله!
ما فاتت صلاة الفجر إلا بسبب تعبه ليلا واجتهاده في صلاته ..
رحمه الله، وغفر له ..
جزاك الله خيرا، ونفع بك ..
ـ[سيف بوحمده]ــــــــ[27 - Apr-2009, مساء 10:58]ـ
رحم الله الإمام ابن باز.
جزاك الله خيرًا.(/)
هل شعر الدبر داخل في حكم شعر العانةو وجوب حلقه؟ أفيدوني أفادكم الله
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[25 - Apr-2009, مساء 04:29]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أيها الاخوة الكرام, هل شعر الدبر- أكرمكم الله- داخل في حكم شعر العانة و وجوب حلقه؟
فاني سمعت الشيخ عبدالكريم الخضير يثبته في شرحه على جامع الأخبار و سمعت الشيخ أحمد العيسوي ينكر الحاق شعر الدبر بشعر العانة؟
أفيدوني أفادكم الله
و جزاكم الله خيرا
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[25 - Apr-2009, مساء 05:01]ـ
أخي الفاضل (عبد الله الجنوبي) حفظه الله ورعاه.
لتعلم سلّمك الله أن شعر الدبر (أو الشعر النابت حول حلقة الدبر) على الصحيح من أقوال أهل العلم والصواب أنه لا يعد مثل العانة ولا يلحق بها.
وقد اختلفت أقوال أهل العلم في التشديد والتخفيف في حلقه:
فمنهم من قال: لا مانع من حلقه، وأما استحبابه فلم يرد فيه شيئا، فإن قصد به التنظيف وسهولة الإستنجاء فهو حسن محبوب.
ومنهم من قال: هو أولى بالإزالة من شعر العانة؛ بل يستحب، لئلا يتعلق به شيء من الخارج عند الإستنجاء بالحجر.
والله تعالى أعلم
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[25 - Apr-2009, مساء 05:44]ـ
جزاك الله خيرا اخي(/)
من هو شيخ الحنابلة؟ ابن عقيل أم إبراهيم الصبيحي؟!
ـ[الملف]ــــــــ[25 - Apr-2009, مساء 04:30]ـ
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى وبعد
ففي الأعوام الماضية كثرة بعض الكتابات عن شيخي (إجازة) عبدالله بن عقيل متع الله بعمره على الطاعة
وأنه مرجع الحنابلة في المذهب ولا يخفى عليكم (اللقب المشتهر: شيخ الحنابلة) ..
ولكني أتسائل هذا اليوم بعد انتهائي من قراءة كتاب مسائل المسح على الخفين للدكتور إبراهيم الصبيحي (اشتريته من الصميعي) أيهما أحق بهذا اللقب ابن عقيل أم ابراهيم الصبيحي؟!
كنت أتتبع كتب الصبيحي قصر الصلاة للمغتربين وزكاة الحلي وحتى لا يقع الحرج والمشكل في مسائل الحج والآن كتاب مسائل المسح على الخفين وأرى فيه نفسا حنبليا أظن أنه لا يجاريه حنبلي في الاستدلال للمذهب ..
فالمسألة التي ترى المذهب أحيانا يكون بعيد القول عن الدليل -في الظاهر- ترى الدكتور الصبيحي حين يبحثه (وفي الغالب ينصره) يأتي بالعجائب من الأدلة والردود والاستنباط .. وإن كان لا يوافق في بعضها ولكنه جلَد الباحث وانتزاع للأدلة وتحرير لها.
ينقب عن أدلة المخالفين ويرجعها إلى أصولها وينقضها دليلا دليلا وفق ما يراه ثم يجلب بخيله ورجله لنصرة المذهب فمرة من دليل الكتاب ومرة من دليل السنة ومرة من دليل العقل ومرة من دليل اللغة وخذ من الأدلة ما يعجبك إذا كان في نصرة المذهب ..
أختصر القول بأنه عمدة في أدلة المذهب وفي روح المذهب ..
يسير وفق منهج تطبيقي علمي يبحث فيه مسائل الخلاف مع مخالفي المذهب يحتاج هذا المنهج أن يتتبع ويرصد و يستفاد منه
أنا معجب بكتاباته وإن كنت لا أعرفه لأنه يغوص غوصا في الأدلة .. ولكني أيضا يحزنني أنه يبيت القول الراجح فيما أظن قبل أن يبحث وهو طبعا المذهب
السؤال: لا أظن أحدا خدم المذهب ببحوثه التطبيقية مثله فلم لا يسمى شيخ الحنابلة؟
(أرجو نقله لملتقى أهل الحديث)
ـ[الملف]ــــــــ[26 - Apr-2009, مساء 04:52]ـ
وهذه صورة الكتاب
ـ[التقرتي]ــــــــ[26 - Apr-2009, مساء 09:43]ـ
اشرح لي هذه فإني لم افهمها، كيف ينتصر الشيخ لمذهب واحد؟ الذي اعرفه أن الدليل احق ان يتبع
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[26 - Apr-2009, مساء 10:28]ـ
يرى جواز أن يُقلد غير المجتهد مذهباً معيناً في كل مسائله ..
ثم يجتهد في تعضيد هذا الذي قلده بالأدلة ...
وقد قال بجواز ذلك التقليد في كل المسائل = بعض أهل العلم ... بل إذا نسب هذا لجمهور أهل العلم من بعد السلف لم يكن بعيداً .. وانظر: ((مجموع الفتاوى)) (20/ 222).
ـ[التقرتي]ــــــــ[26 - Apr-2009, مساء 10:32]ـ
لا يمكن تعضيد اقوال مذهب واحد بالادلة هذا يتعارض مع اتباع الدليل و التعارض واضح فالشيخ ينقض ادلة المخالفين هذا يعني انه ينتصر لمذهب واحد.
لا اعرف هذا في الدين فاشرح لي كيف يمكن ان نجوزها!!!!!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[26 - Apr-2009, مساء 10:36]ـ
نحن لم نجوزها ولا دخل لنا ...
فجماهير أهل العلم يجوز لغير المجتهد أن يُقلد مذهباً معيناً في كل مسائل العلم .... ثم يُعضد هو هذا الذي قلده بالأدلة ويرتفع فينقض مخالفه .. ولو قلنا أن هذا هو واقع جمهور أهل المذاهب بمن فيهم مصنفي الكتب = لم نُبعد ...
فكلهم .. يتبعون المذهب بكامله تقليداً .. ثم يرتقون فيعضدونه بالأدلة .. وكل ذلك لم يُخرجهم من حيز التقليد ولكنه أرفع رتبة ..
وهو جائز عند الجمهور وبعضهم يوجبه (أي يوجب هذا الالتزام الشامل على غير المجتهد)
ـ[التقرتي]ــــــــ[26 - Apr-2009, مساء 10:40]ـ
هذا مناقض للأصول عندي فليس هذه الفتوى بالكافية عندي فهي لا تقوم على دليل شرعي، الذي اعرفه قول ائمة المذاهب بنفسهم بعدم تقليدهم فكيف ننسب اليهم ما قالوا بخلافه!!!
لا دليل شرعي على هذه المسألة بل هو العكس هذا نوع من التعصب إلا اذا اشترط الكاتب التزام مذهب في كتاباته فهو ينقل بالأمانة اما ان ينتصر لمذهب واحد هذا واضح البطلان و الله اعلم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[26 - Apr-2009, مساء 10:43]ـ
لا بأس عليك فيما ترى ...
فقط نُدارس الإخوان ونفيدهم أن جماهير أهل العلم بعد السلف = يُجوزون هذا ...
للفائدة وزيادة المحصول العلمي .. لا لتقتنع بهذا الكلام ...
بوركتَ ...
ـ[التقرتي]ــــــــ[26 - Apr-2009, مساء 10:47]ـ
بارك الله فيك لكن اشكل علي قولك الجمهور فربما تعني اتباع اصحاب المذاهب فما اظن ان السلف يقبلون بهذا
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[26 - Apr-2009, مساء 11:51]ـ
أنا قلتُ: جمهور من بعد السلف ...
أما السلف فكان يقع في زمنهم تقليد ... لكن لا يُنسب لهم قول في المسألة المعينة هاهنا = بغير حجة
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[28 - Apr-2009, صباحاً 12:05]ـ
إنمما يجب أن يراعى أن شيخنا ابن عقيل له من العمر 95 سنة أطال الله في عمره
طول هذا الزمن وهو يعالج كتب الأصحاب حتى أصبحت معرفة أقوال المذهب عنده من الأبجديات.
وتتلمذ عليه جل مشائخ هذه البلاد ولعل الشيخ ابراهيم الصبيحي منهم.
وله من الاطلاع ماكان من أجله شيخ المذهب.
* وهذه الألقاب لاينبغي الوقوف كثيرا عندها إذ المطلوب الأصلي هو العلم.
* الشيخ ليس من المتقيدين بالمذهب , بل لما كان يشرح لنا زاد المستقنع كان يخالف المذهب في اختياراته في كثير من المسائل , لعلها تبلغ النصف من المسائل التي يشرحها.
نفع الله الأمة بعلمه , وأطال في عمره على طاعته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله الراشد]ــــــــ[29 - Apr-2009, مساء 02:35]ـ
ليس د. الصبيحي من المعتنين بالمذهب ولا هو بالمختص به.
ومن المعلوم أن جيل الحنابلة الحالي لا تصلح لهم هذه الألقاب لعدم التزم عامتهم بالمذهب بل وعدم عنايتهم به وبأقواله.
ولذا لن يصلح هذا اللقب لأحد في نظري.
ـ[التقرتي]ــــــــ[29 - Apr-2009, مساء 02:50]ـ
ان كان يصحح المذهب حسب الدليل لما لا؟ المذهب لا يجب جعله جامدا على فتاوي الإمام إنما يصحح ان اتضح الدليل في غيره و الله اعلم
ـ[الملف]ــــــــ[01 - May-2009, مساء 08:39]ـ
الأخ عبدالله الراشد
أظنك لم تقرأ للدكتور الصبيحي ولذلك حكمت عليه عن بعد!!(/)
النهوض والقيام عند (ابن تيمية والالباني)
ـ[ابو عبد الملك الجهني]ــــــــ[26 - Apr-2009, صباحاً 12:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سمعت الشيخ الامام محمد ناصر الدين الالباني رحمه الله تعالى: يتكلم عن قضية النهوض والقيام الذي اعتاده الناس فتكلم رحمه الله عن الموضوع والذي فهمته من كلامه لا يأيد القيام للداخل في المجلس وكان سبب اثارة هذه القضية انه دخل عليه في المجلس احد الطلبه فقام له الجالسون.
سمعته من احد اشرطته المسجله.
ثم اني وجدت كلاما شافيا في الموضوع لشيخ الاسلام ابن تيمية في مجموع
الفتاوى ج1 - ص 374 ما نصه:
سئل الإمام العالم العامل الرباني، والحبر النوراني؛ أبو العباس: أحمد بن تيمية ـ رحمه الله تعالى: ـ
عن «النهوض والقيام الذي يعتاده الناس، من الإكرام عند قدوم شخص معين معتبر، هل يجوز أم لا؟ وإذا كان يغلب على ظن المتقاعد عن ذلك أن القادم يخجل، أو يتأذى باطناً، وربما أدى ذلك إلى بغض وعداوة ومقت، وأيضاً المصادفات في المحافل وغيرها، وتحريك الرقاب إلى جهة الأرض والانخفاض، هل يجوز ذلك أم يحرم؟ فإن فعل ذلك الرجل عادة وطبعاً ليس فيه له قصد، هل يحرم عليه أم لا يجوز ذلك في حق الأشراف والعلماء، وفيه يرى مطمئناً بذلك دائماً هل يأثم على ذلك أم لا؟ وإذا قال سجدت لله هل يصح ذلك أم لا؟.
فأجاب: الحمد لله رب العالمين. لم تكن عادة السلف على عهد النبي صلى الله عليه وسلّم وخلفائه الراشدين: أن يعتادوا القيام كلما يرونه عليه السلام؛ كما يفعله كثير من الناس؛ بل قد قال أنس بن مالك: لم يكن شخص أحب إليهم من النبي صلى الله عليه وسلّم، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا له، لما يعلمون من كراهته لذلك؛ ولكن ربما قاموا للقادم من مغيبه تلقياً له، كما روى عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه قام لعكرمة، وقال للأنصار لما قدم سعد بن معاذ: «قوموا إلى سيدكم» وكان قد قدم ليحكم في بني قريظة لأنهم نزلوا على حكمهوالذي ينبغي للناس: أن يعتادوا اتباع السلف على ما كانوا عليه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فإنهم خير القرون، وخير الكلام كلام الله، وخير الهدى هدي محمد صلى الله عليه وسلّم، فلا يعدل أحد عن هدي خير الورى، وهدي خير القرون إلى ما هو دونه. وينبغي للمطاع أن لا يقر ذلك مع أصحابه، بحيث إذا رأوه لم يوموا له إلا في اللقاء المعتاد.
وأما القيام لمن يقدم من سفر ونحو ذلك تلقياً له فحسن.
وإذا كان من عادة الناس إكرام الجائي بالقيام ولو ترك لا أعتقد أن ذلك لترك حقه أو قصد خفضه ولم يعلم العادة الموافقة للسنة فالأصلح أن يقام له، لأن ذلك أصلح لذات البين، وإزالة التباغض والشحناء؛ وأما من عرف عادة القوم الموافقة للسنة: فليس في ترك ذلك إيذاء له، وليس هذا القيام المذكور في قوله صلى الله عليه وسلّم: «من سره أن يتمثل له الرجال قياماً فليتبوأ مقعده من النار» فإن ذلك أن يقوموا له وهو قاعد، ليس هو أن يقوموا لمجيئه إذا جاء؛ ولهذا فرقوا بين أن يقال قمت إليه ومقت له، والقائم للقادم ساواه في القيام، بخلاف القائم للقاعد.
وقد ثبت في صحيح مسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلّم لما صلى بهم قاعداً في مرضه صلوا قياماً أمرهم بالقعود. وقال: «لا تعظموني كما يعظم الأعاجم بعضها بعضاً» وقد نهاهم عن القيام في الصلاة وهو قاعد، لئلا يتشبه بالأعاجم الذين يقومون لعظمائهم وهم قعود.
وجماع ذلك كله الذي يصلح إتباع عادات السلف وأخلاقهم، والاجتهاد عليه بحسب الامكان. فمن لم يعتقد ذلك ولم يعرف أنه العادة وكان في ترك معاملته بما اعتاد من الناس من الاحترام مفسدة راجحة: فإنه يدفع أعظم الفسادين بالتزام أدناهما كما يجب فعل أعظم الصلاحين بتفويت أدناهما. انتهى كلامه رحمه الله تعالى.
ـ[ابو عبد الملك الجهني]ــــــــ[26 - Apr-2009, مساء 03:23]ـ
وانظر فتاوى الشيخ ابن باز , واللجنة الدائمة.(/)
عالِمٌ عرفَ العقيدةَ السلفيةَ من فلاحٍ!!
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[26 - Apr-2009, صباحاً 02:07]ـ
الفلاح السلفي!! وقصة تعرفِ الشيخ حامد الفقي العقيدةَ السلفيةَ بسببهِ قصة يحكيها الشيخ حماد الأنصاري رحمه الله
قال الشيخ حماد الأنصاري - رحمه الله – للشيخ حامد الفقي – رحمه الله -: يا شيخ أنا عندي سؤال؟
فقال: ما هو سؤالك يا ولدي؟
فقلت له: كيف صرت موحداً، وأنت درست في الأزهر؟ [قال الشيخ حماد:] وأنا أريدُ أن أستفيد والناس يسمعون.
فقال الشيخ: والله إن سؤالك وجيه.
قال: أنا درست في جامعة الأزهر، ودرست عقيدة المتكلمين التي يدرسونها، وأخذت شهادة الليسانس، وذهبت إلى بلدي لكي يفرحون بنجاحي، وفي الطريق مررت على فلاح يفلح الأرض، ولما وصلت عنده قال: يا ولدي اجلس على الدكة، وكان عنده دكة إذا انتهى من العمل يجلس عليها، وجلست على الدكة وهو يشتغل، ووجدت بجانبي على طرف الدكة كتاب، فأخذت الكتاب ونظرت إليه، فإذا هو كتاب " اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية " لابن القيم، فأخذت الكتاب أتسلى به، ولما رآني أخذت الكتاب وبدأت أقرأ فيه، تأخر عني، حتى قدر من الوقت الذي آخذ فيه فكرة عن الكتاب، وبعد فترة من الوقت وهو يعمل في حقله، وأنا أقرأ في الكتاب جاء الفلاّح وقال: السلام عليكم يا ولدي، كيف حالك؟ ومن أين جئت؟ فأجبته عن سؤاله.
فقال لي: والله أنت شاطر؛ لأنك تدرجت في طلب العلم حتى توصلت إلى هذه المرحلة، ولكن يا ولدي أنا عندي وصية.
فقلت: ما هي؟
قال الفلاح: أنت عندك شهادة تعيشك في كل الدنيا في أوربا في أمريكا، في أي مكان، ولكنها ما علمتك الشيء الذي يجب أن تتعلمه أولاً.
قلت: ما هو؟
قال: ما علمتك التوحيد.
قلت له: ما هو التوحيد؟
قال الفلاح: توحيد السلف.
قلت له: وما هو توحيد السلف؟
قال له: انظر كيف عرف الفلاح الذي أمامك توحيد السلف.
قال له هذه هي الكتب:
كتاب " السنة " للإمام أحمد الكبير، وكتاب " السنة " للإمام أحمد الصغير، وكتاب " التوحيد " لابن خزيمة، وكتاب " خلق أفعال العباد " للبخاري، وكتاب " اعتقاد أهل السنة " للحافظ اللالكائي، وعد له كثيراً من كتب التوحيد، وذكر الفلاح كتب التوحيد للمتأخرين، وبعد ذلك كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم، وقال له: أنا أدلك على هذه الكتب إذا وصلت إلى قريتك ورأوك وفرحوا بنجاحك لا تتأخر ارجع رأساً إلى القاهرة، فإذا وصلت إلى القاهرة، ادخل (دار الكتب المصرية) ستجد كل هذه الكتب التي ذكرتها كلها فيها، ولكنها مكدس عليها الغبار، وأنا أريدك أن تنفض ما عليها من الغبار وتنشرها.
[قال الشيخ حماد:] وكانت تلك الكلمات من الفلاح البسيط الفقيه قد أخذت طريقها إلى قلب الشيخ حامد الفقي، لأنها جاءت من مخلص.
[ثم قال الشيخ حماد:] إنني استوقفت الشيخ وسألته: كيف عرف الفلاح كل ذلك؟
قال الشيخ حامد: لقد عرفه من أستاذه (الرمال)، هل تسمعون بـ (الرمال)؟
قلت له: أنا لا أعرف (الرمال) هذا، ما هي قصته؟
قال: (الرمال) كان يفتش عن كتب سلفه، ولما وجد ما وجد منها بدأ بجمع العمال والكناسين وقام يدرس لهم، وكان لا يسمح له أن يدرس علانية، وكان من جملتهم هذا الفلاح، وهذا الفلاح يصلح أن يكون إماماً من الأئمة، ولكنه هناك في الفلاحة، فمن الذي يصلح أن يتعلم؟ ولكن ما زال الخير موجوداً في كل بلد حتى تقوم الساعة.
ولما رجعت إلى قريتي في مصر، وذهبت إلى القاهرة، ووقفت على الكتب التي ذكرها لي الفلاح الفقيه كلها ما عدا كتاب واحد ما وقفت عليه إلا بعد فترة كبيرة.
انتهى من لقاء مجلة (التوحيد) مع الشيخ حماد الأنصاري – رحمه الله -. انظر (المجموع) لعبد الأول بن حماد الأنصاري (1/ 294 - 297).
جزى الله خيرا من كتبها ونشرها
واللهَ أسألُ أن يرزقنا العلم النافع والعلم الصالح.
ـ[ابو عبد الملك الجهني]ــــــــ[26 - Apr-2009, مساء 02:25]ـ
رضي الله عنك يا شيخ عبدالله , والله الذي نفسي بيده ان هذا القصة من اعظم القصص التي قرأتها. رحم الله الشيخ حامد الفقي
والشيخ حامد الانصاري. وان يغفر لي ولكم.(/)
"يا إخواني لمثل هذا فأعدوا"
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[26 - Apr-2009, صباحاً 02:25]ـ
عن البراء - رضي الله عنه - قال كنا مع رسول - الله صلى الله عليه وسلم - في جنازة فجلس على شفير القبر فبكى حتى بلَّ الثرى ثم قال" يا إخواني لمثل هذا فأعدوا "
رواه ابن ماجه، وحسنه النووي، وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجه رقم 3383، ص 408، وفي الصحيحة 1751.
أردتُ بها تذكيرًا، فلعلها تكون لذنوبنا تكفيرًا، فكلنا كان بها جديرًا، ورُب منا من هو مؤملٌ تشميرًا، "وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين"، "فذكر إن نفعتِ الذكرى"، "رب حامل فقه إلى مَن هو أفقه منه".
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[26 - Apr-2009, صباحاً 03:23]ـ
إنها موعظة بليغة، تهزّ القلوب هزّا شديدًا ..
جزيتَ خيرًا ..
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[09 - Aug-2009, صباحاً 04:28]ـ
وإياكِ.
ـ[طويلبة مغربية]ــــــــ[09 - Aug-2009, صباحاً 04:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله الفردوس الاعلى اخي الفاضل وبارك الله فيكم على هذه التذكرة
ـ[الراجية رحمة الله وعفوه]ــــــــ[09 - Aug-2009, صباحاً 06:32]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا أخي الكريم ... فقدنا كثيرا ممن كان لهم في القلب مكانة
ورأينا بأم أعيننا حوادث تقشعر لها الأبدان .. كان الموت مصير أبطالها
ومررنا بالمقابر ... مرور المعتبرين والمتعظين ... ومع ذلك غرنا سكونها
متجاهلين كم من سعيد فيها وكم من شقي - والعياذ بالله -
عل النفس تهدأ وتكن .. فتنشغل بآخرتها عن دنياها
لكن هيهات .. تأتي الدنيا فتأبى إلا أن تشغلها ... فتنسى ما رأته وماعاشته ..
آآآه ايتها النفس الحقيرة مالذي يجعلك تعلقين آمالا في سراب
فتطيلين الأمل ... وتتجاهلين المصير المنتظر .. والله المستعان
ولكننا نرنوا بأمل الى رحمة الله تعالى ونسأله الرحمن الرحيم
أن يحسن ختامنا وأن يجعل آخر كلامنا في هذه الدنيا لا اله الا الله محمد رسول الله
وأن يجعل قبورنا روضة من رياض الجنة والا يجعلها حفرة من حفر النار
ـ[أبو المظفر الشافعي]ــــــــ[09 - Aug-2009, صباحاً 07:45]ـ
جزاك الله خيراً أخي على هذه الذكرى.
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[11 - Aug-2009, مساء 02:25]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله الفردوس الاعلى اخي الفاضل وبارك الله فيكم على هذه التذكرة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وإياكم، وأسأل الله أن يستجيب ما دعوتِ به.(/)
ما السنة في حق الإمام التبكير أم الحضور وقت الإقامة؟ (ابن عثيمين)
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[26 - Apr-2009, صباحاً 02:48]ـ
السؤال: السنة للإمام هل هو التبكير أم الإتيان عند الإقامة؟
الجواب:
[السنة في حق الإمام أن يبقى في بيته يتعبد بالنافلة القبلية كصلاة الفجر والظهر أو يفعل ما يشاء، ثم إذا جاء وقت الإقامة حضر، هكذا كان النبي عليه الصلاة والسلام يفعل، لكن لو جاء من قبل فلا بأس، يعني ما يقال هذا بدعة، قد يرى -مثلا - الإمام من المصلحة أنه يأتي متقدما من أجل أن يشجع الناس على التقدم، فهذا قد يكون خيرا، أما إذا لم يكن هناك مصلحة راجحة فالأفضل أن يبقى في بيته حتى يأتي وقت الإقامة، ولا سيما في يوم الجمعة، وبعض الإخوة في يوم الجمعة يأتي مبكرا – وهو إمام خطيب – يأتي مبكرا من أول الوقت، يقول لأن الرسول صلى الله عليه وسلم حث على التقدم يوم الجمعة، فيُقال: الرسول حث على التقدم يوم الجمعة، لكن شرع لأمته ألا يأتي الإمام إلا إذا جاء وقت الصلاة، كان الرسول لا يأتي للجمعة أبدا إلا حين يأتي وقت الصلاة، فلا يُسن تقدم يوم الجمعة، بل يبقى في بيته لحين يأتي وقت الصلاة، ويكون مُثابا على بقائه في بيته كما يُثاب المتقدم من المأمومين].
الشيخ العلامة ابن عثيمين شريط "اللقاء المفتوح" 105 وجه ب.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[26 - Apr-2009, صباحاً 03:26]ـ
ولا سيما في يوم الجمعة
الذي أراه اليوم، أنه بمجرد ما يفرغ المؤذن من الأذان، إلا ويبدأ الخطيب يخطب بالناس ..
فهل هذا الفعل مخالف؟
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[26 - Apr-2009, صباحاً 07:05]ـ
للعلم الشيخ الألباني يرى أن هذا خاص بالرسول صلى الله عليه وسلم وأن الإمام يستحب له التبكير كغيره لصلاة الجمعة والله أعلم.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[30 - Apr-2009, صباحاً 06:43]ـ
يُرفع؛ حتى يرى سؤالي نور إجاباتكم ..(/)
أقوى حجة لتحريم التورق المنظم
ـ[حمد]ــــــــ[26 - Apr-2009, صباحاً 05:54]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
واستخلص أن التوكيل في التورق المنظم مناقض لمقصود الوكالة، لأنه ينافي مصلحة الأصيل، وكل شرط ناقض مقصود العقد فهو باطل باتفاق الفقهاء.
http://www.muslimworldleague.org/html/tasreehaat/t14241021_1.htm
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - Apr-2009, مساء 04:15]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
1 - أين المناقضة لمقصود الوكالة هنا؟
2 - أين منافاة مصلحة الأصيل؟
3 - هل مصلحة الأصيل هي مقصود العقد؟
ـ[حمد]ــــــــ[26 - Apr-2009, مساء 04:58]ـ
أهلاً بأبي مالك
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
2 - أين منافاة مصلحة الأصيل؟
مقتضى عقد البيع: أنّ للمشتري حرية التصرف في ماله، وهنا اشترط البنكُ وجود التوكيل في نفس العقد. وهو مخالف لمقتضى عقد البيع فبطل.(/)
مجموع فتاوى الشيخ محمد بن عبدالله الخضيري
ـ[أبو رشيد]ــــــــ[26 - Apr-2009, صباحاً 07:24]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلامُ على نبينا محمد (ص) وعلى آله وصحبه أجمعين, وبعدُ:
فهذا الملف مجموعٌ فيه بعضاً من فتاوى الشيخ الدكتور محمد بن عبدالله الخضيري أستاذ العقيدة بكلية الشريعة بجامعة القصيم ..
أسأل الله أن ينفع بها ..
http://www.zshare.net/download/59182221deeea2ee/(/)
ابن عثيمين رحمه الله وحكم التفجيرات في البلاد!!
ـ[الرجل الرجل]ــــــــ[26 - Apr-2009, صباحاً 08:15]ـ
لقاءات الباب المفتوح - (/ 8)
ولهذا تعتبر هذه جريمة من أبشع الجرائم، ولكن بحول الله إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ [الأنعام:21] سوف يُعْثَر عليهم إن شاء الله ويأخذون جزاءهم. لكن الواجب على طلاب العلم أن يبينوا أن هذا المنهج منهج خبيث، منهج الخوارج الذين استباحوا دماء المسلمين وكفوا عن دماء المشركين، وأن هؤلاء إما جاهلون، وإما سفهاء، وإما حاقدون. فهم جاهلون: لأنهم لا يعرفون الشرع، الشرع يأمر بالوفاء بالعهد وأوفى دِينٍ في العهد هو دين الإسلام والحمد لله. وهم سفهاء أيضاً: لأنه سوف يترتب على هذه الحادثة من المفاسد ما لا يعلمه إلا الله عز وجل، يعني: ليست هذه وسيلة إصلاح، حتى يقولوا: إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ [البقرة:11] بل هم المفسدون في الواقع. أو حاقدون على هذه البلاد وأهلها، لأننا لا نعلم والحمد لله بلاداً تنفذ من الإسلام مثلما تنفذه هذه البلاد. الآن البلاد الإسلامية أليس فيها القبور تُعْبَد من دون الله؟! أليس فيها بيوت الدعارة؟! أليس فيها الزنا؟! أليس فيها اللواط؟! أليس فيها الخمر علناً في الأسواق؟! أليس حكامها يصرِّحون بأنهم يحكمون بالقوانين لا بالكتاب والسنة؟! فماذا يريدون؟! ماذا يريدون من فعلهم هذا؟! أيريدون الإصلاح؟! والله ما هم بمصلحين، إنهم لمفسدون؛ ولكن علينا أن نعرف كيف يذهب الطيش والغَيْرة -التي هي غُبْرة وليست غَيْرة- إلى هذا الحد؟! ولا شك أن هذا إساءة أيضاً في المرتبة الرابعة أو الخامسة إلى هذه البلاد وأهلها وترويع الآمنين. كل إنسان يتعجب! كيف يقع هذا في هذا البلد الأمين. ولكن نسأل الله سبحانه وتعالى أن يخزي هؤلاء، وأن يُطْلِع ولاة الأمور عليهم، وعلى من خطط لهذه الجرائم، حتى يحكموا فيهم بحكم الله عز وجل.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[26 - Apr-2009, مساء 09:20]ـ
نعوذ بالله من الجهل المقيت، ونعوذ بالله من السفه السحيق، ونعوذ بالله من الحقد الدفين ..
رحم الله الشيخ، وجزاك خيرا ..
تصحيح: (ابن عثيمين) لا (بن عثيمين)؛ لأنها أتت في أول السطر ..
ـ[أبو شعيب]ــــــــ[26 - Apr-2009, مساء 09:28]ـ
هل هذه هي الفتوى التي صدرت في الذين فجروا مجمع الأمريكان في الخبر والذي ذهب ضحيته خمسة من الجنود الأمريكان المشاركين في حصار العراق مع هنديين نصرانيين تابعين للطاقم الطبي الأمريكي؟(/)
فوائد وأحكام من شرح عمدة الأحكام لـ (صالح بن فوزان) العالم الهُمام.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[26 - Apr-2009, صباحاً 08:50]ـ
ابتدأ الشيخ: (صالح بن فوزان الفوزان) - حفظه الله تعالى - في شرح هذا الكتاب في السابع من شهر محرم لعام 1424 من الهجرة النبوية.
.........................
قال الشيخ الحافظ تقي الدين (أبو محمد عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي) – رحمه الله تعالى -:
(الحمد لله الملك الجبار، الواحد القهار، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، رب السموات والأرض وما بينهما العزيز الغفار، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المصطفى المختار، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الأخيار، أما بعد:
فإن بعض إخواني سألني اختصارا جُملة في أحاديث الأحكام مما اتفق عليه الإمامان، أبو عبد الله محمد بن اسماعيل بن ابراهيم البخاري، ومسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري، فأجبته إلى سؤاله، رجاء المنفعة به، وأسأل الله أن ينفعنا به ومن كتبه، أو سمعه، أو قرأه، أو حفظه، أو نظر فيه، وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم، موجبا للفوز لديه في جنات النعيم، فإنه حسبنا ونعم الوكيل).
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
فإن كتب الأحاديث ولله الحمد كثيرة، مطولة ومختصرة، وقد اختلفت طرائق المصنفين فيها، فمنهم من يجمع الأحاديث دون نظر إلى ترتيب الأبواب وإنما يجمع الأحاديث العامة في العقائد وفي الأحكام، وفي الآداب، وهذه تسمى بالكتب الجوامع.
ومنهم من يؤلف الأحاديث على المسانيد، كالإمام أحمد فيَذكر مسند كل صحابي، وما رُوي عنه من الأحاديث، ثم ينتقل إلى صحابي آخر وهكذا، ومنهم من يؤلف على طريقة أبواب الفقه، فيجمع الأحاديث الواردة في كل باب من أبواب الفقه، ابتداءً بكتاب الطهارة انتهاء ً بآخر أبواب الفقه.
ومن هؤلاء، هذا الإمام الحافظ، عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي الحنبلي، الإمام الجليل بالحديث، فقد ألف هذا الكتاب (عمدة الأحكام) ألفه بناء على طلب من طلبته ومحبيه الذين أنسوا فيه الأهلية والحفظ، فطلبوا منه أن يؤلف لهم أو يختار لهم كتابا بالأحكام الفقهية، فألف هذا الكتاب من الصحيحين، (صحيح البخاري - صحيح مسلم).
فما في هذا الكتاب من الأحاديث فهو متفق عليه بين الشيخين، وهذا منتهى الصحة، اتفق عليه الشيخان فهو أعلى درجات الصحة، فلا حاجة إلى البحث عن سنده أو رواته، فإنه مأخوذ من الصحيحين.
وقدّم له في هذه المقدمة على عادة المؤلفين أنهم يبدؤون كتبهم بمقدمة، فيها حمد الله والثناء عليه، والصلاة والسلام على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ثم يذكرون الغرض الذي من أجله كتبوا كتبهم؛ لأن هذه المقدمة تبين ما المقصود من الكتاب والغرض من الكتاب الذي بين يديك فهذه المقدمة هي ماشية على هذا النمط العلمي الجليل، نعم.
ـ[الرجل الرجل]ــــــــ[26 - Apr-2009, صباحاً 08:54]ـ
اي والله ياليت ..
رفع الله قدرك
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[26 - Apr-2009, صباحاً 08:59]ـ
وإياك ..
شكرا لك أخي ..
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[26 - Apr-2009, صباحاً 09:00]ـ
كتاب الطهارة:
نعم، أول أبواب الفقه كتاب الطهارة، لأن الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين؛ لأن أركان الإسلام خمسة شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام إن استطاع إليه سبيلا.
فالركن الأول وهو الشهادتان موضوع كتب التوحيد، كتب العقائد، فهذا أفرد بمؤلفات.
الركن الثاني: أركان من أركان الإسلام الصلاة، ولما كانت الصلاة لا تصح إلا بالطهارة، بدأ بكتاب الطهارة؛ لأن من شروط صحة الصلاة، بل أعظم شروط صحة الصلاة: الطهارة، فبدأ بذلك وأورد الأحاديث الواردة في أحكام الطهارة.
والطهارة باللغة: النزاهة، والنظافة من الأقذار الحسية والمعنوية، هذه هي الطهارة، طهارة من الأحداث وهي نواقض الوضوء مثلا، طهارة من الأخباث وهي النجاسات، فالطهارة في اللغة هي النظافة والنزاهة من الأقذار الحسية مثل ما ذكرنا، والمعنوية مثل الشرك والخبايث {إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} النمل (56)، لما كان آل لوط يتطهرون من اللواط الذي يفعله قومه، سَمْ قالوا {أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} النمل (56).
يتطهرون من هذه الفاحشة، فهذه طهارة معنوية، طهارة معنوية، وهي الطهارة من الأقذار المعنوية وهي الخبايث.
والطهارة في الاصطلاح: هي رفع الحدث، هي رفع الحَدَث وزوال الخَبَث، رفع الحدث الذي هو نواقض الوضوء.
والحدث معنىً: يقوم بالبدن يمنع صحة الصلاة ونحوها، هذا هو الحدث.
وأما الخبث: فهو النجاسة الطارئة، النجاسة الطارئة على محل طاهر؛ كالنجاسة الواقعة على البدن أو على الثوب أو على البقعة، فيُشترط للصلاة طهارة من الحدث، وذلك بالوضوء والاغتسال، والطهارة من الخبث، وذلك بغسل النجاسة والابتعاد عنها، هذه هي الطهارة، نعم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الرجل الرجل]ــــــــ[26 - Apr-2009, صباحاً 09:05]ـ
جميل جدا ......
((أما إذا نوى رفع الحدث فإنه نوى وله رفع الحدث في هذا.))
ما فهمت هذي الجملة؟
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[26 - Apr-2009, صباحاً 09:34]ـ
- عن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: (إنَّما الأعمالُ بالنِّيّات) - وفي رواية (بالنِّيَّة) - وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها، فهجرته إلى ما هاجر إليه).
هذا الحديث عن عمر بن الخطاب، أمير المؤمنين، عمر بن الخطاب، الخليفة الراشد، ثاني الخلفاء الراشدين – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (إنَّما الأعمالُ بالنِّيّات) - وفي رواية (بالنِّيَّة) - وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه).
بدأ المصنف – رحمه الله – كتابه بهذا الحديث لأجل التذكير بالنية، أنها الأساس في كل عمل يعمله الإنسان، فلابد أن يكون مؤسَّسًا على نية صحيحة، ومن ذلك تأليف الكتب، فإن تأليف الكتب عمل من الأعمال، فالذي يؤلف كتابًا يجب عليه أن يخلص النية لله في تأليفه، الذي يؤلف كتابًا من كتب العلم الشرعي يجب عليه أن يتذكر هذا الحديث، وأن يخلص نيته في تأليفه، أي: أن يكون قصده وجه الله سبحانه وتعالى بهذا التأليف، لا يكون قصده طمعا دنيويا أو طلبا للشهرة، أو إظهارا لعلمه أو ما أشبه ذلك من المقاصد، هذه هي المناسَبة ببداءة المؤلف بهذا الحديث).
ولأن الطهارة يشترط لها النية، ولأن الطهارة لا تصح إلا بنية؛ لأنها عمل من الأعمال، وهذا الحديث حديث عظيم، يقولون إن الإسلام يدور على أربعة أحاديث، كما قال الناظم:
عمدة الدين عندنا كلمات ... مسندات من كلام خير البرية
اترك الشبهات وازهد ودع ما ... ليس يعنيك واعملنَّ بنية
أربعة أحاديث:
1 - الحديث الأول: (الحلال بيِّن والحرام بيِّن، بينهما أمور مشتبهات) إلى آخر الحديث.
2 - الحديث الثاني: لما سئل – صلى الله عليه وسلم – عن، سأله سائل عن عمل يحبه الله ويحبه الناس، قال – صلى الله عليه وسلم -: (ارغب فيما عند الله يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس) هذا حديث عظيم، قاعدة عظيمة، منهج يسير عليه المسلم في حياته.
3 - الحديث الثالث: دع ما ليس يعنيك، وهو قوله – صلى الله عليه وسلم -: (من حُسْن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه).
4 - الحديث الرابع: اعملنَّ بنية، هذا الحديث الذي معنا (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى).
والنية هي: القصد، والعزم، النية هي القصد والعزم، وهي من أعمال القلوب، هي من أعمال القلوب، ولهذا لا يجوز التلفظ بها، لأن هي من أعمال القلوب، التلفظ بها بدعة.
فينوي بقلبه الصلاة، أو ينوي بقلبه الصيام أو ينوي بقلبه الحج أو العمرة، أو أي عمل من الأعمال الصالحة ولا يتلفظ، يقول: نويت أن أصلي، نويت أن أتطهَّر، أن أتوضأ، نويت أن أصوم، نويت أن أطوف أو أسعى، أو غير ذلك؛ لأن النية عمل بالقلب لا باللسان، ولهذا يقول العلماء: " النية بالقلب، والتلفظ بها بدعة "؛ لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – لم يكن يتلفظ بالنية، عندما يريد أن يقوم بعمل من الأعمال، وإنما هذا شيء أحدثه بعض المبتدعة، ولا أصل له في الشرع، إنما الأعمال بالنيات، أي: إنما صحة الأعمال لا بد من تقدير، لا بد من تقدير، تقدير: " إنما صحة الأعمال أو اعتبار الأعمال بالنيات والمقاصد، لا بصورتها الظاهرة ".
فقد يأتي الإنسان بعمل كبير ولا يكون له عند الله وزن؛ لأن نية صاحبه فاسدة؛ لأن نية صاحبه فاسدة، إما أنه فعله من باب الرياء، أو من باب السُّمعة، أو لأجل طمع من الدنيا، فلا يُعتبر هذا العمل عند الله شيئا؛ لأن نية صاحبه غير صحيحة، وربما يأتي الإنسان بعمل قليل، مخلص لله – عز وجل – فيه، يكون فيه بركة وخير كثير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ليست العبرة بصور الأعمال ومظاهرها، إنما العبرة بنيات أصحابها، ومقاصد أصحابها، فإن كانت نيّاتهم سليمة كانت أعمالهم مُستقيمة ومقبولة عند الله، وإن كانت نيّات أصحابها مختلّة أو فاسدة فهي أعمال حابطة وباطلة، {مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} هذه النية {مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} هود (15 - 16) لماذا؟ لأنهم يريدون في أعمالهم التي ظاهرها العبادة يريدون بها الدنيا، طمع الدنيا، فهذه نتيجة أعمالهم ونيّاتهم الفاسدة، ليس لهم في الآخرة إلا النار؛ لفساد نيّاتهم، ولهذا يقول – صلى الله عليه وسلم -: (إنما الأعمال بالنيات)، وهذه كلمة حصر (إنما الأعمال) هذه كلمة حصر.
والحصر معناه: إثبات الحكم للمذكور ونفيُه عمّا عداه،: إثبات الحكم للمذكور ونفيُه عمّا عداه، فمعنى هذا: أن الأعمال لا تصح ولا تقبل إلا مع صحة النية، وأما مع فساد النية، فإن الأعمال لا تعتبر ولا تقبل عند الله سبحانه وتعالى مهما بلغت وكثرت.
فيجب على المسلم أن يُخلص نيته عندما يريد أن يعمل عملا من الأعمال الصالحة التي يتقرب بها إلى الله أن يُخلص نيته في ذلك من البداية؛ حتى يكون عمله مؤسسا على أساس صحيح، ويخلص النية لله عز وجل، ومن ذلك: الطهارة، فلو أن الإنسان مثلا: أحضر الماء واستعمله على صورة الوضوء أو على صورة الاغتسال، أحضر الماء واستعمله على صورة الطهارة؛ لكنه لم ينوِ الطهارة، فإن هذا لا يكفيه، ولا يَرفع عنه الحدث، ما يرفع عنه الحدث.
لو اغتسل يريد التبرّد والتنظُّف ثم قال لمّا فرغ أو في أثناء عمله، قال: " أو أُريد رفع الحدث "، ما ينفعه هذا؛ لأنه أصلا ما نوى رفع الحدث، فإنما نوى التبرّد أو نوى التنظف، وكذلك لو استعمل الماء على أعضاء وضوئه، يريد النظافة مثلا، أو يريد إزالة الأوساخ، ولم ينوِ الوضوء، فإن هذا لا يُجزيه عن الوضوء لفقدان النية، أما إزالة النجاسة فلا تحتاج إلى نية، الماء كان من باب التّروك، فإنه لا تُشترط له النية، ولو كان على ثوبه نجاسة أو على بدنه نجاسة وغسلها، فإنها تزول النجاسة ولو لم ينوِ إزالتها؛ لأن المقصود ترك النجاسة والابتعاد عنها، فلو غسلها يُريد النظافة، أو يريد التبرد أو يريد غير ذلك فإن هذا يكفي؛ لأن المقصود إزالة النجاسة وقد زالت، (إنما الأعمال بالنيات).
ثم قال – صلى الله عليه وسلم –: (وإنما لكل امرئ ما نوى) هذا تأكيد؛ لأن من نوى شيئا حصل له، ومن لم ينوِ شيئا لم يحصل له، فالحصول حصول المطلوب، مبني على النية، فليس لك من عملك إلا ما نويته، وما لم تنوِ فإنه لا ينفع، وإنما لكل امرئ، والامرئ: المراد به الإنسان، امرئ: يُراد به الإنسان، وهو يُجر ويُنصب (امرُءًا): " وإنَّ امرءًا "، ويُرفع (امرُؤٌ)، فهو على حسب عوامل الإعراب، يُرفع وينصب ويجر بالعلامات الظاهرة، (وإنما لكل امرئ ما نوى)، وأما ما لم ينوه فإنه لا يحصل له، ثم ضرب – صلى الله عليه وسلم – لذلك مثلا بالهجرة.
الهجرة هي: ترك الشيء، {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} المدثر (5)، مراد الرّجز: الأصنام، وهجرها: تركها، اترك عبادة الأصنام، فالهجر هو الترك، ومنه: ترك الكلام، يسمّى: هجرًا، إذا ترك مكالمة الشخص فقد هجره، يعني: ترك مكالمته، وترك المعاصي هجرة، المهاجر: من هجر ما نهى الله عنه، ترك المعاصي والسيئات هجرة؛ لأن فيه معنى الترك.
ومن أنواع الهجرة: ترك الوطن، والخروج منه فرارا بالدين، ترك الوطن أو البلد إذا كان لا يستطيع إقامة دينه فيه، فإنه يجب عليه أن يُهاجر إلى أرض يستطيع فيها أن يعبد الله سبحانه وتعالى، كما فعل النبي – صلى الله عليه وسلم – وأصحابه.
قد هاجر الصحابة من مكة إلى الحبشة، لما ضايقهم الكفار فرارا بدينهم، فالهجرة الأولى، ثم هاجروا الهجرة الثانية من مكة إلى المدينة وهاجر النبي – صلى الله عليه وسلم – من مكة إلى المدينة فرارا بالدين.
والهجرة عمل جليل في الإسلام، وهي قرينة الجهاد في سبيل الله {وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ} البقرة (218)، قرينة الجهاد؛ لأن فيها تركًا للوطن، تركًا للأولاد والأموال من أجل الدين وعبادة الله وحده لا شريك له، فهي عبادة عظيمة وهي باقية إلى أن تقوم الساعة، كل من لا يستطيع إقامة دينه في بلدٍ وهناك بلد يستطيع فيه إقامة دينه فإنه يجب عليه الهجرة، فإن لم يهاجر وهو يستطيع فعليه وعيد شديد {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيراً * إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً * فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللّهُ عَفُوّاً غَفُوراً * وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً} النساء (97 - 100)، فالهجرة واجبة؛ لأجل الفرار بالدين إلى أن تقوم الساعة.
وأما قوله – صلى الله عليه وسلم -: (لا هجرة بعد الفتح) المراد به: الهجرة من مكة؛ لأنها صارت دار إسلام، فلا هجرة من مكة إلى المدينة بعد الفتح؛ لأن مكة صارت دار إسلام، وليس معناه: لا هجرة مطلقا، بل الهجرة باقية، قوله – صلى الله عليه وسلم -: (لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة، ولا تنقطع التوبة حتى تخرج الشمس من مغربها).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[28 - Apr-2009, صباحاً 12:53]ـ
فالهجرة عمل جليل، ولهذا جاء ذكر المهاجرين مُقدّمًا على ذكر الأنصار – رضي الله عنه – لأن المهاجرين أفضل من الأنصار؛ لأنهم تركوا أوطانهم وديارهم وأولادهم وأموالهم وفرّوا بدينهم، فاستحقوا الثناء من الله عز وجل والتقديم، فالهجرة عمل جليل؛ لكن إن كانت نية المهاجر (الله ورسوله) فإن هجرته إلى الله ورسوله، وإن كانت هجرته لغير الله ورسوله فإن هجرته إلى ما هاجر إليه.
فالهجرة عمل من الأعمال يُنظر إلى نية صاحبها، فإن كان نيته الهجرة إلى الله والهجرة إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فله ما نوى، ويُكتب من المهاجرين في سبيل الله – عز وجل -، (من كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله).
التقدير: من كانت هجرته إلى الله ورسوله نية وقصدا، فهجرته إلى الله ورسوله حكمًا وشرعًا، لابد من هذا التقدير وإلا يكون الكلام مكررًا، من كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، هذا مكرر، لابد من تقدير يُبين المراد، والمراد كما قالوا: من كانت هجرته إلى الله ورسوله نية وقصدا، فهجرته إلى الله ورسوله حكمًا وشرعًا.
وأما من كانت هجرته لغير الله ورسوله، لدنيا يصيبها، سافر من بلد إلى بلد يريد التجارة؛ لأن البلد الآخر فيه تجارة وفيه ثروة وفيه معيشة، دنيا، الهجر من أجل الدنيا لا من أجل الدين، أو إلى امرأة ينكحها، هاجر من أجل يتزوج للبلد الذي هاجر إليه، ليس له من هجرته إلا هذه المرأة، وليس له أجر عند الله سبحانه وتعالى.
والحديث له سبب: وهو أن رجلا هاجر في عهد النبي – صلى الله عليه وسلم – يريد أن يتزوج امرأة يُقال لها (أم قيس) هاجر يريد أن يتزوج، ولم يهاجر من أجل الدين، النبي – صلى الله عليه وسلم – قال هذا (ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه) وليست إلى الله ورسوله، ليست إلى الله ورسوله، ولهذا صار يسمّى (مهاجر أم قيس) صار هذا الرجل يسمى بـ (مهاجر أم قيس) لأن هذا قصده من الهجرة، هذا أصل الحديث وسببه.
وهو مثال يوضح أول الحديث (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى) مثال ذلك: الهجرة، الهجرة عمل من الأعمال، فإن كانت نية صاحبها وجه الله والهجرة إلى رسول الله لأجل الفرار بالدين، فإن هجرته معتبرة شرعًا وله الأجر، وإن كانت هجرته لغير ذلك طمع دنيوي أو لامرأة يتزوجها، فليس له من الثواب والأجر عند الله شيء، وإنما هجرته للدنيا أو للزواج فقط، فهذا مما يوجب، وهذا ليس خاصا بالهجرة، هذا عام في جميع الأعمال، على المسلم أن يخلص نيته لله عز وجل.
كذلك الطهارة التي هي محل بحثنا الآن، إذا استعمل الإنسان الماء على صورة الطهارة؛ لكنه لم ينوِ الطهارة، ليس له إلا ما نوى، إن كان يريد التبرّد له التبرّد، يريد النظافة له النظافة، وليس له رفع الحدث في هذا، أما إذا نوى رفع الحدث فإنه يرتفع حدثه، له ما نوى، نعم.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[01 - May-2009, مساء 09:12]ـ
وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ).
لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ.
لا يقبل الله: أي لا تكون صلاته صحيحة، متقبَّلة عند الله، مجزئة، مبرئة لذمته إذا أحدث حتى يتوضأ، هذا دليل على أن الطهارة شرط لصحة الصلاة مع القدرة، إذا كان يقدر على الطهارة بالماء أو بالتراب فإن صلاته لا تصح إلا بذلك، أما إذا كان لا يقدر على الماء ولا على التراب، إنسان محبوس في مكان ولا عنده ماء ولا تراب ولا عنده أحد، أو مريض على سرير ما يستطيع الحركة ولا القيام ولا عنده أحد يجيب له تراب، والصلاة سيخرج وقتها، فلا بأس هذا يُصلي على حسب حاله ولو بدون طهارة؛ لقوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} التغابن (16)، قول النبي – صلى الله عليه وسلم –: (إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم).
فلا يترك الصلاة، يصلي على حسب حاله ولو بدون طهارة بالماء ولا بالتراب، أما إذا كان يقدر على الماء فلابد من الماء، إذا كان يقدر على التراب ولا يقدر على الماء فلابد من التراب، قوله – صلى الله عليه وسلم – (لا يقبل الله صلاة أحدكم) معناه أنه غير صحيحة وغير مقبولة عند الله عز وجل.
إذا أحدث: يعني حصل منه حدث، والحدث: هو ما يخرج من الإنسان من السبيلين، ما يخرج من السبيلين، من بول أو غائط أو ريح، فيخرج من السبيلين، هذا هو الحدث، فإذا حصل منه حدث فلابد أن يتوضأ.
ودل على أنه إذا لم يحصل منه حدث، إذا كان الإنسان على طهارة سابقة ولم يحصل منه ناقض للوضوء، فإن طهارته باقية، يصلي فيها ما شاء من الأوقات، أما إذا انتقض وضوؤه فإنه لا يجوز له أن يصلي بغير وضوء، فإن صلى بغير وضوء وهو يقدر على الوضوء، صلاته باطلة وهو مرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب، بل إن بعض العلماء يحكم بردّته، يقول لأنه مستهتر لأنه إذا صلى بغير طهارة وهو يقدر على الطهارة، فهذا يدل على استهتاره واستخفافه بأحكام الله عز وجل فيرتد عن دين الإسلام، والجمهور يقولون لا يرتد ولكن يعتبر متلاعبا وصلاته غير صحيحة، نعم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الرجل الرجل]ــــــــ[03 - May-2009, صباحاً 05:53]ـ
واصلي وصلك الله بكل خير
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[06 - May-2009, صباحاً 02:08]ـ
- عن عبد الله بن عمرو بن العاص، وأبي هريرة، وعائشة – رضي الله عنهم – قالوا: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (ويلٌ للأعقاب من النار).
نعم هؤلاء ثلاثة صحابة، ورَوَوا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – وهم عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – هو وأبوه صحابيان، وأبي هريرة، وهذه كنيته أبو هريرة، أبو هريرة كُنيته، وأما اسمه فاختلف العلماء فيه خلافا كثيرا، وأصح الأقوال أن اسمه عبد الرحمن بن صخر الدوسي، من قبيلة دوس بجبل السَّراة، أسلم عام خيبر في السنة السابعة من الهجرة، وحَسُن إسلامه، ولزم النبي – صلى الله عليه وسلم - ملازمة تامة، وحفظ عنه من الأحاديث ما لم يحفظه غيره؛ لأنه تفرّغ في رواية الحديث، وحِفْظ الحديث، فحفظ من ذلك مبلغا، فكان من أكثر الصحابة رواية للحديث، ويسمى (راوية الإسلام) – رضي الله عنه وأرضاه – حفظ للأمة كثيرا من سنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – صار يسهر عليها ويحفظها ويتقنها ويرويها حتى صار مصدرا من مصادر سنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم -.
وعائشة هي أم المؤمنين، عائشة بنت أبي بكر الصديق، من أفضل أزواج النبي – صلى الله عليه وسلم – بل هي أفضل زوجات النبي – صلى الله عليه وسلم – لولا ما هناك من الخلاف بين أيهما أفضل، خديجة أو عائشة، على خلاف بين العلماء، بعضهم يرى أن خديجة أفضل وبعضهم يرى أن عائشة أفضل، ولكلٍّ منهما فضائل – رضي الله تعالى عنهما وعن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وعن صحابته الأكرمين -.
أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (ويل للأعقاب من النار) وفي رواية (أسْبِغوا الوضوء ويل للأعقاب من النار) وفي رواية: (أسبغوا الوضوء ويل للأعقاب وبطون الأقدام من النار).
أسبِغوا: هذا أمر بالإسباغ، وهو إتمام الوضوء، إسباغه يعني: إتمامه على الأعضاء، بحيث لا يبقى من العضو شيء لا يبلغه الماء، ومنه: الدرع السابق، يعني: الدرع الواسع الذي يستر المقاتِل، فالإسباغ معناه: الإتمام والإكمال، بحيث لا يبقى شيء من أعضاء الوضوء لا يصل إليه الماء.
والحديث له سبب: وهو أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى رجالا أعقابهم تلوح، يعني: لم يصِبها الماء، فعند ذلك قال لهم: (ويل للأعقاب من النار).
والأعقاب جمع: عَقِب: وهو مؤخرة الرِّجْل؛ لأن هذا الموضع لا يفطن له الإنسان، قد يتساهل فيه ويظن أن الماء وصل إليه، وهو لم يصل، يحتاج إلى انتباه، يحتاج إلى انتباه للعقب؛ لأنه مؤخرة الرجل، وربما أن الإنسان لا ينتبه إليه عند الوضوء، ويظن أن الماء واصل وهو لم يصل، فهذا فيه الحث على تعاهد الأعضاء عند الوضوء، وإيصال الماء إليها بحيث لا يبقى منها شيء.
وكلمة ويل: كلمة تهديد وعذاب، وقيل: وادٍ في جهنم، ويلٌ: هذه كلمة عذاب، تهديد لمن لم يتنبّه لعقبَيه عند الوضوء، فيُسبغ الماء عليهما.
وفي الحديث: دليل على وجوب غسل الرجل كلها، ردًّا على الروافض الذين يقولون: يكفي المسح، يكفي مسح على ظاهر القدم، الحديث فيه رد عليهم واضح.
قال صلى الله عليه وسلم: (ويل للأعقاب من النار) فدل على أنه لابد من تعميم الرجل بالغسل وأنه لا يكفي المسح، بل لابد من الغسل إنما المسح إذا كان عليهما خِفاف، أما إذا كانا مكشوفين فلابد من الغسل، لقوله تعالى؛ {وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ} المائدة (6).
والكعبان: هما العظمان الناتئان في أسفل الساق، وإلى، بمعنى: مع، أي: مع الكعبين، فلابد من غسل الكعبين وما تحتهما، والعَقِب والقدم وجميع الرجل، بحيث لا يبقى منها شيء لا يصل إليه الماء ولا يكفي المسح، بل لابد من جريان الماء، لابد من جريان الماء على العضو، وإن حصل معه دَلْك فهذا أكمل، وإن لم يحصل دلك فإنه يكفي جريان الماء على العضو، فهذا الحديث فيه دليل على وجوب غسل الرجلين غسلا كاملا، ردًّا على الرافضة الذين يقولون: يكفي مسح القدمين.
وفيه: أنه يجب على المُتوضي أن يتعاهد أعضاءه بحيث لا يبقى منها شيء لا يصل إليه الماء؛ لأنه إذا لم يصل الماء إلى بعض العضو لم يصح الوضوء كله حتى يُكمل، وقد رأى النبي – صلى الله عليه وسلم – رجلا في قدمه لمعة قَدْرَ الدرهم لم يصبها الماء، فأمره أن يعيد الوضوء، قال ارجِع فأحسن وضوءك، لا يستعجل في حالة الوضوء، بل يتأنى ويستكمل أعضاءه بالوضوء، وربما يكون الوقت باردا، فيستعجل الإنسان ولا يُسبغ الوضوء بسبب البرد، قد جاء في الحديث أن مما يُكفّر الله به الخطايا ويرفع به الدرجات: (إسباغ الوضوء على المكاره)، في رواية (إسباغ الوضوء في السَبَرات) يعني: وقت البرد.
فعلى المسلم أنه يتعاهد أعضاءه، فيُكمل غسلها، ولا يترك منها شيئا، خصوصا العَقبين وبطون الأقدام يتفطّن لها، نعم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو قتادة العماني]ــــــــ[06 - May-2009, صباحاً 04:46]ـ
بارك الله تعالى في الشيخ الفوزان، ونفع الله بعلمه
وجزاكِ الله خير الجزاء يا أختي الكريمة، وغفر الله لك ولوالديك
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[27 - May-2009, صباحاً 06:50]ـ
(الأسئلة):
س 1: فضيلة الشيخ، يقول السائل: هل كل سفر يسمى هجرة؟
ج: يسمى هجرة لغة لا شرعًا، السفر وترك البلد يسمى هجرة من باب اللغة، هَجَرَ الشيء بمعنى تركه، أما الهجرة الشرعية فهي أن ينوي بالهجرة الفرار بدينه، نعم.
س 2: فضيلة الشيخ: (قلتُم إن إزالة النجاسة من التروك، فما معنى التروك؟ وهل يقابلها شيء)؟
ج: التروك معناها: ترك الشيء والابتعاد عنه، المقصود ترك النجاسة والابتعاد عنها، فإذا زالت من نفسها، أو زالت بسبب المطر أو الماء الذي جرى عليها، ولم يبقَ لها أثر، فإنه يطهر المحل، يطهر الثوب، ولو لم ينوِ غسلها، نعم.
س 3: فضيلة الشيخ: يقول السائل (ما حكم لبس كل جورب على حِدَة بعد غسله)؟
ج: لا بد عندما يلبس الخُفّين، أو الجوربين لا يلبسهما إلا بعد كمال الطهارة، بعد كمال الوضوء، توضّأ وضوءا كاملا، ويغسل رجليه، ثم بعد ذلك يلبس الخفين أو الجوربين، ولا يكفي أنه يغسل واحد ويلبس، ثم يغسل الثاني ويلبس، وذلك لما في حديث – كما يأتي – لحديث المغيرة بن شعبة – رضي الله عنه – لما أراد أن ينزع خُفَّي النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين) أدخلتهما طاهرتين، فلابد من إكمال الطهارة قبل اللبس، نعم).
س 4: فضيلة الشيخ، يقول السائل: (ما هي أهم الكتب المفيدة في شرح هذا المتن)؟
ج: هذا الكتاب له شروح كثيرة، له شروح كثيرة، فأي شرح يتيسّر لك تقرأ فيه، والشروح الموجودة الآن (شرح ابن دقيق العيد)، الذي أملاه على ابن المُظفّر ابن الأثير، فشرح ابن دقيق العيد المسمّى بـ (بالعُدّة شرح العمدة) هو المشهور وهو الذي بأيدي الناس، فظهر شرح مطول لـ (ابن المُلقِّن) يبلغ عشرة مجلدات أو أكثر، وهناك شروح كثيرة لهذا الكتاب، الشروح ميسورة ولله الحمد، منها المُطوّل ومنها المختصر ومنها المتوسط، وشروح معاصرة، نعم).
س 5: فضيلة الشيخ، يقول السائل: (هل يُفهم من حديث عمر – رضي الله عنه – أن أعمال الدنيا من تجارة وزواج وغيرها، ليس للمسلم فيه أجر، أما أن الأمر فيه تفصيل)؟
ج: الكلام في الهجرة، الكلام في الهجرة الذي يُهاجر يريد الدنيا، أو الهجرة للزواج، ليس له أجر الهجرة، ليس له أجر الهجرة، وإنما له ما نوى، أما إذا قصد في طلب الرزق الاستعانة على عبادة الله والاستغناء عن الناس فإنه يؤجر، كذلك إذا قصد بالزواج إعفاف نفسه وطلب الذرية والمتعة المباحة يؤجر على ذلك أيضا، نعم).
س 6: فضيلة الشيخ، يقول السائل: (ذكرتُم – حفظكم الله – الأحاديث الدالة على وجوب الهجرة من ديار الكفر إلى ديار التوحيد، ما حكم من يقوم بالهجرة من بلاد المسلمين إلى ديار الكفر ويقيم فيها ويمنح الجنسية على ذلك)؟
ج: هذا عكس الهجرة، هذا عكس الهجرة الذي يخرج من بلاد المسلمين ويذهب إلى بلاد الكفار، هذا عكس الهجرة، هذا منهي عنه، وسمعتم الآية: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا} النساء (97) في الحديث: (أنا بريء من مسلم يقيم بين أظهر المشركين) وفي حديث: (لا تتراءى ناراهما)، فإذا كان يقدر على الهجرة إلى بلاد المسلمين أو إلى بلاد ولو كانت غير مسلمة؛ لكن يتمكن من إظهار دينه فيها فيُهاجر إليها كما هاجر الصحابة إلى أرض الحبشة، وهي ليست بلادا إسلامية في وقتها؛ لكن هي أخف البلاد ضررا فيُهاجر إلى المكان الذي يتمكّن فيه من إظهار دينه، نعم).
س 7: فضيلة الشيخ، يقول السائل: (هل الهجرة من هذه البلاد إلى بلاد إسلامية أخرى تعتبر هجرة، أم ينطبق عليها حكم مكة المكرمة)؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ج: الهجرة: كل ما وجد بلدًا يظهر فيه الإسلام أكثر والبلد أهله مسلمون مئة بالمئة، وتقام فيه شعائر الإسلام وليس فيه شعائر للكفر ولا للوثنية، فلا شك أن هذا يتعيّن الهجرة إليه إذا أمكن، يتعيّن الهجرة إليه إذا أمكن، ولا يُترك إلى بلد آخر فيه أعلام الشرك وفيه أعلام الوثنية وفيه عدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، نعم).
س 8: فضيلة الشيخ، يقول السائل: (ما حكم أو القول الراجح في البسملة عند الوضوء، وكيف يُبسمِل إذا كان داخل الحمام)؟
ج: التسمية عند الوضوء ورد فيها حديث تعددت رواياته وإن كان ضعيفا؛ لكن كثرة رواياته ومخارجه يعضد بعضها بعضا وهو قوله – صلى الله عليه وسلم -: (لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه) وبناء على ذلك الإمام أحمد يرى أن التسمية واجبة من واجبات الوضوء، إن تركها متعمدا لم يصح وضوؤه، وإن تركها ناسيا أو جاهلا صحّ وضوؤه، والجمهور على أنها سنة، جمهور أهل العلم على أن التسمية للوضوء سنة، وليست واجبة.
وأن معنى النفي: " لا وضوء " يعني نفي الكمال عندهم لا نفي الأصل، هذا يُؤوِّلون الحديث بهذا، والتسمية بالحمّام الذي ليس فيه نجاسة، إنما هو مجرد مكان لقضاء الحاجة، ثم يُرسل عليها الماء وتذهب، ولا يبقى لها أثر، فهذا لا، يأخذ حكم (الكُنُف والحُشوش)؛ لأن الحشوش والكنف هي التي تكون النجاسة موجودة فيها ولا تذهب.
أما مسألة دورات المياه اليوم فهذه اختلفت، صارت تَنظُف ويذهب البول والغائط، يذهب مع الماء ولا يبقى لهما أثر، فالأمر في هذا أخذ، يُسمّي عند الوضوء ولو كان في دورة المياه، نعم).
س 9: فضيلة الشيخ، يقول السائل: (ما حكم صلاة من يكون بين جبهته والأرض في السجود حائل، مثل الطاقية)؟
ج: لا بأس بذلك، مسألة الطاقية والثوب أو ما أشبه ذلك لا بأس أن يكون يسجد عليه، لا سيما إذا كان لحاجة، مثل: حرارة الأرض، أو فيها شوك أو حصى فيَتوقّى فلا بأس بذلك، أما إذا لم يكن هناك حاجة، فمباشرة المُصلى بأعضائه أفضل.
س 10: فضيلة الشيخ، يقول السائل: (هل يجوز لشخص توضّأ لصلاة الظهر مثلا، واستمرّ على وضوئه حتى صلاة العصر، ولم ينوِ في وضوئه الأول إلا الظهر، هل له أن يُصلي العصر)؟
ج: نعم له أن يُصلي ما دام وضوؤه باقيا لم ينتقض، له أن يُصلي عدة صلوات، ما دام أن وضوءه لم ينتقض؛ إلا أن العلماء يقولون يستحب له التجديد، إذا توضّأ وصلى بهذا الوضوء ما أراد أن يُصلي فريضة أخرى يستحب له التجديد، ولا يجب عليه ذلك؛ لأنه يؤخذ من الحديث الذي مرّ بنا، " لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ "، فمفهومه أنه إذا كان على وضوء ولم يُحدِث أنه يُصلي عدة صلوات، نعم).
س 11: فضيلة الشيخ، يقول السائل: (ما حكم من يتعلم العلم الشرعي لمحاجّة أهل البدعة كالرافضة وغيرهم).
ج: (هذا من المقاصد الطيبة، أنه يتعلم العلم لأجل نصرة الحق ودحر الباطل، هذا من المقاصد الطيبة، نعم).
س 12: فضيلة الشيخ، يقول السائل: (أنا مصاب بالوِسواس في الوضوء، وفي أمور الطهارة أربع سنوات تقريبا، ولم أستطع التخلص منه، فهل من توجيه يُعينني على ترك الوسواس، وادعُ لي يا شيخ، والحاضرين بالشفاء)؟
ج: (نعم الوسواس هذا مرض بلا شك، عليك بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، الإكثار من الاستعاذة والإكثار من الوِرْد، تلاوة القرآن، فإن الوسواس من الشيطان، والشيطان يطرده ذكر الله وتلاوة القرآن والاستعاذة.
ثانيا: عليك بأن لا تلتفت إلى الوسواس ولا تتأثر به، وأن تمضي في عبادتك ولا تنظر إلى الوسواس، صَلْ واعمل العبادات ولا تنظر إلى الوسواس، ارفضه رفضًا تامًا كأنه غير موجود، نعم).
س 13: فضيلة الشيخ، يقول السائل: (هل من اعتاد سنة في الصلاة، ثم تركها، هل يسجد للسهو أم لا)؟
ج: (لا ما يلزمه، السجود للسهو لترك سنة، ما يلزم لترك سنة، إنما يلزم لترك ركن أو واجب، أما من ترك سنة، فإذا سجد لترك السنة هذا سنة، وإن لم يسجد فلا شيء عليه، نعم).
س 14: فضيلة الشيخ، يقول السائل: (يقول إذا خرج أناس إلى البر مسافة قصر ووافق خروجهم يوم الجمعة فهل يصلون ظهرا؟ وإذا صلوا الظهر هل يقصرونها مع العصر)؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ج: (نعم، إن كان حولهم مسجد يصلى فيه الجمعة يسمعون الأذان يذهبون يصلون مع المسلمين الجمعة، أما إذا كانوا في بر ولا حولهم مسجد جامع يُصلى فيه الجمعة، هذا يصلونها ظهرا، ويقصرونها، وأما الجمع فإنما يباح في حالة السير، في حالة السير في الطريق، أما إذا كانوا نازلين في البر، فيُصلون كل صلاة في وقتها قصرًا بلا جمع، نعم).
س 15: فضيلة الشيخ، يقول السائل: (يقول ما هو الضابط في عدم وجود الماء، في البر مثلا، ليجوز التيمم)؟
ج: (نعم، إذا بحث في ما معه، ولم يجد ماء، وبحث حوله ولم يجد ماءً، لا من الآبار ولا من الأمطار، بحث حوله قريبا منه، ولم يجد شيئا، فإنه يتيمم؛ ولهذا يقول الفقهاء: " ويجب طلب الماء في رحْلِهِ وقُرْبِهِ وبدِلالة "، فإذا كان بذل المجهود في رحله ولم يجد معه شيئا، أو معه شيء لا يكفي إلا لحاجته فقط، حاجة طبخه وشربه، وبحث حوله ولم يجد ماءً فإنه يتيمم؛ لقوله تعالى: {فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ} المائدة (6)، نعم).
س 16: فضيلة الشيخ، يقول السائل: (هل يجوز لمن كان إماما أن يوكّل في صلاة العشاء إذا كان ملازمًا لأحد الدروس البعيدة عن المكان الذي يسكن فيه)؟
ج: (إذا وجد من ينوب عنه وهو أهلٌ للنيابة، يعني عنده كفاءة، فإنه لا بأس؛ لأن ذهابه لطلب العلم هذا عذر شرعي، فإذا وجد من يقوم بالعمل فإنه يوكِّل من يُصلي عنه، والوكيل له أجر، وهو له أجر أيضا لطلب العلم، نعم).
س 17: فضيلة الشيخ، يقول السائل: (لقد أتممنا فريضة الحج، وقمنا بطواف الوداع ثم اتجهنا إلى الكَعْكِيّة، في تمام الساعة الثانية، وبيّتنا بالكعكيّة إلى الفجر وذلك بسبب تعبنا الشديد فهل يلزمنا شيء)؟
ج: (إذا كانت الكعكية داخل مكة، من بيوت مكة، فبياتكم فيها ينقض الوداع، لابد من إعادة الوداع، أما إذا كانت الكعكية خارج مكة فلا حرج عليكم في ذلك، لو بتُّم في البر، أو في القرى القريبة من مكة فلا حرج في ذلك، المهم الخروج من مكة، الخروج من محيط مكة، نعم، فما دام أنكم بيَّتُّم داخل مباني مكة ينتقض وداعكم ويلزمكم الإعادة، وإذا لم تعيدوا عليكم فدية، بدل طواف الوداع، نعم).
س 18: فضيلة الشيخ، يقول السائل: (رجل جامع زوجته في رمضان، ولم ينتهِ إلا مع أذان الفجر، فهل يلزمه شيء)؟
ج: (حسب الآذان، إن كان الآذان متقدّمًا على طلوع الفجر فليس عليه شيء لأنه في ليل، أما إن كان الآذان يبدأ مع طلوع الفجر، فيكون عليه إعادة اليوم ويكون عليه الكفّارة وهي صيام شهرين متتابعين، عتق رقبة فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا، نعم).
س 19: فضيلة الشيخ، يقول السائل: (امرأة انتهت من النفاس، وبعد فترة نزل عليها دم قطرات، لمدة ثلاثة أيام ولم تصلِّ فيها، فهل تقضي الصلاة؟ علما بأنها لم تأتها الدورة إلى الآن)؟
ج: (إن كانت أكملت الأربعين، فالنفاس ينتهي بالأربعين، ولا يُعتبر ما ينزل بعد الأربعين من النفاس، فتُصلي ولو نزل عليها دم؛ لأنه يعتبر دم فساد إلا إذا صادف عادة الحيض، إذا صادف عادة الحيض، دورة الحيض، فإنها تعتبره حيضًا، ولا تعتبره نفاسًا، تجلس فيه على أنه حيض، أما إذا لم يُصادف عادة الحيض فإنه لا يُعتبر، فتُصلي فيه، نعم).
س 20: فضيلة الشيخ، يقول السائل: (هل يكفي جريان الماء على العضو في الغسل)؟
ج: (نعم يكفي، إذا جرى الماء على البدن، في الغُسل فإنه يكفي، الدّلك إنما هو سنة، نعم).
س 21: فضيلة الشيخ، يقول السائل: (إمام صلى بالناس وهو لابسا للبِشْت، ووضعه على عاتقه ولم يدخل يديه في الكم، فهل هذا هو السدل المنهي عنه في الصلاة)؟
ج: (ليس هذا هو السدل المنهي عنه في الصلاة؛ لأن عليه ثيابًا غير هذا البشت، عليه ثياب، ليس هذا من السَّدل، نعم).
س 22: فضيلة الشيخ، يقول السائل: (إذا دخلتُ المسجد بعد صلاة العصر، فهل يجوز لي أن أصلي التحيّة، مع أنه وقت نهي)؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ج: (المسألة فيها خلاف قوي، من قدّم عموم قوله – صلى الله عليه وسلم –: (إذا دخل أحدكم المجلس فلا يجلس، حتى يُصلي ركعتين) واعتبر هذا من ذوات الأسباب فإنه يُصلي، هذا قول الكثير من المحققين من أهل العلم، كشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم، وإن قدّم عموم النهي عن الصلاة بعد العصر فجلس فلا حرج عليه؛ لأن هذا قول طوائف كثيرة من أهل العلم، فهذا من تعارض العمومين، هذا من تعارض العمومين، عموم الأمر بالصلاة عند دخول المسجد لأي وقت.
وعموم النهي عن جميع الصلوات، في صلوات النوافل في وقت النهي، فبعضهم يقدّم عموم النهي عن الصلوات النوافل وبعضهم يقدم عموم الأمر أو عموم النهي عن الجلوس، فالمسألة خلافية، وخلاف قوي، فمن صلى فلا يُنكر عليه، ومن جلس فلا يُنكر عليه؛ لأن كل واحد له مستند، نعم).
س 23: فضيلة الشيخ، يقول السائل: (هل يُشترط التّتابع في صيام كفارة اليمين)؟
ج: (لا يُشترط هذا، لا يُشترط التّتابع في كفارة اليمين؛ لأن الله قال: {فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ} المائدة (89) وهو لم يَذكُر تتابُعًا، نعم).
س 24: فضيلة الشيخ، يقول السائل: (بعض الناس يُزهِّد في التَّمَذهُب، وحفظ متون الفقه، بحجة الاجتهاد والأخذ من الحديث، فما رأيكم)؟
ج: (هذا يريد أن يَتسوّر المباني قبل أن – لم يُكمل -، فهذا لا يجوز، ما يجوز، هو بلغ يعني شروط المُجتهد! صارت عنده المؤهلات التي صار بها مثل الإمام أحمد والإمام مالك والشافعي وأبي حنيفة، توفرت فيه شروط الاجتهاد! فإذا توفرت فيه شروط الاجتهاد فيجب عليه أن يجتهد.
أما إذا لم تكن فيه شروط الاجتهاد وإنما هو مسكين عامّي ولّا مُبتدي ولم يدرس شيئا من العلم فهذا على خطر عظيم، يجب عليه التقليد وإلا يَضيع، قال تعالى: {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} الأنبياء (7) فهذا ليس عنده شيء من المؤهلات حتى يجتهد، فلابد أن يأخذ بمذهب من مذاهب أهل العلم وأهل السنة؛ لأن هذا مُتعين عليه، فلا يجوز له أن يجتهد وهو لا يُحسن الاجتهاد، فيَضيع ويُضيِّع غيره.
وهذه بليّة كثير من المعاصرين اليوم، أنهم ظنوا أنهم بلغوا رتبة الاجتهاد وهم مساكين لم يعرفوا أوليّات العلوم، لم يعرفوا أوليّات العلوم، لا يعرفوا النحو، لا يعرفوا الأصول، لا يعرفوا الفقه، لا يعرف قواعد الفقه، لا يعرف التفسير، لا يعرف الحديث، كيف يصير هذا مجتهد! ولم يدرس على أحد من أهل العلم، إنما يقرأ في الكتب فقط، هذا خطر على نفسه وخطر على المسلمين.
فعلى المسلم أن يتقي الله وأن يعرف قدر نفسه؛ لأن المسألة ما هي بمسألة سهلة، المسألة مسألة دين، ومسألة وقوف بين يدي الله يوم القيامة، {وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} الأعراف (33) وهذا ليس من أهل العلم، هذا من المُتطفِّلين والمُبتدئين، من أين أخذ العلم! على من تعلَّم! على من درس! نعم).
س 25: فضيلة الشيخ، يقول السائل: (هل يجوز أن ينوي المسلم نيتين بالصوم مثل صيام يوم عاشوراء ويوما قبله وبعده، وينوي أيضا صيام ثلاثة أيام من كل شهر)؟
ج: (صيام عاشوراء مستقل، صيام يوم قبله وبعده هذا صيام مستقل، ثلاثة أيام من كل شهر هذه عبادة مستقلة، فلا يُدخل هذا في هذا، يصوم ثلاثة أيام من الشهر، ويصوم يوم عاشوراء، ويوم قبله أو يوم بعده، نعم).
س 26: فضيلة الشيخ، يقول السائل: (إذا كان الرجل لابسًا للشُّرّاب، فهل يمسح العَقِب معه)؟
ج: (يمسح ما ورد الدليل بمسحه وهو من رؤوس الأصابع إلى الساق، ظاهر الخُف أو ظاهر الجوارب، هذا الذي ورد، ولا يمسح الجوانب، جوانب الرجل أو عَقِب الرجل، هذا ما ورد مسحه، نعم).
س 27: فضيلة الشيخ، يقول السائل: (هل لمس بول الطفل ينقض الوضوء)؟
ج: (لمس البول سواء من الطفل أو من الكبير لا ينقض الوضوء؛ ولكن يُنجِّس، يُنجِّس اليد فيجب غسله، يجب غسله؛ لأنه نجاسة في اليد أو في الثوب، وأما الوضوء فهو صحيح، الوضوء لا ينتقض إلا بنواقض الوضوء المعروف، نعم).
س 28: فضيلة الشيخ، يقول السائل: (هل يجوز الترديد خلف المؤذن الذي يُسجَّلُ صوته بالمُسجِّل)؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ج: (متابعة المؤذن الذي يؤذن بصوت حي، أما التسجيل فلا، هذا ليس له حكم الأذان، هذا ليس له حكم الأذان، ولا يتأتّ هذه الأذان، فلو الناس اقتصروا على التسجيل ما أدّوا الأذان، لا بد؛ لأن الأذان عبادة.
لابد أن تؤدى من شخص يقوم بها، أما التسجيل هذا لا يؤدي العبادة ولا يكفي في الأذان، فالأذان المُعتبر هو الأذان الحي الذي يُؤدّى وقت دخول الصلاة، نعم).
س 29: فضيلة الشيخ، يقول السائل: (عندما أريد الطهارة تكون نيتي لأداء الصلاة، فهل تكفي عن نية الوضوء)؟
ج: (نعم، إذا نوى رفع الحدث، أو نوى الصلاة، إذا نوى الصلاة بالوضوء فإنه يكفي، يعني ينوي إما رفع الحدث وإما ينوي استباحة الصلاة، نعم).
س 30: فضيلة الشيخ، يقول السائل: (حفظكم الله، ما معنى كلامكم فهجرته إلى الله حكمًا وشرعًا)؟
ج: (معناه واضح يا أخي ما يحتاج، ما يحتاج إلى بيان، يعني من الصعب توضيح الواضح، نعم).
س 31: فضيلة الشيخ، يقول السائل: (هل الدم يعتبر؛ كالخارج من السبيلين)؟
ج: يعني: خروج الدم من الإنسان ينقض الوضوء مثل ما يخرج من السبيلين؟ نعم، جماعة من أهل العلم يرون هذا أن الخارج الفاحش الكثير النَّجِس من البدن مثل الخارج من السبيلين، مثل القيء، مثل الدم، الفاحش الخارج من النَّجِس، الفاحش النَّجِس الخارج من البدن ينقض الوضوء، ولو لم يكن من السبيلين، نعم) (1).
س 32: فضيلة الشيخ، يقول السائل: (ما حكم قول البعض: يا وجه الله)؟
ج: لا يجوز هذا، ما يجوز مناداة الصفة، ما يقول: يا رحمة الله، يا وجه الله، يا يد الله، وإنما يقول: " يا الله " ويدعو الله سبحانه وتعالى، ولا يدعُ الصفة، نعم).
انتهت – بارك الله فيك -.
الله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) له فتوى أخرى في هذا الشرح، يقول: " ومن العلماء من يرى أن خروج الدم لا ينقض، وهذا هو الأقرب للدليل، هذا هو الأقرب للدليل إنه ما ينقض؛ لأن الصحابة - رضي الله عنه - كانوا يُجرحون بالحروب وتنزف منهم الدماء ويصلون ..... إلخ "؛ ولعلي أنقلها بعد مجيء وقتها - بإذن الله -.
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[27 - May-2009, صباحاً 08:35]ـ
.. جزاكِ الله عنَّا كُلَّ خير ..
.. غفر لله لكِ ونفع بعلمكِ ..
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[28 - May-2009, مساء 04:13]ـ
وإياكِ أختاه ..
أسعدكِ الله في الدارين ..
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[30 - May-2009, مساء 03:35]ـ
للفائدة ..
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[01 - Jun-2009, صباحاً 12:13]ـ
للفائدة ..
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[09 - Jun-2009, مساء 10:02]ـ
قال الشيخ – رحمه الله تعالى – عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: (إذا توضَّأ أحدكم فليجعل في أنفه ماء، ثم ليَنتثِر، ومن استجمر فليوتر، وإذا استيقظ أحدكم من نومه فليغسِل يديه، قبل أن يُدخلهما في الإناء ثلاثا، فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده) وفي لفظ لمسلم: (فليستنشق بمنخرَيْه من الماء) وفي لفظ: (من توضأ فليستنشق).
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
وهذا الحديث فيه أحكام الوضوء، فيه ثلاث مسائل:
المسألة الأولى: مسألة الاستنشاق والاستنثار.
المسألة الثانية: الاستجمار، الخارج من السبيلين.
والمسألة الثالثة: غسل الكفين بعد النوم قبل أن يُدخلهما في الإناء.
فأما المسألة الأولى، وهي قوله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا توضأ أحدكم).
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا توضأ يعني: أراد الوضوء، وليس المراد إذا فرغ من الوضوء، بل المراد: إذا أراد الوضوء؛ كقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ} المائدة (6)، أي: إذا أردتم القيام إلى الصلاة، وليس المراد أنه يتوضأ وهو قائم؛ كذلك قوله: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ} النحل (98)، أي: إذا أردتَ القراءة فاستعذ بالله، وليس المراد: إذا فرغتَ من القراءة فاستعذ بالله، فقوله: (إذا توضأ أحدكم) أي: أراد الوضوء، فليجعل في أنفه ماء ثم لينثر، وفي آخر الرواية، يستنشق الماء ثم ينثر، هذا فيه مشروعية الاستنشاق في الوضوء والاغتسال.
والاستنشاق: هو إدخال الماء إلى الأنف بنَفَس، جذبُ الماء إلى الأنف بالنفس ثم إخراجه منه بالنثر، أي نثره بالنَّفس أيضا، فيُدخل الماء إلى أنفه فيجذبه بنفسِهِ ثم ينثره؛ لأن داخل الأنف في حكم الظاهر، فهو من الوجه، فظاهر الحديث وجوب الاستنشاق في الوضوء، ففي الحديث الآخر: (وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائمًا).
وقد اختلف العلماء في الاستنشاق، هل هو واجب أو مستحب، على قولين:
القول الأول: أنه واجب؛ لأمر النبي – صلى الله عليه وسلم – به في هذا الحديث، فلو توضأ ولم يستنشق لم يصح وضوؤه.
والقول الثاني: أنه مستحب؛ لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال للأعرابي: (توضأ كما أمرك الله) فأحاله على الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ} المائدة (6)، وليس فيها ذكر الاستنشاق، فدل على أن الأمر به هنا: للاستحباب، لا للوجوب.
والقول الأول أرجح بلا شك؛ لأن الأمر يقتضي الوجوب، والآية مُطلقة، والحديث فيه زيادة من الرسول – صلى الله عليه وسلم – قد قال الله – جل وعلا -: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} الحشر (7)؛ ولأن الرسول مُبيِّن، الرسول – صلى الله عليه وسلم – مبين لمعنى الآية، مبين لمعنى الآية، ومفسر للقرآن، فيكون الاستنشاق من جملة الوضوء المأمور به في الآية؛ لأن الرسول مُفسِّر للآية، ومُبيِّن لها، هذه مسألة.
المسألة الثانية: (إذا اسْتجْمَرَ أحدكم) اسْتَجْمَر، استجمار: استعمال الجِمار، وهي: الحجارة، الحجارة الصغيرة تسمى: جِمارًا، ومنه: رمي الجمار، أي: رمي الحَصَيات.
قوله: (إذا استجمر أحدكم) الاستجمار هو مسح، هو مسح المَخرج، القُبُل أو الدُّبُر بعد خروج الحدث؛ لإزالة أثر النجاسة.
فإذا قضى حاجته ببول أو غائط، فإنه يُزيل أثر النجاسة، فلا يتركها، إما بالاستجمار: وهو استعمال الحجارة، أو ما يقوم مقامها مما يُنظِّف المحل، أو بالاستنجاء: وهو غسل المخرج بالماء، فإن جمع بينهما فهو أحسن، إن استجمر ثم استنجى فهو أحسن، وأتبع الحجارة بالماء، وإن اقتصر على أحدهما أجزأ، إذا اقتصر على الاستجمار أجزأ، وإن اقتصر على الاستنجاء أجزأ؛ لأن المقصود منه إزالة أثر النجاسة من على المخرج، وفي هذا الحديث أنه يُوتر، بمعنى أنه يستجمر بثلاثة أحجار، كما جاء في الحديث الآخر، أنه – صلى الله عليه وسلم – استجمر بثلاثة أحجار، فمعنى الإيتار: أن يستجمر بثلاثة أحجار، إن أنقى بها وإلا زاد عليها؛ لكن لا يقتصر على العدد الشِّفع بل يوتر، فإن أنقى بثلاث لم يزد عليها، وإن احتاج إلى زيادة فليكُن على وتر، يجعلها خمسة ولا يجعلها أربعة، وإن احتاج إلى زيادة يجعلها سبعا ولا يجعلها ستا، هذا معنى فلْيوتر، يعني يقطع استجماره على وتر لا على شفع.
ففيه دليل على أن الاستجمار يكفي لإزالة أثر الخارج بشرط: أن يكون مُنقيًا، بشرط أن يكون مُنقيًا للمحل، ومُنشِّفا له، والأصل فيه الأحجار، وإن استعمل ما يقوم مقام الأحجار، فقد يكون الإنسان في مكان ليس فيه أحجار، مثل دورات المياه، ما فيه أحجار، يستعمل ما يقوم مقامه في تنقية المحل، مثل: المناديل الخشنة المُستعملة، مثل قِطَع الطين القوية، فيستعملها، يستعمل ما يقوم مقام الحجارة، مما يُنقي المحل ولو لم يكن حجارة، إلا أن النبي – صلى الله عليه وسلم – نهى عن الاستجمار بالرَّوْثة - كما يأتي – الروث:
(يُتْبَعُ)
(/)
وهي رجيع الدواب، نهى عن الاستجمار به، وعن الاستجمار بالعظم.
الاستجمار بشيئين: الرَّوْثة والعظم، فدل على أن ما عداهما يُستعمل بالاستجمار بشرط أن يكون مُنقيًا، يعني: مُنشِّفًا للمحل، لا يستعمل الشيء الأملس أو الشيء الصَّقيل الذي لا يُنشِّف المحل، حتى قال الحنابلة: (لو استجمر بحجر له شُعَب) حجر واحد له شعب، تقوم كل شُعبة مقام حجر، لو استعمل حجرًا واحدا له شعب واستجمر بكل شُعبة ونقّى المحل، فإنه يكفي، (ولو بحجر ذي شُعَب) كما في متن الزاد؛ ولكن على كل حال ما فعله الرسول – صلى الله عليه وسلم – أولى، أو قد يكون هو الواجب، وهو أنه استعمل ثلاثة أحجار، يسمّى (الاستجمار) ويسمى (الاستطابة) يسمى الاستطابة، والاستجمار بمعنى واحد.
المسألة الثالثة: إذا قام أحدكم من النوم، فليغسل يديه وليغسل كفيه ثلاثا، قبل أن يُدخلهما في الإناء، فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده، فيه مشروعية غسل الكفّين للقائم من النوم، للقائم من النوم، وهل المراد مطلق النوم بالليل والنهار؟ أو المراد نوم الليل؟
من العلماء من قال عام، الحديث عام في كل من قام من النوم وأراد أن يتوضأ فإنه يغسل يديه، يغسل كفيه ثلاثا، والقول الثاني أن هذا خاص بنوم الليل، وهذا قول الإمام أحمد لأن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال: (لا يدري أين باتت يده) والبَيات إنما يكون في الليل، أما نوم النهار فلا يُسمّى بياتًا.
وغسل الكفَّين قبل الوضوء مشروع على كل حال، سواء قام من النوم أو لم يقم، فإن كان لم يقم من نوم فهو مستحب، كما يأتي في حديث عثمان – رضي الله عنه – مستحب.
أما إن كان قام من نوم، سواء نوم ليل أو نوم نهار، فالعلماء على قولين:
القول الأول: أنه واجب، وهو قول الإمام أحمد وجماعة من أهل العلم؛ لظاهر الأمر، فالأمر يفيد الوجوب ولأنه علّل ذلك بقوله: (فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده) فيدل على الوجوب.
وذهب جماعة من أهل العلم إلى أنه للاستحباب مطلقا، للقائم من نوم الليل أو نوم النهار، أو من أراد أن يتوضأ ولو لم يسبقه نوم، فيُستحب غسل الكفّين قبل الوضوء.
والراجح: هو القول الأول، أما أن القائم من نوم الليل يجب عليه غسل كفّيه ثلاثا قبل أن يُدخلهما في الإناء؛ لظاهر الأمر وللتعليل الذي في الحديث.
ويؤخذ من الحديث أيضا: أن الماء القليل إذا وقعت فيه نجاسة فإنه يَنْجس، والمراد بالقليل: ما دون القُلَّتين كما يأتي؛ لأن الذي في الإناء قليل، فدلّ على أنه لو قام من النوم من ليل، وأدخل يده فيه فإنه لا يصلح للاستعمال؛ لأن يده مَظنّة النجاسة وأدخلها فيه، فدل على أن الماء القليل إذا وقعت فيه النجاسة أنه يَنجِس، كما هو قول كثير من أهل العلم ولو لم يتغير، ينجس ولو لم يتغير، لحديث: (إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث)، يعني: النجاسة، فدل على أن ما دون القلتين يحمل الخبث، يعني تؤثر فيه النجاسة، ولا شك أن ما يكون في الأواني أنه دون القلتين فينجِس إذا غمس يديه وهو قائم من نوم الليل قبل غسلهما ثلاثا، لأنهما مَظِنّة النجاسة.
وفي الحديث أيضا: الاحتياط، العمل بالاحتياط؛ لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (لا يدري أين باتت يده) يعني محل شك، ما يدري وين باتت، (لا يدري أين باتت يده) يحتمل أنها وقعت على فرجه وهو نايم، أو أنه حكّ جسمه فخرج دم وهو نايم، أو أنه علق بيده شيء من النجاسة وهو لا يدري، من جسمه أو من دُبُره أو من قُبُله؛ لأنه نايم ولا يدري، ففيه العمل بالاحتياط؛ لأنه لمّا صار احتمال نجاسة أمر النبي – صلى الله عليه وسلم – بغسل الكفين، غسل الكفين منها، فهذا ما يدل عليه حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – نعم.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[13 - Jun-2009, صباحاً 12:50]ـ
يُرفع للفائدة ..
رفع الله قدركم ..
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[14 - Jun-2009, مساء 05:00]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا
أختي الفاضلة لوتنزلي كل الفوائد مرتب في ملف وورد حتى يسهل تنزيله
بارك الله فيكم
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[19 - Jun-2009, مساء 01:20]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وخيرًا جزاكم الله أخي الكريم، وفيكم بارك ..
(يُتْبَعُ)
(/)
نعم، أنا بصدد هذا الفعل بإذنه تعالى، نسأل الله السداد ..
شكرا لكم ..
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[21 - Jun-2009, مساء 03:45]ـ
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: (لا يبولنَّ أحدكم في الماء الدائم الذي يجري، ثم يغتسل فيه) ولمسلم: (لا يغتسل أحدكم في الماء الدائم وهو جنب).
نعم الحديث بروايتين، يدل على أن الماء الدائم، والماء الدائم فسَّره – صلى الله عليه وسلم – بالذي لا يجري، بالماء الراكد الذي لا يجري أنه يتأثر بشيئين: يتأثر بالبول فيه، ويتأثر أيضا بالاغتسال فيه من الجنابة.
أما المسألة الأولى وهي: (لا يبولنَّ أحدكم في الماء الدائم) هذا فيه النهي عن البول في الماء الدايم: يعني الذي لا يجري؛ لأنه يُقذِّره وينجِّسه، يقذره وينجسه.
وجاء الحديث الثاني في النهي عن أن يبول في الموارد، يعني عند الماء الذي يورد، تشرب منه الدواب، ويشرب منه الناس، فلا يقضي حاجته عنده؛ لأن ذلك يؤثر ويلوث الناس والدواب، وجعل من فعل ذلك ملعونا، البراز في الموارد، هذا من الملاعن الثلاث، فلا يبول فيه ولا يبول عنده أيضا، بل يبتعد، يبتعد عنه، والحديث عام للقليل والكثير، ما دام أنه دايم، يعني راكد فلا يجوز البول فيه، وهذا ما ذهب إليه الإمام أحمد، ذهب إلى أن البول يُنجِّس الماء ولو كان كثيرا، إلا إذا كان يشقُّ نزحه، إذا كان يشق نزحه فإنه لا يؤثر فيه، كمصانع طريق مكة، وهي البِرْكات التي عُملت بالحجارة والجص، فصارت تختزن الماء للحجاج بطريقهم وهي بِراك كبيرة، هذه يشق نزحها، فإذا كان يشق نزحه فإنه لا يتنجس ببول الإنسان، قال ومثله من باب أولى (العَذِرة) لا يتغوَّط فيه، لا يتغوط في الماء الدايم وهو الماء الراكد، فإن فعل فإنه ينجس، ظاهر الحديث سواء كان قليلا أو كثيرا، هذا قول الإمام أحمد.
الجمهور يقولون إن كان قليلا فنعم، أما إن كان كثيرا فإنه لا يؤثر فيه البول بدليل قوله – صلى الله عليه وسلم -: (إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبَث) يعني لم تؤثر فيه النجاسة، ولكن ظاهر الحديث العموم، يشهد لقول الإمام أحمد، لعموم الحديث، ولم يقل: (لا يبولن أحدكم في الماء الدائم القليل)، بل عمَّم – صلى الله عليه وسلم – عن البول في الماء الدايم، ويدل بمفهومه على أن الماء الجاري أنه لا يتنجس بالبول، الماء الجاري لا يتنجس بالبول؛ لأنه يدفع النجاسة بجَرْيِه، فالذي وقع عليه البول من الجَرِيات يذهب، ويأتي جريات جديدة لم يحصل فيها بول، فالماء الذي يجري لا يؤثر فيه بول الآدمي أو عَذِرَته، وإن كان هذا منهيا عنه؛ لأنه يُكرِّهه على الناس ويُلوثه؛ لكن الكلام في النجاسة لا ينجِس، الماء الجاري لا ينجس بالبول ولا بما هو أشد منه كالعَذِرة، فهذا مفهوم الحديث.
والمسألة الثانية، قالوا فيه نُكتة عن الظاهرية، الظاهرية يقولون بالظاهر، ولا يعتبرون علل الأحكام وأسرار الأحكام، يقولون الرسول نهى عن البول في الماء الدايم، أنه يباشِر البول فيه، أما لو بال في إناء أو تغوَّط في إناء؛ حتى لو كان كثير البول، لو جمع البول الكثير في إناء وصبّه فيه لا يؤثر، لا يؤثر فيه، هذا يقولون: هذا جمود، جمود على الظاهر، من المعلوم أن المقصود أن البول يؤثر بالماء سواء تبوَّل به مباشرة أو تبوَّل خارجه وتسرَّب البول إلى الماء أو تبوّل في إناء وصبّه فيه، فالمعنى واحد، فهذا مما عابوه على الظاهرية، ما عابوه على الظاهرية في جمودهم على الظاهر، وعدم اعتبار العلل والأسرار ومقاصد الشريعة، وهذا مما فوَّت عليهم كثيرا من الفقه، مما فوّت عليهم كثيرا من الفقه.
طيب، أما المسألة الثانية: وهي قوله: (لا يغتسل أحدكم في الماء الدائم وهو جنب).
لا يغتسل: هذا نهي، والفعل مجزوم بلا الناهية، وعلامة جزمه السكون، (لا يغتسل أحدكم في الماء الدائم وهو جنب).
الجنب: من أصابته الجنابة: وهي خروج المني منه دفقًا بلذة، خروج المني دفقا بلذة، هذا هو الجنب، سواء في جماع أو في غيره، أو بمباشرة أو باحتلام في النوم، فالجنابة هي خروج المني من الإنسان دفقا بلذة، أما لو خرج بدون لذة، كالمريض الذي ينساب منه، والمصاب الذي لا يُمسك، ذكره لا يُمسك ويخرج بدون لذة، فهذا لا يُعد، لا يسمى جنبًا، هذا ينقض الوضوء فقط، ولا يوجب الإجناب، ولا يجب عليه الاغتسال، هذا معنى الجنب.
سمي جنبا؛ لأن من المُجانبة؛ لأن الماء باعد محله وجانبه، فسمي جنبًا، والجُنب يُعبَّر فيه عن حصول الجماع، فهذا فيه النهي لمن كان عليه جنابة، أن يغتسل في الماء الدايم، يعني ينغمس فيه، ناويا رفع الحدث، فإن ذلك يؤثر في الماء، ويجعله مستعملا، لا تصح الطهارة منه؛ لأنه صار مستعملا برفع حدث أكبر، فهذا ظاهر الحديث.
وبعض العلماء يقول هذا للكراهة وليس هو للتحريم، ولا يسلب الماء الطهورية؛ لكنه مكروه الاستعمال؛ ولكن ظاهر الحديث أنه يسلبه؛ لأنهما فائدة الحديث، ودل الحديث بمفهومه – كما سبق - على أن الماء الجاري لا بأس أن ينغمس فيه ويغتسل في الماء الجاري ولا يؤثر هذا فيه، إنما الكلام في الماء الدايم الذي لا يجري، نعم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[26 - Jul-2009, مساء 11:36]ـ
عن أبي هريرة – رضي الله عنه - قال أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إذا شرب الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبعا) ولمسلم (أولاهن بالتراب).
وله في حديث عبد الله بن مُغفَّل، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إذا ولغ الكلب في الإناء فاغسلوه سبعا وعفّروه الثامنة بالتراب).
نعم هذا الحديث في مسألة ولوغ الكلب في الماء، شرب أو ولغ، الولغ: هو اللغة العربية، يقال: ولغ الكلب، إذا شرب بطرف لسانه، إذا شرب بطرف لسانه، هذا هو الولوغ، وفي حديث آخر (إذا ولغ) أو رواية أخرى (إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم) وقوله: (إذا شرب) يَعطي أن الماء المنهي فيه ماء شرب منه الكلب، فيكون سؤره نجسا، يعني الباقي بعده نجسًا، وأما رواية (ولغ) فلو لم يكن في الإناء ماء، لو أنه لعق الإناء، فكذلك مثل ما لو شرب، فهذا معنى (ولغ الكلب في إناء أحدكم).
(فليغسله سبع مرات أولاهن بالتراب) وفي رواية (إحداهن بالتراب) وفي رواية (أخراهن بالتراب) وفي رواية (وعفّروه الثامنة بالتراب).
فدل هذا الحديث على مسائل:
المسألة الأولى: أن الكلب نجس نجاسة مغلظة، لأن النجاسات على ثلاثة أقسام:
النجاسة المُغلّظة: وهي نجاسة الكلب والخنزير وما في معناهما.
ونجاسة مخففة: وهي نجاسة بول الغلام الذي لم يأكل الطعام، وهذا يأتي، هذه مخففة يكفي فيها الرش والنشح يكفي فيها الرش والنضح، وكذلك نجاسة المذي، المذي هذا نجس لكن نجاسة مخففة، يكفي فيها النضح إذا أصاب الثوب أو البدن، يكفي فيه النضح، أما المني فهو طاهر، المني طاهر، إنما المذي وهو الذي غير المني، هذا نجس لكن نجاسته مخففة.
النوع الثالث: نجاسة متوسطة: وهي بقية النجاسات؛ كنجاسة البول والغائط والدم، هذه نجاسة متوسطة، تُغسل حتى تزول بدون تحديد للعدد، هذه أنواع النجاسات.
والتي معنا الآن (النجاسة المغلظة) وهي نجاسة الكلب وما في معناه، كالخنزير، والحديث يدل على نجاسة الكلب وأنها نجاسة مغلظة؛ لأن الرسول – صلى الله عليه وسلم – أمر فيها بأمرين:
الأمر الأول: أن تُغسل سبعًا.
الأمر الثاني: أن تُعفّر بالتراب، هذا دليل على غلظ النجاسة، فلو غسله دون السبع لم يجزِ؛ لأن الرسول أمر بالسبع، فلو غسله دون السبع لم يجزِ؛ لأنه لم يعمل بقول الرسول – صلى الله عليه وسلم -.
ودل الحديث على استعمال التراب في تطهير الإناء بعد الكلب، والتراب المراد به: التراب الطهور، فيستعمل في غسل الإناء بعد الكلب، لكن هل يكون التراب في الغسلة الأولى كما جاء في الرواية؟ أو يكون في الأخيرة كما جاء في رواية أخرى؟ أو يكون في إحدى الغسلات (الأولى أو الثانية أو الوسط)؟
الظاهر والله أعلم أن المقصود وجود التراب، سواء استعمله في الغسلة الأولى أو استعمله في الغسلة الأخيرة أو استعمله في الوسط، المقصود: وجود التراب في غسل الإناء بعد الكلب، ففي أي غسلةٍ جعل التراب أجزأ، لأن الروايات جاءت بهذا وهذا، هذا هو الصحيح، أن المقصود استعمال التراب في أي غسلة من الغسلات.
وما كيفية استعمال التراب؟ على قولين:
القول الأول: أنه يذر التراب في الإناء ويغسله، يذر التراب في الإناء ثم يغسله.
والقول الثاني: أنه يذر التراب في الماء ثم يغسل به الإناء.
وعلى كل حال الأمر واسع في هذا، المهم وجود التراب، سواء ذرّه في الإناء أو ذرّه في الماء، وهل يجزي عن التراب بقية المواد المنظفة، كالإشنان والصابون والمزيل، المواد المنظفة المعروفة الآن؟
المذهب: نعم، يجوز عند الحنابلة، قال: (ويُجزي) في متن الزاد، قال: (ويُجزي عن التراب إشنان ونحوه) ولكن الصحيح أنه لا يجزي غير التراب، لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – نصّ على التراب، فلا يقوم غيره مقامه؛ ولأن التراب أحد الطهورين، فالله أمر باستعمال الماء في الطهارة، {فلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً} (المائدة6)، التراب أحد الطهورين، وليس ذلك في الصابون والإشنان، لا يُتطهر بالصابون ولا بالإشنان إذا عدم الماء، فالتراب له خاصية، أنه أحد الطهورين، فلا يُعدل عنه، وأيضا من الناحية الطبية، لأن بعض الباحثين من الأطباء ذكروا أن ريق الكلب فيه مادة ضارة لا يقطعها إلا التراب، يقولون مادة ضارة مؤثرة لا يقطعها إلا التراب، التراب فيه خاصية وهذا من معجزاته – صلى الله عليه وسلم – حيث أنه نص على شيء أدرك الأطباء فيما بعد أنه لا ينفع غيره في هذا الشيء، فيكون هذا من الإعجاز في الحديث.
على كل حال التعليل بأن التراب أحد الطهورين هذا أقوى بلا شك، وأن الرسول نصّ عليه فلا نتعدَّ المنصوص.
ويؤخذ من هذا الحديث: تحريم اقتناء الكلاب، وقد جاءت الأحاديث في النهي عن اقتنائها، وأن من اقتنى كلبًا إلا لماشية أو زرع أو صيد أنه ينقص من أجره كل يوم قيراط، وجاء في الحديث أيضا، أن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه كلب ولا صور، فهل المسلم يرضى أن تمتنع ملائكة الرحمة من دخول بيته؟
لا يرضى بهذا مسلم، ففي هذا رد على الذين يقتنون الكلاب لغير ما رخّص فيه الرسول – صلى الله عليه وسلم – يقتنونها هواية أو تقليدا للكفار؛ لأن الكفار مُغرمون بتربية الكلاب ومخالطتها في بيوتهم، بل إن بعضهم يوصي لها بعد موته، يوصي للكلب فيجعل له مسكن في بيته، بل يقتني كلابًا مثل الغنم عنده، كفار هؤلاء، يمكن الكلاب أحسن منهم، نعم الكلاب أحسن منهم {إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً} (الفرقان44)؛ لأن الكلاب ليس عليها تكليف ولا مسؤولية فهي أحسن منهم، فلا غرابة إذا اقتنوها لأنهم أخس من الكلاب، عندهم الكفر؛ لكن الغرابة من المسلم الذي يقتني كلبًا في بيته أو في سيارته يُركبه معه في السيارة، لا لشيء إلا تقليدا للكفار، ويتركه يلغ في أوانيه وفي أمتعته ولا يغسلها ولا يتنبّه لها، نعم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[24 - Sep-2009, صباحاً 01:52]ـ
من أراد تنزيل الملف، فقد رفعته الأخت (أم صفية وفريدة) في ملتقى أهل الحديث - جزاها الله خيرا - على هذا الرابط، بصيغة وورد:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=1091114&postcount=22
وإن شاء الله، سوف أكمِل التفريغ، ونسأل الله الإعانة والسداد ..
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[24 - Sep-2009, صباحاً 09:20]ـ
أختي السلفيه لاعدمناك
بوركتي غاليتي(/)
سؤال أرجوا الجواب عليه .. " من لقمان "؟
ـ[الحسن أبو تراب]ــــــــ[26 - Apr-2009, صباحاً 10:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هل لقمان عليه السلام نبي؟
أرجوا الجواب على هذا السؤال لأنه حدث خلاف بين الشباب عن جواب هذا السؤال ...
وجزاكم الله خير ...
وصلي اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[26 - Apr-2009, صباحاً 11:34]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الصحيح أخي الفاضل أنه: (عبدٌ صالح) لا نبي ولا رسول.
والله أعلم
ـ[الحسن أبو تراب]ــــــــ[26 - Apr-2009, مساء 12:49]ـ
جزاك الله خير وبارك الله فيك ونفع الله بعلمك ...
هل يستطيع أحد أن يفيدني بقصص صحيحة عن لقمان عليه السلام ...
وجزاكم الله خير ...
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[26 - Apr-2009, مساء 05:53]ـ
أخي الفاضل:
اذهب إلى تفسير سورة لقمان - وفقكم الله - من كتب أهل التفسير، ومنهم تفسير الشيخ السعدي - رحمه الله - وتجدهم قد استفاضوا في الحديث عن لقمان الحكيم ..
بورك فيكم ..(/)
إن الشرك لظلم عظيم
ـ[نبراس]ــــــــ[26 - Apr-2009, مساء 01:33]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من المعلوم أن الشرك أعظم ظلم لكن أشكل علي قوله تعالى في سورة لقمان "إن الشرك لظلم عظيم" فلمذا جاء التعبير بهذه الصيغة حيث يفهم من هذه الآية أن الشرك ظلم عظيم لا أنه أعظم ظلم
ـ[نبراس]ــــــــ[27 - Apr-2009, مساء 02:17]ـ
هل من مجيب ...
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[27 - Apr-2009, مساء 02:28]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من المعلوم أن الشرك أعظم ظلم لكن أشكل علي قوله تعالى في سورة لقمان "إن الشرك لظلم عظيم" فلمذا جاء التعبير بهذه الصيغة حيث يفهم من هذه الآية أن الشرك ظلم عظيم لا أنه أعظم ظلم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الآية أخي العزيز واضحة ولا إشكال فيها حفظك الله، وبيانها:
أن الله يبين أن الظلم درجات، وأن أظلم الظلم وأكبره، وأقبح الجهل؛ هو: الشرك بالله.(/)
ما وسائل منع الحيض وجلبه؟ جزيتم خيرا.
ـ[الحائرة]ــــــــ[26 - Apr-2009, مساء 03:58]ـ
السلام عليكم ..
ممكن استفسار ..
ماهي وسائل منع الحيض وجلبه؟؟
ماهي الاسباب لمنعه و جلبه؟؟
أتمنى أن تكون الأجوبة من الواقع ..
جزيتم خيرا ..
إذا من الممكن مراجع حديثة لموضوع البحث "استجلاب الحيض ومنعه "؟؟
وجدت الحكم والشروط في المراجع القديمة ..
لكن تعريف استجلاب الحيض ومنعه وكذلك الأسباب والطرق .. لم أجدها في المراجع القديمة ..
وكذلك أثر تناول دواء منع وجلب الحيض .. في العدة والطلاق وغيره ..
ـ[الحائرة]ــــــــ[01 - May-2009, مساء 01:20]ـ
الله يجزاكم كل خير ..
اريد أسماء مراجع .. بحثت ولم أجد ..(/)
سلام وسؤال: ما الدليل الشرعي على ذكر (سبحان الله والحمدلله .. ) في الصلاة .. ؟
ـ[ابن التراب]ــــــــ[26 - Apr-2009, مساء 04:13]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
اولا اشكر مسئولي هذه المنتدى المبارك على قبول الانتماء اليه ...
واسأله تعالى دوام التوفيق لهم في خدمة الشريعة الغراء ...
وتحية للأعضاء والقراء المحترمين ...
وسؤال هو: ما الدليل الشرعي على ذكر (سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر) الذي
يقال في الركعتين الاخيرتين في الصلاة ...
فاني لم أعثر على حديث صريح في ذلك ...
فهل يوجد نص يصرح بذلك في الركعتين الاخيرتين؟؟؟
واين اجده؟
مع الشكر الجزيل.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[27 - Apr-2009, صباحاً 08:17]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حقيقة أخي الفاضل لم أجد نصا يفيد بذكر مثل هذا الذكر في الصلاة إلا نص حديث صلاة التسبيح.
والوارد والثابت أخي في كثير من النصوص الحديثية والآثار أنها تقال بعد السلام والفراغ من الصلاة. ولا أعلم أصلا لما ذكرته بارك الله فيك.
والله أعلم
ـ[ابن التراب]ــــــــ[28 - Apr-2009, صباحاً 12:18]ـ
السلام عليكم ...
شكرا جزيلا للاخ التميمي ...
اذا ماذا يقال في الركعتين الاخيرتين في الصلاة بدل الحمد والسورة؟
وما هو النص عليه .. مع خالص الشكر.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[28 - Apr-2009, صباحاً 12:58]ـ
السلام عليكم ...
شكرا جزيلا للاخ التميمي ...
اذا ماذا يقال في الركعتين الاخيرتين في الصلاة بدل الحمد والسورة؟
وما هو النص عليه .. مع خالص الشكر.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ما يقال أخي العزيز إلا: (الله أكبر) للشروع في الركوع.
فلم يرد تخصيص الركعتين الأخيرتين بشيء من الأعمال أو الأقوال.(/)
مسألة فى قصر الصلاة
ـ[أبو علي المصراوي]ــــــــ[26 - Apr-2009, مساء 05:14]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته. رجل أدركته صلاة الظهر وهو فى طريقه عائد إلى بلده فنزل فصلى الظهر ركعتين قصر فهل له أن يقصر العصر جمع تقديم مع العلم أنه سوف يدرك العصر فى بلده وإن كان جائزا الجمع مع القصر فهل بعد عودته إلى بلده تلزمه صلاة العصر. وجزاكم الله خيرا ونفع بكم(/)
ما هي أحكام حيازة العقارات و المنقولات في الفقه الإسلامي؟
ـ[بسام]ــــــــ[27 - Apr-2009, صباحاً 12:12]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
ما هي أحكام الحيازة في المنقولات و العقارات في الفقه الإسلامي، و هل يحق لصاحب الشيء أن يطالب باسترجاعه بعد أن أهمله و تخلى عنه لفترة طويلة جازه فيها غيره؟
جازاكم الله خيرا(/)
من ذهب من السلف إلى وجوب تحية المسجد؟
ـ[التقرتي]ــــــــ[27 - Apr-2009, صباحاً 12:20]ـ
من ذهب من السلف إلى وجوب تحية المسجد؟
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[27 - Apr-2009, صباحاً 01:37]ـ
جاء في المصنف لعبدالرزاق:
عن معمر عن أبي إسحاق وغيره من أهل الكوفة عن ابن مسعود قال:" من أشراط الساعة أن يمر الرجل في المسجد فلا يركع ركعتين"1/ 429
وهذا يومئ إلى أنه يرى الوجوب.
ونسب ابن عثيمين القول بالوجوب إلى الجمهور.
وهو ظاهر النص.
وفي نيتي بحث هذه المسئلة بحثا مطولا.
والله الموفق.
ـ[رياض النضرة]ــــــــ[27 - Apr-2009, صباحاً 02:18]ـ
تحية المسجد سنة، بخلاف من قال بوجوبها، وحكى النووي الاجماع على ذلك [نيل الأوطار:3/ 68].
وفي سلسلة العلامتين ابن باز والألباني رحمهما الله للنصائح والتوجيهات:
هي واجبة لحديث أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين» رواه البخاري ومسلم.
وحديث جابر قال: «جاء سليك الغطفاني يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فجلس فقال له: يا سليك! قم فاركع ركعتين وتجوز فيهما، ثم قال: إذا جاء أحدكم يوم الجمعة والإمام يخطب فليركع ركعتين وليتجوز فيهما» رواه البخاري ومسلم قال أبي قتادة: أعطوا المساجد حقها، قيل له: وما حقها؟ قال: ركعتين قبل أن تجلس. رواه ابن أبي شيبه
ـ[الرجل الرجل]ــــــــ[27 - Apr-2009, صباحاً 06:36]ـ
ونسب ابن عثيمين القول بالوجوب إلى الجمهور.
وهو ظاهر النص.
.
اظنك واهما
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[27 - Apr-2009, صباحاً 06:44]ـ
اظنك واهما
راجع الشرح الممتع 5/ 105
والعبارة التي ذكرتها ذكرتها ,ذكرتها من استحضاري.
وعبارته بالنص" وقد ذهب إلى هذا كثير من أهل العلم"
وإن كان قد رجح_رحمه الله_ القول بأنها سنة.
والله أعلم
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[27 - Apr-2009, صباحاً 09:31]ـ
قد أومأ الإمام الشافعي إلى الوجوب كما قاله (البويطي) في كتابه كما في (الأم) حيث قال: (ومن دخل مسجدا فليركع فيه قبل أن يجلس فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بذلك وقال تحية المسجد ركعتان).
لكن ذكر البيهقي في (معرفة السنن والآثار) ما يخالف هذا عن الشافعي؛ حيث قال: (قال الشافعي في (سنن حرملة): وذلك اختيار لا فرض).
فلذلك قال النووي في (المجموع): (فإن حق المسجد أن لا يجلس فيه حتى يصلي ركعتين. هذا كلام الإمام؛ وهو شاذ، والمذهب ما نص عليه ونقله الأصحاب).
على أن ظاهر الأحاديث الواردة فيها يفيد الأمر والأمر يفيد الوجوب، خاصة أنه أتى في بعض الأحاديث التشديد على فعلها كما عند مسلم من رواية أبي قَتَادَةَ صَاحِبِ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ بين ظَهْرَانَيْ الناس، قال: فَجَلَسْتُ، فقال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ما مَنَعَكَ أَنْ تَرْكَعَ رَكْعَتَيْنِ قبل أَنْ تَجْلِسَ"؟ قال: فقلت: يا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْتُكَ جَالِسًا وَالنَّاسُ جُلُوسٌ. قال: "فإذا دخل أحدكم الْمَسْجِدَ فلا يَجْلِسْ حتى يَرْكَعَ رَكْعَتَيْنِ".
وقد أوجبها أهل الظاهر قاطبة، على تشكك من رأي ابن حزم فيها. وقد أومأ الإمام أحمد رحمه الله في رواية إلى وجوبها.
وهي عند الأحناف مستحبة استحبابا مؤكدا جدا، بل هي سنة مؤكدة.
ومما يؤكد الأمر بوجوبها فعله لها صلى الله عليه وآله وسلم في بيت المقدس لما أسري به وعرج. فإنه يدل على مكانتها الكبيرة وأن رسول الله عليه الصلاة والسلام لم يتركها.
وقد قال الإمام العلامة الصنعاني في (سبل السلام) بعد ذكره حديث أبي قتادة: (الحديث نهى عن جلوس الداخل إلى المسجد إلا بعد صلاته ركعتين وهما تحية المسجد، وظاهره وجوب ذلك. وذهب الجمهور إلى أنه ندب؛ واستدلوا: بقوله صلى الله عليه وسلم للذي رآه يتخطى: "اجلس فقد آذيت" ولم يأمره بصلاتهما، وبأنه قال صلى الله عليه وسلم لمن علمه الأركان الخمسة؛ فقال: لا أزيد عليها؛ "أفلح إن صدق".
قال الصنعاني: الأول مردود بأنه لا دليل على أنه لم يصلهما فإنه يجوز أنه صلاهما في طرف المسجد ثم جاء يتخطى الرقاب.
والثاني بأنه قد وجب غير ما ذكر كصلاة الجنائز ونحوها، ولا مانع من أنه وجب بعد قوله: لا أزيد، واجبات، وأعلمه صلى الله عليه وسلم بها).
وعلى كل فإنه يكره تركها لمن دخل المسجد وليس له عذر لتركها.
ولم أجد حقيقة أخي (أبا الأمين) من صرح بوجوبها من السلف تحديدا وتعيينا سوى ما نقلت لك وذكرت.
والله تعالى أعلم
ـ[التقرتي]ــــــــ[27 - Apr-2009, صباحاً 09:39]ـ
بارك الله في الجميع و جازاكم الله كل خير
سمعت انه لم يذهب إلى وجوبها من السلف إلا ابا عوانة و الله اعلم
اما حديث قتادة فظاهره يفيد الوجوب لكن عند التأمل نجد الندب لأن الرسول عليه الصلاة و السلام لم يأمر اباقتادة بالنهوض لصلاتها بعض الجلوس و الله اعلم
اما مذهب الجمهور فهي سنة اما بن حزم فلم يوجبها - هذا غريب منه- و اوجبها الشوكاني و حكى وجوبها بن البطال عن الظاهرية
لكن ابحث عن السلف من القائل بوجوبها؟ لم اقف على قول ظاهر عند السلف بالوجوب؟
هناك حديث ايضا في المصنف ان الصحابة كانوا يدخلون المسجد ثم يخرجون و لا يصلون، هل من احد يذكر لنا درجة صحة هذا الحديث
بارك الله فيكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[27 - Apr-2009, صباحاً 10:16]ـ
الحديث إلى زيد بن أسلم صحيح، وهو يحكي أمرا كان يفعل، ولا يمكن أن يحكى مثل ذلك إلا بأمرين:
المشاهدة، والنقل الثابت الصحيح.
وبالنسبة للمشاهدة فقد صرح هو بأن ابن عمر كان يفعله.
وبالنسبة للنقل؛ فأعتقد أن مكانة زيد أرفع من أن ينقل أمرا لم يحصل من صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
والله أعلم
ـ[التقرتي]ــــــــ[27 - Apr-2009, صباحاً 11:03]ـ
بارك الله فيك اخي التميمي
الحديث رأيت الشوكاني نقله لكن الذي دعاني للسؤال عن صحته هو وجود عبد العزيز بن محمد الدراوردي في الرواة الذي في حفظه شيئ إلا ان الذهبي قال في السير: حديثه في دواوين الإسلام الستة، لكن البخاري روى له مقرونا بشيخ آخر، وبكل حال فحديثه وحديث ابن أبي حازم لا ينحط عن مرتبة الحسن.
لذلك وددت ان اعرف هل تكلم في الحديث احد المحدثين ام لا؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[27 - Apr-2009, صباحاً 11:08]ـ
لذلك وددت ان اعرف هل تكلم في الحديث احد المحدثين ام لا؟
أحسنت وبارك الله فيك
لم أر من تكلم على هذا الحديث في شيء من الدواوين التي وقفت عليها لا من المتقدمين ولا من المتأخرين بحسب الوسع والطاقة، وكأنه حديث سليم لا شية فيه.
والله أعلم
ـ[التقرتي]ــــــــ[27 - Apr-2009, صباحاً 11:26]ـ
بارك الله فيك
رأيت الشوكاني يتأول الحديث بان الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يدخلون و لا يجلسون لذلك لا يصلون تحية المسجد، فكأنه قد صححه و ان كان تأويله فيه نظر و الله اعلم
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[27 - Apr-2009, صباحاً 11:36]ـ
التمهيد لإبن عبد البر - (ج 20 / ص 182)
(قال أبو عمر لا يختلف العلماء أن كل من دخل المسجد في وقت يجوز فيه التطوع بالصلاة أنه يستحب له أن يركع فيه عند دخوله ركعتين قالوا فيهما تحية المسجد وليس ذلك بواجب عند أحد على ما قال مالك رحمه الله إلا أهل الظاهر فإنهم يوجبونهما والفقهاء بأجمعهم لا يوجبونهما)
إكمال المعلم شرح صحيح مسلم - للقاضي عياض - (ج 3 / ص 28)
(وقوله: (إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس): هذا على الندب والترغيب باتفاق من أهل العلم، إلا داود وأصحابه فرأوه على الوجوب)
شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 34)
(فِيهِ: اِسْتِحْبَاب تَحِيَّة الْمَسْجِد بِرَكْعَتَيْنِ، وَهِيَ سُنَّة بِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ، وَحَكَى الْقَاضِي عِيَاض عَنْ دَاوُدَ وَأَصْحَابه وُجُوبهمَا)
[فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 172)]
(وَاتَّفَقَ أَئِمَّة الْفَتْوَى عَلَى أَنَّ الْأَمْر فِي ذَلِكَ لِلنَّدْبِ، وَنَقَلَ اِبْن بَطَّالٍ عَنْ أَهْل الظَّاهِر الْوُجُوب، وَاَلَّذِي صَرَّحَ بِهِ اِبْن حَزْم عَدَمه)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 - Apr-2009, صباحاً 11:51]ـ
لا يُحفظ عن أحد من السلف القول بوجوب ركعتي تحية المسجد ... وابن حزم من الظاهرية لا يقول بوجوبها فنسبة الوجوب لهم غير دقيقة وإنما القائل بالوجوب داود الظاهري ... والقائلون بوجوبها على كل حال لا يصح أبداً أن يُقال عنهم جمهور أو حتى كثير من العلماء ...
ـ[التقرتي]ــــــــ[27 - Apr-2009, مساء 12:02]ـ
رأيت غير واحد من المعاصرين يذهب إلى وجوبها لذلك احببت ان اعرف هل لهم سلف في القول فحسب اطلاعي الخلاف قائم حول صلاة الوتر فقط و الله اعلم
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[27 - Apr-2009, مساء 12:03]ـ
لا يُحفظ عن أحد من السلف القول بوجوب ركعتي تحية المسجد ... وابن حزم من الظاهرية لا يقول بوجوبها فنسبة الوجوب لهم غير دقيقة وإنما القائل بالوجوب داود الظاهري ... والقائلون بوجوبها على كل حال لا يصح أبداً أن يُقال عنهم جمهور أو حتى كثير من العلماء ...
أحسنت وبارك الله فيك
لكن لي تعقيب واحد فقط هنا؛ وهو: أن جمع من اهل العلم كالقرطبي وابن بطال وابن تيمية قد نقلوا الوجوب عن داود وأصحابه، بغض النظر عن ابن حزم رحمه الله، فليس الحكم منوطا بداوود فقط.
وجزاك الله خيرا
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[27 - Apr-2009, مساء 12:04]ـ
رأيت غير واحد من المعاصرين يذهب إلى وجوبها لذلك احببت ان اعرف هل لهم سلف في القول فحسب اطلاعي الخلاف قائم حول صلاة الوتر فقط و الله اعلم
أحسنت
وكأنهم أخذوا هذا الحكم من فحوى النصوص. والله أعلم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 - Apr-2009, مساء 12:14]ـ
لكن لي تعقيب واحد فقط هنا؛ وهو: أن جمع من اهل العلم كالقرطبي وابن بطال وابن تيمية قد نقلوا الوجوب عن داود وأصحابه، بغض النظر عن ابن حزم رحمه الله، فليس الحكم منوطا بداوود فقط.
هذا صحيح ... بارك الله فيك ..
ـ[أبومروة]ــــــــ[29 - Apr-2009, مساء 06:18]ـ
بارك الله فيك أخي التقرتي على الطرح
حقيقة مثل هذه المسائل حق لنا الوقوف عليها في رحابكم
نفع الله بكم أجمعين
فتحتم بابا للبحث
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[29 - Apr-2009, مساء 07:52]ـ
أضيف على ما قاله الإخوة حفظهم الله تعالى في عدم وجوب تحية المسجد:
1 ـ دخول الإمام لخطبة الجمعة فإنه يسلم ثم يجلس كما كان صلى الله عليه وسلم يفعل. ولم ينقل عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلى تحية المسجد إذا دخل يخطب الناس لا من فعله ولا من قوله.
2 ـ قصة توبة كعب بن مالك فإنه لما نزلت توبته دخل المسجد فقام له طلحة فسلم عليه وهنئه بالتوبة حتى انتهى إلى رسول الله. الحديث. ولم ينقل أن كعب صلى تحية المسجد.
هذا ما أحببت إضافته لإثراء البحث في المسألة. والله الموفق للصواب.
ـ[أم رميساء]ــــــــ[30 - Apr-2009, صباحاً 12:19]ـ
السنة عند دخول المسجد أن يصلي الداخل ركعتين تحية المسجد ولو كان الإمام يخطب؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين أخرجه الشيخان في الصحيحين.
ولما روى مسلم في صحيحه عن جابر رضي الله عنه أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا جاء أحدكم يوم الجمعة والإمام يخطب فليركع ركعتين وليتجوز فيهما
وهذا نص صريح في المسألة لا يجوز لأحد أن يخالفه، ولعل الإمام مالكا رحمه الله لم تبلغه هذه السنة إذ ثبت عنه أنه نهى عن الركعتين وقت الخطبة؛ وإذا صحت السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يجز لأحد أن يخالفها لقول أحد من الناس كائنا من كان؛ لقول الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ولقوله سبحانه: وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ
ومعلوم أن حكم الرسول صلى الله عليه وسلم من حكم الله عز وجل. لقوله سبحانه: مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ والله ولي التوفيق.
نشرت في (كتاب الدعوة)، الجزء الأول، ص (52).
http://www.binbaz.org.sa/Display.asp?f=bz02774 (http://www.binbaz.org.sa/Display.asp?f=bz02774)
ـ[التقرتي]ــــــــ[30 - Apr-2009, صباحاً 12:24]ـ
السنة عند دخول المسجد أن يصلي الداخل ركعتين تحية المسجد ولو كان الإمام يخطب؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين أخرجه الشيخان في الصحيحين.
ولما روى مسلم في صحيحه عن جابر رضي الله عنه أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا جاء أحدكم يوم الجمعة والإمام يخطب فليركع ركعتين وليتجوز فيهما
وهذا نص صريح في المسألة لا يجوز لأحد أن يخالفه، ولعل الإمام مالكا رحمه الله لم تبلغه هذه السنة إذ ثبت عنه أنه نهى عن الركعتين وقت الخطبة؛ وإذا صحت السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يجز لأحد أن يخالفها لقول أحد من الناس كائنا من كان؛ لقول الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ولقوله سبحانه: وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ
ومعلوم أن حكم الرسول صلى الله عليه وسلم من حكم الله عز وجل. لقوله سبحانه: مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ والله ولي التوفيق.
نشرت في (كتاب الدعوة)، الجزء الأول، ص (52).
http://www.binbaz.org.sa/display.asp?f=bz02774 (http://www.binbaz.org.sa/display.asp?f=bz02774)
بارك الله فيك لكن لا نوافقك على مذهبك ما ذكرتيه عندنا واقعة عين و الفرض استماع الخطبة لا القيام بالسنة.
الخلاف فيها طويل لكن ليست المقصودة من موضوعنا، بارك الله فيك لا تخرجينا عن الموضوع
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[30 - Apr-2009, صباحاً 02:45]ـ
أقول الإمام إذا دخل يخطب الناس لا يصلي ركعتين (الإمام) وليس المأموم، أرجو فهم الكلام قبل الرد! فإنه لم ينقل عنه صلى الله عليه وسلم إذا دخل يخطب الناس أنه يصلي ركعتين. فكان هذا الفعل من صوارف الوجوب إذا قلنا بالوجوب لتحية المسجد.أرجو التنبه يا أم ميساء بارك الله فيك لموضوع البحث.
ـ[أبو نافع البجمعوي]ــــــــ[30 - Apr-2009, مساء 01:04]ـ
حكى الترمذي في جامعه الاستحباب عن أصحابه والمقصود بهم أهل الحديث كذا فسرها صاحب تحفة الأحوذي وتبعه على ذلك العلامة عبد المحسن العباد في شرحه الصوتي.
ـ وظاهر إطلاق لفظة أصاحبنا يشعر بالإجماع فليُحقق. إلا إن عُلِم من منهج الترمذي أنه يتسامح في العبارة فيطلق مثلا عن أهل العلم وهو يقصد الجمهور أو البعض.
ـ وفي الفتح -أظنه عن ابن بطال منقول- أن أئمة الفتوى على القول بالاستحباب.
ـ ولعل لمسألتنا هذه التفاتا إلى قضية الاعتداد بخلاف أهل الظاهر وفيه نزاع مشهور. وهذه عجالة والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التقرتي]ــــــــ[30 - Apr-2009, مساء 02:53]ـ
حكى الترمذي في جامعه الاستحباب عن أصحابه والمقصود بهم أهل الحديث كذا فسرها صاحب تحفة الأحوذي وتبعه على ذلك العلامة عبد المحسن العباد في شرحه الصوتي.
ـ وظاهر إطلاق لفظة أصاحبنا يشعر بالإجماع فليُحقق. إلا إن عُلِم من منهج الترمذي أنه يتسامح في العبارة فيطلق مثلا عن أهل العلم وهو يقصد الجمهور أو البعض.
ـ وفي الفتح -أظنه عن ابن بطال منقول- أن أئمة الفتوى على القول بالاستحباب.
ـ ولعل لمسألتنا هذه التفاتا إلى قضية الاعتداد بخلاف أهل الظاهر وفيه نزاع مشهور. وهذه عجالة والله أعلم.
بارك الله فيك اخي
هل من اضافات ايضا من ناحية دراسة تبويبات كتب السنة او أقوال المحدثين في المسألة؟
ـ[أبو نافع البجمعوي]ــــــــ[02 - May-2009, مساء 04:04]ـ
بارك الله فيك اخي
هل من اضافات ايضا من ناحية دراسة تبويبات كتب السنة او أقوال المحدثين في المسألة؟
ـ لعلك أخي الكريم تشير إلى طلب تحقيق ما نُقِل عن أبي عوانة ولا بحث لي في ذلك. والله أعلم.
ـ[أبو نافع البجمعوي]ــــــــ[04 - May-2009, مساء 03:56]ـ
ـ في العرف الشذي شرح الترمذي للكشميري: وقال داود الظاهري بوجوب تحية المسجد ولم يقله غيره.انتهى.
ـ في فيض القدير للمناوي: (إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس) ندبا مؤكدا إذا كان متطهرا أو تطهر عن قرب (حتى يصلي) فيه (ركعتين) تحية المسجد والصارف عن الوجوب خبر هل علي غيرها قال لا إلا أن تطوع وأخذ بظاهره الظاهرية.انتهى.
ـ قلتُ: كذا أطلق المناوي الحكاية عن الظاهرية ولعله تبع غيره. وخلاف ابن حزم للظاهرية في هذه المسألة معلوم والله أعلم.
ـ[التقرتي]ــــــــ[04 - May-2009, مساء 04:35]ـ
بارك الله فيك أخي
هذا الذي نقله بن البطال ايضا عن الظاهرية، هل نقله كل من بن حزم و بن عبد البر أيضا عن الظاهرية؟
ـ[البدراوي]ــــــــ[04 - May-2009, مساء 09:00]ـ
روي ابن عبد البر في التمهيد ان الغازي بن قيس لما نزل المدينة لياخذ عن الامام مالك دخل المسجد فصلى ركعتين ثم جلس فدخل خلفه رجل فجلس ولم يصلي فانتهره وقال:اما علمت ان الذي لا يصلي التحية نقص به, فقام فصلى ثم اقيمت الصلاة فصلوا،وعند انقضاءها فاذا بالناس يلتفون حول الرجل فاندهش وسال عنه فقيل له هذا ابن ابي ذئب فقال له اعذرني ياامام
ما عرفت،فقال له لا عليك انما امرت بامر فيه خير فاطعناك(/)
التاسيس مقدم على التاكيد!! من يشرح؟
ـ[الرجل الرجل]ــــــــ[27 - Apr-2009, صباحاً 06:42]ـ
شرح الأربعين النووية للعثيمين - (1/ 5)
الأصل في الكلام التأسيس دون التوكيد، ومعنى التأسيس: أن الثانية لها معنى مستقل. ومعنى التوكيد: أن الثانية بمعنى الأولى. وللعلماء رحمهم الله في هذه المسألة رأيان، يقول أولهما: إن الجملتان بمعنى واحد، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم إِنَّمَا الأَعْمَالُ بالنِّيَّاتِ وأكد ذلك بقوله: وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى.
والرأي الثاني يقول: إن الثانية غير الأولى، فالكلام من باب التأسيس لامن باب التوكيد.
* والقاعدة: أنه إذا دار الأمر بين كون الكلام تأسيساً أو توكيداً فإننا نجعله تأسيساً، وأن نجعل الثاني غير الأول، لأنك لو جعلت الثاني هو الأول صار في ذلك تكرار يحتاج إلى أن نعرف السبب.
من يشرح ذلك اكثر؟
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[27 - Apr-2009, صباحاً 09:36]ـ
التأسيس يعني المغايرة، فجملة (إنما الأعمال بالنيات) غير (وإنما لكل امرئ ما نوى)، فالأصل في العطف أنه للتأسيس، ولا يأتي للتأكيد إلا لقرينة.
فمثال العطف الذي للتأسيس: قوله تعالى "أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة" فالصلاة غير الرحمة.
ومثال العطف الذي للتأكيد: "من كان عدوًا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال .. " فجبريل وميكال عليهما السلام من الملائكة، ولكن العطف هنا للتأكيد على أهميتهما.
أرجو أن يكون مقصودي صحيحًا واضحًا، وأرجو التنبيه إن كان ثَمَّ خطأ والله أعلم.
ـ[الرجل الرجل]ــــــــ[27 - Apr-2009, صباحاً 10:13]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك واضح جدا
ـ[التقرتي]ــــــــ[27 - Apr-2009, صباحاً 11:16]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو عبد العظيم]ــــــــ[27 - Apr-2009, مساء 01:33]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل
ومعنى ان التأسيس معلوم الأولوية على التأكيد، ان اللفظ إذا احتمل اكثر من معنى رجح تقديم محتمل اللفظ الراجح على محتمل المرجوح، كالتأسيس-أي حكم وأمر جديد- فإنه يقدم على التوكيد، مثال ذلك قوله تعالى:"إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله"،فكلمة "وصدوا" هنا يحتمل ان يكون لازمة مثل قوله تعالى:" رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا"،وعليه يكون معنى الصدود الكفر، فتكون كالتوكيد لقوله تعالى" كفروا"،ويحتمل ان تكون متعدية، وحينئذ يدل قوله تعالى "كفروا" على كفرهم في انفسهم، وقوله "وصدوا" على انهم </ span> حملوا غيرهم على الكفر، وصدوه عن الحق، فهنا يترجح القول الأخير لأن فيه تأسيسا لمعنى جديد، خلاف القول الول الذي يقتضي التكرار والتوكيد.</ span>
ونظير ذلك قوله تعالى" من عمل صالحا من ذكر او أنثلى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم بأحسن ما كانوا يعملون"،إن حملنا الحياة الطيبة في هذه الأية على الحياة الدنيا كان ذلك تأسيسا، وإن حملناها على حياة الجنة كان ذلك توكيدا وتكرر مع قوله بعده "ولنجزينهم أجرهم" لأن حياة الجنة هي اجرهم الذي يجزونه، وعليه فيقدم التأسيس على التوكيد ويصبح المعنى المقصود هو الحياة الدنيا، قال أبو حيان (6/ 544):"والظاهر من قوله تعالى" فلنحيينه حياة طيبة" أن ذلك في الدنيا، وهو قول الجمهور، ويدل عليه قوله تعالى" ولنجزينهم اجرهم " يعني في الأخرة".إلى غير ذلك.</ span> </span>
ـ[الرجل الرجل]ــــــــ[27 - Apr-2009, مساء 02:02]ـ
احسن الله اليك ونفع بك وكل من شارك وراى(/)
تشبيك الاصابع عند المشي الى المسجد
ـ[علي الزيود]ــــــــ[27 - Apr-2009, صباحاً 09:24]ـ
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ـ[إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ ثُمَّ خَرَجَ عَامِدًا إِلَى الْمَسْجِدِ فَلا يُشَبِّكَنَّ يَدَيْهِ، فَإِنَّهُ فِي صَلاةٍ , صححه الألباني
ما حكم تشبيك الأصابع إذا كان في المسجد؟
الحمد لله , هذا من آداب الخروج إلى المسجد التي جاءت بها السنة: أنه لا يشبك يديه عن أَبي ثُمَامَةَ الْحَنَّاط أَنَّ كَعْبَ بْنَ عُجْرَةَ أَدْرَكَهُ وَهُوَ يُرِيدُ الْمَسْجِدَ أَدْرَكَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ قَالَ: فَوَجَدَنِي وَأَنَا مُشَبِّكٌ بِيَدَيَّ فَنَهَانِي عَنْ ذَلِكَ وَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ ثُمَّ خَرَجَ عَامِدًا إِلَى الْمَسْجِدِ فَلا يُشَبِّكَنَّ يَدَيْهِ، فَإِنَّهُ فِي صَلاةٍ) رواه أبو داود (562) وصححه الألباني في صحيح أبي داود.
فهذا الحديث دليل على النهي عن تشبيك الأصابع حال المشي إلى المسجد للصلاة؛ لأن هذا العامد إلى المسجد في حكم المصلي
قال الخطابي رحمه الله: " تشبيك اليد هو إدخال الأصابع بعضها في بعض , والاشتباك بهما , وقد يفعله بعض الناس عبثاً , وبعضهم ليفرقع أصابعه عندما يجده من التمدد فيها , وربما قعد الإنسان فشبك بين أصابعه واحتبى بيديه , يريد به الاستراحة , وربما استجلب به النوم , فيكون ذلك سبباً لانتقاض طهره , فقيل لمن تطهر وخرج متوجهاً إلى الصلاة: لا تشبك بين أصابعك؛ لأن جميع ما ذكرناه من هذه الوجوه على اختلافها لا يلائم شيءٌ منها الصلاة ولا يشاكل حال المصلي " انتهى من "معالم السنن" (1/ 295)
أماتشبيكها بعد الصلاة, وفيها أحاديث صحيحة منها: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِحْدَى صَلَاتَيْ الْعَشِيِّ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ، وَقَامَ إِلَى خَشَبَةٍ مُعْتَرِضَةٍ فِي الْمَسْجِدِ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهَا قَالَ يَزِيدُ: وَأَرَانَا ابْنُ عَوْنٍ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ إِحْدَاهُمَا عَلَى ظَهْرِ الْأُخْرَى، وَأَدْخَلَ أَصَابِعَهُ الْعُلْيَا فِي السُّفْلَى وَاضِعًا، وَقَامَ كَأَنَّهُ غَضْبَانُ قَالَ: فَخَرَجَ السَّرَعَانُ مِنْ النَّاسِ، وَجَعَلُوا يَقُولُونَ: قُصِرَتْ الصَّلَاةُ، قُصِرَتْ الصَّلَاةُ، وَفِي الْقَوْمِ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَلَمْ يَتَكَلَّمَا، وَفِي الْقَوْمِ رَجُلٌ طَوِيلُ الْيَدَيْنِ يُسَمَّى ذُو الْيَدَيْنِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَسِيتَ الصَّلَاةَ ... ))؛ فهذا يدل على أن تشبيك الأصابع بعد الصلاة لا بأس به؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - شبك بين الأصابع ظاناً أن الصلاة قد انتهت، قال الحافظ ابن حجر عن الجمع بين هذه الأحاديث وأحاديث النهي: "وَجَمَعَ الإِسْمَاعِيلِيّ بِأَنَّ النَّهْيَ مُقَيَّد بِمَا إِذَا كَانَ فِي الصَّلاةِ أَوْ قَاصِدًا لَهَا، إِذْ مُنْتَظِر الصَّلاةِ فِي حُكْمِ الْمُصَلِّي،
ـ[أبو صخر الغامدي]ــــــــ[27 - Apr-2009, مساء 06:18]ـ
سمعت شيخنا الهويسين يقول:
تشبيك اليد له اربعة أحوال:
1/ أن يكون المشبك في طريقه إلى المسجد, فهذامكروه
2/ أن يكون في المسجد لانتظار الصلاة, فهذا مكروه
3/ أن يكون في الصلاة , وهذا مكروه كراهة شديدة
4/ أن يكون في المسجد ولا ينتظر الصلاة , فهذا مباح , ودليل ذلك حديث (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه صلى الله عليه وسلم)
قال شيخنا: وفي بعض روايات الحديث أنه كان عليه الصلاة والسلام في المسجد
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[28 - Apr-2009, صباحاً 03:35]ـ
بارك الله فيكم.
/// للفائدة: قال الطريفي في صفة صلاة النبي (ص): "وحديث أبي ثمامة الحناط عن كعب بن عجرة في النهي عن التشبيك بين الأصابع في الطريق إلى الصلاة لا يصح ...
والحناط لا يعرف، وخبره منكر" أ. هـ (29) بتصرف.
ونقل عن الدارقطني أنه قال عن الحناط: لا يعرف، يترك.
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[28 - Apr-2009, صباحاً 03:51]ـ
/// فائدة أخرى:
قال ابن رجب -رحمه الله -: "وورد أيضًا النهي عن تشبيك الأصابع لمن هو ماشٍ إلى المسجد للصلاة فيه من حديث كعب بن عجرة عن النبي (ص) قال: (تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ ثُمَّ خَرَجَ عَامِدًا إِلَى الْمَسْجِدِ فَلا يُشَبِّكَنَّ يَدَيْهِ، فَإِنَّهُ فِي صَلاةٍ).
خرجه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه.
وفي إسناده اختلاف كثير واضطراب" الفتح (2/ 422 - 423).
ثم ذكر عن الإسماعيلي أنه وجّه التعارض بين الحديثين، ثم عقب على كلام الإسماعيلي، وذكر كلامًا نفيسًا، -قدس الله روحه-.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عاصم طلال]ــــــــ[01 - May-2009, مساء 02:04]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[الكلاعي الأندلسي]ــــــــ[01 - May-2009, مساء 02:28]ـ
لكن لاشك أن ترك التشبيك بين الاصابع هو الموافق للخروج للصلاة بسكينة ووقار والعبث بالاصابع مناف لذلك والله تعالى أعلم
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[01 - May-2009, مساء 02:41]ـ
نعم فأحاديث الباب وإن كان فيها ضعف _كما يدل عليه صنيع البخاري في الصحيح_ لكن يعمل بها لأنه ليس في الباب ما يدفعه
ثم هو موافق لمقاصد الصلاة
فقد كان الأمام أحمد وغيره يحتجون بالحديث الضعيف_ غير شديد الضعف الذي يقرب من الحسن ويحتمل التحسين والقبول_ إذا لم يكن في الباب ما يدفعه
والتقسيم المذكور عن الشيخ الهويسن أصله للعلائي في نظم الفرائد في الكلام على حديث ذي اليدين من الفوائد
ـ[الرجل الرجل]ــــــــ[01 - May-2009, مساء 11:23]ـ
جزاكم الله خيرا
قد صح مرسل سعيد بن المسيب في كراهة ذلك, وكفى به,, وخاصة اذا ضمت اليه الاحاديث المتكلم فيها وانه ليس شي في الباب يدفعه
وايضا لا اعلم احدا الا وهو يكره التشبيك في الصلاة لاجل الصلاة,, فاذا كانت هذه العلة فقد جاء في صحيح مسلم ان الرجا اذا مشى الى المسجد فهو في صلاة فتاخذ الحكم
فاصبحت المسالة ولله الحمد واضحة انه مكروه لصحة الاثار ولصحة التعليل, فاذا اجتمع صحة الدليل مع حسن التعليل لم يتخلف عالم من القول به وسلوك هذا السبيل
ـ[ابن تيمية]ــــــــ[02 - May-2009, مساء 06:04]ـ
العلة المذكورة في الحديث تشمل ما بعد الصلاة , وفعل النبي صلى الله عليه وسلم دال على أن النهي ليس للتحريم.
ـ[واعرباه]ــــــــ[03 - May-2009, صباحاً 01:12]ـ
جزاك الله خيرا ً
لكن اخواني هل الحديث الذي سبق يصح ام لا وبارك الله فيكم
ـ[الرجل الرجل]ــــــــ[03 - May-2009, صباحاً 05:29]ـ
الحديث صحيح لاغبار عليه
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[03 - May-2009, مساء 04:12]ـ
هذه مجازفة غفر الله لك
الحديث لا يصح فيه أبو ثمامة وقد علم حاله
وقد أشار إلى ضعف أحاديث الباب كل من:
البخاري في صحيحه
وابن بطال في شرحه
وابن رجب في الفتح
وابن حجر في الفتح
وغيرهم
وقد ثبت عن بعض السلف التشبيك في الصلاة كالحسن ورواه ابن أبي شيبة عن سالم وابن عمر وفي أبي داود خلاف ذلك
هذا في الصلاة
أما في المسجد فالأمر أهون بكثير
كما يعلم من مراجعة كتب شروح السنن وغيرها
ـ[الرجل الرجل]ــــــــ[03 - May-2009, مساء 06:13]ـ
اخي وانت غفر الله لك
اما البخاري فلا يمكن ان ينسب له شي,, وانا ضد هذا التوسع ....
كل من اراد يضعف شي قال: البخاري لم يذكره, او اشار البخاري الى ضعفه,,
لتكن احكامنا على بينة: ان قال البخاري ضعيف, قلنا: قال البخاري ضعيف, وان سكت قلنا لم يقل البخاري فيه بشي لا صحة ولا ضعفا,
ولذلك تجد الامور غير منظبطة فتجد المحتج بمثل هذا في موضع حجيجها في موضع اخر ((ودعونا من النقاش في مثل هذه القواعد فلن تجدي شيئا عليكم بالواضحات!! رجاء رجاء)) ....
اما ابن بطال وغيرهم فلا يقاسون بمن صححه:
1 - بن خزيمة
2 - بن حبان
3 - البيهقي
4 - الطحاوي
5 - الحاكم
وغيرهم .......
وان لا اريد كلمة اشاروا نريد يا اخوان كلام واضح هل قالو ضعيف لا يحتج به ....... الخ
ام ذكروا طريق ثم بينوا الخلاف الذي فيه ثم ذكروا طرق اخرى ........ فهذا لا يمكن ان تنسب لهم قول في ذلك ........
انا اريد ان يذكر احد الاخوة ان احد العلماء حكموا على جميع الطرق بالضعف وانها لاتتقوى ببعضها اما الحافظ فقد قوى اقل منها قوة وتعددا
واما ثمامة فليس الحديث مدار عليه
فقد جاء عن اسماعيل عن المقبري عن ابي هريرة مرفوع ولم يختلف على اسماعيل ورواه بن عجلان ولخبط فيه فلا يضرنا ذلك لصحة الاول .......
وجاء ايضا عن ابن ابي ليلى عن كعب قال البيهقي هذا اسناد صحيح ان كان فلان حفظه فان لا اعلم له متابع وقد وجدت له متابع عند الطحاوي قال الطحاوي هذا احسن حديث في التشبيك
فهذان اسنادان صحيحان سليمان حكم عليها ائمة الهدى والحديث بالصحة,, وضم لها مرسل سعيد بن المسيب وغيرها فكيف تكون مجازفة يا اخي غفر الله لك
واما ماجاء عن بن عمر فتفرد به خليفة عن نافع وهو متكلم فيه فكيف يقبل تفرده عن نافع الذي ملا الدنيا تلاميذ واصحاب اضف الى ذلك انه قد جاء بما ينكر فكيف يخالف بن عمر سنة النبي الا ان يكون بن عمر قد فعله ناسيا او لحاجة فذكره نافع على ان بن عمر فعله لحاجة او ناسيا او غير ذلك فتلقفه خليفة هذا ولم يكن بالمشهور فنسبه لابن عمر ولذلك لم يروه لا مالك ولا عبيد الله ولا سفيان لانهم كانوا يعرفون كلام شيوخهم وتنزيله وتاويله
ولذلك قال البخاري في رواية مجاهد عن بن عمر انه لم يكن يرفع يديه الا في التكبيرة الاولى:هذا من توهمات مجاهد لعل بن عمر نسي كما ينسى الشخص ويغفل فرواها عنه ولذلك قال بن معين لا اصل له -ولذلك اخطا بعض طلبة العلم في تصحيحه لهذا الاثر-
واما الحسن ففيه مجاهيل ولاتقوم الحجة الا بالمعروفين .......
واما سالم فيقال فيه بمثل بن عمر لو صح فهكذا تجتمع الادلة ويؤلف بينها وبين بعضها ولا يجعل
افعال السلف مصادمة للادلة بل نحملها احسن المحامل
فوالله ان كلام البخاري قاعدة عظيمة في حسن التعامل مع الاثار والتوفيق بينها
فبقي التشبيك في الصلاة محل اتفاق على كراهته لاجل الصلاة وقد جاء في مسلم ان الماشي المسجد في صلاة"" فيكفي هذا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التقرتي]ــــــــ[03 - May-2009, مساء 08:17]ـ
بارك الله في الجميع
اخرج الحاكم الحديث من طريق أبو معمر و حرمي بن حفص عن عبد الوارث بن سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه
المستدرك على الصحيحين للحاكم - ومن كتاب الإمامة
حديث: 690
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار، ثنا أحمد بن محمد بن عيسى القاضي، ثنا أبو معمر، وأخبرنا الحسين بن الحسن بن أيوب، ثنا أبو حاتم الرازي، ثنا حرمي بن حفص، قالا: ثنا عبد الوارث بن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: " إذا توضأ أحدكم في بيته ثم أتى المسجد كان في صلاة حتى يرجع، فلا يقل هكذا " وشبك بين أصابعه. " هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ". وقد تابعه محمد بن عجلان عن المقبري. وهو صحيح على شرط مسلم "
و الحديث منقطع لأن عبد الوارث بن سعيد لم يلقى ابا هريرة رضي الله عنه و انما يرويه عن إسماعيل بن أمية، عن سعيد المقبري كما في صحيح بن خزيمة فربما هناك خطأ في النسخ فتداخل الاسمان، هل عند احدكم تعليل لذلك؟
و الله اعلم
ـ[الرجل الرجل]ــــــــ[03 - May-2009, مساء 09:05]ـ
اخي التقرتي احسن الله اليك نعم التصحيف واضح هو عبد الوارث عن اسماعيل عن المقبري
الا ترى كلام الحاكم بعده "وقد تابعه محمد بن عجلان عن المقبري"
وعبد الوارث لا يقال له المقبري فالامر واضح
جزيت خيرا
ـ[زوايا]ــــــــ[04 - May-2009, مساء 03:37]ـ
ما هو ضابط التشبيك؟
فمن الأئمة عند إقامة الصلاة يجعل كف يمينه على ظهر كف يده اليسرى منتظرا نهاية الإقامة فهل هذا يعتبر تشبيكا أيضا؟
ـ[التقرتي]ــــــــ[04 - May-2009, مساء 03:48]ـ
ما هو ضابط التشبيك؟
فمن الأئمة عند إقامة الصلاة يجعل كف يمينه على ظهر كف يده اليسرى منتظرا نهاية الإقامة فهل هذا يعتبر تشبيكا أيضا؟
هل شبك بين أصابعه؟
ـ[علي الزيود]ــــــــ[05 - May-2009, صباحاً 09:00]ـ
جزاكم الله خيرا
أشكر لكم مروركم(/)
سؤال عن اجتماع تحية المسجد بسنة أخرى
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[27 - Apr-2009, صباحاً 10:45]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبراكته ...
ماذا يقدم الداخل إلى المسجد عند آذان المغرب، تحيةَ المسجد أم ركعتي السنة التي قبل المغرب.
علماً بأنه يدرك بالتجربة أنه لا وقت لأدائهما معاً؟
والله يجازي المجيب خيراً؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[27 - Apr-2009, صباحاً 11:31]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
والأولى أخي حفظك الله تقديم تحية المسجد
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 - Apr-2009, مساء 12:03]ـ
ليس بحاجة لتقديم أيهما بل تتداخلان ويصلي ركعتين تجزئان عن تحية المسجد وعن سنة المغرب وجماهير العلماء على جواز هذه الصورة من التداخل وصحتها ...
ـ[أبو صخر الغامدي]ــــــــ[27 - Apr-2009, مساء 06:10]ـ
أحسنت أبا فهر
وذلك لأن الداخل إلى بيت الله لا ينبغي أن يجلس حتى يصلي لله
فإن كان الوقت وقت صلاة كالمفروضة أو النافلة , فإن ذلك يكفي عن آداء تحية المسجد
وإن لم يكن ركع ركعتي المسجد(/)
سؤال عن جبل النور وفقكم الله
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[27 - Apr-2009, مساء 02:56]ـ
السلام عليكم
سؤال
هل صحيح ان صعود الى جبل يستغرق ساعات؟
واتمنى ان تعطونا مواقف السلف من جبل النور
بارك الله فيكم
والسلام عليكم
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[28 - Apr-2009, مساء 11:06]ـ
???? سبحان الله
ـ[حمد]ــــــــ[28 - Apr-2009, مساء 11:50]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي القزلان،،
لا أظن أن السلف أتعبوا أنفسهم بدون فائدة؛ لأنّ صعوده ليس فيه أجر.
أما مدة صعوده، فيقول أحد الشيعة:
أخبرني أحد أقاربي أنه صعد جبل النور مرة ما، و بعد جهد دام ساعتين و صل إلى غار حراء!!
يقول: الوصول لقمة الجبل يتطلب عزيمة جادة، و من لا يملك القوة فلن يصل إلا بصعوبة شاقة.
http://209.85.129.132/search?q=cache:UjbacfoXol0J:ww w.hajr.us/hajrvb/showthread.php%3Fs%3D%26thread id%3D402876245+%22%D8%B5%D8%B9 %D8%AF+%D8%AC%D8%A8%D9%84+%D8% A7%D9%84%D9%86%D9%88%D8%B1%22&cd=2&hl=ar&ct=clnk&gl=sa
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[29 - Apr-2009, صباحاً 12:26]ـ
السلام عليكم لماذا يا أخي الصعود اليه بدون فائدة (ابتسامة)
ـ[حمد]ــــــــ[29 - Apr-2009, صباحاً 04:38]ـ
هدّ حيل وأنا أخوك.
والذي يريد الأجر مع الرياضة: يذهب بقدميه إلى مسجد بعيد للصلاة، أو يطوف إن ذهب لمكة بدل صعود الجبل.
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[29 - Apr-2009, صباحاً 06:41]ـ
السلام عليكم
اخي حمد هل يجوز ان اصعد الى الجبل لكي انظرعظمة الخالق كيف ارسل جبريل عليه السلام الى محمد عليه لصلاة والسلام وكيف يذهب محمد عليه الصلاة والسلام من جبل الى مكة وكيف يعود؟ لكي يزيد ايماني (اعتذر ان غلطت وفقك الله انتظر اجابتة وابتسامة ثانية)
ـ[حمد]ــــــــ[29 - Apr-2009, مساء 12:20]ـ
وعليكم السلام، تفضل:
http://www.islamqa.com/ar/ref/070173
ـ[التقرتي]ــــــــ[29 - Apr-2009, مساء 12:23]ـ
حكم الصعود إلى غار حراء وغار ثور
ما حكم الصعود إلى غار حراء بقصد الاطلاع والاستكشاف؟ وهل يختلف الحكم فيه أن كان في أيام الحج أو غيره؟
الحمد لله
الصعود إلى غار حراء إن كان بقصد التقرب إلى الله عز وجل، فهذا من البدع المحدثة التي لم يدل عليها دليل شرعي، والأصل في العبادات التوقيف، فلا يشرع منها إلا ما شرعه الله أو شرعه رسوله صلى الله عليه وسلم.
وإن كان بقصد الاطلاع والاستكشاف، فلا يمنع منه، إلا أن يخشى الإنسان اغترار الجهال بصعوده، فيقتدون به، ويظنون الصعود إليه قربة وعبادة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " وأما زيارة المساجد التي بنيت بمكة غير المسجد الحرام كالمسجد الذي تحت الصفا وما في سفح أبي قبيس ونحو ذلك من المساجد التي بنيت على آثار النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فليس قصد شيء من ذلك من السنة ولا استحبه أحد من الأئمة، وإنما المشروع إتيان المسجد الحرام خاصة، والمشاعر: عرفة ومزدلفة والصفا والمروة، وكذلك قصد الجبال والبقاع التي حول مكة غير المشاعر عرفة ومزدلفة ومنى مثل جبل حراء والجبل الذي عند منى الذي يقال إنه كان فيه قبة الفداء ونحو ذلك فإنه ليس من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم زيارة شيء من ذلك، بل هو بدعة" انتهى من "مجموع فتاوى ابن تيمية" (26/ 144).
وذكر رحمه الله أن النبي صلى الله عليه وسلم " اعتمر عمرته الرابعة مع حجة الوداع، وحج معه جماهير المسلمين، لم يتخلف عن الحج معه إلا من شاء الله.
وهو في ذلك كله، لا هو ولا أحد من أصحابه يأتي غار حراء، ولا يزوره، ولا شيئا من البقاع التي حول مكة، ولم يكن هناك عبادة إلا بالمسجد الحرام، وبين الصفا والمروة، وبمنى والمزدلفة وعرفات. . .
ثم بعده خلفاؤه الراشدون، وغيرهم من السابقين الأولين، لم يكونوا يسيرون إلى غار حراء ونحوه للصلاة فيه والدعاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومعلوم أنه لو كان هذا مشروعا مستحبا يثيب الله عليه؛ لكان النبي صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بذلك، ولكان يعلم أصحابه ذلك، وكان أصحابه أعلم بذلك وأرغب فيه ممن بعدهم، فلما لم يكونوا يلتفتون إلى شيء من ذلك؛ عُلِم أنه من البدع المحدثة، التي لم يكونوا يعدونها عبادة وقربة وطاعة، فمن جعلها عبادة وقربة وطاعة فقد اتبع غير سبيلهم، وشرع من الدين ما لم يأذن به الله " انتهى من "اقتضاء الصراط المستقيم" ص 425.
وسئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء: يقع حوادث سقوط بعض الحجاج أثناء صعودهم لجبل النور ونزولهم من الغار، ويقترح بعض الناس القيام بعمل درج يؤدي إلى موقع الغار مع قفل جميع الجهات بشبك حديدي يمنع دخول أي أحد إلا من الطريق المخصص للصعود والنزول.
فأجابوا:
"الصعود إلى الغار المذكور ليس من شعائر الحج، ولا من سنن الإسلام، بل إنه بدعة، وذريعة من ذرائع الشرك بالله، وعليه؛ ينبغي أن يمنع الناس من الصعود له، ولا يوضع له درج ولا يسهل الصعود له؛ عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) متفق على صحته. وقد مضى على بدء نزول الوحي وظهور الإسلام أكثر من أربعة عشر قرنا، ولم نعلم أن أحدا من خلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا صحابته، ولا أئمة المسلمين الذين ولوا أمر المشاعر خلال حقب التاريخ الماضية أنه فعل ذلك، والخير كل الخير في اتباعهم والسير على نهجهم؛ حسبة لله تعالى، ووفق منهاج رسوله صلى الله عليه وسلم، وسدا لذرائع الشرك " انتهى.
"فتاوى اللجنة الدائمة" (11/ 359).
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " وبعض الناس يتعمد أن يذهب إلى غار حراء يظن أن هذا من السنة، وليس كذلك، غار حراء غار كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعبد فيه الليالي ذوات العدد قبل أن ينبأ، ونزل عليه الوحي وهو في هذا الغار، ولكن لم يعد النبي صلى الله عليه وسلم إليه بعد ذلك ولا كان الصحابة يقصدونه، وهناك غار آخر يقصده بعض والناس يظن أنه قربة، وهو غار ثور الذي اختفى فيه الرسول صلى الله عليه وسلم في الهجرة وإتيانه ليس بسنة ولا قربة إلى الله عز وجل، لكن لو أن الإنسان صعد على جبل حراء أو على جبل ثور من أجل أن يطلع فقط دون أن يتقرب إلى الله بهذا الصعود، فهل ينكر عليه؟
الجواب: لا ينكر عليه، ينكر على الإنسان الذي يذهب يتعبد لله ويتقرب إلى الله بذلك " انتهى من "اللقاء الشهري" (65/ 3).
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
ـ[ابوعبدالله زياد]ــــــــ[17 - May-2009, مساء 10:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الصعود الى غار حراء يستغرق ساعه تقريبا
والنزول كذلك ... لكن بعد هذه الرحله الطويله , تحس بان ارجلك مشدوده لا تستطيع المشي، الا بعد ان ترتاح، يعني اذا رايح حج او عمره، وترغب بالصعود الى الغار، اقترح عليك بان تجعلها في اخر يوم، اذا كان قصدك الاستكشاف او الاطلاع كما هو مذكور في الفتوى اعلاه ... مع العلم بانني لم اصعد الى الغار. وهناك صور في الانترنت لعذا الغار وايضا مقطع فيديو.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
ترجمة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ
ـ[أبو قتادة العماني]ــــــــ[27 - Apr-2009, مساء 04:46]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الإخوة الفضلاء، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهذه ترجمة أحببت أن أنقلها لكم لعلم من أعلام المسلمين، من الجهابذة المحققين العلامة الإمام محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله تعالى رحمة واسعة، تضمنت اسمه ونسبه وأعماله ومؤلفاته وغير ذلك بقلم حفيده فضيلة العلامة الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ حفظه الله تعالى.
أسأل الله عزوجل أن ينفع بها
============================== =======
الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم: يهدون من ضل إلى الهدى ويبصرونهم من العمى، ويحيون بكتاب الله الموتى، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه وكم من ضال تائه قد هدوه فما أحسن أثرهم عل الناس وما أسوأ أثر الناس عليهم.
وصلى الله على نبينا محمد المجتبى الأمين وآله وصحبه وسلم تسليمًا.
أما بعد: فإن الحديث عن العلماء – تبصيرًا بسيرهم، وتعريفًا بحياتهم، ونشرًا لفضائلهم، وإذاعة لمناقبهم – مما ينفع الأمة أكبر النفع، لأن فيه وصلَ الحاضر بالماضي، وحثَّ المتأخر على الاقتداء بسجايا الخير التي تحلوا بها، وفيه معرفة طلبة العلم بحال علمائهم وسيرتهم وفقههم وعلمهم وتقواهم وصلاحهم فينهلوا مما نهل منه أولئك العلماء حتى يلحق الركب بالركب ويقعَ الحافِرُ على الحافر، وفيه تعريف أجيال الأمة المتلاحقة بأن أمتهم ودعوتهم ما وصلت إلى علو الشأن إلا بتوفيق الله وإعانته ثم بجهد وعمل بذله من تقدمهم فإن تواصل العمل تواصلت الريادة، وإلا فالنقص ثم الزوال، وفي الكلام عن العلماء فوائد لا تحصى في مثل هذه المقدمة.
من أولئك العلماء العاملين، والجهابذة المحققين والأئمة المجاهدين الذين أثروا في حياة بلادنا والناس تأثيرًا، تعليمًا ودعوة، وقيادة وقدوة: العلامة الإمام محدث الفقهاء، وفقيه المحدثين، وداعية التوحيد مفتي الديار السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن الإمام شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب التميمي النجدي.
مولده – نشأته – أسرته:
ولد الشيخ رحمه الله في حي دخنة من مدينة الرياض في شهر الله المحرم سنة 1311هـ، وأخواله الهلالي أسرة تسكن عرقة، نشأ هذا المولود في بيئة ومجتمع زكي، فأبوه وأعمامه أهل علم ودعوة وجهاد وصف ذلك الشيخ عبد الله بن بسام فقال: " كان مولده في بيت علم وفضل وزعامة دينية، فنشأ على عادة أهله وآبائه محبًا للعلم طموحًا إلى الفضل ".
وينشأ الناشئ يقتبس من أخلاق وأوصاف من حوله، فوالد الشيخ هو الشيخ الورع إبراهيم ابن عبد اللطيف قاضي مدينة الرياض، وله رسائل وفتاوى، كان رحمه الله متميزًا بالعدل الظاهر في قضائه ومقابلة الخصوم، وكان ناظمًا للشعر مجيدًا له كأبيه عبد اللطيف.
وأما أعمام الشيخ محمد فأكبرهم الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف عالم نجد بعد أبيه، وقائدها وكريمها، بهر الرجال بحنكته وعقله، وأدهشهم بعلمه وفضله، هابه أمراء المدن والأقاليم الذي عقبوا آل سعود فيما بين الدولتين السعودية الثانية والثالثة، فأظهروا محبته تارة وأضافوه في بلادهم، وأكرموه، فما حل ببلد ولا قرية إلا نشر دعوة التوحيد والعلم النافع ثم رجع إلى الرياض، ثم لما قدم الملك عبد العزيز رحمه الله الرياض كان سنده وعضده بعقل وحكمة، بل إن كثيرًا من جند الملك عبد العزيز كانوا من المتأثرين بالشيخ المتخرجين في حلق علمه ومدرسته، رحمه الله رحمة واسعة.
وكذلك بقية أعمام المترجم له كانوا أهل علم وفضل كالمشايخ محمد بن عبد اللطيف وعبد العزيز وعبد الرحمن وعمر، ولهم أخبار وأحوال كالعبير رحيقًا، وصفهم الواصفون بنعوت أشبهوا بها الأوائل سمتًا وهديًا وعبادة وصلاحًا وعلمًا، رحمهم الله ووفق ذرياتهم.
نشأ الشيخ في هذه الأسرة فلا غرو أن أثرت فيه، وقد نهل منها واحتذى حذوها، فتوجه بتوفيق الله من أثر هذه البيئة والمجتمع الذي حوله إلى العلم قابسًا من عقل ذوي العقل، وتقى ذوي التقى، وغيرة ذوي الغيرة وكلهم ذاك الرجل، فطلب العلم على قاعدة الدين والعمل والعقل والغيرة لله فكان ذلك معلمًا بارزًا لنبوغه وتهيُّؤه للقيادة والريادة.
لما بلغ السابعة من العمر أي سنة 1318هـ شرع يتعلم القرآن بتجويده نظرًا على المقرئ ذي الصوت العذب المؤثر عبد الرحمن بن مفيريج، فأجاده نظرًا، ثم ابتدأ حفظه في سن الحادية عشرة، وتعلم الكتابة وكان إذ ذاك مبصرًا، وكتابته في صغره حسنة على أصولها كما ينبئ عن ذلك ورقة فيها كتابته إذ ذاك.
بعد هذا الأساس الأول لمن يريد طلب العلم الشرعي بحق – أعني حفظ القرآن – شرع يقرأ على مشايخه فكان أولهم والده الشيخ إبراهيم، فقرأ عليه في مختصرات رسائل أئمة الدعوة ونُبَذ إمام الدعوة رحمه الله، كان يحفظ المتن ثم يقرؤه على والده ثم يشرح له والده ما يُفهِمه مرامي كلامِهم، وأصول مسائلهم، وهكذا ينبغي أن يكون التوحيد هو أول مُتَعَلَم، وإنما يفهم ويضبط بضبط متونه قبل شروحه، إذ من حفظ وضبط المتون حاز الفنون.
ولما بلغ قريبًا من السادسة عشرة مرض بالرمد في عينيه، وطال معه إلى قرابة سنة، إلى أن كفَّ بصره عوضه الله الجنة.
بعد هذا شرع في حفظ القرآن وتثبيته وتنوع القراءة على مشايخه، كما سيأتي فيما بعدُ.
وفي 6/ 12/1329هـ تُوفي والده عن عمرٍ يقارب 49 سنة إذ مولده سنة 1280هـ وكان للشيخ إبراهيم أربعة أبناء كبيرهم عبد الله (1305 – 1386هـ) ثم محمد ثم عبد اللطيف (1315 – 1386هـ) ثم عبد الملك (1324 – 1404هـ)، وكلهم عُرِف بالعلم والحلم والسداد رحمهم الله أجمعين.
فكان الشيخ رحمه الله لصغار إخوته حانيًا ومربيًا ومعلمًا.
ستأتي البقية بإذن الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو قتادة العماني]ــــــــ[27 - Apr-2009, مساء 08:11]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تعلمه – مشايخه:
جدّ الشيخ في تلك السن المبكرة على طلب العلم، فتنقل بين علماء بلده يأخذ عنهم العلوم الشرعية الأصلية والمساندة، فأخذ عن كل شيخ من مشايخه العلوم التي يدرسها، وبالأخص ما يتميز به كل شيخ من العلوم، ولهذا برع فيما درس لبراعة مشايخه وحسن استعداده العلمي والفطري: ففي التوحيد صارت له يد التحقيق، وفي الفقه رسخت قدمه في الاجتهاد، وفي العربية وعلومها صار معلمها الشارح لها أحسن شرح وهكذا في سائر العلوم، ولا غرو أن كان كذلك إذ إنه تتلمذ لمشايخ برعوا في علومهم، ومشايخه هم:
1 – والده الشيخ إبراهيم. (1280 – 1329هـ).
2 – عمه الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف. (1265 – 1339هـ).
3 – الشيخ النحوي الفرضي الفقيه حمد بن فارس. (1263 – 1345هـ).
4 – الشيخ المحدث الفقيه سعد بن عتيق. (1279 – 1345هـ).
5 – الشيخ الفرضي عبد الله بن راشد. (وفاته 1339هـ).
6 – الشيخ الفقيه محمد بن محمود. (1250 – 1333هـ).
قرأ على والده أصول التوحيد ومختصراته، والفرائض، ثم توسع في الفرائض على الشيخ عبد الله ابن راشد فقرأ عليه ألفية الفرائض.
وقرأ على عمه كتبًا كثيرة حفظًا منها كتب العقائد والتوحيد ككتاب التوحيد وكشف الشبهات وثلاثة الأصول ونحوها، وبقية كتب أئمة الدعوة، وقرأ الواسطية والحموية لشيخ الإسلام ابن تيمية، وحين يقال: قرأ فيعني حفظ غالبًا، وفهم ذلك وجوَّده.
وقرأ في الفقه مختصراته أولاً على الشيخ حمد بن فارس فحفظ زاد المستقنع، ثم قرأ على الشيخ محمد بن محمود ثم الشيخ سعد بن عتيق، وكان هؤلاء الثلاثة ممن برعوا في الفقه وحققوا مسائله، وضبطوا غرائبه.
وأما في الحديث: فقد حفظ بلوغ المرام وقريبًا من نصف " منتقى الأخبار " للمجد ابن تيمية وقرأهما على عمه الشيخ عبد الله، وكرر قراءة بلوغ المرام على المحدث الشيخ سعد بن عتيق وأمرّ عليه ألفية العراقي.
وقد أُعطي إجازات في الحديث متنوعة وروى بأسانيده عددًا من الأحاديث إلى رسول الله r بسماعٍ لا إجازة، ولولا خشية الإطالة لسقت ذلك مفصلاً.
وأما في علوم العربية: فقد حفظ من متونها ما به تثبت القدم، ويرسخ الفهم، فقرأ الآجرومية، وملحة الإعراب للحريري، وقطر الندى لابن هشام، وألفية ابن مالك المشهورة، قرأ هذه المتون على العلامة النحوي الحليم المتورع الفقيه الشيخ حمد بن فارس.
وقد دَرَّس الشيخ بعد ذلك هذه المتون النحوية فبرز في ذلك.
نعم .. إن للأخذ عن المشايخ فوائد مع الحصيلة العلمية، فالتلميذ يقبس من أخلاق مشايخه ويتأثر بسجاياهم والخصال الجميلة التي يتحلون بها.
ولا غرو أن رأينا مشايخ الشيخ محمد بن إبراهيم متنوعين فيما منحهم الله به، فها هو الشيخ عبد الله عمه جمع إلى العلم الدهاء والعقل وحسن السياسة والقيادة، والشيخ سعد بن عتيق جمع إلى العلم الصدع بالحق والقوة فيه، والشيخ حمد بن فارس جمع إلى العلم الحلم العجيب والورع عن المشتبهات، والتوقف عن المزلات .. وهكذا، ومن نظر في خصال المترجم له وشخصيته وبنيته العقلية والخُلُقية والعلمية كاد أن يجزم أنه جمع المحاسن التي تفرقت في مشايخه، وتحلى بالفضائل التي تبددت في غيره، وليس في هذا مبالغة ولكن من عرفه علم ما ذكرناه.
ـ[أبو قتادة العماني]ــــــــ[27 - Apr-2009, مساء 08:20]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إخوانه – زملاؤه:
سبق أن ذكرت أن للشيخ ثلاثة من الأخوة هم الشيخ عبد الله وكان إمامًا لمسجد ابن شلوان في الرياض وكان – إضافة إلى علمه – متميزًا بصفاتٍ كلين العريكة وطيب المعشر وضبط الحديث وحسن الخلق، وكان من العارفين بالأنساب الضابطين لها، وكان أخباريًا ثبتًا في حديثه، والشيخ عبد الله أسن من الشيخ محمد رحمهما الله، وقد كان الشيخ ينيبه أحيانًا لخطبة الجمعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
والشيخ عبد اللطيف كان حليف الود للشيخ محمد من صغره، كان مرافقًا له في ذهابه وإيابه غالبًا، قريبًا منه، وكان معينًا له في تحضير الدروس، والشيخ عبد اللطيف كان – إضافة إلى علمه الشرعي – من الأدباء الشعراء، والنحويين الغرضيين، فله الشعر الرائق المحفوظ، وقد درَّس الطلاب مع الشيخ محمد ونيابة عنه في فنون العربية والفرائض وغيرها.
وكان متميزًا ببذل نفسه للناس يخدم هذا، ويكتب لذاك، ويشفع لهذا ويعطي ذاك، وربما أرهقه الناس بما يرغبون فيه وهو صابر عليهم، فربما خرج من المسجد في اليوم الحار فأمسك به ذوو الحاجات فيقضي لهم ما يقدر عليه من كتابة وغيرها ويدوم ذلك الساعة وأكثر وهم وقوف في الحر فيما بين المسجد والبيت، هكذا حدثني من رأى ذلك.
ومحبةُ الشيخ رحمه الله لأخيه تظهر في أبيات إخوانية نظمها الشيخ محمد وأرسلها للشيخ عبد اللطيف لما سافر في مهمة شرعية، قال فيها:
فإما أنختم بالفنا ولقيتموا شقيقي حليف الود مذ هو صغير
فقولوا له يهدي السلام مضاعفًا إليك محب في هواك أسير
ويهدي تحياتٍ كأن أريجها لدى النشر يا عبد اللطيف عبير
إلى آخرها
والشيخ عبد اللطيف قد تولى مناصب شرعية آخرها نائب رئيس الكليات والمعاهد العلمية (جامعة الإمام حاليًا).
وأما الشيخ عبد الملك فهو الخيِّر الصامت، الوقور الليِّن، الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر جمع إلى علمه من صفات الخير وبذل المال والمعروف ما يَشْهد به له من عرفه، كان قريبًا من الشيخ وصحب الشيخ محمدًا في سفره إلى (الغطغط) لما أقام فيها الستة أشهر للدعوة والتعليم والقضاء، وكان يكتب أحيانًا للشيخ، فهو بمثابة الابن لأخيه الأكبر.
وكان رحمه الله رئيسًا لهيئات الآمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المنطقة الغربية.
أما زملاؤه: فأخص منهم الشيخ عبد العزيز بن صالح المرشد المولود سنة 1313هـ، كان رفيقًا للشيخ في طفولتهما، وفي شبابهما، وفي طلبهما للعلم، طلبا سويًّا، وتنقلا بين المشايخ سنيّا.
كان مما حدثني أنه استأجر هو والشيخ بيتًا صغيرًا، وضعا فيه كتبهما، استأجراه للتفرغ فيه للمطالعة فكانا يأويان إليه يحفظان ويدرسان ويتذكران، وكانت الأجرة 7 ريالات عربية.
الشيخ عبد العزيز بن صالح رحمه الله إذا جلست معه ذكرت السلف، ورأيت الزهد والتقوى، والعلم والورع، والحكمة والأخبار، وأحسبه من الزاهدين العلماء، له لهج بالدعوة دعوة التوحيد، ومحبة لأهلها، حلقة علمه بعد مغرب كل يوم دامت عقودًا من الأعوام، وليت المقام أوسع من هذا لأذكر ما أعرفه عنه فهو عَلَمٌ قلَّ من يعرف أحواله وخصاله.
دامت صحبته وزمالته للشيخ محمد إلى وفاته، وقد ذكر لي أنه ما ترك الشيخ محمدًا في دعائه أبدًا في صلاة الليل (يعني آخر الليل)، لأنها صحبة دين ومحبةٌ لله رحمهما الله، وجمعهما في الفردوس.
تابع البقية إن شاء الله تعالى
ـ[أبو قتادة العماني]ــــــــ[27 - Apr-2009, مساء 08:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حياته العلمية، ودروسه المنهجية:
توفي الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف وكان كبير علماء الرياض بل نجد وقد أوصى الملك عبد العزيز ابن عبد الرحمن رحمه الله عند وفاته بالشيخ محمد بن إبراهيم، متوسمًا أنه سيكون له شأن، وكان الشيخ محمد إذ ذاك ابن 28 سنة، فقبل الملك الوصية، وكان الشيخ محمد ينوب عن الشيخ عبد الله في إمامة مسجده في آخر أيامه، فلما توفي لم يصل الشيخ محمد، وكان مما بلغني أنه قال: إن هذه وظيفة شرعية وكان صاحبها منيبًا لي فلما توفي فلا وكالة، وهي راجعة إلى الإمام، فلم يصل بالمسجد حتى أتاه تكليف بذلك من الإمام وهو الملك عبد العزيز رفع الله درجته ووفق عقبه.
وتلك كانت بداية فقه وريادة وعقل وقيادة.
صار الشيخ محمد إمامًا لمسجد الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب المعروف في حي دخنة بالرياض – وهو المسمى الآن مسجد الشيخ محمد بن إبراهيم – فابتدأ فيه بعض الدروس العلمية، في مختصرات التوحيد ونحوها، وكانت دروسه تزداد في قوتها ومنهجيتها، حتى بلغت أوجها فيما بين سنة 1350هـ – 1370هـ، والسنون العشر الأخيرة متميزة بقوةٍ علمية أبهرت الناس إذ ذاك، ولم يزل على دروسه حتى سنيه الأخيرة من عمره المبارك رحمه الله رحمة واسعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ذكر تلامذة الشيخ رحمه الله وصفًا لدروسه، فقال الشيخ محمد بن العلامة عبد الرحمن بن قاسم: " كان يجلس ثلاث جلسات منتظمة:
فالأولى: بعد صلاة الفجر إلى شروق الشمس
والثانية: بعد ارتفاع الشمس مدة تتراوح ما بين ساعتين وأربع ساعات.
والثالثة: بعد صلاة العصر.
وهناك جلسة رابعة لكنها ليست مستمرة، وهي بعد صلاة الظهر .. "
قال ابن قاسم:
" كان رحمه الله ينقطع بعد المغرب لمطالعة دروس الغد في الكتب التي كانت تدرس بعد الفجر، ومنها: الروض المربع، وسبل السلام، وشرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك وما يعين عليها من المراجع.
وفيما يلي عرض للكتب التي كان يقوم رحمه الله بتدريسها:
1 – بعد صلاة الفجر: ألفية ابن مالك مع شرح ابن عقيل، وزاد المستقنع مع شرحه الروض المربع، وبلوغ المرام والآجرومية والملحة وقطر الندى، وأصول الأحكام والحموية والتدمرية ونخبة الفكر.
الثلاثة الأول مستمرة وكان يقوم بتدريسها على ترتيبها المذكور أما في باقي الكتب فبالتعاقب على فترات مختلفة طيلة أيام تدريسه.
2 – بعد شروق الشمس: يدرِّس في العقائد كتاب التوحيد، كشف الشبهات، ثلاثة الأصول، العقيدة الواسطية باستمرار، مسائل التوحيد مسائل الجاهلية، لمعة الاعتقاد، أصول الإيمان على فترات، وفي الحديث: الأربعين النووية، عمدة الأحكام باستمرار، وفي الفقه آداب المشي إلى الصلاة، وقد يُدرِّس غيرها، لكنه نادر.
وبعد الانتهاء من هذه المختصرات تقرأ المطولات ومنها: فتح المجيد، شرح الطحاوية، شرح الأربعين النووية، صحيح البخاري، صحيح مسلم، السنن الأربعة، مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وابن كثير بدون استثناء، وكل ما جد من كتب السلف والمحققين من العلماء، ولكنها على فترات يتراوح ما يقرأ منها في اليوم ما بين خمسة وعشرة غالبًا.
3 – بعد صلاة الظهر، ويدرس فيه: زاد المستقنع بشرحه، وبلوغ المرام.
4 – بعد صلاة العصر، ويدرس فيه كتاب التوحيد وشرحه، وقد يقرأ في مسند الإمام أحمد، أو مصنف ابن أبي شيبة، أو الجواب الصحيح لمن بدّل دين المسيح، أو نحوها " اهـ ما وصفه الشيخ ابن قاسم.
وهذا الوصف يمثل فترة من عمر الشيخ وهي في الغالب ما بعد الستين، وقد ذكر لي بعض طلبة الشيخ أن تحضيره للدروس كان بعد العشاء، وبعد المغرب ربما قرىء عليه في كتب خاصة لا يحب أن يسمعها كل أحد، فقد حدثني الشيخ حسن بن مانع أن الشيخ محمدًا اختصه بحضورٍ بعد المغرب، قال: فكان يقرأ عليه في (معجم الأدباء) لياقوت الحموي.
والأخبار عن دروسه كثيرة لكن اخترت كلام الشيخ ابن قاسم لأنه يمثل وصفًا جيدًا لفترة سنين من عمر الشيخ رحمه الله.
وهذه المنهجية في التدريس هي التي تخرج العلماء، حفظ للمتون وبيان وشرح لها، وضبط للأصول، ومعرفة الأدلة، فبهذا تبنى القواعد العلمية الراسخة للمتعلمين، أما القراءة في المطولات دون إحكام للأصول والمتون فعلى أي أس تبنى، وعلى أي قاعدة ترفع.
فلا بد للمعلمين والمدرسين من النظر في هذه المنهجية، وقد تمثلت في عمل الشيخ إلى تقسيم الطلاب إلى ثلاث طبقات:
مبتدئون – متوسطون – منتهون.
ولكل ما يناسبه من المتون والكتب، ولا يخلط بين طبقاتهم حتى لا يضعف العلم عندهم جميعًا.
قال الشيخ محمد بن قاسم كان الشيخ " يحرص جدًا على أن يحفظ جميع الطلاب المنتظمين المتون ولا يرضى بنصف حفظ، ولا ينتقل الطالب من متن إلى متن أطول منه إلا بعد حفظ الأول وفهمه، ولذا كان الطالب المجد منهم يتخرج في سبع سنوات " اهـ.
تابع البقية إن شاء الله تعالى ...
ـ[أبو قتادة العماني]ــــــــ[28 - Apr-2009, صباحاً 01:36]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
منهجه في التعليم:
كان للشيخ رحمه الله منهجية جعلت الطلاب في قوة علمية مؤتلفة غير مشتتة، ففي التوحيد كان اهتمامه بكتبه التأسيسية التي تبين العقيدة الحقة بأدلتها، وكان لا يذكر الخلاف في الاعتقاد، فلا يعرج على مذاهب الخرافيين والمبتدعة وشبههم إلا إذا دعت الحاجة، بينما تجد أكثر التفصيل والتدليل على معتقد أهل السنة.
وهذا – ولا شك – يعطي قوة علمية استدلالية، وثباتًا في موقف الحق، وعدم تشويش الأذهان بكثرة الأقوال المبتدعة، وهذا لأجل أن المبتدعة وأقوالهم لم تكن مشتهرة؛ فإذًا لا يحتاج إلى الكلام المطول عليها.
وأما في الفقه: فقد جعل دروسه منبثقة من متون الفقه الحنبلي، ومتونه محررة الصور مدققة اللفظ، تفتق ذهن الطلاب، وتقوي إدراكهم الفقهي، فاعتماد متن لمذهب هو خير طريقة لتحصيل الفقه، فبه يبنى الذهن الفقهي، وبه تؤسس قواعد التصور للمسائل الفقهية ويأتي بعد ذلك التفريع والتدليل وذكر الخلاف والترجيح فتكون معرفة الأقوال بعد إحكام الأصول وضبط تصور المسائل، وعلى هذا كانت دروس الشيخ رحمه الله، فقد كان يعرض للمتن وهو (زاد المستقنع) بشرحه الروض المربع، فيبين عبارة الماتن بدقة، ووضوح عبارة، ويصور المسألة تلو المسألة بحيث لا تشتبه مع نظيراتها في ذهن الطلاب، ولا يبدأ بالاستدلال أو ذكر الخلاف كما يفعل بعضهم في الجامعات، بل إحداث تصور المسائل كان هو المطلب الأول.
ثم يذكر الدليل مع وجه الاستدلال، أو التعليل، أو إرجاع حكم المسألة إلى أصل أو قاعدة أو نحو ذلك من الحجج، وربما ذكر الخلاف في بعض المسائل إذا كان الخلاف فيها قويًا، أو كان مشتهرًا بين الناس، أو كان هناك حاجة لبيانه، وغالبًا ما يذكر اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وأئمة هذه الدعوة رحمهم الله تعالى.
وأما مطولات الفقه والشروح فلم يكن يفصل الكلام عليها بنحو ما سلف، ولكن يذكر بعض ما يحتاج إلى إيضاحه.
وهذه هي الطريقة النافعة التي درج عليها علماؤنا السابقون، وبها صعد في مدارج التفقه فئام نفعوا العباد والبلاد رحم الله الميت وحفظ الحي.
تابع البقية إن شاء الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو قتادة العماني]ــــــــ[28 - Apr-2009, صباحاً 06:31]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
منهجه في التعليم:
كان للشيخ رحمه الله منهجية جعلت الطلاب في قوة علمية مؤتلفة غير مشتتة، ففي التوحيد كان اهتمامه بكتبه التأسيسية التي تبين العقيدة الحقة بأدلتها، وكان لا يذكر الخلاف في الاعتقاد، فلا يعرج على مذاهب الخرافيين والمبتدعة وشبههم إلا إذا دعت الحاجة، بينما تجد أكثر التفصيل والتدليل على معتقد أهل السنة.
وهذا – ولا شك – يعطي قوة علمية استدلالية، وثباتًا في موقف الحق، وعدم تشويش الأذهان بكثرة الأقوال المبتدعة، وهذا لأجل أن المبتدعة وأقوالهم لم تكن مشتهرة؛ فإذًا لا يحتاج إلى الكلام المطول عليها.
وأما في الفقه: فقد جعل دروسه منبثقة من متون الفقه الحنبلي، ومتونه محررة الصور مدققة اللفظ، تفتق ذهن الطلاب، وتقوي إدراكهم الفقهي، فاعتماد متن لمذهب هو خير طريقة لتحصيل الفقه، فبه يبنى الذهن الفقهي، وبه تؤسس قواعد التصور للمسائل الفقهية ويأتي بعد ذلك التفريع والتدليل وذكر الخلاف والترجيح فتكون معرفة الأقوال بعد إحكام الأصول وضبط تصور المسائل، وعلى هذا كانت دروس الشيخ رحمه الله، فقد كان يعرض للمتن وهو (زاد المستقنع) بشرحه الروض المربع، فيبين عبارة الماتن بدقة، ووضوح عبارة، ويصور المسألة تلو المسألة بحيث لا تشتبه مع نظيراتها في ذهن الطلاب، ولا يبدأ بالاستدلال أو ذكر الخلاف كما يفعل بعضهم في الجامعات، بل إحداث تصور المسائل كان هو المطلب الأول.
ثم يذكر الدليل مع وجه الاستدلال، أو التعليل، أو إرجاع حكم المسألة إلى أصل أو قاعدة أو نحو ذلك من الحجج، وربما ذكر الخلاف في بعض المسائل إذا كان الخلاف فيها قويًا، أو كان مشتهرًا بين الناس، أو كان هناك حاجة لبيانه، وغالبًا ما يذكر اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وأئمة هذه الدعوة رحمهم الله تعالى.
وأما مطولات الفقه والشروح فلم يكن يفصل الكلام عليها بنحو ما سلف، ولكن يذكر بعض ما يحتاج إلى إيضاحه.
وهذه هي الطريقة النافعة التي درج عليها علماؤنا السابقون، وبها صعد في مدارج التفقه فئام نفعوا العباد والبلاد رحم الله الميت وحفظ الحي.
تابع البقية إن شاء الله تعالى
ـ[أبو قتادة العماني]ــــــــ[28 - Apr-2009, صباحاً 06:41]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تلامذته:
لقد كان الشيخ رحمة الله عليه أمة في قلب رجل، وكان جامعة متعددة الكليات، فلا غرو – إذن – أن تخرج به المحدث والفقيه والأديب واللغوي، والقاضي والداعي، صدروا عن رجلٍ واحد لأنه – بتوفيق الله له ولهم – بذل علمه لهم ليله ونهاره، وهكذا فليكن الرجال.
ولقد تلمذ للشيخ عدد لا يحصون كثرة، تولوا التدريس في المعاهد والكليات، وولوا القضاء، وولوا الفتيا، وولوا التوجيه والإرشاد، وولوا الدعوة والإصلاح، هؤلاء لا يمكن أن يحصوا كثرة، ولا يمكن تعدادهم جميعًا، وإن كان قد أحصي من أبرزهم قرابة مائة وتسعين تلميذًا.
لكن نذكر هنا بعض أكابر طلبته، كإشارة لا حصرٍ، التسعة الأول على ترتيب العلامة الشيخ ابن بسام لهم:
1 – سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل باز رحمه الله.
2 - سماحة الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد رحمه الله.
3 – سماحة الشيخ عبد الرحمن بن قاسم رحمه الله.
4 – الشيخ عبد الله بن محمد القرعاوي، الداعية المشهور، رحمه الله.
5 - الشيخ عبد العزيز بن ناصر الرشيد، رحمه الله.
6 - الشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله.
7 - الشيخ عبد الملك بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله.
8 - الشيخ عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ حفظه الله.
9 - الشيخ إبراهيم بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ حفظه الله.
10 - الشيخ صالح بن غصون رحمه الله.
11 - الشيخ صالح بن محمد اللحيدان حفظه الله.
وغيرهم كثير، وقد وصفه الشيخ عبد الفتاح أبو غدة الحلبي في (فقهاء معاصرون) بقوله: " كان الشيخ (أمة) في جسد رجل، وكان مسجده (جامعة) في قلب نجد، ملأت بلاد نجد وغيرها علمًا، وأنارتها بعلوم الشريعة، قبل أن تبنى مدارس التعليم والمعاهد والكليات والجامعات، التي هي أثر من آثار نهضة الشيخ العلمية رحمه الله تعالى وجزاه عن العلم والدين والإسلام خيرًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكانت علوم الشيخ عيونًا صافية متدفقة، أروت الظماء، وأنشأت العلماء، وأسس الشيخ بجهوده المخلصة لنهضة علمية كبرى، فقد تخرج به أعداد كبيرة لا تحصى من العلماء والمحصلين، وحسبك أن تعلم أن جل أكابر علماء المملكة اليوم هم من تلاميذه، وهم الذين يشغلون أعلى المناصب العلمية والدينية، ويملأون مناصب القضاء والافتاء والتدريس والوعظ والإرشاد والدعوة إلى الله تعالى " اهـ.
تابع البقية إن شاء الله تعالى
ـ[أبو قتادة العماني]ــــــــ[29 - Apr-2009, مساء 04:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخلاقه وشمائله:
وصف شيئًا من شمائله وأخلاقه الشيخ محمد بن قاسم فأجمل ما ذكر في الآتي:
1 – الحافظة النادرة: كان يحفظ المتن للقراءة الثالثة، وربما الثانية، وكانت المعاملة الطويلة التي تبلغ (300 صفحة) تقرأ عليه ثم يملي ما يرى مستحضرًا كل ما مر فيها من الجزئيات، ولم يكن غريبًا أن يدل القارئين على مواضع الأبحاث في كتبها، ذاكرًا رقم الصفحة أحيانًا.
2 – رزق الذكاء و (الفراسة): فكان يدرك حقيقة ما يعرض عليه من المشكلات فيكشف ما وراءها من الدوافع ببصيرته الفذة، ولم يكن ينطلي عليه كيد أو احتيال، وحياته كلها أمثلة من هذا النوع فلسنا بحاجة إلى ضرب الأمثلة لها؛ فأكثر العارفين له يدركون ذلك.
3 – الإخلاص في العمل، فلم يكن طالب شهرة، ولا باحثًا عن سمعة، ولم يعرف عنه أنه تحدث عن أعماله على جلالتها وكثرتها.
4 – طهارة قلبه، فكان لا يحمل ضغينة على من أساء إليه، ولا ينتقم من أحد ناله بأذى، وله في ذلك أحوال عجيبة.
5 – كان شجاعًا قويّ الشكيمة، لا يتردد في إعلان الحق أيًا كان المخاطب به.
6 – كان يكره المتملقين والمتزلفين وله في ذلك مواقف يحفظها التاريخ.
7 – كانت له الهيبة العظيمة في نفوس الناس، يحسب محدثه الحساب الدقيق حتى لا يزل في كلمة أو يخطئ في فكر، ومع ذلك كان أنيسًا عند مخالطته، ألوفًا لمعاشريه، لا يتصف بشيء من الفظاظة أو الغلظة.
8 – كان متنزهًا عن الغيبة: عرف بذلك منذ حداثة سنه حتى فارق الدنيا، ولم يكن يسمح لأحد أن يتحدث في مجالسه بمثالب الآخرين أو تنقصهم، بل كان يزجر من حاول ذلك.
9 – ومما لا يعرفه كثيرون عنه ما يتصف به رحمه الله من العفة والتورع عن أخذ ما ليس له أو ما يرى فيه شبهة، فكان حريصًا على أن لا يدخل نفسه في مداخل مشتبهة.
10 – كان من أهل الخشية، كثيرًا ما يلهج بذكر الله والاستغفار، وتغرورق عيناه بالدموع حين يكون مناجيًا لله، أو يسمع بعض ما يحرك القلوب، ولقد كان ذلك يتجلى كثيرًا فيما يحييه من الليل بالصلاة التي كان يواظب عليها في إقامته وسفره، وقد صحبته – القائل هو ابن قاسم – زمنًا طويلاً وهو يقوم ما يقرب من ساعة ونصف آخر الليل لا يترك ذلك.
تابع البقية إن شاء الله تعالى
ـ[أبو قتادة العماني]ــــــــ[04 - May-2009, مساء 02:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مؤلفات الشيخ رحمه الله تعالى:
أملى الشيخ رحمه الله كتبًا ورسائل وفتاوى متنوعة، وكانت حياته مليئة بالتعليم والدعوة والمهمات الكبار التي أنيطت به من فتوى ومتابعة القضاء، وتمييز الأحكام، ومع هذا فقد كان له آثارٌ علمية منها:
1 – فتاواه التي طبعت مع رسائله في ثلاثة عشر جزءًا قام بجمعها وإعدادها للطبع وترتيبها الشيخ محمد بن قاسم أثابه الله، قمتُ بتحقيقها والتعليق عليها، يسَّر الله طبعها.
2 – رسائل متنوعة طبعت في حياته ثم أدرجت مع مجموع فتاواه ورسائله، ومنها:
1 – الجواب الواضح المستقيم في التحقيق في كيفية إنزال القرآن الكريم.
2 – تحكيم القوانين.
3 – نصيحة الإخوان في الرد على الشيخ ابن حمدان.
4 – الجواب المستقيم في نقل مقام إبراهيم.
3 – كتاب تحفة الحفاظ ومرجع القضاة والمفتين والوعاظ: وهو كتاب في الحديث، جمع فيه المفتي رحمه الله ما يقرب من ألف حديث، قال رحمه الله في (مقدمته):
" هذا مختصر يحتوي على ألف حديث صحاح اقتصرت فيه على ما خرجه الشيخان أو أحدهما، عدا أحاديث صحيحة يسيرة جدًا خرّجها غيرهما، وقد أتى بحمد الله على عامة أبواب الدين من أصول وفروع ودعوات وأذكار، ومواعظ وحكم وآداب وغير ذلك مما ستقف عليه في مواضعه .. " اهـ، والكتاب في مجلد متوسط.
وهذا الكتاب متميز عن غيره بمميزات، وقد ظهر في انتقاء الشيخ للأحاديث الفقه والاستنباط، وليس هذا موضع بسط ذلك، والكتاب مخطوط بعدُ يَسَّر الله طبعه، وقد جاء في خاتمته:
" وقع الفراغ من تأليف هذا الكتاب المبارك خامس شهر ذي الحجة سنة أربع وسبعين وثلاثمائة وألف (1374هـ) ووقع الفراغ من تبييضه آخر ذي القعدة سنة خمس وسبعين وثلاثمائة وألف من هجرة من له العز والشرف r بمكة المكرمة زادها الله تشريفًا وتكريمًا على يد جامعه الفقير إلى عفو ربه محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم " اهـ.
4 – نظم علمي لمقدمة كتاب (الإنصاف) للمرداوي، وهو من كتب المذهب الحنبلي المشتهرة، جاء مؤلفه في أوله باصطلاحات، وبذكر للكتب التي نقل منها، فنظم جل المقدمة سماحة المفتي رحمه الله، قال فيها:
حمدًا لمن فقهنا مصليا على محمد وبعد فادريا
مراجع الإنصاف من متن ومن شرح مع مؤلفيها واستبن
وبعضها نواقص أعرضتُ عن ذكر نقصهن واختصرتُ
نظمتها من خطبة المؤلف مقدمًا ذكر المتون فاعرف
منهن متن الخرقي ما أجمله شافي أبي بكر مع التنبيه له
تهذيب ابن حامد للأجوبة وابن أبي موسى للإرشاد انتبه
إلى آخر أبياته، وهي موجودة عندي، ولي عليها – إن شاء الله – تعليقة ضافية.
تابعوا البقية بإذن الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو قتادة العماني]ــــــــ[04 - May-2009, مساء 10:07]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حياته العملية:
لقد كان للشيخ رحمه الله أكبر الأثر في مجتمعه، فإذا ذكر التعليم فهو رائده، وإن ذكر القضاء فهو أستاذ القضاة ومخرجهم في مدرسته، وإن ذكرت الفتوى فإليه مرجعها، وإذا ذكرت الدعوة فهو المتابع الحريص عليها، وإذا ذكر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهو ذو المواقف، وهو المؤيد له الباذل من أجله ما يمكنه، وهو المرجع فيه.
ولقد ولي الشيخ مناصب شرعية متنوعة، وكان يعد الدخول في الوظائف الشرعية الحكومية من التعاون على البر والتقوى، والتعاون متعين، ولهذا كان الشيخ ذا مناصب كثيرة أقضت مضجعه وأذهبت راحته، يعرف ذلك من كان قريبًا، لأن الوظيفة الشرعية تكليف وأمانة، والسؤال عنها غدًا عظيم.
وعلى العموم كانت الأمور الشرعية، والإدارات الدينية تابعة له، وكان هو المشرف عليها، المسؤول عنها، في الداخل والخارج.
فمن الوظائف الشرعية التي كان هو المرجع فيها والرئيس لها:
1 – رئاسة دار الإفتاء.
2 – رئاسة القضاة (وزارة العدل حاليًا) وتميز الأحكام (هيئة التمييز).
3 – رئاسة الكليات والمعاهد العلمية (جامعة الإمام محمد بن سعود حاليًا).
4 – رئاسة الجامعة الإسلامية، وكان نائبه سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز.
5 – رئاسة تعليم البنات، أو الإشراف على الرئاسة.
6 – رئاسة المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي.
7 – رئاسة المعهد العالي للقضاء.
8 – رئاسة دور الأيتام (ضمت إلى وزارة العمل والشئون الاجتماعية).
9 – الإشراف على نشر الدعوة الإسلامية في إفريقيا.
10 - خطابة الجامع الكبير والعيدين، وإمامة مسجد الشيخ عبد الله.
11 - رئاسة مؤسسة الدعوة الإسلامية الصحفية، التي تصدر جريدة الدعوة فيما مضى ومجلة الدعوة حاليًا.
إلى غير ذلك من الوظائف والأعمال الدينية التي حملها بعده بضعة عشر رجلاً.
تابعوا البقية بإذن الله تعالى
ـ[أبو قتادة العماني]ــــــــ[06 - May-2009, صباحاً 04:37]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تأسيس الدوائر الشرعية، ودوره فيها:
1 – في عام 1369هـ كثرت حاجة البلاد للقضاة، وقد أبدى جلالة الملك عبد العزيز رحمه الله للشيخ محمد بن إبراهيم الأمر، وعرض عليه ما تلقى البلاد من مشقة لقلة القضاة، فأشار الشيخ – ونعم ما أشار – بافتتاح معهد علمي يكون أول السبيل إلى سلم علمي يخرج القضاة، فوافق الملك.
فافتتح أول معهد علمي بالرياض سنة 1370هـ. وكانت بعده معاهد كثيرة أصبحت ممدَّة لكليات الشريعة التي تخرج القضاة. وهذه كانت نواة جامعة الإمام حاليًا، وكان أمر المعاهد والكليات الأول الاهتمام بعلوم الشريعة واللغة لا غير .. فما أعظم نفع هذه المعاهد والكليات
كانت نية صالحة أنشأتها، ورغبة في تحصيل العلم الصحيح، بعيدًا عن الرياء والسمعة، فما أعظم أثرها، رحم الله الإمام عبد العزيز والإمام محمدًا.
وكانت رئاسة المعاهد للشيخ محمد، وبعد المعهد افتتحت كلية الشريعة بالرياض سنة 1373هـ، وكان نائب الرئيس هو الشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم رحمه الله.
2 – احتيج إلى إنشاء رئاسة للقضاة يَرجعون إليها في وظائفهم، ومطالبهم، وتنظيم المعاملات حتى يكون القضاء في بنيته التنظيمية في أعلى المراتب الإدارية.
فأنشأت رئاسة القضاة سنة 1376هـ، وتولى الشيخ رئاستها بأمر من الملك سعود رحمه الله، وكان الشيخ رئيسًا للقضاة في مناطق: نجد والشرقية والشمالية، وأما المنطقة الغربية فكان يرأس القضاة سماحة الشيخ عبد الله بن حسن رحمه الله.
وبعد وفاة الشيخ عبد الله سنة 1378هـ ضمت قضاة المنطقة الغربية إلى رئاسة القضاة في نجد، فصار الشيخ رئيسًا للقضاة في المملكة.
ومما يتصل بذلك جهود الشيخ رحمه الله في تمييز الأحكام الصادرة من القضاة فكان هو المرجع في تمييز الأحكام والصكوك من وقت الملك عبد العزيز، وكان للشيخ الأثر الكبير في تنمية (التمييز) وتقويته حتى وصل إلى ما وصل إليه.
3 – دار الإفتاء:
لأجل تنظيم الفتاوى، وترتيب الاستفتاءات الموجهة إلى الشيخ، وتنظيم ذلك فيما يتصل بالداخل والخارج أنشأت دار الإفتاء، وذلك لما لم يعد مكتب الشيخ المنزلي كافيًا في متابعة كل الرسائل والاستفتاءات والبحوث المستجدة.
وقد أنشأت الدار سنة 1373هـ.
وكان من الأعمال المنوطة بها: إصدار الفتاوى، الدعوة في الداخل والخارج، توزيع الكتب وإمداد طلبة العلم بما يحتاجونه، إعداد البحوث الخاصة بمسائل نازلة، أو ردود على مخالفين للسنة ونحو ذلك.
وقد أدخل الشيخ عددًا من طلبته المشايخ ليساعدوه، ولكي يكونوا من أهل الخبرة في الفتوى والإجابة، لأنها تحتاج إلى دربة وتعلم.
تابعوا البقية بإذن الله تعالى
ـ[أبو قتادة العماني]ــــــــ[06 - May-2009, مساء 04:52]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
منهجه -رحمه الله تعالى- في الإفتاء:
1 – كان الشيخ رحمه الله ملتزمًا في الفتوى بما عليه الراجح من الأقوال عن الإمام أحمد رحمه الله، وسواء كان هذا مذهبًا للمتأخرين أم لا، إلا أنه في الغالب يوافق ما عليه المتأخرون، وكثيرًا ما يرجح اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه العلامة ابن القيم رحمهما الله، وما عليه الترجيح عند أئمة هذه الدعوة من الإمام محمد بن عبد الوهاب وأبنائه وتلامذتهم.
وهذا يجعل الناس على منهج متحد، وفي فتاوى غير متضاربة، وجمع الناس وعدم اختلافهم مصلحة عظمى، خاصة إذا علم أن البلاد مسرح للأهواء، فالاختلاف في الفتوى سيتبعه تفرق في أنواع شتى.
2 – لم يكن يسمح لكل أحد من واعظ وخطيب وإمام ومتخرج في الفتوى، بل الفتوى منحصرة في الشيخ رحمه الله ومن كان معه، والقضاة في البلاد، ومن كان معروفًا بسعة العلم ممن لم يكن قاضيًا.
وقد كان يعاقب ويعزر بعض المتجرئين على الفتوى، أو المخالفين لمشهور الفتوى.
ستأتي البقية إن شاء الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو قتادة العماني]ــــــــ[07 - May-2009, صباحاً 11:12]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جهاد الشيخ في الدعوة إلى الله:
1 – لقد ابتدأ الشيخ حياة الداعية شابًا، وذلك حينما أرسله الملك عبد العزيز رحمه الله إلى (الغطغط)، وكانت مجمعًا للإخوان الذين جاهدوا مع الملك، صار عندهم اجتهادات خالفوا فيها العلماء، ونظرات تجاوزوا فيها، فكان من الحق الذي لهم أن يبعث إليهم عالم داعية، يحسن الدعوة وقدمه راسخة في العلم، لعل الحجة تنفع، ولعلّ الدعوة تنجع.
كانت رحلته دعوية، إرشادية، قضائية، وذلك سنة 1345هـ، فمكث ستة أشهر وصاحبه فيها أخوه الأصغر الشيخ عبد الملك بن إبراهيم رحمه الله كاتبًا ومرافقًا وحمل معه كتبًا للمطالعة والمراجعة، فشرح للإخوان أصول التوحيد وضوابط التكفير، وبيّن لهم عبارات أئمة الدعوة وفسرها، واحتج بالنصوص الشرعية، وقعّد ودلّل، وشرح لهم الآيات والأحاديث فأفادهم علمًا وعقلاً.
لكن – ولله الأمر – بُثَّت فيهم روح الشقاق، وعدم القناعة بكلام أهل العلم، فبلغ الشيخ أنهم يكيدون له، فأمر بتجهيز مطيته، وحمل عليها كتبه ليلاً وما خف من متاعه ثم تركهم عائدًا إلى الرياض.
2 – كان الشيخ شديد الحرص على العناية بالدعاة، فمن أبرز تلامذته الدعاة الشيخ عبد الله القرعاوي، كان داعية موفقًا، انتقل إلى منطقة جازان فأثّر في أهلها، فجعلهم متعلمين، وأكثر استقامة واهتداءً، بث فيهم منارات العلم وهي مدارس القرآن، وكان الشيخ سندًا له في ذلك عند ولاة الأمور، حتى إنه يسلم المال المخصص للمدارس بيده، ولا يراجع فيه ولا إثبات بنوع مصروفاته، وبهذه الثقة التي منبعها الاستقامة والتدين انطلق الداعية، وكان يختلف إلى الرياض شارحًا للشيخ ما قام به من عمل وما تم من إنجاز مبينًا أحوال أهل الجنوب وقربهم من الخير، وسرعة انتشار الدعوة فيهم، وهذه النهضة في جازان اليوم لآثار تلك الدعوة نصيب الأسد فيها.
3 – حرصه على لقاء الدعاة في الأقطار في مواسم الحج، واستضافة بعضهم، ومتابعة نشاطاتهم، وكان يحرص على دعاة التوحيد والسنة، ويتعاهدهم بتوجيهه ورأيه فيما ينبغي أن يعملوه أو يخططوه لمستقبل الدعوة.
4 – اهتمامه برابطة العالم الاسلامي – وكان رئيسًا لمجلسها الأعلى -، وما ينبغي أن توجه جهود علماء المسلمين إليه في اجتماعاتهم، ففي رسالة بيّن بها الأمور التي يجب عقد المجالس والاجتماعات لها، قال:
" إنما الهام هو النظر في الأصول العظام التي الإخلال بها هادم للدين من أساسه، وذلك: مسائل توحيد الله بإثبات ما أثبت لنفسه في كتابه، وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات: إثباتًا بلا تمثيل وتنزيهًا بلا تعطيل.
وكذلك توحيد الألوهية، وتوحيد الربوبية.
وكذلك توحيد الاتباع، والحكم بين الناس عند النزاع، بأن لا يحاكم إلا الكتاب والسنة، ولا يحكم إلا بهما. وهذا هو مضمون الشهادتين اللتين هما أساس الملة، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، بأن لا يعبد إلا الله، ولا يعبد إلا بما شرعه رسوله صلى الله عليه وسلم وأن لا يحكم عند النزاع إلا ما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم هذا هو الحقيق بأن يهتم به، وتعقد المجالس والمجتمعات لتحقيقه وتطبيقه " اهـ.
5 – كان الشيخ رحمه الله رئيسًا للمعهد الإسلامي في نيجيريا، وكان هو المشرف على نشر الدعوة في إفريقية.
6 – كانت المراكز الإسلامية في أوروبا ترسل إليه بمشاكلها، وهو يتابع الأنشطة فمما جاء في ذلك مما ضمته (الفتاوى) قال الشيخ رحمه الله:
" الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
أما بعد: فقد اتصل بي الحاج السيد جواد مقدس رئيس جمعية مسلمي بريستول بانجلترا، ومعه كتاب من سكرتير الجمعية يعرف فيه بالسيد جواد المذكور وقد شرح لي نشاط الجمعية المذكورة في الدعوة الإسلامية، وطلب مني إعطاءه بعض الكتب، وقد أعطيناه بعض الكتب الإسلامية والسلفية.
كما طلب أيضًا الإذن له في تعليم القرآن، ونشر العلم في تلك الربوع وأذنا له في ذلك أيضًا، سائلاً الله لي وله التوفيق والسداد. (التوقيع) مفتي المملكة العربية السعودية ".
6 – إنشاء مؤسسة صحفية تقوم بواجب الدعوة، وقد أصدر الشيخ رحمه الله كتابًا مؤرخًا في 23/ 7/1384هـ جاء فيه:
" نظرًا لحالة المسلمين الحاضرة، وحاجة الأمة إلى الدعوة الإسلامية فقد قمنا بتأسيس مؤسسة للدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، لتأخذ بأيدي الشباب المسلم عن الوقوع في شراك المبادئ الهدامة والأفكار الفتاكة المسمومة، ولتبين للناس محاسن الإسلام، وصلاحيته لمعالجة جميع المشاكل البشرية في كل زمان ومكان.
ولما كانت الصحافة لها أثرها الكبير في عصرنا الحاضر، فقد تقرر أن يصدر عن هذه المؤسسة الصحفية صحيفة يومية تصدر أسبوعيًا مؤقتًا، ومجلة شهرية علاوة على ما نؤمله في المستقبل القريب إن شاء الله من قيام هذه المؤسسة بإرسال الدعاة إلى الله في أنحاء العالم.
ولما كان وجود أصحاب السماحة والفضيلة أعضاء المجلس التأسيسي بمكة فرصة نادرة بالنسبة للدعوة الإسلامية أحببت أن أخبرهم عن هذه المؤسسة وأهدافها، راجيًا منهم مساعدتها بإرسال المقالات النافعة والآراء السديدة نحوه هذه المؤسسة.
وسوف يصدر العدد الأول من الصحيفة قريبًا بإذن الله ويصل إلى حضراتكم مجانًا.
وعنوان المؤسسة المذكورة كالآتي:
(مؤسسة الدعوة الإسلامية) شارع أحمد بن حنبل – الرياض " اهـ.
ولقد كان الشيخ في دعوته إلى الله متبعًا أصول دعوة الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله من تأصيل التوحيد في النفوس، والنهي عن الشرك، والحث على الالتزام بالسنة، ونبذ البدع، والدعوة إلى تحكيم الشريعة الإسلامية في جميع الشؤون، وإلى تربية النفوس وتزكيتها بالعمل الصالح والاتباع لسلف الأمة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على قاعدة تحقيق المصلحة ودرء المفسدة، والالتزام بنصرة ولاة الأمر الكرام من آل سعود الذين نصروا الدعوة، وطبقوا الشريعة.
تابعوا البقية بإذن الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو قتادة العماني]ــــــــ[11 - May-2009, صباحاً 10:37]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ثناء العلماء والأدباء والمثقفين عليه:
لقد كان الشيخ المفتي رحمه الله مجمعًا على الثناء عليه – فيما أعلم – وائتلفت القلوب على محبته، لما كان عليه من إيمان صادق – ولا نزكي على الله أحدًا -، وجهاد وتعليم، وتقوى، وقيادة .. إلى غير ذلك من سجاياه وأخلاقه.
وأذكر هنا بعض ما وقفت عليه من ثناء العلماء عليه مما لا أعلمه قد نُشِر من قبل:
1 – قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:
" لقد أكرمني الله سبحانه وتفضل علي وله الحمد والمنة بأن كنت من أخص تلاميذ شيخنا المذكور ولازمته نحو عشر سنين من عام 1347هـ إلى عام 1357هـ، ثم تعينت في القضاء بعد ذلك، ولكني لم أنقطع عن الاتصال به وسؤاله عن كل ما يشكل، والاستفادة من علومه وتوجيهاته إلى أن توفي رحمه الله.
وقد حضرت له مواقف مشرفة، وشاهدت منه أعمالاً موفقة في نفع المسلمين والغيرة للإسلام والرد على خصومه أجزل الله له المثوبة.
وكان يوصي الطلبة كثيرًا بالدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن، وكان واسع العلم كثير الخوف من الله سبحانه، دقيق الفهم … ومناقبه وفضائله كثيرة جدًا " اهـ.
2 – وقال الشيخ العلامة ذو الفنون محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله:
" عرفنا فيه وفور العلم ووفور العقل وتمام الحكمة والصبر المنقطع النظير، فهو رحمه الله فيما أعتقد وأجزم به – وإن كنت لا أزكي على الله أحدًا – من نوادر الرجال الذين عرفناهم علمًا وحلمًا وعقلاً وحكمة، فنرجو الله أن يتقبل منه صالح عمله، وأن يجزيه كل خير، ويعلي درجته في الآخرة كما أعلاها في الدنيا] وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلاً [ .. " اهـ.
3 – وقال الشيخ سعدي ياسين رحمه الله:
" أما سماحة مفتينا الفقيد تغمده الله برحمته فقد سلك مسلك أئمتنا الأعلام من علماء السلف فكنت وأنا أسمع فتواه تلك كأني أستمع إلى سفيان بن عيينة أو ابن علية أو ابن أبي ذئب.
وكان رحمه الله متين الحفظ مستحضر الآيات لا يكاد يشتبه عليه شيء منه .. ولقد رأيته عن كثب بعبادته وأذكاره في ليله ونهاره، وحرصه على حضور الجمعة والجماعة وإخباته قبل الفجر وبعده مما حببه إلي وأكبره في نظري .. إلخ ".
4 – وقد حلاّه العلامة الدكتور الداعية السلفي تقي الدين الهلالي رحمه الله بقوله:
" الإمام العلامة بقية السلف وعمدة الخلف ناصر السنة الأستاذ الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ .. "
وللحديث بقية بإذن الله تعالى
ـ[أبو قتادة العماني]ــــــــ[16 - May-2009, صباحاً 10:16]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وفاته – والمراثي:
في عام 1389هـ أو في أواخر الذي قبله بدأ الشيخَ رحمه الله مرضٌ عضال، فسافر للاستشفاء إلى (لندن)، ولم ينتفع بالعلاج هناك، وحدثني بعض مرافقيه أنه في آخر أيامه في المستشفى قبل رجوعه إلى (الرياض) كره الطعام، فقدم له كأس لبن فطعمه ثم تركه فقال له من حدثني: إنه زين وطيب، فقال الشيخ رحمه الله: صحيح، ولكن ليس بزين للميت.
ورجع إلى الرياض فلازم الفراش ولسانه يلهج بذكر الله والثناء عليه، لا يفتر عن ذلك حتى تم أجله وفاضت روحه في صبيحة يوم الأربعاء من يوم 24 رمضان سنة 1389هـ.
وكان المصاب عظيمًا، هوى له أحد وانهد ثكلان، وصُلِّيَ عليه ظهر ذلك اليوم وكان إمام المسلمين في الصلاة عليه تلميذه سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز.
ولما تسامع الناس بالخبر، تصدعت الأفئدة، ونكست الأذقان، فكم من دمعة ترقرقت، وكم من حزن قضى، وكم وكم، ولكن إنا لله وإنا إليه راجعون.
فلما سِير بجنازته تذكر المتذكر جنازة الإمام أحمد بن حنبل أو ابن تيمية من ذوي الجنائز المشهودة، فلا تحصي الألسنة المترحمة عليه والمستغفرة له ويالها من غبطة (أنتم شهداء الله في أرضه).
ولقد تتابع الناس من أنحاء المملكة يفدون بأنفسهم يعزون، ويستغفرون، ويشهدون للفقيد بالإحسان.
وتتابع ذوو الأقلام يرثون إمامَ وقته، فكم من عالم نثر رثاءه، وكم من عالم نظم رثاءه، وكم من مثقف كتب، وكم من عاقل سطر، والعجز عن وصف المشاعر سمة الجميع، فجزاهم الله خيرًا.
وليس هذا المقام الموجز مقام تفصيل لتلك المراثي، وبيان ما كتب عنه.
رحمه الله رحمة واسعة، وجعل مثواه جناته، مع الحبيب المصطفى، وأصلح وبارك ونفع بولده من بعده، وآخر دعواي أن الحمد لله رب العالمين.
تمت بحمد الله تعالى
أسأل الله تعالى أن ينفع بها
وأن يحشرنا وصاحب الترجمة والكاتب مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
تعرف على محارمك:: .. :: المحرمات من النساء ..
ـ[أحمر العين]ــــــــ[27 - Apr-2009, مساء 05:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
...
تعرف على محارمك:: .. :: المحرمات من النساء ..
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .. وبعد.
فهذا ملخص لمسائل في أحكام المحرمات من النساء – المحارم – ...
ملخصاً مسائلها ومقرباً إياها بأسلوبٍ أُراه سلساً معاصراً،، لعل أن يفاد منها، فينولني دعوة بغيب أو يُكتب لي به ثوباً أرجوه والله المعين ..
--------
قال في فقه السنة: ليست كل امرأة صالحة للعقد عليها بل يشترط في المرأة التي يراد العقد عليها أن تكون غير محرمة على من يريد الزواج بها سواء أكان هذا التحريم مؤبداً أم مؤقتاً .. انتهى
وأصله قول الله تعالى:: ((وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا (22) حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (23))) [النساء: 22، 23]
----------
وأسباب التحريم ثلاثة:
- نسب
- صهر
- رضاع
**************************
أولاً:
المحرمات من النساء بالنسب:
1 - الأم:
وهي اسم لكل أنثى لها عليك ولادة، فيدخل فيها:
الأم الوالدة: ....
وأمهاتها وجداتها: وهن::: أم الأم،، أم أم الأم ..... وإن علت.
وأم الأب وجداته: وهن::: أم الأب،، أم أم الأب وإن علت.
::: أم أب الأب،، و إن علت.
::: أم أب الأم،، و إن علت.
أم الجارية المتسرى بها .. و إن علت.
----
2 - البنت
وهي اسم لكل أنثى لك عليها ولادة،
وإن شئت قلت كل أنثى يرجع نسبها إليك بالولادة بدرجة أو درجات.
فيدخل فيها:
بنت الصلب: ....
وبناتها: وهن::: بنت البنت،، بنت بنت البنت ..... وإن نزلت.
::: بنت ابن البنت وإن نزلوا
وبنات الأبناء: وهن::: بنت الابن،، وبنت بنت الابن .... وإن نزلت.
::: بنت ابن الابن وإن نزلت ..
----
3 - الأخت:
وهي كل أنثى شاركتك في أصليك (الأب والأم) أو أحدهما:
الأخت شقيقة ..
الأخت لأب ..
الأخت لأم ..
----
4 - العمة:
وهي اسم لكل أنثى شاركت أباك أو جدك في أصليه أو أحدهما.
وإن شئت قلت كل ذكر رجع نسبه إليك فأخته عمتك.
الأمثلة:
أخت الأب: أخت أبي الأب ... وإن علت.
أخت أبي الأم،، أخت أبي أبي الأم ... وإن علت
أخت أبي أم الأم
----
5 - الخالة:
اسم لكل أنثى شاركت أمك في أصليها أو أحدهما ..
وكل أنثى رجع نسبها إليك بالولادة فأختها خالتك ...
الأمثلة:
أخت الأم: أخت أم الأم ... وإن علت.
أخت أم الأب: أخت أم أم الأب ... وإن علت.
أخت أم أبي الأب .. وإن علت.
----
6 - بنت الأخ:
اسم لكل أنثى لأخيك عليها ولادة بواسطة أو مباشرة.
الأمثلة:
بنت الأخ الشقيق: وبنت ابنه وبنت ابن ابنه ... وإن نزلت.
وبنت بنت بنته
وبنت ابن بنته
بنت الأخ لأب: وبنت ابنه وبنت ابن ابنه ... وإن نزلت.
وبنت بنت بنته
وبنت ابن بنته
بنت الأخ لأم: وبنت ابنه وبنت ابن ابنه ... وإن نزلت.
وبنت بنت بنته
وبنت ابن بنته
----
7 - بنت الأخت:
مثل بنت الأخ ..
الأمثلة:
بنت الأخت الشقيقة: وبنت ابنها وبنت ابن ابنها ... وإن نزلت.
وبنت بنت بنتها
وبنت ابن بنتها
بنت الأخت لأب: وبنت ابنها وبنت ابن ابنها ... وإن نزلت.
وبنت بنت بنتها
وبنت ابن بنتها
بنت الأخت لأم: وبنت ابنها وبنت ابن ابنها ... وإن نزلت.
وبنت بنت بنتها
وبنت ابن بنتها
*************************
ثانياً:
المحرمات بالمصاهرة:
1 - أم الزوجة:
وتحرم على الزوج إذا دخل بزوجته، وبمجرد العقد دون الدخول ..
الأمثلة:
(يُتْبَعُ)
(/)
أم الزوجة وأمهاتها: كأم أمها .. وإن علت
وأمهات أبيها: كأم أبيها،، وأم أبي أبيها ... وإن علت
وأم أبي الأم
----
2 - بنت الزوجة:
قال الله عز وجل (وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ)
ويشترط في الربيبة لتحرم: أن يدخل بأمها فقط. عند الجمهور،
وزاد بعضهم شرطاً ثانياً: أن تكون في حجر الزوج يربيها.
وتوقف في المسألة – الشرط الثاني - شيخ الإسلام ابن تيمية ويروى التوقف عن معاوية رضي الله عنه.
الأمثلة:
بنت الزوجة وبناتها
بنت بنتها وإن نزلت
بنت ابنها،، بنت ابن ابنها ... وإن نزلت.
بنت بنت ابنها .... وإن نزلت.
----
3 - زوجة الأب:
وتحرم أيضاً بمجرد العقد
الأمثلة:
زوجة الأب، زوجة أبي الأب وإن علا
زوجة أبي الأم وإن علا.
----
4 - زوجة الابن:
وتحرم أيضاً بمجرد العقد لقوله تعالى (وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ)
الأمثلة:
زوجة الابن،،، وابن الابن ... وإن نزل
زوجة ابن بنت البنت ...
ابن بنت الابن ...
**************************
ثالثاً:
المحرمات من الرضاع:
قالت عائشة رضي الله عنها قال صلى الله عليه وسلم (يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب) رواه مسلم (1445)
وقال صلى الله عليه وسلم (يحرم من الرضاعة ما يحرم من الولادة) رواه مسلم (1444)
والذي يحرم من النسب سبعة، ذُكِرَتْ آنفاً. فتنزل المرضعة منزلة الأم فتكون المحرمات من الرضاعة كالتالي:
----
1 - الأم التي أرضعت،
الأمثلة:
المرضع وهي الأم.
وأمها:: أم الأم،، وأم أم الأم ... وإن علت
وأم الزوج الذي هو الأب من الرضاعة،، وأم أم الأب. .. وإن علت
وأم أب الأب .. وإن علت.
----
2 - بنت الأم المرضع:
وبناتها .. وهن أخوات الرضيع.
الأمثلة:
بنت المرضع،، وبنت بنتها ... وإن نزلت
بنت ابنها،، وبنت ابن ابنها ... وإن نزل
----
3 - الأخت:
وهي من أرضعتها الأم .. وهي أخت أخرى للرضيع.
الأمثلة:
أخت شقيقة::: و هي التي أرضعتها الأم بلبن الرجل الذي منه أرضعتك
أخت لأب::: و هي التي رضعت من زوجة أبيك من الرضاعة
أخت لأم::: وهي التي أرضعتها أمك بلبن زوج آخر غير أبيك.
----
4 - العمة:
وهي أخت زوج الأم المرضعة .. فهي أخت الأب من الرضاعة
ويدخل فيها::
أخت الأب: أخت أبي الأب ... وإن علت.
أخت أبي الأم،، أخت أبي أبي الأم ... وإن علت
أخت أبي أم الأم .. وإن علت.
----
5 - الخالة:
وهي أخت الأم المرضعة
ويدخل فيها:
أخت الأم: أخت أم الأم ... وإن علت.
أخت أم الأب: أخت أم أم الأب ... وإن علت.
أخت أم أبي الأب .. وإن علت.
----
6 - بنت الأخ:
وهي بنت الأخ من الرضاعة
الأمثلة:
بنت الأخ الشقيق:
بنت الأخ لأب:.
بنت الأخ لأم:
و يدخل فيهن::: بنت ابنه،، وبنت ابن ابنه ... وإن نزلت.
وبنت بنت بنته ... وإن نزلت.
وبنت ابن بنته ... وإن نزلوا.
----
7 - بنت الأخت:
مثل ا لأخ تماماً ..
الأمثلة:
بنت الأخت الشقيق:
بنت الأخت لأب:
بنت الأخت لأم:
فيدخل فيهن::: بنت ابنها،، وبنت ابن ابنها ... وإن نزلت.
وبنت بنت بنتها ... وإن نزلت.
وبنت ابن بنتها ... وإن نزلوا.
----
----
حالات الرضيع مع الأبوين:
1 - من له أبوان من الرضاعة:::
وهو كل من أرضعته امرأة لديها رضيع من زوج ..
----
2 - من له أب من الرضاعة وليس له أم من الرضاعة:::
وهو كمن أرضعته امرأة رجل رضعات أقل من النصاب المُحَرِّم والذي هو خمس رضعات مشبعات،،
وأرضعته امرأة أخرى للرجل نفسه أقل من نصاب التحريم أيضاً.
فيكون بمجموع رضعات المرأتين اكتمل نصاب التحريم فصار الرجل أباً ولم تصر إحدى نسائه أماً.
----
3 - من له أم وليس له أب:::
وهذه صورتها أن تكون المرأة أرضعت الطفل أقل من النصاب،
ثم طُلِقتْ من زوجها وتزوجت بغيره وأنجبت من الآخر فهي مرضع فقامت بإكمال نصاب الرضيع الأول من لبن الزوج الثاني ..
فصارت أماً ولم يكتمل نصاب الأب ..
ولا يخفى أن هذه الصورة افتراضية لا يمكن تحققها في الواقع إذ فترة الانتقال من زوج لآخر تخرج الرضيع عن سن الرضاعة لأنها محدودة بالسنتين على الصحيح من أقوالهم.
************************
ومن المحرمات مؤقتاً لا على التأبيد وهن المتعلقات بصفة إن زالت ارتفع التحريم،، ولا يتوفر فيهن ما يجوز للمحارم .. وهن:::
1 - الجمع بين الأختين
2 - الجمع بين المرأة وعمتها
3 - الجمع بين المرأة وخالتها
والقاعدة التي ذكرها بعض أهل العلم لجمع أشتات هذا الباب هي قولهم: يحرم الجمع بين كل امرأتين بينهما قرابة لو كانت إحداهما رجل لم يجز له التزوج بالأخرى أ. هـ
وهذا يصح في النسب أما في المصاهرة فإن الجمع بين المرأة وزوجة أبيها في قول عامة العلماء على الجواز رغم أن إحداهما لو كانت ذكراً ما صح لها الزواج بالأخرى.
***********************
هذا ما تيسر إضافته من الأمثلة حتى اللحظة،، وللتنبيه فإن بعض الأمثلة ينبغي مراجعتها وزيادة التأكد منها ..
لذا أرجو ممن اطلع على عيب أو خلل أن ينبه لنسارع بالتصحيح .. وله علينا الشكر والتقدير وعلى الله الثواب الجزيل.
ومن وجد إشكالاً أو مثالاً أو رأى إضافة فليتحفنا بها فإن أقبح البخل، البخل بالعلم والنصح.
**************************
والله الموفق ..
أبو محمد أحمر العين ...
25/ 2/1430هـ الموافق: 20/ 2/2009م(/)
أنواع الكذب الحلال .. !!
ـ[أحمر العين]ــــــــ[27 - Apr-2009, مساء 06:17]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
---
أنواع الكذب المباح:
يُعَرِّفون الكذب بأنه: الإخبار بما يخالف الواقع.
و الكذب مذموم مطلقاً ليس فيه حمد قط , فهو صفة ذم لا يهدي إلا إلى الفجور ولا يكون من المؤمن الكامل الإيمان.
ولست بصدد بيان قبحه في الشرع والعرف وأثره على الأمة وما يُستثنى من التحريم منه , فقد أُلف في هذا ما لا مزيد عليه.
إلا أني أناقش هذا الضابط الذي ذكروه حيث يدخل فيه ما ليس منه فليس هو بمانع ..
*******
وهنا أذكر من الأمور التي تخالف الواقع وليست من باب الكذب والله أعلم.
1 - الإصلاح بين الناس.
2 - ما يجري بين الرجل وامرأته.
3 - في الحرب.
وهذه مستثناة بالنص الشرعي (1) على الخلاف في هل المعنى الكذب: الصريح أم التورية؟
---------------
(1) حديث أم كلثوم في البخاري مرفوعاً ((ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس، فينمي خيرا أو يقول خيرا))
------------------
والأظهر هو القول الأول من وجوه بعضها:
- فهم الراوي أنه صريح الكذب لقولها: ولم أسمعه يرخص في شيء من الكذب مما يقول الناس إلا في ثلاث .. الحديث.
وهم أقرب إلى النص وأعلم باللغة.
- لا ينبغي صرف اللفظ عن ظاهره إلا لقرينة تقتضيه أو لمخالفة ظاهر النص أصلاً شرعياً وهذا غير موجود هنا.
- أن التورية إذا لم تؤدي إلى محرم فهي جائزة أصلاً فصرف اللفظ إليها لغو ينزه عنه الشرع.
- قوله عليه السلام: (ليس الكذاب) استعمل صيغة فعال وهي إحدى الصيغ التي تفيد تأكيد المعنى المشار إليه.
وعليه فليست هذه النقطة مما يتعلق ببحثنا فليحرر.
4 - التورية والتدليس:
وهو أيضاً مما يخالف الخبر به الواقع عند المستمع وهو ليس من الكذب المذموم اتفاقاً.
على أنه ليس ممدوحاً أيضاً خاصة عند عدم الحاجة إليه ,
وهو من أكبر أسباب خرم المروءة وعدم الوثوق بالشخص المشتهر به, كما أنه يجر _ أعني كثرة استعماله _ لا محالة إلى الكذب المذموم .. نتيجة للخطأ الذي يصدر عن المتكلم لتسرعه في الحديث أو قلة بضاعته في أساليب اللغة التي توقعه في المحظور مع عدم تمكنه من التراجع وإدراك الأمر فيقع فيما حرم الله.
وعموماً فهو من الكلام الجائز للحاجة وليس من الكذب
ومنه قول إبراهيم عليه السلام (إني سقيم) وقوله (إنها أختي)
على أن هذه الأخيرة يمكن أن يقال أنها من قبيل إيجاب الكذب في حالة مخاطبة الظالم وصرفه عن أذية أو قتل ..
وهي أيضاً من باب المعاريض وليست من الكذب الصريح والله أعلم.
5 - المبالغة لغرض:
وهذا أسلوب عربي مستعمل يدخل في الحد الذي وضعوه في ضابط الكذب وليس منه , ومنه قوله صلى الله عليه وسلم (أما أبو جهم فلا يضع العصا عن عاتقه) رواه مسلم ..
ومما لا شك فيه أنه ليس على الحقيقة فلابد وأنه يضعها حين الأكل والاغتسال والنوم , وإنما هو كناية إما عن كثرة الأسفار أو عن ضربه للنساء.
ومن قول المجامع في رمضان (فوالله ما بين لابتيها أهل بيت أفقر من أهل بيتي) فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ,
ولاشك أن هذه مبالغة وجزم بظن غائب وفي المكان أهل الصفة وغيرهم , ومع ذلك لم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فدل أن المبالغة والجزم بالظن ليس من الكذب والله أعلم.
6 - صنع مناظرة علمية وهمية.
كما فعل ابن القيم بين سني وقدري , وابن عقيل في الفنون بين الحنابلة وغيرهم, والسعدي في مسألة طهارة المني ويقال أن له كتاب مناظرات ..
7 - في الأدبيات والأمثال.
كقولهم في الأشعار (قال حمار الحكيم .. )
ومنه:
مقامات الحريري ,
وكتاب كليلة ودمنة
كما جاء في مجلة البحوث الإسلامية لهيئة كبار العلماء قولهم: ((فهو يقول [يعني الحريري صاحب المقامات]: إنه لم يَعرف عن أحد من علماء الأمة إلى زمنه أنه حرم أمثال تلك القصص التي وضعت عن الحيوانات ككتاب "كليلة ودمنة" وغيره؛ لأن المراد بها الوعظ والفائدة، وصورة الخبر في جزئياتها غير مرادة،
وما سمعنا بعده أيضا أن أحداً من العلماء حرم قراءة مقاماته)) انتهى المراد منه.
وجاء عن النعمان بن بشير الصحابي المعروف، أنه خطب الناس فضرب مثلاً في حكاية على لسان ثلاثة من الحيوانات الضبع والضب والثعلب. [أغاني الأصفهاني (16/ 38)].
8 - إجابة سائل أبله عن سؤال جوابه أوضح ..
كقول إبراهيم عليه السلام (بل فعله كبيرهم هذا
وكقول الإمام الشعبي لمن أتاه وهو واقف ومعه سائلة في الطريق فسأله:
قائلاً بأدب جم و حياء!!:: أيكما الشعبي؟!!!!
فكان جواب الإمام بسخريته: أنْ أشار للمرأة وقال هذه!
**************
وهنا نقطة: قول مؤذن يوسف (أيتها العير إنكم لسارقون) وهم لم يسرقوا؟
عدها ابن جرير الطبري في التفسير وغيره - كما في شرح مسلم للنووي - من الكذب
وتأولها الطبري: أن هذا بإذن من الله فجاز.
قلتُ: ولعل الجواب أن التكذيب إنما يكون للخبر وعبارة المؤذن إنشاء وهي اتهام يطالبهم بدليل البراءة أو الإدانة ,ولهي أقرب إلى الشتم منها إلى الكذب الاصطلاحي , ولو صح جوابهم بكذبت علينا فهو بمعنى أخطأت باتهامك إيانا
كما هو معلوم من لغة الحجاز.
والله تعالى أعلم وأحكم
على أن هذا الجواب فيه نظر ... يراجع لاحقاً.
والله المستعان ...
************
ولمن أدلى بدلوه فأفاد،، شكر وتقدير ..
************
والله الموفق ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشجعي]ــــــــ[27 - Apr-2009, مساء 06:55]ـ
جميل
جزاك الله خيرا.
ـ[علي سليم]ــــــــ[27 - Apr-2009, مساء 08:50]ـ
بارك الله فيك ....
ـ[أحمر العين]ــــــــ[03 - May-2009, مساء 01:25]ـ
وفيكما فليبارك الله، حفظتما ورعيتما وجزيتما الخير من الله العزيز الحكيم ..
ـ[مبتغي الجنة]ــــــــ[08 - Jun-2009, صباحاً 01:54]ـ
جزاك الله خير اخي الغالي على ما قدمتة من فائدة
أسال الله ان يجعلها حجه لك لا عليك
اما رأيي في هذة المسألة هو ما قاله شيخي الشيخ الدكتور سعد الخثلان (حفظه الله ورعاه):
"الكذب الذي يكون نفعة اكثر من مفسدتة فهو من الكذب المباح وذكر امثلة منها ما يكون من اصلاح ذات البين وكذب الزوجة ولكن قال في اواخر حديثة انه ينبغي التورع عن الكذب بالكلية وان لا يجعله المسلم ديدن وطريق له يسير عليه "
اسأل الله ان يبارك فيكم ويبارك في شيخنا الشيخ سعد الخثلان وان ينفع بكم وبه الاسلام والمسلمين وجزاكم الله خير(/)
هناك قول في حكم رد السلام على الجوال في الحمام؟؟؟
ـ[زوايا]ــــــــ[27 - Apr-2009, مساء 08:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ..
وكما تعملون انتشار الجوالات ومرافقتها لنا في كل مكان حتى -أكرمكم الله- في الحمامات ...
من هنا أود أن أعرف إن كان هناك قول في حكم رد السلام عبر الجوال داخل الحمام ...
وجزاكم الله خير الجزاء(/)
هدي النبي صلى عليه وسلم مع المستفتي
ـ[البدراوي]ــــــــ[27 - Apr-2009, مساء 08:41]ـ
(ص) الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ام بعد:
فبالنظر لحال المفتين اليوم ارتايت ان اجمع هذه النصوص حول خير البشر عندما كان صلى الله عليه وسلم يسال وكيف كان كذلك يجيب:
كان صلى الله عليه وسلم اذا سال يسال عن المستفتي اما عن عينه او عن قومه ومن يكون فيهم
فقدروي البخاري في صحيحه عن زينب امراة عبد الله بن مسعود عندما انطلقت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم تساله عن الصدقة ثم قالت لبلال ان يساله فدخل بلال فساله فقال بلال زينب فقال النبي: أي الزيانيب فقال بلال:زوجة عبد الله فقال صلى الله عليه وسلم (نعم ولها اجران اجر القرابة واجر الصدقة)
فانظر كيف استفسر صلى الله عليه وسلم عن السائلة حتيى تكون اجابته على حسب حالها
كذلك كان صلى الله عليه وسلم يسال عن الوافدين عليه كما ثبت في حديث عبد القيس فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم من القوم او من الوفد ليجيبهم على حسبهم كذلك كان يسال عن الناس فيهم فقد سال عن الاشج عندما راه يعقل الابل فقال من هذا فيكم
كما كان صلى الله عليه وسلم يراعي حال السائل و المستفتي وطالب النصح بحيث كان يفتيه وينصحه بحسب ما تقتضيه حالهم وهو صلى الله عليه وسلم اراف بهم من انفسهم
فقد جاءه من يساله عن القبلة لصائم فاجازها لشيخ ولم يجزها للشاب لعلمه صلى الله عليه وسلم انه املك لاربه من الشاب
كما كان الشان في الذي ساله الجهاد فقد ساله صلى الله عليه وسلم:الك واللدان قال نعم قال:ففيهما فجاهد
كذلك قال للاعرابي الذي ساله الهجرةفقال له صلى الله عليه وسلم (ويحك ان شان الهجرة علبك شديد فهل لك من الابل) قال نعم فقال: (فاعمل من وراء البحار فان الله لن يترك من عملك شيئا)
قال النووي: خاف النبي صلى الله عليه وسلم ان لا يقوى لها،ولا يقوم بحقوقها وان ينكص على عقبيه فقال له ان شان الهجرة عليك لشديد، ولكن اعمل بالخير في وطنك وحيث ما كنت فهو ينفعك و لا ينقصك الله شيئا
كذلك كان من هديه صلى الله عليه وسلم ان ينوع الاجابة رغم اتحاد السؤا ل فقد سال صلى الله عليه وسلم في حديث ابي هريرة أي العمل افضل؟ فقال:ايمان بالله ورسوله،قيل ثم ماذا قال (الجهاد في سبيله) قيل ثم ماذا قال (حج مبرور)
وساله عبد الله بن مسعود السؤال نفسه فقال أي العمل افضل فقال (الصلاة في وقتها) قال ثم أي قال (بر الوالدين) قال ثم أي قال (الجهاد في سبيله)
وساله ابو ذر أي العمل افضل فقال (ايمان بالله،و الجهاد في سبيله)
كذلك كان الشان عندما سئل عن أي الاسلام افضل
فقد ساله عبد الله بن عمرو أي الاسلام خير فقال (تطعم الطعام،و تقرآالسلام على من عرفت ومن لم تعرف)
ونجد اجابته صلى الله عليه وسلم على السؤال أي الاسلام افضل قال (من سلم المسلمون من لسانه ويده
وكان من اسباب اختلاف الاجوبة رغم اتحاد السؤال مراعاته صلى الله عليه وسلم احوال السائلين او السامعين في كل مقام،وقد بين ذلك علماء الأمةفعلى سنيل المثال قال القاضي عياض (أعلم كل قوم بما لهم اليه حاجة، وترك ما لم تدعو اليه حاجة، او ترك ما تقدم علم السائل اليه، او علمه بما لم يكمله من دعائم الاسلام ولا بلغه علمه، وقد يكون المتأهل للجهاد الجهاد في حقه أولى من الصلاة و غيرها،وقد يكون له ابوان لو تركهما لضاعا،فيكون برهما افضل لقوله صلى الله عليه وسلم (ففيهما فجاهد) وقد يكون الجهاد افضل من سائر الاعمال عند استواء الكفار على بلاد المسلمين)
وقال الإمام النووي: جعل النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة أن الإيمان افصل من الجهاد ثم الجهاد ثم الحج، وفي حديث ابي ذر الايمان والجهاد، وفي حديث ابن مسعود الصلاة ثم بر الوالدينثم الجهاد،وتقدم حديث عبد الله بن عمرو (أي الاسلام خير؟) قال (تطعم الطعام،وتقرأالسلام على من عرفت ومن لم تعرف) وفي حديث اني موسى (من سلم المسلمون من لسانه ويده) وصخ من حديث عثمان (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)
ثم ذكر النووي (ان الامام ابا بكر القفال الشاشي الكبير جمع بين تلك الاحاديث بوجهين،وأول وجه:ان ذلك اختلاف جواب جرى على حسب اختلاف الاحوال والاشخاص فانه قد يقال خير الاشياء كذا ولا يراد به خير جميع الاشياء من جميع الوجوه وفي جميع الاحوال و الاشخاص بل في حال دون حال ونحو ذلك، واستشهد عن ذلك باخبر من ,,,,,)
وقال العلامة العيني ان اختلاف الاجوبة في هذه الاحاديث لاختلاف الاحوال ولهذا سقط ذكر الصلاة و الزكاة والصيام ولا شك ان الثلاث مقدمات على الحج والجهاد
كذلك كان الشأن بالنسبة لمن جاء يسأل النصيحة فكان صلى الله عليه وسلم فكان صلى الله عليه وسلم ينوعها بحسب ما تقتضيه حال السائل وهذا يدل على معرفته باحوال من طلبوا النصيحة،كما يدل على اهتمامه صلى الله عليه وسلم بمراعات احوالهم عند ابداء
النصح لهم
كما كان من هديه صلى الله عليه وسلم ان يجيب السائل باكثر مما سئل فقد سئل عن ماء البحر فقال (هو الطهور ماءه الحل ميتته)
ففي هذا الحديث سئل عن حكم ماء البحر فزاد عليه حكم ميتتهمراعاة لحال المستفتي لان المحتاج لماء البحر يحتاج احيانا الى اكل
ميتته قال الشيخ العظيم ابادي (ان المفتي اذا سءل عن شيء، وعلم لسائل حاجة ما يتصل بمسالته استحب تعليمه اياه، وهي زيادة تنفع لاهل الصيد،وكان اليائل منهم،وهذا من محاسن الفتوى)
وقال الشيخ ابن العربي المالكي وقد اجاب صلى الله عليه وسلم هكذا لعلمه انه من جهل حكم ماء البحر كان لما سواه اجهل
وصلي اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين(/)
هل يجب حلق رأس من دخل الإسلام جديدا أم في ذلك فسحة؟؟
ـ[زوايا]ــــــــ[27 - Apr-2009, مساء 08:52]ـ
اختلف مسلمان في شأن رجل كافر جاء ليدخل الإسلام
فقال أحدهما: يجب حلق رأسه ..
وقال الآخر: لا يجب بل تكفي نطقه الشهادة وتعليمه كيفية الغسل و ...
على كل حال وجد القول الثاني تأييدا لمقام قائله الإجتماعي ...
ولكن الأمر حتى الآن لم أقف على حجة الطرفين ..
فهل يمكن نتدارس الأمر هنا حتى أستفيد؟
ـ[التقرتي]ــــــــ[27 - Apr-2009, مساء 09:02]ـ
روى ابو داود (356) أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر رجلاً كافراً أسلم بقوله: (ألق عنك شعر الكفر واختتن) حسنه الألباني في صحيح أبي داود، وانظر: المغني 1/ 276، وشرح العمدة لشيخ الإسلام (1/ 350)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[27 - Apr-2009, مساء 09:32]ـ
أحسن الله للجميع آمين
المراد بالشعر هنا في كلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ ليس هو مطلق الشعر، فالشعر شعر سواء كان على مسلم أو كان على كافر.
فلذلك أتى ذكر الشعر منسوبا؛ لبيان أن هناك مقصدا منه وغاية، فالمراد بشعرالكفر هنا: الشعر الذي هو للكفار علامة لكفرهم، وهي مختلفة الهيئة في مختلف البلاد. فهي متغيره بحسب طبيعة البلد وأهله من الكفره، فلكل منهم شعار معين لهيئة الشعر.
والله تعالى اعلم
ـ[التقرتي]ــــــــ[27 - Apr-2009, مساء 09:40]ـ
الأمر على الندب
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[27 - Apr-2009, مساء 09:46]ـ
وبما أنك مالكي يا (أبا الأمين) فقد قال القرافي في (الذخيرة):
[ومعناه: الذي هو زي الكفر، وإلا فقد كان الناس يدخلون في دين الله أفواجا بغير حلق] انتهى
ثم قال: [والأمر للوجوب].
ـ[التقرتي]ــــــــ[27 - Apr-2009, مساء 09:56]ـ
مالكي يا اخي التميمي لكن الدليل اولا و كما قلت دخل الناس و لم يحلقوا رؤوسهم (ابتسامة)(/)
إذا كان الرقيق مسلماً فما وجه ملكه بالرق؟ مع أن سبب الرق قد زال.
ـ[سيف جمعه]ــــــــ[27 - Apr-2009, مساء 09:34]ـ
قال الشيخ الشنقيطي رحمه الله: " وسبب الملك بالرق: هو الكفر، ومحاربة الله ورسوله، فإذا أقدر اللهُ المسلمينَ المجاهدين الباذلين مُهَجهم وأموالهم وجميع قواهم وما أعطاهم الله لتكون كلمة الله هي العليا على الكفار: جعلهم ملكاً لهم بالسبي إلا إذا اختار الإمام المنَّ أو الفداء لما في ذلك من المصلحة للمسلمين " انتهى من " أضواء البيان " (3/ 387).
وقال أيضاً:
فإن قيل: إذا كان الرقيق مسلماً فما وجه ملكه بالرق؟ مع أن سبب الرق الذي هو الكفر ومحاربة الله ورسله قد زال.
فالجواب: أن القاعدة المعروفة عند العلماء وكافة العقلاء: أن الحق السابق لا يرفعه الحق اللاحق، والأحقية بالأسبقية ظاهرة لا خفاء بها.
فالمسلمون عندما غنموا الكفار بالسبي: ثبت لهم حق الملكية بتشريع خالق الجميع، وهو الحكيم الخبير، فإذا استقر هذا الحق وثبت، ثم أسلم الرقيق بعد ذلك كان حقه في الخروج من الرق بالإسلام مسبوقاً بحق المجاهد الذي سبقت له الملكية قبل الإسلام، وليس من العدل والإنصاف رفع الحق السابق بالحق المتأخر عنه كما هو معلوم عند العقلاء.
نعم، يحسن بالمالك ويجمل به أن يعتقه إذا أسلم، وقد أمر الشارع بذلك ورغَّب فيه، وفتح له الأبواب الكثيرة. فسبحان الحكيم الخبير (وتمَّت كلمة ربِّك صدقاً وعدلا لا مبدِّل لكلماته وهو السميع العليم) الأنعام/115.
فقوله: (صدقاً) أي: في الأخبار، وقوله: (عدلاً) أي: في الأحكام.
ولا شك أن من ذلك العدل: الملك بالرق وغيره من أحكام القرآن.
وكم من عائب قولاً صحيحاً وآفته من الفهم السقيم " انتهى من "أضواء البيان" (3/ 389).
ولقد كان الأسر في الحروب من أظهر مظاهر الاسترقاق , وكل حرب لابد فيها من أسرى , وكان العرف السائد يومئذ أن الأسرى لا حرمة لهم ولا حق، وهم بين أمرين إما القتل وإما الرق، ولكن جاء الإسلام ليضيف خيارين آخرين: المن والفداء، قال الله تعالى: (فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً) محمد/4.
ففي غزوة بدر أخذ النبي صلى الله عليه وسلم الفداء من أسرى المشركين وأطلق سراحهم، وأطلق الرسول صلى الله عليه وسلم كثيراً من الأسرى في غزواته مجاناً، منَّ عليهم من غير فداء، وفي فتح مكة قيل لأهل مكة: اذهبوا فأنتم الطلقاء.
وفي غزوة بني المصطلق تزوج الرسول أسيرة من الحي المغلوب ليرفع من مكانتها , حيث كانت ابنة أحد زعمائه , وهي أم المؤمنين جويرة بنت الحارث رضي الله عنها، فما كان من المسلمين إلا أن أطلقوا سراح جميع هؤلاء الأسرى.
فالإسلام ليس متعطشا لدماء الأسرى، بل ولا متعطشا حتى لاسترقاقهم.
ومن هذا تدرك الصورة المحدودة والمسالك الضيقة التي يلجأ إليها في الرق , وهو لم يلغه بالكلية , لأن هذا الأسير الكافر المناوئ للحق والعدل كان ظالماً، أو معيناً على ظلم، أو أداة في تنفيذه أو إقراره , فكانت حريته فرصة لفشو الطغيان والاستعلاء على الآخرين، والوقوف في وجه الحق، ومنعه من الوصول إلى الناس.
إن الحرية حق أصيل للإنسان، ولا يسلب امرؤ هذا الحق إلا لعارض نزل به , والإسلام – عندما قبل الرق في الحدود التي أوضحناها – فهو قيّد على إنسان استغلَّ حريته أسوأ استغلال .... فإذا سقط أسيراً إثر حرب عدوان انهزم فيها، فإن إمساكه بمعروف مدة أسره تصرف سليم.
ومع كل هذا فإن فرصة استعادة الحرية لهذا وأمثاله في الإسلام كثيرة وواسعة.
كما أن قواعد معاملة الرقيق في الإسلام تجمع بين العدالة والإحسان والرحمة.
فمن وسائل التحرير: فرض نصيب في الزكاة لتحرير العبيد , وكفارات القتل الخطأ والظهار والأيمان والجماع في نهار رمضان , إضافة إلى مناشدة عامة في إثارة للعواطف من أجل العتق والتحرير ابتغاء وجه الله.
للإطلاع على باقي الموضوع:
http://www.islam-qa.com/ar/ref/94840 (http://www.islam-qa.com/ar/ref/94840)
ـ[سيف جمعه]ــــــــ[11 - May-2009, مساء 01:34]ـ
وفقكم الله
ـ[أبو سعدة]ــــــــ[14 - May-2009, مساء 05:02]ـ
بارك الله فيك على هذه المعلومات الرائعة و جزاك الله خيرا
ـ[سيف جمعه]ــــــــ[15 - May-2009, مساء 08:08]ـ
وفيك بارك وجزاك الله خيراً(/)
لا يُقال: المدينة المنورة!
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[27 - Apr-2009, مساء 11:04]ـ
في باب: قول الله تعالى: {أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يخلقون * ولا يستطيعون لهم نصراً} الآية [الأعراف: 191،192] من كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله.
قال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله تعالى -:
[قوله: "أحد"، جبل معروف شمالي المدينة، ولا يقال: المنورة، لأن كل بلد دخله الإسلام فهو منور بالإسلام، ولأن ذلك لم يكن معروفاً عند السلف، وكذلك جاء اسمها في القرآن بالمدينة فقط، لكن لو قيل: المدنية النبوية لحاجة تمييزها، فلا بأس].
انتهى من القول المفيد (1/ 289).
ـ[أبو قتادة العماني]ــــــــ[28 - Apr-2009, صباحاً 05:50]ـ
جزاك الله خيرا يا أخي الرحيلي، ورحم الله الإمام الشيخ ابن عثيمين
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[22 - Jun-2009, صباحاً 10:32]ـ
تنبيه مهم على خطأ شائع ..
جزاك الله خير الجزاء ... ورحم العلامة ابن عثيمين وجمعنا الله به في جنات النعيم ..
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[22 - Jun-2009, صباحاً 11:07]ـ
بل نسميها المدينة المنورة لأنها نورت اكثر من المدن الأخرى و أحاديث فضل المدينة متواترة تواترا معنويا: عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يأتي على الناس زمان يدعو الرجل ابن عمه وقريبه هلم إلى الرخاء هلم إلى الرخاء والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون والذي نفسي بيده لا يخرج منهم أحد رغبة عنها إلا أخلف الله فيها خيرا منه ألا إن المدينة كالكير تخرج الخبيث لا تقوم الساعة حتى تنفي المدينة شرارها كما ينفي الكير خبث الحديد. رواه مسلم
و لم يرد دليل على تحريم تسميتها بالمنورة بل العكس كل ما ورد فيها ينورها و تواتر المسلمون على تسميتها المنورة و إن لم يسمها السلف بذلك فعلى هذا رأي الشيخ العثيمين رحمه الله نحترمه لكنه جانب الصواب لتواتر أحاديث تفضيلها و لإجماع الأمة على تسميتها بالمنورة، بل فضل المدينة المنورة و مكة المكرمة على غيرها من المدن لا ينكره أحد و الله أعلم
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين:
الفتوى حكم تسمية المدينة المنورة بالمدينة النبوية
السؤال
س: هل يستحب تسمية المدينة المنورة بالمدينة النبوية؟
الاجابة:
المستحب أنها هي المدينة النبوية لاختصاصها بالهجرة إليها واستقرار النبي صلى الله عليه وسلم فيها وموته فيها، فأضيفت المدينة إليه فإن اسم المدينة يعم كل بلدة تتسع مساحتها ويكثر السكان فيها، ولكن عند الإطلاق لا ينصرف اسم المدينة إلا إلى مدينة النبي صلى الله عليه وسلم، ولا شك أيضًا أنها اكتسبت شرفًا بهجرته إليها وهجرة المسلمين، وظهور الإسلام فيها، فلا بأس بتسميتها بالمدينة المنورة حيث إن الله أظهر فيها نور الإسلام، وانتشرت منها تعاليم الدين، وأخرج الله بسبب الدعوة التي امتدت من المدينة الأمة من الظلمات إلى النور.
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[22 - Jun-2009, صباحاً 11:13]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله تعالى -:
[قوله: "أحد"، جبل معروف شمالي المدينة، ولا يقال: المنورة، لأن كل بلد دخله الإسلام فهو منور بالإسلام، ولأن ذلك لم يكن معروفاً عند السلف، وكذلك جاء اسمها في القرآن بالمدينة فقط، لكن لو قيل: المدنية النبوية لحاجة تمييزها، فلا بأس].
هل من كلام أوسع في هذه المسألة؟
وهل ينكر أحد أن المدينة استنارت بدعوته عليه الصلاة والسلام؟
وهل في تسمية المدينة النبوية بالمدينة المنورة أي مساس بجناب التوحيد؟
أفيدونا جزاكم الله خيرا
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[22 - Jun-2009, صباحاً 11:16]ـ
هل من كلام أوسع في هذه المسألة؟
وهل ينكر أحد أن المدينة استنارت بدعوته عليه الصلاة والسلام؟
وهل في تسمية المدينة النبوية بالمدينة المنورة أي مساس بجناب التوحيد؟
أفيدونا جزاكم الله خيرا
لا يا أخي هذا مجرد رأي للشيخ و وافقه بعضهم و خالفه بعضهم و قد نقلت فتوى الشيخ بن الجبرين فوق بالجواز فعلى هذا لا حرج في التسمية ان شاء الله لأن ما بنى عليه الشيخ نهية لا يمكن اعتباره حجة معتبرة فالكل يعرف ان المدينة منورة بالاسلام و بالمسجد النبوي و بفضلها فلا يمكن اعتبارها منورة مثل غيرها بل هي في مقام اعلى و الله أعلم
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[22 - Jun-2009, صباحاً 11:45]ـ
عند بن ماجة و الترمذي و في المسند و عند بن حبان: عن أنس رضي الله عنه، قال: " لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أضاء منها كل شيء، فلما كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كل شيء، وما نفضنا عن النبي صلى الله عليه وسلم الأيدي حتى أنكرنا قلوبنا"
صححه الالباني
و منه المدينة نورت بالنبوة و بنور نبينا عليه الصلاة و السلام
ـ[العطاب]ــــــــ[22 - Jun-2009, صباحاً 11:52]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله
وإنا لله وإنا إليه راجعون
والحمد لله عدد خلقه رضا نفسه زنة عرشه مداد كلماته
اذكروا الله ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[22 - Jun-2009, مساء 12:20]ـ
الأخ (عبد الكريم بن عبد الرحمن):
هوّن عليك، كان بإمكانك أن تستفتح كلامك بـ (جزى الله الشيخ ابن عثيمين خير الجزاء على اجتهاده، ولكن هناك من أهل العلم من يُخالفه) ومن هذا القبيل ..
لا أن تبتدئ بذاك الأسلوب، لمخالفتك للشيخ الجليل، فتنبّه ..
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[22 - Jun-2009, مساء 12:35]ـ
الأخ (عبد الكريم بن عبد الرحمن):
هوّن عليك، كان بإمكانك أن تستفتح كلامك بـ (جزى الله الشيخ ابن عثيمين خير الجزاء على اجتهاده، ولكن هناك من أهل العلم من يُخالفه) ومن هذا القبيل ..
لا أن تبتدئ بذاك الأسلوب، لمخالفتك للشيخ الجليل، فتنبّه ..
لما كتبت المشاركة كنت استمع لدرس للشيخ العثيمين رحمه الله و يعلم الله حبي له، لكن لا مشكلة في الأسلوب نحن هنا نتذاكر في المسائل فلا تأخدك الحمية للرجال فالكتابة في المنتديات عادة سريعة و لا تفهمي من اجابتي اني اخطئ الشيخ أو اقلل من فضله لكن ناقشت مسألة دينية لا علم الشيخ او ما شابه حاشا لله كيف يكون ذلك و انا استيقظ على كتبه و أنام عليها و على كل حال بارك الله فيك على النصيحة
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[22 - Jun-2009, مساء 12:40]ـ
الإخوة الأفاضل ..
بارك الله فيكم على النقاش الطيب الهادئ.
ولئن أجاب مَن أجاب على قوله أن كل بلد منور بالإسلام، فما الجواب عن قوله (ولأن ذلك لم يكن معروفاً عند السلف، وكذلك جاء اسمها في القرآن بالمدينة فقط)؟؟
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[22 - Jun-2009, مساء 12:56]ـ
الأصل في الاشياء الاباحة فمن قال بالمنع هو الذي يجب عليه الدليل لا من سماها و إلا لحرمنا تسمية جميع البلدان التي لم يسمها السلف بإسمها الحالي و كم من أحياء في المدينة غير اسمها فهل نمنع ذلك لأن السلف لم يسموها كذلك؟ فأسماء البلدان ليست توقيفية إنما هي من عادات الناس و ما تعارفوا عليه و تسمية القرآن لها بإسم لا يمنع تسميتها بغيره فالمدينة لها رقم في السجلات المدنية و لا يمنع اعطاؤها رقما مثلا, ليس كل ما لم يسمه السلف بإسم او يصفه بوصف يمنع وصفه أو تسميته بذلك و هذا واضح.
مع أنه نقلت حديثا صحيحا يثبت ان المدينة نورت بنور نبينا عليه الصلاة و السلام و على هذا وصف المدينة بهذا الوصف جاء به الدليل و الله أعلم
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[22 - Jun-2009, مساء 02:02]ـ
يا أمة محمد، يا أحبتي الكرام، ما أسرعكم!!
لم يكن شيخنا الشيخ العلامة محمد الصالح العثيمين يفتي بحرمة إطلاق لقب المنورة على المدينة أبدا، بل غاية ما كان يراه في المسألة كراهة تخصيصها بهذا اللقب دون غيرها من المدن والبلدان التي تتفق معها بما جعل لقب النور يطلق عليها. ولعدم ورود ذلك عن السلف الصالح فيها.
وليس في المسألة أمر عقدي ولا ما يحزنون كما فهمه البعض منكم، فأين طارت بكم الريح هداكم الله.
الرجاء التثبت ثم التثبت ثم الفهم الصحيح عند النقل.
ـ[أشجعي]ــــــــ[22 - Jun-2009, مساء 02:04]ـ
جزاكم الله خيرا,,,
الأصل بالأشياء الإباحة,
نحن نريد أن نسميها المدينة المظلمة! لا المنورة,
وأستدل بنفس الحديث المذكور ((لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أضاء منها كل شيء، فلما كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كل شيء، وما نفضنا عن النبي صلى الله عليه وسلم الأيدي حتى أنكرنا قلوبنا))
فها هو الحديث انما يُثبت انها كانت مضيئة أو (منورة) عندما كان رسول الله فيها,
ويُثبت الحديث أيضا أنها أظلمت بموت رسول الله صلى الله عليه وسلم, فهي الآن مظلمة كما في الحديث.
فهي كانت منورة وأصبحت مظلمة,
فها أنا نقلت حديثا صحيحا يثبتأن المدينة أظلمت,
والأصل في الاشياء الاباحة فمن قال بالمنع هو الذي يجب عليه الدليل.
ولا يعتبر أحدكم ان هذه منقصة بل هي من ميزات المدينة فهي الوحيدة التي أظلمت لموت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ـ[العطاب]ــــــــ[22 - Jun-2009, مساء 02:28]ـ
وما من كاتب الا سيفني .... ويُبقي الدهر ماكتبة يداه
فلاتكتب بكفك غير قولٍ .... يسرك في القيامة ان تراه
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[22 - Jun-2009, مساء 05:09]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
في اللقاء الشهري [66] سئل الشيخ محمد بن صالح ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ:
ما حكم تسمية المدينة المنورة بهذا الاسم؟
الإجابة: اشتهر عند الناس لقب المدينة المنورة، ولكن هذا حدث أخيراً، فكل كتب السابقين يقولون: المدينة فقط، أو يقولون: المدينة النبوية، والمدينة المنورة في الواقع ليس خاصاً بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأن كل مدينة دخلها الإسلام فهي منورةٌ بالإسلام، وحينئذٍ لا يكون للمدينة النبوية ميزةٌ إذا قلنا: المدينة المنورة، لكن مع هذا لا نقول: إنه حرام، بل نقول: هذا لقب جرى الناس عليه فلا بأس به، لكن الأفضل أن نقول: المدينة النبوية. انتهى كلامه ـ رحمه الله ـ.
وقال ـ رحمه الله ـ في (جلسات الحج) (شريط مفرغ):
السؤال: هل لفظ (المكرمة) وصفًا لمكة، أو (المنورة) وصفًا للمدينة من البدع؟
وهل الأفضل أن يقال: مكة المكرمة المحرمة، والمدينة النبوية؟ أفيدونا جزاكم الله خيرًا.
الجواب: لا أعلم أن مكة توصف بمكة (المكرمة) في كلام السلف، وإنما يقال: مكة فقط، وكذلك المدينة لا توصف بأنها (منورة) في كلام السلف، وإنما يسمونها المدينة.
لكن حدث أخيرًا بأن يقال في مكة: (المكرمة)، ويقال في المدينة: (المنورة).
ومكة سماها الله سبحانه وتعالى بلدًا آمنًا، وسماها بلدًا محرمًا، كما قال سبحانه: (إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا).
وكذلك مباركة.
وأما المدينة فهي لا شك المدينة النبوية وأنها طيبة كما سماها النبي - صلى الله عليه وسلم - بطيبة، لكن الناس اتخذوها عادة أن يقولوا: المدينة المنورة ومكة المكرمة، وليتهم يقولون: مكة فقط، والمدينة فقط؛ لأننا لسنا أشد تعظيمًا لهذين البلدين ممن سلفنا.انتهى.
وأكثر العلماء يصفونها بالنبوية، كسعيد بن المسيب، ومؤرخ المدينة السمهودي في كتابه الكبير "وفاء الوفاء".
ومنهم من يصفها بالشريفة كالفاكهي في أخبار مكة،والحافظ ابن حجر في فتح الباري (3/ 529)، (14/ 586)، وفي لسان الميزان (2/ 124) وفي الدرر الكامنة، وبدر الدين العيني في عمدة القاري (4/ 128) والسخاوي في كتابه "التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة"، والسيوطي في طبقات الحفاظ (1/ 543) والشوكاني في فيض القدير (1/ 42)، والمباركفوري في تحفة الأحوذي (2/ 278).
ومنهم من يصفها بالمدينة الشريفة النبوية كصلاح الدين الصفدي في (الوافي بالوفيات)، و ابن خلكان في وفيات الأعيان (1/ 136)،والفيروزآبادي في القاموس المحيط حرف الباء (المبر).
ووصفها بالمدينة المنورة يعقوب بن سفيان الفسوي في التاريخ والمعرفة (1/ 165) فضل المدينة المنورة،و الصنعاني في سبل السلام (2/ 511)، والمباركفوري في تحفة الأحوذي (7/ 420)، (8/ 239)، و ملا علي قاري في مرقاة المفاتيح (9/ 294)، والسندي في حاشيته على البخاري (1/ 220)،والكشميري في فيض الباري (3/ 390)، (9/ 141) وفي كذا موضع.
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[22 - Jun-2009, مساء 06:21]ـ
ما قيل في التحريم يقال في الكراهة ففرق بين الاستحباب و بين الكراهة و غاية ما يقال في المسألة هو تفضيل اسم المدينة النبوية على اسم المدينة المنورة لا كراهة تسمية المدينة بالمنورة و الله أعلم
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[22 - Jun-2009, مساء 07:28]ـ
ما قيل في التحريم يقال في الكراهة ففرق بين الاستحباب و بين الكراهة و غاية ما يقال في المسألة هو تفضيل اسم المدينة النبوية على اسم المدينة المنورة لا كراهة تسمية المدينة بالمنورة و الله أعلم
!!!
ـ[جمانة انس]ــــــــ[22 - Jun-2009, مساء 11:21]ـ
في باب: قول الله تعالى: {أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يخلقون * ولا يستطيعون لهم نصراً} الآية [الأعراف: 191،192] من كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله.
قال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله تعالى -:
[قوله: "أحد"، جبل معروف شمالي المدينة، ولا يقال: المنورة، لأن كل بلد دخله الإسلام فهو منور بالإسلام، ولأن ذلك لم يكن معروفاً عند السلف، وكذلك جاء اسمها في القرآن بالمدينة فقط، لكن لو قيل: المدنية النبوية لحاجة تمييزها، فلا بأس].
انتهى من القول المفيد (1/ 289).
يمكن ان يتا قش ابن عثيمين رحمه الله بما يلي
--جميع بلاد الا سلام منو رة بالاسلام
فهي منورة من هذه الناحية
--لكن المد ينة المنورة زادت نورا
برسول الله صلى الله عليه وسلم
و من هنا فلها ان تتيه على البلاد بر سول الله صلى الله عليه وسلم
ومن هنا اختصت بز يادة البر كة بثواب من صلى بحر مها
واذا كان قميص يو سف قد شفى الله به ضر ايوب
وعيسى عليه السلام قال (و جعلني مباركا اينما كنت)
فالر سول صلى الله عليه وسلم مبارك اينما كان من باب او لى
-- و لقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم للمد ينة
فشملتها انوار دعواته و بر كاتها
-- و الا حا ديث في فضلها كثيرة
================
فمن التقصير ان نقار نها بغير ها من بلاد الا سلام
فلها انوار اختصت بها
فهي منورة حقا و ان كان البعض لم ير ى نو رها
فلا يغير ذلك من حقيقة هذا النور
لانه من الله تعالى
=======================
بل ان الا رض كلها مباركة بر سو ل الله
صلى الله عليه و سلم تتيه به فخرا على بقية الكو اكب
=====================
فيقال ===الا رض المباركة بر سو ل الله ===
صلى الله عليه وسلم
================
لان الشرع اقر ان عر قه بر كة
و قد سال منه على الا رض
فطابت به الا رض و يبا ركت به المد ينة
فتر ابها بر كة من عرق ر سو ل الله صلى الله عليه و سلم
==============
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[22 - Jun-2009, مساء 11:37]ـ
أختي (جمانة) لقد جعلتم من هذه المسألة الصغيرة اليسيرة مسألة كبيرة عظيمة خطيرة؛ كما يقال: جعل من الحبة قبة.
مناقشتك الأخيرة فيها نوع من الحس العاطفي، والإستنتاج العقلي، وعلى كلامك رعاك الله: أليس البلد الذي ولد فيه هذا الشخص العظيم المميز وربى فيه؛ أولى بأن يطلق عليه وصف (المنوره)؛ فيقال: مكة المنورة!!
الأمر أخيتي والكلام للجميع مسألة تخصيص فقط لهذا الوصف لبلد دون آخر مع توافر مقومات وصفه به، لا أكثر ولا أقل، وإلا شيخنا رحمه الله لم يحرم ذلك ولم ينطق به لسانه، بل كان رحمه الله يكره إفراد المدينة بالذات بهذا الوصف.
هذا يا أمة الإسلام ما كان يراه الشيخ قدس الله روحه، فلا حاجة منكم أن تعطوا الأمر فوق حجمه وهو أصلا محسوم منتهي.
ملاحظة: خطك كبير جدا.
ـ[جمانة انس]ــــــــ[22 - Jun-2009, مساء 11:47]ـ
أختي (جمانة) لقد جعلتم من هذه المسألة الصغيرة اليسيرة مسألة كبيرة عظيمة خطيرة؛ كما يقال: جعل من الحبة قبة.
مناقشتك الأخيرة فيها نوع من الحس العاطفي، والإستنتاج العقلي، وعلى كلامك رعاك الله: أليس البلد الذي ولد فيه هذا الشخص العظيم المميز وربى فيه؛ أولى بأن يطلق عليه وصف (المنوره)؛ فيقال: مكة المنورة!!
الأمر أخيتي والكلام للجميع مسألة تخصيص فقط لهذا الوصف لبلد دون آخر مع توافر مقومات وصفه به، لا أكثر ولا أقل، وإلا شيخنا رحمه الله لم يحرم ذلك ولم ينطق به لسانه، بل كان رحمه الله يكره إفراد المدينة بالذات بهذا الوصف.
هذا يا أمة الإسلام ما كان يراه الشيخ قدس الله روحه، فلا حاجة منكم أن تعطوا الأمر فوق حجمه وهو أصلا محسوم منتهي.
ملاحظة: خطك كبير جدا.
لقد اطلق على مكة لقب (المكرمة)
فقد كر مها الله
و هذا اختصا صها
و هي ايضا منورة بلا شك
كلامي العاطفي احساس رقيق
لكن له وجه شرعي
العلامة رحمه الله كان عالما بطر يقة جو ابه
فقد قال رايه و علله و شرح نظرته للمو ضوع
و ذلك يكون بعر ف العلماء ليحدد المفتي مستند الحكم
و يفتح المجال للنقاش
و كلامي فهم و نظرة في المو ضوع مطروحة ايضا للنقاش
دون ان يكون مقارنة لنفسي بذلك العلامة
و اين الثرى من الثر يا
و لكنه تطفل محبب على مو ائد العلماء
من طالبة علم
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[23 - Jun-2009, صباحاً 02:07]ـ
بل المدينة النبوية المنورة.
ـ[ابو بردة]ــــــــ[23 - Jun-2009, صباحاً 08:37]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1026210(/)
ما حكم قول بعض الناس يعلم الله كذا وكذا؟؟؟
ـ[أبو قتادة العماني]ــــــــ[28 - Apr-2009, صباحاً 06:25]ـ
السؤال: ما حكم قول بعض الناس يعلم الله كذا كذا؟
الجواب: قول يعلم الله هذه مسالة خطيرة، حتى رأيت في كتب الحنفية أن من قال عن شيء يعلم الله والأمر بخلافه صار كافراً خارجاً عن الملة، فإذا قلت يعلم الله أني ما فعلت هذا وأنت فاعله فمقتضى ذلك أن الله يجهل الأمر.
فوائد ومسابقات المئين
من فتاوى ودروس ابن عثيمين
ص251
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[29 - Apr-2009, مساء 03:07]ـ
(حتى رأيت في كتب الحنفية أن من قال عن شيء يعلم الله والأمر بخلافه صار كافراً خارجاً عن الملة)
أعوذ بالله ..
جزيتَ خيرا أخي الكريم ..
ـ[أبو قتادة العماني]ــــــــ[29 - Apr-2009, مساء 04:12]ـ
الله يجزيكِ خيرا يا أختي الكريمة
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[18 - May-2009, مساء 03:56]ـ
سئل الشيخ العلامة عبد الله أبا بطين رحمه الله تعالى عن إقسام بعض الناس بقول: الله يعلم ما فعلت كذا. فقال:
إن كان القائل صادقا في قوله فلا بأس، وإن كان كاذبا في قوله: الله يعلم ما فعلت كذا، وهو قد فعله، أو: الله يعلم ما صار كذا، وهو قد صار؛ فهذا حرام. ولو عرف القائل معنى قوله لكان قوله كفرا، لأن مقتضى كلامه أن الله يعلم الأمر على غير ما هو عليه، فيكون وصفا لله بالجهل، تعالى عن ذلك علوا كبيرا. والله أعلم
وهذا الجواب من الشيخ رحمه الله تعالى هو الذي ندين الله به.
ـ[أبو قتادة العماني]ــــــــ[18 - May-2009, مساء 08:41]ـ
جزاك الله خيرا أخي التميمي على مرورك ونقلك لفتوى الشيخ عبدالله رحمه الله تعالى.
فتوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى نقلتُها من أحد المواقع ناقصة - أسأل الله أن يغفر ويرحم -، وتكملتها كالتالي من موقع الشيخ رحمه الله تعالى:
********************
الجواب: قول (يعلم الله) هذه مسألة خطيرة حتى رأيت في كتب الحنفية أن من قال عن شيء يعلم الله والأمر بخلافه صار كافرا خارجا عن الملة، فإن قلت (يعلم أني ما فعلت هذا) وأنت فاعله فمقتضى ذلك أن الله يجهل الأمر، (يعلم الله أني ما زرت فلانا) وأنت زائره صار الله لا يعلم بما يقع، ومعلوم أن من نفى عن الله العلم فقد كفر، ولهذا قال الشافعي – رحمه الله في القدرية قال: (جادلوهم بالعلم فإن أنكروه كفروا، وإن أقروا خصموا) أ. هـ. والحاصل أن قول القائل (يعلم الله) إذا قالها والأمر على خلاف ما قال فإن ذلك خطير جدا وهو حرام بلا شك. أما إذا كان مصيبا، والأمر على وفق مع قال فلا بأس بذلك، لأنه صادق في قوله ولأن الله بكل شيء عليم كما قالت الرسل في سورة يس: (قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون) (76).
... زادنا الله حرصا وفقها ***(/)
في الفرق بين الصبر والتصبر والاصطبار والمصابرة لابن القيم الجوزي
ـ[علي الزيود]ــــــــ[28 - Apr-2009, صباحاً 09:09]ـ
الفرق بين هذه الأسماء بحسب حال العبد في نفسه وحاله مع غيره , (فإن حبس نفسه ومنعها عن إجابة داعي ما لا يحسن ان كان خلقا له وملكه سمي صبرا)
(وان كان بتكلف وتمرن وتجرع لمرارته سمي تصبرا)
كما يدل عليه هذا البناء لغة فإنه موضوع للتكلف كالتحلم والتشجع والتكرم والتحمل ونحوها وإذا تكلفه العبد واستدعاه صار سجية له كما في الحديث عن النبي أنه قال "ومن يتصبر يصبره الله"
وهي مسألة اختلف فيها الناس هل يمكن اكتساب واحد منها أو التخلق لا يصير خلقا أبدا كما قال الشاعر:
يراد من القلب نسيانكم وتأبى الطباع على الناقل
وقال آخر
يا أيها المتحلى غير شيمته ان التخلق يأتى دونه الخلق
فقبح التطبع شيمة المطبوع
قالوا وقد فرغ الله سبحانه من الخلق والرزق والأجل
وقالت طائفة أخرى بل يمكن اكتساب الخلق كما يكتسب العقل والحلم والجود والسخاء والشجاعة والوجود شاهد بذلك
قالوا والمزاولات تعطى الملكات ومعنى هذا (أن من زاول شيئا واعتاده وتمرن عليه صار ملكه له وسجيه وطبيعه) قالوا والعوائد تنقل الطبائع
فلا يزال العبد يتكلف التصبر حتى يصير الصبر له سجية
كما أنه لا يزال يتكلف الحلم والوقار والسكينة والثبات حتى تصير له أخلاقا بمنزلة الطبائع قالوا
وقد جعل الله سبحانه في الإنسان قوة القبول والتعلم فنقل الطبائع عن مقتضياتها غير مستحيل غير أن هذا الانتقال قد يكون ضعيفا فيعود العبد إلى طبعه بأدنى باعث
وقد يكون قويا ولكن لم ينقل الطبع فقد يعود إلى طبعه إذا قوى الباعث واشتد وقد يستحكم الانتقال بحيث يستحدث صاحبه طبعا ثانيا فهذا لا يكاد يعود إلى طبعه الذى انتقل عنه.
وأما الاصطبار فهو أبلغ من التصبر فإنه افتعال للصبر بمنزلة الاكتساب فالتصبر مبدأ الاصطبار كما أن التكسب مقدمة الاكتساب فلا يزال التصبر يتكرر حتى يصير اصطبارا
وأما المصابرة فهي مقاومة الخصم في ميدان الصبر فإنها مفاعلة تستدعى وقوعها بين اثنين كالمشاتمة والمضاربة قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}
ـ[عاصم طلال]ــــــــ[01 - May-2009, مساء 02:06]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
موضوع مميز ....... جزاك الله خيراً(/)
أعيدوا للمسـ (للعلامة صالح بن فوزان) ــاجد مكانتها
ـ[أبو قتادة العماني]ــــــــ[28 - Apr-2009, مساء 12:28]ـ
الحمد لله رب العالمين، أمر بالمسارعة إلى الخيرات، وحذّر من إضاعة الأعمار والأوقات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وألوهيته وما له من الأسماء والصفات، وأشهد أن محمّداً عبده ورسوله، حثّ على المبادرة إلى حضور الجمع والجماعات، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين كان تنافسهم في الطاعات وسلّم تسليماً كثيراً.
يقول تعالى: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدّتْ لِلّذينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الفَضْلِ الْعَظِيمِ}
واعلموا أن الأوقات تمضي والأعمار تنقضي، ومن خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة، والجنة لا تُدرك بالتمني، ولا بشرف النسب، ولا بعمل الآباء والأجداد، ولا بكثرة الأموال والأولاد، قال تعالى: {وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُم بالّتي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى إِلاّ مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَاِحاً فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَآءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ}، ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه. فالجنة لمن آمن بالله وعمل صالحاً ولو كان عبداً حبشياً، والنار لمن كفر بالله ولو كان شريفاً قرشياً.
إننا نرى الكثير ممن يتكاسلون عن الأعمال الصالحة وينشطون في طلب الدنيا ويتوسعون في إعطاء نفوسهم ما تشتهي.
ولنضرب لذلك مثلاً في علاقة كثير من الناس بالمساجد وحضور الجمعة والجماعة، فنرى الكثير يسكنون بجوار المساجد ولا يدخلونها ولا يعرفون فيها، يجاورون المساجد ببيوتهم ويبعدون عنها بقلوبهم، وذلك دليل على ضعف الإيمان في قلوبهم أو انعدامه، لأن عمارة المساجد بالصلاة والعبادة والتردد إليه من أجل ذلك علامة الإيمان. قال تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مِنْ آمَنَ باللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاّ اللهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ المُهْتَدِينَ}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان» وتلا هذه الآية.
ترى هؤلاء يملؤون الأسواق ويأكلون الأرزاق، ولا يتجهون إلى المساجد ولا يشاركون المسلمين في إقامة شعائر الدين {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ}. حرموا أنفسهم أجر المشي إلى المساجد وما فيه من الحسنات وتكفير السيّئات، وبقيت أوزارهم على ظهورهم.
والبعض الآخر من الناس- وهم كثير- يأتون إلى المساجد في فتور وكسل، ويمضون فيها قليلاً من الوقت على مضض وملل، فالكثير منهم إذا سمع الإقامة جاء مسرعاً ثائر النفس ودخل في الصلاة وهو مشوش الفكر، لم يُراع أدب الدخول إلى المسجد ولم يعمل بسنّة الرسول صلى الله عليه وسلم حيث يقول: «إذا سمعتم الإقامة فامشوا وعليكم السّكينة فما أدركتم فصلّوا وما فاتكم فأتمّوا» وفاته أجر التقدم إلى المسجد وانتظار الصلاة، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الذي يجلس ينتظر الصلاة في المسجد كالمرابط في سبيل الله، وأنه يُكتب له أجر المصلي ما دام ينتظر الصلاة، وأن الملائكة تستغفر له ما دام كذلك- لكن اليوم يؤذن المؤذن ويمضي وقت طويل والمسجد خال ليس فيه أحد إلى أن تقام الصلاة فيأتون متكاسلين.
إن التأخر في الحضور إلى الصلاة كما أنه يفوت أجوراً كثيرة فهو أيضاً يفتح باب التهاون بالصلاة ويجر في النهاية إلى ترك صلاة الجماعة، فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي سعيد رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في أصحابه تأخراً فقال لهم: «تقدموا فأتموا بي وليأتم بكم من بعدكم، ولا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخّرهم الله».
(يُتْبَعُ)
(/)
فدلّ هذا على خطورة التأخر عن الحضور إلى الصلاة وأن المتأخر يعاقب بأن يؤخره الله عن رحمته وعظيم فضله .. ويكفي في التنفير عن التأخير أن فيه تشبهاً بالمنافقين الذين قال الله فيهم: {وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلاّ وَهُمْ كُسَالَى} وقال فيهم: {وَإِذا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى}
أعتقد أن هؤلاء لو كان يفوتهم بتأخيرهم طمع من مطامع الدنيا لجاءوا مع أول الناس ولجلسوا في الانتظار الساعات الطويلة دون ملل، وما ذاك إلا لأن الدنيا أحب إليهم من الآخرة. لقد أصبحت المساجد اليوم مهجورة مغلقة غالب الوقت لا تُفتح إلا بضع دقائق وبقدر أداء الصلاة على عجل.
لقد أصبحت المساجد تشكو من قلّة المرتادين لها والجالسين فيها لذكر الله تعالى، لقد فقدت الرجال الذين يسبحون الله فيها بالغدو والآصال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار.
فقدت العاكفين والركع السجود الذين يعمرونها آناء الليل وأطراف النهار، فقد كانت المساجد فيما مضى بيوتاً للعبادة ومدارس العلم وملتقى المسلمين ومنطلقهم، فيها يتعارفون ويتآلفون ومنها يستمدون الزاد الأخروي ونور الإيمان وقوة اليقين، بها تعلّقت قلوبهم وإليها تهوى أفئدتهم، هي أحب إليهم من بيوتهم وأموالهم، فلا يملون الجلوس فيها وإن طالت مدته، ولا يسامون التردد عليها وإن بعدت مسافته، يحتسبون خطاهم إليها ويستثمرون وقتهم فيها فيتسابقون في التبكير إليها.
هذه حالة السّلف في المساجد. واليوم كما تعلمون كثر التأخر عن المساجد وقل الجلوس فيها، ففات بذلك من الخير الكثير على الأمة، وضعفت منزلة المساجد في قلوب كثير من الناس وقلّ تأثيرها فيهم فظهر الجفاء وتناكرت القلوب وتفككت الروابط حتى صار الجار لا يعرف جاره ولا يدري عن حاله.
فاتّقوا الله عباد الله وأعيدوا للمساجد مكانتها في قلوبكم، وبكروا في الذهاب إليها، وأكثروا من الجلوس فيها، واسمعوا ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من الحث على المشي إلى المساجد والجلوس فيها لعلكم تذكرون، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صلاة الرجل مع الجماعة تضعف على صلاته ببيته وفي سوقه خمساً وعشرين درجة، وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى الصلاة لا يُخرجه إلاّ الصلاة، لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة وحطّ عنه بها خطيئة، فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه، اللهم ارحمه، ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة» [رواه البخاري].
وروى مالك في الموطأ: "من توضّأ فأحسن الوضوء ثم خرج عامداً إلى الصلاة فإنه في صلاة ما كان يعمد إلى الصلاة، وأنه يُكتب له بإحدى خُطوتيه حسنة ويُمحى عنه بالأخرى سيئة، فإذا سمع أحدكم الإقامة فلا يسع فإن أعظمكم أجراً أبعدكم داراً" قالوا: لم يا أبا هريرة؟ قال: من أجل كثرة الخطا.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ألا أدلّكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط فذلكم الرباط» [رواه مالك ومسلم].
وعن بُريدة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «بشّر المشّائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة» [رواه أبو داود والترمذي]
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أحب البلاد إلى الله تعالى مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها» [رواه مسلم].
لقد عظّم الله شأن المساجد وأثنى على الذين يعمرونها بالطاعة ووعدهم جزيل الثواب، قال تعالى: {فِي بُيُوتٍ أّذِنَ اللهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبّحُ لَهُ فِيهَا بِالغُدُوّ وَالآصَالِ. رِجَالٌ لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلّبُ فِيهِ القُلُوبُ وَالأَبْصَارُ. لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مّن فَضْلِهِ وَاللهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.(/)
من فتاوى الشيخ عبدالرحمن بناصر السعدي رحمه الله
ـ[ابو عبد الملك الجهني]ــــــــ[28 - Apr-2009, مساء 02:51]ـ
من فتاوى الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي
س / إذا وجد في الماء وزغٌ ميت وقد توضؤوا منه قبل ان يجدوه والماء دون القلتين ولم يتغير الا الوزغ وحده فهل يعيدون الصلاة التي صلوها بذلك الوضوء ام لا؟
ج / الصواب (1): الرواية الاخرى عن الامام احمد رحمه الله التي اختارها جملة من الاصحاب وهو مذهب مالك ومقتضى الادلة الشرعية ان الماء لا ينجس الا بالتغير بالنجاسة فهو طاهر قليلا كان او كثيرا (2).
ثم اذا قلنا على المذهب (3) بتنجس القليل بمجرد الملاقات فهذا الماء لم نتيقن ان الوزغ وقع فيه قبل وضوئهم فلا يجب عليهم شيء. انتهى كلامة من كتاب الفتاوى السعدية.
______________________________ ______________________
(1) تعلم بقول الشيخ الصواب , انه يرجح الرواية الثانية في المذهب وقد رجحها كذلك شيخ الاسلام ابن تيمية والشيخ بن عثيمين والشيخ عبد الله الجبرين شارح العمدة.
(2) يشير رحمه الله ان الماء قسمان طاهر ونجس.
(3) هذه هي الرواية الأولى وفيها ان الماء ثلاث اقسام طاهر وطهور ونجس.(/)
من أعلام المالكية في قطر الشيخ العلامه أحمد بن مشرف التميمي رحمه الله.
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[28 - Apr-2009, مساء 03:00]ـ
أولاً: اسمه ونسبه:
هو الشيخ العلامة الفقيه المحدّث الأديب الشاعر المجوّد أحمد بن علي بن حسين بن مشرّف الوهيبي التميمي نسبا المالكي مذهبا.
ثانياً: مولده ونشأته:
ولد الشيخُ أحمد بن مشرف في بلدة (الزبارة) بقطر، في أوائل القرن الثاني عشر الهجري، ثم انتقلَ صغيراً إلى الأحساء ودرسَ بها، وحفظَ القرآن، وبعض المتون العلميّة في الحديث والفقه والعقيدة وغيرها، وتفقّهَ على مذهب الإمام مالك بن أنس ـ رحمه الله تعالى ـ.
ثالثاً: رحلاته وطلبه للعلم:
رحل الشيخُ ابنُ مشرف إلى الرياض، وأخذ عن علمائِها الأجلاّء في تلك الحقبة، ثم عادَ إلى الإحساء، وواصلَ طلبَ العلم على مشايخِه هناك، وكان ذا صلةٍ حسنةٍ بالإمام فيصل بن تركي
رحمه الله وقد بقيَ في الأحساء يُعلمُ ويفتي إلى أن توفيَ ـ رحمه الله ـ بها سنة (1285هـ). ووليَ القضاءَ مدة بها. ـ كما ذكر ذلك الزركلي في ترجمتِه ـ.
رابعاً: عقيدته ومذهبه:
كان الشيخُ ابن مشرف ـ رحمه الله ـ سلفيَّ العقيدة، على منهج أهل السنةِ والجماعة في إثباتِ الصفاتِ واقتفاء آثار السلفِ الصالح في العلم والعمل والدعوة، وكان من أهل الحديث الراسخين في العلم هذا في جانب أصول الدين.
وأما مذهبه في الفروع ـ فكما سبق ـ أنه تفقه على مذهب الإمام مالك رحمه الله، فكان فقيهاً مالكياً في الجملة، وإلا فله ـ رحمه الله ـ اجتهادات تخالفُ المذهب حينما يتبيّن له القول الراجح بدليله فيرجع إليه.
وقد أجمل الزركلي ما تقدم فقال: " فقيهٌ مالكي، كثيرُ النظم، سلفيُّ العقيدة".
خامساً: آثاره ومصنفاته:
لقد خلّف الشيخُ ابنُ مشرف ـ رحمه الله ـ للمكتبة الإسلاميّة مصنفاتٍ قيّمة ونافعة منها:
1ـ (جوهرة التوحيد) وهي منظومة مختصرة في التوحيد وأنواعه، وقواعد الدين الإسلام والإيمان والإحسان، والتحذير من الشرك يقول في مطلعها:
2ـ ديوانه واسمه: (ديوان ابن مشرف) ويأتي الحديث عنه في أدبه وشعره.
3ـ (الشهب المرميّة على المعطلة والجهميّة) وهي لاميّتُه المشهورة في العقيدة ومطلعها:
4ـ (مختصر صحيح الإمام مسلم) قال الزركلي عنه: "مخطوط بمكتبةِ الرياض العلميّة".
5ـ (المنظومة التاريخيّة) وهي منظومة مختصرة نظمَ فيها مولدَ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومبعثه، ومدة الخلفاء الأربعة ـ رضي الله عنهم ـ وتاريخَ الأمويين والعباسيين، وكلها على قافيةِ الفاء، ومطلعها:
6ـ (نظم مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني في العقيدة) وهي رائيّة مشهورة ومطلعها:
7ـ (نظم رسالة ابن أبي زيد القيرواني في فقه المالكيّة) وكان الشيخُ قد قرأها فنظمها نظماً طريفاً سهلاً للحفظِ، فكان متناً مختصراً للمبتدئين في فقه المالكيّة.
8ـ (نغمة الأغاني في عشرة الإخوان) وهي أرجوزة مشهورة على الألسنة، ضمنها آداب العشرة وتعريف الصديق والصداقة وشروطها ونحو ذلك، وأودعها حكاياتٍ طريفة تحذرُ من صحبةِ الأحمق والبخيل والكذاب والشرير ونحوهم ومطلعها:
وله ـ رحمه الله ـ غير ما ذكر من المصنفاتِ القيّمة، وأكثرها منظومات جُمعتْ في ديوانِه، قال الزركلي: " وله منظوماتٌ في التوحيد والرد على المعطلة ومدائح جُمِعتْ في مجلد باسم (ديوان ابن مشرف) مطبوع ".
سادساً: أدبه وشعره:
تقدّم أن الشيخَ أحمد بن مشرف ـ رحمه الله ـ شاعرٌ أديبٌ متفنن، والشاهدُ على ذلك قصائده المسطرة في ديوانه المشار إليه آنفاً، وقد طُبعَ طبعتين: الأولى كانت في مطبعةِ جريدة أم القرى بمكة طبعها الشيخ عبد الرحمن بن قاسم ـ رحمه الله ـ وقد نفِدتْ نسخُها من المكتبات، ولعلها التي أشار إليها الزركلي، والطبعة الثانية بمكتبةِ الفلاح (1410هـ) وهي مع الأسف طبعة سقيمة كثيرة الأخطاء والتصحيفات، وليست مرتبة، وأدخلَ في الديوان ما ليس منه من القصائد القديمة المطبوعة كنونية القحطاني ولامية ابن الوردي، وفيه ملحق للشاعر محمد ابن عثيمين.
كما طبعته إدارة إحياء التراث في دولة قطر في أواسط الثمانينيات الميلادية بعناية الشيخ عبدالله الأنصاري رحمه الله.
وقال الأستاذ/ محمد بن سعد: " ومما يحسنُ التنبيهُ عليه أن ديوان الرجل في حاجةٍ إلى عنايةِ الباحثين؛ لما فيه من سوء الترتيب ورداءة الإخراج". وقد صدق فيما قال.
الشيخُ أحمد بن مشرف أديبٌ وشاعرٌ بارعٌ، وشعره في قمةِ الجودة، وهو من العلماء الذين لم يؤثر علمُهم على شعرهم، وسببُ ذلك أنه عاد إلى فحول شعراء القرن السابع مثل ابن المقرب فنسجَ على منوالِهم، فجاء شعرُه رائقَ الأسلوب، سهلَ العبارة، فصيحَ اللفظِ والتركيب، ومن أغراض شعره: الشعر التعليمي ـ كما تقدم ـ والمدحُ، والرثاء، وهجاء أعداء الدعوة، والحكم والإخوانيات، ونظم القصص والحكايات، ومن أجمل شعره قصيدته البائيّة المشهورة (أشمسٌ تجلّتْ) وقد ذكرتُها في كتابي (نيل الأرب من أجمل قصائد العرب) قالها يستنهضُ الإمام فيصل بن تركي على تأديبِ الأعراب الذين كثرَ فسادُهم في بلاد الأحساء آنذاك، وهي في قمةِ الجودة؛ حيث افتتحها بنسيبِ الأوائل، وثنى باستنهاضِ بني وائل، وأدرجَ فيها زهدَ أبي العتاهية، وفخرَ المتنبي، وتضمين الحِلي، وختمها ببراعةِ الختام.
وقد كانت وفاته - رحمه الله - سنة 1285 هـ الموافق 1868م
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عربي مسلم]ــــــــ[29 - Apr-2009, مساء 06:30]ـ
رحمه الله تعالى وغفر لنا وله
وأسكنه فسيح جناته
باركـ الله فيكـ
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[24 - May-2009, مساء 09:13]ـ
رحمه الله تعالى وغفر لنا وله
وأسكنه فسيح جناته
باركـ الله فيكـ
رحمه الله .. وجزاك الله خير علي مشاركتك اخي الفاضل.
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[18 - Oct-2009, مساء 08:12]ـ
للفائدة
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[18 - Oct-2009, مساء 08:24]ـ
بارك الله فيك
هل طبع بعض من مؤلفاته؟
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[21 - Oct-2009, مساء 05:10]ـ
بارك الله فيك
هل طبع بعض من مؤلفاته؟
حياك الله اخي الكريم .. لا اعلم ولكن اتمنى ان تطبع مؤلفاته
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[21 - Oct-2009, مساء 06:25]ـ
المشهور في ترجمته نعته بالأحسائي
قال الزركلي 1/ 182 (من أهل الأحساء)
وطبعات الديوان الثلاث المشار إليهما لا أعرفها، وأعرف اثنتان غيرها:
1 - طبعة (مكتبة الفلاح الرياض - الزلفي)، غير مؤرخة، ولكنها في حدود سنة 1380. وهي مطبوعة في مطبعة السنة المحمدية بمصر، وفيها ملحق ابن عثيمين. وقد صورت منها بعض الأوراق
2 - طبعة معاصرة في بيروت، رأيتها منذ بضعة أيام، ولم أكترث لها لأنني كنت أريد طبعة الفلاح، وأظنها صادرة (من المكتبة العصرية)
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[22 - Oct-2009, مساء 05:28]ـ
المشهور في ترجمته نعته بالأحسائي
قال الزركلي 1/ 182 (من أهل الأحساء)
وطبعات الديوان الثلاث المشار إليهما لا أعرفها، وأعرف اثنتان غيرها:
1 - طبعة (مكتبة الفلاح الرياض - الزلفي)، غير مؤرخة، ولكنها في حدود سنة 1380. وهي مطبوعة في مطبعة السنة المحمدية بمصر، وفيها ملحق ابن عثيمين. وقد صورت منها بعض الأوراق
2 - طبعة معاصرة في بيروت، رأيتها منذ بضعة أيام، ولم أكترث لها لأنني كنت أريد طبعة الفلاح، وأظنها صادرة (من المكتبة العصرية)
جزاك الله خير اخي الكريم على هذه المعلومه القيمه .. ولكن اين يمكن ان اجد كتبه في الرياض؟؟
ـ[العرب]ــــــــ[22 - Oct-2009, مساء 09:37]ـ
جزاكم الله خيرا
هل يوجد علماء مبرزين حاليا في قطر؟
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[24 - Oct-2009, صباحاً 09:41]ـ
هذا رابط الديوان من الوقفية
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=3034
الناشر: مكتبة الفلاح بالإحساء
وهي طبعة حديثة غير طبعة مكتبة الفلاح بالرياض القديمة
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[24 - Oct-2009, صباحاً 10:18]ـ
الموجود في مقدمة الديوان:
ولد بالأحساء
فما مصدر قولكم:
من أعلام المالكية في قطر ... ولد في بلدة (الزبارة) بقطر
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[03 - Nov-2009, مساء 04:49]ـ
الموجود في مقدمة الديوان:
ولد بالأحساء
فما مصدر قولكم:
من أعلام المالكية في قطر ... ولد في بلدة (الزبارة) بقطر
اشكرك اخي الكريم على الاضافه .. وانا ناقل للموضوع، ولا ادري ماهو المصدر الذي اعتمد عليه من كتبه.
واتمني ان تضيف ما لديك عن الموضوع، ولو استطعت ان تنسخ الديوان للفائدة العامه.(/)
هل هذا القول شرك أو كفر لمن أراد أن يتحصن بهذه الكلمات؟
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[28 - Apr-2009, مساء 04:52]ـ
وهي القول (بسم الله بابنا) (تبارك حيطاننا) (يس سقفنا)؟؟؟
وهناك كتاب ذكره البعض لصاحب الرعاف أنه يكتب على جبهته
(خرج موسى عليه السلام برداء، فوجد شعيباً، فشده بردائه {يَمْحُوا اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ}) فما قولكم في هذا؟(/)
سماحة الشيخ بن حميد يرثي شيخه محمد علي الحنفي في مقاله رائعه.
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[28 - Apr-2009, مساء 05:01]ـ
شيخي الدكتور محمد إبراهيم أحمد علي (أبوحنيفة الصغير)
?
( http://al-madina.com/node/131605)
الاثنين, 27 أبريل 2009
بقلم
سماحة الشيخ د. صالح بن عبدالله بن حميد*
إمام وخطيب المسجد الحرام و رئيس المجلس الأعلى للقضاء وعضو هيئة كبار العلماء
الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد،
فقد اخترمت المنية قبل أيام قلائل شيخنا وأستاذنا القدوة العالم العلامة الفقيه البحّاثة المربي الأستاذ الدكتور محمد إبراهيم احمد علي - رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
وإنني في هذه الأسطر- وأنا أرغب في تدوين كلمات وفاء وعرفان لأستاذي الجليل وشيخي العالم- أعترف بالقصور وبالتقصير- أما القصور فإن سيرته وحياته وشخصيته لا تفي بها الكلمات- وليس هذا مبالغة- وقد أفضى رحمه الله إلى ما قدم.
وأما التقصير فلأني أعترف بأني لم أكن متواصلا معه التواصل المطلوب مما يجب أن يعمل به تلميذ شيخه، ولو ذهبت أتلمس عذراً أو مبررًا فقد يكون:
أولا: لطبيعة الشيخ- رحمه الله- في حبه للعزلة وهي العزلة الإيجابية فهو قارئ نهم، وبحاثة متمكن، وحافظ وقته فيما يفيد.
وثانيا: طبيعة عملي التي جعلت إقامتي في مكة المكرمة- زادها الله شرفا وفضلا- غير منتظمة. وماهذا إلا نوع من الاعتذار او التعاذر، وإلا فحق الشيخ- يرحمه الله- عليّ كبير وعظيم، لا يفيد معه مثله هذه المسوغات والتبريرات وحسبه الدعاء له بالمغفرة والرضوان من الكريم المنان.
ثم إن كلمات الوفاء هذه ليست كلمات تمجيد أو عبارات ثناء وإن كان- غفر الله له- يستحق كل ثناء وكل تمجيد ولكني سوف أحاول ان اجلي شيئا من شخصيته العلمية وهو يحاضر لنا في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية قسم الشريعة في مكة المكرمة، عامي 90/ 91هـ و91/ 92هـ في السنتين الثالثة والرابعة في مادة الفقه من كتاب (الروض المربع).
لقد قال شيخنا الاستاذ الدكتور عبدالوهاب ابوسليمان وهو زميله الوفي وصديقه الحميم قال في مقالته المنشورة في صحيفة عكاظ العدد (15555) والتاريخ 2/ 4/1430هـ بعنوان (الدكتور محمد ابراهيم احمد علي مدرسة حياة) ( .. لم يكن تدريبه تقليدياً بإلقاء أو قراءة من كتاب او كتابة مذكرات تملى وقت المحاضرة .. ) أ. هـ. وهذا ما أردت بيانه وتفصيله.
من المعلوم أن طرق التدريس تتنوع وبتنوعها تختلف درجة إفادتها للطلاب، فطريقة الحلقات والمساجد عند الشيوخ، إما بقراءة المتن على الشيخ ثم شرحه من قبل الشيخ وهي من أجدى الطرق وأنفعها لاسيما أن للطالب الحرية- بعد المشاورة مع شيخه- في اختيار الكتاب المناسب لعمره وميوله وقدراته وكذلك اختيار الوقت الملائم لظروفه، كما أن في طريقتهم قراءة الكتب المطولة من التفسير وشروح الحديث، وكتب التاريخ والسير وغيرها.
والطريقة النظامية في التعليم الحديث وبخاصة في التعليم العام بالالتزام بمنهج مفروض على الطلاب والمدرس في خطة محددة وزمن محدد- فصل دراسي أو عام دراسي- ثم امتحان في المنهج وهذا مفيد إفادة حسنة في التعليم العام. ولكن مع الأسف أن هذه المنهجية في التدريس والامتحان والتقويم قد انتقلت في اغلب جامعاتنا العربية ولا أقول انها تلقينية بحتة ولكنها لا تساعد على بث الروح العلمية وبعث الهمة نحو الإبداع لدى الطالب الجامعي.
أما طريقة شخينا الدكتور محمد إبراهيم فطريقة فوجئنا بها لأنها على غير ما ألفنا ولقد استمتعنا بها لأنها فتحت لنا آفاق المعرفة وطرق التفكير وتوافقت مع ما يراه ويقصد إليه من ارتفاع مستوى الطلاب في هذه المرحلة الدراسية – المرحلة الجامعية- ولا سيما نهايتها وما ينبغي من تعويدهم على التفكير والبحث والنظرة الكلية الشمولية والاستقلال بالرأي وروح الابتكار والإبداع والاجتهاد المنضبط، وبخاصة في نظرته لمادة الفقه، فكانت طريقته –رحمه الله- ألا يقتصر اهتمامنا على المسائل الجزئية وفروع الأحكام وتحليل العبارات والجمل الفقهية بل حرص أن ينمي في الطلاب ملكة الاستنباط والنظر في علل الأحكام وإدراك القواعد والأصول الكلية ومقاصد الشريعة وقد كان ذلك منه على طريقتين:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأولى: أنه حينما يقرأ فروع المسائل في الروض المربع يكلف الطلاب بالبحث عن العبارات الجوامع في الكتاب إن وجدت ومنها على سبيل المثال (الطلاق معتبر بالرجال). وإن لم توجد فإنه يأتي بقواعد من كتب القواعد ويبين للطالب كيف بنيت هذه الفروع عليها ومنها على سبيل المثال: (اليقين لا يزول بالشك) في بعض مسائل الطلاق وأشهد في هذا المقام أنه –رحمه الله- فتح لنا طريقة وطرقاً في البحث والتحليل والنظر، سواء في فهم العبارات الفقهية الجزئية أو في عودها وإعادتها إلى أصولها الكلية وقواعدها الفقهية. هذا بعض ما علق في الذاكرة من طريقته في التدريس رحمه الله.
أما ما عرف من سيرته –غفر الله له- فقد كان مثالياً غاية في المثالية في تواضعه وإنكاره لذاته وبعده عن المجامع العامة ليس ضعفاً ولا رغبة عن الناس والتعامل معهم، ولكن حرص منه على مجلسه ووقته في المحافظة عليه، وصرفه فيما يفيد من العلم وتحصيله ومذاكرته والبحث فيه، وهو يستقبل إخوانه وأصدقاءه، ومحبيه وطلابه، بحفاوة بالغة، وبذل كريم، فهو لطيف المعشر، عذب الحديث، يختار الكلمات، يحترز أن تصدر عنه كلمة نابية، أو عبارة ناشزة، فهو مرهف الشعور مؤدب وقور، في مجلسه فوائد وفي صداقاته تميز. ومع هذا الأدب الجم فإنه مثالي في الصرامة والوضوح وإحقاق الحق والمناقشة الموضوعية، بل انه يغبط على مثاليته وانضباطه الاجتماعي المستقيم وتدينه وصلاحه وإخلاصه، في علمه وعمله، وتعليمه وعلاقاته. لقد كان مثال الجدية في تعليمه وحرصه على طلابه ومتابعته لهم وإرشادهم والحرص على تفتيح مداركهم، وبث روح التفكير والبحث والثقة بالنفس.
أما إنتاجه الفكري وآثاره العلمية فإن شيخنا لم يكن كثير الإنتاج على الرغم من حفظه وقته واشتغاله بالعلم والبحث والمطارحات العلمية مع جلسائه من اهل العلم والفكر، بل أغلبهم متخصصون من زملائه ونوابغ تلاميذه، ومع هذا فإن له إنتاجاً حسناً، قليل في عدده رصين متين في نوعه وكيفه، وفي ربط بين الكمية والكيفية يأتي قول أستاذنا الدكتور عبدالوهاب أبو سليمان –حفظه الله- وهو يعلق على مؤلفه: (مصطلح المذهب المالكي).
يقول: (قضى في تأليفه ما يقرب من عشرين عاماً متوالية، ليس للمالكية إطلاقاً مثله لم يشتغل أثناء تأليفه بعمل آخر سوى التدريس). أ. هـ، والكتاب ليس كبير الحجم مقارنة بما صرف فيه من السنين، ولكنه البحث والتمحيص، والتدقيق والعناية، التي جبل عليها شيخنا رحمه الله.
كما ألف كتابين، أحدهما: المذهب عند الحنفية، والآخر المذهب عند الشافعية، وقد حظيت بالقبول وترجمت إلى اللغات التركية والفارسية. وحقق مع زميله وصديقه أستاذنا الدكتور عبدالوهاب أبو سليمان مجلة (الأحكام الشرعية) على مذهب الإمام أحمد، وكتاب (الجواهر الحسان في تراجم الفضلاء والأعيان من أساتذة وخلان) للشيخ زكريا بيلا –رحمه الله- واشتركا كذلك في بحث (التطور القضائي في المملكة العربية السعودية) وهو بحثٌ باللغة الإنجليزية، وكتب الدكتور محمد إبراهيم بحثاً عن المسؤولية الاجتماعية للفرد والدولة في القانون السعودي، وهو أيضاً باللغة الإنجليزية.
كما نقل – رحمه الله- إلى العربية بعض كتب الرحلات، ولقد قال فضيلة الأستاذ الدكتور عبدالوهاب أبو سليمان وهو زميله العارف به، الخبير بفقهه: (إن حياته شريط ناطق لجلائل أعماله العلمية في التأليف التي يستمد منها أساتذة الجامعات في الحقل الفقهي، أسس مبادئهم الفقهية، وبخاصة في الفقه الإسلامي المقارن جدير بأن يلقب بـ (أبي حنيفة الصغير) .. الخ).
وبعد فهذه كلمات يسيرة ومقالة مختصرة عن هذا الشيخ الجليل، والعالم النبيل، تذكيراً بمقامه الكريم، وفضله العظيم، فجزاه الله عن العلم وأهله خيراً، وأحسن إليه فيما قدم، وغفر له من ذنبه ما تأخر وتقدم، وأبقى ذكره ولا حرمنا أجره، إنه سميع مجيب وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المصدر:
صحيفة المدينه
http://al-madina.com/node/131605
ـ[هشام المحيميد]ــــــــ[29 - Apr-2009, مساء 02:05]ـ
حفظ الله شيخنا ابن حميد ومتعه بالعافية منصف وحافظ للمعروف
ـ[هشيم بن بشير]ــــــــ[24 - May-2009, مساء 09:15]ـ
حفظ الله شيخنا ابن حميد ومتعه بالعافية منصف وحافظ للمعروف
هذا مما لا شك فيه .. حفظ الله سماحة شيخنا صالح بن حميد و أطال الله في عمره على الطاعه.(/)
التعلق بالله لا بالرجال ... دواء الانتكاس وصمام الأمان والآمال
ـ[أبو يونس العباسي]ــــــــ[28 - Apr-2009, مساء 08:22]ـ
التعلق بالله لا بالرجال ... دواء الانتكاس وصمام الأمان والآمال
أبو يونس العباسي
الحمد لله مثيب الطائعين على صالح العمل أجزل الثواب , ومجيب الداعين فهو أكرم من أجاب , يغفر الزلات ويقبل العثرات , ويجتبي إليه من يشاء , ويهدي إليه من أناب , يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار , ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل , فإلى متى يُؤخَّر المتاب , وأشهد أن لا إله إلا الله , شهادة لا يحجبها عن الإخلاص حجاب , وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله , أرسله الله بأفصح دين وأفصح كتاب , اللهم فصل وسلم على سيدنا محمد والآل والصحب خير آل وأكرم الأصحاب وبعد ...
سبب المقال
أشاع الإعلام العربي في الآونة الأخيرة نبأ اعتقال أمير دولة العراق الإسلامية أبي عمر البغدادي – حفظه الله ورعاه - , فكان لهذا الخبر أثره السيئ على نفسيات شباب التوحيد وأنصاره , وعمت النظرة العابسة الحزينة اليائسة إلى حد ما على الوجوه , وظن البعض أن مشروع الجهاد تحت الراية الصافية في العراق قد سقط , أو شعر بذلك على أحسن الاحتمالات , وفرح الكثيرون بهذا الخبر واعتبروه خطوة متقدمة على طريق تنقية العراق من الإرهابيين أعداء المصالحة الوطنية , فكان لا بد من كتابة هذه الكلمات صونًا للمشروع الجهادي من السقوط , وإفشالا لخطط الأعداء الرامية لتدميره بمثل هذه الإشاعات التي تدمر الهمم وتقتل العزائم.
علق قلبك بالحي الذي لا يموت لا بمن سواه
ولعل القارئ اللبيب يسأل: ولماذا نعلق قلوبنا بالله؟ فنقول لأن: الشيطان مسلط على قلوب بني آدم إلا من اعتصم بالله فهو في نجوة منه وأما من يركن إليه فهو لا ينفعه , بل يكون عدوا له ويرهقه ويؤذيه ... قال الله تعالى:"وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا (6) " (الجن) ... ولعل هذا الرهق هو الضلال والقلق والحيرة التي تنوش قلوب من يركنون إلى عدوهم من شياطين الإنس والجن، ولا يعتصمون بالله منهم ويستعيذون!!! قال الله تعالى:" وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ (98) " (المؤمنون) , وقال أيضًا:" فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (112) وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (113) " (هود) , والقلب البشري حين يتعلق ويلجأ إلى غير الله، طمعاً في نفع، أو دفعاً لضر، لا يناله إلا القلق والحيرة، وقلة الاستقرار والطمأنينة ... وهذا هو الرهق في أسوأ صورة. . الرهق الذي لا يشعر معه القلب بأمن ولا راحة , وإن كل شيء وكل أحد سوى الله، متقلب غير ثابت، ذاهب غير دائم، فإذا تعلق به قلب بقي يتأرجح ويتقلب ويتوقع ويتوجس؛ وعاد يغير اتجاهه كلما ذهب هذا الذي عقد به رجاءه , والله وحده هو الباقي الذي لا يزول , الحي الذي لا يموت , الدائم الذي لا يتغير , فمن اتجه إليه اتجه إلى المستقر الثابت الذي لا يزول ولا يحول وكل ما عدا الله ميت، لأنه صائر إلى موت، فلا يبقى إلا الحي الذي لا يموت , والتوكل على ميت، تفارقه الحياة يوماً طال عمره أم قصر، هو ارتكان إلى ركن ينهار، وإلى ظل يزول , إنما التوكل والتعلق على الحي الدائم الذي لا يزول , قال الله تعالى:"وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا (58) " (الفرقان).
ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت
(يُتْبَعُ)
(/)
إن من الأسس التي يجب أن تترسخ عند رجال التوحيد أنهم يعبدون الله وحده لا شريك له , وأن من دونه من المخلوقين من الأنبياء المرسلين والعلماء العارفين , ما هم إلا مرشدين ومبلغين وموجهين لما يحبُّه ويرضاه رب العالمين , قال الله تعالى:" وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) " (النجم) , وعند الترمذي من حديث أبي الدرداء أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال:" إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَ بِهِ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ" , وهؤلاء المبلغين المرشدين الموجهين تعلوا مكانتهم وتتفاوت بمقدار البذل والجهد والتضحية والتفاني في مجال الدعوة إلى الله تبارك وتعالى , ولقد حاز الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - على قصب السبق في ذلك , وعليه فلو فرضنا أن مبلغا أو مرشدا أو موجها أو معرفًَا قتل أو أسر , فهل يجوز أن يتوقف عملنا للدين بمقتله أو بأسره؟!!! , والجواب قطعًا: لا يجوز , حتى ولو كان هذا المبلغ هو الرسول الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم - , ولقد أشيع في معركة أحد أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد قتل , ففقد كثير من المسلمين قواهم , وتراجع البعض عن القتال , فكان توجيه الله للمسلمين بعد المعركة أن قال لهم:"وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144) وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآَخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ (145) وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) فَآَتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (148) " (آل عمران) , ولقد فطن أنس بن النضر إلى هذا المعنى قبل نزول هذه الآية , وكان قد رأى بعض المسلمين يتراجع , فسألهم عن السبب , فذكروا له أن الرسول – صلى الله عليه وسلم - قد قتل , فقال لهم: قوموا فموتوا على ما مات عليه محمد , وانغمس في أعداء الله حتى قتل وفيه بضع وتسعون ضربة , ولم يعرفه أحد حاشا أخته عرفته بعلامة في بنانه , وفيه وفي مثله نزل قول الله تعالى:"مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23) لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (24) " (الحزاب) , فهل المستسلمون عند وفاة القادة أو أسرهم قوم صدقوا العهد مع الله؟
التعلق بالأشخاص ... من أهم أسباب الردة والانتكاس
لما توفي الرسول ارتد جل العرب ممن كانوا قد أعلنوا إسلامهم لله رب العالمين , لأنهم ظنوا أن الإسلام هو محمد – صلى الله عليه وسلم - , فإذا ما مات فقد مات الإسلام , ولقد تأثر الصحابة بموت الرسول أيُّما تأثُّر , حتى إن عمر – رضي الله عنه - قام يقول:"إن محمداً ذهب لملاقاة ربه , كما ذهب موسى لملاقاة ربه , ولا أسمع رجلا يقول بأن محمدًا قد مات إلا علوته بالسيف" , فقام أبو بكر – رضي الله عنه - في الناس بعدما أسكت عمر –رضي الله عنه - , وقال للناس:"يا أيها الناس من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات , ومن كان يعبد الله , فإن الله حيٌّ لا يموت , ثم قرأ قوله تعالى:" وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ
(يُتْبَعُ)
(/)
مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144) " (آل عمران) , فقال عمر:" والله لكأني لم أسمع بهذه الآية , قبل أن قرأها أبو بكر" , وبمثل موقف أبي بكر عمل سهيل بن عمروا في مكة , فَثبّت الله به أهل مكة , وأرجوا الله كما ثبت بكلام أبي بكر وسهيل – رضي الله عنهما – المسلمين , أن يكون في كلامي هذا تذكرة للموحدين والمجاهدين وتثبيتا لهم , قال الله تعالى:" وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (55) " (الذاريات).
لا تقلق وتخف فالإسلام دين الله
يقلق كثيرٌ من الشباب ويخافون على المشروع الإسلامي , مشروع التوحيد والجهاد , ولا بأس في ذلك , فهذا دليل على صدق الانتماء , لدين رب الأرض والسماء , قال الله تعالى:" أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآَهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (8) " (فاطر) , وقال أيضا:" لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128) " (التوبة) , ولكن مع هذا لا بد أن نعلم أن هذا الدين هو دين الرب العزيز الحكيم , والله لا يُسلم دينه للكافرين , قال الله تعالى:" إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) " (الحجر) , والذكر هو القرآن والسنة , وحفظهما يكون برعاية وجوده بين الناس بدون تحريف ولا تغيير , وتهيئة وتسخير من يلتزم به من الناس , ويدافع عنه , ويذب عنه بكل ما يستطيع , قال الله تعالى:" إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111) " (التوبة) , وأخرج ابن ماجه في سننه من حديث أبي عنبة الخولاني أن الرسول النبي – صلى الله عليه وسلم - قال:" لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرسا يستعملهم في طاعته " , يقول الأستاذ سيد قطب – رحمه الله -: وننظر نحن اليوم من وراء القرون إلى وعد الله الحق بحفظ هذا الذكر؛ فنرى فيه المعجزة الشاهدة بربانية هذا الكتاب إلى جانب غيرها من الشواهد الكثيرة ونرى أن الأحوال والظروف والملابسات والعوامل التي تقلبت على هذا الكتاب في خلال هذه القرون ما كان يمكن أن تتركه مصوناً محفوظاً لا تتبدل فيه كلمة، ولا تحرف فيه جملة، لولا أن هنالك قدرة خارجة عن إرادة البشر، أكبر من الأحوال والظروف والملابسات والعوامل، تحفظ هذا الكتاب من التغيير والتبديل، وتصونه من العبث والتحريف.
لقد جاء على هذا القرآن زمان في أيام الفتن الأولى كثرت فيه الفرق، وكثر فيه النزاع، وطمت فيه الفتن، وتماوجت فيه الأحداث. وراحت كل فرقة تبحث لها عن سند في هذا القرآن وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل في هذه الفتن وساقها أعداء هذا الدين الأصلاء من اليهود خاصة ثم من «القوميين» دعاة «القومية» الذين تسمّوا بالشعوبيين!
ولقد أدخلت هذه الفرق على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ما احتاج إلى جهد عشرات العلماء الأتقياء الأذكياء عشرات من السنين لتحرير سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وغربلتها وتنقيتها من كل دخيل عليها من كيد أولئك الكائدين لهذا الدين.
كما استطاعت هذه الفرق في تلك الفتن أن تؤول معاني النصوص القرآنية، وأن تحاول أن تلوي هذه النصوص لتشهد لها بما تريد تقريره من الأحكام والاتجاهات. .
ولكنها عجزت جميعاً وفي أشد أوقات الفتن حلوكة واضطرابا أن تحدث حدثاً واحداً في نصوص هذا الكتاب المحفوظ؛ وبقيت نصوصه كما أنزلها الله؛ حجة باقية على كل محرف وكل مؤول؛ وحجة باقية كذلك على ربانية هذا الذكر المحفوظ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم جاء على المسلمين زمان ما نزال نعانيه ضعفوا فيه عن حماية أنفسهم، وعن حماية عقيدتهم، وعن حماية نظامهم، وعن حماية أرضهم، وعن حماية أعراضهم وأموالهم وأخلاقهم. وحتى عن حماية عقولهم وإدراكهم! وغيّر عليهم أعداؤهم الغالبون كل معروف عندهم، وأحلوا مكانه كل منكر فيهم كل منكر من العقائد والتصورات، ومن القيم والموازين، ومن الأخلاق والعادات، ومن الأنظمة والقوانين. . . وزينوا لهم الانحلال والفساد والتوقح والتعري من كل خصائص «الإنسان» وردوهم إلى حياة كحياة الحيوان. . وأحياناً إلى حياة يشمئز منها الحيوان. . ووضعوا لهم ذلك الشر كله تحت عنوانات براقة من «التقدم» و «التطور» و «العلمانية» و «العلمية» و «الانطلاق» و «التحرر» و «تحطيم الأغلال» و «الثورية» و «التجديد». . إلى آخر تلك الشعارات والعناوين. . وأصبح «المسلمون» بالأسماء وحدها مسلمين. ليس لهم من هذا الدين قليل ولا كثير. وباتوا غثاء كغثاء السيل لا يمنع ولا يدفع، ولا يصلح لشيء إلا أن يكون وقوداً للنار. . وهو وقود هزيل!. .
ولكن أعداء هذا الدين بعد هذا كله لم يستطيعوا تبديل نصوص هذا الكتاب ولا تحريفها. ولم يكونوا في هذا من الزاهدين. فلقد كانوا أحرص الناس على بلوغ هذا الهدف لو كان يبلغ، وعلى نيل هذه الأمنية لو كانت تنال!
ولقد بذل أعداء هذا الدين وفي مقدمتهم اليهود رصيدهم من تجارب أربعة آلاف سنة أو تزيد في الكيد لدين الله. وقدروا على أشياء كثيرة. . قدروا على الدس في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى تاريخ الأمة المسلمة. وقدروا على تزوير الأحداث ودس الأشخاص في جسم المجتمع المسلم ليؤدوا الأدوار التي يعجزون عن أدائها وهم سافرون. وقدروا على تحطيم الدول والمجتمعات والأنظمة والقوانين. وقدروا على تقديم عملائهم الخونة في صورة الأبطال الأمجاد ليقوموا لهم بأعمال الهدم والتدمير في أجسام المجتمعات الإسلامية على مدار القرون، وبخاصة في العصر الحديث:
ولكنهم لم يقدروا على شيء واحد والظروف الظاهرية كلها مهيأة له. . لم يقدروا على إحداث شيء في هذا الكتاب المحفوظ، الذي لا حماية له من أهله المنتسبين إليه؛ وهم بعد أن نبذوه وراء ظهورهم غثاء كغثاء السيل لا يدفع ولا يمنع؛ فدل هذا مرة أخرى على ربانية هذا الكتاب، وشهدت هذه المعجزة الباهرة بأنه حقاً تنزيل من عزيز حكيم. (ا. هـ) , وأردف قائلا: والله لو فني الشيخ أسامة ومن معه وأبو عمر البغدادي ومن معه ومجاهدو الصومال وغيرهم من المجاهدين أو تراجعوا وانتكسوا لأنشأ الله وسخر من يحمل الراية بدلا منهم , قال الله تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) " (المائدة) , فَقَدَرُ راية التوحيد أن لا تسقط وألا تخبوا جذوتها , قال أبو محمد المقدسي – سلمه الله -:
يا جذوة التوحيد مالك مطفئ ... ما دام رب العرش قد أذكاك
يا راية التوحيد دينك ظاهر ... لن تُخذلي فالله قد أعلاك
والله لو حشدوا جميع جيوشهم ... وتآمروا وتجمعوا لعراك
واستصرخوا جند الصليب لنصرهم ... متطلعين لفصم بعض عرُاك
ما أفلحوا أبدا وخُيِّب سعيهم ... فالله خاذل كل من عاداك
حَلم الطغاة بأنهم في كيدهم ... بالسجن والتعذيب والإهلاك
قد ينجحون بكسر راية دعوتي ... أو نستكين لهم بغير حراك
خسئوا فما نحن الذين يصيبهم ... مكر الطغاة بأسهم الإنهاك
الضربة التي لا تقضي عليك تزيدك قوة
(يُتْبَعُ)
(/)
إن سنة الله التي لا تتبدل ولا تتغير في عبادة هي سنة الابتلاء والتمحيص , قال الله تعالى:" الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) " (العنكبوت) , وقال أيضا:" وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) " (البقرة) , فعلى قدر الإيمان يكون الابتلاء , أخرج ابن ماجه في سننه من حديث أبي سعيد قال " دخلت على النبي r وهو يوعك فوضعت يدي عليه فوجدت حرَّهُ بين يدي فوق اللحاف. فقلت يا رسول اللهما أشدها عليك! قال إنَّا كذلك يُضَعَّفُ لناالبلاء ويُضعَّف لنا الأجر ". قلت يا رسول الله أي الناس أشد بلاء؟ قال:" الأنبياء "، قلت يا رسول الله ثم من؟ قال:" ثم الصالحون إنْ كان أحدُهم ليبتلى بالفقر حتى ما يجد أحدهم إلا العباءة يحويهاوإن كان أحدهم ليفرح بالبلاءكما يفرح أحدكمبالرخاء" , والابتلاء يمحوا السيئات ويكفر الخطايا ويرفع الدرجات , أخرج الترمذي في سننه من حديث فضالة بن عبيد , أن الرسول قال:" لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة، في جسده وأهله وماله، حتى يلقى الله وما عليه خطيئة " , وأخرج الترمذي في سننه عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"يَودُّ أهلُ العافية يومالقيامة حين يُعطى أهلُالبلاءالثوابَ لو أن جلودهمكانت قُرِضت في الدنيا بالمقاريض" , والابتلاء يمايز الصفوف , فتحدث المفاصلة بين الخبيث والطيب , قال الله تعالى:" مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ (179) " (آل عمران) , والابتلاء علامة من العلامات الدالة على صحة الطريق للسالك إلى الله تعالى , أخرج البخاري من حديث عائشة أن ورقة قال للرسول:"ما جاء رجل بمثل ما جئت به إلا عودي" , وأخرج ابن حبان في صحيحه من حديث عبد اله بن مغفل:" أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: والله يا رسول الله إني أحبك فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن البلايا أسرع إلى من يحبني من السيل إلى منتهاه " , فلا يستغرب بعد هذا أن يقتل قادة الجهاد أو يؤسرون ولكن ما يستغرب حقا أن يكون الابتلاء الواقع على الدعوة والقادة مسوغا عند الكثيرين لرفع الرايات البيضاء والاستسلام للتحالف الصهيوصليبي , فاعلموا يا معاشر الموحدين أن الضربة التي لا تقضي على الدعوة تزيدها قوة , كالنار مع الطين الأحمر , كلما زادت النار زاد الطين الأحمر صلابة , وأن المنية خير من الدنية , وأنه لا توجد ضربة تقضي على دعوة التوحيد والجهاد , لأنها دعوة تستمد قوتها من الله تعالى , وإن جذوة الجهاد لا تتوقد ولا تستعر إلا بالابتلاء , ولكن ليس أي ابتلاء , ولكنه الابتلاء الذي يصاحبه صبر على قدر الله وقضائه.
ومن نكث فإنما ينكث على نفسه
لقد استخدم التحالف الصهيوصليبي وأذنابه كل الوسائل للقضاء على مشروع التوحيد والجهاد , استخدموا القوة فلم تنفع , فاستخدموا مشائخ البلاط السلطاني فما أفلحوا , واليوم هم يستخدمون مشائخ التوحيد والجهاد في هذه الحرب , ويخرجونهم علينا يعلموننا بتراجعاتهم عما كانوا عليه , وأنهم كانوا على باطل وضلال , وهنا أود أن أنبه أن مشائخ التراجعات قبل تراجعاتهم كانوا يقولون لنا: الحق كذا , ودليله كذا وكذا , وهذه أقوال الإئمة تؤيده وتعضده وتناصره , ولكنهم بعد التراجعات يذكرون أقوالا غير معضدة بالأدلة وبأقوال علماء السلف الأبرار العدول , أضف إلى ذلك أننا لسنا اتباع رجال , بل أتباع منهج ... ألا وهو منهج محمد – صلى الله عليه وسلم – وصحبه الكرام ومن سار على دربهم إلى يوم الدين ومات على ذلك , وهو منهج واضح وضوح الشمس في رابعة النهار , قال الله تعالى:" وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ
(يُتْبَعُ)
(/)
فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (17) " (القمر) , وقال أيضا:" وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153) " (الأنعام) , ووصف الله كتابه في أكثر من موضع بالوضوح الذي لا يخالطه لبس أو غموض فقال:" وَقُرْآَنٍ مُبِينٍ (1) " (الحجر) , ووصفه بأنه نور فقال:" هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (9) " (الحديد) , ويؤكد الرسول – صلى الله عليه وسلم - هذا كله في الحديث الذي أخرجه ابن ماجه عن العرباض بن سارية يقول:" وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقلنا يا رسول الله إن هذه لموعظة مودع فماذا تعهد إلينا قال قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وعليكم بالطاعة وإن عبدا حبشيا فإنما المؤمن كالجمل الأنف حيثما قيد انقاد " , وعليه فنقول لمن تراجع:" إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10) " , ونقول لمن سيبدل ما هو عليه من المشائخ والقادة نسأل الله لنا ولهم الثبات: "إن غيرتم غيرناكم وإن بدلتم بدلناكم" , ونقول كذلك:" بأن العصمة البشرية دفنت يوم دفن الرسول" , والأمر كما قال الإمام مالك:"كل يؤخذ من قوله ويرد عليه , إلا صاحب هذا القبر , وأشار إلى قبر الرسول – صلى الله عليه وسلم -" , وعليه أقول:يا معاشر الموحدين اثبتوا فإنكم على الجادة , واعلموا أن هذه التراجعات ما هي إلا ابتلاء واختبار لكم من الله , فهلا كنتم قوما تنجحون في هذا الاختبار ولا ترسبون؟ اللهم ثبتنا وإخواننا وقادتنا ومشائخنا على التوحيد والجهاد إلى أن نلقاك.
أهل السنة ... أقل الناس فيما مضى وأقلهم فيما بقى
عندما سمعت الإشاعات التي تفيد اعتقال أمير دولة العراق الإسلامية أبو عمر البغدادي – حفظه الله ورعاه - , فتحت منتديات ومواقع أخبار الشبكة العنكبوتية , وإذا بها تذكر الخبر , وكان مما آلمني أن جُلّ رواد هذه المنتديات والمواقع فرحون بنبأ اعتقال أمير الدولة مؤيدون له , وليت الأمر ظل عند هذا الحد , بل أخذوا يلصقون التهم تتلوها التهم بغير دليل ولا برهان ولا كتاب منير , وهنا سألت نفسي: هل محاربة الناس ورفضهم لمنهج الدولة وأميرها الذي نحسب جازمين أنه منهج الرسول وصحبه مسوغا لنا معاشر الموحدين أن نضعف , أو أن نشك بما نحن عليه من منهج؟ ونحن من تساندنا أدلة الشرع المطهر على أننا على الحق المبين , فالكثرة ما كانت يوما دليلا وعلامة على الحق , والقلة ما كانت يوما دليلا على الباطل وعلامة عليه , قال الله تعالى:" وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (116) " (الأنعام) , وقال:" وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (103) " (يوسف) , فأهل الحق وفي جل الوقات كانوا هم القلة ومخالفوهم كانوا هم الكثرة , أخرج مسلم في صحيحه من حديث أي هريرة:" بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ " وفي رواية أخرى:" إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غيبا كما بدأ فطوبى للغرباء. قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس"وفي رواية:"قيلَ: ومَن الغرباء يارسول الله؟ قال: "ناسٌ صالحون قليل في ناسِ سوءٍ كثير، ومَن يعصيهم أكثر ممن يطيعهم". وفي رواية: "طوبى للغرباء الذين يمسكون بكتاب الله حين يُترَك، ويعملون بالسنة حين تُطفأ". , قال الإمام الحسن البصري:" والسُّنَّةُ - والذي لا إله إلاَّ هو- بينَ الغالي والجافِي، فاصبِروا عليها رَحِمَكُمُ الله، فإنَّ أهلَ السُّنَّة كانوا أقَلَّ النَّاسِ فيما مضى وهم
(يُتْبَعُ)
(/)
أقل الناس فيما بَقيَ، الذين لم يذهبوا مع أَهْلِ الإترافِ في إترافِهم، ولا معَ أَهْلِ البدَعِ في بدَعِهِمْ، وصبَرُوا على سُنَّتِهِمْ حتى لَقُوا رَبَّهُم، فكونوا كذلك" , والجماعة التي أمر الرسول بالالتزام معها , لم يحددها بقلة أو كثرة , ولكن حددها بأنها على المنهج الذي سار عليه هو وأصحابه ,أخرج الترمذي في سننه عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:" ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذوالنعل بالنعل حتى إن كان منهم من أتى أمه علانية لكان في أمتي من يصنع ذلك وإن بني إسرائيل تفرقت على ثنتين وسبعين ملة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار إلا ملة واحدة قالوا ومن هي يا رسول الله قال ما أنا عليه وأصحابي ", قال ابن مسعود – رضي الله عنه -:" جمهور الجماعة هم الذين فارقوا الجماعة , والجماعة هي الحق ولو كنت وحدك " , ولقد ساير جل العلماء المأمون في قضية خلق القرآن , وقالوا له ما يريد , حاشا الإمام أحمد جهر بالقول الحق في ذلك , وقال بأن القرآن هو كلام الله , صفة من صفاته , ليس بالمخلوق , فهل كان الإمام أحمد على الباطل لأن الكثرة خالفته؟!!! , ولقد أحسن من قال:"لقد نصر الله الدين بأبي بكر يوم الردة , ونصره بأحمد يوم الفتنة" , ولا يجوز كذلك أن يكون نفور الناس عن هذا المنهج المبارك مبررا لتركه وعدم الالتزام به ركونا إلى رضاهم , وإلا فقد نفر العرب وتعجبوا من دعوة محمد – صلى الله عليه وسلم - , قال الله تعالى:" عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (4) أَجَعَلَ الْآَلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ (5) وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آَلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ (6) مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآَخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ (7) " (ص) , فهل ترك الرسول الدعوة لمجرد نفور الناس عنها , واستغرابهم منها , قال شيخ الإسلام ابن تيمية:" ومن المعلوم أن مجرد نفور النافرين أو محبة الموافقين لا يدل على صحته قول ولا فساده إلا إذا كان ذلك بهدى من الله بل الاستدلال بذلك هو استدلال باتباع الهوى بغير هدى من الله فإن إتباع الإنسان لما يهواه هو أخذ القول والفعل الذى يحبه ورد القول والفعل الذى يبغضه بلا هدى من الله ".
الاقتداء والتقليد بين الحل والحرمة
قال ابن حزم:" التقليد هو قبول ما قاله قائل دون النبي , بغير برهان , فهذا هو الذي أجمعت الأمة على تسميته تقليدا , وقام البرهان على بطلانه " , وهنا نود أن ننبه بأنه لا يوجد أحدٌ حجة على الدين والمنهج , بل المنهج حجة على الجميع , وأقول لمن يستغل أخطاء بعض المجاهدين في التشهير بالمنهج , والتنفير منه بأن الخطأ مردود على صاحبه أيا كان وممن كان , أخرج الترمذي في سننه عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال:" كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون " وقال شيخ الإسلام ابن تيمية– رحمه الله -:" فأما الصديقون و الشهداء و الصالحون فليسوا بمعصومين و هذا في الذنوب المحققة و أما ما اجتهدوا فيه فتارة يصيبون و تارة يخطئون فإذا إجتهدوا فأصابوا فلهم أجران و إذا اجتهدوا و اخطئوا فلهم أجر على اجتهادهم و خطؤهم مغفور لهم وأهل الضلال يجعلون الخطأ والإثم متلازمين فتارة يغلون فيهم و يقولون إنهم معصومون و تارة يجفون عنهم و يقولون أنهم باغون بالخطأ و أهل العلم و الايمان يعصمون ولا يؤثمون", وقال ابن القيم – رحمه الله -:" وكيف يعصم من الخطأ من خلق ظلوما جهولا ولكن من عدت غلطاته أقرب إلى الصواب ممن عدت إصاباته" , وأن لب الأمر وخلاصته يكمن في مقولة علي – رضي الله عنه -:" لا يعرف الحق بالرجال , ولكن اعرف الحق تعرف أهله " , وللأسف الشديد فإنك ترى كثيرا من الشباب ممن يلتزمون مع قائد أو شيخ أو مربٍ , ينهجون نهجه ويدورون معه في الحق والباطل , قال ابن مسعود - رضي الله عنه -:" ألا لا يقلدن أحدكم دينه رجلا ,إن آمن آمن وإن كفر كفر , فإنه لا أسوة في الشر" , وقال الإمام أحمد:" لا تقلد دينك الرجال , فإنهم لن يسلموا أن يغلطوا" , ومن جميل ما قالته العرب:" لا تكونوا إمعة تقولون إن أحسن الناس أحسنا وإن
(يُتْبَعُ)
(/)
ظلموا ظلمنا ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا فلا تظلموا " , وماذا عليك يا أخا التوحيد لو ضل العالم كله , وثبت أنت على الهداية ومنهج الحق والصدق , قال الله تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (105) " (المائدة) , ولتعلم أنك معروض أمام ربك , واقف أمامه وحدك, ولن يحاسبك على عمل غيرك , قال الله تعالى:" وَكُلُّهُمْ آَتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95) " (مريم) , واعلم أن الثبات يرفع صاحبه والانتكاس يفقد صاحبه المكانة والمنزلة التي كان يتمتع بها قبل أن ينتكس , قال الله تعالى:" وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ (177) مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (178) " (الأعراف).
دواء الانتكاس وأسباب الثبات على منهج رب الأرض والسموات
الدعاء وأثره في الثبات على طاعة الله تعالى
إن من أهم الوسائل التي تعين على الثبات على دين الله تعالى , طلب المساعدة والمعونة من الله في الثبات على دينه وطاعته , وهذا يعرفه كل من تأمل نصوص الكتاب والسنة , فنحن نطلب الهداية من الله تعالى في اليوم الواحد أكثر من سبعة عشرة مرة , ونحن نقرأ سورة سورة الفاتحة , ألا يدل ذلك على أهمية الدعاء في الثبات على طاعة الله , وعند مسلم من حديث عبد الله بن عمروا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يدعوا يقول: " اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى." وعند أبي داوود من حديث الحسن بن علي قال: علمني جدي أن أقول في دعاء الوتر:" اللهم اهدني فيمن هديت " , وعند البخاري من حديث أبي هريرة فيما يرويه الرسول – صلى الله عليه وسلم – عن ربه – عز وجل – أنه يقول: " يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم " , وعند أحمد في مسنده من حديث معاذ أنه قال: أن رسول الله قال له: "يا معاذ إني أحبك فلا تدعن دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك".
ذكر الله وأثره في الثبات على دين الله تعالى
إن ذكر الله له كبير الأثر في جميع ميادين الصراع مع أعداء الله , ويدل على هذا الفهم قول الله تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" (الأنفال:45) , وأدعك أيها القارئ الأريب تتأمل سر جمع الله في الآية الكريمة بين الثبات "فاثبتوا" وبين ذكر الله "واذكروا" , وإن ذكر الله يزيد أيمان صاحبه ومن زاد إيمانه لا يخشى عليه من الضلالة , وإنما تخشى الضلالة على من ينقص إيمانه , قال الله تعالى:" إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ " (الأنفال:2) , وإن الذكر يدمر مسبب الضلالة ألا وهو الشيطان , وإنما تنقطع الأشياء بانقطاع مسبباتها , وإن بلالا لم يجد أفضل من الذكر ليثبت على دين الله في مقابل تعذيب الكافرين له فكان يقول: أحد أحد.
العقيدة الصيحة وأثرها في الثبات على طاعة الله
(يُتْبَعُ)
(/)
إن من أعظم الوسائل التي تثبت المسلم على طاعة الله معرفة العقيدة التي جاء بها محمد - صلى الله عليه وسلم - والعمل بشروطها واجتناب نواقضها , قال الله تعالى:"ومن يؤمن بالله يهد قلبه " (التغابن:11) , وإن الله لا يضل إلا كافرا ظالما أراد لنفسه الضلالة , وأما رجل العقيدة فالله يثبته على التوحيد والإيمان , قال الله تعالى:"يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ" (إبراهيم:27).وعند البخاري من حديث ابن عباس وفي الحوار الذي دار بين أبي سفيان وهرقل ... قال هرقل لأبي سفيان:وهل يرتد منهم أحد سخطة على دينه؟ فقال أبو سفيان: لا , فقال هرقل له: وهكذا بشاشة الإيمان إذا خالطت القلوب. قال السلف:" ما عرفت سوء الخاتمة لإنسان مستقيم في عقيدته".
أثر الاتباع في الثبات على طاعة الله تعالى
إن الاتباع إنما يعني أن تعمل بكل ما جاء به محمد من عند ربه , إن كان في قرآن أو في سنة , فإن ارعويت لهذا فاعلم أنك مكافئ من قبل ربك بأن يوفقك لتثبت على دينه وطاعته , قال الله تعالى:"وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا ... وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا ... وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا" (النساء:68,67,66) , وقال جل في علاه:"قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ " (سبأ:50) , ولك أخي القارئ أن تتأمل مرة أخرى في قوله: "وإن اهتديت فبما يوحي إلى ربي " ويوضح هذا ويجليه بصورة أكبر قوله تعالى: " واتبعوه لعلكم تهتدون " (الأعراف:158).
طلب العلم والعمل به وأثره في الثبات على طاعة الله
معلوم أيها الأحبة أن العلم يورث الخشية من الله , والخشية من الله هي صمام الأمان الذي يقيك من أن تقع في الغواية , فمن خاف الله تحاشى مخالفته وثبت على طاعته , قال الله تعالى: "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌغَفُورٌ" (فاطر:28) , وقال الله تعالى:"أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ" (الزمر:9) , قال على بن أبي طالب - رضي الله عنه -: الناس ثلاثة: عالم رباني , ومتعلم على سبيل النجاة , وهمج رعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح لم يستضيؤا بنور الكتاب والسنة " والمعنى من هذا الإيراد: أن الضلالة والتفريط في الهداية إنما يأتي بسبب الجهل , فتبا للجهل ماذا يفعل بأصحابه , ولقد أغوى إبليس ألف عابد جاهل يسألهم: هل يستطيع ربكم أن يضع هذا الكون في بيضة؟ فينظرون حولهم في عظمة السموات والأرض , فيجيبون بالنفي فيضلون , ولكنه لما سأل عالما , أجابه بالإيجاب وقال له: وفي أصغر من بيضة إذا شاء , إن الله على كل شئ قدير. وإن إنسانا لم يذق مر التعلم ساعة تجرع كأس الجهل والذل طوال حياته.
الصحبة الصالحة وأثرها في الثبات على دين الله
قيل في الزمان السابق: الصاحب ساحب , إما أن يسحبك إلى خير وإما إلى شر , والرسول - صلى الله عليه وسلم – قال كما عند أبي داوود من حديث أبي هريرة: " المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل " ,وفي الحديث المتفق عليه من حديث أبي موسى قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – " مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة ". وإنني تمر بي أحوال أكاد فيها أن أضل فيسخر الله لي بمنه وكرمه أصدقاء السعادة ويمدون أيديهم إلى ويخرجونني من مستنقع الضلالة , وهناك من الأصحاب من يأخذون بأيدي أصحابهم إلى الضلالة فإياك وإياهم فقد أخرج الترمذي في سننه من حديث أبي سعيد أن رسول الله قال: " لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي ".
(يُتْبَعُ)
(/)
قصص الصالحين وأثرها في الثبات على طاعة الله
إن الله تعالى كان يثبت رسوله بسرد قصص إخوانه من الأنبياء ليتأسى بهم وليحذو حذوهم ويسير على طريقتهم , قال الله تعالى:" وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ" (هود:120).
ولقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يثبت على طاعة ربه , ولا يتلكأ في تأديتها والقيام بها فكونوا مثله , أخرج البخاري في صحيحه من حديث عائشة: أن الرسول – صلى الله عليه وسلم - قال:"اكلفوا من العمل ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا وإن أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل وكان إذا عمل عملا أثبته". وفي الحديث دليل على أن التشدد وتحميل النفس فوق ما حملها الله من أهم أسباب الانقطاع عن الطاعة , فاعقلوا هذا يا بارككم الله , بل لقد كان الرسول إذا فاته قيام الليل قضاه من النهار اثنتي عشرة ركعة.
وأخيرا أوصيكم ونفسي بتقوى الله والثبات على طاعته , فإن السعيد من وعظ بنفسه واتقى ربه واستمسك بشرعه ولم يبدل تبديلا , قال تعالى:"مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا " (الأحزاب:23).
إخواني الموحدين: هذه كلمات آمنت بها , واعتقدت أن الحق في قولها ونشرها, ولا أدعي العصمة , فهي لرسول الله صلى الله عليه وسلم , وللمنهج الذي جاء به من عند ربه حال حياته ومن بعده , ما كان في هذا المقال من صواب فمن الله وحده , ما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان , وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء, إلا ما رحم ربي , وأستغفر الله إنه كان غفارا, وأما الخطأ فأرجع عنه ولا أتعصب له , إذا دل الدليل الساطع عليه , وأسأله تعالى أن يلهمني رشدي والمسلمين , وأن يثبتني على الحق إلى ان ألقاه , إنه ولي ذلك والقادر عليه , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم: أبو يونس العباسي
مدينة العزة غزة
حرر هذا المقال في 3 جمادى الأولى لعام 1430هـ الموافق 28 من إبريل 2009م
ـ[مصطفى بن حسين السلفي]ــــــــ[13 - Jun-2010, مساء 07:19]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احسن الله اليك اخى الكريم
ونفع الله بك
موضوع هام
دخلت من اجل الرد عليك وشكرك بارك الله فيك
ـ[إبراهيم صالح]ــــــــ[14 - Jun-2010, صباحاً 06:34]ـ
جزاك الله خير(/)
«تحقيق ولاية اللَّه للمؤمن، وولاية المؤمنين لربهم» للعلاّمة عبد العزيز آل الشّيخ
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[28 - Apr-2009, مساء 08:30]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
«تحقيق ولاية اللَّه للمؤمن، وولاية المؤمنين لربهم»
لِسَمَاحَةِ الشَّيْخِ العَلاَّمَةِ عَبْدِ العَزِيزِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ مُحَمَّد آل الشَّيْخ *
مُفتي عَام المَمْلَكةِ العَربيّةِ السّعُودِيَّةِ
ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء
ـ حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى، وَرَعَاهُ ـ
الحمد لله ولي المؤمنين، والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين، وسيد ولد آدم أجمعين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ... أما بعد:
أيها الإخوة فإن حديثي معكم سيكون عن الأمور التالية: تحقيق ولاية الله للمؤمن، وولاية المؤمنين لربهم، وولايتهم لدينهم، وولاية بعضهم لبعض، أيها الإخوة، الله عز وجل أخبرنا في كتابه بقوله: ? اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ? [سورة البقرة الآية 257]، لنتأمل هذه الآية التأمل الصحيح وننظر أثرها في أنفسنا وهل نحن مع الصنف الأول أو الثاني، لأن كل فرد منا مخاطب، والآيات إذا جاءت، تخاطب الجميع، فالله سبحانه أخبرنا أنه ولي للذين آمنوا وولي للمؤمنين: ? إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ? [سورة المائدة الآية 55]، وولايته لهم أن أخرجهم من ضلالات الجهل والشرك والبدع والخرافات، فأنقذهم من الضلال وبصرهم لقبول الحق وجعلهم قابلين للحق راضين به مطمئنين إليه مقتنعين به، انشرحت صدورهم له، كما قال تعالى: ? أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ ? [سورة الزمر الآية 22]، إن الظلمات متعددة، ظلمات أساسها الجهل وقلة العلم، وظلمات أساسها الشهوات والطغيان والكبر، فهدى الله أهل الإيمان إلى نور التوحيد، ليعلموا الحق من الباطل، ويميزوا الخبيث من الطيب، وتصلح قلوبهم، فصاروا هداة مهتدين، قال تعالى: ? الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ? [سورة إبراهيم الآية 1]، فولاية الله للمؤمنين هي الولاية العظيمة التي من كان من أهلها كان من المؤمنين، يقول الله عز وجل: ? اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ? [سورة البقرة الآية 257].
أما غير المؤمنين فتولاهم الشيطان وأزاغ قلوبهم عن الهدى، وأبعدهم عن منهج الله، والله عصم أهل الإيمان من كيده، قال تعالى: ? إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ ? [سورة الحجر الآية 42]، فلما علم الله من قلوبهم حسن القصد وحب الخير، والتطلع إليه وفقهم فأخرجهم من الظلمات إلى النور وهداهم إلى الصراط المستقيم، الذي هو صراط الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، عصمهم بشرعه فعرفوا الحق على حقيقته والباطل على حقيقته فلم تلتبس الأمور عليهم ولم تشتبه عليهم الأحوال بل عندهم من البصيرة ما يميزون به الهدى من الضلال، فهم بالمرصاد لكل شبهة جديدة أو قديمة، ولهذا لما ظهرت البدع في القرن الأول من الهجرة وقف الصحابة منها موقف البيان، وتبرؤوا من أهلها وبينوا أخطاءهم فلم تشتبه الأمور عليهم لأن قلوبهم امتلأت بالإيمان، أما غير المؤمنين فكما قال الله تعالى عنهم: ? وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ? [سورة البقرة الآية 257]، الشيطان وليهم وقد استحوذ عليهم، كما قال تعالى: ? اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ
(يُتْبَعُ)
(/)
الْخَاسِرُونَ ? [سورة المجادلة الآية 19]، أخرجهم من النور والعلم والهدى، أخرجهم من الإسلام ومن تعاليم الإيمان إلى ظلمات الجهل والضلال، والشرك والبدع، جاء لقلوب فارغة، لا علم ولا هدى ولا إخلاص ولا بصيرة، بل تطور الأمور إلى أن جعلوا الباطل حقا والحق باطلا، فنعى الله عز وجل ذلك عليهم: ? أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ? [سورة فاطر الآية 8]؛ فإن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف شاء.
المؤمن الذي يتولى الله عز وجل يكون من حزب الله الفائزين، قال تعالى: ? وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ? [سورة المائدة الآية 56]، فالمؤمن متول لله وولايته لربه طاعته في أمره واجتنابه لنهيه وقبول شرعه والرضا به ربا ومشرعا، سامعا لله مطيعا، منفذا للأوامر مجتنبا للنواهي، متأدبا بآداب القرآن متخلقا بأخلاقه لأنها المنهج الذي يسير عليه، ومن تولى الله ظهرت ولاية الله عليه في أقواله وأعماله، يقول الله عز وجل: ? أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ *الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ? [سورة يونس: 62 ـ 64]؛ فأولياء الله حقا هم الموصوفون بهذه الصفات، فليست ولاية الله دعوى تقال وليست اكتسابا، ولكن كما قال الحسن: (ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني لكن ما وقر في القلوب وصدقه العمل)، فالمدعون لولاية الله ومحبته لابد أن يبرهنوا تلك الدعوة بالعمل الصالح الموافق لشرع الله، يقول الله عز وجل: ? قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ? [سورة آل عمران الآية 31].
المؤمن أيضا الرسول - صلى الله عليه وسلم - وليه، وولاية الرسول له أن محمدا - صلى الله عليه وسلم - دعا المؤمنين إلى دين الله وشرعه، فرض الفرائض وبين الواجبات، كما أمره الله وكما أراد الله، فالمؤمن وليه محمد - صلى الله عليه وسلم -، لأنه هداه إلى الصراط المستقيم، وأوضح شرع الله وأقام حجة الله عليه حتى علم الحق من الباطل، وهو أيضا متول لرسول الله وولايته لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - باتباع سنته وامتثال أمره واجتناب نهيه والتحاكم لشريعته والرضا بها، يقبل أوامر النبي ويطمئن بها، لا يحاول تحريفها، قال تعالى: ? وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ? [سورة الأحزاب الآية 36]، فما قاله المصطفى - صلى الله عليه وسلم - هو الحق، قال تعالى: ?وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى *إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ? [سورة النجم: 3 ـ 4]، وفي الحديث يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به»، فالسنة حاكمة على الجميع، ولقد كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعظمون سنته ويجلونها ويحترمونها، ويشنون الغارة على كل من أراد الوقوف أمامها، أو أراد الحط منها، أو أراد ألا يقبلها، لأنهم لا يريدون للسنة إلا أن تتلقى بالقبول والسمع والطاعة.
أيها المسلم ..... إن الولاية لرسول الله تقتضي أن نعظم سنته وأن نجلها وأن ندعو للعمل بها وأن نطبقها على أنفسنا أولا في كل أحوالنا لأن أصحابه الكرام نقلوا لنا كل أحواله. صلى أنس بن مالك خلف عمر بن عبد العزيز رضي الله عنهما في المدينة ولما انصرف قال لقد ذكرني هذا الفتى صلاة محمد - صلى الله عليه وسلم -، هكذا كانوا يعظمون السنة نقلوا لنا السنة في كل تصرفاته وأحواله وفي أوامره ونواهيه لأنهم يرونها هي المنهج القويم والطريق المستقيم الذي لا غنى للناس عنه، لأن هذه السنة شقيقة القرآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
والمسلم موال لدين الإسلام ومولاته للدين أولا محبته للشريعة، ويحمد الله أن وفقه الله لها وجعله من أهلها، ومن المنتسبين إليها، لا يدع لمعتد أن يستهزئ بها أو يقلل من قيمتها، أو يصفها بالجمود والرجعية والتأخير، فهي شريعة كاملة لا تحتاج لزيادة بل هي شريعة كملها ربنا عز وجل، كملها الذي يعلم مصالح العباد في الحاضر والمستقبل: ? أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ? [سورة الملك الآية 14]، يقول الله عز وجل: ? الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ? [سورة المائدة الآية 3]، والمسلم سيسأل عن الشريعة في قبره بعد أن يسأل عن ربه ونبيه، فعليه أن يعتقد صلاح شأنها كما كانت في العصور الماضية، قال الإمام مالك: (لن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها) وما أصلح أول هذه الأمة هو تمسكهم بالشريعة.
أيها المسلم .... إن ولاية المؤمن للمؤمنين ولاية خاصة، يقول الله تعالى: ?وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ? [سورة التوبة الآية 71] إنها آية عظيمة تذكر ما بيننا من محبة وما بيننا من روابط وأواصر فلا صلة لنسب أو جاه أو مال، ولكنها الصلة المنبعثة من القلب المليء إيمانا، والولاية تقتضي منا المحبة، والتناصح بيننا ومحبة الخير لإخواننا والسعي لإصلاح شأننا، وأن نكون على منهج واضح وطريق مستقيم، فالإيمان في القلب لا يكفي بل لابد أن يظهر أثره علينا في سلوكنا وتعاملنا مع إخواننا، المؤمن ولي لأخيه المؤمن لا يرضى له بالنقص ولا بالعيب ولا يفرق بين الأمة بل ينظر نظرة المحبة للجميع.
أيها الإخوة .... شريعة الإسلام دعت المسلمين إلى أسباب الوحدة، ونأت بهم عن أسباب الفرقة والشقاق يقول - صلى الله عليه وسلم -: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يكذبه ولا يحقره ولا يخذله» فلا تظلمه في ماله وعرضه ولا تنتقص شيئا من قدره ولا تسئ الظن به، وإن أخطأ أصلحت أخطاءه، إن تجاوز الحد أوقفته عند حده لكن بضوابط الشرع، فالتعامل بين المؤمنين يكون على أساس المحبة ومحبة الخير للكل قال - صلى الله عليه وسلم -: «انصر أخاك ظالما أو مظلوما، قالوا: يا رسول الله أنصره مظلوما فكيف أنصره ظالما؟ قال: تردعه عن الظلم فذلك نصرك إياه»، فأخوك إن وقع الظلم عليه تنصره وتقف معه حتى ترتفع مظلمته، وإن وقع الظلم منه تقف معه حتى يرتفع الظلم منه، وحتى يعود لصوابه ورشده، إن الأخطاء ممكنة الوقوع من كل أحد، ولكنها في المجتمع المسلم تتقلص مع قوة الإيمان واليقين، فقد أختلف مع أخي في قضية أو وجهة نظر فهل هذا الخلاف يجعلني أقف معه موقف العداء؟ إن المؤمن حقا يسعى لتضييق شقة الخلاف والنزاع، ويسعى أن يكون المؤمنون إخوة، وأي نزاع أو اختلاف بالإمكان حله على بساط المحبة وعلى بساط: ? وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ? [سورة المائدة الآية 2]، إن موقف المسلم من أخيه موقف الرحمة والمحبة لذا جاء في الحديث، قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ما من امرئ يخذل امرأ مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب نصرته»، إن الخلاف موجود ولكن أهل الإيمان لا تخرج خلافاتهم عن واقعهم ولا محيطهم، فيعالجونها بالحكمة والمحبة الصادقة والولاية الإيمانية التي تجمع القلوب ولا تفرقها، وتجعل المسلم يشعر بالمحبة والمودة نحو أخيه، ولنا في المؤمنين في العصور الأولى المثل الأعلى،
قال شيخ الإسلام: ما كان فيمن مضى مثلهم ولن يكون فيمن يأتي مثلهم سبقونا في الصحبة وسبقونا بالإيمان الصادق الذي ضربوا به أروع المثل في التآخي بينهم والتعاون بينهم. كما حذرنا ربنا من الاختلاف فقال تعالى: ? يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ *وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ? [سورة الأنفال: 45 ـ 46]، فالمسلمون موقفهم موقف التناصح والتعاون والسير مع المنهج الصحيح.
أسأل اللَّهَ أن يوفقني وإياكم لصالح القول والعمل، وأن يجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين، وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وما هي إلا ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله مُحمَّد ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
ـــــ
*محاضرة ألقاها سماحةُ الشَّيخِ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ في كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
المصدر: «مجلة البحوث الإسلامية»، (ع:84 ص7).(/)
هل اذا لم يجلس الامام جلسة الاستراحة اتى بها المأموم؟؟؟
ـ[البدراوي]ــــــــ[28 - Apr-2009, مساء 09:03]ـ
اريد كلام اهل العلم بارك الله فيكم في هذه المسألة عدا النووي وابن تيميةوبن عثيمين
ـ[التقرتي]ــــــــ[28 - Apr-2009, مساء 09:25]ـ
اذا صلى الإمام جالسا صليت جالسا و القيام فرض فما بالك بالسنة!!!
الخضير يذهب لجلوسها و ان لم يجلسها الإمام
اما شيخ الإسلام رحمه الله فيرى الاقتداء بالامام قال في "الفتاوى الكبرى" (1/ 135) عن رجل يصلي مأموما ويجلس بين الركعات جلسة الاستراحة ولم يفعل ذلك الإمام فهل يجوز ذلك له؟
فأجاب: جلسة الاستراحة قد ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم جلسها لكن تردد العلماء هل فعل ذلك من كبر السن للحاجة أو فعل ذلك لأنه من سنة الصلاة؟ فمن قال بالثاني استحبها، كقول الشافعي وأحمد في إحدى الروايتين، ومن قال بالأول لم يستحبها إلا عند الحاجة كقول أبي حنيفة ومالك وأحمد في الرواية الأخرى. ومن فعلها لم ينكر عليه وإن كان مأموما، لكون التأخر بمقدارها ليس هو من التخلف المنهى عنه عند من يقول باستحبابها. وهل هذا إلا فعل في محل اجتهاد؟ فإنه قد تعارض فعل هذه السنة عنده والمبادرة إلى موافقة الإمام، فإن ذلك أولى من التخلف لكنه يسير، فصار مثلما إذا قام من التشهد الأول قبل أن يكمله المأموم، والمأموم يرى أنه مستحب، أو مثل أن يسلم وقد بقي عليه يسير من الدعاء هل يسلم أو يتمه؟ ومثل هذه المسائل هي من مسائل الاجتهاد والأقوى أن متابعة الإمام أولى من التخلف لفعل مستحب والله أعلم اهـ.
و الله اعلم
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[28 - Apr-2009, مساء 09:28]ـ
الشيخ الألباني رحمه الله يفرق بين الامام المبتدع والامام السني الذي لا يرى سنية الاستراحة
فيقتدى بالسني المخالف له مذهبا في تركها ويخالف الامام المبتدع بفعلها والله أعلم
ـ[البدراوي]ــــــــ[29 - Apr-2009, صباحاً 11:32]ـ
قرات ان الشيخ ربيع والشيخ مقبل رحمه الله يرى الاتيان بها ولكن لم اجد التفصيل و سمعت الشيخ بن باز رحمه الله يرى جواز فعلها
ـ[التقرتي]ــــــــ[29 - Apr-2009, مساء 12:12]ـ
سُئل ابن حجر الهيتمي: عمن قام وجلس إمامه للاستراحة أو التشهد الأول هل يحرم عليه ذلك؟ (فأجاب) بقوله: مقتضى إطلاقهم حرمة التقدم على إمامه بفعل أنه لا فرق لكن مقتضى قولهم لا تجب موافقته في نحو جلسة الاستراحة أنه لا فرق بين أن يفعلها الإمام ويتركها المأموم أو عكسه وهو متجه. انتهى.
و قال الزركشي في المنثور في القواعد ما نصه: لا يشتغل المأموم بفعل ما تركه الإمام من سجود تلاوة والتشهد الأول ونحوه، لأن الاقتداء واجب، وإن اشتغل به عامداً بطلت صلاته إلا في صورتين: إحداهما: جلسة الاستراحة لقصرها ... انتهى.
و في فتاوي اللجنة الدائمة:
جلسة الاستراحة من سنن الصلاة للإمام والمأموم والمنفرد، ومتابعة الإمام واجبة وسبقه حرام، فالواجب على المأموم إذا جلس إمامه جلسة الاستراحة أن يجلسها حتى لا يسبق إمامه.و بالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
مصدر الفتوى: فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ء (ج 6/ ص 445) [رقم الفتوى في مصدرها: 4830]
و الله اعلم
ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[29 - Apr-2009, مساء 12:48]ـ
سألت الشيخ ابن باز رحمه الله عن ذلك في بيته بالبديعة بعد مغرب يوم من الأيام فقال:
نعم المأموم يجلس للاستراحة ولو لم يجلس الإمام
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[29 - Apr-2009, مساء 01:29]ـ
فائدة
قال الشيخ سليمان بن سمحان في كتاب (كشف الشبهتين):
وأما جلسة الاستراحة؛ فقال ابن القيم رحمه الله في (زاد المعاد):
فصل: ثم كان صلى الله عليه وسلم ينهض على صدور قدميه وركبتيه معتمداً على فخذيه، كما ذكر عنه وائل وأبو هريرة، ولا يعتمد على الأرض بيديه، وقد ذكر عنه مالك بن الحويرث أنه كان لا ينهض حتى يستوي جالساً، وهذه هي التي تسمى جلسة الاستراحة.
(يُتْبَعُ)
(/)
واختلف الفقهاء فيها هل هي من سنن الصلاة، فيستحب لكل أحد أن يفعلها، أو ليست من السنن، وإنما يفعلها من احتاج إليها؟ على قولين هما روايتان عن أحمد رحمه الله، قال الخلال: رجع أحمد إلى حديث مالك بن الحويرث في جلسة الاستراحة، وقال: أخبرني يوسف بن موسى أن أبا أمامة سئل عن النهوض فقال: على صدور القدمين، على حديث رفاعة، وفي حديث ابن عجلان ما يدل على أنه كان ينهض على صدور قدميه، وقد روي عن عدة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
وسائر من وصف صلاته صلى الله عليه وسلم لم يذكر هذه الجلسة، وإنما ذكرت في حديث أبي حميد، ومالك بن الحويرث، ولو كان هديه صلى الله عليه وسلم فعلها دائماً لذكرها كل واصف لصلاته صلى الله عليه وسلم، ومجرد فعله صلى الله عليه وسلم لها لا يدل على أنها من سنن الصلاة، إلا إذا علم أنه فعلها سنة يقتدى به فيها، وأما إذا قُدِّر أنه فعلها للحاجة لم يدل على كونها سنة من سنن الصلاة، فهذا من تحقيق المناط في هذه المسألة، انتهى.
وقال في كتاب (الصلاة): ولا ريب أنه صلى الله عليه وسلم فعلها، ولكن هل فعلها على أنها من سنن الصلاة وهيئاتها كالتجافي وغيره، أو لحاجة لمّا أسن وأخذه اللحم؟ وهذا الثاني أظهر لوجهين:
أحدهما: أن فيه جمعاً بينه وبين حديث وائل بن حجر، وأبي هريرة أنه كان ينهض على صدور قدميه.
الثاني: أن الصحابة الذين كانوا أحرص الناس على مشاهدة أفعاله وهيئات صلاته، كانوا ينهضون على صدور أقدامهم، فكان عبد الله بن مسعود يقوم على صدور قدميه في الصلاة ولا يجلس. رواه البيهقي عنه، انتهى.
فتأمل رحمك الله قوله: وقد روي عن عدة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسائر من وصف صلاته صلى الله عليه وسلم لم يذكر هذه الجلسة، وإنما ذكرت في حديث أبي حميد ومالك بن الحويرث، ولو كان هديه صلى الله عليه وسلم فعلها دائماً لذكرها كل واصف لصلاته صلى الله عليه وسلم، ومجرد فعلها لا يدل على أنها من سنن الصلاة إلى آخره.
وكذلك ما ذكره في كتاب (الصلاة) من أنه صلى الله عليه وسلم إنما فعلها للحاجة لما أسن وأخذه اللحم بوجهين أظهرهما هذا، ولأن فيه جمعاً بين حديث وائل وحديث أبي هريرة، فإذا عرفت ذلك فمن فعلها للحاجة فلا إنكار عليه، ومن لم يفعلها فقد عمل بالسنة فيكون من فعلها للحاجة فقد فعل سنة مشروعة للمحتاج، ومن قوي على تركها ولم يحتج إليها فالمسنون في حقه أن ينهض على صدور قدميه، ولا يجلس جلسة الاستراحة والله أعلم.
ـ[البدراوي]ــــــــ[29 - Apr-2009, مساء 01:57]ـ
يااخي ان لا ابحث عن حكمها فلكل احد ما بلغه اجتهاده فيها،انما ابحث عن اقوال اهل العلم في فعل الماموم لها ان لم يفعلها الامام
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[29 - Apr-2009, مساء 02:08]ـ
يااخي ان لا ابحث عن حكمها فلكل احد ما بلغه اجتهاده فيها،انما ابحث عن اقوال اهل العلم في فعل الماموم لها ان لم يفعلها الامام
هداك الله أخي (البدراوي) وغفر لنا ولك آمين
قلت في رأس مشاركتي حفظك الله: (فائدة)، ولم أقل: (خذ هذا إلزاما فهو حل المسألة)
سامحني رعاك الله إن تطفلت على مشاركتك
ـ[ابو عبد الملك الجهني]ــــــــ[29 - Apr-2009, مساء 02:44]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم ,
فتوى اللجنة الدائمة في هذه المسألة كافية شافية.
التي ذكرها الاخ التقرتي.
فائدة قرأتها عن جلسة الاستراحة للامام العز بن عبدالسلام رحمه الله:
قال (المختار الضعيف يجلس للاستراحة , والقوي الذي لا يجلس , ويكون جلوس الضعيف بمقدار ما لا يشق عليه القيام مشقة ظاهرة). المصدر كتاب الفتاوى.
ـ[التقرتي]ــــــــ[29 - Apr-2009, مساء 02:59]ـ
بارك الله فيك اخي ابو عبد الملك
لكن أخالفك الرأي اخي، فتوى اللجنة ليست بكافية
في المدن التي لا تعتبر فيها جلسة الاستراحة سنة لا أنصح الإمام و لا المأموم بفعلها
أما الامام ان فعلها افسد صلاة المأمومين و ذلك لقيامهم مباشرة دون الجلوس هذه هي عادتهم في الصلاة فيضطرب المصلون بعد القيام بعضهم يرجع للجلوس بعد ان قام و البعض الآخر يسبح ظنا منه ان الإمام اخطأ .....
أما المأموم ان فعلها وقع في امرين: اولهما انه خالف الإمام و الثاني يفسد صلاة جاره و قد عاينت الأمر مباشرة احدهم جلس جلسة الاستراحة فظن جاره انه التشهد فرجع بعد ان قام ثم لما رأى الإمام قائما عاد للقيام!!!!!!
الأمر ليس مطلقا هكذا انما لابد من النظر إلى حالات المدن و الناس فلا تلزم المخالف بمذهبك و الله اعلم
ـ[ابو عبد الملك الجهني]ــــــــ[29 - Apr-2009, مساء 03:37]ـ
اخي بارك الله فيك ,
قال صلى الله عليه وسلم: (انما جعل الامام ليؤتم به) وهذا نص في المسألة
وعلى ذلك فعلى المأموم ان يتابع الامام.
وقضية انك تنصح الامام بعدم الجلوس للاستراحة فعلى ماذا تبني كلامك بارك الله فيك هل ترى ان هناك مفسدة ظاهرة لكي يترك السنة؟ وهذه السنة ثابتة بنص. وان تعلم لا اجتهاد مع النص.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التقرتي]ــــــــ[29 - Apr-2009, مساء 03:44]ـ
اخي بارك الله فيك ,
قال صلى الله عليه وسلم: (انما جعل الامام ليؤتم به) وهذا نص في المسألة
وعلى ذلك فعلى المأموم ان يتابع الامام.
وقضية انك تنصح الامام بعدم الجلوس للاستراحة فعلى ماذا تبني كلامك بارك الله فيك هل ترى ان هناك مفسدة ظاهرة لكي يترك السنة؟ وهذه السنة ثابتة بنص. وان تعلم لا اجتهاد مع النص.
من قال لك انها سنة ظاهرة لا حول و لا قوة الا بالله اليس الأمر خلافي ام انه لم يعجبك كلام الشيخ سليمان بن سمحان الذي نقله الأخ التميمي؟
و الأمر مبني على مفسدة عظيمة هو جلوس الإمام في مكان لا يعتبر ناسه ان الجلوس سنة فيفسد عليهم صلاتهم اظن ان الأمر واضح، فان كان الامام احمد رحمه الله ينصح بالجهر بالبسملة في اماكن يجعلونها سنة فما رأيك بجلسة الاستراحة
ارجوا منك قبل ان تعقب ان تدرس اولا اصل الخلاف ثم تقدم و لا تلزم الناس بمذهبك
مراعات احوال الناس لا بد منها فمن المصلين الشيخ و الصغير و القوي و الضعيف و الجاهل و المتعلم.
اتحب ان تكذب احاديث رسول الله عليه الصلاة و السلام؟ هذا ما يحدث عندما ترغم العامة على ما لم يعتادوه،الأمر بالحكمة، تعلم الناس الأمور شيئا شيئا لا تأتي قوما لم يعهدوا امرا فترغمهم عليه.
الاقتصاد في هذه السنة عند من يراها سنة انما هو من باب دفع مضرة اعظم و هي احداث فتنة و افساد صلاة المأمومين فلا تجعلوا الناس ينفرون من السنن بدعوى حبكم لها، لستم احب من عمر بن العزيز رحمه الله لسنة نبينا عليه الصلاة و السلام و رغم ذلك تريث في تطبيق الأمور.
ـ[البدراوي]ــــــــ[29 - Apr-2009, مساء 07:36]ـ
هداك الله أخي (البدراوي) وغفر لنا ولك آمين
قلت في رأس مشاركتي حفظك الله: (فائدة)، ولم أقل: (خذ هذا إلزاما فهو حل المسألة)
سامحني رعاك الله إن تطفلت على مشاركتك
ارجو المعذرة ولكن لم انتبه
بارك الله فيك على الفائدة(/)
الدعوة إلى الله بالموعظة لا بالقصص
ـ[أبو عبد الأكرم الجزائري]ــــــــ[29 - Apr-2009, صباحاً 12:45]ـ
أنزل الله كل كتبه وأرسل كل رسله وشرع كل شرائع دينه موعظة لخلقه، قال الله تعالى عن رسوله موسى وكتابه التوراة: {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ} (لأعراف:145)، وقال الله تعالى عن رسوله عيسى وكتابه الإنجيل: {وَآتَيْنَاهُ الْأِنْجِيلَ فِيهِ هُدىً وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ} (المائدة:46)، وقال تعالى عن خاتم رسله وكتابه القرآن: {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ} (البقرة:231) بعد ذكر أحكام الطلاق في سورة البقرة، قال أكثر المفسرين الأوائل القدوة: الحكمة هي السنة، وقال بعضهم: الحكمة الدين، وقال آخرون: الحكمة الشرع، والمعنى واحد.
وقال الله تعال في بيان كفارة الظهار: {فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ} (القصص:3).
وقال تعالى عن قول الإفك: {يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (النور:17).
وقال تعالى عن كل أمره ونهيه: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ} إلى قوله: {يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} (النحل:90).
وقال تعالى عن موعظة لقمان لابنه: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} (لقمان:13)، {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} (لقمان:17).
وكان الأمر بإفراد الله بالعبادة والنهي عن الشرك بالله في عبادته أول ما دعا إليه رسل الله (صلوات الله وسلامه وبركاته عليهم أجمعين) في مواعظهم لأقوامهم استجابة لأمر الله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} (النحل:36)، ثم التزام ما أمر الله به من حقوق التوحيد، واجتناب ما نهى الله عنه مما هو دون الشرك كما قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} (النساء:48).
وعلى هذه السنة ثبت فقهاء القرون المفضلة لا يرون الموعظة إلا الدعوة إلى الله على بصيرة من الكتاب والسنة تذكيراً بالله وحثاً على فعل ما أمر به، ونهياً عما نهى عنه، وتعليماً لأحكام شريعته في الاعتقاد أولاً ثم العبادات ثم المعاملات.
ثم خلقت من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون مالا يؤمرون، وبخاصة بعد أن ذرّ قرن الفكر الموصوف زوراً بالإسلامي بعودة جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده من باريس ودعوتهما إلى (تحرير الفكر من قيد التقليد)، وكانت بداية الانحراف ـ في هذا العصر ـ عن الوحي والفقه إلى الفكر والظن والعاطفة، وهان على كثير من المسلمين ـ مهما كان مبلغهم من العلم وجوداً أو عدماً ـ القول على الله والحكم على شرعه حسب فكرهم واقتناعهم أي: حسب هواهم، وقد حذّر الله عباده من سوء هذا المنقلب فقال تعالى: {إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى} (النجم:23).
وتبعاً لذلك تحول أكثر مشاهير شباب الدعاة عن منهاج النبوة في الدعوة إلى الله من الموعظة الحسنة بآيات الكتاب المبين والصحيح من سنة الرسول الكريم كما فهمها سلف الأمة المعتدَّ بهم (لتثبيت الاعتقاد وتعليم أحكام الإسلام، وتحبيب الخالق إلى خلقه وترغيبهم في ثوابه وترهيبهم من عقابه) إلى ما أنتجه الفكر غير المعصوم من تلاعب بالألفاظ وتخيلات ظنّية لأخبار ظنّية عن الحوادث والطوارئ السابقة واللاحقة، وتحولت الدعوة إلى الله موعظة شرعية للفرد أو الجماعة إلى (محاضرات) و (ندوات) و (مهرجانات) يختلط فيها الحق بالباطل والآية (المحكمة والمتشابهة) والحديث (الصحيح والضعيف والموضوع) بالقصص والشعر والأمثال والفكاهة وفنون اللغة الدّارجة، يغلب عليها الاهتمام بالأدنى دون الأعلى وبالمهم
(يُتْبَعُ)
(/)
(أو غير المهم) قبل الأهم.
ولأن النّفس أمّارة بالسّوء إلاّ ما رحم ربي، ولأن الشّيطان يجري من ابن آدم مجرى الدّم، ولأن الأهواء تتجارى بالعواطف كما يتجارى الكلَب بصاحبه، ولأن أكثر الناس لا يؤمنون ولا يشكرون ولا يعلمون ولا يفقهون كما بين الخالق المعبود سبحانه وبحمده، فإن أكثر المسلمين ـ بعد أن غيّر الدعاة القصّاص فطرتهم ـ صاروا يقبلون عليهم وينفرون من الدّعوة على منهاج النبوة فازداد عدد القصّاص ونقص عدد الواعظين مما يذكّر بقول الله تعالى: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْأِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً} (الجن:6) على الرّأيين في مرجع الضّمير في قوله: {فَزَادُوهُمْ}، فالجناية على الدّعوة والجاني القاصّ والمعجبون به معاً وقد بدأ الانحراف من الواعظ إلى القصص مبكراً، ولكن فقهاء الصحابة رضي الله عنهم ومن تبع منهاجهم وقفوا له بالجهاد وبيّنوا ضلاله ونهوا عنه؛ تجد ذلك مفصّلاً في:
1) (كتاب القصّاص والمذكرين)، لابن الجوزي (ت 597) رحمه الله.
2) عدد من مؤلفات ابن تيمية (ت 728) رحمه الله، تصدّى للقصّاص فيها.
3) (كتاب الباعث على الخلاص من حوادث القصّاص) للحافظ العراقي (ت806) رحمه الله.
4) (كتاب تحذير الخواص من أكاذيب القصّاص) للسيوطي (ت 911) رحمه الله.
وإليك طرفاً مما تضمّنته هذه المؤلفات تعريفاً بالقُصّاص وتحذيراً منهم ورداً إلى الله:
قال محقق (تحذير الخواص): القصص في الاستعمال من مخاطبة العامة بالاعتماد على القصّة، وقد أشار ابن الجوزي إلى هذا فقال "فالقاص هو الذي يُتبع القصة الماضية بالحكاية عنها والشرح لها"، فقلت: وشرٍّ منها الحكايات الجديدة والإشاعات، وأخبار وسائل الإعلام، والشعر والتمثيل والفكاهة.
وروى ابن ماجة بسند حسن عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: "لم يكن القصص في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا زمن أبي بكر ولا زمن عمر"، ورواه أحمد والطبراني عن السائب بن يزيد بنحوه، وفي رواية عن ابن عمر: "إنما كان القصص حيث كانت الفتنة"، وروى الطبراني بسند جيد عن عمرو بن دينار أن تميماً الدّاريّ استأذن عمر في القصص فأبى أن يأذن له (مرتين)، وفي الثالثة قال له "إن شئت" وأشار أنه الذبح.
وروى الطبراني عن خباب بن الأرت رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن بني إسرائيل لمّا هلكوا قصّوا".
وروى الطبراني عن عمر بن زرارة قال: وقف علىّ عبد الله بن مسعود وأنا أقص فقال: "يا عمرو، لقد ابتدعت بدعة ضلالة، أو أنك أهدى من محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه"، قال عمرو: فلقد رأيتهم تفرقوا عني حتى رأيت مكاني ما فيه أحد.
وأخرج عبد بن حميد في تفسيره عن قيس بن سعد قال: جاء ابن عباس حتى قام على عبيد بن عمير وهو يقصّ، فقال له: " {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيم} (مريم:41) {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ} (مريم:54) {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ} (مريم:56) ذكّر بأيام الله، واثن على من أثنى الله عليه".
وأخرج ابن أبي شيبة عن جرير بن حازم عن محمد بن سيرين قوله: "القصص أمر محدث أحدثه هذا الخلق من الخوارج".
وأخرج أحمد في (الزهد) عن أبي المليح قال ذكر ميمون القُصّاص فقال: "لا يخطئ القاصّ ثلاثاً: إما أن يسمن قوله بما يهزل دينه، وإما أن يُعجب بنفسه، وإما أن يأمر بما لا يفعل".
وقال ابن الحاج في (المدخل): "مجلس العلم الذي يُذكر فيه الحلال والحرام واتباع السلف رضي الله عنهم، لا مجالس القُصّاص فإن ذلك بدعة، وقد سئل مالك رحمه الله تعالى عن الجلوس إلى القُصّاص، فقال: "ما أرى أن يجلس إليهم وإن القَصص لبدعة".
وروى عن يحيى بن يحيى (عالم الأندلس في عصره): سمعت مالكاً يكره القَصص فقيل له: يا أبا عبد الله فإن تكره مثل هذا فعلام كان يجتمع من مضى؟ قال: "على الفقه".
وفي تاريخ ابن جرير في حوادث سنة 279: "نودي في بغداد: ألاّ يقعد على الطريق ولا في المسجد الجامع ينهى الناس عن الاجتماع إلى قاص ويُمنع القصاص من القعود" اهـ.
وختم الحافظ العراقي كتابه: (الباعث على الخلاص من حوادث القصاص) بقوله: "فيجب على ولاة أمور المسلمين منع هؤلاء من الكلام مع الناس".
وذكر الحافظ ابن الجوزي في أول (كتاب القصاص والمذكرين) من أسباب كراهية السلف القصص:
(يُتْبَعُ)
(/)
1) أنهم إذا رأوا ما لم يكن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أنكروه.
2) أن القصص لأخبار المتقدمين يندر صحته.
3) أنه يشغل عما هو أهم من تدير القرآن ورواية الحديث والتفقه في الدين.
4) أن في القرآن والسنة من العظة ما يغني عن غيره ممّا لا يُتيقن صحته.
5) أن عموم القصاص لا يتحرون الصواب.
6) اغترار العوام [وأشباههم من المثقفين والمفكرين والحركيين] بما يسمعون من القصاص فلا ينكرون ما يقولون، ويخرجون من عندهم فيقولون: قال العالم، فالعالم عند العوام من صعد المنبر.
7) أن القصاص يأخذون الحديث شبراً [بلا تمحيص] فيجعلونه ذراعاً.
قال محقق (تحذير الخواص) في مقدمته: "يتمثل تأثير القصاص السيئ على العامة في أن حقيقة الإسلام قد شوهت في أذهانهم فاعتقدوا البدعة سنة والسنة بدعة، وأصبحت الأكاذيب عندهم ممزوجة بنصوص الدّين الثابتة ... فكان العوام ودعاة الابتداع أبداً معارضين لكل مصلح صادق من الدعاة والعلماء ... وآثر فريق من العلماء المسالة فسكتوا خوفاً من القصاص وسلطانهم [على العامة] وإيثاراً للعافية ... وترى القصاص رغبة في قبول السامعين لهم يسارعون في ابتغاء مرضاة العامة أكثر من حرصهم على تقويمهم وتعليمهم وأضحى القاص كالمغني [والممثل والمهرّج] لا همّ له إلا إطراب السامعين. إن هؤلاء القصاص قوم مهمتهم الكلام وغايتهم أن يستحوذ على إعجاب السامعين".
والواقع أن دعاة القصص والشعر والفكاهة والتهريج والتّهييج ـ وهم أشهر وأكثر الدعاة اليوم عفا الله عنا وعنهم ـ حوّلوا الموعظة بل وخطبة الجمعة المفروضة إلى ما يشبه برامج (ما يطلبه المستمعون) في الإذاعات العربية لرغبة الأغلبية في الهزل ورغبتهم عن الجد، فقدم القصاص لعامة الناس ما يرضيهم ـ لا ما ينفعهم مما شُرعت الموعظة لتحقيقه في مقابل شهرتهم وإذاعة صيتهم والإقبال على مجالسهم، مما يذكّر بقول الله تعالى عن الضالين والمضلين من الإنس والجن: {رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ} (الأنعام:128).
جنبنا الله وإياهم مصيرهم، وردنا وردهم إلى منهاج النبوة في الدين والدعوة ـ رداً جميلاً.
وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله وخاتم رسله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومتبعي سنته.
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[29 - Apr-2009, صباحاً 05:37]ـ
وتبعاً لذلك تحول أكثر مشاهير شباب الدعاة عن منهاج النبوة في الدعوة إلى الله من الموعظة الحسنة
.
والواقع أن دعاة القصص والشعر والفكاهة والتهريج والتّهييج ـ وهم أشهر وأكثر الدعاة اليوم عفا الله عنا وعنهم
.
ياليت صاحب المقال بين لنا من هو القاص عند السلف.
الآن كل واعظ لا يعرف عنه التحذير من الجماعات ومن فلان وفلان والموالات للشيخ الفلاني فهو قاص يحذر منه وهذا أسهل جرح!
الشيخ نبيل العوضي له محاضرات بعنوان: (قصص الأنبياء)
رد عليه أحدهم في الجريدة محذرنا منه بمسألة ما بمقال بعنوان: (إرواء الغليل في الرد على القصاص نبيل)!
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[29 - Apr-2009, صباحاً 07:01]ـ
{فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الأعراف: 176].
الإنكار على بعض قصَّاص العصر:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=6229&highlight=%CA%CD%D0%ED%D1
ـ[علي الزيود]ــــــــ[29 - Apr-2009, صباحاً 08:28]ـ
جزاكم الله خيرا
رفض القصص على اطلاقه غير صحيح ,ولا يحملنا بغضنا لأهل البدع والضلال أن نخطيء جميع ما هم عليه ففي قصص الأمم السابقة عبرة وموعظة , وإذا كان الرجل يقص مما جاء في الكتاب أو ثبت في السنة فلما نمنع سرد القصص , ولما كانت هذه القصص تسرد على من هم خير منا من الصحابة؟ , ولكن نقول التثبت قبل قص القصص.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[29 - Apr-2009, صباحاً 08:47]ـ
موضوعك مكرَّر أخي الكريم.
لذا سأقوم بإغلاق الموضوع، فإن كان لديك تعليقٌ أومناقشة فلك ذلك في هذا الرابط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=7716
أو على الرابط الذي ذكره الشيخ أشرف.
فهما موضوعان.(/)
(ذلك الكتاب لا ريب فيه).
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[29 - Apr-2009, صباحاً 07:44]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كل كتاب ألفه أو يؤلفه مؤلفه يكتب له مقدمة يعتذر فيها عن كل خلل أو خطأ أو نقص ورد في كتابه، ويبين ضعفه البشري في تأليفه وأنه غير سالم من الوقوع في الخطأ والزلل والنقص، ويطلب من قرائه، أن يستروا و يسددوا ما يرونه من ذلك. كما قال عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني في فهرس الفهارس (1/ 26) على سبيل المثال:
جزى الله خيراً كلَّ من كان ناظراً لمجموعتي هذي بستر القبائحِ
وأصلح ما فيها من العيب كلِّه فهذا الذي أرجوه من كلِّ ناصحِ
إلا كتاب الله فإنه سبحانه عندما افتح كتابه بالفاتحة أم الكتاب افتتح كتابه أيضاً بسورة البقرة فقال عز من قائل:) الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2) (أي ذلك الكتاب (القرآن) لا شك فيه، ولا عيب،ولا نقص،ولا اختلاف، هدى للمتقين.
قال تعالى:) أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً ((النساء82).
قال أبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى المزني:
" لو عُورض كتاب ٌ سبعين مرة لوجد فيه خطأٌ، أبى الله أن يكون كتابٌ صحيحاً غير كتابه ".
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - Apr-2010, مساء 10:16]ـ
جزاك الله خيرا
سمعت بعض المشايخ المصريين يقول: إن هذه الآية كانت سببا في إسلام بعض الأمريكان، وإنه سمع ذلك منه بنفسه.
إذ قيل له: ما سبب إسلامك؟ فقال: أول آية في سورة البقرة! فقالوا كيف؟
قال: ما قرأت كتابا إلا وجدت مؤلفه بدأه بمقدمات ممهدات ليوصل الفكرة المطلوبة إلى القارئ، فلما قرأت القرآن وجدته يقول (ذلك الكتاب لا ريب فيه) فقلت في نفسي: لو لم يكن صاحب هذا الكتاب واثقا تمام الثقة من صحة كتابه ما بدأه بحمل جميع قارئيه على معارضته!
ـ[أسامة]ــــــــ[16 - Apr-2010, مساء 11:49]ـ
الله أكبر
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[17 - Apr-2010, مساء 04:31]ـ
سمعت بعض المشايخ المصريين يقول: إن هذه الآية كانت سببا في إسلام بعض الأمريكان، وإنه سمع ذلك منه بنفسه.
سبحان الله!، جزاكم الله خيرًا أيها الأكارم ..(/)
تربية الطيور في الاقفاص
ـ[البدراوي]ــــــــ[29 - Apr-2009, صباحاً 11:47]ـ
سئل ابن عقيل عن حبس الطيور لطيب نغمتها فقال (سفه وبطر،يكفينا ان نقدم على ذبحها للاكل فحسب،لان الهواتف من الحمام ربما هتف بنياحة على الطير و ذكر فراخها،افيحسن بعاقل ان يعذب حيا ليترنم فيتلذذ بنياحته) بدائع الفوائد (3 - 655)
وقال ايضا (نحن نكره حبسه للتربية لما فيه من السفه)
وقال ابن مفلح (فاما حبس المترنمات من الاطيار كالقماري والبلابل في الاقفاص فقد كرهه اصحابنا لانه ليس من الحاجة اليه،لكنه من البطر و الاشر و رقيق العيش،وحبسها تعذيب)
ـ[التقرتي]ــــــــ[29 - Apr-2009, صباحاً 11:54]ـ
عن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً وكان لي أخ يقال له: أبو عمر وهو فطيم كان إذا جاءنا قال: يا أبا عمير ما فعل النغير، لنغر كان يلعب به، وربما حضرت الصلاة وهو في بيتنا، فيأمرنا بالبساط الذي تحته فيكنس ثم ينفح، ثم يقوم ونقوم خلفه فيصلي بنا) رواه البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود.
(النُّغَير) تصغير النُّغَر، وهو طائر يُشبِهُ العُصفورَ أحمرُ المِنقار.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[29 - Apr-2009, مساء 02:13]ـ
عن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً وكان لي أخ يقال له: أبو عمر وهو فطيم كان إذا جاءنا قال: يا أبا عمير ما فعل النغير، لنغر كان يلعب به، وربما حضرت الصلاة وهو في بيتنا، فيأمرنا بالبساط الذي تحته فيكنس ثم ينفح، ثم يقوم ونقوم خلفه فيصلي بنا) رواه البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود ..
فتح الباري ج10/ص584
" وذكر ابن القاص في أول كتابه أنَّ بعض الناس عاب على أهل الحديث أنهم يروون أشياء لا فائدة فيها ومثَّل ذلك بحديث أبي عمير هذا.
قال: وما درى أن في هذا الحديث من وجوه الفقه وفنون الأدب والفائدة ستين وجهًا، ثم ساقها مبسوطة.
فلخصتها مستوفيا مقاصده، ثم أتبعته بما تيسَّر من الزوائد عليه.
فقال: فيه استحباب التأني في المشي وزيارة الإخوان ....
.. وجواز لعب الصغير بالطير وجواز ترك الأبوين ولدهما الصغير يلعب بما أبيح اللعب به وجواز إنفاق المال فيما يتلهى به الصغير من المباحات وجواز إمساك الطير في القفص ونحوه .. ".
ـ[التقرتي]ــــــــ[29 - Apr-2009, مساء 02:42]ـ
بل بلغوا من فوائدة الأربعمئة فائدة!!!!!(/)
أرجو سرعة الإجابة على أسئلة الاسماعيلية المهتدية
ـ[رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ]ــــــــ[29 - Apr-2009, مساء 03:49]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي في الله
أخت إسماعيلية هداها الله دون علم أهلها .. وسألت كذا سؤال فمن يملك الإجابة من طلاب العلم والمشايخ الموجودين (فلن يبخل) جزاه الله جنة عالية قطوفها دانية.
أترككم مع أسئلتها (نسخا بخط يدها من موقع شبكة الدفاع عن السنة)
في البداية ليسلدي شبهات والحمد الله ولكن عندي اسئلة عن مواقف سوف امر فيها واريد ان اعلم ماافعل
اولا الصلاة
ليس لديمكان خاص اصلي فيه لذلك يترتب عليه
1 - لا استطيع الحضن (ربما تقصد التكتيف)
2 - مثلا صلاة المغرب عند اهل السنة3 ركعات فرضوركعتين سنة
ولكن عندنا هي 3 ركعات فرض 6سنةو 4نافلةماذا أفعل وانا امام اهلي
هل اصلي حقا الركعات الزيادةعلما اني لا اصليها اذا كنت وحدي يعني اصليها عشانهم ليس لله هذا ما اشعر
به ولا امثل اني اصلي؟
علما انا هذا الموقف سوف يتكرر دائمافي مختلف الصلوات
عندنا ايام يقولون انها فضيلة مثلليلة 27 من رجب و17 من رمضان وغيرها كثير ولها صلاة معينة تجتمع فيها العائلةويصلون فرادى ولكن في نفس المكان ماذا افعل حينها؟
هلاصلي وانوي صلاة غيرهم ولا امثل اني اصلي احس راح اصير اكبر كذابةومنافقة؟؟؟؟
الصيام وهو المشكلة الكبرى
نحن غالبا ما نصوم قبل اهل السنة بيوم وليس لدي مشكلة استطيع ان افطروامثل اني صايمه
ولكن المشكلة في آخر يوم نفطر وانتم صيام ولا استطيع الصوم يكون عيد يعني تجمع عائلة فطور غداء وغيره
ماذا افعل؟
نفس المشكلة في يوم عرفة يكادقلبي ينفطر الما على اجر يوم عرفة ولا استطيع الصيام إلا اذا رحمنا الله وكنا معكمفي نفس التاريخ؟؟؟؟؟ وهذا قليل ما يحدث
الحج والعمرةاريد ان اذهب الى العمرة فانا جد مشتاقة لبيت الله ومسجد رسوله عليه واله الصلاةوالسلام ولكن هم يزورون القبور ماذا افعل؟؟؟
لا تقولون لا تذهبي انتظري؟؟؟؟؟ اخواتي انتظرت لكن العمر يمضي ولا ادري كم سااعيش؟؟؟
واحيانا سيكون غصب عني الذهاب كما قلت لاني بنت
ماذا افعل هل أمثل اني اصلي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هذا وللحديث بقية
أكمل بقية الاسئلة رغم اني ذكرتها
س1:
في الليالي مثل ليلة 27 من رجبتتجمع العائلة للصلاة فرديه تخص هذه الليلة ماذا افعل؟؟؟
هل اصلي فعلا؟ وهلتقبل؟ ام أمثل اني اصلي امامهم؟
علما انها سوف تتكرر معي دائما فالايام الفضيلةعندهم كثيرة ولها صلوات خاصة!!!!
المهم كيف احسب زكاة الفطر وهل يجوز لي دفعها نيابة عن اهلي كلهم دون علمهم وكيف احسبها
اذا اضطررت الذهاب معهم للعمرة واوالحج
وذهبوا لزيارة القبور والصلاة عندها ماذا افعل؟ امثل اني اصلي يعني حركات فقط
هل سكوتي عن سب اصحاب الرسول وزوجته عليه افضل الصلاة والسلام خوفا منافتضاح امري يجوز ام اني آثمة؟
الآن وقت صلاة أرجع لكم بعد شوي إن شاء الله وماعليش لو فيه أخطاء
ـ[رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ]ــــــــ[29 - Apr-2009, مساء 05:31]ـ
سبحان الله .. والحمد لله .. ولا إله إلا الله .. والله أكبر ..
ثم أين الجواب؟:)
ـ[حمد]ــــــــ[29 - Apr-2009, مساء 05:42]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،
الحمد لله على هدايتها، أسأل الله أن يثبتها.
وجزاك الله خيراً على الاهتمام.
أُفضّل أن تطرح أسئلة الأخت في هذا المنتدى أيضاً، فهم أقرب لهذه الأمور منا:
http://www.ansaaar.net/vb/index.php
ـ[رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ]ــــــــ[30 - Apr-2009, صباحاً 12:28]ـ
سبحان الله .. والحمد لله .. ولا إله إلا الله .. والله أكبر
----------------------
مدحتكم يا مشايخ ... قلت:
(فلن يبخل) ...... فبخلتم
الشكر كله لله وحده ثم للشيخ سعد الحميد حفظه الله ......
سامحكم الله:)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[30 - Apr-2009, صباحاً 12:37]ـ
سبحان الله .. والحمد لله .. ولا إله إلا الله .. والله أكبر
----------------------
مدحتكم يا مشايخ ... قلت:
(فلن يبخل) ...... فبخلتم
الشكر كله لله وحده ثم للشيخ سعد الحميد حفظه الله ......
سامحكم الله:)
يا أخيتي رعاك الله ليس كل سؤال يطرح ويقال: (عاجل) بمجرد وضعه ستجدين الإجابة مباشرة عليه، بل إن كان يحوي أمورا كبيرة كما هنا، فإن التريث في عدم الإجابة هو الحق حتى لا يقع الخلل فيها ومن ثم بدل أن يصلح يفسد.
وإخوانك رعاهم الله ما توقفوا عن المبادرة للإجابة إلا لما أحسوا بقوة وقع المسائل وخطورتها خاصة وأن السائل إمرأة مكسورة في موضع لا يستهان به.
فكان إنتظار من يملك الجرأة على الإجابة لتمكنه من ذلك أولى وأحرى، وهو ما حصل معك هنا، فالحمد لله أولا وآخرا.
لن تجدي في هذا المنتدى إلا كل خير بإذن الله تعالى
ـ[التقرتي]ــــــــ[30 - Apr-2009, صباحاً 12:40]ـ
سبحان الله .. والحمد لله .. ولا إله إلا الله .. والله أكبر
----------------------
مدحتكم يا مشايخ ... قلت:
(فلن يبخل) ...... فبخلتم
الشكر كله لله وحده ثم للشيخ سعد الحميد حفظه الله ......
سامحكم الله:)
هذه مزحة، تريدي ان تجعلي ظهورنا قنطرة فوق جهنم و تنتظري منا ان نتدفق هنا للإجابة!!!!!! سامحكي الله
و لو كنت فعلا تحرصين على اختك لأتصلت بأحد كبار المشايخ في مسائل مثل هذه لا طرحها هنا في المنتديات(/)
ومع ذلك .. فقد أسلموا
ـ[أمة الله أم عبد الله]ــــــــ[29 - Apr-2009, مساء 04:32]ـ
قال تعالى:-
{فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ ... }
سورة الأنعام آية 125
(1)
سُهيل بن عمرو ..
الحارث بن هشام ..
صفوان بن أمية ...
ما شأن هؤلاء الثلاثة؟!!
لقد أخذ النبى صلى الله عليه وسلم يدعو عليهم واحدًا واحدًا والدماء تسيل على وجههفى غزوة أحد، والمشركون قد شددوا وطأتهم وحرصوا على قتله بصفة خاصة حتى يستأصلوا دعوته وكُسرت رباعيته، وكاد أن يُقتل لولا أن الله تعالى ساق أبطال المسلمين يقدمون أنفسهم رخيصة فداءًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
و قُتل عمه الحمزة بن عبد المطلبرضي الله عنهومُثِّل به ...
أثناء ذلك كله أخذ النبى صلى الله عليه وسلم يلعنأئمة الكفر يوم ذاك.
وعين النبى صلى الله عليه وسلم هؤلاء الثلاثة بصفة خاصة ...
وإلى هنا فلا لوم ولا عتاب على النبى صلى الله عليه وسلم أن يدعوا على أعدائه فقد دعا النبى صلى الله عليه وسلم على أعدائه قائلا: (اللهم احصهم عددًا، واقتلهم بددًا، ولا تبق عليها منهم أحدًا .. ) وقنت النبى صلى الله عليه وسلمشهرًا كاملاً فى صلاته يدعوا على رعل وذكوان ويحددهم ..
لكن النبى صلى الله عليه وسلم أضاف الى دعائه هنا أمرًا آخر، ألا وهو أنه قال متعجبًا e : كيف يهدى الله قومًا خضبوا وجه نبيهم؟!
إن هؤلاء لا يمكن أن يؤمنوا ولا يمكن أن تنالهم هداية الله ..
عندئذٍ نزل القرآن الكريم قائلا لرسوله:
{لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ. وَلِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [1] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn1)
وكأن الله تعالى يقول لرسوله صلى الله عليه وسلم إن الهدايةلم يجعلها الله بيد أحدٍ من البشر حتى أنت يا رسول الله ليس لك من الأمر شيئ، إنما جُعلت الهداية بيد الله سبحانه، يهدى من يشاء ويضل من يشاء.
أما أنت أيها الرسول الكريم فما عليك إلا البلاغ. أما الهداية فهى بيد صاحبها وهو الله تعالى، يمنحها لمن يشاء ويمنعها عمن يشاء ..
ولكن ماذا كان من هؤلاء الثلاثة بعد دعاء النبى صلى الله عليه وسلم عليهم ونزول القرآن فى حقهم؟!
(2)
أما سهيل بن عمرو فسيدٌ من سادات قريش وخطيبها المفوه وكان يؤلب الناس على المسلمين ويحاربهم بكل ما أوتى من قوة. وكانت حرارة كلماته تصل إليهم فتؤذيهم مما جعل عمر بن الخطاب رضي الله عنهحين رأى سهيل فى الأسر يوم بدر أن يشير على النبى صلى الله عليه وسلم قائلا: (دعنى أنزع ثَنِيَّتى سهيل، فلا يقوم علينا خطيبًا، فقالصلى الله عليه وسلم: دعها، فلعلها أن تسُرَّك يومًا).
الى هذا الحد كانت فصاحة سهيل تؤلم عمر، حتى أراد أن يخلع بعض أسنانه حتى تُشوه الحروف فلا يستطيع أن يخطب فى المحافل.
ورفض النبى صلى الله عليه وسلم أن يتم التمثيل بوجه الرجل، وأطلق سراح سهيل ..
وعاش سهيل يحارب بسلاحين (بالسيف واللسان) حتى كان دورهُ الأكبر يوم الحديبية إذ جاء سهيل بن عمرو رسولاً من قِبَلِ قريش، فقال النبي صلى الله عليه وسلم متفائلاً: (لقد سهل لكم أمركم).
وقال: (قد أراد القوم الصلح حين بعثوا هذا الرجل)، وكانت قريش قد قالت لسهيل بن عمرو: ائت محمدًا فصالحه، ولا يكن في صلحه إلا أن يرجع عنا عامه هذا، فوالله لا تحدث العرب عنا أنه دخلها علينا عنوة أبدًا. فلما انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تكلم فأطال الكلام، وتراجعا، ثم جرى بينهما الصلح.
وعندما بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم في إملاء شروط الصلح على الصحابى الجليل علي بن أبي طالب، كاتب الصحيفة، اعترض سهيل على كتابة كلمة (الرحمن) في البسملة، وأراد بدلاً عنها أن يكتب (باسمك اللهم)، لأنها عبارة الجاهليين، ورفض المسلمون ذلك، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم وافق على اعتراض سهيل. ثم اعترض سهيل على عبارة (محمد رسول الله)، وأراد بدلاً عنها عبارة: (محمد بن عبد الله)، فوافقه أيضًا على هذا الاعتراض.
وعندما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (على أن تخلوا بيننا وبين البيت فنطوف به) اعترض سهيل قائلاً: لا تتحدث العرب أنا أخذنا ضغطة قهرًا ولكن ذلك في العام المقبل، فنخرج عنك فتدخلها بأصحابك فأقمت فيها ثلاثًا معك سلاح الراكب لا تدخلها بغير السيوف في القرب. فوافق الرسول صلى الله عليه وسلم على هذا الشرط.
ثم قال سهيل: وعلى أن لا يأتيك منا رجل وإن كان على دينك إلا رددته إلينا. قال المسلمون: سبحان الله! كيف يرد إلى المشركين وقد جاء مسلما؟! فبينما هو كذلك إذ دخل أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف في قيوده، وقد خرج من أسفل مكة حتى رمى بنفسه بين أظهر المسلمين فقال سهيل: هذا يا محمد أول من أقاضيك عليه أن ترده إلي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنا لم نقض الكتاب بعد)، فقال سهيل: والله إذًا لم أصالحك على شيء أبدًا.
وألح الرسول صلى الله عليه وسلم على سهيل أن يستثني أبا جندل، فرفض وتمسك بذلك، ولم يجد الرسول صلى الله عليه وسلم بدًا من إمضاء ذلك لسهيل.
ثم بعد هذا تم الاتفاق على بقية الشروط وهي: (على وضع الحرب عشر سنين، يأمن فيها الناس، ويكف بعضهم عن بعض، وأن بينهم عيبة مكفوفة، فلا إسلال ولا إغلال، وأن من أحب أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل فيه).
وظل سهيل على موقفه تجاه الإسلام إلى يوم فتح مكة، ولما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة دخل البيت ثم خرج فوضع يده على عضادتى الباب، فقال: " ماذا تقولون؟ " فقال سهيل بن عمرو: نقول خيرًا، ونظن خيرًا، أخ كريم وابن أخ كريم، وقدرت.
فقال: (أقول كما قال أخى يوسف
[1] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftnref1) ) سورة آل عمران آية 128 – 129.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمة الله أم عبد الله]ــــــــ[29 - Apr-2009, مساء 04:33]ـ
فذاب سهيل ومن معه خجلاً وحياءًا من أخلاق النبى صلى الله عليه وسلم ورحمته التى تجعل العقول تطيش من الحيرة وتجعل الألسنة لا تملك أن تقول كلمة واحدة.
امتلأ قلب سهيل بحب النبى صلى الله عليه وسلم والرغبة فى الإسلام فأرسل سهيل إلى ابنه عبد الله (أبو جندل) ليستأمن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمنه فخرج إلى حنين مع رسول الله r وهو على شركه حتى أسلم بمنطقة تسمى الجعرانة، فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذٍ مائة من الإبل من غنائم حنين [1] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn1).
وما إن لامس الإسلام شغاف قلب سهيلحتى حاول أن يعوض ما فاته وقلبه يعتصر ألمًا على كل لحظة قضاها بعيدًا عن طاعة الله. إن العناد والمكابرة والحرب قد غطوا أعين هؤلاء القوم فلما أزيل الغطاء انكشفت حقيقة الإيمان أمام أعينهم وشعروها فى قلوبهم.
وشهد له الصحابة ومن بعدهم قائلين فى حقه: (لم يكن أحد من كبراء قريش الذين تأخر إسلامهم فأسلموا يوم فتح مكة، أكثر صلاة ولا صومًا ولا صدقة ولا أقبل على ما يعنيه من أمر الآخرة، من سهيل ابن عمرو، حتى إن كان لقد شحب لونه. وكان كثير البكاء رقيقًا عند قراءة القرآن. لقد رُئى يختلف إلى معاذ بن جبل حتى يقرئه القرآن وهو بمكة، فقال له رجل: تذهب إلى معاذ؟!
أفلا ذهبت الى رجل من أهل قريش يعلمك؟
فقال سهيل: هذا الذى صنع بنا ما صنع حتى سبقنا كل السبق، أى لعمرى اختلف إليه لقد وضع الإسلام أمر الجاهلية، ورفع الله بالإسلام قومًا كانوا لا يُذكرون فى الجاهلية فليتنا كنا مع أولئك فتقدمنا) [2] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn2) .
ومضى سهيل يشق طريقه الى جنة الرحمن، وإلى تعويض ما فاته .. وإذا به يقول قولته الشهيرة: (والله لا أدع موقفًا وقفته مع المشركين إلا وقفت مع المسلمين مثله، ولا نفقةً أنفقتها مع المشركين إلا أنفقتُ على المسلمين مثلها، لعل أمرى أن يتلو بعضه بعضًا) [3] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn3).
ولما مات النبى صلى الله عليه وسلم وأخذت القبائل ترتد عن الإسلام فأراد أهل مكة أن يحاكوا هذه البلاد المرتدة فقام سُهيل بن عمرو يثبت قومه وقال لهم يا أهل مكة كنتم آخر الناس دخولا فى دين محمد فلا تكونوا أول الناس خروجًا منه ... ثم قال لهم: (مَنْ كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات، ومَنْ كان يعبد الله فإن الله حى لا يموت) [4] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn4).
وظل سهيل على الخير والإيمان كثير الصلاة والصيام والصدقة بكاء عند كتاب الله، وخرج بجماعته الى الشام مجاهدًا، يضرب أعداءه وكان فى اليرموك أميرًا على كُرْدُوسٍ [5] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn5) .
وظل مرابطًا بأرض الشام متذكرًا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مقام أحدكم فى سبيل الله ساعة من عُمره خيرٌ من عمله عمره فى أهله) قال سهيل: فإنما أرابط حتى أموت، ولا أرجع إلى مكة، فلم يزل مقيمًا بالشام حتى مات فى طاعون عمواس [6] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn6) . وقد قال صلى الله عليه وسلم: (الطاعون شهادة لكل مسلم) [7] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftn7).
فرضى الله عن سهيل بن عمرو ..
(3)
وأما الحارث بن هشامفظل محاربًا للمسلمين حتى يوم فتح مكة، إذ علم أنه من أوائل المطلوبين فاستجار بأم هانئ بنت أبى طالب فأجارته فأراد أخوها قتله فذكرت ذلك للنبى قائلة: زعم فلان- تقصد أخاها - ألا إجارة لى، فقال e : ( قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ).
وكانت دهشته لا تقدر إذ صعد بلال بن رباح رضي الله عنه فوق الكعبة قارعًا أذانهم بقوله: جاء الحق وزهق الباطل .. إن الباطل كان زهوقا.
وكان الحارث يقول: يا ليتنى مت قبل هذا ولم أشهد هذا اليوم.
ولما قيل للحارث بن هشام: ألا ترى ما يصنع محمد من كسر الآلهة ونداء هذا العبد الأسود على الكعبة؟!
فقال الحارث: إن كان الله يكره هذا، فسيغيره ..
وأخذت قلوب أئمة الكفر تفكر فى الإسلام خاصة وإن النبى عليه الصلاة والسلام عفا عنهم وأعطى الكثير منهم الأمان فى داره وفى المسجد ..
وكان الحارث ممن أسلم يومذاك، ثم كانت غزوة حنين بعدها فتألف النبى صلى الله عليه وسلم قلوب هؤلاء القوم فأعطاهم حتى رضوا. وأعطى للحارث يومها مائة من الإبل فكُسرت شوكة العداء والعناد فى قلبه ثم رويدًا رويدًا أخذت تعاليم الإسلام تشق طريقها الى قلب الرجل فنما زرع الإيمان فى قلبه فحسن إسلامه رضي الله عنه ثم هاجر الحارث إلى الشام ( http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%c7%e1%d4%c7%e3) ف ى عصر عمر رضي الله عنه، فلم يزل مجاهدا، حتى كان يوم اليرموك فقال عكرمة بن أبى جهل: من يبايع على الموت فبايعه مائتان من الرجال على الشهادة فى سبيل الله. وأخذ الأبطال يتساقطون على الأرض وتصعد أرواحهم الى السماء ...
[1] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftnref1) ) الطبقات لابن سعد 7/ 284.
[2] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftnref2) ) صفة الصفوة 1/ 314.
[3] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftnref3) ) الإصابة للحافظ ابن حجر 3/ 178.
[4] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftnref4) ) رواه البيهقى فى الدلائل – نقلا من الإصابة لابن حجر 3/ 178.
[5] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftnref5) ) الطائفة العظيمة من الخيل والجيش – والجمع كراديس.
[6] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftnref6) ) الإصابة لابن حجر 3/ 178.
[7] ( http://forum.ashefaa.com/#_ftnref7) ) متفق عليه عن أنس – صحيح الجامع 3947.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمة الله أم عبد الله]ــــــــ[29 - Apr-2009, مساء 04:40]ـ
وكان من بين هؤلاء الحارث بن هشام استشهد باليرموك وسجل التاريخ له موقفًا عظيمًا فى الإيثار قبل موته، إذ جاءه رجل يريد أن يسقيه ماءً - وهو فى النزع الأخير - فسمع أنين عكرمة فآثره على نفسه وقال اذهبوا الى عكرمة. فذهبوا إلي عكرمة بالماء فسمع أنين عياش بن ربيعة فأشار أن اذهبوا الى عياش، فذهبوا الى عياش فوجدوه قد فارق الحياة، ثم رجعوا الى عكرمة فوجدوه قد فارق الحياة، ثم رجعوا الى الحارث فوجدوه قد مات.
فرضى الله عن الحارث بن هشام ...
(4)
وأما صفوان بن أمية فلم يزل محاربًا لله ورسوله فى سره وعلانيته خاصةً وأن أباه أميّة بن خلف قد لقي مصرعه في بدر ..
وبلغ من عداء صفوان للنبى صلى الله عليه وسلم أن جلس يومًا مع عمير بن وهب فتذاكرا قتلى بدر. فقال صفوان: والله ما في العيش خير بعدهم.
وقال له عمير: صدقت، ووالله لولا دينٌ عليّ لا أملك قضاءه، وعيال أخشى عليهم الضيعة بعدي لركبت الى محمد حتى أقتله.
ثم أتبع عمير قائلا: أقول لمحمد قدمت من أجل ابني الأسير عندكم.
فاغتنمها صفوان وقال: عليّ دينك، أنا أقضيه عنك، وعيالك مع عيالي أواسيهم ما بقوا ..
فقال له عمير: إذن فاكتم شأني وشأنك ...
ثم أمر عمير بسيفه فشُحذ له وسُمّ، ثم انطلق حتى قدم المدينة.
فلما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلمقال له: ما جاء بك يا عمير .. ؟؟
قال: جئت لهذا الأسير الذي في أيديكم.
قال النبي: فما بال السيف في عنقك؟
قال عمير: قبّحها الله من سيوف، وهل أغنت عنا شيئا؟
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: أصدقني يا عمير، ما الذي جئت له؟
قال: ما جئت الا لذلك.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: بل قعدت أنت وصفوان بن أميّة في الحِجر فذكرتما أصحاب القليب من قريش، ثم قلت، لولا دينٌ عليّ، وعيال عندي لخرجت حتى أقتل محمدًا، فتحمّل لك صفوان بدينك وعيالك على أن تقتلني له، والله حائل بينك وبين ذلك ..
وعندئذ صاح عمير: أشهد أن لا اله الا الله، وأشهد أنك رسول الله، هذا أمر لم يحضره الا أنا وصفوان، فوالله ما أنبأك به الا الله، فالحمد لله الذي هداني للاسلام. وأمر النبى صلى الله عليه وسلمأصحابه قائلا: فقّهوا أخاكم في الدين، وعلموه القرآن، وأطلقوا أسيره ..
ولا يزال صفوان على عناده حتى يوم الفتح العظيم، راح عمير بن وهب يُناشد صفوان الإسلام ويدعوه إليه، بيْد أن صفوان شدّ رحاله صوب جدّة ليبحر منها إلى اليمن، فذهب عمير الى الرسول صلى الله عليه وسلم وقال له: (يا نبي الله، إن صفوان بن أمية سيد قومه، وقد خرج هاربا منك ليقذف نفسه في البحر، فأمِّنه).
فقال النبي: (هو آمن).
قال: (يا رسول الله أعطني آية يعرف بها أمانك)، فأعطاه الرسول صلى الله عليه وسلمعمامته التي دخل فيها مكة.
فخرج بها عمير حتى أدرك صفوان فقال: (يا صفوان فِداك أبي وأمي، الله الله فى نفسك أن تُهلكها، هذا أمان رسول الله صلى الله عليه وسلمقد جئتك به).
قال له صفوان: (وَيْحَك، اغْرُب عني فلا تكلمني).
قال: (أيْ صفوان فداك أبي وأمي، إن رسول الله صلى الله عليه وسلمأفضل الناس وأبر الناس، وأحلم الناس وخير الناس، عِزَّه عِزَّك، وشَرَفه شَرَفك) قال: (إني أخاف على نفسي).
قال: هو أحلم من ذاك وأكرم).
فرجع معه حتى وقف به على رسول الله صلى الله عليه وسلمفقال صفوان للنبي صلى الله عليه وسلم: (إن هذا يزعم أنك قد أمَّنْتَني).
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (صدق).
قال صفوان: (فاجعلني فيها بالخيار شهرين).
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: أنت بالخيار فيه أربعة أشهر.
و لمّا أجمع رسول الله صلى الله عليه وسلمالسير إلى هوازن ليلقاهم، ذُكِرَ له أن عند صفوان بن أمية أدراعًا له وسلاحًا، فأرسل إليه وهو يومئذ مشرك، فقال: (أعرنا سلاحك هذا نلقَ فيه عدونا غدًا).
فقال صفوان: (أغصبًا يا محمد؟).
قال: (بل عارِيَةٌ ومضمونة حتى نؤديها إليك).
قال: (ليس بهذا بأس).
وقد هلك بعضها فقال رسول الله: (إن شئت غَرِمتُها لك؟).
قال: لا.
وبعد غزوة حنين كانت الغنائم هائلة، فأخذ صفْوان ينظر إلى شِعْبٍ ملآن نَعماً وشاءً ورعاءَ، فلمحه رسول الله صلى الله عليه وسلمفقال:
(يُعْجِبُكَ هذا الشّعْبُ؟)
قال: (نعم).
ـ[أمة الله أم عبد الله]ــــــــ[29 - Apr-2009, مساء 04:41]ـ
قال: (هو لك وما فيه).
فقبض صفوان ما في الشّعْب و قال: (ما طابتْ نفسُ أحدٍ بمثل هذا
إلا نفسُ نبيّ، أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبدُهُ ورسوله). وأسلم في مكانه.
وأقام صفوان بمكة مسلمًا بعد عودة رسول الله صلى الله عليه وسلمإلى المدينة.
فقيل له: (لا إسلام لمن لا هجرة له).
فقدم المدينة فنزل على العباس، فقال: (ذاك أبرَّ قريش بقريش، ارجع الى مكة، فإنه لا هجرة بعد الفتح. ومن لأباطحِ مكة؟!).
فرجع صفوان فأقام بمكة فكان صفوان أحد كرماء مكة المطعمين، وكان يُقال له: (سِداد البطحاء). وحسن إسلامه واستخدم لسانه الفصيح الذى لطالما آذى به المسلمين، فاليوم هو يستخدمه فى نصرة دين الله، وظل الرجل على دينه القويم حتى مات رضي الله عنه كريمًا حميدًا.
فرضى الله عن صفوان بن امية ...
وهكذا أسلم الثلاثة رجال وحسن إسلامهم وتاب الله عليهم لتتقرر القاعدة أن الله يهدى من يشاء ويضل من يشاء ..
وإن العجب ليشتد فى أمر هؤلاء ...
كيف كان البدء ..
ثم كيف صار الختام.
نسأل الله حسن الخاتمة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[29 - Apr-2009, مساء 07:31]ـ
"الكاتب يكتب أشياء نعرفها جميعا ... فقط لا نعرف أننا نعرفها "
أورهان باموك(/)
ما حكم الشرع في هذه المسألة
ـ[أبومروة]ــــــــ[29 - Apr-2009, مساء 05:36]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مما لايخفى على أحد منا أن مما ابتليت به الأمة في هذا الزمان هو ظاهرة التصوير الفتوغرافي، وأن مسألة التصوير من المسائل المختلف فيها بين علماء الأمة، ولايوجد إجماع في المسألة وهذا لاخلاف فيه،وإن بعض أهل العلم ذهب إلى لعن المصورمهما كان نوع تصويره باليد بالآلة،اللهم إلا للضرورة والضرورة تقدر بقدرها، وإن أخذنا بمذهب ما في المسألة القائلين بالمنع أو المجوزين له، فإن الذي شغل بالي هو التصوير بالفديو -ومثله القنوات الفضائية، ذلك أنني دخلت في نقاش مفتوح مع أحد الأصدقار سامحه الله وعفا عنا وعنه، حول مسألة التصوير بالفديو -أي بالكاميرا - لبعض الرحلات السياحية لتلاميذ مدرستنا القرآنية، حيث قال هذا الأخير لايجوز مطلقا، وذكر بعض العلماء الذين قالوا بالمنع والملتف للإنتباه أن لهؤلاء العلم -رحمهم الله وحفظ الله الأحياء منهم -صور قدتكون نادرة، وتسجيلات بالفديو على الشبكة.
السؤال:
هل رجع هؤلاء العلماء عن عدم جواز التصوير؟ أم أن هذه الصور والتسجيلات أخذت خفية عنهم؟ أم أن هذه التسجيلات والصور كانت قبل فتواهم.
أرجوا منكم أن تفيدونا في المسألة بارك الله فيكم.
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[29 - Apr-2009, مساء 09:16]ـ
من هم العلماء الذين قد وجدت لهم صور و تسجيلات وهم يرون تحرمها؟
حسب علمي أن الشيخ الألباني و الشيخ محمد إبراهيم آل الشيخ توجد لديهم صورة وهم يرون تحريم الصور الفوتغرافية.
من غيرهم؟
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[29 - Apr-2009, مساء 09:45]ـ
أخي الكريم الشيخ (صالح الفوزان) - حفظه الله - لا يرى بجواز التصوير، ومع هذا يُصور من غير علمه، ونبه على هذا الأمر ..
دونك استمع لكلامه، نقلته من شبكة سحاب السلفية، مع بعض التنسيق ..
(بيان وتوضيح حول: خروج الشيخ صالح بن فوزان الفوزان على القنوات الفضائية) ..
قال الإمام الشاطبي - رحمه الله -:
" لا تنظر إلى عمل العالم، ولكن سله يصدقك "
(خروج الشيخ على المحطات والقنوات الفضائية)
رقم الفتوى: 2484
نص السؤال:
فضيلة الشيخ عفا الله عنكم: (سمعنا كلاما لكم بعدم الخروج
على المحطات والقنوات الفضائية، فهل تراجعتم عن قولكم)؟
http://alfawzan.ws/AlFawzan/sounds/00223-18.ra
( الإجابة):
(أنا لا أخرج في القنوات الفضائية، ولا خرجت، ولن اخرج إن شاء الله، نعم).
****************************** ******************** *************************
(تحريم التصوير وظهور صورة الشيخ في الجرائد)
رقم الفتوى: 7396
السؤال:
فضيلة الشيخ وفقكم الله، أسئلة كثيرة تسأل فتقول:
(إن فضيلتكم عندما يظهر له مقال في الجرائد تظهر صورة له
مع هذا المقال وكذلك عند إلقاء للمحاضرات في بعض القنوات،
فهل هذا دليل على أنكم تقولون بجواز التصوير)؟
http://alfawzan.ws/AlFawzan/sounds/00273-14.ra
( الجواب):
(ليس هذا دليل على ما أرى، أنا ما أمرتهم ولا طلبتهم، وإنهم هم ياتون، أخذوا صورة الشيخ إبن باز وهو يحرم هذا ويحرِّج من يفعله، ويأخذوا صورته في المجامع وفي المناسبات، هذا إثمه عليهم هم، إثمه عليهم هم، أما نحن فلا نرضى بهذا، ولا أمرناهم به، ولا شاورونا عليه، نعم).
****************************** ******************** *************************
(قناة المجد الإسلامية)
رقم الفتوى: 2822
قناة المجد الإسلامية
السؤال:
أحسن الله إليكم يقول السائل: (ما رأيكم في قناة المجد الإسلامية)؟
http://alfawzan.ws/AlFawzan/sounds/00348-14.ra
( الجواب):
(أنا هنا ما أعرف القنوات، ولن أحكم على شيء لا أعرفه، نعم).
****************************** ******************** *************************
(ما حكم من التقطت له صورة في مكان به تصوير)؟
سئل الشيخ الفوزان - حفظه الله - السؤال التالي:
(ما حكم من التقطت له صورة في مكان به تصوير)؟
(الجواب):
(لا يجوز، يكون أعان على الحرام، يكون أعان على فعل المعصية، إذا وقف وقام الناس يصورونه فهو راضٍ بهذا، وهو من التعاون على الإثم والعدوان، أمَّا إذا التقطوا له صورة وهو ما درى، فإنَّ الإثم عليهم، فهو ما تعمد هذا ولا درى عنه).
(حاشية شرح كتاب التوحيد ش59 د15) اهـ
****************************** ******************** *************************
(قناة الأثر الفضائية والشيخ الفوزان):
سئل العلامة بقية السلف الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله -
أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة هذا سائل يقول: (لقد ظهرت
في الأردن إحدى القنوات الفضائية تسمى بقناة الأثر وأصحابها يقولون أن فضيلتكم قد زكاهم في هذه القناة فهل هذا صحيح)؟
الشيخ - حفظه الله -:
(والله لا أعرفهم ولا أعرف القنوات كلها نعم لكن الكذب اليوم ما يكلف على هؤلاء يلصقون الكذب ويفترون الكذب والعياذ بالله ولا يستحيون ولا يخافون من الله عز وجل، نعم).
(من شرح فضيلته لكتاب الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، يوم الأحد 4 ربيع الأول 1430 هـ
الدقيقة:46:40
****************************** ******************** *************************
وقد يقول البعض:
لقد رأيت بأم عيني الشيخ الفوزان في قناة المجد العلمية!!!!!!!
والجواب:
1 - نقلنا فتاوي الشيخ الفوزان في تحريم التصوير و الظهور في الفضائيات.
2 - فتوى الشيخ بالحرف الواحد" أنا لا أخرج في القنوات الفضائية ولا خرجت ولن اخرج إن شاء الله ".
3 - صرح الشيخ الفوزان أنه إن ظهرت صورته فهذا يعني بأنه قد صور من غير إذنه.
4 - عدم علم الشيخ بأنه يُصور، أو عدم علمه بوجود التصوير في ذلك المكان.
5 - تكذيب الشيخ لفرية تزكيته لقناة الأثر الفضائية.
**************************
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم رميساء]ــــــــ[29 - Apr-2009, مساء 09:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
لقد سمعت الشيخ محمد حسان يقول أنه سأل الشيخ إبن بازرحمه الله بنفسه وقال حكمه الجواز وسئل الشيخ صالح ابن عثيمين فقال بالجواز .. والشيخ ناصر كان يقول بالتحريم لكن تراجع فيما بعد قبل وفاته رحمه الله(/)
هل يجوز فهم النص بفهم لم يفهمه احد من السلف؟
ـ[التقرتي]ــــــــ[29 - Apr-2009, مساء 06:31]ـ
لنفرض مسألة لم يرد فيها اجماع لكن وردت فيها أقوال عند السلف فهل يحق للمجتهد ان يفهم النص بفهم لم يسبقه إليه احد من السلف اي ليس في تلك الأقوال بل يعارضها جميعا؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[30 - Apr-2009, صباحاً 12:31]ـ
لنفرض مسألة لم يرد فيها اجماع لكن وردت فيها أقوال عند السلف فهل يحق للمجتهد ان يفهم النص بفهم لم يسبقه إليه احد من السلف اي ليس في تلك الأقوال بل يعارضها جميعا؟
بشرائط ثلاثة:
1) ان يكون أهلا للاستنباط.
2) ان لا يكون فهمه مخالفا لقاعدة من قواعد الدين، أو نصا من نصوصه.
3) ان يكون له وجه قوي في استنباطه حتى يقبل فهمه للنص، بحيث لا يكون وجه فهمه للنص ضعيف أو بعيد.
فقد وجدت على مر الزمن مثل هذه الإنفرادات، ولم ينكر على أصحابها، وفي بعض الأحيان إذا خالف شرطا من الشروط التي ذكرت لك يقال له: (أغرب فلان).
والله تعالى أعلم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[30 - Apr-2009, صباحاً 01:05]ـ
بارك الله فيك أخي السكران ..
والضابط الأصيل يرجعُ لأمرين:
1 - أن يكون المنقول عن السلف غير قطعي في نقله.
2 - أن يكون لدى المتكلم دليل أداه لهذا الفهم ...
مع التنبيه على أنه ليس له أن يدعي أنه لم يُسبق وإنما غاية قوله أنه لابد له من سلف وإن لم يُعلم ...
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[30 - Apr-2009, مساء 12:20]ـ
هذا الفهم من النص إما أن يعود بالنقض على:
/// أصل من أصول الشريعة
/// أو على مجموع أقوال السلف وأفهامهم للنص
وإما أن لا يعود فيكون استنباطا:
/// موافقا لأصل من أصول الشريعة
/// أو موافقا لفهم السلف أو فهم أحدهم
/// أو لا يوافق شيئا مما تقدم لكن لا يعود عليه بالنقض أو لا يلزم منه غياب الحق عن السلف
فالأول لا يجوز وهو فتح لباب الابتداع والطعن في الاسلام
والثاني جائز جرى عليه عمل العلماء
أما دليل حرمة الأول _على الإجمال_ فلأنه:
/// يلزم منه ضياع الحق من السلف وإدراك الخلف له دونهم واللازم باطل عقلا وشرعا فكذا الملزوم
أما عقلا فلما علم من سيرتهم وعلمهم وورعهم فهم أولى بالحق من غيرهم
وأما شرعا فلحديث خير الناس .. وأشباهه من الأحاديث والآثار
وينظر درء التعارض وإعلام الموقعين
/// وللإجماع على حجية الإجماع
/// ولأن فيه فتح لباب الابتداع
/// وإعانة لأعداء الإسلام على هدمه
وبالإجماع وفهم السلف حجّ أهل السنة من خالفهم ولولاهما لما حجوهم لأن الأفهام متفاوتة فإذا لم يكن حاكم عليها سقطت الحجج لأن لكل عاقل من بني آدم أن يفهم ما يفهم
فجعل أهل السنة فهم السلف والإجماع حاكمين على باقي الفهوم
وأما دليل الثاني فلأنه:
/// لا دليل على منعه لعدم لزوم عنه ما لزم عن الأول
/// ولأن النصوص الشرعية لا تشبع منها العلماء
/// ولبطلان سد باب الاجتهاد بضوابطه عقلا وشرعا
/// ولدعوة الشارع إلى التدبر في النصوص
/// غير ذلك
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[30 - Apr-2009, مساء 12:27]ـ
أما قول أخينا التميمي:
3) ان يكون له وجه قوي في استنباطه حتى يقبل فهمه للنص، بحيث لا يكون وجه فهمه للنص ضعيف أو بعيد.
فلا يصح أن يكون شرطا لأن للمخالف أن يقول لك إن استنباطي له وجه قوي
فلا ينضبط هذا الشرط
فالقوي عندك ضعيف عند غيرك والعكس صحيح
لذلك ينبغي ضبط الفهوم بفهم السلف
وأما قوله:
فقد وجدت على مر الزمن مثل هذه الإنفرادات، ولم ينكر على أصحابها، وفي بعض الأحيان إذا خالف شرطا من الشروط التي ذكرت لك يقال له: (أغرب فلان).
فإن كان يقصد أن أهل العلم لم ينكروا على من تفرد بفهم مخالف لفهم السلف أو أحدث قولا ثالثا وكان اختلاف السلف على قولين
فهذا خطأ
والنصوص في ذلك كثيرة أشهرها قول الإمام أحمد
وينظر هنا بعض الأقوال:
(إذْ خشيت أن أكون أحدثت أمرا لم أُسْبَق إليه) ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=4768)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[30 - Apr-2009, مساء 12:40]ـ
لقد دخلت علينا هاجما أخي (أمجد) رعاك الله، فتريث علينا
أما قولك: (فلا يصح أن يكون شرطا لأن للمخالف أن يقول لك إن استنباطي له وجه قوي. فلا ينضبط هذا الشرط، فالقوي عندك ضعيف عند غيرك والعكس صحيح)
فأقول: بل هو شرط صحيح حفظك الله، وليس كل من قدم لنا استنباطا نقول له: على العين والرأس، بل هناك سبر وتمحيص لهذا الإنستنباط، ولا يقوم بهذه المهمة الحاسمة إلا أهل العلم الراسخين الذين لهم قدم ثابت في ذلك، وليس الباب مفتوحا على مصراعيه لكل من رأى وجه قررناه عليه، حتى ولو قال لنا أنه قوي.
وأما قولك: (لذلك ينبغي ضبط الفهوم بفهم السلف).
فأقول: هذا لي وليس لك، فهذا ما عنيته لك في ردي الأول.
وأما قولك: (فإن كان يقصد أن أهل العلم لم ينكروا على من تفرد بفهم مخالف لفهم السلف أو أحدث قولا ثالثا وكان اختلاف السلف على قولين؛ فهذا خطأ، والنصوص في ذلك كثيرة أشهرها قول الإمام أحمد)
فأقول: هذا ما قاله إلا أنت حفظك الله؛ أما أنا فلم أقله، فليس في كلامي شيئا مما قلته أنت أبدا، ولستُ ملزما بفهم الناس لكلامي خلاف ما قصدت.
تريث علينا قليلا بارك الله فيك ورعاك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التقرتي]ــــــــ[30 - Apr-2009, مساء 12:44]ـ
بارك الله في الجميع و نفعنا بكم
هل يمكن القول ان اقوال السلف التي نقلت الينا هي اجماع ظني لأنه لم ينقل الينا غيرها؟ فإذا احدث المجتهد قولا ينقضها و لا سلف له في ذلك فهل هو نقض لهذا الاجماع؟
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[30 - Apr-2009, مساء 12:47]ـ
بارك الله فيك أخي التميمي
أعتذر إن كان في كلامي تهجم وسوء في العبارة وما قصدت إلا خيرا
ـ[التقرتي]ــــــــ[30 - Apr-2009, مساء 12:49]ـ
لمزيد من التوضيح لو علمنا اقوالا للصحابة لم تنقل الينا غيرها لكن لم ينقل لنا اجماع في المسألة فهل هذا من باب الاجامع الظني لاننا لا نعلم للصحابة قولا مخالفا للمنقول؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[30 - Apr-2009, مساء 01:03]ـ
بارك الله في الجميع و نفعنا بكم
هل يمكن القول ان اقوال السلف التي نقلت الينا هي اجماع ظني لأنه لم ينقل الينا غيرها؟ فإذا احدث المجتهد قولا ينقضها و لا سلف له في ذلك فهل هو نقض لهذا الاجماع؟
أخي العزيز
الجمهور على أنه لا إجماع مع مخالفة واحد أو اثنين، كالثلاثة.
وقيل: بل ينعقد الإجماع مع مخالفة واحد لا مخالفة أكثر؛ لأنه نادر، لا اعتبار به.
وقيل: ينعقد الإجماع مع مخالفة اثنين. وختاره جمع من العلماء.
والصواب: أنه ينعقد الإجماع، لتعذر أن يكون الراجح متمسك المخالف، لأنه لا يدل ظاهرا على وجود راجح أو قاطع؛ لأنه لو قدر كون متمسك المخالف راجحا والكثيرون لم يطلعوا عليه، أو اطلعوا عليه وخالفوه غلطا أو عمدا؛ كان في غاية البعد.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[30 - Apr-2009, مساء 01:11]ـ
لمزيد من التوضيح لو علمنا اقوالا للصحابة لم تنقل الينا غيرها لكن لم ينقل لنا اجماع في المسألة فهل هذا من باب الاجامع الظني لاننا لا نعلم للصحابة قولا مخالفا للمنقول؟
نعم أخي العزيز، هذا مل قاله (الهندي) في نهايته: الظاهر أن من قال أنه إجماع فإنما يجعله إجماعا ظنيا لا قطعيا. انتهى
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[01 - May-2009, صباحاً 01:05]ـ
# أخي الكريم, لعلك تقصد مبحث: إذا اختلف الصحابة على قولين فهل بجوز لمن بعدهم إحداث قول ثالث؟
- الجواب: لا يجوز احداث قول ثالث يخرج عن قولهم, ولكن يجوز إحداث تفصيل لا يرفع ما اتفق عليه القولان.
- انظر للفائدة: كتاب " معالم في أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة " للشيخ محمد بن حسين الجيزاني - مبحث الاجماع- المسألة السادسة: المسائل المترتبة على الاجماع. (انظر في الحاشية للامثلة).
ـ[التقرتي]ــــــــ[01 - May-2009, صباحاً 01:12]ـ
لا ليس هذا انما هو نقل بعض قول الصحابة فقط لكن لا نعرف قول غيرهم هذا هو المطلوب
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[01 - May-2009, صباحاً 02:25]ـ
1 - ألا يعني حديث: "لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين"، أن الحق لا يخرج عن مجموع أقوال الصحابة؟
2 - ثم إذا سلمنا بذلك، ما حكم ما سقط من أقوال الصحابة ولم يصلنا؟ هل معنى أنه لم يحفظ أن الحق ليس فيه؟
3 - ثم إذا لم نشترط الحفظ دليلا عل الحق، هل يجوز للمجتهد أن يذهب لقول لا يعلم له فيه سلفا من الصحابة؟
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[01 - May-2009, صباحاً 05:08]ـ
أخي الكريم, ممكن تذكر لنا مثال؟
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[01 - May-2009, صباحاً 06:03]ـ
من المقصود بالسؤال يا أخي الفاضل عبد الرزاق؟
وإذا كنت تقصدني، فعلى أي شيء تطلب المثال - وفقك الله -؟
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[01 - May-2009, صباحاً 09:15]ـ
أقصد صاحب الموضوع-التقرتي- بارك الله فيك! (ابتسامة).
# أخي التقرتي, قلت: (نقل بعض قول الصحابة فقط لكن لا نعرف قول غيرهم) , هل تقصد بمبحث حجية قول الصحابي؟
لأن الصحابي اذا عرف له قول واشتهر ولم يعلم له مخالف من الصحابة, كان اجماعا سكوتيا,
واذا لم يشتهر ولم يعرف له مخالف من بين الصحابة كان حجة عند جمهور أهل السنة.
@ أرجو أنت توضح بالمثال اذا وجد, وشكرا.
ـ[التقرتي]ــــــــ[01 - May-2009, مساء 12:57]ـ
بارك الله في الإخوة
على سبيل المثال: مدة تقصير الصلاة في السفر اذا نوى المسافر الإقامة في بلد، الذي نقل الينا قول قول صحابيين عبد الله بن عمر و عبد الله بن العباس و ربما قول علي بن ابي طالب رضي الله عنهم و بعض التابعين , كلها انحصرت في مدة اقل من عشرين يوما
اليوم عندنا فتواي لا تحد هذه المدة فهذه الفتوى ليس لها سلف فما هي مشروعيتها؟
نقل قول بعض الصحابة ليس معناه نقل اجماع، الاجماع لابد ان ينقله احد لكن ان وصلتنا اثار ثم نقول هذا اجماع فهذا لا يجوز لكن ربما نستطيع القول اننا لا نعلم لهما مخالفا هذا اصح
و المجتهد قد يغفل عن بعض الاثار ايضا
السؤال هو كل هذه الفتاوي التي تخالف كل ما وصل الينا من أقوال السلف لكن في مسائل لم ينقل إلينا فيها اجماع و خاصة تلك التي تعتمد على نصوص فهمها السلف بفهم مغاير ما حكمها؟(/)
هل المذهب الظاهري من المذاهب المعتبرة ولماذا يندر ذكر أقوالهم في المسائل الفقهية؟
ـ[حمدان الجزائري]ــــــــ[29 - Apr-2009, مساء 09:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإجابة:
المذهب الظاهري مذهب موسوم بالقول بالظاهر؛ لكنه لم يتأصل في متون للكتب وفي قول إمام منهم يمكن أن يصار إليه في أن هذا مذهب أهل الظاهر.
ولهذا في كتب الخلاف العالي يختلف القول هل هذا فعلا مذهب الظاهرية أو ليس بمذهب الظاهرية، والظاهرية نسبوا إلى قولهم بالظاهر ونفي القياس وعدم الدخول في التعليلات.
ولهم قواعد في الأصول مثل أن يكون كل أمر للوجوب ونفي التعليل، وعدم الأخذ بخلاف دل عليه الظاهر حتى ولو فارق المعنى الذي يراد من الدليل.
تارة ينسب إلى داوود الظاهري في مسائل، وتارة وينسب إلى أبي محمد بن حزم الأندلسي في مسائل، وتارة ينسب إلى غيرهما.
وأكثر ما يقال الآن مذهب الظاهرية يعني به مذهب ابن حزم وهو الذي قعد للقول بالظاهر لهذا ابن حزم إنما ينسب القول إليه، ولا يعدى إلى قول الفرقة أن هذا قول الظاهرية بعامة وقد يتجاوز فيقال إن الظاهرية قالوا كذا.
لكن الظاهرية كمذهب لا يوجد له تأصيل من حيث المتون ومن حيث المسائل التي قالوا بها مثل مذهب الحنابلة المالكية الشافعية الحنفية هذه يعرف المذهب، ولم يخدم أيضا بعد ابن حزم وإن كان جاء بعض العلماء يقولون بقول أهل الظاهر ابن عربي الصوفي ومثل ابن سيد الناس ونحوهما، مثل ابن أبي حيان صاحب البحر المحيط وجماعة ممن كانوا يميلون إلى هذا لكن ليسوا بمترسخين في الفقه، ولا ألفوا لهذا لا تجد أن أقوالهم تذكر في باب الخلاف دائما.
المفتي: معالي الشيخ صالح آل الشيخ-حفظه الله-
المصدر: موقع الشيخ http://www.salehalshaikh.com/ar/?p=891 (http://www.salehalshaikh.com/ar/?p=891)
ملاحظة: لا أعلم هل هذا الموقع رسمي أو لا،لكن أنبه أن الفتوى هذه مرت عليا في شرح الشيخ على الطحاوية(/)
أيهما أولى؟
ـ[أبومروة]ــــــــ[29 - Apr-2009, مساء 10:58]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.
و بعد:
ظاهرة غريبة بدأت بالظهور في مسجدنا ذلك لمايؤذن المؤذن للصلاة، وكما هو معلوم عندنا أن هناك وقتا محددا بفترة زمنية بين الأذان والإقامة لاعتبارات خاصة وعامة، وهذا ماهو معمول به في غالب المساجد عندنا، لكن اللافت للإنتباه هناك بعض الشباب يأتون متأخرين عن قصد أو عن غير قصد، الله أعلم بهم،فيأتي بعضهم المحراب أو قريبا منه بحيث يعيق الشروع في الصلاة للإمام ظاهرا ويشرع في النافلة، وصنف آخر يقف ويبقى واقفا ولايشرع في النافلة، بدعوى أن صلاته تقتضي وقتا لإتمامها، وأن وقت إقامة الصلاة قد قرب.
السؤال الأول:
أيهما أولى الشروع في النافلة؟ أم إنتظار الصلاة.
السؤال الثاني:
هل هناك فضل زائد حينما يصلي المأموم في المحراب؟ أم ماذا؟
بارك الله فيكم
ـ[احميشان]ــــــــ[07 - Aug-2010, مساء 07:59]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تحية المسجد من السنن المؤكدة
ما لم يعلن عن إقامة الصلاة الحاضرة
فإذا شرع في الإقامة وكان أحدهم قد شرع
في تحية المسجد أو أي نافلة
فإن عليه أحد أمرين
إما ان يكون قد أتى بركعة تامة قبل الشروع في الإقامة
فلا بأس أن يتم الركعة الثانية
ما لم يخش فوات ركوع الركعة الأولى مع الأمام
فإن خشي فوات ركوع الركعة الأولى مع الإمام
قطع النافلة
وانتقل إلى التي أقيمت أو تقام
أما أولائك الذين يأتون محراب الإمام يصلون فيه
فإنهم يأتون بابا من المكروه ظاهرا
اذ المحراب خاص بالإمام يقف فيه اثناء صلاة الجماعة
وحتى الإمام يكره له ان يصلى منفردا في محراب الجماعة
ولله اعلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
قول "عبلة، وأم الصبيان، وجني، وأم العفاريت" شـ (للنجمي رحمه الله) ــرك
ـ[أبو قتادة العماني]ــــــــ[30 - Apr-2009, صباحاً 12:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال: تعلمون يا فضيلة الشيخ بأن هناك بعض الناس يتلفظون ببعض الألفاظ والتي عمت بها البلوى في أهالي هذه المنطقة والتي صعب على الناس تركها وعدم التلفظ بها إلاّ من وفقه الله لتركها مثل لفظة عبلة، وأمَّ الصبيان، وجنِّي، وأم العفاريت وما شابهها من الألفاظ التي عمت وطمت في ديارنا والناس فيها ما بين منكر لها وغير منكر بدعوى أنها تقال بدون قصد لمعناها ولا اعتقاد فيها وإنما هي تقال على سبيل المزاح وإدخال السرور في نفوس سامعيها فما حكم الشرع الشريف فيها وجزاكم الله خيراً؟
الجواب: هذه من الألفاظ الشركية التي لا يجوز أن تقال لا على سبيل الجد ولا على سبيل الهزل ومن قالها بعد العلم و الموعظة فإنه مستهين بالشرك متجرىءعليه إلاّ أن تجرى الكلمة على لسانه من غير قصد بل على سبيل النسيان فحينئذ يقول لا إله إلاّ الله فإنها تكفرها علماً بأن هذه الألفاظ تعد من الشرك الأصغر فإن اعتقد الإستعانة بشيء منها واعتقد بأنه يعينه فإنها تكون من الشرك الأكبر المخرج من الملة .. وبالله التوفيق.
فتح الرب الودود في الفتاوى والرسائل والردود
الشيخ أحمد النجمي رحمه الله
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[30 - Apr-2009, صباحاً 12:38]ـ
(الكلام عن أم الصبيان كله لا أصل له) الشيخ: ابن باز - رحمه الله -:
(تسأل عن الحجاب، وعن أم الصبيان، -لعلها تقصد الحجاب من أم الصبيان- وتقول: إنها قرأت كلاماً طويلاً عن أم الصبيان مروي عن سليمان عليه السلام، وترجو من سماحة الشيخ التوجيه، وهل لهذه المسميات تأثير على الإنسان؟ جزاكم الله خيرًا).
فأجاب الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله -:
(بسم الله، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد ..
فهذه الأشياء التي يقولها الناس عن أم الصبيان كلها لا أصل لها ولا تعتبر، وإنما هي من خرافات العامة ويزعمون أنها جنية مع الصبيان، وهذا كله لا أصل له، وهكذا ما ينسبون إلى سليمان كله لا أساس له ولا يعتبر ولا يعتمد عليه.
كل إنسان معه ملك وشيطان كما أخبر به النبي -صلى الله عليه وسلم-، كل إنسان معه قرين ليس خاصاً بزيد ولا بعمرو، فمن أطاع الله واستقام على أمره كفاه الله شر شيطانه، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لما قيل له: وأنت يا رسول الله معك شيطان؟ قال: (نعم، إلا أن الله أعانني عليه فأسلم).
أما أم الصبيان فلا أساس لها ولا صحة لهذا الخبر ولهذا القول، ولا يجوز اتخاذ الحجاب من أجلها يعني كأن يضع الإنسان على ولده أو على بنته كتاباً يكتب فيه كذا وكذا، تعوذاً بالله من أم الصبيان أو طلاسم أو أسماء شياطين أو ملوك الشياطين أو غير ذلك لا يجوز اتخاذ ذلك، ولا تعليقه على الصبية ولا على الصبي كل هذا منكر؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- نهى عن التمائم وهي الحُجُب وقال: (من تعلق تميمة فلا أتم الله له ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له)، وقال: (إن الرقى والتمائم والتولة من الشرك).
فالتمائم هي ما يعلق على الأولاد ذكورهم وإناثهم أو على المرضى لدفع المرض أو دفع الجن تسمى تميمة وتسمى حجاب، وقد يكون من الطلاسم وقد يكون من أسماء شياطين وقد يكون من حروف مقطعة لا يعرف معناها، وقد يكون من آيات معها غيرها، فلا يجوز اتخاذ هذه الحجب لا مع الصبي ولا مع الصبية ولا مع المريض، ولكن يُقرأ عليه الرقى الجائزة، والرقى الممنوعة هي التي رقى مجهولة أو رقى فيها منكر.
أما الرقى بالقرآن العظيم وبالدعوات الطيبة فهي مشروعة كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يرقي أمته، وقد رقاه جبرائيل عليه الصلاة والسلام وقال: (لا بأس بالرقى ما لم تكن شركاً) فكون الصبي يقرأ عليه إذا أصابه مرض أو الصبية يقرأ عليه أبوه أو أمه أو غيرهما بالفاتحة بآية الكرسي (قل هو الله أحد) المعوذتين بغير ذلك يدعون له بالعافية أو على المرضى يقرأ عليهم ويدعى لهم بالعافية، أو على اللديغ كما قرأ الصحابة على اللديغ فعافاه الله، كل هذا لا بأس به هذا مشروع.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما أن يقرأ عليه برقى شيطانية لا يعرف معناها أو بأسماء شياطين أو بدعوات مجهولة هذا لا يجوز، وكذلك الحُجُب التي يسمونها الحروز، وتسمى الجوامع، ولها أسماء، هذه لا يجوز تعليقها والنبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن تعليق التمائم وقال: (من تعلق تميمة فلا أتم الله ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له)، ويروى عن حذيفة -رضي الله عنه- أنه رأى رجلاً بيده خيط من الحمى فقطعه، يعني خيط علقه في يده لدفع الحمى، فقطعه وتلا قوله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ} (106) سورة يوسف، وثبت عن عمران بن حصين -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- وجد في يد إنسان حَلْقة من صُفْر، فقال: (ما هذا؟) قال: من الواهنة! فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: (انزعها فإنها لا تزيد إلا وهناً – لا تزيدك إلا وهناً يعني إلا ضعفاً- فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحتَ أبداً).
وهذا وعيد فيه، التحذير من تعليق الحجب والحلقات وأشباه ذلك مما يعلقه الجهلة، أو الخيوط تعلق على المريض أو على غيره كل ذلك ممنوع، ولا يجوز تعليقه من أجل ما يدعون أنه أم الصبيان ولا غير ذلك، ولكن الإنسان يتحرز بما شرع الله، فقد شرع لنا تعوذات، فإذا أصبح الإنسان وقرأ آية الكرسي بعد فريضة الفجر وقرأ (قل هو الله أحد) والمعوذتين ثلاث مرات، هذا من التعوذات الشرعية.
وهكذا إذا قال: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) ثلاث مرات، صباحا ومساء، فهذا من التعوذات الشرعية، هكذا (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، ثلاث مرات، لم يضره شيء) كما قاله النبي -صلى الله عليه وسلم- يقولها صباحاً ومساءً، هكذا (أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة) يقولها كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعوذ بها الحسن والحسين، فإذا استعملها الإنسان هذه تعوذات شرعية، وهكذا لو قال: "أعيذ نفسي وذريتي وأهل بيتي بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة"، "بسم الله، أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه ومن شر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون" هذا أيضاً جاء، هكذا (أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق وذرأ وبرأ ومن شر ما ينزل من السماء، ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض ومن شر ما يخرج منها، ومن شر فتن الليل والنهار، ومن شر كل طارق إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن)، هذا أيضاً جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه تعوذ به عندما هجم عليه بعض الشياطين فأعاذه الله من شرهم.
فهذه تعوذات شرعية ينبغي للمؤمن أن يفعلها في صباحه ومسائه وعند نومه، وهكذا قراءة (قل هو الله أحد) والمعوذتين بعد كل صلاة فهي من التعوذات الشرعية مع آية الكرسي، ولكنها تكرر بعد الفجر والمغرب ثلاث مرات، (قل هو الله أحد) والمعوذتين تكرر بعد الفجر والمغرب، وتقال عند النوم ثلاث مرات كل هذا جاءت به السنة، وهذه حروز شرعية ليس فيها تعليق شيء ولكنه يقولها المؤمن والله جل وعلا ينفعه بها ويحفظه بها من شر كثير من شر الدنيا والآخرة) انتهى.
:// www.binbaz.org.sa/mat/17711 (http://www.binbaz.org.sa/mat/17711)
ـ[أبو قتادة العماني]ــــــــ[30 - Apr-2009, صباحاً 03:10]ـ
زادكِ الله علماً اختي الكريمة، ورحم الله تعالى ابن باز والنجمي وغيرهم من مشايخنا وعلمائنا، وجمعنا بهم في دار كرامته.(/)
السبيل إلى محاورات راقية مثمرة بنّاءة!
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[30 - Apr-2009, صباحاً 12:30]ـ
السبيل إلى محاورات راقية مثمرة بنّاءة!
تمهيد:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهده، أما بعد:
الجفاء الاليكتروني:
إنّ الناظر في "المجتمع الاليكتروني" يجد من أسباب الجفاء ودواعيه الشيء الكثير .. بدءا من "أدوات التواصل الماديّة": شاشة، لوحة المفاتيح، فأرة، أسلاك .. إلخ .. إلى غير ذلك من الحواجز النفسيّة، والتي منها: اختلاف: النشأة، والطباع، والأخلاق، والعادات، وضعف البيان عن مكنونات القلوب - فهذه جميعها - وغيرها -: حواجز مادية نفسية لها - ولابد - من الآثار غير الايجابية المؤثّرة على "صحّة الحوار التفاعلي المثمِر البنّاء" ..
بينما نجد أنّ "التواصل المباشر" أكثر إيجابيّة في إنتاج محاورات إنسانيّة راقية ..
ومن أدوات "التواصل المباشر" المعِينة على إنتاج "حوار مثمر بنّاء": المصافحة وتلامس الأيدي، والتقاء الأعين بحنوّ وشفقة، وابتسامة رقيقة صادقة - فجميع هذه الأدوات - وغيرها -: تعين بشكل كبير على سدّ فرجات الشيطان بين المتحاورين، وعلى تآلف القلوب لا اختلافها، ولِين الجوارح الذي تتداعى له الأرواح استجابةً ولينا .. ونجد هذه المعاني جليّة في أحاديث، منها: مرسل عطاء الخراساني: "تصافحوا: يذهب الغِل"، وحديث أبي مسعود رضي الله عنه: "استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم"، وفي حديث ابن عمر رضي الله عنه - وفي وصله كلام -: "أقيموا الصفوف؛ فإنما تَصُفُّون بصفوف الملائكة، وحاذوا بين المناكب، وسُدُّوا الخلل، ولِينُوا في أيدي إخوانكم، ولا تذروا فرجات للشياطين"، وقال النُّعمان بن بَشير رضي الله عنه: "رأيت الرجل منا يُلْزِقُ كعبَه بكعب صاحبِه" .. إلى غير ذلك من الأخبار ..
ومن الأمور المعِينة على إنتاج: "حوار مثمر بنّاء":
1 - تهيئة النيّة الصالحة ..
2 - إثبات عرش الأقوال قبل النقش، وتحقيق مباني الكلام قبل المضيّ في تأويل معانيها ..
3 - بذل الوسع في معايشة المحاوَر، ومحاولة فهمه كما يريد على التحقيق هو لا كما نريده نحن، ويحصل ذلك: باستقراء الملف العلمي = ومنه يقف المحاوِر على نظرة كليّة تعِينه على استظهار شخصيّة محاوره. وينبغي أن نتحرّى في تكوين هذه النظرة: الموضوعيّة والحَيدة - قدر الطاقة البشريّة - ..
4 - فَهْم المحاوَر علميّا، ويتم ذلك بالوقوف: على أصوله العلميّة التي ينطلق منها، وتفسير مصطلحاته التي يُكثر من تداولها .. ، حتى لا يتم الغلط عليه ..
5 - ينبغي التحلّي بالأمانة العلميّة، وترك المحاكاة و"التقمّص" لشخصيّات أخرى في الأسلوب أو الطريقة، بل الواجب: مجاهدة ذلك، وصناعة شخصيّة مستقلة للمحاوِر ..
6 - ينبغي تحقيق نقطة البحث، وتحرير موطن النزاع والخلاف، وعدم الالتفات إلى الالتفات، وعدم الانتقال إلى نقطة جديدة إلا بعد الانتهاء من الأولى ..
7 - ينبغي ترك الدفع بالصدر في مناقشة المسائل العلميّة، ومحاولة معرفة وجه القول أو اللفظ لا دفعه ابتداء. وتحرير وجه القول: لا يعني التزامه، ولكنه يعينك على التواصل الراقي الذي يدفعك دفعا إلى إحسان الظن بالمحاوِر وأنه ما أراد إلا سلوك المنهج العلمي المجرّد عن الهوى ..
8 - ترك التسليم المطلق لكل موروث علمي، بل الواجب: تمحيص كل مادّة، وإعادة النظر فيها، لا سيّما في المسائل المشتبهة = غير القطعيّة أو المجمع عليها ..
9 - ينبغي أن يتحلّى أطراف الحوار بالحِكمة، والأناة، والتؤدة والتروّي، وترك العجلة في تكذيب الآخر أو رميه بالوهم أو الخطأ دون أدلة أو بيّنات أو قرائن وجيهة ..
10 - إحسان الخُلُق والظن المتبادل، وانتقاء أطايب الكلام، والعدول عن اللفظ القاسي أو الجارح إلى اللفظ السهل المحبّب إلى النفس، مع حياطة ذلك بالدعاء الصادق الخالي عن الهمز واللمز والتعريض ..
11 - الارتقاء بالحوار وبالعلاقات الإنسانيّة، وإنْ أراد أن ينزل بها أحد أطراف الحوار، فلا يلتفت إلى سلوكه، بل يُجاهد نفسه في ترك النزول إليه، وأن يسلك سبيل المحسنين .. وليس الواصل بالمكافيء ..
12 - ينبغي الاستجابة للحق إذا ظهر جليّا، أو تعليق الحوار إذا كان مشتبها، أو الانفضاض عنه إذا ظهر بلا مرية أن الطرف الآخر: لا يريد إلا المراء، أو كان من المعاندين أرباب الهوى ..
13 - ينبغي - قدر الطاقة والإمكان - ختام الحوار بالمحافظة على أواصر المودّة بين المتحاورين ..
14 - تعاهد النيّة في جميع المراحل السابقة، وتجديدها ..
تم
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[30 - Apr-2009, صباحاً 06:09]ـ
موضوعات ذات صلة:
مابالي لاأقبل من أحد يقول لي أخطأت؟!
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=10779
الردّ على المخالف بين الإنصاف ... والاعتساف
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=28385&highlight=%C7%E1%CF%DD%DA+%C8% C7%E1%D5%CF%D1
أداب متعلقة بالانترنت ... الشيخ صالح آل الشيخ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=31405&highlight=%C7%E1%CD%E6%C7%D1
آداب المناقشة العلمية-آداب طالب العلم في أثناء الجدال العلمي. للسدحان
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=30173&highlight=%C7%E1%CD%E6%C7%D1
10 همسات في فنِّ الحوار
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=21568&highlight=%C7%E1%CD%E6%C7%D1
أساليب سوفسطائية إبداعية في المناظرات!!
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=9213&highlight=%C7%E1%CD%E6%C7%D1
نصائح أخوية
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=8233&highlight=%C7%E1%CD%E6%C7%D1
حملوا: ((كتب أدب الحوار وأدب الخلاف)) - pdf
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=32035&highlight=%C7%E1%CD%E6%C7%D1
إلى غير ذلك ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالرحمن بن ناصر]ــــــــ[30 - Apr-2009, صباحاً 08:47]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[30 - Apr-2009, مساء 10:57]ـ
أشكر: إدارة الألوكة: المجلس العلمي، على تثبيت الموضوع
* * * * * * * * * * *
وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم أخي أبا عبدالرحمن بن ناصر
ـ[أبومروة]ــــــــ[02 - May-2009, مساء 08:16]ـ
بارك الله فيك شيخنا أبا محمد على هذه العبارات الذهبية
حقيقة أينما وقع قلمك ترك وراءه بصمات مثمرة -عفوا أناملك
-ألم تقل الخيوط والأسلاك ولوحة المفاتيح
إبتسامة
لاتنس أني أحبك في الله
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[04 - May-2009, صباحاً 04:12]ـ
أخي الحبيب/ أبومروة/ أحبك الله الذي أحببتني له
ثم إني أشهد أنّ بعض الإخوة قد وفّقهم الله تعالى إلى إزالة جميع الحواجز المادّيّة والنفسية، بل ذلّلها الله تعالى لهم، بصدق توجّههم، ونبل أخلاقهم، ورقيّ سلوكهم ... ، فسبحان الله إذ يقول: (وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ) [سبأ: 10]، وقال تعالى: (ذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ، فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ) [الدخان: 28 - 29]، وصدق نبينا صلى الله عليه وسلم، إذ يقول: (إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلاَنًا فَأَحْبِبْهُ. فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلاَنًا فَأَحِبُّوهُ. فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِيالأَرْضِ).
الشاهد: أنّ الحواجز الماديّة المذكورة - سابقا - من أسلاك وشاشات .. - وكذا الحواجز النفسيّة - إلخ .. بصدق العبد .. يذلّلها الله تعالى له، بل يحيلها من حواجز "سلبية" إلى أسباب "إيجابية" مثمرة .. والله أعلم.
ـ[أبو دجانة السلفي]ــــــــ[06 - Jun-2009, مساء 03:03]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
هَلَاكُ أُمَّتِي فِي الْكِتَابِ وَاللَّبَنِ
ـ[أبو عبد البر رشيد]ــــــــ[30 - Apr-2009, صباحاً 03:36]ـ
( http://www.sonnaonline.com/BookTabweeb.aspx?RootID=130495 ) عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ ( java******:)، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " هَلَاكُ أُمَّتِي فِي الْكِتَابِ وَاللَّبَنِ ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الْكِتَابُ وَاللَّبَنُ؟ قَالَ: " يَتَعَلَّمُونَ الْقُرْآنَ فَيَتَأَوَّلُونَهُ عَلَى غَيْرِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ، وَيُحِبُّونَ اللَّبَنَ فَيَدَعُونَ الْجَمَاعَاتِ وَالْجُمَعَ وَيَبْدُونَ " *(/)
اختلاف الأمة ليس برحمة!
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[30 - Apr-2009, صباحاً 06:45]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - في ذكر فوائد قول الله "وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد":
ومنها: أن الاختلاف ليس رحمة؛ بل إنه شقاق، وبلاء؛ وبه نعرف أن ما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «اختلاف أمتي رحمة» (1) لا صحة له؛ وليس الاختلاف برحمة؛ بل قال الله سبحانه وتعالى: {ولا يزالون مختلفين * إلا من رحم ربك} [هود: 118] أي فإنهم ليسوا مختلفين؛ نعم؛ الاختلاف رحمة بمعنى: أن من خالف الحق لاجتهاد فإنه مرحوم بعفو الله عنه؛ فالمجتهد من هذه الأمة إن أصاب فله أجران؛ وإن أخطأ فله أجر واحد؛ والخطأ معفو عنه؛ وأما أن يقال هكذا على الإطلاق: «إن الاختلاف رحمة» فهذا مقتضاه أن نسعى إلى الاختلاف؛ لأنه هو سبب الرحمة على مقتضى زعم هذا المروي!!! فالصواب أن الاختلاف شر.
---------------------
(1) قال الألباني في السلسلة الضعيفة: لا أصل له، ولقد جهد المحدثون في أن يقفوا له على سند، فلم يوفقوا (1/ 76 حديث رقم 57).
تفسير سورة البقرة، آية 176، المجلد الثاني، ص273.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[30 - Apr-2009, صباحاً 07:21]ـ
ربما أراد من قال هذه العبارة، " الاختلاف في بعض المسائل الاجتهادية "، مثل: صلاة الوتر، منهم مَن أوجبها، ومنهم مَن قال: إنها سنة مؤكدة ..
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[30 - Apr-2009, صباحاً 11:31]ـ
ربما أراد من قال هذه العبارة، " الاختلاف في بعض المسائل الاجتهادية "، مثل: صلاة الوتر، منهم مَن أوجبها، ومنهم مَن قال: إنها سنة مؤكدة ..
هذا لا شك فيه أنه مرادٌ للشيخ
وكيف يقول الشيخ رحمه الله عن اختلاف الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة ومن تبعهم إلى يوم الدين في المسائل الفقهية الاجتهادية أنه شر
الشيخ أعقل من ذلك
ولو كان يقول بذلك لما تكلم في الفقه أصلا
ولما خالف بعض أهل العلم قبله وممن عاصره
ولما رجح ولما ألف
قد علم من سيرته والمنقول عنه ومن مؤلفاته وأشرطته أنه لا يقصد هذا الاختلاف
الاختلاف على ضربين:
/// اختلاف عن هوى ويؤدي إلى التكفير أو التبديع أو التفسيق أو جميع ذلك مع شحناء ويغضاء وقتال أحيانا
فهذا مذموم
كاختلاف الفرق المبتدعة من شيعة ومعتزلة وجهمية وغيرهم
واختلاف متعصبة طوائف المسلمين
/// واختلاف عن اجتهاد وطلب للحق لا يؤدي إلى ما أدى إليه الأول بل يؤدي إلى الرحمة والسعة
وهو اختلاف السلف والخلف في المسائل الاجتهادية من فقهية وحديثية ولغوية وهلم جرا
وقليل من المسائل العقدية
فهذا اختلاف محمود
وعلى جوازه الإجماع
وأدلة ذلك وتقريره مبسوطة في كتب أهل العلم
أحيل _سريعا_ على الجامع لأبي عمر ابن عبد البر من كتب المتقدمين واختلاف المفتين للشريف حاتم العَوني من كتب المعاصرين
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[30 - Apr-2009, مساء 11:53]ـ
# تقول يا شيخ أمجد - بارك الله فيك ووفقك-: (واختلاف عن اجتهاد وطلب للحق لا يؤدي إلى ما أدى إليه الأول بل يؤدي إلى الرحمة والسعة
وهو اختلاف السلف والخلف في المسائل الاجتهادية من فقهية وحديثية ولغوية وهلم جرا
وقليل من المسائل العقدية
فهذا اختلاف محمود
وعلى جوازه الإجماع).
@ السؤال هو: ممكن تذكر لنا الأدلة على ما ذكرت؟
من باب الفائدة ينظر في هذا الرابط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=29727
# ليتك يا شيخ أمجد تتحفنا بإختصار لرسالة الدكتور حاتم العوني كي نستفيد, وشكرا.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[01 - May-2009, صباحاً 12:32]ـ
بارك الله فيك
سأحاول تلخيص بحث العوني والزيادة عليه وطرحه هنا إن شاء الله
وأسأل الله البركة في الوقت(/)
احذروا بدع [الجوالات]! للفوزان
ـ[أبو قتادة العماني]ــــــــ[30 - Apr-2009, صباحاً 10:13]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه، وبعد: فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - محذرًا من البدع: (وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة)، وقال - عليه الصلاة والسلام -: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد). وفي رواية: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)، وقال - عليه الصلاة والسلام -: (إن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - وشر الأمور محدثاتها).
والبدعة: ما أحدث في الدين مما ليس منه، وقد أكمل الله لنا ديننا. قال - سبحانه -: ? الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ?. [المائدة: 3]. فلسنا بحاجة إلى البدع والمحدثات، لأنها ليست من الدين، ولأنها تبعد عن الله - سبحانه -، والتشريع حق لله تعالى. قال تعالى: ? أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللهُ ?. [الشورى: 21].
نقول هذا بمناسبة: أنه ظهر أناس يروجون البدع بيننا ومن ذلك ما شاع في هذه الأيام من الأمر بصيام آخر يوم من العام الهجري، ومن الدعوة إلى الافطار الجماعي في يوم عاشوراء، وغير ذلك مثل ما يروج عن طريق [الجوالات] من الأمر بأذكار معينة ومحددة بأعداد لا دليل عليها.
فاحذروا أيها المسلمون من هذه البدع ومن مروجيها، ولا تتساهلوا فيها بل أنكروها وازجروا من يروج لها أو يدعو إليها، وقانا الله وإياكم شر الفتن، ما ظهر منها وما بطن، ووفقنا وإياكم للزوم السنة واجتناب البدعة.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
ـ[أبو قتادة العماني]ــــــــ[21 - Nov-2009, مساء 04:06]ـ
يرفع للفائدة ...(/)
خطبة الجمعة من المسجد النبوي كف الأذى عن المسلمين للشيخ صلاح البدير
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[30 - Apr-2009, مساء 12:31]ـ
خطبة الجمعة من المسجد النبوي كف الأذى عن المسلمين للشيخ صلاح البدير
28 ربيع ثاني 1430هـ
الخطبة الأولى
الحمد لله الذي لا خير إلا منه ولا فضل إلا من لدنه، أحمده حمداً لا انقطاع لراتبه ولا إقلاع لسحائبه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .. سميع لراجي قريب ممن يناجي، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمداً عبده ورسوله أتم البرية خيراً وفضلاً، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه حبل الهدى وينبوع التقى صلاةً تبقى وسلام يترى.
أما بعد، فيا أيها المسلمون اتقوا الله؛ فإن تقواه أفضل مكتسب وطاعته أعلى نسب: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ آل عمران 102.
أيها المسلمون .. المؤمن سهل العريكة، جميل العشرة، حسن التعامل، لين الجانب، يبذل الندى ويكف الأذى، وكف الأذى أفضل خصال الإسلام، فعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: قلنا يا رسول الله: أي الإسلام أفضل؟ قال: " من سلم المسلمون من لسانه ويده " متفق عليه، قال الإمام البغوي - رحمه الله تعالى -: " أفضل المسلمين من جمع إلى أداء حقوق الله أداء حقوق المسلمين، والكف عن أعراضهم ".
أيها المسلمون .. دلت النصوص الشرعية على تحريم إيذاء المسلم بأي وجه من الوجوه، من قول أو فعل بغير وجه حق، ووجوب رفع الأذى عن المسلمين .. قال - تعالى -:وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً الأحزاب 58، وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا يتناج اثنان دون واحد؛ فإن ذلك يؤذي المؤمن، والله - عز وجل - يكره أذى المؤمن " أخرجه الترمذي، وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إياكم والجلوس في الطرقات، فقالوا: يا رسول الله، مالنا بد من مجالسنا نتحدث فيها، فقال: فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه، قالوا: وما حقه؟ قال: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر" متفق عليه.
أيها المسلمون .. إيذاء المسلم ومكايدته وإلحاق الشر به واتهامه بالباطل ورميه بالزور والبهتان، وتحقيره وتصغيره وتعييره وتنقصه وثنم عرضه وغيبته وسبه وشتمه وطعنه ولعنه وتهديده وترويعه، وابتزازه وتتبع عورته ونشر هفوته وإرادة إسقاطه، وفضيحته وتكفيره وتبديعه وتفسيقه، وقتاله وحمل السلاح عليه وسلبه ونهبه وسرقته وغشه وخداعه والمكر به، ومماطلته في حقه وإيصال الأذى إليه بأي وجه أو طريق ظلم وجرم وعدوان .. لا يفعله إلا دنيء مهين لئيم وضيع ذميم .. قد شحن جوفه بالضغناء والبغضاء وأفعم صدره بالكراهية والعداء؛ فتنفش للمجابهة وتشمر للمشاحنة .. ينصب الشرك ويبري سهام الحتف .. دأبه أن يحزن أخاه ويؤذيه وهمه أن يهلكه ويرديه .. وكفى بذلك إثماً وحوباً وفسوقاً، فعن نافع عن ابن عمر – رضي الله عنهما - قال: صعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المنبر فنادى بصوت رفيع، فقال: " يا معشر من أسلم بلسانه ولم يفضِ الإيمان إلى قلبه .. لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم؛ فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله ..
قال: ونظر ابن عمر يوما إلى البيت أو إلى الكعبة، فقال: ما أعظمك وأعظم حرمتك، والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك " أخرجه الترمذي.
وعن سهل بن معاذ عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " من رمى مسلم بشيء يريد شينه به حبسه الله على جسر جهنم حتى يخرج مما قال " أخرجه أبو داود ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: " قال رجل: يارسول الله .. إن فلانة يذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها، قال: هي في النار، قال: يا رسول الله .. فإن فلانة يذكر من قلة صيامها وصلاتها وصدقتها وأنها تصدق بالأثوار من الأقط ولا تؤذي جيرانها بلسانها، قال: هي في الجنة " أخرجه أحمد ..
وعن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من جرد ظهر مسلم بغير حق لقي الله وهو عليه غضبان " أخرجه الطبراني في الكبير، وقال الهيثمي: إسناده جيد.
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه – قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، بحسب امريء من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه " أخرجه مسلم .. وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه – قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " سباب المسلم فسوق وقتاله كفر " أخرجه مسلم .. وعن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: إنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " من دعا رجلا بالكفر، أو قال: عدو الله، وليس كذلك .. إلا حار عليه " أخرجه مسلم.
فيا أيها المؤذي المعتدى العيَّاب المغتاب، يامن ديدنه الهمز واللمز والنبز والغمز والتجسس والتحسس والتلصص كُفَّ أذاك عن المسلمين واشتغل بعيبك عن عيوب الآخرين، وتذكر يوماً تقف فيه بين يدي رب العالمين ..
يقول يحيى بن معاذ: " ليكن حظ المؤمن منك ثلاثة: إن لم تنفعه فلا تضره، وإن لم تفرحه فلا تغمه، وإن لم تمدحه فلا تذمه "، وقال رجل لعمر بن عبد العزيز: " اجعل كبير المسلمين عندك أبا، وصغيرهم ابنا، وأوسطهم أخا، فأي أولئك تحب أن تسيء إليه؟ "، وعن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: قلت يارسول الله .. أي الأعمال أفضل؟ قال: " الإيمان بالله والجهاد في سبيله، قال: قلت: أي الرقاب أفضل؟ قال: أنفَسُها عند أهلها وأكثرها ثمناً، قال: قلت: فإن لم أفعل، قال: تعين صانعاً أو تصنع لأخرق، قال: قلت: يارسول الله أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل؟ قال: " تكف شرك عن الناس؛ فإنها صدقة منك على نفسك " متفق عليه.
بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة، ونفعني وإياكم بما فيه من البينات والحكمة .. أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه .. صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه وسلَّم تسليماً كثيراً.
أما بعد، فياأيها المسلمون اتقوا الله وراقبوه، وأطيعوه ولا تعصوه .. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ التوبة 119.
أيها المسلمون .. ومن صور الإيذاء التشويش على المصلين في المساجد برفع الأصوات والمزاحمة والمدافعة وتخطي الرقاب والصلاة في الطرق والممرات وعلى الأبواب وإيذاء المسلمين بالروائح الكريهة المزكمة المنتنة، فعن عبد الله بن بسر - رضي الله عنه - قال: " جاء رجل يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة والنبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب، فقال: " اجلس فقد آذيت" أخرجه أبو داود وابن ماجه .. وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: " اعتكف النبي - صلى الله عليه وسلم - في المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة، فكشف الستر وقال: " ألا إن كلكم مناجٍ ربَّه، فلا يؤذينَّ بعضُكم بعضا، ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة " أخرجه أبو داود .. وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من أكل من هذه الشجرة فلا يقربنَّ مسجدنا ولا يؤذين بريح الثوم " أخرجه مسلم، وفي لفظ: " فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم " .. وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: " كان الناس يسكنون العالية فيحضرون الجمعة وبهم وسخ، فإذا أصابهم الروح سطعت أرواحهم فيتأذى بها الناس، فذُكِرَ ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم – فقال: " أولا يغتسلون؟ " أخرجه النسائي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن صور الأذى: التخلي في طريق الناس وأفنيتهم وقضاء الحاجة في أماكن تنزههم وجلوسهم وتنجيسها وتقذيرها بالأنجاس والمهملات .. فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " اتقوا اللعانين، قالوا: وما اللعانان يا رسول الله؟ قال: الذي يتخلى في طريق الناس وظلهم " .. وعن أبي برزة الأسلمي - رضي الله عنه - قال: قلت: " يا رسول الله دُلَّني على عمل يدخلني الجنة، قال: " اعزل الأذى عن طريق المسلمين " أخرجه أحمد.
أيها المسلمون .. ومن صور الإيذاء والاعتداء: إيذاء الرجل زوجته بالجور والظلم والقهر والقسوة والغلظة والحرمان والتهمة والظن والتخوين والشك في غير ريبة، ومعاملتها بالخلق الدني واللسان البذي الذي لا تبقى معه عشرة ولا يدوم معه استقرار ولا سكون ولا راحة، ومن الرجال من يترك زوجته معلقة لا ذات زوج ولا مطلقة ليحملها على الافتدا ودفع عوض المخالعة ظلماً وعدواناً، ومن الرجال من يحرم المرأة أولادها بعد تطليقها إمعاناً في الإساءة والأذى.
ومن صور الأذى: إيذاء المرأة زوجها بالمعاندة والمعارضة والمكايدة والاستفزاز وعدم رعاية حقه في المغيب والمشهد .. إلى غير ذلك من صور الأذى التي يرفضها الشرع الحكيم ويأباها الطبع السليم والعقل المستقيم ..
فاتقوا الله أيها المسلمون وكُفُّوا الأذى وابذلوا الندى تنالوا الحسنى وطيب الذكرى، وتسعدوا وتسلموا في الدنيا والأخرى ..
وصلوا وسلموا على خير البرية وأزكى البشرية؛ فقد أمركم الله - تعالى - بذلك فقال: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماًالأحزاب 56 .. اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين الأئمة المهديين - أبي بكر وعمر وعثمان وعلي - وعن سائر الصحابة أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وكرمك وجودك وإحسانك ياأرحم الراحمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًا سخاءًً رخاءً وسائر بلاد المسلمين.
اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء، وسوء القضاء وشماتة الأعداء، وعضال الداء وخيبة الرجاء، اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك.
اللهم اجعل رزقنا رغدا ولا تشمت بنا أحدا، ولا تجعل لكافر علينا يدا، اللهم اشف مرضانا، وفك أسرانا، وارحم موتانا، وانصرنا على من عادانا برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم أدم على بلاد الحرمين الشريفين أمنها ورخاءها، وعزها واستقرارها، ووفق قادتها لما فيه عز الإسلام والمسلمين، وخدمة الحجاج والزوار والمعتمرين.
اللهم وفق إمامنا وولي أمرنا لما تحب وترضى، وخذ بناصيته للبر والتقوى، ووفق جميع ولاة أمور المسلمين لتحكيم شرعك وإتباع سنة نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم -.
عباد الله .. (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون)، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم (ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون).(/)
التحذير من مسالك أهل الظلم و الجهل (هام)
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[30 - Apr-2009, مساء 02:34]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -: (وليحذر العبد مسالك أهل الظلم والجهل الذين يرون أنهم يسلكون مسالك العلماء يسمع من أحدهم جعجعة ولا ترى لهم طحناً، فترى أحدهم أنه في أعلى الدرجات وفي أعلى درجات العلم وهو إنما يعلم ظاهراً من الحياة الدنيا ولم يحم حول العلم الموروث عن سيد ولد آدم - صلى الله عليه وسلم - وقد تعدى على الأعراض والأموال بالقيل والقال، فأحدهم ظالم لم يسلك في كلامه مسلك أصاغر العلماء بل يتكلم بما هو من جنس كلام العامة الضلال والقصاص الجهال ليس من كلام أحدهم تصوير للصواب ولا تحرير للجواب كأهل العلم أولي الألباب، ولا عند خوض العلماء الاستدلال والاجتهاد، ولا يحسن التقليد الذي يعرفه متوسط الفقهاء لعدم معرفته بأقوال الأئمة ومآخذهم والكلام في الأحكام الشرعية لا يقبل من الباطل والتدليس ما يتفق على أهل الضلال والبدع الذين لم يأخذوا علومهم من أنوار النبوة وإنما يتكلمون بحسب آرائهم وأهوائهم، فيتكلمون بالكذب والتحريف، فيدخلون في دين الإسلام ما ليس منه، وإن كانوا لضلالهم يظنون أنهم منه، وهيهات، هيهات فإن هذا الدين محفوظ بحفظ الله له.) مجموع الفتاوى 15/ 522 وما بعدها.(/)
حجية اجماع غير الصحابة
ـ[التقرتي]ــــــــ[30 - Apr-2009, مساء 03:03]ـ
ما قولكم في اجماع منقول عن غير الصحابة، هل يجوز الطعن فيه بإعتبار انه ظني او ان هناك ضوابط؟
ما القول ايضا ان وجد مخالف في الصحابة لكن احدهم نقل الاجماع عن من جاء بعدهم فهل هذا الاجماع يجوز نقضه او لا؟
و ان نقضنا مثل هذه الإجماعات فهل يبقى من الإجماعات شيئ؟(/)
هل يجوز دفع الزكاة للمملوك؟
ـ[حمد]ــــــــ[30 - Apr-2009, مساء 03:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
هل يجوز دفع الزكاة إلى العبد؟
سبب السؤال: أنّ مال العبد ملك لسيده، وسيده قد لا يستحق أخذ الزكاة.
أفيدونا جزاكم الله خيراً، علماً بأني لا أقصد المكاتَب.
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[30 - Apr-2009, مساء 03:50]ـ
-مركز الفتوى بالشبكة الإسلامية
رجل اشترى غلاما فهل يجوزأن يدفع له زكاة الأموال أو زكاة الفطر؟
الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان الرجل المذكور قد اشترى غلاما شراء صحيحا ممن كان يملكه ملكا شرعيا فإنه لا يجزئه أن يدفع له الزكاة بنوعيها لوجوب نفقته على مالكه وإخراج زكاة فطره، فإذا دفع إليه الزكاة فكأنه قد دفعها لنفسه، لأن مال العبد لسيده. قال البهوتي في كشاف القناع الحنبلي:
ولا يجوز دفع الزكاة إلى عبد كامل الرق ولو كان سيده فقيرا، لأن نفقته واجبة على سيده فهو غني بغناه، وما يدفع إليه لا يملكه، وإنما يملكه سيده، فكأنه دفع إليه. انتهى.
وفي الدر المختار وهو حنفي متحدثا عن الحالات التي لا تجزئ فيها الزكاة: ولا إلى مملوك المزكي ولو مكاتبا أو مدبرا. انتهى.
أما إذا كان الغلام لا يملكه بائعه ملكا شرعيا بأن كان والده أو اختطفه من ذويه فلا يجوز شراؤه ولا استرقاقه، لأنه حر لا يباع ولا يوهب. قال ابن قدامة في المغني: ولا يجوز بيع الحر وما ليس بمملوك كالمباحات قبل حيازتها وملكها، ولا نعلم في ذلك خلافا، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الله عز وجل: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيام: رجل أعطي بي ثم غدر، ورجل باع حرا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يوف أجره. رواه البخاري.
وقال تقي الدين السبكي الشافعي في الفتاوى: والذي باع حرا فأكل ثمنه جنى على حق الله، فإن حقه في الحر إقامته لعبادته التي خلق الجن والإنس لها. قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ {الذاريات:56} فمن استرق حرا فقد عطل عليه العبادات المختصة بالأحرار كالجمعة والحج والجهاد والصدقة وغيرها، وكثيرا من النوافل المعارضة لخدمة السيد، فقد ناقض حكمة الله تعالى في الوجود ومقصوده من عباده، فلذلك عظمت هذه الجريمة. انتهى.
وفي حالة كون الشراء لا يجوز فيحق للمشتري الرجوع على البائع بالثمن الذي خرج من يده.
إضافة إلى إيصال الغلام إلى ذويه إن وجدوا وقدرعلى ذلك فإن بقي الغلام عند المشتري ينفق عليه تبرعا فلا مانع منه أن يدفع له الزكاة بنوعيها إن كان ممن يستحقها، كما سبق في الفتوى رقم: 59507.
والله أعلم.
ـ[حمد]ــــــــ[30 - Apr-2009, مساء 04:35]ـ
بارك الله فيك أبا معاذ.
لكني أقصد دفع الزكاة لعبد مملوك لغيري، لا لي.
ـ[حمد]ــــــــ[30 - Apr-2009, مساء 05:37]ـ
المغني ج2/ص272
لا نعلم بين أهل العلم خلافا في أن زكاة الأموال لا تعطى لكافر ولا لمملوك .....
وأما المملوك: فلا يملكها بدفعها إليه، وما يعطاه فهو لسيده، فكأنه دفعها إلى سيده، ولأن العبد يجب على سيده نفقته فهو غني بغناه.(/)
من ذهب من السلف إلى أن المسافر يقصر حتى إذا نوى الإقامة اكثر من عشرين يوما
ـ[التقرتي]ــــــــ[30 - Apr-2009, مساء 03:51]ـ
عن مالك عن ابن شهاب ( http://www.islam ... .net/newlibrary/showalam.php?ids=12300) عن سالم بن عبد الله ( http://www.islam ... .net/newlibrary/showalam.php?ids=15959) أن عبد الله بن عمر ( http://www.islam ... .net/newlibrary/showalam.php?ids=12) كان يقول أصلي صلاة المسافر ما لم أجمع مكثا وإن حبسني ذلك اثنتي عشرة ليلة
من ذهب من السلف إلى عدم تحديد مدة الإقامة للمسافر التي من اجلها لا يقصر الصلاة؟
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[30 - Apr-2009, مساء 04:18]ـ
جاء عن السلف عدة آثار في جواز القصر أكثر من عشرين يوما
-عن أبي المنهال العنزي قال: قلت لابن عباس إني أقيم بالمدينة حولاً لا أشد على سير؟ قال: صلي ركعتين (رواه ابن أبي شيبة)
-عن زكريا بن عامر قال: أقام علقمة بمرو سنتين في الغزو يقصر الصلاة. (رواه ابن أبي شيبة)
-عن إبراهيم، قال: كنت مع علقمة بخوارزم سنتين يصلي ركعتين (رواه ابن أبي شيبة)
-وعن أبي جمرة نصر بن عمران قال: قلت لابن عباس إنا نطيل المقام بخرسان، فقال: صلي ركعتين وإن أقمت عشر سنين (رواه ابن أبي شيبة)
-وقال الحسن: أقمت مع عبد الرحمن بن سمرة بكابل سنتين يقصر الصلاة، ولا يجمع (رواه ابن أبي شيبة)
-عن عيسى بن أبي عزة قال: مكث عندنا عامر الشعبي بالنهرين أربعة أشهر يقصر لا يزيد على ركعتين (رواه عبد الرزاق)
-عن هشام عن الحسن قال: يصلي ركعتين وإن أقام سنة (رواه عبد الرزاق)
أبو معاذ.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[30 - Apr-2009, مساء 04:18]ـ
من ذهب من السلف إلى عدم تحديد مدة الإقامة للمسافر التي من اجلها لا يقصر الصلاة؟
روي عن أنس رضي الله عنه أنه أقام سنتين بنيسابور يقصر الصلاة.
وقال أبو مجلز لابن عمر: إني آتي المدينة فأقيم بها السبعة أشهر والثمانية طالبا حاجة. فقال: صل ركعتين.
وقال أبو إسحاق السبيعي: أقمنا بسجستان ومعنا رجال من أصحاب ابن مسعود سنتين نصلي ركعتين.
وأقام ابن عمر بأذربيجان يصلي ركعتين ركعتين، وكان الثلج حال بينهم وبين القفول.
لكن التمس لهؤلاء عذر، وهو ما قاله أبو عمر: محل هذه الأحاديث عندنا على أن لا نية لواحد من هؤلاء المقيمين هذه المدة، وإنما مثل ذلك أن يقول: أخرج اليوم أخرج غدا، وإذا كان كذلك فلا عزيمة ها هنا على الإقامة.
ـ[التقرتي]ــــــــ[30 - Apr-2009, مساء 04:26]ـ
بارك الله فيكما اخي التميمي و اخي أبو معاذ.
هذه افعال لا تفيد عدم التحديد و هي مرجوحة بتصريحات الصحابة، فها هو عبد الله بن عمر يقصر ستة اشهر في سفر لكنه يصرح في الموطأ انه يحدد المدة.
اما مذهب عبد الله بن عباس فهو معروف انه يحددها بخمس عشرة يوم
اما رواية هشام بن حسان عن الحسن: قال بن حجر: ثقة، من أثبت الناس في ابن سيرين، وفى روايته عن الحسن وعطاء مقال لأنه قيل كان يرسل عنهما
ابحث عن تصريح لا فعل فالفعل محتمل كما تعلم بعدم نية الإقامة
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[30 - Apr-2009, مساء 04:31]ـ
إذا ما رأيك يا (أبا الأمين) بقول مسروق لما ذهب إلى (السلسة) فقصر الصلاة، فأقام سنتين يقصر حتى رجع وهو يقصر، قيل: يا أبا عائشة ما يحملك على هذا؟ قال: اتباع السنة.
ـ[التقرتي]ــــــــ[30 - Apr-2009, مساء 04:39]ـ
لم ينوي اخي الاقامة و لم يصرح انه نواها كذلك فعل عبد الله بن عمر قصر ستة اشهر رغم انه يصرح في الموطأ و بسند ذهبي انه يحدد المدة باحد عشر يوما
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[30 - Apr-2009, مساء 04:43]ـ
الذي أعرفه أن الإمام أبو حنيفة يقول: بأنه يقصر أبدا.
ـ[التقرتي]ــــــــ[30 - Apr-2009, مساء 04:47]ـ
مذهب الحنفية خمس عشر يوما و كل اصحاب المذاهب يشرطون مدة حتى بن حزم اشترط مدة، انظر الاستذكار لإبن عبد البر فهو يذكر مذاهبهم واحدا و احدا و كذلك بن رشد في بداية المجتهد فمنهم من قال يوم و ليلة و منهم من قال اربعة و منهم من قال ستة و منهم من قال خمس عشرة و منهم من قال ثمانية عشر او تسعة عشر و بن حزم اظنه فصل بين الحج و الجهاد و غيرهما لكنه اشترط مدة و نسيت كم هي اظنها يوما واحدا
وقد قال ابن المنذر في (إشرافه) أجمع أهل العلم أن للمسافر أن يقصر، ما لم يجمع إقامة، وإن أتى عليه سنون و الله اعلم
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[30 - Apr-2009, مساء 05:01]ـ
وقد قال ابن المنذر في (إشرافه) أجمع أهل العلم أن للمسافر أن يقصر، ما لم يجمع إقامة، وإن أتى عليه سنون و الله اعلم
إذا أخي العزيز؛ على هذا الإجماع، وأنه لم يرد على حسب العلم إلا قول ابن عمر الذي نقلته أنت في التنصيص، على هذا كله لا بد إذا من حمل قول ابن عمر على محمل، وأنه قصد بيان جواز القصر ولو طالت المدة، لا أنه قصد العدد (12) نفسه.
ثم أنه لا يعقل أن يخالف ابن عمر رضي الله عنهما ما اعتاده الناس قبله وبعده من الحكم في المسألة، بل قد تظافرت النصوص والنقول كما قدمنا على بيان هديهم في ذلك.
وعليه فقول ابن عمر رضي الله عنهما كما قلت لك ليس هو من باب التعيين المقصود لذاته، بل هو من باب التقرير لحكم المسألة المعروفة وأنه لا ينكر على من فعل ذلك.
والله تعالى أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التقرتي]ــــــــ[30 - Apr-2009, مساء 05:29]ـ
لم اقل لك ان مذهب بن عمر احد عشر يوما من عندي يا اخي التميمي انما هو قول بن عبد البر بل هو المشهور عند اهل العلم انه هذا هو مذهبه (الأوسط لابن المنذر كتاب السفر ج 4 ص 355) و هناك رواية عنه بخمس عشرة يوما،
قال بن ابي شيبة حدثنا وكيع، قال: ثنا عمرو بن ذر، عن مجاهد، قال: " كان ابن عمر إذا أجمع على إقامة خمس عشرة، سرح ظهره، وصلى أربعا "، المصنف.
و الذي عليه العمل عند السلف هو تحديد المدة بل قال الطحاوي بعد رواية قول بن عباس و بن عمر رضي الله عنهما بالتحديد بخمس عشر يوما انه لا مخالف لهما من الصحابة (أنظر الإستذكار ج6 ص 105) بل ذهب اسحاق لقول يشبه الاجماع انهم اجمعوا على مدة اقل من عشرين يوما (الأوسط ج4 ص 361)
و روي عن علي بن ابي طالب رضي الله عنه التحديد بعشرة ايام و الله اعلم
ـ[البدراوي]ــــــــ[30 - Apr-2009, مساء 06:00]ـ
عذرا على التطفل ولكن عند ذكر مسروق فقد كان كما قال ابن عبد البر عاملا على السلسلة
ـ[التقرتي]ــــــــ[30 - Apr-2009, مساء 06:11]ـ
ان لم تخني الذاكرة لم يكن راضيا على ذلك
ـ[البدراوي]ــــــــ[02 - May-2009, مساء 08:35]ـ
الا ترى انه كان يقصر الصلاة مع انه شبه مقيم؟ فقد كان غاملا عليها وهو اميرها لكن لم يكن منها فكان يقصر الصلاة
ـ[التقرتي]ــــــــ[02 - May-2009, مساء 08:44]ـ
الا ترى انه كان يقصر الصلاة مع انه شبه مقيم؟ فقد كان غاملا عليها وهو اميرها لكن لم يكن منها فكان يقصر الصلاة
قال بن تيمية في الفتاوي: حتى كان مسروق قد ولوه ولاية لم يكن يختارها فأقام سنين يقصر الصلاة. اهـ
لم يكن راض على الامارة فهو مجبر على السفر , هذا شبيه بمن افتى في الاسير انه يقصر لأنه مجبر على السفر
و هذه الاثار فيها ظن و ليست من الباب الصريح فلا يمكن القول بأنها تفيد القصير مطلقا خاصة بعد تصريح عبد الله بن العباس و عبد الله بن عمر رضي الله عنهما و لا نعلم لهما مخالفا فالقطعي يفسر الظني و الله اعلم
ـ[البدراوي]ــــــــ[02 - May-2009, مساء 08:47]ـ
قد يجاب انها اجتهاد عالم في زمن الصحابة وهو حجة عند البعض ولا ينغقد اجماعهم بمخالفته
ـ[التقرتي]ــــــــ[02 - May-2009, مساء 08:53]ـ
قد يجاب انها اجتهاد عالم في زمن الصحابة وهو حجة عند البعض ولا ينغقد اجماعهم بمخالفته
لا يمكن ان نقول انه اجتهاد الا اذا ثبت انه نوى الاقامة لكن الظاهر هنا العكس انه لم يكن راض على الاقامة و الذي يدل على ذلك ان اسحاق بعد ان روى هذا الاثر اعتذر على العمل به لأن من سبقه اتفقوا على اقل من عشرين يوما
فعلى هذا، هذا اثر محتمل و حمله على عدم نية الاقامة اقوى منه بالعكس و الله اعلم
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[03 - May-2009, مساء 10:59]ـ
أقام ابن عمر بأذربيجان يصلي ركعتين ركعتين، وكان الثلج حال بينه وبين القفول.
هل ابن عمر ـ رضي الله عنهما لم يجمع الإقامة وهو يعلم أن الثلج لا يذوب في يوم ولا ليلة بل يحتاج ذلك إلى ذهاب فصل الشتاء، يعني يحتاج إلى أشهر، فكيف يظل في أذربيجان لذهاب فصل الشتاء دون أن يجمع الإقامة؟
ـ[التقرتي]ــــــــ[03 - May-2009, مساء 11:04]ـ
عن مالك عن ابن شهاب ( http://www.islam ... .net/newlibrary/showalam.php?ids=12300) عن سالم بن عبد الله ( http://www.islam ... .net/newlibrary/showalam.php?ids=15959) أن عبد الله بن عمر ( http://www.islam ... .net/newlibrary/showalam.php?ids=12) كان يقول أصلي صلاة المسافر ما لم أجمع مكثا وإن حبسني ذلك اثنتي عشرة ليلة
قال بن ابي شيبة حدثنا وكيع، قال: ثنا عمرو بن ذر، عن مجاهد، قال: " كان ابن عمر إذا أجمع على إقامة خمس عشرة، سرح ظهره، وصلى أربعا "، المصنف.
جوابك هنا اخي مذهب بن عمر في كم من حديث انه يتم الصلاة ان نوى الاقامة و على هذا يجمع بين الاثرين فما ذكرته هو من باب الظن لكنه معارض للتصريح
فما دام بن عمر رضي الله عنه صرح في كم من حديث انه يتم ان قام اكثر من احد عشر يوما في روايات اخرى خمس عشر يوما فما ذكرته يحمل على عدم نية الاقامة و الله اعلم
ـ[البدراوي]ــــــــ[04 - May-2009, مساء 12:21]ـ
قال ابن عبد البر الاثار المروية عن ابن غباس وابن عمر ضعيفة
ـ[التقرتي]ــــــــ[04 - May-2009, مساء 12:29]ـ
الاثر صحيح برواية الامام مالك و هذا السند الذهبي كما قيل فهو من اصح الاسانيد:
مالك عن ابن شهاب ( http://www.islam ... .net/newlibrary/showalam.php?ids=12300) عن سالم بن عبد الله ( http://www.islam ... .net/newlibrary/showalam.php?ids=15959) أن عبد الله بن عمر ( http://www.islam ... .net/newlibrary/showalam.php?ids=12)
هذا اصح سند فلا يمكن القول انه ضعيف، و راجع الاستذكار، ربما لم تنتبه لكلام بن عبد البر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[البدراوي]ــــــــ[04 - May-2009, مساء 03:05]ـ
لا اتحدث عن ذاك انما عما روي عن اجوبة ابن عمر وكذا اثر خرسان ونيسابور
ـ[التقرتي]ــــــــ[04 - May-2009, مساء 03:36]ـ
بارك الله فيك اخي البدراوي
فقد نبهتني لأحاديث اخرى
الأحاديث المورية عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما في بعضها ضعف لكن فيها ما هو صحيح السند
هذه بعض منها:
حديث الزهري
حديث: 667
أخبركم أبو الفضل الزهري، أنا محمد، أنا أبو مصعب، عن العطاف بن خالد، عن نافع: أن عبد الله بن عمر أقام بأذربيجان ستة أشهر يقصر الصلاة، حبسه الثلج يقول: " اليوم نخرج، غدا نخرج " و فيه العطاف بن خالد صدوق يهم
مصنف عبد الرزاق الصنعاني - كتاب الصلاة
باب الرجل يخرج في وقت الصلاة - حديث: 4195
عبد الرزاق، عن عبد الله بن عمر، عن نافع، أن ابن عمر أقام بأذربيجان ستة أشهر يقصر الصلاة قال: وكان يقول: " إذا أزمعت إقامة فأتم"
الطبقات الكبرى لابن سعد - طبقات البدريين من الأنصار
ومن بني عدي بن كعب - عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى
حديث: 4829
قال: أخبرنا خالد بن مخلد قال: حدثنا عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر أنه أقام بأذربيجان ستة أشهر حبسه بها الثلج , فكان يقصر الصلاة
و فيهما عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب ضعيف عابد
تهذيب الآثار للطبري - ذكر من قال هذه المقالة من السلف
حديث: 349
حدثنا ابن حميد، حدثنا هارون بن المغيرة، عن داود بن قيس، عن نافع: أن ابن عمر، أقام بأذربيجان ستة أشهر يقصر الصلاة، ولم يستطع أن يخرج من البرد، ولم يرد الإقامة
و فيه محمد بن حميد ضعيف
معرفة السنن والآثار للبيهقي - كتاب الصلاة
المقام الذي يتم بمثله الصلاة - حديث: 1662
وأما حديث ابن عمر، فأخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ قال: حدثنا أبو العباس هو الأصم قال: حدثنا الصغاني قال: حدثنا معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق الفزاري، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: " ارتج علينا الثلج ونحن بأذربيجان ستة أشهر في غزاة. قال ابن عمر: فكنا نصلي ركعتين " قال أحمد: وروينا عن أنس بن مالك، أنه أقام بالشام مع عبد الملك بن مروان شهرين يصلي صلاة المسافر وعن الحسن قال: كنا مع عبد الرحمن بن سمرة شهرين نقصر الصلاة"
السنن الكبرى للبيهقي - كتاب الصلاة
جماع أبواب صلاة المسافر والجمع في السفر - باب من قال يقصر أبدا ما لم يجمع مكثا
حديث: 5100
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو بكر بن الحسن القاضي قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن إسحاق الصغاني، ثنا معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق الفزاري، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر أنه قال: " أريح علينا الثلج ونحن بأذربيجان ستة أشهر في غزاة ". قال ابن عمر: " وكنا نصلي ركعتين
و هذا سند نظيف رجاله ثقات , رجال الصحيحين ما عدا أبو عبد الله الحافظ و هو الحاكم
و أبو بكر بن الحسن القاضي و أبو العباس محمد بن يعقوب و كلهم ثقات
فالاثر صحيح ان شاء الله لكن الملاحظ انه في بعض الروايات علل القصر بالثلج و أن بن عمر رضي الله عنه يقول بالإتمام ان عزم الإقامة و هذا ما يوافق الأحاديث الصحيحة التي ذكرناها سابقا و الله أعلم
ـ[أبو طلال العنزي]ــــــــ[04 - May-2009, مساء 10:55]ـ
الحل يا إخوان، هل هناك قصر أم لا؟
ـ[التقرتي]ــــــــ[04 - May-2009, مساء 11:13]ـ
ان كنت تقصد الخلاف الفقهي فابن الباز رحمه الله ذهب مذهب الامام احمد باربعة ايام ان عزم المسافر اقامتها اتم اما العثيمين رحمه الله فذهب مذهب احدى فتاوي شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله و هو لا حد للتوقيت فيقصر و ان نوى مكوث أشهر
و الراجح عندي قول بن الباز رحمه الله لعدم وجود سلف لقول بن تيمية رحمه الله و تصريح الصحابة و التابعين بتحديد المدة
اما ما استند عليه المخالفون فهو من باب الظن و الافعال, لكن الافعال يدخلها الاحتمال بعدم اجماع المكث فإدا دخل الاحتمال بطل الاستدلال فيترك المحتمل و يؤخد بالصريح و هو تصريح بن عمر و بن العباس رضي الله عنهم بالتحديد.
و لو تأملنا اقوى حجة لديهم لوجدناها عمل صحابي: بن عمر رضي الله عنه إلا ان فعله يجمع مع قوله بالتحديد فيحمل على عدم عزم الاقامة.
فعلى هذا مذهب الصحابة اقوى لأنه صريح و عليه افتى التابعون فلم نعرف قائلا بعدم التحديد
بقي النقاش في تحديد المدة، اقلها اربعة ايام لثبوت ذلك و الله اعلم
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[06 - May-2009, مساء 05:37]ـ
الراجح في المسألة ـ والله أعلم ـ ما ذكره الشيخ التقربي، فإن شيخنا عبد العزيزبن باز ـ رحمه الله ـ كان يفتي بمذهب الامام احمد باربعة ايام ان عزم المسافر اقامتها اتم. والله أعلم
ـ[التقرتي]ــــــــ[07 - May-2009, مساء 02:49]ـ
لقد سمعت من سنوات فتوى نسبت إلى الشيخ فركوس حفظه الله ان المقيم في الاقامات الجامعية من الطلبة القادمين من المدن البعيدة مسافة القصر في السفر حكمه حكم المسافر و له حق التقصير طوال العام الدراسي
و سمعت من نسبها للشيخ العثمين و بن الباز و الالباني رحمهم الله لكن بعد البحث تبين لي ان بن الباز لا يفتي بذلك اما الالباني رحمه الله سألت تلميذه ابا اليسر فقال لم يفتي بذلك للطلبة الجامعيين بل لهم حكم المقيم اما العثيمين فأفتى للمسافرين لكن لم اجد في اقواله ما يتعرض للطلبة الجامعيين
فهل من احد يتأكد لنا من صحة نسبتها للشيخ فركوس؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[08 - May-2009, صباحاً 12:43]ـ
الشيخ التقربي ـ حفظك الله ـ:
هذه فتوى سماحة الشيخ محمد بن عثيمين ـ رحمه الله ـ في مسألة القصر للدارسين في الجامعات، برنامج نور على الدرب (إذاعة القرآن الكريم):
السؤال: جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ هذا سائل للبرنامج يقول في هذا السؤال فضيلة الشيخ أود أن أعرف القول الراجح في مسألة القصر بالنسبة لطلاب الجامعة الوافدين إلى المملكة وبعد كل عام يسافرون إلى بلادهم في الإجازة ثم يعودون وهكذا حتى تنتهي مدة الدراسة علما بأننا نسمع من بعض العلماء بأنهم يقولون عليهم القصر بينما البعض من العلماء الآخرين لا يرى هذا أفتونا يا فضيلة الشيخ محمد في هذا الأمر جزاكم الله خيرا؟
الجواب:
الشيخ: هذه المسألة من المسائل الخلافية أعني هل تحدد مدة السفر في الإقامة التي تمنع الترخص برخص السفر أو لا تحدد وفيها خلاف بين أهل العلم يزيد على عشرين قولا والمرجع في الخلاف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم والذي نرى في هذه المسألة أن الإنسان ما دام لم يستوطن البلد أو يعزم على الإقامة المطلقة فإنه مسافر ولو طالت مدته لأنه لم يتخذ هذا البلد وطنا ولم ينو الإقامة فيه إقامة مطلقة وإنما نوى إقامة مقيدة إما بزمن وإما بعمل فالمقيدة بزمن مثل: يقول إنه سيبقى في هذا البلد لمدة عشرة أيام عشرين يوما شهرا شهرين هذه مقيدة بزمن والمقيدة بعمل مثل أن يقول سأبقى في هذا البلد حتى ينتهي موسم التجارة وهو لا يدري متى ينتهي أو سأقيم في هذا البلد ما دام هذا العالم فيها يدرس أو يقول سأبقى في هذا البلد ما دمت أتلقى العلاج أو ما أشبه ذلك هذا أيضا قد حدد إقامته بعمل فالمسألة الثانية أعني تحديد الإقامة بالعمل نص الفقهاء كلهم على أنه ما دام لم يعزم إقامة مطلقة فإنه له أن يقصر الصلاة وهو موجود في مختصرات المتون ومطولاتها وأنه يقصر ولو بقي سنين يقصر أبدا فلو فرض أنه أقام للعلاج وطال علاجه سنوات فله أن يقصر لأنه لم ينو إقامة مطلقة إنما نوى إقامة مقيدة بهذا العمل أو بهذا الغرض وكذلك لو أقام ما دام هذا العالم موجودا وعمر العالم خمسين سنة أو ستين سنة فإنه يقصر بقينا في الإقامة المحددة بمدة من العلماء من ألحقها بالإقامة المحددة بعمل ومنهم من لم يلحقها ثم الذين لم يلحقوها بعضهم قال الإقامة ما زاد على أربعة أيام فمتى نوى إقامة أكثر من أربعة أيام وجب عليه الإتمام ولم يترخص برخص السفر ومع ذلك لم يعطوه حكم المقيم أو المستوطن بل قالوا إنه لا تنعقد به الجمعة ولا يصح أن يكون إماما فيها لأنه غير مستوطن ومن العلماء من قيد ذلك بأربعة أيام زائدة عن يوم الوصول ويوم المغادرة ومن العلماء من قيد ذلك بخمسة عشر يوما ومنهم من قيد ذلك بتسعة عشر يوما وكل هذه أقاويل استنباطية والذي تدل عليه الأدلة الشرعية فيما أرى أنه ما دام لم يعزم إقامة مطلقة أو استيطانا فإن له حكم المسافر لأن هذا الدارس مثلا في الجامعة يقول لو أعطيت الشهادة اليوم لسافرت أنا لست من أهل البلد ولا أريد الإقامة في البلد أنا أتيت لغرض الدراسة لكن الدراسة محددة بأربعة سنوات أو أكثر فما دمت لم أتخرج فأنا مقيم بهذا البلد نظيره قول الذي يقول أنا سأبقى في هذا البلد حتى أشفى أو حتى يموت العالم الذي أدرس عنده أو ما أشبه ذلك ولا فرق وهذا الذي ذكرته هو الذي اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وقد بحث المسألة بحثا مطولا في الفتاوى في باب صلاة الجمعة فمن أحب المزيد من ذلك فليرجع إليه.
ـ[التقرتي]ــــــــ[08 - May-2009, صباحاً 12:50]ـ
بارك الله فيك اذن الشيخ نقلها عن العثيمين رحمه الله، و ان كنت لا اوافق الشيخ العثيمين فيما ذهب اليه و ارجح قول بن الباز و السلف في التقييد
بن تيمية رحمه الله لديه اكثر من فتوى و قد قرأت له احداها تقيد المدة بأربعة ايام و الله اعلم(/)
هل ورد في السنة أنه يُنادى لصلاة العيد والاستسقاء " الصلاة جامعة "؟
ـ[الورقات]ــــــــ[01 - May-2009, صباحاً 12:01]ـ
هل ورد في السنة أنه يُنادى لصلاة العيد والاستسقاء " الصلاة جامعة "؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[01 - May-2009, صباحاً 12:54]ـ
أما بالنسبة لصلاة العيد، فقد ذكر الشافعي رحمه الله ثبوت النداء لها بـ (الصلاة جامعة) عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من طريق الزهري عنه.
أما الإستسقاء، فلم أطلع على حديثا أو أثرا في النداء لها بذلك، لكن عند الحنابلة والشافعية ينادى لها (الصلاة جامعة) كصلاة العيد والكسوف والخسوف.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[01 - May-2009, صباحاً 01:19]ـ
وقد قال الإمام الزركشي الحنبلي قولا في هذا أبان عن تبحر في العلم لا يستهان به _ وبالمناسبة هذا العالم قد وهبه الله علما جما غزيرا لا يستهان به، حقيق أن يعكف على مصنفاته _ قال:
(ويسن أن ينادى للعيد والكسوف والاستسقاء [الصلاة جامعة] على المذهب المعروف، لثبوت ذلك في الكسوف، ووروده مرسلا في العيد، والاستسقاء في معناهما).
ـ[أبو قتادة العماني]ــــــــ[01 - May-2009, مساء 05:32]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في المجموع شرح المهذب:
وأما هذا المروي – أي المناداة لصلاة العيد - عن الزهري فرواه الشافعي بإسناد ضعيف مرسلاً، ويغني عنه القياس على صلاة الكسوف فقد ثبتت الأحاديث الصحيحة فيها ... الخ.
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى في معرض شرحه على زاد المستقنع في اختصار المقنع - باب صلاة الاستسقاء – قال رحمه الله:
ولكن ما ذكره الأصحاب في المناداة للعيد والاستسقاء ضعيف جدا، وذلك لما يلي:
أولا: أنه خلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم، فالعيد وقع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن ينادى لها، وصلاة الاستسقاء كذلك لم يكن ينادى لها، وقد ذكرنا قاعدة فيما سبق: (أن كل شيء وجد سببه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يشرع له شيء من العبادات فشرع شيء من العبادات من أجله يكون بدعة) لأننا يلزمنا الوقوف عند الشرع، عند أسبابه، وعند جنسه، وهيئته.
ثانيا: أن إلحاق ذلك بصلاة الكسوف غير صحيح أيضاً، أي: أنه يمتنع القياس؛ لأن صلاة الكسوف تأتي على غير تأهب بغتة، وصلاة العيد معلومة من قبل، والناس يتأهبون لها، وكذلك الإستسقاء، وقد سبق في كلام المؤلف أنه قال: (إن الإمام يعدهم يوماً يخرجون فيه) فالصلاة معلومة الوقت.
ولو قال قائل: إننا اليوم نعلم بالكسوف متى يحصل ابتداء وانتهاء، وفي أي وقت من نهار أو ليل؟ فنقول: حتى في هذه الحال ينادى الصلاة جامعة؛ لأن الحسّابين قد يخطئون، ونحن قد علقت الصلاة منّا بوجود الكسوف لا بالعلم به، قال صلى الله عليه وسلم: "إذا رأيتموهما فصلوا وادعوا".
فالنداء لصلاة الإستسقاء والعيد لا يصح أثراً ولا نظراً، وأما أئراً فلعدم وروده مع وجود سببه في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وأما نظراً فلوجود الفرق بين الأصل والفرع. انتهى كلامه رحمه الله تعالى.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[01 - May-2009, مساء 05:44]ـ
أحسنت أخي (أبو قتادة)
لكن كان سؤال الأخ محددا؛ وهذا الذي جعلنا نجيب على قدر سؤاله، وإلا في المسألة كلام ثمين لا يستهان به حول أحكام إطلاق العبارة في العيدين والإستسقاء.
وجزاك الله خيرا.
ـ[أبو قتادة العماني]ــــــــ[01 - May-2009, مساء 06:24]ـ
وجزاك الله خيراً أخي التميمي، على أية حال أظن بأن جوابي كان محدداً أيضا عن المناداة لصلاة العيد والاستسقاء.
أسأل الله عزوجل أن يبارك لنا ويجمعنا في دار كرامته
ـ[الورقات]ــــــــ[02 - May-2009, مساء 09:15]ـ
جزاكما الله خيرا كثيرا، وضحت المسألة
أخي التميمي نقلك من أي كتب الزركشي؟
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[02 - May-2009, مساء 09:34]ـ
جزاكما الله خيرا كثيرا، وضحت المسألة
أخي التميمي نقلك من أي كتب الزركشي؟
أحسن الله إليك أخي الفاضل
هو من كتابه الذي شرح فيه مختصر الخرقي.
ـ[أبو قتادة العماني]ــــــــ[02 - May-2009, مساء 10:58]ـ
جزاكما الله خيرا كثيرا، وضحت المسألة
أخي التميمي نقلك من أي كتب الزركشي؟
الله يجزيك خير وأخانا التميمي(/)
اشتراط مطالبة المقذوف بحد قاذفه؟
ـ[حمد]ــــــــ[01 - May-2009, صباحاً 06:52]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
اختلف أهل العلم في اشتراط مطالبة المقذوف بحد قاذفه؛ لوجوب إقامة الحد على القاذف.
قول الجمهور:
المذاهب الثلاثة على اشتراط ذلك: الحنفية والشافعية والحنابلة.
وقاربهم مالك فقال: لا يحده الإمام حتى يطالبه المقذوف، إلا أن يكون الإمام سمعه يقذف فيحده إذا كان مع الإمام شهود عدول.
وذهب ابن أبي ليلى إلى أن القاذف يُحدّ وإن لم يطالب المقذوفُ.
ومعه إطلاق الآية الكريمة؛ حيث لم تشترط طلب المقذوف بحد قاذفه.
فما رأيكم؟(/)
رسالة شيخ الاسلام ابن تيمية إلى (والدته)
ـ[ابو عبد الملك الجهني]ــــــــ[01 - May-2009, صباحاً 09:44]ـ
اقول قبل الشروع في المقصود رحم الله هذه الام التي انجبت الرجل الجهبذ الجبل العالم المجاهد العابد الصابر , والذي نفسي بيده كل هذه الصفات هي حقيقة له بالحجة والبرهان. فرحم الله شيخ الاسلام ووالدته رحمة واسعة واسكنهم فسيح جناته وجمعنا بهم مع النبيين والصدقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا.
رسالة شيخ الإسلام ابن تيمية إلى والدته: يعتذر فيها عن إقامته بمصر، لأنه يرى ذلك أمرا ضروريا لتعليم الناس
قال رحمه الله:
من أحمد بن تيمية إ لى الوالدة السعيدة، أقر الله عينها بنعمه وأسبغ عليها جزيل كرمه، وجعلها من خيار إمائه وخدمه. سلام عليكم، ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإنا نحمد اليكم الله الذي لا إله إلا هو، وهو للحمد أهل، وهو على كل شيئ قدير. ونسأله أن يصلي على خاتم النبيين، وإمام المتقين محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم تسليما.
كتابي اليكم عن نعم من الله عظيمة، ومنن كريمة وآلاء جسيمة، نشكر الله عليها، ونسأله المزيد من فضله، ونعم الله كلما جاءت في نمو وازدياد، وأياديه جلت عن التعداد.
وتعلمون أن مقامنا الساعة في هذه البلاد، إنما هو لأمور ضرورية، متى أهملناها فسد علينا أمر الدين والدنيا، ولسنا والله مختارين للبعد عنكم، ولو حملتنا الطيور لسرنا إليكم، ولكن الغائب عذره معه. وأنتم لو اطلعتم على باطن الأمور فإنكم- ولله الحمد- ما تختارون الساعة إلا ذلك، ولم نعزم على الإقامة والاستيطان شهرا واحدا، بل كل يوم نستخير الله لنا ولكم، وادعوا لنا بالخيرة. فنسأل الله العظيم أن يخير لنا ولكم وللمسلمين ما فيه الخيرة في خير وعافية.
ومع هذا فقد فتح الله من أبواب الخير والرحمة والهداية والبركة، ما لم يكن يخطر بالبال ولا يدور في الخيال. ونحن في كل وقت مهمومون بالسفر، مستخيرون الله سبحانه وتعالى، فلا يظن الظان أنا نؤثر على قربكم شيئا من أمور الدنيا، بل ولا نؤثر من أمور الدين ما يكون قربكم أرجح منه، ولكن ثم أمور كبار نخاف الضرر الخاص والعام من إهمالها، والشاهد يرى مالا يرى الغائب.
والمطلوب كثرة الدعاء بالخيرة، فإن الله يعلم ولا نعلم، ويقدر ولا نقدر، وهو علام الغيوب. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(من سعادة ابن آدم استخارته الله ورضاه بما يقسم الله له، ومن شقاوة ابن آدم ترك استخارته الله، وسخطه بما يقسم له).
والتاجر يكون مسافرا فيخاف ضياع بعض ماله، فيحتاج أن يقيم حتى يستوفيه، وما نحن فيه أمر يجل عن الوصف، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، كثيرا كثيرا، وعلى سائر من في البيت من الكبار والصغار، وسائر الجيران والأهل و الأصحاب واحدا، واحدا،
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد واله وصحبه وسلم تسليما. انتهى كلامه رحمه الله
(وفي الحقيقة اني لا اعلم عن صحة نسبتها لشيخ الاسلام ولكن مضمونها طيب ومن كان عنده معرفة عن مصدرها فلا حرمه الله الاجر)
ـ[أبوطالب]ــــــــ[01 - May-2009, مساء 12:24]ـ
السلام عليكمم ورحمة الله وبركاته
أما بعد فأنا أشكرك على هذه الكلمة وهي رسالة جميلة من شيخ الإسلام وهو يبين لنا مدى حرصه على رضا أمه
ملاحظة (نعم وردت هذه الرسالة في كتابه مجموع الفتاوى ج ص (28\ 50)
ـ[ابو عبد الملك الجهني]ــــــــ[01 - May-2009, مساء 02:52]ـ
جزاك الله خيرا اخي ابا طالب ,
ونفع الله بك.(/)
ليس لأحد أن يحكم بين أحد إلا بحكم الله ورسوله
ـ[الرياني]ــــــــ[01 - May-2009, صباحاً 10:22]ـ
http://up3.m5zn.com/photo/2009/5/1/12/7o2vzu0pd.bmp/bmp (http://up3.m5zn.com)"][/URL] (http://up3.m5zn.com)
مجموع الفتاوى(/)
لاتنسوا ساعة الإجابة اليوم
ـ[الرياني]ــــــــ[01 - May-2009, مساء 04:06]ـ
متى ساعة الإجابة يوم الجمعة
آخر ساعة من عصر يوم الجمعة هل هي ساعة الإجابة، وهل يلزم المسلم أن يكون في المسجد في هذه الساعة، وكذلك النساء في المنازل؟.
الحمد لله أرجح الأقوال في ساعة الإجابة يوم الجمعة قولان:
أحدهما: إنها بعد العصر إلى غروب الشمس في حق من جلس ينتظر صلاة المغرب، سواء كان في المسجد أو في بيته يدعو ربه، وسواء كان رجلاً أو امرأة، فهو حري بالإجابة، لكن ليس للرجل أن يصلي في البيت صلاة المغرب، ولا غيرها إلا بعذر شرعي كما هو معلوم من الأدلة الشرعية.
والثاني: أنها من حين يجلس الإمام على المنبر للخطبة يوم الجمعة إلى أن تقضي الصلاة، فالدعاء في هذين الوقتين حري بالإجابة.
وهذان الوقتان هما أحرى ساعات الإجابة يوم الجمعة، لما ورد فيهما من الأحاديث الصحيحة الدالة على ذلك، وترجى هذه الساعة في بقية ساعات اليوم، وفضل الله واسع سبحانه وتعالى.
ومن أوقات الإجابة في جميع الصلوات فرضها ونفلها، حال السجود لقوله صلى الله عليه وسلم: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء) أخرجه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه في الصلاة (482)، وروى مسلم رحمه الله في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (فأما الركوع فعظموا فيه الرب عز وجل وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يُستجاب لكم) مسلم في الصلاة (479)، ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم فقمن أن يستجاب لكم أي حري.
الشيخ ابن باز في مجلة البحوث عدد رقم 34 ص 142(/)
استدلال الشيخ الألباني على جواز الاختصار على الفاتحة في الصلاة
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[01 - May-2009, مساء 07:52]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أريد أن أعرف هل سبق الشيخ رحمه الله أحد إلى الاستدلال بهذا الحديث على جواز الاختصار على الفاتحة في الصلاة لمن يحسن قراءة سور غيرها ...
وليعلم الإخوان أن سؤالي ليس عن الحكم وإنما عن الاستدلال.
ذكر الشيخ رحمه الله تعالى في كتابه النافع "صفة صلاة النبي (ص) " فقال جواز الاختصار على الفاتحة في الصلاة"
و استدل بحديث جابر في قصة معاذ الذي كان يصلي مع رسول الله (ص) ثم يرجع إلى أصحابه ويقرأ بهم فيطيل، فاشتكاهم أحدهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وفيه أن النبي (ص) سأل الرجل عن صنيعه في الصلاة فأخبره -وهو محل الشاهد- بأنه يقرأ بفاتحة الكتاب و يسأل الله الجنة ويتعوذ من النار وأنه لا يحسن دندنته ودندنة معاذ، فأخبره الرسول (ص) أنه ومعاذاً حول ذلك يدندنان.
قال الشيخ رحمه الله في الحاشية: وفي الباب عن ابن عباس:" أن رسول الله (ص) صلى ركعتين لم يقرأ فيهما بفاتحة الكتاب" أخرجه أحمد و الحارث بن أبي أسامة في مسنده (38 من زوائده) والبيهقي بسند ضعيف، وكنت حسنته في الطبعات السابقة ثم تبين لي أني كنت واهماً لأن مداره على حنظلة الدوسي وهو ضعيف، ولا أدري كيف خفي علي هذا؟ ولعلي ظننته غيره، وعلى كل حال، فالحمد لله الذي هداني لمعرفة خطئي، ولذلك بادرت إلى الضرب عليه. ثم عوضني خيراص منه حديث معاذ هذا، فإنه يدل على مادل عليه حديث ابن عباس، والحمد لله الذي بنعمه تتم الصالحات.
ـ[التقرتي]ــــــــ[01 - May-2009, مساء 08:23]ـ
قرأت كتابه اخي و لم تعجبني مقدمته فعلى جلالة قدر الشيخ الا انه لم ينصف
اما بالسنبة للسورة فأقرأ الفتوى التالية
قراءة سورة بعد الفاتحة ليس واجباً
عندما نلحق بالجماعة في الركعة الثالثة أو الرابعة فهل يجب أن نقرأ سورة بعد الفاتحة حين نقضي الركعات الفائتة؟.
الحمد لله قراءة القرءان بعد الفاتحة في الصلاة ليس بواجب لا في الفرض ولا في النافلة، ولا في الجهر، ولا في السر، ولا لمسبوق، ولا لغيره. عن عطاء قال: قال أبو هريرة: في كل صلاة قراءة، فما أسمعَنا النبي صلى الله عليه وسلم أسمعْناكم، وما أخفى منا أخفيناه منكم، ومن قرأ بأم الكتاب فقد أجزأت عنه ومن زاد فهو أفضل.
رواه البخاري (738) وعنده " وإن زدت فهو خير "، ومسلم (396).
قال النووي:
قوله " ومن قرأ بأم الكتاب أجزأت عنه، ومن زاد فهو أفضل ": فيه دليل لوجوب الفاتحة، وأنه لا يجزى غيرها.
وفيه استحباب السورة بعدها، وهذا مجمع عليه في الصبح والجمعة والأولييْن من كل الصلوات وهو سنة عند جميع العلماء، وحكى القاضي عياض رحمه الله تعالى عن بعض أصحاب مالك وجوب السورة وهو شاذ مردود.
وأما السورة في الثالثة والرابعة فاختلف العلماء هل تستحب أم لا وكره ذلك مالك رحمه الله تعالى واستحبه الشافعي رضي الله عنه في قوله الجديد دون القديم والقديم هنا أصح.
" شرح مسلم " (4/ 105، 106).
وقال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ:
وقراءة السورة (بعد الفاتحة) على قول جمهور أهل العلم سنة و ليست واجبة لأنه لا يجب إلا قراءة الفاتحة.
" الشرح الممتع " (3/ 103).
وإذا قمت بعد تسليم الإمام لإتمام صلاتك، فإن الصحيح من أقوال أهل العلم أن ما أدركته مع الإمام هو أول صلاتك راجع سؤال رقم (23426 ( http://www.islamqa.com/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&
السؤال
R=23426&dgn=3) ) ، فإن كان بقي من صلاتك الركعة الثالثة والرابعة فإنك تقرأ فيهما بالفاتحة فقط، وإذا كان بقي من صلاتك الركعة الثانية وما بعدها فإنك تقرأ في الثانية بالفاتحة وسورة، وفيما بعدها بالفاتحة فقط.
ويجوز للمصلي أن يقرأ سورة بعد الفاتحة في الركعة الثالثة والرابعة غير أنه يفعل ذلك أحياناً، لثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم بحديث رقم (452)
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
حكم من سها أن يقرأ سورة بعد الفاتحة ثم سجد للسهو
http://www.binbaz.org.sa/themes/binbaz_default/images/download.jpg (http://www.binbaz.org.sa/audio/noor/069017.mp3) في صلاة الفجر نسيت أن أقرأ سورة بعد الفاتحة فسجدت سجود السهو بعد السلام، هل ما فعلته صحيح؟
لا حرج في ذلك، ولكن القراءة بعد الفاتحة غير واجبة، الفاتحة كافية، لكن قراءة سورة بعد الفاتحة أو آيات أفضل، فإذا تركها الإنسان فليس عليه سجود، وإن سجد فلا حرج، إن ترك ذلك سهواً فليس عليه شيء، وإذا سجد من أجل ذلك فلا بأس ولا حرج في ذلك، لأن سنة سجد من أجل تركها ولكن لا يجب ذلك، لأن الواجب قراءة الفاتحة، وما زاد فهو سنة.
الشيخ بن الباز رحمه الله
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[01 - May-2009, مساء 09:01]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم،
سؤالي عن توجيه الاستدلال وليس عن الحكم. ذلك أن الشيخ رحمه الله سوى بين حديث معاذ وحديث ابن عباس في أن كليهما دال على المراد مع تضعيف الحديث الثاني كما أشرت إليه في مشاركتي الأولى.
وهنا أمران:
الأمر الأول: اقتصار الشيخ رحمه الله تعالى على حديث معاذ
الأمر الثاني:تسويته إياه بحديث ابن عباس من حيث الدلالة مع تضعييف حديث ابن عباس
فإن اعترض معترض وقال: هذا فيمن لا يحسن قراءة سورة أخرى غير الفاتحة، فكيف تسويه بحديث ابن عباس الذي فيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى ركعتين لم يقرأ فيهما إلا بفاتحة الكتاب"؟
واالذي أريد معرفته: هل في حديث معاذ رضي الله عنه دليل على ما ذهب إليه الشيخ رحمه الله بصرف النظر عن الأحاديث الأخرى الصريحة والدالة على المطلوب؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التقرتي]ــــــــ[01 - May-2009, مساء 09:05]ـ
و فيك بارك الله اخي
لا ادري ان كان سبق للشيخ في هذا التفسير احد العلماء لكن القاعدة الأصولية لايجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة فمادام ان الرسول عليه الصلاة و السلام اقره على ذلك فهذا يعني الجواز و لا يمكن القول ان الصحابي لا يحسن القراءة لأن حفظ اية ليس بالأمر الصعب فلو كان الأمر فيه وجوب لكان ارشده الرسول عليه الصلاة و السلام لذلك و امره بتعلم و لو اية
اما قضية تضعيف الحديث و تصحيحه فالشيخ من اهل الصنعة فهو يحكم حسب تصحيحه و تضعيفه للحديث فالحديث صح عنده
و الله اعلم
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[01 - May-2009, مساء 09:09]ـ
واالذي أريد معرفته: هل في حديث معاذ رضي الله عنه دليل على ما ذهب إليه الشيخ رحمه الله بصرف النظر عن الأحاديث الأخرى الصريحة والدالة على المطلوب؟
بالنسبة لحديث معاذ فقط أخي العزيز فلا يمكن أن يكون دليلا على ما ذهب إليه الشيخ أو غيره، حتى يعرف ما هي هذه الدندنة التي لم يفقهها الصحابي الذي اشتكى لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد تكون قرآنا ولكنه لم يعرفه لأنه لم يحفظ سوى الفاتحة.
والله تعالى أعلم
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[01 - May-2009, مساء 09:27]ـ
جزاك الله خيرًا أخي الموقرالتميمي ..
السياق يدل أن المراد بالدنددنة قراءة سور غير الفاتحة وذلك أن بعض الطرق فيها أن معاذاً كان يطيل المكوث عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يطيل القراءة. ثم الدنددنة تطلق على المسموع من الكلام، فبطريق السبر والتقسيم يكون المراد قراءة الفاتحة و السورة وقد علمنا أن المراد ليست الفاتحة فبقيت السورة.
والقاعدة التي ذكرها الأخ التقرتي في محلها حيث لم يأمره النبي صلى الله عليه وسلم لا بالإعادة ولا بالتعلم.
والله أعلم
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[01 - May-2009, مساء 09:40]ـ
جزاك الله خيرًا أخي الموقرالتميمي ..
السياق يدل أن المراد بالدنددنة قراءة سور غير الفاتحة وذلك أن بعض الطرق فيها أن معاذاً كان يطيل المكوث عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يطيل القراءة. ثم الدنددنة تطلق على المسموع من الكلام، فبطريق السبر والتقسيم يكون المراد قراءة الفاتحة و السورة وقد علمنا أن المراد ليست الفاتحة فبقيت السورة.
والقاعدة التي ذكرها الأخ التقرتي في محلها حيث لم يأمره النبي صلى الله عليه وسلم لا بالإعادة ولا بالتعلم.
والله أعلم
إذا على كلامك هذا هناك أمور:
1) أننا إذا قلنا الدندنة هنا السورة بعد الفاتحة؛ إذا سقط الإستدلال بالحديث هنا، فلا حجة لمن جعله مستندا لقراءة الفاتحة فقط.
2) أن الدندنة هي الكلام المسموع كما ذكرت، لكن نقص قولك: الغير مفهوم، كما هو معروف في اللغة.
3) أن عدم انكاره صلى الله عليه وآله وسلم عليه كما في القاعدة المذكورة، فهذا لأنه معلوم أنه صلى الله عليه وسلم لا يلزم بقراءة سورة أخرى بعد الفاتحة، بل له الإقتصار على الفاتحة فقط إذا كان حافظا لها، فإن لم يكن حافظا لها فقد أتت السنة الصحيحة في بيان ما هي الطريقة التي يتبعها الغير قادر على الحفظ حتى للفاتحة، وهي مبثوثة في كتب الحديث كلها.
إذا يبقى القول والذي أعتقد أنك توافقني عليه: أنه ليس للإستدلال بهذا الحديث على الإقتصار على الفاتحة مستند.
والله تعالى أعلم
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[01 - May-2009, مساء 09:51]ـ
الذي دفعني إلى السؤال -حفظك الله- هو أن الشيخ رحمه الله اقتصر على هذا الحديث لما بوب له. وهو حديث ليس صريحاً في الدلالة على المقصود كما ترى.
ولم أفهم يا أخي الكريم ما عنيته في النقطة الأولى.
ـ[التقرتي]ــــــــ[01 - May-2009, مساء 09:51]ـ
قال فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري في شرح العمدة:
أن قراءة القرآن في الصلاة أمر محتَّم وواجب، لقوله (ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مِنْ الْقُرْآنِ)، وهل السورة التي بعد الفاتحة واجبة أم أنها سنة؟ الصواب: أن السورة التي بعد الفاتحة سنة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما أتاه ذلك الرجل يشكو معاذا رضي الله عنه قال عليه الصلاة والسلام (ماذا تقول في صلاتك؟ قال: أقرأ الفاتحة وأسأل الله الجنة وأستعيذ به من النار ولا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ، فقال عليه الصلاة والسلام: حولها ندندن) يعني أن تطويلنا لهذه الصلاة من أجل الجنة ومن أجل أن نعاذ من النار.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[01 - May-2009, مساء 09:55]ـ
قال فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري في شرح العمدة:
أن قراءة القرآن في الصلاة أمر محتَّم وواجب، لقوله (ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مِنْ الْقُرْآنِ)، وهل السورة التي بعد الفاتحة واجبة أم أنها سنة؟ الصواب: أن السورة التي بعد الفاتحة سنة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما أتاه ذلك الرجل يشكو معاذا رضي الله عنه قال عليه الصلاة والسلام (ماذا تقول في صلاتك؟ قال: أقرأ الفاتحة وأسأل الله الجنة وأستعيذ به من النار ولا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ، فقال عليه الصلاة والسلام: حولها ندندن) يعني أن تطويلنا لهذه الصلاة من أجل الجنة ومن أجل أن نعاذ من النار.
أحسنت أخي العزيز، لكن ألا يكون قد قلد الألباني رحمه الله بهذا؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التقرتي]ــــــــ[01 - May-2009, مساء 09:59]ـ
الاحتمال وارد يا اخي التميمي
ارجع لكتاب عون المعبود اظنه ذكر شيئا مخالفا في سياق الدندنة و الله اعلم
ـ[ابن تيمية]ــــــــ[01 - May-2009, مساء 10:13]ـ
أرى أن دلالة الحديث على ما ذهب إليه الشيخ الألباني رحمه الله ظاهرة وإن لم تكن نصا , والأدلة على هذه المسألة كثيرة , بل إن في الصحيح ما يدل على وجوب الزيادة على الفاتحة.
والله من وراء القصد.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[01 - May-2009, مساء 10:14]ـ
الاحتمال وارد يا اخي التميمي
ارجع لكتاب عون المعبود اظنه ذكر شيئا مخالفا في سياق الدندنة و الله اعلم
أحسنت وبارك الله فيك
وبالنسبة لمعنى (الدندنة) لما قلت: أنها بكلام غير مفهوم، فلم أكن بدعا به.
فقد قالوا: الدندنة: أن يتكلم الإنسان بالكلام تسمع نغمته ولا يفهم كلام.
ونسعد يعلم الله ذلك كل السعادة بمناقشة الإخوة المباركين بلا استثناء، فرعاكم الله جميعا
ـ[التقرتي]ــــــــ[01 - May-2009, مساء 10:24]ـ
أحسنت وبارك الله فيك
وبالنسبة لمعنى (الدندنة) لما قلت: أنها بكلام غير مفهوم، فلم أكن بدعا به.
فقد قالوا: الدندنة: أن يتكلم الإنسان بالكلام تسمع نغمته ولا يفهم كلام.
ونسعد يعلم الله ذلك كل السعادة بمناقشة الإخوة المباركين بلا استثناء، فرعاكم الله جميعا
بارك الله فيك اخي و زادنا الله نفعا بمشاركاتك
ربما الشيخ غفل عن حديث الصحيحين لذلك ذكر هذا الحديث هنا و الله اعلم(/)
كتاب عن علم من اعلام الخير والدعوة
ـ[ابو عبد الملك الجهني]ــــــــ[01 - May-2009, مساء 08:39]ـ
كتاب عن سيرة الشيخ الدكتور مانع بن حماد الجهني رحمه الله واسكنه فسيح جناته , احد تلاميذ الشيخ عبدالعزيز بن باز , والشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين.
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[01 - May-2009, مساء 09:14]ـ
بارك الله فيك ورحم الله الشيخ مانع بن حماد الجهني(/)
في وداع العلامة محمد سالم بن عدود "منقول"
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[01 - May-2009, مساء 08:49]ـ
في وداع العلامة محمد سالم بن عدود الخميس 05 جمادى الأولى 1430 الموافق 30 إبريل 2009 http://www.islamtoday.net/media_bank/image/2009/4/30/1_2009430_4530.jpg
الشيخ العلامة محمد سالم بن عدود
عادل بن أحمد باناعمة
كان ذلك منذ سنتين تقريباً ..
في مكة المكرمة .. وفي مقرّ رابطة العالم الإسلاميّ ..
كنتُ هناك أنتظر شيخي العلامة محمد الحسن ولد الدّدو، فقد علمتُ بحضورِهِ جلساتِ المجمع الفقهيّ، فأردتُ أن أشرفَ بلقائِهِ بعد أن طال غيابُهُ عنّا .. وما أقسى غياب الأعلام.
جاء الشيخ وبين يديه رجلٌ مسنٌّ، له لحيةٌ بيضاءُ كثّةٌ، تعلوه الوضاءةُ، ويكسوه الوقارُ، وتقرأ في وجهِهِ علائمَ الصلاح .. تجاذبتني الرهبةُ والفرحةُ حين علمتُ أنني أقف أمام عالم موريتانيا وفقيهها الشيخ العلامة محمد سالم بن عدود خالِ شيخنا محمد الحسن وشيخِهِ وابنِ شيخِهِ.
لم يكن الشيخ (عدود) مشهوراً على نطاقٍ واسعٍ، ولكن لا يمكنُ لأحدٍ خبرَ العلم والعلماء في ذلك القطرِ العريق أن يغفُلَ عنه.
بدأتْ جلساتُ ذلك اليوم وكان موضوعها الرئيسُ (المحاكم الرسمية في الدول الغربية وموقف المسلمِ من أحكامها ولا سيما في قضايا الأحوال الشخصية)، تتابعت الأوراقُ والشيخ صامتٌ مصغٍ، وأكثرَ الفقهاءُ الحاضرون من الاحتجاج بقوله تعالى: ((ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً)) على عدم جواز خضوعِ المؤمن لأحكام هذه المحاكم.
http://www.islamtoday.net/media_bank/image/ ابن%20عدود. jpg
وبعد أوراق عديدةٍ طلب الشيخ الكلمةَ وقال في إيجازٍ بليغ: لستُ بصدد مناقشة الحكم الفقهيّ في هذه المسألة، ولكنّي وجدتُ إخواني الفقهاء ينزعون بهذه الآية فيجعلونها في غير محلها! ذلك أن المقصود بها يوم القيامةِ، فالله يقول: ((فالله يحكم بينكم يوم القيامة ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا)).
فأبطلتْ كلمتُهُ هذه نصفَ الحجج!!
بوغتُّ بهذا الفهم اللطيفِ، فقد كنتُ شخصيا أجد إشكالاً في مدلول هذه الآية، ذلك أن تسلُّط الكافرين على المؤمنين حاصلٌ اليوم، وقد حصل في كثير من العصورِ، فكيف يوفَّقُ بين هذا وبين مدلول الآية؟
ووجدتُ بعد ذلك بمدةٍ حكايةً تؤيّد ماذهب إليه الإمام ابن عدود، فقد جاء رجل إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقال: كيف هذه الآية: ((ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً))؟ فكأنّه استشكل ما يرى في الواقع خلافَه، فقال علي رضي الله عنه: ادْنُه ادنه، ثم قال: ((فالله يحكمُ بينكم يوم القيامةِ ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا))، ذاك يوم القيامة.
انفضّتِ الجلسةُ .. وشرُفتُ بالجلوس حول مائدةٍ واحدة للغداء مع العلامة ابن عدود وشيخنا محمد الحسن، وكنتُ وقتَها أعدّ لبرنامجي (فقهاء أدباء) فتجاذبت معهما الحديث حول سير الفقهاء المتأدبين فانثال ابن عدود نهراً رقراقاً عذباً نميراً.
وجلسنا من بعدُ دقائق في غرفتِهِ فعرض الشيخُ لدقائقَ في نظم الكتاب العزيز، ولطائف خالف بها المشهور عند النحاةِ، واحتجّ وعلل، وأصّل وفصّل، وشرح ووضّح، فلا والله ما رأيت أعجبَ من يومئذٍ استحضاراً للنصوص، وغوصاً في معانيها، وقدرةً على المفاتشة والمناقشة، وما ندمتُ على شيء ندمي على فواتِ تسجيل ذلك اللقاءِ.
كل هذا الذي ذكرتُ كان حصيلةَ بضع ساعاتٍ من يومٍ واحدٍ .. كانت هي الفرصة الوحيدة التي حظيتُ فيها بلقاء الشيخ عدود رحمه الله.
وكنتُ من قبل أسمعُ شيخي محمد الحسن يقول عنه: لم أرَ أجمع للمعقول والمنقول منه!! وهي شهادةٌ ضخمةٌ من رجلٍ بحجم محمد الحسن.
http://www.islamtoday.net/media_bank/image/ ابن%20عدود2. jpg
ما الذي يُمكن أن يقوله قائلٌ عن الشيخ عدود؟
ذلك الرجل الذي نشأ بين والدين يتنافسان في حلبة العلم!! فأبوه (محمد عالي) كان مرجعَ أهل العلم في المعضلاتِ، وأمه (ميمونة) كانت حافظةً عالمةً .. وقد سمعتُ شيخي محمد الحسن يحدّثُ عن جدتِهِ ميمونة فيقول: كانت أعلم بالجرح والتعديل من زوجها!! يقول هذا ومحمد عالي هو من هو إمامةً وتبحراً.
ما الذي يمكن أن يقوله قائل عن الشيخ عدود؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ذلك الرجل الذي حفظ (قبل بلوغه) أكثر من ثلاثين متناً يعيا بها الكبار منها: الكافية الشافية لابن مالك، وألفيته مع جامع ابن بونا، وموطأ الفصيح، وعقود الجمان، وألفية العراقي، والكوكب الساطع، والسلم المنورق، ونظم الغزوات، ونظم ابن عاشر وغير ذلك، ومجموع ما حفظه من متون (قبل أن يبلغَ) يقاربُ عشرين ألف بيت!!!
ما الذي يمكن أن يقوله قائل عن الشيخ (عدود)؟
ذلك الرجلُ الذي ذهبَ – وهو ابن خمس سنين لا تزيد – لجلبِ الماء، فلما استوى على أتانِهِ توهَّمَ نفسَهُ على فرسٍ أصيلة فأنشد يقول مرتجلاً:
سَرَاتك سرجي والرِّشاءُ رِكابي ... وزَنْدكِ في التقريبِ ليس بكابي
فِداكِ كُراعٌ والحَرُون وداحسٌ ** وعَلْوَى وجَلْوَى والعَطَا وسَكَابِ
فانظر إلى غلامٍ في الخامسةِ كيف يرتجلُ ويقول!!! ويسردُ أسماء سبعةٍ من مشاهير خيول العربِ!!!
ما الذي يمكن أن يقوله قائل عن الشيخ عدود؟
ذلك الرجل الذي لم يكتف بوافر ما حصّله في المحاضرِ، بل سافر إلى تونس لدراسة الحقوقِ، فلم يرجع إلا وقد تأبط شهادةً قانونية عاليةً ونظَمَ القانون الدوليَّ!!
ما الذي يمكن أن يقوله قائل عن الشيخ عدود؟
ذلك الشاعر العربيُّ الذي امتلأ شعره فخراً بالعربِ، وحثاً لهم على الوحدةِ، وإنكاراً على من أراد عروبةً بلا إسلام .. أليس هو القائل:
ليس للرجعيّ فينا من نسبْ ... كلُّ رجعيٍّ دعيٌّ في العربْ
كم خمدنا ثم ثارتْ نارُنا ... من شرار كامنٍ تحت الحطبْ
نبضةٌ قلبيّة من يَمَنٍ ... أنبضتْ من مصرَ قلباً فوجب ْ
ثم أصغى من هنا أو ها هنا ... كلُّ قلبٍ عربيّ فاقتربْ
إنْ يقل مستعمِر مَنْ أنتمُ ... قلتُ واسمي سالمٌ نحن العربْ
ليت شعري هل ترى بين العربْ ... وحدةً تبقى على مَرِّ الحِقَب
قوّةً ذريّة ضاربةً ... ما لها بالشرق والغرب سببْ
والشاعر السياسي الذي لم يُغفل قضايا الأمة ومشكلاتها، ولم يَغْفَلْ عن أعدائها، أوليس القائل:
سفارة إسرائيل فينا مقيمة ... وأفلاذُ أكباد القطاع تطيرُ
وكلُّ خطوطِ الطول والعرض عندنا ... إلى أمَرِيكَا بالبنان تُشيرُ
وإن الذي دون انفراط نظامها ... لما قد جنت في عمرها ليسيرُ!
والشاعرُ الإصلاحيُّ الوسطيُّ .. أوليس هو القائل:
شكا دين الهدى مما دهاه ... بأيدي جامدين وملحدينا
شباب يحسبون الدين جهلاً ... وشيب يحسبون الجهل دينا
والشاعر العذب الرقيق الوجدانيّ .. أوليس هو الذي يقول:
خلوا النفوس وحبها أجناسها ... وبلادها واستجلبوا إيناسها
نهوى أناسا لا نلائم أرضهم ... ونحب أرضا لا نلائم ناسها
فإذا أتينا الأرض لم نتناسهم ... وإذا أتينا الناس لم نتناسها
كالظبية الدهماء نغَّصَ عيشها ... ألا تضمّ قرينها وكناسَها
لم نَسْهُ عن ذاك الخليط ولا أرى ... ذاك الخليط لفضله عنا سها
ما الذي يمكن أن يقوله قائل عن الشيخ عدود؟
ذلك الرجل الذي خاض السياسةَ حتى صار رئيساً للمحكمة العليا، وعضواً في المكتب السياسي الوطني، ووزيراً للثقافة والتوجيه الإسلاميّ، ورئيسا للمجلس الإسلامي الأعلى -وهو هيئة دستورية تقدم الاستشارات الشرعية لرئيس الجمهورية كما ينص الدستور- .. فلم يصرفْهُ ذلك كله عن علمه وتواضعِهِ وزهدِهِ، حتى إنّه لما انقطع عن هذه المناصب وتفرغ للتدريس لم يكن له من الدنيا كبيرُ حظٍّ، ولا وافر نصيب!!
ما الذي يمكن أن أقوله عن الشيخ عدود؟
وما الذي يمكنُ أن أقوله في رزئنا به؟
لا أجد أحسن من قوله هو:
لن تُرزءا أبداً بمثل أخيكما ... في بره بالمسلمين ودينِهِ
وصلاته وزكاته وصيامه ... وعجيجه بين الحجيج لحينِهِ
وسخائه ووفائه وإبائه ... ورضاه إن نزل القضا ويقينِهِ
رُحْمى لشيخ الحيِّ ناظمِ شمله ... حامي مآثرِهِ الحسانِ أمينِهِ
رُحمى لك ياشيخنا ..
ورُحمى لنا .. نحنُ الذين فُجعنا بفقدك ..
*عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[01 - May-2009, مساء 09:08]ـ
هل يعقل أنه ارتجل البيتين وهو ابن خمس سنين؟
ليس يخفى علي علو كعبه وأنه من نوادر العصر
لكني شعرت من ترجمته أنه يفوق الإمام الشافعي
ومالكا وابن تيمية وأمثالهم
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[02 - May-2009, صباحاً 08:01]ـ
رحمه الله رحمة واسعة وجمعنا به في جنته
وجزاك الله كل خير يا شيخ محمد على النقل المبارك
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[02 - May-2009, مساء 12:58]ـ
بارك الله في الاخوة الكرام
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[02 - May-2009, مساء 08:11]ـ
رحمه الله الشيخ الجليل محمد سالم بن عدود
و اسكنه الجنه
ـ[أبو إسحاق إبراهيم]ــــــــ[26 - Jun-2009, مساء 11:48]ـ
في وداع العلامة الجليل محمد سالم) عدود (رحمه الله
في وداع الحَبر ..
على ساحل البحر ..
على ساحل بحره .. نخط على الرمل سطراً!
في يوم الأربعاء الرابع من هذا الشهر) جمادى الأولى) غربت عن أفق العالم الإسلامي شمس من شموس العلم الساطعة , ففقد علما ً من أعلامه , إنه العلامة الكبير والجهبذ النحرير , الشيخ محمد سالم بن عبدالودود الشهير بـ" عدّود ". أحد أفذاذ العلماء العاملين وأحد أوعية العلم المحققين وأحد أذكياء الدنيا وأكابر علماء المسلمين. اشتهر رحمه الله بالحفظ المدهش فكان يحفظ القصيدة من سماع مرة واحدة , والفهم الثاقب وعرف بالألمعية والنجابة منذ نعومة أظفاره. أعاد سيرة أئمة العلم المتقنين الذين حفظ التاريخ أخبارهم في التبحر في أنواع العلوم والفنون كالشعبي والشافعي وابن تيمية وأمثالهم من نوادر العباقرة. إنه عبقري الصحراء الذي فاخرت به حواضر المعمورة. والذي ضبط علوم السلف وألم بمعارف العصر. فيه من الصحراء بساطتها ومن البحر شموخه.
وكان إذا تحدث في علم ظن المستمع أنه لا يحسن غيره لما يورده من متين العلم ولطائف الفوائد. وذكر صديقه شيخنا الشيخ العلامة أحمد بن محمد الأمين بن أحمد الشنقيطي حفظه الله أنه حين ابتعث الشيخ محمد سالم من موريتانيا إلى تونس للتدريب ضمن مجموعة من القضاة الشرعيين أن تونس كانت تستفيد منه أكثر من استفادته منها , لأنه أتى عالماً حاذقاً , وكان طلبة العلم في محظرة والده – العالم الكبير محمد عالي بن عبد الودود رحمه الله - يحاول كل واحد منهم أن يستأثر به وهو طفل صغير يحضر معهم , فيحمله على عاتقه ليعيد عليه دروس والده. أنعم الله تعالى على الشيخ الفقيد بسرعة الحفظ وشدة الضبط حتى كانت المنظومات العلمية وكتب العلم تصحح من حفظه , لقد كنا نرى ما يحكى عن بعض علماء شنقيط المتقدمين (العلامة محمود بن التلاميذ التركزي الشنقيطي) الذي يقال إن نسخة من القاموس المحيط صححت من حفظه في مصر أمراً في غاية الغرابة , حتى رأينا عياناً تصحيح نسخ مطبوعة من المنظومات العلمية الألفية من حفظ الشيخ رحمه الله وشاهدنا كيف يُثبت الصواب في الكتب المسطرة اعتماداً على ما اختزنه فؤاد الشيخ الذكي من العلم المحقق. هذا مع حسن التعليل والتدليل على ما يذكر بالشواهد التي هي على طرف لسانه وأسَلة بنانه. والتوجيه بقواعد العربية , التي هو أعلم أهل عصره بها.إنه ابن بجدتها , وجُذيلها المحكك وعذيقها المرجّب. مع علو كعبه ورسوخ قدمه في شتى الفنون , وكل الصيد في جوف الفَرا. وله في بعض محاضراته في الإعجاز البلاغي للقرآن الكريم استشهادات فريدة , ومحاضراته كما هو معروف غير محضّرة وذلك كما يعتذر بسبب كثرة أشغاله , وأظن أنه لا يحتاج إلى تحضير محاضرة أياً كان موضوعها, فذاكرة الرجل الثرية لا تخونه عند أدنى استدعاء , وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. و تلك المحاضرات الرفيعة تزدان بحسن الإلقاء , ونصاعة العبارة و اللغة الراقية التي أعاد فيها سحر العربية وأجلى رونقها , فثَم ينعم المستمع بلذة العلم ونشوة المعرفة. لقد كان رحمة الله عليه بحراً لا تكدره الدلاء , وحدث عن البحر ولا حرج!
وكما قيل عنه فهو " سيبويه عصره " وأحد أبرز فقهاء دهره. أما رواية الأشعار فهي بمثابة النَّفس عنده كما ذكروا. وقد سمعت الشيخ د. عبدالله بن محمد الأمين الشنقيطي حفظه الله وأتت سيرة الشيخ محمد سالم رحمه الله قبل سنتين تقريباً فقال: "ما رأيت مثله في العربية والتفسير. وقال: ما رأيت مثله في العلم والعبادة." , ولكثرة محفوظاته من المنظوم والمنثور عرف عند العامة بـ" المكتبة المتنقلة ". ومن أراد أن يقف على طرف من أخبار هذا العالم المبارك الذي يعد ظاهرة علمية شهدها العصر فليطلع على حديث خلفه العلامة الشيخ محمد الحسن الددو حفظه الله و نفع الله به ومقال له عن بعض أخبار الشيخ الفقيد وليطالع ترجمة في بداية "متن الموثق من عمدة الموفق" كتبها تلميذه الشيخ د. عبدالله الحكمي وفقه الله وكذا ترجمة موجزة لتلميذه الشيخ عادل رفوش وفقه الله.لقد كان رحمه الله
(يُتْبَعُ)
(/)
كُنيِّف مليء علماً.ولقد كان بحق جامعة علمية اجتذبت طلاب المعرفة وشداة العلم من مختلف أقطار العالم ومن شتى الأجناس يفيء عليهم في محظرته العريقة بما تجود به نفسه وما تفيض به كفه من سخاء , فكان رُحلة يؤمه أهل المشرق والمغرب. وكانت " أم القرى " -بضم القاف , و بكسرها إنباءاً عن كرم أهلها وجودهم- مثابة لطلبة العلم , يتزودون من جامعة الصحراء المرموقة أشرف العلوم وأزكاها.
ومع هذه المواهب العلمية النادرة التي اشتهر بها الشيخ والموسوعية المدهشة التي عرف بها والتي تجمع بين عمق المعرفة وسعة الاطلاع امتاز الشيخ رحمه الله بالتواضع المفرط وهضم النفس وإنكار الذات إلى درجة تبعث على الإعجاب والتقدير , ومن ذلك أنه في نهاية تصحيح نظم الآجرومية لعبيدربه الغلاوي عليه بالمسجد النبوي موسم حج عام1428, زاد الشيخ بيتاً في المنظومة لضرورة رآها فقال له أحد طلاب العلم مداعباً:احمرار , يقصد: كزيادات العلامة بن بونا على ألفية ابن مالك. فصرف الشيخ الكلام عن مديح الطالب له بلطف واستشهد ببيت المتنبي:
لقد أطال ثنائي طول لابسه إن الثناء على التنبال تنبال
وهذا من تواضع الكبار , وإلا فهو العالم الجليل الذي قال في نفس تلك المجالس وقد حلق في سبح لغوي: أخطا صاحب القاموس في كلمتين: وزى , وكلمة أخرى ذكرها.
وفي حادثة أخرى تبين حلمه وعلمه وتواضعه رحمه الله حيث جلس إليه رجل جزائري , فرحب الشيخ به وهش في وجهه وسأله من أي مناطق الجزائر سؤال العارف, وحين أخبره أنه من (قسطنطينة) , ذكر له الشيخ أن (قسطنطينة) أصلها (قسطنطينية) نسبة إلى القائد الروماني
(قسطنطين) وخففت للتسهيل ولكن ذلك الرجل قال للشيخ: لا أظن , ولم يعلل. فما زاد الشيخ رحمه الله على التبسم.
تحتشد المناقب في ساحته وتتسابق المناقب في سيرته , أجمع من عرفه على دماثة خلقه ولين جانبه وعظيم تواضعه وسماحة نفسه وكرم أخلاقه وسخاء يده وزهده وبذله العلم لأهله وتقريبه لطالبيه , مع تودده للغرباء ودعابته التي لا تنقص من هيبته ووقاره. يحبه من عرفه لأول وهلة ويراه من لا يعرفه فيرى فيه شموخ العالم وإخبات العابد وسيما الصلاح.
فرحمه الله من عالم جليل راسخ القدم , كريم الشيم , كان كالغيث حيثما نزل نفع , حمل هم الأمة و سعى في فلاحها وكانت له مواقف مشهودة في نصرها والذب عنها ففقدته ونعته.
غدا غدوة والحمد نسج ردائه فلم ينصرف إلا وأكفانه الأجر
مضى طاهر الأثواب لم تبق روضة غداة ثوى إلا اشتهت أنها قبر
ستفتقده المجامع الفقهية والمجالس العلمية والأندية الأدبية ومحافل الثقافة وساحات الدعوة وصروح القضاء و واحات الصحراء " المحاظر". أخلف الله على المسلمين بعده , ولئن رحل العلامة محمد سالم رحمه الله فقد ورث علماً و ترك بعده من بقوم مقامه من أهل العلم والفضل في أهل بيته والذي هو أحد بيوت العلم والصلاح , كان الله تعالى لهم ولأوليائهم ولياً.
اللهم ارحم الشيخ محمد سالم وارفع درجته في المهديين مع النبيين والصديقين واخلفه في أهله في الغابرين واغفر له ولنا يا ارحم الراحمين. آمين.
ـ[أبو إسحاق إبراهيم]ــــــــ[26 - Jun-2009, مساء 11:54]ـ
على ساحل البحر ..
نخطّ على الرمل سطراً ..
ونقطف من روضه الاُنف عطرا ..
ويحكي الأسى .. أنا فقدناك ..
يا بحر العلوم ..
فقدناك ..
شمساً , وبدراً ..
فطبت يا عالم العصر ..
فوق الثرى .. وبورك أرضاَ ضمت البحر .. قبراً
ـ[أبو إسحاق إبراهيم]ــــــــ[26 - Jun-2009, مساء 11:58]ـ
ذكر أحد عارفي الشيخ وأصدقائه القدامى .. أنه تعرف على الشيخ محمد سالم رحمه الله في رحلة لهما على السفينة مرتحلين من موريتانيا - عند سفر الشيخ رحمه الله - إلى تونس - في الستينات , أنه سمع أن هناك ابناً نبيهاً نابغة للشيخ محمد عالي رحمه الله وأن يلقب بالبحر , وعند لقائه وتعرفه بالشيخ أنشده أبياتاً في جناس بديع .. بين البحر الذي يمخرون عبابه بالسفينة والبحر (الشيخ) ..
ـ[أبو إسحاق إبراهيم]ــــــــ[27 - Jun-2009, صباحاً 12:45]ـ
حياة الشيخ عدود
الاحد 07/ 06/2009
بقلم الشيخ محمد الحسن الددو
منح الله الشيخ محمد سالم ولد عدود ذاكرة قوية وهيأ له الأسباب بوجود والده ووالدته وهما موسوعتان فدرس عليهما مختلف العلوم الشرعية وتبحر فيها، وكان كل العلوم التي تدرس ..
(يُتْبَعُ)
(/)
منح الله الشيخ محمد سالم ولد عدود ذاكرة قوية وهيأ له الأسباب بوجود والده ووالدته وهما موسوعتان فدرس عليهما مختلف العلوم الشرعية وتبحر فيها، وكان كل العلوم التي تدرس في هذه البلاد لديه سواء كان أيضاً على إلمام ببعض العلوم الأصلية التي يحتاج إليها الفقيه والمحدث والقاضي والداعية
فلم يكن منغلقاً على كتب معينة ولم يكن حبيس المكتبة بل كان ذهنه سائلاً وكان يطلع على المحافل العلمية وما فيها وعلى وسائل الإعلام وما تنشره المكتبات من الدراسات الحديثة ويشارك في المؤتمرات ويلقي الباحثين المبدعين ويستمع إليهم ويصحح ويقوم ويركب الأفكار من خلال ثقافته التي مصادرها متنوعة.
ويمكن أن نقسم العلوم التي تبحر فيها الشيخ إلى سلالات، فمنها – مثلاً- علم القرآن الذي يشمل سبعة علوم: علم الأداء الذي هو علم التجويد، وعلم القراءات، وكان في تطبيقه وقراءاته حريصاً على قراءة نافع وقلما يقرأ بغيرها .. والعلم الثالث علم التفسير وللشيخ إبداعات كثيرة في المقارنات والمقاربات في القرآن .. والعلم الرابع من هذه السلالة هو علم الرسم والضبط وهو من المتخصصين فيه وقد أخذه عن والدته رحمة الله عليها وكانت متقنة لهذا الفن
والفن الخامس من هذه السلالة هو علم علوم القرآن وهذا العلم يشمل العلوم المتعلقة بالقرآن التي جمعت تحت عنوان واحد كعلم أسباب النزول وعلم المكي والمدني وعلم الناسخ والمنسوخ وعلم الشتوي والصيفي وعلم الترجمة ونحو ذلك، وهذا العلم ألف فيه الكثير من الكتب، والشيخ كان متخصصاً فيه لأنه درسه وهو صغير.
العلم السادس من هذه السلالة هو علم تاريخ التفسير، والشيخ له مهارة تاريخية عجيبة في المقارنات في الكتب يرتبها حسب تاريخ مؤلفها ويحكم بالتصحيح والتضعيف بالتاريخ، فمثلاً في كتب السيوطي يقول في ترتيبها في أبيات له:
ما ذكر الخلال في الإتقان
وفي عقوده من الجمان
من منع الاقتباس عند مالك أكثر في تنويره الحوالك
مَن ردَه ونسب الفشارى لمن إلى تحريمه أشارا
أقول والتاريخ بالتأخير يحكم للتنوير حاوي الخير
الفن السابع هو علم طبقات القراء والمفسرين .. والشيخ له عناية بهذا الجانب لأنه من المتعلقين بالإمام الذهبي ..
أما السلالة الثانية التي برز فيها الشيخ محمد سالم واشتهر بها في هذه البلاد هي سلالة علم الحديث، وتشمل سبعة فنون أيضاً منها: علم المصطلح، وقد حفظ ألفية العراقي وأتقنها وهو صغير وحفظ عدداً كبيراً من كتب شروحها ومن غيرها.
الفن الثاني هو علم الحديث رواية، وقد اجتهد في طلب الرواية وأجازه عدد كبير من مشايخ الحديث، وأول من أجازه من المشاهير الشيخ محمد طاهر بن عاشور في تونس وهو مؤلف كتاب "التحرير والتنوير" (تفسير القرآن) ومؤلف كتاب "المسوي في شرح الموطأ" ثم أجازه عدد من علماء الحجاز والشام والهند في كتب الحديث.
والعلم الثالث من علوم الحديث هو علم متون الحديث، ومن عنايته بهذا الفن أنه رتب لنفسه دراسته على نحو ما رتبه العراقي في ألفيته ..
الفن الرابع هو علم شرح الحديث وقد اعتنى الشيخ محمد سالم به فاجتهد بمعرفته في شروح الصحيح للبخاري بالأخص فتح الباري للحافظ بن حجر وشرح الكرماني وإرشاد الساري للقسطلاني، فهذه الشروح الثلاثة كان مهتماً بها اهتماماً بالغاً، وكذلك شروح الموطأ وخاصة التمهيد والاستذكار لابن عبد البر والمنتقي للباجي وشرح محمد بن عبد الباقي الزرقاني.
العلم الخامس من هذه السلالة هو علم الرجال، فدرس كتاب "الجرح والتعديل" لابن حاتم الرازي، وهو من أول الكتب في علم الرجال التي اقتناها الشيخ، وكان يحفظ تقريباً التراجم التي أوردها الذهبي في ميزان الاعتدال والتراجم التي أوردها الحافظ بن حجر زيادة عليه في لسان الميزان.
العلم السادس من هذه السلالة علم التخريج ودراسة الأسانيد، وقد أولاها الشيخ عناية كبيرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن العلوم التي برز فيها الشيخ محمد سالم سلالة الفقه، وهذه السلالة فيها أربعة عشر علماً هي الفقه المذهبي، وقد تخصص شيخنا في المذهب المالكي ونظمه نظماً كاملاً، نظم أولاً مختصر خليل ثم زاد عليه بشروحه ثم زاده المدونة والعتبية والذخيرة وغير ذلك من كتب المذهب، وهذا الشرح (كتاب) من أهم ما فيه استدراكه على كل الكتب المالكية المطبوعة، ما فيها من الأخطاء يبينه، من المدونة إلى مختصر خليل، وأيضاً فإن كل فرع في المذهب المالكي من 120 ألف فرع يذكر أول من قال به، فإذا كان من اجتهاد مالك وخرج من دماغه يبين ذلك في العتبية أو المدونة، وإذا لم يكن من فقه مالك يبين أول من قال به هل هو لابن القاسم أو أشهب أو ابن نافع، وإذا لم يكن لأصحاب مالك يأتي بأول من قال به من أصحابهم كسحنون وإذا لم يكن من هؤلاء يأتي بطلابهم كلباد ثم ينزل إلى أن يصل إلى خليل .. وهذا الكتاب طبع الآن تقريباً وقد عكف الشيخ حتى في مرضه الذي توفي فيه على إخراجه
ومن المعلوم أن الشيخ محمد سالم تولى القضاء في بداية تأسيس الدولة الموريتانية، حيث أرسل سنة 1965 ضمن بعثة إلى تونس، التي أقام فيها سنتين أتاحت له التدرب في المحاكم التونسية والاعتناء بتوثيق الأحكام فكانت المحكمة العليا ومحكمة الاستئناف في تونس تعهد إليه بتحرير الأحكام دون غيره لما لمست فيه من قدرة وعبقرية، وما زال يوجد إلى اليوم سجل للأحكام التي حررها في تلك الفترة في المحاكم التونسية.
ولدى قفوله من تونس تولى الشيخ عدود منصب نائب رئيس المحكمة الابتدائية، التي كانت المحكمة الوحيدة في البلد من هذه الدرجة في ذلك الوقت الذي كان القضاء الموريتاني ينقسم فيه إلى نوعين تجسدهما غرفتين للقضاء الشرعي والوضعي، تكون رئاسة المحكمة من نصيب هذه الأخيرة.
وشغل الشيخ عدود نائب رئيس المحكمة الابتدائية مدة طويلة، عمل خلالها بصبر وأناة على إلغاء القانون الوضعي وتهذيب ما لابد منه من القانون المدني.
وخلال هذه الفترة نظم الشيخ القانون الدولي العام والقانون الإداري في ألفية تم طبعها كما سعى إلى تقنين الفقه المالكي وبدأ هذا المشروع وحده إلى أن تبنته الدولة سنة 1980 ليتوج بالمساطر الإجرائية الحالية في موريتانيا والتي من ضمنها مجلة المرافعات المدنية والتجارية.
وعين الفقيد قبل إلغاء القانون الوضعي نائباً لرئيس المحكمة العليا مدة طويلة ثم رئيساً للمحكمة العليا بعد إلغاء القانون المذكور وهذا آخر منصب له في القضاء.
وخلال رئاسته للمحكمة العليا التي كانت هي المسؤولة عن أداء القضاة جميعاً وتفتيشهم اعتنى بمسائل ومشاكل موروثة لم تحل قبله يعود بعضها إلى 170 سنة تناسختها الأجيال في الميراث ولم يحلها أي قاض قبله وهذا ما يشير إليه في شعره الشعبي الذي هو من باب الدعابة.
وقد ترك الشيخ عدود القاضي أثره وبصماته الواضحة في القضاء الموريتاني، فبالإضافة إلى المساطر القانونية التي أشرف على إعدادها، تتلمذ عليه العديد من القضاة النابهين الذين أخذوا عنه ولازموه.
وفي مجال الدعوة وإصلاح شأن المسلمين والذود عن حياض الإسلام كان الشيخ يشعر في شبابه بالمرارة لسيطرة الاستعمار على البلد وعمل جاهداً على التخلص منه وجسد ذلك في شعره حيث يقول:
كفى حزنا أن لا يزال يقودنا على الخسف داع من دعاة جهنما
كما عمل على إصلاح التعليم عبر مشاركته في وضع المناهج التربوية في المعهد التربوي الوطني ومدرسة تكوين المعلمين والمدرسة الوطنية للإدارة، ومشروع جامعة نواكشوط.
وفي المجال الدعوي كان الفقيد من أوائل المحاضرين في هذا البلد في الموضوعات الدعوية العامة، حيث اعتنى بترشيد الشباب وتهذيب الشيوخ وفي ذلك يقول:
شكي دين الهدى مما دهاه أيدي جامدين وملحدينا
شباب يحسبون الدين جهلا وشيب يحسبون الجهل دينا
وفي المجال الاجتماعي بالخصوص كان الشيخ من كبار المصلحين في هذا البلد فحارب كثيراً من العادات الاجتماعية السيئة وقضى على كثير منها وكان يغير كثيراً مما درج الناس عليه في هذه البلاد من العادات الاجتماعية المخالفة للدين ومن ذلك قضاؤه على بدعة معروفة تعرف "بحل أصرر" وهي عادة نصرانية لم يكن الناس يستشعرون أصلها النصراني، وكذلك بعض البدع الأخرى التي أزالها أو تمكن من إزالتها ولو جزئياً في بعض المناطق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويتمتع الشيخ عدود رحمه الله بملكة عجيبة في الحفظ ورثها عن والده محمد عالي، الذي يعرف عنه أنه كان يحفظ كل ما يسمع، وقد درب ابنه الشيخ محمد سالم على ذلك حتى صقل هذه الملكة والموهبة.
فحدث أن اصطحب الشيخ محمد عالي ولده محمد سالم وكان يدرسه ترجمة الفاعل وشواهد كثيرة لها، ولما جلسا قال محمد سالم لوالده لقد حفظت 50 بيتاً من هذه الشواهد في السماع الأول وأنشده إياها. وفي المجال الإنساني كان الشيخ رقيقاً حنوناً إذا رأي ضعيفاً أو مظلوماً لم تمنعه الشجاعة المعروفة عنه من أن تسيل دموعه ويرق لحاله، حيث كان يحضر مجالس العزاء والمناسبات الاجتماعية وينصح الناس، رجالاً ونساءً و أطفالاً وكباراً، ويصحب حتى من هم أصغر سنا منه، ومثال ذلك صداقته لجمال ولد الحسن الذي كان بمثابة ولده وكذلك إبراهيم ولد الشيخ سيديا.
وكانت لديه صداقة حميمة مع كبار السن فالمختار ولد حامد وعدد كبير من الذين اشتركوا معه في العمل أصدقاء له رغم أن المختار كان بسن والده.
والشيخ رحمه الله لم يكن يضربنا في تأديبه لنا وإنما كان إذا رأي من أحدنا ما لا يرضيه يغضب غضباً شديداً حتى يجف لسانه عن الكلام ولم يضرب أحداً منا قط.
ومن المعلوم أن محظرة الشيخ قديمة يعود تاريخ إنشائها إلى حوالي 300 سنة كما أن والده يعتبر أحد أعلام هذه المحظرة، الذين أعطوها شهرة كبيرة. ورغم أن الشيخ شغل عن التدريس في المحظرة، إلا أن ذلك لم يمنعه من أن يشغل جميع وقته بالتدريس، حتى في الطائرة ومن ذلك قوله:
وبعضه نظمته في القاهرة وبعضه نظمته في الطائرة
وفي فترة عمله كان له طلاب يرافقونه وكان إذا أخذ الإجازة عاد إلى المحظرة ليزاول التدريس فيها.
وكانت محظرته تستقبل طلاباً من الشيشان وأذربيجان وأوربا وأمريكا ومن داخل البلاد.
وفي المحظرة الآن نساء من الجزائر ومن ليبيا يدرسن كما يدرس أزواجهن وهذه ورثها كذلك عن والده. والشيخ محمد سالم كان يرى أن العلم حق للجميع وأنه عبادة بذاتها كما كان والده يقول: لا فرق عندي بين الصلاة والقراءة والتدريس فكلاهما يلزم الخشوع ويلزم أن يكون عبادة لله خالصة وكان يكره الكلام أثناء التدريس.
------------------------------------------------------------
منقول عن موقع الإسلام ويب ( islamweb.net)
وهذا هو الرابط
http://www.islamweb.net/media/index.php?page=article&lang=A&id=151853
ـ[أبو إسحاق إبراهيم]ــــــــ[31 - Jul-2009, صباحاً 12:45]ـ
إلى الله .. في الخالدين
ـ[أبو إسحاق إبراهيم]ــــــــ[31 - Jul-2009, صباحاً 12:47]ـ
وأخبر الشيخ أحمد بن أحمد الشنقيطي وفقه الله وحفظه أنه رافق الشيخ محمد سالم رحمه الله في بداية الستينيات الميلادية (62 تقريباً) فوجده بحراً لا ساحل له في الحفظ .. وعالماً مكتملاً.
ـ[القرافي المالكي]ــــــــ[03 - Aug-2009, مساء 04:53]ـ
بارك الله فيك على ما نقلت.(/)
((الأحكام الفقهية ثابتة بالادلة الظنية)) فلا يقال الفقه هو العلم بالاحكام الشرعية!
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[01 - May-2009, مساء 08:51]ـ
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وبعد:
فهذه فائدة أصولية من عند الباقلاني رحمه الله في اعتراضه على تعريفهم الفقة بـ العلم بالاحكام ... ) إلخ
فقال: إنكم عرفتم الفقه بأنه (العلم بالاحكام الشرعية .... ) والعلم معناه الادراك الجازم المطابق للواقع عن دليل قطعي، والأحكام الفقهية لم تثبت عن طريق أدلة قطعية، بل إن الاقل من تلك الاحكام ثبت عن دليل قطعي، وغالب الاحكام الفقهية ثبتت عن أدلة ظنية فإدخال لفظ ((العلم)) في تعريف الفقه مع أن الفقه من باب الظنون باطل.
وإليك بيان كيف كان الفقه ظنيا:
الفقه من باب الظنون؛ لأنه مستفاد من الأدلة الظنية، وإليك بيان ذلك:
الأدلة تنقسم إلى قسمين: أدلة متفق عليها وأدلة مختلف فيها
والمتفق عليها من حيث الجملة الكتاب والسنة والاجماع والقياس
أما القياس فإنه لا يفيد إلا الظن وهو واضح.!
وأما الاجماع فإنه يتنوع إلى نوعين:
النوع الاول: الإجماع السكوتي وهو لا يفيد إلا الظن وسواء نقل الينا عن طريق التواتر أو الآحاد
النوع الثاني: الإجماع الصريح فيه تفصيل:
إن نقل الينا بطريق الآحاد فهو لا يفيد إلا الظن.
وإن نقل الينا بطريق التواتر فهو يفيد القطع لكنه في غاية البعد!!!
أما السنة ففيها تفصيل:
إن نقلت الاحاديث عن طريق الآحاد وهذا أكثر السنه فلا يفيد إلا الظن، سواء كانت دلالته قطعية أو ظنية.
وإن نقلت الاحاديث عن طريق التواتر - وهو قليل جدا - ففيه نفصيل:
إن كانت دلالة الحديث على المعنى قطعية فيفيد القطع وهو قليل
وإن كانت دلالة الحديث على المعنى ظنية فلا يفيد إلا الظن.
وأما الكتاب ففيه تفصيل:
إن كانت دلالة الآية على الحكم دلالة ظنية، فلا تفيد إلا الظن.
وإن كانت دلالة الآية على الحكم قطعية فإنها تفيد القطع
وما هو مقطوع الدلالة من الكتاب والسنه المتواترة يكون من ضروريات الدين
أما الادلة المختلف فيها كالمصالح، والاستصحاب والعرف وسد الذرائع وقول الصحابي وشرع من قبلنا والاستحسان فإنها لا تفيد إلا الظن عند القائلين بها.
إذن يكون غالب الاحكام الفقهية ثابتة عن طريق أدلة ظنية فيكون الفقه ظنيا في الغالب وإذا كان الامر كذلك فلا يصح إن يقال إن الفقه هو ((العلم بالاحكام الشرعية ... )) فإيراد العلم مكان الظن يكون إيرادا لضد الشئ مكانه في التعريف فيكون التعريف باطلا. أهـ
فهذه فائدة عظيمة يستخرج منها فوائد كثيرة!
نقلها لكم أخوكم
أبو زياد النعماني
فحقه الدعاء بظاهر الغيب
ـ[أبوحازم الحربي]ــــــــ[03 - May-2009, صباحاً 01:04]ـ
هذا فاسد ليس بصحيح، وَرَدُّهُ في المُطَوَلاَت ذَكَرَهُ غير واحد
وتَفسيرُ العلم بمعنى الظَّن هذا فيه تَكَلُّف، لِمَاذا؟ لأن تَفسير العلمِ بالظَّنِ هذا مَجَازَ، والظَّن في هذا المَوْضِع المُرَاد به المَلَكَة، فحينئذٍ أُستعملَ الظَّنُ بمعنى المَلَكَة وهو مَجَاز وهذا فيه بِنَاءُ مَجَازٍ على مَجَاز يُسَمَى مَجَازًا بمَرْتَبَتَين. الحاصل: نُفَسِرُ العلم هنا بما عَلِمْنَاهُ من جِهَةِ الشرع إما أن يكونَ من طَرِيقِ اليَقين، وإما أن يكون من طَرِيقِ غَلَبَةِ الظَّن، وما أَوْرَدَهُ من كَوْن الفقه كُلُّه ظُّنُون هذا مَرْدُودٌ عليه.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[03 - May-2009, صباحاً 01:28]ـ
وهذا هو المشهور باعتراض الباقلاني، وكما تفضل أبو حازم فهو فاد،بل وفاسد جداً ...
ونقده في: ((مجموع الفتاوى)) (13/ 112 - 120)،و ((الاستقامة)) (1/ 50 - 69) ..
وهو من روائع الشيخ ودرره رحمه الله ...
ـ[ابوسفيان المقدشى]ــــــــ[04 - May-2009, مساء 07:34]ـ
قال الامام ابو مظفر السمعانى فى رد ذلك
{وأما في عرف الفقهاء فهو العلم بأحكام الشريعة.
وقيل جملة من العلوم بأحكام شرعية.
فإن قال قائل أن في الفقه ظنيات كثيرة فكيف يسمى علما قلنا ما كان فيه من الظنيات فهى مستندة إلى العلميات ولأن الظن منى يسمى علما لأنه يؤدي إليه قال الله تعالى: {يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ} أي يعلمون}.
قواطع الادلة ج1 ص20(/)
خواطر وجواهر من ابن الجوزي إلى طلاب العلم
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[01 - May-2009, مساء 10:51]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد:
فإن كتاب صيد الخاطر للإمام ابن الجوزي درة غالية وكنز ثمين.
قد تقول: على رسلك فإنما هو خواطر وذكريات لا تستحق كل هذا؟!
فأقول ليس هو بخواطر بل هو خلاصة تجارب إمام بارع في كل الفنون, ومن تفئ ضلال هذا الكتاب علم صدق ما قلت.
ففيه من الجواهر والفرائد ما يستحق بها أن تعاد قراءته المرة تلو الأخرى.
لما كان الأمر كذلك أحببت أن أستخلص من الكتاب جواهر تختص بالعالم والمتعلم , والواقع أن كثيرا منها تعتبر قواعد منهجية يسير من خلالها طالب العلم
* استخلصت من الكتاب 14 خاطرة وجوهرة.
* اعتمدت في العزو على طبعة: دار الهدي النبوي ودار الفضيلة , بتحقيق: أبي أنس سيد بن رجب.
والله الموفق.
(أرجو عدم التعقيب قبل انتهاء الموضوع)
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[01 - May-2009, مساء 10:52]ـ
(1)
* فصل: [في علماء الدنيا و علماء الآخرة]
تأملت التحاسد بين العلماء، فرأيت منشأه من حب الدنيا، فإن علماء الآخرة يتوادون و لا يتحاسدون، كما قال عز و جل: (و لا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتو) ا.
و قال الله تعالى: (والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا و لإخواننا الذين سبقونا بالإيمان و لا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا).
و قد كان أبو الدرداء: [يدعو كل ليلة لجماعة من إخوانه].
و قال الإمام أحمد بن حنبل لولد الشافعي: [أبوك من الستة الذين أدعو لهم كل ليلة وقت السحر].
و الأمر الفارق بين الفئتين: أن علماء الدنيا ينظرون إلى الرياسة فيها، و يحبون كثرة الجمع و الثناء. و علماء الآخرة، بمعزل من إيثار ذلك، و قد كانوا يتخوفونه، و يرحمون من بلي به.
و كان النخعي، لا يستند إلى سارية.
و قال علقمة: أكره أن يوطأ عقبي. و يقال" علقمة".
و كان بعضهم، إذا جلس إليه أكثر من أربعة، قام عنهم.
و كانوا يتدافعون الفتوى، و يحبون الخمول، ومثل القوم كمثل راكب البحر، و قد خب، فعنده شغل إلى أن يوقن بالنجاة.
و إنما كان بعضهم يدعوا لبعض، و يستفيد منه لأنهم ركب تصاحبوا فتوادوا، فالأيام و الليالي مراحلهم إلى سفر الجنة. [41]
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[01 - May-2009, مساء 10:54]ـ
[2]
* فصل: [العلم بالعمل]
لقيت مشايخ، أحوالهم مختلفة، في مقاديرهم في العلم.
و كان أنفعهم لي في صحبته العامل منهم بعلمه، و إن كان غيره أعلم منه.
و لقيت جماعة من علماء الحديث يحفظون و يعرفون و لكنهم كانوا يتسامحون بغيبة يخرجونها مخرج جرح و تعديل، و يأخذون على قراءة الحديث أجرة، و يسرعون بالجواب لئلا ينكسر الجاه و إن وقع خطأ.
و لقيت عبد الوهاب الأنماطي، فكان على قانون السلف لم يسمع في مجلسه غيبة،و لا كان يطلب أجراً على سماع الحديث، و كنت إذا قرأت عليه أحاديث الرقاق بكى و اتصل بكاؤه.
فكان ـ و أنا صغير السن حينئذ ـ يعمل بكاؤه في قلبي،و يبني قواعد.
و كان على سمت المشايخ الذين سمعنا أوصافهم في النقل.
و لقيت الشيخ أبا منصور الجواليقي، فكان كثير الصمت، شديد التحري فيما يقول، متقناً محققاً.
و ربما سئل المسألة الظاهرة التي يبادر بجوابها بعض غلمانه، فيتوقف فيها حتى يتيقن.
و كان كثير الصوم و الصمت. فانتفعت برؤية هذين الرجلين أكثر من انتفاعي بغيرهما.
ففهمت من هذه الحالة أن الدليل بالفعل أرشد من الدليل بالقول.
و رأيت مشايخ كانت لهم خلوات في انبساط و مزاح، فراحوا عن القلوب و بدد تفريطهم ما جمعوا من العلم. فقل الانتفاع بهم في حياتهم، و نسوا بعد مماتهم، فلا يكاد أحد أن يلتفت إلى مصنفاتهم.
فالله الله في العلم بالعمل، فإنه الأصل الأكبر.
و المسكين كل المسكين من ضاع عمره في علم لم يعمل به، ففاته لذات الدنيا و خيرات الآخرة فقدم مفلساً على قوة الحجة عليه. [188]
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[01 - May-2009, مساء 10:55]ـ
{3}
* فصل [من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين]
أعظم دليل على فضيلة الشيء النظر إلى ثمرته. و من تأمل ثمرة الفقه علم أنه أفضل العلوم، فإن أرباب المذاهب فاقوا بالفقه على الخلائق أبداً، و إن كان في زمن أحدهم من هو أعلم منه بالقرآن أو بالحديث أو باللغة.
و اعتبر هذا بأهل زماننا، فإنك ترى الشاب يعرف مسائل الخلاف الظاهرة فيستغني و يعرف حكم الله تعالى في الحوادث ما لا يعرفه النحرير من باقي العلماء.
كم رأينا مبرزاً في علم القرآن أو في الحديث أو في التفسير أو في اللغة لا يعرف مع الشيخوخة معظم أحكام الشرع.
و ربما جهل علم ما ينويه في صلاته، على أنه ينبغي للفقيه ألا يكون أجنبياً عن باقي العلوم. فإنه لا يكون فقيهاً، بل يأخذ من كل علم بحظ ثم يتوفر على الفقه فإنه عز الدنيا و الآخرة. [210]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[01 - May-2009, مساء 10:56]ـ
{4}
* فصل [الورع لطالب العلم إلى الممات]
رأيت نفراً ممن أفنى أوائل عمره و ريعان شبابه في طلب العلم يصبر على أنواع الأذى، و هجر فنون الراحات، أنفة من الجهل، و رذيلته، و طلباً للعلم و فضيلته، فما نال منه طرفاً رفعه عن مراتب أرباب الدنيا.
و من لا علم له إلا بالعاجل ضاق به معاشه أو قل ما ينشده لنفسه من حظوظ، فسافر في البلاد يطلب من الأرذال، و يتواضع للسفلة و أهل الدناءة و المكاس و غيرهم.
فخاطبت بعضهم و قلت:ويحك أين تلك الأنفة من الجهل التي سهرت لأجلها، و أظمأت نهارك بسببها، فلما ارتفعت و انتفعت عدت إلى أسفل سافلين.
أفما بقي عندك ذرة من الأنفة تنبو بها عن مقامات الأرذال؟
و لا معك يسير من العلم يسير بك عن مناخ الهوى؟
و لا حصلت بالعلم قوة تجذب بها زمام النفس عن مراعي السوء؟ على أنه يبين لي أن سهرك و تعبك كأنهما كانا لنيل الدنيا.
ثم إني أراك تزعم أنك تريد شيئاً من الدنيا تستعين به على طلب العلم، فاعلم أن التفاتك إلى نوع كسب تستغني به عن الأرذال أفضل من التزيد في علمك.
فلو عرفت ما ينقص به دينك لم تر فيما قد عزمت عليه زيادة، بل لعله كله مخاطرة بالنفس، و بذل الوجه طالما صين لمن لا يصلح إلتفات مثلك إلى مثله.
و بعيد أن تقنع بعد شروعك في هذا الأمر بقدر الكفاف، و قد علمت ما في السؤال بعد الكفاف من الإثم.
و أبعد منه أن تقدر على الورع في المأخوذ.
و من لك بالسلامة و الرجوع إلى الوطن؟ و كم رمى قفر في بواديه من هالك!
ثم ما تحصله يفني و يبقى منه ما أعطى، و عيب المتقين إياك، و اقتداء الجاهلين بك.
و يكفيك أنك عدت على ما علمت من ذم الدنيا بشينه إذ فعلت ما يناقضه، خصوصاً و قد مر أكثر العمر.
و من أحسن فيما مضى يحسن فيما بقي. [213]
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[01 - May-2009, مساء 11:00]ـ
{5}
* فصل [في تعظيم حفظ العلم]
إعلم أن المعلم يفتقر إلى دوام الدراسة، و من الغلط الإنهماك على الإعادة ليلاً و نهاراً، فإنه لا يلبث صاحب هذه الحال إلا أياماً ثم يفتر أو يمرض.
و قد روينا أن الطبيب دخل على أبي بكر بن الأنباري في مرض موته، فنظر إلى مائة كتاب و قال: [قد كنت تفعل شيئاً لا يفعله أحد]، ثم خرج فقال: [ما يجيء منه شيء]، فقيل له: [ما الذي كنت تفعل؟] قال: [كنت أعيد كل أسبوع عشرة آلاف ورقة].
و من الغلط تحميل القلب حفظ الكثير أو الحفظ من فنون شتى، فإن القلب جارحة من الجوارح، و كما أن من الناس من يحمل المائة رطل، و منهم من يعجز عن عشرين رطلاً، فكذلك القلوب.
فليأخذ الإنسان على قدر قوته و دونها، فإنه إذا استنفدها في وقت ضاعت منه أوقات.
كما أن الشره يأكل فضل لقيمات فيكون سبباً إلى منع أكلات.
و الصواب أن يأخذ قدر ما يطيق و يعيد في وقتين من النهار و الليل، و يرزفه القوى في بقية الزمان، و الدوام أصل عظيم.
فكم ممن ترك الاستذكار بعد الحفظ فضاع زمن طويل في استرجاع محفوظ قد نسي.
و للحفظ أوقات من العمر فأفضلها الصبا و ما يقاربه من أوقات الزمان، و أفضلها إعادة الأسحار و أنصاف النهار، و الغدوات خير من العشيات، و أوقات الجوع خير من أوقات الشبع.
و لا يحمد الحفظ بحضرة خضرة و على شاطئ نهر، لأن ذلك يلهي.
و الأماكن العالية للحفظ خير من السوافل.
و للخلوة أصل، و جمع الهم أصل الأصول.
و ترفيه النفس من الإعادة يوماً في الأسبوع ليثبت المحفوظ و تأخذ النفس قوة كالبنيان يترك أياماً حتى يستقر ثم يبني عليه.
وتقليل المحفوظ مع الدوام أصل عظيم، و ألا يشرع في فن حتى يحكم ما قبله.
و من لم يجد نشاطاً للحفظ فليتركه، فإن مكابرة النفس لا تصلح.
و إصلاح المزاج من الأصول العظيمة، فإن للمأكولات أثراً في الحفظ.
قال الزهري: [ما أكلت خلاً منذ عالجت الحفظ].
و قيل لأبي حنيفة: بم يستعان على حفظ الفقه؟ قال: بجمع الهم.
و قال حماد بن سلمة: [بقلة الغم].
و قال مكحول: من نظف ثوبه قل همه، و من طابت ريحه زاد عقله، و من جمع بينهما زادت مروءته.
و أختار للمبتدي في طلب العلم أن يدافع النكاح مهما أمكن فإن أحمد بن حنبل لم يتزوج حتى تمت له أربعين سنة، و هذا لأجل جمع الهم.
فإن غلب عليه الأمر تزوج و اجتهد في المدافعة بالفعل لتتوفر القوة على إعادة العلم.
ثم لينظر ما يحفظ من العلم، فإن العمر عزيز، و العلم غزير.
و إن أقواماً يصرفون الزمان إلى حفظ ما غيره أولى منه، و إن كان كل العلوم حسناً، و لكن الأولى تقديم الأهم و الأفضل.
و أفضل ما تشاغل به حفظ القرآن ثم الفقه، و ما بعد هذا بمنزلة تابع، و من رزق يقظة دلته يقظته فلم يحتج إلى دليل، و من قصد وجه الله تعالى بالعلم دله المقصود على الأحسن (و اتقوا الله و يعلمكم الله). [225]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[01 - May-2009, مساء 11:02]ـ
{6}
* فصل [محنة أصحاب الهمم العلية]
البلايا على مقادير الرجال. فكثير من الناس تراهم ساكنين راضين بما عندهم من دين و دنيا.
و أولئك قوم لم يرادوا لمقامات الصبر الرفيعة، أو علم ضعفهم عن مقاومة البلاء فلطف بهم.
إنما المحنة العظمى أن ترزق همة عالية لا تقنع منك إلا بتحقيق الورع و تجويد الدين، و كمال العلم، ثم تبتلى بنفس تميل إلى المباحات، و تدعي أنها تجمع بذلك همها، و تشفي مرضها، لتقبل مزاحه العلة على تحصيل الفضائل.
و هاتان الحالتان كضدين، لأن الدنيا و الآخرة ضرتان.
و اللازم في هذا المقام مراعات الواجبات، و ألا يفسح للنفس في مباح لا يؤمن أن يتعدى منه إعراض عن واجب ودع.
المبتلى يصيح، فلأن يبكي الطفل خير من أن يبكي الوالد.
و اعلم أن فتح باب المباحات ربما جر أذى كثير في الدين فأوثق السكر قبل فتح الماء، و البس الدرع قبل لقاء الحرب، و تلمح عواقب ما تجني قبل تحريك اليد و استظهر في الحذر باجتناب ما يخاف منه و إن لم يتيقن. [253]
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[01 - May-2009, مساء 11:03]ـ
{7}
* فصل [يا طالب العلم تعهد قلبك]
رأيت الاشتغال بالفقه و سماع الحديث لا يكاد يكفي في صلاح القلب، إلا أن يمزج بالرفائق و النظر في سير السلف الصالحين.
فأما مجرد العلم بالحلال, فليس له كبير عمل في رقة القلب, وإنما ترق القلوب بذكر رقائق الأحاديث وأخبار السلف الصالحين, لأنهم تناولوا مقصود النقل. و خرجوا عن صور الأفعال المأمور بها إلى ذوق معانيها و المراد بها.
و ما أخبرتك بهذا إلا بعد معالجة و ذوق لأني وجدت المحدثين و طلاب الحديث همة أحدهم في الحديث العالي و تكثير الأجزاء.
و جمهور الفقهاء في علوم الجدل و ما يغالب به الخصم.
و كيف يرق القلب مع هذه الأشياء؟!
و قد كان جماعة من السلف يقصدون العبد الصالح للنظر إلى سمته و هديه. لا لاقتباس علمه.
و ذلك أن ثمرة علمه هديه و سمته، فافهم هذا و أمزج طلب الفقه و الحديث بمطالعة سير السلف و الزهاد في الدنيا، ليكون سبباً لرقة قلبك.
و قد جمعت لكل واحد من مشاهير الأخيار كتاباً فيه أخباره و آدابه. فجمعت كتاباً في أخبار الحسن، و كتاباً في أخبار سفيان الثوري، و إبراهيم بن أدهم، و بشر الحافي، و أحمد بن حنبل، و معروف، و غيرهم من العلماء و الزهاد، و الله الموفق للمقصود. و لا يصلح العمل مع قلة العلم.
فهما في ضرب المثل كسائق و قائد، و النفس بينهما حرون، و مع جد السائق و القائد ينقطع المنزل، و نعوذ بالله من الفتور. [264]
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[01 - May-2009, مساء 11:04]ـ
{8}
فصل [الحرص على الوقت]
أعوذ بالله من صحبة البطالين، لقد رأيت خلقاً كثيراً يجرون معي فيما قد اعتاده الناس من كثرة الزيارة، و يسمون ذلك الترددخدمة، و يطلبون الجلوس و يجرون فيه أحاديث الناس و ما لا يعني، و ما يتخلله غيبة.
و هذا شيء يفعله في زماننا كثير من الناس، و ربما طلبه المزور و تشوق إليه، و إستوحش من الوحدة، و خصوصاً في أيام التهاني و الأعياد. فتراهم يمشي بعضهم إلى بعض، و لا يقتصرون على الهناء و السلام، بل يمزجون ذلك بما ذكرته من تضييع الزمان.
فلما رأيت أن الزمان أشرف شيء، و الواجب إنتهاؤه بفعل الخير، كرهت ذلك و بقيت معهم بين أمرين:
إن أنكرت عليهم و قعت وحشة لموضع قطع المألوف، و إن تقبلته منهم ضاع الزمان.
فصرت أدافع اللقاء جهدي، فإذا غلب قصرت في الكلام لأتعجل الفراق، ثم أعددت أعمالاً تمنع من المحادثة لأوقات لقائهم لئلا يمضي الزمان فارغاً , فجعلت من الاستعداد للقائهم: قطع الكاغد و بري الأقلام، و حزم الدفاتر، فإن هذه الأشياء لا بد منها. و لا تحتاج إلى فكر و حضور قلب، فأرصدتها لأوقات زيارتهم , لئلا يضيع شيء من و قتي.
نسأل الله عز وجل أن يعرفنا شرف أوقات العمر، و ان يوفقنا لإغتنامه.
و لقد شاهدت خلقاً كثيراً لا يعرفون معنى الحياة، فمنهم من أغناه الله عن التكسب بكثرة ماله، فهو يقعد في السوق أكثر النهار ينظر إلى الناس، و كم تمر به من آفة و منكر.
و منهم من يخلو بلعب الشطرنج، و منهم من يقطع الزمان بكثرة الحوادث من السلاطين و الغلاء و الرخص، إلى غير ذلك.
فعلمت أن الله تعالى لم يطلع على شرف العمر و معرفة قدر أوقات العافية إلا من و فقه و ألهمه اغتنام ذلك (و ما يلقاها إلا ذو حظ عظيم). [277]
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[01 - May-2009, مساء 11:05]ـ
{9}
* فصل [طلب العلم أفضل من النوافل]
سبحان من من على الخلق بالعلماء الفقهاء الذي فهموا مقصود الأمر و مراد الشارع، فهم حفظة الشريعة، فأحسن الله جزاءهم.
و إن الشيطان ليتجافاهم خوفاً منهم، فأنهم يقدرون على آذاه و هو لا يقدر على أذاهم.
و لقد تلاعب بأهل الجهل و القليلي الفهم.
و كان من أعجب تلاعبه، أن حسن لأقوام ترك العلم، ثم لم يقنعوا بهذا حتى قدحوا في المتشاغلين به.
و هذا ـ لو فهموه ـ قدح في الشريعة، فأن رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: "بلغوا عني".، و قد قال له ربه عز وجل: (بلغ).
فإذا لم يتشاغل بالعلم، فكيف يبلغ الشريعة إلى الخلق؟
و لقد نقل مثل هذا عن كبار الزهاد، كبشر الحافي، فإنه قال لعباس بن عبد العظيم: [لا تجالس أصحاب الحديث].
و قال لإسحاق بن الضيف: [إنك صاحب حديث، فأحب ألا تعود إلي].
ثم اعتذر فقال: [إنما الحديث فتنة، إلا لمن أراد الله به، و إذا لم يعمل به فتركه أفضل]، و هذا عجب منه.
من أين له أن طلابه لا يريدون الله به، و أنهم لا يعملون به؟
أو ليس العمل به على ضربين: عمل بما يجب، و ذلك لا يسع أحداً تركه.
و الثاني: نافلة و لا يلزم.
و التشاغل بالحديث، أفضل من التنفل بالصوم و الصلاة.
و ما أظنه أراد إلا طريقة في دوام الجوع و التهجد، و ذلك شيء لا يلام تاركه.
فإن كان يريد ألا يوغل في علوم الحديث، فهذا خطأ، لأن جميع أقسامه محمودة.
أفترى لو ترك الناس طلب الحديث كان بشر يفتي؟ [302]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[01 - May-2009, مساء 11:05]ـ
{10}
* فصل [التكرار لازم للحفظ]
ما رأيت أصعب على النفس من الحفظ للعلم و التكرار له.
و خصوصاً تكرار ما ليس لها في تكراره و حفظه حظ، مثل مسائل الفقه، بخلاف الشعر و السجع، فإن لها لذة في إعادته و إن كان يصعب, لأنها تلتذ به مرة و مرتين.
فإذا زاد التكرار صعب عليها، و لكن دون صعوبة الفقه و غيره من المستحسنات عند الطبع، فتراها تخلد إلى الحديث و الشعر و التصانيف و النسخ لأنه يمر بها كل لحظة ما لم تره، فهو في المعنى كالماء الجاري، لأنه جزء بعد جزء.
وكذا من ينسخ ما يحب أن يسمعه أو يصنف، فإنه يلتذ بالجدة و يستريح من تعب الإعادة.
إلا أنه ينبغي للعاقل أن يكون جل زمانه للإعادة، خصوصاً الصبي و الشاب، فإنه يستقر المحفوظ عندهما استقرارا لا يزول.
و يجعل أوقات التعب من الإعادة للنسخ، و يحذر من تفلتها إلى النسخ عند الإعادة فيقهرها، فإنه يحمد ذلك حمد السرى وقت الصباح. و سيندم من لم يحفظ ندم الكسعي وقت الحاجة إلى النظر و الفتوى.
و في الحظ نكتة ينبغي أن تلحظ، و هو: أن الفقيه يحفظ الدرس و يعيده ثم يتركه فينساه فيحتاج إلى زمان آخر لحفظه، فينبغي أن يحكم الحفظ و يكثر التكرار ليثبت قاعدة الحفظ. [309]
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[01 - May-2009, مساء 11:06]ـ
{11}
* فصل [خلوة حلوة]
ما أعرف نفعاً كالعزلة عن الخلق خصوصاً للعالم و الزاهد فإنك لا تكاد ترى إلا شامتاً بنكبة أو حسوداً على نعمة، و من يأخذ عليك غلطاتك.
فيا للعزلة ما ألذها، سلمت من كدر غيبة، و آفات تصنع، و أحوال المداجاة و تضييع الوقت.
ثم خلا فيها القلب بالفكر،بعدما كان مشغولا عنه بالمخالطة, فدبر أمر دنياه و آخرته.
فمثله كمثل الحمية يخلو فيها المعي بالأخلاط فيذيبها.
و ما رأيت مثل ما يصنع المخالط، لأنه يرى حالته الحاضرة من لقاء الناس و كلامهم فيشتغل بها عما بين يديه. فمثله كمثل رجل يريد سفراً قد أزف، فجالس أقواماً فشغلوه بالحديث حتى ضرب البوق و ما تزود. فلو لم يكن في العزلة إلا التفكير في زاد الرحيل و السلامة من شر المخالطة كفى.
ثم لا عزلة على الحقيقة إلا للعالم و الزاهد، فإنهما يعلمان مقصود العزلة و إن كانا لا في عزلة.
أما العالم فعلمه مؤنسه، و كتبه محدثه، و النظر في سير السلف مقومه، و التفكير في حوادث الزمان السابق فرجته.
فإن ترقى بعلمه إلى مقام المعرفة الكاملة للخالق سبحانه، و تشبث بأذيال محبته، تضاعفت لذاته، و اشتغل بها عن الأكوان و ما فيها.
فخلا بحبيبه، و عمل معه بمقتضى علمه.
و كذلك الزاهد، تعبده أنيسه، و معبوده جليسه، فإن كشف لبصره عن المعمول معه غاب عن الخلق، و غابوا عنه.
إنما اعتزلا ما يؤذي. فهما في الوحدة بين جماعة. فهذان رجلان قد سلما من شر الخلق، و سلم الخلق من شرورهما.
بل هما قدوة للمتعبدين، و علم للسالكين. ينتفع بكلامهما السامع، و تجري موعظتهما المدافع، و تنتشر هيبتها في المجامع.
فمن أراد أن يتشبه بأحدهما فليصابر الخلوة و إن كرهها، ليثمر له العسل. و أعوذ با الله من عالم مخالط للعالم، خصوصاً لأرباب المال و السلاطين، يجتلب و يجتلب و يختلب، فما يحصل له شيء من الدنيا إلا و قد ذهب من دينه أمثاله.
ثم أين الأنفة من الذل للفساق؟
فالذي لا يبالي بذلك هو الذي لا يذوق طعم العلم و لا يدري ما المراد به، و كأنه به و قد وقع في بادية حرص و قفر مهلك في تلك البراري.
و كذلك المتزهد إذا خالط و خلط، فإنه يخرج إلى الرياء و التصنع و النفاق فيفوته الحظان، لا الدنيا و نعيمها تحصل له و لا الآخرة.
فنسأل الله عز وجل خلوة حلوة، و عزلة عن البشر لذيذة يستصلحنا فيها لمناجاته، و يلهم كلا منا طلب نجاته. إنه قريب مجيب. [311]
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[01 - May-2009, مساء 11:08]ـ
{12}
* فصل [لا تقصر همتك في فن واحد]
قد ثبت بالدليل شرف العلم و فضله، إلا أن طلاب العلم افترقوا، فكل تدعوه نفسه إلى شيء.
فمنهم من أذهب عمره في القراءات، و ذلك تفريط في العمر، لأنه إنما ينبغي أن يعتمد على المشهور منها لا على الشاذ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ما أقبح القارىء يسأل عن مسألة في الفقه و هو لا يدري. و ليس ما شغله عن ذلك إلا كثرة الطرق في روايات القراءات.
و منهم من يتشاغل بالنحو و علله فحسب، و منهم من يتشاغل باللغة فحسب. و منهم من يكتب الحديث، و يكثر و لا ينظر في فهم ما كتب.
و قد رأينا في مشايخنا المحدثين من كان يسأل عن مسألة في الصلاة فلا يدري ما يقول.
و كذلك القراء، و كذلك أهل اللغة و النحو.و حدثني عبد الرحمن بن عيسى الفقيه، قال: حدثني ابن المنصوري، قال: حضرنا مع أبي محمد بن الخشاب، و كان إمام الناس في النحو و اللغة، فتذاكروا الفقه فقال: [سلوني عما شئتم]، فقال له رجل: إن قيل لنا رفع اليدين في الصلاة ما هو فماذا نقول؟ فقال: [هو ركن]! فدهشت الجماعة من قلة فقهه.
و إنما ينبغي للعاقل أن يأخذ من كل علم طرفاً ثم يهتم بالفقه.
ثم ينظر في مقصود العلوم، و هو المعاملة لله سبحانه، و المعرفة به، و الحب له.
و ما أبله من يقطع عمره في معرفة علم النجوم، و إنما ينبغي أن يعرف من ذلك اليسير و المنازل لعلم الأوقات، فأما النظر فيما يدعى أنه القضاء و الحكم فجهل محض لأنه لا سبيل إلى علم ذلك حقيقة و قد جرب فبان جهل مدعيه.
و قد تقع الإصابة في وقت. و على تقدير الإصابة لا فائدة فيه إلا تعجيل الغم.
فإن قال قائل: يمكن دفع ذلك فقد سلم أنه لا حقيقة له.
و أبله من هؤلاء من يتشاغل بعلم الكيميا فإنه هذيان فارغ. و إذا كان لا يتصور قلب الذهب نحاساً لم يتصور قلب النحاس ذهباً.
فإنما فاعل هذا مستحل للتدليس على الناس في النقود. هذا إذا صح له مراده.
و ينبغي لطالب العلم أن يصحح قصده، إذ فقدان الإخلاص يمنع قبول الأعمال.
و ليجتهد في مجالسة العلماء، و النظر في الأقوال المختلفة، و تحصيل الكتب، فلا يخلو كتاب من فائدة.و ليجعل همته للحفظ، و لا ينظر و لا يكتب إلا وقت التعب من الحفظ.
و لحيذر صحبة السلطان، و لينظر في منهاج الرسول صلى الله عليه و سلم و الصحابة و التابعين، و ليجتهد في رياضة نفسه و العمل بعلمه، و من تولاه الحق وفقه [359]
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[01 - May-2009, مساء 11:08]ـ
{13}
* فصل [ماذا يجب أن يدرسه طالب العلم؟]
هذا فصل غزير الفائدة.
اعلم أنه لو اتسع العمر لم أمنع من الإيغال في كل علم إلى منتهاه، غير أن العمر قصير و العلم كثير.
فينبغي للإنسان أن يقتصر من القراءات إذا حفظ القرآن على العشر.
و من الحديث على الصحاح، و السنن و المسانيد المصنفة. فإن علوم الحديث قد انبسطت زائدة في الحد و ما في هذا الجزاء و إنما الطرق تختلف.
و علم الحديث يتعلق بعضه ببعض، و هو مشتهى، و الفقهاء يسمونه علم الكسالى [وما أسوأ ما قالوا]، لأنهم يتشاغلون بكتابته و سماعه، و لا يكادون يعانون حفظه، و يفوتهم المهم و هو الفقه.
و قد كان المحدثون قديماً هم الفقهاء، ثم صار الفقهاء لا يعرفون الحديث، و المحدثون لا يعرفون الفقه.
فمن كان ذا همة و نصح نفسه تشاغل بالمهم من كل علم، و جعل جل شغله الفقه، فهو أعظم العلوم و أهمها.
و قد قال أبو زرعة: كتب إلي أبو ثور: فإن هذا الحديث قد رواه ثمانية و تسعون رجلاً عن رسول الله صلى الله عليه و سلم، و الذي صح منه طرق يسيرة.
فالتشاغل بغير ما صح يمنع التشاغل بما هو أهم.
و لو إتسع العمركان إستيفاء كل الطرق في كل الأحاديث غاية في الجودة، و لكن العمر قصير.
و لما تشاغل بالطرق مثل يحي بن معين فاته من الفقه كثير، حتى أنه سئل عن الحائض أيجوز أن تغسل الموتى! فلم يعلم، حتى جاء أبو ثور فقال: يجوز، لأن عائشة رضي الله عنها قالت: [كنت أرجل رأس رسول الله صلى الله عليه و سلم و أنا حائض].
فيحي أعلم بالحديث منه، و لكن لم يتشاغل بفهمه.
فأنا أنهي أهل الحديث أن تشغلهم كثرة الطرق.
و من أقبح الأشياء أن تجري حادثة يسأل عنها شيخ قد كتب الحديث ستين سنة فلا يعرف حكم الله عز وجل فيها.
و كذلك أنهي من يتشاغل بالتزهد و الإنقطاع عن الناس أن يعرض عن العلم، بل ينبغي أن يجعل لنفسه منه حظاً ليعلم إن زل كيف يتخلص [481]
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[01 - May-2009, مساء 11:10]ـ
{14}
* فصل [علو همة ابن الجوزي والسلف]
كانت همم القدماء من العلماء عالية، تدل عليها تصانيفهم التي هي زبدة أعمارهم.
إلا أن أكثر تصانيفهم دثرت، لأن همم الطلاب ضعفت، فصاروا يطلبون المختصرات و لا ينشطون للمطولات.
ثم اقتصروا على ما يدرسون به من بعضها، فدثرت الكتب و لم تنسخ.
فسبيل طالب الكمال في طلب العلم الاطلاع على الكتب التي قد تخلفت من المصنفات، فليكثر من المطالعة، فإنه يرى من علوم القوم و علو هممهم ما يشحذ خاطره و يحرك عزيمته للجد، و ما يخلو كتاب من فائدة.
و أعوذ بالله من سير هؤلاء الذين نعاشرهم، لا نرى فيهم ذا همة عالية فيقتدي بها المبتدي، و لا صاحب ورع فيستفيد منه الزاهد.
فالله الله ,و عليكم بملاحظة سير السلف، و مطالعة تصانيفهم، و أخبارهم، فالاستكثار من مطالعة كتبهم رؤية لهم، كما قال:
فاتني أن أرى الديار بطرفي فلعلي أرى الديار بسمعي
و إني أخبر عن حالي، ما أشبع من مطالعة الكتب، و إذا رأيت كتاباً لم أره، فكأني وقعت على كنز.
و لقد نظرت في ثبت الكتب الموقوفة في المدرسة النظامية، فإذا به يحتوي على نحو ستة آلاف مجلد، و في ثبت كتب أبي حنيفة، و كتب الحميدي، و كتب شيخنا عبد الوهاب و ابن ناصر و كتب أبي محمد بن الخشاب و كانت أحمالا، و غير ذلك من كل كتاب أقدر عليه.
و لو قلت أني طالعت عشرين ألف مجلد كان أكثر و أنا بعد في الطلب.
فاستفدت بالنظر فيها من ملاحظة سير القوم، و قدر هممهم، و حفظهم، و عباداتهم، و غرائب علومهم، ما لا يعرفه من لم يطالع.
فصرت أستزري ما الناس فيه و أحتقر همم الطلاب و الله الحمد. [492]
تمت بحمد الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الخطاب السنحاني]ــــــــ[03 - May-2009, صباحاً 11:27]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[05 - May-2009, مساء 07:48]ـ
وإياك يا أبا الخطاب.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[05 - May-2009, مساء 10:07]ـ
جزاك الله خيرا
ما أحوجنا إلى هذه النصائح والآداب المبنية على العلم والتجربة والتربية الحسنة
وما أكثر وأشد غفلة الطلبة عنها
وما أزهدهم فيها
ومن أدلة ذلك ما نراه من قلة الدخول وقراءة هذا الموضوع
وجدير بطالب العلم أن لا يترك عنوانا يحمل معنى التوجيه والإرشاد إلى آداب الطلب إلا اطلع على ما وراءه
فأدب العلم أكثر من العلم
فمهما قرأت في آداب الطلب فما فاتك أكثر
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[05 - May-2009, مساء 11:29]ـ
حياك الله يا أخ أمجد ..
وجزاك الله خيرا.
ومن معالجة هذه الظاهرة تثبيت هذا الموضوع؟!!
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[26 - May-2009, صباحاً 01:17]ـ
وهذه جوهرة أخرى:
(15)
[صاحب الهمة العالية في تعب دائم]
من رزق همة عالية يعذب بمقدار علوها، كما قال الشاعر:
و إذا كانت النفوس كبارا ... ً تعبت في مرادها الأجسام
و قال الآخر:
و لكل جسم في النحول بلية ... و بلاء جسمي من تفاوت همتي
و بيان هذا أن من علت همته طلب العلوم كلها، و لم يقتصر على بعضها، و طلب من كل علم نهايته، و هذا لا يحتمله البدن.
ثم يرى أن المراد العمل فيجتهد في قيام الليل و صيام النهار، و الجمع بين ذلك و بين العلم صعب.
ثم يرى ترك الدنيا و يحتاج إلى ما لا بد منه.
و يحب الإيثار و لا يقدر على البخل، و يتقاضاه الكرم البذل، و يمنعه عز النفس عن الكسب من وجوه التبذل.
فإن هو جرى على طبعه من الكرم، احتاج و افتقر و تأثر بدنه و عائلته. و إن أمسك فطبعه يأبى ذلك.
و في الجملة يحتاج إلى معاناة و جمع بين أضداد، فهو أبداً في نصب لا ينقضي، و تعب لا يفرغ.
ثم إذا حقق الإخلاص في الأعمال زاد تعبه، و قوى وصبه.
فأين هو و من دنت همته؟ إن كان فقيها فسئل عن حديث قال: ما أعرفه، و إن كان محدثاً عن مسألة فقيهة قال: ما أدري، و لا يبالي إن قيل عنه مقصر.
و العالي الهمة يرى التقصير في بعض العلوم فضيحة، قد كشفت عيبه،وقد رأت الناس عورته.
و القصير الهمة لا يبالي بمنن الناس، و لا يستقبح سؤالهم، و لا يأنف من رد، و العالي الهمة لا يحمل ذلك.
و لكن تعب العالي الهمة راحة في المعنى، و راحة القصير الهمة تعب و شين إن كان ثم فهم.
و الدنيا دار سباق إلى أعالي المعالي، فينبغي لذي الهمة ألا يقصر في شوطه.
فإن سبق فهو المقصود، و إن كبا جواده مع اجتهاده لم يلم. [509]
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[26 - May-2009, صباحاً 05:31]ـ
.. جزاك الله عنَّا خير الجزاء ..
ـ[ابن عبد القادر]ــــــــ[26 - May-2009, صباحاً 07:19]ـ
السلام عليكم
أعظم الله أجركم وجمعكم مع نبيه في جنته
ـ[عبد الملك السلفي]ــــــــ[26 - May-2009, صباحاً 07:36]ـ
فوائد ودرر عزيزة
جزاكم الله خيرا وفتح لكم
ـ[أم الفضل]ــــــــ[26 - May-2009, صباحاً 08:56]ـ
جزيتم خيرا
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[03 - Jun-2009, مساء 05:09]ـ
الأخوة الفضلاء:
ربوع الاسلام ( http://majles.alukah.net/member.php?u=35413), ابن عبد القادر ( http://majles.alukah.net/member.php?u=37549), عبد الملك السلفي ( http://majles.alukah.net/member.php?u=18884) , أم الفضل ( http://majles.alukah.net/member.php?u=1271)
جُزيتم خيرا.
ـ[نور الدرب]ــــــــ[03 - Jun-2009, مساء 08:05]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[07 - Jun-2009, مساء 02:23]ـ
وإياك , أخي: نور على الدرب.
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[06 - Nov-2009, مساء 04:11]ـ
{16}
(التحقق من صحة الحديث قبل العمل به)
علم الحديث هو الشريعة، لأنه مبين للقرآن و موضح للحلال و الحرام ,و كاشف عن سيرة رسول الله صلى الله عليه و سلم , و سير أصحابه.
و قد مزجوه بالكذب، و أدخلوا في المنقولات كل قبيح.
فإذا وفق الزاهد و الواعظ لم يذكرا إلا ما شهد بصحته.
و إن حرما التوفيق، عمل الزاهد بكل حديث يسمعه لحسن ظنه بالرواة، و قال الواعظ كل شيء يراه لجهلة بالتصحيح، ففسدت أحوال الزاهد، و انحرف عن جادة الهدى، و هو لا يعلم.
وكيف لا , وعموم الأحاديث الدالة على الزاهد لا تثبت (!!)،
مثل حديث ابن عمر رضي الله عنهما:" أيما امرىء مسلم اشتهى شهوة فرد شهوته و آثر على نفسه غفر له". و هذا حديث موضوع، يمنع الإنسان ما أبيح له , مما يتقوى به على الطاعة.
و مثل قوله: "من وضع ثياباً حسناً .. ".
و كذلك ما رووا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قدم له أدمان فقال:" أدمان في قدح، لا حاجة لي فيه، أكره أن يسألني الله عن فضول الدنيا".
و في الصحيح: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم:" أكل البطريخ بالرطب".
و مثل هذا إذا تتبع كثير , فقد بنوا على فساده، ففسدت أحوال الواعظ و الموعوظ، لأنه يبني كلامه على أشياء فاسدة و محالات.
و لقد كان جماعة من المتزهدين يعملون على أحاديث و منقولات لا تصح , فيضيع زمانهم في غير المشروع , ثم ينكرون على العلماء استعمالهم للمباحات، و يرون أن التجفف هو الدين
و كذلك الوعاظ يحدثون الناس بما لا يصح عن الرسول صلى الله عليه و سلم و لا أصحابه، فقد صار المحال عندهم شريعة.
فسبحان من حفظ هذه الشريعة بأخيار ينفون عنها تحريف الغالين , و انتحال المبطلين.
{348}(/)
بعض الوسائل المعينة على الاستيقاظ لصلاة الفجر عبد الرحمن بن صالح السديس الحمد لله
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[02 - May-2009, صباحاً 05:57]ـ
بعض الوسائل المعينة على الاستيقاظ لصلاة الفجر عبد الرحمن بن صالح السديس
الحمد لله الحليم الكريم رب العرش العظيم، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وآله وسلم تسليما أما بعد:
ففي أيام الصيف هذه يشهد كثير من المساجد انحسارا شديدا، وفي أعداد المصلين في صلاة الفجر؛ لقصر الليل، ووقوع كثير من الناس في السهر المفرط ...
حتى إن كثيرا من الأخيار بلوا بهذا، ومنهم بعض الأئمة والمؤذنين، وهؤلاء أمرهم أعظم؛ لتعلق الأمانة بهم، وتأثير تقصيرهم على جماعة المسجد.
وفضل صلاة الفجر، والجماعة كبير، والتفريط فيها خطير، ولو لم يرد سوى هذين الحديثين لكفى وهما:
عن عثمان رضي الله عنه عن الرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من صلى العشاء في جماعة، فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة، فكأنما صلى الليل كله». رواه مسلم.
وحديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء، وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيها لأتوهما ولو حبوا، ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم آمر رجلا فيصلي بالناس، ثم انطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم
بيوتهم بالنار». متفق عليه.
وأضع بين يدي هذه الوسائل هذه القصص، والمواقف لبعض السلف والعلماء =
لنرى كيف كانت عنايتهم بالفرائض، واهتمامهم بها:
الأولى:
في مصنف عبد الرزاق 1/ 526:
عن معمر عن الزهري عن سليمان بن أبي حثمة عن الشفاء بنت عبد الله قالت: «دخل عليَّ بيتي عمر بن الخطاب، فوجد عندي رجلين نائمين، فقال: وما شأن هذين ما شهدا معي الصلاة؟
قلت: يا أمير المؤمنين صليا مع الناس ـ وكان ذلك في رمضان ـ فلم يزالا يصليان حتى أصبحا، وصليا الصبح، وناما، فقال عمر: لأن أصلي الصبح في جماعة أحب إلي من أن أصلي ليلة حتى أصبح».
الثانية:
مصنف عبد الرزاق 1/ 527:
عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر قال: «كان إذا شهد العشاء الآخرة مع الناس صلى ركعات ثم نام، وإذا لم يشهدها في جماعة أحيا ليله، قال أخبرني بعض أهل معمر: أنه كان يفعله، فحدثت به معمرا قال: كان أيوب يفعله».
الثالثة:
قال أبو نعيم في حلية الأولياء 9/ 12:
حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا عبدالرحمن بن محمد، ثنا عبدالرحمن بن عمر، حدثني يحيى بن عبدالرحمن بن مهدي: أن أباه قام ليلة ـ وكان يُحيي الليل كله ـ، فلما طلع الفجر رمى بنفسه على الفراش، فنام عن صلاة الصبح حتى طلعت الشمس، فقال:
هذا مما جنى عليّ هذا الفراش، فجعل على نفسه أن لا يجعل بينه وبين الأرض وجلده شيئا شهرين، فقرح فخذاه جميعا.
الرابعة:
قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 10/ 320:
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال: سمعت أبا القاسم علي بن الحسن بن زكريا القطيعي الشاعر قال: سمعت أبا القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي
يقول: سمعت عبيد الله بن عمر القواريري يقول: لم تكن تكاد تفوتني صلاة العتمة في جماعة، فنزل بي ضيف فشغلت به، فخرجت أطلب الصلاة في قبائل البصرة، فإذا الناس قد صلوا، فقلت في نفسي: روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «صلاة الجميع تفضل على صلاة الفذ إحدى وعشرين درجة»، وروي «خمسة وعشرين درجة»
، وروي «سبعا وعشرين» فانقلبت إلى منزلي فصليت العتمة سبعا وعشرين مرة، ثم رقدت، فرأيتني مع قوم راكبي أفراس، وأنا راكب فرسا كأفراسهم، ونحن نتجارى، وأفراسهم تسبق فرسي، فجعلت أضربه لألحقهم، فالتفت إلي آخرهم، فقال: لا تجهد فرسك فلست بلاحقنا! قال فقلت: ولم ذاك؟ قال: لأنا صلينا العتمة في جماعة.
الخامسة:
قال أبو نعيم في حلية الأولياء 6/ 183:
(يُتْبَعُ)
(/)
حدثنا إبراهيم بن عبدالملك ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا مروان بن سالم القري ثنا مسعدة بن اليسع بن قيس الباهلي عن سليمان بن أبي محمد ثنا غالب القطان أن أناسا أتوه في قسمة ميراث لهم، فقسمه معهم يومهم أجمع، حتى إذا أمسى آوى إلى فراشه، وقد لغب، فاتكأ على مسجد له، فغلبته عينه، فأتاه المؤذن يثوب، قالت له المرأة: ألا ترى المؤذن ـ يرحمك الله ـ يثوب على رأسك؟!
قال: ويحك ذريني فإنك جاهلة بما لقيت اليوم، قال: فثوب مرارا، والمرأة كل ذلك تبعثه ويقول لها ذلك ذريني حتى انتصف الليل، فقام فصلى، فلم يذكر كم صلى
الإمام، ولا عرفه، فأعاد المكتوبة أربعا وعشرين مرة، ثم أخذ مضجعه، فرأى فيما يرى النائم أنه ينطلق من منزله إلى كربجة (1)، فوجد في الطريق أربع دنانير، ومعه كيس فيه ثلاثة أبواب فطرح الدنانير في باب من تلك الأبواب، قال:
فلبثت غير كثير فإذا الدنانير ينشدها من يذكر الدنانير الأربعة ـ رحمك الله ـ مرارا، قال: فجعلت أتغامس عنه، ثم دعوته بعد ذلك، فقلت: يا صاحب الدنانير هذه دنانيرك، فذهبت لأفتح الكيس لأعطيه الدنانير فإذا الكيس قد تخرق وذهبت الدنانير!
فقلت: يا صاحب الدنانير إن دنانيرك قد ذهبت فخذ شراءها، فضبط بناحية ثوبي، وقال: لا أقبل إلا دنانيري بأعيانها، فاستيقظت، وهو آخذ بناحية ثوبي، فغدوت
على ابن سيرين فقصصت عليه، فقال: أما إنك نمت عن صلاة العشاء الآخرة، فاستغفر الله، ولا تعد لمثلها.
قال سليمان، وأخبرني غالب القطان قال: ثم ابتليت بمثلها، فاتكأت على ذلك المسجد فإذن المؤذن، وثوب كل ذلك تبعثني المرأة الصلاة ـ يرحمك الله ـ فنمت إلى الحين الذي نمت فيه المرة الأولى، فقمت فصليت نحو ما صليت المرة الأولى، ثم أخذت مضجعي، فرأيت أني وأصحابا لي على بغال شهب هماليج، وأناس قدامنا على الإبل نيام في المحامل على فرش وطئة تحدوا بهم الحداة، وهم على رسلهم، وأنا وأصحابي مجتهدون على أن نلحقهم حتى بلغ جهدنا، فنادينا: يا معاشر الحداة مالنا على البغال الهماليج، وأنتم على الإبل على رسلكم، ونحن نجتهد فلا ندرككم؟!
فأجابتنا الحداة: إنا قوم صلينا في جمع صلاة العشاء الآخرة، وأنتم صليتم فرادى فلن تلحقونا، قال فغدوت على محمد بن سيرين، فحدثته، فقال: هو كما رأيته ...
حدثنا عبدالله ابن محمد بن جعفر ثنا عبدالله بن محمد بن عمران حدثني عمي أيوب بن عمران قال حدثت عن غالب القطان قال: فاتتني صلاة العشاء في جماعة، فصليت خمسا وعشرين مرة أبتغي به الفضل، ثم نمت فرأيت في منامي كأني على فرس جواد أركض، وهؤلاء في المحامل لا ألحقهم، فقيل: إنهم صلوا في جماعة وصليت وحدك.اهـ
[وللخبر روايات أخر تجدها في ترجمته من الحلية.]
السادسة:
في كتاب «جوانب من سيرة الإمام عبد العزيز بن باز» ص79:
في يوم من الأيام كان سماحة الشيخ على موعد بعد صلاة الفجر، فلم يصل في المسجد، وذهبنا بعد الصلاة إلى منزل سماحته، وانتظرناه، وقلقنا عليه، فخرج علينا، وسألنا عن الوقت، فأخبرناه بأن الجماعة قد صلوا.
وكان ـ رحمه الله ـ متعبا في الليل، ولم ينم إلا في ساعة متأخرة، وبعد أن قام للتهجد اضطجع فأخذه النوم، ولم يكن حوله أحد يوقظه، أو يضبط له ساعة المنبه، وبعد أن علم أن الناس قد صلوا صلى، وقال للأخوين الزميلين الشيخ عبد الرحمن العتيق، والأخ حمد بن محمد الناصر: هذه أول مرة تفوتني صلاة الفجر!
قلت: رحمهم الله، هكذا كانوا في الاجتهاد في العبادة، ومحاسبة النفس عند أدنى خلل، فزكت نفوسهم، وعلت هممهم، وبقي ذكرهم لمن بعدهم ..
فياليت شعري: من تفوته الصلاة هذه الأيام هل يحس بشيء من ذلك؟!
من طلبة العلم، والصالحين من يتخلف عن صلاة الفجر مرارا، وتكرارا، مع أنه لم يحيي الليل، ولا عشره، بل ولا عشر عشره!
ثم لا يتألم؟ و لا يحزن؟ وكأن شيئا لم يكن؟!
بل إنك ترى بعضهم قد أصبحت عنده عادة مستمرة يغيب مرة، ويحضر مرات، وإن حضر فمن آخر الناس حتى أصبح محل استغراب، وريبة من العوام!
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا جانب آخر من جوانب هذه المشكلة، فهذا الفاضل عندهم لا يوثق بكلامه، ولا علمه، ولا نصحه من هؤلاء العامة، وقد حدثت أن رجلا من العامة كان يعالج أبناءه على صلاة الفجر، فأغلظ على أحدهم مرة في إيقاظه، فقال الولد:
[بالعامي] (لا تشغلني رح انصح المطوع أول!) وكان إمامهم كثير التخلف عن صلاة الفجر.
ولندخل في بعض الوسائل المعينة على الاستيقاظ لصلاة الفجر:
1 - من أهم الوسائل على الإطلاق تقوى الله، والاهتمام بأمر الصلاة في الجماعة، فإذا اهتم المسلم بأمر الله الصلاة في الجماعة سيجد ـ بإذن الله ـ سهولة كبيرة في الاستيقاظ للصلاة، وهذا أمر مجرب فالذي يهتم بشيء قد لا يستغرق في نومه من أجل ذلك، وهذا ظاهر حتى في الأطفال إذا وعد برحلة في الصباح = استيقظ قبل أهله،وقبل الموعد من غير أن يوقظه أحد.
2 - النوم مبكرا، وكثير من الناس يعرف الحد الذي يستطيع معه أن يستيقظ، وإذا تجاوزه نام عن الصلاة، فهذا لا يجوز له أن يسهر إلى الحد الذي يقع معه الخلل
في هذه الفريضة.
3 - استخدام وسائل التنبيه كالساعات المنبهة، والجوالات وغيرها ... وبعض الناس يشتكي من ثقل نومه فلا يسمعها، وبعضهم يشتكي أنه ربما أغلقها من غير شعور ...
ثم عاود النوم ...
وهناك بعض الأفكار لتقوية صوت المنبه منها:
أن تضع هذا المنبه في قِدْرٍ، أو تقلب هذا القدر، وتجعل المنبه على ظهره، فسيزيد هذا الصوت، وكذلك الهاتف الجوال ضع مع الجرس ميزة الاهتزاز، وضعه على ظهر القدر، وإن كان في الغرفة (سراميك)، واخترت قدرا قديما متمايل الأطراف =
فسيصبح الصوت كالزلزال، ويوقظ الجيران!
أما من كان يغلقها من غير شعور، فيمكن أن يستخدم عددا من المنبهات، ويغاير بين أوقات تركيبها، فيجعل بينها عددا من الدقائق، وكذلك يغاير بين مواقعها.
4 - الاستفادة من تقنية التبريد في أيام الصيف الشديد فبعض المكيفات (السبلت)
فيها ميزة ضبط الوقت في التشغيل والإغلاق؛ فيمكن ضبطه على الإغلاق قبل موعد الاستيقاظ بنصف ساعة أو أكثر.
والمكيفات التي لا توجد بها هذه التقنية يمكن أن يوضع جهاز صغير لها يسمى بالإنجليزية (تايمر)، وفكرته أنه يركب في (فيش) الجدار، ويَضبط عملية التشغيل إلى 12 ساعة، فمثلا نمتَ الساعة الواحدة ليلا، وتريد الاستيقاظ الساعة الثالثة، ضعه على رقم اثنين، فسيعمل المكيف لمدة ساعتين ثم ينطفئ بعدها مباشرة، وهكذا.
والحر كفيل بتخفيف حدة النوم إن لم يوقظك قبل أن يدق جرس الساعة.
5 - من الوسائل التكثير من شرب السوائل قبل النوم، وعدم دخول الخلاء، فسيوقظك الحسر بلا ساعة، وبالتجربة ستعرف القدر، والمقدار الذي يساعدك على الاستيقاظ في الوقت المناسب.
6 - قد يضطر الإنسان أحيانا لسهر بغير إرادته لظرف، أو آخر، فيصل لوقت يظن أنه لا يستطيع أن يستيقظ معه ... فالحل أن يغير مكان نومه، وفراشه فينام مثلا على الأرض من غير فراش، أو من غير وسادة في غير غرفة نومه ... ونحو ذلك من التغييرات التي تطرد الاستغراق في النوم وتسهل عملية الاستيقاظ.
هذا الذي سنح بالبال الآن، ولعل في بالك زيادة ...
والله أعلم وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه. بعض الوسائل المعينة على الاستيقاظ لصلاة الفجر عبد الرحمن بن صالح السديس
الحمد لله الحليم الكريم رب العرش العظيم، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وآله وسلم تسليما أما بعد:
ففي أيام الصيف هذه يشهد كثير من المساجد انحسارا شديدا، وفي أعداد المصلين في صلاة الفجر؛ لقصر الليل، ووقوع كثير من الناس في السهر المفرط ...
حتى إن كثيرا من الأخيار بلوا بهذا، ومنهم بعض الأئمة والمؤذنين، وهؤلاء أمرهم أعظم؛ لتعلق الأمانة بهم، وتأثير تقصيرهم على جماعة المسجد.
وفضل صلاة الفجر، والجماعة كبير، والتفريط فيها خطير، ولو لم يرد سوى هذين الحديثين لكفى وهما:
عن عثمان رضي الله عنه عن الرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من صلى العشاء في جماعة، فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة، فكأنما صلى الليل كله». رواه مسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وحديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء، وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيها لأتوهما ولو حبوا، ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم آمر رجلا فيصلي بالناس، ثم انطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم
بيوتهم بالنار». متفق عليه.
وأضع بين يدي هذه الوسائل هذه القصص، والمواقف لبعض السلف والعلماء =
لنرى كيف كانت عنايتهم بالفرائض، واهتمامهم بها:
الأولى:
في مصنف عبد الرزاق 1/ 526:
عن معمر عن الزهري عن سليمان بن أبي حثمة عن الشفاء بنت عبد الله قالت: «دخل عليَّ بيتي عمر بن الخطاب، فوجد عندي رجلين نائمين، فقال: وما شأن هذين ما شهدا معي الصلاة؟
قلت: يا أمير المؤمنين صليا مع الناس ـ وكان ذلك في رمضان ـ فلم يزالا يصليان حتى أصبحا، وصليا الصبح، وناما، فقال عمر: لأن أصلي الصبح في جماعة أحب إلي من أن أصلي ليلة حتى أصبح».
الثانية:
مصنف عبد الرزاق 1/ 527:
عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر قال: «كان إذا شهد العشاء الآخرة مع الناس صلى ركعات ثم نام، وإذا لم يشهدها في جماعة أحيا ليله، قال أخبرني بعض أهل معمر: أنه كان يفعله، فحدثت به معمرا قال: كان أيوب يفعله».
الثالثة:
قال أبو نعيم في حلية الأولياء 9/ 12:
حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا عبدالرحمن بن محمد، ثنا عبدالرحمن بن عمر، حدثني يحيى بن عبدالرحمن بن مهدي: أن أباه قام ليلة ـ وكان يُحيي الليل كله ـ، فلما طلع الفجر رمى بنفسه على الفراش، فنام عن صلاة الصبح حتى طلعت الشمس، فقال:
هذا مما جنى عليّ هذا الفراش، فجعل على نفسه أن لا يجعل بينه وبين الأرض وجلده شيئا شهرين، فقرح فخذاه جميعا.
الرابعة:
قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 10/ 320:
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال: سمعت أبا القاسم علي بن الحسن بن زكريا القطيعي الشاعر قال: سمعت أبا القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي
يقول: سمعت عبيد الله بن عمر القواريري يقول: لم تكن تكاد تفوتني صلاة العتمة في جماعة، فنزل بي ضيف فشغلت به، فخرجت أطلب الصلاة في قبائل البصرة، فإذا الناس قد صلوا، فقلت في نفسي: روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «صلاة الجميع تفضل على صلاة الفذ إحدى وعشرين درجة»، وروي «خمسة وعشرين درجة»
، وروي «سبعا وعشرين» فانقلبت إلى منزلي فصليت العتمة سبعا وعشرين مرة، ثم رقدت، فرأيتني مع قوم راكبي أفراس، وأنا راكب فرسا كأفراسهم، ونحن نتجارى، وأفراسهم تسبق فرسي، فجعلت أضربه لألحقهم، فالتفت إلي آخرهم، فقال: لا تجهد فرسك فلست بلاحقنا! قال فقلت: ولم ذاك؟ قال: لأنا صلينا العتمة في جماعة.
الخامسة:
قال أبو نعيم في حلية الأولياء 6/ 183:
حدثنا إبراهيم بن عبدالملك ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا مروان بن سالم القري ثنا مسعدة بن اليسع بن قيس الباهلي عن سليمان بن أبي محمد ثنا غالب القطان أن أناسا أتوه في قسمة ميراث لهم، فقسمه معهم يومهم أجمع، حتى إذا أمسى آوى إلى فراشه، وقد لغب، فاتكأ على مسجد له، فغلبته عينه، فأتاه المؤذن يثوب، قالت له المرأة: ألا ترى المؤذن ـ يرحمك الله ـ يثوب على رأسك؟!
قال: ويحك ذريني فإنك جاهلة بما لقيت اليوم، قال: فثوب مرارا، والمرأة كل ذلك تبعثه ويقول لها ذلك ذريني حتى انتصف الليل، فقام فصلى، فلم يذكر كم صلى
الإمام، ولا عرفه، فأعاد المكتوبة أربعا وعشرين مرة، ثم أخذ مضجعه، فرأى فيما يرى النائم أنه ينطلق من منزله إلى كربجة (1)، فوجد في الطريق أربع دنانير، ومعه كيس فيه ثلاثة أبواب فطرح الدنانير في باب من تلك الأبواب، قال:
فلبثت غير كثير فإذا الدنانير ينشدها من يذكر الدنانير الأربعة ـ رحمك الله ـ مرارا، قال: فجعلت أتغامس عنه، ثم دعوته بعد ذلك، فقلت: يا صاحب الدنانير هذه دنانيرك، فذهبت لأفتح الكيس لأعطيه الدنانير فإذا الكيس قد تخرق وذهبت الدنانير!
فقلت: يا صاحب الدنانير إن دنانيرك قد ذهبت فخذ شراءها، فضبط بناحية ثوبي، وقال: لا أقبل إلا دنانيري بأعيانها، فاستيقظت، وهو آخذ بناحية ثوبي، فغدوت
(يُتْبَعُ)
(/)
على ابن سيرين فقصصت عليه، فقال: أما إنك نمت عن صلاة العشاء الآخرة، فاستغفر الله، ولا تعد لمثلها.
قال سليمان، وأخبرني غالب القطان قال: ثم ابتليت بمثلها، فاتكأت على ذلك المسجد فإذن المؤذن، وثوب كل ذلك تبعثني المرأة الصلاة ـ يرحمك الله ـ فنمت إلى الحين الذي نمت فيه المرة الأولى، فقمت فصليت نحو ما صليت المرة الأولى، ثم أخذت مضجعي، فرأيت أني وأصحابا لي على بغال شهب هماليج، وأناس قدامنا على الإبل نيام في المحامل على فرش وطئة تحدوا بهم الحداة، وهم على رسلهم، وأنا وأصحابي مجتهدون على أن نلحقهم حتى بلغ جهدنا، فنادينا: يا معاشر الحداة مالنا على البغال الهماليج، وأنتم على الإبل على رسلكم، ونحن نجتهد فلا ندرككم؟!
فأجابتنا الحداة: إنا قوم صلينا في جمع صلاة العشاء الآخرة، وأنتم صليتم فرادى فلن تلحقونا، قال فغدوت على محمد بن سيرين، فحدثته، فقال: هو كما رأيته ...
حدثنا عبدالله ابن محمد بن جعفر ثنا عبدالله بن محمد بن عمران حدثني عمي أيوب بن عمران قال حدثت عن غالب القطان قال: فاتتني صلاة العشاء في جماعة، فصليت خمسا وعشرين مرة أبتغي به الفضل، ثم نمت فرأيت في منامي كأني على فرس جواد أركض، وهؤلاء في المحامل لا ألحقهم، فقيل: إنهم صلوا في جماعة وصليت وحدك.اهـ
[وللخبر روايات أخر تجدها في ترجمته من الحلية.]
السادسة:
في كتاب «جوانب من سيرة الإمام عبد العزيز بن باز» ص79:
في يوم من الأيام كان سماحة الشيخ على موعد بعد صلاة الفجر، فلم يصل في المسجد، وذهبنا بعد الصلاة إلى منزل سماحته، وانتظرناه، وقلقنا عليه، فخرج علينا، وسألنا عن الوقت، فأخبرناه بأن الجماعة قد صلوا.
وكان ـ رحمه الله ـ متعبا في الليل، ولم ينم إلا في ساعة متأخرة، وبعد أن قام للتهجد اضطجع فأخذه النوم، ولم يكن حوله أحد يوقظه، أو يضبط له ساعة المنبه، وبعد أن علم أن الناس قد صلوا صلى، وقال للأخوين الزميلين الشيخ عبد الرحمن العتيق، والأخ حمد بن محمد الناصر: هذه أول مرة تفوتني صلاة الفجر!
قلت: رحمهم الله، هكذا كانوا في الاجتهاد في العبادة، ومحاسبة النفس عند أدنى خلل، فزكت نفوسهم، وعلت هممهم، وبقي ذكرهم لمن بعدهم ..
فياليت شعري: من تفوته الصلاة هذه الأيام هل يحس بشيء من ذلك؟!
من طلبة العلم، والصالحين من يتخلف عن صلاة الفجر مرارا، وتكرارا، مع أنه لم يحيي الليل، ولا عشره، بل ولا عشر عشره!
ثم لا يتألم؟ و لا يحزن؟ وكأن شيئا لم يكن؟!
بل إنك ترى بعضهم قد أصبحت عنده عادة مستمرة يغيب مرة، ويحضر مرات، وإن حضر فمن آخر الناس حتى أصبح محل استغراب، وريبة من العوام!
وهذا جانب آخر من جوانب هذه المشكلة، فهذا الفاضل عندهم لا يوثق بكلامه، ولا علمه، ولا نصحه من هؤلاء العامة، وقد حدثت أن رجلا من العامة كان يعالج أبناءه على صلاة الفجر، فأغلظ على أحدهم مرة في إيقاظه، فقال الولد:
[بالعامي] (لا تشغلني رح انصح المطوع أول!) وكان إمامهم كثير التخلف عن صلاة الفجر.
ولندخل في بعض الوسائل المعينة على الاستيقاظ لصلاة الفجر:
1 - من أهم الوسائل على الإطلاق تقوى الله، والاهتمام بأمر الصلاة في الجماعة، فإذا اهتم المسلم بأمر الله الصلاة في الجماعة سيجد ـ بإذن الله ـ سهولة كبيرة في الاستيقاظ للصلاة، وهذا أمر مجرب فالذي يهتم بشيء قد لا يستغرق في نومه من أجل ذلك، وهذا ظاهر حتى في الأطفال إذا وعد برحلة في الصباح = استيقظ قبل أهله،وقبل الموعد من غير أن يوقظه أحد.
2 - النوم مبكرا، وكثير من الناس يعرف الحد الذي يستطيع معه أن يستيقظ، وإذا تجاوزه نام عن الصلاة، فهذا لا يجوز له أن يسهر إلى الحد الذي يقع معه الخلل
في هذه الفريضة.
3 - استخدام وسائل التنبيه كالساعات المنبهة، والجوالات وغيرها ... وبعض الناس يشتكي من ثقل نومه فلا يسمعها، وبعضهم يشتكي أنه ربما أغلقها من غير شعور ...
ثم عاود النوم ...
وهناك بعض الأفكار لتقوية صوت المنبه منها:
أن تضع هذا المنبه في قِدْرٍ، أو تقلب هذا القدر، وتجعل المنبه على ظهره، فسيزيد هذا الصوت، وكذلك الهاتف الجوال ضع مع الجرس ميزة الاهتزاز، وضعه على ظهر القدر، وإن كان في الغرفة (سراميك)، واخترت قدرا قديما متمايل الأطراف =
فسيصبح الصوت كالزلزال، ويوقظ الجيران!
أما من كان يغلقها من غير شعور، فيمكن أن يستخدم عددا من المنبهات، ويغاير بين أوقات تركيبها، فيجعل بينها عددا من الدقائق، وكذلك يغاير بين مواقعها.
4 - الاستفادة من تقنية التبريد في أيام الصيف الشديد فبعض المكيفات (السبلت)
فيها ميزة ضبط الوقت في التشغيل والإغلاق؛ فيمكن ضبطه على الإغلاق قبل موعد الاستيقاظ بنصف ساعة أو أكثر.
والمكيفات التي لا توجد بها هذه التقنية يمكن أن يوضع جهاز صغير لها يسمى بالإنجليزية (تايمر)، وفكرته أنه يركب في (فيش) الجدار، ويَضبط عملية التشغيل إلى 12 ساعة، فمثلا نمتَ الساعة الواحدة ليلا، وتريد الاستيقاظ الساعة الثالثة، ضعه على رقم اثنين، فسيعمل المكيف لمدة ساعتين ثم ينطفئ بعدها مباشرة، وهكذا.
والحر كفيل بتخفيف حدة النوم إن لم يوقظك قبل أن يدق جرس الساعة.
5 - من الوسائل التكثير من شرب السوائل قبل النوم، وعدم دخول الخلاء، فسيوقظك الحسر بلا ساعة، وبالتجربة ستعرف القدر، والمقدار الذي يساعدك على الاستيقاظ في الوقت المناسب.
6 - قد يضطر الإنسان أحيانا لسهر بغير إرادته لظرف، أو آخر، فيصل لوقت يظن أنه لا يستطيع أن يستيقظ معه ... فالحل أن يغير مكان نومه، وفراشه فينام مثلا على الأرض من غير فراش، أو من غير وسادة في غير غرفة نومه ... ونحو ذلك من التغييرات التي تطرد الاستغراق في النوم وتسهل عملية الاستيقاظ.
هذا الذي سنح بالبال الآن، ولعل في بالك زيادة ...
والله أعلم وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[02 - May-2009, صباحاً 06:00]ـ
من قرأ آخر سورة الكهف لساعة يريد يقوم من الليل قامها
قال الدرامي: حدثنا محمد بن كثير عن الأوزاعي عن عبدة عن زر بن حبيش قال: " من قرأ آخر سورة الكهف لساعة يريد يقوم من الليل قامها قال عبدة فجربناه فوجدناه كذلك ".
سنن الدرامي رقم (3406) 2/ 546، وأخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن ص 246، وابن أبي الدنيا في التهجد وقيام الليل رقم (318) بنفس السند، وذكره القرطبي في التفسير 11/ 72، والسيوطي في الإتقان في علوم القرآن رقم (6079) 2/ 437.
وعن ابن عباس أنه قال له رجل إني أضمر أن أقوم ساعة من الليل فيغلبني النوم فقال إذا أردت أن تقوم أي ساعة شئت من الليل فاقرأ إذا أخذت مضجعك ? قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي ? إلى آخر السورة فإن الله تعالى يوقظك متى شئت من الليل ذكر هذه الفضائل الثعلبي. تفسير القرطبي 11/ 72.
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[02 - May-2009, صباحاً 06:03]ـ
القرآن إذا جرب في الرقية أو غيرها لا بأس بالعمل به ومما يدل على ذلك حديث أبي سعيد الذي رواه مسلم في قصة رقية اللديغ وفيه أنه رقاه بفاتحة الكتاب وأخذ قطيعاً من الغنم فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم وما يدريك أنها رقية قال له شيء نفث في روعي فأقره وقال له اضربوا لي معكم بسهم، ومثل هذا كثير جداً، مثل الآيات التي تقرأ لحل السحر والآيات التي تقرأ على المرأة التي عسرت ولادتها وكل ذلك مروي عن ابن عباس وغيره وقد جرب ووجد مفيداً، ولا شك أن القرآن كله شفاء لما في الصدور.
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[02 - May-2009, صباحاً 06:19]ـ
اضيف الى تغير نغمة التنبيه الى اذان
ان غيرت نغمة تنبيه الجوال الى اذان مؤذن جامع الامام تركي في الرياض (المؤذن هو الشيخ الماجد حق مسجد المفتي)
ستقوم قبل حي على الصلاة ...
ـ[الفقير الى ربه]ــــــــ[04 - May-2009, مساء 05:15]ـ
موضوع متميز .. بارك الله فيكم وأجزل لكم المثوبه.
أسهل طريقه لقيام الليل
لا تغلق جميع الأبواب بينك وبين الله عز وجل
حتى ولو كنت عاصيا فعسى باب واحد أن يفتح لك أبوابًاكثيرة
أسهل طريقة لقيام الليل ... والله ما راح تأخذ شيء من وقتك
يلا نطبقها الليلة ...
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عندي طريقه سهلة جداَ لقيام الليل، وطبعاَ أنتم عارفين فضل قيام
الليل و الأجر المترتب على ذالك و أنها من أعظم العبادات التي تقربنا
إلى الله تعالى ...
طيب: كيف نقوم الليل و يكتبنا الله من الذاكرين الله كثيراَ
والذاكرات وبأقل جهد و مشقه ...
أول شيء علينا إننا نقوم قبل صلاة الفجر بساعه
وهذه الساعه هي و قت السحر وهو أفضل جزء من الليل
وقال الله تعالى (والمستغفرين بالأسحار
نقسم هذه الساعه إى أربع أقسام و هي كتالي:
أول ربع ساعه:
لقراءت ما تيسر من القران
ثاني ربع ساعه:
نصلي فيها ركعتين قيام الليل ثم نوتر بثلاث ركعات ركعتين شفع وواحدة وتر
ثالث ربع ساعه:
للدعاء. ولا ننسى أن الله في هذا الوقت في السماء الدنيا
يقول (يا عبادي هل من داعي فأستجيب له، هل من مستغفر لأغفر له،
هل من سائل فأعطيه)
رابع ربع ساعه:
للإستغفار، إلى أن يأذن لصلاة الفجر
فتخيلوا معي يا أخوات ساعه واحده فقط جمعتي فيها كل العبادات التي
تقربك إلى الله تعالى (القرآن ... الصلاة الدعاء ... الإ ستغفار)
فيا أحبتي لنشجع بعض من الليله، ونقوم بهذه الطريقه
مع المداومه عليها.
لأن الرسول صلى الله عليه و سلم يقول
(أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل)
الله يساعدنا على طاعته
ولا تنسوني من خالص الدعاء بظهر الغيب
أعجبنى ... نقلته لكم للفائدة
ـ[أبو رغد الأثري]ــــــــ[04 - May-2009, مساء 05:56]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[15 - May-2009, مساء 10:13]ـ
جزاكم الله خيراً(/)
لذّة الذَّلّة!؟!
ـ[خلوصي]ــــــــ[02 - May-2009, مساء 05:19]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه
في هذه الأيام التي لا زلت فيها مشغولا بنفسي عن إيذاء إخوتي أو جرحهم و الحمل عليهم .. لظروف؟! أجدني قد زادت قدرتي شيئا ما على احتمال إخوتي .. و أجدني أسرع إلى تصحيح موقفي النفسي منهم دون مخادعة قد تنساق إليها النفس تسويغا لضعفها عن إدانة ذاتها ..
أحببت أن أنقل إليكم مشاعري عن لذة الذلة على المسلمين .. !؟! و هي لذة نادرة ندرة القدرة على الاستمرار في المجاهدات!
فيا ليتكم تعينون هذا العبد الضعيف بتشجيع أو مزيد قصص شخصية أو غير شخصية ....
حتى نبقى في بيئة الإيمان!!
..
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[23 - Jun-2010, صباحاً 08:47]ـ
كابدت الصلاة 20 سنة ثم تلذذت بها 20 أخرى ... !!!!!!!!!!!!
ـ[أبوعبد الله الغريب]ــــــــ[24 - Jun-2010, مساء 02:45]ـ
وفقك الله لما يحبه ويرضاه
ـ[خلوصي]ــــــــ[25 - Jun-2010, صباحاً 10:15]ـ
وفقك الله لما يحبه ويرضاه
و إياكم سيدي الفاضل.
ـ[خلوصي]ــــــــ[20 - Oct-2010, صباحاً 08:03]ـ
فيا ليتكم تعينون هذا العبد الضعيف بتشجيع أو مزيد قصص شخصية أو غير شخصية ....
حتى نبقى في بيئة الإيمان!!
فكلّنا و الله نحتاج تلك البيئة و تلك القصص و الخبرات!
مثلاً: أنا لا أعرف كيف نقصت عندي لذة الذلّة تلك؟!
نقص إيماني من حيث لا أدري!(/)
هل سنة البعد في الفضاء للغائط فقط
ـ[حفيد السعدي]ــــــــ[02 - May-2009, مساء 05:25]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في سنن أبي داود وغيره من حديث المغيرة بن شعبة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ذهب المذهب أبعد.
وله طرق عديدة منها ماجاء في الصحيحين عنه رضي الله عنه قَالَ:
كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَقَالَ يَا مُغِيرَةُ خُذْ الْإِدَاوَةَ فَأَخَذْتُهَا فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى تَوَارَى عَنِّي فَقَضَى حَاجَتَهُ وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ شَأْمِيَّةٌ فَذَهَبَ لِيُخْرِجَ يَدَهُ مِنْ كُمِّهَا فَضَاقَتْ فَأَخْرَجَ يَدَهُ مِنْ أَسْفَلِهَا فَصَبَبْتُ عَلَيْهِ فَتَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ ثُمَّ صَلَّى.
والسؤال:هل الابعاد مخصوص بالتغوط أم يشمل البول؟
نريد كلا م للصحابة والتابعين وأهل العلم من القرون الفاضلة
وجزاكم الله خيرا
ـ[التقرتي]ــــــــ[02 - May-2009, مساء 05:34]ـ
صحيح البخاري - كتاب الوضوء
باب البول عند صاحبه - حديث: 221
حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير، عن منصور، عن أبي وائل، عن حذيفة، قال: " رأيتني أنا والنبي صلى الله عليه وسلم نتماشى، فأتى سباطة قوم خلف حائط، فقام كما يقوم أحدكم، فبال، فانتبذت منه، فأشار إلي فجئته، فقمت عند عقبه حتى فرغ
ـ[حفيد السعدي]ــــــــ[02 - May-2009, مساء 05:54]ـ
الأخ التقرتي جزاك الله خيرا
نريد كلا م للصحابة والتابعين وأهل العلم من القرون الفاضلة
ممن فرق بين الغائط والبول بناء على الحديث الذي ذكرته وهو بول الرسول صلى الله عليه وسلم عند سباطة القوم
فقد ذكر العيني في شرحه للبخاري (3/ 136) عند حديث البول عند سباطة القوم:" فيه جواز البول بالقرب من الديار"
لكن من سلفه في ذلك
ـ[التقرتي]ــــــــ[02 - May-2009, مساء 05:57]ـ
نعكس السؤال من من السلف جمع بينهما؟ فالاصل في الأمور الإباحة و البول ليس هو الغائط
صحيح البخاري - كتاب الوضوء
باب البول عند صاحبه - حديث: 221
حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير، عن منصور، عن أبي وائل، عن حذيفة، قال: " رأيتني أنا والنبي صلى الله عليه وسلم نتماشى، فأتى سباطة قوم خلف حائط، فقام كما يقوم أحدكم، فبال، فانتبذت منه، فأشار إلي فجئته، فقمت عند عقبه حتى فرغ "
صحيح ابن خزيمة - كتاب الوضوء
جماع أبواب الآداب المحتاج إليها في إتيان الغائط والبول إلى الفراغ - باب الرخصة في ترك التباعد عن الناس عند البول
حديث: 52
ثنا أبو هاشم زياد بن أيوب، ثنا جرير، عن منصور، عن أبي وائل، عن حذيفة قال: لقد رأيتني أتمشى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنتهي إلى سباطة قوم، فقام يبول كما يبول أحدكم، فذهبت أتنحى منه، فقال: " ادنه " فدنوت منه حتى قمت عقبه حتى فرغ
صحيح ابن حبان - كتاب الطهارة
باب الاستطابة - ذكر إباحة دنو المرء من البائل إذا لم يكن يحتشمه
حديث: 1443
أخبرنا أبو خليفة، قال: حدثنا مسدد بن مسرهد، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة: " أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى سباطة قوم، فبال قائما، فدنوت منه حتى صرت عند عقبه وصببت عليه الماء، فتوضأ ومسح على خفيه "
المنتقى لابن الجارود - كتاب الطهارة
الرخصة في البول قائما وقرب الناس - حديث: 35
حدثنا علي بن خشرم، قال: ثنا عيسى بن يونس، عن الأعمش، عن شقيق أبي وائل، عن حذيفة، رضي الله عنه قال: كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهى إلى سباطة قوم فبال قائما فتنحيت فدعاني وقال: " لم تنحيت؟ " فقمت عند عقبه فلما فرغ دعا بماء فتوضأ ومسح على خفيه *
الأوسط لابن المنذر - كتاب آداب الوضوء
ذكر ترك التباعد عن الناس عند البول - حديث: 245
حدثنا محمد بن عبد الوهاب، أنا جعفر بن عون، أنا الأعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة، قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سباطة قوم فبال قائما، فتنحيت عنه، فقال: " ادنه " فدنوت إليه، ثم توضأ ومسح على خفه قال أبو بكر: واستحب بعض أهل العلم لمن بال قاعدا أن يتباعد عن الناس، ولم ير بأسا أن يبول بقرب الناس من بال قائما، قال: وذلك أن البول قائما أحصن للدبر وأسلم للحدث. وروي هذا القول عن عمر
ارجع للأوسط لإبن المنذر ان اردت اقوال السلف و الله اعلم(/)
ماحكم التسمي بهذه الأسماء؟
ـ[أبومروة]ــــــــ[02 - May-2009, مساء 08:00]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مما هو متعارف عليه بيننا، أن الكثير من الإخوة يحملون أسماء ماشاء الله عليها، لكن نجد البعض ينكر عليهم هذه الأسماء، مع العلم أنهم لاذنب لهم في ذلك، وأن هذه الأسماء هي من الأسماء المتعارف عليها بين الآباء والأجداد، بل إن بعض العلماء من يحمل هذه الأسماء، وهي في الظاهر أسماء حسنة،وأن الأمر المتفق عليه بين عامة الأمة وخواصها، تلك الأسماء الشبيهة بأسماء الكفار أو الفاسقين أوالتسمبة بأسماء الشياطين،أو التسمية باسم معناه مذموم شرعاً أو عرفاً كإسم - نائلة -مثلا فهي إسم لصنم، أو التسمية بأسماء الملائكة أو كتسمية البنت مثلاًَ باسم -ملاك أو الولد باسم ملك أو شئا من هذا القبيل، أو باسم مائع لا معنى له أوفيه شئ من الشعور بالخيبة لدى صاحبه،
وأيضا مما هو منهي عنه تسمية الاسم بإسم يوحي بالتعظيم لما رواه مسلم في صحيحه عن سمرة بن جندب رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ولا تسم غلامك يساراً ولا رباحاً ولا نجيحاً ولا أفلحاً فإنك تقول: أثَمَّ هو؟ فلا يكون فيقول: لا".
لكن عندنا أسماء مثل: رابح، ناصر ومحمد وأحمد وصالح ومحي الدين ونور الدين ونصر الدين وبرهان الدين وما إلى ذلك من الأسماء،
فهي التسمي بهذه الأسماء لايجوز شرعا؟
فمثلا: تسمية محمد وأحمد تسميا بالنبي صلى الله عليه وسلم ففي ظاهر الإسم أنه اختيار لائق، لكن نسمع في بعض الأحيان من يسب إبنه أو من يسبه بصفة عامة فهل هذا التسمي من هذا الباب جائز؟
أرجوا أن تفيدونا بإثرائكم ومشاركاتكم بارك الله فيكم.(/)
شروط المتـ (لابن عثيمين رحمه الله) ـابعة ستة
ـ[أبو قتادة العماني]ــــــــ[02 - May-2009, مساء 11:34]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ العلامة الفقيه محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله تعالى في كتابه القيم "الإبداع في كمال الشرع وخطر الابتداع" ص21 – 23:
( ... أيها الإخوة، إن المتابعة لا تتحقق إلا إذا كان العمل موافقاً في أمور ستة:
الأول: السبب، كمن صلى ركعتين بسبب نزول المطر.
الثاني: الجنس، كمن أخرج زكاة فطره نقداً.
الثالث: القدر، كمن صلى المغرب أربعاً متعمداً.
الرابع: الكيفية، كمن توضأ فبدأ برجليه وختم بوجهه.
الخامس: الزمان، كمن ضحى في رمضان.
السادس: المكان، كمن اعتكف في الفلوات.
أيها الإخوة: عضوا على سنة الرسول (ص) بالنواجذ، واسلكوا طريق السلف الصالح وكونوا على ما كانوا عليه، وانظروا هل يضيركم ذلك شيئاً؟!). انتهى كلامه رحمه الله تعالى بتصرف واختصار.
المصدر:
القول المفيد في أدلة التوحيد
للشيخ محمد بن عبدالوهاب الوصابي العبدلي
حفظه الله تعالى
ـ[عبد الرحمن الطوخي]ــــــــ[12 - May-2009, مساء 01:05]ـ
جزاك الله خير
ـ[الحافظة]ــــــــ[14 - May-2009, مساء 07:21]ـ
بارك الله فيكم وزادكم من فضله
ـ[أبو قتادة العماني]ــــــــ[16 - May-2009, صباحاً 09:55]ـ
جزاك الله خير
الله يجزيك خير يا أخي عبدالرحمن، وأشكرك على المرور
ـ[أبو قتادة العماني]ــــــــ[16 - May-2009, صباحاً 09:57]ـ
بارك الله فيكم وزادكم من فضله
آمين
وجزاكم الله خير الجزاء(/)
حكم الصبغ بالسواد، وما ورد في الخضاب وتغيير الشيب:
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[03 - May-2009, صباحاً 12:57]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين:
حكم الصبغ بالسواد، وما ورد في الخضاب وتغيير الشيب:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن اليهود والنصارى لا يصبغون، فخالفوهم " أخرجه البخاري (10/ 354)، ومسلم (2103)، وأبو داود (4203)، والنسائي (2/ 278، 293)، وابن ماجة (3621).
عن جابر رضي الله عنه قال: أتي بأبي قحافة والد أبي بكر الصديق رضي الله عنهما يوم فتح مكة ورأسه ولحيته كالثُّغَامَةِ بياضاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " غيروا هذا واجنبوا السواد " رواه مسلم (2102) (79)، و أ، و أبو داود (4204)، و النسائي (2/ 278، 293)، وابن ماجة (3624) قال الحافظ في الفتح (10/ 355): " زاد الطبري وابن أبي عاصم من وجه آخر عن جابر " فذهبوا به فحمروه " انتهى.
وله شاهد من حديث أنس بن مالك أخرجه الإمام احمد (3/ 160)، قال الشيخ الألباني في غاية المرام ص (83): " بإسناد صحيح على شرط مسلم، وهو مخرج في الأحاديث الصحيحة " انتهى.
والثغامة: بضم المثلثة وتخفيف المعجمة: نبات شديد البياض زهره وثمره. الفتح.
عن ابن عباس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " يكون قوم في آخر الزمان يخضبون بهذا السواد، كحوا صل الحمام، لا يجدون رائحة الجنة " رواه أبو داود (4212)، والنسائي والحديث صححه الألباني في صحيح أبي داود.
قال الحافظ المنذري ـ رحمه الله ـ في الترغيب والترهيب: " أخرجه أبو داود والنسائي، وابن حبان في صحيحه، والحاكم، وقال: " صحيح الإسناد " قال الحافظ: "رووه كلهم من رواية عبيد الله بن عمرو الرقي عن عبد الكريم، فذهب بعضهم إلى أن عبد الكريم هذا هو ابن المخارق، وضعف الحديث بسببه، والصواب أنه عبد الكريم بن مالك الجزري، وهو ثقة احتج به الشيخان وغيرهما. والله أعلم ". انتهى.
انظر صحيح الترغيب (2/ 483).
قال الشيخ الألباني قي تعليقه على كلام المنذري: " هذا هو الصواب .... ومما يؤيد ذلك أنه وقع التصريح بأنه الجزري في بعض الروايات، منها رواية أبي داود في بعض النسخ، منها نسخة عون المعبود .. " انتهى.
قال الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ في أجوبته عن أحاديث المصابيح: " الحديث السادس: " يكون في آخر الزمان قوم يخضبون بهذا السواد كحوا صل الحمام لا يجدون رائحة الجنة ".
أخرجه أبو داود والنسائي من طريق عبد الكريم، عن عكرمة، عن ابن عباس، ولم يقع عبد الكريم منسوباً في السنن وفي طبقته آخر يسمى عبد الكريم يروي أيضاً عن عكرمة.
فالأول وهو ابن مالك الجزري ثقة متفق عليه، أخرج له البخاري ومسلم.
والآخر هو ابن أبي المخارق وكنيته أبو أمية ضعيف، فجزم بأنه الجزري، الحفاظ: أبو الفضل بن طاهر، وأبو القاسم بن عساكر، والضياء أبو عبد الله المقدسي، وأبو محمد المنذري وغيرهم، وزاد أنه في بعض الطرق منسوباً كذلك.
قلت: وهو مقتضى صنيع من صححه، كابن حبان، والحاكم " انتهى.
ورسالة الحافظ عن أحاديث المصابيح نشرها الشيخ الألباني في آخر كتاب مشكاة المصابيح (بتحقيقه).
فصل في فقه الأحاديث:
أجاب بعض أهل العلم عن حديث جابر في قصة والد أبي بكر رضي الله عنهما، بأنه في حق من صار شيب رأسه مستشبعاً،في الطبعة السلفية (مستبشعاً). ولا يطرد ذلك في حق كل أحد. وعن حديث ابن عباس رضي الله عنهما، بأنه لا دلالة فيه على كراهة الخضاب بالسواد، بل فيه الإخبار عن قوم هذه صفتهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذان الجوابان لابن أبي عاصم،حكاه الحافظ عنه في الفتح (10/ 354). قال الحافظ في الفتح (10/ 354): " من العلماء من رخص فيه (يعني الخضاب بالسواد) في الجهاد، ومنهم من رخص فيه مطلقاً، وأن الأولى كراهته، وجنح النووي إلى أنه كراهة تحريم، وقد رخص فيه طائفة من السلف: منهم سعد بن أبي وقاص، وعقبة بن عامر، والحسن، والحسين، وجرير، وغير واحد، واختاره ابن أبي عاصم في كتاب الخضاب له " إلى أن قال رحمه الله: " واستنبط ابنأبي عاصم من قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " جنبوه السواد " أن الخضاببالسوادكان من عادتهم، وذكر ابن الكلبي أن أول من اختضب بالسواد من العرب عبد المطلب، وأما مطلقاً ففرعون " انتهى.
ويشهد لما ذهب إليه ابن أبي عاصم ـ رحمه الله ـ ما أخرجه هو ـ كما في الفتح (10/ 355) ـ عن ابن شهاب قال: " كنا نخضب بالسواد إذ كان الوجه جديداً، فلما نغض الوجه والأسنان تركناه ".
واخرج الإمام احمد رحمه الله في المسند (2/ 309) بسند صحيح عن معمر ـ وهو من أصحاب الزهري رحمه الله ـ قال: " وكان الزهري يخضب بالسواد".
انظر غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام للشيخ الألباني ص (84) ونقل عن الإمام احمد في السواد كالشافعية روايتان: المشهورة يكره، وقيل يحرم، ويتأكد المنع لمن دلس به. انظر الفتح (10/ 156).
وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة (5/ 168) السؤال التالي:
"رأيت بعض الناس يستعملون مواد تغير لون الشعر سواء تجعله أسود أو أحمر، ورأيتهم يستعملون مواد أخرى تجعل الشعر المجعد ناعما، فهل يجوز من ذلك شئ، وهل الشباب مثل الشيوخ في الحكم؟
فأجابت اللجنة: الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه .. وبعد: تغيير الشعر بغير السواد لا حرج فيه، وكذلك استعمال مواد لتنعيم الشعر المجعد، والحكم للشباب والشيوخ في ذلك سواء، إذا انتفت المضرة وكانت المادة طاهرة مباحة. أما التغيير بالسواد الخالص فلا يجوز للرجال والنساء لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "غيروا هذا الشيب واجتنبوا السواد ". وبالله التوفيق. انتهى.
فصل: ذكر بعض الأحاديث التي لا تصح في هذا الباب:
عن أبي الدرداء رضي الله عنه مرفوعاً: " من خضب بالسواد، سود الله وجهه يوم القيامة ".
قال الحافظ في الفتح (10/ 355): " أخرجه الطبراني، وابن أبي عاصم، وسنده لين " انتهى.
وقال الشيخ الألباني في غاية المرام ص (84، 85): " أخرجه الطبراني في المعجم الكبير، وعنه الحافظ عبد الغني المقدسي في السنن (ق 182/ 2)، وابن عدي في الكامل (ق 149/ 2) بإسناد لين كما قال الحافظ (10/ 300) وعزاه للطبراني، وابن أبي عاصم، وقال ابن أبي حاتم (2/ 299) عن أبيه: " حديث موضوع ".
وثمة حديث (آخر)، لكنه واه جداً، أخرجه أبو الحسن الإخميمي في حديثه (2/ 11/1) من طريق عمر بن قيس، عن رجاء ابن أبي الحارث، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمر مرفوعاً بلفظ: " يكون في آخر الزمان رجال من أمتي يغيرون السواد، لا ينظر الله إليهم يوم القيامة "
وعمر بن قيس هذا هو أبو جعفر المعروف بـ (سندل) وهو متروك كما في التقريب " انتهى.
فصل: فيما وردالخضاب به:
قال الحافظ أبن حجر رحمه الله في الفتح (10/ 355): " ولأصحاب السنن وصححه الترمذي من حديث أبي ذر رفعه " إن أحسن ما غيرتم به الشيب الحناء والكتم ". وهذا يحتمل أن يكون على التعاقب ويحتمل الجمع، وقد أخرج مسلم من حديث أنس قال: " اختضب أبو بكر بالحناء والكتم، واختضب عمر بالحناء بحتا " وقوله (بحتا) بموحدة مفتوحة ومهملة ساكنة بعدها مثناة أي صرفا، وهذا يشعر بأن أبا بكر كان يجمع بينهما دائماً. والكتم نبات باليمن يخرج الصبغ أسود يميل إلى الحمرة، وصبغ الحناء أحمر فالصبغ بهما معاً يخرج بين السواد والحمرة " انتهى.
تخريج حديث أبي ذر:
قال الشيخ الألباني في غاية المرام ص (86): " صحيح. أخرجه أبو داود (4205)، والنسائي (2/ 279)، والترمذي (1/ 325)، وابن ماجة (3622)، واحمد (5/ 154 , 156، 169)، والخطيب في التاريخ (8/ 35) من طريق الأجلح، عن عبد الله بن بريدة، عن أبي الأسود الديلي، عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. قال الترمذي: " حديث حسن صحيح ".
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت (الألباني): "ورجاله ثقلت غير الأجلح ففيه خلاف، لكنه لم يتفرد به، فقد تابعه معمر عن سعيد الجريري عن عبد الله بن بريدة به. أخرجه أبو داود (3205) وابن حبان (1475) واحمد (5/ 147،150)،، والطبراني في المعجم الكبير (1/ 82/1) وهذا إسناد صحيح " انتهى.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: مر على النبي صلى الله عليه وسلم رجل قد خضب بالحناء. فقال: " ما أحسن هذا ". قال: فمر آخر قد خضب بالحناء والكتم. فقال: " هذا أحسن من هذا ". ثم مر آخر قد خضب بالصفرة. فقال: " هذا أحسن من هذا كله " رواه أبو داود، قال الألباني في مشكاة المصابيح (2/ 1266): " وإسناده جيد ".
فصل: حكم الخضاب وتغيير الشيب:
اختلف في الخضب وتركه:
فخضب أبو بكر، عمر، وغيرهما.
وترك الخضاب علي، وأبي بن كعب، وسلمة بن الأكوع، وأنس، وجماعة.
وقد جمع الطبري، بأن من صبغ منهم كان اللائق به كمن يستشنع شيبه، ومن ترك كان اللائق به كمن لا يستشنع شيبه، وعلى ذلك حمل قوله صلى الله عليه وسلم في حديث جابر الذي أخرجه مسلم في قصة أبي قحافة حيث قال صلى الله عليه وسلم لما رأى رأسه كأنها الثغامة بياضاً " غيروا هذا وجنبوه السواد ".
زاد الطبري، وأبن أبي عاصم من وجه آخر عن جابر " فذهبوا به فحمروه ". فمن كان في مثل حال أبي قحافة استحب له الخضاب، لأنه لا يحصل به الغرور لأحد، ومن كان بخلافه فلا يستحب في حقه، ولكن الخضاب مطلقاً أولى لأنه فيه امتثال الأمر في مخالفة أهل الكتاب، وفيه صيانة للشعر عن تعلق الغبار وغيره به، إلا إن كان من عادة أهل البلد ترك الصبغ، وأن الذي ينفرد بدونهم بذلك يصير في مقام الشهرة فالترك في حقه أولى.
ونقل عن الإمام احمد: أنه يجب، وعنه يجب ولو مرة، وعنه لا أحب لأحد ترك الخضب ويتشبه بأهل الكتاب.
انظر فتح الباري (10/ 355، 356) للحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ. والله تعالى أعلم.(/)
# نظرية المنهج (من كلام شيخ الإسلام)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[03 - May-2009, صباحاً 01:06]ـ
[معرفة الخالق بصفاته]
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - جزى الله عنا وعن المسلمين خيرا:
مجموع فتاوى ابن تيمية - (ج 3 / ص 446)
فَصْلٌ قَوْلُهُ {الَّذِي خَلَقَ} {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ} بَيَانٌ لِتَعْرِيفِهِ بِمَا قَدْ عُرِفَ مِنْ الْخَلْقِ عُمُومًا وَخَلْقِ الْإِنْسَانِ خُصُوصًا وَإِنَّ هَذَا مِمَّا تَعْرِفُ بِهِ الْفِطْرَةُ كَمَا تَقَدَّمَ. ثُمَّ إذَا عَرَفَ أَنَّهُ الْخَالِقُ فَمِنْ الْمَعْلُومِ بِالضَّرُورَةِ أَنَّ الْخَالِقَ لَا يَكُونُ إلَّا قَادِرًا. بَلْ كُلُّ فِعْلٍ يَفْعَلُهُ فَاعِلٌ لَا يَكُونُ إلَّا بِقُوَّةِ وَقُدْرَةٍ حَتَّى أَفْعَالُ الْجَمَادَاتِ. كَهُبُوطِ الْحَجَرِ وَالْمَاءِ وَحَرَكَةِ النَّارِ هُوَ بِقُوَّةِ فِيهَا. وَكَذَلِكَ حَرَكَةُ النَّبَاتِ هِيَ بِقُوَّةِ فِيهِ. وَكَذَلِكَ فِعْلُ كُلِّ حَيٍّ مِنْ الدَّوَابِّ وَغَيْرِهَا هُوَ بِقُوَّةِ فِيهَا. وَكَذَلِكَ الْإِنْسَانُ وَغَيْرُهُ. وَالْخَلْقُ أَعْظَمُ الْأَفْعَالِ فَإِنَّهُ لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ إلَّا اللَّهُ. فَالْقُدْرَةُ عَلَيْهِ أَعْظَمُ مِنْ كُلِّ قُدْرَةٍ وَلَيْسَ لَهَا نَظِيرٌ مِنْ قَدْرِ الْمَخْلُوقِينَ. وَأَيْضًا فَالتَّعْلِيمُ بِالْقَلَمِ يَسْتَلْزِمُ الْقُدْرَةَ. فَكُلٌّ مِنْ الْخَلْقِ وَالتَّعْلِيمِ يَسْتَلْزِمُ الْقُدْرَةَ. وَكَذَلِكَ كَلٌّ مِنْهُمَا يَسْتَلْزِمُ الْعِلْمَ. فَإِنَّ الْمُعَلِّمَ لِغَيْرِهِ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ هُوَ عَالِمًا بِمَا عَلَّمَهُ إيَّاهُ وَإِلَّا فَمِنْ الْمُمْتَنِعُ أَنْ يُعَلِّمَ غَيْرَهُ مَا لَا يَعْلَمُهُ هُوَ. فَمَنْ عَلَّمَ كُلَّ شَيْءٍ الْإِنْسَانَ وَغَيْرَهُ مَا لَمْ يَعْلَمْ أَوْلَى أَنْ يَكُونَ عَالِمًا بِمَا عَلَّمَهُ. وَالْخُلُق أَيْضًا يَسْتَلْزِمُ الْعِلْمَ كَمَا قَالَ تَعَالَى {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}. وَذَلِكَ مِنْ جِهَةِ أَنَّ الْخَلْقَ يَسْتَلْزِمُ الْإِرَادَةَ. فَإِنَّ فِعْلَ الشَّيْءِ عَلَى صِفَةٍ مَخْصُوصَةٍ وَمِقْدَارٍ مَخْصُوصٍ دُونَ مَا هُوَ خِلَافُ ذَلِكَ لَا يَكُونُ إلَّا بِإِرَادَةِ تُخَصِّصُ هَذَا عَنْ ذَاكَ. وَالْإِرَادَةُ تَسْتَلْزِمُ الْعِلْمَ. فَلَا يُرِيدُ الْمُرِيدُ إلَّا مَا شَعَرَ بِهِ وَتَصَوَّرَ فِي نَفْسِهِ وَالْإِرَادَةُ بِدُونِ الشُّعُورِ مُمْتَنِعَةٌ. وَأَيْضًا فَنَفْسُ الْخَلْقِ خَلْقُ الْإِنْسَانِ هُوَ فِعْلٌ لِهَذَا الْإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ مِنْ عَجَائِبِ الْمَخْلُوقَاتِ. وَفِيهِ مِنْ الْإِحْكَامِ وَالْإِتْقَانِ مَا قَدْ بَهَرَ الْعُقُولَ. وَالْفِعْلُ الْمُحْكَمُ الْمُتْقَنُ لَا يَكُونُ إلَّا مِنْ عَالِمٍ بِمَا فَعَلَ. وَهَذَا مَعْلُومٌ بِالضَّرُورَةِ. فَالْخَلْقُ يَدُلُّ عَلَى الْعِلْمِ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَمِنْ هَذَا الْوَجْهِ. وَقَدْ قَالَ فِي سُورَةِ الْمُلْكِ {وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}. وَهُوَ بَيَانُ مَا فِي الْمَخْلُوقَاتِ مِنْ لُطْفِ الْحِكْمَةِ الَّتِي تَتَضَمَّنُ إيصَالَ الْأُمُورِ إلَى غَايَاتِهَا بِأَلْطَفِ الْوُجُوهِ كَمَا قَالَ يُوسُفُ عَلَيْهِ السَّلَامُ {إنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ}. وَهَذَا يَسْتَلْزِمُ الْعِلْمَ بِالْغَايَةِ الْمَقْصُودَةِ وَالْعِلْمَ بِالطَّرِيقِ الْمُوَصِّلِ. وَكَذَلِكَ الْخِبْرَةُ. وَبَسْطُ هَذَا يَطُولُ إذْ الْمَقْصُودُ هُنَا التَّنْبِيهُ عَلَى مَا فِي الْآيَاتِ الَّتِي هِيَ أَوَّلُ مَا أَنْزَلَ. ثُمَّ إذَا ثَبَتَ أَنَّهُ قَادِرٌ عَالِمٌ فَذَلِكَ يَسْتَلْزِمُ كَوْنَهُ حَيًّا. وَكَذَلِكَ الْإِرَادَةُ تَسْتَلْزِمُ الْحَيَاةَ. وَالْحَيُّ إذَا لَمْ يَكُنْ سَمِيعًا بَصِيرًا مُتَكَلِّمًا كَانَ مُتَّصِفًا بِضِدِّ ذَلِكَ مِنْ الْعَمَى وَالصَّمَمِ وَالْخَرَسِ وَهَذَا مُمْتَنِعٌ فِي حَقِّ الرَّبِّ تَعَالَى. فَيَجِبُ أَنْ يَتَّصِفَ بِكَوْنِهِ سَمِيعًا بَصِيرًا مُتَكَلِّمًا. وَالْإِرَادَةُ إمَّا أَنْ تَكُونَ لِغَايَةِ حَكِيمَةٍ أَوْ لَا. فَإِنْ لَمْ تَكُنْ لِغَايَةِ حَكِيمَةٍ
(يُتْبَعُ)
(/)
كَانَتْ سَفَهًا وَهُوَ مُنَزَّهٌ عَنْ ذَلِكَ فَيَجِبُ أَنْ يَكُونَ حَكِيمًا. وَهُوَ إمَّا أَنْ يَقْصِدَ نَفْعَ الْخَلْقِ وَالْإِحْسَانَ إلَيْهِمْ أَوْ يَقْصِدَ مُجَرَّدَ ضَرَرِهِمْ وَتَعْذِيبِهِمْ أَوْ لَا يَقْصِدَ وَاحِدًا مِنْهُمَا بَلْ يُرِيدُ مَا يُرِيدُ سَوَاءٌ كَانَ كَذَا وَكَذَا. وَالثَّانِي شِرِّيرٌ ظَالِمٌ يَتَنَزَّهُ الرَّبُّ عَنْهُ وَالثَّالِثُ سَفِيهٌ عَابِثٌ. فَتَعَيَّنَ أَنَّهُ تَعَالَى رَحِيمٌ كَمَا أَنَّهُ حَكِيمٌ كَمَا قَدْ بُسِطَ فِي مَوَاضِعَ.
مجموع فتاوى ابن تيمية - (ج 3 / ص 447)
فَصْلٌ إثْبَاتُ صِفَاتِ الْكَمَالِ لَهُ طُرُقٌ. أَحَدُهَا مَا نَبَّهْنَا عَلَيْهِ مِنْ أَنَّ الْفِعْلَ مُسْتَلْزِمٌ لِلْقُدْرَةِ وَلِغَيْرِهَا. فَمِنْ النُّظَّارِ مَنْ يُثْبِتُ أَوَّلًا الْقُدْرَةَ وَمِنْهُمْ مَنْ يُثْبِتُ أَوَّلًا الْعِلْمَ وَمِنْهُمْ مَنْ يُثْبِتُ أَوَّلًا الْإِرَادَةَ. وَهَذِهِ طُرُقٌ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ. وَهَذِهِ يُسْتَدَلُّ عَلَيْهَا بِجِنْسِ الْفِعْلِ وَهِيَ طَرِيقَةُ مَنْ لَا يُمَيِّزُ بَيْنَ مَفْعُولٍ وَمَفْعُولٍ كَجَهْمِ بْنِ صَفْوَان وَمَنْ اتَّبَعَهُ. وَهَؤُلَاءِ لَا يُثْبِتُونَ حِكْمَةً وَلَا رَحْمَةً إذْ كَانَ جِنْسُ الْفِعْلِ لَا يَسْتَلْزِمُ ذَلِكَ. لَكِنْ هُمْ أَثْبَتُوا بِالْفِعْلِ الْمُحْكَمِ الْمُتْقَنِ الْعِلْمَ. وَكَذَلِكَ تَثْبُتُ بِالْفِعْلِ النَّافِعِ الرَّحْمَةُ وَبِالْغَايَاتِ الْمَحْمُودَةِ الْحِكْمَةُ. وَلَكِنَّ هُمْ مُتَنَاقِضُونَ فِي الِاسْتِدْلَالِ بِالْإِحْكَامِ وَالْإِتْقَانِ عَلَى الْعِلْمِ إذْ كَانَ ذَلِكَ إنَّمَا يَدُلُّ إذَا كَانَ فَاعِلًا لِغَايَةِ يَقْصِدُهَا. وَهُمْ يَقُولُونَ إنَّهُ يَفْعَلُ لَا لِحِكْمَةِ ثُمَّ يَسْتَدِلُّونَ بِالْإِحْكَامِ عَلَى الْعِلْمِ وَهُوَ تَنَاقُضٌ. كَمَا تَنَاقَضُوا فِي الْمُعْجِزَاتِ حَيْثُ جَعَلُوهَا دَالَّةً عَلَى صِدْقِ النَّبِيِّ إمَّا لِلْعِلْمِ الضَّرُورِيِّ بِذَلِكَ؛ وَإِمَّا لِكَوْنِهِ لَوْ لَمْ تَدُلَّ لَزِمَ الْعَجْزُ. وَهِيَ إنَّمَا تَدُلُّ إذَا كَانَ الْفَاعِلُ يَقْصِدُ إظْهَارَهَا لِيَدُلَّ بِهَا عَلَى صِدْقِ الْأَنْبِيَاءِ. فَإِذَا قَالُوا إنَّهُ لَا يَفْعَلُ شَيْئًا لِشَيْءِ تَنَاقَضُوا. وَأَمَّا الطَّرِيقُ الْأُخْرَى فِي إثْبَاتِ الصِّفَاتِ [و] هِيَ الِاسْتِدْلَالُ بِالْأَثَرِ عَلَى الْمُؤَثِّرِ وَأَنَّ مَنْ فَعَلَ الْكَامِلَ فَهُوَ أَحَقُّ بِالْكَمَالِ. وَالثَّالِثَةُ طَرِيقَةُ قِيَاسِ الْأَوْلَى وَهِيَ التَّرْجِيحُ وَالتَّفْضِيلُ وَهُوَ أَنَّ الْكَمَالَ إذَا ثَبَتَ لِلْمُحْدِثِ الْمُمْكِنِ الْمَخْلُوقِ فَهُوَ لِلْوَاجِبِ الْقَدِيمِ الْخَالِقِ أَوْلَى. وَالْقُرْآنُ يَسْتَدِلُّ بِهَذِهِ وَهَذِهِ وَهَذِهِ. فَالِاسْتِدْلَالُ بِالْأَثَرِ عَلَى الْمُؤَثِّرِ أَكْمَلُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى {وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً} قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً.} وَهَكَذَا كُلُّ مَا فِي الْمَخْلُوقَاتِ مِنْ قُوَّةٍ وَشِدَّةٍ تَدُلُّ عَلَى أَنَّ اللَّهَ أَقْوَى وَأَشَدُّ وَمَا فِيهَا مِنْ عِلْمٍ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ اللَّهَ أَعْلَمُ وَمَا فِيهَا مِنْ عِلْمٍ وَحَيَاةٍ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ اللَّهَ أَوْلَى بِالْعِلْمِ وَالْحَيَاةِ. وَهَذِهِ طَرِيقَةٌ يُقِرُّ بِهَا عَامَّةُ الْعُقَلَاءِ حَتَّى الْفَلَاسِفَةُ يَقُولُونَ: كُلُّ كَمَالٍ فِي الْمَعْلُولِ فَهُوَ مِنْ الْعِلَّةِ. وَأَمَّا الِاسْتِدْلَالُ بِطَرِيقِ الْأَوْلَى فَكَقَوْلِهِ {وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى} وَمِثْلِ قَوْلِهِ: {ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ} وَأَمْثَالُ ذَلِكَ مِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ كُلَّ كَمَالٍ لَا نَقْصَ فِيهِ يَثْبُتُ لِلْمُحْدِثِ الْمَخْلُوقِ الْمُمْكِنِ فَهُوَ لِلْقَدِيمِ الْوَاجِبِ الْخَالِقِ أَوْلَى
(يُتْبَعُ)
(/)
مِنْ جِهَةِ أَنَّهُ أَحَقُّ بِالْكَمَالِ لِأَنَّهُ أَفْضَلُ. وَذَاكَ مِنْ جِهَةِ أَنَّهُ هُوَ جَعَلَهُ كَامِلًا وَأَعْطَاهُ تِلْكَ الصِّفَاتِ. وَاسْمُهُ " الْعَلِيُّ " يُفَسَّرُ بِهَذَيْنِ الْمَعْنَيَيْنِ يُفَسَّرُ بِأَنَّهُ أَعْلَى مِنْ غَيْرِهِ قَدْرًا فَهُوَ أَحَقُّ بِصِفَاتِ الْكَمَالِ؛ وَيُفَسَّرُ بِأَنَّهُ الْعَالِي عَلَيْهِمْ بِالْقَهْرِ وَالْغَلَبَةِ فَيَعُودُ إلَى أَنَّهُ الْقَادِرُ عَلَيْهِمْ وَهُمْ الْمَقْدُورُونَ. وَهَذَا يَتَضَمَّنُ كَوْنَهُ خَالِقًا لَهُمْ وَرَبًّا لَهُمْ. وَكِلَاهُمَا يَتَضَمَّنُ أَنَّهُ نَفْسَهُ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ فَلَا شَيْءَ فَوْقَهُ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَك شَيْءٌ وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَك شَيْءٌ. وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَك شَيْءٌ وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَك شَيْءٌ} فَلَا يَكُونُ شَيْءٌ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ وَلَا فَوْقَهُ وَلَا دُونَهُ كَمَا أَخْبَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَثْنَى بِهِ عَلَى رَبِّهِ. وَإِلَّا فَلَوْ قَدَّرَ أَنَّهُ تَحْتَ بَعْضِ الْمَخْلُوقَاتِ كَانَ ذَلِكَ نَقْصًا وَكَانَ ذَلِكَ أَعْلَى مِنْهُ. وَإِنْ قِيلَ: إنَّهُ لَا دَاخِلَ الْعَالَمِ وَلَا خَارِجَهُ كَانَ ذَلِكَ تَعْطِيلًا لَهُ فَهُوَ مُنَزَّهٌ عَنْ هَذَا. وَهَذَا هُوَ الْعَلِيُّ الْأَعْلَى مَعَ أَنَّ لَفْظَ " الْعَلِيِّ " و " الْعُلُوِّ " لَمْ يُسْتَعْمَلْ فِي الْقُرْآنِ عِنْدَ الْإِطْلَاقِ إلَّا فِي هَذَا وَهُوَ مُسْتَلْزِمٌ لِذَيْنِك لَمْ يُسْتَعْمَلْ فِي مُجَرَّدِ الْقُدْرَةِ وَلَا فِي مُجَرَّدِ الْفَضِيلَةِ. وَلَفْظُ " الْعُلُوِّ " يَتَضَمَّنُ الِاسْتِعْلَاءَ وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنْ الْأَفْعَالِ إذَا عُدِّيَ بِحَرْفِ الِاسْتِعْلَاءِ دَلَّ عَلَى الْعُلُوِّ كَقَوْلِهِ {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} فَهُوَ يَدُلُّ عَلَى عُلُوِّهِ عَلَى الْعَرْشِ. وَالسَّلَفُ فَسَّرُوا " الِاسْتِوَاءَ " بِمَا يَتَضَمَّنُ الِارْتِفَاعَ فَوْقَ الْعَرْشِ كَمَا ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ فِي قَوْلِهِ {ثُمَّ اسْتَوَى} قَالَ: ارْتَفَعَ. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ بِأَسَانِيدِهِمْ رَوَاهُ مِنْ حَدِيثِ آدَمَ بْنِ أَبِي إيَاسٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ: {ثُمَّ اسْتَوَى} قَالَ: ارْتَفَعَ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: وَقَالَ مُجَاهِدٌ فِي قَوْلِهِ {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} عَلَا عَلَى الْعَرْشِ. وَلَكِنْ يُقَالُ: " عَلَا عَلَى كَذَا " و " عَلَا عَنْ كَذَا " وَهَذَا الثَّانِي جَاءَ فِي الْقُرْآنِ فِي مَوَاضِعَ لَكِنْ بِلَفْظِ " تَعَالَى " كَقَوْلِهِ {سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا} {عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} وَبَسْطُ هَذَا لَهُ مَوْضِعٌ آخَرُ. وَالْمَقْصُودُ هُنَا أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مَنْ ذَكَرَ أَنَّهُ خَلَقَ وَأَنَّهُ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ يَدُلُّ عَلَى هَاتَيْنِ الطَّرِيقَتَيْنِ مِنْ إثْبَاتِ الصِّفَاتِ كَمَا دَلَّنَا عَلَى الطَّرِيقَةِ الْأُولَى طَرِيقَةِ الِاسْتِدْلَالِ بِالْفِعْلِ. فَإِنَّ قَوْلَهُ {الْأَكْرَمُ} يَقْتَضِي أَنَّهُ أَفْضَلُ مِنْ غَيْرِهِ فِي الْكَرَمِ وَالْكَرَمُ اسْمٌ جَامِعٌ لِجَمِيعِ الْمَحَاسِنِ. فَيَقْتَضِي أَنَّهُ أَحَقُّ بِجَمِيعِ الْمَحَامِدِ وَالْمَحَامِدِ هِيَ صِفَاتُ الْكَمَالِ فَيَقْتَضِي أَنَّهُ أَحَقُّ بِالْإِحْسَانِ إلَى الْخَلْقِ وَالرَّحْمَةِ وَأَحَقُّ بِالْحِكْمَةِ وَأَحَقُّ بِالْقُدْرَةِ وَالْعِلْمِ وَالْحَيَاةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ. وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ {خَلَقَ}. فَإِنَّ الْخَالِقَ قَدِيمٌ أَزَلِيٌّ مُسْتَغْنٍ بِنَفْسِهِ وَاجِبُ الْوُجُودِ بِنَفْسِهِ قَيُّومٌ. وَمَعْلُومٌ أَنَّهُ أَحَقُّ بِصِفَاتِ الْكَمَالِ مِنْ الْمَخْلُوقِ الْمُحْدِثُ الْمُمْكِنُ. فَهَذَا مِنْ جِهَةِ قِيَاسِ
(يُتْبَعُ)
(/)
الْأَوْلَى. وَمِنْ جِهَةِ الْأَثَرِ فَإِنَّ الْخَالِقَ لِغَيْرِهِ الَّذِي جَعَلَهُ حَيًّا عَالِمًا قَادِرًا سَمِيعًا بَصِيرًا هُوَ أَوْلَى بِأَنْ يَكُونَ حَيًّا عَالِمًا قَدِيرًا سَمِيعًا بَصِيرًا. و {الْأَكْرَمُ} {الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ} {عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}. فَجَعَلَهُ عَلِيمًا وَالْعَلِيمُ لَا يَكُونُ إلَّا حَيًّا. وَكَرَّمَهُ أَيْضًا أَنْ يَكُونَ قَدِيرًا سَمِيعًا بَصِيرًا. وَالْأَكْرَمُ الَّذِي جَعَلَ غَيْرَهُ عَلِيمًا هُوَ أَوْلَى أَنْ يَكُونَ عَلِيمًا. وَكَذَلِكَ فِي سَائِرِ صِفَاتِ الْكَمَالِ وَالْمَحَامِدِ. فَهَذَا اسْتِدْلَالٌ بِالْمَخْلُوقِ الْخَاصِّ وَالْأَوَّلُ اسْتِدْلَالٌ بِجِنْسِ الْخَلْقِ. وَلِهَذَا دَلَّ هَذَا عَلَى ثُبُوتِ الصِّفَاتِ بِالضَّرُورَةِ مِنْ غَيْرِ تَكَلُّفٍ وَكَذَلِكَ طَرِيقَةُ التَّفْضِيلِ وَالْأَوْلَى وَأَنْ يَكُونَ الرَّبُّ أَوْلَى بِالْكَمَالِ مِنْ الْمَخْلُوقِ. وَهَذِهِ الطُّرُقُ لِظُهُورِهَا يَسْلُكُهَا غَيْرَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ أَهْلِ الْمِلَلِ وَغَيْرِهِمْ كَالنَّصَارَى فَإِنَّهُمْ أَثْبَتُوا أَنَّ اللَّهَ قَائِمٌ بِنَفْسِهِ حَتَّى يَتَكَلَّمَ بِهَذِهِ الطَّرِيقِ لَكِنْ سَمَّوْهُ " جَوْهَرًا " وَضَلُّوا فِي جَعَلَ الصِّفَاتِ ثَلَاثَةً وَهِيَ الْأَقَانِيمُ. فَقَالُوا: وَجَدْنَا الْأَشْيَاءَ تَنْقَسِمُ إلَى جَوْهَرٍ وَغَيْرِ جَوْهَرٍ وَالْجَوْهَرُ أَعْلَى النَّوْعَيْنِ فَقُلْنَا: هُوَ جَوْهَرٌ. ثُمَّ وَجَدْنَا الْجَوْهَرَ يَنْقَسِمُ إلَى حَيٍّ وَغَيْرِ حَيٍّ وَوَجَدْنَا الْحَيَّ أَكْمَلَ فَقُلْنَا: هُوَ حَيٌّ. وَوَجَدْنَا الْحَيَّ يَنْقَسِمُ إلَى نَاطِقٍ وَغَيْرِ نَاطِقٍ فَقُلْنَا: هُوَ نَاطِقٌ. وَكَذَلِكَ يُقَالُ لَهُمْ فِي سَائِرِ صِفَاتِ الْكَمَالِ: إنَّ الْأَشْيَاءَ تَنْقَسِمُ إلَى قَادِرٍ وَغَيْرِ قَادِرٍ وَالْقَادِرُ أَكْمَلُ. وَقَدْ بُسِطَ مَا فِي كَلَامِهِمْ مِنْ صَوَابٍ وَخَطَأٍ فِي الْكِتَابِ الَّذِي سَمَّيْنَاهُ " الْجَوَابُ الصَّحِيحُ لِمَنْ بَدَّلَ دِينَ الْمَسِيحِ ". وَالْمَقْصُودُ هُنَا التَّنْبِيهُ عَلَى دَلَالَةِ هَذِهِ الْآيَةِ وَهَذِهِ الْآيَاتِ الَّتِي هِيَ أَوَّلُ مَا نَزَلَ عَلَى أُصُولِ الدِّينِ.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[03 - May-2009, صباحاً 01:30]ـ
مجموع فتاوى ابن تيمية - (ج 3 / ص 452):
وَالرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَتَى بِالْآيَاتِ الْبَيِّنَاتِ الدَّالَّةِ عَلَى صِدْقِهِ وَالْقُرْآنُ فِيهِ الْآيَاتُ الْمُحْكَمَاتُ اللَّاتِي هِيَ أُمُّ الْكِتَابِ قَدْ عَلِمَ مَعْنَاهَا وَعَلِمَ أَنَّهَا حَقٌّ وَبِذَلِكَ يَهْتَدِي الْخَلْقُ وَيَنْتَفِعُونَ. فَمَنْ اتَّبَعَ الْمُتَشَابِهَ ابْتَغَى الْفِتْنَةَ وَابْتَغَى تَأْوِيلَهُ وَالْأَوَّلُ قَصْدُهُمْ فِيهِ فَاسِدٌ وَالثَّانِي لَيْسُوا مِنْ أَهْلِهِ بَلْ يَتَكَلَّمُونَ فِي تَأْوِيلِهِ بِمَا يُفْسِدُ مَعْنَاهُ إذْ كَانُوا لَيْسُوا مِنْ الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ. وَإِنَّمَا الرَّاسِخُ فِي الْعِلْمِ الَّذِي رَسَخَ فِي الْعِلْمِ بِمَعْنَى الْمُحْكَمِ وَصَارَ ثَابِتًا فِيهِ لَا يَشُكُّ وَلَا يَرْتَابُ فِيهِ بِمَا يُعَارِضُهُ مِنْ الْمُتَشَابِهِ بَلْ هُوَ مُؤْمِنٌ بِهِ قَدْ يَعْلَمُونَ تَأْوِيلَ الْمُتَشَابِهِ. وَأَمَّا مَنْ لَمْ يَرْسَخْ فِي ذَلِكَ بَلْ إذَا عَارَضَهُ الْمُتَشَابِهُ شَكَّ فِيهِ فَهَذَا يَجُوزُ أَنْ يُرَادَ بِالْمُتَشَابِهِ مَا يُنَاقِضُ الْمُحْكَمَ فَلَا يَعْلَمُ مَعْنَى الْمُتَشَابِهِ إذْ لَمْ يَرْسَخْ فِي الْعِلْمِ بِالْمُحْكَمِ. وَهُوَ يَبْتَغِي الْفِتْنَةَ فِي هَذَا وَهَذَا. فَهَذَا يُعَاقَبُ عُقُوبَةً تَرْدَعُهُ كَمَا فَعَلَ عُمَرُ بِصَبِيغِ. وَأَمَّا مَنْ قَصْدُهُ الْهُدَى وَالْحَقُّ فَلَيْسَ مِنْ هَؤُلَاءِ. وَقَدْ كَانَ عُمَرُ يَسْأَلُ وَيُسْأَلُ عَنْ مَعَانِي الْآيَاتِ الدَّقِيقَةِ وَقَدْ سَأَلَ أَصْحَابَهُ عَنْ قَوْلِهِ {إذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} فَذَكَرُوا ظَاهِرَ لَفْظِهَا. وَلَمَّا فَسَّرَهَا ابْنُ عَبَّاسٍ بِأَنَّهَا
(يُتْبَعُ)
(/)
إعْلَامُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقُرْبِ وَفَاتِهِ قَالَ: مَا أَعْلَمُ مِنْهَا إلَّا مَا تَعْلَمُ. وَهَذَا بَاطِنُ الْآيَةِ الْمُوَافِقُ لِظَاهِرِهَا. فَإِنَّهُ لَمَّا أُمِرَ بِالِاسْتِغْفَارِ عِنْدَ ظُهُورِ الدِّينِ وَالِاسْتِغْفَارُ يُؤْمَرُ بِهِ عِنْدَ خِتَامِ الْأَعْمَالِ وَبِظُهُورِ الدِّينِ حَصَلَ مَقْصُودُ الرِّسَالَةِ عَلِمُوا أَنَّهُ إعْلَامٌ بِقُرْبِ الْأَجَلِ مَعَ أُمُورٍ أُخَرٍ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ. وَالِاسْتِدْلَالُ عَلَى الشَّيْءِ بِمَلْزُومَاتِهِ. وَالشَّيْءُ قَدْ يَكُونُ لَهُ لَازِمٌ وَلِلَازِمِهِ لَازِمٌ وَهَلُمَّ جَرَّا. فَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَكُونُ أَفْطَنَ بِمَعْرِفَةِ اللَّوَازِمِ مِنْ غَيْرِهِ يَسْتَدِلُّ بِالْمَلْزُومِ عَلَى اللَّازِمِ. وَمِنْ النَّاسِ مَنْ لَا يَتَصَوَّرُ اللَّازِمَ وَلَوْ تَصَوَّرَهُ لَمْ يَعْرِفْ الْمَلْزُومَ بَلْ يَقُولُ: يَجُوزُ أَنْ يَلْزَمَ وَيَجُوزَ أَنْ لَا يَلْزَمَ؛ وَيُحْتَمَلُ وَيُحْتَمَلُ. وَتَرَدُّدُ الِاحْتِمَالِ هُوَ مِنْ عَدَمِ الْعِلْمِ وَإِلَّا فَالْوَاقِعُ هُوَ أَحَدُ أَمْرَيْنِ. فَحَيْثُ كَانَ احْتِمَالٌ بِلَا تَرْجِيحٍ كَانَ لِعَدَمِ الْعِلْمِ بِالْوَاقِعِ وَخَفَاءِ دَلِيلِهِ وَغَيْرِهِ قَدْ يَعْلَمُ ذَلِكَ وَيَعْلَمُ دَلِيلَهُ. وَمَنْ ظَنَّ أَنَّ مَا لَا يَعْلَمُهُ هُوَ لَا يَعْلَمُهُ غَيْرُهُ كَانَ مِنْ جَهْلِهِ. فَلَا يَنْفِي عَنْ النَّاسِ إلَّا مَا عَلِمَ انْتِفَاؤُهُ عَنْهُمْ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ أَعْلَمُ مِنْهُ حَتَّى يَنْتَهِيَ الْأَمْرُ إلَى اللَّهِ تَعَالَى. وَهَذَا قَدْ بُسِطَ فِي مَوَاضِعَ. ثُمَّ إنَّهُمْ يَقُولُونَ: الْمَأْثُورُ عَنْ السَّلَفِ هُوَ السُّكُوتُ عَنْ الْخَوْضِ فِي تَأْوِيلِ ذَلِكَ وَالْمَصِيرُ إلَى الْإِيمَانِ بِظَاهِرِهِ وَالْوُقُوفُ عَنْ تَفْسِيرِهِ لِأَنَّا قَدْ نُهِينَا أَنْ نَقُولَ فِي كِتَابِ اللَّهِ بِرَأْيِنَا وَلَمْ يُنَبِّهْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ عَلَى حَقِيقَةِ مَعْنَى ذَلِكَ. فَيُقَالُ: أَمَّا كَوْنُ الرَّجُلِ يَسْكُتُ عَمَّا لَا يَعْلَمُ فَهَذَا مِمَّا يُؤْمَرُ بِهِ كُلُّ أَحَدٍ. لَكِنَّ هَذَا الْكَلَامَ يَقْتَضِي أَنَّهُمْ لَمْ يَعْلَمُوا مَعْنَى الْآيَةِ وَتَفْسِيرَهَا وَتَأْوِيلَهَا. وَإِذَا كَانَ لَمْ يَتَبَيَّنْ لَهُمْ فَمَضْمُونُهُ عَدَمُ عِلْمِهِمْ بِذَلِكَ وَهُوَ كَلَامُ شَاكٍّ لَا يَعْلَمُ مَا أُرِيدَ بِالْآيَةِ. ثُمَّ إذَا ذَكَرَ لَهُمْ بَعْضَ التَّأْوِيلَاتِ كَتَأْوِيلِ مَنْ يُفَسِّرُهُ بِإِتْيَانِ أَمْرِهِ وَقُدْرَتِهِ أَبْطَلُوا ذَلِكَ بِأَنَّ هَذَا يُسْقِطُ فَائِدَةَ التَّخْصِيصِ. وَهَذَا نَفْيٌ لِلتَّأْوِيلِ وَإِبْطَالٌ لَهُ. فَإِذَا قَالُوا مَعَ ذَلِكَ وَلَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلَّا اللَّهُ أَثْبَتُوا تَأْوِيلًا لَا يَعْلَمُهُ إلَّا اللَّهُ وَهُمْ يَنْفُونَ جِنْسَ التَّأْوِيلِ. وَنَقُولُ مَا الْحَامِلُ عَلَى هَذَا التَّأْوِيلِ الْبَعِيدِ؟ وَقَدْ أَمْكَنَ بِدُونِهِ أَنْ نُثْبِتَ إتْيَانًا وَمَجِيئًا لَا يُعْقَلُ كَمَا يَلِيقُ بِهِ كَمَا أَثْبَتْنَا ذَاتًا لَهَا حَقِيقَةً لَا تُعْقَلُ وَصِفَاتٍ مِنْ سَمْعٍ وَبَصَرٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ لَا تُعْقَلُ. وَلِأَنَّهُ إذَا جَازَ تَأْوِيلُ هَذَا وَأَنْ نُقَدِّرَ مُضْمَرًا مَحْذُوفًا مِنْ قُدْرَةٍ أَوْ عَذَابٍ وَنَحْوِ ذَلِكَ فَمَا مَنَعَكُمْ مِنْ تَأْوِيلِ قَوْلِهِ " تَرَوْنَ رَبَّكُمْ " كَذَلِكَ؟. وَهَذَا كَلَامٌ فِي إبْطَالِ التَّأْوِيلِ وَحَمْلٌ لِلَّفْظِ عَلَى مَا دَلَّ عَلَيْهِ ظَاهِرُهُ عَلَى مَا يَلِيقُ بِجَلَالِ اللَّهِ. فَإِذَا قِيلَ مَعَ هَذَا: إنَّ لَهُ تَأْوِيلًا لَا يَعْلَمُهُ إلَّا اللَّهُ وَأُرِيدَ بِالتَّأْوِيلِ هَذَا الْجِنْسُ كَانَ تَنَاقُضًا. كَيْفَ يَنْفِي جِنْسَ التَّأْوِيلِ وَيُثْبِتُ لَهُ تَأْوِيلًا لَا يَعْلَمُهُ إلَّا اللَّهُ. فَعُلِمَ أَنَّ التَّأْوِيلَ الَّذِي لَا يَعْلَمُهُ إلَّا اللَّهُ لَا يُنَاقِضُ حَمْلَهُ عَلَى مَا دَلَّ عَلَيْهِ اللَّفْظُ بَلْ هُوَ أَمْرٌ آخَرُ يُحَقِّقُ
(يُتْبَعُ)
(/)
هَذَا وَيُوَافِقُهُ لَا يُنَاقِضُهُ وَيُخَالِفُهُ كَمَا قَالَ مَالِكٌ: الِاسْتِوَاءُ مَعْلُومٌ وَالْكَيْفُ مَجْهُولٌ. وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ أَمْكَنَ أَنَّ مِنْ الْعُلَمَاءِ مَنْ يَعْلَمُ مِنْ مَعْنَى الْآيَةِ مَا يُوَافِقُ الْقُرْآنَ لَمْ يَعْلَمْهُ غَيْرُهُ وَيَكُونُ ذَلِكَ مِنْ تَفْسِيرِهَا. وَهُوَ مِنْ التَّأْوِيلِ الَّذِي يَعْلَمُهُ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ كَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّ الْمُرَادَ بِالْآيَةِ مَجِيءُ اللَّهِ قَطْعًا لَا شَكَّ فِي ذَلِكَ لِكَثْرَةِ مَا دَلَّ عِنْدَهُ عَلَى ذَلِكَ. وَيَعْلَمُ مَعَ ذَلِكَ أَنَّهُ الْعَلِيُّ الْأَعْلَى يَأْتِي إتْيَانًا تَكُونُ الْمَخْلُوقَاتُ مُحِيطَةً بِهِ وَهُوَ تَحْتُهَا. فَإِنَّ هَذَا مُنَاقِضٌ لِكَوْنِهِ الْعَلِيَّ الْأَعْلَى. وَالْجَدُّ الْأَعْلَى أَبُو عَبْدِ اللَّهِ رَحِمَهُ اللَّهُ قَدْ جَرَى فِي تَفْسِيرِهِ عَلَى مَا ذَكَرَ مِنْ الطَّرِيقَةِ. وَهَذِهِ عَادَتُهُ وَعَادَاتُ غَيْرِهِ. وَذَكَرَ كَلَامَ ابْنِ الزاغوني فَقَالَ قَالَ الشَّيْخُ عَلِيُّ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الزاغوني: وَقَدْ اخْتَلَفَ كَلَامُ إمَامِنَا أَحْمَد فِي هَذَا الْمَجِيءِ هَلْ يُحْمَلُ عَلَى ظَاهِرِهِ وَهَلْ يَدْخُلُ التَّأْوِيلُ؟ عَلَى رِوَايَتَيْنِ. إحْدَاهُمَا أَنَّهُ يُحْمَلُ عَلَى ظَاهِرِهِ مِنْ مَجِيءِ ذَاتِهِ. فَعَلَى هَذَا يَقُولُ: لَا يَدْخُلُ التَّأْوِيلُ إلَّا أَنَّهُ لَا يَجِبُ أَنْ يُحْمَلَ مَجِيئُهُ بِذَاتِهِ إلَّا عَلَى مَا يَلِيقُ بِهِ. وَقَدْ ثَبَتَ أَنَّهُ لَا يُحْمَلُ إثْبَاتُ مَجِيءٍ هُوَ زَوَالٌ وَانْتِقَالٌ يُوجِبُ فَرَاغَ مَكَانٍ وَشَغْلَ آخَرَ مِنْ جِهَةِ أَنَّ هَذَا يُعْرَفُ بِالْجِنْسِ فِي حَقِّ الْمُحْدِثِ الَّذِي يَقْصُرُ عَنْ اسْتِيعَابِ الْمَوَاضِعِ وَالْمَوَاطِنِ لِأَنَّهَا أَكْبَرُ مِنْهُ وَأَعْظَمُ يَفْتَقِرُ مَجِيئُهُ إلَيْهَا إلَى الِانْتِقَالِ عَمَّا قَرُبَ إلَى مَا بَعُدَ. وَذَلِكَ مُمْتَنِعٌ فِي حَقِّ الْبَارِي تَعَالَى لِأَنَّهُ لَا شَيْءَ أَعْظَمَ مِنْهُ وَلَا يَحْتَاجُ فِي مَجِيئِهِ إلَى انْتِقَالٍ وَزَوَالٍ لِأَنَّ دَاعِيَ ذَلِكَ وَمُوجِبَهُ لَا يُوجَدُ فِي حَقِّهِ. فَأَثْبَتْنَا الْمَجِيءَ صِفَةً لَهُ وَمَنَعْنَا مَا يُتَوَهَّمُ فِي حَقِّهِ مَا يَلْزَمُ فِي حَقِّ الْمَخْلُوقِينَ لِاخْتِلَافِهِمَا فِي الْحَاجَةِ إلَى ذَلِكَ. وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا}. وَمِثْلُهُ الْحَدِيثُ الْمَشْهُورُ الَّذِي رَوَاهُ عَامَّةُ الصَّحَابَةِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {يَنْزِلُ اللَّهُ إلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا كُلَّ لَيْلَةٍ حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرِ فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ}. فَنَحْنُ نُثْبِتُ وَصْفَهُ بِالنُّزُولِ إلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا بِالْحَدِيثِ وَلَا نَتَأَوَّلُ مَا ذَكَرُوهُ وَلَا نُلْحِقُهُ بِنُزُولِ الْآدَمِيِّينَ الَّذِي هُوَ زَوَالٌ وَانْتِقَالٌ مِنْ عُلُوٍّ إلَى أَسْفَلَ بَلْ نُسَلِّمُ لِلنَّقْلِ كَمَا وَرَدَ وَنَدْفَعُ التَّشْبِيهَ لِعَدَمِ مُوجِبِهِ. وَنَمْنَعُ مِنْ التَّأْوِيلِ لِارْتِفَاعِ نِسْبَتِهِ. قَالَ: وَهَذِهِ الرِّوَايَةُ هِيَ الْمَشْهُورَةُ وَالْمَعْمُولُ عَلَيْهَا عِنْدَ عَامَّةِ الْمَشَايِخِ مِنْ أَصْحَابِنَا. (قُلْت: أَمَّا كَوْنُ إتْيَانِهِ وَمَجِيئِهِ وَنُزُولِهِ لَيْسَ مِثْلَ إتْيَانِ الْمَخْلُوقِ وَمَجِيئِهِ وَنُزُولِهِ فَهَذَا أَمْرٌ ضَرُورِيٌّ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ بَيْنَ عُلَمَاءِ السُّنَّةِ وَمَنْ لَهُ عَقْلٌ. فَإِنَّ الصِّفَاتِ وَالْأَفْعَالَ تَتْبَعُ الذَّاتَ الْمُتَّصِفَةَ الْفَاعِلَةَ. فَإِذَا كَانَتْ ذَاتُهُ مُبَايِنَةً لِسَائِرِ الذَّوَاتِ لَيْسَتْ مِثْلَهَا لَزِمَ ضَرُورَةُ أَنْ تَكُونَ صِفَاتُهُ مُبَايِنَةً لِسَائِرِ الصِّفَاتِ لَيْسَتْ مِثْلَهَا. وَنِسْبَةُ صِفَاتِهِ إلَى ذَاتِهِ كَنِسْبَةِ صِفَةِ كُلِّ مَوْصُوفٍ إلَى ذَاتِهِ. وَلَا رَيْبَ
(يُتْبَعُ)
(/)
أَنَّهُ الْعَلِيُّ الْأَعْلَى الْعَظِيمُ فَهُوَ أَعْلَى مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَأَعْظَمُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. فَلَا يَكُونُ نُزُولُهُ وَإِتْيَانُهُ بِحَيْثُ تَكُونُ الْمَخْلُوقَاتُ تُحِيطُ بِهِ أَوْ تَكُونُ أَعْظَمَ مِنْهُ وَأَكْبَرَ هَذَا مُمْتَنِعٌ. وَأَمَّا لَفْظُ " الزَّوَالِ " و " الِانْتِقَالِ " فَهَذَا اللَّفْظُ مُجْمَلٌ وَلِهَذَا كَانَ أَهْلُ الْحَدِيثِ وَالسُّنَّةِ فِيهِ عَلَى أَقْوَالٍ. فَعُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدارمي وَغَيْرُهُ أَنْكَرُوا عَلَى الجهمية قَوْلَهُمْ: إنَّهُ لَا يَتَحَرَّكُ وَذَكَرُوا أَثَرًا أَنَّهُ لَا يَزُولُ وَفَسَّرُوا الزَّوَالَ بِالْحَرَكَةِ. فَبَيَّنَّ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ أَنَّ ذَلِكَ الْأَثَرَ إنْ كَانَ صَحِيحًا لَمْ يَكُنْ حُجَّةً لَهُمْ لِأَنَّهُ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ {الْحَيُّ الْقَيُّومُ} ذَكَرُوا عَنْ ثَابِتٍ: دَائِمٌ بَاقٍ لَا يَزُولُ عَمَّا يَسْتَحِقُّهُ كَمَا قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ. لَا يَزُولُ عَنْ مَكَانَتِهِ. (قُلْت: وَالْكَلْبِيُّ بِنَفَسِهِ الَّذِي رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ هُوَ يَقُولُ: {اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} اسْتَقَرَّ وَيَقُولُ: {ثُمَّ اسْتَوَى إلَى السَّمَاءِ} صَعِدَ إلَى السَّمَاءِ. وَأَمَّا " الِانْتِقَالُ " فَابْنُ حَامِدٍ وَطَائِفَةٌ يَقُولُونَ: يَنْزِلُ بِحَرَكَةِ وَانْتِقَالٍ. وَآخَرُونَ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ كَالتَّمِيمِيِّ مِنْ أَصْحَابِ أَحْمَد أَنْكَرُوا هَذَا وَقَالُوا: بَلْ يَنْزِلُ بِلَا حَرَكَةٍ وَانْتِقَالٍ. وَطَائِفَةٌ ثَالِثَةٌ كَابْنِ بَطَّةَ وَغَيْرِهِ يَقِفُونَ فِي هَذَا. وَقَدْ ذَكَرَ الْأَقْوَالَ الثَّلَاثَةَ الْقَاضِي أَبُو يَعْلَى فِي كِتَابِ " اخْتِلَافِ الرِّوَايَتَيْنِ وَالْوَجْهَيْنِ وَنَفْيِ اللَّفْظِ بِمُجْمَلِهِ ". وَالْأَحْسَنُ فِي هَذَا الْبَابِ مُرَاعَاةُ أَلْفَاظِ النُّصُوصِ فَيُثْبِتُ مَا أَثْبَتَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ بِاللَّفْظِ الَّذِي أَثْبَتَهُ وَيَنْفِي مَا نَفَاهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ كَمَا نَفَاهُ. وَهُوَ أَنْ يُثْبِتَ النُّزُولَ وَالْإِتْيَانَ وَالْمَجِيءَ؛ وَيَنْفِيَ الْمِثْلَ وَالسَّمِيَّ وَالْكُفُؤَ وَالنِّدَّ. وَبِهَذَا يَحْتَجُّ الْبُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ عَلَى نَفْيِ الْمِثْلِ. يُقَالُ: يَنْزِلُ نُزُولًا لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ نَزَلَ نُزُولًا لَا يُمَاثِلُ نُزُولَ الْمَخْلُوقِينَ نُزُولًا يَخْتَصُّ بِهِ كَمَا أَنَّهُ فِي ذَلِكَ وَفِي سَائِرِ مَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ فِي ذَلِكَ. وَهُوَ مُنَزَّهٌ أَنْ يَكُونَ نُزُولُهُ كَنُزُولِ الْمَخْلُوقِينَ وَحَرَكَتِهِمْ وَانْتِقَالِهِمْ وَزَوَالِهِمْ مُطْلَقًا لَا نُزُولَ الْآدَمِيِّينَ وَلَا غَيْرِهِمْ. فَالْمَخْلُوقُ إذَا نَزَلَ مِنْ عُلْوٍ إلَى سُفْلٍ زَالَ وَصْفُهُ بِالْعُلُوِّ وَتَبَدَّلَ إلَى وَصْفِهِ بِالسُّفُولِ وَصَارَ غَيْرُهُ أَعْلَى مِنْهُ. وَالرَّبُّ تَعَالَى لَا يَكُونُ شَيْءٌ أَعْلَى مِنْهُ قَطُّ بَلْ هُوَ الْعَلِيُّ الْأَعْلَى وَلَا يَزَالُ هُوَ الْعَلِيُّ الْأَعْلَى مَعَ أَنَّهُ يَقْرُبُ إلَى عِبَادِهِ وَيَدْنُو مِنْهُمْ وَيَنْزِلُ إلَى حَيْثُ شَاءَ وَيَأْتِي كَمَا شَاءَ. وَهُوَ فِي ذَلِكَ الْعَلِيُّ الْأَعْلَى الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِي عَلِيٌّ فِي دُنُوِّهِ قَرِيبٌ فِي عُلُوِّهِ. فَهَذَا وَإِنْ لَمْ يَتَّصِفْ بِهِ غَيْرُهُ فَلِعَجْزِ الْمَخْلُوقِ أَنْ يَجْمَعَ بَيْنَ هَذَا وَهَذَا. كَمَا يَعْجِزُ أَنْ يَكُونَ هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ. وَلِهَذَا قِيلَ لِأَبِي سَعِيدٍ الْخَرَّازِ بِمَ عَرَفْت اللَّهَ؟ قَالَ: " بِالْجَمْعِ بَيْنَ النَّقِيضَيْنِ ". وَأَرَادَ أَنَّهُ يَجْتَمِعُ لَهُ مَا يَتَنَاقَضُ فِي حَقِّ الْخَلْقِ كَمَا اجْتَمَعَ لَهُ أَنَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ أَفْعَالِ الْعِبَادِ وَغَيْرِهَا مِنْ الْأَعْيَانِ وَالْأَفْعَالِ مَعَ مَا فِيهَا مِنْ الْخُبْثِ وَأَنَّهُ عَدْلٌ حَكِيمٌ رَحِيمٌ. وَأَنَّهُ يُمَكِّنُ مَنْ مَكَّنَهُ مِنْ عِبَادِهِ مِنْ الْمَعَاصِي مَعَ قُدْرَتِهِ عَلَى مَنْعِهِمْ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَهُوَ فِي ذَلِكَ حَكِيمٌ عَادِلٌ. فَإِنَّهُ أَعْلَمُ الْأَعْلَمِينَ وَأَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ وَخَيْرُ الْفَاتِحِينَ؛ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ. فَأَنْ لَا يُحِيطُوا عِلْمًا بِمَا هُوَ أَعْظَمُ فِي ذَلِكَ أَوْلَى وَأَحْرَى. وَقَدْ سَأَلُوا عَنْ الرُّوحِ فَقِيلَ لَهُمْ {الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إلَّا قَلِيلًا}. وَفِي الصَّحِيحَيْنِ {أَنَّ الْخَضِرَ قَالَ لِمُوسَى لَمَّا نَقَرَ عُصْفُورٌ فِي الْبَحْرِ: مَا نَقَصَ عِلْمِي وَعِلْمك مِنْ عِلْمِ اللَّهِ إلَّا كَمَا نَقَصَ هَذَا الْعُصْفُورُ مِنْ هَذَا الْبَحْرِ}. فَاَلَّذِي يُنْفَى عَنْهُ وَيُنَزَّهُ عَنْهُ إمَّا أَنْ يَكُونَ مُنَاقِضًا لَمَّا عُلِمَ مِنْ صِفَاتِهِ الْكَامِلَةِ فَهَذَا يُنْفَى عَنْهُ جِنْسُهُ كَمَا قَالَ: {اللَّهُ لَا إلَهَ إلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ} وَقَالَ {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ}. فَجِنْسُ السِّنَةِ وَالنَّوْمِ وَالْمَوْتِ مُمْتَنِعٌ عَلَيْهِ لَا يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ فِي شَيْءٍ مِنْ هَذَا " إنَّهُ يَجُوزُ عَلَيْهِ كَمَا يَلِيقُ بِشَأْنِهِ " لِأَنَّ هَذَا الْجِنْسَ يُوجِبُ نَقْصًا [فِي] كَمَالِهِ. وَكَذَلِكَ لَا يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ: هُوَ يَكُونُ فِي السُّفْلِ لَا فِي الْعُلْوِ وَهُوَ سُفُولٌ يَلِيقُ بِجَلَالِهِ. فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ الْعَلِيُّ الْأَعْلَى لَا يَكُونُ قَطُّ إلَّا عَالِيًا وَالسُّفُولُ نَقْصٌ هُوَ مُنَزَّهٌ عَنْهُ. وَقَوْلُهُ " وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَك شَيْءٌ " لَا يَقْتَضِي السُّفُولَ إلَّا عِنْدَ جَاهِلٍ لَا يَعْلَمُ حَقِيقَةَ الْعُلُوِّ وَالسُّفُولِ فَيَظُنُّ أَنَّ السَّمَوَاتِ وَمَا فِيهَا قَدْ تَكُونُ تَحْتَ الْأَرْضِ إمَّا بِاللَّيْلِ وَإِمَّا بِالنَّهَارِ. وَهَذَا غَلَطٌ كَمَنْ يَظُنُّ أَنَّ مَا فِي السَّمَاءِ مِنْ الْمَشْرِقِ يَكُونُ تَحْتَ مَا فِيهَا مِمَّا فِي الْمَغْرِبِ. فَهَذَا أَيْضًا غَلَطٌ. بَلْ السَّمَاءُ لَا تَكُونُ قَطُّ إلَّا عَالِيَةً عَلَى الْأَرْضِ وَإِنْ كَانَ الْفُلْكُ مُسْتَدِيرًا مُحِيطًا بِالْأَرْضِ فَهُوَ الْعَالِي عَلَى الْأَرْضِ عُلُوًّا حَقِيقِيًّا مِنْ كُلِّ جِهَةٍ. وَهَذَا مَبْسُوطٌ فِي مَوَاضِعَ. وَالنَّوْعُ الثَّانِي: أَنَّهُ مُنَزَّهٌ عَنْ أَنْ يُمَاثِلَهُ شَيْءٌ مِنْ الْمَخْلُوقَاتِ فِي شَيْءٍ مِنْ صِفَاتِهِ فَالْأَلْفَاظُ الَّتِي جَاءَ بِهَا الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ فِي الْإِثْبَاتِ تُثْبِتُ وَاَلَّتِي جَاءَتْ بِالنَّفْيِ تَنْفِي. وَالْأَلْفَاظُ الْمُجْمَلَةُ كَلَفْظِ " الْحَرَكَةِ " و " النُّزُولِ " و " الِانْتِقَالِ " يَجِبُ أَنْ يُقَالَ فِيهَا: إنَّهُ مُنَزَّهٌ عَنْ مُمَاثَلَةِ الْمَخْلُوقِينَ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ لَا يُمَاثِلُ الْمَخْلُوقَ لَا فِي نُزُولٍ وَلَا فِي حَرَكَةٍ وَلَا انْتِقَالٍ وَلَا زَوَالٍ وَلَا غَيْرِ ذَلِكَ. وَأَمَّا إثْبَاتُ هَذَا الْجِنْسِ كَلَفْظِ " النُّزُولِ " أَوْ نَفْيُهُ مُطْلَقًا كَلَفْظِ " النَّوْمِ " و " الْمَوْتِ " فَقَدْ يَسْلُكُ كِلَاهُمَا طَائِفَةٌ تَنْتَسِبُ إلَى السُّنَّةِ. وَالْمُثْبِتَة يَقُولُونَ: نُثْبِتُ حَرَكَةً أَوْ حَرَكَةً وَانْتِقَالًا أَوْ حَرَكَةً وَزَوَالًا تَلِيقُ بِهِ كَالنُّزُولِ وَالْإِتْيَانِ اللَّائِقِ بِهِ. والنفاة يَقُولُونَ: بَلْ هَذَا الْجِنْسُ يَجِبُ نَفْيُهُ. ثُمَّ مِنْهُمْ مَنْ يَنْفِي جِنْسَ ذَلِكَ فِي حَقِّهِ بِكُلِّ اعْتِبَارٍ وَلَا يَجُوزُ عَلَيْهِ أَنْ يَقُومَ بِهِ شَيْءٌ مِنْ الْأَحْوَالِ الْمُتَجَدِّدَةِ. وَهَذِهِ طَرِيقَةُ الكلابية وَمَنْ اتَّبَعَهُمْ مِمَّنْ يَنْتَسِبُ إلَى السُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ. وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يَنْفِي فِي ذَلِكَ مَا دَلَّ عَلَيْهِ النَّصُّ وَلَا يَنْفِي هَذَا الْجِنْسَ مُطْلَقًا بِمَا ذَكَرُوهُ مِنْ أَنَّهُ لَا تَقُومُ بِهِ الْحَوَادِثُ لِمَا قَدْ عُلِمَ بِالْآيَاتِ وَالسُّنَّةِ وَالْعَقْلِ أَنَّهُ يَتَكَلَّمُ بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ وَأَنَّهُ يُحِبُّ
(يُتْبَعُ)
(/)
عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ إذَا اتَّبَعَ رَسُولَهُ إلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الْمَعَانِي الَّتِي دَلَّ عَلَيْهَا الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ. بَلْ يَنْفِي مَا نَاقَضَ صِفَاتِ كَمَالِهِ وَيَنْفِي مُمَاثَلَةَ مَخْلُوقٍ لَهُ. فَهَذَانِ هُمَا اللَّذَانِ يَجِبُ نَفْيُهُمَا وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[03 - May-2009, صباحاً 01:34]ـ
وقال رحمه الله (مجموع فتاوى - ج 3 / ص 454):
فَصْلٌ فَالرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيَّنَ الْأُصُولَ الْمُوَصِّلَةَ إلَى الْحَقِّ أَحْسَنَ بَيَانٍ وَبَيَّنَ الْآيَاتِ الدَّالَّةَ عَلَى الْخَالِقِ سُبْحَانَهُ وَأَسْمَائِهِ الْحُسْنَى وَصِفَاتِهِ الْعُلْيَا وَوَحْدَانِيِّتِهِ عَلَى أَحْسَنِ وَجْهٍ كَمَا قَدْ بُسِطَ فِي مَوَاضِعَ. وَأَمَّا أَهْلُ الْبِدَعِ مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ وَالْفَلْسَفَةِ وَنَحْوِهِمْ فَهُمْ لَمْ يُثْبِتُوا الْحَقَّ بَلْ أَصَّلُوا أُصُولًا تُنَاقِضُ الْحَقَّ. فَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّهُمْ لَمْ يَهْتَدُوا وَلَمْ يَدُلُّوا عَلَى الْحَقِّ حَتَّى أَصَّلُوا أُصُولًا تُنَاقِضُ الْحَقَّ وَرَأَوْا أَنَّهَا تُنَاقِضُ مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَدَّمُوهَا عَلَى مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ. ثُمَّ تَارَةً يَقُولُونَ: الرَّسُولُ جَاءَ بِالتَّخْيِيلِ وَتَارَةً يَقُولُونَ: جَاءَ بِالتَّأْوِيلِ وَتَارَةً يَقُولُونَ: جَاءَ بِالتَّجْهِيلِ. فَالْفَلَاسِفَةُ وَمَنْ وَافَقَهُمْ أَحْيَانًا يَقُولُونَ: خَاطَبَ الْجُمْهُورَ بِالتَّخْيِيلِ لَمْ يَقْصِدْ إخْبَارَهُمْ بِالْأَمْرِ عَلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ بَلْ أَخْبَرَهُمْ بِخِلَافِ مَا الْأَمْرُ عَلَيْهِ لِيَتَخَيَّلُوا مَا يَنْفَعُهُمْ. وَهَذَا قَوْلُ مَنْ يَعْرِفُ بِأَنَّهُ كَانَ يَعْرِفُ الْحَقَّ كَابْنِ سِينَا وَأَمْثَالِهِ وَيَقُولُونَ: الَّذِي فَعَلَهُ مِنْ التَّخْيِيلِ غَايَةُ مَا يُمْكِنُ. وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: لَمْ يَعْرِفْ الْحَقَّ بَلْ تَخَيَّلَ وَخَيَّلَ كَمَا يَقُولُهُ الْفَارَابِيُّ وَأَمْثَالُهُ. وَيَجْعَلُونَ الْفَيْلَسُوفَ أَفْضَلَ مِنْ النَّبِيِّ وَيَجْعَلُونَ النُّبُوَّةَ مِنْ جِنْسِ الْمَنَامَاتِ. وَأَمَّا أَكْثَرُ الْمُتَكَلِّمِينَ فَيَقُولُونَ: بَلْ لَمْ يَقْصِدْ أَنْ يُخْبِرَ إلَّا بِالْحَقِّ لَكِنْ بِعِبَارَاتِ لَا تَدُلُّ وَحْدَهَا عَلَيْهِ بَلْ تَحْتَاجُ إلَى التَّأْوِيلِ لِيَبْعَثَ الْهِمَمَ عَلَى مَعْرِفَتِهِ بِالنَّظَرِ وَالْعَقْلِ وَيَبْعَثَهَا عَلَى تَأْوِيلِ كَلَامِهِ لِيُعَظِّمَ أَجْرَهَا. وَالْمَلَاحِدَةُ يَسْلُكُونَ مَسْلَكَ التَّأْوِيلِ وَيَفْتَحُونَ بَابَ الْقَرْمَطَةِ. وَهَؤُلَاءِ يُجَوِّزُونَ التَّأْوِيلَ مَعَ الْخَاصَّةِ. وَأَمَّا أَهْلُ التَّخْيِيلِ فَيَقُولُونَ: الْخَاصَّةُ قَدْ عَرَفُوا أَنَّ مُرَادَهُ التَّخْيِيلُ لِلْعَامَّةِ فَالتَّأْوِيلُ مُمْتَنِعٌ. وَالْفَرِيقَانِ يَسْلُكُونَ مَسْلَكَ إلْجَامِ الْعَوَامِّ عَنْ التَّأْوِيلِ لَكِنَّ أُولَئِكَ يَقُولُونَ: لَهَا تَأْوِيلٌ يَفْهَمُهُ الْخَاصَّةُ. وَهِيَ طَرِيقَةُ الْغَزَالِيِّ فِي " الْإِلْجَامِ ". اسْتَقْبَحَ أَنْ يُقَالَ: كَذَّبُوا لِلْمَصْلَحَةِ. وَهُوَ أَيْضًا لَا يَرَى تَأْوِيلَ الْأَعْمَالِ كَالْقَرَامِطَةِ بَلْ تَأْوِيلَ الْخَبَرِ عَنْ الْمَلَائِكَةِ وَعَنْ الْيَوْمِ الْآخِرِ. وَكَذَلِكَ طَائِفَةٌ مِنْ الْفَلَاسِفَةِ تَرَى التَّأْوِيلَ فِي ذَلِكَ. وَهَذَا مُخَالِفٌ لِطَرِيقَةِ أَهْلِ التَّخْيِيلِ. وَقَدْ ذَكَرَ الْغَزَالِيُّ هَذَا عَنْهُمْ فِي " الْإِحْيَاءِ " لَمَّا ذَكَرَ إسْرَافَهُمْ فِي التَّأْوِيلِ وَذَكَرَهُ فِي مَوَاضِعَ كَمَا حَكَى كَلَامَهُ فِي " السَّبْعِينِيَّةِ " وَغَيْرِهَا. وَالْقِسْمُ الثَّالِثُ الَّذِينَ يَقُولُونَ: هَذَا لَا يَعْلَمُ مَعْنَاهُ إلَّا اللَّهُ أَوْ لَهُ تَأْوِيلٌ يُخَالِفُ ظَاهِرَهُ لَا يَعْلَمُهُ إلَّا اللَّهُ. فَهَؤُلَاءِ يَجْعَلُونَ الرَّسُولَ وَغَيْرَهُ غَيْرَ عَالِمِينَ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ. فَلَا يُسَوِّغُونَ التَّأْوِيلَ لِأَنَّ الْعِلْمَ
(يُتْبَعُ)
(/)
بِالْمُرَادِ عِنْدَهُمْ مُمْتَنِعٌ. وَلَا يستجيزون الْقَوْلَ بِطَرِيقَةِ التَّخْيِيلِ لِمَا فِيهَا مِنْ التَّصْرِيحِ بِكَذِبِ الرَّسُولِ. بَلْ يَقُولُونَ: خُوطِبُوا بِمَا لَا يَفْهَمُونَهُ لِيُثَابُوا عَلَى تِلَاوَتِهِ وَالْإِيمَانِ بِأَلْفَاظِهِ وَإِنْ لَمْ يَفْهَمُوا مَعْنَاهُ. يَجْعَلُونَ ذَلِكَ تَعَبُّدًا مَحْضًا عَلَى رَأْيِ الْمُجْبِرَةِ الَّذِينَ يُجَوِّزُونَ التَّعَبُّدَ بِمَا لَا نَفْعَ فِيهِ لِلْعَامِلِ بَلْ يُؤْجَرُ عَلَيْهِ. وَالْكَلَامُ عَلَى هَؤُلَاءِ وَفَسَادِ قَوْلِهِمْ مَذْكُورٌ فِي مَوَاضِعَ. وَالْمَقْصُودُ هُنَا أَنَّ الَّذِي دَعَاهُمْ إلَى ذَلِكَ ظَنُّهُمْ أَنَّ الْمَعْقُولَ يُنَاقِضُ مَا أَخْبَرَ بِهِ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ ظَاهِرُ مَا أَخْبَرَ بِهِ الرَّسُولُ. وَقَدْ بُسِطَ الْكَلَامُ عَلَى رَدِّ هَذَا فِي مَوَاضِعَ وَبَيَّنَ أَنَّ الْعَقْلَ لَا يُنَاقِضُ السَّمْعَ وَأَنَّ مَا نَاقَضَهُ فَهُوَ فَاسِدٌ. وَبَيَّنَ بَعْدِ هَذَا أَنَّ الْعَقْلَ مُوَافِقٌ لِمَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ شَاهِدٌ لَهُ وَمُصَدِّقٌ لَهُ. لَا يُقَالُ: إنَّهُ غَيْرُ مُعَارِضٍ فَقَطْ بَلْ هُوَ مُوَافِقٌ مُصَدِّقٌ فَأُولَئِكَ كَانُوا يَقُولُونَ: هُوَ مُكَذِّبٌ مُنَاقِضٌ. بَيَّنَ أَوَّلًا أَنَّهُ لَا يُكَذِّبُ وَلَا يُنَاقِضُ ثُمَّ بَيَّنَ ثَانِيًا أَنَّهُ مُصَدِّقٌ مُوَافِقٌ. وَأَمَّا هَؤُلَاءِ فَيُبَيَّنُ أَنَّ كَلَامَهُمْ الَّذِي يُعَارِضُونَ بِهِ الرَّسُولَ بَاطِلٌ لَا تَعَارُضَ فِيهِ. وَلَا يَكْفِي كَوْنُهُ بَاطِلًا لَا يُعَارَضُ بَلْ هُوَ أَيْضًا مُخَالِفٌ لِصَرِيحِ الْعَقْلِ. فَهُمْ كَانُوا يَدَّعُونَ أَنَّ الْعَقْلَ يُنَاقِضُ النَّقْلَ. فَيُبَيِّنُ أَرْبَعَ مَقَامَاتٍ: أَنَّ الْعَقْلَ لَا يُنَاقِضُهُ. ثُمَّ يُبَيِّنُ أَنَّ الْعَقْلَ يُوَافِقُهُ. وَيُبَيِّنُ أَنَّ عَقْلِيَّاتِهِمْ الَّتِي عَارَضُوا بِهَا النَّقْلَ بَاطِلَةٌ. وَيُبَيِّنُ أَيْضًا أَنَّ الْعَقْلَ الصَّرِيحَ يُخَالِفُهُمْ. ثُمَّ لَا يَكْفِي أَنَّ الْعَقْلَ يُبْطِلُ مَا عَارَضُوا بِهِ الرَّسُولَ بَلْ يُبَيِّنُ أَنَّ مَا جَعَلُوهُ دَلِيلًا عَلَى إثْبَاتِ الصَّانِعِ إنَّمَا يَدُلُّ عَلَى نَفْيِهِ. فَهُمْ أَقَامُوا حُجَّةً تَسْتَلْزِمُ نَفْيَ الصَّانِعِ وَإِنْ كَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ يُثْبِتُونَ بِهَا الصَّانِعَ. وَالْمَقْصُودُ هُنَا أَنَّ كَلَامَهُمْ الَّذِي زَعَمُوا أَنَّهُمْ أَثْبَتُوا بِهِ الصَّانِعَ إنَّمَا يَدُلُّ عَلَى نَفْيِ الصَّانِعِ وَتَعْطِيلِهِ. فَلَا يَكْفِي فِيهِ أَنَّهُ بَاطِلٌ لَمْ يَدُلَّ عَلَى الْحَقِّ؛ بَلْ دَلَّ عَلَى الْبَاطِلِ الَّذِي يَعْلَمُونَ هُمْ وَسَائِرُ الْعُقَلَاءِ أَنَّهُ بَاطِلٌ. وَلِهَذَا كَانَ يُقَالُ فِي أُصُولِهِمْ " تَرْتِيبُ الْأُصُولِ فِي تَكْذِيبِ الرَّسُولِ " وَيُقَالُ أَيْضًا هِيَ " تَرْتِيبُ الْأُصُولِ فِي مُخَالَفَةِ الرَّسُولِ وَالْمَعْقُولِ ". جَعَلُوهَا أُصُولًا لِلْعِلْمِ بِالْخَالِقِ وَهِيَ أُصُولٌ تُنَاقِضُ الْعِلْمَ بِهِ. فَلَا يَتِمُّ الْعِلْمُ بِالْخَالِقِ إلَّا مَعَ اعْتِقَادِ نَقِيضهَا. وَفَرْقٌ بَيْنَ الْأَصْلِ وَالدَّلِيلِ الْمُسْتَلْزِمِ لِلْعِلْمِ بِالرَّبِّ وَبَيْنَ الْمُنَاقِضِ الْمُعَارِضِ لِلْعِلْمِ بِالرَّبِّ. فالمتفلسفة يَقُولُونَ إنَّهُمْ أَثْبَتُوا وَاجِبَ الْوُجُودِ. وَهُمْ لَمْ يُثْبِتُوهُ بَلْ كَلَامُهُمْ يَقْتَضِي أَنَّهُ مُمْتَنِعُ الْوُجُودِ. والجهمية وَالْمُعْتَزِلَةُ وَنَحْوُهُمْ يَقُولُونَ إنَّهُمْ أَثْبَتُوا الْقَدِيمَ الْمُحْدِثَ لِلْحَوَادِثِ وَهُمْ لَمْ يُثْبِتُوهُ بَلْ كَلَامُهُمْ يَقْتَضِي أَنَّهُ مَا ثَمَّ قَدِيمٌ أَصْلًا. وَكَذَلِكَ الْأَشْعَرِيَّةُ والكرامية وَغَيْرُهُمْ مِمَّنْ يَقُولُ إنَّهُ أَثْبَتَ الْعِلْمَ بِالْخَالِقِ فَهُمْ لَمْ يُثْبِتُوهُ لَكِنَّ كَلَامَهُمْ يَقْتَضِي أَنَّهُ مَا ثَمَّ خَالِقٌ. وَهَذِهِ الْأَسْمَاءُ الثَّلَاثَةُ هِيَ الَّتِي يُظْهِرُهَا هَؤُلَاءِ وَاجِبُ الْوُجُودِ وَالْقَدِيمُ وَالصَّانِعُ أَوْ الْخَالِقُ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَنَحْوُ ذَلِكَ. ثُمَّ إنَّهُ مِنْ الْمَعْلُومِ بِضَرُورَةِ الْعَقْلِ أَنَّهُ لَا بُدَّ فِي الْوُجُودِ مِنْ مَوْجُودٍ وَاجِبٍ بِنَفْسِهِ قَدِيمٍ أَزَلِيٍّ مُحْدِثٍ لِلْحَوَادِثِ. فَإِذَا كَانَ هَذَا مَعْلُومًا بِالْفِطْرَةِ وَالضَّرُورَةِ وَالْبَرَاهِينِ الْيَقِينِيَّةِ وَكَانَتْ أُصُولُهُمْ الَّتِي عَارَضُوا بِهَا الرَّسُولَ تُنَاقِضُ هَذَا دَلَّ عَلَى فَسَادِهَا جُمْلَةً وَتَفْصِيلًا. وَقَدْ ذَكَرْنَا فِي مَوَاضِعَ أَنَّ الْإِقْرَارَ بِالصَّانِعِ فِطْرِيٌّ ضَرُورِيٌّ مَعَ كَثْرَةِ دَلَائِلِهِ وَبَرَاهِينِهِ. وَنَقُولُ هُنَا: لَا رَيْبَ أَنَّا نَشْهَدُ الْحَوَادِثَ كَحُدُوثِ السَّحَابِ وَالْمَطَرِ وَالزَّرْعِ وَالشَّجَرِ وَالشَّمْسِ وَحُدُوثِ الْإِنْسَانِ وَغَيْرِهِ مِنْ الْحَيَوَانِ وَحُدُوثِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَغَيْرِ ذَلِكَ. وَمَعْلُومٌ بِضَرُورَةِ الْعَقْلِ أَنَّ الْمُحْدَثَ لَا بُدَّ لَهُ مِنْ مُحْدِثٍ وَأَنَّهُ يَمْتَنِعُ تَسَلْسُلُ الْمُحْدَثَاتِ بِأَنْ يَكُونَ لِلْمُحْدَثِ مُحْدِثٌ وَلِلْمُحْدَثِ مُحْدِثٌ إلَى غَيْرِ غَايَةٍ. وَهَذَا يُسَمَّى تَسَلْسُلَ الْمُؤَثِّرَاتِ وَالْعِلَلِ وَالْفَاعِلِيَّةِ وَهُوَ مُمْتَنِعٌ بِاتِّفَاقِ الْعُقَلَاءِ كَمَا قَدْ بُسِطَ فِي مَوَاضِعَ وَذُكِرَ مَا أَوْرَدَ عَلَيْهِ مِنْ الْإِشْكَالَاتِ. حَتَّى ذُكِرَ كَلَامُ الآمدي والأبهري مَعَ كَلَامِ الرازي وَغَيْرِهِمْ. مَعَ أَنَّ هَذَا بَدِيهِيٌّ ضَرُورِيٌّ فِي الْعُقُولِ وَتِلْكَ الْخَوَاطِرُ مِنْ وَسْوَسَةِ الشَّيْطَانِ. وَلِهَذَا أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَبْدَ إذَا خَطَرَ لَهُ ذَلِكَ أَنْ يَسْتَعِيذَ بِاَللَّهِ مِنْهُ وَيَنْتَهِيَ عَنْهُ. فَقَالَ: {يَأْتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ كَذَا؟ مَنْ خَلَقَ كَذَا؟ فَيَقُولُ: اللَّهُ. فَيَقُولُ: فَمَنْ خَلَقَ اللَّهَ؟ فَإِذَا وَجَدَ ذَلِكَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَعِذْ بِاَللَّهِ وَلْيَنْتَهِ}. وَمَعْلُومٌ أَنَّ الْمُحْدِثَ الْوَاحِدَ لَا يُحْدِثُ إلَّا بِمُحْدِثِ. فَإِذَا كَثُرَتْ الْحَوَادِثُ وَتَسَلْسَلَتْ كَانَ احْتِيَاجُهَا إلَى الْمُحْدِثِ أَوْلَى. وَكُلُّهَا مُحْدَثَاتٌ فَكُلُّهَا مُحْتَاجَةٌ إلَى مُحْدِثٍ. وَذَلِكَ لَا يَزُولُ إلَّا بِمُحْدِثِ لَا يَحْتَاجُ إلَى غَيْرِهِ بَلْ هُوَ قَدِيمٌ أَزَلِيٌّ بِنَفْسِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى. وَإِذَا قِيلَ: إنَّ الْمَوْجُودَ إمَّا قَدِيمٌ وَإِمَّا مُحْدَثٌ وَالْمُحْدَثُ لَا بُدَّ لَهُ مِنْ قَدِيمٍ فَيَلْزَمُ وُجُودُ الْقَدِيمِ عَلَى التَّقْدِيرَيْنِ كَانَ بُرْهَانًا صَحِيحًا. وَكَذَلِكَ إذَا قِيلَ: إمَّا مُمْكِنٌ وَإِمَّا وَاجِبٌ وَبُيِّنَ الْمُمْكِنُ بِأَنَّهُ الْمُحْدِثُ كَانَ مِنْ هَذَا الْجِنْسِ. وَأَمَّا إذَا فُسِّرَ الْمُمْكِنُ بِمَا يَتَنَاوَلُ الْقَدِيمَ كَمَا فَعَلَ ابْنُ سِينَا وَأَتْبَاعُهُ كالرازي كَانَ هَذَا بَاطِلًا. فَإِنَّهُ عَلَى هَذَا التَّقْدِيرِ لَا يُمْكِنُ إثْبَاتُ الْمُمْكِنِ الْمُفْتَقِرِ إلَى الْوَاجِبِ ابْتِدَاءً وَالدَّلِيلُ لَا يَتِمُّ إلَّا بِإِثْبَاتِ هَذَا ابْتِدَاءً. وَإِنَّمَا يَمْكَنُ ذَلِكَ فِي أَنَّ الْمُحْدَثَ لَا بُدَّ لَهُ مِنْ مُحْدِثٍ. فَإِنَّ هَذَا تُشْهَدُ أَفْرَادُهُ وَتُعْلَمُ بِالْعَقْلِ كُلِّيَّاتُهُ. وَأَمَّا إثْبَاتُ قَدِيمٍ أَزَلِيٍّ مُمْكِنٍ فَهَذَا مِمَّا اتَّفَقَ الْعُقَلَاءُ عَلَى امْتِنَاعِهِ. وَابْنُ سِينَا وَأَتْبَاعُهُ وَافَقُوا عَلَى امْتِنَاعِهِ كَمَا ذَكَرُوهُ فِي الْمَنْطِقِ تَبَعًا لِسَلَفِهِمْ؛ لَكِنْ تَنَاقَضُوا أَوَّلًا. فَسَلَفُهُمْ وَهُمْ يَقُولُونَ: الْمُمْكِنُ الْعَامِّيُّ وَالْخَاصِّيُّ الَّذِي يُمْكِنُ وُجُودُهُ وَعَدَمُهُ لَا يَكُونُ إلَّا حَادِثًا لَا يَكُونُ ضَرُورِيًّا وَكُلُّ مَا كَانَ قَدِيمًا أَزَلِيًّا فَهُوَ ضَرُورِيٌّ عِنْدَهُمْ. وَكَذَلِكَ إذَا قِيلَ: الْمَوْجُودُ إمَّا أَنْ يَكُونَ مَخْلُوقًا وَإِمَّا أَنْ لَا يَكُونَ مَخْلُوقًا وَالْمَخْلُوقُ لَا بُدَّ لَهُ مِنْ مَوْجُودٍ غَيْرِ
(يُتْبَعُ)
(/)
مَخْلُوقٍ فَثَبَتَ وُجُودُ الْمَوْجُودِ الَّذِي لَيْسَ بِمَخْلُوقِ عَلَى التَّقْدِيرَيْنِ. وَكَذَلِكَ إذَا قِيلَ: الْمَوْجُودُ إمَّا غَنِيٌّ عَنْ غَيْرِهِ وَإِمَّا فَقِيرٌ إلَى غَيْرِهِ وَالْفَقِيرُ الْمُحْتَاجُ إلَى غَيْرِهِ لَا تَزُولُ حَاجَتُهُ وَفَقْرُهُ إلَّا بِغِنَى عَنْ غَيْرِهِ فَيَلْزَمُ وُجُودُ الْغِنَى عَنْ غَيْرِهِ عَلَى التَّقْدِيرَيْنِ. وَكَذَلِكَ إذَا قِيلَ: الْحَيُّ إمَّا حَيٌّ بِنَفْسِهِ وَإِمَّا حَيٌّ حَيَاتُهُ مِنْ غَيْرِهِ وَمَا كَانَتْ حَيَاتُهُ مِنْ غَيْرِهِ فَذَلِكَ الْغَيْرُ أَوْلَى بِالْحَيَاةِ فَيَكُونُ حَيًّا بِنَفْسِهِ فَثَبَتَ وُجُودُ الْحَيِّ بِنَفْسِهِ عَلَى التَّقْدِيرَيْنِ. وَكَذَلِكَ إذَا قِيلَ: الْعَالِمُ إمَّا عَالِمٌ بِنَفْسِهِ وَإِمَّا عَالِمٌ عَلَّمَهُ غَيْرُهُ وَمَنْ عَلَّمَ غَيْرَهُ فَهُوَ أَوْلَى أَنْ يَكُونَ عَالِمًا وَإِذَا لَمْ يَتَعَلَّمْ مِنْ غَيْرِهِ كَانَ عَالِمًا بِنَفْسِهِ فَثَبَتَ وُجُودُ الْعَالِمِ بِنَفْسِهِ عَلَى التَّقْدِيرَيْنِ الْحَاصِرَيْنِ فَإِنَّهُ لَا يُمْكِنُ سِوَى هَذَيْنِ التَّقْدِيرَيْنِ وَالْقِسْمَيْنِ. فَإِذَا كَانَ لَا يُمْكِنُ إلَّا أَحَدُهُمَا وَعَلَى كُلِّ تَقْدِيرٍ الْعَالِمُ بِنَفْسِهِ مَوْجُودٌ وَالْحَيُّ بِنَفْسِهِ مَوْجُودٌ وَالْغَنِيُّ بِنَفْسِهِ مَوْجُودٌ وَالْقَدِيمُ الْوَاجِبُ بِنَفْسِهِ مَوْجُودٌ لَزِمَ وُجُودُهُ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ وَامْتِنَاعُ عَدَمِهِ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ. وَهُوَ الْمَطْلُوبُ. وَكَذَلِكَ إذَا قِيلَ: الْقَادِرُ إمَّا قَادِرٌ بِنَفْسِهِ وَإِمَّا قَادِرٌ قَدَّرَهُ غَيْرُهُ وَمَنْ أَقْدَرَ غَيْرَهُ فَهُوَ أَوْلَى أَنْ يَكُونَ قَادِرًا. وَإِذَا لَمْ تَكُنْ قُدْرَتُهُ مِنْ غَيْرِهِ كَانَتْ قُدْرَتُهُ مِنْ لَوَازِمِ نَفْسِهِ فَثَبَتَ وُجُودُ الْقَادِرِ بِنَفَسِهِ الَّذِي قُدْرَتُهُ مِنْ لَوَازِمِ نَفْسِهِ وَعِلْمُهُ مِنْ لَوَازِمِ نَفْسِهِ وَحَيَاتُهُ مِنْ لَوَازِمِ نَفْسِهِ عَلَى كُلِّ تَقْدِيرٍ. وَكَذَلِكَ الْحَكِيمُ إمَّا أَنْ يَكُونَ حَكِيمًا بِنَفْسِهِ وَإِمَّا أَنْ تَكُونَ حِكْمَتُهُ مِنْ غَيْرِهِ. وَمَنْ جَعَلَ غَيْرَهُ حَكِيمًا فَهُوَ أَوْلَى أَنْ يَكُونَ حَكِيمًا فَيَلْزَمُ وُجُودُ الْحَكِيمِ بِنَفْسِهِ عَلَى التَّقْدِيرَيْنِ. وَكَذَلِكَ إذَا قِيلَ: الرَّحِيمُ إمَّا أَنْ تَكُونَ رَحْمَتُهُ مِنْ نَفْسِهِ وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ غَيْرُهُ جَعَلَهُ رَحِيمًا. وَمَنْ جَعَلَ غَيْرَهُ رَحِيمًا [ف] هُوَ أَوْلَى أَنْ يَكُونَ رَحِيمًا وَتَكُونَ رَحْمَتُهُ مِنْ لَوَازِمِ نَفْسِهِ فَثَبَتَ وُجُودُ الرَّحِيمِ بِنَفَسِهِ الَّذِي رَحْمَتُهُ مِنْ لَوَازِمِ نَفْسِهِ عَلَى التَّقْدِيرَيْنِ. وَكَذَلِكَ إذَا قِيلَ: الْكَرِيمُ الْمُحْسِنُ إمَّا أَنْ يَكُونَ كَرَمُهُ وَإِحْسَانُهُ مِنْ نَفْسِهِ وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ مِنْ غَيْرِهِ. وَمَنْ جَعَلَ غَيْرَهُ كَرِيمًا مُحْسِنًا فَهُوَ أَوْلَى أَنْ يَكُونَ كِرِيمًا مُحْسِنًا وَذَلِكَ مِنْ لَوَازِمِ نَفْسِهِ.
وَفِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {أَنَّهُ رَأَى امْرَأَةً مِنْ السَّبْيِ إذَا رَأَتْ طِفْلًا أَرْضَعْته رَحْمَةً لَهُ فَقَالَ: أَتَرَوْنَ هَذِهِ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِي النَّارِ؟ قَالُوا: لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ: لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا}. فَبَيَّنَ أَنَّ اللَّهَ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ أَرْحَمِ الْوَالِدَاتِ بِوَلَدِهَا. فَإِنَّهُ مَنْ جَعَلَهَا رَحِيمَةً أَرْحَمُ مِنْهَا. وَهَذَا مِمَّا يَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ {وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ} وَقَوْلُنَا " اللَّهُ أَكْبَرُ " فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ. وَخَيْرُ الْغَافِرِينَ وَخَيْرُ الْفَاتِحِينَ وَخَيْرُ النَّاصِرِينَ وَأَحْسَنُ الْخَالِقِينَ وَهُوَ نِعْمَ الْوَكِيلِ وَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرِ. وَهَذَا يَقْتَضِي حَمْدًا مُطْلَقًا عَلَى ذَلِكَ وَأَنَّهُ كَافِي مَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْهِ وَأَنَّهُ يَتَوَلَّى عَبْدَهُ تَوَلِّيًا
(يُتْبَعُ)
(/)
حَسَنًا وَيَنْصُرُهُ نَصْرًا عَزِيزًا. وَذَلِكَ يَقْتَضِي أَنَّهُ أَفْضَلُ وَأَكْمَلُ مِنْ كُلِّ مَا سِوَاهُ كَمَا يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُنَا " اللَّهُ أَكْبَرُ ". وَكَذَلِكَ إذَا قِيلَ: الْمُتَكَلِّمُ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ إمَّا أَنْ يَكُونَ مُتَكَلِّمًا سَمِيعًا بَصِيرًا بِنَفْسِهِ وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ غَيْرُهُ جَعَلَهُ سَمِيعًا بَصِيرًا مُتَكَلِّمًا. وَمَنْ جَعَلَ غَيْرَهُ مُتَكَلِّمًا سَمِيعًا بَصِيرًا فَهُوَ أَوْلَى أَنْ يَكُونَ مُتَكَلِّمًا سَمِيعًا بَصِيرًا وَإِلَّا كَانَ الْمَفْعُولُ أَكْمَلَ مِنْ الْفَاعِلِ فَإِنَّ هَذِهِ صِفَاتُ كَمَالٍ. وَكَذَلِكَ يُقَالُ: الْعَادِلُ إمَّا أَنْ يَكُونَ عَادِلًا بِنَفْسِهِ وَالصَّادِقُ إمَّا أَنْ يَكُونَ صَادِقًا بِنَفْسِهِ وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ غَيْرُهُ جَعَلَهُ صَادِقًا عَادِلًا. وَمَنْ جَعَلَ غَيْرَهُ صَادِقًا عَادِلًا فَهُوَ أَوْلَى أَنْ يَكُونَ صَادِقًا عَادِلًا. فَهَذِهِ كُلُّهَا طُرُقٌ صَحِيحَةٌ بَيِّنَةٌ. فَإِنْ قِيلَ: يُعَارَضُ هَذَا بِأَنْ يُقَالَ: مَنْ جَعَلَ غَيْرَهُ ظَالِمًا أَوْ كَاذِبًا فَهُوَ أَيْضًا ظَالِمٌ كَاذِبٌ وَأَهْلُ السُّنَّةِ يَقُولُونَ إنَّهُ جَعَلَ غَيْرَهُ كَذَلِكَ وَلَيْسَ هُوَ كَذَلِكَ سُبْحَانَهُ قِيلَ: هَذَا بَاطِلٌ مِنْ وَجْهَيْنِ. أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ لَيْسَ كُلُّ مَنْ جَعَلَ غَيْرَهُ عَلَى صِفَةٍ أَيِّ صِفَةٍ كَانَتْ كَانَ مُتَّصِفًا بِهَا بَلْ مَنْ جَعَلَ غَيْرَهُ عَلَى صِفَةٍ مِنْ صِفَاتِ الْكَمَالِ فَهُوَ أَوْلَى بِاتِّصَافِهِ بِصِفَةِ الْكَمَالِ مِنْ مَفْعُولِهِ. وَأَمَّا صِفَاتُ النَّقْصِ فَلَا يَلْزَمُ إذَا جَعَلَ الْجَاعِلُ غَيْرَهُ نَاقِصًا أَنْ يَكُونَ هُوَ نَاقِصًا. فَالْقَادِرُ يَقْدِرُ أَنْ يَعْجِزَ غَيْرَهُ وَلَا يَكُونُ عَاجِزًا. وَالْحَيُّ يُمْكِنُهُ أَنْ يَقْتُلَ غَيْرَهُ وَيُمِيتَهُ وَلَا يَكُونُ مَيِّتًا. وَالْعَالِمُ يُمْكِنُهُ أَنْ يُجْهِلَ غَيْرَهُ وَلَا يَكُونُ جَاهِلًا. وَالسَّمِيعُ وَالْبَصِيرُ وَالنَّاطِقُ يُمْكِنُهُ أَنْ يُعْمِيَ غَيْرَهُ وَيُصِمَّهُ وَيُخْرِسَهُ وَلَا يَكُونُ هُوَ كَذَلِكَ. فَلَا يَلْزَمُ حِينَئِذٍ أَنَّ مَنْ جَعَلَ غَيْرَهُ ظَالِمًا وَكَاذِبًا أَنْ يَكُونَ كَاذِبًا وَظَالِمًا لِأَنَّ هَذِهِ صِفَةُ نَقْصٍ. فَإِنْ قِيلَ: الْكَاذِبُ وَالظَّالِمُ قَدْ يُلْزِمُ غَيْرَهُ بِالصِّدْقِ وَالْعَدْلِ أَحْيَانًا قِيلَ: هُوَ لَمْ يَجْعَلْهُ صَادِقًا وَعَالِمًا وَإِنَّمَا أَمَرَهُ بِذَلِكَ وَهُوَ فَعَلَ ذَلِكَ بِنَفْسِهِ. وَلَمْ نَقُلْ: كُلُّ مَنْ أَمَرَ غَيْرَهُ بِشَيْءِ كَانَ مُتَّصِفًا بِمَا أَمَرَ بِهِ غَيْرَهُ. الثَّانِي: أَنَّ الظُّلْمَ أَمْرٌ نِسْبِيٌّ إضَافِيٌّ فَمَنْ أَمَرَ غَيْرَهُ أَنْ يَقْتُلَ شَخْصًا فَقَتَلَهُ هَذَا الْقَاتِلُ مِنْ غَيْرِ جُرْمٍ يَعْلَمُهُ كَانَ ظَالِمًا وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ الْآمِرُ إنَّمَا أَمَرَهُ بِهِ لِكَوْنِهِ قَدْ قَتَلَ أَبَاهُ وَالْمَأْمُورُ لَمْ يَفْعَلْهُ لِذَلِكَ. فَلَوْ فَعَلَهُ بِطَرِيقِ النِّيَابَةِ لَمْ يَكُنْ ظَالِمًا. فَإِنْ كَانَ لَهُ مَعَهُ غَرَضٌ فَقَتَلَهُ ظُلْمًا وَلَكِنَّ الْآمِرَ كَانَ مُسْتَحِقًّا لِقَتْلِهِ. وَكَذَلِكَ مَنْ أَمَرَ غَيْرَهُ بِمَا هُوَ كَذِبٌ مِنْ الْمَأْمُورِ كَأَمْرِ يُوسُفَ لِلْمُؤَذِّنِ أَنْ يَقُولَ {أَيَّتُهَا الْعِيرُ إنَّكُمْ لَسَارِقُونَ} يُوسُفُ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَصَدَ. إنَّكُمْ لَسَارِقُونَ يُوسُفَ مِنْ أَبِيهِ وَهُوَ صَادِقٌ فِي هَذَا. وَالْمَأْمُورُ قَصَدَ: إنَّكُمْ لَسَارِقُونَ الصُّوَاعَ وَهُوَ يَظُنُّ أَنَّهُمْ سَرَقُوهُ فَلَمْ يَكُنْ مُتَعَمِّدًا لِلْكَذِبِ وَإِنْ كَانَ خَبَرُهُ كَذِبًا. وَالرَّبُّ تَعَالَى لَا تُقَاسُ أَفْعَالُهُ بِأَفْعَالِ عِبَادِهِ. فَهُوَ يَخْلُقُ جَمِيعَ مَا يَخْلُقُهُ لِحِكْمَةِ وَمَصْلَحَةٍ وَإِنْ كَانَ بَعْضُ مَا خَلَقَهُ فِيهِ قُبْحٌ كَمَا يَخْلُقُ الْأَعْيَانَ الْخَبِيثَةَ كَالنَّجَاسَاتِ وَكَالشَّيَاطِينِ لِحِكْمَةِ رَاجِحَةٍ. وَبَسْطُ هَذَا لَهُ مَوْضِعٌ آخَرُ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَالْمَقْصُودُ هُنَا أَنَّ دَلَائِلَ إثْبَاتِ الرَّبِّ كَثِيرَةٌ جِدًّا. وَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّ الْمَعْقُولَ يُعَارِضُ خَبَرَ الرَّسُولِ الَّذِينَ يَقُولُونَ إنَّهُمْ أَثْبَتُوا وَاجِبَ الْوُجُودِ أَوْ الْقَدِيمَ أَوْ الصَّانِعَ هُمْ لَمْ يُثْبِتُوهُ بَلْ حُجَجُهُمْ تَقْتَضِي نَفْيَهُ وَتَعْطِيلَهُ فَهُمْ نَافُونَ لَهُ. لَا مُثْبِتُونَ لَهُ. وَحُجَجُهُمْ بَاطِلَةٌ فِي الْعَقْلِ لَا صَحِيحَةٌ فِي الْعَقْلِ. وَالْمَعْرِفَةُ بِاَللَّهِ لَيْسَتْ مَوْقُوفَةً عَلَى أُصُولِهِمْ. بَلْ تَمَامُ الْمَعْرِفَةِ مَوْقُوفٌ عَلَى الْعِلْمِ بِفَسَادِ أُصُولِهِمْ وَإِنْ سَمَّوْهَا " أُصُولَ الْعِلْمِ وَالدِّينِ " فَهِيَ " أُصُولُ الْجَهْلِ وَأُصُولُ دِينِ الشَّيْطَانِ لَا دِينِ الرَّحْمَنِ ". وَحَقِيقَةُ كَلَامِهِمْ " تَرْتِيبُ الْأُصُولِ فِي مُخَالَفَةِ الرَّسُولِ وَالْمَعْقُولِ " كَمَا قَالَ أَصْحَابُ النَّارِ {لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ}. فَمَنْ خَالَفَ الرَّسُولَ فَقَدْ خَالَفَ السَّمْعَ وَالْعَقْلَ خَالَفَ الْأَدِلَّةَ السَّمْعِيَّةَ وَالْعَقْلِيَّةَ. أَمَّا الْقَائِلُونَ بِوَاجِبِ الْوُجُودِ فَقَدْ بَيَّنَّا فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ أَنَّهُمْ لَمْ يُقِيمُوا دَلِيلًا عَلَى وَاجِبِ الْوُجُودِ. وَأَنَّ الرَّازِيَّ لَمَّا تَبِعَ ابْنَ سِينَا لَمْ يَكُنْ فِي كُتُبِهِ إثْبَاتُ وَاجِبِ الْوُجُودِ. فَإِنَّهُمْ جَعَلُوا وُجُودَهُ مَوْقُوفًا عَلَى إثْبَاتِ " الْمُمْكِنِ " الَّذِي يَدْخُلُ فِيهِ الْقَدِيمُ. فَمَا بَقِيَ يُمْكِنُ إثْبَاتُ وَاجِبِ الْوُجُودِ عَلَى طَرِيقِهِمْ إلَّا بِإِثْبَاتِ مُمْكِنٍ قَدِيمٍ وَهَذَا مُمْتَنِعٌ فِي بَدِيهَةِ الْعَقْلِ وَاتِّفَاقِ الْعُقَلَاءِ. فَكَانَ طَرِيقُهُمْ مَوْقُوفًا عَلَى مُقَدِّمَةٍ بَاطِلَةٍ فِي صَرِيحِ الْعَقْلِ. وَقَدْ اتَّفَقَ الْعُقَلَاءُ عَلَى بُطْلَانِهَا فَبَطَلَ دَلِيلُهُمْ. وَلِهَذَا كَانَ كَلَامُهُمْ فِي " الْمُمْكِنِ " مُضْطَرِبًا غَايَةَ الِاضْطِرَابِ. وَلَكِنْ أَمْكَنَهُمْ أَنْ يَسْتَدِلُّوا عَلَى أَنَّ الْمُحْدَثَ لَا بُدَّ لَهُ مِنْ قَدِيمٍ وَهُوَ وَاجِبُ الْوُجُودِ. وَلَكِنْ قَدْ أَثْبَتُوا قَدِيمًا لَيْسَ بِوَاجِبِ الْوُجُودِ. فَصَارَ مَا أَثْبَتُوهُ مِنْ الْقَدِيمِ يُنَاقِضُ أَنْ يَكُونَ هُوَ رَبَّ الْعَالَمِينَ إذْ أَثْبَتُوا قَدِيمًا يَنْقَسِمُ إلَى وَاجِبٍ وَإِلَى غَيْرِ وَاجِبٍ. وَأَيْضًا فَالْوَاجِبُ الَّذِي أَثْبَتُوهُ قَالُوا: إنَّهُ يَمْتَنِعُ اتِّصَافُهُ بِصِفَةِ ثُبُوتِيَّةٍ. وَهَذَا مُمْتَنِعُ الْوُجُوبِ لَا مُمْكِنُ الْوُجُوبِ فَضْلًا عَنْ أَنْ يَكُونَ وَاجِبَ الْوُجُودِ كَمَا قَدْ بُسِطَ هَذَا فِي مَوَاضِعَ وَبَيَّنَ أَنَّ الْوَاجِبَ الَّذِي يَدَّعُونَهُ يَقُولُونَ إنَّهُ لَا يَكُونُ لَا صِفَةً وَلَا مَوْصُوفًا أَلْبَتَّةَ. وَهَذَا إنَّمَا يَتَخَيَّلُ فِي الْأَذْهَانِ لَا حَقِيقَةَ لَهُ فِي الْأَعْيَانِ. وَالْوَاجِبُ إذَا فُسِّرَ بِمُبْدِعِ الْمُمَكَّنَاتِ فَهُوَ حَقٌّ وَهُوَ اسْمٌ لِلَّذَّاتِ الْمُتَّصِفَةِ بِصِفَاتِهَا. وَإِذَا فُسِّرَ بِالْمَوْجُودِ بِنَفَسِهِ الَّذِي لَا فَاعِلَ لَهُ فَالذَّاتُ وَاجِبَةٌ وَالصِّفَاتُ وَاجِبَةٌ. وَإِذَا فُسِّرَ بِمَا لَا فَاعِلَ لَهُ وَلَا مُحْدِثَ فَالذَّاتُ وَاجِبَةٌ وَالصِّفَاتُ لَيْسَتْ وَاجِبَةً. وَإِذَا فُسِّرَ بِمَا لَيْسَ صِفَةً وَلَا مَوْصُوفًا فَهَذَا بَاطِلٌ لَا حَقِيقَةَ لَهُ. بَلْ هُوَ مُمْتَنِعُ الْوُجُودِ لَا مُمْكِنَ الْوُجُودِ وَلَا وَاجِبَ الْوُجُودِ. وَكُلَّمَا أَمْعَنُوا فِي تَجْرِيدِهِ عَنْ الصِّفَاتِ كَانُوا أَشَدَّ إيغَالًا فِي التَّعْطِيلِ كَمَا قَدْ بُسِطَ فِي مَوَاضِعَ. وَأَمَّا الَّذِينَ قَالُوا إنَّهُمْ أَثْبَتُوا الْقَدِيمَ مِنْ الجهمية وَالْمُعْتَزِلَةِ وَمَنْ سَلَكَ سَبِيلَهُمْ مِنْ الْأَشْعَرِيَّةِ والكرامية الَّذِينَ اسْتَدَلُّوا بِحُدُوثِ الْأَعْرَاضِ وَلُزُومِهَا لِلْأَجْسَامِ وَامْتِنَاعِ حَوَادِثَ لَا أَوَّلَ لَهَا عَلَى حُدُوثِ
(يُتْبَعُ)
(/)
الْأَجْسَامِ فَهَؤُلَاءِ لَمْ يُثْبِتُوا الصَّانِعَ لِمَا عُرِفَ مِنْ فَسَادِ هَذَا الدَّلِيلِ حَيْثُ ادَّعَوْا امْتِنَاعَ كَوْنِ الرَّبِّ مُتَكَلِّمًا بِمَشِيئَتِهِ أَوْ فَعَّالًا لِمَا يَشَاءُ. بَلْ حَقِيقَةُ قَوْلِهِمْ امْتِنَاعُ كَوْنِهِ لَمْ يَزَلْ قَادِرًا. وَأَدِلَّتُهُمْ عَلَى هَذَا الِامْتِنَاعِ قَدْ ذُكِرَتْ مُسْتَوْفَاةً فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ وَذُكِرَ كَلَامُهُمْ هُمْ فِي بَيَانِ بُطْلَانِهَا. وَأَمَّا كَوْنُهُمْ عَطَّلُوا الْخَالِقَ فَلِأَنَّ حَقِيقَةَ قَوْلِهِمْ أَنَّ مَنْ لَمْ يَزَلْ مُتَكَلِّمًا بِمَشِيئَتِهِ فَهُوَ مُحْدِثٌ فَيَلْزَمُ أَنْ يَكُونَ الرَّبُّ مُحْدِثًا لَا قَدِيمًا. بَلْ حَقِيقَةُ أَصْلِهِمْ أَنَّ مَا قَامَتْ بِهِ الصِّفَاتُ وَالْأَفْعَالُ فَهُوَ مُحْدَثٌ وَكُلُّ مَوْجُودٍ فَلَا بُدَّ لَهُ مِنْ ذَلِكَ فَيَلْزَمُ أَنْ يَكُونَ كُلُّ مَوْجُودٍ مُحْدِثًا. وَلِهَذَا صَرَّحَ أَئِمَّةُ هَذَا الطَّرِيقِ الجهمية وَالْمُعْتَزِلَةُ بِنَفْيِ صِفَاتِ الرَّبِّ وَبِنَفْيِ قِيَامِ الْأَفْعَالِ وَسَائِرِ الْأُمُورِ الِاخْتِيَارِيَّةِ بِذَاتِهِ إذْ هَذَا مُوجَبُ دَلِيلِهِمْ. وَهَذِهِ الصِّفَاتُ لَازِمَةٌ لَهُ وَنَفْيُ اللَّازِمِ يَقْتَضِي نَفْيَ الْمَلْزُومِ. فَكَانَ حَقِيقَةُ قَوْلِهِمْ نَفْيَ الرَّبِّ وَتَعْطِيلَهُ. وَهُمْ يُسَمُّونَ الصِّفَاتِ أَعْرَاضًا وَالْأَفْعَالَ وَنَحْوَهَا حَوَادِثَ. فَقَالُوا الرَّبُّ يُنَزَّهُ عَنْ أَنْ تَقُومَ بِهِ الْأَعْرَاضُ وَالْحَوَادِثُ. فَإِنَّ ذَلِكَ مُسْتَلْزِمٌ أَنْ يَكُونَ جِسْمًا. قَالُوا: وَقَدْ أَقَمْنَا الدَّلِيلَ عَلَى حُدُوثِ كُلِّ جِسْمٍ. فَإِنَّ الْجِسْمَ لَا يَنْفَكُّ مِنْ الْأَعْرَاضِ الْمُحْدَثَةِ وَلَا يَسْبِقُهَا وَمَا لَمْ يَنْفَكَّ عَنْ الْحَوَادِثِ وَلَمْ يَسْبِقْهَا فَهُوَ حَادِثٌ. وَقَدْ قَامَتْ الْأَدِلَّةُ السَّمْعِيَّةُ وَالْعَقْلِيَّةُ عَلَى مَذْهَبِ السَّلَفِ وَأَنَّ الرَّبَّ لَمْ يَزَلْ مُتَكَلِّمًا إذَا شَاءَ فَيَلْزَمُ عَلَى قَوْلِهِمْ أَنَّهُ لَمْ يَسْبِقْ الْحَوَادِثَ وَلَمْ يَنْفَكَّ عَنْهَا. وَيَجِبُ عَلَى قَوْلِهِمْ [كَوْنُهُ] حَادِثًا. فَالْأَصْلُ الَّذِي أَثْبَتُوا بِهِ الْقَدِيمَ هُوَ نَفْسُهُ يَقْتَضِي أَنَّهُ لَيْسَ بِقَدِيمِ وَأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْوُجُودِ قَدِيمٌ. كَمَا أَنَّ أُولَئِكَ أَصْلُهُمْ يَقْتَضِي أَنَّهُ لَيْسَ بِوَاجِبِ بِذَاتِهِ وَأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْوُجُودِ وَاجِبٌ بِذَاتِهِ. وَالطَّرِيقُ الَّتِي قَالُوا بِهَا يَثْبُتُ الصَّانِعُ مُنَاقِضَةٌ لِإِثْبَاتِ الصَّانِعِ. وَإِذَا قَالُوا: لَا يُمْكِنُ الْعِلْمُ بِالصَّانِعِ إلَّا بِهَا كَانَ الْحَقُّ أَنْ يُقَالَ: بَلْ لَا يُمْكِنُ تَمَامُ الْعِلْمِ بِالصَّانِعِ إلَّا مَعَ الْعِلْمِ بِفَسَادِهَا. وَلِهَذَا كَانَ كُلُّ مَنْ أَقَرَّ بِصِحَّتِهَا قَدْ كَذَّبَ بَعْضَ مَا أَخْبَرَ بِهِ الرَّسُولُ مِمَّا هُوَ مِنْ لَوَازِمِ الرَّبِّ وَنَفْيُ اللَّازِمِ يَقْتَضِي نَفْيَ الْمَلْزُومِ. وَاَلَّذِينَ زَعَمُوا أَنَّهُمْ يَحْتَجُّونَ بِهِ عَلَى حُدُوثِ الْأَجْسَامِ مِنْ جِنْسِ مَا زَعَمَ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ يَحْتَجُّونَ بِهِ عَلَى إمْكَانِ الْأَجْسَامِ. وَكُلٌّ مِنْهُمَا بَاطِلٌ. وَمُقْتَضَاهُ حُدُوثُ كُلِّ مَوْجُودٍ وَإِمْكَانُ كُلِّ مَوْجُودٍ وَأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْوُجُودِ قَدِيمٌ وَلَا وَاجِبٌ بِنَفْسِهِ. فَأُصُولُهُمْ تُنَاقِضُ مَطْلُوبَهُمْ. وَهِيَ طَرِيقَةٌ مُضِلَّةٌ لَا هَادِيَةٌ. لَكِنَّ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} {وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ}.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَأَمَّا الَّذِينَ يَقُولُونَ: نُثْبِتُ الصَّانِعَ وَالْخَالِقَ وَيَقُولُونَ: إنَّا نَسْلُك غَيْرَ هَذِهِ الطَّرِيقِ كَالِاسْتِدْلَالِ بِحُدُوثِ الصِّفَاتِ عَلَى الرَّبِّ. فَإِنَّ هَذِهِ تَدُلُّ عَلَيْهِ مِنْ غَيْرِ احْتِيَاجٍ إلَى مَا الْتَزَمَهُ أُولَئِكَ. والرازي قَدْ ذَكَرَ هَذِهِ الطَّرِيقَ. وَأَمَّا الْأَشْعَرِيُّ نَفْسُهُ فَلَمْ يَسْتَدِلَّ بِهَا. بَلْ " فِي اللُّمَعِ " و " رِسَالَتِهِ " إلَى الثَّغْرِ اسْتَدَلَّ بِالْحَوَادِثِ عَلَى حُدُوثِ مَا قَامَتْ بِهِ كَمَا ذَكَرَهُ فِي النُّطْفَةِ بِنَاءً عَلَى امْتِنَاعِ حَوَادِثَ لَا أَوَّلَ لَهَا. ثُمَّ جَعَلَ حُدُوثَ تِلْكَ الْجَوَاهِرِ الَّتِي ذَكَرَ أَنَّهُ دَلَّ عَلَى حُدُوثِهَا هُوَ الدَّلِيلُ عَلَى ثُبُوتِ الصَّانِعِ. وَهَذِهِ الطَّرِيقُ بَاطِلَةٌ كَمَا قَدْ بُيِّنَ. وَأَمَّا تِلْكَ فَهِيَ صَحِيحَةٌ لَكِنْ أَفْسَدُوهَا مِنْ جِهَةِ كَوْنِهِمْ جَعَلُوا الْحَوَادِثَ الْمَشْهُودَ لَهُمْ حُدُوثُهَا هِيَ الْأَعْرَاضُ فَقَطْ كَمَا قَدْ بَيَّنَّا هَذَا فِي مَوَاضِعَ. ثُمَّ يُقَالُ: هَؤُلَاءِ يُثْبِتُونَ خَالِقًا لَا خَلْقَ لَهُ. وَهَذَا مُمْتَنِعٌ فِي بِدَايَةِ الْعُقُولِ؟ فَلَمْ يُثْبِتُوا خَالِقًا. والكرامية وَإِنْ كَانُوا يَقُولُونَ: الْخَلْقُ غَيْرُ الْمَخْلُوقِ فَهُمْ يَقُولُونَ بِحُدُوثِ الْخَلْقِ بِلَا سَبَبٍ يُوجِبُ حُدُوثَهُ. وَهَذَا أَيْضًا مُمْتَنِعٌ. فَمَا أَثْبَتُوا خَالِقًا. وَأَيْضًا فَهَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ يَقُولُونَ: الْمُوجِبُ لِلتَّخْصِيصِ بِحُدُوثِ مَا حَدَثَ دُونَ غَيْرِهِ هُوَ إرَادَةٌ قَدِيمَةٌ أَزَلِيَّةٌ. فالكرامية يَقُولُونَ: هِيَ الْمُخَصَّصُ لِمَا قَامَ بِهِ وَمَا خَلَقَهُ. وَهَؤُلَاءِ عِنْدَهُمْ لَمْ يَقُمْ بِهِ شَيْءٌ يَكُونُ مُرَادًا بَلْ يَقُولُونَ: هِيَ الْمُخَصَّصُ لِمَا حَدَثَ. وَالطَّائِفَتَانِ وَمَنْ وَافَقَهُمْ يَقُولُونَ: تِلْكَ الْإِرَادَةُ قَدِيمَةٌ أَزَلِيَّةٌ لَمْ تَزَلْ عَلَى نَعْتٍ وَاحِدٍ ثُمَّ وُجِدَتْ الْحَوَادِثُ بِلَا سَبَبٍ أَصْلًا. وَيَقُولُونَ: مِنْ شَأْنِهَا أَنْ تُخَصِّصَ مِثْلًا عَلَى مِثْلٍ وَمِنْ شَأْنِهَا أَنْ تَتَقَدَّمَ عَلَى الْمُرَادِ تَقَدُّمًا لَا أَوَّلَ لَهُ. فَوَصَفُوا الْإِرَادَةَ بِثَلَاثِ صِفَاتٍ بَاطِلَةٍ يُعْلَمُ بِصَرِيحِ الْعَقْلِ أَنَّ الْإِرَادَةَ لَا تَكُونُ هَكَذَا وَهِيَ الْمُقْتَضِيَةُ لِلْخَلْقِ وَالْحُدُوثِ فَإِذَا أُثْبِتَتْ فَلَا خَلْقَ وَلَا حُدُوثَ. وَكَذَلِكَ الْقُدْرَةُ الَّتِي أَثْبَتُوهَا وَصَفُوهَا بِمَا يَمْتَنِعُ أَنْ يَكُونَ قُدْرَةً. وَهِيَ شَرْطٌ فِي الْخَلْقِ. فَإِذَا نَفَوْا شَرْطَ الْخَلْقِ انْتَفَى الْخَلْقُ فَلَمْ يَبْقَ خَالِقًا. فَاَلَّذِي وَصَفُوا بِهِ الْخَالِقَ يُنَاقِضُ كَوْنَهُ خَالِقًا لَيْسَ بِلَازِمِ لِكَوْنِهِ خَالِقًا. وَهُمْ جَعَلُوهُ لَازِمًا لَا مُنَاقِضًا. أَمَّا الْإِرَادَةُ فَذَكَرُوا لَهَا ثَلَاثَةَ لَوَازِمَ وَالثَّلَاثَةُ تُنَاقِضُ الْإِرَادَةَ. قَالُوا إنَّهَا تَكُونُ وَلَا مُرَادَ لَهَا بَلْ لَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ ثُمَّ حَدَثَ مُرَادُهَا مِنْ غَيْرِ تَحَوُّلِ حَالِهَا. وَهَذَا مَعْلُومُ الْفَسَادِ بِبَدِيهَةِ الْعَقْلِ. فَإِنَّ الْفَاعِلَ إذَا أَرَادَ أَنْ يَفْعَلَ فَالْمُتَقَدِّمُ كَانَ عَزْمًا عَلَى الْفِعْلِ وَقَصْدًا لَهُ فِي الزَّمَنِ الْمُسْتَقْبَلِ لَمْ يَكُنْ إرَادَةً لِلْفِعْلِ فِي الْحَالِ. بَلْ إذَا فَعَلَ فَلَا بُدَّ مِنْ إرَادَةِ الْفِعْلِ فِي الْحَالِ. وَلِهَذَا يُقَالُ: الْمَاضِي عَزْمٌ وَالْمُقَارَنُ قَصْدٌ. فَوُجُودُ الْفِعْلِ بِمُجَرَّدِ عَزْمٍ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَتَجَدَّدَ قَصْدٌ مِنْ الْفَاعِلِ مُمْتَنِعٌ. فَكَانَ حُصُولُ الْمَخْلُوقَاتِ بِهَذِهِ الْإِرَادَةِ مُمْتَنِعًا لَوْ قَدَّرَ إمْكَانَ حُدُوثِ الْحَوَادِثِ بِلَا سَبَبٍ فَكَيْفَ وَذَاكَ أَيْضًا مُمْتَنِعٌ فِي نَفْسِهِ؟ فَصَارَ الِامْتِنَاعُ مِنْ جِهَةٍ الْإِرَادَةَ وَمِنْ جِهَةٍ تَعَيَّنَتْ بِمَا هُوَ مُمْتَنِعٌ فِي نَفْسِهِ. الثَّانِي قَوْلُهُمْ
(يُتْبَعُ)
(/)
إنَّ الْإِرَادَةَ تُرَجِّحُ مِثْلًا عَلَى مِثْلٍ: فَهَذَا مُكَابَرَةٌ بَلْ لَا تَكُونُ الْإِرَادَةُ إلَّا لِمَا تَرَجَّحَ وُجُودُهُ عَلَى عَدَمِهِ عِنْدَ الْفَاعِلِ. إمَّا لِعِلْمِهِ بِأَنَّهُ أَفْضَلُ أَوْ لِكَوْنِ مَحَبَّتِهِ لَهُ أَقْوَى. وَهُوَ إنَّمَا يَتَرَجَّحُ فِي الْعِلْمِ لِكَوْنِ عَاقِبَتِهِ أَفْضَلَ. فَلَا يَفْعَلُ أَحَدٌ شَيْئًا بِإِرَادَتِهِ إلَّا لِكَوْنِهِ يُحِبُّ الْمُرَادَ أَوْ يُحِبُّ مَا يَئُولُ إلَيْهِ الْمُرَادُ بِحَيْثُ يَكُونُ وُجُودُ ذَلِكَ الْمُرَادِ أَحَبَّ إلَيْهِ مِنْ عَدَمِهِ لَا يَكُونُ وُجُودُهُ وَعَدِمُهُ عِنْدَهُ سَوَاءً. الثَّالِثُ أَنَّ الْإِرَادَةَ الْجَازِمَةَ يَتَخَلَّفُ عَنْهَا مُرَادُهَا مَعَ الْقُدْرَةِ: فَهَذَا أَيْضًا بَاطِلٌ. بَلْ مَتَى حَصَلَتْ الْقُدْرَةُ التَّامَّةُ وَالْإِرَادَةُ الْجَازِمَةُ وَجَبَ وُجُودُ الْمَقْدُورِ وَحَيْثُ لَا يَجِبُ فَإِنَّمَا هُوَ لِنَقْصِ الْقُدْرَةِ أَوْ لِعَدَمِ الْإِرَادَةِ التَّامَّةِ. وَالرَّبُّ تَعَالَى مَا شَاءَ كَانَ وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ. وَهُوَ يُخْبِرُ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ أَنَّهُ لَوْ شَاءَ لَفَعَلَ أُمُورًا لَمْ يَفْعَلْهَا كَمَا قَالَ {وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا} {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً} {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا}. فَبَيَّنَ أَنَّهُ لَوْ شَاءَ ذَلِكَ لَكَانَ قَادِرًا عَلَيْهِ. لَكِنَّهُ لَا يَفْعَلُهُ لِأَنَّهُ لَمْ يَشَأْهُ إذْ كَانَ عَدَمُ مَشِيئَتِهِ أَرْجَحَ فِي الْحِكْمَةِ مَعَ كَوْنِهِ قَادِرًا عَلَيْهِ لَوْ شَاءَهُ. وَقَدْ بُسِطَ الْكَلَامُ عَلَى مَا يَذْكُرُونَهُ فِي الْقُدْرَةِ وَالْإِرَادَةِ هُمْ وَغَيْرُهُمْ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ. وَأَنَّ مِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ يَقُولُ: إنَّمَا يَقْدِرُ عَلَى الْأُمُورِ الْمُبَايَنَةِ لَهُ دُونَ الْأَفْعَالِ الْقَائِمَةِ بِنَفْسِهِ كَمَا يَقُولُ ذَلِكَ الْمُعْتَزِلَةُ والجهمية وَمَنْ وَافَقَهُمْ مِنْ الْأَشْعَرِيَّةِ وَغَيْرِهِمْ. وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: بَلْ يَقْدِرُ عَلَى مَا يَقُومُ بِهِ مِنْ الْأَفْعَالِ وَعَلَى مَا هُوَ باين عَنْهُ كَمَا يُحْكَى عَنْ الكرامية. وَالصَّوَابُ الَّذِي دَلَّ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ وَالْعَقْلُ أَنَّهُ يَقْدِرُ عَلَى هَذَا وَهَذَا قَالَ تَعَالَى {بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ} وَقَالَ {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} وَقَالَ {أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ} وَقَالَ {وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ} وَهَذَا كَثِيرٌ فِي الْقُرْآنِ أَكْثَرُ مِنْ النَّوْعِ الْآخَرِ. فَإِنَّ مَا قَالَهُ الكرامية والهشامية أَقْرَبُ إلَى الْعَقْلِ وَالنَّقْلِ مِمَّا قَالَتْ الجهمية وَمَنْ وَافَقَهُمْ وَإِنْ كَانَ فِيمَا حَكَوْهُ عَنْهُمْ خَطَأٌ مِنْ جِهَةِ نَفْيِهِمْ الْقُدْرَةَ عَلَى الْأُمُورِ الْمُبَايَنَةِ. وَاَللَّهُ تَعَالَى قَدْ أَخْبَرَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ {النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لِأَبِي مَسْعُودٍ لَمَّا رَآهُ يَضْرِبُ غُلَامَهُ: لَلَّهُ أَقْدَرُ عَلَيْك مِنْك عَلَى هَذَا}. وَفِي الْقُرْآنِ {فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ} {أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ}. وَبَسْطُ هَذَا لَهُ مَوَاضِعُ أُخَرُ. فَجَمِيعُ مَا أَخْبَرَ بِهِ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ لَازِمٌ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ. وَكُلُّ مَا أَثْبَتَهُ مِنْ صِفَاتِ الرَّبِّ فَهُوَ لَازِمٌ. وَإِذَا قَدَّرَ عَدَمَهُ لَزِمَ عَدَمُ الْمَلْزُومِ. فَنَفْيُ مَا أَخْبَرَ بِهِ الرَّسُولُ مُسْتَلْزِمٌ لِلتَّعْطِيلِ. لَكِنْ مِنْ ذَلِكَ مَا يَظْهَرُ بِالْعَقْلِ مَعَ تَفَاوُتِ النَّاسِ فِي الْعَقْلِ وَمِنْهُ مَا يَكْفِي فِيهِ مُجَرَّدُ خَبَرِ الرَّسُولِ
(يُتْبَعُ)
(/)
فَإِنَّ مَا أَخْبَرَ بِهِ الرَّسُولُ فَهُوَ حَقٌّ. وَكُلُّ مَا أَثْبَتَ لِلرَّبِّ فَهُوَ لَازِمُ الثُّبُوتِ وَمَا انْتَفَى عَنْهُ فَهُوَ لَازِمُ الِانْتِفَاءِ فَإِذَا قَدَّرَ عَدَمَ اللَّازِمِ لَزِمَ عَدَمُ الْمَلْزُومِ. لَكِنَّ هَذَا كُلَّهُ لَازِمُ الْمَذْهَبِ وَهُوَ يَدُلُّ عَلَى بُطْلَانِهِ. وَلَازِمُ الْمَذْهَبِ لَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ مَذْهَبًا بَلْ أَكْثَرُ النَّاسِ يَقُولُونَ أَقْوَالًا وَلَا يَلْتَزِمُونَ لَوَازِمَهَا. فَلَا يَلْزَمُ إذَا قَالَ الْقَائِلُ مَا يَسْتَلْزِمُ التَّعْطِيلَ أَنْ يَكُونَ مُعْتَقِدًا لِلتَّعْطِيلِ. بَلْ يَكُونُ مُعْتَقِدًا لِلْإِثْبَاتِ وَلَكِنْ لَا يُعْرَفُ ذَلِكَ اللُّزُومُ. وَأَيْضًا فَإِذَا كَانَتْ أُصُولُهُمْ الَّتِي بَنَوْا عَلَيْهَا إثْبَاتَ الصَّانِعِ بَاطِلَةً لَمْ يَلْزَمْ أَنْ يَكُونُوا هُمْ غَيْرَ مُقِرِّينَ بِالصَّانِعِ وَإِنْ كَانَ هَذَا لَازِمًا مِنْ قَوْلِهِمْ. إذَا قَالُوا: إنَّهُ لَا يُعْرَفُ إلَّا بِهَذِهِ الطَّرِيقِ وَقَدْ ظَهَرَ فَسَادُهُ لَزِمَ أَنْ لَا يُعْرَفَ. لَكِنَّ هَذَا اللُّزُومَ يَدُلُّ عَلَى فَسَادِ هَذَا النَّفْيِ وَلَا يَلْزَمُ أَنْ لَا يَكُونُوا هُمْ مُقِرِّينَ بِالصَّانِعِ لِمَا قَدْ بَيَّنَّاهُ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ أَنَّ الْإِقْرَارَ بِالصَّانِعِ وَمَعْرِفَتَهُ وَمَحَبَّتَهُ وَتَوْحِيدَهُ فِطْرِيٌّ يَكُونُ ثَابِتًا فِي قَلْبِ الْإِنْسَانِ وَهُوَ يَظُنُّ أَنَّهُ لَيْسَ فِي قَلْبِهِ. وَلِهَذَا كَانَ عَامَّةُ هَؤُلَاءِ مُقِرِّينَ بِالصَّانِعِ مُعْتَرِفِينَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَسْلُكُوا هَذِهِ الطَّرِيقَ النَّظَرِيَّةَ سَوَاءٌ كَانَتْ صَحِيحَةً أَوْ بَاطِلَةً. وَهَذَا أَمْرٌ يَعْرِفُونَهُ مِنْ أَنْفُسِهِمْ. فَعُلِمَ أَنَّهُ لَا يَلْزَمُ مِنْ عَدَمِ سُلُوكِ هَذِهِ الطَّرِيقِ عَدَمُ الْمَعْرِفَةِ. وَقَدْ اعْتَرَفَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ بِذَلِكَ كَمَا قَدْ بَيَّنَّاهُ فِي مَوَاضِعَ. وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: إنَّ الطَّرِيقَ النَّظَرِيَّةَ الَّتِي يَسْلُكُهَا زَادَتْهُ بَصِيرَةً وَعِلْمًا. كَمَا يَقُولُهُ ابْنُ حَزْمٍ وَغَيْرُهُ. وَهُوَ سَلَكَ طَرِيقَةَ الْأَعْرَاضِ. وَكَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ يَقُولُ: إنَّ هَذِهِ الطَّرِيقَ لَمْ تُفِدْهُمْ إلَّا شَكًّا وَرَيْبًا وَفِطْرَةُ هَؤُلَاءِ أَصَحُّ فَإِنَّهَا طُرُقٌ فَاسِدَةٌ. وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: لَمْ يَحْصُلْ لِي بِهَا شَيْءٌ لَا عِلْمَ وَلَا شَكَّ. وَذَلِكَ أَنَّهَا لَمْ تُحَصِّلْ لَهُ عِلْمًا وَلَا سَلَّمَهَا فَلَمْ يَتَبَيَّنْ لَهُ صِحَّتُهَا وَلَا فَسَادُهَا. وَمِنْ النَّاسِ مَنْ لَا يَفْهَمُ مُرَادَهُمْ بِهَا. وَأَكْثَرُ أَتْبَاعِهِمْ لَا يَفْهَمُونَهَا بَلْ يَتَّبِعُونَهُمْ تَقْلِيدًا وَإِحْسَانًا لِلظَّنِّ بِهِمْ.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[03 - May-2009, صباحاً 01:46]ـ
[معرفة الخالق بصفاته]
[التعرف على صفات الله الفعلية]
وقال رحمه الله (مجموع فتاوى - ج 3 / ص 450):
فَصْلٌ وَمِنْ أَعْظَمِ الْأُصُولِ مَعْرِفَةُ الْإِنْسَانِ بِمَا نَعَتَ اللَّهُ بِهِ نَفْسَهُ مِنْهُ الصِّفَاتُ الْفِعْلِيَّةُ كَقَوْلِهِ فِي هَذِهِ السُّورَةِ {الَّذِي خَلَقَ} {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ} و " الْخَلْقُ " مَذْكُورٌ فِي مَوَاضِعَ كَثِيرَةٍ وَكَذَلِكَ غَيْرُهُ مِنْ الْأَفْعَالِ. وَهُوَ نَوْعَانِ. فِعْلٌ مُتَعَدٍّ إلَى مَفْعُولٍ بِهِ مِثْلُ " خَلَقَ " فَإِنَّهُ يَقْتَضِي مَخْلُوقًا وَكَذَلِكَ " رَزَقَ " كَقَوْلِهِ {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ}. وَكَذَلِكَ الْهُدَى وَالْإِضْلَالُ وَالتَّعْلِيمُ وَالْبَعْثُ وَالْإِرْسَالُ وَالتَّكْلِيمُ. وَكَذَلِكَ مَا أَخْبَرَ بِهِ مِنْ قَوْلِهِ {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ} {فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ} وَقَوْلِهِ {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ} وَقَوْلِهِ {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ
(يُتْبَعُ)
(/)
السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ} وَقَوْلِهِ فِي الْآيَةِ الْأُخْرَى {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ} وَهَذَا فِي الْقُرْآنِ [كَثِيرٌ] جِدًّا. وَالْأَفْعَالُ اللَّازِمَةُ كَقَوْلِهِ {ثُمَّ اسْتَوَى إلَى السَّمَاءِ} {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} {هَلْ يَنْظُرُونَ إلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ} {هَلْ يَنْظُرُونَ إلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ} وَقَوْلِهِ {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا}. فَأَمَّا النَّوْعُ الْأَوَّلُ فَالْمُسْلِمُونَ مُتَّفِقُونَ عَلَى إضَافَتِهِ إلَى اللَّهِ وَأَنَّهُ هُوَ الَّذِي يَخْلُقُ وَيَرْزُقُ لَيْسَ ذَلِكَ صِفَةً لِشَيْءِ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ. لَكِنْ هَلْ قَامَ بِهِ فِعْلٌ هُوَ الْخَلْقُ أَوْ الْفِعْلُ هُوَ الْمَفْعُولُ وَالْخَلْقُ هُوَ الْمَخْلُوقُ؟ وَهَذَا فِيهِ قَوْلَانِ لِمَنْ يَثْبُتُ اتِّصَافُهُ بِالصِّفَاتِ. فَأَمَّا مَنْ يَنْفِي الصِّفَاتِ مِنْ الجهمية وَالْمُعْتَزِلَةِ فَهُمْ يَنْفُونَ قِيَامَ الْفِعْلِ بِهِ بِطَرِيقِ الْأَوْلَى. لَكِنَّ مِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُ الْخَلْقَ غَيْرَ الْمَخْلُوقِ وَيَجْعَلُ الْخَلْقَ إمَّا مَعْنًى قَامَ بِالْمَخْلُوقِ أَوْ الْمَعَانِي الْمُتَسَلْسِلَةِ كَمَا يَقُولُهُ مَعْمَرُ بْنُ عَبَّادٍ؛ أَوْ يَجْعَلُ الْخَلْقَ قَائِمًا لَا فِي مَحَلٍّ كَقَوْلِ بَعْضِهِمْ: إنَّهُ قَوْلُ " كُنْ " لَا فِي مَحَلٍّ وَقَوْلِ الْبَصْرِيِّينَ: إنَّهُ إرَادَةٌ لَا فِي مَحَلٍّ. وَهَذَا فِرَارٌ مِنْهُمْ عَنْ قِيَامِ الْحَوَادِثِ بِهِ مَعَ أَنَّ مِنْهُمْ مَنْ يَلْتَزِمُ ذَلِكَ كَمَا الْتَزَمَهُ أَبُو الْحُسَيْنِ وَغَيْرُهُ. وَالْجُمْهُورُ الْمُثْبِتُونَ لِلصِّفَاتِ هُمْ فِي الْأَفْعَالِ عَلَى قَوْلَيْنِ. مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: لَا يَقُومُ بِهِ فِعْلٌ وَإِنَّمَا الْفِعْلُ هُوَ الْمَفْعُولُ وَهَذَا قَوْلُ طَائِفَةٍ مِنْهُمْ الْأَشْعَرِيُّ وَمَنْ وَافَقَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ وَغَيْرِ أَصْحَابِهِ كَابْنِ عَقِيلٍ وَغَيْرِهِ وَهُوَ أَوَّلُ قَوْلَيْ الْقَاضِي أَبِي يَعْلَى. وَهَؤُلَاءِ يُقَسِّمُونَ الصِّفَاتِ إلَى ذَاتِيَّةٍ وَمَعْنَوِيَّةٍ وَفِعْلِيَّةٍ. وَهَذَا تَقْسِيمٌ لَا حَقِيقَةَ لَهُ. فَإِنَّ الْأَفْعَالَ عِنْدَهُمْ لَا تَقُومُ بِهِ فَلَا يَتَّصِفُ بِهَا. لَكِنْ يُخْبِرُ عَنْهُ بِهَا. وَهَذَا التَّقْسِيمُ يُنَاسِبُ قَوْلَ مَنْ قَالَ: الصِّفَاتُ هِيَ الْأَخْبَارُ الَّتِي يُخْبِرُ بِهَا عَنْهُ لَا مَعَانِيَ تَقُومُ بِهِ كَمَا تَقُولُ ذَلِكَ الجهمية وَالْمُعْتَزِلَةُ. فَهَؤُلَاءِ إذَا قَالُوا: الصِّفَاتُ تَنْقَسِمُ إلَى ذَاتِيَّةٍ وَفِعْلِيَّةٍ أَرَادُوا بِذَلِكَ مَا يُخْبِرُ بِهِ عَنْهُ مِنْ الْكَلَامِ تَارَةً يَكُونُ خَبَرًا عَنْ ذَاتِهِ وَتَارَةً عَنْ الْمَخْلُوقَاتِ لَيْسَ عِنْدَهُمْ صِفَاتٌ تَقُومُ بِهِ. فَمَنْ فَسَّرَ الصِّفَاتِ بِهَذَا أَمْكَنَهُ أَنْ يَجْعَلَهَا ثَلَاثَةَ أَقْسَامٍ ذَاتِيَّةً وَمَعْنَوِيَّةً وَفِعْلِيَّةً. وَأَمَّا مَنْ كَانَ مُرَادُهُ بِالصِّفَاتِ مَا يَقُومُ بِهِ فَهَذَا التَّقْسِيمُ لَا يَصْلُحُ عَلَى أَصْلِهِمْ وَلَكِنْ أَخَذُوا التَّقْسِيمَ عَنْ أُولَئِكَ وَهُمْ مُخَالِفُونَ لَهُمْ فِي الْمُرَادِ بِالصِّفَاتِ. وَهَذَا التَّقْسِيمُ مَوْجُودٌ فِي كَلَامِ أَبِي الْحَسَنِ وَمَنْ وَافَقَهُ كَالْقَاضِي أَبِي يَعْلَى وَأَبِي الْمَعَالِي والباجي وَغَيْرِهِمْ. وَالْقَوْلُ الثَّانِي: أَنَّهُ تَقُومُ بِهِ الْأَفْعَالُ. وَهَذَا قَوْلُ السَّلَفِ وَجُمْهُورِ مُثْبِتَةِ الصِّفَاتِ. ذَكَرَ الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِ " خَلْقِ أَفْعَالِ الْعِبَادِ " أَنَّ هَذَا إجْمَاعُ الْعُلَمَاءِ خَالِقٌ وَخَلْقٌ وَمَخْلُوقٌ. وَذَكَرَهُ البغوي قَوْلُ أَهْلِ السُّنَّةِ وَذَكَرَهُ أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إسْحَاقَ الكلاباذي فِي
(يُتْبَعُ)
(/)
كِتَابِ " التَّعَرُّفُ بِمَذَاهِبِ التَّصَوُّفِ " أَنَّهُ قَوْلُ الصُّوفِيَّةِ. وَهُوَ قَوْلُ الْحَنَفِيَّةِ مَشْهُورٌ عِنْدَهُمْ يُسَمُّونَهُ " التَّكْوِينُ " وَهُوَ قَوْلُ الكرامية والهشامية وَنَحْوِهِمَا وَهُوَ قَوْلُ الْقُدَمَاءِ مِنْ أَصْحَابِ مَالِكٍ وَالشَّافِعِيِّ وَأَحْمَد. وَهُوَ آخِرُ قَوْلَيْ الْقَاضِي أَبِي يَعْلَى. ثُمَّ إذَا قِيلَ: الْخَلْقُ غَيْرُ الْمَخْلُوقِ وَإِنَّهُ قَائِمٌ بِالرَّبِّ فَهَلْ هُوَ خَلْقٌ قَدِيمٌ لَازِمٌ لِذَاتِ الرَّبِّ مَعَ حُدُوثِ الْمَخْلُوقَاتِ كَمَا يَقُولُهُ أَصْحَابُ أَبِي حَنِيفَةَ وَغَيْرُهُمْ؟ أَوْ هُوَ خَلْقٌ حَادِثٌ بِذَاتِهِ حَدَثَ لَمَّا حَدَثَ جِنْسُ الْمَخْلُوقَاتِ؟ أَمْ خَلْقٌ بَعْدَ خَلْقٍ؟ عَلَى ثَلَاثَةِ أَقْوَالٍ. وَهَذَا أَوْ هَذَا هُوَ الَّذِي عَلَيْهِ أَئِمَّةُ السُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ وَجُمْهُورُهُمْ. وَهُوَ قَوْلُ طَوَائِفَ مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ مِنْ الكرامية والهشامية وَغَيْرِهِمْ. فَمَنْ قَالَ " إنَّهُ يَتَكَلَّمُ بِمَشِيئَتِهِ وَاخْتِيَارِهِ كَلَامًا يَقُومُ بِذَاتِهِ يُمْكِنُهُ أَنْ يَقُولَ: إنَّهُ يَفْعَلُ بِاخْتِيَارِهِ وَمَشِيئَتِهِ فِعْلًا يَقُومُ بِذَاتِهِ ". وَاَلَّذِينَ يَقُولُونَ بِقِيَامِ الْأُمُورِ الِاخْتِيَارِيَّةِ بِذَاتِهِ مِنْهُمْ مَنْ يُصَحِّحُ دَلِيلَ الْأَعْرَاضِ وَالِاسْتِدْلَالِ بِهِ عَلَى حُدُوثِ الْأَجْسَامِ كالكرامية وَمُتَأَخِّرِي الْحَنَفِيَّةِ وَالْمَالِكِيَّةِ وَالْحَنْبَلِيَّةِ وَالشَّافِعِيَّةِ. وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يُصَحِّحُهُ كَأَئِمَّةِ السَّلَفِ وَأَئِمَّةِ السُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ. وَأَحْمَد بْنِ حَنْبَلٍ وَالْبُخَارِيِّ وَغَيْرِهِمْ وَهَذِهِ الْمَسْأَلَةُ يُعَبَّرُ عَنْهَا بـ " مَسْأَلَةِ التَّأْثِيرِ " هَلْ هُوَ أَمْرٌ وُجُودِيٌّ أَمْ لَا؟ وَهَلْ التَّأْثِيرُ زَائِدٌ عَلَى الْمُؤَثِّرِ وَالْأَثَرِ أَمْ [لَا]؟ وَكَلَامُ الرازي فِي ذَلِكَ مُخْتَلِفٌ كَمَا قَدْ بُسِطَ الْكَلَامُ عَلَى ذَلِكَ فِي مَوَاضِعَ. وَعُمْدَةُ الَّذِينَ قَالُوا: إنَّ الْخَلْقَ هُوَ الْمَخْلُوقُ وَالتَّأْثِيرَ هُوَ وُجُودُ الْأَثَرِ لَمْ يُثْبِتُوا زَائِدًا أَنْ قَالُوا: لَوْ كَانَ الْخَلْقُ وَالتَّأْثِيرُ زَائِدًا عَلَى ذَاتِ الْمَخْلُوقِ وَالْأَثَرِ لَكَانَ إمَّا أَنْ يَقُومَ بِمَحَلِّ أَوْ لَا وَالثَّانِي بَاطِلٌ فَإِنَّ الْمَعَانِيَ لَا تَقُومُ بِأَنْفُسِهَا. وَهَذَا رَدٌّ عَلَى طَائِفَةٍ مِنْ الْمُعْتَزِلَةِ قَالُوا: يَقُومُ بِنَفْسِهِ. قَالُوا: وَإِذَا قَامَ بِمَحَلِّ فَإِمَّا أَنْ يَقُومَ بِالْخَالِقِ أَوْ بِغَيْرِهِ وَالثَّانِي بَاطِلٌ لِأَنَّهُ لَوْ قَامَ بِغَيْرِهِ لَكَانَ ذَلِكَ الْغَيْرُ هُوَ الْخَالِقَ لَا هُوَ. وَهَذَا رَدٌّ عَلَى طَائِفَةٍ ثَانِيَةٍ يَقُولُونَ: إنَّهُ يَقُومُ بِالْمَخْلُوقِ. وَإِذَا قَامَ بِالْخَالِقِ فَإِمَّا أَنْ يَكُونَ قَدِيمًا أَوْ مُحْدَثًا وَلَوْ كَانَ قَدِيمًا لَلَزِمَ قِدَمُ الْمَخْلُوقِ فَإِنَّ الْخَلْقَ وَالْمَخْلُوقَ مُتَلَازِمَانِ. فَوُجُودُ خَلْقٍ بِلَا مَخْلُوقٍ مُمْتَنِعٌ وَكَذَلِكَ وُجُودُ تَأْثِيرٍ بِلَا أَثَرٍ. وَإِنْ كَانَ مُحْدِثًا فَهُوَ بَاطِلٌ لِوَجْهَيْنِ. أَحَدُهُمَا أَنَّهُ يَلْزَمُ قِيَامُ الْحَوَادِثِ بِهِ. وَالثَّانِي أَنَّ ذَلِكَ الْخَلْقَ الْحَادِثَ يَفْتَقِرُ إلَى خَلْقٍ آخَرَ وَيَلْزَمُ التَّسَلْسُلُ وَمَعْمَرُ بْنُ عَبَّادٍ الْتَزَمَ التَّسَلْسُلَ وَجَعَلَ لِلْخَلْقِ خَلْقًا وَلِلْخَلْقِ خَلْقًا لَكِنْ لَا فِي ذَاتِ اللَّهِ وَجَعَلَ ذَلِكَ فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ. فَهَذِهِ عُمْدَةُ هَؤُلَاءِ. وَكُلُّ طَائِفَةٍ تُخَالِفُهُمْ مَنَعَتْ مُقَدِّمَةً مِنْ مُقَدِّمَاتِ دَلِيلِهِمْ. فَمَنْ جَوَّزَ أَنْ يَقُومَ بِنَفْسِهِ أَوْ بِالْمَخْلُوقِ مَنَعَ تينك الْمُقْدِمَتَيْنِ. وَأَمَّا الْجُمْهُورُ فَكُلٌّ أَجَابَ بِحَسَبِ قَوْلِهِ. مِنْهُمْ مَنْ قَالَ: بَلْ الْخَلْقُ وَالتَّكْوِينُ قَدِيمٌ كَمَا أَنَّ الْإِرَادَةَ عِنْدَكُمْ قَدِيمَةً. وَمَعَ الْقَوْلِ بِقِدَمِهَا لَمْ يَلْزَمْ
(يُتْبَعُ)
(/)
تَقَدُّمَ الْمُرَادِ كَذَلِكَ الْخَلْقُ وَالتَّكْوِينُ قَدِيمٌ وَلَا يَلْزَمُ تَقَدُّمُ الْمَخْلُوقِ. وَهَذَا لَازِمٌ للكلابية مِنْ الْأَشْعَرِيَّةِ وَغَيْرِهِمْ لَا جَوَابَ لَهُمْ عَنْهُ. لَكِنْ لَا يَلْزَمُ مِنْ نَفْيِ قِدَمِ إرَادَةٍ مُعَيَّنَةٍ بَلْ نَفْيُ قِدَمِ الْإِرَادَةِ كَمَا يَقُولُهُ الجهمية وَالْمُعْتَزِلَةُ. أَوْ يَقُولُ بِقِدَمِ نَوْعِ الْإِرَادَةِ كَمَا يَقُولُهُ أَئِمَّةُ أَهْلِ الْحَدِيثِ وَمَنْ وَافَقَهُمْ مِنْ الْفَلَاسِفَةِ والمتكلمين وَغَيْرِهِمْ. لَكِنَّ صَاحِبَ هَذَا الْقَوْلِ يُقَالُ لَهُ: التَّكْوِينُ الْقَدِيمُ إمَّا أَنْ يَكُونَ بِمَشِيئَتِهِ وَإِمَّا أَنْ لَا يَكُونَ بِمَشِيئَتِهِ. فَإِنْ كَانَ بِغَيْرِ مَشِيئَتِهِ لَزِمَ أَنْ يَكُونَ قَدْ خَلَقَ الْخَلْقَ بِلَا مَشِيئَتِهِ. وَإِنْ كَانَ بِمَشِيئَتِهِ لَزِمَ أَنْ يَكُونَ الْقَدِيمُ مُرَادًا وَهَذَا بَاطِلٌ. وَلَوْ صَحَّ لَأَمْكَنَ كَوْنُ الْعَالَمِ قَدِيمًا مَعَ كَوْنِهِ مَخْلُوقًا بِخَلْقِ قَدِيمٍ بِإِرَادَةِ قَدِيمَةٍ. وَمَعْلُومٌ أَنَّ هَذَا بَاطِلٌ. وَلِهَذَا كَانَ كُلُّ مَنْ قَالَ " الْقُرْآنُ قَدِيمٌ " يَقُولُونَ: تَكَلَّمَ بِغَيْرِ مَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ. فَالْمَفْعُولُ الْمُرَادُ لَا يَكُونُ إلَّا حَادِثًا وَكَذَلِكَ الْفِعْلُ الْمُرَادُ لَا يَكُونُ إلَّا حَادِثًا. وَأَيْضًا فَهَؤُلَاءِ الْمُنَازِعُونَ لَهُمْ يَقُولُونَ: الْإِرَادَةُ مُسْتَلْزِمَةٌ لِلْمُرَادِ وَالْخَلْقُ مُسْتَلْزِمٌ لِلْمَخْلُوقِ. وَمَا ذُكِرَ حُجَّةٌ عَلَى هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ. فَإِنَّ الْإِرَادَةَ وَالْخَلْقَ مِنْ الْأُمُورِ الْإِضَافِيَّةِ وَثُبُوتُ إرَادَةٍ بِلَا مُرَادٍ وَخَلْقٌ بِلَا مَخْلُوقٍ مُمْتَنِعٌ. لَكِنَّ الْمُنَازِعَ يَقُولُ: تُوجَدُ الْإِرَادَةُ وَالْخَلْقُ وَيَتَأَخَّرُ الْمُرَادُ الْمَخْلُوقُ فَيُقَالُ لِهَؤُلَاءِ تَقُولُونَ: تُوجَدُ الْإِرَادَةُ أَوْ الْخَلْقُ مَعَ الْإِرَادَةِ وَلَا يُوجَدُ لَا الْمُرَادُ وَلَا الْمَخْلُوقُ. ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ بِمَا لَا يَتَنَاهَى مِنْ تَقْدِيرِ الْأَوْقَاتِ يُوجَدُ الْمُرَادُ الْمَخْلُوقُ مِنْ غَيْرِ سَبَبٍ. وَهَذَا مَعْلُومُ الْبُطْلَانِ فِي بِدَايَةِ الْعُقُولِ. فَإِنَّ الْإِرَادَةَ أَوْ الْخَلْقَ كَانَ مَوْجُودًا مَعَ الْقُدْرَةِ. فَإِنْ كَانَ هَذَا مُؤَثِّرًا تَامًّا اسْتَلْزَمَ وُجُودَ الْأَثَرِ وَلَزِمَ وُجُودُ الْأَثَرِ عِنْدَ وُجُودِ الْمُؤَثِّرِ التَّامِّ. فَإِنَّ الْأَثَرَ " مُمْكِنٌ " وَالْمُمْكِنُ يَجِبُ وُجُودُهُ عِنْدَ وُجُودِ الْمُرَجِّحِ التَّامِّ إذْ لَوْ لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ كَانَ جَائِزًا بَعْدَ وُجُودِ الْمُرَجِّحِ يَقْبَلُ الْوُجُودَ وَالْعَدَمَ وَحِينَئِذٍ فَيَفْتَقِرُ إلَى مُرَجِّحٍ. وَهَذَا يَسْتَلْزِمُ التَّسَلْسُلَ. وَلَا يَنْقَطِعُ التَّسَلْسُلُ إلَّا إذَا وُجِدَ الْمُرَجِّحُ التَّامُّ الْمُوجِبُ. وَهُنَا تَنَازَعَ النَّاسُ فَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِثْلُ مُحَمَّدِ بْنِ الْهَيْصَمِ الكرامي وَمَحْمُودٍ الْخَوَارِزْمِيّ يَكُونُ الْمُمْكِنُ أَوْلَى بِالْوُقُوعِ لَكِنْ لَا يَنْتَهِي إلَى حَدِّ الْوُجُوبِ. وَقَالَ أَكْثَرُ الْمُعْتَزِلَةِ وَالْأَشْعَرِيَّةِ: بَلْ لَا يَصِيرُ أَوْلَى وَلَكِنَّ الْقَادِرَ أَوْ الْقَادِرَ الْمُرِيدَ يُرَجِّحُ أَحَدَ الْمُتَمَاثِلَيْنِ بِلَا مُرَجِّحٍ. وَآخَرُونَ عَرَفُوا أَنَّ هَذَا لَازِمٌ فَاعْتَرَفُوا بِأَنَّهُ عِنْدَ وُجُودِ الْمُرَجِّحِ التَّامِّ يَجِبُ وُجُودُ الْأَثَرِ وَعِنْدَ الدَّاعِي التَّامِّ مَعَ الْقُدْرَةِ يَجِبُ وُجُودُ الْفِعْلِ كَمَا اعْتَرَفَ بِذَلِكَ أَبُو الْحُسَيْنِ الْبَصْرِيُّ والرازي والطوسي وَغَيْرُهُمْ. وَكَثِيرٌ مِنْ قُدَمَاءِ الْمُتَكَلِّمِينَ يَقُولُونَ بِالْإِرَادَةِ الْمُوجِبَةِ وَأَنَّ الْإِرَادَةَ تَسْتَلْزِمُ وُجُودَ الْمُرَادِ. والمتفلسفة أَوْرَدُوا هَذَا عَلَى الْمُتَكَلِّمِينَ لَكِنْ بِأَنَّ الْأَثَرَ يُقَارِنُ وُجُودَ التَّأْثِيرِ فَيَكُونُ مَعَهُ بِالزَّمَنِ. وَكَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ لَا يَعْرِفُ إلَّا
(يُتْبَعُ)
(/)
هَذَا الْقَوْلَ وَذَاكَ الْقَوْلُ كالرازي وَغَيْرِهِ فَيَبْقَوْنَ حَيَارَى فِي هَذَا الْأَصْلِ الْعَظِيمِ الَّذِي هُوَ مِنْ أَعْظَمِ أُصُولِ الْعِلْمِ وَالدِّينِ وَالْكَلَامِ. وَقَدْ بَسَطْنَا الْكَلَامَ عَلَى هَذَا فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ وَبَيَّنَّا أَنَّ قَوْلًا ثَالِثًا هُوَ الصَّوَابُ الَّذِي عَلَيْهِ أَئِمَّةُ الْعِلْمِ. وَهُوَ أَنَّ التَّأْثِيرَ التَّامَّ يَسْتَلْزِمُ وُجُودَ الْأَثَرِ عَقِبَهُ لَا مَعَهُ فِي الزَّمَانِ وَلَا مُتَرَاخِيًا عَنْهُ. فَمَنْ قَالَ بِالتَّرَاخِي مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ فَقَدْ غَلِطَ وَمَنْ قَالَ بِالِاقْتِرَانِ كالمتفلسفة فَهُمْ أَعْظَمُ غَلَطًا. وَيَلْزَمُ قَوْلُهُمْ مِنْ الْمُحَالَاتِ مَا قَدْ بَيَّنَّاهُ فِي مَوَاضِعَ. وَأَمَّا هَذَا الْقَوْلُ فَعَلَيْهِ يَدُلُّ السَّمْعُ وَالْعَقْلُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {إنَّمَا أَمْرُهُ إذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}. وَالْعُقَلَاءُ يَقُولُونَ " قَطَّعْته فَانْقَطَعَ وَكَسَّرْته فَانْكَسَرَ " و " طَلَّقَ الْمَرْأَةَ فَطَلَقَتْ وَأَعْتَقَ الْعَبْدَ فَعَتَقَ ". فَالْعِتْقُ وَالطَّلَاقُ يَقَعَانِ عَقِبَ الْإِعْتَاقِ وَالتَّطْلِيقِ لَا يَتَرَاخَى الْأَثَرُ وَلَا يُقَارَنُ. وَكَذَلِكَ الِانْكِسَارُ وَالِانْقِطَاعُ مَعَ الْقَطْعِ وَالْكَسْرِ. وَهَذَا مِمَّا يُبَيِّنُ أَنَّهُ إذَا وُجِدَ الْخَلْقُ لَزِمَ وُجُودُ الْمَخْلُوقِ عَقِبَهُ كَمَا يُقَالُ: كَوْنُ اللَّهِ الشَّيْءَ فَتَكُونُ. فَتَكُونُهُ عَقِبَ تَكْوِينِ اللَّهِ لَا مَعَ التَّكْوِينِ وَلَا مُتَرَاخِيًا. وَكَذَلِكَ الْإِرَادَةُ التَّامَّةُ مَعَ الْقُدْرَةِ تَسْتَلْزِمُ وُجُودَ الْمُرَادِ الْمَقْدُورِ. فَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَخْلُقَ فَيُوجَدُ الْخَلْقُ بِإِرَادَتِهِ وَقُدْرَتِهِ. ثُمَّ الْخَلْقُ يَسْتَلْزِمُ وُجُودَ الْمَخْلُوقِ وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ الْخَلْقُ حَادِثًا بِسَبَبِ آخَرَ يَكُونُ هَذَا عَقِبَهُ. فَإِنَّمَا فِي ذَلِكَ وُجُودُ الْأَثَرِ عَقِبَ الْمُؤَثِّرِ التَّامِّ وَالتَّسَلْسُلِ فِي الْآثَارِ. وَكِلَاهُمَا حَقٌّ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ. وَأَمَّا الْمَخْلُوقُ فَلَا يَكُونُ إلَّا بَائِنًا عَنْهُ لَا يَقُومُ بِهِ مَخْلُوقٌ. بَلْ نَفْسُ الْإِرَادَةِ مَعَ الْقُدْرَةِ تَقْتَضِي وُجُودَ الْخَلْقِ كَمَا تَقْتَضِي وُجُودَ الْكَلَامِ. وَلَا يَفْتَقِرُ الْخَلْقُ إلَى خَلْقٍ آخَرَ بَلْ يَفْتَقِرُ إلَى مَا بِهِ يَحْصُلُ وَهُوَ الْإِرَادَةُ الْمُتَقَدِّمَةُ. وَإِذَا خَلَقَ شَيْئًا أَرَادَ خَلْقَ شَيْءٍ آخَرَ وَمَا شَاءَ كَانَ وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ. وَمَنْ قَالَ: إنَّ الْخَلْقَ حَادِثٌ كالهشامية والكرامية قَالَ: نَحْنُ نَقُولُ بِقِيَامِ الْحَوَادِثِ. وَلَا دَلِيلَ عَلَى بُطْلَانِ ذَلِكَ. بَلْ الْعَقْلُ وَالنَّقْلُ وَالْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ وَإِجْمَاعُ السَّلَفِ يَدُلُّ عَلَى تَحْقِيقِ ذَلِكَ كَمَا قَدْ بُسِطَ فِي مَوْضِعِهِ. وَلَا يُمْكِنُ الْقَوْلُ بِأَنَّ اللَّهَ يُدَبِّرُ هَذَا الْعَالَمَ إلَّا بِذَلِكَ كَمَا اعْتَرَفَ بِذَلِكَ أَقْرَبُ الْفَلَاسِفَةِ إلَى الْحَقِّ كَأَبِي الْبَرَكَاتِ صَاحِبِ " الْمُعْتَبَرِ " وَغَيْرِهِ. وَأَمَّا قَوْلُهُمْ: يَلْزَمُ أَنَّ لِلْخَلْقِ خَلْقًا آخَرَ فَقَدْ أَجَابَهُمْ مَنْ يَلْتَزِمُ ذَلِكَ كالكرامية وَغَيْرِهِمْ بِأَنَّكُمْ تَقُولُونَ: إنَّ الْمَخْلُوقَاتِ الْمُنْفَصِلَةَ تَحْدُثُ بِلَا حُدُوثِ سَبَبٍ أَصْلًا. وَحِينَئِذٍ فَالْقَوْلُ بِحُدُوثِ الْخَلْقِ الَّذِي تَحْصُلُ بِهِ الْمَخْلُوقَاتُ بِلَا حُدُوثِ سَبَبٍ أَقْرَبُ إلَى الْعَقْلِ وَالنَّقْلِ. وَهَذَا جَوَابٌ لَازِم عَلَى هَذَا التَّقْدِيرِ تَقْدِيرِ قِيَامِ الْأُمُورِ الِاخْتِيَارِيَّةِ. والكرامية يُسَمُّونَ مَا قَامَ بِهِ " حَادِثًا " وَلَا يُسَمُّونَهُ " مُحْدَثًا " كَالْكَلَامِ الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِهِ الْقُرْآنُ أَوْ غَيْرُهُ يَقُولُونَ: هُوَ حَادِثٌ وَيَمْنَعُونَ أَنْ يُقَالَ: هُوَ مُحْدَثٌ لِأَنَّ " الْحَادِثَ " يَحْدُثُ بِقُدْرَتِهِ وَمَشِيئَتِهِ ك "
(يُتْبَعُ)
(/)
الْفِعْلِ ". وَأَمَّا " الْمُحْدَثُ " فَيَفْتَقِرُ إلَى إحْدَاثٍ فَيَلْزَمُ أَنْ يَقُومَ بِذَاتِهِ إحْدَاثُ غَيْرِ الْمُحْدَثِ وَذَلِكَ الْإِحْدَاثُ يَفْتَقِرُ إلَى إحْدَاثٍ فَيَلْزَمُ التَّسَلْسُلُ. وَأَمَّا غَيْرُ الكرامية مِنْ أَئِمَّةِ الْحَدِيثِ وَالسُّنَّةِ وَالْكَلَامِ فَيُسَمُّونَ ذَلِكَ " مُحْدَثًا " كَمَا قَالَ {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ} وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ. {إنَّ اللَّهَ يُحْدِثُ مِنْ أَمْرِهِ مَا يَشَاءُ وَإِنَّ مِمَّا أَحْدَثَ أَنْ لَا تَكَلَّمُوا فِي الصَّلَاةِ}. وَاَلَّذِي أَحْدَثَهُ هُوَ النَّهْيُ عَنْ تَكَلُّمِهِمْ فِي الصَّلَاةِ. وَقَوْلُهُمْ " إنَّ الْمُحْدَثَ يَفْتَقِرُ إلَى إحْدَاثٍ وَهَلُمَّ جَرًّا " هَذَا يَسْتَلْزِمُ التَّسَلْسُلَ فِي الْآثَارِ مِثْلُ كَوْنِهِ مُتَكَلِّمًا بِكَلَامِ بَعْدَ كَلَامٍ وَكَلِمَاتُ اللَّهِ لَا نِهَايَةَ لَهَا وَأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَزَلْ مُتَكَلِّمًا إذَا شَاءَ. وَهَذَا قَوْلُ أَئِمَّةِ السُّنَّةِ وَهُوَ الْحَقُّ الَّذِي يَدُلُّ عَلَيْهِ النَّقْلُ وَالْعَقْلُ. وَكَذَلِكَ أَفْعَالُهُ فَإِنَّ الْفِعْلَ وَالْكَلَامَ صِفَةُ كَمَالٍ. فَإِنَّ مَنْ يَتَكَلَّمُ أَكْمَلُ مِمَّنْ لَا يَتَكَلَّمُ وَمَنْ يَخْلُقُ أَكْمَلُ مِمَّنْ لَا يَخْلُقُ. قَالَ تَعَالَى {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ}. وَحِينَئِذٍ فَهُوَ مَا زَالَ مُتَّصِفًا بِصِفَاتِ الْكَمَالِ مَنْعُوتًا بِنُعُوتِ الْإِكْرَامِ وَالْجَلَالِ. وَبِهَذَا تَزُولُ أَنْوَاعُ الْإِشْكَالِ وَيُعْلَمُ أَنَّ مَا أَخْبَرَتْ بِهِ الرُّسُلُ عَنْ اللَّهِ مِنْ أَصْدَقِ الْأَقْوَالِ وَأَنَّ دَلَائِلَ الْعُقُولِ لَا تَدُلُّ إلَّا عَلَى مَا يُوَافِقُ أَخْبَارَ الرَّسُولِ. وَلَكِنْ نَشَأَ الْغَلَطُ مِنْ جَهْلِ كَثِيرٍ مِنْ النَّاسِ بِمَا أَخْبَرَ بِهِ الرَّسُولُ وَسُلُوكِهِمْ أَدِلَّةً بِرَأْيِهِمْ ظَنُّوهَا عَقْلِيَّةً وَهِيَ جهلية. فَغَلِطُوا فِي الدَّلَائِلِ السَّمْعِيَّةِ وَالْعَقْلِيَّةِ فَاخْتَلَفُوا {وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ}. وَقَدْ بُسِطَ الْكَلَامُ عَلَى هَذَا فِي مَوَاضِعَ فِي مَسْأَلَةِ الْكَلَامِ وَالْأَفْعَالِ وَذُكِرَ مَا تَيَسَّرَ مِنْ كَلَامِ السَّلَفِ وَالْأَئِمَّةِ فِي هَذَا الْأَصْلِ وَالْمَقْصُودُ هُنَا التَّنْبِيهُ عَلَى مَآخِذَ الْأَقْوَالِ. وَهَذَا الْمَوْضِعُ مِمَّا بَيَّنَهُ أَئِمَّةُ السُّنَّةِ كَالْإِمَامِ أَحْمَد وَغَيْرِهِ. فَتَكَلَّمَ فِي " الرَّدِّ عَلَى الجهمية " عَلَى قَوْلِهِ {إنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا}. وَبَيَّنَ أَنْ " الْجَعْلَ " مِنْ اللَّهِ قَدْ يَكُونُ " خَلْقًا " كَقَوْلِهِ {وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ} وَقَدْ يَكُونُ " فِعْلًا لَيْسَ بِخَلْقِ " وَقَوْلِهِ {إنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} مِنْ هَذَا الْبَابِ. وَذَلِكَ أَنَّ الْخَلْقَ وَنَحْوَهُ مِنْ الْأَفْعَالِ الَّتِي لَيْسَتْ خَلْقًا مِثْلُ تَكَلُّمِهِ بِالْقُرْآنِ وَغَيْرِهِ وَتَكَلُّمِهِ لِمُوسَى وَغَيْرِهِ وَمِثْلُ النُّزُولِ وَالْإِتْيَانِ وَالْمَجِيءِ وَنَحْوِ ذَلِكَ فَهَذِهِ إنَّمَا تَكُونُ بِقُدْرَتِهِ وَمَشِيئَتِهِ وَبِأَفْعَالِ أُخَرٍ تَقُومُ بِذَاتِهِ لَيْسَتْ خَلْقًا. وَبِهَذَا يُجِيبُ الْبُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ مِنْ أَئِمَّةِ السُّنَّةِ للكرامية إذَا قَالُوا: " الْمُحْدَثُ لَا بُدَّ لَهُ مِنْ إحْدَاثٍ؟ " فَيَقُولُ: " نَعَمْ وَذَلِكَ الْإِحْدَاثُ فِعْلٌ لَيْسَ بِخَلْقِ " و " التَّسَلْسُلُ " نَلْتَزِمُهُ. فَإِنَّ التَّسَلْسُلَ الْمُمْتَنِعَ هُوَ وُجُودُ الْمُتَسَلْسِلَاتِ فِي آنٍ وَاحِدٍ؛ كَوُجُودِ خَالِقٍ لِلْخَالِقِ وَخَالِقٍ لِلْخَالِقِ أَوْ لِلْخَلْقِ خَلْقٌ وَلِلْخَلْقِ خَلْقٌ فِي آنٍ وَاحِدٍ. وَهَذَا مُمْتَنِعٌ مِنْ وُجُوهٍ. مِنْهَا وُجُودُ مَا لَا يَتَنَاهَى فِي آنٍ وَاحِدٍ وَهَذَا مُمْتَنِعٌ مُطْلَقًا. وَمِنْهَا
(يُتْبَعُ)
(/)
أَنَّ كُلَّ مَا ذُكِرَ يَكُونُ " مُحْدَثًا " لَا " مُمْكِنًا " وَلَيْسَ فِيهَا مَوْجُودٌ بِنَفْسِهِ يَنْقَطِعُ بِهِ التَّسَلْسُلُ وَإِذَا كَانَ أَوْلَى بِالِامْتِنَاعِ. بِخِلَافِ مَا إذَا قِيلَ " كَانَ قَبْلَ هَذَا الْكَلَامِ كَلَامٌ وَقَبْلَ هَذَا الْفِعْلِ فِعْلٌ " جَائِزٌ عِنْدَ أَكْثَرِ الْعُقَلَاءِ أَئِمَّةِ السُّنَّةِ وَأَئِمَّةِ الْفَلَاسِفَةِ وَغَيْرِهِمْ. فَإِذَا قِيلَ " هَذَا الْكَلَامُ الْمُحْدَثُ أَحْدَثَهُ فِي نَفْسِهِ " كَانَ هَذَا مَعْقُولًا. وَهُوَ مِثْلُ قَوْلِنَا " تَكَلَّمَ بِهِ ". وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ {إنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} أَيْ تَكَلَّمْنَا بِهِ عَرَبِيًّا وَأَنْزَلْنَاهُ عَرَبِيًّا. وَكَذَلِكَ فَسَّرَهُ السَّلَفُ كَإِسْحَاقِ بْنِ راهويه وَذَكَرَهُ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: {جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} قُلْنَاهُ عَرَبِيًّا ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي تَفْسِيرِهِ عَنْ إسْحَاقَ بْنِ راهويه قَالَ: ذُكِرَ لَنَا عَنْ مُجَاهِدٍ وَغَيْرِهِ مِنْ التَّابِعِينَ {إنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} إنَّا قُلْنَاهُ وَوَصَفْنَاهُ. وَذَكَرَهُ عَنْ أَحْمَد بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ الأشجعي عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ فِي قَوْلِهِ {جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} بَيَّنَّاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا. وَالْإِنْسَانُ يُفَرِّقُ بَيْنَ تَكَلُّمِهِ وَتَحَرُّكِهِ فِي نَفْسِهِ وَبَيْنَ تَحْرِيكِهِ لِغَيْرِهِ. وَقَدْ احْتَجَّ سُفْيَانُ بْنُ عيينة وَغَيْرُهُ مِنْ السَّلَفِ عَلَى أَنَّهُ غَيْرُ مَخْلُوقٍ بِأَنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْأَشْيَاءَ بـ " كُنْ ". فَلَوْ كَانَتْ " كُنْ " مَخْلُوقَةً لَزِمَ أَنْ يَكُونَ خَلَقَ مَخْلُوقًا بِمَخْلُوقِ فَيَلْزَمُ التَّسَلْسُلُ الْبَاطِلُ. وَذَلِكَ أَنَّهُ إذَا لَمْ يَخْلُقُ إلَّا بـ " كُنْ " فَلَوْ كَانَتْ " كُنْ " مَخْلُوقَةً لَزِمَ أَنْ لَا يَخْلُقَ شَيْئًا. وَهُوَ الدَّوْرُ الْمُمْتَنِعُ. فَإِنَّهُ لَا يَخْلُقُ شَيْئًا حَتَّى يَقُولَ " كُنْ " وَلَا يَقُولُ " كُنْ " حَتَّى يَخْلُقَهَا فَلَا يَخْلُقُ شَيْئًا. وَهَذَا تَسَلْسُلٌ فِي أَصْلِ التَّأْثِيرِ وَالْفِعْلِ مِثْلُ أَنْ يُقَالَ: لَا يَفْعَلُ حَتَّى يَفْعَلَ فَيَلْزَمُ أَنْ لَا يَفْعَلَ؛ وَلَا يَخْلُقُ حَتَّى يَخْلُقَ فَيَلْزَمُ أَنْ لَا يَخْلُقَ. وَأَمَّا إذَا قِيلَ: قَالَ " كُنْ " وَقَبْلَ " كُنْ " " كُنْ " وَقَبْلَ " كُنْ " " كُنْ " فَهَذَا لَيْسَ بِمُمْتَنِعِ. فَإِنَّ هَذَا تَسَلْسُلٌ فِي آحَادِ التَّأْثِيرِ لَا فِي جِنْسِهِ. كَمَا أَنَّهُ فِي الْمُسْتَقْبَلِ يَقُولُ " كُنْ " بَعْدَ " كُنْ " وَيَخْلُقُ شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ إلَى غَيْرِ نِهَايَةٍ. فَالْمَخْلُوقَاتُ التَّامَّةُ يَخْلُقُهَا بِخَلْقِهِ وَخَلْقُهُ فِعْلُهُ الْقَائِمُ بِهِ وَذَلِكَ إنَّمَا يَكُونُ بِقُدْرَتِهِ وَمَشِيئَتِهِ. وَإِذَا قِيلَ: هَذَا الْفِعْلُ الْقَائِمُ بِهِ يَفْتَقِرُ إلَى فِعْلٍ آخَرَ يَكُونُ هُوَ الْمُؤَثِّرُ فِي وُجُودِهِ غَيْرُ الْقُدْرَةِ وَالْإِرَادَةِ فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ مُجَرَّدُ ذَلِكَ كَافِيًا كَفَى فِي وُجُودِ الْمَخْلُوقِ فَلَمَّا كَانَ لَا بُدَّ لَهُ مِنْ خَلْقٍ فَهَذَا الْخَلْقُ أَمْرٌ حَادِثٌ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ وَهُوَ فِعْلٌ قَائِمٌ بِهِ. فَالْمُؤَثِّرُ التَّامُّ فِيهِ يَكُونُ مُسْتَلْزِمًا لَهُ مُسْتَعْقِبًا لَهُ كَالْمُؤَثِّرِ التَّامِّ فِي وُجُودِ الْكَلَامِ الْحَادِثِ بِذَاتِهِ. وَالْمُتَكَلِّمُ مِنْ النَّاسِ إذَا تَكَلَّمَ فَوُجُودُ الْكَلَامِ لَفْظِهِ وَمَعْنَاهُ مَسْبُوقٌ بِفِعْلِ آخَرَ. فَلَا بُدَّ مِنْ حَرَكَةٍ تَسْتَعْقِبُ وُجُودَ الْحُرُوفِ الَّتِي هِيَ الْكَلَامُ. فَتِلْكَ الْحَرَكَةُ هِيَ الَّتِي تَجْعَلُ الْكَلَامَ عَرَبِيًّا أَوْ عَجَمِيًّا وَهُوَ فِعْلٌ يَقُومُ بِالْفَاعِلِ. وَذَلِكَ الْجَعْلُ الْحَادِثُ حَدَثَ بِمُؤَثِّرِ تَامٍّ قَبْلَهُ أَيْضًا. وَذَاتُ الرَّبِّ هِيَ الْمُقْتَضِيَةُ لِذَلِكَ كُلِّهِ. فَهِيَ تَقْتَضِي الثَّانِي بِشَرْطِ انْقِضَاءِ الْأَوَّلِ لَا مَعَهُ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَاقْتِضَاؤُهَا لِلثَّانِي فِعْلٌ يَقُومُ بِهَا بَعْدَ الْأَوَّلِ. وَهِيَ مُقْتَضِيَةٌ لِهَذَا التَّأْثِيرِ وَهَذَا التَّأْثِيرِ. ثُمَّ هَذَا التَّأْثِيرِ وَكُلُّ تَأْثِيرٍ هُوَ مُسَبَّبٌ عَمَّا قَبْلَهُ وَشَرْطٌ لِمَا بَعْدَهُ. وَلَيْسَ فِي ذَلِكَ شَيْءٌ مَخْلُوقٌ وَإِنْ كَانَتْ " حَادِثَةً ". وَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: أَنَا أُسَمِّي هَذَا " خَلْقًا " كَانَ نِزَاعُهُ لَفْظِيًّا وَقِيلَ لَهُ: الَّذِينَ قَالُوا " الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ " لَمْ يَكُنْ مُرَادُهُمْ هَذَا وَلَا رَدَّ السَّلَفُ وَالْأَئِمَّةُ هَذَا. إنَّمَا رَدُّوا قَوْلَ مَنْ جَعَلَهُ مَخْلُوقًا بَائِنًا عَنْ اللَّهِ كَمَا قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَد: كَلَامُ اللَّه مِنْ اللَّهِ لَيْسَ بَائِنًا عَنْهُ. وَقَالُوا: الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ مِنْهُ بَدَأَ. قَالَ أَحْمَد: مِنْهُ بَدَأَ هُوَ الْمُتَكَلِّمُ بِهِ لَمْ يَبْدَأْ مِنْ مَخْلُوقٍ كَمَا قَالَ مَنْ قَالَ: إنَّهُ مَخْلُوقٌ. قَالَ تَعَالَى {وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ}. وَلِهَذَا لَا يَقُولُ أَحَدٌ إنَّهُ خَلَقَ نُزُولَهُ وَاسْتِوَاءَهُ وَمَجِيئَهُ. وَكَذَلِكَ تَكْلِيمُهُ لِمُوسَى وَنِدَاؤُهُ لَهُ نَادَاهُ وَكَلَّمَهُ بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ. وَالتَّكْلِيمُ فِعْلٌ قَامَ بِذَاتِهِ وَلَيْسَ هُوَ الْخَلْقُ كَمَا أَنَّ الْإِنْسَانَ إذَا تَكَلَّمَ فَقَدْ فَعَلَ كَلَامًا وَأَحْدَثَ كَلَامًا وَلَكِنْ فِي نَفْسِهِ لَا مُبَايِنًا لَهُ. وَلِهَذَا كَانَ الْكَلَامُ صِفَةَ فِعْلٍ وَهُوَ صِفَةُ ذَاتٍ أَيْضًا عَلَى مَذْهَبِ السَّلَفِ وَالْأَئِمَّةِ. وَمَنْ قَالَ إنَّهُ مَخْلُوقٌ يَقُولُ: إنَّهُ صِفَةُ فِعْلٍ وَيُجْعَلُ الْفِعْلُ بَائِنًا عَنْهُ وَالْكَلَامُ بَائِنًا عَنْهُ. وَمَنْ قَالَ صِفَةَ ذَاتٍ يَقُولُ: إنَّهُ يَتَكَلَّمُ بِلَا مَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ. وَمَذْهَبُ السَّلَفِ أَنَّهُ يَتَكَلَّمُ بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ وَكَلَامُهُ قَائِمٌ بِهِ. فَهُوَ صِفَةُ ذَاتٍ وَصْفَةُ فِعْلٍ. وَلَكِنَّ الْفِعْلَ هُنَا لَيْسَ هُوَ الْخَلْقُ بَلْ كَمَا قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَد: الْجَعْلُ جعلان جَعْلٌ هُوَ خَلْقٌ وَجَعْلٌ لَيْسَ بِخَلْقِ. وَهَذَا كُلُّهُ يَسْتَلْزِمُ قِيَامَ الْأَفْعَالِ بِذَاتِهِ وَأَنَّهَا تَنْقَسِمُ إلَى قِسْمَيْنِ أَفْعَالٌ مُتَعَدِّيَةٌ كَالْخَلْقِ وَأَفْعَالٌ لَازِمَةٌ كَالتَّكَلُّمِ وَالنُّزُولِ. وَالسَّلَفُ يُثْبِتُونَ النَّوْعَيْنِ هَذَا وَغَيْرَهُ. وَأَمَّا جَعْلُ الْقُرْآنِ عَرَبِيًّا وَإِنْ كَانَ مُتَعَدِّيًا فِي صِنَاعَةِ الْعَرَبِيَّةِ بِمَعْنَى أَنَّهُ نَصَبَ مَفْعُولًا فَفِي " الْكَلَامِ " الْفِعْلُ الَّذِي هُوَ " التَّكَلُّمُ " مُتَّصِلًا بِالْمَفْعُولِ الَّذِي هُوَ " الْكَلَامُ " كِلَاهُمَا قَائِمٌ بِالْمُتَكَلِّمِ. وَلِهَذَا قَدْ يُرَادُ بِالْمَفْعُولِ الْمَصْدَرُ. إذَا قُلْت " قَالَ قَوْلًا حَسَنًا " فَقَدْ يُرَادُ بـ " الْقَوْلِ " الْمَصْدَرُ فَقَطْ وَقَدْ يُرَادُ بِهِ " الْكَلَامُ " فَقَطْ فَيَكُونُ الْمَفْعُولَ وَقَدْ يُرَادُ بِهِ الْمَجْمُوعُ فَيَكُونُ مَفْعُولًا بِهِ وَمَصْدَرًا. وَكَذَلِكَ " الْقُرْآنُ " هُوَ فِي الْأَصْلِ " قَرَأَ قُرْآنًا " وَهُوَ الْفِعْلُ وَالْحَرَكَةُ ثُمَّ سُمِّيَ الْكَلَامُ الْمَقْرُوءُ " قُرْآنًا ". قَالَ تَعَالَى فِي الْأَوَّلِ {إنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} وَقَالَ فِي الثَّانِي {إنَّ هَذَا الْقُرْآنَ}. وَقَدْ بُسِطَ هَذَا فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ وَبَيَّنَ أَنَّ التِّلَاوَةَ وَالْقِرَاءَةَ فِي الْأَصْلِ مَصْدَرُ " تَلَا تِلَاوَةً وَقَرَأَ قِرَاءَةً كَالْقُرْآنِ " لَكِنْ يُسَمَّى بِهِ الْكَلَامُ كَمَا يُسَمَّى بِالْقُرْآنِ. وَحِينَئِذٍ فَتَكُونُ الْقِرَاءَةُ هِيَ الْمَقْرُوءَ وَالتِّلَاوَةُ هِيَ الْمَتْلُوَّ. وَقَدْ يُرَادُ بِالتِّلَاوَةِ وَالْقِرَاءَةِ الْمَصْدَرُ الَّذِي هُوَ الْفِعْلُ فَلَا تَكُونُ
(يُتْبَعُ)
(/)
الْقِرَاءَةُ وَالتِّلَاوَةُ هِيَ الْمَقْرُوءَ الْمَتْلُوَّ بَلْ تَكُونُ مُسْتَلْزِمَةً لَهُ. وَقَدْ يُرَادُ بِالتِّلَاوَةِ وَالْقِرَاءَةِ مَجْمُوعُ الْأَمْرَيْنِ فَلَا تَكُونُ هِيَ الْمَتْلُوَّ لِأَنَّ فِيهَا الْفِعْلَ وَلَا تَكُونُ مُبَايِنَةً مُغَايِرَةً لِلْمَتْلُوِّ لِأَنَّ الْمَتْلُوَّ جُزْؤُهَا. هَذَا إذَا أُرِيدَ بِالْقِرَاءَةِ وَالْمَقْرُوءِ شَيْءٌ وَاحِدٌ مُعَيَّنٌ مِثْلُ قِرَاءَةِ الرَّبِّ وَمَقْرُوئِهِ أَوْ قِرَاءَةِ الْعَبْدِ وَمَقْرُوئِهِ. وَأَمَّا إذَا أُرِيدَ بِالْقِرَاءَةِ قِرَاءَةُ الْعَبْدِ وَهِيَ حَرَكَتُهُ وَبِالْمَقْرُوءِ صِفَةُ الرَّبِّ فَلَا رَيْبَ أَنَّ حَرَكَةَ الْعَبْدِ لَيْسَتْ صِفَةَ الرَّبِّ. وَلَكِنْ هَذَا تَكَلُّفٌ. بَلْ قِرَاءَةُ الْعَبْدِ مَقْرُوءُهُ كَمَقْرُوئِهِ. وَقِرَاءَتُهُ لِلْقُرْآنِ إذَا عَنَى بِهَا نَفْسَ الْقُرْآنِ فَهِيَ مَقْرُوءُهُ. وَإِنْ عَنَى بِهَا حَرَكَتَهُ فَلَيْسَتْ مَقْرُوءَهُ. وَإِنْ عَنَى بِهَا الْأَمْرَانِ فَلَا يُطْلَقُ أَحَدُهُمَا. وَلِهَذَا كَانَ مِنْ الْمُنْتَسِبِينَ إلَى السُّنَّةِ مَنْ يَقُولُ: الْقِرَاءَةُ هِيَ الْمَقْرُوءُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: الْقِرَاءَةُ غَيْرُ الْمَقْرُوءِ وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يُطْلِقُ وَاحِدًا مِنْهُمَا وَلِكُلِّ قَوْلٍ وَجْهٌ مِنْ الصَّوَابِ عِنْدَ التَّصَوُّرِ التَّامِّ وَالْإِنْصَافِ. وَلَيْسَ فِيهَا قَوْلٌ يُحِيطُ بِالصَّوَابِ بَلْ كُلُّ قَوْلٍ فِيهِ صَوَابٌ مِنْ وَجْهٍ وَقَدْ يَكُونُ خَطَأً مِنْ وَجْهٍ آخَرَ. وَالْبُخَارِيُّ إنَّمَا يُثْبِتُ خَلْقَ أَفْعَالِ الْعِبَادِ حَرَكَاتِهِمْ وَأَصْوَاتِهِمْ. وَهَذِهِ الْقِرَاءَةُ هِيَ فِعْلُ الْعَبْدِ يُؤْمَرُ بِهِ وَيُنْهَى عَنْهُ. وَأَمَّا الْكَلَامُ نَفْسُهُ فَهُوَ كَلَامُ اللَّهِ. وَلَمْ يَقُلْ الْبُخَارِيُّ إنَّ لَفْظَ الْعَبْدِ مَخْلُوقٌ وَلَا غَيْرَ مَخْلُوقٍ كَمَا نَهَى أَحْمَد عَنْ هَذَا وَهَذَا. وَاَلَّذِي قَالَ الْبُخَارِيُّ إنَّهُ مَخْلُوقٌ مِنْ أَفْعَالِ الْعِبَادِ وَصِفَاتِهِمْ لَمْ يَقُلْ أَحْمَد وَلَا غَيْرُهُ مِنْ السَّلَفِ إنَّهُ غَيْرُ مَخْلُوقٍ وَإِنْ سَكَتُوا عَنْهُ لِظُهُورِ أَمْرِهِ وَلِكَوْنِهِمْ كَانُوا يَقْصِدُونَ الرَّدَّ عَلَى الجهمية. وَاَلَّذِي قَالَ أَحْمَد إنَّهُ غَيْرُ مَخْلُوقٍ هُوَ كَلَامُ اللَّهِ لَا صِفَةُ الْعِبَادِ لَمْ يَقُلْ الْبُخَارِيُّ إنَّهُ مَخْلُوقٌ. وَلَكِنَّ أَحْمَد كَانَ مَقْصُودُهُ الرَّدَّ عَلَى مَنْ يَجْعَلُ كَلَامَ اللَّهِ مَخْلُوقًا إذَا بُلِّغَ عَنْ اللَّهِ وَالْبُخَارِيَّ كَانَ مَقْصُودُهُ الرَّدَّ عَلَى مَنْ يَقُولُ: أَفْعَالُ الْعِبَادِ وَأَصْوَاتُهُمْ غَيْرُ مَخْلُوقَةٍ. وَكِلَا الْقَصْدِينَ صَحِيحٌ لَا مُنَافَاةَ بَيْنَهُمَا. وَقَدْ بَيَّنَ ذَلِكَ ابْنُ قُتَيْبَةَ فِي مَسْأَلَةِ اللَّفْظِ وَلَكِنَّ الْمُنْحَرِفُونَ إلَى أَحَدِ الطَّرَفَيْنِ يُنْكِرُونَ عَلَى الْآخَرِ وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ أَعْلَمُ.
*
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[03 - May-2009, صباحاً 01:48]ـ
[التعرف على صفات الله الفعلية]
*
ثم قال:
فَصْلٌ وَأَمَّا الْأَفْعَالُ اللَّازِمَةُ كَالِاسْتِوَاءِ وَالْمَجِيءِ فَالنَّاسُ مُتَنَازِعُونَ فِي نَفْسِ إثْبَاتِهَا. لِأَنَّ هَذِهِ لَيْسَ فِيهَا مَفْعُولٌ مَوْجُودٌ يَعْلَمُونَهُ حَتَّى يَسْتَدِلُّوا بِثُبُوتِ الْمَخْلُوقِ عَلَى الْخَلْقِ وَإِنَّمَا عُرِفَتْ بِالْخَبَرِ. فَالْأَصْلُ فِيهَا الْخَبَرُ لَا الْعَقْلُ. وَلِهَذَا كَانَ الَّذِينَ يَنْفُونَ الصِّفَاتِ الْخَبَرِيَّةَ يَنْفُونَهَا مِمَّنْ يَقُولُ " الْخَلْقُ غَيْرُ الْمَخْلُوقِ ". وَمِمَّنْ يَقُولُ " الْخَلْقُ هُوَ الْمَخْلُوقُ " وَمَنْ يُثْبِتُ الصِّفَاتِ الْخَبَرِيَّةَ مِنْ الطَّائِفَتَيْنِ يُثْبِتُهَا. وَاَلَّذِينَ أَثْبَتُوا الصِّفَاتِ الْخَبَرِيَّةَ لَهُمْ فِي هَذِهِ قَوْلَانِ. مِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُهَا مِنْ جِنْسِ الْفِعْلِ الْمُتَعَدِّي بِجَعْلِهَا أُمُورًا حَادِثَةً فِي غَيْرِهَا. وَهَذَا قَوْلُ الْأَشْعَرِيِّ وَأَئِمَّةِ أَصْحَابِهِ وَمَنْ وَافَقَهُمْ
(يُتْبَعُ)
(/)
كَالْقَاضِي أَبِي يَعْلَى وَابِنّ الزاغوني وَابْنِ عَقِيلٍ فِي كَثِيرٍ مِنْ أَقْوَالِهِ. فَالْأَشْعَرِيُّ يَقُولُ: الِاسْتِوَاءُ فِعْلٌ فَعَلَهُ فِي الْعَرْشِ فَصَارَ بِهِ مُسْتَوِيًا عَلَى الْعَرْشِ. وَكَذَلِكَ يَقُولُ فِي الْإِتْيَانِ وَالنُّزُولِ. وَيَقُولُ: هَذِهِ الْأَفْعَالُ لَيْسَتْ مِنْ خَصَائِصِ الْأَجْسَامِ بَلْ تُوصَفُ بِهَا الْأَجْسَامُ وَالْأَعْرَاضُ فَيُقَالُ " جَاءَتْ الْحُمَّى وَجَاءَ الْبَرْدُ وَجَاءَ الْحُرُّ " وَنَحْوُ ذَلِكَ. وَهَذَا أَيْضًا قَوْلُ الْقَاضِي أَبِي بَكْرٍ وَالْقَاضِي أَبِي يَعْلَى وَغَيْرِهِمَا. وَحَمَلُوا مَا رُوِيَ عَنْ السَّلَفِ كالأوزاعي وَغَيْرِهِ أَنَّهُمْ قَالُوا فِي النُّزُولِ: يَفْعَلُ اللَّه فَوْقَ الْعَرْشِ بِذَاتِهِ كَمَا حَكَاهُ الْقَاضِي عَبْدُ الْوَهَّابِ عَنْ الْقَاضِي أَبِي بَكْرٍ وَكَمَا حَكَوْهُ عَنْ الْأَشْعَرِيِّ وَغَيْرِهِ كَمَا ذُكِرَ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنْ كُتُبِهِ. وَلَكِنْ عِنْدَهُمْ هَذَا مِنْ الصِّفَاتِ الْخَبَرِيَّةِ. وَهَذَا قَوْلُ البيهقي وَطَائِفَةٍ وَهُوَ أَوَّلُ قَوْلَيْ الْقَاضِي أَبِي يَعْلَى. وَكُلُّ مَنْ قَالَ إنَّ الرَّبَّ لَا تَقُومُ بِهِ الصِّفَاتُ الِاخْتِيَارِيَّةُ فَإِنَّهُ يَنْفِي أَنْ يَقُومَ بِهِ فِعْلٌ شَاءَهُ سَوَاءٌ كَانَ لَازِمًا أَوْ مُتَعَدِّيًا. لَكِنْ مَنْ أَثْبَتَ مِنْ هَؤُلَاءِ فِعْلًا قَدِيمًا كَمَنْ يَقُولُ بِالتَّكْوِينِ وَبِهَذَا فَإِنَّهُ يَقُولُ: ذَلِكَ الْقَدِيمُ قَامَ بِهِ بِغَيْرِ مَشِيئَتِهِ كَمَا يَقُولُونَ فِي إرَادَتِهِ الْقَدِيمَةِ. وَالْقَوْلُ الثَّانِي أَنَّهَا كَمَا دَلَّتْ عَلَيْهِ أَفْعَالٌ تَقُومُ بِذَاتِهِ بِمَشِيئَتِهِ وَاخْتِيَارِهِ كَمَا قَالُوا مِثْلَ ذَلِكَ فِي الْأَفْعَالِ الْمُتَعَدِّيَةِ. وَهَذَا قَوْلُ أَئِمَّةِ السُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ وَالْفِقْهِ وَالتَّصَوُّفِ. وَكَثِيرٍ مِنْ أَصْنَافِ أَهْلِ الْكَلَامِ كَمَا تَقَدَّمَ. وَعَلَى هَذَا يَنْبَنِي نِزَاعُهُمْ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ {ثُمَّ اسْتَوَى إلَى السَّمَاءِ} وَقَوْلِهِ {هَلْ يَنْظُرُونَ إلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ} وَقَوْلِهِ: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} وَنَحْوِ ذَلِكَ فَمَنْ نَفَى هَذِهِ الْأَفْعَالَ يَتَأَوَّلُ إتْيَانَهُ بِإِتْيَانِ أَمْرِهِ أَوْ بَأْسِهِ وَالِاسْتِوَاءَ عَلَى الْعَرْشِ بِجَعْلِهِ الْقُدْرَةَ وَالِاسْتِيلَاءَ أَوْ بِجَعْلِهِ عُلُوَّ الْقَدْرِ. فَإِنَّ الِاسْتِوَاءَ لِلنَّاسِ فِيهِ قَوْلَانِ هَلْ هُوَ مِنْ صِفَاتِ الْفِعْلِ أَوْ الذَّاتِ عَلَى قَوْلَيْنِ. وَالْقَائِلُونَ بِأَنَّهُ صِفَةُ ذَاتٍ يَتَأَوَّلُونَهُ بِأَنَّهُ قَدَرَ عَلَى الْعَرْشِ. وَهُوَ مَا زَالَ قَادِرًا وَمَا زَالَ عَالِيَ الْقَدْرِ؛ فَلِهَذَا ظَهَرَ ضَعْفُ هَذَا الْقَوْلِ مِنْ وُجُوهٍ. مِنْهَا قَوْلُهُ {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} فَأَخْبَرَ أَنَّهُ اسْتَوَى بِحَرْفِ " ثُمَّ ". وَمِنْهَا أَنَّهُ عَطَفَ فِعْلًا عَلَى فِعْلٍ فَقَالَ: خَلَقَ ثُمَّ اسْتَوَى. وَمِنْهَا أَنَّ مَا ذَكَرُوهُ لَا فَرْقَ فِيهِ بَيْنَ الْعَرْشِ وَغَيْرِهِ. وَإِذَا قِيلَ إنَّ الْعَرْشَ أَعْظَمُ الْمَخْلُوقَاتِ فَهَذَا لَا يَنْفِي ثُبُوتَ ذَلِكَ لِغَيْرِهِ كَمَا فِي قَوْلِهِ {رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ}. لَمَّا ذَكَرَ رُبُوبِيَّتَهُ لِلْعَرْشِ لِعَظْمَتِهِ وَالرُّبُوبِيَّةُ عَامَّةٌ جَازَ أَنْ يُقَالَ " رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ " وَيُقَالُ {رَبِّ الْعَالَمِينَ} {رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ} وَالِاسْتِوَاءُ مُخْتَصٌّ بِالْعَرْشِ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ مَعَ أَنَّهُ مُسْتَوْلٍ مُقْتَدِرٌ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا. فَلَوْ كَانَ اسْتِوَاؤُهُ عَلَى الْعَرْشِ هُوَ قُدْرَتُهُ عَلَيْهِ جَازَ أَنْ يُقَالَ: عَلَى السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا. وَهَذَا مِمَّا احْتَجَّ بِهِ طَوَائِفُ مِنْهُمْ الْأَشْعَرِيُّ. قَالَ: فِي إجْمَاعِ
(يُتْبَعُ)
(/)
الْمُسْلِمِينَ عَلَى أَنَّ الِاسْتِوَاءَ مُخْتَصٌّ بِالْعَرْشِ دَلِيلٌ عَلَى فَسَادِ هَذَا الْقَوْلِ. وَأَيْضًا فَإِنَّهُ مَا زَالَ مُقْتَدِرًا عَلَيْهِ مِنْ حِينِ خَلَقَهُ. وَمِنْهَا كَوْنُ لَفْظِ " الِاسْتِوَاءِ " فِي لُغَةِ الْعَرَبِ يُقَالُ عَلَى الْقُدْرَةِ أَوْ عُلُوِّ الْقَدْرِ مَمْنُوعٌ عِنْدَهُمْ. وَالِاسْتِعْمَالُ الْمَوْجُودُ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَكَلَامِ الْعَرَبِ يَمْنَعُ هَذَا كَمَا قَدْ بُسِطَ فِي مَوْضِعِهِ. وَتَكَلَّمَ عَلَى الْبَيْتِ الَّذِي يَحْتَجُّونَ بِهِ: ثُمَّ اسْتَوَى بِشْرٌ عَلَى الْعِرَاقِ مِنْ غَيْرِ سَيْفٍ وَدَمٍ مِهْرَاقِ وَأَنَّهُ لَوْ كَانَ صَحِيحًا لَمْ يَكُنْ فِيهِ حُجَّةٌ. فَإِنَّهُمْ لَمْ يَقُولُوا: اسْتَوَى عُمَرُ عَلَى الْعِرَاقِ لَمَّا فَتَحَهَا وَلَا اسْتَوَى عُثْمَانُ عَلَى خُرَاسَانَ وَلَا اسْتَوَى رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْيَمَنِ. وَإِنَّمَا قِيلَ هَذَا الْبَيْتُ إنْ صَحَّ فِي بِشْرِ بْنِ مَرْوَانَ لَمَّا دَخَلَ الْعِرَاقَ وَاسْتَوَى عَلَى كُرْسِيِّ مَلِكِهَا. فَقِيلَ هَذَا كَمَا يُقَالُ: جَلَسَ عَلَى سَرِيرِ الْمُلْكِ أَوْ تَحْتَ الْمُلْكِ وَيُقَالُ: قَعَدَ عَلَى الْمُلْكِ وَالْمُرَادُ هَذَا. وَأَيْضًا فَالْآيَاتُ الْكَثِيرَةُ وَالْأَحَادِيثُ الْكَثِيرَةُ وَإِجْمَاعُ السَّلَفِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ اللَّهَ فَوْقَ الْعَرْشِ كَمَا قَدْ بُسِطَ فِي مَوَاضِعَ. وَأَمَّا الَّذِينَ قَالُوا: الِاسْتِوَاءُ صِفَةُ فِعْلٍ فَهَؤُلَاءِ لَهُمْ قَوْلَانِ هُنَا عَلَى مَا تَقَدَّمَ هَلْ هُوَ فِعْلٌ بَائِنٌ عَنْهُ لِأَنَّ الْفِعْلَ بِمَعْنَى الْمَفْعُولِ أَمْ فِعْلٌ قَائِمٌ بِهِ يَحْصُلُ بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ. الْأَوَّلُ قَوْلُ ابْنِ كِلَابٍ وَمَنْ اتَّبَعَهُ كَالْأَشْعَرِيِّ وَغَيْرِهِ. وَهُوَ قَوْلُ الْقَاضِي وَابْنِ عَقِيلٍ وَابْنِ الزاغوني وَغَيْرِهِمْ. وَالثَّانِي قَوْلُ أَئِمَّةِ أَهْلِ الْحَدِيثِ وَالسُّنَّةِ وَكَثِيرٍ مِنْ طَوَائِفِ الْكَلَامِ كَمَا تَقَدَّمَ. وَلِهَذَا صَارَ لِلنَّاسِ فِيمَا ذَكَرَ اللَّهُ فِي الْقُرْآنِ مِنْ الِاسْتِوَاءِ وَالْمَجِيءِ وَنَحْوِ ذَلِكَ سِتَّةُ أَقْوَالٍ. طَائِفَةٌ يَقُولُونَ: تَجْرِي عَلَى ظَاهِرِهَا وَيَجْعَلُونَ إتْيَانَهُ مِنْ جِنْسِ إتْيَانِ الْمَخْلُوقِ وَنُزُولَهُ مِنْ جِنْسِ نُزُولِهِمْ. وَهَؤُلَاءِ الْمُشَبِّهَةُ الْمُمَثِّلَةُ [و] مِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ يَقُولُ: إذَا نَزَلَ خَلَا مِنْهُ الْعَرْشُ فَلَمْ يَبْقَ فَوْقَ الْعَرْشِ. وَطَائِفَةٌ يَقُولُونَ: بَلْ النُّصُوصُ عَلَى ظَاهِرِهَا اللَّائِقِ بِهِ كَمَا فِي سَائِرِ مَا وُصِفَ بِهِ فِي نَفْسِهِ وَهُوَ {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} لَا فِي ذَاتِهِ وَلَا فِي صِفَاتِهِ وَلَا فِي أَفْعَالِهِ. وَيَقُولُونَ: نَزَلَ نُزُولًا يَلِيقُ بِجَلَالِهِ وَكَذَلِكَ يَأْتِي إتْيَانًا يَلِيقُ بِجَلَالِهِ. وَهُوَ عِنْدُهُمْ يَنْزِلُ وَيَأْتِي وَلَمْ يَزَلْ عَالِيًا وَهُوَ فَوْقَ الْعَرْشِ كَمَا قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: هُوَ فَوْقَ الْعَرْشِ يَقْرُبُ مِنْ خَلْقِهِ كَيْفَ شَاءَ. وَقَالَ إسْحَاقُ بْنُ راهويه: يَنْزِلُ وَلَا يَخْلُو مِنْهُ الْعَرْشُ وَنُقِلَ ذَلِكَ عَنْ أَحْمَد بْنِ حَنْبَلٍ فِي رِسَالَتِهِ إلَى مُسَدَّدٍ. وَتَفْسِيرُ النُّزُولِ بِفِعْلِ يَقُومُ بِذَاتِهِ هُوَ قَوْلُ عُلَمَاءِ أَهْلِ الْحَدِيثِ وَهُوَ الَّذِي حَكَاهُ أَبُو عُمَرَ بْنُ عَبْدِ الْبَرِّ عَنْهُمْ وَهُوَ قَوْلُ عَامَّةِ الْقُدَمَاءِ مِنْ أَصْحَابِ أَحْمَد وَقَدْ صَرَّحَ بِهِ ابْنُ حَامِدٍ وَغَيْرُهُ. وَالْأَوَّلُ نَفْيُ قِيَامِ الْأُمُورِ الِاخْتِيَارِيَّةِ هُوَ قَوْلُ التَّمِيمِيِّ مُوَافَقَةً مِنْهُ لِابْنِ كِلَابٍ وَهُوَ قَوْلُ الْقَاضِي أَبِي يَعْلَى وَأَتْبَاعِهِ. وَطَائِفَتَانِ يَقُولَانِ: بَلْ لَا يَنْزِلُ وَلَا يَأْتِي كَمَا تَقَدَّمَ ثُمَّ مِنْهُمْ مَنْ يَتَأَوَّلُ ذَلِكَ وَمِنْهُمْ مَنْ يُفَوِّضُ مَعْنَاهُ. وَطَائِفَتَانِ وَاقِفَتَانِ مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: مَا
(يُتْبَعُ)
(/)
نَدْرِي مَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يَزِيدُ عَلَى تِلَاوَةِ الْقُرْآنِ. وَعَامَّةُ الْمُنْتَسِبِينَ إلَى السُّنَّةِ وَأَتْبَاعُ السَّلَفِ يُبْطِلُونَ تَأْوِيلَ مَنْ تَأَوَّلَ ذَلِكَ بِمَا يَنْفِي أَنْ يَكُونَ هُوَ الْمُسْتَوِي الْآتِي لَكِنْ كَثِيرٌ مِنْهُمْ يَرُدُّ التَّأْوِيلَ الْبَاطِلَ وَيَقُولُ: مَا أَعِرْفُ مُرَادَ اللَّهِ بِهَذَا. وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: هَذَا مِمَّا نُهِيَ عَنْ تَفْسِيرِهِ أَوْ مِمَّا يُكْتَمُ تَفْسِيرُهُ. وَمِنْهُمْ مَنْ يُقَرِّرُهُ كَمَا جَاءَتْ بِهِ الْأَحَادِيثُ الصَّحِيحَةُ وَالْآثَارُ الْكَثِيرَةُ عَنْ السَّلَفِ مِنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ البغوي الْحُسَيْنُ بْنُ مَسْعُودٍ الْفَرَّاءُ الْمُلَقَّبُ بـ مُحْيِي السُّنَّةِ فِي تَفْسِيرِهِ: {ثُمَّ اسْتَوَى إلَى السَّمَاءِ} قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَأَكْثَرُ مُفَسِّرِي السَّلَفِ: أَيْ ارْتَفَعَ إلَى السَّمَاءِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ وَابْنُ كيسان وَجَمَاعَةٌ مِنْ النَّحْوِيِّينَ: أَيْ أَقْبَلَ عَلَى خَلْقِ السَّمَاءِ. وَقِيلَ: قَصَدَ. وَهَذَا هُوَ الَّذِي ذَكَرَهُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي تَفْسِيرِهِ. قَالَ: {ثُمَّ اسْتَوَى إلَى السَّمَاءِ} أَيْ عَمَدَ إلَى خَلْقِهَا. وَكَذَلِكَ هُوَ يُرَجِّحُ قَوْلَ مَنْ يُفَسِّرُ الْإِتْيَانَ بِإِتْيَانِ أَمْرِهِ وَقَوْلَ مَنْ يَتَأَوَّلُ الِاسْتِوَاءَ. وَقَدْ ذَكَرَ ذَلِكَ فِي كُتُبٍ أُخْرَى وَوَافَقَ بَعْضَ أَقْوَالِ ابْنِ عَقِيلٍ. قَالَ: ابْنُ عَقِيلٍ لَهُ فِي هَذَا الْبَابِ أَقْوَالٌ مُخْتَلِفَةٌ وَتَصَانِيفُ يَخْتَلِفُ فِيهَا رَأْيُهُ وَاجْتِهَادُهُ. وَقَالَ البغوي فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}: قَالَ الْكَلْبِيُّ وَمُقَاتِلٌ: اسْتَقَرَّ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: صَعِدَ. وَأَوَّلَتْ الْمُعْتَزِلَةُ الِاسْتِوَاءَ بِالِاسْتِيلَاءِ. وَأَمَّا أَهْلُ السُّنَّةِ فَيَقُولُونَ: الِاسْتِوَاءُ عَلَى الْعَرْشِ صِفَةٌ لِلَّهِ بِلَا كَيْفٍ يَجِبُ عَلَى الرَّجُلِ الْإِيمَانُ بِهِ وَيَكِلُ الْعِلْمَ فِيهِ إلَى اللَّهِ. وَسَأَلَ رَجُلٌ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ عَنْ قَوْلِهِ {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} كَيْفَ اسْتَوَى؟ فَأَطْرَقَ مَالِكٌ رَأْسَهُ مَلِيًّا وَعَلَاهُ الرُّحَضَاءُ ثُمَّ قَالَ. الِاسْتِوَاءُ غَيْرُ مَجْهُولٍ وَالْكَيْفُ غَيْرُ مَعْقُولٍ وَالْإِيمَانُ بِهِ وَاجِبٌ وَالسُّؤَالُ عَنْهُ بِدْعَةٌ وَمَا أُرَاك إلَّا ضَالًّا. ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَأُخْرِجَ. قَالَ: رُوِيَ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ والأوزاعي وَاللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ وَسُفْيَانِ بْنِ عيينة وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ وَغَيْرِهِمْ مِنْ عُلَمَاءِ السُّنَّةِ فِي هَذِهِ الْآيَاتِ الَّتِي جَاءَتْ فِي الصِّفَاتِ الْمُتَشَابِهَةِ: أَمَرُّوهَا كَمَا جَاءَتْ بِلَا كَيْفٍ. وَقَالَ فِي قَوْلِهِ {هَلْ يَنْظُرُونَ إلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ} الْأَوْلَى فِي هَذِهِ الْآيَةِ وَفِيمَا شَاكَلَهَا أَنْ يُؤْمِنَ الْإِنْسَانُ بِظَاهِرِهَا وَيَكِلَ عِلْمَهَا إلَى اللَّهِ وَيَعْتَقِدَ أَنَّ اللَّهَ مُنَزَّهٌ عَنْ سِمَاتِ الْحَدَثِ. عَلَى ذَلِكَ مَضَتْ أَئِمَّةُ السَّلَفِ وَعُلَمَاءُ السُّنَّةِ. قَالَ الْكَلْبِيُّ: هَذَا مِنْ الْمَكْتُومِ الَّذِي لَا يُفَسَّرُ. (قُلْت: وَقَدْ حُكِيَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ {ثُمَّ اسْتَوَى} اسْتَقَرَّ. فَفَسَّرَ ذَاكَ وَجَعَلَ هَذَا مِنْ الْمَكْتُومِ الَّذِي لَا يُفَسَّرُ. لِأَنَّ ذَاكَ فِيهِ وَصْفُهُ بِأَنَّهُ فَوْقَ الْعَرْشِ وَهَذَا فِيهِ إتْيَانُهُ فِي ظُلَلٍ مِنْ الْغَمَامِ. قَالَ البغوي: وَكَانَ مَكْحُولٌ وَالزَّهْرِيُّ والأوزاعي وَمَالِكٌ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَأَحْمَد وَإِسْحَاقُ يَقُولُونَ فِيهِ وَفِي أَمْثَالِهِ: أَمَرُّوهَا كَمَا جَاءَتْ بِلَا كَيْفٍ. قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عيينة: كُلُّ مَا وَصَفَ
(يُتْبَعُ)
(/)
اللَّهُ بِهِ نَفْسَهُ فِي كِتَابِهِ فَتَفْسِيرُهُ قِرَاءَتُهُ وَالسُّكُوتُ عَنْهُ؛ لَيْسَ لِأَحَدِ أَنْ يُفَسِّرَهُ إلَّا اللَّهُ وَرَسُولُهُ. وَهَذِهِ الْآيَةُ أغمض مِنْ آيَةِ الِاسْتِوَاءِ. وَلِهَذَا كَانَ أَبُو الْفَرَجِ يَمِيلُ إلَى تَأْوِيلِ هَذَا وَيُنْكِرُ قَوْلَ مَنْ تَأَوَّلَ الِاسْتِوَاءَ بِالِاسْتِيلَاءِ. قَالَ فِي تَفْسِيرِهِ قَالَ الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَد: " الْعَرْشُ " السَّرِيرُ وَكُلُّ سَرِيرٍ لِلْمُلْكِ يُسَمَّى " عَرْشًا " وَقَلَّمَا يُجْمَعُ الْعَرْشُ إلَّا فِي الِاضْطِرَارِ. (قُلْت: وَقَدْ رَوَى ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ أَبِي رَوْقٍ عَنْ الضَّحَّاكِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: يُسَمَّى " عَرْشًا " لِارْتِفَاعِهِ. (قُلْت: وَالِاشْتِقَاقُ يَشْهَدُ لِهَذَا كَقَوْلِهِ {وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ} وَقَوْلِهِ {مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ}. وَقَوْلُ سَعْدٍ: وَهَذَا كَافِرٌ بِالْعَرْشِ. وَمَقْعَدُ الْمَلِكِ يَكُونُ أَعْلَى مِنْ غَيْرِهِ. فَهَذَا بِالنِّسْبَةِ إلَى غَيْرِهِ عَالٍ عَلَيْهِ وَبِالنِّسْبَةِ إلَى مَا فَوْقَهُ هُوَ دُونَهُ. وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {إذَا سَأَلْتُمْ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ فَإِنَّهُ أَعْلَى الْجَنَّةِ وَأَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَسَقْفُهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ}. فَدَلَّ عَلَى أَنَّ الْعَرْشَ أَعْلَى الْمَخْلُوقَاتِ كَمَا بُسِطَ فِي مَوَاضِعَ أُخَرٍ. قَالَ أَبُو الْفَرَجِ: وَاعْلَمْ أَنَّ ذِكْرَ الْعَرْشِ مَشْهُورٌ عِنْدَ الْعَرَبِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالْإِسْلَامِ. قَالَ أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ: مَجِّدُوا اللَّهَ فَهُوَ لِلْمَجْدِ أَهْلٌ رَبُّنَا فِي السَّمَاءِ أَمْسَى كَبِيرًا بِالْبِنَاءِ الْأَعْلَى الَّذِي سَبَقَ النَّاس وَسَوَّى فَوْقَ السَّمَاءِ سَرِيرًا شَرْجَعًا لَا يَنَالُهُ بَصَرُ الْعَيْنِ تَرَى دُونَهُ الْمَلَائِكُ صُوَرًا قُلْت: يُرِيدُ أَنَّهُ ذَكَرَهُ مِنْ الْعَرَبِ مَنْ لَمْ يَكُنْ مُسْلِمًا أَخَذَهُ عَنْ أَهْلِ الْكِتَابِ. فَإِنَّ أُمِّيَّةَ وَنَحْوَهُ إنَّمَا أَخَذَ هَذَا عَنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَإِلَّا فَالْمُشْرِكُونَ لَمْ يَكُونُوا يَعْرِفُونَ هَذَا. قَالَ أَبُو الْفَرَجِ ابْنُ الْجَوْزِيِّ وَقَالَ كَعْبٌ: إنَّ السَّمَوَاتِ فِي الْعَرْشِ كَقِنْدِيلِ مُعَلَّقٍ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ. قَالَ: وَإِجْمَاعُ السَّلَفِ مُنْعَقِدٌ عَلَى أَنْ لَا يَزِيدُوا عَلَى قِرَاءَةِ الْآيَةِ. وَقَدْ شَذَّ قَوْمٌ فَقَالُوا: الْعَرْشُ بِمَعْنَى الْمُلْكِ وَهُوَ عُدُولٌ عَنْ الْحَقِيقَةِ إلَى التَّجَوُّزِ مَعَ مُخَالَفَةِ الْأَثَرِ. أَلَمْ يَسْمَعُوا قَوْلَهُ {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} أَفَتُرَاهُ كَانَ الْمُلْكُ عَلَى الْمَاءِ؟. قَالَ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: اسْتَوَى بِمَعْنَى اسْتَوْلَى وَيَسْتَدِلُّ بِقَوْلِ الشَّاعِرِ: حَتَّى اسْتَوَى بِشْرٌ عَلَى الْعِرَاقِ مِنْ غَيْرِ سَيْفٍ وَدَمٍ مِهْرَاقِ وَقَالَ الشَّاعِرُ أَيْضًا: قَدْ قَلَّمَا اسْتَوَيَا بِفَضْلِهِمَا جَمِيعًا عَلَى عَرْشِ الْمُلُوكِ بِغَيْرِ زُورِ قَالَ: وَهُوَ مُنْكَرٌ عِنْدَ اللُّغَوِيِّينَ. قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: إنَّ الْعَرَبَ لَا تَعْلَمُ اسْتَوَى بِمَعْنَى اسْتَوْلَى وَمَنْ قَالَ ذَلِكَ فَقَدْ أَعْظَمَ. قَالَ: وَإِنَّمَا يُقَالُ " اسْتَوْلَى فُلَانٌ عَلَى كَذَا " إذَا كَانَ بَعِيدًا عَنْهُ غَيْرَ مُتَمَكِّنٍ ثُمَّ تَمَكَّنَ مِنْهُ وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لَمْ يَزَلْ مُسْتَوْلِيًا عَلَى الْأَشْيَاءِ. وَالْبَيْتَانِ لَا يُعْرَفُ قَائِلَهُمَا كَذَا قَالَ ابْنُ فَارِسٍ اللُّغَوِيُّ. وَلَوْ صَحَّا لَمْ [يَكُنْ] حُجَّةً فِيهِمَا لِمَا بَيَّنَّا مِنْ اسْتِيلَاءِ مَنْ لَمْ يَكُنْ مُسْتَوْلِيًا نَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ تَعْطِيلِ الْمُلْحِدَةِ وَتَشْبِيهِ الْمُجَسِّمَةِ. قُلْت: فَقَدْ تَأَوَّلَ قَوْلَهُ {ثُمَّ اسْتَوَى إلَى السَّمَاءِ}. وَأَنْكَرَ تَأْوِيلَ {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى
(يُتْبَعُ)
(/)
الْعَرْشِ}. وَهُوَ فِي لَفْظِ " الْإِتْيَانِ " قَدْ ذَكَرَ الْقَوْلَيْنِ فَقَالَ: قَوْلُهُ {أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ} كَانَ جَمَاعَةٌ مِنْ السَّلَفِ يُمْسِكُونَ عَنْ مِثْلِ هَذَا. وَقَدْ ذَكَرَ الْقَاضِي أَبُو يَعْلَى عَنْ أَحْمَد أَنَّهُ قَالَ: الْمُرَادُ بِهِ قُدْرَتُهُ وَأَمْرُهُ. قَالَ: وَقَدْ بَيَّنَهُ فِي قَوْلِهِ {أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ}. (قُلْت: هَذَا الَّذِي ذَكَرَهُ الْقَاضِي وَغَيْرُهُ أَنَّ حَنْبَلًا نَقَلَهُ عَنْ أَحْمَد فِي كِتَابِ " الْمِحْنَةِ " أَنَّهُ قَالَ ذَلِكَ فِي الْمُنَاظَرَةِ لَهُمْ يَوْمَ الْمِحْنَةِ لَمَّا احْتَجُّوا عَلَيْهِ بِقَوْلِهِ " تَجِيءُ الْبَقَرَةُ وَآلُ عِمْرَانَ " قَالُوا: وَالْمَجِيءُ لَا يَكُونُ إلَّا لِمَخْلُوقِ. فَعَارَضَهُمْ أَحْمَد بِقَوْلِهِ {وَجَاءَ رَبُّكَ} {أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ} وَقَالَ: الْمُرَادُ بِقَوْلِهِ " تَجِيءُ الْبَقَرَةُ وَآلُ عِمْرَانَ ": ثَوَابُهُمَا كَمَا فِي قَوْلِهِ {وَجَاءَ رَبُّكَ} أَمْرُهُ وَقُدْرَتُهُ. وَقَدْ اخْتَلَفَ أَصْحَابُ أَحْمَد فِيمَا نَقَلَهُ حَنْبَلٌ. فَإِنَّهُ لَا رَيْبَ أَنَّهُ خِلَافُ النُّصُوصِ الْمُتَوَاتِرَةِ عَنْ أَحْمَد فِي مَنْعِهِ مِنْ تَأْوِيلِ هَذَا وَتَأْوِيلِ النُّزُولِ وَالِاسْتِوَاءِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ الْأَفْعَالِ. وَلَهُمْ ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ. قِيلَ: إنَّ هَذَا غَلَطٌ مِنْ حَنْبَلٍ انْفَرَدَ بِهِ دُونَ الَّذِينَ ذَكَرُوا عَنْهُ الْمُنَاظَرَةَ مِثْلَ صَالِحٍ وَعَبْدِ اللَّهِ والمروذي وَغَيْرِهِمْ. فَإِنَّهُمْ لَمْ يَذْكُرُوا هَذَا وَحَنْبَلٌ يَنْفَرِدُ بِرِوَايَاتِ يُغَلِّطُهُ فِيهَا طَائِفَةٌ كَالْخَلَّالِ وَصَاحِبِهِ. قَالَ أَبُو إسْحَاقَ ابْنُ شاقلا: هَذَا غَلَطٌ مِنْ حَنْبَلٍ لَا شَكَّ فِيهِ. وَكَذَلِكَ نُقِلَ عَنْ مَالِكٍ رِوَايَةٌ أَنَّهُ تَأَوَّلَ " يَنْزِلُ إلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا " أَنَّهُ يَنْزِلُ أَمْرُهُ. لَكِنَّ هَذَا مِنْ رِوَايَةِ حَبِيبٍ كَاتِبِهِ وَهُوَ كَذَّابٌ بِاتِّفَاقِهِمْ. وَقَدْ رُوِيَتْ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ لَكِنَّ الْإِسْنَادَ مَجْهُولٌ. وَالْقَوْلُ الثَّانِي: قَالَ طَائِفَةٌ مِنْ أَصْحَابِ أَحْمَد: هَذَا قَالَهُ إلْزَامًا لِلْخَصْمِ عَلَى مَذْهَبِهِ لِأَنَّهُمْ فِي يَوْمِ الْمِحْنَةِ لَمَّا احْتَجُّوا عَلَيْهِ بِقَوْلِهِ " تَأْتِي الْبَقَرَةُ وَآلُ عِمْرَانَ " أَجَابَهُمْ بِأَنَّ مَعْنَاهُ: يَأْتِي ثَوَابُ الْبَقَرَةِ وَآلِ عِمْرَانَ كَقَوْلِهِ {أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ} أَيْ أَمْرُهُ وَقُدْرَتُهُ عَلَى تَأْوِيلِهِمْ لَا أَنَّهُ يَقُولُ بِذَلِكَ. فَإِنَّ مَذْهَبَهُ تَرْكُ التَّأْوِيلِ. وَالْقَوْلُ الثَّالِثُ: أَنَّهُمْ جَعَلُوا هَذَا رِوَايَةً عَنْ أَحْمَد وَقَدْ يَخْتَلِفُ كَلَامُ الْأَئِمَّةِ فِي مَسَائِلَ مِثْلِ هَذِهِ لَكِنَّ الصَّحِيحَ الْمَشْهُورَ عَنْهُ رِدُّ التَّأْوِيلِ. وَقَدْ ذَكَرَ الرِّوَايَتَيْنِ ابْنُ الزاغوني وَغَيْرُهُ وَذَكَرَ أَنَّ تَرْكَ التَّأْوِيلِ هِيَ الرِّوَايَةُ الْمَشْهُورَةُ الْمَعْمُولُ عَلَيْهَا عِنْدَ عَامَّةِ الْمَشَايِخِ مِنْ أَصْحَابِنَا. وَرِوَايَةُ التَّأْوِيلِ فَسَّرَ ذَلِكَ بِالْعَمْدِ وَالْقَصْدِ لَمْ يُفَسِّرْهُ بِالْأَمْرِ وَالْقُدْرَةِ كَمَا فَسَّرُوا {ثُمَّ اسْتَوَى إلَى السَّمَاءِ}. فَعَلَى هَذَا فِي تَأْوِيلِ ذَلِكَ إذَا قِيلَ بِهِ وَجْهَانِ. وَابْنُ الزاغوني وَالْقَاضِي أَبُو يَعْلَى وَنَحْوُهُمَا وَإِنْ كَانُوا يَقُولُونَ بِإِمْرَارِ الْمَجِيءِ وَالْإِتْيَانِ عَلَى ظَاهِرِهِ فَقَوْلُهُمْ فِي ذَلِكَ مِنْ جِنْسِ قَوْلِ ابْنِ كِلَابٍ وَالْأَشْعَرِيِّ. فَإِنَّهُ أَيْضًا يَمْنَعُ تَأْوِيلَ النُّزُولِ وَالْإِتْيَانِ وَالْمَجِيءِ وَيَجْعَلُهُ مِنْ الصِّفَاتِ الْخَبَرِيَّةِ وَيَقُولُ: إنَّ هَذِهِ الْأَفْعَالَ لَا تَسْتَلْزِمُ الْأَجْسَامَ بَلْ يُوصَفُ بِهَا غَيْرُ الْأَجْسَامِ. وَكَلَامُ ابْنِ الزاغوني فِي هَذَا النَّوْعِ وَفِي اسْتِوَاءِ الرَّبِّ عَلَى الْعَرْشِ هُوَ مُوَافِقٌ لِقَوْلِ أَبِي الْحَسَنِ
(يُتْبَعُ)
(/)
نَفْسِهِ. هَذَا قَوْلُهُمْ فِي الصِّفَاتِ الْخَبَرِيَّةِ الْوَارِدَةِ فِي هَذِهِ الْأَفْعَالِ. وَأَمَّا عُلُوُّ الرَّبِّ نَفْسِهِ فَوْقَ الْعَالَمِ فَعِنْدَ ابْنِ كِلَابٍ أَنَّهُ مَعْلُومٌ بِالْعَقْلِ كَقَوْلِ أَكْثَرِ الْمُثْبِتَةِ كَمَا ذَكَرَ ذَلِكَ الخطابي وَابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ وَغَيْرُهُمَا. وَهُوَ قَوْلُ ابْنِ الزاغوني وَهُوَ آخِرُ قَوْلَيْ الْقَاضِي أَبِي يَعْلَى وَكَانَ الْقَاضِي أَوَّلًا يَقُولُ بِقَوْلِ الْأَشْعَرِيِّ: إنَّهُ مِنْ الصِّفَاتِ الْخَبَرِيَّةِ. وَهَذَا قَوْلُ الْقَاضِي أَبِي بَكْرٍ والبيهقي وَنَحْوِهِمَا. وَأَمَّا أَبُو الْمَعَالِي الجويني وَأَتْبَاعُهُ فَهَؤُلَاءِ خَالَفُوا الْأَشْعَرِيَّ وَقُدَمَاءَ أَصْحَابِهِ فِي الصِّفَاتِ الْخَبَرِيَّةِ فَلَمْ يُثْبِتُوهَا. لَكِنْ مِنْهُمْ مَنْ نَفَاهَا فَتَأَوَّلَ الِاسْتِوَاءَ بِالِاسْتِيلَاءِ وَهَذَا أَوَّلُ قَوْلَيْ أَبِي الْمَعَالِي؛ وَمِنْهُمْ مَنْ تَوَقَّفَ فِي إثْبَاتِهَا وَنَفْيِهَا كالرازي والآمدي. وَآخِرُ قَوْلَيْ أَبِي الْمَعَالِي الْمَنْعُ مِنْ تَأْوِيلِ الصِّفَاتِ الْخَبَرِيَّةِ وَذَكَرَ أَنَّ هَذَا إجْمَاعُ السَّلَفِ وَأَنَّ التَّأْوِيلَ لَوْ كَانَ مُسَوَّغًا أَوْ مَحْتُومًا لَكَانَ اهْتِمَامُهُمْ بِهِ أَعْظَمَ مِنْ اهْتِمَامِهِمْ بِغَيْرِهِ. فَاسْتَدَلَّ بِإِجْمَاعِهِمْ عَلَى أَنَّهُ لَا يَجُوزُ التَّأْوِيلُ وَجَعَلَ الْوَقْفَ التَّامَّ عَلَى قَوْلِهِ {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلَّا اللَّهُ}. ذَكَرَ ذَلِكَ فِي " النِّظَامِيَّةِ فِي الْأَرْكَانِ الْإِسْلَامِيَّةِ ". وَهَذِهِ طَرِيقَةُ عَامَّةِ الْمُنْتَسِبِينَ إلَى السُّنَّةِ يَرَوْنَ التَّأْوِيلَ مُخَالِفًا لِطَرِيقَةِ السَّلَفِ. وَقَدْ بُسِطَ الْكَلَامُ عَلَى هَذَا فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ وَذَكَرَ لَفْظَ " التَّأْوِيلِ " وَمَا فِيهِ مِنْ الْإِجْمَالِ وَالْكَلَامِ عَلَى قَوْلِهِ {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلَّا اللَّهُ} وَأَنَّ كِلَا الْقَوْلَيْنِ حَقٌّ. فَمَنْ قَالَ: لَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلَّا اللَّهُ فَأَرَادَ بِهِ مَا يُؤَوَّلُ إلَيْهِ الْكَلَامُ مِنْ الْحَقَائِقِ الَّتِي لَا يَعْلَمُهَا إلَّا اللَّهُ. وَمَنْ قَالَ: إنَّ الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ يَعْلَمُونَ التَّأْوِيلَ فَالْمُرَادُ بِهِ تَفْسِيرُ الْقُرْآنِ الَّذِي بَيَّنَهُ الرَّسُولُ وَالصَّحَابَةُ. وَإِنَّمَا الْخِلَافُ فِي لَفْظِ " التَّأْوِيلِ " عَلَى الْمَعْنَى الْمَرْجُوحِ وَأَنَّهُ حَمْلُ اللَّفْظِ عَلَى الِاحْتِمَالِ الْمَرْجُوحِ دُونَ الرَّاجِحِ دَلِيلٌ يَقْتَرِنُ بِهِ. فَهَذَا اصْطِلَاحُ مُتَأَخِّرٌ وَهُوَ التَّأْوِيلُ الَّذِي أَنْكَرَهُ السَّلَفُ وَالْأَئِمَّةُ تَأْوِيلَاتُ أَهْلِ الْبِدَعِ. وَكَذَلِكَ يَقُولُ أَحْمَد فِي " رَدِّهِ عَلَى الجهمية ": الَّذِينَ تَأَوَّلُوا الْقُرْآنَ عَلَى غَيْرِ تَأْوِيلِهِ. وَقَدْ تَكَلَّمَ أَحْمَد عَلَى مُتَشَابِهِ الْقُرْآنِ وَفَسَّرَهُ كُلَّهُ. وَمِنْهُ تَفْسِيرٌ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ عِنْدَ السَّلَفِ وَمِنْهُ تَفْسِيرٌ مُخْتَلَفٌ فِيهِ. وَقَدْ ذَكَرَ الْجَدُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ فِي تَفْسِيرِهِ مِنْ جِنْسِ مَا ذَكَرَهُ البغوي لَا مِنْ جِنْسِ مَا ذَكَرَهُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فَقَالَ: أَمَّا الْإِتْيَانُ الْمَنْسُوبُ إلَى اللَّهِ فَلَا يَخْتَلِفُ قَوْلُ أَئِمَّةِ السَّلَفِ كَمَكْحُولِ وَالزُّهْرِيِّ. والأوزاعي وَابْنِ الْمُبَارَكِ وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَاللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ وَمَالِك بْنِ أَنَسٍ وَالشَّافِعِيِّ وَأَحْمَد وَأَتْبَاعِهِمْ أَنَّهُ يَمُرُّ كَمَا جَاءَ. وَكَذَلِكَ مَا شَاكَلَ ذَلِكَ مِمَّا جَاءَ فِي الْقُرْآنِ أَوْ وَرَدَتْ بِهِ السُّنَّةُ كَأَحَادِيثِ النُّزُولِ وَنَحْوِهَا. وَهِيَ طَرِيقَةُ السَّلَامَةِ وَمَنْهَجُ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ يُؤْمِنُونَ بِظَاهِرِهَا وَيَكِلُونَ عِلْمَهَا إلَى اللَّهِ وَيَعْتَقِدُونَ أَنَّ اللَّهَ مُنَزَّهٌ عَنْ سِمَاتِ الْحَدَثِ. عَلَى ذَلِكَ مَضَتْ الْأَئِمَّةُ خَلَفًا بَعْدَ سَلَفٍ كَمَا قَالَ تَعَالَى {
(يُتْبَعُ)
(/)
وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ}. وَقَالَ ابْنُ السَّائِبِ فِي قَوْلِهِ {أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ}: هَذَا مِنْ الْمَكْتُومِ الَّذِي لَا يُفَسَّرُ وَذَكَرَ مَا يُشْبِهُ كَلَامَ الخطابي فِي هَذَا. فَإِنْ قِيلَ " كَيْفَ يَقَعُ الْإِيمَانُ بِمَا لَا يُحِيطُ مَنْ يَدَّعِي الْإِيمَانَ بِهِ عِلْمًا بِحَقِيقَتِهِ؟ " فَالْجَوَابُ: كَمَا يَصِحُّ الْإِيمَانُ بِاَللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالنَّارِ وَالْجَنَّةِ. وَمَعْلُومٌ أَنَّا لَا نُحِيطُ عِلْمًا بِكُلِّ شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ عَلَى جِهَةِ التَّفْصِيلِ وَإِنَّمَا كُلِّفْنَا الْإِيمَانَ بِذَلِكَ فِي الْجُمْلَةِ. أَلَا تَرَى أَنَّا لَا نَعْرِفُ عِدَّةً مِنْ الْأَنْبِيَاءِ وَكَثِيرًا مِنْ الْمَلَائِكَةِ وَلَا نُحِيطُ بِصِفَاتِهِمْ ثُمَّ لَا يَقْدَحُ ذَلِكَ فِي إيمَانِنَا بِهِمْ؟ وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صِفَةِ الْجَنَّةِ: {يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى أَعْدَدْت لَعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ}. (قُلْت: لَا رَيْبَ أَنَّهُ يَجِبُ الْإِيمَانُ بِكُلِّ مَا أَخْبَرَ بِهِ الرَّسُولُ وَتَصْدِيقُهُ فِيمَا أَخْبَرَ بِهِ وَإِنْ كَانَ الشَّخْصُ لَمْ يَفْقَهْ بِالْعَرَبِيَّةِ مَا قَالَ وَلَا فَهِمَ مِنْ الْكَلَامِ شَيْئًا فَضْلًا عَنْ الْعَرَبِ. فَلَا يُشْتَرَطُ فِي الْإِيمَانِ الْمُجْمَلِ الْعِلْمُ بِمَعْنَى كُلِّ مَا أَخْبَرَ بِهِ؛ هَذَا لَا رَيْبَ فِيهِ. فَكُلُّ مَنْ اشْتَبَهَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ الْقُرْآنِ وَلَمْ يَعْرِفْ مَعْنَاهَا وَجَبَ عَلَيْهِ الْإِيمَانُ بِهَا وَأَنْ يَكِلَ عِلْمَهَا إلَى اللَّهِ فَيَقُولُ " اللَّهُ أَعْلَمُ ". وَهَذَا مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ بَيْنِ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ. فَمَا زَالَ كَثِيرٌ مِنْ الصَّحَابَةِ يَمُرُّ بِآيَةِ وَلَفْظٍ لَا يَفْهَمُهُ فَيُؤْمِنُ بِهِ وَإِنْ لَمْ يَفْهَمْ مَعْنَاهُ. لَكِنْ هَلْ يَكُونُ فِي الْقُرْآنِ مَا لَا يَفْهَمُهُ أَحَدٌ مِنْ النَّاسِ. بَلْ وَلَا الرَّسُولُ عِنْدَ مَنْ يَجْعَلُ التَّأْوِيلَ هُوَ " مَعْنَى الْآيَةِ " وَيَقُولُ: إنَّهُ لَا يَعْلَمُهُ إلَّا اللَّهُ؟ فَيَلْزَمُ أَنْ يَكُونَ فِي الْقُرْآنِ كَلَامٌ لَا يَفْهَمُهُ لَا الرَّسُولُ وَلَا أَحَدٌ مِنْ الْأُمَّةِ بَلْ وَلَا جِبْرِيلُ. هَذَا هُوَ الَّذِي يَلْزَمُ عَلَى قَوْلِ مَنْ يَجْعَلُ مَعَانِيَ هَذِهِ الْآيَاتِ لَا يَفْهَمُهُ أَحَدٌ مِنْ النَّاسِ. وَلَيْسَ هَذَا بِمَنْزِلَةِ مَا ذُكِرَ فِي الْمَلَائِكَةِ وَالنَّبِيِّينَ. وَالْجَنَّةِ. فَإِنَّا قَدْ فَهِمْنَا الْكَلَامَ الَّذِي خُوطِبْنَا بِهِ وَأَنَّهُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ هُنَاكَ نَعِيمًا لَا نَعْلَمُهُ. وَهَذَا خِطَابٌ مَفْهُومٌ وَفِيهِ إخْبَارُنَا أَنَّ مِنْ الْمَخْلُوقَاتِ مَا لَا نَعْلَمُهُ. وَهَذَا حَقٌّ كَقَوْلِهِ {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إلَّا هُوَ} وَقَوْلِهِ لَمَّا سَأَلُوهُ عَنْ الرُّوحِ {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إلَّا قَلِيلًا}. فَهَذَا فِيهِ إخْبَارُنَا بِأَنَّ لِلَّهِ مَخْلُوقَاتٍ لَا نَعْلَمُهَا أَوْ نَعْلَمُ جِنْسَهُمْ وَلَا نَعْلَمُ قَدْرَهُمْ أَوْ نَعْلَمُ بَعْضَ صِفَاتِهِمْ دُونَ بَعْضٍ. وَكُلُّ هَذَا حَقٌّ لَكِنْ لَيْسَ فِيهِ أَنَّ الْخِطَابَ الْمُنَزَّلَ الَّذِي أُمِرْنَا بِتَدَبُّرِهِ لَا يَفْقَهُ وَلَا يَفْهَمُ مَعْنَاهُ لَا الرَّسُولُ وَلَا الْمُؤْمِنُونَ. فَهَذَا هُوَ الْمُنْكَرُ الَّذِي أَنْكَرَهُ الْعُلَمَاءُ. فَإِنَّ اللَّهَ قَالَ {إنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} وَقَالَ {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} وَقَالَ {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ} وَقَالَ {حَتَّى إذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا أُولَئِكَ الَّذِينَ
(يُتْبَعُ)
(/)
طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ}. وَفَرَّقَ بَيْنَ مَا لَمْ يُخْبِرْ بِهِ أَوْ أَخْبَرَنَا بِبَعْضِ صِفَاتِهِ دُونَ بَعْضٍ فَمَا لَمْ يُخْبِرْ بِهِ لَا يَضُرُّنَا أَنْ لَا نَعْلَمَهُ وَبَيَّنَ مَا أَخْبَرَنَا بِهِ وَهُوَ الْكَلَامُ الْعَرَبِيُّ الَّذِي جَعَلَ هُدًى وَشِفَاءً لِلنَّاسِ. وَقَالَ الْحَسَنُ: مَا أَنْزَلَ اللَّهُ آيَةً إلَّا وَهُوَ يُحِبُّ أَنْ يَعْلَمَ فِيمَا أُنْزِلَتْ وَمَا عَنَى بِهَا. فَكَيْفَ يَكُونُ فِي مِثْلِ هَذَا الْكَلَامِ مَا لَا يَفْهَمُهُ أَحَدٌ قَطُّ؟. وَفَرْقٌ بَيْنَ أَنْ يُقَالَ " الرَّبُّ هُوَ الَّذِي يَأْتِي إتْيَانًا يَلِيقُ بِجَلَالِهِ " أَوْ يُقَالُ " مَا نَدْرِي هَلْ هُوَ الَّذِي يَأْتِي أَوْ أَمْرُهُ ". فَكَثِيرٌ مَنْ لَا يَجْزِمُ بِأَحَدِهِمَا بَلْ يَقُولُ: اُسْكُتْ فَالسُّكُوتُ أَسْلَمُ. وَلَا رَيْبَ أَنَّهُ مَنْ لَمْ يَعْلَمْ فَالسُّكُوتُ لَهُ أَسْلَمُ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاَللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ}. لَكِنَّ هُوَ يَقُولُ: إنَّ الرَّسُولَ وَجَمِيعَ الْأُمَّةِ كَانُوا كَذَلِكَ لَا يَدْرُونَ هَلْ الْمُرَادُ بِهِ هَذَا أَوْ هَذَا وَلَا الرَّسُولُ كَانَ يَعْرِفُ ذَلِكَ. فَقَائِلُ هَذَا مُبْطِلٌ مُتَكَلِّمٌ بِمَا لَا عِلْمَ لَهُ بِهِ. وَكَانَ يَسَعُهُ أَنْ يَسْكُتَ عَنْ هَذَا لَا يَجْزِمُ بِأَنَّ الرَّسُولَ وَالْأَئِمَّةَ كُلَّهُمْ جُهَّالٌ يَجِبُ عَلَيْهِمْ السُّكُوتُ كَمَا يَجِبُ عَلَيْهِ. ثُمَّ إنَّ هَذَا خِلَافُ الْوَاقِعِ. فَأَحَادِيثُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَلَامُ السَّلَفِ فِي مَعْنَى هَذِهِ الْآيَةِ وَنَظَائِرُهَا كَثِيرٌ مَشْهُورٌ. لَكِنْ قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُونَ وَدَعُوا مَا يُنْكِرُونَ. أَتُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ؟ ". وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: " مَا مِنْ رَجُلٍ يُحَدِّثُ قَوْمًا حَدِيثًا لَا تَبْلُغُهُ عُقُولُهُمْ إلَّا كَانَ فِتْنَةً لِبَعْضِهِمْ ". وَإِذَا قَالَ: بَلْ كَانَ [مِنْ] السَّلَفِ مَنْ يَجْزِمُ بِأَنَّ الْمُرَادَ هُوَ إتْيَانُهُ نَفْسُهُ فَهَذَا جَزْمٌ بِأَنَّهُمْ عَرَفُوا مَعْنَاهَا وَبُطْلَانَ الْقَوْلِ الْآخَرِ لَمْ يَكُونُوا سَاكِتِينَ حَيَارَى. وَلَا رَيْبَ أَنَّ مَقْدُورَهُ وَمَأْمُورَهُ مِمَّا يَأْتِي أَيْضًا وَلَكِنْ هُوَ يَأْتِي كَمَا أَخْبَرَ عَنْ نَفْسِهِ إتْيَانًا يَلِيقُ بِجَلَالِهِ. فَإِذَا قِيلَ: لَا نَعْلَمُ كَيْفِيَّةَ الِاسْتِوَاءِ كَانَ هَذَا صَحِيحًا. وَإِذَا كَانَ الْخِطَابُ وَالْكَلَامُ مِمَّا لَا يَفْهَمُ أَحَدٌ مَعْنَاهُ لَا الرَّسُولُ وَلَا جِبْرِيلُ وَلَا الْمُؤْمِنُونَ لَمْ يَكُنْ مِمَّا يُتَدَبَّرُ وَيُعْقَلُ. بَلْ مِثْلُ هَذَا عَبَثٌ وَاَللَّهُ مُنَزَّهٌ عَنْ الْعَبَثِ. ثُمَّ هَذَا يَلْزَمُهُمْ فِي الْأَحَادِيثِ مِثْلُ قَوْلِهِ: {يَنْزِلُ رَبُّنَا كُلَّ لَيْلَةٍ إلَى السَّمَاءِ}. أَفَكَانَ الرَّسُولُ يَقُولُ هَذَا الْحَدِيثَ وَنَحْوَهُ وَهُوَ لَا يَفْقَهُ مَا يَقُولُ وَلَا يَفْهَمُ لَهُ مَعْنًى؟ سُبْحَانَ اللَّهِ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ وَقَدْحٌ فِي الرَّسُولِ وَتَسْلِيطٌ لِلْمُلْحِدِينَ. إذَا قِيلَ إنَّ نَفْسَ الْكَلَامِ الَّذِي جَاءَ بِهِ قَدْ كَانَ لَا يَفْهَمُ مَعْنَاهُ قَالُوا: فَغَيْرُهُ مِنْ الْعُلُومِ الْعَقْلِيَّةِ أَوْلَى أَنْ لَا يَفْهَمَ مَعْنَاهُ. وَالْكَلَامُ إنَّمَا هُوَ فِي صِفَاتِ الرَّبِّ فَإِذَا قِيلَ إنَّ مَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مِنْ صِفَاتِ الرَّبِّ لَمْ يَكُنْ هُوَ وَلَا غَيْرُهُ يَفْهَمُهُ وَهُوَ كَلَامُ أُمِّيٍّ عَرَبِيٍّ يَنْزِلُ عَلَيْهِ قِيلَ: فَالْمَعَانِي الْمَعْقُولَةُ فِي الْأُمُورِ الْإِلَهِيَّةِ أَوْلَى أَنْ لَا يَكُونَ يَفْهَمُهَا. وَحِينَئِذٍ فَهَذَا الْبَابُ لَمْ يَكُنْ مَوْجُودًا فِي رِسَالَتِهِ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْ جِهَتِهِ لَا مِنْ جِهَةِ السَّمْعِ وَلَا مِنْ جِهَةِ الْعَقْلِ. قَالَتْ
(يُتْبَعُ)
(/)
الْمَلَاحِدَةُ: فَيُؤْخَذُ مِنْ طَرِيقِ غَيْرِهِ. فَإِذَا قَالَ لَهُمْ هَؤُلَاءِ: هَذَا غَيْرُ مُمْكِنٍ لِأَحَدِ مَنَعُوا ذَلِكَ وَقَالُوا: إنَّمَا فِي الْقُرْآنِ أَنَّ ذَلِكَ الْخِطَابَ لَا يَعْلَمُ مَعْنَاهُ إلَّا اللَّهُ. لَكِنْ مِنْ أَيْنَ لَكُمْ أَنَّ الْأُمُورَ الْإِلَهِيَّةَ لَا تُعْلَمُ بِالْأَدِلَّةِ الْعَقْلِيَّةِ الَّتِي يَقْصُرُ عَنْهَا الْبَيَانُ بِمُجَرَّدِ الْخِطَابِ وَالْخَبَرِ؟ وَالْمَلَاحِدَةُ يَقُولُونَ: إنَّ الرُّسُلَ خَاطَبَتْ بِالتَّخْيِيلِ وَأَهْلُ الْكَلَامِ يَقُولُونَ: بِالتَّأْوِيلِ وَهَؤُلَاءِ الظَّاهِرِيَّةُ يَقُولُونَ: بِالتَّجْهِيلِ. وَقَدْ بُسِطَ الْكَلَامُ عَلَى خَطَأِ الطَّوَائِفِ الثَّلَاثِ وَبُيِّنَ أَنَّ الرَّسُولَ قَدْ أَتَى بِغَايَةِ الْعِلْمِ وَالْبَيَانِ الَّذِي لَا يُمْكِنُ أَحَدًا مِنْ الْبَشَرِ أَنْ يَأْتِيَ بِأَكْمَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا. فَأَكْمَلُ مَا جَاءَ بِهِ الْقُرْآنُ وَالنَّاسُ مُتَفَاوِتُونَ فِي فَهْمِ الْقُرْآنِ تَفَاوُتًا عَظِيمًا. وَقَوْلُ ابْنِ السَّائِبِ: إنَّ هَذَا مِنْ الْمَكْتُومِ الَّذِي لَا يُفَسَّرُ يَقْتَضِي أَنَّ لَهُ تَفْسِيرًا يَعْلَمُهُ الْعُلَمَاءُ وَيَكْتُمُونَهُ. وَهَذَا عَلَى وَجْهَيْنِ. إمَّا أَنْ يُرِيدَ أَنَّهُ يُكْتَمُ شَيْءٌ مِمَّا بَيَّنَهُ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ جَمِيعِ النَّاسِ فَهَذَا مِنْ الْكِتْمَانِ الْمُجَرَّدِ الَّذِي ذَمَّ اللَّهُ عَلَيْهِ. وَهَذِهِ حَالُ أَهْلِ الْكِتَابِ. وَعَابَ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا بَيَّنَهُ لِلنَّاسِ مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ. وَقَالَ {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ}. وَهَذِهِ حَالُ أَهْلِ الْكِتَابِ فِي كِتْمَانِ مَا فِي كِتَابِهِمْ مِنْ الْأَلْفَاظِ يَتَأَوَّلُهَا بَعْضُهُمْ وَيَجْعَلُهَا بَعْضُهُمْ مُتَشَابِهًا. وَهِيَ دَلَائِلُ عَلَى نُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَغَيْرِ ذَلِكَ. فَإِنَّ أَلْفَاظَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَسَائِرِ كُتُبِ الْأَنْبِيَاءِ وَهِيَ بِضْعٌ وَعِشْرُونَ كِتَابًا عِنْدَ أَهْلِ الْكِتَابِ لَا يُمْكِنُهُمْ جَحْدُ أَلْفَاظِهَا لَكِنْ يُحَرِّفُونَهَا بِالتَّأْوِيلِ الْبَاطِلِ وَيَكْتُمُونَ مَعَانِيَهَا الصَّحِيحَةَ عَنْ عَامَّتِهِمْ كَمَا قَالَ تَعَالَى {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إلَّا أَمَانِيَّ}. فمن جَعَلَ أَهْلَ الْقُرْآنِ كَذَلِكَ وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَكُونُوا فِيهِ أُمِّيِّينَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إلَّا تِلَاوَةً فَقَدْ أَمَرَهُمْ بِنَظِيرِ مَا ذَمَّ اللَّهُ عَلَيْهِ أَهْلَ الْكِتَابِ. وَصَبِيغُ بْنُ عسيل التَّمِيمِيُّ إنَّمَا ضَرَبَهُ عُمَرُ لِأَنَّهُ قَصَدَ بِاتِّبَاعِ الْمُتَشَابِهِ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ. وَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ عَابَهُمْ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ لِأَنَّهُمْ جَمَعُوا شَيْئَيْنِ سُوءَ الْقَصْدِ وَالْجَهْلِ. فَهُمْ لَا يَفْهَمُونَ مَعْنَاهُ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَضْرِبُوا كِتَابَ اللَّهِ بَعْضَهُ بِبَعْضِ لِيُوقِعُوا بِذَلِكَ الشُّبْهَةَ وَالشَّكَّ. وَفِي الصَّحِيحِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {إذَا رَأَيْتُمْ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ سَمَّاهُمْ اللَّهُ فَاحْذَرُوهُمْ}. فَهَذَا فِعْلُ مَنْ يُعَارِضُ النُّصُوصَ بَعْضَهَا بِبَعْضِ لِيُوقِعَ الْفِتْنَةَ وَهِيَ الشَّكُّ وَالرَّيْبُ فِي الْقُلُوبِ كَمَا رُوِيَ أَنَّهُ {خَرَجَ عَلَى الْقَوْمِ وَهُمْ يَتَجَادَلُونَ فِي الْقَدَرِ هَؤُلَاءِ يَقُولُونَ: أَلَمْ يَقُلْ اللَّهُ كَذَا؟ وَهَؤُلَاءِ يَقُولُونَ: أَلَمْ يَقُلْ اللَّهُ كَذَا؟ فَكَأَنَّمَا فُقِئَ فِي وَجْهِهِ حَبُّ الرُّمَّانِ ثُمَّ قَالَ: أَبِهَذَا أُمِرْتُمْ أَنْ تَضْرِبُوا كِتَابَ اللَّهِ بَعْضَهُ بِبَعْضِ؟ اُنْظُرُوا مَا أُمِرْتُمْ بِهِ فَافْعَلُوهُ}. فَكُلُّ مَنْ اتَّبَعَ الْمُتَشَابِهَ عَلَى هَذَا الْوَجْهِ فَهُوَ مَذْمُومٌ. وَهُوَ حَالُ مَنْ يُرِيدُ أَنْ يُشَكِّكَ النَّاسَ فِيمَا عَلِمُوهُ لِكَوْنِهِ وَإِيَّاهُمْ لَمْ يَفْهَمُوا مَا تَوَهَّمُوا أَنَّهُ يُعَارِضُهُ. هَذَا أَصْلُ الْفِتْنَةِ أَنْ يُتْرَكَ الْمَعْلُومُ لِغَيْرِ مَعْلُومٍ كَالسَّفْسَطَةِ الَّتِي تُورِثُ شُبَهًا يَقْدَحُ بِهَا فِيمَا عُلِمَ وَتُيُقِّنَ. فَهَذِهِ حَالُ مَنْ يُفْسِدُ قُلُوبَ النَّاسِ وَعُقُولَهُمْ بِإِفْسَادِ مَا فِيهَا مِنْ الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ أَصْلَ الْهُدَى فَإِذَا شَكَّكَهُمْ فِيمَا عَلِمُوهُ بَقُوا حَيَارَى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[03 - May-2009, صباحاً 02:04]ـ
مجموع فتاوى ابن تيمية - (ج 2 / ص 308):
فَصْلٌ وَ (أَيْضًا فَإِنَّهُمْ قَسَّمُوا جِنْسَ الدَّلِيلِ إلَى الْقِيَاسِ وَالِاسْتِقْرَاءِ وَالتَّمْثِيلِ قَالُوا: لِأَنَّ الِاسْتِدْلَالَ: إمَّا أَنْ يَكُونَ بِالْكُلِّيِّ عَلَى الْجُزْئِيِّ؛ أَوْ بِالْجُزْئِيِّ عَلَى الْكُلِّيِّ؛ أَوْ بِأَحَدِ الْجُزْئِيَّيْنِ عَلَى الْآخَرِ وَرُبَّمَا عَبَّرُوا عَنْ ذَلِكَ بِالْخَاصِّ وَالْعَامِّ. فَقَالُوا: إمَّا أَنْ يُسْتَدَلَّ بِالْعَامِّ عَلَى الْخَاصِّ أَوْ بِالْخَاصِّ عَلَى الْعَامِّ أَوْ بِأَحَدِ الْخَاصَّيْنِ عَلَى الْآخَرِ. قَالُوا: وَالْأَوَّلُ هُوَ " الْقِيَاسُ " يَعْنُونَ بِهِ قِيَاسَ الشُّمُولِ فَإِنَّهُمْ يَخُصُّونَهُ بِاسْمِ الْقِيَاسِ. وَكَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْأُصُولِ وَالْكَلَامِ يَخُصُّونَ بِاسْمِ الْقِيَاسِ التَّمْثِيلَ. وَأَمَّا جُمْهُورُ الْعُقَلَاءِ فَاسْمُ الْقِيَاسِ عِنْدَهُمْ يَتَنَاوَلُ هَذَا وَهَذَا. قَالُوا: وَالِاسْتِدْلَالُ بِالْجُزْئِيَّاتِ عَلَى الْكُلِّيِّ هُوَ الِاسْتِقْرَاءُ فَإِنْ كَانَ تَامًّا فَهُوَ الِاسْتِقْرَاءُ التَّامُّ وَهُوَ يُفِيدُ الْيَقِينَ؛ وَإِنْ كَانَ نَاقِصًا لَمْ يُفِدْ الْيَقِينَ. (فَالْأَوَّلُ هُوَ اسْتِقْرَاءُ جَمِيعِ الْجُزْئِيَّاتِ وَالْحُكْمُ عَلَيْهِ بِمَا وُجِدَ فِي جُزْئِيَّاتِهِ. و (الثَّانِي اسْتِقْرَاءُ أَكْثَرِهَا وَذَلِكَ كَقَوْلِ الْقَائِلِ: الْحَيَوَانُ إذَا أَكَلَ حَرَّكَ فَكَّهُ الْأَسْفَلَ لِأَنَّا اسْتَقْرَيْنَاهَا فَوَجَدْنَاهَا هَكَذَا فَيُقَالُ لَهُ التِّمْسَاحُ يُحَرِّكُ الْأَعْلَى. ثُمَّ قَالُوا: إنَّ الْقِيَاسَ يَنْقَسِمُ إلَى " اقْتِرَانِيٍّ وَاسْتِثْنَائِيٍّ " فالاستثنائي مَا تَكُونُ النَّتِيجَةُ أَوْ نَقِيضُهَا مَذْكُورَةً فِيهِ بِالْفِعْلِ. وَالِاقْتِرَانِيُّ مَا تَكُونُ فِيهِ بِالْقُوَّةِ: كَالْمُؤَلَّفِ مِنْ الْقَضَايَا الْحَمْلِيَّةِ. كَقَوْلِنَا كُلُّ نَبِيذٍ مُسْكِرٌ وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ. والاستثنائي مَا يُؤَلَّفُ مِنْ الشَّرْطِيَّاتِ وَهُوَ نَوْعَانِ: (أَحَدُهُمَا مُتَّصِلَةٌ - كَقَوْلِنَا إنْ كَانَتْ الصَّلَاةُ صَحِيحَةً فَالْمُصَلِّي مُتَطَهِّرٌ - وَاسْتِثْنَاءُ عَيْنِ الْمُقَدَّمِ يُنْتِجُ عَيْنَ التَّالِي وَاسْتِثْنَاءُ نَقِيضِ التَّالِي يُنْتِجُ نَقِيضَ الْمُقَدَّمِ. وَ (الثَّانِي الْمُنْفَصِلَةُ وَهِيَ: إمَّا مَانِعَةُ الْجَمْعِ وَالْخُلُوِّ كَقَوْلِنَا الْعَدَدُ إمَّا زَوْجٌ وَإِمَّا فَرْدٌ؛ فَإِنَّ هَذَيْنِ لَا يَجْتَمِعَانِ؛ وَلَا يَخْلُو الْعَدَدُ عَنْ أَحَدِهِمَا وَإِمَّا مَانِعَةُ الْجَمْعِ فَقَطْ: كَقَوْلِنَا هَذَا إمَّا أَسْوَدُ وَإِمَّا أَبْيَضُ أَيْ: لَا يَجْتَمِعُ السَّوَادُ وَالْبَيَاضُ. وَقَدْ يَخْلُو الْمَحَلُّ عَنْهُمَا وَأَمَّا مَانِعَةُ الْخُلُوِّ فَهِيَ الَّتِي يَمْتَنِعُ فِيهَا عَدَمُ الْجُزْأَيْنِ جَمِيعًا وَلَا يَمْتَنِعُ اجْتِمَاعُهُمَا وَقَدْ يَقُولُونَ مَانِعَةُ الْجَمْعِ وَالْخُلُوِّ هِيَ الشَّرْطِيَّةُ الْحَقِيقِيَّةُ؛ وَهِيَ مُطَابِقَةٌ لِلنَّقِيضَيْنِ فِي الْعُمُومِ وَالْخُصُوصِ وَمَانِعَةُ الْجَمْعِ؛ هِيَ أَخَصُّ مِنْ النَّقِيضَيْنِ؛ فَإِنَّ الضِّدَّيْنِ لَا يَجْتَمِعَانِ وَقَدْ يَرْتَفِعَانِ وَهُمَا أَخَصُّ مِنْ النَّقِيضَيْنِ. وَأَمَّا مَانِعَةُ الْخُلُوِّ فَإِنَّهَا أَعَمُّ مِنْ النَّقِيضَيْنِ وَقَدْ يَصْعُبُ عَلَيْهِمْ تَمْثِيلُ ذَلِكَ؛ بِخِلَافِ النَّوْعَيْنِ الْأَوَّلَيْنِ؛ فَإِنَّ أَمْثَالَهُمَا كَثِيرَةٌ. وَيُمَثِّلُونَهُ بِقَوْلِ الْقَائِلِ: هَذَا رَكِبَ الْبَحْرَ أَوْ لَا يَغْرَقُ فِيهِ أَيْ لَا يَخْلُو مِنْهُمَا فَإِنَّهُ لَا يَغْرَقُ إلَّا إذَا كَانَ فِي الْبَحْرِ فَإِمَّا أَنْ لَا يَغْرَقَ فِيهِ وَحِينَئِذٍ لَا يَكُونُ رَاكِبَهُ. وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ رَاكِبَهُ وَقَدْ يَجْتَمِعُ أَنْ يَرْكَبَ وَيَغْرَقَ. وَالْأَمْثَالُ كَثِيرَةٌ كَقَوْلِنَا هَذَا حَيٌّ أَوْ لَيْسَ بِعَالِمِ أَوْ قَادِرٍ أَوْ سَمِيعٍ أَوْ بَصِيرٍ أَوْ
(يُتْبَعُ)
(/)
مُتَكَلِّمٍ فَإِنَّهُ إنْ وُجِدَتْ الْحَيَاةُ فَهُوَ أَحَدُ الْقِسْمَيْنِ وَإِنْ عُدِمَتْ عُدِمَتْ هَذِهِ الصِّفَاتُ. وَقَدْ يَكُونُ حَيًّا مَنْ لَا يُوصَفُ بِذَلِكَ فَكَذَلِكَ إذَا قِيلَ هَذَا مُتَطَهِّرٌ أَوْ لَيْسَ بِمُصَلٍّ فَإِنَّهُ إنْ عُدِمَتْ الصَّلَاةُ عُدِمَتْ الطَّهَارَةُ وَإِنْ وُجِدَتْ الطَّهَارَةُ فَهُوَ الْقِسْمُ الْآخَرُ فَلَا يَخْلُو الْأَمْرُ مِنْهُمَا. وَكَذَلِكَ كُلُّ عَدَمِ شَرْطٍ وَوُجُودِ مَشْرُوطِهِ فَإِنَّهُ إذَا رُدِّدَ الْأَمْرُ بَيْنَ وُجُودِ الْمَشْرُوطِ وَعَدَمِ الشَّرْطِ كَانَ ذَلِكَ مَانِعًا مِنْ الْخُلُوِّ؛ فَإِنَّهُ لَا يَخْلُو الْأَمْرُ مِنْ وُجُودِ الشَّرْطِ وَعَدَمِهِ وَإِذَا عُدِمَ عُدِمَ الشَّرْطُ فَصَارَ الْأَمْرُ لَا يَخْلُو مِنْ وُجُودِ الْمَشْرُوطِ وَعَدَمِ الشَّرْطِ. ثُمَّ قَسَّمُوا الِاقْتِرَانِيَّ إلَى الْأَشْكَالِ الْأَرْبَعَةِ - لِكَوْنِ الْحَدِّ الْأَوْسَطِ إمَّا مَحْمُولًا فِي الْكُبْرَى مَوْضُوعًا فِي الصُّغْرَى - وَهُوَ الشَّكْلُ الطَّبِيعِيُّ وَهُوَ يُنْتِجُ الْمَطَالِبَ الْأَرْبَعَةَ الْجُزْئِيَّ وَالْكُلِّيَّ وَالْإِيجَابِيَّ وَالسَّلْبِيَّ. وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ الْأَوْسَطُ مَحْمُولًا فِيهِمَا وَهُوَ الثَّانِي وَلَا يُنْتِجُ إلَّا السَّلْبَ وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ مَوْضُوعًا فِيهِمَا وَلَا يُنْتِجُ إلَّا الْجُزْئِيَّاتِ وَالرَّابِعُ يُنْتِجُ الْجُزْئِيَّاتِ وَالسَّلْبَ الْكُلِّيَّ لَكِنَّهُ بَعِيدٌ عَنْ الطَّبْعِ. ثُمَّ إذَا أَرَادُوا بَيَانَ الْإِنْتَاجِ الثَّانِي وَالثَّالِثِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الْمَطَالِبِ احْتَاجُوا إلَى [الِاسْتِدْلَالِ] بِالنَّقِيضِ وَالْعَكْسِ وَعَكْسِ النَّقِيضِ فَإِنَّهُ يَلْزَمُ مِنْ صِدْقِ الْقَضِيَّةِ كَذِبُ نَقْضِهَا وَصِدْقُ عَكْسِهَا الْمُسْتَوِي وَعَكْسُ نَقِيضِهَا فَإِذَا صَدَقَ قَوْلُنَا: لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ الْحُجَّاجِ بِكَافِرِ صَحَّ قَوْلُنَا لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ الْكُفَّارِ بِحَاجِّ. فَنَقُولُ هَذَا الَّذِي قَالُوهُ: إمَّا أَنْ يَكُونَ بَاطِلًا وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ تَطْوِيلًا يُبْعِدُ الطَّرِيقَ عَلَى الْمُسْتَدِلِّ. فَلَا يَخْلُو عَنْ خَطَأٍ يَصُدُّ عَنْ الْحَقِّ أَوْ طَرِيقٍ طَوِيلٍ يُتْعِبُ صَاحِبَهُ حَتَّى يَصِلَ إلَى الْحَقِّ مَعَ إمْكَانِ وُصُولِهِ بِطَرِيقِ قَرِيبٍ كَمَا كَانَ يُمَثِّلُهُ بَعْضُ سَلَفِنَا بِمَنْزِلَةِ مَنْ قِيلَ لَهُ: أَيْنَ أُذُنُك فَرَفَعَ يَدَهُ رَفْعًا شَدِيدًا ثُمَّ أَدَارَهَا إلَى أُذُنِهِ الْيُسْرَى وَقَدْ كَانَ يُمْكِنُهُ الْإِشَارَةُ إلَى الْيُمْنَى أَوْ الْيُسْرَى مِنْ طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ. وَمَا أَحْسَنَ مَا وَصَفَ اللَّهُ بِهِ كِتَابَهُ بِقَوْلِهِ: {إنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} فَأَقْوَمُ الطَّرِيقِ إلَى أَشْرَفِ الْمَطَالِبِ مَا بَعَثَ اللَّهُ بِهِ رَسُولَهُ وَأَمَّا طَرِيقُ هَؤُلَاءِ فَهِيَ مَعَ ضَلَالِهِمْ فِي الْبَعْضِ وَاعْوِجَاجِ طَرِيقِهِمْ وَطُولِهَا فِي الْبَعْضِ الْآخَرِ إنَّمَا تُوصِلُهُمْ إلَى أَمْرٍ لَا يُنْجِي مِنْ عَذَابِ اللَّهِ فَضْلًا عَنْ أَنْ يُوجِبَ لَهُمْ السَّعَادَةَ فَضْلًا عَنْ حُصُولِ الْكَمَالِ لِلْأَنْفُسِ الْبَشَرِيَّةِ بِطَرِيقِهِمْ. بَيَانُ ذَلِكَ: أَنَّ مَا ذَكَرُوهُ مِنْ حَصْرِ الدَّلِيلِ فِي الْقِيَاسِ وَالِاسْتِقْرَاءِ وَالتَّمْثِيلِ حَصْرٌ لَا دَلِيلَ عَلَيْهِ؛ بَلْ هُوَ بَاطِلٌ. فَقَوْلُهُمْ أَيْضًا: إنَّ الْعِلْمَ الْمَطْلُوبَ لَا يَحْصُلُ إلَّا بِمُقَدِّمَتَيْنِ لَا يَزِيدُ وَلَا يَنْقُصُ قَوْلٌ لَا دَلِيلَ عَلَيْهِ بَلْ هُوَ بَاطِلٌ. وَاسْتِدْلَالُهُمْ عَلَى الْحَصْرِ بِقَوْلِهِمْ: إمَّا أَنْ يُسْتَدَلَّ بِالْكُلِّيِّ عَلَى الْجُزْئِيِّ أَوْ بِالْجُزْئِيِّ عَلَى الْكُلِّيِّ أَوْ بِأَحَدِ الْجُزْأَيْنِ عَلَى الْآخَرِ وَالْأَوَّلُ هُوَ الْقِيَاسُ وَالثَّانِي هُوَ الِاسْتِقْرَاءُ وَالثَّالِثُ هُوَ التَّمْثِيلُ. فَيُقَالُ: لَمْ تُقِيمُوا دَلِيلًا عَلَى انْحِصَارِ الِاسْتِدْلَالِ فِي الثَّلَاثَةِ؛ فَإِنَّكُمْ إذَا عَنَيْتُمْ
(يُتْبَعُ)
(/)
بِالِاسْتِدْلَالِ بِجُزْئِيٍّ عَلَى جُزْئِيٍّ قِيَاسَ التَّمْثِيلِ لَمْ يَكُنْ مَا ذَكَرْتُمُوهُ حَاصِرًا. وَقَدْ بَقِيَ الِاسْتِدْلَالُ بِالْكُلِّيِّ عَلَى الْكُلِّيِّ الْمُلَازِمِ لَهُ وَهُوَ الْمُطَابِقُ لَهُ فِي الْعُمُومِ وَالْخُصُوصِ وَكَذَاكَ الِاسْتِدْلَالُ بِالْجُزْئِيِّ عَلَى الْجُزْئِيِّ الْمُلَازِمِ لَهُ بِحَيْثُ يَلْزَمُ مِنْ وُجُودِ أَحَدِهِمَا وُجُودُ الْآخَرِ وَمِنْ عَدَمِهِ عَدَمُهُ. فَإِنَّ هَذَا لَيْسَ مِمَّا سَمَّيْتُمُوهُ قِيَاسًا وَلَا اسْتِقْرَاءً وَلَا تَمْثِيلًا وَهَذِهِ هِيَ الْآيَاتُ. وَهَذَا كَالِاسْتِدْلَالِ بِطُلُوعِ الشَّمْسِ عَلَى النَّهَارِ وَبِالنَّهَارِ عَلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ فَلَيْسَ هَذَا اسْتِدْلَالًا بِكُلِّيٍّ عَلَى جُزْئِيٍّ بَلْ الِاسْتِدْلَالُ بِطُلُوعِ مُعَيَّنٍ عَلَى نَهَارٍ مُعَيَّنٍ اسْتِدْلَالٌ بِجُزْئِيٍّ عَلَى جُزْئِيٍّ وَبِجِنْسِ النَّهَارِ عَلَى جِنْسِ الطُّلُوعِ اسْتِدْلَالٌ بِكُلِّيٍّ عَلَى كُلِّيٍّ وَكَذَلِكَ الِاسْتِدْلَالُ - بِالْكَوَاكِبِ عَلَى جِهَةِ الْكَعْبَةِ اسْتِدْلَالٌ بِجُزْئِيٍّ عَلَى جُزْئِيٍّ كَالِاسْتِدْلَالِ بِالْجَدْيِ وَبَنَاتِ نَعْشٍ وَالْكَوْكَبِ الصَّغِيرِ الْقَرِيبِ مِنْ الْقُطْبِ الَّذِي يُسَمِّيهِ بَعْضُ النَّاسِ الْقُطْبَ وَكَذَلِكَ بِظُهُورِ كَوْكَبٍ عَلَى ظُهُورِ نَظِيرِهِ فِي الْعَرْضِ وَالِاسْتِدْلَالِ بِطُلُوعِهِ عَلَى غُرُوبِ آخَرَ وَتَوَسُّطِ آخَرَ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ الْأَدِلَّةِ الَّتِي اتَّفَقَ عَلَيْهَا النَّاسُ. قَالَ تَعَالَى: {وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ}. وَالِاسْتِدْلَالُ عَلَى الْمَوَاقِيتِ وَالْأَمْكِنَةِ بِالْأَمْكِنَةِ أَمْرٌ اتَّفَقَ عَلَيْهِ الْعَرَبُ وَالْعَجَمُ وَأَهْلُ الْمِلَلِ وَالْفَلَاسِفَةُ فَإِذَا اُسْتُدِلَّ بِظُهُورِ الثُّرَيَّا عَلَى ظُهُورِ مَا قَرُبَ مِنْهَا مَشْرِقًا وَمَغْرِبًا وَيَمِينًا وَشِمَالًا مِنْ الْكَوَاكِبِ كَانَ اسْتِدْلَالًا بِجُزْئِيٍّ عَلَى جُزْئِيٍّ لِتَلَازُمِهِمَا وَلَيْسَ ذَلِكَ مِنْ قِيَاسِ التَّمْثِيلِ. فَإِنْ قُضِيَ بِهِ قَضَاءً كُلِّيًّا كَانَ اسْتِدْلَالًا بِكُلِّيٍّ عَلَى كُلِّيٍّ وَلَيْسَ اسْتِدْلَالًا بِكُلِّيٍّ عَلَى جُزْئِيٍّ بَلْ بِأَحَدِ الْكُلِّيَّيْنِ الْمُتَلَازِمَيْنِ عَلَى الْآخَرِ وَمَنْ عَرَفَ مِقْدَارَ أَبْعَادِ الْكَوَاكِبِ بَعْضَهَا عَنْ بَعْضٍ وَعَلِمَ مَا يُقَارِنُ مِنْهَا طُلُوعَ الْفَجْرِ اسْتَدَلَّ بِمَا رَآهُ مِنْهَا عَلَى مَا مَضَى مِنْ اللَّيْلِ وَمَا بَقِيَ مِنْهُ وَهُوَ اسْتِدْلَالٌ بِأَحَدِ الْمُتَلَازِمَيْنِ عَلَى الْآخَرِ. وَمَنْ عَلِمَ الْجِبَالَ وَالْأَنْهَارَ وَالرِّيَاحَ اسْتَدَلَّ بِهَا عَلَى مَا يُلَازِمُهَا مِنْ الْأَمْكِنَةِ. ثُمَّ اللُّزُومُ إنْ كَانَ دَائِمًا لَا يُعْرَفُ لَهُ ابْتِدَاءٌ. بَلْ هُوَ مُنْذُ خَلَقَ اللَّهُ الْأَرْضَ: كَوُجُودِ الْجِبَالِ وَالْأَنْهَارِ الْعَظِيمَةِ: النِّيلِ وَالْفُرَاتِ وسيحان وجيحان وَالْبَحْرِ كَانَ الِاسْتِدْلَالُ مُطَّرِدًا. وَإِنْ كَانَ اللُّزُومُ أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ مُدَّةً مِثْلَ الْكَعْبَةِ شَرَّفَهَا اللَّهُ تَعَالَى فَإِنَّ الْخَلِيلَ بَنَاهَا وَلَمْ تَزَلْ مُعَظَّمَةً لَمْ يَعْلُ عَلَيْهَا جَبَّارٌ قَطُّ اسْتَدَلَّ بِهَا بِحَسَبِ ذَلِكَ فَيَسْتَدِلُّ بِهَا وَعَلَيْهَا فَإِنَّ أَرْكَانَ الْكَعْبَةِ مُقَابِلَةٌ لِجِهَاتِ الْأَرْضِ الْأَرْبَعِ: الْحَجَرُ الْأَسْوَدُ يُقَابِلُ الْمُشْرِقَ وَالْغَرْبِيُّ - الَّذِي يُقَابِلُهُ وَيُقَالُ لَهُ: الشَّامِيُّ - يُقَابِلُ الْمَغْرِبَ وَالْيَمَانِيُّ يُقَابِلُ الْجَنُوبَ وَمَا يُقَابِلُهُ يُقَالُ لَهُ الْعِرَاقِيُّ - إذَا قِيلَ لِلَّذِي يَلِيهِ مِنْ نَاحِيَةِ الْحَجَرِ الشَّامِيِّ وَإِنْ قِيلَ لِذَاكَ الشَّامِيُّ قِيلَ لِهَذَا الْعِرَاقِيُّ فَهَذَا الشَّامِيُّ الْعِرَاقِيُّ يُقَابِلُ الشَّمَالَ وَهُوَ يُقَابِلُ الْقُطْبَ وَحِينَئِذٍ فَيُسْتَدَلُّ بِهَا عَلَى الْجِهَاتِ وَيُسْتَدَلُّ بِالْجِهَاتِ عَلَيْهَا. وَمَا كَانَ مُدَّتُهُ أَقْصَرَ مِنْ مُدَّةِ
(يُتْبَعُ)
(/)
الْكَعْبَةِ كَالْأَبْنِيَةِ الَّتِي فِي الْأَمْصَارِ وَالْأَشْجَارِ كَانَ الِاسْتِدْلَالُ بِهَا بِحَسَبِ ذَلِكَ. فَيُقَالُ عَلَامَةُ الدَّارِ الْفُلَانِيَّةِ أَنَّ عَلَى بَابِهَا شَجَرَةً مِنْ صِفَتِهَا كَذَا وَكَذَا وَهُمَا مُتَلَازِمَانِ مُدَّةً مِنْ الزَّمَانِ. فَهَذَا وَأَمْثَالُهُ اسْتِدْلَالٌ بِأَحَدِ الْمُتَلَازِمَيْنِ عَلَى الْآخَرِ وَكِلَاهُمَا مُعَيَّنٌ جُزْئِيٌّ وَلَيْسَ هُوَ مِنْ قِيَاسِ التَّمْثِيلِ. وَلِهَذَا عَدَلَ نُظَّارُ الْمُسْلِمِينَ عَنْ طَرِيقِهِمْ فَقَالُوا: الدَّلِيلُ هُوَ الْمُرْشِدُ إلَى الْمَطْلُوبِ وَهُوَ الْمُوَصِّلُ إلَى الْمَقْصُودِ؛ وَهُوَ مَا يَكُونُ الْعِلْمُ بِهِ مُسْتَلْزِمًا لِلْعِلْمِ بِالْمَطْلُوبِ أَوْ مَا يَكُونُ النَّظَرُ الصَّحِيحُ فِيهِ مُوَصِّلًا إلَى عِلْمٍ أَوْ إلَى اعْتِقَادٍ رَاجِحٍ. وَلَهُمْ نِزَاعٌ اصْطِلَاحِيٌّ هَلْ يُسَمَّى هَذَا الثَّانِي دَلِيلًا أَوْ يُخَصُّ بِاسْمِ الْأَمَارَةِ وَالْجُمْهُورُ يُسَمُّونَ الْجَمِيعَ دَلِيلًا. وَمِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ مَنْ لَا يُسَمِّي بِالدَّلِيلِ إلَّا الْأَوَّلَ. ثُمَّ الضَّابِطُ فِي الدَّلِيلِ أَنْ يَكُونَ مُسْتَلْزِمًا لِلْمَدْلُولِ فَكُلَّمَا كَانَ مُسْتَلْزِمًا لِغَيْرِهِ أَمْكَنَ أَنْ يُسْتَدَلَّ بِهِ عَلَيْهِ فَإِنْ كَانَ التَّلَازُمُ مِنْ الطَّرَفَيْنِ أَمْكَنَ أَنْ يُسْتَدَلَّ بِكُلِّ مِنْهُمَا عَلَى الْآخَرِ فَيَسْتَدِلُّ الْمُسْتَدِلُّ بِمَا عَلِمَهُ مِنْهُمَا عَلَى الْآخَرِ الَّذِي لَمْ يَعْلَمْهُ. ثُمَّ إنْ كَانَ اللُّزُومُ قَطْعِيًّا كَانَ الدَّلِيلُ قَطْعِيًّا وَإِنْ كَانَ ظَاهِرًا - وَقَدْ يَتَخَلَّفُ - كَانَ الدَّلِيلُ ظَنِّيًّا. فَالْأَوَّلُ كَدَلَالَةِ الْمَخْلُوقَاتِ عَلَى خَالِقِهَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَعِلْمِهِ وَقُدْرَتِهِ وَمَشِيئَتِهِ وَرَحْمَتِهِ وَحِكْمَتِهِ فَإِنَّ وُجُودَهَا مُسْتَلْزِمٌ لِوُجُودِ ذَلِكَ وَوُجُودَهَا بِدُونِ ذَلِكَ مُمْتَنِعٌ فَلَا تُوجَدُ إلَّا دَالَّةً عَلَى ذَلِكَ وَمِثْلُ دَلَالَةِ خَبَرِ الرَّسُولِ عَلَى ثُبُوتِ مَا أَخْبَرَ بِهِ عَنْ اللَّهِ؛ فَإِنَّهُ لَا يَقُولُ عَلَيْهِ إلَّا الْحَقَّ إذْ كَانَ مَعْصُومًا فِي خَبَرِهِ عَنْ اللَّهِ لَا يَسْتَقِرُّ فِي خَبَرِهِ عَنْهُ خَطَأٌ أَلْبَتَّةَ. فَهَذَا دَلِيلٌ مُسْتَلْزِمٌ لِمَدْلُولِهِ لُزُومًا وَاجِبًا لَا يَنْفَكُّ عَنْهُ بِحَالِ. وَسَوَاءٌ كَانَ الْمَلْزُومُ الْمُسْتَدَلُّ بِهِ وُجُودًا أَوْ عَدَمًا فَقَدْ يَكُونُ الدَّلِيلُ وُجُودًا وَعَدَمًا وَيُسْتَدَلُّ بِكُلِّ مِنْهُمَا عَلَى وُجُودٍ وَعَدَمٍ فَإِنَّهُ يُسْتَدَلُّ بِثُبُوتِ الشَّيْءِ عَلَى انْتِفَاءِ نَقِيضِهِ وَضِدِّهِ وَيُسْتَدَلُّ بِانْتِفَاءِ نَقِيضِهِ عَلَى ثُبُوتِهِ وَيُسْتَدَلُّ بِثُبُوتِ الْمَلْزُومِ عَلَى ثُبُوتِ اللَّازِمِ وَبِانْتِفَاءِ اللَّازِمِ عَلَى انْتِفَاءِ الْمَلْزُومِ. بَلْ كُلُّ دَلِيلٍ يُسْتَدَلُّ بِهِ فَإِنَّهُ مَلْزُومٌ لِمَدْلُولِهِ. وَقَدْ دَخَلَ فِي هَذَا كُلُّ مَا ذَكَرُوهُ وَمَا لَمْ يَذْكُرُوهُ. فَإِنَّ مَا يُسَمُّونَهُ الشَّرْطِيَّ الْمُتَّصِلَ مَضْمُونُهُ الِاسْتِدْلَالُ بِثُبُوتِ الْمَلْزُومِ عَلَى ثُبُوتِ اللَّازِمِ وَبِانْتِفَاءِ اللَّازِمِ عَلَى انْتِفَاءِ الْمَلْزُومِ سَوَاءٌ عَبَّرَ عَنْ هَذَا بِصِيغَةِ الشَّرْطِ أَوْ بِصِيغَةِ الْجَزْمِ؛ فَاخْتِلَافُ صِيَغِ الدَّلِيلِ مَعَ اتِّحَادِ مَعْنَاهُ. لَا يُغَيِّرُ حَقِيقَتَهُ. وَالْكَلَامُ إنَّمَا هُوَ فِي الْمَعَانِي الْعَقْلِيَّةِ لَا فِي الْأَلْفَاظِ. فَإِذَا قَالَ الْقَائِلُ: إذَا كَانَتْ الصَّلَاةُ صَحِيحَةً فَالْمُصَلِّي مُتَطَهِّرٌ وَإِنْ كَانَتْ الشَّمْسُ طَالِعَةً فَالنَّهَارُ مَوْجُودٌ وَإِنْ كَانَ الْفَاعِلُ عَالِمًا قَادِرًا فَهُوَ حَيٌّ وَنَحْوَ ذَلِكَ. فَهَذَا مَعْنَى قَوْلِهِ: صِحَّةُ الصَّلَاةِ تَسْتَلْزِمُ صِحَّةَ الطَّهَارَةِ وَقَوْلِهِ: يَلْزَمُ مِنْ صِحَّةِ الصَّلَاةِ ثُبُوتُ الطَّهَارَةِ. وَقَوْلِهِ: لَا يَكُونُ مُصَلِّيًا إلَّا مَعَ الطَّهَارَةِ. وَقَوْلِهِ:
(يُتْبَعُ)
(/)
الطَّهَارَةُ شَرْطٌ فِي صِحَّةِ الصَّلَاةِ وَإِذَا عُدِمَ الشَّرْطُ عُدِمَ الْمَشْرُوطُ. وَقَوْلِهِ: كُلُّ مُصَلٍّ مُتَطَهِّرٌ فَمَنْ لَيْسَ بِمُتَطَهِّرِ فَلَيْسَ بِمُصَلٍّ وَأَمْثَالِ ذَلِكَ مِنْ أَنْوَاعِ التَّأْلِيفِ لِلْأَلْفَاظِ وَالْمَعَانِي الَّتِي تَتَضَمَّنُ هَذَا الِاسْتِدْلَالَ مِنْ حَصْرِ النَّاسِ فِي عِبَارَةٍ وَاحِدَةٍ. وَإِذَا اتَّسَعَتْ الْعُقُولُ وَتَصَوُّرَاتُهَا. اتَّسَعَتْ عِبَارَاتُهَا. وَإِذَا ضَاقَتْ الْعُقُولُ وَالْعِبَارَاتُ وَالتَّصَوُّرَاتُ بَقِيَ صَاحِبُهَا كَأَنَّهُ مَحْبُوسُ الْعَقْلِ وَاللِّسَانِ كَمَا يُصِيبُ أَهْلَ الْمَنْطِقِ الْيُونَانِيِّ: تَجِدُهُمْ مِنْ أَضْيَقِ النَّاسِ عِلْمًا وَبَيَانًا وَأَعْجَزِهِمْ تَصَوُّرًا وَتَعْبِيرًا. وَلِهَذَا مَنْ كَانَ ذَكِيًّا إذَا تَصَرَّفَ فِي الْعُلُومِ وَسَلَكَ مَسْلَكَ أَهْلِ الْمَنْطِقِ: طَوَّلَ وَضَيَّقَ وَتَكَلَّفَ وَتَعَسَّفَ وَغَايَتُهُ بَيَانُ الْبَيِّنِ وَإِيضَاحُ الْوَاضِحِ مِنْ الْعِيِّ وَقَدْ يُوقِعُهُ ذَلِكَ فِي أَنْوَاعٍ مِنْ السَّفْسَطَةِ الَّتِي عَافَى اللَّهُ مِنْهَا مَنْ لَمْ يَسْلُكْ طَرِيقَهُمْ. وَكَذَلِكَ تَكَلُّفَاتُهُمْ فِي حُدُودِهِمْ: مِثْلَ حَدِّهِمْ لِلْإِنْسَانِ وَلِلشَّمْسِ بِأَنَّهَا كَوْكَبٌ يَطْلُعُ نَهَارًا وَهَلْ مَنْ يَجِدُ الشَّمْسَ مِثْلَ هَذَا الْحَدِّ وَنَحْوَهُ إلَّا مِنْ أَجْهَلِ النَّاسِ. وَهَلْ عِنْدَ النَّاسِ شَيْءٌ أَظْهَرُ مِنْ الشَّمْسِ وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْ الشَّمْسَ فَإِمَّا أَنْ يَجْهَلَ اللَّفْظَ فَيُتَرْجِمَ لَهُ. وَلَيْسَ هَذَا مِنْ الْحَدِّ الَّذِي ذَكَرُوهُ وَإِمَّا أَنْ لَا يَكُونَ رَآهَا لِعَمَاهُ فَهَذَا لَا يَرَى النَّهَارَ وَلَا الْكَوَاكِبَ بِطَرِيقِ الْأَوْلَى مَعَ أَنَّهُ لَا بُدَّ أَنْ يَسْمَعَ مِنْ النَّاسِ مَا يُعَرِّفُ ذَلِكَ بِدُونِ طَرِيقِهِمْ. وَهُمْ مُعْتَرِفُونَ بِأَنَّ الشَّكْلَ الْأَوَّلَ مِنْ الْحَمْلِيَّاتِ يُغْنِي عَنْ جَمِيعِ صُوَرِ الْقِيَاسِ. وَتَصْوِيرُهُ فِطْرِيٌّ لَا يَحْتَاجُ إلَى تَعَلُّمِهِ مِنْهُمْ مَعَ أَنَّ الِاسْتِدْلَالَ لَا يَحْتَاجُ إلَى تَصَوُّرِهِ عَلَى الْوَجْهِ الَّذِي يَزْعُمُونَهُ.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[03 - May-2009, صباحاً 02:12]ـ
قال شيخ الإسلام:
وَجَعَلُوا أَصْنَافَ الْحُجَجِ " ثَلَاثَةً ": الْقِيَاسَ وَالِاسْتِقْرَاءَ وَالتَّمْثِيلَ وَزَعَمُوا أَنَّ التَّمْثِيلَ لَا يُفِيدُ الْيَقِينَ وَإِنَّمَا يُفِيدُ الْقِيَاسَ الَّذِي تَكُونُ مَادَّتُهُ مِنْ الْقَضَايَا الَّتِي ذَكَرُوهَا. وَقَدْ بَيَّنَّا فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ: أَنَّ قِيَاسَ التَّمْثِيلِ وَقِيَاسَ الشُّمُولِ مُتَلَازِمَانِ وَأَنَّ مَا حَصَلَ بِأَحَدِهِمَا عَنْ عِلْمٍ أَوْ ظَنٍّ حَصَلَ بِالْآخَرِ مِثْلُهُ إذَا كَانَتْ الْمَادَّةُ وَاحِدَةً. وَالِاعْتِبَارُ بِمَادَّةِ الْعِلْمِ لَا بِصُورَةِ الْقَضِيَّةِ بَلْ إذَا كَانَتْ الْمَادَّةُ يَقِينِيَّةً سَوَاءٌ كَانَتْ صُورَتُهَا فِي صُورَةِ قِيَاسِ التَّمْثِيلِ أَوْ صُورَةِ قِيَاسِ الشُّمُولِ فَهِيَ وَاحِدَةٌ وَسَوَاءٌ كَانَتْ صُورَةُ الْقِيَاسِ اقْتِرَانِيًّا أَوْ اسْتِثْنَائِيًّا - بِعِبَارَتِهِمْ أَوْ بِأَيِّ عِبَارَةٍ شِئْت لَا سِيَّمَا فِي الْعِبَارَاتِ الَّتِي هِيَ خَيْرٌ مِنْ عِبَارَاتِهِمْ وَأَبْيَنُ فِي الْعَقْلِ وَأَوْجَزُ فِي اللَّفْظِ وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ -. وُجِدَ هَذَا فِي أَظْهَرِ الْأَمْثِلَةِ إذَا قُلْت: هَذَا إنْسَانٌ وَكُلُّ إنْسَانٍ مَخْلُوقٌ أَوْ حَيَوَانٌ أَوْ حَسَّاسٌ أَوْ مُتَحَرِّكٌ بِالْإِرَادَةِ أَوْ نَاطِقٌ أَوْ مَا شِئْت مِنْ لَوَازِمِ الْإِنْسَانِ فَإِنْ شِئْت صَوَّرْت الدَّلِيلَ عَلَى هَذِهِ الصُّورَةِ وَإِنْ شِئْت قُلْت: هُوَ إنْسَانٌ فَهُوَ مَخْلُوقٌ أَوْ حَسَّاسٌ أَوْ حَيَوَانٌ أَوْ مُتَحَرِّكٌ كَغَيْرِهِ مِنْ النَّاسِ لِاشْتِرَاكِهِمَا فِي الْإِنْسَانِيَّةِ الْمُسْتَلْزِمَةِ لِهَذِهِ الصِّفَاتِ وَإِنْ شِئْت قُلْت هَذَا إنْسَانٌ والإنسانية مُسْتَلْزِمَةٌ لِهَذِهِ الْأَحْكَامِ فَهِيَ لَازِمَةٌ لَهُ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَإِنْ شِئْت قُلْت: إنْ كَانَ إنْسَانًا فَهُوَ مُتَّصِفٌ بِهَذِهِ الصِّفَاتِ اللَّازِمَةِ لِلْإِنْسَانِ؛ وَإِنْ شِئْت قُلْت: إمَّا أَنْ يَتَّصِفَ بِهَذِهِ الصِّفَاتِ وَإِمَّا أَنْ لَا يَتَّصِفَ وَالثَّانِي بَاطِلٌ؛ فَتَعَيَّنَ الْأَوَّلُ؛ لِأَنَّ هَذِهِ لَازِمَةٌ لِلْإِنْسَانِ لَا يُتَصَوَّرُ وُجُودُهُ بِدُونِهَا. وَأَمَّا الِاسْتِقْرَاءُ فَإِنَّمَا يَكُونُ يَقِينِيًّا؛ إذَا كَانَ اسْتِقْرَاءً تَامًّا. وَحِينَئِذٍ فَتَكُونُ قَدْ حَكَمْت عَلَى الْقَدْرِ الْمُشْتَرَكِ بِمَا وَجَدْته فِي جَمِيعِ الْأَفْرَادِ وَهَذَا لَيْسَ اسْتِدْلَالًا بِجُزْئِيٍّ عَلَى كُلِّيٍّ وَلَا بِخَاصِّ عَلَى عَامٍّ؛ بَلْ اسْتِدْلَالٌ بِأَحَدِ الْمُتَلَازِمَيْنِ عَلَى الْآخَرِ فَإِنَّ وُجُودَ ذَلِكَ الْحُكْمِ فِي كُلِّ فَرْدٍ مِنْ أَفْرَادِ الْكُلِّيِّ الْعَامِّ يُوجِبُ أَنْ يَكُونَ لَازِمًا لِذَلِكَ الْكُلِّيِّ الْعَامِّ. فَقَوْلُهُمْ: إنَّ هَذَا اسْتِدْلَالٌ بِخَاصِّ جُزْئِيٍّ عَلَى عَامٍّ كُلِّيٍّ لَيْسَ بِحَقِّ؛ وَكَيْفَ ذَلِكَ. وَالدَّلِيلُ لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ مَلْزُومًا لِلْمَدْلُولِ؟ فَإِنَّهُ لَوْ جَازَ وُجُودُ الدَّلِيلِ مَعَ عَدَمِ الْمَدْلُولِ عَلَيْهِ؛ وَلَمْ يَكُنْ الْمَدْلُولُ لَازِمًا لَهُ؛ لَمْ يَكُنْ إذَا عَلِمْنَا ثُبُوتَ ذَلِكَ الدَّلِيلِ؛ نَعْلَمُ ثُبُوتَ الْمَدْلُولِ مَعَهُ؛ إذَا عَلِمْنَا أَنَّهُ تَارَةً يَكُونُ مَعَهُ؛ وَتَارَةً لَا يَكُونُ مَعَهُ؛ فَإِنَّا إذَا عَلِمْنَا ذَلِكَ؛ ثُمَّ قُلْنَا إنَّهُ مَعَهُ دَائِمًا كُنَّا قَدْ جَمَعْنَا بَيْنَ النَّقِيضَيْنِ. وَهَذَا اللُّزُومُ الَّذِي نَذْكُرُهُ هَهُنَا يَحْصُلُ بِهِ الِاسْتِدْلَالُ بِأَيِّ وَجْهٍ حَصَلَ اللُّزُومُ. وَكُلَّمَا كَانَ اللُّزُومُ أَقْوَى وَأَتَمَّ وَأَظْهَرَ؛ كَانَتْ الدَّلَالَةُ أَقْوَى وَأَتَمَّ وَأَظْهَرَ: كَالْمَخْلُوقَاتِ الدَّالَّةِ عَلَى الْخَالِقِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فَإِنَّهُ مَا مِنْهَا مَخْلُوقٌ إلَّا وَهُوَ مَلْزُومٌ لِخَالِقِهِ لَا يُمْكِنُ وُجُودُهُ بِدُونِ وُجُودِ خَالِقِهِ بَلْ وَلَا بِدُونِ عِلْمِهِ وَقُدْرَتِهِ وَمَشِيئَتِهِ وَحِكْمَتِهِ وَرَحْمَتِهِ وَكُلُّ مَخْلُوقٍ دَالٌّ عَلَى ذَلِكَ كُلِّهِ. وَإِذَا كَانَ الْمَدْلُولُ لَازِمًا لِلدَّلِيلِ فَمَعْلُومٌ أَنَّ اللَّازِمَ إمَّا أَنْ يَكُونَ مُسَاوِيًا لِلْمَلْزُومِ وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ أَعَمَّ مِنْهُ فَالدَّلِيلُ لَا يَكُونُ إلَّا أَعَمَّ مِنْهُ وَإِذَا قَالُوا فِي الْقِيَاسِ يُسْتَدَلُّ بِالْكُلِّيِّ عَلَى الْجُزْئِيِّ فَلَيْسَ الْجُزْئِيُّ هُوَ الْحُكْمَ الْمَدْلُولَ عَلَيْهِ وَإِنَّمَا الْجُزْئِيُّ هُوَ الْمَوْصُوفُ الْمُخْبَرُ عَنْهُ بِمَحَلِّ الْحُكْمِ فَهَذَا قَدْ يَكُونُ أَخَصَّ مِنْ الدَّلِيلِ وَقَدْ يَكُونُ مُسَاوِيًا لَهُ بِخِلَافِ الْحُكْمِ الَّذِي هُوَ صِيغَةُ هَذَا وَحُكْمُهُ الَّذِي أَخْبَرَ بِهِ عَنْهُ فَإِنَّهُ لَا يَكُونُ إلَّا أَعَمَّ مِنْ الدَّلِيلِ أَوْ مُسَاوِيًا لَهُ فَإِنَّ ذَلِكَ هُوَ الْمَدْلُولُ اللَّازِمُ لِلدَّلِيلِ وَالدَّلِيلُ هُوَ لَازِمٌ لِلْمُخْبَرِ عَنْهُ الْمَوْصُوفِ. فَإِذَا قِيلَ: النَّبِيذُ حَرَامٌ لِأَنَّهُ خَمْرٌ فَكَوْنُهُ خَمْرًا هُوَ الدَّلِيلُ وَهُوَ لَازِمٌ لِلنَّبِيذِ وَالتَّحْرِيمُ لَازِمٌ لِلْخَمْرِ وَالْقِيَاس الْمُؤَلَّفُ مِنْ الْمُقَدِّمَتَيْنِ إذَا قُلْت كُلُّ النَّبِيذِ الْمُتَنَازَعِ فِيهِ مُسْكِرٌ أَوْ خَمْرٌ وَكُلُّ خَمْرٍ حَرَامٌ فَأَنْتَ لَمْ تَسْتَدِلّ بِالْمُسْكِرِ أَوْ الْخَمْرِ الَّذِي هُوَ كُلِّيٌّ عَلَى نَفْسِ مَحَلِّ النِّزَاعِ الَّذِي هُوَ أَخَصُّ مِنْ الْخَمْرِ وَالنَّبِيذِ فَلَيْسَ هُوَ اسْتِدْلَالًا بِذَلِكَ الْكُلِّيِّ عَلَى الْجُزْئِيِّ بَلْ اسْتَدْلَلْت بِهِ عَلَى تَحْرِيمِ هَذَا النَّبِيذِ فَلَمَّا كَانَ تَحْرِيمُ هَذَا النَّبِيذِ مُنْدَرِجًا فِي تَحْرِيمِ كُلِّ مُسْكِرٍ قَالَ: مَنْ قَالَ إنَّهُ اسْتِدْلَالٌ بِالْكُلِّيِّ عَلَى الْجُزْئِيِّ. وَ " التَّحْقِيقُ " أَنَّ مَا ثَبَتَ لِلْكُلِّيِّ فَقَدْ
(يُتْبَعُ)
(/)
ثَبَتَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْ جُزْئِيَّاتِهِ وَالتَّحْرِيمُ هُوَ أَعَمُّ مِنْ الْخَمْرِ وَهُوَ ثَابِتٌ لَهَا فَهُوَ ثَابِتٌ لِكُلِّ فَرْدٍ مِنْ جُزْئِيَّاتِهَا فَهُوَ اسْتِدْلَالٌ بِكُلِّيٍّ عَلَى ثُبُوتِ كُلِّيٍّ آخَرَ لِجُزْئِيَّاتِ ذَلِكَ الْكُلِّيِّ. وَذَلِكَ الدَّلِيلُ هُوَ كَالْجُزْئِيِّ بِالنِّسْبَةِ إلَى ذَلِكَ الْكُلِّيِّ وَهُوَ كُلِّيٌّ بِالنِّسْبَةِ إلَى تِلْكَ الْجُزْئِيَّاتِ وَهَذَا مِمَّا مَا لَا يُنَازِعُونَ فِيهِ؛ فَإِنَّ الدَّلِيلَ هُوَ الْحَدُّ الْأَوْسَطُ وَهُوَ أَعَمُّ مِنْ الْأَصْغَرِ أَوْ مُسَاوٍ لَهُ وَالْأَكْبَرُ أَعَمُّ مِنْهُ أَوْ مُسَاوٍ لَهُ؛ وَالْأَكْبَرُ هُوَ الْحُكْمُ وَالصِّفَةُ وَالْخَبَرُ. وَهُوَ مَحْمُولُ النَّتِيجَةِ. وَالْأَصْغَرُ هُوَ الْمَحْكُومُ عَلَيْهِ الْمَوْصُوفُ الْمُبْتَدَأُ. وَهُوَ مَوْضُوعُ النَّتِيجَةِ.
وَأَمَّا قَوْلُهُمْ فِي التَّمْثِيلِ: إنَّهُ اسْتِدْلَالٌ بِجُزْئِيٍّ عَلَى جُزْئِيٍّ. فَإِنْ أُطْلِقَ ذَلِكَ وَقِيلَ: إنَّهُ اسْتِدْلَالٌ بِمُجَرَّدِ الْجُزْئِيِّ عَلَى الْجُزْئِيِّ. فَهَذَا غَلَطٌ. فَإِنَّ " قِيَاسَ التَّمْثِيلِ " إنَّمَا يَدُلُّ بِحَدِّ أَوْسَطَ: وَهُوَ اشْتِرَاكُهُمَا فِي عِلَّةِ الْحُكْمِ أَوْ دَلِيلِ الْحُكْمِ مَعَ الْعِلَّةِ. فَإِنَّهُ قِيَاسُ عِلَّةٍ أَوْ قِيَاسُ دَلَالَةٍ. وَأَمَّا " قِيَاسُ الشَّبَهِ ": فَإِذَا قِيلَ بِهِ لَمْ يَخْرُجْ عَنْ أَحَدِهِمَا فَإِنَّ الْجَامِعَ الْمُشْتَرَكَ بَيْنَ الْأَصْلِ وَالْفَرْعِ إمَّا أَنْ يَكُونَ هُوَ الْعِلَّةُ أَوْ مَا يَسْتَلْزِمُ الْعِلَّةَ وَمَا اسْتَلْزَمَهَا لَمْ يَكُنْ الِاشْتِرَاكُ فِيهِ مُقْتَضِيًا لِلِاشْتِرَاكِ فِي الْحُكْمِ بَلْ كَانَ الْمُشْتَرِكُ قَدْ تَكُونُ مَعَهُ الْعِلَّةُ وَقَدْ لَا تَكُونُ. فَلَا نَعْلَمُ صِحَّةَ الْقِيَاسِ بَلْ لَا يَكُونُ صَحِيحًا إلَّا إذَا اشْتَرَكَا فِيهَا. وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ الِاشْتِرَاكَ فِيهَا إلَّا إذَا عَلِمْنَا اشْتِرَاكَهُمَا فِيهَا أَوْ فِي مَلْزُومِهَا فَإِنَّ ثُبُوتَ الْمَلْزُومِ يَقْتَضِي ثُبُوتَ اللَّازِمِ فَإِذَا قَدَّرْنَا أَنَّهُمَا لَمْ يَشْتَرِكَا فِي الْمَلْزُومِ وَلَا فِيهَا كَانَ الْقِيَاسُ بَاطِلًا قَطْعًا لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ تَكُونُ الْعِلَّةُ مُخْتَصَّةً بِالْأَصْلِ وَإِنْ لَمْ يُعْلَمْ ذَلِكَ لَمْ تُعْلَمْ صِحَّةُ الْقِيَاسِ وَقَدْ يَعْلَمُ صِحَّةَ الْقِيَاسِ بِانْتِفَاءِ الْفَارِقِ بَيْنَ الْأَصْلِ وَالْفَرْعِ وَإِنْ لَمْ تُعْلَمْ عَيْنُ الْعِلَّةِ وَلَا دَلِيلُهَا فَإِنَّهُ يَلْزَمُ مِنْ انْتِفَاءِ الْفَارِقِ اشْتِرَاكُهُمَا فِي الْحُكْمِ وَإِذَا كَانَ قِيَاسُ التَّمْثِيلِ إنَّمَا يَكُونُ تَامًّا بِانْتِفَاءِ الْفَارِقِ. أَوْ بِإِبْدَاءِ جَامِعٍ وَهُوَ كُلِّيٌّ يَجْمَعُهُمَا يَسْتَلْزِمُ الْحُكْمَ وَكُلٌّ مِنْهُمَا يُمْكِنُ تَصْوِيرُهُ بِصُورَةِ قِيَاسِ الشُّمُولِ وَهُوَ يَتَضَمَّنُ لُزُومَ الْحُكْمِ لِلْكُلِّيِّ وَلُزُومَ الْكُلِّيِّ لِجُزْئِيَّاتِهِ وَهَذَا حَقِيقَةُ قِيَاسِ الشُّمُولِ. لَيْسَ ذَلِكَ اسْتِدْلَالًا بِمُجَرَّدِ ثُبُوتِهِ لِجُزْئِيٍّ عَلَى ثُبُوتِهِ لِجُزْئِيٍّ آخَرَ. فَأَمَّا إذَا قِيلَ: بِمَ يُعْلَمُ أَنَّ الْمُشْتَرَكَ مُسْتَلْزِمٌ لِلْحُكْمِ؟ قِيلَ: بِمَا تُعْلَمُ بِهِ الْقَضِيَّةُ الْكُبْرَى فِي الْقِيَاسِ فَبَيَانُ الْحَدِّ الْأَوْسَطِ هُوَ الْمُشْتَرَكُ الْجَامِعُ وَلُزُومُ الْحَدِّ الْأَكْبَرِ لَهُ هُوَ لُزُومُ الْحُكْمِ لِلْجَامِعِ الْمُشْتَرَكِ كَمَا تَقَدَّمَ التَّنْبِيهُ عَلَى هَذَا وَقَدْ يُسْتَدَلُّ بِجُزْئِيٍّ عَلَى جُزْئِيٍّ إذَا كَانَا مُتَلَازِمَيْنِ أَوْ كَانَ أَحَدُهُمَا مَلْزُومَ الْآخَرِ مِنْ غَيْرِ عَكْسٍ فَإِنْ كَانَ اللُّزُومُ عَنْ الذَّاتِ كَانَتْ الدَّلَالَةُ عَلَى الذَّاتِ وَإِنْ كَانَ فِي صِفَةٍ أَوْ حُكْمٍ كانت الدَّلَالَةُ عَلَى الصِّفَةِ أَوْ الْحُكْمِ فَقَدْ تَبَيَّنَ مَا فِي حَصْرِهِمْ مِنْ الْخَلَلِ. وَأَمَّا تَقْسِيمُهُمْ إلَى الْأَنْوَاعِ الثَّلَاثَةِ فَكُلُّهَا تَعُودُ إلَى مَا
(يُتْبَعُ)
(/)
ذَكَرَ فِي اسْتِلْزَامِ الدَّلِيلِ لِلْمَدْلُولِ. وَمَا ذَكَرُوهُ فِي " الِاقْتِرَانِيِّ " يُمْكِنُ تَصْوِيرُهُ بِصُورَةِ " الِاسْتِثْنَائِيِّ ". وَكَذَلِكَ " الِاسْتِثْنَائِيُّ " يُمْكِنُ تَصْوِيرُهُ بِصُورَةِ " الِاقْتِرَانِيِّ " فَيَعُودُ الْأَمْرُ إلَى مَعْنًى وَاحِدٍ وَهُوَ مَادَّةُ الدَّلِيلِ وَالْمَادَّةُ لَا تُعْلَمُ مِنْ صُورَةِ الْقِيَاسِ الَّذِي ذَكَرُوهُ بَلْ مَنْ عَرَفَ الْمَادَّةَ بِحَيْثُ يَعْلَمُ أَنَّ هَذَا مُسْتَلْزِمٌ لِهَذَا عَلِمَ الدَّلَالَةَ سَوَاءٌ صُوِّرَتْ بِصُورَةِ قِيَاسٍ أَوْ لَمْ تُصَوَّرْ وَسَوَاءٌ عُبِّرَ عَنْهَا بِعِبَارَاتِهِمْ أَوْ بِغَيْرِهَا. بَلْ الْعِبَارَاتُ الَّتِي صَقَلَتْهَا عُقُولُ الْمُسْلِمِينَ وَأَلْسِنَتُهُمْ خَيْرٌ مِنْ عِبَارَاتِهِمْ بِكَثِيرِ كَثِيرٍ. وَ " الِاقْتِرَانِيُّ " كُلُّهُ يَعُودُ إلَى لُزُومِ هَذَا لِهَذَا وَهَذَا لِهَذَا كَمَا ذُكِرَ. وَهَذَا بِعَيْنِهِ هُوَ " الِاسْتِثْنَائِيُّ " الْمُؤَلَّفُ مِنْ الْمُتَّصِلِ وَالْمُنْفَصِلِ؛ فَإِنَّ الشَّرْطِيَّ الْمُتَّصِلَ اسْتِدْلَالٌ بِاللُّزُومِ بِثُبُوتِ الْمَلْزُومِ الَّذِي هُوَ الْمُقَدَّمُ وَهُوَ الشَّرْطُ عَلَى ثُبُوتِ اللَّازِمِ الَّذِي هُوَ التَّالِي وَهُوَ الْجَزَاءُ أَوْ بِانْتِفَاءِ اللَّازِمِ وَهُوَ التَّالِي الَّذِي هُوَ الْجَزَاءُ عَلَى انْتِفَاءِ الْمَلْزُومِ الَّذِي هُوَ الْمُقَدَّمُ وَهُوَ الشَّرْطُ. وَأَمَّا " الشَّرْطِيُّ الْمُنْفَصِلُ " وَهُوَ الَّذِي يُسَمِّيهِ الْأُصُولِيُّونَ " السَّبْرَ وَالتَّقْسِيمَ " وَقَدْ يُسَمِّيهِ أَيْضًا الْجَدَلِيُّونَ " التَّقْسِيمَ وَالتَّرْدِيدَ " فَمَضْمُونُهُ الِاسْتِدْلَالُ بِثُبُوتِ أَحَدِ النَّقِيضَيْنِ عَلَى انْتِفَاءِ الْآخَرِ وَبِانْتِفَائِهِ عَلَى ثُبُوتِهِ. وَ " أَقْسَامُهُ أَرْبَعَةٌ ". وَلِهَذَا كَانَ فِي مَانِعَةِ الْجَمْعِ وَالْخُلُوِّ الِاسْتِثْنَاءَاتُ الْأَرْبَعَةُ وَهُوَ - أَنَّهُ إنْ ثَبَتَ هَذَا انْتَفَى نَقِيضُهُ وَكَذَا الْآخَرُ وَإِنْ انْتَفَى هَذَا ثَبَتَ نَقِيضُهُ وَكَذَا الْآخَرُ - وَمَانِعَةُ الْجَمْعِ الِاسْتِدْلَالُ بِثُبُوتِ أَحَدِ الضِّدَّيْنِ عَلَى انْتِفَاءِ الْآخَرِ وَالْأَمْرَانِ مُتَنَافِيَانِ وَمَانِعَةُ الْخُلُوِّ فِيهَا تَنَاقُضٌ وَلُزُومٌ وَالنَّقِيضَانِ لَا يَرْتَفِعَانِ فَمَنَعَتْ الْخُلُوَّ مِنْهُمَا وَلَكِنَّ جَزَاءَهَا وُجُودُ شَيْءٍ وَعَدَمُ آخَرَ؛ لَيْسَ هُوَ وُجُودَ الشَّيْءِ وَعَدَمَهُ وَوُجُودَ شَيْءٍ وَعَدَمَ آخَرَ قَدْ يَكُونُ أَحَدُهُمَا لَازِمًا لِلْآخَرِ وَإِنْ كَانَا لَا يَرْتَفِعَانِ لِأَنَّ ارْتِفَاعَهُمَا يَقْتَضِي ارْتِفَاعَ وُجُودِ شَيْءٍ وَعَدَمِهِ مَعًا. وَبِالْجُمْلَةِ مَا مِنْ شَيْءٍ إلَّا وَلَهُ لَازِمٌ لَا يُوجَدُ بِدُونِهِ وَلَهُ مُنَافٍ مُضَادٌّ لِوُجُودِهِ فَيُسْتَدَلُّ عَلَيْهِ بِثُبُوتِ مَلْزُومِهِ وَعَلَى انْتِفَائِهِ بِانْتِفَاءِ لَازِمِهِ وَيُسْتَدَلُّ عَلَى انْتِفَائِهِ بِوُجُودِ مُنَافِيهِ وَيُسْتَدَلُّ بِانْتِفَاءِ مُنَافِيهِ عَلَى وُجُودِهِ إذَا انْحَصَرَ الْأَمْرُ فِيهِمَا فَلَمْ يُمْكِنْ عَدَمُهُمَا جَمِيعًا كَمَا لَمْ يُمْكِنْ وُجُودُهُمَا جَمِيعًا. وَهَذَا الِاسْتِدْلَالُ يَحْصُلُ مِنْهُ الْعِلْمُ بِأَحْوَالِ الشَّيْءِ وَمَلْزُومِهَا وَلَازِمِهَا وَإِذَا تَصَوَّرَتْهُ الْفِطْرَةُ عَبَّرَتْ عَنْهُ بِأَنْوَاعِ مِنْ الْعِبَارَاتِ وَصَوَّرَتْهُ فِي أَنْوَاعِ صُوَرِ الْأَدِلَّةِ لَا يَخْتَصُّ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ بِالصُّورَةِ الَّتِي ذَكَرُوهَا فِي الْقِيَاسِ فَضْلًا عَمَّا سَمَّوْهُ الْبُرْهَانَ؛ فَإِنَّ الْبُرْهَانَ شَرَطُوا لَهُ مَادَّةً مُعَيَّنَةً وَهِيَ الْقَضَايَا الَّتِي ذَكَرُوهَا وَأَخْرَجُوا مِنْ الْأَوَّلِيَّاتِ مَا سَمَّوْهُ وَهْمِيَّاتٍ وَمَا سَمَّوْهُ مَشْهُورَاتٍ وَحُكْمُ الْفِطْرَةِ بِهِمَا - لَا سِيَّمَا بِمَا سَمَّوْهُ وَهْمِيَّاتٍ - أَعْظَمُ مِنْ حُكْمِهَا بِكَثِيرِ مِنْ الْيَقِينِيَّاتِ الَّتِي جَعَلُوهَا مَوَادَّ الْبُرْهَانِ. وَقَدْ بَسَطْت الْقَوْلَ عَلَى هَذَا
(يُتْبَعُ)
(/)
وَبَيَّنْت كَلَامَهُمْ فِي ذَلِكَ وَتَنَاقُضَهُمْ وَأَنَّ مَا أَخْرَجُوهُ يَخْرُجُ بِهِ مَا يَنَالُ بِهِ أَشْرَفَ الْعُلُومِ مِنْ الْعُلُومِ النَّظَرِيَّةِ وَالْعُلُومِ الْعَمَلِيَّةِ وَلَا يَبْقَى بِأَيْدِيهِمْ إلَّا أُمُورٌ مُقَدَّرَةٌ فِي الْأَذْهَانِ لَا حَقِيقَةَ لَهَا فِي الْأَعْيَانِ. وَلَوْلَا أَنَّ هَذَا الْمَوْضِعَ لَا يَتَّسِعُ لِحِكَايَةِ أَلْفَاظِهِمْ فِي هَذَا وَمَا أَوْرَدْته عَلَيْهِمْ لَذَكَرْته فَقَدْ ذَكَرْت ذَلِكَ كُلَّهُ فِي مَوَاضِعِهِ مِنْ الْعُلُومِ الْكُلِّيَّةِ وَالْإِلَهِيَّةِ فَإِنَّهَا هِيَ الْمَطْلُوبَةُ.
...................
فَصْلٌ: وَقَدْ احْتَجُّوا بِمَا ذَكَرُوهُ مِنْ أَنَّ الِاسْتِقْرَاءَ دُونَ الْقِيَاسِ الَّذِي هُوَ قِيَاسُ الشُّمُولِ وَأَنَّ قِيَاسَ التَّمْثِيلِ دُونَ الِاسْتِقْرَاءِ فَقَالُوا: إنَّ قِيَاسَ التَّمْثِيلِ لَا يُفِيدُ إلَّا الظَّنَّ وَأَنَّ الْمَحْكُومَ عَلَيْهِ قَدْ يَكُونُ جُزْئِيًّا بِخِلَافِ الِاسْتِقْرَاءِ فَإِنَّهُ قَدْ يُفِيدُ الْيَقِينَ وَالْمَحْكُومُ عَلَيْهِ لَا يَكُونُ إلَّا كُلِّيًّا. قَالُوا: وَذَلِكَ أَنَّ الِاسْتِقْرَاءَ هُوَ الْحُكْمُ عَلَى كُلِّيٍّ بِمَا تَحَقَّقَ فِي جُزْئِيَّاتِهِ فَإِنْ كَانَ فِي جَمِيعِ الْجُزْئِيَّاتِ كَانَ الِاسْتِقْرَاءُ تَامًّا كَالْحُكْمِ عَلَى الْمُتَحَرِّكِ بِالْجِسْمِيَّةِ لِكَوْنِهَا مَحْكُومًا بِهَا عَلَى جَمِيعِ جُزْئِيَّاتِ الْمُتَحَرِّكِ مِنْ الْجَمَادِ وَالْحَيَوَانِ وَالنَّبَاتِ وَالنَّاقِصِ كَالْحُكْمِ عَلَى الْحَيَوَانِ بِأَنَّهُ إذَا أَكَلَ تَحَرَّكَ فَكُّهُ الْأَسْفَلُ عِنْدَ الْمَضْغِ لِوُجُودِ ذَلِكَ فِي أَكْثَرِ جُزْئِيَّاتِهِ. وَلَعَلَّهُ فِيمَا لَمْ يُسْتَقْرَأْ عَلَى خِلَافِهِ كَالتِّمْسَاحِ وَالْأَوَّلُ يُنْتَفَعُ بِهِ فِي الْيَقِينِيَّاتِ بِخِلَافِ الثَّانِي وَإِنْ كَانَ مُنْتَفَعًا بِهِ فِي الْجَدَلِيَّاتِ. وَأَمَّا " قِيَاسُ التَّمْثِيلِ ": فَهُوَ الْحُكْمُ عَلَى شَيْءٍ بِمَا حُكِمَ بِهِ عَلَى غَيْرِهِ بِنَاءً عَلَى جَامِعٍ مُشْتَرَكٍ بَيْنَهُمَا كَقَوْلِهِمْ: الْعَالَمُ مَوْجُودٌ فَكَانَ قَدِيمًا كَالْبَارِي. أَوْ هُوَ جِسْمٌ فَكَانَ مُحْدَثًا كَالْإِنْسَانِ وَهُوَ مُشْتَمِلٌ عَلَى فَرْعٍ وَأَصْلٍ وَعِلَّةٍ وَحُكْمٍ فَالْفَرْعُ مَا هُوَ مِثْلُ الْعَالَمِ فِي هَذَا الْمِثَالِ وَالْأَصْلُ مَا هُوَ مِثْلَ الْبَارِي أَوْ الْإِنْسَانِ وَالْعِلَّةِ الْمَوْجُودِ أَوْ الْجِسْمِ وَالْحُكْمِ الْقَدِيمِ أَوْ الْمُحْدَثِ. قَالُوا: وَيُفَارِقُ الِاسْتِقْرَاءَ مِنْ جِهَةِ أَنَّ الْمَحْكُومَ عَلَيْهِ فِيهِ قَدْ يَكُونُ جُزْئِيًّا وَالْمَحْكُومُ عَلَيْهِ فِي الِاسْتِقْرَاءِ لَا يَكُونُ إلَّا كُلِّيًّا. قَالُوا: وَهُوَ غَيْرُ مُفِيدٍ لِلْيَقِينِ. فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ ضَرُورَةِ اشْتِرَاكِ أَمْرَيْنِ فِيمَا يَعُمُّهُمَا اشْتِرَاكُهُمَا فِيمَا حُكِمَ بِهِ عَلَى أَحَدِهِمَا؛ إلَّا أَنْ يُبَيِّنَ أَنَّ مَا بِهِ الِاشْتِرَاكُ عِلَّةٌ لِذَلِكَ الْحُكْمِ وَكُلُّ مَا يَدُلُّ عَلَيْهِ فَظَنِّيٌّ فَإِنَّ الْمُسَاعِدَ عَلَى ذَلِكَ فِي الْعَقْلِيَّاتِ عِنْدَ الْقَائِلِينَ بِهِ لَا يَخْرُجُ عَنْ الطَّرْدِ وَالْعَكْسِ وَالسَّبْرِ وَالتَّقْسِيمِ. أَمَّا الطَّرْدُ وَالْعَكْسُ: فَلَا مَعْنَى لَهُ غَيْرُ تَلَازُمِ الْحُكْمِ وَالْعِلَّةِ وُجُودًا وَعَدَمًا وَلَا بُدَّ فِي ذَلِكَ مِنْ الِاسْتِقْرَاءِ وَلَا سَبِيلَ إلَى دَعْوَاهُ فِي الْفَرْعِ إذْ هُوَ غَيْرُ الْمَطْلُوبِ فَيَكُونُ الِاسْتِقْرَاءُ نَاقِصًا لَا سِيَّمَا وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ عِلَّةُ الْحُكْمِ فِي الْأَصْلِ مُرَكَّبَةً مِنْ أَوْصَافِ الْمُشْتَرَكِ وَمِنْ غَيْرِهَا وَيَكُونُ وُجُودُهَا فِي الْأَوْصَافِ مُتَحَقِّقًا فِيهَا فَإِذَا وُجِدَ الْمُشْتَرَكُ فِي الْأَصْلِ ثَبَتَ الْحُكْمُ لِكَمَالِ عِلَّتِهِ وَعِنْدَ انْتِفَائِهِ فَيَنْتَفِي لِنُقْصَانِ الْعِلَّةِ وَعِنْدَ ذَلِكَ فَلَا يَلْزَمُ مِنْ وُجُودِ الْمُشْتَرَكِ فِي الْفَرْعِ ثُبُوتُ الْحُكْمِ لِجَوَازِ تَخَلُّفِ بَاقِي
(يُتْبَعُ)
(/)
الْأَوْصَافِ أَوْ بَعْضِهَا. وَأَمَّا " السَّبْرُ وَالتَّقْسِيمُ ": فَحَاصِلُهُ يَرْجِعُ إلَى دَعْوَى حَصْرِ أَوْصَافِ الْأَصْلِ فِي جُمْلَةٍ مُعَيَّنَةٍ وَإِبْطَالِ كُلِّ مَا عَدَا الْمُسْتَبْقَى. وَهُوَ أَيْضًا غَيْرُ يَقِينِيٍّ لِجَوَازِ أَنْ يَكُونَ الْحُكْمُ ثَابِتًا فِي الْأَصْلِ لِذَاتِ الْأَصْلِ لَا لِخَارِجِ وَإِلَّا لَزِمَ التَّسَلْسُلُ؛ وَإِنْ ثَبَتَ لِخَارِجِ فَمِنْ الْجَائِزِ أَنْ يَكُونَ لِغَيْرِهَا أَبَدًا؛ وَإِنْ لَمْ يَطَّلِعْ عَلَيْهِ مَعَ الْبَحْثِ عَنْهُ وَلَيْسَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ فِي الْعَادِيَاتِ فَإِنَّا لَا نَشُكُّ مَعَ سَلَامَةِ الْبَصَرِ وَارْتِفَاعِ الْمَوَانِعِ فِي عَدَمِ بَحْرِ زِئْبَقٍ وَجَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ بَيْنَ أَيْدِينَا؛ وَنَحْنُ لَا نُشَاهِدُهُ؛ وَإِنْ كَانَ مُنْحَصِرًا فَمِنْ الْجَائِزِ أَنْ يَكُونَ مُعَلَّلًا بِالْمَجْمُوعِ أَوْ بِالْبَعْضِ الَّذِي لَا تَحَقُّقَ لَهُ فِي الْفَرْعِ وَثُبُوتُ الْحُكْمِ مَعَ الْمُشْتَرَكِ فِي صُورَةٍ مَعَ تَخَلُّفِ غَيْرِهِ مِنْ الْأَوْصَافِ الْمُقَارِنَةِ لَهُ فِي الْأَصْلِ مِمَّا لَا يُوجِبُ اسْتِقْلَالَهُ بِالتَّعْلِيلِ لِجَوَازِ أَنْ يَكُونَ فِي تِلْكَ مُعَلَّلًا بِعِلَّةِ أُخْرَى وَلَا امْتِنَاعَ فِيهِ وَإِنْ كَانَ لَا عِلَّةَ لَهُ سِوَاهُ فَجَائِزٌ أَنْ يَكُونَ عِلَّةً لِخُصُوصِهِ لَا لِعُمُومِهِ وَإِنْ بَيَّنَ أَنَّ ذَلِكَ الْوَصْفَ يَلْزَمُ لِعُمُومِ ذَاتِهِ الْحُكْمَ فَمَعَ بُعْدِهِ يُسْتَغْنَى عَنْ التَّمْثِيلِ. قَالُوا: وَالْفِرَاسَةُ الْبَدَنِيَّةُ هِيَ عَيْنُ التَّمْثِيلِ غَيْرَ أَنَّ الْجَامِعَ فِيهَا بَيْنَ الْأَصْلِ وَالْفَرْعِ دَلِيلُ الْعِلَّةِ لَا نَفْسُهَا وَهُوَ الْمُسَمَّى فِي عُرْفِ الْفُقَهَاءِ بِقِيَاسِ الدَّلَالَةِ فَإِنَّهَا اسْتِدْلَالٌ بِمَعْلُولِ الْعِلَّةِ عَلَى ثُبُوتِهَا ثُمَّ الِاسْتِدْلَالُ بِثُبُوتِهَا عَلَى مَعْلُولِهَا الْآخَرِ. إذْ مَبْنَاهَا عَلَى أَنَّ الْمِزَاجَ عِلَّةٌ لِخُلُقٍ بَاطِنٍ وَخُلُقٍ ظَاهِرٍ. فَيُسْتَدَلُّ بِالْخُلُقِ الظَّاهِرِ عَلَى الْمِزَاجِ ثُمَّ بِالْمِزَاجِ عَلَى الْخُلُقِ الْبَاطِنِ كَالِاسْتِدْلَالِ بِعَرْضِ الْأَعْلَى عَلَى الشَّجَاعَةِ بِنَاءً عَلَى كَوْنِهِمَا مَعْلُولَيْ مِزَاجٍ وَاحِدٍ كَمَا يُوجَدُ مِثْلُ ذَلِكَ فِي الْأَسَدِ ثُمَّ إثْبَاتُ الْعِلَّةِ فِي الْأَصْلِ لَا بُدَّ فِيهَا مِنْ الدَّوَرَانِ أَوْ التَّقْسِيمِ كَمَا تَقَدَّمَ وَإِنْ قُدِّرَ أَنَّ عِلَّةَ الْحُكْمَيْنِ فِي الْأَصْلِ وَاحِدَةٌ فَلَا مَانِعَ مِنْ ثُبُوتِ أَحَدِهِمَا فِي الْفَرْعِ بِغَيْرِ عِلَّةِ الْأَصْلِ وَعِنْدَ ذَلِكَ فَلَا يَلْزَمُ الْحُكْمُ الْآخَرُ. هَذَا كَلَامُهُمْ. فَيُقَالُ: تَفْرِيقُهُمْ بَيْنَ قِيَاسِ الشُّمُولِ وَقِيَاسِ التَّمْثِيلِ؛ بِأَنَّ الْأَوَّلَ قَدْ يُفِيدُ الْيَقِينَ وَالثَّانِيَ لَا يُفِيدُ إلَّا الظَّنَّ فَرْقٌ بَاطِلٌ. بَلْ حَيْثُ أَفَادَ أَحَدُهُمَا الْيَقِينَ أَفَادَ الْآخَرُ الْيَقِينَ. وَحَيْثُ لَا يُفِيدُ أَحَدُهُمَا إلَّا الظَّنَّ لَا يُفِيدُ الْآخَرُ إلَّا الظَّنَّ. فَإِنَّ إفَادَةَ الدَّلِيلِ لِلْيَقِينِ أَوْ الظَّنِّ لَيْسَ لِكَوْنِهِ عَلَى صُورَةِ أَحَدِهِمَا دُونَ الْآخَرِ. بَلْ بِاعْتِبَارِ تَضَمُّنِ أَحَدِهِمَا لِمَا يُفِيدُ الْيَقِينَ. فَإِنْ كَانَ أَحَدُهُمَا اشْتَمَلَ عَلَى أَمْرٍ مُسْتَلْزِمٍ لِلْحُكْمِ يَقِينًا حَصَلَ بِهِ الْيَقِينُ. وَإِنْ لَمْ يَشْتَمِلْ إلَّا عَلَى مَا يُفِيدُ الْحُكْمُ ظَنًّا لَمْ يُفِدْ إلَّا الظَّنَّ. وَاَلَّذِي يُسَمَّى فِي أَحَدِهِمَا حَدًّا أَوْسَطَ: هُوَ فِي الْآخَرِ الْوَصْفُ الْمُشْتَرَكُ وَالْقَضِيَّةُ الْكُبْرَى الْمُتَضَمِّنَةُ لُزُومَ الْحَدِّ الْأَكْبَرِ لِلْأَوْسَطِ: هُوَ بَيَانُ تَأْثِيرِ الْوَصْفِ الْمُشْتَرَكِ بَيْنَ الْأَصْلِ وَالْفَرْعِ. فَمَا بِهِ يَتَبَيَّنُ صِدْقُ الْقَضِيَّةِ الْكُبْرَى بِهِ يَتَبَيَّنُ أَنَّ الْجَامِعَ الْمُشْتَرَكَ مُسْتَلْزِمٌ لِلْحُكْمِ. فَلُزُومُ الْأَكْبَرِ لِلْأَوْسَطِ هُوَ لُزُومُ الْحُكْمِ
(يُتْبَعُ)
(/)
لِلْمُشْتَرَكِ. فَإِذَا قُلْت: النَّبِيذُ حَرَامٌ قِيَاسًا عَلَى الْخَمْرِ لِأَنَّ الْخَمْرَ إنَّمَا حُرِّمَتْ لِكَوْنِهَا مُسْكِرَةً وَهَذَا الْوَصْفُ مَوْجُودٌ فِي النَّبِيذِ؛ كَانَ بِمَنْزِلَةِ قَوْلِك كُلُّ نَبِيذٍ مُسْكِرٌ وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ. فَالنَّتِيجَةُ: قَوْلُك: النَّبِيذُ حَرَامٌ؛ وَالنَّبِيذُ هُوَ مَوْضُوعُهَا وَهُوَ الْحَدُّ الْأَصْغَرُ؛ وَالْحَرَامُ مَحْمُولُهَا وَهُوَ الْحَدُّ الْأَكْبَرُ؛ وَالْمُسْكِرُ هُوَ الْمُتَوَسِّطُ بَيْنَ الْمَوْضُوعِ وَالْمَحْمُولِ وَهُوَ الْحَدُّ الْأَوْسَطُ: الْمَحْمُولُ فِي الصُّغْرَى الْمَوْضُوعُ فِي الْكُبْرَى. فَإِذَا قُلْت: النَّبِيذُ حَرَامٌ قِيَاسًا عَلَى خَمْرِ الْعِنَبِ؛ لِأَنَّ الْعِلَّةَ فِي الْأَصْلِ هُوَ الْإِسْكَارُ وَهُوَ مَوْجُودٌ فِي الْفَرْعِ فَثَبَتَ التَّحْرِيمُ لِوُجُودِ عِلَّتِهِ؛ فَإِنَّمَا اسْتَدْلَلْت عَلَى تَحْرِيمِ النَّبِيذِ بِالسُّكْرِ وَهُوَ الْحَدُّ الْأَوْسَطُ لَكِنْ زِدْت فِي قِيَاسِ التَّمْثِيلِ ذِكْرَ الْأَصْلِ الَّذِي يَثْبُتُ بِهِ الْفَرْعُ؛ وَهَذَا لِأَنَّ شُعُورَ النَّفْسِ بِنَظِيرِ الْفَرْعِ أَقْوَى فِي الْمَعْرِفَةِ مِنْ مُجَرَّدِ دُخُولِهِ فِي الْجَامِعِ الْكُلِّيِّ. وَإِذَا قَامَ الدَّلِيلُ عَلَى تَأْثِيرِ الْوَصْفِ الْمُشْتَرَكِ لَمْ يَكُنْ ذِكْرُ الْأَصْلِ مُحْتَاجًا إلَيْهِ. وَالْقِيَاسُ لَا يَخْلُو: إمَّا أَنْ يَكُونَ بِإِبْدَاءِ الْجَامِعِ أَوْ بِإِلْغَاءِ الْفَارِقِ وَ " الْجَامِعُ " إمَّا الْعِلَّةُ وَإِمَّا دَلِيلُهَا وَإِمَّا الْقِيَاسُ بِإِلْغَاءِ الْفَارِقِ فَهُنَا إلْغَاءُ الْفَارِقِ هُوَ الْحَدُّ الْأَوْسَطُ. فَإِذَا قِيلَ: هَذَا مُسَاوٍ لِهَذَا. وَمُسَاوِي الْمُسَاوِي مُسَاوٍ؛ كَانَتْ الْمُسَاوَاةُ هِيَ الْحَدَّ الْأَوْسَطَ؛ وَإِلْغَاءُ الْفَارِقِ عِبَارَةٌ عَنْ الْمُسَاوَاةِ. فَإِذَا قِيلَ: لَا فَرْقَ بَيْنَ الْفَرْعِ وَالْأَصْلِ إلَّا كَذَا وَهُوَ مُتَعَذَّرٌ فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ قَوْلِك هَذَا مُسَاوٍ لِهَذَا. وَحُكْمُ الْمُسَاوِي حُكْمُ مُسَاوِيهِ.
وَأَمَّا قَوْلُهُمْ: كُلُّ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ مَا بِهِ الِاشْتِرَاكُ عِلَّةٌ لِلْحُكْمِ فَظَنِّيٌّ. فَيُقَالُ: لَا نُسَلِّمُ. فَإِنَّ هَذِهِ دَعْوَى كُلِّيَّةٌ وَلَمْ تُقِيمُوا عَلَيْهَا دَلِيلًا. ثُمَّ نَقُولُ: الَّذِي يَدُلُّ بِهِ عَلَى عِلِّيَّةِ الْمُشْتَرَكِ هُوَ الَّذِي يَدُلُّ بِهِ عَلَى صِدْقِ الْقَضِيَّةِ الْكُبْرَى وَكُلُّ مَا يَدُلُّ بِهِ عَلَى صِدْقِ الْكُبْرَى فِي قِيَاسِ الشُّمُولِ يَدُلُّ بِهِ عَلَى عِلِّيَّةِ الْمُشْتَرَكِ فِي قِيَاسِ التَّمْثِيلِ سَوَاءٌ كَانَ عِلْمِيًّا أَوْ ظَنِّيًّا. فَإِنَّ الْجَامِعَ الْمُشْتَرَكَ فِي التَّمْثِيلِ هُوَ الْحَدُّ الْأَوْسَطُ وَلُزُومُ الْحُكْمِ لَهُ هُوَ لُزُومُ الْأَكْبَرِ لِلْأَوْسَطِ وَلُزُومُ الْأَوْسَطِ لِلْأَصْغَرِ هُوَ لُزُومُ الْجَامِعِ الْمُشْتَرَكِ لِلْأَصْغَرِ وَهُوَ ثُبُوتُ الْعِلَّةِ فِي الْفَرْعِ. فَإِذَا كَانَ الْوَصْفُ الْمُشْتَرَكُ. وَهُوَ الْمُسَمَّى بِالْجَامِعِ وَالْعِلَّةِ أَوْ دَلِيلِ الْعِلَّةِ أَوْ الْمَنَاطِ أَوْ مَا كَانَ مِنْ الْأَسْمَاءِ إذَا كَانَ ذَلِكَ الْوَصْفُ ثَابِتًا فِي الْفَرْعِ لَازِمًا لَهُ كَانَ ذَلِكَ مُوجِبًا لِصِدْقِ الْمُقَدِّمَةِ الصُّغْرَى. وَإِذَا كَانَ الْحُكْمُ ثَابِتًا لِلْوَصْفِ لَازِمًا لَهُ؛ كَانَ ذَلِكَ مُوجِبًا لِصِدْقِ الْمُقَدِّمَةِ الْكُبْرَى. وَذِكْرُ الْأَصْلِ يُتَوَصَّلُ بِهِ إلَى إثْبَاتِ إحْدَى الْمُقَدِّمَتَيْنِ؛ فَإِنْ كَانَ الْقِيَاسُ بِإِلْغَاءِ الْفَارِقِ فَلَا بُدَّ مِنْ الْأَصْلِ الْمُعَيَّنِ؛ فَإِنَّ الْمُشْتَرَكَ هُوَ الْمُسَاوَاةُ بَيْنَهُمَا وَتَمَاثُلُهُمَا وَهُوَ إلْغَاءُ الْفَارِقِ هُوَ الْحَدُّ الْأَوْسَطُ وَإِنْ كَانَ الْقِيَاسُ بِإِبْدَاءِ الْعِلَّةِ؛ فَقَدْ يُسْتَغْنَى عَنْ ذِكْرِ الْأَصْلِ إذَا كَانَ الِاسْتِدْلَالُ عَلَى عِلِّيَّةِ الْوَصْفِ لَا يَفْتَقِرُ إلَيْهِ وَأَمَّا إذَا احْتَاجَ إثْبَاتُ
(يُتْبَعُ)
(/)
عِلِّيَّةِ الْوَصْفِ إلَيْهِ فَيُذْكَرُ الْأَصْلُ؛ لِأَنَّهُ مِنْ تَمَامِ مَا يَدُلُّ عَلَى عِلِّيَّةِ الْمُشْتَرَكِ؛ وَهُوَ الْحَدُّ الْأَكْبَرُ. وَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ فَرَّقُوا بَيْنَ قِيَاسِ التَّمْثِيلِ وَقِيَاسِ الشُّمُولِ أَخَذُوا يُظْهِرُونَ كَوْنَ أَحَدِهِمَا ظَنِّيًّا فِي مَوَادَّ مُعَيَّنَةٍ وَتِلْكَ الْمَوَادُّ الَّتِي لَا تُفِيدُ إلَّا الظَّنَّ فِي قِيَاسِ التَّمْثِيلِ لَا تُفِيدُ إلَّا الظَّنَّ فِي قِيَاسِ الشُّمُولِ. وَإِلَّا فَإِذَا أَخَذُوهُ فِيمَا يُسْتَفَادُ بِهِ الْيَقِينُ مِنْ قِيَاسِ الشُّمُولِ؛ أَفَادَ الْيَقِينَ فِي قِيَاسِ التَّمْثِيلِ أَيْضًا. وَكَانَ ظُهُورُ الْيَقِينِ بِهِ هُنَاكَ أَتَمَّ. فَإِذَا قِيلَ فِي قِيَاسِ الشُّمُولِ: كُلُّ إنْسَانٍ حَيَوَانٌ وَكُلُّ حَيَوَانٍ جِسْمٌ فَكُلُّ إنْسَانٍ جِسْمٌ؛ كَانَ الْحَيَوَانُ هُوَ الْحَدَّ الْأَوْسَطَ، وَهُوَ الْمُشْتَرَكُ فِي قِيَاسِ التَّمْثِيلِ؛ بِأَنْ يُقَالَ الْإِنْسَانُ جِسْمٌ قِيَاسًا عَلَى الْفَرَسِ وَغَيْرِهِ مِنْ الْحَيَوَانَاتِ؛ فَإِنَّ كَوْنَ تِلْكَ الْحَيَوَانَاتِ حَيَوَانًا هُوَ مُسْتَلْزِمٌ لِكَوْنِهَا أَجْسَامًا. وَإِذَا نُوزِعَ فِي عِلِّيَّةِ الْحُكْمِ فِي الْأَصْلِ؛ فَقِيلَ لَهُ لَا نُسَلِّمُ أَنَّ الْحَيَوَانِيَّةَ تَسْتَلْزِمُ الْجِسْمِيَّةَ كَانَ هَذَا نِزَاعًا فِي قَوْلِهِ كُلُّ حَيَوَانٍ جِسْمٌ. وَذَلِكَ أَنَّ الْمُشْتَرَكَ بَيْنَ الْأَصْلِ وَالْفَرْعِ إذَا سُمِّيَ عِلَّةً؛ فَإِنَّمَا يُرَادُ بِهِ مَا يَسْتَلْزِمُ الْحُكْمَ؛ سَوَاءٌ كَانَ هُوَ الْعِلَّةَ الْمُوجِبَةَ لِوُجُودِهِ فِي الْخَارِجِ؛ أَوْ كَانَ مُسْتَلْزِمًا لِذَلِكَ. وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُسَمِّي الْجَمِيعَ عِلَّةً؛ لَا سِيَّمَا مَنْ يَقُولُ إنَّ الْعِلَّةَ إنَّمَا يُرَادُ بِهَا الْمُعَرَّفُ؛ وَهُوَ الْأَمَارَةُ وَالْعَلَامَةُ وَالدَّلِيلُ؛ لَا يُرَادُ بِهَا الْبَاعِثُ وَالدَّاعِي وَمَنْ قَالَ إنَّهُ قَدْ يُرَادُ بِهَا الدَّاعِي وَهُوَ الْبَاعِثُ فَإِنَّهُ يَقُولُ ذَلِكَ فِي عِلَلِ الْأَفْعَالِ. وَأَمَّا غَيْرُ الْأَفْعَالِ فَقَدْ تُفَسَّرُ الْعِلَّةُ فِيهَا بِالْوَصْفِ الْمُسْتَلْزِمِ كَاسْتِلْزَامِ الْإِنْسَانِيَّةِ لِلْحَيَوَانِيَّةِ والْحَيَوَانِيَّةِ لِلْجِسْمِيَّةِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ أَحَدُ الْوَصْفَيْنِ هُوَ الْمُؤَثِّرَ فِي الْآخَرِ عَلَى أَنَّا قَدْ بَيَّنَّا فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ؛ أَنَّ مَا بِهِ يُعْلَمُ كَوْنُ الْحَيَوَانِ جِسْمًا؛ يُعْلَمُ أَنَّ الْإِنْسَانَ جِسْمٌ حَيْثُ بَيَّنَّا أَنَّ قِيَاسَ الشُّمُولِ الَّذِي يَذْكُرُونَهُ قَلِيلُ الْفَائِدَةِ أَوْ عَدِيمُهَا؛ وَأَنَّ مَا بِهِ يُعْلَمُ صِدْقُ الْكُبْرَى فِي الْعَقْلِيَّاتِ؛ يُعْلَمُ صِدْقُ أَفْرَادِهَا الَّتِي مِنْهَا الصُّغْرَى. بَلْ وَبِذَلِكَ يُعْلَمُ صِدْقُ النَّتِيجَةِ. ثُمَّ قَالَ: وَتَنَاقُضُهُمْ وَفَسَادُ قَوْلِهِمْ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ يُذْكَرَ. وَالْمَقْصُودُ هُنَا الْكَلَامُ عَلَى " الْمَنْطِقِ ". وَمَا ذَكَرُوهُ مِنْ الْبُرْهَانِ. وَأَنَّهُمْ يُعَظِّمُونَ قِيَاسَ الشُّمُولِ. وَيَسْتَخِفُّونَ بِقِيَاسِ التَّمْثِيلِ وَيَزْعُمُونَ أَنَّهُ إنَّمَا يُفِيدُ الظَّنَّ. وَأَنَّ الْعِلْمَ لَا يَحْصُلُ إلَّا بِذَاكَ. وَلَيْسَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ. بَلْ هُمَا فِي الْحَقِيقَةِ مِنْ جِنْسٍ وَاحِدٍ. وَقِيَاسُ التَّمْثِيلِ الصَّحِيحِ أَوْلَى بِإِفَادَةِ الْمَطْلُوبِ عِلْمًا كَانَ أَوْ ظَنًّا مِنْ مُجَرَّدِ قِيَاسِ الشُّمُولِ وَلِهَذَا كَانَ سَائِرُ الْعُقَلَاءِ يَسْتَدِلُّونَ بِقِيَاسِ التَّمْثِيلِ أَكْثَرَ مِمَّا يَسْتَدِلُّونَ بِقِيَاسِ الشُّمُولِ بَلْ لَا يَصِحُّ قِيَاسُ الشُّمُولِ فِي الْأَمْرِ الْعَامِّ إلَّا بِتَوَسُّطِ قِيَاسِ التَّمْثِيلِ وَكُلُّ مَا يُحْتَجُّ بِهِ عَلَى صِحَّةِ قِيَاسِ الشُّمُولِ فِي بَعْضِ الصُّوَرِ فَإِنَّهُ يُحْتَجُّ بِهِ عَلَى صِحَّةِ قِيَاسِ التَّمْثِيلِ فِي تِلْكَ الصُّورَةِ وَمَثَّلْنَا هَذَا بِقَوْلِهِمْ الْوَاحِدُ لَا يَصْدُرُ عَنْهُ إلَّا
(يُتْبَعُ)
(/)
وَاحِدٌ؛ فَإِنَّهُ مِنْ أَشْهَرِ أَقْوَالِهِمْ الْفَاسِدَةِ الْإِلَهِيَّةِ. وَأَمَّا الْأَقْوَالُ الصَّحِيحَةُ فَهَذَا أَيْضًا ظَاهِرٌ فِيهَا: فَإِنَّ قِيَاسَ الشُّمُولِ لَا بُدَّ فِيهِ مِنْ قَضِيَّةٍ كُلِّيَّةٍ مُوجَبَةٍ فَلَا نِتَاجَ عَنْ سَالِبَتَيْنِ وَلَا عَنْ جُزْئِيَّتَيْنِ بِاتِّفَاقِهِمْ. وَالْكُلِّيُّ لَا يَكُونُ كُلِّيًّا إلَّا فِي الذِّهْنِ فَإِذَا عُرِفَ تَحَقُّقُ بَعْضِ أَفْرَادِهِ فِي الْخَارِجِ كَانَ ذَلِكَ مِمَّا يُعِينُ عَلَى الْعِلْمِ بِكَوْنِهِ كُلِّيًّا مُوجِبًا فَإِنَّهُ إذَا أَحَسَّ الْإِنْسَانُ بِبَعْضِ الْأَفْرَادِ الْخَارِجِيَّةِ انْتَزَعَ مِنْهُ وَصْفًا كُلِّيًّا لَا سِيَّمَا إذَا كَثُرَتْ أَفْرَادُهُ وَالْعِلْمُ بِثُبُوتِ الْوَصْفِ الْمُشْتَرَكِ لِأَصْلِ فِي الْخَارِجِ هُوَ أَصْلُ الْعِلْمِ بِالْقَضِيَّةِ الْكُلِّيَّةِ. وَحِينَئِذٍ فَالْقِيَاسُ التَّمْثِيلِيُّ أَصْلٌ لِلْقِيَاسِ الشُّمُولِيِّ. إمَّا أَنْ يَكُونَ سَبَبًا فِي حُصُولِهِ وَإِمَّا أَنْ يُقَالَ لَا يُوجَدُ بِدُونِهِ فَكَيْفَ يَكُونُ وَحْدُهُ أَقْوَى مِنْهُ. وَهَؤُلَاءِ يُمَثِّلُونَ الْكُلِّيَّاتِ بِمِثْلِ قَوْلِ الْقَائِلِ: الْكُلُّ أَعْظَمُ مِنْ الْجُزْءِ وَالنَّقِيضَانِ لَا يَجْتَمِعَانِ وَلَا يَرْتَفِعَانِ وَالْأَشْيَاءُ الْمُسَاوِيَةُ لِشَيْءِ وَاحِدٍ مُتَسَاوِيَةٌ وَنَحْوُ ذَلِكَ وَمَا مِنْ كُلِّيٍّ مِنْ هَذِهِ الْكُلِّيَّاتِ إلَّا وَقَدْ عُلِمَ مِنْ أَفْرَادِهِ الْخَارِجَةِ أُمُورٌ كَثِيرَةٌ وَإِذَا أُرِيدَ تَحْقِيقُ هَذِهِ الْكُلِّيَّةِ فِي النَّفْسِ ضُرِبَ لَهَا الْمَثَلُ بِفَرْدِ مِنْ أَفْرَادِهَا وَبَيْنَ انْتِفَاءِ الْفَارِقِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ غَيْرِهِ أَوْ ثُبُوتِ الْجَامِعِ. وَحِينَئِذٍ يَحْكُمُ الْعَقْلُ بِثُبُوتِ الْحُكْمِ لِذَلِكَ الْمُشْتَرَكِ الْكُلِّيِّ. وَهَذَا حَقِيقَةُ قِيَاسِ التَّمْثِيلِ. وَلَوْ قَدَّرْنَا أَنَّ قِيَاسَ الشُّمُولِ لَا يَفْتَقِرُ إلَى التَّمْثِيلِ وَأَنَّ الْعِلْمَ بِالْقَضَايَا الْكُلِّيَّةِ لَا يَفْتَقِرُ إلَى الْعِلْمِ بِمُعَيَّنِ أَصْلًا فَلَا يُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ إذَا عَلِمَ الْكُلِّيَّ مَعَ الْعِلْمِ بِثُبُوتِ بَعْضِ أَفْرَادِهِ فِي الْخَارِجِ كَانَ أَنْقَصَ مِنْ أَنْ يَعْلَمَهُ بِدُونِ الْعِلْمِ بِذَلِكَ الْمُعَيَّنِ فَإِنَّ الْعِلْمَ بِالْمُعَيَّنِ مَا زَادَهُ إلَّا كَمَالًا؛ فَتَبَيَّنَ أَنَّ مَا نَفَوْهُ مِنْ صُورَةِ الْقِيَاسِ أَكْمَلُ مِمَّا أَثْبَتُوهُ. وَاعْلَمْ أَنَّهُمْ فِي " الْمَنْطِقِ الْإِلَهِيِّ " بَلْ وَ " الطَّبِيعِيِّ " غَيَّرُوا بَعْضَ مَا ذَكَرَهُ أَرِسْطُو لَكِنْ مَا زَادُوهُ فِي الْإِلَهِيِّ هُوَ خَيْرٌ مِنْ كَلَامِ أَرِسْطُو فَإِنِّي قَدْ رَأَيْت الْكَلَامَيْنِ. وَأَرِسْطُو وَأَتْبَاعُهُ فِي الْإِلَهِيَّاتِ أَجْهَلُ مِنْ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى بِكَثِيرِ كَثِيرٍ. وَأَمَّا فِي الطَّبِيعِيَّاتِ فَغَالِبُ كَلَامِهِ جَيِّدٌ. وَأَمَّا الْمَنْطِقُ فَكَلَامُهُ فِيهِ خَيْرٌ مِنْ كَلَامِهِ فِي الْإِلَهِيِّ. وَمَا ذَكَرُوهُ مِنْ تَضْعِيفِ " قِيَاسِ التَّمْثِيلِ " إنَّمَا هُوَ مِنْ كَلَامِ مُتَأَخِّرِيهِمْ لَمَّا رَأَوْا اسْتِعْمَالَ الْفُقَهَاءِ لَهُ غَالِبًا وَالْفُقَهَاءُ يَسْتَعْمِلُونَهُ كَثِيرًا فِي الْمَوَادِّ الظَّنِّيَّةِ وَهُنَاكَ الظَّنُّ حَصَلَ مِنْ الْمَادَّةِ لَا مِنْ صُورَةِ الْقِيَاسِ فَلَوْ صَوَّرُوا تِلْكَ الْمَادَّةَ بِقِيَاسِ الشُّمُولِ لَمْ يُفِدْ أَيْضًا إلَّا الظَّنَّ لَكِنَّ هَؤُلَاءِ ظَنُّوا أَنَّ الضَّعْفَ مِنْ جِهَةِ الصُّورَةِ فَجَعَلُوا صُورَةَ قِيَاسِهِمْ يَقِينِيًّا وَصُورَةَ قِيَاسِ الْفُقَهَاءِ ظَنِّيًّا وَمَثَّلُوهُ بِأَمْثِلَةِ كَلَامِيَّةٍ لِيُقَرِّرُوا أَنَّ الْمُتَكَلِّمِينَ يَحْتَجُّونَ عَلَيْنَا بِالْأَقْيِسَةِ الظَّنِّيَّةِ كَمَا مَثَّلُوهُ مِنْ الِاحْتِجَاجِ عَلَيْهِمْ: بِأَنَّ الْفَلَكَ جِسْمٌ مُؤَلَّفٌ فَكَانَ مُحْدَثًا قِيَاسًا عَلَى الْإِنْسَانِ وَغَيْرِهِ مِنْ الْمُوَلَّدَاتِ ثُمَّ أَخَذُوا يُضَعِّفُونَ هَذَا الْقِيَاسَ.
(يُتْبَعُ)
(/)
لَكِنْ إنَّمَا ضَعَّفُوهُ بِضَعْفِ مَادَّتِهِ؛ فَإِنَّ هَذَا الدَّلِيلَ الَّذِي ذَكَرَهُ الجهمية وَالْقَدَرِيَّةُ وَمَنْ وَافَقَهُمْ مِنْ الْأَشْعَرِيَّةِ وَغَيْرِهِمْ عَلَى حُدُوثِ الْأَجْسَامِ أَدِلَّةٌ ضَعِيفَةٌ لِأَجْلِ مَادَّتِهَا لَا لِكَوْنِ صُورَتِهَا ظَنِّيَّةً. وَلِهَذَا لَا فَرْقَ بَيْنَ أَنْ يُصَوِّرُوهَا بِصُورَةِ التَّمْثِيلِ أَوْ الشُّمُولِ.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[03 - May-2009, صباحاً 03:02]ـ
وقال الشيخ رحمة الله عليه:
كَوْنَ الْقِيَاسِ الْمُؤَلَّفِ مِنْ الْمُقَدِّمَتَيْنِ يُفِيدُ النَّتِيجَةَ هُوَ أَمْرٌ صَحِيحٌ فِي نَفْسِهِ. لَكِنَّ الَّذِي بَيَّنَهُ نُظَّارُ الْمُسْلِمِينَ فِي كَلَامِهِمْ عَلَى هَذَا الْمَنْطِقِ الْيُونَانِيِّ الْمَنْسُوبِ إلَى أَرِسْطُو: أَنَّ مَا ذَكَرُوهُ مِنْ صُوَرِ الْقِيَاسِ وَمَوَادِّهِ مَعَ كَثْرَةِ التَّعَبِ الْعَظِيمِ لَيْسَ فِيهِ فَائِدَةٌ عِلْمِيَّةٌ. بَلْ كُلُّ مَا يُمْكِنُ عِلْمُهُ بِقِيَاسِهِمْ يُمْكِنُ عِلْمُهُ بِدُونِ قِيَاسِهِمْ فَلَمْ يَكُنْ فِي قِيَاسِهِمْ مَا يُحَصِّلُ الْعِلْمَ بِالْمَجْهُولِ الَّذِي لَا يُعْلَمُ بِدُونِهِ وَلَا حَاجَةَ إلَى مَا يُمْكِنُ الْعِلْمُ بِدُونِهِ. فَصَارَ عَدِيمَ التَّأْثِيرِ فِي الْعِلْمِ وُجُودًا وَعَدَمًا وَفِيهِ تَطْوِيلٌ كَثِيرٌ مُتْعِبٌ فَهُوَ مَعَ أَنَّهُ لَا يَنْفَعُ فِي الْعِلْمِ فِيهِ إتْعَابُ الْأَذْهَانِ وَتَضْيِيعُ الزَّمَانِ وَكَثْرَةُ الْهَذَيَانِ وَالْمَطْلُوبُ مِنْ الْأَدِلَّةِ وَالْبَرَاهِينِ بَيَانُ الْعِلْمِ وَبَيَانُ الطُّرُقِ الْمُؤَدِّيَةِ إلَى الْعِلْمِ. قَالُوا: وَهَذَا لَا يُفِيدُ الْعِلْمَ الْمَطْلُوبَ بَلْ قَدْ يَكُونُ مِنْ الْأَسْبَابِ الْمُعَوِّقَةِ لَهُ؛ لِمَا فِيهِ مِنْ كَثْرَةِ تَعَبِ الذِّهْنِ كَمَنْ يُرِيدُ أَنْ يَسْلُكَ الطَّرِيقَ لِيَذْهَبَ إلَى مَكَّةَ أَوْ غَيْرِهَا مِنْ الْبِلَادِ فَإِذَا سَلَكَ الطَّرِيقَ الْمُسْتَقِيمَ الْمَعْرُوفَ وَصَلَ فِي مُدَّةٍ قَرِيبَةٍ بِسَعْيٍ مُعْتَدِلٍ فَإِذَا قُيِّضَ لَهُ مَنْ يَسْلُكُ بِهِ التَّعَاسِيفَ: - وَالْعَسْفُ فِي اللُّغَةِ الْأَخْذُ عَلَى غَيْرِ طَرِيقٍ بِحَيْثُ يَدُورُ بِهِ طُرُقًا دَائِرَةً وَيَسْلُكُ بِهِ مَسَالِكَ مُنْحَرِفَةً - فَإِنَّهُ يَتْعَبُ تَعَبًا كَثِيرًا حَتَّى يَصِلَ إلَى الطَّرِيقِ الْمُسْتَقِيمَةِ إنْ وَصَلَ وَإِلَّا فَقَدْ يَصِلُ إلَى غَيْرِ الْمَطْلُوبِ. فَيَعْتَقِدُ اعْتِقَادَاتٍ فَاسِدَةً وَقَدْ يَعْجِزُ بِسَبَبِ مَا يَحْصُلُ لَهُ مِنْ التَّعَبِ وَالْإِعْيَاءِ فَلَا هُوَ نَالَ مَطْلُوبَهُ وَلَا هُوَ اسْتَرَاحَ هَذَا إذَا بَقِيَ فِي الْجَهْلِ الْبَسِيطِ وَهَكَذَا هَؤُلَاءِ. وَلِهَذَا حَكَى مَنْ كَانَ حَاضِرًا عِنْدَ مَوْتِ إمَامِ الْمَنْطِقِيِّينَ فِي زَمَانِهِ الخونجي أَنَّهُ قَالَ عِنْدَ مَوْتِهِ: أَمُوتُ وَلَا أَعْلَمُ شَيْئًا إلَّا عِلْمِي بِأَنَّ الْمُمْكِنَ يَفْتَقِرُ إلَى الْوَاجِبِ. ثُمَّ قَالَ: الِافْتِقَارُ وَصْفٌ سَلْبِيٌّ أَمُوتُ وَمَا عَلِمْت شَيْئًا. فَهَذَا حَالُهُمْ إذَا كَانَ مُنْتَهَى أَحَدِهِمْ الْجَهْلَ الْبَسِيطَ. وَأَمَّا مَنْ كَانَ مُنْتَهَاهُ الْجَهْلَ الْمُرَكَّبَ فَكَثِيرٌ. وَالْوَاصِلُ مِنْهُمْ إلَى عِلْمٍ يُشَبِّهُونَهُ بِمَنْ قِيلَ لَهُ: أَيْنَ أُذُنُك؟ فَأَدَارَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ وَمَدَّهَا إلَى أُذُنِهِ بِكُلْفَةِ. وَقَدْ كَانَ يُمْكِنُهُ أَنْ يُوصِلَهَا إلَى أُذُنِهِ مِنْ تَحْتِ رَأْسِهِ؛ وَهُوَ أَقْرَبُ وَأَسْهَلُ. وَالْأُمُورُ الْفِطْرِيَّةُ مَتَى جُعِلَ لَهَا طُرُقٌ غَيْرُ الْفِطْرِيَّةِ كَانَ تَعْذِيبًا لِلنُّفُوسِ بِلَا مَنْفَعَةٍ لَهَا كَمَا لَوْ قِيلَ لِرَجُلِ: اقْسِمْ هَذِهِ الدَّرَاهِمَ بَيْنَ هَؤُلَاءِ النَّفَرِ بِالسَّوِيَّةِ فَإِنَّ هَذَا مُمْكِنٌ بِلَا كُلْفَةٍ فَلَوْ قَالَ لَهُ قَائِلٌ: اصْبِرْ فَإِنَّهُ لَا يُمْكِنُك الْقِسْمَةُ حَتَّى تَعْرِفَ حَدَّهَا وَتُمَيِّزَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الضَّرْبِ فَإِنَّ الْقِسْمَةَ عَكْسُ الضَّرْبِ فَإِنَّ الضَّرْبَ هُوَ تَضْعِيفُ آحَادِ أَحَدِ
(يُتْبَعُ)
(/)
الْعَدَدَيْنِ بِآحَادِ الْعَدَدِ الْآخَرِ وَالْقِسْمَةُ تَوْزِيعُ آحَادِ (أَحَدِ الْعَدَدَيْنِ عَلَى آحَادِ الْعَدَدِ الْآخَرِ. وَلِهَذَا إذَا ضَرَبَ الْخَارِجَ بِالْقِسْمَةِ فِي الْمَقْسُومِ عَلَيْهِ عَادَ الْمَقْسُومُ. وَإِذَا قَسَمَ الْمُرْتَفِعُ بِالضَّرْبِ عَلَى أَحَدِ الْمَضْرُوبَيْنِ خَرَجَ الْمَضْرُوبُ الْآخَرُ. ثُمَّ يُقَالُ: مَا ذَكَرْته فِي حَدِّ الضَّرْبِ لَا يَصِحُّ فَإِنَّهُ إنَّمَا يَتَنَاوَلُ ضَرْبَ الْعَدَدِ الصَّحِيحِ دُونَ الْمَكْسُورِ بَلْ الْحَدُّ الْجَامِعُ لَهُمَا أَنْ يُقَالَ: الضَّرْبُ طَلَبُ جُمْلَةٍ تَكُونُ نِسْبَتُهَا إلَى أَحَدِ الْمَضْرُوبَيْنِ كَنِسْبَةِ الْوَاحِدِ إلَى الْمَضْرُوبِ الْآخَرِ فَإِذَا قِيلَ: اضْرِبْ النِّصْفَ فِي الرُّبُعِ فَالْخَارِجُ هُوَ الثُّمُنُ وَنِسْبَتُهُ إلَى الرُّبُعِ كَنِسْبَةِ النِّصْفِ إلَى الْوَاحِدِ. فَهَذَا وَإِنْ كَانَ كَلَامًا صَحِيحًا لَكِنْ مِنْ الْمَعْلُومِ أَنَّ مَنْ مَعَهُ مَالٌ يُرِيدُ أَنْ يَقْسِمَهُ بَيْنَ عَدَدٍ يَعْرِفَهُمْ بِالسَّوِيَّةِ إذَا أَلْزَمَ نَفْسَهُ أَنْ لَا يَقْسِمَهُ حَتَّى يَتَصَوَّرَ هَذَا كُلَّهُ كَانَ هَذَا تَعْذِيبًا لَهُ بِلَا فَائِدَةٍ وَقَدْ لَا يَفْهَمُ هَذَا الْكَلَامَ وَقَدْ تَعْرِضُ لَهُ فِيهِ إشْكَالَاتٌ. فَكَذَلِكَ الدَّلِيلُ وَالْبُرْهَانُ هُوَ الْمُرْشِدُ إلَى الْمَطْلُوبِ وَالْمُوَصِّلُ إلَى الْمَقْصُودِ وَكُلَّمَا كَانَ مُسْتَلْزِمًا لِغَيْرِهِ فَإِنَّهُ يُمْكِنُ أَنْ يُسْتَدَلَّ بِهِ عَلَيْهِ. وَلِهَذَا قِيلَ: الدَّلِيلُ مَا يَكُونُ النَّظَرُ الصَّحِيحُ فِيهِ مُوَصِّلًا إلَى عِلْمٍ أَوْ ظَنٍّ. فَالْمَقْصُودُ أَنَّ كُلَّ مَا كَانَ مُسْتَلْزِمًا لِغَيْرِهِ بِحَيْثُ يَكُونُ مَلْزُومًا لَهُ؛ فَإِنَّهُ يَكُونُ دَلِيلًا عَلَيْهِ وَبُرْهَانًا لَهُ - سَوَاءٌ كَانَا وُجُودِيَّيْنِ أَوْ عَدَمِيَّيْنِ أَوْ أَحَدُهُمَا وُجُودِيًّا وَالْآخَرُ عَدَمِيًّا؛ فَأَبَدًا: الدَّلِيلُ مَلْزُومٌ لِلْمَدْلُولِ عَلَيْهِ؛ وَالْمَدْلُولُ لَازِمٌ لِلدَّلِيلِ. ثُمَّ قَدْ يَكُونُ الدَّلِيلُ مُقَدِّمَةً وَاحِدَةً مَتَى عُلِمَتْ عُلِمَ الْمَطْلُوبُ؛ وَقَدْ يَحْتَاجُ الْمُسْتَدِلُّ إلَى مُقَدِّمَتَيْنِ؛ وَقَدْ يَحْتَاجُ إلَى ثَلَاثِ مُقَدِّمَاتٍ وَأَرْبَعٍ وَخَمْسٍ وَأَكْثَرَ؛ لَيْسَ لِذَلِكَ حَدٌّ مُقَدَّرٌ يَتَسَاوَى فِيهِ جَمِيعُ النَّاسِ فِي جَمِيعِ الْمَطَالِبِ؛ بَلْ ذَلِكَ بِحَسَبِ عِلْمِ الْمُسْتَدِلِّ الطَّالِبِ بِأَحْوَالِ الْمَطْلُوبِ وَالدَّلِيلِ وَلَوَازِمِ ذَلِكَ؛ وَمَلْزُومَاتِهِ. فَإِذَا قُدِّرَ أَنَّهُ قَدْ عَرَفَ مَا بِهِ يَعْلَمُ الْمَطْلُوبَ مُقَدِّمَةً وَاحِدَةً؛ كَانَ دَلِيلُهُ الَّذِي يَحْتَاجُ إلَى بَيَانِهِ لَهُ تِلْكَ الْمُقَدِّمَةِ كَمَنْ عَلِمَ أَنَّ الْخَمْرَ مُحَرَّمٌ؛ وَعَلِمَ أَنَّ النَّبِيذَ الْمُتَنَازَعَ فِيهِ مُسْكِرٌ؛ لَكِنْ لَمْ يَعْلَمْ أَنَّ كُلَّ مُسْكِرٍ هُوَ خَمْرٌ. فَهُوَ لَا يَحْتَاجُ إلَّا إلَى هَذِهِ الْمُقَدِّمَةِ. فَإِذَا قِيلَ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ}. حَصَلَ مَطْلُوبُهُ وَلَمْ يَحْتَجْ إلَى أَنْ يُقَالَ: كُلُّ نَبِيذٍ مُسْكِرٌ. وَكُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ. وَلَا أَنْ يُقَالَ كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ وَكُلُّ خَمْرٍ حَرَامٌ. فَإِنَّ هَذَا كُلَّهُ مَعْلُومٌ لَهُ لَمْ يَكُنْ يَخْفَى عَلَيْهِ إلَّا أَنَّ اسْمَ الْخَمْرِ هَلْ هُوَ مُخْتَصٌّ بِبَعْضِ الْمُسْكِرَاتِ كَمَا ظَنَّهُ طَائِفَةٌ مِنْ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ أَوْ هُوَ شَامِلٌ لِكُلِّ مُسْكِرٍ فَإِذَا ثَبَتَ لَهُ عَنْ صَاحِبِ الشَّرْعِ أَنَّهُ جَعَلَهُ عَامًّا لَا خَاصًّا حَصَلَ مَطْلُوبُهُ. وَهَذَا الْحَدِيثُ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ وَيُرْوَى بِلَفْظَيْنِ: {كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ}. {وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ}. وَلَمْ يَقُلْ: كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ وَكُلُّ خَمْرٍ حَرَامٌ. كَالنَّظْمِ الْيُونَانِيِّ. فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَسَلَّمَ أَجَلُّ قَدْرًا فِي عِلْمِهِ وَبَيَانِهِ مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِمِثْلِ هَذَيَانِهِمْ. فَإِنَّهُ إنْ قَصَدَ مُجَرَّدَ تَعْرِيفِ الْحُكْمِ لَمْ يَحْتَجْ مَعَ قَوْلِهِ إلَى دَلِيلٍ. وَإِنْ قَصَدَ بَيَانَ الدَّلِيلِ كَمَا بَيَّنَ اللَّهُ فِي الْقُرْآنِ عَامَّةَ الْمَطَالِبِ الْإِلَهِيَّةِ الَّتِي تُقَرِّرُ الْإِيمَانَ بِاَللَّهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ. فَهُوَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْلَمُ الْخَلْقِ بِالْحَقِّ. وَأَحْسَنُهُمْ بَيَانًا لَهُ. فَعُلِمَ أَنَّهُ لَيْسَ جَمِيعُ الْمَطَالِبِ تَحْتَاجُ إلَى مُقَدِّمَتَيْنِ. وَلَا يَكْفِي فِي جَمِيعِهَا مُقَدِّمَتَانِ؛ بَلْ يَذْكُرُ مَا يَحْصُلُ بِهِ الْبَيَانُ وَالدَّلَالَةُ سَوَاءٌ كَانَ مُقَدِّمَةً أَوْ مُقَدِّمَتَيْنِ أَوْ أَكْثَرَ. وَمَا قَصَدَ بِهِ هُدًى عَامًّا كَالْقُرْآنِ الَّذِي أَنْزَلَهُ اللَّهُ بَيَانًا لِلنَّاسِ يَذْكُرُ فِيهِ [مِنْ] الْأَدِلَّةِ مَا يَنْتَفِعُ بِهِ النَّاسُ عَامَّةً. وَهَذَا إنَّمَا يُمْكِنُ بَيَانُ أَنْوَاعِهَا الْعَامَّةِ. وَأَمَّا مَا يَخْتَصُّ بِهِ كُلُّ شَخْصٍ فَلَا ضَابِطَ لَهُ حَتَّى يُذْكَرَ فِي كَلَامٍ. بَلْ هَذَا يَزُولُ بِأَسْبَابِ تَخْتَصُّ بِصَاحِبِهِ كَدُعَائِهِ لِنَفْسِهِ وَمُخَاطَبَةِ شَخْصٍ مُعَيَّنٍ لَهُ بِمَا يُنَاسِبُ حَالَهُ. وَنَظَرِهِ فِيمَا يَخُصُّ حَالَهُ وَنَحْوِ ذَلِكَ. وَ " أَيْضًا " فَمَا يَذْكُرُونَهُ مِنْ الْقِيَاسِ لَا يُفِيدُ الْعِلْمَ بِشَيْءِ مُعَيَّنٍ مِنْ الْمَوْجُودَاتِ ثُمَّ تِلْكَ الْأُمُورُ الْكُلِّيَّةُ يُمْكِنُ الْعِلْمُ بِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهَا بِمَا هُوَ أَيْسَرُ مِنْ قِيَاسِهِمْ. فَلَا تُعْلَمُ كُلِّيَّةٌ بِقِيَاسِهِمْ إلَّا وَالْعِلْمُ بِجُزْئِيَّاتِهَا مُمْكِنٌ بِدُونِ قِيَاسِهِمْ. وَرُبَّمَا كَانَ أَيْسَرَ. فَإِنَّ الْعِلْمَ بِالْمُعَيَّنَاتِ قَدْ يَكُونُ أَبْيَنَ مِنْ الْعِلْمِ بِالْكُلِّيَّاتِ وَهَذَا مَبْسُوطٌ فِي مَوْضِعِهِ. وَالْمَقْصُودُ هُنَا: أَنَّ الْمَطْلُوبَ هُوَ الْعِلْمُ وَالطَّرِيقُ إلَيْهِ هُوَ الدَّلِيلُ. فَمَنْ عَرَفَ دَلِيلَ مَطْلُوبِهِ عَرَفَ مَطْلُوبَهُ سَوَاءٌ نَظَمَهُ بِقِيَاسِهِمْ أَمْ لَا وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْ دَلِيلَهُ لَمْ يَنْفَعْهُ قِيَاسُهُمْ وَلَا يُقَالُ إنَّ قِيَاسَهُمْ يَعْرِفُ صَحِيحَ الْأَدِلَّةِ مِنْ فَاسِدِهَا فَإِنَّ هَذَا إنَّمَا يَقُولُهُ جَاهِلٌ لَا يَعْرِفُ حَقِيقَةَ قِيَاسِهِمْ فَإِنَّ حَقِيقَةَ قِيَاسِهِمْ لَيْسَ فِيهِ إلَّا شَكْلُ الدَّلِيلِ وَصُورَتُهُ. وَأَمَّا كَوْنُ الدَّلِيلِ الْمُعَيَّنِ مُسْتَلْزِمًا لِمَدْلُولِهِ فَهَذَا لَيْسَ فِي قِيَاسِهِمْ مَا يَتَعَرَّضُ لَهُ بِنَفْيٍ وَلَا إثْبَاتٍ وَإِنَّمَا هَذَا بِحَسَبِ عِلْمِهِ بِالْمُقَدِّمَاتِ الَّتِي اشْتَمَلَ عَلَيْهَا الدَّلِيلُ. وَلَيْسَ فِي قِيَاسِهِمْ بَيَانُ صِحَّةِ شَيْءٍ مِنْ الْمُقَدِّمَاتِ وَلَا فَسَادِهَا. وَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُونَ فِي هَذَا إذَا تَكَلَّمُوا فِي مَوَادِّ الْقِيَاسِ وَهُوَ الْكَلَامُ فِي الْمُقَدِّمَاتِ مِنْ جِهَةِ مَا يَصْدُقُ بِهَا وَكَلَامُهُمْ فِي هَذَا فِيهِ خَطَأٌ كَثِيرٌ كَمَا نَبَّهَ عَلَيْهِ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ. وَالْمَقْصُودُ هُنَا: أَنَّ الْحَقِيقَةَ الْمُعْتَبَرَةَ فِي كُلِّ بُرْهَانٍ وَدَلِيلٍ فِي الْعَالَمِ هُوَ اللُّزُومُ فَمَنْ عَرَفَ أَنَّ هَذَا لَازِمٌ لِهَذَا اُسْتُدِلَّ بِالْمَلْزُومِ عَلَى اللَّازِمِ. وَإِنْ لَمْ يَذْكُرْ لَفْظَ اللُّزُومِ وَلَا تَصَوَّرَ مَعْنَى هَذَا اللَّفْظِ. بَلْ مَنْ عَرَفَ أَنَّ كَذَا لَا بُدَّ لَهُ مِنْ كَذَا أَوْ أَنَّهُ إذَا كَانَ كَذَا كَانَ كَذَا وَأَمْثَالُ هَذَا فَقَدْ عَلِمَ اللُّزُومَ. كَمَا يَعْرِفُ أَنَّ كُلَّ مَا فِي الْوُجُودِ آيَةٌ لِلَّهِ فَإِنَّهُ مُفْتَقِرٌ إلَيْهِ مُحْتَاجٌ إلَيْهِ لَا بُدَّ لَهُ مِنْ مُحْدِثٍ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} قَالَ جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ: لَمَّا سَمِعْت هَذِهِ الْآيَةَ أَحْسَسْت بِفُؤَادِي
(يُتْبَعُ)
(/)
قَدْ انْصَدَعَ. فَإِنَّ هَذَا تَقْسِيمٌ حَاصِرٌ يَقُولُ: أَخُلِقُوا مِنْ غَيْرِ خَالِقٍ خَلَقَهُمْ؟ فَهَذَا مُمْتَنِعٌ فِي بَدَاهَةِ الْعُقُولِ أَمْ خَلَقُوا أَنْفُسَهُمْ فَهَذَا أَشَدُّ امْتِنَاعًا فَعُلِمَ أَنَّ لَهُمْ خَالِقًا خَلَقَهُمْ. وَهُوَ سُبْحَانَهُ ذَكَرَ الدَّلِيلَ بِصِيغَةِ اسْتِفْهَامِ الْإِنْكَارِ لِيُبَيِّنَ أَنَّ هَذِهِ الْقَضِيَّةَ الَّتِي اسْتَدَلَّ بِهَا فِطْرِيَّةٌ بَدِيهِيَّةٌ مُسْتَقِرَّةٌ فِي النُّفُوسِ لَا يُمْكِنُ لِأَحَدِ إنْكَارُهَا؛ فَلَا يُمْكِنُ صَحِيحَ الْفِطْرَةِ أَنْ يَدَّعِيَ وُجُودَ حَادِثٍ بِدُونِ مُحْدِثٍ أَحْدَثَهُ وَلَا يُمْكِنُهُ أَنْ يَقُولَ: هَذَا أَحْدَثَ نَفْسَهُ. وَكَثِيرٌ مِنْ النُّظَّارِ يَسْلُكُ طَرِيقًا فِي الِاسْتِدْلَالِ عَلَى الْمَطْلُوبِ وَيَقُولُ: لَا يُوصَلُ إلَى مَطْلُوبٍ إلَّا بِهَذَا الطَّرِيقِ؛ وَلَا يَكُونُ الْأَمْرُ كَمَا قَالَهُ فِي النَّفْيِ؛ وَإِنْ كَانَ مُصِيبًا فِي صِحَّةٍ ذَلِكَ الطَّرِيقِ فَإِنَّ الْمَطْلُوبَ كُلَّمَا كَانَ النَّاسُ إلَى مَعْرِفَتِهِ أَحْوَجَ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَى عُقُولِ النَّاسِ مَعْرِفَةَ أَدِلَّتِهِ فَأَدِلَّةُ إثْبَاتِ الصَّانِعِ وَتَوْحِيدِهِ وَأَعْلَامِ النُّبُوَّة وَأَدِلَّتِهَا كَثِيرَةٌ جِدًّا؛ وَطُرُقُ النَّاسِ فِي مَعْرِفَتِهَا كَثِيرَةٌ. وَكَثِيرٌ مِنْ الطُّرُقِ لَا يَحْتَاجُ إلَيْهِ أَكْثَرُ النَّاسِ. وَإِنَّمَا يَحْتَاجُ إلَيْهِ مَنْ لَمْ يَعْرِفْ غَيْرَهُ. أَوْ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ غَيْرِهِ. وَبَعْضُ النَّاسِ يَكُونُ كُلَّمَا كَانَ الطَّرِيقُ أَدَقَّ وَأَخْفَى وَأَكْثَرَ مُقَدِّمَاتٍ وَأَطْوَلَ كَانَ أَنْفَعَ لَهُ؛ لِأَنَّ نَفْسَهُ اعْتَادَتْ النَّظَرَ فِي الْأُمُورِ الدَّقِيقَةِ؛ فَإِذَا كَانَ الدَّلِيلُ قَلِيلَ الْمُقَدِّمَاتِ أَوْ كَانَتْ جَلِيَّةً لَمْ تَفْرَحْ نَفْسُهُ بِهِ؛ وَمِثْلُ هَذَا قَدْ تُسْتَعْمَلُ مَعَهُ الطُّرُقُ الْكَلَامِيَّةُ الْمَنْطِقِيَّةُ وَغَيْرُهَا لِمُنَاسَبَتِهَا لِعَادَتِهِ؛ لَا لِكَوْنِ الْعِلْمِ بِالْمَطْلُوبِ مُتَوَقِّفًا عَلَيْهَا مُطْلَقًا. فَإِنَّ مِنْ النَّاسِ مَنْ إذَا عَرَفَ مَا يَعْرِفُهُ جُمْهُورُ النَّاسِ وَعُمُومُهُمْ أَوْ مَا يُمْكِنُ غَيْرَ الْأَذْكِيَاءِ مَعْرِفَتُهُ لَمْ يَكُنْ عِنْدَ نَفْسِهِ قَدْ امْتَازَ عَنْهُمْ بِعِلْمِ. فَيُحِبُّ مَعْرِفَةَ الْأُمُورِ الْخَفِيَّةِ الدَّقِيقَةِ الْكَثِيرَةِ الْمُقَدِّمَاتِ. وَلِهَذَا يَرْغَبُ كَثِيرٌ مِنْ عُلَمَاءِ السُّنَّةِ فِي النَّظَرِ فِي الْعُلُومِ الصَّادِقَةِ الدَّقِيقَةِ كَالْجَبْرِ وَالْمُقَابَلَةِ وَعَوِيصِ الْفَرَائِضِ وَالْوَصَايَا وَالدُّورِ وَهُوَ عِلْمٌ صَحِيحٌ فِي نَفْسِهِ. وَ " عِلْمُ الْفَرَائِضِ نَوْعَانِ ": أَحْكَامٌ وَحِسَابٌ. فَالْأَحْكَامُ ثَلَاثَةُ أَنْوَاعٍ: عِلْمُ الْأَحْكَامِ عَلَى مَذْهَبِ بَعْضِ الْفُقَهَاءِ وَهَذَا أَوَّلُهَا. وَيَلِيهِ عِلْمُ أَقَاوِيلِ الصَّحَابَةِ فِيمَا اُخْتُلِفَ فِيهِ مِنْهَا وَيَلِيهِ عِلْمُ أَدِلَّةِ ذَلِكَ مِنْ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ. وَأَمَّا " حِسَابُ الْفَرَائِضِ " فَمَعْرِفَةُ أُصُولِ الْمَسَائِلِ وَتَصْحِيحُهَا وَالْمُنَاسَخَاتُ وَقِسْمَةُ التَّرِكَاتِ. وَهَذَا الثَّانِي كُلُّهُ عِلْمٌ مَعْقُولٌ يُعْلَمُ بِالْعَقْلِ كَسَائِرِ حِسَابِ الْمُعَامَلَاتِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الْأَنْوَاعِ الَّتِي يَحْتَاجُ إلَيْهَا النَّاسُ. ثُمَّ قَدْ ذَكَرُوا حِسَابَ الْمَجْهُولِ الْمُلَقَّبَ بِحِسَابِ الْجَبْرِ وَالْمُقَابَلَةِ فِي ذَلِكَ وَهُوَ عِلْمٌ قَدِيمٌ لَكِنَّ إدْخَالَهُ فِي الْوَصَايَا وَالدَّوْرِ وَنَحْوِ ذَلِكَ أَوَّلُ مَنْ عُرِفَ أَنَّهُ أَدْخَلَهُ فِيهَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الخوارزمي. وَبَعْضُ النَّاسِ يَذْكُرُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَنَّهُ تَكَلَّمَ فِيهِ وَأَنَّهُ تَعَلَّمَ ذَلِكَ مِنْ يَهُودِيٍّ وَهَذَا كَذِبٌ عَلَى عَلِيٍّ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَلَفْظُ " الدُّورِ " يُقَالُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَنْوَاعٍ: " الدُّورُ الْكَوْنِيُّ " الَّذِي يُذْكَرُ فِي الْأَدِلَّةِ الْعَقْلِيَّةِ أَنَّهُ لَا يَكُونُ هَذَا حَتَّى يَكُونَ هَذَا وَلَا يَكُونُ هَذَا حَتَّى يَكُونَ هَذَا وَطَائِفَةٌ مِنْ النُّظَّارِ كَانُوا يَقُولُونَ: هُوَ مُمْتَنِعٌ. وَالصَّوَابُ أَنَّهُ نَوْعَانِ: كَمَا يَقُولُهُ الآمدي وَغَيْرُهُ " دَوْرٌ قبلي " وَ " دَوْرٌ معي " فالقبلي مُمْتَنِعٌ وَهُوَ الَّذِي يُذْكَرُ فِي الْعِلَلِ وَفِي الْفَاعِلِ وَالْمُؤَثِّرِ وَنَحْوِ ذَلِكَ. مِثْلَ أَنْ يُقَالَ: لَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ كُلٌّ مِنْ الشَّيْئَيْنِ فَاعِلًا لِلْآخَرِ لِأَنَّهُ يُفْضِي إلَى الدَّوْرِ وَهُوَ أَنَّهُ يَكُونُ هَذَا قَبْلَ ذَاكَ وَذَاكَ قَبْلَ هَذَا. وَ " المعي " مُمْكِنٌ وَهُوَ دَوْرُ الشَّرْطِ مَعَ الْمَشْرُوطِ. وَأَحَدُ الْمُتَضَايِفَيْنِ مَعَ الْآخَرِ مِثْلُ أَنْ لَا يَكُونَ الْأُبُوَّةُ إلَّا مَعَ الْبُنُوَّةِ وَلَا يَكُونَ الْبُنُوَّةُ إلَّا مَعَ الْأُبُوَّةِ. (النَّوْعُ الثَّانِي): الدَّوْرُ الْحُكْمِيُّ الْفِقْهِيُّ الْمَذْكُورُ فِي الْمَسْأَلَةِ السريجية وَغَيْرِهَا. وَقَدْ أَفْرَدْنَا فِيهِ مُؤَلَّفًا وَبَيَّنَّا أَنَّهُ بَاطِلٌ عَقْلًا وَشَرْعًا. وَبَيَّنَّا هَلْ فِي الشَّرِيعَةِ شَيْءٌ مِنْ هَذَا الدَّوْرِ أَمْ لَا؟. (الثَّالِثُ: الدَّوْرُ الْحِسَابِيُّ؛ وَهُوَ أَنْ يُقَالَ لَا يُعْلَمُ هَذَا حَتَّى يُعْلَمَ هَذَا. فَهَذَا هُوَ الَّذِي يُطْلَبُ حَلُّهُ بِالْحِسَابِ وَالْجَبْرِ وَالْمُقَابَلَةِ. وَقَدْ بَيَّنَّا أَنَّهُ يُمْكِنُ الْجَوَابُ عَنْ كُلِّ مَسْأَلَةٍ شَرْعِيَّةٍ جَاءَ بِهَا الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِدُونِ حِسَابِ الْجَبْرِ وَالْمُقَابَلَةِ. وَإِنْ كَانَ حِسَابُ الْجَبْرِ وَالْمُقَابَلَةِ صَحِيحًا فَنَحْنُ قَدْ بَيَّنَّا أَنَّ شَرِيعَةَ الْإِسْلَامِ وَمَعْرِفَتَهَا لَيْسَتْ مَوْقُوفَةً عَلَى شَيْءٍ يُتَعَلَّمُ مِنْ غَيْرِ الْمُسْلِمِينَ أَصْلًا وَإِنْ كَانَ طَرِيقًا صَحِيحًا. بَلْ طُرُقُ الْجَبْرِ وَالْمُقَابَلَةِ فِيهَا تَطْوِيلٌ. يُغْنِي اللَّهُ عَنْهُ بِغَيْرِهِ كَمَا ذَكَرْنَا فِي الْمَنْطِقِ. وَهَكَذَا كُلُّ مَا بُعِثَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ الْعِلْمِ بِجِهَةِ الْقِبْلَةِ وَالْعِلْمِ بِمَوَاقِيتِ الصَّلَاةِ وَالْعِلْمِ بِطُلُوعِ الْفَجْرِ وَالْعِلْمِ بِالْهِلَالِ؛ فَكُلُّ هَذَا يُمْكِنُ الْعِلْمُ بِهِ بِالطُّرُقِ الَّتِي كَانَ الصَّحَابَةُ وَالتَّابِعُونَ لَهُمْ بِإِحْسَانِ يَسْلُكُونَهَا وَلَا يَحْتَاجُونَ مَعَهَا إلَى شَيْءٍ آخَرَ. وَإِنْ كَانَ كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ قَدْ أَحْدَثُوا طُرُقًا أُخَرَ؛ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ يَظُنُّ أَنَّهُ لَا يُمْكِنُ مَعْرِفَةُ الشَّرِيعَةِ إلَّا بِهَا. وَهَذَا مِنْ جَهْلِهِمْ كَمَا يَظُنُّ طَائِفَةٌ مِنْ النَّاسِ أَنَّ الْعِلْمَ بِالْقِبْلَةِ لَا يُمْكِنُ إلَّا بِمَعْرِفَةِ أَطْوَالِ الْبِلَادِ وَعُرُوضِهَا. وَهُوَ وَإِنْ كَانَ عِلْمًا صَحِيحًا حِسَابِيًّا يُعْرَفُ بِالْعَقْلِ لَكِنَّ مَعْرِفَةَ الْمُسْلِمِينَ بِقِبْلَتِهِمْ لَيْسَتْ مَوْقُوفَةً عَلَى هَذَا. بَلْ قَدْ ثَبَتَ عَنْ صَاحِبِ الشَّرْعِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ قِبْلَةٌ} قَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَدِيثٌ صَحِيحٌ. وَلِهَذَا كَانَ عِنْدَ جَمَاهِيرِ الْعُلَمَاءِ أَنَّ الْمُصَلِّيَ لَيْسَ عَلَيْهِ أَنْ يَسْتَدِلَّ بِالْقُطْبِ وَلَا بِالْجَدْيِ وَلَا غَيْرِ ذَلِكَ. بَلْ إذَا جَعَلَ مَنْ فِي الشَّامِ وَنَحْوِهَا الْمَغْرِبَ عَنْ يَمِينِهِ وَالْمَشْرِقَ عَنْ شِمَالِهِ صَحَّتْ صَلَاتُهُ. وَكَذَلِكَ لَا يُمْكِنُ ضَبْطُ وَقْتِ طُلُوعِ الْهِلَالِ بِالْحِسَابِ فَإِنَّهُمْ وَإِنْ عَرَفُوا أَنَّ نُورَ الْقَمَرِ مُسْتَفَادٌ مِنْ الشَّمْسِ وَأَنَّهُ إذَا اجْتَمَعَ الْقُرْصَانُ عِنْدَ الِاسْتِسْرَارِ لَا يُرَى لَهُ ضَوْءٌ فَإِذَا فَارَقَ الشَّمْسَ صَارَ فِيهِ النُّورُ
(يُتْبَعُ)
(/)
فَهُمْ أَكْثَرُ مَا يُمْكِنُهُمْ أَنْ يَضْبُطُوا بِالْحِسَابِ كَمْ بُعْدُهُ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ عَنْ الشَّمْسِ. هَذَا إذَا قُدِّرَ صِحَّةُ تَقْوِيمِ الْحِسَابِ وَتَعْدِيلِهِ فَإِنَّهُمْ يُسَمُّونَهُ عِلْمَ التَّقْوِيمِ وَالتَّعْدِيلِ؛ لِأَنَّهُمْ يَأْخُذُونَ أَعْلَى مَسِيرِ الْكَوَاكِبِ وَأَدْنَاهُ فَيَأْخُذُونَ مُعَدَّلَهُ فَيَحْسِبُونَهُ فَإِذَا قُدِّرَ أَنَّهُمْ حَزَرُوا ارْتِفَاعَهُ عِنْدَ مَغِيبِ الشَّمْسِ لَمْ يَكُنْ فِي هَذَا مَا يَدُلُّ عَلَى ثُبُوتِ الرُّؤْيَةِ وَلَا انْتِفَائِهَا؛ لِأَنَّ الرُّؤْيَةَ أَمْرٌ حِسِّيٌّ لَهَا أَسْبَابٌ مُتَعَدِّدَةٌ مِنْ صَفَاءِ الْهَوَاءِ وَكَدَرِهِ وَارْتِفَاعِ النَّظَرِ وَانْخِفَاضِهِ وَحِدَّةِ الْبَصَرِ وكلاله فَمِنْ النَّاسِ مَنْ لَا يَرَاهُ. وَيَرَاهُ مَنْ هُوَ أَحَدُّ بَصَرًا مِنْهُ وَنَحْوَ ذَلِكَ. فَلِهَذَا كَانَ قُدَمَاءُ عُلَمَاءِ " الْهَيْئَةِ " كَبَطْلَيْمُوسَ صَاحِبِ الْمَجِسْطِي وَغَيْرِهِ لَمْ يَتَكَلَّمُوا فِي ذَلِكَ بِحَرْفِ وَإِنَّمَا تَكَلَّمَ فِيهِ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ مِثْلَ كوشيار الدَّيْلَمِيَّ وَنَحْوِهِ لَمَّا رَأَوْا الشَّرِيعَةَ جَاءَتْ بِاعْتِبَارِ الرُّؤْيَةِ. فَأَحَبُّوا أَنْ يَعْرِفُوا ذَلِكَ بِالْحِسَابِ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا. وَمَنْ قَالَ إنَّهُ لَا يُرَى عَلَى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ دَرَجَةٍ أَوْ عَشْرٍ وَنَحْوِ ذَلِكَ. فَقَدْ أَخْطَأَ. فَإِنَّ مِنْ النَّاسِ مَنْ يَرَاهُ عَلَى أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يَرَاهُ عَلَى ذَلِكَ فَلَا الْعَقْلَ اعْتَبَرُوا وَلَا الشَّرْعَ عَرَفُوا. وَلِهَذَا أَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ حُذَّاقُ صِنَاعَتِهِمْ. ثُمَّ قَالَ: فَصُورَةُ الْقِيَاسِ لَا تَدْفَعُ صِحَّتَهَا لَكِنْ نُبَيِّنُ أَنَّهُ لَا يُسْتَفَادُ بِهِ عِلْمٌ بِالْمَوْجُودَاتِ. كَمَا أَنَّ اشْتِرَاطَهُمْ للمقدمتين دُونَ الزِّيَادَةِ وَالنَّقْصِ شَرْطٌ بَاطِلٌ. فَهُوَ وَإِنْ حَصَلَ بِهِ يَقِينٌ فَلَا يُسْتَفَادُ بِخُصُوصِهِ يَقِينٌ مَطْلُوبٌ بِشَيْءِ مِنْ الْمَوْجُودَاتِ. فَنَقُولُ: إنَّ صُورَةَ الْقِيَاسِ إذَا كَانَتْ مَوَادُّهُ مَعْلُومَةً لَا رَيْبَ أَنَّهُ يُفِيدُ الْيَقِينَ فَإِذَا قِيلَ كُلُّ أ بـ وَكُلُّ بـ ج وَكَانَتْ الْمُقَدِّمَتَانِ مَعْلُومَتَيْنِ فَلَا رَيْبَ أَنَّ هَذَا التَّأْلِيفَ يُفِيدُ الْعِلْمَ بِأَنَّ كُلَّ أ ج لَكِنْ يُقَالُ مَا ذَكَرُوهُ مِنْ كَثْرَةِ الْأَشْكَالِ وَشَرْطِ نِتَاجِهَا تَطْوِيلٌ قَلِيلُ الْفَائِدَةِ كَثِيرُ التَّعَبِ. فَإِنَّهُ مَتَى كانت الْمَادَّةُ صَحِيحَةً أَمْكَنَ تَصْوِيرُهَا بِالشَّكْلِ الْأَوَّلِ الْفِطْرِيِّ فَبَقِيَّةُ الْأَشْكَالِ لَا يُحْتَاجُ إلَيْهَا وَهِيَ إنَّمَا تُفِيدُ بِالرَّدِّ إلَى الشَّكْلِ الْأَوَّلِ إمَّا بِإِبْطَالِ النَّقِيضِ الَّذِي يَتَضَمَّنُهُ قِيَاسُ الْخَلْفِ وَإِمَّا بِالْعَكْسِ الْمُسْتَوِي أَوْ عَكْسِ النَّقِيضِ فَإِنَّ ثُبُوتَ أَحَدِ الْمُتَنَاقِضَيْنِ يَسْتَلْزِمُ نَفْيَ الْآخَرِ. إذَا رُدَّ عَلَى التَّنَاقُضِ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ. فَهُمْ يَسْتَدِلُّونَ بِصِحَّةِ الْقَضِيَّةِ عَلَى بُطْلَانِ نَقْضِهَا وَعَلَى ثُبُوتِ عَكْسِهَا الْمُسْتَوِي وَعَكْسِ نَقِيضِهَا بَلْ تَصَوُّرُ الذِّهْنِ لِصُورَةِ الدَّلِيلِ يُشْبِهُ حِسَابَ الْإِنْسَانِ لِمَا مَعَهُ مِنْ الرَّقِيقِ وَالْعَقَارِ. وَالْفِطْرَةُ تَتَصَوَّرُ الْقِيَاسَ الصَّحِيحَ مِنْ غَيْرِ تَعْلِيمٍ. وَالنَّاسُ بِفِطَرِهِمْ يَتَكَلَّمُونَ بِالْأَنْوَاعِ الثَّلَاثَةِ التَّدَاخُلِ وَالتَّلَازُمِ وَالتَّقْسِيمِ كَمَا يَتَكَلَّمُونَ بِالْحِسَابِ وَنَحْوِهِ والمنطقيون قَدْ يُسَلِّمُونَ ذَلِكَ. وَالْحَاصِلُ أَنَّا لَا نُنْكِرُ أَنَّ الْقِيَاسَ يَحْصُلُ بِهِ عِلْمٌ إذَا كَانَتْ مَوَادُّهُ يَقِينِيَّةً؛ لَكِنْ نَقُولُ: إنَّ الْعِلْمَ الْحَاصِلَ بِهِ لَا يُحْتَاجُ فِيهِ إلَى الْقِيَاسِ الْمَنْطِقِيِّ؛ بَلْ يَحْصُلُ بِدُونِ ذَلِكَ فَلَا يَكُونُ شَيْءٌ مِنْ الْعِلْمِ مُتَوَقِّفًا عَلَى هَذَا الْقِيَاسِ. ثُمَّ الْمَوَادُّ
(يُتْبَعُ)
(/)
الْيَقِينِيَّةُ الَّتِي ذَكَرُوهَا لَا يَحْصُلُ بِهَا عِلْمٌ بِالْأُمُورِ الْمَوْجُودَةِ فَلَا يَحْصُلُ بِهَا مَقْصُودٌ تَزْكُو بِهِ النُّفُوسُ بَلْ وَلَا عِلْمٌ بِالْحَقَائِقِ الْمَوْجُودَةِ فِي الْخَارِجِ عَلَى مَا هِيَ عَلَيْهِ إلَّا مِنْ جِنْسِ مَا يَحْصُلُ بِقِيَاسِ التَّمْثِيلِ. فَلَا يُمْكِنُ قَطُّ أَنْ يَتَحَصَّلَ بِالْقِيَاسِ الشُّمُولِيِّ الْمَنْطِقِيِّ الَّذِي يُسَمُّونَهُ الْبُرْهَانِيَّ عِلْمٌ إلَّا وَذَلِكَ يَحْصُلُ بِقِيَاسِ التَّمْثِيلِ الَّذِي يَسْتَضْعِفُونَهُ. فَإِنَّ ذَلِكَ الْقِيَاسَ لَا بُدَّ فِيهِ مِنْ قَضِيَّةٍ كُلِّيَّةٍ. وَالْعِلْمُ بِكَوْنِ الْكُلِّيَّةِ كُلِّيَّةً لَا يُمْكِنُ الْجَزْمُ بِهِ إلَّا مَعَ الْجَزْمِ بِتَمَاثُلِ أَفْرَادِهِ فِي القدر الْمُشْتَرَكِ وَهَذَا يَحْصُلُ بِقِيَاسِ التَّمْثِيلِ.
مجموع فتاوى ابن تيمية - (ج 2 / ص 321 - -)
وَالْعِلْمُ بِكَوْنِ الْكُلِّيَّةِ كُلِّيَّةً لَا يُمْكِنُ الْجَزْمُ بِهِ إلَّا مَعَ الْجَزْمِ بِتَمَاثُلِ أَفْرَادِهِ فِي القدر الْمُشْتَرَكِ وَهَذَا يَحْصُلُ بِقِيَاسِ التَّمْثِيلِ. وَنَحْنُ نُبَيِّنُ ذَلِكَ بِوُجُوهِ: (الْأَوَّلُ: أَنَّ الْمَوَادَّ الْيَقِينِيَّةَ قَدْ حَصَرُوهَا فِي الْأَصْنَافِ الْمَعْرُوفَةِ عِنْدَهُمْ. (أَحَدُهَا): الْحِسِّيَّاتُ. وَمَعْلُومٌ أَنَّ الْحِسَّ لَا يُدْرِكُ أَمْرًا كُلِّيًّا عَامًّا أَصْلًا فَلَيْسَ فِي الْحِسِّيَّاتِ الْمُجَرَّدَةِ قَضِيَّةٌ كُلِّيَّةٌ عَامَّةٌ تَصْلُحُ أَنْ تَكُونَ مُقَدِّمَةً فِي الْبُرْهَانِ الْيَقِينِيِّ. وَإِذَا مَثَّلُوا ذَلِكَ: بِأَنَّ النَّارَ تُحْرِقُ وَنَحْوِ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ عِلْمٌ بِعُمُومِ هَذِهِ الْقَضِيَّةِ وَإِنَّمَا مَعَهُمْ التَّجْرِبَةُ وَالْعَادَةُ الَّتِي هِيَ مِنْ جِنْسِ قِيَاسِ التَّمْثِيلِ. وَأَنَّ عِلْمَ ذَلِكَ بِوَاسِطَةِ اشْتِمَالِ النَّارِ عَلَى قُوَّةٍ مُحْرِقَةٍ فَالْعِلْمُ بِأَنَّ كُلَّ نَارٍ لَا بُدَّ فِيهَا مِنْ هَذِهِ الْقُوَّةِ هُوَ أَيْضًا حُكْمٌ كُلِّيٌّ وَإِنْ قِيلَ: إنَّ الصُّورَةَ النَّارِيَّةَ لَا بُدَّ أَنْ تَشْتَمِلَ عَلَى هَذِهِ الْقُوَّةِ. وَإِنَّ مَا لَا قُوَّةَ فِيهِ لَيْسَ بِنَارِ فَهَذَا الْكَلَامُ إنْ صَحَّ لَا يُفِيدُ الْجَزْمَ بِأَنَّ كُلَّ مَا فِيهِ هَذِهِ الْقُوَّةُ يُحْرِقُ مَا لَاقَاهُ وَإِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْغَالِبَ فَهَذَا يَشْتَرِكُ فِيهِ قِيَاسُ التَّمْثِيلِ وَالشُّمُولِ وَالْعَادَةِ وَالِاسْتِقْرَاءِ النَّاقِصِ - إذَا سَلِمَ لَهُمْ ذَلِكَ - كَيْفَ وَقَدْ عُلِمَ أَنَّهَا لَا تُحْرِقُ السمندل وَالْيَاقُوتَ وَالْأَجْسَامَ الْمَطْلِيَّةَ بِأُمُورِ مَصْنُوعَةٍ وَلَا أَعْلَمُ فِي الْقَضَايَا الْحِسِّيَّةِ كُلِّيَّةً لَا يُمْكِنُ نَقْضُهَا مَعَ أَنَّ الْقَضِيَّةَ الْكُلِّيَّةَ لَيْسَتْ حِسِّيَّةً وَإِنَّمَا الْقَضِيَّةُ الْحِسِّيَّةُ: أَنَّ هَذِهِ النَّارَ تُحْرِقُ فَإِنَّ الْحِسَّ لَا يُدْرِكُ إلَّا شَيْئًا خَاصًّا. وَأَمَّا الْحُكْمُ الْعَقْلِيُّ فَيَقُولُونَ: إنَّ النَّفْسَ عِنْدَ رُؤْيَتِهَا هَذِهِ الْمُعَيَّنَاتِ مُسْتَعِدَّةٌ لِأَنْ تُفِيضَ عَلَيْهَا قَضِيَّةً كُلِّيَّةً بِالْعُمُومِ وَمَعْلُومٌ أَنَّ هَذَا مِنْ جِنْسِ قِيَاسِ التَّمْثِيلِ وَلَا يُوثَقُ بِعُمُومِهِ إنْ لَمْ يُعْلَمْ أَنَّ الْحُكْمَ الْعَامَّ لَازِمٌ لِلْقَدْرِ الْمُشْتَرَكِ. وَهَذَا إذَا عُلِمَ عُلِمَ فِي جَمِيعِ الْمُعَيَّنَاتِ فَلَمْ يَكُنْ الْعِلْمُ بِالْمُعَيَّنَاتِ مَوْقُوفًا عَلَى هَذَا مَعَ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ الْقَضَايَا الْعَادِيَّاتِ قَضِيَّةٌ كُلِّيَّةٌ لَا يُمْكِنُ نَقْضُهَا بِاتِّفَاقِ الْعُقَلَاءِ. (الثَّانِي: " الْوِجْدَانِيَّاتُ الْبَاطِنِيَّةُ ". كَإِدْرَاكِ كُلِّ أَحَدٍ جُوعَهُ وَأَلَمَهُ وَلَذَّتَهُ وَهَذِهِ كُلُّهَا جُزْئِيَّاتٌ؛ بَلْ هَذِهِ لَا يَشْتَرِكُ النَّاسُ فِي إدْرَاكِ كُلِّ جُزْئِيٍّ مِنْهَا كَمَا قَدْ يَشْتَرِكُونَ فِي إدْرَاكِ بَعْضِ الْحِسِّيَّاتِ الْمُنْفَصِلَةِ كَالشَّمْسِ وَالْقَمَرِ فَفِيهَا مِنْ الْخُصُوصِ فِي
(يُتْبَعُ)
(/)
الْمُدْرِكِ وَالْمُدْرَكِ مَا لَيْسَ فِي الْحِسِّيَّاتِ الْمُنْفَصِلَةِ وَإِنْ اشْتَرَكُوا فِي نَوْعِهَا فَهِيَ تُشْبِهُ الْعَادِيَّاتِ. وَلَمْ يُقِيمُوا حُجَّةً عَلَى وُجُوبِ تَسَاوِي النُّفُوسِ فِي هَذِهِ الْأَحْوَالِ بَلْ وَلَا عَلَى النَّفْسِ النَّاطِقَةِ. أَنَّهَا مُسْتَوِيَةُ الْأَفْرَادِ. (الثَّالِثُ: " الْمُجَرَّبَاتُ " وَهِيَ كُلُّهَا جُزْئِيَّةٌ. فَإِنَّ التَّجْرِبَةَ إنَّمَا تَقَعُ عَلَى أُمُورٍ مُعَيَّنَةٍ. وَكَذَلِكَ " الْمُتَوَاتِرَاتُ " فَإِنَّ الْمُتَوَاتِرَ إنَّمَا هُوَ مَا عُلِمَ بِالْحِسِّ مِنْ مَسْمُوعٍ أَوْ مَرْئِيٍّ. فَالْمَسْمُوعُ قَوْلٌ مُعَيَّنٌ وَالْمَرْئِيُّ جِسْمٌ مُعَيَّنٌ أَوْ لَوْنٌ مُعَيَّنٌ أَوْ عَمَلٌ مُعَيَّنٌ أَوْ أَمْرٌ مُعَيَّنٌ. وَأَمَّا " الْحَدْسِيَّاتُ " إنْ جُعِلَتْ يَقِينِيَّةً فَهِيَ نَظِيرُ الْمُجَرَّبَاتِ إذْ الْفَرْقُ بَيْنَهُمَا لَا يَعُودُ إلَى الْعُمُومِ وَالْخُصُوصِ وَإِنَّمَا يَعُودُ إلَى أَنَّ " الْمُجَرَّبَاتِ " تَتَعَلَّقُ بِمَا هُوَ مِنْ أَفْعَالِ الْمُجَرِّبِينَ وَالْحَدْسِيَّاتُ تَكُونُ عَنْ أَفْعَالِهِمْ وَبَعْضُ النَّاسِ يُسَمِّي الْكُلَّ تَجْرِيبِيَّاتٍ فَلَمْ يَبْقَ مَعَهُمْ إلَّا الْأَوَّلِيَّاتُ الَّتِي هِيَ الْبَدِيهِيَّاتُ الْعَقْلِيَّةُ وَالْأَوَّلِيَّاتُ الْكُلِّيَّةُ إنَّمَا هِيَ قَضَايَا مُطْلَقَةٌ فِي الْأَعْدَادِ وَالْمَقَادِيرِ وَنَحْوِهَا مِثْلَ قَوْلِهِمْ: الْوَاحِدُ نِصْفُ الِاثْنَيْنِ وَالْأَشْيَاءُ الْمُسَاوِيَةُ لِشَيْءِ وَاحِدٍ مُتَسَاوِيَةٌ وَنَحْوِ ذَلِكَ وَهَذِهِ مُقَدَّرَاتٌ فِي الذِّهْنِ لَيْسَتْ فِي الْخَارِجِ كُلِّيَّةً. فَقَدْ تَبَيَّنَ أَنَّ الْقَضَايَا الْكُلِّيَّةَ الْبُرْهَانِيَّةَ الَّتِي يَجِبُ الْقَطْعُ بِكُلِّيَّتِهَا الَّتِي يَسْتَعْمِلُونَهَا فِي قِيَاسِهِمْ لَا تُسْتَعْمَلُ فِي شَيْءٍ مِنْ الْأُمُورِ الْمَوْجُودَةِ وَإِنَّمَا تُسْتَعْمَلُ فِي مُقَدَّرَاتٍ ذِهْنِيَّةٍ فَإِذَنْ لَا يُمْكِنُهُمْ مَعْرِفَةُ الْأُمُورِ الْمَوْجُودَةِ بِالْقِيَاسِ الْبُرْهَانِيِّ وَهَذَا هُوَ الْمَطْلُوبُ. وَلِهَذَا لَمْ يَكُنْ لَهُمْ عِلْمٌ بِحَصْرِ أَقْسَامِ الْمَوْجُودِ. بَلْ أَرِسْطُو لَمَّا حَصَرَ أَجْنَاسَ الْمَوْجُودَاتِ فِي " الْمَقُولَاتِ الْعَشْرِ ": الْجَوْهَرِ وَالْكَمِّ وَالْكَيْفِ وَالْأَيْنِ وَمَتَى وَالْوَضْعِ وَأَنْ يَفْعَلَ وَأَنْ يَنْفَعِلَ وَالْمِلْكِ وَالْإِضَافَةِ. اتَّفَقُوا عَلَى أَنَّهُ لَا سَبِيلَ إلَى مَعْرِفَةِ صِحَّةِ هَذَا الْحَصْرِ ........ إلخ(/)
هل ورد في الإحتفال بافتتاح مسجد جديد شيء؟؟
ـ[رياض النضرة]ــــــــ[03 - May-2009, صباحاً 01:35]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إعتاد الناس في كثير من الدول الإحتفال بافتتاح مسجد جديد وأقصد بالإحتفال، بالأكل والشرب كمثل النقيعة أو العقيقة أو الوليمة تماما فهل ورد في ذلك شيء عن السلف؟
....
وأحيانا يسافر لهذا الإحتفال بعض الناس من مدن أخرى بل ومن دول أخرى ..
ـ[الباجي]ــــــــ[03 - May-2009, صباحاً 08:14]ـ
http://www.saaid.net/Doat/binbulihed/f/04.htm
http://www.islamway.com/index.php?iw_s=Fatawa&iw_a=view&fatwa_id=30719
http://www.qarn15.net/f/f1/f1f6/f1f6f16.htm
http://www.zuhayli.net/fatawa_p11.htm
ـ[رياض النضرة]ــــــــ[03 - May-2009, مساء 07:12]ـ
جزاك الله خيرا أخي وبارك فيك ..
..........
وحبذا تزودني بمزيد ما هو مفصل إن وجد ..
وشكرا لك(/)
ناصر العمر على قناة الراية الفضائية الاثنين
ـ[الخميس]ــــــــ[03 - May-2009, صباحاً 09:19]ـ
يسر موقع المسلم أن ينقل لكم وعلى الهواء مباشرة
ليدبروا آياته
لفضيلة المشرف العام أ. د. ناصر العمر
على قناة الراية الفضائية عبر برنامج " يا أمة القرآن "
يوم الاثنين الموافق 9/ 5/1430هـ
مسجد خالد بن الوليد بحي الروضة في مدينة الرياض
المصدر ( http://almoslim.net/node/111281)(/)
هل من حجة قوية في عدم جواز دفع الزكاة للوالدين الفقيرين؟؟؟
ـ[رياض النضرة]ــــــــ[03 - May-2009, مساء 12:30]ـ
استقر عند كثير من المسلمين الحكم مطلقا بعدم جواز دفع الزكاة للوالدين الفقيرين ..
وفي الواقع لم أجد له دليلا قويا ..
فهل من دليل على ذلك؟
ـ[التقرتي]ــــــــ[03 - May-2009, مساء 01:56]ـ
حجة قوية!!!!!!، هذه مزحة!!!
أصلا تترك والديك فقيرين معصية كيف يحتاجا للصدقة و ابنهما غني؟
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[03 - May-2009, مساء 03:03]ـ
أين بر الوالد الوالدين؟
الإبن في ترف و عيش رغيد و الأب فقير محتاج للزكاة؟
هل يعقل هذا؟
اعلم أخي أن النفقة واجبة على الإبن لأبيه إذا كان فقيرا و كان الإبن موسرا
و إليك بعض أقوال أهل العلم في هذا (و تجد الأدلة ضمن كلامهم)
قال السرخسي (المبسوط)
وَيُجْبَرُ الرَّجُلُ الْمُوسِرُ عَلَى نَفَقَةِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ إذَا كَانَا مُحْتَاجَيْنِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى {فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ} نَهَى عَنْ التَّأْفِيفِ لِمَعْنَى الْأَذَى، وَمَعْنَى الْأَذَى فِي مَنْعِ النَّفَقَةِ عِنْدَ حَاجَتِهِمَا أَكْثَرُ؛ وَلِهَذَا يَلْزَمُهُ نَفَقَتُهُمَا، وَإِنْ كَانَا قَادِرَيْنِ عَلَى الْكَسْبِ؛ لِأَنَّ مَعْنَى الْأَذَى فِي الْكَدِّ وَالتَّعَبِ أَكْثَرُ مِنْهُ فِي التَّأْفِيفِ وَقَالَ: صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إنَّ أَطْيَبَ مَا يَأْكُلُ الرَّجُلُ مِنْ كَسْبِهِ، وَإِنَّ وَلَدَهُ لَمِنْ كَسْبِهِ؛ فَكُلُوا مِمَّا كَسَبَ أَوْلَادُكُمْ.
جاء في المدونة
قُلْتُ: أَرَأَيْت إنْ كَانَ لِي وَالِدٌ مُعْسِرٌ وَأَنَا مُوسِرٌ وَلِوَالِدِي أَوْلَادٌ صِغَارٌ أُنْفِقُ عَلَيْهِ وَعَلَى إخْوَتِي الصِّغَارِ الَّذِينَ فِي حِجْرِهِ مِنْ مَالِي وَعَلَى كُلِّ جَارِيَةٍ - مِنْ وَلَدِ أَبِي فِي حِجْرِهِ - بِكْرٍ؟ قَالَ: قَالَ لِي مَالِكٌ يُنْفَقُ عَلَى الْأَبِ مِنْ مَالِ الْوَلَدِ وَعَلَى امْرَأَتِهِ
قال ابن عبد البر (الكافي في فقه اهل المدينة)
لا يجب على الإنسان نفقة على أحد من جهة القرابة إلا الأبناء الصغار الفقراء والأبوين إذا كانا فقيرين لا يقدران على الاكتساب
قال المرداوي (الإنصاف)
اعْلَمْ أَنَّ الصَّحِيحَ مِنْ الْمَذْهَبِ: وُجُوبُ نَفَقَةِ أَبَوَيْهِ وَإِنْ عَلَوَا، وَأَوْلَادِهِ وَإِنْ سَفَلُوا بِالْمَعْرُوفِ، أَوْ بَعْضِهَا إنْ كَانَ الْمُنْفِقُ عَلَيْهِ قَادِرًا عَلَى الْبَعْضِ.انتهى
و بالتالي أخي الكريم إذا أنفق الولد على والديه فلا حاجة لهما في الزكاة و خرجوا من أصنافها (أصناف الذين تعطى لهم الزكاة) ,
كما أن العلماء ذكروا الإجماع على عدم جواز إعطاء الزكاة للوالدين
قال ابن المنذر (الإجماع)
وأجمعوا على أن الزكاة لا يجوز دفعها إلى الوالدين، فى الحال التي يجبر الدافع إليهم على النفقة عليهم. انتهى
أرجو أن يكون الامر واضح.
أبو معاذ.
ـ[رياض النضرة]ــــــــ[03 - May-2009, مساء 05:49]ـ
الإخوة الكرام بارك الله فيكما ...
أرجو عدم العجلة بالحكم جملة من دون تفصيل ....
اعلموا أن الفقير الذي يستحق الزكاة لا يلزمه إنفاق مال الزكاة على نفسه= لحاجته، فقد يأخذه لمصلحة غيره ..
..........
وأيضا ليس كل من يجب الزكاة في ماله بقادر على نفقة والديه ..
إذن فتريثوا من فضلكم ففي المسألة أكيد تفصيل ..
ـ[التقرتي]ــــــــ[03 - May-2009, مساء 06:00]ـ
أرى ان يجلد ثم يطاف به فوق حمار بين الناس و ينادي منادي هذا جزاء من لا ينفق على والديه ثم يحتال على الله باعطائهما الزكاة
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[03 - May-2009, مساء 06:09]ـ
الأخ رياض أنت مطالب قبل كل شيء بنقض الإجماع, و إلا أقول لك من سبقك بهذا من أهل العلم؟
الولد الموسر مطالب ابتداءا بالنفقة على والديه فهذا واجب شرعي يأثم إن لم يقم به.
و كيف يكون له مال يزكي عليه و لا يتسطيع أن ينفق على والده؟
هل هذا الأمر معقول؟
إذا كان عنده مال فالواجب عليه النفقة على زوجته (إن كانت له زوجة) و أبناءه (إن كان له أبناء) و إن بقي من ماله ما يستطيع النفقة على والده (المعسر) فتجب عليه النفقة حينها على والده فكيف يكون له مال للزكاة و لا يكون له مال للنفقة على والده؟
أبو معاذ.
ـ[رياض النضرة]ــــــــ[03 - May-2009, مساء 07:03]ـ
جزيتم خيرا وبورك فيكم ..
في مجموع فتاوى شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله 25/ 90
سئل عن حكم دفع الزكاة للوالدين والولد الذي لا تلزمه نفقته؟
فأجاب رحمه الله:
(الذين يأخذون الزكاة صنفان: صنف يأخذ لحاجته، كالفقير والغارم لمصلحة نفسه.
وصنف يأخذها لحاجة المسلمين: كالمجاهد والغارم في إصلاح ذات البين، فهؤلاء يجوز دفعها إليهم، وإن كانوا من أقاربه، وأما دفعها إلى الوالدين: إذا كانوا غارمين، أو مكاتبين، ففيها وجهان، والأظهر جوازذلك.
وأما إن كانوا فقراء وهو عاجز عن نفقتهم، فالأقوى جواز دفعها إليهم في هذه الحال).اهـ رحمه الله
........
فهذا ليس من جعبة رياض النضرة، فهل بعد هذا يقال إنه مخالف للإجماع؟
................
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التقرتي]ــــــــ[03 - May-2009, مساء 07:31]ـ
ابن المنذر قيد الإجماع على عدم جواز الدفع إلى الوالدين بالحال التي يجبر فيها الدافع إليهم على النفقة عليهم.
فقد يكون الأب غنيا إلا انه في موعد زكاة ابنه اعسر فتمعن جيدا و للضرورة احكام هذا مقرر عند اهل العلم
هناك فرق بين والدين فقيرين (و في هذه الحال مال الولد مال ابيه فلا بد له من الانفاق عليه و لو بالقليل فلا يعقل ان يحول على ماله الحول مع فقر والديه و عدم الإنفاق عليهما) و بين والدين لا يحتاجان ابنهما لكن عند الزكاة اعسرا أو ولد فقير لكن وجبت عليه الزكاة بشكل عارض و كل هذه حالات خاصة لا يقاس عليها
ـ[رياض النضرة]ــــــــ[03 - May-2009, مساء 10:08]ـ
ياحضرة الظابط التقرتي!!
أولا أسأل الله أن يلهمنا الحكمة والرشاد ..
ياأخي كلام شيخ الإسلام واضح وضوح الشمس بمنتصف النهار، لكني أراك تأوله تبعا لمرادك ..
ياشوف ..
قال الشيخ:
(الذين يأخذون الزكاة صنفان: صنف يأخذ لحاجته، كالفقير والغارم لمصلحة نفسه.
وصنف يأخذها لحاجة المسلمين: كالمجاهد والغارم في إصلاح ذات البين، فهؤلاء يجوز دفعها إليهم، وإن كانوا من أقاربه، وأما دفعها إلى الوالدين: إذا كانوا غارمين، أو مكاتبين، ففيها وجهان، والأظهر جوازذلك
................
نقطة
ثم قال رحمه الله:
وأما إن كانوا فقراء وهو عاجز عن نفقتهم، فالأقوى جواز دفعها إليهم في هذه الحال).اهـ رحمه الله
........
فكلام ومذهب الشيخ هنا واضح ..
فليس كل من تجب الزكاة في ماله قادر على نفقة والديه، والظاهر أنك جعلت المال هو الأوراق النقدية فتنبه يا حضرة الظابط:)
.................
ولكن لنترك ذلك إلى ما هو أجلى من ذلك:
ففي الإختيارات الفقهية قال رحمه الله:
(ويجوز صرف الزكاة إلى الوالدين وإن علوا، وإلى الولد وإن سفل، إذا كانوا فقراء وهو عاجز عن نفقتهم، لوجود المقتضي السالم عن المعارض المقاوم، وهو أحد القولين في مذهب أحمد، وكذا إن كانوا غارمين أو مكاتبين، أو أبناء سبيل، وهو أحد القولين أيضا.
وإذا كانت الأم فقيرة، ولها أولاد صغار لهم مال ونفقتها تضر بهم، أعطيت من زكاتهم ... ) اهـ
ويقول الشيخ الألباني رحمه الله تعالى:
(نحن نرى جواز إعطاء الفرع للأصل، والعكس إذا كانوا لا يعيشون مع بعض، ولا ينفق أحدهما على الآخر.
فإذا كان الوالد مع بقية أولاده يعيشون مستقلين، وأحد الأبناء يعيش بمفرده وهو غني، فله أن يقدم زكاة ماله وزكاة فطره لأبيه وإخوانه.
أما إذا كان هو المسؤول عنهم في الإنفاق، فهنا يقال نفقة وزكاة لا يجتمعان، فلا يجوز أن تعطى الزكاة لمن ينفق عليه.
أما إذا كان الأب وأولاده يعيشون بمفردهم مستورين-كما يقال -فيجوز لهذا الولد الغني أن يعطي زكاة ماله لأبيه وإخوته الفقراء) اهـ
...........
من دون تعليق لوضوحه ..
ـ[التقرتي]ــــــــ[03 - May-2009, مساء 10:11]ـ
قال ابن المنذر (الإجماع)
وأجمعوا على أن الزكاة لا يجوز دفعها إلى الوالدين، فى الحال التي يجبر الدافع إليهم على النفقة عليهم. انتهى
من دون تعليق لوضوحه
ـ[رياض النضرة]ــــــــ[03 - May-2009, مساء 10:24]ـ
يقول الأخ التقرتي-بارك الله فيه- في مداخلته الأولى
حجة قوية!!!!!!، هذه مزحة!!!
أصلا تترك والديك فقيرين معصية كيف يحتاجا للصدقة و ابنهما غني؟
ثم في مداخلته الثانية يقول سامحني الله وإياه:
أرى ان يجلد ثم يطاف به فوق حمار بين الناس و ينادي منادي هذا جزاء من لا ينفق على والديه ثم يحتال على الله باعطائهما الزكاة
هو فقط للقراء المنصفين .. والحمدلله على نعمة العقل ..
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[03 - May-2009, مساء 10:35]ـ
الأخ التقرتي، رجاءا خفف من حدتك، فهذا والله مما يزهد الناس من المشاركة في المجلس ...
تأمل - بروية وتجرد - العلاقة بين نقلك هذا:
وأجمعوا على أن الزكاة لا يجوز دفعها إلى الوالدين، فى الحال التي يجبر الدافع إليهم على النفقة عليهم
وقول الأخ رياض في رأس الموضوع:
استقر عند كثير من المسلمين الحكم مطلقا بعدم جواز دفع الزكاة للوالدين الفقيرين ..
وفي الواقع لم أجد له دليلا قويا ..
فهل من دليل على ذلك؟
يتبين لك إن شاء الله أنك لم تنصفه .. وأنك أصلا لا ينبغي أن تكون في نزاع معه، فهو يسأل عن دليل على إطلاق المنع، وأنت تنقل الإجماع على قيد واضح للمنع، فتأمل.
ـ[التقرتي]ــــــــ[03 - May-2009, مساء 10:36]ـ
لا اوافقك اخي المشرف انظر عنوان الموضوع ليس فيه المطلق
#### حرره الإشراف #####
و قد بينت التقييد انظر مشاركاتي و لكنه يتمسك بغير ذلك فلو كان فعلا يريد الحق لأتضح له الفرق
ابن المنذر قيد الإجماع على عدم جواز الدفع إلى الوالدين بالحال التي يجبر فيها الدافع إليهم على النفقة عليهم.
فقد يكون الأب غنيا إلا انه في موعد زكاة ابنه اعسر فتمعن جيدا و للضرورة احكام هذا مقرر عند اهل العلم
هناك فرق بين والدين فقيرين (و في هذه الحال مال الولد مال ابيه فلا بد له من الانفاق عليه و لو بالقليل فلا يعقل ان يحول على ماله الحول مع فقر والديه و عدم الإنفاق عليهما) و بين والدين لا يحتاجان ابنهما لكن عند الزكاة اعسرا أو ولد فقير لكن وجبت عليه الزكاة بشكل عارض و كل هذه حالات خاصة لا يقاس عليها
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[03 - May-2009, مساء 10:42]ـ
لم يعجبك العنوان، فالآن بعدما اطلعت على مراد الكاتب وفهمت مقصده، وعلمت أنك لست في خلاف معه، وأنه لا يروم مناقضة إجماع ولا شيء من ذلك .. هلا تركت حدتك وناقشته نقاشا علميا بدون أحكام مسبقة وبصدر رحب؟؟؟؟
ـ[التقرتي]ــــــــ[03 - May-2009, مساء 10:46]ـ
بارك الله فيك اخي لكن سآخد بنصيحة الإخوة و اتوقف عن نقاش بعضهم اصلا و السلام عليكم
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[04 - May-2009, صباحاً 12:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تعالى نستعين
الأخ (رياض) هداه الله وأصلحه آمين
سأبين لك وجه عدم تصويب استشهادك بكلام شيخ الإسلام رحمه الله على إطلاقه، فأقول وبالله التوفيق:
لتعلم أن استشهادك بكلام الشيخ رحمه الله لا يستقيم على إطلاقه، بل لا بد من فهم معرض كلامه، ومحل استشهاده، وسبب إيراده، وإليك أخي بيان الصواب بإذن الله تعالى:
قال المرداوي في (الإنصاف ج3/ص254):
إنْ كان الْوَالِدَانِ _ وأن عَلَوْا _ وَالْوَلَدُ _ وَإِنْ سَفَلَ _ في حَالِ وُجُوبِ نَفَقَتِهِمْ عليه؛ لم يَجُزْ دَفْعُهَا إلَيْهِمْ إجْمَاعًا. انتهى
قلت: وهذا لم يتعرض له الشيخ رحمه الله إطلاقا لمعرفته به، وأنه لا يجوز مخالفته أصلا، وهو ما نقل ابن المنذر الإجماع عليه.
نكمل:
قال المرداوي: وَإِنْ كَانُوا في حَالٍ لَا تَجِبُ نَفَقَتُهُمْ عليه: كَوَلَدِ الْبِنْتِ وَغَيْرِهِ مِمَّنْ ذَكَرَ، وكما إذَا لم يَتَّسِعْ لِلنَّفَقَةِ مَالُهُ؛ لم يَجُزْ أَيْضًا دَفْعُهَا إلَيْهِمْ على الصَّحِيحِ من الْمَذْهَبِ، وَنَصَّ عليه، وَعَلَيْهِ أَكْثَرُ الْأَصْحَابِ.
وَقِيلَ: يَجُوزُ وَالْحَالَةُ هذه، اخْتَارَهُ الْقَاضِي في الْمُجَرَّدِ، وَالشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ، وَصَاحِبُ الْفَائِقِ. وَذَكَرَهُ الْمَجْدُ ظَاهِرُ كَلَامِ أبي الْخَطَّابِ. وَأَطْلَقَ في الْوَاضِحِ في: جَدٍّ وابن ابن مَحْجُوبَيْنِ وَجْهَيْنِ. انتهى
فهل عرفت رحمك الله مراد الشيخ من قوله الذي نقلته أنت؟!
قال ابن قدامة في (الكافي ج1/ص339):
السادس: من تلزمه مؤنته: كزوجته، ووالديه وإن علوا، وأولاده وإن سفلوا، الوارث منهم وغيره، ولا يجوز الدفع إليهم؛ لأن في دفعها إليهم إغناء لهم عن نفسه فكأنه صرفها إلى نفسه.
وقال في (المغني ج2/ص269):
قال ابن المنذر: أجمع أهل العلم على أن الزكاة لا يجوز دفعها إلى الوالدين في الحال التي يجبر الدافع إليهم على النفقة عليهم. ولأن دفع زكاته تغنيهم عن نفقته وتسقطها عنه ويعود نفعها إليه؛ فكأنه دفعها إلى نفسه؛ فلم تجز، كما لو قضى بها دينه.
قال زكريا الأنصاري في (فتح الوهاب ج2/ص168):
فلا يجزئ دفعها لكافر، ولا لهاشمي، ومطلبي، ولا لمواليهما، ولا لمن تلزمه مؤنته، ولا لرقيق، لأنها حق الله تعالى فاعتبر فيها صفات الزكاة.
أرجو أن يكون الأمر بان ووضح، وإلا إني أحسن الظن إن شاء الله.
والله تعالى أعلم
ـ[رياض النضرة]ــــــــ[04 - May-2009, صباحاً 11:24]ـ
أخي السكران!
لا أكتم لك عجبي لما نقلت لنا، ولكني ألتمس لك عذرا، لعلك لم تفهم السؤال ..
أكرر السؤال أيضا وهو: استقر عند كثير من المسلمين الحكم مطلقا بعدم جواز دفع الزكاة للوالدين الفقيرين ..
وفي الواقع لم أجد له دليلا قويا ..
فهل من دليل على ذلك؟
أي هل من دليل على إطلاق عدم جواز دفع الولد زكاته لوالديه؟
ثم قلت في المشارمة الثانية:
الإخوة الكرام بارك الله فيكما ...
أرجو عدم العجلة بالحكم جملة من دون تفصيل ....
اعلموا أن الفقير الذي يستحق الزكاة لا يلزمه إنفاق مال الزكاة على نفسه= لحاجته، فقد يأخذه لمصلحة غيره ..
..........
وأيضا ليس كل من يجب الزكاة في ماله بقادر على نفقة والديه ..
إذن فتريثوا من فضلكم ففي المسألة أكيد تفصيل ..
إذن فإن وجد عندك دليل يطلق عدم جواز دفع الزكاة للوادين فهات به مشكورا وهو ما أبحث عنه، لأن المستقر عند عامة المسلمين أن الولد لا يعطي زكاة ماله لوالديه في أ حال من الأحوال بحجة أنه تجب عليه نفقتهما-كما ترى في مداخلة بعض الإخوة جزاهم الله خيرا-
(يُتْبَعُ)
(/)
نعم لا اختلاف في وجوب الإنفاق عليهما ولكن ينسى البعض أن الولد قد يملك مالا تجب فيه الزكاة وهو منفصل عن والديه وعاجز عن القيام بنفقتهما ففي هذه الحال هل يجوز أن يدفع زكاته لهما أم لا؟؟؟ هنا السؤال أخي التميمي!
رأيت كثيرا من الشباب في الغربة يعملون في التجارة، وآباؤهم في بلادهم فقراء ولا يستطيعون القيام بنفقتهم إلا ما يرسلون إليهم بين الفينة والفينة الأخرى من دراهم معدودة وهم مع ذلك يملكون من المال ما تجب فيه الزكاة، وتراهم يدفعون زكاتههم لأئمة المساجد وغيرهم، وذلك لفهمهم عدم جواز صرف الزكاة للوالدين مطلقا ..
وأما ما نقلت لنا فالجدير بالتعليق فيه هو قولك:
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تعالى نستعين
الأخ (رياض) هداه الله وأصلحه آمين
أشكرك أيما شكران من سويداء فؤادي، إذ دعوت لي بالهداية والصلاح ..
فالهداية هدف كل لبيب حصيف فطن المنشود، وليس أدل على ذلك من تكرار جريان لساني ولسانك بطلبها سبعة عشر مرة يوميا على الأقل (اهدنا الصراط المستقيم) بل هي طلب خير البرية ومعلم الإنسانية في قنوته (اللهم اهدني فيمن هديت .. )
وأما الصلاح فهو ما يجلب الخير للعبد بل ولأولاده من بعده (وكان أبوهما صالحا .. )
بل هو صفة الأنبياء (وما أريد أن أشق عليك ستجدني إن شاء الله من الصالحين)
فها أنذا أضم مهرولا صوتي إليك قائلا: آمين
..............
وأما نقلك فأشكرك عليه، لكنه ليس جديدا إذ لا يختلف عن ما قلته سابقا وهو:
جزيتم خيرا وبورك فيكم ..
في مجموع فتاوى شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله 25/ 90
سئل عن حكم دفع الزكاة للوالدين والولد الذي لا تلزمه نفقته؟
فأجاب رحمه الله:
(الذين يأخذون الزكاة صنفان: صنف يأخذ لحاجته، كالفقير والغارم لمصلحة نفسه.
وصنف يأخذها لحاجة المسلمين: كالمجاهد والغارم في إصلاح ذات البين، فهؤلاء يجوز دفعها إليهم، وإن كانوا من أقاربه، وأما دفعها إلى الوالدين: إذا كانوا غارمين، أو مكاتبين، ففيها وجهان، والأظهر جوازذلك.
وأما إن كانوا فقراء وهو عاجز عن نفقتهم، فالأقوى جواز دفعها إليهم في هذه الحال).اهـ رحمه الله
........
فهذا ليس من جعبة رياض النضرة، فهل بعد هذا يقال إنه مخالف للإجماع؟
................
وما نقلته هنا أيضا:
فكلام ومذهب الشيخ هنا واضح ..
فليس كل من تجب الزكاة في ماله قادر على نفقة والديه، والظاهر أنك جعلت المال هو الأوراق النقدية فتنبه يا حضرة الظابط:)
.................
ولكن لنترك ذلك إلى ما هو أجلى من ذلك:
ففي الإختيارات الفقهية قال رحمه الله:
(ويجوز صرف الزكاة إلى الوالدين وإن علوا، وإلى الولد وإن سفل، إذا كانوا فقراء وهو عاجز عن نفقتهم، لوجود المقتضي السالم عن المعارض المقاوم، وهو أحد القولين في مذهب أحمد، وكذا إن كانوا غارمين أو مكاتبين، أو أبناء سبيل، وهو أحد القولين أيضا.
وإذا كانت الأم فقيرة، ولها أولاد صغار لهم مال ونفقتها تضر بهم، أعطيت من زكاتهم ... ) اهـ
ويقول الشيخ الألباني رحمه الله تعالى:
(نحن نرى جواز إعطاء الفرع للأصل، والعكس إذا كانوا لا يعيشون مع بعض، ولا ينفق أحدهما على الآخر.
فإذا كان الوالد مع بقية أولاده يعيشون مستقلين، وأحد الأبناء يعيش بمفرده وهو غني، فله أن يقدم زكاة ماله وزكاة فطره لأبيه وإخوانه.
أما إذا كان هو المسؤول عنهم في الإنفاق، فهنا يقال نفقة وزكاة لا يجتمعان، فلا يجوز أن تعطى الزكاة لمن ينفق عليه.
أما إذا كان الأب وأولاده يعيشون بمفردهم مستورين-كما يقال -فيجوز لهذا الولد الغني أن يعطي زكاة ماله لأبيه وإخوته الفقراء) اهـ
...........
من دون تعليق لوضوحه ..
والله الهادي إلى سواء السبيل ..
والسؤال ما زال قائما فإن لم يكن من دليل على هذا الإطلاق، حبذا لو نصحح ما استقر عند الإخوة من مفهوم خاطئ وخاصة المقيمين منهم في غربة عن بلادهم حتى لا نحرم والدينا مما يستحقون ...
وشكرا
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[04 - May-2009, مساء 01:01]ـ
إلى من (حرر) مشاركتي: لا تعليق!.
جزاك الله خيرا أخي [الذي لا يمكن أن يقبل أي توضيح لما هو يسأل عنه مستفسرا]، وهذا من أشد العجب، فإن كان عندك في مسألة ما رأي فقله مباشرة عفا الله عنك ولا داعي لمثل هذه الأساليب في الطرح والاستخفاف.
كنت تسأل عن أمر لك فيه وجه سؤال، ولم نعترض عليه رعاك الله، ثم استشهدت على ما توصلت إليه بكلام شيخ الإسلام رحمه الله وقلنا لك أن هذا النقل لا يدخل تحت ما نقلنا الإجماع عليه رحمك الله، إذ هو متفرع عن جزئية أخرى في المسألة وقد بينا لك ما هي، ومع ذلك تصر على رأيك في حمل كلام الشيخ على المعنى المطلق. وهذا غلط.
أما بالنسبة لما سألت عنه في صلب مشاركتك فأقول لك هداك الله: إعلم أن الأمة لما أجمعت على ذلك قد أجمعت على ما دلت عليه فحوى النصوص أخي، وإلا هو لم يأت نص صريح محدد بعدم جواز دفع الزكاة إليهم، بل هو فحوى نصوص من تدفع لهم الزكاة ومن لا تدفع، ونصوص البر والنفقة، فمن خلالها قرر العلماء منذ عهد الصحابة رضوان الله عليهم إلى الآن أنهم لا يعطون من الزكاة لوجوب النفقة أصلا، فكيف يستقيم زكاة وهو أصلا ملزم بأن لا يكون أهله محتاجين للزكاة. فتنبه
من أجل ذلك نقل الأئمة الإجماع على عدم دفع الزكاة إليهم في الحالة التي ذكرنا لك، أما في الحالة الثانية والتي يسيغ فيها الخلاف كما فعل ابن تيمية رحمه الله لم يكن هناك إجماع في المسألة. فتأمل
ويا أخي والله الذي لا إله إلا هو لأن الحق واضح نوره، فدعك من المكاثرة والمماطلة التي فيها تقول بأقوال لم تسبق إليها يخشى على من خالفها، فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لا تجتمع أمتي على ضلالة"، فاحرص أخي عىما ينفعك في غير هذه الإشكالات التي لم تشكل إلا على من خانه الفهم الصحيح، واتبع بحر عقله فسبح فيه.
اللهم هل بلغت اللهم فاشهد
آخر مشاركة لي معك، بل وفي كل مواضيعك بإذن الله تعالى
وصلى الله على نبينا ورسولنا محمد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زوايا]ــــــــ[04 - May-2009, مساء 03:12]ـ
أخي السكران!
أشكرك أيما شكران من سويداء فؤادي، إذ دعوت لي بالهداية والصلاح ..
فالهداية هدف كل لبيب حصيف فطن المنشود، وليس أدل على ذلك من تكرار جريان لساني ولسانك بطلبها سبعة عشر مرة يوميا على الأقل (اهدنا الصراط المستقيم) بل هي طلب خير البرية ومعلم الإنسانية في قنوته (اللهم اهدني فيمن هديت .. )
وأما الصلاح فهو ما يجلب الخير للعبد بل ولأولاده من بعده (وكان أبوهما صالحا .. )
بل هو صفة الأنبياء (وما أريد أن أشق عليك ستجدني إن شاء الله من الصالحين)
فها أنذا أضم مهرولا صوتي إليك قائلا: آمين
..............
وشكرا
ماشاء الله عليك يا أخي رياض ...
تم نقله مني ليكون توقيعي لكن تعذر لطوله ..
ـ[رياض النضرة]ــــــــ[04 - May-2009, مساء 11:09]ـ
جزى الله الجميع خيرا ..
خاصة أخي الفاضل في الدين والعقيدة لا في الطين والتربة/ أبالفداء
والقائل حفظه الله تعالى: (ما أنا ولا أنت إلا طلبة صغار نتطفل على موائد أعلام الأمة وأئمتها رحمة الله عليهم .. ) اهـ
يعلم الله تعالى كيف ضرب هذا الكلام، أكباره في جذر قلبي .. فلله دره
أسأل ربي مجيب المضطرين أن يزيدنا وإياه تواضعا، وعلما ينفعنا في الدارين ...
وصلى الله وسلم على رسول الله(/)
تعظيم الفطر بالطعام منه بالجماع ..
ـ[أحمر العين]ــــــــ[03 - May-2009, مساء 01:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
---
الحمد رب العالمين والصلاة والسلام على الرسول الأمين وآله وصحبه أجمعين ..
وبعد ..
مسألة:
تعظيم الإفطار بالطعام منه بالجماع:
وقفت على أكثر من حادثة مما يُسأل عنه،، فيمن رام أهله في نهار رمضان فخشي العقاب بالكفارة فأفطر متعمداً بالطعام!! لينال أهله وهو على غير صيام .. فيحتال على إسقاط الكفارة ..
فحملتني نفسي على تسطير هذه المسألة وإشباع النفس منها وفيها، وعلى الله التكلان وهو المعين ومنه التوفيق وإليه الإنابة ..
----------
صوم شهر رمضان من أركان الإسلام، وتعمد الفطر في نهاره لا يخلو من كونه بعذر شرعي أو بغيره.
فالأول جائز ويترتب عليه أحكام مبسوطة في مظانها من كتب الفروع،
والأخير لا يخلو من حالين:
1 - الفطر بالأكل والشرب.
2 - الفطر بالجماع.
وكلاهما يعد من كبائر الذنوب،
فالأول منهما – وهو الفطر بالأكل والشرب - اختلف العلماء في حكم فاعله - بعد اتفاقهم في كونه ارتكب إثماً عظيماً –
فالجمهور على إلزامه بالقضاء يوماً مكان ما أفطره مع ثبوت الوزر وعدم رفعه بالقضاء،
وذهب جماعة من العلماء منهم عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وابن حزم وشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم والشوكاني وجماعة من المعاصرين إلى أنه لا يُكَفِّر عنه صوم الدهر،،
ولم يأمروه بالقضاء إذ لا يقضي عنه ما فرط .. وإنما أمروه بالتوبة والندم على ما وقع منه.
يقول الحافظ ابن حجر في باب من أفطر عامداً: وعلى تقدير صحته [يشير إلى حديث أبي هريرة الذي علقه البخاري وقد ضعفه أيضاً الألباني في الترغيب والترهيب] فظاهره يقوي قول من ذهب إلى عدم القضاء في الفطر بالأكل،، بل يبقى ذلك في ذمته زيادة في عقوبته لأن مشروعية القضاء تقتضي رفع الإثم أ. هـ
ويُعَلل هذا القول بأنه – أي المفرط - لو أُمر بالقضاء لداخله شعور بأنه قد كفر عن ذنبه فيفوت عليه التحسر والندم الواجب عليه في هذا الذنب ويهون عليه عظم ما فعله.
وبقاء اليوم دون قضاء – خاصة وأنه لم يأتي به نص شرعي – يعلم به الفاعل أنه موافٍ بذنبه ربه فيبقى ملازماً لفعلته عالماً بقبح جريرته.
وأما ثانيهما – وهو الفطر بالجماع - فرتب الشارع عليه عقوبة منصوصة مغلظة تدل على عظم الجريرة.
وهي ككفارة قتل الخطأ - باختلاف يسير - عتق رقبة، فإن لم يستطع فصوم شهرين متتابعين لو أفطر في يوم منها استأنف العد، فإنْ لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً.
والكبيرة من الكبائر عندهم: ما رُتب عليها وعيد أو غضب أو لعن أو حد في الدنيا , وقيل غير ذلك.
وفي مسألتنا من وقع في الأول – الفطر بالطعام - فراراً من الثاني – كفارة الفطر بالجماع –
فإن العلماء عدوه متحايلاً على الشرع ولم يسقطوا الكفارة عنه لأن الأصل في النية بالفطر هو الثاني.
والتحايل على الله لا يصدر إلا من جاهل سفيه لا يعلم عظمة خالقه وما قَدَرَهُ حق قدره سبحانه ما أعظم شأنه.
فإن من تحايل على إسقاط واجب بين الخلق عوقب إذا كُشِف أمره، وتراه يستتر ما أمكنه، فكيف بمن يتحايل على من هو مطلع عليه في شأنه كله، وهو معه يمده بالعون مما لا تقوم حياته إلا به كالهواء وغيره.
----------
على أني قد أخالف هذا القول فلست أراه صواباً - والعلم عند الله تعالى –
خاصة وأني ممن تابع ابن مسعود في عدم وجوب القضاء على متعمد الفطر،
والذي أراه مقارباً للصواب –والعلم عند العليم العلام - هو:
أن من فعل هذه الحيلة يقال له: لا قضاء عليك ولا كفارة.
ولا يقال هذا قد يجر إلى التساهل والتهاون بهذا الواجب العظيم ..
فإن مقترف هذا الذنب لم يستفتِ إلا وقد ندم وخاف العاقبة فإذا عُلِّم وعُرِّفَ عظم جريرته التي لا يجهل عظمها أحد في نظري،
وقيل له لا نجد لك مخرجاً ولا قضاءً ولا كفارة إلا التوبة والإكثار من النوافل لعل الله يغفر لك وهو الغفور الرحيم،
بقي هذا الذنب في نفسه وعلم أنه موافٍ به ربه وكان داعٍ له لفعل الطاعات وتكرار التوبة،
بخلاف ما لو أمر بالقضاء والكفارة فإن النفس والشيطان والاشتغال بالدنيا دواعٍ تقرر له أنه قد أدَّ ما عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا يقال أن منهم من لو قيل له لا قضاء ولا كفارة لم يحصل منه ما ذكر، وكأن الأمر لا يعنيه ..
نقول: نعم فمن الناس بهائم
فطن بكل مصيبة في ماله ....... وإذا أصيب في دينه لم يفطن
ولكن مثل هذا سواء عليك أأمرته بالقضاء أم لم تأمره فحاله واحدة
بل على العكس إن مثل هذا إذا أُمر بالقضاء والكفارة ركن إليه، وهان عليه عظم فعله، وقد لا يتحرز من تكراره خاصة إن كان ذا قدرة على التكفير.
ثم إن الشارع أوقف الكفارة على حالة خاصة فلا ينبغي إلحاق غيرها بها، فلم نؤمر بشيء فيمن انتهك الحرمة بالطعام والشراب ..
والسكوت أحياناً يدل على شدة الغضب ..
وإخفاء العقاب يدل على عظمه ..
والله أعلم.
--------
وعلى هذا فإن الفطر بشهوة الفرج أخف منه بشهوة البطن،
وترتيب كفارة مع تغليظها دليل على تكفير الخطيئة وعدم الموافاة بها يوم العرض الأكبر لأن حدود الدنيا تمحو عقاب الآخرة.
ومثله اليمين الغموس فإنها أعظم من أن يكون فيها كفارة
وإنما الكفارة فيمن حلف ألا يفعل المباح أو يفعله فلم يوفي.
لكن من فعل الحرام – الذي هو الغموس – فإنه ليس عليه إلا التوبة لأنه وقع في كبيرة من كبائر الذنوب.
ولما كانت شهوة الفرج أشد من شهوة البطن فإن الله عز وجل قد خففها بالتكفير الدنيوي،
ألا ترى أن الإنسان قد يجد في نفسه الصبر على الطعام والشراب ما لا يجده عن النساء،
كيف وإن كان شاباً أو حديث عهد بنكاح،
ومنع النفس عن الطعام لا يكسبها إلا ضعفاً،، تَسْهُل مقاومته ..
أما جمحها عنهن .. فيحتاج إلى قوة نفس وعزم مع اضطراب قد يصاحبه ارتعاش وفقد عقل لحظي.
ولذلك خُفف الحد عن الزاني الأعزب .. لأنه لا يجد ما يطفئ ناره
بخلاف من إذا ثار كان له متنفساً فإن عندها ما عند تلك.
------
وعليه فإن من هم بهذه المعصية فعليه ألا يرع أذنيه إبليساً .. ليسول له انتهاك ركنٍ من أركان الدين ليتحايل على رب العالمين ..
فإن كان ولا بد،، فليعلم أن الموافاة يوم العرض الأكبر بكفارة جماع لم تؤد ..
أيسر من الموافاة بتعمد فطر بطعام لم يحتاجه ..
والله تعالى أعلم وأحكم بالصواب
وكتبه:
أبو محمد (أحمر العين)
1/ 11/1429هـ
30/ 10/2008م(/)
الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه
ـ[كعب بن زهير]ــــــــ[03 - May-2009, مساء 04:02]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم انا يا اخوة مطلوب مني أعمل بحث عن كتاب اعجاز القران والبلاغة النبوية لمصطفى صادق الرافعيفمتحاج وبحثت عن الكتب وعلى النت ما استفدت كتيرفإذا حد يدلني عن اي شي فانا بدي مثلا آراء العلماء حول كتابه المذكور أعلاهوكذلك منهجه في كتابة كتابهومشكورين(/)
ما هو نوع النفاق الذي يخشاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه (ابن الوزير)
ـ[سيف جمعه]ــــــــ[03 - May-2009, مساء 04:23]ـ
فائدة:
ما هو نوع النفاق الذي يخشاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
يقول ابن الوزير في كتابه (الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم) _ ج1 _ ص181
((وأعظم من هذا سؤال عمر بن الخطاب - t- لحذيفة, هل هو منافق؟ وقول حذيفة بعد تزكيته: لا أزكّي بعدك أحداً ([1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn1)[1]) . ولم يخف/ عمر - t- من النّفاق الذي هو الشّكّ في الإسلام, فإنّه يعلم براءة نفسه منه, بل نحن نعلم براءته - t- [ منه] ([2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn2)[2]) بما شهد له به رسول الله r من الفضائل الكثيرة, والمناقب الكبيرة, وإنّما خاف t من صغائر النّفاق الذي هو: خلف الموعد, وخيانة الأمانة, والكذب في الحديث, فإنّ المؤمن الورع قد يدخل عليه من صغائر بعض هذه الخصال ما يدقّ ولا يتفطّن له, وربما كان الغير ([3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn3)[3]) أبصر بعيب الإنسان منه.
11/أ
وربّما قصد عمر تنبيه ضعفاء المسلمين على تفقّد أنفسهم, وجعل لهم بنفسه الكريمة أسوة حسنة حيث أتّهمها على أمر عظيم. وقد كان عمر & shy;-t- إماماً في التّقوى والمراقبة, شديد المناقشة لنفسه والمحاسبة, وقد قال لبعض الصحابة: كيف وجدتموني؟ [قالوا] ([4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn4)[4]) : صالحاً, ولو زغت لقوّمناك. فقال: الحمد لله الذي جعلني في قوم إذا زغت قوّموني ([5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftn5)[5]) أو كما قالا.
لمن أراد تحميل الكتاب من هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=71431
[/URL]([1][1] ) أخرجه الفسوي في ((تاريخه)): (2/ 769) , وضعّفه, وردّ ذلك عليه الذهبي في ((الميزان)): (2/ 297) , وانظر: ((كنز العمال)): (13/ 344) , ((السير)): (2/ 364).
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref1)([2][2] ) من (ي) و (س).
([3] [3]) في ((الأصل)): ((هذا الغير))!. والمثبت من (ي) و (س).
( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref3)([4][4] ) في (أ): ((قال)) , والمثبت من (ي) و (س).
[ URL="http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=3#_ftnref5"]([5][5] ) بنحوه في ((الرياض النّضرة في مناقب العشرة)): (1/ 325) للمحبّ الطبري.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[03 - May-2009, مساء 06:24]ـ
لايوجد ما يمنع أن يخاف على نفسه النفاق الأكبر
قال إبراهيم عليه السلام"واجنبني وبنيّ أن نبعد الأصنام"
وهذا الخوف أمارة الإيمان المتين
كما في حديث أبي هريرة في ذكر النفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
الذين قالوا له إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يذكره .. فقال: أوقد وجدتموه؟ قالوا:نعم
قال: ذاك صريح الإيمان .. أي خوفهم ومجاهدتهم في دفع هذا الخاطر .. هو صريح الإيمان
وكان من أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم
كما روت أم سلمة رضي الله عنها: اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك
والله أعلم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[04 - May-2009, صباحاً 02:13]ـ
اخي ابو االقاسم تامل قول العلامة ابن الوزيررحمه الله جيدا
ولم يخف/ عمر - t- من النّفاق الذي هو الشّكّ في الإسلام, فإنّه يعلم براءة نفسه منه, بل نحن نعلم براءته - t- [ منه بما شهد له به رسول الله r من الفضائل الكثيرة, والمناقب الكبيرة
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[04 - May-2009, صباحاً 02:20]ـ
نعم أخي المكرم الحبيب .. أفهم ذلك حفظك الله ..
ولكني زدت فائدة بأنه لا وجود لما يمنع أن يخاف مثل عمر ومن هو خير من عمر على نفسه الكفر
فذلك من متين الإيمان ..
ولاشك هو منزه عن الشك في الإسلام ..
هو ومن دونه بآلاف المراتب .. مادام اسمه مسلما حقا
والله أعلم
ـ[سيف جمعه]ــــــــ[04 - May-2009, مساء 02:21]ـ
بارك الله فيكم وشكراً لإثراء الموضوع.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[05 - May-2009, صباحاً 07:32]ـ
لقد جئتكم بنقد متين وفائدة عظيمة - ابتسامة -
(يُتْبَعُ)
(/)
كلام الاخ ابو القاسم صحيح لكن فى المستقبل أما فى ماضى الزمان الذى يسبق وقت تكلم عمر بهذا الكلام فهو مستحيل لأنه متيقن بأنه مسلم من أهل القبلة بل أصغر المؤمنين وقتها كان متيقن انه من اهل القبلة
ـ[أبو أحمد المهاجر]ــــــــ[05 - May-2009, صباحاً 08:01]ـ
قال العلامة الحافظ ابن رجب الحنبلي في (فتح الباري) له:
( ... قال الجعد أبو عثمان: قلت لأبي رجاء العطاردي: هل أدركت من أدركت من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يخشون النفاق قال: نعم، إني أدركت بحمد الله منهم صدرا حسنا، نعم شديدا نعم شديدا (2). وكان قد أدرك عمر.
وممن كان يتعوذ من النفاق من الصحابة: حذيفة، وأبو الدرداء، وأبو أيوب الأنصاري (3). وأما التابعون: فكثير، قال ابن سيرين: ما علي شيء أخوف من هذه الآية {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ} [البقرة 8]. وقال أيوب: كل آية في القرآن فيها ذكر النفاق أخافها على نفسي. وقال معاوية بن قرة: كان عمر يخشاه وآمنه أنا (4)؟. وكلام الحسن في هذا المعنى كثير جدا، وكذلك كلام أئمة الإسلام بعدهم:
قال زيد بن الزرقاء، عن سفيان الثوري: خلاف ما بيننا وبين المرجئة ثلاث:
نقول الإيمان قول وعمل، وهو يقولون: الإيمان قول ولا عمل
ونقول: الإيمان يزيد وينقص، وهم يقولون: لا يزيد ولا ينقص.
ونحن نقول: النفاق، وهم يقولون: لا نفاق (5).
وقال أبو إسحاق الفزاري، عن الأوزاعي: قد خاف عمر على نفسه النفاق (208 - أ / ف) قال (6): فقلت للأوزاعي: إنهم يقولون: إن عمر لم يخف أن يكون يومئذ منافقا حين سأل حذيفة؛ لكن خاف أن يبتلى بذلك قبل أن يموت، قال: هذا قول أهل البدع.
وقال الإمام أحمد - في رواية هانيء وسئل: ما يقول فيمن لا يخاف النفاق على نفسه؟، - فقال: ومن يأمن على نفسه النفاق؟!! (7).
وأصل هذا يرجع إلى ما سبق ذكره أن النفاق أصغر وأكبر؛ فالنفاق الأصغر: هو نفاق العمل وهو الذي خافه هؤلاء على أنفسهم؛ وهو باب النفاق الأكبر، فيخشى على من غلب عليه خصال النفاق الأصغر: في حياته أن يخرجه ذلك إلى النفاق الأكبر حتى ينسلخ من الإيمان بالكلية، كما قال تعالى {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} [الصف: 5] وقال {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّة} [الأنعام: 110].
والأثر الذي ذكره البخاري عن ابن أبي مليكة: هو معروف عنه من رواية الصلت بن دينار عنه (8). وفي الصلت ضعف. وفي بعض الروايات: عنه، عن ابن أبي مليكة قال: أدركت زيادة على خمسمائة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما مات أحد منهم إلا وهو يخاف النفاق على نفسه.
وأما الأثر الذي ذكره عن الحسن: فقال: ويذكر عن الحسن قال: ما خاف إلا مؤمن، ولا أمنه إلا منافق، فهذا مشهور عن الحسن، صحيح عنه. والعجب من قوله في هذا: ويذكر، وفي قوله في الذي قبله: وقال ابن أبي مليكة - جزما (9).
قال الإمام أحمد في كتاب " الإيمان " له: حدثنا مؤمل قال: سمعت حماد بن زيد قال: ثنا أيوب قال: سمعت الحسن يقول: والله ما أصبح على وجه الأرض مؤمن ولا أمسى على وجهها مؤمن إلا وهو يخاف النفاق على نفسه، وما أمن النفاق إلا منافق.
حدثنا روح بن عبادة قال: ثنا هشام قال: سمعت الحسن يقول: والله ما مضى مؤمن ولا بقي إلا يخاف النفاق ولا أمنه إلا منافق. وروى جعفر الفريابي في كتاب " صفة المنافق " من حديث جعفر بن سليمان، عن معلى بن زياد قال: سمعت الحسن يحلف في هذا المسجد بالله الذي لا إله إلا هو ما مضى مؤمن قط ولا بقي إلا وهو من النفاق مشفق، ولا مضى منافق ولا بقي إلا وهو من النفاق آمن. قال: وكان يقول: من لم يخف النفاق فهو منافق (10).
وعن حبيب بن الشهيد، عن الحسن قال: إن القوم لما رأوا هذا النفاق يغول الإيمان لم يكن لهم هم غير النفاق (11).
والروايات في هذا المعنى عن الحسن كثيرة.
وقول البخاري بعد ذلك: " وما يحذر من الإصرار عل النفاق والعصيان من غير توبة لقول الله تعالى {وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُون} [آل عمران: 135]: فمراده أن الإصرار على المعاصي وشعب النفاق من غير توبة يخشى منها أن يعاقب صاحبها بسلب الإيمان بالكلية وبالوصول إلى النفاق الخالص وإلى سوء الخاتمة، نعوذ بالله من ذلك، كما يقال: إن المعاصي بريد الكفر) اهـ.
________________________
(1) انظر " صفة المنافق " للفريابي (ص: 68).
(2) اخرجه أبو نعيم في " الحلية " (2/ 307)، و الفريابي في " صفة المنافق " (ص: 118).
(3) راجع " صفة المنافق " فقد أخرج هذه الآثار (ص: 113 - 122).
(4) أخرجه الفريابي في " صفة المنافق "، (ص: 120).
(5) أخرجه الفريابي في " صفة المنافق (ص: 127).
(6) كلمة " قال " تكررت في " ف ".
(7) مسائل ابن هانيء " (2/ 176).
(8) أخرجه البخاري في " تاريخه الكبير " (5/ 137) من طريق ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، به.
(9). قال الحافظ ابن حجر في " الفتح " (1/ 111): " وقد يستشكل ترك البخاري الجزم به مع صحته عنه، وذلك محمول على قاعدة ذكرها لي شيخنا أبو الفضل بن الحسين الحافظ رحمه الله، وهي: أن البخاري لا يخص صيغة التمريض بضعف الإسناد؛ بل إذا ذكر المتن بالمعنى أو اختصره أتى به - أيضا - لما علم من الخلاف في ذلك، فهنا كذلك " أ. هـ وقال القسطلاني في " إرشاد الساري " (1/ 136) " .... وأتى بـ " يذكر " الدالة على التمريض نع صحة هذا الأثر؛ لأن عادته الإتيان بنحو ذلك فيما يختصره من المتون أو يسوقه بالمعنى؛ لا أنه ضعيف " أ. هـ
(10) أخرجه الفريابي في " صفة المنافق " (ص: 121).
(11) المصدر السابق (ص: 119).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سيف جمعه]ــــــــ[11 - May-2009, مساء 01:34]ـ
جزاكم خيراً وبارك الله فيكم.(/)
استشكال في كتاب المهذب للنملة .. 4/ 1560 .. هل قال ابن تيمية بالمجاز .. أعينوني!!!
ـ[عبدالعزيز الألمعي]ــــــــ[03 - May-2009, مساء 05:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت في كتاب المهذب في أصول الفقه للنملة .. (4/ 1560) ..
وهذه صورته:
http://up3.m5zn.com/photo/2009/5/3/06/3s7np9uir.jpg/jpg
فإشكالي ما هو محاط بالأحمر ..
هل قال ابن تيمية بالمجاز؟؟
أم هو خطأ في النسبة إليه؟؟
أم هو جد شيخ الإسلام مثلاً؟؟
أتمنى حل الإشكال .. وحبذا لو كان بالمصدر ..
وشكر الله لكم ..
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[03 - May-2009, مساء 05:32]ـ
إقحام اسم ابن تيمية بالطريقة التي فعلها الشيخ كأنه من المسلّمات لا يخلو من دهاء
لكنه ليس بصحيح .. فالمشهور الواضح عنه:نفي المجاز ..
وما ورد من استعماله لهذه الكلمة فهو من باب المجاراة لهم .. والتنزل الجدلي
والله أعلم
ـ[سيف جمعه]ــــــــ[03 - May-2009, مساء 05:32]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
أتمنى أن يكون هذا ما تقصده وعليك مراجعة ج20 ص481 وما بعدها، وهذا بعضه:
[[والمقصود هنا: أن الذين يقولون: ليس في القرآن مجاز أرادوا بذلك أن قوله: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} [يوسف: 82] اسأل الجدران؛ والعير البهائم، ونحو ذلك مما نقل عنهم فقد أخطأوا. وإن جعلوا اللفظ المستعمل في معنى في غير القرآن مجازًا وفيه ليس بمجاز فقد أخطأوا أيضا. وإن قصدوا أن في غير القرآن من المبالغات والمجازفات والألفاظ التي لا يحتاج إليها ونحو ذلك مما ينزه القرآن عنه فقد أصابوا في ذلك. وإذا قالوا: نحن نسمي تلك الإمور مجازا بخلاف ما استعمل في القرآن ونحوه من كلام العرب: فهذا اصطلاح هم فيه أقرب إلى الصواب ممن جعل أكثر كلام العرب مجازًا، كما يحكى عن ابن جني أنه قال: قول القائل: خرج زيد: مجاز؛ لأن الفعل يدل على المصدر والمصدر المعرف باللام يستوعب جميع أفراد الخروج، فيقتضي ذلك أن زيدًا حصل منه جميع أنواع الخروج؛ هذا حقيقة اللفظ: فإن أريد فرد من أفراد الخروج فهو مجاز. ...... ]]
[[فمعلوم أنه إن كان الفرق بين الحقيقة والمجاز اصطلاحا صحيحًا فهذا الاصطلاح أولى بالقبول ممن يجعل أكثر الكلام مجازًا، بل وممن يجعل التخصيص المتصل كله مجازا؛ فيجعل من المجاز قوله: {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً} [آل عمران: 97] وقوله: {فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا} [آل عمران: وقوله: {فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ} [النساء: 92] وقوله: {فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ} [النساء: 92] وقوله: {فَمِن مِّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ} [النساء: 25] وقوله: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ} [المائدة: 5] وقوله: {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون: 4، 5] وقوله: {قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ} [التوبة: 29] إلى قوله: {حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} [التوبة: 29] وقوله: {فَإِن طَلَّقَهَا فَلاَ تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّىَ تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ} [البقرة: 230] وقوله: {لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى} [النساء: 43] وقوله: {وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ} [البقرة: 187] وقوله: {وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ} [النساء: 12] وقوله: {فَإِن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم} [النساء: 12] وقوله: {وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا} [الشورى: 40] وقوله: {إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ} [البقرة: 282] وقوله: {وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ} [النساء: 11] وقوله: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا} [النساء: 93] وقوله: {وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَئًا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ} [النساء: 92] وقوله: {فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ} [الزمر: 2] وقوله: {وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ} [الإسراء: 33] وقوله: {إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُواْ عَلَيْهِمْ} [المائدة: 34] وقوله: {إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ} [النساء: 19] وقوله: {وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا} [المجادلة: 3] وقوله: {وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ} [النساء: 124] وقوله: {فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ} [البقرة: 249] وقوله: {وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاء إِلَّا أَنفُسُهُمْ} [النور: 6] وقوله: {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ} [الفتح: 27] وأمثال هذا مما لا يعد إلا بكلفة.
فمن جعل هذا كله مجازًا وأن العرب تستعمل هذا كله وما أشبهه في غير ما وضع اللفظ له أولا: فقوله معلوم الفساد بالضرورة، ولزمه أن يكون أكثر الكلام مجازًا؛ إذ كان هذا يلزمه في كل لفظ مطلق قيد بقيد، والكلام جملتان: إسمية وفعلية والإسمية أصلها المبتدأ والخبر؛ فيلزم إذا وصف المبتدأ والخبر أو استثني منه أو قيد بحال كان مجازًا.]]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[05 - May-2009, صباحاً 02:37]ـ
ذكر ابن عبد الهادي في (العقود الدرية) أن للشيخ قاعدة في (العام إذا خص هل يكون حقيقة أو مجازا) والبحث مع السيف الآمدي في ذلك.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - May-2009, مساء 02:53]ـ
لعله يقصد ما جاء في المسودة:
((مسألة اللفظ العام اذا دخله التخصيص قال ابن برهان انقسم فيه أصحابنا فمنهم من قال يكون مجازا وهو الصحيح واختاره الجوينى ومنهم من قال يكون حقيقة ..... )) إلخ.(/)
مسألة لبن الفحل؟؟؟
ـ[أبو عيد الظفيري]ــــــــ[03 - May-2009, مساء 05:14]ـ
السلام عليكم، أحبتي في الله،،،
أريد أن أسئلكم عن مسألة فقهية تسمى مسألة (لبن الفحل) وهذه مسألة معقدة أريد شرحها بإختصار، لدي شرحها وشرحها طويل جدا وغير مفهم، و أريد الخلاف بين الفقهاء علما بأن هذي المسألة ضمن مسائل الرضاع المعقدة،،،،
وجزاكم الله خيرا،،،،
ـ[التقرتي]ــــــــ[03 - May-2009, مساء 05:30]ـ
جواب الشيخ عبد الرحمن السحيم
الجواب:
بارك الله فيك.
المقصود أن اللبن إنما ثاب عن الفحل، أي: بِسبب الوطء، وهو الْجِمَاع.
قال ابن الأثير:
" إنّ لَبَن الفَحلِ يَحرِّم " يُريد بالفَحْل الرجلَ تكون له امرأةٌ وَلَدت منه وَلَداً ولها لَبن، فَكُلّ مَن أرْضَعَتْه مِن الأطفال بهذا اللَّبَن فهو مُحرَّم على الزَّوج وإخْوته وأولاده منها ومن غيرها؛ لأنَّ اللبن للزوج، حيث هو سَبُبه. وهذا مذهب الجماعة.
ومنه حديث ابن عباس، وسُئل عن رجل له امرأتان أرْضَعت إحداهما غلاماً والأخرى جارية: أيَحِلُّ للغلام أن يَتَزوّج بالجارية؟ قال: لا اللِّقَاح واحد. اهـ.
فالمقصود به لبن المرأة، إلاَّ أنه نُسِب إلى الرجل؛ لأنه هو الْمُتَسَبِّب فيه.
ولذا فإنه يَحِقّ للزوج مَنْع زوجته من الإرضاع إلا بإذنه.
والله تعالى أعلم.
ـ[أبو و أم معاذ]ــــــــ[03 - May-2009, مساء 05:40]ـ
عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: دخل علي أفلح بن أبي القعيس فاستترت منه، قال: تستترين مني وأنا عمك! قالت: قلت: من أين؟ قال: أرضعتك امرأة أخي. قالت: إنما أرضعتني المرأة ولم يرضعني الرجل! فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فحدثته فقال: (إنه عمك، فليلج عليك) (رواه البخاري و غيره)
و الخلاف أنقله لك من كلام الحافظ ابن حجر
قال الحافظ (فتح الباري)
وفي الحديث أن لبن الفحل يحرم فتنتشر الحرمة لمن ارتضع الصغير بلبنه فلا تحل له بنت زوج المرأة التي أرضعته من غيرها مثلا وفيه خلاف قديم حكى عن بن عمر وبن الزبير ورافع بن خديج وزينب بنت أم سلمة وغيرهم ونقله بن بطال عن عائشة وفيه نظر ومن التابعين عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة والقاسم وسالم وسليمان بن يسار وعطاء بن يسار والشعبي وإبراهيم النخعي وأبي قلابة وإياس بن معاوية أخرجها بن أبي شيبة وعبد الرزاق وسعيد بن منصور وبن المنذر وعن بن سيرين نبئت أن ناسا من أهل المدينة اختلفوا فيه وعن زينب بنت أبي سلمة أنها سألت والصحابة متوافرون وأمهات المؤمنين فقالوا الرضاعة من قبل الرجل لا تحرم شيئا وقال به من الفقهاء ربيعة الرأي وإبراهيم بن علية وبن بنت الشافعي وداود وأتباعه وأغرب عياض ومن تبعه في تخصيصهم ذلك بداود وإبراهيم مع وجود الرواية عمن ذكرنا بذلك وحجتهم في ذلك قوله تعالى وامهاتكم اللاتي ارضعنكم ولم يذكر العمة ولا البنت كما ذكرهما في النسب واجيبوا بان تخصيص الشيء بالذكر لا يدل على نفي الحكم عما عداه ولا سيما وقد جاءت الأحاديث الصحيحة واحتج بعضهم من حيث النظر بان اللبن لا ينفصل من الرجل وإنما ينفصل من المرأة فكيف تنتشر الحرمة إلى الرجل والجواب أنه قياس في مقابلة النص فلا يلتفت إليه وأيضا فإن سبب اللبن هو ماء الرجل والمرأة معا فوجب أن يكون الرضاع منهما كالجد لما كان سبب الولد أوجب تحريم ولد الولد به لتعلقه بولده وإلى هذا أشار بن عباس بقوله في هذه المسألة اللقاح واحد أخرجه بن أبي شيبة وأيضا فإن الوطء يدر اللبن فللفحل فيه نصيب وذهب الجمهور من الصحابة والتابعين وفقهاء الأمصار كالأوزاعي في أهل الشام والثوري وأبي حنيفة وصاحبيه في أهل الكوفة وبن جريج في أهل مكة ومالك في أهل المدينة والشافعي وأحمد وإسحاق وأبي ثور وأتباعهم إلى أن لبن الفحل يحرم وحجتهم هذا الحديث الصحيح والزم الشافعي المالكية في هذه المسألة برد أصلهم بتقديم عمل أهل المدينة ولو خالف الحديث الصحيح إذا كان من الآحاد لما رواه عن عبد العزيز بن محمد عن ربيعة من أن لبن الفحل لا يحرم قال عبد العزيز بن محمد وهذا رأي فقهائنا الا الزهري فقال الشافعي لا نعلم شيئا من علم الخاصة أولي بان يكون عاما ظاهرا من هذا وقد تركوه للخبر الوارد فيلزمهم على هذا أما أن يردوا هذا الخبر وهم ولم يردوه أو يردوا ما خالف الخبر وعلى كل حال هو المطلوب قال القاضي عبد الوهاب يتصور تجريد لبن الفحل برجل له امرأتان ترضع إحداهما صبيا والأخرى صبية فالجمهور قالوا يحرم على الصبي تزويج الصبية وقال من خالفهم يجوز واستدل به على أن من ادعى الرضاع وصدقه الرضيع يثبت حكم الرضاع بينهما ولا يحتاج إلى بينة لأن أفلح ادعى وصدقته عائشة وأذن الشارع بمجرد ذلك وتعقب باحتمال أن يكون الشارع اطلع على ذلك من غير دعوى أفلح وتسليم عائشة واستدل به على أن قليل الرضاع يحرم كما يحرم كثيرة لعدم الاستفصال فيه ولا حجة فيه لأن عدم الذكر لا يدل على العدم المحض وفيه أن من شك في حكم يتوقف عن العمل حتى يسأل العلماء عنه وأن من اشتبه عليه الشيء طالب المدعى ببيانه ليرجع إليه أحدهما وأن العالم إذا سئل يصدق من قال الصواب فيها وفيه وجوب احتجاب المرأة من الرجال الاجانب ومشروعية استئذان المحرم على محرمه وأن المرأة لا تأذن في بيت الرجل الا بإذنه وفيه جواز التسمية بأفلح ويؤخذ منه أن المستفتي إذا بادر بالتعليل قبل سماع الفتوى أنكر عليه لقوله لها تربت يمينك فإن فيه إشارة إلى أنه كان من حقها أن تسأل عن الحكم فقط ولا تعلل والزم به بعضهم من أطلق من الحنفية القائلين أن الصحابي إذا روى عن النبي صلى الله عليه و سلم حديثا وصح عنه ثم صح عنه العمل بخلافه أن العمل بما رأى لا بما روى لأن عائشة صح عنها أن لا اعتبار بلبن الفحل ذكره مالك في الموطأ وسعيد بن منصور في السنن وأبو عبيد في كتاب النكاح بإسناد حسن وأخذ الجمهور ومنهم الحنفية بخلاف ذلك وعملوا بروايتها في قصة أخي أبي القعيس وحرموه بلبن الفحل فكان يلزمهم على قاعدتهم أن يتبعوا عمل عائشة ويعرضوا عن روايتها ولو كان روى هذا الحكم غير عائشة لكان لهم معذرة لكنه لم يروه غيرها وهو الزام قوي. انتهى
أبو معاذ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[03 - May-2009, مساء 07:11]ـ
للقرضاوي بحث طويل في مجلة كلية الشريعة بقطر سنة 1984 تقريبا
ـ[أبو عيد الظفيري]ــــــــ[03 - May-2009, مساء 10:41]ـ
أشكركم على التوضيح الطيب، المسألة هل فيها إتفاق على التحريم من تزوج الغلام من الصبية؟؟؟
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[04 - May-2009, صباحاً 12:50]ـ
خلاصة رأي القرضاوي: إن كان الزواج قد وقع فعلاً فنأخذ بالقول الآخر وهو عدم التفريق(/)
في منزلة الحياء من الدين وفوائد اخرى " ابن سعدي "
ـ[ابو عبد الملك الجهني]ــــــــ[03 - May-2009, مساء 07:40]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
في منزلة الحياء من الدين وفوائد اخرى
روى ابو داود عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال النبي (ص) " اذا احدث احدكم في صلاته فليأخذ بأنفه ثم لينصرف " (1) فيه مع ما يدل عليه صريحه فوائد منها: انه ينبغي للعبد ان يجتنب كل ما يستقبح ويستحيا منه عند الناس من الاقوال والافعال , ومنها انه اذا احتاج الى بيانه بقوله او فعله فليستعمل من المعاريض القولية والفعلية ما يضيع به افهام الناس الى خلاف الواقع , فإن حدث الانسان الخارج منه نوعان: نوع يستحيا منه كالريح, ونوع لا حياء فيه عادة كالرعاف ونحوهه فأمر (ص) عند وجود الحدث الذي يستحيا منه ان يمسك الخارج من الصلاة انفه ليظن الناس فيه الرعاف دون الريح. وما ألطف هذه الحيلة ولهذا نقول: انه يدل على جواز استعمال المعاريض والحيل الحسنة التي لا محذور فيها بل فيها مصلحة او دفع مفسدة ومنها انه يتعين على من انتقضت طهارته ان لا يمضي في صلاته ولو عزم على قضائها حياءً من الناس فإن المضي فيها ولو صورة محرم والمحرم لا يحل للعبد ان يفعله مراعاة للخلق ومنها ان المعاريض الفعلية كهذه القضية تشبه المعاريض القولية وفيها للبيب مندوحة عن الكذب وسلامة من الذم.
______________________________ ______________________
(1) رواه الحاكم في المستدرك قال صحيح على شرطيهما ووافقه الذهبي.
المصدر: الفتاوى السعدية ص 74(/)
كيف السبيل للوصول إلى الفردوس الأعلى من الجنة .. ؟
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[03 - May-2009, مساء 08:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين
اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه أحاديث جنة الفردوس الأعلى جمعتها من موقع الدرر السنية من بطون كتب الحديث
واقتصرت على:
1 - الأحاديث الصحيحة ومافي حكمها
2 - الأحاديث التي أسانيدها صحيحة وما في حكمها
عسى الله أن ينفع بها , على بركة الله نبدأ:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif
2083 - من آمن بالله وبرسوله، وأقام الصلاة، وصام رمضان، كان حقا على الله أن يدخله الجنة، جاهد في سبيل الله، أو جلس في أرضه التي ولد فيها.
فقالوا: يا رسول الله، أفلا نبشر الناس؟
قال: إن في الجنة مائة درجة، أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض، فإذا سالتم الله فاسألوه الفردوس، فإنه أوسط الجنة، وأعلى الجنة - أراه - فوقه عرش الرحمن
الراوي: أبو هريرة
المحدث: البخاري
المصدر: الجامع الصحيح
الصفحة أو الرقم: 2790
خلاصة الدرجة: [صحيح]
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif
6476 - من آمن بالله ورسوله، وأقام الصلاة، وصام رمضان، كان حقا على الله أن يدخله الجنة، هاجر في سبيل الله، أو جلس في أرضه التي ولد فيها).
قالوا: يا رسول الله، أفلا ننبئ الناس بذلك؟
قال: إن في الجنة مائة درجة، أعدها الله للمجاهدين في سبيله، كل درجتين ما بينهما كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس، فإنه أوسط الجنة، وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة
الراوي: أبو هريرة
المحدث: البخاري
المصدر: الجامع الصحيح
الصفحة أو الرقم: 7423
خلاصة الدرجة: [صحيح]
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif
115008 - أن أم الربيع بنت البراء، وهي أم حارثة بن سراقة، أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا نبي الله، ألا تحدثني عن حارثة - وكان قتل يوم بدر، أصابه سهم غرب - فإن كان في الجنة صبرت، وإن كان غير ذلك، اجتهدت عليه في البكاء؟
قال: (يا أم حارثة، إنها جنان في الجنة، وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى).
الراوي: أنس بن مالك
المحدث: البخاري
المصدر: الجامع الصحيح
الصفحة أو الرقم: 2809
خلاصة الدرجة: [صحيح]
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif
115082 - أصيب الحارثة يوم بدر وهو غلام، فجاءت أمه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، قد عرفت منزلة حارثة مني، فإن يكن في الجنة أصبر وأحتسب، وإن تكن الأخرى تر ما أصنع
فقال: (ويحك، أو هبلت، أو جنة واحدة هي، إنها جنان كثيرة، وإنه في جنة الفردوس).
الراوي: أنس بن مالك
المحدث: البخاري
المصدر: الجامع الصحيح
الصفحة أو الرقم: 3982
خلاصة الدرجة: [صحيح]
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif
(يُتْبَعُ)
(/)
116424 - أصيب حارثة يوم بدر وهو غلام، فجاءت أمه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، قد عرفت منزلة حارثة مني، فإن يك في الجنة أصبر وأحتسب، وإن تكن الأخرى تر ما أصنع؟
فقال: (ويحك، أوهبلت، أوجنة واحدة هي؟ إنها جنان كثيرة، وإنه لفي جنة الفردوس).
الراوي: أنس بن مالك
المحدث: البخاري
المصدر: الجامع الصحيح
الصفحة أو الرقم: 6550
خلاصة الدرجة: [صحيح]
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif
116428 - أن أم حارثة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد هلك حارثة يوم بدر، أصابه غرب سهم، فقالت: يا رسول الله، قد علمت موقع حارثة من قلبي، فإن كان في الجنة لم أبك عليه، وإلا سوف ترى ما أصنع؟
فقال لها: (هبلت، أجنة واحدة هي؟ إنها جنان كثيرة، وإنه لفي الفردوس الأعلى).
وقال: (غدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها، ولقاب قوس أحدكم، أو موضع قدم من الجنة، خير من الدنيا وما فيها، ولو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت إلى الأرض لأضاءت ما بينهما، ولملأت ما بينهما ريحا، ولنصيفها - يعني الخمار - خير من الدنيا وما فيها).
الراوي: أنس بن مالك
المحدث: البخاري
المصدر: الجامع الصحيح
الصفحة أو الرقم: 6567
خلاصة الدرجة: [صحيح]
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif
9427 - أن الربيع بنت النضر أتت النبي صلى الله عليه وسلم وكان ابنها حارثة بن سراقة وكان أصيب يوم بدر أصابه سهم غرب فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت أخبرني عن حارثة لئن كان أصاب خيرا احتسبت وصبرت وإن لم يصب الخير اجتهدت في الدعاء
فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أم حارثة إنها جنان في جنة وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى والفردوس ربوة الجنة وأوسطها وأفضلها
الراوي: أنس بن مالك
المحدث: الترمذي
المصدر: سنن الترمذي
الصفحة أو الرقم: 3174
خلاصة الدرجة: حسن صحيح
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif
201010 - وإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس، فإنه وسط الجنة، وأعلا الجنة وفوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة
الراوي: أبو هريرة
المحدث: ابن خزيمة
المصدر: التوحيد
الصفحة أو الرقم: 241/ 1
خلاصة الدرجة: [أشار في المقدمة أنه صح وثبت بالإسناد الثابت الصحيح]
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif
201068 - الجنة مائة درجة، بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، ومن فوقها يكون العرش، وإن الفردوس من أعلاها درجة ومنها تفجر أنهار الجنة الأربعة، فسلوه الفردوس
الراوي: عبادة بن الصامت
المحدث: ابن خزيمة
المصدر: التوحيد
الصفحة أو الرقم: 247/ 1
خلاصة الدرجة: [أشار في المقدمة أنه صح وثبت بالإسناد الثابت الصحيح]
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif
(يُتْبَعُ)
(/)
213828 - أن أم الربيع بنت البراء – وهي أم حارثة بن سراقة، أتت النبي - صلى الله عليه وسلم – فقالت: يا نبي الله ألا تحدثني عن حارثة بن سراقة – وكان قتل يوم بدر أصابه سهم غرب، فإن كان في الجنة صبرت، وإن كان غير ذلك اجتهدت عليه الثكل.
قال: يا أم حارثة: إنها جنان، وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى
الراوي: أنس بن مالك
المحدث: ابن خزيمة
المصدر: التوحيد
الصفحة أو الرقم: 872/ 2
خلاصة الدرجة: [أشار في المقدمة أنه صح وثبت بالإسناد الثابت الصحيح]
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif
213830 - خرج ابن عمتي حارثة يطارد يوم بدر، فأصابه سهم غرب فأتت أمه الربيع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: يا رسول الله: إن كان حارثة في الجنة فسأصبر، وإن غير ذلك فسترى
قال: يا أم حارثة: إنها جنان، وإن حارثة في الفردوس الأعلى
الراوي: أنس
المحدث: ابن خزيمة
المصدر: التوحيد
الصفحة أو الرقم: 873/ 2
خلاصة الدرجة: [أشار في المقدمة أنه صح وثبت بالإسناد الثابت الصحيح]
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif
213832 - أن الربيع أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله: أنبئني عن حارثة أصيب يوم بدر، فإن كان في الجنة صبرت واحتسبت، وإن كان غير ذلك اجتهدت في البكاء
فقال: يا أم حارثة: إنها جنان في الجنة، وإنه أصاب الفردوس الأعلى
الراوي: أنس
المحدث: ابن خزيمة
المصدر: التوحيد
الصفحة أو الرقم: 874/ 2
خلاصة الدرجة: [أشار في المقدمة أنه صح وثبت بالإسناد الثابت الصحيح]
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif
198500 - جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما من فضة، وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما من ذهب، وما بين القوم بين أن ينظروا إلى ربهم عز وجل إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن - لفظ العمي -
وقال الحارث: جنان الفردوس أربع: ثنتان من ذهب، وآنيتهما وما فيهما، وثنتان من فضة، حليتهما وآنيتهما وما فيهما
الراوي: أبو موسى الأشعري
المحدث: أبو نعيم
المصدر: حلية الأولياء
الصفحة أو الرقم: 2/ 359
خلاصة الدرجة: صحيح متفق عليه [أي: بين العلماء]
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif
207936 - جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما حوضك الذي تحدث عنه؟
فذكر الحديث إلى أن قال:
فقال الأعرابي: يا رسول الله فيها فاكهة؟
قال: نعم، وفيها شجرة تدعى طوبى هي تطابق الفردوس
فقال: أي شجرة أرضنا تشبه؟
قال: ليس تشبه شيئا من شجر أرضك ولكن أتيت الشام؟
قال: لا يا رسول الله.
قال: فإنها تشبه شجرة بالشام تدعى الجوزة تنبت على ساق واحد، ثم ينتشر أعلاها
قال: فما عظم أصلها؟
قال: لو ارتحلت جذعة من إبل أهلك ما قطعتها حتى تنكسر ترقوتها هرما
قال: فيها عنب؟
قال: نعم
قال: فما عظم العنقود منها؟
قال: مسيرة شهر للغراب الأبقع لا يقع ولا ينثني ولا يفتر
قال: فما عظم الحبة منه؟
قال: هل ذبح أبوك تيسا من غنمه عظيما، فسلخ إهابه، فأعطاه أمك فقال: ادبغي هذا، ثم افري لنا منه ذنوبا يروي ماشيتنا؟
قال: نعم
قال: فإن تلك الحبة تشبعني وأهل بيتي
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وعامة عشيرتك
الراوي: عتبة بن عبد السلمي
(يُتْبَعُ)
(/)
المحدث: المنذري
المصدر: الترغيب والترهيب
الصفحة أو الرقم: 4/ 379
خلاصة الدرجة: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif
186337 - إذا سألتم الله فسلوه الفردوس فإنها وسط الجنة وأعلى الجنة وسقفها عرش الرحمن
الراوي: -
المحدث: ابن تيمية
المصدر: الاستقامة
الصفحة أو الرقم: 1/ 215
خلاصة الدرجة: صحيح
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif
244822 - إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس، فإنها أعلى الجنة، وأوسط الجنة وسقفها عرش الرحمن
الراوي: -
المحدث: ابن تيمية
المصدر: تلبيس الجهمية
الصفحة أو الرقم: 4/ 8
خلاصة الدرجة: صحيح
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif
51847 - الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، والفردوس أعلاها درجة، ومن فوقها العرش، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس
الراوي: عبادة بن الصامت
المحدث: الذهبي
المصدر: العلو
الصفحة أو الرقم: 85
خلاصة الدرجة: رواته ثقات ونحوه لعطاء بن يسار عن أبي هريرة وهو أصح
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif
227056 - جنان الفردوس أربع. . . . . .
الراوي: أبو موسى
المحدث: الهيثمي
المصدر: مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم: 10/ 400
خلاصة الدرجة: رجاله رجال الصحيح
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif
227058 - إن سألتم الله فسلوه الفردوس
الراوي: العرباض بن سارية
المحدث: الهيثمي
المصدر: مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم: 10/ 401
خلاصة الدرجة: رجاله ثقات
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif
230133 - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا سألتم الله فسلوه الفردوس فإنه سر الجنة عليك بسر الوادي فإنه أمرعه وأعشبه
الراوي: العرباض بن سارية
المحدث: الهيثمي
المصدر: مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم: 10/ 174
خلاصة الدرجة: رجاله وثقوا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif
243980 - أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم بمرآة بيضاء فيها نكتة
فقال صلى الله عليه وسلم: ما هذه؟
فال: هي الجمعة فضلت بها أنت وأمتك، والناس لكم فيها تبع اليهود والنصارى، ولكم فيها خير، وفيها ساعة لا يوافقها مؤمن يدعو الله بخير إلا استجيب له، وهو عندنا يوم المزيد
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا جبريل وما يوم المزيد؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فقال: إن ربك اتخذ في الفردوس واديا أفيح فيه كثيب من مسك، فإذا كان يوم الجمعة أنزل الله سبحانه ما شاء من ملائكته وحوله منابر من نور عليها مقاعد النبيين وحف تلك المنابر بمنابر من ذهب مكللة بالياقوت والزبرجد عليها الشهداء والصديقون فجلسوا من ورائهم على ذلك الكثيب
فيقول الله عز وجل: أنا ربكم قد صدقتكم وعدي فسلوني أعطكم
فيقولون: نسألك رضوانك
فيقول: قد رضيت عنكم ولكم ما تمنيتم ولدي مزيد، فهم يحبون الجمعة لما يعطيهم فيه ربهم من الخير وهو اليوم الذي استوى فيه ربك تبارك وتعالى على العرش وفيه خلق آدم وفيه تقوم الساعة
الراوي:
المحدث: الفيروزآبادي
المصدر: سفر السعادة
الصفحة أو الرقم: 95
خلاصة الدرجة: صحيح
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif
5292 - ما منكم من أحد إلا وله منزلان منزل في الجنة ومنزل في النار، فإذا مات فدخل النار ورث أهل الجنة منزله، فذلك قوله تعالى: {أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس}
الراوي: أبو هريرة
المحدث: السيوطي
المصدر: البدور السافرة
الصفحة أو الرقم: 469
خلاصة الدرجة: إسناده صحيح
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif
14890 - { الذين يرثون الفردوس} وهو أوسط الجنة
الراوي: -
المحدث: الشوكاني
المصدر: فتح القدير -
الصفحة أو الرقم: 3/ 671
خلاصة الدرجة: صحيح
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif
37309 - أن الربيع بنت النضر أتت النبي صلى الله عليه وسلم وكان ابنها الحارث بن سراقة أصيب يوم بدر أصابه سهم غرب فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالت أخبرني عن حارثة لئن كان أصاب خيرا احتسبت وصبرت وإن لم يصب الخير اجتهدت في الدعاء
فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أم حارثة إنها جنة في جنة وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى والفردوس ربوة الجنة وأوسطها وأفضلها
الراوي: أنس بن مالك
المحدث: الألباني
المصدر: صحيح الترمذي
الصفحة أو الرقم: 3174
خلاصة الدرجة: صحيح
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif
47115 - من صام رمضان وصلى الصلوات وحج البيت، لا أدري أذكر الزكاة أم لا.
إلا كان حقا على الله أن يغفر له إن هاجر في سبيل الله أو مكث بأرضه التي ولد بها
قال معاذ ألا أخبر بها الناس؟
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ذر الناس يعملون فإن في الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض والفردوس أعلى الجنة وأوسطها وفوق ذلك عرش الرحمن ومنها تفجر أنهار الجنة فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس
الراوي: معاذ بن جبل
المحدث: الألباني
المصدر: صحيح الترمذي
الصفحة أو الرقم: 2530
خلاصة الدرجة: صحيح
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif
47118 - في الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، والفردوس أعلاها درجة، ومنها تفجر أنهار الجنة الأربعة، ومن فوقها يكون العرش، فإذا سألتم الله فأسالوه الفردوس
الراوي: عبادة بن الصامت
المحدث: الألباني
المصدر: صحيح الترمذي
(يُتْبَعُ)
(/)
الصفحة أو الرقم: 2531
خلاصة الدرجة: صحيح
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif
49558 - الجنة مائة درجة كل درجة منها ما بين السماء والأرض وإن أعلاها الفردوس وإن أوسطها الفردوس وإن العرش على الفردوس منها تفجر أنهار الجنة فإذا ما سألتم الله فسلوه الفردوس
الراوي: معاذ بن جبل
المحدث: الألباني
المصدر: صحيح ابن ماجه
الصفحة أو الرقم: 3512
خلاصة الدرجة: صحيح
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif
59500 - يا أم حارثة! إنها ليست بجنة واحدة، ولكنها جنان كثيرة، و إن حارثة لفي أفضلها، أو قال: في أعلى الفردوس
الراوي: أنس بن مالك
المحدث: الألباني
المصدر: السلسلة الصحيحة
الصفحة أو الرقم: 1811
خلاصة الدرجة: إسناده صحيح على شرط مسلم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif
65202 - الفردوس ربوة الجنة، و هي أوسطها و أحسنها
الراوي: سمرة بن جندب
المحدث: الألباني
المصدر: السلسلة الصحيحة
الصفحة أو الرقم: 2003
خلاصة الدرجة: صحيح بمجموع طرقه
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif
71472 - نعم، وفيها شجرة تدعى طوبى، هي تطابق الفردوس
فقال: أي شجر أرضنا تشبه؟
قال: ليس تشبه من شجر أرضك، ولكن أتيت الشام؟
قال: لا يا رسول الله!
قال: فإنها تشبه شجرة بالشام تدعى (الجوزة)، تنبت على ساق واحد ثم ينتشر أعلاها.
قال: فما (عظم (أصلها؟
قال: لو ارتحلت جذعة من إبل أهلك، لما قطعتها حتى تنكسر ترقوتها هرما.
قال: فيها عنب؟
قال: نعم
قال: فما عظم العنقود منها؟
قال: مسيرة شهر للغراب الأبقع، لا يقع ولا ينثني ولا يفتر.
قال: فما عظم الحبة منه؟
قال: هل ذبح أبوك من غنمة تيسا عظيما؟
قال: نعم
قال: فسلخ أهابه، فأعطاه أمك؟ فقال: أدبغي هذا، ثم افري لنا منه ذنوبا نروي به ماشيتنا؟
قال: نعم قال: فإن تلك الحبة تشبعني وأهل بيتي؟
فقال النبي: وعامة عشيرتك
الراوي: عتبة بن عبد السلمي
المحدث: الألباني
المصدر: صحيح الترغيب
الصفحة أو الرقم: 3729
خلاصة الدرجة: صحيح لغيره
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif
76842 - الجنة مائة درجة، ما بين كل درجتين كما بين السماء و الأرض، و الفردوس أعلى الجنة، و أوسطها، وفوقه عرش الرحمن، و منها يتفجر أنهار الجنة، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس
الراوي: معاذ بن جبل و عبادة بن الصامت و أبو هريرة و أبو عبيدة بن الجراح
المحدث: الألباني
المصدر: صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 3121
خلاصة الدرجة: صحيح
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gifhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif
81721 - إذا سألتم الله تعالى فاسألوه الفردوس؛ فإنه سر الجنة
الراوي: العرباض بن سارية
المحدث: الألباني
(يُتْبَعُ)
(/)